الحاوي في الطب

الرازي، أبو بكر

الجزء 1

(الْمُقدمَة) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) الْحَمد لله الْوَاحِد القهّار الْعَزِيز الغفّار وصلواته على مُحَمَّد عبد ونبيّه الْمُخْتَار وعَلى آله الطيّبين الطاهرين من عترته الأخيار وَسَلَامه هَذَا كتاب أَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ المتطبّب فِي طبّ جمع فِيهِ الْأَمْرَاض الكائنة فِي بدن الْإِنْسَان ومعالجاتها وسمّاه الْحَاوِي أَنه يحتوي على جَمِيع الْكتب وأقاويل القدماء الْفُضَلَاء من أهل هَذِه الصِّنَاعَة وَقد بَدْء بِذكر ذَلِك من رَأس الْإِنْسَان وَمَا ينزله من الْأَمْرَاض فِيهِ وَمِنْه قَوْله

أمراض الرأس

(الْجُزْء الأول) (أمراض الرَّأْس)

الباب الأول

(الْبَاب الأول) (فِي السكتة والفالج والخدر والرعشة وعسر الْحس وبطلانه والاختلاج وجمل أَمر علل الحسّ وَالْحَرَكَة والأشياء) (المضادّة بالعصب وعلاج الرَّأْس والمالنخوليا.) 3 - (الْمقَالة الأولى) 3 - (الْأَعْضَاء الآلمة) قَالَ يَنْبَغِي أَن تكون عَالما بالعصب الَّذِي يَأْتِي إِلَى كل وَاحِد من الْأَعْضَاء وَمَا مِنْهَا عصب الحسّ وَمَا مِنْهَا عصب الْحَرَكَة فالعصب الَّذِي ينبّث فِي الْجلد يحسّ وَالَّذِي يكون مِنْهُ الْوتر يحرّك وَفعل العصب يبطل إِمَّا ببتره الْبَتَّةَ فِي الْعرض أَو رضةٍ أَو سدةٍ أَو لورمٍ يحدث فِيهِ أَو لبردٍ شديدٍ يُصِيبهُ إِلَّا أَن الورم والسدة وَالْبرد قد يُمكن أَن يرجع فعله إِذا ارْتَفَعت علله وَإِن حدث فِي نصف العصب عرضا قطع استرخت الْأَعْضَاء الَّتِي فِي تِلْكَ النَّاحِيَة وَإِن شقّ العصب بالطول لم ينل الْأَعْضَاء ضَرَر الْبَتَّةَ فاقصد أبدا عِنْد بطلَان حسّ عضوٍ أَو حركةٍ إِلَى أصل العصب الجائي إِلَيْهَا فَإِن كَانَ قد برد فأسخنه بالأضمدة وَإِن كَانَ قد ورم فَاجْعَلْ عَلَيْهِ المحلّلة وَإِن كَانَ قد قطع فَلَا حِيلَة فِيهِ. وَقد يعرض الفالج فِي عضوٍ وَاحِد مثل الْعَارِض فِي عضل الْيَدَيْنِ أَو المثانة إِمَّا بِسَبَب ضربةٍ تقع) عَلَيْهِ وَإِمَّا البردٍ شديدٍ يُصِيبهُ وَقد يعرض للعضل الَّذِي على الشرج وَذَلِكَ كثير من جُلُوس الْإِنْسَان على حجرٍ باردٍ شَدِيد الْبرد أَو قيام فِي المَاء الْبَارِد فَيخرج مِنْهُ الْبَوْل وَالْبرَاز بِلَا إِرَادَة وَكثير مِمَّن يسْقط من موضعٍ عالٍ على ظَهره أَو يضْرب عَلَيْهِ فينالهم حصر الْبَوْل والغايط لِأَن الأمعاء والمثانة تدفع مَا فِيهَا بِقُوَّة العضل لي جالينوس قد ذكر فِي هَذِه الْمقَالة أَنه لَيْسَ للمثانة عضل يقبضهَا دَائِما يدْفع الْبَوْل بقوةٍ طبيعيةٍ وَإِنَّمَا لَهَا على فمها عضل يمسك الْبَوْل وَهَذَا قَوْله أَيْضا إِنَّمَا يكون خُرُوج الْبَوْل من الأصحاء بِأَن يمسك العضلة المتطوّفة على فَم المثانة عَن فعلهَا وَتفعل المثانة فعلهَا وَفعل المثانة فعل يكون بالطبع لَا بالإرادة بل بالقوّة الدافعة الطبيعية الَّتِي تدفع كلَّ مَا يُؤْذِي وَقَالَ فِي آخر الْمقَالة أَنه إِنَّمَا يخرج مَا فِيهَا عِنْدَمَا يُطلق العضل بالإرادة ويجتمع هِيَ على مَا فِيهَا وينقبض على مَا يحويها لي فَإِذا كَانَ هَذَا على هَذَا فقد يظّن أَن فِي كَلَامه تناقضاً وَلَيْسَ بتناقض لِأَنَّهُ يجوز أَن يكون إِنَّمَا عَنى بقوله بِقُوَّة العضل لَا أَن عضلا للمثانة والدبر للدَّفْع بل عضل الْأَعْضَاء الَّتِي تعين هَذِه بالعصر كالحجاب وعضل المراق وَنَحْوهَا. قَالَ العضل إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى الْعُرُوق لتحفظ عَلَيْهِ اعْتِدَال مزاجه ولتعدوه لضَرُورَة وَهِي سلوكها إِلَى مَا وَرَاءه من الْأَعْضَاء.

قَالَ والخدر يحدث عَن الْبرد ويجلب على الْأَعْضَاء الَّتِي يكون فِيهَا عسر الحسّ وَالْحَرَكَة قَالَ جالينوس وَسقط رجل عَن دَابَّة فصكّ صلبه الأَرْض فلمّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث ضعف صَوته وَفِي الْيَوْم الرَّابِع انْقَطع البتّة وَاسْتَرْخَتْ رِجْلَاهُ وَلم تنَلْ يَدَيْهِ آفَة وَلَا بَطل نَفسه وَلَا عسر أَيْضا وَذَلِكَ وَاجِب لِأَن مَا كَانَ من النخاع أَسْفَل الْعُنُق كَانَ قد ورم فاسترخى لذَلِك العضل الَّذِي بَين الأضلاع فَبَقيَ التنفس للعضو دون الصَّوْت لِأَنَّهُ يكون بالحجاب وبالست العضلات الفوقانية وَأما النفحة الَّتِي هِيَ مَادَّة الصَّوْت فبطلت لِأَنَّهَا تكون بالعضل الَّذِي فِيمَا بَين الأضلاع فَأَرَادَ الْأَطِبَّاء أَن يضعوا على رجلَيْهِ أدويةً لجهلهم فمنعتهم وقصدت أَنا الْموضع الَّذِي وَقعت بِهِ السقطة فَلَمَّا سكن الورم الَّذِي فِي النّخاع فِي الْيَوْم السَّابِع عَاد صَوته واستوت رِجْلَاهُ لي لم تنَلْ يَدَيْهِ آفَة لِأَن عصبها يجيئها من نخاع الْعُنُق. وَرجل آخر سقط عَن دَابَّته فَذهب حسّ الْخِنْصر والبنصر وَنصف الْوُسْطَى من يَدَيْهِ فَلَمَّا علمت أَنه سقط على آخر فقار الرَّقَبَة علمت أَن مخرج العصب الَّذِي بعد الفقارة السَّابِعَة أَصَابَهَا ورم فِي أول مخرجها لِأَنِّي كنت أعلم من التشريح أَن الْجُزْء الْأَسْفَل من أَجزَاء الْعصبَة إِلَّا) خيرة من العصب النَّابِت من الْعُنُق يصير إِلَى الإصبعين الْخِنْصر والبنصر ويتفرق فِي الْجلد الْمُحِيط بهما وَفِي النّصْف من جلد الْوُسْطَى. فِي الثَّالِثَة من الْمَوَاضِع الآلمة قَالَ فامّا السكات فإنّه لمّا هُوَ غلب من الْحُدُوث بَغْتَة يدل على أَن خلطاً بَارِدًا غليظاً أَو لزجاً يمْلَأ وَاسْتَرْخَتْ بطُون الدِّمَاغ واستدّل على شدته وَضَعفه بِمِقْدَار ابطأ من النَّفس وَشدَّة النَّفس الَّذِي لَهُ وقعات وفترات وَيكون دُخُوله وَخُرُوجه بكدّ واستكراه شَدِيد وَإِذا كَانَت الآفة فِي السكات فِي الدِّمَاغ قتل سَرِيعا لِأَن التنفس يبطل وأعضاء الْوَجْه فِي هَذَا لَا تتحرّك واسترخى مَا دونهَا وَإِن كَانَ أَسْفَل من الْعُنُق بَقِي التنفس سليما وَبَطل مَا سواهُ وَإِن حدث فِي جَانب من النخاع استرخت فِي ذَلِك الْجَانِب وَبِالْجُمْلَةِ فالآفة تحدث بالأعضاء الَّتِي تنَال عصبها آفَة. الرَّابِعَة مِنْهُ لَيْسَ مَتى وجدت العليل بَقِي لَا يحسّ وَلَا يتحرّك فَهِيَ سكتة لِأَن السبات كَذَلِك لَكِن إِذا وجدته مَعَ ذَلِك يغطّ ويستكره نَفسه فَتلك سكتة وَفِي الْأَكْثَر تنْحَل بفالج يحدث لي قَالَ مَتى استرخى عُضْو من الْأَعْضَاء فضع الْأَدْوِيَة على منبت عصبه فانّا نَحن قد شفينا قوما قد استرخت أَرجُلهم قَلِيلا بأدوية وضعناها على الْقطن فبرؤا من غير أَن نضع على الرجلَيْن شَيْئا بتة. وَآخر كَانَ بِهِ جِرَاحَة فِي اليتيه فانكشف عَنهُ فِي العلاج اللَّحْم فلمّا برْء رجله عسرة الْحَرَكَة فعلنَا بالحدس أَنه بَقِي من الورم الَّذِي كَانَ بِهِ بَقِيَّة فِي بعض تِلْكَ الْأَعْضَاء فَوَضَعْنَا عَلَيْهِ أدوية تحلل فبرأ

لي إِذا وَقع الاسترخاء بعقب مرضٍ فاقصد اسخان تِلْكَ الْمَوَاضِع الَّتِي هِيَ منابت تِلْكَ الأعصاب فإنّ فِيهَا اخلاطاً بَارِدَة فَإِن كَانَ بعقب ضَرْبَة أَو سقطة فَانْظُر فَإِن كَانَ صعباً وَلم ترجع الْحَرَكَة من ذَاتهَا الْبَتَّةَ وَلم تبْق مِنْهَا بَقِيَّة فَإِن العصب انبتر فَلَا تشتغل بِهِ وَإِن كَانَ الْعُضْو فِيهِ حَرَكَة مَا وتراه يقبل على الْأَيَّام فَاعْلَم أَن فِيهِ ورماً فضع عَلَيْهِ ألف المحللة والملينة. قَالَ وَآخر كَانَ يصيد السّمك فِي نهر فبردت مِنْهُ الْمَوَاضِع الَّتِي تلِي دبره ومثانته وبوله كَانَ يخرجَانِ بِغَيْر إِرَادَة فبرء من علته سَرِيعا بأدوية مسخنة ووضعناها على العضل الَّذِي بِهِ كَانَت الْعلَّة وَإِذا كَانَ العصب الَّذِي الْعلَّة بِهِ غائرة كَانَ ابطأ للانجاع وَاحْتَاجَ إِلَى أدوية أقوى لي وخاصّة إِذا كَانَ فِي العصب الَّذِي منشأه من الْعظم الْأَعْظَم. قَالَ وَرجل ابتّل رَأسه بالمطر وَبرد بردا شَدِيدا فَذهب حسُّ جلدَة رَأسه وَكَانَ الْأَطِبَّاء) يسخنون جلدَة رَأسه فلعلمي بِأَن جلدَة الرَّأْس يقبل الْحس من أَرْبَعَة أعصاب تخرج من الْفَقْرَة الأولى من فقارات الصلب داويت تِلْكَ الْمَوَاضِع فبرأ لي فِي هَذَا إِنَّمَا كَانَت الآفة بِهَذِهِ الْمَوَاضِع لَا بمنابت الأعصاب فَانْظُر فِيهِ قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن من عرف منابت العصب الجائي إِلَى كل عُضْو من الْأَعْضَاء سهل علاجه لي اسْتَعِنْ بجوامع الْأَعْضَاء الآلمة. قَالَ وَرجل عولج من خنازيرٍ فَقطع العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق من جانبٍ فَبَطل نصف صَوته وَآخر انْكَشَفَ اللَّحْم عَنهُ فِي هَذَا العلاج فبرء وَالزَّوْج السَّادِس الَّذِي هُوَ مَوْضُوع عِنْد شرياني فِي الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ الخدر شَيْء فِيمَا بَين الاسترخاء التَّام فِي الصِّحَّة وَفِي الرَّابِعَة مِنْهُ قَالَ مَتى رَأَيْت عضوا مَا قد نالته آفَة فِي جانبٍ من الْبدن كيدٍ واحدةٍ أَو أذنٍ وَاحِدَة أَو عينٍ واحدةٍ فِي حسّه أَو حركته فَاعْلَم أَن الآفة فِي مبدء منشأ تِلْكَ العضلة فِي الْجَانِب الَّذِي ينْبت مِنْهُ فأمّا مَتى كَانَ فِي الشفتين جَمِيعًا فالآفة فِي جملَة الْموضع الَّذِي ينْبت مِنْهُ ذَلِك الزَّوْج وَقد يقبل فعله بعض العصب الْأزْوَاج الْقَرِيبَة مِنْهُ. قَالَ الاستلقاء الطَّوِيل الْمدَّة يضعف النخاع لي قد تشاجر مَعَ الْأَطِبَّاء الطبيعيون وتشكّلوا فِي أَمر الفالج والرعشة وَذَلِكَ أَنهم ظنُّوا أَنه لَا يُمكن أَن يحدث فِي النخاع علّة تقف عِنْد نصفه إِلَّا بِالْقطعِ فإمَّا بالطبع فَلَا وَقَالُوا كَيفَ تكون الرعشة فِي الْيَدَيْنِ وَالرجلَانِ سليمتان ونخاع الْيَد فَوق نخاع الرجل وَفِي الْكتب فِيهِ أقاويل مضطربة. الرَّابِعَة من جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ إِذا أحدثت الآفة فِي الْبَطن المؤخّر من الدِّمَاغ فَإِنَّهُ إِن حدث فِي نصفه أحدث فالجاً وَإِن حدث فِي كلّه أحدث سكتةً لي مِمَّا يحْتَاج إِلَى تَجْوِيز العلّة فِي الفالج إِن النّصْف من الدِّمَاغ لَا من التجويف يكون قد فسد مزاجه ألف فَتكون تِلْكَ الأعصاب والنخاع النابتة مِنْهُ مأوفةً. وَقد ذكر جالينوس مَا يقوّي هَذَا فِي الرَّابِعَة من هَذَا الْكتاب فَاسْتَعِنْ بِهِ إلاّ أنّا إِذا رَأينَا فِي

الفالج شقٍ ٍ واحدٍ وَالْوَجْه صَحِيحا لَا قلبة بِهِ نقض هَذَا القَوْل وَمن الشنيع أَن يكون نصف النخاع الشوكي عليلاً فَبَقيَ أَن تكون منابت العصب بهَا الْعلَّة وإليها يَنْبَغِي أَن يكون الْقَصْد بالعلاج وَمن البديع أَيْضا أَن يعتل ابْتِدَاء منبت عصب الْيَد وَالرجل فِي حالةٍ وَاحِدَة فلتحرز ذَلِك. وَقد قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الآلمة أَيْضا أَن نصف النخاع يعتّل طولا وَهَذَا قَوْله أَنه رُبمَا كَانَت الآفة فِي جَانِبه الْأَيْمن يَعْنِي النخاع من غير أَن يكون فِي الْأَيْسَر شَيْء بتّة) وربّما كَانَ بِخِلَاف ذَلِك وَتَكون الأعصاب الَّتِي فِي ذَلِك الْجَانِب عليلةً وأمّا إِذا كَانَ النخاع سليما فِي نَفسه وَكَانَت الآفة إِنَّمَا هِيَ بشعبةٍ واحدةٍ من شعب العصب المنشعبة مِنْهُ فإنّما يتبع ذَلِك استرخاء فِي ذَلِك الْعُضْو الَّذِي تجيئه تِلْكَ الشعبة وَقد يتّفق مرَارًا كثيرا أَن تكون تِلْكَ الآفة فِي شعب كثيرةٍ مَعًا والنخاع سليم لي فليفهم عَن جالينوس هَاهُنَا من قَوْله شُعْبَة ابْتِدَاء منبت الْعصبَة وكانّ قد أحسّ أَنه من البديع أَن يعتل النخاع فِي نصفه طولا وَلَا يتأدّى إِلَى النّصف الثَّانِي فَأَرَادَ بذلك أَن تُوجد للفالج علّة فَقَالَ قد يُمكن أَن يعتّل منابت أعصابٍ كثيرةٍ مَعًا وَهَذَا شَيْء غَرِيب وبديع أَيْضا أَن يكون يَنْبَغِي أَن يتَّفق أبدا أَن يعتّل من النخاع نصفه وَيبقى الْبَاقِي من السَّلامَة فِي حدّ لَا ينْقض من فعله شَيْء الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ إِن كَانَ ذَلِك ضغط أَو ورم فَعجب أَن يكون يبلغ من نكاية نصف النخاع أَن يبطل فعله الْبَتَّةَ وَيبقى النّصْف سليما وَإِن كَانَ من سوء مزاجٍ فَهُوَ أشنع وَلَكِن أعلم أَن الدِّمَاغ فِي جَمِيع بطونه مثنى وَإِذا استرخى أحد شقّي الْجَسَد فالآفة فِيهِ فِي ذَلِك الشقّ من الدِّمَاغ وَلَكِن إِن كَانَ لَا يتبيّن مِنْهُ فِي الْوَجْه شَيْء فَإِن ذَلِك لِأَن الآفة فِي ذَلِك الْبَطن لَيْسَ فِي غَايَة الاستحكام فَمَا قرب مِنْهُ فَإِن الْفِعْل يبْقى لَهُ على أَنه لَا بُد أَن يكون مضروراً وَإِن كَانَ ذَلِك لَا يتبيّن للحس وَمَا بعد مِنْهُ فالآفة تظهر مِنْهُ ظهوراً كلياً لِأَن القوّة تخور مَتى بَعدت على الأَصْل والينبوع وَلست اشكّ أَن النخاع نَفسه مثنّى وَإِن كَانَ ذَلِك لَا يتبيّن بالتشريح. قَالَ جالينوس فِي الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة إِذا حدثت فِي أول منشأ النخاع آفَة يمْنَع القوى الَّتِي كَانَت تجيئه استرخاء ألف جَمِيع الْبدن خلا الْوَجْه كَمَا أَنه إِن حدثت بِهِ آفَة فِي النّصْف من منشئه حدث بِهِ فالج فِي ذَلِك الْجَانِب لي هَذَا يقرب مِمَّا قُلْنَاهُ أَن البطّن الْمُؤخر الَّذِي مِنْهُ منشأ النخاع مثنّى أَو أَن الآفة إِنَّمَا تحدث بِنَفس جرم الدِّمَاغ فِي نَفسه فَيكون مَا ينْبت ماؤفا. قَالَ وَقد يعرض مَعَ الفالج استرخاء فِي الْوَجْه فِي الْجَانِب وَحِينَئِذٍ فَاعْلَم أنّ الآفة فِي الدِّمَاغ وأمّا مَتى أَعْضَاء الْوَجْه سليمَة فالآفة فِي منشأ النخاع فقد صرخَ بأنّ الدِّمَاغ مثنّى وإلاّ فَلَو كَانَ وَاحِدًا وَكَانَت الآفة فِيهِ استرخى كلا جَانِبي الْوَجْه. وَقَالَ فِي الرَّابِعَة إِذا كَانَ جزئي الدِّمَاغ كليهمَا عِنْد مبدأ النخاع وَقد امْتَلَأَ حدثت السكتة وَإِن أعتلّ أَحدهمَا حدث فالج وَإِن أُجِيب أَن انحلال السكتة إِلَى الفالج فإنّما يكون عِنْدَمَا يدْفع الدِّمَاغ الفضلة إِلَى أَضْعَف الْجَانِبَيْنِ مِنْهُ.)

وَجُمْلَة فَإِن الْأَمر كلَّه مُعَلّق إِمَّا بِأَن الدِّمَاغ مثنّى وَفِيه أَيْضا شكّ كَيفَ تحدث الآفة بِبَطن الدِّمَاغ وَيبقى الآخر وَكَذَلِكَ الْحَال فِي النخاع أَولا تكون الآفة تحدث فِي جرم الدِّمَاغ نَفسه وَفِيه أَيْضا شكّ فليبحث عَن ذَلِك بحثا شافيا فِي البحوث الطبيعية. الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ ابقراط فِي كتاب المفاصل أَنه لَيْسَ يصير إِنْسَان بِسَبَب زَوَال الخرز إِلَى دَاخل مفلوجاً فإمَّا بِسَبَب زوالٍ إِلَى جانبٍ فَيكون فالجاً يبلغ الْيَدَيْنِ وَلَا يتَجَاوَز أَكثر من ذَلِك. قَالَ جالينوس أَنه إِن مَال الخرز إِلَى داخلٍ ميلًا لَا يكون النخاع مَعَه غير منطوٍ منكّس لَكِن كَانَ ميله ميلًا قَلِيلا قَلِيلا لم يكن مِنْهُ فالج وَإِن هُوَ مَال ميلًا يطوى فِيهِ النخاع فَإِنَّهُ يكون فالج فِي جَمِيع مَا هُوَ أَسْفَل مِنْهُ لي افهم أَن من قَوْله كَانَ ميله قَلِيلا قَلِيلا أَن يمِيل جُزْء كثير حَتَّى تَجِيء مِنْهَا قِطْعَة من دَائِرَة كالحال فِي الحدبة من الانطواء أَن تميل خرزة وَاحِدَة فَتحدث فِي النخاع زَاوِيَة وَإِذا مَالَتْ الخرزة إِلَى جَانب فَإِنَّهُ فِي بَعْضهَا يعرض للعصب أَن ينضغط فَيُوجب الاسترخاء وَفِي بَعْضهَا لَا وَذَلِكَ أَن خرز الْعُنُق فِي كل خرزة مِنْهَا حُفْرَة يلتأم من انضمامها إِلَى الْأُخْرَى الثقب الَّذِي مِنْهُ يخرج العصب والجزء الَّذِي فِي الْعليا مِنْهَا مسَاوٍ للَّتِي فِي السُّفْلى فَأَما خرز الصَّدْر فالعليا أبدا أكبر جُزْءا وَأما خرز الْقطن فالخرز مِنْهَا كُّله فِي الْعليا فَلذَلِك مَتى انْفَتَلَ خرز الْعُنُق تمدد العصب فِي الْجَانِب الَّذِي إِلَيْهِ انْفَتَلَ وانطوى فَيحدث فِي هَذَا الْجَانِب الَّذِي إِلَيْهِ انْفَتَلَ وانطوى فَيحدث فِي هَذَا الْجَانِب فالج الْيَد فَأَما خرز الصلب فَإِنَّهُ إِذا انْفَتَلَ مَال النخاع مَعَ الخرزة لِأَن الثقب فِيهَا وَحدهَا وَلَا يعرض للعصب مِنْهُ فِي ذَلِك الْموضع أَن يتمدد من جَانب ينكّس من آخر. فِي الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض فِي الرعشة قَالَ الشُّيُوخ تسرع إِلَيْهِم الرعشة من أدنى سببٍ وَأما الشبّان فَتحدث الرعشة بِمن كَانَ مِنْهُم قد برد بدنه بردا شَدِيدا وَهُوَ بِكَثْرَة الشَّرَاب الصّرْف أَو يتخم تخما مُتَوَالِيَة أَو يمْكث دهرا طَويلا يتملأ من الطَّعَام وَلَا يسْتَعْمل الرياضة البتّة وَقد تحدث الرعشة من شرب المَاء الْبَارِد فِي غير وقته لِأَن جَمِيع هَذِه الْأَشْيَاء يحدث سوء مزاج باردٍ قَالَ والأخلاط الغليظة أَيْضا إِذا هِيَ سدّت مسالك الرّوح النفساني كَانَت من ذَلِك رعشة لي قد ذكر فِي هَذَا الْكتاب أَنِّي أَحْسبهُ أَن الرعشة تكون إِذا لم يبلغ ضعف العضل إِلَى أَن تسْقط الْقُوَّة الْبَتَّةَ حَتَّى يحدث الاسترخاء لَكِن يكون لَهُ من القوّة فَتحدث عَنهُ حركات متّضادة.) من جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ إِذا زَالَ فقار الصلب إِلَى دَاخل حدث عَنهُ عسر الْبَوْل وَإِذا زَالَ

جَوَامِع الْعِلَل والأعراض السكتة أَيْضا من امتلاء الْعُرُوق والشرائين امتلاء لَا يُمكنهَا مَعَه أَن يتنّفس فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يبرد الْبدن البتّة حَتَّى يعْدم الحسّ وَالْحَرَكَة قَالَ وَفِي ذَلِك قَالَ بقراط من يسكت بَغْتَة فَذَلِك لانسداد عروقه والرعشة تحدث عَن الْبرد وَعَن الاستفراغ وَعَن الْعَوَارِض النفسية قَالَ والأعضاء الَّتِي تفلج يكمد لَوْنهَا. الميامرة ل ديمقراطيس أَنه قد عالج الشيطرج الاسترخاء الْحَادِث فِي الْأَعْضَاء فشفاه قَالَ وَهَذَا العلاج يُغني عَن العلاج بالتفسيا والخردل فاعتمد على الْأَدْوِيَة المحمّرة استعملها فِي الرعشة فَإِنَّهَا نافعة فِيمَا ذكر أرجيجانس وَذَلِكَ أَن هَذِه الأضمدة تحلل البلغم اللزج وتجلب إِلَى الْموضع دَمًا كثيرا ويسخّنه فَيَعُود لذَلِك الحسّ وَالْحَرَكَة. الأولى من تقدمة الْمعرفَة قَالَ الرعشة الكائنة عَن يبس الْأَعْضَاء ردّية جدّا لَا شِفَاء لَهَا الْبَتَّةَ. الثَّالِثَة من الْأَمْرَاض الحادّة قَالَ التجربة وَالْقِيَاس يشْهد أَن الخلّ يضر بالعصب والعصب يَنَالهُ ألف الضَّرَر من جَمِيع الْأَشْيَاء الْبَارِدَة إِلَّا أَن اللطيفة مِنْهَا شَرّ لِأَنَّهَا تغوص فِيهِ وتبلغ عمقه. الثَّانِيَة من كتاب الْفُصُول السكتة إِذا كَانَت قَوِيَّة لم يبرء صَاحبهَا وَإِن كَانَت ضَعِيفَة لم يسهل بُرْؤُهُ. قَالَ جالينوس السكتة هُوَ أَن يعْدم الْبدن كلّه بَغْتَة الحسَّ وَالْحَرَكَة خلا حَرَكَة التنفس وَحدهَا فَإِن هُوَ عدمهَا فَذَاك أعظم وأدهى مَا يكون مِنْهَا وَمَتى كَانَ صَاحب السكتة يتنّفس لَكِن يتنفس باستكراهٍ شَدِيد فسكتة قَوِيَّة وَمَتى كَانَ يتنفس بِلَا جهدٍ وَلَا استكراهٍ إِنَّه مُخْتَلف غير لازمٍ لنظامٍ واحدٍ وَهُوَ مَعَ ذَلِك ربّما فتر فسكتة قويّة إِلَّا أَنَّهَا أنقص من الأول وَمَتى كَانَ صَاحبهَا يتنّفس نفسا لَازِما لنظام مّا فسكتة ضَعِيفَة فَإِن عنيت بِهَذَا فَعَلَيْك أَن تبرئه وكلّ سكتة فَإِنَّمَا تكون إِذا امْتنع الرّوح النفساني أَن يجْرِي إِلَى مَا دون الرَّأْس إِمَّا لِأَن ورما حدث فِي الدِّمَاغ وَإِمَّا لِأَن بطونه امْتَلَأت رُطُوبَة بلغميّة وبحسب مِقْدَار السَّبَب الْفَاعِل يكون عظم العلّة وَإِنَّمَا صَارَت لَا تبرؤ فِي الْأَكْثَر من اجل ضَرَر التنفّس. وَمن الْعجب أَن عضل الصَّدْر يَتَحَرَّك فِي السكتة وَإِن كَانَ باستكراه على أَن سَائِر العضل لَا يتحرّك الْبَتَّةَ وَلَا قَلِيلا من الْحَرَكَة وَيُمكن أَن يكون ذَاك بِأَن الْقُوَّة تسْقط لشدّة الْحَاجة إِلَى التنفّس وَلذَلِك تَجِد فِي أَكثر الْحَالَات أَصْحَاب السكتة يتحّرك مِنْهُم جَمِيع عضل الصَّدْر كَمَا يَتَحَرَّك فِي) الرياضة الشَّدِيدَة وَإِنَّمَا يضْطَر إِلَى ذَلِك لِأَن جَمِيع عضل الصَّدْر يُرِيد أَن يَتَحَرَّك ليجتمع من حركاته كلهَا إِذا كَانَت قَليلَة بِقدر مَا يَجْزِي بِهِ أَو كَانَ بَعْضهَا يَتَحَرَّك حَرَكَة قوّية. الثَّانِيَة من الْفُصُول قَالَ الشَّرَاب يبرىء التشنّج الْحَادِث من امتلاء بكيفيّته كَمَا يفعل

الحمّى فَأَما بِكَثْرَة جرمه فيورث التشنج والسكتة وتفتح العصب كَمَا يفعل الحمّى وتفتح العصب لِأَنَّهُ يغوص فِيهِ فيملأه لي الشَّرَاب الناري المر الْعَتِيق إِذا سقى صرفا على قَلِيل من الْغذَاء نعم العون على حلّ الْعِلَل الْبَارِدَة من العصب السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ الفالج يَنْبَغِي أَن يعالج بنفض الأخلاط البلغميّة وَمن عرض لَهُ وَهُوَ صَحِيح وجع بَغْتَة فِي رَأسه ثمَّ اسْكُتْ على الْمَكَان وَعرض لَهُ غطيط فَإِنَّهُ يهْلك فِي سبع إلاّ أَن يحدث بِهِ حمّى لِأَن ذَلِك يدل على أَن فَضله مَالَتْ إِلَى رَأسه دفْعَة فالحمى يسخن تِلْكَ الفضلة ويحلّلها فَإِن لم يحدث ذَلِك كَاف ألف الْمَوْت إِلَى سبع. السَّابِعَة من الْفُصُول مَتى عدم الْإِنْسَان بَغْتَة قوّته أَو استرخى عُضْو مّا فالعلّة سوداوية. قَالَ جالينوس لَا يَنْبَغِي أَن يُطلق فَيُقَال سوداوّية لِأَنَّهَا قد تكون بلغمية أَيْضا وَمن هذَيْن يكون مثل هَذَا بَغْتَة لِأَنَّهُ قد تحدث هَذِه الْعلَّة قَلِيلا بِسَبَب الورم الصلب أَو بِسَبَب مزاجٍ ردي ثَابت يعسر انحلاله لِأَنَّهَا تكون مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا. الْفَصْل قَالَ السكتة تحدث عَن انصباب دمٍ كثيرٍ بَغْتَة إِلَى الدِّمَاغ وَمن يخَاف عَلَيْهِ السكتة فبادر بفصده فِي الرّبيع قبل وُقُوعه فِيهَا لي من كَانَ ضَعِيف العصب يسْرع وُقُوعه فِي هَذِه الْأَمْرَاض فاعرف ذَلِك من المزاج قَالَ اللَّحْم من المفلوجين لَا يحسّ وَإِنَّمَا الحسّ للجلد وَحده إِذا لم تكن بِهِ آفَة قَالَ ويسهل الْوُقُوع فِي الفالج من الصرع وَمن اختناق الْأَرْحَام. الثَّانِيَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ نَحن ندخل إِلَى آبزن زيتا حارّا من أَصَابَهُ علّة بَارِدَة مثل رعشة الْعَاشِرَة من آراء بقراط وأفلاطن قَالَ جَمِيع الْأَطِبَّاء إِذا عالجوا من تشنّجٍ من الْجَانِبَيْنِ أَو رعشةٍ فِي جَمِيع الْبدن أَو اختلاجٍ أَو استرخاءٍ فِي جَمِيع الْبدن من أَسْفَل الْوَجْه قصدُوا بالعلاج إِلَى مؤخّر الرَّأْس. الرَّابِعَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ الرعشة تكون فِي الْأَكْثَر من غَلَبَة الْبرد على الحسّ العصبي من الْأَعْضَاء فَلذَلِك يضرّه الفصد فِي أَكثر الْأَمر وربّما نفع فِي الندرة وَلَا ينفع إلاّ من كَانَ سَبَب رعشته احتقان دمٍ كثيرٍ ردّيٍّ فِي الْبدن كَدم الْحيض والبواسير لي ذكر جالينوس أَنه قد أَتَى بجملة مقَالَته فِي الرّعشة والاختلاج والنافض فِي الأولى من تَفْسِير الثَّالِثَة من ابيذيميا.) الرَّابِعَة من الثَّالِثَة قَالَ اشرب الْكثير من الشّراب يضرّ بالعصب والدماغ وَالْجِمَاع يضّر بهما مضرَّة شَدِيدَة. الْخَامِسَة من السّادسة من أبيذيميا جَمِيع هَذِه الْأَمْرَاض والأعراض البلغمية إِذا كَانَت بالصبيان انتفعوا عِنْد الْإِدْرَاك وَذهب عَنْهُم ذَلِك أَن لم يسؤوا التَّدْبِير.

السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ الفالج الْكَامِل ذهَاب الحسّ وَالْحَرَكَة من الْعُضْو بتّةً لي قد قَالَ جالينوس فِي الأولى وَالثَّانيَِة من الْأَعْضَاء الآلمة أَنه قد يُمكن أَن يذهب الحسّ وَتبقى الْحَرَكَة وَأَن تذْهب الْحَرَكَة وَيبقى الحسّ وَأَن يذهبا جَمِيعًا. فَإِذا كَانَ للعضو عصب حسيٌّ وَعصب حركيٌّ فربّما حدثت الآفة بِأَحَدِهِمَا وَإِن كَانَ عُضْو عصبٍ حسيّةٍ وعصبٍ حركيّةٍ واحدةٍ فَذَهَبت حركته وَبَقِي حسّه فَذَاك لضعفٍ حدث فِي عصبه فَاحْتَاجَ للحركة إِلَى قُوَّة مِنْهُ كَثِيرَة واكتفاه للحسّ بِالْقَلِيلِ وَلَا يُمكن فِي هَذَا أَن يبطل الحسّ وَالْحَرَكَة قَائِمَة ثَابِتَة. الْيَهُودِيّ ضماد للرعشة عَجِيب يُؤْخَذ رطبَة واطبخها ودقّها وضمّد بِهِ الْيَد كل يَوْم مرَّتَيْنِ. قَالَ وَقد ابرأت الفالج بالحمام الْيَابِس وَقد يحمي انتظام عَظِيم ويدني من رَأس السّكيت فَيحل السكات ويقام بحذاء الفقار لِأَن العلّة فِي مُؤخر الرَّأْس. قَالَ وَيحدث مَعَ السكتة والفالج يبس الْبَطن فليحتقنوا بالشيافات القوّية ويدلك الرجل بالدهن وَالْمَاء الحارّ وَالْملح ويمرخ الخزر بالميعة والزيبق وينفخ فِي آنافيهم كندس فَإِنَّهُ جيد جدا. أَو اعْتمد فِي إسهال هَؤُلَاءِ وَجَمِيع هَذِه الْأَمْرَاض على حبّ الفربيون وَهُوَ سكبينج أشق جاوشير مقل صَبر جندبيدستر حرمل دِرْهَمَانِ فربيون دِرْهَم شَحم حنظل ردهمان وَنصف الشربة مِثْقَال. قَالَ وَأحمد أزمنة الخريف وينفع مِنْهُ دهن الخروع الْمَطْبُوخ بِمَاء السّداب يسقى دِرْهَمَانِ كلّ يَوْم بِمَاء الْأُصُول ويتدرّج حَتَّى يبلغ خَمْسَة دَرَاهِم. الحبّ البيمارستاني نَافِع لهَذِهِ الأوجاع جبدبيدستر نصف دِرْهَم شَحم الحنظل ربع دِرْهَم فربيون دانق أيارج فيقرا دِرْهَم وَهِي شربة. الطَّبَرِيّ قَالَ الرعشة تكون من الْإِكْثَار من الْأَشْرِبَة وَالْمَاء بالثلج والباءة وَالسكر وينفع مِنْهَا إسهال البلغم وَشرب الجندبيدستر وَالْجُلُوس فِي الأدهان الحارّة ويدهن الْعُضْو ويمرخ عصبه) بدهن السوسن ودهن الْقسْط لي أدوية تقلع الخامّ من العصب الفربيون شَحم الحنظل القنطوريون عصارة قثّار الْحمار يخلط بهَا الحلتيت والسكبينج والجاوشير والجندبيدستر ويدمن بعد ذَلِك بايارج هرمس والانقرويا وترياق الْأَرْبَعَة. قَالَ من عَلَامَات الفالج صداع شَدِيد بَغْتَة وتمّدد الْأَوْدَاج وشعاعات أَمَام الْعين وَبرد الْأَطْرَاف ويختلج الْبدن كلّه وَثقل حركاته وتصرّ أَسْنَانه فِي النّوم فلتدارك هولاء بالفصد والإسهال ويدهن الْبدن كلّه بدهن الْقسْط وَنَحْوه يقيؤّا قيئاً كثيرا ويعطّسوا بالأشياء الحارّة ويشمّوا أَشْيَاء حارّة ويحتقنوا بالحارّة ويجلسوا فِي الحمامات ويرضوا رياضةً مسرعةً لي ينظر فِي الرياضة. قَالَ وينفع فِي الفالج أكل الوجّ المربيّ وينفع من برودة الْأَعْضَاء والخدر والفالج جندبادستر يفتق فِي دهن قثّاء الْحمار ويطلي.

وَهَذَا دهن عَجِيب لبرد الْأَعْضَاء والفالج والخدر يُؤْخَذ أَرْبَعَة أَرْطَال مَاء السداب المعصور الرطب فيصبّ عَلَيْهِ رَطْل دهن السوسن ويطبخ حَتَّى يذهب المَاء ويصّفى وَينزل عَن النَّار يُؤْخَذ جندبيدستر وعاقرقرحا وقسط أُوقِيَّة أُوقِيَّة وفربيون نصف أُوقِيَّة يداف فِيهِ بعد جودة سحقه ويصبّ عَلَيْهِ أوقيتان دهن بِلِسَان وَيسْتَعْمل طلاءاً لَا شربا. أهرن قَالَ ابدء فِي علاج السكتة بالنطل على الرَّأْس من طبيخ الشبت والشيح والبرنجاسف والمرزنجوش وورق الأترج والصعتر واكليل الْملك والفوتنج والسداب والحاشا لي يَنْبَغِي أَن يفصد الرَّأْس بِهَذِهِ بعد استفراغ الْبدن ثمَّ أدهن رَأسه بالأدهان الحارّة اللطيفة ثمَّ انفخ فِي مَنْخرَيْهِ السعوطات القوية فَإِن لم يحضرك شَيْء فاسعط بعصير ثومةٍ واحدةٍ وَمن ترجى من اصحاب السكتة فاعظم علاجه التكميد للراس وَجَمِيع الْجَسَد والنطول الحارّ والسعوط بالأشياء الحرّيفة والحقن الحارّة وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن أَن يسْقِي شَيْئا لِأَنَّهُ يلقى كالميّت على أنّا قد نوجرهم قدر بندقة من الترياق أَو من السنجرينا أَو الثلثيا والسكبيح وَنَحْوه من الصموغ ويحقنهم بِمثل هَذِه الحقنة يطْبخ شَحم الحنظل والقنطوريون مَعَ النانخواه والشّب والسداب والكاشم وَيجْعَل فِيهِ سكبينج ومرّ ودهن لوزٍ مر ويحقن بِهِ مَعَ بورق ومرارة الثور وعسلٍ ويدلك الفقار كُله بالمناديل حَتَّى يحمّر ثمَّ ينطل عَلَيْهِ طبيخ الْأَشْيَاء الحارّة اللطيفة ثمَّ يدلكه بالأدهان الحارّة اللطيفة. قَالَ وَإِذا حدث الفالج فِي عضوٍ لضربةٍ أَو خراج خرج فِيهِ فأزمن ورمه فَإِنَّهُ يعالج بِمَا يبدّد الورم يوضع عَلَيْهِ المحاجم إِن أمكن ذَلِك حَتَّى يجتذب ذَلِك الدَّم الميّت من السقطة والضربة) وَإِذا حدث لضعف العصب فامرخه ألف بدهن الناردين وَنَحْوه وَإِن حدثت الرطوبات كَثِيرَة فِي الْبدن فأعطه حبّ الفربيون وَإِن رَأَيْت فِي معدهم رطوباتٍ كَثِيرَة فقيئهم ثمَّ أعطهم مَاء الْأُصُول بدهن الخروع وَالطَّعَام مَاء حمص وزيتٍ طريٍ ومريٍ وَإِن كَانُوا ضعفاء فلحم الطير وينفع من الاسترخاء الْجُلُوس فِي ابزن زيتٍ قد طبخ فِيهِ ثَعْلَب مَعَ بزورٍ حارّةٍ والتمرخ بدهن الجندبادستر والفربيون والعاقرقرحا والحنظل والميعة والزنبق أَو يتَّخذ قيروطي بدهن السوسن ثمَّ يسحق مَعهَا هَذِه الْأَدْوِيَة واطلها على مخرج العصب والعضو نَفسه فِي الفالج والخدر والتشنّج الرطب فَإِنَّهُ يحلّل تِلْكَ الرطوبات الغليظة وَيُبرئ العليل. بولس قَالَ المسكت يكون ملقى على ظَهره وَيكون وَجهه فِي بعض الْأَوْقَات تعلوه حمرَة وَمن كَانَت علته سهلةً ابتله الشَّيْء الرطب إِذا صبّ فِي حلقه وَإِذا كَانَت صعبةً لم يسغه وَخرج من الْأنف وَيَكُونُونَ مستلقين لَا صَوت لَهُم وَلَا حَرَكَة وَلَا حسّ وَلَا حمى ّ بهم وأشدّه أعْسر تنفّساً ويعرض من بلغمٍ كثيرٍ باردٍ يملئ بطُون الدِّمَاغ أَو دمٍ ويتقدمه وجع فِي الرَّأْس حاد وانتفاخ الْأَوْدَاج وظلمة الْبَصَر ودوار وبريق وَبرد فِي الْأَطْرَاف واختلاج فِي الْبدن كلّه وَثقل الْحَرَكَة وتصرير الْأَسْنَان فِي النّوم وَيكون الْبَوْل زنجارياً أَو أسود أَو فِيهِ قشار نخاليٌّ ويعرض فِي الأمزاج البلغمية وَإِذا عرض لشابّ فِي وَقت صَائِف كَانَ عَظِيما جدا وَفِي الْأَقَل يبرؤ بِأَن يؤل إِلَى فالج فَمن رجى مِنْهُم فابدأ بفصده لَا سِيمَا إِن كَانَ وَجهه أَحْمَر وأحقنه

بحقنٍ قوّيةٍ وَإِن عرضت بعد أكل طَعَام مَا أَو تخمة فقيّئه مَكَانك ثمَّ جوّعه يَوْمَيْنِ وامرخ بَطْنه بالأدهان الحارّة بعد النطول بالمياه الحارّة اللطيفة والدلك وَإِن عرض بسكران فغذه بعد انحلال خماره بغذاءٍ رطب مثل مَاء الْأُصُول ورطّب رَأسه بالأدهان الْمُوَافقَة لذَلِك فَإِن كَانَ صيفاً فَاجْعَلْ الأدهان باردةٍ وَإِن كَانَ شتاءً فَتكون فاترةً فَإِن لم ينْحل خمره الْبَتَّةَ وَلم يفق فايئس من برئه. وَبِالْجُمْلَةِ يَنْبَغِي أَن يفصد من رجى مِنْهُم وَلَا يُؤَخر ذَلِك فَإِذا خفت بعض الْخَوْف حقنوا فِي ذَلِك الْيَوْم أَو من غَد بالحقن الحادّة أَعنِي بماءٍ مالحٍ قد خلط بعسلٍ وَضرب ضربا جيدا ويدهن الْبدن كُله بزيتٍ قد خلط فِيهِ كبريت ويدهن الرَّأْس بدهن شبت قد طبخ مَعَ فوتنج ويقطر فِي الْأنف جندبيدستر مَعَ مَاء الْعَسَل ويشمّون الجندبيدستر والقنة وَيفتح الْفَم بالقهر وَيدخل وَيدخل فِيهِ ريشة قو لوثت بدهن سوسن حَتَّى يقيء ويلطخ الْمعدة ألف بِالَّتِي تخرج الرِّيَاح وَإِذا خف قَلِيلا غرغروا وعطّسوا وَإِن دَامَ بهم فقد الصَّوْت وثابت الْقُوَّة فضع المحاجم على الْقَفَا والنقرة) بشرطٍ وعَلى مَا دون الشراشيف ثمَّ ليحركوا فِي محفة أَو أرجوحةٍ وَاسْتعْمل العطوس والغرور دَائِما ويمضي بِهِ إِلَى الْحمام بعد الْوَاحِد وَالْعِشْرين. وَأما أَصْحَاب الفالج فاسقهم أيارج قد خلط بِمثلِهِ جبدبيدستر ودرّجهم إِلَيْهِ من دِرْهَم أَولا إِلَى سِتَّة دَرَاهِم وَاجعَل على الْعُضْو الْأَشْيَاء المحمرة واخلط بِهِ الجندبيدستر والفلفل والعاقرقرحا والفربيون واطلها بدهن السداب أَو بدهن قثار الْحمار وعلّق المحاجم على الْمَوَاضِع الَّتِي استرخت وضمّدها بالأضمدة المهياة بالزفت واسقهم مِثْقَال جندبيدستر أَو دِرْهَم جاوشير أَو سكبينج فَإِنَّهُ بليغ النَّفْع إِذا أَخذ مِنْهُ كل يَوْم قدر باقلاة بشراب الْعَسَل أَو يُؤْخَذ جندبيدستر وجاوشير وسكبينج وحلتيت بِالسَّوِيَّةِ ملعقةً كل يَوْم ويدخلون الْحمام بعد ثَلَاثِينَ يَوْمًا وليقيؤا وليطعموا الْأَشْيَاء الْيَابِسَة ويصابروا الْعَطش ويعالج الْموضع الَّذِي يقرحه بالأضمدة المحمرة بمرهم الاسفيداج. وَقد يعرض كثيرا للعضو الَّذِي يفلج أَن يقبض أَو يسترخي بِأَكْثَرَ مِمَّا طبع عَلَيْهِ فتفقد ذَلِك فَإِنَّهُ ربّما كَانَ من شدّة امتلاء الْعُضْو وربّما كَانَ من استفراغه فَإِذا تفقدت ذَلِك فافصد فِي بَعْضهَا وَلَا تفصد فِي بعضٍ فَإِذا استرخت الْأَعْضَاء فادلكها بشدةٍ وَاسْتعْمل مَا يقبض وَإِذا انقبضت فَاسْتعْمل الدَّلْك اللّين بالأشياء الَّتِي ترخى وَمِمَّا يعظم نَفعه للاسترخاء أَن يدلك بالزيت والنطرون والقنّة وينطل بِمَاء الْبَحْر أَو بطبيخ الْغَار والفنجنكشت والمرزنجوش ويعظم الْأَدْوِيَة المحمرة جدا وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يضْرب الْعُضْو بالقضبان حَتَّى يحمر ويطلى بالأضمدة المحمرة وَإِذا تَمَادى الاسترخاء فِي الْعُضْو فليمد اللَّحْم المسترخي الَّذِي فِيمَا بَين المفاصل ويثقب بمكاوٍ دقاقٍ وصغارٍ. وَأما الْأَعْضَاء الَّتِي تقلصت فبرؤها بِالتَّدْبِيرِ المسخّن بأضمدة الزفت وَجرى الدَّم إِلَيْهِ والاسترخاء الْحَادِث عَن قطع العصب لَا يبرء.

قَالَ فَإِن عرض الاسترخاء لالآت البلع فليوضع المحاجم على الذقن ويلطّخ بالأدوية المعمولة بالجندبيدستر والسكبينج ويتغرغر بالأشياء الحرّيفة وَإِن عرض الاسترخاء للسان أفصد الْعرق الَّذِي فِيهِ وأحجم الذقن وغرغر بالخردل وَاسْتعْمل حَرَكَة اللِّسَان وَإِن عرض الاسترخاء لألات الصَّوْت فاقصد بالعلاج إِلَى الصَّدْر وعالج بحصر النَّفس ألف وَالصَّوْت فَإِن عرض بالجنب أَو الْعَجز انتفعوا باللطوخات والضمادات والحركات الَّتِي تسْتَعْمل فِي هَؤُلَاءِ فَإِن عرض فِي المثانة) حَتَّى يخرج الْبَوْل لَا إِرَادَة أَو لَا يخرج فاقصد بالعلاج إِلَى الْعَانَة والحالبين واحقن الدبر بدهن السداب أَو بدهن قثاء الْحمار من سمن وجندبيدستر وقنة وجاوشير وحلتيت وَإِن حقنت المثانة من الْقَضِيب عظم نَفعه وَقد اكْتفى بِهَذَا العلاج وَحده خلق كثير. واحقن المَاء أَيْضا بِمَاء يخرج البلغم عَنْهَا بقنطورين وشحم الحنظل وقثاء الْحمار وينتفعون بِشرب المدرّة للبول والجندبيدستر ودبّر من هَؤُلَاءِ من احْتبسَ بَوْله بالتبويل والغمز وَالْعصر للمثانة والأضمدة المرخية وَالْمَاء الْحَار العذب وَأما من خرج بَوْله بِغَيْر إِرَادَة فدّبره بالأشياء المعفصة والمقبّضة من الأغذية والأدوية الْيَابِسَة وَشرب المَاء الْحَار وَبعد تنقّص العلّة فَاسْتعْمل الأضمدة المحمرة والاستحمام بالمياه العفصة الْبَارِدَة وَإِن كَانَت قابضةً كَمَاء الشب وَالْحَدِيد. وَأما الفالج الكاين من انخلاع بعض الفقار وزواله فَإِنَّهُ قَاتل وَأما الاسترخاء الْحَادِث للذّكر فدبره بتدبير المثانة فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع بِأَعْيَانِهَا وعَلى الْقطن والثنّة والدبر وَاسْتعْمل مَعَ ذَلِك الْأَدْوِيَة الزَّائِدَة فِي الباه واجتنب اللَّبن والجبن والكواميخ والبقول الْبَارِدَة كلهَا وَإِذا عرض الاسترخاء فِي المعاء الْمُسْتَقيم فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ مِنْهُ حصر فِي الْغَايَة وربّما كَانَ مِنْهُ خُرُوجه بِلَا إِرَادَة فدبّره بعلاج المثانة سَوَاء وَاسْتعْمل بعد ذَلِك إِن كَانَ الثفل يَجِيء فِي الحقن القابضة مثل طبيخ جوز السرو والعفص والاذخر والسعد وليجلس فِي هَذِه الْمِيَاه وَإِن كَانَ الثفل احْتبسَ فالأشياء المرخية مثل الشحوم وَنَحْوهَا وَفِي بعض الْأَوْقَات مَا يخرج الثفل مثل الْملح والحنظل وَإِن عرض الاسترخاء للأطراف فَيَنْبَغِي بعد العلاج الْكُلِّي أَن يكثر من قبضهَا وبسطها وتحريكها ودلكها فَإِن ذَلِك من أعظم علاجها خاصّة الدَّلْك. فَأَما الفالج الْحَادِث عَن القولنج فَإِنَّهُ قد حدث على خلقٍ من وجع القولنج بعد أَن تخلصوا مِنْهُ فالج فِي أَطْرَافهم حَتَّى أَنَّهَا لم تحرّك أصلا وَإِن كَانَ حسّ اللَّمْس مِنْهُم بَاقِيا وَلَعَلَّ ذَلِك إِنَّمَا كَانَ بِسَبَب أَن العضل مَال إِلَى الْأَطْرَاف على طَرِيق البحران وبرؤا هَؤُلَاءِ كلهم فِي الأدهان الحارّة والدلك وَوجدنَا الدّهن الْمُتَّخذ بالجوز الرُّومِي وصمغ البلاط خَاصّا بِهَذَا الوجع فقد انْتفع ألف كثير مِنْهُم بالأشياء الَّتِي تقَوِّي وتبرؤ. قَالَ والرعشة تكون من ضعف العصب وَقد تحدث من شرب المَاء الْبَارِد فِي الحمّيات وَمن الإفراط من شرب الشَّرَاب وَمن سوء مزاج بَارِد وَإِذا كَانَ الارتعاش من سَبَب ظَاهر فليمنعوا مِنْهُ وَإِذا دَامَ فليدهن بدهن قثاء الْحمار وَينصب المحاجم على الْفَقْرَة الأولى

من فقار الصلب) ويضمد بالضماد الحارّ ثمَّ يوضع عَلَيْهِ من بعد ذَلِك صوف قد غمس فِي الزَّيْت الْعَتِيق. وَإِن أزمنت الْعلَّة فليجلس فِي آبزن زيتٍ وَيسْتَعْمل الدَّلْك اللّين وليسقوا شراب الْعَسَل والجندبيدستر ولينقلوا إِلَى مَوَاضِع حارّة وليدعوا المَاء الْبَارِد والنبيذ والأدوية البسيطة الَّتِي تصلح للرعشة الجبدبيدستر ودماغ الأرنب إِذا اكل وعصارة الغافث وَإِن دَامَ فَاسْتعْمل الأضمدة المحمرة والأدهان المقوية الْحَرَارَة والدلك الشَّديد والرياضات وَلَا يشربون الشَّرَاب إِلَى أَن يبرؤا برءاً تَاما وَلَا يسقى فِي هَذِه الْعلَّة الْأَدْوِيَة القوية الإسهال وَلَا يستفرغ بعد ذَلِك استفراغاً قَوِيا لِأَن كل هَذِه تحلّل القوّة فتزيد فِي الرعشة وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يستفرغ قَلِيلا قَلِيلا ويدلك ويراض ويجوّع ويعطّش. قَالَ وَقد يكون ضرب من استرخاء المفاصل فِي الحميات المزمنة وَفِي عقيب القولنج والفالج وَيكون من حرس ورطوبة فَإِن عولج بالحرارة زَاد. ويتوهم الجهّال أَنه من الْبرد إِذا عالجه يزْدَاد وعلاجه فِي بَاب الْجَبْر وَجُمْلَته النطل والتضميد بالأشياء المبرّدة المجففة وَهَذَا مسوح جيد للفالج وَنَحْو عاقرقرحا ودهن الْغَار ومرزنجوش يَابِس وميويزج أُوقِيَّة أُوقِيَّة ونطرون وخردل أوقيتان أوقيتان وفلفل دِرْهَم وفربيون أُوقِيَّة وجندبيدستر أَربع أَوَاقٍ يطلي بِهِ مخارج العصب والأعضاء. الْإِسْكَنْدَر قَالَ إِذا حدث الفالج فِي شيءٍ من الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الْوَجْه أما الْعين وَأما فِي الْأنف وَأما اللِّسَان أَو الْأذن أَو شَيْء مِمَّا يَلِي الْوَجْه فَذَلِك يدعى اللقوة وَمَعْلُوم أَن ذَلِك من قبل الدِّمَاغ فاقصد بالعلاج إِلَيْهِ فالفالج يكون من بلغمٍ غليظٍ كثير وربّما كَانَ من السَّوْدَاء وربّما كَانَ من حرارةٍ ويبسٍ لِأَنَّهُ إِذا كثرت الْحَرَارَة دفعت البلغم فَسَالَ إِلَى الْموضع خانق وَفِي هَذَا الْموضع يسخن وَقد يكون الفالج من الامتلاء إِذا كثر الدَّم فَإِذا علمت أَن الفالج مِنْهُ فابدأ أَولا بالفصد وَإِخْرَاج الدَّم قَلِيلا قَلِيلا فِي مراتٍ وَبعد ذَلِك اسْتعْمل الأغذية الملطّفة وَإِذا كَانَ الفالج فِي أَعْضَاء الرَّأْس فعالج بالغرغرة والعطوس والمضوغ وضع على الرَّأْس الْأَدْوِيَة المحمرة وَأَجد دلكه. وَهَذِه شربة صَالِحَة للفالج جدا صَبر شَحم حنظل أُوقِيَّة أُوقِيَّة فربيون نصف أُوقِيَّة مقل أُوقِيَّة هَذِه الشربة تنقّي العصب لَا يعد لَهَا شَيْء الشربة أَربع وَعِشْرُونَ قيراطا إِلَى سِتّ وَثَلَاثِينَ قِيرَاط واسقه من هَذِه الشربة اثْنَا عشر قيراطا ودع ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ اسْقِهِ منع أَرْبَعَة وَعشْرين قيراطا ودع ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ مثل ذَلِك فَإِنَّهُ يعظم نَفعه فَأَما الْكَائِن من الْحَرَارَة واليبس) فأعطه مَاء الشّعير وَمَاء الهندباء والخس وَلُحُوم الدَّجَاج والسمك وَنَحْوهَا من اللطيفة واسقه من الشَّرَاب المائي وَلَا يكون عتيقا لِأَن الْعَتِيق ضار للعصب وليشربوا المَاء الْبَارِد فِي وسط الطَّعَام وَلَا يسهلوا الْبَتَّةَ وَأَنه يزيدهم جفافا.

وَقد رَأَيْت رجلا أَصَابَهُ فالج من حرٍ كثيرٍ وصومٍ فاسقي أيارج وَلَقي من ذَلِك بلاءا شَدِيدا حَتَّى أَنه أقعد ثمَّ عولج بالحمام والأشياء المرطّبة والمروخ بالدهن فبرأ. شرك قَالَ خير مَا عولج بِهِ المفلوج الاتعاب بالحركة والإكثار من الْمَشْي والتجويع فَإِن ذَلِك يجلوا البلغم وَيكثر المرّة لي معجون جيد لهَذِهِ الْعِلَل وجٌّ مائَة زنجبيل خَمْسُونَ فلفل ثَلَاثُونَ عاقرقرجا ثَلَاثُونَ جندبيدستر عشرُون حلتيت خَمْسَة عشر جاوشير خَمْسَة عشر عسل مثل الْجَمِيع يُؤْخَذ مثل البندقة. شَمْعُون ضماد مسخّن للعصب جدا بَالغ عِنْد فقد الحسّ شمع ودهن سوسن ينعم خلطه ويطرح عَلَيْهِ جبدبيدستر ومرو ميعة من كل دواءٍ أُوقِيَّة ويطلى بِهِ إِذا كَانَ الحسّ بَاقِيا بِحَالهِ وَالْحَرَكَة ذَاهِبَة الْبَتَّةَ فَخذ جوز السرو ومرو ابهل ووجّ وقشور الْكبر فيطبخ بشراب ويضمد بِهِ الخرز الَّذِي مِنْهُ مخرج ذَلِك العصب. قَالَ شَمْعُون شياف نَافِع للرعشة فِي الْيَدَيْنِ يطْبخ الرّطبَة وتدق حَتَّى تصير مثل المرهم ويضمد بِهِ الْيَدَيْنِ كل يَوْم مرَّتَيْنِ فَإِنَّهُ يبرؤه الْبَتَّةَ. قَالَ وصبّ فِي الفالج على المفاصل الَّتِي استرخت طبيخ الْأَشْيَاء القابضة وأدلكها حَتَّى يحمّر وينفع من الفالج الدَّلْك حَتَّى يحمر الأوصال وَالْمسح بدهن الْقسْط وَالْقعُود فِي طبيخ الضبعة العرجاء ويسقى دَوَاء الكبريت بعد الاستفراغ وَآخر أمره أَن يكون كيّاً دَقِيقًا بَين كل فقرتين. الاختصارات قَالَ إِذا كَانَ الفالج فِي أَعْضَاء الْوَجْه فاقصد بالعلاج إِلَى الدِّمَاغ فَإِذا كَانَ فِي الْيَد فَإلَى مخارج العصب إِلَى الْيَد ألف وَإِن كَانَ فِي الرجل فَإلَى مخارج العصب إِلَيْهِ واقصد بعد الاستفراغ وتلطيف الْغذَاء إِلَى تكميد الْموضع باليابس لينحلّ البلغم اللزج الَّذِي فِي أصُول العصب وأدهنه بعد الكماد بدهن الْقسْط وَنَحْوه وَإِن كَانَ فِي الأسافل فاحقنه بحقنٍ حارة فِيهَا صموغ حارّة وَلَا تدع استفراغه بالقيىء كل قليلٍ وَإِذا أمكن فَلْيَكُن أول علاجك الفصد كَمَا فعل حذّاق الْأَطِبَّاء فَإنَّك تخفّف بذلك عَن جملَة الْبدن والحمى دَوَاء عَجِيب لَهُ لِأَنَّهَا تسخّن وَتذهب البلغم لي أبلغ علاجه الْجُوع والاستفراغ والسهر وَالْحَرَكَة.) السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ لَا علاج أبلغ للخدر وَلمن أشرف على الاسترخاء من الْحَرَكَة الدائمة لذللك الْعُضْو فَإِنَّهُ يُعِيدهُ إِلَى حَاله. أريباسيس وَقَالَ السّكيت أدهن بدنه بدهنٍ حارٍ قد فتق فِيهِ كبريت وصب على رَأسه دهن ورد قد طبخ فِيهِ عاقرقرحا وشمّه جندبيدستر وجتوشير وقنّه واسعط مِنْهُ وَافْتَحْ فَاه وقيّئه بريشةٍ ليخرج الْفضل إِن كَانَ فِي معدته وامسح معدته بالأشياء الَّتِي تخرج الرِّيَاح فَإِن لم يقيئ بِهَذِهِ فيحقن حادّة ويفصد ويعالج الرَّأْس بعد ذَلِك بِمَا يشم ويعطّس. قَالَ وللفالج اسْقِهِ مِثْقَال أريارج ثمَّ زده مِثْقَالا فِي كل خَمْسَة أَيَّام إِلَى أَن يبلغ خمس

مَثَاقِيل وَانْظُر مَا يكون من العلّة وَإِذا كَانَ الاسترخاء فِي أَعْضَاء الْوَجْه فاقصد للغرور والعطوس وضع الْأَدْوِيَة المحمرّة على الرَّأْس وَإِن كَانَ فِي الْأَعْضَاء السفلية المسخّنة على الخرز ومخارج العصب إِلَى ذَلِك الْعُضْو. الساهر لَا يسقى المفلوج شَيْئا من الْأَدْوِيَة القوية إِلَى الْيَوْم الرَّابِع أَو السَّابِع إِن كَانَت الْعلَّة ضَعِيفَة وَأما إِن كَانَت قَوِيَّة فَإلَى الرَّابِع عشرَة لِأَنِّي رئيت سقِِي الْأَدْوِيَة فِي أول الْعلَّة كثير مَا يزِيد بهَا وَاقْتصر على أَن تُعْطِي فِي كل يَوْم وزن عشرَة ردهم جلنجبين عسلٍ بماءٍ حارٍ ودانقين مثل الترياق بالأيارج ويغرغر وَإِذا كَانَ بعد الرَّابِع عشر سقِِي حب الشيطرج ويسعط بالسعوطات الْمُوَافقَة ثمَّ سقِِي بدهن الخروع بِمَاء الْأُصُول والأيارجات الْكِبَار وحقّن ودبّر بِجَمِيعِ التَّدْبِير الْمُوَافق. اشليمن قَالَ أَنْفَع شيءٍ إِلَى الفالج أَن يسقى كل يَوْم مِثْقَال أيارج فيقرا مَعَ نصف مِثْقَال فلفل بِلَا عسل ليطول لبثه فِي الْبَطن وَلَا يخرج بسرعةٍ فَيعْمل عملا جيّدا ويبيت بِاللَّيْلِ على جندبادستر ألف وفلفل مِثْقَال بِالسَّوِيَّةِ وضع على رُؤُوس عضل الْعُضْو بمحاجم بِلَا شرطٍ فَإِن ذَلِك يسخّن العضل وَيُعِيد إِلَيْهَا حركتها واسقه مِثْقَالا أَو دِرْهَم زراوند طَوِيل مَعَ نصف دِرْهَم فلفلٍ كل يومٍ وَمرَّة ينْتَقل كل يَوْم دَائِما بحبّ الصنوبر الْكِبَار فَإِن لَهُ خاصية وضع المحمر على مخارج العصب. التَّذْكِرَة قَالَ اسْقِهِ للرعشة دِرْهَم جندبيدستر على الرِّيق. ابْن ماسويه قَالَ ينفع من أوجاع العصب أَن يسقى مِثْقَال قنطوريون دَقِيق وَنصف دِرْهَم جندبيدستر وَنصف دِرْهَم عاقرقرحا وَدِرْهَم قردمانا وأوقيتين مَاء السداب. .) تيازوق قَالَ ينْفق من استرخاء الْأَعْضَاء أَن يطْبخ الفوّة طبخاشديدا ويصبّ على الْأَعْضَاء. ابْن سرابيون قَالَ علاج الاختلاج كعلاج الرعشة والرعشة تحدث لضعف قُوَّة العصب كَمَا تحدث فِي الْمَشَايِخ وَالَّذين يشربون الثَّلج كثيرا ويفرطون فِي النَّبِيذ عالجهم بحبّ المنتن والشيطرج وادهن الْعُضْو بدهن السداب ودهن الْقسْط ودهن قثاء الْحمار ودهن الجندبيدستر والفربيون فَإِذا كَانَ عَن شرب الشَّرَاب فامنع مِنْهُ وضع على الرَّأْس خلاّ ودهن الْورْد والآس وَالَّذِي يشرب المَاء الْبَارِد فليدم الْحمام قَالَ لَا يسْتَعْمل فِي ابْتِدَاء الفالج الإسهال القوية بل الحقن وَشرب الفيقرا المعجون بالعسل ويديمون الْأَدْوِيَة الشَّدِيدَة الأسخان مثل الترياق والمثروديطوس بطبيخ النانخواه والمصطكي والقردمانا وبزر السداب افْعَل ذَلِك اسبوعا فَإِذا مضى اسبوع فأعط حبَ الشيطرج وَحب النجاح والمنتن وغرغرهم فَإِذا مضى الرَّابِع عشر سقِِي دهن الخروع والكلكلانج بِمَاء الْأُصُول الْكَبِير وَهَذِه صفته.

أصلين وشويلا عشرَة عشرَة أصل اذخر كركرهن سَبْعَة سَبْعَة بزر الرازيانج وبزر الكرفس وأنيسون ونانخواه وشونيز وقنطوريون دَقِيق وعاقرقرحا وزنجبيل ثَلَاثَة ثَلَاثَة قسط زراوند ووجّ أَرْبَعَة أَرْبَعَة وبزر السداب وشيطرج هندي خَمْسَة خَمْسَة جندبيدستر دِرْهَمَيْنِ يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال ماءٍ إِلَى أَن يبْقى رَطْل وَنصف ويصفى ويسقى مِنْهُ كل يَوْم ثَلَاث رَطْل بدهن الفيفلا أَو بدهن الككلانج وليستعملوا فِي الْأَيَّام حقنةً حادةً كي يجذب المادّة إِلَى اسفل فَإِذا طَالَتْ العلّة فَاسق الأيارجات الْكِبَار وادهن خرز الصلب ورؤوس العضل المسترخية بدهن الْقسْط قد فتق فِيهِ جندبيدستر وفربيون وعاقر قرحا قد أجيد سحقها. والغذاء عصافير وَمَاء حمّص برغوة الْخَرْدَل وَالشرَاب الْعَتِيق والخنديقون وَمَاء الْعَسَل بالأفاويه فَإِذا بلغ الانحطاط فَاسْتعْمل الْقَيْء مراتٍ كثيرةٍ وَبِالْجُمْلَةِ فليقلّوا الشَّرَاب ويلطّفوا التَّدْبِير ويحتقنوا. والسكتة إِمَّا أَن لَا تَبرأ بِأَن تؤل إِلَى الفالج فَإِذا كَانَ مَعَه غطيط فَإِنَّهُ صَعب وَإِذا تنفس بِلَا غطيط فَأمره أسهل فَإِذا كَانَت الْعلَّة صعبةً وَالنَّفس عسرا جدّا فَلَا تعالج بالمسهلة واحقنهم بالحقن الحادّة وَافْتَحْ أَفْوَاههم وَأدْخل بعد ذَلِك الترياق والانقرويا ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل ويلعقوا الْعَسَل مراتٍ كثيرةٍ فَإِنَّهُ صَالح جدا أَو أقِم فَوق رؤوسهم طابقا محميّا وكمّدها بقرنفل وهال وبسباسة قد أسخنت فَهَذَا علاجهم إِلَى الرَّابِع عشر فَإِن جاوزه فَخذ فِي تَدْبِير الفالج غير أَن) العطوس والغرور هَاهُنَا أوجب. هَذِه صفة دهن الْقسْط عَجِيب لاسترخاء المفاصل والخدر والرعشة ابهل وراسن ووجّ واذخر جُزْء وقسط ثَلَاثَة أَجزَاء يطْبخ بِالْمَاءِ حَتَّى يحمي المَاء ثمَّ يصبّ ذَلِك المَاء على الدّهن ويطبخ بِثُلثِهِ ثمَّ يفتق أَمْثَاله فِيهِ جندبيدستر وَيرْفَع. حُبَيْش من الأقرابادين الْكَبِير حبّ مرتضى جيد للفالج أيارج عشرَة قنطاريون ثَلَاثَة شَحم حنظل دِرْهَمَانِ جندبيدستر دِرْهَم الشربة دِرْهَمَانِ. حب خَاص بالرعشة عَجِيب عاقرقرحا ثَلَاثَة دَرَاهِم جندبيدستر ثَلَاثَة دَرَاهِم شَحم الحنظل دِرْهَمَانِ قثار الْحمار دِرْهَمَانِ أيارج خَمْسَة دَرَاهِم الشربة مِثْقَال. الْعِلَل والأعراض قَالَ أَجود العصب واقواه أجفّه فَلَا يزَال يزْدَاد جودة مَا جف حَتَّى يبلغ أَن يتشنج لي رَأَيْت ضِعَاف الأعصاب أَصْحَاب الأمزاج الرّطبَة. من تقدمة الْمعرفَة والانذار ابقراط قَالَ استمساك الصَّوْت مَعَ الاسترخاء ردي من اختلج جسده ألف كُله فَإِنَّهُ يسكت وَيَمُوت من فلج بعض أَعْضَائِهِ فَمَا دَامَ لم يدّق دقّة شَدِيدَة فَإِنَّهُ

يبرؤ لي على مَا رَأَيْت من اسْكُتْ فازبد لم يتَخَلَّص وَقد قرن فِي كتاب الْفُصُول هَذَا الْفَصْل الَّذِي يَقُول السكتة الصعبة بِهَذَا العضل من اختنق فازبد لم يَعش فالحال فِيهِ عِنْدِي فِي السكتة كَذَلِك وَيَنْبَغِي أَن ينظر فِي كَثْرَة الزّبد وقلته وَطول مدَّته فَإِنَّهُ إِذا كَانَ قَلِيلا أمكن أَن يتَخَلَّص كَمَا أَنه قد يتَخَلَّص المخنوق إِذا كَانَ إِنَّمَا أزبد قَلِيلا. وَقد قَالَ جالينوس أَن السكتة قد تكون من ورم فِي الدِّمَاغ فَيَنْبَغِي أَن يطْلب علامته فَإِنَّهُ عِنْدِي أشرف وأصعب وأحسب أَن علامته أَن لَا تكون بَغْتَة وَيكون قبله شَيْء من عَلَامَات قرانيطس وَيَنْبَغِي أَن ينظر أَيْن قَالَ جالينوس ذَلِك ويحرّر إِن شَاءَ الله. الثَّالِثَة من الْفُصُول قَالَ السكتة تحدث إِذا امتلاً الدِّمَاغ من البلغم حَتَّى يغمره. أريباسيس مسوح جيّد للفالج وَنَحْوه جبدبيدستر وقنّة وفلفل أَبيض وفربيون وجاوشير وبورق وعاقر قرحا وقسط وزنجبيل دفلى يلبس وتفسيا وكبريت وخردل وشمع وزيت عَتيق قَالَ قد برأَ علته خلق كثير. جورجس اعْتمد فِي الفالج على النفض كل أُسْبُوع بالقوقايا وحوارش البلادر كل يَوْم وايارج ترمس فَيكون هَذَا للنفض وَذَاكَ لتبديل المزاج فَإنَّك لَا تلبث الأمديدة حَتَّى يصلح مَعَ الْمسْح) بدهن الْقسْط فَإِن كَانَت الْحَواس مَعَ الفالج مظْلمَة فمل إِلَى الْغرُور والسعوط وامرخ الهامة بدهن الْقسْط ولطّف الأغذية وَاجعَل الشَّرَاب مَاء الْعَسَل وخمرا عتيقا لي رَأَيْت الحلتيت بليغا فِي هَذِه الْعِلَل لَا يعدله شَيْء فِي الأسخان وجلب الْحمى فليعطى مِنْهُ كالباقلاة غدْوَة وَمثلهَا عَشِيَّة يسقى بشراب جيد قَلِيل فَإِنَّهُ يلهب الْبدن من سَاعَته وَقد ذكر جالينوس أَن السكتة تكون من قبُول عروق الدِّمَاغ لدم كثير ينصب إِلَيْهِ بَغْتَة فاستدل على هَذَا النَّوْع من السكتة بامتلاء الْوَجْه وَالْعين واحمرارها ثمَّ بَادر بالفصد فِي هَذَا النَّوْع. أبيذيميا الأولى من الثَّالِثَة قَالَ قد تحدث الرعشة من سُقُوط الْقُوَّة وَلذَلِك يحدث عَن كَثْرَة الاستفراغ والجوع والأعياء والباه المفرطين وَقد يكون من كَثْرَة الأخلاط يثقل الْقُوَّة لي حبّ عَجِيب حلتيت نصف دِرْهَم جندبيدستر نصف دِرْهَم شَحم الحنظل نصف دِرْهَم قنطاريون نصف دِرْهَم وَهِي شربة مَا يَعْتَقِدهُ جالينوس رَأيا قَالَ مَا كَانَ من اعضاء الْبدن اسخن فقبوله الحسّ وَالْحَرَكَة وَمَا كَانَ أبرد فأعسر لذَلِك إِذا امتدت الشرائين فلج الْعُضْو من حَرَكَة العضل قَالَ يبطل فعل العضلة أمّا من ورم أَو فسخ أَو شدّ أَو قطع. من الأقرابادين الْكَبِير معجون البلادر لمرتضى للفالج وَنَحْوه من السكتة واللقوة زنجبيل ووجّ وشيطرج هندي وعاقرقرحا وفلفل أسود من كل وَاحِد عشرَة عشرَة جندبيدستر وفربيون وحلتيت ثَلَاثَة ثَلَاثَة أهليلج أسود وآملج خَمْسَة عشر درهما عسل البلادر عشرُون درهما دهن جوز عشرَة دَرَاهِم يلتّ بِهِ ويعجن بالعسل على ثِقَة بأنّه يُورث الْحمى. الساهر معجون جيّد للفالج يعجن بلوز الصنوبر الْكِبَار بِعَسَل وَيُعْطى ثَلَاثَة دَرَاهِم.

مُفْرَدَات جالينوس فِي المفردة الْعقار وشراب الشّعير ضارّان بالعصب فوة الصَّبْغ يسقى للفالج فِي بعض الْأَعْضَاء بِمَاء الْعَسَل القنطوريون الدَّقِيق يسقى عصارته من بِهِ علّة فِي عصبه لِأَنَّهُ يجفّف وينفض الأخلاط البلغمية اللاحجة فِي العصب تجفيفا ونفضا لَا أَذَى مَعَه الْقسْط يدلك بدهنه الْأَعْضَاء المسترخية ويصبّ على الرَّأْس فِي السكتة العاقرقرحا ينفع من بِهِ خدر واسترخاء إِذا دلك بِهِ مَعَ زَيْت حَار بليغ فِي ذَلِك لِأَن قوته محرقة الجندبيدستر أبلغ الْأَدْوِيَة فِي الْعِلَل الْبَارِدَة فِي العصب والدماغ إِذا سقِِي بِمَاء الْعَسَل أَو يجْزِيه أَو يدلك بِزَيْت عَتيق وجيد وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب أَنِّي سقيت رجلا كَانَ بدنه قد برد غَايَة الْبرد شرابًا عتيقا حارا وأنقذه من الْمَوْت.) ديسقوريدس القردمانا جيد للفالج إِذا سقِِي بِمَاء الكرنب نَافِع من الرعشة إِذا أكل دماغ الأرنب نَافِع من الرعشة إِذا شوي وَأكل القنطوريون الصَّغِير لوجع العصب نَافِع العاقرقرحا إِذا سحق وخلط بِزَيْت وَمسح بِهِ نفع من الخدر وَذَهَاب الْحس وَالْحَرَكَة وَالْحَرَكَة نفعا عَظِيما والحلتيت يشرب للفالج من المرّ والسداب بِمَاء الْعَسَل السكبينج يسقى للفالج وَالْبرد الْعَارِض فِي بعض الْأَعْضَاء. أَبُو جريح قَالَ البلادر جيد لمن يخَاف عَلَيْهِ الفالج وَقد دخل فِيهِ وَلمن عصبه رخو وَلِجَمِيعِ الْأَمْرَاض الْبَارِدَة فِي الدِّمَاغ وَقَالَ لَا يعرف دَوَاء أبلغ فِي الفالج من الديودار ألف وَهُوَ شَيْء من جنس الأبهل. لي الْجَوْز قد يُوجد شَيْء يُقَال لَهُ شيرد يودار الكركر خاصته النَّفْع من الفالج ووجع العصب شَحم النمر أعظم الْأَدْوِيَة للفالج الشكل والبل والفل جَيِّدَة لوجع العصب لي الْإِكْثَار من السفرجل والتفاح وَالرُّمَّان يضر بالعصب. شان نيولان دَوَاء مَعْرُوف بِهَذَا الِاسْم يسلخ الْجلد إِذا طلي عَلَيْهِ وَإِن سعط المفلوج مِنْهُ بِقدر ابْن حنين فِي كتاب الترياق الفلفل يسخّن العصب والعضلات. ابْن ماسويه حب الصنوبر الْكِبَار جيد للاسترخاء جدا. ماسرجويه الرتة عَجِيبَة للفالج ووجع العصب لي رَأَيْت عددا من المفلوجين فِي البمارستان أَصَابَهُم مطر فانحل فالجهم. لي إِذا حدث الفالج من سقطة وَنَحْوهَا فَانْظُر فَإِن حدث تَاما عقيب ضَرْبَة على الْمَكَان فَلَا يتقيأ بعلاجه فَإِن العصب قد انهتك وَإِن حدث أَولا فأولا فَاعْلَم أَنه ورم فَخذ فِي إمالة الْمَادَّة عَنهُ وَفِي التَّحْلِيل والتليين بعده. الأخلاط الأولى قَالَ الزّبد فِي السكتة بالصدر مِمَّا هُوَ فِي الصرع لِأَنَّهُ فِي الصرع يكون عِنْد سُكُون النّوبَة وَفِي السكتة قَاتل.

الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ أصَاب رجلا ضَرْبَة على شراسيفه فَلَمَّا برْء بَقِي عمره كُله عسر النَّفس وَذَلِكَ لِأَنَّهَا أضرت بحجابه وَآخر كَانَت بِهِ ذَات الرية فَلَمَّا برا مِنْهَا صَار عضده من الْجَانِب الْخلف والجانب الدَّاخِل عسر الْحس وَصَارَ أجلّ مَوَاضِع الصاعد مِنْهُ على ذَلِك حَتَّى بلغ أَطْرَاف أَصَابِعه وَبَعض النَّاس اصابه من ذَلِك مضرّة يسيرَة فِي الْحَرَكَة أَيْضا وَذَاكَ أَن العصب الَّذِي يخرج من الْموضع الأول والموضع الثَّانِي من الْمَوَاضِع الَّتِي فِيمَا بَين الأضلاع نالته فِي تِلْكَ) الْحَالة مضرَّة ّ وَالْأولَى من هَاتِي العصبتين لَهَا عظم يعْتد بِهِ يخالط الْعصبَة الَّتِي قبلهَا ثمَّ يَنْقَسِم إِلَى أَجزَاء كَثِيرَة بَعْضهَا يبلغ إِلَى أَطْرَاف الْأَصَابِع مارّا فِي الْموضع الغائر من الساعد وَأما الْعصبَة الثَّانِيَة وَهِي عصبَة دقيقة فَإِنَّهَا لَا تختلط بعصبة أُخْرَى بتةً وتمر فِي الأبط والموضع الْخلف مِنْهُ وَهَذَا الرجل برْء من علته برءا سَرِيعا بدواء وضع على مناشىء هَذِه الأعصاب. روفس قَالَ المَاء خير للمفلوج من الشَّرَاب وَالْمَاء الكبريتي نَافِع جدا إِذا أَدخل فِيهِ. ابْن ماسويه مَاء الْعَسَل خير للمفلوج من الشَّرَاب. روفس كلما كَانَت الْعلَّة أبعد من الدِّمَاغ فَهُوَ اسْلَمْ وَيكون الفالج من الامتلاء من الْبرد الشَّديد وَمن الضَّرْبَة والجراحة وَمن حزن أَو فَرح بَغْتَة وأردؤها مَا كَانَ من ضَرْبَة لِأَنَّهُ يفْسد العصب وَلَا تتبعه عَلَامَات تنذر فَأَما الْكَائِن من الْأَسْبَاب الْأُخَر فينذر فِيهَا الخدر والاختلاج والرعشة وَثقل الحركات وكدر الْحس وَضَعفه ألف وَقد يفلج الْمعدة والأمعاء فَلَا يحتبس الثفل وَكَذَلِكَ المثانة وَالرحم وَقد يكون مِنْهُ ضعف مَعَ وجع وَهُوَ عسر الْبُرْء فِي الْمَشَايِخ وَكَثِيرًا مَا يعرض فِي المرطوبين والباردي المزاج والممتلين وَإِذا كَانَ الْعُضْو المفلوج شَدِيد الهزال مصغارا لَا حسّ لَهُ فَلَا علاج لَهُ وَإِن كَانَ خَصيا قَلِيلا ولونه لون الْبدن فعالجه وَإِذا حدث بعقب صرع أَو سكات فَلَا علاج لَهُ. وَقد ذكر أراسس طراطس أَنه يكون فالج بادوار. هوداس قَالَ يفصد مرَّتَيْنِ إِلَّا أَن يكون شَيخا واحمه لَا يَأْكُل ثَلَاثَة أَيَّام الْبَتَّةَ وتسقيه فِيهَا مَاء الْعَسَل قَلِيلا واغذه فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة إِلَى أَن يمْضِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا ثمَّ اغذه وادهن الْموضع الَّذِي مِنْهُ ابْتَدَأَ بدهن قثاء الْحمار واحقنه وجرعه المَاء الْحَار ومشه وعرقّه. مَجْهُول علاج للفالج يبرء سَرِيعا يسقى شربة بترياق الأفاعي وَلَا يَأْكُل حَتَّى يتعالى النَّهَار ثمَّ يَأْكُل فجلا بِعَسَل وَلَا يَأْكُل خَبرا إِلَى الْعَصْر ثمَّ يَأْكُل خبْزًا بكمون وشونيز وسكر وزيت ثريدةً وَيشْرب عَلَيْهِ نَبِيذ عسل تدبّر كَذَلِك ثَلَاثَة أسابيع. اركاغانيس كتاب الأدواء المزمنة قَالَ اسْتعْمل فِي الفالج طلاء الْخَرْدَل فَإِنَّهُ ينشر الْحَرَارَة الغريزية ويرّد الْحس وَإِذا وضعتم الْخَرْدَل فانزعوه كل سَاعَة فَإِن رَأَيْتُمُوهُ قد احمرّو ورم فَذَاك والافاعدة عَلَيْهِ وَلَا تنطل الْبَتَّةَ حَتَّى ينفط ثمَّ ادخلوه الْحمام فَإِنَّهُ يسكن مضيض

الْخَرْدَل والقيىء بالخربق نَافِع لَهُم جدا والمياه الكبريتية نافعة جدا فَإِذا نزل الْعُضْو من الفالج فاكثر دلكه وحركته) وتمريخه وادخله الْحمام كل ثَلَاثَة أَيَّام واغذه على الْمَكَان بعد خُرُوجه فَإِنَّهُ يبرؤ الْبدن وَيُقَوِّي الْأَعْضَاء. من كناش اسليمن قَالَ انفع شَيْء لَهُ أَن يسْقِي كل يَوْم مِثْقَال أيارج مَعَ شَيْء من فلفل بِمَاء لَا يكثر مِنْهُ وَلَا يكون مَعَه عسل وَلَا شَيْء آخر وَلَا يكثر المَاء وَلَا يشرب عَلَيْهِ مَا يسخن ليطول مكثه فِي الْبَطن فَإِنَّهُ كَذَلِك يمْكث يَوْمه أجمع ثمَّ يعْمل عملا جيدا أَو اسْقِهِ من الفلفل والجندبيدستر مِثْقَالا وضع على رُؤْس العضل محاجم بِلَا شَرط فَإِن ذَلِك يسخنها وَيرد حركتها واسقه الترياق الْكَبِير واطل الْموضع بالعاقرقرحا والفربيون والانجرة والفلفل وَنَحْوهَا أَعنِي رُؤْس عضل الْموضع فَإِن كَانَ فِي جَمِيع الْبدن فتبدأ بالنخاع واحقنه بِمَا يجذب الرُّطُوبَة ألف واسقه زرواند طَوِيل وفلفل بِالسَّوِيَّةِ مِثْقَالا واسقه دهن الخروع قد طبخ بِمَاء البزور والتوابل الحارة والخربق الْأَبْيَض من جِيَاد أدويته يخلط بسمسم مقشّر أَو سكر ويسقى فِي الْيَوْم الأول دانق ثمَّ يُزَاد حَتَّى يبلغ مِثْقَالا وَلَا يُزَاد عَلَيْهِ ولحب الصنوبر والكبار فِيهِ خاصية وَكَذَلِكَ لبذر الكراث وادخله آبزنا قد طبخ فِيهِ فوتنج بريّ وهريّ بالطبخ وأمرخه بدهن الْقسْط والعاقرقرحا وَإِن حدست أَن رُطُوبَة كَثِيرَة قد بلت مخرج العصب اورؤس العضل فَعَلَيْك بالأضمدة المجففة الْيَابِسَة عَلَيْهِ مثل المتخذة من الاقاقيا وَنَحْوه لي رَأَيْت فِي جَامع ابْن ماسويه أَن دهن الخروع الَّذِي يطْبخ بالعقاقير بِالْمَاءِ ثمَّ يصب ذَلِك بِالْمَاءِ عَلَيْهِ ويطبخ لَا معنى لَهُ بل يَنْبَغِي أَن يطْبخ العقاقير فِي الدّهن فَإِنَّهُ أبلغ. الْكَمَال والتمام قَالَ يَنْبَغِي لصَاحب الفالج أَن يشرب دهن الخروع بعد الاستفراغ مَرَّات وَيَأْخُذ قبل الدّهن من ترياق وزن دِرْهَم بطبيخ النانخواه والكمون والشونيز يلين الْبَطن بحب الشيطرج ويديم الغرغرة وياكل مَاء الحمص برغوة الْخَرْدَل ودهن الْجَوْز والسلق والخردل وَيسْتَعْمل البلادري والحقن الحادة والقيء بعد الطَّعَام وشمّ الْأَشْيَاء الحارة ويدهن مخارج العصب بالأدهان والاطلية الحارة. فيلغريوس إِذا كَانَ الفالج من ضَرْبَة فافصد أَولا ثمَّ خُذ فِي سَائِر العلاج. ابْن ماسويه يَنْبَغِي أَن يُؤمر بِالْقِرَاءَةِ بالصياح الرفيع فَإِنَّهُ جيد لَهُم والحمى إِذا ثارت بهم نفعتهم جدّا لِأَنَّهَا تسخّن العصب. من كتاب قسطا فِي الخدر قَالَ أَنما أفراط الخدر فِي الْأَعْضَاء الَّتِي لَهَا حس لِأَنَّهَا ذهَاب الْحس) ويعرض من الأغذية الغليظة الَّتِي تولد فِي العصب خلطا غليظا يعوق النَّافِذ وَيحدث عَن الأمتلاء الشَّديد فِي جملَة الْبدن لِأَن ذَلِك يضْطَر العصب إِلَى أَن ينضغط كالحال فِيمَن يتكئ على عُضْو مَا وَالْحَال فِي الشد والرباط وَعند الْبرد الشَّديد يُصِيب الْعُضْو فاستدل على الْعَارِض من أجل امتلاء العصب فَقَط بِأَن يكون العصب ضَعِيفا فِي الأَصْل وَيكون

صَاحبه قد أَكثر المَاء الْبَارِد وَالنَّوْم وَالْحمام وَالْجِمَاع بعد الْغذَاء فَأن هَذَا التَّدْبِير يجمع فِي العصب فضلا كثيرا ويتحقق ألف ذَلِك بِأَن يخف الخدر بعد الإستفراغ وتقلي الْغذَاء وجودة الهضم فَاعْلَم حِينَئِذٍ أَن الخدر إِنَّمَا هُوَ لأمتلاء يخص العصب فِي نَفسه فاستدل على الَّذِي من امتلاء الْبدن كُله بدلائل وعَلى الَّذِي من سوء مزاج بَارِد بذلك الْعُضْو يتقلصه وَبرد مجسه وعَلى الَّذِي من عِلّة تخص العصب من دَوَامه وأدمانه وأدوية الخدر جِنْسَانِ أَحدهمَا ينقي العصب وَالْآخر يُبدل مزاجه مِنْهَا مثل حب المنتن فَأَما المنقي قالقوقايا وَقد ينفع من الخدر الأضمدة والعلق والمحاجم لَكِن بعد جودة الإستفراغ. فِي الأرتعاش دماغ الأرنب أَن أكل مشويا نفع من الرعشة فِي عقب الْمَرَض شراب الأسطوخودوس جيد لوجع العصب وخاصةً إِذا كَانَ مَعَ برودة مفرطة. جالينوس الجندبيدستر نَافِع للرعشه شرب أَو مسح بِهِ وَيُمكن أَن يسْتَعْمل فِي جَمِيع علل العصب وَأَن كَانَ هُنَاكَ حمى أَيْضا لي دهن الدارصيني وَحده أَو مخلوطا بقردمانا جيد للرعشة مرق الديك الْهَرم فِي بَاب القولنج مَعَ القرطم والبسفايج نَافِع جيد للرعشة أكل الكرنب نَافِع من الأرتعاش الإستحمام بِمَاء الْبَحْر نَافِع من العشة وَجَمِيع أوجاع العصب المزمنة الدارشيشغان خاصيته النَّفْع من استرخاء العصب دهن الحنّا نَافِع لوجع العصب شراب الحاشا جيد من وجع العصب إِذا اضْطَرَبَتْ حركته لُحُوم الأفاعي إِذا أكلت على مَا فِي بَاب حِدة الْبَصَر نَفَعت من وجع العصب. روفس مَاء الْمَطَر جيد من وجع العصب إِذا اسْتعْمل بدل المَاء وَالْمَاء خير للرعشة من ابْن ماسويه إدمان التعريق والتمريخ بدهن السوسن والنرجس جيد لوجع العصب واسترخائه والايرسا جيد من الاختلاج. جالينوس قَالَ عصارة القنطاريون جيد للاستفراغ من العصب دهن الْغَار جيد لوجع العصب.) ديسقوريدس إِن طبخ أصُول الحطمى بِالشرابِ وَشرب نفع من الارتعاش. ابْن مَا سويه اسْقِ للرعشة دِرْهَم جندبيدستر بِمَاء حَار على الرِّيق وغذه بالقنابر والعصافير والفلفل جيد للرعشة والفالج قنطاريون دَقِيق مِثْقَال جندبيدستر نصف دِرْهَم عاقرقرها نصف دِرْهَم قردمانا دِرْهَم هِيَ شربة يسقى بِمَاء ألف السداب أُوقِيَّة وللرعشة خَاصَّة صَبر وجندبيدستر بِالسَّوِيَّةِ يُجيب وَيُعْطى مِقْدَار الْحَاجة للرعشة خَاصَّة يسقى أسبوعا كل يَوْم مِثْقَالا قنطاريون دَقِيق بِمَاء حَار وللرعشة الَّتِي للناقه وَالَّتِي من ضعف الْبدن يطعم دماغ الأرنب مشويا أَو مطبوخا. فيلغريوس إِذا حدث الارتعاش بِلَا سَبَب باد فصدنا وأسهلنا ودلكنا الْأَعْضَاء المرتعشة

دلكا شَدِيدا أَو أدخلْنَاهُ فِي مَاء الكبريت وَإِن كَانَ قَوِيا قيئاه بخرق وأدمنا حمة بِمَاء الكبريت إِلَى أَن يُخَفف وَأَن كَانَ من غَلَبَة برد عالجناه بالأشياء الحارة. الْعِلَل والأعراض الأختلاج يكون من ريح غَلِيظَة ثَابِتَة تتحرك تَحت الْموضع وَيدل على ذَلِك إِنَّه يعرض فِي الْأَوْقَات الْبَارِدَة وَالْبدن الْبَارِد ويبرؤ بالأدوية المتخذة بالعاقر قرحا والجندبيدستر والتكميد بِمَاء الْملح وَنَحْوه قَالَ وَقد تحدث رعشة من كَثْرَة الاستفراغ وعلامته ضعف العصب والكسل والألم وَقلة الشَّهْوَة للغذاء وبطؤ نضجه والعرق الْكثير عِنْد الباه وابطاء الأنزال وَضعف الْحَواس وَكَثْرَة الْعرق عِنْد الْغَضَب والضعف عِنْد شرب المَاء الْبَارِد فَهُوَ لاء مستعدون للرعشة وَنَحْوهَا. العلامات من ابيذيميا قَالَ الفصد فِي الْأَكْثَر ضار للارتعاش لِأَنَّهُ فِي الْأَكْثَر تكون من غَلَبَة الْبرد على العصب وَرُبمَا نفع فِي الندرة من كَانَت علته إِنَّمَا إِصَابَته من أجل دوَام الامتلاء واحتباس شئ كَانَ ينصب مِنْهُ. الأولى الاستحام بِالْمَاءِ الْبَارِد ردى للعصب وخاصة فِيمَن كَانَ نحيف الْبدن. ابْن سرافيون فِي بَاب الربو الجاوشير ضار للعصب جدا مثل لَهُ. الْعِلَل والأعراض قَالَ ضمد اصل النخاع فِي علاج السكتة بالخردل والسكينج والجندبيدستر والفربيون واسق مِنْهَا مَا يَنْبَغِي. التَّذْكِرَة قَالَ لَا يَنْبَغِي أَن يدْفن الْمَيِّت حَتَّى يَأْتِي عَلَيْهِ اثْنَان وَسَبْعُونَ سَاعَة فَإِن من يبْقى مغشيا عَلَيْهِ فِي هَذِه الْمدَّة ثمَّ يعود. 3 (وأوجاع العصب وإسترخائه والأشياء)) الجيدة والردية للعصب والاختلاج قَالَ ديسقوريدس دماغ الأرنب البرى إِذا شوى وَأكل نفع من الرعشة ألف بعقب الْمَرَض شراب الاسطوخودوس جيد لوجع العصب خَاصَّة إِذا كَانَ مَعَ برودة مفرطة الجندبيدستر مُوَافق للارتعاش شرب أَو مسح بِهِ لي جالينوس قَالَ الجندبيدستر نَافِع للرعشة جدا شرب أَو مسح بِهِ يُمكن أَن يسْتَعْمل فِي جَمِيع علل العصب وَإِن كَانَ هُنَاكَ حمى أَيْضا دهن السوس الْأَبْيَض وَحده أَو مخلوطا بقردمانا جيد للرعشة وَحِينَئِذٍ يُوَافق الرعشة مرق الديك الْعَتِيق الَّذِي فِي بَاب القولنج مَعَ القرطم والبسفايج جيد وَأكل الكرنب نَافِع من الارتعاش والاستحمام بِمَاء الْبَحْر نَافِع من الرعشة وَجَمِيع أَو جَاع الأعصاب المزمنة وبزر الباداورد جيد

للصبيان الَّذِي يعرض لَهُم فَسَاد فِي حركات العضل والجندبيدستر مُوَافق لجَمِيع أَو جَاع العصب جدا. جالينوس الدارشيشعان لَهُ خاصية النَّفْع من استرخاء العصب ودهن الْحِنَّاء نَافِع لوجع العصب وشراب الحاشا نَافِع للعصب إِذا اضْطَرَبَتْ حركته وَلُحُوم الأفاعي إِذا أكلت على الصّفة الَّتِي فِي بَاب حِدة الْبَصَر اصلحت وجع العصب ودهن العصفور نَافِع جيد لوجع العصب مَاء الْبَحْر ينفع من ألم العصب إِذا صبَّتْ على الْبدن وَمَاء الْمَطَر جيد لوجع الأعصاب إِذا اسْتعْمل بدل المَاء. روفس قَالَ المَاء خير للرعشة من الشَّرَاب المَاء الْبَارِد يُقَوي العصب روفس ادمان الْحمام والتمرخ بدهن النرجس جيد لوجع العصب واسترخائه. ابْن مَا سويه طبيخ قشور الخضرى هُوَ الطّلع يُوَافق وجع المفاصل ودهن النرجس جيد لوجع العصب البلغمى. ابْن مَا سويه الايرسا نَافِع من الاختلاج. جالينوس دهن السوس الْأَبْيَض نَافِع من الأوجاع الْعَارِضَة فِي العصب من البلغم وَكَذَلِكَ السوس نَفسه الشل والبل والفل خاصيتها النَّفْع من وجع العصب وعصارة القنطاريون الصَّغِير إِذا شربت وَافَقت أَو جَاع العصب خَاصَّة لِأَن ذَلِك يُخَفف الوجع وينفض الأخلاط اللأحجة فِيهَا تجفيفا ونفضا لَا أَذَى مَعَه. جالينوس مَاء رماد خشب التِّين المكرر الْمُعْتق أَن تلطخ بِهِ مَعَ زَيْت نفع من وجع العصب ودهن الْغَار يُوَافق جَمِيع أَو جَاع الأعصاب إِن طبخ أصل الخطمى بِالشرابِ وَشرب نفع من) الارتعاش ألف. ابْن مَا سويه النافع من الوجع الْعَارِض عَن الْبرد يدهن بدهن حب الْغَار أَو دهن النرجس أَو دهن السوسن أَو بالقنة مَعَ دهن النرجس فَإِن كَانَت مَعَ حرارة فيدهن الْحِنَّاء وزيت أنفاق وَقَالَ فِي الارتعاش اسْقِهِ دِرْهَم جندبيدستر بِمَاء حَار على الرِّيق وأطعمه زير باجة من قنابر وعصافير مطبوخة بِمَاء اللبلاب أَو لباب القرطم والفلفل جيد لَهُ ولوجع العصب قنطاريون دَقِيق مِثْقَال جندبيدستر نصف دِرْهَم عَاقِر قرحا نصف دِرْهَم قردمانا دِرْهَم هَذِه شربة باوقيتين مَاء السداب يصلح الفالج. ابْن مَا سويه للرعشة صَبر جندبيدستر يَجْعَل حبا وَيُعْطى مِنْهُ وَيزِيد وَينْقص الجندبيدستر على قدر الْحَاجة. من تذكرة عَبدُوس لوجع العصب الشَّديد يمسح بدهن الْغَار أَو بدهن السوسن وَيطْعم لُحُوم الأفاعي ويسقى قنطاريون دَقِيق بِمَاء حَار. للرعشة من التَّذْكِرَة قَالَ يسقى على الرِّيق دِرْهَم جندبيدستر.

من الْكَمَال والتمام نَافِع لوجع العصب التمريخ بدهن الْغَار ودهن السوسن للوجع الشَّديد فِي الأعصاب أَن يطعم لُحُوم الأفاعي ويسقى قنطاريون صَغِير دِرْهَم وَنصف بِمَاء حَار أَيَّامًا للرعشة الْعَارِضَة فِي الْبدن من شدَّة الوجع يطعم مخ الأرنب مشويا أَو مطبوخا. فيلغريوس قَالَ إِذا كَانَ الارتعاش من غير عِلّة مَعْرُوفَة فصدنا لَهُ عروقا واسهلناه ودلكنا الْأَعْضَاء الَّتِي ترعش دلكا أوَامِر ناه بِأَن ينقع فِي المَاء الكبريتي فَأن كَانَ قَوِيا فقيئناه بخريق وأدومنا حمه بِمَاء الكبريت إِلَى أَن يُخَفف والارتعاش من غَلَبَة الْبرد عالجناه بالأشياء الحارة. الْعِلَل والأعراض الرعشة إِنَّمَا تكون إِذا لم يكمل عله الْمَرَض للقوة المحركة للعضو كَمَا يكمل ذَلِك فِي الفالج وَالْعلَّة تذْهب بالعضو نَحْو مركزه والعضل يشيله فَتحدث حركتين متضادتين وتحدث الرعشة أَيْضا من الْغم والفزع وَالْغَضَب وَمن سوء مزاج بَارِد كَمَا ألف تغلب ذَلِك على الْمَشَايِخ وعَلى من يديم شرب المَاء الْبَارِد وَحده ردى جدا للعصب وخاصة فِيمَا كَانَ نحيف الْبدن. قَالَ والاختلاج يكون من ريح غَلِيظَة ثَابِتَة يَتَحَرَّك تَحت الْموضع وَلَيْسَ يُمكن أَن يكون ذَلِك المحرك رُطُوبَة لَان الرُّطُوبَة لَا تنصب ويستفرغ فِي تِلْكَ السرعة وَلَا ريح لَطِيفَة لنفشت) من حَيْثُ هِيَ فَهِيَ إِذا ريح غَلِيظَة. ويدلك على ذَلِك أَيْضا انه إِنَّمَا يعرض فِي الْأَوْقَات الَّتِي هِيَ ابرد وَفِي الْأَبدَان إِلَّا برد عِنْد الاستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد وشربه وَنَحْوه من التَّدْبِير وَمن انه يبؤ بالأدوية المتخذة بالعاقرقرحا والجندبيدستر وبالتكميد بِمَاء الْملح وَنَحْوه والاختلاج لَا يعرض فِي عضوين إِمَّا فِي اللين جدا كالدماغ واما فِي الصلب جدا كالعظم والغضروف ويعرض فِيمَا بَين هذَيْن قَالَ والرعشة تحدث أَيْضا من الاستفراغ. من كتاب فِي عَلَامَات مَنْسُوب إِلَى جالينوس قَالَ الاختلاج يعرض من الْفَزع كثيرا علامته ضعف العصب الكسل والألم وَثقل الْبدن وَقلة الشَّهْوَة وإبطاء نضج الطَّعَام وَإِذا هاج الباه عرق عرقا كثيرا ويطيل المباضعة وتكل حواسه وَإِذا غضب أنصب عرقا وَإِذا شرب المَاء ضعف واسترخى جدا فَهَذِهِ عَلَامَات ضعف العصب والتهيؤ للأرتعاش. أبيذيميا الرعشة فِي الْأَكْثَر تكون من غَلَبَة الْبرد على العصب وَرُبمَا يَقع فِي الندرة من كَانَت علته إِنَّمَا أَصَابَته من اجل دوَام الامتلاء أَو احتباس شَيْء كَانَ ينصب مِنْهُ. أبيذيما الْجِمَاع الْكثير يُورث الرعشة وَكَذَلِكَ الاستفراغ الذريع وَجَمِيع الْأَعْرَاض الَّتِي تضعف الْقُوَّة تورث الرعشة لي هَذِه تزيد فِي الرعشة إِذا كَانَت ويورثها إِذا أزمنت. الْعِلَل والأعراض قَالَ يكون الاحتلاج من ريح بخارية غَلِيظَة لَا تَجِد مخلصا وَلذَلِك يحدث أَيْضا كثيرا فِي الْأَعْضَاء الَّتِي تبرد لِأَنَّهَا تفقد التَّحَلُّل مِنْهَا فَيجمع فِيهَا وَيكون

عِنْدَمَا يروم التَّخَلُّص ضَرْبَة ويمنعه اللَّحْم الَّذِي فَوْقه فيتمانعان فَتحدث حَرَكَة لي على هَذَا السَّبَب يكون علاج ذَلِك بالتكميد وتسخين الْموضع والاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار وَالْمَاء الْبَارِد جدا ردي للعصب وخاصة الطَّبَرِيّ قَالَ الارتعاش يحدث من الْإِكْثَار من الْأَشْرِبَة وَالْمَاء الْبَارِد وَالْجِمَاع وخاصة على الشِّبَع وَكَثْرَة السكر وينفع مِنْهُ الجندبيدستر والحلتيت ألف ودهن الْقسْط. قَالَ ابْن سرافيون فِي بَاب الربو أَن الْخِيَار شنبر ضار للعصب جدا منكيء لَهُ. ابْن سرافيون قَالَ الرعشة تحدث من سوء مزاج بَارِد يوهن العصب وعلاج ذَلِك الْمَنْع من شرب المَاء الْبَارِد جدا وعلاج الفالج أجمع وَالَّذِي يحدث من شرب الشَّرَاب الصّرْف فَيَنْبَغِي أَن يمْنَع مِنْهُ أَولا ثمَّ يَأْخُذ فِي تَقْوِيَة الدِّمَاغ بالخل ودهن الْورْد أَو دهن الآس وَالْخلاف. قَالَ الاختلاج يكون من ريح غَلِيظَة يكون مَعهَا برد وَآيَة ذَلِك أَنه يكثر فِي الْأَوْقَات والأبدان) الْبَارِدَة وَعند السباحة وَشرب المَاء الْبَارِد وَنَحْوه من التَّدْبِير وعلاجه علاج الرعشة. مسيح قَالَ ينفع من الرعشة الَّتِي عَن الدِّمَاغ أَن يسقى دِرْهَم أسطوخودوس بِمَاء الْعَسَل أَيَّامًا فَإِنَّهُ عَجِيب. قسطا فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ إِذا دَامَ الاختلاج فخلخل الْبدن بالحمام والدلك والأدهان اللطيفة مثل دهن الْقسْط فَإِن كَانَ قَوِيا صعبا فعالج بِشرب دهن الخروع وَمَاء الْأُصُول بعد اللوغاذيا. الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ الخدر يكون بِسَبَب الْبُرُودَة كَمَا تَجِد ذَلِك عيَانًا فِيمَن يُسَافر فِي الثَّلج وَمَا يحدث عَن الْعُضْو إِذا برد فَإِنَّهُ يخدر أَولا ثمَّ يصير إِلَى عدم الْحس وَالْحَرَكَة وَهُوَ متوسط بَين كتاب قسطا قَالَ الخدر إِنَّمَا يكون فِي الْعُضْو الَّذِي لَهُ حس فَقَط لِأَنَّهُ ذهَاب الْحس وَالْحَرَكَة ويعرض الخدر من الأغذية الغليظة الَّتِي تولد فِي العصب غذاءا غليظا يعوق النَّافِذ فِي العصب عَن النّفُوذ على مجْرى الطبيعية كَمَا يمْنَع المَاء الكدر نُفُوذ الشعاع وَيحدث عَن الامتلاء الشَّديد لِأَن ذَاك يضْطَر العصب إِلَى أَن يتجافى ويتكاثف أَكثر مِمَّا فِي طبعه فيسد بذلك المجاري الدقيقة الَّتِي ينفذ فِيهَا الرّوح كَمَا ترَاهُ فِيمَن يتكىء على عُضْو من أَعْضَائِهِ كَمَا يعرض فِي الْحَال الَّتِي تسمى خدر الرجل وَعند شدّ الرجل وَالْيَد والساق برباط أَو غير ذَلِك وَفِي احال الْمُسَمَّاة بشدق ويعرض الخدر من أَن يبرد الْعُضْو بردا شَدِيدا لِأَن ذَلِك يجمع الْعُضْو فَيكْشف العصب وَقد يعرض الخدر لامتلاء الأعصاب فَقَط ويستدل على الخدر الَّذِي هُوَ امتلاء جملَة الْبدن من عَلَامَات الامتلاء الْحَادِث فِي جَمِيع الْبدن وعَلى الْحَادِث من امتلاء الأعصاب أَن يكون ألف العصب ضَعِيفا فِي الأَصْل وَأَن يكثر شرب المَاء الْبَارِد وَالنَّوْم وَالْجِمَاع وَالْحمام بعد الطَّعَام فَإِن هَذَا يجمع فِي العصب فضولا ويتحقق ذَلِك إِن كَانَ

الخدر بعد استفراغ الْبدن وَبعد قلَّة الْغذَاء وجودة الهضم ثَابت فَيعلم أَن الفضلة إِنَّمَا هِيَ فِي العصب وامتلاء يَخُصُّهُ فِي نَفسه وليستدل على الخدر من برد بالأسباب الْبَادِيَة مثل الثَّلج وَنَحْو ذَلِك وَيكون الْعُضْو فِي نَفسه متقلصا مُنْضَمًّا بَارِد المجس بإضافته إِلَى سَائِر الْبدن. وَيدل أَيْضا على الخدر من نفس ضعف الأعصاب وامتلاءها دوَام الخدر وإزمانه وَقد يُمكن أَن بعالج الخدر بأدوية مسهلة فينقي الأعصاب وَيكون اللَّحْم والعضل الَّذِي فَوْقهَا ممتليا والدواء المسهل يسخن الأعصاب فَيحدث بِفضل حرارته إِلَى الْعُضْو ويغتذي بِهِ وَلَا يبين للدواء فعل كثير.) وعلامة ذَلِك أَن يكون الخدر ثَابتا مَعَ امتلاء اللَّحْم والعضل الَّذِي فَوْقه وَإِذا كَانَ ذَلِك فَيحْتَاج إِلَى أَن يضمر مثلا اللَّحْم وينفض امتلاء جملَة الْبدن بالفصد وَقلة الْغذَاء ثمَّ يقْصد بالأدوية الَّتِي تجذب من العصب. قَالَ وأدوية الخدر جِنْسَانِ أَحدهمَا منقي للأعصاب من مَا فِيهَا بالإستفراغ وَالْآخر يسخنها وَأقوى المنقيه حب القوقايا والمنتن والشيطرج وَحب الاصطمخيقون الْأَرْبَعَة ويركب أدوية من المنقيه المسخنة مثل حب المنتن والأيارجات الْكِبَار. وَقدر رَأَيْت قوما نفعهم تَعْلِيق العلق من الخدر غير أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يكون الْبدن ممتليا بل شَدِيد الاستفراغ وَيَنْبَغِي أَن يتَجَنَّب الْأَدْوِيَة الْمُغَلَّظَة وَقد رَأَيْت غير وَاحِد مِمَّن ذهبت عَنْهُم الخدر بالضمادات وَيَنْبَغِي أَن لَا يقدم على أضمدة الخدر إِلَّا بعد تنقية جملَة الْبدن. ضماد ضمدت بِهِ امْرَأَة كَانَ قد بَطل حسها فَرجع وَصحت عاقرقرحا حب الْغَار فربيون مرزنجوش بورق خَرْدَل أُوقِيَّة أُوقِيَّة فلفل جندبيدستر وافسنتين من كل أُوقِيَّة يعجن بدهن قثاء الْحمار ويضمد بِهِ الْموضع. وَمن أدويته الأشق والسكبينج والبارزد ولاغار ودهن الْغَار والسوسن والقطران والجاوشير ودهن البلسان وشحم الْقُنْفُذ وشحم الْحمار الوحشي وميعة وَالرُّمَّان والقسط ودهنه أَيّمَا شِئْت مُفْردَة مَعَ قيروطي شمع أَحْمَر ودهن زَيْت عَتيق وَهَذِه تبدد الغلظة أَيْضا وتحلله. ألف قسطا فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ وينفع من الخدر أيارج روفس ثمَّ المرخ بدهن الفربيون يطْرَح فِيهِ دهن الخروع وشمع وتدام الرياضة وَكَثْرَة الْحمام.

الباب الثاني

(الْبَاب الثَّانِي) (السدر والدوار والبشيدك) الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة. قَالَ هَؤُلَاءِ يسدرون وتظلم أَعينهم ويدار بهم حَتَّى يعرض لَهُم مَا يعرض للصحيح إِذا دَار مَرَّات كَثِيرَة من دورة وَاحِدَة وَمن أَسبَاب يسيرَة حَتَّى أَنهم رُبمَا سقطوا وَأكْثر مَا يعرض لَهُم ذَلِك عِنْد نظرهم إِلَى الدواليب والمياه الشَّدِيدَة الجرية وَإِذا سخنت رُؤْسهمْ الشَّمْس أَو بِأَيّ شَيْء كَانَ لي من هَاهُنَا حدسوا أَنه يكون من خلط بَارِد فِي الرَّأْس ينْحل عِنْدَمَا يسخن الرَّأْس إِلَى بخارات وَمن كَانَت هَذِه حَاله فَبين أَن فصد الشريانين وشدهما لَا يريانه لِأَن الْعلَّة فِي الرَّأْس أولية) وعلاجها نفض الرَّأْس قَالَ وَإِنَّمَا يكون السدر من ريح بخارية حادة ترْتَفع إِلَى الدِّمَاغ فِي هَذِه الشرايين أَو يكون فِي الدِّمَاغ نَفسه سوء مزاج يُولد مثل هَذِه الرّيح قَالَ يكون السدر إِمَّا لصعود ريح حادة بخارية إِلَى الرَّأْس فِي الشرايين الظَّاهِرَة أَو الْبَاطِنَة وَإِمَّا لِأَنَّهُ يتَوَلَّد فِي الرَّأْس نَفسه مثل هَذِه الرّيح عَن سوء مزاج مُخْتَلف فِيهِ وَإِمَّا لِأَنَّهُ يصعد عَن الْمعدة لي لم يقل جالينوس فِي السدر أَنه يكون من خلط بَارِد الْبَتَّةَ وَلم يذكر فِيهِ إِلَّا مَا قد كتبنَا فَيَنْبَغِي أَن ينظر من أَيْن قَالَت الْأَطِبَّاء ذَلِك قَالَ وَقد ينْتَفع قوم منم بِقطع الشاريانين اللَّذين خلف الْأذن عرضا حَتَّى يبرأ وَلَيْسَ كلهم يبرء بِهَذَا العلاج وَذَلِكَ أَنه يصعد إِلَى الدِّمَاغ شريانات أخر كَثِيرَة غير هَذِه وَقد يكون عَن الدِّمَاغ نَفسه وَعَن فَم الْمعدة. قَالَ أرجيجانس أَنه إِذا كَانَ السدر من عِلّة تخص الرَّأْس كَانَ قبل السدر والدوار طنين فِي الْأذن وصداع وَثقل الْحَواس وَإِذا كَانَ عَن فَم الْمعدة تقدمه خفقان وتهوع لي يستعان بِهَذِهِ الْمقَالة جَوَامِع هَذَا الْكتاب إِذا كَانَ السدر والدوار يخص الرَّأْس فَإِن صَاحبه لَا يزَال ثقيل الْأذن مظلم الْعين وَيكون السدر والدوار بِهِ دَائِما. وَأما الَّذِي يصعد إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يفتر وصعوده إِلَيْهِ رُبمَا كَانَ فِي الْعُرُوق الَّتِي خلف ألف الْأذن وعلامة ذَلِك توترها وتمددها وَحِينَئِذٍ فليقطع وَرُبمَا صعد فِي شرياني السبات وَدَلِيله تمدد الرَّقَبَة وَرُبمَا صعد من الْمعدة وَآيَة ذَلِك أَن الْعلَّة تصعب عِنْد حُدُوث التخم وَأَن العليل يجد قلبه غثيانا وخفقانا

لي يَنْبَغِي أَن يمثل هَذَا فِي الصرع. الْيَهُودِيّ قَالَ أَكثر مَا يكون السدر من الدَّم والصفراء وَإِن كَانَ عَن البلغم كَانَ مجانسا للصرع. قَالَ أهرن الدوار يكون إِمَّا عَن الْمعدة وَإِمَّا عَن الرَّأْس من قبل دم يصعد إِلَيْهِ أَو ريح تتولد فِيهِ عِنْد سخونة فِي الشَّمْس ويتقدم الَّذِي عَن الْمعدة وجع الْمعدة وغثي وَنَحْو ذَلِك والذ من الدَّم الصاعد فِي الشرايين أَن يدر ويتمدد وينفع حِينَئِذٍ قطعهَا وَقد يصعد فِي شرياني السبات وينفع مِنْهُ قطع الباسليق وَأما الَّذِي يخص الرَّأْس فليسق طبيخ الاهليلج والغاريقون لي ويضمد الرَّأْس بالأضمدة المقوية وَإِن رَأَيْت الْوَجْه يحمر مَعَه وَالْبدن ممتلئ فافصد الصَّافِن واحجم السَّاق ثمَّ المحاجم على الْقَفَا وينفع شم الكافور والأضمدة والنطولات الْبَارِدَة. بولس قَالَ الْمَادَّة الَّتِي يكون مِنْهَا السدر وَهِي الَّتِي مِنْهَا يكون ليثرغس وَقد يكون عِنْد ضغط بطُون الدِّمَاغ من عظم ينكسر أَو نَحوه والسدر يكون إِذا غلب على الدِّمَاغ كيموس بَارِد) وَلذَلِك يسْقط هَؤُلَاءِ من أدنى شَيْء من الْأَشْيَاء الَّتِي تَدور وَإِذا سخن الرَّأْس بالشمس أَو الدثار وَقد يعرض عَن ضَرْبَة تصيب الرَّأْس وَيكون إِمَّا باشتراك وَإِمَّا بانفراد فَإِن كَانَت الْعلَّة تخص الرَّأْس تقدمه وجع شَدِيد ودوي فِي الْأذن وَثقل فِي السّمع وَضعف فِي الشم وَرُبمَا عرض مَعَه ضعف الذَّوْق وَإِذا عرض عَن الْمعدة كَانَ مَعَه عصر الْمعدة والغثي ويعالج فِي وَقت النّوبَة بالغمر والدلك للأطراف وَمَا يشم مِمَّا يسكن الْعلَّة فاقصد الرَّاحَة بالفصد أَولا ثمَّ بالإسهال بالأيارج وَبعد ذَلِك وَبعد ذَلِك بالحقن الحارة المعمولة بشحم الحنظل والقنطوريون وَبعد ذَلِك حجامة النقرة وعَلى الرَّأْس ثمَّ اسْتعْمل الغرغرة والعطوس فَأَما الَّذين يَجدونَ حرارة فِي الرَّأْس ودويا فِي الْأذن وَذَلِكَ من بخارات حارة ترْتَفع فِي الشرايين فليفصد الشريانين الَّذين خلف الْأذن الْإِسْكَنْدَر قَالَ من أَنْفَع الْأَشْيَاء للسدر الْحبّ الَّذِي فِي بَاب الشَّقِيقَة. شَمْعُون للدوار أقطع مِنْهُ العرقين العظيمين الَّذين فِي الْقَفَا واكوهما حَتَّى يبلغ الْعظم وَمن سقط من شدَّة الدوار فهوّعه ثمَّ احقنه بحقن حادة وعطسه وافصده وضمد رَأسه بضماد بَارِد معتدل. أريباسيس قَالَ حرك أَصْحَاب السدر فِي وَقت النّوبَة بالدلك والشم حَتَّى يتنبهوا فَأَما فِي وَقت الرَّاحَة فليفصدوا أَولا ثمَّ يسقوا الأيارج ثمَّ يحقنوا بحقن حادة مثل طبيخ الحنظل والقنطاريون ثمَّ يشرطون على الرَّأْس ويحجمون النقرة ويتغرغرون بِمَا يجلب بلغما كثيرا ويعطسون لي الْفرق بَين السدر الشَّديد الَّتِي يسْقط صَاحبه مِنْهُ وَبَين الصرع بِأَنَّهُ لَا يكون مَعَ سُقُوط السدر تلوي وَلَا تشنج يحرر ذَلِك. ابْن ماسويه من كتاب السدر والدوار قَالَ إِن البخار الغليظ الْكثير إِذا صعد إِلَى

الرَّأْس وَلم يُمكنهُ التنفس والتحلل مِنْهُ ولد السدر وَهَذَا البخار إِمَّا أَن يتَوَلَّد فِي الرَّأْس إِذا كَانَ مزاجه رطبا مولدا للبخار وَإِمَّا أَن يصعد عَن الْمعدة أَو بعض الْأَعْضَاء الْأُخْرَى كالساق والفخذ والكلى وَنَحْوهمَا فدليل السدر يخص الرَّأْس يكون إِنَّمَا يتَوَلَّد إِذا سخن الرَّأْس بالشمس وَالنَّار والدثار وَنَحْوه. وَأما الْكَائِن عَن الْمعدة فَإِنَّهُ يُولد السدر فِي مقدم الرَّأْس خَاصَّة وَيكون مَعَه تهوع وَغشيَ وتكسر ويشتد مَعَ طعم وَيكثر التبزق والبصاق لي قد يكون سدر عَن الْمعدة إِذا خلت فَلَا يسكن إِلَّا بِالطَّعَامِ من الْأَشْيَاء القابضة. قَالَ وَأما الَّذِي يرْتَفع من عُضْو مَا فَإِنَّهُ يجد الدبيب يرْتَفع من ذَلِك الْعُضْو حَتَّى يبلغ الرَّأْس ثمَّ) يسدر وَهَذَا البخار يحدث عَن جَمِيع الأخلاط فاستخرج مَا الْغَالِب من الدَّلَائِل الظَّاهِرَة وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم فَإِن رَأَيْت أَمَارَات الدَّم فافصد وَإِن رَأَيْت أَمَارَات الصَّفْرَاء فأسهل. ابْن سرافيون قَالَ الدوار يكون إِمَّا بإشترك فَالَّذِي باشتراك وَإِمَّا بانفراد فَالَّذِي باشتراك يكون مَعَ سوء الهضم ووجع الْمعدة والقراقر والغشي ويسكن ويهيج وَالَّذِي بانفراد عَن الرَّأْس فَيكون دَائِما وَيكون مَعَ طنين الْأذن وَثقل الرَّأْس وظلمة الْبَصَر وَيقرب من حَالَة السَّكْرَان وَقد يكون الدوار من بلاغم ألف كَثِيرَة فِي الرَّأْس فعالج هَؤُلَاءِ بإسهال البلغم ثمَّ بِالتَّدْبِيرِ الملطف والأدوية المسخنة وتنقية الرَّأْس وَإِن كَانَ من ريَاح غَلِيظَة فاكبه على طبيخ البانونج والبرنجاسف وأكليل الْملك والصعتر والمرزنجوش والشيح وورق الْغَار وَإِن كَانَ كيموس حَار فانفضهم بطبيخ الهيلج وَإِن رَأَيْت للفصد وَجها فافصدهم القيفال إِن كَانَ بانفراد الرَّأْس وَإِن كَانَ باشتراك فالأكحل واسقه بعد ذَلِك المبردات وضمد بهَا رَأسه وَإِن طَالَتْ الْعلَّة فَاعْلَم إِنَّهَا بَارِدَة فَعَلَيْك بالإيارجات الْكِبَار ونقيع الصَّبْر بليغ جيد وَإِن كَانَت الرّيح يرْتَفع فِي الشريانين الَّذين خلف الْأُذُنَيْنِ فآية ذَلِك أَن يتمدد تمدداً شَدِيدا ويلتفان بِآخِرهِ وَإِن أَنْت شددتهما سكن الوجع وَكَذَلِكَ إِن اطليتهما بالأدوية القابضة ويسكن الْبَتَّةَ بترهما وَإِن لم ينْتَفع بذلك فَإِنَّهُ يصعد فِي الدَّاخِلَة وعلاجه إدمان الإسهال. الْفُصُول الْخَامِسَة قَالَ السدر هُوَ أَن يخيل للْإنْسَان مَا يرَاهُ يَدُور حوله ويفقد حس الْبَصَر بَغْتَة حَتَّى يظنّ أَنه قد غشى جَمِيع مَا يرَاهُ ظلمَة وينفع مِنْهُ الْقَيْء لي كَانَ جالينوس لَا يفرق بَين السدر والدوار هُوَ أَن يرى مَا حوله يَدُور والسدر يكوون بعقب الدوار إِذا اشْتَدَّ وَبلغ إِلَى أَن يسْقط وَحصل أَن الدوار يَنْبَغِي أَن يطْلب سَببه من حَال الْبدن وتدبيره وأزمان الْعلَّة فَإِنَّهُ قد يكون من خلط بَارِد وحار ثمَّ يعالج بِحَسب ذَلِك. مسَائِل الْفُصُول قَالَ السدر هُوَ أَن يرى الْإِنْسَان جَمِيع مَا يرَاهُ كَأَنَّهُ قد تغشا ظلمَة أَو ضباب ويعرض لخلط ردى يلذع فَم الْمعدة

البشيذك لي هَذِه الْعلَّة تكون من حَال إعيائه فِي الْبدن وخاصة فِي أعالي الْبدن وتتمدد مَعَه الْعُرُوق وتحمر الْعين وَيكثر التثاوب والتمطي وينفع مِنْهُ على ماقد جربت صب المَاء الْبَارِد الْكثير على الرَّأْس وَشرب مَاء الثَّلج وَالنَّوْم وَإِذا كَانَ يكثر بالإنسان فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى فصد عرق القيفال وَإِلَى الْحَوْز قَالَت وَج جيد للبشيذك لي وَقد جربه صديق لي فَانْتَفع بِهِ فَإِن كَانَ يلوكه وَلَعَلَّه يعْمل ذَلِك بخاصيته وَقد ينفع مِنْهُ أَن يستف كزبرة وسكر وَأَن يشد الْيَد على شرياني السبات سَاعَة وَيَنْبَغِي أَن يحذر أَن يُصِيب الْإِنْسَان من الشد على هذَيْن حَالَة شَبيهَة أُفٍّ بالسكتة حِينَئِذٍ وَقَالَ خل العنصل يصلح للسدر الْعَارِض من السَّوْدَاء وَشَرَابه جيد البلسان نَافِع من السدر. روفس قَالَ شرب المَاء خير فِي السدر من الشَّرَاب وأصل الفاشرا يشرب مِنْهُ كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ يعظم نَفعه للسدر القنة إِذا دخن بِهِ نفع للسدر ابْن ماسويه ينفع من السدر حب البلسان مثقالين يسقى بنقيع الصَّبْر أَو بنقيع الايارج أَو بنقيع الحمص فِي مَاء الافسنتين ثَلَاث اواق وللسدر الْعَارِض من البلغم والصفراء بنقيع الصَّبْر والافسنتين. هراوس الْحَكِيم قَالَ يكون السدر من البلغم والسوداء ويجد صَاحبه ثقلاً فِي الرَّأْس ويحيد بَصَره عَن الضَّوْء وَلَا يَسْتَطِيع سَماع صَوت شَدِيد وَيرى بَين يَدَيْهِ أَشْيَاء تَدور فَإِذا تمطى وَهُوَ قَائِم سقط فليفصد ويحقن ويشم الملطفة وَيُقَوِّي الرَّأْس بخل ودهن ورد ويلطف غذاؤه وَيكثر الْمَشْي وينطل على رَأسه مَاء حَار فَإِنَّهُ يبرؤه ويحجم النقرة وَيقطع الشريان الَّذِي خلف الْأذن ويشم جندبيدستر وسداب ومرزنجوش ونمام ويسهل بالغاريقون وشحم الحنظل وإيارج وملح هندي والاسطوخودوس. من حفظ الصِّحَّة قَالَ قد يكون سدر ودوار من قبل مزاج الشريانات فليفصد حِينَئِذٍ الشريانات أَعنِي خلف الْأذن وَقَالَ فِي الفصد اجْعَلْهُ من الرجل. جورجس قَالَ حَال من سدر كَحال من يَدُور مَرَّات كَثِيرَة يحميه ويسدر أَيْضا من الشَّمْس والصيحة الشَّدِيدَة وينفعه قطع القيفال والإسهال وَترك الشَّرَاب وَجَمِيع مَا يبخر. ابْن ماسويه من كِتَابه فِي السدر قَالَ يكون من بخار كثير يمْلَأ الدِّمَاغ إِمَّا يتَوَلَّد فِي الرَّأْس أَو يصعد من الْمعدة أَو من بعض الْأَعْضَاء فاستدل على الَّذِي من عُضْو مَا إِنَّه يجده يصعد مِنْهُ أَولا وَيعرف حَال الْبدن ثمَّ انفض ذَلِك الْخَلْط الْغَالِب.) مَجْهُول إِذا كَانَ السدر مَعَ حرارة فعالج بخل خمر ودهن ورد وافصد شرياني الْأذن والقيفال واحجم الفاس وانفخ فِي أَنفه كافورا وَإِن كَانَ مَعَ بردفا سهله بالقوقايا واسعطهم بِمَا يجذب البلغم.

الباب الثالث

(الْبَاب الثَّالِث) (الماليخوليا والأغذية السوداوية) والمضادة لَهَا والمستعدين للماليخوليا وبالضد الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة الوسواس السوداوي لَا يكون من البلغم الْبَتَّةَ وَيكون من الْخَلْط الْأسود. لَا من الْمرة السَّوْدَاء الردية الَّتِي من احتراق الصَّفْرَاء فَإِنَّهُ إِنَّمَا يكون من هَذَا الْخَلْط الِاخْتِلَاط الردى الَّذِي مَعَه توثب على النَّاس وحدّة ألف شَدِيدَة قَالَ وَقد يكون الوسواس السوداوي إِمَّا أَن يكون لِأَن مَا فِي الدِّمَاغ نَفسه من الدَّم الَّذِي فِي عروقه وَقد تغير إِلَى السوداوية وَلَيْسَ دم سَائِر الْبدن كَذَلِك أَو يكون الدَّم الَّذِي فِي سَائِر الْبدن كَذَلِك قَالَ وَالدَّم الَّذِي فِي عروق الدِّمَاغ تميل إِلَى السوداوية إِمَّا لِأَنَّهُ يتَوَلَّد فِيهِ نَفسه وتولده يكون من حرارة كَثِيرَة فِي الْموضع نَفسه يحرق ذَلِك الدَّم ويشيطه وَإِمَّا أَن ينصب إِلَيْهِ من جَمِيع الْبدن وَإِذا كَانَ الدَّم الَّذِي فِي جَمِيع الْبدن سوداوياً فابدأ بالفصد والإسهال وَإِمَّا إِن كَانَ الَّذِي فِي الرَّأْس مِنْهُ فَقَط كَذَلِك فَلَا حَاجَة إِلَى فصد لهَذِهِ الْعلَّة اللَّهُمَّ إِلَّا لشَيْء آخر يحْتَاج فِيهِ إِلَى الفصد وميز هَل الدَّم السوداوي فِي الْبدن كُله أَو فِي الرَّأْس وَحده من حَال الْبدن فَإِن الْأَبْيَض السمين قل مَا يتَوَلَّد فِيهِ والقضيف الشَّديد الأدمة والازب الْوَاسِع الْعُرُوق يتَوَلَّد فِيهِ هَذَا الْخَلْط وَالْبدن الْأَحْمَر اللَّوْن جدا رُبمَا يَعْتَرِيه المزاج السوداوي وَبعد هَذَا صَاحب الْبدن الْأَشْقَر وخاصة إِذا كَانُوا قد تعبوا تعباً شَدِيد أَو اهتموا ولطفوا التَّدْبِير. وَانْظُر هَل احْتبسَ استفراغ دم سوداوي أَو غَيره كَانَ يعتاده من بواسير أَو طمث أَو خلفة أَو قيء وَهل كَانُوا يستعملون الأغذية المولدة للسوداء مثل لُحُوم الْمعز وَالْبَقر وَلَا سِيمَا الثيران والتيوس من الْمعز وَلُحُوم الْحمير وَالْجَزُور والثعالب والأرانب والخنازير الْبَريَّة والأصداف أَو النمكسود من كل حَيَوَان. والكرنب يُولد السَّوْدَاء كثيرا وقضبان الشّجر الَّذِي يكبس بالملح وَحدهَا أَو مَعَ الْخلّ لي هَذِه كالرواصيل والكواميخ والعدس فِي غَايَة التوليد للسوداء والجبن الْعَتِيق وَالْخبْز الَّذِي لَيْسَ ينقى من) النخالة إِذا أدمن والبذور الردية وَالشرَاب الغليظ الْأسود من أَكثر شَيْء فِي توليد السَّوْدَاء وَمَتى أَكثر الْإِنْسَان مِنْهُ ثمَّ نالته حرارة بِسَبَب عَارض من تَعب أَو غَيره والجبن الْعَتِيق والإكثار من الرياضة والحميات الطَّوِيلَة أَو الحادة والأدوية والأغذية المسخنة أَو عجز الطحال عَن جذب السَّوْدَاء فَإِن كل هَذِه مَعَ حَال الْهَوَاء وَسن العليل يدلّك هَل دَمه سوداوي

أم لَا فَإِذا نظرت فِي هَذِه فحقق ذَلِك كُله بفصد الْعرق فَإِن رَأَيْت الدَّم اسود فَأرْسلهُ بِقدر الْقُوَّة وَإِن رَأَيْته صافياً وَمن الوسواس السوداوي صنف آخر يكون ابتداؤه من الْمعدة وَيُسمى المراقى وَيتبع هَذِه الْعلَّة جشاء حامض وبزاق رطب كثير وحرقة فِيمَا دون الشراسيف وقرقرة تحدث بهم بعد أَن يَأْكُلُوا بِوَقْت صَالح ألف وَرُبمَا هاج بهم مَعَ ذَلِك وجع فِي الْبَطن لَا يسكن حَتَّى يستمرى الطَّعَام وَإِذا تعبوا تقيئوا طعامهم نيا على حَاله مَعَ ضروب بلاغم حامضة بضرس ومرار حاد ويعرض لَهُم فِي هَذِه الْعلَّة على أَكثر الْأَمر مُنْذُ الصبى ثمَّ يطول بهم. قَالَ وَقَالَ ديوقلس وَالْعلَّة فِي هَذَا الصِّنْف إِن مَا فِي الماساريقا مِنْهُم حرارة مُجَاوزَة الْمِقْدَار وَإِن دمهم فِي ذَلِك الْموضع قد غلظ وَالدَّلِيل على أَن الْعلَّة بهم فِي هَذِه الْعُرُوق أَن الْغذَاء لَا يصل إِلَى أبدانهم. وَقد قَالَ قوم أَن بهم فِي نَاحيَة البواب ورم حَار وَدَلِيل ذَلِك إِن طعامهم يبْقى إِلَى الْيَوْم الثَّانِي لِأَنَّهُ ينفذ إِلَى أَسْفَل وَيعلم أَن بهم ورما حاراً من الحرقة الَّتِي تعرض لَهُم وَمن انتفاعهم بالأغذية الْبَارِدَة. قَالَ جالينوس والأعراض المقوية لهَذِهِ الْعلَّة التفرغ وخبث النَّفس وَالْأَمر فِي أَن معدهم ممتلية رياحاً وَإِنَّهُم يَجدونَ للجشاء وللقيء خَفَاء ظَاهرا وديوقلس لم يذكر كَيفَ يعرض لَهُم من الورم الْحَار فِي الْمعدة وأعراض الماليخوليا وَلَعَلَّه عسر عَلَيْهِ ذَلِك وَنحن نشرحه. فَنَقُول إِنَّه يشبه أَن يكون فِي الْمعدة من هَؤُلَاءِ شَيْء من الورم الْحَار الدموي وَالدَّم المحتقن فِي ذَلِك الْموضع أَشد غلظاً وَأقرب إِلَى السوداوية فيصعد مِنْهُ بخار سوداوي إِلَى الدِّمَاغ فتعرض عِنْد ذَلِك أَعْرَاض الماليخوليا كَمَا إِنَّه إِذا صعد إِلَى الرَّأْس بخار لطيف أحدث فِي الْعين أَعْرَاض المَاء وَإِذا صعدت عَلَيْهِ أبخرة الصَّفْرَاء حدث الصداع والأكال قَالَ ويعرض لَهُم من التخيلات أَشْيَاء عَجِيبَة متفننة حَتَّى أَن أحدهم ظن إِنَّه قد صَار خزفا وَآخر إِنَّه ديك وَآخر خَافَ من وُقُوع السَّمَاء عَلَيْهِ وَبَعْضهمْ يحب الْمَوْت وَبَعْضهمْ يفزع مِنْهُ والفزع وَالْخَوْف لَازم لَهُم فِي كل حِين) وَالسَّبَب فِي ذَلِك بخارات السَّوْدَاء إِذا صعدت إِلَى الدِّمَاغ ووحشة كَمَا يتوحش النَّاس من الظلمَة فَإِذا تغير مزاج الدِّمَاغ تَغَيَّرت لذَلِك أَفعَال النَّفس قَالَ فَمَتَى حدثت هَذِه الْأَعْرَاض فِي الْمعدة ثمَّ تبع ذَلِك أَعْرَاض الماليخوليا وَكَانَ العليل إِنَّمَا يجد الْخُف والراحة بالقيء والجشاء وَالْبرَاز وجودة الهضم فالعلة مراقية والفزع وخبث النَّفس عرض تَابع فَأَما مَتى كَانَت الْأَعْرَاض الْخَاصَّة بالوسواس السوداوي عَظِيمَة فَلَيْسَتْ مراقية لي فقد أَشَارَ إِلَى أَن المراقية ألف لَا يكون مَا يتبعهَا من أَعْرَاض الماليخوليا عَظِيما وَكَذَلِكَ وجدته فِيمَا رَأَيْته والمعدة إِمَّا أَن لَا يُوجد فِيهَا شَيْء من هَذِه الْأَعْرَاض وَإِمَّا يُوجد شَيْء قَلِيل فالعلة فِي الدِّمَاغ نَفسه وَحِينَئِذٍ فَانْظُر فِي الدِّمَاغ نَفسه يتَوَلَّد

ذَلِك الدَّم السوداوي أم فِي الْبدن كُله بالدلائل الَّتِي ذكرت فَإِذا لم تكن تِلْكَ مَوْجُودَة وَلم يكن الْبدن مِمَّا يُولد سَوْدَاء فمل إِلَى أَن الْعلَّة فِي الرَّأْس وَيكون أَكثر ذَلِك بعقب عِلّة حادة تصيب الرَّأْس إِمَّا احتراق فِي الشَّمْس وَإِمَّا قرانيطس أَو صداع دَائِم وَسَائِر مَا يحمى الرَّأْس وَقد يكون أَيْضا فِي عقب السهر الطَّوِيل وَأَنا أعالج هَذَا الْجِنْس بالاستحمام الْمُتَوَاتر والأغذية المولدة للخلط الْجيد الرطب وَلَا أحتاج إِلَى غير ذَلِك مَا دَامَت الْعلَّة لم تطل فَيصير الْخَلْط عسر الْقلع وَالْخُرُوج عَن مَوْضِعه وَأما إِذا أزمنت فَإِنَّهَا تحْتَاج إِلَى أَشْيَاء أبلغ مِنْهَا لي يمْنَع أَن يكون السَّبَب فِي المراقية ورما حارا أَو ثبات الطَّعَام نيا بِحَالهِ والجشاء الحامض والبزاق الرطب الْكثير الْمِقْدَار والقيء الَّذِي يضرس وَأكْثر من ذَلِك كُله إِنَّه لَيْسَ هُنَاكَ حمى فَإِنَّهُ لَيْسَ أعجب من أَن يكون ورما حارا فِي ماساريقا وَلَا يتبعهُ عَطش وَلَا حمى وَلَا قيء مرار صرف وَلَيْسَ شَيْء فِيمَا يظْهر يقوى هَذَا الرَّأْي بل كُله ينقصهُ إِلَّا إِن انتفاعهم بالأغذية الْبَارِدَة وتستخبر بعلة ذَلِك وَكَثْرَة النفخ فِيهَا أَيْضا لَيْسَ مِمَّا يلْزم الورم الْحَار لَكِن الاشبه أَن تكون هَذِه الْعلَّة سَببهَا كَثْرَة مَا يبطن فِي الْمعدة من السَّوْدَاء عَن الطحال وَالدَّلِيل على ذَلِك إِنَّهُم كلهم مطحولون كَمَا قد ذكر جالينوس فِي الْخَامِسَة من هَذَا الْكتاب وَهَذَا قَوْله. فَأَما الْعلَّة الْمَعْرُوفَة بالمراقية فَإِن صَاحبهَا يكون حَزينًا آيسا من الْخَيْر ويشتد عَلَيْهِم مَتى اتخموا وجلهم مَعَ ذَلِك مطحولون وَهَذَا مِمَّا يَدْعُو إِلَى أَن هَذَا الْعُضْو قد تنصب مِنْهُ إِلَى الْمعدة رُطُوبَة ردية من جنس الصديد وَإِنَّمَا يعرض لَهُم سوء الهضم من برد معدهم وَلذَلِك يبْقى الْغذَاء فِي معدهم بِحَالهِ وجلهم بِكَثِير الْأكل لِأَن السَّوْدَاء يهيج الشَّهْوَة الْكُلية بلذعها لفم الْمعدة كَمَا يفعل الْخلّ والأشياء الحامضة والنفخ يلْزمهُم لفساد الهضم ولضعف الْحَرَارَة وَمن نفخ السَّوْدَاء أَيْضا) الْخَاصَّة بهَا والوجع من حر السَّوْدَاء ولذعها للمعدة وانتفاعهم بالأشياء الْبَارِدَة يكون لِأَنَّهَا تعدل فِي الْمعدة لِأَن هَذِه الأغذية رطبَة فتصلح من رداءة السَّوْدَاء وحدتها ألف وَلَيْسَ ينْتَفع بهَا على طَرِيق قلع الْعلَّة لِأَنَّهَا لَا تفعل ذَلِك فيهم إِلَّا إِذا أزمنت زَمَانا طَويلا لِأَن الْخَلْط الْأسود إِنَّمَا يتَوَلَّد من حر الكبد وَالطحَال يمتار هَذَا الْخَلْط مِنْهُ فَإِذا قل تولده على امتياره مِنْهُ قل لذَلِك مَا يَدْفَعهُ إِلَى الْمعدة وَهُوَ أعظم علاج الماليخوليا وَيعلم أَن نفع الْبَارِدَة لَهُم على مَا ذكرنَا لَا على طَرِيق مَا يطغى ذَلِك لسوء مزاج لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك كَانُوا سيدمنونها وَلكنه يهيج بهم مِنْهَا نفخ وينقلون عَلَيْهَا فَلذَلِك يدعوننا اذلا معرفَة عِنْدهم بِأَنَّهُم لَو أزمنوها قلعت عَنْهُم وَإِنَّمَا يَنْتَفِعُونَ مِنْهَا بتسكين وجع الْمعدة إِذا هاج سَاعَة فَقَط وَقد سقيت رجلا ميفختجا وَمَاء الشّعير أُرِيد بذلك اسْتِبْرَاء هَذَا الْأَمر فَكَانَ انتفاعه بالميفختج فِي تسكين الوجع أَكثر وَكَانَ احْمَد عَاقِبَة وَهَذَا الْكَلَام يَنْبَغِي أَن يفرد لمقالة لي جمَاعَة علاج الماليخوليا عَلَيْك فِي النَّوْعَيْنِ الْأَوَّلين بترطيب الْبدن فَإِنَّهُ إِذا رطب برأَ الْبَتَّةَ وَلَا تدع استفراغ الْخَلْط الْأسود فِي خلال ذَلِك بالإسهال الدَّائِم والفصد إِن احتجت إِلَيْهِ وَترك الأغذية المولدة للسوداء وَالتَّدْبِير المطف بل اسْتعْمل المغلظ فَإِن تَكْثِير الْخَلْط البلغمي

فِي الْبدن يبرؤ الوسواس السوداوي وَإِمَّا المراقية فَخذ فِي تَدْبِير الكبد لِئَلَّا يكثر تولد السَّوْدَاء فِيهَا فَإِن لم يتهيأ فَعَلَيْك بإدمان الاستفراغ للخلط الْأسود بالإسهال ثمَّ جوارشات تسهل السَّوْدَاء وتقوى فَم الْمعدة ويحط النفخ إِذا أدمنتها فِي أَيَّام الرَّاحَة كالمتخذ من الهليلج الْأسود والإفتيمون والكندر وقوفم الْمعدة كل يَوْم بالافسنتين والكندر فَإِذا فسد الطَّعَام لِئَلَّا يخالط الطَّعَام فلتقيئه ثمَّ يَأْكُل بعد استنظاف الأول وقيئه قبل الطَّعَام لِئَلَّا يخالط الطَّعَام مَا قد سبق وسال وخاصة مَتى أحس بالحموضة قبل الطَّعَام واعطه الأغذية الحلوة الدسمة وَلَا تُفَارِقهُ إسهال السَّوْدَاء وفصد الباسليق والمحاجم على الطحال والأدوية المحمرة. السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ إِن الطحال إِذا كَانَت فِيهِ علل وَدفع عَن نَفسه فضلا رديا فَرُبمَا صبه إِلَى فَم الْمعدة فأحدث الماليخوليا قَالَ إِن الطحال إِذا صب إِلَى فَم الْمعدة فضلا سوداويا أورث كآبة والوسواس السوداوي وَرُبمَا يهيج الشَّهْوَة وَرُبمَا لم تهج بِهِ وأفسد الهضم فِي الْحَالين جَمِيعًا من قوى النَّفس قَالَ فِي الماليخوليا يغلب على النَّفس بَغْتَة الْهم والفزع واليأس من الْخَيْر ويعرض أضداد ذَلِك من سَبَب ضد ذَلِك جَوَامِع الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة ألف قَالَ إِذا كَانَ الدِّمَاغ قد اجْتمع فِيهِ خلط سوداوي فَحِينَئِذٍ نق الْبدن بالخربق الْأسود لي هَذَا هُوَ مَا) قَالَ جالينوس يحْتَاج إِلَى علاج أقوى من هَذَا وَإِذا كَانَ يصير إِلَيْهِ هَذَا الْخَلْط من الْمعدة فعلامته أَن تخف أعراضه إِذْ أحس استمراء وبالضد وَكَثْرَة الجشاء والقراقر والبزاق والالتهاب والوجع بَين الْكَتِفَيْنِ والوجع البلغمي والمراري. وَإِن كَانَ جَمِيع دَمه سوداويا فافصده وَتعلم أَن الدَّم السوداوي فِي الدِّمَاغ وَحده وَلَيْسَ الوسواس عَن جَمِيع الدَّم الَّذِي فِي الْبدن وَلَا مراقى من أَن لَا يكثر أعراضه وَلَا يقوى بعقب التخم وَلَا يخف بعقب حسن الاستمراء وَلَا الْبدن مِمَّا يُولد سَوْدَاء وَلَا دَمه إِذا فصدته أسود وَيكون قد تقدم ذَلِك هم أَو سهر ويعرض كثيرا للشمس ويداوى هَذَا النَّوْع بالحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر وترطيب الرَّأْس بالأغذية الجيدة الْخَلْط. وَمَا كَانَ من الْعُرُوق فبالفصد والمراقية بالحقن وَفِي بَاب الصرع دَوَاء عَجِيب للماليخوليا. السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ كَانَ رجل يجْرِي مِنْهُ دم بواسير فاحتبس فَحدث مِنْهُ وسواس سوداوي فاستفرغته أخلاطاً سوداويا فبرأ ثمَّ كنت استفرغه أبدا مِنْهَا إِذا شعر بِالْعِلَّةِ فيسكن عَنهُ مَعَ استفراغها مَا كَانَ بَدَأَ بِهِ من ذَلِك الوسواس ويستفيد بالإسهال معينا لاستفراغ الْخَلْط الْأسود وَكَانَ الدَّوَاء يفتح بواسيره أَيْضا فَيجْرِي مِنْهُ الدَّم الردى ليقال فِي أَن قوى النَّفس أقوى يجب مِنْهُ أَن يشرب الشَّرَاب بإعتدال عِنْد الماليخوليا وَلَا شَيْء افضل لَهُ مِنْهُ وَلَا علاج أبلغ فِي رفع الماليخوليا من الأشغال الاضطرارية الَّتِي فِيهَا مَنَافِع أَو مَخَافَة عَظِيمَة تملأ النَّفس وتشغلها جدا والأسفار والنقلة فَإِنِّي رَأَيْت الْفَرَاغ أعظم شَيْء فِي توليده والفكر فِيمَا

مضى وَكَانَ يكون وَيَنْبَغِي أَن يعالج هَذَا الدَّاء بالأشغال فَإِن لم يتهيأ فبالصيد وَالشطْرَنْج وَشرب الشَّرَاب والغناء والمباراة فِيهِ وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يَجْعَل للنَّفس شغلاً عَن الأفكار العميقة لِأَن النَّفس إِذا تفرغت تفكرت فِي الْأَشْيَاء العميقة الْبَعِيدَة وَإِذا فَكرت فِيهَا فَلم تقدر على بُلُوغ عللها حزنت واغتمت واتهمت عقلهَا فَإِذا زَاد وقوى فِيهَا هَذَا الْعرض كَانَ ماليخوليا وَقد برِئ غير وَاحِد مِنْهُم بهدم وَقع أَو بغرق أَو حرق أَو خوف من سُلْطَان ألف وكل هَذَا يدل على أَن النَّفس إِذا عرض لَهَا بَغْتَة أَمر اضطراري شغلها عَن الْعِنَايَة والفكر بِغَيْرِهِ لي الماليخوليا قد يكون والأخلاط جَيِّدَة وَلَا يحْتَاج إِلَى دوائه وَيكون ذَلِك من فكره فِي شَيْء مَا يدْفع وعلاج هَذَا النَّوْع يكون بِحل ذَلِك الْفِكر فَإِنَّهُ كَانَ رجل شكا إِلَيّ وسألني أَن أعَالجهُ من مرّة زعم سوداوية فَسَأَلته مَا يجد فَقَالَ أفكر فِي الله تَعَالَى من أَيْن جَاءَ وَكَيف ولد الْأَشْيَاء فَأَخْبَرته أَن هَذَا فكر يعم الْعُقَلَاء أجمع فبرأ) من سَاعَته قد كَانَ اتهمَ عقله حَتَّى إِنَّه كَاد أَن يقصر فِيمَا يسْعَى فِيهِ من مَصَالِحه وَغير وَاحِد من هَؤُلَاءِ عالجته بِحل فكره. الثَّالِثَة من السَّادِسَة من ابيذيميان أَصْحَاب المراقية يشتهون الْجِمَاع شَهْوَة دائمة ويعرض لَهُم إِذا استعملوه انتفاخ فِي الْبَطن خَاصَّة لمن اسن مِنْهُم وَإِنَّمَا تكْثر شهوتهم للجماع لِأَن الرِّيَاح تكْثر فيهم فِيمَا دون الشراسيف وَالْجِمَاع يُخَفف عَنْهُم ذَلِك قَالَ وَأَصْحَاب الماليخوليا لَا يخلون أَن يفزعوا من شَيْء مَا لِأَن هَذِه الْعلَّة إِنَّمَا هِيَ الْفَزع من شَيْء مَا فَإِذا كَانَت خَفِيفَة خُفْيَة فزعوا من شَيْء أَو شَيْئَيْنِ أَو ثَلَاثَة وَإِذا كَانَت ظَاهِرَة فزعوا من أَشْيَاء كَثِيرَة. الْخَامِسَة من السَّادِسَة قَالَ الْجِمَاع يضر لصَاحب الوسواس السوداوي. قَالَ فِي الثَّامِنَة من السَّادِسَة أَصْحَاب الوسواس السوداوي قد يتقيئون خلطاً أسود فَرُبمَا خف بذلك عَنْهُم مرضهم وَرُبمَا لم يخف. الْيَهُودِيّ قَالَ الماليخوليا إِذا خف بعقب لين الْبَطن وَخُرُوج الرِّيَاح والاستمراء التَّام فالعلة مراقية قَالَ وَمن كَانَ من أَصْحَاب الماليخوليا شَدِيد الْحزن فالفه فِي مجالسة النَّاس وَالشرَاب والغناء والأسفار الطَّوِيلَة والنقلة. الطَّبَرِيّ قَالَ الوسواس يكون من الْحر واليبس وَقد صدق فَإِن الماليخوليا لَيْسَ بوسواس بل إِنَّمَا هُوَ تفرغ وظنون كَاذِبَة. اهرن قَالَ المراقية علامتها أَن يعرض لأصحابها نفخة إِذا طعموا وخاصة إِن كَانَ شَيْء بطى الهضم وجشاء حامض والتهاب فِي المراق وقراقر ووجع شَدِيد يبلغ من الْبَطن إِلَى بَين الْكَتِفَيْنِ وَلَا يسكن إِلَّا بعد الهضم ثمَّ يهيج إِذا طعموا أَيْضا.

وَقد يعرض أَيْضا ذَلِك أَحْيَانًا عِنْد خلاء الْبَطن وَالصَّوْم وَيكون مَا يتقيئوه بضرس من حموضة مَعَ حراقة ويعرض ذَلِك للصبيان فَكلما شبوايزيد ذَلِك بهم. قَالَ ألف وينتفعون بِالطَّعَامِ الْبَارِد ويستريحون إِلَيْهِ قَالَ وَإِن طَال الْمقَام بأصحاب الماليخوليا فِي غم ووحشة أَو هول اخْتلطت عُقُولهمْ فَإِذا رَأَيْت الماليخوليا من غير هَذِه أَعْرَاض فَلَيْسَتْ مراقية فعالج الكاين من الدَّم فِي الْبدن كُله الْأسود بفصد الأكحل ثمَّ بإسهال السَّوْدَاء متوترا ثمَّ بالأغذية الجيدة الْخَلْط وَمَا كَانَ فِي الرَّأْس وَحده فبالسعوط والغرور والأطلية اللطيفة الحارة لي ينظر فِي ذَلِك والمراقية بالأغذية اللطيفة وجودة الهضم وَالْحمام وعالج جَمِيعهم بِالْحَدَثِ وَالسُّرُور والفرح وأطعمهم الزيرباجات واسقهم شرابًا لذيذا طيبا وَإِن فصدتهم فَلم تَرَ الدَّم أسود فَاعْلَم إِنَّه) قد أَخْطَأت فِي حدسك بِأَن الدَّم كُله أسود فاقطعه مَكَانك وَإِن كَانَ أسود فَاسْتَكْثر من إِخْرَاجه وَأَصْحَاب المراقية فاسهلهم إِن كَانَت معدهم قَوِيَّة فِي مرّة وَاحِدَة والافغى مرار كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا وعالج الرَّأْس فِي الْعلَّة الْأُخْرَى بعد سَائِر العلاج بِمَا يُقَوي الرَّأْس لِئَلَّا يقبل مَا يصعد إِلَيْهِ من بخار الْبَطن واسقه سكنجبينا فَإِنَّهُ ينقي الْمعدة واحقنه إِن احْتَاجَ بالحقنة اللينة واسعطه بالطيب ليقوى رَأسه بِمثل هَذَا مسك جزؤ كافور نصف جزؤ زعفران وصبر جزؤ جزؤ سكر طبرزد جزؤين اسعطه بدانق بِلَبن جَارِيَة لي تَقْوِيَة الدِّمَاغ وَاجِب فِي هَذِه الْعلَّة إِلَّا الرَّابِعَة من النبض قَالَ فَلِأَن نبض الْعرق الْعَظِيم المستبطن بِعظم الصلب يظْهر فِي الموسوسين فِي بَعضهم عِنْد الهزال المفرط. بولس قَالَ الماليخوليا إِمَّا لغَلَبَة السَّوْدَاء على الدِّمَاغ وَحده وَإِمَّا لِأَن الْبدن كُله سوداوي وَإِمَّا لِأَن الْبَطن ورمه حَار فِي الجداول قد طَال احتباسه فتصعد مِنْهُ بخارات سوداوية وَهَذِه الْعلَّة تسمى المراقية ويعمها كلهَا الْخَوْف وخبث النَّفس والأفكار الردية الْبَاطِلَة وَالْغَم الْبَاطِل وَرُبمَا كَانَ مَعَه ضحك وَقد يحدث فِي التَّدْبِير السوداوي المزاج واحتباس أَشْيَاء كَانَت تستفرغ فاستدل على الشراسيفى بِفساد الهضم والجشاء الحامض والثقل فِي الْبَطن والحرقة وانجذاب المراق إِلَى فَوق وتخفف هَذِه الْأَعْرَاض بجودة الهضم وتلين الْبَطن وَخُرُوج الرِّيَاح والقيء والجشاء فَإِذا لم يظْهر هَذَا وَلَا كَانَ الْبدن سوداويا فَإِن الْعلَّة فِي الدِّمَاغ مُفردا فعالج الَّذِي من الدِّمَاغ بانفراد بالإكثار من الْحمام وَالتَّدْبِير المولد للخلط الْجيد المرطب وَمَا يطيب النَّفس وَلَا يحْتَاج إِلَى علاج آخر غير الترطيب إِذا لم يكن مزمنا فَإِن كَانَ مزمنا فاسهل أَولا مَرَّات كَثِيرَة بِرِفْق واعطه بعد طبيخ الافسنتين ويتجرع عِنْد النّوم شَيْئا من الْخلّ الثقيف ويصطبغ بِهِ كثيرا والأجودان يكون فِيهِ عنصل أَو جعدة أَو زراوند لي ينظر فِيهِ إِذا كَانَ دم الْبدن كُله أسود فافصده أَولا ثمَّ أرحه ليقوى ثمَّ أسهله بالخربق

الْأسود أَو بقثاء الْحمار وَافْتَحْ أَفْوَاه البواسير إِن كَانَت بِهِ وإدرار الْبَوْل والعرق نَافِع لَهَا وَلَا ينظر فِيهِ وَإِذا كَانَ الوجع فِي الشراسيف فكمد تِلْكَ الْمَوَاضِع ونطلها بطبيخ السداب والشبت والافسنتين والفوتنج والفنجنكشت وَحب الْغَار فَإِن هَذِه تسكن الوجع وتحط النفخ والأجود أَن يصير فِي الضماد سعد أَيْضا وَاصل السوس وَشَجر مَرْيَم وتترك هَذِه الأضمدة زَمَانا طَويلا على هَذِه الْمَوَاضِع وَيكون الْمَرِيض قد يجوع وضع عَلَيْهِ المحاجم بالنَّار فَإِن كَانَ هُنَاكَ وجع وورم حَار فليستعمل الشَّرْط أَيْضا وعالج بالخردل وضع عَلَيْهِ الأضمدة المحللة القوية) المحمرة فِيمَا بَين الْكَتِفَيْنِ والبطن أَيْضا وَإِذا طَالَتْ هَذِه الْعلَّة فَاسْتعْمل الْقَيْء بالخربق وَبِالْجُمْلَةِ فَلْيَكُن تدبيرهم وتدبير كل من بِهِ مرض سوداوي مَا يُولد خلطا جيدا ويرطب وَيمْنَعُونَ مِمَّا يُؤَكد السَّوْدَاء. الْإِسْكَنْدَر الافروديسي قَالَ ليَدع أَصْحَاب السَّوْدَاء الكرنب والجرجير والخردل والثوم وَلُحُوم الْبَقر الغليظة واليابسة والحزيفة والحامضة وَالْملح يُولد مرّة وليلزموا اللَّهْو الدَّائِم وَاللَّذَّات وَالْحمام وَالصَّيْد واشغال الْفِكر والانتقال. شَمْعُون قَالَ أَعْرَاض الماليخوليا الكآبة والحزن وَالْخَوْف والضجر وبغض النَّاس وَحب الْخلْوَة والضجر بِنَفسِهِ وبالناس قَالَ أدخلهُ الآبزن فِي بَيته لَا فِي الْحمام وأعطه الْأَطْعِمَة الرّطبَة الدسمة السريعة الهضم وأسهله سَوْدَاء وليسافر وينتقل فِي الْمنَازل وليجتمع مَعَ النَّاس على الشَّرَاب ابْن مَا سويه فِي كِتَابه فِي الماليخوليا قَالَ سُقُوط الشَّهْوَة فِي هَذِه الْعلَّة ردية لِأَنَّهَا تكون من اليبس وَقلة الْأكل تجفف جدا. الثَّالِثَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ يسهل الْوُقُوع فِي الوسواس السوداوية لمن كَانَ حَار ألف الْقلب رطب الدِّمَاغ لِأَنَّهُ بِسَبَب حرارة الْقلب يكثر تولد السَّوْدَاء وبسبب رُطُوبَة الدِّمَاغ قبُوله لما يصعد إِلَيْهِ وتأثره عَنهُ. المستعدون للماليخوليا أَصْحَاب اللثغة والحدة وخفة اللِّسَان وَكَثْرَة الطَّرب واللون المفرط الْحمرَة والأدمة وَكَثْرَة الشّعْر وخاصة فِي الصَّدْر وسواده وغلظه وسعة الْعُرُوق وَغلظ الشفتين لِأَن بعض هَذِه الدَّلَائِل تدل على رُطُوبَة الدِّمَاغ وَبَعضهَا على غَلَبَة الْخَلْط الْأسود. أريباسوس قَالَ عالج الشراسيفى بالقيء والإسهال والجشاء والهضم الْجيد وَإِذا كَانَ التفزع وخبث النَّفس قَوِيا فَلم يتَبَيَّن فِي الْبَطن فَسَاد فالعلة فِي الدِّمَاغ ويعالج بإدمان الْحمام والأغذية المرطبة فَإِن كَانَت عسرة مزمنة فيقيئون بالافتيمون وَالصَّبْر تنقية جَيِّدَة متواترة فَإِن لم ينجع فبشحم الحنظل والخربق. أغلوقن قَالَ الْعلَّة الَّتِي لَهَا تكْثر السَّوْدَاء فِي الْعُرُوق إِمَّا أَن يكون الكبد حارة يُولد دَمًا سخنا أسود وَإِمَّا أَن يكون الطحال لَا يجذب هَذَا الْفضل وَإِمَّا أَن تكون الأغذية تولد السَّوْدَاء.

الصُّحُف معجون عَجِيب للسوداء والسدر افتيمون بسفايج خَمْسَة خَمْسَة حِجَارَة أرمينية ثَلَاثَة دَرَاهِم أهليلج كابلى سَبْعَة دَرَاهِم غاريقون واسطو خودوس عشرَة عشرَة ملح هندي) شَحم حنظل هليلج آملج حاشا خربق أسود ثَلَاثَة ثَلَاثَة تَرَبد عشرُون درهما يعجن بسكنجبين الْعَسَل. روفس فِي كِتَابه للمرة السَّوْدَاء قَالَ الماليخوليا يجب أَن يدارك فِي ابْتِدَائه والأعسر علاجه من جِهَتَيْنِ من قبل تمكن الْخَلْط وَمن قبل عسر إِجَابَة العليل إِلَى الْقبُول وعلامة ابْتِدَائه أَن يعرض للْإنْسَان خوف وفزع وَظن ردى فِي شَيْء وَاحِد وَيكون سَائِر أَسبَابه لَا عِلّة بهَا مثل أوهامهم أَن مِنْهُم يخَاف الرَّعْد أَو يولع بِذكر الْمَوْت أَو بالاغتسال أَو يبغض طَعَاما أَو شرابًا أَو نوعا من الْحَيَوَان ويتوهم إِنَّه قد ابتلع حَيَّة أَو نَحْو ذَلِك فيدوم فيهم بعض هَذِه الْأَعْرَاض مُدَّة ثمَّ تقوى وَتظهر أَعْرَاض ماليخوليا كَامِلَة ويشتد على الْأَيَّام فَإِذا رَأَيْت شَيْئا مِنْهَا فبادر بالعلاج. قَالَ فَإِذا عرضت فِي أبدان أَصْحَاب الماليخوليا قُرُوح دلّ ذَلِك على موت قريب وَهِي قُرُوح تظهر فِي الجنبين والصدر وَظَاهر الْبدن فَفِيهَا حرارة مؤلمة جدا قريبَة من الْجَمْر فِيمَا يعرض فِيهِ من الحكة وَغير ذَلِك ويعرض الماليخوليا للرِّجَال أَكثر مِمَّا يعرض للنِّسَاء غير أَنه إِذا عرض للنِّسَاء كَانَ مَا يتخيله الْحس وغمهن أقوى وَلَا يعرض للصبيان وَقد يعرض للغلمان فِي الندرة وللاحداث فإمَّا الكهول والمشايخ فبالاختصاص يعرض لَهُم وخاصة الْمَشَايِخ فَإِن الماليخوليا يكَاد أَن يكون عرضا لَازِما للشيخوخة لِأَن الْمَشَايِخ بالطبع ضيقو الصُّدُور قليلو الْفَرح سَيِّئَة أَخْلَاقهم هَمهمْ ردى ونفخهم فِي الْبَطن كثير وَهَذِه أَعْرَاض الماليخوليا وَأبْعد الْأَزْمِنَة من الماليخوليا الشتَاء لجودة الهضم فِيهِ ثمَّ الصَّيف لِأَنَّهُ يُطلق الْبَطن ويذيب الفضول فَأَما من لم يُطلق بَطْنه مِنْهُم فَإِنَّهُ يهيج عَلَيْهِ فِيهِ هيجانا عَظِيما شَدِيدا والموقعة فِي الماليخوليا الْإِكْثَار من الشَّرَاب وَترك الرياضة توقع فِي الماليخوليا لي هَذَا توقع فِي النَّوْع الشراسيفى فَأَما هَذَا التَّدْبِير فنافع للماليخوليا لِأَن الماليخوليا إِنَّمَا هُوَ يبس ويصلحه الْإِكْثَار من الدَّم الْجيد الرطب. قَالَ وَقد يُوقع فِيهِ شدَّة الْفِكر والهم وَقد يعرض لبَعض هَؤُلَاءِ أَن يولعوا بالأحلام وبالأخبار عَمَّا يكون فيصيبون فِيهِ قَالَ وَإِذا عرض الماليخوليا رُبمَا خفى ابتداؤه الْأَعْلَى المهرة من الْأَطِبَّاء لِأَن الطَّبِيب الحاذق قد يُمَيّز خبث النَّفس والقنوط وَالْغَم الْعَارِض بِسَبَب آخر مِمَّا يعرض للنَّاس. قَالَ وَمن العلامات الدَّالَّة على ابْتِدَاء الماليخوليا حب التفرد والتخلي من النَّاس على غير وَجه حَاجَة مَعْرُوفَة أَو عِلّة كَمَا يعرض للأصحاء لحبهم الْبَحْث والستر لِلْأَمْرِ الَّذِي يجب ستره وَقد يَنْبَغِي أَن يتفقد عَلامَة متداولة ويبادر بعلاجه لِأَنَّهُ فِي ابْتِدَائه أسهل مَا يكون ويعسر مَا يكون) إِذا استحكم وَأول مَا يسْتَدلّ بِهِ عِلّة وُقُوع الْإِنْسَان فِي الماليخوليا أَن يسْرع الْغَضَب والحزن والفزع بِأَكْثَرَ من الْعَادة وَيُحب التفرد والتخلي فَإِن كَانَ مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء

بالصورة الَّتِي أصف فليقو ظَنك وَيكون لَا يفتح عَيْنَيْهِ فتحا جيدا كَأَن بِهِ خفشا وَتَكون أَعينهم ألف ثَابِتَة قَلِيلا وشفاههم غَلِيظَة اديم الألوان زعر الْأَبدَان صُدُورهمْ وَمَا يَلِيهِ عَظِيم ومادون ذَلِك من الْبَطن ضامر وحركتهم قَوِيَّة سريعة لَا يقدرُونَ على التمهل لألثغ دقاق الْأَصْوَات ألسنتهم سريعة الْحَرَكَة بالْكلَام قَالَ وَلَيْسَ يظْهر فِي كل هَؤُلَاءِ قيء وإسهال مَعَه كيموس أسود بل رُبمَا كَانَ الْأَكْثَر الظَّاهِر مِنْهُم البلغم فَإِن ظهر فِي الاستفراغ شَيْء أسود دلّ على غَلَبَة ذَلِك وكثرته فِي أبدانهم وخف مِنْهُم مرضهم قَلِيلا على أَن مِنْهُم من يخف مَرضه بِخُرُوج البلغم مِنْهُ أَكثر مِمَّا يخف بِخُرُوج الْخَلْط الْأسود وَظُهُور الْخَلْط الْأسود فيهم يكون إِمَّا بالقيء أَو البرَاز أَو الْبَوْل أَو قُرُوح فِي الْجَسَد أَو بهق أَو كلف أَو جرب أَو سيلان البواسير وَمَا أَكثر مَا يعرض الدوالي لَهُم وَالَّذين لَا يظْهر فيهم الْخَلْط الْأسود أعْسر علاجا على أَنه وَإِن كَانَ خُرُوج البلغم يخف عَنْهُم فَإِن الْغَالِب عَلَيْهِم الْخَلْط الْأسود فإليه يَنْبَغِي أَن يقْصد بالاستفراغ وَلَيْسَ من كَثْرَة السَّوْدَاء فِي الْبدن كَانَ الْغَالِب الماليخوليا وَلَكِن إِذا كَانَت منتشرة فِي الدَّم كُله كالبول الَّذِي لَا يرسب ثفله فَأَما إِذا كَانَت راسبة فَإِنَّهَا وَإِن كَانَت كَثِيرَة لَا يكون مِنْهَا ذَلِك قَالَ فَأَما إِذا تميزت من الدَّم كَيفَ كَانَ إِلَى ظَاهر الْبدن كالحال فِي الجرب والبهق الْأسود أَو خرجت عَنهُ كالحال فِي الْبَوْل وَالْبرَاز الْأسود وعظيم الطحال والدوالي لم يكن لَهُ الماليخوليا. لي لِأَن فِي حَال الانتشار يحْتَاج الدِّمَاغ إِلَى أَن يغتذي بِدَم أسود فِي حَال الْحِيَازَة عَنهُ وَلذَلِك قد يهيج الماليخوليا كثيرا فِي الرّبيع وَفِي أَصْحَاب الدِّمَاء السود لِأَن الرّبيع من شَأْنه أَن يثور الأخلاط ويغلي الدَّم كَمَا يغلي فِي ذَلِك الْوَقْت مَاء الْعُيُون ويكدر حَتَّى يَرْمِي بِمَا أَسْفَلهَا إِلَى أَعْلَاهَا وكالحال فِي الْعصير الَّذِي يكون الَّذِي يكون حَال الدَّم فِي الرّبيع قَالَ وللدم أَيْضا أَوْقَات يتكدر فِيهَا شوايب كَمَا يغلي الْعُيُون فِي أَوْقَات مَعْلُومَة يكدر فِيهَا مَاؤُهَا وَيَرْمِي بِمَا فِي أَسْفَلهَا إِلَى فَوق وَمن دَلَائِل هَذَا الْمَرَض كَثْرَة الِاحْتِلَام والدوار ودوي الْأذن وَثقل الرَّأْس وَهَذِه تكون بِسَبَب الرّيح المتثور الَّذِي فِي السَّوْدَاء فَإِن كَانَ مَعهَا ريح كَمَا أَن مَعَ جَمِيع الْأَشْيَاء الْبَارِدَة ريح وَلست أَعنِي الجامد لَكِن لن تبلغ من حرهَا أَن يلطف البخارات.) قَالَ وشهوة الْجِمَاع فيهم أَيْضا دَلِيل على أَن فِي السَّوْدَاء ريحًا ألف كَثِيرَة وَأَصْحَاب الطبايع الفاضلة مستعدون لِأَن الطبايع الفاضلة سريعة الْحَرَكَة كَثِيرَة الْفِكر. قَالَ وَالَّذين لَهُم الماليخوليا يحسن حَالهم ويخف بِإِطْلَاق الْبَطن والجشاء الْقَيْء لي هَذِه فِي الشراسيفية لَا فِي غَيرهَا وَلم يذكر روفس إِلَّا هَذَا الضَّرْب ولإني لأعجب من جالينوس كَيفَ لم العلاج أسهلهم بالأفتيمون وَالصَّبْر فَإِنَّهُمَا مَعًا يلين إسهالهما وينفعان الْمعدة ويحتاجون إِلَى ذَلِك لأَنهم سيئوا الهضم واعطهم كل يَوْم بعد النفض بهما شَيْئا قَلِيلا واعطهم كل يَوْم ثَلَاثِينَ درهما من عصارة الأفسنتين وَلَا تغب الإسهال عَنْهُم مَا ذكرت فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك لم يعرض لَهُم النفخ الْكثير وَلم تَجف طبايعهم وجاد هضمهم وأدر

بَوْلهمْ وَهَذَا أصلح مَا يكون لَهُم وليرتاضوا قَلِيلا ويأكلوا أغذية جَيِّدَة وأجود التَّعَب لَهُم الْمَشْي وَمن كَانَ مِنْهُم هضمه رديا فليستعمل الْحمام قبل الْغذَاء وَليكن الْغذَاء سريع الهضم بَعيدا من توليد النفخ ملينا للبطن ويسقوا شرابًا أَبيض باعتدال وليتجرعوا الْخلّ الثقيف عِنْد النّوم ويصتبغوا فِي أغذيتهم فَإِن ذَلِك يعين على جودة الهضم وخاصة إِذا كَانَ عنصليا وَإِن أمكن فليفصدوا وخاصة فِي ابْتِدَاء هَذَا السقم بعد ذَلِك إِذا تراجعت الْقُوَّة فانفض السَّوْدَاء بِقُوَّة بشحم الحنظل والخربق الْأسود وَلَا تدع اسْتِعْمَال الملينة للبطن فيهم كل يَوْم ليدوم لَهُم لين الْبَطن والأفتيمون أَنْفَع شَيْء فِي ذَلِك والفوتنج والأسارون وَمَاء الْجُبْن وإدامة الأفسنتين فَإِنَّهُ قد برأَ خلق كثير مِنْهُم بإدامته وَمِنْهُم ضَعِيف الْمعدة فَحِينَئِذٍ الْقَيْء الْبَتَّةَ واغذهم بالأغذية الملينة كخبز السميذ وَلحم الدَّجَاج وَالْجَرَاد والسمك الصغار وأعن لَهُم بتخصب أبدانهم إِذا سمنوا انتقلوا عَن أَخْلَاقهم الردية وبرؤا برأَ تَاما وَمن كَانَ مَعَهم يحْتَمل شرب الْخمر فَلَا يحْتَاج إِلَى علاج سواهُ فَإِن فِيهِ وَحده جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي علاج هَذِه الْعلَّة ويسئل عَن السَّبَب البادي وَالتَّدْبِير وضاده بالعلاج فَمن كَانَ وَقع فِيهِ من التحفظ ولطف التَّدْبِير فأوسع عَلَيْهِ بالضد واغب علاجهم مُدَّة ثمَّ عاوده فَإِنَّهُم رُبمَا خَرجُوا من الْعلَّة فِي الْمدَّة الَّتِي تغب فِيهَا عَن العلاج وإدمان العلاج يوهن الطبيعة وَظُهُور البهق فيهم عَلامَة قَوِيَّة على الصّلاح فِي الصَّدْر والبطن خَاصَّة وَالظّهْر وَكَذَلِكَ الجرب المتقرح وَعَلَيْك بإسخان شراسيفهم بالتكميد الدَّائِم ليجود هضمهم وَيذْهب نَفَخَهُمْ ونطلهم بالمياه المحللة للرياح بطبيخ الفوتنج والسداب فَإِن هَذِه تحلل النفخ وَتعين على الهضم وَلَكِن أطبخها بالزيت وامرخهم بِهِ وَإِن طبخت بِالْمَاءِ صُوفًا وَضعه على الْبَطن.) وَإِن ضمدتهم بالبزور المقشية للرياح فَهُوَ جَائِز وَليكن ذَلِك بِاللَّيْلِ وتدهن أَيْضا الْبَطن بدهن السوسن واعن بِأَن يكون أبدا مدثرا مسخنا وضع عَلَيْهِ المحاجم إِن احتجت إِلَى ذَلِك لشدَّة النفخ وقوهم بالطيب وَإِذا منعت فِي العلاج فضع ضماد الْخَرْدَل على الْبَطن فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع ليستأصل الوجع أصلا وخاصة فِي أَوَاخِر عللهم وَعند إمارات الْبرد ينصب مَادَّة إِلَى بعض الْأَعْضَاء فَإِنَّهُ كثير مَا يكون ذَلِك فيورثهم الفالج والصرع فَإِن ظَنَنْت شَيْئا فَعَلَيْك بتقوية الْموضع إِن كَانَ شريفا فَلَا توهم العليل إِن بِهِ ماليخوليا لَكِن أَنَّك إِنَّمَا تعالجه من سوء الهضم فَقَط وساعده على كثير من رَأْيه وألهه وفرحه واشغله عَن الْفِكر لي لَا يذكر هَذَا الرجل شَيْئا سوى المراقبة لي الَّذين يهيج بهم الماليخوليا فِي الرّبيع لَيْسَ فَسَاد فِي أدمغتهم لَكِن دم عروقهم سوداوي فتثور فِي ذَلِك الْآثَار حَتَّى يبلغ الدِّمَاغ. سرافيون الماليخوليا وسواس بِلَا حمى فَهِيَ ثَلَاثَة أَصْنَاف إِمَّا ن يكون فِي الدِّمَاغ نَفسه خلط أسود وَإِمَّا أَن يكون الدَّم الَّذِي فِي الْبدن كُله اسود والمراقي وَهُوَ الَّذِي يحدث عَن فلغموني فِي جداول الكبد فَيصير الدَّم هُنَاكَ سوداويا ويرتفع مِنْهُ بخار سوداوي إِلَى

الرَّأْس وَاللَّازِم لهَذِهِ الْعلَّة الْخَوْف وَالْغَم والولوع لشَيْء مَا بإفراط ويكثرون النّظر فِي الأَرْض ويسود شُعُورهمْ وَإِن كَانُوا قد شابوا عَاد أسود لي هَذَا غَايَة مَا يكون من اليبس. قَالَ والمراقية مَعهَا جشاء حامض وَكَثْرَة البزاق وقرقرة فِي الْبَطن ووجع بَين الْكَتِفَيْنِ وبراز بلغمي وانتفاخ المراق. قَالَ ابدأ بفصد ألف الأكحل والصافن وخاصة فِي النِّسَاء وَمن احْتبسَ عَنهُ البواسير ثمَّ أرحه أَيَّامًا واغذه فِيهَا بلحوم الحملان والجدأ وَالطير وجنبه الباذنجان والكرنب والعدس والجبن الْعَتِيق وَلحم الْبَقر والمالح واغذهم بالمرطبة واسقهم شرابًا أَبيض فَإِن كَانَت هُنَاكَ حرارة كَثِيرَة فبسكنجبين سكري لي ينظر فِيهِ لِأَن الْخلّ مولد للسوداء إِذا أدمن قَالَ جذبه فِي الإسهال للسوداء إِن كَانَت حرارة بالمطبوخات وَإِلَّا مَاء الْحُبُوب تريحهم فِيمَا بَينهم وَيحسن تدبيرهم. وَإِن كَانُوا نحفاء محرورين فاسقهم مَاء الْجُبْن والافتيمون والهليلج الْأسود فَإِن استفرغت السَّوْدَاء بِكَثْرَة فَخذ فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع الْقلب بعد أَن تعرف حَاله وَإِن كَانَ حاميا أعْطه السفوفات الَّتِي تُعْطى للخفقان الحارو بالضد واسقه مِثْقَال ترياق بِمَاء لِسَان الثور أَو دَوَاء الْمسك فَإِن لَهُ فعلا فِي هَذِه الْعلَّة بِمَاء الترنجان وَإِن حدث بهم سهر فَلَا تدع ترطيب الرَّأْس فَإِن) لم ينجع علاجك فِي أول مرّة فارح العليل ثمَّ كرر عَلَيْهِ التَّدْبِير مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاث فَإِن هَذَا الْخَلْط عسر المواطاة للأدوية وَرطب الْبدن ووسع مسامه ثمَّ اسهل أَيْضا إِن شَاءَ الله تَعَالَى لي يَصح من كَلَام جالينوس فِي جَمِيع هَذِه الْمَوَاضِع إِنَّه يتوقى الْحَرَارَة فِي هَؤُلَاءِ ويميل إِلَى الترطيب وَلَا يحْتَاج فِي صِحَة هَذَا الرَّأْي إِلَى دَلِيل أعظم من أَنه قل مَا يعرض للنِّسَاء وَالصبيان والخصيان والباردي المزاج لي جملَة علاج الماليخوليا غير المراقية الفصد والإسهال الْمُتَوَاتر من السَّوْدَاء وتبريد الكبد خَاصَّة وتقوية الطحال على الجذب وَفتح أَفْوَاه البواسير وَلُزُوم الْحمام وَالشرَاب وَالنَّوْم وَأما الَّذِي فِي الدِّمَاغ خَاصَّة بِالشرابِ الْكثير المزاج وَالْمَاء العذب وترطيب الرَّأْس وتبريده. المراقية فَأَما المراقية فالقيء وَالشرَاب وَالتَّدْبِير المقلل للسوداء توليدا أَو استفراغا لِئَلَّا يجد الطحال مَا يجذب وَيدْفَع بعد على الْمعدة وفصد الأسيلم ليَكُون الطحال مشتاقا إِلَى الجذب الاسكندر من مقَالَته فِي الماليخوليا قَالَ أسْرع بعلاج الماليخوليا فَإِنَّهُ إِن طَال بِسَبَب الدِّمَاغ سوء مزاج لابث يصير لَهُ شبه بِالْحَال الطبيعي لَا يبرؤ الْبَتَّةَ وَمَتى احتجت أَن تسهلهم فرطبهم أَولا بالأغذية والأشربة وَالْحمام أَيَّامًا ثمَّ ألف أسهلهم فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يواتيك فَإِن اكتفوا بِمَا أسهلت والافارحهم أَيَّامًا والزمهم الْغذَاء الرطب وَالْحمام الفاتر والدعة والسكون ثمَّ عاود الإسهال أَيْضا بأقوى من الأول وأسهلهم بايارج فيقرا والسقمونيا إِن كَانَت إمارات الْحَرَارَة والاحتراقات وَليكن أحد عشر سقموينا وَمن الايارج سِتَّة وَتِسْعين قيراطاً لي يَجْزِي ثلث هَذَا قَالَ وَإِيَّاك أَن تسهلهم بالايارجات الْكِبَار وبالقوية الاسخان فَإِن

هَذِه يؤديهم إِلَى غَايَة الْجُنُون لِأَنَّهُ يحرق دِمَاءَهُمْ ويخرجها إِلَى غَايَة اليبس والحدة وَاحْمَدْ الْوُجُوه فِي إسهال هَؤُلَاءِ بِمَا لَا يسخن ثمَّ أقصد بعقب الإسهال قصد الْغذَاء المرطب فَإِنِّي قد ابرأت خلقا مِنْهُم بِالتَّدْبِيرِ المرطب فَقَط. وأبلغ الأغذية فِي ذَلِك كشك الشّعير ثمَّ السّمك الصخري والدجاج والخس والهندبأ وَالْخيَار وَالْعِنَب وَأما التِّين فَلَا يَأْكُلُونَهُ ويدع الْحَلْوَى كُله لي ينظر فِيهِ وَكَذَلِكَ الحريف والمالح كالمرى والخردل والجبن وَيَشْرَبُونَ خمرًا مائيا وَالْحمام العذب بَالغ النَّفْع لَهُم لِأَنَّهُ يعدل بَعضهم أخلاطهم ويستفرغ أَيْضا وَلَا ينصب على الرَّأْس مَاء حَار جدا بل فاتر ويمرخ الْبدن بعد الْحمام بالبنفسج ودهن المرد واغسل رَأسه بالخطمى ولعاب بذر قطونا وَإِن خرج من الْحمام عطشانا فاسقه) ماءا قَلِيلا قَلِيلا واحتل لمن كَانَت بِهِ ظنون ردية فِي ازالتها بالْكلَام والحيل وتمثل صَاحب الْحَيَّة وَأَمْثَاله وَإِذا لم تكن إمارات حرارة كَثِيرَة وَكَانَت السَّوْدَاء ظَاهِرَة فأسهله بالافتيمون مَعَ مَاء الْجُبْن فِي الصَّيف وَفِي الشتَاء مَاء الْعَسَل قدر قوطولى وَمن الافتيمون اثْنَتَيْنِ وَسبعين قيراطا مَعَ مثله إيارج فيقرا ثمَّ أرحه أَيَّامًا ورطبه ثمَّ أعد عَلَيْهِ الإسهال فَإِن كفيت وَإِلَّا فَاسق إيارج فَإِنَّهُ يسهل السَّوْدَاء فَإِن لم تنجع هَذِه فَلَيْسَ إِلَّا الخربق وَالْحجر الأرمني. والقدماء كَانُوا يستعملون الخربق وَأما أَنا فَإِنِّي أقدم الْحجر الأرمني على الخربق فَإِن فعله لَا يقصر عَلَيْهِ وَلَا خطر فِيهِ وَالْحجر الأرمني إِن غسل أسهل وَإِن لم يغسل قيأ مَعَ ذَلِك فاغسله مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة وَإِن أَحْبَبْت أَن لَا يقيء الْبَتَّةَ ويبلغ من قُوَّة فعله أَن أمره يبين على العليل فِي أَيَّام يسيرَة والشربة ثَلَاثِينَ قيراطا إِلَى سِتَّة وَثَلَاثِينَ قيراطا أقصاه فَإِن احتجت فعاوده فَإِنَّهُ لَا يسخن وَلَا لَهُ كَيْفيَّة ردية وَلَا بشاعة وَقد يخلط بِهِ إيارج وَأما أَنا فأركبه على هَذِه الْجِهَة إيارج فيقرا نصف أُوقِيَّة وَالْأُوقِية ألف ثَمَان مَثَاقِيل والمثقال خَمْسَة عشر قيراطا والقيراط أَربع شعيرات افتيمون نصف أُوقِيَّة غاريقون أَربع غراميات والغرامى سِتَّة قِيرَاط سقمونيا غراميا وَاحِدًا وَفِي نُسْخَة أُخْرَى نصف أُوقِيَّة قرنفل خمسين حَبَّة عددا حجر أرمني أَربع غراميات يعجن بشراب الْورْد والسفرجل أَو بِمَاء ورق الاترج الشربة من أَربع عشر غرامى إِلَى أَربع وَهُوَ يُقَوي الْمعدة مَعَ إِخْرَاج السَّوْدَاء. قَالَ وَكثير من هَؤُلَاءِ يعرض لَهُم من الإسهال تشنج أَكثر مِمَّا يعرض لسَائِر النَّاس لغَلَبَة اليبس عَلَيْهِم فَإِن حدث عَلَيْهِم شَيْء من ذَلِك فاقعدهم فِي المَاء الفاتر واسقهم مِنْهُ واعطهم خبْزًا منقعا فِي خمر ممزوج واسقهم رب الحصرم ممزوجا بِالْمَاءِ الْبَارِد القراح يعظم نفعهم لَهُم فِي هَذَا الْوَقْت ثمَّ ليناموا ثمَّ يدخلُوا الْحمام اللين ويغتذوا لما يخرجُوا. قَالَ ووقهم الْخَرْدَل والثوم وَالْملح والكرنب والعدس والجرجير وَلُحُوم الْبَقر وَالْخبْز الخشكار والمرى وَالْأسود من الشَّرَاب ورد فِي الْحمام والأغذية الرّطبَة ومره بِالسَّفرِ والنقلة والإكثار من الإخوان والندماء وَالشرَاب وَالْعَسَل والشغل بالطرب وَكرر عَلَيْهِ العلاج

مرّة بعد مرّة وارحه فِي الْأَزْمِنَة المفرطة الطَّبْع حَتَّى يبرأ إِن شَاءَ الله تَعَالَى لي لم أر شَيْئا أشر فِي هَذِه الْعلَّة من الْوحدَة وَلذَلِك أرى أَن الَّذين يَجْلِسُونَ هَؤُلَاءِ وحدهم يسيئون وَلَا يَنْبَغِي أَن يجلسوا أَيْضا مَعَ أمثالهم بل يكون عِنْدهم نَاس عقلاء يكلمونهم بِالصَّوَابِ ويعرفونهم مَوَاضِع الخطاء فِي كَلَامهم.) السَّابِعَة من آراء ابقراط قَالَ تغلب أَولا على الْبدن الْمرة الْحَمْرَاء الناصعة ثمَّ بعْدهَا الْمرة السَّوْدَاء. الثَّالِثَة من البحران قَالَ إِن السَّوْدَاء إِنَّمَا يتَوَلَّد إِذا أفرطت الْحَرَارَة جدا والمراقية ينفى فِيهَا بِحَال الطحال أَو يوضع عَلَيْهِ محاجم لِئَلَّا يُرْسل شَيْئا إِلَى الْمعدة والأدوية المحمرة. القهلمان قَالَ الصَّبْر جيد للماليخوليا وَحَدِيث النَّفس لِأَنَّهُ يسهل السَّوْدَاء لي مطبوخ جربناه يُؤْخَذ مشمش رَطْل اهليلج أسود وسنا وافتيمون عشْرين عشْرين خربق أسود خَمْسَة مرماخورعشرة حرمل عشرَة فاشرا عشرَة كَمَا شرم عشرَة يطْبخ بحطب الْكَرم حَتَّى يتهرى ويصفى ويسقى فَإِنَّهُ يسكن وينقى أخلاطا سوداوية وَإِن قصر فزده فِي الحرمل. مَاء الْجُبْن يصلح أَن يسل بِهِ أصَاحب الماليخوليا لأَنهم لايحتملون الإسهال بدواء حاد قَالَ ألف والإسهال بالخربق الْأسود ينفع مِنْهُ. اسحق قَالَ إِذا أحس الْإِنْسَان بفكر أَكثر مِمَّا عهد فاسقه افتيمونا بالكنجبين على قدر قوته إِذا كَانَ مَعَ الماليخوليا سهر وتوثب فبرد مَا أمكنك مَعَ الترطيب. أَبُو جريج قد برأَ خلق كثير من الماليخوليا بالأفتيمون إِذا خلط بالافسنتين ويسقوه الافتيمون مُفردا الاقحوان ينفع أَصْحَاب السَّوْدَاء إِذا أكل أَو شرب يَابسا كَمَا يشرب الافتيمون أَربع درخميات مَعَ سكنجبين وملح الحاشا يقرب فعله من الافتيمون بذر البادروج ينفع إِذا سقى من يتَوَلَّد فِي بدنه سَوْدَاء والبادروج نَفسه ينفع. بيديغورس قَالَ خَاصَّة البسفائج لإِخْرَاج السَّوْدَاء والماذريون واليتوعات تسهل السَّوْدَاء لحم الحملان خاصته النَّفْع من السَّوْدَاء الْخَرْدَل نَافِع من أدواء السَّوْدَاء وَمِمَّا يسهل السَّوْدَاء مرق الديك الْعَتِيق الْمَطْبُوخ باللبلاب. ابْن ماسويه القرطم والسلق والحاشا يصلح للربع وَبِالْجُمْلَةِ لمن يحْتَاج أَن ينقى من الْخَلْط الْأسود دَائِما. حب لَهُ يخرج السَّوْدَاء الْخَاصَّة ويبرىء بقوته الْكَلْب والماليخوليا اهليلج أسود افتيمون مثقالين مثقالين ملح هندي نصف مِثْقَال بسفايج مِثْقَال حِجَارَة أرمينية مِثْقَال غاريقون مِثْقَال خربق أسود مِثْقَال الشربة مثقالين قَالَ الهليلج الكابلي نَافِع للسوداء. بيديغورس قَالَ الكندس ينقى السَّوْدَاء روفس المَاء الفاتر جيد لأَصْحَاب السَّوْدَاء.

الباب الرابع

(الْبَاب الرَّابِع) ) (قوى الدِّمَاغ) (وَفِي ضَرَر القوى الثَّلَاث) من قوى النَّفس التخيل والفكر وَالْكر والمقوية لَهَا والضارة بهَا وبالدماغ وبالذهن وَفِي سوء مزاج الدِّمَاغ وجمل من أمره ونقصانه وزيادته وَمَا ينفع الذِّهْن وَالْعقل وَمَا يضربهما وَمَا يفْسد الرُّؤْيَا ويعين على صِحَّتهَا. الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ كَانَ ارجيجانس يداوى ذهَاب الذّكر بغاية التسخين حَتَّى بالمحاجم ودواء الْخَرْدَل قَالَ إِذا تعطل الذّكر أَو ضعف فَفِي الدِّمَاغ سوء مزاج بَارِد وَيجب أَن يسخنه إِلَّا أَنه لَا يجب ضَرُورَة أَن يجفف أَو يرطب لَكِن ينظر إِلَى مَا تقدم من التَّدْبِير وَإِلَى مَا يسيل من الْأنف وَإِلَى النّوم فَإِن كَانَت زايدة يَبِسَتْ مَعَ ذَلِك وَإِن كَانَت نَاقِصَة رطبت وَإِن كَانَت معتدلة سخنت وَلم تجفف وَلم ترطب ألف فَإِنِّي أعرف رجلا من الفلاحين ورجلاً من الفلاسفة عرض لَهما نُقْصَان الذّكر وَكَانَ تَدْبِير كل وَاحِد مِنْهُمَا لطيفاً فِيمَا مضى وَكَانُوا الرَّابِعَة قَالَ جَمِيع أَنْوَاع اخْتِلَاط الْعقل ثَلَاثَة إِمَّا أَن يكون الْحس فَاسِدا والفهم صَحِيحا مثل من يرى على ثِيَابه تنينا يحْتَاج إِن لَهُ أَشْيَاء أمثل هَذَا النَّحْو لَا حَقِيقَة لَهَا ومعرفته بهَا صَحِيحَة وَمثل الرجل الَّذِي كَانَ يسمع فِي نَاحيَة بَيته زمارين لَا ينظرُونَ لَيْلًا وَلَا نَهَارا وَإِمَّا أَن يكون الْحس صَحِيحا فيخيل الْأَشْيَاء على مَا هِيَ عَلَيْهِ والفكر فَاسد مثل الرجل الَّذِي رمى للبساط الصُّوف من السَّطْح وبجميع الْأَوَانِي إِلَى مَا كَانَت هُنَاكَ فَإِن هَذَا كَانَ تخيله صَحِيحا وَذَاكَ إِنَّه كَانَ يُسمى كل وَاحِد مِنْهُمَا باسمه ثمَّ يقْصد إِلَيْهِ إِلَّا أَنه كَانَ لم ينظر أَنه يفهم أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يرْمى بهَا إِلَى أَسْفَل لي وَجَمِيع من يخلط إِنَّمَا يخلط فِي تَخْلِيط الْكَلَام لَا فِي الْأَسْمَاء المفردة وَإِمَّا أَن يجتمعا لي هَذَا صَعب يستعان بالثالثة وجوامعها من الْأَعْضَاء الآلمة. جَوَامِع الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ اسْتدلَّ على سوء المزاج الْحَار فِي الدِّمَاغ باختلاط الذِّهْن وعَلى سوء المزاج بتعطل الْأَفْعَال النفسية وَذَهَاب الْحس وَالْحَرَكَة وَيَنْبَغِي أَن يكون بذهاب الْحس وَالْحَرَكَة وعَلى يبوسته بالأرق وعَلى رطوبته

بالسبات وعَلى حره ويبسه باختلاط الْعقل مَعَ الأرق وعَلى برودته ورطوبته باختلاط الْعقل مَعَ نوم وعَلى برده ويبسه بتعطل الْحَرَكَة والسهر وَإِذا كَانَت هَذِه الْأَصْنَاف بِلَا مَادَّة لم يجر حِينَئِذٍ من الْأنف والحنك وَالْأُذن شَيْء وَإِذا كَانَ مَعَ) مَادَّة جرى مِنْهَا حِينَئِذٍ أخلاط مرارية وَإِمَّا بلغمية. قَالَ وتعطل الذّكر ونقصانه يكون دَائِما من الْبرد إِلَّا أَنه إِن كَانَ مَعَ سبات فمعه رُطُوبَة وَإِن كَانَ مَعَ ارق فمعه يبس. الْمقَالة الأولى من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ الْخمر ردىء للذهن. من كناش بولس قَالَ الذِّهْن إِنَّمَا يشحذه ويقويه الْيَقَظَة وتلطيف التَّدْبِير لَا النّوم وملأ الْبَطن. قَالَ وَقد أجمع النَّاس على إِنَّه لَا يتَوَلَّد عَن الْبدن الغليظ ذهن لطيف. الْعَادَات قَالَ من اعْتَادَ أَن يحْتَفظ قدر عَلَيْهِ أَكثر لِأَن ذَلِك ألف للذهن بِمَنْزِلَة الرياضة فَكَمَا أَن من اعْتَادَ أَن يروض بدنه هُوَ أقوى على الرياضة كَذَلِك من رَاض بعض قوى نَفسه أَي قُوَّة كَانَت على فعلهَا صَارَت أفضل فِي ذَلِك الْفِعْل. من قوى النَّفس قَالَ الرُّطُوبَة تبلد النَّفس واليبس يشحذها وجدت إِنَّه لَيْسَ بخلط الْإِنْسَان عَن رُتْبَة الْمَلَائِكَة فِي الْفَهم إِلَّا الرُّطُوبَة لِأَن النَّفس ارتبطت بجوهر رطب قَالَ وَالدَّم الْكثير الغليظ الْكثير الْحَرَارَة يفعل الْقُوَّة وَالْجَلد أَكثر وَالدَّم الْأَكْثَر لطافة الْأَكْثَر برودة يفعل الْحس والفهم أَكثر لي ينظر فِيهِ قَالَ وَقلة الدَّم أعون على الْفَهم وَلذَلِك صَارَت الْحَيَوَان الَّتِي لَا دِمَاء لَهَا أفهم مِمَّا هُوَ على خلاف ذَاك وأفضلها كلهَا مَا كَانَ حَار الدَّم لطيفه صَافِيَة فَإِن هَذَا أفضل فِي الْفَهم لي كَانَ هَاهُنَا مناقصة فَانْظُر قَالَ وَالْحَيَوَان الَّذِي دَمه أرق والطف أسْرع حسا. طيماوس الْمقَالة الأولى قَالَ إِنَّمَا أمرت الْأَطِبَّاء بِتَقْدِير الْغذَاء لِئَلَّا يكثر الدَّم فِي الْبدن لِأَن كَثْرَة الرطوبات فِي الْبدن تذْهب الْفَهم ويستدل على ذَلِك مرَارًا كَثِيرَة إِن من كثرت رطوبته كسل وبلد وَيكثر نَومه وهاجت بِهِ الْأَمْرَاض إِلَى أَن يفقد مَعهَا حس الذِّهْن وَإِذا رطب الدِّمَاغ ذهب الذِّهْن كالحال عِنْد السكر لي اليبس أبدا يَجْعَل النَّفس أَشد حركات وأسرع وَمَا يجده فِيمَن يغلب عَلَيْهِ اليبس إِنَّمَا هِيَ حركات قد جَاوَزت مِقْدَار سرعتها الْحَال الطبيعية للنَّاس فإمَّا أَن يكون اليبس مضرا بالذهن نَفسه فَلَا بل هُوَ زايد فِيهِ أبدا لَكِن أَفعَال النَّفس عندنَا بِحَدّ لَا يزِيد يُجَاوِزهُ اليبس الْغَالِب يجوز بهَا ذَلِك الْحَد ضربا يحْتَاج إِلَى أَن يعالج مِنْهُ إِذا فرط. السَّادِس عشر من الْعِلَل والأعراض قَالَ سوء المزاج الْحَار الْمُفْرد فِي الدِّمَاغ

يحدث وسواسا فَإِن كَانَ مَعَ يبس حدث مَعَ ذَلِك سهر فَإِن السهر خَاص باليبس وَالنَّوْم بالرطوبة وَأما برودة الدِّمَاغ مُفْردَة فَإِنَّهُ يحدث البلادة فَإِن كَانَ مَعَ رُطُوبَة أحدث سباتا ثقيلاً والمزاج الْحَار الرطب يحدث) سهرا مُخْتَلفا بالوسواس والسبات وَأما سوء المزاج الْبَارِد الْيَابِس فَإِنَّهُ يحدث عَنهُ عدم الْبدن للحركة وَأَن يبْقى شاخصا وَهُوَ قاطوخس. الْخَامِسَة من السَّادِسَة من ابيذيميا ألف قَالَ الْعِلَل الَّتِي تضعف فِيهَا الْفِكر وَالذكر ينفع مِنْهَا أَن يبصر العليل وَأَن يسمع مَا يغمه شَدِيدا أَو يلجأ إِلَى الْفِكر فِيهِ وَيصير ذَلِك سَببا لمراجعة الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ الافتيمون والمر والميعة السائلة والزعفران ضارة للدماغ يحدث فِي الرَّأْس ثقلا وَحَالَة شَبيهَة بالسكر وَكَذَلِكَ كلما أورث بعقب أكله من الأغذية سدرا وثقلا فِي الرَّأْس فَإِنَّهُ ردى للدماغ والأشياء الضارة لفم الْمعدة تضر الدِّمَاغ بالمشاركة. الْيَهُودِيّ قَالَ مِمَّا جربت إِنَّه لَيْسَ شَيْء خير لاختلاط الْعقل والأمراض الْبَارِدَة فِي الدِّمَاغ جملَة من أَن يعْطى العليل كل يَوْم دانقا من الثبادريطوس غدْوَة وَمثله عَشِيَّة ثَلَاثُونَ يَوْمًا فَإِنَّهُ يبرؤه الْبَتَّةَ ونفعه من الفالج أَيْضا أَي نفع. الطبرى قَالَ قد يكون ضروب من ذهَاب الْحِفْظ عَن اليبوسة إِلَّا أَن أَكْثَره يكون عَن الرُّطُوبَة وينفع للْحِفْظ أَن يُؤْخَذ ثَلَاثِينَ كندر وَعشرَة دَرَاهِم فلفل فيدقان وَيشْرب مِنْهُ على الرِّيق كل يَوْم مِثْقَالا إِلَى مثقالين أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ يُؤْخَذ وَج فيغمز بِسمن الْبَقر ويدفن فِي الشّعير أَرْبَعُونَ يَوْمًا يصب عَلَيْهِ غمرة عسل يدْفن أَيْضا فِي الشّعير عشْرين يَوْمًا ثمَّ يُؤْكَل مِنْهُ كل يَوْم قِطْعَة فَإِنَّهُ عَجِيب لذهاب الخفظ لي يَنْبَغِي أَن يُؤْكَل وَج مربى بالعسل بِلَا سمن وينفع للْحِفْظ غَايَة النَّفْع هَذَا المعجون لي يُؤْخَذ كندر وزن خمسين درهما فلفل عشرَة دَرَاهِم وَج عشرَة دَرَاهِم سعد عشرُون درهما اهليلج أسود زنجبيل عشرُون عشرُون درهما عسل البلادر عشرَة دَرَاهِم عسل مثل الْجَمِيع. شرك الْبرد يصحح الذِّهْن ويطيب النَّفس. اهرن عالج من ذهَاب الذِّهْن خَاصَّة والسهر وَالنِّسْيَان يالبلادرى خَاصَّة وبالغراغر الجالية للبلغم فَإِن عتق هَذَا الدَّاء أَعنِي ذهَاب الذّكر فاكوه فِي الأخدعين والقفا وَمَا كَانَ من ضروب فَسَاد الدِّمَاغ مَعَ مَادَّة فاستفرغ تِلْكَ الْمَادَّة وَمَا كَانَ بِلَا مَادَّة فقابلها بالضد لي قد تحدث علل فِي الدِّمَاغ من أجل نُقْصَان كميته وَلذَلِك تنقص عقول الهرماء لِأَن الدِّمَاغ والمخ ناقصين وأوفر الأدمغة الْحَيَوَان الْقَرِيب الْولادَة. وعلامة الْعِلَل الْحَادِثَة ألف عَن نُقْصَان الدِّمَاغ مَعهَا دَلَائِل سوء المزاج وَيكون الْعقل مَسْرُورا كالحال فِي الْمَشَايِخ الهرماء.

وَمِمَّا يقلل الدِّمَاغ ومخ الْعِظَام التَّعَب وَالتَّدْبِير الملطف فِي الأغذية) الملطفة والباه والسهر وَمِمَّا يزِيد فِيهِ أضداد هَذِه والاستحمام وَأكل اللبوب بالسكر والفالوذج وَنَحْوه من الأغذية اللذيذة الْكَثِيرَة الْغذَاء والبندق واللوز خَاصَّة إِذا أكلا بالسكر. ابْن ماسويه فِي كِتَابه الموسوم بالأدوية المنقية قَالَ ينفع من النسْيَان أكل الْخَرْدَل وطلاء مُؤخر الرَّأْس بِهِ مَعَ الجندبيدستر قَالَ وَأكل البصل إِذا أَكثر وأدمن يفْسد الْعقل وَيُورث النسْيَان وَقَالَ الزم لصَاحب النسْيَان الانقرويا كل يَوْم درهما بِمَاء حَار على الرِّيق وَاجعَل غذاءه لُحُوم الطير الْيَابِسَة الْخَفِيفَة قَليلَة السّمن كالعصافير والشفانين والقنابر والطيهوج وَشَرَابه مَاء الْعَسَل. ابْن سرابيون قَالَ إِذا فسد مزاج الْبَطن الْمُؤخر من الدِّمَاغ فسد الْحِفْظ فَإِن فسد من الرُّطُوبَة كَانَ مَعَه سبات ونوم كثير وسيلان من الْأنف والفم وبالضد فَإِن فسد من الرُّطُوبَة فَعَلَيْك بِالتَّدْبِيرِ الملطف وَالْقعُود فِي مَوضِع مضيء ليكْثر التَّحَلُّل لي يَنْبَغِي أَن يكون موضعا يَابسا وأسهلهم بإيارج والشحم مَعَ جندبادستر واسطوخودوس وَنَحْوهَا ثمَّ بعد الْإِكْثَار من الاستفراغ أعطهم الانقرويا وأدلك الرَّأْس حَتَّى يحمر الْوَجْه والثافسيا والجندبادستر والافربيون وأدلكه بِزَيْت عَتيق ونطرون وَاسْتعْمل الْغرُور فِي الْحلق وشمهم الْمسك والجوزبوا والمرزنجوش وَإِذا كَانَ فَاسد الذّكر من الْبرد واليبس فأدلك الرَّأْس بدهن خيرى ودهن سوسن واسقهم شرابًا وينطل وَاجعَل أغذيتهم مرطبة مَعَ اسخان واسقهم الْخمر وَأكْثر نطل الرَّأْس بالمسخنات المرطبات. من الْمسَائِل الطبية لارسطاطاليس قَالَ الْإِنْسَان أَكثر فهما من الْحَيَوَان لِأَن روحه ألطف لي يكون روحه ألطف لِأَن دَمه ألطف. الْمُفْردَات الْمضرَّة بالذهن والنافعة لَهُ الكزبرة قَالَ إِن الْإِكْثَار مِنْهُمَا يخلط الذِّهْن فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تجتنب الْإِكْثَار والإدمان لَهَا قَالَ الكندر إِذا شرب خير للأصحاء والباقلا يعرض لمن أكله أَحْلَام ردية وَكَذَلِكَ من العدس والكرنب وَكَذَلِكَ الكراث واللوبيا والبصل من أَكثر مِنْهُ أَلْقَاهُ ألف فِي ليثرغس. فوبوس فِي كتاب الفلاحة الباقلا يوهن الْفِكر وَيمْنَع الرُّؤْيَا الصادقة لِأَنَّهُ يُولد رياحا كَثِيرَة. ابْن ماسويه قَالَ الزَّعْفَرَان ردى للذهن والإكثار مِنْهُ يحرق الدَّم والكندر يحرق الدَّم وَهُوَ جيد للْحِفْظ والفجل يلطف الْحَواس إِذا أكل. ماسرجويه ايور دَوَاء فَارسي يذكي الذِّهْن وَالْعقل وَيعرف بِهَذَا الِاسْم اقدر وَهُوَ دَوَاء كرماني خاصيته تذكية الذِّهْن.)

الخوز وَابْن ماسويه وَأَبُو جريج والفهلمان وَابْن ماسه البلادر خاصيته إذهاب النسْيَان وَيخَاف على شَاربه من الوسواس وَرُبمَا أورث البرص والجذام وَالْقدر مِنْهُ نصف دِرْهَم. الخوز قَالَت لحم الدَّجَاج يزِيد فِي الْعقل. شرك الهليج الْأسود يزِيد فِي الذِّهْن وَالْحِفْظ وَيُقَوِّي الْحَواس وَيذْهب السهر وغروب الذِّهْن. ابْن ماسويه الزنجبيل جيد للْحِفْظ. أَبُو جريج قَالَ أَن ألْقى كل يَوْم من الكندر مِثْقَال فِي المَاء وَشرب كل يَوْم زَاد فِي الْحِفْظ والذهن وأذهب بِكَثْرَة النسْيَان غير أَنه يحرق وَيحدث صداعا وَيحرق الدَّم. ماسويه الكندر يزِيد فِي الذِّهْن ويزكيه. سدهسار قَالَ الزنجبيل يشحذ الذِّهْن. ابْن ماسويه قَالَ السعد يزِيد فِي الْعقل. روفس نشارة العاج يزِيد فِي حفظ الصِّحَّة. جالينوس قَالَ الشَّرَاب إِذا أَكثر مِنْهُ أفسد الْفِكر وَجعله بليدا قَلِيلا كدرا. ابْن البطريق فِي كِتَابه فِي السمُوم إِن شرب من عسل البلادر نصف دِرْهَم أصلح الْحِفْظ وَإِن أَخذ مِنْهُ مثقالان قتل. من قَول روفس فِي حفظ النسْيَان الْكَائِن من صِحَة الْبدن يدل على الصرع والسكات فَيَنْبَغِي أَن يسخنوا ويلطخوا الرَّأْس ويسقوا أَمَامه مَاء الْعَسَل هُوَ يُفِيد جودة الهضم وَالسكر والامتلاء وهبوب الرّيح الجنوبية كلما ازدادت ردى لذَلِك والمزاج الْيَابِس وَأصْلح فِي الْحِفْظ وَلَيْسَ الْبَارِد بموافق فَيَنْبَغِي أَن يمال مزاج تُرِيدُ تذكيته إِلَى الْحر واليبس على تدريج وَلَا تفرط فيمرضه وَلَا يَنْبَغِي أَن يخَاف على الرُّطُوبَة وَلَكِن بِقدر مَا ينقص فضولها لِأَن الرُّطُوبَة إِذا خف غلبها. وَقلت فِي الْبدن تبع ذَلِك برد المزاج وَهُوَ غير مُوَافق فِي الذّكر وَالصبيان وَإِن كَانَ مزاجهم رطبا فيعينهم على جودة ألف الْحِفْظ خلال الْفِكر من الِانْتِقَال والإمعان فِي الرَّأْس لِأَن الإمعان فِي الدراسة يُخَفف رطوبتهم من أمزجتهم على أَن حفظهم لَيْسَ بِثَابِت كحفظ الرِّجَال وَلَا يَنْبَغِي أَن يروض من تُرِيدُ تذكيته رياضة قَوِيَّة وَلَا رياضة بتعب الرَّأْس لِأَن الْقُوَّة تَدْعُو إِلَى الاستكثار من الطَّعَام والغذاء الْكثير مَا يتَحَلَّل من الْبدن وَالْأُخْرَى تحدث الرطوبات وتجرى إِلَى الرَّأْس وَالْمَشْي صَالح لَهُ وتحريك الْيَدَيْنِ وَنَحْوه وَكَثْرَة الِاغْتِسَال بِالْمَاءِ الْحَار كَانَ أَو بالبارد غير مُوَافق وَذَلِكَ أَن) الْبَارِد يخدر الْبدن ويضر بالحواس والحار يُرْخِي العصب ويوهن

الذّكر وَيُوَافِقهُ فِي الْجُمْلَة التَّدْبِير الملطف وَأَن يكون إِذا املأ تقيأه وخفف الْغذَاء بعده بيومين وَيتْرك الأغذية المنومة كالخس والخشخاش وَالَّذِي يرتقى مِنْهَا بخار كثير كالثوم والبصل والكرنب إِلَّا الْقَلِيل من هَذِه وَشرب الشَّرَاب باعتدال أصلح من المَاء لِأَن الشَّرَاب باعتدال يطيب النَّفس ويجلب إِلَيْهَا الْحَرَكَة ويجعلها حَسَنَة الْحَرَكَة وَالذكر ويسرع صَاحبه إِلَى فهم الْأَشْيَاء والتذكير بعد النسْيَان فَأَما شرب المَاء فردى لِأَنَّهُ يبرد ويرطب وَذَلِكَ مِمَّا يكثر النسْيَان وَلَا يكثر نوم النَّهَار خَاصَّة مَعَ تملى الْبَطن وَبِالْجُمْلَةِ كَثْرَة النّوم ردى فِي ذَلِك لِأَنَّهُ يثقل ويكسل والإفراط فِي السهر وَالْجِمَاع ينسيان ويحللان الْفِكر الثَّابِت واعتياد الدَّرْس نعم العون على ذَلِك فَإِنَّهُ يعود إِلَى النَّفس التَّذَكُّر ونشارة العاج إِذا شربت تعين على الْحِفْظ والإسهال وقثاء الْحمار والغرور والعطوس الحادة للبلغم.

الباب الخامس

(الْبَاب الْخَامِس) (فِيمَا ينقى الرَّأْس) (بالعطوس والسعوط والشموم) وَيفتح سدد الدِّمَاغ وَمَنَافع العطاس والطبيخات الَّتِي يكب عَلَيْهَا وَمَا يخرج الأخلاط الغيظة مِنْهَا وتنقيه من مشاميه وَمَا يقطع كَثْرَة العطاس وَمَا ينقى الرَّأْس بالغرور المضوغ وجلب الدُّمُوع وينقى الْجَسَد وَاللِّسَان يجففه الغراغر والمضوغات وَنَحْوهَا ومنافعها وجمل الْعِلَل الْعَارِضَة فِي الدِّمَاغ. أَبُو غالس إِذا اسعط بعصارته نقى الرَّأْس فِيمَا ذكر وَمن البلغم عصارة أَي غالس ينقى الدِّمَاغ من المنخرين. قَالَ بديغورس حب البلسان ينقى الرَّأْس مَاء البصل إِذا اسعط بِهِ ينقى الرَّأْس الجندبادستر الكندس أصل الكرفس الْبري إِذا دق بعد يبسه وشم عصارة الكرنب ينقى الرَّأْس إِن استعط بهَا مَادَّة أصل الكبيكج إِذا جفف وسحق وشم عطس كَمَا يفعل كل الْأَدْوِيَة القوية ألف الأسخان. مَعَ اللبلاب إِذا اسعط ينقى الرَّأْس. جالينوس الماميران إِذا استعط بعصارته نفض من المنخرين) فضل الدِّمَاغ لِأَنَّهُ حَار جدا. جالينوس الايرسا ينقى الرَّأْس بالعطاس إِذا شم وأنعم دقه عصارة السلق ينقى الرَّأْس إِذا اسعط بهَا مَعَ الْعَسَل. وَقَالَ حنين مَاء السلق إِن استعط بِهِ نفض فضل الدِّمَاغ من المنخرين. قَالَ ابْن ماسويه إِن سعط بِهِ ينقى الرَّأْس من الرُّطُوبَة الغليظة. الفلنجمشك يفتح السدد الْعَارِضَة فِي الدِّمَاغ. ابْن ماسويه بخور مَرْيَم يخلط بِعَسَل ويسعط بِهِ لتنقية الرَّأْس وَقَالَ جالينوس عصارة بخور مَرْيَم ينقى الدِّمَاغ إِذا سعط القلقند إِن حل بِالْمَاءِ وقطر من الْأنف نقى الرَّأْس من المنخرين. عصارة قثاء الْحمار إِن لطخ بِهِ المناخر مَعَ لبن افرغ فضولا كَثِيرَة. بولس عصارة السماق الْبري والبستاني ينقى الرَّأْس إِذا سعط بِهِ قَالَ عصارته تنقى الدِّمَاغ لِأَنَّهُ جاذب.

الْخَرْدَل إِن دق وشم عطس ونقى الرَّأْس وعصارة الخيرى ينفع الرَّأْس إِذا سعط بِهِ قَالَ ابْن ماسويه عصارة الخيرى يفتح السدد الْعَارِضَة فِي الرَّأْس وينقى الرَّأْس إِذا سعط بِهِ الخربق الْأَبْيَض يهيج العطاس. قَالَ ابْن ماسويه الكندس إِذا شم واستنشق نقى الدِّمَاغ وَكَذَلِكَ يفعل الفلفل وَالدَّار فلفل والخردل وَالصَّبْر إِذا سحق وشم فعل ذَلِك وشحم الحنظل كَذَلِك وَمَاء السلق إِن اسعط بِهِ بعد أَن يعصر وَمَاء البصل إِذا شم أَو قطر فِي الْأنف شَيْء قَلِيل وطبيخ الكمون والكمون نَفسه إِذا شم واستنشق وَمَاء الفوتنج الْجبلي إِن استعط بِهِ وَمَاء قثاء الْحمار ودهن الْغَار إِذا استنشق بهما ودهن السوسن ودهن اللوز المر والبورق والحرف ودهن الأنجرة والخربق الْأسود والسوسن والفربيون وَمَاء الفوتنج النَّهْرِي وَمَاء النعنع وجندبادستر إِذا شم أَو اسعط نقى الدِّمَاغ وَيخرج الأخلاط الغليظة اللزجة مِنْهُ. لي عطوس ينفع من امْتَلَأَ الرَّأْس والسدر ويخفف الدِّمَاغ وينفض الرِّيَاح فيقرا دِرْهَمَانِ كندس نصف شَحم حنظل مِثْقَال شونيز مِثْقَال مرَارَة كركى دانق مسك وكافور دانق مرزنجوش يَابِس دِرْهَم ينْفخ مِنْهُ فِي الْأنف وَمن أدوية السعوط الماميران والعدس والمر والمرارات والصموغ والحبوب والأدهان الحارة ألف أَو الْبَارِدَة على قدر الْحَاجة وَمَاء الشابانك وَمِمَّا ينقى الدِّمَاغ لبن اليتوع وَمَاء السلق والكندس وَالْكبر وَيدخل فِي الأسعطة افيون وفربيون) عطوس نَافِع من اللقوة والفالج والسكتة والصرع وينقي الدِّمَاغ. من تذكرة عَبدُوس كندس وفلفل وجندبادستر وسداب بَرى وحرمل وصبر وشونيز ينخل وينفخ مِنْهُ فِي الْأنف. آخر نَافِع من ثقل الرَّأْس البلغمى وَالرِّيح وشحم حنظم فلفل كندس اسطوخودوس جندبادستر وَهُوَ قوي أَيْضا لللقوة واوالاسترخاء وَالرِّيح وَثقل الرَّأْس فلفل دَار فلفل كندس زنجبيل وورق السداب وعاقرقرحا وميويزج وصبر وجندبادستر وصعتر فَارسي ينفخفي الْأنف الْكَمَال والتمام نفوخ نَافِع للقوة والفالج والسكتة والسهر والصرع عَجِيب جدا قوى يُؤْخَذ فلفل وجندبادستر وسداب يَابِس وصبر وخردل وشونيز بِالسَّوِيَّةِ وكندس مثلهَا ينعم سحقها وينفخ مِنْهُ شَيْء قَلِيل فِي الْأنف فَإِنَّهُ قوي عَجِيب. الْعِلَل والأعراض العطاس ينقى الصَّدْر والدماغ والمنخرين والعطاس الطبيعي يستفرغ البخار من الدِّمَاغ والفضول

حب نَافِع للقوة والفالج والصرع وَجَمِيع الأدواء الْبَارِدَة والسدر والرياح فِي الرَّأْس يسعط مِنْهُ قدر فلفلة بِمَاء المرزنجوش ودهن بنفسج قَلِيل كندس وحبة سَوْدَاء جُزْء جُزْء مر وصبر من كل وَاحِد نصف جُزْء صمغ السداب ومرارة الكركى وجاوشير وجندبادستر من كل وَاحِد نصف من آلَة الشم قَالَ جالينوس العطاس يُخَفف ثقل الرَّأْس الْعَارِض من بخارات غَلِيظَة قَالَ وَكثير من علل الرَّأْس بِمَنْزِلَة السهر وَالْإِغْمَاء أَكثر شفائها بالعطاس والمعطسة. الْيَهُودِيّ مَتى أصَاب الرَّأْس حر من السعوط فاسعطه بدهن بنفسج وَلبن وضع على رَأسه خل خمر وَبَيَاض الْبيض وخطمى. كبوب حَار مرزنجوش نمام ورق الْغَار ورق الاترج شيح سعد يطْبخ ويكب عَلَيْهِ. من جورجس من كتاب الأخلاط قَالَ يُمكن أَن يستفرغ الأخلاط من الرَّأْس بالمشط والدثور والطلى بالأدوية الحارة قَالَ والعطاس يسكن مَتى احْتمل الْإِنْسَان أَن يرد فَلم يعطس جهده. بختيشوع ورق البادروج إِن جعل فِي الْأنف أَو قطر مِنْهُ عصارته واسعط بِهِ قطع العطاس المفرط وَإِذا كبس الْعُنُق وسد المنخرين انْقَطع العطاس المر إِن سعط بدانق مِنْهُ جلى الدِّمَاغ وَأخرج عَنهُ الأرياح الغليظة. عطوس من اخْتِيَار حنين يُؤْخَذ كندس وقصب الذريرة وبزر الْورْد بالسئوية يسْتَعْمل هَذَا.) عطوس جيد جدا كندس جزؤ وبزر ورد جزآن إِذا كَانَت حِدة وحرارة أَو خُذ بزر الْورْد وقصب الذريرة. سعوط ينقى الرَّأْس جيد جدا كناش الشَّاهِد بإصلاحي شَحم الحنظل اسطوخودوس قَالَ ابْن ماسويه إِن سعط بالبادروج قطع كَثْرَة العطاس. قَالَ وصمغ أبي غليس إِذا تغرغر بِمَائِهَا الَّذِي يعتصر مِنْهَا نقى الرَّأْس من البلغم عصارة الكرنب محلّة للبلغم إِذا تغرغر بِمَائِهَا مَعَ سكنجبين. ابْن ماسويه قشور اصل الْكبر إِذا مضغ جلب البلغم من الْفَم جدا وَكَذَلِكَ ثمره جالينوس قَالَ قشر اصل الْكبر يجلب البلغم مضغ أَو تغرغر بطبيخه الكندس إِذا مضغ أخرج كثيرا اصل السوسن الاسمانجوني يجلب الدُّمُوع.

العاقر قرحا يجلب البلغم إِذا مضغ والفلفل إِذا مضغ مَعَ الزَّبِيب قلع البلغم. السماق الْبري إِذا مضغ جلب البلغم قَالَ جالينوس يفعل ذَلِك لِأَنَّهُ حَار رطب جاذب الْخَرْدَل يقْلع البلغم إِذا مضغ وَإِن تغرغربه مَعَ سكنجيين جلب بلغما كثيرا. قَالَ ابْن ماسويه اصل الأذخر والمصطكى والميويزج وَهُوَ حب الراسن وَهُوَ زبيب الْجَبَل والفلفل الْأسود والأبيض وبزر الانجرة والخردل والبورق الأرمني وشحم الحنظل وعاقرقرحا هَذِه جَمِيعهَا إِذا تغرغربها بالسكنجبين العسلي نَفَعت اللهوات وأخرجت الرطوبات اللزجة من الْفَم وَكَذَلِكَ يفعل مَاء النعنع إِذا تمضمض بِهِ وَمَاء الافسنتين مَعَ سكنجبين الْعَسَل أصُول السوس إِذا مضغ مَعَ المصطكى والميويزج وعلك الأنباط وَكَذَلِكَ الزوفا الْيَابِس والقاقلة الْكِبَار وَالصغَار وَالْملح الاندراني والنوشادر والجاوشير وَحب البلسان والحلتيت هَذِه كلهَا إِذا مضغت أَو لطخ بهَا الحنك أخرجت مَا فِيهِ من الرُّطُوبَة اللزجة. مَجْهُول يتغرغر بِهِ فَينزل البلغم إيارج فيقرا والعاقرقرحا والخردل والميويزج والفلفل وَالدَّار فلفل والزنجبيل والخربق الْأَبْيَض وَنَحْوهَا والغرور جيد ألف لإحدار الرطوبات ونفض مَا فِي الدِّمَاغ ويجفف اللِّسَان وَالْبَصَر والسمع وَأقوى مَا يكون فِي الْحمام أَو بعقبه لِأَن المجاري حِينَئِذٍ وَاسِعَة وينفع من أدواء الدِّمَاغ والحنك والفم وَالْحلق فَأَما من أدواء الدِّمَاغ فَمثل الفالج واللقوة والصرع وَنَحْوهَا وَهِي طَبَقَات فأولها المَاء الْبَارِد وَهُوَ يقبض الْحلق والحنك ويقويه وَيمْنَع الأورام الحارة وَالثَّانِي المَاء الْحَار وَهُوَ مُحَلل للبلغم من قَصَبَة الرية وَيذْهب بالبحة ويجلب بلغما كثيرا) والسكنجبين وَهُوَ يقطع ويلطف ويحدر بلغما والخل أقوى فِي ذَلِك فعلا وَكَذَلِكَ المرى الْجيد ينزل بلغما كثيرا وَلَا يسخن كثير أسخان ويتغرغر بعده بِمَاء حَار عذب مَرَّات ليذْهب بخشونته ويعدل الْخلّ بالدهن ليذْهب أَضْرَاسه وحرافته. من تذكرة عَبدُوس غرغرة نافعة من الفالج واللقوة خَرْدَل صعتر زنجبيل فلفل دَار فلفل عاقرقرحا بورق أرمني فاشرسين ايرسا ميويزج مرزنجوش يَابِس يُغَرْغر بِهِ بسكنجبين. الأخلاط قَالَ إِذا أردْت أَن تستفرغ من الحنك استفراغا متوسطا أعْط العليل مصطكى قد عجن بالفلفل يمضغه وَإِن أردنَا قَوِيا أمرناه بالعاقرقرحا والميويزج والغرغرة بالعسل والخردل والميفختج وَنَحْو ذَلِك. من جَوَامِع النبض الصَّغِير الْعِلَل الْعَارِضَة فِي الدِّمَاغ إِمَّا أَن يعرض فِي نفس جوهره وَإِمَّا فِي الْعُرُوق الَّتِي فِيهِ وَإِمَّا فِي بطونه وَإِمَّا فِي مجاري الرّوح مِنْهُ إِلَى العصب.

قَالَ والعلل الْحَادِثَة مِنْهُ فِي نفس جوهره بِمَنْزِلَة الورم وَهَذَا الورم إِن كَانَ عَن مَادَّة حادة سمى سرساما حارا وَإِن كَانَ عَن بَارِدَة سمى سرساما بَارِدًا وَإِن كَانَ ممتزجا فيسمى سرساما ارقيا وَأما الْعِلَل الحادة فِي عروقه فَمثل الوسواس السوداوي والسدر والدوار وَأما فِي بطونه فَمثل السدد وَهَذِه رُبمَا منعت أَن تنفذ فِيهَا شَيْء الْبَتَّةَ فَتكون الْعلَّة الْحَادِثَة عَنْهَا السكات وَأما أَن يقل مَا ينفذ فِيهَا فَيكون الصرع وَإِذا حدثت السدة فِي البطنين المقدمين من الْمَادَّة البلغمية فبمنزلة السبات البلغمى أَو فِي الْبَطن الْمُؤخر بِمَنْزِلَة الجمود عَن مَادَّة بَارِدَة يابسة أَو عَن سوء مزاج بَارِد يَابِس بِلَا مَادَّة وَأما الْعِلَل الْحَادِثَة فِي مجاريه الَّتِي ينفذ فِيهَا الرّوح النفساني إِلَى العصب فَهِيَ السدد وَإِذا انسدت حَتَّى لَا ينفذ فِيهَا الرّوح النفساني إِلَى العصب فَهِيَ لاسدد وَإِذا انسدت حَتَّى لَا ينفذ مِنْهَا شَيْء الْبَتَّةَ فِيهَا إِلَى العصب حدث الفالج الْكُلِّي لي الفالج الْكُلِّي هُوَ عِنْدِي السكتة وَإِن سدت بعض السدد كَانَ عَنهُ التشنج وَالروح النفساني فِي هَذِه الْعلَّة يجرى إِلَى العصب لكنه مَمْنُوع بعض الْمَنْع قَالَ روفس فِي كتاب اللَّبن أَن امتلاء الْبَطن ضار بِالرَّأْسِ جدا وَيعلم ذَلِك من أَن الْقَيْء وَالنَّوْم والهضم يسكن الْخمار ويخفف عَنهُ.

الباب السادس

(الْبَاب السَّادِس) (اللقوة وانخلاع الفك واشتباكه) الْمقَالة الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة قد ترى التشنج يعرض فِي الشفتين وَفِي الْعَينَيْنِ وجلدة الْجَبْهَة) وَجُمْلَة الجفن كَمَا يعرض ذَلِك فِي أصل اللِّسَان والعصب الجائى إِلَى هَذِه من الدِّمَاغ فَيعلم عِنْد ذَلِك أَن الآفة حَالَة بالدماغ لي هَذَا هُوَ اللقوة بِعَينهَا وَهُوَ تشنج رطب لِأَن اللقوة تحدث ضَرْبَة وَيكون قبلهَا اخْتِلَاج وتدبير مرطب. وَقد تحدث فِي الْأَمْرَاض الحارة لقُوَّة وَذَلِكَ عِنْد قرب الْمَوْت كنقصان إِحْدَى الْعَينَيْنِ وتعوج الشّفة وَيكون عِنْد غَلَبَة اليبس على الدِّمَاغ قَالَ وَقد تَجِد فِي الضَّرْب بعد الْفَرد يعرض الاسترخاء فِي نصف الْوَجْه فيميل ويتعوج الْجَانِب الَّذِي حدث بِهِ الاسترخاء إِلَى الْجَانِب الآخر مِنْهُ وَقد علمنَا أَن الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الْوَجْه يَأْتِيهَا العصب من الدِّمَاغ لي قَول جالينوس الأول وَالثَّانِي يدل على أَن اللقوة تكون تشنجا فِي الْأَكْثَر واسترخاءا فِي الْأَقَل وَيَنْبَغِي أَن يُمَيّز ذَلِك بعلامات وَلَا بَأْس أَن لم يُمَيّز فَإِن العلاج وَاحِد وَذَلِكَ إِنَّه تشنج رطب قَالَ وَمَتى استرخت عضلة من فِي الْجَانِب الْأَيْمن من الْوَجْه انجذب ذَلِك الْعُضْو إِلَى النَّاحِيَة الْمُقَابلَة لَهَا فَإِن استرخت العضلة الَّتِي تحرّك الجزؤ الْأَيْسَر من الشّفة مَالَتْ إِلَى نَاحيَة الْيَمين وعَلى هَذَا الْمِثَال يعرض فِي جَمِيع اللحى والخد متحركان بالفراش العضلي وَعصب الْفراش العضلي تَحت الفقار الَّذِي فِي الْعُنُق خلا جُزْء مِنْهُ يسير فِي أرفع مَوضِع مِنْهَا يتَّصل بِهِ العصب من الزَّوْج الْخَامِس من الدِّمَاغ لي من هَاهُنَا قَالَ قوم أَن عِلّة الْقُوَّة إِنَّمَا تكون فِي الْجَانِب الَّذِي قد صغرت فِيهِ الْعين لَيْسَ بمائل لِأَن الْجَانِب الصَّحِيح يجذبه لَهُ تعوج وَهَذَا خطأ على الْأَكْثَر لِأَن الْعلَّة فِي الْجَانِب الَّذِي قد صغرت فِيهِ الْعين وَذَلِكَ يكون فِي الْجَانِب المائل. جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة من الْمقَالة الثَّالِثَة ألف التشنج أما أَن يحدث فِي جَمِيع الْبدن كُله كَمَا الْحَال عِنْد الصرع وَإِمَّا فِي نصفه بِمَنْزِلَة التشنج الْكَائِن من خلف أَو قُدَّام وَأما فِي عُضْو وَاحِد بِمَنْزِلَة الْقُوَّة والعصب الجائى إِلَى الشفتين واللحى وَالْأنف يجِئ من الزَّوْج الثَّالِث من الدِّمَاغ لي ينفع من الْقُوَّة أَن يعطس بشحم الحنظل وعصارة قثاء الْحمار والفلفل والزنجبيل والكندس والعرطنيثا والخربق الْأَبْيَض وخرنوب العطاس الْمُسَمّى حجل الجبلاهنك وآذان الفار والمرزنجوش والرئة مُفْردَة ومركبة ويركب فِيهَا جندبادستر والفربيون وتفسيا ويتحذ من هَذِه من بَعْضهَا فِيمَا يستفرغ وَمِمَّا يخن شَيْئا ويسعط بِهِ مِثَال ذَلِك كندس وخربق أَبيض وبخور مَرْيَم وفلفل وجندبادستر وشونير وفربيون بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ شيافا

كالعدس ويسعط بهَا آذان الفار وَيُوضَع على الثَّالِث من أبيذيميا قَالَ الَّذين عرض لَهُم الخوانيق من ورم فِي عضل الرَّقَبَة أَصَابَهُم لقُوَّة أَو فالج) بلغ إِلَى الْيَدَيْنِ لِأَن العصب الَّذِي يجِئ إِلَى الْعُنُق وَالْيَد يجِئ من فقار الرَّقَبَة قَالَ والفم فِي أَعلَى الحنك جارى بحذاء اللِّسَان فِي وسط من اللحى الْأَعْلَى فَإِن الغشاء المستبطن لأعلى الحنك فِيمَا بَينه وَبَين ذَلِك الشَّأْن اتِّصَال بأغشية دقاق وَبِهَذَا الْحَد ينْفَصل الْجَانِب الْأَيْمن من الْوَجْه من الْجَانِب الْأَيْسَر وَإِذا استرخى نصف الْوَجْه فَإنَّك إِذا فتحت الْفَم غَايَة فَتْحة وغمزت اللِّسَان إِلَى أَسْفَل رَأَيْت ذَلِك الغشاء نصفه مسترخيا ويتبين ذَلِك فِيهِ بِفضل رُطُوبَة ترَاهَا فِيهِ ويغير لَونه وَترى نصفه الآخر على ضد ذَلِك لي هَذَا فصل بَين اللقوة التشنجية والاسترخائية وَذَلِكَ إِنَّه أَن لم يكن بِهَذِهِ الْحَال فَإِنَّهَا لَيست تشنجية وَإِذا رَأَيْت عضل الصدغ والخد والجبهة صلبا كزازا فَإِنَّهَا تشنجية لي يَنْبَغِي أَن يسئل صَاحب لقُوَّة غَلِيظَة هَل حسه فِي ذَلِك الْجَانِب كالجانب الآخر وَيَنْبَغِي أَن يسئل صَاحب تشنج غليظ هَل حسه أَشد من حَالَة طبيعة لي وإيارج هرمس إِذا سقى كل يَوْم درهما شهرا إبرا الْقُوَّة إِلَّا أَن تكون ردية جدا وَإِذا جَاوَزت الْقُوَّة سِتَّة أشهر لم يكد يبرا وَقد رَأَيْت مشايخا زَعَمُوا أَنهم حدثت بهم مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة أَو أقل أَو أَكثر وَلم ينلهم مِنْهَا سوء الْبَتَّةَ وقوما بهم مُنْذُ عشر سِنِين وَخَمْسَة رَأَيْتهمْ حِين بَدَأَ بهم لم ينلهم الْأَخير وقوما فلجوا ألف بعد حدوثها بِزَمَان لَيْسَ بالطويل مِنْهُم الغسال المرتعانى والإسهال بشحم الحنظل عَجِيب الْفِعْل فِيهِ وَأُمَّهَات سعوطات الْقُوَّة الكندس والعاقر قرحا والشونيز والفلفل والزنجبيل والنوشادر والبورق الْأَحْمَر وشحم الحنظل والمرارات والسوس والخردل وَمَا ذكرنَا قبل ويعالج من ألم السعوط بدهن بنفسج وَلبن وسكر طبرزد ويسعط بِهِ وَيُوضَع على الرَّأْس خطمى وخل وَبَيَاض الْبيض وينفع مِنْهُ التكميد الْيَابِس. على اللحى وفقار الرَّقَبَة أذا بولغ فِيهِ أَن يَقع وَذَلِكَ أَنه بِمَنْزِلَة الْحمام الْيَابِس. الْيَهُودِيّ قَالَ جملَة علاج الْقُوَّة السعوط والعطوس والغرور وينشق خلا حاذقا لينحدر الْفضل من مَنْخرَيْهِ وَيلْزم بَيْتا مظلما وَيغسل وَجهه بالخل فَإِن لم ينفع فاكوه على الْعرق الَّذِي خلف أُذُنه قَالَ ولآذان الفار خاصية عجبيبة فاسعطه بِدِرْهَمَيْنِ مِنْهُ ودانق سكبينج وَنصف دِرْهَم زَيْت خَمْسَة أَيَّام فَإِنَّهُ يبرؤه لي قد رَأَيْت من أَصْحَاب اللقوة من لم يلْزم بَيته الْبَتَّةَ وَلم يجلب الضَّوْء لَكِن أقبل يسْعَى فِي حوايجه وَلم أر ذَلِك مرّة وَقد رَأَيْت قوما اسْكُتُوا بعقب الْقُوَّة وَمَات بَعضهم مِنْهُ وتخلص بَعضهم مِنْهُ بفالج وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يجيد النّظر فَإِن رَأَيْت مَعهَا كدرا فِي الْحَواس وثقلا فِي الْبدن والحركات فبادر إِلَى إستفراغ قوي وَإِن رَأَيْت الْبدن بِحَالَة الطبيعية) فَاعْلَم أَن الْعلَّة فِي ذَلِك الْعُضْو وَحده وَالْبدن نقى وَإنَّهُ لَا يبد ؤ سوء أَكثر من ذَلِك.

بولس يعالج اللقوة بالرباط الَّذِي يمد بِهِ الْعُضْو إِلَى الْجَانِب الصَّحِيح ويفصد الْعرق الَّذِي تَحت اللِّسَان والحجامة على الْفَقْرَة الأولى والغرور والسعوط قَالَ والاسترخاء لَيْسَ فِي اللحى المائل لَكِن فِي الَّذِي يحاذيه. الْإِسْكَنْدَر قَالَ علاج الْقُوَّة بالمضوغ والغرور والعطوس والسعوط والحجامة فِي القفاء بِلَا شَرط لِأَن هَذِه المحجمة يجذب كَذَا وَلَعَلَّه من ألم بِهِ بالسعوط الدَّاء من النخاع وأدلك الرَّأْس وَأَجْعَل عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المحمرة وأجود مَا يعطس بِهِ الجندبادستر والفريبون والكندس وَمَاء السلق وعصارته وآذان الفار وشم القطران جيد لَهُم وَقطع العرقين اللَّذين تَحت اللِّسَان جيد أَيْضا وَقَالَ علاج اللقوة أَن يسعط وَيُوضَع على رَأسه الدّهن ويطبخ لحم حمَار الْوَحْش ويغطى على الرَّأْس وَيُوضَع عَلَيْهِ حارا فَإِن ذَلِك من أبلغ مَا عولج بِهِ ألف مَجْهُول قَالَ قد يَمُوت أَصْحَاب الْقُوَّة فجاءة إِلَى أَرْبَعَة أَيَّام فَإِذا جَاوز الْأَرْبَعَة نَجوا من الْمَوْت قَالَ واللقوة فِي الْجَانِب الْأَيْسَر أعْسر وَمن أَتَى عَلَيْهِ شَهْرَان طَال بِهِ وَيَنْبَغِي أَن يلْزم من اللقوة بَيْتا مظلما لَا يخرج مِنْهُ لَيْلًا وَلَا نَهَارا ويسعط فِي المنخر من الْجَانِب الَّذِي لَا يغمض عينه بدهن الْجَوْز ويغرغر دَائِما ويعرق بطبيخ المرزنجوش والصعتر والنمام يركب على طست ويتدثر حَتَّى يعرق وَيَنْبَغِي أَن لَا يَأْكُل شَيْئا مِمَّا يكون من الْحَيَوَان الإ الْعَسَل بل يَأْكُل دهن الْجَوْز وَالزَّيْت وَلَا يَذُوق شَيْئا من الْفَاكِهَة الرّطبَة. سعوط جيد يؤحذ حَبَّة ميويزج وَثَلَاث حبات شونيز يدقان ويسعط مخلوط بالوج والجاوشير شَمْعُون قَالَ حرك جلدَة الْوَجْه والشفة من العضل الملبس على القحف وَقَالَ أدلك وَجهه وصدغيه بدهن الْجَوْز بعد أَن يدلك أَولا حَتَّى يحمر ويسخن وَليكن فِي مَوضِع سخن وَلَا يرفع الْوقُود فِي الشتَاء من بَين يَدَيْهِ وحذره الرّيح وَالْبرد قَالَ وَإِذا وجد وجعا فِي عِظَام وَجهه وخده وَجلده وَجهه فَإِن اللقوة ستعرض لَهُ فحذره أَن يُصِيب الْبرد وَجهه وحذره الْحجامَة وَكَذَلِكَ كَثْرَة اخْتِلَاج الْوَجْه يدل على كفا لي رَأَيْت الْحجامَة جالبة لهَذَا فِي المستعد لَهُ وَقد رَأَيْت قَرِيبا رجلَيْنِ أكلا بيضًا واحتجما فَأَصَابَهُمَا جَمِيعًا لقُوَّة من يومهما ذَلِك وَكَانَ أَحدهمَا شَيخا عبل الْبدن وَالْآخر شَابًّا إِلَّا أَن مزاجه مزاج الخصيان. الاختصارات قَالَ لَا يسعط صَاحب هَذِه الْعلَّة مُنْذُ أول الْأَمر فَإِنَّهُ يهيج الْعلَّة لَكِن بعد الْأَرْبَعين فَإِن عرضت لَهُ مَعَ ذَلِك شَقِيقَة فاسعطه بالمومياى والزيبق وليلزم بَيْتا مظلما ويوقد بَين) يَدَيْهِ الظرفاء ويكب على طبيخ الشيح والقيصوم لي وجدت الاختلاج الدَّائِم فِي الْوَجْه ينذر بلقوة وَذَلِكَ أَنه يكون عَن خلط غليظ بَادر قد مَال إِلَى عضل الْوَجْه. وَقد قَالَ جالينوس أَن الاختلاج يحدث فِي الْأَبدَان فِي أبرد الْأَوْقَات وأبرد الامزاج

وَعند شرب المَاء الْبَارِد الْكثير وَالتَّدْبِير الْمبرد فَيَنْبَغِي حِين يحدث ذَلِك أَن يدلك الْوَجْه ويمرخ بدهن الفربيون والعاقر قرحا والجندبادستر والتكميد بِمَاء الْملح وَمَاء الْبَحْر والنطرون. اريباسيوس قَالَ إِنَّمَا يستفرغ البلغم اللزج بالخردل إِذا مزج بالسكنجبين ألف فإمَّا سَائِر الغراغر فَإِنَّهَا تجذب رُطُوبَة رقيقَة لي رَأَيْت خلقا كثيرا من الملقوين بهم فالج مِنْهُم فِي الْجَانِب الَّذِي فِيهِ عوج الْوَجْه وَذَلِكَ يدل على بطلَان قَول من زعم أَن الْعلَّة فِي الْجَانِب المستوى. تياذوق قَالَ أما اللقوة الَّتِي تكون من يبس تُوضَع على الرَّأْس دهن بنفسج وتسعط بالزبد وَيخْتَص على الرَّأْس والعنق بالخطمى والبنفسج ويدهن اللحى والفقار بدهن الخطمى وَيُوضَع عَلَيْهَا وعَلى الرَّأْس مثانة فِيهَا دهن مسخن ويجلب عَلَيْهِ وينطل بطبيخ الرأسن والأكارع وَيمْسَح الفقارة واللحى بشحم البط ويسعط بدهن السمسم وَاللَّبن ويدهن الصدغان بالزبد والشحم وشحم البط. سرافيون قَالَ الغرغرة فِي اللقوة أوجب مِنْهَا فِي سَائِر الْعِلَل فليكثر مِنْهَا ويقوى ويكب بعد ذَلِك على طبيخ الصعتر والعاقرقرحا والسداب والشيح والحرمل وورق الْغَار والبابونج واكليل الْملك والمرزنجوش والمرماخور ثمَّ يسعط بالقوية. وَمِمَّا لَهُ فِيهِ خاصية عَجِيبَة الجبلاهنك يسعط مِنْهُ برتة حبتين بعد نَخْلَة بِمَاء قد قطر من أَسْفَل الْحبّ فَإِن أَكْثَرهم يبرأ بِهِ فِي مرّة وَاحِدَة وَإِن لم يبرأ فِي الندرة فِي مرّة فَفِي أثنين وَبعد النفض القوى بالإسهال فليمسكوا دَائِما فِي أَفْوَاههم أهليلجة سَوْدَاء فِي الْجَانِب المائل وامسح ذَلِك الْجَانِب وَأما القدماء فَإِنَّهُم يدلكون عضل الفك المائل والأصداغ وخرز الْعُنُق وَالظّهْر بالخل الثقيف البليغ جدا الَّذِي قد طبخ فِيهِ فوتنج أَو حاشا أَو صعتر وَذَلِكَ أَن هَذَا الْخلّ يغوص إِلَى القعر وَيقطع الأخلاط الغليظة الرَّكِيكَة فِي العضل سَرِيعا فَإِذا تَمَادى الْوَقْت فَاتبعهُ بأدوية قَوِيَّة مثل العرطنيثا والكندس والفلفل وَنَحْوهَا أَو يُؤْخَذ عَاقِر قرحا مثقالين وكندس مِثْقَال ودفلى قد علق فِي سقف المطبخ ثَلَاثَة أشهر ثَلَاثَة مَثَاقِيل صعتر هوازى وزراوند طَوِيل من كل وَاحِد نصف مِثْقَال حب البلسان مِثْقَال ينخل بحريرة وينفخ فِي الْأنف فَأَنَّهُ عَجِيب للقوة والفالج والصرع) والسكتة. آخر جيد جدا جندبادستر شَحم الحنظل فلفل أَبيض كندس يعجن بِمَاء المرزنجوش ويستف ثمَّ يسعط بِهِ عِنْد الْحَاجة. الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ إِذا استرخت العضلتان اللَّتَان تجذبان الجفن

الْأَعْلَى إِلَى اسفل لم يقدر على ألف تغميض الْعين لي رَأَيْت رجلا احْتجم وَأطَال الْجُوع حدثت لَهُ الْقُوَّة وَلم يتعوج مِنْهَا فَمه لَكِن عسر عَلَيْهِ أطباق إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَلم يتَبَيَّن فِي وَجهه عوج لِأَن الْعلَّة كَانَت فِي الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا لي رَأَيْت عددا بهم اللقوة وَجلد الْجَبْهَة فِي الْجَانِب المعوج فيهم ممتد امتدادا شَدِيدا كالحال عِنْد التشنج القوى وينجذب إِلَى فَوق نَاحيَة الرَّأْس حَتَّى أَن أسرة الْجَبْهَة تبطل الْبَتَّةَ فِي تِلْكَ النَّاحِيَة وَيحدث فِي جلدَة الرَّأْس غُضُون لم تكن قبل ذَلِك وَلَا يُمكن أَن يطبق الجفن الْأَعْلَى وَذَلِكَ لقصره لامتداده إِلَى فَوق لِأَنَّهُ كَانَ لاسترخاء العضل الَّذِي يجذبه إِلَى أَسْفَل لما ويتركان إِلَى اسفل بِلَا جهد العليل لكنهما لَا يبلغان إِن يطبقا على الجفن الْأَسْفَل وَلذَلِك يمِيل الْوَجْه مِنْهُم إِلَى فَوق ويحسون مِنْهَا كالحال فِي التشنج فيمتد لذَلِك الشّفة ويخبر كلهم انهم يحسون بصلابة وامتداد وَلم يحس أحد مِنْهُم باسترخاء بل كَانُوا يَقُولُونَ أَنا نظن أَن هَذِه الْمَوَاضِع قد جَفتْ وَيَقُولُونَ انهم يَنْتَفِعُونَ بالمروخ وَلم أجد صَاحب اللقوة إِلَّا وَهَذِه حَالَة فثق بِأَنَّهَا تشنج وَعَلَيْك بترطيبها فَإِن الآخر يكَاد يكون إِلَّا فِي الندرة فِي الْعِلَل الحادة إِذا قرب الْمَوْت بِأَن يغرق الرَّأْس والخرز بدهن حَار مَا أمكن فَإِنَّهُ بليغ ومدّ جلدَة الْجَبْهَة إِلَى اسفل نعما وشدّ بعصابة على الشّفة الْعليا ومدّ جلدَة الوجنة حَتَّى يَسْتَوِي الْفَم ثمَّ شده بعصابة على الشّفة الْعليا وأدم الدَّلْك والمرخ لهَذِهِ الْمَوَاضِع ولخارج أعصابها بالأدهان الحارة بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة فَهَذَا علاج تَامّ وتفقد الشّفة من تَحت الشد كل سَاعَة فَإِن رَأَيْت الشّفة لَيست مستوية فحلّ ومدّ وشدّ. الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة إِذا حدثت الآفة فِي مقدم الدِّمَاغ فَإِنَّهُ إِن حدث فِيهِ كُله أحدث سباتا ثقيلا أَو جمودا فَإِن حدث فِي نصفه أحدث آفَة فِي نصف الْوَجْه لي لَيْسَ لصَاحب اللقوة فقد الْبَصَر وَلَا السّمع وَلَا حس وَجهه غليظ فضلا عَن أَن يكون متعطلا فَلَيْسَتْ عَلَيْهِ أَذَى من الدِّمَاغ. الأقرابادين الْقَدِيم قَالَ أبدأ من علاج صَاحب اللقوة أَن تدخله بَيْتا مظلما لَا يرى فِيهِ ضوءا وَلَا) يخرج مِنْهُ لَيْلًا وَلَا نَهَارا وَلَا يُصِيبهُ فِيهِ ريح ثمَّ اسعطه بدهن الْجَوْز وبدهن الْحبَّة الخضراء فِي الْجَانِب الَّذِي يقبض فِيهِ عينه فِي ألف الْجَانِب الآلم أحدا وَعشْرين قَطْرَة وَفِي الصَّحِيح سِتّ قطرات على الرِّيق كل غَدَاة أسبوعا وألزمه الغرغرة سَاعَة بعد سَاعَة إِلَى نصف النَّهَار كل يَوْم حَتَّى يجلب مِنْهُ بلغم كثير جدا وَلَا يَأْكُل شَيْئا من الْحَيَوَان وَلَا فَاكِهَة رطبَة فَإِذا مضى أُسْبُوع فاكبه على طبيخ المرزنجوش والفوتنج والصعتر يطْبخ فِي قمقم مشدود الرَّأْس وَيصب فِي طست ويكب عَلَيْهِ ويلف تكبيبا حَتَّى يكثر عرق رَأسه وَوَجهه فَإِذا عرق فادلك الشق الوجع بمنديل حَتَّى يحمر ثمَّ امرخه بدهن جوز الْهِنْد أَو دهن الْحبَّة الخضراء وفكه وعنقه وَرَأسه ودعه سَاعَة ثمَّ أعد كَبه على ذَلِك البخار افْعَل ذَلِك فِي الْيَوْم عشر مَرَّات

واسقه مَاء الْعَسَل واعسر مَا يكون فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وعالجه شهرا وَإِذا جَاوز شهرا فَلَا تعالجه فَإِنَّهُ لَا يبرأ. وَهَذَا المعجون مجرب للقوة يُؤْخَذ زنجبيل وَوَج ويعجن بالعسل وَيُعْطى مثل الجوزة غدْوَة وَعَشِيَّة. من الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ يسحق خَرْدَل بخل خمر ويطلى على اللحى الَّذِي فِيهِ الْعلَّة فَإِنَّهُ عَجِيب. قَالَ واربط اللحى المائل بعصابة وضع فِي الْجَانِب المائل أهليجة واسهله مَرَّات وَجَربه فِيمَا بَين ذَلِك بالغراغر والسعوطات الحارة ثمَّ اعط بعد النَّقْص مَرَّات الأنقرويا وَمن بليغ علاجه وجيده أَن يعجن الأبهل بِمثلِهِ عسل وَيُعْطى مِنْهُ كل يَوْم قدر بَيْضَة لي إِذا بَدَأَ الاختلاج فِي الْوَجْه ووجع الْعِظَام وَثقل فِيهِ فلطف التَّدْبِير وبادر بالنفض بإيارج روفس وأدلك عضل الْوَجْه والخرز حَتَّى يحمر ثمَّ امرخه بالأدهان القوية الأسخان واكب عَلَيْهِ بالتكميد ويطلى الْقسْط من الدّهن حَتَّى ينفط وَلَا يجزع ذَلِك فَإِنَّهُ بِهَذَا التَّدْبِير يبرأ فِي يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاث وَلَا يفصل الرَّبْط. كَمَال ابْن ماسويه ينفع من اللقوة أَن يكب كل يَوْم على طبيخ البابونج على الرَّأْس كل يَوْم حَتَّى يعرق وَجهه ويحمر ثمَّ يمسح وَجهه بدهن الْحبَّة الخضراء بدقيق فِيهِ جندباستر وفربيون وشونيز وعاقرقرحا ودهن الْقسْط يدلك بِهِ عُنُقه. جورجس قَالَ رُبمَا عرض مَعَ اللقوة شَقِيقَة شَدِيدَة وَعند ذَلِك فاسعطه بالمومياى ودهن الزيبق وينفع مِنْهَا جدا أَن يسعط بِقدر طسوج من الكبد فَإِنَّهُ يبرؤه أَو يسعط بِنصْف ألف دِرْهَم) زراوند طَوِيل بدهن الْحبَّة الخضراء واغمر دَاخِلا فِيهِ غمرا شَدِيدا أَو اصل الْأُذُنَيْنِ وَبَين الْكَتِفَيْنِ وادهن الْوَجْه كُله والعنق بالأدهان الحارة وادلكها واكبه دَائِما على طبيخ البابونج والمرزنجوش والحرمل والغار. ابْن ماسويه قَالَ اللقوة تسمى باليونانية سفاسموس فربيفوس افراموس وَتَفْسِيره تشنج عضل الرَّأْس. فسفاسموس هُوَ التشنج قَالَ وينفع مِنْهُ دهن البان والغالية وربط الْجَانِب المائل والسعوط لَكِن بعد مُدَّة وَلَا يكون فِي أَوله قَالَ وَلَا يسْتَعْمل فِي هَذِه الْعلَّة دهن الناردين فَإِنَّهُ قَابض وَلما اسْتعْملت من الْأَشْيَاء الحارة فَلْيَكُن مَعَ ذَلِك مريخه والح نَحْو علاج التشنج الرطب فَإِنَّهُ يبرؤه وأدلك الْموضع بالبورق وتراب الفلفل والخردل واكبه على طبيخ الصعتر والسداب واصبر عَلَيْهِ حَتَّى يحمر ثمَّ امرخه بدهن السداب ودهن الْقسْط وأدلكه بالمناديل حَتَّى يحمر لي وينفع مِنْهُ ترك الطَّعَام حَتَّى يحمر الْبدن ويجلو جدا ثمَّ أدلك فِي ذَلِك الْوَقْت والتكميد الدَّائِم فَإِن حمى فَلَا بَأْس فقد سقى جالينوس الجندبادستر فِي علل والتشنج الرطب خَاصَّة وَقَالَ إِنَّه يصل إِلَى الْمَوَاضِع الَّتِي لَا يصل إِلَيْهَا غَيره من الْأَدْوِيَة أَن سقى وَإِن مرخ بِهِ وَإنَّهُ لَيست لَهُ مَعَ ذَلِك كثير حرارة حَتَّى إِن لم يكن حماه قَوِيَّة يحْتَملهُ

ويسقى مَاء الْعَسَل إِذا سقى فِي هَذِه الْعِلَل فاعتمد عَلَيْهِ وعَلى الوج والزنجبيل والحلتيت والأبهل يتَّخذ مِنْهَا معجونا وَيُعْطى وَإِذا فتق فليفتق الجندبادستر فِي الزَّيْت الْعَتِيق ويمرخ قَالَ لَك فِي الْحَادِيَة عشر من المفردة وَإِذا اعطست العليل أَبُو جريج قَالَ آذان الفار إِذا سعط بهَا ابرئت من اللقوة الشَّدِيدَة الْبَتَّةَ لي رَأَيْت من برْء بهَا وَحدهَا مَرَّات. ابْن ماسويه شم المرزنجوش جيد للقوة إِذا سعط بِهِ عَجِيب قَالَ الفلفل يهيج فِي العصب والعضل حرارة نارية لي لذَلِك هُوَ نَافِع إِذا فتق فِي الدّهن وَذَلِكَ جيد جدا لَا يعدل لَهُ فِي ذَلِك وَيَنْبَغِي أَن يسخن حَتَّى يتْرك كالهبا. ابْن البطريق قَالَ قشر الرتة الْأَعْلَى يسحق ويسعطه بِقدر الفلفل صَاحب اللقوة كل يَوْم ثَلَاثَة أَيَّام وَيلْزم بَيْتا مظلما فَإِنَّهُ يبرؤه الْبَتَّةَ لي كَانَ لرجل لقُوَّة يُعْط بهَا فَاسْتَوَى أَكْثَره وَبَقِي بِهِ بَقِيَّة قَليلَة ابرئت بعد مُدَّة دهن الْحبَّة الخضراء جيد للقوة إِذا دهن بِهِ مَاء الْعَسَل أَجود للقوة من الشَّرَاب. قد اتّفق ألف الْحُكَمَاء على أَن سَببه بلغم مخاطي قَالَ ويميل مَعَه الْوَجْه إِذا ضحك ويضمر الْعين الَّتِي فِي الْجَانِب العليل وتصغر وتدمع فِي كل سَاعَة ويمضغ طَعَامه فِي الْجَانِب الصَّحِيح) وَكَلَامه بطىء وَنَفسه حائر يُغَرْغر ويعطس دَائِما ويحقن ويحلق رَأسه ويضمد بالخردل وَعصب الشق المائل شَدِيدا حَتَّى يسويه ودعه مشدودا فَإِنَّهُ يبرؤه. من تذكرة مقدوس سعوط للقوة جيد قسط وَمر وجندبادستر وشونيز وشيح وجاوشير وفربيون يسعط بِمَاء القثاء الْبري المعصور أَيْضا مِنْهُ جاوشير كندس فلفل صعتر شَحم حنظل شونيز صَبر مر جندبادستر اسطوخودوس يسعط بِمَاء آذان الفار. اركاغانيس فِي كِتَابه فِي الأدواء المزمنة قَالَ إِذا كَانَ الْخلْع بِلَا ألم فِي الْوَجْه فَلَا شَيْء أَنْفَع من الغرغرة دَائِما بالقوية كالخردل والميويزج. مَجْهُول مجرب يَأْخُذ آذان الفار فاعصره وَاجعَل فِيهِ شَيْئا من جاوشير وَمر وقطر مِنْهُ فِي الْجَانِب المائل قطرتين وَفِي الصَّحِيح قَطْرَة وَخَالف من الْغَد فقطر فِي الصَّحِيح قطرتين وَفِي العليل قَطْرَة. بختيشوع قَالَ إِن سعط بِمِقْدَار قِيرَاط سكبينج بِمَا المرزنجوش نفع جدا. أَبُو جريج الراهب قَالَ إِن سعط بِمَاء آذان الفار صَاحب اللقوة نَفعه جدا لي تفقدت فَوجدت أسرة الْجَبْهَة تبطل فِي الْجَانِب العليل ويتمدد الْجلد جدا وَقد مرخته بالدهن وطليته بِالْمَاءِ الفاتر فرأيته صَالحا وَقد تكون اللقوة من تشنج واسترخاء والوجع يفرق بَينهمَا فَإِنَّهُ لَيْسَ مَعَ الاسترخاء وجع وينفع مِنْهُ تَنْشَق الْخلّ الحريف جدا مَرَّات فِي الْيَوْم والإكباب على بخاره لي تبدء للقوة يوضع على جلدَة الْجَبْهَة وَالرَّأْس

والخد أدوية مرخية أَيَّامًا تمرخ وتنطل حَتَّى تلين ثمَّ تمد جلد الْجَبْهَة وجلدة الرَّأْس إِلَى أَسْفَل نَاحيَة الْحَاجِب وَيَضَع الْعِصَابَة والرفادة على الْجَبْهَة حَتَّى تكون قد منعت صعُود الْجلْدَة وَتَكون قد مدت الْجلد إِلَى أَسْفَل نَاحيَة الذقن وشدت بعصابة ورفادة وتمده بِمِقْدَار مَا يَسْتَوِي الْفَم ثمَّ انْظُر إِلَيْهِ بعد ثَلَاث فَإِن احتجت فاعد الشد فَإِنَّهُ يَسْتَوِي فِي مرّة أَو مرَّتَيْنِ وينفع هَذَا بعد الاستفراغ والعلاج. الْكَمَال والتمام قَالَ الإنكباب على طبيخ البابونج إِذا اسْتعْمل على الرِّيق نَافِع لمن بِهِ لقُوَّة وَيَنْبَغِي أَن يمسح الْوَجْه بعد ذَلِك بدهن الْقسْط والناردين ألف والعاقرقرحا ومضغ المصطكى والقرنفل والميويزج على الرِّيق نَافِع للقوة والتغرغر بِمثل ذَلِك إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

الباب السابع

(الْبَاب السَّابِع) (الصرع والكابوس)) (وَأم الصّبيان والتفزع فِي النّوم) الْمقَالة الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة الصرع تشنج يعرض فِي جَمِيع الْبدن إِلَّا أَنه لَيْسَ بدائم لِأَن علته تَنْقَضِي سَرِيعا وَمَا ينَال فِيهِ الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الرَّأْس مَعَ جَمِيع الْجَسَد من الْمضرَّة يدل على أَن تولد الْعلَّة إِنَّمَا هِيَ فِي الدِّمَاغ وَلِأَنَّهَا تَنْقَضِي سَرِيعا يَنْبَغِي أَن يعلم أَن الْخَلْط الْفَاعِل لَهُ خلط غليظ يسد منافذ الرّوح فَإِن فعله فِي بطُون الدِّمَاغ خَاصَّة وَإِن مبدأ العصب فأصله هُوَ الَّذِي يُحَرك نَفسه حَرَكَة ارتعاشية ويرتعد بِشدَّة كَيْمَا يدْفع عَنهُ ذَلِك الشَّيْء الَّذِي قد بلغ فِي الْأَبدَان لي يَنْبَغِي أَن يكون مَكَان الْبدن يرتعش ويرتعد بنفض لِأَن هَذِه الْحَرَكَة يقْصد إِلَى دفع شَيْء مؤذ والتشنج الْحَادِث فِي الْبدن إِنَّمَا هوتابع لتِلْك الحركات الْمُخْتَلفَة الَّتِي تهيج لدفع المؤذي ويدلك على ذَلِك اختلافه وتفقده فَإنَّك ترى الْأَعْضَاء تتقلص مرّة وتمتد مرّة فِي زمَان قصير وعَلى غير لُزُوم لجِهَة ونظام وَذَلِكَ يكون بِحَسب حركات مبدأ عصبها فيوهم هَذِه الحركات بِمَنْزِلَة شَيْء ظَاهر مَوْصُول بِشَيْء مَسْتُور يَتَحَرَّك بحركته ثمَّ يكون ذَلِك المستور بتحرك حركات مُخْتَلفَة متفننة إِلَّا أَنه لما كَانَ الدّفع إِنَّمَا يكون بِالْقَبْضِ والانضمام كَانَت هَذِه الحركات فِيهِ أَكثر من أجلهَا تكون حركات التشنج فِي الْبدن كثيرا فَأَما حركات الانبساط فَأَقل لِأَنَّهَا لَيست تكون بِقصد أولي بل للروح فَقَط وَهَذَا السَّبَب أولي واقنع أَن يتَوَهَّم فِي عِلّة الحركات التشنجية الْحَادِثَة من المصروع من السَّبَب الآخر الَّذِي آتى بِهِ بعد لِأَن هَذِه لَو كَانَت كَذَلِك لِأَن هَذَا العصب ابتل ابتلالا يزِيد عرضه حَتَّى أَنه أوجب التشنج لم يكن ينجلي سَرِيعا بل كَانَ بِثَابِت وقتا طَويلا وَعَسَى أَن يكون منشأ كل وَاحِد من العصب إِنَّمَا يتشنج فِي أَصْحَاب الصرع لِأَنَّهُ يبتل كَمَا يبتل عِنْد التشنج الرطب وَكَون هَذِه الْعلَّة وانقضاؤها بَغْتَة تدل على أَنَّهَا لَيست تكون فِي وَقت من الْأَوْقَات بِسَبَب يبس وإستفراغ وَأَنَّهَا إِنَّمَا تكون دَائِما من خلط غليظ وَذَلِكَ لِأَن انسداد المجاري والمنافذ بِعَيْنِه بِسَبَب خلط أَو لزج مُنكر وَأما أَن يكون الدِّمَاغ أَو غشائه الرَّقِيق يبلغ من يبسه أَن يصير مثل الْجلد المدبوغ فَلذَلِك لَا يكون ألف دوران يطول بِهِ الْمدَّة والحواس كلهَا مَعَه مضرورة وَلذَلِك يعْتَرض من الصرع على أَنه عِنْدَمَا يمْنَع الرّوح النفساني الَّذِي فِي بطُون الدِّمَاغ خلط غليظ يسد منافذه ويمنعه من النّفُوذ. قَالَ أَكثر مَا يكون الصرع من خلط غليظ بلغمي وَيكون أَحْيَانًا من خلط سوداوي.

قَالَ وَالَّذِي يكون من خلط البلغم يُؤَدِّي إِلَى الفالج فإمَّا الَّذِي يُؤَدِّي من الْخَلْط السوداوي فَإلَى) الماليخوليا من الْخَلْط لَا من السَّوْدَاء الْخَالِصَة وَذَلِكَ أَن السَّوْدَاء الْحَقِيقِيَّة التَّامَّة لَيْسَ لَهَا غلظ وَلَا لزوجة قَالَ والصرع ثَلَاثَة أَصْنَاف أما أَن يكون الْخَلْط الْفَاعِل لَهُ مستكنا فِي الدِّمَاغ فإمَّا أَن يكون بمشاركة الْمعدة وَأما أَن يكون صُعُوده من عُضْو مَا من أَعْضَاء الْبدن فَإِنَّهُ قد يحس بعض المصروعين شَيْئا كالروح الْبَارِد يصعد من بعض أَعْضَائِهِ أما من الْيَد وَأما من الرجل وَأما من عُضْو آخر حَتَّى يبلغ إِلَى الرَّأْس ثمَّ يخرون والشد نَافِع لذَلِك فَوق الْعُضْو الَّذِي مِنْهُ يصعد وَقد يطلى هَذَا الْموضع نَفسه بالخردل فإمَّا الشد فَإِنَّهُ يدْفع نوبَة الْعلَّة. الرَّابِعَة قَالَ يؤول الْأَمر بِصَاحِب الصرع فِي أَكثر الْأَمر إِلَى الفالج يستعان بِهَذِهِ المقالات من النبض وبالثالثة من جوامعه. جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة أَصْنَاف الصرع ثَلَاثَة أَحدهَا عَن عِلّة تخص الدِّمَاغ ويداوى بِشرب الخربق الْأسود وَالْآخر من الْمعدة ويعالج بِشرب الحنظل وَالْآخر عَن بعض الْأَعْضَاء ويعالج بطلي التنبول عَلَيْهِ والرباط فَوْقه. قَالَ وَأعرف مِقْدَار عظم الصرع بيسر النَّفس وعسره وصولته وَمِقْدَار صغره بسهولة التنفس وعظمه لي السدر شئ يحْتَاج إِلَى أَن يغور مَعَ هَذَا لَو أمكن فتح شرياني السبات لَا برأَ من الصرع الصاعد يُمكن يحدث مِنْهُ سكتة لِأَن الدِّمَاغ يبرد وَيَنْقَطِع أَيْضا مَادَّة الرّوح النفساني. الثَّالِثَة من الميامر قَالَ يصلح للصرع أَن ينْفخ فِي الْأنف شَحم الحنظل وعصارة قثاء الْحمار والشونيز والنوشادر وَنَحْوهَا وَمِمَّا يسيل رطوبات كَثِيرَة وَكَذَلِكَ الخربق الْأَبْيَض والزنجبيل والكندس والفلفل. عطوس جيد للصرع وللقوة والسكتة وَنَحْوهَا فربيون وجندبادسترو شَحم الحنظل واسطوخودوس ينعم سحقه ونخلة ويعطس بِهِ. الأولى من الأخلاط قَالَ أَصْحَاب الصرع تسقيهم أدوية تستفرغ البلغم ثمَّ تغر غرهم بِمَا يجذب من الرَّأْس بلغما ألف كثيرا وَقَالَ الزّبد الْحَادِث فِي فَم المصروعين كَأَنَّهُ تنقية الْفَم أَن النّوبَة تهدأ عَنْهُم بعده بِخِلَاف الْحَال فِي السكتة يزِيد جدا وَفِي الصرع إِنَّمَا يكون عِنْد الأفافة. الثَّانِيَة من الْفُصُول أَصْحَاب الصرع يَنْتَفِعُونَ بالانتقال من بلد إِلَى بلد وَمن تَدْبِير نفعا عَظِيما وخاصة إِذا انتقلوا إِلَى بلد وتدبيرا سخن وَأَشد تجفيفا لِأَن الْمَادَّة المولدة للصرع بَارِدَة غَلِيظَة والانتقال من سنّ الصَّبِي إِلَى سنّ الشَّبَاب دَوَاء عَظِيم للصرع. الثَّالِثَة قَالَ لَا شئ أعون على حُدُوث نوايب الصرع من انْتِقَال الْهَوَاء دفْعَة عَن حَالَة وَقد) يعرض الصرع كثيرا من تعدى فِي الْمطعم وَالْمشْرَب وَمن النّوم على الأَرْض بِلَا وطأ وَمن تعرض كثير للشمس والهواء الْبَارِد. الْخَامِسَة من الْفُصُول من أَصَابَهُ الصرع قبل أنبات الشّعْر فِي الْعَانَة فَإِنَّهُ يحدث لَهُ

انْتِقَال وَقت إنباته لمن أَصَابَهُ وَقد أَتَى عَلَيْهِ من السن خَمْسَة وَعِشْرُونَ سنة فَإِنَّهُ يَمُوت وَهُوَ بِهِ لي الزّبد فِي الصرع يكون من شدَّة الْحَرَكَة وَفِي السكتة يكون من شدَّة الاستكراه واقرأ فصل ابقراط الَّذِي أَوله من ظهر فِي فِيهِ زبد من خنق. قَالَ جالينوس فِي الثَّانِيَة من الْفُصُول أَن حَال الصرع قريبَة من السكتة والخلط الْفَاعِل لَهما وَاحِد وَهُوَ خلط إِلَّا أَن مَعَ الصرع حَرَكَة مضطربة وَمَعَ السكتة عدم الْقُوَّة الْجَارِيَة فِي العصب الْبَتَّةَ والسكتة تكون إِذا كَانَ بالخلط من الْكَثْرَة مَا يسد المسالك الْبَتَّةَ فَلم ينفذ فِيهَا شَيْء وَلذَلِك لَا يكون فِيهَا حَرَكَة فإمَّا الصرع فَإِذا كَانَ أقل حَتَّى يكون إِنَّمَا يمْنَع من كَمَال الجري فِيهَا وبمقدار شدَّة السّكُون فِي الصرع يكون إردء فيحرر ذَلِك وَيُحَرر لم صَار الزّبد فِي السكتة رديئا. قَالَ جالينوس الْخَلْط الَّذِي عَنهُ يكون الصرع بلغم بَارِد وصلاحه يكون بانتقال السن عَن الرُّطُوبَة إِلَى اليبس والرياضة وَالتَّدْبِير المجفف والأدوية الَّتِي هِيَ كَذَلِك. قَالَ وَلَيْسَ كل من إِصَابَته هَذِه الْعلَّة قبل الإنبات ليبرء وَقت الإنبات إِلَّا أَن يعاني فِي هَذَا الْوَقْت خَاصَّة بالأدوية الَّتِي وَالتَّدْبِير الْجيد وَأما من عرض لَهُ وَقد أَتَى عَلَيْهِ خَمْسَة وَعِشْرُونَ سنة فَإِنَّهُ لَا يكَاد ليبرء فِي أَكثر الْأَمر. السَّادِسَة قَالَ يجب فِيمَن يُصِيبهُ الصرع أَن يكون دماغه بالطبع ضَعِيفا وَلَيْسَ يجب مَتى كَانَ الدِّمَاغ ضَعِيفا أَن يحدث ألف الصرع مَتى لم يسئ التَّدْبِير قَالَ والصرع يجب أَن يعالج بنفض الأخلاط البلغمية أزمان الْأَمْرَاض قَالَ الصرع عرض لَا حق للمرض نَفسه. من كتاب جالينوس فِي صبي فِي الحرو الْبرد الشديدين والرياح الْعَاصِفَة والأصوات الهائلة والأرايح الساطعة والدواليب والدوالى والدوارات والحمات والخناقات الرَّديئَة والسهر واللهيب وَالْغَم وَالْغَضَب وَنَحْو هَذِه مِمَّا تثير الْبدن إثارة شَدِيدَة فَإِن هَذِه تجلب نوبَة الْعلَّة وَإِن عرض لَهُ شَيْء من ذَلِك فيسكن ويستقر إِلَى إِن يذهب أَثَره وليلطف التَّدْبِير إِلَى أَن يَأْمَن وَقت النّوبَة ويدع جَمِيع الحركات ولينقى بدنه فِي أول الرّبيع بعد أَن يهيئه للإسهال بالأدوية الَّتِي تصلح للصرع وَأما بدنه) فيبغي أَن يروضه ويريحه قبل الإعياء ودع الرياضة القوية فَإِنَّهَا تملأ الرَّأْس مدليا بل منتصبا وَلَا يكثر حَرَكَة الْأَعْضَاء السفلية وأدلكه أَولا بمناديل حَتَّى تحمر وَيبدأ بذلك من عضديه ثمَّ أدلك الصَّدْر والمعدة ثمَّ السَّاق لتنجذب الْمَادَّة إِلَى أسافل الْبدن وَمن بعد الرياضة وَسُكُون الْبدن أدلك الرَّأْس وأمشطه ثمَّ ليَأْكُل شَيْئا يلين الْبَطن من الْبُقُول ثَلَاث غَدَاة وَيُؤَخر التليين إِلَى عشائه وأمنعه من الْبُقُول الخس والقطف واليمانية والملوكية والسلق والكرنب والكراث والكرفس وَأطلق لَهُ من الْفَوَاكِه مَا كَانَ يخرج من الْبَطن سَرِيعا فإمَّا مَا يبطئ مثل التفاح والسفرجل فَلَا وأحمه يخرج

بِالْجُمْلَةِ مَا يُولد البلغم من الْبُقُول والفواكه والأغذية وَإِنَّمَا أطلقت لَهُ السلق وَغَيره مِمَّا قدمت ذكره لَا أَن يكون جلّ غذائه مِنْهُ بل على أَن يُؤْخَذ شَيْء قبل الطَّعَام ليلين بَطْنه ويسرع بِخُرُوج الأثقال. وَأما الْفَاكِهَة والبقول المولدة للخلط البلغمى الطَّوِيلَة الاحتباس فِي الْبَطن كالتفاح والكمثرى فردية وليدع اللفت وَالْأُصُول الشبيهة بِهِ وَإِنَّهَا كلهَا غَلِيظَة عسرة الهضم إِلَّا مَا كَانَ مَعَه حرافة ويحذر الْفطر جدا ويدع من هَذِه أَيْضا أعنى مَا فِيهِ حرافة قَوِيَّة يرْتَفع بهَا إِلَى الرَّأْس ويملاء كالخردل الْحَار والكرفس والثوم والبصل فَإِن هَذِه يسخن بِأَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي ويولده خلطارديا فَإِن الْخَرْدَل وَإِن كَانَ يقطع الأخلاط الغليظة فَإِنَّهُ لارتفاعه إِلَى الرَّأْس يضر بِهِ فإمَّا الأسكنجين فَاسْتَعْملهُ تنقية وخاصة بخل العضل وَالْكبر النقيع بخل وَعسل ويسقى ألف فِي الصَّيف بَارِدًا وَفِي الشتَاء فاترا وَقد اكتفيت مرَارًا كَثِيرَة الاسكنجبين فِي علاج صبي يصرع حَتَّى برأَ مَعَ التنقية وأعطه لُحُوم الطير فِي غذائه خلا الأجامية وأعطه من لُحُوم الدَّوَابّ الْأَرْبَع والجدا والأرنب شواء وطبيخا بشبت وكراث وجنبه سَائِر اللحوم وأعطه السّمك وَبِالْجُمْلَةِ تحذره كل غليظ الْخَلْط وكل نافخ كثير عسر الهضم وَالْخُرُوج وأعطه كل يَوْم من دَوَاء العضل بعد تنقية بدنه بمسهل خَفِيف فَإِنِّي قد إبرأت بِهِ صَبيا كَانَ يصرع فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا. صفته يقطع العضل الرطب وَيجْعَل فِي سؤقه قد كَانَ فِيهَا عسل ويطين رَأسهَا وَيُوضَع فِي زَاوِيَة يسْتَقْبل الْجنُوب وَلَا يسْتَقْبل الشمَال الْبَتَّةَ فِي الصَّيف الشَّديد أَرْبَعِينَ يَوْمًا عِنْد طُلُوع الْكَلْب وأقلبها فِي كل يَوْم حَتَّى يُصِيب الْحر جَمِيع نَوَاحِيهَا ثمَّ خُذْهُ فَإنَّك تَجِد العضل قد أرْخى مَاؤُهُ فَخدَّ ذَلِك المَاء وطيبه بِعَسَل وأنق وَأعْطِ مِنْهُ ملعقة صَغِيرَة للصَّبِيّ وكبيرة للرجل وَخذ جرم البصل فدقه وأعصره وأخلط بمائه عسلا وَهُوَ تالي مِمَّا عملت فِي الْقُوَّة فإمَّا الَّذين) يطبخون بصل العضل ويعصرونه فَإِنَّهُم يذهبون بقوته. من الترياق إِلَى قَيْصر قَالَ أَن جفف دماغ الْبَعِير وَسَقَى بخل نفع من الصرع وَكَذَلِكَ يفعل دماغ ابْن عرس. من الفصد قَالَ من كَانَ بِهِ عِلّة الصرع فبادر فِي أَيَّام الرّبيع بفصده وَإِن لم تكن دَلَائِل الامتلاء حَاضِرَة وَإِن أردْت أَن تفصده فِي الرّبيع لحراسته من الصرع فإ فصده من رجلَيْهِ وَكَذَلِكَ فافعل فِي السدر والدوار وَعلل الرَّأْس. قَالَ جالينوس أَن الاسكنجبين العضلي أقوى من هَذَا لكني اتَّخذت هَذَا بالعسل لمَكَان الصَّبِي. الْإِسْكَنْدَر فِي البرسام قَالَ الصرع يكون إِمَّا عَن الرَّأْس وَإِمَّا عَن الْمعدة وَإِمَّا شَيْء

يصعد من بعض الْأَعْضَاء يحس حَتَّى يَأْتِي الدِّمَاغ عَلامَة الَّذِي من الْمعدة اخْتِلَاج الْقلب وخفقانه ولذع فِي الْمعدة فَإِذا ابطأ عَن الْأكل هاج بِهِ وَالَّذِي يصعد من بعض الْأَعْضَاء يحس بِهِ يصعد من ذَلِك الْعُضْو وَيكون السقم بالمرطوبين وَالصبيان وَالصَّبِيّ لَا يعالج فَإِنَّهُ إِذا كبر صلح وينفع مِنْهُ المحاجم والخردل والكي على الرَّأْس فِي وَقت النّوبَة وَأَشْيَاء حادة تنفخ فِي الْأنف ألف. من كتاب العلامات البنج يُورث الصرع والأفيون يُورث الكزاز. عَلَامَات المتهيء للصرع يعرض قبل ذَلِك ثقل فِي الرَّأْس ووجع وصداع شَدِيد وبطؤ فِي الحركات واحتباس فِي الْبَطن واختلاج فِيهِ يستعان بِهَذَا الْكتاب. الصرع إِمَّا فِي الرَّأْس وَإِمَّا فِي الْمعدة وَإِمَّا من الرَّحِم وَإِمَّا من الْحَيَّات فِي الْبَطن وَإِمَّا لِأَن يصعد من عُضْو مَا أَي عُضْو كَانَ بخار رَدِيء فليفصل كلهَا بعلامات وعلاجات. الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ جملَة التحفظ من الصرع إمالة الْمَادَّة دَائِما عَن الرَّأْس بِكُل حِيلَة وَحفظه أبدا خَفِيفا وليقلل الفضول. السَّادِسَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا إِذا نَاب الصرع على صَاحبه فانحل وانقضى سَرِيعا ويكلم وَكَانَ ذَلِك فِي يَوْم بحران مُنْذُ يَوْم النّوبَة الأولى دلّ على أَنه قد يخلص من الصرع. الأولى من السَّادِسَة قَالَ الصَّبِي الَّذِي بِهِ الصرع يتَخَلَّص فِي أَكثر الْأَمر فِي وَقت الإنبات إِلَّا أَن يتدبر تدبيراً رديئاً وَأكْثر مَا تكون هَذِه الْعلَّة بِسَبَب مزاج بَارِد غلب الدِّمَاغ وَيكون مَعَه فِي أَكثر الْأَمر رُطُوبَة وَذَلِكَ أَن الصرع الْحَادِث عَن عُضْو مَا من الْأَعْضَاء قل مَا يعرض وَقد يبتديء) الصرع بالصبيان مُنْذُ أول ولادتهم وَهَذَا يكون لفضل رُطُوبَة مزاج الدِّمَاغ وَهُوَ يخف مَتى نشوا حَتَّى يبرأ فِي الْأَكْثَر وينقضى بِلَا علاج فَأَما الْحَادِث بعد مَا يترعرع الصَّبِي فَإِنَّهُ يكون لخطأ فِي التَّدْبِير وَلَا يَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن ينْتَظر بعلاجهم إنبات الشّعْر لَكِن يُبَادر إِلَى ذَلِك. الْخَامِسَة من السَّادِسَة الْجِمَاع يضر بِصَاحِب الصرع والصرع خَاص بالصبيان وَلذَلِك سمى الْمَرَض الصبياني. السَّادِسَة من السَّادِسَة قَالَ الصرع قد يكون بمشاركة الدِّمَاغ لعضو مَا وَأكْثر مَا يكون لعِلَّة تخص الدِّمَاغ نَفسه وَالسَّبَب الَّذِي مِنْهُ تكون هَذِه الْعلَّة خلط غليظ بَارِد يجْتَمع فِي بطن الدِّمَاغ ويستولي على منابت العصب وخاصة على عصب النخاع الأول وَقد ينْتَفع فِي تَحْلِيل هَذَا الْخَلْط بالحميات وخاصة الرّبع وَمَا كَانَ من الحميات طَويلا مزمناً وَمن الرّبع فأطولها مُدَّة وَأَشد تناقضاً مثل أَن النافض نَفسه يزعج ذَلِك الْخَلْط الَّذِي قد لحج فِي أصل النخاع وَألف مجاريه وحرارة الْحمى بعد النافض تذيبه وتلطفه وتحيل مزاج الْبدن كُله إِلَى حرارة واليبس وَذَلِكَ أَنه يتبع النافض الْقوي الشَّديد خُرُوج الفضول عَن الْبدن وَأكْثر مَا يكون

ذَلِك بالعرق بعده وَقد يكون بالإختلاف والقيء والصرع تشنج يعرض فِي الْبدن كُله وحدوث الْحمى بعد التشنج مُوَافق فَلذَلِك قَالَ بقراط من بِهِ حمى ربع لَا يُصِيبهُ صرع وَقد ينْحل الصرع عَن المصروع أَن أعقبته حمى. من تَفْسِير السَّادِسَة قَالَ أَصْحَاب الوسواس السوداوي والصرع يكون من خلط يبل أصل النخاع فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك الْخَلْط حرارة وَمَعَهُ حمى وَإِلَّا فَلَا. قَالَ وَيكون إِمَّا من بلغم وَإِمَّا من سَوْدَاء. الأهوية والبلدان قَالَ أَكثر مَا يعرض للصبيان الصرع والأحداث فِي المدن الجنوبية وَفِي الرؤس الرّطبَة. الْيَهُودِيّ قَالَ الصرع الَّذِي من السَّوْدَاء ينْتَقل إِلَى الماليخوليا أَو من الماليخوليا إِلَيْهِ وَالَّذِي من البلغم إِلَى الفالج أَو من الفالج إِلَيْهِ قَالَ وَمَتى كَانَ مَعَ الصرع امتلاء وَحُمرَة فِي الرَّأْس وَالْوَجْه وامتلاء فِي الْأَوْدَاج فافصد الصَّافِن ثمَّ افصد بعده عروق الرَّأْس وَمن الْأنف خَاصَّة واحجمه على الْقَفَا. قَالَ والصرع الَّذِي يحس بالبخار يصعد من الْجوف فَلَا شَيْء أبلغ من بتر الشريانين اللَّذين) يدخلَانِ القحف على استقامة فَإِن البخار إِنَّمَا يصل إِلَى الدِّمَاغ بهما وتضمد الرَّأْس بالطيوب وَأما الصرع الَّذِي من البلغم فاضمده وأطله بالخرول والقنطوريون وشحم الحنظل وخرء الْحمام وَعسل وعاقرقرحا ودعه مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ اغسله بطبيخ البابونج والصعتر واسهله بأرياج شَحم الحنظل وَإِن وجدت سَبِيلا إِلَى فصد القيفال أَو عرق الْأنف فافعل وَإِلَّا فاحجمه على الْقَفَا واسعطه بالسعوطات الحادة واسقه بعد ذَلِك أيارج هرمس كل يَوْم نصف دِرْهَم بِالْغَدَاةِ وَنصفا بالْعَشي وَإِن بخرت أَنفه بالفاوانيا أَو شم مِنْهُ دَائِما عظم نَفعه. وَمن عَظِيم مَا يَنْفَعهُمْ السعوط الْحَار وَمن يحجل مِنْهُم إِذا فاق الْعلَّة فِيهِ أقل تمَكنا والصرع من الدِّمَاغ بِمَنْزِلَة الغشي ألف للمعدة وَيكون ذَلِك الْخَلْط يُؤْذِيه فينقبض وينهض لدفعه كالحال فِي الْقَيْء فَيكون من انقباضه على غير نظام تشنج فِي جَمِيع الْبدن وحركات على غير نظام. الطَّبَرِيّ قَالَ الصرع يقتل الصّبيان وَالنِّسَاء وَبِالْجُمْلَةِ الَّذين دمهم قَلِيل وعروقه ضيقَة سَرِيعا وَإِذا سقط المصروع فَخر كالميت وَقل اضطرابه فَإِنَّهُ يدل على بلغم كثير فِي الدِّمَاغ وَإِذا كَانَ يخرج من فَمه من الزّبد حلى مِنْهُ الأَرْض من السَّوْدَاء وَمن أَفَاق بالعطوسات وَنَحْوهَا فعلته أخف وعلاجه أيسر وينفع من أَن يديم مِنْهُ السداب فَإِنَّهُ يُبرئهُ الْبَتَّةَ وَإِذا كَانَ الصرع من الْمعدة فَاسْتعْمل الْقَيْء ثمَّ أيارج فَيقْرَأ ثمَّ الْأَدْوِيَة القوية لفم الْمعدة وَإِذا كَانَ

يرفع من بعض أَعْضَاء الْبدن فادلك ذَلِك الْعُضْو وكمده وضع عَلَيْهِ ضماد الْخَرْدَل وقو الرَّأْس لِئَلَّا يقبل البخار قَالَ وينفع من أهرن قَالَ علاج الصرع بعد إمالة الْمَادَّة أَو معالجة الْعُضْو الَّذِي مِنْهُ مبدؤه أَن يعالج نفس الدِّمَاغ بِمَا يقوى لِئَلَّا يقبل مَا يصير إِلَيْهِ. قَالَ التشنج الْعَارِض من الصرع يشبه الإختلاج لإمتداد وينحل سَرِيعا وَيكون مَعَ ذهَاب الْعقل والحس وَذَلِكَ سرعَة حُدُوث الصرع وانحلاله أَنه لَيْسَ يكون من اليبس الْبَتَّةَ لَكِن من رطوبات ردية تنصب ثمَّ تسيل أَو تتباعد سَرِيعا والصرع السوداوي يؤول إِلَى اخْتِلَاط الْعقل فإمَّا البلغمي فبقدر عظم التشنج فِيهِ عظم الْعلَّة. وَقد قَالَ الطَّبَرِيّ أَن قلَّة الإضطراب دَلِيل على عظم الْعلَّة وَقَالَ هَذَانِ بِمِقْدَار عظم التشنج عظم الْعلَّة وَالْأول يدل على عظم الْعلَّة واستسلام الطبيعة فَأَما الثَّانِي فَيدل على شدَّة مجاهدة الطبيعة فَإِذا انحل بطيئاً مَعَ ذَلِك فَهِيَ قَوِيَّة قَالَ والصرع تشنج الدِّمَاغ ويقتصر على الْخَلْط المؤذي ليدفعه وَإِذا عرض تشنج شَدِيد وزبد كثير فَإِن فِي الدِّمَاغ برودة شَدِيدَة غَلِيظَة) يعسر حلهَا وَالْعلَّة صعبة. قَالَ وَإِذا كَانَ الصرع من سوء مزاج بِلَا مَادَّة فَلَا يسهل وَلَا يستفرغ لَكِن اسخن الرَّأْس بالدلك والأضمدة وَأَن سعط بِنصْف دانق فلونيا قد سحق وفتق فِي دهن الرازقي وَلبن جَارِيَة نفع جدا والسكبينج ألف وَجَمِيع مرار الطير والسعوطات الحارة ينفع مِنْهُ. الْكِنْدِيّ أكت مكت ينفع من الصرع إِذا علق فِي الْعُنُق. بولس قَالَ الصرع يكون من خلط بلغمي وَيكون فِي الندرة من السَّوْدَاء وَرُبمَا كَانَ فِي بطُون الدِّمَاغ وَرُبمَا كَانَ فِي جرم الدِّمَاغ نَفسه وَقد يكون باشتراك الْمعدة أَو بعض الْأَعْضَاء مثل الرجل وَالْيَد وَرُبمَا كَانَ عَن الرَّحِم وَرُبمَا كَانَ الْحَامِل مَا دَامَت حَامِلا فَإِذا وضعت بَرِئت ويعرض للصبيان أَكثر خَاصَّة فِي أَصْغَر الصغار مِنْهُم وَقد يكون بالمراهقين والشبان وَقل مَا يعرض للمشايخ والكهول ويتقدم هَذَا الدَّاء تغير فِي النَّفس أَو فِي الْبدن من النسْيَان أَو اضْطِرَاب الأخلاط أَو الصرع وَثقل الرَّأْس وَضعف حَرَكَة اللِّسَان فَإِذا كَانَت الْعلَّة بِسَبَب الْمعدة عرض فِيهَا الإختلاج فِي وَقت الصَّوْم والإبطاء عَن الْأكل وَعرض لَهُم لذع فِي الْمعدة ونخس وَوقت النّوبَة يسقطون ويصيحون ويزبدون والزبد خَاص لَهَا ولهؤلاء وَمِنْهُم من يخرج مِنْهُ الْبَوْل وَالْبرَاز بِلَا إِرَادَة وَإِذا اتَّصَلت نوائبه وتراكبت وتداركت قتلت سَرِيعا وَإِذا عرض للصبيان وَقت الْإِدْرَاك وَالنِّسَاء وَقت الطمث أَو بعد ذَلِك دَامَ بهم إِلَّا أَن يعالجوا علاجاً قَوِيا فَإِن عرض قبل ذَلِك فَإِنَّهُ يُرْجَى إقلاعه هَذَا الْوَقْت ويكشف الصرع ويظهره أَن يدخن بِالْخمرِ أَو بقرن الماعز فَإِن أكل كبد تَيْس أَو شم

رَائِحَته صرع فَإِذا كَانَ الدَّاء بالأطفال فَلَا تعالجهم بِشَيْء أَكثر من إصْلَاح لبنهم فَإِنَّهُم إِذا فطموه أَو أحسن غذاؤهم يبرؤن فَإِن التوت بعض أَعْضَاء المصروع فادلكه بالدهن وَالْمَاء والملينات وَشد الغمز وهيج عَلَيْهِ الْقَيْء وَقت النّوبَة بريشة قد لطخت بدهن السوسن ليخرج مِنْهُم البلغم السَّاتِر فِي ذَلِك الْوَقْت واشمهم الحلتيت وَالْخمر والقطران والزفت وَيمْسَح أَفْوَاههم وينظف فَأَما عِنْد الرَّاحَة فافصد أَولا ثمَّ ضمد الْأَطْرَاف بالأدوية المحمرة وضع المحاجم على تَحت الشرسيف وَيصب فِي فَمه حَال الصرع حلتيت وجندبادستر مَعَ خل وَعسل وَفِي وَقت الرَّاحَة إسهلهم وأحقنهم وَأَمْنَع جَمِيع الْأَشْرِبَة إِلَّا المَاء زَمَانا طَويلا فَإِذا فصدوا أرحهم أسبوعاً ثمَّ أسهلهم بالخربق الْأسود والسقمونيا والحنظل وقثاء الْحمار والأسطوخودوس وقيئهم بالأدوية ألف القوية ثمَّ أرحهم أَيَّامًا وادخلهم الْحمام واحجمهم بعد الثَّالِث تَحت الشراسيف وَفِيمَا بَين الْكَتِفَيْنِ ثمَّ أرحهم أَيَّامًا واسقهم أيارج) روفس ثمَّ احجمهم أَيْضا فِي الرَّأْس فِي النقرة والفاس ثمَّ احْلق رَأسه وضمده بالخل والخردل والسداب ثمَّ أرحه أَيَّامًا وعاود الإسهال وخاصة بشحم الحنظل ثمَّ يعطس بالجندبادستر وتغرغر بخل العنصل ويحقن أَيْضا بالحقن الحادة ويضمد بضماد الْخَرْدَل ويدار عَلَيْهِم التَّدْبِير مَرَّات من الإراحة فِيمَا بَين ذَلِك ويسقون كل يَوْم سكنجبين عنصلي ويدمنون بِأَكْل الْكبر والسمك المالح ويحذروا اللحوم والحبوب وَالشرَاب والباه وَالْحمام وَمن الْخَرْدَل والبصل والثوم وَجَمِيع مَا يسْرع إِلَى الرَّأْس وَمَا يملأه كالشراب الصّرْف الْقوي خَاصَّة ويستعملون الدَّلْك والرياضة لما تَحت الرَّأْس وَليكن ذَلِك وَالرَّأْس منتصب ويدلك الرَّأْس بعد ذَلِك وَأما الْعَارِض من قبل الْمعدة فاعن بهضمه وَليكن غذاؤه خَفِيفا واسقه فيقرا مَرَّات كل سِتَّة وَالتَّاسِع بالطبع لهَذِهِ الْعلَّة الْحَادِثَة وَإِن الفاوانيا والغاريقون والساساليوس وَثَمَرَة السعولوفيق وأصل الزراند المدحرج إِذا شرب مِنْهُ بِالْمَاءِ وحجامة السَّاق إِذا أدمنت وَإِذا يصعد من بعض الْأَعْضَاء فَيَنْبَغِي حِين يبْدَأ أَن يرْبط ذَلِك الْعُضْو فَوق الْموضع الَّذِي بَدَأَ ربطاً شَدِيدا فَإِنَّهُ يمْنَع النّوبَة فإمَّا فِي وَقت الرَّاحَة فأطل ذَلِك الْعُضْو بالأدوية المحمرة وَاجعَل فِيهَا ذراريح ليتنفط جَمِيع هَؤُلَاءِ المحامات الحارة للْمَاء وليحذروا دَائِما سوء الهضم والأغذية الغليظة وَتَأَخر الطَّعَام عَنْهُم وقتا طَويلا رَدِيء لَهُم وَغَلَبَة المرار على أبدانهم يجلب عَلَيْهِم النّوبَة وَشرب الْخمر وخاصة الصّرْف والأشياء الحريفة وَلَا يبطؤا فِي الْحمام وَلَا يسخن رؤوسهم فِي الشَّمْس فَإِن ذَلِك يجلب عَلَيْهِم النّوبَة. والكابوس يعرض للسكارى وَالَّذين يصيبهم فَسَاد الهضم فَإِذا عرض لَهُ يحس بِشَيْء ثقيل يَقع عَلَيْهِ وَلَا يقدر أَن يَصِيح وَرُبمَا صَاح فَلَا يَنْبَغِي أَن يتغافل عَنهُ فَإِنَّهُ إِذا تَوَاتر وتداوى إِلَى الصرح والفالج بل يُبَادر بالفصد والإسهال وَأفضل مَا يعالج بِهِ الخريق الْأسود يُؤْخَذ مِنْهُ نصف ويخلط بِنصْف دِرْهَم سقمونيا وَشَيْء من البذور الطبية ويعظم نفع أيارج

فَيقْرَأ وروفس لَهُم وليلطف تدبيرهم وينفع حب الفاوانيا فليسحق من حبه خَمْسَة عشر حَبَّة يسقون ويتناولونه تناولاً مُتَّصِلا. الْإِسْكَنْدَر فِي كناشه قَالَ لم أر شَيْئا أبلغ فِي الصرع من هَذَا الْحبّ سقمونيا أَرْبَعَة خربق نصف فربيون نصف مقل وَاحِد نطرون نصف صَبر وَاحِد شَحم الحنظل أَرْبَعَة الشربة ثَمَانِيَة عشر قيراطا للصَّبِيّ ومثقالاً للبالغ. قَالَ وَأما أَنا فإنى بعد أَن سقيته هَذَا الْحبّ وَنَحْوه مِمَّا يخرج البلغم والسوداء بِقُوَّة اجْعَل ذَلِك) الْعُضْو عرقاً إبدأ دلكه وضع عَلَيْهِ الشيطرج فَإِنَّهُ يُبرئهُ الْبَتَّةَ وَهَذَا دَوَاء خَفِيف وعظيم النَّفْع يُؤْخَذ عاقرقرحا فينعم سحقه جدا ويسقى ملعقة بِمثلِهِ عسل وَيشْرب مِنْهُ أحد عشر حَبَّة شربة وَليكن بَين كل شربتين أَيَّام فَإِنَّهُ مجرب وَلَا يحقرن ذَلِك وَيظْهر للصرع أَن يبخر تَحت أَنفه قرن مَاعِز وَيجْعَل فِي أَنفه مِنْهُ فَإِنَّهُ يصرع مَكَانَهُ وَيُقَال الْعُرُوق الَّتِي تَحت ألسنتهم تكون خضراء. قَالَ وَإِذا صرع الْإِنْسَان فَلْيحْفَظ جوارحه كلهَا على استوائها ويكمد رَأسه بأسخن مَا يُمكن من الكماد فَإِنَّهُ يفتق وشم السداب الْبري يفِيق المصروع ويبرئه فِي حَال الرَّاحَة إِذا أضمن شمه وَقد جربته وَجُمْلَة تَدْبِير المصروع أَلا يفْسد الهضم بل يَعْنِي بجودته ويدع الشَّرَاب وخاصة الصّرْف وَالْقَوِي مِنْهُ وَاللَّبن والجبن وَكلما كَانَ من اللَّبن وَجَمِيع الأرايح المنتنة والطيبة جدا وَلَا يقعدوا فِي مَكَان فِيهِ ريح وَلَا يشرفوا من مَوضِع عَال وَلَا يديموا تَدْبِير رَأسه حَتَّى يبرأ وَلَا يجلس فِي الشَّمْس وَلَا يقرب نَارا وَلَا يُطِيل فِي الْحمام وَلَا يصب على رَأسه مَا يسخن وَلَا يقرب الْحمام إِلَّا وَقد تمّ هضمه وَلَا يَأْكُل الحلوة وَلَا يشرب أشربة حلوة الَّتِي تولد بلغماً فَإِن المتعاهد لهَذَا التَّدْبِير لَا يحْتَاج إِلَى علاج. شَمْعُون قَالَ إِذا كَانَ مَعَ الصرع ارتعاش واضطراب فَإِنَّهُ بلغم لِأَنَّهُ لَا يُمكن فِي البلغم أَن يمْنَع مجاري الرّوح فِي العصب وَإِمَّا من صرع فاستسقطت أعضاؤه كلهَا فَإِنَّهُ من السَّوْدَاء وَهُوَ شَرّ من الأول لِأَنَّهُ يخَاف مِنْهُ أَن يسد جَمِيع مسال الرّوح فَيقْتل العليل سَرِيعا وَلَا شَيْء أبلغ من الإستفراغ بالفصد والإسهال والغرور والعطوس من أَن يشرب كل يَوْم مِقْدَار نيقة من الثبادريطوس وَمثل ذَلِك بِاللَّيْلِ ويديم ذَلِك فَإِنَّهُ برأَ عَلَيْهِ خلق كثير وعلاج الصرع البلغمي أَن أحلق رَأسه وضمده بالخردل والتفسيا واسهله بشحم الحنظل وافصده من ساعده ثمَّ مرفقه ثمَّ مره بالعطاس والزمه الثبادريطوس فِي كل يَوْم غدْوَة وَعَشِيَّة قَلِيلا قَلِيلا. وينفع الكابوس أَن يسْقِي الفاوانيا بِالْمَاءِ. الإختصارات قَالَ أم الصّبيان هُوَ تشنج من يبس قَالَ وَفِي الصرع ألف يجب أَن يجْتَنب الْحمام ويعالج بالقيء. ابْن ماسويه للصرع يُؤْخَذ جندباستر وكندس فينفخ فِي أنف المصروع فَإِنَّهُ إفاقة جَيِّدَة.

من اختصارات حنين يُؤْخَذ الأفتيمون فَيدق ويعجن مَعَ دَقِيق شعير وخل خمر وَيعْمل مِنْهُ نفاخات ويدمن شمها فِي كل حِين فَإِن فِيهِ نفعا عَظِيما وينفع أكل لحم الماعز وإدمانه من بَين سَائِر اللحوم فَإِنَّهُ يُخَفف الْعلَّة أَو يُؤْخَذ مخ سَاق الْجمل فيذاب مَعَ دهن ورد ويمرخ بِهِ الأصداغ وفقار) الرَّقَبَة والصدر وَالظّهْر والمعدة فَإِن فِيهِ نفعا عَظِيما وَهُوَ مجرب ويسقى الْمَرِيض غدْوَة وَعَشِيَّة من زبد الْبَحْر ويسقى من الجعدة فَإِنَّهَا تفعل بخاصية فعلا عجيباً أَو يُؤْخَذ جلد من جبهة حمَار وَيعْمل مِنْهُ سيراً ويلبس سنة تَامَّة على الْجَبْهَة ويبدل كل سنة فَإِنَّهُ مجرب نَافِع من النّوبَة وَيطْعم العليل لحم حمَار أَهلِي كل شهر مرّة فِي أَوله ويسقى من الأقحوان الْأَبْيَض فَإِن فِيهِ خاصية عَجِيبَة سريقة. أريباسوس قَالَ فِي حَال النّوبَة قوم أعضائهم المتشنجة وأمرخها إِمَّا بالدهن وَأدْخل ريشة من حُلُوقهمْ وقيئهم وعطسهم فَإِن لم يفيقوا بِهَذِهِ فَإِن الْعلَّة صعبة رَدِيئَة وَفِي وَقت الرَّاحَة افصدهم فَإِن لم يكن فصدهم فضع ضماد الْخَرْدَل على أَطْرَافهم وعَلى الْأَعْضَاء الَّتِي يصعد مِنْهَا. وَإِذا عسرت الْإِفَاقَة فاسعطه بجند بادستر وخل وحلتيت وَفِي وَقت النّوبَة أحقنه بقنطوريون وحنظل واسهله كل أُسْبُوع مرّة بشحم الحنظل والخربق ويعظم نفع حجامة السَّاق إِذا أدمنت وَتَعْلِيق الفاوانيا وَمِمَّا يعظم نَفعه الغاريقون والساساليوس والزراوند المدحرج وَحب الفاوانيا إِذا شرب بِالْمَاءِ. الساهرن قَالَ إجود مَا يكون الفاوانيا الَّذِي يشم ويعلق إِذا كَانَ رطبا بعد وينفع من الصرع الغاريقون والساساليوس والحسى والزراوند المدحرج فَأَما الْكِبَار فعالجهم بالقيء والإسهال والأدوية المبدلة للمزاج ويتخذ للصبيان نفاخة من هَذِه يدمنوا شمها ويعلق مِنْهَا مخنقة عَظِيمَة فِي رقابهم ويبخروا بهَا أَيْضا. روفس قَالَ إِذا عرض الكابوس فبادر بالقيء والإسهال وتلطيف التَّدْبِير ونفض الرَّأْس بالعطوس والغرور ثمَّ أطله بالجندبادستر وَنَحْوه لِئَلَّا يصير إِلَى الصرع قَالَ وَذَلِكَ فِي كِتَابه إِلَى الْعَامَّة. وَفِي كِتَابه فِي الماليخوليا قَالَ ظُهُور البرص فِي أَصْحَاب الصرع دَلِيل عَظِيم على البرؤ وَإِذا ظهر خَاصَّة فِي الرَّأْس وَالْحلق والرقبة. تياذوق شمع ثَمَانِيَة تفسيا ألف مثقالان جندبادستر ثَلَاثَة فربيون مِثْقَال زَيْت مَا يَكْفِي أذبه واسحقه حَتَّى يصير مرهما أطله على الْعُضْو الَّذِي يصعد مِنْهُ الصرع وعَلى الرَّأْس إِذا كَانَت الآفة مِنْهُ. سرابيون إِذا كَانَ الصرع بالإنفراد الدِّمَاغ نَفسه كَانَ مَعَه ثقل فِي الرَّأْس ودوار وظلمة لِلْبَصَرِ) وعسر حَرَكَة اللِّسَان وَالْعين وصفرة الْوَجْه وَالْعين وحركة اضْطِرَاب فِي اللِّسَان

وَإِن كَانَ باشتراك الْمعدة كَانَ مَعَه اخْتِلَاج الْمعدة ولذع فِيهَا وغنى وَرُبمَا وخاصة عِنْد الْجُوع وَرُبمَا صَاح المصروع صَيْحَة عَظِيمَة قبل أَن يصرع وَرُبمَا أمنُوا وَالَّذِي باشتراك عُضْو مَا فَإِنَّهُ يحس بِهِ يصعد من ذل الْعُضْو فَإِن كَانَ المصروع رضيعاً فَلَا تعالجه لِأَن الزَّمَان يصلحه وأعن بإصلاح اللَّبن وَسُرْعَة الْفِطَام واسعطه بالثليثا بِمَاء الشابانك أَو المرزنجوش قبل نوبَة الْعلَّة فَهَذَا تَدْبيره مَا دَامَ طفْلا وَأما الْمدْرك فلطف تَدْبيره ورضه وَاجعَل فِي خبزه كزبرة فَإِنَّهُ يمْنَع صعُود البخار إِلَى الرَّأْس وَالنَّوْم وحذره الْخَرْدَل فَإِنَّهُ يكثر صعُود صعُود البخار إِلَى الرَّأْس والثوم والبصل والباقلي والكرنب وليتركوا جَمِيع الْفَوَاكِه الرّطبَة وَالتَّمْر والجوز والأغذية الغليظة ويدعوا الْحمام الْبَتَّةَ وَلَا شَيْء خير لَهُ من أَن ينْتَقل إِلَى بلد حَار ثمَّ إِلَى أحر مِنْهُ حَتَّى يصير مَأْوَاه بَلَدا حارا قَلِيل الْغذَاء يَابسا قَلِيل المَاء كالمدينة والبادية وَمَكَّة وَإِلَّا فليتدرج فِي الْأَدْوِيَة الحارة شَيْئا بعد شَيْء وَيتْرك مَتى اسخنه حَتَّى يُبدل مزاجه يسْتَمر عَلَيْهِ فَلَا يضرّهُ وَلَا يشرب الشَّرَاب إِلَّا أقل ذَلِك وَلَا يشْربُوا صرفا فَإِنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس ويشربوا السكنجين العنصلي أَو شراب الأفسنتين. وَفِي وَقت الدّور افْتَحْ فَاه والقمة وقيئه بريشة قد غمست فِي دهن سوسن وَإِن لم يسهل عَلَيْهِم الْقَيْء فعودهم فِي الصحو وليدمنوا فِي وَقت الرَّاحَة وَإِن وجدت الْوَجْه أَحْمَر ممتليا فافصده من رجله أَو احجم ساقة ثمَّ ابدأ بالإسهال للخلط البلغمي أَو السوداوي وَأَيّمَا قدرت أَنه الْفَاعِل دواما ذَلِك مَرَّات كَثِيرَة وَليكن ذَلِك بطبيخ الأفتيمون والغاريقون والاسطوخودوس والبسفايج والتربد والشاهترج والهليلج فَإِن هَذِه تسهل السَّوْدَاء وَلَا تسخن وَإِن كَانَ الْخَلْط بلغميا فبالتبريد وشحم الحنظل والغاريقون والاسطوخودوس وقثاء الْحمار وبأيارج روفس فَإِنَّهُ قد برِئ على الإسهال بِهِ وَحده خلق كثير حَيْثُ أدمنوه وَبعد جودة الاستفراغ. غرغر وعطس وَاسْتعْمل للخرز من نوية الْعلَّة الْقَيْء بعد الطَّعَام من الْأَشْيَاء الْمُقطعَة وأدمنه لِأَنَّهُ إِذا أدمن منع اجْتِمَاع الفضول وَإِن كَانَ ذَلِك يهيج بِهِ إِذا جَاع فبادر كل يَوْم فغذه ألف بِخبْز قد انقع فِي مَاء الرُّمَّان وشراب يسير ممزوج بِمَاء كثيرا أَو رب السفرجل والتفاح وَأرى أَن الشَّرَاب لَا يضر من كَانَ سَببه سوداويا. قَالَ وَإِن كَانَ ذَلِك لاشتراك بعض الْأَعْضَاء فاطل الْعُضْو بضماد الْخَرْدَل والشيطرج والتفسيا والجندبادستر واحرص أَن تستفرغ مِنْهُ وتنقيه من السَّوْدَاء والبلغم وانحر مِنْهُ عرقا كثيرا) واشرطه وادلكه ورضه واربط فَوْقه واصلح حَال الْبدن وَاسْتعْمل كل يَوْم هَذِه الْأَدْوِيَة. دَوَاء فائق سيساليسوس حب الْغَار ثَلَاثَة ثَلَاثَة زراوند مدحرج أسارون فاوانيا اثْنَان جندبادستر وَاحِد أَقْرَاص ألأطفال وَاحِد يلت الْجَمِيع بخل خمر فائق ويعجن بالعسل المنزوع الرغوة وَيُؤْخَذ مِنْهُ قدر الجوزة بِمَاء الْعَسَل أَو بالسكنجبين العنصلي. وَأما من الْخَفِيفَة السهلة فالعاقرفرحا يسحق ويعجن بالعسل المنزوع الرغوة وَيُؤْخَذ مِنْهُ قدر

وَأما أيارج روفس فقد برأَ خلقا كثيرا مِمَّن أيس الْأَطِبَّاء مِنْهُم من تقدمة الْإِنْذَار لبقراط قَالَ إِذا كَانَ المصروع من الراس فَإِنَّهُ صَعب الْبُرْء وَإِذا كَانَ عَن بعض الْأَعْضَاء فاليد وَالرجل فَإِنَّهُ هَين الْبُرْء. جورجوس قَالَ الدَّاء الَّذِي يُسمى أم الصّبيان إِنَّمَا هُوَ تشنج يعرض مَعَ حمى حادة محرقة يابسة قشفة وَيكون الْبَوْل مَعَ ذَلِك أَبيض وَالصغَار يصلونَ مِنْهُ أَكثر لرطوبة عصبهم وَمن جَاوز سبع سِنِين ثمَّ حدث عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْء قوي لم يغلب مِنْهُ فَعَلَيْك بالآبزن وحلب اللَّبن على الرَّأْس والسعوط بدهن الْورْد والقرع والبنفسج وَلبن جَارِيَة وَلَا تفارق الهامة الدّهن وَاللَّبن ويضمد خرز الصلب كُله والعنق بالخطمى ودهن بنفسج مفتر ودقيق بزر الْكَتَّان يفتر وَيُوضَع عَلَيْهِ وَمَتى برد مرخ بدهن بنفسج مفتر واسخن الضماد وأعده عَلَيْهِ ويسقى أَو تسقى المرضعه مَا تسقى فِي هَذِه الْأَمْرَاض الحادة وَليكن فِي الْموضع الَّذِي هُوَ فِيهِ سرداب أَو مَا يعدله فِي الْبرد والرطوبة. من كتاب بقراط فِي الْمَرَض الإلهي قَالَ يكون هَذَا الْمَرَض من رُطُوبَة ابتل الدِّمَاغ وَيعلم ذَلِك من الْمعز الَّذِي يُصِيبهَا هَذَا الدَّاء فَإِنَّهُ يكثر ذَلِك فِيهَا وَيكون مَا أَصَابَهَا هَذَا الدَّاء إِذا كشف دماغها وجد مبلولا بالرطوبة. أبيذيميا الثَّامِنَة من السَّادِسَة قَالَ إِذا كَانَ مَعَ الصرع حمى فَإِنَّهُ من خلط مراري وَقد يكون ذَلِك فِي الندرة إِذا رَأَيْت الْبدن مِمَّا لَهُ أَن يتَوَلَّد فِيهِ الْخَلْط الْأسود ألف وَكَانَ نحيفا يَابِس المنخر وَالْعين قَلِيل سيلان الفضول عَظِيم الْعُرُوق ممتليا وَكَانَ تَدْبيره مِمَّا يُولد الْخَلْط الْأسود وتضره الْحَرَارَة فافصده ثمَّ أسهله إسهالاً متواترا ثمَّ اجْعَل تَدْبيره كُله مرطبا وَإِيَّاك والموصوفة للصرع وَكلما تلطف لَكِن الْقَصْد عَلَيْك بالتبديل والترطيب ليقل تولد هَذَا الْخَلْط فِي الْبدن. ابْن ماسويه فِي الكناش قَالَ من سقط بَغْتَة بصيحة شَدِيدَة وارتعاش وبال وانجى وَخرج مِنْهُ) زبد كثير والتوت أعضاؤه جدا فعلته قَوِيَّة جدا وَهِي قاتلة وَمن حدث بِهِ الصرع وَلم يكن يعرق فِيمَا مضى فأبداء بالقيء ثمَّ الأسهال ثمَّ بالغراغر ثمَّ أفصد قيفاله وتدمن شم الحليت وتوضع المحاجم على شراسيفه تدمن الفيقرا فَإِن هَذَا مَانع إِن يستحكم وَنَافِع إِن لم يستحكم فَإِن استحكم فصليك بِمَا يسخنه ويجفف وينفع مِنْهُ إدمان الْحجامَة على السَّاق وَمن عرض لَهُ عَن الْمعدة فاطعمه فِي السَّاعَة الثَّالِثَة خبز السميذ بشراب عفص وأدمن سقيه بأيارج فيقرا. وَأما الكابوس فَإِنَّهُ مُقَدّمَة للصرع وَيكون من كَثْرَة خلط فِي الْبدن يرْتَفع بخار كثير إِلَى الرَّأْس وَرُبمَا كَانَ من دم كثير وعلاجه الفصد وتلطيف التَّدْبِير. الغاريقون ينفع من الصرع الزراوند المدحرج نَافِع فِي الصرع الفاوانيا نَافِع إِذا علق على من بِهِ صرع وَقد جربته باستقصاء فَوَجَدته بليغ النَّفْع وَإِذا علق الحَدِيث مِنْهُ وَشَيْء عَظِيم مِنْهُ الساساليوس لِأَنَّهُ قد يجمع الأسخان ولطافة كَثِيرَة ينفع من الصرع.

بنداديقون أَنْفَع الْأَدْوِيَة كلهَا للصرع القردمانا الساطع الرايحة الحريف إِذا شرب مِمَّا نفع من الصرع حب البلسان جيد للصرع الزفت الْيَابِس إِذا بخر بِهِ صدع من بِهِ صرع وَيظْهر مَا بِهِ التِّين جيد للصرع الْخَرْدَل إِذا سحق وَنفخ فِي أنف المصروع وَمن بِهِ اختناق الرَّحِم أَفَاق الغاريقون إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَو ثولوسات نفع من الصرع. الحلتيت الطّيب إِذا شرب بالاسكنجبين نفع من الصرع السكنجبين يسقى للصرع. ابْن ماسويه بزر الباذروج ينفع من الصرع بزر الرازيانج نَافِع لصَاحب الصرع. بزر الكرفس يضر لصَاحب الصرع. لثاليوس فِي كتاب الْحِجَارَة المرقشيثا إِن علق على الصَّبِي لم يتفزع فِي النّوم. ماسرجويه قَالَ الساساليوس إِذا شرب أَو سعط بِهِ ابرأ من الصرع. الخوز قَالَ ألف السكبينج ينفع من الصرع إِذا سعط بِهِ. الْيَهُودِيّ إِن دخن الْأنف بالفاوانيا ابرأ من الصرع وَإِن أطْعم حَبَّة مَعَ الجلنجبن أَيَّامًا نفع جدا. ابْن البطريق الرتة إِذا سعط بقشرها الْأَعْلَى كَانَ جيد للصرع جدا. لي معجون عَجِيب يسْتَعْمل للصرع زراوند مدحرج وسقند ليون واسطوخودوس بِالسَّوِيَّةِ غاريقون ثلث الْجَمِيع يعجن بِعَسَل وَيشْرب. حنين فِي كتاب الترياق قَالَ النافعة من الصرع الغاريقون والفنجنشكت والساساليوس) والجنطايانا وَحب البلسان والقردمانا والقنة والسكبينج. الثَّالِثَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ الصرع يكون إِذا انسدت بطُون الدِّمَاغ لَا فِي الْغَايَة لِأَنَّهَا إِذا انسدت بتة كَانَت السكتة لَا الصرع. قَالَ أَجنَاس الصرع الْعِظَام جِنْسَانِ أَحدهمَا يكون من خلط مراري حاد وَمَعَهُ حمى وَيكون من صفراء غَلِيظَة أَو دم وَالْآخر من أخلاط بَارِدَة وَلَا حمى مَعهَا وَيكون من البلغم وَمن السَّوْدَاء وينفع مِنْهُ جدا أَن يكثر شم السداب الطري ويعلق فِي رقبته مِنْهُ. قَالَ جالينوس فِي الزّبد قولا لَعَلَّه توهم أَنه صَالح فِي الصرع وَيَنْبَغِي أَن لَا يفهم عَنهُ على هَذَا الْوَجْه لِأَن الزّبد يدل على شدَّة معاركة الطبيعة والاستكراه إِنَّمَا يكون فِي وَقت النّوبَة لِأَن الاستكراه قد بلغ غَايَته الَّتِي لَا شَيْء وَرَاءَهَا فَلذَلِك يتبعهُ أما الْإِفَاقَة أَو الْمَوْت وَفِي الْأَكْثَر يتبعهُ الْإِفَاقَة لَعَلَّه أَن يجوز فإمَّا الزّبد فَكلما كَانَ أَكثر فَإِن الْعلَّة أصعب وإردء كثيرا مِمَّا يقل فِيهِ الزّبد وَأما مَا لم يكن فِيهِ زبد الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ خَفِيف. الطَّبَرِيّ قَالَ ينفع من الصرع نطل الرَّأْس بطبيخ المرزنجوش والفوتنج والتضميد

بالخردل والسعوط بالكندس والنقلة إِلَى بلد يَابِس والإسهال بايارج شَحم الحنظل مَتى وجدت أنسانا يصرع إِذا هُوَ أَبْطَأَ عَن الطَّعَام وَلَا يُصِيبهُ ذَلِك وقدا كل بتة فَأعْلم أَن علته عَن فَم الْمعدة فبادر بإطعامه كل يَوْم مَا يُقَوي فَم الْمعدة واستفرغه بايارج المر. لي سعوط بليغ للصرع قد برأَ عَلَيْهِ جمَاعَة يسعط العليل بالكندس والخربق الْأَبْيَض والعرطنثيا وشحم الحنظل فَإِذا سكن المغص سعط بعد ثَلَاث سَاعَات بِهَذَا العسوط ونام عَلَيْهِ فاوانيا وقرد مانا وقشر الرئة ألف وسيساليوس طرية واسطوخودوس أَجزَاء سَوَاء سكبينج نصف جُزْء وَيحل السكبينج يشيف بِهِ الْأَدْوِيَة وَقد يركب مثل الْكحل ويسعط بِهِ وينفخ مِنْهُ بِمَاء السداب فَإِنَّهُ بَالغ لي مُفْردَة للصرع عَاقِر قرحا اسطوخودوس سكبينج حلتيت أشق حب البلسان بزر البادروج دماغ الْجمل دم السلحفاة الْبَريَّة الْأَصَابِع الصفر عِظَام الرَّأْس محرق جَوف ابْن عرس أنفحة الأرنب غاريقون رماد حوافر الْحمار مرَارَة الدب عضل ايرساكاكنج زراوند سيساليون فاشراوج زبد الْبَحْر جندبادستر سداب. بالغورس الْأَصَابِع الصفر خاصتها النَّفْع من الصرع. بولس قَالَ أظفار الطّيب إِذا بخر بهَا نَفَعت المصروع قَالَ جالينوس أعرف أنسانا كَانَ يسْقِي المصروعين عِظَام النَّاس محرقة وَقد ابرأ) قَالَ دم ابْن عرس ينفع من الصرع وَقَالَ جالينوس يَقُول قوم أَنه أَن جفف ابْن عرس وسحق وَشرب نفع من الصرع لِأَن فِيهِ قُوَّة محللة قَوِيَّة قَالَ وجوف ابْن عرس إِذا حشي بكزبرة وجفف نفع من الصرع. بولس قَالَ جالينوس أَن جَمِيع ابْن عرس وَقيل دماغ ابْن عرس إِذا شرب بالخل ابرأ الصرع. ابْن مَا سويه لحم ابْن عرس نَافِع للصرع قَالَ جالينوس قد ذكر فِي الْكتب أَن انفحة الأرنب إِذا شربت بالخل تَنْفَع من الصرع قَالَ الاسطوخودوس يسْقِي المصروع مَعَ عَاقِر قرحا والسكبينج وَيُعْطِي خل فِيهِ اسطوخودوس ينفع جدا وينفع من الصرع الأشق إِذا خلط بالعسل ولعق نفع من الصرع دهن البنفسج نَافِع للصرع وَأم الصّبيان. جالينوس أَن دماغ الْجمل إِذا شرب بالخل ابرأ من الصرع دم السلحفاة الْبَريَّة نَافِع من الصرع مَاء الْجُبْن يسهل بِهِ من أَصْحَاب الصرع من لَا يحْتَمل حِدة الْأَدْوِيَة المسهلة. بولس نَبَات يُسمى الزهرة نَافِع من الصرع. حجر الْقَمَر قَالَ جالينوس قد وثقوا مِنْهُ أَنه يشفي الصرع وَقَالَ أَنه يحل ويسقى المصروع فنيفع مِنْهُ. روفس قَالَ المَاء خير لأَصْحَاب الصرع من الشَّرَاب قَالَ وَالْمَاء الفاتر نَافِع من الصرع شرب أَو

قَالَ مرَارَة الدب نافعة للصرع. جالينوس الايرسا جيد من الصرع. ابْن مَا سويه السكنجبين نَافِع من الصرع جيد جدا أصل الفاشرا إِذا شرب مِنْهُ كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ نفع من الصرع جدا ألف وَقَالَ القفر إِذا بخر بِهِ أظهر الصرع القنة إِذا بخر بهَا نفع من الصرع. التِّين الْيَابِس نَافِع للمصروع والخردل إِذا أنعم سحقه وشم انتبه المصروع. ابْن مَا سويه الْخَرْدَل أَن أكل مَعَ السلق نفع من الصرع قَالَ بزر الخشخاش الْبري أَن أَخذ مِنْهُ أنكسو ثافن قيأ ويوافق المصروعين هَذَا الْقَيْء خَاصَّة قَالَ والحصى الْمَوْجُود فِي حواصل الخطاطيف يُبرئ الصرع برأَ تَاما قَالَ والإسهال بالخربق الْأسود ينفع جدا. روفس قَالَ أَن أنعم سحق الفاواينا بخل وعجن بدهن ورد وَمسح بِهِ جَسَد الصّبيان الَّذين بهم ابليميا نفعهم وليلزم المصروعين الأغذية الَّتِي تسهل الْبَطن وينحف الْجَسَد ويباعد مِمَّا يمْلَأ ويسمن.) قَالَ ديوجانس بِهَذَا لَا سم ليدل على أَن تهيجه من الدَّم قَالَ وَقَالَ ارسطاطاليس أَن أَصْحَاب هَذَا الدَّاء يتفزعون فِي النّوم جدا وَيَقَع عَلَيْهِم الكابوس وَهُوَ ابْتِدَاء هَذَا الْقسم فَإِذا تمكن الكابوس صَار صرعاً وَإِذا تتَابع الصرع على الْإِنْسَان قَتله سَرِيعا وَأَن أَصَابَهُ فِي مُدَّة طَوِيلَة أَبْطَأَ قَتله وَإِن ظهر بالمصروعين بعض الورم ذهب بِهِ وأذهبه وَجل مَا يعرض فِي الصّبيان إِلَى أَن يراهقوا وقلما يعرض للشبان والمشايخ ويعرض للنِّسَاء وخاصة للواتي لَا يطمثن ويهيج فِي الشتَاء وَالربيع ويثيره الشمَال لحقنه للرطوبات والجنوب لترقيقه الأخلاط والسكون والدعة يزيدان فِيهِ وَكَذَلِكَ الزِّيَادَة فِي الْغذَاء وَالْخَوْف والوجبة والصيحة بَغْتَة والرايحة القوية يهجه وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن الزفت إِذا دخن بِهِ صرعهم وَكَذَلِكَ الْفقر والميعة ويهجه الْأَشْرَاف من الْمَوَاضِع الْعَالِيَة والدواليب وَنَحْوهَا. مَجْهُول قَالَ الصرع يعرض للصبيان لرطوبتهم فَيَنْبَغِي أَن يلطف لبنهم بالبزور الملطفة والأغذية اللطيفة وَيمْنَع الْمُرضعَة وَالصَّبِيّ الْحمام بعد الْغذَاء وَيسْتَعْمل دلك الْأَطْرَاف ويجتنب جَمِيع أَجنَاس الكرفس فَإِنَّهُ ردى وَالشرَاب الحوصى وَجَمِيع مَا يمْلَأ الرَّأْس ويقل الدسم فِي الطَّعَام وَيَأْكُل من الْحَيَوَان الْخَفِيف الْكثير الْحَرَكَة الْقَلِيل الرُّطُوبَة ويجتنب العدس والباقلي والثوم والبصل وَاللَّبن وكل غذَاء يهيجه وينفع مِنْهُ الفستق وَالزَّبِيب الحلو ألف وَلَا يقرب الحموضات فَإِنَّهَا رَدِيئَة جدا والسكنجبين جيد لِأَنَّهُ يلطف ويدر الْبَوْل والشبت جيد إِذا وَقع فِي طبيخهم والافتيمون والغاريقون وشحم الحنظل والاسطوخودوس والبسفايج والخربق الْأسود يتَّخذ حبوبهم مِنْهَا والوج نَافِع بخاصيته فِيهِ وشراب الافسنتين وطبيخ

الزوفا لِأَنَّهُ يدر الْبَوْل وَالْبرَاز وليتفرغوا بالفة تنج والزوفا والصعتر ومطبوخة فِي سكنجيين فَإِنَّهُ ينفع جدا لِأَنَّهُ ينزل بلغماً كثيرا ويعتمد فيهم على مَا يسهل السَّوْدَاء والبلغم ويلقي الفاوانيا غدْوَة فِي الأغذية والمسهلة ويبخرون بِهِ تَحت قمع فِي آنافهم ويجتذبوا دخانه ويأكلوا الشفانين والحجل والعصافير الجبلية وَنَحْوهَا من المجففة ويسهلوا بشحم الحنظل والفربيون وبالخربق وبالبسفايج والتربد والغاريقون وَالْحجر الأرمني. من كتاب ابقراط فِي الصرع قَالَ إِذا عرض للصَّبِيّ فِي رَأسه أَو أُذُنَيْهِ وخده قُرُوح وَكثر لعابه ومحاطه كَانَ أبعد من الصرع لِأَن دماغه ينقي من الرطوبات وَمن الْأَطْفَال من ينقي دماغه فِي الرَّحِم وَمن لم ينق دماغه لَا دَاخِلا وَلَا خَارِجا أَصَابَهُ الصرع وَهَذَا الْمَرَض يكون من البلغم فَقَط وَلَا يكون من الْمرة اليتة وَأكْثر من يُصِيبهُ هَذَا الدَّاء يَمُوت أَن كَانَ هَذَا الدَّاء قَوِيا لِأَن) عروقهم ضيقَة لَا تحْتَمل برد البلغم الثخين الْكثير وَمَتى شب الصَّبِي فَقَوِيت حرارته ضعفت علته وَمن مُضِيّ عَلَيْهِ سنة لم يصبهُ هَذَا الدَّاء إِلَّا أَن يكون ذَلِك من صباه. قَالَ وَقد يَأْخُذ هَذَا الدَّاء الضَّأْن والمعز فَإِن شققت دماغه وجدته مملوءا ماءاً منتن الرّيح فَذَلِك مِمَّا يدل على أَن الدَّاء من الرُّطُوبَة ويعرض بعقب انْتِقَال الأرياح وَالشمَال تضغط الدِّمَاغ وتسيل رطوباته والجنوب ترطبه وتملأه. اركيغانس فِي الْأَمْرَاض المزمنة يَنْبَغِي أَن يعود الْقَيْء قَلِيلا ثمَّ يقيأ بالخربق على مَا فِي بَاب الْقَيْء فَإِنَّهُ رُبمَا ابرأه فِي مرّة أَو مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاث ويقيأ الصَّغِير بطبيخ الخربق مَعَ السكنجبين وفصد الْعرق النابض الَّذِي خلف الْأذن أقوي فِي هَذَا الدَّاء من شراب الخربق على خلاله من فعل الخربق وخاصة إِذا كَانَ شَابًّا. من أقوي علاجه الْأَدْوِيَة المحمرة على الرَّأْس بعد حلقه يتْرك عَلَيْهِ يَوْمًا ثمَّ يغسل عَنهُ ويعالج بالمرهم يُعَاد مَرَّات وَاسْتِعْمَال الْقَيْء ألف وَإِن كَانَ بِغَيْر خربق إِذا أَدِيم يصلح لهّ ليّ وعروق الأصداغ علاج جيد لَهُ. اشليمن يَنْبَغِي أَن يسعط أَصْحَاب الصرع بالترياق. سولاوس الشَّرَاب ردى لِأَنَّهُ يرطب الدِّمَاغ. فيلغريوس فِي كِتَابه الثَّلَاث مقالات قَالَ يشفي من الصرع ايارج أرجيجانس وَلَو غاذيا فَإِنَّهُمَا ينقيان الرَّأْس وَيلْزمهُ الْمَشْي الْكثير حَتَّى ينقي الرَّأْس وينقلع السقم قَالَ وَاسْتعْمل الحقنة كثيرا أَو غزر بَوْلهمْ انتفعوا جدا وَلَا يشرب المَاء صرفا سنة تَامَّة وَيتْرك الْجِمَاع وَالْحمام الْحَار ويلطف التَّدْبِير ويقيأ ويسقى الخربق. الْأَدْوِيَة المسهلة قَالَ أبرأت من الصرع كم من مرّة بالإسهال فَقَط ابْن مَا سويه قَالَ عَلامَة الَّذِي تخص الرَّأْس كدر الْحَواس وغشاوة الْعين وتفزغ وَجبن شَدِيد وَالَّذِي من الْمعدة الخفقان واللذع فِيهِ وَالَّذِي يصعد من عُضْو يحس بِهِ وَهَذَا النَّوْع أَكثر مَا يعرض

للصبيان فَإِذا كَانَ سوداويا فافصده الصَّافِن ثمَّ القيفال وأسهل بالافتيمون والزمه الأغذية المرطبة فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات وَالْمَاء الفاتر يرطب بدنه وَمن حدث بِهِ ذَلِك من معدته فأسهله بِالصبرِ مَرَّات وقيئه وضع المحاجم أَسْفَل أضلاعه وأعن بصلاح معدته وَإِذا كَانَ عَن الدِّمَاغ فأعن بالرياضة وأدمن سقِِي أيارج روفس وَالَّذِي من عُضْو مَا فالشد والدلك بالمحمرة وتحذير التخم ويدمن الْحمام.) روفس فِي كِتَابه فِي عقار فاواينا ينفع إِذا نخل بالحريرة وعجن بالميعه السائلة وتهزيل الْبدن نَافِع منهّ ليّ قد يكون ضرب من الصرع عَن الْحَيَّات فِي الْبَطن وعلامته لذع شَدِيد فِي الْبَطن قبل ذَلِك وسيلان لعاب كثير وَسُقُوط الديدان. مَجْهُول قَالَ الْمُسَمّى أم الصّبيان تشنج من يبس لَا يتَخَلَّص مِنْهُ إِلَّا الصّبيان وَيكثر صَاحبه الْبكاء وَيكون مَعَه حمى حادة وقحل الْجلد وَسَوَاد اللِّسَان فليحلب على الرَّأْس ويسعط وَيجْعَل فِي الآبزن لبن وَمَاء ويمرخ الفقار جدا بالدهن والألعبة الجيدة.

الباب الثامن

(الْبَاب الثَّامِن) (التشنج والتمدد والكزاز) الثَّانِيَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ من عرض لَهُ التشنج من الوجع الشَّديد المبرح من قبل اليبس فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى الترطيب إِلَّا أَنه مرض يكَاد لَا يبرؤ أصلا مَتى كَانَ حُدُوثه بِسَبَب حمى وَأكْثر مَا يتبع الْحمى الَّتِي مَعهَا ورم الدِّمَاغ وَلم أر أحدا أَصَابَهُ ألف تشنج من هَذَا السَّبَب فخلص وَذَلِكَ أَن التشنج أَكثر مَا يكون من قبل امتلاء الْأَعْضَاء العصبية بِمَنْزِلَة مَا يعرض لمن يحدث بِهِ ورم شَدِيد أَو من قبل خلط حاد يلذع الْأَعْضَاء العصبية أَو من قبل برودة قَوِيَّة شَدِيدَة يحدث بِسَبَبِهَا فِي العصب شبه الجمودً لي هَذَا هُوَ الكزاز وَقَالَ وَهَذِه الْأَصْنَاف كثيرا مَا تبرؤ فإمَّا الْحَادِث من يبس الْأَعْضَاء العصبية فَإِنَّهُ لَا يبرؤ أصلا وَقد يحدث عَن استفراغ مفرط. الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة التشنج الْكَائِن عَن اليبس يكون إِمَّا بعقب وجع شَدِيد أَو سهر أَو حمى أَو استفراغ أَو نَحْو ذَلِك مِمَّا يستفرغ الْبدن استفراغا كثيرا. جَوَامِع الْكتاب من الثَّالِثَة التشنج الْحَادِث الَّذِي يكون من الامتلاء حُدُوثه يكون دفْعَة وَالَّذِي يكون من الاستفراغ اليبس يكون قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا كَانَ الْبدن قد مَال إِلَى قُدَّام فالتشنج فِي العضلات الَّتِي إِلَى قُدَّام وَإِذا كَانَ قد مَال إِلَى خلف فَفِيهَا وَإِن تمدد ففيهما قَالَ التشنج يكون عَن الْحَرَارَة بِأَن يجفف العصب وَمن الْبُرُودَة بِأَن يجمعه وَمن الرُّطُوبَة بِأَن يغلظه فيقصره وَمن شَيْء لذاع لِأَنَّهُ يضطره إِلَى أَن يجْتَمع ويتقلص فينقبض للذع الَّذِي يُصِيبهُ كالحال فِي الفواق لي هَذَا النَّوْع من التشنج يكون يتدارك سَرِيعا لِأَن الْعُضْو يضطرب ويتحرك حَرَكَة تشنجية ثمَّ ينبسط ثمَّ يعود إِلَى الْحَرَكَة التشنجية ثمَّ يعود إِلَى الانبساط وَلَا يزَال كَذَلِك إِلَى أَن ينْدَفع ذَلِك) الْخَلْط فينبسط وَلَا يعود يتشنج أَو يذعن لَهُ وَلَا يدافعه وَلَا ينبسط. جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ إِذا غلب المزاج الْبَارِد على الدِّمَاغ حدث الامتداد فِي العصب. الثَّالِثَة من فاطيطريون قَالَ الْأَعْضَاء الَّتِي تمددها بِسَبَب امتلائها بِمَنْزِلَة الْأَعْضَاء الوارمة فاسترخاؤها يكون باستفراغها وَالَّتِي تمددت بِسَبَب جمودها من الْبرد فصلاحها بِالَّذِي يسخنها وَالَّتِي تمددت بِسَبَب اليبس فرخاوتها تكون بترطيبها.

الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ الصّبيان يعرض لَهُم التشنج مَتى كَانَت حماهم حادة وبطونهم مُتَعَلقَة وَكَانُوا يسهرون ويتفزعون ويبكون تحول ألوانهم إِلَى الخضرة وَإِلَى الْحمرَة والكمودة وأسهل مَا يكون حُدُوثه بالذين يرضعون وهم فِي غَايَة الصغر إِلَى أَن يبلغُوا إِلَى سبع فَأَما الصّبيان وَالرِّجَال فَلَا يحدث عَلَيْهِم الحميات لتشنج إِلَّا لأنر صَعب ألف جدا مثل العارضه فِي البرسام وَقَالَ التشنج يحدث لهَؤُلَاء الصغار لضعف عصبهم وَكَثْرَة تغذيتهم ويسهل رجوعهم إِلَى الْحَال الطبيعية وَأما الرِّجَال فَكَمَا أَنه يعسر وقوعهم فِيهِ كَذَلِك يعسر خُرُوجهمْ مِنْهُ وَقد يعرض التشنج بِلَا حمى أَيْضا إِذا غلب على الْبدن الْبرد وَكَثُرت فِيهِ الأخلاط الْبَارِدَة الغليظة وَيحدث أَيْضا إِذا حدث فِي الأعصاب والأوتار ورم حَار بِسَبَب مُشَاركَة الدِّمَاغ لَهَا فَأَما الشَّاب الأقوياء فيحتاجون فِي الْوُقُوع من الحميات فِي التشنج إِلَى أَسبَاب قَوِيَّة كَمَا يكون فِي البرسام الْخَبيث الردى لي يحْتَاج أَن يكون السرسام قَالَ وَمن عَظِيم دلائله اعوجاج الْعين وتصريف الْأَسْنَان وَكَثْرَة طوف الْعين والحول فَأَما الصّبيان فقد يكفى السهر وَحده أَو الْفَزع أَو تمدد الْبدن أَو اعتقال الْبَطن أَو رداءة اللَّوْن فِي إِحْدَاث التشنج عَلَيْهِم فِي الحميات والألوان الكمدة تدل على رداءة الأخلاط والحمرة على كَثْرَة الدَّم الثَّالِثَة من الْفُصُول إِذا عرضت الْحمى بعد التشنج فَهُوَ خير من ان يعرض التشنج بعد الْحمى. قَالَ جالينوس التشنج يكون من الاستفراغ وَإِمَّا من الامتلاء فَإِذا عرض للصحيح بَغْتَة فَإِنَّهُ ضَرُورَة من الامتلاء فَإِنَّمَا يمتلى العصب من الكيموس اللزج الَّذِي مِنْهُ يغتذى فَإِذا حدثت الْحمى بعد هَذَا التشنج فكثيرا مَا يسخن ذَلِك الكيموس ويحلله فَإِذا عرض للْإنْسَان بعد حمى محرقة أَو استفراغ فَإِنَّهُ لَا يكَاد يبرؤ وَذَلِكَ إِنَّه حِينَئِذٍ من يبس فِي العصب وَيحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى يرطب وحدة الْمَرَض فبشدته لَا يُمْهل لشدَّة الوجع لَكِن يجلب نوبا سَرِيعا. الرَّابِعَة قَالَ من إِصَابَة تشنج أَو تمدد ثمَّ إِصَابَة حمى انحل بهَا مَرضه قَالَ جالينوس التمدد) صنف من أَصْنَاف التشنج إِلَّا أَنه لَيْسَ ترى الْأَعْضَاء فِيهِ متشنجة لِأَنَّهَا تتمدد إِمَّا إِلَى قُدَّام وَإِمَّا إِلَى خلف والتمدد وَجَمِيع أَصْنَاف التشنج فِي قَول بقراط يكون إِمَّا من امتلاء الْأَعْضَاء العصبية وَإِمَّا من استفرغها وَالَّذِي يكون من حمى محرقة فحدوثه من اليبس فَمَا كَانَ يحدث ابْتِدَاء فَوَاجِب أَن يكون تولده من امتلاء فَهَذَا الصِّنْف من التشنج يحلل الْحمى إِذا حدث بعده بعض تِلْكَ الرُّطُوبَة وَالْفضل ينضج بعض برودتها وَهَذَانِ هما غَرَض الْأَطِبَّاء ألف فِي علاجهم من هَذِه الْعلَّة فَالْوَاجِب أَن التشنج بعد الْحمى ردى والحمى بعد التشنج الْحَادِث ابْتِدَاء جَيِّدَة لي لَوْلَا أَن مَعَ التمدد وجع شَدِيد لَكَانَ لَا يحس لِأَن الْعُضْو لَيْسَ يمِيل فِيهِ وَلَا إِلَى جِهَة وَاحِدَة لكنه منتصب والماهر من الْأَطِبَّاء يعلم إِذا رَآهُ أَن ذَلِك الْعُضْو مَعَ انتصابه يتمدد وَكَأَنَّهُ قد طَال.

الْخَامِسَة التشنج يحدث عَن شرب الخربق وَعَن قيء المرار الزنجاري وكل مَا يلذع فَم الْمعدة لذعا شَدِيدا وَفِي الهيضة يحدث التشنج وخاصة فِي عضل السَّاق لي إِذا نخس العصب فورم حدث بِسَبَبِهِ تشنج وَهُوَ تشنج امتلاىء لِأَنَّهُ حدث من ورم العصب وَطَرِيق مداواته تَحْلِيل ذَلِك الورم وَقَالَ التشنج الْحَادِث عَن شرب الخربق والعارض عَن جراحه تنزف دَمًا كثيرا قاتلان لِأَنَّهُمَا يكونَانِ من اليبس فقد يحدث التشنج فِي الْجراحَة بِسَبَب مَا يتبع الْجراحَة من الورم إِذا نَالَ الْأَعْضَاء العصبية فاقل مَا ترَاهُ بتشنج من الْأَعْضَاء مَا كَانَ يجد فِي الْموضع الَّذِي يحدث فِيهِ الورم ثمَّ الْعلَّة إِذا تراقت حَتَّى تنَال أصل العصب استحوذت حِينَئِذٍ على الْبدن كُله لي التشنج الْحَادِث بعقب الشَّرَاب تشنج امتلاىء لِأَن الشَّرَاب يغوص فِي العصب جدا فَمَتَى كَانَ ترطيبه للعصب أَكثر من اسخانه أورث تشنجا وَمَتى كَانَ تسخن أَكثر حل التشنج كَمَا يفعل الْحَيّ لي الشَّرَاب المر إِذا سقى صرفا على قَلِيل من الْغذَاء أعَان على التشنج الامتلائى وَالْكثير المزاج ردىء لذَلِك قَالَ وَمن أَصَابَهُ تمدد فَإِنَّهُ يهْلك إِلَى أَرْبَعَة أَيَّام فَإِن جاوزها برأَ لِأَن التمدد مركب من التشنج الخلفي والقدامي فبالواجب صَار بحرانه وانقضاؤه بِسُرْعَة إِذا كَانَت الطبيعة لَا تحْتَمل تَعب التمدد الشَّديد فَلذَلِك بحران هَذَا الْمَرَض فِي أول دور من أدوار أَيَّام البحران يحذر. قَالَ والتشنج مَانع لأكْثر الاستفراغات المفرطة وخاصة مَتى حدثت آفَة لعضو عصبي قَالَ وَمن كَانَت بِهِ حمى ربع لم يعتره التشنج الامتلائي وَإِن كَانَ بِهِ هُنَا التشنج ثمَّ حدث بِهِ حمى ربع) حلل عَنهُ لِأَن هَذِه الْحمى لشدَّة عرض نافضها يزعزع العصب ثمَّ يشْتَد حرهَا فَيخرج الأخلاط الَّتِي فِي العصب بنافضها ويحلله وينضجه بحرها. السَّادِسَة قَالَ التشنج يكون من الامتلاء وَمن الاستفراغ ألف كَمَا أَن الأوتار إِذا قربت إِلَى النَّار انكمشت وتقبضت وَكَذَلِكَ الْحَال فِي العصب فَإِنَّهُ قد يحدث فِيهِ تشنج من الرُّطُوبَة واليبس قَالَ والتشنج إِنَّمَا هُوَ انجذاب العصب نَحْو أَصله بِلَا إِرَادَة وَقَالَ التشنج قد يكون من الْخَلْط السوداوي وَمن الْخَلْط البلغمي: السَّابِعَة قَالَ إِذا حدث من الْحمى أَو الكي أَو جِرَاحَة عَظِيمَة أَو حرارة من الْهَوَاء مفرطة تشنج فَإِنَّهُ ردىء من الْمَوْت السَّرِيع قَالَ التشنج الْحَادِث فِي الحميات المطبقة ردىء وخاصة إِذا كَانَ مَعَ اخْتِلَاط الذِّهْن. وَقَالَ من عرض لَهُ كزاز من قُدَّام وَخلف بعد عَدو ومشي فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِذا عرض الكزاز من ضَرْبَة فَإِنَّهُ مميت والكزاز فِي ذَات الْجنب والرية والأورام قَاتل وَإِذا عرض مَعَ الكزاز مغص وقيء وفواق وَذُهُول الْعقل فَإِنَّهُ قَاتل وَمن كَانَ بِهِ كزاز من قُدَّام وَخلف واعتراه ضحك مَاتَ من سَاعَته. طيماوس الْمقَالة الرأبعة إِذا كَانَ التشنج من الْجَانِبَيْنِ يُسمى امتدادا وَهَذِه الْعِلَل تعرض إِذا تمددت الْأَعْضَاء برِيح نافخة وَهَذِه الرّيح تحل بالأدوية المسخنة الَّتِي تطلى على

خَارج الْبدن وَالَّتِي تسقى لتلطيف الرّيح وتنفس وتسخف الْجلد وَلذَلِك صَارَت الْحمى تَنْفَع هَذِه الْعِلَل نفعا عَظِيما وَذَلِكَ إِنَّهَا تسخن الْبدن من سطحه إِلَى غوره. الْمقَالة الأولى من حركات الْفَصْل التشنج يكون بتمدد العضلتين اللَّتَيْنِ فِي الْجِهَتَيْنِ المقابلتين كل جزؤ نَحْو رَأسه. الثَّالِثَة من ابيذيميا قَالَ الْهَوَاء الْبَارِد الرطب معِين على كَون التشنج وخاصة للصبيان وَمن طبيعة العصب مِنْهُ ضَعِيف فَلذَلِك يشرع التشنج إِلَى الصّبيان وَيكون فيهم أقل خطرا. الْيَهُودِيّ قَالَ: التشنج الَّذِي من اليبس يجىء قَلِيلا قَلِيلا وَالَّذِي من الرُّطُوبَة يَجِيء ضَرْبَة. قَالَ وَمِمَّا ينفع الْعُضْو المتشنج أَن يضع عَلَيْهِ قِطْعَة الية ويشدها وَلَا يَأْخُذهَا عَنهُ حَتَّى ينّن ثمَّ يبدلها بغَيْرهَا وَقد يبرأ المتشنج والمفلوج بالخوض فِي الْعُيُون الحامية برأَ سَرِيعا يعجب مِنْهُ. اهرن قَالَ إِذا رَأَيْت مَعَ التشنج امْتَلَأَ ودرورا فِي الْعُرُوق فافصد واخرج لَهُ دَمًا صَالحا ثمَّ اسهلهم واحقنهم بالأدوية ألف وَإِذا كَانَ التشنج لورم فِي مخرج العصب إِلَى دَاخل الْعُضْو فضع على ذَلِك الْموضع مَا يلين ويحلل وَيُطلق من اللطيفة المسخنة وَإِذا عَم التشنج الْبدن كُله) فَعَلَيْك بالعطوس بالأشياء الحارة جدا فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع والسعوط الْقوي الحدة والحرارة وَاجعَل غذَاء صَاحب التشنج الامتلائى مَا يلطف ويسحن كَمَاء الحمص بالشبت والخردل والفلفل والزبد وَالزَّيْت وَإِن كَانَت قَوِيَّة ضَعِيفَة فاغذه باللحوم الْيَابِسَة مثل لُحُوم الطير القنابر وَنَحْوهَا. وعالج النَّحْو الآخر مِنْهُ بالسعوطات المرطبة والأدهان والمرق الدسمة اللطيفة وَمَاء الشّعير والنطل على الرَّأْس من طبيخ البنفسج والشعيرة ويحلب عَلَيْهِ لَبَنًا ويسعط فِيهِ مَعَ المَاء الفاتر واقعده فِي الآبزن ومرخه إِذا خرج واغذه الحلبة مرّة بعد مرّة أُخْرَى إِن لم يكن بِهِ حمى لي هَذَا كَأَنَّهُ يخرج بِسَبَب الْحمى من الآبزن والتشنج أهم من الْحمى والآبزن يرطب وَلَا يجفف الْبَتَّةَ على هَذِه الْجِهَة قَالَ وينفع من التشنج الرطب الْجُلُوس فِي زَيْت الثَّعْلَب يطْبخ من البروز الحادة فَإِنَّهُ يحلل غَايَة التَّحْلِيل ويسرع الْعَافِيَة ويمرخ بشحم السبَاع قد أذيت بدهن سوسن إِلَّا أَن يكون حمى فَإِن كَانَت حمى فَكفى بهَا علاجا فَأَما اليبس فليمرخ بدهن البنفسج والنيلوفر والقرع. ضماد جيد يُؤْخَذ دهن سوسن وشمع أصفر وَلبن رطب وجندبادستر وفربيون يتَّخذ مرهما وَيُوضَع على مبدأ العصب الَّذِي قد غلظ أَو برد فَإِنَّهُ يُطلق الْعُضْو. الطبرى قَالَ خُذ جندبادستر وحلتيتا وَعَسَلًا واخلط مِنْهُ التشنج الرطب قدر جوزة فَإِنَّهُ يجلب حمى ويحلل على الْمَكَان. بولس إِذا عرض التشنج بَغْتَة فَإِنَّهُ ضَرُورَة من الامتلاء وَمَتى عرض قَلِيلا قَلِيلا وَبعد استفراغ مّا أَو حميات فَإِنَّهُ عسر الْبُرْء وَيَنْبَغِي أَن يُقَابل الْأَعْضَاء الَّتِي قد انجذبت بالمضادة

لَهَا بِالْمدِّ ثمَّ الدَّلْك بدهن السداب ودهن قثاء الْحمار وَنَحْوه ويسقوا شراب الْعَسَل فَأَما الْعَارِض من الاستفراغ فادلكه بِمَاء ودهن فاتر وَأدْخلهُ الآبزن إِن لم يمْنَع مَانع وَليكن مَاء فاتر غير حَار وامرخهم بالمروخات اللينة واطعمهم الْأَطْعِمَة والأشربة اللينة ويشربوا شرابًا رَقِيقا ريحانيا ينفذ سَرِيعا ألف إِلَّا أَن يكون حمى فَإِن كَانَت فاعطهم مَاء الشّعير واجلب لَهُم النّوم. وَأما التمدد الَّذِي يكون من الامتلاء وَمن ورم حَار فِي مفصل فعالجه بالاستفراغ ويعالج الورم الْحَار بالأدوية والعلاج الَّذِي هُوَ لَهُ خَاص لي يَعْنِي الورم الصلب قَالَ وَقد يكون التمدد من الْقَيْء العنيف وينفع من التمدد أصل الشَّوْكَة الْيَهُودِيَّة وبزر الشَّوْكَة الْبَيْضَاء وبزر الشَّوْكَة المصرية وَمن النَّاس من يشفيهم عصارة القنطوريون الدَّقِيق إِذا كَانَ التمدد من الامتلاء فَأَنت لَا تسقهم فَقَط بل الطخه ايضا من خَارج على الْبدن ويمرخ بدهن قثاء الْحمار والجندبادستر فَإِن) لم يسكن تعلق عَلَيْهِ محاجم بِشَرْط فَإِذا كَانَ التمدد فِي السَّاقَيْن فضع المحاجم على الْعَجز وعَلى الْفَقْرَة السُّفْلى وَإِذا كَانَ التمدد فِي الْبدن فضع المحاجم بَين الْكَتِفَيْنِ والفقرة الَّتِي قبل ذَلِك وعَلى الْمفصل الَّذِي مَوْضِعه أرفع من رَأس الْكَتف فَأَما إِذا كن الْبدن كُله صَحِيحا وَكَانَ التمدد فِي الشّفة أَو الجفن أَو اللِّسَان فَإِن ذَلِك ردىء جدا يحذر حذرا شَدِيدا من إِخْرَاج الدَّم وَإِن بطن بِهَذِهِ الْأَعْضَاء الِانْفِصَال إِنَّهَا صغَار فَيَنْبَغِي فِي هَذِه أَن يكون خُرُوج الدَّم من النقرة والنقرة الأولى فَأَما الكزاز فَإِنَّهُ تمدد مَا يعرض من جمود عضل الْبدن سِيمَا اللَّاتِي على الفقار من خلط بَارِد وَصَاحب هَذَا الدَّاء لَا يقدر أَن ينثى لي هَذَا فرق بَين الكزاز والتشنج فَاجْعَلْ الكزاز جمود العضلة لامتدادها نَحْو رَأسهَا وَإِذا كَانَ كَذَلِك لم يحس فِيهَا صلابة التشنج وخاصة عِنْد رَأس العضلة. حنين قَالَ رُبمَا كَانَ التمدد من قُدَّام وَرُبمَا كَانَ من خلف وَرُبمَا عرض فِي الْجَانِبَيْنِ باستواء فيتمدد تمددا سَوَاء فعالج هَؤُلَاءِ بالكمادات الْيَابِسَة والحمى علاج عَظِيم لَهُم والدلالات الَّتِي تدل على هَذِه الْحمى التنفس الَّذِي يشبه التنهد والنبض المتفاوت االصغير وَرُبمَا عرض شَيْء شَبيه بالضحك وَلَيْسَ بالضحك وَحُمرَة الْوَجْه. هَذَا هُوَ فِي كتاب بولس والحمى علاج عَظِيم لَهُم وَقد يكون كزاز من التَّعَب وَالنَّوْم على الأَرْض الْيَابِسَة وَحمل شَيْء ثقيل ولسقطة أَو خراجات أَو كي أَو نَار فَيعرض مَعَه شَبيه الضحك بِغَيْر إِرَادَة وَلَيْسَ بِهِ حمرَة فِي الْوَجْه وَعظم فِي الْعين وَإِمَّا أَن لَا يبولوا أصلا وَإِمَّا ان يبولوا شَبِيها بِمَاء الدَّم فِيهِ نفاخات ويعتقل الْبَطن ويعرض السهر وَكَثِيرًا مَا يسقطون من الأسرة بِسَبَب التمدد وَرُبمَا عرض لَهُم الفواق فِي الِابْتِدَاء ووجع الرَّأْس وَمِنْهُم من يعرض لَهُ الوجع فِي الْمَنْكِبَيْنِ أَيْضا والصلب وَمِنْهُم من يعرض لَهُ الرعشة. وعلاج هَؤُلَاءِ مثل علاج من يعرض لَهُ التمدد من الاستفراغ قَالَ وَمن عرض لَهُ التمدد الكزازي فافصده أَولا فِي ابْتِدَاء الْعلَّة ثمَّ ضع على تِلْكَ الْأَعْضَاء صُوفًا مغموسا فِي زَيْت عَتيق ألف أَو فِي دهن قثاء الْحمار مَعَ جندبادستر واملأ إِنَاء عريضا زيتا حارا وَيُوضَع على عصب الْعُنُق

ويتحجم بِشَرْط فَإِن الَّتِي بِلَا شَرط يضر وَاجْعَلْهَا على الْعُنُق والفقار من الْجَانِبَيْنِ وَفِي الصَّدْر وَفِي الْمَوَاضِع الْكَثِيرَة العضل وَتَحْت الشراسيف وَفِي مَوَاضِع المثانة والكلى وَلَا يمْنَع من إِخْرَاج الدَّم وَلَا تخرجه فِي مرّة لَكِن فِي مرار كَثِيرَة وانشف الْعرق بصوف مبلول بِزَيْت لِئَلَّا يعرض لصَاحبه الْبرد) فَإِن دَامَ ذَلِك الكزاز فادمن فَأدْخلهُ آبزن زَيْت حَار مَرَّات فِي الْيَوْم وَلَا تبطىء فِيهِ وتعلل إِن لَهُ قُوَّة قَوِيَّة جدا ويسقى مَاء وَعسل قد طبخا حَتَّى يذهب النّصْف ويسقى جاوشير من نصف دِرْهَم إِلَى دِرْهَم وَنصف مَعَ حَبَّة كرسنة من الحلتيت أَو يسقى مِثْقَال مر بِمَاء الْعَسَل وأبلغ من هَذِه كلهَا الجندبادستر تعطيه قَلِيلا قَلِيلا فِي ثَلَاث مَرَّات لِأَن البلع يعسر عَلَيْهِم وَكَثِيرًا مَا يخرج من مناخرهم مَا يشربون ويضطربون لذَلِك فيهيج التمدد لذَلِك ويشيلوا لتلطخ الْمعدة بدهن السداب والجاوشير واحقنهم وَأما صب المَاء الْبَارِد على مَا قَالَ ابقراط فَإِن فِيهِ خطرا عَظِيما وَلذَلِك لم يذكرهُ أحد بعد بقراط وَنحن أَيْضا نتركه وليدبروا تدبيرا لطيفا ويتمرخوا بالأدهان اللطيفة القابضة. شرك قد يبلغ إِلَى أَن يجذب الْعُنُق فيلوى الرَّأْس وتصطك الْأَسْنَان وَرُبمَا لوى الظّهْر والصدر شَمْعُون قَالَ ضمد صَاحب لتشنج بالملينات وبدهن بزر الْكَتَّان والخطمى وأدلك بعد ذَلِك فقاره كُله ثمَّ ضمده دَائِما وَاجعَل فِي عُنُقه قلادة صوف عَظِيمَة رخوة ورش عَلَيْهَا دهنا مسخنا كل سَاعَة وامسح من فقاره إِلَى قطنة شمعا ودهنا حارا يدلك بِهِ بدنه واجلس فِي آبزن زَيْت حارلي وَانْظُر فِي آبزن الدّهن فإنى أَحْسبهُ مجففا وَلَا يصلح لليابس. قَالَ واجلس صَاحب التشنج الامتلائى فِي الْحمام الْيَابِس فَإِنَّهُ أبلغ الْأَشْيَاء لَهُ وادلكه بجندبادستر قد فتق فِي دهن زبيق واسقه دهن خروع وَمَاء الْعَسَل والحلتيت واكبه على بخاره قد حميت ورش عَلَيْهَا شرابًا وغطه بكساء ليعرق. الاختصارات قَالَ قد يحدث بالصبيان تشنج يَابِس ويسميه الْعَامَّة ألف أم الصّبيان فأجلسهم فِي آبزن دهن بنفسج فاتر فأجلب على رؤوسهم بالبنفسج وَاللَّبن ولطخهم بالشمع والدهن ولعاب بزر قطونا وأوجرهم مَاء الشّعير واللعابات وَأَن يَبِسَتْ الطبيعة فحملهم شياقة وَلَا تعرض لَا طَلَاقه بمسهل الْبَتَّةَ. وَأما الَّذِي من الرُّطُوبَة فأسقه الثليثا والترياق وعطسه وَأَجْلسهُ فِي طبيخ ورق الْغَار والبرنجاسف وورق الأترج والسعد وقصب الذريرة واستفرغه بالمسهلات القوية ثمَّ أمرخه بدهن الْقسْط فَإِنَّهُ أحضرها نفعا ويدهن الجندبادستر والفربيون والعاقر قرحاً والخردل وكمده بالكمادات الْيَابِسَة على مخارج العصب كالملح والحرمل وأسعط بالمرارات بالملح والخردل وبخره بالميعة والسندروس.) الأولى من مسَائِل ابيذيميا التشنج سريع إِلَى الصّبيان وَهُوَ فيهم أقل مَكْرُوها لِأَنَّهُ لضعف عصبهم يسْرع إِلَيْهِم من أدنى سَبَب وَلذَلِك يكون خَوفه فيهم أقل وَلَيْسَ كل تشنج

يكون من يبس لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن تذيب الْحمى الرطوبات فَيحدث لذَلِك كزاز رطب لَكِن الَّذِي يكون بعد الْحمى حليق أَن يكون من يبس. الأولى من الْعِلَل والأعراض قَالَ وَقد يُصِيب من الْبرد الشَّديد تمدد لي هَذَا هُوَ الكزاز. سرافيون قَالَ التشنج قد يحدث بالصبيان أَكثر وَهُوَ فيهم أسهل برْء أتاماً وَأما من جَاوز السَّبع سِنِين فَإِنَّهُ لَا يتَخَلَّص أَو يتَخَلَّص بعد خطر وَيلْزم هَذَا الوجع حمى حادة مطبقة لَازِمَة وسهر ويبس الْبَطن وصفرة اللَّوْن وجفاف الْفَم وجفاف الشّفة وأمتداد وأسوداد جلد اللِّسَان فيحمر الْبَوْل أَولا ثمَّ يبيض لِأَن الْحَرَارَة تصعد إِلَى الرَّأْس وَرُبمَا كَانَ برْء لَهُ وشفاء فأبدأ بالنطول بِلَبن الأتن والمعز ومرخ خرز الصلب وضع صُوفًا منقعاً بِلَبن ودهن بنفسج على الرَّأْس وأسعطهم بدهن حب القرع الحلو ودهن لوز حُلْو وَإِن لم يكن التمدد فادم النطول والآبزن بِمَاء الملينات بورق السمسم والقرع والخطمى والنيلوفروان صَعب الْأَمر فأقعده فِي آبزن دهن حل فاتر وأسق لعاب بزر قطونا وَمَاء الرُّمَّان كل سَاعَة مَعَ دهن بنفسج وخبص ألف الرَّأْس بالحطمى والبنفسج ودهن حل وأسق مَاء الشّعير مَعَ قطع القرع وَإِن لم تكن حمى قَوِيَّة. وَلبن الأتن أأربع أَوَاقٍ مَعَ أُوقِيَّة دهن لوز حُلْو وسكرفان بَقِي فِي عُضْو مَا بعد سكونه تمدد فَأقبل عَلَيْهِ بالمحاجم والشحوم إِلَيْهِ مذابة ودهن نرجس. قَالَ والتنشج الرطب يحدث ضَرْبَة ويسترخي مَعَه الْأَعْضَاء فأبدأ فِي علاجه بالإسهال بالجبوب الحارة المتخذة من الصَّبْر والجندبادستر والفربيون والحليت والجاوشير وأقعدهم بعد فِي الحمامات الحارة المحللة وأدهنهم بِمثل هَذَا. يُؤْخَذ شمع أصفر أوقتين زَيْت ركابي رَطْل أفربيون حَدِيث أأوقية أدلك بِهِ رُؤُوس العضل المتشنج فَإِنَّهُ نَافِع جدا فِيهِ وَفِي الفالج وأستعمل التَّدْبِير اللَّطِيف. الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ إِذا حدث فِي جَمِيع الْبدن تشنج فَإِن جَمِيع الْأَطِبَّاء يقصون ذَلِك بعلاج الفقارات الأولى الَّتِي بعد الْعُنُق فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك فِي أَعْضَاء الْوَجْه قصدُوا الدِّمَاغ. قَالَ والتشنج يعرض مرَارًا كَثِيرَة فِي الشفتين وَفِي الْعين جلد الْجَبْهَة وَفِي جملَة اللحيتن وَفِي أصل اللِّسَان ويقصد بعلاجها إِلَى الدِّمَاغ قَالَ مَا حدث من التشنج بعقب السهر والاستفراغ والتعب) والهم والحمى المحرقة فسببه اليبس وَمَا حدث بعقب التخم وَالسكر وإسراف فِي الْحمام السَّابِعَة من الْفُصُول التشنج بعد الْحمى والكي ردئ لِأَنَّهُ يجفف العصب وَهُوَ أشر التشنج. العلامات قَالَ يتَقَدَّم الامتداد ثقل الْبدن وأختلاجه وتصلب ويثقل عَلَيْهِم الْكَلَام

ويجدون نخسا من الْقَفَا إِلَى العصعص ووجع فِي الْفَم وعسر فِي البلع وَثقل فِي اللِّسَان ويحكون فَلَا يَجدونَ للحكة لَذَّة فَإِذا بدي الوجع أمندت الرَّقَبَة واللحي والعضلات وأحمرار الْوَجْه وَثقل اللحي الْأَسْفَل وَكَثْرَة الْعرق وَبَردت الْأَطْرَاف وارتعشت وَفَسَد النبض والتوي الْعُنُق وضاق النَّفس وسرع فَإِن عرض أشتداد فاقام الْعُنُق فَلم يقدر بِمثلِهِ لَا إِلَى قُدَّام وَلَا إِلَى حلف. روفس فِي كِتَابه فِي الماليخوليا. التشنج الرطب يمْلَأ الْبَطن ريحًا وَتَكون لذَلِك عَلامَة رَدِيئَة. وَقَالَ فِي كِتَابه فِي التَّدْبِير دَلِيل على التشنج المهلك أَن ينتفخ مَعَه الْبَطن لي رَأَيْت إمرأة كَانَ فكها الْأَسْفَل يصك الْأَعْلَى دَائِما وَيرجع ثمَّ يصك وضطبت عَلَيْهِ ألف بِقُوَّة لِئَلَّا يرجع فَلم يُمكن ذَلِك وَكَانَ بَطنهَا ينتفخ حَتَّى يكَاد ينشق أَمر عَجِيب جدا وَكَانَ ذَلِك بدؤ تشنج رطب ثمَّ تمّ ذَلِك واحتكت الْأَسْنَان وَلم تفتح وَمَاتَتْ. لِابْنِ مَا سويه فِي علاج التشنج الرطب أحقنه بالحقن الحادة وأدلك حِينَئِذٍ حَتَّى يحمر بمناديل ثمَّ أجلسه فِي طبيخ ورق الْغَار والشيح والمرزنجوش ثمَّ أدلك الْأَعْضَاء المتشنجة بالبورق وتراب الفلفل وَبعد أَن يحمر جسده أمرخه بدهن الْقسْط ودهن السوسن وَلَا تقربه بِشَيْء قَابض بل جالينوس الْأَدْوِيَة المفردة الجندبادستر أبلغ الْأَدْوِيَة للتشنج الامتلائي بِالشرابِ والمرخ بالزيت الْعَتِيق. الحاتيت يسْقِي مَعَ فلفل وسداب فينفع من التشنج جدا. من فُصُول ابيذيميا عمل حنين قَالَ لَيْسَ كل تشنج يعرض بعد الْحمى ردئ لَكِن مَا يعرض مِنْهُ بعد حمى قد طَالَتْ مدَّتهَا لي أفهم مَكَان ردئ يَابِس. الْعِلَل والأعراض قَالَ تقبض الْأَسْنَان واشتباك الفك يكون من تشنج فِي عضل اللحي لي إِذا تشنج أنسان وَكَانَ يشكو قبل ذَلِك غثياً وكرباً وعصراً فَذَلِك ضرب من التشنج يحدث عَن اشْتِرَاك الدِّمَاغ مَعَ فَم الْمعدة. ذكره جالينوس فِي الْخَامِسَة من الْعِلَل والأعراض طبيخ حب البلسان ينفع من تشنج العصب. ابقراط فِي كتاب الْحَرِيق الجندبادستر أَنْفَع من جَمِيع الْأَدْوِيَة للتشنج الْبَارِد دهن الحنا نَافِع) للتشنج الَّذِي تميل فِيهِ الرَّقَبَة وتنقبض وَهُوَ الكزاز. روفس. المَاء الكبرتي يلين العصب جدا. جالينوس ينفع من تشنج العصب وَكَذَلِكَ العاقر قرحاً إِذا مرخ بِهِ مَعَ زَيْت الزراوند نَافِع من الامتلاء. بولس وجالينوس قَالَا يَقُول خصي الثَّعْلَب أَن سقِِي شفي من التشنج الْكَائِن من خلف إِذا سقِِي بشراب قَابض أسود.

تذكرة عَبدُوس الكزاز وميل الرَّقَبَة يسعط بالميومياي مَعَ دهن السوسن أَو النرجس أَو دهن الخيري وَيمْسَح الخرز بشحم السلحفاة. أشلن قَالَ مَا حدث من التشنج أبتداًء فَهُوَ من الرُّطُوبَة وَمَا حدث بعد الْحمى أَو استفراغ فَمن يبس فافصد الَّذِي من رُطُوبَة وأسقه جندبادستر والفلفل ألف الْيَابِس فأستعمل فِيهِ اللعابات وَالْمَاء الْحَار والشحوم ودهن الحنا ودهن السوسن إِن لم يكن حرارة كَثِيرَة فَإِنَّهُ بليغ التليين وأنطل بِالْمَاءِ الْحَار دَائِما ويمرخ بعده بالدهن لتحفظ عَلَيْهِ الرُّطُوبَة. فيلغريوس قَالَ إِذا تشنجت عضلات الصَّدْر أنجذب الْبدن إِلَى قُدَّام وَإِذا تشنجت عضلات الظّهْر أنجذب إِلَى خلف وَإِذا تشنجاً تمددت وانتصبت جدا وَهلك صَاحبه سَرِيعا وَصَاحب التشنج لَا يُمكنهُ أَن يبلغ شَيْئا ويصتك أَسْنَانه وَلَا شَيْء أَنْفَع للتشنج الرطب من مَاء الْحمة فَأَنَّهُ يقلعه أصلا وأدرار الْبَوْل وَالشرَاب الْعَتِيق جدا. الْأَعْضَاء الآلمة التشنج الْحَادِث عَن أمتلاً حُدُوثه دفْعَة والحادث عَن الاستفراغ حُدُوثه قَلِيل قَلِيل فَإِذا كَانَ التشنج فِي الْبدن كُله فالدماغ فِيهِ الْعلَّة وَإِن كَانَ فِي جَمِيع الْجَسَد خلا الْوَجْه فمبدؤ النخاع فَإِن كَانَ فِي بعض الْأَعْضَاء فَفِي الَّذِي يَجِيء إِلَيْهِ وَإِن كَانَ فِي مقدم الْبدن فَفِي العضلات الَّتِي من قُدَّام وَإِن كَانَ من خلف فَفِي الَّتِي من خلف وَيحدث من الرُّطُوبَة لِأَن العصب يَمْتَد عرضا وَعَن اليبس لِأَنَّهُ يَمْتَد طولا فهذان يسمياً يُسمى التشنج الَّذِي يكون كوناً أولياً وَأما الْحَادِث بِالْعرضِ فَيكون عَن حرارة تجفف العصب أَو من برد يقبض ويصلب أَو من اجْتِمَاع رطوبات فِي الْموضع أَو من شَيْء يلذع فَيعرض مِنْهُ شبه الْعَارِض فِي الفواق ويعرض الرطب من كَثْرَة السكر وَالْجِمَاع والامتلاء والراحة واليابس من التَّعَب والإستفراغ والحمى وَالْفرق بَين التشنج والصرع أَن الصرع يفتر والتشنج لَا وَلَيْسَ مَعَه أَيْضا ضَرَر الدّهن.) من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع من عرض لَهُ كزاز من ضَرْبَة مَاتَ إِذا كَانَ مَعَ الكزاز مغص وقيء وفواق وَذُهُول عقل مَاتَ. من كتاب أبقراط فِي حفظ الصِّحَّة قَالَ قولا يجب أَنه أَن أَدخل الصَّبِي والمتهيأ للتشنج الْيَابِس الابزن كل يَوْم ومرخ بالدهن أَمن مِنْهُ. النبض الْكَبِير أَصْحَاب التشنج يموتون وأبدانهم بعد حارة أغلوقن إِذا كَانَ بالتشنج عِلّة تَدْعُو إِلَى إِخْرَاج الدَّم فَلَا يخرج إِلَّا بِمِقْدَار حَاجَة لَكِن أقل فَإِن المتشنج يَمُوت فِي استفراغ الْبدن. الْعِلَل والأعراض التشنج الْكَائِن مَعَ الأورام هُوَ ألف على الْأَكْثَر تشنج امتلائي لي على مافي أراء أبقراط التشنج الْحَادِث بعقب الشَّرَاب كثيرا مَا يحْتَاج إِلَى الفصد التمدد هوان يتمدد الْعُضْو من الْجَانِبَيْنِ بالسواء منتصباً وَلَا يمِيل بتة.

وَقد قَالَ جالينوس فِي الرَّابِعَة من الْفُصُول التمدد يكون فِيهِ الْعُضْو غير مائل لَا إِلَى جَانب بتة بل متمداً إِلَى أستواء لي إِذا رَأَيْت أنساناً يُصِيبهُ عصر وغثني ثمَّ يتشنج فقيئه بِمَاء حَار كثيرا فَإِنَّهُ ينقي مرّة حادة ويبرؤ وَهَذَا ضرب من التشنج يكون بمشاركة الدِّمَاغ لفم الْمعدة ذكره جالينوس فِي الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الآلمة الْخَامِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ التشنج الْكَائِن فِي الْعِلَل الأورامية من الإمتلاء والكائن فِي الحميات المحرقة الْيَابِسَة من يبس سَمِعت أَبَا مُحَمَّد يَقُول لَيْسَ كل تشنج يكون فِي الحميات المحرقة من يبس بل رُبمَا كَانَ من أَن الْحمى يحدثها إِذا كَانَ بعض أخلاط الْبدن قد فاضت إِلَى عُضْو مَا وتورم وَحدث التشنج وَالْفرق بَينهمَا يكون بِأَن ينظر فَإِن كَانَ حَال الْحمى فِي إِذا بتها للبدن قد بلغ الْحَد الَّذِي يجوز أَن يغلب اليبس على جَمِيع مزاج الْبدن حَتَّى صَار الْبدن يَابسا كُله فَهُوَ من يبس وَإِلَّا فمما وَصفنَا. مسيح قَالَ إِذا عرض التشنج للصَّبِيّ بَغْتَة من غير أنحراط بدنه فَهُوَ من رُطُوبَة لَا محَالة ينفع من التشنج ووجع الظّهْر والمفاصل بسلق شبت كثيرا بِالْمَاءِ وَالزَّيْت ثمَّ يطْبخ فِيهِ ثَعْلَب أوضبع أوجرو الْكلاب حَتَّى يتهرأ ثمَّ يصفي وَيجْلس فِيهِ فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ وَيمْسَح بعد خُرُوجه بشحم حَار وَحش لطيف مَعَ الْأَدْوِيَة والأدهان الحارة اللطيفة مِنْهَا دهن الْجَوْز ودهن الْغَار ودهن السوسن ودهن الْقسْط ودهن السنبل وينفع من التشنج الافتيمون لي رَأَيْت أنساناً أَكثر الركض فِي الشَّمْس والتعب فَأَصَابَهُ تشنج كَانَ مِنْهُ مسطحًا ممدوداً أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ. أبقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض قَالَ إِذا بَدَأَ الكزاز أنطبق الْفَم وتدمع الْعين ويفتر الطّرف ويحمر) الْوَجْه وَلَا يَنْضَم يدا وَلَا رجلا ويشتد الوجع وَإِذا قرب الْمَوْت خرج من مَنْخرَيْهِ بِمَا يسْقِي وَمَا يتقياً ويقيء شَيْئا من بلغم وَيهْلك إِلَى الْخَامِس فَإِن أفلت برأَ الزمه المرخ بدهن حَار كثير وكمد الْمَوَاضِع الوجعة بِمَاء اَوْ دهن فِي مثانة أذرق فاعد المرخ والتكميد مَرَّات كَثِيرَة.

الباب الثامن

(الْبَاب الثَّامِن) (التشنج والتمدد والكزاز) ألف وتعقد العصب والمفاصل بعد الْجَبْر التَّفْرِيق وَالسَّبَب والتقسم والعلاج والاستعداد والانذار والاحتراس والعلامات قبل العلاج. قَالَ جالينوس قشر أصل مَا شرا وورقه ينفع من التشنج لحدته ولطافته. وَقَالَ دياسقوريدوس شرب الحلتيب بِالشرابِ مَعَ فلفل وسداب سكن الكزاز. طبيخ حب البلسان ينفع من تشنج العصب. قَالَ جالينوس بزر الباداورد للطافته ينفع من التشنج. جالينوس الجندبادستر نَافِع من التشنج الْحَادِث من الامتلاء جدا وَيمْسَح. قَالَ أبقراط فِي كتاب الْحَرِيق الجندبادستر أَنْفَع من جَمِيع الْأَدْوِيَة للتشنج الْبَارِد لِأَنَّهُ يسخن الْبدن وَيُقَوِّي العصب وَنَافِع للعصب جدا دهن الحنا نَافِع من التشنج الَّذِي يعرض مَعَه ميل الرَّقَبَة إِلَى خلف. دياسقوريدوس شراب الكماذريوس نَافِع من التشنج أَن المَاء الكبريتي يلين العصب. روفس الايرسا نَافِع من التشنج. جالينوس العاقر قرحاً إِذا خلط بِزَيْت ودهن بِهِ نَافِع من الكزاز الَّذِي يعرض للْإنْسَان كثيرا. لحم الْقُنْفُذ نَافِع من التشنج. ابْن مَا سويه الزراوند نَافِع من الامتداد. بولس خصى الثَّعْلَب يذكر قوم أَنه يشفي التشنج الْكَائِن من خلف إِذا شرب بشراب أسود قَابض جالينوس سعوط للتشنج والكزاز من تذكرة ابْن عَبدُوس يتَّخذ من مومياي بدهن السوسن أَو بدهن النرجس للتشنج الْقوي الصعب ضمد الفقار الَّذِي هُوَ أصل مخرج العصب إِن كَانَ من الرُّطُوبَة بالجندبادستر وفربيون وَنَحْو ذَلِك وَإِن كَانَ من يبس فَخذ مَاء كبريت أصفر ودهن شيرج وشحوم فادلك بِهِ الخرز كُله فِي النَّهَار مَرَّات وَاسْتعْمل الآبزن والترطيب. من تذكره ابْن عَبدُوس لتشنج العصب حلبة وشبت مَعَ دهن سمسم أَو دهن الية

وشحم) الأوز ومخ سَاق الْبَقر وشحم الْإِبِل ومخ سَاقه مَعَ دهن نرجس أَحْمَر ويضمد بِهِ الْموضع وينطل عَلَيْهِ بِمَاء قد طبخ فِيهِ الحلبة وبزر الْكَتَّان وأصول السوسن وأكليل الْملك ويسقى طبيخ الْأُصُول بدهن الخروع أَو يطلى بدهن السوسن وَعسل مَعَ اصول السوسن والتشنج الْحَادِث من امتلاء يسقى جندبادستر ودهن السوسن بِمَاء حَار وَيمْسَح بِهِ الْموضع أَيْضا ويضمد بورق الخطمى الرطب مدقوقا وللتشنج والانقباض أَيْضا ألف وَهُوَ الكزاز يسعط بالمومياي مَعَ دهن الخيري ودهن النرجس أَو يسقى دم السلحفاة مَعَ الْمَطْبُوخ أَو يطعم لَحمهَا وَيمْسَح جسده أجمع بشحمها. من كتاب اشليمن قَالَ إِن ظهر التشنج بعقب حمى أَو استفراغ فَهُوَ من يبس وَإِن ظعر ابْتِدَاء فَهُوَ رُطُوبَة فَإِن كَانَ يحْتَمل الفصد فافصده واسقه جندبادستر وفلفل ومرخه بادهان الفالج وَالَّذِي من يبس لينه بمرهم اللعابات وَأما الْحَار فبالشحوم ودهن السوسن فِي بعض ألأحايين لإنه يلين تَلْيِينًا قَوِيا ودهن الحنا ودهن الفاوانيا ودهن البلسان مصلح للضرب الأول وَهُوَ قوي جدا وخاصة دهن الفربيون وَيَنْبَغِي أَن ينطل بِالْمَاءِ الْحَار على العصب نطلا دَائِما ثمَّ يمرح بعد ليحفظ عَلَيْهِ الرُّطُوبَة. من الْكَمَال والتمام لِابْنِ ماسويه لتشنج العصب شمع أَحْمَر جزآن شَحم خِنْزِير ثَلَاثَة أَجزَاء شَحم الأوز وشحم بط جزآن شَحم سِنَان الْبَقر جزآن مخ سَاق الْبَقر جزآن دهن الألية جُزْء وَنصف شَحم الْإِبِل ومخ سَاقه كل وَاحِد جزآن يطْبخ بدهن النرجس وَيمْسَح بهَا الْعُضْو وينطل بطبيخ الحلبة وبزركتان وأصول السوسن وأكليل الْملك ويشد عَلَيْهِ جلد الألية ويسقى أَيْضا دهن الخروع الْمَطْبُوخ بهذ الدَّوَاء أكليل الْملك أُوقِيَّة حلبة وبزكتان من كل وَاحِد أوقيتان أصل السوس أُوقِيَّة وَنصف سبستان حفْنَة تين أَبيض سمين سَبْعَة عدد أصل الكرفس وقشور الرازيانج سَبْعَة سَبْعَة وشيح ارومني سقة دَرَاهِم قصب الذريرة سَبْعَة انيسون ومصطكي خَمْسَة سويلا عشرَة دَرَاهِم يطْبخ بِخَمْسَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى مِنْهُ رطلان ويصفى وَيُؤْخَذ ثلثه وَيشْرب مَعَ دهن خروع مثقالين ودهن لوز حُلْو دِرْهَمَيْنِ وَالطَّعَام أسفيدباج من لحم حمل وَالشرَاب مَاء السكر مَعَ مَاء الزَّبِيب وَأَيْضًا للتشنج الْحَادِث فِي الأعصاب يُؤْخَذ أصل السوس الْأَبْيَض ويخلط بالعسل ودهن السوس الْأَبْيَض ويضمد بِهِ ويسقى العليل جندبادستر نصف دِرْهَم بِمَاء حَار ودهن السوسن ويدهن الْموضع بدهن السوسن.) قَالَ فِي حِيلَة الْبُرْء التمدد الْعَارِض من يبس فَإِنَّهُ نَكِير وَإِذا كَانَ ذَلِك مَعَ الْحمى فَإِنَّهُ غير قَابل للبرء وَأكْثر مَا يتبع الحميات الكاينة مَعَ أورام الدِّمَاغ وَهَذِه الْحمى متلفة وَلَا اعْلَم أَنِّي رَأَيْت أحدا مِمَّن تشنج فِي هَذِه الْعلَّة بَرِيء وَلَا سَمِعت غَيْرِي يَقُول ذَلِك ألف والتشنج أَكثر مَا يكون من قبل فِي الْأَعْضَاء العصبية بِمَنْزِلَة مَا يعرض لمن يحدث بِهِ ورم شَدِيد قوي أَو من خلط لطيف يلذع وَيَأْكُل الْأَعْضَاء العصبية بِمَنْزِلَة مَا يعرض لم يحدث بِهِ ورم شَدِيد قوي أَو من برودة قَوِيَّة شَدِيدَة يحدث شَبِيها بالجمود هَذَا هُوَ الكزاز.

قَالَ جالينوس وَهَذِه الثَّلَاثَة الْأَصْنَاف كثيرا مَا يبرؤ فَأَما الْحَادِث من يبس الاعضاء العصبية فَأَنَّهُ لَا يقبل العلاج وَلَا يبرء. فليغريوس قَالَ إِذا تشنجت عضلات الصَّدْر انجذب الْبدن إِلَى قُدَّام وَإِذا تشنجت عضلات الطُّهْر انجذب إِلَى خلف وَإِذا تشجنا جَمِيعًا تمدد الْبدن إِلَى الْجَانِبَيْنِ وَهلك سَرِيعا وَصَاحب التشنج لَا يُمكنهُ أَن يبتلع شَيْئا سَرِيعا ويشتبك أَسْنَانه. فيلغريوس قَالَ مِمَّا ينفع الكزاز الْأَدْوِيَة المدرة للبول والمرخ الْجيد بالإدهان الحارة وَالشرَاب الْحَار مَعَ طبيخ السداب أَو الزوفا فَإِن لم يغن هَذِه فَأن مَاء الْحمة يَنْفَعهُ أصلا. من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ التشنج الْحَادِث عَن الامتلاء والرطوبه حُدُوثه دفْعَة والحادث عَن الاستفراغ يحدث قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا كَانَ التشنج فِي الْبدن كُله فالعلة فِي الدِّمَاغ وَأَن كَانَ فِي جَمِيع الْأَعْضَاء خلا الْوَجْه فالعلة فِي مبدء النخاع وَأَن كَانَ فِي بعض الْأَعْضَاء فالعلة فِي الْموضع الَّذِي يَجِيء مِنْهُ إِلَى ذَلِك الْعُضْو الَّذِي يَجِيء مِنْهُ العصب إِلَى ذَلِك الْموضع الَّذِي كَانَ فِي نقدم الْبدن فالعلة فِي العضل الَّذِي فِي الْمُقدم وبالضد وَإِذا كَانَ من الْوَجْهَيْنِ فَهُوَ فِي جَمِيع العضل وَقَالَ التشنج يحدث أما عَن الرُّطُوبَة وَذَلِكَ يكون لِأَن العصب يتمدد عرضا بِتِلْكَ الرُّطُوبَة فينقبض طوله وَأما عَن اليبس فَيكون إِذا امْتَدَّ الْعرض طولا لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ ينقبض عرضه فهذان سَببا التشنج الْكَائِن كونا أوليا وَأما الْحَادِث بطرِيق الْعرض فَيكون أما من حرارة لِأَن الْحَرَارَة تجفف الْعرض وَأما من برودة لِأَن الْبُرُودَة تصلب وَتجمع وَرُبمَا كَانَ من قبل اجْتِمَاع الرطوبات فِي الْموضع أَو من شَيْء يلذع لِأَن اللذع يَدْعُو الْقُوَّة الدافعة إِلَى الْحَرَكَة قسرا كَمَا يعرض ذَلِك فِي الفواق إِذا تمدد العضل بالإرادة فَهُوَ على مجْرى الطَّبْع وَإِذا تمدد على غير إِرَادَة فَهُوَ من التشنج ويعرض من السكر والاستحمام الْكثير والراحة هَذَا الرطب مِنْهُ وَأما الْيَابِس فَيحدث من الاستفراغ والسهر والحميات المحرقة.) وَالْفرق بَين الصرع والتشنج أَن الصرع يغتر والتشنج لَا يغتر وَلَا يكون مَعَه ضَرَر الْأَفْعَال الذهنية. قَالَ التشنج يحدث إِمَّا فِي جَمِيع الْبدن بِمَنْزِلَة الصرع وَأما فِي بعضه بِمَنْزِلَة الْكَائِن فِي نصف عُضْو من قُدَّام أَو من خلف وَإِمَّا فِي الْعُضْو وَاحِد بِمَنْزِلَة الْقُوَّة ألف من حَرَكَة الصَّدْر والرية كَمَا قَالَ فِي اللقوة قَالَ أَبُو بكر إِنَّمَا يقتل التشنج فِيمَا يحدث بالخناق وَكَذَا قَالَ إِذا احْتبسَ التنفس تشنج الْحَيَوَان وَمَات لي وَإِنَّمَا يقتل التشنج فِيمَا سَمِعت مِنْهُ بالخنق وَكَذَا قَالَ يختنق الْحَيَوَان إِذْ حبس نَفسه وتشنج فَيَمُوت. الْيَهُودِيّ قَالَ التشنج الَّذِي يعرض للصبيان الَّذين قد بلغُوا إِلَى سبع سِنِين من حمى حادة مَا أقل من ينجو مِنْهُم وعلامات من يُرِيد أَن يبتدى بِهِ مِنْهُم ذَلِك حمى حادة محرقة لَا تفارق الْجِسْم ويبس الْبَطن وَتغَير الألوان إِلَى الصُّفْرَة والحمرة ويجف ريقهم ويسود ألسنتهم وتمتد حُلُوقهمْ وَتَكون أبوالهم أَولا محمرة فَإِذا اشتدت الْحمى وصعدت إِلَى الرَّأْس ابيض

الْبَوْل ويسرع ضَرْبَان الْعُرُوق جدا ويجفف وَحِينَئِذٍ يتشنجون فَانْظُر إِذا رَأَيْت هَذَا أَن يصب أَولا لبن الاتن ودهن الْورْد والبنفسج الْمبرد واسعط بِلَبن جَارِيَة ودهن قرع واسقه لعاب بزر قطونا م دهن بنفسج افْعَل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام فَإِذا كَانَ الرَّابِع فخبص رَأسه بدقيق شعير وبنفسج واكليل الْملك وبابونج مطبوخة مخبصة بدهن الشيرج وَخذ الرَّأْس من القحف إِلَى الْعُنُق كُله وضمد الْعُنُق بِهِ كُله وَإِن اضطررت فَاقْعُدْ فِيهِ فِي دهن بنفسج مفتر وَإِن لم يكن فا نطل الدّهن دَائِما على خرز الْقَفَا ولين الْبَطن بشيافة وحسه بِالشَّعِيرِ وَالسكر ودهن لوز بِالْغَدَاةِ وبيته بِاللَّيْلِ على بزر قطونا ودهن ورد فَإِذا كَانَ قد أَتَى عَلَيْهِ أَكثر من سنتَيْن فاسقه ترنجبينا قَلِيلا وَإِلَّا فَاسق لمرضعة دَائِما وليحلب على أوصاله وَرَأسه ويضمد إِن شَاءَ الله تَعَالَى لي هَذَا تَدْبِير يصلح للتشنج من استفراغ فِي جَمِيع الْأَسْنَان. وَقَالَ وعالج الْعُضْو المتشنج من جَمِيع الْأَسْنَان بِأَن تلبسها ألية طرية مشرحة وَلَا تنزعها حَتَّى نَتن فَإِذا انتنت فابدل غَيرهَا وبالمرهم الممول من الشحوم والمروخات وَاعْلَم أَن التشنج الَّذِي يهيج من اليبس يَجِيء قَلِيلا قَلِيلا وَالَّذِي من الرُّطُوبَة يهيج بَغْتَة وذد ذكرنَا علاج التشنج من رُطُوبَة فِي بَاب السكتة لِأَن علاجهما وَاحِد فِيمَا ذكر. الْيَهُودِيّ من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع من عرض لَهُ كزاز من ضَرْبَة مَاتَ وَمِنْه إِذا كَانَ مَعَ كزاز) مغص وقيء وفواق وَذُهُول عقل مَاتَ مِنْهُ وَمِنْه من كَانَ بِهِ كزاز من قُدَّام أَو خلف واعتراه ضحك مَاتَ سَاعَته. احتراس وعلاج قَالَ ابقراط فِي كتاب حفظ الصِّحَّة قولا أوجب أَن الدُّخُول فِي آبزن المَاء العذب الْحَار فِي كل يَوْم يُؤمن من الْوُقُوع فِي التشنج والمرخ بالدهن وَاللَّبن الْكثير. فِي تَدْبِير الصّبيان قَالَ فِي ابيذيميا الصّبيان المستعدون للتشنج الرطب لرطوبتهم وَضعف عصبهم وَهُوَ فيهم أقل مَكْرُوها. جورجس قَالَ سبق حُدُوث التشنج فِي الصّبيان حمى محرقة دائمة وسهر ويبس الْبَطن وصفرة اللَّوْن وجفاف الرِّيق وَتسود ألسنتهم وتمتد جُلُودهمْ وَينْقص الْبَوْل فِي آخر الْأَمر فعالجه بِوَضْع لبن الاتن أَو لبن الْعِزّ مَعَ دهن الْورْد والبنفسج على الرَّأْس والسعوط بِهِ وبدهن قرع فيسعط بِهِ وَخذ لعاب بزر قطونا واخلطه مَعَ دهن بنفسج وعرق رَأسه بِهِ نعما افْعَل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام وخبص رَأسه ورقبته بالخطمى ودقيق شعير وبنفسج يَابِس مطبوخة بلعاب بعض هَذِه الْأَشْيَاء وَيكون فاتراً وعَلى رَأسه إِلَى الْعُنُق واقعده فِي دهن بنفسج مفتر واجهد أَن تلين بَطْنه بالأشياء الملينة واسقه مَاء الشّعير ودهن بنفسج وسكر طبرزد وضع على لِسَانه الألعبة وَإِن كَانَ أَكثر وَاحْتمل فاسقه مِنْهَا وينفعه الخيارشير وامسح جسده نعما بِاللَّبنِ واحقنه بالحقنة الملينة وادم المرخ بالدهن وضع على الْموضع المتشنج الية طرية وَلَا ترفعه حَتَّى تنتن والتشنج الْيَابِس يعرض قَلِيلا قَلِيلا وَالرّطب ضَرْبَة. علاج التشنج الرطب يسقى الترياق الْكَبِير بِالْمَاءِ الفاتر والشيليثا بِمَاء الشبت وتعطسه

وتكبه على طبيخ المرزنجوش والشيح وورق الْغَار والسعد وورق الاترج وشبت واكليل الْملك وعالجه بالحقن الحادة والحبوب القوية وبالايارج ودهن الكلكلانج والثباذريطوس وبايارج جالينوس والسداب الْبري والصعتر البحري وادهنه بدهن الجندبادستر ودهن الزَّيْتُون واحضرها كلهَا نفعا دهن الْقسْط. وَقد يعالج أَيْضا بشحم الْحَيَّة وشحم الْحمام وَلَا يَنْبَغِي أَن يقرب الأدهان الَّتِي فِيهَا قبض وَلَو كَانَت حارة مثل دهن الناردين ويعظم نفع الكماد الْحَار لَهُم والسعوط بمرارة الكركى بِمَاء السلق وَنَحْوهَا والشيليثا بِمَاء الشابانك وَأكْثر مِنْهُم إِذا برىء بَعضهم يعقبه فالج فِي ذَلِك الْموضع ابيذيميا الْحمى يشفى التشنج لِأَن التشنج إِذا تبع الْحمى يكون التشنج الْيَابِس وَأما الرطب فَلَا فَإِذا كَانَ) ألف قبل حمى تشنج فَهُوَ فِي أَكثر الْحَالَات تشنج رطب والحمى تحل تِلْكَ الفضلة عَن العصب. طيماوس قَالَ إِذا تمدد العضل ورؤوسه إِلَى قُدَّام يُسمى تشنجا من قُدَّام وَإِن تشنج إِلَى قَالَ وَذَلِكَ يكون إِذا تمددت الْأَعْضَاء برِيح نافخة هَذِه الرّيح تنْحَل بالأدوية المسخنة طلاءا وَمن دَاخل لِأَن الْجلد يسخف وَهِي تلطف فتنحل تِلْكَ الرّيح وَلذَلِك صَارَت الْحمى أَنْفَع شَيْء إِذا تبِعت هَذِه الْعلَّة لِأَنَّهَا تسخن الْبدن إِلَى غوره فتنحل تِلْكَ الرِّيَاح وَتذهب تِلْكَ التمدد. تقدمة الْمعرفَة وَإِذا عرض للصبيان حمى حادة واعتقال الْبَطن وسهر وتفزع وتحّول ألوانهم مرّة إِلَى الْحمرَة وَمرَّة إِلَى الخضرة وَمرَّة إِلَى الكمودة فَإِنَّهُم يقعون فِي التشنج فأسهلهم فِيهِ وقوعا أَصْغَرهم سنا من حِين يرضعون إِلَى أَن يبلغُوا سبع سِنِين فَأَما الَّذين لَهُم أَكثر من هَؤُلَاءِ وَالرِّجَال فَإِنَّهُم لَا يعرض لَهُم فِي حمياتهم التشنج مَتى لم يحدث عَلَيْهِم دَلِيل من أدلته قَوِيَّة كالحادث فِي البرسام والتشنج فيسرع إِلَى لاصبيان برءا وخاصة إِلَى الرضع مِنْهُم وَالسَّبَب فِي ذَلِك فِي صغر السن خَاصَّة إِذا كَانَ اللَّبن غليظا ويعرض لمن فَوْقهم بِسَبَب كَثْرَة الأغذية فِي غير أَوْقَاتهَا وَذَلِكَ أَنهم لَا يفهمون شَيْئا خلا الْأكل. يعين على ذَلِك ضعف قُوَّة العصب فيهم وَذَلِكَ أَن فِي الصّبيان قوتين وهما الَّتِي فِي الكبد وَالَّتِي فِي الْقلب فَأَما الَّتِي فِي الدِّمَاغ فضعيفة جدا وَلذَلِك يسهل وُقُوع الصّبيان فِي التشنج ويسهل رجوعهم مِنْهُ إِلَى الْحَال الطبيعية. فَأَما الرِّجَال فَلَا يسهل وقوعهم فِيهِ وَلَا خُرُوجهمْ مِنْهُ لشدَّة قُوَّة العصب فيهم وَقد يحدث التشنج من غير حمى إِذا غلب الْبرد على مزاج الْبدن وَكَثُرت فِيهِ الأخلاط النِّيَّة الغليظة وَيحدث أَيْضا إِذا حدث فِي الأوتار والعصب ورم حَار ويشاركها الدِّمَاغ فِي الْعلَّة والدلائل الردية الَّتِي يحدث بعقبها التشنج فِي الحميات بِالرِّجَالِ اعوجاج الْوَجْه خَاصَّة وتصريف الْأَسْنَان وَكَثْرَة طرف الْعين وَالْحَرَكَة.

فَأَما الصّبيان فَإِنَّهُ يكفى فيهم السهر والتفزع والبكاء لشدَّة تمدد الْبدن واعتقال الْبَطن فَأَما الألوان الْخضر والتمدد فَتعين على ذَلِك بِأَن فِي الْبدن أخلاطا رَدِيئَة وَاسْتدلَّ على موت من يَمُوت ألف وسلامة من يسلم بِسَائِر الدَّلَائِل الْأُخَر وَلَا يحكمن من دَلِيل وَاحِد أبدا.) فُصُول أَن تكن الْحمى بعد التشنج فَهُوَ خير من أَن يكون التشنج من بعد الْحمى إِذا حدث التشنج بَغْتَة فَيجب ضَرُورَة أَن يكون من امتلاء وَإِنَّمَا يمتلى العصب من الكيموس اللزج الْبَارِد الَّذِي مِنْهُ غذاؤه فَإِذا حدثت الْحمى بعد هَذَا التشنج فكثيرا مّا يسخن ذَلِك الكيموس الَّذِي مِنْهُ امتلاء العصب وتذيبه وتلطفه وتحلله فَإِذا عرضت حمى محرقة فجففت الْبدن كُله ثمَّ إِن عرض التشنج من قبل اليبس فالآفة عَظِيمَة جدا وَذَلِكَ إِنَّه لَا يكَاد يبرؤ لِأَن العصب يحْتَاج إِلَى أَن يرطب إِلَى مُدَّة طَوِيلَة فشدة قُوَّة الْمَرَض لَا تمهل لَكِن تحل الْقُوَّة سَرِيعا فتجلب موتا سَرِيعا. التشنج والتمدد يعرض فِي العصب أما من قبل الأورام الحارة الجاسية أَو من قبل الْبرد واليبس المفرط وَمن إِصَابَة تشنج أَو تمدد ثمَّ اعترته حمى انحل بهَا ذَلِك التشنج. التمدد صنف من أَصْنَاف التشنج إِلَّا أَنه لَا ترى الْأَعْضَاء فِيهِ للتشنج بل يتمدد إِلَى وَرَاء وَإِلَى قُدَّام تمددا سواءا وَلذَلِك خص باسم التمدد فَجَمِيع أَصْنَاف التشنج ثَلَاثَة التشنج إِلَى خلف والتشنج إِلَى قُدَّام والتمدد وجميعها إِمَّا من امتلاء الْأَعْضَاء العصبية أَو من استفراغها وَمَا يتبع من التشنج حمى محرقة فَوَاجِب أَن يكون من اليبس وَمَا حدث ابْتِدَاء فَهُوَ من امتلاء وَهَذَا الصِّنْف إِذا حدث بعده حمى الرّطبَة بالرطوبة الَّتِي فِي العضل وانضجت بعض برودته فَهَذَا مَا عرض الْأَطِبَّاء فِيهِ لي التشنج هُوَ أَن يرى الْعُضْو قد قصر والتمدد هُوَ أَن يرى قد امْتَدَّ إِلَى جَانب من غير أَن ترَاهُ قد تقبض وَقصر وَقَالَ قد رَأَيْت التشنج حدث كم مرّة عَن لذع شَدِيد فِي فَم الْمعدة كَمَا عرض لفتى يتقيؤ مرَارًا زنجاريا فَإِنَّهُ لما تقيأ هَذَا المرار أَصَابَهُ لذع شَدِيد فِي فَم معدته ثمَّ تشنج فَلَمَّا استوفى قىء هَذَا الْخَلْط ذهبت حماه وتشنجه جَمِيعًا. قَالَ الَّذِي يكون من الامتلاء يبرؤ بالاستفراغ وَالَّذِي يكون من الاستفراغ فَلَا يكَاد يبرؤ لي التشنج هُوَ أَن يرى الْعُضْو قد قصر والتمدد إِلَى أَن كَانَ شَيْء يخلص من التشنج الْيَابِس فَهَذَا التَّدْبِير يجلس العليل فِي المَاء والدهن الفاترين ويحلق الرَّأْس ويضمد بالمياه واللعابات مَعَ الْأَشْيَاء الملينة وَيُوضَع على الفقار كُله والمفاصل فِي كل مَوضِع الية يشد عَلَيْهِ يحل ويدلك ويسخن ويعاد وينقل إِلَى المَاء الفاتر ويسعط بدهن القرع ويعرق الرَّأْس بِهِ وَيجْعَل عَلَيْهِ بقطنة وَيجْعَل فِي بَيت بَارِد جدا لَا يعرقن فِيهِ الْبَتَّةَ وَيطْعم حسا دسماً لينًا مَعْمُولا من مَاء شعير ودهن لوز وَالسكر يحسى مِنْهُ مَا أمكن ثمَّ يحسى بعده أَيْضا حسا متخذا من لباب الْخبز وَمَاء اللَّحْم وَالشرَاب ويسقى شرابًا قد مزج بِمَاء كثير فيدام مرخ المفاصل والخرز بالدهن والألعبة ويحقن بِالْمَاءِ ودهن) البنفسج ولعاب بزرقطونا.

وَقَالَ التشنج يعرض من الحرق على وَجْهَيْن أَحدهمَا فِي أول الْأَمر للذعة فَم الْمعدة وَهُوَ يبرؤ ويسكن بذهاب ذَلِك اللذع وَالْآخر عِنْد شدَّة الاستفراغ فَلَا يكَاد يبرؤ وَهُوَ من عَلَامَات الْمَوْت وَقَالَ التشنج الْحَادِث من جِرَاحَة من عَلَامَات الْمَوْت فِي الْأَكْثَر وَذَلِكَ يكون لما تتبع الْجراحَة من الورم إِذا كَانَ فِي عُضْو عصبي وَأول مَا يعرض التشنج فِي الْمَوَاضِع الْمُقَابلَة لموْضِع الورم ثمَّ ينفجر دفْعَة إِلَى الْبدن. التمدد يهْلك إِلَى أَرْبَعَة أَيَّام فَإِذا جَاوز هَذِه فَإِنَّهُ يبرؤ. قَالَ جالينوس التمدد من الْأَمْرَاض الحادة لِأَنَّهُ مركب من التشنج الْكَائِن إِلَى خلف والكائن من قُدَّام فبالواجب صَار بحرانه وانقضاؤه بِسُرْعَة إِذا كَانَت الطبيعة لَا تحْتَمل تَعب تمديده مُدَّة المَاء الْبَارِد فِي وسط الصَّيف إِذا صب مِنْهُ على رَأس الْأَسْنَان شَيْء كثير على الْإِنْسَان الخصب الْبدن أَن يحل التشنج الْحَادِث من امتلاء لِأَنَّهُ يحدث للحرارة انعطافا إِلَى دَاخل فيسخن ويحلل وينضج وَيَنْبَغِي أَن يحذر اسْتِعْمَاله فِي التشنج الْحَادِث من قرحَة لِأَن هَذَا يضرّهُ المَاء الْبَارِد فَمن حدث بِهِ التشنج من قرحَة فِي أَعْضَاء عصبية فَإِن المَاء الْبَارِد أَشد الْأَشْيَاء مضادة وَالْمَاء الْحَار قوي الْفِعْل عَظِيم الْغناء فِي التشنج. من اعترته الرّبع فَلَا يكَاد يَعْتَرِيه التشنج وَإِن اعتراه التشنج قبل الرّبع ثمَّ حدث الرّبع سكن التشنج. أما التشنج الَّذِي يكون من قبل الاستفراغ فَهُوَ أحّد الْأَمْرَاض واقتلها. وَأما الْكَائِن من امتلاء الْأَعْضَاء العصبية مثل التشنج الْكَائِن عِنْد الصرع فَلَيْسَ هُوَ بالحاد وَلَا فِيهِ من الْخطر مثل مَا فِي الأول وَالَّذِي ذكره ابقراط فِي هَذَا الْموضع هُوَ التشنج الَّذِي هُوَ من امتلاء وَالْأَمر فِيهِ كَمَا قَالَ لِأَن الرّبع يجْتَمع فِيهِ نافض شَدِيد وحرارة قَوِيَّة فينفض الأخلاط وينضجها وَهَذَا هُوَ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. إِذا حدث ألف تشنج عَن حمى أَو كي أَو جِرَاحَة أَو شدَّة حر الْهَوَاء ولهيب وكرب فَهُوَ ردىء لِأَنَّهُ تشنج اليبس والحادث عَن السهر ردىء لِأَن السهر أبلغ الْأَشْيَاء فِي تجفيف الْبدن من اختيارات حنين مَا يشرب لتشنج العصب من خلف أصل الْفطر عشرُون درهما يطْبخ برطلين مَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث ويصفى وَيُؤْخَذ مِنْهُ قدر ثَلَاث أَوَاقٍ يفتر وَيصب عَلَيْهِ دِرْهَمَيْنِ) دهن لوز حُلْو وَيشْرب. شراب ينفع من تشنج العصب الرطب يُؤْخَذ عود بِلِسَان عشرَة دَرَاهِم يصب عَلَيْهِ رطلان مَاء ويطبخ حَتَّى يبْقى الثُّلُث ويصفى وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم ثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ دِرْهَمَيْنِ دهن لوز حُلْو إِن شَاءَ الله أَو يُؤْخَذ فوتنج عشرَة دَرَاهِم فيطبخ برطلين مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ثمَّ يصفى ويلقى عَلَيْهِ نصف رَطْل سكر وَمثله عسل ويطبخ وَيُؤْخَذ رغوته ويسقى كل يَوْم مثل الْجلاب.

الروفس فِي الماليخوليا قَالَ إِذا عرض بِمن بِهِ تمدد أَن يظنّ أَن بدنه ممتلى فَذَلِك أشّر شَيْء جدا. اطهورسفس دم السلحفاة إِن احتقن بِهِ مَعَ جندبادستر نفع من التشنج نفعا عَظِيما. اغلوقن قَالَ إِذا كَانَ بالمريض تشنج وَاحْتَاجَ إِلَى استفراغ الدَّم فَلَا يستفرغ مِنْهُ مِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ بدنه بِحَسب امتلائه بِمدَّة لَكِن استفرغ مِنْهُ بِمِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ بدنه وَاعْلَم أَن هَذَا الدَّاء يستفرغ العليل بالوجع والأرق. الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ حذاق الْأَطِبَّاء إِذا تشنجت الْأَعْضَاء الَّتِي دون الْوَجْه قصدُوا بالعلاج قَالَ وَقد نرى مَرَّات كَثِيرَة التشنج يحدث فِي الشفتين وَفِي الْعَينَيْنِ وَفِي جلدَة الْجَبْهَة وَفِي جملَة اللحيين وَفِي أصل اللِّسَان ويقصد فِي ذَلِك كُله إِلَى الدِّمَاغ بالعلاج. الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ من النَّاس من يعم معدته من ذكاء الْحس إِن ابطأ عَن الطَّعَام أَو تقيأ خلطاً لذاعا أَو اتخم تخمة ردية تشنجوا قَالَ فافصد لمن يُصِيبهُ حَرَكَة تشنج عَن الإبطاء فِي الطَّعَام أَن يطعمهُ قبل عَادَته خبْزًا نقيا محكما مَعَ بعض الْأَشْيَاء القابضة المقوية لفم الْمعدة وتسهلهم بعده بالإيارج لينقى الْمعدة من الْخَلْط الردىء الَّذِي يتَوَلَّد فِيهَا. قَالَ قد رَأَيْت أَقْوَامًا أَصَابَهُم فِي الحميات تشنج من غير أَن يتَقَدَّم شَيْء من العلامات المنذرة بِكَوْن التشنج لما تقيؤا مرَارًا استرحوا من ساعتهم وتقيأ مِنْهُم قوم كراثية ونيلجية وَهَؤُلَاء كلهم يَنْبَغِي أَن يعْنى بِفَم معدتهم بتنقيتها من هَذِه الأخلاط وتقويتها بإيارج فيقرا فَإِنَّهُ يقوى الْمعدة وينقيها من هَذِه الأخلاط ويقويها على أفعالها الْخَاصَّة بهَا ألف. من الْعِلَل والأعراض قَالَ التشنج الْكَائِن مَعَ الأورام هُوَ على الْأَكْثَر تشنج امتلاء. إِن ابقراط قَالَ النَّاس إِذا قصدُوا مداواة من بِهِ تشنج من قُدَّام أَو من خلف أَو من الْجِهَتَيْنِ جَمِيعًا أَو اخْتِلَاج أَو ارتعاش أَو استرخاء فِي جَمِيع بدنه قصدُوا بالعلاج إِلَى مُؤخر الرَّأْس إِن) تشنج الْبدن إِلَى قُدَّام فَإِن عضلات الْخلف متشنجة وَإِن تشنج الْبدن إِلَى خلف فَإِن عضلات القدام متشنجة وَبِالْعَكْسِ وَإِن تشنج من الْجَانِبَيْنِ ففيهما جَمِيعًا وَإِن حدث بعقب الشَّرَاب فَإِنَّهُ من امتلاء. يشرب للَّذي من امتلاء حلتيت قدر لوزة أَو جندبادستر مَعَ عسل فَإِنَّهُ نَافِع وَإِن ظهر امتلاء فافصد واحقن بحقنة حادة ابْن ماسويه قَالَ يُصِيب الصّبيان تشنج بعقب حمى وَقل مَا يتخلصون مِنْهُ وَيظْهر بهم سهر وبكاء دَائِم وجفاف الْبَطن وَتغَير اللَّوْن إِلَى الصُّفْرَة والخضرة وجفاف اللِّسَان وامتداد الْجلد واسوداده وَحُمرَة الْبَوْل أَولا ثمَّ يبيض بعد ذَلِك عِنْد صعُود الْحَرَارَة إِلَى الرَّأْس. مَجْهُول يطلى الْبدن بجندبادستر مدافا فِي دهن الشبت وَاجعَل تدبيرهم لطيفا بأغذية سريعة الهضم.

روفس فِي كتاب التَّدْبِير دَلِيل التشنج المهلك أَن يتشنج مَعَه الْبَطن. من النبض الْكَبِير لعبد الرَّحْمَن أَصْحَاب التشنج يموتون وأبدانهم بعد حارة لي بَان فِي الْكتب أَن التشنج هُوَ انضمام العضل إِلَى أَصله لَكِن مَعَ حَرَكَة مّا غير إرادية وَأما التمدد فامتداده إِلَى أَصله مَعَ سُكُون تَامّ فَلَا يُحَرك بتة. ابْن سرافيون قَالَ التشنج الْيَابِس يحدث قَلِيلا قَلِيلا وَأما الرطب فَإِنَّهُ يحدث بَغْتَة وَذَلِكَ إِنَّه ينصب إِلَى العضل شَيْء يزِيد فِي عرضه فَيحدث الْعُضْو نَحْو أصل العضلة ويعين على حُدُوث قَالَ التشنج الْحَادِث عَن الامتلاء سهل العلاج وَأما الْحَادِث عَن استفراغ فعسرشاق فَاسق أَولا للتشنج الرطب الْحُبُوب القوية الإسهال لي يَنْبَغِي أَن تكون هَذِه الْحُبُوب قَوِيَّة الإسهال جدا وخاصة فِي الجذب من العصب وَتَكون مَعَ ذَلِك مسخنة وتركيب هَذِه يكون من شَحم الحنظل وقثاء الْحمار والقنطوريون والعاقرقرحا والخردل والجندبادستر والشيطرج وَنَحْو ذَلِك من الصموغ الحادة مثل الجاوشير والقنة والحلتيت والسكبينج. قَالَ ألف ثمَّ اِسْقِهِمْ بعد ذَلِك دهن الخروع على مَا فِي بَاب اللقوة وادهنه بدهن السوسن والجندبادستر فَأَما الْيَابِس فامنعهم من الْحَرَكَة ثمَّ قَالَ أَشْيَاء فِيهَا غلظ وَهُوَ يصلح لعلاج التشنج الرطب قَالَ خُذ من الزَّيْت الْعَتِيق الركابى رطلا وشمع أَحْمَر اوقيتين وفربيون أُوقِيَّة فامرخ بِهِ أصل الْعُضْو أَو العصب وأعطهم الأغذية اللطيفة وَقَالَ التمدد يحدث على الْأَكْثَر بالصبيان إِلَى سبع سِنِين. وَأعْطى العلامات الَّتِي أَعْطَاهَا ابْن ماسويه فِي التشنج بالصبيان قَالَ) عَلَيْك بالسكوبات على الرَّأْس والخرز وانقع صُوفًا فِي لبن الاتن وَضعه على رؤوسهم وَاضْرِبْ مَعَ اللَّبن دهن بنفسج واسعطهم بِلَبن جَارِيَة ودهن قرع أَو نيلوفر أَو بنفسج أَو دهن لوز حُلْو مَعَ لبن اتان وأدم الْجُلُوس فِي طبيخ ورق السمسم والبنفسج والخس والنيلوفر وَإِن صَعب الْأَمر فأقعده فِي آبزن فِيهِ دهن حل مقشر وألعقه دَائِما لعاب البزرقطونا وَمَاء الرُّمَّان الحلوودهن لوز وَاجعَل على الرَّأْس دَائِما ضماد خطمي وبنفسج يَابِس ونيلوفر ودهن حل واسقهم خياشنبر بدهن اللوز واحقنهم بحقن لينَة وَإِن كَانَت حمى فَاسق مَاء الشّعير وَمَاء القرع وَإِن كَانَ الْبدن سليما من العفن فاصلح الْأَشْيَاء لَهُ لبن الاتن وَاللَّبن جملَة يسقى مِنْهُ أَربع اواق مَعَ نصف أُوقِيَّة دهن لوز حُلْو وأوقية وَنصف سكر واحلب دَائِما على اليافوخ اللَّبن فَإِن تشنج عُضْو مّا فادم مرخه بدهن الية مذابة مَعَ دهن نرجس وَإِن شِئْت فَخذ عكر السمسم وعكر دهن اللوز والبزر كتَّان ولعاب الحلبة ودهن الية وانعم سحقه وضمد بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تليين الْأَعْضَاء وتسخينها.

الباب التاسع

(الْبَاب التَّاسِع) (ليثرغس وقرانيطس وقادس. .) (وَالْفرق بَين ليثرغس) وقرانيطس وانتقاله إِلَى قرانيطس وقرانيطس اليه. الْمقَالة الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ صَاحب السبات يكون ملقى لَا يحس وَلَا يَتَحَرَّك إِلَّا أَن تنفسه صَحِيح وَهَذَا الْفرق بَينه وَبَين السكتة وينحل فِي أَكثر الْأَمر إِلَى الْعَافِيَة فَأَما قاطوخس وَهُوَ الجمود والشخوص فَإِن الآفة تنَال فِيهَا مُؤخر الدِّمَاغ أَكثر وَتَكون الأجفان مَعَه مَفْتُوحَة وَفِي السبات مغمصة لي يستعان بِالثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَة من هَذَا الْكتاب وبجوامع الثَّالِثَة مِنْهُ ألف. من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض فِي الْعين المقلصة قَالَ الْفرق بَين السبات والجمود فتح الْعين وتغميضها والسبات يكون من الْبرد والرطوبة والجمود من الْبرد واليبس. الْمقَالة من الأخلاط نتف الشّعْر ينْتَفع بِاسْتِعْمَالِهِ فِي الَّذين يعرض لَهُم السبات. الْمقَالة الأولى من الْفُصُول إِذا غلب على الدِّمَاغ برد قوي ثمَّ خالطه رُطُوبَة حدث ليثرغس وَإِذا خالطه يبس حدث الجمود. الْإِسْكَنْدَر فِي كِتَابه فِي البرسام قَالَ ليثرغس تعترى الرَّأْس من البلغم كَمَا أَن قرانيطس يَعْتَرِيه) من الصَّفْرَاء قَالُوا ويثقل مَعَه الدِّمَاغ حَتَّى لَا يذكر العليل الْكَلَام الَّذِي تكلم بِهِ وَيجب تغميض عَيْنَيْهِ دَائِما والسكون وبقدر غَلَبَة الصَّفْرَاء فِي هَذَا الْخط تصعب هَذِه الْأَعْرَاض ويخلو من البلغم وبقدر برده يعظم وَإِذا كَانَا متكافيين كَانَ السهر والهذيان حَاله كحاله وَمن كَانَ مِنْهُم مَرضه قَوِيا فَلَا يُجيب إِذا سُئِلَ وَلَا يَتَحَرَّك وَتَكون مجسته صَغِيرَة بطيئة وَأما من كَانَت علته ضَعِيفَة فَإِنَّهُ يُجيب وَيفتح عَيْنَيْهِ إِذا صَوت بِهِ ثمَّ يعود فيغمضها فافحص عَن الْقُوَّة وَإِن أمكنت فافصد ثمَّ صب الْخلّ ودهن الْورْد على الرَّأْس وَبعد ذَلِك بأيام إِذا انحطت الْعلَّة فاطل جَبهته بالجندباستر والفوتنج والسعتر المحرقة بالخل فَإِن هَذَا الْخَلْط عَظِيم النَّفْع ثمَّ عطسه بالكندس مَعَ شَيْء يسير من جندباستر وَلَا تكْثر العطوس فَإِنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس وادهن رَأسه بدهن قثاء الْحمار مَعَ خل العنصل فَإِن هَذَا وَحده رُبمَا أَبرَأَهُ من السبات واغمز أَطْرَافه وأربطها فَإِن أزمن فَاحْلِقْ الرَّأْس واطل عَلَيْهِ الْأَشْيَاء اللذاعة واسقه المسخنات وَإِذا انْتَهَت الْعلَّة فاسقه الشَّرَاب وأسهل الْبَطن وَأدْخلهُ الْحمام فَإِنِّي قد رَأَيْت نَاسا مِنْهُم لم

ينبههم شَيْء غير الْحمام وَإِن كَانَت قواهم ضَعِيفَة فأجلسهم فِي المَاء الْحَار إِلَى الْعُنُق وَلَا يقرب الرَّأْس ماءا الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ يوهنه ويضعفه ويخشى عَلَيْهِ نكاية ويعظم ضَرَره. وَأما الثَّبَات الْمُسَمّى بالقادس فَإِن علاجه قريب من علاج ليثرغس وَيكون فِي مقدم الرَّأْس وتفسد قوتة الْحَواس وَيكون هَذَا الوجع من وجع شَدِيد يعرض فِي الدِّمَاغ وَقد يعرض هَذَا أَيْضا إِذا ثقب القحف فَوق الخطاء بحجاب الدِّمَاغ. العلامات قَالَ ليثرغس شَبيه قرانيطس وَيفرق بَينهمَا بِكَوْن الوجع والتنفس والمجسة وَشدَّة الْحمى فَإِن ليثرغس ألف الْحَرَارَة ضَعِيفَة والتنفس صَغِير بطيء والنبض موجى وَأَصْحَاب ليثرغس ينحدرون نَحْو أَرجُلهم على فرشهم وَأَصْحَاب قرانيطس يتصاعدون نَحْو رؤوسهم وَإِذا رَأَيْت قرانيطس قد غارت بِهِ الْعين ودام التغميض وسال الرِّيق وَأَبْطَأ النبض فَإِن قرانيطس قد انْتقل إِلَى ليثرغس لي عَلامَة التهيء للوقوع فِي ليثرغس ثقل الرَّأْس وطنين فِي الْأذن وَحمى لينَة مَعَ نظام المجسة وثتاوب دَائِم وتهبج الْوَجْه وَشدَّة النّوم وَغَلَبَة النسْيَان والبلادة وإبطاء الْجَواب فِي الْكَلَام وَلَا يُمكن إِخْرَاج لِسَانه من فِيهِ إِلَّا بإبطاء. قاطوخس وَهُوَ الشخوص يعرض مَعَه حمى مَعَ إبطاء انْقِطَاع الصَّوْت فِيهِ وشخوص الْبَصَر وَلَا يطرف الْبَتَّةَ حَتَّى تَنْتَهِي نوبَة الْحمى فَإِذا انْتَهَت حركوا أَعينهم وتدمع أَبْصَارهم وترم ويشتهون) شم الطّيب ويكرهون النتن ويحولون وُجُوههم عَنهُ وَإِن مسهم أحد وَغَيرهم كَرهُوا ذَلِك وامتنعوا مِنْهُ فَإِذا كَانَ عِنْد هبوط الْحمى عرقوا عرقا كثيرا دايما وأقلعت الْحمى عَنْهُم سَاعَة ثمَّ عَادَتْ فَإِذا رَأَيْت فِي هَذَا الْقسم الْحمى الشَّدِيدَة وَالنَّفس عَال وَالْعين منقلبة والعرق كثيرا حارا وبثوراً فِي الْوَجْه والصدر مُدَوَّرَة وبردا فِي الْأَطْرَاف فَإِنَّهُم يموتون وَالْفرق بَينه وَبَين ليثرغس أَن هَؤُلَاءِ أَعينهم مَفْتُوحَة وَأَصْحَاب ليثرغس أَعينهم مغمضة ووجوه هَؤُلَاءِ حمر وَالْوُجُوه فِي ليثرغس صفرا ورصاصي قَالَ ليثرغس يَنْقَطِع أَصْوَاتهم وَلَا يسمع لَهُم لفظا الْبَتَّةَ لي يستعان بِهَذَا الْكتاب. الْمقَالة الْحَادِيَة عشر من النبض قَالَ أَصْحَاب ليثرغس كثيرا مَا يغمضون أَعينهم وينغمسون وينخرون ويمكثون زَمَانا طَويلا مفتوحي الْأَعْين شاخصين لَا يطرفون بِمَنْزِلَة مَا يعرض فِي قاطوخس وَهُوَ الجمود وَإِن سئلوا عَن شَيْء واستدعى مِنْهُم الْكَلَام فيكرهون مَا يحسون وَكَثِيرًا مَا يخلطون وَلَا يجيبون بِجَوَاب صَحِيح ويهدؤون ويتكلمون بِكَلَام لَا يعْنى لَهُ فَهَذِهِ صفة ليثرغس وَقَالَ أبدان أَصْحَاب ليثرغس مهيجة كَأَنَّهَا أموات وَأَصْحَاب الجمود لم يبلغ بهم الْأَمر إِلَى غَلَبَة الْبرد بِالْكُلِّيَّةِ على أبدانهم كالحال فِي ليثرغس وَفِيهِمَا جَمِيعًا مَوضِع الْعرق أسخن من سَائِر الْجَسَد. الْمقَالة الثَّالِثَة عشر قَالَ الجمود يعرض من قبل شرب مَاء بَارِد ألف فِي غير وقته أَو بِمِقْدَار لَا يَنْبَغِي أَو استحمام بِمَاء بَارِد أَو أكل فَاكِهَة مبردة على الثَّلج فِي وَقت لَا يَنْبَغِي

وَبِالْجُمْلَةِ فالجمود يحدث من كل شَيْء يُولد فِي الْبدن بلغما بَارِدًا غَايَة الْبرد وَهُوَ البلغم الزجاجي لي يَنْبَغِي هَذَا للمستعد لهَذِهِ الْعِلَل أَن يتَجَنَّب جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي يبرد. الْخَامِسَة من ابيذيميا قَالَ الْعِلَل الَّتِي يضعف فِيهَا الْفِكر كالسبات والجمود ينفع مِنْهَا أَن يسمع العليل وَيرى مَا يغتم بِهِ ليهيج الْفِكر بذلك وَيُرَاجع. بولس قَالَ يكون فِي ليثرغس حمى لينَة وسبات والنبض عَظِيم متفاوت مرتعش وَالنَّفس عَظِيم متفاوت بطيء ويبطئون بالانتباه وَالْجَوَاب ويعرض لَهُم اخْتِلَاط الْعقل وتثاوب كثير فَتبقى عِنْد التثاوب أَفْوَاههم مَفْتُوحَة كَأَنَّهُمْ قد نسوا إطباقها ويعرض لأكثرهم خَلفه برَاز رطب وَفِي الندرة تكون بطونهم يابسة وأبوالهم مثل أَبْوَال الْحمير وَمِنْهُم من يعرض لَهُ ارتعاش وتعرق أَطْرَافه فابدأ بالفصد إِن أمكن إِن احتملت الْقُوَّة فَإِن لم تحْتَمل فالحقن الحادة وَيكون العليل فِي بَيت وَاسع معتدل الضَّوْء وضع على رَأسه دواءا قد) فتق بِهِ جندباستر وَقد يوضع عَلَيْهِ خل ودهن ورد مَعَ جندباستر لتقوي الرَّأْس بهما ويسخن بالجندباستر يدلك الْأَطْرَاف وَسَائِر الْجَسَد بالزيت والنطرون أَو بالعا قرقرحا والفلفل وَحب المازريون ليلذع ويشموا أَشْيَاء حريفة مثل الصعتر الْمَطْبُوخ بالخل والحشا والفوتنج ويحتكون بالخردل والعنصل وَالْعَسَل ويتغرغرون بالسكنجبين وخردل وفوتنج ويسقون من شراب رَقِيق الصّرْف فليلطف ملعقة مَعَ مَاء وخل وَإِن كَانَت الْعلَّة مزمنة وَكَانَ مَعهَا ارتعاش فليعطوا جندبادستر اثْنَا عشر قيراطا إِلَى ثَمَانِيَة عشر قِيرَاط وَإِن كَانَ الْخَلْط كثيرا فاخلط مَعَه سِتَّة قراريط سقمونيا وَإِن ثبتَتْ الْعلَّة فَاحْلِقْ الرَّأْس وكمده بالملح والجاوشير والطخه بعد بالخردل وعطسه وضع المحاجم على النقرة والفقار بِلَا شَرط بل بِنَار كَثِيرَة وَفِي بعض الْأَوْقَات بِشَرْط وَلَا تمهل الْبَتَّةَ إسهال الْبَطن وإدرار الْبَوْل بالحقن وبالتي يدر الْبَوْل ويدلك الْعنَّة بدهن السداب وبدهن قثاء الْحمار مَعَ جندبادستر وليدمن تجرع المَاء الْحَار مَعَ شَيْء من الْأَشْرِبَة الحارة الملطفة وَإِن لم ينتبه فاغمز أَطْرَافه حَتَّى يتوجع مِنْهَا ويحلق شعر رَأسه وينتف وينخس لِئَلَّا ينَام ويدلك الْفَخْذ والساق حَتَّى يحمر ألف فَإِن نَفعه يعظم حَتَّى إِذا انحطت الْعلَّة ريض بِرِفْق وَاسْتعْمل فِيهِ تَدْبِير الناقه. فَأَما قاطوخس فَإِنَّهُ مثل السكتة وَيكون العليل قد انجذب عُنُقه إِلَى فَوق حَتَّى لَا يقدران وَلَا يتَبَيَّن لَهُ نفس بل يكون ملقى كالميت لَكِن عَيناهُ مفتوحتان ونبضه صَغِير ضَعِيف متدارك وَلَا يتْرك مَا يُصِيب فِي حلقه فَإِن كَانَت علته شَدِيدَة ومادة هَذَا الْمَرَض بَارِدَة يابسة فَإِذا لحق هَذَا الْمَرَض إنْسَانا بَقِي بِحَالهِ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا وعلاجه كعلاج السكتة وَإِن عرض بعد السكتة فَهُوَ قَاتل وَإِن عرض فَسَاد الطَّعَام أَو تخمه يَنْبَغِي أَن يقيء ويكمد الْبَطن ويتجرع. الْإِسْكَنْدَر قَالَ خير علاج ليثرغس خل خمر ودهن ورد يضربان وَيَضَع على الرَّأْس وَإِن كَانَ البلغم بَارِدًا فليجعل مَعَه طبيخ الفوتنج والجندبادستر ولتنطل جَبهته بالجندبادستر وبشعر إِنْسَان محرق وَإِن عسر انتباهه فعطسه وَاجعَل على رَأسه أَشْيَاء ملزعه مثل خل العنصل فَإِنَّهُ جيد لمن يسبت سباتا شَدِيدا وَإِن اضطررت فَاحْلِقْ رَأسه واطله بالجمرة فَإِنِّي

قد رَأَيْت قوما تخلصوا بِهِ وَحده ولطف غذاؤه وَلَا يكون جَدِيدا وَلَا ضَارِبًا إِلَّا الرَّأْس لَكِن أعْطه عصارة اللوز مَعَ عسل أَو عصارة الشّعير المقشر أَو مَاء الشّعير مَعَ شراب الْعَسَل وَلَا تبل رَأس العليل الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ إِن بل رَأسه غشى عَلَيْهِ وأضره حَتَّى إِذا أحسست مَرَّات حِينَئِذٍ أغسل رَأسه. سرابيئون) قَالَ قاطوخوس مَعْنَاهُ الآخذة وَذَلِكَ إِنَّه إِذا أصَاب الْإِنْسَان بَقِي على الْحَال الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا حِين أحدثه قَائِما كَانَ أَو نَائِما أَو قَاعِدا أَو يكون إِذا حدث فِي الْبَطن الْمُؤخر من الدِّمَاغ سمى سوء مزاج بَارِد يَابِس ونبضهم أَصْلَب من نبض ليثرغس وَأقوى فاحقنهم إِن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة وَإِلَّا فأسهلهم إِن كَانُوا أقوياء بِالَّتِي يخرج السَّوْدَاء ولطف التَّدْبِير واجعله سهل الهضم وَإِن احتاجوا إِلَى الفصد فافصد القيفال فَإِن لم يحتملوا ذَلِك فاحجم السَّاق وَقد يحدث ليثرغس وَمَعَهُ مزاج صفراء وَتَكون أعراضه مركبة من أَعْرَاض قراينطس وليثرغس فَلْيَكُن علاجه أَيْضا بِحَسب ذَلِك وَأما ليثرغس الْخَالِصَة فسببه بلغم قد عفن بعض العفونة فِي بطُون الدِّمَاغ فَلذَلِك يحدث عَنهُ حمى بعفونة وسبات من أجل البلغم فَإِن أمكنت الْقُوَّة فافصد وَإِن لم يُمكن فاحقنه بالحقن الحادة لتجذب الْمَادَّة ألف إِلَى أَسْفَل ثمَّ خُذ فِي علاج الرَّأْس فصب عَلَيْهِ دهن ورد مَعَ خل وَمَعَ جندبيدستر وأدلك الْأَطْرَاف بالدهن مَعَ النطرون والعاقرقرحا يشمون الحاشا والفوتنج ويغرغرون وَإِن طَال الوجع فأشمهم الجندباستر وأحلق رؤوسهم وكمدها بالملح والجاويرس وحري أَن يديم بِلَبن الْبَطن ودرور الْبَوْل وَإِذا انحطت الْعلَّة فَاسْتعْمل الْحمام. ابْن ماسويه قَالَ أَصْحَاب قادس يحْتَاج أَن يضمد معدهم بالمسخنة مَعَ قبض. قَالَ جالينوس الْإِكْثَار من البصل يُورث ليثرغس. دياسقوريدوس إِذا حلق الرَّأْس من أَصْحَاب ليثرغس ويضمد بِهِ الْخَرْدَل عَلَيْهِ حَتَّى يتنفط نفع. النمام إِن طبخ فِي الْخلّ وَجعل مَعَه دهن ورد وَوضع على الرَّأْس نفع فِي ليثرغس وقرانيطس لِأَن شَأْنه تَقْوِيَة الدِّمَاغ لي لَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الصَّبْر فِي ليثرغس وقرانيطس فَإِن قوته مسبتة. قَالَ والقسط يسْتَعْمل فِي هَذَا الْمَرَض فَهُوَ جيد مِمَّا اسْتعْمل فِيهِ. روفس قَالَ يعرض فِيهِ الْحمى اللين من حمى السرسام المطبقة ويبس مَعهَا وَلَا قحل مَعهَا وَلَا تعظم المجسة وَيذْهب الْحس وَيصير اللَّوْن رصاصيا ويعرض كسل فِي الْحَرَكَة وَثقل فِي الْجَسَد وثبات فَإِذا انتبه فزع وينسى مَا تكلم بِهِ وَلَا يتَبَيَّن كَلَامه ويضطجع على قَفاهُ ويشتد اخْتِلَاج رَأسه قبل أَن يَقع فِيهِ ويضيق النَّفس ويتقلص الشراسيف ويعرض من كَثْرَة

الشَّرَاب والفاكهة والتخم وَإِذا عرض كَانَت أعراضه قَوِيَّة كَانَ مَعَه عرق كثير قبل لِأَن الْعرق يسْقط الْقُوَّة وَقد يعرض لَهُم يبس فِي أبدانهم وهزال شَدِيد وَإِذا رَأَيْت أحدهم قد خفت حركاته وَفهم وَحفظ وخف ضيق نَفسه وَخرجت خراجات خلف آذانهم نَحْو المجاري قد يعرض من هَذَا الْقسم) فَسَاد الرية. مَجْهُول يَنْبَغِي أَن يبتدأ بالإسهال أَولا ثمَّ بالحقن الحادة وتضمد الرَّأْس بالحادة ويشم الجندباستر والفوتنج ويطلى الحنك بإيارج ويكمد الرَّأْس بالملح ويعطس بالكندس وَإِن كَانَت عَلَامَات الامتلاء كاسرة فصدته. حِيلَة الْبُرْء وَيصب الْخلّ ودهن الْورْد على رُؤُوس هَؤُلَاءِ لِأَن شَأْنه منع الْخَلْط الرَّدِيء عَن الرَّأْس وتقويته وَإِلَى ذَلِك يحْتَاج وَمن كَانَت علته مَعَ نوم كثير جدا وسهر وَسُكُون الْحَرَكَة وضعفها فَيَنْبَغِي أَن تنبهه وتسخن وَيقطع الْخَلْط الغليظ لِأَن هَذَا الْخَلْط إِن لم يكن قد تمكن وَبَقِي بِحَالهِ أحدث ضروبا من ألف السبات الْمُسْتَغْرق بِغَيْر حمى وَهِي الَّتِي يسميها سكات وجمود واستغراق وَإِن تمكن فِي وَقت مَا أحدث أشباه هَذِه مَعَ حمى وَسميت الْعلَّة حِينَئِذٍ ليثرغس وَهِي الْعلَّة الَّتِي يغلب على صَاحبهَا السهر وَذَلِكَ يدنى من آنافهم طبيخ الفوتنج والحاشا بخلّ كَيْمَا يقطع بذلك البخار غلظ الْخَلْط الَّذِي فِي أدمغتهم ويحتكهم ويعطسهم بالأدوية الحادة وَيَضَع المحمرة على الرَّأْس ثمَّ إِن طَالَتْ الْعلَّة استعملنا المحاجم والجندباستر فِي علاجهم وعلاج قرانيطس لِأَن الجندباستر تنضج هَاتين العلتين جَمِيعًا بعد أَن يمر الْأَيَّام فَلذَلِك مداواة قرانيطس إِذا انحط مثل ليثرغس.

الباب العاشر

(الْبَاب الْعَاشِر) (قرانيطس بانفراد واشتراك. .) (وَالْجُنُون والقطرب) والهذيان الَّذِي مَعَ سهر وَجَمِيع ضروب السهر والأخلاط مَعَ حرارة أَو أورام حارة فِي الرَّأْس وَسَائِر الْأَعْضَاء. الْمقَالة الثَّانِيَة عَن الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ كثير مِمَّن يسخن رؤوسهم الشَّمْس يختلطون لي الإختلاط مِنْهُ ثَابت لَازم نَحْو الْجُنُون الْكَائِن عَن عِلّة مَحْض الدِّمَاغ نَفسه وَمِنْه أَعْرَاض تَابِعَة لأمراض ولكثير مَا يتبع الورم الْحَار فِي نواحي الدِّمَاغ مثل قرانيطس فِي مُنْتَهى الحميات المحرقة وَالْغِب الْكثير الْحَرَارَة وَعند ورم الْحجاب وَمَعَ ذَات الْجنب وورم المثانة أَو عِنْد وجع شَدِيد. الْخَامِسَة قَالَ قد يكون اخْتِلَاط الذِّهْن بِسَبَب فَم الْمعدة إِذا اعتلت وَيكون أَيْضا فِي الحميات المحرقة وَفِي ذَات الْجنب والرية والحجاب والدماغ لِأَن الِاخْتِلَاط الْكَائِن عَن ورم الْحجاب شَبيه) بالحادث عَن الورم الْحَادِث فِي الدِّمَاغ وَفِي أغشيته وَذَلِكَ أَن الِاخْتِلَاط الْكَائِن فِي الْعِلَل الْأُخَر وَفِي الحميات المحرقة إِذا جَاوز المتهى سكن وَأما قرانيطس فَإِن اخْتِلَاطه دَائِم وَذَلِكَ لِأَن الدِّمَاغ فِي هَذِه الْعلَّة يَخُصُّهُ فِي نَفسه وَلذَلِك لَا يخْتَلط عقل صَاحبه بَغْتَة دفْعَة وَاحِدَة كَمَا يعرض لعِلَّة الْأَعْضَاء الأحر بل تتقدم حُدُوث الِاخْتِلَاط هَاهُنَا أَعْرَاض لَيْسَ باليسيرة كلهَا عَلَامَات قرانيطس فَمرَّة يَعْتَرِيه السهر وَمرَّة ينَام نوما مشوشا مضطربا مَعَ اخْتِلَاط خيالات ظَاهِرَة حَتَّى انه يَصِيح ويثب وَفِي بعض ألف الْأَوْقَات يعرض لَهُ نِسْيَان حَتَّى يَدْعُو بالطست ليبول ثمَّ لَا يَبُول حَتَّى يذكّر وَيكون مَعَه جرءة وقحة زَائِدَة على الْعَادة وَلَا يشرب إِلَّا قَلِيلا وَنَفسه عَظِيم متفاوت ونبضهم لَيْسَ بعظيم وَهُوَ صلب كائه عصب فَإِذا قرب الْوَقْت الَّذِي يعتريهم فِيهِ الْعلَّة يَجدونَ وجعا فِي مُؤخر الأس حَتَّى إِذا وَقَعُوا فِيهَا يَبِسَتْ أَعينهم جدا وتدمع إِحْدَاهمَا دمعة حارة وَيصير فِيهَا رمص ويمتلي عروقها دم ويقطر من آنافهم أَيْضا الدَّم وَتبقى حماهم بِحَالِهَا فَلَا تنحط وَلَا تنوب ولسانهم خشن وَلذَلِك إِذا اعتل الْحجاب فَإِن الِاخْتِلَاط تبقى شبها باللازم وَيفرق بَينه وَبَين قرانيطس بالأعراض الَّتِي تظهر فِي الْعين والتنفس فِيمَن يخْتَلط بِسَبَب دماغه عَظِيم متفاوت فَأَما من أجل الْحجاب فَإِنَّهُ يكون مُخْتَلفا فَمرَّة يصغر ويتواتر وَمرَّة يعظم وَمرَّة يصير شَبِيها بالزفرات وَفِي ابْتِدَاء الورم الَّذِي يكون فِي الْحجاب قبل أَن يحدث الِاخْتِلَاط يتنفسون تنفسا صَغِيرا متواترا بالضد من أَصْحَاب أورام الدِّمَاغ وَذَلِكَ أَن

هَؤُلَاءِ يتنفسون تنفسا عَظِيما متفاوتا وانجذاب الشراسيف إِلَى فَوق يظْهر فِي ورم الْحجاب مُنْذُ أول الْأَمر وَفِي الدِّمَاغ فِي آخر الْأَمر والحرارة تكون فِي الرَّأْس أَكثر مَتى كَانَت الْعلَّة فِي الدِّمَاغ وَفِي الْبَطن مَتى كَانَت فِي الْحجاب. الأولى من تقدمة الْمعرفَة قَالَ السرسام قتال جَمِيع جنسه قَالَ الْأَحْدَاث يموتون من الحميات الَّتِي يخْتَلط فِيهَا الْعقل وَيكون فِيهَا خراج خَارج فِي الصماخ أسْرع مِمَّا يَمُوت الكهول والمشايخ. الأولى من الْفُصُول من كَانَ بِهِ وجع شَدِيد وَلَا يحسه فعقله مختلط. الثَّالِثَة الْجُنُون يعرض فِي الخريف بِحَسب كَثْرَة الأخلاط الرقيقة الردية الصفراوية فِيهِ قَالَ ابو بكر الْعَامَّة تسمى مَجْنُونا أَصْحَاب الصرع والماليخوليا والأختلاط وَبَين هَذِه الثَّلَاثَة فرق كَبِير وَذَلِكَ أَن أَصْحَاب الصرع أصحاء فِي كل حَال أَلا فِي ذَلِك الْوَقْت والماليخوليا لَيْسَ مَعَه سهر وَلَا توثب على النَّاس وَلَا يخلط كثير فِي كَلَامه بل رُبمَا لم يكن مُخَالفا للأصحاء أَلا فِي أَشْيَاء) قَليلَة بأفكار ردية وَإِذا طَال بِهِ خلط تَخْلِيطًا كثيرا أَلا أَنه فِي ذَلِك كُله ينحو نَحْو الْعَاقِل وَيلْزمهُ الْخَوْف والفزع وَالْغَم. واما الْجُنُون فمعه توثب وحركات سريعة قَوِيَّة وسهر واختلاط دَائِم ألف بثقل الرَّابِعَة قَالَ كل اخْتِلَاط يكون مَعَ جرْأَة وإقدام وخبث نفس فَأَنَّهُ من السَّوْدَاء وَاسْتدلَّ أَيْضا مَعَ ذَلِك بِسَائِر دَلَائِل غَلَبَة السَّوْدَاء لي يَقُول أَنه من السَّوْدَاء الَّتِي عَن احتراق الصَّفْرَاء الَّتِي من الْخَلْط الْأسود إِذا كَانَ مَعَ الْحمى الَّتِي مَعَ ورم الدِّمَاغ الْبَوْل الْأَبْيَض الرَّقِيق القوام فَأَنَّهُ دَال على عَلامَة الْهَلَاك وَلَا اعْلَم أحدا هَذِه حَالَة سلم وَذَلِكَ أَن الاجود إِذا كَانَت هَذِه الْعِلَل مرارية أَن يرى الْغَالِب فِيهَا على الْبَوْل المراري لي إِذا ابيض الْبَوْل فِي ابْتِدَاء السرسام فَأَنَّهُ سيحدث اختلاطا وَأَن لم يكن كَانَ بعد. الْخَامِسَة إِذا انْعَقَد للْمَرْأَة فِي ثدييها دم دلّ ذَلِك على جُنُون لِأَن ذَلِك يدل على أَنه قد صَار إِلَى أعالي الْبدن دم حَار كثير يبلغ من حرارته. وحرارة الْبدن كُله أَن يَسْتَحِيل ذَلِك الدَّم إِلَى اللَّبن وَفِي ذَلِك الْحَال لَا يُؤمن من أَن يصير من ذَلِك البخار إِلَى الرَّأْس فيختلط الْعقل. السَّادِسَة كل اخْتِلَاط يكون مَعَ ضحك فَهُوَ اسْلَمْ وَمَا كَانَ مَعَ حزن وهم فَهُوَ اردء وَالَّذِي مَعَ جرْأَة وتوثب وأقدام شَرّ أَيْضا لِأَن الأول يكون من دم أسود أَو حرارة من غير خلط رَدِيء كالحال فِي اخْتِلَاط الْعقل الْكَائِن عَن الشَّرَاب وَالَّذِي مَعَ جرْأَة يكون عَن السَّوْدَاء والكائن مَعَ توثب يكون من السَّوْدَاء الْحَادِث عَن احتراق الصَّفْرَاء وَهَذِه الْخَلْط فِي غَايَة الرداءة. قَالَ وَالْجُنُون لَا يكون فِي حَال من البلغم لانه يحْتَاج فِي كَونه إِلَى أَن يكون الْخَلْط الْمُحدث لَهُ لذاعا مهيجا والصفراء دَائِما بِهَذِهِ الْحَال وَأما السَّوْدَاء فَأَنَّهَا تصير بِهَذِهِ الْحَال فِي بعض الْأَحْوَال إِذا احْتَرَقَ احتراقا كثيرا وعفن وَصَارَ لَهُ حدّة حِينَئِذٍ لي قد بَين جالينوس هَاهُنَا أَن الْجُنُون شَبيه بشباهة الصَّفْرَاء.

السَّابِعَة حمرَة الْعين عرض غير مفارق للورم الْحَار فِي الدِّمَاغ وَقد يكون مَعَ ورم فِي فَم الْمعدة لَا دَائِما لي إِذا كَانَ مَعَه شَيْء من أَسبَاب الرَّأْس فالعلة فِي الدِّمَاغ وَإِذا حدث بعد الْجُنُون اخْتِلَاف دم أَو استسقاء أَو حيرة وَذَلِكَ دَلِيل مَحْمُود. قَالَ جالينوس قد يكون برْء الْجُنُون بالاستسقاء وَاخْتِلَاف الدَّم على طَرِيق تنقل الْفضل من) الرَّأْس إِلَى الْبَطن وَأما الْحيرَة فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ الْجُنُون الشَّديد جدا وَقد يُمكن إِذا اشْتَدَّ الْأَمر أَن يكون لَهُ بحران كالحال فِي سَائِر الْعِلَل لي الاسْتِسْقَاء لَا يشاكل تنقل هَذَا الْفضل لَكِن الْحَال فِيهِ يشبه أَن يكون لِأَن الكبد يبرد فَيرد سَائِر الْبدن ويترطب ويترهل فتنقل الأبخرة. قَالَ قد يحدث ضرب من اخْتِلَاط من الخوي والاستفراغ وَلَا يكون شَدِيدا لَكِن مَحَله مَحل الرعشة من الفالج. قَالَ أَبُو بكر ذَلِك يكون لَان الدِّمَاغ فِي تِلْكَ الْحَال بِعَدَمِ مَا يصير إِلَيْهِ ألف من مَادَّة الرّوح النفساني لَا لِأَن بِهِ عِلّة تخصه أَو لبخار لطيف حَار يسير الْمِقْدَار هاج لحرارة الْجوف فَهُوَ يسكن بشرية مَاء وَنَحْوهَا قَالَ إِذا حدث عَن ذَات الرية قرانيطس فَإِنَّهُ رَدِيء لِأَنَّهُ يكون إِذا كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل لذات الرية كثيرا جدا حارا مَعَ ذَلِك وَمن أَصَابَهُ فِي دماغه سقاقلوس فَلم يمت إِلَى ثَلَاثَة أَيَّام برْء لِأَن هَذِه الْعلَّة تهلكه فِي غير الْموضع لِأَنَّهَا فَسَاد الْعُضْو أَو سلوكه إِلَى طَرِيق العفن وَالْمَوْت وَإِنَّمَا نعني هَاهُنَا من أشرف على هَذِه الْعلَّة وَهَذِه إِنَّمَا تتبع الورم الْحَار الْعَظِيم هَذَا لِأَنَّهُ لشرف هَذَا الْعُضْو لَا يجوز أَن يبْقى بِهِ مثل هَذِه الْعلَّة أَكثر من ثَلَاثَة أَيَّام. الْإِسْكَنْدَر من مقَالَته فِي البرسام قَالَ البرسام من الْأَمْرَاض الحادة وَيكون فِي مرّة الصَّفْرَاء إِذا حدثت ورما حارا فِي غشاء الدِّمَاغ الْمُسَمّى بمننجوس وَالْفرق بَينه وَبَين الهذيان الْكَائِن فِي الحميات بِلَا ورم الدِّمَاغ لَان هَذَا الهذيان دَائِم والكائن فِي المحرقة وَالْغِب إِنَّمَا يكون فِي صعُود الْحمى ويسكن فِي هبوطها وَالْفرق بَينه وَبَين الْجُنُون أَن الهذيان الَّذِي للجنون لَا يكون مَعَه حمى وَمَعَ قرانيطس حمى وَيخْتَلف خبثه ورداءته بِحَسب الْمرة الَّتِي يكون مِنْهَا فَمَتَى كَانَت أحّد كَانَت أردء. وعلامات كَون البرسام أَن يتقدمه سهر طَوِيل ونوم متفرغ مشوش وَرُبمَا عرض لَهُم النسْيَان حَتَّى يامروا بِشَيْء ثمَّ ينسوه وتحمر أَعينهم وتدمع وتكزن المجسة صلبة ويدمنون النّظر بوحشة وَتَكون فِي أَعينهم والسنتهم خشونة يابسة ويميزه من الورم الْحَار الْحَادِث فِي الْحجاب لِأَن مَعَ الْحجاب سوء تنفس وعطشا وحرارة فِي نَاحيَة الصَّدْر وَفِي الْبَطن أَكثر فَأَما الدِّمَاغ فالحرارة فِيهِ تكون فِي الرَّأْس تحمر الْعين ويرعف وان خلط الْمرة شَيْء من البلغم عرضت هَذِه الْأَعْرَاض مستوية وأعراض ليثرغس حَتَّى انه يسهر حينا ويسبت حينا فالبرسام الْخَالِص أَيْضا إِذا أزمن هدات الْأَعْرَاض وَأَن كَانَ صفراويا لَان حَال الدِّمَاغ يكون قد صَارَت الطيفوسية وَلَا تحس) بالأذى لِأَنَّهُ قد صَار سوء المزاج مُتَسَاوِيا وَلَا يضطربون حِينَئِذٍ وَلَا يهدؤون لكِنهمْ يكونُونَ ملقين ضعفاء ألف وافصدهم أَن قدرت فِي الِابْتِدَاء فَأَنَّهُ أفضل علاجهم

فَإِن منع يَده أَو خفت أَن يضطرب فَيحل الرِّبَاط وافصد عروق الْجَبْهَة واخرج الدَّم فِي مرّة أَن خفت أَن لَا توالي ثَانِيَة وضع على الرَّأْس خل خمر ودهن ورد فَإِن ذَلِك يبرد الرَّأْس ويقويه فَلَا يجذب الدَّم إِلَيْهِ وَلَا يكثر فِيهِ إِذا هوبرد وانطل عَلَيْهِ طبيخ الخشخاش واحتل لنومه فَأَنَّهُ أفضل علاجه بِمَا يشم وينطل ويسقي فانه إِذا نَام سكنت حماه وَبرد رَأسه واسقه شراب الخشخاش فانه ينوم ويبرد الْحمى فَأن لم يضْطَر إِلَى هَذَا الشَّرَاب فَلَا تسقه وخاصة أَن كَانَ برسام مَعَ بلغم وَلَيْسَت أعراضه حادة حريفة وَأحذر حِينَئِذٍ كل شَيْء يسْرع إِلَى الرَّأْس ويسدر وينوم وَأَن كَانَت قوته ضَعِيفَة فاحذر هَذِه أَيْضا وَاجعَل مَوْضِعه الَّذِي هُوَ فِيهِ معتدلا لِئَلَّا ينقبض مسامه وَلَا يكون حارا لِئَلَّا يمْلَأ رَأسه وأحضره من يستحي مِنْهُ ليتكلمه وليغمز اسافل بدنه ويشد رجلَيْهِ وينطل عَلَيْهِمَا بِمَاء حَار وعَلى المحاجم على أَسْفَل بدنه ليجذب الدَّم إِلَى أَسْفَل وَاجعَل ذَلِك فِي هبوط الْحمى أَو قبل أَن تبوب عَلَيْهِ وغذه بكشك الشّعير وبخبز السميد مغسولا بالهندبا والخس ولب الْخِيَار والسمك الرضراضى وَمن الْفَاكِهَة بالرمان الحامض والأجاص وامنع من المَاء الْبَارِد وخاصة ان كَانَ ورم فِي الأحشاء وَأَن أمكن أَن تقيئه فقيئه لي تنظر فيع واسهله بالأشياء اللينة والحقن واحله الْحمام وخاصة إِن كَانَ السهر غَالِبا عَلَيْهِ فان الْحمام يَنْفَعهُ وينومه وَإِذا رَأَيْت النضج فِي الْبَوْل فتق واسقه الشَّرَاب وخاصة أَن كَانَ مُعْتَادا لَهُ فِي الصِّحَّة وَأَن كَانَت معدته ضَعِيفَة بَارِدَة فَأَنَّهُ ينفع حِينَئِذٍ ويرطب وينوم ويعظم نَفعه وَأَن كَانَ ورم فِي الْبَطن فَلَا تُعْطِي الشَّرَاب واحفظ الْقُوَّة فَأَنَّهَا أَن ضعفت لم تقدر على شَيْء من العلاج. الْمَوْت السَّرِيع إِذا اخْتَلَط الْعقل وَبكى سَاعَة وَضحك سَاعَة فَذَلِك يموتون وَإِذا عدم الْعقل فِي الْمَرَض أَو خرج فِي الْإِبْهَام الْأَيْسَر شبه باقلاة صَغِيرَة صلبة وَعرض لَهُ مغص كثير من فَوق وأسفل مَاتَ فِي السَّادِس. العلامات عَلَامَات الِاخْتِلَاط الصفراوي كَثِيرَة تَحْرِيك الْبدن وغشاوة فِي الْعين وَيرى شبه شرر النَّار وَشدَّة الْحَرَارَة فِي الرَّأْس وصفرة اللَّوْن وامتداد جلدَة الْجَبْهَة وتدق أنافهم وخاصة أطرافها وتغور أَعينهم وتزعزع فِي الْفراش كَأَنَّهُ يُقَاتل ويخاصم وَالَّذِي من السَّوْدَاء إِذا اجْتنب كَالْكَلْبِ وتمزيق الثِّيَاب والعدو فِي الْأَزِقَّة ألف والصعود إِلَى الْمَوَاضِع المرتفعة ويصيح صياحا لَا يفهم وَتَكون عَيناهُ جافتين وأسود لَونه ويعصر لِسَانه يَعْتَرِيه التشنج ويميل إِلَى الأَرْض.) الدموي حمرَة الْعين وَالْوَجْه وَثقل اللِّسَان حَتَّى لَا يقدر على الْكَلَام وَيقوم وَيقْعد بِلَا حَاجَة سَرِيعا وتمتلي عروق الْوَجْه ويحتك الْأنف ويحسون أَن يجْرِي من أبدانهم وَأَن ثِيَابهمْ مخضبة بِالدَّمِ. البلغمي أَنما يكون عفن البلغم وحدته يحركون حواحبهم بإيديهم وتثقل رؤوسهم ويتوهمون أَنهم دَوَاب ويسبتون وينامون ويمسكون الشَّيْء فَلَا يُفَارِقهُ. عَلَامَات التهيء للوقوع فِي السرسام يعرض حمى دايمة بطيئة النَّفاذ إِلَى سطح الْجِسْم

والمجسة صَغِيرَة وَالْوَجْه ممتل دَمًا والسهر الدَّائِم وَالْقَوْل المضطرب والحزن الشَّديد والكسل والتقلب الدَّائِم على الْفراش وتحمر الْأَعْين وتدمع وتبرد الْأَطْرَاف من غير برد يجده وَيكون الْبَوْل لطيفا وَمِنْهُم من يحس أَن رَأسه يضْرب بالطارق وتطن الْأذن ويجد فِي الْقلب وجعا وينفخ الشراسيف ويشخص النّظر وطبيعة العليل وَالزَّمَان والمزاج الْحَار والهضم والضد وَالْمَشْي فِي الشَّمْس وامتلاء الرَّأْس يُوقع فِي السرسام فَأَما علاماته إِذا احضر فالحمى الحادة مَعَ المجسة الصَّغِيرَة والكثيفة والتقاط زئبر الثِّيَاب والسهر الْكثير ونوم قَلِيل مُضْطَرب واختلاط الْعقل فِي الرَّابِع وَأكْثر ذَلِك يخْتَلط الْعقل فِي الرَّابِع ويلتهب بَاطِن الْبدن ويعرض غضب شَدِيد وحزن وَنظر مُنكر واستماع بِلَا صَوت وَبسط الْيَدَيْنِ وَيكرهُ الضَّوْء فَإِذا قوي الوجع عرض انطلاق الْبَطن وورم الْعين وَالْوَجْه واختلاج الْأَعْضَاء سَاعَة بعد سَاعَة لي وقرانيطس وينتقل إِلَى ليثرغس وَإِلَى الدق فَأَما عَلَامَات انْتِقَاله إِلَى ليثرغس نكتب هَاهُنَا وَأما عَلَامَات الورم فِي الدِّمَاغ الشرر قُدَّام الْعين على القفاء انْتِقَاله إِلَى الدق فغور الْعين وقحل الْبدن وَأَن تهدئ الْحمى وتصغر المجسة وتصلب وَقد تنْتَقل إِلَى العوس وعلامته أَن يكون فِي الْعين شرر ويغيب السوَاد وَيظْهر الْبيَاض فِي الْجَانِبَيْنِ ويضطجع ألف على الْقَفَا وتمتد الشراسيف وينتفخ الْبَطن وتختلج أعضاؤه سَاعَة بعد سَاعَة لي يطْلب فِي التثبت. الثَّالِثَة عشر من النبض قَالَ البرسام يحدث أما فِي غشاء الدِّمَاغ الرَّقِيق أَو فِي الْحجاب وَهُوَ ورم صفراوي يتبعهُ حمى واختلاط الْعقل وَيحدث البرسام من أَن يكون الورم فِي نفس الدِّمَاغ. الثَّانِيَة من أبيذيميا مَتى حدث بالمبرسم وجع وَثقل دَائِم فِي الرَّأْس والرقبة فانه يعرض لَهُم تشنج ويتقيئون مرَارًا زنجاريا وَهَذَا المرار يكون من احتراق الصَّفْرَاء وَكثير يموتون حِين يتقئون هَذَا المرار على الْمَكَان وَمِنْهُم من يعِيش يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ لفضل قوته.) الثَّالِثَة البرسام الْحَار الْمُسَمّى قرانيطس والبارد الْمُسَمّى السرسام ليثرغس قَصِيرا الْمدَّة ذَوي خطر وَخَوف. السَّاعَة السَّابِعَة من السَّادِسَة الْمَشَايِخ لَا يكَاد يتلصون إِذا وَقَعُوا فِي قرانيطس. الْيَهُودِيّ يَأْمَن بعد النطول وترطيب الرَّأْس لأَصْحَاب الِاخْتِلَاط الْحَار بطلاء أصداغهم بالمنومات ويسعطون بِشَيْء من أفيون قَالَ وَأَصْحَاب القطرب يطوفون اللَّيْل مثل الْكلاب فتصفر وُجُوههم من السهر وتجف أبدانهم وهم الدَّهْر عطاش وتراهم كَانَ عَلَيْهِم آثَار الْغُبَار فليفصدوا وَيخرج الدَّم مِنْهُم إِلَى أَن يغشى عَلَيْهِم ثمَّ يُعْطون الأغذية الرّطبَة السريعة الهضم ويجلسون فِي المَاء العذب ويسقون مَاء الشّعير وينطل الرَّأْس بِمَا يرطبه وينومه فَإِن ذَلِك يناسبهم وَأَن أسهلته فأسهله بإيارج وَنَحْوه.

قَالَ وَإِذا طَال الِاخْتِلَاط وَلم ينجح فِيهِ العلاج فَيَنْبَغِي أَن يكتف العليل وَيضْرب ضربا موجعا كثيرا ويلطم وَجهه كثيرا ويلطم وَجهه وَرَأسه وَيكون على اليافوخ فَأَنَّهُ يفِيق ويعاود بذلك أَن لم يكتف بالمرة الأولى. الطَّبَرِيّ قَالَ الوسواس يحدث من الْحر واليبس ويعالج بترطيب الرَّأْس وبناس يَجْتَمعُونَ حوله يهونه تَارَة ويغطونه أُخْرَى ويرونه مَوَاضِع غلط كَلَامه وَمِمَّا يعظم نَفعه لَهُم فصد عرق الْجَبْهَة لِأَنَّهُ يطفي على الْمَكَان أَكثر مَا بهم ويرطب الرَّأْس بعد جَمِيع الْبدن بالأغذية المرطبة. أهرن اسْتدلَّ على اخْتِلَاط الْعقل الَّذِي من يبس بقلة النّوم ويبس المنخرين وبالضد فَإِنَّهُ إِذا كَانَ المنخران رطبين فالعلة من رُطُوبَة وَمَعَ اخْتِلَاط صفراوي فِي حِدة وصياح وهذيان فليبدأ من علاجه بالفصد ثمَّ احْلق رَأسه وانطل عَلَيْهِ واسعطه بالمرطبة وَأَجْعَل عَلَيْهِ ألف الادهان الْبَارِدَة ونطل رَأسه بمرقة الرؤوس والأكارع وأحلب عَلَيْهِ اللَّبن وَأَن لم يكن الِاخْتِلَاط مَعَ حمى فَلَا يفرط فِي تبريد الرَّأْس لانه يخَاف أَن يلد ذَلِك الْخَلْط فيولد فِي الدِّمَاغ مَرضا لَا بثا لَكِن عالجه بالأدوية اللطيفة الْغَيْر قَوِيَّة الْبرد فَأن كَانَ مَعَ حمى فَلَا يُنَاسب الترطيب والتبريد فَأن كَانَ السهر مَعَه شَدِيدا فَيجب أَن يسْتَعْمل التبريد والترطيب من السعوطات وَغَيرهَا وَأما الِاخْتِلَاط الْكَائِن من الدَّم فانه يعرض مِنْهُ طرب وَضحك كثير ودرور الْعرق فعالجه بإرسال الدَّم وتبريد الرَّأْس بالإضمدة والغذاء المطفي وضع على رَأسه الْخلّ والخطمي وَحي الْعَالم وقشور الرُّمَّان وعدس وَنَحْوه وَقد يعرض فِي الدِّمَاغ ورم حَار عَظِيم يُسمى سقاقلوس يَمُوت فِي) الرَّابِع فَأن جاوزها نجى وعلاماته عَلَامَات قرانيطس وعلاجه الفصد والحجامة وإسهال الْبَطن ويضمد الرَّأْس بعنب الثَّعْلَب والبنفسج وَحي الْعَالم وَنَحْوه لي أَحسب أَن الَّذِي رايته بِالصَّبِيِّ الْمَجُوسِيّ هُوَ هَذَا وَيَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ ورق الْكَرم واللفاح وعنب الثَّعْلَب فَيدق بخل خمر وَمَاء ورد ويضمد بِهِ ويسعط بالبنفسج والكافور دَائِما. بولس قَالَ البرسام ورم حَار يعرض فِي الدِّمَاغ أَو فِي غشائه أما دموي وَأما صفراوي وَقد يكون فِي الندرة صفراء محترفة تصير سَوْدَاء وَيكون ذَلِك سرسام ردي خَبِيث جدا وَإِذا كَانَ من الدَّم كَانَ مَعَه ضحك وَإِذا كَانَ من صفراء خَالِصَة كَانَ مَعَه ضجر والكائن من صفراء محترفة يكون حادا شَدِيدا خبيثا لَا يكَاد يضْحك وَيكون نفس المبرسم عَظِيما متفاوتا ونبضهم صَغِيرا صلبا مَعَ سَائِر العلامات الَّتِي عَددهَا الْإِسْكَنْدَر وجالينوس. وَقَالَ افصده من يَده أَن لم يكن شَدِيد الِاضْطِرَاب والعبث فان خفت أَن لَا يحفظ يَده الْبَتَّةَ فافصده فِي جَنْبَيْهِ واحقنه بالحقن اللينة وانطل الرَّأْس وَبرد مَوْضِعه وَلَا تكون نقوش وَلَا تماثيل فَإِن هَذِه الْأَشْيَاء تغفلهم وادخل إِلَيْهِم أصدقاء يلينون عَلَيْهِم الْكَلَام مرّة ويهولون أُخْرَى وَلَا تقربهم الشَّرَاب حَتَّى تنضج الْعلَّة واعطهم مَاء الشّعير وَالْخبْز المبلول المغسول والخس السليق والهندبا ولب الْخِيَار والبطيخ والخوخ وليمتنعوا من شرب المَاء الْبَارِد

وخاصة إِن كَانَ عَن ورم الْحجاب وَإِن احْتبسَ الْبَوْل فانطل بِالْمَاءِ الْحَار وأغمز بِالْيَدِ ساقيهم وَأَن كَانَت حركتهم وعبثهم كثيرا فيسدوا ويمنعوا لَان كثرتها تحل قوتهم ويجتنب جَمِيع مَا يخدر ويسدد وَبعد ألف السَّابِع اسْتعْمل من النطولات والمشمومات مَا فِيهَا تَحْلِيل وَإِذا ظهر النضج جيدا فَاسْتعْمل النمام والسداب والفوتنج وضع المحاجم على الْقَفَا فِي أول الْأَمر وان كَانَ اليبس شَدِيدا فَاسْتعْمل الحمامات بالمياه العذبة والأكثار من الدّهن وَالْمَاء واعطهم ان قلت الْقُوَّة شَيْئا من الأحساء الَّذِي تدخل فِيهِ الْخمر فَلْيَكُن لتحفظ بِهِ قوتهم وَيَنْبَغِي للناقه من البرسام أَن يتوقى فَسَاد الطَّعَام فِي معدته أَكثر من غَيره وليتجنب أَشد من كل شَيْء حر الشَّمْس فَإِذا كَانَ قرانيطس حجابيا فانه من علاماته امتداد الشراسيف وضيق النَّفس أَشد فافصد هَؤُلَاءِ واحقنهم وضمد الشراسيف بعد الْيَوْم السَّابِع بالإضمدة الملينة المهياة من بزر الْكَتَّان وَنَحْوه وافصد أَصْحَاب قرانيطس من الْأنف فَإِنَّهُ جيد جدا وعلاج الْمَجْنُون السبعي بعلاج الماليخوليا غير أَنه يَنْبَغِي فِي هَؤُلَاءِ خَاصَّة أَن يوضع على رؤوسهم خل خمر ودهن ورد ويفصد لَهُم عروق الأس ويسهلون) بالفيقرا ويعظم نفع الرازيانج الْبري لَهُم إِذا شربوا من بزره بِالْمَاءِ وَمن أصل الكرمة الْبَيْضَاء وزن دِرْهَم وَنصف بِالْمَاءِ كل يَوْم لي اخبرني رجل طَبِيب أَنه حدث بأَهْله اخْتِلَاط شَدِيد مزمن فعولجت بأَشْيَاء فَلم ينجع حَتَّى سقيت قاشرا أَيَّامًا فبرأت فِي مَرَّات فال إِن لم يواتوا إِلَى شرب الْأَدْوِيَة فاخلطها بالكعك والتين أَو التَّمْر مَعَ إشربتهم. قَالَ والقطرب أَن أَصْحَابه يهيمون لَيْلَة كلهَا إِلَى أَن يضيء الصُّبْح فِي الْمَقَابِر خَاصَّة ويصفر ألوانهم وتضعف أَبْصَارهم وَتَكون جافة لَا تَدْمَع غائرة وتجف اللِّسَان وتنشف العينان وَيرى بِهِ أثر الْغُبَار وقروح فِي السَّاقَيْن لَا تكَاد تندمل وَهُوَ من أدواء السَّوْدَاء فافصدهم فِي أول أَمرهم وَانْزِلْ الدَّم إِلَى أَن يغشى عَلَيْهِم ثمَّ خُذ فِي ترطيبهم بالأغذية والحمامات ويسقون مَاء الحمص أَيَّامًا ثمَّ أيارج روفس مَرَّات وينطل الرَّأْس بالنطولات المنومة وَيمْسَح منخره بالأفيون فَإِذا انحطت الْعلَّة ونقوا قَلِيلا قَلِيلا وعادت إِلَيْهِم أبدانهم فأعطهم الترياق وَسَائِر مَا يعْطى فِي السَّوْدَاء لي الأفيون فِي هَذِه الْعِلَل السهرية يقسى لِأَنَّهُ ينوم فتهدؤ الحركات ويقل التَّحْلِيل وَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل مَعَه الترطيب وتقوية الرَّأْس. من كناش الْإِسْكَنْدَر البرسام يكون من الصَّفْرَاء الْخَالَة إِذا كثرت فِي الْبدن وَزَاد فِي العلامات أَنه يوجعه قَفاهُ. قَالَ وَأفضل مَا يعنيه بِهِ فصده قَالَ فصدت رجلا مشدودا بالحبال فأخرجت لَهُ مرّة دَمًا كثيرا ألف فبرأ سَرِيعا وَبعد ذَلِك ضع على الرَّأْس خل خمر ودهن ورد فَأَنَّهُ يُقَوي الرَّأْس وَيمْنَع البخار واحتل بِكُل حِيلَة أَن ينَام بالنطول والبخور والاطلية فَأن النّوم لَهُم وَلِجَمِيعِ أَصْحَاب الهذيان شِفَاء عَظِيم جدا فَأن دَامَ بِهِ الوجع والسهر فاسقه شراب الخشخاش فَأَنَّهُ جيد للحمى والسهر والحرارة إِذا كَانَت فِي الرَّأْس كهيأة النَّار فأعطه مَرَّات شراب

الخشخاش فَأن لم يكن شَدِيد الْحَرَارَة فَلَا تبادر إِلَى شراب الخشخاش وَلَا تسقهم ماءا شَدِيد البردفان ذَلِك تجْعَل حماهم فِي الْعَاقِبَة أشذ لَكِن الفاتر خير لَهُم وَأَن اشتدت بطونهم فاطل أضلاعهم وبطونهم بِمَاء ودهن فانه يسكن حِدة الْمرة وان كَانَ فِيهَا ورم وجسأة فلينه ويحذر الثّقل وَإِذا لم تكن الْحَرَارَة والحمى قَوِيَّة فالحمام نَافِع لَهُم ينومهم ويسكن عاديتهم وَلَا يكون حارا وَكَذَلِكَ الشَّرَاب إِلَّا أَن تكون الْحَرَارَة شَدِيدَة وَفِي الْبَطن ورم والإفانه جيد منوم مسكن وَعَلَيْك بِحِفْظ قوتهم فانهم أَن ضعفوا لم يُمكن علاجهم الْبَتَّةَ.) شَمْعُون للهذيان وَالْكَلب مَعَ وقاحة الْوَجْه انطل على رَأسه طبيخ الراسن والأكارع وأحلب عَلَيْهِ اللَّبن وضع عَلَيْهِ زبلا واسعطه بالنفسج وَلبن النِّسَاء واطعمه كل بَارِد بِذِي دسم يمْلَأ الدِّمَاغ ويرطبه وَلَا شَيْء أبلغ فِي ورم الدِّمَاغ من ان يفصد من الْأنف وَيكثر إِخْرَاج الدَّم مِنْهُ وللقطرب من سقِِي الأفيون وَشمه. الثَّالِثَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ السهر يكون أما من ورم حَار فِي الدِّمَاغ وَأما لخاط مراري فِيهِ لي فِيهِ نظر قَالَ هُنَا فِي الْكَلَام فِي قصَّة بولس قَالَ والسهر الَّذِي يعرض من ورم الدِّمَاغ يكون لَا بثا وَالَّذِي من خلط مراري تكون لَهُ أفاقات لي يَعْنِي بالسهر الِاخْتِلَاط قَالَ والسرسام لَا يحتد مُنْذُ أول الْأَمر. أريباسوس قَالَ ينفع من الْجُنُون بِخَاصَّة أصل الرازيانج الْبري وبزره إِذا شرب بِالْمَاءِ وأصل الفاشرا إِذا شرب مِنْهُ كل يَوْم مِثْقَال. من كتاب الْإِسْكَنْدَر وَمن كَانَ من المبرسمين ضَعِيف الْقُوَّة فَلَا تعطه أفيونا فَأَنَّهُ رُبمَا قَتله وَمن كَانَ جيد الْقُوَّة فَلَا شَيْء أَنْفَع لَهُ مِنْهُ. ابْن سراببون قَالَ هَاهُنَا وجع يشبه قرانطيس فِي أَكثر أَحْوَاله يُسمى ألمانيا وَتَفْسِيره الْجُنُون الهايج وَيحدث من صفراء محترقة أَو سَوْدَاء محترقة تصير سخونته حارة بعد. وَيفرق بَينه وَبَين قرانطيس أَنه لَا حمى مَعَه إِلَّا فِي الْأَكْثَر وينال هم (الف) السهر والتفزع والتخليط ونبضهم صلب فَاحْلِقْ رؤوسهم ثمَّ انطلها بالمرطبة واطبخ فِيهَا يبروجا وقشور الخشخاش ونطلهم فِي الْيَوْم خمس مَرَّات وَرطب الدِّمَاغ بعد ذَلِك بدهن لوز وقرع وبنفسج اسعاطا وتغريقا للرأس واحلب عَلَيْهِ واحتل أَن ينَام لتسكن الحدة واجمع لَهُ حوله فِي الْيَقَظَة من يستحي مِنْهُ لِئَلَّا يكثر تخليطه ويعتاده وادلك أعضاءه السفلية بالفواكه والحقن فَإِذا رطبت الْبَطن وَرَجَعُوا قَلِيلا فافصدهم واسهلهم بِمَاء الهلياج إِن كَانَ فِي الْبدن مرار يحس بِهِ واسقهم شرابًا كثير المزاج لِأَنَّهُ ينومه ويسبت ولتكن الْبُقُول أَولا ثمَّ الطُّيُور والجدا. القرانيطس قَالَ يكون فِي نهايات الْحمى الحادة وَلَيْسَ بقرانيطس خَالِصَة وَيكون إِذا ورم الْحجاب أَو الغشاء على الأضلاع أَيْضا قرانيطس غير خَالِصَة والخالصة إِذا كَانَ الورم فِي غشاء الدِّمَاغ الغليظ أَو كَانَ فِي الدِّمَاغ نَفسه حرارة شَدِيدَة أفسدت مزاجه لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون فِي نفس الدِّمَاغ ورم وَإِذا كَانَ تِلْكَ الْحَرَارَة فِي جرم الدِّمَاغ وَالْعُرُوق الَّتِي فِيهِ كَانَت) الْأَعْرَاض

أَشد وأصعب مِنْهَا إِذا كَانَ فِي الميننجس وَيكون الوجع إِذا لمس الرَّأْس أقل مِنْهُ عِنْد ورم الميننجس فَإِنَّهُ فِي هَذِه الْحَال يوجع إِذا مس الجمجمة فافصدهم أَولا فَأن لم يكن فافتح عروق الْجَبْهَة أَو الْأنف وضع على الرَّأْس خل خمر ودهن ورد وَأَن اشْتَدَّ الْأَمر فأنطل على الرَّأْس واحلب وَلَا يكون فِي الْبَيْت نقوش وَلَا تصاوير وادخل إِلَيْهِ من يهابه ويروعه ويلين الْبَطن وَلَا يتْرك يجِف سَاعَة ويسقون مَاء الشّعير بِقطع القرع والخشخاش يطْعمُون الْبُقُول فَإِن لم يكون فنقيع الْخبز فِي مَاء الرُّمَّان وإمراق الْبُقُول وَأَن كَانَ باشتراك الْحجاب فَلَا تسقهم الثَّلج وَقد يعسر عَلَيْهِم الْبَوْل كثيرا وَأحذر عَلَيْهِم إِذا نقهوا التَّعَب وَالشَّمْس وَفَسَاد الأغذية اكثر مِنْهُ فِي سَائِر الناقهين. أريباسوس قَالَ إِذا حدث بالصبيان ورم فِي الدِّمَاغ فَاجْعَلْ على أدمغتهم الْأَشْيَاء الْبَارِدَة مثل نخالة القرع والقثاء وعنب الثَّعْلَب ودهن الْورْد. جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ السبات الثقيل وَهُوَ الْإِغْمَاء يكون أما لمَرض جاد مثل الحميات الحارة وَأما لضربة تصيب الرَّأْس مثل عضل الصدغين وَأما ألف لضغط بطُون الدِّمَاغ. وَقَالَ فِي الْخَامِسَة إِذا كَانَ قرانيطس باشتراك الْحجاب كَانَ مَعَه انجذاب المراق إِلَى فَوق والتنفس الردي وَلَا يظْهر فِي أول الْأَمر الْأَعْرَاض السرسامية وَأَن كَانَ من الدِّمَاغ نَفسه عرض من مثله السهر وَالنَّوْم المضطرب وَالنِّسْيَان والدموع الحارة والرمص ووجع الْقَفَا وَأما فِي وقته فحمرة الْعين والاختلاط وَسَوَاد اللِّسَان ويبسه لي على مَا رَأَيْت فِي الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الآلمة إِذا كَانَ العليل فِي الْحمى المحرقة يلتقط الزئبر من الثِّيَاب والتبن من الْحِيطَان وَلم يستحكم بِهِ اخْتِلَاط الذِّهْن فبادر بصب النطولات على الرَّأْس وتقوية الدِّمَاغ فَإنَّك تدفع بذلك كَمَال اخْتِلَاط الْعقل. قاطيطريون الأولى قَالَ القرانيطس ورم حَار يكون فِي الدِّمَاغ وَفِي أغشيته. تجارب المارستان إِذا رَأَيْت اختلاطا قَوِيا وَلَيْسَ مَعَه سهر غَالب وَالْوَجْه وَالرَّأْس أَحْمَر ممتل فافصد فِي الصَّافِن. الترياق إِلَى قَيْصر الأفيون أَن سقيت من قد انْحَلَّت قوته من السهر أَبرَأَهُ وَذَلِكَ أَنه ينومه فترجع قوته لي قد أَشَارَ بِأَن يسْتَعْمل فِي قرانيطس عِنْد شدَّة الحركات والسهر إِذا خيف اختلال الْقُوَّة مِنْهَا. ابْن ماسويه الخس إِذا دق وضمد بِهِ اليافوخ سكن الْحَرَارَة والهذيان وجلب النّوم لي لِيطْرَح فِي) مَاء شعير للمبرسمين بزر الخشخاش وبزر الخس والبنفسج أَن كَانَت الطبيعة يابسة. الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ النَّفس الْمُتَوَاتر فِي أَصْحَاب السرسام دَلِيل جيد لِأَن الْخَاص بهما مَا هُوَ النَّفس الْمُتَوَاتر لي تفقد ذَلِك بالجس للبطن والمنخرين فَأن بِمِقْدَار ذَلِك تكون صعوبة الْعلَّة وسهولتها.

من مَنْفَعَة النبض قَالَ تَخْلِيط عقول أَصْحَاب الحميات المحرقة سَرِيعا من اجل الدَّم فيكثر البخار فِي الرَّأْس وَيكون بخارا حارا جدا لي قد يحدث مرض شَيْبه بقرانيطس أَلا انه لَا حمى مَعَه وَلَا الْبدن حَار وَمَعَهُ قلق شَدِيد وتوثب وضيق نفس وتقلب حَتَّى لَا يسْتَقرّ صَاحبه الْبَتَّةَ يثب من هُنَا إِلَى هُنَا وَيتَعَلَّق بِكُل مَا وجد ويروم التسلق على الْحِيطَان ويدوم ذَلِك بِهِ وَيَأْتِي من هَذَا أَشْيَاء صعبة ويعطش حدا وَلَا يشرب لِأَنَّهُ كلما يَأْخُذ بِشرب يختنق لشدَّة حَاجته إِلَى النَّفس ويمنعني أَن أَقُول أَنه ورم حَار فِي الْحجاب لَا حمى مَعَه وَلَا حمى فِي الْبدن وَأَن شرب المَاء تجرعه ثمَّ لم يلبث أَن يقذفه وَهُوَ زبدي وَلم أر أحدا فَلت مِنْهُم وَيَمُوت أَكْثَرهم من يَوْمه فَإِن كَانُوا أقوياء فَفِي الرَّابِع وَرُبمَا اسودت ألسنتهم ووجوهم قبل ذَلِك لأَنهم يختنقون وَلم أر علاجا أنجع فيهم أذكر علاج التشنج الْيَابِس وَيَنْبَغِي أَن يجرب هَذَا الدَّاء وعلاجه فَأن عِنْدِي قِيَاسا وأكثرهمنبضة ذَنْب الفار متراجع ثمَّ يصير عِنْد الْمَوْت منقضيا وأعينهم جامدة شَدِيدَة الانتفاخ لي جفاف وَلَا يكَاد عضل أعالي جفونها يُمكنهَا الانطباق بِهَذَا العضل وأبدانهم قحلة يابسة وَذَلِكَ لشدَّة جفاف هَذَا العضل وَأكْثر كَلَامهم تَخْلِيط وحالهم كحالة الملهوف فِي نظرهم وتنفسهم وحركاتهم وَإِذا لانت حركاتهم وَسقط نبضهم فأنهم يموتون بعد ساعتين أَو ثَلَاث وَرَأَيْت رجلا هَذِه حَاله يعدو وَمَات من سَاعَته وَلم يكن بَين أَن يعدو وَبَين أَن مَاتَ سدس سَاعَة وَلَا كَانَ لَهُ نبض يدْرك فِي ذَلِك الْوَقْت وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك الْعَدو عِنْدِي لَا لقُوَّة لَكِن لشدَّة الْجهد وَيَنْبَغِي أَن ينظر مَا ذَلِك الْجهد وأبدانهم قحلة يابسة فليحذر هَذَا الدَّاء فأحس أَنه صعُود الْحَرَارَة كلهَا إِلَى الدِّمَاغ وأذكر داؤد الرُّومِي وَالشَّيْخ والصى الْمَجُوسِيّ كل المزورين يسهرون إِلَّا أَنه إِذا كَانَ السهر مَعَ تَعب وخبث نفس كَانَ سوداويا. الترياق إِلَى قصر الأفيون إِذا سقى من بِهِ مرض فِي رَأسه لَا ينَام مَعَه أسْرع شفَاه. جورجس قَالَ إِذا لم يعْمل فِي الِاخْتِلَاط الْأَدْوِيَة فَيَنْبَغِي أَن يلطم لطما شَدِيدا أَو يضْرب بالسياط فَأَنَّهُ رُبمَا أَفَاق وَرجع عقله إِلَيْهِ فَأن لم ينفع كوى كياّ صليبّيا على رَأسه واحضر الْأَشْيَاء نفعا للهذيان) طبيخ الرؤوس والأكارع على الرَّأْس. ابيذيميا من قد أشرف على الْجُنُون يتورم قدماه وتمتليان من الدَّم قَالَ جالينوس قد تفقدنا ذَلِك فوجدناه حَقًا. قَيْصر الْبِطِّيخ إِذا ضمد بِهِ يافوخ الصّبيان نفع من الورم الْحَار فِيهِ عِنَب الثَّعْلَب يدق مَعَ دهن ويضمد بِهِ اليافوخ فيرتفع الورم الْحَار فِي الدِّمَاغ وَكَذَلِكَ القرع والطحلب وَالْخيَار. روفس قَالَ البرسام يكون مَعَه اخْتِلَاط عقل مَعَ حمى ويرعد وحماهم يشْتَد انتصاف النَّهَار وبالليل وَمن علم مِنْهُم إِذا خفت حماه أَنه قد يهدئ فَهُوَ أرجا وَمن لَا يعلم ذَلِك فَهُوَ أشر حَالا ويعرض فِي سنّ الشَّبَاب وَلمن يكثر الطَّعَام وَيكرهُ الضَّوْء وتحمر عَيناهُ وتبرد أَطْرَافه ويلتقط الزئبر من ثِيَابه.

إِسْحَاق قَالَ اسْتدلَّ على الورم الْحَار فِي أدمغة الصّبيان فَأن مقدم عظم الرَّأْس ينخفض ويتطامن ويعالج الْبُقُول الْبَارِدَة عَلَيْهِ. التَّذْكِرَة لنزول يافوخ الصّبيان وَهُوَ الورم الْحَار فِي أدمغتهم ويعتريهم مَعَ ذَلِك صفرَة اللَّوْن ويبس اللِّسَان والبطن وصفرة الْبيض ودهن ورد يضمد بِهِ وَيُعِيد مَتى قيأ ويضمد بصل مر يَوْمًا أَو مَاء عِنَب الثَّعْلَب مَعَ دهن ورد. فيلغريوس فِي الثَّلَاث مقالات إِذا كثر السهر والاختلاط وَبَدَأَ يلتقط الزثبر مَعَ الثِّيَاب مَعَ الْحمى الملتهبة فَهُوَ برسام فضع على رَأسه خلا ودهن ورد فَإِن كَانَ بِهِ من شدَّة الِاضْطِرَاب مَا يمْنَع العلاج فاسقه المخدرة واحلق رَأسه وضمده بورق العليق والزمه المحاجم فِي الْكَاهِل والدلك والغمز لي الِاخْتِلَاف يكون فِي نِهَايَة الحميات الحادة وَمن ورم الدِّمَاغ وورم فَم الْمعدة وورم السماخ وورم الْحجاب وورم فِي غشاء الصَّدْر وورم المثانة وَالرحم وَيفرق بَين هَذِه كلهَا بأعراض مَوضِع الوجع والحجاب والورم فِيهِ يكون مَعَه النَّفس صَغِيرا متداركا وَفِي ورم الدِّمَاغ عَظِيما متفاوتا وَالَّذِي فِي فَم الْمعدة يلْزمه كرب وغثي. الخوز قَالَت دهن البندق عَجِيب لخفة الرَّأْس يُؤْكَل ويسعط بِهِ وَمِمَّا يجلب النّوم ويزري جدا أَن يسعط بدهن اللوز والبندق والسمسم بِالسَّوِيَّةِ والدهن نَافِع للمبرسم يصب فِي حلقه دهن اللوز. الْحَادِيَة عشر من النبض سهر الموسوسين يكون عِنْدَمَا يغلب اليبس حَتَّى تصير الْحَرَارَة الغريزية) نارية فيتحول إِلَى خَارج حَرَكَة مفرطة. الثَّانِيَة عشر من النبض قَالَ قرانيطس يحدث فِي غشاء الدِّمَاغ ولثرغس فِي نفس الدِّمَاغ. قسطا فِي كتبا الْمرة الصَّفْرَاء قَالَ يَنْبَغِي أَن يعْنى فِي البرسام بِالرَّأْسِ أَكثر من عنايتكم بِهِ فِي الْحمى المحرقة فيحتال لما يبرد الدِّمَاغ ويجلب النّوم مَا تضعه عَلَيْهِ. وَقَالَ فِي كِتَابه فِي الْمرة السَّوْدَاء قد يكون من السَّوْدَاء برسام أَخبث مَا يكون وسرسام يكون بعد قلق وزغب وصياح أَكثر وحركات مائلة وَسَوَاد فِي اللِّسَان أَشد وَبِالْجُمْلَةِ فَيكون البرسام فيهم اقوى وَيَنْبَغِي أَن يرطبوا ترطيبا أَكثر ويفصدوا فَإِن دِمَاؤُهُمْ ردية ويكثروا من الحقن المبردة قَالَ وانفع مَا يعالج بِهِ المبرسم بعد مَاء الشّعير ومياه الْفَوَاكِه إِذا كَانَت الطبيعة يابسة لب خبز السيمذ إِذا غسل بِمَاء حَار ثمَّ بِمَاء بَارِد ثمَّ ذَر عَلَيْهِ سكر أَو صب عَلَيْهِ جلاب وَبرد الثَّلج وللاسوقة كلهَا فِي المبرسمين فعل صَالح خَاصَّة سويق الشّعير وخاصة إِن كَانَ العليل مُعْتَادا لشرب المَاء الْبَارِد وَلم يكن فِي أحشائه ورم وينفعه جدأ الأضمدة المبردة على الْبَطن وشم الكافور وَنَحْوهَا من الأرايح الْبَارِدَة وتبريد المساكن قَالَ وَقد رَأَيْت من لم ينم أَيَّامًا كَثِيرَة لما نطل رَأسه بطبيخ البنفسج والخشخاش وَقطع القرع وورق الْورْد

ونطولا كثيرا أَيَّامًا وَيَنْبَغِي أَن يغلي غليانا شَدِيدا مسدود الرَّأْس وطولا أَيْضا ليخرج جَمِيع قُوَّة الْأَدْوِيَة ثمَّ يطال وَقت ضبه وَيجوز أَن يُعَاد ذَلِك المَاء بِعَيْنِه وَقد رَأَيْت مِنْهُم من نَام بعقب هَذَا الْفِعْل يَوْمًا وَلَيْلَة وَأكْثر وانتبه صَحِيحا يَأْتِي قرانيطس ورم الدِّمَاغ دَعَاهُ سرسام والحمى الَّتِي مَعَ ورم الدِّمَاغ والورم الْحَار فِي الدِّمَاغ الْعَارِض للصبيان والاختلاط غير ثَابت يحْتَاج فِي كُله إِلَى التَّعْرِيف وَالسَّبَب والتقسيم والعلاج والاستعداد والأنذار والأحتراس. الفنجنكشت يخلط بخل وزيت وَيُوضَع على رَأس من بِهِ قرانيطس قشر الْبِطِّيخ إِذا ضمد بِهِ يافوخ الصّبيان نفع من الورم الْحَار الْعَارِض فِي أدمغتهم. دهن الزَّعْفَرَان يُوَافق البرسام أَن يطلى بِهِ المنخر أَو شم أَو دهن بِهِ لَا ينوم ويريح من الهذيان عِنَب الثَّعْلَب إِذا عصر وَجعل مَعَه دهن ورد وَوضع على يافوخ الصّبيان بقطنة وأبدل فِي كل سَاعَة نفع من الورم الْحَار فِي أدمغتهم القرع أَن ضمد بِهِ يافوخ الصّبيان فعل ذَلِك وقشور الْبِطِّيخ يفعل ذَلِك إِذا ضمد بِهِ يافوخ الصّبيان والطحلب. قَالَ روفس البرسام يكون مِنْهُ اخْتِلَاط عقل مَعَ حمى وسهر وحماهم تشتد أَنْصَاف النَّهَار) وباليل وَمن علم مِنْهُم إِذا خفت حماه أَنه كَانَ يهدئ وَهُوَ أَرْجَى وَمن لم يعلم ذَلِك لَا يُرْجَى ويعرض فِي سنّ الشَّبَاب وَلم يكثر الطَّعَام وَيكرهُ المبرسم الضَّوْء وغمز عَيناهُ وتبرد أَطْرَافه ويلتقط أَشْيَاء من ثِيَابه. إِسْحَاق قَالَ اسْتدلَّ على الورم فِي الدِّمَاغ الْحَادِث بالصبيان بإن مقدم الرَّأْس ينخفض ويتطامن فَيَنْبَغِي أَن يَجْعَل على الرَّأْس جَرَادَة القرع أَو قشور الْبِطِّيخ أَو مَاء بقلة وعنب الثَّعْلَب ودهن الْورْد. ولزوع يافوخ الصَّبِي وَهُوَ الورم الْحَار من التَّذْكِرَة ويعتريهم مَعَ ذَلِك صفرَة وقيئ مرّة وَيجْعَل عَلَيْهِ صفرَة بيض ودهن ورد بِغَيْر مَرَّات أَو الحشيشه الْمَعْرُوفَة بصامر يَوْمًا وقشور القرع والبطيخ وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب مَعَ دهن الْورْد نَافِع. قَالَ جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء إِن أَصْحَاب باسلس سَاعَة يرَوْنَ إنْسَانا يلتقط الزئبر من ثِيَابه والتبن من الْحِيطَان يجْعَلُونَ رَأسه دهن ورد وخل يَنْتَفِعُونَ فِي ذَلِك أَيَّامًا ألف. فيلغريوس فِي كتاب ثَلَاث مقالات إِذا كثر السهر والاختلاط وبدا يلتقط الزئبر من الثِّيَاب مَعَ حمى خبيثة فَهُوَ برسام فَاضْرب زيتا بخل وَضعه على رَأسه وَإِذا كَانَ بِهِ من الِاضْطِرَاب مَا يمْنَع العلاج فعالجه بالأدوية المخدرة واحلق الرَّأْس وضمده بورق العليق والزمه المحاجم فِي الْكَاهِل والدلك والغمز وَرُبمَا انْقَلب البرسام إِلَى ليثرغس. الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ قرانيطس ورم حَار يحدث فِي الدِّمَاغ من مرّة صفراء وَمَعَهُ حمى.

جَوَامِع الحميات قَالَ انْقِضَاء قرانيطس يكون إِمَّا بعرق أَو برعاف الثّقل والصداع فِي الرَّأْس إِذا عرضالمن بِهِ ورم حَار فِي نَاحيَة دماغه يدلان على التشنج. قَالَ الْإِسْكَنْدَر فِي كِتَابه فِي البرسام البرسام ليَكُون من الصَّفْرَاء إِذا صعدت إِلَى الرَّأْس فأورمت الدِّمَاغ أَو الام الصلبة ويتقدمه سهر طَوِيل ونوم مفزع وربماعرض مَعَه النسْيَان وَيكون مَعَهم غضب وسفه وتحمر أَعينهم وتتابع النَّفس وتخسو المجسة وَيَنْظُرُونَ دَائِما لَا يَغُضُّونَ أَطْرَافهم وتدمع عيونهم ويضر فِيهَا قذى ورمص ويلتقطون الزئبر من الثِّيَاب والتبن من الْحِيطَان يظنون ذَلِك والسنتهم خشنة وحماهم يابسة وَرُبمَا لم يحسوا ليبس عصبهم من أجل يبس الدِّمَاغ وَرُبمَا أَصَابَتْهُم رعشة فَهَذِهِ عَلَامَات البرسام الْخَالِص الَّذِي من سقم الدِّمَاغ وَقد اشْتبهَ على قوم فظنوا أَن البرسام يكون أَيْضا من ورم الْحجاب وَلَيْسَ يكون من ورم هَذَا الْحجاب أَلا) الهذيان وَالْفرق بَينه وَبَين البرسام أَن الْحَرَارَة هَاهُنَا فِيمَا دون الشرسيف أَكثر وَمَعَهُ ضيق النَّفس وَفِي البرسام الْحَرَارَة فِي الرَّأْس والحمى دَائِما وَالْعين أَحْمَر وملمس الرَّأْس حَار جدا ويرعف كثيرا وَيفرق بَينه وَبَين الْجُنُون بالحمى لِأَن الْجُنُون لَا حمى مَعَه وَفِي البرسام حمى دائمة فَهَذِهِ عَلَامَات البرسام الْخَالِص الصفراوي فَأن شلبه بلغم اخْتلطت أعراضه فيهدؤون ويسبتون أَو يهدؤون ويسكنون وعلامات البرسام ان تكون حادة قَوِيَّة فِي اول الْأَمر لقلَّة صَبر الدِّمَاغ على لذع الصَّفْرَاء فيكونون كالمجانين سَوَاء مَا وَإِذا امتدت الْأَيَّام صعفت العلامات وَقل الاضظراب والهذيان وضعفت الْقُوَّة حَتَّى أَنهم بكدما يشيلون أَعينهم وَتَكون مجستهم صَغِيرَة جاسية علاج هَؤُلَاءِ إِذا كَانَت الْقُوَّة توجب الفصد فَإِنَّهُ أفضل علاجهم فَأن منع فافصد عرق الْقُوَّة توجب الفصد فَأَنَّهُ أفضل علاجهم فَإِن منع فافصد عرق الْجَبْهَة وَأَن خفت اضطرابه فَأخْرج دَمه بِمرَّة وَرطب رَأسه بخل ودهن ورد دَائِما فَأن ذَلِك يُقَوي الدِّمَاغ ألف ويقمع البخار وَينْقص البخار حر الرَّأْس وَلَا يجذب إِلَيْهِ البخار وأخلط بالخل أَشْيَاء مخدرة واحتل أَن تنومه فَإِن ذَلِك أفضل مَا عولجوا بِهِ واسقه شراب الخشخاش فَإِنَّهُ مَعَ مَا ينوم يبرد ويسكن الْحمى وَأَن لم يضْطَر إِلَى هَذَا الشَّرَاب لِكَثْرَة السهر فَلَا تسقه وخاصة إِذا كَانَ برسامه مَعَ بلغم وَلَيْسَت اعراضه حارة حريفة جدا وَأَن رَأَيْت قوته ضَعِيفَة فَلَا تسْتَعْمل شَيْئا من المخدرات بتة فَأَنَّهُ يضر ضِرَارًا عَظِيما وَرُبمَا قتلت وَاجعَل هواءهم معتدلا فَأن الْحَار يمْلَأ رؤوسهم والبارد يجمع فِيهِ حرارة كَثِيرَة ويغمز رجله ويشد أَطْرَافه وَينزل البخار وينطل عَلَيْهَا ماءا حارا وَأفضل هَذِه قبل نوبَة الْحمى وَبعد هبوطها وضع المحاجم أَسْفَل الْبدن لتجذب الْحمى إِلَى أَسْفَل واسقهم مَاء الشّعير فَقَط ولب الْخِيَار والسمك الصغار وَالرُّمَّان واسقهم ماءا حارا مَرَّات فَأَنَّهُ يسكن عطشهم جرعة جرعة فَقَط وباعدهم من المَاء الْبَارِد وخاصة أَن كَانَ فِي الْحجاب ورم ويعقبهم حميات حادة وانهم استراحوا إِلَيْهِ فِي أول الْأَمر وَقد سقيتهم المَاء والدهن مرّة لما رَأَيْت كَثْرَة اليبس والحرارة استرخت الشراسيف وَانْطَلق الْبَطن وهاج

الْقَيْء واستفرغ الصَّفْرَاء وَيرى فِي أَيَّام يسيرَة فحمه بِالْمَاءِ الفاتر وخاصة إِذا كَانَ اليبس والسهر غَالِبين وَأَن لم يستحم المبرسم فَأن زَاد سهره واضطرابه فحمه بهَا فَإِن كَانَ ذَلِك يرطبهم ويسكن فينفعهم وينبههم وَإِذا رَأَيْت النضج والحمى مسترخية فَاسق الشَّرَاب وخاصة أَن كَانَ مُعْتَاد فَإِنَّهُ ينبههم ويسكن سوء خلقهمْ.) قَالَ جالينوس فِي ترياق قَيْصر الأفيون إِذا سقى من بِهِ مرض فِي رَأسه لَا ينَام أسْرع شفَاه. ابيذيميا إِذا دَامَ بإصحاب قرانيطس أَعنِي ورم الدِّمَاغ وحجبه الثّقل فِي الرَّأْس والرقبة وَعرض لَهُم مَعَ ذَلِك تشنج وقيء زنجاري مَاتَ مِنْهُم الْكثير على الْمَكَان وَكثير بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ لفضل قوتهم. قَالَ فِي الحميات الْخَلْط الَّذِي يُولد الحميات المحرقة إِذا كَانَ فِي الدَّم فِي تجويف الْعُرُوق وَهِي الصَّفْرَاء النارية الَّتِي تعلو مَتى اتّفق أَن تصعد نَحْو الرأسكان مِنْهُ البرسام الَّذِي هُوَ السرسام لي البرسام يُقَال على شَيْئَيْنِ وَاحِد شوصة وَآخر ورم الدِّمَاغ وَهَذَا هُوَ سرسام وَمَا دَامَ هَذَا الْخَلْط لم يتَمَكَّن فِي الرَّأْس لكنه يجْرِي فِي عروقه مرّة بعد مرّة كَانَ مِنْهُ اخْتِلَاط عقل سَاعَة بعد سَاعَة بِمَنْزِلَة مَا يكون فِي مُنْتَهى الحميات وَإِذا تمكن وَصَارَ ورسخ فِي الرَّأْس كَانَ مِنْهُ السرسام وَقَالَ قرانيطس هُوَ سرسام حاد خطر. من العلامات المنسوبة إِلَى جالينوس قد ذكرنَا عَلَامَات انْتِقَال قرانيطس إِلَى ليثرغس ألف فَأَما عَلَامَات انْتِقَاله إِلَى الدق فَأن علاماته أَن يقحل ظَاهر الْبدن ويصغر النبض ويصلب وتهدأ أعراضه ويتخذ العليل الرَّاحَة وعلامات الورم فِي الدِّمَاغ الشرر قُدَّام الْبَصَر وتغيب سَواد الْعين وينتقل بياضها إِلَى فَوق وأسفل أَحْيَانًا وتمتد الشراسيف وينتفخ الصَّدْر وينام العليل على قَفاهُ وتختلج أعضاءه سَاعَة بعد سَاعَة. ابيذيميا قَالَ أَصْحَاب السرسام إِذا تنفسوا تنفسا قَصِيرا دلّ على حسن حَالهم وَذَلِكَ ان هَؤُلَاءِ يتنفسون نفسا طَويلا لَان عُقُولهمْ مختلطة فَإِذا تنفسوا نفسا قَصِيرا دلّ على ان آلتهم قد رجعت إِلَى حَالَة الجيدة. قَالَ جالينوس قرانيطس هُوَ السرسام الْحَار وليثرغس السرسام الْبَارِد قَالَ وَمَا رَأَيْت أحدا أَصَابَهُ السرسام مَعَ الْحمى من اول يَوْم يموتون أَلا الشاذ قبل السَّابِع يشفى من قرانيطس وليثرغس الْفُصُول إِذا حدث بإصحاب قرانيطس أُمُور يدمن كَانَ ذَلِك دَلِيلا جيدا وَحُمرَة الْعين يتبع الورم الْحَار الَّذِي فِي الدِّمَاغ. الْأَعْضَاء الآلمة العلامات المنذرة بقرانيطس سهر أَو نوم مُضْطَرب متفرغ وخيالات بَاطِلَة حَتَّى أَنه رُبمَا صَاح ووثب ونسيان حَتَّى يَدْعُو بطست ليبول ثمَّ يضْرب عَنهُ وَجَوَابه

مشوش مَعَ بطلَان جرْأَة وأقدام ويسرهم قَلِيل وتنفسهم عَظِيم متفاوت ونبضهم صَغِير صلب. حَتَّى إِذا فترت) وَقت الِاخْتِلَاط تكون أَعينهم جافة وتدمع آخرهَا دمعة حادة وَيصير فِيهَا رمص وتمتلي عروقها دَمًا ويرعفون ويلتقطون زئبر الثِّيَاب وتشتد حماهم وخاصة فِي الإنتهاء وَيكون انحطاطا لينًا سَاكِنا ولسانهم خشن بِمرَّة. قَالَ القدماء يرَوْنَ أَن قرانيطس أَنما يحدث بِسَبَب الورم الْحَادِث فِي حجاب الصَّدْر لَان بَينه وَبَين الدِّمَاغ مُشَاركَة شَدِيدَة. قَالَ وَقد يكون اخْتِلَاط الذِّهْن من أجل ورم الْحجاب وَيفرق بَينه وَبَين الْكَائِن من اجل ورم أغشية الدِّمَاغ بالأعراض الَّتِي تظهر فِي الْعين وتقطر الدَّم من المنخرين وتنوع التنفس وَذَاكَ ان التنفس فِي ورم الدِّمَاغ عَظِيم متفاوت بَاقٍ على ذَلِك. واما ورم الْحجاب فيصغر ويتواتر مرّة ويعظم اخرة وَيصير شَبِيها بالزفرات آخرى ويتنفسون قبل حُدُوث الِاخْتِلَاط تنفسا صَغِيرا متواترا لشدَّة وجع الْحجاب فَأَما أَصْحَاب عِلّة الدِّمَاغ فَقيل أَنهم يختلطون أَيْضا ويتنفسون تنفسا عَظِيما متفاوتا وَبِالْجُمْلَةِ فالعلامات الَّتِي اعطيناها فِي معرفَة قرانيطس الَّذِي يَعْنِي بِهِ عِلّة الدِّمَاغ أما أَن يعرض فِي أبتداء تورم الْحجاب شَيْء يسير مِنْهَا وَأما أَن الا يعرض شَيْء أصلا وَهِي كلهَا أَو أَكْثَرهَا ألف تعرض فِي ابْتِدَاء تورم الدِّمَاغ وتنجذب فِي عِلّة حجاب الشراسيف إِلَى فَوق وَلَا تكون فِي الرَّأْس وَالْوَجْه حرارة جَيِّدَة زَائِدَة وَفِي عِلّة الدِّمَاغ لَا تنجذب الشراسيف وَتَكون فِي الْوَجْه وَالرَّأْس حرارة زَائِدَة شَدِيدَة. قَالَ وَقد يكون اخْتِلَاط الذِّهْن الْغَيْر الثَّابِت فِي الحميات المحرقة وَفِي أورام الرية وَفِي ذَات الْجنب وبسبب فَم الْمعدة أَيْضا والختلاط فِي هَذِه الْأَعْرَاض أَعْرَاض لَا زمة لهَذِهِ الْعِلَل فإمَّا فِي عِلّة الدِّمَاغ نَفسه فَأَنَّهُ مرض ثَابت لَا ينْحل بانحلال الْحمى وَلَا يحدث بَغْتَة بل اولا أَولا وتتقدمه العلامات الَّتِي وَصفنَا وَيَنْبَغِي ان يفرق بَين أَنْوَاع هَذِه الاخلاط كلهَا وَأَنا اقول أَن الَّذِي يكون مَعَ حميات فَأَنَّهُ يهيج فِي صعودها ويسكن فِي انحطاطها وَأما الَّذِي يكون بِسَبَب فَم الْمعدة يتقدمه غثي ولذع فَم الْمعدة وكرب وَأما الَّذِي بِسَبَب ذَات الْجنب والرية فهما معر وفأن تابعان لهاتين العلتين واما الَّذِي من أجل ورم الْحجاب فَإِذا لم تكن عَلَامَات ذَات الْجنب وَلَا ذَات الرية وَكَانَت عَلَامَات ورم هَا الْحجاب سرافيون قَالَ تكون اعينهم كَالدَّمِ ويجحظ دمعه ويجدون فِي قَعْر الْعين وجعا شَدِيدا ويدلكونها وخاصة إِذا كَانَ الورم فِي جرم الدِّمَاغ نَفسه فَأَما إِذا كَانَ فِي غشائه فَأَنَّهُ يكون أقل وَلذَلِك يكون جَمِيع أعراضهم أخف.) أفضل علاجه الفصد أَولا فَإِن لم يتهيأ من الْيَد فافصده من جنبه ثمَّ الْخلّ ودهن الْورْد على الرَّأْس وَالتَّدْبِير المرطب وَالْبَوْل يعسر عَلَيْهِم كثيرا فصب عَلَيْهِم طبيخ البابونج على المثانة نَفسهَا فِي القطرب تصير صَاحبهَا هائماً بَين الْعُيُون وَهَذِه الْعلَّة تكون فِي الرَّأْس وَيرى وَجه من كَانَت بِهِ متغيرا وبصره ضَعِيفا وَعَيناهُ جافتان لَا تَدْمَع الْبَتَّةَ غائرة وَلسَانه يَابِس وبدنه

أجمع يَابِس قحل ويعرض لَهُ عَطش شَدِيد وقروح فِي لِسَانه وَلَا تكَاد هَذِه الْعلَّة تَبرأ لِكَثْرَة لأعراض الردية فِيهَا وينكب كثيرا على وَجهه فَيرى بِوَجْهِهِ وساقيه آثَار الْغُبَار وعض الْكلاب يكون هَذَا الوجع من الْمرة السَّوْدَاء ويهيمون بِاللَّيْلِ وَيكون كالذباب ويجف لسانهم جدا وَلَا يسيل لعابه بتة وَهِي صنف من الوسواس السوداوي وَأحمد علاجها أَن يفصد العليل فِي ابْتِدَاء الْعِلَل وَحين يزِيد الدّور يبْدَأ ويستفرغ حَتَّى يعرض الغشي ألف مَتى احْتِيجَ إِلَى ذَلِك ثمَّ يسقى بعد ذَلِك مَاء الْجُبْن ثَلَاثَة أَيَّام فَإِذا فعل ذَلِك فينقي بدنه بالايارج الَّذِي يشحم الحنطل مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة ثمَّ يَأْخُذ ثمَّ يَأْخُذ ترياق الأفاعي وَسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي يعالج بهَا الماليخوليا وَأما إِذا احتدت الْعلَّة فصب على رَأسه النطولات الجالبة للنوم وأطل مَنْخرَيْهِ بالأفيون وَمَا أشبهه وَقَالَ بولس هَذَا بِعَيْنِه.

الباب الحادي عشر

(الْبَاب الْحَادِي عشر) (الصداع والشقيقة فِي الرَّأْس) الَّذِي يعظم أَو يعوج شكله وَمن يتزعزع دماغه من ضَرْبَة وَالْمَاء فِي الرَّأْس وَمَا يهيجه فِي الرَّأْس الَّذِي يعظم فَوق الْقدر وينتفخ وَيفتح الشؤن والنفاخات تخرج عَلَيْهِ. قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات أَن من أَصْنَاف الحميات للصداع والشقيقة مَا يَدُور بنوائب لي على مَا رَأَيْت فِي الْعَاشِرَة من حِيلَة الْبُرْء إِذا كَانَ إِنْسَان يتَوَلَّد فِي فَم معدته مرار يهيج صداعا وعلامة هَذَا الصداع أَن يهيج كل يَوْم عِنْد خلو الْمعدة وبعقب النّوم على الرِّيق فحسه بِالْغَدَاةِ حساءً متخذا من خبز وَمَاء الرُّمَّان الْيَابِس أَو الرطب فَإِنَّهُ يُقَوي معدته ويقمع مرارته وَيطول لشدَّة هَذَا الحساء فِي بَطْنه من أجل الرُّمَّان ويغتذي بِهِ قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يَنَالهُ الصداع من أجل الرُّمَّان وَلَا ينصب إِلَى معدته المرار وَقد جربنَا بِأَن أمرنَا العليل يَأْكُل بِالْغَدَاةِ سفرجلا وَأَشْيَاء قابضة فيسكن هَذَا الصداع وَلم ينله لِأَن فَم معدته قوي فَلم يقبل المرار لَكِن إِذا كَانَت القوابض مَعَ أغذية تبقى وَيطول لبثها فِي الْبَطن وتنفذ أَولا وأولا فَهُوَ خير.) الْأَعْضَاء الآلمة من الْمقَالة الأولى الرَّأْس إِذا أَصَابَهُ صداع من خلط مراري فساعة يتقيأ ذَلِك الْأَعْضَاء الآلمة من الثَّانِيَة قَالَ الصداع الْمُسَمّى بَيْضَة لَهُ نَوَائِب وهدوء لَا يَدُوم مِنْهُ شَيْء ونوائبه عَظِيمَة شَدِيدَة جدا حَتَّى أَن صَاحبه لَا يحْتَمل أَن يسمع صَوت شَيْء يفزع وَلَا كلَاما عَظِيما وَلَا ضوءا ساطعا وَأحب الْأَشْيَاء إِلَيْهِ الاستلقاء فِي بَيت مظلم ويتمدد الوجع حَتَّى يبلغ فِي كثير مِنْهُم إِلَى أصُول الْعين قَالَ وَهَذَا الوجع قد يكون فِي أغشية الدِّمَاغ وعلامته أَن يبلغ إِلَى أصُول الْعَينَيْنِ وَيكون فِي الغشاء المغشى على القحف خَارِجا وَلَا يبلغ الوجع إِلَى أصُول الْعين والصداع الْحَادِث ألف عَن ريح بخارية يكون مَعَ امتداد والحادث عَن فضول مرارية يكون يحدث وجعا لذاعا والحادث عَن أخلاط كثير يكون مَعَه ثقل وَإِذا كَانَ مَعَ الثّقل حمرَة وحرارة فَإِن الأخلاط حارة وَإِذا لم يكن ذَلِك فَمن أخلاط بَارِدَة وَقد يعرض الصداع لقوم من الشَّرَاب وَمن ريح الطّيب ويعرض لقوم من ذكاء الْحس. الميامر من الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ وَقد يكون الصداع من سوء مزاج فَقَط وَيكون مَعَ مَادَّة وَيكون أَيْضا من الامتلاء وَيكون من السدد فِي مجاري البخارات والصداع الشَّديد

يعرض من الْحر وَالْبرد والعارض من اليبوسة ضَعِيف وَأما من الرُّطُوبَة فَلَا يعرض صداع الْبَتَّةَ بكيفيته اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون الْخَلْط الرطب إِذا يوجع بتمديده وَيكون الصداع فِي بعض أَجزَاء الرَّأْس دون بعض فَرُبمَا كَانَ فِي الأغشية وَرُبمَا كَانَ فِي الْعُرُوق وَرُبمَا كَانَ خراج القحف وَرُبمَا كَانَ دَاخله وَالْوُقُوف قَالَ والصداع الْعَارِض من حر الشَّمْس أَو من برد الْهَوَاء إِن عولج سَرِيعا يسكن بسهولة وَإِن ترك حَتَّى يزمن كَانَ أعْسر بولس قَالَ يَنْبَغِي إسهال الْبَطن والإمساك عَن الطَّعَام وَالنَّوْم والسكون وَالسُّرُور وَالسُّرُور وَالشرَاب وَالْكَلَام. قَالَ جالينوس الصداع الْحَادِث عَن احتراق الشَّمْس غرق اليافوخ وَإِلَى الجبين كُله بدهن مبرد بالثلج وَلَا يبرد مُؤخر الرَّأْس فَإِنَّهُ يضر بمنشأ العصب وَلَا ينفع الصداع لِأَن الْبُرُودَة إِنَّمَا تصل من اليافوخ إِلَى الدِّمَاغ برخاوته والشأن الْمَعْرُوف بالأكليلي. قَالَ واجتنب عصارة اليبروخ والخشخاش وعنب الثَّعْلَب والأشياء الَّتِي من نَحْوهَا فَإِنَّهَا رُبمَا أورثت بلايا رَدِيئَة فَإِن اضطرت فاستعملها مَعَ حذر وَشَيْء قَلِيل مِنْهَا. قَالَ وَأما الَّذِي يكون من برودة الْهَوَاء فعالجه كَمَا عَالَجت بدهن السداب مسخنا فَإِن احتجت إِلَى حرارة أقوى فاخلط فِيهِ فربيون وَكَذَلِكَ دهن المرزنجوش ودهن الْغَار وَأما دهن البلسان) فَإِنِّي وجدته مقصرا. قَالَ جالينوس الصداع الَّذِي يطول مكثه حارا كَانَ أَو بَارِدًا أحلق رَأس الْمَرِيض ثمَّ أطله إِن كَانَ الصداع حارا بالقيروطيات المبردة جدا والمراهم القوية التبريد وَأما إِذا كَانَ بَارِدًا فألق ألف على القيروطي فربيون عشر القيروطي. فِي الصداع جالينوس فِي الصداع من الْحمار قَالَ جالينوس الَّذِي حدث لَهُ الصداع الَّذِي من الشَّرَاب يصب على رَأسه دهن ورد وَلَا يكون قد برد بردا شَدِيدا وَيلْزم النّوم والهدوء نَهَاره اجْمَعْ وبالعشي وادخله الْحمام ثمَّ اغذه بالخبز وَالْبيض النيمبرشت وبالخس والكرنب والعدس وأعطهم الكمثري والسفرجل إِن أرادوه وليجتنب تمر النّخل فَإِنَّهُ مصدع بخاصية فِيهِ ويناموا ليلهم ويبكر عَلَيْهِم بِالْغَدَاةِ سَرِيعا جدا لحمام وَيصب على رؤوسهم المَاء الْحَار مَرَّات كَثِيرَة ويناموا فِي عقب الْحمام ثمَّ يعود إِلَيْهِ ثَانِيَة ثمَّ يغتذون إِلَيْهِ بِمثل الْغذَاء فِي النّوم الأول وَلَا يشربون المَاء الصّرْف مَا دَامَ الصداع لم يخف وَإِن خف وَرَأَيْت المَاء يضرهم فائذن لَهُم فِي الشَّرَاب المائي الْكثير المزاج وأطعمهم خصى الديوك وأجنحتها والسمك الرضراضي وفراريج أسفيدباج قَليلَة الأبزار فَإِذا نقص وجعهم فليمشوا فِي مَوَاضِع إِن كَانَ يحْتَاج إِلَى التبريد فمواضع ريحية قبل الطَّعَام وَمن كَانَ يحْتَاج إِلَى أسخان يَعْنِي من هَؤُلَاءِ فَفِي الْمَوَاضِع السخنة الْهَوَاء فَإِن بقيت بَقِيَّة فعالج بعد ذَلِك بدهن البابونج المفتر ثمَّ

بعده دهن السوسن مفترا وَأما صب المَاء الْحَار فِي الْحمام فَإِنَّهُ نَافِع لِأَنَّهُ يحلل البخارات ويجلب النّوم وَلذَلِك إِذا ادخلته ثَلَاث مَرَّات لم يخطء وَإِذا سكن فورة الْعلَّة اسْتعْملت الأدهان المسخنة على مَا قد ذكرنَا. فِي الصداع الْحَادِث عَن سقطة أَو ضَرْبَة أَو ورم قَالَ يَنْبَغِي أَن يعلم أَن هَذَا الضَّرْب من الصداع إِنَّمَا يكون عَن ورم والأجود أَن يُبَادر بالفصد والحقنة فَإِن لم يُمكن الفصد فالحقنة لتميل الْموَاد إِلَى أَسْفَل فَإِن كَانَت جلدَة الرَّأْس سليمَة فضع عَلَيْهَا الْخلّ ودهن الْورْد فَإِن كَانَ الورم والصداع عَظِيما فاجتنب الْخلّ وَعَلَيْك بدهن الْورْد مفترا وَحده وَعند الانحطاط فالأدهان المرخية وَإِن صلبت الأورام احتجت أَن يطْبخ فِيهَا فوتنج وأفسنتين وَنَحْوهمَا. قَالَ بولس واحذره الشَّمْس وَالْحمام وكثيرة الْغذَاء وَالشرَاب الْبَتَّةَ وَالْكَلَام والأغذية الحامضة والحريفة والمالحة وغرق صُوفًا من غَد بدهن الْورْد والخل والزم رَأسه مفتّرين واطبخ أكليل الْملك وضمد بِهِ لي هَذَا يصلح لتسكين الوجع قَالَ خُذ ورق الآس فاطبخه مَعَ شراب وضمد بِهِ لي) وَكَذَلِكَ ورق العليق إِذا طبخ بسداب. قَالَ جالينوس الأفيون فَلَا أُشير بِاسْتِعْمَالِهِ لِأَنَّهُ ألف يُولد ظلمَة الْبَصَر ويضر بالدماغ ووجع الأصداغ لَا يبلغ أَن يُورث الغشي كالحال فِي القولنج فيضطر إِلَى ذَلِك بل يسكن ويخف وَجَعه بالتخبيص والطلي والنطول وَلَكِن أَشد مَا يكون الصداع دون وجع الْعين وَالْأُذن والأسنان الشَّديد. فَأَما القولنج فَلَا أحتاج أَقُول لِأَن خلقا قَدِيما قتل أنفسهم من شدَّة الوجع وخلقا يغشى عَلَيْهِم ويموتون. قَالَ وَمن النَّاس من يجْتَمع فِي معدته مرار فيصدعون إِن لم يبادروا فِي كل يَوْم فيغتذون قبل أَن يصدعوا وعلاج هَؤُلَاءِ أَن تقيئهم بِالْمَاءِ الْحَار إِن سهل عَلَيْهِم الْقَيْء وَمن عسر عَلَيْهِ الْقَيْء فبادر بِالطَّعَامِ الْجيد للمعدة وَليكن مِقْدَارًا قَلِيلا وليستحم يَوْمه ذَلِك نَحْو الْعشَاء ويخفف عشاءه ثمَّ يَأْخُذ من الْغذَاء قسيسا واحرص بعد ذَلِك على أَن يكون مَتى علم أَن طَعَامه قد انهضم لم يدافع بِهِ لَكِن يَأْخُذ خبْزًا مَعَ قساء وَزَيْتُونًا أَو نَحْو ذَلِك من الْأَشْيَاء القابضة واستوقفه وَيحْتَاج إِلَيْهِ فَإِنِّي قد امتحنت هَذَا التَّدْبِير فَوَجَدته نَافِعًا لي يسهل هَؤُلَاءِ فِي الْأَيَّام بطبيخ الهليلج وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ ويطعمون الْخبز بِمَاء الرُّمَّان بعد ذَلِك كل يَوْم قبل أَن يصدعو شَيْئا قَلِيلا بِمِقْدَار مَا لَا يصدعون مثل الحقنة ثمَّ يَنْصَرِفُونَ ويستحمون أَن أَحبُّوا ويأكلوا بعد غذائهم ويسهل من غَد قبل أَن يصدعوا وَفِي كل أَيَّام يسهلوا الصَّفْرَاء ويأخذوا أَطْعِمَة مقوية لفم الْمعدة. قَالَ والصداع الْكَائِن مَعَ تمدد فالإمساك عَن الطَّعَام نَافِع لَهُ فَأَما من كَانَ فِي فَم

معدته أخلاط لذاعة فالإمساك ضار لَهُ وَإِن كَانَت الأخلاط المرارية مداخلة للمعدة فنقها بأيارج وأقلل فِيهِ من الزَّعْفَرَان لِأَنَّهُ يصدع. قَالَ وَمن عادتي أَن أسأَل الْمَرِيض كَيفَ تَجِد الصداع فبعضهم يخبر أَنه يجد كَأَن رَأسه تُؤْكَل أكلا وَبَعْضهمْ يجد كَأَنَّهُ يحس على رَأسه بِحمْل ثقيل وَبَعْضهمْ يَقُول أَنه يحس بحرارة قَوِيَّة أَو بِبرد قوي فَإِذا كَانَ يحس بالنخس والأكال فَاعْلَم أَن سَبَب الصداع حِدة الأخلاط وحدة الرّيح فَإِن كَانَ يحس بتمدد بِلَا لذع فالسبب امتلاء فَإِن لم يكن مَعَ ثقل فَإِن الامتداد هُوَ ريح والفلغموني والأوراك يتبعهُ الثّقل والحرارة فأجد التخمين والحدس فَإِذا وَقعت على السَّبَب فَلَا تغير التَّدْبِير إِن لم تره ينجح وَذَلِكَ أَنه رُبمَا كَانَت الْعلَّة قَوِيَّة فَلَا يُؤثر فِيهِ أثرا إِلَّا بعد مُدَّة لِأَنَّهُ) يحْتَاج إِلَى علاج قوي ليبين الْأَثر ألف قَالَ فَاسْتعْمل فِي أول الْأَمر مَا يقمع على الرَّأْس وَمَا يضاد الْمَادَّة فِي آخر الْأَمر مَا يحلل وَفِي وسط مَا ينضج وَاعْلَم أَن الحقن القوية بليغة لهَذَا الوجع جدا لحدتها مَا مَال إِلَى الرَّأْس إِلَى أَسْفَل والتكميد بالملح نَافِع فِي الْعِلَل الْبَارِدَة وَاسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة القوية إِذا طَالَتْ الْمدَّة مثل الجندبادستر والقردمانا وَنَحْوهَا. قَالَ جالينوس والتكميد بالجاورس خير من الْملح والتخبيص ببزر كتَّان والزوفا جيد ثمَّ يغرق لَهُ مرغزى فِي شبت وَيلْزم الرَّأْس وَهُوَ فاتر وَفِي دهن بابونج فَإِن هَذَا علاج يسكن الوجع جدا. دَوَاء قوي فِي الْعِلَل الْبَارِدَة والمزمنة يُؤْخَذ كبريت وجندبادستر وَحب الْغَار أجزاءاً سَوَاء فاسحقها بِسمن ودهن ورد واطلها على خرقَة وضع على الْجَبْهَة لي يَنْبَغِي أَن يلطخ بالقطران فَإِنَّهُ كَانَ فِي الأسخان والتلطيف وَكَذَلِكَ مَتى طَال الوجع فافصد الْعرق من الْجَبْهَة أَو من الْأنف واحجمه من قَفاهُ وحرك العطاس فَإِن طَالَتْ الْعلَّة أَيْضا فعالج بدواء الْخَرْدَل. قَالَ جالينوس أَنا لَا اسْتعْمل هَذَا فِي الْعِلَل الحارة بتة قَالَ وَلَكِن لِأَن النَّاس أَكثر مَا يصيبهم هَذِه الْعِلَل من الْبُرُودَة تنجح هَذِه مَرَّات كَثِيرَة وَإِنَّمَا يفزع إِلَيْهَا الْأَطِبَّاء كَمَا يفزع إِلَى الأبحر الْعِظَام فِي اللجة وَقد جربت البابونج فَوَجَدته نَافِعًا من الصداع الْبَارِد والتخبيص بِهِ والتكميد ويسعط بالسعوطات الَّتِي يخرج رطوبات كَثِيرَة من الْأنف مثل عصارة قثاء الْحمار وبخور مَرْيَم وشونيز ونشادر وَنَحْو ذَلِك قَالَ انْظُر فِي الشَّقِيقَة أيحتاج إِلَى الفصد أم الإسهال واي خلط يسهل فَإِذا نفضت الْبدن كُله فادلك الشق العليل بمنديل حَتَّى ترَاهُ يحمر ويسخن وانتشرت فِيهِ الْحَرَارَة إفعل ذَلِك قبل وَقت الدّور وَاسْتعْمل الأطلية وَإِن كَانَ العليل يجد حرارة مَا يسْتَعْمل مِنْهَا مَا فِيهِ بعض تبريد وَإِلَّا فَاسْتعْمل المسخنة غَايَة الإسخان واخلط بهَا أَشْيَاء قابضة مقوية للرأس مثل هَذِه الْأَدْوِيَة. دَوَاء للصداع الْعَتِيق والشقيقة فلفل أَبيض مثقالان خلط الزَّعْفَرَان مثقالان فربيون نصف مِثْقَال خرؤ الْحمام الراعية نصف مِثْقَال عفص مثقالي يطلى بِهِ إنْشَاء الله.

آخر ثافسيا ثَلَاثَة مَثَاقِيل فربيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل حلتيت ثَلَاثَة مرو جاوشير مِثْقَال مِثْقَال يعجن بخل ويطلى إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ بخل قَالَ جالينوس وَقد اتَّخذت أَنا دَوَاء من فربيون وَلم احْتج مَعَه ألف إِلَى غَيره وَصفته فربيون عشرَة قيروطي تتَّخذ بدهن لطيف واطل الشق الَّذِي فِيهِ الشَّقِيقَة فَإِن توهمت أَن الشَّقِيقَة مَعهَا حرارة فإياك وَهَذَا الدَّوَاء فَأَما الْبَارِد فَإِنَّهُ يسكن الوجع) من سَاعَة وينفع أَيْضا أَن يحل الفربيون بِيَسِير زَيْت ويقطر فِي الْأذن من الْجَانِب الوجع وَيكون الفربيون عشر لي الزَّيْت لي هَذِه الْعلَّة أَكثر مَا تكون من برودة وأخلاط غَلِيظَة وَلَا يكَاد تقلع هَذِه والبيضة إِلَّا القوية الأسخان. الميامر عالج الصداع المزمن بضماد الشيطرج على مَا فِي بَاب عرق النِّسَاء قَالَ وَهُوَ يَنُوب عَن ضماد الْخَرْدَل ويعالج إِذا أعيت الْأَدْوِيَة بضماد الْخَرْدَل ويستعان بجوامع حفظ الصِّحَّة حسب الْعِنَايَة بِالرَّأْسِ. قَالَ وَيسْتَعْمل فِي علاج الصداع والشقيقة الشَّدِيدَة سد عروق الصدغين الضاربين بِشدَّة وَقُوَّة. الْمقَالة الأولى من الأخلاط قل مَتى كَانَ وجع الرَّأْس من أخلاط نِيَّة فَإِنَّهُ قد ينفع مِنْهُ الهدوء والتعصيب والأسخان المعتدل للرأس فَإِنَّهُ يسكن الوجع وينضج الأخلاط. الْمقَالة الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ فِي أوجاع الرَّأْس الشَّديد جدا إِذا كَانَ الْعلَّة بِدَم وبخارات وَالْقُوَّة القوية فَيَنْبَغِي أَن يفصد وَيُطلق الدَّم إِلَى أَن يحصل الغشي ثمَّ أقبل على دلك الْأَطْرَاف وربطها وضع الْأَدْوِيَة الْحرَّة عَلَيْهَا. من كتاب مَا بَال السهر الطَّوِيل يصدع لِأَنَّهُ يفْسد الهضم ويفع بخارات حارة وَالنَّوْم الطَّوِيل الرَّابِعَة من الْفُصُول الصداع قد يكون من حرارة جَدِيدَة تعْمل فِي مَادَّة غَلِيظَة تصعد إِلَى الرَّأْس وَتَكون من حرارة فَقَط بِلَا مَادَّة وَقد تكون من صفراء إِمَّا فِي الرَّأْس خَاصَّة وَإِمَّا فِي الْمعدة وَقد تكون من رطوبات مُشْتَركَة فِي الرَّأْس وَمن سدة فِيهِ أَو من ريَاح غَلِيظَة تتولد فِي الرَّأْس. الْخَامِسَة من الْفُصُول من أَصَابَهُ وجع فِي مُؤخر الرَّأْس فَقطع عرق الجبين أَنْفَع بِهِ وَكَذَلِكَ ينْتَفع فِي وجع مقدم الرَّأْس بِإِخْرَاج الدَّم من مؤخره لِأَنَّهُ يجذب بالضد. الْمقَالة السَّادِسَة من الْفُصُول من كَانَ بِهِ وجع فِي رَأسه من قبل ورم دموي أَو رطوبات غير نضيجة مجتمعة فِي الرَّأْس فَإِنَّهُ إِن سَأَلَ من أُذُنَيْهِ أَو مَنْخرَيْهِ دم أَو مُدَّة أَو مَاء وَسكن ذَلِك الوجع وانقضى أمره وَمن كَانَ صداعه من قبل ألف ريح غَلِيظَة أَو كَثْرَة الدَّم أَو من أجل مرّة صفراء يلذع الرَّأْس أَو من مزاج بَارِد فيرؤه يكون من أَسبَاب أخر من الكيموس وَقد يتَوَلَّد الصداع فِي قوم من شرب المَاء وخاصة إِذا كَانَ ماءا رديا لِأَن هَذَا المَاء يجمد قُوَّة

الْمعدة وَيصب إِلَيْهَا صديدا من الكبد وَالْخمر الْأَبْيَض الْيَسِير الْقَبْض يسكن هَذَا الصداع وَالَّذِي يكون) أَيْضا بخلط ردي لَيْسَ بحار فِي الْمعدة لِأَنَّهُ يعدله ثمَّ بعد ذَلِك يسهله ويخرجه. فِي الترياق إِلَى قَيْصر أَن الأفيون يخلص من الصداع الردي الْعَتِيق الَّذِي مَعَ سهر شَدِيد من الفصد من الْيَد أَولا ثمَّ من جِهَة الضِّدّ فِي الرَّأْس فَاسْتعْمل فِي الثّقل والوجع فِي مقدم الرَّأْس المحجمة على الفأس والثقل والوجع فِي الْقَفَا افصد عرق الْجَبْهَة فَإِن كَانَ فِي الرَّأْس كُله فَاسْتعْمل الفصد أَولا من الْيَد فَإِذا أزمن فَمن الرَّأْس نَفسه فاستفرغ الدَّم إِن قدرت من الْموضع الَّذِي فِيهِ الوجع نَفسه قَالَ وَلَا تعلق المحاجم على الرَّأْس إِلَّا على الْبدن مستفرغ نقي. الثَّالِثَة من أبيذيميا قَالَ الصداع الَّذِي لَيْسَ من شرب الشَّرَاب وَلَا حمى وَلَا عِلّة راتبة فِي الرَّأْس مثل الْمَعْرُوف بالبيضة وَنَحْوهَا فَمَتَى عرض صداع لمن هُوَ سَائِر أَحْوَاله صَحِيح فَيَنْبَغِي أَن يَأْكُل خبْزًا مبلولاً بشراب قد مزج مزاجاً معتدلاً لِأَن هَذَا الصداع يكون فِي أَكثر الْأَمر من فضول حارة مجتمعة فِي الْمعدة فَإِذا وَردت على الْمعدة وفيهَا طَعَام مسخن مَحْمُود الغذا عدل تِلْكَ الفضول. أبيذيميا الأولى من تَفْسِير قَالَ قد يكون الصداع عَن ورم فِي الرَّحِم وَالنُّفَسَاء وَيكون فِي النيافوخ. أبيذيميا السَّادِسَة من السَّادِسَة قَالَ العطاس يشفي الصداع الْكَائِن من ريح غَلِيظَة. الْيَهُودِيّ قَالَ الَّذين حس نبضهم شَدِيد يلقون من الصداع كَمَا أَن الَّذين حس فَم معدهم شَدِيد يلقون أوجاع فَم الْمعدة قَالَ وَأَنا أعالج الصداع الْمُسَمّى الْبَيْضَة بلب الصَّبْر والمصطكى يديمه واسعطه بأقراص الْكَوْكَب وعالجه بالفلونيا أَيْضا أسعطه بِهِ فيسكن وَإِن كَانَت مَعَ حرارة سقيت صَاحبه لب خيارشنبر ودهن لوز أَيَّامًا صَالِحَة يديم عَلَيْهِ وَإِن كَانَ مَعَ برد سقيته دهن الخروع وأطله وأطلب لَهُ النّوم ولهضم الطَّعَام الْجيد الْقَلِيل إِذا دَامَ الصداع من حمرَة الْعين ونخس ووجع ألف فسل شرياني الأصداغ. الْيَهُودِيّ قَالَ إِنَّمَا يعظم الرَّأْس ويستطيل ويتعوج شؤونه من ريح غَلِيظَة تولدت عَن رُطُوبَة الطَّبَرِيّ من تعاهد شم المرزنجوش وتنشق دهنه لم يصبهُ صداع لي يَعْنِي الغليظ الريحي قَالَ ومداد الْكتاب يطلى على الشق الَّذِي فِيهِ الشَّقِيقَة فَإِنَّهُ عَجِيب النَّفْع وَإِذا بلغ الوجع إِلَى قَعْر الْعين فالعلة دَاخل القحف وَيحْتَاج إِلَى الإسهال. الطَّبَرِيّ قَالَ إِذا اشْتَدَّ الصداع فِي الحميات فَشد الْأَطْرَاف والانثيين شداً شَدِيدا ثمَّ ضعها بعد الْحل فِي المَاء الْحَار فَإِنَّهُ ينزل الْحَرَارَة من الرَّأْس والثقل إِن كَانَ فِيهِ قَالَ وكما يعظم نَفعه للصداع المَاء الْحَار على الْأَطْرَاف والأغذية الْخَفِيفَة.)

أهرن نظر فِي الِاسْتِدْلَال على تعرف السَّبَب سَبَب الصداع إِلَى مزاج الدِّمَاغ وَالتَّدْبِير الْمُقدم والتسبب مِنْهُ دَلِيلا قَالَ وَإِذا كَانَ الوجع تَحت القحف فَإِنَّهُ يصل إِلَى أصل الْعين لِأَن طَبَقَات الْعين بَعْضهَا من هَذَا الفضاء. قَالَ والصداع الْمُسَمّى بَيْضَة تعم الرَّأْس كُله ويبلغ الوجع إِلَى أصل الْعين وتحدث الظلمَة ويشتد الوجع وعلاجه الإسهال بحب الصَّبْر يتَعَاهَد كل ثَلَاث لَيَال مرّة من أول اللَّيْل وَمرَّة فِي وسط وبقوقايا ثمَّ اسْقِهِ طبيخ الْخِيَار شنبر أَربع مَثَاقِيل مَعَ مثقالين دهن الخروع واسعط بالفلونيا وبأقراص الْكَوْكَب عِنْد شدَّة الوجع بِلَبن جَارِيَة وأعطهم مِنْهُ أَيْضا السمسم واسعطهم بالمسك وَالصَّبْر وَالسكر والكافور وَنَحْوهَا مِمَّا يُقَوي الرَّأْس بعد الإسهال وَيجْعَل طَعَامه مَالا بخار فِيهِ بتة كالعدس ودهن لوز حُلْو وَنَحْوهَا من الْأَشْيَاء الْبَارِدَة ومرق القرع والسرمق لِئَلَّا تكون لَهُ بخارات وتعطيهم الرُّمَّان والسفرجل والتفاح وتحقنهم بحقن حارة وتنطل رؤوسهم بالنطول المقوى ويطلى من الصدغ إِلَى الصدغ بالقابض الْبَارِد والمنضجه مثل الأفيون وَدم الْأَخَوَيْنِ وزعفران وَمر وصمغ عَرَبِيّ يطلى بِهِ. قَالَ وَقد يعرض صداع من شدَّة حس الْإِنْسَان وتكمس ذَلِك بتخدير الْحس واجتلاب النّوم قَالَ لَا شَيْء أسكن للصداع من السعوط بِلَبن ودهن بنفسج مبردين على الثَّلج وَسَقَى المَاء الْبَارِد والوضع على الرَّأْس من الْأَشْيَاء الْبَارِدَة وَيكون فِي مَوضِع بَارِد جدا. والصداع الْبَارِد إِذا لم يكن مَعَه حمى فاسقه شرابًا عتيقاً قد مزج بطبيخ البزور فَإِنَّهُ نَافِع وَالشرَاب الْعَتِيق وَحده نَافِع لَهُم قَالَ وَقد يكون الصداع أَيْضا من استفراغ الْبدن أما من الدَّم كَمَا يهيج النِّسَاء ألف من الْولادَة إِذا كثر خُرُوج الدَّم مِنْهُنَّ وعلاجه السعوط والتخبيص على الرَّأْس بالأشياء الْبَارِدَة المرطبة كلحوم الحملان والجداء شواء وصفرة الْبيض وَنَحْوهَا من الأغذية والصداع الْكَائِن من الْمعدة بخفة الْمعدة ويشتد ثقله وَفَسَاد الطَّعَام فِيهِ ويبدؤ فِي علاجه بالقيء ثمَّ الإسهال وَيطْعم الْأَطْعِمَة السريعة الهضم ويقوى الرَّأْس بالضماد لِلْعِلَّةِ إِن كَانَ فِي الْمعدة بلغم الْمُتَّخذ من النصوح وَمَاء الرياحين الطّيبَة إِن كَانَ مَا فِي الْمعدة بلغم فحارة وَإِلَّا فباردة وتحميه الْأَطْعِمَة المبخرة إِلَى الرَّأْس وتجعلها كَائِنا ملينة للبطن وَإِن كَانَ فِي الْمعدة بلغم جعلناها حارة وَإِلَّا فباردة مثل القرع والسرمق والماش ويتعاهد الَّذين فِي معدهم صفراء بأيارج فَيقْرَأ الَّذين فيهم بلغم بالكموني وَنَحْوه وَإِذا نقيت الْمعدة أعطيناهم بعد ذَلِك أَطْعِمَة مقوية للمعدة لِئَلَّا يقبل مَا) ينصب إِلَيْهَا وَيعرف عَلامَة ذَلِك من بَاب الْمعدة. الصداع الْعَتِيق علاج الْعَتِيق اللَّازِم قَالَ بولس هَذِه فِي الْجُمْلَة تعرض من الْبُرُودَة والأخلاط الغليظة فابدأ حلق الرَّأْس ثمَّ خُذ مثقالين فربيون ومثقالين بورق أَحْمَر ومثقالين سداب بري ومثقال بزر الْحمل ومثقالين خَرْدَل يدق الْجَمِيع ويرق بِمَاء المرزنجوش ويطلى

بِهِ الرَّأْس فاترا وتأمره بالحجامة فِي رَأسه وتحقنه بالحقن الحادة وتقطع مِنْهُم شرياني الصدغين وتسلهما وتضع المحجمة على النقرة والسعوط بالأشياء الحارة الحريفة وَافْعل ذَلِك بعقل لَا تقدم على الشبَّان والمحرورين فَيكون العطوس بالأدوية الَّتِي تطرد الرِّيَاح جدا كالجندبادستر والجاوشير والسكبينج والشونيز وَنَحْوهمَا مِمَّا يطرد الرِّيَاح وَيفتح السدد الَّتِي فِي الرَّأْس والمسك يدْخل فِي هَذِه السعوطات لِأَنَّهُ يسخن وَيُقَوِّي الرَّأْس والحرمل والعاقرقرحا وَمَاء المزنجوش وَجَمِيع مرَارَة الطير والسعوطات الَّتِي تدخل فِي بَاب اللقوة والفالج والغراغر المقوية. أهرن قَالَ الرَّأْس يعظم من ريح ورطوبة غَلِيظَة ويرتبك الْمَوَاضِع وعلاجه علاج التشنج. اختيارات الْكِنْدِيّ سعوط الصَّبِي إِذا كبر راسه جيد بَالغ مجرب يُؤْخَذ مرَارَة كركي ومرارة نسر ومرارة شبوط وجندبادستر وعيدان الْخَزّ أَو بسباسة وزعفران جُزْء جُزْء سكر طبرزد وجزءان ينخل بالحرير ويعجن بِمَاء البزر قطونا الرّطبَة وَجعل حبا ألف مثل العدس ويجفف فِي الظل ويسعط فِي الشَّهْر ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم حَبَّة بِمَاء بَارِد وَيقدر راسه بخيط من يَوْم ينقص الْهلَال وَيَوْم يهل قدره فَإِنَّهُ يكون قد نقص ثمَّ اسعطه أَيْضا مَرَّات على مَا وصفت فَإِنَّهُ يعود إِلَى حَاله وَأَيْضًا يُؤْخَذ مرَارَة ذِئْب ومرارة كركي ومسك وعود هندي وسكر طبرزد بِالسَّوِيَّةِ يسعط بِمثل العدسة بِلَبن الْجَارِيَة. ضماد لذَلِك يسحق الْحَرْف وَيضْرب بِالْمَاءِ ويطلى بِهِ خرقَة ويضمد بِهِ الرَّأْس أَو حَيْثُ كَانَ الورم أَو الزِّيَادَة فِي الرَّأْس فَإِنَّهُ نَافِع جدا. بولس الصداع الْكَائِن من الْحر وَالْبرد الشَّديد فَأَما الَّذِي عَن يبس فَأَقل وجعا فَأَما عَن رطوية فَلَا يكون صداع إِلَّا أَن تكون مَعَه مَادَّة. بولس الَّذين يصدعون من حرارة بِلَا مَادَّة حادة رؤوسهم إِذا لمست حارة يابسة وأعينهم حمر وَيُحِبُّونَ الْأَشْيَاء الْبَارِدَة وينتفعون بهَا فعالج هَؤُلَاءِ بخل الْخمر ودهن ورد والبادروج يسحق ودهن ورد ويطلى عَلَيْهِ واعرف التَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَجَمِيع الدَّلَائِل ثمَّ عالج وينفع أَصْحَاب الصداع الْبَارِد دهن السداب وَالْحمام الْحَار والتكميد إِذا لم يكن امتلاء فِي الْبدن وَلَا مَادَّة تَجِيء) إِلَى الرَّأْس وَإِنَّمَا هِيَ كَيْفيَّة بَارِدَة فليؤخذ فربيون حَدِيث وزبل الْحمام وفلفل بِالسَّوِيَّةِ يلطخ بالخل الثقيف وَإِذا كَانَ الصداع من مَادَّة وَكَانَت من مُدَّة الصَّفْرَاء فإسهلها ثمَّ اسْتعْمل الْحمام والملطفات وَإِن اضطررت فِي حَاله فاطل بالمخدرة واسعطه بهَا عِنْد شدَّة الوجع وينفع الصداع الحاد شرب الْخمر الرَّقِيق ممزوجا بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ يسكن سوء المزاج الْحَار من الرَّأْس، وَأما الْكَائِن بِسَبَب مُشَاركَة عُضْو فأعن بذلك الْعُضْو وَقد يَقع مَا كَانَ من أخلاط رَدِيئَة فِي الْمعدة الْقَيْء، وَأما الصداع الَّذِي عَن الشَّرَاب فَفِي بَاب

الْخمار، وَأما الْكَائِن عَن ضَرْبَة فَإِن كَانَت ضَرْبَة صعبة فافصدهم على الْمَكَان ثمَّ ضع عَلَيْهِ مَا يرخى قَلِيلا ليسكن الوجع مثل دهن شيرج قد شرب بصوف وامنعهم الْخمار وَالشرَاب الْبَتَّةَ وَبِالْجُمْلَةِ هَذِه تَدْبِير من بِهِ ورم حَار وأسهله. قَالَ الصداع الْكَائِن عَن برد لَا يكون أَصْحَابه مهزولي الْوُجُوه بل سمان الْوُجُوه وَلَا حاري ملمس الرَّأْس وَالْوَجْه قَالَ وَالَّذين يصدعون من امتلاء أفصدعهم أَولا ثن أفصد مِنْهُم الْعرق الَّذِي فِي الْأنف وَإِذا كَانَت الْكَثْرَة من أحلاط بلغمية فاسلهلم ثمَّ عطسهم ألف مِمَّا يجفف الرَّأْس ويفرغ تِلْكَ الرطوبات مثل قثاء الْحمار وشحم الخنطل والشونيز وَنَحْوهَا واحقنهم بحقن قَوِيَّة فَأَنَّهُ نَافِع فِي الصداع وَإِذا أزمن الوجع فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة المحمرة وَإِذا أَشْتَدّ الرجع فالمخدرة وَأَن دَامَ الوجع وَرَأَيْت مَعَ ذَلِك ضربانا شَدِيدا وحس الْحَرَارَة وحدست أَن ذَلِك لدم يرتقي فِي الشرايين فاقطع الشريان الَّذِي الْأذن أَعنِي أفصده. الْإِسْكَنْدَر قَالَ أَكثر مَا يكون الصداع من الْحَرَارَة فَأَما الَّذِي يكون من اليبوسة فَلَيْسَ شَدِيدا مثل الَّذِي يكون من الْحَرَارَة وَمن كَانَ مزاجه رطبا فَلَا يُصِيبهُ صداع أَلا أَن يغلب مَعَ ذَلِك حرارة قَوِيَّة أَو برودة. الصداع الْحَار ملمس الرَّأْس وَالْوَجْه فِيهِ حارا وَالْعين حَمْرَاء ويشتاق إِلَى المَاء الْبَارِد وينفع بِهِ إِذا رش عَلَيْهِ قَالَ وَاعْتمد فِي علاجه على خل الْخمر ودهن الْورْد فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَأَن كَانَت الْحَرَارَة أَشد فاخلط فِيهِ وعالج بعده بعصارة الْبُقُول الْبَارِدَة كحي الْعلم وَمَاء القرع وَنَحْوهَا وَأَن كَانَ السهر اسْتعْمل المخدرة وَإِذا وجد فِي الرَّأْس ثقلا فليوضع المحاجم على قَفاهُ حَتَّى ينجذب الدَّاء إِلَى أَسْفَل قَالَ وينفع جدا أَن يَأْكُل الهندباء بالخل يسقون خلا وماءا فَإِنَّهُ نَافِع لمن بِهِ حرارة دائمة لابثة. قَالَ وَقد يكون الصداع من حرارة الكبد فتهيج مِنْهُ بخارات حارة إِلَى الرَّأْس كل يَوْم وعلاج ذَلِك أَن يطعم صَاحبه كل يَوْم قبل هيجانه خبْزًا مبلولا بخل قَلِيل وَمَاء فَأن ذَلِك يمْنَع البخار أَو) يَأْخُذ تفاحا أَو سفرجلا أَو بعض الْفَوَاكِه فَأن لم يقدر على ذَلِك فليشرب ماءا مبردا وَكَذَلِكَ يعالج من كَانَ بِهِ ذَلِك من حرارة بِهِ ذَلِك من حرارة معدته أَو طحاله فإمَّا الصداع الَّذِي من غلظ فَإِنَّهُ يكون فِي الْأَبدَان البلغمية الآبارية الرصاصية اللَّوْن فعالجه بدهن البلسان والسداب والأدويه المحمرة بالغراغر الجاذبة للبلغم وبالحمام وَالشرَاب والقيء بالفجل فَإِن ذَلِك نَافِع وَأَن كَانَ البلغم قَلِيلا لم يحْتَج إِلَى هَذَا العلاج وَكَفاهُ أَقَله. طلاء جيد فلفل أَبيض وَنصف وَمن أثقال دهن الزَّعْفَرَان مِثْقَال وَنصف فربيون حَدِيث مِثْقَال ذبل الْحمام مثقالان يجمع الْجَمِيع بخل حاذق مَا كيفيه بعد جودة السحق ثمَّ أدلك الْجَانِب الَّذِي يوجعه حَتَّى يحمر ويسخن. قَالَ وعلاج الَّذِي من الصَّفْرَاء بِشرب السقمونيا والأغذية الْبَارِدَة الرّطبَة والحمامات العذبة ألف وَأما البلغم فايارج شَحم الحنظل والأشياء الملطفة المرققة.

قَالَ وَإِذا كَانَ مَعَ الصداع رعشة فَاعْلَم أَن فِي الدِّمَاغ ورما قَالَ وَأما الصداع الْكَائِن من اليبس فاجهد أَيَنَامُ ويرطب مزاجه قَالَ وَقد يقْلع الشَّقِيقَة والصداع الْبَارِد الدَّائِم أكل الثوم. قَالَ وَهَذَا الْحبّ عَجِيب للشقيقة والصداع وَجَمِيع الأدواء الْبَارِدَة المزمنة فِي الرَّأْس كالصرع والدوار عَجِيب لَا عديل لَهُ يُؤْخَذ صَبر أُوقِيَّة فربيون نصف أُوقِيَّة حنطل سقمونيا أُوقِيَّة نطرون نصف أُوقِيَّة مقل أُوقِيَّة قشور الخربق الْأسود أُوقِيَّة يعجن بعصارة الكرنب الشربة مِثْقَال وَنصف أُوقِيَّة قَالَ وَمِمَّا يعظم نَفعه للشقيقة الَّتِي من الصَّفْرَاء أَن يطعم باكرا خبْزًا وخلا وماءا وَيسْتَعْمل الْحمام ومايخرج الصَّفْرَاء. شرك الْهِنْدِيّ قَالَ قد يكون الصداع من دود فِي الرَّأْس وونتن رايحة ويشتد وَجَعه إِذا حرك رَأسه قَالَ وعلاجه أَن يعطس ويسعط بِمَا يقتل الديدان لي هَذَا بعيد أَن يكون. مَجْهُول للرواسي ولفتح الشؤون عَجِيب فِي ذَلِك يُؤْخَذ الْعُرُوق الصفر فينعم سحقا جدا ويعجن بدهن اللوز المر ويطلى باطلية ويبخر بالعروق ثمَّ يُؤْخَذ أَيْضا فيعجن بالدهن ويطلى بِهِ فَإِنَّهُ يبرؤ فِي مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة. قَالَ وللصداع الْحَار يُؤْخَذ عِنَب الثَّعْلَب بورقه وَعِيد انه الدقاق وعنبه فيعصر ويقطر فِي الْأنف ثَلَاث قطرات فَإِنَّهُ يبرؤه إِن شَاءَ الله تَعَالَى. قَالَ أَبُو بكر دَوَاء للشقيقة على مَا رَأَيْته يُؤْخَذ أفيون وقشور أصل اليبروج وَورد النيلوفر) وكافور يجفف وَيجْعَل أشيافا وَيحل مِنْهَا وَاحِد بِمَاء الْورْد ويقطر فِي الْأنف لي أعتصر النيلوفر وتجفف عصارته وأرفعه عنْدك ثمَّ قطر مِنْهُ فِي الْأنف وينفع من الصداع أَن يتحسى بعد شَمْعُون قَالَ إِذا أحس المصدوع بثقل وامتلاء فال شَيْء أصلح من أَن تفصده من الْأنف من جانبيه وَأخرج مِنْهُ دَمًا كثيرا وأفصد عروق الصدغين وأسهل بَطْنه وضع على رَأسه خلا ودهن ورد. قَالَ وَمن الأطلية للشقيقة الزَّعْفَرَان والعفص يَجْعَل مِنْهُمَا ضماد. قَالَ وينفع من الصداع الْعَتِيق ان يَأْخُذ ورق الفنجنكشت فاعصره واسعطه ألف. الثَّالِثَة من مسَائِل أبيذيميا الصداع الْعَارِض للأصحاء يكون فِي أَكثر الْأَمر من أخلاط لذاعة فِي فَم الْمعدة ويسكن بتناول خبز حَار مبلول بشراب ممزوج وينفع صب المَاء الْحَار على الرَّأْس من أَصَابَهُ احتراق فِي رَأسه من حر الشَّمْس مَتى أحس فِيهِ بوجع أَو ثقل فليصب على رَأسه إِلَى أَن يفرق القدمان بِكَثْرَة. أريباسوس ينفع من الشَّقِيقَة أَن يقطر فِي الْأذن دهن فاتر قد فتق فِي الرطل مِنْهُ نصف أُوقِيَّة من الفربيون.

قَالَ من يتزعزع دماغه يسقى أسطوخودس بِمَاء أَو شراب الْعَسَل فَإِنَّهُ يتَخَلَّص من هَذِه الْعلَّة. أغلوقن قَالَ مَتى شكى إِنْسَان صداعا ثمَّ كَانَ بِهِ كرب وغثي ونخس فِي الْفُؤَاد فمره بالقيء فَإِنَّهُ يتقيأ أما مرَارًا وَأما بلغما وَأما الْأَمريْنِ جَمِيعًا وان لم يحس فِي معدته بِعَارِض فَانْظُر هَل الوجع من امتلاء أَو سدة أَو ورم فِي بعض الْمَوَاضِع فسل هَل يجد الوجع فِي الرَّأْس كُله على نَحْو وَاحِد أَو هُوَ فِي بعض الْمَوَاضِع أَشد شَوْكَة ثمَّ هَل الوجع مَعَ ثقل أَو مَعَ تمدد فَإِنَّهُ أَن كَانَ مَعَ تمدد وَثقل دلّ على امتلاء وَأَن كَانَ مَعَ لذع دلّ على بخارات حارة وأخلاط حادة والضربان يدل على ورم حَار والتمدد إِذا لم يكن مَعَه ثقل وَلَا ضَرْبَان فَإِنَّهُ يدل على كَثْرَة ريَاح نافخة وان كَانَ مَعَ ضَرْبَان فَإِنَّهُ يدل على ورم حَار فِي جرم من جنس الأغشية وَإِن كَانَ عِلّة الرَّأْس بخارات فَانْظُر هَل السَّبَب فِي ذَلِك فرط الْحمى أَنَّهَا بحرارتها أذابت الأخلاط فارتفعت إِلَى الرَّأْس وَإِنَّمَا السَّبَب ضعف الرَّأْس أَو السَّبَب امتلاء غَالب فِي الْبدن كُله فَإِنَّهُ مَتى كَانَ الصداع إِنَّمَا حدث عَن امتلاء فِي الْبدن كُله فَلَيْسَ بِغَيْر مداواته فاستفراغ الْبدن كُله فَأَما الصداع الْعَارِض بِسَبَب ضعف الرَّأْس فَالْوَجْه فِي علاجه أَن يجتذب الْموَاد إِلَى ضد الْجِهَة الَّتِي مَالَتْ) إِلَيْهَا أَعنِي من الرَّأْس إِلَى جَمِيع النواحي وَذَلِكَ يكون بالحقن الحادة والإسهال والفصد وَشد الْأَعْضَاء السفلية ودلكها وَوضع الدافعة على الرَّأْس ثمَّ بعد ذَلِك مَا شَأْنه التَّحْلِيل والاستفراغ فَفِي أول الْأَمر دهن الْورْد والخل وَنَحْو ذَلِك مبردة وَفِي آخر الْأَمر دهن مطبوخ بالشبت والنمام يصب عَلَيْهِ فاترا فَإِن أنحل ذَلِك وَألا فَاسْتعْمل العطوس والغرور وان افراط فَادْخُلْهُ الْحمام وأدلك رَأسه بالنطرون والبورق والخل والخردل فَهَذَا علاج ضعف الرَّأْس. وَأما الصداع الْعَارِض بِسَبَب الْحمى فالما ورد ودهن الْورْد والخل ألف والخشخاش فَأَما مَا يدل على بحران فَلَا يمْنَع مَجْهُول للضربة وتزعزع الدِّمَاغ جيد بَالغ آس ومرزنجوش ونمام وورق الْكَرم يدق جَمِيعًا دقا نَاعِمًا ويضمد بِهِ رَأس العصب. فيلغريوس قَالَ الصداع الْعَارِض بعقب الانتباه من النّوم يسكن من سَاعَته بِالْأَكْلِ والصداع الْحَادِث عَن الشَّرَاب يعالج بِالنَّوْمِ والمبردات على الرَّأْس وَترك الْغذَاء يَوْمه وَالْحمام بالْعَشي ثمَّ الْغذَاء الرَّقِيق لينحل ذَلِك البخار ويسكن وَيَأْكُل فَإِن بقيت بعد ذَلِك بَقِيَّة فَاسْتعْمل دهن البابونج المفتر أَو دهن السوسن فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع هَا هُنَا فَإِن لم يحضر فدهن الشبت والصداع الْعَارِض من سقطة يلطف التَّدْبِير ويفصد ويكمد ويلبد فِيهِ دهن فاتر ويحذر الْحمام وَالشَّمْس والتعب والأغذية الحارة والحامضة والحريفة والمالحة وَإِن كَانَ مَعَ حرارة ذَر عَلَيْهِ دم الْأَخَوَيْنِ. مَجْهُول عَجِيب للشقيقة يدْخل الْحمام ويكب على المَاء الْحَار فِي الْحمام ثمَّ يسعط

بدهن فستق فَإِنَّهُ يسكن الوجع من سَاعَته وَينزل الوجع إِلَى الْعُنُق فَإِن وجد لَهُ يبساً شَدِيدا فأسعطه بدهن القرع الحلو. الْكَمَال والتمام فِي آخر العلاج للصداع بسل الشريان الَّذِي فِي الصدغ والبكى على أم الرَّأْس والصداع الَّذِي من ضَرْبَة يخرج الدَّم من القيفال أَربع مَرَّات فِي يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة قَلِيلا قَلِيلا لتنجذب الْمَادَّة ثمَّ ضمد الرَّأْس بورق الْخلاف وعنب الثَّعْلَب والزعفران والصندل ويسقى مَاء الشّعير وَمَاء الرُّمَّان الحلو. طلاء نَافِع للصداع الْحَار صندلان وَورد من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم زعفران نصف دِرْهَم شياف ماميسا دِرْهَمَانِ وَنصف أفيون دِرْهَمَانِ بزر الخس ثَلَاثَة دَرَاهِم أصُول اللفاح دِرْهَمَانِ ورق النيلوفر ثَلَاثَة دَرَاهِم يجمع الْجَمِيع بِمَاء لخلاف أَو بدهن الْخلاف ويطلى من الصدغ إِلَى الصدغ أَو يجمع بِمَاء الخس أَو مَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو حَيّ الْعَالم.) طلاء للصدغ الْبرد مر وصبر وفربيون وجندباستر وأفتيمون وقسط وعاقرقرجا وفلفل يطلى بشراب عَتيق من أقرابادين الصُّحُف سعوط للرأس يعظم بُرْؤُهُ إِلَى حَاله عَجِيب يُؤْخَذ سبع وَرَقَات صعتر وَسبع حبات حرف أَبيض يسحق نَاعِمًا ويسعط بدهن بنفسج. آخر لَهُ مجرب مرَارَة كركي ألف ومرارة نسر ومرارة شبوط وجندبادستر وبسباسة وزعفران بِالسَّوِيَّةِ والسكرطبرزد جزءان يعجن بِمَاء بزرقطونا الرطب وَيعْمل مِنْهُ عدسات ويسعط كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام مُتَوَالِيَة كل لَيْلَة حَبَّة بِمَاء بَارِد وَقيل أَن يسعط لَهُ وَيُؤْخَذ قدر الرَّأْس ثمَّ بِقَدرِهِ فِي الشَّهْر الثَّانِي فَإنَّك تَجدهُ ينقص حَتَّى يرجع إِلَى حَاله. أَيْضا لَهُ مجرب عود هندي وَمر وصبر وزبد الْبَحْر وفستق وصنوبر ومسك وَعَنْبَر دِرْهَم دِرْهَم زعفران نصف يذاب بدهن زنبق ويتخذ حبا كالعدس ويسعط بِحَبَّة أول يَوْم فِي الشَّهْر وحبة فِي وسط الشَّهْر وحبة فِي آخر الشَّهْر فَإِنَّهُ عَجِيب. الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة قَالَ عَلامَة الصداع الَّذِي من بخار كثير فِي الرَّأْس الطنين والدوي فِي الآذان ودرور الأرداج وشفاؤه التعطيس قَلِيلا وَترك النّوم وَالطَّعَام وخاصة الرطب ثمَّ تَقْوِيَة الرَّأْس بخل خمر ودهن ورد. الَّذِي من التخم علامته ذهَاب الشَّهْوَة وكسل فاسقهم مَاء فاتراً وقيئهم واسهلهم بِشَهْر ياران. الصداع الْكَائِن عَن الشَّرَاب غرق الرَّأْس بدهن الْورْد ومره بِالنَّوْمِ وَالْحمام عِنْد الْعشي ويسقون المَاء الْبَارِد ويعاودون إِلَى الْحمام بعد الْغذَاء فَإِن أزمن وَبَقِي أَيَّامًا فليسعطهم بدهن البابونج مسخناً أَو دهن سوسن أَو دهن الشبت وضع على الرَّأْس فَإِنَّهُ يحلل مَا بَقِي من البخار الغليظ.

من كناش الْإِسْكَنْدَر الصَّغِير قَالَ إِذا كَانَ الصداع يهيج إِذا انْطَلَقت الطبيعة فَاعْلَم أَنه من اليبس فَعَلَيْك بِأَن تغذيه وترطبه. من كتاب ينْسب إِلَى جالينوس فِي سياسة الصِّحَّة قَالَ دُخُول الْحمام وصب الدّهن على الرَّأْس ابْن ماسويه فِي كِتَابه فِي الصداع قَالَ الصداع الَّذِي بمشاركة يسكن حينا ويهيج حينا أَو يهيج مَعَ هيجان شَيْء ويسكن بسكونه وَالَّذِي يخص الرَّأْس لَازم لَهُ بِلَا هيجان عِلّة فِي عُضْو آخر والكائن عَن الْمعدة يكون فِي اليافوخ قبالة الْمعدة وَالَّذِي يكون عَن الكلى يكون فِي الْقَفَا حذاء الكلى مَعَ وجع فِي هذَيْن العضوين وَالَّذِي يكون من الرجل أَو الْيَد أَو غَيرهمَا من الْأَعْضَاء يجد) أَولا نتناثم يهيج الصداع وكل هَذِه الْأَعْضَاء يألم عَن أَصْنَاف سوء المزاج مُفْردَة أَو مَعَ مَادَّة مركبة فاستخرج ألف دلائلها وَأما الصداع الَّذِي عَن الرَّأْس وَحده فَيكون سوء مزاج بِلَا مَادَّة وَمَعَ مَادَّة. عَلامَة الصفراوي شدَّة الإحتراق ويبس الخياشيم والسهر بِلَا ثقل وصفرة اللَّوْن ويبس الْفَم والعطش وقيء الصَّفْرَاء وهيجان فِي الْأَسْبَاب والأزمان وَالتَّدْبِير الملائم للصفراء. وعلامة الصداع الدموي حرارة مَعَ ثقل وَحُمرَة فِي الْوَجْه وَالْعين ودرور الْعرق والأسباب المبائنة الْآخِرَة. وعلامة البلغمى ثقل وسبات بِلَا حمرَة وَلَا يبس فِي المنخرين وَالتَّدْبِير الملائم لذَلِك لي البلغم لَا يكَاد يكون مِنْهُ صداع شَدِيد. والسوادوي سهر بِلَا ثقل وَلَا حرارة وَلَا تلهب شَدِيد وَالتَّدْبِير الملائم لذَلِك وعلامة الَّذِي من والحادث عَن الورم شدَّة الصداع حَتَّى يبلغ أصل الْعين والإختلاط وجحوظ الْعين فعالج الصداع البلغمي بالقيء مَرَّات ثمَّ بنقيع الصَّبْر فَإِن لم يسكن فاسقه أيارج أركاعانيس بطبيخ الأفتيمون شربة وَدِرْهَم ملح نفطي وتتعاهد القوقايا يَأْكُل جَمِيعه مرّة وَيحسن الْغذَاء وَالَّذِي يرْتَفع من السَّاق أفصد الصَّافِن أَو احجمه عَلَيْهِمَا ثمَّ نق بدنه بالأصطمخيقون وشده من الأريية إِلَى الْقدَم وأدللك قَدَمَيْهِ بالملح ودهن خيري. وَإِن كَانَ الصداع الصفراوي المتولدة من الْمعدة نقه ثمَّ اسْقِهِ المطبوخات المطفيات وطبيخ الهليلج والسقمونيا وَيَأْكُل فروجاً فَإِنَّهُ يطفي حرارة الْمعدة وَيشْرب لب الْإِخْلَاص والحصرم وَيسْتَعْمل دهن النيلوفر وَنَحْوه على الرَّأْس. والسوداوي عالجه بأيارج جالينوس وأيارج روفس وبحب القرنفل وبطبيخ الأفتيمون. وَأما الصداع الَّذِي من الضَّرْبَة فأبدأ بالفصد ثمَّ خُذ آسارطبا وأعصره واعصر الْخلاف ودهن السوسن وَقَلِيل مطبوخ ريحاني وَقَلِيل مروشيء من أكليل الْملك وقصب الذريرة

وشب يماني وطين أرمني يضمد بِهِ ويلين طَبِيعَته ويلطف تَدْبيره وَإِن حدثت جِرَاحَة عولجت أَولا بشد الْعَضُد وَأما الْعَارِض بِسَبَب الْجِمَاع فلنقى الْبدن بالإسهال والفصد وَإِن كَانَ ممتلياً ثمَّ يردفه بالإسهال ثمَّ يصب المَاء العذب الَّذِي قد طبخ فِيهِ الْورْد والآس على الرَّأْس ويدهنه بخل خمر ودهن ورد ألف ليقوى حَتَّى لَا يقبل البخار وَلَا يُجَامع على الإمتلاء لِئَلَّا يهيج بِهِ بخار) كثير وَلَا يكثر التَّعَب. قَالَ والشقيقة تكون فِي دَاخل القحف لِأَن الدِّمَاغ يَنْقَسِم قسمَيْنِ فعلى قدرميل الْمَادَّة يكون وعلاجه علاج الصداع من أَي فزع كَانَت. تياذوق. قَالَ إِذا أزمن الوجع فأحلق الرَّأْس وأطله بالفربيون وَالْملح والبورق لي يسْتَعْمل ضماد الْخَرْدَل وينفع من الصداع فِي الْجُمْلَة قلَّة الْأكل وَكَثْرَة النّوم. قَالَ وَإِذا كَانَ الصداع لضربة فَإِن لم تكن جِرَاحَة فعالجه بالتكميد وبالدهن المفتر وَاحْذَرْ الْحمام أَو الشَّرَاب وَالْغَضَب والأغذية الحارة. سعوط للصداع الْبَارِد مسك قَلِيل وميعة وَعَنْبَر يَجْعَل حبا ويسعط وَاحِدَة. قَالَ وينفع من الصداع السعوط بمخ شَاة مَعَ دهن بنفسج أَو يسعط بالزبد. قَالَ وينفع الصداع الْكَائِن بعقب النعاس أَن يضمد الصدغان والجبهة برماد معجون بخل قَالَ وَمِمَّا يهيج الصداع من الْأَطْعِمَة التوت وَثَمَرَة العوسج وَحب الصنوبر الْكِبَار والشهدانج والكمأة وَالتَّمْر والحلبة وبزر الْكَتَّان وَالشرَاب الشَّديد والميفختج وَالزَّبِيب. ابْن سرابيون فِي الصداع الْمَعْرُوف بالبيضة قَالَ هَذَا يحدث إِمَّا فِي الْجلد المغشى للقحف من خَارج وَإِمَّا فِي أحد غشائي الدِّمَاغ وَإِذا كَانَ فِي الغشاء الَّذِي تَحت القحف بلغ الوجع قَعْر الْعين أحس العليل كَأَن قَعْر عينه ينجذب إِلَى دَاخل فَإِن لم يبلغ الوجع إِلَى قَعْر الْعين فالوجع فِي الَّذِي فَوق الجمجمة وَيكون أَيْضا باشتراك وبانفراد فَالَّذِي باشتراك يهيج مرّة ويسكن أُخْرَى وَالَّذِي بانفراد يكون لَازِما وَإِن كَانَ مَعَ الوجع تمدد بِلَا ثقل فسببه ريح غَلِيظَة وَإِن كَانَ التمدد مَعَ ثقل فسببه أخلاط فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك حرارة وضربان فَاجْتمع الوجع والتمدد والثقل والضربان والحرارة فسبب ذَلِك ورم حَار وَإِن كَانَ إِنَّمَا هُوَ ثقل قَلِيل التمدد فاخلاط قَليلَة الرّيح وَإِن كَانَ التمدد كثيرا فالريح كَثِيرَة وَإِن كَانَت حرارة شَدِيدَة وَلَيْسَ ثقل وَلَا ضَرْبَان وَلَا تمدد فسببه سوء مزاج حَار وَكَذَلِكَ فِي الْبَارِد فَإِنَّهُ إِن كَانَ من خلط أَو ورم حَار إِمَّا الإسهال وَإِمَّا الفصد وَإِن كَانَ الامتلاء ظَاهرا فِي جَمِيع الْبدن فَإِن كَانَ إِنَّمَا هُوَ فِي الرَّأْس ويستدل على ذَلِك بِأَن الثّقل والتمدد وامتلاء الْعُرُوق إِنَّمَا يظْهر فِيهِ وَحده ألف فنقه بالعطوس والغرور وَإِن كَانَ لريح غَلِيظَة فانطل على الرَّأْس طبيخ المحللات وَإِن كَانَ حرارة فَقَط فصب على الرَّأْس الْأَشْيَاء الْبَارِدَة وَكَذَلِكَ فِي الْبَارِد الْأَشْيَاء الحارة فَقَط مثل دهن السداب وَنَحْوه وَإِن كَانَ من خلط) غليظ فَبعد الإسهال ألزم الدَّلْك والأدوية القوية التَّحْلِيل مثل النطرون والخردل بعد حلق الرَّأْس وأدم التعطيس.

قَالَ وينفع من الشَّقِيقَة بعد التنقية أَن يدلك عضل الصدغ حَتَّى يحمر ثمَّ يرْبط ويطلى بقيروطى الفربيون إِن كَانَت برودة وبالافيون إِن كَانَت حرارة. الصداع الْكَائِن باشتراك أعن بإصلاح ذَلِك العضوء وَإِذا أزمن الصداع فاقطع الشريانين اللَّذين فِي الصدغ وسلهما واكو الصدغين وَأم الرَّأْس ومؤخره. لسابور أَقْرَاص الْمُثَلَّثَة الزواي اللصداع والسهر زعفران ومروافيون وبزربنج وقشر اصل اللفاح أَجزَاء سَوَاء يعجن بِمَاء الخس وَيجْعَل كالنرد وَيحك عِنْد الْحَاجة ويطلى. حنين للصداع المزمن الْعَتِيق والشقيقة من القرابادين فلفل أَبيض وزعفران دِرْهَمَانِ من كل وَاحِد فربيون دِرْهَم خرؤ الْحمام الْبَريَّة دِرْهَم وَنصف يعجن بخل وتطلى بخل وتطلى بِهِ الْجَبْهَة لي الصداع المزمن يحْتَاج إِلَى مثل هَذِه وَإِلَى دَوَاء الْخَرْدَل. الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ الشَّقِيقَة تكون لِأَن البخار فِي أحد بَطْني الدِّمَاغ لِأَن للدماغ حدا يفصله بنصفين والأبدان المستعدة لامتلاء الرَّأْس سَرِيعا هِيَ الْأَبدَان الَّتِي يكثر فِيهَا تولد الرِّيَاح البخارية الحارة الَّتِي تَجْتَمِع فِي فَم الْمعدة مِنْهَا أخلاط مرارية. ابْن سرابيون ينْسَخ من كِتَابه نَقِيع الصَّبْر والنطولات وتدبير الصداع كُله إِن شَاءَ الله وَجُمْلَته إِنَّه انقع أُوقِيَّة صَبر فِي رَطْل من مَاء الهندباء وتجعله فِي كوز زجاج فِي الشَّمْس ثَلَاثَة أَيَّام مسدود الرَّأْس ويسقى مِنْهُ أُوقِيَّة إِلَى ثَلَاثَة أَوَاقٍ أَكْثَره مَعَ دِرْهَم من كثيرا إِن كَانَ السقل رديا هَذَا للحار وَأما الْبَارِد فَخذ افاوية الايارج وَالْأُصُول والبزور واطبخه خلا الزَّعْفَرَان وَبعد طبخه يصفى المَاء وانقع فِيهِ صَبر أَو يسقاه والنطولات لأَصْحَاب الْحَرَارَة وبالنفسج والورد وَالشعِير والخشخاش والخس يطْبخ والبرودة يالشيح والغار والمرزنجوش والبابونج والنمام والصعتر. بولس قَالَ إِذا كَانَ فِي الصداع الرَّأْس حارا ملتهبا فاخلط بسويق الشّعير بزر قطونا واعجنه بِمَاء عصى الرَّاعِي وضمد بِهِ الرَّأْس وبدله كلما سخن أَو افْعَل ذَلِك ببزر قطونا بعصير الكزبرة فَإِنَّهُ جيد. ألف لي والخطمى والخل جيد والبزرقطونا بخل وَمَاء قَالَ وَأما الوجع الَّذِي مَعَ ضَرْبَان شَبيه بالنبض لي هَذَا يكون عَن الشَّقِيقَة فقد يَنْفَعهُ السداب والنعنع يضمد بهما مَعَ خبز ودهن ورد فَإِن لم يسكن بذلك فليحلق الرَّأْس ثمَّ يسْتَعْمل الطلاء ويحجم على النقرة ويربط) على الْأَطْرَاف ويغمز ويعلق على الأصداغ العلق وَقد يكون صداع عَن النزلة والزكام فعالج النزلة فَإِنَّهُ يسكن. اريباسوس مِمَّا يصدع التوت والعليق وَقَاتل أَبِيه وَحب العرعر وَحب الصنوبر الْكِبَار وَالتَّمْر والشهدانج والجرجير والحلبة والزعفران والثوم والمر والكرفس والكراث والبصل وَالشرَاب الريحاني وَالْعِنَب الَّذِي يَجِيء فِي ثقل الْعصير. اريباسوس قَالَ فِي الثَّامِنَة إِذا لم تكن فِي الشَّقِيقَة حرارة مفرطة فِي الرَّأْس فعالج بالأدوية الحارة وينفع أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة أَن يقطر فِي آذانهم دهن فاتر قد فتق فِي الرطل مِنْهُ

نصف أُوقِيَّة فربيون لي على مَا فِي آخر الرَّابِعَة من جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة قد يكون صداع دَائِم من ضعف الرَّأْس وَآخر من كَثْرَة حسه فَإِذا رَأَيْت صداعا مزمنا لَا يسكن بالعلاجات وَلَا مَعَه عَلَامَات ظَاهِرَة فأيقن أَنه أحد هذَيْن النَّوْعَيْنِ وَفرق حِينَئِذٍ بَينهمَا وَبَين الَّذِي لذكاء الْحس فَإِن الَّذِي لذكاء الْحس والحواس مَعَه نقية صَافِيَة والمجاري نقية يابسة ثمَّ عالج بالمقوية والمخدرة. قَالَ أَبُو بكر فِي الشَّقِيقَة يسعط بدهن اللوزو مرمربى بِمَاء المرزنجوش فِي ذَلِك الشق ويدلك الشق ويكمد فَإِنَّهُ جيد. جورجس الصداع الَّذِي يبْقى بعد الْأَمْرَاض الحادة علاجه أَن يصب على الْيَد وَالرجل مَاء حَار كثير غدْوَة وَعَشِيَّة ثمَّ يمسح بالبنفسج وَيجْعَل أغذيته بأَشْيَاء بَارِدَة لَطِيفَة. فِي السَّابِعَة من الميامر كَلَام يدل على إِنَّه يعْطى صَاحب الصداع والشقيقة أقراصا متخذة بالأفيون فَانْظُر إِذا كَانَ ذَلِك من حر فَبعد الاستفراغ وَإِذا احْتَاجَ إِلَى ذَلِك وتقليل الْغذَاء فأعطه فَإِن كَانَ من برد فَبعد الاستفراغ وتسخين الرَّأْس أعْطه لِأَنَّهُ ينوم جدا فَيصح العليل بِهِ لي ينفع من ضروب الصداع الَّذِي مَعَ مَادَّة ترك الطَّعَام وَالشرَاب إِلَّا الَّذِي من سوء مزاج الَّذِي مَعَه صفراء فِي الْمعدة. من الْكَمَال والتمام قَالَ إِذا كَانَ صداع دموي وازمن وفصدت فَلَا يمْنَع من وضع المحاجم ألف يشرط على الْقَفَا والأخدعين وخاصة إِن رَأَيْت عروق الرَّأْس ممتلية. بولس أَقْرَاص للشقيقة عَجِيبَة قَوِيَّة تفسيا جُزْء مر نصف جُزْء جاوشير وفربيون ربع ربع نطرون وحلتيت من كل وَاحِد خمس جُزْء فلفل وسكبينج سدس جُزْء يتَّخذ أقراصا ويسحق عِنْد الْحَاجة بخل ويطلى وَيتْرك سِتّ سَاعَات ثمَّ يستحم فَإِنَّهُ عَجِيب. مُفْرَدَات جالينوس الفقاع وشراب الشّعير كُله مصدع الرَّأْس يعالج بِهِ الشَّقِيقَة والصداع الْعَتِيق) كَمَا يعالج بالأدوية المحمرة. عصارة الْحمار إِن استعط بِهِ مَعَ لبن ابرء الصداع الْعَتِيق الْمَعْرُوف بالبيضة. الحنا إِذا سحق بخل ولطخ بِهِ الْجَبْهَة سكن الصداع والحنا إِذا خلط بالخل ودهن الْورْد ولطخ الصدغ والجبهة سكن الصداع. لي الصَّبْر والكزبرة تمنع البخار أَن يصعد إِلَى الرَّأْس فَلذَلِك يمْنَع الصداع الْكَائِن عَن التهاب الْمعدة الكراث يصدع والجرجير التَّمْر يصدع. ماسرجويه والجورجس قَالَا إِذا سعط من المومياى بِقَلِيل مَعَ الزنبق نفع من الصداع الْبَارِد. ابْن ماسويه عصارة قثاء الْحمار نافعه جدا من الصداع الْعَتِيق الْمَعْرُوف بالبيضة إِذا سعط جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر الافيون إِذا سقى فِي الصداع المزمن كَانَ بِهِ النجَاة من الْمَوْت. بولس فِي الصداع الَّذِي فِي الحميات قَالَ إِذا انحطت النّوبَة فصب على الرَّأْس دهن الْورْد وخل بَارِد فِي الصَّيف وفاتر فِي الشتَاء وخاصة إِن لم تكن الْحمى لهيبة

وَقد يَجْعَل مَعَه فِي بعض الْأَوْقَات خشخاش الافيون وَإِذا لم تكن حرارة لَكِن سدد وَغلظ طبخ فِي الدّهن والنمام وَإِن اشْتَدَّ الوجع ضمد الرَّأْس إِذا كَانَت حرارة بالورد وَسَوِيق الشّعير وَعصى الرَّاعِي والبزرقطونا وَمَاء الكزبرة وَمَاء الحلبة وبالخل وَالْملح يلطخ الْجَبْهَة وَالرَّأْس وَإِن كَانَت ريَاح غَلِيظَة وسدد ضمد بالمر والنمام والأشق واثفال دهن الزَّعْفَرَان والمر فَأَما الأوجاع الَّتِي تكون مَعَ ضَرْبَان يشبه النبض فقد نَفعهَا السداب والنعنع مَعَ الْخبز ودهن الْورْد وَإِن لم تسكن بِهَذِهِ العلاجات حلق الرَّأْس وضمد بالأشياء الْبَارِدَة اللينة وحجم النقرة وَأرْسل ألف العلق على الأصداغ وتربط الْأَطْرَاف وتغمز. جَوَامِع اغلوقن قَالَ فِي الصداع الَّذِي يكون مَعَه فِي الرَّأْس التهاب شَدِيد يكون الْبَوْل ابيض لِأَن المرار ينجذب إِلَى الرَّأْس أَكثر لي تفقد هَذَا. حنين فِي كتاب الْمعدة قَالَ فِي النَّاس من يهيج بِهِ من شرب المَاء الْبَارِد فِي غَايَة الْبرد صداع وَذَلِكَ يكون لِأَن معدته تسْقط قوتها الْبَتَّةَ فَيُصِيب إِلَيْهَا المرار وعلاجهم أَن يسقوا شرابًا لي أهرن فِي علاج الصداع الَّذِي من الشَّرَاب ألزمهُ يَوْمًا طَويلا حَتَّى تعلم أَن الشَّرَاب قد انهضم وَيعرف ذَلِك من الْبَوْل أَن يَتلون ثمَّ أدخلهُ الْحمام وتصب على رَأسه ماءا حارا كثيرا ثمَّ يخرج فيغذى بفروج قد طبخ فِي مَاء الحصرم أَو عدسة فِي الصَّيف أَو كرنب يسخن فِي الشتَاء وينام) أَيْضا وَيَأْكُل تفاحا وسفرجلا ويشم رياحين بَارِدَة فَإِن لم يسكن وَبَقِي إِلَى الْيَوْم الثَّانِي فانطل عَلَيْهِ طبيخ البابونج وأعده إِلَى الْحمام وعالجه بِمَا يجفف ويحلل من الأدهان وَالْمَاء الْحَار على رَأس لي مصلح إِذا عرضت ضَرْبَة شَدِيدَة على الرَّأْس فابدأ بالفصد ثمَّ الإسهال وبالحقن وَأَن لم يكن حمى قَوِيَّة فَمثل طبيخ شَحم الحنظل وَأَن كَانَت حمى فبالتي هِيَ اللين واسقه أَن تكن حمى حب القوقايا وَاعْلَم أَن الإسهال وَاجِب فِي هَذِه الْعلَّة بِقُوَّة وَإِن كَانَت أدنى حرارة ليخف عَن الرَّأْس ويأمن الورم وَلذَلِك قد يحقن بِهَذَا صفته شَحم حنظل نصف دِرْهَم ملح دِرْهَم بورق دِرْهَم فلفل ثَلَاث أوراق مَاء الْعَسَل يحل ويحقن بِهِ وان كَانَ ورم حَار وَحمى فضع عَلَيْهِ دهن ورد وخل خمر يسير وَإِلَّا فافتق فِي دهن ورد نصف دِرْهَم واجعله فِيهِ شرابًا عتيقا قَابِضا والزمه الرَّأْس فاترا وان ابْتَدَأَ يرم فَخذ وردا وجلنارا ة عدسا وآملجا وسماقا وقشر رمان فاغله وأنطله بِهِ بَارِدًا أَو ضمد بثفله الرَّأْس وَقد يضمد بالأس والمر والكندر والطرفا والسفرجل مَعَ خل. وَهَذَا مرهم خَاص بالشجة ودهن ورد وشمع يذاب وينشر عَلَيْهِ صَبر وَمر وقاقيا وَدم الْأَخَوَيْنِ قد سحقت بخل قبل ذَلِك وَيجمع الْجَمِيع فَأَنَّهُ نَافِع. بولس نفوخ عَجِيب للصداع المزمن عصارة قثاء الْحمار وبخور مَرْيَم ونطرون ينْفخ فِي الْأنف وينفع من الصداع المزمن والصرع والرمد المزمن سوسن وعصارة قثاء الْحمار

من كل وَاحِد ورزن دِرْهَمَيْنِ ملح أندراني دِرْهَم يلطخ بِهِ الْأنف بدهن السوسن أَو دهن قد طبخ فِيهِ شَحم حنظل فَأَنَّهُ ألف عَجِيب وَاعْتمد فِي الشَّقِيقَة على فصد الْجَبْهَة وعرق الْأنف أَن كَانَ الْوَجْه حارا وخل الْخمر ودهن الْورْد على الرَّأْس وَألا فالحقن الحادة جدا ودلك الرَّأْس والعطوس الحادة مثل شَحم الحنظل وكندس وبخور مَرْيَم وَحب قوقايا وَنَحْوه والمراهم المحمرة وأدم الغرغرة الحادة وضمد بِمثل هَذَا حب الْغَار مقشرا ورق السداب بِالسَّوِيَّةِ خَرْدَل نصف جُزْء يسحق بِالْمَاءِ ويضمد بِهِ بعد النطل وَالْحمام فَأَنَّهُ عَجِيب وَإِذا سقط على قَفاهُ فعالجه بمرهم أسفيداج فَإِنَّهُ يبرؤ وأبلغ من ذَلِك يُؤْخَذ ذراريح وتفسيا وصمغ ودهن فِيهَا قيروطي ويضمد حَتَّى ينفط. العلامات قد يكون أما فِي الرَّأْس وَرُبمَا كَانَ خَارج القحف فيلين ورم رخو وَإِذا كَانَت تَحت القحف جحظت الْعين واحمرت وهاجت واختلطت وجعا شَدِيدا وبآخره تشنج فاطلب علاجه من كتاب بولس وَحَوله وَإِذا كَانَت خَارِجَة فالعلامة ظَاهِرَة: فيلغريوس من الْأَدْوِيَة) الْمَوْجُودَة قَالَ الصداع يكون أما لاحتراق فِي شمس أَو لبرد وَأما لبخار كثير فِي الرَّأْس أما من الْمعدة من اجل الأغذية والإشربة وَأما من خَارج لاستنشاق هَوَاء كدر بخاري غليظ جنوبي وَيكون الصداع أَيْضا من شرب الشَّرَاب وَمن سقطة وَمن سرعَة حس الْمعدة وانصباب المرار وَمن التخم فِيهَا وَلم يرد فِي العلامات والعلاج شَيْئا إِلَّا فِي البُخَارِيّ وَالَّذِي بحس بتخمة الْمعدة فَإِنَّهُ قَالَ من كَانَ بِهِ صداع عَن بخار كثير فِي رَأْيه من دَاخل وخارج فَأَنَّهُ يعرض لَهُ مَعَ الوجع ضَرْبَان الشرايين لسدة وَسدر وتخئيلات فِي الْبَصَر ودودي فِي الْأذن فَيَنْبَغِي أَن يسهلوا ويجلسوه فِي مَوَاضِع بَارِدَة لَطِيفَة شمالية ويعطسوا فَأَنَّهُ أعظم علاجهم ويمنعوا نوم النَّهَار وخاصة بعد الْأكل وَكَثْرَة الْأكل وَأَن كَانَ يصعد من بخار مسح بالخل ودهن الْورْد وَأما الَّذِي لتخمة فليشرب المَاء الْحَار ويتقيأ ثمَّ يُطِيل النّوم وَأما من يصدع بعقب النّوم فيبادر بِالْأَكْلِ وَقد يعرض مَرَّات كَثِيرَة بِسَبَب الصداع الشَّديد ذهَاب الصَّوْت وَإِذا عرض ذَلِك بَغْتَة فلينطل الرَّأْس بِمَاء حَار كثير ويقطر فِي الْأذن ويحشى بِقطن لي رَأَيْت ذَلِك عرض بَغْتَة لجارية من صداع شَدِيد فساعة نطلت خف مَا بهَا وَكَانَ عرض لَهَا أَن لم تَتَكَلَّم ألف الْبَتَّةَ قَالَ وينفع من الشَّجَّة أَن يغسل بشراب ثمَّ يذر عَلَيْهَا دم الْأَخَوَيْنِ ويربط فَإِنَّهُ عَجِيب. مَنَافِع الْأَعْضَاء الآلمة الْحَادِيَة عشر مَا يدل على أَنه يَنْبَغِي لصَاحب الصداع أَن يحلق رَأسه. فِي رِسَالَة الْكِنْدِيّ فِي النقرس مَعَ وجع الْمعدة أَن دلك الرجل يذهب بثقل الرَّأْس لي كَانَ رجل بِهِ صداع فدلك رجله يَوْمًا وَلَيْلَة دَائِما فبرئ وَهُوَ للسرسام أَيْضا غَايَة وللزكام والصرع. الطِّبّ الْقَدِيم للصداع بِالصَّبِيِّ الَّذِي ينفتح بِهِ الشؤون ويدق الْعُرُوق الصعتر يسحق نَاعِمًا ويعجن بدهن لوزمر ويطلى بِهِ الرَّأْس بعد غسله بِمَاء وملح وينفع من الصداع الْعَتِيق

يدق ورق الخاخ بِلَا مَاء ويعصر ويقطر مِنْهُ فِي المنخرين ثَلَاث قطرات ثمَّ يقطر فِيهِ بعد سَاعَة بنفسج خَالص وَليكن على الرِّيق ثمَّ يحسوا مرق اسفيداج وينفع من الشَّقِيقَة أَن يدخن بِوَزْن ذانقين سندروس وينفع من الصداع الشَّديد والشقيقة أَن يعجن رماد بخل ويضمد بِهِ فَأَنَّهُ عَجِيب للصداع مجرب أَيْضا تسحق الكبابة وتعجن بِمَا ورد وَيُوضَع على الهامة لي هَذَا تَحْقِيق ظَنِّي فِي الكبابة الْهِنْد ينفع مَعَ الشَّقِيقَة أَن يسعط بِمَاء أصُول السلق المعصور المقشر ثَلَاث قطرات وَمن قد مَالَتْ عينه وَشرف على الأنتشار واللقوة فانفخ فِي أَنفه هَذَا الدَّوَاء سكبينج بورق يعجن ببول ويطلى طست من دَاخله وَيُوضَع فِي الشَّمْس حَتَّى يجِف تحله ويلقى عَلَيْهِ ربعه كندس وينفخ مِنْهُ ثمَّ) يسعط ببنفسج قَلِيل الأنيسون أَن يتبخر بِهِ واستنشق ببخاره يسكن الصداع. جالينوس الفنجنكشت أَن ضمد بِهِ نفع من الصداع مَاء بقلة الحمقا يخلط بدهن ورد وَيُوضَع على اليافوخ. للصداع الْعَارِض من احتراق الشَّمْس البرنجاسف قَالَ بديغورس خاصيته النَّفْع من وجع الرَّأْس الْبَارِد إِذا كمد بِهِ وتكميده بالطبخ والبخار وَأَن جعل مِنْهُ وَهُوَ مسلوق حَار عَلَيْهِ أَيْضا بعد ذَلِك كَانَ ابلغ البنفسج يذهب الصداع الْعَارِض من الْحَرَارَة وَالدَّم الحريف إِذا شم. ابْن ماسويه النيلوفر أقوى فِي ذَلِك مِنْهُ دهن الرود نَافِع للصداع فِي ابْتِدَائه. حنين قَالَ أَنا اسْتعْمل زبل الْحمار الراعية مَعَ بزر الْحَرْف فِي الصداع الْمُسَمّى بَيْضَة الحماما يسكن الصداع إِذا ضمد بِهِ الْجَبْهَة ورق الحنا إِذا ضمد بِهِ الْجَبْهَة مَعَ الْخلّ سكن الصداع وعصارة حَيّ الْعَالم نافعة من الصداع إِذا جعلت مَعَ دهن ورد وطلي بِهِ الرَّأْس واللفاح إِذا شم جيد للصداع الَّذِي من الصَّفْرَاء وَالدَّم الْحَار ألف. ابْن ماسويه قَالَ الياسمين نَافِع إِذا شم من الصداع الني من البلغم اللزج. ورق الْكَرم وخيوطه إِذا تضمد بِهِ سكن الصداع. دياسقوريدوس دهن اللوز المر نَافِع من الصداع. جالينوس وَاصل شَجَرَة اللوز إِذا طبخ وانعم دقة وخلط بِهِ خل ودهن ورد وضمد بِهِ الجبين نفع من الصداع واللوز يفعل ذَلِك. دياسقوريدس وبخار مَاء الْبَحْر نَافِع من الصداع وَالْمَاء الفاتر نَافِع من الصداع. روفس النعنع إِذا وضع مَعَ سويق الشّعير على الْجَبْهَة سكن الصداع والنمام الْبري يتضمد بورقه على الصدغ والجبهة للصداع الايرسا إِذا ضمد بُد الرَّأْس مَعَ الْخلّ ودهن ورد كَانَ نَافِعًا للصداع المزمن والايرسا يشفي من الصداع المزمن. جالينوس السَّمَكَة المحللة قَالَ أَظن أَنَّهَا إِن وضعت وَهِي حَيَّة على رَأس من بِهِ صداع شفَاه بِمَاء يحدث من الخدر وَقد جربتها وَهِي ميتَة فَلم أَجدهَا تعْمل شَيْئا. السقمونيا إِذا خلط باخل ودهن الْورْد وَجعل على الرَّأْس للصداع المزمن شفَاه.

بولس السداب الْبري إِن اسْتعْمل بالخل ودهن الْورْد نفع من الصداع دياسقوريدوس وعنب الثَّعْلَب إِذا أنعم دقة وضمد بِهِ أَبْرَأ الصداع وَالصَّبْر إِن خلط بالخل ودهن الْورْد وطلي بِهِ الْجَبْهَة والصدغ سكن الصداع وعصارة قثاء الْحمار إِن سعط بهَا مَعَ لبن أذهبت بالصداع المزمن) وَقَالَ إِن اسعط بهَا مَعَ لبن أذهبت بالصداع المزمن وَقَالَ إِن استعط بعصارة قثاء الْحمار مَعَ اللَّبن ابرء الصداع الْمَعْرُوف بالبيضة والمشتمل على الرَّأْس كُله الْبَتَّةَ وعصارة الْوَرق أَضْعَف مِنْهُ الشونيز إِن ضمد بِهِ الْجَبْهَة وَافق الصداع دهن الْغَار نَافِع للصداع إِذا خلط الأفيون بدهن الْورْد ودهن بِهِ الراس كَانَ صَالحا للصداع والخل إِن خلط بدهن ورد وَضرب ضربا وبل بِهِ صوف غير مغسول وَوضع على الصداع الْحَار نفع. قَالَ ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة النافعة من الصداع الْبَارِد يطْبخ المزنجوش والنمام وأكليل وأصول السوسن الآسما نجوني والشبت وَيصب على الرَّأْس وينشق الجاوشير وَالصَّبْر والجندبيدستر وَأما الَّتِي ينفع من الصداع الْحَار فماء بقلة الحمقاء وَأما القرع المعصور وَمَاء برسان دَار ودهن ورد وخل خمر وَمَاء لِسَان الْحمل وَإِن وضعت على الرَّأْس مَجْمُوعَة أَو مُفْردَة وَكَذَلِكَ الطحلب ودهن النيلوفر ودهن ألف البنفسج ودهن الْخلاف ودهن الطّلع. وَمَا يصدع التَّمْر وَاللَّبن والشهد وَالشرَاب الْعَتِيق الْأَصْفَر الحوصي اسحق للصداع الْحَادِث من احتراق يعالج بالأدهان الْبَارِدَة بدهن الناردين وَنَحْوه وَالَّذِي سَببه خلط حَار فِي فَم الْمعدة فبالقيء إِن لم يعسر عَلَيْهِ فَإِن عسر فَلَا تقيئه لَكِن أسهله بِمَاء نقع فِيهِ أفسنتين وَإِن كَانَ قد شربته طَبَقَات الْمعدة فبالأيارج وَإِذا كَانَ مَعَ حمى فبرد الرَّأْس جهدك إِلَّا أَن يكون قد حضر البحران وَإِن كَانَ من خمار فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْخمار وَإِن حدث من ضَرْبَة فبادر بالفصد ثمَّ احقنه بحقنة لينَة وكمد الرَّأْس بدهن مفتر فِي قطنة وَإِذا عرض للصبيان فقد ذكرنَا فِي بَاب السرسام. مَجْهُول قَالَ إِن كَانَ مَعَ الصداع نزلة فَلَا ترطب الرَّأْس بالأدهان وَلَا تبرده وَلَكِن تعالج بشد الْأَطْرَاف فِي مَاء حَار وأدم ذَلِك وَإِن لم يكن سعال وَلَا زكام فرطب الرَّأْس وبرده وَإِن كَانَ مَعَه سهر فَاسْتَعِنْ بالمخدرة واسعط بدهن قرع وكافور ولينوفرولين امْرَأَة وَإِن كَانَ عَن الْمعدة فقيئه وَإِن كَانَ من برد أصَاب الرَّأْس فاسخنه بحب الغارو المرزنجوش والنمام والشيح والقيصوم وَنَحْوهَا يغلى وَيصب عَلَيْهِ ويدهن بدهنها وَإِن كَانَ فِي الراس ثقل فاسعطه بالأدهان الملطفة وَاجعَل غذاءه فِيهِ توابل حارة وضع الْأَطْرَاف فِي طبيخ الْأَشْيَاء الحارة اللطيفة. وَهَذَا دهن جيد للصداع الْبَارِد شبت وبابونج يطْبخ بِالْمَاءِ عشرَة أَمْثَالهَا حَتَّى يبْقى ثلثه من المَاء ويصفى ويلقى فِيهَا عشر المَاء دهن خيري أصفر ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يبْقى الدّهن وَيُؤْخَذ) فيدهن بِهِ الرَّأْس وَكَذَلِكَ يغرق الرَّأْس بدهن السوسن ويسعط بالسعوط الْحَار.

أدوية للصداع الْخَارِجِي الْعَالم والشل وعصارة عصى الرَّاعِي ولسان الْحمل وخل خمر ودهن ورد وَمَاء الخشخاش وورق الْخلاف وَمَاء ورد وَمَاء بقلة الحمقا وَمَاء قشور القرع وجرادته وَمَاء حماض الأترج وَمَاء نيلوفر والحمص والكافور وقاقيا وافيون ونرجس وبزربنج. وأدويته الحارة شبت ونمام ومرزنجوش وغار وشيح وأكليل الْملك وورق ألف النسرين وترمس وكندس وراتينج وسكبينج وجاوشير وحلتيت وجندبادستر وعدس مر وبزر حَماما وكازي وصعتر وكرسنة. الأدهان الْبَارِدَة الَّتِي يسعط بهَا دهن قرع ودهن بنفسج ودهن الْخَبَّازِي ودهن الْخلاف ودهن الْورْد ودهن النيلوفر. الأدهان الحارة دهن خيري أصفر دهن السوسن دهن البابونج دهن الناردين دهن الْغَار دهن السداب دهن المرزنجوش دهن جندباستر. سعوط ينفع من وجع الرَّأْس الْعَتِيق الصلب مرَارَة ثَوْر أَحْمَر ثَلَاثَة دِرْهَمَانِ مومياي دهمان مسك دِرْهَم كافور نصف يسعط مِنْهُ للصداع الْحَار الْقوي ويسعط بالأفيون بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب. للصداع البلغي والسوداوي من تذكرة عَبدُوس مرزنجوش ونمام وإكليل الْملك وصبر ومرو ورد البابونج وقسط وحماما وزعفران وساذج واشنة وَاصل السوسن وَحب الْغَار يطلى بهَا الصدغان. عَبدُوس للصداع الْحَار طلاء صندلان وَورد وزعفران وشياف مامثيا وأفيون وبرزخس وَاصل اللفاح وورق نيلوفر وماورد وَمَاء الْخلاف يطلى عَلَيْهِ. عَبدُوس وللصداع البلغمي من هُنَاكَ مر وصبر وفربيون وصمغ عَرَبِيّ وزعفران وجندبادستر وأفيون وقسط وكندر وأنزورت يعجن مَاء السداب ويطلى بِهِ. أركاغانيس للصداع الشَّديد المزمن والسدر قَالَ بعد الفصد والإسهال احجوه على الْكَاهِل واكثروا إِخْرَاج الدَّم وامسحوا مَوَاضِع حجامته بملح مسحوق ثمَّ الكزبرة صُوفًا قد غمس فِي زَيْت يَوْمه ثمَّ ضَعُوا عَلَيْهِ كالغد دَوَاء حارا وَلَا تدمنوا دُخُول الْحمام فَإِنَّهُ يضعف عصب الرَّأْس مَجْهُول للصداع الْحَار المفرط يطلى بالأفيون من الصدغ إِلَى الصدغ بخل خمر فَإِنَّهُ يسكن من سَاعَته.) من كناش ابْن اللَّجْلَاج إِذا كَانَ مَعَ الصداع كرب واشتعال قيئه فَإِنَّهُ يقيئ مرّة أَو بلغما أَو كِلَاهُمَا واجتذب وجع الرَّأْس بالحقن الحادة وربط الْأَعْضَاء السفلية ودلكها ومرخها وفصدها وخاصة السفلية والعطاس وَالْحمام ودلك الرَّأْس بمنديل لي شَيْء شاهدته كَانَ بِرَجُل وجع فِي الرَّأْس دَائِم وَكَانَ إِذا بدا يَأْكُل بِالْغَدَاةِ لم يهج بِهِ فَأمره ألف بعض الْأَطِبَّاء أَن يَأْكُل على الرِّيق سفرجلا وَنَحْوه مِمَّا يُقَوي فَم الْمعدة فسكن ذَلِك

عَنهُ وَقَالَ إِن فِي فَم معدته خلطا يُؤْذِيه ويألم الرَّأْس بمشاركته وَإِذا قويت سلم من ذَلِك. من الْكَمَال والتمام للصداع الْحَار الفصد وحجامة السَّاق إِن لم يمْنَع مَانع والإسهال بالمطبوخ قَالَ وَإِن دَامَ الصداع وَعتق احجم النقرة واسق نَقِيع الصَّبْر اياما ويسعط ويخبص ويحلل بالمبردات وَيُخَالف ذَلِك الصداع الْبَارِد وينفع مِنْهُ نَقِيع أيارج مَعَ دهن خروع فَإِن أزمن الصداع نفع مِنْهُ سل العرقين النابضين اللَّذين إِلَى الصدغين ويكوي موضعهما وَإِن لم يسكن بعد السل أَيْضا فليكوي الْعُنُق أَيْضا فِي جانبيه ووسطه وَأما الرَّأْس وليحذر الشَّرَاب كُله والصداع الْحَادِث عَن ورم الرَّأْس امتثل فِيهِ مَا قدمنَا مَعَ حرارة أَو برودة. طلاء للصداع الْحَار صندلان وَورد ثَلَاثَة ثَلَاثَة زعفران دِرْهَمَانِ شياف مامثيا دِرْهَم وَنصف بزر الخس ثَلَاثَة أصُول اللفاح دِرْهَمَانِ ورد النيلوفر ثَلَاثَة دَرَاهِم أفيون دِرْهَمَانِ وَنصف يعجن بِمَاء الْخلاف وَنَحْوه ويضمد بمطبوخ على الْجَبْهَة والصدغين. للصداع الْبَارِد صَبر مر فربيون جندبادستر أفتيمون قسط كندر يجمع بمطبوخ ويطلى مِنْهُ. نَقِيع الأيارج نفع من الصداع هليلج أصفر بِغَيْر نوى وكابلي وأسود وبليلج وآملج دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ مصطكي ثَلَاثَة دَرَاهِم بزركشوث خَمْسَة دَرَاهِم شاهترج عشرَة افسنتين خَمْسَة دَرَاهِم يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وينقع فِيهِ من أيارج فيقرا أَرْبَعَة دَرَاهِم ويسقى مِنْهُ كل يَوْم ثَلَاثَة أَوَاقٍ أَو أَرْبَعَة أسبوعا وَلَاء أَو خَمْسَة أَيَّام. حب الصَّبْر نَافِع للرأس والمعدة صَبر سِتَّة مصطكي أَرْبَعَة تَرَبد عشرَة ورد ثَلَاثَة تتَّخذ حباكبارا كالحمص الشربة أَرْبَعَة عشر حَبَّة عِنْد النّوم. حب أيارج الفه ابْن ماسويه لشقيقة الرَّأْس والمعدة إيارج فيقرا نصف دِرْهَم هليلج أصفر دِرْهَم تَرَبد ثَلَاثَة دَرَاهِم ملح دانق هَذِه شربة ويتخذ حبا كبارًا. قَالَ جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء قولا أوجب أَن عِلّة الرَّأْس إِذا كَانَت من فضل فِيهِ فَإِن الإسهال يعطظم نَفعه لَهَا فِي الْغَايَة وفصد) ألف القيفال فَإِن كَانَ فِي مقدم الرَّأْس فحجامة النقرة وَأَن كَانَ فِي مُؤخر الرَّأْس فعروق الْجَبْهَة. من حفظ الصِّحَّة أما الرَّأْس الَّذِي تكون أوجاعه متواترة من قبل حرارة حس العصب الَّذِي ينبعث من الرَّأْس وَيصير إِلَى الْمعدة يَقُول: إِنَّه يكون ضرب من الصداع عَن الْمعدة لِأَنَّهُ ينبعث إِلَى الْمعدة مواد وفيهَا عصب كثير الْحس جدا فيألم بألم ذَلِك العصب. قَالَ جالينوس وَيَنْبَغِي أَن يقدم فِي منع هَذَا النَّوْع من الصداع بِأَن يمْنَع الْخَلْط المراري من الانصباب إِلَى الْمعدة أَو يستفرغه حِين ينصب بأسرع مَا يكون قبل أَن يُؤَدِّي فَأن لَا ينصب أصلا إِلَى الْمعدة وَيكون يتَنَاوَل طَعَاما يَسِيرا مُوَافقا للمعدة لِأَنَّهُ أَن لم يُبَادر إِلَى ذَلِك أنصب المرار إِلَى الْمعدة فِي الْأَبدَان المولدة للمرار وَحدثت عَنْهَا أبخرة حارة تؤلم الرَّأْس وَقد ينصب لبَعض النَّاس من ذَلِك مَا ينصب من ينزل المَاء فِي عينه ويصيب بَعضهم بَعْضًا أَيْضا تشنج عرضي

ويميل التَّدْبِير إِلَى الْبرد الْكثير والرطوبة ويستفرغ مَا ينصب إِلَى الْمعدة بالقيء والإسهال وَيُقَوِّي فِي كل يَوْم معدهم بالمبادرة إِلَى الطَّعَام قبل أَن ينصب المرار إِلَى الْمعدة وينقي الْمعدة فِي الْأَحَايِين بايارج فيقرا لكَي تنقي طَبَقَات الْمعدة مِمَّا قد اكْتسبت من ذَلِك الْخَلْط وَيُقَوِّي معدهم من خَارج بدهن السفرجل ودهن المصطكي وَفِي الشتَاء بدهن النادرين. قَالَ فيلغربوس فِي كتاب ذِي ثَلَاث مقالات أَن فصد الْعرق من الْجَبْهَة وإلزام الرَّأْس المحاجم ودلك الْأَطْرَاف ووضعها فِي مَاء حَار وَالْمَشْي الْقَلِيل وَترك الْأَطْعِمَة النافخة والبطيئة الهضم نَافِع الْأَعْضَاء الآلمة الصداع مِنْهُ شَيْء ثَابت دَائِم وَيُقَال لَهُ الْبَيْضَة وَيكون أما لضعف الرَّأْس واما لِكَثْرَة ريح وَيحدث كل وَاحِد من هذَيْن إِمَّا لخلط ردي وَإِمَّا لِكَثْرَة ريح وَقد يكون من الصداع شَيْء غير دَائِم وَهَذَا أَيْضا يحدث أما من ريح وَأما من خلط ردي والخلط يكون أما حارا وَأما بَارِدًا وَإِذا كَانَ الصداع فِي جَمِيع الرَّأْس وَكَانَ دَائِما فَهُوَ البيضه وَإِذا كَانَ غير دَائِم فَأَنَّهُ أَن كَانَ فِيهِ أجمع فَهُوَ صداع وَأَن كَانَ فِي بعضه فَهُوَ شَقِيقَة وَجَمِيع أَنْوَاع الصداع يكون أما الْخَلْط يحدث فِي غشاء الدِّمَاغ وَأما فِي الغشاء الَّذِي تَحت جلدَة الرَّأْس ويغشي القحف وَهَذِه ألف الْعلَّة أما لخلط ردي وَأما لريح والخلط أما حارا وَأما بَارِد. ابْن ماسويه الصداع الْعَارِض فِي الْأَمْرَاض الحادة أنطل فِيهِ على رَأسه طبيخ الشّعير والبنفسج والخشخاش واحلب اللَّبن أَن لم يسكن بذلك واسعط بدهن القرع والبنفسج والنيلوفر وَيجْعَل ذَلِك إِذا كَانَ الْمَرَض من بخارات حادة فَأَما أَن كَانَ فِي الرَّأْس بخارات كَثِيرَة رقيقَة رطبَة) فاجتنب هَذِه فَأَنَّهَا تزيد فِي الصداع ويستدل على ذَلِك بالثقل الْكَائِن من الصداع وَأما على الأول فبالخفة والطيران فِي الرَّأْس فَعِنْدَ ذَلِك تقدم على مَا وصفت فِي السعوط والتخبيص والنطول بالخطمي والبنفسج ودقيق الشّعير مطبوخة فَأن كَانَ مَعَ الصداع بخارات كَثِيرَة غَلِيظَة ويستدل عَلَيْهَا بالثقل والتمدد فاكبه على بخارات مَاء الرياحين وامنع من الدّهن وضع الْيَد وَالرجل فِي مَاء حَار مَرَّات فَأن صب المَاء الْحَار على الْأَطْرَاف يحس العليل بالصداع ينزل فِي خرز الصلب ويحمر لَونه قبل ذَلِك ثمَّ يسكن ويجد لذَلِك رَاحَة فَأن لم يحسوا لذَلِك رَاحَة وَلم يسكن فَحِينَئِذٍ يَنْبَغِي أَن يتوثق بشد أَطْرَافهم حَتَّى يوجعهم وَأَن اضطررت عِنْد الصداع الصعب فَشد البيضتين وَاعْلَم أَن مَاء الحصرم من بخار فَقَط. قَالَ حنين فصد عرق الْجَبْهَة نَافِع لثقل الرَّأْس والأوجاع المزمنة فِي آخر الْأَمر إِذا لم تكن مَادَّة تنصب وَأما إِذا كَانَت بعد أَن تنصب فضع المحجمة على الْقَفَا إِذا كَانَ الوجع فِي مقدم الرَّأْس وَكَثِيرًا مَا يَكْفِي المحاجم فِي ذَلِك بِلَا شَرط وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى شَرط وَذَلِكَ يكون بعد استفراغ الْبدن كُله وَكَذَلِكَ فصد عروق الْجَبْهَة ينفع ثقل مُؤخر الرَّأْس فِي حدوثها ومنتهاها وَيَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك أَيْضا بعد أَن تكون قد استفرغت جَمِيع الْبدن لِأَن لَا يحدث إِلَى الرَّأْس شَيْئا.

جورجس أَن كَانَ الصداع يخف ويهيج وَيكثر بعقب التخم وَالشرَاب ويهيج أَكثر ذَلِك بالغدوات وَالْأَيَّام الْبَارِدَة والجشاء فَاسد ويقيء بلغما وَمرَّة فالآفة من الْمعدة وَأَن كَانَ دَائِما وَكثير السيلان من مجاري الدِّمَاغ وَكَانَ فِي الْعين ظلمَة أَو دمعة وَكَثْرَة النّوم والكسل أُفٍّ فَأن ذَلِك خَالص بالدماغ وعلاجها جَمِيعًا التلطيف والإسهال بحب الصَّبْر والسعوط بمرارة الكركي والشليثا والمومياي ويضمد الصدغان بضماد المرزنجوش وورق الْغَار والشبت وَنَحْوه فعالجه بِهَذَا العلاج ثَلَاثَة أَيَّام فَهَذَا علاج الصداع الَّذِي مَعَ ثقل وَبرد وَالَّذِي مَعَ دوِي وامتلاء فِي الرَّأْس فَإِذا كَانَ مَعَ حرقة وحرارة فاسهله بالهليلج والسقمونيا وضمده بالقوابض الْبَارِدَة والأدهان الْبَارِدَة وَقد يعرض للرأس وجع بعقب الحميات الحريفة والمزمنة وَذَلِكَ يكون من شدَّة يبس الدِّمَاغ فعالجه بِمَا يعالج بِهِ السهر فَأن مَعَه سهرا قَالَ وَصَاحب الْبَيْضَة ينْتَفع بالتخبيصات اللينة وبسعوط المومياي والبنفسج ويعظم نَفعه بدواء الْمسك والشليثا والفلونيا والقرص الَّذِي يُسمى كَوْكَب إِذا ألح عَلَيْهَا ويطلى صدغيه بِهَذِهِ الإقرصة ويحتمي من جَمِيع الْأَطْعِمَة الحارة والمالحة ويقتصر على اللطيفة والسريعة الهضم فَإِن لم ينجع اسْتعْمل الكي وَصَاحب الْبَيْضَة يبغض) الضَّوْء ويتخلى وَحده ويختل إِلَيْهِ أَنه يسمع جلبة وضوضاء وَكَأَنَّهُ يطْرق رَأْيه بالمطارق وَكَثِيرًا مَا ينفع بِشرب الْخِيَار شنبر ودهن اللوز وخبص رَأسه. ابيذيميا مَتى عرض صداع لمن هُوَ فِي سَائِر أَحْوَاله صَحِيح فيأكل خبْزًا مبلولا بشراب صرف وَذَلِكَ أَن هَذَا الصداع إِنَّمَا يكون فِي أَكثر الْحَالَات من فضول حارة مجتمعة فِي الْمعدة فَإِذا ورد على الْمعدة طَعَام مسخن مَحْمُود عدل تِلْكَ الفضول وأعان على هضمها وانحدارها. قَالَ حنين وَلَكِن أَن يكون الشَّرَاب صرفا لِأَنَّهُ يبلغ ذَلِك الممزوج باعتدال مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. الصداع الَّذِي بمشاركة الرَّحِم يكون فِي اليافوخ وَيكون أَكثر ذَلِك لورم فِي الرَّحِم حَار بعقب جالينوس قَالَ اسْتعْمل ذبل الْحمام الراعية مَعَ بزر الْحَرْف فِي أوجاع الشَّقِيقَة المزمنة. جالينوس الرأسن يسْتَعْمل فِي الشَّقِيقَة ليبدل بِهِ مزاج الْعُضْو دهن نوي المشمش نَافِع من الشَّقِيقَة. ابْن ماسويه مَجْهُول للشقيقة يطلى الْجَانِب الصَّحِيح بِلَبن ألف اليتوع أَو كَمَا هُوَ وَلَا يطلى على الْوَجْه. سعوط للأوجاع المزمنة والشقيقة جندبادستر جاوشير زعفران مرَارَة دب بِالسَّوِيَّةِ يَجْعَل حبا مثل العدس ويسعط بِوَاحِدَة بِلَبن ودهن بنفسج آخر ينفع من الضربان الْحَار مِنْهُ الشَّديد المزعج سكر طبرزد وزعفران قَلِيل وكافور ينعم سحقه ويسعط مِنْهُ بِمَاء القثاء أَو مَاء الْخِيَار أَو مَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو يُؤْخَذ أفيون وسكر طبرزد يعجن بِمَاء هندبا وَبَيَاض الْبيض ويسعط مِنْهُ.

سعوط للشقيقة يَأْخُذ فربيون يذاب بدهن ناردين ويقطر فِي الْجَانِب الصَّحِيح أَن كَانَ مبتديا وَفِي الْعِلَل أَن كَانَ مزمنا. آخر للصداع الْحَار يُؤْخَذ كافور يُزَاد بِمَاء القثاء أَو بِمَاء الْخِيَار أَو مَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو يُؤْخَذ أفيون وسكر طبرزد يعجن بِمَاء الهندباء ويسعط مِنْهُ. مَجْهُول للشقيقة يستحم صَاحبهَا بِمَاء الْخِيَار ويكب عَلَيْهِ فِي الْحمام ثمَّ يسعط بدهن فستق فَأَنَّهُ ينزل وَجَعه كُله إِلَى الْعُنُق فَإِن وجد يبسا بعد ذَلِك فاسعط بدهن القرع. جورجس قَالَ رُبمَا يعرض مِنْهُ اللقوة وَإِذا كَانَ ذَلِك مَعَ امتلاء الأصداغ فَأن فصدها نَافِع جدا. شرب الْخمر الصّرْف ينفع من الشَّقِيقَة الكاينه من سدد وَبرد فَإِنَّهُ ينوم نوما معتدلا ثمَّ يسكن الوجع الْبَتَّةَ وَيَنْبَغِي أَن يسقوا بعد أَن يطعموا وَلَا يسقوا قبل الطَّعَام لِأَنَّهُ يرفع بخارا كثيرا ضَرْبَة فيزيد الوجع والاجود أَن يَأْكُلُوا خبْزًا منقوعا فِي خمر أَو طَعَاما مخلوطا فِيهِ خمر فَإِن هَذِه يرْتَفع مِنْهُ بخار قَلِيل قَلِيل ويسكن الْأَلَم وَيدْفَع سَببه فَأَما مُفْرد فَأَنَّهُ يرْتَفع مِنْهُ بخارا كثير دفْعَة يمدد) تمديدا قَوِيا فيهيج الوجع لي هَذَا أَيْضا يسكنهُ بِآخِرهِ بِقُوَّة قَوِيَّة. قَالَ والعطاس أَيْضا كثيرا مَا يشفي بِهِ الصداع الْكَائِن عَن أخلاط غَلِيظَة وتمدد. روفس إِلَى الْعَوام الصداع الْحَار تجْعَل عَلَيْهِ الأدهان والمياه الْبَارِدَة مبردة بالثلج وتوسط الْغذَاء وَلَا يقلله وَيسْتَعْمل الهدوو السّكُون يَوْمًا ثمَّ يصب مَاء كثير على رَأسه وَيَأْخُذ مرا فيسحقه بخل ويضمد بِهِ الصدغين وخاصة أَن كَانَ الوجع فيهمَا فَأَنَّهُ نَافِع فَأَما الإقلال من الْغذَاء ألف فَأَنَّهُ نَافِع يزِيد فِي الصداع الْحَار وَأما الْبَارِد فيلستحم ويدهن بدهن الْغَار والسوسن والسداب ودهن البابونج ويملأ الْبَيْت مرزنجوشا ونماما فَأن ذَلِك نَافِع أَو نَحوه أَو مسك أَن لم يحضرا أَو أَن ركنت أَن فِي معدهم بلغما فقيئهم فَأَنَّهُ يسكن على الْمَكَان وَيعلم ذَلِك من النعاس مَعَه وَلَا يشرب الشَّرَاب فِي شَيْء من الصداع الْفُصُول الْبَوْل الشبيه ببول الْحمير ينذر بصداع كَائِن أَو يكون وَلَيْسَ مَتى كَانَ صداع وَجب أَن يكون الْبَوْل على هَذِه الْجِهَة وَذَلِكَ أَن الصداع قد يكون مَعَ حرارة مُفْردَة أَو صفراء فِي الرَّأْس خَاصَّة أَو فِي الْمعدة أَو رطوبات كَثِيرَة مشتبكة فِي الرَّأْس أَو سدد فِيهِ أَو ريَاح غَلِيظَة تتولد فِي الرَّأْس وَلَيْسَ من هَذِه وَلَا وَاحِد يُوجب ان يكون الْبَوْل على هَذِه الصّفة. الأفاويه كلهَا تصدع لِأَنَّهَا تسخن اسخانا قَوِيا وَكلما يسخن اسخانا قَوِيا فَأَنَّهُ يصدع والأفاويه حارة سِيمَا السليخة والقسط والدارصيني والحماما لي يَنْبَغِي أَن يجْتَنب الإيارج أَلا حَيْثُ يظهران الْعلَّة من برد. الْفُصُول من أَصَابَهُ وجع فِي مُؤخر رَأسه ففصد الْعرق الَّذِي فِي الْجَبْهَة نَفعه وَكَذَلِكَ

أَن كَانَ الوجع فِي الْجَبْهَة فافصد مَعَه من كَانَ بِهِ صداع أَو وجع شَدِيد فِي رَأسه فَأن انحدر من مَنْخرَيْهِ أَو أُذُنَيْهِ قيح أَو مَاء فَأن مَرضه ينْحل بذلك. قَالَ إِذا حدث فِي الرَّأْس وجع من قبل ورم من الأورام الَّتِي تكون من الدَّم أَو من قبل كَثْرَة رطوبات غير نضيجة فِي الرَّأْس فَأن ذَلِك الورم فِي تِلْكَ الْحَال إِذا تقيح وَخرج مِنْهُ قيح يسكن ذَلِك الوجع وَإِذا حدث فِي الرَّأْس الوجع من قبل ريح غَلِيظَة أَو كَثْرَة الدَّم أَو صفراء يلذع الرَّأْس أَو كَانَ بِالْجُمْلَةِ من مزاج ردي فالعلة تكون من أَشْيَاء آخر. الميامر قَالَ الصداع من سوء مزاج لَا مَادَّة مَعَه أَو مَعَ خلط أَو من كَثْرَة الأخلاط فَقَط أوسدة فِي مجاري الرطوبات والبخارات. قَالَ والصداع الشَّديد يحدث ألف من الْحَرَارَة والبرودة فَأَما الْعَارِض من اليبوسة) فضعيف وَلَا يعرض من الرطوبه وَإِذا كَانَ سَبَب الصداع أخلاطا قد كثرت فِي الرَّأْس توجع بتمددها فَأَنَّهُ مَتى كَانَت فِيهِ وتميزه صَعب شَدِيد يحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة وَيكون الصداع أَيْضا من سَبَب خَارج مثل الْحر وَالْبرد وَهَذِه سهلة العلاج مَا دَامَت مبتدية فَاسْتعْمل النطولات المبردة وإسهال الطبيعة وَقلة الْغذَاء وَلُزُوم الهدو وَالنَّوْم وَترك الشَّرَاب الْبَتَّةَ وَالْحر والاستحمام من الْحمام والصياح والفكر وَالْجِمَاع وَيلْزم هَوَاء بَارِدًا فَأَما الْبَارِد فانطل عَلَيْهِ صوفة مفترة بدهن السوسن أَو دهن الْغَار أَو دهن السداب أَو دهن مرزنجوش وكمدهم بلبد مَرْعَزِيٌّ ودهن طيب ودثرهم وليمسكوا عَن الْغذَاء ويسهلوا الطبيعة ويناموا ويلزموا الرَّاحَة وَالسُّرُور ويحذروا الصياح والفكر وَالشرَاب والتبريد للبدن والتعرض للبرد. قَالَ لَا شَيْء انفع للصداع الْحَار إِذا كَانَ حَدِيثا من دهن الْورْد الْجيد الصَّنْعَة أذهو يبرد غَايَة التبريد وصب على الرَّأْس بعد أَن يلف على الرَّأْس صُوفًا كَمَا يَدُور على القمحدوة إِلَى الحاجبين وَذَلِكَ أَن مُؤخر الرَّأْس يقبل الاحتراق سَرِيعا وَلَا يحْتَمل أَيْضا أَن يلاقي الْأَشْيَاء الْبَارِدَة فَيسلم مِنْهَا لِأَنَّهُ مبدء النخاع. فَأَما اليافوخ فَإِنَّهُ لموْضِع سلاسة الشَّأْن الْمَعْرُوف بالإكليلي ولموضع رقة عَظِيمَة ورخاوته تصل الْحَرَارَة والبرودة إِلَى دَاخله سَرِيعا فَلذَلِك اصلح الْمَوَاضِع للأدوية الحارة والباردة احْتِيجَ إِلَيْهَا هَذَا الْمَوْضُوع وأجود مَا دبر الصداع الْكَائِن عَن احتراق أَو حرارة دهن الْورْد الطري الْقوي الْمبرد بالثلج فَأَما الْأَبدَان الَّتِي تتخوف مِنْهَا شدَّة الْبرد فدهن البابونج فِي مثل أبدان الخصيان وَنَحْوهم وَليكن استعمالك لهَذِهِ ولتدبيرها بِالْفِعْلِ على قدر الْعلَّة والسحنة وَاعْلَم أَن دهن الْورْد الْمبرد بالثلج نَافِع جدا فِي قمع البخارات والأخلاط الْكَثِيرَة المتصاعدة إِلَى الرَّأْس ألف وَسُوء المزاج الْبَارِد وَقد استعنت بِهِ عَن غَيره دَائِما وَإِذا كَانَ الْبَلَد حارا وَلم تقدر على تبريد دهن الْورْد بالثلج فبرده بالهواء اللَّيْل كُله واخلط مَعَه عصارة حَيّ الْعَالم

أَو عِنَب الثَّعْلَب أَو البزر قطونا أَو الحصرم وَاحْذَرْ عصارة اليبروج والخشخاش أَلا عِنْد الِاضْطِرَار وَعند ذَلِك أَيْضا فاجعلها قَليلَة وعصارة القرع وَنَحْو ذَلِك. قَالَ وكما أَن الاحتراق فِي الشَّمْس سهل العلاج كَذَلِك إِذا برد الرَّأْس مَا دَامَ لم يزمن فيكفيك أَن تصب عَلَيْهِ دهن السداب مسخنا وتعمد بِهِ اليافوخ فَأن ذَلِك يُبرئهُ برءا تَاما فَأن احتجت إِلَى مَا هُوَ قوي فالق فِيهِ زيتونا ودهن السوسن ودهن الأقحوان ودهن الناردين فَأَما دهن البلسان) فَلم أجد لَهُ فِيهِ كثير غَنِي فَأَما دهن المرزنجوش ودهن الْغَار فَأَنِّي قد جربتها وهما بالغان فَأَما الصداع الَّذِي يطول مكثه حارا كَانَ أَو بَارِدًا فَاحْلِقْ الرَّأْس وضمد الْحَار بالأضمدة المبردة كَمَا تقدم ذكرهَا والبارد بقيروطيات حارة وقيروطي الفربيون ويخلط مَعَه أوقيه فرفيون فِي كل رَطْل قيروطي. وَأما الصداع الْكَائِن من شرب الشَّرَاب فَأَنِّي لما رَأَيْت أَن مَا كَانَ من الشَّرَاب اسخن فَهُوَ أَكثر تهيجا للصداع علمت أَن هَذَا الصداع إِنَّمَا يكون لِأَنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس بخارات حادة أَو أخلاط حادة وَلذَلِك يحْتَاج أَن يفصد نَحْو الفصد الْعَام لكل عِلّة يحْتَاج إِلَى الاستفراغ وَلِأَن هَذِه البخارات والأخلاط حادة فقد يحْتَاج مَعَ ذَلِك إِلَى أَشْيَاء تبرد كدهن الْورْد وَنَحْوه بعد أَن لَا يكون قد برد تبريدا شَدِيدا وَمَعَ ذَلِك النّوم والهدو بِالنَّهَارِ أجمع فَإِذا فعل ذَلِك النَّهَار أجمع فَلْيدْخلْ بالْعَشي العليل إِلَى الْحمام ويغذي بأغذية تولد دَمًا جيدا من غير أَن تسخن مثل مَاء كشك الشّعير وَالْخبْز المنقع فِي المَاء وَالْبيض النيمبرشت والخس والكرنب فَأن لَهُ خاصية يطفي البخارات والعدس وَشرب المَاء فَقَط وَأَن استرخت الْمعدة من المَاء فليأكلوا بعد الطَّعَام رمانا وسفرجلا نضيجا وليحذر ثَمَرَة النّخل فَأن خاصيته التصديع فَإِن نَامُوا بعد أكلهم نوما طيبا فيدخلوا إِلَى الْحمام من الْغَد سَرِيعا باكرا وَيصب على رؤوسهم فِي الْحمام مَاء حَار مَرَّات كَثِيرَة وليناموا فِي عقب الْحمام ويستريحوا مرّة ثمَّ يُعِيد الدُّخُول ثَانِيَة ثمَّ يغتدون بِمثل ألف الْغذَاء الامسى فَإِذا سكن صداعهم احتاجوا إِلَى الشَّرَاب فَأذن لَهُم فِي المَاء الرَّقِيق وأوفق أطعمتهم خصي الديوك والسمك الرضراضي وَأَجْنِحَة الديوك والإوز وَأَن غذوتهم بفرخ الْحمام لم يخط وَلَا يكثروا الإبزار فِي طبيخهم ويمسكون عَن الْحَرَكَة مَا دَامَ لم ينْتَه فَإِذا أَخذ فِي التنقص فليتمشوا فِي اهوية تصلح لَهُم أما بَارِدَة أَن كَانَ يجد لهيبا وحرارة وَأما معتدلة وَليكن قبل الطَّعَام ويقلون الْأكل وَلَا يَمْشُونَ بعده ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يَمْشُونَ مشيا رَفِيقًا أقل مِمَّا يَمْشُونَ قبل الطَّعَام وأجتنب دهن الْورْد من بقايا هَذِه العله وَاسْتعْمل دهن البابونج مغتراً ودهن السوسن وَيصب عَلَيْهِ مَاء حَار فِي الْحمام كَيْمَا تتحلل تِلْكَ البقايا ويجلب النّوم وَأَن اصطبغوا بالخل فَلَا يكون حاذفا فَأن هَذَا فِيهِ لطف وحرافة وَبعد هَذَا النّوم فَاسْتعْمل المسخنات أَكثر وأوفق كدهن الناردين والأدهان المطيبة. بولونس فَأَما الصداع من ضَرْبَة وسقطة فضع على الرَّأْس دهن ورد وخل مفترين أَو يدق) ورق الآس مَعَ مر وسداب ويضمد بِهِ أَو يطْبخ السفرجل بشراب ويضمد بِهِ وأدم

تكميده بِالْمَاءِ الْحَار وَيقطع لبود مَرْعَزِيٌّ وارح الْبدن واستفرغه وَأحذر عَلَيْهِ الشَّمْس وَدخُول الْحمام وَالشرَاب والصياح والفكر والأغذية الحامضة والحريفة والمالحة. قَالَ جالينوس يَنْبَغِي أَن يعلم أَن هَذَا الصداع لَيْسَ هُوَ لشَيْء أَكثر من ورم حَار فَأن كَانَ مَعَه جراح فَأن لَهُ عرضا آخر مأخوذا من الْجراح فَأن وصلت الضَّرْبَة إِلَى أغشية الدِّمَاغ فَإِن صَاحبه قَالَ وَإِنَّمَا يخلط الْخلّ مَعَ دهن الْورْد فِي الأورام الْعَارِضَة فِي الدِّمَاغ وغشائيه لِأَن الْخلّ ينفع الورم فَأَنَّهُ أنفذ شَيْء من أَن ينفع الورم لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ قُوَّة تسخنه وَلَا قُوَّة مرخية وَلَكِن من أجل أَن يُوصل دهن الْورْد إِلَى بَاطِن القحف احتجنا أَن يكون المبدرق لطيفا وَيكون مَعَ ذَلِك بَارِدًا مرّة فَجعلنَا الْخلّ حارا مرّة فَجعلنَا الفريبون وَمَتى كَانَ الصداع هُوَ خَارج القحف فالخل يَضرهَا ألف وَهَذَا الصداع يسير وَإِذا كَانَ دَاخِلا فَهُوَ ينفع لِأَنَّهُ يبدرق الدّهن وَيكسر عاديته هُوَ أَيْضا فِي مَمَره ومسلكه وَهَذَا يصلح فِي الِابْتِدَاء فَأَما فِي الانحطاط فَإِنَّهُ يصلحه المسخنة والمرخية. قَالَ رَائِحَة المر يصدع الأصحاء فضلا عَن المصدوغين. قَالَ والصداع يهدؤ ويخف بِالْجُمْلَةِ بالتخبيص والطلي والنطول. وَمن النَّاس من إِذا اجْتمع فِي معدهم فضل حَار يصدعون من ساعتهم فَهَؤُلَاءِ لذَلِك لَا يَغْدُونَ طعامهم لِأَن ذَلِك يصدعهم لِأَن الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام يزِيد فِي هَذِه وَحدهَا وَهَؤُلَاء علاجهم استفراغ هَذِه الأخلاط لَا علاج الرَّأْس فاقصد فِي ذَلِك فِيمَن سهل عَلَيْهِ أَن تقيئه فاسقه ماءا وقيئه بِمَاء حَار وَأما من عسر عَلَيْهِ الْقَيْء فاستفراغها مِنْهُ اصعب وَأَشد وَمن اشْتَدَّ عَلَيْهِ جدا فبادربان تعطيه طَعَاما جيدا يُقَوي فَم الْمعدة مِمَّا يُولد دَمًا حميدا وان أمكن أَن يكون بعد دُخُول الْحمام فافعل وَلَا تطل الْحمام وليخفف الْعشَاء وأعن بهضمه وأعطه مَعَ الْخبز قسباً أَو زيتونا إِنَّمَا رَأَيْت أَنه أوفق لَهُ وَيعرف هُوَ ذَلِك من نَفسه فَإِن هَذَا التَّدْبِير نَافِع لمن بِهِ صداع من قبل الْمعدة. وَإِذا كَانَ يحس مَعَ الصداع تمددا فَأَنَّهُ يكون أَكثر ذَلِك من شرب الشَّرَاب الْكثير والإمساك عَن الطَّعَام نَافِع لَهُ. وَأما من كَانَ يحس فِي معدته بوجع يلذع وَكَانَ ذَلِك من أخلاط مرارية فالإمساك عَن الطَّعَام) ضار لَهُ وَهَذِه الأخلاط إِذا كَانَت مصبوبة فِي تجويف الْمعدة سهل خُرُوجهَا بالمرار والقيء واعسر مَا يكون أَن يكون جرم الْمعدة متشربة لَهَا وانفع الْأَدْوِيَة لهَؤُلَاء الإيارج الْقَلِيل الزَّعْفَرَان لِأَن الزَّعْفَرَان مصدع. قَالَ والشربة لهَؤُلَاء من الإيارج مِثْقَال بأَرْبعَة أَوَاقٍ مَاء.

قَالَ هَذَا كَاف للصداع الْمُتَوَلد عَن الْمعدة والصداع الْبَارِد يطلى مِنْهُ المنخران بدهن حَار يسخن مِنْهُ الرَّأْس أَن كَانَ العليل يحس كَأَنَّهُ ينخس فالسبب فِي ذَلِك حِدة الأخلاط أَو حِدة البخارات وَأَن كَانَ يحس شَدِيدا فالامتلاء من الأخلاط فَإِنَّهُ كَانَ ذَلِك التمدد من ريح فَأَنَّهُ لَا ثقل مَعَه وَأَن كَانَ مَعَ خلط كَانَ ثقيلا وَإِذا أَنْت عرفت الْعلَّة فَرَأَيْت العلاج لَا تسرع نجحه ألف قدم عَلَيْهِ فَأَنَّهُ رُبمَا كَانَت الرّيح متضاغطة فِي منافذ ضيقَة وَرُبمَا كَانَ الْخَلْط شَدِيد الْغَلَط فَيحْتَاج إِلَى زمَان طَوِيل فِي تلطيفه وتوسيع المنافذ. وَاعْلَم أَن الحقن حميدة فِي أَنْوَاع وجع الرَّأْس وَلَكِن يَنْبَغِي أَن تكون قَوِيَّة فَأن القوية قد تبلغ من قوتها إِلَى أَن يستفرغ مَا فِي تقعير الكبد لي فَيكون ذَلِك نَافِعًا للمعدة وينقي الرَّأْس بالغرور والمضوغ وَإِذا أزمن أنطل وخبص بالأشياء القوية جدا مثل الجندباستر وَنَحْوه ويفصد الْأنف والجبهة ويحجم النقرة فِي الِابْتِدَاء إِذا كَانَ الصداع قد دَامَ وعطس أَيْضا فِي الصداع المزمن وَأَن طَالَتْ اكثر فَعَلَيْك بالأدوية المحمرة فِيهَا وبالكي بعده. قَالَ حنين أَنا اسْتعْمل فِي الْعلَّة الْبَارِدَة إِذا أزمنت عالجتها بالأدوية المحمرة الَّتِي فِيهَا الْخَرْدَل وثافسيا فِي الْحَار فَلَا أفعل ذَلِك لي الْحَال لَا يزمن هَذَا الْأَزْمَان وينفع من الصداع الْبَارِد أَن يُقيم العليل فِي الشَّمْس إِلَى أَن يسكن صداعه بعد أَن لَا يكون بِهِ امتلاء وَلَا تخمة. سعوط قوى للصداع الْبَارِد المزمن ثافسيا مِثْقَال وَنصف أصل السوسن فربيون مِثْقَال وَنصف عسل مِثْقَال وَنصف منزوع الرغوة يعجن الْجَمِيع بعصارة أصل السلق واسعطه مِنْهُ قدر حَبَّة جاورس بِمَا يقطر مِنْهُ بِطرف الْميل. آخر قد امتحنه جالينوس فربيون سِتَّة مَثَاقِيل حضض هندي أَرْبَعَة مَثَاقِيل يعجن بعصارة السلق ويقطر مِنْهُ فِي الْأنف بِالْمَاءِ إِذا أَنْت اسْتعْملت السعوطات القوية فِي جَمِيع الْمَوَاضِع فيدرج فادفها أَولا بِلَبن حليب ثمَّ بالزيت العذب ثمَّ بِمَاء السلق ثمَّ بآذان الفار ثمَّ بِمَاء الشبت وَلَا تغفل التدريج فَإِنَّهُ يحْتَمل حِينَئِذٍ احْتِمَالا سهلاً.) سعوط يسْتَعْمل فِي الْعِلَل المزمنة ينقع شونيز بخل لَيْلَة بَالغا ثمَّ أسحقه من الْغَد وأسعطه بِهِ تقدم إِلَى الْمَرِيض فِي استنشاقه احتفظ بِهَذَا التَّدْبِير فِي بَاب اللقوة. الميامر قَالَ يعرض فِي نصف النَّهَار فِي الرَّأْس وجع مؤلم وَأكْثر ذَلِك يكون بأدوار فَمن بلغ أمره إِلَى أَن لَا يُمكن أَن يمس الْيَد رَأسه فَإِن الغشاء الْمُحِيط لقحف مِنْهُ مأوف وَإِن جلدَة الرَّأْس لَيست تبرئة من الآفة فَثَبت وَانْظُر إِلَى الإسهال يحْتَاج أَو إِلَى الفصد فابدأ بِهِ ثمَّ اعْمَلْ قبل وَقت الدّور ألف بعد تنقية الْبدن وَالرَّأْس فادلك الصدغ من الْجَانِب الْأَلَم حَتَّى يحمر ويسخن ثمَّ بعد الدّور فضع عَلَيْهِ أدوية الشَّقِيقَة وَإِن كَانَ يجد حرارة فالأدوية الَّتِي تبرد بعض التبريد وَإِن كَانَ لَا يجد مَعهَا حرارة فالأدوية المسخنة غَايَة الأسخان واخلط كل وَاحِد من الصِّنْفَيْنِ شَيْئا يقوى الرَّأْس مِمَّا لَهُ كَيْفيَّة قابضة.

أقرصة نافعة من الشَّقِيقَة ثافسيا ثَلَاثَة مَثَاقِيل فربيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل حلتيت ثَلَاثَة مَثَاقِيل مر مِثْقَال جاوشير تعْمل أقرصة تذاب بالخل وتطلى وَأما أَنا فاتخذت طلاء من فربيون لم احْتج مَعَه إِلَى غَيره رَطْل زَيْت لطيف لَا قبض فِيهِ ثَلَاثَة أَوَاقٍ شمع أُوقِيَّة فربيون حَدِيث وانطل بِهِ الشق مَعَ عضلة الصداغ وَإِن توهمت أَن الشَّقِيقَة من بخارات حادة فإياك وَهَذَا الدَّوَاء فَأَما الْبَارِد فَإِنَّهُ يقلعها فِي مرّة وينفع أَن يخلط بالدهن شَيْئا من فربيون ويقطر فِي الْأذن وَيكون نصف أُوقِيَّة فِي رَطْل دهن فَإِن لم يكن العليل ذكي الْحس فألقيت فربيون أَكثر لم يخط. ابْن ماسويه فِي كِتَابه فِي الصداع قَالَ إِذا كَانَ الصداع عَن الْمعدة كَانَ فِي اليافوخ وسط الرَّأْس قبالة الْمعدة وَالَّذِي يكون من الكليتين فيوجد فِي النقرة وَفِي مؤخرة الرَّأْس وَالَّذِي يكون عَن عُضْو مّا فِي الْبدن فَإِنَّهُ يحس بألم ذَلِك الْعُضْو ثمَّ يكون الصداع كَأَنَّهُ عرض لَازم فالصداع الْكَائِن لعِلَّة تخْتَص الرَّأْس ثَابت وَالَّذِي بمشاركة يَزُول بِزَوَال تِلْكَ الْحَال وَلَيْسَ بِثَابِت فِي جَمِيع الْأَحْوَال. عَلامَة الصداع الَّذِي من الصَّفْرَاء أَن يحدث حرارة شَدِيدَة فِي الرَّأْس ويبس فِي الخياشيم وسهر من غير ثقل فِي الرَّأْس ويصفر الْوَجْه ويجف اللِّسَان وَيلْزمهُ عَطش والنبض متواتر واطلب مَعَ ذَلِك الْأَشْيَاء الْمُتَقَدّمَة وَالسّن والمزاج. وَالَّذِي من الدَّم أَن يحس مَعَ الْحر بثقل وَحُمرَة فِي الْوَجْه وعروق الْعين وتدر عروق الْجَبْهَة ويعظم النبض وَاسْتدلَّ بِالزَّمَانِ وَالسّن. والبلغمى تَجِد مَعَه سباتا وثقلا فِي غير درور الْعُرُوق ورطوبة الْفَم والمنخرين وَضم إِلَيْهِ سَائِر) وَالَّذِي من السَّوْدَاء فاليبس يلْزم صَاحبه من غير حرارة ظَاهِرَة وَضم إِلَيْهِ سَائِر الدَّلَائِل. وَالَّذِي من الرّيح أَن ألف يجد هُوَ شَيْئا وانتقال الصداع من مَكَان إِلَى مَكَان ويستلذ الْأَشْيَاء الحارة وَالَّذِي يكون من ورم فِي الرَّأْس يكون فِي غَايَة الشدَّة ويبلغ إِلَى عِنْد الْعين ويعرض مَعَه اخْتِلَاط وجحوظ الْعين وينتو وَرُبمَا كَانَ بعقب سقطة وضربة وَقد يُصِيب النَّاس أَيْضا صداع بعقب الْجِمَاع وَهَذَا يكون لضعف الدِّمَاغ وامتلاء الْبدن وَيكون الصداع للبحران الْجَارِي فالباحورى لَا يعالج. وَأما البلغمى فعالجه أَولا بالقيء ثمَّ بالإيارج وبنقيع الصَّبْر وبدهن الخروع فَإِن أزمن فبايارج اركاغانيس أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء الافتيمون وَيَأْخُذ المعجونات الحارة والصداع الَّذِي من امتلاء الْجِسْم كُله افصد ولطف التَّدْبِير وَإِن كَانَ يرْتَفع من الرجل والساق فعصبّهما فضع فِي المَاء الْحَار وأدلك أَسْفَل الْقدَم بملح ودهن خيرى. والصفراوي أسهله بالهليلج والسقمونيا وَبرد غذاءه والسوداوي أسهله سَوْدَاء وَمن علاج الصداع فصد الشرايين والحقن بالنحو الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ.

وَمن الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة قَالَ عَلامَة الصداع الَّذِي من البخار الدوي والطنين وَأَن يدر الْأَوْدَاج فعطسه أَولا فَإِذا عطس كثيرا فَإِنَّهُ يخف عَنهُ ثمَّ عالجه بِمَا يوضع على الرَّأْس مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ وَلَا الصداع الَّذِي علامته ذهَاب الشَّهْوَة والكسل والاسترخاء وَضعف الْمعدة اسْقِهِ ماءا فاترا كثيرا وَشد أَعينهم وقيئهم ثمَّ عالجهم بِمَا يُوَافق مِمَّا يوضع على الرَّأْس فَإِن اشْتَدَّ الوجع فصب على رؤوسهم ماءا حارا وَأكْثر مِنْهُ وضع فِي آذانهم صوفة فِيهَا دهن حَار وأسهلهم بالشهرياران والصداع الَّذِي عَن شرب الشَّرَاب غرق رؤوسهم بدهن الْورْد ومرهم بِالنَّوْمِ والسكون يومهم وأدخلهم الْحمام بالعشى وأطعمهم الْبيض والخس والكرنب وَالْمَاء الْبَارِد وأعده إِلَى الْحمام بعد الْغذَاء فَإِن دَامَ الصداع فَإِنَّمَا هُوَ من بَقِيَّة بخار غليظ فإسعطهم بدهن البابونج أَو دهن السوسن أَو دهن الشبت فَإِنَّهُ يحلل مَا بقى. الصداع الْكَائِن من ضَرْبَة كمد الرَّأْس بصوف قد شرب دهنا مسخنا وأسهل بطونهم فِي رفق وحذرهم الشَّمْس وَالْحمام وَشرب الْخمر ألف والتعب والأطعمة الحامضة والحريفة ونطّل الرَّأْس بِالْمَاءِ الْحَار وَإِن كَانَ هُنَاكَ جرح فذر عَلَيْهِ راتينجا أَو ذَر عَلَيْهِ صبرا أَو كندرا معجونا بِعَسَل ونبيذ.) اغلوقن قَالَ مَتى شكاشاك صداعا ثمَّ كَانَ بِهِ كرب وغثى ويحس فِي الْفُؤَاد فَيَنْبَغِي أَن تَأمره بالقيء فَإِنَّهُ يقىء إِمَّا مرّة وَإِمَّا بلغما وَإِمَّا جَمِيعًا فَإِن لم يحس فِي معدته بنخس بَين فَيَنْبَغِي أَن ينظر هَل حُدُوث ذَلِك من امتلاء فِي الرَّأْس أَو سدة أَو ورم فِي بعض الْمَوَاضِع الَّتِي فِي الرَّأْس وَعلم ذَلِك يكون بِالْمَسْأَلَة هَل الوجع فِي كل الرَّأْس باستواء أَو فِي بعض الْمَوَاضِع أَشد ثمَّ هَل هُوَ مَعَ ثقل أَو لذع أَو تمدد أَو ضَرْبَان فَإِن الَّذِي مَعَ ثقل يدل على امتلاء وَالَّذِي عَن تمدد إِذا كَانَ مَعَ ثقل وَمَا كَانَ مَعَ لذع فعلى بخارات حادة أَو أخلاط حادة وَمَا كَانَ مَعَ ضَرْبَان فَيدل على ورم حَار وَمَا كَانَ عَن تمدد فَإِن كَانَ لَا ثقل مَعَه وَلَا ضَرْبَان فَهُوَ يدل على كَثْرَة ريَاح نِيَّة غير نضيجة غَلِيظَة نافخة وَإِن كَانَ مَعَه ضَرْبَان فَهُوَ يدل على ورم حَار فِي جرم من جنس الأغشية وَإِن كَانَ مَعَ ثقل فَهُوَ يدل على فضل محتبس فِي جَوف أغشية فَإِذا فحصت جَمِيع ذَلِك وحررته فاقصد بالعلاج قصد السَّبَب فَإِن كَانَت الْعلَّة بخارات أَو خلطا محتقنا فِي الرَّأْس فَانْظُر لَعَلَّ السَّبَب فِي ذَلِك أَن الإخلاط ذَابَتْ بحرارة حمى أَو فِي ذَلِك ضعف الرَّأْس وامتلاء غَالب فِي الْبدن كُله فعالج الامتلاء باستفراغ الْبدن كُله والامتلاء الَّذِي فِي الرَّأْس وَحده بالحقن وَشد الْأَطْرَاف وعالج ضعف الرَّأْس بإمالة الْخَلْط أَولا عَنهُ ثمَّ بتقويته بالأدهان القابضة وَإِن كَانَ الْفضل بَارِدًا غليظا فَاجْعَلْ على الرَّأْس أدهانا لَطِيفَة وَاسْتعْمل فِي بعض الرَّأْس العطوس والغرور ودلك الرَّأْس بمناديل يابسة وانثر عَلَيْهِ ملحا أَو خردلا وبورقا فَهَذَا علاج الصداع الْعَارِض بِسَبَب ضعف الرَّأْس. وَأما الصداع الْعَارِض بعقب الْحمى فضع على الرَّأْس دهن ورد وخل

وَأما الْكَائِن قبل البحران فَإِنَّهُ لَا ينذر بِخَير. قَالَ حنين فِي الْأَعْضَاء الألمة إِذا حصل الصداع الْمَعْرُوف بالبيضة قيل إِنَّه مرض عسر الانقلاع لَا يحْتَمل صَاحبه صَوت قرع شَيْء وَلَا كلَاما قَوِيا وَلَا ضوءا ساطعا وَلَا حَرَكَة لكنه يحب أَن يستلقي ويسكن فِي مَكَان مظلم لعظم مَا بِهِ من الوجع ويبلغ الوجع إِلَى أصُول الْعين ويدور بنوائب ألف. قَالَ وَالَّذِي يسْرع الامتلاء إِلَى رؤوسهم وَيكون أبدانهم مستعدة لِأَن يملأها نفعوا فِي الصداع مَتى تدبروا تدبيرا رديا وَمن بَين ذَلِك فِي هَذَا الصداع والوجع مرّة تكون فِي أغشية الدِّمَاغ وَمرَّة فِي الغشاء الْمُحِيط بالقحف وَإِذا كَانَ الوجع يبلغ إِلَى أصُول الْعين فالعلة فِي دَاخل القحف. قَالَ والأبدان المستعدة للصداع هِيَ الَّتِي تتولد فِيهَا ريح بخارية كَثِيرَة حارة وَالَّتِي فِي فَم) معدها فضول مرارية والوجع الريحي لَا يكون يتمدد وَأما الَّذِي عَن الْخَلْط المراري فيلذع وَالَّذِي عَن كَثْرَة الأخلاط فَمَعَ تمدد وَإِذا كَانَ مَعَ الثّقل حمرَة لون وحرارة حس بأخلاط حارة وَإِذا لم يكن فبارد وَقد يعرض الصداع من فضل الْحس وذكائه كَمَا يعرض اللذع لمن فَم معدته شَدِيد الْحس من أدنى شَيْء يلذع. الساهر قَالَ يعتصر مَاء حَيّ الْعَالم وَمَاء الْخلاف وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء بقلة الحمقاء وَيجْعَل مَعهَا مَاء ورد وتبل فِيهِ خرقَة كتَّان ونوضع على اليافوخ والصدغ والجبهة فَإِنَّهُ يسكن الصداع طلاء للصداع الْحَار صندل وَورد ونيلوفر وبنفسج وعنب الثَّعْلَب وبزرخس وأصل اللفاح وأفيون وبنج وشوكران وعصارة الْخلاف وعصارة حَيّ الْعَالم وكافور يَجْعَل مَعَه طلاء. سعوط للصداع الْحَار يسعط بدهن نيلوفر وكافور أَو بدهن الْخلاف وَمَاء الشوكران. ضماد للسقطة على الرَّأْس والضربة مَاء الْخلاف وَمَاء الأثل وطين أرمني واكليل الْملك ودهن ورد يضْرب ويضمد بِهِ الرَّأْس. نطول للصداع الْبَارِد المرزنجوش وشيح وبابونج واكليل الْملك يطْبخ وينطل عَلَيْهِ. طلاء للصداع الْبَارِد فربيون وجندبادستر وقسط وَمر وصبر دِرْهَم دِرْهَم افيون وزعفران دِرْهَم وَنصف يعجن ذَلِك بشراب يطلى عَلَيْهِ. طلاء للصداع الْبَارِد وَالرِّيح مومياى وجندبادستر ومسك وفربيون يجمع بزنبق ويقطر مِنْهُ فِي الْأنف. الطبرى المداد إِذا طلى على الشَّقِيقَة عمل عملا عجيبا. وللمسمى الْبَيْضَة إِذا فرط فاسعطه بِقدر فلفلة من الفلونيا أَو أَقْرَاص الْكَوْكَب.

للصداع الْعَتِيق الدَّائِم أحلق الرَّأْس واطله بالفربيون والخردل والتفسيا والمحجمة بِالشّرطِ على اليافوخ والحقن الحادة هَذَا علاج الْبَيْضَة وَقد يفقع عرق الصدغ والجبهة ويسل ويكوي وتحجم فيلغريوس قَالَ من الصداع ضرب يكون بعد الانتباه من النّوم يسكن من سَاعَته بتناول الطَّعَام لي رَأَيْت من كَانَ يصدع كل غَدَاة فَأَشَارَ عَلَيْهِ صديق لي أَن يَأْكُل بِالْغَدَاةِ خبْزًا وشيئا قَابِضا فَفعل فسكن صداعه وَقَالَ وخاصة التَّمْر أَن يصدع فليحذر. قَالَ وعلاج الصداع الْكَائِن من الْخمار النّوم وتلطيف الْغذَاء وَالْحمام بعد النّوم الطَّوِيل بالعشى وَمن غَد ليحلل فضول البخارات فَإِن بقيت بَقِيَّة فدهن البابونج وَيصب مَاء حَار كثير على) الرَّأْس وَإِن غلظ الْأَمر اسْتعْمل دهن السوسن أَيْضا ودهن الشبت تتحلل تِلْكَ البخارات الْبَاقِيَة يزِيد بذلك أَن بقى الْخمار يَوْمَيْنِ وَثَلَاثَة وَلَا تدع الْخمار مَا أمكن وَيَأْكُل فراريجا وعدسا وكرنبا وَجَمِيع مَالا يبخر ويقمع البخارات وَلَا يشرب إِلَّا المَاء. الْأَلَم الَّذِي من ضَرْبَة قَالَ علاجه تكميد الرَّأْس بلبد مبلول بِزَيْت حَار والهدو وتقليل الْغذَاء واستفراغ الْبَطن ويحذر الْحمام والتعب وَالشَّمْس وَالشرَاب والأغذية الحامضة والحريفة والمالحة فَإِن عرض مَعَه جِرَاحَة قَليلَة فذر عَلَيْهَا دم الْأَخَوَيْنِ أَو صبرا. ابْن ماسويه قَالَ الصداغ إِمَّا أَن يكون فِي الرَّأْس يَخُصُّهُ وَإِمَّا بمشاركة بعض الْأَعْضَاء فَالَّذِي يخص الرَّأْس يكون من الطبايع الْأَرْبَع وَمن الرّيح وَمن ضَرْبَة وَمن ورم وَالَّذِي بالمشاركة يكون بمشاركة الْمعدة أَو الكلى أَو بعض الْأَعْضَاء. عَلامَة الَّذِي بالمشاركة أَن يهيج الصداع بهيجان ذَلِك الْعُضْو ويسكن بسكونه وَالَّذِي من الْمعدة مُشَاركَة يكون فِي اليافوخ وَالَّذِي من الكلى فَفِي الْقَفَا. وعلامة الصداع الصفراوي يبس الخياشيم والعطش والسهر وخفة الرَّأْس وَسُرْعَة النبض ويبس اللِّسَان والمزاج وَنَحْو ذَلِك تختم بِهِ علامتك. والدموي درور الْعُرُوق وجحوظ الْعين وَعظم النبض وَثقل الرَّأْس وَاخْتِمْ بِسَائِر العلامات العامية الْمَأْخُوذَة من سوء المزاج وعلامة البلغمى ثقل الرَّأْس وسبات ورطوبة المنخرين بِلَا لهيب والغذاء الرطب وَالتَّدْبِير البطال والشتاء والشيح وَنَحْو ذَلِك. وعلامة السوداوي يبس وسهر من غير لهيب وكمودة اللَّوْن وخثورة النَّفس وَالتَّدْبِير المولد لذَلِك. والريحى يجد حرا وخفة وتمددا بِلَا ثقل ألف وانتقالاً فِي النواحي. عَلامَة الْكَائِن من ورم أَن يكون قَوِيا جدا كَأَن الرَّأْس يطْرق ويبلغ الوجع إِلَى أصل الْعين وَيكون مَعَه فِي الْأَكْثَر هذيان وَحمى وَيصير النبض منشاريا وتجحظ الْعين جدا وتحمر عروقها وتنئو.

بسم الله الرحمن الرحيم

الصداع الْكَائِن بعقب الْجِمَاع يَنْبَغِي أَن يتفرغ بدنه بالفصد والإسهال ويقوى رَأسه وَلَا يُجَامع إِلَّا بعد أَن يَأْخُذ شَيْئا قَابِضا يُقَوي فَم معدته وَلَا يصعد بخار. مَجْهُول للصداع المزمن الْمُسَمّى بَيْضَة وَبِكُل صداع مزمن عَجِيب يحلق الرَّأْس ثمَّ يحل كف ملح فِي رَطْل مَاء وأعجن بِهِ حنا وأخضب بِهِ الرَّأْس ودعه اللَّيْل كُله فَإِنَّهُ يذهب بِهِ.) مَجْهُول قَالَ قد يعرض للصداع والشقيقة من الاستفراغ كَمَا يعرض للنفساء وللتي تنزف دم الطمث وعلاج ذَلِك أَن يخص الرَّأْس بدقيق حوارى ودهن حل ويسعط بدهن البنفسج ودهن لوز حُلْو وَيطْعم بيضًا وحسا لباب الْبر وسكر ولوز وَلُحُوم الجدا والفراريج. قَالَ وَإِذا عسر الصداع وازمن اقْطَعْ شرياني الصدغين وأكوهما وَإِذا كَانَ الوجع فِي مقدم الرَّأْس نَفعه حجامة النقرة وَقطع العرقين اللَّذين خلف الْأذن وَإِن كَانَ من خلف نفع فصد عرق الْجَبْهَة قَالَ وَإِذا كَانَ مَعَ الوجع ثقل فَهُوَ عَن رُطُوبَة وَإِن كَانَ مَعَ الثّقل حرارة فَهُوَ دم وَإِن كَانَ مَعَ الْحَرَارَة سهر فَهُوَ صفراء وَإِن كَانَ مَعَ امتداد فريح. من الكناش الْفَارِسِي يُؤْخَذ طرفا فَيدق وسكر سليماني وَمر وَنوى الخوخ واللب الَّذِي فِي جَوْفه وسندروس بِالسَّوِيَّةِ وَمن الطرفا ثَلَاثَة يكب عَلَيْهِ وَهُوَ يبخر ويشد رَأسه وعينه بعصابة وَيفتح فَمه وَعَلِيهِ كسَاء فِي رَأسه حَتَّى يدْخل فَمه وَأَنْفه وَأذنه. سعوط ينفع من عظم الرَّأْس سبع وَرَقَات صعتر وَسبع حبات حرف أَبيض يسحق ويسعط بدهن بالشليثا بدهن بنفسج وَلبن جَارِيَة. آخر يُؤْخَذ مرَارَة كركى ومرارة نسر وجندبادستر وبسباسة وزعفران وسكر طبرزد يعجن بِمَاء المرزنجوش ويحبب كالعدس ويسعط كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام وَقدر الرَّأْس لتعلم نقصانه فَإِنَّهُ يرجع إِلَى الْحَال الطبيعي. الورم الَّذِي يخرج فَوق القحف تَحت الْجلد لين إِذا حسسه انْدفع بسهولة كالشيء الَّذِي يجْرِي مَا يشبه مائية ألف يُؤْخَذ قشور الرُّمَّان وَجوز السرو ويدقان بخل وَيلْزم شدا فَإِنَّهُ يفني تِلْكَ الرُّطُوبَة ويصلب الْموضع وَهَذَا عمل المخبرون عندنَا. لَا تساع دروز الرَّأْس يحْتَاج أَن ينقى الرَّأْس من الْأنف والحنك غَايَة مَا يكون من التنقية وَيُوضَع على مَوضِع الدروز الَّتِي تتسع الْأَدْوِيَة القابضة وَيلْزم الشد وَإِن فرط الْأَمر فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا الكي على ذَلِك الدروز وحك الْعِظَام حَتَّى يدق ويتنفس البخار من هُنَاكَ فَلَا يفتح الدروز وفصد عرق الْجَبْهَة والصدغين والوداجين فَإِنَّهُ نَافِع إِن شَاءَ الله عز وَجل. تمّ الْجُزْء الأول فِي أمراض الرَّأْس ويتلوه الْجُزْء الثَّانِي فِي أمراض الْعين الْبَاب الأول فِي جمل من الْعين وَفِي الأورام فِي الجفن وَالْعين) وَجَمِيع ضروبه وعلاج عَام فِي الْعين وَكَلَام مُجمل فِيهَا وَفِي أدويتها. وَآله وَسلم تَسْلِيمًا كثير (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) استعنت بِاللَّه (الْجُزْء الثَّانِي)

أمراض العين

(أمراض الْعين)

(فارغة)

الباب الأول

(الْبَاب الأول) (جمل من الْعين) (وَفِي الأورام فِي الجفن وَالْعين) وَجَمِيع ضروبه وعلاج عَام فِي الْعين وَكَلَام مُجمل فِيهَا وَفِي أدويتها. جالينوس الرَّابِعَة من الميامر قَالَ ينظر فِي علل الْعين إِلَى كَثْرَة الْمَادَّة وقلتها وَشدَّة لذعها وَحُمرَة الْعين وكثيرة الدَّم فِي عروق الْعين وقلته وَكَثْرَة الْغذَاء وقلته وَاخْتِلَاف الألوان الْحَادِثَة فِيهَا وقلتها قَالَ التوتيا المغسول يجفف بِلَا لذع وَلذَلِك يعالج بِهِ الْعين إِذا كَانَت تنحدر إِلَيْهَا مَادَّة حريفة لَطِيفَة وَذَلِكَ بعد أَن يستفرغ الرَّأْس جملَة وَالْبدن أما بالفصد وَأما بالإسهال ويستفرغ الرَّأْس خَاصَّة بالغرور والمضوغ والعطوس والتوتيا المغسول من شانه أَن يجفف الرطوبات تجفيفا معتدلا وَيمْنَع الرُّطُوبَة الفضلية المحتقنة فِي عروق الْعين إِذا طليت الاستفراغ من النّفُوذ فِي نفس طَبَقَات الْعين وَكَذَلِكَ الرماد الكاين فِي الْبيُوت الَّتِي يخلص فِيهَا النّحاس والسنار أَيْضا فَإِن اسْتعْملت أَمْثَال هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تغرى وتسدد قبل أَن ينقي الرَّأْس أَو يستفرغ مَا فِيهِ من الْفضل فِي وَقت تكون الرطوبات هُوَ ذَا تجلب وتنحدر بعد إِلَى الْعين جلبت على الْمَرِيض وجعا شَدِيدا وَذَلِكَ لَان طَبَقَات الْعين تمدد بِسَبَب مَا يسيل إِلَيْهَا من الرطوبات وَرُبمَا حدث مِنْهَا لشدَّة الامتداد شقّ فِي الطَّبَقَات وتأكل. قَالَ ولطيف بَيَاض الْبيض دَاخل فِي هَذَا الْجِنْس ويفضل عَلَيْهَا بِأَنَّهُ يغسل الرطوبات اللذاعة ويغري ويملس مَا يحدث فِي الْعين من الخشونة إِلَّا أَنه لَا يلحج وَلَا يرسخ فِي المسام كتلك وَلَا يجفف كتجفيفها فَلهَذَا لَيْسَ يجلب وجعاً فِي حَال وَأما عصير الحلبة فَهُوَ فِي لزوجته شَبيه ببياض الْبيض أَلا أَن فِيهِ قُوَّة تَحْلِيل وأسخان معتدل فَلذَلِك تسكن أوجاع الْعين هَذَا وَاحِد من) أَجنَاس الْأَدْوِيَة. وَمِنْهَا جنس آخر مضاد لهَذِهِ وَهِي الحادة الحريفة كالمومياي واللتيت والسكبينج والفربيون وَبِالْجُمْلَةِ كل دَوَاء يسخن اسخانا قَوِيا من غير أَن يحدث فِي الْعين خشونة

وجنس آخر وَهُوَ جنس الْأَدْوِيَة الجلائية مثل قشور النّحاس والقلقطار والمحرق والنحاس وتوبال النّحاس والزاج الْأَحْمَر والكحل. وجنس آخر وَهُوَ جنس الْأَدْوِيَة الَّتِي تعفن مثل الزرنيخين والزاج فِيهِ من هَذِه الْقُوَّة شَيْء يسير وجنس آخر وَهُوَ جنس الْأَدْوِيَة القباطة وَمَا كَانَ من هَذِه يقبض باعتدال فَهُوَ يقمع وَيمْنَع من تجلب إِلَى الْعين وَأما القوية الْقَبْض فمضرتها أَكثر من مَنْفَعَتهَا فِي قمع الْمَادَّة لِأَنَّهَا تحدث فِي الْعين خشونة وَلكنه قد يلقِي من مَنْفَعَتهَا فِي قمع الْمَادَّة ويلقي مِنْهَا فِي بعض الْأَوْقَات الْيَسِيرَة فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تحد الْبَصَر ليجمع جرم الْعين ويقويه فيقوى على فعله. فَأَما المعتدلة الْقَبْض فجيدة للرمد والقروح والبثور وَمِثَال هَذِه الْورْد وبزره وعصارته والسنبل والساذج والزعفران وأشياق ماميثا وعصارة لحية التيس. فَأَما الْأَدْوِيَة الَّتِي تنضج أورام الْعين والقروح مثل المر والزعفران والجندبادستر والكندر وعصارة الحلبة فَهَذِهِ كلهَا من شَأْنهَا مَعَ الإنضاج أَن تحلل وخاصة المر وَقَالَ وَمن الْأَدْوِيَة المجففة بِلَا لذع والمملسة طين شاموس والتوتيا المغسول والقليميا المحرق المغسول والآبار المحرق المغسول على أَن فِي القليميا شَيْئا من جلاء فَهُوَ لذَلِك يُوَافق أنبات اللَّحْم فِي القروح والنشا المغسول وأسفيداج الرصاص إِذا أحرق ثمَّ غسل فَأَنَّهُ يصير مثل الْآبَار المحرق المغسول لي أَظن أَن الأسفيداج فِيهِ بَقِيَّة من الْخلّ وَذَلِكَ هُوَ إِلَى أَن يغسل خير قَالَ وَجُمْلَة كل دَوَاء لايتبين الطّعْم فِيهِ كيفيته وان كَانَ لَا بُد فشيء ضَعِيف وَهَذِه الْأَدْوِيَة تبين أَثَرهَا بطيئا لِأَنَّهَا لَيْسَ لَهَا كَيْفيَّة قَوِيَّة تعْمل بهَا دَائِما تجفف بِمَا لَهَا من الأرضية غير أَن الْأَطِبَّاء يستعملونها لعدمها التلذيع فِي الْعِلَل الحادة والمواد الحريفة والقروح لانه لَيْسَ جنس آخر من أَجنَاس أدوية الْعين غير هَذِه تصلح لهَذِهِ الْعِلَل. ابْتِدَاء فِي الْكَلَام فِي القروح والمواد الحادة الَّتِي تسيل إِلَى الْعين وَالْكَلَام فِي البثور والمواد الحادة. قَالَ وَفِي هَذِه الْعِلَل أَعنِي الَّتِي تجلب إِلَى الْعين فِيهَا مواد حريفة ردية وتزمن وتتآكل وَفِي القروح يتَقَدَّم فِي بعض الْبدن بالفصد والإسهال وحجامة الرَّأْس بعد ذَلِك وَقصر الشريان

الَّذِي خلف الْأذن وَقطع عروق الشريان الَّذِي فِي الصدغ أَن كَانَت الْعلَّة ردية لَا تحتبس سيلانها حَتَّى لَا يبْقى) عَلَيْهَا شَيْء يهتم بِهِ إِلَّا مَا قد حصل فِي الْعين نَفسهَا ثمَّ يغلبها بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة فَإِن هَذِه تجفف هَذِه الْموَاد الردية على طول الزَّمَان تجفيفا لَا أَذَى مَعَه وَلَا يصلح ضرب من ضروب أدوية الْعين لهَذِهِ الْعِلَل خلا هَذِه وَلَا هَذِه يُمكن أَن يتَبَيَّن نَفعهَا والمواد دَائِما تسيل. قَالَ لِأَن الْقَابِض يزِيد فِي الوجع وَيحدث فِي الْعين خشونة والحادة تزيد فِي رداءة هَذِه الأخلاط وحدتها وَفِي منعهَا القروح ونتوها وَلَا تدمل القروح وَلَا ينْبت فِيهَا لَحْمًا وَكَذَا المنضجة لَا تصلح لهَذِهِ أَيْضا وَلَا الْمرة والحريفة فَإِنَّهَا أبعد من أَن تصلح لَا مِثَال هَذِه الْعِلَل فَلم يبْق أَلا هَذَا الْجِنْس هَذِه الْعِلَل وَهَذِه الْأَدْوِيَة تسميها الْأَطِبَّاء الشياف الْأَبْيَض وَالْغَالِب عَلَيْهَا الإسفيداج وأذا حلب للقروح بِاللَّبنِ كَانَت أوفق للقروح لِأَن اللَّبن فِيهِ جلاء ألف والجلاء مُوَافق للقروح الَّتِي يحْتَاج أَن تمتلي كَمَا بَين فِي قوانين القروح فَأن لم يقدر على لبن عديم الرداءة فَيَحُك الشياف بطيخ الحلبة لِأَن فِيهِ شَيْئا من الْجلاء. فَأَما بَيَاض الْبيض فَأَنَّهُ عديم الْجلاء الْبَتَّةَ وَهَذِه الْعِلَل الَّتِي ذكرتها من علل الْعين عسرة البرؤ لي يَعْنِي القروح والبثور والمواد اللطيفة الحادة الَّتِي تنصب إِلَى الْعين دَائِما فَأن كَانَ مَعهَا فِي الأجفان خشونة كَانَت أرداء وأشر لِأَن طَبَقَات الْعين تألم وتتجع من هَذِه الخشونة فَأَما فِي الرمد فَرُبمَا أمكن أَن يقلب الجفن وَيحك بِبَعْض الشيافات الَّتِي تصلح الخشونة وَرُبمَا خلطنا بعض أدوية بأدوية الرمد وَأما فِي القروح فَلَا وَلَيْسَ يُمكن فِي القروح إِذا كَانَت مَعهَا خشونة فِي الأجفان إِلَّا أَن يحك الأجفان بمغرفة الْميل أَو بالفتيل حَتَّى ينقي وينظف ويلين فينشف مَا يسيل مِنْهَا وينظفه ثمَّ يطبق على الْعين لي لَا يَنْبَغِي أَن يحك الجفن فِي علاج القروح وينطبق لِأَن القروح تحْتَاج أَن يلْزم الرفادة فِي وَقت الحذر من النتو وَلَا يُؤمن أَن يلتزق فَإِن كَانَ لَيْسَ بشديد إِلَّا تراك الحك الْبَتَّةَ إِلَى أَن تبرء القرحة فَإِن اضطرت إِلَى ذَلِك فَإِذا حككته فنظفته ثمَّ ملسته بِبَعْض الألعبة وَنَحْوهَا لِئَلَّا يلتزق وحكه أسْرع وَلَا تشده شَدِيدا وَلَا طَويلا حَتَّى تأمن ذَلِك قَالَ وَإِذا انْقَطَعت الْمَادَّة عَن الْعين أنبت فِي القرحة اللَّحْم بشياف كندر وأذا نقيت من الرطوبات أنبت فِي القرحة اللَّحْم سَرِيعا وأندمل بسهولة. فِي الرمد قَالَ الرمد ورم يحدث فِي الملتحم والملتحم جُزْء من الغشاء المغشي على القحف من خَارج وَلذَلِك رُبمَا رَأَيْت الورم فِي الرمد الشَّديد مجاورا للعين إِلَى حواليها حَتَّى يبلغ إِلَى الوجنة.)

قَالَ وَيَنْبَغِي أَن يعالج بالعلاج الْعَام للورم من أجل أَنه ورم وَيُزَاد فِيهِ من أجل الْعين لما هِيَ عَلَيْهِ من شدَّة الْحس وَسُرْعَة التَّحَلُّل أَعْرَاض أخر يعالج الرمد بالأدوية تقمع وتمنع وَلَا يحدث فِي الْعين خشونة وَذَلِكَ يكون بِأَن لَا تكون قَوِيَّة الْقَبْض لَكِن تكون مجففة بِلَا لذع وَيكون مَعهَا بعض الرطوبات المسكنة الَّتِي ألف ذكرت كبياض الْبيض وَاللَّبن وطبيخ الحلبة وَمَتى مَا اسْتعْملت اللَّبن فَإِن بِكَوْن لبن امْرَأَة فتية سليمَة ويحلب من الثدي على المسن وَيحك بِهِ الأشياف ويقطر فِي الْعين وَهُوَ فاتر. قَالَ وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى أَن يسْتَعْمل هَذَا إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا مبرحا أما لعظم الورم وَأما لرطوبات حريفة تسيل إِلَيْهِ وَأما فِي أَكثر الْأَمر فحسبك فِي علاج الرمد أَن تسْتَعْمل بَيَاض الْبيض مَعَ الشياف اليومية وَقد أبرأنا بِهَذِهِ الأشياف غير مرّة رمدا عَظِيما من يَوْمه حَتَّى أَن صَاحبه دخل الْحمام عشَاء ذَلِك الْيَوْم وكحلناه من غَد بشياف السنبلية فبرء برءا تَاما وَيَنْبَغِي إِذا عَالَجت الْعين بالأشياف السنبلية فِي عقب الرمد أَن تخلط مَعَه فِي أول الْأَمر شَيْئا يَسِيرا من الأشياف الحادة الْمُسَمّى اصطفطيان ويخلط مَعَه فِي الْمرة الثَّانِيَة أَكثر من ذَلِك الْمِقْدَار فأنك تكتفي بِاسْتِعْمَالِهِ مرَّتَيْنِ وَقبل إِدْخَاله الْحمام أَن يَنْبَغِي أَن يمشي قَلِيلا وَلَا يكثر. فَأَما الشياف اليومية فَأَنَّهُ يَقع فِيهَا أقاقيا ونحاس باستر والكندر وتفقدها فَمَا كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْقَبْض فإدفه ببياض الْبيض والرطوبات وخاصة أَن كَانَت القوابض الْغَالِبَة عَلَيْهَا المعدنية فَأَما مَا كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ المرو الزَّعْفَرَان والكندر والحضض فاستعملها أغلط وكمد الْعين بالإسفنج أَن لَكِن خَفِيفا مرّة أَو مرَّتَيْنِ وَأَن كَانَ شَدِيدا فكمده بإسفنج مَرَّات كَثِيرَة وخاصة فِي أَيَّام الصَّيف الطوَال وَيكون التكميد بطبيخ إكليل الْملك والحلبة وَهَذَا كَاف فِي الرمد أَن شَاءَ الله القَوْل فِي القروح وقروح الْعين فِي الْجُمْلَة تحْتَاج إِلَى مَا ذكرنَا من علاجها فِي القروح عَامَّة ويخصها من أجل الْعين أَن يكون أدويتها فِي غَايَة الْبعد من اللذع كالتوتيا المغسول والعصارات الَّتِي ذكرت وَعند الوجع الشَّديد اسْتعْمل المخدرة قَالَ وَالْغَرَض أَن تحفظ القرحة نقية لِأَنَّهَا إِذا نقيت ملكتها الطبيعية واندملت فَأَما مَا دَامَ فِي الْعين ورم أَو وجع ألف فعالجها بشياف الكندر والأدوية المعدنية محرقة

مغسولة والعصارات الَّتِي لَا تلذع فَإِذا انفجرت القرحة فاخلط حِينَئِذٍ بهَا شياف الزَّعْفَرَان والأدوية المعدنية الَّتِي تجلوا الجرب الْخَفِيف وَمَا كَانَ من القروح يَأْكُل الطَّبَقَة القرنية حَتَّى المعدنية الَّتِي تجلوا الجرب الْخَفِيف وَمَا كَانَ من القروح يَأْكُل الطَّبَقَة القرنية حَتَّى) يخَاف بنتو العنبية فعالجه الجرب الْخَفِيف وَمَا كَانَ من القروح يَأْكُل الطَّبَقَة القرنية حَتَّى يخَاف بنتو العنبية فعالجه بِمَا يسد وَيقبض وَلَا يبلغ إِلَى أَن تحدث خشونة الْبَتَّةَ فَأَما البثور الْحَادِثَة فِي الْعين والقيح الْمُتَوَلد تَحت الْقَرنِي وَهُوَ الْمَعْرُوف بكمنة الْمدَّة فَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى أدوية محللة وَمَا دَامَت هَذِه الْعِلَل قريبَة الْعَهْد وَمَعَهَا ورم بعد فعلاجها بشياف المر والكندر والزعفران فَإِذا طَالَتْ الْعلَّة احْتَاجَت إِلَى أدوية أَكثر تحليلا من هَذِه كَمَا يحْتَاج إِلَى ذَلِك فِي الأورام الْحَادِثَة فِي طَبَقَات الْعين إِذا صلبت فَإِن هَذِه تنفعها الْأَدْوِيَة الَّتِي يَقع فِيهَا الصموغ الحادة بِمَنْزِلَة الَّتِي يتَّخذ لمن ينزل المَاء فِي عينه الظفرة والجرب فَإِنَّهُمَا يعالجان بأدوية تجلو جلاء قَوِيا وتطرح فِيهَا أدوية معفنة وَيحْتَاج إِلَى تذْهب الظفرة وترققها أَن تكون قَوِيَّة جدا. تَحْصِيل جملَة أَفعَال أدوية الْعين قَالَ الْجِنْس الأول من أَجنَاس أدوية الْعين العديمة اللذع وَهِي المعدنيات المحرقة المغسولة بِاللَّبنِ وَبَيَاض الْبيض والحلبة والصمغ والكثيراء والنشاء. قَالَ وجنس آخر الَّذِي لَهُ لذع يسير بِسَبَب أَنَّهَا يؤلف من أدوية لَهَا قبض يسير وجلاء يسير كالورد والكندر والزعفران والمر والأنزورت والحضض وَنَحْوهَا. قَالَ وللكندر حرارة معتدلة وجلاء معتدل وَلِهَذَا ينضج وَيجمع الْمدَّة ويسكن الوجع وينظف القرحة وينبت اللَّحْم والزعفران فِيهِ أَيْضا تَحْلِيل وإنضاج وَكَذَلِكَ المر إِلَّا أَن الزَّعْفَرَان يقبض قبضا معتدلاً والمر يحلل وينشف الرطوبات ويجفف وَلَا يقبض وَيفْعل هَذَا فعلا قَوِيا والزعفران فأقوى من الكندر تحليلا والمر فأقوى من الزَّعْفَرَان إِلَّا أَن الكندر أنقى مِنْهَا للقروح لِأَنَّهُ لإجلاء فِي الزَّعْفَرَان والمر. قَالَ والحضض الْهِنْدِيّ والجندبادستر المنزروت فقريبة من هَذِه والأنزورت يحلل وينضج والبارزد أقوى فِي ذَلِك من الأنزورت فِي الخصلتين فَأَما إكليل ألف الْملك وطبيخه فَإِنَّهُ منضج قَابض كالزعفران. الشادنة تجفف الرطوبات وَهِي أَلين من القليميا لِأَن جوهره هوائي ينْحل لَا حجارى وسمطوس مثله الْكحل إِذا لم يغسل قَابض فَإِن غسل شَارف الْأَدْوِيَة الَّتِي لَا تلذع. وَمِمَّا يجلو بِقُوَّة قشور النّحاس وتوباله والقلقطار المحرق فَإِن غسلت ضعفت إِلَّا أَنَّهَا يجلو قَلِيلا على حَال والزاج والزنجار يجلوان بِقُوَّة قَوِيَّة ويصلحان للجرب الصعب للصلابة وَبَعْضهمْ يلقِي مَعَ هَذِه الْأَدْوِيَة عفصا وَبَعْضهمْ يلقِي فلتفيا وَهُوَ أَشد الْأَدْوِيَة كلهَا

قبضا مَعَ حِدة قَوِيَّة جدا) وقشور السَّاتِر فَإِنَّهُ دَاخل فِي هَذَا الْجِنْس وقشار الكندر أَقبض وَأَقل جلاء قَالَ والأدوية القوية الْقَبْض إِذا كَانَت أرضية صلبة الجرم حجارية فَإِنَّهَا تذوب الجرب والصلابة وتفتتها فَأَما مَا كَانَ مِنْهَا عصارات كعصارة الحصرم ولحية التيس وَنَحْوه وقاقيا فَإِنَّهَا تخرج من الْعين سَرِيعا لِأَن الدُّمُوع تغسلها لي فَهِيَ لذَلِك أقل عملا فِي هَذِه وَالْعُرُوق المحرقة من جنس مَا يجفف وَلَا يلذع أَو يجلو وارمانيقور يجلو وَكَذَلِكَ المداد الْهِنْدِيّ وَلذَلِك لَا يضران بالقرحة إِذا لم يكن مَعهَا ورم فَأَما الْعصير فَإِنَّهُ يجلو وَيقبض وَلذَلِك يدمل القروح وينبت اللَّحْم والورد فِي نحوره فِي الْفِعْل إِلَّا أَنه أَضْعَف من جدا فِي الْأَمريْنِ. والنوشادر وزهرة السوسن وقشر ينبوت دَوَاء الجرب والزاج والزنجار والزرنيخ يدْخل فِي أدوية الجري والسليخة والساذج والدراصيني والحماما فَإِن الدارصيني مِنْهَا يحلل والحماما ينضج والبقية فِيهَا قبض وَتَحْلِيل. الثَّالِثَة من الميامر وَاعْلَم أَن جَمِيع الْأَدْوِيَة القليلة الْجلاء يصلح للجرب الْقوي وَيصْلح الْآثَار الَّتِي من القروح وَذَلِكَ أَنَّهَا ترققها وتلطف غلظها وتجلو من ظَاهرهَا شَيْئا فَأَما الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح لطبقات الْعين إِذا صلبت فَإِنَّهَا تؤلف من الأشق والمر والزعفران والبارزد ويخلط بهَا مَا هُوَ أقوى من هَذِه الصموغ لي مَجْمُوع الْعِلَل والأعراض والجوامع مَعَ التقاسيم الْبَصَر يعْدم أَو يضعف أما من قبل الحاس الأول أَعنِي الدِّمَاغ أَو من قبل المجاري ألف الَّتِي تنفذ مِنْهُ إِلَى الْعين وَأما من قبل الْأَشْيَاء الْقَابِلَة لذَلِك الْفِعْل كالرطوبات والطبقات وَإِذا كَانَ الضَّرَر عَن الدِّمَاغ مَعَ ضَرَره فِي التخبيل لِأَنَّهُ لَا يجوز أَن يكون مقدم الدِّمَاغ عليلاً إِلَّا وَالضَّرَر وَاقع بالتخبيل أما سوء مزاج وَأما سدة يسْتَدلّ على أَصْنَاف سوء المزاج وَأما بعض الأورام. وَأما سوء مزاج فَأَما سوء المزاج الْحَار فليستدل عَلَيْهِ بِشدَّة لهيب الْعين مَعَ عدم الإبصار،

أمراض الجليدي

ويستدل وعَلى الْبَارِدَة كبرودة الثَّلج فِي الْعين مَعَ عدم الْبَصَر وَأما رُطُوبَة فَتحدث فِي الصّبيان وَفِي المزاج الرطب واليبس فِي الْمَشَايِخ. وَأما الورم الْحَار فِي الْعصبَة فبالضربان والثقل مَعَ فقد الْبَصَر وَأما الورم السوداوي والبلغمي فبالثقل مَعَ فقد الْبَصَر وَلَا يحس بحرارة وَلَا ضَرْبَان وَالْوَقْت أَيْضا مستدل بِهِ وَذَلِكَ أَن الورم الصلب لَا يحدث أَلا فِي مُدَّة طَوِيلَة قَلِيلا قَلِيلا وَالِدَة فيستدل عَلَيْهَا من أَنه يحدث فِي الْمَوَاضِع ثقل دفْعَة وَمن أَن النَّاظر لَا يَتَّسِع وَلَا يضيق عِنْد) التغميض والضوء والظلمة وَأما أَن تتفرق أَيْضا الْعصبَة وَهَذَا ينتو مِنْهُ الْعين دفْعَة مَعَ عدم الْبَصَر لِأَن النتو إِذا كَانَ وَالْبَصَر على حَاله فَإِنَّمَا استرخت العضلات على أصل الْعين فَإِذا كَانَ 3 - (أمراض الجليدي) أما عَن أَصْنَاف سوء المزاج الثَّمَانِية أَو بزواله عَن مجاورة فزواله يمنه ويسره لَا يحدث ضَرَرا فِي الْبَصَر وَأما زَوَاله إِلَى فَوق وأسفل فَيحدث أَن يرى الشَّيْء شَيْئَيْنِ وَأَن غارت الرُّطُوبَة الجليدية صَارَت الْعين كحلاء وَأَن غلبت حَتَّى جحظت صَارَت الْعين زرقاء. 3 - (أمراض ثقب العنبي) الضّيق والأتساع لحدة الْبَصَر جدا وَأَن كَانَ حَادِثا أضرّ بالبصر وَذَلِكَ أَنه يعرض أما لِأَن الطَّبَقَة العنبية رطبت فاسترخت وتعصبت أَو لِأَن الرُّطُوبَة الْبَيْضَة استفرغت فَصَارَ لذَلِك لَا تمدد الطَّبَقَة العنبية فضاف لذَلِك الثقب وَهَذَا ضار لِأَن هَذِه الرُّطُوبَة تحجب الشعاع عَن أَن يَقع على الجليدي دفْعَة وينديها ويحفظ مزاجها فَإِذا فقدت هَذِه عرض للجليدي اليبس وَذَهَاب الْبَصَر كَمَا يعرض لمن ينظر إِلَى الشَّمْس. قَالَ وضيق النَّاظر الْعَارِض من ألف استفراغ الرُّطُوبَة الْبَيْضَة الَّتِي هِيَ محصورة فِي العنبية فعسر بُرْؤُهُ والعارض من ترطيب العنبية يسهل بُرْؤُهُ. قَالَ فضيق الحدقة إِذا كَانَ من يبس لَا يبرؤ وَهَذَا أَكثر مَا يعرض للشيوخ فَأَما الضّيق الْحَادِث من نقص العنبية للرطوبة فَأَنَّهُ يبرؤ وَأما اعوجاج ثقب العنبية فَأَنَّهُ لَا يضر الْبَصَر الْبَتَّةَ ويعوج من أجل قرحَة حدثت فِي القرنية فَإِذا كَانَت صَغِيرَة نتاشيء قَلِيل من العنبي وَهُوَ المورسرج فيعوج بذلك ثقبتها وَلَا يضر الْبَصَر وَأَن نتاشيء كثير أبطل

أمراض القرنية

الْبَصَر لِأَن الثقب العنبي يبطل الْبَتَّةَ ويحاذي الجلدي جرم العنبي وَرُبمَا نتا العنبي كُله وَبَطل الثقب الْبَتَّةَ. 3 - (أمراض القرنية) أما أَن يغلظ كآثار القروح وَهَذَا إِذا لم يكن فِي وَجه الثقب لم يضر الْبَصَر الْبَتَّةَ ويجف ويتعطن من يبس فيقل صفاؤه فيضعف الْبَصَر ويعرض ذَلِك للشيوخ أَو يَتَّسِع ثقب العنبى وَيكون ذَلِك من جفاف العنبية وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذا جَفتْ تمددت وأتسع ثقبها وَهَذَا عسر البرؤ جدا أَو لِأَن البيضية تكْثر فتمدد هَذِه الطَّبَقَة فيتسع الثقب أَو لِأَن ورما يحدث فِي العنبي وَهَذَانِ يسهل برؤهما لم يُعْط علامته. 3 - (أمراض العنبية) الطَّبَقَة العنبية أَن انحرفت سَالَتْ الرُّطُوبَة البيضية وَعرض من ذَلِك قرب لِقَاء النُّور للجليدي فَيعرض من ذَلِك بِسُرْعَة مَا يعرض لمن ينظر إِلَى الشَّمْس وَالثَّانِي أَن يخرج الرّوح من تِلْكَ 3 - (أمراض البيضية) الرُّطُوبَة البيضية تضر بالبصر أما لكميتها وَذَلِكَ أَنَّهَا إِن كثرت مددت الجليدية فاتسع الثقب فَصَارَ مَانِعا لنفوذ الْبَصَر فِيهَا بعمقها فيعدم الجليدية وقائها وسترها ثمَّ عرض من ذَلِك مَا يعرض من الشَّمْس وَأما لكيفيتها فَأَنَّهَا إِذا أثخنت لم يبصر الْإِنْسَان مَا بعد وَلَا يكون أَكثر أَيْضا لما قرب يبصر أَيْضا بصرا صَحِيحا وَأَن ثخنت ثخنا كثيرا وَكَانَ ذَلِك عِنْد الثقب نَفسه منع الْبَصَر وَكَانَ كَالْمَاءِ النَّازِل وَقد قيل أَن المَاء فِي الْعين هُوَ هَذَا وان ثخن بَعْضهَا وَكَانَ حول الثقب لم يبصر أَشْيَاء دفْعَة وَذَلِكَ أَن ثقب العنبي يكون مَا هُوَ مِنْهُ لَا يستر عَن الجليدي ضيق وَأَن كَانَ هَذَا الغلظ الثخن فِي الْوسط وحواليه مكشوفا ابصر الْإِنْسَان مَا يرَاهُ كَانَ فِيهِ كوَّة فَأن كَانَت فِيهِ أَجزَاء غَلِيظَة مُتَفَرِّقَة ألف رأى الْإِنْسَان كالشعر والبق بَين يَدَيْهِ وان تغير لَوْنهَا إِلَى الكدورة رأى الْأَشْيَاء كَانَ عَلَيْهَا كالضباب أَو الدُّخان وان احْمَرَّتْ رأى الْأَشْيَاء حَمْرَاء وَأَن اصْفَرَّتْ رأها صفراء. أمراض الْقَرنِي أَن غلظ وَتَلَبَّدَ حدث فِي الْبَصَر ظلمَة وَأَن ترطب بصر الْأَشْيَاء فِي ضباب ودخان وَأما بِأَن ينقص مثل مَا يحدث للشيوخ وَهَذَا يكون أما لعرض يبس القرنية والتكمش يكون أما لنَفس الْقَرنِي فِي نَفسهَا وَيكون فِي هَذَا ثقب العنبي على مَا لم يزل عَلَيْهِ أَو لنُقْصَان الْبَيْضَة فيضيق ثقب العنبي وَأَن تغير لَونه إِلَى حمرَة أَو صفرَة أبْصر الْأَشْيَاء حَمْرَاء وصفراء. أستعن بالرابعة من الْعِلَل والأعراض وتقاسيمه وجوامعه فِي كتاب الْعين إِذا نتت

القرنية من) قرحَة كَانَت أضرت ذَلِك بالبصر على نَحْو قرب الجليدي من النُّور وَهُوَ الَّذِي يعرض مِنْهُ كالعشأ الْعرض من الشَّمْس وَأَن غلظ منع الْبَصَر وَذَلِكَ إِذا صَار دشبذا من أثر القرحة الأولى من الأخلاط قَالَ يَنْبَغِي أَن تدر الدُّمُوع حَيْثُ تُرِيدُ أَن تستفرغ أخلاطا مُخْتَصَّة فِي الْعين وبمنعها مَتى كَانَت تجذب بجذبها أوراما وقروحا فِي الْعين. الْخَامِسَة من الْفُصُول وَهِي آخرهَا قَالَ قد أبرأنا مرَارًا كَثِيرَة علل الْعين من رطوبات كَانَت تنصب إِلَيْهَا مُنْذُ مُدَّة طَوِيلَة باستفراغ الدَّم من نقرة الْقَفَا وَمَا فَوْقهَا بِوَضْع لمحجمة على تِلْكَ الْمَوَاضِع. الْإِسْكَنْدَر من كَانَ يكثر النَّوَازِل إِلَى عينه فَلَا يُحَرك رَأسه فِي مَاء حَار وَلَا بَارِد جدا لِأَنَّهُ ضار وَيمْنَع من الدّهن على الرَّأْس. السَّادِسَة من مسَائِل أبيذ يميا قَالَ أفضل الإحداق المعتدلة بالمعظم لِأَن الضيقة الصَّغِيرَة تدل على قلَّة الرّوح المنبعث فِي الْعصبَة والواسعة جدا يتبدد فِيهَا ذَلِك النُّور. من كتاب جَامع الكحالين من الْمُحدثين مَا انسحق من أدوية الْعين فصوله وَمَا لم ينسحق فاجعله فِي كوز لطيف واشواه فِي فَحم حَتَّى يَحْتَرِق كسوار الْهِنْد وَغَيره حرّقه على هَذَا ثمَّ يُؤْخَذ من المغسول فيسحق مَا يَشَاء قَالَ وَاعْلَم أَن الزنجار يَأْكُل حجب الْعين ويهتكها ويؤثر فِيهِ وخاصة فِي أعين النِّسَاء وَالصبيان فأخلط بِهِ ألف الْكثير من الإسفيداج. قَالَ والمغرية كالنشاء والأسفيداج والقليميا إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل والمادة قد انْقَطَعت لِأَنَّهَا أَن اسْتعْملت قبل ذَلِك منعت التَّحَلُّل فهاج الوجع لتمدد الطَّبَقَات إِلَّا أَن يكون فِي القروح فَأَما حِينَئِذٍ ينظر إِلَيْهَا لِأَنَّهَا عَظِيمَة هَاهُنَا وَلَا دَوَاء لَهَا غَيرهَا وَإِذا القى كَحال فِي عين دَوَاء فليصبر حَتَّى يذهب مُضْغَة وأثره الْبَتَّةَ ثمَّ يتبعهُ بميل آخر فَهُوَ أبلغ من ان يكون بعضه على أثر بعض. قَالَ والرمد فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة والأمزجة الْبَارِدَة أطوال مُدَّة فَالْزَمْ العلاج وَلَا تضجر لِأَن حجب اعينها أَشد تكاثفاً. قَالَ وَمِمَّا يعم جَمِيع أوجاع الْعين بعد قطع الْمَادَّة تلطيف الْغذَاء وتسهيل الطبيعة أبدا وَقلة الشّرْب وَترك الْجِمَاع وَشد الْأَطْرَاف ودلكها وتكميدها بِالْمَاءِ الْحَار وَشد السَّاقَيْن ودلك الْقَدَمَيْنِ وخاصة عِنْد شدَّة الوجع وطلي الجفون والصدغين والجبهة فَإِن ذَلِك يمْنَع النزلة ولاشيء أضرّ بِالْعينِ الصَّحِيحَة والمريضة من دوَام يبس الْبَطن وَطول النّظر إِلَى الْأَشْيَاء المضيئة

وَقِرَاءَة الْخط الدَّقِيق والإفراط فِي الباه وكثيرة أكل السّمك المالح ودوام السكر وَالنَّوْم بعقب التملي من الطَّعَام فَلَا) يَنْبَغِي لمن عينه ضَعِيفَة أَن ينَام أبدا حَتَّى ينحدر طَعَامه وَلَا يغسل الْعين فِي الرمد والقرحة بِمَاء بَارِد فَأَنَّهُ يحقن الْمَادَّة وَيمْنَع من انقلاع آثَار القروح وَقل من يَنْفَعهُ المَاء الْبَارِد إِلَّا لمن كَانَ بِهِ سوء مزاج حَار فَقَط بِلَا مَادَّة وَيلْزم خرقَة سَوْدَاء من بِعَيْنِه رمد حَار أم بثر وَيكون فِي مَوضِع قَلِيل الضياء وفراشه لَيْسَ بأبيض وَحَوله خضر وَمن كَانَت القرحة فِي عينه الْيُمْنَى فلينم على الْجَانِب الْأَيْمن وَكَذَلِكَ الْيُسْرَى وَلَا يَصِيح وَلَا يعطس وَلَا يدْخل الْحمام إِلَّا بعد نضوج الْعلَّة فَأن دخله فَلَا يُطِيل الْمكْث وَمن كَانَ بِعَيْنِه مَاء فليتوق الغرغرة والعطاس والصياح لِأَنَّهُ يجلب الْمَادَّة وَيَنْبَغِي أَن يسهل بالأيارج. قَول جَمِيع الكحالين كل عين شَدِيدَة الْحمرَة كَثِيرَة الرُّطُوبَة ألف والرمض فالمادة دم فَأن كَانَت مَعَ شدَّة الْحمرَة جافة غير رمضة فالصفراء وان كَانَت الْحمرَة قَليلَة والرمص كثيرا فالبلغم وان كَانَت الْحمرَة والرمص قليلين فالسوداء والرمد الْكَائِن من دم وبلغم يلتزق فِي النّوم وَالَّذِي من صفراء وسوداء لَا يلتزق فِي النّوم وَيكون ذَلِك قَلِيلا جدا وَيَنْبَغِي أَن يقْصد أَولا إِلَى استفراغ الْمَادَّة المهجية للعين. قَالَ وَيُسمى مَا خرج فِي بَيَاض الْعين بثر وَمَا خرج فِي سوادها قرح لِأَنَّهُ أعظم مضرَّة وَقَالُوا جَمِيعًا أَن البثر والقروح ثَلَاثَة أَنْوَاع يخرج فِي الملتحم وَهُوَ بثر ونوعان يخرجَانِ فِي القرنية وَمَا فِي الملتحم كُله أَحْمَر وَمَا فِي القرنية أَبيض وَأَن كَانَ أغبر إِلَى السوَاد كَانَ شرا وكل رفادة تكون عَلَيْهَا مَادَّة بَيْضَاء فثم وجع صَعب وضربان شَدِيد وَأَن كَانَت الْمدَّة إِلَى الصُّفْرَة أَو الغبرة والزرقة فَهِيَ أقل ضَرْبَان وَأَن كَانَت إِلَى الْحمرَة فَأَقل أَيْضا. وَقَالُوا جَمِيعًا أَن جَمِيع أَلا كَحال الحجرية لَا يجوز أَن يسْتَعْمل إِلَّا بعد حرقها وتصويلها وإطالة سحقها بعد ذَلِك وَألا عظم ضررها وَليكن الْميل شَدِيد الملاسة لي يمر فِي الْجلد على ضيع المهالة مُدَّة حَتَّى يلين جدا وَيَنْبَغِي أَن يرفع الكحال الجفن ويرسله بِرِفْق وَيَردهُ وَلَا يَجْعَل وَيَضَع الذروربين الجفنين فِي المأقين وَلَا يخط فِي الْعين ميلًا فِي الرمد والوجع وَأما عِنْد قلع الْآثَار فليعمد بالدواء الْأَمر ويمره عَلَيْهِ جيدا وَإِذا قلب الجفن فليرده قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يختلس مُدَّة لترجع من تِلْقَاء نَفسه وكل عِلّة مَعهَا ضَرْبَان ووجع شَدِيد فليعالج بأدوية لينَة من الْيَابِسَة والرطبة كالرمد والقروح وكل عِلّة عتيقة مزمنة لأوجع مَعهَا كالجرب والسبل وآثار القروح والحكة والغشاوة والكمنة وبقايا الرمد والسلاق والظفرة فبالأدوية الجلائية المنقية على قدر مراتبها فِيمَا يحْتَاج إِلَيْهِ) من فَوتهَا وَإِن اجْتمعَا فأبدأ بِالَّذِي يوجع. قَالُوا وَمَتى كَانَت الْموَاد تنصب إِلَى الْعين دَائِما فعلاجها فِي نَفسهَا بَاطِل وَأنْظر أَو لأهل ذَلِك من جَمِيع الْبدن أَو من الرَّأْس وَحده فَأن كَانَ من جَمِيع الْبدن ألف إِذا فاسفرغه أَو من

الرَّأْس وَحده فانفض الْبدن وأنفض الرَّأْس وأطله بالاطلية وَمَا كَانَ يسيل من خَارج القحف فَانْقَطع الشرايين وأطله بالأطلية وَمَا كَانَ يسيل دَاخل القحف فعلامته العطاس والحكة واللذع فافصد واسهل واستفرغ الرَّأْس وَمن ضعف بَصَره وشكله بِحَالهِ فَانْظُر ذَلِك من الدِّمَاغ نَفسه أَو من سدة فِي الْعصبَة أَو من يبس الْقَرنِي على أَن هَذَا يتَغَيَّر مِنْهُ شكله الحدقة وعالج بعد التثبيت وَالنَّظَر قَالُوا جَمِيعًا يحْتَاج فِي أول علاج الْقرح والبثور كلهَا إِلَى أدوية مركبة من أَصْنَاف شَتَّى مبردة كاسرة للحدة كلاسفيداج والنشاء والصمغ ومضجة كلانزورت والمرو الكندر والزعفران وَمَاء الحلبة ومخدرة كلأفيون وان تطاولت الْعلَّة وَلم تنضج فاخلط بهَا القوية الإنضاج كالأشق والجندبادستر لي نؤلف شَيْئا لكل نوع فَنَقُول إِذا تَأَخّر النضج فشيافات الِابْتِدَاء للدَّفْع فَقَط وشياف لمنع البثور وشياف للإنضاج وشياف لأنبات اللَّحْم وشياف لقلع الْآثَار وَقَالُوا من أمراض الْعين مَالا بُد من استفراغ الْبدن فِيهِ بِقصد وحجامة وإسهال وتلطيف الْغذَاء مَعَ الاكحال وَمِنْهَا مَالا يَكْتَفِي بالاكتحال فَالَّذِي لَا بُد مَعَه من التلطيف البثور والقروح والرمد الْحَار والسبل إِذا كَانَ مَعَه انتفاخ أَو ورم أَو شدَّة حمرَة وَكَثْرَة رُطُوبَة وقذي فَأَما مَا لَا يحْتَاج إِلَى استفراغ فَمثل آثَار القروح الَّتِي إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى جلاء وَسَائِر الأوجاع الَّتِي لَا يظْهر مَعهَا امتلاء وانتفاخ عروق الْعين وَلَا كَثْرَة رُطُوبَة سَائِلَة وَقد تخْتَلف أدوية القروح بِحَسب نقائها وضرها وَإِذا تطاولت الأورام فِي حجب الْعين وَلم تنضج وَلم تجمع مُدَّة فاكحله بالأنزوت المربي والزعفران والجندبادستر والكندس والحضض الْهِنْدِيّ وَمَاء الحلبة فَإِن لم تجمع فاخلط فِي هَذِه الحلتيت والسكبينج والأشق والدارصيني والساذج والسنبل وبادر بهَا قبل أَن يَأْكُل حجاب الْعين وتحرقها حرقا عَظِيما فلتسهل الرطوبات وأذا انْفَتح فعالجها بِمَا يجذب مَا فِيهَا من الْمدَّة ويملأ الجفن مثل الملكاية وادف الشياف الْأَبْيَض بِلَبن وبماء الحلبة وَإِذا بَقِي الْأَثر فَعَلَيْك بقشور الْبيض وبعر الضَّب وزبد الْبَحْر وانفخه الأرنب والمسحقونيا وَنَحْو ذَلِك. قَالُوا إِذا كَانَ الوجع فِي الْعين من امتلاء فافرغ فَإِن لم يسكن فَأعْلم أَن الْمَادَّة قد رسخت فِي الْعُضْو فعالج بالأشياء المسكنة للوجع وَبِمَا يحلل من الكماد وَغَيره فَإِن لم يسكن بذلك فَعَلَيْك) بالمخدرة وَاعْلَم أَن عظم مَا يحدث فِي الْعين آفَة القروح وعلامتها كَثْرَة الدُّمُوع وَشدَّة النخس والوجع وَيحْتَاج إِلَى أدوية مثل انفجارها إِلَى الْأَدْوِيَة اللزجة اللينة المغرية

الَّتِي لَا لذع فِيهَا وَلَا جلاء وَأما البثور فعلاجه بِجمع وبشد وَخير الْأَشْيَاء لَهُ التوتيا والشادنة والاثمد مغسولة مسحوقة على مَا وَصفنَا مرَارًا. قَالَ مرانا وعَلى الْكَبِير وَعِيسَى بَاب الطاق وأبن الْجُنَيْد وَجَمَاعَة الْمَعْدُودين بَين الكحالين إِذا حدثت القروح فِي الْعين فَلَا تدع بعد الْقَصْد أَو حجامة السَّاق إِذا لم يُمكن الْقَصْد أَو أجمعهما وإسهال الطبيعة كل أَرْبَعَة أَيَّام بهليلج أَو تمر هندي أَو بِخِيَار شنبر وترنجين وأجاص أَو بِهَذَا فَهُوَ أَجود يُؤْخَذ من الكثيرا وَرب السوس جزؤ جزؤ وسقمونيا نصف جزؤ مشوي وَيجْعَل حب الشربة دِرْهَم وَيكون تَدْبيره إِلَى الطَّاقَة وَلَا يلطف جدا لِأَن فِي الْعلَّة طولا وَلَكِن الطف إِلَى جمع الْمدَّة وانفجار القرحة ثمَّ أَكثر فأعطه بعد انفجار القرحة الْفروج وأطراف الجدا لِئَلَّا تسْقط قوته لِأَن الْقُوَّة إِذا سَقَطت كثرت فتكثر الفضول فِي الْجِسْم وتكثر لذَلِك فِي عينه لِأَن الْقُوَّة إِذا سَقَطت كثرت الفضول فِي الْبدن وَاعْلَم أَن البثر الصَّغِير لَا يكَاد يجمع وينفجر إِلَّا ان تكون مادته شَدِيدَة الحرفة والشياف الْأَبْيَض يُبرئهُ ويجففه. قَالَ وينفع أَن يكتحل القروح والبثور بعد الاستفراغ بالشياف الْأَبْيَض اللين الَّذِي إِلَّا قليميا فِيهِ وَلَكِن يتَّخذ من الأنزروت والنشا والصمغ والكندر والأفيون يعجن ببياض الْبيض رَقِيقا ويقطر فِي الْعين بالبان النِّسَاء فَأَنَّهُ جيد فِي هَذَا الْموضع إِلَّا أَن يكون الوجع شَدِيدا فالق حِينَئِذٍ فِي عينه الشياف الْمُتَّخذ من كثيرا ونشا وأفيون واسفيداج فَإِذا انفجرت القرحة فاكحله بالأحمر اللين والأبيض الَّذِي فِيهِ قليميا والساذج وَسَائِر الْأَحْجَار المجففة فَإِذا سكن اللذع والوجع واحتجت إِلَى تنقية القرحة فاخلط بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة جدا لتنقي القرحة وتنبت اللَّحْم مَعَ ذَلِك فَإِذا كَانَت القرحة زايلة عَن النَّاظر فَأَنَّهَا لَا تمنع الْبَصَر الْبَتَّةَ. قَالَ وَيَنْبَغِي إِذا حدث النتو أَن يلْزم الرفادة والأكسيرين الَّذِي ذكرت لَك فَأَنَّهُ يطمئن ويسكن وَإِذا أردْت أَن تعالج الْبيَاض الْبَاقِي من اثر القرحة فالزمه الْحمام كل يَوْم ثمَّ أكحله بعد الْخُرُوج من الْحمام فَإِنَّهُ يلين الْبيَاض الْبَاقِي قَالَ وارفق وَلَا تخرق لِئَلَّا يخرق الغشاء فَيحدث النتو فَإِن نتأ فِي حَال فعالج بالأثمد والشاذنة والأسفيداج والزم الشد والرفادة لي رُبمَا لم يُمكن الْحمام لعِلَّة فِي الْبدن فاكب العليل على بخار المَاء الْحَار وَيفتح عينه مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى يعرق وَجهه ويحمر ثمَّ) أكحله. الرمد لَا يكحل الْعين الرمدة الشَّدِيدَة الوجع الوارمة بشياف نَافِع شَدِيد الْقَبْض قبل الاستفراغ وَانْقِطَاع الْمَادَّة لَكِن عالج الرمد مَعَ الامتلاء بالشياف الْأَبْيَض المراكب من كثيرا ونشا وصمغ واسفيداج وأفيون معجونا بِمَاء الكليل الْملك أدفه ببياض

الْبيض رَقِيق وقطره فِي الْعين وَلَا تستعمله بِاللَّبنِ لَان اللَّبن حَار جدا غير لذاع. وَمَا احتجت إِلَيْهِ من القابضة فِي ابْتِدَاء الْعلَّة لِئَلَّا يقبل الْعين الْمَادَّة فَلَا يكون بليغة الْقَبْض جدا وَإِيَّاك اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة المحللة الحارة فِي ابْتِدَاء الرمد والقروح إِلَّا أَن يكون الوجع شَدِيدا لِأَنَّهَا تملأ الْعين بِمَاء يجذب إِلَيْهَا والمخدرة فِي حَال شدَّة الوجع نافعة لَكِن لَا تطاول الْعلَّة فِيهَا فَإِنَّهَا تثبت الْعِلَل وتضعف الْبَصَر جدا فَإِذا سكنت الْموَاد ونقصت فالحمام والإكحال بالمحللة نافعة وَلَا يهجم أبدا بالأكحال الحادة فَتغير الْعين لَكِن يدرج إِلَيْهَا وَاسْتعْمل فِي الوردينج وَهُوَ الرمد الشَّديد الْبرد الْأَبْيَض ثمَّ الْأَصْفَر وينفع جدا فِي شدَّة الرمد الشياف الْأَبْيَض اللين وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ من المعدنية. الاسفيداج يداف ببياض الْبيض الرَّقِيق ويقطر فِي الْعين فِيهَا وَأما التكميد فَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فَأكْثر مِنْهُ إِن كَانَ قَلِيلا فَيَكْفِي بِمرَّة أَو مرَّتَيْنِ وَليكن بِمَاء إكليل الْملك والحلبة. فَأَما ألف الأضمدة فأتخذها من زعفران وإكليل الْملك وورق الكزبرة وصفرة الْبيض وَالْخبْز المنقع فِي عقيد الْعِنَب وان كَانَ الوجع شَدِيدا فأخلط فِيهِ قشور خشخاش وأفيونا وَأما الأطلية فَلْيَكُن من زعفران وَمَا مثيا وحضض وصبر والصمغ الْعَرَبِيّ على الأجفان وَإِمَّا مَا يطلى وَيُوضَع على الْجَبْهَة لمنع النَّوَازِل فَإِن كَانَ السيلان حارا فأتخذه من عوسج وسفرجل وَسَوِيق شعير وبقلة الحمقاء وبزر قطونا وعنب الثَّعْلَب وَنَحْوه وَفِي الْجُمْلَة مَا يبرد وَيقبض فَأن كَانَ السيلان لَيْسَ بمفرط الْحَرَارَة فَلْيَكُن من غُبَار الرحا وَمر ويذاب الكندر ببياض الْبيض وَأَن كَانَ مَا يسيل بَارِدًا فاتخذه من كبريت وزفت وفلونيا وترياق قَالَ والشيح المحرق يمْلَأ الْحفر جدا لِأَنَّهُ يُخَفف ويجلو بِلَا لذع. قَالَ فَإِذا لم يبْق فِي الْعين لَا ورم وَلَا وجع أصلا من الرمد والقروح فَاسْتعْمل الشياف الْأَحْمَر والذرور الْأَصْفَر ليحلل بقايا الرمد والغلظ. من كتاب الْعين قَالَ قَالَ فالمسدد مِنْهَا أرضية يابسة وَمِنْهَا رطبَة لزجة سَائِلَة وَالْأول يصلح للتجفيف والسيلان واللطيف الْحَار وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ مَعَ قرحَة من بعد إفراغ الْبدن وَالرَّأْس وَانْقِطَاع ذَلِك السيلان) لِأَنَّهَا تجفف الَّذِي قد حصل تجفيفا معتدلا ويمنعها من النّفُوذ فِي طَبَقَات الْعين فَأَما أَن كَانَ السيلان لم يَنْقَطِع فَلَا تسْتَعْمل لِأَنَّهَا أَن اسْتعْملت أَشْتَدّ الوجع لِأَن هَذِه بِمِقْدَار مَا مَعهَا عَن التغرية يعين على أَن تمنع تِلْكَ الرُّطُوبَة من التَّحَلُّل فتمدد لذَلِك صفاقات الْعين لِكَثْرَة مَا يحصل فِيهَا من الرُّطُوبَة وَرُبمَا تخرقت وتأكلت وَتَقَع هَذِه الادوية لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي طول الزَّمَان أَلا أَن نضطر إِلَيْهِ وَإِذا كَانَت فِي الْعين قرحَة وَكَانَ يسيل إِلَيْهَا رُطُوبَة

حريفة وَلَا يُمكن أَن يسْتَعْمل جنس من الْأَدْوِيَة غَيرهَا لِأَن الْقَابِض يزِيد فِي الوجع لشدَّة جمعه وَمنعه الرطوبات أَن يسيل والحار يزِيد فِي رداءة الْمَادَّة وحرافتها والمرخي والمحلل والمنضج وَأَن كَانَت تنْزع الرُّطُوبَة فَإِنَّهَا لَا تملأ القروح وَلَا يقبض النتو والحامض والبورقي ألف لِأَنَّهَا تلدغ فتهيج الْعلَّة وَلَا يصلح لهَذِهِ الْعلَّة إِلَّا المعتدلة فِي الحرو وَالْبرد والمجففة بِلَا لذع كالتوتيا المغسول فإمَّا بَيَاض الْبيض وَاللَّبن وَنَحْوه فَيدْخل فِي علاج هَذِه الْعلَّة لِأَنَّهَا تغري وتملس الخشونة الَّتِي تحدثها الْمَادَّة الحريفة لِأَنَّهَا تغسلها وتعدلها وتسكن الوجع لذَلِك ولزوجته تعين على طول بَقَائِهِ فِي الْعين وَلَوْلَا ذَلِك لاستعملنا المَاء مَكَانَهُ وَلَكِن الْعين يستنفع بطول بَقَاء الدَّوَاء فِيهَا لِئَلَّا يحْتَاج أَن يزعج كل ذَلِك يزِيد فِي وجعها وَهِي هَذِه رَقِيق بَيَاض الْبيض وَمَاء الحلبة المغسولة وَاللَّبن وَمَاء الصمغ والكثيرا وَاللَّبن بجلائه أوفق فِي القروح والحلبة أفضل بتحليلها يسكن الوجع الشَّديد أما بَيَاض الْبيض فيغري فَقَط وَلَا يسخن وَلَا يبرد وَلَا يجلو والصمغ والكثيرا يصلحان لعجن الْأَدْوِيَة الحجرية لَهَا فتلينها وتملسها فضل تمليس وَيصْلح أَيْضا إِذا حلت بِعَسَل الرطوبات اللزاعة وَمَا يصلح لَهُ بَيَاض الْبيض. قَالَ وَأما الْجِنْس الثَّانِي وَهُوَ المفتحة فَإِنَّهَا تصلح إِذا أزمت الْمدَّة ويخلط بهَا المنضجة لتعدلها وَهِي الحليتت والسكبينج والأشق والفربيون وَالدَّار صيني والحماما والوج والسليخة والساذج والسنبل وَأما الجلائية فالقليلة الْجلاء الَّتِي لَا تلذع تصلح لجلاء الْبيَاض الرَّقِيق والقروح كالقليميا والكندر وَقرن الأيل المحرق وَالصَّبْر والورد. وَمَا كَانَ مِنْهَا شَدِيد الْجلاء يصلح للأئر الغليظ والظفرة والجرب كتوبال النّحاس والزاج والزنجار والنشادر والقلقديس والنحاس المحرق فَأن غسلت قل لذعها وَنقص جلاؤها بِقدر غسلهَا وَأما المعفنة فَإِنَّهَا تصلح للظفرة والجرب والحكة إِذا أزمن وصلب وَهِي الزرنيخ والزاج. وَأما القابضة مِنْهَا تصلح لرفع السيلان فِي الرمد والقروح كالورد والماميثا والشاذنج ويخلط ألف فِيهَا قَلِيل من أقاقيا وَهُوَ قسطيداس وَمَاء الحصرم أقوى قبضا من هَذِه أَلا أَن العصارات تسرع الْخُرُوج من الْعين

والأرضية تبقى أَكثر، وَلذَلِك لَا تكَاد العصارات تنكأ الْعين كَمَا تنكأها الحجرية إِذا وضعت غير موضعهَا. قَالَ وَمِنْهَا مَا يقبض قبضا شَدِيدا وَهَذِه لَا تصلح لدفع السيلان لِأَنَّهَا تورث من الوجع لخشونتها أَكثر من النَّفْع فِي دفع السيلان لَكِنَّهَا تسْتَعْمل فِي نَوْعَيْنِ فتخلط فِي بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي تحد الْبَصَر شَيْئا مِنْهَا فَيجمع الرّوح الباصر فِي الْعين فيقويه ويقلع أَيْضا بهَا خشونة الأجفان والجرب وَهَذِه هِيَ الجلنار والعفص وتوبال الْحَدِيد والقلقديس وَهُوَ أقواها كلهَا وألحجها فِي الخشونة مَا كَانَت حجرية وَأما العصارات كعصارة لحية التيس والاقاقيا وَمَاء الحصرم فَلِأَنَّهَا تخرج سَرِيعا من الْعين لَا تقلع الخشونة وَأما المنضجة فَلَا تستعملها فِي أورام الْعين وَفِي القروح إِذا كَانَت الْمدَّة محتسبة دَاخل القرنية أَولا وَحدهَا فَإِن لم تنجح خلطنا مَعهَا الْأَدْوِيَة القوية التَّحْلِيل وَفِي الأورام الصلبة فِي الْعين وَهِي الزَّعْفَرَان والمر والجند بادستر والكندر وَمَاء الحلبة والحضض والأنزورت والبارزد وإكليل الْملك وطبيخه. وَأما المخدرة وَهِي الأفيون والنبج واللفالح فيستعملها وخاصة إِذا كَانَ مَعَ ذَلِك حِدة وتأكل وقروح فَيَنْبَغِي أَن يستعملها بحذر لِأَنَّهَا تضعف الْبَصَر وَرُبمَا أتْلفه وَلِهَذَا يسْتَعْمل عِنْد الضَّرُورَة الشَّدِيدَة وَلَا يلح باستعمالها بل يستعملها وقتا يَسِيرا بِقدر مَا بِهَذَا الوجع فَإِذا هدأ تركنَا اسْتِعْمَالهَا واستعملنا بعقبها الأكحال المسخنة المتخذة بدار صيني. مَجْهُول من كتاب مَجْهُول إِذا رَأَيْت الْعين حَمْرَاء وارمة تلقى رمصا فَأَنَّهُ رمد وَأَن كَانَت صَافِيَة وتلتزق بِاللَّيْلِ فَهُوَ رمد يَابِس شفاها كحل مضاض جدا وَإِذا طَال على الْعين الرمد فاقلب جفنها فَأن فِيهِ جربا والجرب بثر صغَار فَأن كَانَ الْعين لَا يقدر صَاحبهَا أَن يفتحها حَتَّى يدلكها دلكا كثيرا فعالجه بكحل مضاض وَإِذا رَأَيْت مَاء فِي الْعَينَيْنِ أحمرين فَهُوَ سلاق دواؤه شياف بَارِد وَلَا يدرها وأكحلها بكحل بَارِد. جالينوس الصَّبْر نَافِع ألف للأورام الَّتِي فِي الْعين وشأنه منع مَا ينجلب بِهِ وَتَحْلِيل مَا قد حصل لي إِذا عملت الْجَامِع من كتاب الْعين فاقرأ أَعْرَاض الْعين من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض فَإِنَّهُ يشفيها شفاءا حسنا ولخصها وَزَاد مَرضا وَاحِدًا لم أره فِي غَيرهَا وَهُوَ رطب الْقَرنِي. قَالَ جالينوس وإكليل الْملك مَعَ صفرَة الْبيض ودقيق الحلبة ودقيق البزركتان والميفختج يتَّخذ مِنْهَا ضماد. لورم الْعين الْحَار الصلب

ابْن مَا سويه. الزَّعْفَرَان يمْنَع الْموَاد إِذا طلى على الْعين.) مسيح الزَّعْفَرَان قد جمع قبطا إِلَى إنضاج لي لذَلِك هُوَ جيد للورم فِي الأجفان إِذا طلى عَلَيْهَا لي جملَة مصلحَة من كتاب الْعين والعلل والأعراض فِي ذكر علل الْعين. أمراض الْعين جِنْسَانِ وَأما مرض يحدث فِي الْقُوَّة الفاعلة لِلْبَصَرِ وَأما فِي الْآلَة الَّتِي يكون بهَا الْبَصَر أَو الْحس أَو الْحَرَكَة والآفة تدخل على الْقُوَّة بِفساد مزاج أَو ورم أَو انتهاك يَقع فِي الدِّمَاغ وخاصة فِي الْموضع الَّذِي ينْبت فِيهِ أما العصب المجوف أَو العصب الَّذِي يجيئها بالحس وَفِي الْآلَة فارل الآفة بالعصبة المجوفة وَيحدث فِيهِ أما تغير مزاج ثَمَانِيَة أَصْنَاف وَأما أورام أَرْبَعَة أَصْنَاف وَأما تهتك وَأما تمدد وتطول وَأما أَن تشنج وَأما من سدد بورم وَغَيره وتتلوه الجليدية وتحدث فِيهَا أما أَن تَجف وَأما أَن ترطب وَأما أَن تنقل عَن موضعهَا أَو تَغْيِير عَن لَوْنهَا أَو تعظم أَو تصغر أَو يتفرق اتصالها فَأن زَالَت يمنة أَو يسرة عرض الْحول وَأكْثر مَا يعرض للصبيان وَأَن زَالَت إِلَى أَسْفَل أَو فَوق عرض أَن يرى الشَّيْء شَيْئَيْنِ لي وان غارت فَهَذَا عمل طَوِيل وَيُمكن أَن نقضيه إِذا فَرغْنَا. من الْمقَالة المنقسمة الَّتِي فِي آخر كتاب الْعين من القرابادين الْكَبِير أَن حدث فِي الْعين الورم الْمُسَمّى التهبج فضمدها باسفنجة مشربَة بخل وَمَاء حَار مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ كمدها بِمَاء حَار وَحده أَن توجعت وَشد عَلَيْهَا بعصابة رقيقَة لي رَأَيْت فصد الآماق وعرق الْجَبْهَة نَافِعًا من جَمِيع الْعِلَل المزمنة فِي علل الْعين كالسبل الْقَدِيم والجرب والسلاق الْأَحْمَر وَنَحْو ذَلِك وَقصد بَين يَدي جمَاعَة كَانُوا ألف يتأذون بالسبل فجفت عَنْهُم وهدؤا وعرق الآماق وَهِي عروق الْجَبْهَة تَنْقَسِم قسمَيْنِ أَلا أَن عرق الْجَبْهَة ينفع الْعَينَيْنِ جَمِيعًا وفصد الآماق ينفع الْوَاحِدَة ونفعه أَكثر وأبلغ فَإِذا لم يُوجد فعرق الْجَبْهَة نَافِع جدا.

حنين فِي أَجنَاس أدوية الْعين قَالَ حنين أَجنَاس أدوية الْعين سَبْعَة مسدّد مغرى مملّس وَالثَّانِي مفتح وَالثَّالِث جلاّء وَالرَّابِع منضج وَالْخَامِس مخدّر وَالسَّادِس معفّن وَالسَّابِع قَابض فالمسددة المغرية ضَرْبَان أرضي يَابِس وَهِي تجفف بِلَا لذع وَهِي صَالِحَة التجفيف والسيلان اللطف الْحَار وخاصة مَعَ القروح وَتصْلح بعد إفراغ الْبدن وَالرَّأْس وَانْقِطَاع السيلان لِأَنَّهَا تجفف تجفيفا معتدلا وتمنع الرُّطُوبَة الَّتِي فِي أوراد الْعين من النّفُوذ فِي الطَّبَقَات فَإِذا كَانَ السيلان لم يَنْقَطِع فَلَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تشدد الوجع وَذَلِكَ أَن أورادة الْعين من كَثْرَة مَا تمتلي وتمتد الصفاقات فَرُبمَا تأكلت وَرُبمَا تخرقت وَمَنْفَعَة هَذَا لَا يتَبَيَّن أَلا فِي زمَان طَوِيل أَلا أَنَّهَا يضْطَر إِلَيْهَا إِذا كَانَت) فِي الْعين قرحَة وتأكل فِي القرنية ونتو فِي العنبية وَإِذا كَانَ تسيل إِلَيْهَا رُطُوبَة حريفة لِأَنَّهُ لَا يُمكن تسيل منعا قَوِيا فَأَنَّهَا تحصر وَتجمع الْعين بِشدَّة فتزيد فِي الوجع والدواء الْحَار يزِيد فِي رداوة الرطوبات وَيجْرِي إِلَيْهَا والدواء المرخي والمحلل والمنضج يفرغ هَذِه الرطوبات السائلة إِلَّا أَنَّهَا لَا تملأ القروح وَلَا تدملها وَلَا تقبض النتو وَلَيْسَ يصلح لمثل هَذِه الْعلَّة إِلَّا الْأَدْوِيَة الْقَرِيبَة من الِاعْتِدَال وَإِلَى الْبرد مَا هِيَ إِلَى أَن يجفف يَسِيرا وَلَا يلْدغ الْبَتَّةَ وَهَذِه هِيَ التوتيا المغسول والاسفيداج والاثمد المغسول جالينوس وَفِي القليميا جلاء يسير مَعَ ذَلِك وَلَو غسل بعد الإحراق أَو لم يحرق الْبَتَّةَ وَفِي التوتيا قبض يسير وَكَذَا فِي الرصاص المحرق المغسول وَفِي الاسفيداج وَأما النشا فَإِنَّهُ إِذا تقصى غسله لم يكن لَهُ قبض الْبَتَّةَ وَلَا حراقة والمرطبة من هَذِه كبياض الْبيض الرَّقِيق وَلبن النِّسَاء ألف وطبيخ الحلبة أَو مَائِهَا وَمَاء الصمغ والكثيرا فَهَذَا أجمع لَا يلذع الْبَتَّةَ وتغري وتملس الخشونة وتسكن حِدة الرطوبات الحريفة وتغسلها فيسكن لذَلِك الوجع وَلها فِي الْعين بقايا للزوجتها وَهَذَا الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ لِأَن الْعين تنغسل عَنْهَا جَمِيع الْأَدْوِيَة أسْرع مِمَّا يخرج من جَمِيع الْأَعْضَاء وَلِهَذَا جعلُوا أَكثر أدويتها حجرية لما يُرَاد من طول بَقَائِهَا فِيهَا ولزوجة هَذِه يُطِيل بَقَاؤُهَا فِيهَا وَذَلِكَ أَجود شَيْء لِأَنَّك لَا تحْتَاج أَن تنبعث الْعين دَائِما ويسيل الجفن فِي كل قَلِيل فَإِن ذَلِك أعون مَا يكون على هيجان الوجع لِأَن الْعين حِينَئِذٍ تحْتَاج إِ

لى هدو وَسُكُون وخلط الْأَطِبَّاء الصمغ وَنَحْوه بالمعدنية لتليين خشونتها وَدفع عاديتها عَن الْعين ولطيف بَيَاض الْبيض يغري فَقَط وَأما مَاء الحلبة فَإِنَّهُ مَعَ ذَلِك يسكن ويحلل باعتدال وَلذَلِك يسكن كثيرا من أوجاع الْعين وَاللَّبن فِيهِ جلاء لمائيته وَلِهَذَا يخلط اللَّبن بالحلبة فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تملأ القروح لَان الَّتِي تملأ القروح تحْتَاج أَن يكون جلائية والصمغ والكثيرا يجمعان الْأَدْوِيَة ويقويان والمنضجة تسْتَعْمل فِي أمراض الْعين المحتسبة دَاخل القرنية فِي ابْتِدَاء ذَلِك وَحدهَا لِأَنَّهَا تنضج ذَلِك وتجذبه فَإِذا ازمنت الْمدَّة وَألا ورام لم تنجح هَذِه فِيهَا خلط بهَا الفتاحة الَّتِي لَهَا حرافة وَهَذِه المنضجات هِيَ المر والزعفران وجندبادستر وكندر وَمَاء الحلبة وحضض وأنزروت وبارزد وإكليل الْملك وَهَذِه كلهَا مَعَ مَا ينضج يحلل والمر أَكْثَرهَا تحليلا من الزَّعْفَرَان أقل تحليلا مِنْهُ وَفِيه قبض معتدل والكندر أقل تحليلا من الزَّعْفَرَان وَفِيه من جلاء وَلذَلِك يملاء القروح وَفِي الحضض أَيْضا جلاء وَقبض وَأما الجندباستر فأكثرها تقطيعا وتلطيفا والأنزروت مَعَه أَيْضا تَحْلِيل والبارزد أَكثر تحليلا مِنْهُ وإكليل الْملك كالزعفران وَمَاء الحلبة يحلل وَلَا يقبض.) وَأما الفتاحة المحللة الَّتِي فِيهَا حرافة فَأَنَّهَا تخلط بِهَذِهِ وَيسْتَعْمل بعد إِذا طَال مكث الْمدَّة وَلم تنضجه وَلم تحلله أَو تجذبه هَذِه وَكَذَلِكَ فِي أورام وصفاقات الْعين إِذا لم تحللها المنضجة وَهِي الحليتت والسكبينج والأفربيون والأشق وَالدَّار صيني والحماما والوج والسليخة والسنبل والساذج وللسليخة والسنبل والساذج قبض قَلِيل ألف وَأما الآخر فَلَا قبض فِيهَا الْبَتَّةَ وَهَذِه الَّتِي تصلح لابتداء المَاء من جنس وَاحِد وَهِي المرارات وَمَاء الرازيانج وَأما الَّتِي تجلوا يَسِيرا فَلَا تلذع حِينَئِذٍ اسْتِعْمَال شَيْء غَيرهَا لَان القابضة وَأَن كَانَت تمنع الرُّطُوبَة فَأَنَّهَا تجلو الْأَثر الَّذِي لَيْسَ بغليظ وتملأ القروح وَهِي القليميا والكندر والقرون المحرقة وَالصَّبْر والورد والاثمد فِي هَذِه الطَّرِيقَة والقليميا معتدل فِي الْحر وَالْبرد والكندر إِلَى الْحر أميل وَلذَلِك يسكن الوجع وينضج وَهُوَ أقل جلاء وَأما الصَّبْر فمركب كالورد لَان فِيهِ مرَارَة تجلو بهَا وقبضنا تجمع بِهِ وتدمل فَأَما الْقُرُون المحرقة فبادرة يابسة إِلَّا أَنَّهَا بتجفيفها تملأ القروح لِأَنَّهَا تجفف الرُّطُوبَة وَأما الَّتِي هِيَ أَكثر جلاء من هَذِه وَهِي الشَّدِيدَة الْجلاء وَهِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة من الْأَدْوِيَة الجلائية فَأن الشَّدِيدَة الْجلاء تصلح للظفرة والجرب وحكة الأجفان والْآثَار الغليظة وَهِي توبال النّحاس والزاج

والزنجار والنوشادر والسريقون وَهُوَ دَوَاء الجرب والقلقديس والنحاس المحرق وزهرة النّحاس وَهَذِه كلهَا لذاعة وأقلها لذعا القلقديس المحرق وَأَن غسلت هَذِه قل لذعها وَنقص جلاؤها بِقدر نُقْصَان لذعها وَأما الْأَدْوِيَة المعفنة فَأَنَّهَا تصلح لقلع الخشونة والجرب المزمن الصلب وَقلع الظفرة المزمنة والحكة المزمنة وَهِي الزرنيخ والزاج وَهَذِه قد يخلط بالجلائية ليقوى بهَا. فَأَما القابضة فاللتي مِنْهَا معتدلة الْقَبْض تصلح لدفع السيلان فِي الرمد والقروح والبثور كالورد وبزره والسنبل والساذج والمامثيا والزعفران وَمَاء الْورْد. فَأَما القابضة فَأَنَّهَا تورث فِي هَذِه الْحَال لشدَّة جمعهَا وتخشينها من الوجع فَوق مَا ينفع الْمَادَّة وفقد يصير من أجل الوجع سَببا لتجلب الْموَاد فَيضر ضَرَرا شَدِيدا وَلَكِن يسْتَعْمل الْقَلِيل مِنْهَا فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تحد الْبَصَر لِتجمع جَوْهَر الْعين وتقويه وَفِي الَّتِي تحفظ صِحَة الْعين لذَلِك الْمَعْنى أَيْضا وَيدخل أَيْضا فِي الَّتِي تقلع خشونة الأجفان لِأَنَّهَا تغري الأجفان وَتعين على قلع ذَلِك وخاصة إِذا كَانَ مَعهَا حِدة وَهِي كالجلنار والعفص الْفَج وتوبال الْحَدِيد والقلقند وَهُوَ أقواها كلهَا قبضا وأنجحها فِي قلع الخشونة مَا كَانَ أرضيا قَابِضا كالقلقند وزنجار الْحَدِيد وَأما القاقيا) وعصارة الحصرم ولحية التيس فَأَنَّهَا تنغسل سَرِيعا فَلذَلِك لَا يقوى فعلهَا. وَأما المخدرة فَأَنَّهَا تسْتَعْمل ألف إِذا خيف التّلف مَعَ شدَّة الوجع وخاصة أَن كَانَ مَعَ ذَلِك حِدة وتأكل من قُرُوح وأحذرها مَا أمكنك فَأَنَّهَا تضعف الْبَصَر وَرُبمَا أذهبت بِهِ الْبَصَر الْبَتَّةَ وَإِذا استعملتها أَيْضا استعملها وقتا يَسِيرا بِقدر مَا يسكن الوجع ثمَّ دعها ثمَّ اسْتعْمل بعقبها الأكحال المسخنة كالمتخذة بِالدَّار صيني والمخدرة كالأفيون والبنج وَمَاء اللفّاح وقشوره.

3 - (ذكر أدوية الْعين) وَاحِد وَاحِد الحلتيت قوي جدا يسْتَعْمل حَيْثُ يحْتَاج إِلَى تَحْلِيل كَثِيرَة بِقُوَّة. السكبينج حَار والحلتيت جلاء الْآثَار الَّتِي فِي الْعين ينفع من المَاء وظلمة الْبَصَر الْحَادِثَة عَن الغلظ والمر حَار فِي الثَّانِيَة جلاء يجلو آثَار القروح الَّتِي فِي الْعين وَلَا يخشن. الكندر حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي الأولى جلاّء منضج يمْلَأ القروح ويسّكن الوجع الصمغ يَابِس معتدل فِي الْحر وَالْبرد يغري ويلين وَكَذَلِكَ الكثيرا أَلا أَنه أقل تجففا مِنْهُ. البارزد ملين مُحَلل مخشن فِي الثَّانِيَة مجفف أَولهَا الأنزوروت مجفف بِلَا لذع ويلحم. الحضض يَابِس فِي الثَّانِيَة معتدل فِي الْحر وَالْبرد فِيهِ قبض يسير وجلاء وتلطيف للغلظ الْعَارِض فِي وَجه الحدقة الأشق مُحَلل ملين. الحلبة حارة فِي الثاّنية يابسة فِي الأولى تحلل الأورام الصلبة الْورْد فِيهِ قبض وَتَحْلِيل وتجفف الماميثا يبرد تبريدا مَعَ قبض ألف لحية التيس يجفف الْأَعْضَاء إِذا استرخت. القاقيا قوي التجفيف فِي الثَّالِثَة أَن لم يغسل فَأن غسل فَفِي الثَّانِيَة الرازيانج حَار فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الأولى ينفع المَاء الَّذِي فِي الْعين البابونج حَار يَابِس فِي الأولى لطيف مُحَلل مرخي. الصَّبْر يَابِس فِي الثَّالِثَة حَار فِي الأولى يلزق القروح الْعسرَة الِانْدِمَال وَيدْفَع ويجلو ويحّلل. النشا بَارِد يَابِس مغرى العفص يَابِس فِي الثَّالِثَة بَارِد فِي الثَّانِيَة يدْفع السيلان ويشد الْأَعْضَاء الزَّعْفَرَان يسخن فِي الثَّانِيَة ويجفف فِي الأولى وينضج الجلنار فِي مَذْهَب العفص السنبل والساذج حاران فِي الأولى يابسان فِي الثَّانِيَة فِي آخرهَا مَعَ قبض وحدّة السليخة حارة يابسة فِي الثَّالِثَة لَطِيفَة مَعَ حِدة وَقبض وتقطيع وَتَحْلِيل. الدَّار صيني يسخن ويجفف. البطباط يلزق ويبرد وَيدْفَع الحماما يسخن ويجفف فِي الثَّانِيَة وينضج.) الشادنة تجفف وتقبض وَتَنْفَع من خشونة الأجفان وَزِيَادَة اللَّحْم فِي القروح. الْملح يجلو ويجفف ويحلل النوشادر الطف مِنْهُ وَأقوى فِي ذَلِك

الزرنيخ محرق الزنجار نَاقص اللَّحْم القليميا يجفف ويفيق ويجلو معتدل فِي الْحر وَالْبرد فَأن أحرق وَغسل جفف بِلَا لذع وينفع القروح الَّتِي تحْتَاج ان يمْلَأ فِي الْعين وَجَمِيع الْبدن وَلَا سِيمَا الرّطبَة. البورق ملطف مقطع للفضلة الغليظة اللزجة الزاج محرق مَعَ قبض شَدِيد. الرصاص المحرق مجفف مَعَ حرافة ولذع فَأن غسل جفف بِلَا لذع الاثمد يجفف وَيقبض القلقنت يقبض قبضا قَوِيا مَعَ إسخان قوي ويجفف اللَّحْم الرطب القلقديس يقبض جدا وَيحرق وَهُوَ لطيف وَأم أحرق زَادَت لطافته وَقل لذعه النّحاس المحرق حَار قَابض يدمل القروح الَّتِي فِي الأجساد الْبَتَّةَ أَن غسل الإسفيداج بَارِد مغرى زهر النّحاس أَحْمَر والطف من النّحاس المحرق وَمن توبال النّحاس ألف وَلذَلِك يجلو خشونة الأجفان القسريفوق وَهُوَ دَوَاء الجرب أَكثر تجفيفا من القلقديس وَأَقل لذعا من الطف التوتيا المغسول يجفف بِلَا لذع وينفع البثر والقروح والسيلان توبال الْحَدِيد يجفف وَيقبض وينفع القروح الردية توبال النّحاس ينقص اللَّحْم ويذيب وَفِي كل توبال لذع ولطف المرارات تحد الْبَصَر بَيَاض الْبيض يغرى وَفِيه جلاء للرطوبة الَّتِي فِيهِ الْعِظَام المحرقة المغسولة بَارِدَة يابسة مسددة الجندباستر مقطع منضج الفلفل والسنبل نافعان فِي إدرار الدُّمُوع وظلمة الْبَصَر الْحجر الافروجى والأنزروت وَالصَّبْر والماميسا والقليميا والأثمد والزعفران نافعة لحفظ صِحَة الْعين وَمنع النَّوَازِل أَن نزل إِلَيْهَا دهن البلسان عصارة السداب والرازيانج ومرارات الْحَيَوَان والحلتيت وَنَحْوهَا نافعة من ظلمَة الْبَصَر وَابْتِدَاء المَاء لِأَنَّهَا تلطف وتغنى وتسخن قَالَ وَيَنْبَغِي هَذِه الْأَدْوِيَة وَغَيرهَا من الأكحال الحارة إِذا كَانَ الرَّأْس غير ممتل والهواء صَاف جدا وَلَيْسَ بالبارد جدا وَلَا بالجار جدا يَنْبَغِي أَن يعقب جَمِيع الأكحال الحارة اللذاعة أَن يقطر فِي الْعين لبن النِّسَاء ويكمدها حَتَّى يسكن اللذع ثمَّ يغسلهَا بعد ذَلِك وينقيها.

أمراض الجفن

3 - (أمراض الجفن) قَالَ حنين أمراض الجفن الْخَاصَّة لَهُ الجرب وَالْبرد والتحجر والالتصاق والشترة والشعيرة وانتشار الأجفان وَالْقمل والردينج والسلاق والحكّة والتآليل والشرناق والتوثه. فالجرب أَرْبَعَة أَنْوَاع أَحدهَا إِنَّمَا هُوَ حمرَة وخشونة قَليلَة فِي بَاطِن الجفن وَالثَّانِي مَعَه خشونة أَكثر وَمَعَهُ وجع وَثقل وَالثَّالِث يرى مَعَه إِذا قلب الجفن مثل شقوق البثر وَالرَّابِع هُوَ مَعَ ذَلِك صلب شَدِيد وَأما الْبرد فنوع وَاحِد وَهُوَ رُطُوبَة غَلِيظَة فِي ظَاهر الجفن وَفِي بَاطِن الجفن شَبيه بالبرد. والتحجر نوع وَاحِد وَهِي فضلَة أغْلظ من فضلَة الْبرد يتحجر فِي الْعين. وَأما الالتصاق فنوعان أَحدهمَا التحام الجفن بسواد الْعين أَو ببياضها وَالْآخر التحام الجفنين بَعْضهَا بِبَعْض وَيحدث من قرحَة وَمن قطع ظفرة وَأما الشترة فَثَلَاث ضروب: الأول أما أَن ألف يرْتَفع الجفن الْأَعْلَى حَتَّى لَا يُغطي بَيَاض الْعين وَقد يعرض ذَلِك من الطَّبْع وَفِيمَا صلبت الجفن على خير مَا يَنْبَغِي أَو تقصر الأجفان أَو تنْقَلب إِلَى خَارج لي إِذا انْقَلب الجفن الْأَسْفَل إِلَى أَسْفَل حَتَّى لَا يُغطي الْبيَاض الشعيرة نوع وَاحِد وَهُوَ ورم مستطيل شَبيه الشعيرة يحدث فِي طرف الجفن وَأما الشّعْر الزَّائِد فنوع وَاحِد وَهُوَ شعر ينْبت فِي الجفن منقلبا بنخس الْعين وَأما انتثار الأشفار فضربان أما من رُطُوبَة حادة يصير إِلَيْهَا كالحال فِي دَاء الثَّعْلَب وَأما لعدم غذئها كالحال فِي الصلع وَهَذَانِ لَا حمرَة وَلَا صلابة مَعَهُمَا فِي الأجفان وَمِنْه نوع آخر يعرض مَعَه غلظ الأجفان وَحُمرَة وصلابة فِيهَا. وَأما الْقمل فنوع وَاحِد وَهُوَ تولد قمل صغَار فِي الأشفار ويعرض لمن يكثر الْأَطْعِمَة ويقلل التَّعَب وَالْحمام. الوردينج فضربان أَحدهمَا مَادَّة تسيل إِلَى الجفن فيحمر لَونه مَعَ غلظ شَدِيد وَثقل ورطوبة كَثِيرَة وَالْآخر يحدث من دم مربي لَونه يضر إِلَى الْحمرَة والورم والحمرة فِيهِ أقل والغرزان والحرفة فِيهِ أَكثر. وَأما الحكّة فنوع وَاحِد ويعرض أما فِي الماقين وَأما فِي بَاطِن الجفن وَأما التآليل فورم حَابِس صلب يحدث فِي بَاطِن الجفن الْأَسْفَل أَو الْأَعْلَى أَو فِي ظاهرهما أَو فيهمَا جَمِيعًا.

أمراض الآماق

وَأما الشرناق فسلعة فِي الجفن الْأَعْلَى يمْنَع العليل أَن يرفع بَصَره لي فَوق وَهُوَ جسم شحمي لزج منسج بعصب.) وَأما التوثة فورم شكله كالتوثة جاس أَكثر مَا يعرض فِي الجفن الْأَعْلَى فَلذَلِك يعرف بِهِ. 3 - (أمراض الآماق) ثَلَاثَة الغدة والسيلان والغرب فالغدة بار هِيَ اللحمة الَّتِي فِي المأق الْأَكْبَر فَوق الغدد الطبيعية. وَأما السيلان فَهُوَ الدمعة الزَّائِدَة يعرض لنُقْصَان هَذِه اللحمة إِذا نقصت هَذِه انْفَتح رَأس الثقب الَّذِي بَين الْعين والمنخرين حَتَّى لَا يمْنَع الرطوبات أَن تسيل إِلَى الْعين وَيحدث ذَلِك من إفراط المتطببين وَقطع الغدة أَو إفراط الْأَدْوِيَة الحادة فِي قطع الظفرة والجرب. وَأما الغرب فانه خراج يخرج فِيمَا بَين المأق ألف وَالْأنف وَرُبمَا صَار ناصورا فَذَلِك ثَلَاثَة أمراض. 3 - (أمراض الملتحمة) الرمد والطرفة والظفرة والانتفاخ والجساء والحكة والسبل والودفة والدمعة والدبيلة فَأَما الرمد فَأَرْبَعَة أَنْوَاع أما من دم حَار جيد وَيكون بالكمية وَأما من دم بلغمي وَأما من دم صفراوي وَأما من دم سوداوي وَقد ذكرنَا علاماته فِي بَاب الرمد. وَأما الطرفة فَهُوَ دم ينصب إِلَى الملتحم ثمَّ تخرق الأوراد الَّتِي فِيهِ وَهُوَ ضَرْبَان وَأما ينخرق الملتحم مَعَه وَأما أَن لَا ينخرق جَوْهَر الملتحم لَكِن بعض أوردته وَذَلِكَ يكون من ضَرْبَة وَنَحْوه وَأما الظفرة فَزِيَادَة من الملتحم يبْدَأ نباتها على الْأَكْثَر من المأق الْأَكْبَر وَرُبمَا امتدت على الملتحم كُله حَتَّى يبلغ الْقَرنِي ويغطي النَّاظر وَأما الانتفاخ فأربع ضروب أَحدهَا يحدث من ريح وَهَذِه النَّوْع يحدث بغنة من المأق الْأَكْبَر مثل مَا يعرض من عضة ذُبَاب أَو قرض بقة واكثر مَا يعرض للشيوخ فِي الصَّيف ولونه على لون الأورام الْحَادِثَة من البلغم وَالثَّانِي أردؤ لونا والثقل فِيهِ أَكثر وَلذَلِك الْبرد فِيهِ أَشد وَإِذا غمزت عَلَيْهِ الإصبع بَقِي أَثَرهَا سَاعَة وَالثَّالِث لَونه على لون الْبدن والإصبع يغيب فِيهِ وَمِمَّا يمتلي أَثَرهَا سَرِيعا وَالرَّابِع صلب لَا وجع مَعَه ولونه كمد وَأكْثر مَا يعرض فِي الجدري. وَأما الجساءة فصلابة فِي الْعين مَعَ الأجفان وَلَا يعرض مَعهَا وجع وَغَيره ويعسر لذَلِك فتح الْعين مَعَ الأجفان فِي وَقت الانتباه من النّوم وتجف جفوفا شَدِيدا أَولا تنْقَلب الأجفان بصلابتها وَأكْثر ذَلِك تجمع فِي الْعين رمص صلب يَابِس.) وَأما الحكة فَيُقَال لَهَا باليونانية اخروس وَهِي حكة تعرض فِي الملتحم من فضلَة بورقيه مالحة وَقد تعرض هَذِه الْعلَّة فِي الأجفان وَقد ذَكرنَاهَا أَيْضا هُنَاكَ.

أمراض القرنية

واما السبل فنوعان أَحدهمَا يحدث من الأوردة الَّتِي تَحت القحف وَالْآخر من خَارجه وَقد ذكرنَا الْفرق بَينهمَا فِي بَابه. وَأما الودفة فورم جاس فِي الملتحم ومواضعه مُخْتَلفَة وَكَذَلِكَ الوانه يكون مرّة فِي نَاحيَة الماق الْأَكْبَر وَمرَّة فِي الْأَصْغَر وَمرَّة عِنْد الإكليل وَمرَّة تَحت الجفن الْأَسْفَل وَيكون أَيْضا بَيْضَاء مرّة وحمراء أُخْرَى فَأَما الدمعة فَهُوَ سيلان الرُّطُوبَة من الرَّأْس إِلَى الْعَينَيْنِ وَرُبمَا كَانَ من الْعُرُوق الَّتِي تَحت القحف ألف وَرُبمَا كَانَ مِمَّا فَوْقهَا وَقد ذكرنَا علامته فِي بَابه. وَأما الدُّبَيْلَة فَلم نقسمهُ لِأَن نوع وَاحِد وَهِي قرحَة ردية غائرة فِي الملتحم. 3 - (أمراض القرنية) البثور والقروح والأثر والسلخ والدبيلة والسرطان والحفر وَتغَير اللَّوْن أما القروح فضربان أَرْبَعَة فِي سطح القرنية وَثَلَاثَة غائرة فالنوع الأول مِمَّا يعرض فِي سطح القرنية لَوْنهَا شبه الدُّخان وموضعها وَاسع وَالثَّانِي أَصْغَر موضعا وأبيض لونا وأعمق وَالثَّالِث ذُو لونين لِأَنَّهَا تَأْخُذ من الملتحم طرفا وَهِي على إكليل السوَاد أَحْمَر وأبيض قرحَة فِي ظَاهر القرنية شبه الشّعب فَأَما الغائرة فأولها قرحَة نقية صَافِيَة عميقة يُسمى باليونانية لوبويون وَالثَّانِي أَكثر أتساعا من الأول وَأَقل عمقا وَيُسمى باليونانية كيلوما وَالثَّالِثَة قرحَة وسخة كَثِيرَة الخشكريشة وَيُسمى امقرما إِذا أزمنت سَالَتْ مِنْهَا رطوبات الْعين كلهَا وَهِي الدُّبَيْلَة وَأما البثرة فَتحدث إِذا اجْتمعت رُطُوبَة بَين القشور الَّتِي مِنْهَا تركبت القرنية وألوانها مُخْتَلفَة أما بيض وَأما سود وَأما أَن يكون تَحت القشرة الأولى وَأما تَحت الثَّانِيَة وَأما تَحت الثَّالِثَة فَهِيَ لذَلِك ثَلَاثَة أَنْوَاع. والأثر فنوعان أما رَقِيق فِي ظَاهر القرنية وَأما غليظ غائر. وَأما السلخ فنوع وَاحِد يحدث مِمَّا يماس هَذَا الْحجاب من حَدِيد أَو قصب أَو غَيره أَو تكون أدوية حادة لي وَقد يكون السلخ من الجرب الردى فَهُوَ لذَلِك ثَلَاثَة أَنْوَاع أما بالحديد وَأما بالأدوية وَأما بالجرب وَأما السرطان فواحد وَهُوَ ورم يحدث من الْمرة السَّوْدَاء وَلَا برْء لَهُ وَأما الْحفر فَيعرض من نخسة تصيب الْعين فَرُبمَا انْتَهَت إِلَى الْعشْرَة الأولى أَو إِلَى الثَّانِيَة أَو إِلَى الثَّالِثَة لي قد يكون بعد خُرُوج الْمدَّة فَهُوَ لذَلِك سِتَّة ضروب ثَلَاثَة مِمَّا زدناه لِأَن هَذَا أَيْضا يكون فِي القشور) الثَّالِثَة.

أمراض ثقب العنبية

أمراض العنبية الضّيق والأتساع والنتو والأنخراق فَأَما الأتساع فضربان أَحدهمَا ينقبض جرم العنبي فتعظم ثقبته وتمتد وَالْآخر يسترخي جرم العنبي فيتسع الثقب. وَأما ضيق الحدقة فَيكون أما من ورم وَأما من كيموس أرضي ينصب إِلَيْهَا وَأما من حرارة مفرطة تقبضها. وَأما النتو فَأَرْبَعَة أَنْوَاع ألف أما أَن تنخرق قشور القرنية فَيطلع من العنبي شَيْئا يَسِيرا وَيُسمى رَأس النملة وَأما أَن يطلع أَكثر من ذَلِك فيسمن رَأس الرَّقَبَة وَأما أَن يطلع أَكثر من ذَلِك فيسمى رَأس المسمار ويعرض إِذا أزمن البثور وَقد ينتو القرنية إِلَّا أَن نتوها لَيْسَ بضار لي قَالَ والنتو يجب أَن يكون خَمْسَة أضْرب أَرْبَعَة نتوات وَنَوع آخر يُسمى العنبة أَن لم يطلع كَانَ مِنْهَا المسمار وَنَوع من نتو الْقَرنِي لَا نقسمهُ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَرَض ضار. 3 - (أمراض ثقب العنبية) فالماء وَهُوَ سِتَّة ضروب أَحْمَر ولون السَّمَاء وأخضر وأزرق أَو مثل المها أَو مثل الدُّخان فضروب المَاء سِتَّة. 3 - (أمراض الجليدية) فزوالها يمنة ويسرة ويعوض من ذَلِك الْحول أَو لِأَن أَحدهَا إِلَى اسفل أَو إِلَى فَوق أَو الْحمرَة ويعرض مِنْهُ أَن يرى الشَّيْء شَيْئَيْنِ ويعرض من الْحمرَة أَن يرى الْأَشْيَاء حَمْرَاء أَو إِلَى الصُّفْرَة ويعرض مِنْهُ أَن يرى الْأَشْيَاء صفراء وَتغَير لَوْنهَا إِلَى السوَاد ويعرض مِنْهُ أَن يرى الْأَشْيَاء سَوْدَاء وَزِيَادَة بياضها ويعرض مِنْهُ أَن يرى الْأَشْيَاء بَيْضَاء أَو جحوظها ويعرض مِنْهُ أَن يرى الشَّيْء أعظم مِمَّا هُوَ مظْلمَة أَو أَن يعظم ويعرض مِنْهَا مَا يعرض من الجحوظ أَو غور أَنَّهَا ويعرض مِنْهَا أَن يبصر الشَّيْء أَكثر مِمَّا هُوَ أَو أصغرها ويعرض مِنْهُ مَا يعرض من الغوران 3 - (أمراض البيضية) وَأما الرّطبَة البيضية فيغير لَوْنهَا فَأن تغير لَوْنهَا أضرّ بِالصبرِ وَلم يُبطلهُ الْبَتَّةَ ويعرض لَهَا جفافها وجفافها أَن كَانَ فِي مَوَاضِع كَثِيرَة رأى النَّاظر أَن كل مَا يرَاهُ فِيهِ كوَّة وثقب وَأَن جَفتْ فِي مَوضِع وَاحِد رأى كل مَا رأى كَانَ فِيهِ كوَّة وَأَن جَفتْ كلهَا ضمرت الْعين وصغرت وَلم يبصر الْإِنْسَان شَيْئا أصلا وَأَن رطبت عظمت الْعين وترطبت الْعين جدا وَلذَلِك أَن صغرت صغرت الْعين وضمرت. 3 - (أمراض الزجاجية) والصفاقة الشبكية وَإِنَّمَا يعرض ذَلِك من فَسَاد مزاجين وَذَلِكَ يكون على ضَرْبَيْنِ أما بسيط وَأما مركب فَهَذَا مَا كَانَ فِي التقاسيم من الْمقَالة الْخَامِسَة من كتاب حنين.

أمراض العصبة المجوفة

3 - (أمراض الْعصبَة المجوفة) المجوفة فَأَما من سوء مزاج وَهِي ثَمَانِيَة وَأما إِلَى مثل السدة والضغط والورم وَإِنَّمَا انحلال الْفَرد مثل هتكها. 3 - (أمراض ثقب العنبي) أما أمراض ثقب العنبي فَأَرْبَعَة اتساعه وضيقه وزواله وانخراقه فاتساعه يكون أما طبيعيا وَأما حَادِثا وَالَّذِي يحدث هُوَ إِمَّا من امتداد ويعرض فِي العنبية عَن المها فِي نَفسهَا وَيكون من يبس وَهُوَ مرض بسيط من سوء مزاج ألف يَابِس وَأما لِكَثْرَة الرُّطُوبَة البيضية وَهُوَ مرض مَعَ مَادَّة كالأورام وَأما ضيقها فَيكون أَصْلِيًّا وحادثا والحادث من استرخاء العنبية ويسترخي لعلتين أما لرطوبة تغلب على مزاجه فترخيه وَأما لقلَّة الرُّطُوبَة البيضية وضيق العنبية أبدا أَحْمَر فِي حِدة الْبَصَر وجودته إِذا كَانَ أَصْلِيًّا فَأَما الْحَادِث فردى وخاصة أَن كَانَ عَن نُقْصَان البيضية لَان الجليدية لَا تسترها حِينَئِذٍ عَن النُّور كثير شَيْء فيضره ذَلِك بهَا وَلِأَنَّهَا تعد أَيْضا من غذائها فيضعف وَيفْسد مزاجها على الْأَيَّام وَأَن كَانَ من استرخاء العنبية أَيْضا فَهُوَ رَدِيء لعلل قد يمكنك أَن تعرفها مِمَّا تقدم. وَأما انخراق الحدقة فَيكون عرضا إِذا نتأ شَيْء من العنبي فِي القروح وَهُوَ يضر بالبصر أَو يلفه على مَا تقدم. وَأما انخراق العنبية فَأن كَانَ صَغِيرا لم يضر وَأَن كَانَ عَظِيما سَالَتْ مِنْهُ الرُّطُوبَة البيضية وَيذْهب الْبَصَر. قَالَ وَإِمَّا الرُّطُوبَة البيضية فالآفة تحدث فِيهَا أما فِي كميتها وَأما فِي كيفيتها فَأن كثرت حَالَتْ بَين الجليدية وَالْبَصَر الضَّوْء فأذهبت الْبَصَر وَأَن قلت لم يمنعهُ من الضَّوْء الْبَتَّةَ فأضربها وَقد تضمر أَيْضا إِذا قل غذاؤها وَأما أَن تغلظ فَأن كَانَ غلظها يَسِيرا لم ير الْبعيد وَلم يستقص النّظر إِلَى الْقَرِيب وَأَن غلظت كَانَ غلظها شَدِيدا فَأَنَّهُ أَن كَانَ فِي كلهَا منع الْبَصَر وَيُسمى هَذَا المَاء وَأَن كَانَ فِي بَعْضهَا فَأَنَّهُ يكون أما فِي أَجزَاء مُتَّصِلَة وَأما فِي أَجزَاء مُتَفَرِّقَة فان كَانَ فِي أَجزَاء مُتَّصِلَة) فانه أما أَن يكون فِي الْوسط وَأما حول الْوسط فان كَانَ فِي الْوسط رأى من عرض لَهُ ذَلِك فِي كل جسم كوَّة لِأَنَّهُ يظنّ أَن مَالا يرَاهُ من الْجِسْم عميقا وَأَن كَانَ حول الْوسط منع الْعين أَن يرى أجساما كَثِيرَة دفْعَة حَتَّى يحْتَاج إِلَى أَن يرى كل وَاحِد من الْأَجْسَام على حِدته لصِغَر صنوبرة الْبَصَر وَنحن نقُول لصِغَر طَرِيق الشبح وَأَن كَانَ الغلظ من أَجزَاء مُتَفَرِّقَة فَأَنَّهُ يرى بَين يَدَيْهِ أشكال تِلْكَ الْأَجْزَاء الغليظة وقوامها كالبق وَالشعر وَمَا أشبه ذَلِك كَمَا يعرض فِي وَقت الْقيام من النّوم للصَّبِيّ والمحموم وَأما فِي لَوْنهَا فَأَنَّهَا أما أَن يتَغَيَّر كلهَا فَيرى الْجِسْم كُله باللون الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ فَأن كَانَ

لَوْنهَا إِلَى الدكنة رأى الْأَجْسَام أجمع كَأَنَّهَا فِي ضباب أَو دُخان وَبِالْجُمْلَةِ فَأَنَّهُ يرى الْأَجْسَام باللون الَّذِي يَتلون ألف وَأَن كَانَ لَوْنهَا لون غير ذَلِك رأى الْأَجْسَام بذلك اللَّوْن وَأما أَن يتَغَيَّر لون بعض أَجْزَائِهَا فَيرى من أَصَابَهُ ذَلِك بَين عَيْنَيْهِ أشكالا بألوان تِلْكَ الْأَجْزَاء الَّتِي تَغَيَّرت ألوانها وَذَلِكَ شَبيه بِمن يعرض لَهُ المَاء لي أَلا أَن هَذِه لَهَا ألوان مُخْتَلفَة وَذَلِكَ بيض أبدا. قَالَ وَأما الرّوح النوري فَأن الآفة تعرض لَهُ أما فِي الكمية وَأما فِي الْكَيْفِيَّة وَنحن نقُول لَيْسَ للروح النوري وَأما الجليدي الْقَابِل للشبح فَأن الآفة تعرض لَهُ على مَا نقُوله. قَالَ أما فِي الكمية فَإِذا قل لم يبصر الشَّيْء من بعيد وَإِذا كثر أبصره من بعيد قَالَ وَأَن كَانَ لطيفا فَأَنَّهُ يستقصي النّظر إِلَى الْأَشْيَاء يثبتها ثبتا شَدِيدا وَأَن كَانَ غليظا فبالضد. وَنحن نقُول أَن كَانَ جَوْهَر الجليدية شَدِيد الصفاء والرقة تشنجت فِيهِ الأشباح الْبَعِيدَة وَأَن كَانَ خلاف ذَلِك فبالضد وَأَن كَانَ شَدِيد الصقالة والملاسة لَو يحرم الشبح وَلَو لطف مِنْهُ وبالضد قَالَ وَأما مَا يُحَاذِي ثقب العنبية من القرنية فَأن جَمِيع آفاته تضر بالبصر ويعرض فِيهِ من نَفسه ثَلَاث ضروب من الْآفَات أما سوء مزاج وَإِمَّا مرض آلي وَأما انحلال فَرد فَأَما أمراضه الَّتِي من سوء مزاج فَأَنَّهُ أَن رطب رأى صَاحبه الْأَشْيَاء كَأَنَّهَا فِي ضباب أَو فِي دُخان وَأما أَن تغير لَوْنهَا وَيرى من أَصَابَهُ تِلْكَ الْأَشْيَاء بذلك اللَّوْن كَمَا يعرض لصَاحب اليرقان أَن يرى الْأَشْيَاء صفراء وَلِصَاحِب الطرفة أَن يرى الْأَشْيَاء حَمْرَاء وَأما يبس فَيحدث فِيهِ غُضُون تضعف الْبَصَر ويعرض ذَلِك للشيوخ كثيرا فِي آخر أعمارهم وَقد تتشنج القرنية لَا من أجل يبس يجفف لَكِن من نُقْصَان الرُّطُوبَة البيضية وَيفرق بَينهمَا أَن التشنج الْوَاقِع بالقرني من أجل نُقْصَان البيضى يعرض مَعَه ضيق الحدقة والغضون الَّتِي لَهَا من أجل اليبس فِي نَفسهَا لَا يعرض مَعَه ذَلِك وَأما الغلظ فِيهِ فَأَنَّهُ أَن كَانَ قَلِيلا أضرّ بالبصر كالآثار الْخفية من اندمال القروح وَأَن كَانَ غليظا أضرّ) أضرارا عَظِيما بِأَن أفرط فِي الْعظم أتْلفه الْبَتَّةَ وَأما إنخراقه فعلى ذَلِك أَن كَانَ قَلِيلا أضرّ بالبصر إِذا كَانَ فِي هَذَا الْجُزْء من الْقَرنِي المحاذي لثقب الْعين وَأَن كَانَ كثيرا اتلفه الْبَتَّةَ. وَأما آلا فَاتَ الْعَارِضَة فِي حركات الْعين الإرادية فَأَما أَن تضعف كالرعشة أَو تبطل كالفالج أَو يكون على غير مَا يَنْبَغِي كالتشنيج وَعلة ذَلِك كُله أما الدِّمَاغ ألف وَأما العصب الْمُتَّصِل بِالْعينِ. الْأَعْضَاء أَلا لمة قَالَ جالينوس أمراض الْعصبَة المجوفة لَهَا ثَمَانِيَة من سوء

المزاج أما ورم وَأما سدة وَأما انتشار وَأما انْقِطَاع الْعصبَة الْجَارِي عَنْهَا الرّوح. من كتاب الْبَصَر فِي الجموع فِي الْعين قَالَ ألّف للرمد الَّذِي لَا ضَرْبَان مَعَه فَاجْعَلْ مِمَّا يقبض قبضا معتدلا أَن كَانَ مَعَه ضَرْبَان فَأن لم يكن مفرطا فَاجْعَلْ مَعَه الْأَدْوِيَة المنضجة فِيهِ لِأَن لَهَا تسكين الوجع فان كَانَ الضربان شَدِيدا مقلقا فاخلط بهَا مخدرة وَلَا تدمن المخدرات لِأَنَّهَا تبطئ بانتهاء الْعلَّة وتنضجها وَإِذا انْتهى الرمد فَاجْعَلْ الْأَدْوِيَة المحللة أغلب عَلَيْهَا وَأما الأرماد المتطاولة فاخلط بالشياف الَّتِي تسْتَعْمل فِيهَا النّحاس المحرق والزاج المحرق والشادنة والتوبال والزرنيخ والمرقشيثا والسنبل واللؤلؤ والاثمد والاسفيداج والأصداف المحرقة وَجَمِيع المعدنية فاسحقه بالهاون بِالْمَاءِ بعد أَن تكون قد تخلته بِالْجَرِيرِ سَاعَة هوية ثمَّ صب عَلَيْهِ مَاء وحرّكة وصولّه وَاعد تصويله مَرَّات ثمَّ جففه واسحقه فان هَذَا احكم مَا يكون قَالَ وَاعْلَم ألف أَن الزنجار يَأْكُل حجب الْعين ويجففها ويهتكها فيرفق فِي اسْتِعْمَاله وخاصة فِي عُيُون الصّبيان والأبدان الرقيقة فاخلط بِهِ لَهَا كثيرا من الاسفيداج والنشا وادفه بِالْمَاءِ لتنقص حِدته إِذا اسْتعْملت الْأَدْوِيَة الجلاءة فِي السبل والجرب والظفرة وترقيق أثر القروح وَغير ذَلِك فَمن كحلته فاصبر سَاعَة حَتَّى يسكن مضض الدَّوَاء ثمَّ أكحله ثَانِيَة بعد سَاعَة ليَكُون ذَلِك أبلغ فان تَوَاتر الْكحل ميلًا فِي أثر ميل فِي هَذِه الْأَدْوِيَة لَا يبلغ مَا يُرَاد من التنقية لَا يومن مَعَه نقُول الْعين ونكايتها. قَالَ والذرور كُله ردي فِي بَدو القروح والرمد. قَالَ وَإِذا عرضت أوجاع الْعين فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة وَفِي النَّاس الَّذين نشئوا فِي تِلْكَ الْبلدَانِ فَأن برؤها أَبْطَأَ ووجعها أَشد لاستكثاف حجب أَعينهم فَلَا تجزع والزم علاجك. قَالَ وأجود الْأَشْيَاء لَا وجاع الْعين كلهَا بعد قطع الْمَادَّة قَدِيما كَانَ ذَلِك الوجع أَو حَدِيثا فِي) الأجفان كَانَ أَو فِي دَاخل الطَّبَقَات تلطيف الْغذَاء وتسهيل الطبيعة وَقلة الشَّرَاب وَالْجِمَاع وتكميد الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ بِالْمَاءِ الْحَار وَشد السَّاقَيْن ودلك الْقَدَمَيْنِ وخاصة عِنْد

شدَّة الوجع وطلاء الصدغين بالأدوية القابضة وَرُبمَا طليت الأجفان فِي الْعِلَل المزمنة بالأدوية المحللة. وَيَنْبَغِي لأَصْحَاب وجع الْعين أَن يمسكوا بِأَيْدِيهِم خرقا خضرًا أَو سَوْدَاء وَلَا يمسكوا بيضًا وَمن كَانَ بِعَيْنِه الرمد الْحَار وبئر يجلس فِي مَوضِع قَلِيل الضياء وَيجْعَل فرشه ثيابًا مصبغة ويفرش حواليه الآس وَالْخلاف الْخضر واجمع الكحالون أَن جَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تكحل بهَا يَنْبَغِي أَن يكون فِي حدّ مَا لَا يحس دقة وَألا أنكئت الْعين وَعظم ضررها وأنفع الأميال المتين الشَّديد الملاسة وَيرْفَع الجفن ويقلبها بِرِفْق جدا ويؤدها ويردها فَإِذا أقلبها لم يَتْرُكهَا يَسْتَوْفِي فِي ذَاتهَا لَكِن يردهَا بِرِفْق وَيَضَع الذرور ويرفق عِنْد المأقين وَلَا يخلط بالميل فِي الْعين وَأَن كنت تُرِيدُ أَن تقلع الْبيَاض فتضعه على الْبيَاض وَحده وَتمسك سَرِيعا. قَالَ وكل وجع مَعَه ضَرْبَان فيعالج بالأدوية المبردة والمسكنة للوجع وَأما الأوجاع الغبية مثل السبل والظفرة والسلاق والحكة وبقايا الرمد وآثار القروح وكل وجع لَا ضَرْبَان مَعَه فيعالج بالأدوية المنقية المذيبة. قَالَ وَإِذا عرض وجع حاد مَعَ وجع مزمن ألف فابدأ بالحاد حَتَّى ينْصَرف. قَالَ يُوشَع لابد فِي القروح والبثور والرمد الْحَار والسبل الَّذِي مَعَه انتفاخ وورم وَحُمرَة شَدِيدَة وَكَثْرَة قذى ورطوبة من الفصد والحجامة والإسهال فَأَما غير ذَلِك فَلَا يحْتَاج إِلَى ذَلِك وذره وَيَكْفِي بالاكحال. من كناش مسيح إِذا كَانَ امْتنَاع الْبَصَر من أجل فَسَاد مزاج الدِّمَاغ عرض مَعَه فَسَاد سَائِر الْحَواس وَأَن كَانَ الورم فِي العصبتين المجوفتين كَانَ على أَكثر الْأَمر مَعَه اخْتِلَاط لِأَن الدِّمَاغ يرم بالمشاركة وَأَن كَانَ من سدة لم يَتَّسِع أحد الناظرين.

الباب الثاني

(الْبَاب الثَّانِي) (الرمد والوجع فِي الْعين. .) والوردينج وسيلان الْموَاد والسرطان وعلامتها والأورام فِي الْعين من الانتفاخ وَغَيره واليبس الْعَارِض من التُّرَاب وَالشَّمْس والورم الْحَار فِي الْعين وانتفاخ الأجفان وورمها والإرماد الحادة والضربان فِيهَا والبثور الَّتِي تحدث فِي الْعين من جنس النفاخات والأورام الرخوة فِي الأجفان.) من كتاب أَصْنَاف الحميات الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ من أَصْنَاف الرمد مِنْهَا مَا يَنُوب غبا وَمِنْهَا مَا يَنُوب كل يَوْم قَالَ وَهَذَا الرمد يكون من فضول تنصب الْعين من أَعْضَاء أقوى مِنْهَا وَيلْزم الأدوار لتساوي عللها وَقد داويتها مَرَّات بِخِلَاف الكحالين الَّذين يكدون الْعين بَاطِلا بِمَا يعالجونها بِهِ وَأما نَحن فَرُبمَا داويناها بالحمام وَرُبمَا داويناها بالإسهال وَرُبمَا داويناها بِالشرابِ الصّرْف نسقيهم وَرُبمَا داويناها بالفصد والحقنة ونبرأ وَلَا نحتاج إِلَى كحل وَرُبمَا احتجنا إِلَى شَيْء يسير لي كَانَ فِي خلال كَلَام جالينوس أَن الرمد يكون من فضل أغذية الْأَعْضَاء الَّتِي فَوق الْعين وَإِذا كَانَ كَذَلِك فالإمساك عَن الْغذَاء ثمَّ دُخُول الْحمام يبلغ مَا يُرِيد لَان فضول الْبَاعِث تقل مَا قد جرى إِلَى الْعين وتنحل قَالَ وكل مَادَّة تنصب إِلَى الْعين فَإِنَّمَا تنحدر من الرَّأْس. الْمقَالة الثَّالِثَة من حِيلَة البرؤ وَقد أبرأت أوجاعا صعبة من أوجاع الْعين جدا أما

بالحمام أَو بِشرب الشَّرَاب وَأما بفصد وَأما بإسهال ألف وَأما بتكميد وَهَذِه الأوجاع لَا يحس جلّ الْأَطِبَّاء أَن يعالجوها إِلَّا بالأفيون واليبروج والنبج ومضرتها للعين عَظِيمَة وَذَلِكَ أَنَّهَا إِنَّمَا تسكن الوجع باماته الْحس وأعراف قوما لما ألح عَلَيْهِم الْأَطِبَّاء بِهَذِهِ لم يرجع أَبْصَارهم بعْدهَا إِلَى الْحَال الطبيعية لكِنهمْ مُنْذُ ذَلِك الْوَقْت بَدَت بهم ظلمَة فِي أَبْصَارهم فَلَمَّا طَال بهم الزَّمَان نزل فِي عين بَعضهم المَاء وَأصَاب بَعضهم خمول الْبَصَر وَبَعْضهمْ سل الْعين وَهُوَ الَّذِي يصغر مِنْهُ ويضيق الحدقة وَيكون من جفاف رطوبات الْعين إِذا قل أغتذاؤها. الْمقَالة الْخَامِسَة من حِيلَة البرؤ قَالَ الْموَاد المنصبة إِلَى الْعين إِذا احتجنا إِلَى تنقلها إِلَى عُضْو قريب نقلناها إِلَى المنخرين لي هَذَا إِذا كَانَت الْموَاد قد رسبت إِلَى الْعين لَا فِي أول الْأَمر فَعِنْدَ ذَلِك يكون نقلهَا إِلَى الْعُضْو الْأَقْرَب أسهل وَأولى مِنْهُ إِلَى الْعُضْو أَلا بعد وَيكون نقلك لَهُ بالتعطيس وصب الْأَشْيَاء الحارة فِي الْأنف والأرعاف. الْمقَالة الثَّانِيَة عشر مِنْهُ قَالَ أَنا اسْتعْمل المخدرة فِي علاج وجع الْعين إِذا فرط الْأَمر فِيهِ جدا. قَالَ وَلَا علاج وجع الْعين إِذا حدث عَن ريح نافخة كَانَت من أخلاط غَلِيظَة بالتكميد بالجاروس قَالَ وَأحذر اسْتِعْمَال الأفيون فِي تسكين الوجع الَّذِي من ريح غَلِيظَة. وَذَلِكَ أَنه وَأَن سكن فَأَنَّهُ يهيج بِهِ أَشد وَاسْتعْمل فِي هَذَا التكميد والإنضاج وَالْحمام وَالشرَاب فَأَما الوجع الَّذِي عَن خلط حاد تَأْكُل فَأن الأفيون حِينَئِذٍ لَيْسَ إِنَّمَا هُوَ مسكن للوجع بِالْعرضِ فَقَط بل هُوَ شاف قَالَ والدواء الْمُتَّخذ بالجندباستر والأفيون يسكن وجع الْعين أَن قطر مِنْهُ فِي الْأذن وان) احتجت إِلَى ضماد فاطبخ الخشخاش بِالْمَاءِ وألق فِي ذَلِك دَقِيق الحلبة أَو دَقِيق برز كتَّان وضمد بِهِ قَالَ وَجَمِيع النَّاس يعلم أَن الشاف الْمُتَّخذ بالأفيون يسكن وجع الْعين الشَّديد جدا وَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل عِنْد مَا يضْطَر إِلَيْهِ أَمر عَظِيم لِأَنَّهُ رُبمَا أَضْعَف الْبَصَر بَاقِي

الْعُمر بل رُبمَا أتْلفه جملَة وَلَكِن إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فاختر هَذَا الضَّرْب من العلاج أَعنِي الأفيون ثمَّ عالجه بعد ذَلِك فَيَنْبَغِي أَن يخْتَار ذَلِك الضَّرَر ويعالجه بِمَا يرد عَلَيْهِ مزاجه وأجود الْأَشْيَاء فِي ذَلِك شياف الدَّار صيني. الثَّالِثَة عشر فِي هَذِه الْمقَالة أَيْضا الْعين يحدث فِيهَا الوجع الشَّديد أما لخلط لذاع ينصب إِلَى الْعين وَأما لخلط كثير يمدد طبقاتها أَو بخار غليظ يمدد قَالَ فداو التلذيع بِأَن تجذب الْخَلْط إِلَى أَسْفَل ألف وتستفرغه بالأدوية المسهلة وتصب فِي الْعين بَيَاض الْبيض فتشيل الجفن بِرِفْق وتصبه فِيهِ فَإِن القدماء لم يستخرجوا بَيَاض الْبيض للذع فِي الْعين أَلا يبْحَث مستقصى حميد لَان فِيهِ لزوجة فَهُوَ لذَلِك يطول مكثه وَهُوَ بعيد من كل لذعة فَهُوَ لذَلِك يغسل اللذع ويسكن عاديته الْخَلْط اللذاع كَمَا يسكن الشَّحْم لذع الأمعاء إِذا حقن بِهِ وَهُوَ احْمَد من اللَّبن فِي ذَلِك لِأَن فِي اللَّبن جلاءّ مَا وَرُبمَا كَانَ فَاسِدا فِيهِ طعم مُنكر قَالَ فَإِذا نضج الورم واستحكم نضجه وَكَانَ الْبدن كُله نقيا فالحمام أَنْفَع الْأَشْيَاء لهَؤُلَاء وَذَلِكَ أَنه يسكن الوجع من سَاعَته وَيقطع سيلان الْمَادَّة إِلَى الْعين وَذَلِكَ أَن جلها يستفرغ فِي الْحمام والبقية الَّتِي تبقى بل تمتزج وتعتدل برطوبة الْحمام وَأما الوجع الْحَادِث عَن تمدد الصفاقات من الامتلاء فَأخْرج الدَّم وأسهل الْبَطن وأدلك للأعضاء السفلية وَشد الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ ثمَّ بعد ذَلِك إِذا انجذبت الْمَادَّة كمد الْعُضْو بِمَاء عذب معتدل الْحَرَارَة وَأما الرّيح الغليظة فعالج بعلاج التمدد من الامتلاء حَتَّى تجذب الأخلاط ثمَّ عالج الْموضع نَفسه وَلَا تسْتَعْمل الْأَشْيَاء الرادعة لَكِن الْأَشْيَاء المحللة كمد أَعينهم على مَا وصفت وقطر فِيهَا طبيخ الحلبة المغسولة قبل ذَلِك غسلا محكما فَإِن هَذَا دَوَاء يحلل أَكثر من كل شَيْء تداوى بِهِ الْعين وَلَا تروم التَّحْلِيل وَفِي الْبدن امتلاء لَكِن استفراغ الْبدن كُله. قَالَ وَاعْلَم انه رُبمَا كَانَ الْبدن لَا امتلاء فِيهِ وَإِنَّمَا ينصب إِلَى الْعين مَا ينصب من عُضْو أَو عضوين يدفعان إِلَيْهِ فَإِذا طَالَتْ عِلّة الْعين وَلم يكن فِي الْبدن فضل فَعَلَيْك بعلاج الرَّأْس وَأَن كَانَ اكْتسب سوء مزاج حَار فبرده وَإِن كَانَ بَارِدًا فاطله بالأضمدة المحمرة وَإِن كَانَ سوء مزاج حَار فالاستحمام بِالْمَاءِ العذب ودهن ورد لتبدل مزاج الْخَلْط اللذاع وَرُبمَا كَانَ الدَّافِع لهَذِهِ الْمَادَّة) إِلَى الْعين عروق وشرايين قد ضعفت فَصَارَت بِمَنْزِلَة المغيض فَيدْفَع إِلَى الْعين مَا يحصل فِيهَا وَحِينَئِذٍ يَنْبَغِي أَن يشيل هَذِه الْعُرُوق ويتوغل فِي الْقطع إِلَى عمق كثير فَأن كَانَ الدَّافِع إِنَّمَا هُوَ من الْعُرُوق الْبَاطِنَة فَأن هَذَا العلاج لَا يُمكن فِيهِ بِالْقطعِ غير مسكن وَذَلِكَ إِذا كَانَت ألف مُتَأَخِّرَة دَاخل القحف قَالَ وَلذَلِك صَارَت مثل هَذِه السيلانات عسرة العلاج وَأما الَّتِي تسيل من الْعُرُوق الْخَارِجَة فقد يُمكن وَأَن لم يسل أَن يطلي

بالأضمدة المقبضة وَرُبمَا كَانَت الْعلَّة فِي وجع الْعين دَمًا حارا كثيرا يصعد إِلَى الرَّأْس وَيكثر فِي الشرايين خَاصَّة وَلِهَذَا علاج بَالغ وَهُوَ قطع الشريان الَّذِي خلف الْأذن وَيَنْبَغِي أَن يحلق الرَّأْس ثمَّ تجس الْعُرُوق الضوارب الَّتِي خلف الْأذن وَالَّتِي خلف الْجَبْهَة والصدغين فَينْظر أَيهَا أعظم وَأَشد حرارة ونبضا فيقطعه. جالينوس وَأما الْعُرُوق الصغار والمستبطنة للجلد فأنك أَن سللتها كَانَ صَوَابا وَقد يسل الْعرق الضَّارِب الْعَظِيم الَّذِي فِي الصدغ فَأن هَذَا الْعرق عَظِيم فلأجود أَن تحدثه أَولا ثمَّ تقطعه. الرَّابِعَة من الْعِلَل ة الْأَعْرَاض الوردينج هُوَ الرمد الصعب الَّذِي تتقلب فِيهِ الأجفان إِلَى خَارج ويعلو بَيَاض الْعين للورم علوا كثيرا. الثَّانِيَة من الميامر وجع الْعين يخف بالتخبيص والتكميد من بلي بالرمد الطَّوِيل الصعب يَنْفَعهُ السعوطات الحادة القوية الَّتِي فِيهَا شونيز وعصارة قثاء الْحمار وَحده وَمَا تخرج من الرَّأْس الثَّالِثَة من الميامر إياك أَن تسْتَعْمل الشياف الْأَبْيَض والأشياء المغرية قبل استفراغ الْبدن وَالرَّأْس لِأَنَّهَا تمنع التَّحَلُّل وَلَا يبلغ قوتها أَن تمنع مَا ينصب فتمدد طَبَقَات الْعين تمددا شَدِيدا وَيكون سَببا للوجع الشَّديد وَرُبمَا شقّ الطَّبَقَات وأكلها. قَالَ وَبَيَاض الْبيض الرَّقِيق مَعَ أَنه يجلو الرطوبات اللذاعة ويملس الخشونة وَلَا يلحج ويسدد مسام الْعين فَهُوَ لذَلِك مَأْمُون أَن يزِيد فِي الوجع فَأَما طبيخ الحلبة فَأَنَّهُ مَعَ مَا فِيهِ من التمليس والتسكين يحلل باعتدال فَهُوَ لذَلِك يسكن أَكثر أوجاع الْعين. شياف يسكن الوجع الشَّديد وينوم العليل من سَاعَته يُؤْخَذ شياف مامثيا سِتَّة عشر زعفران ثَمَانِيَة أفيون سِتَّة كثيراء ثَمَانِيَة جندباستر دِرْهَمَيْنِ يَجْعَل شيافا وَيسْتَعْمل فِيهِ عنزروت ثَمَانِيَة مَثَاقِيل. آخر عَجِيب مامثيا جزؤ عنزروت ثلث جزؤ كثيراء مثله أفيون ثلث الْجَمِيع حضض هندي مثله عصارة البنج مثله عصارة الشوكران مثله صمغ سدس جزؤ يجمع بطبيخ ألف إكليل) الْملك وَيجْعَل شيافا.

إرخيجانس إِذا كَانَت الْعلَّة تنجلب إِلَى الْعين مَادَّة فانفع الْأَشْيَاء لَهُ فِي الْغذَاء قلَّة الطَّعَام وَالشرَاب والإفطار على شرب المَاء القراح وَترك الشَّرَاب الْبَتَّةَ وأبلغ الْأَشْيَاء فِيهِ الْإِمْسَاك عَن الْجِمَاع ويسهل الْبَطن وَيغسل الْوَجْه بِالْمَاءِ الْبَارِد ثمَّ بِمَاء وخل ويجتنب شم الرياحين الحارة وَأكل الحامض والمالح وَالدُّخَان وضوء الشَّمْس والسراج وَيَضَع على عَيْنَيْهِ بِاللَّيْلِ صوفة مبلولة بشراب قَابض فَإِن لم يسكن التجلب بِهَذَا التَّدْبِير فليفصد وليمسك عَن الطَّعَام الْبَتَّةَ ويصابر الْجُوع والعطش إِلَّا انه يلتهب شَدِيدا ويسهل الْبَطن بدواء أقوى أَو بحقنة قَوِيَّة وَيُوضَع على الْجَبْهَة الأضمدة القابضة مِمَّا يسكن وجع الْعين كطبيخ إكليل الْملك بعقيد الْعِنَب وَضعه عَلَيْهِ أَو سويق الشّعير مَعَ عصارة رمان أَو خُذ رمانا فاطبخه حَتَّى يتهرئ بِمَاء عذب وَليكن حلوا وَضعه عَلَيْهِ أَو أسحق بزر الشوكران بِمَاء واطله على الْعين أَو ضمد الْعين بالجبن الحَدِيث أَو اطبخ الخشخاش بشراب حُلْو وَضعه عَلَيْهِ أَو إكليل الْملك يطْبخ بميفختج وَيُوضَع عَلَيْهِ ويخلط مَعَه زعفران وأفيون قَلِيل ويضمد بِهِ الْعين فَإِنَّهُ نَافِع جدا أَو يعجن بِالشرابِ وَيُوضَع على الْعين مَعَ دهن ورد فَإِنَّهُ يعظم تسكين للوجع أَو دق الْمسك الطري وضمد بِهِ الْعين وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير فانه يتعجب من عظم نَفعه وَمن سرعته وينفع فِي الْجُمْلَة كل مَا ينفع وَيقبض باعتدال وَهُوَ عِنَب الثَّعْلَب وبقلة الحمقا وَحي الْعَالم وورق الخشخاش والبرز قطونا خَاصَّة أعجنه بِالْمَاءِ وضمد بِهِ الْعين الَّتِي تنصب إِلَيْهَا مَادَّة حادة وَكَذَلِكَ الطحلب أَو ضمده بورق السداب مَعَ شَحم البط لي يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل من هَذِه مَا فِيهِ حرارة معتدلة فِي تسكين الوجع والباردة وَقَالَ يمْنَع الْمَادَّة الْكَثِيرَة من التجلب البنج وَسَوِيق الشّعير يضمد بِهِ بخل وَمَاء وَإِذا حَان وَقت الِابْتِدَاء وَجَاء الِانْتِهَاء فكمد الْعين وَمِمَّا ينفع مَنْفَعَة عَظِيمَة ويحلل الورم ويفشيه وَيُطلق الامتداد أَن كَانَ مِنْهُ شَيْء خرقَة كتَّان تغمس فِي سمن وتوضع على الْعين. قَالَ الوردينج والرمد الَّذِي قد ارْتَفع فِيهِ بَيَاض الْعين على سوادها ويغطيه وينقلب الأجفان فاسحق صفرَة بَيْضَة مَعَ شَحم دب حَتَّى يصيرا كالمرهم ثمَّ اطله على خرقَة وَضعه على الْعين فَأَنَّهُ يسكن الوجع من سَاعَته أَو أسحق ورق البنج وصفرة الْبيض ألف وضع عَلَيْهِ أَو خُذ صفرَة بَيْضَة وزعفران وأفيون فاسحقه بشراب حَار وضع عَلَيْهِ وَأَن كَانَ وجع شَدِيد فأسحق زعفرانا فائقا بِلَبن وقّطره فِي الْعين أَو قطر فِيهِ عصارة الكزبرة وشيافا مَعْمُولا مَعَ أفيون) وزعفران وَمِمَّا يمْنَع الْموَاد دقاق الكندر وَمر يسحق ببياض الْبيض ويطلى على الْجَبْهَة وَأَن سهر العليل فشمه المنومات فَأن النّوم جيد لَهُ.

وللمادة الْكَثِيرَة تنحدر إِلَى الْعين ضع على الهامة ضمادا من فوتنج وخل ويربط رِبَاطًا رخوا. لتسكين الوجع أفيون وَورد وإكليل الْملك وصفرة الْبيض. ولمنع الْمَادَّة يسحق الحازون الْمُسَمّى فلحناس مَعَ حِينه يتدبق ويطلى من الصدغ ودعه حَتَّى يَقع من تِلْقَاء نَفسه فَأَنَّهُ لَا يَقع أَلا عِنْد البرؤ وأطل بالمراهم المجففة بالخل من الصدغ إِلَى الصدغ. قَالَ وَأما اليبس الْعَارِض من الشَّمْس وَالتُّرَاب فِي الْعين فينتفع أَن يغسل بِمَاء عذب كثير صَاف بَارِد فِي الصَّيف فيسخن فِي الشتَاء وينفع التكميد بِالْمَاءِ الفاتر وبطيخ العدس. السَّابِعَة من الميامر يصلح لمنع الْموَاد وتسكين وجع الرمد أَقْرَاص البزور المسكنة للوجع وَهُوَ مؤلف من المدرة للبول والمخدرة. مثالها بزر الكرفس وأنسيون وبزر البنج وأفيون وسليخة سَوْدَاء تتَّخذ أَقْرَاص ويسقى كل يَوْم غدْوَة وَعَشِيَّة وَاحِدَة فَإِنَّهُ يمْنَع النَّوَازِل ويسكن الوجع ويجلب النّوم لي شراب الخشخاش عَجِيب فاعتمد عَلَيْهِ فِي الرمد. الْمُقدمَة الثَّانِيَة من الأخلاط من ربه وقوته قَوِيَّة فَنحْن نفصد هَذَا وَنخرج دَمه إِلَى أَن يعرض الغشى ثمَّ نكمد عينه بعد ذَلِك بِالْمَاءِ الْحَار ثمَّ نستعمل الإكحال المجففة. الْمقَالة الأولى من تقدمة الْمعرفَة قَالَ احمرار الملتحم إِنَّمَا يكون عَن ورم حَار فِي الدِّمَاغ أَو أُمِّيّه وَأما عَن امتلاء فِيهَا. من كتاب المسئلة وَالْجَوَاب فِي الْعين مَا بَال من عظمت عَيناهُ فجحظا عِنْد الرمد وينتو ان أَكثر لعظمهما وَلِأَن رطوباتهما أَكثر قَالَ الدُّمُوع فِي الرمد بَارِدَة لِأَنَّهَا غير منهضمة وَفِي حَال الصِّحَّة حارة لِأَنَّهَا منهضمة. قَالَ حلق الرَّأْس ينفع الرمد كَثِيرَة الشّعْر تضره أَلا أَن ينسبل الشّعْر إنسبالا كثيرا فَأَنَّهُ حِينَئِذٍ يَفِي بِأَن يجفف الرُّطُوبَة الَّتِي فِي الرَّأْس يجذبها إِلَيْهِ فَأَما مَا دَامَ لم ينسبل فَأَنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس وَلَا يَدعه ينتشر ألف. قَالَ الرمد فِي الصَّيف أَكثر وَلَا يكون مَعَ الْحمى إِلَّا فِي الندرة وَإِذا حم صَاحب الرمد فِي الصَّيف أما أَن يَصح وَأما أَن يعمى.)

قَالَ الْفضل الْحَار الرَّقِيق يعمى فِي الْأَكْثَر إِذا نزل فِي الْعين وَلَا مغص مَعَه وَالَّذِي فِيهِ رمص فَلَيْسَ بحار وَلَا لطيف بل غليظ بَارِد وَهُوَ يُؤمن من الْعَمى وردائة القروح. الرَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ من كَانَ بِهِ فَأَصَابَهُ اخْتِلَاف انْقَضى بذلك رمده. السَّادِسَة أَن كَانَ بِإِنْسَان رمد فاعتراه اخْتِلَاف فَذَلِك مَحْمُود لِأَنَّهُ يجذب الْخَلْط الْغَالِب فِي الْبدن إِلَى أَسْفَل ويخرجه قَالَ جالينوس وَلذَلِك يَنْبَغِي للطبيب أَن يتبع فيسهل صَاحب الرمد بالمسهل والحقن. قَالَ بقراط أوجاع الْعين يحللها شرب الشَّرَاب الصّرْف أَو الْحمام أَو التكميد وفصد الْعرق أَو شرب الدَّوَاء المسهل. قَالَ جالينوس أَنِّي لما قَرَأت هَذِه لبقراط علمت أَنه لم يكذب فِيمَا كتب لكنه يحْتَاج إِلَى تَمْيِيز فَنَظَرت أَولا فِي أَسبَاب الوجع كلهَا حَتَّى عرفتها ثمَّ طلبت دلائلها حَتَّى عرفتها ثمَّ أقدمت على اسْتِعْمَال هَذَا العلاج وَأول من استعملته فِيهِ فَتى كَانَ بِعَيْنِه وجع وَكَانَ قد فصد فِي الْيَوْم الثَّانِي مُنْذُ هَاجَتْ عينه وَكَانَ ذَلِك صَوَابا وَكَانَ فاصده يعالجه بالأدوية الَّتِي جرت الْعَادة أَن يعالج بهَا من ربه ورم حَار فِي عينه وَكَانَ يُصِيبهُ من الوجع فِي أَوْقَات نَوَائِب تنوبه أَمر صَعب جدا وَكَانَ يَقُول لِأَنَّهُ يحس فِي ذَلِك الْوَقْت برطوبات حارة تجْرِي دفْعَة إِلَى عينه ثمَّ يَقُول أَنه تِلْكَ الرطوبات كَانَت تخرج قَلِيلا فتسكن صعوبة الوجع وشدته إِلَّا أَنه لم يكن يَخْلُو من الوجع الْبَتَّةَ وَجعل ذَلِك يُصِيبهُ على هَذَا الْمِثَال نَهَار يَوْم الْخَامِس كُله وتزيد فدعاني ورجلا من الكحالين الرؤساء فَأَشَارَ الكحال أَن يسْتَعْمل بعض الأكحال الَّتِي لَهَا تغرية مَعَ تسكين الوجع بِمَنْزِلَة الشياف الْمُتَّخذ من الإسفيداج المغسول والنشاء والأفيون لِأَنَّهُ رجا بذلك أَن يرد عَن الْعين مَا يجْرِي إِلَيْهَا بالأدوية المغرية ويخدر الْحس قَلِيلا بالمبردة. وَكنت أَنا لَا أَزَال اتهمَ أشباه هَذِه الْأَدْوِيَة وَذَلِكَ لِأَنَّهَا لَا تقوى على أَن تمنع وَترد مَا ينصب إِلَى الْعين إِذا كَانَ انصبابه قَوِيا كثيرا لَكِنَّهَا تَمنعهُ من أَن يخرج وَكَذَلِكَ أَن كَانَ ذَلِك الشَّيْء حارا أحدث فِي القرنية التآكل وَأَن كَانَ كثيرا عرض أَن يهيجها ويمددها تمديدا شَدِيدا حَتَّى كَأَنَّهَا تمزق فَإِذا كَانَ ذَلِك فَلم يكن مَعَ الدَّوَاء من قُوَّة الإحدار مَا يبلغ أَن يَجْعَل الْعين لَا يحس بذلك الورم لم يكن شَيْئا وَأَن كَانَ مَعَه من الْقُوَّة على الإحدار مَا يبلغ أَن يَجْعَل الْعين لَا يحس بألم الورم ألف الْحَار الْعَظِيم الَّذِي فِيهَا وَجب ضَرُورَة أَن يضر شَيْئا بتة أَو يضعف بَصَره) وَيبقى مَعَ ذَلِك فِي طَبَقَات الْعين غلظ جاس يعز بُرْؤُهُ قَالَ جالينوس فلمعر فَتى هَذِه الْأَشْيَاء ولعلمي

بِأَن الَّذِي ينصب إِلَى الْعين لَيْسَ هُوَ بِقَلِيل الكمية وَهُوَ مَعَ ذَلِك قوى الحدة والحرارة هَمَمْت أَن أبدأ بالتكميد لامتحن الْأَمر بِهِ فأعرف بِالْحَقِيقَةِ واستقصاء حَال الْعلَّة فَأن من عَادَة التكميد فِيمَن هَذِه حَاله أَن يسكن الوجع مُدَّة ثمَّ أَنه يجذب إِلَى الْموضع مَادَّة أُخْرَى وَذَاكَ أَنه بِالطَّرِيقِ الَّتِي بهَا يحلل مَا قد حصل فِي الْعين يجذب إِلَيْهَا غَيره من الْوَاضِع الْقَرِيبَة مِنْهَا فحين دَعَوْت بِالْمَاءِ الْحَار والإسفنج قَالَ الْمَرِيض أَنِّي قد جربت هَذَا العلاج طول نهاري مرَارًا كَثِيرَة فَوَجَدته يسكن عني الوجع ثمَّ يجلب على ّ مِنْهُ بعد قَلِيل مَا هُوَ أَشد مِنْهُ وَأعظم فَلَمَّا سمع ذَلِك الكحال وضمنت لَهُ الْمقَام عِنْده وتسكين الوجع بِلَا دَوَاء مخدر ثمَّ أدخلته الْحمام على الْمَكَان فَبلغ من سكُوت وَجَعه أَن نَام لَيْلَة أجمع وَلم ينتبه الْبَتَّةَ فصرت من ذَلِك الْيَوْم مَتى استدللت وَعرفت أَنه تجْرِي إِلَى الْعين رطوبات حارة وَلَيْسَ فِي الْبدن امتلاء إِذا رد وجعها بِاسْتِعْمَال الْحمام. ثمَّ رَأَيْت فَتى آخر تَأَمَّلت عينه فرأيتها جافة إِلَى أَن الْعُرُوق الَّتِي فِيهَا منتفخة انتفاخا شَدِيدا مَمْلُوءَة دَمًا فَأَمَرته أَن يدْخل الْحمام ثمَّ يشرب بعده خمرًا قَلِيل المزاج وينام أَكثر فَنَامَ نوما ثقيلا لما فعل ذَلِك وانتبه قد سكن وجع عينه فهداني مَا رَأَيْت من ذَلِك أَن أكون مَتى رَأَيْت أَنه قد لحج فِي عروق الْعين دم غليظ من غير أَن يكون فِي الْبدن كُله امتلاء أَن أجعَل علاجي لصَاحب تِلْكَ الْحَال بِشرب الشَّرَاب لِأَن من شَأْن الشَّرَاب أَن يذيب ذَلِك الدَّم ويستفرغه ويزعجه بِشدَّة حركته من تِلْكَ الْعُرُوق الَّتِي قد لحج فِيهَا وَهَذَانِ النوعان من أَنْوَاع علاج الْعين عَظِيم النَّفْع أَن استعملا فِي مواضعهما وعَلى حسب ذَلِك الْخَطَأ فيهمَا أَن لم يستعملا على الصَّوَاب. وَأما التكميد فَهُوَ أسلم وَأبْعد من الْخطر فاستعماله على حَالَة ريح وَذَلِكَ أَنه أما أَن يصير للطبيب عَلامَة يسْتَدلّ بهَا على نجاح مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَأما أَن يصير لَهُ سَبَب للصِّحَّة وَذَلِكَ أَنه أَن كَانَت قد علم أَن مَادَّة مَا يجْرِي إِلَى الْعين فِي ذَلِك الْوَقْت فَإِن التكميد يحلل مَا فِي الْعين حَاصِل فيبرئها ويردها إِلَى حَال الصِّحَّة وَأَن كَانَت الْمَادَّة تجْرِي بعد فَإِن أول مَا يسْتَعْمل التكميد ليسكن الوجع بعض السّكُون بالأسخان فَقَط ثمَّ إِنَّه بعد قَلِيل يزِيد فِي الوجع فَيصير ذَلِك عَلامَة لَك على الْعلَّة فتعلم أَنه يحْتَاج إِلَى استفراغ الْبدن كُله أَن كَانَ ألف فِيهِ امتلاء مُطلق بالفصد وَأَن كَانَ فِيهِ رداءة خلط فبالإسهال من ذَلِك الْخَلْط وَلَيْسَ يعسر عَلَيْك تعرف ذَلِك.) قَالَ فَأَما مَتى كَانَ فِي الْبدن امتلاء لم يحْتَمل شرب الشَّرَاب وَلَا اسْتِعْمَال الْحمام وَإِنَّمَا يصلح قَالَ فَأَما مَتى كَانَ فِي الْبدن امتلاء فَإِن الشَّرَاب وَالْحمام لَيْسَ بِبَعِيد أَن يمزق أغشية عينه فَأَما أَن كَانَ الوجع إِنَّمَا هُوَ بِسَبَب شدَّة رداءة دم غليظ من غير أَن يكون فِي الْبدن امتلاء فاستعماله الْحمام وَالشرَاب صَوَاب وَأما الفصد فَلَيْسَ بصواب. قَالَ هَذَا لي فِي قوم زَعَمُوا أَن الفصد وَشرب وَالْحمام كُله يَنْبَغِي أَن يجمع على صَاحب وجع الْعين.

من كتاب فصد الْعين قَالَ قد يظْهر من سرعَة نفع الفصد للعرق المحاذي للعين العليلة الْكَتف فِي علل الْعين العظمية الدموية مَا يَدْعُو النَّاس إِلَى التَّعَجُّب. وَذَلِكَ أَن فَتى كثير الدَّم كَانَ فِي عينه ورم عَظِيم جدا والمادة تنصب إِلَيْهَا كثيرا والأجفان قد غلظت وفيهَا خشونة تلذع الْعين فتزيد فِي الضربان والوجع ففصدته وأخرجت لَهُ نَحْو ثَلَاثَة أَرْطَال دم فَلَمَّا كَانَ السَّاعَة التَّاسِعَة أخرجت لَهُ رطلا وَاحِدًا لي من هَاهُنَا يحْتَج قوم أَن التَّثْنِيَة يَنْبَغِي أَن يكون فِي السَّاعَة التَّاسِعَة قَالَ فانفتحت عينه على الْمَكَان فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي كحلناه بِبَعْض الشيافات بعد أَن خلطنا بِهِ شيأ من الشياف المتخذة من الشَّرَاب كَمَا أَن عادتنا أَن نفعله وَجَعَلنَا على جَفْنَة مِنْهُ ثمَّ كحلناه بعد ذَلِك فِي السَّاعَة الرَّابِعَة فَلَمَّا كَانَ فِي السَّابِعَة والتاسعة كحلناه وأدخلته الْحمام نَحْو مغيب الشَّمْس فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي جعلنَا مَعَ الشياف اللين من الشياف الْمُتَّخذ من الشَّرَاب شَيْء كثير لي هَذَا هُوَ الْأَحْمَر والأبيض وقلبنا أجفانه وحككناه فِي الْيَوْم الثَّالِث يرد فِي الْيَوْم الرَّابِع قَالَ وَإِذا كَانَ مَعَ الرمد خشونة وغلظة فِي الأجفان فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى بغض الْأَدْوِيَة الَّتِي فِيهَا حِدة وَلَا يُمكن أَن يسْتَعْمل إِلَّا بعد استفراغ الْبدن. قَالَ وأبلغ العلاج للورم الحاد مَا دَامَ مبتديا فِي الْعين فصد القيفال فَأَما بقاياه المزمنة ففصد الآماق. من كتاب العلامات قَالَ عَلامَة الورم حمرَة تعرض فِي بَيَاض الْعين مَعَ دموع كَثِيرَة وورم وَحُمرَة وامتداد وَثقل وَإِذا لم تكن مَعَه دمعة فَهُوَ من جنس الْحمرَة وورمه أثقل وإبطا وَأما الْعَظِيم الانتفاخ جدا فَأَنَّهُ فلغموني والورم البلغمي فِي الْعين قد يبلغ إِلَى أَن يَعْلُو بياضه سوَاده ألف أَلا أَنه لَا تكون مَعَه حمرَة وَلَا تسيل مَعَه دموع وَمَعَهُ ثقل وَالَّذِي ينزل من الظَّاهِر يكون عروق الْجَبْهَة وَالْوَجْه منتفخة وعروق الْعين ظَاهِرَة وممتلية والأجفان ثَقيلَة وَإِذا كَانَت النزلة تنزل من دَاخل القحف لم يظْهر الامتلاء فِي الْعُرُوق الظَّاهِرَة وهاج العطاس والحكة فِي الحنك وَالْأنف. السَّادِسَة من أبيذ يميا يَنْبَغِي أَن يكمد الْعين بجاورس فِي خرقَة لينَة.) قَالَ مَتى حدث الوجع فِي الْعين أَن كَانَ فِي الْبدن كُله امتلاء فصدنا القيفال ثمَّ استعملنا بعد الإكحال الَّتِي هِيَ فِي غَايَة اللين ومنعناه النَّهَار أجمع الطَّعَام ثمَّ أدخلْنَاهُ الْحمام

بالْعَشي فَإِن لم يكن بِهِ امتلاء استعملنا بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي ذَكرنَاهَا أَعنِي المسكنة ثمَّ الْحمام إِذا لم يحْتَج إِلَى فصد وَلَا إسهال. السَّابِعَة من سادسة إبيذيميا الرمد الَّذِي يكون فِي الْعين فِيهِ عروق حمر هُوَ يَابِس وَيكون فِي أَوْقَات غور النّظر شفَاه الْحمام وَشرب الشَّرَاب وَجَمِيع التَّدْبِير الَّذِي رطب مَعَ حرارة معتدلة. الأولى من الأهوية والبلدان قَالَ الَّذين بِلَادهمْ جنوبية يعرض لَهُم رمد كثير أَلا أَن ذَلِك الرمد لَا يكون طَويلا وَلَا شَدِيدا وَذَلِكَ لتخلخل مجاري عيونهم وأبدانهم وانطلاق طبايعهم فَإِن حدث فِي الْهَوَاء برد بَغْتَة فَعِنْدَ ذَلِك يطول الرمد ويصعب لِأَن عيونهم تكثف وأبدانهم كَذَلِك. لي استكمال التكميد وَالْحمام هَاهُنَا والرمد فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة وَفِي الشتَاء لَا يهيج كثيرا فَإِذا هاج كَانَ صعبا مفرطا وَذَلِكَ لِأَن طَبَقَات الْعين تكون مستحصفة فَلَا ينجل ويتمدد وَكَثِيرًا مَا ينفرط أغشية الْعين لشدَّة التمدد وَأَصْحَاب الْأَبدَان اللينة والبلدان الحارة وان كثر الرمد فيهم فأنهم يسلمُونَ مِنْهُ وَلَا تطول مدتهم وَأَصْحَاب الْبلدَانِ الْبَارِدَة متكاثفة فَإِنَّهُ أقل مَا يعرض فيهم إِذا عرض لم يكادوا يسلمُونَ مِنْهُ وَطَالَ بهم. الْيَهُودِيّ يصلح طلاء للورم الْحَار واسترخاء الأجفان صَبر أقاقيا شياف ماميثا وأفيون وزعفران يكون عنْدك وَعَن الْحَاجة أطله بِمَاء فَأَنَّهُ عَجِيب جدا. آخر عدس مقشر صندل وَورد يَابِس كافور يطلى بِمَاء الهندباء. أهران ينفع من الورم الْحَار فِي الْعين هندباء يدق وَيجْعَل مَعَه شَيْء من دهن ورد ودقيق شعير قَالَ والمواد الَّتِي تنحدر إِلَى الْعين أما الَّتِي تنحدر من خَارج القحف فسهل علاجها بالأطلية وفصد عرقي الصدغين وَالَّتِي خلف الآذان فكهما وعلامته ذَلِك حمرَة الْوَجْه وحرارة الْجَبْهَة وامتلاء الْعُرُوق وَأما الَّتِي تنحدر دَاخل القحف فَيكون عطاس ودغدغة وَهُوَ عسر العلاج. لي علاجه الفصد وَقلة الْغذَاء وتقوية الدِّمَاغ وَالْعين وجذب الْمَادَّة إِلَى أَسْفَل بفصد الرجل والحقن الحادة والإسهال التَّام الْقوي واجتذاب الْمَادَّة نَحْو الْأنف أَنْفَع شَيْء وأبلغه فِيهِ وَذَلِكَ أَنِّي رَأَيْت من يسيل من أَنفه رطوبات حادة فَيسلم دَائِما من الرمد وَلست أرى أَن علاجا أبلغ لمن يَعْتَرِيه رمد من مواد تنحدر إِلَى عينه من نفخ الْأَدْوِيَة الحادة فِي الْأنف وشمها لتميل الْمَادَّة إِلَيْهِ.) قَالَ اهران علاج الرمد والقروح قلَّة الْأكل وَالشرَاب والسكون وَترك الْجِمَاع الْبَتَّةَ والفصد فِي أول جَانب الوجع.

بولس قَالَ إِذا حدث فِي الْعين وجع فَانْظُر هَل ذَلِك لفلغموني أم لخلط حاد أنصب إِلَيْهَا بِلَا ورم أم لامتلاء الصفاقات وتمددها من أخلاط غَلِيظَة أم لرياح منفخة فعالج اللذع بالأشياء الَّتِي تعدل المزاج فَإِن كَانَ الورم فلغمونيا فاستفرغ الدَّم وإسهل وأدلك الْأَعْضَاء السفلية أفعل ذَلِك إِلَى أَن ينضج الورم حَتَّى إِذا نضج الورم الحاد وَلم تكن فِي الْبدن فضول كَثِيرَة فالحمام حِينَئِذٍ مُوَافق فَإِن كَانَ الورم فلغمونيا فعالج باستفراغ الدَّم وإسهال الْبَطن ودلك الْأَعْضَاء السفلية وَأما أَنْوَاع التمدد كُله فعالج باستفراغ الْبدن كُله ثمَّ بِمَا يحلل مَا قد احتقن فِي الصفاقات ويكمد بالأشياء الحارة وَيصب فِيهِ طبيخ الحلبة فَإِن كَانَ التمدد من دم غليظ فِي عروق الْعين من غير امتلاء الْبدن فليشرب الْخمر فَأن لَهُ قُوَّة تسخن وتفتح وتستفرغ. قَالَ وَأما الرمد فَإِنَّهُ إِذا كَانَ عَن سَبَب باد مثل حرارة الشَّمْس أَو غُبَار أَو دهن دخل الْعين فَأَنَّهُ ينْحل سَرِيعا بفقد السَّبَب البادي. قَالَ وَأما الَّذِي يهيج بَال سَبَب باد وَلَا يكون مفرطا فَأَنَّهُ ينْحل فِي ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة وَسَهل علاجه وَهُوَ أَن يتوقى الْأَسْبَاب الَّتِي يهيجه من خَارج ويقلل الْأكل وَالشرب وَالْحَرَكَة ويلين الْبَطن ويستفرغ الْبدن فَإِن لبث بعد ذَلِك اسْتعْمل الأشياف الْمَانِعَة فَإِذا سكن التزيد فأكحله بدواء السنبل وكمده بطبيخ إكليل الْملك والحلبة وان كَانَت الْمَادَّة الَّتِي مِنْهَا الرمد ألف غَلِيظَة وَلَيْسَت بشديدة الْحَرَارَة فَلَا تسْتَعْمل هَذِه الأشياف لِأَن هَذِه تزيد فِي غلظ الْمَادَّة بل اسْتعْمل الْأَشْيَاء الَّتِي لَهَا قُوَّة تحلل وتدق ميل الشياف الْمُسَمّى حنا قون وَبعد استفراغ الْبدن كُله أَن كَانَت الرُّطُوبَة شَدِيدَة الانحصار فِي الرَّأْس فانصب المحجمة على نقرة الْقَفَا بِشَرْط ثمَّ علق الْجَبْهَة من نَاحيَة الْعين الوجعة وضمد الْعين عِنْد الوجع الشَّديد بالضماد الْمُتَّخذ من الزَّعْفَرَان والكربرة والأفيون ودهن ورد وخشخاش وَإِن لم يكن الرمد حارا وَأَرَدْت أَن تدفع الْمَادَّة فأكحله بِالصبرِ فِي النَّوَازِل قَالَ إِذا ابتدأت النزلة وَنزل إِلَى الْعين فامنع من الطَّعَام وَالشرَاب مَا أمكن وَليكن الشَّرَاب المَاء وَيتْرك الْحَرَكَة وَالْجِمَاع ويفصد ويلين الْبَطن ويلطخ الْجُبَّة والأجفان بالأشياء الْمَانِعَة القابضة الْبَارِدَة وَإِن كَانَت النزلة بَارِدَة وَرَأَيْت لون الْعين أَبيض فأطل الْجَبْهَة بعد الاستفراغ وتلطيف التَّدْبِير أطل على الْجَبْهَة هَذَا الطلاء يُؤْخَذ من الكبريت الْأَصْفَر والبورق وَنَحْوهمَا) والترياق مداف بِمَاء ويطلى على الْجَبْهَة فينفع من النزلات الْبَارِدَة وينفع أَيْضا إِذا شرب نفعا عَظِيما

فَإِن كَانَت النزلة تنزل فِي العمق فَإِنَّهُ يكون أقل زَمَانا فَاسْتعْمل استفراغ الْبدن وَبعده السعوط والتعطيس الدَّائِم والغرغرة ويحلق الرَّأْس ويطلى بالأشياء الَّتِي يحمره وَيسْتَعْمل فيهم سل الْعُرُوق وقطعها والعلاج بِالْيَدِ الَّذِي نذكرهُ والكي فِي وسط الرَّأْس إِلَى أَن يصل الكي إِلَى الْعظم والحجامة أَيْضا على النقرة وَلها قُوَّة عَظِيمَة ويميل الْمَادَّة إِلَى خَارج ويستدل على أَن النزلة تنزل خَارج القحف من امتلاء الْعُرُوق فِي الْوَجْه وتمددها فِيمَا يَلِي الصدغ والجبهة وينتفعون بالأضمدة المجففة والعصائب وَإِذا لم تكن هَذِه الْأَشْيَاء قريبَة الْعَهْد اعني دَلَائِل النزلة لَكِن كَانَ مزمنا وَعرض مَعَه عطاس مؤذ ودغدغة فِي الْأنف فَإِنَّهُ يسيل فِي الْبَاطِن قَالَ فَأَما الورم الرخو الْحَادِث فِي الأجفان فَإِنَّهُ ينفع مِنْهُ الكماد بالخل وَالْمَاء أَو بِمَا قد غلي فِيهِ عدس وَورد ويلطخ الأجفان عِنْد النّوم بالزيت. قَالَ السرطان قد يعرض فِي الْعَينَيْنِ فِي الصفاق مَعَ ألم وتمدد وَحُمرَة ونخس فِي الصفاقات القرنية يَنْتَهِي إِلَى الأصداغ ألف وسيما عِنْد الحركات وَيذْهب بِشَهْوَة الطَّعَام ويهيج الْعلَّة من الْأَشْيَاء الحادة وَهِي على لَا شِفَاء لَهَا لَكِن يَنْبَغِي أَن يسكن وَجَعه بِشرب اللَّبن والأغذية المتخذة من الْحِنْطَة وَالَّتِي تولد كيموسا جيدا وَلَا يسخن الْبَتَّةَ وَيصب الأشياف اللينة المسكنة للوجع فِي الْعين وَيَعْنِي بِأَن يكون الْبدن كُله جيد الأخلاط غير ممتل وَلَا حاد الدَّم. الْإِسْكَنْدَر قَالَ الْحمام الْحَار يرمد الْعين فَمن كَانَ مستعدا لَهُ فَلَا يَنْبَغِي أَن يدْخلهُ. شرك قَالَ لَا يَنْبَغِي أَن يعالج الْعين الوجعة ثَلَاثَة أَيَّام باللأكحال لنضج الوجع ثمَّ يعالج لي من الصَّوَاب أَن يقْتَصر فِي الرمد فِي الْأَيَّام الأول على الفصد والإسهال ودلك الْأَعْضَاء وَقلة الْغذَاء وَلُزُوم الدعة والسكون وَإِن كَانَت الْمَادَّة قَوِيَّة فَلَا بُد أَن يُقَوي الْعين. كناش الاختصارات قَالَ عَلَامَات الرمد الْكَائِن من الْحَرَارَة أَن ترى الْعين حَمْرَاء وارمة ويلقى رمص فعالجها بالأشياف والذرور الْأَبْيَض وعلامة الرمد الْبَارِد أَن يكون الْعين مَعَ

الورم ثَقيلَة قَليلَة الْحمرَة فَعَلَيْك بالذرور الْأَصْفَر والغرز والشياف الْأَحْمَر اللين. الوردينج قَالَ فَأَما الوردينج فَإِنَّهُ أَكثر مَا يعرض للصبيان وعلامته أَن ترى الْعين وارمة وخاصة جفونها حَتَّى أَنَّهَا تَنْشَق وَيخرج مِنْهَا الدَّم فذرها بالذرور الْأَصْفَر قَالَ وليحذر الْحمام والآبزن قَالَ ابْن مَا سويه الْخلّ لَيْسَ بِحَال لصَاحب الرمد لي جربت ذَلِك فَوجدت الْأَشْيَاء الحامضة) القابضة كالحصرم والسماق أبلغ فِي ذَلِك لي على مَا رَأَيْت لطوخاً يلطخ الأجفان للورم يمْنَع انصباب الْموَاد يوخذ مثقالان حضض مِثْقَال صندل أَحْمَر دانقان أقاقيا نصف دِرْهَم شياف مامثيا ودانق زعفران وَيجمع وَيجْعَل شيافا ويطلى على الْعين الوارمة بِمَاء الهندباء إِن شَاءَ الله. السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ إِذا ألمت الْعين وورمت فَاسْتعْمل أَولا المنقية إِمَّا بالفصد وَإِمَّا بالإسهال وَإِمَّا بهما جَمِيعًا ثمَّ امنعه الْغذَاء يَوْمه أجمع وبالعشي أدخلهُ الْحمام وأكحله بالأدوية الْبَعِيدَة من اللذع وَإِن لم تكن الْمَادَّة كَثِيرَة فيكفيك أَن تحميه الطَّعَام ثمَّ تحمه قَالَ وَاحْذَرْ الْبَتَّةَ الأكحال والأضمدة حَيْثُ تعلم أَن الْمَادَّة كَثِيرَة جدا لِأَنَّهَا لَا تحصره فيمدد الطَّبَقَات ويهيج الوجع. أريباسوس قَالَ إِذا رسخت الْمَادَّة فِي الطَّبَقَات وأزمن الرمد والوجع ألف فَحِينَئِذٍ ينفع الْحجامَة على الأخدعين والعلق على الصدغين وَمَا قرب من الْعين. قَالَ وَإِذا نضج الرمد فَادْخُلْهُ الْحمام وَقَالَ الْورْد يهيج الرمد الشَّديد فَلَا تكحله إِلَى ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة بل اقْتصر على تقطير اللَّبن فِيهِ والاستفراغ فَإِذا نضج حِينَئِذٍ فاكحله قَالَ وَأحذر فِي الرمد مَا يخنق ويضيق النَّفس وحلل الأورام فِي الأجفان بالاستفراغ والأطلية وَترك الْغذَاء فعالج فِي أول الْأَمر بِمَا يقبض قَلِيلا وَفِي آخر الْأَمر بِمَا يحلل. ابْن طلاوس قَالَ إِذا بَدَأَ الرمد فَالْزَمْ الْبَيْت الْقَلِيل الضَّوْء ويقلل الْغذَاء وَلَا يشرب إِلَّا المَاء وَيكثر النّوم فَإِنَّهُ يسكن الْحَرَارَة واطل الجفون بدواء الْورْد والحضض والزعفران وَإِن لصق بِاللَّيْلِ فاغسلها بِمَاء وخل واكحل بشياف مجفف فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ فَإِن اشْتَدَّ أَيْضا فالإسهال والفصد وَالْجِمَاع يهيج وجح الْعين وَليكن الرَّأْس مرتفعا عِنْد النّوم ويقطر فِي الْعين اللَّبن وَإِن كَانَ شَدِيد الوجع تضمد بضماد يتَّخذ من الْورْد الْيَابِس يعجن بطبيخ إكليل الْملك.

دَوَاء أصفر مُحَلل عنزروت عشرَة صَبر دِرْهَمَيْنِ زعفران دِرْهَمَيْنِ حضض دِرْهَمَيْنِ مر دِرْهَم زنجبيل دِرْهَم. من كتاب الوَاسِطِيّ جَامع الكحالين قَالَ إِذا كَانَ بصبي وردينج وَلم يقدر أَن يفتح عينه فَينْظر هَل فِيهَا قرحَة أم لَا فاكحله بالعنزروت والزعفران وأشياف مامثيا وأفيون فَإِنَّهُ لَا مضرَّة مِنْهُ على القروح وَهُوَ جيد للوردينج. فيلغريوس قَالَ أبدء فِي وجع الْعين بالفصد والإسهال ثمَّ أغسل الحلبة غسلات وأطبخها بعده وقطر مِنْهُ أَو من اللين أَو بَيَاض الْبيض وَسكن الأورام بالضمادات المعمولة من صفر الْبيض وإكليل الْملك ودهن ورد وخبز فَإِذا سكن الوجع قَلِيلا فَاسْتعْمل الشياف الْأَبْيَض وامسح الرمص عَنْهَا) بِرِفْق ولطف التَّدْبِير وَأَن بَقِي الثّقل فِي الرَّأْس بعد الاستفراغ وَكَانَ على الرَّأْس شعر كثير فاحلقه ليتنفس وعلق المحاجم على الأخدعين بِشَرْط كثير غاير موجع وغرغرة بِمَا يجلب بلغما كثيرا فَإِنَّهُ جيد لذَلِك وَأَن كَانَ مرطوب الرَّأْس بالطبع تعطسه. ألف من كتاب روفس كتب للعوام قَالَ إِذا عرض الرمد من الشَّمْس فأعطه شرابًا لِأَنَّهُ ينميه وعلاج هَذَا النّوم الطَّوِيل. من كتاب الْعين لحنين قَالَ الرمد ثَلَاثَة أَصْنَاف صنف يعرض من سَبَب باد يعرض للعين كالغبار وَالدُّخَان والدهن ينصب فِي الْعين وَالشَّمْس الدَّائِم يُصِيب الرَّأْس وَهُوَ أخفها كلهَا وينقضي بِانْقِضَاء السَّبَب البادئ. وَالثَّانِي وَالثَّالِث يكونَانِ من مَادَّة تسيل إِلَى الملتحم يورمه وَيلْزمهُ انتفاخ ووجع وصلابة وَحُمرَة كَمَا يعرض لسَائِر الْأَعْضَاء الوارمة وَيكثر الدُّمُوع وتشتد الْحمرَة وتمتلي عروق الْعين دَمًا وَهَذِه الْأَعْرَاض تلْزم النَّوْع الثَّالِث من الرمد إِلَّا أَنَّهَا تشتد وتعظم أَكثر وترم الجفنان كِلَاهُمَا وينقلبان إِلَى خَارج ويعسر حركتها وَيكون بَيَاض الْعين أرفع من سوادها لي بِقدر علو بَيَاض الْعين على سوَاده يكون عظم الرمد وَكَثْرَة الْمَادَّة وبقدر النخس والوجع يكون رداءة كَيْفيَّة وَقد رَأَيْت مرَارًا كَثِيرَة يَعْلُو الْبيَاض حَتَّى يُغطي أَكثر القرنية وَلَا ترى إِلَّا قَلِيلا وَلَا ترى الْبَتَّةَ وَفِي هَذِه الْحَالة لَا يبصر العليل شيأ الْبَتَّةَ وَيكون هَذَا فِي القروح كثيرا قبل نضجها. فِي الانتفاخ قَالَ هُوَ أَرْبَعَة أَصْنَاف أَحدهَا يعرض من فضلَة بلغمية رقيقَة مائية ويعرض بَغْتَة وَأكْثر ذَلِك يعرض قبله فِي الآماق مثل مَا يعرض من عضة ذُبَاب أَو بقة وَأكْثر مَا يعرض فِي الصَّيف للشيوخ ولون هَذَا الانتفاخ لون الورم البلغمي وَالثَّانِي هُوَ أَشد كدورة لون والثقل فِيهِ أَكثر وَالْبرد أَشد وَإِذا غمزت عَلَيْهِ بالإصبع بَقِي أَثَره فِيهِ سَاعَة

هوية وَالثَّالِث تغيب فِيهِ الإصبع إِلَّا أَنه يعود فِيهِ سَرِيعا جدا وَلَا وجع مَعَه ولونه لون الْبدن وَالرَّابِع يكون مَعَه فِي الجفون وَفِي الْعين كلهَا وَرُبمَا امْتَدَّ حَتَّى يبلغ الحاجبين والوجنتين وَهُوَ صلب لَا وجع مَعَه ولونه كمد وَأكْثر مَا يعرض فِي الجدري والرمد المزمن وخاصة للنِّسَاء لي الانتفاخ قد عد فِي أمراض الملتحم وَأَنا أرى أَن يعد فِي أمراض الأجفان. 3 (السرطان الْعَارِض فِي الْعين) فِي السرطان قَالَ والسرطان الْعَارِض فِي الْعين يلْزمه وجع شَدِيد فِيهَا وامتداد الْعُرُوق الَّتِي فِيهَا حَتَّى يعرض فِيهَا ألف شبه الفرسوس وَحُمرَة فِي صفاقات الْعين وأغشيتها وتحس شَدِيد يَنْتَهِي إِلَى الصدغين وخاصة أَن مشي العليل أَو تحرّك صعبة ويصيبه صداع ويسيل إِلَى عينه مَادَّة حريفة رقيقَة وَيذْهب عَنهُ شَهْوَة الطَّعَام وَلَا يحْتَمل الْكحل الْحَار ويؤلمه ألماً شَدِيدا قَالَ سيلان الْموَاد إِلَى الْعين رُبمَا كَانَ فِي الْعُرُوق الَّتِي فَوق القحف وَرُبمَا كَانَ فِي دَاخل القحف وعلامات السيلان خَارج القحف امتداد عروق الْجَبْهَة والصدغين والانتفاخ بتعصيب الرَّأْس وَبِمَا يلزق على الْجَبْهَة من الإضمدة القابضة فَإِن لم يظْهر من ذَلِك شَيْء وَطَالَ مكث السيلان ووأزمن كَانَ مَعَه حكة فِي الْأنف وعطاس فالسيلان فِي دَاخل القحف. قَالَ الوجع الشَّديد يكون فِي الْعين أما لحدة الرُّطُوبَة الَّتِي تورمها أَو لتمدد صفاقاتها من امتلائها وَأما لارتباك ريح غَلِيظَة فَإِن كَانَ من حِدة الرُّطُوبَة فأفرغها بالمسهلة وأجذ بهَا إِلَى أَسْفَل بالحقن والدلك والشد للأطراف واغسل مَا سَأَلَ من الْعين ببياض الْبيض فَإِذا بَدَأَ الورم ينضج فالحمام نَافِع لهَذِهِ الْعلَّة وَأَن كَانَ السيلان لن يَنْقَطِع لِأَنَّهُ يسكن الوجع من سَاعَته وَيقطع السيلان إِلَى الْعين لِأَن عامته تنْحَل من الْبدن كُله فِي وَقت الْحمام وَمَا بَقِي مِنْهُ يعتدل برطوبة المَاء العذب فَإِن كَانَ الوجع من امتلاء الصفاقات وتمددها فعالجه بإفراغ الْبدن بالفصد والإسهال ودلك الْأَعْضَاء السفلية وربطها ثمَّ من بعد بتكميد الْعين بِالْمَاءِ العذب المعتدل فِي الْحر وَأَن كَانَ الوجع من ريح غَلِيظَة فَاسْتعْمل بعد إفراغ الْبدن وجذب الْمَادَّة إِلَى أَسْفَل الْأَدْوِيَة المحللة مثل التكميد وتقطير مَاء الحلبة فَأَما قبل فرَاغ الْبدن فَلَا يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل دَوَاء محللا لِأَنَّهُ يجذب أَكثر مِمَّا يحلل وَانْظُر فَإِن الْفضل السَّائِل إِلَى الْعين رُبمَا سَالَ من الرَّأْس وَرُبمَا سَالَ إِلَى الرَّأْس من جَمِيع الْبدن فاقصد بالعلاج أَن كَانَ إِنَّمَا يسيل إِلَى الرَّأْس بأنواع استفراغ الفضول وَإِصْلَاح مزاجه وَأكْثر مَا يتَوَلَّد الفضول فِي الرَّأْس الرطب أَو الْبَارِد وَرُبمَا كَانَ الرَّأْس حارا فيولد فضلَة حارة فعالج كل مزاج بضده وَرُبمَا كَانَ الدِّمَاغ نَفسه فَقَط هُوَ الْبَاعِث للفضلة لَهُ فَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن تصلح مزاجه بضده وَرُبمَا أالف كَانَت تسيل الْأَدْوِيَة المجففة فَإِن لم يَنْقَطِع فسلها وأقطعها وَقد يعرض فِي الْعين وجع شَدِيد من دم غليظ

يرتبك فِي عروقها فترى الْعُرُوق الَّتِي فِي الْعين ممتلية وَالْعين) ضامرة فعالج بِشرب الشَّرَاب الْعَتِيق فَإِنَّهُ يسخن ويحلل ذَلِك بعد دُخُول الْحمام. علاج الرمد اسْتعْمل فِي أول الْأَمر أَن لم يكن الوجع شَدِيدا من الْأَدْوِيَة القابضة مَا لَيْسَ بمفرط الْقَبْض وتركب هَذِه من القابضة مثل الأقاقيا القابضة مَا لَيْسَ بمفرط الْقَبْض وتركب هَذِه من القابضة مثل الأقاقيا والمنضجة والمحللة مَعَ قبض كالزعفران والحضض الْهِنْدِيّ وَالَّتِي تحلل بِلَا قبض مثل المر والجندباستر والكندر وَالذكر وتفقد تركيبها فَإِن كَانَ الْقَابِض كثيرا فادفها ببياض الْبيض أَو بِاللَّبنِ أَو بِمَاء الحلبة وَأَن كَانَ الْقَابِض قَلِيلا غلظه فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك نقصت الْعلَّة من يَوْمهَا فَإِذا سكبت الْعلَّة اسْتعْملت الْحمام بعد مشي معتدل ثمَّ كحلته بكحل أقوى من هَذِه نَحْو الْكحل الْمُسَمّى باردبيون ليقْبض الْعين ويقويها واخلط بِهِ من الْكحل الحريف الْمُسَمّى باليونانية اصطعطيقان شَيْئا يَسِيرا ثمَّ زد مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا وَكلما أردْت أَن تكحل بِهِ الْعين فأنعم سحقه وشل الجفن بِرِفْق وَإِيَّاك والأدوية الحادة وَالْعين وجعة شَدِيدَة وجسمها قوي وَذَلِكَ الْوَقْت عَظِيم قَالَ فَأَما الرمد الغليظ الصعب فَاسْتعْمل فِيهِ الْورْد الْأَبْيَض فَإِذا رؤا نقص الورم فالوردي الْأَصْفَر. وَأما التكميد فَأن كَانَ الوجع شَدِيدا فَأكْثر مِنْهُ وَأَن كَانَ يَسِيرا فاكتف بِاسْتِعْمَالِهِ مرّة أَو مرَّتَيْنِ وَليكن بِمَاء إكليل الْملك والحلبة وَأما الأضمدة فَلْيَكُن من الزَّعْفَرَان والكزبرة وصفرة الْبيض وَالْخبْز المنقوع فِي عقيد الْعِنَب وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فاخلط فِيهِ طبيخ قشور الخشخاش الْأسود أَو بزره والأبيض وَأما الطلاء فليتخذ من الزَّعْفَرَان والماميثا والحضض وَالصَّبْر والصمغ وَأما مَا يوضع على الْجَبْهَة ليمنع السيلان فَإِن كَانَ الَّذِي يسيل حارا فليتخذ من ورق العوسج والبقلة الحمقاء والسفرجل والسويق والبرز قطونا وعنب الثَّعْلَب وَأَن كَانَ لَيْسَ بمفرط الْحَرَارَة فَمن غُبَار الرَّحَى والمر والكندر وَبَيَاض الْبيض وَأَن كَانَ بَارِدًا فَمن الكرنب والزفت والفاوانيا والترياق. شياف يُبرئ الرمد الهين وَالْوسط فِي ابْتِدَائه ماميثا ثَمَانِيَة مَثَاقِيل أنزرورت وزعفران مِثْقَال مِثْقَال أسفيداج الرصاص مِثْقَال أفيون نصف مِثْقَال يَجْعَل شيافا هَذَا هُوَ أحد الشيافات اليومية شياف نارديون وَهُوَ السنبلي أسفبداج الرصاص وَورد يَابِس ألف مِثْقَال مِثْقَال زعفران نصف مِثْقَال شياف ماميثا نصف مِثْقَال سنبل شَامي مِثْقَال صَبر مِثْقَال مر مِثْقَال حضض

الوردي الْأَحْمَر: ورد أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران مثقالان أفيون مِثْقَال صمغ مِثْقَال سفيداج مثقالان، يَجْعَل شياقا وَيسْتَعْمل بِلَبن جَارِيَة.) زعفران مثقالين أفيون مِثْقَال صمغ مِثْقَال أسفيداج مثقالين يَجْعَل شيافا وليستعمل بِلَبن. الوردي الْأَبْيَض الَّذِي يسْتَعْمل فِي الشَّديد فِي ابْتِدَاء الرمد أسفيداج الرصاص وشادنة وَورد من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران وسنبل من كل وَاحِد مثقالان يعْمل شياف هَذَا بِعَيْنِه. فِي الميامر فِي الرمد أطباؤنا يستعملون الشياف الْأَبْيَض ثمَّ الْأَحْمَر للين فَأن أزمن فالأصطفطيقان ويستعملون من الذرور الْأَبْيَض ثمَّ الْأَصْفَر. من كتاب ينْسب إِلَى جالينوس فِي سياسة الصِّحَّة قَالَ لَا شَيْء أَجود من ماكان يلتصق عينه بِاللَّيْلِ من الإسهال الْقوي وتقليل الْغذَاء. تياذوق قَالَ ابدأ فِي علاج الرمد بالفصد والإسهال وَقلة الْغذَاء واجعله مرّة وَاحِدَة وَترك الشَّرَاب وَالْجِمَاع والتعب والضوء وتغسل الْعين بِمَاء وخل وَمِمَّا وجع الْعين الشَّديد تسكينا عجيبا يُؤْخَذ مَاء الحلبة المغسولة فَيحل فِيهِ قَلِيل كثيرا ويقطر مِنْهُ وليوضع المحاجم على الْقَفَا. من كتاب قسطا فِي الفصد قَالَ جالينوس من كَانَ بِهِ رمد قوي فافصده وَأخرج لَهُ دَمًا صَالحا فِي أول النَّهَار ثمَّ أطرح لَهُ فِي آخر النَّهَار وأكحل بالأشياف اللينة فِي آخر النَّهَار ثمَّ أكحله من غَد بِالْغَدَاةِ بالأشياف اللينة ثمَّ فِي السَّاعَة الرَّابِعَة ثمَّ فِي التَّاسِعَة وَأدْخل الْحمام نَحْو مغيب الشَّمْس ابْن سرايبون إِذا حدث الرمد الصعب فابدأ بفصد القيفال من الْجَانِب المحاذي للعين وَأخرج الدَّم فِي الْيَوْم الثَّانِي أَيْضا أَن كَانَت الْعلَّة صعبة ثمَّ أسهل بطبيخ الهليلج والتربد مَرَّات ليشفي الرَّأْس وَأَن لم تكن حِدة وَكَانَت رُطُوبَة كَثِيرَة وَشدَّة التزاق فَعَلَيْك بنقيع الصَّبْر ينقع بِمَاء الهندباء وَأَن بَقِي فِي الْعين بقايا رطوبات وآلام فَاسْتعْمل حب القوقايا مَرَّات. قَالَ وَفِي وَقت التزيد يقطر فِي الْعين بَيَاض الْبيض الرَّقِيق اللَّيْل وَالنَّهَار كُله مدمنة لِأَنَّهُ

يعدل وَيغسل أَو قطر لَبَنًا مَعَ الأشياف الْأَبْيَض وضمد فَوق الْعين بالمبردات وَأَن أَشْتَدّ الوجع فَاسْتعْمل المخدرة. قَالَ فان انْتَهَت الْعلَّة فَاسْتعْمل الذرور الْأَبْيَض وَإِذا انحطت فالأصفر الَّذِي فِيهِ ماميثا ألف وزعفران وَمر قَلِيل لي شياف يسْتَعْمل فِي الرمد الْحَار جدا يُؤْخَذ أسفبداج الرصاص أجواد مَا كَانَ مِنْهُ وأنعمه فيسحق بِمَاء الْورْد ويطلئ بِهِ قدح ويبخر بحصاة كافور يفعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ جُزْء ونشا نصف جزؤ وَكَثِيرًا سدس جُزْء فَيجمع بِمَاء ورد ويشيف فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وَإِن أردته أخف من هَذَا فَخذ الاسفيداج فاسحقه بِمَاء ورد وجففه ثَلَاث مَرَّات ثمَّ خُذ الأخلاط من الكافور عشر جزؤ فاجعله شيافا وأسحق الكافور مَعَ الأسفيداج) بِمَاء الْورْد ولتخلط نعما فَإِن هَذَا كَمَا يشيف بِهِ الْعين يبرد غَايَة الْبرد ويستلذ. ذرور مثل ذَلِك انزورت ويسقي لبن الأتن ثَلَاث مَرَّات ثمَّ ينعم سحقه ويلقي عَلَيْهِ اربعة نشا الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ إِذا حدث الرمد الشَّديد فأبدا بعد الفصد وَإِخْرَاج الدَّم إِلَى أَن يحدث الغشى أَن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وَلم تغده من سَاعَته لَكِن من سَاعَته يكمده بالإسفنج بِالْمَاءِ الْحَار ثمَّ تسْتَعْمل بعد ذَلِك بعض الأكحال المجففة. قَالَ جالينوس هَاهُنَا وَهُوَ آخر الْمقَالة الثَّالِثَة أَن جَمِيع الأكحال يجفف لي وَقد كَانَ بعض الكحالين يظنّ أَن الشياف الْأَبْيَض يرطب وَهَذَا غلط. من تقدمة الْإِنْذَار لبقراط الرمص الرطب سليم بطيء البرؤ والرمص الْيَابِس سريع البرؤ إِلَّا أَنه يخَاف مِنْهُ قُرُوح الْعين فَإِذا كَانَ الرمص أَخْضَر والدمعة رقيقَة حارة جدا أفتحت الْعين هَذِه الْعلَّة وان طَال سيلان الرمص والدمعة والورم زَمَانا طَويلا فَإِن الشّعْر يَنْقَلِب أَو يخرج قرحَة من محنة الطَّبِيب. جالينوس لم أر أحدا من معلمن داوى وجع الْعين بِشرب الشَّرَاب الْكثير صرفا كَمَا فعلت فِي هَذَا يدل على أَنه يسْتَعْمل مَعَه مِقْدَار كثيرا لي تَحْرِير مَا فِي السَّادِسَة من الْفُصُول إِذا هاج الرمد فابدأ بالفصد والإسهال أَن كَانَ دَلِيل

الامتلاء أَو رداءة الْخَلْط ظَاهِرَة وَاسْتعْمل التكميد أَولا بالإسفنج وَالْمَاء الْحَار فَإِن سكن الوجع ذَلِك وَلم يهج بعد ذَلِك فَذَاك العلاج وَإِن أهاجه فَانْظُر فَإِن رَأَيْت الامتلاء أَو رداءة الْخَلْط فافصد واستفرغ وَأَن لم تَرَ ذَلِك وَكنت قد فصدت واسهلت فَادْخُلْهُ الْحمام فَإِن ذَلِك حِينَئِذٍ أخلاط تنصب إِلَى الْعين وَلَيْسَ فِي الْبدن امتلاء لي الْحمام ألف يصلح إِذا كَانَت مَادَّة تسيل إِلَى الْعين وَلَيْسَ فِي الْبدن امتلاء وَكَانَ قد تقدم الفصد والإسهال وسكنت نائرة الدَّم وحدته وَانْقَضَت مُدَّة الِابْتِدَاء وَهُوَ أَن ترى الْعلَّة تزيد تزيدا سَرِيعا خبيثا لِأَنَّهُ مادام الْأَمر هَكَذَا فالحمام وَشرب الشَّرَاب خطر عَظِيم وخاصة أَن يكون الْجِسْم مستفرغا فَالصَّوَاب أَن لَا تسْتَعْمل الْحمام وَلَا الشَّرَاب إِلَّا بعد الفصد والإسهال وتقليل الْغذَاء وَمُدَّة سُكُون نائرة الرمد وزيادته لَكِن إِذا فصدت واسهلت فَاسْتعْمل التكميد وتحلب اللَّبن فَإِنَّهُ ضرب تكميد ماّ وَهُوَ يغسل مَعَ ذَلِك تِلْكَ الرطوبات الحادة. فَإِن كَفاك ذَلِك وَإِلَّا فَاسْتعْمل الْحمام على الشرايط الَّتِي شرطت فَأَما شرب الشَّرَاب فَإِنَّمَا يصلح للرمد الْيَابِس المزمن وَهَذَا رمد يكون الْعين فِيهِ جافة حَمْرَاء قحلة فَهَؤُلَاءِ اِسْقِهِمْ بعد) الفصد شرابًا صرفا ونومهّم نوما طَويلا فَأَنَّهُ يَنْفَعهُمْ وَلَا يسْتَعْمل بالشياف الْأَبْيَض فَأَنَّهُ لَا كثير معنى لَهُ إِلَّا فِي القروح. من الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ الرمد المزمن الْيَابِس يمْلَأ كوز من مَاء حَار وَيُوضَع الْعين عَلَيْهِ وَمَتى برد بعده حَتَّى يلتهب فِي الْوَجْه حرارة مثل النَّار ثمَّ يقطر فِيهِ لبن حليب لي تفقدت فَوجدت الرمد الرطب الْكثير السيلان سريع الإنتهاء حَتَّى أَنَّك ترَاهُ فِي غَايَة هيجانه فَلَا يلبث إِلَّا لَيْلَة السَّادِسَة من تَفْسِير أبيذيميا قَالَ إِذا ألمت الْعين من مَادَّة انصبت إِلَيْهَا فصدنا القيفال إِن كَانَت عَلَامَات الْكَثِيرَة حَاضِرَة وَإِلَّا أسهلنا واستعملنا بعد ذَلِك بعض الْأَدْوِيَة المغرية الْبَعِيدَة من اللذع الَّتِي هِيَ فِي غَايَة اللين ومنعناه الطَّعَام يَوْمه كُله ثمَّ أدخلْنَاهُ الْحمام بالْعَشي فَإِن لم يكن بِهِ امتلاء وَلَا رداءة أخلاط تركنَا الفصد والإسهال واستعملنا سَائِر مَا ذَكرْنَاهُ لي فِي خلال كَلَامه هَاهُنَا أَن هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي يومأ إِلَيْهَا اللَّبن وَبَيَاض الْبيض وَمَاء الحلبة وَأَنه لَيْسَ كحل فَإِن كحل فَأن كَانَ فالشياف الْأَبْيَض مرتفقا بِهَذِهِ السَّابِعَة من الميامر قَالَ يُعْطي صَاحب وجع الْعين الشَّديد من أَقْرَاص معمولة من الأفيون وبرز البنج والزعفران والمر قدر باقلاة لي هَذَا تَدْبِير جيد لِأَن صَاحب الرمد إِنَّمَا يحْتَاج بعد ألف الاستفراغ إِلَى نضج فافصد وأسهل وقلل الْغذَاء ثمَّ أعْط هَذَا أَو شراب الخشخاش أَو من الأفيون وَحده قدر حمصة فَأَنَّهُ ينيمه نوما غرقا فينضج عَلَيْهِ وَلَيْسَ فِيهِ مَكْرُوه كالحال فِي القولج. من فُصُول أبيذيميا إِذا كَانَ الرمص حبا صغَارًا فَهُوَ أرداء مِنْهُ إِذا كَانَ حبا كبارًا وَذَلِكَ أَنه يدل على بطوء نضج الْمَادَّة والرمد الْيَابِس والقليل الرمص والرطوبة فِي الْعين بطيء النضج.

أزمان الْأَمْرَاض أَن ألتزق الأجفان غَايَة نضج الرمد قَالَ أبن طلاوس ليكن شراب صَاحب الرمد المَاء فَأَنَّهُ يسكن الْحَرَارَة وليكثر النّوم فَإِنَّهُ يسكن الْحَرَارَة وينضج ويقل الْغذَاء وأطل الْجَبْهَة والأجفان بالورد وَيمْنَع من كَثْرَة الْغذَاء وَأَن يغسل وَجهه بخل وَمَاء وَيسْتَعْمل بعض الأشياف الَّذِي يجفف بِلَا لذع ويسهل الْبَطن وَيجْعَل وسادته عِنْد النّوم مُرْتَفعَة ويحلق رَأسه ليتنفس وتمشط دَائِما. من تجارب البيماستان مَا دَامَت الْعين تلتزق لَا تكحل بأحمر وَتَذَر بالأبيض وان الْأَبْيَض يسكن الحدة وينشف الرُّطُوبَة والأحمر يزِيد فِي الحدة والرطوبة. جَوَامِع الْعِلَل والإعراض وانفع الألوان لِلْبَصَرِ الآسمانجوني ثمَّ الأدكن وَذَلِكَ أَن هذَيْن اللونين) يجمعان الْبَصَر بِلَا عنف وَلَا استكراه وَأما الْأسود فَأَنَّهُ يضر بالبصر لِأَنَّهُ يجمع بعنف واستكراه وأضر مِنْهُ الْأَبْيَض وَذَلِكَ أَنه يبدد تبديدا شَدِيدا. لي قد يُعْطي الكحالون العليل خرقَة سَوْدَاء ينظر إِلَيْهَا وَذَلِكَ صَوَاب لِأَنَّهُ فِي تِلْكَ الْحَالة خَارج عَن الطَّبْع فَيحْتَاج إِلَى مَا يجمعه ويقويه جمعا أَشد. قَالَ فِي الْجَوَامِع اصح الألوان لِلْبَصَرِ مادام صَحِيحا اللَّوْن الآسمانجوني والأدكن فَإِذا دخلت عَلَيْهِ الآفة فالأسود يَنْفَعهُ لِأَن كل إفراط شفَاه فإفراط ضِدّه. من الطِّبّ الْقَدِيم بَيَاض الْبيض وَاللَّبن ودهن ورد وَيضْرب وَيُوضَع على الْموضع فِي قطنة اللَّيْل كُله فينضج الرمد. لي اسْتعْمل هَذَا فِي الرمد الْيَابِس الْعسر النضج وَأَمْثَاله وَمن جيده أَن يضمد بالهندباء ودهن الْورْد وَمَاء قَالَ أَبُو جريج الأنزروت أبلغ الْأَدْوِيَة كلهَا فِي إِخْرَاج القذى من الْعين وخاصة إِذا خلط بالنشا وَالسكر. ابْن ماسويه قَالَ أعظم فعل زبد الْبَحْر ألف لتنقية القذى من الْعين لِأَنَّهُ لَا عدل لَهُ فِي ذَلِك. الخوز الفوفل جيد للحرف فِي الْعين يُسمى بِالْفَارِسِيَّةِ تشميزج ينفع من الرمد وأورام الْعين الحارة. من فضول أبيذيميا إِذا كَانَ الرمص حبا صغَارًا فَهُوَ أشر مِنْهُ إِذا كَانَ كبارًا وَذَلِكَ أَنه يدل على بطوء نضج الْمَادَّة الَّتِي تولد عَنْهَا الْخَلْط. الْمقَالة الأولى من الأخلاط قَالَ التغرغر بالأشياء الحارة الحريفة كالفوتنج الْجبلي والخردل والزوفا تقلب مَجِيء الْمَادَّة إِلَى الْعين حَتَّى يَجِيء إِلَى الْفَم وَكَذَلِكَ أَن عولج بهَا الْأنف. لي إِذا رَأَيْت الرمد قد لزم الْإِنْسَان وَلَو أحس الحمية وَطَالَ أمره ودامت الْحمرَة

والسيلان وَلم ينْتَفع مَعَ ذَلِك الفصد والإسهال فَاعْلَم أَن فِي نفس طَبَقَات الْعين خلطا رديئا يحِيل مَا يَجِيئهُ وَلَو كَانَ جيدا فاقبل عَلَيْهِ بالتوتيا المغسول والنشاء والأسفيداج وأطاله فَإِنَّهَا تجفف تِلْكَ الرُّطُوبَة الرَّديئَة قَلِيلا قليا حَتَّى تفنيه وَلَيْسَ لهَذَا الصِّنْف علاج غير هَذَا الْبَتَّةَ. لي وَرَأَيْت أبلغ العلاج فِي الرمد الصعب الَّذِي يَأْخُذ الْحمرَة فِيهِ حول الْعين وَإِلَى الوجنة وَذَلِكَ يكون لشدَّة ورم الملتحم لِأَن هَذِه الطَّبَقَة نباتها من ظَاهر فيتصل بِهَذِهِ بالفصد ثمَّ الْحجامَة مَعَه ثمَّ لُزُوم النّوم.) من كتاب بقراط فِي الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ النَّوَازِل الحارة الَّتِي تنحدر إِلَى الْعين ينتشرها لَهَا الأشفار وتحتك وتحمي الْعين وتورثها قروحا. الأقرابادين يَنْبَغِي أَن يضمد الْعين من الأورام والضربان والجراحات بالبيض ودهن الْورْد وإكليل الْملك ويقطر فِيهَا أشياف أَبيض لين وَفِي الرمد يغسل الرمص بقطنة على ميل بِمَاء حَار ويغتذي بأغذية قَليلَة الْغذَاء ويحلق رَأسه ويحتجمه على الْكَاهِل بِشَرْط بليغ وان عظم الرمد فافصد الْجَبْهَة وضع فَوق الْعين باليل أسفنجة بخل وَمَاء أَو ورق الْكَرم والعليق والسفرجل مسحوقة بخل وَيَنْبَغِي أَن يوضع هَذِه الْمَوَانِع على الْجَبْهَة لَا على الْعين نَفسهَا فَإِنَّهَا تهيج الوجع ولغير الضماد كل سَاعَة فَأَنَّهُ أَنْفَع وَيُوضَع على الْعين نَفسهَا صفرَة بيض ودهن ورد وشراب وَلَا يُغير كل سَاعَة أَو طبيخ إكليل الْملك والحلبة ويشد الْأَعْضَاء السفلية وتحرج لدم وتسهل الْبَطن وَأَن رَأَيْت التمدد فِي الْعين شَدِيدا فَأَنَّهُ لَا يعدله شَيْء وَعَلَيْك بالقوابض فَوق الْعين ألف والمرخيات والمخدرات على الْعين نَفسهَا. ضماد جيد كزبرة رطبَة خشخاش بقشوره وصفرة الْبيض ودهن ورد زعفران وشراب وإكليل وأفيون يطْبخ الخشخاش وإكليل الْملك حَتَّى يتهرأ بِالشرابِ وَالْمَاء ثمَّ يجمع. فِي الْحَادِيَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء كَلَام يدل على أَنه يَنْبَغِي لصَاحب الرمد أَن يحلق رَأسه. الثَّالِثَة من الميامر جملَة علاج الرمد بعد الفصد والإسهال أَن يسْتَعْمل الشيافات وَتحمل بعض اليومية وتركيبها من الحضض والزعفران والورد والأسفيداج وَنَحْوهَا مِمَّا يقبض وينضج وَغلب القابضة فِي الِابْتِدَاء والمنضجة تزاد مَتى اشْتَدَّ الوجع. قَالَ ثمَّ يخلط بهَا بعد يَوْمَيْنِ الشياف السنبلية ثمَّ يَجْعَل فِيهَا اصطفطيقان قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يُزَاد مِنْهُ قَلِيلا،

وَإِن كَانَ فِي الأجفان خشونة حكت بأشياف متخذة من سك قد عجن بِمَاء الصمغ وَلَا يكحل بِهِ وَاحِد فِي الِابْتِدَاء بِمَا يصلح للجرب بل يقْتَصر على حلك الجفن فَقَط. قَالَ وَلَا بُد من تكميد الْعين فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا بِمَاء البابونج والحلبة وَلَا سِيمَا أَن كَانَ وجع الْعين شَدِيدا وَالنَّهَار طَويلا. قَالَ الرمد يَنْبَغِي أَن يعالج فِي ابْتِدَائه بِشَيْء يقمع وَيمْنَع من غير ان يحدث فِي الْعين خشونة وَهَذِه الَّتِي لَا قبض لَهَا شَدِيد.) مسيح قَالَ إِذا كَانَت الْعين لَيست بكثيرة الورم والبثور وَكَانَ اللذع شَدِيدا فاعتمد على تَعْدِيل المزاج بالأغذية التفهة وصب المَاء العذب على الرَّأْس وَالْعين وَبَيَاض الْبيض وَاللَّبن فِيهِ والإلعبة. ضماد جيد يسكن وزعفران وإكليل الْملك وورق كزبرة وصفرة بيض مشوي وأفيون ولب الخس وميفختج وَمَاء ورد جيد بَالغ. أَيْضا بَيَاض الْبيض مشوي ودهن ورد فِي قطنه يغسل حلبة بِمَاء مَرَّات ثمَّ يغمر بِمَاء وَيتْرك يَوْمَيْنِ ثمَّ يوضع ثمَّ يغسل ثمَّ يصب عَلَيْهَا مثلهَا عشْرين مرّة مَاء أَو طبيخ حَتَّى يذهب النّصْف ثمَّ يصفى ويلقى فِي نصف رَطْل مِنْهُ دِرْهَم زعفران مسحوق ويعالج بِهِ فِي الِانْتِهَاء جيد للنضج وتسكين الوجع. آخر ينضج ويحلل ويسكن الوجع إِذا كحل بِهِ زاج الأساكفة عسل مَا دي طبيخ الحلبة بِالسَّوِيَّةِ يطْبخ جَمِيعًا بعد أَن يسحق الزاج كالكحل ويسحق بالعسل نعما ألف ويطبخ حَتَّى يغلظ بِمَنْزِلَة الْعَسَل الخائر وَيرْفَع فِي أناء زجاج ثمَّ يكحل مِنْهُ ويطلى أَيْضا بِهِ الأجفان. الْمسَائِل الطبيعية قَالَ الرمد الْيَابِس يكون الْمرة الغليظة الحريفة. الخوز للرمد الْيَابِس زاج الحبر ينخل بحريرة ويطبخ مَعَه زبد الْبَحْر لَا ملح فِي طبخه حَتَّى ينْعَقد ثمَّ يحل ويطلى. فِي الَّتِي تسكن الأورام الحارة الْعَارِضَة للعين والأرماد الحارة والضربان فِيهِ قَالَ إِذا ضمد حب الآس مَعَ السكر يسكن الأورام الحارة الْعَارِضَة للعين دُخان الكندر قَوِيَّة مسكنة لأورام الْعين الحارة وَكَذَلِكَ دُخان الاصطرك وَلبن النِّسَاء إِذا قطر فِي الْعين الوجعة منع حِدة الوجع ويقمعها وخاصة أعين الصّبيان إِذا أدمن القطور فِيهَا وَإِن أَخذ صوف لبن وبل بِاللَّبنِ وَوضع عَلَيْهِ فعل ذَلِك ويحلل الأورام الْعَارِضَة للعين

إِذا خلط مَعَ بَيَاض الْبيض خلطا جيدا وَوضع على الْعين بصوف لين وَإِن قطر فِيهَا هَذَا الْمَخْلُوط سكن الوجع أفسنتين إِن طبخ بميفخيخ وضمد بِهِ الْعين الَّتِي فِيهَا ضَرْبَان سكنه. البادروج إِن ضمد بِهِ مَعَ شراب سكنجبين سكن ضَرْبَان الْعين دَقِيق الباقلي إِذا عجن بِالشرابِ نفع أورام الْعين الْحَادِثَة من ضَرْبَة وبقلة الحمقا إِذا ضمد بهَا مَعَ سويق الشّعير نفع من الأورام الحارة فِي الْعين وَيدخل الإكحال الْمَانِعَة لسيلان الْموَاد الجاذبة إِلَيْهَا. دياسقوريدوس وجالينوس بَيَاض الْبيض الرَّقِيق يسْتَعْمل فِي أوجاع الْعين الحارة.) جالينوس صفرَة الْبيض مسلوقة إِذا إخلطت بالزعفران ودهن الْورْد نفع جدا من الضربان الْعَارِض للعين وَلحم الْبِطِّيخ يسكن ورم الْعين الْحَار. دياسقوريدوس عصير ورق البنج وقضبانه وبزره يخلط فِي الأشياف الْمسكن للأوجاع وَإِن خلط عصارته بسويق الشّعير أَو دياسقوريدوس البنفسج وَحده أَو بسويق شعير إِذا ضمد بِهِ ألف ينفع من أورام الْعين الحارة. الْجُبْن الحَدِيث الرطب الْغَيْر المملح إِذا ضمد بِهِ الْعين الوارمة ورما حارا نَفعه وَقَالَ يهيأ من عصارة الجنطيانا لطوخا نَافِع للعين الوارمة ورما حارا. قَالَ دياسقوريدوس وَهَذِه العصارة الْبَارِدَة تقع فِي الأشياف مَكَان الأفيون والهندباء يعْمل مِنْهُ ضماد مَانع. لي استخراجي إِذا كَانَ فِي الْعين رمد شَدِيد الحدة فَحل الشياف الْأَبْيَض بِمَاء الهندباء وقطر فِيهِ فَأن مَاء الهندباء مَعَ أسفيداج الرصاص بليغ جدا فِي التبريد. وَأقوى من ذَلِك أَيْضا أَن تدق وتضمد بِهِ مَعَ قَلِيل دهن ورد فَأَنَّهُ نَافِع جدا وَلَا تتركه يحمي بل تبرده دَائِما على الثَّلج وتقيده وَهَذَا التَّدْبِير نَافِع فِي منع القروح فِي الْعين. عصارة الْورْد إِذا قطع عَن ورقه الْأَحْمَر إطرافه الْبيض جيد جدا إِذا طلى على الْعين للأورام الحارة ويضمد بِهِ مَعَ الزَّبِيب وَحي الْعَالم نَافِع للأورام الحارة الْعَارِضَة للعين وَحي الْعَالم يكحل بِهِ فينفع الرمد جدا. ورق اليبروج إِذا ضمد بِهِ نفع الأورام الحارة فِي الْعين وَثَمَرَة الْكَرم الْبري إِذا حرق على خرقَة جيد لأوجاع الْعين. دياسقوريدوس دُخان الكندر قَوِيَّة مسكنة للأورام الْعين الحارة والكرفس أَن ضمد بِهِ مَعَ الْجُبْن أَو مَعَ الشطران سكن.

جالينوس اللَّبن نَافِع للمواد الحادة المنحدرة إِلَى الْعين إِذا قطر فِيهَا وَحده خلط أَيْضا بالشياف اللين. جالينوس اللَّبن نَافِع أَن وضع على خَارج الأجفان مَعَ دهن الْورْد وَالْبيض عِنْد نوم صَاحب الرمد وَذَاكَ أَنه ينضج الورم الَّذِي فِي عينه وَيَنْبَغِي أَن يكون سَاعَة يحلي. أريباسوس قَالَ أَن ضرب اللَّبن سَاعَة يحلب من ثدي امْرَأَة شَابة صَحِيحَة مَعَ دهن ورد وخام وَبَيَاض الْبيض وضع فِي صُفُوف لين على الجفن عِنْد النّوم حلل الورم الْحَار الْعَارِض فِيهِ. مَاء ورق لِسَان الْحمل إِذا أديف بِهِ الأشياف وقطر فِي الْعين نفع من الرمد الْحَار. شياف ماميثا ينفع أورام الْعين الحارة. دياسقوريدوس وجالينوس المَاء الْحَار نَافِع للرمد المزمن) روفس زهر شَجَرَة الفرجل نَافِع من أورام الْعين الحارة إِذا ضمدت بِهِ رطبا كَانَت الزهرة أَو الْيَابِسَة. دياسقوريدوس ورق السرو تضمد بِهِ مَعَ سويق الشّعير نَافِع يسكن ضَرْبَان الْعين للأورام الحارة والسماق إِذا نقع فِي مَاء ورد وأكتحل بذلك نفع. المَاء ورد ينفع فِي ابْتِدَاء الورم الْحَار مَعَ مَادَّة وَيُقَوِّي الحدقة حِينَئِذٍ. ابْن ماسويه ودياسقوريدوس السداب تضمد بِهِ مَعَ سويق الشّعير سكن ضَرْبَان الْعين. دياسقوريدوس العدس إِذا خلط بِهِ بعد طبخه فِي مَاء إكليل الْملك ودهن ورد سكن ورم الرمد والورم الْحَار والضربان وَالصَّبْر ينفع الأورام الحارة فِي الْعين. دياسقوريدوس القرع أَن تضمد بِهِ سكن الأورام الجارة الْعَارِضَة للعين عصارة الشوكران يدْخل فِي أشياف المسكنة لأوجاع الْعين وينفع نفعا عجيبا من الضربان فِيهِ ويلين الورم الْحَار. دياسقوريدوس الشادنة إِن خلط بِلَبن امْرَأَة نفع من الرمد والجرب فِي الْعين والحمرة المزمنة الدموية. دياسقوريدوس إِذا خلط الأفيون بصفرة بيض مشوي وزعفران كَانَ صَالحا لأورام الْعين الحارة. دياسقوريدوس وَإِسْحَاق إِذا حدث فِي الْعين ورم وضربان فاقتصر بالعليل على المزورات ومره بِالسُّكُونِ وَترك الْحَرَكَة بتة وَيجْعَل نَومه وَرَأسه مرتفعا وَلَا ينظر إِلَى الضَّوْء وَلَا يَصِيح واغمز يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وَأكْثر من دلكهما وشدهما أَيْضا شَدِيدا وحلها بعد ذَلِك وَأَجْعَل على عينه ورق البنفسج الطري أَو لبن جَارِيَة كَمَا حلب من سَاعَته مَعَ دهن ورد وبل بِهِ قطنة ورفدّها بِهِ من خَارج فَإِن كَانَ مَا يسيل من الْعين مالحا فقطر فِيهِ لَبَنًا أَو بَيَاض الْبيض ولفها من الرمص بِرِفْق وَأَن اشْتَدَّ الوجع فَخذ وردا يَابسا

أَرْبَعَة مَثَاقِيل وزعفران مِثْقَال يسحق ويعجن بِمَاء طبيخ إكليل الْملك وضمد بِهِ هَذَا يكون فِي أول الْأَمر إِلَى أَن يحضر الكحال. مَجْهُول للبشر والورم الْحَار فِي الْعين نفع مِنْهُمَا سماق أطْعمهُ صفي ثمَّ طبخ حَتَّى ينْعَقد ثمَّ يتَّخذ شيافا ويكحل بِهِ. إِسْحَاق للوجع الشَّديد والضربان فِي الْعين والورم يطْبخ الرُّمَّان الحلو بشراب حُلْو وَيجْعَل ضمادا أَن شَاءَ الله. والسعوط ينفع ألف من وجع الْعين لِأَنَّهُ ينفض مِنْهُ رطوبات دموية للورم فِي الْعين. من التَّذْكِرَة صفرَة بيض وفلفل وَمر وزعفران ودهن ورد تبل بِهِ صوفه وتوضع عَلَيْهِ وَيَنْبَغِي فِي الرمد أَن يجْتَنب الْجِمَاع وَالْغَضَب لِأَنَّهُمَا يرفعان بخارا كثيرا إِلَى الرَّأْس وَالْحَرَكَة ويلين الْبَطن) ويحجم النقرة والأخدعين والكاهل وَيلْزم السّكُون وَقلة الْغذَاء وَترك النَّبِيذ الْبَتَّةَ. الْكَمَال والتمام لِابْنِ ماسويه الْموَاد الَّتِي تميل إِلَى الْعين يطْبخ ورق الدلب بخل وَيُوضَع على الْعين إِذا كَانَت الْموَاد حارة وَإِذا كَانَت غير حارة فَمَعَ مطبوخ. قَالَ جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء أَن المخدرات تسكن أوجاع الْعين الصعبة بإماتتها الْحس لَا بدفعها السَّبَب وانه رأى قوما لما ألح عَلَيْهِم ضعفت أَبْصَارهم وَنزل فِيهَا بعد ذَلِك المَاء. قَالَ جالينوس الأشياف المتخذة بالأفيون تسكن وجع الْعين إِلَّا انه يخَاف أَن يعقب ضعفا فِي الْبَصَر فَإِذا سكنت بِهِ حِدة الوجع فعالج بعد ذَلِك بالأشياف الَّتِي تسخن واحمدها شياف دَار صيني. قَالَ جالينوس قد رَأَيْت قوما كثيرا ابتدأت أَن ترم أَعينهم برؤا برءا تَاما فِي يَوْم وَاحِد بالإسهال وَقَالَ المحاجم الَّتِي تعلق على الفاس من أقوى الْأَشْيَاء الَّتِي تعالج بهَا الانحدار مَادَّة

تنصب إِلَى الْعين وأعظمه نفعا وَيَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك بعد تنقية الْبدن كُله بالإسهال والفصد لِأَنَّهُ أَن علق عَلَيْهِ الْبدن كُله ممتلئ مَلأ الرَّأْس كُله. وَقَالَ لِأَن الْعين عُضْو كثير الْحس يَنْبَغِي أَن يقطر فِيهِ عِنْد وَجَعه الْأَدْوِيَة بغاية الرِّفْق وَيكون مَا يقطر فِيهَا رطوبات بعيدَة عَن التلذيع جدا مثل الْبيض فَأَنَّهُ مُوَافق لَهُ لِأَنَّهُ بعيد عَن اللذع وَلِأَنَّهُ لزج يثبت زَمَانا ويسكن الوجع لِأَنَّهُ يملس الخشونة لِأَن هَذِه الرطوبات الَّتِي حَالهَا وقوامها هَذَا القوام تملس كل خشونة حَادِثَة عَن مَادَّة حريفة وبسبب طول بَقَائِهِ لَا يحوج إِلَى إِعَادَة صبها فِي كل وَقت وَهُوَ أَجود لِأَن شيل الجفن فِي كل قَلِيل إِذْ ذَلِك يؤلم الْعين وذكاء حس الْعين يُوجب أَنه يَنْبَغِي أَن يقطر فِيهِ مَا كَانَ أملس عديم الخشونة وَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن يسحق أدويتها نعما. وَقد يحدث الوجع الشَّديد فِي الْعين أما من حِدة خلط ينصب إِلَيْهَا وَأما لِأَن طبقاتها تمتد من اجل امتلائها ألف برطوبة أَو ريح بخارية وَيَنْبَغِي فِي هَذِه الْحَالَات أجمع أَن يستفرغ الْبدن بالفصد والإسهال وَأول الْمَادَّة إِلَى النَّاحِيَة الْمُخَالفَة بالشد والدلك والاستفراغ مِنْهَا وَإِذا كَانَ الوجع من تلذيع الْخَلْط الحاد قطرت فِي الْعين ببياض الْبيض كَيْمَا يكسر بذلك حِدة الْمَادَّة ويغسلها بِهِ بِاللَّبنِ الصَّحِيح فَإِذا نَضِجَتْ هَذِه الْمَادَّة واستحكم نضجها وَكَانَ الْبدن كُله نقيا فالحمام من أَنْفَع الْأَشْيَاء لهَؤُلَاء وَذَلِكَ أَن الوجع يسكن بِهِ من سَاعَته وَيَنْقَطِع سيلان الرُّطُوبَة الَّتِي كَانَت تسيل إِلَى الْعين وَذَلِكَ أَن جلّ الْمَادَّة يستفرغ فِي الْحمام من الْبدن كُله والبقية الَّتِي تبقى مِنْهَا تمتزج) وتعتدل وعالج التمدد بعد الاستفراغ والدلك والربط فِي الْأَطْرَاف بتكميد الْعُضْو الوارم والوجع بِمَاء عذب معتدل الْحَرَارَة وَأما الْأَطْرَاف وَالرِّيح البخارية تداوي بهَا بعد الاستفراغ بطبيخ الحلبة بعد أَن يغسل فِيهَا مَرَّات فَإِن هَذَا يحلل أَكثر من سَائِر أدوية الْعين. قَالَ وَقد تكون آفَة الْعين من الرَّأْس وَحده بِأَن يدْفع إِلَيْهِ الْموَاد وَأَن لم يكن جَمِيع الْبدن ممتليا وَلذَلِك مَتى طَال سيلان الْمَادَّة إِلَى الْعين فدع الْعين وَأَقْبل على الرَّأْس وَأصْلح مِنْهُ سوء مزاجه وَفِي أَكثر الْأَمر هَذَا يكون لسوء مزاج الْفَاعِل لمثل هَذَا أما بَارِدًا وَأما رطبا وَأما جَمِيعًا وَقل مَا يحدث مزاج حَار ينحدر بِسَبَبِهِ مَادَّة حريفة إِلَى الْعين وَإِذا كَانَ ذَلِك فِي الندرة فَلَا تداوه بالأدوية القوية بل بدهن الْورْد أَو الزَّيْت الأنفاق والاستحمام بِمَاء عذب كثير وَإِذا كَانَ بَارِدًا فبالأدوية القوية المحمرة نَحْو الْخَرْدَل والشونيز وَهَذِه الْمَادَّة رُبمَا كَانَ الدَّافِع لَهَا الدِّمَاغ نَفسه وَرُبمَا كَانَت الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب وَفِي هَذِه الْحَالة تسيل الْعُرُوق وتقطعها قطعا بترة وتوغل فِي الْقطع إِلَى عمق كثير وَهَذَا مَتى كَانَت فِي الْعُرُوق الظَّاهِرَة. فَأَما إِذا كَانَت فِي الْعُرُوق الْبَاطِنَة المخدرة من فَوق مَعَ العصب فَلَا يُمكن فِيهَا هَذَا وَلذَلِك فَهَذِهِ الْموَاد الَّتِي تنصب فِي هَذِه الْعُرُوق عسرة الْبُرْء وَأما إِذا كَانَت تنصب فِي الْعُرُوق الظَّاهِرَة إِلَى سطح الْجَسَد فقد يُمكن أَن يقوى بِمَا يوضع عَلَيْهَا أَيْضا فَيمْنَع ألف بذلك

السيلان من غير قطع وَرُبمَا كَانَ السَّبَب فر ضَرْبَان الْعين ووجعه دم حَار يصعد إِلَى الرَّأْس وَيكثر فِي الْعُرُوق الضوارب خَاصَّة وَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن يفتش عَن هَذِه الْعُرُوق فِي الرَّأْس وَفِي الصدغين وَخلف الْأُذُنَيْنِ ويحلق الرَّأْس ليتهيأ استقصاء التفتيش ثمَّ انْظُر أعظمها وأشدها حرارة فاقطعه وَقد يُمكن أَن تسل عروق الأصداغ فَإِنَّهُ علاج نَافِع وان رَأَيْت الْعرق الَّذِي تُرِيدُ قطعه عَظِيما ونبضه كثير فالأجزم أَن يرْبط مِمَّا يَلِي مِنْهُ أَصله بخيط برسيم لِئَلَّا تعفن سَرِيعا صم أَبتر الْعُرُوق فَإِذا نبت اللَّحْم بسل الْخَيط إِذا عفن بِلَا خوف وَأما الْعُرُوق غير الضوارب فالأجود فِيهَا إِذا كَانَت عظا مَا أَن يربطها أَيْضا وأسرع مَا يلتحم الْموضع إِذا كَانَ مَنْصُوبًا وَلم يحركه الْمَرِيض وَليكن ذَلِك كُله بعد استفراغ جملَة الْبدن حفظ الأصحاء قَالَ جالينوس يَنْبَغِي أَن ينْقل فضول الْعين فِي الْأَكْثَر إِلَى الْأنف فَإِن لم يُمكن فالي الْفَم بالغرور إِلَى الْأنف بالأشياء المعطسة المفتحة المسددة. جالينوس أقاقيا عشرَة ماميثا خَمْسَة حضض عشرَة أفيون ثَلَاثَة صندل عشرَة قرنفل خَمْسَة زعفران مر خَمْسَة يَجْعَل شيافا وليطلى على الورم البلغمي بخل أَو بشراب وخل وللورم الْحَار) بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب. أزمان الْأَمْرَاض قَالَ مَا دَامَ الَّذِي يجْرِي من الْعين دمع كثير رَقِيق حَار فَهُوَ ابْتِدَاء فَإِذا بدا يغلظ ويقل ابْتَدَأَ النضج حَتَّى إِذا غلظت والتصقت الأجفان بِهِ قَارب الْكَمَال حَتَّى إِذا قل هَذَا الرمص وَغلظ جدا فقد كمل النضج. الْيَهُودِيّ لطوخ الْورْد نَافِع من الورم الْحَار وَالْحر والبثر والسلاق ورد خَمْسَة مَثَاقِيل صندل أَبيض مثله قاقلة نصف مِثْقَال أسفيداج نشا مِثْقَال كافور دانق زعفران نصف يعجن بِمَاء الهندباء. الْيَهُودِيّ ضماد للورم الْحَار فِي الْعين يُؤْخَذ عدس مقشر وَورد أَحْمَر وقردمانا فيطبخ نعما حَتَّى يقوى ويصفى المَاء وَيضْرب مَعَ بَيَاض الْبيض وصفرته ودهن ورد وَيُوضَع على الْعين. قَالَ جالينوس فِي الفصد رَأَيْت عينا اشتكت مُنْذُ عشْرين يَوْمًا فَلم يحدث فِيهَا قرحَة أَلا أَن بهَا ورما عَظِيما جدا والمادة المنصبة أليها كَثِيرَة والأجفان قد غلظت وَفِي الأجفان إِحْدَى الْعَينَيْنِ خشونة ألف إِذا لمست الْعين أَشْتَدّ ألمها وَزَاد فِي الضربان وتلذيع ذَلِك الْفضل

المنصب وَكَانَ الَّذِي يدبره يمنعهُ من الفصد ففصدته أول يَوْم ثمَّ عالجته سَاعَة فَصَارَ إِلَى مَكَان فِي السَّاعَة الْخَامِسَة فأخرجت فِي دفْعَة وَاحِدَة ثَلَاثَة أَرْطَال دم فَلَمَّا كَانَ فِي السَّاعَة التَّاسِعَة أخرجت لَهُ رطلا وَاحِدًا فانفتحت عينه من يَوْمه فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي كحلناه بِالْغَدَاةِ بِبَعْض الشيافات اللينة بعد أَن خلطنا بهَا بعض الأشياف اللينة المتخذة بشراب وَجَعَلنَا حك جفْنه بِهِ ثمَّ كحلناه فِي السَّاعَة الرَّابِعَة وكحلناه فِي السَّاعَة التَّاسِعَة وَأَدْخَلْنَاهُ الْحمام مَعَ مغيب الشَّمْس فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي نَبتَت أجفانه وعالجناه مرَّتَيْنِ وذدنا فِي مِقْدَار الأشياف الَّتِي فِيهَا الشَّرَاب فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث برْء برءا تَاما. قَالَ وَيَنْبَغِي أَن يفصد مَا دَامَ ورم الْعين مبتديا القيفال فَإِذا بقيت مِنْهُ بقايا بَقِيَّة فافصد عرقي المأقين كثيرا. الأهوية والبدان أَن الرمد الْعَارِض فِي الشتَاء والأبدان المستحصفة إِذا كَانَ قَوِيا رَدِيء جدا واقل مَا يعرض فَإِذا عرض كَانَ مِنْهُ انْشِقَاق صفاق الْعين كثيرا لِأَن الْموَاد لَا تخرج مِنْهُ. أبيذيميا مَتى انصب إِلَى الْعين خلط لذاع حَار وَكَانَ الْبدن ممتليا تقدمنا بفصد القيفال ثمَّ استعملنا بعد الْأَدْوِيَة الَّتِي هِيَ فِي غَايَة اللين والبعد عَن التلذيع ومنعنا الطَّعَام نَهَاره كُله ثمَّ أدخلْنَاهُ الْحمام بالْعَشي وان لم يحْتَج إِلَى الفصد والإسهال استعملنا الْأَدْوِيَة وَسَائِر التَّدْبِير) وَالْخمر الصّرْف فسكن أورام الْعين الَّتِي تكون عَن شدَّة. أبيذيميا الذرب يشفي من الرمد وَقَالَ الرمد يمتلي فِيهِ عروق الْعين دَمًا كثيرا أَكثر مَا يكون فِي أَوْقَات غور الْبَطن وَيكون شفَاه بالحمام وَالْخمر وبجميع التَّدْبِير الَّذِي يرطب مَعَ حرارة معتدلة. الأخلاط قَالَ إِذا كَانَ الْبدن قَوِيا وَلَيْسَ حمى وَحدث رمد مفرط فَأَنا نسيل الدَّم إِلَى أَن يحدث الغشي مثل الْحَال فِي الْحمى المحرقة ثمَّ نستعمل بعقب ذَلِك التكميد بالإسفنج اللين بِالْمَاءِ الْحَار ثمَّ نستعمل بعض الأكحال المجففة على أَن جَمِيع الأكحال مجففة.

روفس إِلَى الْعَوام قَالَ الرمد الَّذِي من الدُّخان وَالْغُبَار يَنْبَغِي أَن تغسل الْعين بِمَاء عذب ثمَّ تدبرهم بالراحة وَقلة الطّعْم وَلُزُوم الْكن والظلمة فَقَط فَإِنَّهُ كَاف وَكَذَلِكَ جَمِيع أَنْوَاع الرمد وأطل الأجفان بزعفران وَورد فَإِنَّهُ نَافِع ويكفيه ذَلِك وَلَا يحْتَاج إِلَى أَن تغسل الْعين أَلا بِهَذَيْنِ. قَالَ وطلاء الأجفان بالزعفران والورد نَافِع جدا وَفِي الفلغموني فِي الْعين ألف يَجْعَل الرَّأْس مرتفعا وَلَا يسمع صَوتا وَلَا حسا أَن أمكن ويدلك قَدَمَيْهِ ويربط أَطْرَافه وَيجْعَل على الْجَبْهَة أدوية مَانِعَة ويعالج الْعين بالمجففة بِلَا لذع وَأَن كَانَت مَادَّة مالحة أكالة يعالج بالبن وَبَيَاض الْبيض وَالْمَاء الفاتر ويبادره بالعلاج قبل أَن تحدث قُرُوح. قَالَ جَمِيع الْأَشْيَاء الحريفة الحادة المنجرة إِلَى الرَّأْس كالعسل وَنَحْوه يحدث الرمد. الْفُصُول قَالَ عِنْد امتلاء الرَّأْس يعرض الرمد ضَرُورَة أَلا أَن يكون الْعين فِي غَايَة الْقُوَّة. إِذا كَانَ بِإِنْسَان رمد واعتراه اخْتِلَاف فَذَلِك مَحْمُود لِأَنَّهُ يجتذب الْخَلْط إِلَى أَسْفَل وَيَنْبَغِي للطبيب أَن يَقْتَدِي بالطبيعة وَلذَلِك يحقن الْأَطِبَّاء فِي الرمد ويسهلون بالأدوية من فَوق أوجاع الْعين قَالَ وأوجاع الْعين يحللها شرب الشَّرَاب الصّرْف أَو التكميد أَو الْحمام أَو فصد الْعرق أَو قَالَ جالينوس قد جرت عَادَة الْأَطِبَّاء أَن يستعملوا فِي الأوجاع الْحَادِثَة من الرمد الأكحال المغرية مَعَ تسكين الوجع كالشياف الْمُتَّخذ بالإسفيداج والأفيون والنشاء لأَنهم يرجون أَن يصدوا الْموَاد عَن الْعين بالأدوية المغرية ويحذرون مَسهَا بالأدوية المخدرة فَأَما أَنا فَلم أزل مِنْهُمَا لَا مِثَال هَذِه الْأَدْوِيَة وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تقدر أَن تمنع وترتد مَا ينصب إِلَى الْعين إِذا كَانَ قَوِيا لكنه تبلغ من عَملهَا فِيهِ أَن يمنعهُ أَن يخرج فَإِذا كَانَ ذَلِك الْخَلْط حادا أقرح الطَّبَقَة القرنية وأحدث فِيهَا التآكل وان كَانَ كثيرا عرض أَن يمددها تمديدا شَدِيدا حَتَّى كَأَنَّهُ يفرق اتصالها فَيكون لذَلِك زَائِدَة فِي الوجع وَإِذا كَانَ الْأَمر فِي المغرية على هَذَا ثمَّ لم يكن مَعهَا لَا يحْتَملهُ صَاحبه وَإِن كَانَ مَعهَا من) المخدرة أَمر قوي عرض من الوجع مَا يبلغ من شدَّة فعله أَن يَجْعَل الْعين لَا تحس بألم الورم الْحَار الْعَظِيم الَّذِي فِيهَا وَجب ضَرُورَة أَن يضر بِالْقُوَّةِ الباصرة حَتَّى أَن صَاحبهَا بعد سُكُون هَذَا الرمد عَنهُ أما أَن يذهب بَصَره بتة وَأما أَن يضعف وَيبقى مَعَ ذَلِك فِي طَبَقَات الْعين خلط جاس يعسر بُرْؤُهُ فَإِذا علمت أَن الْمَادَّة المنصبة إِلَى الْعين قَوِيَّة كَثِيرَة أَو حادة لذاعة وَقد أجتمع لَهَا الْأَمْرَانِ

فابدأ باستفراغ الْبدن كُله استفراغا قَوِيا أما بالفصد وَأما الإسهال حَتَّى تعلم انه لَيْسَ فِي الْبدن امتلاء وكمد الْعين الْحَار بإسفنج فَأن رَأَيْت التكميد يسكن الوجع سَاعَة ثمَّ يهيج مِنْهُ مَا هُوَ أَشد فَاعْلَم أَن الْمَادَّة الَّتِي تجْرِي إِلَى الْعين لَيست بالسيرة فَهُوَ يجلب إِلَيْهِ بعد أَكثر مِمَّا يحلل فأعد الاستفراغ وَأدْخلهُ الْحمام فَإِنِّي رَأَيْت ألف رجلا كَانَ قد فصد فِي أول رمده وَكَانَ يسكن عَنهُ الوجع بالتكميد سَاعَة العلاج ثمَّ يرد عَلَيْهِ وجع مفرط فأدخلته الْحمام فَبلغ من تسكينه الوجع أَن نَام يَوْمه أجمع بعد أَن كَانَ قد أسهره الوجع أَيَّامًا وليالي. وَاعْلَم أَنه قد يجْرِي إِلَى الْعين رطوبات حارة وَلَيْسَ فِي الْبدن امتلاء فَإِذا حدست ذَلِك فَاسْتعْمل الْحمام والتكميد وَالشرَاب الصّرْف من يَوْمك وَلَا تحْتَاج أَن تستفرغ الْبدن من ذَلِك. وَأَنِّي رَأَيْت فَتى بِهِ رمد قد طَال فتأملت عينه فرأيتها جافة إِلَّا أَن الْعُرُوق الَّتِي فِيهَا منتفخة انتفاخا شَدِيدا مملؤة فَأَمَرته أَن يدْخل الحمامثم يشرب بعد خمرًا قَلِيل المزاج وينام أَكثر يَوْمه وَفعل ذَلِك فانتبه وَقد سكن وجع عينه فهدء فِي مَا رَأَيْت من ذَلِك أَن أكون مَتى نَامَتْ قد يهيج فِي عروق الْعين دم غليظ من غير أَن يكون فِي الْبدن كُله امتلاء أَن أجعَل علاجي لصَاحب تِلْكَ الْحَال بِشرب الشَّرَاب لِأَن من شَأْن الشَّرَاب أَن يذيب ذَلِك الدَّم الغليظ ويستفرغه ويزعجه لشدَّة حركته من تِلْكَ الْعُرُوق الَّتِي قد لحج فِيهَا. وَهَذَانِ النوعان من أَنْوَاع علاج الْعين عَظِيم النَّفْع أَن استعملا فِي مواضعهما وعَلى حسب ذَلِك الْخطر فيهمَا أَن لم يستعملا على الصَّوَاب وَأما التكميد فهوا سلم وابعد من الْخطر والمستعمل لَهُ على حَال ريح وَذَلِكَ انه أما أَن تصير لَهُ عَلامَة يسْتَدلّ بهَا على مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَأما أَن يصير لَهُ لصحه الْعين وَذَلِكَ أَنه أَن كَانَت قد انْقَطَعت مَادَّة مَا يجْرِي إِلَى الْعين فِي ذَلِك الْوَقْت فيبرئها الْبَتَّةَ ويردها إِلَى حَال الصِّحَّة وان كَانَت الْمَادَّة تجْرِي بعد فَأن أول مَا يسْتَعْمل التكميد ويسكن الوجع بعض السّكُون بالأسخان فَقَط ثمَّ انه بعد قَلِيل يزِيد فِي الوجع فَتَصِير ذَلِك عَلامَة على الْعلَّة فَيعلم أَنه يحْتَاج إِلَى استفراغ الْبدن كُله أَن كَانَ فِيهِ امتلاء مُطلق بالفصد وان كَانَ فِيهِ) رداءة خلط فبالإسهال من ذَلِك الْخَلْط وَلَيْسَ يعسر عَلَيْك تعرف ذَلِك اسْتعْمل الْحمام وَشرب الشَّرَاب فِي أوجاع الْعين قبل الاستفراغ أَن كَانَ الْبدن ممتليا لم يومن مَعَه أَن ينفطر طَبَقَات الْعين لشدَّة تمددها فَإِن كَانَ عَلَيْك وجع الْعين من غير امتلاء فِي الْجَسَد فاستعماله صَوَاب وَذَلِكَ أَنه يحلل الْخَلْط ويسكن الوجع ويبرئه برَاء تَاما ألف. بختيشوع ضماد نَافِع لوجع الْعين المفرط صفرَة بيض مسلوق ودهن ورد

وزعفران وحماما يضمد فِيهِ فيسكن الوجع الشَّديد جدا الهندباء ينفع أورام الْعين الحارة إكليل الْملك يطْبخ بعقيد الْعِنَب وَيُوضَع على الوجع الَّذِي من الورم الْحَار بعد استفراغ الْبدن فينفع جدا والبابونج نَافِع أَيْضا جدا ودقيق الحلبة وبزر الْكَتَّان مَعَ صفرَة الْبيض نَافِع. الرَّابِعَة من الميامر قَالَ جالينوس التوتيا المغسول يجفف بِلَا لذع وَلذَلِك يعالج بِهِ الْعين إِذا كَانَت تنحدر إِلَيْهَا مَادَّة حريفة لَطِيفَة وَذَلِكَ بعد ان يستفرغ الرَّأْس وَجُمْلَة الْبدن أما بالفصد وَأما بالإسهال وَالرَّأْس خَاصَّة يستفرغ بالغرور والعطوس والتوتيا المغسول من شَأْنه أَن يجفف الرطوبات تجفيفا معتدلا وَيمْنَع الرُّطُوبَة وَالْفضل المحتقنة فِي عروق الْعين إِذا طلبت الاستفراغ والنفوذ فِي ممر طَبَقَات الْعين وَكَذَلِكَ الرماد وَالَّذِي يكون فِي الْبيُوت الَّتِي يخلص فِيهَا النّحاس مَعَ النشاء فَإِن اسْتعْملت هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تغري وتشد قبل أَن تنقي الرَّأْس ويستفرغ مَا فِيهِ من الْفضل فِي وَقت تكون الرطوبات هوذا تنجلب وتنحدر بعد إِلَى الْعين جلبت على الْمَرِيض وجعا شَدِيدا وَذَلِكَ لِأَن طَبَقَات الْعين متمددة بِسَبَب مَا يسيل إِلَى الْعين من الرطوبات وَرُبمَا حدث فِيهَا بِشدَّة الامتداد شقّ فِي الطَّبَقَات وتأكل. قَالَ ولطيف الْبيض دَاخل فِي هَذَا الْجِنْس ويفضل عَلَيْهَا فَأَنَّهُ يغسل الرطوبات اللذاعة ويغري ويملس مَا يحدث فِي الْعين من الخشونة إِلَّا أَنه لَا يلحج وَلَا يرسخ فِي الثقب والمسام الدقاق وَلذَلِك لَا يجفف كتجفيفها فَأَما عصير الحلبة فَهُوَ فِي لزوجته شَبيه ببياض الْبيض إِلَّا ان فِيهِ قُوَّة تَحْلِيل وإسخان معتدل وَلذَلِك يسكن أوجاع الْعين. جالينوس الْأَدْوِيَة القوية الْقَبْض مضرَّة فِيمَا يحدث فِي الْعين من الوجع بِسَبَب مَا يحدث فِي طبقاتها من الخشونة اكثر من منفعَته فِي قمع الْمَادَّة فَأَما الْقَلِيل مِنْهَا يلقِي فِي الْأَدْوِيَة ليقوي الْعين ويتبين لَهَا بذلك أثر ونفع عَظِيم وَأما الْأَدْوِيَة القليلة الْقَبْض فجيد وللرمد خَاصَّة ثمَّ لسَائِر علل الْعين قروحاً كَانَت أَو بثراً أَو مواداً سَائِلَة وَمِثَال هَذِه الْورْد وبزرة وعصارته والسنبل والساذج) والزعفران ألف والمر والماميثا والجند بادستر والكندر وعصارة الحلبة هَذِه كلهَا تنضج الأورام وَسَائِر علل الْعين وتحلل وخاصة المر. وَقَالَ وَأول الإبتداء يَنْبَغِي أَن يجيد الأستفراغ لِئَلَّا نَكُون نَحن نعالج الْعين والأخلاط ذائبة تنصب إِلَيْهَا بالفصد وَرُبمَا فصدنا الشريانين اللَّذين نَاحيَة الْقَفَا حَيْثُ خلف الْأذن وحجمنا النقرة وَرُبمَا سللنا شريان الصدغ حَتَّى لَا يبْقى شَيْء يسيل فِيهِ مَا يسيل ثمَّ يبتدي بالأدوية فَإِن هَذِه الْموَاد إِذا طَال سيلانها أورام طَبَقَات الْعين سوء مزاج ثَابت يحِيل مَا تَحْتَهُ وَإِن كَانَ جيدا وَهَذَا النَّوْع من الوجع يزْدَاد بالأدوية الحادة رداءة ونفوراً ولذعاً وَكَذَلِكَ بالقوية

الْقَبْض يحْتَاج إِلَى مَا يجفف من غير لذع على مَا ذكرت وعملها قد تبين فِي زمَان طَوِيل وَيَنْبَغِي أَن لَا يضجر لذَلِك فَاسْتعْمل كل ضرب فِي مَوْضِعه وَاسْتعْمل من القوية الْقَبْض شَيْئا حَيْثُ يحْتَاج إِلَى جمع الْعين دلّت النتو والمر والكندر والزعفران والحلبة حَيْثُ يحْتَاج إِلَى إنضاج والحادة الحريفة حَيْثُ يحْتَاج إِلَى استفراغ وَلَا تبال باللذع الْحَادِث. وَاعْلَم أَنه لَا يُوَافق الْعِلَل الحادة اللذاعة القروح دَوَاء فِيهِ كَيْفيَّة طعم ظَاهر لِأَن المر أَو الحامض وكل قوي تزيد فِي وجع هَذِه وَلَا يُوَافِقهَا إِلَّا المسيخة الطّعْم على مَا قد قلت وَقَالَ وتعالج هَذَا بالأشياف الْأَبْيَض يقطر فِيهَا ببياض الْبيض لِأَنَّهُ أوفق من اللَّبن فِي علاج الْعين وَإِذا كَانَ الرمد يكون يخشونة الجفن فَأَنا نقدم فنحك الجفن بأدوية الجرب حَتَّى نصلحه ثمَّ نعالج الرمد فَأَما فِي القروح فَلَا يُمكن ذَلِك. قَالَ الرمد ورم حَار فِي الملتحمة. والملتحم قِطْعَة من الْجلد المغشى على القحف وعلاجه مُشْتَرك لعلاج الأورام ويخصه شَيْء من أجل الْعُضْو فعالجه بِمَا يمْنَع أَولا من غير أَن تحدث خشونة وَذَلِكَ يكون بِمَا لَا تكون قَوِيَّة الْقَبْض وَبعد الاستفراغ اسْتعْمل ذَلِك بالرطوبات الْبَعِيدَة من اللذع وَبَيَاض الْبيض وَبَيَاض الحلبة مُوَافق وَإِن كَانَ الوجع خَفِيفا فكمدها فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ وَإِن كَانَ قَوِيا فمرات وَلَا خَفَاء أَن هَذَا يكون بعد جودة الأستفراغ فَإِذا سكن الوجع وانْتهى فاكحله الأشياف السنبلية ومسه بِرِفْق وادخله الْحمام فَهَذَا كَانَ للرمد وَفِي بعض الْأَوْقَات عِنْد الوجع الشَّديد فِي القروح ألف نحل الأشياف بعصارة اليبروج والبنج وَنَحْوه. قَالَ جملَة أدوية الْعِلَل الحادة فِي الْعين المعدنيات المغسولة والنشا والكثيرا والصمغ وَبَيَاض الْبيض وَاللَّبن وطبيخ الحلبة.) كحل لِجَالِينُوسَ حَافظ لصِحَّة الْعين يُؤْخَذ من الْحجر الأفروجي فتكسره مثل البندق وينفخ عَلَيْهِ بفحم فِي بوطا أَو قدر حَتَّى يحمى كالنار لَا يرى فِيهَا دُخان فاقلبه فِي إِنَاء فخار وصب عَلَيْهِ سمناً لَيْسَ بعتيق وقلبها فِيهِ حَتَّى يطفي ناره ثمَّ احمها ثَانِيَة والقها فِي الشَّرَاب اللَّطِيف الْجيد الْأَحْمَر حَتَّى يطفي فِيهِ ثمَّ احمها ثَالِثَة وصب عَلَيْهَا عسلاً ثمَّ خُذْهَا فَإِنَّهَا تكون قد لانت وَصَارَ فِيهَا لزوجة ثمَّ خُذ من هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي أذكر وَهِي مسحوقة كالهبأ وَقد سحقت أَيَّامًا كَثِيرَة بنحاس محرق وفلفل أَبيض وورق الساذح أُوقِيَّة أُوقِيَّة وأثمد وَنصف وَمِمَّا أحرقت رطلا وأنعم سحق الْجَمِيع مَعًا فَإِذا أردْت أَن تجربه فصب عَلَيْهِ من دهن البلسان الصافي مِنْهُ لَا غير أُوقِيَّة وَنصف واسحقه حَتَّى يَسْتَوِي

مَعَه وأرفعه كحل يَابِس فَإِذا رَأَيْت بِهِ فِي الْعين كدورة وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا لَا تنْتَظر أَن يرمد وَلَكِن أفتح الْعين وَأمره فِيهِ بالميل على الجفن وَيَكْفِيك مِنْهُ أَن يخمل الْميل مثل الهبأ من غير أَن يقرب طَبَقَات الْعين وَلَا تغمض الجفن إِذا اكتحل وَفِي أَكثر الْأَمر يَكْفِي أَن يمر الْميل على الجفن الْأَسْفَل وَإِذا أردْت الأستكثار مِنْهُ فعلى إِلَّا على أَيْضا واكتحل بِهِ أَيْضا فِي الْأَيَّام لحفظ صِحَة الْعين إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا صفرَة بَيْضَة مشوية وَمَا يضمد بِهِ الْجَبْهَة فَيمْنَع انصباب الْموَاد إِلَى الْعين. قَالَ جالينوس الكرنب وَسَوِيق الشّعير يوضع على الْعين نَفسهَا إِن كَانَ الوجع شَدِيدا صفرَة بيض مشوي وأكليل المللك مسلوق بشراب أَو عقيد الْعِنَب أَو سويق شعير معجون بعصارة الرُّمَّان الحلو ويطبخ أكليل الْملك بالميفختج ثمَّ اخلط بِهِ الزَّعْفَرَان وأفيون قَلِيل أَو ضمد بِهِ بعد أَن تعجنه بدهن الْورْد وَاجعَل المايعات على الْجَبْهَة والمسكنات للوجع على الْعين نَفسهَا مثل هَذَا الدَّوَاء يُؤْخَذ ورد وصفرة الْبيض وزعفران ودهن ورد فَيجمع وَيُوضَع عَلَيْهِ وَأَن اشْتَدَّ الوجع فاخلط بهَا المخدرات أَو دَقِيق الْحِنْطَة إِذا طبخته بعقيد الْعِنَب وَوَضَعته عَلَيْهِ سكن الوجع أَو خذصفرة بَيْضَة مسلوقة وشيئاً ألف من أفيون وشيئاً من زعفران فاجمعها بشراب وضمد بِهِ الْعين وَإِذا كَانَ شَدِيدا فَحل الزَّعْفَرَان وأدفه بِاللَّبنِ وقطره فِي الْعين فَأَنَّهُ عَجِيب. شياف لوجع الْعين المبرح يُؤْخَذ زعفران وأفيون مثل خمس الزَّعْفَرَان فاجعله شيافاً بعقيد الْعِنَب وَإِذا أردْت فحك وَاحِدَة بِلَبن امْرَأَة وقطره فِي الْعين وأطله أَيْضا من خَارج فَإِنَّهُ جيد وَإِذا كَانَ اللهيب والحرارة شَدِيدَة فضع على الْعين والجبهة بزر قطونا وَحي الْعَالم وهندباء وعنب الثَّعْلَب ودهن ورد وَبَيَاض الْبيض وَنَحْوه لي الْأَشْيَاء الحارة اللينة أَجود فِي تسكين الوجع من هَذِه) واحتل فِي تنويم العليل فَإِنَّهُ نَافِع وَمِمَّا يطلي على الْجَبْهَة دَقِيق سميد وكندر أَبيض وَبَيَاض الْبيض ولزوجه الصدف وَالصَّبْر يلطخ من الصدغ إِلَى الصدغ وَاعْلَم أَن الْأَدْوِيَة القوية الْقَبْض تجذب للعضو الوارم ورماً وفسخاً بِشدَّة عصرها لَهُ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يتْرك فِي الأورام وَذَلِكَ أَنَّهَا تهيج وجعاً شَدِيدا والأدوية القوية التَّحْلِيل تحدث تأكلاً بتهيج الوجع فَلذَلِك المعتدلة فِي هذَيْن أوفق فِي الأورام الفلمغمونية وخاصة إِن كَانَ فِي عُضْو حساس جدا رَقِيق مثل الْعين. من اختيارات حنين الذرور الْأَصْفَر جيد بعد انْتِهَاء الرمد للصبيان أنزروت سَبْعَة دَرَاهِم شياف مامثيا أَرْبَعَة دَرَاهِم مر نصف دِرْهَم صَبر وسقوطري دِرْهَم أفيون وزعفران من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ

الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة بِكُل مَكَان قَالَ إِذا رَأَيْت مَعَ الرمد بَيَاض ورمصاً أَبيض وَلم تَرَ حمرَة فاعط أيارجاً وَإِن كَانَت حمى وَثقل فالفصد وحجامة السَّاق والنقرة بَين الْكَتِفَيْنِ. من كتاب الْعين الرمد ثَلَاثَة أَصْنَاف أَولهَا كدورة تعرض فِي الْعين عَن غُبَار أَو دُخان وَهَذَا إِذا ذهبت هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي هيجته يسكن إِن لم يكن قد أثرت فِيهِ جدا وَالثَّانِي ورم حَار فِي الملتحم وَالثَّالِث يكون هَذَا الورم صعباً على أَن الملتحم تعلو لشدَّة ورمه. قَالَ والوجع الشَّديد فِي الْعين يعرض أما لحدة الرُّطُوبَة الَّتِي تمددها وَأما لتمديد صفا قاتها من امتلائها وَأما لإرتباك رطوبات غَلِيظَة أَو ريَاح ألف فِيهَا فَإِن كَانَ من حِدة الرُّطُوبَة فافرغوه بالمسهلة وتجذبها إِلَى أَسْفَل وأغسل مَا سَالَ إِلَى الْعين مِنْهَا ببياض الْبيض فَإِذا فرغت الْبدن وَبَدَأَ الورم ينضج فالحمام نَافِع لهَذِهِ الْعلَّة وَإِن كَانَ السيلان لم يَنْقَطِع لِأَنَّهُ يسكن الوجع من سَاعَته وَيقطع السيلان لِأَن عامته تنْحَل من الْبدن كُله فِي الْحمام وَمَا يبْقى يعتدل برطوبة المَاء العذب فَإِن كَانَ الوجع من تمددالصفاقات بامتلائها من رُطُوبَة فَاسْتعْمل الفصد والإسهال والجذب إِلَى أَسْفَل بذلك الْأَعْضَاء السفلية وربطها وكمد الْعين بِالْمَاءِ العذب الفاتر وَاسْتعْمل فَأَما قبل إفراغ الْبدن فإياك وَاسْتِعْمَال التكميد والأدوية المحللة بعد ذَلِك لِأَنَّهَا تجذب أَكثر مِمَّا تحلل وَرُبمَا كَانَت الفضول السائلة إِلَى الْعين إِنَّمَا هِيَ عَن الرَّأْس وَحده بِأَن فِيهِ امتلاء وَلَيْسَ فِي الْبدن ذَلِك فافصد حِينَئِذٍ لإفراغ الرَّأْس وَفِي الْأَمر الْأَكْثَر يكون حاراً ويولد فضلات حارة وَأصْلح مزاجه وَقُوَّة لِئَلَّا يُولد الفضول بعد استفراغه على مَا يجب المولد للفضلات فِي الْعين أما بَارِدًا وَأما رطبا وَفِي الْأَقَل يكون حاراً ويولد فضلات حارة وَأصْلح مزاجه وَقُوَّة لِئَلَّا يُولد الفضول بعد استفراغه على مَا يَنْبَغِي وَاعْلَم أَنه رُبمَا كَانَ الدِّمَاغ نَفسه هُوَ الْبَاعِث لهَذِهِ) الفضلات إِلَى الْعين وَذَلِكَ يكون تَحت القحف فاستفرغه ثمَّ اصلح حِينَئِذٍ مزاجه وَرُبمَا كَانَت الفضلة تسيل من فَوق القحف وينفع حِينَئِذٍ الطلاء لَهَا بالأدوية المجففة فَإِن لم ينجح فَيَنْبَغِي أَن يقطح هَذِه الْأَدْوِيَة وتفرق أجزاءها وَرُبمَا عرض فِي الْعين وجع من دم غليظ يرتبك فِي أورادها فَقَط فيمددها فترى الْعُرُوق من الْعين فِي هَذِه الْحَال ممتلية وَالْعين ضامرة فعلاج ذَلِك بعد دُخُول الْحمام فَهَذَا علاج أوجاع الْعين فَأَما الرمد فَإِنَّهُ ورم حَار فِي الملتحم وَمَا فَوق الورم الْحَار فِي الْعين بِالْكُلِّيَّةِ وَمَا يخص الْعين من أجلهَا أَنَّهَا عُضْو كثير الْحس وَهِي لذَلِك سريعة الْأَلَم لَا يَنْبَغِي أَن تحمل عَلَيْهَا بالأدوية القوية بل تلينها وتجيد سحقها وتشيل الجفن بِرِفْق شَدِيد وَاسْتعْمل فِي أول الرمد إِن لم يكن وجع شَدِيد مَعَه الْأَدْوِيَة القابضة الَّتِي لَيست بمفرطة الْقَبْض كالاكحال الْمُسَمَّاة اكحال يَوْمهَا وتركيب هَذِه مِمَّا يقبض كالا قاقيا مِمَّا ينضج ويحلل من قبض مثل المر والجندبادستر والكندر الذّكر وتفقد تركيبها فَإِن كَانَ الْقَبْض فِيهَا أَكثر فادفها

ببياض الْبيض وَاللَّبن وَإِن كَانَ أقل لغلظها فَإِن هَذِه الْأَدْوِيَة تنقص الْعلَّة من يَوْمهَا فَإِذا سكنت الْعلَّة فَاسْتعْمل الْحمام من مشي معتدل ثمَّ أكحل بِمَا هُوَ أقوى من هَذِه ليقْبض الْعين ويقويها وَهَذِه هِيَ الْمُسَمَّاة نارديون وَهِي السنبلية وخلط بهَا من الأكحال الحريفة الْمُسَمَّاة اسطاطيقا فِي أول الْأَمر شَيْئا يَسِيرا ثمَّ زده فِي استعمالك إِيَّاه. فَأَما الرمد الشَّديد الَّذِي يَعْلُو فِيهِ الملتحم على القرنية فَاسْتعْمل أَولا فِيهِ الحكل الْمُسَمّى الوردي الْأَبْيَض فَإِذا نقص الورم فالوردي الْأَصْفَر وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فَأكْثر التكميد فَإِذا كَانَ يَسِيرا فيكفيك أَن تكمد مرّة أَو مرَّتَيْنِ بطبيخ إكليل الْملك والحلبة وَأما الأضمدة فاتخذها من الزَّعْفَرَان وإكليل الْملك وورق الكزبرة وصفرة الْبيض وَالْخبْز المنقع فِي عقيد الْعِنَب وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فاخلط مَعهَا بطبيخ قشور الخشخاش فَأَما الأطلية فأتخذها من الزَّعْفَرَان والماميثا والحضض وَالصَّبْر والصمغ وَأما مَا يوضع على الْجَبْهَة ليكن السيلان فَإِن كَانَت الْفَضِيلَة حارة فأتخذها من مَاء العوسج والسفرجل والسويق وعنب الثَّعْلَب والبزرقطونا وَبِالْجُمْلَةِ من جَمِيع مَا يبرد وَيقبض لي لوا ستعمل هَا هُنَا العفص والجلنار والسماق والصمغ والأفيون مَكَان أَجود هَذَا يحْتَاج إِلَى قبض قوي قَالَ وَإِن كَانَت الفضلة لَيست بشديدة الْحَرَارَة فاتخذها من غُبَار الرَّحَى والمر وتراب الكندر وَبَيَاض الْبيض وَإِن كَانَت بَارِدَة فاتخذها من الكبريت والزفت والفلونيا والزنجبيل والترياق وَنَحْو ذَلِك هَذَا الْوَضع يحْتَاج فِيهِ إِلَى شَيْء يقبض ذَلِك الْموضع وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون) حاراً الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يُرْخِي حِينَئِذٍ فيخطي الْغَرَض وَلَيْسَ إِنَّمَا يسْتَعْمل هَذِه لِأَن تبدل المزاج وَلَكِن إِن كَانَت مَعَ ذَلِك مضادة للمزاج الردي فَهُوَ أَجود. الأشياف اليومية وَهِي مَا ميثا ثَمَانِيَة مِثْقَال أنزروت زعفران من كل وَاحِد مِثْقَال وَاحِد أفيون نصف مِثْقَال يعجن بِالْمَاءِ ويتخذ شياف. الشياف الْمُسَمّى نارديون وَهِي السنبلية قليميا زعفران وصمغ من كل وَاحِد سِتَّة وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا كلس محرق عشرَة مَثَاقِيل أثمد وقاقيا من كل وَاحِد مِثْقَال سنبل شَامي اثْنَا عشر مِثْقَالا أفيون وَمر من كل وَاحِد سِتَّة عشر مِثْقَالا ألف يتَّخذ شيافاً بِالْمَاءِ. شياف وردي أَبيض يُؤْخَذ أقليماً محرق مغسول واسفيداج الرصاص من كل وَاحِد رَطْل ونشا وَكَثِيرًا من كل ثَلَاث أَوَاقٍ صَبر نصف أُوقِيَّة صمغ عَرَبِيّ ثَلَاثَة أَوَاقٍ زعفران أُوقِيَّة وَنصف ورد منقى ورقه بالأظفار سِتَّة أوراق تسحق الْأَدْوِيَة بِمَاء الْمَطَر. وردي آخر ورد طري أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران مثقالين أفيون وصمغ عرب مِثْقَال مِثْقَال يسحق

آخر جيد قليميا ورد طري من كل وَاحِد سِتَّة عشر مَثَاقِيل اسفيداج الرصاص زعفران ثَمَان مَثَاقِيل من كل وَاحِد أفيون مثقالان يسحق بِالْمَاءِ ويكتحل بِهِ بِلَبن أَو بَيَاض الْبيض وَهُوَ ينفع من القروح والمواد المنصبة إِلَى الْعين لي هَذَا العلاج الَّذِي يُشِير بِهِ حنين يعمله الْآن كحالون بالشياف الْأَبْيَض والأحمر اللين فَإِنَّهُم يبتدؤون بالأبيض فَإِذا انْتهى الرمد وانحط الورم استعملوا الْأَحْمَر اللين. التقاسيم الرمد أَرْبَعَة أضراب إِمَّا دم يكثر فِي الْعين وَيكون مَعَه فِي الْعين حمرَة وحرارة شَدِيد والنبض ممتلىء عَظِيم والضربان فِي الْعين شَدِيد وَإِمَّا من دم صفراوي وَيكون مَعَه غرزان شَدِيد ودمعة مرّة وحرارة مفرطة وَنَحْو ذَلِك وَالثَّالِث يكون من كيموس بلغمي وَدَلِيل ذَلِك رُطُوبَة الْعين وَخلاف حالات الصَّفْرَاء وَالرَّابِع من السَّوْدَاء وَيلْزمهُ يبس وأعراض خلاف أَعْرَاض الرمد. الْجَمَاعَة قَالَت فِي الْكتاب الْمَجْمُوع فِي الْعين كل عين تكون شَدِيدَة الْحمرَة كَثِيرَة القذى والرطوبة فَإِن الْخَلْط المهيج لَهَا الصَّفْرَاء وَإِن كَانَت عين حَمْرَاء كَثِيرَة الرُّطُوبَة فالبلغم وَإِن كَانَت مَعَ ذَلِك غير رطبَة بل جافة فالسوداء والدموي والبلغمي مَعهَا التصاق عِنْد النّوم وَأما الصفراوي والسوداوي فَلَا وَإِن كَانَ فِي وَلَاء فشيء قَلِيل غير دَائِم. قَالَ والوجع الَّذِي مَعَ مَادَّة علامته امتلاء الْعُرُوق وورم الجفون والملتحم والعطاس وَكَثْرَة القذى) فِي الْعين وَعند ذَلِك فافرغ الْبدن ثمَّ إِن كَانَ مَعَ الوجع فِي الْعين ألف ورم فابدأ بالاستفراغ ولايقرب الرمد الشَّديد الوجع شَيْئا فِيهِ أَحْجَار معدنية قَوِيَّة الْقَبْض وخاصة إِن كَانَ الْبدن ممتلياً وَلَا فِي القروح لِأَن هَذِه فِي هَذَا الْوَقْت تمنع الإنحلال فيشتد الوجع وَيَأْكُل الطَّبَقَات. طلاء للرمد الْحَار والضربان والرطوبة يُؤْخَذ ورد يَابِس وقشوررمان حُلْو وعدس مقشر يطْبخ بِالْمَاءِ ويخبص وَيجْعَل عَلَيْهِ دهن ورد وَيُوضَع على الْعين وَتَأْخُذ عِنَب الثَّعْلَب ودهن ورد فتضعه عَلَيْهِ أَو ضع عَلَيْهِ خبْزًا رطبا أَو بزر قطونا أَو اطله بِاللَّبنِ ولباب الْخبز والأفيون والزعفران. أهرن الرمد الشَّديد المزمن الْكثير الغرزان إِذا كَانَت الْمَادَّة الَّتِي تشيل إِلَى الملتحم وتورمه تسيل من خَارج القحف فعلامته انتفاخ الْعُرُوق الظَّاهِرَة وَحُمرَة اللَّوْن وَسُرْعَة نبض الْعُرُوق الَّتِي هُنَاكَ وحرارة الْجَبْهَة وَالَّتِي تسيل من دَاخل علامتها العطاس وحكة الْجَبْهَة وعلاج مَا كَانَ سيلانه من دَاخل صَعب عسر وَأما الَّتِي تسيل من خَارج فينفع مِنْهُ فصد الْعُرُوق الَّتِي خلف الْأذن وكيها وَقَالَ إِذا ثَبت الوجع فِي الْعين بعد الاكحال والعلاج فَعَلَيْك بتنقية الرَّأْس بالغراغر واضمد الصدغين والجفن الحادة وَشد الْأَطْرَاف.

3 - (الْعين والأورام والأوجاع الحارة) قَالَ ينفع أَن يوضع على الْمَوَاضِع الحارة من الْعين والأورام والأوجاع الحارة أَن يُؤْخَذ قشور الرُّمَّان وعدس وَورد بِالسَّوِيَّةِ ويطبخ بِمَاء عذب ويخلط المَاء بدهن الْورْد ويغلظ وَيُوضَع مِنْهُ على الْعين والجبهة وَأَيْضًا يُؤْخَذ أفيون وزعفران يعجنان بِمَاء البنج أَو بِمَاء الكزبرة ويطلى. فيلغريوس ينفع من الْموَاد الحارة الَّتِي تنصب إِلَى الْعين شرب المَاء الْبَارِد وَوضع بزر الشوكران على الْجَبْهَة للمادة الحارة الَّتِي تنصب إِلَى الْعين يُؤْخَذ ورق البادروج وَسَوِيق شعير فَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يوخذ خشخاش وبزر بنج شعير فضع عَلَيْهِ وكمد أَولا الْعين ثمَّ ضع عَلَيْهِ. من مقَالَة فيلغريوس فِي مداواة الأسقام قَالَ صَاحب الرمد يلْزم الْمَكَان المظلم وَالنَّوْم وَشرب المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يطفي الْحَرَارَة والرمد وَيلْزم الْحمام فَإِنَّهُ يحلل بَقِيَّة. الدَّوَاء للقذى فِي الْعين يغسل وَجهه بِمَاء وخل وَإِن اتّفق بِاللَّيْلِ فَاسْتعْمل الشيافات ألف اليبسة المججفة بِغَيْر لذع. يشوع بخت قَالَ إِذا كَانَت الْحمرَة والحرارة غالبة جدا فِي الْعين وأحس اليبس فِي أصل عَيْنَيْهِ ينْزع فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ الفصد وسل عروق الإصداغ وَقطع الْعُرُوق الَّتِي خلف الْأذن. ابْن سرابيون اسْتعْمل فِي الرمد الفصد وَإِن كَانَ غَالِبا واحتجت إِلَى تَنْبِيه فِي الْيَوْم الثَّانِي فافعل واسقه طبيخ الأهليلج وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ والتربد فَإِن كَانَ مَعَ الرمد رُطُوبَة كَثِيرَة جدا فَلَا تدع أَن يسْقِي هَؤُلَاءِ من نَقِيع الصَّبْر بِمَاء الهندبا أَو عِنَب الثَّعْلَب. وَإِذا انحطت الْعلَّة وسكنت الحدة فاعطهم القوقايا وَحب الصَّبْر فَإِذا نقيت الْبدن تنقية الْبدن تنقية كَامِلَة فاقبل على الْعين وقطر فِيهَا رَقِيق بَيَاض الْبيض نهارك وليلك كُله أَو لبن النِّسَاء مَعَ شياف أَبيض. وَإِن كَانَت الْمَادَّة بعد منصبة فضمدها بأطراف عِنَب الثَّعْلَب وَعصى الرَّاعِي وَنَحْوه والهندباء وَتغَير الضماد فِي كل سَاعَة واغسل الْوَجْه بِمَاء الْورْد وَالْمَاء الْبَارِد جدا مَعَ شَيْء يسير من خل فينفع هَؤُلَاءِ فِي الِابْتِدَاء الْأَدْوِيَة الدافعة فَإِذا انحط فاخلط بهَا المحللة وَاجعَل الضماد من دَقِيق الشّعير وإكليل الْملك وفقاح البابونج وكزبرة رطبَة وَاسْتعْمل من الأكحال الْمَعْرُوفَة الملكايا وَهَذِه صفته انزروت مربي بِلَبن الأتن ونشا فاكحل بِهِ أول الْأَمر فَإِذا انحط فاخلط فِيهِ ماميثا وزعفران يسيرومر.

من كناش مسيح ضماد نَافِع من الوجع الشَّديد والوردينج يُؤْخَذ زعفران وإكليل الْملك وكزبرة) رطبَة ومخ بيض ولب الْخبز وعقيد الْعِنَب وأفيون وَمَاء ورد يتَّخذ مِنْهُ ضماد لي شياف للوجع الشَّديد على مَا رَأَيْته هَا هُنَا يُؤْخَذ زعفران شعر وزهر إكليل الْملك ولعاب البزركتان والبزر قطونا مجففين وأفيون وعصير الكزبرة مجففة فيسحق الزَّعْفَرَان وإكليل الْملك فِي هاون زجاج بشراب حَتَّى يلين ثمَّ يخلط الْجَمِيع وَيجْعَل شيافا وَيحل ويقطر فِي الْعين. طبيخ الحلبة لوجع الْعين على مَا قَالَ يصب على الحلبة المَاء وَيتْرك نصف يَوْم ويصفى ثمَّ يُعَاد عَلَيْهَا مرّة أُخْرَى ثمَّ يطْبخ بِعشْرين مثلهَا مَاء حَتَّى يبْقى النّصْف ثمَّ يصفى ويذر فِيهِ شَيْء من الزَّعْفَرَان مسحوقاً مثل نصف عشر المَاء ويقطر مِنْهُ فِي الْعين شياف يطلى بِهِ الأجفان يسكن الوجع يُؤْخَذ شياف ماميثا وبزر الودألف وورقه الرطب وحضض وعدس مقشر وصندل أَحْمَر يطلى بِهِ. شياف وكحل يكحل بِهِ ويطلى على الأورام الحارة الرهلة صَبر وزعفران بِالسَّوِيَّةِ نصف شياف ماميثا أنزروت جزءين يسْتَعْمل شيافاً وطلاء. قَالَ جالينوس الآبنوس يدْخل مَعَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح لهَذِهِ البثور الحضض نَافِع من الإنشقاقات الْحَادِثَة فِي الْعين. فريغوريوس ورق الخروع إِذا دق وخلط بشوكران سكن الأورام البلغمية فِي الْعين الخطمى إِذا ضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بشراب حلل الأورام البلغمية فِي الْعين الخطمى إِذا ضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بشراب حلل الأورام النفخية الْعَارِضَة فِي جفون. علاج نَافِع من انتفاخ الأجفان فِي الرمد يتَّخذ من الصَّبْر والفيلزهرج والحضض وشياف ماميثا وفوفل وزعفران يطلي بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب. من تذكرة عَبدُوس قَالَ حنين الإنتفاخ أَرْبَعَة أَنْوَاع إِحْدَاهَا ريحي وَالثَّانِي من فضلَة بلغمية لَيست بغليظة وَالثَّالِث من فضلَة مائية وَالرَّابِع من فضلَة غليطة سوداوية وتمييز بَعْضهَا من بعض على مَا أَقُول أما الأول وَهُوَ الَّذِي من ريح فَإِنَّهُ يعرض بَغْتَة وَأكْثر ذَلِك يعرض فِي الصَّيف قبله فِي الماق مثل مَا يعرض من عضة ذُبَاب أَو بقة وَأكْثر مَا يعرض فِي الصَّيف للشيوخ ولون هَذَا الانتفاخ على مثل لون الأورام الْحَادِثَة من البلغم لي لَيْسَ مَعَ ثقل يحسه عَظِيمَة وحدوثه سريع وَالنَّوْع الثَّانِي أردء لوناً والثقل فِيهِ أَكثر وَالْبرد أَشد إِذا غمزت فِيهِ إصبعك غَابَتْ فِيهِ وَبَقِي أَثَرهَا فِيهِ سَاعَة هوية وَأما النَّوْع الثَّالِث الَّذِي يكون من فضلَة مائية فَإِن الإصبع يغيب

فِيهِ) سَرِيعا وَلَا يبْقى أَثَرهَا كثيرا لِأَن الْموضع يمتلي سَرِيعا وَلَا وجع مَعَه ولونه لون الْبدن وَأما الرَّابِع الَّذِي يكون من فضلَة سوداوية فَإِنَّهُ يَأْخُذ الجفن وَالْعين كلهَا وَرُبمَا امْتَدَّ إِلَى أَن يبلغ الحاجبين والوجنتين وَهُوَ صلب لَا وجع مَعَه ولونه كمد وَأكْثر مَا يعرض فِي الجدري وَفِي الرمد المزمن وخاصة للنِّسَاء. علاج الإنتفاخ قَالَ علاجه بِمثل الورم من استفراغ الْبدن وَتَحْلِيل الفضلة المستكنة فِي الْعين وانضاجها بالإكحال والأضمدة كَمَا وَصفنَا فِي بَاب الرمد إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي مثل هَذِه الْعِلَل لَا الْأَدْوِيَة المسددة وَلَا القابضة الَّتِي تسْتَعْمل فِي ابْتِدَاء الرمد بل مَا يحل ويفش فِي جَمِيع أوقاته بعد استفراغ الْبدن. فيلغريوس قَالَ الأورام الرخوة فِي الأجفان أَدَم تكميده بِمَاء حَار ألف فِي اسفنج حَتَّى يلين جدا ثمَّ ضع عَلَيْهَا اسفنجاً جَدِيدا قد شرب خل وَمَاء وشده فَإِنَّهُ يحلله إِن شَاءَ الله. ابْن سرابيون للإنتفاخ الَّذِي يبْقى فِي الأجفان بعقب الرمد طلاء من فيلزهرج وَمَا مثيا وصندل وصبر وقاقيا وصمغ وأفيون وفوفل استعملها بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب إِذا كَانَ فِي الورم بَقِيَّة حمرَة أَو بِمَاء الهندباء ودخان الكندر مسكن للورم الْمُسَمّى سرطانً وَكَذَلِكَ دُخان الأضطريدوس. دياسقورديدوس. ورق المرزنجوش الْيَابِس يتضمد بِهِ لَا ورام الْعين الصلبة. الساذج إِذا غلى بشراب وضمد الأورام الصلبة فِي الْعين بعد سحقه جيد لَهَا سمسم إِن طبخت شجرته بشراب وضمدته الورم الصلب الَّذِي مَعَ ضَرْبَان وَغير ضَرْبَان فِي الْعين شفَاه والسمسم نَفسه يفعل ذَلِك والقيسوم أَن تضمد بِهِ مَعَ السفرجل الْمَطْبُوخ نفع أورام الْعين الصلبة. دياسقوريدوس السماق والشقايق الْبري أَن طبخ بِالشرابِ وضمد بِهِ أَبْرَأ الأورام الصلبة فِي الْعين. حنين قَالَ إِذا كَانَ السرطان فِي الْعين عرض مَعَه وجع شَدِيد وامتداد الْعُرُوق حَتَّى يعرض فِيهَا شبه الدوالي وَحُمرَة فِي صفاقات الْعين ونخس شَدِيد يَنْتَهِي إِلَى الصدغين وخاصة أَن مَشى من أَصَابَهُ ذَلِك أَو تحرّك حَرَكَة مَا ويصيبه صداع ويسيل إِلَى عَيْنَيْهِ مَادَّة حريفة رقيقَة وَيذْهب عَنهُ شَهْوَة الطَّعَام وَلَا يحْتَمل الْكحل الحاد ويؤلمه المَاء شَدِيدا وَلَا ينْتَفع بِهِ. أهرن للورم الصلب فِي الْعين يُؤْخَذ جرجير فدقه وَأقله بِسم الْبَقر وَضعه عَلَيْهِ أَو خلط بِمَاء الحبق مَعَ دَقِيق الشّعير ودهن ورد وتضعه عَلَيْهِ أَو يَأْخُذ جَوف الْخبز فدقه بالطلاء ودهن الْورْد) وَضعه عَلَيْهِ.

الباب الثالث

(الْبَاب الثَّالِث) (الظفرة والطرفة والرشح. .) (وَهُوَ الدمعة والسبل والجرب) والجساء والكمنة والحكة والشعيرة والبردة والشرناق وَالْقمل والشترة والالتزاق والتحجر والتوثة والرمد الْيَابِس وَالْعُرُوق الْحمر والجحوظ والغور والحول وسل الْعين وصبغ الزرقة والضربة تصيب الْعين فتجرجها وترضها ونتو جملَة الْعين وَهُوَ الجحوظ وَالْعشَاء والروزكور وَمن يبصر من قريب وَلَا يبصر من بعيد وَمن يبصر من بعيد وَلَا يبصر من قريب وَمَا يَقع فِي الْعين ألف وَالْبرد يُصِيب الْعين والسلاق والتصاق الأجفان يطْلب فِي الْمُسَافِرين وَاللَّحم الزَّائِد فِي الْعين والجفن وَالْعُرُوق الْعَظِيمَة فِي الْعين وَفِيمَا يحكل بِهِ الْعين وخشونة الأجفان. الرَّابِع عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ الرشح هُوَ سيلان الدُّمُوع دَائِما إِذا نقصت اللحمة الَّتِي فِي الماق الْأَعْظَم وَإِذا ذهبت أصلا أَو نقصت جدا فَلَا علاج لَهُ وَإِن لم يكن كَذَلِك فَإِنَّهُ يبرأ بتنقية الْبدن كُله ثمَّ تنقية الرَّأْس ثمَّ اسْتِعْمَال الشياف الَّذِي يقبض معتدلاً وَهِي المتخذة بالماميثا والزعفران وأشياف السنبل المعجون بِالشرابِ. الظفرة مَا دَامَت صَغِيرَة تقلعها الْأَدْوِيَة الَّتِي تجلو بِمَنْزِلَة أدوية الجرب وَإِذا صلبت وعظمت يعالج بالحديد. النفاخات المائية تكون فَوق الجفن مَا دَامَت صغَارًا تعالج بالأدوية المجغففة وَمَا كثرت تعالج بالجديد. الرَّابِع عشر من حِيلَة الْبُرْء إِذا استرخت العضلة اللَّازِمَة لأصل الْعصبَة المجوفة جحظت الْعين فَإِن كَانَ ذَلِك قَلِيلا حَتَّى يتمدد تمدداً قَلِيلا لم يصل الْبَصَر مِنْهُ مضرَّة وَإِن

كَانَ كثيرا أذهب الْبَصَر بِزَوَال الْعين إِلَى بعض النواحي فَيكون إِمَّا لِأَن العضلة الَّتِي تحركت تشنجت أَو أَن الْمُقَابلَة استرخت وَزَوَال الحدقة إِلَى فَوق وَإِلَى أَسْفَل يرى الشَّيْء شَيْئَيْنِ وَأما إِلَى نَاحيَة الماق الْأَعْظَم والأصغر فَلَا يضر الْبَصَر شَيْئا. الثَّالِثَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ السبل يعرض للعين إِذا قل) أغتذاؤها ورطوباتها فتنقص لذَلِك وتضمر. صبغ زرقة الْعين فِي الرَّابِعَة من الميامر قَالَ اعصر قشور رمان حُلْو وقطره فِي الْعين ثمَّ قطر فِيهَا بعد سَاعَة ورد البنج يَأْخُذهُ على الْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي وترفعه عنْدك. آخر يَأْخُذ ثَمَرَة القاقيا وعفص قَلِيل ينعم سحقهما ويعجنان بعصارة شقايق النُّعْمَان حَتَّى يصير الْجَمِيع فِي ثخن الْعَسَل ثمَّ يعصر فِي خرقَة وقطر عصارته فِي الْعين. للشعيرة من الميامر يُؤْخَذ بورق قَلِيل وبارزد أَكثر مِنْهُ فَيجمع وَيُوضَع على الشّعير فَيذْهب بهَا أَو يوضع عَلَيْهِ شمع قد عجن بالزاج أَو طبيخ تين بشراب مغسل ثمَّ اسحق الْجَمِيع مَعَ بارزد وضع عَلَيْهِ أَو دَقِيق شعير وبارزد بطبيخ الزنبق بشراب مغسل ويخلط بالبارزد وَيجْعَل عَلَيْهِ. للبردة والشعيرة اسحق سكبينج بخل وتطله ألف. للطرفة يقطر فِيهَا دم الْحمام القراح من أصل الريش الَّذِي لم يستحكم ويقطر فِيهَا طبيخ أكليل الْملك وَإِن طَالَتْ الْعلَّة فيبخر الْعين بكندر وخثا الْبَقر بِالسَّوِيَّةِ أَو خُذ نانخواه وزوفا بِالسَّوِيَّةِ فاسحقه بِلَبن الْبَقَرَة وأكحل بِهِ بلعاب بزركتان. فِي الْمَرَض الْعَارِض فِي الْعين من ضَرْبَة كمده دَائِما فَإِنَّهُ يعظم نَفعه باسفنجة لينَة سِتّ مَرَّات ثمَّ ضع عَلَيْهِ اسفنجة بخل وينفع أَن يُؤْخَذ خَرْدَل عَتيق يسحق بِمَاء وَيُوضَع عَلَيْهِ وَيرْفَع مَرَّات كَثِيرَة وَلَا يتْرك عَلَيْهِ كثيرا أَو خُذ خزفاً وكمد بِهِ عَيْنَيْهِ تكميداً متوالياً. الجرب قَالَ الجرب فِي الْعين والحكة تحدث كثيرا من الشَّمْس وَالْغُبَار وعلاجه كَمَا يحدث الْفضل والتكميد بِمَاء فاتر والاحتماء من المالح الحريف والقابض. للظفرة قلقنت ونوشادر يتَّخذ شيافاً ويكحل بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب. للعشاء يكحل بصديد كبد الْمعز إِذا شويت وَيطْعم مِنْهَا ويكب على بخارها أَو يكحل الْعين بمرارة العنز أَو اكحله بِدَم الْحمام أَو بمرارته أَو بعصارة قثاء الْحمار وَأطْعم العليل السلق فَإِنَّهُ جيد

وللشعيرة كمدها بشمع أَبيض وأدلكها بجسد الذُّبَاب بِلَا رَأسهَا. للسبل قَالَ فِي كتار تقدمة الْمعرفَة تقدمة الْمعرفَة فِي الْمقَالة الأولة وَإِنَّمَا يُمكن أَن تحمر الْعُرُوق الَّتِي فِي الْعين حَتَّى يرى الْعين حَمْرَاء يدل على امتلاء فِي الدِّمَاغ وأميه وَأما ورم حَار هُنَاكَ وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَيَنْبَغِي للسبل أَن يستفرغ الدماع وتقوية بالأشياء المقوية والإمتناع مِمَّا يملأه الْبَتَّةَ. وَقَالَ بعد هَذَا أَن يتَّصل بالملتحم بِمَا فِيهِ من الْعُرُوق وعَلى هَذَا فَلَيْسَتْ الْعِنَايَة بالداخل بل بالخارج فالأطلية إِذن جَيِّدَة.) فِي الجرب وخشونة الأجفان وغلظها قَالَ فِي كتاب الفصد قد يحْتَاج إِلَى أدوية فِيهَا حِدة بِمِقْدَار عظم الْعلَّة وَلَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل إِلَّا بعد استفراغ الْبدن بالفصد وَغَيره وخاصة إِذا كَانَت الْعين مَعَ ذَلِك هايجة لِأَن هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي لَهَا حِدة إِذا اسْتعْملت قبل استفراغ الدَّم نعما أحدثت ورما فِي الْعين حاراً لِأَنَّهَا تزيد فِي الوجع والضربان ويجلب الْموَاد إِلَيْهَا قَالَ قد يعرض فِي الأجفان جساءاً شَدِيدا وخاصة عِنْد النّوم فَإِنَّهُ لَا يقدر أَن يغمضها حَتَّى يبلهما بِالْمَاءِ ألف أَو بريقه. الجساءة بَين بَيَانا شَدِيدا لصاحبة من أَنه يعسر عَلَيْهِ أَن يغمضها إِذا كَانَت مَفْتُوحَة أَو يفتحها إِذا كَانَت مغمضة حَتَّى يحْتَاج إِلَى بلها. الْعَاشِرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ السبل هُوَ نُقْصَان يعرض فِي الحدقة وَينْقص لذَلِك جرم الْعين ويصغر فِي الحدقة وَينْقص لذَلِك جرم الْعين ويصغر وَيعرف على الْأَكْثَر فِي عين وَاحِدَة وَالْوُقُوف عَلَيْهِ سهل لِأَن الْعين الصَّحِيحَة تفصح الْمَرِيضَة. قَالَ مَتى مَا يُصِيب الْعين من ضَرْبَة أَو سقطة على الرَّأْس فَإِن كَانَ بصرها بَاقِيا فَإِن العضل الممسك لَهَا تمدد أَو انهتك وَإِن كَانَ الْبَصَر ذَاهِبًا فالعصبة المجوقة قد انهتكت فَإِن كَانَ بِلَا ضَرْبَة فَإِن العضل بِهِ استرخاء وَإِن كَانَ مَعَ ذهَاب الْبَصَر فَإِن الآقة قد دخلت الْعصبَة المجوقة أَيْضا. قَالَ الرشح والدمعة والسيلان هُوَ أَن تسيل الفضول دَائِما من المأق الْأَكْبَر وَذَلِكَ يكون لنُقْصَان اللحمة الموضوعية فِيهَا أما من دَوَاء حاد عولج بِهِ جرب أَو ظفرة وَأما بعلاج الْحَدِيد وَأما بالطبع لِأَن فِي هَذَا الْموضع ثقب إِلَى الْأنف إِلَى الْفَم لِأَن هَذَا الثقب الَّذِي من الْعين إِلَى الْأنف هُوَ فِي الْموضع الَّذِي مِنْهُ الثقب إِلَى الْأنف إِلَى الْفَم قَالَ الصَّبْر يجفف الْعين الرّطبَة لي شياف لرطوبة الْعين تركب من التوتيا وَالصَّبْر والهليلج والزنجيل. مَجْهُول للدمعة ورطوبة الْعين شادنة وتوتيا ومرقشيثا وروسختج بِالسَّوِيَّةِ بسد ولؤلؤ نصف شياف ماميثا وصبر ربع ربع تتَّخذ كحلاً فَإِنَّهُ بَالغ.

الجساءة واسترخاء الأجفان قَالَ وَلذَلِك قد أحكم أَمر الثقب الدقاق الَّتِي فِي الأجفان الْخَارِج عَن المآق الْأَكْبَر قَلِيلا وَذَلِكَ أَنَّهَا نتفذ إِلَى المنخرين فَيُؤَدِّي إِلَيْهِمَا فتنجلب مِنْهُ الرُّطُوبَة فِي أَوْقَات مُخْتَلفَة هَذَا من أصلح الْأَشْيَاء للأجفان وأوعاها إِلَى بَقَاء حركتها على أَجود الْوُجُوه وأحمدها) أعنى أَن يكون يدْفع الرُّطُوبَة إِذا كثرت عَلَيْهَا ويستجلبها إِذا قلت عِنْدهَا وَذَلِكَ أَن اليبس المفرط يصلبها وَإِذا صلبت عسرت حركتها وانطباقها والرطوبة المفرطة تجعلها مظطربة ألف الْحَرَكَة لينَة وَأفضل حالاتها لحركتها الطبيعية للْحَال الْمُتَوَسّط. السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ الْحول وانقلاب الْعين يعرض من الحرو اليبس والحول إِذا لم يكن مولوداً لَكِن حَادِثا فكثيراً مَا يكون بِهِ انصراف عِلّة من الرَّأْس كالصرع والسدر والسهر والدوار وَنَحْوهَا. أبيذيميا الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ جالينوس أَنا أحك الجفن بالعينك أَو بمغرفة الْميل إِذا كَانَ فِيهِ جرب ثمَّ اسْتعْمل بعد ذَلِك الأكحال. السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ قد يعرض لقوم ضد مَا يعرض للأعشى حَتَّى أَنهم يبصرون بِاللَّيْلِ وَفِي قَالَ السَّبَب فِي الْعشَاء كَثْرَة الرُّطُوبَة وَهُوَ لذَلِك يحدث بأصحاب الْعُيُون الواسعة أَكثر لِأَنَّهَا أرطب وَكَذَلِكَ بالكحل قَالَ وَسبب الْجَهْر هُوَ إفراط التَّحْلِيل وَهُوَ يعرض للزرق والشهل يصرون فِي الْقَمَر أَكثر مِمَّا يبصر الزرق وَذَلِكَ أَن التَّحْلِيل من التَّنور يفرط على عُيُون الزرق. اليهودى قَالَ إِذا حككت الجرب فحكه أبدأ إِلَى أَن يذهب الغلظ وَيرجع الجفن إِلَى حَاله من الرقة ثمَّ ذَر عَلَيْهِ الزَّعْفَرَان المطحون منخولاً بالحرير وضع عَلَيْهِ مخ بيض ودهن بنفسج على الْعين وشده ثَمَان سَاعَات ثمَّ افتحه واكحله من الغذ بالأحمر اللين

لي السبل من أردء الْعَمَل عِنْدِي أَن يعلق بعض السبل بالصنارة وَيقطع ثمَّ يعلق وَيقطع على مَا يعْمل أَصْحَابنَا الْآن لِأَنَّهُ يخرج الدَّم وَيمْنَع ويغمر وَلَكِن علق بالصنارة وادخل فِيهِ خيطاً بإبرة وَحده إِلَيْك ثمَّ علق وادخل فِيهِ خيطاً أبدأ حَتَّى يعلق كلما يعوم على قطعه بالخيط ثمَّ شلها إِلَيْك وَخذ فِي الْقطع مرّة فَإِنَّهُ أحسن مَا يكون وأيسر عملا فَإِذا علقت قِطْعَة بخيط أَو قطعتين شال لَك فَكل سبل فِي الْعين فاستمكنت وَإِذا أَنْت قطعت مَتى علقت قِطْعَة لظا وعسر تعلق الْبَاقِي من اللظا وَمن الدَّم. اليهودى السبل يعرض فِي الْبلدَانِ الرّطبَة الومدة ويعدى ويتوارث. لي الشياف للظفرة إِذا كَانَ قد سكن وجعها وَبَقِي أَثَرهَا زرينخ أصفر جُزْء أنزروت نصف جُزْء حجر الفلفل نصف جُزْء يعْمل شيافاً ألف ويقطر فِي الْعين مَاء الكزبرة. الطَّبَرِيّ قَالَ السبل امتلاء فِي عروق الْعين فيغلظ لذَلِك وَقَالَ ينفع من الجساء التكميد بِمَاء حَار وَيُوضَع على الْعين بَيْضَة مَضْرُوبَة بدهن ورد أَو مَضْرُوبَة مَعَ شَحم البط وَيصب على) الرَّأْس دهن كثير. علاج الجرب وَأما الحكة يَعْنِي الجرب فعلاجه الحكة وَالْحمام وَيسْتَعْمل الدّهن على الرَّأْس وَيجْعَل الْغذَاء فِيهِ رطبا ويحكل بالأدوية الجالبة للدموع. لنتوء الْعين يطلى عَلَيْهَا الأطلية وَيُوضَع عَلَيْهَا رصاصة وينوم على الفقا ويحذر العطاس والقيء ويحيل بِمَا يجلب البلغم وَيُعْطِي أطريفلا ويخفف غذاءه فَإِنَّهُ جيد إِن شَاءَ الله. أهرن قَالَ من يبصر من بعيد أَجود فِي طَبَقَات عينه بخار غليظ وينفع مِنْهُ مَا ينفع من العشا قَالَ وَجَمِيع المرارات نافعة مِنْهُ وَالْعَسَل والرازيانج وَنَحْوه. الْكِنْدِيّ قَالَ كَانَ أَبُو نصر لَا يبصر الْكَوَاكِب وَلَا الْقَمَر بِاللَّيْلِ

فاستعط بِمثل عدسة طباشير بدهن بنفسج فَرَأى الْكَوَاكِب بعض الرُّؤْيَة فِي أول لَيْلَة وَفِي الثَّالِثَة برأَ الْبَتَّةَ وَجَربه غَيره فَكَانَ كَذَلِك وَهُوَ جيد للعشاء جدا. بولس للطرفة قَالَ قطر فِي الْعين دم ريش الْحمام أَو لبن أمرءة حِين يحلب مَعَ شَيْء من كندر أَو اسحق شَيْئا من الكندر وَيصير فِي مَاء وملح ويقطر فِي الْعين أَو قطر شَيْئا من ملح أندراني وكمد الْعين بطبيخ الزوفا الْيَابِس فَأَما الورم وَالدَّم الْحَادِث من ضَرْبَة فيصلح لَهُ أَن يكمد بالخل وَالْمَاء يفعل ذَلِك دَائِما مَرَّات كَثِيرَة وَيُوضَع على الْعين إسفنج قد غمس فِي الْخلّ وَالْمَاء وَيُوضَع على الْعين إسفنج قد غمس فِي الْخلّ وَالْمَاء ويعصر الفجل مَعَ زبيب منزوع الْعَجم وَإِن كَانَ الورم يخَاف أَن يزِيد فضمد بالأشياء الْمَانِعَة. علج الجساء وَأما الجسار فَإِنَّهُ يبس يعرض للعين فيعسر لذَلِك حركتها وَتَكون يابسة وينفع ذَلِك الكماد الدَّائِم باسفنج قد غمس فِي مَاء حَار وَيُوضَع على الأجفان فِي وَقت النّوم بَيَاض الْبيض ودهن الْورْد وشحم البط ولتمنعوا من الْأَشْيَاء الْبَارِدَة ويغطي الرَّأْس وَيَده ويلين الْبَطن. وَأما الحكة فِي الْعين بِلَا مَادَّة تنصب إِلَيْهَا فعلاجه الْحمام وَإِلَّا دهان وَالتَّدْبِير المولد للدم الْجيد الرطب وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تجْرِي الدُّمُوع ألف تذْهب الحكة والجساء والصلابة وترطب يبس الْعين. قَالَ والشادنة جَيِّدَة للجرب وَكَذَا الْكحل الْمُتَّخذ بالزعفران وَيَنْبَغِي أَن يقلب الجفن ويطلي عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة النافعة ويمسكه سَاعَة ثمَّ يتخلى وَإِن كَانَ الجرب غليظاً فليحك بزبد الْبَحْر أَو بالسكر أَو بالقمادين.) قَالَ فَأَما الرِّدَّة فَإِنَّهَا اجْتِمَاع رُطُوبَة غَلِيظَة صلبة فِي الجفن فادف الأشق والقنة بالخل وأطله الشعيرة وَأما الشعيرة فَإِنَّهَا شَيْء مستطيل لزج تجمع فِي منبت الشّعْر فكمده بالشمع الْأَبْيَض الحاد أَو انطله بطبيخ الصعتر وَأما الْقمل فنقّ الأجفان مِنْهُ ثمَّ الطخها بالشب. الظفرة المزمنة قَالَ وللظفرة الْغَيْر المزمنة يُؤْخَذ قلقديس وملح أندراني جزؤين ضمغ نصف جزؤ يتَّخذ شيافاً بِمَاء الأشق ويكحل بِهِ وَأما العشأ فافصدهم من الْمرْفق ثمَّ المآق واسهلهم ثمَّ غرغرهم وعطسهم دَائِما واعطهم قبل الطَّعَام شراب الزوفا والسداب فَإِن لم تخف الْعلَّة فاعطهم المسهل ثَانِيًا وليتخذ من سقمونيا أَو جندبا دستر ويكحلوا بِعَسَل قد نزعت رغوته ويغمض الْعين لتنحصر الرُّطُوبَة داخلها أَو يُؤْخَذ شب مصري محرق جزؤين ملح أندراني جزؤ يسحق مَعَ الْكحل ويكتحل بِهِ. علاج الْحول قَالَ للحول عِنْد الْولادَة يوضع البرقع على الْوَجْه ليَكُون

نظرهم على استقامة وَيُوضَع سراج بإزائهم ويلصق على المآق الْمُقَابل صوف أَحْمَر ليَكُون النّظر نَحوه. من كناش اسكندر يُؤْخَذ من القلقطار أَو القليميا المحرق نصف أُوقِيَّة من كل وَاحِد زعفران مِثْقَال فلفل مِثْقَال وَنصف زرنيخ أَحْمَر نصف أُوقِيَّة نوشادر مِثْقَال أجعله شيافاً فَإِنَّهُ مجرب جدا. للغلظ فِي الجفن والجرب قَالَ وَأما الْأَعْشَى فبرؤه أَن يداف النطرون فِي المَاء ويكحله شرك كحل نَافِع للدمعة فلفل جزؤ دَار فلفل جزؤين زبد الْبَحْر نصف جزؤ ملح هندي جزؤ أثمد ثَلَاثَة أَضْعَاف الْجَمِيع يَجْعَل بالسحق كحلا فَإِنَّهُ جيد للحكة ولقطع الدمعة نَافِع جيد. من كتاب مَجْهُول قَالَ قد يكون العشا بمشاركة الْمعدة وبمشاركة الدِّمَاغ فَإِن كَانَ فِي جَمِيع الْأَوْقَات بِحَالهِ فَإِن ذَلِك من خاصية الْعين وَإِن تغير فِي بعض الْأَحْوَال فَإِن ذَلِك بمشاركة فَإِن كَانَ مَعَه صداع وَثقل فِي الرَّأْس والحواس ألف فَإِن ذَلِك من الدِّمَاغ وَإِن كَانَ يخف بخفة الْمعدة ويثقل بثقلها فَذَلِك عَن الْمعدة وَإِن كَانَ من خَاصَّة الْعين فاكحله بالأدوية الحارة اللطيفة وَإِن كَانَ من الْمعدة فَاسْتعْمل الأيارج وحذره الْأَطْعِمَة الرّطبَة وعشاء اللَّيْل ولتعمل الْقَيْء وَإِن كَانَ من الدِّمَاغ فَإِنَّهُ يكون ويسعط بالأشياء المحللة. الروزكور قَالَ وَأما الروزكور فَإِن سَببه ضد الأول وَهُوَ من شدَّة يبس الْعين وَلذَلِك يضعف بَصَره بِالنَّهَارِ لِأَنَّهُ أحر مِمَّا يجب.) قَالَ فعالجه لما يرطب الرَّأْس والدماغ وأسعطه بِاللَّبنِ ودهن بنفسج وضع على الرَّأْس مِنْهُ وليستحم بِالْمَاءِ العذب الفاتر. الظفرة قَالَ الظفرة مِنْهَا صلب وَمِنْهَا لين وَمِنْهَا أصفر وَمِنْهَا أَحْمَر قَالَ فَمَا كَانَ مِنْهَا رخوة بَيْضَاء فلتقطع بالحديد وَمَا كَانَ مِنْهَا صلباً فَلَا تعرض لقطعه وَإِذا قطعته فقطر فِي الْعين وكمده ممزوعاً مَعَ الْملح وضمدها بمنح بيض ودهن ورد بِقطن جَدِيد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وليكثر فتحهَا ويقلبها كثيرا صَاحبهَا لِئَلَّا تلتزق بالجفن ثمَّ أكحلها بعد ثَلَاثَة أَيَّام بالباسليقون والأشياف الْأَخْضَر والروشنائي وَنَحْوه من الإكحال الحادة ليقلع أَصله وَلَا يعود.

وَالْقمل ينقى ثمَّ يمر على الأجفان من شياف الزيبق وَهُوَ الَّذِي يدْخلهُ زيبق مقتول. قَالَ جالينوس الكمنة ريح غَلِيظَة وصاحبها يجد فِي عينه إِذا انتبه من النّوم كالرمل وَالتُّرَاب فاكحلها بطرخماطيقان. الجرب فَأَما الجرب فاقلب الجفن فَإِن كَانَ يَسِيرا فحكه بسكر طبرزد وَإِن كَانَ كثيرا فنوشادر ثمَّ ذرها بذرور لين ثَلَاثَة أَيَّام وَإِن كَانَ شتاء فضمدها بعد الحك باللوز والكمون وَإِن كَانَ صيفاً فمخ الْبيض والبنفسج. السبل قَالَ علامته إِنَّك ترى على الحدقة غشاء قد لبس السوَاد مثل الدُّخان فِيهِ عروق حمر وَصَاحبه لَا يبصر فِي الشَّمْس وَلَا فِي السراج جيدا فالقطه ثمَّ امضغ كموناً وملحاً وقطر فِيهِ وضمد فَوْقه بالبيض والبنفسج ثمَّ اكحل بعد يَوْمَيْنِ بالذرور الْأَصْفَر وبشياف أرميالوس يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة حَتَّى يندمل ثمَّ يكحل بالأشياف الحارة وَيكثر تقليب الحدقة عِنْد الشد لِئَلَّا يلتزق. قَالَ وَمَتى إِن مَعَ بعض علل صداع شَدِيد فَلَا تعالجه حَتَّى تسل عرقي الصدغين وتسكن الصداع وَإِلَّا جلبت بلايا عَظِيمَة قَالَ ألف إِن رَأَيْت فِي الجفن الْأَعْلَى والأسفل خراجاً قد قاح فافتحه ثمَّ اطله بِالصبرِ والحضض. الودقة قَالَ عَلامَة الودقة أَن يرى الْعين هايجة مبثورة تَدْمَع وَفِي بياضها نقطة حَمْرَاء وَإِن كَانَت الْعين مَعَ ذَلِك رمدة فذرها بالملكايا وبردها بالأشياف الْأَبْيَض وَإِن لم تكن رمدة فَيجْرِي للودقة الأشياف الْأَبْيَض الَّذِي بالكافور. شرناق قَالَ شرناق سلْعَة تخرج فِي الجفن الْأَعْلَى يمْنَع أَن يرفع الجفن الْأَعْلَى نعما فشق الجفن من خَارج وَأخرجه.) التوثة قَالَ والتوثة تكون من دم فَاسد ردي وَهُوَ أَن يرى فِي بَاطِن الجفن لحم أَخْضَر وأسود أَو أَحْمَر قاني رخو ينزف مِنْهُ الدَّم فِي كل وَقت فعلقه بالصنارة ومده واقطعه من أَصله ثمَّ قطر فِيهِ كموناً وملحاً وضمده بمخ بيض ودهن بنفسج ثمَّ من بعد أَيَّام فامرر عَلَيْهِ أشياف القلى أَو أشياف الزنجار.

الشبكرة قَالَ فَأَما الشبكرة فاكحل صَاحبهَا بأشياف دَار فلفل وليترك الْعشَاء بِاللَّيْلِ الْبَتَّةَ وَليكن الدَّار فلفل مسحوقاً معجوناً بِزِيَادَة كبد الماعز ويستمل الشبيار وَهُوَ حب الصَّبْر والأرياج لي على مَا رَأَيْت ينفع من الدمعة حضض هندي وهليلج أصفر وصمغ عرب وأقاقيا وشياف وشياف ينفع من الدمعة عَجِيب يُؤْخَذ حضض هندي وهليلج أصفر وأقاقيا وشياف مَا ميثا وعصارة السماق ودخان الكندر يجمع الْجَمِيع بالسحق بِالْمَاءِ وَيجْعَل شيافاً وَيحك ويكحل بِهِ إِن شَاءَ الله. مَجْهُول قَالَ فقاح البنج يجفف فِي الظل واطبخه حَتَّى يثخن مثل الْعَسَل واكتحل بِهِ. لمَوْت الدَّم فِي الأجفان وحوالي الْعين اغمس قطنة فِي مَاء وملح مسخن وضع على الْعين كل سَاعَة لي على مَا رَأَيْت فِي كتاب شَمْعُون للقمل فِي الأشفار ينقع بِمَاء حَار ثمَّ يغسل بِمَاء الشب أَو يطلى بالشب أصُول الأشفار قَالَ الروزكور هَذَا لِأَن هَؤُلَاءِ بصرهم قَلِيل النُّور يتفرق كبصر الخفاش من أدنى نور فَلذَلِك يبصرون فِي النُّور الضَّعِيف قَالَ للعشاء اكحله بالفلفل والمسك فَإِنَّهُ عَجِيب أَو بدهن البلسان أَو بِمَاء الكراث وأبوال الصّبيان. شَمْعُون قَالَ للحول اسعطه بعصارة ورق الزَّيْتُون. الاختصارات لعبد الله بن يحيى وَهُوَ كناش قَالَ السبل علامته أَن يرى على الْقَرنِي والملتحم غشاوة ملبسة يشبه الدُّخان فِيهِ حول السوَاد عروق حمر وَصَاحبه لَا يبصر فِي الشَّمْس وَلَا فِي السراج لي صَاحب السبل لَا يقدر على أيفتح عَيْنَيْهِ ألف حذاء الشَّمْس والسراج يوجعه وَيَنْبَغِي أَن يطْلب عِلّة ذَلِك. ابْن ماسويه برود للدمعة عَجِيب حَتَّى أَنه يبرىء الغرب نوى الهليلج الْأسود يحرق بِقدر مَا ينسحق وَيُؤْخَذ مِنْهُ آملج وعفص بِالسَّوِيَّةِ مثل النَّوَى المحرق وينخل بحريرة ويجيد سحقه أَيْضا ويكتحل بِهِ عَجِيب.

مثله أَيْضا ينقع هليلج أصفر صِحَاح فِي المَاء ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يصفى ويسقى بِهِ الْكحل المصول ثَلَاثَة) أَيَّام ثمَّ يسحق جيد للدمعة جدا. الثَّانِيَة من السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ يسْتَعْمل فِي بَاب الجرب أَولا بخشنة يعْنى حكه ثمَّ الإكحال الَّتِي تقلعه يكحل بأحمر أميالاً ثمَّ بأخضر ثمَّ بباسليقون. السَّادِسَة قَالَ العشا يعرض على الْأَكْثَر فِي الْأَعْين الرّطبَة المزاج الْعَظِيمَة الكحلاء. قَالَ وَقد يحدث العشا من كَثْرَة الرُّطُوبَة البيضية وبروزها قَالَ قد يعرض لمن حدقته ضيقَة كثيرا وَلمن عينه مُخْتَلفَة اللَّوْن لِأَن اخْتِلَاف لون الْعين يدل على اخْتِلَاف مزاجها وَصغر الحدقة على قلَّة الرّوح الباصر. أيباسيس للشعيرة وَالْبرد عَجِيب كندر وَمر جزؤين لادن نصف جُزْء شمع جُزْء شب نصف جُزْء بورق أرمني نصف جُزْء يعجن بعكر إِذا نتأ جملَة الْعين فافصد أَولا وأسهل بعد ذَلِك بِقُوَّة ثمَّ ضع المحاجم على الأخدعين وضع على الْعين الْأَدْوِيَة القابضة والزمها الشدَّة وَأما كَثْرَة الدُّمُوع فيوافقه أَن يرافقه أَن يقطر فِي الْعين خل وَهُوَ عَجِيب للحول وكحل يحبس الدمعة جدا قليميا وتوتيا ومرقشيشا وبسد ولؤلؤ وسرطان بحري وروسختج وفلفل ونوشادر من كل وَاحِد مثقالين اسفيداج سِتّ مَثَاقِيل ينعم سحق الْجَمِيع بِمَاء صَاف ثَلَاثَة أَيَّام فِي هاون زجاج ثمَّ يكحل بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب لي هَذَا الْكحل وجدته لم أعب مِنْهُ شَيْئا وَهُوَ جيد بَالغ للشعيرة. قَالَ وَمَا هُوَ عَجِيب للحول أَن يسعط عصارة ورق الزَّيْتُون فَإِنَّهُ جيد. للشعيرة قَالَ ابْن طلاوس أذب شمعاً أَبيض وَضعه عَلَيْهِ أَو خُذ قنة ونطرون فاعجنه بالقنة وَخذ بالمرود شَيْئا يَسِيرا وضع عَلَيْهِ أَو خُذ خبْزًا فبلّه بِالْمَاءِ حَتَّى يصير كالعجين عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يبدده. للطرفة اسلق ورق الكرنب وضمد بِهِ الْعين بعد أَن لَا ينفع الدَّم وَنَحْوه واطبخ صعتراً فِي المَاء وكمده برات وبل فِيهِ خرقَة وَضعهَا على الْعين أَو يكب ألف على بخاره

دَائِما ثمَّ يوضع عَلَيْهِ اسفنجة يخل وَمَاء فَإِن لم ينجح ذَلِك وبقى الورم والحمرة بِحَالهِ فاسحق الْخَرْدَل نَاعِمًا وَضعه عَلَيْهِ. قَالَ وَإِذا وَقع فِي الْعين غُبَار أَو دُخان فقطر فِيهَا لَبَنًا وَإِن لم يكن فماء مَرَّات فَإِنَّهُ ينقيه وَيخرج مَا فِيهِ أَو خُذ راتينجا على رَأس ميل وعلّق شَعْرَة أَو تبنة إِن وَقعت فِيهِ. من جَامع الحكالين قَالَ قطر للظفرة لبن امْرَأَة مَعَ كندر فَإِن خرقت الضَّرْبَة من الملتحم شَيْئا) فامضغ كموناً وملحاً واجعله فِي خرقَة كتَّان واعصره فِيهِ وَإِن بَقِي أثر الدَّم غليظاً فاطرح الزرنيخ الْأَحْمَر مسحوقاً فِي المَاء ثمَّ فتره حَتَّى ينْحل فِيهِ وَخذ مَا صفي فقطره فِي الْعين. علاج التوثة بالدواء الحاد قَالَ يكون فِي الجفن الْأَسْفَل وَإِذا أردْت ذَلِك فَمد الجفن الْأَسْفَل ثمَّ احش الْعين بالقطن اللين جدا شَدِيدا فَوق الحدقة لِئَلَّا يُصِيبهَا الدَّوَاء الحاد ودعه ساعتين حَتَّى يسود التوثة وَإِن احتجت إِلَيْهِ فأعد الدَّوَاء عَلَيْهِ فَإِذا أسود نعما فنظفه من الدَّوَاء واغسل الْعين بِاللَّبنِ مَرَّات لِئَلَّا يُصِيبهُ شَيْء من الدَّوَاء فَإِنَّهُ يعرض مِنْهُ لشدَّة الوجع غشي وقروح ثمَّ قطر فِيهِ بنفسجاً ليسكن وَجَعه ودق الهندباء واعجنه بدهن ورد وَضعه عَلَيْهِ وبدله فِي الْيَوْم مَرَّات حَتَّى يسكن وَإِن احتجت أَن تعيد فاعد الْعَمَل. لي هَذَا تَدْبِير خطأ وَالْقطع أَجود مِنْهُ فاقطعه واقلبه كل يَوْم واكحله بالزنجارى فَإِنَّهُ بَالغ أَو شياف الزرنيخ. للعشا قَالَ للعشاء أكحله بعصارة قثاء الْحمار مَعَ بزر بقلة الحمقا بِالسَّوِيَّةِ يسحقان فَإِنَّهُ عَجِيب. فيلغريوس قَالَ إِذا كَانَت الظفرة حَمْرَاء قريبَة الْعين أَو خضراء فكمد الْعين بِمَاء الْملح وَيسْتَعْمل دَقِيق الباقلي والأفسنتين والزوفا والفوتنج وَنَحْوهَا وقشور الفجل وَالزَّبِيب بِلَا عجم وَأما المزمنة السَّوْدَاء فيصلح الْخَرْدَل وَضَعفه لحم التِّين يضمد بِهِ. من التَّذْكِرَة برود عَجِيب ينشف الدمعة توتيا شجري والهندي خير ثَمَانِيَة

دَرَاهِم كحل أصفهاني دِرْهَم قليميا الذَّهَب أَربع دوانيق شادنة دِرْهَم وَنصف يدق وينخل بحريرة ثمَّ يسحق فِي هاون نظيف وَيُؤْخَذ هليلج أصفر فيرض وينقع هليلجة وَاحِدَة بِخَمْسَة دَرَاهِم مَاء قطر الْحر يَوْمًا وَلَيْلَة ويسحق ألف بِهِ الْأَدْوِيَة وَيجْعَل مَعَه مَاء حصرم وَمَاء سماق من كل نصف دِرْهَم وقيراط كافور وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ عَجِيب لي يَنْبَغِي أَن يسترجع مَاء الفتاة لأبي الْعَبَّاس ورده إِلَى هَا هُنَا. روفس إِلَى العوا قَالَ الْأَدْوِيَة المسخنة تذْهب بالدمعة. الشعيرة قَالَ الشعيرة ورم حَار يكون فِي الجفن بالطول يَنْبَغِي أَن يغسل بِالْمَاءِ مَرَّات ثمَّ يذاب الشمع وَيدخل فِيهِ ميل وَيُوضَع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يذهب بِهِ ويسخن اسخاناً وَيُوضَع عَلَيْهِ. من كتاب الْعين قَالَ الجساء صلابة تعرض فِي الْعين كلهَا مَعَ الأجفان يعسر فِيهَا فتح الْعين فِي وَقت الإنتباه من النّوم ويجف جفوفاً شَدِيدا وَلَا يَنْقَلِب الأجفان لصلابتها وَأكْثر ذَلِك يجْتَمع فِي الْعين رمص يَابِس صلب.) قَالَ وَأما الحكة فيلزمها دمعة مالحة بورقية وحكة وَحُمرَة فِي الأجفان وقروح وَأما السبل فَإِنَّهُ عروق تمتلئ دَمًا غليظاً فليغلظ ويحمر وَأكْثر ذَلِك يكون مَعَه سيلان وحكة وَحُمرَة وَيُسمى الشرناق فَأَما الشرناق فَإِنَّهُ شَيْء يعرض فِي ظَاهر الجفن الْأَعْلَى ويعرض مَعَه عسر وهودبيلة شحمية لزجة منتسجة بعصب وأغشية ويعرض مَعَه عسر انفتاحه وشيله إِلَى فَوق. الجرب وَأما الجرب فَأَرْبَعَة أَنْوَاع الأول وَهُوَ أخفها حمرَة وَيظْهر فِي بَاطِن الجفن مَعَ خشونة قَليلَة وَهُوَ أخف الْأَنْوَاع وَالثَّانِي فخشونته أَكثر وَمَعَهُ وجع وَثقل وكلا هذَيْن

النَّوْعَيْنِ يحدثان فِي الْعين رُطُوبَة كَثِيرَة وَالثَّالِث الخشونة فِيهِ أَكثر حَتَّى يرى فِي بَاطِن الجفن شبه شقوق التِّين وَالرَّابِع أَشد خشونة وأطول مُدَّة وَمَعَ خشونته صلابة شَدِيدَة لي لم يذكر أَن مَعَ هذَيْن النَّوْعَيْنِ رُطُوبَة فِي الْعين. الْبردَة وَأما الْبردَة فرطوبة غَلِيظَة تجمد فِي بَاطِن الجفن شَبِيها بالبردة. التحجر وَأما التحجر فَإِنَّهُ ورم صَغِير يدمى ويتحجر. الإلتزاق. وَأما الإلتزاق فَإِنَّهُ التحام الجفن ببياض الْعين أَو بسوادها أَو التحام إِحْدَى الجفنتين بِالْأُخْرَى وَالْأول يعرض من قرحَة أَو من بعد قطع الظفرة مَا أشبههَا: لي وَأما النَّوْع الثَّانِي فَيعرض عِنْد قرحَة فِي أحد الجفنين إِذْ بط وَأخرج مِنْهُ الطَّبِيب سلْعَة فِي طرفه ثمَّ أطبقها وشدهما فَإِنَّهُ قد يعرض أَن يلتحما. الشترة وَأما الشترة فَثَلَاثَة ضروب أَحدهَا أَن يرْتَفع الجفن الْأَعْلَى حَتَّى لَا يغطى بَيَاض الْعين وَقد يكون ذَلِك من الْخلقَة أَو من قطع الجفن فِي عِلّة الشّعْر إِذا أسرف فِيهِ أَو فِي الْخياطَة وَالثَّانِي لَا يغطى ألف بعض بَيَاض الْعين وَقَالَ أَنه قصر الأجفان وعلته كعلة الأول إِلَّا أَنه أقل فِي ذَلِك وَالثَّالِث أَن ينْبت فِي دَاخل الجفن لحم فضلى من علاج يعالج فينسبل الجفن وَلَا ينْطَلق على مَا يجب. أما الشّعْر فشعر يَنْقَلِب يَنْقَلِب فيسخن الْعين وَأما انتشار الْأَشْعَار فَمِنْهُ مَا يكون مَعَ غلظ فِي الجفن وَحُمرَة وصلابة وَمِنْه مَا يكون والجفن بِحَالهِ أما لداء الثَّعْلَب وَأما لرداءة الْمَادَّة. الْقمل وَأما الْقمل فَإِنَّهُ شَيْء شَبيه بالقمل فِي أصل الأشفار يعرض لمن يكثر الْأَطْعِمَة ويقل التَّعَب وَالْحمام. وَأما الشعيرة فورم مستطيل فِي طرف الجفن فِي شكل الشعيرة.)

الباب الرابع

(الْبَاب الرَّابِع) (علل الْعين الْحَادِثَة عَن تشنج عضلها. .) (واسترخائه وانهتاكه) قَالَ إِن مَال جملَة الْعين إِلَى أَسْفَل فَاعْلَم أَن العضل الَّذِي كَانَ يشيلها إِلَى فَوق استرخى وَإِن مَالَتْ إِلَى فَوق فَاعْلَم أَنه تشنج وَإِن مَالَتْ إِلَى إِحْدَى المأقين فَاعْلَم أَنه تشنج العضل الَّذِي يمدها إِلَى ذَلِك الْجَانِب وَاسْتَرْخَتْ الْمُقَابلَة لَهَا فَإِن نتأت جملَة الْعين بِلَا ضَرْبَة فَإِنَّهُ إِن كَانَ الْبَصَر بَاقِيا فَإِن العضل الضَّابِط لأصل الْعصبَة امْتَدَّ وَإِن كَانَ الْبَصَر قد تلف فَإِن الْعصبَة النورية استرخت وَإِن كَانَ من ضَرْبَة وفقد مَعَه الْبَصَر فَإِن الْعصبَة انهتكت مَعَ العضل الماسك وَإِن كَانَ الْبَصَر بَاقِيا فَاعْلَم أَن العضلة انهتكت فَقَط. فَأَما العضل الَّذِي يُحَرك الجفن الْأَعْلَى فَإِنَّهُ أَن تشنج لم ينطبق وَحدثت شترة وَإِن استرخت لم يرْتَفع الجفن وَأما العضل الَّذِي يجذبه إِلَى أَسْفَل فبالظهر وَرُبمَا انطبق بعض الجفن وَلم ينطبق بعض وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ بعض العضل عليلاً وَبَعض لَا. علاج الطرفة قطر فِي الْعين دم الْحمام أَو لبن امْرَأَة حاراً وَمَعَهُ شَيْء من كندر مسحوق أَو قطر فِيهَا مَاء الْملح أَو كمد الْعين بطبيخ الصعتر والزوفا الْيَابِس وَإِن كَانَ فِي الْعين ورم ألف فضمدها بزبيب منزوع الْعَجم مَعَ مَاء الْعَسَل فَإِن لم ينْحل فاخلط بِهِ فجلا مدقوقاً فَإِن لم ينْحل فاخلط بِهِ شَيْئا من خرء الْحمام. الإنتفاخ علاجه علاج الورم من إفراغ الْبدن وَتَحْلِيل الفضلة المستكنة فِي الْعين وانضاجها بالاكحال والأضمدة إِلَّا أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي مثل هَذِه الْعلَّة الْأَدْوِيَة المسددة الْبَارِدَة القابضة بل كل مَا يحلل ويغشى. علاج الجساء عَلَيْك بالتكميد بِالْمَاءِ الْحَار وضع على الْعين عِنْد النّوم بَيْضَة مَضْرُوبَة مَعَ دهن ورد أَو شَحم البط وصب على الرَّأْس دهناً كثيرا. علاج الحكة الْحمام والدهن على الرَّأْس وتعديل الْغذَاء وينفع الحكة والجساء جَمِيعًا الْأَدْوِيَة الحادة الجالبة للدموع لِأَنَّهَا يفرغ ذَلِك الْفضل الردي وَإِن كَانَت الحكة مَعَ رُطُوبَة فدواء أرسطراطيس لَهَا نَافِع.

الشترة لي علاج الشترة وَإِن كَانَ لقطع الأجفان فَلَا برْء لَهَا وَإِن كَانَت لتشتج العضل فبارخاء ذَلِك بالدهن والمروخ بدهن الخروع وَالْحمام والترطيب وَإِن كَانَت للحم ينْبت فِي دَاخل الجفن) فَأَما الْقطع أَو الْأَدْوِيَة الأكالة كالزنجار والكبريت وَإِذا قطع فليكوى بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة لِئَلَّا ينْبت أَيْضا لحم فضل ويتعاهد ذَلِك مِنْهُ وَلَا بُد من شده ليعرف الْحَال فِيهِ وَكَذَلِكَ علاج الغدة. السيلان إِن كَانَت اللحمة فنيت أصلا فَلَا ينْبت فَإِن كَانَت نقصت فاكحله على الماق نَفسه بالكندر وَالصَّبْر والماميثا والزعفران. الْبردَة اسحق أشقا بخل واخلط بارزد وأطله عَلَيْهِ. الشعيرة ادلكها بذباب مَقْطُوع الرَّأْس وضمدها بشمع أَبيض. الْقمل انْزعْ الْقمل ثمَّ اغسله بمامء الْملح ثمَّ الصق على الأشفار شبا يَمَانِيا ومويزجا. علاج الظفرة والجرب إِن كَانَا قد صلبا وأزمنا فَإِنَّهُمَا يعالجان بِالْقطعِ والحك وَإِن كَانَا رقيقين مبتديين عولجا بالأدوية الجالية كالنحاس المحرق والقلقند والنوشادر ومرارة العنز وَإِن لم ينجع خلط مَعهَا يَأْكُل ويعفن فَأَما الجرب فَإِن الْأَدْوِيَة الَّتِي تقبض قبضا شَدِيدا تقلعه وَإِن كَانَ مَعَ قرحَة أَو رمد عولج أَولا القرحة بأدويتها ثمَّ عولج الجرب بعد ذَلِك. الْعشَاء يفصد ويسهل بَطْنه ثمَّ يُغَرْغر ويعطس وَيقطع الْعُرُوق الَّتِي فِي المأقين ويسقى قبل الطَّعَام زوفا يَابِس وسذاب ويكحل بالعسل مَعَ الشب ألف والنوشادر وبالرطوبة الَّتِي تسيل من الكبد المشوية وَيسْتَقْبل بِعَيْنِه بخارها. علاج الجحوظ يفرغ الْبدن بالفصد والاسهال وَيُوضَع المحاجم على الْقَفَا ويربط الْعين وَيصب عَلَيْهِ مَاء بَارِد وَمَاء الهندبا وَمَاء البطباط وَسَائِر مَا يجمع وَيقبض

قَالَ الْأَدْوِيَة المضافة المدرة للدموع ينفع الحكة والجسا يتَّخذ من الزنجار والقلقطار والفلافل والزنجبيل والسنبل وَهَذِه تَنْفَع من ظلمَة الْبَصَر وَمن السدة وَلَا تسْتَعْمل هَذِه الأكحال فِي وَقت يكون الرَّأْس قد يمتلي والهواء جنوبي. الشرناق انطيلس وبولس قَالَا هَذَا شَيْء شحمى يخرج فِي الجفن الْأَعْلَى وَيمْنَع من صعُود الأجفان إِلَى فَوق ويعرض خَاصَّة فِي الصّبيان لرطوبة طبايعهم وَيصير الجفن الْأَعْلَى رطبا مسترخياً وَإِن نَحن كبسنا الْموضع بالسبابة وَالْوُسْطَى ثمَّ فرقناهما نتأ وسطهما قَالَ ويعرض لَهُم نزلات ويسرع إِلَيْهِم الدمعة وَيكثر فيهم الرمد كثيرا. العلاج يجلس العليل ويمسك خَادِم رَأسه يجذبه إِلَى خلف ويمد جلدَة الْجَبْهَة عِنْد الْعين ليرتفع الجفن وَيَأْخُذ المعالج الجفن والأشفار فِيمَا بَين السبابَة وَالْوُسْطَى ثمَّ يغمز قَلِيلا بَين هذَيْن الإصبعين لتجتمع تِلْكَ الرُّطُوبَة وينضغط فِيمَا بَين الإصبعين وليجذب الْخَادِم الْجلد من وسط الْحَاجِب إِذا) حصلنا نَحن الشرناق أَو كَيفَ كَانَ أسهل ثمَّ نشق نَحن عَن الشرناق بِرِفْق لِأَن الْجَاهِل رُبمَا قطع عمق الجفن كُله أَن ظهر لنا وَإِلَّا عمقنا أَيْضا وَيكون بِالْعرضِ حَتَّى يظْهر فَإِذا ظهر لففنا على أصابعنا خرقَة كتَّان لِئَلَّا يزلق الشرناق من أصابعنا ونجذبه يمنة ويسرة وَإِلَى فَوق حَتَّى يخرج فَإِن ظَنَنْت أَنه قد بَقِي مِنْهُ شَيْء فذر عَلَيْهِ من ملح ليَأْكُل بَقِيَّة مَا فِيهِ ثمَّ ضع عَلَيْهِ الْخِرْقَة المبلولة بالخل وَإِذا كَانَ من الْغَد وَأمنت الورم الْحَار فعالج بالأدوية الملزقة وَيكون فِيهَا حضض قَالَ انطليس وَرُبمَا استمسكت بصفاق الْعين فَخرج الصفاق مَعهَا وَإِن قطع كَانَ مِنْهُ خوف لي إِذا لَو قدرت أَنه إِذا كَانَ كَذَلِك فَالْوَاجِب أَن لَا تكشطه لَكِن تخرج مَا لَيْسَ بملتزق بالحجاب وتأكل الْبَاقِي ألف بالملح الَّذِي يذر فِيهِ. انطليس وبولس وَمَا رَأَيْت فِي بيمارستان قَالَ الظفرة مِنْهَا ملتزق وَهِي تنكشط إِذا علق مِنْهَا مُتحد وَيحْتَاج إِلَى سلخ وعلاجها إِن تتَّخذ صنارة حادة قَليلَة التعقف ثمَّ يعلق بهَا الظفرة وَيدخل إبرة قد عقفت قَلِيلا ثفبتها وَفِيه خيط أَو شَعْرَة يفعل ذَلِك فِي مَوضِع أَو موضِعين مَا رَأينَا أَنه أَجود ويمتدها ليتعلق فَإِن كَانَ غير مُتحد جَامع مرّة وَإِن كَانَ متحداً سلخناه بسكين لَيست بالحادة مَعَ رفق لي وَرَأَيْت أَنا فِي البيمارستان سلخ بِأَسْفَل ريشة حَتَّى تبلغ إِلَى لحْمَة الآماق ثمَّ يقطع وَلَا يَنْبَغِي أَن يتْرك من الظفرة شَيْئا لِأَنَّهَا تعود أَن تركت وَلَا يستفضى على اللحمة فَيعرض الرشح وَلَكِن تقطع الظفرة مستأصلة فَقَط وَالْفرق بَين الظفرة واللحمة أَن الظفرة بَيْضَاء صلبة عصبية واللحمة حَمْرَاء لينَة لحمية ثمَّ يقطر فِي الْعين ملح وكمون ممضوغ وترفده ببياض الْبيض وتربط وَتحل من الْغَد وتكثر وَهُوَ مشدد وتحرح الْعين لِئَلَّا يلتزق فَإِذا حللته قطرت فِيهِ مَاء الْملح ثمَّ تعالج بِسَائِر العلاج وَإِن عرض ورم حَار اسْتعْملت مَا يسكنهُ.

ابْن سرابيون قَالَ أشياف الدينارجون مجرب للظفرة وَهَذَا فِيهِ زرنيخ. الظفرة إِن كَانَت رقيقَة فعالجها بالروسختج والنوشادر والقلقديس وأصل السوس وأنفع من هَذِه شياف قَيْصر والباسليقون الحارة والروشنائي. للعشاء وَالَّذِي يبصر من بعيد وَلَا يبصر من قريب فلفل وَدَار فلفل وقنبيل بِالسَّوِيَّةِ ينخل بحريرة ويدام الإكتحال بِهِ. الْعَاشِرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء السل أَكثر مَا يعرض فِي عين وَاحِدَة وَلَا يكَاد يخفى لِأَن الصَّحِيحَة تشهد على العليلة وَهُوَ أَن تنقص الحدقة وتضيق من غير أَن يكون فِي الصفاق القرنى عِلّة.) شياف على مَا رَأَيْته فِي قرابادينات عدَّة وَهُوَ بَين الدينارجون وشياف قَيْصر يُؤْخَذ أصُول السوس عشرَة دَرَاهِم روسختج خمسته دَرَاهِم قلقطار ثَلَاثَة دَرَاهِم زنجار دِرْهَمَانِ نوشادر دِرْهَم زرنيخ أصفر دِرْهَم وَنصف يَجْعَل شياف أَو ذرور ويذر بِهِ الظفرة. للظفرة عَجِيب يُؤْخَذ زرنيخ أصفر وَحجر الفلفل وملح أندراني يتَّخذ شياف وَيحل بِمَاء الكربرة الرّطبَة ويقطر ويؤلف شيافاً مِمَّا يحل الْآثَار. للظفرة مَأْخُوذ من تجربة يُغني عَن الْحَدِيد يُؤْخَذ لب حب الْقطن فيستخرج دهنه ثمَّ يُؤْخَذ الخزف القضار فَيكْشف عَنهُ الْقصار ويدق الْبَاقِي ويسحق سحقاً نعما ويسحق بذلك الدّهن بميل فِي جلد مثل المهالة وَيحك بِهِ الظفرة فِي الْيَوْم مَرَّات حَتَّى يرق إِن شَاءَ الله. دَوَاء الْكَاتِب للظفرة ألف بدور فِي الْيَوْم مَرَّات حَتَّى يُؤْخَذ ربد الْبَحْر وبورق أرمنى وملح أندراني دِرْهَم دِرْهَم زنجار نصف دِرْهَم نوشادر نصف دِرْهَم اسفيداج الرصاص دِرْهَمَانِ أصُول السوس ثَلَاثَة دَرَاهِم يُعَاد عَلَيْهِ السحق مرّة بعد مرّة وخاصة على أصُول الشونيز ويذر بِهِ غدْوَة وَعَشِيَّة وَيحك بالميل والأجود أَن يكون بعد دُخُول الْحمام.

علاج الظفرة أَجود مَا يكون علاج الظفرة أَن يكب على بخار المَاء الْحَار حَتَّى يسخن الْعين ويحمر الْوَجْه أَو يدْخل الْحمام ثمَّ يحك بالميل من هَذَا الدَّوَاء أَو أدوية الجرب وَيحك بِهِ الظفرة ويمسك الجفن بِهِ سَاعَة ثمَّ يُرْسل وَمَتى اشْتَدَّ وجع الْعين كمده بِمَاء حَار وَغسل ثمَّ تعاود ذَلِك أَيَّامًا فَإِنَّهَا ترق وَتذهب الْبَتَّةَ وَلَو كَانَت أغْلظ مَا يكون يحول إِلَى هَهُنَا شياف قَيْصر إِن شَاءَ الله والباسليقون والورشنائي الحاد فَإِنَّهَا من جِيَاد أدوية الظفرة. مَجْهُول للظفرة إِلَّا أَنه مجرب يسحق الكندر وَيصب عَلَيْهِ مَاء حَار وَيتْرك سَاعَة ويكتحل بذلك المَاء فَإِنَّهُ عَجِيب لي رَأَيْت الْإِجْمَاع وَاقعا على أَن النافع للحكة فِي الْعين وَالْأُذن البرودات المضاضة السيلة للدموع ودواء الحصرم نَافِع لذَلِك وَهُوَ دَوَاء ينفع من الحكة ويجلو ويضيء الْبَصَر وَيقطع الدُّمُوع ويبرد مَعَ ذَلِك يُؤْخَذ توتياً أَخْضَر مصول جزؤين هليلج أصفر محكوك وصبر أَحْمَر وفلفل وَدَار فلفل وَمَا ميران وعروق جُزْء يعصر بِمَاء الحصرم وَيتْرك حَتَّى يصفو ثمَّ الْعَاشِر من عمل التشريح قَالَ قد يعرض من عمق البط على الشرناق خطأء عَظِيم وَذَلِكَ أَن مددت جلدَة الجفن إِلَى نَاحيَة وَقطعت الْجلد والغشاء الَّذِي تَحْتَهُ فِي ضَرْبَة وَاحِدَة طلع الشَّحْم من مَوضِع الْقطع إِذا ضغطته بإصبعك الَّتِي قد أدرتها حول الْجلْدَة والممتدة من الجفن يحدث) مِنْهُ وجع شَدِيد وورم حَار وَيبقى مِنْهُ بَقِيَّة صلبة يكون شَرّ من الشرناق فِي منع فتح الجفن وشره أَن يَنْقَطِع من العضلة شَيْء كثير فَتَصِير فِي مثل الجفن لي الحزم فِي ذَلِك أَن يقطع قَلِيلا قَلِيلا كَمَا يفعل فِي السّلع حَتَّى يظْهر الشَّحْم أَو يكون الْقطع فِي طول الْبدن. قَالَ جالينوس فِي إِخْرَاج الشرناق فِي عمل التشريح قولا يحْتَاج إِلَيْهِ وَقد حولنا إِلَى تشريح الْعين فاقرءه من كتاب الفصد الجرب والخشونة فِي الأجفان يحْتَاج أَن يحل فِيهَا أدوية لَهَا حِدة ألف وَلَا يُمكن ذَلِك دون أَن يتَقَدَّم بالفصد ثمَّ يفعل ذَلِك وَإِلَّا جربت إِلَيْهَا أَكثر مِمَّا تخرجه.

من أقرابادين الْقَدِيم للظفرة يحك زرنيخ أَحْمَر بِلَبن ويقطر فِيهِ ثَلَاث قطرات غدْوَة وَعَشِيَّة فَإِنَّهُ عَجِيب لي فِي كشط للظفرة يعلق بالصنارة ثمَّ يقطع مِنْهَا بِرَأْس المقراض الدَّقِيق الرَّأْس مَا يكون مدخلًا للآلة ويتخذ آلَة من شبه آلَة الْفرج إِلَّا أَن رَأسهَا يكون حوضة أملس مثل مخيط المواشط وَلَا يكون حاداً بل فِي مِقْدَار حِدة المفرح فَقَط والخل فِي الْموضع ويشكط بهَا وَأَن لم يكن فيمر الصنارة على الظفرة ويتوقأ فليدهن تدهيناً وثيقاُ إِن شَاءَ الله. الجرب خشونة فِي بَاطِن الإجفان إِذا لم يكن غليظاً كَفاهُ الشياف الْأَحْمَر وَإِن كَانَ شديداُ فالأخضر بعده وَإِذا كَانَ غليظاً يرى مَعَ الجفن غلظاً كثيرا شبه تحجر احْتَاجَ إِلَى حكة ثمَّ الأشياف وَأما الْخَفِيف فيكفيه الْأَحْمَر وَالْحمام والأسفيداج والتوتيا مجرب وَكَذَلِكَ الذرورالأبيض وَلَكِن يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا كَانَ فِي الْعين مَعَ بعض هَذِه الْعِلَل رمد أَو قُرُوح حَتَّى يبرأ تِلْكَ ثمَّ يعالج بالحادة. للسلاق مَعَ غلظ الأجفان وَحُمرَة شَدِيدَة يدق شَحم الرُّمَّان ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ يسكن ذَلِك وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك. الجفن إِذا حك وأسرف فِيهِ استرخاء وانقلب الشّعْر إِلَى دَاخل وحد الحك إِلَى أَن تذْهب الخشونة وَيظْهر لين الجفن والحك بالورود وَلَا يُغَيِّرهُ. للسبل صَاحب السبل لَا يسعط وَلَا يقرب الدّهن وَلَا شَيْئا يَجْعَل على رَأسه. للشعيرة ويضمد بداخليون عَجِيب يضمد بِهِ اللَّيْل اجْمَعْ فَإِنَّهُ جيد. علاج الجرب من جيد علاج الجرب أَن يكحل بالأحمر أَمْيَال ثمَّ بالأخضر ثمَّ بباسليقون والرمادي فِي ذَلِك لَهُ أثر حسن الْفِعْل جدا فَإِذا كَانَ إِنْسَان لَا يتهيأ لَهُ عمل شياف أَو يُرِيد أَن يُخَالف وَيعرف فَاسْتعْمل الرَّمَادِي فِي هَذِه الْعِلَل بَدَلا من الْأَحْمَر والأخضر وَبعد لقط السبل) يكحل بالذرور الْأَصْفَر يَوْمَيْنِ ثمَّ يرد إِلَى الحادة ويعمد حك الجرب والحادة لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى مَا يَأْكُل. قَالَ جالينوس أَن الأَصْل السوس إِذا جفف وأنعم سحقه دَوَاء جيد للظفرة جدا دُخان المرو الميعة والقطران يصلح للحكة فِي الأماق.

جالينوس قَالَ الأشياف المتخذة بالمر ينفع من الظفرة نفعا عجيباً فِي الْغَايَة ويتلوها فِي ذَلِك شياف ألف الكندر وَبعدهَا شياف الزَّعْفَرَان فَمَا حاجتنا إِلَى تقطير دم الْحمام وَلنَا هَذِه وَأما الحلبة أَجود من الدَّم وَمَاء الْجُبْن جيد أَيْضا لذَلِك لي للجساء يُؤْخَذ شَحم الدَّجَاج ولعاب البزرقطونا وشمع ودهن فيضمد بِهِ وأبلغ من ذَلِك لعاب البزركتان والحلبة مَعَ الشمع والدهن وَالْحمام والإنكباب على المَاء الْحَار وحلب اللَّبن فِي الْعين وَغسل الأجفان والتضميد بِالْمَاءِ الْحَار مَعَ بعض الْبُقُول وبالزبد جالينوس الْبَيْضَة صفرتها وبياضها يضربان مَعَ دهن ورودو وَيُوضَع على الْعين إِذا أَصَابَهَا ورم حَار وألم من ضَرْبَة أَو جِرَاحَة جيد بَالغ نَافِع. أطهور سفس ودهن خل وشمع ومخ عِظَام الْعجل ودهن حل وشمع ويذاب الْجَمِيع ويلطخ مِنْهُ على الأجفان الجلسية الصلبة البطئية الْحَرَكَة فَإِنَّهُ ينفعها ديارسقوريدوس والحضض يبرىء الأقاقيا يمْنَع نتو الْعين جملَة. الباقلي يخلط بكندر وَورد وَبَيَاض الْبيض ينفع من نتو الحدقة ونتو جملَة الْعين وَالصَّبْر يسكن حِدة الْعين والمأق جدا. البسد جيد للدمعة لِأَنَّهُ يجفف الْعين غَايَة التجفيف. الخوز السكبينج أَن سحق وطلي على الشعيرة والبردة اذْهَبْ بهَا. ابْن ماسوية مَاء الرُّمَّان الحامض جيد للظفرة إِذا اكتحلبها ابْن البطريق الرتة تسْتَحقّ ويكتحل بِمَائِهَا مَعَ الأثمد جيد للحول الخوز المسحوقيا والشورق حاران يقْطَعَانِ الظفرة. مسَائِل الْفُصُول سل الْعين هُوَ أَن ترى الْعين أخفّ مِمَّا كَانَت عَلَيْهِ وأصفر وأضيق حدقة.

الأقرابادين الْكَبِير قَالَ شياف الزرنيخ نَافِع للظفرة وللعروق الْحمر الَّتِي فِي الْعين وَهُوَ الشياف الْمَعْرُوف بالدينارجون نسخته قليميا شنجفر زرنيخ أَحْمَر سكرطبزرد دِرْهَم دِرْهَم مر وعروق وزعفران دانق دانق اشق نصف دِرْهَم كندر نصف دِرْهَم يحل الأشق فِي مَاء ويشيف) بِهِ. تياذوق قَالَ الكمنة رمد أَحْمَر يَابِس مزمن لَا رمص مَعَه وعروق الْعين فِيهِ ظَاهِرَة والسبل امتلاء عروق الْعين وَشبه غشاء عَلَيْهَا كلهَا. لي مسيح للعشاء ليكْثر أكل السداب ويسقى قبل الطَّعَام ألف بِمَاء قد طبخ فِيهِ سداب ويكتحل بِهِ بشياف المرارات أَو بدهن بِلِسَان وَذكر سَائِر العلاج من الفصد والأرياج وصديد الكبد قبل ذَلِك. للشعيرة سكبينج يحل بخل ويطلي عَجِيب قَالَ من كَانَ يعترية الدمعة دَائِما بِلَا وجع وَلَا سَبَب ظَاهر فعضلات عينه ضَعِيفَة لي علاجهم الأضمدة القوية المجففة المسخنة من أقمر عينه من الثَّلج فليضع فِي يَده خرقَة سَوْدَاء وليصب على عينه طبيخ تبن الْحِنْطَة بصوفة كمد بِهِ وَهُوَ فاتر أَو يحمى حجر وَيصب عَلَيْهِ شراب وَيضم الْعين حذائه أَو يكمد بالنبيذ بصوفة حارة أَو يكمد ببابونج وشواصر أَو مرزنجوش وشبت واذخر يغلى فِي قمقم ويكب عَلَيْهِ وليعطس بِبَعْض المعطسة. للسبل يُؤْخَذ صفايح نُحَاس قبرصي يلقى فِي بَوْل وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يمرس ويكحل بذلك البوم مِمَّا وَصفه أَبُو عمر إِذا كَانَت الْعين سيلة مَعَ رمد حَار فَاتخذ من السماق وَحده أشيافاً واكحله فَإِنَّهُ يقطعهُ الْبَتَّةَ وينفع الرمد. قَالَ حَكِيم بن حنين إِن جالينوس قَالَ يَنْبَغِي أَن يسقى من فِي عينه عروق كبار ممتلية دَمًا وَلَيْسَ بشديد الإمتلاء وَيُؤمر بِالنَّوْمِ فَذَلِك يُبرئهُ.

حنين قَالَ السبل عروق تمتلي دَمًا وتغلظ وتنتو وَيكون مَعهَا فِي الْأَكْثَر سيلان ودمعة وحكة وَحُمرَة وَاسْمهَا باليونانية مُشْتَقّ من اسْم الدوالي لي إِذا أزمن فَعَلَيْك بفصد الآماق وعروق الْجَبْهَة. التقاسيم السبل أما أَن يكون سَبَب حُدُوثه من بَاطِن القحف من الجداول الَّتِي تميل فاستدل على ذَلِك بحمرة الْعُرُوق الَّتِي تظهر فِي القرنية كالغمام المغشى لَهَا وَيكون أكال وعطاس متوال وَكَثْرَة دموع وانتشار أشفار الْعين وضربان فِي قَعْر الْعين. وَالْآخر أَن يكون بِهِ مسبلة من الْعُرُوق الَّتِي فَوق القحف ونعرفه من أَن مَعَه حس حرارة فِي الحواجب وَحُمرَة فِي الْخَدين وضرباناً شَدِيدا فِي عروق الصدغين وَالْعُرُوق المغشية للقرني والملتحم) كالغمام الَّتِي تغشى وَهِي الَّتِي تسمى سبلاً أَو بعض الألوان الْحمر. لقط السبل على مَا رَأينَا خُذ إبرة على عمل الصنانير فتجعل فِيهَا خيوطاً دقاقاً ثمَّ يدْخل فِي السبل وَيخرج الْخَيط مِنْهُ وتمسكه وتعلقه أَيْضا على هَذَا الْمِثَال فِي مِقْدَار مَا تُرِيدُ ثمَّ تشيل الخيوط لينشال السبل عَن الملتحم ثمَّ اقطعها على الْمَكَان بِطرف ألف المقراض وَانْظُر أَن يكون أَكثر تخدرك عِنْد الَّذِي على القرنية. فَأَما الَّذِي على الملتحم فدون ذَلِك فَإِذا لقطته كُله وَرَأَيْت الملتحم قد صفى مِنْهُ فامضغ ملحاً وكموناً وقطره فِي الْعين ثمَّ يوضع عَلَيْهِ بَيَاض الْبيض فِي قطنة ودهن ورد وينام على قَفاهُ ثمَّ بعد أَيَّام إِذا برأَ فاكحله بالشياف الْأَحْمَر إِن شَاءَ الله وَقد يُؤْخَذ بِأَن يعلق بالصنانير وَلَا يعلق بالخيوط وَالَّذِي بالخيوط أحزم وأنصف. الشُّيُوع بخت من كِتَابه قَالَ يجب إِذا لقط السبل مضغ ملح وكمون وقطر فِيهِ بخرفة ويضمد بصفرة الْبيض وَيَنْبَغِي أَن يُحَرك العليل عَيْنَيْهِ بِرَفْع إِلَى كل نَاحيَة لِئَلَّا يتشنج وينقبض إِلَى جَانب وَاحِد ويكحل من غَد للقط بالأقراماطيفان الْأَكْبَر ثمَّ بعد ذَلِك بالأشياف لي أَن أحسست من غَد يَوْم اللقط بالوجع وَكَانَ أَمر اللقط مُؤْذِيًا غليظاً فَيَنْبَغِي أَن لَا تفارق الْبيض حَتَّى يسكن الوجع إِن شَاءَ الله. ابْن سرافيون قَالَ السبل هُوَ امتلاء يحدث فِي الأوراد الَّتِي فِي الْعين من دم غليظ يورمه ويحمره وَيحدث مَعَه فِي أَكثر الْأَمر حكاك فاستفرغ أَولا بالفصد والإسهال ثمَّ أكحل بالأدوية الَّتِي تعالج بهَا الرمد المزمن والجرب كأشياف الْأَحْمَر والأخضر لي شياف للسبل يذهب بِهِ الْبَتَّةَ يُؤْخَذ شب حامض الطّعْم لَا يسود وجلنار

وعصارة لحية التيس وملح أندراني وعصارة الحصرم يجفف فتتخذ مِنْهُ شياف بصمغ السماق أَو بصمغ الْقرظ ويكحل بِهِ ويداوم عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يقبض تِلْكَ الْعُرُوق أجمع وَلَا يهيج الْعين الْبَتَّةَ وزنجار الْحَدِيد نَافِع من الظفرة. جالينوس الْجُحر الحبشي يذهب بالظفرة إِذا لم تكن صلبة جدا أَبُو عَمْرو الكحال زنجار محكوك جُزْء أشق نصف جُزْء يسحق على حِدة ثمَّ يجمعان ويسحقان ثَانِيَة ويخط فِي الْعين مِنْهُ خَمْسَة أَمْيَال بِالْغَدَاةِ وَخَمْسَة بالْعَشي ثمَّ يردهُ بعد بأصول السوس مسحوقة مثل الْغُبَار فَإِنَّهُ عَجِيب للظفرة. لبن اليتوع يقلغ الظفرة وَثَمَرَة الْكَرم الَّذِي مَعَ الْعَسَل يبرىء الظفرة وَالْملح الَّذِي يذيب الظفرة) وَاللَّحم الزايد فِي الْعين. السرطان البحري إِذا خلط بالملح ألف الْمُخْتَص أذاب الظفرة. جالينوس جلد سَمَكَة محرق مَعَ الْملح يذيب الظفرة. فِيمَا زعم جالينوس أَن ديا سقوريدوس قَالَ فِي كِتَابه أَن أصل السوس إِذا جفف وسحق كَانَ جيدا للظفرة. مَاء الرُّمَّان الحامض نَافِع من الظفرة إِذا اكتحل بِهِ. ابْن ماسويه الشب جَمِيع أصنافه يذيب اللَّحْم الزايد فِي الجفون لي اسْتِخْرَاج إِذا كحلت شَيْئا للظفرة وَالْبَيَاض فَخذ الدَّوَاء بِرَأْس الْميل وادلك بِهِ الْموضع نَفسه فَقَط دلكا جيدا أَو أمسك الجفن بِيَدِك سَاعَة ثمَّ دَعه لِئَلَّا يحْتَاج أَن يكتحل جملَة الْعين بذلك الدَّوَاء. حَكِيم بن حنين حكى عَن جالينوس أَن التِّين إِذا طبخ بِعَسَل وخلط بِخبْز سميد وَشَيْء من قنة قَلِيل وضمدت بِهِ الشعيرة ابدأها وَحكى عَنهُ أَيْضا أَن السكبينج أَن لطخ بخل على الشعيرة والبردة حللها. روفس إِلَى الْعَوام قَالَ الشعيرة ورم مستطيل أَحْمَر يعرض فِي قَعْر جفن الْعين بالطول يغسل بِالْمَاءِ مَرَّات كَثِيرَة ويذاب الموم وَيدخل فِيهِ الْميل ويمر عَلَيْهِ حَتَّى يلتزق عَلَيْهِ أَو يكمد بلب الْخبز فَإِن كَانَ فيهمَا حِدة فيمسح عَلَيْهِمَا بخل. الميامر قَالَ الظفرة تعالج بالقوية الْجلاء حَتَّى أَنه يَقع فِيهَا الْأَدْوِيَة المعفنة.

الميامر للشعيرة بارزد جزؤ بورق أرمنى جزؤ يخلط جَمِيعًا وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يعجن الشمع بِشَيْء من زاج ويضعه عَلَيْهِ أَو يطْبخ التِّين ويخلط بطبيخه بارزد وَيجْعَل عَلَيْهِ وينفع مِنْهُ وَمن الْبردَة سكبينج بخل ويطليه عَلَيْهِ وينفع للشعيرة دَقِيق الشّعير إِذا طبخ بشراب مغسل وخلط بِهِ بارزد وضمد بِهِ للظفرة قلقنت ونوشادر وصمغ قَلِيل يَجْعَل شيافاً وَيحك بِهِ بميل إِن شَاءَ الله قَالَ اجْعَل عَلَيْهَا صبرا وَهُوَ من الْأَدْوِيَة المجودة. حنين الْقمل فِي الأشفار يحدث لمن يكثر الْأَطْعِمَة ويقل التَّعَب وَالدُّخُول إِلَى الْحمام. قَالَ وَأما الغدة وَهِي عظم اللَّحْم فِي المأق الْأَكْبَر والشرناق هُوَ جسم شحمي لزج منتسج بعصب وأغشية يحدث فِي ظَاهر الجفن الْأَعْلَى. وَأما الْبرد فرطوبة غَلِيظَة تجمد فِي بَاطِن شَبيه بالبرد وَأما التحجر فَإِنَّهُ فضلَة تتحجر فِي الجفن.) قَالَ وَأما الإلتحام فَإِنَّهُ التحام الجفن بِالْعينِ ويلتحم أما بَعْضهَا بِبَعْض وَأما ببياض الْعين وَأما بسوادها وَأما بهما ألف جَمِيعًا. وَأما الشترة فَثَلَاثَة ضروب أما أَن يرْتَفع الجفن الْأَعْلَى حَتَّى لَا يغطى بَيَاض الْعين وَذَلِكَ قد يكون بالطبع وَيكون من خياطَة الجفن على غير مَا يَنْبَغِي وَالضَّرْب الثَّانِي فَيكون من قَعْر الأجفان بالطبع وَالثَّالِث بانقلاب الأجفان إِلَى خَارج أما لقروح حدثت فِيهَا فاحدثت آثاراً صلبة وَلَحْمًا زايداً. وَأما الشيعرة فورم مستطيل شبه الشعرة وَيحدث فِي طرف الجفن إِن كَانَت من أثر قرحَة فَلَا يبرىء وَلَا يعْمل الْحَدِيد وَإِن كَانَت من لحم زَائِد فَيَنْبَغِي أَن يفنى بالأدوية الحادة كالزنجار والكبريت وَأما أشبه ذَلِك وَكَذَلِكَ تفنى الغدة. الْبردَة علاج الْبردَة اسحق أشقاً وبارزدا بخل يطلي عَلَيْهِ الشعيرة ورم مستطيل كالشعيرة فِي أَطْرَاف الجفن قَالَ فادلكها بجسد الذُّبَاب مَقْطُوع الرَّأْس وكمدها بشمع أَبيض. الْقمل قَالَ أنزعه من الجفن ثمَّ أغسله بِمَاء الْملح ثمَّ أصلق على مَوضِع الأشفار شباً ومويزجا قَلِيلا مسحوقين. علاج الظفرة إِن كَانَت قد صلبت وأزمنت فَإِنَّهَا تعالج بِالْقطعِ وَإِن كَانَت مبتدئة فبالأدوية الجلائية كالنحاس المحرق والقلقنت والنوشادر والمرارات فَإِن لم ينجع هَذِه فاخلط مَعهَا مَا يَأْكُل ويعفن لي الشرناق إِنَّمَا هُوَ شَيْء يكون فِي الجفن إِلَّا على وَلَا يَتَحَرَّك مثل مَا يَتَحَرَّك السّلع

وَلَا هُوَ مستدير علاجه يتَّخذ فَتِيلَة من خرق كتَّان ويديرها حواليه إدارة حواليه إدارة إِذا غمزتها ضغطت الشرناق ثمَّ يشق جلدَة الجفن عَنهُ وَأَنت ضاغط فيبرز مِنْهُ وَيَأْخُذ خرقَة مرعزى أَو مَاله زيبر مثله فَيَأْخذهُ بهَا ويمده مدا يقلب كفك فِيهِ مرّة إِلَى ظهرهَا وَمرَّة إِلَى بَطنهَا وَيفْعل ذَلِك لينقلع من جانبيه لِأَنَّك إِن مددته علوا بَقِي جوابنه فَإِذا سللته فَمرَّة علوا فَإِنَّهُ يخرج بِأَصْلِهِ ثمَّ ضع عَلَيْهِ خرقَة بذرور أصفر. فِي قطع الظفرة قَالَ أنطيلس أَن بقيت مِنْهَا بَقِيَّة عَادَتْ وَإِن استوصلت بِجَهْل قطع مَعهَا اللحمة الَّتِي فِي المأق ويعرض من ذَلِك الدمعة وَالْفرق بَين اللحمة والظفرة إِن الظفرة بَيْضَاء واللحمة سَوْدَاء واللحمة رخوة والظفرة صلبة فاقطعها ثمَّ قطر فِي الْعين ملحاً وكموناً وضع عَلَيْهَا بَيَاض بيض ودهن ورد ثمَّ بعد أَيَّام اكحله بالأحمر. فيلغريوس ألف للصلابة الشبيهة بالثؤلول فِي الجفن يُؤْخَذ عكر الزَّيْت فيلطخ ويدلك بِهِ.) ابْن سرابيون قَالَ من أدوية الظفرة القليلة الْأَدْوِيَة الَّتِي لَهَا مَعَ الحدة جلاء مثل النّحاس المحرق والنوشادر والقلقديس وأصل السوس وانفع من هَذِه أشياف قَيْصر والباسليقون الحاد والروشناني فَقَالَ الْقمل يحدث فِي الأجفان من حرارة نارية تعْمل فِي رُطُوبَة فينقى الرَّأْس بحب الصَّبْر وبالقوقايا ثمَّ الزمه الْحمام والغرورات ثمَّ نقّ الأجفان من الْقمل واغسلها بِمَاء الْبَحْر أَو بِمَاء مالح وأطله بعد ذَلِك بالشب وَالصَّبْر والبورق بخل. من كناش مسيح للشعيرة يحل السكبينج وليطلي عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يذهب بِهِ الْبَتَّةَ دم الورشان والشفانين وَالْحمام يكتحل بهَا حارة للطرفة. جالينوس كَانَ رجل يقطر فِي الْعين الَّتِي بهَا طرفَة دم الْحمام الَّذِي فِي الْعُرُوق عِنْد الجناج فيكفيه الْحمام مَرَّات كَثِيرَة وَآخر وَكَانَ ينشف ريش فراخ الْحمام وَلم يصلب بعد ويعصر أُصُولهَا فِي الْعين وَقد يشفي الطرفة شياف المر وشياف الكندر وشياف الزَّعْفَرَان ولعاب الحلبة أَكثر فعلا من هَذَا الدَّم لبن النِّسَاء يخلط بِهِ كندر ويقطر فِي الْعين. جالينوس ورق الْخلاف وزهرته أَن ضمد بِهِ نفع الصداع الَّذِي يَقع بالحدقة من أجل ضَرْبَة وينفع من الضَّرْبَة نفعا بَالغا الَّتِي تقع بِالْعينِ أَن يضْرب صفرَة الْبيض مَعَ دهن الْورْد وَيُوضَع عَلَيْهِ بقطنة وَمِمَّا يعظم نَفعه ويسكن الوجع رمان يطْبخ بشراب حُلْو ويضمد يه فَاسْتَعِنْ بِبَاب الضَّرْبَة والسقطة والأورام الحادة. الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع للورم فِي الْعين صفرَة الْبيض وزعفران ودهن ورد ينعم ضربه ويقطر فِي الْعين وَيُوضَع عَلَيْهِ بقطنة. اليهودى شياف الزرنيخ ينفع من الظفرة زرنيخ أَحْمَر مثقالين أنزروت مِثْقَال

سكرطبزد ماميران شادنة إقليميا صَبر من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يَجْعَل شياف. من كتاب العلامات قَالَ قد يعرض من قيء عنيف وسعال وَصَوت رفيع أَيْضا الطرفة. روفس إِلَى الْعَوام قَالَ للضربة يسكن وَجَعه جدا بباض الْبيض مَعَ دهن ورد يضْرب وَيجْعَل عَلَيْهِ وللطرفة إِن لم يكن مَعَه وجع فكمده بِمَاء الْملح وَإِن كَانَ وجع شَدِيد فدم ريش الْحمام. الميامر ألف قَالَ يَنْفَعهُ دم أصُول ريش الْفِرَاخ يقطر فِي الْعين وَبَيَاض الْبيض ودهن ورد يوضع على الْعين بصوفة وصفرة الْبيض المسلوق وإكليل الْملك يوضع عَلَيْهَا أَو ورد الكرنب يسحق بشراب وَيُوضَع عَلَيْهَا وَإِذا طَالَتْ فليبخر الْعين بكندر أَو يصير حشيش الأفسنتين فِي) صرة واغسلها فِي مَاء حَار يغلى ويكمد بِهِ الْعين ويكمد بِهِ الْعين فَإِنَّهُ يخرج الدَّم كُله أَو يُؤْخَذ نانخواه وزوفا يَابِس فاسحقه بِلَبن الْبَقر ثمَّ صّفه واكحله بصافيه أَو اكحله بلعاب البزركتان لي واكحله بلعاب الحلبة وَإِذا عرض لجملة الْعين ورم من ضَرْبَة فالتكميد الدَّائِم باسفنجة بِمَاء فاتر فَإِنَّهُ يعظم نَفعه لَهَا. حنين قَالَ قطر فِي الْعين للطرفة دم الْحمام وَدم الورشان وَهُوَ حَار أَو لبن امْرَأَة وَهُوَ حَار مَعَ شَيْء من كندر مسحوق أَو قطر فِيهَا مَاء الْملح أَو كمد الْعين بِمَاء قد طبخ فِيهِ صعتر وزوفا يَابِس لي يُرِيد بتكميد الْعين أكبابها على بخار الطبيخ فَإِن كَانَ فِي الْعين ورم فضمدها بزبيب بِغَيْر عجمه معجوناً بِمَاء الْعَسَل أَو بخل فَإِن لم ينْحل فاخلط بِهِ فجلا مدقوقاً فَإِن لم ينْحل فاخلط بِهِ شَيْئا من خرء الْحمام. من كتاب الجموع قَالَ إِن كَانَت الضَّرْبَة خرقت الملتحم فامضغ كموناً وملحاً واجعله فِي خرقَة كتَّان واعصره فِي الْعين واغمس صوفة فِي بَيَاض بيض ودهن ورد وَضعه على الجفن بِرِفْق وَإِن عسر موت الدَّم فِي الملتحم فالق الزرنيخ الْأَحْمَر فِي مَاء فاتر ثمَّ دَعه يصفو وقطر من ذَلِك المَاء الفاتر فِيهِ فَإِنَّهُ يتَحَلَّل ذَلِك الدَّم. أهرن قَالَ عالج الطرفة بِمَاء الصَّبْر يقطر فِيهَا أَو بِمَاء الرِّيق لي الصَّبْر قَبضه أَكثر من تَحْلِيله. فِي الْعشَاء هَذِه الدِّمَاء تكتحل بهَا للعشاء. وَأَبُو عمر ودياسقوريدوس سنجبوية يكتحل بِهِ أَو يستف مِنْهُ أَظُنهُ سنكبويه درهمي أخيرني من أَثِق بِهِ أَو يُؤْخَذ سنجبويه دِرْهَمَيْنِ فلفل دِرْهَم عروق الصباغين نصف نانخواه دانق وَنصف يكتحل بِهِ عَجِيب جدا أَو يغمس الْميل فِي شَحم الخنافس السوَاد

الْكِبَار ويكحل بِهِ خمس كحلات أَو يعجن سكبينج بِمَاء الرازيانج وَيكون بزعفران وَيجْعَل شياف ويكحل بِهِ رَقِيقا فَإِنَّهُ حَار جدا كبد الْمعز إِذا شوى فالرطوبة السائلة مِنْهُ نافعة للعشاء وَإِن فتح الْعين بحذاء بخار أَيْضا نفع. دياسقوريدوس كبد الْمعز إِن غرز فِيهِ دَار فلفل وَوَج شوى واكتحل بالصديد الَّذِي يخرج ألف مِنْهُ إِبْرَاء الْعشَاء ابْن ماسويه مرَارَة العنز الوحشية إِذا اكتحل بِهِ أَبْرَأ الْعشَاء وَكَذَلِكَ مرَارَة التيس. من كتاب العلامات جالينوس قَالَ من النَّاس من لَا يبصر بِاللَّيْلِ جيدا وَمِنْهُم من لايبصر بِالنَّهَارِ) جيدا ويسمون باسم الخفاش. جورجس قَالَ ينفع الْعشَاء نفعا عَظِيما الباسليقون والأشياف المعمولة بالجاوشير والأكسيرين الحادة. أبيذيميا قَالَ سَبَب الْعشَاء الرُّطُوبَة قَالَ وَقد يكون نَاس لَا يبصرون بِالنَّهَارِ مثل بصرهم بِاللَّيْلِ. الميامر قَالَ للعشاء صديد الكبد وَدم الْحمام أَيْضا إِن كحل بِهِ ومرارة العنز جيد لَهُ وعصارة قثاء الْحمار إِن كحل بِهِ جيد وليأكل السلق. حنين قَالَ الْعشَاء يكون من غلظ الرّوح الباصرة لي هَذَا خطأ يكون عَن أَمر الْبَصَر لَكِن يكون من كدورة الجليدي فَلَا يتَصَوَّر فِيهَا إِلَّا الأشباح المرئية كَمَا أَنه لَا يتَصَوَّر فِي الْمرْآة الضدية الأشباح. فليغريوس للصلابة الشبيهة بالثؤلول فِي الجفن عكر الزَّيْت يلطخ عَلَيْهِ ويدلك. الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع لورم الْعين وصفرة بَيْضَة وزعفران ودهن ورد ينعم ضَرْبَة ويقطر فِيهَا وَيُوضَع عَلَيْهَا اليهودى شياف الدينارجون نَافِع من الطرفة وَقد ذَكرْنَاهُ قَالَ علاج يفصد من الساعد ويسهل بالدواء وبالحقنة وَيقطع الماقين ويسقى قبل الطَّعَام زوفا أَو سداب يَابِس ويكحل بالعسل مَعَ الشب والنوشادر وبصديد كبد الماعز إِذا كبت وَيسْتَقْبل بِعَيْنِه بخارها عِنْد التكبيب ويأكلها أَيْضا. من كناش مَجْهُول قَالَ علاج الَّذين يبصرون من بعيد ولايبصرون من قريب علاج الْأَعْشَى. أهرن قَالَ الْعشَاء وَالَّذين لَا يبصرون من قريب يكون من سَبَب وَاحِد وَهُوَ من غلظ جَوْهَر الجليدية.

أيشوع بخت قَالَ ينفع من الْعشَاء فصد القيفال ثمَّ فصد الآماق والاسهال والحقن الحادة ثمَّ الْحجامَة على القفاء والعلق على الأصداغ والأغذية اللطيفة السريعة الهضم والأدوية المعطسة فِي أخر الْأَمر والقي على الرِّيق والأكحال الجالية بعد هَذِه الْأَشْيَاء. ابْن سرابيون قَالَ يحدث الْعشَاء للمشايخ وَلمن لَا يبصر مَا بعد وعلاجه الفصد والاسهال ثمَّ الحقن ثمَّ الغرغرة والمعطسات فَإِذا أحكمت فالأدوية الجالية وَمن الممتحن لذَلِك الفلفل وَدَار فلفل وقنبيل بِالسَّوِيَّةِ ينخل بحريرة ويكتحل بِهِ دَائِما وَأما كبد التيس فعجيب الْفِعْل. قَالَ وللعشا يكحل ألف ترياق الأفاعي بِعَسَل.) فِي الرمد الْيَابِس والحكة وخشونة الأجفان والجرب أَن احْرِقْ الآبنوس ثمَّ غسل صلح للرمد الْيَابِس وحكة الْعين والأسفنج المحرق يصلح للرمد الْيَابِس وَإِن غسل بعد الحرق كَانَ أَجود مِنْهُ إِذا لم يغْتَسل. وأدمان قطور اللَّبن فِي الْعين ينفع خشونة الأجفان وعكر الْبَوْل بِفعل ذَلِك فِيمَا ذكر أطهورسفس. دياسقوريدوس الأشق يلين الخشونة الْعَارِضَة للجفون وعكر الْبَوْل بلين خشونة الأجفان. جالينوس مَاء البصل إِذا خلط بِمثلِهِ توتيا سكن حكة الْعين دهن الْورْد يصلح لغظ الأجفان إِذا اكتحل بِهِ وعصارة ورق الزَّيْتُون الْبري يمْنَع انصباب الرطوبات إِلَى الْعين ولذل يَقع فِي الشيافات النافعة من تَأْكُل الأجفان والسلاق. دُخان صمغ الصنوبر وصمغ البطم والمصطكى يدْخل فِي الأكحال الَّتِي تصلح للْمَاء فِي المتأكلة أَبُو عَمْرو يحكه ببلوطة تتَّخذ من قاقا وصمغ إِن شَاءَ الله تَعَالَى. قشار الْكِنْدِيّ إِذا أحرق جيد للحكة فِي الْعين. المر نَافِع لخشونة الأجفان ودخانه كَذَلِك وتوبال النّحاس يحلل الخشونة الْعَارِضَة فِي الجفون والزنجار إِن خلط بالعسل واكتحل بِهِ نفع للجساء فِي الجفن وَيَنْبَغِي أَن يكمد الْعين بعد ذَلِك بِمَاء حَار وتوبال النّحاس بالشياف الَّذِي يَقع فِيهِ يحلل النَّوْع الشَّديد من الجرب.

جالينوس السرطان البحري يحك بِهِ الجفن إِلَى أَن يدمى فَيكون فعل الشياف أَجود. جالينوس جلد السَّمَكَة الْمُسَمَّاة سقنا جيد لِأَن يحك بِهِ الجفون الخشنة مَاء الحصرم نَافِع للجرب والحصرم نَافِع لتأكل الأماق ألف. دُخان الصنوير ودخان المصطكى ودخان صمغ البطم جيد للآماق المتأكلة الصَّبْر نَافِع من حكاك الْعين والقلقطار والقلقديس إِذا أحرق وسحق واكتحل بِهِ نفع من الجرب وَالصَّبْر نَافِع من حكة الْعين. دياسقوردوس والشادنة تذْهب بخشونة الأجفان إِذا خلطت بِعَسَل. قَالَ جالينوس يُمكن أَن يسْتَعْمل وَحدهَا فِي مداواة خشونة الأجفان وَإِن كَانَت مَعَ أورام حارة برقيقة بَيَاض الْبيض أَو بِمَاء الحلبة وَإِن كَانَت خلوا ورق التِّين يحك بِهِ الأجفان والخردل أَن ضرب بِالْمَاءِ وخلط بالعسل نفع من خشونة الأجفان من ذَلِك فبالماء يسْتَعْمل على مَا فِي كتاب الْأَدْوِيَة) المفردة. كتاب الفصد لِجَالِينُوسَ. غلظ الأجفان وخشونتها يحْتَاج أَن يسْتَعْمل فِيهِ بعض الْأَدْوِيَة الحارة لَا يُمكن ذَلِك دون استفراغ الْبدن بالفصد لِأَنَّهُ إِن لم يكن كَذَلِك أحدثت فِي الْعُضْو ورما حاراً لي يَنْبَغِي أَن يفصد مَرَّات ويسهل ويفصد بعد المأقين ثمَّ يحك الجفن بالحديد ثمَّ يحك الْبَاقِي بِحَدّ الْميل والأشياف إِن شَاءَ الله. جورجس مِمَّا يعظم نَفعه للأكال فِي الْعين الباسليقون. ابيذيميا. قَالَ يَنْبَغِي أَن يخشن أَولا الجفن بالحك بالعينك أَو بمغرفة الْميل ثمَّ يلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة. روفس إِلَى الْعَوام قَالَ الحكاك وَجَمِيع مَا يلذع الْعين جملَة يبرئة الْخلّ المزوج بِالْمَاءِ إِذا اسْتعْمل وَالْمَاء الْبَارِد وَحده والأدوية المجففة بِلَا لذع وامشي فِي الْخضر بالغدوات وإسهال الْبَطن. دَوَاء نَافِع للحكة فِي الْعين والسلاق يُؤْخَذ توتيا وأقليميا الذَّهَب وماميران وزبد الْبَحْر من كل دَوَاء وزن خَمْسَة دَرَاهِم ينْحل ويربى بِمَاء الحصرم وَيسْتَعْمل إِن شَاءَ الله. الجرب قَالَ الجرب يحْتَاج أَن يعالج بِمَا يجلو جلاء قَوِيا. الميامر قَالَ من أدويته النوشادر وزهرة حجر آسيوس والزنجار وَيَقَع فِيهَا الزاج والزرنيخ

أَبُو جريج الأشق ينفع الجرب فِي الْعين إِذا اكتحل بِهِ. اختيارات حنين يقْلع الجرب الْبَتَّةَ زنجار دِرْهَم اسفيداج نصف دِرْهَم أشق مثله ينقع الأشق بِمَاء السداب ويعجن بِهِ وَيجْعَل شيافاً. من حنين أخف أَنْوَاع الجرب يعرض فِي سطح بطن الجفن حمرَة وخشونة قَليلَة وَالثَّانِي خشونة أَكثر وَمَعَهُ وجع وَثقل كِلَاهُمَا يحدثان فِي الْعين ألف رُطُوبَة وَالثَّالِث يرى فِيهِ إِذا قلبته شقوق وَالرَّابِع أطول مُدَّة من هَذَا وأصلب وَمَعَ خشونة صلابة شَدِيدَة لي إِذا أزمن الجرب فَعَلَيْك بالفصد بعد الْيَد من الآماق والجبهة وَطرح العلق على الأجفان مرّة بعد مرّة وأكحل بعد الحك من دَاخل ثمَّ إِعَادَة الحك بعد العلق والفصد أَيْضا بعد ذَلِك من الآماق فَإِنَّهُ ملاكه. برود نَافِع للحكة فالسلاق وتوتيا وأقليميا وزبد ماميران وزبد الْبَحْر من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم ينخل ويبرء وَيسْتَعْمل. الجساء قَالَ هُوَ صلابة تعرض فِي الْعين كلهَا وخاصة فِي الأجفان ويعسر لذَلِك حَرَكَة الْعين والأجفان فِي وَقت الإنتباه من النّوم وَرُبمَا عرض مَعَه وجع وَحُمرَة وتجف الأجفان وَالْعين جفوفاً) شَدِيدا وَلَا يَنْقَلِب الأجفان لصلابتها وَفِي الْأَكْثَر يجْتَمع فِي الْعين رمص يسير صلب وعلاجه أَن يكمد بِالْمَاءِ الْحَار وَيُوضَع على الْعين عِنْد النّوم بَيْضَة مَضْرُوبَة مَعَ دهن ورد أَو شَحم البط الحكة قَالَ الحكة تلزمها هَذِه الْأَعْرَاض دمعة مالحة بورقية وحكة وَحُمرَة فِي الأجفان وَالْعين وقروح. قَالَ علاج الحكة بالحمام وَاسْتِعْمَال الدّهن وَالْمَاء العذب وينفع الحكة والجساء جَمِيعًا الْأَدْوِيَة الحارة الَّتِي تجلب إِلَيْهَا رُطُوبَة معتدلة وَإِن كَانَ مَعَ الحكة رُطُوبَة فَإِن دَوَاء أرسطوطاليس نَافِع لَهَا وَهَذَا دَوَاء أرسطوطاليس النافع للحكة والجرب نُحَاس محرق سِتَّة مَثَاقِيل زاج محرق وَمر من كل وَاحِد ثَلَاث مَثَاقِيل زعفران مثقالونصف فلفل مِثْقَال وَاحِد زنجار سِتَّة مَثَاقِيل شراب لطيف

رَطْل تسحق الْأَدْوِيَة بِالشرابِ حَتَّى يشربه ويجفف ثمَّ يصب عَلَيْهِ مثل الشَّرَاب ميفختج ويطبخ فِي إِنَاء نُحَاس حَتَّى يغلظ وَيرْفَع أَيْضا فِي إِنَاء نُحَاس ثمَّ اسْتعْمل. علاج الجرب للحنين إِن كَانَ قد أزمن فعالج بالحك وَإِن كَانَ رَقِيقا مبتدياً عولج بِالنُّحَاسِ المحرق والقلقنت والنوشادر ألف ومرارة العنز وَإِن لم تنجع هَذِه خلط بهَا الَّتِي تَأْكُل وتعفن وتقلعه أَيْضا الْأَدْوِيَة الَّتِي تقبض قبضا شَدِيدا وَإِن كَانَ مَعَ الجرب رمد فَإنَّا نخلظ بأدوية الرمد شَيْئا من أدوية الجرب وَإِن كَانَ مَعَ الجرب رمد فَإنَّا نخلط بأدوية الرمد شَيْئا من أدوية الجرب وَإِن كَانَ مَعَ تَأْكُل وحدة لم يُمكن أَن يعالج بدواء حاد وَلَكِن يقلب الجفن وَيحك ثمَّ يُرْسل لكَي لَا يزِيد الْعين بخشونته وجعاً فيزيد فِي السيلان لي للجرب على مَا رَأَيْت فِي كتاب مداواة الأسقام خُذ من الزنجار اثْنَي عشر درهما من الأشق سِتَّة دَرَاهِم فانعم سحقهما مَعًا حَتَّى يجود ذَلِك وأعجنه بِالْمَاءِ واجعله شيافاً فَإِنَّهُ عَجِيب ودع عَنْك التخاليط والفصول وَأما الشياف الْأَحْمَر فاتخذه بِمَاء من الشادنج والزاج المحرق والمر وَالشرَاب يحل فِيهِ فَإِن هَذَا مَعْنَاهَا وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِيهَا وَهَذَا فِي نِهَايَة الْجَوْدَة. من مداواة الأسقام للجسأ مخ الْمعز المهرات بدهن ورد. من كتاب الجموع أفضل مَا عولجت بِهِ الحك الَّتِي لَا حمرَة مَعهَا الْحمام والدهن على الرَّأْس والأدوية المضاضة. أهرن للجرب فِي الْعين يُؤْخَذ نوار القرنفل فيسحق نَاعِمًا وتنخل بِآلَة السّير ثمَّ يقلب الجفن ويذر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يحرق إحراقاً شَدِيدا ويسرع يبرىء الجرب جدا وأظن أَنه بزر القرنفل.) فليغريوس للجساء قَالَ أطل خرقَة بزبد وَضعهَا على الأجفان الأسكندر قَالَ يكون رمد من يبس وَيكون مَعَ حكال شَدِيد وَحُمرَة وَقلة رمص وَإِن كَانَ مَعَه شَيْء فَيصير جفاف صلب وَالْبدن وَالْوَجْه مَعَه قحل وعلاجه الْحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر وترطيب الْبدن وَاحْذَرْ فِي هَذَا الوجع الفصد. من الْمَجْمُوع قَالَ هَذَا أَجود مَا يكون للجرب يقلب الجفن ويذر عَلَيْهِ عفص قد جعل مثل الهبأ بِلَا مَاء ثمَّ يذر عَلَيْهِ مِنْهُ وَيحْتَاج أَن يبْقى مقلوباً ساعتين أَو ثَلَاثَة والأجود أَن ينَام عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يقْلع أَصله الْبَتَّةَ وَلَا يقبل بعد ذَلِك مَادَّة إِن شَاءَ الله. ابْن سرابيون قَالَ الجرب أَرْبَعَة أَنْوَاع وأخف أَنْوَاعه الَّذِي يكون سطح الجفن الدَّاخِل فِيهِ خشونة مَعَ حمرَة وَالثَّانِي تكون الخشونة فِيهِ أَكثر وَأظْهر وَيحدث مَعَه وجع وَثقل وَالنَّوْع الثَّالِث يكون فِي بطن الجفن شقوق مثل الشقوق الْحَادِثَة فِي جَوف التِّين وَالرَّابِع أطول مُدَّة من هَذَا وَأَشد خشونة والنوعان الْأَوَّلَانِ يعالجان بالأدوية الحادة الجالية للدموع مثل الْأَحْمَر الحاد الجالي للدموع والأخضر وَأما النوعان الْآخرَانِ فيحكان بالسكر ألف أَو بالحديد أَو بالعسل بالفتيل

فِي الَّتِي تقلع سيلان الرطوبات من الْعين والبلة والدمعة

ودخان الكندر يقطع سيلان الرطوبات من الْعين وَكَذَلِكَ دُخان الأسطرك وَقَالَ أَن الآبنوس يقطع سيلان الرطوبات المزمنة إِلَى الْعين والأنزروت أَصَحهَا ورق الدلب الطَّرب فيطبخ بخل خمر وتضمد بِهِ الْعين. وَقَالَ جالينوس أَنه يدْخل مَعَ الْأَدْوِيَة القاطعة للسيلان المزمن إِلَى الْعين. وَقَالَ أَن الأنزروت يقطع الرطوبات السائلة إِلَى الْعين قرن أيل محرق مغسول جيد لمنع سيلان الرطوبات إِلَى الْعين فِيمَا ذكر ديسقوريدوس وَقَالَ جالينوس هَذَا يخلط فِي الأشياف الْمَانِعَة للمواد من النُّزُول إِلَى الْعين لِأَن قوته مجففة دَقِيق الباقلي المقشر يوضع على الجفن لقطع سيلان الفضول إِلَى الْعين وَبَيَاض الْبيض أَن خلط بكندر ولطخ على الْجَبْهَة منع النزلة الحارة إِلَى الْعين قشر الْبِطِّيخ على الْجَبْهَة للعين الَّتِي تسيل إِلَيْهَا الفضول وعصير البنج يخلط فِي الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة لسيلان الفضول الحارة فينفع وبزره يقطع سيلان الرطوبات إِلَى الْعين. دياسقوريدوس ورق الدلب الطري أَن طبخ بخل خمر وضمدت بِهِ الْعين منع الرطوبات أَن تسيل إِلَيْهَا ودخان الكندر ينفع من الْعُيُون الرّطبَة وَإِذا لم يكن مَعهَا ورم احتملت دُخان القطران.) جالينوس الزَّعْفَرَان يمْنَع الرطوبات أَن تسيل إِلَى الْعين لطخ أَو اكتحل بِهِ بِلَبن امْرَأَة. دياسقوريدوس ورق الزَّيْتُون الْبري أَن تضمد بِهِ نفع سيلان الرطوبات إِلَى الْعين دُخان الدند يقطع سيلان الرطوبات إِلَى الْعين ودخان صمغ البطم والراتينج يدخلَانِ فِي الاكحال القاطعة للدمعة والحضض يقطع عَن الْعين سيلان الرُّطُوبَة المزمنة والنشا يصلح لسيلان الْموَاد إِلَى الْعين وَالْحجر الأفريقي يُوَافق سيلان الفضول إِلَى الْعين إِذا اكتحل بِمَا تسيل مِنْهُ وَثَمَرَة الْكَرم الْبري تضمد بِهِ لسيلان الفضول إِلَى الْعين مَعَ سويق شعير ودخان الكندر قَاطع لسيلان الرطوبات إِلَى الْعين وبزر لينافطوس هُوَ حريف إِذا أنعم سحقه وذر على الرَّأْس وَترك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ غسل بعد ذَلِك منع النَّوَازِل أَن تنزل إِلَى الْعين وينفع سيلان الْموَاد إِلَى الْعين ودخان الصنوبر الْكِبَار الْحبّ ينفع من الدمعة ورطوبة الْقَذْف أَن جعل فِيهِ كندر وَمر وصبر جَمِيعهَا أَو بَعْضهَا وَجعل فِي ثخن الطلاء وطلى على الْجَبْهَة والصدغ منع الْموَاد المنحدرة إِلَى الْعين. ودخان التِّين جيد للدمعة طبيخ أصل الثيل وعصارته تجفف وَلذَلِك يخلط بأدوية الْعين. حِيلَة البرؤ قَالَ جالينوس رشح الدمعة يكون من نُقْصَان اللحمة الَّتِي فِي المآق الْأَعْظَم وَإِن نقصت نُقْصَانا كثيرا وَذَهَبت بتة لم يبرأ وَإِن نقصت قَلِيلا فَإِنَّهَا تبرؤ بِأَن تنقى الْبدن كُله ثمَّ الرَّأْس خَاصَّة ثمَّ يعالجها بالأدوية الَّتِي تقبض قبضا معتدلاً مثل الْأَدْوِيَة الَّتِي تتَّخذ بالماميثا والزعفران والأدوية الَّتِي تتَّخذ بالسنبل وَالشرَاب لي هَذِه اللحمة تزيد بِدُخَان الكندر وَنَحْوه من المنبتة للحم ويحكها كل يَوْم بِرِفْق وَهُوَ ملاكها وَإِذا عظمت منعت الدمعة. العلامات لِجَالِينُوسَ قَالَ إِذا أزمن وجع الْعين فَإِنَّهُ من أجل النَّوَازِل قَالَ وتنزل النَّوَازِل إِمَّا إِلَى ظَاهر جلد الْعين ويعرض من ذَلِك خشونة الجفن وورم غليظ وَثقل فِي الْعين وامتداد جلدَة الْجَبْهَة وينفع بالأدوية القابضة إِذا وضعت عَلَيْهِ وَإِذا انصب إِلَى بَاطِنهَا جَاءَت دمعة حريفة وجرب ذَلِك ينْتَفع باللطوخات. من كتاب الأخلاط قَالَ مضغ الْأَشْيَاء الحادة مثل العاقرقرحا وزبيب الْجبَال فِي الْعين جملَة حَتَّى يقلبه إِلَى الْفَم. الأخلاط قَالَ الدُّمُوع تحْتَاج أَن تستفرغها حينا إِذا أردْت

تنقية الْعين مِمَّا فِيهَا وحينا يمْنَع عَنْهَا إِذا كَانَت تنحدر إِلَيْهَا من الدِّمَاغ مواد حريفة تحدث تأكلاً وقروحاً. قوى النَّفس قَالَ جالينوس أَن الصَّبْر يجفف الْعين الرّطبَة.) بختيشوع طلاء نَافِع يطلى على الصدغ والجبهة فَيمْنَع انصباب الْموَاد إِلَى الْعين كندر وصبر يخلط برطوبة الصدف الْحَيّ أعنى لزوجته ويلطى. أَبُو جريج الأشق يمْنَع البلة من الْعين إِذا كحل بِهِ. حنين الدمعة تكون لنُقْصَان اللحمة الَّتِي فِي المأق الْأَكْبَر قَالَ وَيكون من أفراط المتطببين فِي علاج قطع الغدة وَهِي هَذِه اللحمة إِذا عظمت وَأما للإلحاج على علاج الظفرة بِالْقطعِ والأدوية الحادة. حنين قَالَ سيلان الرطوبات لي الْعين يكون أما من فَوق القحف وَأما من تَحْتَهُ وَالَّذِي من فَوق القحف علامته امتداد عروق الْجَبْهَة والصدغين والإنتفاع بط وطلي الْجَبْهَة بِمَا يقبض وَإِن لم تظهر هَذِه العلامات وَطَالَ مكث السيلان مَعَ عطاس كثير فَإِن السيلان تَحت القحق فال حنين علاج السيلان إِن كَانَت اللحمة الَّتِي على ثقب المأق فَلَيْسَتْ تنْبت وَإِن كَانَت نقصت فَإِنَّهَا تنْبت بالأدوية الَّتِي تنْبت اللَّحْم وتقبض كالمتخذة بالزعفران والماميثا والصمغ وَالشرَاب والشب. اللزوجات قَالَ وَأما اللزوجات الَّتِي تلزق على الْجَبْهَة فتتنخذ من الْأَشْيَاء الَّتِي تلزق وتدبق بالموضع وتجففه وَمن الَّتِي تقبضه وتبرده بِمَنْزِلَة غُبَار الرَّحَى ودقاق الكندر مرو ألف اقلقيا وأفيون وَبَيَاض الْبيض ولزوجة الأصداف الْبَريَّة فَهِيَ نافعة للرطوبات الَّتِي تسيل إِلَى الْعين من خَارج القحف. من البيمارستان كحل عَجِيب للدمعة يلبس هليلجة عجين ويشوي على آجرة وَيتْرك إِلَى أَن يحمر الْعَجِين ثمَّ يُؤْخَذ لَحمهَا فينعم سحقه مَعَ دانق زعفران ويكتحل بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب جدا.

فِي نتوء الْعين والحول وَزَوَال الشكل والشتر والتشنج قَالَ دياسقوريدوس والقاقيا يصلح نتوء الْعين ودقيق الباقلي إِذا خلط بالورد والكندر وَبَيَاض الْبيض ينفع من نتوء الحدقة خَاصَّة ونتوء الْعين جملَة. عصارة ورق الزَّيْتُون الْبري ترد نتوء الْعين ونوء التَّمْر الْبري المحرق والسنبل جيدان لنتوء الْعين وورق العليق أَن تضمد بِهِ أَبْرَأ نتوء الْعين وعصارته إِذا جفف فِي الشَّمْس واستعملت كحلا غير ذَلِك أقوى. قَالَ جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء قولا أوجب أَن نتوء الْعين يَنْفَعهُ الإسهال نفعا جيدا. الْأَعْضَاء الألمة الْعين ينتو إِذا استرخت الثَّلَاث عضلات الَّتِي شَأْنهَا من أَن تثبتها وتضبطها وتحول لي إِذا جذبتها أحد العضلات السِّت إِلَى نَاحيَة المآق والعضل الَّتِي تحرّك الْعين سِتّ وَاحِدَة تحركها إِلَى فَوق وَأُخْرَى إِلَى المآق الْأَصْغَر وَالْأُخْرَى إِلَى الْأَكْبَر وعضلتان تديرانها إِلَى جَمِيع النواحي) ويحرك الجفن ثَلَاث عضلا اثْنَتَانِ تحركانه إِلَى أَسْفَل وَوَاحِدَة تجذبه إِلَى فَوق والحول إِذا كَانَ إِلَى فَوق إو إِلَى أَسْفَل عرض أَن يرى الشَّيْء الْوَاحِد شَيْئَيْنِ. انخراق الْقَرنِي رُبمَا كَانَ بالطول أَيْضا وَلَا يكون على هَذَا بَيَاض لَكِن كَانَ صدع فَقَط ويعرض مِنْهُ أَن يطول النَّاظر. حنين قَالَ تشنج العضل اللَّازِمَة لأصل العصب المجوف لَا يضر الْعين لِأَنَّهَا تعين على فعلهَا واسترخاؤها ينتو مِنْهُ الْعين فَإِذا رَأَيْت الْعين قد نتئت فَإِن كَانَ نتؤها من غير ضَرْبَة وَكَانَ الْبَصَر بَاقِيا فَإِن الْعصبَة المجوفة امتدت من استرخاء العضل الضَّابِط لَهَا وَإِن كَانَ الْبَصَر قد تلف فَإِن الْعصبَة النورية استرخت وَإِن كَانَ النتوء من ضَرْبَة فَإِن كَانَ الْبَصَر بَاقِيا فَإِن العضلة وَحدهَا انهتكت وَإِن ألف كَانَ الْبَصَر قد ذهب فَإِن الْعصبَة أَيْضا انهتكت. حنين علاج نتوء الْعين يفرغ الْبدن بالفصد والأسهال ويلقي محجمة على الْقَفَا وتربط الْعين وَيصب عَلَيْهَا مَاء مالح بَارِد وَمَاء الهندباء والبطباط والأشياء القابضة الجامعة. علاج التشنج فِي الْعين يفصد أَولا ثمَّ يقطر فِي الْعين دم شفنين أَو حمامة وَيُوضَع على الْعين قطن منقوع ببياض الْبيض ودهن ورد وشراب ويربط وَيفْعل فِي الْيَوْم الثَّانِي وَفِي الثَّالِث يكمد ويقطر فِيهَا لبن ويضمد ويكحل بالحكل الْمُسَمّى شيافون. فِي الْعين عضل لَازم لأصل العصب اللين وَهُوَ المجوف فَإِذا استرخى هَذَا جحظت

جملَة الْعين وَإِن كَانَ كَذَلِك قَلِيلا أضرّ بالبصر وَإِن كَانَ كثيرا أتْلفه لِأَن الْعصبَة تمتد امتداداً كثيرا. أهرن قَالَ ينفع من العنبية أَن يعصر الذراريح ويقطر فِي الْعين أَو يحكل بذلك المَاء. الْكِنْدِيّ قَالَ إِذا كَانَ الصَّبِي ينظر من نَاحيَة وَاحِدَة من عينه يعلق فِي النَّاحِيَة الْأُخْرَى صوفة سَوْدَاء فَإِن عينه تستوي وَإِذا كَانَ ينظر بِعَيْنيهِ جَمِيعًا على غير اسْتِوَاء فاقم أَمَامه فَإِنَّهُ ينظر إِلَيْهِ باستواء فيستوي نظره أَن شَاءَ الله. فِيمَا يحكل بِهِ الحدقة الْإِسْكَنْدَر القاقيا نَافِع لجحوظ الْعين فِي الْغَايَة من النَّفْع. البندق المحرق أَن خلط بِزَيْت وغرق يافوخ الصّبيان أَزْرَق وَقَالَ أَن قوما قَالُوا لبرد أحداقهم. دهن الزَّعْفَرَان والزعفران نَفسه إِذا اكتحل بِهِ بِالْمَاءِ يصلح للزرقة ودهنه تبرد أحداق الصّبيان. مَجْهُول يدْخل الْميل فِي جَوف حَنْظَلَة رطبَة يكحل بِهِ فَإِنَّهُ يسود الحدقة وَإِن كحل بِهِ سينور سَواد حدقتها ويكحل قَالَ دياسقوريدوس الْعين الزَّرْقَاء بقشور الْجُلُود مسحوقة بِمَاء فَإِنَّهَا تسوده وَإِن قطرت عصارة الحنظلة فِي الْعين الزَّرْقَاء سّودها. الميامر كحل الْعين الزَّرْقَاء الْأَصْلِيَّة يقطر فِيهَا مَاء قشور الرُّمَّان الحلو وَبعد سَاعَة يقطر فِيهَا مَاء ورق البنج معصوراً يعصر فِي رمانة وَيرْفَع أَو جُزْء قاقيا وَسدس جُزْء عفص يدق بعصارة شقايق) النُّعْمَان ويعصر مِنْهُ فِي خرقَة ويقطر مِنْهُ فِي الْعين عصارة عِنَب الثَّعْلَب إِذا قطرت فِي الْعين سددت الحدقة. جَوَامِع الْأَعْضَاء العليلة الْمَعْرُوفَة بالزرقة تكون من جفوف ألف الرُّطُوبَة الجليدية فيزرق الْعين.

الباب الخامس

(الْبَاب الْخَامِس) (الانتشار وأمراض ثقب الْعين) وضيق الحدقة وَجَمِيع أمراض ثقب العنبي وَالْمَاء وعلاجه وقدحه وَكَيف ينظر فِي الْعين الَّتِي فِيهَا مَاء أَو غَيره وَشدَّة الزرقة الَّتِي تكون فِي الْعين فِي سنّ الشيخوخة. قَالَ جالينوس فِي الثَّالِثَة من حِيلَة الْبُرْء ضيق الحدقة يكون من جفوف رطوبات الْعين إِذا قل أغتذاؤها أَو عرض لَهَا تقلص فِي طبقاتها قَالَ فِي الرَّابِعَة عشر مِنْهُ المَاء فِي أول كَونه ينْحل بالأدوية وَالتَّدْبِير فَإِذا استحكم فَلَا. الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة فِي الْفرق بَين الخيالات الَّتِي تكومن عَن المَاء وَبَين الَّتِي عَن الْمعدة إِن الخيالات الكائنة فِي الْعين تكون إِمَّا لمشاركة الْعين للدماغ أَو لمشاركتها لفم الْمعدة وَإِمَّا لبدو المَاء والخيالات الَّتِي تكون عَن الْمعدة تكون فِي الْعَينَيْنِ كِلَاهُمَا بالسواء وَالَّذِي للْمَاء لَا يكون فيهمَا على مِثَال وَاحِد وَإِن كَانَ صَاحب الْعلَّة قد أحس بالخيالات مُنْذُ ثَلَاثَة أشهر أَو أَرْبَعَة أشهر ثمَّ لم ير فِي الْعين شَيْئا من الضبابة فالعلة من فَم الْمعدة لِأَنَّهُ فِي مُدَّة هَذَا الْوَقْت إِن كَانَ ذَلِك لماء لَا بُد أَن تظهر الكدورة فِي الحدقة وَإِن كَانَ لم يمض لِلْعِلَّةِ هَذَا الْوَقْت فسل هَل تِلْكَ الخيالات دائمة فِي كل وَقت أم قد تحف فِي بعض الْأَوْقَات حَتَّى لَا تكون الْبَتَّةَ فَإِن الدائمة تدل على أَنه من الدِّمَاغ والغير دائمة تدل على أَنه من فَم الْمعدة. وَلَا سِيمَا إِن كَانَ فِي الْوَقْت الَّذِي يحس فِيهِ بالخيالات تَجِد لاذعاً لذعاً فِي فَم معدته وأوكد من هَذَا أَن يكون إِذا تقيأ سكنت مِنْهُ تِلْكَ الْأَعْرَاض الْبَتَّةَ وَبَطلَت فَأَما إِن كَانَت الحدقة من إِحْدَى الْعَينَيْنِ أَشد كدراً أَو لَهَا جَمِيعًا أَو لَيست بصادقة الصفاء فَهُوَ ابْتِدَاء مَاء فَإِن كَانَ رجل حدقته بالطبع غير صَافِيَة فَانْظُر إِلَى الحدقتين فَإِن كَانَ أَحدهمَا كدراً فالعلة مَاء وَإِن كَانَ لم يمض مُنْذُ رأى الخيالات كثير زمَان فَإِن الكدورة من طبع الحدقتين لَا من المَاء ألف وخفف الْأَمر بِأَن تغذوه أقل من عَادَته بغذاء جيد الْخَلْط ثمَّ سَله من غَدَاة إِذا كَانَ قد استمرى غذائه حسنا فَإِن لم يرهَا فَإِنَّهُ عَن الْمعدة وَإِن) بقيت بِحَالِهَا فَذَلِك المَاء ويؤكد ذَلِك إِن

كَانَت هَذِه الخيالات تبطل الْبَتَّةَ عِنْد تنَاول العليل الأرياج فَإِن ذَلِك للمعدة وَإِن بقيت فالعلة فِي الْعين نَفسهَا. قَالَ وَإِذا كَانَت هَذِه عَن الْمعدة فإيارج فَيقدر يبرئة فِي أسْرع مُدَّة وَمَا تعاهد جودة الاستمراء لي يقلل غذائه أَيَّامًا ويعتني بِحسن هضمه ثمَّ سَله هَل يجد تِلْكَ الخيالات دَائِما وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى هَذَا عِنْد مَا تكون عين صَافِيَة بالطبع. دَلَائِل عدم المَاء أَن يكون فِي الْعَينَيْنِ كِلَاهُمَا على مِثَال وَاحِد وَأَن يكون إِذا استمرئ غذائه قلت وَإِن لم يسْتَمر ظَهرت بِقُوَّة وهاجت وَأَن صَاحبه إِذا تقيأ مرَارًا ذهبت تِلْكَ الخيالات وَأَن تكون لَهُ سِتَّة أشهر وَنَحْوهَا وَلم تكدر الحدقة لَكِن الْأَمر مَشْكُوك فِيهِ بعده وَأَن تكون الحدقة صَافِيَة وَأما الخيالات الْعَارِضَة عَن مُشَاركَة الدِّمَاغ فَإِنَّهُ يكون عِنْد ارتقاء الأخلاط المرارية إِلَى الدِّمَاغ وَفِي الحميات المحرقة وورم الدِّمَاغ لي وَعند الْقَيْء وَهَذَا سريع الزَّوَال غير لابث قَالَ وَقد يعْتَرض هَذِه الخيالات كثيرا لمن تكون رطوبات عينه صَافِيَة غَايَة الصفاء وَقُوَّة الباصرة حساسة جدا لي هَذَا هُوَ مثل من يعرض لَهُ الطنين فِي أُذُنه لزكاء الْحس وَيحْتَاج إِلَى المخدرة. الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ ضيق الحدقة إِن كَانَ خلقَة كَانَ سَببا لحدة الْبَصَر وَإِن كَانَ حَادِثا فَهُوَ رَدِيء واتساع الحدقة رَدِيء فِي الْخلقَة كَانَ أَو حَادِثا وَأما اعوجاج الحدقة فَإِنَّهُ لَا يضر الْبَصَر شَيْئا فقد يتعرج الحدقة مَرَّات وَالْبَصَر بحله قَالَ ضيق الحدقة يكون إِذا نقصت الرُّطُوبَة البيضية ويضر بالبصر. قَالَ فَتبقى الطَّبَقَة العنبة لَا يمددها شَيْء فتصغر الحدقة لَا وَلَيْسَ مَا يعرض فِي هَذِه الْعلَّة من سوء الْبَصَر بِسَبَب ضيق الحدقة وَلَكِن بِسَبَب نُقْصَان هَذِه الرُّطُوبَة جَوَامِع الْعِلَل والأمراض ضيق ثقب العنبى يكون من اليبس وَهُوَ يعرض أَكثر للمشائخ وَلَا يبرء وَقد يكون من الرُّطُوبَة وَهَذَا يبرء وَإِنَّمَا يكون ضيق الحدقة من الرُّطُوبَة واليبس ألف لِأَن العنبية تتشنج إِن رطبت وَإِن يَبِسَتْ. الثَّالِثَة من الميامر قَالَ الْأَطِبَّاء قوالات من المرارات وَعسل النَّحْل وَأكْثر مَا يحْمَدُونَ مرَارَة سفاروس لي هُوَ الشبوط وَقَالَ صَار هَذَا جليد وَفعله حقير.

أرجيجانس قَالَ إِن مرَارَة الْبَازِي يبرء المَاء مرَارَة الرّقّ البحري يُبرئهُ. الْمقَالة الأولى من قاطيطيريون قَالَ المَاء إِذا حط بالمقدحة يَنْبَغِي أَن يمسك بالمقدحة مُدَّة طَوِيلَة) فِي الْموضع الَّذِي يُرَاد أَن يسْتَقرّ فِيهِ. الْمقَالة الأولى من تقدمة الْمعرفَة قَالَ المَاء الَّذِي يجْتَمع فِي الْعين يقف فِي هَذِه الرُّطُوبَة المنصوبة بَين الرُّطُوبَة الجليدية وَبَين الرُّطُوبَة الَّتِي قلت أَنَّهَا شبه بَيَاض الْبيض. من كتاب مَا بَال قَالَ من نزل فِي عينه المَاء من مرض بِهِ فَإِنَّهُ لم يبرء. الرَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ جالينوس أَن الزرقة الْعَارِضَة فِي الشيخوخة تكون من إفراط يبس الْعين قَالَ وَهَذِه الزرفة إِنَّمَا هِيَ جفوف يعرض فِي هَذِه الرُّطُوبَة وتوهم الْجُهَّال أَنَّهَا ضرب من المَاء الْمُتَوَلد فِي الْعين. من كتاب العلامات قَالَ الْإِعْرَاض الَّتِي تعرض لصَاحب المَاء مثل البق ونسج العنكبوت وَيرى السراج سراجين وَضعف الْبَصَر قد يعرض من امتلاء فِي الرَّأْس وَفِي بَدْء السكتة والصرع عَن الْمعدة وَفِي هَذِه الْأَحْوَال تكون هَذِه الْأَعْرَاض مَوْجُودَة وَلَيْسَت فِي الْعين كدورة ويعرض مَعهَا أَحْلَام مفزعة واضطراب النّوم وطنين الْأذن وَثقل الرَّأْس إِذا كَانَ ذَلِك عَن امتلاء الرَّأْس وَأما إِذا كَانَ عدَّة أمراض تكون ذَلِك أَعْرَاض الْمعدة. قَالَ وَالْمَاء يكون أَبيض وأسود وأزرق ولون الذَّهَب وأدكن قَالَ الْأَطِبَّاء قد يرفعون الجفن وَيَد لسكون الْعين وَيَنْظُرُونَ فَإِن كَانَ المَاء ينتشر بالدلك ثمَّ يعود ويجتمع فَإِن الْقدح لَا ينجع قَالَ إِلَّا أَن هَذَا أردئ جدا لَا يَنْبَغِي أَن يعْمل

لِأَنَّهُ يحول المَاء من مَوضِع إِلَى مَوضِع وَيجْعَل رديا عسر الْقدح سريع الإنتقال والزوال. قَالَ وَلَكِن انْظُر إِلَى المَاء فَإِن رَأَيْته صافيانيرا مجتمعاً يكَاد الْبَصَر ينفذ فِيهِ فاقدحه وَإِن كَانَ كدراً غليظاً جَامِدا ألف صلباً فَلَا يقْدَح لي الْمَانِع من الْقدح عِلَّتَانِ أما شدَّة غلظ المَاء ولزوجته حَتَّى لَا يُمكن أَن تنتحي وَأما شدَّة رقته حَتَّى أَنه يعود إِذا تنحى. من أَجزَاء الطِّبّ قَالَ أَن أقدم على قدح الْعين وَفِي الْبدن امتلاء أورداءة أخلاط أَو بالعليل صداع قبل أَن تصلح هَذِه الْأَشْيَاء أحدث ورماً فِي الطَّبَقَات الَّتِي ينكيها ويكسب الرَّأْس كُله مُشَاركَة فِي الْعلَّة للعين فَيَنْبَغِي قبل ذَلِك أَن تروم قلع هَذِه الْأَشْيَاء وَمن الْقدح يحفظ الْعين لِئَلَّا الْعَاشِرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ جالينوس أَن المَاء يكون فِي الْموضع الَّذِي فِيمَا بَين الصفاق القرنى والرطوبة الجليدية والمقدحة يَجِيء فِي مَكَان وَاسع إِلَى فَوق وَإِلَى أَسْفَل وَعَن يَمِين وشمال وَفِي الْجُمْلَة أَنا قد نرى أَن المقدحة تَدور فِي جَمِيع الْجِهَات وَلَا تدفع شَيْئا فَيدل على أَن هُنَاكَ) فضاء صَالح. قَالَ إِذا شقّ الصفاق القرنى فَأول مَا يلقاك الرُّطُوبَة البيضية وَهَذِه الرُّطُوبَة تنصب وتسيل وَتخرج من الثقب الَّذِي يكون عِنْد الْقدح كثيرا وَمَعَ ذَلِك تقلص الْعين وغورانها. وَقَالَ بعد هَذَا أَن الرُّطُوبَة البيضية تدفع الْجَفَاف عَن الجليدية وَعَن بَاطِن الصفاق العنبى لي فَمن هَا هُنَا يبين لَك أَن البيضية دَاخل العنبية فَأَما القَوْل الأول الَّذِي قَالَ أَن أول مَا يلقاك إِذا شققت الرُّطُوبَة البيضية يعْنى من الرطوبات لَا من الطَّبَقَات وَأما أَن البيضية تسيل عِنْد الْقدح كثيرا فَإِنَّمَا يكون ذَلِك مَتى أثقب العنبى وَهُوَ لدقته يخَاف ذَلِك عَلَيْهِ وَلذَلِك رَأس المهت غير مَحْدُود هَذَا لَكَانَ رَأس المهت يَنْبَغِي أَن يكون فِي غَايَة الحدة لَا يحْتَاج أَن ينكى عَلَيْهِ بِقُوَّة شَدِيدَة جدا لَكِن أُرِيد بِهِ أَن يكون إِذا نفذ القرنى دفع العنبى واندفع لَهُ لِأَنَّهُ لَيْسَ بحار والعنبى مَعَ رقته مدمج عَلَيْهِ لزوجة كَأَنَّهُ غرقى الْبيض فَينزل المهت عَنهُ وَقَالَ والزرقة إِنَّمَا هِيَ جفوف الرُّطُوبَة البيضية لي جَاءَ رجل ليقدح عينه وَكَانَ مَا لم يستحكم فَأَمَرته أَن يديم أكل السّمك ويحتجم لَكِن

الْيَهُودِيّ قَالَ لَيْسَ للْمَاء الْأَخْضَر وَالْأسود والكدر جدا والأصفر لَهُ علاج قَالَ إِذا جلس الرجل للقدح فاجلسه على كرْسِي ومره أَن يشبك أَصَابِع يَدَيْهِ على سَاقيه قَالَ والمقدحة تدخل تَحت القرنى والرطوبة البيضية تَحت العنبي. قَالَ إِذا قدحته فضع على عينه مخ بيض ودهن بنفسج مضروبين ألف بقطنة وينام على الْقَفَا ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يغسل عينه وَإِن كَانَ ورم ووجع فأعد عَلَيْهِ وينام أَيْضا على الْقَفَا سَبْعَة أَيَّام. الطَّبَرِيّ شم المرزنجوش خير لمن يخَاف عَلَيْهِ نزُول المَاء فِي عينه وَكَذَلِكَ ينشق دهنه قَالَ إِن رَأَيْت المَاء يَتَحَرَّك فَإِنَّهُ يُرْجَى بُرْؤُهُ وَأَن لم يَتَحَرَّك من مَوْضِعه فَلَا برؤله وينفع من ابْتِدَاء المَاء وإرسال العلق على الصدغين وينفع من اتساع الحدقة الْحجامَة على الْقَفَا. أهرن قَالَ يكون المَاء ضروباً فَمِنْهُ أَبيض لطيف جدا وَمِنْه أغْلظ إِلَّا أَنه أَبيض أَيْضا وَمِنْه أغبر أشهل وَمِنْه أَخْضَر. قَالَ وَالَّذِي يقْدَح الْأَبْيَض والأغبر من هذَيْن مَا إِذا دلكته بإبهامك على الجفن فأزلته سَرِيعا لم يَتَحَرَّك لَكِن لَزِمت مَكَانهَا وَلَا يتشتت وَلَا يتفرق ثمَّ يعود فَأَما الَّذِي إِذا شددت الْإِبْهَام على الجفن ودلكته ورفعته سَرِيعا تفرق وتتشتت ثمَّ عَاد فَاجْتمع فَإِنَّهُ رَدِيء جدا لي دَوَاء جيد للْمَاء يوخذ من شَحم الحنظل فيطبخ ويعقد عصيره وَيُؤْخَذ مِنْهُ جزؤ وَمن دهن البلسان نصف) جزؤ وَمن الفربيون مثله وَمن النوشادر مثله فيعجن بمرارة مَاعِز غَلِيظَة قد شمست وَيجْعَل شيافاً وَيسْتَعْمل بِمَاء الرازيانج وَقَالَ وينفع من المَاء الإكتحال بالنوشادر فَإِنَّهُ عَجِيب. من اختيارات الْكِنْدِيّ يُؤْخَذ بزر الكتم فينعم سحقه جدا ثمَّ يحكل بِهِ الْعين فَإِنَّهُ نَافِع جدا فِي تَحْلِيل المَاء وإذهابه. من أسرار علاج المَاء بولس قَالَ قد يعرض اتساع الحدقة فيبصر الْإِنْسَان لذَلِك الْأَشْيَاء أصفر مِمَّا هِيَ عَلَيْهِ وَرُبمَا بَطل الْبَصَر الْبَتَّةَ فيعالجوا بالفصد والإسهال ثمَّ يفصدوا المأقين ويحجموا على النقرة وينطل الْعين وَالْوَجْه بِمَاء الْملح وخل قَلِيل وَيغسل بِهِ الْوَجْه مرَارًا قَالَ وَقد يعرض ضيق الحدقة فَيرى الْأَشْيَاء أكبر مِمَّا هِيَ فبالرياضة ودلك الرَّأْس وَالْوَجْه وَالْعين دلكا مُتَتَابِعًا ونطول الْوَجْه بِالْمَاءِ العذب والأدهان واحكلهم بالإكحال الحادة فَإِنَّهَا جَيِّدَة لَهُم. قَالَ وَقد يعرض للرطوبة الجليدية يبس فَيذْهب صفاؤها وَيصير منظره كمنظر المَاء وَلَيْسَ هُوَ بِمَاء وَلَا برْء لَهُ الْبَتَّةَ

لي فَأَما المَاء فَيَنْبَغِي أَن يعالج قبل استحكامه بالفصد والإسهال الْمُتَّصِل بالحنظل والقنطوريون ويمنعوا الْحمام وَشرب المَاء مَا أمكن ويلطفوا التَّدْبِير وليتغرغروا ألف صلباً فَلَا تقدحه لي والتخيلات عَن الْمعدة فيعالجوا بالأريارج مَرَّات كَثِيرَة مُتَوَالِيَة ويكحل لأبتداء المَاء نسخته سكبينج ثَلَاثَة حلتيت عشرَة خربق أَبيض عشرَة يَجْعَل أشيافاً ويحكل بِهِ. وينفع من المَاء دهن البلسان والمرارات وَالْعَسَل وَالزَّيْت الْعَتِيق وَمَا ينحو نَحوه لي الْفرق بَين الْعلَّة وَبَين المَاء بِأَنَّهُ شَدِيد الْبيَاض غير مشف صلب غير متحرك. من كناش الاسكندر لابتداء المَاء خربق أَبيض أُوقِيَّة فلفل أَبيض نصف أُوقِيَّة أشق نصف سدس أُوقِيَّة يتَّخذ أشيافاً بعصارة الفجل جيد لابتداء المَاء. مَجْهُول قَالُوا ألوان المَاء مُخْتَلفَة مِنْهَا كلون الدُّخان أسود وأبيض وأصفر وأخضر وأحمر والمحمود من ذَلِك مَا كَانَ صافي اللَّوْن كلون اللُّؤْلُؤ الْبراق وَأما سَائِر ذَلِك فَلَا برؤله قَالَ مر صَاحب المَاء أَن يقوم وينتصب وَيجْعَل ناظره بحذاء ناظرك سَوَاء وضع إبهامك فَوق الجفن الْأَعْلَى وغمزه وادلكه ثمَّ ارفعه سَرِيعا فَإِن رَأَيْت تِلْكَ الرُّطُوبَة الَّتِي فِي ثقب العنبي يَتَّسِع ويترجرج وينتهض فَإِنَّهُ يقْدَح وَإِن كَانَ لَا يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ وَهُوَ على لون الجفن ثَابت لَا يترجرج فَلَا يقْدَح أوضع على الْعين قطنة وانفخها بفيك نفخاً شَدِيدا بالنفخ الْحَار نفخاً بِشدَّة ثمَّ نفخها سَرِيعا فَإِن تحرّك وَكَانَ صافياً فَإِنَّهُ يقْدَح وَأَيْضًا إِن كَانَ مَعَ المَاء صداع فَلَا يقْدَح لِأَنَّهُ يزِيد وَالْمَاء الْأَبْيَض الْجيد الصافي) المترجرج الَّذِي يبصر صَاحبه الشَّمْس والضياء فَإِذا قدحته فليستلقي على قَفاهُ وَفِي مَوضِع مظلم ويشد الْعين كَيْلا تَزُول وَيَأْكُل طَعَاما خَفِيفا ويضمد الْعين بمخ بَيْضَة وورق بنفسج وقطن نقي ويرفد فَوْقه برفادة لينَة وجدد ذَلِك فِي كل يَوْم مرّة أَو مرَّتَيْنِ على مَا ترى من حرارة الْبدن وقطر فِي عينه لبن جَارِيَة وَبَيَاض الْبيض إِلَى أُسْبُوع وَليكن مفتراً فَإِذا مَضَت الْأَيَّام وَسكن الوجع فقطر فِيهِ الشياف الْأَبْيَض وبرده بالبرودة اللينة. قَالَ المَاء الَّذِي مثل حَبَّة لُؤْلُؤ يبصر بهَا الشعاع مَاء طيب والأخضر الَّذِي لَا يبصر بِهِ الشعاع مَاء رَدِيء لَا يقْدَح. شَمْعُون قَالَ إِنَّمَا يجب الْقدح إِذا لم يبصر صَاحبه بِاللَّيْلِ وَلَا بِالنَّهَارِ وَلَيْسَ بصداع وَلَا سعال ألف وَإِذا قدح فليقع مثل الْمَيِّت لَا يَتَحَرَّك ويحذر الْغَضَب وَالْجِمَاع وَالشرَاب. لابتداء المَاء يسعط بمرارة الديوك أَو ينقع الزَّعْفَرَان أَو يكحل بِمَاء الفوتنج الْبري أَو بالفلفل أَو الْمسك. الاختصارات من كتاب عبد الله بن يحيى قَالَ المَاء ألوان فالجيد مِنْهُ الطّيب الَّذِي يقْدَح مَا كَانَ مِنْهُ أَبيض صَاف كلون اللُّؤْلُؤ الْبراق وَإِذا كَانَ صَاحبه يبصر قَلِيلا بِالنَّهَارِ فَإِنَّهُ لم يجْتَمع فَلَا يقْدَح حَتَّى يجْتَمع. قَالَ وَلَا يقْدَح لآسمانجوني والزجاجي وَالْأسود والأغبر والأخضر. قَالَ وَإِذا كَانَ قدح فليستلقي ويشد رَأسه لِئَلَّا يَتَحَرَّك وأطعمه أخف الطَّعَام

وأسرعه هضما ورفده بعد أَن تضع عَلَيْهِ مخ بَيْضَة مَعَ دهن بنفسج وجدد ذَلِك فِي أول النَّهَار وَآخره ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ قطر فِي عينه لَبَنًا إِلَى أُسْبُوع فَإِذا كَانَ سكن الوجع بعد السَّابِع يقطر فِيهِ شياف أَبيض قَابض وليقدح أما فِي ابْن ماسويه قَالَ لَا يقْدَح المَاء حَتَّى يجْتَمع فَإِن قدحته وَلم يستحكم جَمِيعه عَاد. من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض الْمقَالة الثَّالِثَة قَالَ اتساع الحدقة يكون لثَلَاثَة أَسبَاب إِمَّا ليبس الطَّبَقَة العنبية وَإِمَّا لورم يحدث فِيهَا وَأما الرُّطُوبَة تكْثر فِي داخلها وَالَّذِي من اليبس عسر الْبُرْء وَالَّذِي لورم يسيل بُرْؤُهُ وَكَذَلِكَ الَّذِي عَن الرُّطُوبَة وَيكثر فِي داخلها يكون علاجه بالاستفراغ قَالَ مَا يُحَاذِي الثقب من الْقَرنِي ينكمش إِمَّا ليبس كَمَا يعرض للشيوخ وَإِمَّا لإستفراغ الرُّطُوبَة البيضية وَيفرق بَينهمَا أَن مَعَ هَذَا ضيق الحدقة وَلَيْسَ مَعَ الأول ذَلِك. أريباسوس قَالَ يصلح لابتداء المَاء أَن يخلط عصارة الرازيانج بِمثل ربعه عسل ويغلى حَتَّى يغلظ ويكتحل بِهِ دَائِما فَإِنَّهُ عَجِيب.) وَقَالَ يضعف الْبَصَر من اتساع ثقب العنبى فَيرى الْأَشْيَاء أَصْغَر مِمَّا هِيَ وَتعرض لَهُ فِي آخر الْأَمر ظلمَة. وعلاجه الفصد والإسهال وَقطع عروق المأقين والمحاجم على الأخدعين ويسكب على الْوَجْه وَالْعين مَاء وملح. قَالَ وضيق الحدقة مِنْهُ مَا يحدث مَعَ صغر الْعين كلهَا ألف وَمِنْه مَا يحدث فِيهِ وَحده ويعالج بِالْمَاءِ الفاتر العذب وَالدُّخُول إِلَى المَاء وَفتح الْعين فِيهِ والإكتحال بِالْمَاءِ. الْكَمَال والتمام شياف المرارات ينفع فِي الظلمَة والإنتشار وَالْمَاء وَزَاد فِيهِ سوى المرارات سلخ الأفاعي وخطاطيف محرقة وزنجبيل وفلفل أَبيض وسكبينجا وَمَرا. من كتاب الْعين اتساع ثقب العنبي يعرض فِيهِ إِمَّا من ضَرْبَة شَدِيدَة وَهُوَ مَعَ

مرض حاد وَيكون من ورم فِي العنبية وَالثَّانِي يعرض بِلَا سَبَب باد وَأكْثر مَا يعرض للنِّسَاء وَالصبيان وكل من عرض لَهُ لَا يبصر شَيْئا فَإِن أبْصر فقليلاً وَهُوَ مرض مزمن لي اتساع الثقب يعرض إِمَّا من كَثْرَة الرُّطُوبَة البيضية فيمدد العنبية وَإِمَّا ليبس شَدِيد فِي العنبية فيتسع الثقب وَإِمَّا لورم فِي العنبي وضيقه أما لقلَّة البيضية ويتمم. فِي عَلَامَات المَاء إِذا اجْتمع واستحكم فَإِنَّهُ سهل الْمعرفَة وَقبل أَن يجْتَمع فَإِنَّهُ يخفي سَببه وَله عَلَامَات مِنْهَا أَن يرى قُدَّام عينه كالبق الصغار أَو كالشعر أَو شعاعات فَإِذا اجْتمع وكمل المَاء بَطل الْبَصَر. وَإِمَّا أصنافه فَإِن مِنْهُ شَدِيد الزرقة والصفاء وَمِنْه كالزجاج فِي لَونه وَمِنْه أَبيض كَالْبردِ وَمِنْه كلون السَّمَاء وَمِنْه أَخْضَر وَمِنْه مائل إِلَى الزرقة. قَالَ وَقد يكون جمود فِي الرُّطُوبَة الجليدية تشبه المَاء وَلَا يَنْبَغِي أَن يقْدَح وَرُبمَا كَانَ مَعَ المَاء سدة فاستدل عَلَيْهِ بتغنميض إِحْدَى الْعَينَيْنِ وَمن الْفرق بَين الْأَعْرَاض الْحَادِثَة من المَاء والحادثة عَن بخارات الْمعدة فَانْظُر أَولا فَإِن كَانَ التخيل بالعينين مَعًا وبالسواء فيهمَا فَإِنَّهُ من الْمعدة وَإِن وَانْظُر أَيْضا فِي الْوَقْت وَذَلِكَ بِأَن تنظر هَل مَضَت لَهُ مُدَّة نَحْو ثَلَاثَة أشهر أَو أَرْبَعَة مُنْذُ عرض التخيل ثمَّ تفقد الحدقة بعد هَذِه الْمدَّة فَإِن لم تكن فِيهَا كدورة فَإِن ذَلِك عَن الْمعدة لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون ذَلِك للْمَاء وَلَا يكدر الحدقة فِي هَذِه الْمدَّة وَأَيْضًا إِن رَأَيْت التخيلات فِي جَمِيع الْأَوْقَات لابثة بِحَال وَاحِد فَإِنَّهَا للْمَاء فَإِن كَانَت تخف حينا فَإِنَّهُ للمعدة وخاصة إِن كَانَت تخف عِنْد الْجُوع وتثقل عِنْد التُّخمَة وَإِن كَانَت تسكن بعقب الْقَيْء وتتمم ذَلِك كُله أَن أَخذ الفيقرا فيسكن) مَا تَجدهُ فَأَما الَّذِي للْمَاء فَلَا يسكن ألف للفيقرا وَالَّذِي للمعدة فبالفيقرا شفاؤه ويعرض مثل هَذِه التخيلات عَن ألم الدِّمَاغ إِلَّا أَن ذَلِك يكرن فِي الْأَمْرَاض الحادة وَإِذا كَانَ ورم حَار فِي مقدم الدِّمَاغ فَيكون عِنْد الْقَيْء مثل هَذِه التخيلات. علاج ابْتِدَاء المَاء يفرغ الْبدن بفصد واسهال وتلطيف غذَاء ويكحل بأدوية المرارات وَمَا. الرازيانج وَعسل وسكبينج وحلتيت وكندش ودهن بِلِسَان وفلفل وأشق قَالَ وينفع من المَاء الْعَسَل وَلبن البلسان وزيت عَتيق وعصارة الرازيانج والحلتيت والمرارات فَكل هَذِه ينفع من الظلمَة وَمن ابْتِدَاء المَاء لِأَنَّهَا تلطف وتقى وَاسْتعْمل هَذِه وَغَيرهَا من الإكحال الحادة فِي حَال خفَّة الرَّأْس وشمالية الْهَوَاء وَلَا يكون شَدِيد الْحر وَلَا شَدِيد الْبرد وَلَا تستعمله وَالرَّأْس ممتل وقطر بعقبها فِي الْعين لبن النِّسَاء وكمدها حَتَّى يسكن الوجع. فِي المَاء لأنطليس وبولس قَالَ بولس المَاء يجْتَمع تَحت الْقرى وَإِذا استحكم منع الْبَصَر الْبَتَّةَ وَإِذا لم يجْتَمع نعما أَضْعَف الْبَصَر.

قَالَ ويعرض للشيوخ لضعف تحلل البخار مِنْهُم وَضعف حرارتهم الغريزية وَفِي الْهَوَاء الْبَارِد الشَّديد وبعقب فَيْء شَدِيد أَو ضَرْبَة أَو سقطة أَو صداع أَو مرض مزمن وَقد ينْعَقد فِي ثقب العنبي شَيْء صلب غليظ لَيْسَ مِمَّا يُورث الْعَمى وَلَا علاج لَهُ ويميز بَينهمَا أَن صَاحب المَاء يفرق بَين اللَّيْل وَالنَّهَار وَمَوْضِع قرص الشَّمْس وَأُولَئِكَ لَا. قَالَ وَيَنْبَغِي أَن يغمض الْعين الَّتِي فِيهَا المَاء ويعصر جفن الْعين بالإبهام وَإِلَى الْعين يكبسه ويحركه إِلَى هَذَا الْجَانِب وَهَذَا الْجَانِب ثمَّ يفتح الْعين وَينظر فِيهَا وَذَلِكَ أَن المَاء إِذا لم يكن بعد اجْتمع واستحكم إِذا عصرته بالإصبع يفْتَرق وَيَنْقَطِع وَإِذا كَانَ مجتمعاً يصير أَولا أعرض مِمَّا كَانَ ويتسع ثمَّ يرجع إِلَى شكله وعظمه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ وَإِن كَانَ المَاء جَامِدا فَإِنَّهُ لَا يَتَحَرَّك بالغمز الْبَتَّةَ لَا فِي الْعرض وَلَا فِي الشكل. قَالَ واللون أَيْضا يدل على ذَلِك لِأَن الْحَدِيد والأسربي يدل على أَنه قد اجْتمع اجتماعاً متوسطاً وَأَنه مُوَافق العلاج ألف وَأما مَا كَانَ شَدِيد الْبيَاض كلون الجبسين وبلون الْبرد فَإِنَّهُ شَدِيد الجمود لَا يصلح للقدح. قَالَ أنطيلس الجبسين وَالْأسود جدا رديئان لَا يصلحان للقدح. قَالَ وقدح المَاء المستمسك الَّذِي لَا يترجرج بالعصر وَلَا يَزُول عَن شكله وَلَا ينْتَفع بِهِ وَذَلِكَ أَن الشَّديد الجمود لَا يتَعَلَّق إِذا نحى عَن النَّاظر بِشَيْء لكنه لَا يعود من سَاعَته ويرتفع لِأَنَّهُ شَدِيد) الملوسة لَا رُطُوبَة لَهُ. قَالَ وَمن المَاء ضرب لَا يسْتَمْسك أبدا وَمِنْه مَا يسْتَمْسك بعد سِنِين كَثِيرَة وَالَّذِي يقْدَح مِنْهُ الْمُجْتَمع باعتدال وَلَا يقْدَح المرقق جدا وعلامة المرقق أَن يتقطع من الغمز وَالْعصر وعلامة الجامد أَن لَا يَتَحَرَّك بتة وعلامة المعتدل الجمود أَن يعرض ويتسع ثمَّ يعود إِلَى شكله. قَالَ والبردي الشَّديد الْبيَاض لَا يقْدَح لِأَنَّهُ شَدِيد الجمود والأسربي يقْدَح لِأَنَّهُ يدل على أَنه معتدل الجمود. العلاج قَالَ يجلس العليل فِي الْفَيْء حذاء الشَّمْس لِأَن المَاء يرى فِي هَذَا الْموضع رُؤْيَة بَيِّنَة فَأَما فِي الشَّمْس أَو فِي نور كثير فَلَا يرى ويربط عينه الصَّحِيحَة لِئَلَّا يهرب مِمَّا

يرى ويؤمن العليل أَن ينظر إِلَى الزاوية الْعُظْمَى نَحْو أَنفه وَلَا يلْتَفت نَحْو الزاوية الصُّغْرَى ثمَّ يبعد الثخن عَن سَواد الْعين بِقدر طرف الْميل لي هَذَا ليَكُون إِذا دخلت المقدحة وَيَنْتَهِي إِلَى ثقب العنبي فَقَط. قَالَ فتعلم على ذَلِك الْموضع بذنب المقدحة بِأَن يغمز عَلَيْهِ حَتَّى يصير فِيهِ جوبة وَذَلِكَ لخلتين إِحْدَاهمَا ليتعود العليل الصَّبْر ويمتحنه وَالثَّانِي ليصير للرأس الحاد مَكَان يقوم فِيهِ لَا يزلق عَنهُ إِذا دفعناه بِشدَّة ثمَّ يضع الرَّأْس الحاد فِي ذَلِك الْمَكَان ويغمز بِقُوَّة حَتَّى يحس بالمقدحة قد وصلت إِلَى فضاء وَيَنْبَغِي أَن يكون قدر ذهَاب المقدحة إِلَى العمق قدر الْعد الَّذِي يكون من العنبى إِلَى آخر السوَاد. قَالَ ثمَّ يصير المقدحة فَوق المَاء فَإِن النّحاس يظْهر لصفاء الْقَرنِي ثمَّ نزله خلف الغشاء الْقَرنِي الَّذِي فِيهِ المَاء ويسكبه إِلَى أَسْفَل ويمسك المقدحة عَلَيْهِ سَاعَة ثمَّ تشيلها فَإِن صعدت كبسناه أَيْضا حَتَّى لَا يصعد ثمَّ يخرج المقدحة إخراجاً بانفتال قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يقطر فِي الْعين شَيْئا من ملح وَمَاء وَيغسل بِهِ الْعين ألف وَيَضَع عَلَيْهَا قطنة بصفرة الْبيض ودهن ورد ويشدها ويشد مَعهَا الصَّحِيحَة لِئَلَّا تتحرك الْأُخْرَى بحركتها ويستلقي العليل فِي بَيت مظلم ويحذر العطاس وَالْكَلَام والحركات الشَّدِيدَة ويلطف غذائه إِلَى السَّابِع وَيكون الشد بِحَالهِ إِلَى ذَلِك الْيَوْم إِلَّا أَن يمْنَع مَانع من وجع أَو ورم حَار ثمَّ يحل ويجرب هَل يبصر وَلَا يجرب هَل يبصر بعد الْقدح على الْمَكَان لِأَن ذَلِك يصعد بِالْمَاءِ سَرِيعا لتفرس الْإِنْسَان بالناظر وَإِن عرضت لَهُ مرَارَة فَحل الْعين قبل السَّابِع ورم إصْلَاح مَا حدث. انطيلس قَالَ إِذا دخلت المقدحة فَلْيَكُن الرَّأْس الحاد مائلاً إِلَى الزاوية الصُّغْرَى لِأَنَّهُ كَذَا يسلم) سَائِر الأغشية ثمَّ أدره قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يَجعله فَوق المَاء ثمَّ اكبسه إِلَى الْأَسْفَل. قَالَ فَإِن كَانَ المَاء كدراً عسر الإنكباس يعلق وَيرجع فبدده بالمقدحة فِي النواحي كلهَا فَإِنَّهُ قد يبرؤ إِبْرَاء تَاما وأدفعه إِلَى الزاوية الصُّغْرَى أَو الْكُبْرَى أَو إِلَى فَوق وَانْظُر فِي أَي مَكَان يجس أَجود وَيتَعَلَّق فادفعه وَقد تعلق مَرَّات كَثِيرَة فَوق فبرأ العليل وَلم يعاود. قَالَ وَاعْلَم أَنه رُبمَا قد أمعنت المقدحة فَخرج الدَّم وجمد فِي ثقب الْعين فَعرض من ذَلِك شَيْء لَا يبرؤ الْبَتَّةَ. قَالَ وَبعد الْقدح شدّ الْعَينَيْنِ جَمِيعًا وضع عَلَيْهِمَا دهن ورد وبيض وَلَا يحلهَا إِلَّا فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام مَا لم يحوجك إِلَى ذَلِك وجع أَو ورم وَإِذا حللتها فاسخنها قَلِيلا بتكميدها بِمَاء طبيخ الْورْد أَو ورق الْخلاف يفعل ذَلِك إِلَى السَّابِع وَإِلَى تَمام سُكُون الوجع ثمَّ يحله وَأَن رَجَعَ المَاء فِي بعض هَذِه الْأَيَّام فَأدْخل المقدحة ثَانِيَة فِي ذَلِك الثقب بِعَيْنِه لَا فِي غَيره لِأَن ذَلِك لَا يلتحم الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ فِي غضروف.

تياذوق مِمَّا يَنْبَغِي أَن يَدعه صَاحب المَاء الْحجامَة والسمك وَلُحُوم الضان وَالصَّوْم والنبيذ والبقول وَيَأْكُل مرّة نصف النَّهَار وينفع من بدؤ المَاء وَيحد الْبَصَر أَن يسحق شَيْئا من حلتيت بِعَسَل ويكتحل بِهِ وَيَأْكُل مِنْهُ صَاحب الوجع أَو يكتحل بِشَيْء من الفربيون أَو كماذريوس ألف. للانتشار لي إِذا كَانَ الانتشار من ضَرْبَة يعالج بالفصد أَولا ثمَّ يحجم الفاس ثمَّ يوضع الْأَشْيَاء الْبَارِدَة ويقطرها فِي الْعين لِأَنَّهُ إِنَّمَا هُوَ ورم حَار فِي العنبي وَأَكْثَرهم يسكن عَنهُ وَإِن لم تعالجه فِي مُدَّة عشري يَوْمًا والأجود أَن تعالج وَأَن لَا يكون فِي مَوضِع مضيء لِئَلَّا تتعب الْعين بالضوء ينظر فِيهِ وَمِمَّا يصلح أَن يضمد بِهِ ورق الهندباء الْمُسَمّى سطوى. قَالَ بختيشوع أَنه جيد الإنتشار من ضَرْبَة وَهَذَا يعْمل بخاصيته وينفعه الْورْد الرطب واليابس والصندل والفلفل والقرنفل والنيلوفر وورق الْخلاف نَافِع جدا وزهرته فَإِذا سكنت الحدة فدقيق الباقلي بِالشرابِ يعجن وَيُوضَع عَلَيْهِ قَالَ وَأَنه نَافِع للإنتشار. وَرَأَيْت الْغُلَام الأعجمي الَّذِي كَانَ أَصَابَهُ انتشار أصَاب عينه لما عالجه ابْن عَليّ بالوردي برأَ فِي عشرَة أَيَّام فَرد هَا هُنَا نُسْخَة وردي جيد وَالَّذين ينتشرون من ضَرْبَة يبصر قَلِيلا فقد كَانَ ذَلِك الْغُلَام وَرجل آخر مغربي أَصَابَهُ نشابة فِي عينه فانتشر يبصر قَلِيلا. الْعَاشِرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ الْعلَّة الْمُسَمَّاة الزرقة إِنَّمَا هُوَ إفراط يبس الرُّطُوبَة الجليدية وَهُوَ) أعظم آفَات الْعين لي هَذَا يشبه فِي النّظر إِلَى المَاء إِلَّا أَنه أَبيض جصي لَا يشف راكداً لَا يَتَحَرَّك من مَكَانَهُ الْبَتَّةَ فَاعْلَم ذَلِك وَلَا تقدحه قَالَ والمقدحة يَجِيء وَيذْهب فِي مَكَان وَاسع وَيرى من جَمِيع النواحي لي هَذَا الْمَكَان هُوَ الْموضع الَّذِي يُؤْخَذ فِيهِ الْقَرنِي عَن العنبي حَتَّى صَار يشبه الصنج لي فِي هَذَا الْموضع من الْكتاب حجَّة على من توهم أَن المَاء دَاخل العنبي فَإِنَّهُ قد صرح لي وَقَالَ فِي مَا بَال من أَصَابَهُ المَاء من ضَرْبَة لم يبرء وَهَذَا إِنَّمَا يكون لِأَن الأنبوب الْمَوْضُوع على الْبَيْضَة يخترق فَيدْخل إِلَى الثقب مَتى قدح مَاء آخر لي كَانَ ابْن فراس يتخيل مثل البقة مُدَّة طَوِيلَة وَلم تكن فِي عَيْنَيْهِ كدورة إِلَّا أَنه كَانَ

دَائِما وَهَذَا يدل على أَنه كَانَ قُدَّام الجليدي فِي طرف البيضية أَو الْقَرنِي شَيْء يُوجب ذَلِك. مسَائِل الْفُصُول قَالَ مِقْدَار ثقب العنبي يكون بِقدر الرطوبات فَإِن أفرطت مددتها مدا شَدِيدا فاتسع لذَلِك وبالضد ألف. الْمقَالة الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ صغر ثقبتي العنبي يكون إِمَّا لنُقْصَان البيضية فيعدم التمدد وَإِمَّا من ترطب الطَّبَقَة العنبية فتكمش قَالَ وسعة الحدقة تكون إِمَّا لرطوبة كَثِيرَة تمدد العنبية وَهِي كَثْرَة الرُّطُوبَة البيضية وَإِمَّا لِأَن يكون هَذَا التمدد وَقع فِي العنبي نَفسه قَالَ والطبقة العنبية تتمدد إِمَّا من ورم يعرض لَهَا وَإِمَّا من يبس وَإِمَّا لِكَثْرَة الرُّطُوبَة الَّتِي تحويها وتمددها. قَالَ وَالَّذِي يكون بِسَبَب جفونها عسر الْبُرْء وَإِمَّا للسعة الكائنة بِسَبَب الورم الْحَار وَغَيره مِمَّا يَلِي قَعْر العنبية فمددها فَإِنَّهُ يبرؤ لي قد بَان من كَلَامه أَنه للإنتشار ثَلَاثَة أَسبَاب وللضيق سببان قَالَ والرطوبة البيضية إِن غلظت نقصت من جودة الْبَصَر وَإِن غلظت غلظاً كثيرا كحالها الْمُسَمَّاة نزُول المَاء عاقب الْبَصَر وَإِن وَقع هَذَا الغلظ فِي الثقب كُله وَلَكِن حواليه أبْصر من بِهِ ذَلِك الْأَشْيَاء أَصْغَر مِمَّا هِيَ لِأَن حدقته قد ضَاقَتْ وَإِن وَقع ذَلِك فِي الْوسط أبْصر فِي الَّذِي يبصره كوَّة لِأَن عينه لَا يَقع على بعض مَا ينظر إِلَيْهِ وَيَقَع على حوالي الْموضع الَّذِي يبصره فيظن أَن مَا لَا يبصره لَيْسَ كوَّة هُوَ فَإِن كَانَت هَذِه الرُّطُوبَة الغليظة مبددة فِي مَوَاضِع كوَّة من الحدقة رأى كَأَن بقاً يطير أَو ذراً أَو شكل أَمر قَالَ وَرَأَيْت غُلَاما عرض لَهُ أَن أصَاب عينه حَدِيدَة حَار فسالت الْبَيْضَة وتكمش ثقب حدقته من سَاعَة وصغرت وتكمشت القرنية أَيْضا بأجمعها إِلَّا أَنه لما عولج اجْتمعت هَذِه الرُّطُوبَة وبرأ إِلَّا أَن هَذَا أَمر نَادِر قَلِيل فَأَما فِي أَكثر الْأَمر فَيتبع سيلان هَذِه الْعَمى.) السَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ ينزل فِي عيونهم المَاء يَنْبَغِي أَن ينظر هَل يَتَّسِع النَّاظر إِذا غمضت الْعين الْأُخْرَى فَإِن كَانَ لَا يَتَّسِع فَإِن الْقدح لَا يَنْفَعهُ لِأَن مَعَ ذَلِك سدة لي ينظر فِي هَذَا لي دَوَاء جيد للإنتشار من ضَرْبَة فيعجن دَقِيق الباقلي ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ جيد جداُ. أريباسوس ألف يصلح لضيق الحدقة شياف يتَّخذ من الآس والزعفران لي عماد هَذَا على الملينات القوية مِنْهَا لِأَن الْقوي صلب لي وَالْعلَّة الْمُسَمَّاة زرقة وَهِي أَن ينظر فِي ثقب العنبي فَيرى كَأَن ذَلِك الْموضع من الْخبز العنبي هُوَ أَزْرَق فَإِن كَانَ العنبي كُله أَزْرَق فَلذَلِك الْموضع يكون أَشد زرقة حَتَّى يستبين ذَلِك وَصَاحبه لَا يبصر إِذا استحكم ويضعف بَصَره إِذا بدا وَإِنَّمَا هُوَ جفوف وَغلظ يعرض للجليدي.

لي إِذا حدث من الْقدح فِي الْعين دم فَلَا تبال بهَا الْبَتَّةَ لَكِن امزجه بِالْمَاءِ بِالضَّرْبِ بالمقدحة ويكبسها جَمِيعًا إِلَى أَسْفَل وَرُبمَا كَانَ المَاء عسر الْوُقُوف فيمد مِنْهُ عمدا بِأَن يغمز المقدحة إِلَى نَاحيَة الزواية الصُّغْرَى فضل غمز ثمَّ يمزجها جَمِيعًا ويكبسها لي اعْلَم أَن ضيق الحدقة يكون من اليبس والرطوبة فَاعْلَم التَّدْبِير والسحنة ثمَّ عَلَيْك بالعلاج ذكرت هَذَا بعد إِذا كَانَ مَعَ ضيق الحدقة ضعف الْبَصَر فالعلة من يبس لِأَن ضيق الثقب لَا يكون عِلّة لسوء الْبَصَر فِي شَيْء من الْأَحْوَال وَكَذَا قَالَ جالينوس بل إِنَّمَا يكون ذَلِك بِالْعرضِ لِأَن ضيقه دَلِيل على يبس قد نَالَ الجليدي لقلَّة الْبيض وَإِذا كَانَ إِنَّمَا الضّيق لِكَثْرَة الْبيض فالجليدية بِحَالِهَا الطبيعية والثقب يزْدَاد جودة فِي الْبَصَر. الثَّالِثَة من قاطاجانس قَالَ الْمعز تقدح عيونها بِآلَة دقيقة وَفِي خلال كَلَامه أَن ذَلِك لَا ينفع فِي قدح أعين النَّاس لي إِذا رَأَيْت مَعَ ضيق حدقة الْعين كلهَا ضامرة خَفِيفَة فالعلة من جفاف رطوبات الْعين وَقلة اغتذائها وَإِذا كَانَت الْعين مَعَ ذَلِك سَمِينَة منتفخة وَقل مَا يكون فالعلة من ترطيب العنبية فَلذَلِك استرخت فيكمش الثقب لي وتفقدت غير وَاحِد فَرَأَيْت أحداقهم لَيست خَالِصَة الصفاء بل كدرة ضبابية فَاحْسبْ الرّقّ يكون بالضد الأول. قاطيطريون قَالَ من ينظر فِي عَيْنَيْهِ المَاء أَو لغيره وَنَحْوه من جَمِيع مَا يعالج بالحديد فَيَنْبَغِي أَن يميله ويزيله عَن اسْتِقْبَال الشَّمْس وَبِالْجُمْلَةِ فافعل ذَلِك لجَمِيع من يعتل عينه وَذَلِكَ أَن لَيْسَ يمكننا استقصاء تعرف مَا يحدث فِي الْعين من الْعِلَل ألف والعليل مواجه للضوء لأستقصاء معالجته وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يهرب فِي علاج الْعين بِالْيَدِ وَفِي تعرف مَا بهَا من الْعِلَل من مُوَاجهَة الضَّوْء ويتحرى أَن يكون إِمَّا مستدبر للضوء وَإِمَّا زابلاً من مُوَاجهَة وَقَوْلِي هَذَا إِنَّمَا هُوَ لما دَاخل) الجفن فَإِن الإجفان قد يُمكن أَن يعالج وَالْإِنْسَان مُسْتَقْبل للضوء نَحْو قطع الجفن والشرنانق وَبِالْجُمْلَةِ كل علاج يحْتَاج الطَّبِيب فِيهِ إِلَى أَن تكون الْعين مَفْتُوحَة الأجفان فإمَّا إِن كَانَت الْعين قد رمدت رمداً شَدِيدا أَو كَانَت فِيهَا قرحَة فَإِن المعالج يَنْبَغِي أَن يكون محول الْوَجْه عَن الضَّوْء أصلا فِي وَقت علته خلا الْوَقْت الَّذِي يُرِيد الطَّبِيب أَن يقطر فِي عينه الدَّوَاء فَإِن فِي ذَلِك الْوَقْت يَنْبَغِي أَن يمِيل إِلَى الضَّوْء ليراها حسنا وَلَا

يستقبله وَكَذَلِكَ إِذا أردْت أَن يكشط ظفرة أَو يقْدَح أَو يعالج بِنَحْوِ هَذَا فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يجلس العليل جلْسَة تسلم بهَا الحدقة من مصاكة الضَّوْء وملاقاته وَلَا يحول بَين الطَّبِيب وَبَين جودة النّظر واستقصائه. قَالَ من يقْدَح عينه أَن لم يحفظ شكله الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ الطَّبِيب وَأخذ يَتَحَرَّك ويتمدد تمدداً شَدِيدا حَتَّى يمْلَأ وَجهه الدَّم كَانَ ذَلِك ردياً جدا. من كتاب الْعين قَالَ الثقب يَتَّسِع أما من الطَّبْع وَأما من مرض وَالْمَرَض يكون لإمتداد العنبية وتمددها يعرض أما اليبس وَأما الورم وَأما لِكَثْرَة الرُّطُوبَة البيضية وضيقة ويعرض بالطبع وَأما لمَرض ومرضه الَّذِي يضيقه قلَّة أَو يترطب الطَّبَقَة العنبية. تجارب البيمارستان الْعين المقدوحة ترى المَاء ترى المَاء فِيهَا يترجرج تَحت القرنى أَو تَحت النَّاظر أَو حواليه وَقد برْء غير وَاحِد من الإنتشار وَابْتِدَاء المَاء بالإكتحال بالحلتيت وَالْأكل مِنْهُ وَهُوَ عَجِيب فِي جلاء الْبَصَر. لي معجون جيد للْمَاء فِي ابْتِدَائه إِن شَاءَ الله وَج حلتيت زنجبيل بزر الرازيانج يجمع بِعَسَل وَيسْتَعْمل كل يَوْم بندقة. قَالَ عصارة البصل إِذا اكتحل لَهَا للْمَاء النَّازِل فِي الْعين جدا نفع. بزر ألف الرازيانج نَافِع لمن ينزل المَاء فِي عينه والرازيانج كُله والسكبينج أبلغ الْأَدْوِيَة للْمَاء النَّازِل فِي الْعين لي يسْتَعْمل فِي الإنتشار ورق الْخلاف أَن ضمد بِهِ بعد أَن يدق ينفع من الإنتشار الْحَادِث من ضَرْبَة لي يعصر ويجفف وَيسْتَعْمل مَعَ الْورْد شيافاً لذَلِك أَو كحلاً فَإِنَّهُ بليغ. المرارات تحد الْبَصَر وَالْفضل الَّتِي فِيهَا مرّة حَمْرَاء اللَّوْن وعَلى الَّتِي فِيهَا خضراء كثير جدا فِي الحدة ويخلط بهَا مَاء الرازيانج ودهن بِلِسَان وسكبينج وَعسل. جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة قَالَ الْعلَّة الْمُسَمَّاة الزرقة تحدث عَن يبس الجليدية لي قد رَأَيْت رجلا ضَعِيف الْبَصَر فنغرسنت فِي ناظره فرأيته كدراً زرقاء ثمَّ جعلت أدمن النّظر إِلَيْهِ أشهر أهل يزِيد لظني أَنه أبتداء مَاء فَكَانَ بِحَالهِ فحدست أَنَّهَا الزرقة فَأَقْبَلت عَلَيْهِ بالترطيب بِكُل حِيلَة) فَكَانَ أصلح وَلم يبرء برءاً تَاما. وَقد قَالَ جالينوس أَن الزرقة الْحَادِثَة عَن يبس الجليدية مرض عسير الإنقلاع جدا. دياسقوريدوس النقط جيد للْمَاء فِي الْعين ودقيق الباقلي إِذا عجن بشراب وضمد بِهِ كَانَ بليغ النَّفْع من الإنتشار الْحَادِث من ضَرْبَة. دياسقوريدوس عصارة بخور مَرْيَم أَو ورقة أَن خلط بِعَسَل أَو كحل أذهب المَاء الْبَتَّةَ

والشونيز إِذا سحق وخلط بدهن الأيرسا وسعط بِهِ نفع من ابْتِدَاء المَاء فِي الْعين جدا والحلتيت أَن خلط بِعَسَل أَو اكتحل بِهِ اذْهَبْ بِهِ ابْتِدَاء المَاء والسكبينج يذهب ابْتِدَاء المَاء وَهُوَ نَافِذ فِي ذَلِك لي الفرفيون لَهُ قُوَّة جالية للْمَاء الْعَارِض فِي الْعين إِلَّا أَن لذعه لَهَا يَدُوم النَّهَار كُله فَلذَلِك يخلط بِعَسَل أَو بِغَيْرِهِ وَيدخل فِي الأشياف ليكسر من حِدته. ابْن ماسويه قَالَ الزَّعْفَرَان خاصيته إذهاب الزرقة الْعَارِضَة بعقب الْمَرَض لي يَعْنِي المَاء لي لَوْلَا أَن المَاء قد يزِيد ويستحكم اجتماعه بعقب الْحجامَة وخاصة على النقرة وَأكل السّمك وَلذَلِك تَأمر بذلك إِذا أَبْطَأَ اجتماعه وَأَنه ألف قد يعرض بِلَا ضَرْبَة لعِلَّة أَنه لَيْسَ من أمراض سوء المزاج الْبَتَّةَ وَلَكِن من أجل ذَلِك يعلم أَنه قد يكون من انتفاخ أنبوب العنبي وَإِنَّمَا تكون لسقطة أَو ضَرْبَة وَهُوَ جُزْء من الرُّطُوبَة البيضية وَالْآخر من بخار البيضية إِذا غلظ وَلم يلتف فيتحلل وَيخرج من نفس بدن القرنية وَكَذَلِكَ أرى أَن الْأَدْوِيَة القوية التَّحْلِيل اللطيفة نافعة مِنْهُ خَاصَّة بعقب تكميد الْعين وَكلما يسخن الرَّأْس كالشراب الصّرْف الْعَتِيق الْقَلِيل وتكميد الْعين باليابس وتقليل الْغذَاء وتجفيف الْبدن واسخانه وَتَحْلِيل البخار الَّذِي قد بَدَأَ يجْتَمع وخاصة أَن أعين بِبَعْض الأشياف المحللة. حنين اتساع ثقب العنبى العرضي يكون من شَيْء يمددها وتمددها إِمَّا لورم يحدث فِيهَا من ضَرْبَة أَو غَيرهَا وَإِمَّا من كَثْرَة الرُّطُوبَة البيضية وَإِمَّا من يبس فِيهَا فيمدد لذَلِك ثقبتها وضيقها يكون إِمَّا من رُطُوبَة العنبية وَإِمَّا من قلَّة البيضية وَقد يعرض أَن يرى شبه البق وَالشعر وَلَيْسَ لإبتداء مَاء لَكِن لجفوف البيضية فِي بعض الْمَوَاضِع لي الْفرق بَينهمَا أَن يكون بعقب سخونة نَالَتْ الْبدن وبعقب نُقْصَان من الْعين وَقلة رطوبتها البيضية حَتَّى يظْهر النُّقْصَان عَلَيْهَا يحرز إِن شَاءَ الله لي جَمِيع هَذِه التخيلات أَربع ضروب إِمَّا لإبتداء مَاء وَإِمَّا لشَيْء فِي الْمعدة وَإِمَّا لجفاف البيضية وَإِمَّا لذكاء الْحس لي شياف عَجِيب استخراجي على مَا رَأَيْت فِي كتاب غَرِيب ينقع) شَحم الحنظل فِي المَاء ثمَّ يعْقد ذَلِك المَاء وَيُؤْخَذ مرَارَة تَيْس فتجفف فِي جامة وَيُؤْخَذ مِنْهَا عشر دَرَاهِم عقيد شَحم الحنظل فِي المَاء دِرْهَمَانِ ونوشادر مِثْقَال وفربيون مِثْقَال يجمع الْجَمِيع للْمَاء تُؤْخَذ الْجلْدَة الخضراء الَّتِي تكون على قانصة الحباري فينظف ويجفف فِي الظل ويجاد سحقها ويكتحل بِهِ مَعَ الْعَسَل ينفع من نزُول المَاء فِي الْعين. شياف المرارات الْمُخْتَصر النافع تُؤْخَذ زنجبيل وفلفل وَدَار فلفل وَدَار صيني ودردي محرق وَوَج وصمغ ألف الزَّيْتُون الْبري وعروق الصباغين ورماد الخفاش ورماد الخطاطيف محرقة

بنوشادر وفربيون وحلتيت وسكبينج فيسحق فِي هاون نصحا ثمَّ يسقى بحرارة الماعز ومرارة الشبوط حَتَّى يعجن ثمَّ يتَّخذ شيافاً بمرارة الماعز ومرارة الشبوط وأكحله بِمَاء السذاب فَإِنَّهُ كَاف. تشريح الْأَحْيَاء الْمَرَض الْمَعْرُوف بالزرقة المزمنة ينتى جمود الرُّطُوبَة الجليدية وانعقادها وَيحدث مِنْهَا غشي تَامّ. مسيح مازاد من أدوية المَاء الدَّاخِل فِي شياف المرارات دم الورل زنجبيل فلف رماد الخطاطيف شرذق سلخ الْحَيَّة. قَالَ إِذا اتَّسع النَّاظر من غيران يتَغَيَّر لَونه رأى صَاحبه الْأَشْيَاء الْأَصْغَر فافصد قيفاله فِي ذَلِك الْجَانِب أَو احجم اخدعيه ثمَّ اسهله ثمَّ انطل رَأسه وعينه بِمَاء الْبَحْر أَو بِمَاء وملح وخل ممزوج وقطر فِي الْعين لبن امْرَأَة بعد أَن يكتحل بالإكحال الَّتِي تعرف بالسنبلية وَأما من يرى الْأَشْيَاء الْأَصْغَر فليداوم غمز رَأسه وعينه ينطل بِمَاء عذب فاتر ويدهن الرَّأْس بدهن البنفسج وَالْخَيْر ويكحل بحكل مضاض حاد. للْمَاء يُؤْخَذ الْجلْدَة الخضراء الَّتِي تكون من قانصة الحباري فينظف ويجفف فِي الظل ثمَّ يجاد ويكحل للْمَاء فَإِنَّهُ عَجِيب. دياسقوريدوس وَمَاء البصل إِذا اكتحل بِهِ مَعَ عسل ينفع من ابْتِدَاء المَاء. دياسقوريدوس الحلتيت إِذا اكتحل بعد أَن يخلط بالعسل اذْهَبْ بابتداء المَاء. جالينوس عصارة البصل نافعة من المَاء النَّازِل فِي الْعين. بولس شَحم الأفعى يمْنَع من نزُول المَاء فِي الْعين المرارات القوية تصلح لإبتداء نزُول المَاء والسكبينج يشفي المَاء النَّازِل فِي العيناستفراج لي كَمَا رَأْي جالينوس عصارة غور مَرْيَم إِن اكتحل بِهِ مَعَ عسل نفع من نزُول المَاء فِي الْعين. دياسقوريدوس مزفيون قَالَ قُوَّة جالية للْمَاء فِي الْعين إِلَّا أَن لذعها إِيَّاه تدوم النَّهَار كُله لذَلِك اخلط بالعسل وبالأشياف الفاعلة لذَلِك النفطة نَافِع) للْمَاء فِي الْعين والرازيانج نَافِع لمن نزل فِي عينه المَاء.

جالينوس قَالَ الشونيز إِن سقط بِهِ بعد أَن يحك بدهن الايرسا وَافق ابْتِدَاء نزُول المَاء فِي الْعين. دياسقوريدوس قَالَ جالينوس السكبينج أفضل الْأَدْوِيَة للْمَاء النَّازِل فِي الْعين وَالْعَقْرَب البحري خير لَهُ. دياسقوريدوس وعروق الصباغين وعصارتها جَيِّدَة لبدو المَاء فِي الْعين. دياسقوريدوس لبن التِّين الْبري وعصارة ورقه إِذا اكتحل بِهِ مَعَ الْعَسَل نَافِع لإبتداء المَاء فِي حنين قَالَ بولس زعم جالينوس أَن دماغ الخفاش مَعَ عسل ينفع من ابْتِدَاء نزُول المَاء فِي الْعين. اسْتِخْرَاج شياف المرارات الْمُخْتَصر النافع يُؤْخَذ زنجبيل فلفل دَار فلفل دَار صيني دردي محرق وَج صمغ الزَّيْتُون الْبري عروق الصباغين رماد الخفافيش رماد الخطاطيف محرقة نوشادر فربيون حلتيت سكبينج فيسحق فِي هاون نعما ثمَّ يسقى مرَارَة الماعز ومرارة الشبوط حَتَّى يعجن ويكتحل بِهِ بِمَاء السذاب أَو يُؤْخَذ فربيوناً جُزْءا فلفل أَرْبَعَة أَجزَاء فَاجْعَلْ مِنْهَا شيافاً بمرارة الماعز ومرارة الشبوط ويكتحل بِهِ بِمَاء السذاب فَإِنَّهُ نَافِع. من الْعِلَل والأعراض يَنْبَغِي أَن ينظر أَولا ألف إِلَى من فِي عينه مَاء هَل يَتَّسِع ثقب أحد عَيْنَيْهِ إِذا فتح الْأُخْرَى فَإِذا كَانَ كَذَلِك نظرت هَل يقْدَح المَاء أم لَا وَذَلِكَ أَنه إِن عدم الْخلَّة الأولى لم يبصر وَإِن قدح لِأَن هُنَاكَ سدة فِي الْعصبَة المجوفة وَيفرق بَين الخيالات الَّتِي ترى فِي مثل البق وَغَيره إِذا كَانَ من المَاء وَإِذا كَانَ من غلظ مُنْقَطع فِي الرُّطُوبَة الجليدية بل الَّذِي يكون من المَاء يكون على حَالَة وَاحِدَة دَائِما وَالَّذِي عَن الرُّطُوبَة البيضية يكون فِي بعض الأحيان أخف. الْأَعْضَاء الألمة الخيالات الَّتِي تتقدم نزُول المَاء فِي الْعين قد يكون عَن الدِّمَاغ قَالَ لَيست تكون هَذِه الخيالات دائمة وَتَكون عِنْد نزُول الآفة بالموضع المتخيل من الدِّمَاغ وَقد يكون بمشاركة الْمعدة وَيفرق بَينه وَبَين الَّذِي يخص الْعين الَّتِي تُرِيدُ أَن تنزل فِيهَا مَاء بِأَن الَّذِي من الْمعدة فِي الْعَينَيْنِ جَمِيعًا سَوَاء والذيث يخص الْعين إِمَّا فِي عين وَاحِدَة وَإِمَّا غير مستوى فيهمَا وَلَا يكَاد يَسْتَوِي الْأَمر فيهمَا وَإِن كَانَت الْعلَّة متطاولة الزَّمَان فيهي يخص الْعين أَيْضا وَإِن كَانَت قريبَة الْعَهْد فَيجوز أَن يكون بمشاركة الْمعدة وَقد تكون من الدِّمَاغ وَإِن كَانَت تدوم على حَالَة وَاحِدَة فالعلة فِي الْعين وَإِن كَانَت تزيد وتنقص فالعلة بمشاركة الْمعدة وَإِن كَانَ إِذا شرب أيارج الفيقرا انْتفع بِهِ فالعلة فِي الْمعدة وَإِن كَانَ لَا ينفع بذلك فالعلة تخص الْعين. قَالَ جالينوس فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء أَن المرار الْقِتَال الَّذِي يخلط بِهِ لبن بعض اليتوعات القاتلة) تفش المَاء إِذا كَانَ رَقِيقا مبتدياً.

جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر إِن دم الخفاش إِذا خلط بِعَسَل واكتحل بِهِ نفع من نزُول المَاء فِي الْعين وَكَذَلِكَ يفعل دماغ الشَّاة وَقَالَ فِيهِ أَيْضا أَن مرَارَة ضبعة العرجاء تَنْفَع من نزُول المَاء إِذا خلطت بِعَسَل واكتحل بهَا. من كتاب العلامات إِذا أردْت النّظر إِلَى المَاء الَّذِي فِي الْعين فشل الجفن الْأَعْلَى ومره أَن ينظر إِلَى فَمه إِلَى أَسْفَل وادلك الْعين بابهامك فَإِن ذَلِك أبين لِأَنَّهُ عِنْد الْحَرَكَة تتبين طبيعة المَاء أَو كَانَ فيهمَا جَمِيعًا غير متساوي فالعلة فِي الْعين وَإِن كَانَ التخيل فِي الْعَينَيْنِ فَإِذا رَأَيْته نيراينفذ فِيهِ الْبَصَر فَهُوَ طيب وَإِن كَانَ غليظاً كدراً فَهُوَ ردي. قَالَ جالينوس ضَمَان أدوية المرارات عَظِيم وَإِمَّا فعلهَا فكثيراً مَا لَا يتَبَيَّن مِنْهُ شَيْء الأخسيس جدا. من الأكحال الممتحنة شياف لبدو نزُول المَاء وَهُوَ يقْلع الْبيَاض وينفع الإنتشار يُؤْخَذ مرَارَة نسر فَيجْعَل فِي سكرجة وَيجْعَل دِرْهَم حلتيت فِي صرة وتلدكه فِيهِ وَهُوَ مسخن حَتَّى ينْحل كُله فِيهِ ثمَّ يلقِي فِيهِ دِرْهَم دهن بِلِسَان ثمَّ يَدعه حَتَّى يلغظ ويجعله شيافاً وأرفعه فَإِنَّهُ عَجِيب من الْعجب. لي فِي هَذَا الْإِصْلَاح لَهُ. مَجْهُول قَالَ أقِم من بِعَيْنِه مَاء بَين يَديك محاذياً للشمس وضع إبهامك على جفْنه الْأَعْلَى ثمَّ ارْفَعْ يَديك سَرِيعا وَانْظُر إِلَى المَاء فَإِن لم تره يَتَحَرَّك حِين رفعت يدك وحركته فَإِنَّهُ يقْدَح وَأما الَّذِي يتفرق ويجتمع فَلَا علاج لَهُ. حنين قَالَ المَاء فِيمَا بَين العنبي والرطوبة الجليدية وَهِي رُطُوبَة غَلِيظَة تجمد فِي ثقب العنبي فنحجر بَين الجليدي وَبَين الإتصال ويستدل على ابتدائها وَهُوَ أصعب لِأَنَّهُ إِذا استحكم سهلت الْمعرفَة أَن يرى من قد أَصَابَهُ ذَلِك وَلم يستحكم قُدَّام عينه شبق البق الصغار يطير أَو يرَوْنَ شبه الشّعْر أَو شعاعاً فَإِذا كملت الآفة ذهب الْبَصَر الْبَتَّةَ وألوان المَاء مُخْتَلفَة فَمِنْهُ يشبه الْهَوَاء وَمِنْه مَا يشبه الزّجاج وَمِنْه أَبيض وَمِنْه أَخْضَر وَمِنْه بلون السَّمَاء وَمِنْه يمِيل إِلَى الزرقة وَهَذَا إِذا كَانَ المَاء شَدِيد الجمود وَهَذَا النَّوْع أعنى شَدِيد الجمود لَا يكَاد يبرؤ بالقدح وَيَنْبَغِي قبل الْقدح أَن تَأمر بتغميض إِحْدَى الْعَينَيْنِ فَإِن لم يَتَّسِع ثقب الْأُخْرَى العليلة لم يتَعَيَّن فِي الْقدح لِأَنَّهُ وَإِن قدح صَالحا لم يبصر لِأَن عِلّة ذهَاب الْبَصَر حِينَئِذٍ لَيست

هِيَ المَاء بل الْعلَّة فِي نفس العصب) الأجوف وَقد يعرض التخيلات الَّتِي فِي ابْتِدَاء المَاء من علل تكون فِي الْمعدة وَيفرق بَينهمَا إِن كَانَ التخيل فِي الْعَينَيْنِ جَمِيعًا مَعًا أَو بِعَين وَاحِدَة وَهل تخايل إِحْدَى الْعَينَيْنِ مثل تخايل الأخرة سَوَاء فَإِنَّهُ إِن كَانَ التخيل فِي إِحْدَى الْعَينَيْنِ أَو كَانَ فيهمَا جَمِيعًا غير متساوي فالعلة فِي الْعين وَإِن كَانَ التخيل فِي الْعَينَيْنِ جَمِيعًا وبالإستواء فيهمَا فالعلة من الْمعدة. وَأَيْضًا سل عَن الْوَقْت فَإِن كَانَ قد مضى ثَلَاثَة أشهر أَو أَرْبَعَة مُنْذُ كَانَ التخيل وَمَعَ ذَلِك لَيست بالحدقة ضباب وَلَا كدر لَكِنَّهَا صَافِيَة فالعلة عَن الْمعدة وَإِن كَانَ لم يمض للتخيل زمَان طَوِيل فَانْظُر هَل التخيل ألف دَائِم أَو يخف فِي بعض الأحيان ويثقل فِي بعض فَإِن دَوَامه دَلِيل المَاء وسكونه وَخِفته وقتا بعد وَقت دَلِيل ألم الْمعدة وخاصة إِن كَانَ هيجانه عِنْد التخم وسكونه عِنْد حسن الأستمراء أَو التَّخْفِيف من الطَّعَام وَإِذا كَانَ مَعَ كَون التخيل يجد صَاحبه فِي معدته لذعاً أَو تقياً الفضلة اللذاعة سكن التخيل فَإِنَّهُ دَلِيل الْمعدة وَإِن كَانَ ينْتَفع بالفيقرا ويسكن ذَلِك التخيل فَذَاك دَلِيل أَنه عَن الْمعدة وَهَذَا الدَّوَاء شفاؤة وَالَّذِي يكون عَن المَاء فَلَا علاج المَاء قَالَ يفرغ الْبدن ثمَّ الرَّأْس ويلطف الْغذَاء وَيسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تقع فِيهَا المرارات وَمَاء الرازيانج والحلتيت وَالْعَسَل ودهن البلسان والفلفل والأشق قَالَ والأدوية النافعة للْمَاء تتَّخذ من المرارات وعصارة الرازيانج والحلتيت وَالْعَسَل ودهن البلسان وَنَحْو ذَلِك وكل هَذِه ينفع من ضعف الْبَصَر من ابْتِدَاء المَاء لِأَنَّهَا تلطف وتسخن وتنقى الْأَعْضَاء الألمة يفرق بَين الخيالات إِذا كَانَت فِي الْعين لإبتداء المَاء وَبَين الكائنة عَن الْمعدة بِأَن الكائنة عَن الْمعدة تكون فِي الْعَينَيْنِ جَمِيعًا على مِثَال وَاحِد وَالَّذِي يخص الْعين لَا يكَاد يجْتَمع لكليهما وَإِن اجْتمع فَلَا يَسْتَوِي حَالهمَا فِيهِ فَإِن كَانَت للخيالات مُدَّة ثَلَاثَة أشهر أَو أَرْبَعَة أشهر وَكَانَت الحدقة مَعَ ذَلِك صَافِيَة نيرة من الضبابة فالعلة عَن الْمعدة وَإِن لم يمض لذَلِك هَذَا الْوَقْت فَانْظُر هَل تِلْكَ الخيالات دائمة مُنْذُ حدثت فَإِن الدائمة تدل على المَاء فِي الْعين وَغير الدائمة على عِلّة الْمعدة وخاصة إِن كَانَ إِذا خف بطنة واستمرء غذائه حسنا لم يحس بهَا وَإِذا كَانَ يحس بهَا بعقب لذع فِي الْمعدة ويسكن عَنْهَا إِذا هُوَ تقيأها على الْمَكَان فَإِن هَذَا وَكيد وتجد قوما لَيست الحدقة مِنْهُم بالطبع صَافِيَة فَلَا تعجل حَتَّى يجْتَمع إِلَى ذَلِك سَائِر الدَّلَائِل وَانْظُر هَل العينان جَمِيعًا على مِثَال وَاحِد فَإِنَّهُ إِذا كَانَ على مِثَال وَاحِد فأجري أَن لَا تكون كدورته من أجل المَاء لَكِن من أجل طبيعتهما وَأَقل غذَاء من يتخيل أَيْضا هَذِه الخيالات وسله بعد استمرائه هَل يرى ذَلِك أَو هَل) نقص مَا رأى فَإِن كَانَ كَذَلِك فَهُوَ عَن الْمعدة وَإِن كَانَ عَن الْمعدة سهل بُرْؤُهُ بِشرب هَذَا الأرياج وجودة ألف استمراء الْغذَاء. انطليس قَالَ المَاء يعرض فِي الْعين يعين عَلَيْهِ برودة المزاج وَبرد الْهَوَاء ورطوبة الْعين وَالَّذِي يقْدَح هُوَ المعتدل الجمود فَأَما الجامد والمترقق جدا فَلَا يقْدَح وَالَّذِي إِذا

غمزت إبهامك على الجفن وحركته وَرفعت الجفن فَلم تره قد تفرق ثمَّ عَاد وَرجع لَكِن بَقِي بِحَالهِ لَا يَتَحَرَّك فَهُوَ جامد قَالَ وَالَّذِي لَونه لون الْحَدِيد والأسرب فَإِنَّهُ معتدل الجمود فليقدح وَأما الَّذِي لَونه مثل الجبسين أَو كلون الْبرد فَإِنَّهُ شَدِيد الجمود فَلَا يقْدَح لي ينظر فِي هَذَا الْكتاب الْمَجْمُوع قَالَ من كَانَ بِعَيْنِه مَاء فَلَا يتقيأ فَإِنَّهُ يجلب إِلَيْهَا مَا بقى مَادَّة. انطليس فِي الْقدح قَالَ يجلس العليل فِي الظل وَفِي مَوضِع يُحَاذِي وَجهه قرص الشَّمْس ويمسك رَأسه ويأمره بِمد حدقته إِلَى الزاوية الْعُظْمَى مَعَ قطر الْميل شَبيه الإلتفات إِلَى الصُّغْرَى قَالَ وَيبعد عَن سَواد الْعين بِقدر طرف المقدح ليَكُون إِذا دَاخل الطّرف كُله إِلَى الْعين بلغ النَّاظر ثمَّ خُذ رحى الرَّأْس فاكبس الْموضع الَّذِي تُرِيدُ أَن تضع عَلَيْهِ المقدح ليصير لَهُ جوبة وَلَا يَزُول رَأس المقدح بِقدر مَا يبلغ الحدقة أَو يحوزها قدر شعيرَة وَلَا يكون أطول من ذَلِك لِأَنَّهُ إِن كَانَت أطول فَشد عَلَيْك شَيْء والأجود ذَلِك زمانات صغر تركبها وتنزعها مَتى شِئْت ثمَّ انكى على المقدح حَتَّى يخرق الملتحم والقرنى فَإِن العنبي ينْدَفع لَهُ وَلَا يخرقه لِأَن عَلَيْهِ لزوجة وَلَيْسَ رَأس المقدح بحاد فَإِذا دخل المقدح فضع على الْعين قطنة وغمّضها حَتَّى تستوي الحدقة ودع المقدح فِي مَوْضِعه ثمَّ افتحها وَانْظُر أَيْن ترى رَأسه فَإِن كَانَ لم يبلغ مَوضِع المَاء فاغمزه قَلِيلا وَإِن كَانَ قد جاوزه فجره إِلَى خلف حَتَّى يكون مَعَ المَاء سَوَاء فَإِذا فعلت ذَلِك فشل أَسْفَل المقدحة قَلِيلا قَلِيلا فَإِن رَأسه ينكبس وَلَا تزَال تفعل ذَلِك بذنب المقدحة على مَا يحْتَاج إِلَيْهِ واقصد أَن تغمر المَاء إِلَى أَسْفَل فَإِن كَانَ عسر أَن يرجع إِذا غمرته فبرده فِي النواحي أَيْن سهل عَلَيْك حَتَّى يبصر من سَاعَته فَإِذا فرغت فضع على الْعين بَيَاض الْبيض ودهن الْورْد ثَلَاثَة أَيَّام وَيكون دَائِما ألف على الْقَفَا ثمَّ بعد ذَلِك اكحله بالشياف الْأَبْيَض لِأَن الْعين لابذ أَن يهيج فَإِذا قدحت فَشد الْعين الَّتِي لَا يقْدَح وَكَذَلِكَ عِنْد النّوم على الْقَفَا شدّ الْعين الْأُخْرَى وينام فِي بَيت مظلم وتعاهده بِالنّظرِ لتعرف حَاله وَانْظُر أَن لَا يهيج بِهِ عطاس وَلَا يتَكَلَّم وَلَا سعال وَلَا تحله إِلَى ثَلَاثَة أَيَّام إِلَّا أَن يحدث أَمر يُوجب ذَلِك فَإِن احتجت أَن تعيد فيع الْقدح فَفِي ذَلِك الثقب بِعَيْنِه لِأَنَّهُ لَا يلتحم) سَرِيعا. قاطيطريون قَالَ جالينوس إِن القادح يحْتَاج أَن يمسك المَاء تَحت المقدحة مُدَّة

طَوِيلَة فِي الْموضع الَّذِي يُرِيد أَن يسْتَقرّ فِيهِ حَتَّى يلتزق بذلك الْموضع التزاقاً عَظِيما. الْعِلَل والأعراض قَالَ إِن ملاك الْقدح وجودته أَن يكون قَلِيل الوجع قَالَ وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون فِي مَوضِع غَالب الضَّوْء وَلَا يُقَابل الشَّمْس على التَّحْقِيق يترادى عَنهُ قَلِيل. قَالَ انطيلس وَقوم بطّوا أَسْفَل الحدقة وأخرجوا المَاء قَالَ وَهَذَا إِنَّمَا يكون فِي المَاء اللَّطِيف وَأما فِي الغليظ فَلَا لِأَن الرُّطُوبَة البيضية تسيل مَعَ ذَلِك المَاء وَقوم ادخُلُوا فِي مَكَان المقدح انبوب زجاج ومصوه فامتصوا الرُّطُوبَة البيضية مَعَه. الاسكندر قَالَ مرَارَة الضبع نافعة لمن نزل فِي عينه المَاء وَكَذَلِكَ مرَارَة الذِّئْب فَإِنَّهَا قَوِيَّة تمر فِيهِ وَفِي جَمِيع الغشاوات فِي الْعين ومرارة النسْر إِذا خلطت مَعَ فرانسيون وَإِن صبَّتْ مرَارَة الأرنب فِي عين من بِهِ المَاء ابرأه قَالَ ومرارة الْكَلْب تَنْفَع لمن فِي عينه لحم ميت وتمنع بَدو نزُول المَاء فِي الْعين وَالْقَدِيم النَّازِل وَالْبَيَاض يَنْفَعهُ عصارة اناغلس مَعَ عسل وزبل الفار جيد للْمَاء. ايشوع بخت قَالَ المَاء الَّذِي يتفرق وَيعود سَرِيعا جدا إِلَى حَاله لَا ينجو فِيهِ الْقدح. ابْن سرابيون قَالَ المَاء يحدث فِي ثقب العنبى بَين الطَّبَقَة العنبية إِلَى الرُّطُوبَة الجليدية. لي قد قَارب الْحق وَقد فَرغْنَا نَحن مَكَان المَاء على التَّحْقِيق ألف قَالَ والصافي النير فَإِنَّهُ يقْدَح والكدر فَلَا قَالَ وَيصْلح لهَذِهِ الْعلَّة فِي الِابْتِدَاء الايارجات الْكِبَار وَنَحْو ذَلِك وَمن الشيافات الاصطفطيقان والغريز والأنفع فِيهَا شياف المرارات وكل مرَارَة إِذا خلطت بالعسل لس شياف المرارات تُؤْخَذ مرَارَة الماعز فَيغسل ويلقى فِيهِ لكل اوقية درهما حلتيت فربيون ويحلان فِي مَاء السذاب ويمزج بِهِ ويشيف فَإِنَّهُ عَجِيب. من كناش مسيح إِذا كَانَت الخيالات ترى من نوع وَاحِد دَائِما فالعلة بجفن الْعين وبالضد. قَالَ إِذا كَانَ المَاء مستحكماً فَلم يبصر العليل لَا بِاللَّيْلِ وَلَا بِالنَّهَارِ وَكَانَ صَحِيحا قوي الْبدن لَيْسَ بِهِ صداع وَلَا سعال وَلَا زكام وَكَانَ مِمَّن يضْبط نَفسه عَن الْغَضَب وَالْحَرَكَة وَالشرَاب وَالْجِمَاع فليقدح وَإِلَّا فَإِن علاجه فضل لِأَنَّهُ إِمَّا أَن يرجع المَاء بِهَذِهِ الْأَسْبَاب الَّتِي ذكرنَا وَإِمَّا أَن يشْتَد وَجَعه لَا سِيمَا إِن كَانَ بِهِ صداع. دَقِيق الباقلى إِذا عجن بِالشرابِ نَافِع من اتساع ثقب الحدقة دياسقوريدوس وجدت فِي) قرابادين عَتيق إِن شياف المرارات نَافِع للانتشار وَرَأَيْت فِي الْجَامِع وَغَيره من الْكتب مَا صَحَّ بِهِ عِنْدِي صِحَة قَوِيَّة أَن الْأَدْوِيَة النافعة لنزول المَاء فِي الْعين هِيَ بِعَينهَا نَافِع للانتشار.

كحل أصبته فِي الْجَامِع ينفع من ابْتِدَاء نزُول المَاء وَابْتِدَاء الانتشار هَكَذَا وصف وَيقوم هَذَا الشياف مقَام شياف المرارات ينفع من الانتشار وينفع مِنْهُ المرارات مُفْردَة إِذا جعلت شيافاً مَعَ مَاء الرازيانج والشهد وَغير ذَلِك وَإِذا كحل بهَا رطبَة والصموغ وَغير ذَلِك من أدوية المَاء. وَهَذِه صفة الْكحل يُؤْخَذ سذاب بري أَو بستاني إِن لم يصب برياً وبورق ارمني وبزر الفجل وصبر وزعفران وملح هندي وخردل وفلفل أسود ثَلَاثَة ثَلَاثَة بزر النانخواه ونوشادر وزنجار من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف وَنوى الهليلج الكابلى محرق وبزر الرازيانج وفلفل أَبيض وزبد الْبَحْر من كل وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم قليمياً الذَّهَب ومرقشيشا ونحاس محرق ألف وحضض خَمْسَة خَمْسَة فراخ الخطاطيف المحرقة ونوشادر وقشور الغرب وَمَاء الغرب من كل وَاحِد عشرَة عشرَة دَرَاهِم مرستة دَرَاهِم فلفل ثَلَاثَة وَنصف شونيز ثَلَاثَة وَنصف توتيا هندي ثَلَاثَة وَنصف تسْتَحقّ هَذِه الْأَدْوِيَة بِمَاء السذاب المعصور وَمَاء الفجل وَمَاء الرازيانج يسحق بِهَذِهِ اسبوعاً سحقاً نَاعِمًا ثمَّ يشيف ويجفف فِي الظل ويكتحل بِهِ على الرِّيق وَعند النّوم كل يَوْم وَلَا يكتحل بِهِ على الشِّبَع فَإِنَّهُ نَافِع غَايَة الْمَنْفَعَة. اسْتِخْرَاج جيد يُؤْخَذ فربيون وحلتيت وزنجبيل وفلفل وبردى محرق فيسحق بمرارة شبوط وَيجْعَل شيافاً ويكتحل بِهِ بِمَاء السذاب للانتشار جيد بَالغ أَو خُذ فلفلاً منخولاً بالنفض فِي طاقات حَرِير جُزْءا فربيون نصف جُزْء فاعمل شيافاً بمرارة الماعز وَاتخذ من الفلفل وَحده مَعَ المرارة واكتحل بِهِ بِمَاء السذاب وَمَاء الرازيانج فَإِنَّهُ نَافِع لي أصبت فِي بعض الْكتب إِن ثَمَرَة سوى لِأَنَّهُ فِي الثَّالِثَة من اليبس تَنْفَع من الانتشار وَلم اعْلَم مَا هَذِه الثَّمَرَة وَلَكِن هُوَ شَاهد على أَن الانتشار من الرُّطُوبَة لي الْأَدْوِيَة القابضة نافعة جَيِّدَة للانتشار إِذا لم تكن بَارِدَة وَكلهَا يصلب اللَّحْم وَلذَلِك ارى أَن الاكتحال بالملح الاندراني خير مَا يكون لهَذِهِ الْعلَّة وَكَذَلِكَ الشبت والاكتحال الْمَعْمُول من القاقيا وَنَحْوه شياف المرارات يُؤْخَذ مرَارَة الشبوط ومرارة نسر ومرارة الجداة بِالسَّوِيَّةِ مجففاً ويعجن بِمَاء الرازيانج المغلي المروق وَيجْعَل شيافاً. شياف لي يُؤْخَذ مرَارَة التيس الْجبلي أَو الأهلي إِن لم يصب فجففه ثمَّ اعجنه بِمَاء الرازيانج) المغلي المروق وَتجْعَل شيافاً.

قَالَ جالينوس فِي كتاب الْفُصُول إِن الْعين إِذا عدمت الْغذَاء وجفت ضَاقَتْ حدقتها والرطوبات مَتى كَانَت معتدلة مددت الحدقة باعتدال وَإِذا افرطت مددتها تمديداً شَدِيدا وَاسِعًا رديا. بختيشوع ورق سطوى وَهُوَ نوع من الهندبا نَافِع الانتشار من ضَرْبَة. حنين للانتشار يكون إِمَّا بِسَبَب باد وَإِمَّا من ضَرْبَة أَو سقطة فإمَّا الَّذِي يعرض ألف من ضَرْبَة فَإِنَّهُ مرض حاد يكون من رم يعرض فِي العنبة وَأما الَّذِي يكون بِسَبَب باد فَمَرض مزمن وَأكْثر مَا يعرض للنِّسَاء وَالصبيان وَأكْثر من يُصِيبهُ لَا يبصر شَيْئا وَإِن أبْصر فقليلاً وَيكون كلما يبصره اصغر مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ. شياف المرارات تؤذ مرَارَة السبَاع والطيور وَدم الحرذون وخطاطيف محرقة وسلخ الأفعى وزنجبيل وفلفل أَبيض يتَّخذ شيافاً بِمَاء الرازيانج وَيحك على خشب آبنوس ويكتحل بِهِ لبدّو المَاء. من الْعِلَل والأعراض وَكتاب الْعين ثقب العنبي يَتَّسِع ويضيق واتساعه يكون إِمَّا من الْخلقَة أَو يكون عارضاً والعارض يكون إِمَّا لِكَثْرَة الرُّطُوبَة البيضية الَّتِي فِي جَوْفه فتمدده تمديداً شَدِيدا فتتسع لذَلِك ثقبته وَهَذَا اتساع بِالْعرضِ وَإِمَّا لِأَن يُخَفف نفس العنبية فيتمدد ثقبتها وَهَذَا اتساع بالجوهر يخص العنبي لَا بِالْعرضِ وَإِمَّا ضيق الثقب فَيكون إِمَّا من الْخلقَة وَإِمَّا عارضاً فإمَّا الْعَارِض فَمِنْهُ بالجوهر وَهُوَ أَن يسترخي العنبي من رُطُوبَة تغلب عَلَيْهِ وَإِمَّا بِالْعرضِ وَهُوَ أَن تقل الرُّطُوبَة البيضية فَلَا تمددها فيتضايق لذَلِك الثقب لي رئينا هَذَا فِي آخر يحدث عَنهُ عدم الْبَصَر لليبس والرطوبة وَإِمَّا لسدة فِي الْعصبَة فاستدل عَلَيْهَا من أَنه يحدث فِي الْموضع ثقل دَفعه لي رَأَيْت فِي هَذَا هُوَ أَن الثقب الَّذِي فِي العنبي يَتَّسِع ويضيق لفضل يفعل ذَلِك لَكِن يضيق مرّة حِين يكثر الضَّوْء ويتسع أُخْرَى حِين تقل الْعلَّة الَّتِي نذكرها فِي البحوث الطبيعية وَلَو كَانَ الْأَمر على مَا يَقُول هَؤُلَاءِ أَنه لَا يَتَّسِع ثقب العنبي إِلَّا لرطوبة تمدده أَو ليبس يغلب عَلَيْهِ أَو لمجىء الرّوح الَّذِي فِي الْعين المغمضة إِلَيْهِ لم يَتَّسِع فِي الظلمَة وَلكنه يضيق فِي الضَّوْء لي سل أبدا فِي هَذِه لعلل عَن التَّدْبِير الْمُتَقَدّم والمزاج وعالج بِحَسب ذَلِك وعالج ضيق الحدقة بِمَا يرطب ويحلل ويرخي كاللبن فِي الْعين والسعوط والأشياء المرطبة وَالْحمام وَالشرَاب والانتشار بالضد من هَذَا العلاج.) قَالَ جالينوس ضيق الحدقة إِذا كَانَ خلقَة كَانَ سَببا لحدة الْبَصَر وَإِذا كَانَ حَادِثا ردياً جدا لِأَن هَذَا يكون من نُقْصَان الرُّطُوبَة قَالَ ذَلِك جالينوس فِي الْعِلَل والأعراض

قَالَ ألف وَأما ضيق الحدقة الْحَادِث بِسَبَب رُطُوبَة العنبي واسترخائه فَإِنَّهُ أسهل مداواة لِأَن تيبيس المرطب أسهل من ترطي الْيَابِس. لي لَيْسَ جالينوس هَاهُنَا كَلَام مُنْتَظم وَذَلِكَ إِن ضيق الحدقة يكون سَببا لحدة الْبَصَر وَإِنَّمَا يكون ردياً إِذا كَانَ من يبس فَإِذا كَانَ من رُطُوبَة يجب أَن لَا يضر بالبصر بل يزِيد فِيهِ. ايشوع بخت قَالَ إِذا ضَاقَتْ الحدقة رأى صَاحبهَا الْأَشْيَاء كَأَنَّهَا أكبر مِمَّا هِيَ وينفعه حب القوقايا وصب المَاء الْحَار على الْوَجْه وَالرَّأْس والعينين والافاوية المسخنة وَيسْتَعْمل لَهُ هَذَا الشياف جاوشير دِرْهَم رماد الخطاطيف أَرْبَعَة دَرَاهِم زنجار دِرْهَم يتَّخذ شيافاً لي اتساع الحدقة عندنَا استرخاء وضيقها تشنج وعَلى حسب ذَلِك يجب أَن يكون التَّدْبِير. كمل الْبَاب فِي المَاء والانتشار ويتلوه.

الباب السادس

(الْبَاب السَّادِس) (ضعف الْبَصَر) (ونقصانه الْبَتَّةَ وشكل الْعين بِحَالِهَا) وَحفظ الْبَصَر وتحديده والأشياء الَّتِي تضعف الْبَصَر وَمن يبصر بعيد وَلَا يبصر من قريب أَو من يبصر من قريب وَلَا يبصر من بعيد وَمن يرى فِيمَا يرى كوَّة أَو يرَاهُ أَصْغَر أَو يرَاهُ أكبر أَو يرَاهُ بِغَيْر لَونه وَالْعشَاء والروزكور. الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض الآلمة قَالَ جالينوس مَتى كَانَت الْعين لَا ترى فِيهَا آفَة وَالْبَصَر مَفْقُود فالآفة فِي الْعصبَة المجوفة إِمَّا لورم وَإِمَّا لصلابة وَإِمَّا لسدة وَإِمَّا لسوء مزاج ماّ لي قد أجمع النَّاس عى أَن أكل الْملح الْكثير يضعف الْبَصَر وَرَأى ذَلِك لتجفيفه فَقَط فَإِنَّهُ لأَصْحَاب الْأَبدَان الرّطبَة لَا يتَبَيَّن ضَرَره وَأَجْمعُوا على أَن الْجِمَاع يضعف الْبَصَر وَالْأَمر فِيهِ كَالْأولِ عِنْدِي. من الْمقَالة الرَّابِعَة من جَوَامِع حِيلَة البرؤ قَالَ الآفة تحدث بالبصر وشكله بِحَالهِ إِمَّا بِسَبَب العصب وَإِمَّا بِسَبَب الرّوح ألف الباصر والعصب تناله الآفة إِمَّا لورم وَإِمَّا لسوء مزاج) ويستدل على كَون الورم الْحَار فِي العصب المجوف بالضربان والحمرة والثقل مَعَ فقد الْبَصَر وَأما الورم الْحَادِث عَن البلغم والحادث عَن السَّوْدَاء فالثقل وَعدم الْحَرَارَة وَيفرق بَيْنَمَا بطول الْوَقْت وَذَلِكَ لِأَن الورم الصلب لَا يكون إِلَّا فِي مُدَّة طَوِيلَة قَلِيلا قَلِيلا ويستدل على سوء المزاج الْحَار فِي العصب باللهب الشَّديد فِي الْعين مَعَ عدم الْبَصَر وَأما اليبس والرطوبة فَإِن يحدث فِي الْأَسْنَان فَيحدث عدم الْبَصَر لليبس فِي الْمَشَايِخ وللرطوبة فِي الصّبيان وَإِمَّا لسدة فِي الْعصبَة فاستدل عَلَيْهَا من أَنه يحدث فِي الْموضع ثقل دفْعَة.

الْمقَالة لرابعة من الْعِلَل والأعراض قَالَ كثير مِمَّن استقصى النّظر إِلَى لشمس عِنْد الْكُسُوف إِمَّا أَن ذهبت أَبْصَارهم الْبَتَّةَ وَإِمَّا ضعفت ضعفا شَدِيدا لابثاً قَالَ إِذا كَانَ مَعَ فقد الْبَصَر ضَرَر فِي سَائِر الْحَواس فالآفة فِي الدِّمَاغ وَإِذا لم يكن ذَلِك فالآفة قد يُمكن أَن تكون فِي الْعصبَة المجوفة إِمَّا سدة وتمحنه بتغميض إِحْدَى الْعَينَيْنِ وبالنقلة من الجو النيّر إِلَى الظُّلم وَقد يكون من نقص القرنية وتكمّشها ويبسها وصلابتها ضعف الْبَصَر وَذَلِكَ يعرض للمشايخ كثيرا أَو قد يعرض للشبان أَيْضا فَإِن كَانَ مَعَ ضيق الحدقة فالآفة يبس فِي هَذِه الطَّبَقَة وَحدهَا كَمَا يكون فِي الشيخوخة وعلاجه الترطيب وَفتح الْعين فِي المَاء الفاتر العذب والأغذية المرطبة وَنَحْو ذَلِك. الثَّالِثَة من الميامر قَالَ يخلط بالأدوية الحادة الَّتِي تتَّخذ لِلْبَصَرِ من الْأَدْوِيَة القوية الْقَبْض جدا شَيْئا ليقوى جَوْهَر الْعين ويفسده فيقوى فعله لي هَذَا تركيب الدَّوَاء الْمُتَّخذ من زنجبيل ونوشادر وفلفل وهليلج يحفظ. قَالَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تمنع أَن يحدث فِي الْعين عِلّة هِيَ الَّتِي تمنع الرطوبات أَن تسيل إِلَيْهَا وَإِن جلّ أمراض الْعين لسيلان الرطوبات إِلَيْهَا فَإِنِّي وجدت أفضل هَذِه بالتجربة نَفسهَا وأفضلها الَّذِي اتخذته انا بِالْحجرِ الافروجي وَصفته فِي ألف الثَّالِثَة من الميامر لي وَإِمَّا نَحن فنعتاض عَنهُ بالتوتيا والكحل والشادنة والروسختج والقليميا يجود عَملهَا بالسحق ويمر على الجفن بالميل فَإِنَّهُ فِي غَايَة اليبس وَيَنْبَغِي أَن يسْقِي مَاء قشور الرُّمَّان بثفله ويعجن بِهِ ثمَّ يسحق وَيرْفَع إِن شَاءَ الله فَإِن هَذَا إِذا كحل بِهِ لم يدع أَن يرطب الْعين وَلَا يدمن فَإِنَّهُ يجففها جدا وينثر الأجفان وَرَأَيْت الْإِجْمَاع وَاقعا على أَن دهن البلسان يحد الْبَصَر ويحفظ عَلَيْهِ صِحَة إِذا وَقع فِي الأشياف. لضعف الْبَصَر مرَارَة الْحُبَارَى مَعَ عصارة فراسبون وَعسل فائق يبزىء ضعف الْبَصَر سَرِيعا أَو يكحل بالمر والفلفل بِالسَّوِيَّةِ يَجْعَل شيافاً وَيسْتَعْمل أَو يُؤْخَذ زعفران وفلفل ويعالج بِهِ مَعَ) مرَارَة الثور. الْمقَالة الْعَاشِرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ الشُّيُوخ ينقص مِنْهُم الصفاق الْقَرنِي فَيكون ذَلِك سَببا

الطبرى كَثْرَة الْبكاء يضعف الْبَصَر ويولد سبل الْعين الْيَهُودِيّ من بعض كتب الْهِنْد قَالَ يَنْبَغِي فِي حفظ صِحَة الْعين أَن يكحل بالحضض فِي كل جُمُعَة مرّة فَإِنَّهُ يجلب مَا فِيهَا من غلظ الرطوبات لي اهرن إِذا رَأَيْت الْبَصَر مفقوداً وشكل الْعين بِحَالهِ لَا يُنكر فَانْظُر فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك آفَة أُخْرَى فِي الْحَواس الآخر فالعلة فِي الدِّمَاغ وَإِلَّا فالعلة فِي العصبتين المجوفتين وَإِن كَانَت سدة فِي الْعصبَة لم يَتَّسِع النَّاظر فِي حَال التغميض الْأُخْرَى. ماسرجويه قَالَ فعل إِلَّا قليميا والتوتيا وتحوه من الْأَدْوِيَة يجفف البلة وَالْعين وَكَذَلِكَ السرطان البحري والكحل والشادنة وَنَحْوهَا والمرقشيثا والؤلؤ والصدف. من اختياران الْكِنْدِيّ كحل يحفظ الْبَصَر ويحده يُؤْخَذ توتيا فَيغسل بِالْمَاءِ سبع مَرَّات ثمَّ يُوزن مِنْهُ بعد أَن يجِف خَمْسَة مَثَاقِيل وَمن الْكحل والمرقشيثا مغسولين مرّة أَو مرَّتَيْنِ مثقالين يجمع ويسحق بِالْمَاءِ ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم سَاعَة ثمَّ يسْقِي مَاء مرزنجوش مروق بالنَّار ثمَّ يَجْعَل مَعَه مِثْقَال سك وَنصف دانق كافور ويسحق نعما وَيرْفَع فَإِن عَجِيب. بولس قَالَ اسْتعْمل فِي ضعف الْبَصَر وكلا لَهُ الفصد من الْمرْفق ثمَّ من الماق ألف والعلق

على الأصداغ ودلك الْأَطْرَاف وَإِذا طَال الزَّمَان فاستمل العطوسات والقيىء على الرِّيق والأكحال الْمَعْرُوفَة لذَلِك بعده كالمرارات أَو الْعَسَل والرازيانج والفلفل وَنَحْوهَا. مَجْهُول قَالَ إِن كَانَ امْتنَاع الْبَصَر عَن الدِّمَاغ فَإِن صَاحبه يجد صداعاً ودوياً وطنيناً فِي الرَّأْس وَيكون قد تقدم ذَلِك سَبَب من ضَرْبَة وَغَيره وَإِن كَانَ فِي الْآلَة الَّتِي ينبعث فِيهَا النُّور فَإِن دَلِيل ذَلِك إِن لَا يَتَّسِع إِحْدَى الحدقتين فِي حَال التغميض وَإِن لم يكن لَا هَذَا وَلَا الأول فالعلة فِي سَائِر آلَات الْعين فَحِينَئِذٍ فَانْظُر فِي حَال الثقب وَسَائِر الْآلَات قَالَ فإمَّا ضعف الْبَصَر الْكَائِن من بدوّ مَاء وانتشار غَيره فانفع الْأَشْيَاء كحل المرارات وَشرب الايارجات وَترك الطَّعَام الغليظ فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك صداع فَانْظُر فَإِن كَانَ من الْقَفَا فاكو اخدعيه وَإِن كَانَ من الْمُقدم فسل شريان صدغيه قإن ذَلِك يثبت بَصَره بِحَالهِ لي الْأَشْيَاء الَّتِي تضعف الْبَصَر الشبت والكرنب والعدس والبادروج وَالْملح واللحوم الغليظة والخل والحجامة وَالْجِمَاع حصن من اختياراته صفته برود الرُّمَّان الَّذِي يُسمى جلاء عُيُون النقاشين يُؤْخَذ رمان حُلْو) ورمان حامض صَادِق الحموضة فيعصران بِالْيَدِ فِي عصارة نظيف وَتجْعَل كل وَاحِد على حِدته فِي قنية وَيجْعَل فِي الشَّمْس مشدود الرَّأْس من أول خيزران إِلَى آخر آب ويصفى كل شهر من الثفل ويرمى بالثفل ثمَّ يجمعان بِالسَّوِيَّةِ بعد ذَلِك وَيُؤْخَذ لكل رَطْل مِنْهُمَا صَبر وفلفل ونوشادر دِرْهَم دِرْهَم من كل وَاحِد برطل من مَاء الرمانين فينعم سحقه ويطرح فِيهِ وَيرْفَع فَإِنَّهُ كلما عتق كَانَ أَجود ويكتحل بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب. بولس برود يحفظ الْعين وَيحد الْبَصَر يسحق التوتيا بِمَاء المرزنجوش اسبوعاً ثمَّ يتْرك يجِف ويسحق وَيسْتَعْمل. شياف لنقوش الْمَنْسُوب إِلَى حِدة الْبَصَر يُؤْخَذ سكبينج وجاوشير وملح اندراني وزنجار وفلفل أَبيض وحلتيت ودهن البلسان ومرارة الثور وَدَار فلفل وزنجبيل يجمع ألف الْجَمِيع بعصير الرازيانج. اريباسيس قَالَ مِمَّا يحفظ الْبَصَر لِئَلَّا يظلم أَن يغوص الْإِنْسَان فِي مَاء بَارِد فِي الصَّيف وَيفتح عينه فِيهِ مُدَّة طَوِيلَة فَإِنَّهُ يُفِيد الْعين ضِيَاء كثيرا ويدمن قِرَاءَة الْكتب فَإِنَّهُ يُفِيد الْبَصَر قُوَّة ويدع الشَّرَاب لغليظ الحلو خَاصَّة والأغذية الَّتِي يطول لبثها فِي فَم الْمعدة والعسرة الهضم وَالَّتِي تولد اخلاطا غَلِيظَة وَالَّتِي يبخر إِلَى الرَّأْس كالبصل والكراث والجرجير وَنَحْوهَا وَلَا يستلقي على الْقَفَا مُدَّة طَوِيلَة ويحذر الرِّيَاح الشمالية أَن يسْتَقْبل عينه وَالْبرد

والثلج وَالدُّخَان وَالْغُبَار ويقطر فِي عينه كل يَوْم قطرات بنقيع الرازيانج ينقع الرازيانج طرياً فِي مَاء الْمَطَر فِي زجاجة وَيتْرك أَيَّامًا ثمَّ يصفى ويقطر من فِي الْعين. ابْن طلاؤس قَالَ لضعف بصر الْمَشَايِخ يدلك الْأَطْرَاف ويدام مشط لرأس وَيشْرب شراب الافسنتين قبل الطَّعَام وسكنجبين العنصل ويعطس ويغرغر بالعسل والخردل. الساهر لحدة الْبَصَر مَا اتخذته لنَفْسي فانتفعت بِهِ عصرت مَاء الرُّمَّان المز واغليته حَتَّى ذهب النّصْف ثمَّ القيت نضعه عَلَيْهِ منزوع الرغوة واغليته حَتَّى اخْتَلَط وَغلظ وَجَعَلته فِي الشَّمْس عشْرين يَوْمًا ثمَّ اكتحلت مِنْهُ فاضاء بصرى. آخر فائق مَاء الرُّمَّان الحامض وَمَاء الرازيانج المعصور ومرارة الْبَقر وَالْعَسَل بِالسَّوِيَّةِ وَيجمع وَينْزع رغوته ويكتحل بِهِ. لي شياف لحدة لبصر يُؤْخَذ مرَارَة الْبَقر مجففاً وَدَار فلفل وهليلج وتوتيا يجمع بِمَاء الرازيانج) وَيجْعَل شيافاً وَيحك بِهِ ويكتحل بِهِ إِن شَاءَ الله. آخر باسليقون أَبُو السدى يُؤْخَذ هليلج أصفر وزنجبيل خَمْسَة خَمْسَة فلفل أَبيض دِرْهَمَانِ نوشادر دِرْهَم هَذَا عَجِيب جدا. لظلمة الْبَصَر والدمعة مَجْهُول لظلمة الْبَصَر الَّذِي يصعب عَلَيْهِ قِرَاءَة نقش الْخَاتم مَاء البصل وَعسل يكتحل بِهِ. التَّذْكِرَة لظلمة الْبَصَر يكتحل بالوج والدارصيني وعود البلسان وحبه واللؤلؤ والمر واللبان والقنطوريون الدَّقِيق والفلفل والزنجبيل وَمَاء الرازيانج وَمَاء الغرب وَمَاء الفجل والدارفلفل والحلتيت إِن اكتحل ألف بِهِ أَو أكل مِنْهُ يحد الْبَصَر وَأكل الفجل والاكتحال بِهِ والقطران ودهن البلسان وفراخ الخطاطيف المحرقة وَمَاء البصل وَعسل وَمَاء الْخَرْدَل الرطب والافسنتين وَمَاء الحاشا والجاوشير لي الاكحال الَّتِي تحفظ الْبَصَر تؤلف من الْأَحْجَار الْيَابِسَة مثل الْكحل والتوتيا والمرقشيثا والبسد والشادنة والسرطان البحري تربى بِمَاء الْمَطَر ثمَّ يلقى عَلَيْهَا من السنبل والساذج الْهِنْدِيّ وَالصَّبْر شَيْئا قَلِيلا ويكتحل بِهِ ويربى فِي الصَّيف بِمَاء ورد وَإِن أردْت أَن يحد الْبَصَر فبماء الرازيانج والسذاب

وللتحفظ من الرمد يكتحل بِمَاء الحصرم والسماق. كحل يحفظ الْعين من الرمد الحزازة وَهُوَ من اكحال الصَّيف سرطان بحري وشادنة ولؤلؤ ثَلَاثَة ثَلَاثَة نشا دِرْهَمَانِ وَنصف اسفيداج الرصاص دِرْهَمَانِ بزر الْورْد ثَلَاثَة دَرَاهِم شياف ماميثا دِرْهَم رب الحصم دِرْهَم كافور دِرْهَم توبال الْأَحْجَار بِمَاء الْورْد ثمَّ يجمع مَعَ الآخر ويسحق بِمَاء الْورْد ويكحل بِهِ فِي الصَّيف بِأَن يغمس الْميل فِي مَاء ورد فِي الشتَاء بِمَاء بَارِد. روفس إِلَى لعوام قَالَ ضعف الْبَصَر الْحَادِث عَن النّظر إِلَى الشَّمْس يشفيه النّوم الطَّوِيل وَالشرَاب وَقَالَ إِذا أَرَادَ أَن يحدث بالبصر ضعف فعلامته تبدء الْعين تظلم وَتَكون اشفار الْعين متفننة الألوان مثل قَوس قزَح وَيرى بَين يَدَيْهِ بريقاً فَهَذَا ينذر لضعف يُرِيد أَن يحدث فِي الْبَصَر فَيجب أَن يبْدَأ بتقنية الْبدن وَإِصْلَاح الْغذَاء. من كتاب حنين قَالَ إِذا بَطل الْبَصَر أَو نقص من غير أَن يكون فِي أَسْفَل العي آفَة ظَاهِرَة فَإِن ذَلِك من أجل الْعصبَة المجوفة وَإِمَّا من أجل الدِّمَاغ. وأمراض الْعصبَة إِمَّا من سوء مزاج وَإِمَّا من ورم أَو سدة أَو ضغطة أَو انحلال فَرد مثل هتك يعرض لَهَا فَإِذا رَأَيْت قد ذهب الْبَصَر وَالْعين) بِحَالِهَا فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي الرَّأْس مَعَ ذَلِك ثقل وخاصة فِي عمقه وَمَا يَلِي قَعْر الْعين فَاعْلَم أَن رُطُوبَة كَثِيرَة سَالَتْ إِلَى عصبَة الْعين فضغطتها أَو ورمتها فَإِن خبّر العليل بِأَنَّهُ كَانَ أَولا يتخيل التخيلات الَّتِي يتخيلها صَاحب المَاء ثمَّ ذهب بَصَره وَلَيْسَ فِي شكل الْعين آفَة وَلَا بِهِ ثقل فِي قَعْر الْعين وَلَا الرَّأْس فَاعْلَم أَن علته من سدة فِي العصب ويستدل على السدة أَيْضا بتغميض إِحْدَى لعينين وَلَا يَتَّسِع الْأُخْرَى وَلم يُعْط عَلَامَات الْأُخْرَى وَيَنْبَغِي أَن يُعْطي عَلَيْهَا عَلَامَات قَالَ فَإِن ذهب الْبَصَر ألف بعقب سقطة أَو ضَرْبَة أَو قيىء شَدِيد وَكَانَت الْعين ثبتَتْ أَولا ثمَّ أَنَّهَا غارت بعد فَاعْلَم أَن الْعصبَة انهتكت قَالَ وَإِن رَأَيْت من يبصر من قريب وَلَا يرى من بعيد أَو يرى مَا صغر وَلَا يرى مَا كبر فَإِن ذَلِك لضعف الرّوح الَّذِي ينبعث من الدِّمَاغ فَإِن رَأَيْت بضد ذَلِك حَتَّى يرى من بعيد وَلَا يرى من قريب من مثل مَا يعرض للمشايخ أَو يرى بِالنَّهَارِ وَلَا يرى بِاللَّيْلِ علمت أَن ذَلِك لغلظ الرّوح النفساني وَكَثْرَة الفضول المخالطة لَهُ فِي ضعف الْبَصَر خَاصَّة يخرج الدَّم من الْعُرُوق الَّتِي فِي المأقين ويطرح العلق فِي الصدغين لي يَنْبَغِي أَن يحذر فِي أَي نوع من ضعف الْبَصَر هَذَا وَقَالَ وينفع من ظلمَة الْبَصَر والسدة الباسليقون وَهُوَ الْمُؤلف من القلتقار والنحاس المحرق والزنجار والفلفل والزنجبيل والسنبل وبماء الرازيانح لي هَذَا جيد فاعمل عَلَيْهِ وَيُزَاد كافور قَلِيل وَالَّتِي تحفظ الْعين وتمنع التجلب مِنْهُمَا تتَّخذ بِالْحجرِ الافروجي أَو بالاثمد أَو بالقليميا وَالصَّبْر والماميثا والزعفران والانزروت قَالَ وَلَا يسْتَعْمل الباسليقون وَنَحْوه من الْأَدْوِيَة الحادة وَالرَّأْس ممتل والهواء جنوبي وَلَا فِي صميم الصَّيف والشتاء ويقطر ابدا فِي بعدة لبن ليسكن لذعه.

ابْن ماسويه فِي المنقية قَالَ الَّتِي تظلم الْبَصَر ان ادهنت الخس إِذا كثر مِنْهُ والعدس والبادروج والكراث النبطى والشامي. ولحدة الْبَصَر يكحل العليل بِمَاء البادروج وَشَيْء من جاوشير. قَالَ وَالزَّيْتُون النضيج يضر لِلْبَصَرِ. قريطن كحل عَجِيب لسُقُوط الْأَشْعَار وَحفظ صِحَة الْبَصَر والدمعة يُؤْخَذ قليميا فَيدق دقاً جريشاً ويعجن إِن أردْت حفظ حِدة الْبَصَر بشحم الأفاعي وَإِن أردْت حفظهَا خَاصَّة فبعسل وَاجْعَلْهَا فِي كوز واحرقه حَتَّى لَا يرى دخاناً يخرج من الثقب الْبَتَّةَ فَإِذا لم يخرج من الثقب الدُّخان فاقلع الطَّبَق ورش عَلَيْهِ الْمَطْبُوخ واسحقه سحقاً نَاعِمًا وَخذ مِنْهُ جُزْءا وروسختجا وكحلاً ولازوردا نصفا نصفا فاجعله كحلاً ألف فَإِنَّهُ عَجِيب.) من كتاب ينْسب إِلَى جالينوس فِي سياسة الصِّحَّة قَالَ يحفظ على الْعين صِحَّتهَا وَيمْنَع النَّوَازِل إِلَيْهَا أَن يداف الحضض بِالْمَاءِ ويقطر مِنْهُ فَإِن يمْنَع الْعين من قبُول الْموَاد وَيفْعل مثل ذَلِك الأشياف الَّذِي تهَيَّأ من السنبل والحضض جدا وَقَالَ ويضر بالبصر السكر الدَّائِم والباه وَالشرَاب الحلو والأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء والبطيئة النضج والمصدعة والمهيجة للباه والحريفة والسوداوية وَمن كَانَ بِهِ مَعَ ضعف الْبَصَر ثقل الرَّأْس فَليخْرجْ الدَّم ن الْجَبْهَة أَو الْأنف أَو الآماق وَكَثْرَة النّوم والسهر يضر بِالْعينِ وَيسْتَعْمل يصره فِي الْقِرَاءَة وَالنَّظَر فِي نقوش الْخَوَاتِم فَإِن ذَلِك لَهُ رياضة ولابد من النّظر إِلَى شَيْء مُدَّة طَوِيلَة كالمبهوت وَينظر إِلَى أَشْيَاء مُخْتَلفَة ويدلك عينه إِذا قَامَ من النّوم دلكا رَفِيقًا وينفع فِي بعض الْأَحْوَال اسْتِعْمَال الاكحال الحادة الَّتِي يحدر الدُّمُوع فَإِنَّهَا تجلو عينه وَتخرج الرطوبات ويدام لين الْبَطن وَلَا يكثر اسْتِعْمَالهَا. شَابُور كحل الساذج الْحَافِظ للعين المقوي لَهَا اثمد سِتَّة توتيا أَرْبَعَة قليميا

دِرْهَمَانِ بسد مثله لُؤْلُؤ نصف دِرْهَم زعفران نصف دِرْهَم مسك قِيرَاط ساذج هندي دِرْهَم ينعم سحقه وتستعمل هَذِه الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة تسحق بِالْمَاءِ فِي الهاون أَيَّامًا ثمَّ تجفف وتلقى عَلَيْهَا إِن شَاءَ الله. دَوَاء الْكَاتِب كحل يحفظ الْعين صِحَّتهَا وينشف البلة ويضيء الْعين شياف ماميثا وبزر الْورْد من كل وَاحِد دِرْهَم هليلج أصفر نصف دِرْهَم عصارة الحصرم دِرْهَم كحل مربى بِمَاء الْمَطَر السَّابِعَة من آراء بقراط وفلاطن قَالَ فِيهِ قولا أوجب أَن السدة هُوَ أَن لَا يَتَّسِع إِحْدَى الناظرين وَلَا يضيق بتغميض الْأُخْرَى وَفتحهَا من غير أَن يكون قد اتَّسع أَو ضَاقَ بل هُوَ حَافظ لشكله. من قرابادين شَابُور الْكَبِير كحل يحفظ الْعين ويقويه وَيقطع الدمعة جيد بَالغ وَهُوَ الدمعة عجيبب ينقع الأثمد فِي مَاء الْمَطَر احدا وَعشْرين لَيْلَة ألف أَو المَاء الَّذِي يقطر تَحت الْحبّ ثمَّ خُذ مِنْهُ عشْرين درهما ومرقشيثا ثَمَانِيَة دَرَاهِم وتوتيا أَخْضَر وقليميا من كل وَاحِد اثْنَتَيْ عشر درهما لُؤْلُؤ صغَار دِرْهَمَانِ مسك دانق كافور دانقان زعفران دانقان ساذج من كل دِرْهَم يسحق الأثمد والمرقشيثا والتوتيا واللؤلؤ بِمَاء الْمَطَر ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْيَوْم عشر مَرَّات يسحق وَيتْرك حَتَّى يجِف ثمَّ يسحق وتلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة بحريرة ويعاد عَلَيْهِ السحق جيدا وَيرْفَع ويكحل بالعشيات والغدوات جيد بَالغ. لحدة الْبَصَر اريباسيوس قَالَ يلقى رازيانج طرى فِي إِنَاء زجاج وَيتْرك فِيهِ اسبوعا ثمَّ يقطر مِنْهُ فِي الْعين كل يَوْم غدْوَة وَعَشِيَّة أَرْبَعِينَ يَوْمًا ويلطف غذاؤه.) من سياسة الصِّحَّة قَالَ من عرض لَهُ من الباقهين ضعف الْبَصَر فَلَا يكحله بل أكبه على مَاء حَار مَرَّات وَمرَّة أَن يمشي فِي الْبَسَاتِين لي أتيت بصبي كَانَ بِهِ قرانيطس فبرأ مِنْهُ كَانَ لَا يبصر الْبَتَّةَ وحدقته لَا قلبة بهَا صافيتين نقيتين لَا وَاسِعَة وَلَا ضيقَة فأشرت عَلَيْهِ أَن ينطل رَأسه لي على مَا رَأَيْت فِي المعجونات معجون يحد الْبَصَر غَايَة الحدة زنجبيل وَوَج وايارج فيقرا أجزاءه سَوَاء حليتت ربع جُزْء ويعجن بِمَاء الرازيانج الرطب أَو طبيخ بزره وَعسل يسْتَعْمل دَائِما قدر بندقة كل يَوْم جيد للانتشار وَابْتِدَاء المَاء وظلمة الْبَصَر.

جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ الطَّبَقَة القرنية إِن رطبت فَوق حَدهَا ضعف الْبَصَر وَصَارَ كدرا وَإِن يَبِسَتْ نقصت وَنقص الْبَصَر كالحال عِنْد الشيخوخة لي ينفع من الأول كحل المرارات وعلامته أَن يرى الْأَشْيَاء كَأَنَّهَا فِي ضباب من غير أَن تكون حدقته كدرة وَالثَّانِي يكون لون القرنى قَلِيل المَاء لِأَنَّهُ لَا يستبين فِيهِ انسانك إِذا نظرت فِيهِ الأبكد وعلاجه الترطيب. عصارة الكمون الْبري يجيد الْبَصَر وَيخرج مِنْهُ رطوبات كَثِيرَة عَجِيبَة فِي ذَلِك. دياسقوريدوس عصارة البصل عَجِيبَة ألف إِذا اكتحل بهَا فِي تَحْدِيد الْبَصَر الَّذِي أفسدته رطوبات غَلِيظَة عصارة الفراسيون ويكحل بِهِ فَيحد الْبَصَر جدا السكبينج ابلغ الْأَدْوِيَة فِي تَحْدِيد الْبَصَر الَّذِي فِيهِ ضعف عَن أخلاط غَلِيظَة. حنين التوتيا المغسول أَشد تجفيفاً من سَائِر الْأَدْوِيَة وَلَا يلذع فَهُوَ لذَلِك نَافِع جيد لمنع الْموَاد إِلَى الْعين وتقوية الْعين لي اعْتمد عَلَيْهِ بدل حجر افروجي الْكحل قد جمع إِلَى التجفيف قبضا فَهُوَ لذَلِك جيد بَالغ لمنع الْموَاد عَن الْعين ودهن البلسان إِن اكتحل بِهِ اُحْدُ الْبَصَر. والآبنوس يجلو الظلمَة الَّتِي فِي الْبَصَر جلاءا قَوِيا وَيدْفَع سيلان الْموَاد إِلَيْهَا والحضض جيد لظلمة الْبَصَر لي أَنا اسْتعْمل هَذَا حَيْثُ حِدة ومواد سَائِلَة فَإِنَّهُ يمْنَع من ذَلِك. إدمان أكل العدس يظلم الْبَصَر والكرنب يظلم الْبَصَر إِذا أكل إدمان أكل الخس يغشي الْبَصَر البادروج يغشي الْبَصَر إِذا أَكثر أكله مَاء الباذروج يحد الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ وَيمْنَع سيلان الرطوبات إِلَى الْعين ويجففها بِقُوَّة الكراث الشَّامي يظلم الْبَصَر إِذا أدمن وَجَمِيع أَنْوَاعه. مَاء البصلإذا خلط بالعسل واكتحل بِهِ نفع من ضعف الْبَصَر وظلمته الفلفل يجلو ظلمَة الْبَصَر الزنجبيل جيد لظلمة الْبَصَر الصعتر إِذا أكل فِي الطَّعَام جيد لظلمة الْبَصَر السداب إِذا أكل اُحْدُ الْبَصَر مَاء السداب مَعَ مَاء الرازيانج إِذا اكتحل بِهِ نفع من ظلمَة الْبَصَر الشبت إِن أدمن أكله) أَضْعَف الْبَصَر مَاء الرازيانج إِذا جفف فِي الشَّمْس وَطرح فِي الاكحال المتخذة لِلْبَصَرِ انْتفع بِهِ والصمغ الَّذِي يخرج من سَاقه قوي جدا فِي ذَلِك أقوى من الرازيانج السكبينج يجلو ظلمَة الْبَصَر

ويحده البقلة الحمقاء قَالَ روفس فِي موضِعين إِنَّهَا تضعف الْبَصَر إِذا أدمنت. الْجَوْز الْإِكْثَار من البصل يظلم الْبَصَر. ماسرجويه وَابْن ماسويه الدارصيني يحد الْبَصَر إِذا أكل فِي بِالطَّعَامِ أَو اكتحل بِهِ وَذَلِكَ خاصيته ابْن ماسويه ألف الزَّعْفَرَان يحد الْبَصَر. الساهر قَالَ ابرأت ظلمَة الْبَصَر الْحَادِثَة فِي عقب الْأَمْرَاض الحادة بِمَاء الْجُبْن ثمَّ بِاللَّبنِ والدهن على سدهشار الْخلّ يضعف الْبَصَر إِن أدمن أكله. ابْن ماسويه الخس يضعف الْبَصَر إِن أدمن أكله. مسيح قَالَ قد يعرض ضعف الْبَصَر من غَلَبَة اليبس عَلَيْهِ وعلامته ضمود الْعين وكدرها وَأَن يكون عَلَيْهَا شبه الْغُبَار وتتخيل فِيهَا خيالات سود وَيُسمى هَذَا الْمَرَض بِخَبَر الْعين. كحل جربته يحد الْبَصَر ويجلوه اقليميا الْفضة توتيا اثمد وشادنة سرطان بحري محرق مغسول نُحَاس محرق وقشور النّحاس مغسولة كلهَا صَبر زعفران ساذج هندي دِرْهَم دِرْهَم فلفل وَدَار فلفل ونوشادر نصف نصف دِرْهَم يسْتَعْمل دَائِما قَالَ إِذا كَانَ الْإِنْسَان يبصر من قريب بصراً ضَعِيفا وَلَا يبصر من بعيد فَهُوَ رَدِيء والمولود على ذَلِك لَا يبرؤ والحادث يعالج بِكَثْرَة الاسهال. لي كحل يحد الْبَصَر جيد توتيا هندي وروسحتج ومرقشيثا ثَلَاثَة دلااهم يسحق بِمَاء الرازيانج بلاماء ثمَّ يلقى عَلَيْهِ فلفل وَدَار فلفل وَدَار صبني وزنجبيل وَوَج وماميران ونوشادر دِرْهَم دِرْهَم يسحق وَيرْفَع جيد بَالغ. مسيح ينفع من الْعشَاء وَكَثْرَة البلة والظلمة وَيُقَوِّي الحدقة وَيحد الْبَصَر عصير الرُّمَّان الحلو والحامض وَعسل منزوع الرغوة بِالسَّوِيَّةِ مَاء الرازيانج ضعف وَاحِد يَجْعَل فِي قَارُورَة ويطرح فِيهِ فِي حفظ الْبَصَر وتحديده الدّهن الَّذِي يهيأ من أَغْصَان الشَّجَرَة التدمرية الَّتِي يكون مِنْهَا الاومالي يصلح لظلمة الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ قَالَ دياسقوريدوس إِنَّه صَالح لظلمة الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ دياسقوريدوس الآبنوس يجلو ظلمَة الْبَصَر جلاءا قَوِيا وَإِن اتخذ مِنْهُ سِتِّينَ وحك عَلَيْهِ الشياف ألف جود فعلهَا وَإِن أردْت اسْتِعْمَاله فَخذ برادته واسحقها نَاعِمًا وانخلها بحرير ثمَّ انقعها بشراب ريحاني ثمَّ انْعمْ سحقها واعمل شيافاً.)

قَالَ جالينوس قد وثق النَّاس من الآبنوس إِنَّه يجلو مَا يكون قُدَّام الْعين فَيمْنَع الْبَصَر. وَقَالَ بولس إِنَّه يجلو الغشاوة الَّتِي تعرض للعين والرطوبة الَّتِي تستخرج من شَجَرَة الغرب إِذا قشرها آبان ظُهُور الزهرة ثمَّ يُؤْخَذ مجتمعة يكحل بهَا يجلو ظلمَة الْبَصَر قَالَ دياسقوريدوس العنصل يلطف الفضول إِذا شرب وعصير انا غلس إِذا جعل مَعَ الْعَسَل نفع من ضعف الْبَصَر. دياسقوريدس افسنتين ينفع من غشاوة الْعين دياسقوريدوس الحلتيت إِذا خلط بالعسل واكتحل بِهِ اُحْدُ الْبَصَر دهن البلسان يحد الْبَصَر ويجلو ظلمته دياسقوريدوس عصارة البادروج إِذا اكتحل بِهِ يحد الْبَصَر دياسقوريدوس والوج يحد الْبَصَر وَيذْهب بظلمته فِيمَا ذكر دياسقوريدوس ويحي ابْن ماسويه. دياسقوريدوس مَاء البصل إِذا اكتحل بِهِ مَعَ عسل ينفع من ضعف الْبَصَر دياسقوريدوس كبد لماعز على الصّفة الَّتِي فِي بَاب الْعشَاء يحد الْبَصَر وَيذْهب جالينوس قَالَ عصارة البصل يذهب بظلمة الْعين إِذا كَانَت من أخلاط غَلِيظَة إِذا اكتحل بِهِ اُحْدُ الْبَصَر. دياسقوريدوس الدَّار صيني يجلو ظلمَة الْبَصَر. ابْن ماسويه خاصيته أَن يحد الْبَصَر الضَّعِيف إِن أكل أَو اكتحل بِهِ جمعا قَالَ دياسقوريدوس قد يسْتَعْمل الدردي المحرق بدل التوتيا فَيذْهب بغشاوة الْعين لي التوتياإذن يذهب بغشاوة الْعين. وَقَالَ بولس يَنْبَغِي أَن يغسل بعد حرقه وَيدخل فِي أدوية جلاء الْعين عصارة الوج. دياسقوريدوس الزَّيْت الْعَتِيق إِذا اكتحل بِهِ يحد الْبَصَر. دياسقوريدوس صمغ الزَّيْتُون الْبري الَّذِي يلذع اللِّسَان شَدِيدا يجلو ظلمَة الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ. دياسقوريدوس زنجبيل يذهب بظلمة الْبَصَر الْحَادِث من الرُّطُوبَة إِذا اكتحل بِهِ والمربى ينفع من ذَلِك إِذا أكل. ابْن ماسويه بزر الجزر إِذا دق بِعَسَل واكتحل بِهِ ابرء الغشاوة جالينوس الحضض يبرىء ظلمَة الْبَصَر الحاشا إِن اسْتعْمل ألف فِي الطَّعَام ينفع من ظلمَة الْبَصَر. روفس قَالَ الحاشا يشفي ظلمَة الْبَصَر الحرمل إِن سحق سحق بالعسل أَو الشَّرَاب ومرارة الدَّجَاج وَمَاء الرازيانج نفع ضعف الْبَصَر عصارة الحندقوتى إِذا خلطت بالعسل واستعملت نَفَعت من ظلمَة الْبَصَر الأفاعي إِذا قطع أطرافها ونظف بطونها وَيَنْبَغِي أَن يحذر أَن ينشق المرارة وينعم غسلهَا وطبخت بِمَاء وملح قَلِيل وشبت وشراب وَأكل لَحمهَا نفع من ضعف الْبَصَر واحدّه.)

دياسقوريدوس قَالَ بولس سلخ الأفاعي إِذا سحق مَعَ الْعَسَل واكتحل بِهِ اُحْدُ الْبَصَر جدا الكندر يجلو ظلمَة الْبَصَر. جالينوس عصارة الكمون الْكرْمَانِي تحد الْبَصَر جدا إِذا أكل الكرنب اُحْدُ الْبَصَر ونفع من ضعفه. جالينوس قَالَ الكرنب يحدث ظلمَة الْبَصَر إِلَّا أَن تكون الْعين من الأَصْل أرطب من المعتدل. دياسقوريدوس دهن اللوز ينفع من كدر الْبَصَر. دياسقوريدوس جَمِيع أَجزَاء نَبَات لسايطوس إِذا خلط بِعَسَل واكتحل بِهِ يحد الْبَصَر وبذر لسايطوس إِذا شرب يفعل ذَلِك دياسقوريدوس المر يجلو ظلمَة الْعين إِذا اكتحل بِهِ. جالينوس المرقشيثا محرقاً أَو غير محرق لَهُ قُوَّة جالية لظلمة الْبَصَر. حنين الروسختج يجلو غشاوة الْعين. دياسقوريدوس زهر النّحاس كَذَلِك. دياسقوريدوس النطرون إِن اكتحل بِهِ مَعَ عسل اُحْدُ الْبَصَر. دياسقوريدوس السليخة جَيِّدَة فِي أدوية الْعين الَّتِي تزاد بهَا حِدة الْبَصَر. دياسقوريدوس السندروس يبرىء ضعف الْبَصَر إِذا اديف بشراب واكتحل بِهِ. دياسقوريدوس السكر الجامد على الْقصب نَافِع من ضعف الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ وَهُوَ يتفتت كالملح. دياسقوريدوس السكر الَّذِي يجلب من الحجار يشبه الْملح الاندراني. وسكر الْعشْر ابْن ماسويه السكبينج إِن اكتحل بِهِ جلا الْبَصَر وأذهب ظلمته وغشاوته. قَالَ جالينوس هُوَ من أفضل الْأَدْوِيَة لظلمة الْبَصَر الْحَادِثَة عَن أخلاط غَلِيظَة عصير السداب يحد ألف الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ. ابْن ماسويه روفس قَالَ السداب يحد الْبَصَر. دياسقوريدوس السداب إِن أكل مملوحاً وَغير مملوح اُحْدُ الْبَصَر. دياسقوريدوس. عصارة القنبيل يخلط بعصارة الرازيانج وَالْعَسَل ويكتحل بِهِ تحد الْبَصَر الْعَقْرَب البحري جيد لغشاوة الْبَصَر. دياسقوريدوس الْعَسَل يجلو ظلمَة الْبَصَر. دياسقوريدوس مَاء الحصرم يحد الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ. دياسقوريدوس. عروق الصباغين قَالَ جالينوس إِنَّهَا نافعة لمن يحْتَاج إِلَى تَحْدِيد الْبَصَر لِاجْتِمَاع شَيْء عِنْد حدقته يحْتَاج أَن يحلل. دياسقوريدوس قَالَ بديغورس خاصيتها حِدة الْبَصَر وتقويته إِن خلط عصارة

الكاكنج المنوم بِعَسَل واكتحل بِهِ اُحْدُ الْبَصَر. دياسقوريدوس الفجل يحد الْبَصَر. ابْن ماسويه عصارة الفراسيون تسْتَعْمل لحدة الْبَصَر. دياسقوريدوس الفلفل جال لظلمة الْبَصَر. دياسقوريدوس عصارة بخور مَرْيَم إِن اكتحل بِهِ مَعَ عسل نفع من ضعف الْبَصَر الصعتر يحد الْبَصَر الضَّعِيف ابْن ماسويه إِذا كَانَ من الرُّطُوبَة. دياسقوريدوس الصدف) السلطي إِذا حرق ثمَّ غسل جلا الْبَصَر من الرُّطُوبَة صمغ الفراسيا يحد الْبَصَر عصارة القنطوريون الصَّغِير إِذا خلطت بالعسل جلت ظلمَة الْبَصَر. دياسقوريدس القيسوم يجلو غشاوة الْبَصَر دياسقوريدوس مَاء الرازيانج إِذا جفف فِي الشَّمْس ثمَّ جعل فِي الاكحال المحدة لِلْبَصَرِ نفع جدا وماؤه الرطب يفعل ذَلِك أَيْضا والصمغة الَّتِي تخرج من سَاق شجرته إِذا أقلعت أقوى فِي حِدة الْبَصَر. دياسقوريدوس القطران يدْخل فِي الاكحال المحدة لِلْبَصَرِ دياسقوريدوس شَحم السّمك النَّهْرِي إِذا أذيب فِي الشَّمْس ثمَّ خلط بِعَسَل واكتحل بِهِ اُحْدُ الْبَصَر. دياسقوريدوس شَحم الأفعى إِذا خلط بقطران وَعسل وزيت عَتيق نفع من الغشاوة فِي الْعين وَجَمِيع أَصْنَاف الشبت يجلو غشاوة الْبَصَر. دياسقوريدوس دُخان الزفت جيد لضعف الْبَصَر الْحَادِث من أخلاط. دياسقوريدوس لبن التِّين الْجبلي ألف وعصارة ورقة إِذا اكتحل بِهِ مَعَ عسل جيد لظلمة الْبَصَر الْحَادِث من أخلاط غَلِيظَة. دياسقوريدوس شَجَرَة الغرب يشرط فِي وَقت مَا تورد وَتجمع الدمعة الْجَارِيَة من تِلْكَ امواضع فتستعمل فِي مداواة جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تقف فِي وَجه الحدقة وَيظْلم بهَا الْبَصَر لأ هَا جالية لَطِيفَة. جالينوس وَهَذِه الصمغة جالية لظلمة الْبَصَر. دياسقوريدوس الْخَرْدَل إِن دق وَضرب بِالْمَاءِ وخلط بالعسل واكتحل بِهِ نفع من الغشاوة. جالينوس الْخَرْدَل محد لِلْبَصَرِ إِذا اكتحل بِهِ. ابْن ماسويه قَالَ بولس زعم جالينوس أَن رماد الخشاف يحد الْبَصَر إِن أكل الخطاطيف بعد شيها احدت الْبَصَر. دياسقوريدوس وَكَذَلِكَ إِن حرقت الْأُم مَعَ الْفِرَاخ فِي قدر وخلط رمادها بالعسل واكتحل بِهِ. قَالَ جالينوس وَقد يسْتَعْمل هَذَا الرماد لحدة الْبَصَر والخربق الْأَبْيَض يدْخل فِي الأشياف الجالية لِلْبَصَرِ.

الْأَدْوِيَة الَّتِي تنقي الْبَصَر وتحده قَالَ ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة المنقية للعين المحدة لِلْبَصَرِ هَذِه دهن الخروع إِذا شرب نقي مافي الْعين من الْخَلْط الغليظ وخاصة إِن شرب مَعَ نَقِيع الصَّبْر أَو نَقِيع ايارج فيقرا وَالزَّيْت يفعل ذَلِك ودهن الفجل ودهن الْغَار ودهن الحلبة ودهن النرجس ودهن الشبت ودهن المرزنجوش ودهن السوسن والاقحوان هَذِه كلهَا ينقي الْعَينَيْنِ وَكَذَلِكَ وَكَذَلِكَ يفعل دهن البلسان إِذا شرب أَو اكتحل بِهِ والحضض يفعل ذَلِك والشطرج والسكبينج والوج والكماذريوس وَكَذَلِكَ خاصية مَائه وَمَاء القنطوريون الدَّقِيق وَمَاء البادروج وَمَاء البصل وَمَاء السداب وَمَاء الرازيانج وَمَاء) الكرفس وَمَاء الحندقوقي وَمَاء شقايق النُّعْمَان وخاصة مَاء اصله وَدم السلحفاة وَمَاء الكبد المشوية إِذا غرز فِيهَا الدَّار فلفل والفلفل ومرارة ضبعة العرجاء ومرارة الديك ومرارة الذِّئْب ومرارة الْكَلْب ومرارة النعامة ومرارة النعجة ومرارة شَحم الأفعى ودماغ البومة ودماغ الخطاطيف ودماغ ابْن عرس وجند بادستر وقلقند وروسحت ج وقشور كندر وشيح وَدَار صيني وعاقرقرحا وفربيون هَذِه كلهَا إِذا اكتحل بهَا جلت ونفعت الْعين والوج وماءه وَدَار صيني وَحب البلسان واللوز المر والبان وَمَاء الرازيانج وقنطوريون الدَّقِيق ودهن البلسان هَذِه كلهَا إِذا اكتحل بهَا احدت الْبَصَر وَكَذَلِكَ يفعل الفلفل وَالدَّار فلفل والزنجبيل وَمَاء الغرب إِذا اكتحل بهَا جلا الْبَصَر يَعْنِي لبن الغرب والفجل إِذا أكل اُحْدُ الْبَصَر وَإِن اكتحل بمائه والسداب أكل ألف أَو اكتحل بمائه وَكَذَلِكَ الحلتيت إِن كحل الْعين بقشور السليخة بعد سحقها ونخلها أَو كحل بالقطران أَو سلخ الْحَيَّة بعد نخله بحريرة أَو بفراخ الخطاطيف بعد حرقها وسحقها أَو أطْعمهُ فجلا أَو سدابا وأكحله أَيْضا بِمَاء السداب وبماء البصل مَعَ الشهد أَو بِمَاء الْخَرْدَل الطري أَو الفلفل بعد سحقه ونخله أَو أكحله بِمَاء الافسنتين أَو بِمَاء الحاشا أَو أطْعمهُ صعتراً رطبا أَو يَابسا أَو اكحله بالجاوشير وَإِن القي فِي مَاء البادروج شَيْء من جاوشير واكحل بِهِ نفع أَو فِي بعض هَذِه الْمِيَاه. دياسقوريدوس النطرون إِذا اكتحل بِهِ مَعَ عسل اُحْدُ الْبَصَر. دياسسقوريدوس عصير الشَّرَاب يحد الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ الْعَسَل يجلو ظلمَة الْبَصَر وَكَذَلِكَ الْخَرْدَل يحد الْبَصَر وَجَمِيع الْحَواس وصمغ الفراسيا يحد الْبَصَر الْخَرْدَل إِن دق وَضرب بِالْمَاءِ وخلط بالعسل واكتحل بِهِ نفع الغشاوة. ابْن ماسويه قَالَ بولس إِن رماد الخفاش يحد الْبَصَر. اركيغانيس فِي الأدواء المزمنة قَالَ إِذا عرض من وجع الرَّأْس ضعف الْبَصَر فَيَنْبَغِي إِذا علم ذَلِك أَن يتوقى التخم وَالْبرد وَالْحر الشَّديد والنور الساطع والعشا والسهر وَالنَّوْم المفرطين ويتعاهد الْحمام دَائِما والقيء بعد الشَّرَاب.

من التَّذْكِرَة كحل لظلمة الْبَصَر كحل بِمَاء الفجل أَو يدهن بِلِسَان فَإِنَّهُ ألف قوي وَأكل الفجل ينفع والحضض يحد الْبَصَر إِذا اكتحل بمائه وَمَاء شقايق النُّعْمَان. من التَّذْكِرَة لظلمة الْبَصَر يكتحل بالزنجبيل الْيَابِس أَيَّامًا إِن شَاءَ الله. مَجْهُول. وَأما إِذا كَانَت مَعَه رُطُوبَة فزنجبيل وهليلج أسود بِالسَّوِيَّةِ يكتحل بِهِ وَلَا يكثر.) تيقولاوس فِي كِتَابه فِي فلسفة ارسطوطاليس قَالَ أَيْضا الْمَشَايِخ يعرض لَهُم تكمش وَلذَلِك لَا يقبل الضَّوْء قبولاً جيدا. اسْتِخْرَاج ذَا يعرض من اليبس ودواؤه الترطيب بالحمام والأغذية وَفتح الْعين فِي المَاء الفاتر الصافي من كَانَت عَيناهُ ضعيفتين أَو تهيجان سَرِيعا لسعة أورادهما وحمرتهما اَوْ لسبل أَو جرب فيهمَا أَو غير ذَلِك فَلَا يَأْمَن بعد أَن يتملأ من الطَّعَام وَالشرَاب وليدع الْأَشْيَاء الضارة لفم الْمعدة والمتخذة من البصل والكراث والبادروج وليدع الْحمام ويديم دلك اسافل الْبدن وشدها وَالْيَدَيْنِ ووضعها فِي المَاء الْحَار والفصد ودواء الْمَشْي قبل النوايب الَّتِي قد اعتادها ويحذر من الْعِلَل والأعراض الْبَصَر يتعطل إِمَّا من الْعُضْو الْخَاص وَإِمَّا مِمَّا يخْدم ذَلِك الْعُضْو وَالْقُوَّة الباصرة لَا تفعل فعلهَا إِمَّا لسدة تحدث فِي الْعصبَة وعلامة ذَلِك أَن لَا تتسع الْعين الْأُخْرَى عِنْد تغميض أحداهما وَإِمَّا أَن يتفرق اتِّصَال هَذِه الْعصبَة والرطوبة الجليدية إِن مَالَتْ أحد الماقين لم يضر الْأَبْصَار فَإِن زَالَت إِلَى فَوق أَو إِلَى أَسْفَل رأى الشَّيْء شَيْئَيْنِ. وثقب العنيبة يضر الْأَبْصَار على أَربع جِهَات إِمَّا بِأَن يَتَّسِع وَإِمَّا بِأَن يضيق وَإِمَّا بِأَن يَزُول عَن مَوْضِعه وَإِمَّا بِأَن يَزُول عَن مَوْضِعه وَإِمَّا بِأَن ينفتق واتساعه ضار بالبصر مولوداً كَانَ أَو حَادِثا وَأما ضيقه فَإِن كَانَ مولوداً فَهُوَ جيد لِأَنَّهُ يَجْعَل الْبَصَر اُحْدُ وَإِن كَانَ حَادِثا فَهُوَ رَدِيء لِأَنَّهُ يعرض من غور الرُّطُوبَة البيضية وَهَذَا يكون أَكثر ذَلِك فِي الْمَشَايِخ وَفِي التَّدْبِير الْيَابِس وَيكون أَيْضا لترطيب الطَّبَقَة العنبية وَهَذَا يبرؤ وَأما الأول فَلَا وَذَلِكَ أَن الْمَرَض الْيَابِس عسر البرؤ الرُّطُوبَة البيضية تضر بالبصر إِذا كثرت ألف وَإِذا قلت وَإِذا غلظت وَأما قلتهَا وَكَثْرَتهَا فَيضر ثقب العنبى وَأما غلظها فَإِنَّهُ يغلظ الْبَصَر ويجعله عسر الْقبُول للتأثير وَإِن استحالت عَن لَوْنهَا رَأَتْ الشَّيْء بذلك اللَّوْن فَإِن اصْفَرَّتْ رَأَتْ الْأَشْيَاء صفراء وَكَذَلِكَ فِي سَائِر الألوان فَإِن وَقع هَذَا الغلظ فِي هَذِه الرُّطُوبَة بحذى مَرْكَز ثقب الْعين ظن أَن مَا يرَاهُ فِيهِ كوَّة وَذَلِكَ أَنه لَا يرى من الْجِسْم موضعا وَيرى مَا حوله فيظن بِمَا لَا يرَاهُ وَأَن فِيهِ كوَّة فَإِن كَانَ وُقُوع هَذِه الرُّطُوبَة الغليظة حوالي المركز مِمَّا يَلِي الْمُحِيط لم يره شَيْئا كثيرا دفْعَة كَمَا يرَاهُ السَّلِيم وَإِن كَانَت هَذِه الرُّطُوبَة الغليظة مُنْقَطِعَة متبددة فِي مَوَاضِع كَثِيرَة رأى أَمَام عَيْنَيْهِ بقّا يطير

ويتخيل هَذَا أَيْضا كثيرا وبعقب الْقَيْء وَلمن يُرِيد أَن يُصِيبهُ رُعَاف وَهَذَا لَا يكون دَائِما كَمَا يكون فِي المَاء الْعَارِض فِي الْعين وَإِن غلظت الرُّطُوبَة البيضية كلهَا حَتَّى يكون مَا هُوَ مِنْهَا بحذاء ثقب العنبى غليظ) أَيْضا منع الْبَصَر وَقد يمْنَع الْبَصَر أَيْضا والين بِحَالهِ وَلَا يتَبَيَّن أثر سدة وَلَا غير ذَلِك من أجل بطُون الدِّمَاغ. وَإِن غلظت جملَة الرُّطُوبَة البيضية إِلَّا أَنه اغلظ لَا يعوق الْبَصَر بِمرَّة لم ير صَاحبه الْأَشْيَاء من بعد وَإِن كَانَ مَا يرَاهُ من قرب بِقدر ذَلِك الغلظ والطبقة القرنية فَإِنَّهَا إِن غلظت اضرت بالأبصار ويعرض هَذَا لَهَا من الرُّطُوبَة وَذَلِكَ إِنَّهَا تغلظ وتمتلي فيقل لذَلِك شفيفها وتأديتها الأشباح وَإِن يَبِسَتْ أَيْضا شَدِيدا حدث فِيهَا تشنج وقصور فَلم يقبل الأشباح على مِثَال مَا يجب وَهَذَا يعرض للمشايخ كثيرا وَإِن تغير لَوْنهَا رأى العليل الْأَشْيَاء بلونها فَإِن كَانَت صفراء كَمَا يعرض لليرقان رأى الْأَشْيَاء صفراً وَإِن كَانَت حَمْرَاء رأتها حَمْرَاء كَمَا يعرض فِي الطرفة وَإِن رقت بِأَكْثَرَ من لحَال الطبيعي أضرّ ذَلِك بالبصر لِأَنَّهَا تزيل النُّور إِلَى الجليدي أَكثر مِمَّا لَهُ وَإِن غطاها شَيْء مثل الظفرة وَأثر حرقة وَإِن كَانَ التشنج الْحَادِث فِي القرنية من نُقْصَان البيضية ضَاقَ مَعَه ثقب النَّاظر وَهَذَا يعرض للمشايخ وَإِذا كَانَ مَعَ عِلّة تخص القرنية نَفسهَا كَانَ الثقب بِحَالهِ. من الْعِلَل والأعراض اللَّوْن الْأَبْيَض يفرق اتِّصَال نور الْعين وَلذَلِك يؤلمها وَالْأسود يجمع الطَّبَقَات أَيْضا ألف جمعا شَدِيدا فَلذَلِك يؤلمها واللون الآسمانجوني مَا دَامَ الْبَصَر صَحِيحا فَأَما مَتى كَانَ عليلاً فَإِن اللَّوْن الْأسود أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُ لِأَن شِفَاء كل أفراط بضده. من الْأَعْضَاء الآلمة الآفة تنَال الْأَبْصَار إِمَّا من أجل العصب وَإِمَّا من أجل الرّوح الباصر والعصب تناله الآفة إِمَّا من ورم وَإِمَّا من سوء مزاج وَإِمَّا من سدة والورم الْحَادِث فِي عصبَة الْعين إِن كَانَ فلغمونيا كَانَ مَعَ ضَرْبَان وَثقل وَإِن كَانَ حمرَة كَانَ مَعَ شدَّة حرارة وَكَذَلِكَ مَعَ الورم السوداوي يحدث ثقل وَيحدث فِيهِ ورم بلغمي لي لم يُعْط عَلامَة قَالَ يفرق بَين الاورام الحارة والباردة بطول وَقت الْعلَّة لي طول وَقت الْعلَّة يدل أَن الورم سوداوي وبلغمي وَبَين السوداوي والبلغمي إِن البلغمي أقل ثقلاً فإمَّا سوء المزاج الْحَادِث فِي الْعصبَة فَإِن كَانَ حاراً كَانَ مَعَه لهيب وَإِن كَانَ بَارِدًا كَانَ مَعَه برد شَبيه بالثلج واليابس يعرف بِالتَّدْبِيرِ الْيَابِس وَسن الشُّيُوخ وَالرّطب بِالتَّدْبِيرِ الرطب وَسن الصّبيان. وَأما السدة فيستدل عَلَيْهَا من أَنه يحدث ثقل فِي الرَّأْس فِي الْموضع دفْعَة وَأما الرّوح الباصر فيناله الآفة إِمَّا قَلِيلا فَيقطع أَولا أَولا كَمَا يعرض فِي الشُّيُوخ وَإِمَّا أَن يَنْقَطِع جملَة كَمَا يحدث فِي) السكتة

لي الْأَبْصَار لَا يُمكن أَن يكون انْقِطَاعه لأجل عِلّة فِي الدِّمَاغ ثمَّ لَا يكون ذَلِك ضَرْبَة إِلَّا مَعَ ضَرَر بِالْفِعْلِ الْكَائِن من العصب النَّابِت من مقدم الدِّمَاغ فإمَّا قَلِيلا قَلِيلا فَيمكن كَمَا يكون فِي الْمَشَايِخ. حفظ الصِّحَّة قَالَ جالينوس إِن الْعين تحفظ صِحَّتهَا بجذب فضولها إِلَى المنخرين والفم بالعطوس والغرور وتقويتها بالأكحال الْيَابِسَة المعمولة بِالْحجرِ الأفروجي الَّذِي نصفه فِي الميامر يمر الْميل الَّذِي يَأْخُذ بِهِ هَذَا الْكحل على الجفن فَقَط وَلَا يُصِيب طبقاتها يفعل ذَلِك فِي كل يَوْم. الْيَهُودِيّ ضعف الْبَصَر الَّذِي يكون من كَثْرَة الْبكاء هُوَ من اليبس وجفاف ألف الجليدية لي الَّذِي يبصر فِي الظلمَة وَلَا يبصر فِي الضَّوْء يكون من اليبس وبالضد وَالدَّلِيل على الأول أَن الَّذين ينظرُونَ إِلَى الضَّوْء تضيق أحداقهم فَإِن كَانَ الْإِنْسَان لَا يبصر فِي الضَّوْء يكون من اليبس فَهُوَ ضيق الحدقة يحكم النّظر فِيهِ كَذَلِك. فِي الترياق إِلَى قَيْصر إِن جلد الأفعى إِذا سحق بِعَسَل واكتحل بِهِ نفع من ضعف. روفس إِلَى من لَا يجد طَبِيبا قَالَ الظلمَة الْعَارِضَة للمشايخ يصلح لَهُم أَن يمشوا مشياً لينًا ويتدلكوا وَلَا يتملئوا من الطَّعَام وَلَا يَأْكُلُوا الحريفة ويتوقوا من كل مَا يرْتَفع مِنْهُ بخار إِلَى الرَّأْس ويتقيؤا بِرِفْق بعد الطَّعَام وَالشرَاب وَإِذا عرض الزُّكَام فِي الْأنف باعتدال نفع من ظلمَة الْبَصَر وَكَذَلِكَ العطاس وليفرغر بِمَا يجلب البلغم وَمِمَّا ينذر بِضعْف الْبَصَر لم يعْهَد وَيرى قبالة عَيْنَيْهِ مثل البق والشقيقة والصداع فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فاقلل غذاءه ورضه ونقه إِن شَاءَ الله. بختيشوع يظلم الْبَصَر الخس والكراث والبادروج والكرنب والعدس والجرجير والشبت إِذا أَكثر مِنْهَا.

غريز جيد من اختيارات حنين مجرب يُؤْخَذ قليميا وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم لُؤْلُؤ وَمر من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ مرَارَة النسْر ومرارة الحجل من كل وَاحِد دانق فلفل أَبيض دانقان ونوشادر ومسك وكافرر من كل وَاحِد دانق يسحق وَيسْتَعْمل برود الرُّمَّان وَهُوَ الْمُسَمّى جلا عُيُون القاشين يُؤْخَذ رمان حُلْو ورمان صَادِق الحموضة فيعصران بِالْيَدِ فِي غضارة نظيفة كل وَاحِد على حِدته وَيجْعَل كل وَاحِد مِنْهُمَا فِي إِنَاء زجاج ويستوثق من رَأسه ويشمس فِي أول حزيران ويصفى كل شهر عَن الثفل ويرمى بالثفل ثمَّ يُؤْخَذ من الصَّبْر والفلفل وَالدَّار فلفل والنوشادر دِرْهَم دِرْهَم لكل رَطْل من مَاء الرمانين فينعم سحقه) ويحله ويلقى فِي مَاء الرمانين ويكحل بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وَمَا عتق ازْدَادَ وَهَذَا جلاء لَا شَيْء بعده فِي الْجَوْدَة إِن شَاءَ الله. نُسْخَة غريزة لسَائِر الكحال نَافِع يُؤْخَذ قليميا الذَّهَب وشادنة وتوتيا هندي وتوبال النّحاس الشّبَه يحمى وَيتْرك يبرد ويطرق ويرقق حَتَّى تَأْخُذ حَاجَتك ويجاد سحقه يصلح للمشايخ والعيون الرّطبَة. مَجْهُول كحل عَجِيب يحفظ صِحَة الْعين شادنة تِسْعَة أَجزَاء توتيا ثَلَاثَة أَجزَاء قليميا الذَّهَب جُزْء وَيجمع بعد التصويل بِهَذَا الْوَزْن ويكتحل بِهِ ألف فَإِنَّهُ يقوم مقَام الْكحل الْمُتَّخذ بِالْحجرِ الأفروجي لِجَالِينُوسَ. مَجْهُول إِذا كَانَ شكل الْعين بَاقِيا وَالْبَصَر مفقوداً فَأول مَا ينظر إِلَيْهِ هَل ضَاقَتْ الحدقة أَو اتسعت وَإِن كَانَتَا مشابهتين فيغمض إِحْدَى عَيْنَيْهِ فَإِن اتَّسع الآخر فقد حدث بِبَعْض ثقب العنبى آفَة وَإِلَّا فَهُوَ علل آخر قَالَ وَأما ضعف الْبَصَر الْحَادِث عَن اليبس فعلاجه عسر وأنفع شَيْء لَهُ الاستعاط بدهن النيلوفر وترطيب الْبدن بالغذاء وَالشرَاب وَالْحمام ويسعط بدهن قرع حُلْو وَيصب على رَأسه الطبيخ الَّذِي يهيأ للوسواس ويقطر فِي عَيْنَيْهِ بَيَاض الْبيض ويحلب فِيهَا اللَّبن لبن حمَار مَرَّات فَإِنَّهُ نَافِع. اطهورسفوس قَالَ يُؤْخَذ فراخ الْخَطَأ طيف وَيقطع وَيحرق بِقدر مَا يسحق ويخلط مَعَه شَيْء من سنبل ويهيأ كحل فَإِنَّهُ يحبس الْعين حَتَّى ترى إِذا اكتحل مِنْهَا إِنَّهَا قد عظمت ويسود الحدقة حنين قَالَ إِذا كَانَ الْبَصَر قد ذهب وَلَيْسَ يُنكر من شكل الْعين شَيْئا الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ إِذا كَانَ فِي

الرَّأْس مَعَ ذَلِك ثقل خَاصَّة فِي عمقه وَفِيمَا يَلِي قَعْر الْعين فَإِنَّهُ آفَة الْبَصَر من رُطُوبَة كَثِيرَة سَالَتْ إِلَى عصب الْعين فَإِن أخبرنَا العليل إِنَّه قد يتخيل أَولا مَا يتخيله أَصْحَاب المَاء ثمَّ عدم الْبَصَر ثقبته فَإِن علته فِي العصب وَاسْتدلَّ على السدة فِي العصب بِأَن تغمض إِحْدَى الْعَينَيْنِ فَإِن لم تتسع الْأُخْرَى فهناك سدة فَإِن كَانَ أَصَابَهُ قبل ذهَاب الْبَصَر سقطة أَو ضَرْبَة شَدِيدَة على رَأسه أَو كَانَ تقيأ قيأ شَدِيدا فنفت من ذَلِك عينه ثمَّ إِنَّهَا غارت بعد وضمرت فَإِن عصبَة عينه انهتكت لي قد يكون أَن ترى الْقَرِيب وَلَا ترى الْبعيد وَيرى بأصغر وَلَا يرى بأكبر وبالضد فَانْظُر فِي ذَلِك أجمع وَفِي علله واسخرجه وعلاجه إِن شَاءَ الله علاج ضعف الْبَصَر. قَالَ حنين يقْصد المأقين ويطرح اللق على الصدغين وَقَالَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر الدُّمُوع ينفع من) السدة وظلمة الْبَصَر وَإِنَّهَا تؤلف من الجلاءة بِقُوَّة مثل القلقطار والزنجار وَمن ألف الفلافلي وسنبل الطّيب وَأما الَّتِي تحفظ صِحَة الْعين وتمنع حُدُوث الْعِلَل فِيهَا فيتخذ بِالْحجرِ الْمَنْسُوب إِلَى فروجية والأنزروت وَالصَّبْر والماميثا والاقليميا والأثمد والزعفران وينفع من ظلمَة الْبَصَر أَيْضا المتخذة بدهن البلسان والمرارات والحلتيت وَالْعَسَل والرازيانج وَنَحْوهَا. علاج ضعف الْبَصَر قَالَ مَتى ذهب الْبَصَر وَالْعين لَا يُنكر مِنْهَا شَيْء فَذَلِك لعِلَّة الْعصبَة المجوفة وَيكون ذَلِك إِمَّا لسوء مزاج وَإِمَّا لمَرض إِلَى فمها مثل سدة أَو ورم وَإِمَّا لانْقِطَاع المجاري فِيهَا عَنْهَا قَالَ ويعرض للمشايخ أَن يضعف أَبْصَارهم بِسَبَب تكمش القرنية أَو بِسَبَب قلَّة البيضية فَإِن كَانَ ثقب الحدقة ضيقا فالسبب فِي ذَلِك قلَّة الرُّطُوبَة البيضية وَإِن كَانَ بِحَالهِ كَانَ صافياً فَيمكن أَن يَكْفِي السَّبَب فِي ذَلِك تكمش القرنى وَيحْتَاج إِلَى عَلامَة وعلاجه صَعب لِأَن ترطيب هَذِه الطَّبَقَة لَيْسَ مِمَّا يسهل وَقَالَ أَجود الألوان لِلْبَصَرِ اللَّوْن الآسمانجوني ثمَّ الأدكن لِأَنَّهُمَا مركبان من السوَاد وَالْبَيَاض فَلَا يفرقان الْبَصَر كالأبيض وَلَا يجمعانه جمعا عنيفاً مستكرها كالأسود وَهَذَا مَا دَامَ الْعُضْو صَحِيحا فَأَما إِذا كَانَ الْعين قد ضعفها ضوء الشَّمْس وَنَحْوه فالأسود جيد لَهَا لِأَن شِفَاء الضِّدّ بالضد. الساهر قَالَ مَاء الْجُبْن نَافِع من ظلمَة الْبَصَر الْكَائِن نَحْو الْخَلْط المراري وبعقب الْأَمْرَاض الحادة

لي اللَّبن جيد لضعف الْبَصَر الْحَادِث عَن يبس إِذا سقى. من الْكتاب الْمَجْمُوع قَالَ قد قَالَت الْأَوَائِل لَا شَيْء أضرّ بِالْعينِ الصَّحِيحَة وَهِي بالوجعة أَشد أضراراً من دوَام يبس الْبَطن وَالنَّظَر إِلَى الْأَشْيَاء المضيئة والانكباب على قِرَاءَة الْخط الدَّقِيق وإفراط الْجِمَاع وإدمان الْخلّ والمالح والسمك وَالنَّوْم بعقب الامتلاء من الْأكل الْكثير لِأَنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس كثيرا فَلَا يَنْبَغِي لمن كَانَت بِعَيْنِه عِلّة أَن ينَام بعقيب الطَّعَام حَتَّى ينهضم. مَجْهُول قَالَ من يخَاف أَن يذهب بَصَره فَليَأْكُل من السلجم نياً ومطبوخاً وعَلى الرِّيق والشبع مَا قدر عَلَيْهِ أَو حَتَّى يشْبع مِنْهُ فَإِنَّهُ جيد لَهُم. الْكحل الْأَكْبَر يحفظ صِحَة ألف الْعين وَيذْهب بالبلة وَهُوَ البرود الْفَارِسِي يُؤْخَذ كحل وتوتيا ومرقشيثا وقليميا بِالسَّوِيَّةِ من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم مصولة وَمن اللؤلؤالمصول دِرْهَمَانِ وَيُؤْخَذ من الساذج الْهِنْدِيّ والزعفران والسنبل دِرْهَم دِرْهَم وَمن الكافور دانقين وَمن لمسك دانق يجمع ويكتحل بِهِ غدْوَة وَعَشِيَّة لي يَكْتَفِي فِي هَذَا بالكحل والكافور والسنبل إِن شَاءَ الله لي) يُؤْخَذ من الْكحل المصول خَمْسَة دَرَاهِم وَمن الْمسك دِرْهَم وَمن الكافور دانق يسْتَعْمل إِذا رَأَيْت الْعين بِحَالِهَا وَالْبَصَر مَعْدُوم فَانْظُر أَولا هَل هُنَاكَ سدة وَيعلم ذَلِك بِأَن تَأمره أَن يغمض احداهما فَإِن اتسعت الْيُمْنَى عِنْد تغميض الْيُسْرَى فَلَا سدة فيهمَا وَأي الْعين لم يَتَّسِع ناظرها فالآفة فِي الْعصبَة على رَأْي جالينوس وَأما على مَا يرى فَفِي العنبى. ضعف الْبَصَر ضعف الْبَصَر أَو ذَهَابه وشكل الْعين بِحَالهِ يكون إِمَّا من قبل الدَّاء الَّذِي يُسَمِّيه جالينوس السدة ونسميه نَحن بطلَان انقباض الْعين واتساعه وَأما الَّذِي يُسَمِّيه جالينوس غلظ الرّوح الباصر وَهُوَ عندنَا على الْحَقِيقَة غلظ الجليدي وَإِمَّا لتكمش القرنية وكدورة يعرض فِيهَا وَهَذَا يعرض للمشايخ وَأما يبس الْعين وَقلة الرُّطُوبَة البيضية وَهَذَا إِنَّمَا يعرض للمشايخ وَأَصْحَاب الْأَمْرَاض الحادة والطويلة حِين النّفُوذ حَتَّى يرجع الدِّمَاء وَيكثر لَهَا فِي أبدانهم وَأما الَّذِي يُسَمِّيه السدة فيعرفه على مَا ذكر وينقل صَاحبه من ظلمَة إِلَى ضوء وَينْعَقد النَّاظر وَهُوَ أصح وأجود وَلم يذكر جالينوس لَهَا وَهُوَ عسر بِالْحَقِيقَةِ لِأَنَّهُ فِي العضل الَّذِي يبسط فِي العنبى ويقبضه وَيَنْبَغِي أَن ينظر فِيهِ نعما وَطَرِيق علاجه طَرِيق علاج العضل الَّذِي يبطل أَفعاله. فَأَما نُقْصَان البيضية فيستدل عَلَيْهِ بِنُقْصَان الْعين وغورانها وعلاجه الْغذَاء الرطب

وَالْحمام وَالنَّوْم والراحة والدهن على الرَّأْس والسعوط وَأما تكمش القرنية وكدورتها فَينْظر إِلَيْهَا عيَانًا وَهُوَ عسر العلاج ويتفقد على حَال بالاستحمام بِالْمَاءِ العذب الْحَار وعلاج نُقْصَان البيضية وَإِمَّا من كدورة تعرض فِي جَوْهَر الجليدي فَلَا يسهل التشبح ألف فِيهَا وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه جالينوس غلظ الرّوح الباصرة وَيكون مِنْهُ الْعشَاء الَّذِي لَا يبصر الشَّيْء من قريب وَلَا من بعيد لِأَن شبح الْبعيد لَا يسهل تصَوره فِيهِ لغلظه وشبح الْقَرِيب لَيْسَ أَيْضا يقوى على التَّأْثِير مثل مَا يوضع الشَّيْء الَّذِي يشم فِي الْأنف فَإِنَّهُ لَا يشم وَله طبيعة وَهِي أَنه مَتى كَانَ مُمكنا فِي الجليدي للطفه أَن يتشبح فِيهِ الأشباح بسهولة فَإِنَّهُ إِذا كَانَ بَينه وَبَين الْبَصَر بعد وسط كَانَ الْبَصَر أَشد تجفيفاً لِأَن الشبح يتَأَكَّد فِي سطوح الْهَوَاء وَهَذَا طَرِيقه فَأَتمَّ بالبحث فِي البحوث الطبيعية. وَإِمَّا أَن يكون الجليدي شَدِيد اللطف والرقة أَو فِي غَايَة الصغر والضعف فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك لَا يتضوء الأشباح المنيرة جدا وَلذَلِك يبصر بِالنَّهَارِ جيدا لِأَن الأشباح حِينَئِذٍ يَمْتَد منيرة فَأَما فِي غير هَذَا من الْعِلَل الضارة بالبصر فَقل مَا يرى فِي الْعين مِنْهَا تَغْيِير يظْهر للحس وَمن هَذِه الْعلَّة عِلّة مشتبهة وَهِي ضيق العنبى فَإِنَّهُ لَا يعلم ذَلِك إِلَّا أَن يكون فِي عين وَاحِدَة لنَفسهَا بِالْأُخْرَى أَو) يكون النَّاظر قد رأى هَذِه وَالْعين فِي حَال صِحَّتهَا وَإِلَّا لم يكن مِمَّا يرَاهُ على ضيق الحدقة. اهرن قَالَ أَحْمد الْعُيُون الصَّغِيرَة الغائرة قَلِيلا الَّتِي إِلَى اليبس فإمَّا الْعِظَام النابتة فَلَا يقدم الدَّهْر الرُّطُوبَة والألم قَالَ وَمِمَّا يحد الْبَصَر أَن يعصر مَاء الرُّمَّان الحلو ويجعله فِي قَارُورَة ضيقَة الرَّأْس فِي شمس حَتَّى يغلظ ثمَّ يكتحل بِهِ ترفعه عنْدك فَإِنَّهُ مَتى عتق كَانَ أَجود لَهُ إِن شَاءَ الله. وَقَالَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل للبياض وَتحفظ صِحَة الْعين تسْتَعْمل فِي الشتَاء ممسكة وَفِي الصَّيف كافورية إِن يلقى مَعهَا فِي الشتَاء مسك وَفِي الصَّيف كافور لي تذكر جملَة أَمر ذهَاب الْبَصَر وَصُورَة يبسه أَولا فَإِنَّهُ رُبمَا يكون الْبَصَر قد فقد أَو ضعف وَلَيْسَ فِي شكل الْعين كثير تَغْيِير وَإِن كَانَ فَيكون قَلِيلا وَإِن كَانَ لَا يبصر الْإِنْسَان وَلَيْسَ فِي الحدقة اتساع وَلَا ضيق بَين وَلَا كدورة وَالْعين بِحَالهِ فَانْظُر هَل هُنَاكَ سدة بِأَن تنقله من الضَّوْء إِلَى الظلمَة وتفقد اتساع النَّاظر بتغميض إِحْدَى الْعَينَيْنِ أَيْضا فَإِن تفقدت ذَلِك وَكَانَ على الْحَال الطبيعية ألف فَانْظُر فَلَعَلَّ الثقب قد اتَّسع فضل اتساع أَو ضَاقَ فضل ضيق وَإِنَّمَا لم يستبن لَك ذَلِك من أجل إِنَّك لم تكن قد رَأَيْت الحدقة فِي الصِّحَّة وَهَذَا إِنَّمَا يمكنك أَن تعرفه بِأَن لَا يتشابه حَال الحدقتين لَكِن يكون إِحْدَاهمَا يضيق أَكثر مِمَّا يَتَّسِع أَو يَتَّسِع أَكثر مِمَّا يضيق فَإِذا تقصيت النّظر فِي أَمر الثقب وَعلمت إِنَّه لم يحدث لَهُ ضيق وَلَا اتساع خَارج عَن الطَّبْع وَانْظُر فِي أَمر العصب الجائي فَإِنَّهُ إِن كَانَ ثقل فِي الرَّأْس وابطأ فِي الْحَواس اجْمَعْ وَسَائِر ذَلِك من ضَرَر الْحَواس فالعلة من الدِّمَاغ وَعند ذَلِك فَانْظُر إِلَى

التَّدْبِير وَحَال الْبدن وَالنَّوْم واليقظة ليستدل أَمن يبس هُوَ أم من رُطُوبَة وَانْظُر إِلَى الْعين إِنَّمَا ترَاهُ متقلصة مَهْزُولَة هِيَ أم بِخِلَاف ذَلِك وَخذ مِنْهَا دَلِيلا وَقبل هَذِه كلهَا انْظُر هَل الحدقة كدرة أم لَا فَإِنَّهَا إِن كَانَت كدرة لم تحتج إِلَى شَيْء من هَذَا وَأعلم أَن من يبصر الشَّيْء من قريب وَلَا يبصر من بعيد قد غلظت رطوبته الجليدية وَيحْتَاج إِلَى تلطيف التَّدْبِير وَمن يبصر من بعيد وَلَا يبصر من قريب فقد ذكرنَا علته وتحتاج أَن يغلظ تَدْبيره والإعشاء قد غلظت رطوبته وَيحْتَاج أَن يلطف تَدْبيره فَإِن رطوبته قد غلظت حول الجليدي وَكَذَلِكَ من لَا يبصر فِي دفْعَة الْأَشْيَاء وَمن يبصر الْأَشْيَاء حمراً فَإِن لم يكن بِهِ طرفَة وَلَا يرقان فأسهله وافصده وَأخرج من بدنه الْخَلْط الَّذِي يُولد اللَّوْن وَمن كَانَ يرى الشَّيْء شَيْئَيْنِ فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كثيرا لَا حِيلَة فِيهِ لِأَن جليدية حدقتيه ليستا موضوعتين على سمت وَاحِد لَكِن إِحْدَاهمَا أرفع من الْأُخْرَى إِن عَالَجت) فعالج بِأَن تشد شَيْئا فَوق عينه الحولاء ليكْثر النّظر نوها فيستوي فإمَّا من مَالَتْ جليديتاه إِلَى الآماق إِلَّا أَنه لم يعل إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى فَإِنَّهُ لَا يضر فِي الْأَبْصَار شَيْئا وَمَتى من حرفت عَيناهُ ذهب بَصَره وَذَلِكَ إِلَى الرُّطُوبَة البيضية تسيل ويتخسف عينه وَإِن كَانَ يرى الْأَشْيَاء فِي ضباب ودخان فَإِنَّهُ قد رطب قرنيته وَإِن كَانَ ترَاهَا صفراء أَو حَمْرَاء فقد احْمَرَّتْ أَو اصْفَرَّتْ وَإِذا تشنج القرنى ضعف الْبَصَر لِأَن صفاءه يقل وَذَلِكَ يكون للهرم وَإِمَّا لقلَّة الرُّطُوبَة ألف البيضية وَيكون مَعَهُمَا جَمِيعًا ضمور الْعين. فِي آفَات كل آلَة من آلَات الْعين إِن حدث بالعصبة هتك بتة حجظت الْعين وانخسفت وَبَطل الْبَصَر وَإِن حدث فِيهَا سدة صلبة لَا تنْحَل بَطل الْبَصَر وَإِن انخرق القرنى نتا العنبى وَإِن انخرق العنبى انصبت البيضية وعمى الْبَصَر وَإِن انخرق الملتحم قَلِيلا لم يضر ذَلِك. قَالَ جالينوس من تكمشه الطَّبَقَة القرنية إِذا لم يكن الْعين ضامرة فَإِن الرُّطُوبَة البيضية نَاقِصَة وَإِن كَانَ غير ضامرة فَإِنَّمَا هُوَ من يبس فِي الْقَرنِي وَهَذَا عسر وَيكون فِي الْهَرم. من مقَالَة جالينوس فِي شِفَاء الأسقام ينفع من ضعف بصر الْمَشَايِخ لُزُوم الْمشْط كل يَوْم دَائِما مَرَّات وَشرب الافسنتين قبل الطَّعَام وسكنجبين العنصل والعطاس والغرور. من كتاب مسيح توتيا هندي وكحل وهليلج أصفر وزنجبيل صيني ومرارة القبج يسحق بِمَاء المرزنجوش ثمَّ يلقى عَلَيْهِ شَيْء من مسك وَشَيْء من كافور ويكحل بِهِ جيد لتقوية الْعين وجلاتها.

القَوْل فِي الغرب وَهُوَ ناصور الْعين وَالْخَرَاج الْمُسَمّى فوقيلا والفتق الَّذِي فِي الآماق ونقصان اللحمة وزيادتها. من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ إِذا عظمت اللحمة الَّتِي فِي المأق الْأَعْظَم منعت فضول الْعين إِن تنصب إِلَى الْأنف فيحتقن هُنَاكَ حَتَّى يصير مِنْهَا الْعلَّة الْمَعْرُوفَة بالغرب. الميامر قَالَ الدَّوَاء الْمُتَّخذ ببرادة النّحاس ونوشادر وشب تبرىء ناصور الْعين وَهُوَ دَوَاء حاد قد كتب فِي بَاب مَا يقْلع اللَّحْم. الْمقَالة الْخَامِسَة قَالَ قد يخرج عِنْد المأق الْأَعْظَم خراج صَغِير وَكَثِيرًا مّا يتفجر بِلَا لذع وَذَلِكَ إِلَى نَاحيَة الْعين فيعسر لذَلِك بُرْؤُهُ وَإِن كَانَ هَذَا يَنْبَغِي أَن يُبَادر فِي مداواته بالأدوية المحللة بِلَا لذع وَذَلِكَ أَن الحادة تؤلم الْعين فيزيد ورمه وَلذَلِك يعسر برؤ هَذِه الْعلَّة لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يعالج بالأدوية القوية وَلَا يُمكن ألف أَيْضا أَن يشد عَلَيْهِ الدَّوَاء مُدَّة طَوِيلَة لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يشد الْعين مَعَه وَالْعين لَا تحْتَمل أَن يشد إِلَى هَذِه الْمدَّة.) ارجيجانس قَالَ قد يضمد بدقيق الكرسنة مَعَ عسل أَو رماد الْكَرم معجوناً بِعَسَل أَو يخلط الكندر بخرء الْحمام الطرى ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ جيد أَو يُؤْخَذ ميويزج وزوفا اسحقها واخلطهما وضعهما قبل أَن ينفجر أَو اسحق الزاج وَضعه عَلَيْهِ قبل أَن ينفجر قَالَ فَإِن لم يبرأ فشقه وَفرق شقتي الثقب ثمَّ أثقب ذَلِك الْموضع بمثقب دَقِيق ثقباً دقاقا مُتَقَارِبَة ثمَّ ضع عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمَعْرُوف بدواء الرَّأْس فَإِنَّهُ يقشر مَا يعلوه من القشرة ويبرء إِذا كشف عَن الْعظم حَتَّى يظْهر واكوه بالنَّار فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك تقشرت عينه قشرة وبرأ وَرُبمَا كوى بِأَن يَجْعَل فِيهِ قمع صَغِير يوضع أَسْفَله على عظم الْعين وَيصب فِيهِ اسرب مذاب فتكويه بذلك ويبرء. من كتاب العلامات قَالَ قد يعرض فِي مأق الْعين خراج إِذا وضعت عَلَيْهِ الإصبع غَابَ وَإِذا رفعتها عَنهُ عَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ لَونه لون الْجَسَد وَأما الورم الْمُسَمّى اخيلوس فَإِنَّهُ ضَرْبَان مِنْهُ مَا يسيل مَا فِيهِ إِلَى الْأنف وخاصة إِذا دلك الْعين بإصبعه وَمِنْه مَا لَا يسيل مَا فِيهِ إِلَى الْأنف وَمِنْه مَا يخرج إِلَى خَارج الْأنف وَهُوَ إِذا لم يسل إِلَى الْأنف عفن على طول الزَّمَان وَصَارَ بِمَنْزِلَة ناصور لي وكي ناصور الْعين يَنْبَغِي أَن تفتح فتحا وَاسِعًا لتدري مَا يعْمل ثمَّ يجْرِي أَن يَقع فِي أَسْفَل مَكَان يُمكن أَن يَقع من الجوية لِأَن الَّذِي فَوق لَا ينفع لِأَن من هُنَاكَ ثقباً إِلَى الْأنف إِلَّا إِنَّه فَوق لَا ينفع وَيجْرِي بالمثقب واغمز حَتَّى تعرف أرْخى الْموضع حَيْثُ تَجدهُ غضروف الْأَعْظَم ثمَّ تسيل مَا قدرت وَاجعَل يدك إِلَى نَاحيَة الْأنف وَإِيَّاك أَن تميل يدك إِلَى نَاحيَة الْعين فَإِنَّهُ يقطع طبقاتها ويسيل الْعين الْبَتَّةَ فَإِذا وقفت على ذَلِك فاغمزه عَلَيْهِ بِقُوَّة حَتَّى يخرج الدَّم من الْأنف والفم فَعِنْدَ ذَلِك تفقد الثقب ثمَّ

اكوه حِينَئِذٍ بمكاوي اكما حَتَّى يغلي مَا حوله نعما مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاث ويقشر كل مرّة ثمَّ يوضع فِيهِ شيرج يقطر حَتَّى يسْقط الخشكر يشة ألف ثمَّ يعالج بمرهم حَتَّى يبرأ. بولس على مَا قَالَ جالينوس فِي ذكر الطين الأرمني فِي النواصير شَيْء من مَا أَقُول يَنْبَغِي أَن يبط الناصور ويعصره وينظفه ويقلع جَمِيع لَحْمه الردى ثمَّ تجْعَل فِيهِ قطنة قد غمست فِي مَاء الخرنوب النبطى الرطب مَرَّات فَإِنَّهُ يضمر ويلتحم إِن شَاءَ الله. بولس قَالَ يُؤْخَذ ورق السداب البستاني الْيَابِس فيسحق بِمَاء الرماد وَيجْعَل على اخيلس قبل أَن يبلغ الْعظم وَبعد أَن يبلغ الْعظم فَإِنَّهُ يدمله ادمالاً جيدا بَالغا ويبلغ ادماله إِلَى الْعظم وَهُوَ يلذع فِي أول مَا يوضع ثمَّ يلذع واعجب مَا فِيهِ إِنَّه لَا يعرض مِنْهُ أثر قَبِيح وَهُوَ عَجِيب. آخر يسحق صَبر وَمر برطوبة الحلزون ويحشى بِهِ فَإِنَّهُ جيد. بولس دَوَاء جيد لناصور الْعين) وَسَائِر النواصير ويحلل مَعَ ذَلِك الصلابات كلهَا ويحلل الْمدَّة ويغشيها يُؤْخَذ من الزَّيْت رَطْل وَمن المرداسنج ثَمَان اواق وَنصف وَمن الزرنيخ أُوقِيَّة يطْبخ المرداسنج وَالزَّيْت نعما ويذر عَلَيْهِ الزرنيخ وَيرْفَع عَن النَّار قبل أَن يحرق الزرنيخ وَيسْتَعْمل إِن شَاءَ الله لي كَانَ بِابْن سوَاده غرب إِلَّا إِنَّه ضَعِيف فغمزته فَلم يسل مِنْهُ شَيْء حَتَّى أَنه رمد فَشد عَلَيْهِ أَيَّامًا فَلَمَّا غمزته بعد ذَلِك سَالَ وَظهر أمره فَلذَلِك لَا هُوَ حَيّ يشد الْعين ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يغمزه هَذَا إِذا لم ترتنوا فإمَّا إِذا رَأَيْت نتوا فقد كَفاك. ابْن طلاوس قَالَ ادخل فِي الغرب من الخربق الْأسود فَإِنَّهُ يقْلع اللَّحْم الردى أَو خُذ من الزنجار اثنى عشر درهما واشقا سِتَّة دَرَاهِم فَاجْعَلْ مِنْهُ شيافاً وضع مِنْهُ فِي الغرب واحشه بزاج وَعسل لي هَذِه الْأَشْيَاء إِنَّمَا يداوي بهَا بِأَن يحقن الغرب ثمَّ يبط ويحشى بِهَذِهِ. والدواء الْحَار خير من ذَلِك كُله. الساهر قَالَ لناصور الْعين زرنيخ وقلى ونورة وزنجار والزاج اسْتَعْملهُ لي قد صَحَّ مَا قُلْنَاهُ. من كتاب الْعين الغرب خراج يخرج فِيمَا بَين المأق وَالْأنف فَإِن تقيح رُبمَا انفجر إِلَى الْأنف فَجرى من الْأنف مُدَّة مُنْتِنَة وَرُبمَا انفجر إِلَى المأق الْأَعْظَم وَإِلَى الْعين وَهُوَ شَرّ وَإِن اغفل صَار ناصورا وأفسد الْعظم وَرُبمَا جرت الْمدَّة تَحت ألف جلدَة الجفن وانسدت غضاريفه وَإِذا غمزت على المأق خرجت الْمدَّة وَأما الغدة فَإِنَّهُ عظم اللَّحْم الَّذِي على

رَأس الثقب الَّذِي بَين الْعين والمنخرين الْخَارِجَة عَن الِاعْتِدَال وَأما الرشح فَيكون إذانقصت هَذِه اللحمة حَتَّى لَا تمنع الرطوبات من أَن تسيل إِلَى الْعين نَفسهَا وَلم يدران يردهَا إِلَى الثقب الَّذِي إِلَى المنخرين ونقصانها يكون عَن إفراط عَلَيْهَا بالأدوية الحادة فِي علاج الظفرة والجرب. علاج الرشح والغدة قد ذكرنَا فِي بَاب أدواء الْعُيُون الصغار فحوّل هُنَاكَ. علاج الغرب قَالَ يعالج أَولا بعلاج الورم من الْمَنْع والتحليل فَإِن لم ينفع فِيهِ ذَلِك فِيمَا يفجر فَإِذا انفجر فعالج القرحة على مَا نخبر فِي بَاب الْعُرُوق وَقد يسْتَعْمل الْأَطِبَّاء فِيهِ الماميثا والزعفران وورق السداب مَعَ مَاء الرماد والصدف المحرق بِمَا فِي جَوْفه مَعَ المر وَالصَّبْر. بولس وانطيلس فِي الناصور قَالَ انطليس يخرج عِنْد المأق الْأَكْبَر خراج فَرُبمَا كَانَ خَارج حَتَّى ترى نفخته محسوسة وَرُبمَا كَانَ إِلَى دَاخل فَلَا يتَبَيَّن ورمه الْبَتَّةَ وَمَا كَانَ لَهُ ورم ظَاهر سَالَ مِنْهُ قيحه وَلم يفْسد اللَّحْم وَرُبمَا سَالَ إِلَى الْأنف وَمِنْه مَا ينفجر إِلَى الْعين وَقد ينفجر إِلَى) الْجَانِبَيْنِ دَاخِلا وخارجاً وَمِنْه مَا يكون كثير العمق غائراً وَمِنْه مَا لَيْسَ بغائر. قَالَ فالتي لَا تكون كَثِيرَة الْغَوْر فَإِنَّهَا لَا تفْسد الْعظم وَرُبمَا أفسد عظم الْأنف كُله وَالَّتِي تميل مِنْهَا إِلَى خَارج يسيرَة العلاج وَلَا سِيمَا إِن كَانَ لَهُ فَم ينصب مِنْهُ فإمَّا الَّذِي يمِيل لي الْعين فَإِن علامته الوجع الْعَارِض فِي الْعين فِي كل قَلِيل بَغْتَة بِلَا سَبَب وسيلان الدُّمُوع من المأق وَيخْتم ذَلِك أَن يسيل الْمدَّة من الآماق إِذا غمزت عَلَيْهِ. العلاج إِن كَانَ الورم غير غائر وَلَا مزمن فَإِنَّهُ لم يفْسد الْعظم فبطه وَإِن كَانَ الورم غير غائر وَلَا مزمن فَإِنَّهُ لم يفْسد من اللَّحْم كُله وادمل الْبَاقِي وَإِن كَانَ قد وصل إِلَى الْعظم فاكوه حَتَّى يبلغ الْعظم ويكوي الْعظم ألف حَتَّى تنقشر مِنْهُ قشرة وَيَأْكُل اللَّحْم الْفَاسِد فَإِن لم ترد أَن تكويه فالدواء الحاد. بولس قَالَ إِذا كَانَ الْخراج مائلاً إِلَى خَارج فبطه وجفف اللَّحْم إِلَى أَن يَنْتَهِي إِلَى الْعظم وَإِن كَانَ الْعظم لم يفْسد فحكه وَإِن كَانَ قد فسد فاكوه بعد أَن توقع على الْعين إسفنجاً بِمَاء ملح وَمن النَّاس من إِذا شرع اللَّحْم الْفَاسِد اسْتعْمل الثقب لتسيل الْمدَّة إِلَى الْأنف أما نَحن فقد اكتفيناه بالكي وَحده قَالَ وَإِن كَانَ الغرب يمِيل إِلَى الآماق وَلَيْسَ بغائر فاقطع من الْخراج إِلَى الآماق وَخذ مَا تهَيَّأ من اللَّحْم الْفَاسِد وجففه بالأدوية وَمَا يجفف ذَلِك تجفيفاً عجيباً الزاج إِذا سحق كالغبار وذر على الْموضع وَالصَّبْر أَيْضا إِذا سحق مَعَ قشار الكندر. تياذوق كحل للغرب يصول القليميا ثمَّ يسحق بِالْمَاءِ أَيَّامًا وَيحل قلقديس بِالْمَاءِ وَيُؤْخَذ صفوته ويجمد مِنْهَا بِالسَّوَادِ ويجمعان ويسحقان ويجعلان فِي كوَّة من

فخار جَدِيد وتوضع فِي بَاطِنه خل ويشد رَأسه يطبق وَيتْرك خَمْسَة عشر يَوْمًا حَتَّى يدْخل إِلَيْهِ فِي الْكوز ندى الْخلّ ويرطبان ثمَّ يخرج ويسحق حَتَّى يجِف وَعند الْحَاجة يَجْعَل مِنْهُ قَلِيل فِي المأق نَفسه بميل إِن شَاءَ الله. أَشرت على صديق لي إِلَى سعيد الصَّانِع وَكَانَ بِهِ غرب أَن يقطر فِيهِ هليلجاً محكوكاً فِي المأق نَفسه فَقلت مدَّته ولطى وجف وقارب الْبُرْء وَالْعلَّة يبرء برؤاً تَاما على مَا أرى وَأَنا أرى أَن يتَّخذ لَهُ كحل من دَوَاء الرَّأْس الَّذِي ينْبت على اللَّحْم على الْعِظَام العاربة لي يُؤْخَذ صَبر وانزروت وماميثا وتراب الكندر محرقاً وزاج وَمر يسحق نعما وَيجْعَل مِنْهُ فِي المأق إِن شَاءَ الله الْخَامِسَة من قاطاجانس مرهم يكوى الغرب قنطوريون دَقِيق مِثْقَال مر ثلثا مِثْقَال عفص نصف مِثْقَال ايرسا مِثْقَال انزروت مِثْقَال زنجار ربع مِثْقَال شياف ماميثا نصف مِثْقَال يعجن بِعَسَل) ويعالج يبرىء كل ناصور. السَّادِسَة قَالَ ينفع من الغرب أَن يضمد بالمراهم الْحَادِثَة ذكرت فِي بَاب تَحْلِيل الْمدَّة فَإِنَّهَا تحلله وتمتص الرطوبات وَهَذَا ألف خَاص بِهِ يطْبخ المرداسنج بِزَيْت ويطرح مَعَه بِالسَّوِيَّةِ ملح ونوشادر ويطبخ حَتَّى يلتزج وَيُوضَع عَلَيْهِ. اريباسيوس قَالَ للغرب المنفجر اسحق السكبينج بخل وَاسْتَعْملهُ فَإِنَّهُ عَجِيب قَالَ جالينوس إِذا دق مَعَ خل وضمد بِهِ وَحده نفع الأورام الَّتِي تكون فِي المأق الْأَعْظَم أَكثر من كل شَيْء وَإِن ضمد يلزق ويجفف. دياسقوريدوس البابونج أَن يضمد بِهِ ابرأ الغرب المنفجر. دياسقوريدوس دَاخل الْجَوْز الزنج إا وضع على نواصير الْعين نفع مِنْهَا دهن الْجَوْز يداوى بِهِ الغرب. دياسقوريدوس دوسرا إِذا تضمد بِهِ مَعَ الدَّقِيق ابرء الغرب المنفجر وَقد يسْتَعْمل عصارته مَعَ الدَّقِيق لذَلِك. وَقَالَ جالينوس إِنَّه يشفي النواصير فِي المأق. ثَمَرَة الْكَرم الْبري إِن خلط بعد سحقه بالعسل والزعفران ودهن ورد ويضمد بِهِ نفع من الغرب المنفجر فِي ابْتِدَائه دياسقوريدوس كَمَا ذريوس مَعَ زَيْت إِن اكتحل ابرأ اخيلوس. دياسقوريدوس لِسَان الْحمل إِذا جعل مَعَ الْملح وضمد بِهِ ابرأ نواصير الْعين.

لي قَالَ اخبرني من أَثِق بِهِ إِنَّه ابرأ ناصور الْعين بِأَن حشاه بالمر فادمله وَقواهُ وبرء برءاً تَاما. دياسقوريدوس عِنَب الثَّعْلَب إِذا أنعم دقه وضمد بِهِ ابرأ الغرب المنفجر. دياسقوريدوس عصير عِنَب الثَّعْلَب إِذا خلط بِخبْز نَافِع للغرب المنفجر. من الْعِلَل والأعراض قَالَ قد تعظم اللحمة الَّتِي فِي المأق الْأَعْظَم وتصغر فَإِذا عظمت منعت الدُّمُوع وَسَائِر فضول الْعين من أَن يجْرِي إِلَى المنخر فيحتقن هُنَاكَ حَتَّى يكون مِنْهَا الغرب لي النواصير الَّتِي فِي الْعين تعالج إِمَّا بالكّي وَهُوَ أَن يفتح بمبضع وَيقدر كم يدْخل الْميل فِيهِ ثمَّ يكوى بمكاوي مثل الْميل وَيكون شَدِيد الْحمرَة جدا والأخيف أَن يلتزق وَإِذا كويته أول كيّة فحكّه بِخرقَة ثمَّ اكوه أَيْضا ويكفيه ثَلَاث مَرَّات وحد الكي أَن يغلى مَا حوالي المكوى غلياناً شَدِيدا ثمَّ يَجْعَل عَلَيْهِ قطنة بشيرج وَيعْمل بهندبا ويعالج حَتَّى تسْقط الخشكريشة ألف ثمَّ تعالج بالمرهم إِن شَاءَ الله والناصور إِذا غمزت عَلَيْهِ شَدِيدا اضر وَخرج الْمدَّة من الآماق وَإِمَّا أَن يثقب ويكوي وَهُوَ أبلغ وَلَا يكَاد يبرؤ إِلَّا بِهِ وَرُبمَا برأَ إِذا ثقب بِلَا كي واثقبه بحديدة مثل) الأشفار إِلَّا إِنَّهَا أغْلظ مستديرة الرَّأْس ينقيه إِلَى نَاحيَة الْأنف ينكى عَلَيْهِ ويدار بِقُوَّة شَدِيدَة حَتَّى يخرج الدَّم من الْأنف والثقب وَأَنا أَحسب أَنه إِن خشِي فِي هَذِه الْحَال بزاج وَحده ابرأه إِن شَاءَ الله. للناصور فِي الْعين يُؤْخَذ صمغ عَرَبِيّ وَمر ثَلَاثَة أماله فيعجن بمرارة الْبَقر ويحشا فِيهِ وَيلْزق عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَا ينقلع حَتَّى يُبرئهُ لي أَيْضا يعجن المر بالدقيق ويحشى فِيهِ فَإِنَّهُ يبرؤ برءاً تَاما لي اسْتِخْرَاج على أَشْيَاء فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء يُؤْخَذ مر وايرسا ولحاء نبت الجاوشير ودقيق الكرسنة وزراوند طَوِيل جزؤ جزؤ وَمن المر جُزْءا ودردى الْخمر المحرق وزنجار جزؤ جزؤ فَيجمع ذَلِك بالدبق ويلف بِخرقَة خشنة على مجس وَيحك بِهِ الناصور وَيجْعَل الدَّوَاء فِيهِ وَيتْرك يَوْمًا ثمَّ يخرج الفتيلة ويعاد الحك والتنظيف وَيجْعَل الدَّوَاء فِيهِ وَيتْرك يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة على قدر مَا يرى من بقاياه فَإِنَّهُ يُبرئهُ بِإِذن الله الدَّقِيق يسْتَعْمل فِي هَذِه الْعلَّة. من العلامات لِجَالِينُوسَ قَالَ قد يعرض فِي مأق الْعين ورم يكون الآماق إِذا غمزت عَلَيْهِ وَيرجع إِذا تركته ثمَّ يعود قَالَ وَقد يعرض فِي المأق رطوبات فَإِن لم تسل فِي الثقب الَّذِي فِيهِ إِلَى الْأنف عفن وقاح وازمن وَصَارَ ناصوراً وَأكْثر مَا يسيل إِلَى الْأنف إِذا دلك بالإصبع وَذَلِكَ إِذا كَانَ مَفْتُوحًا. بختيشوع إِن حشى بالآس ناصور الْعين ابرأه الْجَوْز الزنج يحشا بِهِ ناصور الْعين يُبرئهُ إِن شَاءَ

الميامر للناصور كندر وَمر بِالسَّوِيَّةِ شب نصفهَا نطرون نصفهَا يعجن ويحشا فِيهِ قَالَ قد يخرج بَين النف والمأق الْأَكْبَر خراج يُقَال لَهُ اخيلس شبه بديلة صَغِيرَة وَرُبمَا انفجر إِلَى الْعين وعسر بُرْؤُهُ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يُبَادر فِي مداواة هَذَا الْخراج بالأدوية الَّتِي تحلل بِلَا لذع. ارجيجانس قَالَ ضمده بدقيق كرسنة مَعَ عسل أَو اخلط كندرا وخرء الْحمام وضمد بِهِ يعْمل عملا حسنأً وَإِذا كَانَ الْخراج لم ينفجر بعد فَخذ ميويزجا واشقا فاخلطهما ألف بِعَسَل وَضعه عَلَيْهِ أَو اسحق الزاج وَضعه عَلَيْهِ. للناصور من دَوَاء الأكحال المجربة تلوث فَتِيلَة فِي ديك بر ديك وَيحك الناصور بِخرقَة خشنة وتبرد كل يَوْم مَرَّات حَتَّى تعْمل عَلَيْهِ ثمَّ يَجْعَل فِيهِ دهن شيرج حَتَّى يَقع الخشكريشة وَإِن احتجت أعدت حَتَّى ينقى إِن شَاءَ الله. اطهورسفوس خرؤ الْحمام إِن سحق وحشى بِهِ الغرب أَو وضع عَلَيْهِ نفع جدا.) حنين الغرب خراج يخرج فِيمَا بَين المأق الْأَكْبَر إِلَى الْأنف وينفتح فِي الْأَكْثَر إِلَى المأق وَإِن غفل عَنهُ صَار ناصوراً وأفسد الْعظم وَرُبمَا كَانَ سيلان الْمدَّة مِنْهُ إِلَى المنخرين بالثقب الَّذِي من الْعين إِلَى الْأنف وَرُبمَا جرت الْمدَّة تَحت جلدَة الجفن فأفسدت غضاريفه وَإِذا غمزت على الجفن سَالَ الْقَيْح من الْخراج. من مداواة الأسقام للغرب يُبرئهُ الْبَتَّةَ يُؤْخَذ زاج اثنى عشر درهما اشق سِتَّة دَرَاهِم فاعجنه بِهِ واجعله قرصة واحش مِنْهُ الغرب فَإِنَّهُ يُبرئهُ لي وَهَذَا الدَّوَاء نَافِع لجرب وَحده جيد بَالغ نَافِع عَجِيب. الساهر لنواصير الْعين تتَّخذ فتايل من الأشق والزنجار وَيجْعَل فِيهِ. مَجْهُول للنواصير فِي الآماق يدق صمغ حَبَّة الخضراء مَعَ شَيْء من خرق كتَّان حَتَّى تصير مرهماً ويحشى فِيهِ لي سَمَاعا ورؤية أَصْحَاب الْجِرَاحَات إِذا جَاءَهُم الناصور الَّذِي فِي الْعين إِذا كَانَ منفتحاً شَقوا ذَلِك الْموضع وأوسعوه ثمَّ كووه وَإِن كَانَ غير منفتح أمروا إِن كَانَ يعصر يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة حَتَّى تجمع فِيهِ الْمدَّة وَيفتح فيشال وَيبين الْموضع الَّذِي يحْتَاج أَن يفتح وَكَذَلِكَ إِذا أردْت أَن تحشوه بالدواء تركت يحتقن مدَّته أَيَّامًا حَتَّى يظْهر ذَلِك الْموضع الَّذِي يجب أَن يَقع فِيهِ الشق نعما وَشقه ونظفه واحشه بادويتك إِن شَاءَ الله إِذا أردْت أَن تعالج هَذِه فَدفعهُ أَيَّامًا لَا يعصره ألف حَتَّى ينتو مَوَاضِع يدلك فقدره بهَا وَهُوَ أَن تغوصها فِيهِ حَتَّى يبلغ الْعظم وَتعلم ذَلِك من الممانعة ثمَّ تعرف ذَلِك الْمِقْدَار فَإِذا كويت فَادْخُلْ المكاوي بذلك الْمِقْدَار حَتَّى

يبلغ الْعظم أَيْضا وَقد وضعت على الْعين عجيناً قد وضع على الثَّلج حَتَّى برد جدا فضع وَاحِدًا وترفع آخر وَهُوَ بَارِد فَإِذا كويته بإحكام فاقلع الخشكريشة. من الكناش الْفَارِسِي قَالَ مِمَّا يبرىء الغرب أَن يَجْعَل عَلَيْهِ شَحم الحنظل مرَّتَيْنِ فِي الْيَوْم قبل أَن يقيح وَإِذا قاح حشى فِيهِ فَإِنَّهُ يبرؤ لي علاج تَامّ للغرب أشيافاً يُؤْخَذ زاج وصبر وقشور كندر وقليميا وعفص فج وانزروت فَيجْعَل شيافاً ويقطر فِي المأق نَفسه بعد أَن يعصر وينقى فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات وينام على ذَلِك الْجَانِب ويقطر فِيهِ فَإِنَّهُ إِذا لم يكن مزمناً كَفاهُ وَإِن كَانَ مزمناً فاحقنه وَهُوَ أَن تَدعه أَيَّامًا لتحقن الْمدَّة وتسيل إِلَى الْموضع ثمَّ بطه فَإِن كَانَ الغرب لَيْسَ بِكَثِير الْأَزْمَان ويسيل مِنْهُ شَيْء غريز وَلم يجِف مَرَّات ثمَّ عَاد وَرشح قَلِيل فَإِن الْعظم لم يُفْسِدهُ. وَحِينَئِذٍ رُبمَا كَانَ فَسَاد اللَّحْم أَيْضا قَلِيلا وَذَلِكَ إِذا لم يكن مزمناً جدا وَلَا كَانَ مَا يسيل مِنْهُ) ردياً وَحِينَئِذٍ يَكْفِيك أَن تحشوه بعد البط بالأشياف الَّذِي وصفناه وَإِن كَانَ اللَّحْم إِذا بططته رَأَيْته فَاسِدا ردياً فالدواء الحاد حَتَّى يَأْكُل اللَّحْم كُله ثمَّ يدمله من بعد إِسْقَاط الخشكريشة فَإِنِّي قد رَأَيْت خلقا برأَ علته وَإِن ظهر الْعظم وَكَانَ فَاسِدا فَلَا بُد من كيه وَإِن لم يكن فَاسِدا فَخذ فِيمَا ينْبت اللَّحْم وَإِن كَانَ اللَّحْم إِذا جس المجس يزلق عَنهُ فَإِنَّهُ أملس وَلَيْسَ بفاسد وَإِن كَانَ خشناً فَإِنَّهُ مثقب فَاسد لي اسْتعْمل فِي ذهَاب ناصور الْعين الدَّوَاء الحاد الْأَخْضَر وَقد جعلته شيافاً فَإِنَّهُ أحسن. مُفْرَدَات جالينوس والدوسر يبرىء النواصير الَّتِي عِنْد المأق. والبابونج زهرَة وَأَصله يُبرئ الغرب المنفجر مادام لم يعْتق ويزمن إِذا ضمد بِهِ فانه إِذا زمن فان الْعظم قد فسد لي هَذِه مادامت جراحات أغْنى ورما لم يتقيح ألف فعالج بالجوز الزنخ والدوسر وَنَحْوه من الْأَشْيَاء القوية التَّحْلِيل فَإِذا انفجر عولج بالمر والاقاقيا والزنجار والانزروت وَنَحْوهَا فَإِن حَتَّى إِن الْعظم الَّذِي فسد فبالكي والثقب والقلقديس. انطيلس قَالَ يكون من الغرب نوع لَيْسَ لَهُ انفجار لَا إِلَى الْعين وَلَا إِلَى الْأنف وَإِنَّمَا هُوَ نتو عِنْد الآماق فَقَط وَإِذا غمرته لم خرج مُدَّة من الآماق وَلَا من الْأنف ويجد العليل لَهُ وجعا ويرمد فِيهِ بِلَا عِلّة كل سَاعَة ويرشح الدمع فَعِنْدَ ذَلِك فَاعْلَم أَن الْخراج لَيْسَ بمنفجر إِلَى الْعين هَذَا يشق ويعالج لي على مَا رَأَيْت لبولس الخراجات عِنْد الآماق لَا ينْتَظر بهَا إِلَى النضج لَكِن عجل بطها وَهِي بعد نِيَّة لِئَلَّا يمثل إِلَى نَاحيَة الْعين وتنفجر من هُنَاكَ فَتَصِير نواصير لي عالج بدواء الأصقير يَجعله شيافا ويقطر فِي مأق الْعين بعد عصره على مَا تعرف فَإِن هَذَا يَنُوب عَن الدَّوَاء الحاد.

الخوز قَالَت أصل الْكبر يُبرئ نواصير الآماق وَعَن الْهِنْد يمضغ الماش وَيُوضَع على الغرب فَإِن لَهُ خاصية عَجِيبَة يُبرئهُ. فِي إنبات الأشفار وتحسينها والزاقها وَغلظ الأجفان الْحمر. 3 (السلاق) الْحمر بِلَا أشفار وَهُوَ السلاق الميامر يلزق الشّعْر بالراتينج لي يلزق بالدهن الصني وَيلْزق بالمصطكى أَو يدنى إِلَيْهِ حَدِيدَة محمية ويلطخ على الْعشْر وَيلْزق قَالَ للأجفان الغليظة الْحمر الَّتِي لَا أشفار لَهَا خرؤ الفار وبعر الْمعز ورماد الْقصب بِالسَّوِيَّةِ يكتحل بهَا فَإِنَّهُ ينفع هَذِه الأجفان وينبت الأشفار مَعَ ذَلِك وَأما الَّتِي لَا يتْرك الشّعْر بعد الْقلع يعود فَفِي بَاب الشّعْر. الْيَهُودِيّ قَالَ إِذا كَانَ ذهَاب الأشفار مَعَ غلط الأجفان وَحُمرَة وحكة فَذَلِك سلاق وَهُوَ لخلط ردى ينصب إِلَى الأجفان بِحَالِهَا فَذَلِك من اليبس بولس كحل يحسن الأشفار وينبتها

علاج الشعر

يُؤْخَذ نوى التَّمْر ثَلَاثَة ألف دَرَاهِم سنبل رومى دِرْهَمَانِ بسحق وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ ينْبت الأشفار جيدا قَالَ وينفع من السلاق نفعا عَظِيما إِن يسحق خرؤ الفار بِعَسَل ويكتحل بِهِ وَيطْلب أنبات الأشفار فِي بَاب إنبات الشّعْر وَبَاب دَاء الثَّعْلَب وينفع من ذَلِك أَن يدلك الأجفان ثمَّ يدلك بشحم الأوز أَو شَحم الدب فَإِنَّهُ نَافِع جدا. اريباسيوس كحل ينْبت الأشفار جيد جدا وخاصة للأطفال ويحسنها وينميها أثمد جزؤ الرصاص المحرق نصف جزؤ توبال النّحاس زعفران ورد مر سنبل هندي كندر دَار فلفل من كل وَاحِد ربع جزؤ وَنوى التَّمْر ثَلَاثَة دَرَاهِم يحرق كُله فِي أناء فخار بِقدر مَا ينسحق وينعم سحقه ويلّت بِقَلِيل دهن بِلِسَان وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ عَجِيب. مَجْهُول مِمَّا تنْبت الأشفار جدا وتحسنه أَن يحرق الشيح ويسحق ويكتحل بِهِ ويمر على الأجفان إِن شَاءَ الله. ابْن طلاوس لتساقط الأشفار يحرق زبل الفار ويعجن بِعَسَل ويطلى بِهِ الأشفار فَإِنَّهُ ينْبت سَرِيعا ويطوله. كحل عَجِيب فِي إنبات الأشفار كحل سِتَّة عشر درهما رصاص محرق ثَمَانِيَة دَرَاهِم قشور النّحاس ثَلَاثَة دَرَاهِم زعفران دِرْهَم ورد دِرْهَم مر نصف دِرْهَم كندر ذكر دِرْهَم اجمعها فِي إِنَاء واشوه تشوية بَالِغَة ثمَّ اخرجه واسحقه نعما وصب عَلَيْهِ دهن بِلِسَان ملعقتين ثمَّ تيبسه وَاسْتَعْملهُ. حنين فِي الْعين كحل جيد للانتشار فِي الأجفان إِذا كَانَ لَيْسَ مَعَه غلظ فِي الجفن يُؤْخَذ نوى التَّمْر المحرق وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم وموبحوسه دِرْهَمَانِ اكحل بهَا وينفع من الَّذِي يكون مَعَ غلظ) الأجفان أَن يسحق خرء الفار مَعَ عسل ويكتحل. 3 - (علاج الشّعْر) 3 - (الْقطع أَو الكي أَو الإلصاق أَو النتف) ابْن ماسويه فِي المنقية قَالَ مِمَّا ينْبت الأشفار جدا نوى التَّمْر يحرق ويسحق وينخل بحريرة وينخل بحريرة ويخلط مَعَه شئ من اللادن ويعجن بدهن الآس ويطلى بِهِ الأجفان مَرَّتَانِ بِاللَّيْلِ أُصُولهَا فَإِنَّهُ نَافِع. قَالَ وينفع جدا أَن يُؤْخَذ سنبل الطّيب وقشور الصنوبر جزئين ألف يؤحذ مِنْهُمَا بعد النّخل بالحرير فيكحل مِنْهُ جيد بَالغ انطيلس وبولس مَا رَأَيْت أَنا فِي البيمارستان فِي علاج الشّعْر الزايدة قَالَ هُوَ أَرْبَعَة أَصْنَاف الزاقه وكيه ونطله وتقصير الجفون وَأما تَقْصِير الجفون فأجوده أَن ينظر فَإِن كَانَ الجفن قصير الأشفار لَا يُمكن أَن يضْبط ضبطا جيدا وادخل فِي وسط الجفن إبرة وَمر فِيهِ خليط بِهِ اضبط بِهِ واقلت وَيكون امساكك لَهُ بالسبابة والأبهام ويغمز الجفن بالميل حَتَّى يَنْقَلِب ثمَّ يشق دَاخله فِي الْموضع الْمُسَمّى اجانة لِأَنَّهُ شبه جَوف الاجانة من المأق إِلَى المأق ثمَّ يدْخل فِي الجفن فِي الْجلد فَوق خيوطه فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع وَاحِد فِي الْوسط وَاثْنَانِ فِي نواحي الآماق وتمدها إِلَيْك لتقدر بِهِ كمية الْقطع فَإِذا رَأَيْت الشّعْر قد انشال كُله وَخرج إِلَى برْء وقدرت الْمِقْدَار الَّذِي يَكْفِيك فاقطع بذلك الْمِقْدَار لِئَلَّا تورث شترة ثمَّ اقْطَعْ ذَلِك الْقدر ثمَّ خيطه فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع وَالْقطع إِنَّمَا يَقع فِي جلد الجفن الظَّاهِر فَقَط وَيجْعَل عَلَيْهِ الذرور الْأَصْفَر على خرقَة بِقدر وَيجْعَل فَوْقه خرقَة مبلولة بخل وَمَاء ليمنع الورم وَهُوَ يبرء فِي ثَلَاثَة أَيَّام فَهَذَا مَا رَأَيْت فِي البيمارستان. بولس إِنَّه رُبمَا شقّ الاجّانة ويمتد الجفن بالعضل ويجعله فِيمَا بَين خشبتين متجوفتين كالدهق ويشده شداً شَدِيدا وتدعه فَإِن تِلْكَ العضلة تَمُوت فِي أَيَّام عشرَة أقل أَو أَكثر حَتَّى تسْقط الْبَتَّةَ وتقصر الأجفان وَإِن عرض أَن يكون فَعَلَيْك بالمرخيات حَتَّى يلين وَيطول قَلِيلا وَإِن عرض أَن يكون أقل مِمَّا يَنْبَغِي فضع عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المقبضة وَأما كيّه فَإِنَّهُ إِنَّمَا يجوز لشعرة أَو شعرتين تكوى بحديدة شبه الأبرة يقْلع أَولا الشّعْر وَيُوضَع على الْموضع محماة. قريطن كحل جيد لنبات الأشفار ويحسنها نوى تمر محرق سَبْعَة دَرَاهِم سنبل رومى دِرْهَمَيْنِ وَثلث اتَّخذهُ كحلاً فَإِنَّهُ جيد جدا وَهُوَ للجرب جيد لي نوى تمر محرق وسنبل وَلَا) زورد ودخان الكندر فيتخذ كحلاً هَذَا من القرابادين للسلاق وإنبات الأشفار. تياذوق كحل يحسن الأفار جداّ اثمد سِتَّة عشر اسرب محرق بكندر ثَمَانِيَة

دَرَاهِم روسختج مِثْقَال ألف مر مِثْقَال زوفاً يَابِس مِثْقَال سنبل وكندر ذكر وفلفل أَبيض مِثْقَال نوى التَّمْر المحرق ثَلَاثُونَ نواة يجمع ويسوى لَيْلَة ثمَّ يسحق بِشَيْء من دهن بِلِسَان ثَلَاثَة دَرَاهِم يسْتَعْمل إِن شَاءَ الله. قَالَ جالينوس فِي عمل التشريح قولا الْحَاجة شَدِيدَة فِي قطع الجفن وَقد كتبناه فِي عمل التشريح وَجُمْلَته أَن العضل الَّذِي تشيل الجفن رَأسه إِنَّمَا يبلغ إِلَى تَحت الْحَاجِب بِقَلِيل وَلَا يتوسط الجفن وَأما الَّذِي بحذاء الجفن الْأَعْلَى إِلَى أَسْفَل فَإِن رَأسه يبلغ إِلَى حَيْثُ الأشفار وخاصة فِي المأقين فَإِذا قطعت الجفن فتوقأ نَاحيَة المأقين وخاصة إِن كَانَ قَطعك مستفلاً فَأَما فِي الْوسط من المأقين وَفِي الْوسط فِي طول الْبدن أَعنِي بَين الْحَاجِب والأشفار فَلَا خوف فِيهِ. دياسقوريدوس دقاق الكندر جيد فِي إنبات الأشفار والسلاق وَيصْلح للسلاق خَاصَّة دُخان الْأَشْيَاء الَّتِي هِيَ اُحْدُ كدخان الزفت والقطران والميعة واللازورد ويجفف الرطوبات الجائية إِلَى الأجفان وَيصْلح مزاجها وينبت الشّعْر. دياسقوريدوس السنبل جيد لإنبات الْأَشْعَار وَيُقَوِّي الأجفان جدا وينبت الشّعْر. ابْن ماسويه وَابْن ماسه قَالَ يسحق السنبل الْأسود وَيرْفَع فِي إِنَاء زجاج ثمَّ يمره بالميل على الجفن فينبت الأشفار. بولس وَأما نظمه فَقَالَ انطليس خُذ إبرة الرقانين فَأدْخل فِي ثقبها شَعْرَة من شعر النِّسَاء وَمد الراسين ليصير شبه العروة ثمَّ أَدخل شَعْرَة أُخْرَى فِي هَذِه العروة لِأَنَّك تحْتَاج إِلَيْهَا ثمَّ نوم العليل على قَفاهُ وَمد إِلَيْك الجفن وارفع الإبرة من دَاخل الجفن إِلَى خَارجه ثمَّ تمتد الإبرة وَالشعر إِلَّا أَن يصير دَاخل الجفن من الشعرة الَّتِي رَأسهَا فِي الإبرة شبه عُرْوَة صَغِيرَة ثمَّ تشيل الشعرة الَّتِي تنخس وَتدْخلهَا فِي تِلْكَ العروة وتدفعها بميل وتمتد العروة قَلِيلا ليضيق مَا أمكن ثمَّ تمدها بِمرَّة ليخرج ذَلِك الشعرة إِلَى خَارج الجفن فَإِن انسلت مِنْهَا فَمد الشعرة الَّتِي ألف فِي جَوف العروة فَإِن العروة ترجع من الرَّأْس إِلَى دَاخل الجفن فَإِذا دخل من الرَّأْس شَعْرَة الجفن فِيهَا وَاعد عَمَلك حَتَّى يخرج إِلَى دَاخل فَإِذا خرجت فامسح عَلَيْهَا سبع مَرَّات لِئَلَّا ينسل وَإِنَّمَا احتجت إِلَى الشعرة الَّتِي تدخل فِي العروة لتجذب بهَا العروة مَتى لم تخرج الشعرة بِرِفْق لِئَلَّا يَنْقَطِع) فَيحْتَاج إِلَى إِعَادَة إِدْخَال الإبرة وَيبقى شعرًا قَوِيا وَإِن أدخلت الإبرة ثَانِيًا فَمن مَكَان آخر لِأَنَّك إِذا أدخلتها فِي ذَلِك الْموضع ثَانِيَة اتَّسع وَلم تضبط الشعرة.

الشترة لما رَأينَا فِي البيمارستان تعلق بالصنارة بالخيط بعد أَن تسلخ لغضروف عَن الْجلد كالحال فِي قطع الجفن ثمَّ يقطع ذَلِك الْمِقْدَار عَن الغضروف الثَّانِي وَتَكون قد أدخلت فِي الْجلد خيطين وتمد أَو تلزق بالجبهة ليجذب الْجلد وَإِذا كَانَت فِي الجفن الْأَعْلَى فالمد مَا اقل مَا يكون فِي الجفن الْأَسْفَل. قريطن كحل ينْبت الأشفار وَيقطع الدمعة ويحفظ الْعين ويحفظ صِحَّتهَا قليميا يعجن بِعَسَل وَيحرق فِي كوز مسدود الرَّأْس حَتَّى لَا يخرج دخانه من الثقب ثمَّ تقلع الطَّبَق ويرش عَلَيْهِ شراب ثمَّ أفرغه على صلابة واسحقه وجففه وَخذ مِنْهُ جُزْء روسختج نصف جُزْء وكحلاً مغسولاً جُزْءا وَمن اللازورد نصف جُزْء فارفعه وامرر مِنْهُ على الأشفار جيد بَالغ عَجِيب جدا. كحل آخر عَجِيب مجرب كحل رَطْل رصاص محرق نصف رَطْل توبال النّحاس أُوقِيَّة كندر وناردين هندي وفلفل أَبيض وزعفران أوقيية نوى التَّمْر المحرق خمسين عددا يجمع فِي فخارة ويوقد تَحْتَهُ حَتَّى يصير الْكوز أَحْمَر ثمَّ يسحق نعما ويقطر عَلَيْهِ دهن بِلِسَان بِقدر مَا يخرج مِنْهُ رِيحه فَإِنَّهُ عَجِيب لرمد الصّبيان والسلاق والأشفار وتحسين الجفون لَا وَرَاءه غَايَة وَيَنْبَغِي أَن تطلى بِهِ الأجفان عشَاء وينام عَلَيْهِ وَيغسل بِالْغَدَاةِ بِمَاء بَارِد. فِي السلاق وَمَا يحسن الأشفار وينبتها وَيلْزق الشّعْر المنقلب وَيمْنَع من نَبَاته السلاق غلظ الأجفان مَعَ حمرَة وتأكل المأق وَسُقُوط الأشفار. دياسقوريدوس دُخان القطران جيد للسلاق. دياسقوريدوس دُخان صمغ الصنوبر وصمغ البطم والمصطكى جيد للمأق المتأكل. دياسقوريدوس عصارة ورق الزَّيْتُون الْبري يمْنَع إنصباب الرطوبات إِلَى الْعين وَلذَلِك يَقع فِي الأشياف الْمَانِعَة من تَأْكُل الأجفان والمأق. دياسقوريدوس دهن الْورْد يصلح لغلظ الأجفان إِذا اكتحل بِهِ. دياسقوريدوس صمغ البطم يلزق الشّعْر المنقلب. دياسقوريدوس دُخان البطم والمصطكى والراتينج وَنَحْوهَا يدْخل فِي الأكحال المحسنة لهدب الْعين والمأق المتأكل والأشفار الساقطة دياسقوريدوس شَحم الأفعى يمْنَع من نَبَات الشّعْر فِي الْعين. بولس دُخان الكندر يحسن لأشفار الْعين. جالينوس اللازورد ينْبت شعر اجفان. قَالَ جالينوس إِن اللازورد يكتحل بِهِ وَحده وَمَعَ) الْأَدْوِيَة النافعة لأنتشار اجفان وَإِذا كَانَت دقاقاً ضعافاً وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يبرد الْعُضْو إِلَى مزاجه الْأَصْلِيّ.

دياسقوريدوس والمصطكى يلزق الشّعْر المنقلب إِلَى الْعين والناردين جيد لسُقُوط الأشفار لنفعه إِيَّاهَا وإنباته لَهَا. نوى التَّمْر المحرق المطفى بِخَمْر يسْتَعْمل بعد غسله فِي الأكحال الَّتِي يحسن هدب الْعين. دياسقوريدوس مَاء الحصرم نَافِع جدا لتأكل الآماق دُخان الصنوبر الْكِبَار الْحبّ نَافِع للآشفار المنتشرة والآماق المتأكلة. دياسقوريدوس الصَّبْر يسكن حكة الجفن. دياسقوريدوس الصدف النبطي إِذا أحرق وَغسل أذاب غلظ الجفون. دياسقوريدوس الصدف الْمُسَمّى بِالشَّام طيلس إِذا احْرِقْ وخلط بقطران وقطر على الجفن الَّذِي ينْزع مِنْهُ شعر لم يَدعه يعاود نَبَاته ورطوبة الأصداف تلزق الشّعْر. قَالَ جالينوس الأصداف الصغار الجافة إِذا أحرقت يبلغ من إحراقها إِنَّهَا إِن خلطت مَعَ القطران وقطرت فِي الْموضع الي يقْلع مِنْهُ الشّعْر منع نَبَاته وَقد يلزق برطوبة الصدف شعر الجفن الفتق يلزق الشّعْر الَّذِي فِي الجفن. دياسقوريدوس القلقطار ينقي الْعين بالإلصاق جالينوس واكتحل بِهِ منع من غلظ الأجفان. دياسقوريدوس الصُّوف يصلح للمأق المتأكلة والجفون الجاسية الَّتِي قد تساقط شعرهَا. دياسقوريدوس دُخان البلبوت يصلح لتحسين هدب الْعين وَيصْلح ألف لتساقط الأشفار وتأكل المأق. دياسقوريدوس دُخان الزفت يفعل ذَلِك. دَوَاء ينفع من انتشار الأشفار سنبل الطّيب بعد سحقه ونخله بحريرة وقشور الصنوبر بِالسَّوِيَّةِ يكتحل بِهِ جيد لذَلِك.

ابْن ماسويه مِمَّا يحسن الشفار يُؤْخَذ نوى التَّمْر فيحرق وينخل ويخلط مَعَه اللادن ويعجن بدهن الآس ويطلى بِهِ فيحسنها وَأما مَا يمْنَع إنبات الشّعْر فِي الجفن فاقرء فِي بَاب نَبَات الشّعْر لي تَدْبِير للشعر الزايد يُؤْخَذ حَدِيدَة فِي دقة الإبرة قدر شبر فيعطف رَأسهَا على زَاوِيَة قَائِمَة قدر عقد ثمَّ يحمى الرَّأْس جيدا ويقلب الجفن ويمده إِلَيْك وَيَضَع على أصل الشعرة المنقلبة فتكويه نعما فَإِنَّهُ يحرق وَلَا يعود وَلَا ينْبت فَإِن كَانَ شعرًا كثيرا فاكوي كل مرّة وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ وَلَا يكوى قريطن مِمَّا ينْبت الشفار ويبرىء الجرب نوى التَّمْر المحرق سَبْعَة ناردين فليطى دِرْهَمَانِ يَجْعَل كحلاً إِن شَاءَ الله. دَوَاء جيد لتساقط الأشفار والجرب والسلاق ويحفظ الْعين يُؤْخَذ قليميا) رَطْل فَيدق جريشا ويعجن بِعَسَل وَيجْعَل فِي إِنَاء فخار لَا يخرج دخانه ثمَّ ارْفَعْ فَم الْكوز واطفه بمطبوخ واسحقه وَخذ مِنْهُ نُحَاس محرق مغسول ولازورد فانعم حَقه وَاسْتَعْملهُ. من اختيارات حنين قَالَ يقْلع الشّعْر ويطلى مَكَان بمرارة الهدهد فَإِنَّهُ كَاف لَا يحْتَاج إِلَى غَيره. اطهور سفوف قَالَ يوضع الكندر على خمير ملتهب ويكب فَوْقه طست وَيُؤْخَذ دخانه فيخلط بِهِ شَحم البط والزوفا الرطب ويكحل فَإِنَّهُ عَجِيب جدا فِي إنبات الشّعْر فِي الأشفار وتحسينها. حنين قَالَ ذهَاب شعر الأجفان رُبمَا كَانَ من غير ورم وَحُمرَة فِيهَا بل رُطُوبَة فِيهَا مثل ذَا الثقب وَإِمَّا مَعَ حمرَة وَغلظ وقروح فِي الأجفان. السلاق هُوَ تَأْكُل الآماق فَقَط والوردينج غلظ الأجفان مَعَ حمرَة. حنين ألف كحل ينفع من انتشار الأشفار إِذا لم يكن مَعَه غلظ فِي الجفن يُؤْخَذ نوى التَّمْر وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم وموبسحوسه وزن دِرْهَمَيْنِ اسحقها واكحل بهما. آخر يُؤْخَذ اثمد وقليميا وقلقديس وزاج بِالسَّوِيَّةِ دقها واعجنها بالعسل ثمَّ احرقها واسحقها واكحل بهَا. آخر جيد لسُقُوط أشفار مَعَ غلظه وحمرته اسحق خرؤ الفار مَعَ عسل واكتحل بِهِ. علاج الشّعْر قَالَ علاج الشّعْر قطع الجفن.

اهرن قَالَ للشعر يشق الْموضع الَّذِي يُسمى الاجانة وَهُوَ حَيْثُ الجفن خرف يشبه الاجانة قَالَ والاجانة إِذا نبت هُنَاكَ لحم فضل سوى الشّعْر وَلم يَدعه يَنْقَلِب إِلَى الْعين لي هَذَا شَاهد أَيْضا على جودة النبطين. قطع على مَا رَأَيْنَاهُ يُؤْخَذ القمادين الصَّغِير ويقلب الجفن ثمَّ يشق بِهِ تَحت الاجانة وَيَنْبَغِي أَن يشقه حَتَّى يَنْقَلِب القمادين من الزاويتين اللَّتَيْنِ من المأقين جَمِيعًا فَإنَّك إِن شققت الْوسط وَكَانَ عِنْد الزاويتين مختلفتين لم ينل بالشق فِي الْوسط كثير شَيْء فَهَذَا ملاكه وَإِذا شققته هَكَذَا فقد أحكمت النبطين فَعِنْدَ ذَلِك تقدر مِقْدَار مَا تحْتَاج إِلَيْهِ أَن تشيله من الجفن وَإِن كَانَ الشّعْر فِي مَوضِع مّا أَشد انقلاباً فِي الْعين فَاجْعَلْ الْقطع فِي ذَلِك الْموضع أعظم ثمَّ أَدخل إبرة فِي الجفن بخيط فِي ثَلَاث مَوَاضِع متقابلة على خطّ سَوَاء وَخذ الخيوط بِيَدِك وشلها حَتَّى ترى مَا يقطع وَلِئَلَّا يقطع الجفن قطعا بِخرقَة لِأَنَّك إِنَّمَا تحْتَاج أَن تقطع جلد الجفن الْأَعْلَى فَقَط ثمَّ اقْطَعْ مادون الخيوط) بكاز ثمَّ خيط فِي مَوَاضِع كل مَوضِع بعقدتين أَو ثَلَاث ثمَّ ذَر عَلَيْهِ ذرورا أصفر أَو رطب خرقَة وَضعهَا عَلَيْهِ حَتَّى يلتحم وَإِذا كَانَت شَعْرَة أَو اثْنَتَيْنِ أَو خَمْسَة فانتف مِنْهَا كل يَوْم وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ وامو الْموضع بمكوى مثل الإبرة فِي الدقة متعففة الرَّأْس على هَذِه الصّفة. دياسقوريدوس يحمى حَتَّى يصير مثل لون الدَّم وَيُوضَع على الْموضع نَفسه جدا ثمَّ يوضع على الجفن بَيَاض الْبيض ودهن ورد فَإِذا ابرأ مَا كويت فانتف واكو أَيْضا إِن شَاءَ الله. علاج انطليس الاسكندروس للسلاق نَافِع عَجِيب يُؤْخَذ قشور صنوبر وحجارة أرمينية فَيجْعَل كحلاً فَإِنَّهُ انفذ مَا كَون فِي إنبات الأشفار. ابْن سرابيون ألف إِذا لم يكن مَعَ ذهَاب الأشفار غلظ وَلَا حمرَة فَذَلِك دَاء الثَّعْلَب أَو مثل قرع وَإِذا حدث مَعَ غلظ وصلابة فَذَلِك هُوَ السلاق وَالنَّوْع الأول أَعنِي دَار الثَّعْلَب يعالج بتنقية الرَّأْس ثمَّ يطلى بالأدوية الحادة على الأجفان وَأما النَّوْع الثَّانِي فابدأ بالأدوية المحللة ثمَّ أكحله بِالْحجرِ الأرمني فَإِنَّهُ نَافِع جدا من انتشار الأشفار الْحَادِث من خلط ويقوى الْعُضْو. تمّ القَوْل على الْعين وَبِه كمل السّفر الأول من كتاب الْحَاوِي بِحَمْد الله وعونه والصلوة على النَّبِي رَسُوله وَعَبده وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا. وَكَانَ الْفَرَاغ مِنْهُ فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ الثَّانِي عشر لمحرم عشر وسِتمِائَة وَذَلِكَ على يَدي مُحَمَّد بن الْوَلِيد البياسي الْمَأْمُور بطليطلة أطلق الله سَبيله مِمَّا انتسخه لخزانة متملكة بهَا للوزير الْحَكِيم لبي سليمن دى ابْن نحميش الإسرائيلي وَفقه الله ويتلوه إِن شَاءَ الله فِي السّفر الثَّانِي القَوْل فِي الْأذن وجمود الدَّم فِيهَا وتركيبها والعلل الْعَارِضَة فِيهَا والدلائل الدَّالَّة عَلَيْهَا وعلاج جَمِيع ذكر. . أسهل الله تَعَالَى العون ليه بمنه وَكَرمه لِأَن بِهِ مَعُونَة. تمّ الْجُزْء الثَّانِي ويتلوه الْجُزْء الثَّالِث فِي الْأذن وَالْأنف والأسنان

بسم الله الرحمن الرحيم

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

أمراض الأذن والأنف والأسنان

(الْجُزْء الثَّالِث) (أمراض الْأذن وَالْأنف والأسنان)

أمراض الأذن

(أمراض الْأذن) ب فِي الْأذن وجمود الدَّم فِيهِ والطرش والصمم وَثقل السّمع والدود والوجع والدوي والطنين والقروح والبثر والورم من حراوٍ برد أَو ضَرْبَة أَو شدخ صدفها والسدد فِيهَا والرياح) وجريان الْمدَّة وسيلان الرطوبات وَدخُول المَاء فِيهَا واجتماع الْوَسخ وَمَا يَقع فِيهَا وَغير ذَلِك قَالَ جالينوس فِي أَصْنَاف الحميّات أَن من أوجاع الْأذن مَا يَدُور بنوايب. حِيلَة الْبُرْء فِي قُرُوح الْأذن قَالَ كَانَ رجل من فرقة الْحل يعالج قرحَة عتيقة كَانَت فِي الْأذن بالمرهم الْمُتَّخذ بالقيليما فَكَانَت تزداد فِي كل يَوْم عفونة وتمتلي صديداً كثيرا من أَنه توهم أَن فِي أقْصَى ثقب السّمع ورما فعالجه بالمرهم الْمُتَّخذ من الْأَرْبَعَة الْأَدْوِيَة فَكَانَ الْأذن قد أشرف على العفونة بذلك أَكثر وأشر وَإِنَّمَا كَانَ يفعل ذَلِك لِأَن مرهم القليميا يدمل القروح الَّتِي فِي الْيَد وَالرجل أدمالآً جيدا وَلَيْسَ عِنْدهَا وَلَا اكْتِسَاب دَلِيل على الْأَدْوِيَة وَمن الْأَعْضَاء فَأَرَادَ أَن يدمل قرحَة الْأذن بالدواء الَّذِي يدمل بِهِ القروح الَّتِي فِي ظَاهر الْبدن وَأَيْضًا فَإِن عِنْدهم أَن الورم أَيْن مَا كَانَ وَمَتى كَانَ يَنْبَغِي أَن يحل بالأشياء الَّتِي ترخى فَلذَلِك علاج هَذَا العلاج الردي وَأما أَنا فبعلمي بِأَن الْأذن عُضْو جَاف يَابِس جدا علمت أَنِّي أحتاج أَن أداويه بالمجففات جدا وَلَكِن لِأَن ذَلِك الطَّبِيب قد كَانَ عود الْأذن بمرهم الباسليقون وَهُوَ مرخى لم أر أَن أنقله إِلَى دَوَاء قوي التجفيف بِعَيْنِه الَّتِي انْظُر فِي الْعَادة واكتسب مِنْهَا دَلِيلا فعمدت إِلَى شياف ماميثا فادفته بخل وقطرّته فِي أُذُنه فَبَدَأَ اصلاحه فِي يَوْم وعاجلته فِي الْيَوْم الثَّانِي بأقراص أندرون إياماً أَرْبَعَة وَكَانَ عزمي أَن هُوَ احْتَاجَ إِلَى مَا هُوَ أقوى تجفيفاً أَن أعَالجهُ بِمثل دَوَاء خبث الْحَدِيد وأطلي أَيْضا خَارج الْأذن بالأشياء الَّتِي تجفف غَايَة التجفيف مثل الدَّوَاء الْمُتَّخذ ب بالغرب أَو بأقراص اندرون وَلَكِن هَذَا الرجل برأَ

المقالة الثانية من حيلة البرء قال أنا استعمل

وَلم يحْتَج إِلَى هَذِه على أَنه قد كَانَ أشرف من سوء العلاج على عفن أُذُنه الْبَتَّةَ وَقد كَانَ ذَلِك الطَّبِيب يظنّ أَنه أَن عولج أذن وارمة بِمثل هَذِه الْأَدْوِيَة أصَاب العليل مِنْهُ تشنج لِأَن عِنْده أَن الورم فِي جَمِيع الْمَوَاضِع يحْتَاج أَن يرخى وَقد كَانَ فِي الْأذن ورم قَالَ وَلَكِنِّي أَنا لمعرفتي بِفضل يبس الْأذن جدا على سَائِر الْأَعْضَاء علمت أَنه يحْتَاج أَن يداواه بأدوية تجفف غَايَة التجفيف. لي إِنَّمَا لم يصلح القليميا لِأَنَّهُ مغرى قَلِيل التجفيف بِالْإِضَافَة إِلَى مَا يحْتَاج إِلَيْهَا الْأذن. قَالَ الْموَاد الْجَارِيَة إِلَى الْأذن إِذا أردنَا أَن ننقلها إِلَى عُضْو قريب نقلناها إِلَى المنخرين قَالَ وَأما أَفْرَاد من أَصْحَاب القروح فِي الْأذن فَيحْتَاج إِلَى أدوية أقوى من هَذِه بِسَبَب أَنه كَانَت ببعضهم فِي أُذُنه قرحَة قد أَتَت عَلَيْهَا سنة تَامَّة أَو سنتَانِ فإنيّ داويتهم بدواء أقوى من هَذِه الْأَدْوِيَة وَهُوَ خبث الْحَدِيد ينخل بالحرير الصفيق غَايَة الصفاقة يُعَاد عَلَيْهِ السحق حَتَّى يصير كالغبار ويطبخ) بعد هَذَا كُله بخل ثَقِيف جدا حَتَّى يصير هُوَ والخل فِي ثخن الْعَسَل وَيكون الْخلّ أَرْبَعَة أضعافه أَو خَمْسَة أضعافه فَإِنَّهُ دَوَاء قوي جدا لَا عديل لَهُ فِي هَذَا. وَقَالَ فِي آخر السَّادِسَة أَن مجْرى السّمع على قربه من الْعصبَة النابتة من الدِّمَاغ قد يحْتَمل أَن يداوي بالأدوية القوية التجفيف. 3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ أَنا اسْتعْمل) 3 - (المخدرة فِي وجع الْأذن) إِذا أفرط وَخفت أَن يتشنج العليل ويختلط وَمِنْه قَالَ عالج وجع الْأذن بالدواء الْمُتَّخذ بالأفيون والجندبادستر تديفهما بشراب حُلْو وتصبه فِيهِ وَإِذا كَانَ وجعها من ريح غَلِيظَة تولدت عَن أخلاط غَلِيظَة بَارِدَة فإياك وَاسْتِعْمَال الأفيون وَاسْتعْمل الكماد بالجاورس والأشياء الَّتِي تحلل الرّيح وتلطف التَّدْبِير وَترك الْغذَاء وَشرب المَاء الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ ينضج وينحل وَيجوز أَن يسْتَعْمل الدَّوَاء الَّذِي فِيهِ مَعَ الأفيون جندبادستر وَأَن احتجت إِلَى ضماد فاطبخ الخشخاش بِمَاء والق على المَاء دَقِيق حلبة وبزر كتَّان وضمد بِهِ. قَالَ وَمَتى حدث فِي الْأذن ضَرَر عَن اسْتِعْمَال المخدرات فَاسْتعْمل بعده الجندبادستر وَحده تقطره فِي الْأذن. وَقَالَ فِي الثَّالِثَة من الميامر أَن وجع الْأذن يسكن بالتخبص والطلي والنطول وَلَا يسْتَعْمل المخدرة أَلا أَن يخَاف الغشي. الثَّالِثَة من الميامر قَالَ يحدث وجع الْأذن عَن برودة ب وَهَذِه الْبُرُودَة تحدث إِمَّا من قبل ريح بَارِدَة تلقى الرجل فِي الطَّرِيق وَأما من استحمام بِمَاء بَارِد ويتوجع أَيْضا عَن مَاء

يدْخل فِيهَا وَلَا سِيمَا مَتى كَانَ ذَلِك المَاء دوائياً ويتوجع أَيْضا عَن ورم وَهَذَا الورم مرّة يكون فِي الْجلد المغشي على الْأذن وَمرَّة يكون فِي بَاطِن الْأذن وَهُوَ الصماخ وَذَلِكَ عِنْد مَا يكون حُدُوث الورم فِي الْعصبَة الَّتِي بهَا يكون السّمع وَيكون من خلط حاد ينصب إِلَيْهَا من الْبدن أَو ريح نافخة غَلِيظَة ترتبك فِيهَا. قَالَ وَمَا كَانَ من وجع الْأذن بَارِدًا فالأدوية الحارّة تبرئه فِي أسْرع الْأَوْقَات قَالَ والقرويون يطبخون عصير البصل والثوم فِي الزَّيْت ويقطرون مِنْهُ فِي الْأذن قَالَ وَأَنا أعمد فِي هَذَا الْموضع فِي الفرفيون فاخلط مِنْهُ الشَّيْء الْيَسِير مَعَ زَيْت كثير وألقيه فِي الْأذن وَرُبمَا خلطت بِهِ شَيْئا من) الفلفل بعد أَن أجيد سحقه لِأَن الأوجاع الْبَارِدَة تنْتَفع بِهَذِهِ الْأَشْيَاء القوية الأسخان نفعا عَظِيما. دهن الأقحوان أيضاُ نَافِع لهَؤُلَاء إِذا قطر فِي الْأذن وَأَن قطّرت فِيهِ دهناً قد طبخ فِيهِ سذاب نفع نفعا بَينا وَإِذا كَانَ سَبَب الوجع مَادَّة حريفة من مَاء دوائي دخل فِيهَا أَو مَادَّة حريفة قد انصبت إِلَيْهَا فَمَلَأ الْأذن دهناً عذباً وصببته عَنهُ ونشّفه وعاوده مرّات كَثِيرَة حَتَّى يغسل ذَلِك الخطل وقطّر فِيهِ اللَّبن أَو بَيَاض الْبيض على هَذَا النَّحْو مرّات كَثِيرَة ولتكن مفترة فَإِنَّهُ يسكن الوجع الْحَادِث من هَذَا الْفَنّ وشحم البط نَافِع لَهَا وَكَذَلِكَ شحوم الثعالب فَإِن كَانَ الوجع من ورم فابلغ الأِشياء مرهم باسليقون يذاب بدهن الْورْد فَإِن اشْتَدَّ الوجع جدا واضطررت فَاسْتعْمل المخدرة فَإِذا كَانَ الوجع مبرحاً فَاجْعَلْ فِيهَا من الأفيون جُزْءا وجندبادستر نصف جُزْء وَإِلَّا بِالسَّوِيَّةِ. جالينوس يسْتَعْمل فِي ورم الْأذن هَذَا الدَّوَاء والشحوم خَاصَّة شَحم البط والدجاج وَأَنا أَحسب أَن اسْتِعْمَال هَذِه وَإِن كَانَ يسكن الوجع جميد الْعَاقِبَة وَلَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل إِلَّا فِي شدَّة الوجع جدا إِذا كَانَ الوجع قد وَقع بالفصد والإسهال وَيسْتَعْمل بعقبه شياف ماميثا وخل. جالينوس يسْتَعْمل نُسْخَة هَذَا الدَّوَاء جندبادستر أَولا سحقاً بليغاً ثمَّ يلقى عَلَيْهِ الأفيون ويسحق بشراب حُلْو وَيسْتَعْمل أقراصاً ويحتفظ بِهِ ويداف وَقت الْحَاجة بشراب حُلْو ويفتر ويلقى فِي الْأذن يعصر فِيهَا من صوفة وَإِيَّاك أَن تقطّر ب فِي الْأذن شَيْئا إِلَّا فاتراً بِقدر مَا يُمكن العليل احْتِمَاله وجرب قَلِيلا فَإِن احْتمل العليل اسخن مِنْهُ فزد فِي اسخانة مَا احْتمل العليل وَإِذا اسْتعْملت تكميد الْأذن بِبَعْض الأدهان المسكنة للوجع فقّوها واملأ الْأذن مِنْهُ ودعه سَاعَة ثمَّ صبّه ثمَّ عاود مَرَّات ثمَّ املأهما مِنْهُ وضع فيهمَا قطنة فَإِن احتجت أَن تعاوده فعلى هَذَا. قَالَ وَإِن كَانَ فِي الْأذن ريح غَلِيظَة فَاجْعَلْ مَعَ الدّهن بعض الْأَدْوِيَة المعالجة المقطّعة وتعرف هَل ذَلِك من ريح غَلِيظَة أَو خلط غليظ لزج بالسؤال من السَّبَب البادي وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ العليل قد أَصَابَهُ فِيمَا سلف برد فَإِنَّمَا اجْتمع فِي أُذُنه ريح غَلِيظَة وَإِن كَانَ يشكو ثقلاً وَلم يزل يسْتَعْمل الْأَطْعِمَة الغليظة فَإِنَّهُ قد اجْتمع فِي أُذُنه أخلاط بَارِدَة غَلِيظَة وَذَلِكَ أَنه مَتى

كَانَ الرجل مُسْتَعْملا للأغذية الغليظة وَحدث عَلَيْهِ برد يُصِيبهُ هاج الوجع بِسَبَب عدم تحلل مَا يتَحَلَّل) فاخلط حِينَئِذٍ مَعَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا رغوة البورق والنطرون ودهن اللوز والخربقين والكندش واللوز والزراوند وَالدَّار صيني وكل الْأَدْوِيَة الَّتِي تفتح سدد الْكُلِّي وكل دَوَاء لطيف لَا يلذع مثل أصُول قثاء الْحمار وأصول الْكَرم الْأسود والأبيض وأصول اللوف وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي فِيهَا مرَارَة وَلَا يلذع فَإِن هَذِه تجلوا مَا فِي الْأذن من الْوَسخ ويفتّح مسامه وَيقطع الأخلاط الغليظة ويفتّح السدد. قَالَ وَإِيَّاك أَن تعالج بالأدوية القوية الْحَرَارَة الْأذن الَّتِي فِيهَا ضَرْبَان وعالج مَا كَانَ مَعَ ضَرْبَان شَدِيد بشياف ماميثا والخل ودهن الْورْد فَإِن هَذِه جَيِّدَة للورم فِي الْأذن. فِي قُرُوح الْأذن قَالَ وَمَا كَانَ من قُرُوح الْأذن قريب الْعَهْد فالماميثا يُبرئهُ الْبَتَّةَ وَحده إِذا سحق بالخل والشياف الوردية وشياف الماميثا فَإِن كَانَ يجْرِي مِنْهَا قيح كثير فعالجه بأقراص اندرون فَإِن لم ينجح هَذِه فاسحق خبث الْحَدِيد بخل ثَقِيف فِي شمس أَيَّامًا كَثِيرَة وقطر مِنْهُ على ثِقَة بِهِ. قَالَ ووجع الْأذن يبرؤ ويسكن بالتكميد بالأدهان المطيّبة الفاترة وبدهن الناردين ومرهم الباسليقون وَالَّذِي فِيهِ لذع وضربان يسكن ببياض الْبيض وَاللَّبن وَاسْتعْمل أَقْرَاص اندرون وَغَيرهَا مرّة بشراب حُلْو وَمرَّة بخل وَمَاء وَمرَّة بخل فَقَط على حسب مَا ترى من شدَّة الوجع فَإِنَّهُ إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا لَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الْخلّ. دَوَاء جيد يحلل تحليلاً بِلَا أَذَى وينفع من ب الأوجاع الْبَارِدَة يحل القنّة بدهن السوسن ويفتر ويقطر فِيهِ التكميد عِنْد ضَرْبَان أما من دَاخل وَأما من خَارج بِأَن يصبّ فِي الْأذن مفتراً كَمَا مر فِي الشحوم ويصبّ عَنْهَا مَرَّات. قَالَ 3 (التكميد باليابس خير للأذن) من التكميد الرطب أعنى أَن يكمّد بالجاورس أَو بِقِطْعَة لبد مرغزي مسخّن فَهَذَا تكميد الْيَابِس وَأما الرطب فيطبخ سداب بالزيت والخل وَمَا يَجْعَل تَحت إجّانة عَلَيْهَا قمع وثقب ذَنْب للوجع فِي الْأذن مَعَ سيلان الْمدَّة قشور رمان وشب وزعفران وأفيون وجندبادستر وَمر وكندر يعجن بخل وَعسل وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ دَوَاء نَافِع لِأَنَّهُ يجفف ويسكن الوجع جدا. دَوَاء جيد للقيح فِي الْأذن أقماع الْورْد وقشور رمان وقلقطار وزاج وعفص وتوبال النّحاس جزؤ جزؤ وَمر وكندر وشب وقلقنت نصف نصف يسحق بخل إياماً حَتَّى يصير مثل الطرار وَيجْعَل أقرصة وَيسْتَعْمل بخل ويقّطر فِي الْأذن.

3 - (الدوي والطنين) قَالَ مِنْهُ مَا يتَوَلَّد من ريح نافخة وَمِنْه مَا يكون من قبل نقاء حاسة السّمع وذكائها فَإِن كَانَ الدوي والطنين عَن ريح نافخة فعالجه بالأدوية الَّتِي تقطّع وتلّطف ويستدل على الدوي والطنين من ذكاء الْحس بِأَن يرى الرجل فِي طبعه سريع الْحَواس وذكيها وَأَن تكون قد عولجت بالأدوية الَّتِي تقطع وتلطف إِن لم ينفع فعالج هَؤُلَاءِ بِمَا يخدر الْحس قَلِيلا كالبنج والأفيون فَإِنَّهُ يبرىء للدوي قطّر فِيهِ عصارة قثاء الْحمار أَو خربق أسود مطبوخاً بخل أَو قطّر فِيهِ دهن الْغَار أَو دهن الكراث أَو دهن ورد أَو زَيْت قد طبخ فِيهِ شَحم الحنظل أَو دهن ألبان أَو شَحم البط أَو دهن لوز مر. بصل النرجسفي الطرش قَالَ إِذا أزمن صَار مِنْهُ صمم وَيَنْبَغِي أَن يُقَصَّص صَاحبه بساذج وشحم الحنظل ويغرغر ويجفف رَأسه بِكُل حِيلَة وَيُدبر التَّدْبِير اللَّطِيف ويقطّر فِي الْأذن مَا يقطّع ويلطف الْمَشْي فَإِنَّهُ جيد للتجفيف عَن الرَّأْس. أَبُو لوعس قَالَ كمده بقمع بطبيخ الأفستين أَو بطبيخ ورق الْغَار أَو الزوفا الْيَابِس أَو عصارة قثاء الْحمار قطره فِي الْأذن أَو خربق أسود أدخلهُ فِي الْأذن. 3 (الدَّم السَّائِل من الْأذن) اسْتَعِنْ بِبَاب نزف الدَّم وبباب جمود الدَّم وَيقطع النزف أَن يخلط عصارة ب بخل ويقطر فِي الْأذن يقطع النزف بِأَن يطْبخ عفص بخل ويقطر أَن تسحقه بخل وعفص وَتجْعَل مِنْهُ شافية ودعها خَمْسَة أَيَّام ثمَّ أخرجهَا آخر يُؤْخَذ حرف جزؤ وبورق ربع جُزْء واعجنهما بجرم التِّين واعمل مِنْهُ شايفة مطاولة وأخرجها كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة فَإِنَّهُ يخرج من الْأذن وسحا كثيرا ويخفف السّمع من سَاعَته وينفع الْعَسَل يدْخل فِي ثقب الْأذن مِنْهُ وَمن الْوَسخ وينفع من الطرش الإسهال الدَّائِم الْمُتَوَاتر وتلطيف الْغذَاء وتغطية الرَّأْس وَشرب المَاء الْحَار وَمَاء الْعَسَل. قَالَ يصاح فِي الْأذن بِصَوْت عَال فعلا متوالياً وقطر فِيهَا دهناً قد طبخ فِيهِ أصُول الْخُنْثَى أَو 3 (المَاء الَّذِي يَقع فِي الْأذن) يدْخل فِيهِ ميل عَلَيْهِ صمغ بطم مداف أَو دبق أَو غَيره من نَحوه وَيخرج بِهِ فَإِن لم يخرج فليعطّس ويسد الْأنف والفم فَإِنَّهُ يتمدد الْأذن وَيخرج افْعَل ذَلِك مَرَّات فَإِنَّهُ أَن يقي هُنَاكَ فَإِنَّهُ يحدث ورماً أَو يخْشَى التشنج فَعَلَيْك بالأرخاء جهدك.

ورم الأذن

للديدان وَغَيره يقطر فِيهَا عصارة الحنظل وقثاء الْحمار أَو خل وبورق أَو عصارة الْكبر أَو عصارة فوتنج. 3 (الْوَسخ) ينشر فِي الْأذن بورق وَيصب عَلَيْهِ خل وتدعه لَيْلَة مسدودة الرَّأْس ثمَّ يدْخل من الْغَد الْحمام افْعَل ذَلِك ليَالِي. 3 - (ورم الْأذن) يقطر فِي الْأذن عصارة البنج ودهن الْورْد. 3 (الطنين) قطر فِيهَا شَحم البط واطبخ رمانة حلوة بشراب واسحقها وضمدها بِهِ فَإِنَّهُ نَافِع جدا أَو يُؤْخَذ عدس فيطبخ بِمَاء ويضمد بِهِ أَو خُذ مرداسنج وعدس وزعفران وأفيون قَالَ يمرخه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ جيد قَالَ وينفع هَؤُلَاءِ الأمساك عَن الْغذَاء وإسهال الْبَطن والسكون وليحذر الشَّمْس وَالْحمام وَالْحَرَكَة والقيء والصياح. 3 (الْجِرَاحَات الَّتِي تخرج فِي أصل الْأذن) قَالَ هَذِه دَاخِلَة فِي جنس الورم فِي اللَّحْم الرخو وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يعالج بالقمع وَالْمَنْع الَّذِي هُوَ أول آخر العلاج قَالَ وخاصة هَذِه الْجِرَاحَات الَّتِي فِي أصل الْأذن فَإنَّا نعالجها بضد الْمَنْع وَالدَّفْع وَذَلِكَ إِنَّا نعالجها بالجذب بالأدوية الجاذبة وَأَن لم تُؤثر هَذِه الْأَدْوِيَة فِيهَا أثرا مَحْمُودًا استعملنا المحاجم. وَذَلِكَ أَن عنايتنا أَن نجتذب الْخَلْط المؤذي من دَاخل ب الْبدن إِلَى خَارجه لَا سِيمَا مَتى كَانَت الْعلَّة فِي الرَّأْس أَو كَانَ ذَلِك فِي الحميات فَأَما فِي هذَيْن الْوَقْتَيْنِ على جذب الْخَلْط الَّذِي دَفعته الطبيعة نحرص على أَن نعين الطبيعة إِلَى ظَاهر الْبدن ليخرج ذَلِك الْخَلْط عَن الدِّمَاغ أَو يقطع الْحمى فَإِن كَانَ الْخراج فِي نَفسه قوي التجلب فَلَا يَنْبَغِي أَن نعينه بالجذب الْبَتَّةَ بل نكله حِينَئِذٍ إِلَى الطبيعة وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ التجلب قَوِيا واستعملت المحجمة أَو دَوَاء بجذب عرض للعليل وجع صَعب جدا لِكَثْرَة مَا يمِيل إِلَى الْموضع ضَرْبَة واشتدت حماه وضعفت قوته وَلَكِن فِي مثل هَذَا الْموضع اقصد لتسكين الوجع بالأدوية المرخية فَإِن هَذِه لاعتدال حَرَارَتهَا ورطوبتها تسكن الوجع وتنضج الأخلاط وَتجمع الْقَيْح وَإِذا جمع فبطه واستفرغ الْمدَّة أَن كَانَت كَثِيرَة وألاّ فحلّل الْمدَّة بالأدوية اللطيفة الجاذبة تدعها عَلَيْهَا وتقلها كل يَوْم مرَّتَيْنِ وتكمده وتعيده حَتَّى يتَحَلَّل على مَا وصفناه فِي بَاب تَحْلِيل الْمدَّة ثمَّ الَّتِي تلين على مَا بيّنا هُنَاكَ وَهَذِه الخراجات) إِذا لم تكن عَظِيمَة قَوِيَّة مَعهَا وجع شَدِيد يسهل علاجها وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تبادر إِلَى جمع الْمدَّة وَلَا توجع وجعاً شَدِيدا وحسبك فِي هَذَا الْموضع أَن تكمد الْموضع بكماد اللبلج وتضمده بأضمدة أَكثر حرارة وَأكْثر تحليلاً.

قَالَ إِذا كَانَ الْخراج الَّذِي فِي أصل الْأذن يبتدىء بوجع شَدِيد فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أضمدة تسكن الوجع وَإِلَى تكميد متوالي بِمَاء قراح قد طرح فِيهِ شَيْء قَلِيل من ملح وَلِهَذَا الورم أدوية تخصه وتحلله اطلبها فِي بَاب الْخَنَازِير فَإِن هَا هُنَا قانون الفوجيلا فَقَط وَهَذِه الخراجات مَا كَانَ مِنْهَا لَا يطْمع أَن يتَحَلَّل إِلَّا بتقيح لعظمه وَشدَّة ضرباته فبادره واعنه على التقيح فَأَما مَتى كَانَ الورم يَسِيرا لَا تبادر إِلَى التقيح فالداخليون ومرهم مساساوس يُبرئهُ لي جملَة أَمر الْخراج فِي أصل الْأذن انْظُر إِلَى مِقْدَار عظمه وَمِقْدَار ضربانه وَحَال الْبدن فَإِن كَانَ الْبدن ممتلياً والعظم والضربان قَوِيا فَعَلَيْك بالأدوية المسكّنة للوجع ودع الطبيعة وفعلها وَإِن كَانَ فِي الرَّأْس عِلّة رَدِيئَة أَو حميات وَرَأَيْت الدّفع ضَعِيفا فاعن الطبيعة بالأدوية الجاذبة والمحاجم فَهَذَا مَا يَنْبَغِي أَن تَفْعَلهُ فِي أول الْأَمر فَإِذا خرج وانْتهى منتهاه فَانْظُر فَإِن كَانَ مَا يتَحَلَّل من غير أَن يتقيح فحلله بالداخليون وَنَحْوه مِمَّا هُوَ أقوى مِنْهُ مثل الزفت ورماد الكرنب وَمثل النورة والشحم الْعَتِيق فَإِن لم ينْحل فانضجه بالأضمدة المنضجة وَإِن كَانَ هُوَ مُنْذُ أول الْأَمر يُبَادر ب إِلَى النضج فاعنه على ذَلِك ثمَّ رم إِن كَانَ الْقَيْح لورم يسير بِأَن يحلله بالأدوية وَإِن كَانَ غليظاً فبطّه وعالجه. الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ إِذا خرجت فِي الْأذن خراجات حارة عظمية وَكَانَت عَنْهَا حميات قَوِيَّة يخْتَلط بهَا الذِّهْن فالأحداث يموتون مِنْهَا أَكثر من الْمَشَايِخ وَذَاكَ أَن الْحمى يكون فِي الْمَشَايِخ أَلين واختلاط الذِّهْن فيهم أقل فيبقون إِلَى أَن تتقيح آذانهم فيتخلصون بهَا فَأَما الشبّان فلشدة حرارتهم يشْتَد اختلاطهم ووجعهم وَيَمُوت أَكْثَرهم قبل أَن تتقيح آذانهم. الثَّالِثَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ أوجاع الْأذن الحارة مَعَ الْحمى القوية الدائمة دَلِيل ردى لَا يُؤمن على صَاحبه أَن يخْتَلط عقله وَيهْلك. قَالَ جالينوس أما هَذَا الوجع فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ الْحَادِث فِي الصماخ لِأَنَّهُ لَا يكون من أجل غضاريف الْأذن مثل هَذَا الْخطر فَأَما من الصماخ فلقربه من الدِّمَاغ فقد يكون مثل هَذَا سَرِيعا

ويعرض مِنْهُ السكتة بَغْتَة إِذا صَارَت الْمَادَّة الموجعة للأذن إِلَى الدِّمَاغ بَغْتَة فَانْظُر فِي سَائِر دَلَائِل الْهَلَاك) واعمل بِحَسبِهِ قَالَ وَقد يعطب الشابّ من هَذِه الْعلَّة فِي السَّابِع فَأَما الْمَشَايِخ فابطأ من ذَلِك وَذَلِكَ أَن الْحمى يكون فيهم الين واختلاط الْعقل أخف ويسبق آذانهم فيتقيح ذَلِك وَلَكِن فِي هَذِه الْأَسْنَان لهَذَا الْمَرَض عودات قاتلة فَأَما الشبّان فَقيل أَن تتقيح آذانهم يهْلكُونَ وَأَن مدت آذانهم فِي حَال سلمُوا أَن كَانَ مَعَ ذَلِك عَلامَة أُخْرَى حميدة. الميامر الْأَدْوِيَة النافعة من رض الْأذن المر الصَّبْر الكندر اسفيداج الرصاص يطلى عَلَيْهَا من خَارج وَإِذا ورم دَاخله لشدَّة الضَّرْبَة وهاج الوجع يقطر فِيهِ شَحم البط وَالسمن وَأَن نزف الدَّم فعصير الكراث والبادروج. من اختيارات حِيلَة الْبُرْء قَالَ القروح فِي الْأذن يحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة التجفيف جدا على قربهَا من الدِّمَاغ لي المائين عندنَا إِذا أزمنت الْمدَّة الَّتِي تَجِيء من الْأذن جدا وطلات حَشْوًا الْأذن بِقطن حَشْوًا شَدِيدا وَلم يدع صَاحبه ينَام على ذَلِك الْجنب وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ بذلك حقن الْمدَّة فَإِذا احتقنت يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة خرج خراج فِي أصل الْأذن فانضجوه وبطوه وعالجوه فبرأ وبيّن لذَلِك سيلان الْمدَّة عَن الْأذن. السَّادِسَة من ثَانِيَة أبيذيميا قَالَ نَحن نقطر فِي الوجع الشَّديد من الْأذن اللَّبن من حلمة الثدي كَيْمَا يسكن بحرارته المعتدلة ويغري وَهُوَ نَافِع لي القَوْل الَّذِي هَا هُنَا من وضع المحجمة على الْأذن عِنْد ب الوجع الشَّديد إِنَّمَا هُوَ غلط وَقع فِي اتِّصَال الْكَلَام بعضه بِبَعْض لَا وَجه لَهُ الْبَتَّةَ فَإِن شِئْت فاقرأه لتعلم ذَلِك. الْيَهُودِيّ إِذا كَانَ الوجع فِي الْأذن من البلة والسدة فقطر فِي الْأذن مَاء الأفسنتين رطبا كَانَ أَو يَابسا أَو مَاء قشور الفجل وَمَا يفتح الصمم يدق ورق الحنظل الرطب ويقطر مِنْهُ فِي الْأذن وَهُوَ فاتر أَو قطر فِيهِ شايف المرارات قَالَ ونيفع من الصمم بعقب البرسام التخبص الْمُتَّخذ بدقيق الشّعير وأكليل الْملك والبابونج ودهن حل فاتر يلين الْعصبَة وَيُطلق السّمع لي فَيَنْبَغِي أَن يضمد بالملينات لِأَن هَذَا إِنَّمَا يحدث من جفاف يكون فِي ذَلِك العصب الَّذِي يَجِيء إِلَى الْأذن قَالَ وينفع النطول على رُؤْسهمْ إِن شَاءَ الله. اهرن دَوَاء جيد لقروح الْأذن انزروت وَدم الْأَخَوَيْنِ وقشور كندر وشياف ماميثا وَمر وزبد الْبَحْر وبورق ارمني وصب فِي الْأذن خل واغسله يصبهُ عَنهُ مَرَّات ثمَّ يدْخل فَتِيلَة فنظفه ثمَّ يلوث الدَّوَاء بِعَسَل وتجعله فِيهِ مفتراً افْعَل ذَلِك غدْوَة وَعَشِيَّة فَإِنَّهُ يَأْكُل الْفَاسِد وينبت الصَّحِيح) ويبرئه. ولجمود الدَّم فِيهَا عصير الكراث وخل يقطره ويقطر فِيهِ أَو يلقى فِيهِ انفحة أرنب مَعَ خل لي والأدوية الَّتِي تحلل الدَّم خُذْهَا من بَابه قَالَ وانفخ فِي الْأذن الْكَثِيرَة الفيح زاجاً.

وللدود يقطر فِيهِ عصير البصل وعصير الأفسنتين والكراث النبطي. قَالَ اهرن أَن لم يكن أفسنتين رطب فطبيخه. اهرن للصمم وَثقل الْأذن عصير ورق الحنظل يقطر فِيهِ أَو جندبادستر ودهن الْغَار يقطر فِيهِ وهما جيدان للأوجاع الْبَارِدَة الغليظ. الطَّبَرِيّ قَالَ هَذَا دَوَاء نَافِع للوجع فِي الْأذن جدا شَحم الأوز وأفيون وزعفران يجمع الْجَمِيع بعد أَن يذوب الشَّحْم وينقى وَيجْعَل الشَّحْم أَكثر. لثقل السّمع الْعَارِض بعد الْأَمْرَاض الحارة يقطر فِيهَا خل مسخن مَعَ عصار الافسنتين. ولدخول المَاء فِي الْأذن يهيج السعال فَإِنَّهُ يخرج المَاء من الْأذن. اهرن إِذا كَانَ مَعَ الصمم فَسَاد فِي سَائِر الْحَواس فالعلة فِي الدِّمَاغ وَإِن كَانَ خلاف ذَلِك فالعلة فِي عصب الْأذن فَقَط وَذَلِكَ إِذا لم تكن آفَة فِي المجرى فَإِذا حدث ثقل السّمع فالحث عَن التَّدْبِير الْمُتَقَدّم والدلائل فَإِن وجدت امتلاءً دموياً فافصد ولطّف التَّدْبِير وَإِن وجدت طنيناً وثقلاً بِلَاد درور الْعُرُوق وَلَا حِدة فاسهل بِمَا يفرغ البلغم عَن الرَّأْس وَاسْتعْمل بعد ذَلِك الغراغر القوية والعطوس وصب الْمِيَاه المطبوخة بالخشخاش الحارة على الرَّأْس نَحْو ب البرنجاسف والمرزنجوش وورق الْغَار والبابونج وَنَحْوهَا واكب الْأذن على بخارها فِي قمع وَاسْتعْمل الأدهان الحارة فَإِن ذَلِك يحلل فضول الأخلاط ويجفف السّمع وَاجعَل فِي الْأذن من هَذِه الْأَدْوِيَة والأدهان فَإِن رَأَيْت ثقل السّمع بِلَا ثقل وَلَا امتلاء فَإِنَّهُ من السدد فاكب العليل على طبيخ الْأَشْيَاء اللطيفة وقطّر فِي الْأذن افسنتين ونحون من الْأَشْيَاء المرّة فَإِنَّهُ يفتّح السدود والأشياء اللطيفة كالشونيز والفجل وعصارة الحنظل الرطب نَافِع جدا للصمم الْكَائِن من سدة وأخلاط غَلِيظَة والجندبادستر ودهن الْغَار جيد للصمم الْكَائِن من الْبرد وخدر العصب أَو مرارات السبَاع بدهن لطيف حاراً أَيهَا شِئْت وينفع من الأوجاع الكائنة عَن الرّيح وعلامته تمدد بِلَا ثقل الأكباب على أبخرة الحشايش اللطيفة والأوجاع الَّتِي مَعَ حرارة اعْتمد فِيهَا على الفصد والإسهال بالمطبوخ ويقطر فِي الْأذن

المبردة المقوية المسكنة للوجع وَأَن هاج فِي الْأذن وجع من قرحَة فاسحق بزرنيخ أَو أفيون مَعَ شَحم بط وَضعه فِيهِ مَعَ اسفيداج الرصاص أَو ضع فَتِيلَة) بعنب الثَّعْلَب وَبَيَاض الْبيض ودهن ورد وَكَذَلِكَ للورم الْحَار والوجع الْحَار فَإِذا سكن وجع القرحة فَعِنْدَ ذَلِك عالج بالأدوية القوية التجفيف المنقية للقيح مثل الزاج وخبث الْحَدِيد وَنَحْوهَا وَلَا تعالج بِهَذِهِ مَا دَامَ الوجع شَدِيدا والأوجاع العتيقة المزمنة لَا تكون مَعَ حرارة فعالجها بالأدوية الحارة اللطيفة وَإِن كَانَ إِنْسَان خرج الدَّم من أُذُنه ثمَّ ثقل سَمعه بعد ذَلِك فَلَعَلَّ مُدَّة قد جمدت فِي صماخه فينقيه بِمَا يحلّل الدَّم المنعقد وينفع من رُطُوبَة الْأذن والمدة الْخلّ والمر وطبيخ ورق الآس والشبت وَنَحْوهَا من المجففات وَيقتل الدُّود فِيهَا الافسنتين والحنظل والمرارات وعصير الْكبر والسقمونيا والخل وعصير الفجل والقطران وعصارة السداب والفوتنج وينفع من الْوَسخ بورق وخل وينفع من الْحَصَاة وَمَا يدْخل فِيهَا العطيس لي يعْمل ذَلِك بعد صب الدّهن فِي الْأذن وَتَركه لَيْلَة ثمَّ يدْخل الْحمام ويكمده بِمَاء حَار حَتَّى يحمر ذَلِك الْموضع خَاصَّة ويلين نعما ثمَّ يعطّس بِقُوَّة فَإِنَّهُ يَتَّسِع الْموضع وَيخرج إِن شَاءَ الله وَإِذا عطس فليقبض على مَنْخرَيْهِ وَفِيه ليخرج الرّيح من الْأذن لي استخرج سَبَب الوجع من التدبر وَالسّن وَالزَّمَان والمزاج والوجع الْحَار بِلَا مَادَّة لَا يكون مَعَه تمدد وَلَا ثقل ب وَلَا تَدْبِير يُوجب امتلادً وَيكون مَعَ حرارة وَحُمرَة وينفع هَؤُلَاءِ اللَّبن يقطر فِيهِ وعنب الثَّعْلَب ودهن الْورْد وَالْخلاف وَأما الْبَارِد فيقطر فِيهِ دهن السداب وَأما إِذا كَانَ مَعَ ثقل وَكَانَ التَّدْبِير يُوجب الامتلاء فاستفرغ أَولا ثمَّ عالج وَإِذا كَانَ تمدد بِلَا ثقل فَعَلَيْك بالتجارب الَّتِي تفشّ الرِّيَاح مثل طبيخ الصعتر والحاشا والنّمام والمرزنجوش وقطر مِنْهَا فِي الْأذن أَيْضا وَهَذَا علاج نَافِع يعلق على الْأذن محجمة مَمْلُوءَة مَاء حاراً. وَإِذا كَانَ فِي الْأذن ثقل

وتمدد وضربان وحرارة فهناك فلغموني فافصد أَولا وَاسْتعْمل مَا يسكن الوجع من الأدهان تقطرها فِيهَا فاترة وتصب فَإِنَّهَا تسكن الوجع وَليكن دهن ورد وشحم البط أَو شَحم الثَّعْلَب، فَإِن اضطررت فَاسْتعْمل مَا يخدر لِأَن شدَّة ضَرْبَان الورم الْحَار خطر جدا فِي الْأذن لقربها من ادماغ فَلَا تدع بعد استفراغ الْبدن التكميد الدَّائِم بالدهن الفاتر تصبه فِيهَا وتصبه عَنْهَا فَإِن ذَلِك سُكُون الوجع، فَإِن لم يسكن فَاسْتعْمل التخدير، وَإِذا كَانَ مَعَ الورم الْحَار قرحَة فاسحق الحضيض والأفيون وَأدْخلهُ فِيهَا بصوفة وَعسل وَاسْتعْمل هَذَا فِي الضربان الشَّديد مَعَ القرحة، والقروح الْقَرِيبَة الْعَهْد يكفيها شياف الماميثا والمزمنة تحْتَاج إِلَى أَن يخلط القطران بالعسل وَيدخل فِيهِ فَإِنَّهُ ينقيه جدا وَأما الدوي فَمَا كَانَ مِنْهُ فِي الحميات فَلَا تعالجه فَإِنَّهُ يسكن بسكونها فَإِن دَامَت بعد الْحمى أَو كَانَت بِلَا حمى فكّمد الْأذن بِمَاء حَار قد طبخ فِيهِ افسنتين وصبّ فِيهَا خلا ودهن ورد أَو عصارة الفجل مَعَ دهن ورد أَو طبيخ الخربق بالخل وَإِن كَانَ الدوي مزمناً من خلط غليظ لزج فآية ذَلِك أَنه لَا يشْتَد بل يكون قَلِيلا فَاسْتعْمل فِيهِ الْخلّ والنطرون وَالْعَسَل. صفة جَيِّدَة يُؤْخَذ خربق أَبيض ثَلَاثَة زعفران ثَلَاثَة جندبادستر ثَلَاثَة نطرون عشرَة يسْتَعْمل بالخل. وللدوي الشَّديد جندبادستر وبزر الشوكران يسحق بالخل ويقطر.) بصل النرجس الْمَوْلُود لَا يبرؤ والمزمن جدا لَا يبرؤ والكائن فِي الْأَمْرَاض الحادة ينْحل من نَفسه وينحل بالإسهال وَأما الْكَائِن من خلط غليظ فجّ فَإِنَّهُ يعالج بالفصد والإسهال والغرور والسعوط وَاسْتعْمل الحمية وَيصب على الْأذن مَاء السداب والمرارات والخربق والقنة والجندبادستر وَنَحْوهَا فَأَما الرض وَالْفَسْخ الْحَادِث فَاسْتَعِنْ فِيهِ بِبَاب الرض أَيْضا. قَالَ: أما بقراط فَأمر أَن لَا يعالج بِشَيْء وَأما الْحَدث فَإِنَّهُم يَأْخُذُونَ ب مرا وصبراً وكندراً وقاقياً بِالسَّوِيَّةِ يلطخ بالخل أَو بَيَاض الْبيض أَو يُؤْخَذ لب الْخبز ويمرس مَعَ الْعَسَل ويضمد بِهِ فَإِن عرض فِيهِ ورم حَار فضمده بالسمسم المدقوق وَاجعَل فِي مجْرى الْأذن صوفة قد

لبّت بالدهن وَلَا تشدها إِلَّا شداً خَفِيفا أَن لم تَجِد بدّاً وَأما الخراجات الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن فَاسْتَعِنْ بِبَاب الْخَنَازِير أَيْضا وَهَذَا قَالَ بولس قَالَ أَن كَانَ الْخراج فِي الْأَمْرَاض الحادة لبحران فَلَا تمنع مِنْهُ بل أعن عَلَيْهِ بالمحاجم والأدوية الجاذبة والكماد الدَّائِم لِأَنَّهُ أَن عَاد إِلَى دَاخل كَانَ ردياً خَاصَّة أَن لم يكن لَهُ رَأس حاد فَإِن كَانَ رَأس لَهُ حاد فَإِن دَفعه قوي وَيَكْفِيك أَن تضع عَلَيْهِ المقيحة وَأَن كَانَ الْخَارِج بِلَا حمرَة وَلَا ورم فِي الرَّأْس وَقلة اندفعت فافصد وعالج علاج الأورام الحارة وَإِذا جمع مُدَّة فحلّله بالدواء الَّذِي يهيّأ بالثوم. وَمَا كَانَ من هَذِه الْعلَّة خَفِيفا فَإِن الكماد بالملح وَحده يحلله قَالَ أوضع عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالأقحوان فَإِن هَذَا الدَّوَاء نفس الْمدَّة بِلَا وجع فَإِن أزمن الْخراج الَّذِي فِي أصل الْأذن فليعجن رماد الصدف بالشحم وَالْعَسَل وضع عَلَيْهِ أَو تين قد طبخ بِمَاء الْبَحْر أَو فراسيون وملح فَإِنَّهُ يحلله أَو ضمده بالأشق أَو الْمقل ولبنى الرُّمَّان والزفت وشحم الثور ومخ الْإِبِل وَنَحْوهَا واستعن بِبَاب تَحْلِيل الأورام. 3 (انسداد الْأذن بِلَا وجع) يحس صَاحبه كَأَنَّهُ مسدود بقطنة أسحق عصارة السلق ومرارة الثور وصب فِيهِ أَو ضع فِيهِ دهن السوسن لي أَو ضع فِيهِ قطنة بدهن مرزنجوش. قَالَ الورم الَّذِي فِي الصماخ ردي وَيكون مَعَه حمى واختلاط الْعقل وأسرع من يهْلك من ذَلِك الشبّان فَأَما الْمَشَايِخ فَلِأَنَّهُ لَا يكون بهم حمى يتقيح ويستريحون مِنْهُ وَرُبمَا هَلَكُوا بعد التقيح أَيْضا بِأَن تسيل الْمدَّة إِلَى الدِّمَاغ قَالَ فابدأ فِي علاج الشبّان من ذَلِك بِأَن تمرخ دهن الْورْد بخل خمر وتصب مِنْهُ قَلِيلا وَهُوَ فاتر فِي الْأذن وَقد يصب عَلَيْهِ بعد ذَلِك قشور القرع من دهن ورد وَأَن احتجت فاخلط الأفيون وَلبن امْرَأَة لي الفصد نَافِع من هَذَا الوجع قَالَ: الْغَايَة والإسهال وَالطَّعَام الْقَلِيل وَشرب المَاء. للقروح خُذ لباناً فادفه بشراب وقطره فِيهِ فَإِنَّهُ يَأْكُل اللَّحْم الْمَيِّت وينبت الْحَيّ

لي الانزروت وَالْعَسَل يفعل ذَلِك حَقًا وَجُمْلَة أَنه يحْتَاج إِلَى الْمَنْع من التقيح ثمَّ إِن لم يكن فَإِن يعان على ذَلِك بالتكميد بِالْمَاءِ الْحَار ببخار بأنبوب وبالذهن الفاتر وبمرهم باسليقون فَإِذا فتح ب عمل فِي سيلان الْمدَّة ثمَّ نقيه بِمَاء يغسل ثمَّ فِي الحامة سَرِيعا بِمَا يجفف بِقُوَّة وَهُوَ توضر وَتَنصر اسْتعْملت القوية التجفيف والأكالة لي خُذ زرنيخاً أَحْمَر فاسحقه نعما بِعَسَل وادخل فِيهِ فَتِيلَة واجعله فِي الْأذن فَإِنَّهُ نَافِع جدا بَالغ النَّفْع تنقى وتجفف القروح وَلَا تؤذى صَاحب وثق بِهَذَا 3 (الضَّرْبَة تصيب الْأذن) اطلبه فِي بَاب الضرة أَو تحّول إِلَيْهِ قَالَ اعْتمد على المر ودقاق الكندر وألطخه عَلَيْهِ وَلَا تشده شَدِيدا فَإِنَّهُ يجذب لَكِن بِرِفْق. شرك قَالَ يقطر فِي الْأذن الوجعة من الرّيح وَالْبرد دهن الْخَرْدَل قد طبخ فِيهِ حلتيت وزنجبيل وشل وَهُوَ آخر الْفِعْل فَإِنَّهُ عَجِيب. مَجْهُول للثقل والطرش فِي الْأذن يُؤْخَذ صَبر وجندبادستر وشحم الحنظل وفرفيون فيعجن بمرارة الْبَقر وَيجْعَل شيافاً وَيحك عِنْد الْحَاجة ويقطر فِي الْأذن إِن شَاءَ الله. وَقَالَ مِمَّا هُوَ نَافِع للصمم جدا أَن يَأْخُذ كافوراً أَجود مَا تقدر عَلَيْهِ فينعم سحقه وَتجْعَل مِنْهُ فَتِيلَة وَتدْخل فِي الْأذن فَإِنَّهُ نَافِع جدا لي مجرب الكبابة والقافلة. 3 (الصمم) يدق الفجل وَالْملح ويقطر فِي الْأذن أَو يقطر فِيهَا مرَارَة العنز فَإِنَّهُ جيد بِإِذن الله ويستخرج دهن الْخَرْدَل فيقطر فِي الْأذن وَيُوضَع فِيهِ قطنة ملوّثة بِهِ ويغمز جيدا إِن شَاءَ الله وينام عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ فَإِنَّهُ نَافِع للصمم أَو قطر فيهادهن اللوز من الْجبلي فَإِنَّهُ نَافِع إِن شَاءَ الله. لوجع الْأذن عَجِيب جدا يُؤْخَذ من ورد خام فَيصب عَلَيْهِ خل ثَقِيف ويغليه غليات ثمَّ يَدعه حَتَّى يفْطر ويقطر مِنْهُ فِي الْأذن قطرات تسكن الوجع وَهُوَ جيد للضربان. شَمْعُون علاج مُوَافق لجَمِيع أوجاع الْأذن يحذر التخم والامتلاء من الطَّعَام خَاصَّة الغليظ وليأكل مِنْهُ ألطفه وأسرعه هضماً ونزولاً وَليكن بَطْنه أبدا ليّناً وليحذر الْبرد

وَالرِّيح فِي أُذُنه وَيكون عَلَيْهَا وقاء أبدا ويكمدها فِي الْأَحَايِين إِذا أَصَابَهَا برد. لثقل السّمع قطّر فِيهَا بعد التنقية عصارة الكراث ومرارة الْبَقر أَو طبيخ شَحم الحنظل أَو ضع فَتِيلَة خربق فِي الْأذن فَتِيلَة الْخَرْدَل والبورق والتين ودعه ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ صَحَّ فِي أُذُنه بِصَوْت شَدِيد صايحاً دَائِما لَا يفتّر ثمَّ انفخ فِي أُذُنه بأنبوب نفخاً شَدِيدا حَتَّى ينتفخ أذنَاهُ أَو اتخذ حبا من جندبادستر وحبّ الْغَار يعجن بخل وَيحك ويقطر فِيهَا دهن اللوز والمر الْجبلي فَإِنَّهُ يبرؤ أَو ضع فِي الْأذن أنبوباً على قدره ومصّه بِشدَّة مَرَّات فَإِنَّهُ نَافِع للصمم الشَّديد ب. ابْن ماسويه ينفع من الصمم دهن الكاوي الْعَتِيق وينفع مِنْهُ مرَارَة العنز مَعَ دهن الْورْد وينفع الصمم فَتِيلَة الْخَرْدَل.) فيلغريوس قَالَ انفع مَا خلق القيروان الله للطنين والدوي والثقل دَوَاء الفوتنج المغسول الْمَوْصُول فِي حفظ الصِّحَّة يقطر فِيهِ وَلَا تكون فِي الْأذن حرارة وورم حَار فَإِنَّهُ يهيّجه. مَجْهُول ينفع من الدوي دهن الْورْد إِذا قطر مَعَ خل وينفع من الرّيح الغليظة والوجع الْبَارِد جندبادستر وفلفل وفرفيون وشونيز يَجْعَل حبا كالعدس ويداف وَاحِدَة فِي دهن الرازقي ويقطر فِيهِ إِن شَاءَ الله. 3 (الطرش) قَالَ ينفع من الطرش عَجِيب يُؤْخَذ سمسم وخردل بِالسَّوِيَّةِ فَيخرج دهنهما ثمَّ يقطر مِنْهُ فِي الْأذن وَيكون أبدا رَأسه مسدوداً. قَالَ وَمِمَّا يعظم نَفعه للصمم الَّذِي يكون من بلة كَثِيرَة فِي الرَّأْس يوضع على الرَّأْس بعد حلقه ضماد الْخَرْدَل. ابْن طلاوس قَالَ ينفع من الدوي فِي الْأذن أَن يقطر فِيهِ طبيخ الأفسنتين أَو يقطر فِيهِ عصارة الفجل أَو خل خمر ودهن ورد وَأَن أزمن فليقطر فِيهِ مَاء قثاء الْحمار أَو يَجْعَل فِيهِ فَتِيلَة الْخَرْدَل والتين فَإِنَّهُ يُخَفف السّمع. قَالَ وَإِيَّاك أَن تغافل عَمَّا يَقع فِي الْأذن من حجر ونواة فَإِنَّهُ يهيج الورم والوجع ثمَّ التشنج وَالْمَوْت لَكِن رم إِخْرَاجه بِمَا يتدبق بِهِ فَإِن لم يخرج فبالعطاس وإمساك النَّفس لي فَإِن لم يخرج تصب فِي الْأذن دهناً مفتراً وَتدْخل فِي الْحمام ثمَّ تعطس هُنَاكَ. الساهر قطور جيد مجرب لوجع الْأذن الْحَار دهن ورد جزؤ خل خمر مثله يطْبخ حَتَّى يذهب الْخلّ ويقطر فِي الْأذن.

دواء نافع للدوي في الأذن

قطور ينضج البثور الَّتِي فِي الْأذن طبيخ التِّين وَالْحِنْطَة يقطر فِي الْأذن وتملأ وتوضع فِيهِ فَتِيلَة فيسرع نضجه لي الْحَال فِي هَذِه البثور كالحال فِي الخراجات فَإِذا أَنْت رمت التسكين مُدَّة وَلم يكن يسكن وَاشْتَدَّ الضربان فاعن على التفتيح. فيلغريوس قَالَ قد يعرض وجع الْأذن بِسَبَب ريح بَارِدَة تصيبه واستحمام بِمَاء بَارِد. قَالَ ولثقل السّمع أسهله بالأيارج بشحم الحنظل وأدم الغرغرة بالخردل ثمَّ كمده بطبيخ الأفسنتين بأنبوب أَو بطبيخ ورق الْغَار وَبعد ذَلِك اغل الخربق الْأسود فِي الْخلّ وقطر مِنْهُ فِي الْأذن. التَّذْكِرَة قَالَ لثقل السّمع مرَارَة مَاعِز وبوله وللدوي يقطر فِيهِ عصير الأفسنتين أَو عصير الفجل مسخنة.) الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع الجلنار يقطر فِيهِ وَمَاء القرع ودهن ورد فَإِنَّهُ عَجِيب. 3 - (دَوَاء نَافِع للدوي فِي الْأذن) يُؤْخَذ دهن السوسن وَشَيْء من مَاء السداب أَو دهن لوزمر وخل خمر ب المنجح قَالَ يحدث مَعَ البثرة فِي الْأذن حرارة وحرقة وضربان شَدِيد وعلاجه فِي أول الْأَمر الفصد وَاللَّبن ودهن الْورْد وَمَاء القرع وَنَحْوهَا فَإِن لم يسكن وَأَرَدْت أَن تنضج فقطر فِيهِ طبيخ التِّين وبزرمر ويقطر فِيهِ حَتَّى ينضج فَإِذا انفجر عولج بالمرهم من خل خمر ومرداسنج وأسفيداج ودهن ورد وانزروت وَدم الْأَخَوَيْنِ وَأَن أزمن فالتي فِيهَا عروق وَأَن أزمن أَكثر فالق فِيهِ زرنيخا أصفر لي يسحق المرداسنج بالخل ودهن الْورْد حَتَّى يَرْبُو ثمَّ يلقى عَلَيْهِ سرنج وانزروت

وعروق وزرنيخ أصفر ويعالج بِهِ الْمدَّة فِي الْأذن عَجِيب وَيجْعَل فِي الْأذن فَتِيلَة بمرهم باسليقون فَإِنَّهُ ينضج ويفجّر الورم. قَالَ فِي الْمنْهَج فَإِنَّهُ يلقى فِيهِ من السرنج مثل مرداسنج وَمن دم الْأَخَوَيْنِ جزؤ وَمن الانزروت ثلثا جُزْء وعروق نصف جُزْء زرنيخ ربع جُزْء والأدوية الْمَوْجُودَة. قَالَ يكون وجع الْأذن من ريَاح بَارِدَة أَو من برد يُصِيبهُ وَبعد الْخُرُوج من الْحمام أَو ورم أَو ريح غَلِيظَة أَو أَشْيَاء ردية تنصب فِي الْأذن قَالَ يسْتَدلّ على الْحَرَارَة بحمرة الْوَجْه وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم قَالَ الَّذِي يوجع لما دخل فِيهِ صب فِيهِ دهن مسخن وَاجعَل قطنة بدهن الْورْد مسخناً فِيهِ وَالَّذِي لريح لَا منفذ لَهَا فاعرفه بتمدد الْعُضْو فاعطه وأدلك أُذُنه وَبعد الدَّلْك اكبه على بخار المرزنجوش والفوتنج فادهنه عِنْد النّوم بدهن البابونج وشبت. المنقية لِابْنِ مَا سويه لوجع الْأذن من الْبرد يقطر فِيهَا مَاء بزر البنج الْأَبْيَض أَو مَاء ورق الغرب. من سياسة الصِّحَّة ينْسب إِلَى جالينوس قَالَ مِمَّا يحفظ على الْأذن صِحَّتهَا وَيمْنَع النَّوَازِل إِلَيْهَا الْورْد والزعفران والسنبل وَقَالَ ينفع من طنين الْأذن أَكثر من كل شَيْء الإسهال والغرغرة. تياذوق قَالَ لَا شَيْء أَنْفَع للريح فِي الْأذن من أَن يُؤْخَذ مثل العدسة من جندبادستر فيداف فِي دهن النادرين ويقطر فِيهِ وَقد يكون دوِي فِي الْأذن من الْحَرَارَة ويسكن إِذا قطر فِيهِ دهن الْورْد لي امتحن ذَلِك بِأَن تقطر فِيهِ أَولا وَتنظر فعله قَالَ وينفع من أوجاع الْأذن جملَة قلَّة الطَّعَام وإسهال الْبَطن والهدو والراحة قَالَ وَقد رَأَيْت كثيرا برؤا من الثّقل فِي الْأذن بدهن الفجل أَو) بعصير الفجل وينفع مِنْهُ أَن ينْفخ فِي آذانهم بالمزمار نفخاً شَدِيدا. الخوزي قَالَت أَنه لَا يعرف دَوَاء لوجع الْأذن أبلغ ب من شَحم الأوز. ابْن سرابيون ينفع من الطرش من سدة بِلَا وجع خربق أَبيض مثقالان ... . . سِتَّة

عشر مِثْقَالا زعفران ثَلَاثَة مَثَاقِيل يعجن بالخل ويقطر فِي الْأذن وَيصْلح أَن يقطر فِيهِ مَاء الأفسنتين فاتراً مَعَ دهن لوز مر. لوجع الْأذن الْحَار يطْبخ دهن الْورْد بالماورد والخل حَتَّى يفنى ثمَّ يداف فِيهِ فلونيا حَدِيثَة ويقطر فِيهِ وَإِن كَانَت هُنَاكَ دَلَائِل ورم حَار فَقدم الفصد فَإِن صَاحبه على خطر إِن كَانَ فِي الصماخ ثمَّ أدف أفيونا فِي مَاء وقطر فِيهِ أَو خل ودهن ورد فَإِذا قاح وَجَرت الْمدَّة فَاسْتعْمل الْعَسَل والانزروت فَإِن طَال الْأَمر ونتن المدّة فَاسْتعْمل مرهم بالزنجار. الطرشة الْقَدِيمَة المزمنة الَّتِي قداتي لَهَا عشر سِنِين والمولود لَا برْء لَهُ وعلاج مَا يبرؤ مِنْهُ طَوِيل أَيْضا يكون بأدامة النفض والغرور وَأَن يَجْعَل فِي الْأذن جندبادستر يقطر فِيهِ مَعَ دهن الشبت أَو مَاء السداب مَعَ عسل أَو مرَارَة مَاعِز مَعَ بارزد. الطنين يكون للناقهين ولذكاء الْحس وَالرِّيح غَلِيظَة محتسبة فَإِذا كَانَ يهيج ويسكن فَذَلِك ريح وَإِن كَانَ ثباتاً فسببه أخلاط غَلِيظَة. الدوي الَّذِي للناقة قطر فِيهِ خل خمر ودهن ورد ليقوي الْعُضْو وَالَّذِي لريح غَلِيظَة أسحق شَيْئا من فربيون بدهن الحنا قطر فِيهِ أَو جندبادستر مَعَ دهن السداب وَالَّذِي لأخلاط غَلِيظَة خربق وعاقر قرحا وبورق يتَّخذ أقراصاً ويلقى فِي الْأذن بخل أَو يُؤْخَذ كندش وزعفران وجندبادستر مِثْقَال مِثْقَال خربق أَبيض أَربع مَثَاقِيل بورق مثله يقرص وَعند الْحَاجة يداف ويقطر فِيهِ فَإِنَّهُ جيد للطنين والطرش. دَوَاء لوجع الْأذن الْحَار يداف أَرْبَعَة دَرَاهِم ميعة سَائِلَة ومثقالان بارزد فِي أُوقِيَّة وَنصف خيري حَتَّى ينحلا وَيرْفَع عِنْد الحادة يفتر ويقطر فِيهِ وَالَّذِي لريح غَلِيظَة أَكثر الأكباب على بخار الإفسنتين والشيح والفوتنج والصعتر وقطر فِيهِ بعد ذَلِك دهن الفجل. للطنين قرنفل ذكر نصف دِرْهَم مسك دانق يداف بِمَاء المزرنجوش والسداب ويقطر فِي الْأذن. من قرابادين حنين جيد جدا للطنين فِي الْأذن دهن السوسن بخلط مَعَه قَلِيل مَاء السداب أَو دهن اللوز المر وخل خمر ويقطر ب.)

الثَّالِثَة من الميامر للوجع الْحَادِث عَن ضَرْبَة ينقع قِطْعَة كندر أَبيض فِي اللَّبن حَتَّى ينْحل ويقطر فِيهِ فَإِنَّهُ يسكن على الْمَكَان. الأقرابادين ينفع من وجع الْأذن من ضَرْبَة أَن يكمد بطبيخ البنجنكشت والحرمل والآس يطْبخ ويكب الْأذن عَلَيْهِ وَقد دهنتها بشيرج فَإِنَّهُ جيد بَالغ ويدهن حواليها. روفس فِي شرى المماليك قَالَ كلما كَانَت القرحة فِي الْأذن أعتق كَانَت أشرّ ويستدل على شرارتها بسعة ثقب الْأذن وبالصديد المنتن الرَّقِيق فَإِنَّهُ فِي هَذِه الْحَال لَا يُؤمن أَن ينْكَشف بعض عِظَام الْأذن لي فِي مثل هَذِه الْحَال يحْتَاج أَن يدْخل المراهم الكاوية ثمَّ الَّتِي تبنى على الْعِظَام الْعَارِية اللَّحْم وابدأ بِهَذِهِ فَإِن انجيت وَإِلَّا فالكاوية. ج عصير الفوتنج النَّهْرِي يقتل الديدان فِي الْأذن دهن الشادنج نَافِع لوجع الْأذن من سدة عصارة الْكبر يقتل الديدان فِي الْأذن القطران يقتل الدُّود فِي الْأذن عصير جَرَادَة القرع أَن قطّر فِي الْأذن مَعَ دهن ورد سكن الوجع والورم الْحَار الحضض جيد لسيلان الْمدَّة وقروحها عصارة الفراسيون يسْتَعْمل فِي علاج وجع الْأذن إِذا طَال وَعتق واحتيج إِلَى شَيْء يفتح وينقى ثقب السّمع وَالْأُخْرَى الَّتِي تَجِيء مَعَ عصبَة السّمع من الغشائين اللَّذين على الدِّمَاغ لي هَذَا جيد للطرشة. د ودهن الْخُرُوج جيد لوجع الْأذن

د دهن اللوز المر جيد لوجع الْأذن ودويها وطنينها وَكَذَلِكَ دهن ألبان ودهن البنج الْأَبْيَض جيد لوجع الْأذن. شياف جيد لوجع الْأذن والمدة السائلة من الْعشْرَة أفيون ثَلَاثَة دَرَاهِم جندبادستر دِرْهَمَانِ ماميثا أَرْبَعَة دَرَاهِم يستمل عَجِيب. د المر إِذا خلط بحلم الصدف وضمد بِهِ صدف الْأذن من هشم وضربة نفع. د الكندر إِذا خلط بِخَمْر حُلْو وقطر فِي الْأذن سكن عَامَّة أوجاعها لَا يخطى فِي ذَلِك. د الكندر إِذا خلط بزفت وطلي بِهِ نفع من شدخ صدف الْأذن لي ليطلي بِهِ بِلَبن القطران إِذا قطر فِي الْأذن قتل الدُّود وَسكن الدوي والطنين. دهن الْغَار جيد لثقل السّمع جدا وَأَن خلط بِهِ دهن ورد وخل خمر عَتيق نفع من دوِي الْأذن ووجعه وطنينه. اللادن إِذا قطر فِي الْأذن مَعَ الشَّرَاب ودهن ورد سكن أوجاعها سلخ الْحَيَّة إِذا طبخ بشراب) وقطر فِي الْأذن كَانَ نَافِعًا من أوجاعها جدا. مَاء البصل إِذا قطر فِي الْأذن نفع من الطنين والطرش وسيلان الْمدَّة وَالْمَاء الْوَاقِع فِيهِ. الزوفا والصعتر إِذا بخر الْأذن بطبيخه حلل الرّيح مِنْهُ ب جدا. عصارة السداب إِذا سحقت مَعَ قشور رمان مسحوق وقطر فِي الْأذن سكن وَجَعه الْبَتَّةَ لي هَذَا جيد فِي الوجع الْبَارِد وَالَّذِي لَيْسَ بشديد الْحَرَارَة وَهُوَ بليغ. الأنيسون إِذا سحق وخلط بدهن ورد وقطر فِي الْأذن نفع مَا يعرض فِي بَاطِنهَا فِي الأنصداع من سقطة وضربة نَافِع لوجع الْأذن جدا يغلي فِي الدّهن ويقطر فِيهِ. مَا سرجويه عصير البصل نَافِع للْمَاء الَّذِي يدْخل فِي الْأذن لَا شَيْء أَجود مِنْهُ. روفس فِي شري المماليك قَالَ إِن أزمن سيلان الْمدَّة من الْأذن خيف أَن يكون بعض عِظَامه قد يكْشف وخاصة أَن كَانَ صديداً رَقِيقا منتناً. الْمقَالة الأولى من الأخلاط قَالَ مَتى كَانَت مَادَّة سَائِلَة إِلَى الْأذن فَإِنَّهُ قد ينقلها إِلَى نَاحيَة الْفَم

لي كَانَ رجل أَصَابَهُ ريح شمالية بَارِدَة زَمَانا طَويلا فِي رَأسه وَأذنه فاستكنت بِإِذْنِهِ فادخلته الْحمام وكمدت أُذُنه خَارِجا بعد ذَلِك وقطرت فِيهِ دهن فجل مسخن فسكن. لي الرطوبات المزمنة تسيل من الْأذن أما لِأَن الرَّأْس يدْفع إِلَيْهَا الْفضل دَائِما وَأما لنا صور وَيفرق بَينهمَا أَن يكون يسيل أَحْيَانًا مُدَّة وَأَحْيَانا مَاء وَأَشْيَاء آخر وخاصة إِذا ثقل الرَّأْس فَعِنْدَ ذَلِك فأكب على تنقية الرَّأْس وجرّ الْفضل عَن الْأذن إِلَى الحنك بالغرغرة وَأما لنا صور فاحقن الْمدَّة وكمد أصل الْأذن وضع عَلَيْهِ المقيحة ثمَّ رم ثمَّ بطّه فَإِنَّهُ يبرؤه. مرهم عَجِيب لقروح الْأذن دم الْأَخَوَيْنِ انزروت زبد الْبَحْر بورق أرمني كندر مر شايف ماميثا اغسل الْأذن بخل مَرَّات أَو بشراب ثمَّ ادف هَذَا بِعَسَل وخل أَو شراب وصبّه فِيهِ وضع فِيهِ قطنة وَأعد فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ إِلَى أَن يبرأ فَإِنَّهُ عَجِيب يَأْكُل الْمدَّة وينبت اللَّحْم الصَّحِيح. لي وَسمعت رجلا يَقُول أَنه دخل فِي أُذُنه مَاء فعسر ب خُرُوجه وَأمره طَبِيب أَن يقطر فِيهَا مَاء مَا يملئها ثمَّ يضطجع عَلَيْهَا قَالَ فَخرج الأول وَالثَّانِي بذلك لي وَإِنَّمَا يهيج من ذَلِك بعد أَن يجيد بالعفن وينفع مِنْهُ أَن يدْخل الزرافة مَا أمكن وَقد لف على رَأسهَا قطن ثمَّ يمصّ وعيدان الشبت المعسل والتكميد وَأَن يمْلَأ بدهن وتصبه مَرَّات فَإِن المَاء يتبعهُ أَو يمْلَأ وَيصب وَأَن يدْخل فِيهِ مَا ينشف بِقُوَّة قَوِيَّة أَو يكمد أصل الْأذن تكميداً متوالياً فَإِنَّهُ يجفف مَا فِيهِ إِن) شَاءَ الله لي لَا شَيْء خير للشَّيْء إِذا دخل فِي الْأذن من أَن يمْلَأ رطوبات فَإِنَّهَا يخرج. مسيح قَالَ يخرج الدُّود بالأنبوب والمص قَالَ وينفع من وجع الْأذن فِي

الْجُمْلَة قلَّة الْغذَاء وجودة الهضم والأغذية الْخَفِيفَة كالبقول وتليين الْبَطن الحقنة فِي كل وَقت والراحة وَترك الْجِمَاع والحذر للريح وَيلْزم رَأسه قلنسوة أَو عِمَامَة تَأْخُذ الْأذن أَو يضمد بدقيق شعير وبزركتان وأكليل المللك وحلبة وبابونج ومرزنجوش وشبت وبنفسج وأصول الخطمى تخبص بدهن وخل وَمَاء على النَّار ويضمد بِهِ فاتراً قَالَ وَإِذا كَانَ مَعَ الدوي قشعريرة وَحمى فَإِنَّهُ لورم لي ويسيل من الْأذن رطوبات لَا يفتر مِنْهَا كاللعاب من الْمعدة. مسيح أَن سَالَ من الْأذن مَاء رَقِيق منتن فِيهِ صفرَة وحرارة فَلَا تردعه وَلَا تَمنعهُ وَلَكِن قطر فِي الْأذن مَا يغسل ويجلوه وينقي مثل الْعَسَل والمرو وَنَحْوهَا مَعَ شَيْء من دهن ورد لي يحْتَاج فِي هَذِه الْحَالة إِلَى تكسير العادية وَيغسل كاللبن قَالَ واللورم خلف الْأذن أَن كَانَ موجعاً فاقصد بالمسكنة الحارة اللينة وَأَن كَانَ صالباً وَلم يذهب إِلَى النضج فضمده ببعر معز بخل فَإِنَّهُ يحلله ويحلل الْخَنَازِير. مَجْهُول للصمم يسحق كافور أَجود مَا يقدر عَلَيْهِ ويتخذ شيافة وَيدخل فِي الْأذن نَافِع من من الْأَدْوِيَة المختارة يغلي الأبهل فِي دهن خل فِي مغرفة حَتَّى يسود الْجَوْز ويقطر نَافِع من الصمم جدا. يجتيشوع للضربان الشَّديد الَّذِي يخْشَى من التشنج عَلَيْك بِمَا يرخى ويحلل فقطر سمن بقر عَتيق مسخن لي حدث على أبي عبد الله الجبهالي وجع مَعَ نخس وضربان صَعب فَكَانَ يسكنهُ دهن البنفسج مَعَ الكافور وَلَا يسكنهُ دهن الْورْد ثمَّ أَنه اسْتعْمل ضماداً متخذاً من بابونج وأكليل الْملك وبنفسج يَابِس وخطمى ودقيق الشّعير وَنَحْو ذَلِك مَذْكُور فِي كناش سرابيون فِي بَاب وجع ب الْأذن وضمد بِهِ اللحي الْأَسْفَل كُله وَهُوَ حَار فسكن الوجع

وَهَذِه نُسْخَة الضماد بِعَينهَا يُؤْخَذ سوق الباقلي والبابونج والبنفسج الْيَابِس ودقيق الشّعير والخطمى وأكليل الْملك بيل الْجَمِيع بِمَاء فاتر ودهن بنفسج يضمد بِهِ وَهُوَ فاتر إِن شَاءَ الله. قَالَ وورق الغرب إِذا دق وعصر قشره الرطب مِنْهُ وأغلى مَعَ دهن ورد فِي قشر رمان نفع من وجع الْأذن يطْبخ فِي رماد حَار حَتَّى يسخن. لبن النِّسَاء مَعَ شَحم الور أَن خلط وقطر فِي الْأذن الَّتِي تَشْتَكِي من ضَرْبَة أَو ورم حَار نَفعه) فِيمَا ذكر أطهور سفوس يقطر فِيهِ فاتراً فَإِن كَانَت وارمة ورماً حاراً فَهَذَا نَافِع لَهَا بخار طبيخ الأفسنتين نَافِع لوجع الْأذن والأنيسون أَن خطّ بلدهن ورد وقطر فِي الْأذن أَبْرَأ مَا يعرض فِي بَاطِنه من الصداع من سقطة أَو ضَرْبَة. د ودهن الناردين مُوَافق لوجع الْأذن ودويها وطنينها إِذا خلط بشحم وقطر فِيهَا. قَالَ ج الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ نَبَات وردان نَافِع من وجع الْأذن. وَقَالَ جالنيوس أطباء دَهْرنَا يستعملون فِي هَذَا بَوْل الثور إِذا أديف بِهِ المر وقطر رَقِيقا فِي الْأذن يسكن وَجَعه. د مَاء البصل إِذا قطر فِي الْأذن نفع من الطنين وَالْمَاء إِذا دخل فِيهَا. د البلبوس إِذا خلط بالسويق نفع من شدخ الْأذن عصير البنج الْأَبْيَض أَو الْأَحْمَر مُوَافق لجَمِيع وجع الْأذن. د دهن البنج نَافِع من جَمِيع أوجاع الْأذن. د الزَّيْت الَّذِي يطْبخ بِهِ الدويبة الَّتِي تكون فِي جرار المَاء ويستدبر إِذا مست جيد لوجع الْأذن طبيخ الزوفا أَن كمد الْأذن ببخاره حلل الرِّيَاح الْعَارِضَة فِيهِ. د سلخ الْحَيَّة إِذا طبخ بشراب وقطر فِي الْأذن كَانَ نَافِعًا من أوجاعها جد. د أصُول الحماض إِذا طبخت بِالشرابِ وضمد بِهِ ورم الْأذن حلّله والكندر إِذا خلط بالزفت أَبْرَأ شدخ صدف الْأذن وَأَن خلط بِالْخمرِ وقطر فِي الْأذن نفع من جَمِيع أوجاعه. ح الكبريت إِذا خلط بِالْخمرِ وَالْعَسَل ولطخ على شدخ الْأذن أبرءه. د مَاء الكراث إِذا خلط بخل خمر وكندر وَلبن أَو دهن ورد وقطر فِي الْأذن فَإِنَّهُ يسكن وجعها ودويها وطنينها. قَالَ ابْن ماسويه أَن صب فِي الْأذن مَعَ خل وكندر ودهن ورد نفع من وجع

الْأذن الْعَارِض من الْبرد والرطوبة دهن اللوز المر جيد لوجع الْأذن ودويه وطنينه. د عصارة ورق لِسَان الْجمل إِذا قطر فِي الْأذن سكن الوجع وعصارة اللبلاب الْعَظِيم ينفع من الْمَادَّة المتجلّبة إِلَى الْأذن إِذا أزمنت والقروح العتيقة فِيهَا ب فَإِن كَانَت فِي بعض الْأَوْقَات حادة فليخلط فِيهَا دهن ورد. قَالَ ابْن ماسويه أَن خلط مَاء اللبلاب بدهن ورد وقطر فِي الْأذن سكن وَجَعه الْحَار المر أَن طلي مَعَ لحم الصدف على غضروف الْأذن المشدوخة أبرءه. ج مرافيون جندبادستر ماميثا يَجْعَل فِي الْأذن يسكن الورم الْحَار فِيهِ. د الْملح يسْتَعْمل مَعَ الْخلّ لوجع الْأذن ومرارة الثور يخلط بِمَاء الكراث ويقطر فِي الْأذن لطنينه. د عصارة النعناع مَعَ مَاء عسل يقطر فِي الْأذن مَعَ خمراو مَاء اذْهَبْ الرّيح والطنين والدوي) مِنْهَا. د دهن الأيرسا يُوَافق دوِي الْأذن وطنينه إِذا اسْتعْمل بالخل والسداب واللوز المر. د عصارة السلق ينفع وجع الْأذن عصارة السداب يقتر فِي قشر رمان ويقطر فِي الْأذن سكن دويها وأوجاعها. د عصارة عِنَب الثَّعْلَب أَن قطرت فِي الْأذن نَفَعت من الوجع فِيهِ. ج عصارة الفراسيون تسْتَعْمل فِي وجع الْأذن المزمن. قَالَ أرى أَنه ينفع مَا كَانَ من الوجع مزمناً طَوِيل الْمدَّة. د عصارة جَرَادَة قشر القرع نَافِع من وجع الْأذن الْحَادِث عَن ورم حاد إِذا اسْتعْمل مَعَ دهن ورد. جالينوس عصارة قثاء الْحمار نافعة من وجع الْأذن إِذا قطر فِيهَا. د أَن أخرج مَاء الشهدانج وَهُوَ طري وقطر فِي الْأذن سكن وَجَعه. د دهن الشهدانج نَافِع نَافِع من وجع الْأذن من الْبُرُودَة ابْن ماسويه والعلل المزمنة فِيهَا. عصارة حب الرُّمَّان إِذا طبخت مَعَ الْعَسَل جيد لوجع الْأذن لي رَأَيْت أطباء دَهْرنَا متفقين على نفع السنجار من وجع الْأذن. القطران إِذا قطر فِي الْأذن مَعَ مَاء قد طبخ زوفا سكن دويه وطنينه. د شَحم الدَّجَاج وشحم الأوز ينفع من وجع الْأذن.

د شَحم الثَّعْلَب ينفع من وجع الْأذن. د التِّين الْيَابِس إِن دق وخلط بخردل مسحوق بِالْمَاءِ وَجعل فِي الْأذن أَبْرَأ دويها وحكتها. ج شَحم الثَّعْلَب إِذا أذيب وقطر فِي الْأذن سكن وجعها. د كُسب حب الْغَار إِذا أخلط بِخَمْر عَتيق ودهن ورد وقطر فِي الْأذن سكن وجعها ودويها. د دهن الْغَار نَافِع لأوجاع الْأذن. د عصارة ورق الغرب أَو قشره إِذا كَانَ رطبا أَن طبخت العصارة أَو سحق القشر ثمَّ طبخ مَعَ دهن ورد فِي قشر رمان على رماد حَار نفع من وجع الْأذن. د الخروع جيد لوجع الْأذن. ج الْخَرْدَل إِذا خلط بِالتِّينِ وَجعل فِي الْأذن نفع الدوي فِيهِ. ج دهن الْخَرْدَل يصلح للأوجاع المزمنة. ج اسْتِخْرَاج يصلح لوجع الْأذن المزمن الْبَارِد. ابْن ماسويه الأفيون يحل بدهن اللوز والزعفران والمر ويقطر فِي الْأذن كَانَ ب صَالحا لوجعه.) د قَالَ بولس أَن سحقت أَجْوَاف الخنافس وأغليت بالزيت وقطرت فِي الْأذن سكن وَجَعه. د بخار الْخلّ ينفع من الطنين والدوي. ج أَن قشور أصل الْخُنْثَى أَن قوّر واسخن فِي تقويره زَيْت وقطر فِي الْأذن سكن الوجع. د ابْن ماسويه ينفع من الوجع فِي الْأذن شيافة ذَكرنَاهَا فِي بَاب مَا ينقى الْأذن وَمَاء الكراث مَعَ الْخلّ ينفع من إِذا كَانَت علته من برد وَكَذَلِكَ مَاء البصل مَعَ شَحم الدَّجَاج وخل خمر ودهن ورد وَلبن امْرَأَة ترْضع جَارِيَة ينفع من الوجع الْحَار. وَأما الَّتِي تَنْفَع من الطنين دهن الفستق يقطر فِي الْأذن مَعَ شَحم الأوز أَو دهن السوسن مَعَ خل خمر ودهن اللوز المر وقطران مَعَ شَيْء من طبيخ الزوفا الْيَابِس أَو مَاء السداب وَقَالَ إِذا كَانَت الْعلَّة من رطبَة وريح غَلِيظَة وَأما وجع الْأذن الْعَارِض من الْبرد يقطر فِي الْأذن دهن الخروع أَو دهن اللوز المر أَو دهن

الفستق وشحم الأوز أَو دهن الْغَار أَو كندر مداف فِي خمر ويقطر وَيكون خمرًا عتقياً أَو شَحم الثَّعْلَب بعد إذابته وتصفيته أَو يغلي نسج العنكبوت بدهن ويقطر فِي الْأذن فَإِذا عرض من الْحر فقطر فِيهِ مَاء بزربنج أَبيض وَمَاء ورق الغرب ودهن ورد وَلبن جَارِيَة وَمَاء لِسَان الْحمل ويغلي الخراطين بدهن ويقطر مَعَ شَحم الأوز. إِسْحَاق إِذا حدث فِي الْأذن الوجع من مَادَّة حريفة حادة فصب فِيهَا دهن ورد فاتر ودعه سَاعَة وصبّه ونشّفه وَأعد عَلَيْهِ أَو بَيَاض الْبيض الرَّقِيق مفتراً أَو لبن جَارِيَة وَأَن كَانَ فِيهَا ورم فادف قَلِيلا من مرهم باسليقون مَعَ دهن الْورْد وقطر فِيهَا وَإِن كَانَ الوجع من برد أَو ريح بَارِد فقطر فِيهَا دهن الناردين أَو بلّ قطنة بخل خمر وبورق فاجعله فِي الْأذن وَأَن سَالَ مِنْهَا مُدَّة قطر فِيهَا ماميثا مدافاً بخل خمر. مَجْهُول للدوي فِي الْأذن دهن السوسن وَمَاء السداب ودهن لوزمر يقطر فِيهِ مَعَ شَيْء من خل خمر أَو يقطر فِيهِ مرَارَة الثور وَمَاء الكراث ولوجع الْأذن الْحَار قطر فِيهِ لبن النِّسَاء وشياف أَبيض. وللوجع الْبَارِد يسكنهُ جيدا بَالغا لوان يغلي القنة فِي دهن شهدانج ويقطر فِي الْأذن وَيمْسَح بقطنة لينته وَيجْعَل عَلَيْهِ من ثقب الْأذن وأيضاُ يُؤْخَذ جندبادستر وَمثل سدسه أفيون يدافان فِي مطبوخ ويفتر ويلقى فِي الْأذن وللحرارة يقطر دهن الْخلاف وخل خمر ودهن ورد وللوجع الشَّديد الْبَارِد والدوي وَثقل السّمع من برد يقطر فِيهِ قطران غدْوَة وَعَشِيَّة.) دَوَاء جيد لوجع الْأذن شياف ماميثا لبن جَارِيَته بَيَاض بيض دَقِيق ب وأفيون وعصارة حَيّ الْعَالم ودهن ورد وخل خمر يقطر فِيهِ. دهن ينفع من وجع الْأذن الْبَارِد من تذكرة عَبدُوس وللريح الغليظة صَبر ومصطكي وَمر وحضض وجندبادستر يطْبخ بدهن سوسن. مَجْهُول دهن الْخَرْدَل نَافِع من وجع الْأذن الْبَارِد جدا. قَالَ فِي الْجَامِع أَن الْغَرَض فِي الأورام الَّتِي فِي الْأذن الجذب إِلَى خَارج لأقمعها حَيْثُ هِيَ كَمَا يفعل بِسَائِر الأورام فَلَا تعالجها فِي أول الْأَمر بِمَا يدْفع كنحو سَائِر الأورام. قَالَ دَوَاء للورم فِي الْأذن شَحم البط وشحم الدَّجَاج من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف شَحم الثَّعْلَب دِرْهَم يغلي جَمِيعًا بدهن ورد ويقطر فِي الْأذن غدْوَة وَعَشِيَّة وَنصف النَّهَار قَالَ فِي مَوضِع آخر إِنَّا نعالج وجع الْأذن بِمَا يجذب الوجع إِلَى خَارج مثل المحجمة وَغَيرهَا وَلَا نعالج بِمَا يقمع وَيمْنَع.

من الْكَمَال والتمام لوجع الْأذن الْبَارِد يطْبخ الخراطين بمطبوخ ويخلط مَعهَا شَيْء من شَحم بط ويقطر فِيهِ أَو يعصر فِيهِ شَيْء من قثاء الْحمار فَإِنَّهُ يسكن الوجع وَيقتل الْهَوَام فِيهِ ولوجع الْأذن يدق بالشهدانج الرطب ويقطر وللوجع الْبَارِد يقطر فِيهَا قطران. جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء مِمَّا يسكَن للوجع فِي الْأذن جندبادستر وأفيون بِالسَّوِيَّةِ يعجن بميفختج وَيجْعَل شيافاً ثمَّ يحك مِنْهُ ويقطر فيالأذن فَإِن حدث فِي الْأذن مِنْهُ صمم فعالجه بعد ذَلِك بالجندبادستر وَحده مَعَ شراب وَقَالَ فِيهِ قولا أوجب أَن الإسهال ينفع الْأذن إِذا كَانَ من امتلاء فِي الرَّأْس نفعا عَظِيما. من حفظ الصِّحَّة قَالَ وَأما الْأُذُنَيْنِ فاحفظ صحتهما بِأَن تجلب فضلهما إِلَى المنخرين بالعطوس وَإِلَى الْفَم بالغرور وتقويهما فِي نفوسهما بالماميثا وَحده بِأَن تحله وتقطره فيهمَا وَهُوَ فاتر بالميل وَإِن رأيتهما قد قَوِيا حَتَّى لَا يقبلا شَيْئا مِمَّا يسيل إِلَيْهِمَا فقطر فيهمَا دهن ناردين فايق وينفعهما أَيْضا ويقويها الشايف الْمَعْمُول بالماميثا والمعمول بالورد والشياف الزَّعْفَرَانِي والمعمول بالسنبلة وَالشرَاب. الترياق إِلَى قَيْصر قَالَ الخنفساء إِن غليت بالزيت وقطرت فِي الْأذن سكن الوجع من سَاعَته. أبيذيميا مَتى كَانَ فِي الْأذن وجع وقِي شَدِيد فليقطر فِيهَا اللَّبن مَرَّات كَمَا يحلب من ثدي امْرَأَة) فَهُوَ أَجود فَإِنَّهُ يسكن بحرارته المعتدلة الوجع ويغري ويلين ويشفي الْمَوَاضِع الَّتِي قد خشنت وألمت بتليينه وملاسته ودسومته وعذوبته والمحجمة تُوضَع عَلَيْهِمَا فِي الوجع الَّذِي من الرّيح الشَّدِيدَة. قَالَ جالينوس وضع لمحجمة عسير على الْأذن إِلَّا أَن تكون عَظِيمَة وَأَنا أرى أَنه لَا يُمكن أَن يوضع عيه وَأَن كَانَ ب الوجع من ورم فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي المحجمة وخاصة فِي ابْتِدَائه فَإِنَّهُ يهيج وَيزِيد فِي الوجع فَإِنَّمَا يصلح المحجمة للريح الغليظة البادرة.

أبيذيميا لوجع الْأذن من سدد وَبرد ويسقى خمر صرف بعد أَن يطعم شَيْئا فَإِنَّهُ ينيم وينبّه وَقد يسكن الوجع كُله وَأقوى مَا ذكر من ذَلِك فِي بَاب الشَّقِيقَة الأخلاط إِذا كَانَت الْموَاد مائلة إِلَى الْأذن فاملها بالغراغر الحارة والمضوغات إِلَى الْفَم. ووفس إِلَى الْعَوام قد يعرض فِي الندرة فِي الْأذن وجع شَدِيد جدا حَتَّى يعرض مَعَه حمى وَذَهَاب الْعقل وهلاك وَحي غير أَن ذَلِك قليلاُ وَأكْثر أوجاع الْأذن شَدِيدَة حارة يعرض مَعهَا سهر وضربان ويتقيح سَرِيعا وَيَنْبَغِي أَن يعتني أَن لَا يصير فِي الْأذن فلغموني فَإِنَّهُ يعسر بُرْؤُهُ. قَالَ نَحن نقطر فِي الْأذن فِي مبدأ الأوجاع دهن الْورْد أَو شارباً مفتراً مَعَ زَيْت أَو عصارة الْورْد أَو عصارة القنطوريون الصَّغِير وطبيخ سلخ الْحَيَّة بدهن ورد وَالْحَيَوَان الَّذِي يكون تَحت جرار إِسْحَاق للأذن يَجْعَل عَلَيْهَا ضماد من دَقِيق شعير مطبوخ بشراب وَشَيْء من الزَّيْت يَجعله عَلَيْهِ مسخناً وَيَأْخُذهُ قبل أَن يبرده ويسخنه ويعيده وَإِذا كَانَ الوجع دَائِما فاسخنه أَكثر وانقص من الْغذَاء والزمه الرَّاحَة وَلَا يقطر فِي الْأذن شَيْئا مُؤْذِيًا لَهَا وَلَا يتبعهَا بِشَيْء يوضع بعنف فَإِن ذَلِك سَبَب بلَاء عَظِيم وَإِذا انْتهى الوجع وَقد انحط فضمده بدقيق شعير وأكليل الْملك مطبوخ بعقيد الْعِنَب وَقد يقطر فِيهِ عصارة عِنَب الثَّعْلَب أَو دهن اللوز المرّ والمرارات واصلحها مرَارَة الماعز وَالْبَقر وَالْخِنْزِير والقبج واخلط مَعهَا دهن ورد أَو لوز أَو لَبَنًا قَالَ وَالْبَوْل أقوى شَيْء فِي تسكين وجع الْأذن ويسكن الفلغموني وَيقطع مَا يسيل مِنْهُ بِسُرْعَة وَقُوَّة فليستعمل على ذَلِك. قَالَ وَقد يكون سَبَب الوجع مرَارًا كَثِيرَة الْوَسخ فَانْظُر فِي ذَلِك وَقَالَ وَيذْهب بالدوي خَاصَّة عصارة البصل إِذا قطر فِيهِ أَو عصارة الكراث مَعَ الشَّرَاب أَو السداب مَعَ دهن السوسن فَإِذا سَالَ مِنْهَا الْقَيْح فَإِنَّهُ يجففه الشَّرَاب الْعَتِيق وَمَاء الأفستين والشبت وعصارة عصى الرَّاعِي وَالْعَسَل والعفص المدقوق والقطران مَعَ الْخلّ وَالْبَوْل الْعَتِيق إِذا

غسلت بِهِ والنطرون مَعَ الشَّرَاب) قَالَ فإمَّا الورم الْكَائِن من رض يُصِيب الْأذن فَدفع عَلَيْهِ دقاق الكندر ويخلط مَعَه دَقِيق الْحِنْطَة وأعجنه ببيضة وَيجْعَل عَلَيْهَا وَلَا يرْبط على الْأذن شَيْئا من خَارج فَيكون سَببا للوجع ب. الميامر قَالَ أحد الْأَسْبَاب الْحَادِثَة عَنْهَا وجع الْأذن هُوَ الْبُرُودَة تصيب الْأذن أما فِي طَرِيق وَأما لاستحمام بِمَاء بَارِد ولدخول مَاء فِيهِ وخاصة إِن كَانَ مَاء دوائياً وَيحدث أَيْضا وجع الْأذن من قبل ورم يحدث فِيهَا وَهَذَا الورم يكون مرّة غائراً فَيكون فِي نفس الصماخ فِي الْعصبَة نَفسهَا الَّتِي تكون بهَا السّمع وَرُبمَا كَانَ بَارِدًا أَو الوجع يكون من الورم على طَرِيق التمدد وَيكون الوجع من ريح نافخة لَا مخلص لَهَا. وكما أَن الرطوبات اللذاعة مَتى انصبت من خَارج فِي الْأذن حدث وجع كَذَلِك أَيْضا إِذا انصبت إِلَيْهَا من دَاخل حدث فِيهَا من وجع وكل شَيْء يحدث فِي الْأذن عَن الْبُرُودَة فالأدوية الحارة تبرئه فِي أسْرع الْأَوْقَات والقرويون يقورون البصلة الْعَظِيمَة ويملؤونها زيتاً ويجعلونها على رماد حَار ثمَّ يقطرون مِنْهَا فِي الْأذن أَو يغلون الثوم أَو مَاءَهُ وَمَاء البصل فِي الزَّيْت ويقطرونه فِيهَا فَأَما أَنا فَإِنِّي اعْتمد على الفرفيون فاخلط مِنْهُ القليلة بالزيت الْكثير وَاسْتَعْملهُ وَرُبمَا خلطت أيضاُ بِهِ شَيْئا من الفلفل بعد أَن أجعله هباء لِأَن الأوجاع الْبَارِدَة فِي الْأذن ينْتَفع بِهَذِهِ

الَّتِي تسخن اسخاناً قَوِيا نفعا عَظِيما ودهن الأقحوان نَافِع أَيْضا إِذا قطر مِنْهُ فِي الْأذن وَكَذَلِكَ دهن النادرين وَإِن طبخت السداب فِي زَيْت نظيف وقطرته فِيهِ عظم نَفعه فَأَما من كَانَ وَجَعه من مَاء دخل فِيهَا لَهُ قُوَّة دوائية أَو مَادَّة لذاعة تنجلب إِلَيْهَا من الْبدن فداوه بِأَن تقطر فِيهِ الدّهن العذب حَتَّى يمْلَأ مِنْهُ الْأذن ثمَّ تنقيه بِقطن ناعم وعاود القطور أَيْضا مَرَّات والنشف وَبَيَاض الْبيض أَيْضا يسكن مثل هَذَا الوجع وَكَذَلِكَ ألبان النِّسَاء وكل شَيْء يعالج بِهِ الْأذن فَلْيَكُن مفتراً تفتيراً يَسِيرا معتدلاً وشحم البط نَافِع جداُ فَإِن مَعَه من تسكين الوجع أَمر قوي جدا وَكَذَلِكَ شحوم الثعالب وَإِن كَانَ سَبَب الوجع ورم فابلغ علاجه دهن الْورْد ويخلط مَعَه شَيْء من الباسليقون ومرهم الشحوم نَافِع أَيْضا فَإِن اشْتَدَّ الوجع واضطررنا إِلَى اسْتِعْمَال المخدرة فَإنَّا نخلط الأفيون ببياض الْبيض وبلبن امْرَأَة ونخلط مَعَ الأفيون جندبادستر وَيَنْبَغِي أَن يخلط الأفيون والجندبادستر وَيكون معداً عنْدك على وزنين تجْعَل الأفيون نصف الجندبادستر وَأما بِالسَّوِيَّةِ فتجعل فِي الوجع المبرح وَفِي الَّذِي هُوَ أسكن الَّذِي فِيهِ جندبادستر أَكثر ويعجن الدَّوَاء بعقيد الْعِنَب الْمَطْبُوخ فَإِنَّهُ بَالغ فِي تسكين الوجع وَيكون مَرْفُوعا عنْدك فَإِن) ب إِذا طَالَتْ مدَّته قَلِيلا كَانَ أَجود وَذَلِكَ أَن كيفياتها تتمازج وتعتدل وتسحقها سحقاً مستقصى تسحق أَولا الجندبادستر نعما ثمَّ تلقى عَلَيْهِ الأفيون وعقيد الْعِنَب وتسحق حَتَّى تختلط نعما ثمَّ تلقى عَلَيْهِ الجندبادستر المسحوق ويجاد سحق الْجمع وتعمل مِنْهُ أقراصاً وتحتفظ بهَا وَإِذا احتجت ادفت بالميفختج وقطرت فِيهِ بعد أَن تفتر وَيكون تقطيرك فِيهَا مَرَّات وَاحْذَرْ الزرافة فَإِنَّهَا تفزع أَن تزيد فِي الوجع وَاجعَل الْحَد فِي سخونة مَا يقطره فِي الْأذن أَن يسكن العليل عَنهُ وَأَن تَأمره أَن يلمسه وَينظر موقعه فَإِن احْتمل أَن يزِيد فِي اسخانه فزد فِيهِ مَا دَامَ بحّر فاتر أَو يحْتَملهُ من غير أَن يتَأَذَّى بِهِ وَاحْذَرْ أَن توجع فِي القطور وَالْمسح شَيْئا من الْأذن وَأَن توهمت أَن فِي الْأذن ريحًا غَلِيظَة أَو خلطاً غليظاً لزجاً فَاجْعَلْ فِيمَا تعالج بِهِ الْأذن من الْأَشْيَاء المفتّحة وتقف على أَن سَبَب الوجع ريح غَلِيظَة أَو خلط غليظ لزج بالمسئلة عَنهُ وَذَلِكَ أَن العليل إِن كَانَ قد أَصَابَهُ برد فِيمَا سلف فَإِنَّمَا اجْتمعت فِي أُذُنه ريح نافخة غَلِيظَة وَإِن كَانَ يشكو ثقلاً وَلم يزل يسْتَعْمل الْأَطْعِمَة البلغمية فَإِنَّهُ قد اجْتمع فِي أُذُنه أخلاط غَلِيظَة بَارِدَة فَمن كَانَت هَذِه حَاله فَالصَّوَاب أَن يخلط مَعَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا رغوة البورق والنطرون والخربقين ودهن اللوز المر والكندش والزراوند وَالدَّار صيني وكل دَوَاء مر المذاق لَا يلذع مثل الْأَدْوِيَة الَّتِي تفتّت الْحَصَا فَإِن هَذِه كلهَا تنقى ثقب الْأذن بِلَا أَذَى ويجلو مَا فِيهِ من الْوَسخ وَيقطع مَا يجْتَمع مَا فِيهِ من الأخلاط الغليظة ويفتّح السدد الْحَادِثَة فِيهِ عَن الفضول وَإِذا كَانَ فِي الْأذن ورم يسير حَار فشياف ماميثا يُؤْخَذ ويسحق بِمَاء الْقطر ويقرص ويجفف ويخلط مَعهَا شَيْء من صمغ ليجمع مثل نصف سدسه واسحقها بخل وقطره فِي الْأذن.

الدوي والطنين قَالَ والدوي والطنين مِنْهُ مَا يتَوَلَّد عَن ريح نافخه وَمِنْه مَا يكون من نقاء حاسة السّمع وذكائها فَانْظُر هَل كَانَ الطنين يَسِيرا ثمَّ يزِيد قَلِيلا قَلِيلا أَو حدث دفْعَة وَلَيْسَ يُمكن أَن يفرق بَينهمَا من أول الْأَمر لَكِن إِذا اسْتعْملت الْغرُور والمضوغ وَلم ينقص الطنين مَال فكرك إِلَى أَنه لذكاء الْحس وخاصة أَن كَانَ الرجل ذكي الْحس سَرِيعا حاداً السّمع فَإِنِّي قد رَأَيْت رجلا هَذِه حَاله فعالجته بِأَن خلطت فِي الَّذِي عالجته شَيْئا مخدراً فبرأ من علته بِأَنا خدرناه قَلِيلا. الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة اسْتدلَّ على سَبَب الوجع بِالسَّبَبِ البادي وبحال الْوَجْه وَالْبدن ب وينفع من الوجع الْبَارِد أَن يغلي الثوم فِي الدّهن أَو البصل ويقطر فِيهِ وَالَّذِي يدْخل فِيهِ المَاء أَن يَجْعَل فِيهَا قطنة فِيهَا دهن مسخن جدا أَو يغلي فَوْقه بمرهم مسخن كمرهم الباسليقون وَأما) الوجع من حرارة فقطر فِيهَا اللَّبن ودهن الْخلاف والنيلوفر وأعده بمرهم يبرد وَالَّذِي من الرّيح فاعرفه بِشدَّة التمدد فعطّه وادلكه وَبعد ذَلِك بساعة فكبّه على مَاء الرياحين اللطيفة وَأَن اشْتَدَّ الوجع فادف جندبادستر فِي دهن قطره فِيهِ وكمده باسفنج حَار وَاسْتعْمل البورق بالخل فَإِنَّهُ يخلل تِلْكَ السدة وَيخرج الرّيح وَإِن كَانَ وجع بَارِد فَاجْعَلْ من الكمون شافياً بِعَسَل ودسّه فِيهِ لي إِذا كَانَ فِي الْأذن أَيَّامًا وجع شَدِيد وضربان قوي وَحُمرَة حواليه ثمَّ يسكن الوجع بعد ذَلِك وانصب من الْأذن رُطُوبَة أَو مُدَّة فَاعْلَم أَن الوجع كَانَ لدمل خرج فِي الصماخ ونضج وَرُبمَا لم ينضج لَكِن يتَحَلَّل ويستدل على الضربان للخراج هُوَ أم لسوء المزاج بِلَا مَادَّة بامتلاء ودرور الْعُرُوق. اهرن للوجع من برد أَو ريح أَو برد الْهَوَاء قطر فِي الْأذن جندبادستر قد أديف بدهن الْغَار أَو ابْن سرابيون قَالَ يحدث الوجع فِي الْأذن أما عَن سدة وَأما عَن ريح بَارِدَة غَلِيظَة لَا تَجِد مخلصاً أَو عَن ورم أَو بِسَبَب بثرة تخرج فِي الصماخ وَالَّذِي من ورم مَعَه ضَرْبَان شَدِيد وتمدد ولهيب وَرُبمَا كَانَ مَعَه حمى وَالَّذِي عَن أخلاط بَارِدَة وسدة فَفِي الرَّأْس نَفسه ثقل وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم غليظ مبرد مولد للفضول عالج وجع الْأذن الَّذِي عَن امتلاء من أخلاط غَلِيظَة بالفصد واستفراغ الْبدن بالمسهل وتنقية الرَّأْس بالغرورات وبايارج

أرجيجانس جيد ويسهلهم بِهِ ويعظم نفع التعطيس لم قَالَ وينفع من وجع الْأذن الْبَارِد النفط الْأَزْرَق يقطر فِيهِ ودهن الكاوي. قَالَ وَأفضل من هَذِه فِي علاج وجع الْأذن دهن العقارب إِذا قطر فِي الْأذن ويلت فِيهِ صوفة وتوضع عَلَيْهِ فَإِن سَالَ من الْأذن صديد فدهن الشهدانج نَافِع فَإِذا كَانَ وجع الْأذن حاراً فقطر فِيهَا بَيَاض بيض بِلَبن جَارِيَة وشياف أَبيض وَإِن الدَّوَاء الْمصْرِيّ وَهُوَ زنجار وَعسل وخل بِالسَّوِيَّةِ يطْبخ حَتَّى يصير فِي قوام الْعَسَل وَيجْعَل مِنْهُ بفتيلة فِي الْأذن

قَالَ والطنين رُبمَا عرض من ضعف الْأذن مثل مَا يعرض للناقهين أَو من كَثْرَة حس الْأذن وَذَلِكَ يعرض للَّذين حسهم ذكي جدا أَو عِنْد البحران أَو من ريح غَلِيظَة لَا تَجِد مخلصاً وَيفرق بَينهمَا بِالنّظرِ فِي التَّدْبِير الْمُتَقَدّم فَإِنَّهُ إِن كَانَ التَّدْبِير مغلظاً مبرداً مُوجبا لسوء الهضم فالطنين عَن كيموسات ردية غَلِيظَة فِي الْأذن واعرف ذَلِك أَيْضا من دَوَامه فَإِن كَانَ يهيج ويسكن بأدوار فَإِنَّهُ ريح فَإِن كَانَ لسرعة حس الْأذن فقطر فِيهَا قَلِيلا من شوكران مَعَ جندبادستر بِالسَّوِيَّةِ مسحوقة بالخل فتّرهما وقطّر فِي الْأذن وَإِن كَانَ عَن ضعف كَمَا يعرض) للناقه فقطر فِيهَا أَولا طبيخ الأفسنتين واغسلها بِهِ ثمَّ قطر فِيهَا بعد ذَلِك دهن ورد وخل خمر مفتّرين فَإِنَّهُ يقويها وَإِن كَانَت الطنينات من ريح نافخة فاسحق شَيْئا من فرفيون مَعَ دهن الحنا وقطر فِي الْأذن أَو قطر فِيهِ جندبادستر ودهن السداب. دَوَاء عَجِيب لثقل السّمع والطنينات يُؤْخَذ خربق أَبيض مِثْقَال جندبادستر ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم نطرون دانقان وطسوج يعجن الْجَمِيع بخل وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ عَجِيب جدا بَالغ. دَوَاء عَجِيب لوجع الْأذن الصعب الشَّديد يُؤْخَذ مرَارَة ثَوْر وكيلها دهن خيري فيغلى على رماد حَار أَو بِنَار لينَة حَتَّى يذهب المرارة ثمَّ يرفع ويقطر مِنْهُ فِي الْأذن عِنْد الوجع الصعب قَالَ أَن انْبَعَثَ من الْأذن دم على حد بحران فَلَا تحبسه أَلا أَن يفرط وَإِن كَانَ بِلَا بحران أَو أفرط عِنْد البحران فاحبسه بطبيخ العفص وَمَاء الكراث والماميثا والفاونيا وَنَحْوهَا يقطر فِيهَا وَإِن جمد فِي الْأذن علقَة دم فقطر فِيهِ خلا وعصارة كراث. قَالَ وَمن كَانَ بأذنه ب وجع أَو ريح غَلِيظَة فالنافع لَهُ أَن يعلق أُذُنه على بخار طبيخ الشبت والبابونج وأكليل الْملك وورق الْغَار والفوتنج والمرزنجوش فِي قمقم مسدود الرَّأْس جدا فَإِذا نضج جعل على القمقم أنبوب وَجعل الأنبوب فِي الْأذن ثمَّ يقطر فِيهِ بعد ذَلِك دهن الفجل مفتراً ودهن قد حل فِيهِ جندبادستر أَو يمضغ الصعتر ويلقى فِي الْأذن. من الكناش الْفَارِسِي والهندي قَالَ يُؤْخَذ شَحم حَنْظَلَة وَثَلَاث ثومات وسكرجة مَاء

السداب فَيصب عَلَيْهَا غمرها زَيْت ويغلي بِرِفْق غليات ثمَّ يصفّى ويقطر فِي الْأذن لوجعه. وللقروح فِي الْأذن جيد بَالغ تتَّخذ فَتِيلَة بِعَسَل وتلوث فِي الانزروت المسحوق ويدخله فَإِنَّهُ يبرؤ فِي أَيَّام وطبيخ الآس وورقه وحبه وعصارة ورقه وَلبن النِّسَاء إِن جعل مَعَه عسل وفتر فِي قشر رمانة وقطر فِي الْأذن المنتنة الرّيح نفع جدا فِيمَا ذكر أطهورسفوس. أطهورسفوس قَالَ وينفع من وجع الْأذن أَن يقطر فِي الْأذن بَوْل الْإِنْسَان بعد أَن يعْتق أفسنتين أَن أديف بِعَسَل وَجعل فِي الْأذن قطع سيلان الرطوبات مِنْهَا. د بَوْل الْإِنْسَان الْمُعْتق بِمَنْع سيلان الْقَيْح من الْأذن. د إِذا أسخن فِي قشور الرُّمَّان وقطر مِنْهُ فَإِنَّهُ يخرج الدُّود مِنْهُ. د لعاب الْإِنْسَان الصَّائِم إِذا قطر فِي الْأذن اخْرُج الدُّود من سَاعَته. أطهورسفوس قَالَ جالينوس بَوْل الْإِنْسَان يبرىء الْأذن الَّتِي يخرج مِنْهَا الْمدَّة وَمَاء البصل) يبرىء الآذان الَّتِي تسيل مِنْهَا الْمدَّة وورق الزَّيْتُون الْبري أَن دقّ بشراب وعصر وجففت العصارة وَرفعت أقراصاً كَانَ نَافِعًا إِذا قطرت فِي الْأذن القرحة الَّتِي تسيل مِنْهَا رُطُوبَة إِذا خلطت بِعَسَل وزيت. د عصارة ورق الْجَوْز إِذا قتر وقطر فِي الْأذن نفع من الْمدَّة والحضض يصلح للآذان الَّتِي تسيل مِنْهَا مُدَّة. ج د جالينوس خبث الْحَدِيد أَشد تجفيفاً من سَائِر الأخباث وَأَن أَنْت سحقته بخل خمر ثَقِيف جدا ثمَّ طبخته مَعَه كَانَ مِنْهُ دَوَاء يجفف الْقَيْح الْجَارِي من الْأذن المزمن مَاء الْكبر إِذا عصر وقطر فِي الْأذن قتل الدُّود فِيهَا. د المر إِذا خلط بأفيون وجندبادستر وماميثا ابرء الْأذن الَّتِي تسيل مِنْهَا مُدَّة. روفس مرَارَة الثور إِذا خلطت بِلَبن امْرَأَة وَلبن عنز وقطر فِي الْأذن الَّتِي تسيل مِنْهَا الْقَيْح ابرأه. د النطرون أَن جعل فِي الْأذن مَعَ خمر قطع سيلان الرطوبات مِنْهَا ويقلع الْوَسخ ... . طبخ السماق ويقطر فِي الْأذن الَّتِي تسيل مِنْهَا قيح مَاء الحصرم جيد للآذان

الَّتِي تسيل مِنْهَا الْقَيْح وعصا الرَّاعِي نَافِع من قُرُوح الآذان ب وَإِذا كَانَ فِيهَا قيح كثير جففه. د عصارة الفوتنج تقتل دود الْأذن والقطران إِذا قطر فِي الْأذن مَعَ الْخلّ قتل الدُّود فِيهَا. ج والزوفا الَّذِي من الْوَسخ جيد إِذا خلط بشحم الأوز لقروح الْأذن والشبت إِذا خلط بعصارة البرسيان دارو نفع من سيلان الفضول من الْأذن. د الزفت الرطب إِذا اسْتعْمل بدهن الْورْد نفع من الرُّطُوبَة الَّتِي تسيل من الآذان. د مَاء ورق الخوخ يقتل الدُّود فِي الآذان إِذا صب فِيهَا. ابْن ماسويه طبيخ الْخلاف يصب فِي الْأذن الَّتِي تخرج مِنْهَا مُدَّة وعصارة أصل الْخُنْثَى أَن مزجت بشراب وَمر وكندر وَعسل وقطر فِي الآذان الَّتِي تجْرِي مِنْهَا الْمدَّة نفع وينفع أَيْضا وَحده. ابْن ماسويه الَّتِي تقتل الدُّود فِي الْأذن مَاء ورق الخوخ الطري يقطر مِنْهُ خمس قطرات مَعَ قطرتين من قطران وَمثله خل خمر وَقَلِيل بورق. إِسْحَاق إِن سَالَ مِنْهَا قيح فقطر فِيهَا الماميثا مدافاً بالخل واللدود قطر فِيهَا مَاء ورق الْكبر وأصوله معصوراً وقطر مَاء ورق الخوخ معصوراً وبصل حريف معصور مَاؤُهُ. للقروح فِي الْأذن عدس مقشر وآس يَابِس وأقماع الرُّمَّان وعفص فج وثمر عوسج يطْبخ بِمَاء) حَتَّى يُقَوي ثمَّ يغسل بِهِ الْأذن مَرَّات ثمَّ يَجْعَل فِيهِ شياف أَبيض مدافاً بِلَبن جَارِيَة. للقروح الْبَارِدَة صَبر دِرْهَمَانِ عسل منزوع الرغوة ثَلَاثَة مطبوخ ريحاني أَربع أَوَاقٍ يطْبخ حَتَّى يبْقى أوقيتين وَيغسل بِهِ الآذان مَرَّات ثمَّ يَجْعَل فِيهِ دم الْأَخَوَيْنِ وانزروت يعجنان ويجعلان فِي للقروح الْبَارِدَة زاج محرق واسفيداج الرصاص ورد بِغَيْر أقماعه زرنيخ أَحْمَر وشب مِثْقَال مِثْقَال صَبر جندبادستر ثُلثي مِثْقَال من كل وَاحِد كندر مثقالان خبث الْحَدِيد ثَلَاث مَثَاقِيل ينخل بحريرة ويعجن بدهن ورد وَيجْعَل فِي الْأذن.

للقيح السَّائِل من الْأذن يُؤْخَذ الزنجار وخل وَعسل ويطبخ جَمِيعًا حَتَّى يسخن وَيجْعَل فِيهِ فَتِيلَة وَيدخل فِي الْأذن جيد بَالغ. د يُؤْخَذ الزنجار جزؤ وَمن الْخلّ ثَمَانِيَة أَجزَاء وَمن الْعَسَل سِتَّة ينفع هَذَا كل قرحَة فِي الْأذن وَالْأنف وَجَمِيع الخراجات والبثور الآكلة. للمدة السائلة من الْأذن لَا يخطى زاج محرق واسفيداج وصبر وكندر وَورد أَحْمَر وزرنيخ وخبث الْحَدِيد وشب يماني مثل الْكحل يلوث فِيهَا فَتِيلَة مرّة بمرهم اسفيداج وَمرَّة بمرهم باسليقون وَيجْعَل فِيهِ ب إِن شَاءَ الله. حِيلَة الْبُرْء تداوي قُرُوح الْأذن الَّتِي لَيست مزمنة بشياف ماميثا والخل وَإِن كَانَت أقوى فبأقراص اندرون. وللقروح المزمنة الَّتِي قد أَتَت عَلَيْهَا سنة أَو سنتَانِ خبث الْحَدِيد يدق وينخل بحريرة ويطبخ بأَرْبعَة أضعافه خل ثَقِيف حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل وَيجْعَل فِي الْأذن بفتيلة وَلِأَن الْعُضْو يَابِس جدا فقد تبين فِي قوانين القروح أَنَّهَا تحْتَاج من الْأَدْوِيَة إِلَى مَا يجفف جدا. من حفظ الصِّحَّة قَالَ عالج قُرُوح الْأذن بدواء اندرون وَنَحْوه واجتذب الفضلة إِلَى المنخرين بالعطاس وَإِلَى الْفَم بالغراغر وَاسْتعْمل مَا وصفت فِي بَاب الْجِرَاحَات للَّذين عندنَا إِذا أزمن خُرُوج الْمدَّة من الْأذن وَلم يَك يحِيل فِيهِ دَوَاء يَأْخُذُونَ نوى الهليلج وعفص فيحرقونه ويجمعونه بدهن خيري أَو بدردي البزر وينظفون الْأذن بفتيلة أَولا ثمَّ يجعلونه فِيهِ وَرُبمَا جعلُوا فِيهَا دَوَاء حاداً إِذا أزمن جدا حَتَّى ينقى ثمَّ يعالجون والمتوسط يعالجونه بالأسود والْحَدِيث يعالجونه بالأبيض خَاصَّة إِذا كَانَ مَعَ ورم. الميامر قَالَ مَا كَانَ من القروح فِي الْأذن قريب الْعَهْد فَإِن الماميثا يُبرئهُ إِذا سحق بخل وقطّر إِن كَانَت تسيل مِنْهَا مُدَّة قَليلَة وَإِن كَانَت الْمدَّة كَثِيرَة فَهِيَ تحْتَاج إِلَى مثل أَقْرَاص اندرون وَأَن لم) ينجح هَذَا أَيْضا فليؤخذ خبث الْحَدِيد بعد سحقه بخل ثَقِيف فِي الشَّمْس أَيَّامًا كَثِيرَة وقطره فِيهَا فَإِنَّهُ منجح وَيَنْبَغِي أَن يكون سحقه نَاعِمًا جدا قَالَ وَأَنا أَقُول أَن أوجاع الْأذن تسكن بِدُونِ الشحوم والباسليقون وبالتكميد والوجع الْحَار اللذاع بِاللَّبنِ وَبَيَاض الْبيض والأفيون يسكن الوجع وَأَن نفع فَإِنَّمَا ينفع بِجِهَة الْعرض بِأَن ينيم العليل فينضج الْعلَّة وَيَنْبَغِي أَن لَا يتْرك مَا أمكن فَإِنَّهُ قوي الْمضرَّة فِيمَا أَنه حَتَّى يذهب السّمع الْبَتَّةَ. دَوَاء للمدة فِي الْأذن خُذ خشباً محرقاً وَمَرا واسحقهما نقي الْأذن من الْمدَّة ثمَّ اجْعَل فِيهِ مِنْهُ فَتِيلَة وَإِذا حدست أَن وجع الْأذن لقروح يابسة فِيهَا فَاجْعَلْ فِيهَا مرهم الشحوم والباسليقون

وَإِذا كَانَ تسيل مِنْهَا رُطُوبَة كَثِيرَة فينفخ فِيهَا عفص أَو ينْفخ فِيهَا زاج أَو ينفج فِيهَا شب محرق. روفس فِي تَدْبِير الْأَطْفَال قَالَ يَجْعَل فِيهَا صوفة مبلولة ملّوثة فِي شب أَو نَبِيذ عَتيق أَو عسل وترمس قَالَ وَفِي آذان الصّبيان رُطُوبَة يحسبها الْجُهَّال مُدَّة وَإِنَّمَا هِيَ فضل غذَاء فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فمرهم لَا يرضعون ب بِاللَّيْلِ فَإِن كَثْرَة تِلْكَ الرُّطُوبَة تذْهب وتجف الْأذن. من اختيارات حنين دَوَاء ينفع من الرُّطُوبَة والقروح الَّتِي تكون فِي آذان الصّبيان يُؤْخَذ مرهم الاسفيداج ومرهم باسليقون بِالسَّوِيَّةِ فاخلطهما وعالج بِهِ فَإِنَّهُ امتحن فَوجدَ نَافِعًا وَأَيْضًا للأذن المتقيحة خبث الْحَدِيد وحضض مسحوقين ينقع بخل خمر ثَقِيف ويقطر مِنْهُ فِي الْأذن فينتفع بِهِ جدا. اهرن للرطوبة والقيح يسيل من الْأذن إِذا أردْت تجفيفيه صب عَلَيْهِ خبث الْحَدِيد وخلا حاذقاً ودعه حَتَّى يغلظ كالعسل ثمَّ قطر مِنْهُ فِي الْأذن وانعم سحق الْخبث ثمَّ القه فِي الْخلّ أَو ضع فِيهِ شبّا محرقاً وَمر بفتيلة كل يَوْم مرَّتَيْنِ. البثور الَّتِي تكون فِي الْأذن ينفع مِنْهَا فِي أول الْأَمر مرهم اسفيداج وَأَن أردْت أَن ينضج فباسليقون إِلَى أَن ينقى ثمَّ مرهم الْعُرُوق ليجففه وَأَن أزمن وَصَارَ شبه ناصور مرهم الزنجار حَتَّى ينقى ثمَّ الْأَحْمَر وَرُبمَا جعل فِيهِ إِذا أزمنت الْمدَّة ونتنت الدَّوَاء الحاد أَيَّامًا حَتَّى ينقى ثمَّ يَجْعَل فِيهِ بعد ذَلِك مرهم اسفيداج وَاعْلَم أَن الزاج جيد للمدة والرطوبة فِي الْأذن بَالغ فِي ذَلِك قَالَ ذَلِك اهرن. اهرن دَوَاء جيد للمدة والرطوبة فِي الْأذن يُؤْخَذ صَبر وَمر وأفيون وزاج يعجن بالخل وَيجْعَل) فَتِيلَة ويقطر فِيهِ فَإِذا أزمنت قروحه ونتنت فماء الزَّيْتُون المربى بالملح وَمَاء الصحناة فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات حَتَّى يبرأ أَو مري يقطر فِيهَا أَيَّامًا فَإِن هَذِه كلهَا تنشف

وتجفف البلة والمدة وَيسْتَعْمل إِذا لم يكن مَعَه وجع وَأَن خرج من الْأذن دم وَخفت أَن يجمد فِيهِ فقطر فِيهِ عصير الكراث وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يحلل الدَّم وطبيخ ورق الآس يجفف بلة الْأذن ومدته. قَالَ دياسقوريدوس أَن صب خل العنصل فِي الْأذن نفع من ثقل السّمع وَمَاء البصل إِذا قطر فِي الْأذن نفع من ثقل السّمع وبخار مَاء الْبَحْر نَافِع من عسر السّمع. د مَا كَانَ من زهر النّحاس أَبيض أَن سحق وَنفخ بمنفخة نفع من الصمم المزمن. د عصارة فراسيون تسْتَعْمل إِذا احْتِيجَ إِلَى شَيْء من الْقَيْح وينقى ثقب السم وعصبه. ج كسب حب الْغَار إِذا خلط بِالْخمرِ الْعَتِيق ودهن ورد وقطر فِي الْأذن نفع من عسر السّمع والخردل أَن خلط بِالتِّينِ وَوضع فِي ثقب السّمع نفع من ثقل السّمع والخربق الْأسود إِن أَدخل فِي الْأذن الثَّقِيلَة السّمع وَترك يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة عظم نَفعه وبخار الْخلّ إِذا كَانَ حاراً نفع من عسر السّمع. قَالَ ابْن مَا سويه الْعَسَل ب إِذا قطر فِي الْأذن نفع من الْوَسخ وَإِن خلط بفتيلة نقي مَا فِي الْأذن دهن لوزمر أَو دهن جوز أَو شَحم البط أَو مَعَ الكبينج أَو مَعَ دهن السوسن أَو مَعَ دهن الصنوبر أَو مَعَ دهن الزوفا الْيَابِس ينقى مَا فِي الْأذن وينفع من أوجاعه الْبَارِدَة وَحب الْغَار إِذا خلط بِالشرابِ وقطر فِيهَا نقي وَسكن الوجع الْبَارِد وطبيخ التِّين ودهن الْورْد ينقى وينفع من الوجع الْبَارِد. لثقل الْأذن من برد مرَارَة مَاعِز وبوله وَمَاء السداب وجندباستر وعصارة الأفسنتين وَاصل الوسن الآسما نجوني وَحب الْغَار بِالسَّوِيَّةِ يجمع بدهن السوسن أَو دهن الشبت والناردين ويلقي مِنْهُ فِي الْأذن نصف دِرْهَم بِمَاء ورق السداب إِن شَاءَ الله وَهُوَ أَيْضا نَافِع للوجع الْبَارِد. وللوسخ فِي الْأذن قردماناً مِثْقَال بورق ارمني نصف مِثْقَال تين أَبيض يعجنه ويجعله فِيهِ ينفع إِن شَاءَ الله. للْمَاء يَقع فِي الْأذن يمص بقصبة ثمَّ يقطر فِيهِ دهن لوز حُلْو.

من التَّذْكِرَة لثقل السّمع إِذا أَنْت عالجته بالفتيلة المعمولة من الْخَرْدَل والتين فاعقب ذَلِك بدهن قد أغلي فِيهِ أصل الْخُنْثَى وَهُوَ حَار مُمكن. د ينفع من ثقل السّمع دهن لوز حُلْو ودهن البابونج) وشحم البط مَعَ مرَارَة الثور. من الْجَامِع للطرش يقطر فِي الْأذن بَوْل الْمعز مَعَ شَيْء من مرَارَة الْمعز أَو عصير السداب مَعَ شَيْء من عسل فَإِنَّهُ نَافِع إِذا طلي من دَاخل الْأذن وخارجها بجندبادستر ودهن الشبت أَو دهن الْغَار أَبُو برغوة الأفسنتين وَمَعَ دهن الناردين أَو دهن السوسن فَهَذَا كُله بعد الإسهال والتنقية وَإِخْرَاج الدَّم أَن احْتَاجَ إِلَيْهِ وحجامة النقرة. أصبت فِي كتاب قد فخم أمره وَشهد بالتجربة أَن زَيْت العقارب وَهُوَ الَّذِي ينقع فِيهِ العقارب أَن قطر فِي الْأذن أَبْرَأ الصمم وَأَن شَحم الطير الَّذِي يُقَال لَهُ البادنجان أَن أذيب وقطر فِي الْأذن اذْهَبْ الصمم. الْعِلَل والأعراض بطلَان السّمع أَو رداءته تكون أما من قبل دُخُول الآفة على الَّذِي مِنْهُ يكون السّمع وَهُوَ الْجُزْء من الدِّمَاغ الَّذِي تنْبت مِنْهُ الْعصبَة الَّتِي تجنىء نَحْو الْأذن وَأما بِدُخُول الآفة على المنفذ الَّذِي تجْرِي فِيهِ الْقُوَّة من هَذَا الَّذِي يكون بِهِ السّمع وَذَلِكَ هِيَ الْعصبَة وَعلل هذَيْن من أَصْنَاف سوء المزاج وَأما الآفة تدخل على ثقب السّمع وَذَلِكَ سدد أما أَن يكون للحم فيلغريوس قَالَ قد برْء خلق من الطرش بدهن الفجل وبدهن المويزج بالصياح فِي الْأذن وبالبوق إِذا حدث ب بالصمم وَجَمِيع الْحَواس على حَالهَا والمجاري سليمَة فالآفة فِي الرّوح الْخَاص من أَرْوَاح عصب الدِّمَاغ وَإِن كَانَت الْحَواس مَعَه عليلة فالآفة فِي الدِّمَاغ وَكَذَلِكَ فقس فِي سَائِر الْحَواس وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ هُوَ العليل وَحده فعصبة الَّذِي تجيئه الآفة وَإِذا كَانَ بشركة فِيهِ وَاحِدَة أُخْرَى وَكَذَلِكَ أَن اشْترك كلهَا فالدماغ عليل إِذا عرض طرش بعد البرسام فاسعط بدهن النيلوفر وَغَيره مِمَّا يرطب. روفس إِلَى الْعَوام قَالَ يهيج من الْوَسخ أوجاع فِي الْأذن ودوي وابطأ السّمع وَإِذا كَانَ يَابسا فَلَا ينقيه دون أَن يلينه لِأَن تنقيته عسرة مؤلمة فَاجْعَلْ فِيهِ نطرون بخل فَإِذا لِأَن فنقه فَإِنَّهُ ينْحل وَاعد ذَلِك حَتَّى تنقيه مَرَّات ثمَّ قطر فِيهِ دهن لوز مر فَإِنَّهُ يحلل مَا كَانَ غليظاً ويابساً من هَذِه الأوساخ. بختيشوع الكبريت أَن بخر بِهِ الْأذن نفع من نقاء السّمع. الميامر قَالَ لَا يَنْبَغِي أَن يتوانا عَن علاج الطرش لِأَنَّهُ يؤل إِلَى الصمم التَّام

فانفض بدنه بايارج شَحم الحنظل وتغرغر وتجفف رَأسه وتقويه بِكُل ضرب من التقوية ويلطّف تَدْبيره ويقطر فِي) الْأذن أدوية مقطعَة ملطفة يُؤْخَذ حرف جُزْء وبورق سدس جُزْء فاسحقهما واعجنهما بِعَسَل التِّين بِلَا حَبَّة واعمل مِنْهُ شيافاً متطاولة وادخله فِي الْأذن وَأخرجه فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة فَإِنَّهُ يخرج وسخاً كثيرا ويجف الْأذن فليستعمل الرياضة وينفع مِنْهُ إِدْخَال عسل بالفتل فِي الْأذن وَهَذَا أَيْضا ينفع من اللَّحْم النَّابِت فِي الْأذن. كماد ناف لثقل السّمع يغلي أفسنتين فِي قدر ويكمد بقمع أَو خُذ من الخربق الْأسود فاخلطه بِعَسَل وادخله فِي الْأذن حَتَّى يَأْكُل مَا يمْنَع السّمع وادهن الصياح الشَّديد فِي الْأذن وبالبوق فَإِن السّمع يرجع وللماء يدْخل فِيهَا يحجل على رجله من جَانبهَا أَو يمص بأنبوب.

أمراض الأنف

(أمراض الْأنف) فِيمَا يحدث فِي الْأنف من النتن وَعدم الشم والقروح والسدد والرعاف والبواسير وَغَيرهَا مِمَّا يحدث فِي الْأنف وعلاج مَا يحدث من حر السعوط والعطوس والخنان وينبق اللَّحْم فِي الْأنف الْمُسَمّى الْكثير الأرجل وَيُسمى البسفايج والسرطان وَمَا يهيج الرعاف والحكة واللذع فِي الْأنف وسيلان مَادَّة حريفة والخشكريشة. قَالَ جالينوس فِي الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء أَن الْأنف عُضْو متوسط فِي اليبس بَين الْعين وَالْأُذن فَهُوَ أيبس من الْعين وأرطب من الْأذن فَلذَلِك يَنْبَغِي ب أَن يعالج قُرْحَته بأدوية تجفف مِمَّا يعالج بِهِ قُرُوح الْعين وَأَقل يبساً من الَّتِي تعالج قُرُوح الْأذن الْأذن تعالج بِالَّتِي فِي غَايَة اليبس مثل أَقْرَاص اندرون وموساس وَنَحْوه. من الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ يقطع من اللَّحْم النَّابِت فِي اللَّحْم الْمُسَمّى الْكثير الأرجل الطَّبَقَة الدَّاخِلَة من الْأنف. 3 - (الْمقَالة الثَّالِثَة من) 3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة) قَالَ الآفة تحدث بالشم أما لسوء مزاج يحدث فِي البطنين المقدمين من بطُون الدِّمَاغ وَأما لسدة تحدث بالعظم الشبيه بالمصفاة. الثَّالِثَة من الميامر للسدة فِي الْأنف ينفع الشونيز فِي خل خمر أَيَّامًا ثمَّ يسحقه بِهِ نعما ويقطر فِي الْأنف ومره أَن ينشق مَا أمكن إِلَى فَوق فَإِنَّهُ يفتح السدد لي هَذَا العلاج يفتّح ضيق النَّفس إِن شَاءَ الله.) 3 (الرَّائِحَة المنتنة فِي الْأنف) قَالَ هَذَا يكون من قَلِيل رطوبات عفنة تنجلب إِلَى المنخرين وَمَتى كَانَت هَذِه الرطوبات مَعهَا حِدة أحدثت قرحَة قَالَ وعلاج النتن وَاللَّحم النَّابِت فِي الْأنف والقروح فِيهِ أَن تعمد أَولا إِلَى جملَة الرَّأْس فتجففه وتنقيه بالغرور والمضوغ والعطوس والمراهم الْيَابِسَة عَلَيْهِ ثمَّ يقْصد حِينَئِذٍ إِلَى علاج المنخرين فَاجْعَلْ غرضك فِي نَتن المنخرين إِلَى القابضة والمرة ليجمع لَك الْمَنْع والتحليل والتجفيف. ارجيجانس قَالَ قطر فِي الْأنف عصارة فوتنج إِذا سحق يَابسا أَو انفخ فِيهِ خرباً أَبيض

وصدفاً محرقاً كل يَوْم أَو أطل جَوف الْأنف بالأفوريقون وَهُوَ دَوَاء الجرب أَو بالقلقطار. الَّتِي فِي الْأنف والبسفائج فِيهِ شب وَمر جُزْء قلقطار وعفص ربع جُزْء من كل وَاحِد يغسل الْأنف بشراب وينفخ فِيهِ وَيدخل فِيهِ فَتِيلَة ملوثة أَيْضا وَإِن كَانَ النتن قَدِيما فعالجه بالقلقطار والزرنيخ الْأَحْمَر والسنبل والياسمين والزعفران والمر والحماما فَإِنَّهُ يجففه ويطيبه. فِي البسفايج بِالْقَلْعِ والدلك دَوَاء الأمقر وَهُوَ مَكْتُوب فِي بَاب قلع اللَّحْم الزايد لي تتَّخذ دَوَاء حَار هَكَذَا أقاقياً وزاج وزرنيخ ونورة وقلى وخل مربى أَيَّامًا فِي شمس ثمَّ يدْخل مِنْهُ فِي الْأنف فَإِنَّهُ يقلعه. دَوَاء الأمقر زنجار نوشادر شب خل يجود عمله فِي شمس يسحق وينفخ فِي الْأنف ويملأ الْفَم مَلأ مَاء فِي ذَلِك الْوَقْت. آخر يقْلع الْبَاسُور زرنيخ وقلقنت وخل يسحق بِهِ ويجفف وينفخ فِي الْأنف. للقروح ب فِي الْأنف خبث الأسرب يَعْنِي الكمنة وشراب ودهن الآس يسحق بِالشرابِ نعما ثمَّ يدق الآس ويطبخ فِي إِنَاء على نَار ليّنة فحّم حَتَّى يغلظ وَيرْفَع فِي إِنَاء نُحَاس ويعالج بِهِ قُرُوح الْأنف أَو عالجها بِمَاء الرُّمَّان الحامض يطْبخ فِي إِنَاء نُحَاس حَتَّى يصير على النّصْف وادخل فِيهِ فَتِيلَة والطخه دَاخل الْأنف أَو اطبخ رمانة حلوة مَعَ قشرها بشراب وَضعه خَارج الْأنف أَو خُذ مرداسنج واسفيداج جزؤ جزؤ وقشور رمان نصف جُزْء شراب ودهن الآس خَمْسَة أَجزَاء يسحق الأخلاط بشراب نعما حَتَّى يتشربه ثمَّ بدهن الآس ثمَّ اجْعَلْهُ فِي إِنَاء أسرب وارفعه وعالج مِمَّا يعالج بِهِ الخشكريشة فِي الْأنف الزوفا وشحم البط وشمع أصفر وشحم الأيل وَنَحْوهَا وَالْعَسَل بفتيلة يقْلع ذَلِك ويعالج القروح الَّتِي مَعهَا وجع شَدِيد بالأسرب المحرق المغسول) واسفيداج ومرداسنج ودهن ورد وشمع. للبسفايج ينفع فِيهِ الدَّوَاء الحاد وَإِذا ورم دَعه حَتَّى يخشكر ثمَّ اسْتعْمل الشمع والدهن أَو الْعَسَل ثمَّ اعد النفخ افْعَل ذَلِك مَرَّات فَإِنَّهُ يقلعه كُله. قَالَ جالينوس فَأَما مَا اسْتَعْملهُ أَنا للبسفايج فَإِنِّي آخذ رماناً حلواً وحامضاً بِالسَّوِيَّةِ واعصره بعد أَن أدقه بقشوره وأطبخ العصارة طبخة يسيرَة وارفعها فِي إِنَاء أسرب وأسحق الثفل الَّذِي بَقِي حِين عصرت حَتَّى اجْعَلْهُ مثل الْعَجِين واسقيه شَيْئا من العصارة واجعله أشيافاً مطاولة وادفعه ثمَّ أَدخل مِنْهُ فِي الْأنف واريح العليل مِنْهُ فِي الْأَوْقَات بِأَن آخذه وَإِذا أَخَذته طليت الْأنف بالعصارة والحنك وانشفه مِنْهُ ثمَّ أُعِيدهُ وأواظب عَلَيْهِ: وعَلى جَمِيع أدوية الْأنف لِأَنَّهَا تنْحَل وتسهل عَنهُ سَرِيعا يحْتَاج فِي كل وَقت أَن يجدد لَهُ الدَّوَاء الَّذِي يوضع فِيهِ أَن كَانَ مِمَّا يسيل كَمَا يفعل بِالْعينِ قَالَ فَإِنَّهُ يَأْكُل البسفايج وَيذْهب النتن فِي مُدَّة بِلَا ألم. 3 (إِخْرَاج الشَّيْء الَّذِي يَقع فِي الْأنف) اجْعَل فِي الْأنف دَوَاء معطساً واقبض على الْفَم وعَلى الْجَانِب الصَّحِيح السَّلِيم فَإِنَّهُ يخرج وَأعد ذَلِك مَرَّات.

المقالة الثانية من كتاب الأخلاط

3 - (قُرُوح الْأنف) قَالَ جالينوس أَنا أعالجها بأقراص فراسيون واندرون مرّة بخل وَمَاء ومرّة بشراب ومرّة بخل على مَا أرى. 3 (نَتن المنخرين) قَالَ عَالَجت رجلا غَنِيا بالدواء الْمُسَمّى اندروخون مَعَ شراب طيب ريحاني فبرأ سَرِيعا برْء عجيباً قَالَ هَذَا وَهُوَ الَّذِي يدْخل فِي الترياق اقرء مَا فِي قانون القروح فَإِنَّهُ ب الْعِمَاد ... . إِن شَاءَ الله قَالَ ينْفخ فِي الْأنف زاج نفخاً كثيرا ويمسك الْأنف سَاعَة هوية وَإِن نزل الدَّم إِلَى الْفَم بزق أَو تلوث فَتِيلَة بِمَاء الزاج وَتدْخل فِي الْأنف وتبرد الْجَبْهَة وَتجْعَل الرَّأْس مرتفعاً وتشد العضدين والرسغين والأنثيين والركبتين ويمسك فِي الْفَم مَاء ثلج وتشد أُذُنَيْهِ جيدا فَإِن نزل شَيْء من الدَّم إِلَى الْبَطن فاسقه مَا يقطع واحقنه ليخرج وَإِلَّا نفخ الْمعدة واهاج لطشي يلتقط جوز الدلب ويجفف فِي الظل ثمَّ يَجْعَل على مسح ويدلك بدستيان حَتَّى يخرج زئبره كُله وَيرْفَع فِي كيزان فخار جَدِيدَة تَبرأ بهَا وَأَن نثر عَلَيْهَا من تُرَاب الفخار فَهُوَ أَجود ويشد رَأسه وَعند الرعاف ينعم سحقه كالهباء وينفخ فِي الْأنف فيحتبس على الْمَكَان وَيَنْبَغِي أَن يدْخل الأنبوب فِي الْأنف والدواء فِيهِ ثمَّ ينْفخ حَتَّى يبلغ موضعا كثيرا وَيفْعل ذَلِك مرَارًا. يُؤْخَذ نورة وزاج وعفص أَخْضَر وزرنيخ أَحْمَر فينعم سحقه ويلوث فِيهِ فَتِيلَة بالجبر ويدس فِي الْأنف وَشد أنف جيد لَهُ. 3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة من كتاب الأخلاط) 3 - (الرعاف) قَالَ قد رَأَيْتُمُونِي مَرَّات كَثِيرَة اسْتعْمل فِي الرعاف الْعَارِض بدفق وخفر شَدِيد عصر انْقِطَاع مثل الْعَارِض فِي البحران أَن اسْتعْمل الفصد وَإِخْرَاج الدَّم إِلَى أَن يعرض الْعشي وَذَلِكَ أَن فِي مثل هَذِه الْحَال مَا دَامَت الْقُوَّة قَوِيَّة بِحَالِهَا لَا يَنْقَطِع جرية الدَّم إِلَى ذَلِك الْموضع فَإِذا استرخت ضعف دَفعهَا ثمَّ اسْتعْمل المحاجم ليجذب الدَّم أما على الطحال أَو على الكبد أَو عَلَيْهَا لي إِذا رَأَيْت الْبدن قَوِيا ممتلياً فَإِن المحجمة لَا يبلغ مَا تريده من إمالة الدَّم على الْموضع لِأَن فِي الدَّم فضلا كثيرا فاستفرغ أَولا ثمَّ اسْتعْمل المحجمة.

كتاب الفصد قَالَ إِذا رَأَيْت الرعاف يَجِيء بخفر وَشدَّة فَلَا تطل وَلَا تدافع فَتسقط الْقُوَّة وَلَا) يُمكن العلاج وبادر الفصد من الْجَانِب الْمُقَابل ثمَّ شدّ الْأَطْرَاف من الْإِبِط إِلَى الْكَفّ وَمن الحالب إِلَى الْقدَم تبتديء بالشد الَّتِي قد ذكرهَا الْأَطِبَّاء مِمَّا ينْفخ فِي الْأنف وَمِمَّا يطلي على الْجَبْهَة وَالرَّأْس فَكلهَا ضَعِيفَة. من كتاب العلامات قَالَ اللَّحْم النَّابِت فِي الْأنف رُبمَا كَانَ رخوا أَبيض وَهَذَا أيسر علاجاً وَلَا وجع مَعَه وَرُبمَا كَانَ يضْرب إِلَى الكمودة والحمرة وَهُوَ شَدِيد الوجع وعلاجه أعْسر وخاصة أَن كَانَ يسيل مِنْهُ صديد منتن ردي وَرُبمَا طَال حَتَّى يخرج ب من الْأنف أَو الحنك وَيُسمى حِينَئِذٍ المغلق آلَة الشم بَين بقريب من الْبُرْهَان أَن نَتن الشم يكون بالطنين من الدِّمَاغ وبالحلمتين النابتتين مِنْهُمَا. السدة وَقَالَ فِي علاج السدة الَّتِي تبطل الشم أَن رجلا كَانَت نالته عِلّة فِي حاسّة الشم بِسَبَب زكام ونزلة أزمنت فلجأ إِلَى العلاج بالشونيز وهوان يَأْخُذ الشونيز فيسحقه حَتَّى يصير كالغبار ودقه ثمَّ يخلط بِزَيْت عَتيق ويسحق بِهِ أَيْضا سحقاً نَاعِمًا ثمَّ يومر العليل أَن يمْلَأ فَاه وينكس رَأسه إِلَى خلف بغاية مَا يُمكنهُ ويسعط بِهِ ويأمره أَن يجتذب النَّفس إِلَى دَاخل أَشد مَا يكون بِفضل قُوَّة قَالَ فَانْتَفع بِهِ المَاء اسْتَعْملهُ ثَلَاثَة أَيَّام مُتَوَالِيَة نفعا بَينا عَظِيما. قَالَ وَقد يعرض من هَذَا العلاج لبَعض النَّاس لذع شَدِيد فِي الرَّأْس ويسكن فِي قدر يَوْم وَلَيْلَة من ذَات نَفسه وَبَعض النَّاس لَا يعرض لَهُ ذَلِك أصلا. مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء قَالَ الفصد وَإِخْرَاج الدَّم قَلِيلا فِي مَرَّات كَثِيرَة علاج قوي جدا وَأقوى مِنْهُ المحجمة على الْجَانِب الَّذِي يَجِيء مِنْهُ الدَّم. السَّادِسَة من السَّادِسَة قَالَ من لم ينله من الرعاف صفرَة شَدِيدَة فِي اللَّوْن وَكَانَ قبل أَن يحدث بِهِ الرعاف أَحْمَر اللَّوْن جدا فَإِنَّهُ لَا يَنَالهُ مِنْهُ كثير ضَرَر وَأَن كثر خُرُوج الدَّم مِنْهُ مَا دَامَ لَا يحول لَونه اسْتِحَالَة شَدِيدَة قَالَ فَأَما الَّذين يَسْتَحِيل ألوانهم من الرعاف أَحْمَر اللَّوْن جدا فَإِنَّهُ لَا يَنَالهُ مِنْهُ كثير ضَرَر وَأَن كثر خُرُوج الدَّم مِنْهُ مَا دَامَ لَا يحول لَونه اسْتِحَالَة شَدِيدَة قَالَ فَأَما الَّذين يَسْتَحِيل ألوانهم من الرعاف جدا وَلم يَكُونُوا قبل ذَلِك حمر الألوان ثمَّ استحالت ألوانهم بالرعاف اسْتِحَالَة شَدِيدَة وَبَردت أبدانهم بردا شَدِيدا فَإِنَّهُ لَا يُؤمن عَلَيْهِم الْوُقُوع فِي الاسْتِسْقَاء وَيَنْبَغِي أَن ينظر فِي اللَّوْن الْحَائِل فَإِنَّهُ رُبمَا بَقِي مُدَّة الزَّمَان بَين انبعاث الدَّم وَرُبمَا لم يبْق كَمَا بَقِي فَانْظُر مَا الْغَالِب على ذَلِك اللَّوْن المستحيل الصَّفْرَاء أم البلغم أم السَّوْدَاء وَكم مِقْدَار يزِيدهُ لي) تعرف ذَلِك من لون الْبدن بل حَال إِلَى الصُّفْرَة أَو إِلَى الْبيَاض والترهل أَو إِلَى الصُّفْرَة المشوبة بسواد قَالَ وَذَلِكَ لِأَن الْأَبدَان الَّتِي المرار عَلَيْهَا أغلب فَإِن الآفة الَّتِي تنَال الْبدن مِنْهَا من انبعاث الدَّم المفرط أقل والأبدان الَّتِي تغلب عَلَيْهَا البلغم أَو هِيَ فِي الْجُمْلَة بَارِدَة ينالها من انبعاث الدَّم المفرط أعظم الآفة قَالَ فَأَما الشَّرَاب فَإِنَّهُ يهيج انبعاث الدَّم

لكنه ينعش الْقُوَّة فَمن رَأَيْته قد بلغ مِنْهُ انبعاث الدَّم أَن سَقَطت قوته وَبرد بدنه كُله بردا شَدِيدا فاسقه الْخمر الْقَلِيل المزاج فَإِن الشَّرَاب يقويها وَلَا يبلغ أَن يهيج انبعاث الدَّم وَأَحْرَى ب أَن يسْقِي مِنْهُم من كَانَ لَونه قبل الرعاف لَيْسَ بأحمر أَو أَن كَانَ حَائِلا قبل الرعاف فَأَما من كَانَ لَونه قبل الرعاف أَحْمَر وَلم يحل الرعاف لَونه كثير حَالَة فَلَا تسقه فَإِنَّهُ يجلب من تهيج الدَّم أَكثر مِمَّا ينفع فِي تَقْوِيَة الْقُوَّة لي هَذَا تَدْبِير الرعاف الْكَائِن بأدوار وَيَنْبَغِي أَن يضاد الْخَلْط الْغَالِب فِي وَقت سُكُون النّوبَة. الْيَهُودِيّ ذرور ينْفخ فِي الْأنف للبخر قصب الذريرة وبزر النسرين وبزر الْورْد وقرنفل دِرْهَم دِرْهَم عفص نصف دِرْهَم مسك قَلِيل وكافور ينْفخ فِي الْأنف أَيَّامًا كَثِيرَة. مَجْهُول للبواسير والبسفائج فِي الْأنف قَالَ إِسْحَق زاجاً أَخْضَر مثل الْكحل وانفخ فِيهِ غدْوَة وَعَشِيَّة فَإِنَّهُ يبريء. اهرن قَالَ يمْتَنع الشم من أدوية مخدرة يسعط الْإِنْسَان بهَا قَالَ إِذا لم تَرَ فِي الْأنف شَيْئا نابتاً وَلَا كَانَ بالإنسان خنان وَلَا بالمنخرين وَكَانَ الشم مفقوداً فَإِن ذَلِك من الدِّمَاغ فابحث عَن السَّبَب وَالتَّدْبِير وليستدل بِهِ على المزاج الْمُفْسد للدماغ ثمَّ عالج بالسعوط والأدوية المضادة وَإِن كَانَ ذَلِك من ثقل رطوبات فِي الْمُصَفّى فالشونيز وَنَحْوه قَالَ وَإِذا جعلت فِي الْأنف مَا يَأْكُل البواسير من الْأَدْوِيَة الحادة فضع على رَأس العليل مَاء حاراً وحبه حبا حاراً واسعطه بِلَبن ودهن قرع وسكر فَإِن ذَلِك يقطع العطاس ويسكن اللذع لي إِنَّمَا مَا حدرت الغنة تدل على لحم نابت فِي المنخرين لِأَنَّهُ يتبع الْكَلَام شَيْء من الصَّوْت بِمَنْزِلَة الطنين فَإِذا كَانَ المجرى الَّذِي بَين الْأنف والفم مَفْتُوحًا خرج هَذَا الطنين فِيهِ وَكَانَ لَهَا الْكَلَام صافياً وَإِذا انسد المجرى وَاحْتَاجَ أَن تخرج هَذَا من الْأنف كَانَ الْكَلَام لذَلِك فِيهِ غنة وَهَذَا هُوَ الْمِقْدَار من النَّفس الَّذِي يحْتَاج أَن يخرج فِي حَال الْكَلَام يحرر ذَلِك إِن شَاءَ الله. بولس للرعاف لي يقطر فِي الْأنف مَاء ثلج حَتَّى يحس بِأَنَّهُ قد خدر بردا فَإِنَّهُ علاج قوي إِلَّا أَنه عِنْدِي مخوف يخَاف أَن يحدث على الدِّمَاغ حَادِثَة لكنه جيد بَالغ وَينْتَفع بِهِ. وبولس)

أَمر أَن يوضع على المنخرين من خَارج وعلامتهماأن يعتريهما الرعاف وَينْتَفع بِهِ. شرك قَالَ خير مَا عَالَجت بِهِ الرعاف أَن ينعم دق الجلنار ونخله ثمَّ يسعط بِمَاء لِسَان الْحمل. مَجْهُول ينفع من انسداد الْأنف بِالرِّيحِ الْمَانِع من النَّفس أَن يقطر فِيهِ دهن لوز مر جبلي صغَار ويسحق حرمل وفلفل أَبيض وينفخ فِيهِ. شَمْعُون قَالَ البسفايج أَن قطّ بالحديد وَترك ينْبت سَرِيعا فَلذَلِك الْوَاجِب ب أَن يكوي مَعَ ذَلِك بالأدوية الحادّة للرعاف طيّنه بطين قد بلّ بِمَاء بَارِد بدنه كُله تطييناً جيدا فَإِنَّهُ يبرد دَمه ويحتبس. قَالَ دَوَاء يهيج الرعاف يَجْعَل شيافة من فوتنج يرى وَيُوضَع فِي المنخرين أَو يَجْعَل شيافة من فقاح الأنجرة وَيجْعَل فِي المنخرة أَو يُؤْخَذ كندش وفرفيون يَجْعَل شيافاً بمرار الْبَقر. من اختيارات الْكِنْدِيّ للسدة فِي الْأنف وفقد الشم يُؤْخَذ شونيز فينقع فِي خل ثَقِيف يَوْمًا السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ الْأَبدَان الَّتِي دَمهَا مراري يعرض لَهَا الرعاف أَكثر لِأَن المرار بحدته يفتّح أَفْوَاه الْعُرُوق قَالَ وَمن هَذِه الْأَبدَان ينْتَفع بالرعاف كانتفاعها بالبواسير وَهَذِه لَا تحْتَاج إِلَى علاجه بتة لي علاج ذَلِك إسهال الصَّفْرَاء وتعديل الدَّم بعد بالغذاء قَالَ واعط من يكثر بِهِ الرعاف لرقة دَمه الأغذية الْمُغَلَّظَة ويسقون اللَّبن ويطعمون الْجُبْن الرطب وَيُوضَع فِي الْأنف الْأَدْوِيَة القباضة قَالَ وَخذ وَضعهَا إِلَى أَن يخرج وَهِي بيض. من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض إِذا بَطل الشم الْبَتَّةَ فإمَّا أَن يكون لسؤ مزاج فِي

البطنين المقدمين من الدِّمَاغ وَأما لسدة كَامِلَة تحدث فِي الْمُصَفّى أَو فِي المجرى وَإِذا قل فلضرر يَقع فِي هَذِه. واغلوقن قَالَ إِذا كَانَ الرعاف لعرق انفجر فِي الْأنف فَعَلَيْك بالأدوية الَّتِي تنفخ فِي المنخرين لي يَنْبَغِي أَن يتفقد ذَلِك فَإِن هَذَا النَّوْع هُوَ أَنْفَع لَهُ من الاستفراغ وجذب الدَّم وعلامة ذَلِك أَن لم يُمكن النّظر إِلَيْهِ أَن يرى الدَّم غزيراً سريع الجرية فَأَما الْقطر الدَّائِم فَلَا يكَاد يكون من عرق. جَوَامِع اغلوقن قَالَ رُبمَا سخن الرَّأْس حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة المحجمة فتجتذب الرطوبات من الْبدن لي ينفع فِي الْعِلَل الَّتِي تصيب النَّاس فِي الصَّيف وَهِي الحكة واللذع فِي الْأنف مَعَ سيلان مَادَّة حريفة من الْأنف والدموع من الْعين أَن يبرد الرَّأْس بردا شَدِيدا وَينظر مَا يحدث. قَالَ وَقد يكون نَتن الْأنف لعفن يَقع فِي الْعظم الشبيه بالمصفى وَهُوَ الخياشيم لي هَذَا لَا حِيلَة الساهر قَالَ قرص يسحق وينفخ فِي الْأنف يقطع الرعاف قرطاس محرق زاج جلنار عفص أقاقياً شب دم الْأَخَوَيْنِ أفيون اجْعَلْهُ قرصاً وَعند الْحَاجة أنفخ مِنْهُ فِي الْأنف لي يَنْبَغِي أَن ينْفخ) فِي الْأنف لوزة بَيْضَاء لينَة أَو خزف أَبيض أَو غُبَار الكيزان فَإِنَّهُ جيد أَو رُؤُوس الْقصب ورؤوس المكاليس. فيلغريوس ب قَالَ شدّ الْأُذُنَيْنِ يقطع الرعاف وَكَذَلِكَ شدّ الْأُنْثَيَيْنِ والثديين والأطراف. بولس قَالَ يكون فِي الْأنف لحم نابت وَرُبمَا خرج إِلَى خَارج وَرُبمَا أفسد شكل الْأنف وأهاج الوجع لِأَنَّهُ يمدده قَالَ وَانْظُر فَمَا كَانَ من هَذِه الْجِرَاحَات جاسياً صلباً كمد اللَّوْن ردي الْمَذْهَب فداوه وَلَا تقدم عَلَيْهِ بِالْقطعِ والجرد لِأَنَّهَا سرطانية ينفر وتهيج ضنكاً وَشدَّة وَمَا كَانَ مِنْهَا أَبيض أَو لينًا مسترخياً لحمياً فعلاجه أَن يقطع بسكين دقيقة ثمَّ يدْخل فِيهِ بعد ذَلِك ويجرد نعما وَإِن كَانَ توثياً ردياً عفن الْمَذْهَب كويته بالأدوية وَالنَّار بمكاو صغَار دقاق إِن لم تمنع الْأَدْوِيَة العفنة وَيصب فِي المنخرين بعد ذَلِك خل وَمَاء فَإِن

جاد النَّفس وَإِلَّا فَاعْلَم أَن مِنْهُ فِي العمق شَيْئا فَخذ حِينَئِذٍ خيطاً فاعقد عَلَيْهِ عقدا وَأدْخلهُ بإبرة أسرب معقفة فِي المنخر وَأخرجه من الحنك ثمَّ اجذبه باليدين كالمنشار لتقدح بِهِ بَقِيَّة اللَّحْم الْبَاقِي فِي العمق ثمَّ لف خرقاً على أنابيب رصاص أَو ريش وَاجْعَلْهَا فِي الْأنف ليبقى مَفْتُوحًا وَلَا تمنع النَّفس وامسح الْخرق بأقراص اندرون وبدواء القرطاس وَنَحْوه ليجفف تجفيفاً قَوِيا وتمنع أَن يعود نابت اللَّحْم لي الَّذِي رَأَيْت فِي السيمارستان أَن يجرد الْأنف بميل الْأنف بِقُوَّة فَرُبمَا سقط مِنْهُ قدر نصف رَطْل أَشْيَاء سمجة مثل بطُون الدَّجَاج والنفاخات وبلاغم زجاجية وَلحم رخو ثمَّ يستعملون بعد ذَلِك الْخَيط من شعراو شَيْء خشن والأجود أَن يعْمل على مَا قد رَأَيْنَاهُ نَحن وَهُوَ أَن يَجْعَل طلقه تَدور لِأَنَّهُ بِهَذَا الْوَجْه يَقع الجرد فِي الأعالي وَيسلم الحنك فَأَما بِالْوَجْهِ الآخر فكثيراً يفْسد الحنك لِأَن أَكثر قوته يَقع على الحنك ويجعلون فِيهِ بعد مرهم الزنجار والأجود أَن يَجْعَل فَتِيلَة كَمَا ذكر بولس وَمن هَذَا ضرب ردي جدا سرطاني بل هُوَ سرطان وَدَلِيله أَن يكون غائراً فِي الْأنف قَابِضا على غوره وعَلى الحنك وَيلْزمهُ عَنهُ ضيق فِي النَّفس وَالصَّوْت فإياك والجرد فِيهِ فَإِنِّي رَأَيْت رجلا من أهل بلدي فسد أَنفه وَوجه كُله بخطائهم عَلَيْهِ وَلَا يتَعَرَّض إِلَّا للرخو فَأَما الصلب فَعَلَيْك بالأدهان والتليين وَجَمِيع مَا يلينه فَإِنَّهُ يخف بذلك أَذَاهُ بعض الحفة. تياذوق ينفع من الرعاف وضع المحاجم على الفخذين وَالْجُلُوس فِي المَاء الْبَارِد إِلَى أَن يخضر وشربه قَالَ وليداف من الأفيون ويقطر فِيهِ وشم الأرايح المنتنة يقطع الدَّم أَيْضا. الثَّالِثَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا الْغُلَام الصَّحِيح ب الْجِسْم إِذا كَانَ يعرض) لَهُ الرعاف كثيرا ... ... الْبيض السليق وَنَحْوهَا من الْمُغَلَّظَة لي والأشياء المبردة العفصة واليابسة لِأَن الحامضة يلطف قَلِيلا فاسقه اللَّبن الْمَطْبُوخ والجبن الرطب وَمَتى لم يَنْقَطِع الرعاف بالمحاجم فضع محاجم أخر على مَوْضِعه على الْبَطن.

جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ نَتن الْأنف يكون إمّا لِأَن فِيهِ لَحْمًا رديّاً منتناً وَإِمَّا لِأَن أخلاطاً ارتبكت فِي الْمُصَفّى فعفنت وإمّا لِأَن الْعظم الشبيه بالمصفى نَفسه عفن وَقد يكون أَن يشم العليل ريحًا منتناً إمّا لِأَن فَفِي هَذِه الْمَوَاضِع عفناً وإمّا فِي بطُون الدِّمَاغ لي يفصل ذَلِك وَيُحَرر إِن شَاءَ الله. مُفْرَدَات بزر اللوف يشفي البواسير فِي الْأنف وَإِن كَانَت سرطانية والدارشيشعان جيد لنتن الْأنف إِذا طبخ بشراب أَو أدخلت فِيهِ فَتِيلَة مِنْهُ. د الكندر قَالَ يقطع نزف الدَّم الَّذِي من حجب الدِّمَاغ وَهُوَ ضرب من الرعاف قوي. د هَذَا أقوى مَا يكون من الرعاف ويعرض من انفتاح شرايين فِي المنتجسين وينفع مِنْهُ أَن يسحق الكندر كالكحل وينفخ فِي الْأنف بمنفخة نفخاً شَدِيدا ويلوث فِيهِ فتايل ويحشى الْأنف ليرتفع رِيحه إِلَيْهِ وينفع من هَذَا النَّحْو الكافور وَمَاء البادروج وَمَاء رَوْث الْحمار لِأَنَّهُ يصل من الْمُصَفّى إِلَى هُنَاكَ فيكويه قَلِيلا وَيكون هَذَا الرعاف بعقب الْأَمْرَاض الحادة وَشدَّة الصداع وَقد جربت مَاء رَوْث الْحمار فِي فَتى كَانَ بِهِ ذَلِك فَكَانَ عجيباً. مَاء الكراث إِذا خلط بخل قَلِيل ودقاق الكندر قطع الرعاف لَا مثل لَهُ فِي ذَلِك وبزر اللوف إِذا دس فِي المنخرين بصوفة اذْهَبْ بواسير الْأنف والسرطان فِيهِ وَقطع الرعاف لي أَشد الرعاف الَّذِي يكون من انفتاح الْعُرُوق والشرايين الَّتِي يكون مِنْهَا الشبكة وَيكون بعقب حِدة وصداع وَمرض حاد وسقطة وضربة ينفع مِنْهُ مَاء البادروج والكافور وينفع مِنْهُ الموميائي يسعط بِهِ والطين الْمَخْتُوم والكهربا والكندر يتَّخذ مِنْهُ شيافة وَيحل ويسعط فَإِنَّهُ جيد لي وأظن أَنه يكون مَعَ هَذَا الرعاف اخْتِلَاط الذِّهْن أَو سبات أَو عَارض ب ردي من الدِّمَاغ لِأَن مَادَّة الرّوح النفساني تقل بِهِ جدا جدا ماسرجويه ومسيح الكافور مَانع للرعاف

لي الْفرق بَين البواسير والسرطان فِي الْأنف صلابة المغمز وسخونة المجس وحدّة فِي الحنك ثمَّ استبرء فِي ذَلِك بِأَن تسيل فَإِن كَانَ حدث بعقب زكام وَعلل فِي الرَّأْس وسيلانات من الْأنف فَإِنَّهُ بواسير وَإِن كَانَ إِنَّمَا حدث والمنخران صافيان وَكَانَ فِي أَوله مثل حمصة ثمَّ أقبل يتزايد فَإِنَّهُ) سرطان وحسّ الحنك وتفقد صلابته فَإِذا فرغت من ذَلِك كُله فَاعْلَم أَن السرطان لَا يكون لَهُ فِي الْأنف رَأس كرأس التفاحة فَإِن رَأَيْت فِي الْأنف ذَلِك فجسه بمجس وَانْظُر إِلَى رخاوته وصلابته وَانْظُر فِي لَونه ورطوبة مَا يسيل مِنْهُ وَمن الْأنف فِي الْحلق فَإِن ذَلِك دَلِيل على الْبَاسُور والسرطان يَابِس صلب وَبِالْجُمْلَةِ فالسرطان لَا يكَاد يخرج فِي تجويف الْأنف وَيطول فِيهِ بل هُوَ أبدأ نَحْو الحنك وَلَكِن استبرئه على حَال تغمزه بالميل لتعرف صلابته وَسُرْعَة اندماله وجس الحنك فَإِن رَأَيْته رخواً كالحال الطبيعية فَلَيْسَ بسرطان. قسطن عصارة السلق يبرىء قُرُوح الْأنف جدا. ابْن البطريق قشر الرتة الْأَعْلَى ينفع إِذا سعط بِهِ قدر فلفلة من الخشم والسدة. انطليس لي مصلح على مَا رَأَيْته يتَّخذ سكين دقيقة يُمكن أَن تدخل فِي الْأنف ويقلب فِي الْأنف وَيكون لَهَا جَانب وَاحِد حاد فَقَط وَلَا يكون رَأسهَا حاداً بل وراقية مثل سكين الورّراقين ويتخذ لَهُ آلَة صفر مثل ميزاب المسعط وَلَا يكون رَأسه مثل ميل الْأنف بل مَقْطُوعًا مثل ميزاب المسعط سَوَاء ثمَّ يجلس العليل على كرْسِي مُقَابل للضوء وَيقوم خَادِم

خَلفه ويقلب رَأسه إِلَى خلف وَيقبض على طرف الْأنف ويشيله إِلَى فَوق فَأَما طرفِي الْأنف فَإِن كَانَ الْيَسَار أمسكنا نَحن بِالْيَدِ الْيُسْرَى ونمدّه إِلَى خَارج وَإِلَى فَوق وَإِن كَانَ فِي الْأَيْمن يمده خَادِم لأَنا نَحن نحتاج أَن نعمل باليمنى ثمَّ يدْخل تِلْكَ السكينَة وَيقطع بهَا من ذَلِك اللَّحْم مَا يهيأ وَمَا قطعناه اخرجناه بالجفت حَتَّى يخرج مَا تهَيَّأ ثمَّ يدْخل الْمُجَرّد فيجرد مَا بَقِي ثمَّ يَأْخُذ قلقطارا وعفصا وزنجارا فيسحقه ويلّف قطنة على ريشة مَقْطُوعَة وأنبوب ليمكن العليل أَن يتنفس ويلوثه فِي ذَلِك ويدخله فِي الْأنف بعد أَن يغسلهُ من الدِّمَاء غسلا جيدا بِالْمَاءِ والخل وَإِن بَقِي شَيْء دَاخل للرعاف حِكَايَة عَن حرباء يُؤْخَذ زنجار وقلقطار ب فيدافان بخل خمر فايق يصيران بِهِ فِي قوام الْعَجِين وَيعْمل مِنْهُ فِي الْأنف فَإِنَّهُ نَافِع جدا ... . . يجذب شبه الكي فليستعمل إِذا اشْتَدَّ الْأَمر وينفع القلقنت لِأَنَّهُ فِي غَايَة الْقَبْض وَمَعَ حِدة وكي مُفْردَة لي الْأَدْوِيَة الَّتِي تفتح سدد الْمُصَفّى وَيقطع الرطوبات الغليظة جدا الْخلّ الشوينز بَوْل الْحمل الكندش العرطنيشا العاقر قرحاً الفلفل شَحم الحنظل عَجِيب جدا بزر الأنجرة المرارات المرزنجوش الفوتنج السلق عصارة الْخَرْدَل لي أَن حدثت السدة فعالج أَولا ببخار الْخلّ وَهُوَ أَن يسخن فِي مَاء وردية وَيقرب رَأسهَا فِي الْأنف فَإِن كَفاهُ والأفيطبخ فِيهِ شونيز وَأَن كفي وإلاّ فقطر فِيهِ شيأ من المرارات) وَمَتى هاج صداع فعالج بعده بالبنفسج فَإِن اضطررت فصر بعد إِلَى علاج الشونيز وتاجره بِنَحْوِهِ لي أقوى مَا يعالج بِهِ الرعاف أَن يفصد أَن رَأَيْت امتلاء فَإِن لم تره فَشد على الْعَضُد رِبَاطًا. وَكَذَلِكَ على الْفَخْذ ليتمليا من الدَّم وَشدَّة فِي الْأُذُنَيْنِ ليتمليا من الدَّم والخصيتين وضع المحاجم على الْبَطن فَإِن سكن وَإِلَّا فانفخ الْأَدْوِيَة فِي الْأنف. نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ لما رَأَيْت الْفَتى الَّذِي أَصَابَهُ بحران بالرعاف قد جرى مِنْهُ نَحْو أَرْبَعَة أَرْطَال وَنصف شللت بدنه إِلَى فَوق واشممته خلا مبرداً بثلج وسقيته مِنْهُ وَوضعت مِنْهُ على الْجَبْهَة بصوفة وربطت مفاصله فلمّا رَأَيْت أَن ذَلِك لم ينفع فِيهِ وضعت المحاجم على الْجَانِب بولس قَالَ فِي الرعاف الشَّديد لَا ينقى المنخرين من الدَّم الجامد فِيهِ فَإِنَّهُ ينفع لي رعف رجل فَرَأَيْت أَنه قد خرج مِنْهُ فِي ثَلَاثَة أَيَّام خَمْسَة وَعشْرين رَطْل دم وَمَات

لي جربت مَاء الكافور والبادروج فَوَجَدته جيدا لي رَأَيْت فِي البيمارستان صبياناً حدث بهم خنان فَكَانَ صَاحب الْجِرَاحَات قد عرف ذَلِك فَلَا يداويهم بِشَيْء أَكثر من أَن يَجْعَل فِي الْأنف شمعاً ودهناً وشنكاراً وَحده حَتَّى أَن يذهب من ذَات نَفسه فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَإِن لم يعالج. من كتاب الرقي للخنان يطْبخ عفص بِمَاء الرُّمَّان الحلو بعد أَن يدق وَيصب عَلَيْهِ خمره ويطبخ حَتَّى يشربه ثمَّ يجفف ويخلط مثل نصفه كندر وانزروت وَيجْعَل شيافاً بِمَاء بَقِي من الرُّمَّان الَّذِي طبخ بِهِ العفص وَعند الْحَاجة يسعط فِي أنف من بِهِ خنان وَيحل ويغرغر بِهِ ثَلَاثَة أَيَّام لي النتن فِي الْأنف إِذا كَانَ مَعَه رُطُوبَة فَعَلَيْك بالقلقطار والعفص والفلتفيون وَمَا يجفف ب بِقُوَّة فَانْظُر كَيفَ يقطع الفلتفيون القروح لي إِذا كَانَ يَجِيء بخفر شَدِيد وَكَانَ رَقِيقا أَحْمَر فَإِنَّهُ من انفتاح شرايين الشبكة لي اسْتعْمل الفصد بِسُرْعَة فِيمَا رَأَيْته من الرعاف قوي الْخُرُوج جدا كثيرا وَلَا تؤخره وَأما مَا يسيل قَلِيلا قَلِيلا فَلَا يخَاف عَنهُ سُقُوط الْقُوَّة بِسُرْعَة بِسَائِر العلاج لي الرَّبْط يَنْبَغِي أَن يكون فِي أصل الْعُضْو ليمتلي دَمًا وربط الْعُضْو كُله خطاء عَظِيم.

شياف عَجِيب للرعاف على مَا رَأَيْته فِي الميامر يُؤْخَذ حضض جزؤين صَبر جزؤ صمغ عَرَبِيّ ربع جُزْء ويشيف وَعند الْحَاجة يحل بِالْمَاءِ حلا عَظِيما ويلوث فِيهِ فَتِيلَة وَيدخل فِي الْأنف ويلوث بِهِ الْأنف مَرَّات ثمَّ يطلي فَتِيلَة طلياً مشعباً وَيدخل فِيهِ ويمسك طرفِي المنخرين وقانون هَذِه المغرية أَنَّهَا تجْعَل على الْموضع بغروبتها مثل الغشاء وَهُوَ أبلغ من الذرورات وَيَنْبَغِي أَن ينقي لَهَا الْأنف من الدَّم الجامد ثمَّ يطلي قَالَ وينفع من الرعاف أَن يمسك العليل فِي فَمه مَاء الثَّلج وَإِن) سَالَ من الدَّم شَيْء كثير فِي الْجوف فبادر بحقنة فَإِنَّهُ إِن جمد نفخ الْبَطن وهيج الغشي. مسيح للرعاف قَالَ يوضع الْأَطْرَاف فِي المَاء الْحَار وَأَن أفرط قطرنا فِيهِ الْأنف يكوي وَهُوَ خطر لي انْقَطع الرعاف عَن أخي بِمَاء الكزبرة الرّطبَة قطر فِي أَنفه ونشّفه على الْمَكَان وَمن جيد أدوية القروح الخشكريشة فِي الْأنف شمع ودهن يسحق مَعَه أهليلج أصفر حَتَّى يصير مرهماً ويتعالج بِهِ واحسب أَن العفص خير مِنْهُ جربنَا فَلم نجد شَيْئا انفع لَهُ من المرهم الْأَبْيَض. الخوز قَالَت يكوي من بِهِ بخر الْأنف كَيَّة على وسط الرَّأْس وَيجْعَل فِيهِ هَذَا آس قصب الذريرة نسرين ورد قرنفل ب بِالسَّوِيَّةِ مرعفص نصف نصف مسك حَبَّة كافور جزؤ لكل مِثْقَال من الدَّوَاء أقليميا ملح انداراني قِيرَاط لكل مِثْقَال انفخ فِيهِ وادخل فِيهِ بفتيلة. وللخشكريشة المزمنة يفصد عرق فِي طرف الْأنف أَو يعقر بالظفر بعد فصد القيفال. لقطع العطاس من الرَّضِيع يشوي كُلية شَاة صَحِيحَة وَلَا ينضج ويعصر ويسعط بِهِ مَعَ مثله دهن بختيشوع للنتن فِي الْأنف يدْخل فِيهِ زبد ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهُ عَجِيب وللسدة الْمَانِعَة من النَّفس عدس مر دِرْهَم جندبادستر نصف أفيون قِيرَاط زعفران قِيرَاط مسك قِيرَاط مر نصف دِرْهَم يتَّخذ حبا ويسعط بِمَاء المرزنجوش الرطب ودهن البنفسج جيد للخشم والسدة وَالنَّتن وللبواسير فِيهِ يسعط بِمَاء الباقلي الرطب قَطْرَة مِنْهُ كل يَوْم

والحلتيت إِذا خلط بقلقنت وزنجار وَجعل فِي المنخرين أَيَّامًا قلع اللَّحْم النَّابِت فِيهِ فَإِذا أكله فليشل بالكلبتين مِنْهُ. د الدارشيشعان جيد لنتن الْأنف إِذا طبخ بشراب وَجعل فِيهِ فَتِيلَة وَاحْتمل. د الرزنيخ مُوَافق لقروح الْأنف. د الكندس خاصيته تَحْلِيل الرِّيَاح من المنخرين. بديغورس عصارة العنقود الَّذِي على طرف لوف الْحَيَّة إِذا عصر وَشرب صوفه إِذا أَدخل فِي المنخرين اذْهَبْ بِاللَّحْمِ الزايد والسرطان فِيهِ. جالينوس قَالَ بزر اللوف الْجيد يشفي السراطين والبواسير فِي الْأنف عصارة اللبلاب يشفي القروح العتيقة فِي الْأنف قَالَ ابْن مَا سويه إِذا خلط بدهن ورد وقطر فِي الْأنف اذْهَبْ بِالرِّيحِ المنتن مِنْهُ وَغسل مَا فِيهِ من الأوساخ المَاء الْحَار جيد لنتن الْأنف ونبات اللَّحْم فِيهِ. روفس. د زهر النّحاس يذهب اللَّحْم الزايد فِي الْأنف. د دهن يذهب نَتن المنخرين إِذا دهن بِهِ. د جوز السرو إِذا أَخذ وأنعم دقه مَعَ التِّين وَأدْخل فِي الْأنف نفع من اللَّحْم النَّابِت ابْن ماسويه الصَّبْر ينفع الأورام والقروح الْحَادِثَة فِي المنخرين ج عصارة الرُّمَّان الحامض إِذا) طبخت مَعَ خل نَفَعت من القروح الَّتِي فِي بَاطِن الْأنف. د من كتاب هرادس قَالَ إِذا ذهب الشم فعطس صَاحبه وألزمه خاماً ثقيفاً يشمه وألزمه بخار الْخلّ فِي مَنْخرَيْهِ بالقمع وَأَن أزمن وأعي فأطبخ مَعَ الْخلّ أرغابن واحم حِجَارَة وألقها فِيهِ وَشمه ودخنه بكبريت وضمد أَنفه بملح حَار فَإِنَّهُ يبرىء. سعوط لبخر الْأنف عود هندي سك حضض عدس مر كافور زعفران سكر يسعط بِمَاء القرنفل.

من تذكرة عَبدُوس نَافِع لنتن الْأنف ب مر وراتينج وعفص ونحاس محرق وجرمازج كندر رمان بورق ملح عَاقِر قرحاً قرد مانا قشور أصل الْكبر دبق قيسوم كمون كرماني زراوند طَوِيل شيح كندر كبريت زبد الْبَحْر بناست حب الْغَار ورق الْكَرم يَابِس خمير علك دهن بنفسج يعْمل مرهم وَيحْتَمل بفتيلة. للداء الْمُسَمّى بسافيج وَهُوَ كثير الأرجل جوز السرو وتين مدقوقين تبله وتجعله فِي الْأنف دَوَاء يمحو اللَّحْم النَّابِت فِي الْأنف توبال النّحاس مَعَ الْمَطْبُوخ والدواء الْمصْرِيّ الْمُتَّخذ من الْخلّ وَالْعَسَل والزنجار. من جَامع بن ماسويه لكره الْأنف مر وصبر سمحاني دِرْهَم دِرْهَم ماش مقشر سِتَّة دَرَاهِم زعفران دِرْهَم وَنصف رامك العفص وطين أرمني وسك دون يطلي بِمَاء الأثل إِن شَاءَ الله. من الْكَمَال والتمام قَالَ إِن كَانَت القروح فِي الْأنف رطبَة فيخلط بقيروطي دهن ورد أَو آس ومرداسنج وخبث الْفضة واسفيداج ويطلي وَإِن كَانَت يابسة فيخلط القيروطي مَعَ مخ سَاق الْبَقر وَيكون القيروطي بدهن بنفسج أَو دهن سمسم أَو دهن لوز حُلْو وَهُوَ أَجود ويخلط مَعَ شَيْء من كثير أَو رغوة حب السفرجل ورغوة الخطمى والبزر قطونا يطلي عَلَيْهَا فِي الْيَوْم مَرَّات وَاسْتعْمل فِيهَا حجامة النقرة والإسهال ويحذر الْعَبَث بالأنف وللنتن فِي الْأنف يطْبخ دارشيشعان بشراب ريحاني ويستنشق أَيَّامًا كَثِيرَة وللبسفايج فِيهِ يدق جوز السرو يَجْعَل فِيهِ أَيَّامًا كَثِيرَة يذهب. الْعِلَل والأعراض تدخل الآفة على حس الشم بِأَن لَا يشم أصلا أَو يشم شماً ضَعِيفا أَو يشم ريحًا ردية ويكن ذَلِك إِمَّا من قبل الدِّمَاغ وإمّا من قبل الْعظم الشبيه بالمصفى وإمّا من قبل مجْرى المنخر وَالرِّيح الردي يكون من تعفن يحدث فِي ذَلِك الْعظم أَو فِي غَيره وَمنع الشم من) قبل سدة من لحم أَو ورم أَو غير ذَلِك. فيلغريوس إِذا بَطل الشم فانطل الرَّأْس بِالْمَاءِ الْحَار وألزمه المحاجم وأدلك الرَّأْس دلكا قَوِيا الْأَعْضَاء الآلمة الشم يبطل إِمَّا لعِلَّة فِي بطُون الدِّمَاغ وَإِمَّا لسدة فِي الْعظم الشبيه بالمصفى لي رَأَيْت أُنَاسًا يثقب مِنْهُم الحاجز فِيمَا بَين المنخرين وعلامة ذَلِك أَن ترى الخشكريشة من الْجَانِبَيْنِ مقابلين ودواؤه الشمع والدهن ليليّن فَقَط. من آلَة الشم قَالَ جالينوس العلاج بالشونيز لبُطْلَان الشم يُؤْخَذ الشونيز فَيدق حَتَّى يصير فِي حد الْغُبَار ثمَّ يخلط بِزَيْت صفيق ثمَّ يُؤمر العليل أَن يمْلَأ فَاه مَاء وينكش ب رَأسه إِلَى

خلف بغاية مَا يُمكنهُ ويبعط بِهَذَا الدَّوَاء ويؤمران يجتذبه شَدِيدا إِلَى دَاخل يفعل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام مُتَوَالِيَة بِالْغَدَاةِ فَإِنَّهُ ينفع نفعا عَظِيما وَرُبمَا أصَاب العليل من هَذَا العلاج لذع شَدِيد فِي مقدم رَأسه لي الشم يبطل إِمَّا من أجل مَا دون المجرى النَّافِذ إِلَى الْفَم وَإِمَّا مِمَّا فَوْقه فَإِذا بَطل مِمَّا أَسْفَل رَأَيْت الْمَانِع إمّا لَحْمًا وإمّا غَيره وَأَيْضًا فَإِنَّهُ يمْنَع النَّفس وَأَن بَطل مِمَّا فَوق لم يمْنَع النَّفس وَلم ير فِي هَذَا المجرى شَيْء فَحِينَئِذٍ إمّا أَن تكون السدة فِي الْمُصَفّى وإمّا فِيمَا يُقَابله من الْأُم الصلبة وإمّا بِفساد مزاج الدِّمَاغ إِلَّا أَنه كَانَت الفضول تجْرِي من المنخرين على الْعَادة فَلَيْسَتْ سدة فِي الْمُصَفّى وَالأُم الغليظ وَأَن امْتنعت الفضول فَيمكن أَن يكون ذَلِك ليبس الدِّمَاغ فَإِن لم يكن يَابسا فَلَيْسَ إِلَّا لسدة وعلاج السدة فِي الْمُصَفّى كَانَت أَو فِي الْأُم بالأشياء الحادة المحللة نَحْو بَوْل الْجمل والكندش والشونيز والبخارات الحارة كبخار الْخلّ والفوتنج فِي الْحمام بعد أَن يلين الْبدن والأمياء الحارة على الرَّأْس وَإِن كَانَ من فَسَاد مزاج الحلمتين النابتتين من الدِّمَاغ اللَّتَيْنِ بهما يكون الشم فَإِن هَذَا الْفساد للمزاج يكون بَارِدًا كالحال فِي بطلَان حسّ الأعصاب ودواؤه الأدهان المسخنة والسعوط بالجندبادستر وبشيء من الفرفيون وَنَحْو ذَلِك والمسك. روفس إِلَى الْعَوام قَالَ ينفع من قُرُوح الْأنف العفض وَالْعَسَل وَحب الآس مَعَ الشَّرَاب وَمَاء الرمانين مطبوخين حَتَّى يغلظا. والتين فِي الْأنف إِن كَانَ حَدِيثا فقطر فِيهِ عصارة الفوتنج أَو أنفخ فِيهِ وَهُوَ يَابِس أَو خُذ سَعْدا وشباً وَمَرا زعفراناً وزرينخاً فَاجْعَلْ مِنْهُ بخل الفوتنج الْأنف قَالَ وانفع شَيْء لرض الْأنف تحشوه دَاخِلا وتسويه خَارِجا ويمرخ الحشو قَلِيلا حَتَّى يَسْتَوِي إِن شَاءَ الله. الميامر قَالَ نَتن الْأنف يكون من رطوبات عفنة تنجلب إِلَى الْأنف وَهَذِه الْمَادَّة إِذا كَانَت حريفة) أحدثت قرحَة مُنْتِنَة وَإِن لم تكن عفنة لَكِن كَانَت حريفة أحدثت قروحاً غير مُنْتِنَة وَالْغَرَض فِي هَذَا العلاج وعلاج البسفايج فِي الْأنف أَن يُقَوي جملَة الرَّأْس ثمَّ يقْصد إِلَى المنخرين وَليكن غرضك فِيهِ أَن تجففه بأدوية تجمع منعا وتحليلاً. لين الْأنف يُؤْخَذ ورق الياسمين فيسحق بِالْمَاءِ ويطلي بِهِ الْأنف فَإِذا عَالَجت بواسير الْأنف بالأدوية الكاوية الأكّالة فعّطسه بعد ليخرج مَا أكلت. مرهم جيد لقروح الْأنف ب خبث الأسرب شراب عَتيق ودهن الآس بِالسَّوِيَّةِ يجمع الْجَمِيع مَا يسحق وَيجْعَل على نَار لينَة فِي إِنَاء نُحَاس واحفظ بِهِ وداو بِهِ قُرُوح الْأنف أَو خُذ أسرباً محرقاً مغسولاً فاخلط بِالشرابِ ودهن الآس واجعله مرهماً فَإِنَّهُ جيد.

لنتن رَائِحَة الْأنف مَاء رمان حُلْو وحامض يطْبخ فِي إِنَاء نُحَاس حَتَّى يغلظ وَيجْعَل فِيهِ بعض الأفاويه وَيجْعَل مِنْهُ فَتِيلَة فِي الْأنف للحم النَّابِت فِي الْأنف قلقنت وزنجار وحلتيت ينعم سحقه ويطلي بِهِ ويعاد خَمْسَة أَيَّام ثمَّ يقْلع بخفة وَإِذا وَقع فِي الْأنف شَيْء فعطسه بِقُوَّة فَإِنَّهُ يخرج. جالينوس مَا استعملته إِنَّا فَوَجَدته نَافِعًا أَن تَأْخُذ من ثَلَاثَة أَصْنَاف الرُّمَّان الحلو والحامض والقابض عددا وعظماً سَوَاء وَيكون بَالِغَة نضيجة طرية فدقها نعما بقشورها واعصرها واطبخها طبخة يسيرَة وَاجْعَلْهَا فِي إِنَاء نُحَاس وَخذ الثفل فانعم دقّه وَاتخذ مِنْهُ شيافاً متطاولة وادخل مِنْهُ فِي الْأنف فَإِنَّهُ يقْلع الْبَاسُور فِي زمَان فِيهِ طول إِلَّا أَنه من غير لذع وَلَا وجع وَلَا يهيج ورما كَمَا يفعل الْأَدْوِيَة الحارة وَإِن كَانَ الْبَاسُور صلباً فَاجْعَلْ الرُّمَّان الحامض أَكثر وَأَن كَانَ كثير الرُّطُوبَة فالقابضة وارحه من الأشياف وقتا بعد وَقت تخرجه من أَنفه وَتجْعَل فِيهِ تِلْكَ العصارة تطليه بهَا وتقطرها فِيهِ وتطلي حنكه أَيْضا بِهِ فِي الْموضع الَّذِي ينفذ إِلَى الْأنف بريشة فَهَذَا مَا جربت وَهُوَ سليم بِلَا وجع لي يَنْبَغِي أَن يعْمل هَذَا من الرُّمَّان الحامض وَحده فَإِنَّهُ يكون قَوِيا وَيجْعَل فِيهِ زنجار النوشادر فَإِنَّهُ يعلم عملا قَوِيا وَلَا يهيج وجعاً بتة إِن شَاءَ الله قَالَ وَأَن جففت الأشياف الَّذِي من الرُّمَّان وسحقته ونفخت مِنْهُ فِي الْأنف جَازَ وَأعد عَلَيْهِ فِي كل سَاعَة فَإِنَّهُ يسيل وَيخرج فَكَذَلِك كل عصارة ودواء يَابِس ينْفخ فِي الْأنف يحْتَاج أَن يُعَاد كل قَلِيل وَأما القروح فِي الْأنف فَإِنِّي أعالجها بأقراص اندرون وَنَحْوهَا وأدفها مرّة بشراب ومرّة بخل ممزوج ومرّة بخل صرف بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ العليل. قريطن لنتن الْأنف مر أَرْبَعَة دَرَاهِم وَثلثه سليخة دِرْهَم وَسدس حَماما مثله يدق بِعَسَل) ويطلي بِهِ الْأنف. آخر ميعة سَائِلَة أَرْبَعَة دَرَاهِم وثلثين حَماما دِرْهَمَيْنِ وَثلث سليخة دِرْهَم وَسدس اسْتَعْملهُ كَمَا قُلْنَا. آخر ناردين دِرْهَمَيْنِ وثلثين مر دِرْهَم وَسدس يعجن بِعَسَل أَو مطبوخ ريحاني. من اختيارات حنين دَوَاء يفتّح سدد الْأنف ب بِقُوَّة عَظِيمَة ينقع الشونيز فِي خل ثَقِيف يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يخرج ويسحق مَعَ زبيب عَتيق ويقطر مِنْهُ فِي الْأنف ويجتذب الْهَوَاء مَا أمكنه فَإِنَّهُ جيد إِن شَاءَ الله. الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ الآفة الْحَادِثَة بالشم تكون إِمَّا لِأَنَّهُ حدثت بالبطنين المقدمين

من بطُون الدِّمَاغ عِنْد مَا يفْسد مزاجهما وَإِمَّا سدة وَآفَة عرضت بالعظم الشبيه بالمصفى الَّذِي تدخل فِيهِ بخارات الْأَشْيَاء المشمومة. الساهر قَالَ إِن كَانَت فِي الْأنف قرحَة يابسة فليؤخذ شمع جُزْء ومخ سَاق الْبَقر وَيصب عَلَيْهِ دهن بنفسج ويذاب ويخلط كثيرا أَو بعض الرغوات اللينة وَيجْعَل على فَتِيلَة وَتدْخل فِي الْأنف وَأَن كَانَت رطبَة فَاجْعَلْ فِيهَا مرهماسفيداج بمرداسنج ودهن الآس والورد. الطَّبَرِيّ قَالَ مَاء اللبلاب أَن قطّر فِي الْأنف نفع من النتن فِيهِ. ابْن سرابيون قَالَ حس الشم يبطل إِمَّا لآفة تنَال الْبَطن الْمُقدم من الدِّمَاغ وَإِمَّا لآفة تنَال مجاري الْأنف وَإِمَّا مَا كَانَ من الآفة فِي مجْرى الْأنف قَرِيبا ظهر للحس وَمَا كَانَ غايراً كَانَ العليل يتَكَلَّم مَعَه من أَنفه فَإِن لم يكن شَيْء من هَذِه فالآفة فِي بطن الدِّمَاغ فَحِينَئِذٍ فَانْظُر مَا يسيل من الدِّمَاغ أنضيج هُوَ أم لَا وغليظ أم رَقِيق وَفِي التَّدْبِير الْمُتَقَدّم فَإنَّك تعلم أَي سوء مزاج أضرّ بِهِ قَالَ وَأَن لم يسل مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ يقف على حَال ذَلِك لسوء مزاج وَأَن كَانَ بِلَا مَادَّة من حَال الرَّأْس فعالج الَّذِي بِلَا مَادَّة بِمَا تغير مزاجه وَالَّذِي مَعَ مَادَّة بِمَا ينفضه من الإسهال والعطاس والغرور وعالج السدد الْحَادِثَة فِي المصفي بالمعطسة القوية والبخارات المحلّلة للسدد وَبَوْل الْجمل مجففاً مسحوقاً وانفخه فِي الْأنف أَو خُذ زرنيخاً أَحْمَر فداو بِهِ يَبُول الْجمل أَيَّامًا ثمَّ أعجنه فِي خرط الْأنف يدْخل فِيهِ ميل الْأنف وَهُوَ مثل لِسَان المسعط ويجرد ويقلب بِقُوَّة إِلَى فَوق جردا عميقاً بِقُوَّة فَإِنِّي قد رَأَيْت أَنه يخرج أَشْيَاء كَثِيرَة مثل مصارين السّمك قدر نصف رَطْل وَأكْثر فَإِن انْفَتح النَّفس وإلاّ فَاجْعَلْ فَتِيلَة بمرهم أَخْضَر فِيهِ أَيَّامًا ليَأْكُل مَا بَقِي وإلاّ فَخذ خيطاً) شافة أَو صُوفًا وَاجعَل عَلَيْهِ كل ثَلَاث أَو أَربع عقد يتمم ذَلِك إِن شَاءَ الله. من كناش مَجْهُول يسحق عود البلسان وينفخ فِي الْأنف فَإِنَّهُ نَافِع لنتن الْأنف لي الغّنة إِنَّمَا تكون لِأَن الرّيح لَا تخرج من الْأنف خُرُوجًا سلساً بل تنكسر وتدور فِيهِ ثمَّ ترجع إِلَى الْفَم كَمَا تَدور فِي الْأَشْيَاء ب المجّوفة من العيدان وَغَيرهَا فَلذَلِك تدل الغنة على سدة أَو ورم فَوق. د قَالَ الْكحل يقطع الرعاف الْعَارِض من الْحجب الَّتِي فَوق الدِّمَاغ وورق الأنجرة إِذا دقّ وَجعل فِي المنخرين قطع الرعاف مَاء البادروج قَاطع للرعاف. د ابْن ماسويه دماغ الدَّجَاج أَن شرب بشراب قطع نزف الدَّم الْعَارِض من حجب الدِّمَاغ. د دم الْحمام الرعاف إِذا سحق بخل وشم وَجعل مِنْهُ فَتِيلَة وَأدْخل فِي الْأنف. د ابْن ماسويه قل أَن أنعم دقّه وَنفخ فِي الْأنف قطع الرعاف. د الكراث النبطي إِذا خلط بدقاق الكندر قطع الرعاف.

د قَالَ ابْن ماسويه أَن جعل فِي مَائه دقاق الكندر مسحوقاً وخل واستعط بِهِ قطع الرعاف. بديغورس. د السداب أَن جعل فِي الْأنف مسحوقاً قطع الرعاف. القلقطار أَن خلط بِمَاء الكراث قطع الرعاف عصارة ذَنْب الْخَيل يقطع الرعاف. د وَقَالَ ذَلِك أَيْضا جالينوس وَشهد ابْن ماسويه مِمَّا يقطع الرعاف عفص محرق مطفي بخل خمر خَمْسَة عشر درهما قشور الكندر سَبْعَة دَرَاهِم رامك العفص ورامك البلح من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم أقاقيا خَمْسَة دَرَاهِم عصارة يتَوَقَّف طبداس سَبْعَة دَرَاهِم قرطاس محرق عشرَة دَرَاهِم ينخل ويعجن بِمَاء الكراث وَمَاء البادروج وَيُوضَع فِي الْأنف ويطلي على الرَّأْس خطمي ودقيق شعير بخل خمر وَمَاء ورد. ابْن ماسويه قَالَ مِمَّا ينفع من الدَّم الَّذِي يخرج من الدِّمَاغ من سقطة أَو ضَرْبَة اسْقِهِ أدمغة الدَّجَاج وَأكْثر مِنْهُ مَرَّات كَثِيرَة واسقه مَاء الرُّمَّان الحامض وضع على رَأسه النرسيان دارو بعد دقها مَعَ دهن الْورْد. إِسْحَاق للرعاف يطلي على الْجَبْهَة طين أَو خزف محكوك قد سحق برطوبة بعض الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة وَيدخل فِي المنخرين فَتِيلَة قد لوّثت فِي كندر مسحوق قد بل قبل ذَلِك بِمَاء الكراث وَشد بعضدين والساقين وصب المَاء الْبَارِد على الرَّأْس والماورد. مَجْهُول للرعاف قرطاس محرق زاج محرق أقافيا جلنار نرسيان دارو ودع محرق

أفيون) رامك العفص لِسَان الْحمل اسفتج محرق زاج محرق بزر البادروج قشور الكندر عصارة لحية التيس عفص محرق مطفي بخل خمر دم الْأَخَوَيْنِ شب صَبر مر دَوْمًا دم دَقِيق ب الطّلع يَجْعَل أقراصاً بِمَاء لِسَان الْحمل ويسعط بِمَاء البادروج أَو بِمَاء الثَّلج مَعَ شَيْء من كافور وَهِي النُّسْخَة التامّة. وَمن أدويته أيضاُ كبريت وَورد بأقماعه وَقرن أيل محرق وعصا الرَّاعِي وَحي الْعَالم ومدار وجبين ونسج العنكبوت وروث الْحمار وَمَاء الكراث والقلقطار ووبر لأرنب وَبَيَاض الْبيض والنورة بوخار الْخلّ الَّذِي يرش على حجر أَو حَدِيد محمى دارشيشعان حضض ويحذر كَثْرَة الطَّعَام وَلَا يقرب الشَّرَاب وَلَا الْجِمَاع ورماد كور الصاغة يعجن بخل خمر ويطلي بِهِ الرَّأْس أَو يحل الزاج بِمَاء وَيشْرب فِيهِ صوفة ويلوث فِي زاج ويحتمله فَإِنَّهُ يقطع الْحيض والرعاف وَمن علاجه المحاجم على الكبد وَالطحَال وَمَاء القثاء المرّ يسعط بِهِ والكزبرة وجفت البلوط ووسخ السفود وكمّون كرماني وكهربا وكافور والحبر الَّذِي يكْتب بِهِ وَالْملح الجريش. يضمد بِهِ الرَّأْس كُله. من تذكرة عَبدُوس للرعاف باقلي وقشور كندر ومرّ وَقِرْطَاس محرق وزاج يسعط بِهِ أَو ينْفخ فِي الْأنف رماد الضفادع المحرقة أَو يسعط بِمَاء الثَّلج أَو بِمَاء القثاء المرّ مَعَ كافور أَو يَجْعَل فِي ولكسر الْأنف صَبر مرّ زعفران ماش رامك طين ارمني ورومي وسك وخطمي ولادن يطلي بِمَاء الأثل. من الْكَمَال والتمام يسعط بِمَاء القاقلي معصوراً فَإِنَّهُ يحبس الرعاف ويضمد الرَّأْس بالجص الْمَيِّت ويعجن بِمَاء الْورْد ويطلي بِهِ بحنّاً بالخل ويضمد بِهِ الجبين أَيْضا ويقطر فِي الْأنف مَاء قثاء مرّ مَعَ كافور وينفخ فِي الْأذن رماد الضفادع.

ابْن ماسويه فِي كتاب الحميات الرعاف الَّذِي من مرض حاد اسعطه بِمَاء الثَّلج وَمَاء الكافور ولطخه بالصندل وَمَاء الْورْد واسعطه بِمَاء القثّار المرّ مَعَ الكافور فَإِنَّهُ يقطع قطعا شَدِيدا وانفخ فِي أَنفه كافوراً ولطخ جَبهته بأفيون وَمَاء ورد وَأعلم أَن أدمان شم الكافور يقطع الرعاف وَإِذا كَانَ الرعاف من غير حمى فَإِنَّهُ يقطعهُ الفصد وَيخرج الدَّم فِي الْيَوْم الأول ثَلَاث مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا وَكَذَلِكَ فِي الْيَوْم الثَّانِي وحجامة السَّاق أَيْضا يقلعه. جالينوس فِي الفصد قَالَ إِذا رَأَيْت الدَّم فِي الرعاف قد خرج قدرا كَافِيا فَلَا تبط وَتنظر حَتَّى) تسْقط الْقُوَّة لَكِن بَادر بالفصد من الْجَانِب المحاذي سَوَاء ثمَّ شدّ الْأَطْرَاف بخرق كتَّان قَوِيَّة شدا وثيقاً ثمَّ ضع على ذَلِك الْجَانِب من الْبَطن فِيمَا دون الشراسيف محجمة فَإِن هَذَا يقطع الدَّم ب عل مَا جربناه فإمّا الَّتِي يعالج بهَا الْأنف فَهِيَ ضَعِيفَة. أبيذيميا قَالَ جالينوس أعلم أَن الفصد قوي للرعاف فَإِذا فصدت من بِهِ رُعَاف وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ الممتلي فَإِذا سيّلت الدَّم قَلِيلا فكفّ وَأَقْبل على تَغْلِيظ الدَّم لي يَنْبَغِي فِي الضَّعِيف أَن تسيّل دَمًا قَلِيلا ثمَّ تقبل على تبريد الرَّأْس وَجُمْلَة الْبدن بِالْمَاءِ الْبَارِد والأغذية الْبَارِدَة حَتَّى يغلظ وتسيّل من غَد وَمن بعد غَد إِذا احتجت إِلَيْهِ قَلِيلا قَلِيلا فَإِن ذَلِك أولى مَا يعْمل إِن شَاءَ الله لي فصد الْعرق الكتفي من خلف انفع من فصد من الْمرْفق لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يقطع جرية الدَّم إِلَى الرَّأْس وَهَذَا يحبس الرعاف إِلَّا أَن يكون من عروق ضوارب والرعاف يسْرع إِلَى المراهقين لِأَن دمهم كثير ونشوهم قد قل عَمَّا كَانَ يتَقَدَّم من أَجله دم كثير. أبيذيميا الرعاف المفرط يعظم مضرته جدا خَاصَّة لأَصْحَاب البلغم وَأَصْحَاب الصَّفْرَاء فَأَقل وَمن كَانَ لَونه أَحْمَر فمضرته لَهُ أقل أَن لم يبلغ أَن ينزف بتة حَتَّى يبرد بدنه وَمن كَانَ لَونه حَائِلا فمضّرته لَهُ أَشد وَمن بلغ بِهِ الرعاف إِلَى أَن يحول لَونه ويبرد بدنه وَتسقط قوته فَيجب أَن تسقيه الْخمر ضَرُورَة وخاصة إِن كَانَ قبل الرعاف حَائِل اللَّوْن وَأما من كَانَ لَونه قبل ذَلِك أَحْمَر وَهُوَ قوي فِي وَقت الرعاف غزير الدَّم وَلم يُضعفهُ كَثْرَة خُرُوج الدَّم فَلَا تسقيه لِأَنَّهُ يهيج بِهِ الرعاف أَكثر فَأَما الأول فَإِنَّهُ لَا يبلغ من شدَّة اسخانه لَهُ أَن يزِيد فِي رعافه لِأَن بدنه شَدِيد الْبرد. من كتاب الأخلاط قَالَ أَنا اسْتعْمل فِي الرعاف الَّذِي من بقايا البحران الفصد حَتَّى يعرض الغشي لِأَن هَذَا الرعاف شَدِيد الخفر وَالْقُوَّة وَإِذا عرض الغشي أَو استرخت القوّة

أسكن وَلَا يكَاد يسكن الرعاف الَّذِي يخفر وَقُوَّة الطبيعة قَوِيَّة إلاّ بذلك أَعنِي بعد استرخاء الْقُوَّة فَاسْتعْمل مَعَ ذَلِك المحجمة. الميامر تبرد الْجَبْهَة وَالرَّأْس دَائِما بالثلج وَيكون مُرْتَفع النصبة ويربط الْعَضُد والرسغ والأربية والمنكب والأذنين شداً جيدا والخصيتين ويمسك فِي الْفَم الثَّلج وَمَاء بَارِد يلتقط جوز الدلب ويجفف فِي الظل ثمَّ ألبس دستيان وأدلك ذَلِك الْجَوْز على مسح وَأجْمع زهره واحتفظ بِهِ فِي إِنَاء فخار جَدِيد وَانْظُر لَا يصبيه ندى ثمَّ انفخ مِنْهُ فِي الْأنف فَإِنَّهُ عَجِيب جدا.) فيلغريوس أعلم أَنه رُبمَا عرض للمرعوف أَن يضعف ب فيستلقي على ظَهره فَينزل الدَّم إِلَى بَطْنه ويجمد فتضعف قوته وينفخ بَطْنه ويكاد يختنق فيعالج بالقيء على مَا فِي بَابه. الساهر للرعاف تشد الخصيتان وَالْيَدَانِ والعضدان.

أمراض الأسنان

(أمراض الْأَسْنَان) فِي الْأَسْنَان واللثة وَتَحْلِيل قلعهَا وكيّها وشدّها بالسلاسل وَغَيرهَا والتأكّل والتفتّت والدود فِيهَا وَفِيمَا ينْبت لحم اللثة وَفِي الآكلة فِي اللثة وَفِي حفظ صِحَة الْأَسْنَان واللثة وَفِي أَسْنَان الطِّفْل وتسهيل نباتها وَفِي جلائها بالسنونات وَمَا يجفف اللعاب السَّائِل من أَفْوَاه الصّبيان وَالرِّجَال. من الثَّانِيَة عشر قَالَ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالأفيون والجندبادستر يسكن وجع الْأَسْنَان إِذا قطر فِي الْأذن. 3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض) فِيمَا أَظُنهُ من كتاب حِيلَة الْبُرْء إِذا غلب اليبس على الْأَسْنَان تفتت وانكسرت سَرِيعا قَالَ وتأكل الْأَسْنَان يكون من أخلاط حارّة تنصب إِلَيْهَا. الميامر وجع الْأَسْنَان يسكن بالتكميد والتخبيص على الْأَسْنَان واللحي. الْخَامِسَة من الميامر قَالَ جالينوس الْأَسْنَان لَيست إِنَّمَا تحسّ بالوجع فَقَط بل قد يعرض لَهَا ضَرْبَان مثل الضربان الْعَارِض فِي اللَّحْم إِذا تورم وَكَثِيرًا مّا يعرض الوجع فِي أصل الْعصبَة الَّتِي تجيئه وَفِي اللثة ويتوهّم أَنه وجع الْأَسْنَان وَلَيْسَ حِينَئِذٍ بِالسِّنِّ فِي نَفسه وجع قَالَ الوجع الَّذِي يبْقى فِي أثر قلع السن إِنَّمَا هُوَ من قبل الورم الْحَادِث فِي الْعصبَة الَّتِي تَأتي أَصْلهَا وَالسَّبَب فِي سُكُون الوجع عِنْد لقع السن أَن الْعصبَة لَا تتمدد حِينَئِذٍ وَلِأَن مَا يجيئها ينفذ ويتحلل. قَالَ 3 (قبُول الْأَسْنَان للخضرة والسواد) يدل على قبُولهَا للمواد وَأَنَّهَا تغتذي وتنمي وَيعلم ذَلِك أَنه إِذا قلع السن زَاد الْمُقَابل لَهُ من فَوْقه وأسفله وَذَلِكَ أَنه لَا ينطحن وَقَالَ هزال الْأَسْنَان ورقّتها الْعَارِضَة للمشايخ لَا علاج لَهَا وَلذَلِك يَتَحَرَّك أَسْنَان الْمَشَايِخ لِأَن أواريها تتّسع عَنْهَا وَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن يحتال لَهُم بتقوية اللثة بالأدوية القابضة. قَالَ فأمّا تفتّت الْأَسْنَان وتكسرها فَيعرض بهَا ذَلِك للينها فقوّه بالأدوية القابضة قَالَ وَالَّتِي تصيرها فِي لون البادنجان وَنَحْوه فسبب ذَلِك ب رطوبات ردية تصير إِلَيْهَا وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعالجها بعلاج الَّتِي يتأكل.

3 - (وجع اللثة) قَالَ أوفق الْأَشْيَاء فِي وجع اللثة من ورم يحدث فِيهَا شَجَرَة المصطكي إِذا سخن اسخاناً معتدلاً وَأمْسك فِي الْفَم وَيَنْبَغِي أَن يكون حَدِيثا وينفع جَمِيع الأوجاع الَّتِي يكون فِي فضاء الْفَم أَعنِي الأورام وَذَلِكَ أَنه يقمع وَيمْنَع وَلَا يحدث خشونة كالقابضات ويحلل مَعَ ذَلِك تحليلاً لَا أَذَى مَعَه. قَالَ وَأكْثر مَا يفع هَذَا الدّهن من وجع اللثة إِذا كَانَ مَعَه وجع وَذَلِكَ أَنه مَعَ القمع يسكن الوجع وَلَا تحدث خشونة شَدِيدَة كَمَا تحدث الْأَشْيَاء القويّة الْقَبْض فَإِن هَذِه لشدَّة قبضهَا يسكن الوجع. لوجع الْأَسْنَان أطبخ الفوتنج بالخّل ومضمضه بِهِ أَو أطبخ عَاقِر قرحاً أَو شَحم حنظل ويمسك ذَلِك الطبيخ فِي فِيهِ وقتا طَويلا وَيكون الْخلّ فايقاً ليحدر بلغماُ كثيرا أَو أطبخ الكبيكج فِي خل ويمسك. قَالَ وينفع جَمِيع المقطّعة الملّطفة بِقُوَّة وَهَذَا الطبيخ شهد لَهُ أبولونيس إِنَّه يسكن الوجع من سَاعَته يُؤْخَذ خَمْسَة أَسْنَان ثوم وكندر ذكر نصف مِثْقَال وكف ورق الآس يدق الْجَمِيع ويطبخ بقوطولي خل ويحرك بخشب صنوبر دهني أَو يطْرَح مِنْهُ مَا يطْبخ من قمعه فِي الْفَم وقتا طَويلا وَيَنْبَغِي أَن يوضع على السن الوجعة قبل هَذَا الدَّوَاء وَبعده دهن البلسان أَو جاوشير ويغمز عَلَيْهِ العليل بِأَسْنَانِهِ وَفِي مَكَان آخر يتمضمض بِهِ ويدع البلغم ثمَّ يتمضمض بعده بدهن ورد ساذج للسن الْمَأْكُول يحشى بالفوتنج المسحوق وبصمغ البطم أَو بالكبريت والحضض أَو بالزاج وضمغ) البطم أَو أجعَل فِيهِ دهن اللوز المرّ وقطر دهن اللوز فِي الْأذن الَّتِي فِي الْجَانِب الَّذِي فِيهِ السن المتأكل أَو شونيز اسحقه بالزيت واحشه فِيهِ أَو أطل حواليه ودع صَاحبه يضم فَاه وقتا طَويلا ثمَّ يَفْتَحهُ حَتَّى يسيل لعابه. للأكال قَالَ وضع فِي الأكال فلفل ورغوة البورق وبارزد وَعسل أَو عَاقِر قرحاً وفلفل ومرّ وحلتيت وبارزد وشونيز وثوم وملح يعجن الْجَمِيع أَو مَا شِئْت مِنْهُ ويحشى فِيهِ أَو يحشى بعفص وقطران. قَالَ وللأسنان الَّتِي تفتت ويجد صَاحبهَا وجعاً شَدِيدا يكوى وضع عَلَيْهَا.

قَالَ والميويزج إِذا مضغ يخدر بلغماً كثيرا ويسكن الوجع. 3 (التكميد) قَالَ وينفع وجع الْأَسْنَان التكميد من خَارج بالملح والجاورس وبالخرق إِذا سخنت اسخاناً شَدِيدا وَمن خَارج بصفرة الْبيض وَالزَّيْت الْحَار يُؤْخَذ بِشَيْء وينفط ب عَلَيْهِ وَيُوضَع عَلَيْهِ شمع ويدني مِنْهُ حَدِيد محمى مَرَّات وَيَنْبَغِي أَن لَا يكمد الْأَسْنَان إلاّ قبل الطَّعَام بساعتين قَالَ وَإِذ اشْتَدَّ الوجع فبخر فَم العليل ينفع فَإِن لم يسكن فاثقب وسط السن بمثقب دَقِيق وقطر فِيهِ الزَّيْت المغلي مَرَّات فَإِن لم يسكن فاقلعه فِي الَّتِي تقلع الْأَسْنَان ينقع عَاقِر قرحاً فِي الْخلّ الْفَائِق جدا أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَإِذا احتجت إِلَيْهِ فاسحقه وأطل بِهِ الْأَسْنَان إِلَى أَن يلين الوجع والشمع أطل الوجع بِهِ ودعه سَاعَة ثمَّ مدّه وأطله أَيَّامًا كَثِيرَة بزاج أَخْضَر مَعَ خلّ ثَقِيف أَو أطله بِلَبن اليتوع فَإِنَّهُ قوي. للأسنان المأكولة يحفظها وَيمْنَع أَن يكسرها وَأَن تنقيه يَجْعَل عَلَيْهَا خربق أسود معجوناً بالعسل. لوجع الْأَسْنَان أطل اللعبة البربرية التدمرية وَهُوَ أصل اليبروج وأصول البنج يطْبخ بشراب ويمسك فِي الْفَم. 3 (مضوغ لوجع الْأَسْنَان) فوتنج جبلي وعاقرقرحا وفلفل أَبيض وَمر يعجن بِلَحْم الزَّيْت ويبندق وَيُعْطِي بندقة ليمضغ للمأكول. قَالَ قد استعملته فَوَجَدته يحفظ الْأَسْنَان المأكولة ويمنعهما من الوجع يطْبخ زنجبيل بخل وَعسل وينعم سحقه ويحشى فِي السن الْمَأْكُول ويطلي حواليه أَو عالجه كَذَلِك بِلَبن اليتوع أَو خُذ أفيوناً روفس إِلَى الْعَوام قَالَ إِذا اشْتَدَّ الوجع فكمد اللحى بالجاورس أَو بالخرق المسخنة

وكمد الضرس نَفسه بالزيت المسخن يغمص فِيهِ عود ويقطر عَلَيْهِ أَو يوضع عَلَيْهِ شمع ذائب أبدا وَليكن التكميد من دَاخل وخارج قبل الطَّعَام وَبعده بِمدَّة طَوِيلَة. سنُون يمْنَع التأكل عَجِيب بورق حرف السا وَهُوَ السكر بِالسَّوِيَّةِ يستن بِهِ. دَوَاء عَجِيب صمغ الزَّيْتُون مثقالين خربق أسود دهن بِلِسَان مِثْقَال ميعه رطبَة مِثْقَال فلفل مِثْقَال بنج مِثْقَال أفيون مِثْقَال جندبادستر مِثْقَال خطمى ثَلَاث مَثَاقِيل حلتيت جاوشير مِثْقَال سكبينج مِثْقَال عاقرقرحا لبنى مِثْقَال مِثْقَال ميويزج مِثْقَال قطران مَا يَكْفِي أَن يعجن بِهِ يَجْعَل فِي حد المرهم قد جرب هَذَا الدَّوَاء فِي خلق عَظِيم فَوجدَ عَظِيم النَّفْع لي إِن لم تَجِد صمغ الزَّيْتُون ودهن البلسان فَلَا عَلَيْك. لقلع السن يلطي بعاقرقرحا قد نقع بخل خمر ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يسحق حَتَّى يصير مثل الخلوق ويطلي عَلَيْهِ يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة كل يَوْم مَرَّات فِي أَصله بعد أَن يحلل ويحركه فَإِنَّهُ يَتَحَرَّك ويسلس فَإِذا بلغ مَا تُرِيدُ فَإِنَّهُ يحيك بِلَا وجع أَو أفعل مثل ذَلِك بأصول قثاء الْحمار. للَّتِي تنتو وتزيد قَالَ الْأَسْنَان إِذا ابتلت وطالت ب أوجعت فِي وَقت الْكَلَام وَوقت المضغ وَقد يَنْبَغِي أَن يحرق إمساكاً شَدِيدا ويبرد بمبرد لطيف حادّ جدّاً ويمسك نعما لِئَلَّا يَتَحَرَّك وَإِلَّا هيّج الوجع فَإِن أحس بالوجع عِنْد الْبرد فدع الْبرد وَسكن الوجع أَيَّامًا ثمَّ عوّد وَلَا تشد يدك فِي الْبرد عَلَيْهِ وتعدم إِلَّا يسْتَعْمل حَتَّى يقوى وَيرجع. للضرس يمضغ البقلة الحمقا أَو يمسك فِي الْفَم زَيْت مسخن. 3 (نَبَات أَسْنَان الطِّفْل) أطل لثته بدماغ الأرنب أَو شدّ الصدف الْمُسَمّى فحلناس فِي قِطْعَة جلد فِي عضد الطِّفْل فَإِن أَسْنَانه تخرج بِلَا وجع. لوجع الْأَسْنَان وضع ورق الكبيكج على عضد العليل من جَانب سنة العليل سكن الوجع من سَاعَة وَإِن أحدث فِي العصب قرحَة فَيَنْبَغِي أَن يعالج بعد ذَلِك. قَالَ جالينوس قد وثق النسا بِهَذَا وبالأول ثِقَة شَدِيدَة لتجربتهم لَهَا. لوجع اللثة خل يطْبخ فِيهِ أصُول النبج ويتمضمض بِهِ.

وَالَّتِي فِيهَا ورم الزق عَلَيْهَا شبّا وملحا وَبعد أَن تلدغ دلكا نعما مضمضهم بطبيخ ورق الزَّيْتُون أَو شراب عفص. قَالَ وَأما اللثة الَّتِي تنتفخ وتحمر وترم وتتأكّل فاكوها بالزيت المغلي بصوفة على طرف ميل حَتَّى تبرأها قد ضمرت وابيضت فَإِن الآكلة تسْقط وتنبت لَحْمًا صَحِيحا من عِنْد الْموضع الصَّحِيح ثمَّ اسْتعْمل فها العفص اكسنونافن وَمن المر قدر باقلاة يَجْعَل سنونا فَإِنَّهُ ينْبت لحم اللثة ويشده. قَالَ للوجع عِنْد نَبَات السن يُؤْخَذ سعد وَسمن ودهن السوسن فاخلطهما وَضعهَا على مَوضِع منبت السن. اللَّحْم الزايد فِي اللثة اجْعَل عَلَيْهِ قلقنت فَإِنَّهُ يفّتته. 3 (حفظ الْأَسْنَان من الوجع) والأكال يتمضمض بطبيخ أصُول اليتوع بشراب فِي الشَّهْر مرّتين فَأَنَّهُ لَا يُصِيبهُ وجع الْأَسْنَان الْبَتَّةَ ويدلك فِي الشَّهْر مرّة بترمس أَو تَأْخُذ شبّاً يَمَانِيا وشيئاً من مر فيدلك بِهِ اللثة والأسنان فَإِنَّهَا لَا تتأكل أبدا فَإِذا انتفعت بِهَذِهِ فَاسْتعْمل بعده الْعَسَل. للمأكول عاقرقرحا ولببن اليتوع وبارزد وفلفل يعجن بميعة ويوذع فِي الأكال يسكن الوجع على الْمَكَان. لوجع الْأَسْنَان أفيون وبزر البنج يعجنان بعقيد الْعِنَب أَو عسل وَيُعْطى مِنْهُ باقلاة بالْعَشي فَإِنَّهُ ينّومه ويسكن الوجع لي وَيُوضَع فِي السن مِنْهُ لي لَيْسَ مَوضِع اسْتِعْمَال التخدير فِيهِ أولى وَلَا أسلم من الْأَسْنَان لِأَنَّهُ لَا غَايَة لذَلِك فمل إِلَيْهِ مَعَ ترك الْغذَاء وَطول النّوم. لتأكّل الْأَسْنَان وجعها يمْتَنع من مأن يطْبخ أصُول الْكبر بالخل حَتَّى يذهب النّصْف ويمسك مِنْهُ فِي الْفَم. الأولى من الثَّانِيَة من أبيذيميا ب قَالَ وجع الْأَسْنَان يكون إِمَّا من ورم وَإِمَّا من تَأْكُل وَإِمَّا من برد شَدِيد وَإِمَّا من فضلَة تنصب إِلَيْهَا من الرَّأْس لي إِذا لم تجدها متأكلة وَلم تَجِد دَلَائِل حر وَبرد مفرط فَعَلَيْك تنقية الرَّأْس واستفراغه وتقوية الْأَسْنَان.

الثَّالِثَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ الضرس الوجع قد يسكن وَجَعه بِالْقَلْعِ فَإِن حركته بشدّة وَلم تقلعه زَادَت فِي وَجَعه. السَّادِسَة من السَّادِسَة من أبيذيميا الْأَسْنَان المتأكلة الوجعة أَن حشيث بفلفل بعد أَن تكون الْمَادَّة قد انْقَطع مجيئها لَكِن فِي آخر الْأَمر أَن يحشي الْأَسْنَان المأكولة الوجعة بالفلفل أَو بالدري المحرق أَو بالعاقرقرحا أَو بالفرفيون وَبِالْجُمْلَةِ فَكل مَا يسخن اسخاناً قَوِيا أَو بِمَا يخدر الْحس وَيَنْبَغِي أَن لَا يحشى بِشدَّة لِأَن الحشو الشَّديد يهيج الوجع جدّاً. جالينوس عالج وجع الْأَسْنَان فِي الإبتداء بِمَا يمْنَع فَإِن تمّ لَك الْأَمر بذلك وَذَلِكَ يكون بِأَن يمْنَع هَذِه قبُول الْخَلْط فَذَاك وعلامته أَن لَا يحدث فِي الْموضع ورم فَإِن حدث ورم فعالج بِمَا يحلل بِلَا لذع وَهِي أَشْيَاء حارّة رطبَة فَإِن عولج بِهَذِهِ أَيْضا وَلم يسكن فَعِنْدَ ذَلِك وَقت اسْتِعْمَال الدردي والفلفل المحرق وبالجمله جَمِيع مَا قوي اسخانه. الْيَهُودِيّ قَالَ إِذا دنا وَقت نَبَات الْأَسْنَان فادلك اللثة دَائِما بالعسل وانثر على اللثة سعتراً وادم) ذَلِك فَإِن ذَلِك يُوسع مجاريه ويسهل خُرُوجه ويعتري الْأَطْفَال فِي ذَلِك الْوَقْت لين الْبَطن قد ذَكرْنَاهُ فِي تَدْبِير الْأَطْفَال. وَقَالَ صرير الْأَسْنَان فِي النّوم يكون لضعف عضل الفكين وأحدث بالصبيان وَفِيهِمْ يكون أَكثر وَيذْهب عَنْهُم إِذا أدركوا قَالَ والكافور يمْنَع أَن يَتَّسِع مَوضِع التأكل فِي الْأَسْنَان إِذا حشي بِهِ عَجِيب فِي ذَلِك. قَالَ إِذا كَانَ وجع الْأَسْنَان من الْبُرُودَة فأدلكه بالزنجبيل وَالْعَسَل وَإِن كَانَ من اليبس فاطله دَائِما بالرمد وشحم البط وَإِن كَانَ من البلة فبالخل وَالْملح وَإِن كَانَ من سدة وخلط غليظ فبالخل وشحم الحنظل والعاقرقرحا يتمضمض بِهِ الْأَسْنَان وَإِن كَانَ من حرارة فبماء عِنَب الثَّعْلَب وَنَحْوه وَأكْثر مَا ينْتَفع بِهِ الْأَسْنَان فِي أَكثر الْأَحْوَال التجفيف لِأَن طباعها يَابِس وَهُوَ يحفظ عَلَيْهَا صِحَّتهَا ويتّخذ هَذِه من الملحح وَالْعِظَام المحرقة والأقاقيا والآملج والعفص والفلفل وَنَحْوهَا والسكّ والسعد قَالَ وَإِذا رايت فِي الْأَسْنَان أكالاً شبه القروح فاكوه بالزيت المغلي يقطر عَلَيْهِ ب بصوفة فَإِنَّهُ يبرؤه. الْيَهُودِيّ قَالَ يسحق أصُول الحنظل فِي الْخلّ سحقاً نَاعِمًا ثمَّ ينقى الْأَسْنَان ويطليه عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَيَّام وَأَن نقعت العاقرقرحا فِي خل الْخمر أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ جعلت مِنْهُ فِي أصل الضرس بعد أَن يجيد سحقه وَتركته عَلَيْهِ سَاعَة ثمَّ جذبته حاداً انْظُر فِي هَذِه وَأَن يطلي الصَّحِيحَة بالموم. للطبري ينفع من أوجاع الْأَسْنَان الْحجامَة تَحت اللِّحْيَة بِشَرْط.

اهرن قَالَ الْأَسْنَان توجع إِمَّا لسوء مزاج حَار أَو بَارِد أَو يَابِس أَو لرطوبة حرّيفة تنصب إِلَى أُصُولهَا وَإِمَّا من ريح غَلِيظَة قد تشبث فِي أصلوها لَا تَجِد مسلكاً وَإِمَّا لفضل غليظ ينصب إِلَى اللثة فيرم العمور ويوجع لذَلِك الْأَسْنَان. قَالَ والوجع الَّذِي من سوء مزاج فَقَط تفقد العلامات فَإِن رَأَيْت امتلاء الْجَسَد فافصد أوّلاً واحبس الْفضل عَن الْأَسْنَان من أَي عُضْو صَار إِلَيْهِ ثمَّ أخرج الدَّم من الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وَإِن رَأَيْت وجع الْأَسْنَان من قبل رُطُوبَة ردية فِي فَم الْمعدة فاسقه أيارج وَلَا تعالج فِي ابْتِدَاء وجع الْأَسْنَان بالأشياء الحارّة إِذا كَانَ ذَلِك من انصباب الْفضل وَانْظُر الْفضل الَّذِي فِي فَم الْمعدة بلغم هُوَ أَو مرّة فاخرجه بِمَا يصلح لَهُ من الْأَدْوِيَة نَحْو الفيقرا والسقمونيا واعطه أغذية وأدوية تصلح لكل وَاحِد وَإِن كَانَ مَعَ الوجع ثقل فِي رَأسه فَاعْلَم أَن ذَلِك الْفضل ينصب إِلَى الْأَسْنَان) من الرَّأْس فاسقه الفيقرا أَو غرغره فَإِن لم يحْتَمل الإسهال فغرغره فِي الْيَوْم مرّات فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ تغرغره بسكنجبين فِي الْيَوْم مَرَّات فَإِنَّهُ ينقى الرَّأْس واللثة وعطّسه بالكندس وَنَحْوه فَإِذا عَالَجت وفرغت الْمَادَّة فَعِنْدَ ذَلِك إِن كَانَ الوجع من الْبرد فعالج نفس الْأَسْنَان بالعسل والزنجبيل وَإِن كَانَ من الْحر فمضمضه بعصير الهندباء وعنب الثَّعْلَب وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ وجع الْأَسْنَان من اليبس فلين اللثة والأسنان بالزبد وشحم البّط والأدهان وَإِن كَانَ وجع الْأَسْنَان من الرُّطُوبَة فعالجه بالخل وَالْملح يتمضمض بِهِ وَمَا كَانَ من وجع الْأَسْنَان من ريح غَلِيظَة مرتبكة فعالجه بالعاقرقرحا وشحم الحنظل والجاوشير والمر والبورق وَإِنَّمَا يوجع الْأَسْنَان من اليبس بِأَن يجِف عمورها. اهرن فِي الْأَدْوِيَة المفردة الْمَوْجُودَة يُؤْخَذ عروق وصبر وقشور التوت بِالسَّوِيَّةِ وزرنيخ أصفر مثلهَا يسحق ويعجن بالعسل وَيجْعَل حوالي الضرس مُدَّة فَإِنَّهُ يقلعه بسهولة جدّاً لي انْظُر فِي وجع السن هَل اللثة ب وأرمة وَهل هُنَاكَ ورم حارّ فَإِن كَانَ ذَلِك فَعَلَيْك بالفصد وإمساك الْخلّ والماورد ودهن ورد فِي الْفَم وَإِن كَانَ وجع شَدِيد بِلَا ورم فِي اللحى وَلَا حمرَة فِي اللثة فأدلك أصل السن الوجع بعاقرقرحا وفلفل ونوشادر دلكا جيدا وَأعد ذَلِك مرّات ثمَّ أدلكها بميعة وجندبادستر وأفيون وكمد اللحى تكميداً متوالياً لي قَالَ الأوجاع الْعَارِضَة للأسنان إِذا لم تكن فِي اللثة ورم حَار رُبمَا كَانَت فِي جرم الْأَسْنَان بأعينانها وَرُبمَا كَانَ الوجع فِي العصب الَّذِي ينزل إِلَيْهَا وَعند ذَلِك يحْتَاج إِلَى

أدوية قَوِيَّة فَلذَلِك صَارَت أدويتهم تؤلف بالخل الثقيف فَإِذا كَانَ الوجع من ورم حارّ فِي اللثة فأجود مَا يعالج بِهِ دهن شَجَرَة المصطكى فاتراً ويمسك فِي الْفَم وَليكن حَدِيثا فَإِن الْعَتِيق ينقص فضيلته بِقدر ذَلِك. لوجع الْعصبَة الَّتِي تَحت الْأَسْنَان يطْبخ فِي الْخلّ عفص وزرنيخ وأصل الْكبر وأصل قثاء الْحمار وشحم الحنظل وعاقرقرحا يمسك فِي الْفَم. قَالَ وليوضع فِي أكال الْأَسْنَان لبنى الرُّمَّان مَعَ الأفيون أُوقِيَّة كبريت أصفر مَعَ حضض أَو تبخره ببزر البنج بقمع وَإِن كَانَت نَوَازِل تنزل إِلَى الْأَسْنَان فامسك فِي الْفَم طبيخ الْأَشْيَاء القابضة ويذر على الْأَسْنَان من الْملح جُزْء وَمن الشب مثله وَليكن الشب قد أحرق وأطفي بالخل ثمَّ انْعمْ سحقهما ثمَّ يتمضمض بعده بِخَمْر. إِذا أردْت قلع السن بِلَا وجع فاعجن الدَّقِيق بِلَبن اليتوع وَضعه عَلَيْهِ ثمَّ ضع فَوْقه ورق اللبلاب) الْعَظِيم الحاد واتركه سَاعَة فَإِنَّهُ يتفّتت من نَفسه. قَالَ وَيصْلح للضرس مضغ بقلة الحمقاء أَو يدلك الْأَسْنَان بِزَيْت انفاق أَو يلطخ بعكر زَيْت قد قَالَ للأسنان الَّتِي قد نالها الْبرد حب الْغَار والشب والزراوند الطَّوِيل لي هَذَا هُوَ الَّذِي يُسمى ذهَاب مَاء السن قَالَ للّثة المتأكلة يُؤْخَذ دهن ورد جُزْء عفص أَرْبَعَة أَجزَاء مر جزءين تكبس بِهِ اللثة وَيتْرك ساعتين ثمَّ تمضمض بعده بِلَبن الأتن فَإِنَّهُ يمْنَع التأكل والعفونة وينفع فِيهِ من أَن يكبس بالجلنار وخبث الْحَدِيد ثمَّ يتمضمض بخل العنصل أَو خل قد طبخ فِيهِ ورق الزَّيْتُون الذن يملح أَو عصارة السداب مَعَ دهن المصطكي. شَمْعُون قَالَ لَيْسَ دَوَاء أبلغ فِي جذب البلغم من أصُول الْأَسْنَان وأسرع تسكيناً للوجع من طبيخ شَحم الحنظل بالخل وَإِذا كَانَت برودة فبالشراب وينفع مِنْهُ طبيخ الهليلج بالخل نفعا بليغاً. قَالَ وينفع من خدر الْأَسْنَان ب إمْسَاك الطلي الحاد فِي الْفَم ومسحها بالسداب والفلفل وعاقرقرحا لي يَعْنِي بِهِ مَا يتَأَذَّى بالبرد. قَالَ ويحفظ الْأَسْنَان على صِحَّتهَا الْعَسَل والخل يطْبخ ويتمضمض بِهِ فِي الشَّهْر أَيَّامًا ويقلع الْأَسْنَان الصَّحِيحَة العاقرقرحا وقشور التوت والأصف يطْبخ بالخل بعد جودة

السحق ويشرط حوالي الضرس ويطلي وينتظر فَإِنَّهُ يسْقط أَو يطلي حوله بالزرنيخ المربى بالخل فَإِنَّهُ يرخيه يَنْبَغِي أَن يطْلب عَلامَة الديدان فِي الْأَسْنَان قَالَ إِذا حَان للطفل نَبَات أَسْنَانه فَلَا تعطه شَيْئا يمضغ ولتدخل الداية اصبعها كل سَاعَة وتدلك لثة الصَّبِي دلكا جيدا لتسيل الرُّطُوبَة الردية الَّتِي تكون مَادَّة الوجع وليمسح بعد ذَلِك بشحم الدَّجَاج ومخ الأرنب وَأَن اشْتَدَّ الوجع فأطل الْموضع بعصارة عِنَب الثَّعْلَب مَعَ دهن ورد مسخن وَإِن طهرت الْأَسْنَان قَلِيلا فاضمد عُنُقه وَرَأسه وفكّيه بصوف مغموس فِي الدّهن وقطر فِي أُذُنه دهناً فَإِن اسْتطْلقَ بَطْنه فاضمده بالممسكات من خَارج واسقه العصارات القابضة وأقلل غذاءه وَإِن انعقلت طَبِيعَته جدا فحمّله شيافة مسهلة واطعمه مرق اللبلاب وأوجره مِنْهُ مسعطاً. سندهشار قَالَ أعلم أَن أوجاع الْأَسْنَان أَكْثَرهَا من ريح فامسك لأوجاعه فِي الْفَم دهن شيرج مسخن أَو سمن الْبَقر مسخناً أَو يُؤْخَذ من الْأَدْوِيَة المسكنة للريح فيطبخ ويمسك فِي الْفَم. مَجْهُول مِمَّا يقْلع السن يُؤْخَذ بزر الأنجرة وقنّة بِالسَّوِيَّةِ فَيُوضَع فِي أصل الضرس الَّذِي يُرَاد قلعه فَإِنَّهُ ينقلع سَرِيعا.) ابْن طلاوس قَالَ إِذا اشْتَدَّ وجع الْأَسْنَان فكمد اللحى الَّذِي فِيهِ بالجاورس المسخن دَائِما فَإِن أردْت قعله بِلَا وجع فاعجن الدَّقِيق بِلَبن الشبرم ودعه حواليه ثَلَاث سَاعَات فَإِنَّهُ يقلعه لي على مَا رَأَيْت يتَّخذ آلَة طَوِيلَة لَهَا رَأس معرقف كصورة ف فَإِذا اشْتَدَّ وجع الضرس وأويس من فلاحه حميت الْموضع المعرقف مِنْهَا وَوَضَعته على الضرس مرّات حَتَّى يستقصى كيّه فإ وَجَعه يسكن على الْمَكَان إلاّ أَن ذَلِك الضرس يتفتّت وَيَنْبَغِي أَن يلقم الْفَم فِي هَذِه الْحَال كرة وَبَاب ألطف من هَذَا يضع على اللثة عجيناً ويشد نعما ثمَّ يتَّخذ مغرفة صَغِيرَة مثل مَا يكون لتنظيف الْأذن فيستقى بهَا زيتاً مغلياً وتصبّه على وسط الضرس مرّات فَإِنَّهُ عَجِيب. سنُون أَبيض طباشير ورخام وزبد الْبَحْر وملح اندراني فَتِيلَة واشنان مربى ب بكافور يسحق.

مَجْهُول إِن الصق صمغ الزَّيْتُون الْمصْرِيّ على الْأَسْنَان سَقَطت بِلَا مشقة. يُوسُف التلميذ فِي التَّذْكِرَة. دَوَاء مجرب يقْلع الْأَسْنَان بزر القُرّيص وبرنجاسف وعاقرقرحا ومقل وحلتيت وأصول الحنظل يلصق على السن المتحرك ولوجع الْأَسْنَان من الْبرد فوتنج ونانخواه وشبت يطْبخ بخل ويمسك فِي الْفَم. للأسنان المتأكلّة يذاب زرنيخ أَحْمَر بِزَيْت ويغلي وقطر مِنْهُ فِي أصل الضرس وأكاله نَافِع. من قرابادين الصُّحُف دَوَاء يقْلع الْأَسْنَان أصل البرنجاسف وبزر القُرّيص وعاقرقرحا وأصل الحنظل وكندر أَبيض من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم مقل وحليتت دِرْهَمَيْنِ ينعم سحقه ويلصق على السن المتحرك فيقلعه ويلصق على أُصُوله المازريون المسحوق ويحرك بعد سَاعَة بأنبوبة فَإِنَّهُ ينقلع. المنجح والكمال قا لينفع من الْحفر وَيذْهب بِهِ الْبَتَّةَ زجاج وقنبيل بِالسَّوِيَّةِ يدق وينخل ويدلك من كتاب حنين فِي حفظ الْأَسْنَان واللثة قَالَ يَنْبَغِي لمن أَرَادَ أَن يبْقى صِحَة أَسْنَانه ولثته أَن يحذر فَسَاد الطَّعَام فِي معدته ويحذر كَثْرَة الْقَيْء ولاسيّما الحامض مِنْهُ ومضغ الْأَشْيَاء الصلبة والعلكة كالناطف والتين وَكَثْرَة الْأَشْيَاء الصلبة مثل الْجَوْز والبلوط فَإِن هَذِه كلهَا إِذا صلبت تزعزع أصُول الْأَسْنَان حَتَّى أَنَّهَا تتحرك وتقلع وتحدث فِيهَا ضروب من الْأَمْرَاض ويجتنب كل مَا يضرس مثل الحصرم وحماض الأترج والمركب من الحامض والقابض ويحذر على الْأَسْنَان الشَّيْء المفرط الْبُرُودَة كالثلج والفواكه المبردة ولاسيّما بعد تنَاول الشَّيْء الْحَار ويحذر على كل شَيْء) سريع العفن كاللبن والسمك المالح والصحناة والكواميخ ويحذر أَيْضا مَا يبقي بَين الْأَسْنَان من الطَّعَام وينقيها بِجهْدِهِ من غير ازعاج للأسنان وَلَا نكاية

اللثة لِأَن إدمان الْخلال والعبث بِهِ ينكى اللثة فَمن اجْتنب هَذِه بَقِي لَهُ سَلامَة أَسْنَانه ولثته فَإِن أَرَادَ أَن يستظهر فليستعمل السنونات لي قد ذكرنَا مَا ذكر من وُجُوه فَسَاد الطَّعَام فِي بَاب الْمعدة. قَالَ وأجود السنون مَا كَانَت مَعَه قُوَّة مجففة باعتدال وَلَا يكون لَهُ إسخان وَلَا تبريد ظَاهر لِأَن التجفيف من أوفق الْأَشْيَاء للأسنان إِذا كَانَ طباعها يَابسا وقوتها وصلابتها باليبس وَلِأَنَّهُ قد ينالها شَيْء من الرُّطُوبَة المنحدرة من الرَّأْس والمتصعدة من الرية والمعدة مَعَ مَا يكتسبه من رُطُوبَة الْأَشْرِبَة ب والأطعمة فيسترخي لذَلِك كثيرا وَيحْتَاج هِيَ واللثة إِلَى تجفيف فإمَّا الإسحان والتبريد فَلَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِلَّا فِي الندرة وَعند زَوَالهَا عَن طباعها زوالاً شَدِيدا وَذَلِكَ أَنَّهَا مَتى مَالَتْ إِلَى الْبرد فَيَنْبَغِي أَن تكون فِي السنون قوّة إسخان وبالضد فَهَذَا مَا يسْتَعْمل من السنون لحفظ الصِّحَّة وَقد يسْتَعْمل سنونات للزِّينَة إِمَّا لجلاء الأوساخ أَو الْحفر أَو التبييض أَو لشدَّة اللثة لي هَذَا مرض. قَالَ حنين وَإِذا اسْتعْمل سنُون لجلاء الْأَسْنَان وَلغيره فَيَنْبَغِي أَيْضا أَن يكون فِيهَا مَعَ قُوَّة الْجلاء قُوَّة التجفيف مَا دَامَت الْأَسْنَان بَاقِيَة على طباعها فِي الْحر وَالْبرد ويميله إِلَى الْحر وَالْبرد بِحَسب ميلها إِلَيْهَا. قَالَ فَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح للأسنان يَنْبَغِي أَن يكون مَعهَا قُوَّة تجفيف كَمَا قلت إلاّ أَنَّهَا مَتى لم تكن الْأَسْنَان قد مَالَتْ عَن طباعها فَلَيْسَ يحْتَاج فِي حفظهَا إلاّ إِلَى التجفيف فَقَط فَأَما إِذا كَانَت قد حدثت بهَا آفَة فَيحْتَاج أَن يكون مَعَ التجفيف مضادة لتِلْك الآفة بِحَسب قوتها. قَالَ فأمّا الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف بِلَا حر وَلَا برد فجوز الدلب ولحا شَجَرَة الصنوبر وَقرن الأيل المحرق وَنَحْوهَا لي مِمَّا لَا كَيْفيَّة لَهُ فِي الطّعْم ظَاهِرَة وَلَا صلابة أرضية. سنُون تقَوِّي الْأَسْنَان واللثّة وَلَا يحدث كثير حر وَلَا برد قرن الأيل المحرق عشرَة دَرَاهِم ورق السرو المحرق عشرَة دَرَاهِم جوز الدلب غير محرق خَمْسَة دَرَاهِم البنطافلن عشرَة برسياوشان محرق خَمْسَة دَرَاهِم ورد منزوع الأقماع ثَلَاثَة دَرَاهِم سنبل الطّيب ثَلَاثَة دَرَاهِم ينعم سحقه ويستّن وَلِهَذَا مَعَ حفغظ جلاء فَإِن رَأَيْت فِي الْأَسْنَان واللثة فضل رُطُوبَة زايدة واحتجت إِلَى أَن تزيد فِيهِ مَا يحلّل فزد فِيهِ أصل الخطمى سَبْعَة دَرَاهِم فَإِن احتجت إِلَى جلاء أَكثر فَأصل الهليون وَمَتى احتجت إِلَى مَا يحلّل وَيدْفَع مَعًا وَذَلِكَ يكون إِذا رَأَيْت فِي أصُول الْأَسْنَان واللثة) رطوية ورأيتها تزيد

فألق مَكَان مَا وَصفنَا أصل الحماض وَإِلَى مَا هُوَ أقوى مِنْهُ لحا شَجَره التوث وَأقوى مِنْهُ ورق الطرفاء وورق الآس وَإِن كَانَت الْأَسْنَان واللثة قد مَالَتْ إِلَى الْبرد فَاسْتعْمل مَكَانَهُ حب الْكبر وَأقوى مِنْهُ قشر أصل الْكبر فَإِن غلب الْبرد حَتَّى يوجع الْأَسْنَان وَكَانَ ذَلِك لأكل الْأَشْيَاء المبردة بالثلج والثلج نَفسه وَمَاء الثَّلج أَو لعِلَّة انحدرت من الرَّأْس فَاسْتعْمل مَا يسخن مَعَ التجفيف إسخاناً قَوِيا مثل الفوتنج والجعدة والفراسيون والسذاب والصعتر والعاقر قرحا والميوزيج ب والفلفل والمر وَحب الْغَار والأبهل وَاسْتعْمل السنون الَّذِي فِيهِ مثل هَذِه الْأَشْيَاء والعاقرقرحا جَمِيعًا بسكنجبين أَو مضغ الميويزج مَعَ المصطكي حَتَّى تجلب إِلَى الْفَم رُطُوبَة كَثِيرَة ثمَّ يسْتَعْمل السنون فَإِنَّهُ أبلغ وانفذ. مِثَال سنُون يُقَوي اللثّة ويسخن مَعَ ذَلِك رماد الفوتنج الْجبلي والبري عشرَة عشرَة حب العرعر ورق السرو خَمْسَة أبهل ثَلَاثَة دَرَاهِم أيرسا خَمْسَة دَرَاهِم مر ثَلَاثَة دَرَاهِم سنبل الطّيب أَرْبَعَة دَرَاهِم عاقرقرحا وسليخة ودارصيني دِرْهَمَيْنِ مصطكي ثَلَاثَة دَرَاهِم ملح اندرا فِي معجون اندراني معجون بِعَسَل محرق ثَلَاثِينَ دهماً يجمع ويستّن بِهِ ويبلغ ذَلِك مبلغ هَذَا أَن يضع الإبهل وأصل الْكبر وقشره وعاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ ويسحق ويدلك بهَا الْأَسْنَان وَانْظُر فَمَتَى كَانَت اللثة مائلة إِلَى الْحمرَة والسخونة فَاسْتعْمل السنونات الْبَارِدَة المرّكبة من العفص وثمر الطرفا والورد والجلنار والشب قويها وَقَوي بردهَا خَاصَّة فَمَتَى كَانَت اللثة مُفَارقَة للأسنان حمرا ينجلب إِلَيْهَا فضل حَار. مِثَال سنُون بَارِد بزر الْورْد خَمْسَة دَرَاهِم آس ثَلَاثَة دَرَاهِم ثَمَر الطرفا عشرَة دَرَاهِم شب يماني دِرْهَمَيْنِ كافور نصف دِرْهَم صندل دِرْهَمَيْنِ وَأَن احتجت فِي هَذِه الْحَالة إِلَى أَن تمسح اللثة بدهن فافعل فَإِنَّهُ يكسر عَادِية الْخَلْط الردي وَرُبمَا احتجت أَن تمضمضه بِمَاء القرع والخل وَنَحْوه إلاّ أَن يكون اللَّحْم رطبا من صَاحبه فَإِنَّهُ يَنْبَغِي عِنْد ذَلِك إلاّ تمضمضه بِمَاء الْبُقُول المرطبة لَكِن يقْصد ألاّ يجفف مَعَ الْبرد بِقُوَّة قَوِيَّة يطْبخ القوابض فِي الْخلّ لي وأركّب هَذَا الطَّرِيق إِذا كَانَت الْأَسْنَان تتوجع من الْحر. قَالَ والخل قد يسْتَعْمل فِي الْعلَّة الحارة والباردة جَمِيعًا لِأَنَّهُ يبرد الحارة ويلطف الْبَارِدَة وتوصل قُوَّة الْأَدْوِيَة إِلَى الْغَوْر فليستعمل فِي الْعلَّة الحارة وَحدهَا أَو مَعَ المَاء فِي الْبَارِدَة مَعَ الْعَسَل وَسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي تكسر برده.) قَالَ وَأَنا أكرهها لِأَنَّهُ لَا يُؤمن أَن يحدث فِي الْأَسْنَان حدث رديّ ويصل شَيْء مِنْهَا إِلَى الْجوف وَكَذَلِكَ احذر مِنْهَا إِلَى الْجوف مَتى كَانَ فِيهَا خربق أَو حنظل أَو نَحْو ذَلِك. قَالَ فَإِذا كَانَ الوجع إِنَّمَا هُوَ فِي اللثة وَحدهَا تكون اللثة تتوجع إِذا غمزت عَلَيْهَا

فالفضل حِينَئِذٍ فِي اللثة وَحدهَا فَلَا يَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن يتَعَرَّض لقلع شَيْء من الْأَسْنَان وَرُبمَا كَانَ ب يحس الوجع فِي أصُول الْأَسْنَان فَقَط وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ الْفضل إِنَّمَا هُوَ فِي العصب الْمُتَّصِل بالأضراس وَأَن قلع ذَلِك فِي الْحَال خفّ الوجع وَلم يسكن بتة وَإِنَّمَا يُخَفف لِأَن العصب يستريح من التمدد الَّذِي كَانَ يَنَالهُ وَلِأَنَّهُ ينفرج لَهُ طَرِيق التَّحَلُّل وَلِأَن الْأَدْوِيَة عِنْد ذَلِك تَلقاهُ وتلامسه وَإِذا كَانَ الوجع يحس فِي الضرس نَفسه فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يسكن الوجع الْبَتَّةَ إِذا قلع. قَالَ والأسنان وَإِن كَانَت عظاماً يقبل الْفضل ويستدل على ذَلِك بأنك رُبمَا رَأَيْت الضرس قد أسود وَنفذ السوَاد فِي بدنه كُله وَأَيْضًا فَإنَّك تجدها تنمي دَائِما ويستدل على ذَلِك أَنه إِذا سقط ضرس طَال المحاذي لَهُ لِأَنَّهُ لعدم احتكاكه بِالَّذِي سقط فَبَان نموّه والنموّ لَا يكون إِلَّا لِأَن الْغذَاء يداخل جرمها ثمَّ يتشبّه بِهِ. قَالَ وَإِذا كَانَت الْأَسْنَان مِمَّا تغتذي وتنمي فَإِنَّهُ قد يعرض لَهَا الْمَرَض الْكَائِن من كَثْرَة إنصباب الموادّ إِلَيْهَا كَمَا يعرض لسَائِر الْأَعْضَاء وَهُوَ الورم أَو من قلّة إنصباب الْغذَاء إِلَيْهَا فَيعرض لَهَا أَن تدق وتجف حَتَّى يَتَحَرَّك فِي أواريها كَمَا يعرض للمشايخ وَالْأول يحْتَاج إِلَى مَا يحْتَاج إِلَيْهِ سَائِر الأورام الَّتِي مَا يدْفع عَنْهَا بتقويته وتشديده لَهَا وَبِمَا يحلل ويفنى مَا حصل فِيهَا بإسخانه وتجفيفه إِيَّاهَا وَيَنْبَغِي أَن يكون غرضك فِي التسديد وَالْمَنْع فِي أول الوجع فَإِذا رَأَيْت فِي اللثة والفم وَالرَّأْس كُله أَمَارَات الْحَرَارَة فالأدوية المحللة فِي آخر الْأَمر وَإِذا رَأَيْت أَمَارَات الْبرد وَأما تحرّك الْأَسْنَان فِي أواريها الْعَارِض من الشيخوخة فَلَا علاج لَهُ إِلَّا شدّ اللثة بالقابضات فَإِنَّهُ مَتى قبضت اللثة امسكتها بعض الْإِمْسَاك وَقد يعرض التحرك للأسنان من ضَرْبَة أَو من رُطُوبَة كَثِيرَة تبل العصب الْمُتَّصِل بِأَصْلِهِ ويرخيه وَعند ذَلِك يحْتَاج إِلَى أَرْبَعَة أَصْنَاف من الْأَدْوِيَة مجففة مثل قرن الأيل وبعر الْمعز والبرسياوشان والتوتيا وَنَحْوهَا ومحللة مَعَ تجفيف مثل المر والسداب والقطران والزفت وخل العنصل وقابضة مَعَ تجفيف مثل العفص والشبّ والحصرم وَمَا يحلل مَعَ قبض مثل المصطكي والسنبل والساذج والزعفران وَالْملح لي يحْتَاج إِلَى القابضة والعفصة فِي الضَّرْبَة والزعزع وَيحْتَاج إِلَى المحلّلة مَعَ تجفيف وَالْقَبْض مَعَ تجفيف عِنْد بلّة العصب وَيفرق بَينهمَا بِأَن) يَتَحَرَّك بِلَا صَوت. قَالَ وَقد يعرض للأسنان الْحفر والسواد والوسخ الَّذِي يتَوَلَّد عَلَيْهَا ويعالج بالأدوية الجلاءة مثل الزراوند المدحرج ب والسرطان البحري المحرق والصدف المحرق وَالْملح المحرق بالعسل والنطرون والبورق والكندر الْأَخْضَر أجوده وَزيد الْبَحْر والزجاج والسنبازج والقيسوم والسعتر المحرق.

وَيَنْبَغِي أَن لَا يلّج على الْأَسْنَان بِالسِّوَاكِ فَإِن ذَلِك يذهب بملاستها وتخشنها وَيكون ذَلِك سَببا لتولد الْحفر والوسخ عَلَيْهَا. وَذَلِكَ أَن السنونات الحارة تخشنها فتولد عَلَيْهَا الأوساخ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن لَا يذهب بملاسة الْأَسْنَان لِأَنَّهَا تتشنج وتنحفر أسْرع والسواك والسنونات الحارة أَيْضا تضر بِطرف اللثة الدَّقِيق الْمُتَّصِل بالأسنان وَذَلِكَ لِأَن فِي أَطْرَاف اللثة رُطُوبَة طبيعية لزجة لاصقة تعين على إلتصاقها بالأسنان والسنون الحارة تفنى تِلْكَ الرُّطُوبَة فتبرؤ لذَلِك اللثة من الْأَسْنَان. قَالَ وَيمْنَع من تولد الْحفر أَن يدهن الْأَسْنَان عِنْد النّوم إِن كَانَ هُنَاكَ برد فبدهن الناردين وَإِلَّا فبدهن الْورْد وَإِن دلك بهما مخلطين وأبلغ مَا تكون منفعَته الدّهن إِذا دلك قبر ذَلِك بالعسل حَتَّى تنقى ثمَّ مسحت بالدهن من ظَاهرهَا وباطنها. مِثَال سنُون ينقي ويقلع الْحفر زجاج محرق أَرْبَعَة دَرَاهِم قيسور محرق أَرْبَعَة ملح معجون بِعَسَل محرق ثَلَاثَة دَرَاهِم ينخل بحريرة وَيسْتَعْمل وَقد يعرض للأسنان التأكّل والتفتت وَيكون ذَلِك لرطوبات حارة تنصب إِلَيْهَا ويعالج بالأدوية المجففة فَإِن كَانَ الْفضل كثيرا حَتَّى لَا يُمكن وَإِن كَانَ الْفضل إِنَّمَا يصير إِلَى الرَّأْس من سَائِر الْبدن فنقي الْبدن إِمَّا بالإسهال وإمّا بهما وَيلْزم بعد ذَلِك التَّدْبِير الَّذِي يولّد دَمًا جيدا غير حرّيف وَيحْتَاج فِي هَذِه الْعلَّة إِلَى القوية التجفيف المحللة مثل سلخ الْحَيَّة وصمغ البطم واللوز المر والشونيز والفلفل والزنجبيل والبورق والقطران وَالْعَسَل والقنّة والجاوشير والعاقرقرحا والمر والحلتيت والأنجدان والثوم وَالْملح والكبريت وَلبن اليتوع وقشور أصل الْكبر وَإِلَى مَا فِيهِ مَعَ التجفيف

قبض قوي كالعفص وصمغ السماق والزاج والشبّ فَهَذِهِ إِذا أدخلت فِي الأكال أَو طليت على الضرس كُله نَفَعت ونشفت الْفضل المولد للتأكل وافنته وسكنت الوجع فَإِن كَانَ التأكل قد أفرط فِيهِ فَإِن بعض هَذِه تنقيه وتقلعه بِلَا وجع مثل العاقرقرحا بالخل أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ يسحق وَيُوضَع على الضرس الْمَأْكُول فَإِنَّهُ يقعله وَكَذَلِكَ) لبن اليتوع مَعَ دَقِيق ب الكرسنة ودقيق الترمس أَو مَعَ القنّة يجمع وتوضع عَلَيْهِ الزاج الْأَحْمَر وأصل قثاء الْحمار والكبريت والميويزج كلهَا تقلع الضرس وَإِذا أردْت أَن تطليه عَلَيْهِ فالبس على سائرها شمعا لي لَا يَضرهَا وأطل عَلَيْهِ كل يَوْم حَتَّى ينقلع فَإِنَّهُ لأوجه لكثير التأكل إلاّ الْقلع فإمَّا الْقَلِيل التأكل فَالْوَجْه فِي علاجه اسْتِعْمَال مَاله قبض مَعَ تَحْلِيل مثل الحضض وَالصَّبْر والآس ودهن الناردين وَنَحْوهَا ويعرض للأسنان التثلم والتكسر وَسَب ذَلِك لين عروقها وعلاجه التصليب والتقوية بالأدوية للقابضة فإمَّا اللثة فقد يعرض فِيهَا وجع شَدِيد إِذا ورمت ويسكنه أَن يُؤْخَذ دهن ورد خَالص ثَلَاث أَوَاقٍ مصطكي ثَلَاثَة دَرَاهِم يسحق ويغلي فِي الدّهن ثمَّ يتْرك حَتَّى يفتر ويتضمض بِهِ وَهَذَا يسكن الوجع الْعَارِض من ورم سَائِر أَجزَاء الْفَم لِأَنَّهُ يدْفع الْفضل دفعا رَفِيقًا ويحلل بِلَا لذع ودهن الآس أَيْضا وَالصَّبْر مَعَ الْعَسَل وَالشرَاب الَّذِي قد طبخ فِيهِ ورد يذهب هَذَا الْمَذْهَب. قَالَ وَهَا هُنَا يغلط الْأَطِبَّاء لأَنهم يستعملون القوية الْقَبْض لاستكراهها للعضو بِشدَّة عصره إِنَّمَا يحْتَاج فِي هَذَا الْمَكَان إِلَيّ مَا يدْفع بِرِفْق ويحلل قَلِيلا ويرخي ويسكن الوجع مثل مَا وَصفنَا وَقد يعرض اللثة رُطُوبَة حَتَّى يسترخي وَمِمَّا يجفف ذَلِك ويشد اللثّة أَن يطْبخ جلنار بخل ويتمضمض بِهِ أَو يطلي عَلَيْهَا شبّ يماني بالعسل وَالْملح والنوشادر صَالح لَهَا وعلك المصطكي أَن خلط بِهِ شَيْء من الميويزج صَالح والمضمضة بشراب قد طبخ بِهِ ورق الإجاص وبماء الزَّيْتُون المملوح. قَالَ مِمَّا يشد اللثّة المر والفوتنج الْبري المحرق. طوقد وصف القدماء مَا يشد اللثة لبن الأتن وَلم أقدم على تجربته لِأَنِّي لم أعلم بأيّ قُوَّة يفعل ذَلِك وَقد يسيل من اللثّة دم وأبلغ مَا يعالج بِهِ إمْسَاك مَاء لِسَان الْحمل فِي الْفَم والتمضمض بالخل. فَأَما القروح الْعَارِضَة فِي اللثة فأبلغ مَا يعالج بِهِ الحضض يطلي عَلَيْهِ بِعَسَل وَرُبمَا كَانَ مَعَ قُرُوح قد يؤلف سنونات يقبض اللثة ويشدّها ويطيب ريح الْفَم مثالها مصطكي وعود وساذج وأبهل وجلنار وسماق. وَيَنْبَغِي فِي هَذِه الْحَالة أَن يَجْعَل مَا فِيهِ من المسخنات والمبردات بِقدر الْحَاجة.

وَقد يعرض للثّة أَن ينقص لَحمهَا وَمِمَّا ينْبت ب لَحمهَا الكندر الذّكر وَدم الْأَخَوَيْنِ والأيرسا والكرسنة وَالْعَسَل. سنُون ينْبت لحم اللثة دَقِيق الكرسنة عشرَة دَرَاهِم بعجن بِعَسَل وَيجْعَل قرصة وَيُوضَع على) خرقَة جَدِيدَة على الْجَمْر حَتَّى يُمكن أَن يسحق ويشادف الاحتراق أَو يخبز فِي تنور أَو يوضع على آجرة فِيهِ ثمَّ يسحق ويخلط مَعَه من دم الْأَخَوَيْنِ أَرْبَعَة دَرَاهِم وكندر ذكر مثله وأيرسا وزراوند مدحرج دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ ويسحقان ويستنّ بِهِ ويتمضمض قبله وَبعده بخل العنصل ويدلك اللثة بعده بالعسل وَحده. قَالَ وَمن أَحْمد مَا يعالج بِهِ اللّثة والأسنان الْعَسَل وَذَلِكَ أَنه ينقي اللّثة والأسنان ويجلوها جلاءً مغتدلاً حَتَّى يحدث لَهَا ملاسة وصقالة وينبت مَعَ ذَلِك لحم اللّثة فقد جمع جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ اللّثة والأسنان وَهُوَ أسهلها كلهَا اسْتِعْمَالا. وَقد ظن قوم أَنه يُرْخِي اللّثة وَلَا يفعل ذَلِك بل يشده لِأَنَّهُ مجفف فِي الثَّانِيَة مَعَه حراقة وجلاء قوي وَالْملح وَالسكر أَيْضا يذهب مَذْهَب الْعَسَل وَهُوَ بخشونته يَأْكُل وسخ الْأَسْنَان ويجلوها وَإِن سحق الطبرزد مِنْهُ خَاصَّة وخلط بالعسل كَانَ مِنْهُ سنُون يجلو الْأَسْنَان ويقبضها ويملّسها وينقي اللّثة ويشدها. تشريح الْعِظَام قَالَ جالينوس إِن الْأَسْنَان من بَين سَائِر الْعِظَام يحس حسّاً بيّناً وَذَلِكَ لِأَنَّهَا تقبل عصباً ليّناً من الدِّمَاغ. من مسَائِل ابْن ماسويه قَالَ الْملح نَافِع للضرس جدا لِأَنَّهُ مضاد للحموصة الَّتِي أضرت. تياذوق مثقالان حنظل أَرْبَعَة مَثَاقِيل حرمل يغليه بخل خمر ثمَّ يتمضمض بِهِ فَإِنَّهُ جيد مجرب لوجع الْأَسْنَان وينفع مِنْهُ أَن يطْبخ الْإِذْخر والإيرسا وَجوز السرو فِي الشَّرَاب الْقوي ويمسك فِي الْفَم مَعَ المر. ابْن سرابيون للأسنان البادنجانية المسودة يُؤْخَذ سك محرق أَرْبَعَة أَوَاقٍ فلفل أَرْبَعَة دَرَاهِم حما مَا ثلثة دَرَاهِم ساذج هندي دِرْهَمَيْنِ جصّ محرق ثَمَانِيَة يسْتَعْمل فَإِنَّهُ جيد يدْفع تِلْكَ الْمَادَّة الَّتِي تعفن وَتسود للآكلة والضرس المتأكل احشه بالسك الممسك الْفَائِق فَإِنَّهُ يسكن الوجع وَيمْنَع الأكال ويطيب النكهة

لي سنُون يسكن وجع الْأَسْنَان ويطيب الْفَم يصلح للملوك سك وَمر وأبهل وسنبل وَجوز السرو وعاة قرحا يسحق ويدلك بِهِ الْأَسْنَان جيدا ويمسك فِي الْفَم فَإِنَّهُ يسكن الوجع وَيُقَوِّي وَيمْنَع الْموَاد أَن تنصب إِلَى السنّ. وَمن بليغ لوجع الْأَسْنَان طبيخ العاقرقرحا وقشور أصل الْكبر وَجوز السرو يطْبخ فِي خل بَالغ الثقافة ويتمضمض بِهِ ويمسك ب فِي الْفَم طَويلا أَو طبيخ الزراوند الطَّوِيل أَو سلخ الْحَيَّة) لِأَنَّهُ يجففّ بِقُوَّة. قَالَ وَإِذا لم ينفع شدّ اللثة وَبَقِي السنّ متحركاً فأكو أَصله وشده بسلسلة ذهب. قَالَ الضرس إِمَّا أَن يكون من الحامضة القابضة وَإِذا حدث ابْتِدَاء فَمن بلغم فِي الْمعدة حامض يعالج الْحَادِث من الأغذية بمضغ الفرقين بالجوز والفندق ودهن الغابة يمسك فِي الْفَم والشمع والعلك يمضغ. قَالَ وَمن الْأَدْوِيَة فالمسح بالزراوند الطَّوِيل وَحب الْغَار والحلتيت وَلبن الللاغية والعنصل لي هَذَا ينفع ذهَاب مَاء السن لي على مَا رَأَيْت لِجَالِينُوسَ دوء جيدا لمن أفرط عَلَيْهِ وجع الْأَسْنَان وتأذى بِهِ وأزمن وَكَانَ يتَعَاهَد لِأَنَّهُ يجفّف تجفيفاً قَوِيا ويسخن يُؤْخَذ فوتنج يَابِس وقسط وعاقرقرحا وَمر وزنجبيل وَسعد وسنبل وإبهل وميويزج. ينعم سحقه وتدلك بِهِ الْأَسْنَان دلكا جيدا طرفِي النَّهَار وَلَا يبلغ مَاءَهُ فَإِنَّهُ جيد بَالغ. يَنْبَغِي أَن يُبَادر فِي تسخينه وتكميده بصفرة بيض مسخن مَا يجفف الْأَسْنَان بِقُوَّة بِلَا حرارة أقاقيا وجلنار وشب يسكن بِهِ وقشور بيض وقرون محرقة مغسولة وَنَحْوهَا.

فلدفيون جيد للآكلة جدا أقاقياً اثْنَي عشر درهما بِالسَّوِيَّةِ نورة غير مطفية ثَمَانِيَة دَرَاهِم شب ثَمَانِيَة دَرَاهِم يَجْعَل أقراصاً بالخل وترفع للْحَاجة. لسابور مجرب فلفل عشرَة عاقرقرحا ميويزج زنجبيل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم بورق ارمني سِتَّة دَرَاهِم ينعم سحقه ويدلك بِهِ الْأَسْنَان واللّثة فَإِنَّهُ عَجِيب جدا فِي تسكين وجع الْأَسْنَان. من كتاب غَرِيب للضربان فِي الضرس بِلَا ورم حَار اسحق خردلاً وَضعه فِي أَصله فَإنَّك ترى عجبا من نَفعه إِن شَاءَ الله. الرَّابِعَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ أوجاع الْأَسْنَان الكائنة عَن مَادَّة رقيقَة تسيل إِلَيْهَا من فَوق يَنْبَغِي أَن يعالج فِي أول الْأَمر بِمَا يمْنَع لِئَلَّا ترم اللثة ويعتني باستفرغ الْبدن وتغذيته باللطيف المعتدل فَإِن حدث ورم فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الحارة الرّطبَة الَّتِي تستفرغ الْمَادَّة بِلَا لذع فَإِن لم يسكن وَحدث بِهِ سهر فَاسْتعْمل المخدرة فَإِن لم يسكن بِهِ أَيْضا فعالجها بِمَا يقْلع السَّبَب الْفَاعِل بِأَن تكسبها كبساً دَقِيقًا مثل الفلفل والعاقرقرحا والدردي ب المحرق والفريبون لي على مَا رَأَيْت الوجع فِي السّن إِمَّا إِن يكون لِأَن اللّثة وارمة يحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى الفصد وَإِلَى المائعة الَّتِي لَا تخشن وَرُبمَا كَانَ فِي الْعصبَة الَّتِي تَأتي أَسْفَل السنّ وَلم يُعْط) جالينوس عَلامَة والعلامة إِذا كَانَت فِي نفس السنّ احسّ بالوجع إِلَى طرف السنّ وَإِذا كَانَ فِي الْعصبَة أحسّ بالوجع غائراً وَفِيه شَيْء شَبيه بالضرس واشتكى مَعَه الفك فَإِذا اشْتَكَى الفك واللثة غير وارمة فَهُوَ لتمدد الْعصبَة وَيحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة القوية جدا كالمتخذ بالخل والفوتنج والعاقرقرحا هَذَا عِنْد التَّحْلِيل فِي آخر الْأَمر فَأَما فِي أول الْأَمر إِذا أردْت الْمَنْع بخل وعفص وَانْظُر حِين يوجع الْأَسْنَان هَل اللّثة وارمة أم لَا فالنوعان الْآخرَانِ فعلاجهما وَاحِد فَإِذا نظرت فِي ذَلِك فَانْظُر فَإِن كَانَ دَلَائِل ورم فِي أصل الْأَسْنَان أَو فِي اللّثة فَخذ فِي الْمَانِعَة أما الَّذِي فِي اللثة فبدهن الْورْد المفتّر والمصطكي وَأما الَّذِي فِي أصل السنّ فبالعفص والخل وَبعد ذَلِك بالمحللة أما الأول فبالشراب المسخن وَأما الثَّانِي فَخَل وفوتنج وعاقرقرحا وَإِن كَانَ الوجع من أخلاط غَلِيظَة أَو ريَاح نافخة فالتكميد والترياق والجوع الإسهال. دَوَاء مِنْهُ للوجع المبرح أفيون وَمر وفلفل ويعجن بِعَسَل ويطلي بِهِ السنّ الوجع يُؤْخَذ مِنْهُ فِي الْفَم. للَّذي يوجعه إِذا شرب الْبَارِد يكمد بصفرة الْبيض حارة جدا ويغيرها من الطَّعَام الْحَار فَإِن سكن وإلاّ أدلك بايارج فيقرا فَإِن سكن وَإِلَّا أدلك بالترياق.

ابْن طلاوس قَالَ إِذا اشْتَدَّ الوجع فَاسق العليل فلونيا وَيَأْخُذ مِنْهُ فِي فِيهِ لينام فَإِنَّهُ ينَام وينضج الوجع ويسكن لي انْظُر إِذا ألم السن إِلَى اللّثة فَإِن كَانَ هُنَاكَ ورم فافصده وأسهله ومضمضه بأَشْيَاء يسيرَة الْقَبْض مَعَ مرخية كدهن الْورْد وَالْخلاف وألصق عَلَيْهِ وردا وعدساً وطباشرياً وبزر الْورْد وكافوراً وَلَا تسْتَعْمل جلاء القوية الْقَبْض والحدّة الْبَتَّةَ فَإِن اشْتَدَّ الوجع فمضمضه بِالْمَاءِ الْحَار وكمّد اللحى فَإِن اشْتَدَّ فأعطه قدر دانقين أفيوناً لينام فَإِنَّهُ يصبح وَقد سكن لِأَن الورم ينضج وَإِن كَانَ الوجع بِلَا ورم فَعَلَيْك بالخل الَّذِي قسطبخ فِيهِ الْأَشْيَاء الحرّيفة ثمَّ بِالْمَسْحِ بالفلفل وَنَحْوه وَيتْرك الْغذَاء الْبَتَّةَ إِلَى أَن يسكن وَيشْرب شرباً صرفا قَلِيلا وَيكثر الغرغرة ثمَّ الدَّلْك بالفلفل والأيارج. قَالَ وينفع من ورم اللّثة أَن يلفّ صوفة على ميل وتغمسه فِي زَيْت مسخّن وتضعه على اللّثة فَإِنَّهُ يسكن الوجع وَنَفس الورم سَرِيعا ب وَهُوَ عَجِيب جدا. يُوسُف الساهر قَالَ إِذا لم ينجح فِي الضرس دَوَاء وَاشْتَدَّ الوجع فَخذ زيتاً فاغل فِيهِ مرزنجوش وحرمل ثمَّ احم مسلتين معرقفتي الرَّأْس وأغمسهما وَهِي حارة فِي ذَلِك الزَّيْت وادخل أَحدهمَا الْفَم وَضعهَا على الضرس حَتَّى يبرد فَإِذا بردت فضع الْأُخْرَى حَتَّى تكويه سِتّ كيّات) فِي سِتّ مَرَّات فَإِن الوجع يسكن سكوناً عجيباً لي لوجع الْأَسْنَان يسكن من سَاعَته كبيكج أُصُوله وورقه خربق أَبيض ميويزج شيطرج عاقرقرحا فلفل كندش سك سعد سنبل زراوند طَوِيل إِذْ خر شَحم الحنظل أصل الْكبر ينعم سحقه ويلصق بأصول الْأَسْنَان الوجعة فَقَط ويتحفظ لَا ينزل مِنْهُ شَيْء إِلَى الْبَطن ويبزق مَاءَهُ ويلصق مَرَّات كَثِيرَة فَإِنَّهُ يسكّن الوجع الْبَارِد الغليظ والأجود أَن يتمضمض كل مرّة بعده بخل فايق قد طبخ فِيهِ عاقرقرحا وشيطرج وَهَذَا العلاج يسكّن الوجع علاجاً وَلكنه يفتّت السنّ وَذَلِكَ أَنه بَالغ فِي التجفيف. دهن نَافِع لورم اللثّة يُؤْخَذ دهن ورد فينقع فِيهِ أَو يغلي سنيل وَورد يَابِس ومصطكي ويتمضمض بِهِ. مضمضة لوجع الْأَسْنَان عَجِيب يُؤْخَذ خربق أَبيض وكندش وعاقرقرحا وشيطرج هندي يطْبخ بالخل ويمسك فِي الْفَم مَرَّات. ح مُفْرَدَات القطران يسكّن وجع الضرس الْمَأْكُول إِذا قطر فِيهِ وينقيه كُله وَيَرْمِي بِهِ

لي امسح الضرس الوجع من الْبرد بالقطران المسحن مَرَّات فَإِنَّهُ يسكن الوجع سَرِيعا أَو بدهن الْخَرْدَل. ح قَالَ لَيْسَ شَيْء من الْأَدْوِيَة يجفف تجفيف الدارصيني وَلَا مَا هُوَ مِنْهَا فِي غَايَة الْحَرَارَة على أَن الدارصيني لَيْسَ بقوى الإسخان لي هَذَا جيد لوجع الأضراس جدا يدلك بهَا أَو مضغ ويعصر عَلَيْهَا. ح قَالَ أصل الباداورد وأصل الشكاع ينفع مَتى طبخ بِالْمَاءِ ويمضمض بِهِ لوجع الْأَسْنَان الزراوند المدحرج ينقى الْأَسْنَان الوسخة ويسكن الوجع الْحَادِث مِنْهَا من ريح غَلِيظَة وخلط غليظ أصل لِسَان الْحمل يمضغ أَو يطْبخ بِمَاء ويتمضمض بِهِ أوجع الْأَسْنَان جيد لي هَذَا اسفاراغس قَالَ أَصْلهَا وبزرها يشفى من وجع الْأَسْنَان لِأَنَّهُ يجفّف بِقُوَّة من غير أَن يسخّن وَهَذَا هُوَ أَكثر شَيْء يحْتَاج إِلَيْهِ الْأَسْنَان خَاصَّة الكنبيكج أَصله وورقه إِذا جفّف وعولج بِهِ الْأَسْنَان سكّن وجعها مَعَ أَنه ينقيّها لِأَنَّهُ يجفّف تجفيفاً قَوِيا. ح دهن المصطكي ودهن حَيَّة ودهن الْحبَّة الخضار ب ودهن الْإِذْخر كل وَاحِد مِنْهَا يلين ويحلّل مَعَ قبض قَلِيل لي فَهِيَ لذَلِك نافعة من ورم اللثّة جدا لي قشر أصل الْكبر يجلب بلغماً كثيرا فَهُوَ لذَلِك نَافِع لوجع الْأَسْنَان إِذا مضغ أَو تغرغر بطبيخه يطْبخ مرّة بخل وَمرَّة بشراب وَمرَّة يمضغ وَحده على حسب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ.) القطران أَن قطّر مِنْهُ فِي الضرس الْمَأْكُول سكّن الوجع وَقت الضرس لي إِذا احتجت أَن تقلع ضرساً مَأْكُولا فاحشه بِهَذِهِ الَّتِي تفتّت وَالَّتِي تقلع مَرَّات حَتَّى يتفتّت. عصارة التوث وربّه جيد لأوجاع اللّثة لِأَنَّهُ يقبض باعتدال. لحا شَجَرَة الدلب يبلغ من تجفيفه أَن تشفى وجع الْأَسْنَان إِذا طبخ بخل ويمضمض بِهِ أصل العاقرقرحا يسكّن وجع الْأَسْنَان الْحَادِث عَن برد إِذا طبخ. أصل اليتوعات إِذْ طبخ بخل وَأمْسك فِي الْفَم شفي وجع الْأَسْنَان فَأَما لَبنهَا فَإِنَّهُ يقطر فِي السّن المتأكل فيشفيه وينقّيه. الْعُرُوق الصفر نافعة جدا لوجع الْأَسْنَان إِذا مضغت السّمن إِذا سخّن قَلِيلا ودلك بِهِ اللّثة مَرَّات سهل نَبَات الْأَسْنَان من الصَّبِي وَكَانَ نَافِعًا جدا للورم فِي اللّثة اللَّبن الْحَار إِذا تمضمض بِهِ مَرَّات شفي أورام اللثّة السّمن ينضج جَمِيع الأورام فِي الْفَم إِذا كَانَ قد انْقَطع

السيلان إِلَيْهَا ويسكن أوجاعها دماغ الأرنب إِذا شوي وَأكل نفع الصّبيان فِي خُرُوج أسنانهم بِمَنْزِلَة مَا يفعل السّمن وَالْعَسَل. ح قشور الصنوبر إِذا طبخ بخل بعد أَن يدق ويمضمض بِهِ وَهُوَ حَار سكّن وجع الْأَسْنَان القفر إِذا سخن وَوضع مِنْهُ على الضرس الوجع سكّن وَجَعه طبيخ قشور التوث والقطران إِذا قطّر مسخّناً فِي السّن المأكولة نفع من وجع الْأَسْنَان وتفّتت السنّ الْمَأْكُول. أصل الحمّاض أَن طبخ بشراب يسكّن الوجع طبيخ الهليون أَو طبيخ بزره يسكن وجع الْأَسْنَان إِذا تمضمض بِهِ. د الثوم إِذا طبخ مَعَ الكندر وخشب الصنوبر الدسم وَأمْسك فِي الْفَم مِنْهُ خفف وجع الْأَسْنَان. د الْكبر أَن طبخ ثمره بخل وَأمْسك فِي الْفَم سكن وجع ب الْأَسْنَان شيطرج أَن علق الطري مِنْهُ فِي عنق من يشتكي سنّه سكن الدرد. حرمل أَن مضغ سكن وجع الْأَسْنَان لَا يعدله فِي ذَلِك شَيْء طبيخ الصعتر يبرىء وجع الشونيز إِذا طبخ بالخل مَعَ خشب الصنوبر الدسم وَأمْسك فِي الْفَم أبرء وجع الْأَسْنَان لي أرى أَنه لَا شَيْء أبلغ لقلع الْأَسْنَان من الْخلّ وَلَا أَشد تحريكاً لَهَا مِنْهُ فليطلي بدردي الْخلّ الحلتيت يوضع فِي أكال الْأَسْنَان فيسكّن وَجَعه ويخلط بالكندر ويلطّخ على خرقَة وَيُوضَع على الْأَسْنَان الوجعة فيسكّن ويطبخ مَعَه الصعتر فينتفع والأنجدان وورق هَذِه الشَّجَرَة يفعل ذَلِك أصل) الخطمى إِذا طبخ بالخل وَأمْسك فِي الْفَم سكّن وجع الْأَسْنَان. اريباسيوس قَالَ إِذا أحسست أَن أَسْنَان الصَّبِي تخرج فَقدم وأطل لثته كل يَوْم مَرَّات بالزبد فَإِنَّهَا تخرج بِلَا وجع وخاصة إِن كَانَ مَعَ عسل. مسيح الكزمازج نَافِع من تَأْكُل الْأَسْنَان. الْيَهُودِيّ قَالَ يطلي لثة الصَّبِي كل يَوْم بالزبد ويمر عَلَيْهِ شعير كَأَنَّهُ يحلّل فَإِنَّهُ يسهل نَبَاته. الفلاحة الكرنب أَن أطْعم الصَّبِي سهل نَبَات أَسْنَانه.

الْيَهُودِيّ خاصية الكراث فَسَاد الْأَسْنَان واللثّة. الدِّمَشْقِي ومسيح المر يمْنَع تأكّل الْأَسْنَان إِذا دلك أَو حشي فِيهَا وَذَلِكَ أَنه بَالغ التجفيف مَعَ قَلِيل اسخان فاعتمد عَلَيْهِ الخوز قَالَت الفوفل الْيَابِس جيد للأسنان. الخوز السندروس لَا يعدله شَيْء فِي النَّفْع من وجع الْأَسْنَان تانبول شَيْء يمضغه الْهِنْد يُقَوي ابْن ماسويه إِن دلك السّن الْأَلَم بالثوم سكّنه من سَاعَته إِن كَانَ من برد لي دَاء يسكن وجع الْأَسْنَان جندبادستر فلفل حلتيت عاقرقرحا زنجبيل خَرْدَل زريوند يعجن بِعَسَل الزنجبيل ويدلك بِهِ عِنْد الْحَاجة السنّ واللثّة الوجعة مرّات. الثَّالِثَة من الأخلاط قَالَ قد يعرض لنا الضرس مَتى رَأينَا إنْسَانا يَأْكُل الْأَشْيَاء المضرّسة. لوجع الْأَسْنَان الَّذِي من ورم اللّثة يُؤْخَذ نَبِيذ زبيب عَتيق ودهن ورد خام ويطبخ ويمسك ذَلِك الدّهن فِي الْفَم فَإِنَّهُ عَجِيب لي كَانَ بِرَجُل وجع شَدِيد فكّمدت لحيته تكميداً متداركاً حَتَّى احمّر ثمَّ قطرت زيتاً مسخّناً على سنّه وامرته أَن يعّض على شَيْء حَار وسط خبز حَار حِين خرج من التنّور فورم لحيته وسكّن الوجع

وَآخر ضمدت لحيته ببزر كتَّان وحلبة وشبت وخطمى وبابونج وَرُبمَا مرخته بِزَيْت والجندبادستر والفرفيون ودلكت أصل السّن بِهِ. الَّتِي تسهل قلع السن عاقرقرحا حنظل شبرم مازريون بورق ضفادع عروق قشر التوت زرنيخ أصفر قشرالكبر بزر الأنجرة بلنجاشف مقل حلتيت. على مَا فِي الميامر قَالَ إِذا اشْتَكَى إِلَيّ إِنْسَان وجع السّن فَانْظُر أوّلاً هَل لثّته وارمة فَإِن النَّاس لَا يفرّقون من وجع السن وورم اللثّة ووجعها فَإِذا لم يكن فِي اللثّة ورم فَحِينَئِذٍ الوجع فِي السنّ نَفسه قَالَ وَأكْثر مَا يكون من فضل غذاءها وَيحْتَاج إِلَى مَا يحلل بِقُوَّة قَوِيَّة وَإِلَى الْجُوع وَلِأَن غذَاء الْأَسْنَان والعصب لزج بَارِد صَار ينفع مِنْهُ الحارة اللطيفة الْمُقطعَة فجملة أَمر السنّ أَنه) مَتى لم يكن من قبل اللّثة فَأذن يَنْبَغِي أَن يعالج بالقوية الإسحان والتقطع خَاصَّة بِالَّتِي تجتذب البلغم كشحم الحنظل والقنطوريون والخربق الْأَبْيَض وَنَحْوه لَكِن يَبْغِي أَن لَا تبلع والأسنان تتحرك إمّا لسعة الأواري أَو لِأَن الْعصبَة الْمُتَّصِلَة بهَا ترطب فتسترخي وعلاجها الْقَبْض إلاّ أَن الآخر يحْتَاج إِلَى مَا يسخن مَعَ ذَلِك. قَالَ الْأَسْنَان فِي نَفسهَا تتوجع من شرب المَاء الْبَارِد والثلج والأغذية الْبَارِدَة فَيكون سَبَب وجعها سوء مزاج بَارِد بِلَا مادّة وَحِينَئِذٍ يحْتَاج إِلَى أَن يسخن بِمَاء يكمد ويدلك ويمسك فِي الْفَم وَرُبمَا كَانَ من سوء مزاج بَارِد مَعَ مَادَّة تنحدر من الرَّأْس وَإِمَّا من جَمِيع الْبدن وَحِينَئِذٍ يحْتَاج إِلَى مَا يحلل ب مَا صَار إِلَيْهَا من المضوغات وَنَحْوهَا الحارة بعد تنقية الْبدن أَو الرَّأْس والأجود أَن تسْتَعْمل المضوغات المحلّلة والتكميد والدلك بعد جمع الْأَمريْنِ. مسيح قَالَ الطَّعَام الحارّ جدا والبارد جدّاً ردي للأسنان وشره أَن يعاقبا. قَالَ احش المثقوب بالمر مَعَ المصطكي والميعة وَإِذا لم يكن ورم فِي اللثّة وَكَانَ وجع السّن مُؤْذِيًا جدّاً فَاسْتعْمل الحارة جدا كالفلفل والفرفيون وكمّد خَارِجا بالملح ويحشى فِي المتأكل الوجع الحلتيت فَإِنَّهُ يسكن من سَاعَته. فلدفيون عَجِيب قَالَ صبّ رطلين خل فِي فخار جَدِيد وَيُوضَع فِي تنّور لَيْلَة مغطى الرَّأْس ثمَّ افتحه إِذا برد وَخذ زرنيخاً أَحْمَر ونورة جزءين فاعجنه بذلك الْخلّ وَعند الْحَاجة يدلك بِهِ فَإِنَّهُ يصلب اللثّة جدا وَيَكْفِي فِي السّنة ثَلَاث مَرَّات ويتمضمض بعده بخل عسل إِن شَاءَ الله. وَمِمَّا ينفع الْحفر أَن يدهن الْأَسْنَان عِنْد النّوم ويحذر كلما يخشنها لي اسْتعْمل للجلاء القلي فَإِنَّهُ يجلو ويلين ونملس مَعَ ذَلِك.

تجربة لي للوجع فِي السّن عفص شب نوشادر عاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ يعجن بقطران وَيرْفَع ويدلك بِهِ السن عِنْد الوجع ويحشى فِي أكالة. وَأَيْضًا عَجِيب مجرب يحمل مِنْهُ إِلَى الْبلدَانِ لجودته لب نوي الخوخ وَمثل نصفه فلفل يعدن بقطران ويدلك بِهِ السن أَو يحشى فِي أكالة يوضع عَلَيْهِ بقطنة ويعض عَلَيْهِ. الطبيعيات لبن التوث يعجن بِهِ كندر يقْلع الضرس أَن ألصق عَلَيْهِ فِي سَاعَة. سنُون عَجِيب يُؤْخَذ كشك الشّعير فيرضّ ويلتّ بِعَسَل وقطران يسير شَامي وَيجْعَل قرصاً ويلفّ فِي قرطاس وَيجْعَل فِي تنور على آجرة فَإِذا اسودّ لَونه أخرج وَتحل ثمَّ تضم قشار الْعود) وجلنار وقشور رمان وَسعد وملح من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم ويستنّ وَهَكَذَا يحرق الشّعير. جبرئيل بن بختيشوع يشدّد ويجلو ويطيب دَقِيق شعير وملح عجين بِالسَّوِيَّةِ يلت بِعَسَل ويعجن بمطبوخ ريحاني وقطران شَامي ويخبز فِي تنور على آجرة حَتَّى يحرق ويسحق ويلقى عَلَيْهِ وزن عشْرين درهما كزبازك وَسعد وفوفل أَرْبَعَة أَرْبَعَة دَرَاهِم زنجبيل أَرْبَعَة دَرَاهِم وَيسْتَعْمل ويسكّن الضرس الْمَأْكُول أَن يحشوه بأفيون ب أَو فلونيا. قَالَ ديسقوريدوس أَن قرن الإيل إِذا طبخ بخل وتمضمض بِهِ سكّن وجع الضرس والمحرق مِنْهُ يجلو الْأَسْنَان وعصر أَنا غلس إِذا قطر فِي المنخر الْمُخَالف للوجع سكّن الوجع والحلتيت يوضع فِي أكال الْأَسْنَان فيسكّن وجعها ويخلط أَيْضا بالكندر ويلطخ على خرقَة وَيُوضَع على السنّ الوجع فسكّن وَجَعه ويطبخ مَعَه الزوفا والتين بخل ممزوج بِمَاء ويتمضمض بذلك الطبيخ فيفعل ذَلِك. طبيخ أصل الباداورد جيد لوجع الْأَسْنَان إِذا تمضمض بِهِ. د قَالَ جالينوس إِنَّه ينفع من وجع الْأَسْنَان إِذا تمضمض بِهِ. د قَالَ جالينوس إِنَّه ينفع من وجع الْأَسْنَان إِذا تمضمض بطبيخه طبيخ البنج أَو بزر البنج بخل ينفع إِذا تمضمض بِهِ من وجع الْأَسْنَان وطبيخ أصل البوصين إِذا أمسك فِي الْفَم يسكّن وجع الْأَسْنَان والجاوشير إِذا جعل فِي أكال الْأَسْنَان سكّن وجع الْأَسْنَان قشور الدلب إِذا طبخ بخل وتمضمض بِهِ نفع وجع الْأَسْنَان. ح طبيخ أصل الهليون إِذا تمضمض بِهِ نفع من وجع الْأَسْنَان. وجالينوس قَالَ بزر الهليون وَأَصله يبريء وجع الْأَسْنَان لِأَنَّهُمَا يجففان من غير اسخان

وَهَذَا أَكثر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ خَاصَّة دهن الْورْد يتمضمض بِهِ لوجع الْأَسْنَان وزيت الأنفاق يُقَوي الْأَسْنَان إِذا أمسك فِي الْفَم وصمغ الزَّيْتُون الْبري الَّذِي يلذع اللِّسَان شَدِيدا إِذا جعل فِي أكال الْأَسْنَان سكّن وَجَعه وطبيخ الزوفا بخل أَن تمضمض بِهِ سكّن وجع الْأَسْنَان. د. الزاج الْأَحْمَر الْمُسَمّى سوري يبريء وجع الأضراس المتأكلة إِذا جعل فِي الأكال وَإِن أخر مَا فِي الحنظلة ومليت بخل وطبخت على رماد حَار وتمضمض بِهِ وَافق وجع الْأَسْنَان وَإِن تمضمض بطبيخ سلخ الْحَيَّة بشراب نفع من وجع الْأَسْنَان. بولس قَالَ سلخ الْحَيَّة مجفف غَايَة التجفيف وَلذَلِك إِن طبخ بالخل وتمضمض بِهِ اذْهَبْ لوجع الْأَسْنَان طبيخ أصُول الخطمى بشراب أَن تمضمض بِهِ نفع من وجع الْأَسْنَان أصل اليتوع إِذا) طبخ بالخل ويمضمض بِهِ سكّن وجع الْأَسْنَان وَلَا سيّما المتأكلة وَلبن اليتوع لِأَنَّهُ أقوى يَجْعَل فِي الأكال نَفسه ويشد فَوْقه بموم لِئَلَّا يُصِيب اللثة لِأَنَّهُ يقرح من سَاعَته وَيَنْبَغِي أَن يَجْعَل حول السنّ شمع ثمَّ يقطر ويحترز مِنْهُ أصل الكرفس الْبري إِن علق فِي الرَّقَبَة سكّن وجع الْأَسْنَان لكنه يفتتها لِأَنَّهُ يجففها تجفيفاً قَوِيا. جالينوس بزر الكارث إِذا عجن بالطران بعد سحقه ويحرث مِنْهَا الأضراس الَّتِي فِيهِ الديدان د ثَمَر الْكبر وقشور أُصُوله إِذا طبخ بالخل وتمضمض بِهِ سكّن وجع الْأَسْنَان. قَالَ وَإِن عضّ بالسنّ الْأَلَم على أصل الْكبر الرطب نفع. د جالينوس قَالَ قشور أصل الْكبر ينفع من وجع الْأَسْنَان إِذا تمضمض بطبيخه مرّة بخل ومرّة بشراب ومرّة يعضّ عَلَيْهِ فَقَط على قدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. إِن طبخ لِسَان الْحمل ومضمض بِهِ أَو مضغ الأَصْل نَفسه سكّن وجع الْأَسْنَان. د لِسَان الْحمل قَالَ جالينوس يسْتَعْمل فِي مداواة جَمِيع وجع الْأَسْنَان وَيُعْطِي صَاحب الوجع فِي السّن أَصله لمضغه ويطبخ الأَصْل أَيْضا بِالْمَاءِ وَيُعْطِي ذَلِك ليتمضمض بِهِ والميويزج إِذا طبخ بالخل ويمضمض بطبيخه.

روفس السندروس قَالَ لَا يعدله شَيْء فِي النَّفْع من وجع الْأَسْنَان وطبيخ أصل السوس الْبري إِذا تمضمض بِهِ سكّن وجع الْأَسْنَان لِأَن هَذَا الأص قَابض مُحَلل مَعًا. جالينوس وصمغ سماق الدباغين يَجْعَل فِي أكال الْأَسْنَان فيسكّن وجعها. دَوَاء خل العفص إِذا وضع فِي الْأَسْنَان المأكولة سكّن وجعها وعروق الصباغين مَتى مضغت نافعة من وجع الْأَسْنَان جدا. جالينوس كبد سَام أبرص إِذا وضع فِي الْأَسْنَان المأكولة سكّن وجعها. د قَالَ جالينوس قرنة محرقة كَذَلِك يسكّن وجع الْأَسْنَان الْحَادِث عاقرقرحا الْبرد. د إِن طبخ قشور الكاكنج المنوم وَأمْسك طبيخه فِي الْفَم سكّن وجع الْأَسْنَان. د قشور الصنوبر إِن أغلي بالخل وتمضمض بِهِ أبرء وجع الْأَسْنَان. بولس القفر إِذا وضع فِي السّ الوجع سّكنه. د طبيخ قثاء الْحمار بخل جيد لوجع الْأَسْنَان إِذا تمضمض بِهِ. د القنة إِن وضع مِنْهَا على السّن الوجع إِذا دخل فِي أكاله سكّن والقطران إِذا جعل فِي أكال الْأَسْنَان الوجعة فتّت السّن. د وَإِن تمضمض بِهِ مَعَ الْخلّ سكّن وَجَعه أَيْضا.) د أصُول اليشطرج إِن علقته فِي عنق من يشتكي أَسْنَانه يظّن بإنه يسكّن الوجع. د الشونيز إِن طبخ بالخل مَعَ شب مَعَ خشب الصنوبر الدسم وتمضمض بِهِ حاراً سكّن وجع الْأَسْنَان.

د ورق التوث إِن أنعم دقه وطبخ بالخل وتمضمض بِهِ حاراً سكّن وجع الْأَسْنَان. د وَكَذَلِكَ إِن طبخ خشبه بعد أَن يشقّق صغَارًا طبيخ شجر التوث وورقه نَافِع لوجع الْأَسْنَان ودمعة التوث تصلح لوجع الْأَسْنَان ب د لبن التِّين إِذا جعل فِي أكال الْأَسْنَان سكّن وجعها. د إِن طبخ الثوم وخشب الصنوبر وكندر وَأمْسك طبيخه فِي الْفَم نفع وجع الْأَسْنَان. د أصل الخطمى إِذا طبخ بخل وتمضمض بِهِ سكّن وجع الْأَسْنَان. د إِن طبخت الخراطين بالزيت وقطّر فِي الْأذن الْمُخَالف للسّن الوجع أبرءه. د الْخلّ حميد فِي جَمِيع أوجاع الْأَسْنَان وَإِن كَانَ الوجع بَارِدًا فليسخّن ويتمضمض بِهِ. ابْن ماسويه عصارة أصل الْخُنْثَى إِذا قطر فِي الْأذن الْمُخَالف للسّن الوجع يسكّن الوجع. د الخربق الْأسود إِذا طبخ بالخل وتمضمض بِهِ سكّن وجع الْأَسْنَان. قَالَ جالينوس الخربقين كِلَاهُمَا تفعلان ذَلِك. قَالَ إنَّهُمَا ينفعان الْأَسْنَان لشدّة تجفيفهم وإسخانهما. ابْن ماسويه مِمَّا ينفع من تأكّل الأضراس أَن يوضع فِي الْموضع الْمَأْكُول قطران مَعَ جَوف العفص وبزر الكراث بعد سحقه ودقّه وعجنه بالقطران يفعل مثل ذَلِك الحلتيت. إِسْحَاق إِذا تأكّل الضرس فاسحق الشونيز بخل ثَقِيف واحش بِهِ أكاله وَإِن كَانَ وَجَعه من برد فامضغ عَلَيْهِ العاقرقرحا والميويزج ويمضمض بسكنجبين أَو مَاء عسل قد طبخ فِيهِ زوفا وفوتنج بري وَإِن كَانَ من حرّ فماء الْورْد وَمَاء السماق والخل مُوَافق لَهُ وَإِن كَانَ يجد فِي الْأَسْنَان بردا شَدِيدا فليجعل عَلَيْهِ ورق الْغَار وحبه مسحوقين بِالسَّوِيَّةِ. من تذكرة عَبدُوس لوجع الْأَسْنَان يطْبخ الخربق الْأسود بخل ويتمضمض بِهِ أَو البنطافلن أَو ميويزج يطْبخ بخل ويمسك فِي الْفَم أَو ورق الدلب أَو ورق الْغَار يطْبخ بخل أَو عفص ويمسك فِي الْفَم. من التَّذْكِرَة للأسنان المتأكلة والوجع مِنْهَا يذاب زرنيخ أَحْمَر بِزَيْت يغلي فِيهِ ويقطّر فِي الشَّافِعِي الأكمال نَافِع جدا. قَالَ جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء جندبادستر وأفيون يَجْعَل شيافاً بشراب حُلْو ميفختج ويقطّر فِي) الْأَسْنَان المأكولة ويقطّر فِي الْأذن الَّذِي من جَانِبه فَإِنَّهُ يسكّن وجع العليل. الْعِلَل والأعراض قَالَ قد يعرض للأسنان أَن ينكسر بِغَلَبَة اليبس على الْجَسَد.

أبيذيميا قَالَ وجع الْأَسْنَان إِمَّا من ورم أَو لتأكّل أَو من حرّ شَدِيد وَرُبمَا حدث من فضلَة تنصب إِلَيْهَا من الرَّأْس. الْأَسْنَان المتأكلّة يَنْبَغِي أَن تعالج مُنْذُ أوّل وجعها بِدفع الْمَادَّة عَنْهَا فَإِذا جعلت فِيهَا فالأشياء الحارّة الرّطبَة وَإِن أزمن الوجع جدا وَطَالَ فليحشى بعده بالفلفل المسحوق وَلَا يعنف الحشو لِأَنَّهُ يوجع ويضرّه وَإِن أفرط الوجع فِي حَال ب فليحشى بالمخدّرة. روفس إِلَى الْعَوام قَالَ إِذا تحرّك الضرس والسّن الوجع فاقلعه بِرِفْق جدا واتّق قلع مَا لَا يتحرّك فَإِنَّهُ رُبمَا عرض مِنْهُ أَن ينْكَشف اللَّحْم ويعفن ويهيج مِنْهُ وجع شَدِيد جدا وَرُبمَا عرض مِنْهُ وجع الْعين ويولّد الْقَيْح وَالْحمار وينفع من وجع السّن أَن يَجْعَل عَلَيْهِ شب يماني ويكبّس السّن عَلَيْهِ فَإِذا انحلّ جعل غَيره وَإِن أردْت أَن لَا ينْحل سَرِيعا فلفّ عَلَيْهِ خرقَة رقيقَة وينفعهم طبيخ الكراث بالخل أَو طبيخ ورق الجعدة أَو طبيخ خشب الصنوبر الدسم مَوضِع العقد أَو طبيخ الميويزج بشراب أَو طبيخ أصل الآس بخل أَو ورق اللاعبة والعاقرقرحا أَو الفوتنج يتضمد بِهَذِهِ سحنته أَو يَجْعَل على الْأَسْنَان صمغ العوفا دائر مَعَ السداب أَو الجاوشير أَو الحلتيت يخلط بِشَيْء يسير من الفلفل وألزق الشمع وَيجْعَل فِيهِ أَو عَلَيْهِ أَو يَجْعَل فِيهِ قنة فَأَما المتأكلة فَاجْعَلْ فِيهَا شَيْئا مِمَّا ذكرنَا أَو اجْعَل فِيهَا لبن التِّين أَو أفيوناً وقنّة أَو زرنيخاً مَعَ موم أَو زبيب الْجَبَل أَو الفلفل وصمغ وموم ويهيأ وَلبن اليتوع مَعَ قطران وتخوف عَلَيْهِ من القطران الْكسر وَاحْذَرْ أَن ينكسر فَإِنَّهُ يعظم ضَرَره ووجعه. دَوَاء مجرب يُؤْخَذ شب وَعسل فيطبخ فِي إِنَاء نُحَاس ويقطّر مِنْهُ فِي السّن الْمَأْكُول وَهُوَ مسخّن أَو احشه بعلك البطم أَو يُؤْخَذ ورق القوقور وَهُوَ النبوت وورق الزَّيْتُون فيعجنان بصمغ البطم وَيجْعَل فِيهِ فَإِن مجرب. بختيشوع قَالَ يَجْعَل فِي الأكال حلتيت يسكّن من سَاعَته وَيجْعَل فِيهِ موم لِئَلَّا ينْحل وَكَذَلِكَ الجاوشير. الميامر قَالَ جالينوس إِن السّن يألم فِي نَفسه وَيَجِيء إِلَى أصل كل سنّ عصبَة فَتلك الْعصبَة تألم وَإِنَّمَا يسكن الوجع إِذا قلع السّن لِأَنَّهُ لَا يعرض لَهَا بعد ذَلِك تمدد لِأَنَّهَا قد استرخت من) الرَّبْط والعظم الَّذِي بِسَبَبِهِ كَانَت تتمدد قد صَار لَهَا مَوضِع ينفذ مِنْهُ مَا يتحلّل وَصَارَ الدَّوَاء يُمكن يلقاها مماسة وكما إِنَّه يحضّر لون السّن كلّه حَتَّى يصير كالبادنجان كَذَلِك لَيْسَ بعجيب أَن يعرض لَهَا شَبيه بالورم قَالَ وَمِمَّا يعرف بِهِ ذَلِك تموها فَإِن السّن الَّذِي يقْلع قد يَعْلُو السّن الَّذِي يُقَابله. قَالَ وحركة الْأَسْنَان الطبيعية تعرض من أَنَّهَا تهزل فتتّسع مراكزها وَلَا دَوَاء لَهُ كَمَا يعرض فِي الشيخوخة وَهَؤُلَاء إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يُقَوي لثتهم فَقَط ليقوي على حفظ الْأَسْنَان وَهَؤُلَاء إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يُقَوي لثتهم فَقَط ليقوي على حفظ الْأَسْنَان قَالَ والوجع الَّذِي هُوَ فِيهَا يشبه الفلغموني فِي سَائِر الْبدن فَإِنَّمَا يعرض للشبّان والتأكّل إِنَّمَا يكون لأخلاط ردية تنصّب إِلَيْهَا فَإِن كَانَت قَليلَة داويت نفس السّن بالأدوية المجفّفة

وَإِذا كَانَ الْخَلْط كثيرا احتجت أَن تنقي الرَّأْس وَقبل ذَلِك جملَة الْبدن فَأَما الْأَسْنَان الَّتِي تسرع الْكسر فَإِن ذَلِك لرطوبتها فقوّها بالأدوية المجفّفة وَكَذَلِكَ فالتي يخضرّ لَوْنهَا فسببه رطوبات ردية فعالجها بِمَا لَهُ تجفيف. قَالَ جالينوس إِذا كَانَ فِي الْأَسْنَان وجع من غير وجع فِي اللثة فَيمكن أَن يكون ذَلِك الوجع فِي السن نَفسه وَيُمكن أَن يكون فِي الْعصبَة الَّتِي تَأتي أَصْلهَا وَلذَلِك يحْتَاج من جنس الْأَدْوِيَة القابضة المحللة فِي أَوْقَاتهَا إِلَى القوية جدا وَلذَلِك يسْتَعْمل الْخلّ الْبَالِغ الثقافة لي لِأَن الوجع إِذا كَانَ فِي السن نَفسه فَإِنَّمَا هُوَ فِي عظم وَيَنْبَغِي أَن يكْتب من الْأَعْضَاء دَلِيلا على اخْتِيَار قُوَّة الدَّوَاء فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي الْعصبَة الَّتِي تحتهَا فَإِنَّهُ يحْتَاج أَن يغوص فِي السن واللثة حَتَّى يصل إِلَيْهَا فَيَنْبَغِي أَن يكون قَوِيا وَأعْطى لوجع الْأَسْنَان خل قد أغْلى فِيهِ عاقرقرحا أَو شَحم الحنظل يتمضمض بِهِ مرّات كَثِيرَة ويمسكه وقتا طَويلا أَو إِسْحَق شونيزاً واعجنه وضع مِنْهُ فِي السن الوجع وَعَلِيهِ وضع فِي الْمَأْكُول فلفل وبارزد وَعسل أَو حلتيت أَو شونيز أَو ثوم أَو عفص معجوناً بقطران وَإِن طَال الوجع فَاحم حَدِيدَة وَضعهَا على السن مرّات فَإِنَّهَا تصيره لَا تقبل الوجع وينفع فِي الوجع الشَّديد أَن يكمد الفك الجاورس وَالسّن الوجع بالدهن المسخّن أَو يوضع شمع على السن الوجع ويدني مِنْهُ بِالْفِعْلِ مرّات فَإِن كَانَ الوجع مبرحاً فاثقب السن بمثقب ثمَّ عالج فَإِنَّهُ لَا يتأكل أبدا وَيمْنَع أَن يوجع بتة فَإِن اشْتَدَّ دفْعَة لثبته فَاسْتعْمل بعده عسلاً أَو يغلي شونيز ثمَّ يسحق بخل ثَقِيف ويدخله فِي الأكال فَإِنَّهُ يقف وَلَا يزِيد. حنين فِي إصْلَاح الْأَسْنَان يسْتَدلّ على أَن الْأَسْنَان تقبل الفضول من أَنَّهَا تسودّ فلولا أَنَّهَا قد) قبلت ذَلِك الْفضل لما اسودّت وَالثَّانِي إِنَّه إِذا قلع الضرس من أَسْفَل طَال الْأَعْلَى الَّذِي يُقَابله وبالضد وَذَلِكَ إِنَّه فِي الْحَال الأول كَانَ مَا يُقَابله يطحنه فِي وَقت المصغ فَلَمَّا قلع الْمُقَابل لم يطحن فَيعلم من ذَلِك أَنَّهَا تنمي دَائِما فَلذَلِك لَيْسَ بمنكر أَن يعرض لَهَا الأوجاع. حنين إِذا كَانَ العليل يحسّ بالوجع فِي أصل الْأَسْنَان فَإِن قلعهَا يُخَفف عَنهُ الوجع وَذَلِكَ أَن الْعصبَة الَّتِي يجيئها يستريح من التمدد والخلط أَيْضا يتحلّل بسهولة والأدوية أَيْضا تتحلل بسهولة والأدوية أَيْضا تَلقاهُ لِقَاء مماسّة وَإِذا كَانَت الْأَسْنَان تتأكّل فَإِن كَانَ ذَلِك يَسِيرا فالأدوية القوية التجفيف يمْنَع من ذَلِك فَإِن كَانَ كثيرا فلينقى البيدن ثمَّ الرَّأْس كلّه فَإِن ذَلِك من خلط حرّيف. والأدوية الَّتِي تمنع التأكل هِيَ الزاج والعفص وَالْملح والشونيز والفلفل والزنجبيل والبورق وَنَحْوهَا من القويه التجفيف وَاسْتعْمل الْبَارِدَة فِي مَكَانَهُ والحارة فِي مَكَانَهُ فَإِن هَذِه إِن طلي بهَا أصل السن الوجع أَو حشي فِي أعاليه منع أَن يتأكل.

أطهور سفس قَالَ يُوجد فِي ذبل الذِّئْب عِظَام حادّة فلتؤخذ وتنقى وَإِن لم تكن حادة فليحدد رؤوسها بسكين فَإِذا اشْتَكَى أحد سنه شَرط بهَا مَوْضِعه حَتَّى يسيل الدَّم فَإِن وَجَعه يسكن من سَاعَته لي على مارأيت إِذا أزمن وجع السن وَلم تحتل فِيهِ الْأَدْوِيَة فَاتخذ لَهُ المكوى على هَذِه الصوة واحمه حَتَّى تلقى الشرر لشدَّة حمرته ثمَّ ضع وَاحِدًا على مَوضِع المضغ واثنين من الْجَانِبَيْنِ تكويه ثَلَاث كيات أَو خمس أَو سبع فَإِنَّهُ يسكن وَجَعه وَلَا يقبل بعد ذَلِك وَإِن استقصي عَلَيْهِ تفتت بعد كيه وَقع. الطَّبَرِيّ قَالَ يضر بالأسنان الحلو والحامض والحار والبارد المفرطين والبارد بعقب الْحَار والحار قَالَ فَإِذا اشْتَدَّ وجع الضرس متأكلاً كَانَ أَو غَيره وَلم تحتل فِيهِ الْأَدْوِيَة فاكوه بحديدة معقفة الرَّأْس دقيقه وَإِن كَانَ متأكلاً فموضع الأكال وحواليه فضع عَلَيْهِ المكوى. اهرن مَا كَانَ من الْأَسْنَان يوجع من قبل الْبرد فأدلكه بالعسل والزنجبيل وَنَحْو ذَلِك حَتَّى يسخنها وَمَا كَانَ من قبل اليبس فأدلكه بالزبد وشحم البط وَنَحْوه وَمَا كَانَ من قبل الرُّطُوبَة فغرغره بالخل وَالْملح وَمَا كَانَ من السدد فبالأدوية اللطيفة مثل الحنظل والمر والبورق وَنَحْوه لي وجع الْأَسْنَان من الْبرد هُوَ الَّذِي يُسمى ذهَاب مَاء السن ووجعه من اليبس هُوَ الضرس. من الكناش الْفَارِسِي قَالَ لوجع الضرس اجْعَل على أُصُوله مَاء الكافور فَإِنَّهُ عَجِيب. د وشراب ورق الآس وطبيخ ورق الإجاص البرّي.) وَقَالَ جالينوس قرن الأيّل المحرق يشد اللثة. وَقَالَ د العنصل يشد اللثة المسترخية. د بزر الْورْد إِذا أنعم دقه ونثر عَلَيْهِ هُوَ وفقاحه أَي زهرته الَّتِي فِي وَسطه. د الزَّيْت الأنفاق يشد اللثة إِذا أمسك فِي الْفَم. د وَالْملح الَّذِي يكبس فِيهِ الزَّيْتُون ينفع دَرَاهِم إسترخاء اللثة. د للثة الدامية المسترخية يلفّ صوف ب على ميل ويغمس فِي زَيْت الزَّيْتُون البرّي وَهُوَ حَار وَيجْعَل على اللثة إِلَى أَن يبيض مرّات لي هَذَا كيّ. د خل العنصل يشد الْأَسْنَان المتحركة. د الزاج الْأَحْمَر الْمُسَمّى سوري يشد الْأَسْنَان والأضراس المتحركة. د الحضض نَافِع من وجع اللثة.

د الحسك إِذا خلط بالعسل أبرء وجع اللثة. د زنجار الْحَدِيد يشد اللثة. د العفص الَّتِي يسيل مِنْهَا الدَّم واللوز الرطب إِذا أكل بقشوره الدَّاخِلَة شدت اللثة ودبغتها. ابْن ماسويه لبن الأتن إِذا تمضمض بِهِ يشد الْأَسْنَان واللثة. د عصارة ورق لِسَان الْحمل يصلح اللثة الدامية المسترخية إِذا تمضمض بِهِ. د المصطكي إِذا مضغ شدّ اللثة وطبيخ ورق شَجَرَة المصطكي إِذا مضغ شدّ اللثة. د المرو إِذا طبخ بشراب وتمضمض بِهِ شدّ اللثة والأسنان. د طبيخ الميويزج إِذا تمضمض بِهِ يذهب برطوبة اللثة وَالْملح إِذا تضمد بِهِ مَعَ المَاء الْبَارِد يشد اللثة. روفس الزنجار نَافِع لأورام اللثة وانتفاخها. د النطرون يخلط بالعجين ويخبز جيد لمن يعرض لَهُ إسترخاء فِي أَسْنَانه. د السندروس لَا يعدله شَيْء فِي نَفعه من تساقط اللثة. د السماق إِذا تمضمض بنقيعه شدّ اللثة والأسنان المتحركة. ابْن ماسويه السنبازج يشفي اللثة الرهلة لِأَن فِيهِ قُوَّة من قوى الْأَدْوِيَة المحرقة. د العفص إِذا ذرّ مسحوقاً على اللثة منع سيلان الْموَاد إِلَيْهَا. د مَاء الحصرم جيد للثّة الرخوة. د قرن العنز إِذا أحرق حَتَّى يبيض سكّن وجع اللثة الهايجة. بولس العليق إِن مضغ شدّ اللثة. د الصَّبْر يشد اللثة. د حَبَّة الصدف الصلب إِذا أحرق شدّ اللثة الرهلة والقلقطار والقلقديس نَافِع من أورام اللثة والقروح الخبيثة الرَّديئَة فِيهَا.

د القيسوم يقبض اللثة. د طبيخ الجلنار ينفع اللثة والأسنان المتحركة. د مَاء الرمانين بشحمهما) يشد اللثة. ابْن ماسويه الشب يشد اللثة ويمسك الْأَسْنَان إِذا خلط بالخل أَو بالعسل. ابْن ماسويه الشاهترج مقوي دَافع لوجع اللثة. د الْخلّ يشد اللثة الدامية والمتبرية من الْأَسْنَان. ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة الَّتِي تقَوِّي اللثة وتشد الْأَسْنَان السماق والورد بأقماعه وبزر الْورْد والحضض والعفص المحرق المطفي بخل خمر وفلفل وأقماع الرُّمَّان وَحب الآس النضيج وَالْملح الإندراني المقلي المطفي بخل خمر ورامك والعفص بِالسَّوِيَّةِ يدق ويلصق عَلَيْهِ ويتمضمض بعده بخل خمر وَمَاء السماق. إِسْحَاق برود يشد اللثة والأسان ب جلنار عفص حب الآس الْأَخْضَر ورد بأقماعه سماق جَفتْ بلوط يذّر على اللثة. سنُون أَبيض يشد ويطفي الْحَرَارَة عفص وبزر الْورْد وسنبل الطّيب وجوف الخزف الْأَخْضَر وملح بِالسَّوِيَّةِ يستنّ بِهِ. مَجْهُول لإسترخاء اللثة وتحرّك الْأَسْنَان آس يَابِس عفص أَخْضَر سماق منفي من حبه جلنار أصل العوسج وثمره شب ملح ورد بأقماعه ينعم سحقه ويستّن بِهِ ويتمضمض بعده بِمَاء قد أغلي فِيهِ ثمره وكسبرة بعد أَن ينقى الدَّوَاء مُدَّة طَوِيلَة. وَأَيْضًا لإسترخاء اللثة يطْبخ ورق السرو وعفص وجلنار بخل ويديم التمضمض بِهِ. للحفر زجاج وقيسور ينعم سحقه ويدلك بِهِ الْحفر وَلَا يُصِيب اللَّحْم وينفع من ورم اللثة والعمور وإسترخاء لحم اللثة وَالدَّم الَّذِي يخرج أَن يديم إمْسَاك مَاء الآس المعصور فِي فِيهِ أَو عصارة ورق الزَّيْتُون الرطب أَو اللَّبن الحامض. للحفر يسحق السبنازج ويستاك بِهِ أَيَّامًا فَإِنَّهُ يقْلع الْحفر وَاللَّحم الْمَيِّت من اللثة. اللثة إِذا حدث فِيهَا حمرَة فِيهَا كمودة إِلَى السوَاد فقد امتنحت أَن تعالج بالفلتفيون علاجاً خَفِيفا فَإِذا اسودّت أَو استرخت أَو تأكلّت فَلَا علاج إِلَّا هُوَ يدلك بِهِ دلكا شَدِيدا وَيتْرك نصف سَاعَة ثمَّ يتمضمض بالخل وَالْملح المنقعين أَيَّامًا وَهَذَا الْخلّ وَالْملح يدْفع تأكّل اللثة وَيقوم مقَام الدَّوَاء الحاد إِذا كَانَ متعفناً قَوِيا. لوجع اللثة من تذكرة عَبدُوس شب سماق جَفتْ بلوط ورد بأقماعه جلنار رامك ثَمَر الطرفا ورق الْحِنَّاء الْمَكِّيّ عود الكاذي حب الآس إهليلج كابلي محرق عفص أقاقيا يتمضمض بِهِ بِمَاء) ورد وَمَاء الآس

لفساد اللثة تدلك بالفلتفيون الَّذِي فِيهِ أقاقيا وزيت وزرنيخ ونورة مربى بالخل أسبوعاً فِي شمس حارة حَتَّى يدمي وَيتْرك حَتَّى يسيل ويدلك أَيْضا ثمَّ يتمضمض بالخل. الميامر قَالَ ينفع من وجع اللثة طبيخ أصل البنج بخل يتمضمض بِهِ وللورم فِيهَا أَو يلصق عَلَيْهَا شب وملح إندراني ربع الشب ويدعه حَتَّى يلذع ثمَّ يتمضمض بطبيخ ورق الزَّيْتُون. قَالَ فَأَما الآكلة فِي اللثة والحمرة والإنتفاخ فاغمس صوفة على رَأس ميل فِي زَيْت مغلي وَضعه عَلَيْهَا إفعل ذَلِك حَتَّى تبيضّ اللثة وتستوي وَيذْهب ذَلِك الإنتفاخ ويبيض الْموضع فَإِنَّهُ يبطل الآكلة وَترى لحم صَحِيح ينْبت من حد اللَّحْم الصَّحِيح وَاسْتعْمل بعد هَذَا السنون فَإِن نَفعه عَظِيم فِي هَذ الْموضع يُؤْخَذ من العفص أكسونافن وَمر قدر باقلاة وَيسْتَعْمل ب يَابسا. سنُون يجلو ويبيض الْأَسْنَان ويطيب رايحة الْفَم وَيمْنَع من تَأْكُل الْأَسْنَان ووجعها بورق وحر السيفا وَهُوَ السقن وَمر بالسويه يسحق وَيسْتَعْمل لي هَذَا جيد إستعمله بصدف محرق إِن لم تَجِد السقن. قَالَ إِذا عرضت القروح فِي الْمَوَاضِع الحارة الرّطبَة بِمَنْزِلَة الْفَم أسرعت العفونة والأدوية القوية الَّتِي تُوضَع فِي الْفَم تتحلل وَلذَلِك يضْطَر إِلَى الْأَدْوِيَة القوية لهاتين العليتين فيضطر الْأَمر إِلَى الْأَدْوِيَة المحرقة. قَالَ وعالج أَنْوَاع الْفساد الَّذِي فِي اللثة بالفلفيون وَوصف أدويته وَهِي الفلتقيون أَو بالكي وَإِذ كويتها فاكو إِلَى أَن ترى الرطوبات الَّتِي تسيل من القورح وَقد إنقطعت وَهَذَا فِي جَمِيع قُرُوح الْفَم وَليكن مَا قرب من الْمَوَاضِع الَّتِي تكوي مغّطاة بعجين وَنَحْوه ثمَّ اسْتعْمل لقلع آثَار الكي فَإِنَّهُ يقعله قلعاً جيّداً مَعَ خل. سنُون عَجِيب الْفِعْل جدا حَمده حنين عِنْد تجربته لَهُ من اختيارات حينن يُؤْخَذ ورد ثَلَاثَة دَرَاهِم سعد خَمْسَة دَرَاهِم اهليلج أصفر بِلَا نوى خَمْسَة عشر قرقة الدَّار صيني ثَلَاثَة شب دِرْهَمَيْنِ عاقرقرحا سَبْعَة دَرَاهِم نوشادر دَرَاهِم دَار فلفل سك دَرَاهِم دِرْهَم زعفران دَرَاهِم ملح خَمْسَة دَرَاهِم سماق الدباغة دِرْهَمَيْنِ ثَمَرَة الطرفا

ثَلَاثَة دَرَاهِم قاقلة أَرْبَعَة دَرَاهِم زرنباد سِتَّة عشر درهما جلنار أَرْبَعَة دَرَاهِم يجمع الْجَمِيع بعد السحق إِن شَاءَ الله. من كتتاب حنين فِي إصْلَاح اللثة وَاللِّسَان قَالَ يببغي لمن يُرِيد أَن تدوم سَلامَة أَسْنَانه أَن يحذر فَسَاد الطَّعَام فِي معدته والإلحاح على الْقَيْء وخاصة إِن كَانَ مَا بَقِي حامضاً فَإِن ذَلِك مُفسد) للأسنان وَإِن تقيأ فليغتسل الْأَسْنَان واللثة بعد ذَلِك بِمَا يدْفع ذَلِك الضَّرَر وَاجْتنَاب إدمان مضغ الْأَشْيَاء العلكة واليابسة فَإِن هَذِه رُبمَا كسرتها وَرُبمَا أذهبت أُصُولهَا ويحذر عَلَيْهَا الشَّيْء المفرط الْبُرُودَة وخاصة بعقب تنَاول الطَّعَام الْحَار ويحذر عَلَيْهَا أَيْضا الْأَطْعِمَة السريعة العفونة مثل الألبان والأجبان والمالح والصحناء وَإِن أكل أحسن غسلهَا مِنْهُ ويحذر مَا يبقي بَينهَا فِيهَا من الطَّعَام فَإِنَّهُ يكون سَببا للعفونة فَإِن تجتنب هَذِه تديم سلامتها إِذا كَانَت جيّدة من الأَصْل فَإِن أَحْبَبْت الإستظهار اسْتعْمل السنونات. قَالَ أَجود السنونات مَا جفف تجفيفاً متوسطاً وَلم يسخن وَلم يبرد لِأَن التجفيف مُوَافق للأسنان المتأكلة طباعها لَهُ وَكَذَلِكَ اللثة فَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى التجفيف دَائِما فَأَما الإسخان والتبريد فَلَا يحْتَاج الْأَسْنَان ب إِلَيْهِ إِلَّا عِنْد خُرُوجهَا من طباعها فَمَتَى دَانَتْ على حَال صِحَّتهَا فالسنون لَا يَنْبَغِي أَن يكون مسخناً وَلَا مبرداً فَإِذا زَالَت زيد فِي إسخانها أَو تبريدها بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَإِن كَانَ فِي اللثة فضل رُطُوبَة فزد فِي السنون مَا يحلل وَمَتى كَانَ قد نَالَ الْأَسْنَان برد من طَعَام بَارِد فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الحارة مثل الصعتر والسداب فِي المضغ والسنون. للأسنان الَّتِي قد بردت يُؤْخَذ من الأبهل وقشور أصل الْكبر والعاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ فيدلك بهَا الْأَسْنَان وَمَتى أردْت إنبات اللَّحْم فِي اللثة فاطرح فِي السنون أيرسا ودقيق الكرسنة والشعيرة وَنَحْوه فَإِن هَذِه تنْبت لحم اللثة وَمَتى كَانَت مائلة إِلَى الْحمرَة والرطوبة فَاسْتعْمل القوابض كالجلنار والعفص والشب والأمياه الْبَارِدَة والقابضة للّثة فِي أول فَسَادهَا الدَّلْك الْخَفِيف بالفلتفيون وَإِذا كثر الدَّم فِيهَا فالتحليل والدلك بعد التَّحْلِيل بالقوابض الْبَارِدَة كالورد بزره والكافور والصندل لِئَلَّا ترم وَإِذا كَانَت فَاسِدَة فيكوى مَا فسد مِنْهَا حَتَّى يسعط ثمَّ يعالج بعد ذَلِك بِمَا ينْبت اللَّحْم حَتَّى يلتأم اللثة وَيرجع إِن شَاءَ الله وَقد رَأَيْت من سقط فكّه السفلاني كُله بتة وَمَا أسْرع مَا تبدر إِلَيْهِ العفونة والنواصير إِذا كَانَت مُدَّة تَحت الضرس وَلم تبادر بقلع ذَلِك فكثيراً مَا يثقب اللحى حَتَّى يصير للناصور رَأس من الذقن بحذاء ذَلِك السن الَّذِي الْمدَّة تَحْتَهُ وبرء هَذَا الناصور بقلع ذَلِك السن أَولا ثمَّ عالجه بالدواء الحاد وَالسمن بعده وَإِذا فسد الفكّ فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا السّمن حَتَّى يسْقط أَو ينقلع مِنْهُ مَا انقلع من الطَّعَام وَإِذا كَانَ الْفساد فَوق فَإِنَّهُ يقْلع مِنْهُ عِظَام فَقَط لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يفْسد اللحى الْأَعْلَى كُله إِلَّا فِي صعوبة شَدِيدَة فَيبرأ حِينَئِذٍ من عِظَام الخد.)

3 - (جملَة مَا يسْتَعْمل فِي الْفَم من السنونات) والمضامض ترجع إِلَى سَبْعَة أَنْوَاع إِمَّا يبرد فَقَط وَلَا يقبض قبضاَ شَدِيدا مثل بزرالورد وبزر الخس والكافور والصندل والأفيون الْقَلِيل والعدس المقشر وَنَحْو ذَلِك وَهَذِه تسْتَعْمل عِنْد ابْتِدَاء حرارة. وَأما مَا يقبض قبضا قويّاً وَلَا يبرد وَلَا يسخن مثل الْعِظَام المحرقة والأكلاس والآجر وَنَحْو ذَلِك. وَأما مَا يقبض ويسخن مثل الأبهل والسرو والسعد وأخلاط الأِياء لحارة مثل الصعتر وقشر الْكبر بالسنونات القابضة. وَأما مَا يقبض بِقُوَّة ويبرد مَعَ ذَلِك مثل السماق والجلنار والعفص وأخلاط الأفيون الْقَلِيل ب. وَأما مَا يحرق ويكوي وَهُوَ يسْتَعْمل عِنْد فَسَاد اللثة والأسنان مثل الفلتفيون. وَأما مَا يجلو فَقَط مثل القيسوم والسنبازج والآجر والخزف فَجَمِيع السنونات من هَذِه الْأَجْنَاس السَّبع مَتى كَانَ الوجع فِي اللثة إِذا غمزت عَلَيْهَا أَو يحس العليل الوجع فِي اللثة فَلَا يقْلع الْأَسْنَان فِي تِلْكَ الْحَالة فَإِنَّهُ يزِيد الوجع فَأَما مَتى كَانَ فِي أصل الْأَسْنَان فَإِنَّهُ يخفبه الوجع إِذا قع وَتصل قَالَ وَيَنْبَغِي أَن يحذر السنون الْحَار والخشن لِأَنَّهُ يضر بالموضع الدَّقِيق من اللثة الَّذِي يتَّصل بالأسنان فَيكون شَيْئا لَا يبريء مِنْهُ فِي طول الْمدَّة وَمِمَّا يمْنَع من تولد الْحفر أَن يغسل الْأَسْنَان نعما بِمَا يجفف بِخرقَة ويدهن فِي الشتَاء أَو عِنْد غَلَبَة الْبرد بدهن ألبان إِذا أردْت النّوم وَأما فِي الصَّيف وَغَلَبَة الْحر فبدهن الْورْد ظَاهرهَا وباطنها. قَالَ وَأما اللثة فقد يعرض فِيهَا الوجع عِنْد الورم يحدث فِيهَا ويسكنه أَن يَأْخُذ دهن ورد خَالص مِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ مصطكي ثَلَاثَة دَرَاهِم يسحق المصطكي ويلقى فِي الدّهن ويغلي ثمَّ ترك حَتَّى يفتر ويتمضمض بِهِ وَقد يسكن هَذَا الدَّوَاء للوجع الْعَارِض من ورم سَائِر أَجزَاء الْفَم لِأَنَّهُ يدْفع الْفضل دفعا رَقِيقا من غير أَن يحس كَمَا تفعل الْأَدْوِيَة القوية الْقَبْض ويحلل أَيْضا من غير لذع وَلَا يَنْبَغِي أَيْضا أَن يسْتَعْمل فِي هَذَا الْموضع الْأَدْوِيَة القوية الْقَبْض لِأَنَّهَا تزيد فِي الوجع فيزيد لذَلِك الورم وَلَا القوية التَّحْلِيل وَذكر مَا قَالَ جالينوس فِي ذَلِك وَقد كتبناه فِي بَاب الأورام. قَالَ: ودهن الآس فِي نَحْو هَذَا الدَّوَاء وَالشرَاب الَّذِي يطْبخ فِيهِ ورد يَابِس قَالَ وَإِذا عرض فِي) اللثة بلّة استرخت فليتمضمض بطبيخ الجلنار ويلصق عَلَيْهَا مِنْهُ وَنَحْوه والتمضمض بِمَاء الزَّيْتُون المملوح يشدّ اللثة ويطرد العفونة قَالَ وَمن أبلغ مَا يعالج بِهِ اللثة الَّتِي يسيل مِنْهَا الدَّم التمضمض بِمَاء لِسَان الْحمل وَثَمَرَة الْكَرم الْبري حِين يعْقد إِذا أحرق قَلِيلا على نَار فَحم

وَترك حَتَّى يَحْتَرِق ثمَّ يسحق ويطلي على اللثة يماء لِسَان الْحمل والتمضمض بالخل. وأبلغ مَا يعالج بِهِ القروح فِي اللثة الحضض بِعَسَل يطلي عَلَيْهَا أَو بالسعتر المحرق والبورق وَالشعِير محرقة كلهَا يخلط رمادها بِعَسَل وَكَذَلِكَ الأبهل. قَالَ وَمِمَّا ينْبت لحم اللثة وَيزِيد فِيهَا الكندر والزرواند المدحرج وَدم الْأَخَوَيْنِ والأيرسا ودقيق الكرسنة وخل العنصل وَالْعَسَل ب. سنُون ينْبت اللَّحْم يُؤْخَذ من دَقِيق الْكر سنة سِتَّة عشر درهما فيعجن بِعَسَل وَيعْمل مِنْهُ قرصة وتوضع على خزف جَدِيد وتوضع على جمر حَتَّى يُقَارب الإحتراق أَو يخبز فِي تنّور ثمَّ يسحق ويخلط مَعَه دم الْأَخَوَيْنِ أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الكندر الذّكر مثله وَمن الايرسا والزراوند المدحرج من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ يسحق ويستّن بهَا ويتمضمض قبله بخل العنصل وتدلك اللثة بعْدهَا بِعَسَل. قَالَ وَمن أَحْمد مَا يعالج بِهِ اللثة والأسنان الدَّلْك بالعسل وَذَاكَ أَنه قد جمع مَعَ التنقية والجلاء بهَا وصقلها إِلَى أَن ينْبت لحم اللثة وَهُوَ أَنْفَع مَا عولج بِهِ وأسهلّه إستعمالاً. وَقد ظنّ قوم إِنَّه يرخى اللثة لحلاوة وَلم يعلمُوا إِنَّه لَا يرخيها من الحلاوات إلاّ مَا كَانَ فِي طباعه رطبا وَالْعَسَل يَابِس وَإِنَّمَا ترخى الحلاوات إِذا كَانَت مُفْردَة لإحراقه مَعهَا كَمَا مَعَ لعسل أَو قبض كَمَا مَعَ المر وَلَا جلاء فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ يرخى لَا محَالة وَيعرف يبس الْعَسَل ويجلو أوساخ الْأَسْنَان وَأَن سخن الطبرزد مِنْهُ وخلط بالعسل جلا الْأَسْنَان وَقَبضهَا ونقى اللثة وشدّها. من كتاب عِيسَى بن ماسويه فِي تَدْبِير السّنة قَالَ السِّوَاك يجفف اللِّسَان ويطيب النكهة وينقّى الدِّمَاغ ويلطف الْحَواس ويجلوا الْأَسْنَان ويشد اللثة وَيَنْبَغِي أَن يستاك كل أحد بِمَا يُوَافقهُ وَمِمَّا ينفع المحرور قضبان الْخلاف وَالَّذين لثتهم ضعفيفة قضبان الطرفاء ويغمس المسواك فِي الماورد ويستنّ بالصندل الْأَحْمَر والكبابة من كل وَاحِد جُزْء رماد الْقصب نصف جُزْء زبد الْبَحْر نصف جُزْء عاقرقرحا وميويزج من كل وَاحِد سدس جُزْء وقتات الْعود ثُلثي جُزْء فَإِنَّهُ نَافِع. الساهر ولي فِيهِ إصْلَاح سنُون جيد للحرارة فِي الْفَم والرخاوة فِيهِ يُؤْخَذ صندل وبزر الْورْد) وثمر الطّرف وسماق وجلنار وملح اندراني ومسك وكافور ويسوك بمسواك خلاف إِن شَاءَ الله وَيُزَاد فِيهِ طباشير.

ابْن سرابيون قَالَ: الْأَسْنَان الَّتِي تسود عالجها بالأدوية المجففة لِأَن ذَاك إِنَّمَا هِيَ رطوبات رَدِيئَة تنصب إِلَيْهَا، ولتحريك الْأَسْنَان إِذا أعياك الْأَدْوِيَة القابضة وَلم تنجح فاكو أُصُولهَا أَو قيدها بسلسلة ذهب إِن شَاءَ الله. ابْن ماسويه ينفع من استرخاء اللثة قطع الجهاررك والإحتجام على الذقن تَحت الْحِكْمَة لي اللثة الرهلة الْحمرَة الدامية تحلل والتحليل ب هُوَ أَن يشرط بالمبضع وَيتْرك الدَّم يسيل مِنْهُ من الكناش الْفَارِسِي قَالَ مِمَّا يشدّد الْأَسْنَان المتحركة عفص وزرنيخ أَحْمَر ونورة وخل تربى بِهِ أَيَّامًا ثمَّ يلصق عَلَيْهِ لي الفلتفيون الْقوي الْقَبْض جيد لتحريك الْأَسْنَان. سنُون جيد لتحريك الْأَسْنَان ملوكي يُؤْخَذ سك وشب بِالسَّوِيَّةِ ويستنّ بِهِ وَيُؤْخَذ سك وَورد وصندل وَسعد يتَّخذ سنُون معتدل جيد لجَمِيع أوجاع الْأَسْنَان. فِي الضرس وَذَهَاب مَاء الْأَسْنَان بقلة حمقاء قَالَ جالينوس إِن هَذِه البقلة تشفى الضرس. قَالَ إِسْحَاق إمْسَاك الدّهن فِي الْفَم وَلبن الأتن ومضغ بقلة الحمقاء جيد الضرس. مَجْهُول للضرس مصطكي ودردي الزَّيْت محرق بِالسَّوِيَّةِ ورق الْغَار نصف جُزْء يَجْعَل عَلَيْهِ والجوز واللوز والجبن جيد. من الْعِلَل والأعراض الضرس يكون إِمَّا لِأَشْيَاء حامضة وَإِمَّا لِأَشْيَاء عفصة. الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ الضرس يحدث من برودة. من مسَائِل طبّية قَالَ المالح يذهب بالضرس لِأَن المالح يضاد الحامض جدا. اهرن للضرس مضغ علك الأنباط والشمع أَو مضغ القار الَّذِي فِي دنان الشَّرَاب. ابْن سرابيون يمضغ العلك والزفت الْمَأْخُوذ من دنان الشَّرَاب وعكر الزَّيْت إِذا مسح بِهِ. الزراوند الطَّوِيل وَحب الْغَار والحلتيت إِذا مضغت لي يعلم صدق مَا قَالَ جالينوس إِن الضرس يكون من الحامض وَمن العفص إِن الْأَشْيَاء الحامضة كالاجاص الخام والمشمش وَنَحْوهَا مثل الحصرم وَغَيره أسْرع أضراساً من الْخلّ الثقيف الْقَلِيل العفوصة. وَمِمَّا يقْلع الْأَسْنَان ويفتّتها عكر الزَّيْت إِن طبخ مَعَ الحصرم إِلَى أَن يثخن كالعسل وطلي على الْأَسْنَان المتأكلة قلعهَا.

لقلع الْأَسْنَان يلصق عَلَيْهِ قُدَّام وَخلف ماذريون وَيتْرك سَاعَة ثمَّ يقْلع فينقلع إِن شَاءَ الله أَيْضا يسحق عروق الحنظل بخل فِي غَايَة الثقافة ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يطليه عَلَيْهِ أَيَّامًا فيرخيه حَتَّى ينقلع بِالْيَدِ وَكَذَلِكَ يفعل بالعاقرقرحا فيقلعه فِي أَيَّام أَيْضا يُؤْخَذ أصل برنجاسف وعاقرقرحا وبزر قرّيص) وكند ومقل وحلتيت منتن وأصل الجنطيانا ومازريون ينعم دقها ويلصق عَلَيْهِ وَيتْرك هنيئة إِن شَاءَ الله. دَوَاء من تذكرة عَبدُوس يقْلع السن الْفَاسِد يُؤْخَذ بزر الأنجره وبرنجاسف وكندر وعاقرقرحا ومقل وأصل الحنظل وحلتيت يلصق على السن المتحرك إِن شَاءَ الله إِن ألصق صمغ الزَّيْتُون على الْأَسْنَان سَقَطت بِلَا مشقة ب الميامر قَالَ ينقع العاقرقرحا بخل ثَقِيف أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ اسحقه بالعجين وأطل الْأَسْنَان السليمة بشمع وأطل الوجعة بِهِ ودعه سَاعَة ثمَّ خُذْهَا بكلبتين أَو بالأفيوالي لي يَنْبَغِي أَن يتْرك الطلي قَوِيا ويعاد كل سَاعَة وَيُزَاد مرّة بعد مرّة وَإِن احْتَاجَ طلي أَيَّامًا حَتَّى يبرءه قطر أرخاه ثمَّ يقْلع. قَالَ وأطلها بزاج أَحْمَر بخل ثَقِيف أَيَّامًا فَإِنَّهَا تسْقط وَيفْعل ذَلِك فعلا قَوِيا لبن اليتوع والزاج الْأَحْمَر يسحق بِهِ ويطلي بِهِ وَفِي مَوضِع آخر ينقع العاقرقرحا بالخل ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يطلي بِهِ السن ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى يوالي الْقلع أَو أفعل ذَلِك بأصول قثاء الْحمار لي اسْتِخْرَاج يعجن الشمع بِلَبن اليتوع ويعجن أبدا ثمَّ تلصقه على الضرس وتدعه مرّة وتعيد أُخْرَى مثله تفعل ذَلِك مَرَّات حَتَّى توالي للجذب فَإِن هَذَا أَجود مِمَّا يحْتَاج وَنَحْوه. الحلتيت إِن جعل فِي السن الْمَأْكُول فِيهِ وَكَذَلِكَ القطران بقوّة قَالَ حنين وَإِذا أفرط التأكل فِي ضرس فاقلعه بالأِياء الَّتِي تقلعه بِلَا وجع مثل العاقرقرحا المنقع بخل أَيَّامًا كَثِيرَة وَلبن اليتوع مَعَ دَقِيق الكرسنة وَهُوَ الترمس أَو مَعَ القنّة والزاج الْأَحْمَر أَو أصل قثاء الْحمار والكبريت وزبيب الْجَبَل وألبس على الْأَسْنَان فِي تِلْكَ الْحَالة شمعاً وَإِذا كَانَ التأكل يَسِيرا فأطله بالمجففات واحشه فِيهِ. مِمَّا يسهل نَبَات أَسْنَان الطِّفْل وَفِي السمة دماغ الأرنب إِذا أكلوه يسهل نَبَات أَسْنَان الصَّبِي فِيمَا قَالَ د. وَقَالَ جالينوس دماغ الأرنب إِذا دلك بِهِ منابت الْأَسْنَان نفع نفعا عَظِيما فِي سهولة نَبَات الْأَسْنَان وسهله وَمنع الوجع فِي اللثة.

قَالَ اريباسوس فِي الْعَسَل قولا فِي ذكره للزبد يُوجب إِنَّه يلين لثة الصَّبِي تَلْيِينًا قَوِيا. من الْكَمَال والتمام قَالَ يسْرع نَبَات أَسْنَان الصَّبِي إِن يدلك بِسمن الْبَقر أَو مخ الْغنم أَو مخ) الأرنب. فِيمَا يجفف اللعاب السَّائِل من أَفْوَاه الصّبيان وَالرِّجَال إِن شويت الفارة وأطعمت الصّبيان جفف اللعاب السَّائِل من أَفْوَاههم. روفس إِلَى الْعَوام قَالَ الرُّطُوبَة فِي الْفَم ييبسها العفص وعنب الثَّعْلَب يطبخان بالخل ويمسكان فِي الْفَم ويطبخ الكراث بالخل ويمسك وَالشرَاب الْقَابِض قد طبخ فِيهِ ورق الرُّمَّان. ابْن ماسويه فِي كتاب الإسهال كَثْرَة التبزق يكون من رُطُوبَة الْمعدة لي علاجها ب التجفيف بالقيء ومضغ المصطكي والأبهل والأيارج وَنَحْو ذَلِك والزنجبيل المربى جيد لذَلِك. قَالَ بولس الَّذين يكثر لعابهم أسقهم نَقِيع الصَّبْر ثمَّ يتمضمضون بِمَاء الزَّيْتُون المملّح وبخل العنصل. مَجْهُول إِن ان اللعاب عَن الْمعدة فأعطه الاطريفل والأيارج وَحب الصَّبْر وَاسْتعْمل الغرغرة والقيء وسف السويق على الرِّيق وَاحْتِمَال اعطش بعده والقلايا والأطعمة الْيَابِسَة إِن كَانَ عَن الرَّأْس فأسخن الرَّأْس فأعطه قُوَّة وقى الحنك بالمقبضات. للّعاب الْكثير يمسك فِي الْفَم أقاقياً وعصي الآس والعوسج أَو عصير السفرجل أَو طبيخ العفص أَو الفوّة أَو قشور الكندر.

بسم الله الرحمن الرحيم

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (الصَّوْت) فِيمَا يحدث بالصوت وَمَا يصلح خشونة قَصَبَة الرئة وَفِي بحوحة الصَّوْت الْمقَالة الأولى من كتاب الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ كَانَ رجل يعالج بالحديد فبرد مِنْهُ العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق فَانْقَطع صَوته فداوينا هَذَا العصب بِمَا يسخّنه فَرجع صَوته وَكَثِيرًا مّا يَنْقَطِع هَذَا العصب فِي علاج الْخَنَازِير فَيذْهب نصف الصَّوْت إِذْ أقطع من جَانب. الرَّابِعَة الصَّوْت يبطل أَو يضعف عِنْد آفَة تحل بالعصب الَّذِي يَأْتِي عضل الحنجرة أَو عِنْد نزلة تليى الْحلق والحنجرة أَو عِنْد الصياح الشَّديد أَو عِنْد الورم الْحَار يحدث أَولا فَإِن هَذَا يورم هَذِه الْأَعْضَاء أَو عِنْد انْقِطَاع مادّة كالحال فِي ضيق النَّفس أَو فالج فِي آلَات النَّفس أَو جراحات الصَّدْر. السَّابِعَة من الميامر قَالَ انْقِطَاع الصَّوْت رُبمَا كَانَ من أجل النَّوَازِل الَّتِي تنزل من الرَّأْس إِذا طَال مكثاً وَرُبمَا كَانَت لاحتباس مُدَّة فِي فضاء الصَّدْر أَو لقرحة فِي الرية أَو لصياح.) البحوحة بحوحة الصَّوْت تكون من هَذِه الْأَسْبَاب بِأَعْيَانِهَا وَتَكون أَيْضا من استنشاق هَوَاء بَارِد وَانْقِطَاع الصَّوْت وبحوحته من جنس وَاحِد وَالْفرق بَينهمَا فِي الْقلَّة وَالْكَثْرَة وَذَلِكَ إِن انْقِطَاع الصَّوْت يكون إِذا كَانَت آلَات الصَّوْت قد ابتلّت واستنقعت بالرطوبة ابتلالاً شَدِيدا واستنقاعاُ يعسر انحلاله والبحوحة إِنَّمَا تكون إِذا كَانَت هَذِه الْآلَات قد ترطبت قَلِيلا فإمَّا الْكَائِن من الصَّوْت الْعَظِيم الحاد فَإِنَّهُ يحدث لداخل قَصَبَة الرية والحنجرة تورّماً وكما

أَن الْحمام ينفع الْأَعْضَاء الْخَارِجَة إِذا أَصَابَهَا إعياء والمروخات اللينة كَذَلِك ينفع هَذَا الْعُضْو الْحمام والأدوية الملينة الَّتِي هِيَ تماسّه وَلذَلِك ترى القنادين والمستعملين للصياح الشَّديد يكثرون الاستحمام ويأكلون الْأَطْعِمَة المرخية وَإِذا هم احمئوا بخشونة استعملوا الْأَشْيَاء المغرية المتبردة فَإِن لم تخف عَنْهُم استعملوا بعد ذَلِك ذَلِك الْأَدْوِيَة الحلقومية ويجعلون طعامهم بِاللَّبنِ والنشأ وَالْبيض والأطرية فَإِن لم يبرؤا بِهَذِهِ وضعُوا تَحت السنتهم الْحبّ الَّذِي يذهب الورم ويقيئه اعني الْمُتَّخذ بِالشرابِ الحلو والصمغ والكتيرا وَرب السوس وَهَذِه أَشْيَاء تلين الخشونة وتنضج مَا يبْقى من الورم وتبرئه تبرّأ تَاما وَيجب أَن ينَام العليل على قَفاهُ وَيُطلق عضل الحنجرة لينزل فِيهَا قَلِيلا ثمَّ لَا يُمكن أَن يصير الصَّوْت مَعَ ذَلِك صافياً دون أَن يسْتَعْمل بعد ذَلِك أدوية تجلوا بِلَا لذع بمنزل الحسا الْمُتَّخذ من الباقلي وَمَاء كشك الشّعير وبزر الْكَتَّان لِأَن هَذِه الْأَشْيَاء متوسطة بَين المغرية والقوية الْجلاء وَالَّتِي هِيَ أقوى من هَذِه هِيَ صمغ البطم والكندر وَالْعَسَل المنزوع الرغوة واللوز المر وَمِنْهَا مَا هُوَ أقوى من هَذِه كدقيق الكرسنة وَنَحْوهَا ألف ألف وَيصْلح للَّذين فِي حَنَاجِرهمْ ورم عقيد الْعِنَب لِأَنَّهُ يغري ويجلو أَو يلّين بِسُكُون فَأَما طبيخ التِّين فَهُوَ أقوى من هَذِه تحليلاً وَجَاء وَأصْلح الْأَشْيَاء إِذا حدث فِي عضل الحنجرة أعياء من صياح الْأَطْعِمَة اللينة والأدوية المغرية وَيتْرك الشَّرَاب الْبَتَّةَ حَتَّى يجِف الورم فَإِذا جف فقد يُمكن أَن يشرب شرابًا حلواً مرّة فَإِذا جف الورم فليزد مَعَ هَذِه شيأً يَسِيرا من الَّتِي تجلوا أَو تزاد فِي قُوَّة الْجلاء قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تبلغ الْقُوَّة الْجلاء الَّتِي لَهَا حدّة وحرافة مِثَال الأول اللَّبن والأطرية والنشا وَالثَّانِي السّمن وأصول السوس وعقيد الْعِنَب وَالثَّالِث الْعَسَل والباقيل وكشك الشّعير وطبيخ التِّين ثمَّ الَّتِي هِيَ أقوى كالمتخذ بالمر والعنصل وَنَحْوهَا قَالَ يكون ابتداءنا فِي هَذِه الحادة من ألينها ثمَّ يتوقى إِلَى أقواها إِن احتجنا إِلَى ذَلِك. مِثَال الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل للصوت زعفران مِثْقَال مر نصف فلفل ربع مِثْقَال عسل مَا يعجن بِهِ وَإِذا جعلت مرا وزعفراناً قَلِيلا فِي عقيد الْعِنَب) الْكثير صلح لذهاب الصَّوْت فِي أول أمره والجافة القوية تصلح لَهُ فِي أول الْأَمر. 3 (إنقطاع الصَّوْت) يقشر قضبان الكرنب من قشورها وتدفع إِلَى العليل ليمضغها ويمصّها ويبلعها قَلِيلا. آخر اطبخ عصير الكرنب مَعَ الْعَسَل والقمقم فَإِنَّهُ من سَاعَته يَنْفَعهُمْ لي ليكن هَذَا الدَّوَاء عنْدك فَإِن استعملته وَلم تره يفعل فَاجْعَلْ عَلَيْهِ قَلِيل حلتيت.

دَوَاء آخر زعفران جُزْء حلتيت نصف جُزْء عسل عشرَة أَجزَاء يطْبخ حَتَّى يغلظ وينثر عَلَيْهِ الدَّوَاء نثراً وَيُعْطِي مِقْدَار بندقه. آخر بارزد سِتَّة مَثَاقِيل فلفل مِثْقَال بورق مثله عسل سِتّ أَوَاقٍ يطْبخ حَتَّى يغلظ وينثر عَلَيْهِ. آخر أَيْضا زعفران مر كندر رب السوس لب الزَّبِيب. آخر اليق مِنْهُ كثيرا مر كندر عصارة سوسن يعدن بِلَحْم التَّمْر اللحيم وَمن هَذِه الْأَدْوِيَة المر والفلفل والزعفران والحلتيت والبارزد وصمغ البطم وَنَحْوه. السَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء يعرض من ابتلال عشَاء قَصَبَة الرية وآلات الصَّوْت فَوق الْمِقْدَار بحّة الصَّوْت وَمن أفراط يبسها الصَّوْت الحاد كصوت الْحَيَوَان الطَّوِيل الْعُنُق. الأولى من كتب الصَّوْت قَالَ إِذا ابتلّت غضاريف الحنجرة ابتلالاً عَظِيما انْقَطع الصَّوْت وَإِذا ابتلّت قَلِيلا صَار مظلماً ابحّ الْخَامِسَة من السَّادِسَة من أبيذيميا البحوحة إِذا عرضت للمشايخ لم يكد يتبّرء. الْيَهُودِيّ قَالَ الصَّائِم يخشن صَوته ويصفو وَيَنْبَغِي أَن يتْرك من بَقِي بِصَوْتِهِ الحارة والحامضة والمالحة إلاّ تعرض رُطُوبَة كَثِيرَة أَفِي لحلق فَيَأْخُذ الْأَشْيَاء الحارة. أهرن قَالَ إِذا كَانَ الصَّوْت إِنَّمَا يبّح لِأَن نَوَازِل تنزل دَائِما من الرَّأْس فاعط الخشخاش وَنَحْوه من ضَرْبَة المائعة من النَّوَازِل حب يصفي الصَّوْت الأبّح من الرُّطُوبَة خَرْدَل ثلثة دِرْهَم فلفل دِرْهَم اعجنه بِعَسَل واجعله حبّاً كالحمص وَيُوضَع تَحت اللِّسَان وَهُوَ جيد للرطوبة. الطَّبَرِيّ ينفع من ألف ألف تصفية الصَّوْت أَن يَأْخُذ فِيهِ الكبابة. أهرن يجب لمن يُرِيد أَن يبْقى لَهُ صَوته أَن يجْتَنب كَثْرَة الصياح والأطعمة الحرّيفة والحامضة والمالحة والقباضة الخشنة اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يعرض فِي الصَّوْت آفَة من رُطُوبَة من نَوَازِل وَغَيرهَا فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يحْتَاج إِلَى الْأَشْيَاء الحارة كالزنجبيل والفلفل والخردل وَلَا يَأْكُل طَعَاما قوي الْحَرَارَة قَالَ وَمَوْضِع الصَّوْت ينْتَفع بالأشياء الحلوة المعتدلة السخونة الطبيعة دِيَة الصَّوْت وأغذيته النشاء وَالسكر واللوز والطلا الحلو ومرق السرمق وَالْخيَار والقرع والباقلي والكثيرا وَالزَّبِيب) والصنوبر والصمغ والتين والحلبة وبزر الْكَتَّان والعفص وَمَاء الشّعير وأصل السوسن وَفِي نَحْو الآخر اللبان والمر والبارزد وَالْعَسَل والحلتيت والعوسج وعلك الأنباط وَقد يفر الصَّوْت الْهَوَاء الْبَارِد فأعجن لَهُ بعض هَذِه الْأَدْوِيَة بشراب حُلْو وأعطه يَجعله تَحت لِسَانه وبزر الأنجرة يدْخل

دَوَاء جيد من الصَّوْت الْمَرِيض من حرارة يُؤْخَذ حب القثاء وَكَثِيرًا وَرب السوس ونشا يعجن بلعاب بزر قطونا وبشيء من جلاب وَيجْعَل حبّاً واللوز المر من أدوية الثَّانِي الأولى من مسَائِل أبيذيميا البحوحة تكون لرطوبة تغرق آلَات الصَّوْت. تياذوق قَالَ ينفع من انْقِطَاع الصَّوْت ليبس التبريد أَن تُؤْخَذ ملعقة من دهن البنفسج حِين يُرِيد النّوم فَإِنَّهُ جيد وينفع من انْقِطَاع الصَّوْت الرُّطُوبَة كَانَ أَو يبس تين يَابِس جزؤ فوتنج نصف جُزْء يطبخان جَمِيعًا ويصفيان ويخلط بهما شَيْء من صمغ عَرَبِيّ حَتَّى يتعسل ويلعق مِنْهُ عِنْد النّوم قَالَ وينفع من بحّة الصَّوْت أَن يمسك دهن البنفسج فِي الْفَم يسيغه قَلِيلا لي لَا تكون البحوحة إِلَّا من الرُّطُوبَة وَلَا يكون الصَّوْت الحاد الصافي جدا إِلَّا من يبس الحنجرة كَمَا يعرض للمحمومين حمى حادة محرقة فَإِنَّهُ يصير أَصْوَاتهم كأصوات الكرابحي فِي الصلابة. أَقْرَاص الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة الْكَلَام فِي الصَّوْت المضرور. الثَّانِيَة من الصَّوْت البحوحة تعرض إِمَّا من أجل تَوَاتر الْحلق أَو من رُطُوبَة عارضة فِي آلَات الصَّوْت تبلها. قَالَ وَلذَلِك صَار الْإِنْسَان من قبل أَن يَأْكُل أَو يشرب صَوته صَاف وَإِذا شرب أَو تنَاول طَعَاما رطبا نقص صفاء الصَّوْت مِنْهُ وَمَال إِلَى الإظلام فَإِن أَكثر من الشَّرَاب صَار الصَّوْت أبّح قَالَ وَالصَّوْت المظلم مُقَدّمَة الصَّوْت الأبّح وَكِلَاهُمَا يعرضان للمشايخ كثيرا لِكَثْرَة الرطوبات العرضية فيهم وَمن قدر من الْمَشَايِخ أَن يتحفظ حَتَّى لَا يتَوَلَّد فِيهِ فضول كَثِيرَة صَار صَوته أَجود من صَوت الشَّاب وأصفى وَذَلِكَ ليبس آلَات الصَّوْت فيهم. وبالجلمة فَإِن صفاء الصَّوْت تَابع ليبس الحنجرة قَالَ الْآلَة الأولى للصوت هُوَ الْجِسْم ألف ألف الْمُشبه بِلِسَان المزمار وَبَاقِي الْآلَات خدمه إِنَّمَا تضيق للضعفاء والمرضى حُلُوقهمْ وتدّق أَصْوَاتهم لثقل تحرّك الصَّدْر عَلَيْهِم كُله وَمن أجل ذَلِك لَا يكون لَهُم هَوَاء كثير يخرجونه فيضيقون بالحنجرة لَكِن يكون ذَلِك الْقَلِيل حادّاً فَيسمع أبين لِأَن النَّفس الْقَلِيل الضَّعِيف إِن وسعت لَهُ الحنجرة لم يسمع الْبَتَّةَ لي جملَة مَا فِي الْأَعْضَاء الآلمة فِي الصَّوْت المضرور الصَّوْت يضعف أَو يبطل إِمَّا لآفة تحل بالعصب الَّذِي يفعل النفخة لِأَن مَادَّة الصَّوْت النفخة وَهَذِه هِيَ) العضل الَّذِي فِيمَا بَين الأضلاع وَإِمَّا لآفة حدثت بعضل الحنجرة لِأَن بِهَذِهِ يكون من النفخة قرع وَإِذا كَانَ كَذَلِك أمكن الْإِنْسَان إِخْرَاج الصَّوْت وَلم يكن لَهُ قرع

وَإِمَّا لابتلال الحنجرة وَفِي هَذِه الْحَال يكون الصَّوْت ابّح مظلماً وَيكون بعقب نزلات وَإِمَّا لورم فِيهَا وَفِي هَذِه الْحَال يكون فِي الْحلق وجع وَيكون بعقب الصياح كثيرا وَتلك العصب تصيبها آفَة إِمَّا لسوء مزاج وَإِمَّا لعلاج بالحديد وَإِمَّا لضربة وسقطة عَلَيْهَا. من كتاب ارطاميدس فِي تخمين الصَّوْت قَالَ للارتعاش مُدَّة أَن لَا يَصِيح وَلَا يغنن شهرا وَلَا يرفع صَوته بالْكلَام وَلَا يكثر مِنْهُ ثمَّ ليغن وَهُوَ مُسْتَقل فِي فرَاشه قبل انفجار الصُّبْح وَقد وضع على الحافة فَوق صَدره لبنة رصاص بِقدر مَا يحتملها ثمَّ ليجتنب الْأَصْوَات الَّتِي فِيهَا صيحات شَدِيدَة مُدَّة ثمَّ يتدرج إِلَيْهَا واللبنة على صَدره قَالَ وَاجعَل غذاءه غذَاء يُقَوي جَنْبَيْهِ كالأكارع والعضل والأشياء القوية وَالْعِنَب والسفرجل وجنبه الجو وَالْمَشْي الْكثير والهبط والصعود وَالرُّكُوب والصحناء الْكثير وَالْغَضَب واتعاب الْيَدَيْنِ خَاصَّة وَجَمِيع الْجِسْم فَإِنَّهُ يُقَوي وَلَا يرتعش وينفع من انْقِطَاع الصَّوْت الكراث الشَّامي والكشك وعصارة البصل وَالْعَسَل والأدمغة وَالْبيض وَجَمِيع الْفَاكِهَة الَّتِي فِيهَا خَاصَّة تصفية الصَّوْت كالفستق قَالَ وَانْقِطَاع الصَّوْت هُوَ أَن يكون انبسط بعض الانبساط فبادر فِي علاجه قبل أَن يُقَوي خُذ صفرَة الْبيض المسلوق والسمسم المقشور وَاللَّبن الحليب من كل وَاحِد ملعقة فاسقه بِمَاء ثلثة أَيَّام واطعمه عنباً أَبيض شتوياً حلواً واطبخ هَذَا الْعِنَب بِمَاء وانقع فِيهِ كعكاً واسقه أَو خُذ لَبَنًا فانزع زبده ثمَّ خُذ عسلاً فصبّه عَلَيْهِ شرابًا قدر ربعه واسقه غدْوَة وَعَشِيَّة ومره يمشي مشياً معتدلاً. البحوحة اسْتعْمل الكراث الشَّامي للبحوحة عَجِيب دَقِيق السميد ولب حب الصنوبر وزرنيخ وبنج أوقيتان أَو ثَلَاث وشراب دقّها واعجنها بِعَسَل وألعقه ثَلَاثَة أَيَّام وادخله الْحمام إِذا كَانَ ذَلِك لِكَثْرَة الصياح وادهن الصَّدْر والحلقوم مِنْهُ وحسّه بالغدوات كشكاً أَو لَبَنًا حليباً أَو مَاء النخالة فَإِن ثَبت على ذَلِك فغرغره بطبيخ الحلبة. دَوَاء جيد للبحوحة خُذ رمانة أملسية حلوة رقيقَة القشر فادمنها فِي رماد حَار فَإِذا لانت فاقلع قمعها وخرّط داخلها ألف ألف يحسه نقية كَمَا يناط الْبيض النيمبرشت بعد أَن يصب فِيهَا جلاب قَلِيل ثمَّ مره يتحساه وَخذ خبز حوارِي حاشا فانعم دقه واتخذه حساء بِلَبن فَإِنَّهُ مَعَ ذَلِك جيد للزكام والنزلة وصب على رَأسه مَاء حاراً معدّلاً أَو خُذ حمصاً منفعاً بِمَاء ملوثة بِعَسَل وليبلع مِنْهُ صحاحاً ثَلَاث حبات أَو أَربع وَلَا يشرب عَلَيْهِ مَاء فَإِنَّهُ نَافِع نعما أَو أَخذ صفرَة بيض نيمبرشت بِلَا ملح واخلطها بِعَسَل وَحده يَأْكُل مِنْهَا فَإِنَّهُ جيد لمن يبّح صَوته من كَثْرَة الصياح وَأما خشونة الصَّوْت فَيعرض من الْبرد وَمن إدامة الترنم وعلاجه الغرغرة بِالْمَاءِ الْحَار وحمّه ومرّخ صَدره بدهن مسخن وامنعه الترنم وأطعمه تنياً سميناً قد أنقع فِي

ميفختج وليحذر من يُرِيد الْإِبْقَاء على صَوته الْقَابِض والمالح والحامض والحرّيف والخشن وينفع مِنْهُ الإحساء بِاللَّبنِ من دَقِيق سميد وَلَو حول ومرّ إِذا جعل لعوقا بالعسل أَو قضبان الْكَرم مشوية فِي الرماد والأكارع نافعة جدا والحلبة وَالزَّيْت والصمغ والكثيرا وَأكل السّمك والدجاج مشوية بِلَا ملح حارة وَرب السوس وَالْحمام وتمريخ الصَّدْر والعنق بأدهان مفترة وَلَا يسهر وَلَا يكثر الباد قَالَ وَأكل الفجل بِعَسَل ينجو البحوحة الكائنة من كَثْرَة الصياح فِي سَاعَة. دَوَاء جيد كثيرا جُزْء خشخاش أَبيض ربع جُزْء لوز حُلْو نصف جُزْء رب السوس ربع جُزْء اعجنه بلعاب البزرقطونا واجعله حبّاً وَاسْتَعْملهُ للحلق الخشن العنيف الْحَار الملتهب فَإِنَّهُ بَالغ بِمثلِهِ سكرطبرزد أَو جلاّباً. آخر طين أَمرنِي جُزْء ورد أَحْمَر خَمْسَة أَجزَاء رب السوس نصف جُزْء سكرطبرزد نصف جُزْء أعجنه وحسّه هَذَا يصلح للحلوق الهايجة من الدَّم الحارة الرّطبَة الَّتِي فِيهَا ورم. ولورم اللهاة يسْتَعْمل الْجلاب. آخر يدق الزنجبيل المربى حَتَّى يصير كالمخ ثمَّ يلقى عَلَيْهِ نصفه دَار فلفل كالكحل وربعه زعفراناً وَمثل الْجَمِيع نشَاء ويسحق بِمَاء سكرطبرزد محلول أَو بِعَسَل) وَهُوَ جيد للحلوق الرّطبَة الْكَثِيرَة البلغم وَإِذا رَأَيْت الْحلق يَابسا قشفاً مَعَ حرارة فاسقه لعاب بزر قطونا بجلاب كَثِيرَة وليأكل دجَاجَة سَمِينَة اسفيد باجة أَو حسا كعك يهيأ بِلَبن ودهن ورد. ج الميعة تَنْفَع من البحوحة نفعا عجيباً المرّ مَتى وضع مِنْهُ قدر باقلاة تَحت اللِّسَان ويبلع مَا ينْحل مِنْهُ أَولا فأولاً فَإِنَّهُ يلين قَصَبَة الرية ويصفى الصَّوْت الميعة السائلة جَيِّدَة لبحوحة الصَّوْت وانقطاعه قضبان الْكَرم الَّتِي إِذا مضغت ومصّ مَاؤُهَا أصلحت الصَّوْت الْمُنْقَطع الكراث النبطي إِذا أكل نقي قَصَبَة الرية. د الثوم إِذْ أكل نيّاً أَو مشوياً أَو مطبوخاً صفى الْحلق الْخَرْدَل إِذا دقّ وَضرب بِمَاء الْعَسَل وتغرغر بِهِ اذْهَبْ الخشونة المزمنة الْعَارِضَة من قَصَبَة الرية الحلتيت مَتى أذيب بِالْمَاءِ ويجرع صفي الصَّوْت الَّذِي عرضت لَهُ البحوحة من ضَرْبَة. ابْن ماسويه لحم الدَّجَاج يصفي الصَّوْت الصَّوْت يبّح إِمَّا لابتلال الحنجرة وَإِمَّا لحادثة حدثت ألف ألف فابطلت فعل العضل الَّذِي يكون بِهِ فعل القرع وَيبقى النفخ على حَالهَا والآلة الَّتِي يكون بهَا القرع هُوَ العضل والعصب الَّذِي يضم الحنجرة لِأَن القرع إِنَّمَا يكون بانضغاط الرّيح فِي الحنجرة ثمَّ فَوق لأي شَيْء هُوَ بالشديد الْمُتَقَدّم لَهَا يُوجب حُدُوث رُطُوبَة فِي الْمَوَاضِع أم لَا. الْمسَائِل الطبيعية السهريبّح الصَّوْت والصياح بعد الْأكل يفْسد الصَّوْت الكراث والثوم إِذا طبخا يصفيان الصَّوْت ويذهبان البّح.

د الاصطرك وخل العنصل يصفيان الصَّوْت ويقويانه والحلتيت ينفع من خشونة الْحلق المزمنة فَإِن أديف المَاء ويجرع صفي الصَّوْت الَّذِي يعرض لَهُ بحوحة ضَرْبَة من سَاعَة. د الْبَيْضَة تصلح أَن تكون مَادَّة للأدوية الجيدة لقصبة الرية وَتَنْفَع فِي نَفسهَا إِذا كَانَت فِي حد مَا يحمي من خشونة الْحلق من أجل صياح أَو خلط حاد انصب إِلَيْهَا لِأَنَّهَا تلحج فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع العليلة ويسكن وجعها. د خل العنصل إِذا تحسى خشن الْحلق وصلب لَحْمه لي هَذَا يضر بالصوت إِذا كَانَ مُنْقَطِعًا من حرارة وَاحْتَاجَ أَن يملس أَكثر من كل شَيْء وينفع إِذا كَانَ من رطوبات قد بلت العضل وارخته. د البلبوس) يخشن الحنك وَاللِّسَان. د الزرنيخ إِذا لعق بالعسل صفي الصَّوْت ورق الكرنب إِذا مصّ مَاءَهُ أصلح الصَّوْت المتقطع الكراث النبطي إِذا أكل نقي قَصَبَة الرية المر مَتى وضع تَحت اللِّسَان وازدرد مَا ينْحل مِنْهُ صفي الصَّوْت الميعة تشفي البحوحة لعاب حب السفرجل يرطب يبس قَصَبَة الرية دهن الأيرسا يليّن خشونة قَصَبَة الرية ويجوّد الصَّوْت الحرباء المملوح مَتى أكل نقي الْحُلْقُوم الَّذِي فِيهِ رُطُوبَة والحرباء غير المملوج ينقي قَصَبَة الرية ويجوّد الصَّوْت. بولس قصب السكريلين خشونة الصَّدْر. ابْن ماسويه عصارة الشونيز إِذا شربت صلحت لخشونة قَصَبَة الرية. د التِّين الْيَابِس مُوَافق لقصبة الرية الثوم يصفي الْحلق نيّاً أكل أَو مطبوخاً مَتى دقّ الْخَرْدَل وَضرب بِالْمَاءِ الْعَسَل وتغرغر بِهِ نفع من خشونة قَصَبَة الرية المزمنة الْخِيَار يلين خشونة قَصَبَة الرية إِذا أكل. الصَّوْت تنقعه الْأَشْيَاء اللينة المعتدلة ويتأذى بالأشياء الحرّيفة والحامضة والمالحة

والأشياء اللينة السبستان وطبيخ الْعِنَب يَعْنِي عقيده والعناب وَالرُّمَّان الحلو الْمَطْبُوخ بِشَيْء من دهن بنفسج وسكرطبرزد ومخ الْبيض ومرق السرمق والقرع والسناء والزعفران وَالسكر ودهن اللوز والكثيرا وَلحم الزَّبِيب وَحب الصنوبر ألف ألف والصمغ الْعَرَبِيّ والتين وَحب القثاء وحلبة وبزر الْكَتَّان مغلو والجرجير المغلو وَنَحْوهَا. دَوَاء نَافِع من بحّة الصَّوْت وخشونة الْحلق حمص مغلو مقشور وجرجير مقشور مطحون وبزركتان مغلو من كل وَاحِد عشرَة صنوبر مقشر ثَمَانِيَة دِرْهَم كثيرا خَمْسَة لحم الزَّبِيب عشرُون تجْعَل نبادقة وَتُؤْخَذ بِالْغَدَاةِ والعشي كل مرّة ثَلَاث بَنَادِق دَوَاء لوجع الْحلق الَّذِي من رُطُوبَة وبحة الصَّوْت جيد جدا علك الأنباط وكندر وزعفران وَمر وَكَثِيرًا ودارصيني وحماماً وصنوبر وعصير السوس بالسواء سنبل الطّيب نصف جُزْء بارزد ربع جُزْء عسل أَرْبَعَة أَجزَاء تمر هندون أذب الْعَسَل والعلك ولاتمر وذر عَلَيْهِ واجمعه حبّاً وَإِن أسقطت التَّمْر جَازَ واسقه بِمَاء الزوفا. اسْتِخْرَاج لبحح الصَّوْت الرطب كندر وَمر وحلتيت وفلفل وزعفران وحماماً وَرب السوس ... تجمع بسكرطبرزد وَتجْعَل حبا وَيُوضَع تَحت) اللِّسَان. دَوَاء لانْقِطَاع الصَّوْت تين يَابِس وحبق يطْبخ ويصفى وأسحق بِهِ صمغاً حَتَّى يصير لعوقاً غدْوَة وَعَشِيَّة. دَوَاء لذهاب الصَّوْت والسعال الباردين جيد كندر أَرْبَعَة دَرَاهِم مر دِرْهَمَانِ طلاء مطبوخ ربع رَطْل بطبخ الطلاء حَتَّى يغلظ ويذر عَلَيْهِ ويلعق مِنْهُ وَهُوَ دَوَاء جيد ينفع من وجع الْبَطن وقروح الرية. دَوَاء نَافِع من ذهَاب الصَّوْت الْعَارِض من خشونة الْحلق زعفران دِرْهَمَانِ عصير كرنب نبطي سكرجة عسل منزوع الرغوة مثله غلّه حَتَّى يثخن وذر عَلَيْهِ الزَّعْفَرَان وألعقه غدْوَة وَعَشِيَّة. دَوَاء نَافِع من انْقِطَاع الصَّوْت والخشونة فِيهِ من الْبرد زعفران ثَلَاثَة دَرَاهِم مر وَاحِد وَنصف لبان عصارة الشونيز من كل وَاحِد دِرْهَم حلتيت نصف دِرْهَم يعجن بطلاء ويخبص وَيسْتَعْمل على مَا وصفت وَمَتى بّح الصَّوْت من رطوبات تنزل إِلَى اللهاة فاخلط فِي الْأَدْوِيَة

قابضة كهذه الدَّوَاء لبان علك النبط جلنار من كل وَاحِد دِرْهَم صمغ عَرَبِيّ خشخاش كثيرا من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يعجن بطلاء ويخبص وَيسْتَعْمل. دَوَاء حَار ينفع من بحّة الصَّوْت الَّذِي يكون من كَثْرَة الرُّطُوبَة وَهَذَا دَوَاء يذيب الرُّطُوبَة خَرْدَل مغلو ثَلَاثَة دِرْهَم فلفل دِرْهَم يعجن بعد السحق بِعَسَل منزوع الرغوة ويخبص وَيُوضَع تَحت اللِّسَان فَإِنَّهُ نَافِع جدا. دَوَاء حَار ينفع من بحّة الصَّوْت وخشونة الْحلق وينقي الْحلق من البلغم لوزان مقشران بارزد لبان من كل وَاحِد نصف اللوزين زعفران ربع وَاحِد اللوزين يعجن بِعَسَل ويصيّر فِي إِنَاء زجاج ويسقي مِنْهُ نَافِع جدا لما يعرض فِي الْحلق من الرطوبات الغليظة والبلة الردية وَهُوَ مسكن للوجع. دَوَاء فائق معتجل من انْقِطَاع الصَّوْت حلبة لوزان مقشران من كل وَاحِد جُزْء بزركتان مغلو جزآن لباب القبج صمغ عَرَبِيّ كثيرا أصُول السوس حب الصنوبر من كل وَاحِد جُزْء يعجن بطلاء وَهُوَ دَوَاء معتدل جيد للبحح واليبس فِي الْحلق وَالرّطب مِنْهُ واليابس ألف ألف الْعِلَل والأعراض الخشونة تدخل على الْحلق من الْأَطْعِمَة والأشربة وَكَثْرَة الصَّوْت قَالَ وَالصَّوْت الحاد الَّذِي يشبه أصوات الكرابجي يكون من يبس آلَات الصَّوْت. الْأَعْضَاء الألمة آلَات الصَّوْت الحنجرة والعضل المحرك لَهَا والجسم الشبيه بِلِسَان المزمار والعصب الرَّاجِع إِلَى فَوق الصَّوْت يبطل إِمَّا لعِلَّة فِي الحنجرة وَفِي عضلة المحرك لَهُ أَو فِي عضل) التنفس أَو فِي الرية وقصبتها أَو لآفة فِي الدِّمَاغ أَو فِي العصب المجاور للعرق الْعَظِيم الَّذِي ينبث مِنْهُ العصب الرجع إِلَى فَوق وَقَالَ أَيْضا الصَّوْت يَنْقَطِع إِمَّا لآفة فِي العضل كَمَا يعرض فِي الخوانيق الصعبة وَإِمَّا من أجل العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق وَقَالَ أَيْضا الصَّوْت يَنْقَطِع إِمَّا لآفة فِي العضل كَمَا يعرض فِي الخوانيق الصعبة وَإِمَّا من أجل العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق وَإِمَّا من أجل اللهاة إِذا قطعت من أَصْلهَا وَإِمَّا من أجل أَعلَى الحنك إِذا كَانَ شَدِيد الرُّطُوبَة بِمَنْزِلَة مَا يعرض فِي النَّوَازِل وَالصَّوْت الَّذِي يَنْقَطِع من كَثْرَة الصياح انْقِطَاعه من يبس. أبيذيميا دقة الصَّوْت تنْحَل بالدوالي إِذا حدثت فِي السَّاق الْيُسْرَى أَو الْبَيْضَة الْيُمْنَى وَلَا تنْحَل بِغَيْر هذَيْن. بختشيوع الميعة نافعة من انْقِطَاع الصَّوْت وخشونته. الميامر قَالَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل لقصبة الرية مؤلّفة من ثَلَاثَة أَجنَاس من الْأَدْوِيَة أَو لَهَا االحماسة وَآخِرهَا اللذاعة وَبَينهَا الَّتِي تجلو جلاء قَوِيا فالمملّة مَا اتخذ بعقيد الْعِنَب والصمغ والكثيرا وأصول السوس واللذاعة المتخذة بالفلفل والسليخة والدارصيني والبارزد والتناسب وَالْوسط فِي الْجلاء فَاتخذ بكشك الشّعير واللوز ودقيق الباقلي وَنَحْوهَا قَالَ

وَانْقِطَاع الصَّوْت يتبع أَشْيَاء كَثِيرَة فَرُبمَا كَانَ من نَوَازِل وَقد يكون لقرحة فِي الرية وَقد يكون لصياح شَدِيد وَرُبمَا كَانَ من استنشاق هَوَاء بَارِد وَانْقِطَاع الصَّوْت يكون إِذا ابتلت آلَات الصَّوْت بالرطوبة ابتلالاً عنيفاً يعسر انقلاعها والبّحة تكون إِذا كَانَ ذَلِك نَاقِصا قَالَ وَانْقِطَاع الصَّوْت من كَثْرَة الصياح هُوَ شَبيه بالأعياء يعرض للإعضاء وَينْتَفع بالاستحمام كنفع سَائِر الْأَعْضَاء وتوضع بعد ذَلِك فِي الْفَم الْأَدْوِيَة الملينة كالشراب الحلو والصمغ والسوس فَإِن هَذِه تحلّل هَذَا الورم الْحَادِث فِي قَصَبَة الرية من أجل الصياح وَاجعَل أطعمتهم من ذَلِك الحسى وَيَنْبَغِي أَن يحْتَمل العليل السعال وَلَا يتشاغل ويبلع مَا يذوب أَولا فأولاً وينام على قَفاهُ لينزل مِنْهُ شَيْء كثير فِي قَصَبَة الرية وَلَا يتم برْء هَؤُلَاءِ حَتَّى يستعملوا الْأَدْوِيَة الجالية. وَيجب أَن يعالج الصَّوْت الذَّاهِب من صياح أَولا بالأغذية اللينة فَإِذا خف ذَلِك داويتها بِمَا يجلو جلاءً وسطا فَإِذا كَانَ تَأَخره نقلته إِلَى المحلّلات على ألف ألف قد ربّح حَتَّى يبلع من المحلّلات القوية إِن احتجت إِلَيْهَا وَمن المماسة الأطرية وَاللَّبن وَالْبيض والصنوبر وبزرالكتان ويحرز فِي ذَلِك الْوَقْت الشَّرَاب ثمَّ يشرب إِذا خف الورم لي نقُول إِن الصَّوْت إِذا انْقَطع من شدَّة الصياح فَإِنَّهُ يحدث فِي قَصَبَة الرية ورم من شدَّة كدّها فَإِذا خف الورم فليشربوا لاشراب الحلو) وينفع فِي هَذَا الْوَقْت السّمن والحسا الْمُتَّخذ باللوز وَاللَّبن وَالْعَسَل والنشا والسميد فَإِن ذَلِك الورم حب جيد لانْقِطَاع الصَّوْت كثيرا وصمغ عَرَبِيّ من كل وَاحِد سنة زعفران وَاحِد كندر رب السوس وَاحِد وَنصف فلفل أَبيض خَمْسُونَ حَبَّة لحم التَّمْر السمين ثَلَاثَة ينقع الكثيرا فِي عقيد الْعِنَب حَتَّى ينْحل وَيجمع الْجَمِيع حبا كالباقلي وتوضع تَحت اللِّسَان. ارطاميدس فِي تخشين الصَّوْت قَالَ من أَصَابَهُ ارتعاش فِي صَوته فأمّره أَن يدع الصَّوْت شهرا ويقلل الْكَلَام ثمَّ مره أَن يتَغَنَّى وَهُوَ مستلق بِالْغنَاءِ السَّاكِن الْهَادِي ثمَّ أبعد حَتَّى يرجع إِلَى عَادَته وغذّه بِمَا يقوى جَنْبَيْهِ كأكارع النحري والكراث الشَّامي والكشك وعصارة البصل وأدمغة الحملان والصنوبر وَالْعِنَب وَأدْخلهُ الْحمام بعد الْغذَاء ورضّه قبل ذَلِك رياضة وسطا وأدلك رَأسه دلكا شَدِيدا إِلَى أشمل حالاته.

دَوَاء للصوت الخشن قَالَ خشونة الصَّوْت تعرض من الْبرد وإدامة الترنم وَيجب لصَاحبه أَن يهجر المالح والحامض وَالشرَاب أَيَّامًا وَقَالَ وَخذ مَاء رمانة رقيقَة القشر فاجعلها فِي رماد حَار فِيهِ جمر فَإِذا لانت فاقلع قمعا وَسطهَا بخلال حَتَّى يصير مَا فِيهَا مثل الْعَجِين وَاجعَل فِيهَا عسلاً وأحسها أَو خُذ خَبرا يَابسا واسحقه واجعله بِاللَّبنِ حسا فَإِنَّهُ نَافِع للصوت والزكام والنوازل أَو خُذ كراثاً شامياً فاسلقه بِمَاء نعما فَإِذا لَان ونضج فصبّ عَلَيْهِ عسلا وأغله حَتَّى يغلظ ويلعق فَإِنَّهُ جيد للبحح. ولبحوحة يذهب بهَا ينفع الحمص فِي المَاء حَتَّى يلتزق وألق على الحمص وَهُوَ صَحِيح عسلاً ومره فليبلع مِنْهُ ثَلَاث حبات أَو أَرْبعا وَلَا يشرب عَلَيْهِمَا مَاء فَإِنَّهُ فِي غلظ الصَّوْت قَالَ هَذَا يكون كصوت الرصاص إِذا صك بعضه بَعْضًا مظلماً كدراً قَالَ يمشي صَاحبه فِي الصقيع وَيقْعد إِلَى مَوَاضِع عالية ويمسك بَغْتَة ويحضر ويسارع وَيدخل الْحمام ويدلك دلكا شَدِيدا يَابسا بخرق كتَّان وغذّه بأغذية ملطفّة كالمالح وَالشرَاب الْعَتِيق والخل الحاذق والفلفل قَالَ ودقة الصَّوْت هُوَ ضد هَذَا وجلّ مَا يعرض من السهر وَقد يعرض فِي الترنم بعد الطَّعَام وَالسَّبَب الْقوي فِيهِ هُوَ ضعف الصَّوْت وربّما كَانَ من استطلاق الْبَطن فليودع صَوته وَيلْزم الرّكُوب وَالْحمام بِالْغَدَاةِ والأغذية المعتدلة وَلَا يحمل على معدته فِي كميته وامنعه الباه والأطعمة الْيَابِسَة فَإِن صَوته يرجع إِلَيْهِ. فِي الصَّوْت الحشن الصَّوْت الخشن ألف ألف يعرض لمن قطعت لهاته لِأَن هَؤُلَاءِ يَجدونَ عِنْد مبدء الصَّوْت دغدغة شَدِيدَة ويهيج بهم نخع وتنحنج وَلَا يصبرون على طول العياء حَتَّى تشتد حُلُوقهمْ بعد هنيئة فَخذ لهاؤلاء من عقيد الهنب وَالْعَسَل واطبخه حَتَّى يخرج رغوته) ومرّخه بعد ذَلِك بِمَاء حَار وغرغره بِهِ واسقه مِنْهُ وَكلما عتق هَذَا الشَّرَاب كَانَ أَجود فَاسْتَكْثر مِنْهُ فَإِنَّهُ نَافِع لجَمِيع أوجاع الْفَم وَالْحلق ويصفي الصَّوْت ويحسّنه وَيصْلح لأكْثر أدواء الصَّوْت. قَالَ وَقصر النَّفس ضَرَر على الملحين فَيَنْبَغِي أَن يتدرج إِلَى تطويله فَإِن الْعَادة إِذا صادفت نفسا طَويلا بلغت بِهِ الْغَايَة وَإِن صادفت نفسا قَصِيرا زَادَت فِيهِ وَمر صَاحبه بالإحضار الْقَلِيل وَلَا يمعن فَإِنَّهُ إِن أمعن بَطل صَوته الْبَتَّةَ وليفعل ذَلِك بِالْغَدَاةِ والعشي وليطل الْمكْث فِي الْحمام وَيصب على رَأسه مَاء حاراً فِي الْحمام وليحتبس نَفسه مَتى مَشى فِيهِ فَإِذا خرج من الْحمام فليشرب شرابًا فَإِن الشَّرَاب يغذو الرّوح أَكثر من المَاء وَيشْرب بعد الْغذَاء أَيْضا شرابًا وليشرب شربات كبارًا بِنَفس وَاحِد وليتعاهد بعد ذَلِك امتساك النَّفس

طَويلا حَتَّى يتدرج نَفسه إِلَى أَن يبلغ أطول التراجع فِي نفس وَاحِد وليصعد السلّم ولينزل وَلَا يتنفس إِلَّا قَلِيلا ومضغ العلك جيد لَهُ لِأَن مضغ العلك ينفع من ضَرَر الْفَم والرية والصدر وَهُوَ يعين على طول النَّفس وَمن أدوية الصَّوْت أَن يحمي دَقِيق سميد قد طبخ بِلَبن حليب وَيَأْكُل سوق الكرنب مشوية فِي الرماد ويأكلها أَيْضا مَعَ الْعَسَل وأبلغ شَيْء لَهُ أكارع الْبَقر فيأكل عصبها فَقَط وأجود مَا يكون أَن يطْبخ عصبها فِي الْعَسَل إِلَى أَن ينضج ويؤكل والحلبة أَيْضا نافعة وَأكل السّمك والدجاج مشوية حارة بِلَا مرى وَالْحمام وَمسح الْعُنُق أجمع بالدهن وَاجعَل فِي الْحمام دهن لوز وَاجعَل رجلَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ فِي المَاء الْحَار. قَالَ وَمن غلظ صَوته من عَارض ردي فعلاجه سهل وَمن غلظ من كَثْرَة الصياح فَلَيْسَ علاجه بسهل وَمن نفخ فِي البوق كثيرا فَإِن هَؤُلَاءِ يحتبس النَّفس فِي رياتهم فيعسر علاجهم. الْعَارِضَة من الصياح ربّما بَرِيء صَاحبهَا فِي سَاعَة وَاحِدَة بإن يَأْكُل فجلاً بِعَسَل لي الفجل المربى جيد لذَلِك فاعتمد عَلَيْهِ وَهَذَا الصِّنْف من رداءة الصَّوْت يعسر علاجه فِي الْمَشَايِخ خَاصَّة وَلَا يعالج الشَّيْخ فَإِن العلاج كثيرا مَا يُصِيبهُ بزيدة شرّاً لِأَن البلغم فِي هَؤُلَاءِ كثير وَأما الشبّان فعالجهم بِثِقَة وابدء فِي ذَلِك بدلك رَأسه وَاجعَل قطنة بدهن الناردين فِي منخريها ويخرجها بساعة بعد أُخْرَى ويتمضمض بتمشي أَو يتغرغر بالعسل أَو بِاللَّبنِ وَيَد من وضع الصمغ الْعَرَبِيّ تَحت لِسَانه ألف ألف وَيشْرب شرابًا حلواً ويتحسى صفرَة بَيْضَة وَالْعَسَل وَالْبيض منضجين وكمد رَأسه بِمَاء حارّ باسفنجة حَلقَة وَاتخذ لَهُ ضماداً من بزركتان وزفا ودهن ورد وشمع واجعله على الْعُنُق.) دَوَاء من هَذَا الْكتاب خُذ كثيرا وصمغاً عَرَبيا من كلواحد جُزْء وَسدس جُزْء من أفيون وجزء خشخاش أَبيض ولوزاً مقشراً نصف جُزْء وَثمن جُزْء يدق الْجَمِيع واجمعه بلعاب السفرجل واجعله حبّا وَاسْتَعْملهُ للحلوق الخشنة والحارة الْيَابِسَة فَإِنَّهُ عَجِيب فِيهَا. آخر للحلوق البغلمية فلفل زعفران وَمر وزنجبيل مربى يدق الزنجبيل واصنعه حبّاً وَاجعَل مِنْهُ تَحت اللِّسَان فَإِنَّهُ جيد لذَلِك. آخر جيد للصوت يُؤْخَذ مَاء الكراث الشَّامي ولعاب البزرقطونا وشحم الدَّجَاج وَعسل يطْبخ حَتَّى يصير لعوقاً فَإِنَّهُ جيد وَأكل السكر واللوز جيد لتصفية الصَّوْت. للبحوحة الْيَابِسَة دَوَاء الحمص وَالْعَسَل الَّذِي كتبناه فَإِنَّهُ يصلح للبحوحة الْيَابِسَة.

الْأَعْضَاء الألمة قَالَ اشرف عضل الصَّوْت هُوَ الَّذِي يحرّكه العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق والعصب الرَّاجِع إِلَى فَوق من الزَّوْج السَّادِس من أَجزَاء الدِّمَاغ وَلَا يبلغ الْجَهْل بِأحد من المعالجين أَن يقطعوا الزَّوْج السَّادِس بِلَا تعمد فَأَما العصبتان الراجعتان إِلَى فَوق فَرُبمَا قطعوهما وَرُبمَا شكوهما فِي علاج الْحَدِيد من غير علم فَيبْطل الصَّوْت وَرُبمَا بردتا بِأَن تكشفا فَيضر ذَلِك بالصوت حَتَّى يسخنا وَيعود إِلَى طباعهما قَالَ وَإِذا ابتلّت الطَّبَقَة الَّتِي تعم الْحلق والحنجرة برطوبة كَثِيرَة اضرّت بالصوت اضراراً شَدِيدا والنوازل النَّازِلَة من الرَّأْس كلهَا تضر بالصوت وَكَثْرَة الصياح أَيْضا يحدث فِي عضل الحنجرة مثل الورم وَجَمِيع الأورام فِي المري وَحَيْثُ تضغط قَصَبَة الرية والحنجرة تضرّ بالصوت مضرَّة غير أولية. الطَّبَرِيّ مِمَّا يصفي الصَّوْت أَن تُؤْخَذ الكبابة فِي الْفَم. أهرن قَالَ فينفع من بحح الصَّوْت من كَثْرَة الرُّطُوبَة أَن يُؤْخَذ خَرْدَل مغلو غلواً يَسِيرا ثَلَاثَة دَرَاهِم وفلفل دِرْهَم يَجْعَل حبا بِعَسَل ويمسك فِي الْفَم فَإِنَّهُ ينقي ذَلِك البلغم وينفع مِنْهُ الحلتيت. مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ الصَّوْت يعسر من اليبس والرطوبة وَلذَلِك يجد من إِصَابَته حمى حادة محرقة فجففت حنجرته وقصبة ريته فَصَارَ صَوته كصوت الكراكي والأشباه الطَّوِيلَة الْأَعْنَاق أَعنِي صلباً شَدِيدا وَأما من الدموية مثل مَا يعرض عِنْد الزُّكَام والنوازل لي من هَا هُنَا يعلم أَن الصَّوْت إِذا كَانَ مَعَ ضَرَر صلباً شَدِيدا فَذَلِك عَن اليبس وَإِذا كَانَ كدراً مظلماً فَعَن الرُّطُوبَة. فِي التنفس قَالَ فِي الثَّانِيَة من الأخلاط التنفس المنتن يدل على أخلاط عفنة فِي آلَات النَّفس مَتى) لم تكن فِي الْفَم قَالَ التنفس الْمُتَوَاتر مَتى كَانَ مَعَ صغر يدل على ألم فِي بعض آلَات النَّفس أَو الْأَعْضَاء لمتصلة بهَا وَمَتى كَانَ تواتره مَعَ عظم دلّ على التهاب شَدِيد فِي ذَلِك الْأَعْضَاء وَأما التنفس الْبَارِد فَإِنَّهُ ردي لِأَنَّهُ ألف ألف يكون عِنْد انطفاء الْحَرَارَة فِي الْقلب وعَلى ألم الْقلب فِي نَفسه. الأولى من تقدمة الْمعرفَة قَالَ التنفس إِذا كَانَ متواتراً دلّ على ألم وعَلى التهاب فِي الْمَوَاضِع الَّتِي فَوق الْحجاب وَإِذا كَانَ عَظِيما وَفِيمَا بَين مُدَّة طَوِيلَة دلّ على اخْتِلَاط عقل وَإِذا كَانَ يخرج من الْأنف والفم وَهُوَ بَارِد فَهُوَ قتال جدا. قَالَ ج التنفس الْمُتَوَاتر إِذا كَانَ مَعَ ذَلِك عَظِيما فَإِنَّهُ يدل على حرارة كَثِيرَة وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك صَغِيرا دلّ على وجع فِي آلَة التنفس مَعَ حرارة وَأما المتفاوت فَإِن كَانَ عَظِيما فَإِنَّهُ يدل على اخْتِلَاط عقل وَإِن كَانَ صَغِيرا دلّ على انطفاء الْحَرَارَة وَقلة الْحَاجة إِلَيْهَا قَالَ وَهَذِه الْأَصْنَاف هِيَ أخص أَصْنَاف سوء التنفس بالأمراض الحادة قَالَ وَأما جودة التنفس

فَإِن لَهُ قُوَّة عَظِيمَة فِي الدّلَالَة على السَّلامَة فِي جَمِيع الْأَمْرَاض الحادة الَّتِي تكون مَعَ الْحمى قَالَ لِأَن جودة التنفس تدل على سَلامَة آلَات التنفس مَعَ الوجع والأورام الحارة وَمَا قرب مِنْهَا بالمعدة والكبد وَالطحَال تدل على أَنه لَيْسَ فِي وَاحِد مِنْهَا حرارة شَدِيدَة وَلَا ورم حَار فبالواجب إِذا حسن التنفس دلّ على سَلامَة إِذْ كَانَ ينذر بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الإحشاء حرارة غَرِيبَة ردية وَلِأَن الْحَرَارَة الغريزية سَاقِطَة ضَعِيفَة وَذَلِكَ أَن الْخَوْف فِي الْأَمْرَاض الحادة إِنَّمَا يكون من أفراط الْحَرَارَة وَإِمَّا من ورم ملتهب عَظِيم وَإِمَّا من سُقُوط الْقُوَّة وَالنَّفس الْحسن يُؤمن من هَذَا كُله. الرَّابِعَة من الْفُصُول مَتى انْقَطع التنفس فِي إِدْخَال الْهَوَاء وأخراجه حَتَّى يعرض مِنْهُ أَن يستنشق الْهَوَاء فِي دفعتين أَو نَحْوهَا فِي مثل ذَلِك فَإِنَّهُ ينذر بتشنج لِأَن ذَلِك لَا يكون إِلَّا وَقد عرض للعضل الَّذِي يكون بِهِ التنفس شَيْء من التشنج وَأَن توترت الْحَال فِيهِ صَار فِي جَمِيع الْبدن تشنج ظَاهر. السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ النَّفس الَّذِي لَا يستتم انبساط الصَّدْر فِيهِ فِي مرَّتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي يستنشق استنشاقاً كالحال عِنْد بكاء الصَّبِي إِمَّا إِن يكون من ضعف عضل الصَّدْر وذ إِنَّمَا يكون من سُقُوط الْقُوَّة وَإِمَّا أَن يكون من يبس آلَات النَّفس وَرُبمَا كَانَ مِنْهُمَا وَرُبمَا كَانَ من حَال قريبَة من حَال التشنج فِي آلَات الصَّدْر فَإِن الْقُوَّة الضعيفة إِذا عجزت أَن ينبسط الصَّدْر بِقدر) الْحَاجة فِي ضَرْبَة وقفت وَقْفَة تستريح فِيهَا ثمَّ عَادَتْ فاستتمت فعلهَا والآلة الصلبة لَا تواتى الْقُوَّة الَّتِي تبسطها بسلامة فتقف من انبساطها قسراً وَأما الْحَال الْقَرِيبَة فِي التشنج فَإِنَّهَا تفعل هَذَا التنفس إِذا غلب الْبرد على عصب الصَّدْر وعضله وَالَّتِي ترى هَذِه الْحَالة إِذا كَانَ ذَلِك مَعَ حمى فَلَيْسَ يكون إِلَّا من صلابة آلَات التنفس وَغَلَبَة اليبس عَلَيْهَا وَذَلِكَ ردي فِي الْأَمْرَاض الحادة والتنفس الَّذِي يستتم انبساطه فِي مرَّتَيْنِ ردي جدا فِي الْأَمْرَاض الحادة. من الْأَمْرَاض الحادّة قَالَ شدَّة الْحَاجة إِلَى إِخْرَاج التنفس وَهُوَ الإنقباض ألف ألف يكون لثكرة اجْتِمَاع البخارات الغبارية أَو لحدتها وَذَلِكَ يكون إِمَّا لِكَثْرَة الْحَرَارَة وَإِمَّا لرداءة الأخلاط قَالَ وَخُرُوج التنفس من النَّائِم أعظم وخاصة إِن كَانَ قد تنَاول طَعَاما كثيرا لِأَن البخارات الدخانية تكْثر فِي جَوْفه لإجتماع الْحَرَارَة. الثَّانِيَة من آراء ابقراط وافلاطن قَالَ اخراج النَّفس عمدا يكون بآلات غير

الَّتِي تكون بهَا قسراً أَعنِي بِشدَّة الْحَرَكَة والرياضة وَكَذَلِكَ إِخْرَاج الْهَوَاء الَّذِي يكون عمدا يكون بعضل غير ذَلِك الَّذِي يكون إِخْرَاجه قسراً. الثَّانِيَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا أَصْحَاب الذبْحَة إِذا صَار نفسهم قصراً قَالَ فِي النَّفس الْعَظِيم يَتَحَرَّك الصَّدْر كُله وَأما فِي النَّفس الصَّغِير فَإِنَّهُ يَتَحَرَّك مِنْهُ الْحجاب فَقَط والمواضع الَّتِي فِيمَا بَين الأضلاع. الثَّالِثَة من الثَّانِيَة أَصْحَاب الذبْحَة إِذا صَار تنفسهم قَصِيرا فَتلك عَلامَة جَيِّدَة وَأَصْحَاب السرسام وَأَصْحَاب اخْتِلَاط الْعقل إِذا صَار نفسهم متواتراً فَتلك عَلامَة محمودة أَصْحَاب اخْتِلَاط الْعقل يتنفسون تنفساً متفاوتاً عَظِيما وَالنَّفس الَّذِي بالضد يدل على نُقْصَان الْعلَّة وَأَصْحَاب الذبْحَة فلأنهم لَا يقدرُونَ أَن يتنفسوا لهَذَا بطول مُدَّة إِدْخَال الْهَوَاء وإخراجه فيهم فَيكون تنفسم فِي زمن طَوِيل فَإِذا قصر ذَلِك دلّ على سَعَة قد حدثت للمجرى وَبِالْجُمْلَةِ فَالنَّفْس المضاد للمرض جيد قَالَ أَصْحَاب الذبْحَة تطول مُدَّة دُخُول الْهَوَاء وَخُرُوجه فيهم لضيق الْآلَة فَلذَلِك لَا بُد أَن يكون متواتراً ليستدرك مَا فَاتَ فِي طول الْمدَّة والتفاوت فيهم عَلامَة جَيِّدَة وَذَلِكَ أَنه يدل على أَن زمَان إِدْخَال الْهَوَاء وإخراجه قد نقص وَلَا ينقص ذَلِك إِلَّا لسعة قد حدثت. الثَّانِيَة من الثَّالِثَة إِذا كَانَ فِي التنفس يَتَحَرَّك ورقة الْأنف فَذَلِك يكون إِمَّا لِأَن الْقُوَّة قد خارت) وَإِمَّا لِأَنَّهُ قد شفي على الإختناق وَإِمَّا من ذبحة وَإِمَّا من مدّة أَو خلط فِي الصَّدْر والرية قَالَ وَهَذَا التنفس يَتَحَرَّك فِيهِ أعالي الصَّدْر إِلَى مايلي الْكَتِفَيْنِ قَالَ الْإِنْسَان مَا دَامَ بِالْحَال الطبيعية وَلم يحصر وَلم يَتَحَرَّك ويتنفس فَإِنَّمَا يكون بأسافل الصَّدْر ممايلي الْحجاب وَقد بيّنا ذَلِك فِي كتَابنَا فِي علل التنفس فَإِذا احْتَاجَ إِلَى هَذَا أَكثر حرّك مَعَ ذَلِك أعالي صَدره ممايلي الْكَتِفَيْنِ حَتَّى يُحَرك صَدره كُله حَرَكَة استكراه وَهَذَا يعرض فِي الصِّحَّة عِنْد الْحَرَكَة الشَّدِيدَة وَفِي هَذَا الْحَال إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى هَذَا التنفس لتزيد الْحَاجة فإمَّا فِي ذَات الرية وَنَحْوهَا فَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى ذَلِك لضيق الْآلَة لِأَن الْآلَة إِذا ضَاقَتْ احْتَاجَت أَن يسْتَدرك مَا فَاتَ فيعظم الإنبساط. الرَّابِعَة من الثَّالِثَة النَّفس المتفاوت الصَّغِير يحدث إِذا مَاتَت الْقُوَّة الحيوانية وَهَذَا يخرج من الْأنف والفم وَهُوَ بَارِد وَهُوَ مهلك لَا محَالة وَأما النَّفس الْقصير المتفاوت فَيدل على وجع فِي آلَات التنفس أَو فِي الْأَعْضَاء الَّتِي تتحرك بحركتها وَالنَّفس فِي الحميات القوية عَظِيم متواتر. أهرن قَالَ قد يكون ضرب من رداءة التنفس لَا لعِلَّة من آلَات التنفس أَكثر من ألف ألف إِن الْحجاب انشال إِلَى فَوق وانحطّ إِلَى أَسْفَل. الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ إِن إنْسَانا يُحَرك صَدره كُله فِي التنفس حَتَّى تكون حركته تصعد وتبلغ من قُدَّام إِلَى الترقوتين وَمن الْجَانِبَيْنِ إِلَى مُعظم لحم الْكَتف وَمن خلف إِلَى مُعظم الْكَتِفَيْنِ.

أَقُول أَن هَذَا التنفس يدل على ثلثة أَشْيَاء إِمَّا حرارة ملتهبة فِي الْقلب أَو فِي الرية وَإِمَّا ضيق فِي بعض آلَات التنفس وَإِمَّا لضعف الْقُوَّة المحركة لعضل الصَّدْر فيشت حِينَئِذٍ فَانْظُر إِلَى النبض هَل يدل على كَثْرَة الْحَرَارَة ثمَّ انْظُر فِي مخرج النَّفس اعني الأنقباض هَل يكون كثيرا دفْعَة بنفخة فَإِن هَذَا ينذر بحرارة كَثِيرَة وَمَعَ هَذَا خشن الصَّدْر فَإِن وجدته مَعَ ذَلِك حاراً ملتهباً فقد صَحَّ الْأَمر أَنه للحرارة وتؤكد على ذَلِك حمرَة الْعَينَيْنِ وَالْوَجْه والعطش والحرارة فِي الرَّأْس ويبس اللِّسَان وخشونته وَقَول الْمَرِيض أَنه يَحْتَرِق احتراقاً فَإِن كَانَت عَلامَة الْحَرَارَة لَيست بظاهرة والصدر ينبسط أعظم انبساط فَفِي آلَات التنفس شَيْء من الضّيق إِمَّا ضيق فِي الحنجرة فَلَا يدْخل الْهَوَاء وَإِمَّا أَن يكون فِي الصَّدْر والرية أخلاط أَو خراج من ورم أَو رُطُوبَة وَإِن وجدته يُحَرك جَمِيع صَدره وَأَعلاهُ وأسفله فِي التنفس وتنضم ورقتا الْأنف مِنْهُ وَقع تحريكه لجَمِيع الصَّدْر لَا ينبسط كثراً بل إِنَّمَا يَتَحَرَّك فَإِن ذَلِك لضعف عضل الصَّدْر وَذَلِكَ أَن ضعف الصَّدْر) يضْطَر أَصْحَابه بِأَن يستعملوا جَمِيع العضلات ليستدركو بِالْكَثْرَةِ مَا فَاتَ بِالْقُوَّةِ ثمَّ ذكر هَاهُنَا ذكرا شافياً فاقرءه من حَيْثُ يَقُول الْكَلَام من تعرّف الْمَوَاضِع العليلة مِمَّن بِهِ رداءة التنفس فاقرءه وَحَوله إِلَى مَنْفَعَة التنفس. قَالَ يتنفس الصّبيان أَكثر وَأَشد تواتراً لِأَن التنفس فيهم أَكثر فهم يَحْتَاجُونَ إِلَى إِخْرَاج فنور الأخلاط والمشايخ أقل وَأَبْطَأ وأشدها دقّاً وَمَا يتَبَيَّن ذَلِك بِحَسب ذَلِك وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الْأَزْمَان والأمزاج فَإِن الحارة تحْتَاج إِلَى نفس أَكثر وبالضد قَالَ والممتليون عَن الْغذَاء يتنفسون نفسا صَغِيرا متواتراً لضيق الْحجاب عَلَيْهِم من أجل الْمعدة وَكَذَلِكَ الْحمال والمستنشقون. الثَّامِنَة من التشريح الْكَبِير قَالَ مَا دَامَ الْحَيَوَان صَحِيحا فَإِنَّمَا يُحَرك بَغْتَة من أَسْفَل الصَّدْر فَقَط. فِي القروح الْحَادِثَة فِي فضاء الْفَم كُله إِلَى الْحلق واللثة والقلاع ونزف الدَّم الْكَائِن من الْفَم من فصد وَغَيره يحول إِلَى هَا هُنَا والأورام الْحَادِثَة فِي الْفَم والآكلة والبثور وَنَحْو ذَلِك. يستعان بقوانين القروح الْبَاطِنَة ونبات الْأَسْنَان ويحول بَاب اللثة إِلَى بَاب الْأَسْنَان. الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء مَا كَانَ من قُرُوح الْفَم ذَات صديد كثير فَإِنَّهَا تحْتَاج إِلَى أدوية تجفف بِقُوَّة كالزهر وَخُنْثَى وَحده أَو مَعَ عسل أَو شراب معسّل والأيارج والدواء الْمَعْرُوف ببرود الْعين إِمَّا يَابسا وَإِمَّا معجوناً ألف ألف بِعَسَل

لي هَذَا ثمَّ يُزَاد الأفراطاطيقون مدوفاً بشراب معسّل أَو غير معسل أَو تلطخ هَذِه القروح بأقراص موساس وعصارة السماق والحصرم وبسائر مَا يجفف تجفيفاً قَوِيا فإمَّا الَّتِي هِيَ أقل رُطُوبَة وَأبْعد من الرداءة فالتي تجفف تجفيقاً يَسِيرا تبلغ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ كالأدوية المتخذة بالتوث وَثَمَرَة العليق وعصارة قشور الْجَوْز الرطب وأبلغ من هَذِه الْمُتَّخذ بعصير الْعِنَب وَجوز السرو فإمَّا القروح الَّتِي فِي غَايَة الرُّطُوبَة وَهِي قريبَة من الْعظم فَلَا يُؤمن بِهَذَا السَّبَب أَن يُفْسِدهُ وَيحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة اليبس جدا من أجل طبيعة الْعِظَام أَنَّهَا يابسة وَكَذَلِكَ أسحق أَنا أَقْرَاص موساس وَاجْعَلْهَا على الْموضع يابسة لي مثل هَذَا يحْتَاج إِلَى الفلدفيون الَّذِي فِيهِ شَيْء صَالح من أقاقياً أَو من جَفتْ البلوط وَمَا أصلحه فِي مثل هَذِه الْمَوَاضِع لِأَنَّهُ يمْنَع العفن الْبَتَّةَ وَكَذَلِكَ يفعل الْخلّ وَالْملح الْمُعْتق فِي شمس إِذا تمضمض بِهِ وَأمْسك فِي الْفَم منع العفن لي لحم الْفَم يَابِس جلاء اللِّسَان فَلَا تظن أَن جالينوس نَاقض هَا هُنَا فِي اسْتِعْمَاله فِي الْفَم أدوية قَوِيَّة اليبس وَله مَعَ ذَلِك قَوْله أَنه عُضْو تدوم فِيهِ الْحَرَارَة والرطوبة فَهُوَ) لذَلِك بَعدت من العفن لِأَنَّهُ لَا يتروح كَسَائِر الْمَوَاضِع المكشوفة فَيحْتَاج لهَذَا أَن يجفف جدا ليؤمن العفن فِيهِ. الميامر لي على مَا رَأَيْت مِمَّا يعظم نَفعه لقروح الْفَم الحارة والقلاع والسحج والورم الْحَار ورد وبزر الْورْد وصندل وسماق وطباشير وزعفران وعدس مقشر وَمَاء ورد والزعفران والماورد نَافِع لهَذِهِ الْعلَّة. السَّادِسَة من الميامر يعم الأورام الْحَادِثَة فِي الْفَم أَن تحْتَاج إِلَى فصد وحقنة وإسهال كَسَائِر الأورام فَإِن الغشاء المخلل لداخل الْفَم كُله أَكثر تخلخلاً وَأَشد لبثاً من الْجلد المخلل لجَمِيع الْجِسْم وتوّق من أدوية الْفَم أَن لَا تكون أَشْيَاء إِذا نزلت فِي الْحلق اضرت قَالَ إِذا حدث فِي الْفَم قُرُوح أسرعت فِي العفن لحرارته ورطوبته وَلِهَذَا يستعملون أقوى الْأَدْوِيَة حَتَّى إِنَّهُم يستعملون فِيهِ مَا يكوى. دَوَاء للعفن فِي الْفَم وَجَمِيع الْأَعْضَاء قلقطاء جزآن نورة جزؤ زرنيخ نصف جُزْء يسحق جَمِيعًا العفص وَيسْتَعْمل لي مَا أَجود تركيبه فاعتمد عَلَيْهِ وألق ملحاً فِي خل ثَقِيف جدا وامسكه فِي الْفَم فَإِنَّهُ يدْفع العفن وَغَيره فَإِن علت العفن فاكو الْموضع العفن كُله ثمَّ ضع على الخشكريشة عسلاً مَعَ ورد وبزره وترده إِلَى أَن تنقلع الخشكريشة وَإِلَى أَن يبرء. ج فِي القلاع هُوَ قُرُوح فِي الغشاء النَّفْسِيّ على دَاخل الْفَم مَعهَا حرارة نارية وَأكْثر حدوثها فِي أَفْوَاه الصّبيان وخاصة إِن كَانَ اللَّبن ردياً أَو كَانَ العضل لَا يسْتَمر لينه جيدا وعَلى الْأَكْثَر هِيَ سهلة العلاج تخف وتسكن بالقابضة باعتدال وَرُبمَا طَالَتْ وتأكلت وعسرت وَهَذِه تحْتَاج إِلَى أدوية أقوى.

للقلاع الْخَبيث شب عفص يسحقان كالغبار ويدلك بِهِ الْفَم جيدا فَإِنَّهُ يقْلع قشوراً وَيذْهب الدَّاء واعمل على أَن ألف ألف يغمس الْأصْبع فِي زَيْت ثمَّ اغمسها فِي هَذَا الدَّوَاء وادلك بِهِ الْفَم جدا ويتمضمض بزنجار وخل ويدلك بعفص وخل. للقلاع الْأسود جيد مجرب زبيب دون عجم انيسون عسل يعجن بِهِ ويطلى بِهِ القلاع مَكَانَهُ فَقَط. آخر حضض سماق عسل ورد عدس مقشور وَنَحْوهَا من الْأَدْوِيَة الْخَفِيفَة للقلاع فَأَما العفص) والزنجار والقلقنت والزاج وَنَحْوهَا فللقلاع الردي وَالْعَسَل يدْخل مَعَ هَذِه. قَالَ ج اسْتعْمل التَّخْفِيف فِي العلاج الْخَفِيف وَالْقَوِي فِي القوى والعفص مَتى يسحق بخل غليظ أَو طلي بِهِ دَوَاء قوي فِي القلاع الردي وشحم البط وَهَذَا لَا يصلح للقلاع الَّذِي فِيهِ عفونة والعفصة والحارة الَّذِي مَعَ عفونة قَالَ وسيلان اللعاب الْكثير دَال على قُوَّة الْعلَّة قَالَ والقلاع الْأَحْمَر من جنس الفلغموني والأصفر الْمشرق من جنس الْحمرَة والأبيض من جنس البلغم والمزمن الكمد من جنس السَّوْدَاء وَكَذَلِكَ الْأَخْضَر وَالْأسود وَمَا كَانَ مَعَه تلهب وحرارة فالصفراء فِيهِ أغلب فَإِذا عرفت هَذَا وَكنت عَارِفًا بقوى الْأَدْوِيَة وَمَا يتبعهَا لَهَا بِحَسب الْأَبدَان والأعضاء سهل العلاج قَالَ إِنَّا أطْعم الْأَطْفَال للَّذين قد صَارُوا يَأْكُلُون مِمَّن بِهِ قلاع عدساً مَعَ خبز يسير ومخ عِظَام الأيل والعجل وسفرجلا وتفاحاً وزعروراً وعنزاً وَإِن كَانَ لهيباً خلطت وأطعمت حسا وهندباء وَالَّذين لَا يَأْكُلُون أطْعم الْمُرضعَة هَذِه الْأَشْيَاء والمائل من القلاع إِلَى الْحمرَة أطل أبدان الصّبيان فِي الِابْتِدَاء بِمَا يقبض قبضا يَسِيرا ويبرد أَكثر وَبعد بِمَا يحلل بِلَا لذع والمائل إِلَى الْحمرَة المشرقة أَزِيد فِي تَدْبِير الطلاء والأبيض بالأدوية الَّتِي تجلو والكمد الْأسود بِمَا يحلل تحليلاً قَوِيا وَمن كَانَ مِنْهُم أكبر من هَؤُلَاءِ أعالجهم بِهَذَا وأزيد فِي قُوَّة الْأَدْوِيَة والأبدان التَّامَّة أعالجها بأقوى من ذَلِك الْجِنْس من الْأَدْوِيَة وَلم أزل إِلَى هَذِه الْغَايَة أكتفي فِي علاج هَؤُلَاءِ بالزاج وَكنت أكتفي مِنْهُم بالزاج مخلوطاً بشراب قَابض. وَإِن كَانَ القلاع وسخاً سحقت الزاج بشراب معسّل وزدت فِي قوته ونقصت ورققت وغلظت بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. وأطل مَوضِع الْعلَّة وَمِمَّا ينفع هَؤُلَاءِ أَعنِي الْأَبدَان القوية التَّامَّة نفعا بليغاً القلقطار المسحوق بالزيت إِلَّا أَن هَذَا قوي جدا فَأَما القلاع الْمُبْتَدِي فعصارة الحصرم مسحوقة بِالشرابِ والسماق وَأما الصّبيان فيكفيهم بزر الْورْد والورد وطبيخ الْأَشْيَاء الخفيفية الْقَبْض وَكَذَلِكَ أَصْحَاب الْأَبدَان الرّطبَة الرُّخْصَة إِذا كَانَ القلاع خَفِيفا وَإِمَّا القلاع الردي وخاصة فِي بدن صلب لَيْسَ برطب فَيحْتَاج إِلَى أقوى الْأَدْوِيَة وَهِي الَّتِي تقبض قبضا قَوِيا وَالَّتِي تلذع لذعاً شَدِيدا. قَالَ وَالزَّيْت وجده ردي للقلاع لِأَنَّهُ يُرْخِي ويرطب ويوسخ أَلا أَنه إِذا خلط بالقلقطار

سكن عَادِية القلقطار وصلحاً جَمِيعًا لِأَن القلقطار يلذع لذعاً شَدِيدا وَكَانَ دَوَاء نَافِعًا كالشمع والدهن والزنجار فَإِن عفن القلاع وَصَارَ قروحاً فَلَا تسمّه حِينَئِذٍ قلاعاً لَكِن قروحاً عفنة وَعند) ذَلِك اسْتعْمل لهَذَا ألف ألف أدوية القروح العفنة لي هَذِه القوية التجفيف المحرقة الكاوية والقوية الْقَبْض مَعهَا وَمِنْهَا الدَّوَاء الحاد الَّذِي قُلْنَا من قلقطار وزنجار ونورة وَالَّذِي يعْمل من خل وملح وَنَحْوه هَا هُنَا وَوصف رجل لقلاع الصّبيان أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يَأْكُلُوا المالح والحامض والقابض قَالَ ج قد أصَاب وَيَنْبَغِي أَن ينظر فِي الحامض. الثَّانِيَة من الْفُصُول القروح الكائنة فِي الْفَم الْأَمر فِيهَا بَين أَنَّهَا من غَلَبَة الصَّفْرَاء. من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء القروح الَّتِي فِي الْفَم تحْتَاج لرطوبة الْموضع إِلَى تجفيف قوي جدا وَلَا يحْتَمل اللِّسَان ذَلِك لِكَثْرَة حَبسه وحركته ورخوصته. الْيَهُودِيّ من أَجود مَا تداوي بِهِ البثور فِي الْفَم وَاللِّسَان الماميران الصيني ثمَّ الفوتنج والورد والسماق والجلنار والكافور والطباشير. فلفيديون للعفن والآكلة فوتنج مَا ميران جلنار زرنيخ كافور قاقلة كبابة طباشير يذر عَلَيْهِ ينفع العفن ويسكن لي برود للفم جيد ورد طباشير عدس مقشور طرخون مجفف مسحوق وورقه وَأَصله كبابة تذر عَلَيْهِ برود لي تَمام سماق جلنار عدس مقشور طباشير بزر البقلة الحمقاء كبابة أصل الطرخون ورد صندل كافور قَلِيل يَجْعَل على اللِّسَان ويتمضمض بخل حصرم وماورد ودهن ورد إِن كَانَ بهَا وجع. الْيَهُودِيّ مَا كَانَ من القلاع أسود وَهُوَ الآكلة الردية فعالجه بالفلفيديفون الَّذِي هُوَ على هَذِه الصّفة زرنيخان أقاقياً قاقلة ورد وصندل كافور يذر على الْموضع الْأسود وَإِن كَانَ أَبيض فعالجه بالكزمازج وَهُوَ ثَمَرَة الطرفاء. برود للفم سماق بزر الْورْد نشا بزر البقلة الحمقاء طباشير سكرطبرزد كافور زعفران ينْفخ فِي الْفَم مَرَّات وَمِمَّا ينفع من القلاع الغائر الردي أَن يحرق مازريون وَيُوضَع رماده على مَوضِع الوجع والبثور أَو يطْبخ المازريون بخل ويتمضمض بِهِ وَلَا ينزل إِلَى الْحق. فِي اللهاة يعجن العفص بخل ويطلي بِهِ اليافوخ من الصّبيان فَإِنَّهُ يبريء من اللهاة

وينفع من اللهاة أَن يديم الغراغر بالمياه القابضة وَمِمَّا ينفع مَاء الْجُبْن وَالْملح وَأَن يتغرغر بِاللَّبنِ الحامض الرايب. مَجْهُول برود للفم صفرَة الْورْد يَعْنِي بزره أَو ورده منقى سِتَّة نوشارد اثْنَان زعفران نصف طباشير وَاحِد وَنصف كافور ربع بزر البقلة الحمقاء اثْنَان سكرطبرزد وَاحِد وَنصف كبابة مثله ينعم سحقها وَيسْتَعْمل.) أهرن برود للحلق والفم طباشير نشا حب الْورْد منقى زعفران من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ حب الفرفير ثَلَاثَة دَرَاهِم عفص سماق قاقلة من كل وَاحِد نصف سكر مثل الْجَمِيع يدق الْكل وينفخ فِي الْحلق والفم لي برود جيد من البثور فِي الْفَم بزر الْورْد طباشير سماق كبابة عدس مقشور عاقرقرحا كافور ورق الطرخون مجففاً ينعم سحقها وَيجْعَل فِي الْفَم وَرَأَيْت جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي لَهَا ألف ألف آثَار الطرخون المجفف ينعم سحقها وَيجْعَل فِي الْفَم كالكبابة والعاقرقرحا نافعة للبثور فِي الْفَم. أهرن برود جَامع للقلاع سماق بزرالورد زعفران نشا سكر طبرزد طباشير بزر الفرفير بِالسَّوِيَّةِ يطلي بِهِ لِسَان الصَّبِي وَغَيره إِن كَانَ البثر أَحْمَر بِمَاء الرُّمَّان الحلو وَإِن كَانَ قلاع أَبيض فبسكنجبين أَو بِعَسَل وَإِن كَانَ فِي الْحلق فانفخ فِيهِ فَإِنَّهُ جيد بَالغ وَأما القلاع الردي الْأَبْيَض فعالجه بزاج محرق وأيرسا وشب وَمر وَعسل قَالَ وينفع من القلاع والبئر فِي فَم الصَّبِي والحمى الحادة والعطاش للصَّبِيّ طباشير وَورد وَحب الْخِيَار من كل وَاحِد جُزْء هيوفاريقون نصف جُزْء أعجنه بعصير الكزبرة الرّطبَة واجعله أقراصاً واسق الصَّبِي مِنْهُ قَلِيلا امْتنع صبي من اللَّبن فَأمرت أَن يدلك فيمه بسكرطبرزد فكسنت البثور مِنْهُ وعاود المص القلاع إِذا كَانَ ملتهباً حاراً يحْتَاج أَن يكون الْبرد غَالِبا على أدويته مثل هَذَا التَّرْكِيب بزرالورد بزر الرجلة عدس مقشر نشا ماميثا صندل سماق كافوريسير وَإِن كَانَ اللهيب أقل احْتَاجَ أَن يكون الْقَبْض أقوى مثل هَذَا ورد سماق جلنار عفص فجّ ثَمَرَة الطرفاء وَإِن كَانَ القلاع أَبيض فزد فِيهِ من الْأَدْوِيَة الحارة من الْأَدْوِيَة القلاع مِقْدَار ذَلِك مثل هَذَا ورد عدس مقشر جلنار عفص شب سعد زعفران كبابة قاقلة عاقرقرحا وَيسْتَعْمل وَهَذِه الْخَمْسَة من أدوية القلاع وَهِي حارة أَعنِي السعد والزعفران والكبابة والقاقلة والعاقرقرحا وَقد يدْخل مَعَ هَذِه أبهل وَجوز السرو وَإِذا كَانَ للقلاع خَالص الْبيَاض أَو مائلاً إِلَى السوَاد فَيحْتَاج الْأسود إِلَى أدوية محرقة كالقلقطار والزنجار والشب وَنَحْو ذَلِك. بولس مَتى حدث نزف دم من الْفَم يدق الكراث وَضعه عَلَيْهِ وأسحق اسفنجاً مسخناً قد غمس بِزَيْت مطبوخ حَتَّى غلظ وضمده عَلَيْهِ وغرغره بالقابضة الْبَارِدَة بِالْفِعْلِ جدا قَالَ وَقد يكون من فَسَاد الطحال قُرُوح فِي اللثة ردية جدا

لي اسْتَعِنْ بِسَائِر علاج نزف الدَّم قَالَ إِذا تعفنت القروح فِي الْفَم فَلَا شَيْء اذْهَبْ لَهَا من زرنيخ ونورة وقلقطار زنجار وَنَحْو هَذِه فَإِنَّهَا) تجففها تجفيفاً قَوِيا أَخْبرنِي صديق لي أَنه أكل حب الحنظل المطيب الصيحان فَأَصَابَهُ فِي فَمه سلاق شَدِيد فَأمره بعض النَّاس أَن يَأْخُذ رب الصرو فِي فَمه ويمسكه سَاعَة حَتَّى يمتلي فَمه ثمَّ يُرْسِلهُ وَيتْرك حَتَّى يسيل كل مَا سَالَ مِنْهُ فَذهب ذَلِك الْبَتَّةَ. شَمْعُون قد يكون من شدَّة البخارات الَّتِي ترْتَفع من الْمعدة فِي الْفَم قُرُوح وبثور ردية قَالَ التنفط الْكَائِن فِي الْفَم لَونه لون الْخَلْط الْغَالِب فَإِن كَانَ أَحْمَر فدموي أَو أصفلا فصفراوي أَو أَبيض فبلغمي أَو أَخْضَر أَو أسود فسوداوي. السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيمياء قد يحدث فِي الْأَطْفَال القلاع ألف ألف لحدة اللَّبن الَّذِي يشربون وَهَذَا يسكن سَرِيعا بالأدوية القليلة الْقَبْض. فيلغريوس لَا شَيْء أبلغ لبثور الْفَم من إمْسَاك دهن الْإِذْخر فاتراً فِي الْفَم ودهن الوّج أَيْضا جيد وَلَا شَيْء خير للثّة الوارمة الَّتِي فِيهَا جنس حرارة من دُخُول الْحمام فِي الْيَوْم مَرَّات قُلْنَا والإغتسال بِمَاء حَار عذب وَالْأكل بعد أغذية لَا حِدة فِيهَا ويدهن رَأسه بدهن ورد وخل خمر وَيشْرب وَيَأْخُذ فِي فِيهِ شراب الخشخاش الْأسود. الساهر للقلاع الْأَحْمَر بزر ورد ونشا وطباشير وصندل وكزبرة وبزر الرجلة وجلنار وزعفران وكافور وسماق وكبابة بِالسَّوِيَّةِ. الْكَمَال والتمام عالج بثور الْفَم فِي الأبتداء بِدفع الْمَادَّة كالصندل والسماق والكافور والجلنار وَمَاء الْورْد وَفِي مُنْتَهى الْعلَّة بطبيخ الحنا الْمَكِّيّ بِمَاء الكزبرة الرّطبَة ويخلط بِهِ شَيْء من زعفران وَعسل ويتمضمض بِهِ ويلين الْبَطن بطبيخ الهليلج وتوضع محجنة تَحت الذقن وَإِذا أزمن واحتجت إِلَى مَا يحلل فَخذ الماميران والعاقرقرحا والإيرسا يطْبخ بسكنجبين أَو متلت ويتمضمض بِهِ. بولس مَتى عفنت اللثة وَلم يصلح العفن على الْأَدْوِيَة الكاوية فاكو بمكاو دقاق وَإِيَّاك والتواني

سرابيون كَثْرَة سيلان لعاب الْفَم دَال على شدَّة الوجع فِي القلاع والقلاع يكون أَحْمَر وأصفر وأبيض وأسود. للقلاع الْحَار الملتهب بزر ورد وسماق وطباشير وبزر رجلة ... ... . ورق حنا مكي جلنار كافور. للقلاع الْأَبْيَض أهليلج أصفر ماميثا طباشير جلنار قاقلة عاقرقرحا كبابة زعفران قَلِيل سعد) يسْتَعْمل وللأسود قلقطار أقاقياً شب جلنار وللآكلة فليفديون سورنجان يدلك بِهِ ويتمضمض بعده بِمَاء ورد ودهن ورد وخل. سَابُور للبثر الحارة فِي الْفَم نشا وسكر طبرزد من كل وَاحِد خَمْسَة طباشير دِرْهَمَانِ بزر ورد وبزر الرجلة وعدس مقشر من كل وَاحِد ثَلَاثَة ثلثة زعفران كافور قاقلة من كل وَاحِد دانقان يسحق وَيرْفَع جيد بَالغ. ولعفن اللثة أقاقياً اثْنَا عشر درهما زرنيخان اثْنَا عشرَة درهما بِالسَّوِيَّةِ نورة غير مطفاة ثَمَانِيَة مر وشب من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم يقرص بخل فَإِنَّهُ عَجِيب. من اقرابادين حنين سنُون يقطع الدَّم المفرط الْخَارِج من اللثة ثَمَر الطرفاء سك من كل وَاحِد ثَلَاثَة عصارة لحية التيس طين ارمني من كل وَاحِد دِرْهَم دارصيني نصف دِرْهَم إبهل دِرْهَم يدلك بِهِ قَالَ وَمن أدوية تعالج بِهِ عفونة اللثة بحسك يَابِس مسحوق بِمَاء الْعَسَل أَو بالأبهل لي على مَا رَأَيْت لِجَالِينُوسَ فِي الثَّالِثَة من الثَّانِيَة إِذا حدث بطفل قلاع فَاسق الْمُرضعَة مَا يصلح لَبنهَا فَإِن فِيهِ حِدة واقبض فَم الطِّفْل قبضا معتدلاً. مُفْرَدَات ج الزراوند المدحرج يبريء قُرُوح اللثة وَيمْنَع العفن برطاينقي يطْبخ ويجفف طبيخه فَيكون دَوَاء نَافِعًا ألف ألف لقروح الْفَم من العفن نَافِع جدا السعد ينفع قُرُوح الْفَم لِأَنَّهُ قوي التجفيف ورق الحنا ينفع من قُرُوح الْفَم والقلاع جدا وخاصة فِي أَفْوَاه الصّبيان وَكَذَلِكَ الحضض. د وعصارة التوث والطين الارمني وَاللَّبن الْحَار ينفع إِذا أمسك فِي الْفَم من أورام اللثة الشّعير نَافِع من القروح المتأكلة فِي الْفَم إِذا اسْتعْمل دارشيشعان ينفع القلاع إِذا تمضمض بطبيخه بشراب وَكَذَلِكَ القروح الردية الساعية وعصارة الْورْد جَيِّدَة للوجعفي اللثة بزر الْورْد جيد إِذا نثر على اللثة الَّتِي تسيل إِلَيْهَا الْموَاد والحضض جيد لقروح اللثة أقاقياً جيد لقروح الْفَم والعفص الْفَج ينفع القلاع وَيدْفَع سيلان الْموَاد إِلَى اللثة مَاء ورق لِسَان الْحمل إِذا أَدِيم التمضمض بِهِ أبرء قُرُوح الْفَم وَلَو كَانَت فِي غَايَة الرداءة ويبريء اللثة الدامية المسترخية. ماسرجويه البقلة الحمقاء وبزره جيد للقلاع وخاصة للَّذي يعرض للصبيان الطباشير جيد

ابْن ماسويه الكزبرة خاصيتها أَن تَنْفَع القلاع إِذا مضغت. الخوز لِسَان الثور وورقه إِذا أحرق نَافِع من القلاع وَفَسَاد اللثة والحرارة فِي الْفَم.) مسيح المصطكي جيد لوجع الْفَم واللثة لي تذاب مصطكي فِي قدح مطين فَإِنَّهُ يذوب كالعسل وَيصب عَلَيْهِ دهن ورد فاتر يسير فَإِن شِئْت فاسحق المصطكي كالكحل ودهن الْورْد عَلَيْهِ فِي شمش شَهْرَيْن والأجود لِأَن هَذَا لَا ينْحل وَالْأول ينْحل وَإِن شِئْت غل دهن ورد وانثر مصطكي حَتَّى ينْحل فِيهِ لي عَجِيب للقلاع الفروشي يجلب من مَكَّة عَجِيب للقلاع يمسك فِي الْفَم فَإِنَّهُ يسكنهُ على الْمَكَان للورم الممتد فِي أقصاء فضاء الْفَم المؤذي قَالَ يفصد وَلَا يحجم ويسهل ويقطر فِي الْأذن دهن لوز فاتر فِي الْجَانِب ويضمد من خَارج ببزر كتَّان وحلبة ودقيق شعير ويتغرغر بطبيخ هَذِه وَيشْرب شرابًا صَالحا بمزاج كثير على طَعَام لين معتدل فَإِنَّهُ يسكن. من الأقرابادين للبثور سلخ الحسك ورد خَمْسَة عاقرقرحا شب قاقلة كبابة من كل وَاحِد دِرْهَم للبثر فِي القلاع يمسك فِي الْفَم حضض أقاقيا رماد قَرَاطِيس جيد للقروح الساعية فِي الْفَم برطانيقي وَكَانَ تَفْسِيره بُسْتَان أمزوز عصارته ترفع وَتحرق لِأَنَّهُ دَوَاء نَافِع الْفَم وقروحه البابونج إِذا مضغ أبرء القلاع والقروح والدارشيشعان جيد للقلاع إِذا طبخ بشراب وتمضمض بِهِ نفع. د وَقَالَ ج قد اسْتعْملت الديفروخس فِي قُرُوح الْفَم وَحده وَمَعَ عسل لِأَنَّهُ جيد لمثل هَذِه الْأَعْضَاء الحارة الرّطبَة ورق الزَّيْتُون الْبري إِذا مضغ إبرء القلاع والقروح وعصارته وطبيخه يفعل ذَلِك الزرنيخ مُوَافق لقروح الْفَم. ج السّمن ينضج ويحلل جَمِيع علل الْفَم الَّتِي من جنس الأورام بعد انْقِطَاع مَا كَانَ يتجلب. د ورق الْحِنَّاء إِذا مضغ ابرء القلاع والعفونة والقروح الْمُسَمَّاة الْحمرَة فِي الْفَم خَاصَّة مَاء الكزبرة الرّطبَة النَّفْع من البثر الْعَارِض فِي الْفَم وَاللِّسَان إِذا تمضمض بِمَائِهَا المصطكي جيد لقروح الْفَم الحسك مَتى خلط بِعَسَل أبرء القلاع والعفونة اسْتِخْرَاج لي ألف ألف يَنْبَغِي أَن تتَّخذ من هَذِه أَشْيَاء تكون عسرة كالانتخاب وَإِن شِئْت جعلت طبيخاً فَلَا بَأْس. ابْن ماسويه اللوز الرطب إِذا أكل بقشره الدَّاخِل سكن مَا فِي اللَّحْم من حرارة وَاللَّبن يتمضمض بِهِ للقروح فِي الْفَم والحنك

قَالَ ج لست احْتَاجَ أَن أَقُول فِي نفع اللَّبن السَّلِيم الأورام فِي الْفَم إِذا تمضمض بِهِ وتسكينه فَإِنَّهُ عَجِيب النَّفْع. د لِسَان الْحمل إِذا تمضمض بعصير ورقه دَائِما أبرء قُرُوح الْفَم الميويزج إِذا خلط بِعَسَل أبرء القلاع.) د وَالْملح إِذا خلط بسويق الشّعير وضمد بِهِ الآكلة فِي الْفَم نفع وَالْمَاء الفاتر نَافِع من تَأْكُل اللثة وَجرى الدَّم مِنْهَا وللقروح فِي الحنك واللهاة روفس مرَارَة السلحفاة تصلح للقروح الردية الْحَادِثَة فِي أَفْوَاه الصّبيان. د المَاء الْجَارِي على معادن النّحاس نَافِع لذَلِك. روفس الشّعير كَذَلِك وللتأكل فِي الْفَم. ج ينفع قُرُوح الْفَم الخبيثة المربى الْمَعْمُول بالسميكات أَن تمضمض بِهِ والعفص نَافِع من القلاع. د ج الصَّبْر نَافِع من قُرُوح الْفَم وبثوره. د مَاء الحصرم جيد للقلاع. د ج أَطْرَاف العليق وورقه إِذا مضغت نَفَعت من القلاع الصَّبْر نَافِع من الأورام الْحَادِثَة فِي الْفَم والقروح عصارة حب الرُّمَّان الحامض نافعة جدا إِذا طبخت مَعَ عسل. د الشب مَتى خلط بِعَسَل نفع القلاع تانبول خاصيته تَقْوِيَة الْفَم طبيخ الْخُنْثَى إِذا لم يكن قَوِيا جدا يخلط مَعَ عسل نَافِع للقلاع خصى الْكَلْب الْكَبِير إِذا اسْتعْمل يَابسا أبرء القروح الخبيثة فِي الْفَم الْحِنَّاء الْمَكِّيّ نَافِع من القلاع مَتى مضغ. ابْن ماسويه الدارشيشعان مَتى ذَر فِي الْفَم نفع من البثر فِيهِ إِذا كَانَ مَعَ رُطُوبَة والحنا يفعل ذَلِك والأقاقيا والعفص والتوث الغض والمجفف ويتمضمض بِمَاء الحنا الْمَطْبُوخ وبماء الْورْد الْمَطْبُوخ اشنان تصلح للفم الْحَار المشرف فِي العفن اشنان ورد صندل قرفة كافور يَجْعَل فِي أَسْنَانه. للقلاع والبثر يحرق لِسَان الثور فِي كوز جَدِيد وَيُؤْخَذ رماده وَيجْعَل عَلَيْهَا بريشة. برود للحرارة فِي الْفَم ورد صبيح طرفا عفص أَخْضَر نيلوفر ورق عوسج صندل طباشير سماق عدس مقشر جلنار من كل وَاحِد جُزْء كافور ثلث جُزْء حصرم بزر الخس جُزْء يلزق عَلَيْهَا. برود جيد يمضغ وَيَأْخُذ مِنْهُ جُزْء وَمن الحصرم جزئين يابسين. فلفيديون أقاقيا خَمْسَة وَثُلُثَانِ نورة عشرَة زرنيخ أصفر وأحمر من كل وَاحِد ثَلَاثَة شب

خَمْسَة مر اثْنَان عفص وَاحِد تعْمل أقراصاً بعصارة لِسَان الْحمل وَيسْتَعْمل وَأَيْضًا قلقطار زنجار عفص بِالسَّوِيَّةِ يجاد سحقه ويعالج بِهِ الْفساد والآكلة وَأَيْضًا ميويزج قسط أصل الشبت) يسحق ويعالج بِهِ. برودفائق لبثور الْفَم والحرارة ورق الْورْد وبزرالورد وَثَمَرَة الطرفا وعفص أَخْضَر ورد النيلوفر وورق العوسج وصندل وطباشير وسماق وعدس مقشر وجلنار وحصرم يَابِس وتوث شَامي بزر الخس وكافور يعجن بِمَاء ورد ويقرص وَيجْعَل مِنْهُ عِنْد الْحَاجة على الأورام والبثور وينفع من تذكرة عَبدُوس كثيرا نشا ماميران زعفران كافور حناء مكي سماق بزرالورد كزبرة يابسة مغلوة كبابة ورق الزَّيْتُون فوتنج جوز السرو عفص حضض شياف ماميثا صندل. من الْكَمَال والتمام شب كثيرا لِسَان الثور زعفران كافور حنا مكي سماق بزر الْورْد بزر القثاء كزبره يابسة مغلوة كبابة ورق الزَّيْتُون فوتنج عدس مقشر باقلا جوز السرو عفص حضض لِسَان الْحمل صندلان طباشير خرؤ الْكَلْب وخاصة فِي البثر الشَّديد الرُّطُوبَة فوفل اسْتعْمل من هَذِه فِي البدى الْبَارِدَة وَفِي الْأَخير الحارة طباشير عاقرقرحا برسيان دارو أَو يحجم تَحت اللِّحْيَة ثَمَر الطرفاء أصل السوسن وافصد وأسهل وخاصة بالشاهترج. حِيلَة الْبُرْء مَا كَانَ من قُرُوح يُربي كثير الصديد فعالجه بالتجفيف تجفيفاً قَوِيا بِمَنْزِلَة القروح دَوَاء ماسواس وَحده وَمَعَ العل والأيارج وبرود الْفَم إِمَّا مَعَ عسل وَإِمَّا مَعَ شراب وَإِمَّا وَحده وَينْتَفع بدواء ماسواس وبعصارة السماق والحصرم وبسائر مَا يجفف تجفيفاً قَوِيا فَإِن كَانَت أقل رُطُوبَة فَيَكْفِي مَا هُوَ دون هَذِه كثمرة العليق وعصارة قشور الْجَوْز فَإِن كَانَت فِي غَايَة الرُّطُوبَة وموضعها قريب من الْعظم لم يُؤمن بِهَذَا السَّبَب على الْعظم العفونة وَيحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة جدا بِسَبَب يبس الْعظم. أبيذيميا القلاع فِي أَفْوَاه الصّبيان إِذا لم يكن ردياً يَكْفِي أَن يقبض فَم الصَّبِي قبضا معتدلاً. روفس إِلَى الْعَوام القروح الردية جدا ردية فِي الْفَم وخاصة فِي الصّبيان والشبان لِأَن العفن يسْرع فِي هَؤُلَاءِ إِلَيْهَا وَيسْقط كثير لُحُوم أشداقها وَالْوَاجِب فِي مثل هَذِه أَن يحتال فِي منع العفونة بِأَن يتغرغر بالعفصة كطبيخ الآس والعوسج والورد والطراثيث وأجود مَا يكون أَن يطْبخ هَذِه بشراب ويطلي عَلَيْهَا نُحَاس محرق وزاج وَقِرْطَاس محرق وعفص مَعَ عسل إِن كَانَت الْعلَّة ردية فيابسة وَحدهَا فَإِنَّهَا أقوى وينفع التغرغر فيطبخ الفوتنج والنعنع وَنَحْوهَا وَتَنْفَع هَذِه القروح وتنقيها تنقية شَدِيدَة أَن يخلط الخزف بالأدوية الَّتِي تسْتَعْمل فِيهِ قَالَ والقلاع قُرُوح مائلة إِلَى الْبيَاض ويعرض أَكثر ذَلِك للصبيان وينفع سحقاً بعصارة عِنَب الثَّعْلَب أَو بعصارة ورق الزَّيْتُون) أَو بالورق نَفسه أَو بالحضض أَو يُغَرْغر بِلَبن الأتن أوّلاً فَأَما الفلغموني فِي اللثة فَاسْتعْمل فِيهِ لبن الأتن وطبيخ الْأَشْيَاء الْبَارِدَة القابضة وَأما الدَّم الْخَارِج من اللثة فالخل الْقوي الحموضة والشبت فَأَما القروح الرهلة فِي اللثة والفم فعالجها بقشور

النّحاس أَو بالزرنيخ أَو بقفز وَمر يخلطان بشراب واسحقها وأطلها على هَذِه القروح إِذا لم تتخوف أَن تحرق اللثة أَو أطلها بِعَسَل وزرنيخ أَو بقشور النّحاس أَو حلّ الزنجار بالنَّار ومضمضه فَإِنَّهُ يبريء هَذِه القروح ويسكن أوجاع اللهاة وَسَائِر قُرُوح الْفَم لي احذر عِنْد اسْتِعْمَال هَذِه من نزُول ألف ألف شَيْء إِلَى الْحلق قَالَ. فَأَما وجع اللهاة فيسكنها الزاج والقموليا وَالْملح إِذا ألزقت عَلَيْهِ وَأما حكاك اللثة فَيذْهب الْفُصُول القروح فِي الْفَم تكون من غَلَبَة الصَّفْرَاء. للقلاع للصبيان خَاصَّة نَافِع سماق وَعسل يتدلك بهما والقلاع الْأَبْيَض يحْتَاج إِلَى عسل والأحمر إِلَى القابضة وَالْأسود ردي عفن يحْتَاج إِلَى المجففات كالزاج والقلقطار قَالَ والقلاع الْأَحْمَر الْمشرق هُوَ من جنس الْحمرَة وَالَّذِي لَا لهيب مَعَه من جنس البلغم والردي الْأسود يمِيل إِلَى السَّوْدَاء والأحمر يدل على غَلَبَة الدَّم والمشرق على الصَّفْرَاء والأبيض على البلغم والأخضر وَالْأسود على السَّوْدَاء وَإِذا كَانَ مَعَه لهيب وحرارة فَهُوَ من خلط حَار وَبِالْعَكْسِ فيعالج كل صنف بِمَا يصلح لَهُ. قَالَ ج أَنا أطْعم الصّبيان الَّذين بهم قلاع سفرجلاً وتفاحاً وعدساً وكمثرى وزعروراً وَنَحْوه وَإِن لم يصيروا إِلَى حد الْأكل فاغذوا المرضعات بِهَذِهِ وَإِن رَأَيْت القلاع أَحْمَر فأطله بِمَا يقبض قبضاُ يَسِيرا وَإِن كَانَ مشرقاً فاجعلها أقوى وَإِن كَانَ أَبيض طليته بِمَا يحلل وَإِن كَانَ أَخْضَر طليته بالقوية التَّحْلِيل فَأَما الْأَبدَان التَّامَّة فعلى هَذَا السَّبِيل إِلَّا أَنه بأدوية أقوى وأكتف فِي ذَلِك بِالشرابِ والزاج فَإِن احْتَاجَ إِلَى أقوى فبالزنجار يطلي على الْفَم بشراب وزاج وَيصْلح فِي المبتداء عصارة الحصرم والسماق ويكتفي الصّبيان فِي الإبتداء ببزر الْورْد نَفسه والقلاع إِذا كَانَ فِي جسم صلب يحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة وبالضد حَتَّى إِنَّهَا تحْتَاج إِلَى مَا يلذع وَالزَّيْت إِذا خلط روفس فِي تَدْبِير الصّبيان القلاع الْأسود قَاتل للصبيان ويعرض بهم كثيرا وَلِهَذَا تسمى القرحة المصرية وَغير الْأسود يذر فِي أَفْوَاه الصّبيان أصُول السوسن مسحوقة أَو ورد يَابِس وزعفران وفلفل وَمر وعفص وكندر فَإِن هَذِه مُفْردَة ومركبة نافعة للطفل فَإِن جعل مَعهَا عسل نفع ويسقى الصَّبِي بعد أَن يعالج بِهَذَا عسلاً ممزوجاً أَو عصارة رمان حُلْو.) الساهر للقلاع الْحَار بزر الْورْد طباشير عدس مقشور كزبرة يابسة مغلوة بزر الرجلة كافور صندل أَبيض فوفل يسحق وَيسْتَعْمل. من الكناش الْفَارِسِي للقلاع والبثر الْأَحْمَر سماق وبزر الْورْد زعفران نشا سكر طباشير بزركرفس من كل وَاحِد دِرْهَم وأطل بِهِ لِسَانه بعصير رمان حُلْو إِن كَانَ أَحْمَر أَو بِمَاء ورد إِن كَانَ القلاع أَبيض فأطله بسكنجبين وأنفخ مِنْهُ فِي الْحلق عِنْد الوجع. تمّ القلاع ونبدء بِذكر العلق.

(فِي العلق وَمَا ينشب فِي الْحلق وَيقوم فِي المجرى وعلاج المخنوق والغريق) الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة إِذا رَأَيْت من يتنخع أَو يتقيأ دَمًا صديدياً فيسئل هَل شرب مَاء من مَوضِع فِيهِ علق وتفقد حلقه بعناية ألف ألف والعلقة فِي الْأَيَّام الأول يُمكن أَن تفوت الْحس فَإِذا مرت الْأَيَّام فَلَا لِأَنَّهَا تعظم وتنتفخ وَالدَّم الَّذِي يسيل عَن مصل الْعلقَة رَقِيق صديدي فَاسْتعْمل بِالْحلقِ شُعَاع الشَّمْس وتفقده بعناية وَإِن كَانَ يتنخع الدَّم من غير سَبَب تقدمه من ضَرْبَة على الرَّأْس وَنَحْوه وَلَا ثقل وَلَا وجع فِي رَأسه فَإِن كَانَ يتقيأ مثل هَذَا الدَّم الرَّقِيق الصديدي وأقّر بإنه شرب مَا فِيهِ علق فأعطه دَوَاء يقيء فَإِنَّهُ يتقيء العلق. الثَّالِثَة من الْفُصُول من خنق وَبلغ بِهِ الْأَمر إِلَى الغشي وَلم يمت أَن خرج من فَمه زبد فَلَا يكَاد يتَخَلَّص وَإِن لم يبلغ بِهِ الْأَمر إِلَى أَن يُزْبِد فَإِنَّهُ يتَخَلَّص لِأَن الزّبد لَا يكون إِلَّا من شدَّة الإضطراب وَالْحَرَكَة الشَّدِيدَة للروح والرطوبة دَاخِلا حَتَّى أحدثت كالغليان وَيفْسد مزاج الْقلب مَعَ ذَلِك فِي الْأَكْثَر. من الْمُقَابلَة للأدواء ينفع من الْعقل شرب مَاء الثَّلج وَأكل الثَّلج وَكَانَ طَبِيب فاره يَأْمر بالحمام ثمَّ يدْخل فِي الْحلق اسفنجاً قد غمس فِي مَاء ثلج فَتخرج الْعلقَة ويدخله الْحمام مَرَّات فَإِذا استرخى الْجِسْم بالحمام أخرجه فأطعمه حسا متخذاً من عدس وضمد خَارج الرَّقَبَة بأدوية بَارِدَة وينفعهم الْخلّ الحاذق وَالْملح يتجرعه فَإِنَّهُ تسْقط العلق فَإِن نزلت إِلَى الْبَطن سقيت المسهلة فَتخرج. الْيَهُودِيّ من خنق فَخرج من فِيهِ زبد مَاتَ من وقته أَو غرق فَاخْرُج وَقد اخضر وَجهه اهرن اقم من بلغ علقَة مُقَابل الشَّمْس وَافْتَحْ فَمه واغمز لِسَانه إِلَى أَسْفَل بمغرفة الْميل فَإِن رَأَيْت علقَة وامكنك اخذها بكّلاب فضع الكّلاب فِي أصل رَأسهَا لِئَلَّا يَنْقَطِع فَإِن لم ترو لم يُمكن) بالجذب فَخذ خردلاً دِرْهَمَيْنِ وبورقاً أَرْبَعَة وأسحقه وانفخه فِي الْحلق مَرَّات وافسنتيناً وشونيزاً مسحوقين وانفخه فِي الْحلق مَرَّات أَو أطبخه وغرغره وَإِن كَانَت فِي الْمعدة فاسقه طبيخ الترمس والأفسنتين أَو لب الأترنج يطْبخ بخل ويسقى نصف سكرجة فَإِنَّهُ يَقْتُلهَا أَو يُخرجهَا وينفع فِي الْحلق زاج أَو يطعم ثوماً ويعطّس ثمَّ يَجْعَل فِي فِيهِ مَاء ثلج يمسِكهُ مَعَ شدَّة الْعَطش فَإِنَّهَا تخرج إِلَى الْفَم وَإِن خرج دم كثير بعد خُرُوج العلق فَعَلَيْك بالأدوية القابضة.

بولس من خنق أَو غرق أَو أختنق بأدوية فَخرج من فَمه زبد كثير فَلَا علاج لَهُ وَمن سواهُم فَإِنَّهُ يفِيق بصبّ خل وفلفل فِي الْفَم أَو خل مَعَ القريص مسحوقاً بخل ثَقِيف وَكَذَا من غرق. قَالَ وَإِذا تحللت الْحمرَة الَّتِي تلِي الْعُنُق يفتحون أَعينهم من ساعتهم وَكَذَا الغريق. فيلغريوس إِذا رَأَيْت من لَا يَسْتَطِيع يتنفس من مَنْخرَيْهِ ويقذف دَمًا أَيَّامًا كَثِيرَة من غير ضَرْبَة وَلَا وجع فَإِن علقَة فِي حنكه فتفقده وَإِذا كَانَت فِي ثقب الحنك ألف ألف إِلَى الْأنف فاسعطه بشونيز وخل أَو بعصارة قثاء الْحمار وتعرس فِي حلقه وَأَنْفه فِي شمس. ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة المنقية تخرج العلق من الْحلق بالغرغرة بخل وملح وحلتيت. سرابيون فينفث الدَّم من علقَة تفقد حَلقَة فِي شمس واكبس لِسَانه ثمَّ وجّه الْميل فَإِن ظَفرت فَخذهَا بقالب البواسير واجذبها قَلِيلا قَلِيلا لِئَلَّا تَنْقَطِع فَإِن لم تطهر للحس فَخذ خل خمر أوقيتين وبورقا ثَلَاثَة دِرْهَم وسنى ثوم يدق البورق والثوم ويذاب فِي الْخلّ ويتغرغر بِهِ أَو دِرْهَمَيْنِ خَرْدَل وَأَرْبَعَة دِرْهَم من بورق انفخه فِي الْحلق فَإِن صَارَت فِي الْمعدة فَخذ فيطوماً وافسنتيناً وشونيزاً وترمساً وقسطاً وَمَرا ولب الأترنج وسرخساً من وَاحِد درهما بخل ممزوج ويذاب بخل ممزوج وَيشْرب فَإِن حدث بعد خُرُوج العلق نفث الدَّم فعالج بالقابضة والمغرية الَّتِي تعالج بهَا لي يُعْطي على الْعلقَة الَّتِي لَا ترى وَالَّتِي فِي الْمعدة عَلَامَات. الثَّانِيَة من حَرَكَة الصَّدْر والرية إِذا عدم الْحَيَوَان التنفس واشفي على الاختناق تشنج ثمَّ اختنق وَمَات. الطَّبَرِيّ ادخل رجل الْحمام من أجل علقَة وامسك فِي الْبَيْت الْحَار حَتَّى كَاد يغشى عَلَيْهِ وملأ فَمه مَاء ثلج فَخرجت. الفراسيون يستعملون فِي الَّذِي ينتشب فِي الْحلق وَترى الْقوس يثن وَيدْفَع بِهِ وَهُوَ أَجود من الذّبْح. بديغورس يستعملون فِي الَّذِي خَاصَّة شَجَرَة الغرب اخراج العلق من الْحلق إِذا تغرغر بعصير) ورقه وَقَالَ إِذا تغرغر بالحلتيت مَعَ الْخلّ قلع العلق من الْحلق. د الْخلّ الَّذِي يلقِي فِيهِ ملح صَالح وَيعتق أَيَّامًا كَثِيرَة يخرج العلق والخل أَن يحمي قلع العلق من الْحلق وَإِن القي فِيهِ ملح فجيد وَيعتق أَيَّامًا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يخرج العلق. إِسْحَاق إِن نشب فِي الْحلق شوك فَخذ لَحْمًا فشرّحه وشدّ فِيهِ خيطاً وثيقاً ومره أَن يبتلعه ثمَّ اجذبه فَإِن لم يخرج فاعده مَرَّات واعطه جَوف الْخبز اللين يبلعه والتين الْيَابِس بعد المضغ قَلِيلا وغرغره بميفختج قد طبخ فِيهِ تين وخلط بِهِ جميز وَرُبمَا خرج بالقيء وَإِن كَانَ صلباً كالنواة وَالْحجر فَاضْرِبْهُ ضَرْبَة على قَفاهُ فَإِنَّهُ ينْدر.

الْمُقَابلَة للأدواء يسقى للعلق مَاء الثَّلج وَيُعْطى الثَّلج وَيدخل الْحمام حَتَّى يحمى وَيدخل اسفنج مبلول بِمَاء بَارِد فِي حلقه فتتعلق بِهِ الْعلقَة ثمَّ تخرج ويطعمون بعد ذَلِك الحسا الْمُتَّخذ من العدس ويضمد خَارج الرَّقَبَة بأدوية بَارِدَة أَو يسقى خلا حاذقاً جدا مَعَ ملح فَإِن دخلت الْبَطن أسهلت الطبيعة وَاسْتعْمل الْخلّ وَالْملح لتَمُوت. الْيَهُودِيّ أطمعه ثوماً أَو خردلاً وَلَا تسقه مَاء ثمَّ املأ فَمه مَاء بَارِدًا فَإِنَّهَا تخرج إِلَيْهِ وينفخ زاج فِي الْحلق فَإِنَّهَا يَقْتُلهَا. من كتاب السمُوم الْمَنْسُوب ألف ألف إِلَى ج يعرض من تعلق العلق بِالْحلقِ نفث دم وغم وكرب علاجه مَاء ثلج أَو حلتيت ويتجرع خلا ثقيفاً ويتغرغر دَائِما بقلقطار وَمَاء وَيجْلس فِي آبزن حَار جدا ويملؤ فَمه مَاء الثَّلج أَو يحمي بدنه فَإِن العلق تخرج إِلَى فَمه. الْأَعْضَاء الألمة إِذا نفث دَمًا وَهُوَ صَحِيح فَانْظُر فَمه فِي ضوء وغمز لهاته بالميل وتفقد حلقه لِئَلَّا تكون فِيهِ علقَة. أطهورسفس زبل النمس يطلي بِهِ فَم من ابتلع عظما أَو شَوْكَة نَحْوهَا وَخَلفه فَإِنَّهُ يجذبه ويخرجه. مَجْهُول للحديد وَنَحْوه مِمَّا ينشب فِي الْحلق يشرب كل يَوْم خزفاً مسحوقاً درهما بِمَاء حَار ويتقيأ فَإِنَّهُ يَرْمِي بِهِ والفواق يعين على قلعه وَخُرُوجه من الْحلق. سرابيون إِن توهمت أَن علقَة تعلّقت بِالْحلقِ فاقم العليل قبالة الشَّمْس واكبس لِسَانه بِمَعْرِِفَة الْميل فَإِن ظَهرت الْعلقَة فَخذهَا بقالب البواسير واقبض على رَأسهَا لِئَلَّا تَنْقَطِع فَإِن كَانَت دَاخِلا لَا تظهر فَخذ خل خمر أوقيتين وبورقاً ثلثة دِرْهَم وسني ثوم ودقها بالخل مدقوقة وغرغره انفخ فِي الْحلق خردلاً وبورقاً مسحوقين.) (اللِّسَان) الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض يعرض للسان أَن يحس بطعم مُنكر عِنْدَمَا يكون ممتلياً من رُطُوبَة غَرِيبَة فيحس عِنْدهَا طعم مَا يذوقه بطعم تِلْكَ الرُّطُوبَة وَذَلِكَ إِن الشَّيْء الَّذِي يُؤْتى بِهِ إِلَيْهِ من خَارج يصير محركاً للخلط الَّذِي هُوَ غامض فِي اللِّسَان وَقد يعرض أَيْضا أَن يكون الْإِنْسَان يجد طعم شَيْء فِي فَمه من غير أَن يَذُوق شيأ وَذَلِكَ يكون من جودة حس اللِّسَان.

من جَوَامِع هَذَا الْكتاب الرِّبَاط الَّذِي تَحت اللِّسَان مَتى كَانَ اتِّصَاله إِلَى رَأس اللِّسَان أقرب كَانَ أضرّ على الْكَلَام وبالضد. الْعَاشِرَة من صناعَة التشريح قَالَ إِذا كَانَ هَذَا الرِّبَاط يتَّصل بِرَأْس اللِّسَان قطعناه لنطلق اللِّسَان والمزمار يحْتَاج إِلَيْهِ أَن يلصق بِأَعْلَى الحنك وجوانب الْفَم إِذا أَرَادَ الْإِنْسَان إِخْرَاج الصَّوْت عِنْد مَا يتَكَلَّم فَإِذا تكلم بِكَلِمَة وَاحِدَة انْطلق لِسَانه انطلاقاً عجيباً وَكَانَ ذَلِك لمنيئة ردية فِي حنجرته وَكَانَ الْأَطِبَّاء يعذبونه بالأدوية فاشرت عَلَيْهِ بِقَبض صَدره فِي ابْتِدَاء كَلَامه قبضا يَسِيرا ثمَّ أَنه بعد ذَلِك كَانَ إِذا أَرَادَ أَن يقبضهُ غَايَة انقباضه قَبْضَة فَقَالَ مَا أحسن مَا أَشرت عليّ وَعجب من نَفسه كَيفَ لم يفهم مَا يعرض لَهُ لِأَنَّهُ قَالَ يعرض لي انْقِطَاع الصَّوْت إِذا خاطبت بخصومة أَو الْيَهُودِيّ إِذا ابطأ كَلَام الْأَطْفَال فأدلك اللِّسَان بخل وَعسل وملح دراني ويعبث بِاللِّسَانِ ويحرك فِي الْأَحَايِين ألف ألف قَالَ والفافاً يكون من رُطُوبَة فِي أصل اللِّسَان فَإِذا اشْتَدَّ الْأَمر احْتبسَ نَفسه وتسخن فَانْطَلق وَلِهَذَا إِذا انْطَلقُوا بِمدَّة مثل المغنيين وَغَيرهم قَالَ لَا تكون امرءة فافاة وَلَا عجمي الثغ بالراء قَالَ الخرس عظيمو الألسن لَا تَدور ألسنتهم فِي أَفْوَاههم وَإِذا عظم اللِّسَان ضعفت الْمَادَّة الَّتِي تكون مِنْهَا الْأذن وعضلتها فَيكون اصم قَالَ وأجود لألسن المعتدل فِي طوله والعريض الرَّقِيق الطّرف الشبيه بِلِسَان الطير فِي رقة طرفه فَإِن اللِّسَان الْعَظِيم يكون صَاحبه لَا يخرج الْحَرْف وَلَا يُرْسل لِسَانه جيدا وَيكون ارتّ والعريض جدا يكون الْكن وَالصَّغِير يكون الثغ لِأَنَّهُ يقصر بالحروف كَالَّذي يعرض للصبيان عِنْد قصر السنتهم كالألثغ فَإِذا كبروا فصحوا ذهبت اللثغة قَالَ تعرف مَا حدث فِي اللِّسَان من سوء المزاج بلون اللِّسَان وبالحرارة وَالْبرد والثقل واللكنة إِذا كَانَت من رُطُوبَة وَمَا عرض من يبس فبالقبض والصغر والتشنج وَكَذَا الطعوم الْحَادِثَة فِيهِ قد يدل على الأخلاط المستكنة فِيهِ وَامْتِنَاع الْكَلَام فِي الحميات الجلاءة لجفاف العضل وتشنجه يعالج بحلب اللَّبن على الرَّأْس وتمريخ فقار الرَّقَبَة والنطل بالدهن وَرُبمَا بَقِي بعد) البرسام ثقل اللِّسَان فافصد العرقين الَّذين تَحْتَهُ وَرطب الدِّمَاغ بسعوط دهن النيلوفر وَنَحْوه وينقع للصَّبِيّ إِذا أَبْطَأَ كَلَامه وَثقل اللِّسَان من المرءة وَالرجل عاقرقرحا وقشور كندر ميويزج فلفل جندبادستر يدلك تَحت وَفَوق دلكا جيدا قَالَ وَيكون تَحت اللِّسَان ورم صلب وَيُسمى الضفدع

علاج الضفدع

وَإِذا عرض الضفدع غلظت الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وامتلئت وَكَانَ فِي فصدها خطر من التّلف. 3 - (علاج الضفدع) الْأَدْوِيَة القوية التجفيف كالزنجار والبورق والمر الأشنان والعفص والشب يلصق عَلَيْهِ وَهَذَا أسلم عفص جُزْء شب أصُول السوسن زعفران من كل وَاحِد نصف جُزْء وَيُوضَع عَلَيْهِ ولإسترخاء اللِّسَان غرغره بالأيارج والخردل وللصبيان إِذا أَبْطَأَ كَلَامهم أدلك أَطْرَاف ألسنتهم وَكلهمْ واستدعهم الْجَواب. مَجْهُول للضفدع تَحت اللِّسَان عَجِيب صعتر فَارسي قشور رمان ملح يدق ويدلك بِهِ تَحت اللِّسَان للصَّبِيّ فَإِنَّهُ يذهب بِهِ. الطَّبَرِيّ لثقل اللِّسَان نوشادر فلفل زنجبيل عاقرقرحا ميويزج بورق صعتر ملح هندي شونيز مرزنجوش يَابِس يدق ويطرح فِي مَاء حَار ويتغرغر بِهِ على الرِّيق أَيَّامًا تباعا أَو بِمَا شئ مِنْهَا ويتغرغر بالأيارج مَعَ سكنجبين على. اهرن عَلامَة الْحَرَارَة فِي اللِّسَان شدَّة حمرته أَو أسوداده أَو صفرته وَشدَّة جفوفه وعلامة الْبرد فِيهِ شدَّة بياضه وخدره وعلامة الرُّطُوبَة استرخاءه وَكَثْرَة رطوبته وعظمه وَثقله عَلامَة اليبس تقلصه وجفافه والطعم الَّذِي يجْرِي اللِّسَان دَلِيل على الْخَلْط الْغَالِب يعالج كل ضرب بضده من فصد وإسهال أَولا ثمَّ بِمَا يوضع عَلَيْهِ ويتغرغر بِهِ وَإِذا كَانَ فِي اللِّسَان امتلاء فافصد العرقين الَّذين ألف ألف تَحْتَهُ بعد فصد القيفال وغرغر بأَشْيَاء يجلب الْفضل إِذا كَانَ رطبا مسترخياً وبأشياء تشد إِذا كَانَ الْمَادَّة سَائِلَة وَكَانَ ضَعِيفا وَإِن عرض لَهُ تشنج فِي العضلة أَو غلظ وَكَانَ مَعَ ذَلِك برودة فكمد الرَّقَبَة عِنْد أول الفقار بطبيخ إكليل الْملك وبابونج وخبص الثفل وَضعه عَلَيْهِ وَإِذا عرض لَهُ ورم حَار فغرغره بِمَا ءعنب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ بَارِد لطيف وبماء الهندباء وبالرائب الحامض وَإِن عرض فِيهِ ورم صلب فغرغره بِلَبن حليب ويطبخ أصل السوس ويطبخ الحلبة وَالتَّمْر أَو بِالشرابِ وَإِذا عرضت فِيهِ بثور ردية فبماء السماق وَورد وَإِن عرض فِيهِ) قُرُوح فَاتخذ مرهماً من عصارة عِنَب الثَّعْلَب ودهن ورد وعدس مقشر وَورد وَضعه عَلَيْهِ. 3 (لاسترخاء اللِّسَان) ضع عَلَيْهِ وَتَحْته حبا مَعْمُولا من حلتيت وعلك الأنباط تَجْعَلهُ قدر حمصة فِي فِيهِ طول يَوْمه ثَلَاث حبات ويبذق مَا يجلب ويغرغر بِالْغَدَاةِ وَنصف النَّهَار قبل أَخذ الحمصة بِنصْف سَاعَة بالخردل أَو يَد من الْحمام والتعرق. من كتاب هندي إِذا خرج اللِّسَان من الْفَم وَطَالَ وَعظم من الْأَدْوِيَة المسهلة والمقيئة فَخذ زنجبيلاً وفلفلاً وَدَار فلفل ملحاً درانياً وانعم دقها وادلك بِهِ لِسَانه وَبِمَا اشبهه فَإِنَّهُ يدْخل أَو خُذ الثِّمَار الحامضة الَّتِي تشْتَهي وتجلب اللِّسَان كالخوخ وَنَحْوه فَيقطع بالسكين وأدلك بِهِ لِسَانه فَإِنَّهُ يحلل مِنْهُ بلغماً كثيرا ويتقلص لِسَانه وَيدخل لي هَذَا يصلح فِي الخوانيق أَيْضا. بولس الضفدع ورم حَار تَحت اللِّسَان وخاصة فِي الصّبيان فأدلك. الْموضع بالزاج

دواء الصبيان

والزنجار وَإِن أمكن الفصد فافصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وليؤخذ زنجار وقلقطار وعفص بِالسَّوِيَّةِ وَيُوضَع عَلَيْهِ ويتمضمض بالمياه القوية الْقَبْض الَّتِي فِيهَا تَحْلِيل كطبيخ ورق الزَّيْتُون وأصول الْكبر. شرك جوارش يُطلق اللِّسَان وَيذْهب ثقله كمون أسود وكرماني وملح هندي قرفة من كل وَاحِد نصف مِثْقَال دَار فلفل مائَة عدد فلفل مِائَتَان سكر ثَمَانِيَة استار يستف فَإِنَّهُ يُطلق اللِّسَان وينفع من غلظ الطحال والبواسير وَغير ذَلِك. شَمْعُون قَالَ إِذا طان طرف اللِّسَان طَوِيل الرِّبَاط فشل وعلق صنارة ثمَّ أَدخل فِيهَا إبرة واحزمه حَتَّى يَنْقَطِع الحزم وَلَا تقطع بحديدة فيهيج انبعاث الدَّم وضع على الْموضع أدوية حادة لِئَلَّا يعود فيلزق سَرِيعا لي إِنَّمَا تهيج انبعاث الدَّم إِذا قطعت شيأ من الْعُرُوق الْخضر الَّتِي تَحت اللِّسَان فَأَما إِذا ترفقت ذَلِك فَلَا وَقد قطعتها بتفقد مَرَّات فَسلم يهج وَإِن هاج سهل. ج علاجه الفلفديون لَا وَجه لَهُ بل زج أَولا لِأَنَّهُ يقبض مَعَ ذَلِك قَالَ فِي الِامْتِنَاع من الْكَلَام فيفتش عَنهُ بمشاركة الدِّمَاغ أم لَا فَإِن كَانَ مَعَه ضَرَر الْحَواس فَهُوَ بمشاركة الدِّمَاغ وَإِن لم يكن مَعَه ذَلِك فَانْظُر أتشنج هُوَ أم استرخاء أم صلابة فِي حزم ألف ألف اللِّسَان تعسر حركته أم رُطُوبَة أم غلظ أم ورم قد ثقله فعالج اليبس بِمَا يَلِيق من طلاء وغرغرة كَالْمَاءِ الفاتر ولعاب الحلبة أَو طبيخها والاسترخاء بالأدوية والطبيخات الحادة القوية والورم البلغمي فِي اللِّسَان اطله) بِمَا يحلله مِمَّا يسْتَعْمل فِي آخر الخوانيق. 3 - (دَوَاء الصّبيان) لمن يبطيء كَلَامه مِنْهُم وللرجل إِذا ثقلت السنتهم عاقرقرحا قشور أصل الْكبر من كل وَاحِد نصف دِرْهَم ميويزج دِرْهَم فلفل دانق جندبادستر مثله يدلك بِهِ اللِّسَان نعما من تَحت وَمن فَوق ويلصق عَلَيْهِ أَو يُؤْخَذ نوشادر وَدَار فلفل وعاقرقرحا يدلك بِهِ ويضمد الفقار بِزَيْت أَو موم وغرغره بخردل أَو فوتنج وزوفا يَابِس وصعتر وطبيخها والح عَلَيْهِ بالْكلَام والفزع الشَّديد حَتَّى يلجأ إِلَى الْكَلَام قَالَ والاسترخاء يعالج بأضمدة على الفقار بِهَذَا العلاج ولتشنج بأضمدة ملينة وَنَحْوهَا مِمَّا يمسك فِي الْفَم قَالَ والضفدع يكون من شدَّة الرُّطُوبَة فعلاجه بأدوية مجففة كالزاج والجلنار والشب والعفص يدام عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يجفف وَلَا يقطع فَإِنَّهُ مخوف من نفث الدَّم. الاختصارات إِذا عرض للسان تشنج فِي عضلاته كمد مايلي الْقَفَا بالبابونج وأكليل الْملك وشب واطله ثمَّ ضمده بالخبيص الْمُتَّخذ الْمُتَّخذ بالبابونج وأكليل الْملك وشب ودقيق الْحوَاري فَإِن عرض فِي اللِّسَان ورم صلب فغرغر بطبيخ الحلبة وبزركتان وَلبن وَعسل وامتثل فِي جَمِيع أورامه علل الخوانيق ويذاق فَمه بنادوق أيرسا ومقلاً يُزَاد فِي هَذَا الطبيخ ويمسكه فِي الْفَم.

ساربيون إِذا حدث فِي اللِّسَان ورم حَار فاتج نَحْو الخوانيق وَإِن حدث استرخاء فِي الْكَلَام فاسهله بالقوقايا مَرَّات ثمَّ بالأيارجات الْكِبَار وأدم الغرغرة القوية ورضه بالْكلَام وانح نَحْو علاج الفالج. بولس لخشونة اللِّسَان لَا ينَام على الْقَفَا وَلَا يفتح فَاه إِلَّا قَلِيلا ويمسك فِي فِيهِ حبوباً قَاطِعَة للعطاس ويدلك لِسَانه بلعاب الحلبة وبخرقة كتَّان خشنة حَتَّى تنقلع الخشونة ويمسك فِي فِيهِ نوى الإجاص يقلبه أَو سبستان الْأَسْنَان أَو سكر حجازي مسحوقاً. معجون أَخَذته عَن تجربة لثقل اللِّسَان زنجبيل وَوَج يعجنان بِعَسَل وَيُؤْخَذ غدْوَة وَعَشِيَّة كالجوزة ويدلك بِهِ اللِّسَان أَيْضا ويمسكه فِي الْفَم قِطْعَة وَج دايماً فَإِنَّهُ عَجِيب وينفع من ذَلِك أَيْضا رب الْجَوْز. الْكَمَال والتمام غرغرة لثقل اللِّسَان خَرْدَل صعتر زنجبيل فلفل عاقرقرحا من كل وَاحِد ثَلَاثَة حب رمان مغلو خَمْسَة ويتغرغر بالسكنجبين الخوز الوج جيد لثقل اللِّسَان. ابْن ماسويه مَاء الكرنب النبطي خاصيته تجفيف اللِّسَان.) مسيح دَوَاء خَاص لثقل اللِّسَان دارصيني قسط حَماما سنبل بِالسَّوِيَّةِ ساذج زراوند بزركرفس نانخاه بزر الشبت مر ثلث جُزْء ألف ألف من كل وَاحِد لوفسطيقون جلنار سياليوس دوقو كمون انيسون من كل وَاحِد ثلث جُزْء لُؤْلُؤ كهرباً من كل وَاحِد ثلثا جُزْء يعجن بِعَسَل وَيُعْطى قدر بندقة وَأَيْضًا حلتيت دِرْهَم علك البطم دِرْهَمَانِ يتَّخذ حبا ويمسك تَحت اللِّسَان ويتعمد الغرغرة بالخرجل ويستحم بالحمة. الخوز قَالَت الوج جيد لثقل اللِّسَان. ابْن ماسويه مَاء الكرنب النبطي خاصيته تجفيف اللِّسَان. مسيح دَوَاء خَاص لثقل اللِّسَان دارصيني قسط حَماما سنبل بِالسَّوِيَّةِ ساذج زراوند بزر كرفس نانخاه بزر الشبت مر ثلث جُزْء ألف ألف من كل وَاحِد لوفسطيقون جلنار سياليوس دوقو كمون انيسون من كل وَاحِد ثلث جُزْء لُؤْلُؤ كهربا من كل وَاحِد ثلثا جُزْء يعجن بِعَسَل وَيُعْطى قدر بندقة وَأَيْضًا حلتيت دِرْهَم علك البطم دِرْهَمَانِ يتَّخذ حبا ويمسك تَحت اللِّسَان ويتعمد الغرغرة بالخردل ويستحم بالحمة. الخوز قَالَت الوج جيد لثقل اللِّسَان. مَجْهُول لشقاق اللِّسَان يمسك فِي الْفَم لعاب بزرقطونا فِي الْيَوْم مَرَّات وَحده وَيشْرب مَعَه دهن ورد وَيشْرب مَاء الشّعير وَيَأْكُل سمكًا وأكارع. للجسا وورم اللِّسَان يمسك فِي الْفَم نَقِيع الحلبة أَو نَقِيع بزر الْكَتَّان وأيرسا أَو طبيخ التِّين والحلبة وينفع من الورم فِيهِ خَاصَّة أحرق أصل الرازيانج ويلصق عَلَيْهِ أَو حب الْغَار أَو زبيب منقى يدق وَيلْزق عَلَيْهِ عصارة الكرنب خاصيته تجفيف اللِّسَان الثقيل من البلغم. ابْن ماسويه اسْتِخْرَاج لي مضغ الميويزج والتمضمض بِهِ يجفف اللِّسَان الثقيل من الرُّطُوبَة لِأَنَّهُ قوي الجلب من الْفَم وَكَذَلِكَ العاقرقرحا والخردل والنعناع أَن دلك بِهِ اللِّسَان لانت خشونته.

د سماق الدباغين مَتى خلط بِعَسَل جلي خشونته. ابْن ماسويه خاصية الْخَرْدَل تجفيف اللِّسَان الثقيل. د وينفع من ذَلِك الْأَدْوِيَة المنقية للفم والحنك وأصل اللِّسَان الثقيل وَالرَّأْس بالغرغرة والمضوغ وَهِي مَذْكُورَة فِي بَابه. للضفدع تَحت اللِّسَان زاج محرق سورنجان يجمعان ببياض الْبيض وَيجْعَل تَحت اللِّسَان وَله) من تذكرة عَبدُوس زاج محرق وسوري يجمعان ببياض الْبيض وَيجْعَل تَحت اللِّسَان. مَجْهُول لثقل الْكَلَام فربيون كندش يدلك بِهِ اللِّسَان المعتقل والألثغ وَلَا يبلع رِيقه. من الْجَامِع لِابْنِ ماسويه لثقل اللِّسَان وجودة الذِّهْن جندبادستر أفتيمون زنجبيل قسط مر بزرحند قوقاً مر اسطوخزدوس شَحم حنظل قردماناً عاقرقرحا ميويزج يعجن بِعَسَل الزنجبيل المربى وَيُوضَع على الأخدعين والنقرة مَا أمكن بِاللَّيْلِ والمعدة خَالِيَة بطبيخ المرزنجوش والنمام. الْعِلَل والأعراض إِذا كَانَ اللِّسَان رباطه الَّذِي هُوَ مشدود أقرب من أَذَى الْأَسْنَان فَهُوَ أضرّ بالْكلَام وَانْظُر فِي الطِّفْل أَو مَا ينظر فِي ذَلِك. (حس المذاق) تدخل عَلَيْهِ الآفة إِمَّا لعِلَّة فِي الْموضع من الدِّمَاغ أَو من العصب الجائي مِنْهُ إِلَى اللِّسَان أَو لنَفس لحم اللِّسَان أَو للغشاء المغشي عَلَيْهِ ويعرض ذَلِك إِمَّا لسوء مزاج أَو لتفرق اتِّصَال أَو لمَرض آلي فَإِذا أحسّ اللِّسَان يطعم ردي كالملوحة والمرارة فَإِنَّهُ إِن كَانَ ذَلِك الْخَلْط الردي قَوِيا جدا أحسّ بطعمه وَإِن كَانَ ضَعِيفا أحس فِيهِ إِذا أكل شيأ فَقَط لَان ذَلِك الشَّيْء يُشِير لتبيان الطّعْم الَّذِي فِي اللِّسَان للتغير الْوَاقِع. فيلغرغورش من عدم الذَّوْق غرغر بأدوية قَوِيَّة ولعق دماعه بهَا ثمَّ اطعمه بصلاً وثوماً وكل شَيْء حريف وخلا وخردلاً وَإِن فقد الْكَلَام عالجه بالغراغر ألف ألف واللطوخات الحادة الجاذبة وَعلمه أَن يتَكَلَّم بالْكلَام الصعب وَيخرج لِسَانه من شدقه إخراجاً كثيرا

أَو تفزعه بِأَن تكويه بالنَّار وَاسْتعْمل الغرغرة ومضغ الكندر معجوناً بميويزج وفلفل. الْأَعْضَاء الألمة إِذا حدثت آفَة فِي حس اللِّسَان وذوقه فَهُوَ فِي الزَّوْج الثَّالِث من أَزوَاج العصب وَإِن كَانَت الآفة فِي حركته فَفِي السَّابِع. آلَات الْكَلَام اللِّسَان الْأَسْنَان الشفتان المنخران. الْيَهُودِيّ قَالَ خير اللِّسَان الدَّقِيق الرَّقِيق الطّرف الَّذِي يشبه طرفه أَلْسِنَة الطير لرقّته ودقّته والعظيم وَالصَّغِير يضّران بِهِ والعظيم لَا يخرج الْحَرْف وَلَا يدبر لِسَانه جدا سَرِيعا كَمَا أَن الْقصير يصير الثغ لِأَنَّهُ يقصر بالحروف عَمَّا يَنْبَغِي كالصبيان الَّذين يقصر ألسنتهم فهم لثغ فَإِذا كبروا ذهبت اللثغة إِذا عرض الخرس بعد برسام فافصد العرقين الَّذين تَحت اللِّسَان فَإِذا عرض تشنج فِي أَصله فعالجه وكمد الْعُنُق من غير الْقَفَا بِمَاء البابونج والمرزنجوش وخبصّة بدقيق حوارِي) وبابونج ودهن خل. دَوَاء لثقل اللِّسَان وإبطاء الْكَلَام فِي الصّبيان وَغَيرهم مجرب عاقرقرحا أصُول أصل الْكبر من كل وَاحِد نصف ميويزج دِرْهَم دَار فلفل دانق جندبادستر مثله ينعم سحقه ويدلك بِهِ تَحت وَفَوق جيد وَيُوضَع عَلَيْهِ أَيْضا أَو فلفل وَدَار فلفل وعاقرقرحا ونوشادر وجندبادستر وقشور أصل الْكبر فاعمل بِهِ والح على الصّبيان بِكَثْرَة الْكَلَام وتسهلهم مِنْهُ دَائِما. أطهورسفس شَحم البط أَو شَحم الدَّجَاج إِذا خلط مَعَ عسل وَمسح على الألسن الَّتِي خشنت فِي الْمَرَض لينها. الساهر اعْتمد لخفة اللِّسَان على الغراغر الجالية كزنجبيل وخردل وبورق وشحم حنظل وفلفل وَنَحْوهَا وَحب الشيطرج جيد لثقل اللِّسَان وأيارج فيقرا نَافِع من ثقله إِذا دلك بِهِ اللِّسَان أَو شرب. سرابيون لثقل اللِّسَان ادم الغرغرة بخردل وعاقرحا وقشور الْكبر وَنَحْوهَا ورضه فِي أول الْعلَّة بالْكلَام الْخَفِيف فَإِذا انْتهى فبالصعب وعلاجه علاج الفالج. مَجْهُول لثقل الرَّأْس يعرض من سوء مزاج بَارِد فليمسك فِي الْفَم عاقرقرحا وخردل ويغرغر بالأيارج وَمن ورم حَار فِي اللِّسَان وعلاجه يُغَرْغر فِي الإبتداء بعنب الثَّعْلَب وَنَحْوه وبآخره بِلَبن حليب وَإِذا أزمن فافصد الْعرق الَّذِي تَحت اللِّسَان. حب لثقل اللِّسَان عاقرقرحا دارصيني ميويزج خَرْدَل جندبادستر قسط بِالسَّوِيَّةِ يَجْعَل حبا مفرطحاً بلعاب الْخَرْدَل ويمسك تَحت اللِّسَان.

(فِي الأورام والقروح والنغانغ) يستعان بقوانين القروح الْبَاطِنَة والأورام ألف ألف الْبَاطِنَة يَنْبَغِي أَن يحول إِلَى هَا هُنَا مَا فِي بَاب الْمعدة. حِيلَة الْبُرْء من الرَّابِعَة الأدواء الَّتِي فِي هَذِه الْمَوَاضِع علاجها التغرغر فَإِذا أردْت علاج القرحة فبماء الْعَسَل وَنَحْوه مِمَّا لَهُ جلاء قَلِيل وَمَتى أردْت أَن تختمها وتدملها فبالقابضة والمغرية قَالَ ورم اللِّسَان رجل حَتَّى لم يَسعهُ فَمه فأعطيته قوقايا لأجذب الْمَادَّة إِلَى أَسْفَل وَرَأى هُوَ فِي النّوم إِن يَأْخُذ عصارة خس فَفعل وبريء. الرَّابِعَة عشر مِنْهُ قَالَ احتل لكل حِيلَة فِي رد اللهاة إِلَى حَالهَا الطبيعية بالأدوية وَلَا تسرع إِلَى) قطعهَا حَتَّى إِذا دقَّتْ وَصَارَت كالسير اقطعها بالحديد أَو بالأدوية المحرقة الَّتِي تحرق وتكوي الْأَعْضَاء الألمة الْخَامِسَة الخوانيق الَّتِي تَزُول فِيهَا فقار الْعُنُق يعسر المبلع فِيهَا لضيق المري حَتَّى أَنه رُبمَا انصب مَا يشرب من انفه. الأولى من الْعِلَل والأعراض إِذا قطعت اللهاة رُبمَا اضرّ قطعهَا بمخارج اللَّفْظ وَبَردت بِهِ الرية والصدر. السَّادِسَة من الميامر الأورام الْحَادِثَة فِي الْفَم وَالْحلق تحْتَاج فِي ابتدائها إِلَى الفصد والإسهال كَسَائِر الأورام ثمَّ يسْتَعْمل المايعة مِمَّا يُقَوي كالأغذية الَّتِي تصير فِي الْبَطن وَفِي آخر الْعلَّة المحللة وَالْوسط بَينهمَا جَمِيعًا قَالَ والمر والزعفران من أقوى الْأَدْوِيَة وَرب التوث لَهُ أَيْضا تَحْلِيل وَله وللزعفران جَمِيعًا انضاج الورم قَالَ وَأَن اخلط فِي الِابْتِدَاء عصارة السماق والحصرم وَنَحْوهَا والجلنار وَغَيره بِرَبّ التوث فَإِذا انْقَطع التَّحَلُّل خلطت فِيهِ مرا وزعفراناً لينضج الورم فَإِذا كَانَ آخرا القيت فِي رب التوت بورقاً وَمَرا كثيرا وَرُبمَا القيت فوتنجاً جبلياً وزوفا مَعَ مَاء عسل وصعتراً ونعنعاً لِأَنَّهُ يحْتَاج فِي الِابْتِدَاء إِلَى المايعة فَإِذا انْقَطع التجلب فبالمنضجة ثمَّ المحللة قَالَ وَأَنا اسْتعْمل مُنْذُ قريب عصارة قشور الْجَوْز لِأَن لَهَا قبضا مَعَ لطافة تغوص وانفع

مَا يكون الْقَبْض إِذا كَانَ من جَوْهَر لطيف لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يبلغ العمق قَالَ وَهَذَا الدَّوَاء أفضل من هَذِه الْأَدْوِيَة كلهَا فيعالج بالقابضة فِي الأبتداء واخلط بهَا الْأَشْيَاء الحارة قَالَ وَاسْتعْمل فِي الِابْتِدَاء مَاء الحصرم والسماق وَرب التوت وَنَحْوهَا وَفِي الْمُنْتَهى طبيخ التِّين اللَّحْم وَنَحْوه مِمَّا يسكن الوجع وينضج وَفِي آخر الْأَمر طبيخ الفوتنج وحاشا وَنَحْوه بِمَاء الْعَسَل وَمر وبورق وكبريت ويتغرغر بِجَمِيعِ مَا وصفناه والحلتيت نَافِع فِي هَذَا الْوَقْت وَعند صلابة الأورام والحرمل والعاقرقرحا وطبيخ التِّين وطبيخ النخالة وَمَاء الْعَسَل الَّذِي قد طرح فِيهِ فوتنج وَهِي مِمَّا تنضج وتحلل وَإِن طرح فِي مَاء الْعَسَل رغوة البورق وكبريت وحلتيت وحرف صَار مِمَّا يحلل قَوِيا وَيصْلح فِي آخر الْعِلَل والفلفل يحلل جدا من هَذَا الْموضع والمر يحلل تحليلاً قَوِيا لَا أَذَى مَعَه وَمَعَهُ مَعَ هَذَا تسكين وانضاج فَهُوَ مُوَافق جدا وَأما الْخلّ فَهُوَ يحلل وَيقطع وَيمْنَع مَعَ ألف ألف ذَلِك فَهُوَ لذَلِك أوفق مَا يكون وَهَذَا يعْمل بِخَاصَّة وَقد جرب هَذَا تحرق فراج الخطاطيف مَعَ ملح ينثر عَلَيْهَا فِي تنور ويخلط بهَا ربعهَا مرا وَيسْتَعْمل عِنْد الإختناق الصعب بِأَن ينْفخ فِي الْحلق مرّة بعد أُخْرَى وزبل الْكلاب الَّتِي تَأْكُل الْعِظَام مُوَافق للأختناق ورجيع النَّاس نَافِع جدا جدا وليطعم) صبي خبْزًا وترمساً ويحرض أَن يستمريء غَدَاة وَيرْفَع رجيعه لي بِأَن أطْعم ترمساً خَالِصا كَانَ رجيعه عجيباً للخوانيق وَهَذِه ينْفخ فِي الْحلق أَو يلطخ الْحلق بهَا مَعَ عسل وشراب ويتغرغر بهَا. فِي اللهاة القانون فِيهَا كَمَا تقدم اسْتعْمل فِي ابْتِدَاء أورامها القوابض على قدر عظم الورم ويتغرغر بطبيخ السماق والجلنار وثمر الطرفا قَالَ وَاعْلَم أَن القوابض وَغَيرهَا إِذا جمعت كَانَ أقوى من المفردة وَإِن ذَلِك لعجب كَيفَ صَارَت كَذَلِك وتزعزع. أبيذيميا إِن الغدد الَّتِي فِي النعانع وَمَا يَليهَا من جَانِبي الحنك تسرع إِلَى الْقبُول للرطوبات وينفعها أَن تغمز عَلَيْهَا بالإصبع من دَاخل وَنحن نستعمل هَذَا العلاج وَذَلِكَ أَنَّهَا تلطي بالغمز لِأَنَّهَا رخوة اسفنجية وَتجْعَل على الإصبع فِي أول الْأَمر أَشْيَاء قابضة كرب التوت وَنَحْوهَا مِمَّا هُوَ أَشد قبضا مِنْهُ فَإِذا نضج ذَلِك الورم وَكَانَت تِلْكَ الغدد مَمْلُوءَة رُطُوبَة لزجة طرحنا فِي ذَلِك الدَّوَاء شيأ من رغوة البروق أَو ملحاً أَو كبريتاً أَو شيأ مِمَّا يلذع كلذع هَذِه ويحلل ويستفرغ وَلَا يجب أَن يسْتَعْمل هَذِه أَولا فَأَما مَتى كَانَ الورم فِي الْحلق نَفسه فَلَا يسْتَعْمل الغمز بالإصبع وَلَا مثل هَذِه الْأَدْوِيَة القوية المحللة قَالَ وَالدَّفْع بالإصبع علاج قوي فِي الذبْحَة الَّتِي يدْخل مِنْهَا الفقار وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكنهُ أَن يَدْفَعهُ إِلَى خَارج وَمِمَّا تعالج بِهِ الذبْحَة فصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان. من كتاب الأخلاط إِذا كَانَ الْجِسْم قَوِيا وَلَيْسَت هُنَاكَ حمى فِي غلَّة الخوانيق فافصد

إِلَى أَن يعرض الغشي وَاسْتعْمل الغراغر المرطبة فَإِنَّهَا يَنْفَعهُ وَاسْتعْمل المسكنة للوجع والأضمدة من خَارج كَذَلِك ثمَّ اسْتعْمل فِي آخر الْأَمر الغراغر المجففة من دَاخل والمراهم الجاذبة للورم من خَارج إِلَى خَارج. روفس إِلَى الْعَوام إِن لم تفصد صَاحب الخوانيق فاحجمه على السَّاق واخرج لَهُ دَمًا كثيرا فَإِنَّهُ يخف مَا بِهِ على الْمَكَان لي يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل فِي هَذَا الشَّرْط مَرَّات وان احتجت اعدت الْحجامَة من غَد وَبعد غَد والحقنة مُوَافقَة بِالْمَاءِ وَالزَّيْت الصاحب هَذَا الدَّوَاء وَالْعَمَل والنطرون يجذب قَلِيلا قَلِيلا وبالنطرون وَالْملح وَيسْتَعْمل أَيْضا الإسهال ويتغرغر بِمَاء الشّعير الرَّقِيق مَعَ عسل أَو بطبيخ الفوتنج والكتراث وَذَلِكَ إِن هَذِه ينقي البلغم الَّذِي إِذا صَار إِلَى الْحُلْقُوم تولد مِنْهُ هَذَا الْمَرَض ويضمد الْعُنُق خَارِجا بشراب قد طبخ بِزَيْت وَمَاء وبزركتان وَنَحْوهَا من الأضمدة فَإِن ظهر فِي الْعُنُق خَارِجا فلغموني فَذَلِك دَلِيل الْبُرْء وَمَتى ظهر خَارِجا) شَيْء فأدهنه بِسمن عَتيق وزوفا معجوناً بثوم وزيت وَإِن كَانَ فِي الْحلق أَو اللهاة ورم سَالَ مِنْهُ شَيْء إِلَى الْحُلْقُوم ألف ألف أَو أَسْفَل أورث حرقة شَدِيدَة ونزف دم مَعَ بصاق فانقص الْغذَاء ثمَّ احْرِقْ أصل الرازيانج وألصقه عَلَيْهِ دَاخِلا وألصق عَلَيْهِ عفصاً وورداً ونشا واطبخ عصارة الرُّمَّان الحامض بالعفص أَو الشب والورد والخل وأطل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ دَافع وَإِن اديمت الغرغرة بِمَاء الشّعير وبطبيخ العدس نفع قَالَ لِأَن الْحلق فِي هَؤُلَاءِ يجْتَمع فِيهِ بلغم صَار مِمَّا يَنْتَفِعُونَ بِهِ أَن تطلي بالزوفا والحاشا والفوتنج مَعَ شراب الْعَسَل مطبوخة فَإِنَّهَا تنقي البلغم سَرِيعا فيخف لذَلِك وَإِن كَانَت هَذِه الْعلَّة تعتادهم فأطله بخل ونطرون وَعسل أَو بالحتليت بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ نَافِع أريباسيس دَوَاء جيد للهاة شب ورد طراثيث يعجن بِعَسَل وتطلى بِهِ اللثة فَإِنَّهُ عَظِيم الْغناء نَافِع جدا وتدمن الغرغرة بِمَاء حَار وَفِي كل ساعتين يطلي طليتين بِهَذَا الدَّوَاء وَإِن اشْتَدَّ الوجع غرغره بِمَاء حَار وأكبس اللهاة وَحدهَا إِلَى نَاحيَة الْأَسْنَان فَإِنَّهَا إِذا خرجت هُنَاكَ لم تزعزع الْحلق وَلم تؤذ. أبيذيميا اسْتعْمل الْغمر والشيل إِلَى فَوق إِذا تورمت اللوزتان ورماً بلغمياً أَو دخل الفقار أَو استرخى عظم الحنك وَاحْذَرْ الغمز فِي سَائِر صنوف الخوانيق أَو الحنجرة فِيهَا وارمة ورماً موجعاً وَقَالَ إِنَّه يدبر الوجع فيغلظ الْأَمر والفصل بَين مَا يحْتَاج إِلَى غمز وَالَّذِي لَا يحْتَاج الوجع وَعَدَمه لِأَن الْعَدَم للوجع ورم رهل بلغمي والوجع فلغموني فإمَّا دُخُول الفقار فَيحْتَاج إِلَى غمز دايماً وَيجب أَن يتَّخذ إِلَيْهِ غمزها

لي على مَا رَأَيْت لَا شَيْء انفع للخوانيق من الشياف والحقن القوية المتخذة من شَحم الحنظل وَيجوز مرهم مرَارَة ثَوْر وبورق والفصد ليؤمن انصباب مَادَّة ثمَّ يتغرغر بغراغر محللة فَإِنَّهَا ينفع جدا بسكنجبين وخردل. أبيذيميا شَرّ أَصْنَاف الذبْحَة وأسرعها قتلا مَا لم يتَبَيَّن فِي الْحلق وَلَا فِي الْعُنُق خَارِجا ورم وَلَا حمرَة لون وَكَانَ مَعَه وجع شَدِيد وَنَفس الانتصاب فَهَذَا يقتل من الْيَوْم الأول أَو إِلَى الرَّابِع فَأَما مَا فِيهِ وجع وضيق مثل هَذَا لَكِن يرى فِي الدَّاخِل إِذا نظر إِلَيْهِ ورم من خَارج وَهُوَ أَيْضا قَاتل لشدَّة الوجع وضيق النفسن فَإِن هذَيْن هما العرضان الرديان لكنه أَبْطَأَ وَأما مَا كَانَ من هَذِه أَعنِي من هَذِه الشَّدِيدَة الوجع والضيق فِي النَّفس والورم فِي الدَّاخِل وَفِي الْخَارِج الْحمرَة واللون وَفِي الْعُنُق والصدر فَرُبمَا سلم مِنْهَا وَذَلِكَ يكون إِذا لم يغب الشَّيْء الظَّاهِر إِلَى دَاخل لي وَأما السليمة فَمَا لم يكن ضيق النَّفس فِيهِ شَدِيدا.) من مسَائِل الْفُصُول الخوانيق تعرض أما قَلِيلا قَلِيلا وَإِمَّا بَغْتَة والبغتة تكون الآفة فِيهَا فِي الحنجرة والعارض قَلِيلا فَفِي بعض آلَات النَّفس فَأَما الَّتِي فِي الحنجرة فَمِنْهُ بِلَا وجع وَذَلِكَ يكون لورم من حبس الورم فِيهَا أَو لفالج فِي عضل الحنجرة أَو لِاجْتِمَاع الْحَالين أَو لأفراط يبس على عضل الحنجرة فتشتد اللوزة أَو يضيق لذَلِك المرجى أَو لوجع وَذَلِكَ لورم حَار فِيهَا ويستدل على الَّذِي بِلَا وجع أَمن اليبس هُوَ أَو من الرُّطُوبَة أَو ليبس الْفَم أَو رطوبته بِالتَّدْبِيرِ وَأَن يكون إِذا غرغرت بِمَاء حَار نفع أَولا وَأما ألف ألف الَّذِي لآلات النَّفس فَأَما ألف الصَّدْر وَإِمَّا فِي الْحلق وَإِمَّا أَن يكون لفالج فِي عضل الصَّدْر وَإِمَّا لضيق فضاء الصَّدْر وَإِمَّا لورم فِي الرية أَو خلط غليظ والورم يكون حاراً أَو بَارِدًا ودلايله مَعْرُوفَة من نوع النَّفس وَأما الَّذِي فِي الْعُنُق فيد يكون باشتراك الحنجرة وقصبة الرية مَعَ المري وَحين يكون الورم يكون حاراً أَو بَارِدًا ودلايله مَعْرُوفَة من نوع النَّفس وَأما الَّذِي فِي الْعُنُق فقد يكون باشتراك الحنجرة وقصبة الرية مَعَ المري وَحين يكون الورم فِي المري يكون ضيق المبلع أَشد من ضيق النَّفس وَأما أَن يكون الورم فِي آلَة التنفس فَيكون بالضد وَفِي هَذِه يكون إمّا فِي العضل الدَّاخِل أَو فِي الْخَارِج لي إِذا رَأَيْت الخوانيق صعبة قد أشرف صَاحبهَا على الخناق فافصد القيفال وَأخرج عشرَة دِرْهَم ثمَّ افصد الْعرق الَّذِي تَحت اللِّسَان من ساعتكوأخرج من القيفال كل سَاعَة من عشرَة دِرْهَم إِلَى ثلث مائَة دِرْهَم من العرقين جَمِيعًا إِذا ساعدت الْقُوَّة ثمَّ خُذ فِي سَائِر العلاج الحلتيت ينفع اللهاة الوارمة اظنه إِذا شم متواتراً لِأَنَّهُ قَالَ ينفع كنفع الفاوانيا فليشم أَو يعلق فِي الْعُنُق قَالَ والخيوط الْكَثِيرَة وخاصة إِذا كَانَت من الأرجوان الَّذِي يصعد من الْبَحْر ويصبغ إِذا أخذت وألقيت فِي عنق أفى وخنق بهَا اللثة أَخذ من كل وَاحِد من تِلْكَ الخيوط مِنْهَا

فلفّ كَمَا يَدُور فِي عنق من بِهِ ورم النغانغ أَو غَيره نفع من جَمِيع أورام الْحلق والعنق وَرَأَيْت الْعجب العجيب من نَفعه أَيَّاهُ. جالينوس اللهاة أَن احْتِيجَ مَا يدمل من سَاعَته بِأَفْضَل شَيْء لذَلِك الديفروخش وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك وَاللَّبن نَافِع من الورم الْحَار فِي اللوزتين إِذا كَانَ يضْرب ويوجع جدا لِأَنَّهُ يسكن ذَلِك الوجع لي اسْتَعْملهُ حَيْثُ تحْتَاج إِلَى تسكين الوجع وَلَيْسَ يحقرك فِيهِ شَيْء إِلَى التَّحْلِيل لِأَنَّهُ لَا خوف من الاختناق لِأَنَّك فِي هَذَا الْموضع إِنَّمَا تحْتَاج إِلَى تسكين الوجع فَقَط. خرء الْكَلْب الْأَبْيَض الَّذِي يَأْكُل الْعِظَام جيد لوجع الحنجرة قَالَ وَكَانَ رجل يحْتَاج أَن يفصد فِي كل سنة من خوانيق فطلاه بدواء وَقد أشرف على الاختناق فبرىء وَلم يحْتَج إِلَى فصد ثمَّ) أعَاد ذَلِك مَرَّات فَكَانَ كَذَلِك وَذَلِكَ أَنه كَانَ يطعم صَبيا خبْزًا محتمراً وترمساً ويسقيه شرابًا عتيقاً ويقلل غذاءه ليستمريه جدا ثمَّ يَأْخُذ ذَلِك الزبل فيجففه وَلَا يَأْخُذ الأغايط الْيَوْم الثَّالِث فَيَجِيء وَلَا ريح لَهُ فيسحقه وينفخ على ورم الحنجرة وَقد جرب بِأَن أطْعم الصَّبِي خبْزًا وَلحم دَجَاج فَلم ينقص فعله شَيْئا. د رماد الخطاطيف يطلى بِعَسَل على الخوانيق دَاخِلا الزفت الرطب إِذا تحنك بِهِ كَانَ جلاء جيدا للخوانيق وَجَمِيع صنوفها وورم اللهاة القطران إِذا طلي بريشة دَاخِلا نفع من الخوانيق الحضض إِذا تحنك بِهِ جيد للخوانيق وَالْعَسَل جيد لورم اللوزتين وبزر الفجل إِذا طبخ بخل وتمضمض بِهِ حاراً نفع من الخناق والخردل إِذا دق وَضرب مَاء الْعَسَل وتغرغر بِهِ أبره الخوانيق والفلفل مَتى تحنك بِهِ مَعَ عسل أبرء الخوانيق مَاء البصل إِذا تحنك بِهِ نفع من الخوانيق الحلتيت مَتى خلط بِعَسَل وتحنك بِهِ أبرء ورم اللهاة وَإِذا مزج بِمَاء الْعَسَل ... . . ابْن ماسويه ألف ألف الحندقوقا يُورث الخوانيق فليؤكل بِعْهُ هندباء أَو خس. الفلاحة عصارة الكرنب ينفع الخوانيق إِذا تغرغر بهَا وَمَاء الكرنب المعصور النبطي يتغرغر بِهِ مَعَ سكنجبين فيجلب بلغماً كثيرا ويبرء الخوانيق. سندهشار المَاء الْحَار المغلي جيد لوجع ابْن ماسويه المَاء الْحَار المغلي جيد لوجع الْحلق والخوانيق وَقَالَ الْخلّ مقلص للهاة إِذا تغرغر بِهِ وَالْخيَار شنبر جيد للخوانيق مَعَ طبيخ الزَّبِيب والتين رَأَيْت لاتطيلس المعالج علاجاً مهولاً للخوانيق وَلَكِن يعْمل إِذا علم أَن الْمَوْت وَاقع من الاختناق وَقد رَأَيْت جراحات فِي الْحُلْقُوم خرج مِنْهُ النَّفس ثمَّ التحمت وعاش أَصْحَابهَا وَهَذَا العلاج إِن تشق الأغشية الْوَاصِلَة بَين حلق قَصَبَة الرية ليدْخل النَّفس مِنْهُ وَيُمكن بعد أَن يتَخَلَّص الْأذن وتسكن تِلْكَ الْأَسْبَاب الْمَانِعَة من النَّفس إِن يحاط وَيرجع إِلَى حَاله وَوجه علاجه أَن يمد الرَّأْس إِلَى خلف ويمد الْجلد ويشق ثمَّ يمد بخيطين إِلَى فَوق وأسفل حَتَّى

تظهر قَصَبَة الرية ثمَّ يشق بَين حلقتين من خلفهَا الغضروفية الغشاء الَّذِي يصل بَينهمَا ويشق وَسطه سَوَاء ليَكُون للخياطة مَوضِع فَإِذا سكن لورم وَكَانَ النَّفس يدْخل فليخط وليمسك قَلِيلا وَاجعَل عيه دروزاً أَصْغَر قَالَ فِي اللوزتين إِذا فتحت الْفَم وجدتهما نابتتين. قَالَ تعلقان بصنارة وتقطعان باستدارة كَأَنَّهَا تتوهم بَيْضَة يقطع مِنْهَا ربعهَا حَتَّى تسْقط مِنْهَا قِطْعَة كَبِيرَة ويلصق عَلَيْهِ بعد أَن تتْرك حَتَّى ينزف دَمًا كثيرا وينكس رَأسه إِلَى أَسْفَل لِئَلَّا) يدْخل الدَّم إِلَى خَلفه ويمضمض بِمَاء وخل وَيسْتَعْمل حَتَّى ينقى ويلصق عَلَيْهِ زاج وقلقطار وَهَذَا علاج عسير وشق قَصَبَة الرية أَسْفَل من الحنجرة خير مِنْهُ وَخذ ذَلِك من بولس. الْأَعْضَاء الألمة الخوانيق أحد أصنافها يكون عِنْدَمَا يتورم الْحلق وَهُوَ مَوضِع الَّذِي عِنْده يَنْتَهِي طرف الحنجرة وَالثَّانِي لَا يرى شَيْء مِمَّا فِي الْفَم وَالْحلق وَلَا شَيْء مِمَّا هُوَ خَارج يكون وارماً وَيكون الْمَرِيض يجد حس الاختناق فِي مَنْخرَيْهِ وَالثَّالِث عِنْدَمَا يكون الْموضع الْخَارِج من الحنجرة على مثل مَا عَلَيْهِ الْموضع الدَّاخِل من الْعلَّة. وَالْخَامِس عِنْد زَوَال الخرزة إِلَى قُدَّام لورم أَو خراج يحدث فِي العضل الْعَام للخرز وَكَثِيرًا مّا يعرض ذَلِك أَيْضا عِنْدَمَا يحدث المري مَعَ هَذَا العضل عِلّة رُبمَا كَانَ عِنْدَمَا يحدث عِلّة بالعضل الَّذِي يضم المري إِلَى الحنجرة وَيكون أَيْضا عِنْدَمَا يحدث بالعضل الْخَاص بالحنجرة الَّتِي يفتحها فَهَذِهِ الْعِلَل تحدث عسراً فِي النَّفس إِلَّا أَنه لَا يشرف صَاحبهَا على الاختناق وَأَصْحَاب هَذِه الْعِلَل يعسر عَلَيْهِم الازدراد ويجدون أيضاُ وجعاً يكون ذَلِك خَاصَّة عِنْدَمَا يصعد الشَّيْء الَّذِي يشربونه إِلَى أَفْوَاههم وَكَثِيرًا مَا يَمْتَد وينبسط الورم فيتورم مَوَاضِع من الْحلق وَاللِّسَان مَعًا كَمَا ذكر أبقراط فِي كِتَابه. الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الأملة ألف ألف المري يضيق إِذا ضغطته خرز الْعُنُق قَالَ وَإِذا حدث ورم فِي المري نَفسه ضَاقَ المبلع بِسَبَبِهِ وَحدث مَعَه وجع شَدِيد عِنْد الازدراد وعسر البلغ خَاصَّة إِذا لم يكن العليل منتصباً وَلذَلِك لَا يمِيل العليل إِلَى الاتنصاب قَالَ افرق بَين المبلع اهرن الخوانيق خَمْسَة أَصْنَاف إِمَّا أَن يكون فِي طرف المري أَو فِي طرف قَصَبَة الرية حَيْثُ مَا ترى أَو يكون دَاخِلا فِيهَا حَيْثُ لَا ترى أَو تدخل الخرز قَالَ إِذا كَانَ الورم دموياً وجد صَاحبه فِي فَمه طعم الشَّرَاب وَإِذا كَانَ بلغمياً وجد ملوحة وَيكون كثير اللعاب والورم الرخو لين إِن ظهر وَأما الدموي فاحمر قَالَ إِذا عتق فَخذ بورقاً وكبريتاً وحلتيتاً ودارصينيان وفلفلاً ويغرغر بسكنجبين مَعَ هَذِه وللهاة أسحق عفصاً بخل وَأدْخل فِيهِ ريشة وَضعه على اللهاة مَرَّات فَإِنَّهَا تتشمر وتتقلص وأطل مِنْهُ على بافوخ الصَّبِي إِذا نزلت لهاته فَإِنَّهُ عَجِيب وَقد ينفع المتكهلين أَيْضا لَكِن هُوَ للصبيان أبلغ وينفع من كل ورم فِي الْحلق واللهاة

إِذا جَاوز أسبوعاً أَن يلقى نصف مِثْقَال من حلتيت فِي أُوقِيَّة خل ويتمضمض بِهِ فَإِنَّهُ يدْفع اللهاة ويحلل الخوانيق لي على مَا رَأَيْت لروفس انْظُر فِي الخوانيق هَل هُنَاكَ حرارة شَدِيدَة وَحُمرَة وضربان وَأَسْبَاب توجب) الفلغموني فَإِن كَانَت وَإِلَّا فبادر على الْمَكَان بالغرغرة بِمَاء الْعَسَل والتين والفوتنج فَإِنَّهُ فِي الْأَكْثَر ورم بلغمي تنشر بِهِ النغنغ وخاصة إِذا رَأَيْت الْفَم يسيل مِنْهُ لعاب كثير وَمن كَانَت تتعاهده خوانيق دتدور فَإِن ذَلِك لشَيْء يسيل من رَأْيه فانفضه قبل الْوَقْت وعطسه وَإِيَّاك حَده إِلَى الْحلق بل غرغره بأَشْيَاء مقوية وَإِن اضطررت فادلك الرَّأْس وَاجعَل عَلَيْهِ خردلاً. ابْن ماسويه نفخ الخوانيق يُغَرْغر بِلَبن مَاعِز وَقد انقع فِيهِ بزر مرو ويطبخ التِّين مَعَ خِيَار شنبر مسيح عَجِيب لنزول اللهاة رماد الْقصب أَو البردي أَو الخوص ينفع بِمَاء ويصفى بعد أَن يسكن ويقلى فِي عفصل أَو قشور رمان وشب وسماق ويتغرغر بِهِ قَالَ للورم فِي الْحلق مَرَاتِب فَإِذا رَأَيْت أَنه قد نضج فاجهد أَن تفجره الْغرَّة والغمز عَلَيْهِ. ابْن ماسويه الإجاص خاصته نفع اللهاة. من الطِّبّ الْقَدِيم ينفع من الخوانيق العطيس بالكندس والقسط وورق الدفلي والمرزنجوش. من تَدْبِير الْأَمْرَاض لأبقراط إِن تركت اللهاة تقلعت واسودت فَإِنَّهَا تسخن النغانغ بمجاورتها لِأَنَّهَا قد سخنته فِي ذَلِك الْوَقْت جدا فتجذب دَمًا كثيرا وتخنق من يعتاده الخوانيق فليحذر أَن تسخن رَأسه وَهُوَ ممتلي إِذا كَانَت الخوانيق مَعَ اللهاة الممتلية فَفِي الْحق دَاخِلا ورم وبلغم كثير فضع المحجمة ألف ألف الأولى واحلق الرَّأْس وألصق بمحجميتن فَوق الْأُذُنَيْنِ ودعهما مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ خُذْهَا وكمد الْحلق بخل ونطرون وسداب وحرف فِي قمع وقمقم وكمد اللحى والخد بأسفنج وَمَاء حَار وغرغره بطبيخ الصعتر والفيجن والنطرون وخل ثمَّ بِمَاء الْعَسَل ولف على قضيب آس صُوفًا لينًا وتوثّق مِنْهُ وادخله فِي الْحلق بعد التكيد وحركه ليقلع اللاصق هُنَاكَ واحقنه وَإِن مَال إِلَى خَارج أَي مَوضِع كَانَ فضمده بسلق ودهن ورد وحذره الْحمام وَهِي خوانيق ردية وَإِن كَانَ ورم الْحلق يرى فافرغه بإصبعك فَإِن كَانَ لينًا ممتلياً ففجره بحديدة وَإِن مَاتَت مَعهَا لهاة معلقَة فاقطعها وغرغره بخل قَالَ وادخل فِي حلقه قَصَبَة يتنفس مِنْهَا مُوَافقَة للْعَمَل وهيج البصاق بالغرغرة ودلك اللِّسَان الْحلق وَنَحْوه بالأدوية الحارة وضع محجمة بِشَرْط قوي تَحت الذقن والثدي فَإِنَّهُ يجذب إِلَيْهِ جذباً قَوِيا ويخفف الْعلَّة وافصد تَحت اللِّسَان والمرفق والذقن وإياه وَالشرَاب وَاقْتصر بِهِ على مَاء الشّعير فَإِذا صَحَّ فأسهله بقثاء الْحمار الحَدِيث لِئَلَّا تعاود.

ورم اللهاة

د ينفع من ذَلِك شراب الآس وطبيخ ورق الإجاص إِذا طبخ بشراب ويتغرغر بشراب قطع) سيلان الْموَاد إِلَيْهَا إِلَى اللهاة واللوزتين وَكَذَلِكَ المري لي مر حلتيت بورق ونشادر وبزر الفجل وخردل وفلفل وحرمل وفوتنج وخرؤ الكلقب ورماد الخطاطيف وزبل النَّاس وَهَذَا دَوَاء الخطاطيف وَيَنْبَغِي أَن يُزَاد فِيهِ مرَارَة ثَوْر وعصارة قثاء الْحمار. 3 - (ورم اللهاة) ج جَمِيع الشّجر الَّذِي فِيهِ عفوصة إِذا طبخ ورقه وقضبانه كَانَ ذَلِك الطبيخ ينفع لورم اللهاة النغانغ. أطهورسفس ينفع من اللوزتين وَالْحلق واللهاة إِذا ورمت شرب بَوْل الْإِنْسَان الْمُعْتق وزبل النَّاس نَافِع لورم اللوزتين. د إِذا تمضمض بعصارة ورق الأنجرة وأضمد ورم اللهاة الأفسنتين إِذا خلط بنطرون وعجن بِعَسَل وتحنك بِهِ نفع من ورم عضلات الْحلق والحلتيت إِذا خلط بِعَسَل وتحنك بِهِ حلل ورم اللهاة ويتغرغر بِهِ مَعَ مَاء القراطين فينفع. ج الحلتيت ينفع بِفعل فِي ورم اللهاة كَفعل الفاوانيا فِي الصرع. د ج بولس قَالَ جالينوس داويت اللهاة بساعة قطعتها بديفروخش وَاعَدت عَلَيْهَا حَتَّى اندملت لِأَنَّهُ قوي فِي ذَلِك وَقد استعملته فِي مداوات الخوانيق بزبل الْإِنْسَان يَابسا يخلط بِعَسَل ويحتنك بِهِ فينفع من الخناق قَالَ وَقد جربت زبل الْكلاب الَّتِي تطعم الْعِظَام أَيَّامًا وتحتبس حَتَّى يكون زبلها أَبيض لَا انتن لَهُ فِي مداواة أورام الحنجرة مَعَ أدوية نافعة لذَلِك فَوَجَدته عجيباً قَالَ وَكَانَ عندنَا رجل يبريء الخوانيق بزبل صبي ألف ألف يطعمهُ خبْزًا مُحكم الصَّنْعَة وترمساً إِلَى آخر كَلَامه على مَا فِي الْأَدْوِيَة المفردة الزوفا أَن خلط مَعَ طبيخ التِّين كَانَ مِنْهُ غرغرة حميدة للخناق من ورم العضلات الدَّاخِلَة. د دهن الحنا نَافِع من الخناق الْقسْط مَتى خلط بِعَسَل أبرء أورام العضل الَّتِي عَن جَانِبي الْحلق.) ج إِن أخذت خيوطاً كَثِيرَة وخاصة إِن كَانَت مِمَّا تصنع بالإجوان الَّذِي يصعد من الْبَحْر فألقيت فِي عنق أَفْعَى وخنقت ثمَّ أَخذ كل وَاحِد مِنْهَا ولف كَمَا يَدُور على عنق من بِهِ ورم النغانغ أَو جَمِيع أورام الْحلق وَرَأَيْت الْعجب من فعله قَالَ وَاللَّبن الصَّحِيح حِين يحلب عَظِيم النَّفْع من ورم اللهاة الْحَار والنغانغ والخوانيق سكنها وَعظم نَفعه لَهَا الْمقل الْعَرَبِيّ خَاصَّة يسْتَعْمل فِي الأورام الْحَادِثَة فِي الحنجرة وَهِي الَّتِي تسمى نيل قَصَبَة الرية بِأَن تلين بريق صَائِم وتوضع عَلَيْهِ. أريبابيس يسْتَعْمل فِي الورم الَّذِي يكون فِي الرَّقَبَة وَهُوَ الْمُسَمّى نبلة قَصَبَة الرية على

نَحْو مَا قَالَ جالينوس الْملح مَتى خلط بِعَسَل وخل وزيت وتحنك بِهِ سكن الخناق وَإِذا خلط بِعَسَل نفع أورام اللهاة والنغنغ ومواد البثور ... . . فعل ذَلِك بمرارة السلحفاة صلح لذَلِك زهرَة النّحاس إِذا خلطت بِعَسَل نَفَعت لذَلِك وَالْمَاء الْجَارِي على معادن النّحاس ينفع لذَلِك أَيْضا. روفس د الأيرسا صَالح لمن بِهِ الخناق إِذا تحنك بِهِ أَو تغرغر بِهِ مَعَ عسل. د ج كَانَ رجل يحرق رُؤْس السميكات المملوحة ويعالج بهَا اللهاة الوارمة ورما صلباً مزمناً والسكنجبين الْمَعْمُول بِمَاء الجرجير للخناق إِذا تغرغر بِهِ والسكنجبين نَافِع من الذبْحَة شرب أَو تغرغر بِهِ. ابْن ماسويه العفص يمْنَع سيلان الرطوبات إِلَى اللهاة الْعَسَل مَتى تحنك بِهِ أَو تغرغر بِهِ أبرء أورام الْحلق مَاء الحصرم إِذا جعل مَعَ مَاء عسل وشراب نفع من الخوانيق بزر الفجل إِذا طبخ بسكنجبين وتغرغر بِهِ حاراً نفع من الخناق وأصل الفاشرا يعْمل مِنْهُ مَعَ الْعَسَل فَهُوَ لعوق للخوانيق بزر الفجل أَن طبخ بسكنجبين وأصول الفاشرا وتغرغر بِهِ نفع من الخناق والفلفل أَن تضمد بِهِ مَعَ عسل حلل الخوانيق وبزر الفجل نَافِع للخوانيق بِخَاصَّة والحلتيت إِن شدت مِنْهُ قِطْعَة على عنق من لهاته وارمة سكنته قَالَ جالينوس الصَّبْر أَن خلط بِعَسَل وشراب وَافق ورم العضل الَّتِي عَن جَانِبي أصل اللِّسَان عصارة قثاء الْحمار إِذا تحنك بهَا مَعَ عسل أَو زَيْت د القطران إِذا وضع على الْحلق نفع من الخناق وورم اللوزتين والزفت الرطب إِذا تحنك بِهِ جيد للخوانيق وورم اللهاة وعصارة التوث إِن خلط بهَا عسل كَانَت نافعة للورم الْحَار الَّذِي فِي عضل الْحلق فَإِن جعل فِيهَا شب وعفص وَمر وَسعد وزعفران وَثَمَرَة الطرفا وأصل السوسن الآسمانجوني قويت جدا والتوث الحامض ألف ألف نَافِع لورم الْحلق الْحَار لَا سِيمَا إِن طبخت) عصارته مَعَ عصارة الْعِنَب والمر والزعفران والأقاقيا والشب والعفص وَثَمَرَة الطرفا. ابْن ماسويه الَّتِي الباس مُوَافق للحلق. د طبيخ التِّين البابس إِذا تغرغر بِهِ جيد للورم الْحَار فِي قَصَبَة الرية وَالْحلق والخردل إِذا دق وَضرب بِمَاء وخلط بِمَاء الْعَسَل وتغرغر بِهِ وَافق الأورام الْعَارِضَة عَن جَانِبي أصل اللِّسَان أَن تحنك بِهِ برماد الخطاطيف نفع من الخناق وورم اللهاة وَمَتى ملحت وجففت وَشرب مِنْهَا مِثْقَال بشراب نفع من الخناق. د تخلط بِعَسَل وتطلي على حنجرة من بِهِ خناق وَجَمِيع أورام اللهاة وَالْحلق نَفعه وَقد يملح ويسقى مِنْهُ مِثْقَال والغرغرة بالخل تقطع سيلان الْخَلْط إِلَى الْحلق وتدفع الخناق وتبريء اللهاة الساقطة والخل يقلص اللهاة ابْن ماسويه إِذا تغرغر بِهِ.

د قَالَ ابْن ماسويه للخوانيق الَّتِي من بلغم وَمرَّة سَوْدَاء رماد الخطاطيف بعد ذَبحهَا وإحراقها وسحقها وَيسْتَعْمل ثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء الْعَسَل. مِمَّا رَأَيْته للخوانيق إِذا كَانَ يخنق صَاحبه تلقى نَار فِي قَارُورَة وَتجْعَل على النقرة فَيَأْخُذ كالمحجمة وَلَا تُؤْخَذ إِلَى أَن يسْقط وَإِن احتجت فأعدها فَإِنَّهَا بُرْؤُهُ. لوجع اللهاة الوارمة جوز السرو وملح دراني ونوشادر ونورة وعروق وسماق وعفص وطراثيث وثمر الطرفا وشياف ماميثا وحضض وجلنار وعدس وكزبرة وطباشير وأقاقيا وطين ارمني وورق السفرجل وكافور وبزر الْورْد وقيموليا وصندل وحنا وَهُوَ مُشْتَرك للحار والراد وَنوى اهليلج أسود وَهُوَ مُشْتَرك وَحب الآس وَمَا ورد وعنب الثَّعْلَب والرجله وبزر الخس وَمَاء الآس وَكَذَلِكَ الْحَال فِي البثور. إِسْحَاق للخوانيق بَادر بفصد القيفال وَأخرج بِحَسب الْقُوَّة واحقن بعد ذَلِك وَامْتنع من الطَّعَام إِلَّا مَا لابد مِنْهُ وغرغر بِمَاء الشّعير الدَّقِيق وسكر بِمَاء خِيَار شنبر فَإِن لم تكن حرارة تلتهب بطبيخ التِّين الْأَبْيَض السمين فَإِن كَانَت حرارة فبطبيخ العدس والورد ودهن لوز حُلْو وَمِمَّا يعظم نَفعه خرؤ الْكَلْب الْأَبْيَض يعجن بجلاب بعد جفافه ويطلي بِهِ الحنك وَهُوَ أقوى من كل دَوَاء لهَذِهِ الْعلَّة وَيجب أَن يجلس الْكَلْب فِي بَيت وَيطْعم الْعِظَام ويغرغر العليل بِرَبّ التوث وَاللَّبن الحليب) وَإِن كَانَت ثمَّ رُطُوبَة فالسكنجبين فَإِذا بَدَت الْعلَّة تنحط فالميفختج بِمَاء كزبرة. مَجْهُول للورم الْحَار فِي النغانغ رمان حامض أَربع أَوَاقٍ شب دِرْهَمَانِ عفص أَخْضَر نصف أُوقِيَّة بزر الْورْد أَرْبَعَة دِرْهَم يتغرغر بِهِ وَأَيْضًا يتغرغر بنقيع جميز شَدِيد الحمضة فِي مَاء ويصفى ويداف فِي أوقيتين مِنْهُ مِثْقَال أقاقيا وَمثله عصارة لحية التيس وَورد وشب وطباشير ويديم التغرغر بِهِ وَمن أدويته خرؤ الْكَلْب وخطاطيب ألف ألف محرقة وزبل النَّاس. غرغرة بَارِدَة لَهُ رب التوث وَمَاء ثَمَر العوسج بِالسَّوِيَّةِ سِتّ أَوَاقٍ عدس مقشر مثقالان أقماع رمان وخرؤ الْكَلْب وَلبن حليب ودهن ورد وسكر أَبيض من كل وَاحِد مثقالان ويدام التغرغر بِهِ. تذكرة عَبدُوس يُغَرْغر للخوانيق بِخِيَار شنبر ممدوس بِمَاء كزبرة رطبَة معصور مغلي مصفى وبلعاب بزرقطونا ودهن بنفسج وبلبن حليب أَو بِمَاء الجميز مَعَ دهن ورد أَو بِمَا جُزْء ورد وسماق منقع فِيهِ فَإِن تقيح فغرغره بخرء كلب أوخرء النَّاس أَو خرء دَجَاج. الْكِنْدِيّ الذبْحَة تعرض من سيلان الكيموسات الَّتِي فِي الرَّأْس إِلَى الْأَوْدَاج فِي الشتَاء أَو الرّبيع إِذا كثرت الرطوبات اللزجة فيهمَا لسعتهما ينشفان رطوبات كَثِيرَة وَتلك الرطوبات بَارِدَة لزجة فتستر مجاري الرّيح وَالدَّم وترفعهما لَا يتحركان فَإِذا اسود اللِّسَان لذَلِك وَصَارَ مدوراً اختنق الْإِنْسَان مِنْهُ وَعَن جَانِبي اللهاة عرفان عظيمان إِذا امتلآ ألزما اللِّسَان وَاللِّسَان اسفنجي يَابِس كثر نشفه من هذَيْن وَيصير طوله عرضا وَإِذا اشتدت حمرته وجساؤه فَحِينَئِذٍ يختنق صَاحبه. اسْتِخْرَاج لي: انْظُر فِي الخوانيق إِلَى لون اللِّسَان واللهاة، فَإِن كَانَا أحمرين وَالْوَجْه أَحْمَر فلتكن عنايتك بِمَا يخرج الدَّم أَكثر، وَإِن كَانَا أبيضين فبمَا يجلب الرطوبات. من كتاب جالينوس فِي العلامات المنسوبة إِلَيْهِ الخناق ضَرْبَان إِمَّا مَعَ ورم اللهاة واللوزتين والحنجرة وَالنَّفس فِي هَذَا يضيق بحس بالورم ويشتهي الْقَيْء فَإِذا ادخل يَده وجد هَذِه الْأَعْضَاء جاسية جافة فَإِذا اشْتَدَّ الوجع وانتفخ الْعُنُق جَمِيعًا وورم الْوَجْه وسال اللعاب واحمرت الْعين وتدلى اللِّسَان وصغرت المجسة وكثفت وَلم يقدر على الِاضْطِجَاع وَإِمَّا بِغَيْر ورم وَهَذَا تهزل مَعَه الرَّقَبَة وَلَا يقدر أَن تميل إِلَى النواحي وتغور عينه وتمتد جلد جَبهته وَلَا يظْهر ورم فِي حلقه لَا من دَاخل وَلَا من خَارج ويعرض لَهُ حكاك فِي الرَّقَبَة فَإِن عرضت حمرَة فِي الرَّقَبَة طَوِيلَة كَانَت عَلامَة صَالِحَة وَإِن زَالَت هَذِه الْحمرَة بَغْتَة كَانَ ردياً. الْجَامِع إِنَّا لَا نداوي وجع الْحلق بِمَا يدْفع أَولا كَمَا يفعل بِسَائِر الْأَعْضَاء بل بِمَا يلين كالشمع ودهن البنفسج لِئَلَّا يختنق صَاحبه وَمِنْه أَيْضا دق من خرء الديوك دِرْهَمَيْنِ فِي ثَلَاث أَوَاقٍ من رب التوث وغرغر بِهِ.) من الْكَمَال والتمام للخوانيق واللهاة جوز السرو وملح دراني ونوشادر ونورة وعفص وسماق وقاقياً وشب وورق السوسان وماميران وحضض وَمر وثمر الطرفا وعروق وجلنار وَورد ورماد الخطاطيف وقيصوم محرق تحرق وينفخ مِنْهَا ألف ألف فِي الْحلق نَافِع من الخوانيق وورم اللهاة وللخوانيق يَجْعَل زفت فِي ربت التوث ويتغرغر بِهِ وَقَالَ إِن كَانَت خوانيق مَعَ حرارة فافصد واحجم فِي أَوَائِل الْعلَّة أَولا ولين الطبيعة بالأشياء الملينة الْبَارِدَة وخاصة عِنَب الثَّعْلَب وَليكن طَعَامه سرمقاً وحاشا وعدساً وبقلة يَمَانِية بدهن لوز حُلْو وغرغره بِرَبّ التوث مَعَ خِيَار شنبر وبماء عِنَب الثَّعْلَب مَعَ خِيَار شنبر وَشَيْء من زعفران أَو بجميز قد حل بِمَاء حصرم أَو رمان حامض وبلبن مَاعِز حلب مَعَ سكر أَو بِمَاء كزبرة ودهن بنفسج وَخيَار شنبر وسكر أَو بطبيخ عدس مقشر وَورد وأصل السوسان أَو بِمَاء الرجلة وانفخ فِي الْحلق فِي الِابْتِدَاء جلناراً وشباً وغرغره دَائِما بِمَاء الثَّلج فَإِن كَانَت من برودة فغرغره فِي الِابْتِدَاء بِرَبّ الْجَوْز مَعَ شَيْء من شب وَفِي الْمُنْتَهى بمثلث مَعَ شَيْء من عاقرقرحاً أَو بدواء الخطاطيف بِمَاء الرازيانج المغلي الْمُصَفّى وجزء من خرء كلب أَبيض درهما وورداً دِرْهَمَيْنِ وزعفراناً نصف دِرْهَم يعجن بجلاب ويطلي بِهِ دَاخل الْحلق بريشة ويتغرغر أَيْضا بِلَبن مَاعِز حليب حَار وَيكون طَعَامه مَاء حمص ولبلابا وَيفجر الأورام فِي الْحلق الغرغر بِمَاء حَار مَعَ بزر مر وَقد صفي مِنْهُ بعد أَن انقع فِيهِ يسحق ويتغرغر بِهِ أَو بالزبد أَو السّمن فَإِذا انفجر الورم فصفرة بَيْضَة نيمبرشت إِلَى الرقة مَعَ نشا وطين ارمني وَكَثِيرًا وَيفجر الأورام أَيْضا طبيخ التِّين إِذا طبخ بِمَاء الشّعير وَخيَار شنبر بطبيخ التِّين وطبيخ بصل النرجس وَيفجر الأورام سَرِيعا التغرغر بخرء الْكَلْب مدوفاً بجزئين من مثلث ويمرخ الْحلق بشمع ودهن بنفسج وَكَثِيرًا.

للخناق الْكَائِن من رُطُوبَة كَثِيرَة يطلي دَاخل الْحلق بخرء كلب ومرارة ثَوْر بِعَسَل أَبُو بغائط إِنْسَان مَعَ عسل بريشة وينفع من ذَلِك من خَارج أَو ينفع بخل فِي سكنجبين ويتغرغر بِهِ فَإِنَّهُ جيد للخناق الرطب. ج فِي حلية الْبُرْء مَتى حدث بالفم وَالْحلق وَاللِّسَان ورم فالغرغرة فِي هَذِه الْحَال كإسهال الْبَطن عِنْد تورم الأمعاء وَذَلِكَ خطأ فاجتنبه فَإِنَّهُ يجر الْموَاد إِلَيْهِ والجيد إِذا ابْتَدَأَ الورم فِي هَذِه الْمَوَاضِع أَن ينجذب إِلَى المنخرين وَكَذَا يفصد لَهَا الْعرق الكتفي فَإِن لم يظْهر فالأكحل أَولا ثمَّ العرقين الَّذين تَحت اللِّسَان لي قَول جالينوس هَذَا إِنَّمَا هُوَ فِي غرغرة لَهَا حِدة وحرارة تجتذب) إِلَى الْمَوَاضِع فَأَما غرغرة بَارِدَة فَإِنَّهَا بِأَن تمنع أولى من أَن تجذب بعد أَن تجْرِي فِي ذَلِك بالأتعب عصب الْعَضُد فِي الِابْتِدَاء بِكَثْرَة الغرغرة فَإِنَّهُ يُمكن أَن يصير ذَلِك سَببا لجذب الْمَادَّة. ج رَأَيْت من عظم لِسَانه حَتَّى لم يمْنَع فَاه وَلم يكن تعود الفصد الْبَتَّةَ فأشرت عَلَيْهِ يَأْخُذ حب القوقايا فَفعل وأشرت بِأَن ألف ألف يضع على لِسَانه بعض مَا يبرد يَأْخُذ ذَلِك يَوْمه أَلا أَنه عالجه بعد أَن امسك مَاء الخس فِي فِيهِ فبريء. الْأَعْضَاء الألمة الخوانيق خَمْسَة اضْرِب أَحدهَا خنق من عِلّة ظَاهِرَة وَآخر مَعَه حمرَة فِي الْحلق وَآخر مَعَه حمرَة خَارج الْحلق وَآخر مَعَه حمرَة فِي الرَّقَبَة وَالْخَامِس تحدث من أجل زَوَال الفقار وَقَالَ فِيهِ أَيْضا انسداد المري يكون من زَوَال الفقار أَو من ورم بَاطِن. الْيَهُودِيّ الخوانيق الَّتِي من زَوَال الفقار إِذا نَام على قَفاهُ لم يُمكنهُ أَن يسيغ إِذا اجْتهد لِأَنَّهُ رخو والورم الصلب يحدث قَلِيلا قَلِيلا ويعقب الورم الْحَار أَو غَيره وَلَا يحدث ابْتِدَاء بَغْتَة وَهُوَ عسر قَاتل لِأَنَّهُ بطيء التَّحَلُّل. من كتاب الفصد يجب على حسب القانون الَّذِي ذكرنَا فِي الورم الْحَار إِذا كَانَ فِيمَا بَين الحنك إِلَى قَصَبَة الرية إِن تفصد أَولا القيفال واستفرغ دَمًا صَالحا مَا دَامَ فِي الْكَوْن فَإِذا رسخ وَانْقطع السيلان فافصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان.

انذار من الْمَوْت السَّرِيع من كَانَت بِهِ خوانيق يتَغَيَّر عُنُقه عَن لَونه من الْحمرَة وابيض واخضر وعرق ابطاء واربيتاه عرقاً بَارِدًا مَاتَ من يَوْمه أَو من غَد. أبيذيميا الذبْحَة هِيَ كل ورم يعرض مَعَه ضيق فِي الْمبلغ وَهُوَ ضروب وشرها الَّذِي لَا يظْهر مَعَه فِي الْحلق إِذا فتحت الْفَم وغمزت اللِّسَان إِلَى أَسْفَل ورم وَلَا يكون خَارِجا وَيكون مَعَ ذَلِك لون الرَّقَبَة بِحَالِهَا وَفِي القف غور إِذا غمزت ذَلِك الْموضع اشْتَدَّ الوجع لِأَن هَذَا يكون إِمَّا من ورم إِمَّا فِي العضل الدَّاخِل من الحنجرة أَو فيمايلي ذَلِك الْموضع الدَّاخِل من المري أَو فِي العضل الَّذِي من وَرَاء المري لِأَن هَذَا لَا يرى إِذا نظر فِي الْفَم باستقصاء وَهَذِه الْمَوَاضِع تتصل بهَا رباطات تنبث فِي فقار الرَّقَبَة وأعصاب تنبث من النخاع وَهَذِه تمدد الخرز والنخاع إِلَى دَاخل فتجذب لذَلِك الفقارات والنخاع إِلَى دَاخل وَلذَلِك لَا يغورالموضع من خَارج وَهُوَ أَشد أَصْنَاف الخوانيق وجعاً وَهُوَ الذبْحَة وَمِنْه صنف أقل وجعاً مِنْهُ وَمَعَهُ ورم وَحُمرَة فِي الْحلق وَهُوَ أَيْضا قتال جدا إِلَّا أَنه يقتل أَبْطَأَ من الأول وَالَّذِي لَا تكون مَعَه حمرَة فِي الْعُنُق وَالْحلق فَإِنَّهُ أطولها) مُدَّة وَمن الرّيح الَّذِي ينجذب فِيهَا خرز الْقَفَا نوع شَدِيد الوجع إِذا لمس جدا وَهُوَ الْكَائِن فِيمَا فَوق الْفَقْرَة الثَّانِيَة أَو غَيرهَا لِأَن هَذِه الْفَقْرَة منتصبة قَائِمَة لِأَنَّهَا قريبَة من الدِّمَاغ إِذا لم ترم الغدد الَّتِي فِي الرَّقَبَة فِي علل الذبْحَة فَلَيْسَتْ هَذِه الْعلَّة من كَثْرَة الدَّم لَكِن ألف ألف من أخلاط بَارِدَة غَلِيظَة لزجة وخاصة إِن لم يكن الْموضع حَار الملبس وَكَانَ بَارِدًا وَقلة الوجع تدل على برد وَإِذا كَانَ النَّفس فِيهَا طبيعياً وَلَيْسَ فِي الْجَانِب الملامس لقصبة الرية من المري ورم بل فِي الْجَانِب الَّذِي لَا تلامسه وَقد يتَغَيَّر النَّفس وَقت الازدراد وَإِن لم يكن فِي هَذَا الْجَانِب ورم وَهُوَ الَّذِي تسميه الْعَامَّة الْكَلَام من المنخرين هُوَ امْتنَاع النغم الَّتِي كَانَت تخرج من المنخرين من أَن تخرج مِنْهُمَا وَيفهم ذَلِك من أَن تضبط عَلَيْهِمَا فَإِنَّهُ لَا يخرج حِينَئِذٍ للفظ الَّذِي فِيهِ مدّ وَلَا رَاء وَنَحْو ذَلِك وَكثير مَا يعرض مَعَه درور الْعُرُوق الَّتِي فِي الأصداغ وَالْوَجْه. ج إِذا لم يكن الورم الَّذِي فِي المري عَظِيما جدا لم يحدث ضيق النَّفس فِي الْأَوْقَات الَّتِي لَا يبلع فِيهَا شَيْئا وَكَثِيرًا مَا تجحظ مَعَ هَذِه الْعلَّة الْعين وَالَّتِي من الْبرد أطول مُدَّة من الَّتِي من الْحر جدا وَلَا يكون مَعهَا حمى وَإِذا عرض هَذَا الورم الَّذِي يمد الفقار فِي جَانب أورث كثيرا الفالج من جانبيه وَفِي الْوسط لَا يفعل ذَلِك ويعرض من الْجَانِب الْمُقَابل للجانب المسترخي وَأبين مَا يكون هَذَا الاسترخاء والتمدد فِي الَّذين يصيبهم من الْجَانِب الآخر فِي الْوَجْه واللحى الْأَسْفَل وَأكْثر مَا يبلغ هَذَا الفالج من الْجِسْم إِلَى الْيَد لِأَن العصب الَّذِي ينبث من الرَّقَبَة لَا يُجَاوز هَذَا الْموضع. من كتاب العلامات الْمَنْسُوب إِلَى جالينوس الخناق صنفان بورم وَهُوَ مَا يورم اللهاة واللوزتين أَو طرف قَصَبَة الرية أَو المري ونواحيه قَالَ وَكلما كَانَ التورم إِذا فتح الْفَم عِنْده فَأدْخل الإصبع فِيهِ وجدت هَذِه يابسة جافة جدا فَإِذا اشْتَدَّ الوجع انتفخت الرَّقَبَة كلهَا وورم

الْوَجْه وسال اللعاب وَخرج اللِّسَان وَبَردت الْأَطْرَاف وصغرت المجسة وَلَا يقدر أَن يضطجع وَإِذا كَانَ بِلَا ورم عرض هزال فِي الرَّقَبَة وامتداد الْجَبْهَة ويضيق النَّفس كثيرا وَلَا يكون فِيهِ ورم الْبَتَّةَ لَا من دَاخل وَلَا من خَارج ويعرض لَهُ حكاك فيمايلي الرَّقَبَة فَإِذا عرضت لَهُ حمرَة فِي الرَّقَبَة وطالت كَانَت عَلامَة جَيِّدَة وَإِن انسلخت وَذَهَبت سَرِيعا كَانَت عَلامَة ردية. وَالَّذِي بورم فَهُوَ إِمَّا أَن تلْحقهُ الْعين دَاخِلا أَو لَا تلْحقهُ الْعين أَو ورم دَاخِلا وخارجاً والأورام. إِمَّا دموية أَبُو بلغمية أَو الْحمرَة أَو سقيروس وَهُوَ الورم الصلب الَّذِي تكون مادته السَّوْدَاء وَلَا يكَاد يكون وَهَذِه إِمَّا أَن يكون فِي اللهاة أَو فِي اللوزتين أَو فِي عضل الحنجرة أَو فِي المري من دَاخل) وخارج وَهُوَ الَّذِي تَزُول مِنْهُ قفار الرَّقَبَة إِلَى دَاخل وَالَّذِي بِلَا ورم يحْتَج أَن ينظر فِيهِ لم يخنق إِذا لم يكن ورم وَأَنا أَظُنهُ حرارة ويبساً فَقَط. جورجس الورم فِي الْحلق إِمَّا من دم ويظن صَاحبه فِي فَمه مملوة ألف ألف خمرًا عتيقاً أَو من صفراء ويظن أَن فِي حلقه خلا حاذقاً أَو من بلغم ويظن أَن فِي فَمه ملحاً أَبُو بورقاً وَلَا يكون من الْمرة السَّوْدَاء لَا يعرض بِسُرْعَة لكنه يَجِيء أَولا فأولاً لي هَذَا إِذا كَانَ سرطان فِي الْحلق وَهُوَ قَاتل إِذا عظم لَا محَالة عالج الصَّفْرَاء وَالدَّم بالغرارغر والنثورات المبردة والبلغمي قَالَ انفع شَيْء لَهُ الْعذرَة قَالَ وتخلط الدَّم لَكِن ألف ألف من أخلاط بَارِدَة غَلِيظَة لزجة وخاصة إِن لم يكن الْموضع حَار الملمس وَكَانَ بَارِدًا وَقلة الوجع تدل على برد وَإِذا كَانَ النَّفس فِيهَا طبيعياً وَلَيْسَ فِي الْجَانِب ورم وَهُوَ الَّذِي تسميه الْعَامَّة الْكَلَام من المنخرين هُوَ امْتنَاع النغم الَّتِي كَانَت تخرج من المنخرين من أَن تخرج مِنْهُم وَيفهم ذَلِك من أَن تضبط عَلَيْهِمَا فَإِنَّهُ لَا يخرج حِينَئِذٍ للفظ الَّذِي فِيهِ مدّ وَلَا رَاء وَنَحْو ذَلِك وَكثير مَا يعرض مَعَه درور الْعُرُوق الَّتِي فِي الأصداغ وَالْوَجْه. ج إِذا لم يكن الورم الَّذِي فِي المري عَظِيما جدا لم يحدث ضيق النَّفس فِي الْأَوْقَات الَّتِي لَا يبلغ فِيهَا شَيْئا وَكَثِيرًا مَا تجحظ مَعَ هَذِه الْعلَّة الْعين وَالَّتِي من الْبرد أطول مُدَّة من الَّتِي من الْحر جدا وَلَا يكون مَعهَا حمي وَإِذا عرض هَذَا الورم الَّذِي يمد الفقار فِي جَانب أورث كثيرا الفالج من جانبيه وَفِي الْوسط لَا يفعل ذَلِك ويعرض من الْجَانِب الْمُقَابل للجانب المسترخي وَأبين مَا يكون هَذَا الاسترخاء والتمدد فِي الَّذين يصيبهم من الْجَانِب الآخر فِي الْوَجْه واللحى الْأَسْفَل وَأكْثر مَا يبلغ هَذَا الفالج من الْجِسْم إِلَى الْيَد لِأَن العصب الَّذِي ينبث من الرَّقَبَة لَا يُجَاوز هَذَا الْموضع. من كتاب العلامات الْمَنْسُوب إِلَى جالينوس الخناق صنفان بورم وَهُوَ مَا يورم اللهاة واللوزتين أَو طرف قَصَبَة الرية أَو المري ونواحيه قَالَ وَكلما كَانَ التورم إِذا فتح الْفَم عِنْده فَأدْخل الإصبع فِيهِ وجدت هَذِه يابسة جافة جدا فَإِذا اشْتَدَّ الوجع انتفخت الرَّقَبَة كلهَا وورم الْوَجْه وسال اللعاب وَخرج اللِّسَان وَبَردت الْأَطْرَاف وصغرت المجسة وَلَا يقدر أَن يضطجع وَإِذا كَانَ بِلَا ورم عرض هال فِي الرَّقَبَة وامتداد الْجَبْهَة ويضيق النَّفس كثيرا وَلَا يكون فِيهِ ورم الْبَتَّةَ لَا من دَاخل وَلَا من خَارج ويعرض لَهُ حكاك فيمايلي الرَّقَبَة فَإِذا عرضت لَهُ حمرَة فِي الرَّقَبَة وطالت كَانَت عَلامَة جَيِّدَة وَإِن انسلخت وَذَهَبت سَرِيعا كَانَت عَلامَة ردية.) الَّذِي تَزُول مِنْهُ فقار الرَّقَبَة إِلَى دَاخل وَالَّذِي بِلَا ورم يحْتَاج أَن ينظر فِيهِ لم يخنق إِذا لم يكن ورم وَأَنا أَظُنهُ حرارة ويبساً فَقَط. جورجس الورم فِي الْحلق إِمَّا من دم ويظن صَاحبه من فَمه مملوة ألف ألف خمرًا عتيقاً أَو من صفراء ويظن أَن فَفِي حلقه خلا حاذقاً أَو من بلغم ويظن أَن ألف فَمه ملحاً أَو بورقاً وَلَا يكون من الْمرة السَّوْدَاء لَا يعرض بِسُرْعَة لكنه يَجِيء أَولا فأولاً لي هَذَا إِذا كَانَ سرطان فِي الْحلق وَهُوَ قَاتل إِذا عظم لَا محَالة عالج الصَّفْرَاء وَالدَّم بالغراغر والنثورات المبردة والبغلمي قَالَ انفع شي لَهُ الْعذرَة قَالَ وتخلط بِعَسَل وَبعده بخرء كلب وَبعد دَوَاء الخطاطيف ويسقي نَقِيع الصَّبْر. أبيذيميا قَالَ أَصْحَاب الذبْحَة إِذا تغير نفسهم فَصَارَ قَصِيرا فَهُوَ عَلامَة محمودة لِأَنَّهُ لضيق حَنَاجِرهمْ لَا يقدرُونَ أَن يدخلُوا هَوَاء كثيرا إِلَّا فِي زمَان طَوِيل فَيكون لذَلِك نفسهم طَويلا فَإِذا قصر نفسهم دلّ على رُجُوع الْآلَات إِلَى الْحَال الطبيعية قَالَ وَيجب أَن تكون الْأَدْوِيَة فِي أَوَائِل هَذِه الْعلَّة إِلَى الْقَبْض أميل وَفِي آخرهَا التَّحْلِيل وَلَا تكون صرفة فِي حَال وَفِي الأبتداء أَيْضا يجب أَن يكون مَعَ القوابض شَيْء من تَحْلِيل وَلَا بِآخِرهِ يجب أَن تكون محللة صرفة بل يكون مَعهَا شَيْء من الْقَبْض اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يزمن فَعِنْدَ ذَلِك تحْتَاج إِلَى محللة صرفة وَكَذَا إِذا لم يُمكن لضعف الْقُوَّة الفصد فَهَذَا هُوَ التَّدْبِير بِعَيْنِه وَأما الأغذية فَيجب أَن تكون إحساء ثمَّ بالمواضع وَلَا تنيلكها وَتقوم لَهُ مقَام الضماد وَإِذا كَانَ الورم عَظِيما فَلَا تقتصر على الْأَدْوِيَة من دَاخل حَتَّى يضمد من خَارج وَلَا يسْتَعْمل المَاء الْحَار عَلَيْهِ أَولا وَلَا الاستحمام وَأكْثر من ذَلِك فِي انحطاط وَلَا تقرب الشَّرَاب الْبَتَّةَ فَإِن شرب النَّبِيذ شَرّ شَيْء للأورام وَإِذا خرج الشَّرَاب من المنخرين فَهُوَ فِي الخوانيق نزل على غَايَة ضيق المبلع والهلاك قريب قَالَ وَإِذا خرج لصَاحب الذبْحَة ورم فِي جنبه الْمُقَابل للناحية كَانَ بذلك انحلال مَا بِهِ.

أبيذيميا قَالَ إِذا درت عروق الصدغين فِي الذبْحَة فقد قَارب الاختناق وَيدل ذَلِك مِنْهُم على غَايَة الامتلاء. انطليس وبولس فِي اللهاة قد تسيل إِلَيْهَا رطوبات من الرَّأْس فتسترخي وتستطيل وترم وتمنع النَّفس وَرُبمَا امتدت وَلم تقدر على الرُّجُوع إِلَى موضعهَا واقطع هَذِه ضَرُورَة وتعرف هَذِه من الْأَزْمَان من أَن الورم ينقص وَيذْهب عَنْهَا وَلَا تنقص هِيَ وَترجع إِلَى مَكَانهَا قَالَ وَالَّتِي تكون) طَوِيلَة رقيقَة شبه ذَنْب الْجَرَاد راكبة اللِّسَان لَيست بالحمراء وَلَا سَوْدَاء فَإِن قطعتها خطر وَقد تقطع وتكوى بأدوية مرحقة وَالْقطع خير وأصوب للَّتِي لَا خوف مِنْهَا وأترك قدر أَصْلهَا الطبيعي وتقطع الْبَاقِي وَإِيَّاك أَن تقطعها من الأَصْل عِنْد الحنك لَا تضر بالصوت ويهيج انفجار الدَّم والكي أَن يوضع الدَّوَاء فِي قالب وَيقبض على اللهاة ويمسك سَاعَة حَتَّى يعلم ثمَّ يُعَاد ذَلِك حَتَّى يسود فَإِذا اسودت فَإِنَّهَا تسْقط بعد ثَلَاثَة أَيَّام وَاحْذَرْ أَن يبلع شَيْئا من هَذَا الدَّوَاء فَإِن وَقع فِي الْفَم مِنْهُ شَيْء تركت لعلاج ألف ألف تياذوق قَالَ إِذا أردْت أَن تقطر فِي حلق صَاحب الذبْحَة فليفتح فَاه وليدلع لِسَانه واغمز لِسَانه إِلَى أَسْفَل ثمَّ انْظُر قَالَ وينفع أَكثر من نفع سَائِر الْأَدْوِيَة أَن يُؤْخَذ رجيع صبي ورجيع كلب ورماد الخطاطيف ورماد السراطين يسحق الْجَمِيع ويتغرغر بِهِ بِمَاء الْعَسَل اَوْ يتغرغر بدواء الحرمل. ابْن سرابيون أَصْحَاب الخوانيق إِذا صعبت الْعلَّة تكون أفواهم مَفْتُوحَة وَلَا يقدرُونَ على البلع وَمَتى أكْرهُوا عَلَيْهِ خرج من الْأنف وَيكون صَاحب هَذِه الْعلَّة اغن وَمن خرج من فِيهِ زبد فَلَا علاج لَهُ فافصد القيفال أَولا وَأخرج من الدَّم عشرَة دِرْهَم كل سَاعَة إِلَى الْيَوْم الثَّالِث لِأَن هَذَا النَّحْو يقْلع الفضلة بعده وَلَا يسْقط الْقُوَّة وَأَيْضًا قَالَ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ هَؤُلَاءِ من إِخْرَاج الدَّم كثيرا وَلَا يُمكن أَن يخرج ضَرْبَة لِأَنَّهُ يغشى عَلَيْهِم ويحتنقون وهم ضعفاء لِأَن غذاءهم يقل فَإِن بَقِي الوجع مَعَ ذَلِك فافصد عرقي اللِّسَان وهما اللَّذَان تَحت اللِّسَان من ذَلِك الْيَوْم وَلَا تؤخره إِلَى الْغَد فاحقن بحقنة حادة لكَي تجذب الْمَادَّة إِلَى أَسْفَل وَإِذا لم تكن حمى فِيمَن شَحم الحنظل والتين والنخالة والقنطوريون والبورق وَالسكر ودهن حل وَإِن كَانَت الْحمى فليّن بطونهم بِخِيَار شنبر قد حل فِيهِ عدس مقشر وخشخاش لِأَنَّهُ يمْنَع الْمَادَّة وَيمْنَع النَّوَازِل ثمَّ اسْتعْمل الغراغر القابضة كطبيخ الْورْد والجلنار وعنب الثَّعْلَب فَإِذا جَاوَزت الْمدَّة وَجَاء الِانْتِهَاء فاطرح محللة مَعَه وَإِذا كَانَ بآخلاه فَاسْتعْمل طبيخ التِّين وطبيخ أكليل الْملك وَاللَّبن وَالْخيَار شنبر المروق بطبيخ النخالة وَأقوى من هَذِه مَاء الْعَسَل الَّذِي قد طبخ فِيهِ فوتنج وَإِن بَقِي بعد هَذَا شَيْء فداوء الحرمل ودواء قثاء الْحمار ودواء الخطاطيف والكرنب وخرؤ الْكَلْب وَالنَّاس وَمَتى هاج من هَذِه فِي الْحلق خشونة ووجع فغرغر بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب بِلَبن حليب

قَالَ إِن حدث فِي اللهاة ورم وَلم يكن ملتهباً انْظُر فَإِن كَانَ الْفضل الَّذِي ينصب إِلَيْهَا كثيرا فَاسْتعْمل المائعة باعتدال كطبيخ) السرو وَالْمَاء والخل وَرب التوت وَإِن كَانَ ورماً حاراً فغرغر بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَنَحْوه وَقد يدْخل فِي بعض الْأَدْوِيَة المحللات واحذرها إِذا كَانَ الْجِسْم ممتلياً وارفع اللهاة بمغرفة الْميل وَتَكون على الغرفة الْأَدْوِيَة القابضة والمحللة ويجذب فِي ذَلِك إِلَى خَارج وَليكن رَأس المغرفة على خطّ مُسْتَقِيم والدواء جلنار جزؤ شب نصف جزؤ كافور عشر وَقد ينفع النوشادر فَإِن نفدت اللهاة من الأِياء الشَّدِيدَة الْقَبْض فَاسْتعْمل نشا وَكَثِيرًا وصمغ وغرغر بِمَاء الشّعير وَمَاء النخالة والطلا المفتر فَإِذا انْتهى الورم فاخلط ألف ألف بهَا سَعْدا وزعفراناً وفقاح الْإِذْخر واشنه فَإِذا دق أصل اللهاة وَعظم رَأسهَا وأسود فقاطعها بعد أَن لَا يكون الْجِسْم ممتلياً وَالزَّمَان لَيْسَ بحار فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك ناله نزف عَظِيم وَعند ذَلِك احتل بعلاجات أخر. الذى بِهِ مُدَّة تِلْكَ الْأَيَّام الَّتِي لَا يُمكن أَن يتغذى فِيهَا فَإِنَّهُ إِن كَانَ قَوِيا وَجلسَ مَكَانا بَارِدًا أمكن أَن يحي عشْرين يَوْمًا وَإِن لم يَأْكُل الْبَتَّةَ وأكب أَنْت بالعلاج على الْحلق بالغرغرة بالخردل والفوتنج والسكنجبين والبورق وَنَحْوه فَإنَّك لَا تديم ذَلِك يَوْمَيْنِ أَلا توسع الْحلق وَأما من افصد وأسرف عَلَيْهِ فَإِنَّهُ إِن لم يغتذ ثَلَاثَة أَيَّام بعد ذَلِك مَاتَ الْبَتَّةَ. فَلذَلِك أرى أَن تتركه الْبَتَّةَ فِي الْأَبدَان الضعيفة واعمل على أَن لَا يتَحَلَّل من الْجِسْم شَيْء ليقوي على ترك الْغذَاء وأصرف عنايتك إِلَى مَا يحلل الورم بالأشياء الحارة والقوابض وَغَيرهَا إِذا جمعت كَانَتَا أقوى من المفردة وارفعها بالأدوية الْيَابِسَة بمغرفة الْميل كالعفص والجلنار وَفِي دفعك لَهَا مدها إِلَى من خَارج قَلِيلا مَعَ غمزك لَهَا إِلَى فَوق وَإِيَّاك وعلاجها بالقوابض الحادة فَإِنَّهَا تهيج وَهِي كالقنت وَنَحْوه وَتثبت وَانْظُر فِي مِقْدَار عظم ورمها وَمِقْدَار حَرَارَتهَا وَمِقْدَار مَا يسيل مِنْهَا وَمِقْدَار امتلاء الْجِسْم ثمَّ اجْعَل أدويتك بِحَسب ذَلِك فَإِنَّهُ رُبمَا احْتِيجَ أَن يخلط بأدوية مسكنة للوجع بِسَبَب شدته وَرُبمَا احْتِيجَ أَن تخلط أدوية محللة مَعَ المائعة من أول الْأَمر لِكَثْرَة مَا

ينصب قَالَ والحلتيت نَافِع من ورمها نفعا عَظِيما إِذا صلب وَعتق ورم اللهاة فِي آخر الْأَمر والعفص والشب من جيد الْأَدْوِيَة فِي أول الْأَمر. ارجيجانس يصلح للأورام فِي الْفَم والنغانغ واللهاة وَالْحلق الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام والهدو والغراغر القابضة كالخل الممزوج بِمَاء طبيخ الْورْد وَنَحْوه والسماق وَالرُّمَّان والخل الفاتر جيد للحنك جدا. ج اسْتعْمل الْملح فِي آخر الْأَمْرَاض لَا فِي أَولهَا لِأَنَّهُ مُحَلل.) أرجيجانس مِمَّا يعظم نَفعه للخوانيق أَن يصب فِي أُذُنه دهن لوز ويضمد خَارِجا بأضمدة من بزركتان وحلبة ودقيق شعير فَإِن زَاد ورم النغانغ ألف ألف يُرِيد أَن يجمع فاعنه على ذَلِك بالغراغر الدائمة الَّتِي لَا يفتر بطبيخ التِّين أَو بِمَاء الْعَسَل فَإِن صعبت الخوانيق فكاد العليل يختنق فاحقن بحقنة قَوِيَّة والفصد من الْيَد وعلق المحاجم على الْقَفَا وَتَحْت الذقن مَعَ شَرط وَاسْتعْمل التمكيد والتضميد اسْتِعْمَالا متواتراً فَإِن لم يبرأ بِهَذِهِ فافصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وَالَّتِي فِي الماق وَالَّتِي فِي الْجَبْهَة وأطل الْحلق بمرارة الثور وعصارة قثاء الْحمار والقنطوريون بالخل الثقيف يطلي عَلَيْهِ ورماد الخطاطيف واشو الخطاطيف وأطعمهم فقد قيل إِنَّهَا تسكن الوجع من أبوليوس للهاة المسترخية عفص أَخْضَر جزءان شب ونوشادر من كل وَاحِد جُزْء أجمع وأدفع بهَا اللهاة بمغرفة الْميل مسع جذب إِلَى خَارج لَا يسْتَعْمل النوشادر فِي ابْتِدَاء الْعلَّة وَمَا دَامَت اللهاة حمراً لِأَنَّهُ قوي التَّحْلِيل إِذا كَانَ بآخرة فَإِنَّهُ صَالح. الثَّالِثَة من الأخلاط مَرِيض بِهِ خناق وقوته قَوِيَّة فَبعد الفصد الَّذِي يبلغ بِهِ الغشي اسْتعْمل الضمادات المسكنة للوجع الَّتِي ترطب أَولا ثمَّ بِآخِرهِ الَّتِي تجفف وتجد الْفضل المحتبس فِي الورم إِلَى خَارج من دَاخل. الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة القرحة فِي الْحلق مَعَ حمى يدل ردي فَإِن انضاف مَعَ ذَلِك دَلِيل آخر من الدّلَالَة الرجية الموصوفة فِي تقدمة الْمعرفَة فالمريض بِسوء حَال لِأَن

حُدُوث قرحَة مَعَ حمى يجل على أَن خلطاً حاراً فِي الْبدن ردياً وهيج الوجع مَتى يلقِي شَيْئا وَيزِيد فِي الْحمى وَإِن كَانَ مَعَه دَلِيل ردي هلك قَالَ أردأ الذبْحَة واقتلها بِسُرْعَة مَا لَا يظْهر فِي الْحلق وَلَا فِي الرَّقَبَة شَيْء بَين وكل مَعَه وجع شَدِيد وضيق نفس منتصب وَهَذَا قد يختنق فِي الرَّابِع على الْأَكْثَر وَفِي الأول وَالثَّانِي وَالثَّالِث قَالَ إِذا فتح الْفَم وغمز اللِّسَان إِلَى أَسْفَل وَلم يتَبَيَّن غلظ هناكل وَلَا يتَبَيَّن خَارج الْعُنُق غلظ وَلَا شَيْء خَارج عَن الطبيعية وَمَعَ ذَلِك ضيق لانفس والورم فِي الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة ويضطر العليل فِي التنفس أَن ينْتَصب رقبته وَيحدث فِي ذَلِك أَيْضا وجع أَشد فِي الورم الْحَار ويعظم يختنق وَإِمَّا الصِّنْف الَّذِي يتَبَيَّن فِي الْفَم إِذا غمزت اللِّسَان ألف ألف إِلَى أَسْفَل ورم وَحُمرَة فالورم هُنَاكَ أميل إِلَى فَوق وَلَيْسَ فِي عضل الحنجرة وَلذَلِك يعسر النَّفس فِي هَذِه أقل وَبِهَذَا الْمِقْدَار يتَأَخَّر قَتله عَن الأول لي حَتَّى يعظم هَذَا أيضاُ ويبلغ أَن ترم عضل الحنجرة وَرُبمَا منع النَّفس الْبَتَّةَ وَإِمَّا الذبْحَة الَّتِي تكون مَعهَا الْحمرَة والورم فِيهَا بَينا حِين فتح الْفَم وتحمر) مَعَه الرَّقَبَة والصدر فَأَبْطَأَ مُدَّة وَأُخْرَى أَن سلم مِنْهَا إِذا كَانَت الْحمرَة الَّتِي فِي الرَّقَبَة والصدر وَلَا تغور إِلَى دَاخل. قَالَ. ج أردأ أَصْنَاف الذبْحَة إِذا كَانَ لَا يُمكن فِيهَا إِلَّا أَن تنتصب العليل مَا كَانَ الوجع فِيهَا شَدِيدا وَلم تظهر حمرَة فِي الْحلق وَلَا الرَّقَبَة وَلَا عرض يتَبَيَّن للحس وَأَقل أصنافها رداءة الَّتِي لَا يعسر مَعهَا النَّفس وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا مَعَ تورم الْحلق والرقبة وحمرتها فَأَقل الْأَصْنَاف شرا الَّتِي لَا يكون فِيهَا ألم شَدِيد وَلَا عسر نَفسه فَإِن فِي هَذِه الذبْحَة الحنجرة سليمَة وَإِنَّمَا الورم فِيهَا فِي الْحلق أَو الرَّقَبَة أَو فيهمَا وَالْغَالِب على الْخَلْط الْمُحدث لهَذِهِ الذبْحَة فِي الْحلق لمرار وَالدَّم فَأَما الورم الرخو البغلمي فَإِنَّهُ إِذا حدث فسليم وبرؤه سريع وَلَا تكون عِلّة حداة سريعة. من ظَاهر الْعُنُق إِلَى بَاطِنه وَلم يحدث شَيْء من هَذِه بل ازْدَادَ ذَلِك الوجع وضيق النَّفس فقاتل والأجود أَن يكون فِي الخوانيق والخراجات فِي الْعُنُق أَن يمِيل الْمَادَّة إِلَى خَارج لَا إِلَى دَاخل لِأَنَّهَا إِمَّا أَن تخنق إِذا قويت وَلم تنضج أوتورث تقيحاً إِذا نَضِجَتْ لِأَن الْمدَّة تسيل إِلَى قَصَبَة الرية. فِي أمراض اللهاة اللهاة مَا دَامَت حمراً عَظِيمَة فبطها أَو قطعهَا خطر لِأَنَّهُ يتبع ذَلِك

أورام عَظِيمَة وانبعاث دم لَكِن يجب مَا دَامَت هَكَذَا أَن تضمد بأدوية فَإِذا ضمدت وَصَارَ طرفها أعظم وَأَغْلظ وأميل إِلَى الكمدة وأعلاها أرق فَفِي ذَلِك الْوَقْت ثق بِالْقطعِ والأجود أَن يَدُوم علاجها فِي هَذَا الْوَقْت أَيْضا بعد استفراغ الْبَطن فَإِذا فعلت قطعت حِينَئِذٍ. قَالَ ج اللهاة الوارمة ورماً حاراً قطعهَا وبطها خطر مَا دَامَت ورامة لإنه يهيج انبعاث دم شَدِيد فَإِذا ضمدت فاقطعها حِينَئِذٍ وخاصة إِن انحدرت الطبيعة قبل ذَلِك بِكَثِير واحذرها الطّيب. الثَّانِيَة من الْفُصُول الذبْحَة الْحَادِثَة فِي الخريف مرارية والربيعة بلغمية. الرَّابِعَة مِنْهُ إِذا فتحت الْفَم وَرَأَيْت الْحلق لَا ورم فِيهِ وَعرض ألف ألف اختناق بغية فالآفة عِنْد ذَلِك إِنَّمَا هِيَ فِي الحنجرة فَقَط لِأَن الأختناق بغة إِنَّمَا تعرض من أجل الحنجرة والورم الْحَادِث فِي الرية لَا يختنق بَغْتَة بل لَا يزَال يتدبر قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يختنق وَكَذَا الْمدَّة فِيهَا وَفِي قَصَبَة الصَّدْر أمره يطول وَلَا الورم أَيْضا فِي قَصَبَة الرية لِأَن فضاءها وَاسع وَهِي غضروفية لَا يُمكن الورم الْحَادِث فِيهَا إِلَى أَن يَنْتَهِي من الْعظم إِلَى مَا يملاها ويسدها فقدان تكون الحنجرة فَقَط) يكون من أجلهَا الأختناق بَغْتَة لِأَن النَّفس فِيهَا ضيق والعضل الَّذِي فِي جوفها إِذا حدث فِيهِ ورم أمكن أَن يسد ذَلِك التجويف فيطلق طَرِيق النَّفس وحدوث الأختناق دَاخل الحنجرة من ورم حَار مَعَه وجع أَو من ورم صلب. يبطل فيضيق لذَلِك مجْراهَا فَيحدث أختناق أَو لفرط يبس العضل الَّذِي فِي دَاخل الحنجرة فيتوتر كثيرا فيضيق لذَلِك مجْراهَا وَقد بيّنت هَذَا العضل أَي عضل هُوَ وَكَيف يغلق ويسد الحنجرة فِي كتاب الصَّوْت. ج إِذا عرض للأسنان أَن يمْتَنع عَلَيْهِ البلع وَلم يظْهر ورم لَا فِي دَاخل الْحلق إِذا فتح فَاه وَلَا فِي خَارجه فَإِنَّهُ قتال لِأَن الورم حِينَئِذٍ يكون إِمَّا فِي العضل المستبطن أَو ورم فِي نفس المري إِذا حدثت أورام هُنَاكَ رُبمَا مدت فقار الرَّقَبَة كَمَا يَد الورم تَحت السقب فقار الظّهْر فَيظْهر من ذَلِك تقطع فِي الْعُنُق وَالْفرق بَين الَّذِي يمِيل مِنْهُ الفقار إِلَى دَاخل وَغَيره التقطع وَاعْلَم أَن هَذَا إِذا رَدِيء جدا عسر العلامات لعسر الْوُقُوف على مَوضِع الْعلَّة وخاصة إِذا كَانَ فالج فِي العضل أَو يبس أَو زَوَال الخرز فَهُوَ إِذا قَاتل وَاعْلَم أَن

الْمضرَّة الْحَادِثَة الْمَانِعَة للنَّفس أُوحِي قتلا من الْمَانِعَة للبلغ بِقدر عظم الْحَاجة إِلَى النَّفس إِذا كَانَ البلغ قد امْتنع وَالنَّفس بِحَالهِ وَالْعلَّة ألف طرف المري وَيُمكن أَن يحدث فِي طرف المري ورم عَظِيم يمْنَع النَّفس وورم عَظِيم فِي طرف الحنجرة وَيمْنَع البلع وَإِمَّا غير الطّرف من المري وقصبة الرية أَعنِي أوساطها فَلَا لِأَنَّهُ لَا يحدث فالمري ورم يغمز على قَصَبَة الرية حَتَّى يضيعها وَلَا يدخلهَا هَوَاء مِنْهُ وَأُخْرَى أَلا يحدث إِلَّا فِي قَصَبَة الرية مثل هَذَا. الْخَامِسَة ألف ألف من الْفُصُول من إِصَابَته ذبحة فنضجت وافضت الْمدَّة إِلَى رُتْبَة فَإِنَّهُ يختنق فِي سَبْعَة أَيَّام فَإِن تخلص نفث الْمدَّة. السَّادِسَة من الْفُصُول إِذا ظهر الورم خَارج الْعُنُق فِي صَاحب الذبْحَة فَهُوَ مَحْمُود لِأَن انْتِقَال الْعلَّة من بَاطِن إِلَى ظَاهر أَجود لي بالضد إِن غَابَ من خَارج إِلَى دَاخل الورم أَو الْحُرْمَة فرديء. السَّابِقَة من الْفُصُول إِذا عسر البلع وَلم يتَبَيَّن ورم من دَاخل عِنْد فتح الْفَم فتحا شَدِيدا أَو لطا اللِّسَان باللحى الْأَسْفَل لطاً شَدِيدا فالعلة فِي تِلْكَ الْحَال فِي الطَّبَقَة الْبَاطِنَة من طبقتي المري الَّتِي تستبطن أَيْضا الحنجرة وَهِي مُشْتَركَة لما وَقد بيّنت أَن الْمعدة تجتذب تِلْكَ الطَّبَقَة إِلَى أَسْفَل عِنْد نُفُوذ الطَّعَام من الْفَم ويجذب تِلْكَ الطَّبَقَة الحنجرة إِلَى فَوق فنسيلها فاذاً عظم ورم فِي الحنجرة فِي) تِلْكَ الطَّبَقَة رُبمَا لم توات الْمعدة أصلا عِنْدَمَا يجذبها إِلَى أَسْفَل وَرُبمَا وأتتها بعسر وَلذَلِك مَا لَا ايبلع صَاحب هَذِه الْعلَّة الْبَتَّةَ فَإِن بلع فِي الندرة فبعسر شَدِيد. من الفصد من تعتريه الخوانيق فِي الرّبيع ... فَإِن لم يظْهر بِهِ امتلاء وأبلغ الفصد فِي الأبتداء القيفال فَإِن أزمن فالعروق الت تَحت اللِّسَان وَهَذَا فِي جَمِيع الأورام الَّتِي فِي فضاء الْفَم. من الْمَوْت السَّرِيع من كَانَت بِهِ خوانيق فتغيرمؤخر عُنُقه عَن مِقْدَار حمرته فابيض وعرق إبطه فأربيت عرقاً بَارِدًا مَاتَ من يَوْمه أَو من غَد. من كتاب العلامات. الخوانيق ضَرْبَان بورم أَو بِلَا ورم وَالَّذِي بروم يكون مَعَ ورم اللوزتين أَو اللهاة أَو طرف قَصَبَة الرية ويضيق النَّفس ويتحرك الْقَيْء فَإِذا فتح فَاه وَأدْخل إصبعه جست هَذِه الْأَعْضَاء جاسية جدا فَإِذا اشْتَدَّ الوجع انتفخت الرَّقَبَة كلهَا وورم الْوَجْه وسال الرِّيق وَامْتنع البلع وَخرج اللِّسَان وَبَردت الْأَطْرَاف وَصغر النبض وأسرع وتقلب وَلم يضطجع واستروح إِلَى الأنتصاب وَالَّذِي بِلَا ورم يعَض فِي الرَّقَبَة هزال وتمدد وَلَا يقدر

يميلها فِي الجوانب ويكمد لون الْوَجْه وتغور الْعين وتمتد جلدَة الْجَبْهَة وَيكون اللَّوْن رصاصياً ويضيق النَّفس ويعرض فِي الرَّقَبَة ونواحيها حكاك فَإِن عرضت لَهُ حمرَة فِي الرَّقَبَة وأقامت فَهِيَ عَلامَة جَيِّدَة وَإِن غارت بِلَا سَبَب وَبَطلَت كَا ذَلِك رديئاً. الْحَادِيَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء قوم كثير قطعت لهواتهم فاستقصى الْقطع من الأَصْل أضرّ ذَلِك بأصواتهم وَمَعَ ذَلِك كَانُوا يحْمُونَ الْهَوَاء الَّذِي يستنشقونه بَارِدًا شَدِيدا فيتأذون بِهِ حَتَّى إِن كثيرا مِنْهُم ناله من ذَلِك برد مقرط فِي صَدره وريته وَمَا لذَلِك فَلَا يجب أَن تقطع من أَصْلهَا بل أترك من أَصْلهَا شَيْء. الثَّانِيَة من الثَّانِيَة من ابيذيميا الحنجرة طرف قَصَبَة الرية وطرف المريء يتَّصل بهَا ألف ألف خلفهَا إِلَى نَاحيَة الْقَفَا وَخلف المريء العضل الَّذِي يثني الرَّقَبَة إِلَى قُدَّام مُتَّصِل المريء مَمْدُود على بَاطِن بالفقار كُله فَإِذا فتحت الْفَم نعما وغمزت اللِّسَان ظهر لَك طرف الحنجرة والمريء فَمَتَى فتحت الْفَم فِي الذبْحَة جدا وغمزة اللِّسَان أَسْفَل وَلم يتَبَيَّن لَك ورم فالورم فِي العضل الَّذِي فِي دَاخل الحنجرة أَو فيمايلي ذَلِك الْموضع من المريء أَو فِي العضل الَّذِي من وَرَاء المريء ويتصل بهبذا العضل الَّذِي من وَرَاء المريء رباطات تنْبت من فقار الرَّقَبَة وأعصاب تنْبت من النخاع تَنْقَسِم فِيهِ قَالَ جذبت إِلَيْهَا الفقارات والنخاع فينخفض لذَلِك خَارج الرَّقَبَة ويتقصع حَتَّى ترى) ذَلِك بِالْعينِ وباللمس وتوجع إِذا غمز ذَلِك الْمَكَان وَإِذا كَانَ الورم عِنْد الْفَقْرَة الثَّالِثَة الْمُسَمَّاة السّنيَّة وفوقها كَانَت عَظِيمَة الْخطر لقرب ذَلِك النخاع من الدِّمَاغ فَلَا يُؤمن مَعَه التّلف بِسُرْعَة وَإِذا كَانَ هَذَا الْموضع فَهُوَ اسْلَمْ وَإِذا لم ترم الغدد فِي مثل هَذِه الْعِلَل فتدل على أَنَّهَا بغلمية وَلَيْسَت دموية وَلَكِن هِيَ من أخلاط بَارِدَة لزجة وَكَذَا عدم الوجع أَو قلته تدل على أَن الْعلَّة بلغمية لَا دموية وَقد يظْهر فِي هَذِه الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان شَدِيد الأمتلاء وَمن بِهِ فِي المريء ذَلِك لَا يزدرد شَيْئا فَإِن استكره نَفسه خرج من أَنفه وَقد يكون ذَلِك لضغط الورم الَّذِي فِي العضل الَّذِي خلف المريء وَإِذا لم يكن مَعَه ضيق نفس فَإِنَّهُ لم تنَلْ الحنجرة فِي نَفسهَا وَلَا فِيمَا يجاوزها وَرُبمَا لم يكن فِي الحنجرة ورم إِلَّا أَن ورم المريء يضيقها وَهَؤُلَاء يضيق نفسهم لغمز المريء على بَاطِن قَصَبَة الرية وَإِذا كَانَ الورم فِي العضل الَّذِي خلف المريء لم يضق النَّفس إِلَّا عِنْد البلع فَقَط. أما إِذا كَانَ على الْوسط والفقار بِالسَّوِيَّةِ فَلَا يكون وَذَلِكَ أَن العصب إِنَّمَا يخرج من جَنْبي الفقار فَإِذا حدث الورم قبالة جَانِبه مد ذَلِك الْجَانِب مدّاً عنيفاً وضغط

النخاع وَشد الفقار المائل وَأكْثر ذَلِك لقُوَّة فِي الْوَجْه وَإِلَى الْيَد فَقَط فَأَما إِلَى سَائِر جَمِيع الْجِسْم فَلَا لِأَن العصب النَّابِت من الْوَجْه يَنْقَسِم النَّفس الْوَجْه وَالْيَدَيْنِ. السَّادِسَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا فِي ورم الْحلق أَولا الفصد والأدوية القابضة ثمَّ اخلط بهَا بعد ذَلِك قَلِيلا مَا فِيهِ تَحْلِيل ثمَّ يُزَاد فِي لمحللات فَإِن أزمن وَطَالَ إِلَى صلابة وجساءة المحللة فَقَط فَإِن لم تَوَاتر الْقُوَّة للفصد فالأدوية الَّتِي تكون اسْتِعْمَالهَا على هَذَا وَفِي انحطاط الْعلَّة اسْتعْمل الشَّرَاب وَالْحمام بِالْمَاءِ الْحَار وتطل المَاء الْحَار عَلَيْهِ والأضمدة المحللة ولتكن الأغذية إحساء من أَشْيَاء نافعة وَفِي الأبتداء الْمَانِعَة وَفِي الأنتهاء المحللة ألف ألف وَاقْتصر على شرب المَاء إِلَى السَّابِعَة من السَّادِسَة من أبيذيميا الأورام الَّتِي فِي النخاع النغنغ وَمَا يَليهَا من جَانب الحنك قد تغمز إِلَى مَا بَين الناحيتين بعد أَن تطلى الْأَصَابِع الَّتِي تغمز بهَا بِبَعْض الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة من هَذِه الأورام وَذَلِكَ أَن هَذِه اللحمة رخوة اسفنجية تسرع إِلَى قبُول الْفضل وتنتفخ وتجتمع فِيهَا رُطُوبَة بلغمية إِذا ورمت فَلهَذَا صَار انغمز المعتدل بالأصابع يَدْفَعهَا ويلطيها بأصولها كَمَا تفعل الْأَدْوِيَة القابضة فَنحْن نستعمل القابضة والغمز مَا دَامَ الورم فِي ابْتِدَائه وَاسْتعْمل مَعَ الْخمر رب التوت وَمَا هُوَ أَشد قبضا مِنْهُ فَإِذا تطاولت الْعلَّة ونضج الورم وَكَانَت الغدة مَمْلُوءَة رُطُوبَة خلطنا فِي رب) التوت بروقاً أَو رغوته أَو ملحاً أَو كبريتاً شَيْئا قَلِيلا أَو غير ذَلِك مِمَّا فعله التَّحْلِيل واللذع وجذب البلغم الزجاجي قَالَ فَأَما من كَانَ الورم فِي الْحلق نَفسه فَلَا تسْتَعْمل من الْأَدْوِيَة مَا هَذِه حَاله وَلَا الغمز وَلِهَذَا يخطيء الْجُهَّال فيتسعملون هَذَا العلاج حَيْثُ لَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويظنون أَن جَمِيع هَؤُلَاءِ يضرهم الغمز. بِمَا يجلب البلغم كثيرا والفصد من الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وَإِذا درت الْأَوْدَاج والصدغان وعروق الْجَبْهَة وعروق الْوَجْه وَلم يكن العليل يتنفس إِلَّا منتصباً فقد شَارف الأختناق وَإِطْلَاق الْبَطن لَهُم نَافِع جدا والفصد أبلغهَا نفعا. الْيَهُودِيّ قَالَ ج الخوانيق خَمْسَة اضْرِب إِمَّا أَن يكونفي قَصَبَة المريء من داخلها ورم حَار أَو فِي طرف قَصَبَة الرية من داخلها ورم حَار أَو فِي طرف قَصَبَة الرية من داخلها أَو بالعضل الْمُحِيط بِهَذَيْنِ من خَارج أَعنِي اللَّحْم الَّذِي يمد بَين هَذِه أَو لتداخل الفقارات والأولان أعظم بلية وَلَا يدْخل شَيْء الْبَتَّةَ فِيهِ وَالثَّالِث وَالرَّابِع أوسع وَأَقل بلية وَالْخَامِس شَرها كلهَا ويعرض إِذا ورم عضل الْحلق ورما

شَدِيدا يحدث لذَلِك التمدد للفقار قَالَ وَيكون الورم فِي هَذَا الْموضع دموياً أَكثر وبلغمياً وصفراوياً أَيْضا وَلَا يكون سوداوياً لِأَن الذبْحَة أسْرع وورم السَّوْدَاء يكون بطيئاً وعلامة الدموي امتلء الْوَجْه والحمرة نَحوه والتدبر الْمُتَقَدّم أَن يتنخع صديداً دموياً ويجد طعم الشَّرَاب الحلو فِي فَمه وَعند ذَلِك افصده والصفراوي يجد عطشاً وحرارة أَكثر ويجد فِي حلقه مضضاً وحرفة كحرفة الْأَشْيَاء الحريفة والخل الحاذق فَلَا تفصد لي هَذَا غلط وَقَالَ وَإِذا كَانَ بلغمياً كَانَ أَكثر مِنْهُ وأحس بِهِ ألف ألف رخواً وَيكون طعم الْحلق كالملح لِأَنَّهُ من بلغم مالح قَالَ الْيَهُودِيّ بعد ذَلِك وَأفضل علاج الخوانيق الَّتِي من دم وصفراء الفصد ثمَّ خِيَار شنبر والحقنة ويعالج أَولا بسماق وَورد وجلنار وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَرب التوث وَنَحْوهَا وَفِي الِانْتِهَاء بطبيخ الطين وَالْخيَار شنبر وَاللَّبن الحليب الْحَار وَنَحْوهَا وَفِي الصعُود بالحراة اللطيفة كالثوم والحلتيت وعصير الكرنب وَالْعَسَل والفلفل والدارصيني ينفع فِي سكنجبين وَفِي مَاء الْعَسَل ويتغرغر بِهِ دَائِما وَمن النثورات الْورْد والجلنار والماميثا والحضض وَنَحْوهَا وَقَلِيل كافور وَفِي الِانْتِهَاء خرؤ الْكَلْب وخطاطيف محرقة ونوشادر وكندر وَمر ينْفخ مِنْهُ لي بعد الْفَرَاغ من الغرغرة وَقَالَ إِذا عسر بلع المَاء على الْمَرِيض فاغمز أكتافه غمزاً شَدِيدا فَإِنَّهُ يَتَّسِع المجرى وَينزل المَاء.) أهرن نفوخ ينْفخ فِي الْحلق فِي ابْتِدَاء الذبْحَة ببزر الْورْد وسماق وعدس مقشر واهليلج أسود وهال وقافلة وكبابة من كل وَاحِد جزؤ عاقرقرحا نصف جُزْء طباشير عصير السوس ونوشادر ربع جُزْء ينْفخ فِي الْحلق. الطَّبَرِيّ قَالَ أبقراط يعرض من الذبْحَة حمّى وضيق مبلع قَالَ وَمن كَانَ نَفسه متواتراً وصوته قد بَطل أَو دق أَو ضعف فَإِن خرز رقبته سَاقِطَة والموجعة مِنْهُ الْحمرَة والفغتموني وأشدها وجعاً الفلعموني والبلغمي وَجَعه يسير. أبقراط قَالَ صنع على الخرزة الثَّانِيَة إِلَى الأولى محجمة وَإِذا ضغط الْحلق الورم جدا وجف الرِّيق أدخلت فِي الْحلق ريشة أَو قَضِيبًا قد رضَ وعوج ملفوفاً عَلَيْهِ خرق فَإِنَّهُ ينقي البلغم ويلطي الورم وغرغر آخرا بطبيخ الفودنج وَإِذا عتق فبالحتيت وَالدَّار صيني لي نفوخ فِي الْحلق فِي حَال الشدَّة عذرة صبي يَأْكُل ترمساً وخرء كلب أَبيض وخطاطيف محرقة ونوشادر وَيحْتَاج أَن يدمن فِي الثوم مَرَّات عِنْد خوف الأختناق وَفِي الأبتداء يُؤْخَذ عفص فج وأقاقياً وسماق وَورد

نفوخ جيد نَافِع من الورم إِذا أردْت تَحْلِيله زبيب أسود بِلَا عجم وحلبة مغسولة وَشَيْء من فوتنج أطبخه وصف مَاءَهُ وحلّ فِيهِ حلتيتاً وغرغره. آخر وَهُوَ لطيف نَافِع مَاء الهندباء يحلّ فِيهِ خِيَار شنبر ويغرغر بِهِ آخر يطْبخ الحلبة بِمَاء الْعَسَل ويتغرغر بِهِ. أهرن إِذا حدث فِي المري ورم فِي طرفه من دَاخل أَو فِي طرف قَصَبَة الرية من دَاخل كَانَ صعباً رديئاً فِي المبلع وَهَذَا فِي التنفس وَإِذا حدث فِي العضل المطيف بِهَذَيْنِ فَهُوَ أَشد والمبلع والتنفس والكائن فِي دُخُول فقار الرَّقَبَة رَدِيء جدا وَتَكون الأورام فِي هَذَا الْموضع من جَمِيع الأخلاط خلا السَّوْدَاء لِأَنَّهُ لَا يكون ألف ألف إِلَّا بطيئاً قَلِيلا وَالدَّلِيل على كل ورم مَا تخصه من العلامات فعلامة الفلغموني امتلاء الْعُرُوق وَحُمرَة الْوَجْه وَالتَّدْبِير المولد لذَلِك ويجد فِي طعم فَمه طعم الشَّرَاب والحمرة ويجد كرباً وعطشاً وَكَانَ فِي حلقه خلا حاذقاً وعَلى البلغمي بسيلان اللعاب وبطول اللِّسَان وَكَانَ فِي الْفَم ملحاً وعلاجه أَولا الفصد والإسهال والغرغرة والتجّوع. نثور جيد للورم الْحَار فِي الْحلق ورد وطباشير وبزر رجلة وعفص سماق قاقلة سكر ينْفخ مِنْهُ فِي الْحلق لي بزر الْورْد سماق جلنار كَافِر يسير ينْفخ فِيهِ. غرغرة جَيِّدَة تطبخ أصُول السوسان وكبابة المَاء ويغرغر بِهِ وغرغر أَصْحَاب الورم الْحَار فِي) الأبتداء بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والورد والسماق وَفِي الصعُود بالطلا وَأَصْحَاب البلغم بالسكنجبين وبماء الْعَسَل وطبيخ المرزنجوش والفوتنج بِمَاء الْعَسَل فِي آخر الْأَمر. نثور للورم إِذا أزمن وَطَالَ دَار صيني فلفل حلتيت يسحق وينفخ مِنْهُ قَلِيل قَالَ والخطاطيف المحرقة قَوِيَّة تحرق فِي تنور كثير الْجَمْر وَيَنْبَغِي أَن تذبح ويسيل دَمهَا على أَجْنِحَتهَا ثمَّ يذر عَلَيْهَا ملح وَيجْعَل فِي كوز مطيّن ويوثق رَأسه وَيجْعَل فِي التَّنور الْحَار جدا حَتَّى يَحْتَرِق. حب آخر جيد عَن الأنتهاء مر نصف جُزْء أصل السوس جزءان حلتيت ربع جُزْء يعجن بعصارة كرنب أَبُو بعقيد الْعِنَب وَيجْعَل تَحت اللِّسَان وينفع من الأورام العتيقة فِي الْفَم إِذا لزم وَلم ينْحل فصد الْعرق الَّذِي تَحت اللِّسَان فَإِذا خرج من الدَّم مَا يَكْفِي فغرغره بخل وملح وَمَا يوضع على اللهاة نَوْعَانِ من الْأَدْوِيَة مَا يقبضهَا ويرفعها كالعفص يسحق بخل

يُؤْخَذ مِنْهُ بريشة وَيلْزق على اللهاة أَو يسحق عفص بخل ويطلي على قرطاس وَيُوضَع على اليافوخ فَإِنَّهُ يسيل اللهاة وَمَا يقطعهَا كالحتليت والشب يَجْعَل على أَصْلهَا فَإِنَّهُ يقطعهَا ويطلي بِعَسَل أَو يتَّخذ صَاحبهَا بأعواد شب يقمع فِي فِيهِ فَإِنَّهُ يقبض اللهاة جدا أَو أحرق قصباً أَو خوصاً واغسل رماده بخل وَيجْعَل فِي المَاء شب وعفص وسماق ثمَّ يُغَرْغر بِهِ فَإِنَّهُ يقبض اللهاة أَو يلقى ملح فِي مخيض حامض ويتمضمض بِهِ وينفع من كل ورم غليظ فِي الْحلق واللهاة مَا جَاوز مِنْهَا عشرَة أَيَّام اهرن مِمَّا ينفع فِي ابْتِدَاء الخوانيق نفعا عجيباً رب خشخاش متخذ بالأشياء القابضة يتَّخذ رَطْل خشخاش وَعشرَة إرطال مَاء ألف ألف ينقع يَوْمًا وَلَيْلَة ويطبخ حَتَّى يصير رطلين ويصفي وَيجْعَل عَلَيْهِ أقاقياً سماق جلنار شَيْء من سكر يطْبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام وَيُعْطى مِنْهُ فَإِنَّهُ ينفع النَّوَازِل جدا. بولس مَتى حدث ورم والنغانغ وتقيح فليغرغر بشراب الْعَسَل حَتَّى تنقى الْمدَّة والقيح ثمَّ يتغرغر بطبيخ عدس وَورد الورم لَا تمس اللوزتين بالأصابع فَإِن مست فلتسكن بِرِفْق قَلِيلا قَلِيلا. للوزتين دق رمانة حلوة مَعَ قشرها وَخذ من عصارتها سِتَّة أَجزَاء وَمن الْعَسَل جزأ يطْبخ حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل ويلطخ بِهِ اللوزتان وَلَا تمس اللهاة بالأصابع بِشدَّة بل يلطخ بريشة قَالَ وَإِذا حدث ورم فِي العضل فَإِنَّهُ يحدث إِمَّا فِي عضل المري وقصبة الرية الدَّاخِل أَو الْخَارِج أَو فِي الحنجرة الدَّاخِلَة أَو الْخَارِجَة يعرض مَعهَا ضيق النَّفس والوجع وَرُبمَا عرض جمر مَعَه وَحُمرَة فِي) الْعُنُق وَالْوَجْه وتمدد ورم فَإِذا عرضت ذبحة من زَوَال فقار الرَّقَبَة إِلَى دَاخل من سقطة أَو ضَرْبَة فَلَا علاج لَهُ وَإِمَّا سَائِر أَصْنَاف الذّبْح فلتفصد فِيهِ على الْمَكَان وَأخرج من الدَّم فِي مَرَّات كَثِيرَة من غَد وَمن بعد غَد لأَنهم يَحْتَاجُونَ إِلَى استفراع دم كثير فَإِن خرج فِي مرّة وَاحِدَة غشي عَلَيْهِم فَإِن غشي عَلَيْهِم اختنقوا من ساعتهم لِأَنَّهُ يمْنَع ثبات الْقُوَّة عسر النَّفس فَإِن لم تسكن الْعلَّة فاقصد تَحت اللِّسَان أَو أشرط اللِّسَان نَفسه ولين الْبَطن بحقنة وانطل على الْأَطْرَاف مَاء حاراً وشدها جيدا أَو ضع على الْعُنُق صُوفًا مغموساً فِي زَيْت وغرغر بأَشْيَاء بَارِدَة وَإِذا لم تكن حِدة أَو كَانَ الِانْتِهَاء فاخلط فِي مَا تغرغر بِهِ نطروناً وشيئاً من كبريت أصفر فَإِن خلطت زبل الْكلاب بِعَسَل ولطخت بِهِ الورم نفع جدا وَكَذَلِكَ رماد الخطاطيف ودواء الحرمل وضع العلق على الذقن واحجم الذقن أَيْضا والنقرة وَاسْتعْمل الغرغرة بطبيخ السوس والصنوبر وَالشَّيْخ والإيرسا والطين والسداب فَإِن هَذِه كلهَا من الغراغر القوية أَو غرغر بخردل وسكنجبين فَإِن عرضت من هَذِه الْأَشْيَاء حِدة وحارة فِي الْحلق فأعطه دهناً حاراً وَليكن قَلِيلا وَمَاء الشّعير جيد وَلَا يَأْكُل شيأ الْبَتَّةَ إِلَّا مَعَ الْعَسَل إِلَى الْيَوْم الثَّالِث وَمن بعد الثَّالِث مَاء الشّعير وَمن بعد السَّابِع مخ الْبيض والأحساء اللينة. وَطول الْعلَّة وَقدر الْغذَاء بِحَسب ذَلِك لِأَنَّهُ إِن كَانَت الْعلَّة حارة جدا

والعليل قوي فالأمتناع من الْغذَاء أصلا أَجود مَا يكون وبالضد قَالَ إِذا انحطت الْعلَّة فالحمام ومرّخ الْعُنُق بقيروطي قد شرب مَاء السداب. من كناش الاسكندر يُغَرْغر فِي الخوانيق الصعبة بخل وَعسل وخردل مَجْمُوعَة فَإِن كَانَ ورم جاس فَإِن انفع مَاله دَوَاء الحرمل يغرغربه ويطلي من دَاخل وخارج قَالَ وَإِن خلطت ألف ألف فِي الدَّوَاء يعلم بالحرمل هَذِه الثَّلَاثَة لم تحتج إِلَى فصد وَلَا إسهال وَهِي خرء الْكَلْب وخرء صبي وعصارة قثاء الحماء من كل وَاحِد مِثْقَال وَنصف فِي كل أُوقِيَّة من الدَّوَاء قَالَ وَيَكْفِي أَن تعالج بزبل الْكَلْب وقثاء الْحمار وَإِذ امكنك فاطله وَإِذا لم يمكنك فانفخه فِي الْحلق بمنفاخ فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَإِن أردْت إِلَّا رجيع طعم فاطعم الْكَلْب عظاماُ يابسة قَلِيلا أَيَّامًا وَالصَّبِيّ خبْزًا وترمساً وَإِذا فصدته فَاخْرُج دَمه فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا لِئَلَّا يعسر عَلَيْهِ لِأَنَّهُ مَتى غشي عَلَيْهِ هلك واختنق وَهُوَ يحْتَاج إِلَى إِخْرَاج دم كثير وَإِذا فصدته وَرَأَيْت الْعلَّة وَقْفَة فَلَا تدع فصداً تَحت اللِّسَان فِي ذَلِك الْيَوْم فَإِنِّي قد فعلت ذَلِك مَرَّات فَوجدت نَافِعًا وَمَعَ هَذَا فَلَا) تسرف بالفصد فِي هَذِه الْعلَّة قَالَ وَإِذا كَانَ بِامْرَأَة وَكَانَ قد انْقَطع دم حَيْضَتهَا فافصد الصَّافِن وَكَذَا أَن كَانَ ذَلِك بعقب ذَلِك احتباس من بواسير فَإِنِّي قد فعلت ذَلِك فَوَجَدته بَالغا جدا والحجامة نافعة إِذا لم يكن الْجِسْم ممتلياً لإنه يجذب من تِلْكَ النواحي ويخف الاختناق قَالَ وليمرخ الْعُنُق بدهن وَيُوضَع عَلَيْهِ صوف بدهن أَولا ثمَّ اشياء تجذب بِقُوَّة قَوِيَّة إِلَى خَارج وَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي آخر الْأَمر وارتبك الورم مثل النطرون والتين والكبريت وَغَيرهَا وَكَذَلِكَ يكمد فَإِنَّهُ يُوسع ويجذب إِلَى خَارج وَيحْتَاج إِلَى هَذِه ضَرُورَة إِذا تورم الْحلق وَهُوَ عَظِيم النَّفْع لِأَنَّهُ يجذب ذَلِك الْخَلْط إِلَى خَارج فاغذه بِمَاء الْعَسَل بعد ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ انقله إِلَى مَاء الشّعير بعد ثَلَاثَة أَيَّام إِلَى سَبْعَة أَيَّام ثمَّ إِلَى مخ الْبيض والفراريج إِلَى تَمام الْعلَّة. مَجْهُول ينفع من الخوانيق ويجففها التعطيس بالأشياء الحادة كالكندس وورق الدفلا والقسط. شَمْعُون إِذا لم ترو ورماً ظَاهرا وَكَانَ العليل يضطرب وَلَا يقدر أَن يسيغ المَاء فاحجم الأخدعين وانتظر قَلِيلا واحجم على الرَّأْس محجمة وَاحِدَة وَأَن لبث بعد ذَلِك فصد القيقال وَأكْثر من إفراع الدَّم لعِلَّة يتَخَلَّص وَلَا يفتر من الغرغرة بِمَا يحلل وَلَا تَدعه ينَام الْبَتَّةَ وَقد تكون من أفراط ورم

اللهاة خوانيق رَدِيئَة وينفع من اللهاة والخوانيق إسهال الْبَطن على كل حَال والفصد. دَوَاء للذبحة عَجِيب رماد الخطاطيف دِرْهَمَانِ زعفران دِرْهَم ناردين نصف يجمع بِعَسَل ويعالج وَهَذَا أَجود مِنْهُ رماد الخطاطيف وعذرة الصّبيان وزبل الْكلاب ورماد السراطين بِالسَّوِيَّةِ أطل بِهِ وادخل الْحلق بِالسَّوِيَّةِ ثمَّ خُذ فراخ الخطاطيف السمان فاذبحه وذر عَلَيْهَا ملحاً وَضعهَا فِي قدر وطينه وتوضع فِي تنور حَتَّى تصير مُمكنَة للسحق وَرُبمَا انصب الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ الخوانيق من الْحلق إِلَى الرية والمعدة ألف ألف وَسَائِر الْأَعْضَاء إِلَى الْقلب وَهلك وبخاصة مَتى وصل إِلَى الْقلب فَلهَذَا يجب أَن يتفقد ذَلِك وَأَن انصب إِلَى الْمعدة هاج الوجع والقيء وَإِن انصب إِلَى الرية هاج السعال وَلم يكن وجع وان انصب إِلَى الْقلب أهاج الخفقان ثمَّ الْمَوْت وَقَالَ إِذا مَال خرز الْعُنُق إِلَى دَاخل فَادْخُلْ الإصبع إِلَى الْحلق وادفع بِقُوَّة شَدِيدَة إِلَى خَارج فَإِنَّهُ يستريح قَالَ وامسح لعابه دَائِما فغنه أولى أَن تيجلب ويسرع تنقية الْفضل قَالَ وامسح لعابه دَائِما فَإِنَّهُ أولى أَن يتجلب ويسرع تنقية الْفضل قَالَ وانفخ النوشادر فِيهِ فَإِنَّهُ يسْرع فرج صَاحب الخوانيق.) الثَّانِيَة من مسَائِل أبيذيميا يسْتَعْمل فِي أول الخوانيق القابضة وَفِي آخرهَا المحللة وَلَا تخل القوابض من محللة والمحللة من قوابض إِلَّا فِي آخر الْأَمر إِذا صَار الورم إِلَى الجسأ والصلابة فَحِينَئِذٍ اسْتعْمل الضماد بِمَا ترخى وَالْمَاء الْحَار على الْعُنُق وَإِنَّمَا تحْتَاج إِلَى الضماد والنطل إِذا كَانَ الورم عَظِيما. السَّادِسَة من أبيذيميا من العلاجات القوية للذبح الغمز على الورم بالأصابع إِلَى فَوق وإسهال الْبَطن وفصد القيفال وَالْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان والغراغر والسعوط بِمَا يحدر بلغماً كثيرا قَالَ وَاحْذَرْ الغمز إِذا كَانَ ثمَّ ورم حَار ووجع فَإِنَّهُ يضر وَاسْتَعْملهُ إِذا كَانَت رُطُوبَة كَثِيرَة قد ملئت ونفخت اللوزتين وَفِي مثل الفقار إِلَى دَاخل وَإِذا استرخى عظم الحنك فاغمزه إِلَى فَوق فَإِنَّهُ نَافِع أَو الْعظم الشبيه بالشبكة وَقد تسهل هَذِه الْعِظَام فتح الْفَم بِشدَّة. فليغرغورس تحْتَاج الخوانيق إِلَى أدوية محللة إِذا كَانَت فِي أبدان صلبة سوداوية وتحتاج إِلَى أدوية اللين وبالضد من ذَلِك فِي الصّبيان وَالنِّسَاء وَإِذا اسْتعْملت دَوَاء الحرمل وخطلت بِهِ عِنْدَمَا تُرِيدُ أَن تقويه بورقاً وعصارة قثاء الْحمار وحلتيتاً وزبل الْكلاب وخردلاً وذرق الخطاطيف تبريء الخوانيق وَلَا يحْتَاج إِلَى غَيره وَإِن شِئْت أَن تلينه خلطت بِهِ نشا وورداً وَنَحْوهمَا قَالَ وَيحْتَاج فِي الخوانيق الصعبة إِلَى المحاجم على الْقَفَا وفصد عروق اللِّسَان والمحاجم على الْكَاهِل وأنطل الْعُنُق وَالْحلق

وَقَالَ رجيع الصَّبِي يبريء إِذا لطخ بِعَسَل دَاخل الْحلق مِمَّن شَارف على الاختناق فَمن لم يمكنك فصده وَخفت أَن يختنق فَعَلَيْك بِمَا وصفت من رجيع الصَّبِي فَإِنِّي جربته وَوَجَدته نَافِعًا بليغاً فِي ذَلِك وَإِن أردْت أَن لَا تكون للرجيع رَائِحَة فأعط الصَّبِي أغذية حارة وَلُحُوم الحجل والدجاج فَإِنَّهُ يكون أبلغ فعلا وَلَا تكون لَهُ رَائِحَة كريهة. الْكِنْدِيّ إِذا اسود اللِّسَان وَصَارَ مدوراً اختنق صَاحبه وَدلّ على كَثْرَة الامتلاء وَلِهَذَا اسود وَنقص طوله لِأَنَّهُ زَاد فِي عرضه. كَمَال ابْن ماسويه قد يحْتَاج إِلَى انضاج ورم الْحلق ليجتمع وينفجر وينضج بطبيخ التِّين وَالْخيَار شنبر مَتى تغرغر بِهِ ألف ألف مَعَ أصل السوس والبنفسج والحليب من اللَّبن يحلب فِي الْحلق نَافِع وَمَتى أردْت انفجاره سَرِيعا فَعَلَيْك بخرء الْكَلْب ورماد الخطاطيف والبورق والخردل وينفع من الخوانيق الصعبة زبل الْكلاب وزبل النَّاس وفجل منتقع فِي سكنجبين ويتغرغر بِهِ.) روفس إِلَى من لَا يجد طَبِيبا فِي جَوَامِع قَالَ فِي الخوانيق الفصد قَالَ هُوَ أوجب مَا يسْتَعْمل والحجامة على السَّاق فَإِن الْعلَّة تخف بِهِ من سَاعَته إِذا أخرج مِنْهُ دم كثير والحقن الحادة فَإِنَّهَا حَاضِرَة النَّفْع ثمَّ يُغَرْغر بِمَا يجلب البلغم وَقَالَ يفصد فِي الخوانيق أَو يحجم فِي السَّاق ثمَّ الحقن الحادة والتغرغر بِمَا يجلب البلغم الَّذِي قد مَلأ الْموضع بِمثل الفوتنج والخردل وَنَحْوه مطبوخاً فِي مَاء الْعَسَل فَإِن الْعلَّة تخف سَرِيعا وانطل الْعُنُق بالسداب لابري والخردل وَنَحْوه مطبوخاً فِي مَاء الْعَسَل لهيج الورم ويخرجه قَالَ خُرُوجه دَلِيل الْبُرْء لي فِي خلال كَلَامه إِن الخوانيق تكن لورم بغلمي فِي النغانغ فَإِن من أول الْأَمر يَنْبَغِي أَن يتغرغر بِمَاء الْعَسَل. انطيلس من علاج اللوزتين والخوانيق البط وَالْقطع قَالَ وَإِذا أشرف نزف الدَّم وضعت المحاجم على الْعُنُق خَلفه والصدر وفصدنا عروقاً فِي هَذِه الْمَوَاضِع ليجذب الدَّم وغرغر بِمَاء الزاج وذر مِنْهُ عَلَيْهِ. قل بولس أَيْضا ذَلِك على نَحْو قَول أنطيلس إِلَّا أَنه غير مقنع. من تقدمة الْمعرفَة شَرّ الذّبْح واقتلها سَرِيعا مَا لم يتَبَيَّن فِي الْحلق ورم وَلَا فِي الرَّقَبَة خَارِجا شَيْء يتَبَيَّن وَلَا ظَهرت فيهمَا وَكَانَ الوجع فِي نِهَايَة الشدَّة وَمَعَهُ انتصاب نفس فَإِن هَذَا تخنق فِي الْيَوْم الأول وَالثَّانِي وَالثَّالِث وَالرَّابِع. ج يزِيد بقوله لَا تظهر لَا فِي اللَّوْن وَلَا فِي الْحَرَارَة وَلَا فِي الإنتفاخ لَا من خَارج وَلَا من دَاخل وَالْحلق هُوَ الْموضع الَّذِي إِذا غمرت اللِّسَان وَنظرت فِي الْفَم رَأَيْت فِي هَذَا الفضاء مجربين المريء والحنجرة وَهُوَ طرف قَصَبَة الرية فَمَتَى لم يتَبَيَّن فِي هَذِه ورم فَاعْلَم أَن الورم فِي الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة من الحنجرة وَلذَلِك يختنقون لِأَن مجْرى النَّفس يضيق وَإِذا اشْتَدَّ أَيْضا اختنق وَلِهَذَا يضطرب أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة وينتصبون لينفتح مجْرى الحنجرة مِنْهُم

ويجذب الْهَوَاء ولسبب الورم الَّذِي فِي عضل الرَّقَبَة ليحدث وجع شَدِيد وَإِمَّا الذبْحَة الَّتِي فِيهَا وجع على هَذِه الْحَال وتظره مَعهَا حمرَة وورم فِي الْحلق فَإِنَّهَا قتالة جدا إِلَّا أَنَّهَا أَبْطَأَ من الأول وانتصاب النَّفس فِي هَذِه لَا يكون مثله فِي الأول لِأَن عضل الحنجرة لَا يرم فِي هَذِه الْحَال ورماً مفرطاً وَالَّتِي يحمر مَعهَا الْحلق الرَّقَبَة لي يجب أَن يعلم من قَوْله الرَّقَبَة من خَارج فَأَبْطَأَ مُدَّة وَأَحْرَى بالسلامة مِنْهَا إِذا كَانَ فِي الرَّقَبَة والصدر حمرَة لم تغمز بَغْتَة إِلَى دَاخل وَهَذَا الصِّنْف لَا يعسر فِيهِ النَّفس لَكِن يحدث مَعَه ألم شَدِيد) مَعَ تورم الْحلق والرقبة وحمرتها وَأَقل رداءة ألف ألف من حِدة مَا لَا يكون مَعهَا أَيْضا مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء وَجمع وهوان تكون الْحمرَة ظَاهِرَة فِي الرَّقَبَة وَالْحلق والضيق فِي النَّفس لَا يكون مَعَه وَلَا وجع فَإِن من هَذِه حَاله من الذبْحَة الحنجرة فِيهَا سيليمة من الغلظ وَإِنَّمَا اجْتِمَاع الْمَادَّة فِيهَا فِي الْحلق. لي أرَاهُ يغشى طرف المرىء أَو فِي الرَّقَبَة أَو فيهمَا جَمِيعًا قَالَ وَالْغَالِب على هَذِه الْمَادَّة فِي الْأَكْثَر المرار وَمَتى حدث فِيهَا الورم البلغمي سهل برءه فَإِن كَانَت غَلَبَة الْحمرَة ظَاهِرَة فِي الرَّقَبَة والصدر قبل نضج الورم وينفث العليل مُدَّة أَو قبل أَن يخرج خراج فِي ظَاهر الْجِسْم وَلم يكن فِي يَوْم البحران وَرَأَيْت الْمَرِيض كَأَنَّهُ قد ألمه فَذَلِك قد يدل على موت أَو على غوره لِأَن ذَلِك حِينَئِذٍ لَيْسَ لِأَنَّهُ لم ينضج بل لغوره إِلَى دَاخل لضعف الْأَعْضَاء فَإِن لم يكن فِيهَا قُوَّة قتل وَإِن دَفعته أَيْضا عَادَتْ الْعلَّة والأجود أَن تكون الْحمرَة وَسَائِر الخراجات مائلة إِلَى خَارج وَلِأَن ميلها إِلَى دَاخل يحدث اخْتِلَاط عقل وَفِي أَكثر الْأَمر يؤول إِلَى التقيح فَأَما اللهاة فَمَا دَامَت حمرا عَظِيمَة فبطّها وقطعها خطر لِأَنَّهُ قد يتبع ذَلِك أورام وانبعاث دم فَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ فِي أَن يضمد بِسَائِر الْحِيَل فَإِن تغرغر تَجْتَمِع تِلْكَ الرُّطُوبَة الَّتِي تسمى العنبة وَصَارَ طرفها أعظم وأميل إِلَى الكمدة وأعلاها أرقّ فَفِي ذَلِك الْوَقْت ثق بقطعها والأجود أَن تستفرغ الْبَطن أَولا إِن كَانَ الزَّمن مواتياً. ج مَتى قطعت اللهاة وَبهَا ورم فلغموني تبع ذَلِك نزف دم وأورام عَظِيمَة وَكَذَا إِن بططتها فَإِذا تسكن الورم وَخفت فثق بقطعها وخاصة إِن أجَاب الطَّبْع من نَفسه أَو بعلاج إِذا كَانَ مَا يبرز من الْبدن فِي علل الخوانيق بِالْحَال الطبيعية فداخل الْبدن نقي وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى استفراغ قَالَ الخوانيق الكائنة فِي الرّبيع إِلَى البلغم أقرب وَالَّتِي فِي الخريف إِلَى المرار إِذا لم يظْهر فِي الخوانيق ورم لَا دَاخِلا وَلَا خَارِجا وَالدَّم حِينَئِذٍ فِي العضل المستبطن للمريء أَو فِي نفس المريء وَبَين هذَيْن العضوين والنخاع الأغشية المحيطة بِهِ وَبَين الفقار مُشَاركَة بعصب ورباطات فَإِذا امتدت تِلْكَ العصب والرباطات نَحْو الْعُضْو الَّذِي فِيهِ الورم انجذب الخرز أَعنِي خرز الفقار إِلَى دَاخل وَإِلَى جَانب وَإِن كَانَ الامتداد إِنَّمَا هُوَ إِلَى جَانب فَإلَى جَانب وَإِن كَانَ الامتداد عرضا فِي الْجَانِبَيْنِ فَإلَى دَاخل إِذا ظهر الورم الَّذِي فِي دَاخل إِلَى خَارج فِي الذبْحَة كَانَ ذَلِك دَلِيلا مَحْمُودًا لِأَن الْجيد أَن تنْتَقل الْعلَّة من الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة إِلَى الْخَارِجَة.

بختيشوع الحلتيت إِذا تغرغر بِهِ مَعَ مَاء الْعَسَل نفع من الخناق جدا سَرِيعا.) لي إِذا قدرت أَن الْعلَّة فلغموني فِي الْحلق فاستفرغ من الدَّم بالفصد من القيفال وَالْحَبل والحجامة على السَّاق وشدّ الْيَد وَالرجل وضعهما فِي المَاء الْحَار وادلكهما والغرغرة بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وورق الْخلاف والطرفا وَرب التوث وَرب الْجَوْز وَنَحْوهَا مِمَّا يمْنَع ويردع ألف ألف وَلَا يضمد خَارج الْعُنُق بِمَا يمْنَع لِأَنَّهُ يرد الْفضل إِلَى دَاخل بل ضع على خَارج الْعُنُق بزر الْكَتَّان والبابونج ودهن السرج ودقيق الشّعير وَنَحْوهَا مِمَّا لَا تبلغ قوته أَن يجذب من الْجِسْم بل من الْحلق إِلَى خَارج وَاسْتعْمل إِذا ألجيت إِلَى شدَّة الوجع إِلَى الغرغرة بِاللَّبنِ الْحَار والفانيز وبشراب بنفسج ولعاب بزر الْكَتَّان وميفختج فَإِنَّهُ تسكن الوجع فَإِذا انْتَهَت الْعلَّة فافصد الْأَوْدَاج والعرقين الَّذين تَحت اللِّسَان وغرغر بطبيخ الزوفا وحاشا وخردل وحلتيت وتدرج إِلَى ذَلِك واطل على الْعُنُق المراهم القوية الْحمرَة ليظْهر الورم والحمرة إِلَى خَارج فَهَذَا علاج الخوانيق الحارة وَبِالْجُمْلَةِ كَانَت صفراوية أَو دموية وَإِن كَانَت بلغمية فأسهل الْبَطن بمسهل قوي وأحقنه وليمسك عَن الْغذَاء فيهمَا جَمِيعًا وَيشْرب فِي الأول مَاء الشّعير وَفِي هَذَا مَاء الْعَسَل والطخ بعد ذَلِك الرَّقَبَة باضمدة محللة وغرغرة بحلتيت وَمَاء الْعَسَل وبطبيخ الزوفا والخردل وَنَحْوهَا فَأَما الخناق من السَّوْدَاء فَمَا يكَاد يكون وَإِن كَانَ كَانَ قَاتلا. بختيشوع الْخلّ إِذا ادمن الغرغرة بِهِ جيد للهاة الساقطة وخاصة إِن كَانَ مَعَ شب أَو عفص أَو ثَمَرَة الطرفا. الميامر الأورام الْعَارِضَة فِي الْفَم يعمها وَجَمِيع الأورام إِنَّهَا تحْتَاج فِي الِابْتِدَاء إِلَى أدوية مَانِعَة والمانعات كلهَا بَارِدَة إِلَّا أَنَّهَا مِنْهَا مَا يبرد مَعَ قَبضه وَهِي أقوى ويخص الْعُضْو من نَفسه استدلالات أخر وَهِي أَن الغشاء المغشي على الْفَم أَكثر تخلخلاً وَأَشد لينًا من الْجلد المخلل على جَمِيع الْجِسْم فَإِنَّهُ يحس بِكَرَاهَة الْأَدْوِيَة وَيخَاف مِنْهُ أَن يسْلك شَيْء من الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا إِلَى المريء والرية وليتحفظ مِمَّا هُوَ ضار وَلذَلِك قد يضر الدَّوَاء الَّذِي فِيهِ الفلفيديون إِذا دوى مِنْهُ الْفَم وَلم يخْتَر شَيْء مِنْهُ أَلا ينزل إِلَى المريء والمعدة والرية ضَرَرا عَظِيما وتمكث رداءة طعمه فِي الْفَم زَمَانا طَويلا فَيفْسد طعم الطَّعَام فليجتنب أَمْثَال هَذِه فِي أدوية الْفَم إِلَّا من ضَرُورَة قَالَ وَفِي ابْتِدَاء الأورام الحارة بعصارة التوت الساذج والساذج أَجود وَأما رب التوت الْمُتَّخذ بالعسل فَهُوَ أبقى لِأَنَّهُ بِلَا عسل يسْرع إِلَيْهِ الْفساد وَهُوَ أَجود من الساذج إِذا انْتهى الورم الْقَابِض والمحلل وَفِي الانحطاط المحللة فَإِن يبْقى فِي الورم شَيْء صلب فَحِينَئِذٍ تكون كلهَا محللة) خَالِصَة قَالَ وللمر والزعفران فِي رب التوت فعل شرِيف وَذَلِكَ أَن الزَّعْفَرَان يرفع المرّ بِقَبْضِهِ والمر يغوص بِلُطْفِهِ فَيبلغ الْفِعْل عمق الْأَعْضَاء وتقتلع مِنْهَا وَفِي عصارة التوت قبض كثير وَكَذَلِكَ فِي الزَّعْفَرَان والمر لطيف فيعاون كل وَاحِد صَاحبه وَأَنا أخلط بِرَبّ التوت فِي الِابْتِدَاء عصارة الحصرم أَو عصارة السماق أَو بزر

الْورْد أَو عصارته ألف ألف وجلنار فَإِذا وَقعت فِيهِ هَذِه الْأَشْيَاء كَانَ أقوى فِي الِابْتِدَاء فَأَما فِي الِانْتِهَاء فَلَا وَلَكِن يكون فِيهِ زعفران ومرّ فَقَط لينضج الورم وَعند الانحطاط ألق فِيهِ المحللات كالزوفا والفوتنج ورغوة البورق والحاشا والصعتر. قَالَ والرب الْمُتَّخذ من قشور الْجَوْز مَعَه مَعَ الْقَبْض قُوَّة لَطِيفَة تصل إِلَى العمق وَقد صحّ عِنْدِي أَنَّهَا أفضل الْأَدْوِيَة للفم وَأَنا أتخذها أَرْبَعَة أَصْنَاف فالق فِي بعض أَجْزَائِهِ قابضة وَفِي الثَّانِي مرّاً وزعفراناً وَفِي الثَّانِي كبريتاً وبورقاً واترك جُزْءا ساذجاً فَاسْتعْمل الساذج للصبيان والقابض فِي الِابْتِدَاء والمنضج فِي الِانْتِهَاء والمحلل فِي الآخر. رب التوت تركيب ج عصارة توت جُزْء عسل جُزْء مر وزعفران لكل سِتَّة أَرْطَال ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَإِن أَحْبَبْت أَن تلقي فِيهِ القوابض فَثَلَاث أَوَاقٍ عصارة حصرم فجفف أَو سماق وألق الزَّعْفَرَان والمر بِآخِرهِ لِأَن قوتها تضعف بطول النضج وَإِذا أردْت أَن تلقى فِيهَا من المحللة فرغوة البورق والكبريت وَيكون البورق فِي هَذَا الْقدر من الْعَسَل والعصارة أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَمن الكبريت مِثْقَال وَكَذَا تركيب رب الْجَوْز على هَذَا إِلَّا أَن عسله أَكثر كثيرا وَيصْلح لهَذِهِ الْعِلَل فِي وَقت التَّحْلِيل أَن تغلي الفوتنج الْجبلي وأخلطه بعقيد الْعِنَب وغرغر بِهِ أَو فوتنجا أَو حاشا وَفِي وَقت الِانْتِهَاء والنضج طبيخ التِّين وعقيد الْعِنَب وَفِي الِابْتِدَاء مَاء الحصرم وَمَاء السماق وَرب الْجَوْز وَإِنَّمَا يصلح للإمساك فِي الْفَم والغرغرة لَا أَن يبلغ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِنَافِع للمعدة كربّ الرُّمَّان والسفرجل قَالَ وَرب الْجَوْز تطبخ عصارته حَتَّى تغلظ قَلِيلا ثمَّ يخلط مَعهَا من الْعَسَل بِقدر لَا بِكَثْرَة ويطبخ وَإِن طبخت السماق بعقيد الْعِنَب كَانَ دَوَاء نَافِعًا لوجع الْحلق فِي الِابْتِدَاء والانتهاء قَالَ والحلتيت أَيْضا نَافِع لصلابة الأورام فِي الْحلق والجوف قَالَ وَمن الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح عِنْد التَّحْلِيل طبيخ التِّين وطبيخ النخالة وَمَاء الْعَسَل الَّذِي قد طبخ فِيهِ فوتنج أَو جعل فِيهِ بورق أَو كبريت أَو حلتيت وينفع من اللوزتين خطاطيف بَريَّة تحرق وَيُؤْخَذ رمادها أَرْبَعَة مَثَاقِيل وزعفران وسنبل من كل وَاحِد مِثْقَال يعجن بِعَسَل ويعالج بِهِ بِحَسب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ تُؤْخَذ فراخ الخطاطيف فينثر عَلَيْهَا مَعَ ريشها ملح ويسد فَم الفخارة وَضعه فِي نَار جمر حَتَّى تحترق) وَتصير رَمَادا. وللهاة إِذا وضعت عَلَيْهَا أدوية قابضة كالشب وبزر الْورْد وَنَحْوه فضعه عَلَيْهَا بمغرفة الْميل واغمزها بهَا وَليكن غمزك لَهَا بِأَن تجرّها إِلَى نَاحيَة اللِّسَان فَإِن هَذِه النصبة أَجود من النصبة المائلة نَحْو الحنجرة قَالَ وَلَا أعرف دَوَاء أقوى فِي كل ورم يخَاف أَن يختنق صَاحبه من زبل الْكَلْب الْأَبْيَض إِذا نخل بحريرة بعد أَن يجفف ويلطخ الْحلق بِهِ بِعَسَل ورجيع صبي يطعم خبْزًا وترمساً وَيَعْنِي بهضمه جدا ويلطّخ أَيْضا بالعسل قَالَ اللهاة تعالج بالأدوية ألف ألف القابضة مَعَ الغمز إِلَى خَارج وأجود أدويتها الشب الْيَمَانِيّ لِأَنَّهُ ألطفها والقلقنت والزاج الْأَحْمَر ينورها ويهيجها وَإِن كَانَت عِلّة اللهاة يسيرَة وَالْبدن نقياً فالأدوية القابضة تفي بأبرائها وَمَتى كَانَ الْجِسْم ممتلياً واللهاة ضَعِيفَة فَإِنَّهَا قاتلة والأبدان تعالج بالمحللة مَعَ

المايعة وَإِن كَانَ الوجع أشدّ فاخلط أَيْضا مخدرة وابتدء من المحللة بالألين لِئَلَّا تهيج واعمل فِيمَا تخلط على حسب مَا تقدر من حرارة اللهاة وحمرتها أَو مَا تسيل مِنْهَا وامتلأ الْجِسْم والحلتيت أقوى شَيْء وأجوده فِي علاج اللهاة وحمرتها أَو مَا تسيل مِنْهَا وامتلأ الْجِسْم والحلتيت أقوى شَيْء وأجوده فِي علاج اللهاة الَّتِي قد صلبت وَطَالَ ورمها واسلك فِيهَا قوانين الخوانيق وَإِذا رَأَيْت الورم يزْدَاد صعوبة فِي الْحلق واللهاة فصبّ فِي الْأذن دهن لوز حُلْو وعاونه على التقيح بإدامة الغرغرة بطبيخ التِّين فَإِن غشي على العليل وَخفت أَن يكون قد بَدَأَ يختنق فاحقنه بحقنة قَوِيَّة وافصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان والجبهة وعَلى المحاجم على الْقَفَا وَتَحْت الذقن بِشَرْط كثير وَاسْتعْمل التكميد من خَارج دَائِما والتضميد بالأشياء الفاترة واطل على الورم مرَارَة الثور وعصارة قثاء الْحمار فَإِنَّهَا بالغان قويان وَاجعَل مَعَهُمَا عسلاً واطله برماد الخطاطيف واعلق فِيهِ على بخار طبيخ الفوتنج بقمع ليدْخل مِنْهُ كثير وَاجعَل فِي ذَنْب القمع قَصَبَة ولفّها حَتَّى يدْخل البخار حلقه. أرجيجانس اسْقِهِ عِنْد الاختناق بورقاً وَمَاء وزيتاً. ج أَنا لم أسْتَعْمل ذَلِك لِأَنِّي لم أعرفهُ بالتجربة وَالْقِيَاس للهاة جيد. للخوانيق عفص شب بِالسَّوِيَّةِ ونوشادر نصف جُزْء. برود جيد للخوانيق من اختيارات حنين طباشير وبزر الْورْد جزءان فوتنج جُزْء عدس مقشر جُزْء زعفران خمس جُزْء عَاقِر قرحاً خمْسا جُزْء ورق الزَّيْتُون جزؤ تسحق كلهَا وتنخل بحريرة فيلغريوس فِي مداوات الأسقام خرؤ الْكلاب وذرق الطير وخردل وعصارة قثاء الْحمار) يسْتَعْمل فِي الخوانيق بعد الْمُنْتَهى عِنْد مَا تُرِيدُ التَّحْلِيل قَالَ وَإِن غرغرت صَاحب الخوانيق بخردل وَعسل بعد الْمُنْتَهى لم تحتج إِلَى غَيره وَكَذَا إِن سحقت بَعْضهَا وألزقتها فِي حلقه قَالَ وتقوى أدوية الخناق وَإِذا وَقعت فِيهَا عصارة قثاء الْحمار ورجيع النَّاس وَالْكلاب فَإِن مثل هَذِه الْأَدْوِيَة تبرء الخناق وَلَو لم يكن قد افتصد وَلَا تقلّل الْغذَاء وَإِذا اسْتعْملت هَذِه الْأَدْوِيَة لم تحتج إِلَى المحاجم الَّتِي تُوضَع فِي القفاء والكاهل وَلَا إِلَى فصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان قَالَ وَقد طَالَتْ تجربتي لرجيع النَّاس وَالْكلاب فِي الخوانيق وَلَو اسْتعْمل وَحده هَذَا العلاج لكفى وَلَقَد رَأَيْت مِنْهُ عجيباً وخاصة رجيع الصَّبِي الَّذِي يطعم خبْزًا وترمساً فَإِنَّهُ يخلص من الخناق المهلك. أطهورسفس قَالَ تحرق الخطاطيف حَتَّى تصير رَمَادا ويطلى ألف ألف فِي الْيَوْم مَرَّات وينفخ فِي الْحلق مِنْهُ فَإِنَّهُ يبرىء قَالَ وَتحرق مرَّتَيْنِ حَتَّى تصير رَمَادا فَإِنَّهَا لَا ينفع إِلَّا كَذَلِك وَهِي كَذَلِك أَنْفَع مَا تكون وَاللَّبن الْحَار إِذا تغرغر بِهِ جيد فِي الخوانيق لِأَنَّهُ ينضج قَالَ لَا تقطع اللهاة حَتَّى ترَاهَا مسترخية ذابلة شبه السّير فَعِنْدَ ذَلِك فاقطعها فَإِنَّهُ لَا يعرض من قطعهَا نزف وَلَا شَيْء من الْأَعْرَاض الرَّديئَة قَالَ وَإِن خنقت أَفْعَى بخيط كتَّان وربط ذَلِك الْخَيط فِي عنق من بِهِ خوانيق سكن ورم اللوزتين.

اغلوقن: الذبْحَة فلغموني تكون فِي الْحلق. الْأَعْضَاء الألمة الذبْحَة الكائنة من دُخُول فقار الْعُنُق أَكثر مَا يعرض للصبيان وأشدها الكائنة فِي الْفَقْرَة الأولى من فقار الْعُنُق وبحسب ميلها إِلَى أَسْفَل تكون أقل رداءة إِلَّا أَن الفقار الْأَعْلَى أشرف. الذبْحَة خَمْسَة أَصْنَاف أَحدهَا ورم الْحلق وَهُوَ الْموضع الدَّاخِل فِي الْفَم الَّذِي يَنْتَهِي عِنْد طرف الحنجرة وَالثَّانِي لَا يرى فِي هَذَا الْموضع ورم أصلا وَلَا فِي شَيْء من أَجزَاء الْفَم وَلَا الْحلق وَلَا خَارج الْعُنُق ويحس الْمَرِيض مَعَ ذَلِك بِجِنْس الاختناق وَالثَّالِث يكون الورم خَارِجا من مَوضِع الْحلق لَا فِي الْحلق نَفسه وَالرَّابِع أَن يكون فِي الْحلق وخارجاً عَنهُ وَلَيْسَ يَعْنِي بِخَارِج سطح الْعُنُق الظَّاهِر لَكِن يُرِيد الَّذِي يتَّصل بِموضع الْحلق من الْفَم قَالَ وَمَعَ هَذَا صنف آخر وَهُوَ زَوَال الخرز وَذَلِكَ عِنْدَمَا يحدث بالموضع خراج فيمدد الخرز ويجد بِهِ إِلَى دَاخل كالحال فِي الحدبة قَالَ أَصْحَاب الخوانيق أغْلظ مَا عَلَيْهِم الْأَمر وَأَشد فِي البلع إِذا استلقوا وَإِذا انتصبوا كَانَ أسهل عَلَيْهِم وللانتصاب حَظّ عَظِيم فِي المعونة على نزُول الطَّعَام. انطليس اقْطَعْ اللهاة الرقيقة الطَّوِيلَة الَّتِي تشبه ذَنْب الجرد الراكبة) اللِّسَان فَأَما المستديرة القصيرة السَّوْدَاء أَو الْحَمْرَاء فَإِن قطعهَا خطر وَصفَة قطعه أَن تغمز اللِّسَان إِلَى أَسْفَل وَتمسك اللهاة بقالب البواسير وتجذب إِلَى أَسْفَل ثمَّ تقطع وَلَا تستأصل لِأَنَّهَا مَتى قطعت من قرب الحنك هاج لذَلِك انفجار الدَّم وَلَا تقطع اللهاة كلهَا بل يقطع مِنْهَا قَلِيل قدر مَا تبقى اللهاة الكائنة فَإِن انفجر الدَّم فَعَلَيْك بالدواء الحاد وتوق أَلا ينزل إِلَى الْحلق أَو يُصِيب اللِّسَان. برود ينْفخ فِي الْحلق للورم الْحَار ورد يَابِس طباشير نشا بزر الْورْد بزر الرجلة عفص سماق سكر طبرزد يتَّخذ ذروراً. من تشريح الْحَيَوَان الْمَيِّت كثير مِمَّن قطعت لهواتهم من أُصُولهَا أضرّت بأصواتهم وَآخَرُونَ كَانُوا يحسون بِشدَّة الْبرد إِذا انتشفوا فأورثهم لذَلِك سعالاً وَكَانُوا أَيْضا يسعلون من أدنى غُبَار يصيبهم أَو دُخان لِأَن اللهاة كَانَت قبل ذَلِك ألف ألف تمنع وُصُول ذَلِك إِلَى قَصَبَة الرية لِأَنَّهَا كَانَت تلتزق والهواء أَيْضا لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يَدُور وينقلب حَتَّى يلطف ويسخن بسخونة معتدلة قبل وُصُوله إِلَى قَصَبَة الرية. الساهر. انفخ فِي الْحلق عِنْد الورم الصعب خطاطيف محرقة ونوشادر مثل ثلثه يجمع وينفخ فِي الْحلق والخوانيق يُغَرْغر مِنْهَا فِي أول الْأَمر بِمَا يمْنَع ثمَّ بِمَا ينضج فَإِن جمع مُدَّة فِيمَا

يفجر كلعاب الْخَرْدَل والجميز والتين وَنَحْوهَا فَإِذا انفجر فِيمَا ينقى ثمَّ بِمَا يجفف بِلَا لذع. أَبُو داؤد أَمر أَن تشال اللهاة بالسك والنوشادر فَإِنَّهُ عَجِيب. لي إصْلَاح من المنجح لِابْنِ ماسويه للخوانيق أَرْبَعَة حُدُود أَولهَا أَن يُغَرْغر بِمَا يمْنَع الْمَادَّة وَهِي الْمِيَاه القابضة والباردة كَمَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وَالْخلاف والطرفا وطبيخ العدس وَنَحْوهَا فَإِذا انْتهى وَأَرَدْت التَّحْلِيل فبالشراب والمر والزعفران وَنَحْوهَا فَإِن أردْت الانضاج فغرغر بِاللَّبنِ الحليب وَالسكر وبعقيد الْعِنَب وبنخالة السميذ وَالسكر وبشيرج لاتين وَإِن أردْت أقوى فبطبيخ التِّين ويلقى فِيهِ خَرْدَل فَإِذا انفجر وقاح فبمَا ينقى الْقَيْح مثل مَاء الْعَسَل فَإِذا تنقى فمل إِلَى القابضة ليقوى الْموضع ويندمل. أهرن لَا تقطع اللهاة حَتَّى يدق أَصْلهَا ويغلظ طرفها وَيكون فِي الطّرف رُطُوبَة كالقيح وَإِذا صَارَت كَذَلِك فاقطعها إِن شِئْت بحديد وَإِن شِئْت بأدوية كالحلتيت والشب فَإِنَّهَا تقطعها. لي إِذا قطعت اللهاة قل صَبر صَاحبهَا على الْعَطش وَصَارَ مستعداً للسعال من أدنى سَبَب) من الْغُبَار وَالدُّخَان والهواء الْبَارِد لوصولها إِلَى الْحلق بِسُرْعَة. دَوَاء أهرن لاسترخاء اللهاة وسقوطها عفص أَخْضَر غير مثقوب يسحق بخل وَيلْزق على اللهاة فاتراً يقبضهَا وترتفع وضع مِنْهُ على اليافوخ واطله على قرطاس وخاصة للصبيان أَو يفتح فَمه وَيسْتَقْبل بِهِ دُخان عيدَان الشبت فَإِنَّهُ يقبضهَا وترتفع أَو يتغرغر بِمَاء الْجُبْن أَو الرائب الحامض مَعَ ملح وينفع من اللهاة والحرق والبثر وَابْتِدَاء الخوانيق الحارة أَن تنقع سماق فِي لبن حليب ويتغرغر بِهِ فِي الْيَوْم عشر مَرَّات وينفع من كل ورم فِي الْحلق يُجَاوز أسبوعاً أَن ينقع حلتيت فِي خل ويتغرغر بِهِ فِي الْيَوْم.

لي جربت فِي نَفسِي وَرَأَيْت أَن أَجود مَا يكون أَن سَاعَة مَا يحس الْإِنْسَان بنزول اللهاة والخوانيق يتغرغر بخل حامض قَابض مَرَّات كَثِيرَة فَإِنَّهُ إِن يخرج مِنْهُ بلغماً كثيرا لزجاً ويقلص اللهاة من سَاعَته والورم فِي الْحلق أَكثر بلغمي والخل مُوَافق جدا لقطع مَا حصل وَيمْنَع ويردع فَلَا شَيْء مثله وبحسب حِدة الْعلَّة يجب أَن يكون الْخلّ أَقبض ألف ألف فَإِذا لم تكن حادة فتلكن أحدّ وَأَقل قبضا. سرابيون إِذا حدث فِي أَصْحَاب الخوانيق وَترى فِي أَفْوَاههم لم يبرؤا وَقَالَ افصد القيفال فِي الخوانيق وَأخرج الدَّم قَلِيلا إِلَى الْيَوْم الثَّالِث وَالرَّابِع يخرج فِي كل يَوْم مَرَّات كل مرّة شَيْئا قَلِيلا لِأَن الاستفراغ دفْعَة يجلب غشياً ويجلب الاختناق سَرِيعا لِأَن الفضلة تجذب إِلَى الْحلق سَرِيعا وَأَصْحَاب الخوانيق يضعفون لأَنهم لَا يغتذون فَيجب أَن تسْقط قوتهم وَإِذا ضعفوا وصعب الْأَمر فَلَا تُؤخر فصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وَلَا تَدعه يَوْمه إِلَى غَد الْبَتَّةَ وأحقن بحقن حادة فِيهَا شَحم حنظل إِلَّا أَن تكون حمى حادة فَإِن كَانَت حمى خَفِيفَة فاسقه مَاء الشّعير قد طبخ فِيهِ مثل نصف الشّعير عدساً فَإِنَّهُ يقمع حِدة الدَّم وغرغره فِي الِابْتِدَاء بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وطبيخ الْورْد والسماق وَرب الْجَوْز والتوت وَفِي الْوسط بطبيخ التِّين وَالْخيَار شنبر ونخالة السميذ وَمَاء الْعَسَل والميفختج وبآخره خرؤ الْكلاب والكبريت ودواء الحرمل ودواء الخطاطيف وزبل النَّاس وعصارة قثاء الْحمار. ابْن ماسويه الخوانيق لَا تعرض من سَوْدَاء لِأَن ذَلِك لَا يكون إِلَّا فِي زمن طَوِيل لِأَن الورم السوداوي يحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة. مَجْهُول من خنق فازبد فَلَا تعالجه فَإِنَّهُ لَا يبرء فَأَما من لم يُزْبِد فصب فِي حلقه لَبَنًا مَعَ فلفل) كثير وبزر قريص مسحوق بخل ثَقِيف فَإِذا ظَهرت حمرَة إِلَى خَارج بَرِيء لَا محَالة والغريق ينكس رَأسه ليسيل المَاء ثمَّ يدخن حَتَّى يتنفط. آخر أَكثر مَا يعرض للهاة من الْأَمْرَاض الاسترخاء وَرُبمَا كَانَ فِيهَا كلهَا وَرُبمَا كَانَ فِي طرفها وَأَصلهَا وعلاجها الْقطع بعد الفصد والغراغر المبردات وَإِذا كَانَ فِي أصل اللِّسَان ورم فتوقّ الْحَدِيد فَإِنَّهُ يخْشَى عَنهُ النزف وَإِن كَانَ فِي طرف اللِّسَان فَلَا خوف عَلَيْهِ من النزف وعلاج استرخاء اللهاة بعفص وَنَحْوه لي عَلامَة استرخاء اللهاة إِن تجدها قد سَالَتْ وطالت من غير ورم فَأَما الوارمة فتجدها قد غلظت. مَجْهُول عَلامَة الخناق الصفراوي الوجع الشَّديد والعطش واللهب وَكَانَ فِي الْحلق خلا حامضاً وَله مضض شَدِيد وَهُوَ عسر الْبُرْء وَالَّذِي من الدَّم فالحمرة فِي الْوَجْه وامتلاء الْعُرُوق وَكَأن فِي فِيهِ شرابًا والبلغمي لَا وجع مَعَه غَالِبا ويسترخي لِسَانه وَيخرج إِلَى خَارج وعلاجه فِي الِابْتِدَاء إِلَى الرَّابِع الفصد والدافعة وَبعد الرَّابِع بميفختج وَخيَار شنبر ورازيانج

وَقطع الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان والحلتيت بالعسل نَافِع فِي هَذِه الْعلَّة وَإِذا فصدتهم فَأخْرج لَهُم الدَّم فِي أَيَّام كَثِيرَة فِي كل يَوْم مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا لتجذب الْمَادَّة وَلَا تسْقط الْقُوَّة وشدّ أَطْرَافهم لتميل الْمَادَّة إِلَيْهَا. ابْن ماسويه إِن استرخت اللهاة فأكبسها كبساً بنوشادر واهليلج ألف ألف وعاقر قرحاً وشبّ مُفْردَة ومركبة وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك استرخاء فِي اللثة فافصد الجهارك واحجم تَحت الْحِكْمَة وغرغر بخل وسماق إِن شَاءَ الله.

باب في التنفس

(بَاب فِي التنفس) وتقدمة الْمعرفَة مِنْهُ بِمَا يدل عَلَيْهِ وَفعله فِي الْجِسْم يَنْبَغِي أَن يلْحق كل بَاب يدل على مرض بذلك الْمَرَض وَينزل هَاهُنَا أَيْضا 3 (قَالَ ج فِي) 3 (سوء التنفس) النَّفس مركب من حركتين إِحْدَاهمَا جده الْهَوَاء إِلَى دَاخل وَالْأُخْرَى دَفعه إِلَى خَارج وَله وقفتان من هَاتين إِحْدَاهمَا الوقفة الَّتِي بَين أَجزَاء الانبساط وَابْتِدَاء الانقباض وَهُوَ أقصرهما وَالْأُخْرَى الَّتِي بَين أَجزَاء الانقباض وَأول الانبساط وَهِي أطولهما قَالَ إِذا كَانَ الْفضل الدخاني قد أجمع مِنْهُ شَيْء كثير كَانَت حَرَكَة الْهَوَاء إِلَى خَارج وَهُوَ الانقباض سَرِيعا عَظِيما وبالضد لِأَن الطبيعة تحْتَاج أَن تدفع مِنْهَا أَكثر من دَفعهَا فِي الْحَالة الطبيعية وَدفعهَا بالانقباض وَكَانَت الْحَاجة إِلَى التبريد بالهواء شَدِيدَة فَإِن الانبساط يزِيد وَيَنْبَغِي أَن تفسو كلا إِلَى حَالَته الطبيعية لِأَن حَرَكَة الانقباض فِي الشَّبَاب أقوى بالطبع لِأَن حَاجتهم إِلَى إِخْرَاج البخار الدخاني أَكثر وَكَذَلِكَ فِي الْأَوْقَات والأمزاج فَإِن الحارة تكسب عظما وتواتراً والبارد على ضد ذَلِك وَفِي حَال النّوم يكون الانقباض أسْرع وَأعظم لِأَن الهضم هُنَاكَ يكون فتكثر البخارات الدخانية والاستحمام الحارّ يَجْعَل النَّفس سَرِيعا عَظِيما والبارد على ضد ذَلِك وَجَمِيع الْأَمْرَاض الحارّة تجْعَل النَّفس عَظِيما سَرِيعا متواتراً وخاصة مَتى كَانَت فِي آلَات النَّفس الْعَظِيم الْكثير الانبساط والانقباض والسريع الَّذِي يسْرع فِي إِدْخَال الْهَوَاء إِذا أَدخل وَفِي إِخْرَاجه إِذا أخرج والمتواتر الَّذِي ينقص فِيهِ زمَان السّكُون وَهُوَ زمَان الانقباض. قَالَ وَفِي الْأَمْرَاض الْبَارِدَة بضد ذَلِك إِذا كَانَ الصَّدْر ألماً صَار النَّفس صَغِيرا متواتراً لِأَن الصَّغِير لحركته وَقلة الْحَرَكَة أقل لوجعه وَإِنَّمَا يصير متواتراً ليدرك مِنْهُ بالتواتر مَا فَاتَهُ بِعظم فَإِن لم يكن لهيب وحرارة مَعَ ذَلِك فِي الْقلب وَغَيره نقص التَّوَاتُر وأبطئت حَرَكَة الصَّدْر لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى السرعة ويصعب عَلَيْهِ لوجعه فَلَا يَفْعَله وَإِن كَانَ اللهيب قَائِما فالحاجة إِلَى استدخال الْهَوَاء الْكثير قَائِمَة فَإِنَّهُ يزِيد فِي التَّوَاتُر كلما نقص من الْعظم لِأَن التَّوَاتُر أخف عَلَيْهِ وَأَقل لوجعه من أَن ينبسط انبساطاً كثيرا لعظم الْحَرَكَة وَطول مدَّتهَا فَإِن فِي أوجاع الصَّدْر الَّتِي لَيْسَ الْقلب ملتهباً مَعهَا ينقص عظم الانبساط وَيزِيد فِي التَّوَاتُر.) فَإِن كَانَ الْقلب مَعَ ذَلِك متواتراً وَالنَّفس الَّذِي يكون من أورام صلبة وسدد وَبِالْجُمْلَةِ لضيق فِي آلَات النَّفس يكون صَغِيرا متواتراً وَالسَّبَب فِي ذَلِك ألف ألف إِنَّمَا يجذب من الْهَوَاء قَلِيل

فَيحْتَاج أَن يجذب بِسُرْعَة مَا كَانَ يبلغهُ بسعة المجرى والضيق يكون فِي آلَات النَّفس على وَجْهَيْن إِمَّا فِيهِ نَفسه كَمَا يعرض فِي الربو والأورام وَإِمَّا لشَيْء يضغط آلَات النَّفس كالحال فِي الاسْتِسْقَاء والحيال وورم الكبد وَالطحَال وَعند الشِّبَع أَو من أجل حدبه من خلف أَو قُدَّام وتفرق بَين الضّيق الْكَائِن مَعَ وجع وَالَّذِي لَا وجع مَعَه إِن الَّذِي مَعَه وجع تقل سرعته إِلَّا أَن يكون مَعَ حمى فَإِن كَانَ مَعَ حمى أفرط التَّوَاتُر. وَإِن كَانَ الْهَوَاء الْخَارِج بِالنَّفسِ أسخن وَلَيْسَ هَذَا فِي الضّيق فَقَط وَالَّذِي بِلَا وجع النَّفس الْعَظِيم المتفاوت يدل على اخْتِلَاط الْعقل لِأَن الْمُخْتَلط يشْتَغل بأَشْيَاء تصده من أَن يتنفس فَإِذا أكدته أَخذ من النَّفس ضَرْبَة مَا فَاتَ فيعظم لذَلِك وتطول مُدَّة الانقباض وَهَذَا الْإِمْسَاك عَن النَّفس وَيكون التنفس مُخْتَلفا لِلْعِلَّةِ الَّتِي يخْتَلف لَهَا النبض وَيكون اختلافه مدّة بسرد ونظام ومدّة بِلَا سرد وَلَا نظام مثل النبض إِذا عرض فِي إِدْخَال الْهَوَاء أَو فِي إِخْرَاجه سُكُون قبل استتمامه كَأَنَّهُ يجتذب الْهَوَاء فِي دفعتين أَو يُخرجهُ فقصبة الرية مَمْلُوءَة أخلاطاً ورطوبات وَيكون إِمَّا فِي الشوصة وَإِمَّا فِي ذَات الرية وَلَا بُد فِي حُدُوث التنفس الْمُخْتَلف أَن تكون قَصَبَة الرية ضيقَة لِأَن التنفس الْمُخْتَلف يحدث إِذا كَانَ فِي آلَات النَّفس وجع أَو شَيْء مَانع من الْبسط فتميل الْقُوَّة مرّة إِلَى تَخْفيف الوجع فيصغر الانبساط فَإِذا أشرفت على الاختناق مَالَتْ إِلَى تَعْظِيمه أَصْحَاب الوجع الَّذين يتنفسون نفسا صَغِيرا وبهم مَعَ ذَلِك حَاجَة تدعوهم إِلَى عظم الانبساط يتنفسون نفسا عَظِيما بَينا وَذَلِكَ أَن الْعَظِيم يوجعهم فَإِذا أشرفوا على الاختناق استعملوه ضَرُورَة من اخْتَلَط ذهنه كَانَ نَفسه عَظِيم الانبساط وَمن نقص حره الغريزي كَانَ انبساطه صَغِيرا وَكَانَت مَعَ ذَلِك عودته بطيئة من كَانَ بِهِ وجع مَعَ زِيَادَة الْحَاجة إِلَى التنفس كَانَ انبساطه عَظِيما متواتراً وَكَذَلِكَ من كَانَ بِهِ ضيق آلَات النَّفس فَإِذا كَانَ مَعَ ذَلِك حرّ كَانَ التوتر أسْرع وَرُبمَا دعت الضَّرُورَة أَن يتنفس نفسا عَظِيما لِلْعِلَّةِ الَّتِي ذكرنَا. وَيَعْنِي من أَصْنَاف سوء النَّفس وَاحِدَة وَهِي الْعَظِيم السَّرِيع وَهَذَا يكون عِنْد شدَّة الْحَاجة ومواتاة الْآلَة. أَصْنَاف سوء التنفس إِمَّا عَظِيم متواتر وَإِمَّا عَظِيم متفاوت وَإِمَّا صَغِير سريع متفاوت هَذَا فِي الانبساط وَمثل هَذَا فِي الانقباض والانقباض جملَة يدل على الْحَاجة إِلَى مَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِن يخرج) والانبساط إِلَى مَا يحْتَاج أَن يدْخل فَلذَلِك إِذا غلبت الْحَرَارَة الدخانية على الْقلب كَانَ الانقباض أَعنِي إِخْرَاج النَّفس عَظِيما سَرِيعا مِثَال أنزل أَن اجتذاب ألف ألف الْهَوَاء إِلَى دَاخل صَار

أَصْغَر وَأَبْطَأ وإخراجه وَدفعه إِلَى خَارج صَار أعظم وَأقوى أَقُول إِن صَاحب هَذِه الْحَال قد نقصت حرارته الغريزية وزادت فِيهِ الْحَرَارَة الدخانية وبالضد الانبساط الْعَظِيم إِذا كَانَ مَعَ تَوَاتر دلّ على شدَّة الْحَاجة وَإِذا كَانَ مَعَ تفَاوت فعلى اخْتِلَاط الذِّهْن النَّفس الْعَظِيم إِذا كَانَ متواتراً دلّ على شدَّة الْحَاجة وَإِذا كَانَ مَعَ تفَاوت فعلى اخْتِلَاط الذِّهْن النَّفس الصَّغِير يدلّ على الوجع وَإِمَّا على الضّيق وَإِمَّا على قلَّة الْحَاجة فَإِذا كَانَ التَّوَاتُر دلّ على الوجع وَإِمَّا على الضّيق وَإِمَّا على قلَّة الْحَاجة وَإِذا كَانَ مَعَ تفَاوت لي وَيفرق بَين الوجع وَبَين الضّيق أَن الضّيق يَدُوم الصغر فِيهِ والوجع رُبمَا وَقع فِي الْوسط وَاحِد عَظِيم لِأَنَّهُ فِي أَكثر الْحَال تكون الْحَاجة مَعَه أسْرع أَو باحتباس الوجع وَبِأَن الَّذِي من الضّيق أَن حمل نَفسه على نفس عَظِيم كَانَ كَأَنَّهُ لَا يُمكنهُ فَأَما الَّذِي كَون من وجع فيمكنه لَكِن يوجعه وَله مثل الْأَصْنَاف الَّتِي قدمنَا من السرعة وَمعنى السرعة إِدْخَال الْهَوَاء وإخراجه سريع متواتر سريع متفاوت بطيء متواتر بطيء متفاوت وَمثل ذَلِك فِي الانقباض وَهُوَ إِخْرَاج الْهَوَاء فَذَلِك سِتَّة عشر ثَمَانِيَة فِي الانبساط وَثَمَانِية فِي الإنقباض وَذَلِكَ أَن الْمُفْردَات سِتَّة عَظِيم وصغير وسريع وبطيء ومتفاوت ومتواتر. فالعظيم وَالصَّغِير يكونَانِ فِي كَيْفيَّة الإدخال والإخراج والسريع والبطيء فِي سرعَة حركته الإدخال والإخراج والتواتر والتفاوت فِي الزَّمَان الَّذِي بَين آخر الإنقباض وَأول الانبساط والتنفس الْكثير الْمُتَوَاتر الْقَلِيل السرعة يكون عَن وجع مَعَ تزايد الْحَاجة والقليل الْمُتَوَاتر الْكثير السرعة يدل على تزيد الْحَاجة وَيلْزمهُ الْعظم ضَرُورَة وَيلْزم الأول الصغر ضَرُورَة وَأما الْمُتَوَاتر البطيء فَيسْقط لِأَن مَا ينْدر بِهِ بيّن مِمَّا قدمْنَاهُ والمتفاوت السَّرِيع يسْقط أَيْضا لِأَن أمره بيّن من الأول والطيء المتفاوت قد علم مِمَّا تقدم وَتحصل مِمَّا تدل سِتَّة أَصْنَاف فَقَط وَتسقط الْبَاقِيَة لن دلايلها دَاخِلَة فِيمَا تقدم عَظِيم متواتر عَظِيم متفاوت صَغِير متواتر صَغِير متفاوت بطيء متواتر سريع متفاوت فتختلف وَتسقط الْبَاقِيَة وَالِاخْتِلَاف يدل على مَا ذكرنَا فحصّل ذَلِك وجرّده وَهَذَا أبعد أَن يتفقد أَمر عَادَة الرجل فِي نَفسه لِأَن النَّاس يتنفسون ضروباً بعد أَن تكون آلَة الصَّدْر سليمَة من الاسترخاء والتشنج وَرُبمَا اخْتَلَط الذِّهْن وَلم يكن النَّفس عَظِيما متفاوتاً وَفِي هَذِه الْحَال يكون وجع مَانع من عظم النَّفس فيضمك إِلَى صغره ولصغره إِلَى تواتره سوء التنفس يعرض دَائِما مَعَ الورم الْحَار فِي) جَمِيع آلَات النَّفس والصدر وَالْجنب والرية والحجاب وَفِي أورام الكبد الحارة الفلغمونية وخاصة إِن كَانَ فِي حدبتها وَفِي ورم عَظِيم فِي الطحال وخاصة إِن كَانَ مِنْهُ ألف ألف فِي أَعْلَاهُ وَأَعلاهُ هُوَ الَّذِي إِلَى الرَّأْس أقرب فَإِنَّهُ يعرض لجَمِيع هَؤُلَاءِ نفس صَغِير متواتر ويتولد أَيْضا من ورم الأمعاء وَلِذِي القولن إِذا

كَانَ ورماً فلغمونياً وَفِي المستسقين والحبال وَأَصْحَاب الْبُطُون الْعِظَام والممتلين وَأَصْحَاب الربو والمدة واعوجاج الصلب يصير صَغِيرا متواتراً للضيق وَفِي الَّذين ذَكَرْنَاهُمْ أَولا للوجع إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا جلب اخْتِلَاط الْعقل وَجعل النَّفس صَغِيرا متواتراً وَإِذا كَانَ اخْتِلَاط الذِّهْن عَظِيما والوجع ضَعِيفا جدا لم يتَغَيَّر نَفسه عَن الْعظم والتفاوت والورم فِي الطحال لَا يكَاد يزحم الْحجاب إِلَّا أَن يكون عَظِيما. قَالَ أبقراط فِي الْمقَالة السَّادِسَة من أبيذيميا التنفس مِنْهُ الصَّغِير الْمُتَوَاتر وَالصَّغِير المتفاوت والعظيم الْمُتَوَاتر والعظيم المتفاوت والعظيم إِلَى خَارج وَالصَّغِير إِلَى دَاخل والعظيم إِلَى دَاخل وَالصَّغِير إِلَى خَارج والممتد والمسرع وَالِاسْتِنْشَاق بعد الِاسْتِنْشَاق والحار والبارد وَحكى عَن أبقراط أَنه قَالَ فِي الْأَمْرَاض الحادة أَن التنفس الْمُتَوَاتر يتعب مَا دون الشراسيف ومراق الْبَطن. ج أَن أبقراط وصف فِي هَذَا القَوْل أَصْنَاف التنفس الرَّدِيء وَأَقُول أَن التنفس مركب من جزئين أَحدهمَا إِدْخَال الْهَوَاء وَالْآخر إِخْرَاجه وَيلْزمهُ بِالْعرضِ سكونان أَحدهمَا الَّذِي بعد إِدْخَال الْهَوَاء قبل أَن يَدُوم إِخْرَاجه وَالْآخر بعد خُرُوج الْهَوَاء من قبل إِدْخَاله وَالنَّفس الْعَظِيم هُوَ الَّذِي يدْخل فِيهِ الْهَوَاء أَكثر مِمَّا يخرج وَالصَّغِير ضد لذَلِك والمتفاوت مَتى كَانَ الصَّدْر يسكن أَكثر من السّكُون الطبيعي وَإِذا كَانَت مُدَّة سكونه قَصِيرَة كَانَ متواتراً وَإِذا تركبت هَذَا كَانَ مِنْهَا أَرْبَعَة تراكيب الْمُتَوَاتر الصَّغِير والمتفاوت الْعَظِيم والمتفاوت الصَّغِير والمتواتر الْعَظِيم والعظيم إِلَى دَاخل وَالصَّغِير إِلَى خَارج هُوَ الَّذِي يستنشق هَوَاء كثيرا وَيخرج قَلِيلا وضده الممتد هُوَ الَّذِي يكون فِي مُدَّة طَوِيلَة والمسرع ضِدّه يكون فِي مُدَّة قَصِيرَة وَالَّذِي يستنشق فِي مرَّتَيْنِ وَالَّذِي يخرج الْهَوَاء فِي مرَّتَيْنِ وكل شَيْء يسْتَحق أَن يذكر فِي بَاب قد رددناه إِلَيْهِ قَالَ وَمن بردت آلَات النَّفس مِنْهُ فناله من ذَلِك سوء النَّفس فَالنَّفْس الصَّغِير جيد لَهُ وَالنَّفس الَّذِي يَتَحَرَّك مِنْهُ ورقتا الْأنف يعرض لمن يصير إِلَى حَال الاختناق من الذبْحَة أَو من ذَات الرية أَو غَيرهَا من أمراض الصَّدْر أَو لمن خارت قوته وضعفت وَفِي هَؤُلَاءِ) ترى العالي إِلَى مَا يَلِي الْكَتِفَيْنِ يَتَحَرَّك ويسمي الْأَطِبَّاء هَذَا النَّفس نفسا عَالِيا فَإِن الْإِنْسَان مادام فِي صِحَّته وَكَانَ فَارًّا من حَرَكَة إرادية مزعجة فَإِنَّمَا يتنفس بأسافل صَدره ممايلي الْحجاب فَإِذا احْتَاجَ أَن يتنفس استنشاقاً أَكثر حرك مَعَ أسافل صَدره مَا يتَّصل من فَوق فَإِذا احْتَاجَ إِلَى ذَلِك حَاجَة شَدِيدَة جدا حرك مَعَ ذَلِك أعالي صَدره ممايلي الْكَتِفَيْنِ حَتَّى يُحَرك الصَّدْر حَرَكَة استكراه أَو كَمَا يعرض فِي حَال الصِّحَّة لم يحضر إحضاراً شَدِيدا. من الْأَمْرَاض الحادة ألف ألف قَالَ يعرض النَّفس الْمُتَوَاتر والعظيم عِنْد انضغاط الْحجاب من الْأَطْعِمَة الْكَثِيرَة المحتبسة وَذَلِكَ أَنه يجب ضَرُورَة أَن يقل الْهَوَاء عِنْد الإدخال من أجل ضغط الْمعدة للحجاب فلكي يستتم الْحَيَوَان مَا يحْتَاج إِلَيْهِ أَن يقل الْهَوَاء عِنْد الإدخال إِمَّا أَن ينبسط الصَّدْر بسطاً وَاسِعًا كثيرا وَإِمَّا أَن يواتر ذَلِك.

من مُخْتَصر فِي النبض على رَأْي ج التنفس مركب من انبساط وانقباض ووقفتين إِحْدَاهمَا قبل الانبساط وَالْأُخْرَى قبل الانقباض والوقفة الَّتِي قبل الانبساط أطول كثير من الَّتِي قبل الانقباض مادام الْجِسْم بِحَالهِ الطبيعية وَكَذَلِكَ مُدَّة الانبساط أطول وإدخاله الْهَوَاء فِي وَقت أَبْطَأَ وَمُدَّة الانقباض أقصر وإخراجه الْهَوَاء فِي وَقت أقل أَو الوقفتان يتبعان فِي الطول وَالْقصر طول وَقت الانبساط والانقباض فيطولان ويقصران بطولهما وقصرهما وَأمره شَبيه بِأَمْر النبض فاقرء بَاب النبض واستعن بِهِ. وَإِذا كَانَ النَّفس إِلَى خَارج سَرِيعا كَانَت الوقفة قبله قَصِيرَة وَإِذا كَانَ بطيئاً كَانَت طَوِيلَة لِأَن التنفس إِلَى دَاخل يَعْنِي فِي الانبساط إِنَّمَا يكون سَرِيعا عِنْد فضل حَاجَة إِلَى الْهَوَاء الْبَارِد وَإِذا كَانَ التنفس إِلَى دَاخل بطيئاً كَانَ الْأَمر فِي الوقفة الَّتِي قبله على الضِّدّ لِأَن الطبيعة لَا يخفر بهَا شَيْء إِلَى سرعَة اجتذاب الْهَوَاء وعَلى هَذَا الْقيَاس يجْرِي أَمر التنفس إِلَى خَارج وَهُوَ الانقباض وَذَلِكَ إِنَّمَا يسْرع إِذا كَانَ البخار الدخاني فِي الْقلب وَالْعُرُوق يخفر الطبيعة لإخراجه وافهم مثل هَذَا فِي النبض انبساطه وانقباضه. تقدمة الْمعرفَة والتنفس الْمُتَوَاتر يدل على ألم فِي الْمَوَاضِع الَّتِي فَوق الْحجاب وَإِذا كَانَ عَظِيما ثمَّ كَانَ فِي مَا بَين مُدَّة طَوِيلَة دلّ على اخْتِلَاط الْعقل وَإِذا كَانَ يخرج من المنخرين والفم وَهُوَ بَارِد فَإِنَّهُ قتال لِأَن التنفس عِنْد الْأَلَم يكون صَغِيرا متواتراً وَأما عِنْد الالتهاب فعظيماً متواتراً وَأما المتفاوت وَهُوَ الَّذِي يكون فِي مَا بَين مُدَّة طَوِيلَة فَإِنَّهُ إِن كَانَ عَظِيما دلّ على اخْتِلَاط الذِّهْن وَإِن كَانَ صَغِيرا دلّ على انطفاء الْحَرَارَة وَقلة الْحَاجة إِلَى التروّح وَالَّذِي يخرج بَارِدًا على ذَلِك يدل) على سَلامَة الْقلب والرية والحجاب على أَن الْأَعْضَاء الَّتِي تتصل بِهَذِهِ لَيست بهَا عِلّة مؤلمة وَلَا ورم حَار أَعنِي الْمعدة والكبد وَالطحَال لِأَن هَذِه تلاصق الْحجاب وَمَتى لم يكن فِي هَذِه التهاب شَدِيد وَلَا ورم حَار فِي الْأَمْرَاض الحادة فليعظم الرَّجَاء فِي السَّلامَة. الْفُصُول إِذا كَانَ التنفس مُنْقَطِعًا قبل الاستتمام إِمَّا فِي الانبساط وَإِمَّا فِي الانقباض وَإِمَّا فيهمَا فَيدل على تشنج لِأَن ذَلِك يكون قد نَالَ عضل الصَّدْر طرف من التشنج فَإِن عظم ذَلِك أدنى عظم نَالَ صَاحبهَا التشنج. لي أعد النّظر فِي الْمقَالة الأولى من سوء التنفس وَضعهَا على تَرْتِيب ونظام كَمَا فعل جالينوس وتفصل مَا ترى ألف ألف مِمَّا نقُول مِثَال ذَلِك نقُول إِن التنفس مركب من إِدْخَال الْهَوَاء وَهُوَ الانبساط والوقفة الَّتِي تكون قبل أَن تبدء بِإِخْرَاج الْهَوَاء أَعنِي الانقباض والوقفة الَّتِي تكون بعده حَتَّى تبدء بانبساط ثانٍ فَهَذِهِ أَرْبَعَة أَجزَاء حركتان إِحْدَاهمَا انقباض وَالْأُخْرَى انبساط وسكونان أَحدهمَا قبل الانقباض وَالْآخر قبل الانبساط وَالَّذِي قبل الانقباض أقصر بالطبع من الَّذِي قبل الانبساط وَكَانَ النَّفس إِنَّمَا هُوَ ثَلَاثَة أَجزَاء الانبساط والسكون الَّذِي

بعده والانقباض لِأَن النَّفس الْوَاحِد يتم بِهَذِهِ الثَّلَاثَة الْمعَانِي فَأَما السّكُون الَّذِي قبل الانبساط فَإِنَّهُ مُشْتَرك فِيمَا بَين النفسين وَلَكِن بِجِهَة الثَّلَاثَة تمّ الْأَمر أَن يُقَال إِن لَهُ أَرْبَعَة أَجزَاء أول وَيلْزم النَّفس من جِهَة الْحَرَكَة اثْنَتَانِ إِحْدَاهمَا السرعة وَالْآخر الْعظم والسرعة وضدهما إِدْخَال الْهَوَاء وإخراجه فِي مُدَّة أقصر والعظم هُوَ بسط الصَّدْر أَو قَبضه فِي مَسَافَة أعظم وَمن السّكُون المتفاوت والمتواتر فَتَصِير أَصْنَاف التنفس سِتَّة عَظِيم وصغير وسريع وبطيء ومتفاوت ومتواتر فَأَما المركبة فستة عشر صنفا لِأَن تركيب الْعَظِيم مَعَ الصَّغِير والسريع مَعَ البطيء والمتفاوت مَعَ الْمُتَوَاتر تسْقط لِأَنَّهَا أضداد وَتسقط أَيْضا عكوس كَثِيرَة. لي يُمكن أَن يُؤْخَذ الدَّلِيل من النَّفس أبين وأوضح مِنْهُ من النبض فِي بعض الْأَحْوَال فَإِذا رَأَيْت النَّفس يدْخل سَرِيعا وَيخرج سَرِيعا فَإِنَّهُ على حرارة وَيجب أَن يَنْقَسِم ذَلِك كُله باستقصاء. الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ سوء التنفس الَّذِي لَهُ فترات ودفعات وَيكون خُرُوجه ودخوله بكُرهٍ شَدِيد قَالَ ذَلِك يكون بِسَبَب السكتة. الرَّابِعَة وَفِي الربو وضيق الْآلَة بِالْجُمْلَةِ وَفِي ضعف الْقُوَّة قد ينبسط الصَّدْر انبساطاً كثيرا إِلَّا أَنه لَا يدْخلهُ هَوَاء كثير وَلَا يكون للهواء فِيهِ خُرُوج ينفخه ضَرْبَة كالحالة عِنْد الْحَرَارَة الْكَثِيرَة فِي الصَّدْر قَالَ عظم النَّفس الَّذِي يَتَحَرَّك فِيهِ جَمِيع) الصَّدْر يكون إِمَّا لحرارة شَدِيدَة فِي الصَّدْر وَإِمَّا لضيق وَإِمَّا لضعف الْقُوَّة وَإِمَّا لَهَا كلهَا إِلَّا أَنَّهَا إِن اجْتمعت كلهَا مَاتَ العليل على الْمَكَان وَإِن اجْتمع اثْنَان يعسر مَا يتَخَلَّص فَإِذا كَانَ من حرارة مَعَ ذَلِك تَوَاتر ونفخة وَسُرْعَة وَهُوَ حَار يخرج مِنْهُ وَهُوَ يتروّح إِلَى الْبَارِد وَإِذا كَانَ من قُوَّة ضَعِيفَة فَإِنَّهُ لَا يكون تَوَاتر وَلَا سرعَة وَلَا نفخة إِلَّا أَن يخفر مَعَ حرارة شَدِيدَة وَله فِيمَا يَخُصُّهُ انقباض ورقتي الْأنف قَالَ وَكَذَلِكَ من كَانَ ينبسط صَدره أعظم مَا يكون لسَبَب ضيق فَإِنَّهُ لَا يخرج مَعَه نفخة وَلَا هُوَ حَار إِلَّا أَن يكون مَعَ ذَلِك حرارة كالحال فِي ذَات الرية فَإِن هَؤُلَاءِ يتنفسون التنفس الْعَظِيم جدا ألف ألف الْمُتَوَاتر السَّرِيع وَلَا يكفيهم ذَلِك فضلا عَن غَيره وَالَّذين بهم ربو يبسطون الصَّدْر كُله لَكِن لَا يكون هُنَاكَ تَوَاتر وَلَا نفخة وَلَا هَوَاء حَار وَالَّذين بهم مُدَّة فِي الصَّدْر بِلَا هَوَاء حَار ونفخة وَلَا يكون أَيْضا هَؤُلَاءِ يختنقون سَرِيعا لِأَن قوتهم تكون قد سَقَطت لِأَن كل من جمع فِي صَدره مُدَّة قد بلغ إِلَيْهِ الضعْف ضَرُورَة وَمَعَ أَصْحَاب ذَات الرية والربو بَاقِيَة. وَجُمْلَة فالنفخة خَاصَّة بالحرارة الْكَثِيرَة وَأَصْحَاب الذبْحَة أَيْضا يتنفسون كَهَذا التنفس إِلَّا أَنه يكون مَعَ سرعَة وتواتر لِأَن النَّفس يدْخل قَلِيلا فَيحْتَاج أَن يستلحق مَا قد فَاتَ فَأَما نفخة فَلَا تكون وَأما الْعَظِيم المتفاوت فَهُوَ يدل على اخْتِلَاط عقل فَقَط وَالصَّغِير المتفاوت يدل على برد فِي الْقلب وغنى عَن التنفس وَالصَّغِير الْمُتَوَاتر يدل على وجع

فِي آلَات التنفس وَالَّذِي يَنْقَطِع بِسُكُون يسير ثمَّ يتنفس وَهُوَ المتضاعف كَنَفس الباكي يكون إِمَّا لتشنج فِي آلَات النَّفس وَإِمَّا لأجل حرارة كَثِيرَة تضطر العليل إِلَى شدَّة المتواترة فِي إِدْخَال النَّفس وإخراجه فَأَما تَعْطِيل النَّفس وَهُوَ الَّذِي يبلغ من صغره أَلا يلْحقهُ الْحس فَهُوَ من عِلّة تحدث فِي قَالَ التنفس الَّذِي ينبسط فِيهِ الصَّدْر كُله إِذا كَانَ بِلَا حمى فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يكون فِي الرية خلط غليظ أَو مُدَّة حواليها أَو فِي قصبتها وَحِينَئِذٍ فافصل بَين هذَيْن فَإِن النَّفس الَّذِي مَعَه تحير يدل على أَن الَّذِي فِي الرية رطوبات فَإِنَّهُ مِنْهَا فِي قصبتها وَالَّذِي بِلَا تحير يدل على ورم لم ينضج فِي الرية أَو حواليها خَارِجا عَنْهَا أَو رطوبات حولهَا خَارِجا وَإِذا حدث مثل هَذَا التنفس بَغْتَة فَاعْلَم أَنه قد سَالَ إِلَى الرية من الرَّأْس أَو من غير مَادَّة وَأما إِن كَانَ مَعَه قبل ذَلِك ذَات جنب فَلم تستنق جيدا فَاعْلَم أَن ذَلِك مُدَّة. الأولى من سوء التنفس قَالَ التنفس مركب من إِدْخَال الْهَوَاء وإخراجه من سكونين أَحدهمَا بعد إِدْخَال الْهَوَاء وَهُوَ أَصْغَر وَالْآخر بعد إِخْرَاجه وَهُوَ أطول بكمية قَالَ والتنفس المعتدل هُوَ الَّذِي يحفظ أجزاؤه هَذِه يلمد فِيهِ الْخَاص فِي الكمية) والكيفية قَالَ وَالْخُرُوج عَن الِاعْتِدَال يلْزم الحركتين أَعنِي دُخُول الْهَوَاء وَخُرُوجه فِي الكمية والكيفية لِأَن الْحَرَكَة مركبة من مِقْدَار الْمسَافَة الَّتِي فِيهَا تكون وَمن مِقْدَار الزَّمَان فَأَما السّكُون فَهُوَ وَاحِد للبسط وَلذَلِك إِنَّمَا هُوَ اعتداله وَخُرُوجه عَن الِاعْتِدَال فِي الكمية أَعنِي فِي مِقْدَار الزَّمَان الَّذِي فِيهِ يكون قَالَ فيخص من هَاهُنَا أَن أَصْنَاف سوء المزاج البسيطة سِتَّة السَّرِيع والبطيء والعظيم وَالصَّغِير والمتفاوت والمتواتر قَالَ وَنحن قَائِلُونَ فِي تَعْرِيف هَذِه ثمَّ فِي أَسبَابهَا ثمَّ نقُول فِي المركبة قَالَ السرعة والبطء والعظم والصغر تقال فِي الحركتين أَعنِي فِي إِدْخَال الْهَوَاء إِلَى دَاخل وَفِي إِخْرَاجه فَيُقَال إِذا كَانَ يدْخل هَوَاء كثيرا وينبسط الصَّدْر فِي مَسَافَة طَوِيلَة عَظِيما وَإِذا كَانَ بالضد صَغِيرا وَيُقَال إِذا كَانَ يدْخل الْهَوَاء فِي زمن قصير ويخرجه فِي زمن قصير وَإِذا كَانَ يدْخلهُ فِي زمن طَوِيل بطيئاً قَالَ وَأما التَّفَاوُت والتواتر فيقالان فِي ألف ألف السكونين الَّذين قبل الانبساط وَالَّذِي قبل الانقباض قَالَ وَأما أَنْيَاب التنفس فَإِنَّمَا يُؤْخَذ من الْأَشْيَاء الفاعلة لَهَا قَالَ وَهِي ثَلَاثَة الْقُوَّة الفاعلة للنَّفس والآلة الَّتِي يكون بهَا وَالْحَاجة الَّتِي لَهَا يكون قَالَ مَتى كَانَت هَذِه الثَّلَاثَة بِالْحَال المعتدلة للحيوان كَانَ النَّفس طبيعياً معتدلاً وَمَتى حدث فِي شَيْء من هَذِه حَادث فَلَا بُد أَن يعرض فِي النَّفس ضَرَر من أجل ذَلِك الْحَادِث بِقدر عظم الْحَادِث وصغره.

قَالَ وَاعْلَم أَن علم التنفس لَيْسَ بِدُونِ النضب فِي الْمَنْفَعَة وَهُوَ أبين مِنْهُ ويشاركه فِي أَسبَاب كَثِيرَة قَالَ وَقد أوضحت فِي كتاب النبض أَن سرعَة الْحَرَكَة تكون من أجل تزيد الْحَاجة وَقُوَّة المواتاة ومواتاة الْآلَة فَإِن حضرت الْحَاجة أَشد فَإِنَّهُ قد يُمكن وَإِن كَانَت الْقُوَّة لَيست بالقوية فَإِنَّهُ لَا يُمكن حِينَئِذٍ أَن تكون حَرَكَة سريعة بل يكون يدل على السرعة تَوَاتر لِأَن التَّوَاتُر فِي جَمِيع الْأَفْعَال إِنَّمَا يكون عِنْد تَقْصِير الْفِعْل عَن مِقْدَار الْحَاجة لعظمه وسرعته فتخفر لحَاجَة عنند ذَلِك إِلَى أَن تقل مُدَّة ترك الْفِعْل حَتَّى يسْرع الرُّجُوع. لي الَّذِي بَين فِي النبض أَن الْعظم يحْتَاج إِلَى قُوَّة قَوِيَّة وَآلَة مواتية وحاجة دَاعِيَة فَإِذا تزيدت الْحَاجة أَكثر فَعِنْدَ ذَلِك تتزيد السرعة قَالَ وَعظم التنفس أَيْضا يحْتَاج إِلَى أَن تكون الْحَاجة دَاعِيَة وَالْقُوَّة قَوِيَّة والآلة مواتية قَالَ وَأما الصغر والإبطاء فَلَيْسَ يحْتَاج فِي كَونهمَا إِلَى أضداد هَذِه ضَرُورَة بل قد يَكْتَفِي بِوَاحِدَة من هَذِه لِأَنَّهُ إِن نقصت الْحَاجة نُقْصَانا كثيرا نقص لذَلِك الْعظم والسرعة وَإِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة لِأَن الْحَيَوَان قد اسْتغنى ثمَّ اسْتعْمل آلَته وقوته وَكَذَلِكَ إِن ضعفت جدا ثمَّ كَانَت الْآلَة مواتية وَالْحَاجة شَدِيدَة وَكَذَلِكَ إِن حدث فِي الْحَالة مَانع وَكَذَلِكَ) الْحَاجة وَالْقُوَّة باقيتين فَإِن الْعظم والسرعة ينقص بِقدر الشَّيْء الَّذِي يُوجد قَالَ تزيد الْحَاجة إِذا كَانَت سَائِر الْأَشْيَاء فَاعْلَم أَن الْحَرَارَة قد زَادَت أَقُول إِنَّه إِن كَانَ تزيدها يَسِيرا فَإِن الانبساط يكون أعظم مِمَّا كَانَ بِأَمْر بَين وَإِن تزيدت الْحَرَارَة تزيداً كثيرا فَإِنَّهُ يكْتَسب مَعَ الْعظم سرعَة وَإِن تزيدت أَيْضا فمتواترة فَإِن نقصت الْحَرَارَة وَهُوَ معنى فولبل نقصت الْحَاجة وَكَانَت الْآلَة وَالْقُوَّة بحسبهما فَإِن أول مَا ينقص التَّوَاتُر ثمَّ بعده السرعة ثمَّ الْعظم حَتَّى يكون النبض أَشد تَفَاوتا من الطبيعي بِمِقْدَار وَأَبْطَأ مِنْهُ بِمِقْدَار معتدل وأصغر بِمِقْدَار يسير لِأَن الْقُوَّة مَا دَامَت قوته لم يُمكن الانبساط أَصْغَر من الْمِقْدَار الطبيعي بِشَيْء كثير وَلَا أَبْطَأَ مِنْهُ بِشَيْء كثير جدا لَكِن يكون التَّفَاوُت فِي غَايَة الطول ألف ألف إِن كَانَت الْحَاجة قد نقصت نُقْصَانا قَوِيا كثيرا قَالَ وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الانقباض إِلَّا أَن شدَّة الْحَاجة فِي الانقباض إِنَّمَا يكون لتزيد البخارات الدخانية الَّتِي تحْتَاج أَن تخرج فَإِنَّهُ إِذا كَانَت الْحَاجة إِلَى إِخْرَاج هَذِه البخارات شَدِيدَة لكثرتها أَو لحدتها كَانَ الانقباض أَعنِي خُرُوج النَّفس سَرِيعا عَظِيما متواتراً وَيكون بطيأً صَغِيرا متفاوتاً فِي ضد هَذِه الْحَالة وعَلى مِثَال هَذِه الْحَالة فِي الانبساط يكون هَاهُنَا أَيْضا فَإِنَّهُ إِذا ذهبت الْحَاجة نقص أَولا زمَان السّكُون الَّذِي قبل الانبساط ثمَّ سرعته ثمَّ الْعظم. قَالَ وَالْحَال فِي استفراغ الرّوح النفساني وتحلله كالحال فِي تزيد الْحَرَارَة فَإِن الَّذين يستفرغ مِنْهُم يتنفسون عَظِيما سَرِيعا متواتراً وَالَّذين لَا يستفرغ مِنْهُم فبالضد فَإِن اجْتمع تزيد الْحَرَارَة إِلَى استفراغ الرّوح كَانَ النَّفس إِلَى دَاخل أسْرع وَأعظم وَأَشد تواتراً وبالضد وبالخلاف قَالَ وَأما الانقباض فَإِنَّمَا يكون عَظِيما سَرِيعا متواتراً إِذا كَانَت هَذِه الفضول الدخانية كَثِيرَة وَيكون صَغِيرا بطيأً متفاوتاً وَإِذا كَانَت هَذِه الفضول قَليلَة.

قَالَ وَأما الْأَسْنَان فالسن الَّتِي فِيهَا الْحَيَوَان نامٍ يكون النَّفس فِيهِ أعظم وَأَشد تواتراً فِي الانبساط والانقباض لِأَن الْحَرَارَة الَّتِي فِي السن النامي أَكثر فَلذَلِك يحْتَاج إِلَى تروّح أَكثر والفضول الدخانية فيهم أَيْضا أَكثر لِأَن هَذِه الفضول إِنَّمَا تكون بِحَسب كَثْرَة الهضم لِأَنَّهَا فضول الهضم وَكَذَلِكَ الْحَال فِي أَوْقَات السّنة والبلدان والأمزجة فَإِنَّهُ فِي الْحَار يعظم ويسرع ويتواتر وَفِي الْبَارِد بالضد وَكَذَلِكَ فِي الْأَعْمَال وَالْأَحْوَال والتصرفات قَالَ والاستحمام أَيْضا مَا كَانَ بالحار يَجْعَل النَّفس سَرِيعا عَظِيما متواتراً وَمَا كَانَ بالبارد فبالضد وَأما النّوم فَإِنَّهُ يَجْعَل الانقباض أعظم وأسرع من الانبساط لِأَن الهضم يكون فِي حَال النّوم أَكثر لِأَن الْحَرَارَة تَجْتَمِع فِيهِ فِي دَاخل الْجِسْم فيكثر لذَلِك) اجْتِمَاع الفضول الدخانية غَايَة الْكَثْرَة. قَالَ وَأما الْأَمْرَاض فَجَمِيع مَا تتزيد فِيهِ الْحَرَارَة مثل الحميات تتزيد فِيهَا سرعَة النَّفس وعظمه وتواتره وخاصة فِيمَا كَانَ مِنْهَا فِي الْقلب نَفسه أَو فِيمَا قرب مِنْهُ حرارة مفرطة وَأما الَّتِي نقصت فِيهَا الْحَرَارَة فينقص النَّفس حَتَّى أَنه رُبمَا لم يتَبَيَّن للحس الْبَتَّةَ كالحال فِي اختناق الْأَرْحَام قَالَ وَجَمِيع هَذِه الْأَشْيَاء النبض فِيهَا مُشَاركَة للنَّفس قَالَ وَلِأَن النَّفس فعل إراديّ والنبض فعل طبيعيّ يَخْتَلِفَانِ فِي أَشْيَاء مِنْهَا أَن النبض إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة والآلة مواتية وَالْحَاجة دَاعِيَة لَا يُمكن أَن يَجْعَل بالإرادة صَغِيرا والتنفس قد يكون ذَلِك فِيهِ لِأَنَّهُ إِن عرض فِي آلَات النَّفس وجع فَإِن الصَّدْر ينبسط انبساطاً أقل عظما لِأَن عظم الانبساط يهيج الوجع ويشتد لَهُ وَإِذا صغر الانبساط لم يبلغ للْحَاجة قدرهَا فيعتاض من ذَلِك التَّوَاتُر ألف ألف لِأَن يسْتَدرك من الْهَوَاء بِقدر مَا فَاتَهُ بِعظم الانبساط فَتكون هَذِه الْحَالة كمن لَا يتهيء لَهُ أَن يشرب رية فِي جرعة حَتَّى يَسْتَوْفِيه فيغرفه فِي جرعات كَثِيرَة متواترة قَلِيلا قَلِيلا وَمن حالات الوجع فِي الصَّدْر يكون التنفس بكليته يَعْنِي انبساطه وانقباضه بطيئاً صَغِيرا متواتراً وَيكون بعد صغره عَن الِاعْتِدَال أَكثر من بعد سرعته لِأَن تأذي الصَّدْر بِالْوَضْعِ لعظم الانبساط أَكثر مِنْهُ بِسُرْعَة فَإِن السرعة وَإِن كَانَت مؤذية فَإِنَّهَا من أجل قصر مدّتها يكون أذاها أقل وَذَلِكَ لِأَن السرعة تصيره وتؤدّيه إِلَى الَّذِي تشتاق إِلَيْهِ ويستريح الصَّدْر سَرِيعا وَأما عظم الانبساط فَإِنَّهُ مؤذٍ من كل الْجِهَات من أجل شدَّة هَذِه الْحَرَكَة وليتمدد الورم والضغاطة فيألم مِنْهُ من كل وَجه فَلذَلِك لَا ينقص فِي حَال الوجع الشَّديد أَكثر من السرعة. قَالَ فَإِن كَانَ وجع الصَّدْر بِلَا حرارة يخفر وَيَدْعُو إِلَى النَّفس الْعَظِيم لَكِن تكون حرارة الْقلب بِحَالِهَا الطبيعية فَإِنَّهَا ترى رُؤْيَة بَيِّنَة حَرَكَة الصَّدْر أَبْطَأَ يَعْنِي النَّفس فَأَما إِن كَانَ مَعَ الوجع الْقلب ملتهباً فَإِن السرعة تُوجد لشدَّة الْحَاجة ومبادرته للتطفية فَلَا تنقص السرعة لَكِن ينقص الْعظم نُقْصَانا كثيرا والخلقة المتواترة من أجل خفر الْحَاجة. فَإِن كَانَ مَعَ الوجع تلهب أَيْضا فَإِنَّهُ يزِيد فِي السرعة أَيْضا وَيزِيد فِي التَّوَاتُر بِمِقْدَار أَكثر. قَالَ والتواتر وَإِن كَانَ قد يلْحق التنفس الَّذِي عَن تلهب الْقلب فَقَط وَهُوَ خفر الْحَاجة وَالَّذِي عَن الوجع فَإِن الْفرق بَينهمَا أَن جملَة مَا قُلْنَا أَن الوجع فِي آلَات النَّفس يَجْعَل

التنفس صَغِيرا متواتراً وَأَن الَّذِي عَن الوجع صَغِير كثيرا وَمَعَهُ أَيْضا أَبْطَأَ وَإِن كَانَ أقل من الصغر قَالَ فَأَما) التنفس الْكَائِن عَن الوجع مَعَ تلهب الْقلب فينفصل عَن تلهبه فَقَط بالصغر لِأَنَّهُ أَصْغَر من الكاين عَن التلهب بِلَا وجع وينفصل من الكاين عَن الوجع فَقَط فَإِنَّهُ أَشد تواتراً وأسرع وَأعظم وَأَبْطَأ قَالَ فالضعف الَّذِي يتَغَيَّر فِيهِ النَّفس من أجل الوجع لَا يشبه أَمر التنفس فِيهِ أَمر النبض وَأما سَائِر ذَلِك الَّذِي ذَكرْنَاهُ فيشبهه فِي السَّبَب والتغير قَالَ والتغير الْحَادِث فِي النَّفس من سدد أَو أورام صلبة أَو ضغط أَو صنف من أَصْنَاف ضيق فِي الصَّدْر والرية فَإِنَّهُ يُغير النَّفس تغيراً مشتبهاً لتغير النبض قَالَ والتنفس والنبض يكونَانِ جَمِيعًا فِي هَذِه الْأَحْوَال أَعنِي فِي هَذِه حَال الضّيق صَغِيرا سَرِيعا متواتراً أما كَونه متواتراً فَلِأَن مَا ينجذب من الْهَوَاء يكون قَلِيلا لضيق الْآلَة الَّتِي بهَا يجذب وَإِمَّا متواتراً فَلِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يسْتَدرك بِهِ مَا فَاتَ من الْعظم ليكمل مَا تحْتَاج إِلَيْهِ الْحَاجة وَإِمَّا سَرِيعا فلهذه الْعلَّة أَيْضا وَقد بَينا فِي كتاب النبض أَن عظم الانبساط إِذا وفى الْحَيَوَان مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من إِدْخَال الْهَوَاء لم يطْلب السرعة وَلم يؤف انْتقل إِلَى السرعة ألف ألف إِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فَإِن وفاه لم تَوَاتر فَإِن لم يوفه أَيْضا تَوَاتر حِينَئِذٍ وَفِي أَحْوَال الضّيق يكون النبض والتنفس أَيْضا مُخْتَلفين وَالِاخْتِلَاف عَلامَة خَاصَّة لهَذِهِ الْعِلَل. هُنَا تمّ القَوْل فِي بَاب التنفس وبتمامه تمّ الجزؤ الجزءالثالث فِي أَكثر النّسخ ويتلوه الْجُزْء الرَّابِع فِي الربو وضيق النَّفس ورداءته

الجزء 2

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) وَصلى الله على مُحَمَّد وَآله وَسلم تَسْلِيمًا (الْجُزْء الرَّابِع) (أمراض الرئة) (الربو وضيق النَّفس ورداءته) ألف ألف الْمقَالة الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة اسْتَعِنْ بهَا من حَيْثُ ذكر علل الرئة إِذا حدث ضيق النَّفس بَغْتَة مَعَ ثقل فِي الصَّدْر فقد انصبّ إِلَى الصَّدْر نَوَازِل كَثِيرَة دفْعَة أَو) انصبّت إِلَيْهِ من الْمَوَاضِع الْمُجَاورَة لَهُ وَيكون النَّفس الضّيق ابطأ إِمَّا لِأَن أَقسَام قَصَبَة الرية مَمْلُوءَة أخلاطاً وَإِمَّا لِأَن حول الرئة قَيْحا يمْنَع من أَن ينبسط أَو دَمًا ويفصل بَينهمَا بِأَن هذَيْن تتقدمه ذَات الْجنب وَالْآخر نفث الدَّم فَإِذا لم يكن شئ من هَذِه فَإِن سَبَب الضّيق والربو أخلاط بلغمية وَنَفث الشَّيْء يعسر إِمَّا لغلظة وَإِمَّا لرقته وَإِمَّا لضعف الْقُوَّة يستعان من هَذِه الْمقَالة بالمواضع الَّتِي يَقُول الِاسْتِدْلَال من رِدَاءَهُ التنفس على الْمَوَاضِع الألمة. 3 (الميامر) السَّابِعَة من الميامر دَوَاء يصعد المدّة وقشور القروح والأغشية من الرئة وينقي تنقية بليغة وَهُوَ نَافِع من السلّ سكبينج وَمر مثقالان قردمانا وحرف مثقالان آس مِثْقَال يعجن بشراب حُلْو جند بادستر مِثْقَال قَالَ يصنع مِنْهُ حبّ ويسقى نصف مِثْقَال بِمَاء فاتر. لي أَقْرَاص تنّقي تنقية بليغة جدا يُؤْخَذ من السكبينج وبزر الأنجرة وحرف وقردمانا وفلفل وترمس و. . يعجن بطبيخ التِّين وَيُعْطى مِنْهُ مِثْقَال باوقية من مَاء الْعَسَل الْمَطْبُوخ بفوذنج عسل رَطْل يُؤْخَذ ويطبخ حَتَّى يغلظ وينثر عَلَيْهِ أُوقِيَّة فلفل مسحوق ويخلطان جيدا وَمثله مرّ وَيُعْطى كل يَوْم مِنْهُ بندقة فَإِنَّهُ ينقي جدا قَالَ وَمن عرض لَهُ أَن يتنفس تنفساً متواتراً من غير حَرَكَة وَلَا حمى فَإِن بِهِ ربوا وَيُسمى نفس الانتصاب لأَنهم يضطرون أَن ينتصبوا كي يسهل نفسهم وَفِي وَقت النّوم يزِيد أبدا وَيكون صَدره أَعلَى كثيرا لِأَن نَفسه إِذْ ذَاك أسهل وصدورها تنبسط كلهَا إِلَّا أَن فِي قصب رئاتهم أَو حول الرئة إِمَّا مّدة وَإِمَّا رُطُوبَة غَلِيظَة فَلَا يكفيهم مَا يجتذبون من الْهَوَاء وَقد يحدث ضيق النَّفس من ورم فِي الرئة من جنس الدُّبَيْلَة وَمن ورم فِي قصب الرئة يضيق بِهِ المسلك يحْتَاج أَن يفصل بَين هذَيْن وَالَّذِي من أجل مَا فِي القصبة لِأَن العلاج يخْتَلف

والفصل هُوَ أَن الضّيق الَّذِي لقصبة الرئة لَا يدْخل الْهَوَاء فِي زمن سريع فَيكون عِنْد ألف ألف تَنْشَق الْهَوَاء زفرات وَالَّذِي بخراج مَعَه حمى وَإِن كَانَ بَارِدًا فثقل شَدِيد وَالَّذِي فِي قَصَبَة الرئة يكون مَعَه نفث وانتفاع بِهِ ويتوق إِلَى السعال وَالَّذِي لخراج فِي الصَّدْر يوجع الصَّدْر بالغمز وَالَّذِي لأخلاط حول الرئة يَبْدُو النفث بعد مُدَّة ويحسّ بثقل وانتصاب إِذا انْقَلب من جنب إِلَى جنب قَالَ وعلاج من بِهِ خلط غليظ فِي قَصَبَة الرئة أَن يلطف بالأدوية الْمُقطعَة وعلاج الدُّبَيْلَة أَن تعالج بأدوية ملطفة ويوافقهما شرب الشَّرَاب اللَّطِيف الرَّقِيق غير أَنه إِذا كَانَ خراج فِي الرئة يجب أَن يشرب قَلِيلا وَإِذا كَانَ خلط غليظ فِي قَصَبَة الرئة فليشرب مِنْهُ كثيرا لِأَن الْأَدْوِيَة الَّتِي) تنقى أَمْثَال هَذِه الرطوبات لابدّ أَن تهيج سعالاً لِأَن الشَّيْء الغليظ للزوجته لَا يصعد بسهولة وَكَذَلِكَ يحْتَاج إِلَى فضل رُطُوبَة زَائِدَة يسهل بهَا صعُود. لي تنقية مَا فِي الصَّدْر تعسر إِمَّا لغلظة وَهَذِه تحْتَاج أَن يلطف وَذَلِكَ يكون بالأدوية الْمُقطعَة وبالرطوبات اللطيفة إِن كَانَ غليظاً جدا يَابسا وَإِمَّا لرقته لِأَنَّهُ يفلت من الرّيح وَذَلِكَ يكون بتغليظه بالنشا والكثيرا وَإِمَّا لكثرته وَذَلِكَ أَنه يحْتَاج أَن يقلل وَلَا يكثر الْغذَاء وبالصوم وبالقيء وبالإسهال وببزر الأنجرة والبسبائج وقثاء الْحمار وشحم الحنظل ومرق الديك الْعَتِيق وَإِمَّا أَن يكون لضعف الْقُوَّة وَيحْتَاج أَن يعان بالعطاس 3 (الربو الَّذِي يكون عَن خلط غليظ) قَالَ والربو الَّذِي يكون عَن خلط غليظ فِي قَصَبَة الرئة يجب أَن يعْطى أدوية مقطعَة للخلط اللزج وَإِن يُزَاد الْخَلْط مَعَ ذَلِك بالأدوية والأغذية رُطُوبَة وَأما الخراجات فَإِنَّهَا تحْتَاج إِلَى أدوية تلطّف وتجفّف وأنفع الْأَشْيَاء لَهَا الْأَدْوِيَة الَّتِي من جنس الأفاويه فَإِن هَذِه كلهَا لَطِيفَة مجففة وفيهَا مَعَ ذَلِك إسخان وَأما الربو فأنفع الْأَدْوِيَة لَهُ الَّتِي تلطّف من غير إسخان بِقُوَّة وَلذَلِك أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُم خلّ العنصل والعنصل نَفسه والسكنجين العنصلي واجتنب مَا يسخن إسخاناً قَوِيا لِأَنَّهَا تغلظ الْخَلْط ويعسر نفثه وَالَّذِي يبّرد تبريداً قَوِيا لِأَنَّهَا تخمره وتغلظه وتجعله عسر الإنجذاب أَو الذوبان ويعسر نفثه فَلذَلِك قد أَجَاد مؤلفو هَذِه الْأَدْوِيَة للربو إِذا لم يخلطوا فِيهَا شَيْئا من القابضة لِأَن هَذِه فِي غَايَة المضادّة لهَذِهِ الْعلَّة. لي قد بَين لَك جالينوس كَيفَ يغلظ الْخَلْط الرَّقِيق إِذا احتجت إِلَى ذَلِك وبيّن إِنَّك تحْتَاج أَن تسقى فِي هَذِه الْأَدْوِيَة مَا يجفّف بِقُوَّة فَإِن أردْت تلطيفه فأمزج بالرطوبات اللطيفة الْكَثِيرَة ورطّب الْبدن بالاستحمام بِالْمَاءِ العذب الْحَار وبماء الْعَسَل وبالشراب اللَّطِيف الرَّقِيق ثمَّ أعد الْأَدْوِيَة الَّتِي تقلع بالنفث حَتَّى تستنظفها أجمع وَلَا تعط فلفلاً وقردماناً وخردلاً ألف ألف إِلَّا

دواء الربو

3 - (دَوَاء الربو) للربو يعصر بصل العنصل ويطرح على العصارة مثلهَا عسلاً فايقاً ويعقد على نَار فَحم ويسقى مِنْهَا وَيكون مسطرن قبل الطَّعَام وَآخر بعده. آخر فودنج وحاشا وايرسا وفلفل وَدَار فلفل وانيسون يعجن وَيُعْطى بِعَسَل مِنْهُ قدر البندقية غدْوَة وَعَشِيَّة أَو يسقى طبيخ الزَّبِيب والحلبة المغسولة حَتَّى تتهّرى ويصفّى ويسقى مِنْهَا مَرَّات كَثِيرَة أَو يُؤْخَذ شيح وقضبان الذاب فيطبخ ويعقد طبيخهما بِعَسَل وَيُعْطى مِنْهُ أُوقِيَّة مَعَ سكنجبين. حب يسهل بِهِ أَصْحَاب الربو وَأفهم من الربو أَنه خلط غليظ فِي قصب الرئة شَحم حنظل نصف مِثْقَال انيسون سدس مِثْقَال يعجن بِالْمَاءِ ويحبّب ويحقن قبله بِيَوْم بحقنة ساذجة يسقى من غَد هَذَا كُله بِمَاء الْعَسَل. آخر حنظل وشيح بِالسَّوِيَّةِ بورق نصف جُزْء أصُول السوسن جزءان جوشير مثله بحبّب وَيُعْطى مِنْهُ من دِرْهَم إِلَى دِرْهَم وَنصف وينتظر سَاعَة ثمَّ يسقى مَاء الْعَسَل نصف قوطولي وَكَذَلِكَ يفعل بِالْأولِ. آخر خَرْدَل مِثْقَال ملح الْعَجِين نصف مِثْقَال عصارة قثاء الْحمار نصف مِثْقَال تجْعَل ثَمَانِيَة أَقْرَاص ويسقى يَوْمًا وَيَوْما لَا بِمَاء عسل. لي مسهل للربو شَحم حنظل دانقان بزر الأنجرة دِرْهَم بورق نصف دِرْهَم أفتيمون مثله يعجن بِمَاء الْعَسَل ويعطونه وَهُوَ شربة وينتظر ثَلَاث سَاعَات ويسقون أوقيتين أَو ثَلَاثًا من مَاء الْعَسَل. معجون تَرَبد بزر الأنجرة ولب القرطم وأفتيمون وبسبايج وخردل يعجن بعصارة العنصل وَالْعَسَل وَيُعْطى ثَلَاثَة دَرَاهِم فَإِنَّهُ يسهل وينقى جدا وَيُعْطى لغير الإسهال دِرْهَم. حب يسهل النفث وَلَا يسهل مر فلفل بزر الأنجرة سكبينج خَرْدَل يعجن بعصارة العنصل وَالْعَسَل وَيُعْطى غدْوَة وَعَشِيَّة عِنْد النّوم. الثَّانِيَة من أمراض الحادة قَالَ نقاء الرئة مِمَّا يكون فِيهَا يكون بالسعال وَذَلِكَ أَن جَمِيع الْأَشْيَاء المائية الرقيقة فِي الْغَايَة تجْرِي حول الْهَوَاء الَّذِي يخرج بالسعال وتنصّب إِلَى ضد الْجِهَة الَّذِي يسْلك الْهَوَاء فِيهِ لِأَن الْهَوَاء الْخَارِج فِي السعال يحمل مَعَه تِلْكَ الأخلاط وَمن الْبَين أَنه يَنْبَغِي أَن يكون غلظ الأخلاط بالمقدار الَّذِي يُمكن أَن يدْفع الْهَوَاء وَلَا يكون بِمَنْزِلَة الطين الَّذِي

قد رسخ فِي) قَصَبَة الرئة وَلَا بِمَنْزِلَة المَاء الرَّقِيق الَّذِي يتفرق إِذا دفعتها الرّيح بل يكون معتدلاً فِي الرقة والغلظ قَالَ فالأخلاط اللزجة لَيست تحْتَاج إِلَى ترطيبها فَقَط بل وَإِلَى أَن تجلى والجلاء يكون عِنْد الْأَشْيَاء الحلوة وَكَذَلِكَ التقطيع وَأحذر من الْأَشْيَاء الحامضة وَلذَلِك مَاء الْعَسَل مُوَافق جدا لنفث الأخلاط الغليظة وَأما السكنجبين فالأخلاط اللزجة وَالثَّانِي بعد مَاء الْعَسَل مَاء الشّعير وَبعده ألف ألف الشَّرَاب الحلو إِذا كَانَ الشَّيْء قد نضج وَاحْتَاجَ إِلَى نفث. الثَّانِيَة من الْفُصُول الربو والسعال إِذا عرض للمشايخ لم يكد يبرؤ لِأَن هَذِه علل يعسر نضجها فِي الشَّبَاب فضلا عَن الْمَشَايِخ. 3 (أَصْحَاب الربو عالجهم بِمَا يسهل البلغم) السَّادِسَة مِنْهَا أَصْحَاب الربو عالجهم بِمَا يسهل البلغم الْكثير. من التَّدْبِير الملطف الْخُمُور الحلوة جَيِّدَة إِذا شربت مَعَ الْأَشْيَاء الملطفة لنفث مَا فِي الصَّدْر لِأَنَّهَا تسخن وتحلل وترقق وَمَا كَانَ فِي الصَّدْر إِذا كَانَ صلباً فَإِنَّهُ يحْتَاج فِي سهولة نفثه إِلَى أَن يرطب لِأَن نفث الشَّيْء الصلب يكون عسيراً وَيحْتَاج إِلَى قُوَّة قَوِيَّة فَإِذا هاج بِأحد سعال شَدِيد وَكَانَ الْخَلْط يَابسا عَظِيما لم يُؤمن أَن تصدع الْعُرُوق شدَّة السعال فرقق الْخَلْط ولطف قَلِيلا ليسهل نفثه. السَّابِعَة نم مَنَافِع الْأَعْضَاء الْعُرُوق الَّتِي فِي الرئة تنفذ كلهَا إِلَى أصل وَاحِد وَهُوَ التجويف لي مرّ هَاهُنَا أول مَا يفصد فِي ضيق النَّفس من الْجَانِب الْأَيْسَر لِأَن هَذَا التجويف من تجاويف الْقلب مِنْهُ ينْبت الْعُرُوق الضوارب وَمِنْه يتروّح الْقلب بالهواء وَإِذا خف الدَّم فِي هَذَا الْجَانِب اتَّسع الْمَكَان وَسَهل الانبساط أَكثر وَأما التجويف الْأَيْمن من الْقلب فَإِنَّهُ خاصّ بِالدَّمِ الَّذِي يصعد من الكبد إِلَى الْقلب وَلذَلِك مَتى كَانَ خفقان فِي الْقلب وامتلاء دموي فَالْأولى أَن يفصد مِنْهُ. لي من التَّاسِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة من ضيق النَّفس ضرب يكون عَن نزُول نَوَازِل دائمة من الرَّأْس إِلَى الصَّدْر وعلاج هَذَا الضّيق من النَّفس مَعَ النَّوَازِل يكون بالأدوية الموصوفة الَّتِي فِيهَا البنج والأفيون وَمن أَجود الْأَدْوِيَة لَهَا فِيمَا قَالَ جالينوس الطين الأرميني وَذَلِكَ أَنه يمْنَع النَّوَازِل الْبَتَّةَ. التَّاسِعَة من أبيذيميا إِذا كَانَ فِي الرئة مَا يحْتَاج أَن يخرج فالسعال نَافِع وتهييجه وَاجِب بِحَسب الْحَاجة طبيخ الزوفا يسهل النفث وَيُطلق الْبَطن مُحِيطَة وتين أَبيض وزوفا يَابِس وزبيب منزوع) الْعَجم وأصول السوسن وأصول كرفس وكزبرة الْبِئْر وبسبايج وَتَربد مقشر من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم يطْبخ حَتَّى يصير المَاء ربعه ويصفّى ويسقى. الأولى من الأغذية من كَانَت فِي صَدره أوجاع مزمنة بِلَا حمى فاطبخ لَهُ حلبة مَعَ تمر سمين وأخلط بهَا عسلاً كثيرا واعقده بالنَّار على جمر بِلَا دُخان حَتَّى يثخن ثخناً معتدلاً واسقه قبل

دواء يسكن الربو ليس له نظير

اهرن قد يكون ضروب من الربو يهيج من ريح يحتقن فِي الصَّدْر فينفخه وعلاجه بالأدوية الَّتِي تفتّح السدد تَأْخُذ شبتا وبابونجا ومرزنجوشا فاطبخه وكمّد بِهِ الصَّدْر والجنبين ومرّخهما بدهن الناردين ودهن الْغَار ودهن السداب وَسَائِر الأدهان الحارة واسقه شخذنايا وامر وسيا ألف ألف وَفِيه واسقه مِثْقَالا من السكبينج أَو جوشير. للربو من رُطُوبَة فلفل أَبيض رَطْل كاشم نانخواه فودنج من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ بزركرفس حاشا أُوقِيَّة أُوقِيَّة أعجنه بِعَسَل واجعله حبّا واسق مِنْهُ بندقة وَاحِدَة بِمَاء الْعَسَل. للربو الَّذِي من الرّيح المحتقنة فِي الصَّدْر جند بادستراشق جزؤ جزؤ دقّهما واسق العليل نصف دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل. آخر حبق حاشا ايرسا فلفل أَبيض أنيسون أحد سَوَاء أعجنه بِعَسَل الشربة مِنْهُ جوزة بِمَاء الْعَسَل. 3 - (دَوَاء يسكّن الربو لَيْسَ لَهُ نَظِير) دَوَاء يهيج الْقَيْء وَيخرج الفضول ويسكّن الربو وَلَيْسَ لَهُ نَظِير خَرْدَل دِرْهَم ملح مثله بورق أرميني نصف نطرون دانق إسق مِنْهُ درهما بِخَمْسَة أساتير من المَاء وَالْعَسَل وَيكون الْعَسَل أُوقِيَّة وَإِذا كَانَ مَعَ الربو غلظ الكبد فألق فِي الْأَدْوِيَة غافثا وافسنتينا وفوه وزراوند وَنَحْوهَا وَإِذا كَانَ الربو من صغر فِي الصَّدْر والرئة فَلَا يَكْتَفِي بالانبساط فيتدارك النَّفس لذَلِك كالحال فِي الْمعدة الصَّغِيرَة. الطَّبَرِيّ للبلغم الغليظ يشرب درهما وَاحِدًا من أسقولوقندريون فَإِنَّهُ يلطّفه ويخرجه عَجِيب فِي ذَلِك. الطَّبَرِيّ الربو الْكَائِن من شدَّة يبس الرئة وحرارتها لَا يكون بنفث يسقى لبن الأتن وَلبن الْمعز وتدرج كَذَلِك ثَلَاثَة أسابيع. اهرن إِذا كَانَ مَعَ ضيق النَّفس فِي الصَّدْر حرارة فضع عَلَيْهِ المراهم والقيروطي المبردة الملّينة كالمتخذ بدهن البنفسج ولعاب الرجله والبزرقطونا وَنَحْو ذَلِك وَإِذا كَانَ مَعَ برد غَالب فالأدهان والصموغ الحارة نَحْو دهن النرجس والسوسن والبابونج وإكليل الْملك وَنَحْوه قَالَ وينفع من ضعف عضل النَّفس الَّذِي لَا يقدر الْإِنْسَان أَن يتنفس حَتَّى ينْتَصب دهن السوسن.

لي هَذَا ضرب من سوء التنفس يعرض لضعف العضل فَقَط وعلامته أَنه لَيست مَعَه حرَّة وَلَا سعال وَإِنَّمَا هُوَ ضيق فِي النَّفس فَقَط وَقد يكون ضيق النَّفس من أجل يبس وتعرف ذَلِك من نهوك الْجِسْم مَعَ صلابته وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم فعالج ذَلِك بِالْمَاءِ الْحَار والمروخ بشحم البط ودهن قرع واسق هَؤُلَاءِ لَبَنًا مطبوخاً بِمثلِهِ مَاء مَعَ شئ من الفانيذ وبنفسج فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ وَمن بِهِ ضيق النَّفس من حرارة شَدِيدَة بِمَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وسكر وبنفسج وَالَّذِي من رُطُوبَة غَلِيظَة فأعطه شخذنايا وأعطه مَاء السداب وَمَا كَانَ من الرُّطُوبَة الغليظة تُرِيدُ أَن تخرج فطبيخ الحلبة وَالزَّبِيب بِمَاء الْمَطَر يُؤْخَذ زبيب منزوع الْعَجم جَفْنَة وحلبة مغسولة مثله وكوز مَاء مطر يطْبخ نعما ويصفّى ويسقى غدْوَة وَعَشِيَّة أَرْبَعَة أساتير كل يَوْم مفتّراً وَقد يهيج ضيق نفس شَدِيد جدا من جمود دم فِي قَصَبَة الرئة من أجل ضرب من ضروب نفث الدَّم فأعط للأشياء الَّتِي تذيب الدَّم وَهِي الملطّفة وَامْتنع القوابض إِلَى أَن يخرج ذَلِك الدَّم إِذا كَانَ الصَّدْر ضيقا والرئة صَغِيرَة كَانَ صَاحبه أبدا ضيق النَّفس بالطبع.) بولس قَالَ الربو الَّذِي هُوَ انتصاب النَّفس علاجه تلطيف الكيموس اللزج بالأدوية الَّتِي ترقّق ذَلِك الْخَلْط فَلذَلِك يَنْتَفِعُونَ بخل العنصل ألف ألف وسكنجبينه وبأيارج فيقرا وبالإسهال الدَّائِم وبالأدوية القوية وبالقيء بالفجل وَيَأْخُذُونَ من الْأَدْوِيَة الزراوند المدحرج والقنطوريون الْكَبِير وبزر الفوذنج والزوفا والشونيز وَإِن احْتِيجَ إِلَى الفصد فصد قبل أَخذ هَذِه ويدرّ على الصَّدْر ويمّرخ بِمَا يرقق ويلطف كدهن السداب ودهن الشبت أَو مثل هَذَا الدَّوَاء ويخلط بالأدهان وَصفته أنيسون ودردي خمر محرق وفقاح الْإِذْخر وزرنيخ وبورق يخلط بالدهن ويدلك مَا يَلِي الصَّدْر وَيسْتَعْمل أَيْضا الأضمدة الَّتِي تجذب الفضول المائية الَّتِي تسْتَعْمل للاستسقاء وَقد يسقون البورق بشراب الْعَسَل. آخر بورق سَبْعَة دَرَاهِم فلفل دِرْهَم محروث سِتَّة دَرَاهِم الشربة ملعقة بِمَاء. دَوَاء لقيء أَصْحَاب الربو خَرْدَل دِرْهَم بورق تِسْعَة قراريط عصارة قثاء الْحمار قِيرَاط وَنصف يعْطى مَعَ هَذَا الْوَزْن دهن اللوز فَإِنَّهُ يخرج فضولاً كَثِيرَة وينقى بِلَا أَذَى وَإِن عرض فِي حَال من شدَّة الربو اختناق فأعطهم بورقاً أَرْبَعَة دَرَاهِم بِمَاء وَعسل قدر خَمْسَة أَوَاقٍ ودرهمي حرف فَإِنَّهُ ينفع من سَاعَته وَهَذَا مِمَّا ينفع من عرق النِّسَاء. الاسكندر كل شَيْء يكثر الْبَوْل فَإِنَّهُ رَدِيء لمن فِي صَدره غلظ يحْتَاج إِلَى تنقيته لِأَنَّهُ يخرج رَقِيق البلغم وَيمْكث الْبَاقِي فِي صَدره وَلَكِن اسْتعْمل فِي ذَلِك الأغذية الرّطبَة الرقيقة. ابْن ماسويه الربو مَعَ الْحَرَارَة اطبخ الفودنج بِاللَّبنِ واسقهم وَإِن كَانَ صَبيا يحْتَاج أَن ينفث مَا فِي صَدره فليطبخ بِلَبن أمه ويوجر أَو يطْبخ بِمَاء الرزيانج الرطب مَعَ اللَّبن ويسقى الصَّبِي.

اريباسيوس أعظم العلاجات نفعا من الربو الزراوند المدحرج وبزر الفودنج. كناش اللَّجْلَاج إِذا كَانَ عسر النفث بِلَا بحوحة فَإِنَّهُ من اليبس وَإِذا كَانَ مَعَ بحوحة فَإِنَّهُ من الرُّطُوبَة. الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة خُذ خربقاً أَبيض وفودنجا جبليا وَمن بزر الأنجرة فلفل قَلِيل يعجن وَيجْعَل حبا وَيُعْطى. ابْن سرابيون إِذا كَانَ الْإِنْسَان يتنفس نفسا متواتراً مثل الَّذِي قد أحضر فَإِن ذَلِك هُوَ الربو وَيحدث عَن خلط لزج يتَعَلَّق فِي قَصَبَة الرئة وَيصْلح لَهُم التَّدْبِير الملطف الْمخْرج للخلط الغليظ من الرئة وَذَلِكَ بِأَن تسخن الرية إسخاناً معتدلاً وَيكون ذَلِك بالرياضة والدلك والأدوية وليدلك) بالمناديل وَلَا يقرب الدّهن إلاّ أَن يَنَالهُ من الدَّلْك إعياء وَتَكون الرياضة بطيئة ثمَّ يَنْتَهِي إِلَى السرعة وامنعهم الْحمام وخاصة فِي الشتَاء ويحذرون جَمِيع الْأَشْيَاء المرطبة وينفعهم الْخبز الْحَار النضيج الَّذِي قد نثر عَلَيْهِ انيسون وشونيز وكمون والطريخ الْعَتِيق وَالْخبْز الْحَار جيد للربو وَمن الْبُقُول الرشاد والفجل والصعتر والأنيسون والنعنع والسلق والخردل وَلُحُوم الأرانب والظباء والأيائل لِأَنَّهَا يابسة وَلُحُوم الثعاليب تنفعهم بِخَاصَّة ألف ألف وتضرهم الْحُبُوب الغليظة والمنفّخة لِأَن هَذِه تحدث ضيق النَّفس وليشربوا الشَّرَاب الْعَتِيق الزنجاني وَمَاء الْعَسَل ويقل الشَّرَاب جملَة وَلَا يشْربُوا الْبَارِد وَلَا على طعامهم وَلَا دفْعَة بل يؤخّروه مَا أمكن ويشربوه قَلِيلا قَلِيلا وليقلوا النّوم لِأَن النّوم الطَّوِيل يحدق ضيق النَّفس فِي الأصحاء فضلا عَن هَؤُلَاءِ وَلَا يَنَامُوا بعقب الْغذَاء وَلَا بِالنَّهَارِ إلاّ أَن يصيبهم من ترك نوم النَّهَار فَتْرَة وحرارة وإعياء فليناموا حِينَئِذٍ نوماً يَسِيرا وَيجْرِي أَن تَنْطَلِق بطونهم كل يَوْم مرّة أَو مرَّتَيْنِ بالأغذية بالأشياء الملينة وَالَّذِي يصلح لَهُم مرق الديك الْهَرم ولب القرطم واللبلاب والسلق وَالْكبر المملح والطريخ الْعَتِيق يُؤْكَل قبل الطَّعَام وَاجعَل فِي مَاء الشّعير شَيْئا من الفربيون واسقه فَإِن نَفعه لَهُم عَظِيم والأفتيمون ممدوح جدا يسقون مِنْهُ مثقالين بطلاً فَهَذِهِ مِمَّا يَكْتَفِي بهَا فِي تليين طبايعهم وليمرخ الصَّدْر بدهن السوسن وبدهن الْغَاز وبدهن الشبت والسداب والأدهان الحارة الطّيبَة ويحلّ مَعَه قَلِيل شمع لِئَلَّا يسْرع التَّحْلِيل واسقهم كل يَوْم ثُلثي دِرْهَم من زراوند مدحرج بِمَاء السداب الرطب محبّباً دِرْهَم وانقع بزر القريص بالخل واسقهم

ذَلِك الْخلّ واسقهم درهمي رشاد بدهن لوزحلو واسقهم القنطوريون الغليظ فِي ابتدائها فَهُوَ انفع وَالرَّقِيق فِي آخرهَا اجْعَلْهُ حبا بِعَسَل مَعْقُود فَإِنَّهُ جيد واعظم من هَذِه نفعا هَذَا الطبيخ وَصفته زوفاً يَابِس وفراسيون وَاصل السوس وايرسا وكما ذريوس وجعدة وحاشا وفوذنج ويقطر عَلَيْهِ دهن اللوز المر أَو من دهن حب الصنوبر واسقهم إِيَّاه وَيصْلح لَهُم حب الْغَار والعنصل والبناست والبارزد والعاقرقرحا والجوشير أبلغ الْأَشْيَاء نفعا لَهُم وَلَكِن يحذر مِنْهُ لنكايته للعصب وانتقل من دَوَاء إِلَى دَوَاء لِئَلَّا تألفه الطبيعة فَإِذا صادفت مَا هُوَ أبلغ فالزمه وانفع مَا اسْتعْمل فِي الربو القيئي وَلَا سِيمَا بعقب الْغذَاء بالملح والفجل والسكنجبين العنصلي وَإِن حصرت على الخربق فَإِنَّهُ أبلغ مَا يكون على أَن الخربق غير مَكْرُوه وَلَا مخوف فِي علل الصَّدْر وَإِن شِئْت فاعذر الخربق فِي الفجل وانفعه بسكنجبين ثمَّ يُؤْكَل ذَلِك الفجل فَإِنَّهُ غير مخوف.) قَالَ وَإِن كَانَ العليل ضَعِيف الصَّدْر فدع القيىء الْبَتَّةَ وَاسْتعْمل فِيهِ الإسهال الدَّائِم بقثاء الْحمار والفراسيون والغاريقون والأفتيمون فَإِن هَذِه مَعَ إسهالها فِيهَا خَاصَّة نفع لهَذَا الدَّاء فاستعملها فِي الصَّدْر أَربع مَرَّات فَإِنِّي قد أبرأت بِهِ وَحده خلقا كثيرا وَمَتى لم يتهيأ ذَلِك فالحقن بالقنطوريون والحنظل وَنَحْوهمَا. سفوف جيد للربو رشاد ثَلَاثُونَ درهما سمسم عشرُون قريص عشرَة زوفا يَابِس مثله فانبذ مثله. حب ينقي الصَّدْر غاريقون ثَلَاثَة أصل ألف ألف السوس مقشر فراسيون دِرْهَم تَرَبد خَمْسَة أيارج أَرْبَعَة شَحم حنظل اثْنَان عنزروت مثله مر دِرْهَم يحبّب بميفختج الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء فاتر وَمِمَّا يعظم نَفعه لعوق الحلبة والتين إِذا لم يكن حمى فَإِن كَانَت حمى مَعَ الربو فالعلاج أصعب وَيحْتَاج أَن يرفق بِقدر حرارة الْحمى وَلَا يضجر فِي هَذِه الْعلَّة من طول النّوبَة فَإِنَّهَا طَوِيلَة. بخور للربو والسعال الْعَتِيق زرنيخ كبريت بِالسَّوِيَّةِ يعجن بشحم الكلى ويبخر بِهِ بقمع. آخر لَهُ وللسل يجفف الرئة مر سليخة زعفران بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِالشرابِ ويتبخر مِنْهَا بِوَاحِدَة فِيهَا دِرْهَم. آخر للسعال المزمن ويوسع النَّفس من سَاعَته زرنيخ أصفر وزراوند طَوِيل يسحقان ويعجنان بِسمن الْبَقر ويبندق ويبخر مِنْهُ بدرهم فَهُوَ عَجِيب يبخر فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات عشرَة أَيَّام أَو نَحْوهَا بصبر سقوطرى فَإِنَّهُ جيد أَو باللبنى السائلة والبارزد والزرنيخ فَإِنَّهُ جيد.

أقربادين مجرب حنين حب ينقى آلَة النَّفس خَاصَّة غاريقون ثَلَاثَة أيرسا وَاحِد فراسيون مثله تَرَبد ثَلَاثَة أيارج فيقرا أَرْبَعَة شَحم حنظل اثْنَان عنزروت اثْنَان الشربة من دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثَلَاثَة. الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ الْأَدْوِيَة المدرّة للبول لَا تصلح لنفث مَا فِي الصَّدْر لِأَنَّهَا اسخن من ذَلِك فَهِيَ تجفف أبدا قَالَ فَأَما فِي هَذِه الْأَدْوِيَة فلتكن قطاعة وَلَكِن يَنْبَغِي أَن لَا يكون لَهَا أسخان لكَي لَا تجفف تجفيفاً شَدِيدا وَيُؤْخَذ أَيْضا مَعَ الأحساء والأشربة المرطبة. لي على مَا رَأَيْت فِي الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة عِنْد علل الرئة للربو الَّذِي يَبْتَدِئ قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يلْزم صَاحبه يكون من سوء مزاج بَارِد يحدث فِي الرئة فَإِنَّهُ على الْأَيَّام يمْلَأ الرئة رطوبات وَهَذَا يحدث بالمشايخ كثيرا وعلاجه تسخين الصَّدْر مَا أمكن فَإِن اضْطر فضماد الْخَرْدَل والأبخرة) الحارة غَايَة لَهُ والحبوب الَّتِي تجْعَل بِاللَّيْلِ فِي الْفَم المتخذة من العلك والمر والجوشير. لي دَوَاء من التَّدْبِير الملطف أدمان التَّدْبِير الملطف يذهب بالربو لي لم أر أبلغ فِي قلع مَادَّة الربو والسعال الْكثير الرُّطُوبَة من الْقَيْء وَرفع الصَّوْت بِالْقِرَاءَةِ الطَّوِيلَة فَإِنَّهُ يكثر النفث جدا. مُفْردَة ج كزبرة الْبِئْر تخرج الأخلاط الغليظة اللزجة من الصَّدْر بِقُوَّة واللوز المر يخرج الأخلاط الغليظة اللزجة من الصَّدْر بِقُوَّة والزراوند المدحرج مثله. جَوَامِع الْعِلَل والأعراض إِذا حدست إِن الْمَادَّة كَثِيرَة وَمن أجلهَا يمْتَنع النفث فاستفرغ الْبدن بدواء مسهل. ج الراسن حسن الْفِعْل إِذا خلط ألف ألف فِي اللعوقات الَّتِي تخرج الأخلاط من الصَّدْر. د الحاشا يسهل نفث الأخلاط الفودنج النَّهْرِي نَافِع من ضيق النَّفس الَّذِي لخلط فِي الصَّدْر والجبلى أقوى وينفع نفعا فِي الْغَايَة الْحَرْف والخردل جيدان للربو والقنطوريون الْجَلِيل أَصله ينفع من ضيق النَّفس والسعال الْعَتِيق الشونيز نَافِع للربو الزفت الرطب جيد للربو جدا قضم قُرَيْش يعين على النفث الفراسيون ينقي الصَّدْر بالنفث الزراوند يسهل النفث وَمَعَ ذَلِك جيد لنفث الدَّم الساساليوس ينفع من نفس الانتصاب المر جيد للربو وللسعال الْقَدِيم سقولوقندريون أَنْفَع الْأَدْوِيَة كلهَا للربو ورئة الثَّعْلَب مَتى شربت مجففة نَفَعت من الربو.

أطهورسفس رئة الثَّعْلَب طرية تدق مَعَ رماد مثل نصفهَا ثمَّ تجفف فِي الشَّمْس ثمَّ تعجن بِعَسَل وترفع وتسقى مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل كل يَوْم بسكرجة شراب صرف فَإِنَّهُ عَجِيب النَّفْع جدا يسقى أَرْبَعَة أَيَّام. د الايرسا يسهل النفث جدا ويلطف الرطوبات الغليظة فِي الصَّدْر القردمانا جيد للرطوبات الغليظة فِي الصَّدْر وَحب البلسان جيد للربو وضيق النَّفس المر يشرب مِنْهُ قدر بندقة للربو وضيق النَّفس حب الغارجيد للربو وضيق النَّفس التِّين جيد للربو الفجل جيد للربو وضيق النَّفس الكراث الشَّامي يخرج مَا فِي الصَّدْر من الأخلاط الغليظة الفلفل إِذا خلط فِي اللعوقات اخْرُج الْخَلْط الغليظ ونفع من السعال المزمن العنصل جيد للربو وللسعال المزمن والخشونة واجتنبه عِنْد القرحة فِي الْجوف الغاريقون نَافِع من الربو الزراوند المدحرج جيد للريون القنطوريون الْكَبِير نَافِع للربو والسعال المزمن وَنَفث الدَّم لي هَذَا يصلح إِذا كَانَ مَعَ النفث دم الزوفا مَعَ مَاء الْعَسَل جيد من الربو والسعال المزمن وعسر النَّفس الفوذنج جيد للربو وضيق النَّفس) الحاشا جيد للربو والضيق الساساليوس يُبرئ السعال المزمن وينفع جدا من عسر النَّفس الكمون يسقى بخل ممزوج بِمَاء لعسر النَّفس الَّذِي يحْتَاج مَعَه إِلَى الانتصاب الشونيز مَتى شرب مَعَ النطرون سكن عسر النَّفس الَّذِي يحْتَاج مَعَه إِلَى انتصاب السكبينج جيد لوجع الصَّدْر والسعال المزمن ويقلع الفضول الغليظة الَّتِي فِي الصَّدْر القنة تُؤْخَذ للسعال المزمن وعسر النَّفس 3 (الأغذية لمن كَانَ فِي صَدره أوجاع مزمنة) ج من الأغذية من كَانَ فِي صَدره أوجاع مزمنة بِلَا حمى فاطبخ الحلبة مَعَ تمرسمين وَيُؤْخَذ شيرجها ويخلط بِهِ عسل مثله ويطبخ على جمر حَتَّى يثخن ثخناً معتدلاً ويسقى قبل وَقت الطَّعَام بِوَقْت كَبِير. الحلبة قَالَت الخوزانها تنقي الصَّدْر. ابْن ماسويه الكمون إِن شرب بخل ممزوج نفع من الربو. سيد هشار قَالَ المَاء الْحَار إِذا شرب جيد للربو والسعال. لي معجون القنة على مَا رَأَيْت للربو ألف ألف زوفا وقردمانا وايرسا بزر الأنجرة غاريقون أفتيمون أَجزَاء سَوَاء بِعَسَل مثلهَا الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم يشرب كل أُسْبُوع مرّة حَتَّى ينقلع الوجع فَإِنَّهُ عَجِيب وَيشْرب فِي سَائِر الْأَيَّام درهما كل يَوْم بِمَاء الْعَسَل. السَّابِعَة من قاطاجانس دَوَاء جيد التَّرْكِيب يعالج بِهِ علل الصَّدْر إِذا أزمنت زبد

الْبَحْر وَمر ونطرون ودهن بِلِسَان أُوقِيَّة أُوقِيَّة فرييون أُوقِيَّة ميعة سَائِلَة أُوقِيَّة يجمع ويمّرخ بِهِ الصَّدْر الضّيق الَّذِي لقصبة الرئة لَا يدْخل الْهَوَاء فِي زمن سريع فتتبين عِنْد تَنْشَق الْهَوَاء زفرات وَالَّذِي بخراج مَعَه حمى وَإِن كَانَ بَارِدًا فثقل شَدِيد وَالَّذِي فِي قَصَبَة الرئة مَعَه نفث وَينْتَفع بِهِ وسوّق إِلَى السعال وَالَّذِي لخراج فِي الصَّدْر يوجع الصَّدْر بالغمز وَالَّذِي بأخلاط حول الرئة يَبْدُو النفث بعد مُدَّة ويحسّ بثقل وانتصاب إِذا انْقَلب من جنب إِلَى جنب. ج الأقحوان إِن شرب يَابسا كَمَا يشرب الأفتيمون نفع من الربو إِذا شرب بِغَيْر زهرَة بَوْل الْإِنْسَان إِذا عتق نفع من البهر وَنَفس الانتصاب فِيمَا ذكر اطهورسفس. د بزر الأنجرة إِذا دق وخلط بِعَسَل ولعق منع عسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب وَيخرج الفضول الَّتِي فِي الصَّدْر ورق الأنجرة إِذا طبخ مَعَ مَاء الشّعير أخرج مَا فِي الصَّدْر من الأخلاط الغليظة.) وَقَالَ ج بزر الأنجرة يخرج الأخلاط الغليظة من الصَّدْر والرئة إِذا شرب. اريباسيوس إِن الأنجرة تعين على قذف الرطوبات الغليظة من الصَّدْر والرئة. قَالَ د ارغيون يسقى من ورقه درخمي بميبختج للربو والأشقيل نَافِع إِذا أَخذ مِنْهُ ثَلَاث أوبولسات بِعَسَل للربو فِيمَا زعم ديسقوريدوس وينفع مِنْهُ إِذا أكل نيّاً كَانَ أَو مشوياً وَإِن كَانَ مسلوقاً فعل ذَلِك يلعق بِعَسَل. د خَاصَّة الأشقيل النَّفْع من الربو الأشق إِن خلط بِعَسَل أَو لعق بِمَاء الشّعير وتحسى نفع من د دهن البلسان يُوَافق عسر النَّفس لانضاجه الفضول وَقَالَ حب البلسان نَافِع من نفس الانتصاب إِذا شرب وَقَالَ بَوْل الصّبيان لم يحتلموا إِذا تحسى وَافق عسر النَّفس. د وَج بَوْل الْأَطْفَال قد جرب فِي ضيق النَّفس ونفع لَكِن لَيْسَ نَفعه بِأَكْثَرَ من نفع غَيره من الْأَدْوِيَة النافعة لَهُ. د الباقلي يعين نفث الأخلاط الَّتِي فِي الصَّدْر والرئة. د وَج البلبوس مُوَافق لمن يحْتَاج أَن ينفث شَيْئا من صَدره إِذا لم يسلق إِلَّا مرّة وَاحِدَة وَإِن سلق مرَّتَيْنِ قلّ فعله فِي ذَلِك. د طبيخ البرشياوشان يعين على نفث الأخلاط الغليظة اللزجة من الصَّدْر والرئة مرق

الديك الْعَتِيق على مَا رَأَيْت فِي بَاب القولنج مَعَ البسبايج والقرطم نَافِع جدا للربو إِذا تعوهد بالإسهال بِهِ. د أَو يطْبخ على هَذِه الصّفة الَّتِي وصفهَا ابْن ماسويه والكراث فِي الربو أَجود الزراوند المدحرج إِن شرب مِنْهُ نفع ألف ألف الربو الزوفا مَتى طبخ بِالتِّينِ وَالْعَسَل والسداب نفع من الربو وَنَفس الانتصاب. د الزرنيخ يسقى بِمَاء الْعَسَل لمن فِي صَدره قيح يحْتَاج أَن يقذفه وَقد يخلط براتينج وَيعْمل مِنْهُ ج السّمن نَافِع جدا من نفث مَا فيال صدر والرئة إِذا أردْت أَن تنضج الْعلَّة فَإِن لعق وَحده فانضاجه لِلْعِلَّةِ أَكثر وَإِذا لعق مَعَ عسل ولوزمر كَانَ انضاجه أقل وإعانته على النفث أَكثر صمغ الْحبَّة الخضراء مُوَافق لنفث مَا فِي الصَّدْر إِذا لعق بِعَسَل طبيخ الحلبة إِذا عقد مَعَ شيرج التِّين كَانَ جيدا لنفث البلغم الَّذِي فِي الصَّدْر. ابْن ماسويه الْحَرْف مَتى طبخ فِي الاحساء وتحسى أخرج الفضول من الصَّدْر.) د وَج الْحَرْف يلقى فِي أدوية الربو لِأَنَّهُ يقطع الأخلاط الغليظة كَمَا يقطعهَا الْخَرْدَل. ج الْحَرْف جلاء لما فِي الصَّدْر والرئة من البلغم اللزج. ابْن ماسويه طبيخ الحاشا مَتى اسْتعْمل مَعَ عسل نفع عسر النَّفس المخروج إِلَى الانتصاب والبهر. د وَج الحاشا يعين على نفث مَا يكون من الصَّدْر والرئة. ج الطين الأرميني ينفع من يُصِيبهُ عسر النَّفس مُدَّة بعد مُدَّة بِسَبَب نُزُوله تنصب إِلَى الرئة. ج بزر الْكَتَّان إِذا خلط بِعَسَل ولعق أخرج الفضول الَّتِي فِي الصَّدْر وَسكن السعال دَقِيق الكرسنة مَعَ عسل يعين على نفث مَا فِي الصَّدْر. ج الكبريت إِذا تدخن بِهِ نفع من الربو وَأَن تحسى فِي بَيْضَة أخرج الْقَيْح الَّذِي فِي الصَّدْر د الكمون يسقى بخل ممزوج لعسر الانتصاب وبزر الكرفس الْمُسَمّى سمرينون نَافِع لعسر النَّفس والكراث الشَّامي مَتى طبخ مَعَ مَاء الشّعير أخرج الرطوبات الَّتِي فِي الصَّدْر. ابْن ماسويه مَتى طبخ بِمَاء الشّعير حلّل البلغم الغليظ الْمُتَوَلد فِي الصَّدْر. د دهن لوز مرّ نَافِع من الربو اللوز المر يخرج الأخلاط الغليظة من الصَّدْر والرئة.

ج لِسَان الْحمل يصلح أَن يغتذى بِهِ أَصْحَاب الربو. د أصل لوف الْحَيَّة نَافِع من انتصاب النَّفس. د وَأَن شوى وَأكل بالعسل سهل نفث الرُّطُوبَة المزمنة من الصَّدْر والمر أَن سحق وعجن بِعَسَل نفع الصَّدْر الَّذِي تنصبّ إِلَيْهِ الْموَاد. د يشرب من المر قدر باقلي لانتصاب النَّفس. د ساهناه دَوَاء مَعْرُوف جيد للربو وعسر النَّفس. د السندروس يسقى للربو. د عصارة السفرجل نافعة من الربو وأصل السوسن الآسمانجوني يعين على نفث الأخلاط جوز السرو إِذا دق وَهُوَ رطب وَشرب بِالْخمرِ نفع من الربو. د سكبينج يقْلع الفضول الغليظة الَّتِي فِي الصَّدْر قَالَ الساساليوس بزره وَأَصله نَافِع من نفس د أصل الساساليوس الأفريطشي قوي جدا فِي إِخْرَاج الفضول الَّتِي فِي الصَّدْر مَتى لعق بِعَسَل.) د ساساليوس نَافِع من نفس الانتصاب السّلْعَة نافعة من الربو مَتى تبخر بِهِ والسعد نَافِع للربو. بولس طبيخ السذاب الرطب والشبت الْيَابِس جيد لوجع الصَّدْر وعسر النَّفس. د الْعنَّاب نَافِع ألف ألف للربو. ابْن ماسويه الفجل مَتى سلق وَأكل كَانَ جيدا للربو والأخلاط الغليظة فِي الصَّدْر أصل

الفاشرا يعْمل مِنْهُ لعوق مَعَ الْعَسَل نَافِع من الربو وَقَالَ الفراسيون ينقّي الصَّدْر والرئة بالنفث. ج قَالَ أصل نَبَات بخور مَرْيَم قد يشفي أَصْحَاب الربو طبيخ الفوذنج نَافِع من الربو وَقَالَ الفوذنج يخرج الأخلاط الغليظة من الصَّدْر والرئة بالسعال وعصارته تبرئ ضيق النَّفس. د وَج طبيخ القيسوم مَتى شرب ورقه مسحوقاً نفع من نفس الانتصاب. د القفر مَتى شرب بِالْخمرِ نفع من الربو وعسر النَّفس. د الإسهال بعصارة قثاء الْحمار نَافِع جدا للَّذين بهم سوء التنفس يخلط بهَا ضعفها من الْملح وَمن الأثمد مَا يُغير لَوْنهَا وَيعْمل حبا ويسقى بِمَاء فاتر. د القنطوريون الْكَبِير إِن شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بشراب نفع من الْورْد وَأَصله نَافِع من ضيق النَّفس القنة جَيِّدَة لضيق النَّفس. د الراسن يَجْعَل مَعَ الْعَسَل لعوقاً نفع من عسر النَّفس. ج إِن الراسن إِذا جعل فِي اللعوقات النافعة من نفث الأخلاط الغليظة نفع. د الزفت الرطب نَافِع من الربو. د وَج يلعق مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف مَعَ عسل. د قضم قُرَيْش نَافِع لما ينفث من الصَّدْر قَالَ ذَنْب الْخَيل نَافِع من ضيق النَّفس التافسيا يعين على نفث الفضول التِّين الْيَابِس جيد لنفث الفضول وَهُوَ جيد للربو ويطبخ مَعَ الزوفا وَيشْرب فينقي الفضول زبيب الْجَبَل نَافِع من ضيق النَّفس رئة الثَّعْلَب تجفف وتشرب فتنفع من الربو وَإِذا عمل مِنْهُ لعوق بالعسل نفع من الربو وعسر النَّفس وَقَالَ الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ نفع من الربو والخل يتحسى فيوافق عسر النَّفس المحّوج إِلَى الانتصاب.

ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة المنقّية لما فِي الصَّدْر والرئة بزر الأنجرة وبزر الجزر البّرى وبزر الخشخاش الْأسود وبزر كتّان وحاشا وبزر الفجل والفجل نَفسه إِذا أكل والخردل والأنيسون وقردمانا وبزر) قثاء وبزر بطّيخ والشونيز وورق السذاب والجعدة والغار حبّه وورقه وقشور السليخة وَدَار صيني وقسط مر وحلو وحماما وسنبل الطّيب وقشور أصل الْكبر وبصل الفار واللوز المر وَالشرَاب الحلو وَاصل السوسن وجندبادستر والأشنة وثمر الطرفاء وثمر الصنوبر وَمَاء الْعَسَل والأشج والقيصوم ومقل الْيَهُود وصمغ الانجدان وفراسيون والجوشير وَالزَّبِيب الحلو المنقى من عجمه والفوذنج النَّهْرِي والزراوند الطَّوِيل والمدحرج والقنة وعصارة الفراسيون وأصل الفوذنج والقنطوريون وموم وعلك الأنباط وَحب العرعر واسطوخدوس والتين الْيَابِس وأصل السوس والكراث الشَّامي إِذا طبخ مَعَ شعر مهروس وقردمانا وعصارة السلق ومخ الْبيض إِذا تحسى هَذِه أجمع نافعة للصدر والرئة والسعال الْعَتِيق وَالْخَرَاج فِي الصَّدْر والحجاب. ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة النافعة لعسر النَّفس إسق من دهن البلسان درهما مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ ألف ألف من مَاء التِّين أَو حب البلسان أَو عيدانه من كل وَاحِد دِرْهَم بِمَاء السكر المغلي وَقَالَ فِي الربو اسْقِهِ رئة الثَّعْلَب بعد تجفيفها ونخلها دِرْهَم بِمَاء التِّين الْمَطْبُوخ وَيطْعم زيرباجه بِلَحْم الديك الْهَرم يطْبخ بالشبت والنعنع وَمَاء اللبلاب مَعَ لباب القرطم للربو والبهر والرطوبة اللزجة فِي الصَّدْر دِرْهَمَانِ من رئة الثَّعْلَب مجففة مسحوقة بِمَاء التِّين. قسطاً فِي بَاب علل الدَّم إِن الدَّم إِذا سخن ولد بخارات كَثِيرَة تضيق لَهَا آلَات النَّفس. إِن اللَّجْلَاج قَالَ إِن كَانَ عسر النَّفس من غير بحوحة فَهُوَ من يبس وَإِن كَانَ من بحوحة فَهُوَ من رُطُوبَة وَإِن كَانَت مَعَه حمى فهناك ورم حَار قريب من الْقلب فِي الرئة أَو فِي بعض آلَات النَّفس. مَجْهُول للربو يُؤْخَذ مرادسنج وزرنيخ أَحْمَر ينعم دقها ويطليان بصفرة بَيْضَة على خرقَة كتَّان جَدِيدَة وابتلها ودعها عنْدك واقطع مِنْهَا قطعا وبخره باّجانة وقمع ذرّة فِي فِيهِ إِحْدَى وَعشْرين يَوْمًا فَإِنَّهُ يُبرئ برْء تَاما. لعوق نَافِع من النَّفس واللهث الشَّديد عصير الأشقيل وَعسل بِالسَّوِيَّةِ وَيكون الْعَسَل منزوع الرغوة حَتَّى ينغمز وَيسْتَعْمل. الْأَعْضَاء الألمة التنفس الَّذِي يكون قسراً بِجهْد شَدِيد وَيحدث إِمَّا عِنْد مَا يعْمل عملا عنيفاً جدا وَإِمَّا عِنْد مَا يغلب على الْقلب لهيب نَارِي وَإِمَّا لحدوث سدة وَإِمَّا لحدوث ورم وَإِمَّا لضعف قُوَّة العضل.

ضيق النَّفس يدل على ثَلَاث علل إِمَّا على ورم حَار حَادث من الدَّم وَإِمَّا) لضيق مجاري النَّفس وَإِمَّا لضعف الْقُوَّة النفسية. وَدَلِيل الورم من النبض وَخُرُوج النَّفس الْعَظِيم وَحُمرَة الصَّدْر وَالْوَجْه والعطش والاشتياق إِلَى الْهَوَاء الْبَارِد وَأما ضيق آلَات النَّفس فَإِن كَانَ فِي الْحلق فَهُوَ يدل على حرارة الْمَوَاضِع وَإِن كَانَ فِي الحنجرة دلّ على الخناق الَّذِي لَا يظْهر وَإِن كَانَ فِي الصَّدْر دلّ عَلَيْهِ الوجع الضَّعِيف وَإِن كَانَ فِي الرئة فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي لَحمهَا حدث مَعَ الضّيق ثقل وتمدد وَإِن كَانَ فِي غضاريفها حدث مِنْهُ مضض دَاع إِلَى السعال وَقد يكون ضيق النَّفس من ضَرْبَة تصيب الخرزة السَّادِسَة وَذَلِكَ إِن عصبه من هُنَاكَ يجِئ ضيق النَّفس إِذا كَانَ من أجل الحنجرة كَانَ مَعَه خناق وَإِن كَانَ فِي الرئة فَإِنَّهُ أَن كَانَ فِي أَقسَام قصبتها حدث مَعَه حَرَكَة السعال بِمَنْزِلَة نفس الانتصاب وَإِن كَانَ فِي عروقها الضوارب بِمَنْزِلَة مَا يعرض فِي الربو عرفت ذَلِك من النبض الْمُخْتَلف وَإِن كَانَ فِي نفس الرئة فبخروج هَوَاء حَار بِالنَّفسِ وَيكون النَّفس سَرِيعا متواتراً. أَصْنَاف ضيق النَّفس أَرْبَعَة وَذَلِكَ إِمَّا أَن يكون عَظِيما متواتراً يدل على اختلال الذِّهْن وَإِمَّا عَظِيما متواتراً يدل على الوجع. لي قد يعرض ضق النَّفس من ضيق الصَّدْر وَقلة مَوضِع انبساطه أَو صغر الرئة وَذَلِكَ كُله يكون فِي الْخلقَة ألف ألف لَا يُمكن أَن يعالج بدواء علاجه أَن يتنشق أبدا هَوَاء بَارِدًا ليقوم الْقَلِيل مقَام الْكثير فِي ترويح قلبه وَإِلَّا سخن مزاج قلبه وَتَبعهُ اخْتِلَاج قَالَ فِي التَّدْبِير الملطف أَن الْخُمُور الريحانية الحارة الحلوة مَعَ ذَلِك عَظِيمَة النَّفْع للأمراض الْعَارِضَة فِي الصَّدْر والرئة إِذا لم يكن هُنَاكَ حمى وَلَا صداع وخاصة مَا يحْتَاج مِنْهَا أَن ينقّى بِالْقَذْفِ ويسهل ذَلِك لِأَن الرُّطُوبَة الَّتِي تُرِيدُ أَن تقذف سهلاً لَا يحْتَاج أَن يقطع فَقَط لَكِن وَإِن ترطب وتسخن ترطيباً معتدلاً وَهَذِه الْخمر تقدر إِن تفعل ذَلِك لِأَن مَا قذف مِنْهَا وَهُوَ يَابِس أَكثر من الْمِقْدَار يهيّج تهييجاً شَدِيدا يعسر نُفُوذه وَلَا يُؤمن حِينَئِذٍ أَن تتخرق بعض الأوعية لَا يجب أَن يكون فِي هَذِه الْعلَّة الشَّرَاب فِيهِ قبض أصلا فَهَذِهِ فِيمَا زعم تنقّى الصَّدْر إِذا اسْتعْملت مَعَ أدوية ملطفة. ابيذيميا إِذا حدث فِي الْأَعْضَاء السفلي ورم حلل الربو وَمِنْه الربو إِنَّمَا هُوَ النَّفس الحثيث كَنَفس من يحضر فَأَما نفس الانتصاب فَالَّذِي إِذا انضجع صَاحبه خَافَ أَن يختنق فَصَارَ يُسَارع إِلَى الانتصاب والحمى تشفي من الربو. الأخلاط مَتى أردْت استفراغ الأخلاط من الصَّدْر والرئة باعتدال فأعطه فلفلاً يمضغه مَعَ) المصطكي. الميامر ينفع هَؤُلَاءِ الشَّرَاب اللَّطِيف الرَّقِيق يشربون مِنْهُ بِمِقْدَار كثير لِأَن كثرته تسهل صعُود مَا يحْتَاج أَن يصعد وينفع مِنْهُ عصارة بصل العنصل فيلقي عَلَيْهِ مثله عسلاً ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام وَيُعْطى مِنْهُ مسطرن قبل الطَّعَام وَآخر بعده أَو يتَّخذ رُبّ من الفوذنج

والايرسا على هَذِه الصّفة هَذِه الْعلَّة بِالْجُمْلَةِ تحْتَاج إِلَى يقطع الأخلاط الغليظة من غير إسخان بيّن فَلذَلِك العنصل يوافقهم وسكنجين العنصل وَأما القابضة فَفِي غَايَة المضادة وشحم الحنظل من أدويته وَكَذَلِكَ عصارة قثاء الْحمار شَحم حنظل مِثْقَال وَنصف أصل السوس مثقالان أصل الجوشير مثله شيح مِثْقَال بورق مِثْقَال وَنصف يعْمل بِالْمَاءِ حبّا كالباقلي واسق مِنْهُ أَربع حبّات وينتظر نصف سَاعَة ثمَّ اسْقِ مَاء الْعَسَل نصف قوطولي. آخر خَرْدَل مِثْقَال ملح وعصارة قثاء الْحمار نصف مِثْقَال من كل وَاحِد تجْعَل أقراصاً ثَمَانِيَة عددا وتسقى يَوْمًا وَيَوْما لَا بِمَاء الْعَسَل. اطهورسفس خُذ رئة الثَّعْلَب طرية واعجنها برماد وَضعهَا فِي الشَّمْس واسحق مِنْهَا أَرْبَعَة مَثَاقِيل مَعَ عسل وامزجه بشراب صرف مِقْدَار سكرجة واسقه للربو أَرْبَعَة أَيَّام فَإِنَّهُ يبرء بِهِ. ابْن سرابيون لعوق يخرج الفضول الغليظة من الصَّدْر لعاب الْخَرْدَل الْأَبْيَض يلقى عَلَيْهِ مِقْدَاره عسلاً ويطبخ حَتَّى يصير لعوقاً وَيُؤْخَذ مِنْهُ عالج سوء النَّفس الَّذِي من ورم حَار فِي الصَّدْر بِمَاء الشّعير وَالسكر الْأَبْيَض وَمَاء القرع وَنَحْو ذَلِك وعالج سوء النَّفس الَّذِي من ضعف العضل الَّذِي يبسط الصَّدْر بالأدهان اللطيفة نَحْو ألف ألف دهن النرجس والسوسن والرازقي وبالأفاوية كالسليخة والسنبل يَجْعَل قيروطاً بِهَذِهِ الأدهان وتذّر عَلَيْهِ هَذِه الأفاوية وألزمه عضل الْجنب والصدر وفقار الظّهْر والرقبة وَهَذَا التنفس كثيرا مَا يكون وهوان ترى ثقبي الْأنف تتحرك فَقَط وكّمد أَيْضا بِمَاء البابونج والمرزنجوش وضع على الصَّدْر فِي عِلّة الورم الْحَار قيروطاً بِمَاء الثَّلج وَإِذا كَانَت الْعلَّة بَارِدَة فقيروطي دهن السوسن وَإِن كَانَ سوء التنفس من يبس فكمّده بِالْمَاءِ الْحَار ثمَّ شَحم البط وشمع ودهن حل وَإِن كَانَ من رُطُوبَة فِيمَا يسهل النفث وينفع من سوء التنفس الَّذِي من يبس لبن وفانيذ وينفع من سوء التنفس الَّذِي من برد شخذ نايا بِمَاء فاتر وينفع من سوء النَّفس الرطب مَاء البابونج وَمَاء الشبت سكرجة ينفع الربو.) الْأَدْوِيَة الَّتِي تسخن إسخاناً شَدِيدا كخل العنصل وبصل العنصل وسكنجبين الْمُتَّخذ بالعنصل وينفعهم نفعا جيدا القيشور وَهُوَ الفينك مَعَ البورق وعكر الشَّرَاب المحرق مَعَ فقاح الأذخر والزرنيخ مَعَ الفربيون أَو يُؤْخَذ من القيشور جزءان وَمن البورق جزؤ يدق وينخل وينثر على الدّهن وَيضْرب حَتَّى يحمّر كلون الدَّم وَيسْتَعْمل إِن لم يكن تفريح أَو شرب فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك سكّن السعال والقيح وَأعظم من هَذِه نفعا الْمَنْفَعَة الدائمة بالأدوية

القوية والقيء بالفجل وضع المراهم الَّتِي تحمّر الصَّدْر وتجذب الصديد وينفع للربو شرب الزراوند المدحرج بِالْمَاءِ وأصل القنطوريون الأكبروحب السقولوقندريون وَأَصله وبزر الفجل البّري وبزر الفوذنج النَّهْرِي والبّري والزوفا والسوسن الآسمانجوني والشونيز والدود الَّتِي تَحت جرار المَاء وَيجب أَن تُؤْخَذ هَذِه الدُّود وتلقى فِي إِنَاء خزف وتلقى حَتَّى تبيضّ ثمَّ يخلط مَعهَا عسل مطبوخ وَيُعْطى مِنْهَا ملعقتان قبل الطَّعَام وَبعده. د أصل القنطوريون الْكَبِير مَتى طبخ بِمَاء الْعَسَل وَشرب أَو ايرسا أَو فراسيون نفع جدا قَالَ والربو هُوَ انتصاب النَّفس وَذَلِكَ إِن صَاحب الربو يضْطَر إِلَى الانتصاب وَأَن يَجْعَل على الْمَوَاضِع الَّتِي تلِي صَدره من الْفراش ارْفَعْ مَوضِع وَقد يعرض شبه مَا يعرض لأَصْحَاب الربو من رداءة التنفس للمتقيحين وَالَّذين رئاتهم وارمة لِأَن هَذَا النَّوْع من سوء التنفس إِنَّمَا هُوَ لضيق يحدق فِي آلَات النَّفس والربو بِالْحَقِيقَةِ هُوَ الَّذِي فِي أَقسَام قَصَبَة الرئة من رطوبات كَثِيرَة لصقة يمْنَع من امتلائها من الْهَوَاء وعلاج الربو يكون بالأدوية الملطفة والمقطعة من غير اسخان بيّن وَأعظم الْأَشْيَاء نفعا لأَصْحَاب الربو ربّ العنصل وخل العنصل وسكنجبين العنصل وَنَفس جرم العنصل والزراوند المدحرج إِذا شرب بِمَاء نفع من الربو نفعا عَظِيما وأصل القنطوريون إِن شرب نفع وَكَذَلِكَ عصارته والزفت الرطب نَافِع لأَصْحَاب الربو والفوذنج النَّهْرِي جيد لأَصْحَاب الربو والشونيز إِذا شرب نفع من انتصاب النَّفس ورئة الثَّعْلَب ألف ألف مَتى ملحت وجففت وشربت نَفَعت جدا والزوفا والسوسن والدود الَّذِي تَحت جرار المَاء ينفع من الربو وَيَنْبَغِي أَن يغلي هَذَا الْحَيَوَان على جمر حَتَّى يبيضّ ثمَّ يسحق ويخلط بِعَسَل قد طبخ وَيُعْطى مسطرن. للربو عصارة العنصل وَعسل بِالسَّوِيَّةِ يطبخان على جمر حَتَّى يغلظ وَيسْتَعْمل قبل الطَّعَام وَبعده. بولس علاج البهر إفناء الْخَلْط اللزج بالأدوية القاطعة وينفعهم خل العنصل وسكنجبينه) والعنصل المشوي إِذا خلط بعس وينتفعون بالأريارج والإسهال الدَّائِم بالأدوية المسهلة والقيء بالفجل والسكنجبين وَشرب الزراوند المدحرج والقنطوريون الْكَبِير وبزر الفوذنج والزوفا والإيرسا والشونيز والدوابّ الَّتِي تَحت جرار المَاء وَإِن احْتَاجَ إِلَى الفصد فليفصد قبل كل شئ ويحقن ويضمد الصَّدْر من خَارج بِالتِّينِ ودقيق أصل السوسن ودقيق الشّعير وعلك البطم ويذّر عَلَيْهِ أَيْضا دَقِيق السوسن ودهن السداب ودهن الشبت. دَوَاء يخلط بالأدهان قيشور أَرْبَعَة دَرَاهِم دردي خمر محرق مثله زرنيخ جزؤ فقاح الأذخر جزءان فربيون جزؤ بورق جزءان يدقّ ويسحق بالدهن ويدلك بِهِ مَا يَلِي الصَّدْر وَيسْتَعْمل أَيْضا الأضمدة الَّتِي لَهَا قُوَّة على جذب الفضول المائية.

للربو جعدة وشيح أرميني وكما فيطوس واشق وجندبادستر بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيُؤْخَذ مِنْهُ وَقد يُعْطون من البورق قدر ملعقة مَعَ خمس أَوَاقٍ من شراب الْعَسَل. آخر بورق تِسْعَة دَرَاهِم فلفل دِرْهَم محروث سِتَّة دَرَاهِم يعْطى مِنْهُ ملعقة مَعَ مَاء. آخر خَرْدَل دِرْهَم بورق تِسْعَة قراريط قثاء الْحمار قِيرَاط وَنصف يَجْعَل ثَمَانِيَة أَقْرَاص وَيُؤْخَذ مِنْهَا قرصان فِي أول النَّهَار فَإِنَّهَا تخرج من فَوق فضولاً وتنقّى بِغَيْر أَذَى وَالَّذِي بلغ بهم الْأَمر من هَذَا إِلَى شبه الاختناق أَرْبَعَة دَرَاهِم بورق مَعَ دِرْهَم حرف بِخمْس أَوَاقٍ مَاء وَعسل فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ من سَاعَته. مَجْهُول إِذا كَانَ ضيق النَّفس مَعَ حرّ وتلهّب وعطش فالبنفسج المربى ورغوة بزر قطونا وَمَاء الشّعير ويمّرخ الصَّدْر بدهن بنفسج وشمع أَبيض وَإِن كَانَ مَعَ برد فَيُؤْخَذ بزر كتّان وحلبة ورازيانج وأصل الكرفس وتين ويطبخ ويسقى وَإِن كَانَ مَعَ يبس غَالب فاللبن أَجود مَا عولج بِهِ مَعَ عسل قَلِيل وَيُؤْخَذ قَلِيلا قَلِيلا ويمّرخ الصَّدْر بدهن نرجس وبابونج وَيشْرب هَذَا الْمَطْبُوخ فَإِنَّهُ نَافِع فِي الْغَايَة تطبخ حلبة وزبيب بِلَا عجم بِمَاء مطر وَيشْرب أَربع أَوَاقٍ فاترا. مُفْرَدَات ج إِن قوما يسقون دم البومة لضيق النَّفس وَقوم يطْعمُون البومة اسفيذباجا ودمها يقطرونه على الشَّرَاب ويسقونه وَلَيْسَ يسقى الدَّم على أَنْوَاع ضيق النَّفس وَقد شاهدت ضيق النَّفس لم يسقه هَذَا الدَّم وَقَالَ أَن الربو يكون من خلط غليظ يسدّ أَقسَام قَصَبَة الرئة وشفاؤه استفراغ ذَلِك ألف ألف الْخَلْط وَذَلِكَ يكون بالسعال فينفث وَذَلِكَ يكون بِأَن يشرب العليل مرَارًا دَوَاء حاراً إِنَّمَا شِئْت مِنْهَا بسكرجة مَعَ عسل وعالج الربو الَّذِي يهيج من الرّيح بالتكميد) والأدوية اللطيفة كالبابونج والمرزنجوش يطْبخ ويكمدّ بِهِ الصَّدْر وبدهن الْقسْط ودهن الْغَار ودهن الناردين ودهن السداب وأعطه الشخذنايا والقضز واسقه مِثْقَال سكبينج أَو مِثْقَال جوشير وعالج الربو الَّذِي يكون من رُطُوبَة غَلِيظَة فِي قَصَبَة الرئة بِمَا يُخرجهَا وينقيها فَهَذِهِ أَصْنَاف الربو وَفَسَاد النَّفس وَهِي إِمَّا حر وَإِمَّا برد وَإِمَّا رُطُوبَة وَإِمَّا يبس أَو ريح أَو ضعف العضل أَو امتلاء قَصَبَة الرئة.

طبيخ للربو مجرب يُؤْخَذ كف زبيب منزوع الْعَجم وَمثله حلبة مغسولة وَمن مَاء الْمَطَر فأطبخه حَتَّى يتهرّى بِنَار لينَة ثمَّ صفه واسق مِنْهُ كل يَوْم أَرْبَعَة أساتير فَإنَّك ترى عجيباً قَالَ إِذا كَانَ تتَابع النَّفس وسرعته مَعَ حمى فَفِي الصَّدْر ورم حَار فِي الرئة وَإِن كَانَ بِلَا حمى فَفِي الصَّدْر غلط خَارج عَن الطَّبْع بَارِد أَو رُطُوبَة لزجة أَو فِي أَقسَام قَصَبَة الرئة وَإِمَّا خَارِجهَا فِي الفضاء الْمُحِيط بهَا فَإِن لم يكن مَعَه سعال فَإِن ذَلِك خَارج الرئة وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك سعال فداخل الرئة والرطوبة تسيل فِي الرئة فِي الفضاء الَّذِي حولهَا إِمَّا من الرَّأْس وَإِمَّا من الصَّدْر فَإِن كَانَ من الرَّأْس عرض عسر النَّفس سَرِيعا بَغْتَة وَإِن كَانَ قَلِيلا فَإِن ذَلِك من الصَّدْر والجرجرة إِنَّمَا تكون لريح ترفع رُطُوبَة تنْدَفع لَهَا حَتَّى تخرج الرّيح وتمرّ فِيهَا وَلِأَنَّهَا تمانع بِشدَّة فَيكون لذَلِك صَوت. سرابييون إِذا عرض للْإنْسَان أَن يتنفس كتنفس من أحضر إحضاراً شَدِيدا فَلذَلِك هُوَ الربو قَالَ وَنَفس الانتصاب نوع مِنْهُ ويعالج هَؤُلَاءِ بِمَا يحلل الفضلة الغليظة عَن الرئة وَهُوَ بِمَا يسخن الرئة إسخاناً متوسطاً بالمروخ والرياضة وَالتَّدْبِير الملطف فأدلكهم بالمناديل الخشنة وَلَا يقربُوا الدّهن وأدلكهم فِي الْحمام بالنطرون وَنَحْوه وأبدء بِأول رياضتهم بطيئة وأسرع بِآخِرهِ لِأَن الرياضة السريعة إِذا كَانَت فِي أول الْأَمر يهيج الربو بهم وأغذهم بعد الرياضة وأمنعهم الْحمام وخاصّة فِي الشتَاء وَجَمِيع الأغذية الرّطبَة وَإِن كَانَت حارة وَأَجْعَل فِي خبزهم البزور الملطفة شونيزا وكمونا وأنيسونا ونانخواه والرشاد وأعطهم السّمك المالح الْعَتِيق والفجل والصعتر والفوذنج وَلُحُوم الوحشى واليابس والمهزول من الْحَيَوَان وَأحذر عَلَيْهِم من الْحُبُوب فَإِنَّهَا تنفخ ويهيج الربو واسقهم الشَّرَاب الْعَتِيق الريحاني وَمَاء الْعَسَل وأجود مَا يَفْعَلُونَ أَن لَا يشْربُوا على الطَّعَام ويلبثوا بعده ويحتملوا الْعَطش وَاجعَل أشربتهم قَلِيلا قَلِيلا فِي دفعات كَثِيرَة وَليكن نومهم قَلِيلا قَلِيلا لِأَن النّوم إِذا طَال أحدث ضيق النَّفس فِي الأصحاء فضلا ألف ألف عَن المرضى وَإِيَّاك أَن يَنَامُوا) بعقب الْأكل وَلَا بِالنَّهَارِ الْبَتَّةَ وَإِن لم يغتذوا بِالنَّهَارِ وتعبوا فَلَا بَأْس أَن يَنَامُوا قبل الْغذَاء نوماً يَسِيرا وَانْظُر أَن تَنْطَلِق طبايعهم فِي يَوْم دفْعَة أَو دفعتين بِمَا يليّن الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً وَيصْلح أَن تلين طبايعهم بطبيخ ديك هرم وقرطم وسلق وَالْكبر المملوح والطريخ الْعَتِيق يلين الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً غير مؤذ فَقَدمهَا قبل الْغذَاء فَإِن لم يلين الْبَطن بِهَذِهِ الْأَشْيَاء فَاجْعَلْ لَهُم شَيْئا من الفربيون فِي مَاء الشّعير وأعطهم فَإِنَّهُم يَنْتَفِعُونَ بِهِ من جِهَة حرارته والأفيثمون إِن شرب مِنْهُ مثقالان عَجِيب فِي هَذِه الْعلَّة بميبختج ومرّخ الصَّدْر بدهن السوسن ودهن الْغَار مَعَ شئ من شمع ليقوم على الصَّدْر وأعطهم كل يَوْم ثُلثي دِرْهَم من الزراوند المدحرج بِمَاء أَو سكبينج بِمَاء سداب معصور

ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم وينفع الْكَرم الْأسود وفقاح القيصوم أَو خُذ بزر الأنجرة فانقعه فِي الْخلّ يَوْمًا واسقهم حب الرشاد درهما بدهن لوز وأعطهم لعوق العنصل واسقهم حب الْغَار بِمَاء أَو طبيخ الفثيمون أَو طبيخ القنطوريون الغليظ فِي ابْتِدَاء الْعلَّة وَفِي آخرهَا الدَّقِيق وَإِن شِئْت ألعقهم القنطوريون بالعسل وانفع من هَذِه الَّتِي وصفناها طبيخ يتَّخذ من زوفا يَابِس وفراسيون وايرسا وكماذريوس وجعدة وحاشا وفوذنج برّي ويسقى مَعَ دهن حب الصنوبر أَو دهن اللوز المرّ وَاعْتمد على هَذَا فَإِنَّهُ عَجِيب وينفعهم التناسب إِذا ابتلعوه وَحده أَو مَعَ شئ من عَاقِر قرحاً والبادروج والأشج فَأَما الجوشير انفع شئ من هَذِه الْعلَّة لَكِن يجب الِاحْتِرَاز مِنْهُ لِأَنَّهُ منهك للعصب وغيّر الْأَدْوِيَة حينا وحيناً لخلتّين إِحْدَاهمَا أَن الطبيعة إِذا أَلْقَت دَوَاء لم تكد تنْتَفع بِهِ لِأَنَّهَا تُقِيمهُ مقَام الْغذَاء وَالْأُخْرَى أَن العقاقير قد تخْتَلف بالدرج فَرُبمَا كَانَ أَحدهَا أوفق وأعمل وأنفع مَا اسْتعْمل فِي انتصاب النَّفس الْقَيْء وخاصة بعد الطَّعَام بالفجل على مَا جرت بِهِ الْعَادة فَإِن جعل مَعَه خربقاً كَانَ ذَلِك أَنْفَع مَا يكون غير أَن الخربق غير مَحْمُود فِي أوجاع الصَّدْر فَإِن أردْت الْأَمْن مِنْهُ فَخذ بدل أُصُوله رؤسه واسحقها واسق مِنْهُ واغرز فِي الفجل خربقاً ودعه يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ اسْتعْمل ذَلِك الفجل وَإِن لم يحْتَمل العليل الْقَيْء لضعف بدنه فَعَلَيْك بالحقن الَّتِي فِيهَا حِدة وأشرف مَا يسْتَعْمل فِي هَذِه الْعلَّة التنقية بقثاء الْحمار والفربيون فَأَما الفيثمون والغاريقون فَإِنَّهُمَا لَهما مَعَ ذَلِك خاصّة فِي هَذَا الوجع وَاجعَل مِنْهُمَا حبا ونقّ بِهِ دَائِما فِي الشَّهْر مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَقد رَأَيْت خلقا يخلصوا من هَذِه بالغاريقون والأفيثمون. حب للربو غاريقون ثَلَاثَة دَرَاهِم ايرسا دِرْهَم فربيون مثله بزر أنجرة دِرْهَم تَرَبد محكوك خَمْسَة أيارج أَرْبَعَة شَحم حنظل ونزروت دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ مر دِرْهَم يحبّب بميبختج الشربة) ألف ألف دِرْهَمَانِ بِمَاء فاتر. لعوق للربو عنصل مشوي ثَلَاثَة دَرَاهِم ايرسا دِرْهَم فربيون مثله زرفا يَابِس دِرْهَمَانِ زعفران نصف دِرْهَم يعجن بِعَسَل وَيسْتَعْمل يجب أَن يطْرَح مِنْهُ الزَّعْفَرَان. حب للربو الرشاد ثَلَاثَة دَرَاهِم سمسم عشرُون درهما زوفا يَابِس سَبْعَة دَرَاهِم فانيذ عشرُون يدقّ وَيسْتَعْمل.

لعوق الحلبة حلبة تطبخ قَلِيلا ثمَّ تطبخ مَعَ التِّين الدسم حَتَّى ينضج الْجَمِيع يصفى مَاؤُهُ ويعقد مَعَ عسل وَأعْطِ مِنْهُ قبل الطَّعَام وَلَا تجزع من قلَّة أثر الْأَدْوِيَة فِي هَذِه الْعلَّة إِذْ لَا تُؤثر دفْعَة وَأكْثر النقلَة مِنْهَا من دَوَاء إِلَى دَوَاء بِحَسب مَا ترى أَنه ينفع وبخّره بالزرنيخ والكبريت بِالسَّوِيَّةِ ويعجن بشحم الكلى ويتلقى بخاره بقمع أوخذ مرا وقسطاً وسليخة وزعفراناً ولبنى بِالسَّوِيَّةِ فاعجنه وبخّره بِهِ أَو خُذ زرنيخاً أَحْمَر وزراوند طَويلا يعجن بالسمن ويتخذ مِنْهُ بندقة فَإِنَّهُ نَافِع جدا. من النبض الْكَبِير الربو وَإِن كَانَ من الْعِلَل المتطاولة فَإِن لَهُ نَوَائِب حادة على مِثَال الصرع وَقد ذكرنَا نبضه فِي بَاب النبض الأفيثمون يفتح النَّفس اطلب من قَالَه فِي بَاب المسهلة. للربو الْقوي تَرَبد ثَلَاثَة أصل السوس عشرَة بنفسج خَمْسَة ايرسا ثَلَاثَة بزر الأنجرة ربّ القرطم ثَلَاثَة ثَلَاثَة أصُول قثاء الْحمار والحنظل ثَلَاثَة ثَلَاثَة يطْبخ بياضة غاريقون وَاسْتَعْملهُ على حسب مَا ترى. مسيح بخور زيتون أسود مَعَ نواة شَحم الْمعز وبعر الأرنب وميعة وزرنيخ من كل وَاحِد بِقدر التوتة وَقد يبخّر بدقيق الشّعير وببزر السداب والزراوند المدحرج والزرنيخ يعجن بمخ الْبيض. لي يحْتَاج أَن يحرر مَا يُزَاد مِنْهَا قَالَ وَيجب أَن يتَحَمَّل المبخّر تَنْشَق البخور مَا أمكن واجتهد فِي ذَلِك وبخّرهم أسبوعاً وأطعمهم خبْزًا بمرق دسم فَإِنَّهُ يُبرئ من السعال الْعَتِيق المزمن وَلَا يَذُوق شَيْئا غير ذَلِك الْخبز بالمرق أسبوعاً أَو حسا من خبز حوارِي بِسمن وَعسل وَمن أدويته أَيْضا المر والقنطوريون وورق النبق وقشور وأخثاء الْبَقر وقشور الصنوبر والمر والقنة وينفع من السعال الْعَتِيق والنفث المنتن المزمن. حنين فِي الترياق الزَّعْفَرَان يُقَوي آلَات النَّفس ويسهل النَّفس جدا.) تقاسيم الْعِلَل إِذا حدث تشنج فِي العضل الَّذِي يبسط الصَّدْر كَانَ إِدْخَال النَّفس مضعفاً فِي مرَّتَيْنِ وبالضد. لي هَذَا ضرب من سوء التنفس ينفع مِنْهُ المرخ لتِلْك العضل ومجاريها. الثَّانِيَة عشر من النبض الربو إِن كَانَ متطاولاً فَإِن لَهُ نَوَائِب حادة على مثل نَوَائِب الصرع. من الْفَائِق قد يكون ضرب من ضيق النَّفس شبه الربو من استرخاء عضل الصَّدْر أَو من تشنجه وَالَّذِي ينفع من الاسترخاء الأدهان اللطيفة الحارة كالسوسن والنرجس والقسط وَكَذَلِكَ التشنج الرطب واليابس الأدهان وَالْمَاء الْحَار وَيكون ربو من ريح وينفع مِنْهُ سقِِي الجندباستر والأشق وزن دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل وينفع من الربو الغليظ الرطب جدا كبريت ألف ألف ورق سداب وَمر وافسنتين وزراوند وشونيز وخردل يحبّب كالحمص ويسقى حمصة بِالْغَدَاةِ وَمثلهَا بالْعَشي.

(فِي نفث الدَّم وقيثه وتنخعه وَجَمِيع أَصْنَاف الدَّم الْخَارِج من الْفَم) يَنْبَغِي أَن يرد إِلَى هَاهُنَا منا فِي بَاب الْمعدة والسل والدق وَالَّذِي فِي بَاب العلق واستعن بِبَاب السل وَبَاب الْمعدة وحوّل مِنْهُ مَا يجب إِلَى هَاهُنَا فقد رَأَيْت أَن أجمع نفث الدَّم والسل فِي مَكَان حَتَّى يجْتَمع ثمَّ يفصل. الْخَامِسَة من الْفُصُول إِذا نفثت الْمَرْأَة دَمًا فانبعث دَمهَا بالطمث سكن عَنْهَا قيء الدَّم. ج لذَلِك نقتدي نَحن بالطبيعة فنجذب الدَّم بالفصد إِلَى ضد الَّتِي مَال إِلَيْهَا. ج السَّابِعَة من الْفُصُول الدَّم الَّذِي يقذف من الرئة لَا يكون فِي جَمِيع الْأَحْوَال زبدياً وَإِنَّمَا يكون زبدياً إِذا كَانَ يخرج من جَوْهَر الرئة أَعنِي من لَحمهَا وَالَّذِي يخرج من عروقها فَلَا وَقد يقذف الدَّم الزُّبْدِيُّ فِي بعض الْحَالَات أَصْحَاب ذَات الْجنب وَأَقل مِنْهُم أَصْحَاب الرئة وَإِنَّمَا يكون ذَلِك إِذا كَانَت فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع الَّتِي فِيهَا الْعلَّة حرارة مفرطة نارية. من السَّابِعَة فِي الدَّم الَّذِي يتقيىء من غير حمى سليم وعالجه بالأشياء القابضة وَالَّذِي يتقيىء من الْحمى رَدِيء قَالَ وَقد قَالَ قوم أَنه عني هَاهُنَا بقوله بِقَذْف السعال وَهَذَا خطأ وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يَصح أَنه مَتى لم يكن مَعَ نفث الدَّم الَّذِي من الرئة الْحمى فَهُوَ سليم حق فَإِنَّهُ لَا يُؤمن أَن لَا يبرء وَإِن لم يبرء سَرِيعا وَإِذا دَامَت بِهِ علته وطالت فَإِنَّهُ لَا محَالة يعرض لَهُ بِآخِرهِ حمى فَافْهَم من يتقيىء على الْحَقِيقَة أَن يتقيأ إِنَّمَا يُرَاد بِهِ مَا يخرج من الْمعدة وَذَلِكَ أَنه إِذا لم يكن من قيء) الدَّم حمى فَإِنَّهُ يدل على أَنه لَيْسَ هُنَاكَ ورم وَإنَّهُ إِنَّمَا كَانَ من انفتاح عرق أَو قرحَة حدثت بِلَا ورم وَلذَلِك يبرء سَرِيعا بالأدوية القابضة فَأَما القروح الَّتِي مَعهَا ورم وَحمى فَلَا يُمكن أَن تبرء هِيَ فِي ذَلِك لَا تبقى على مِقْدَار من الْعظم لَكِنَّهَا تتسع دَائِما وتزداد خبثاً. من الفصد من كَانَ قد نفث دَمًا وَبرئ مِنْهُ وَكَانَت هَيْئَة الصَّدْر بِحَال يسهل مَعهَا أَن يتهتّك عروقه إِذا اجْتمع فِيهَا الدَّم فبادر بفصده فِي الرّبيع لحفظ صِحَّته وَإِن لم تظهر فِيهِ عَلَامَات الامتلاء. لي وَلَا تدع فصده كَمَا تظهر عَلَامَات الامتلاء أبدا وَهَؤُلَاء هم الَّذين صُدُورهمْ ضيّقة. لي من كَانَ فِي صَدره ضيق وَنَفث الدَّم سَرِيعا من أدنى عِلّة فامل الدَّم إِلَى أسافل بدنه بفصد الصَّافِن فاحفظ صِحَّته بذلك وافصد الباسليق وَيجب أَن تقدم أَولا فصد الباسليق ثمَّ فصد الصَّافِن ثمَّ يسقى مَا يمْنَع ويجفف الصَّدْر.

لي المستعدون لنفث الدَّم وَالَّذين قد نفثوا من صُدُورهمْ ألف ألف ورئاتهم دَمًا وبرؤا فليتحفظوا من النَّوَازِل والامتلاء وَمن الْأَسْبَاب الْبَادِيَة كالضجة وَنَحْوهَا فَإِن بِهَذِهِ الثَّلَاثَة يكون حفظ صحتهم وَقَالَ إِن رَأَيْت إنْسَانا تركيب بعض أَعْضَائِهِ ردي وخاصة صَدره فافصده على الْمَكَان. من الْمَوْت السَّرِيع إِذا نفث إِنْسَان دَمًا فَإِنَّهُ بِسَبَب مدّة فَإِن انْقَطع عَنهُ نفث تِلْكَ المّدة بَغْتَة مَاتَ. من العلامات رُبمَا كَانَ بالإنسان بواسير فِي مقعدته وَهَؤُلَاء ينفثون فِي الْحِين بعد الْحِين فينتفعون بِهِ وَأَصْحَابه أبدا مصفرون. من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء قَالَ قد ينفع فِي نفث الدَّم من الرئة الفصد الَّذِي يخرج مِنْهُ الدَّم مَرَّات كَثِيرَة جدا قَلِيلا قَلِيلا ويجرع الْخلّ مرّة بعد مرّة جرعة وَسَائِر تَدْبيره جذب الدَّم عَن الرئة بشد العضدين وَالرّجلَيْنِ ودلكهما. أهرن ينفع من نفث الدَّم لبن مطبوخ لِأَنَّهُ يغري ويلصق ومخيض الْبَقر لِأَنَّهُ يقبض ويبرد والأضمدة القابضة على الصَّدْر. 3 (ضماد لنفث الدَّم) ضماد لنفث الدَّم إِذا وضع على الصَّدْر صَبر مر كندر قاقياً دم الْأَخَوَيْنِ شياف ماميثا جَفتْ البلوط عفص فج رامك يتَّخذ بِمَاء الآس ويضمد بِهِ الصَّدْر أَو خُذ قشور رمان مجففة فاسحقها واعجنها بخل. من اختيارات الْكِنْدِيّ قَالَ من الْأَشْيَاء الطبيعية أَنه إِذا مضغ الرجلة وابتلع قطع نفث الدَّم من سَاعَته. بولس إِذا كَانَ نفث الدَّم لانْقِطَاع شئ من الْعُرُوق كَانَ الدَّم غزيراً وَقد يكون الدَّم لانْقِطَاع شئ من الْعُرُوق وَمن سَبَب من خَارج كالسقطة والضجة والهواء الْبَارِد وَقد يكون من امتلاء الْعُرُوق وَمن تأكلها وَمن انفتاحها ويتقدم التأكل أَشْيَاء حريفة أَو نزلة حريفة ويتقدم فتح أَفْوَاه الْعُرُوق الامتلاء وَالتَّدْبِير المرطب فَلَا يكون مَعَه حمى وَلَا وجع كَمَا يكون مَعَ الَّذِي فِي الآكلة بل يَجدونَ عِنْد خُرُوج الدَّم رَاحَة وَلَذَّة قَالَ وَالدَّم الزُّبْدِيُّ إِلَى الْبيَاض يجْرِي من جرم الرئة وَالْأسود الغليظ يَجِيء من الصَّدْر إِذا كَانَ مَعَه وجع الصَّدْر فَأَما الَّذِي يَجِيء من الرئة فَإِنَّهُ يَجِيء مُنْقَطِعًا بِلَا وجع وينفع هَذَا النفث الدَّم أَولا رمثاً ثمَّ حمى قَالَ وَقد رَأَيْت من نفث حصبات بعد نفث الدَّم بسعال شَدِيد وجف سعاله ثمَّ مَاتَ بالسل قَالَ وَالَّذِي يَجِيء بالتنخع والسعال الْيَسِير وَكَانَ زبدياً خَفِيفا فَذَلِك من قَصَبَة الرئة وَإِذا كَانَ الدَّم أسود جَامِدا وَكَانَ فِي الصَّدْر وجع فَإِنَّهُ من الصَّدْر علاج ذَلِك أَن تمنع النزلة من الرَّأْس إِلَى الصَّدْر من عرض لَهُ نفث الدَّم من نزلة فافصد لَهُم الْعرق من سَاعَته إِلَّا أَن

تكون النزلة حريفة جدا فاربط الْأَطْرَاف وتدلك بِزَيْت حَار أَو بدهن قثاء الْحمار وأطعمهم الْأَشْيَاء العفصة واسقهم أَقْرَاص الكهربا واحلق الرَّأْس وضع عَلَيْهِم الضماد الَّذِي يهيأ بزبل الْحمام البّري قدر ثَلَاث سَاعَات ثمَّ انزعه ألف ألف واذهب بِهِ إِلَى الْحمام وَلَا تدهن رَأسه ثمَّ أغذه بالإحساء وأعطه عِنْد النّوم ترياقاً ومرّخ جَمِيع جسده وأدلكه خلا الرَّأْس فَإِن دَامَت الْعلَّة فعلّق المحاجم على الْقَفَا فَهَذَا علاج نفث الدَّم الْكَائِن من أجل نزلة تنصّب من الرَّأْس وَأما نفث الدَّم الْعَارِض من الْبرد فدبّرهم وأعطهم أَشْيَاء حارة مَعَ الْأَشْيَاء القابضة وأعطهم دَوَاء الفلافلي مَعَ أَقْرَاص الكهربا وَالَّذين يقذفون الدَّم من الامتلاء افصدهم وليناموا منتصبين وليحذروا الْكَلَام الشَّديد وتوضع على الْمَوَاضِع الوجعة اسفنجة قد غمست بخل وَمَاء فاتر وَإِن الَّذِي يَجِيء من الدَّم غزيراً كثيرا) فَاجْعَلْ الضماد أقاقيا وقشور رمان وعفصاً وخلاً وسفرجلاً وَشَرَابًا عفصاً وينتفعون بِأَكْل الرجلة وَأقوى مِنْهَا عصارتها إِذا شربت والطين الْمَخْتُوم إِذا شرب والشاذنة إِن شرب مِنْهَا سِتَّة قراريط وَأما الَّذين نفث دمهم من تأكّل فاخلط فِي أدويتهم افيونا وليترك الْغذَاء إِلَى الرَّابِع إِن احتملت الْقُوَّة فَإِن لم يحْتَمل فاغذ بالخبز المغسول بِالْمَاءِ الْبَارِد وَأما الَّذِي يبصق من الحنك الدَّم فليستعملوا الغرغرة بالأشياء العفصة الَّتِي تسْتَعْمل فِي الرعاف فَإِن هَذَا علاج هَذَا النَّوْع وليبادر بعلاج نفث الدَّم لِأَنَّهُ معطب إِذا تَأَخّر علاجه وَإِذا دَامَ نفث الدَّم آل إِلَى السلّ فَإِذا سكن نفث الدَّم فدبرهم تَدْبِير النَّاقة وأعطهم السّمك واكارع الْخَنَازِير وأدمغتها ومرهم بتمريخ جَمِيع الْجِسْم ودلكه وامنعهم من كَثْرَة الاستحمام وَشرب الشَّرَاب والخوى وَالْغَضَب وَالْجِمَاع. لي على مَا رَأَيْت وَسمعت يُؤْخَذ بزربنج وقشور أصل اللفاح وطين الْبحيرَة والكندر والأقاقيا وبزر الرجلة وبزر البادروج وجلنار وكافور وَيجْعَل قرصاً الشربة دِرْهَمَانِ بِنصْف أُوقِيَّة من مَاء البادروج وَنصف أُوقِيَّة من البقلة الحمقاء. من كناش الأسكندر قَالَ قد يكون نفث الدَّم من أَطْعِمَة حارة كَثِيرَة الْغذَاء أدمنت أَو انْتِقَال إِلَى بلد أَو مسكن حَار أَو كَثْرَة استحمام وَكَانَ ينفث قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ من انتفاخ الْعُرُوق وَإِذا كَانَ من ضَرْبَة أَو طفرة أَو حمل حمل ثقيل أَو برد شَدِيد فَإِنَّهُ من انْشِقَاق إِلَى كَانَ يَجِيء كثيرا فَإِن كَانَ يخرج كثيرا وَهُوَ رَقِيق إِلَى الشقرة ويربى

بِلَا وجع فَإِنَّهُ من الرئة فَإِن كَانَ الصَّدْر متوجعاً وَالدَّم لَيْسَ بأشقر وَلَا يربى وَلَا كثير فَإِنَّهُ من الصَّدْر وَالدَّم يدْخل إِلَى الرئة كَمَا تدخل الْمدَّة وَإِذا كَانَ الدَّم يَجِيء من قَصَبَة الرئة بِلَا سعال بل بالتنخع وَمَتى كَانَ نفث الدَّم من امتلاء الْعُرُوق فافصد الْأكل واخرج الدَّم رويداً رويداً فِي مَرَّات كَثِيرَة ألف ألف فَإِنَّهُ أَجود وفصد الصَّافِن نَافِع من ذَلِك جدا ثمَّ مره أَن يحسو خلا وَمَاء حاراً فَإِنَّهُ يغسل الْأَمْكِنَة الوجعة وينفي الدَّم الخاثر وَلَا يَتَكَلَّمُونَ وَلَا يتنفسون نفسا كثيرا قَالَ وَلَا تكون أغذيتهم حارة بِالْفِعْلِ بل إِلَى الْبُرُودَة وَاجعَل أغذية من كَانَ بِهِ ذَلِك لانتفاخ الْعُرُوق واخراقها قابضة وَمن كَانَ بِهِ ذَلِك لقرحة عفن أَو شقّ فمغرية وَلَا يسقون شَيْئا فِيهِ جلاء وَلَا حِدة وَلَا حراقة غير الْخلّ قَالَ ولنفث الدَّم اسْقِ من عصارة الرجلة فَإِنَّهُ دَوَاء مُرْتَفع جدا ويأكلونها أَيْضا وكزبرة الْبِئْر دَوَاء نَافِع لجَمِيع أَصْنَاف نفث الدَّم وَكَذَلِكَ عصى الرَّاعِي وَمَاء لِسَان الْحمل وَإِذا لم تكن حرارة فعصارة الكرّات والخل تمنع نفث الدَّم وعصارة الراسن وضمد بالأشياء القابضة مَعَ الْخلّ ودهن الآس) وشراب قَلِيل قَابض فَإِن كَانَ مَعَ نفث الدَّم سيلان الْبَطن أَو سهر فَاسق مِنْهُ وَهَذَا جيد لنفث الدَّم كندر يسحق كالكحل ثَلَاثُونَ قيراطاً بربّ الآس أَو بعصارة الرُّمَّان فَإِنَّهُ جيد بَالغ. لي يسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم من كندر مسحوق ومعجون بربّ الآس أُوقِيَّة أَو يسْقِيه بلوطاً وكندرا يشف مِنْهُ أَو يعْطى هَذَا القرص طباشير طين مختوم عقاقياً كافور يسقى بِمَاء البادروج يشف من العفن ... ... من الشب الْيَمَانِيّ اسْقِهِ فَإِنَّهُ برءه قَالَ وَأما إِذا كَانَ نفث الدَّم من عفن فَلَا تسْتَعْمل القابضة لَكِن مَا يغذى ويعدلّ تسكن رِدَاءَهُ العفن وحدّته وَاتَّقِ قطع الْعُرُوق إِذا رَأَيْت أَن الَّذِي يخرج من العفن قد كثر وخاصّة إِن كَانَ العليل قضيفاً وصدره قد جفّ وَذهب لَحْمه فَإِن هَذَا مشرف على السلّ وأعطه مَاء الشّعير والملوخيا وَنَحْوه وَلَا يقربون الْخلّ وَلَا الْملح وَلَا البصل وَلَا نَحوه قَالَ فَأَما نفث الدَّم الْكَائِن من أجل نزلة حريفة فاحرص أَن تجْعَل مزاج الرَّأْس بَارِدًا رطبا بالخل ودهن الْورْد وَالْمَاء الْبَارِد فَإنَّك مَتى فعلت ذَلِك قطعت ذَلِك الزُّكَام الْحَار وانقطعت النزلة الحريفة فاجهد جهدك فِي النطول والضماد والسعوط الْبَارِد على الرَّأْس وغرغر العليل بطبيخ البنج وطبيخ عِنَب الثَّعْلَب وَحي الْعَالم وَاجعَل من هَذِه مَعَ الدّهن على الْمَوَاضِع من الرَّأْس قَالَ وعجبنا من جالينوس كَيفَ ضادّ هَذَا الْمَذْهَب حَتَّى ضرّ العليل وَلم يَنْفَعهُ وَأما أَنا فقد جرّبته وامتحنته. لي ينظر فِي هَذَا فَإِن فِيهِ غَلطا لِأَن الرَّأْس إِذا برّدته لتبدل مزاجه سَالَتْ نَوَازِل كَثِيرَة إِلَى الصَّدْر وحطّت فِيهِ وَإِذا اسخنته امْتنع أَن ينزل إِلَى الصَّدْر مِنْهُ شئ الْبَتَّةَ قَالَ ج ضادّ هَذَا الْمَذْهَب الْبَتَّةَ حَتَّى أَنه جعل على الرَّأْس أدوية محرقة وَسَقَى الترياق والأميروسا وَهَذِه كلهَا يزِيد فِي العفن. لي هَذَا خطأ فِي هَذَا أَيْضا وَذَلِكَ أَن هَذِه الْأَدْوِيَة تمنع العفن لِأَنَّهَا تجفف القويّ

فَأَما الَّتِي ذكرهَا فَإِنَّهَا توضر القرحة قَالَ وَقد أبرأت خلقا مِمَّن ألف ألف نفث الدَّم بالشاذنة سحقتها كالكحل وسقيت من غبارها أَرْبَعَة وَعشْرين قيراطاً بِمَاء الرُّمَّان أَو بِمَاء البرسان دَارا وَكَذَلِكَ القروح فِي الرئة فَإِنَّهُ كَانَ يجففها أَشد من سَائِر الْأَدْوِيَة وَلَا تهيج وتؤذي بالسعال وَيُبرئ القروح لي هَذَا ليضادّ ج فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف القرحة الَّتِي فِي الرئة وَلَا تبلغ قُوَّة هَذِه أَن تجفف حَتَّى تمنع التعفن كَمَا تفعل تِلْكَ قَالَ وَإِن لم تقدر تِلْكَ على الشاذنة فعالجه بالطين الْمَخْتُوم وَالْحجر الأرميني قَالَ فَأَما إِذا كَانَت النزلة بَارِدَة وَكَانَ مَا يسيل خاماً بَارِدًا فَعِنْدَ ذَلِك فأعطه ترياقاً) وَقد كويت كيّة على الرَّأْس فِي وَسطه فبرئ وانقطعت النزلة وَسكن السعال وليجتنب كل من ينفث الدَّم الْجِمَاع وَالْغَضَب والصياح والكرفس وَالصَّبْر وَالْخبْز الْعَتِيق وَالشرَاب وَالشَّمْس وَالْمَاء الْحَار والأطعمة الْحَار وليعتمد على اللَّبن ويجعله غذاءه وَالْخبْز الحريف الرطب فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَنْفَع لَهُ مِنْهُ وَأَنا أعرف رجلا مكث السّنة كلهَا يَأْكُل اللَّبن بالخبز السميذ ويشربه واجتنب الشَّرَاب وَلم يشربه الْبَتَّةَ فبرئ من قرحَة الرئة. قسطاً فِي علل الدَّم قد يكون ضرب من قيء الدَّم عَن الامتلاء الشَّديد وَينْتَفع بِهِ وَلَا بَأْس على صَاحبه مِنْهُ وَإِنَّمَا هُوَ فضل دفعية الطبيعة وَصَاحبه يجب أَن يتوقى الامتلاء لِأَنَّهُ إِن أفرط وَلم ينْدَفع مَاتَ فَجَاءَهُ لِأَنَّهُ يمْلَأ بطُون الْقلب وَيمْنَع النبض. السَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ بَين أَقسَام قَصَبَة الرئة والشرائين منافذ ينفذ فِيهَا البخار وَلَا ينفذها الدَّم مَا دَامَت على الْحَال الطبيعية فَإِن اتسعت فِي حَال وَوَقع شَيْء من الدَّم فِي قَصَبَة الرئة وَحدث نفث الدَّم. الْخَامِسَة من الْفُصُول من خرج مِنْهُ بالسعال دم ويربى فَإِنَّهُ من الرئة وَلَيْسَ مني لم يكن زبدياً فَلَيْسَ نم الرئة لِأَن الزُّبْدِيُّ لَا يكون إِلَّا من قرحَة فِي لحم الرئة وَغير الزُّبْدِيُّ قد يكون من عرق انْفَتح فِي الرئة. لي ثمَّ افصل بَينهَا وَبَين الَّذِي من الصَّدْر بِالسَّوَادِ ومجيئه قَلِيلا قَلِيلا فَإِن هَذِه دَلَائِل الصَّدْر. من رسم الطِّبّ بالتجارب قَالَ قد رصد وجرب فَوجدَ النّظر إِلَى اللَّوْن الْأَحْمَر يزِيد فِي عِلّة من بِهِ نفث الدَّم. تجارب المارستان لَا يسقى صَاحب نفث الدَّم لَبَنًا إِلَّا منهوكاً لِأَن اللَّبن يزِيد فِي الدَّم جدا وَيكثر نفثه لِأَنَّهُ يمْلَأ الْعُرُوق دَمًا.

علاج انفتاح العروق

لي وَكَذَلِكَ من يسعل ويقذف رطوبات وَهُوَ شَحم لَيْسَ لَهُ اللَّبن جيدا فَإِن اللَّبن يمْلَأ الصَّدْر والرئة رطوبات فَلذَلِك يصلح للمسلولين الَّذين قد نحفوا جدا والسعال الْيَابِس وللسوداء خَاصَّة. لي مصلح ابْن سرابيون قَالَ الدَّم الَّذِي يخرج من الْفَم ألف ألف إِمَّا من آلَة الْغذَاء وَإِمَّا من آلَة النَّفس وَإِمَّا ينزل من الرَّأْس فَالَّذِي من الْمعدة ونواحيها يكون بالقيء فِي هَذَا الْمَوَاضِع. لي فَإِن كَانَ بِالْقربِ خرج من أدنى حَرَكَة بابتداء حَرَكَة الْقَيْء كَمَا أَنه إِذا كَانَ فِي آلَة التنفس وَكَانَ بِالْقربِ خرج بالنخع قَالَ وَالَّذِي من آلَة التنفس يخرج بالسعال.) لي كلما كَانَ الْبعد كَانَ السعال أَشد قَالَ وَالَّذِي ينزل من الرَّأْس من الحنك ونواحيه يخرج بالتنحنح وَيكون الوجع فِي أم الرَّأْس إِن كَانَ ينزل من الرَّأْس. لي وَإِن لاّ فَفِي الحنك ونواحيه وَالَّذِي ينبعث من آلَة التنفس إِمَّا من الصَّدْر وَإِمَّا من الرئة وَالَّذِي من الرئة إِمَّا من لحم الرئة وَإِمَّا من عروقها فَالَّذِي يَجِيء من الصَّدْر يَجِيء غليظاً منعقداً إِلَى السوَاد لِأَنَّهُ يحمر فِي طول مسافته وَمَعَهُ وجع فِي الصَّدْر وَذَلِكَ الْموضع الَّذِي ينقع من الصَّدْر هُوَ الْموضع الَّذِي فِيهِ الشق وَقد جربت بِأَنَّهُ إِن نَام العليل على ذَلِك الْجَانِب كَانَ النفث أَكثر لعِلَّة قد ذَكرنَاهَا فِي بَابه استخرجت هَذِه الْعلَّة من الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء حَيْثُ يذكر فِيهِ تزريق مَاء الْعَسَل فِي الصَّدْر وَالَّذِي من لحم الرئة فَإِنَّهُ قَلِيل بِالْإِضَافَة إِلَى مَا يَجِيء من عروق الرئة من الصَّدْر وَهُوَ مائل إِلَى الْبيَاض والرقة زبدي وَهُوَ شَرّ مَا يكون وأوقعه فِي السلّ وَأما الَّذِي فِي عروق الرئة فَأكْثر وَهُوَ أَحْمَر رَقِيق يسخن بِالْإِضَافَة إِلَى مَا يخرج من الصَّدْر وَلحم الرئة وَلَيْسَ بأرقّ من الْخَارِج من لحم الرئة بل أغْلظ مِنْهُ وأشبه بِالدَّمِ وَخُرُوج الدَّم من عروق الرئة تكون إِمَّا لانفتاح فِيهَا أَو لتشققها وَإِمَّا لتأكّلها وانفتاح فِيهَا يكون إِمَّا لامتلائها وَكَثْرَة دَمهَا وَإِمَّا لسقطة وضربة وضجّة وَإِمَّا لحدّة الدَّم فَقَط فاستدل على الامتلاء دَمًا كلهَا فَيكون بحمرة الدَّم من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَكَثْرَة الاستحمام وَالسّن وعلامات فِي الامتلاء فِي الْجِسْم وَفِي أَن صُعُوده يكثر كثيرا غليظاً فِي دفْعَة وَاحِدَة وَاسْتِعْمَال العليل الطَّعَام بعد الْحمام وَالطَّعَام الْحَار وَيكون صُعُوده ونفثه بسهولة وَلَا وجع مَعَه وَلَا حمى فَأَما انفتاح الْعُرُوق لحدة الدَّم فَإِنَّهُ تكون مَعَه حرارة حادة ولطافة فِي الدَّم كثيرا فَأَما التأكّل فَيكون من نزلة حريفة أَو مّدة أَو من اسْتِعْمَال أَطْعِمَة حريفة وَلَا ينبعث مِنْهُ شَيْء كثير دفْعَة وَيكون مَعَه وجع وَحمى وَيكون تفتق الْعُرُوق من برد شَدِيد جدا أَو من حمل عنيف وَالدَّم الْحَار مِنْهُ غزير كثير وَيحدث فِي أَكثر الْأَمر مَعَ ورم والتخلص عسير لَا يكَاد ينجع. 3 - (علاج انفتاح الْعُرُوق) علاج انفتاح الْعُرُوق أبدأ بفصد الباسليق الْإِبِط وَأخرج الدَّم فِي الْيَوْم الثَّانِي وَفِي الثَّالِث أَيْضا بِقدر الْقُوَّة وَيسْتَعْمل العليل الدعة وَترك الْكَلَام الْبَتَّةَ كلما يضطره إِلَى شدَّة النَّفس فَإِن لم يهج بِهِ مَعَ النفث سعال مؤذ شَدِيد فيسقى الْخلّ فِي نفث الدَّم فمره يتجرع الْخلّ الثقيف الممزوج بِمَاء

لتنقي الرئة من دم أَن انْعَقَد فِيهَا فَإِن كَانَ ألف ألف السعال مُؤْذِيًا فأحذر الْخلّ واحتل بِكُل حِيلَة لزوَال السعال بالمسكنات كالكثيرا أَو الصمغ وَنَحْوهمَا وَليكن منتصباً لِأَنَّهُ إِذا لم يكن منتصباً وَقعت أَجزَاء الصَّدْر بَعْضهَا على بعض فَحدث من ذَلِك سعال والسعال لَهُ أردى مَا يكون لِأَنَّهُ يحدث ورماً وَيمْنَع ختم الْموضع فَانْظُر إِن لم يكن الْجِسْم نقياً فأسهله من الْخَلْط الْغَالِب عَلَيْهِ فَإِن لم يَنْقَطِع الدَّم فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة القابضة المغرية كالطين والشب والكهربا والجلنار بِمَاء السفرجل فَإِن لم يكن حمى فبالشراب وَيكون الْغذَاء قَلِيلا قَابِضا فَإِن كَانَ انبعاث الدَّم من الرَّأْس إِلَى الحنك فأفصد أَولا القيفال ثمَّ غرغر بالأشياء القابضة وبّرد الرَّأْس بالأضمدة. لي ينظر فِي ذَلِك فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى إسخان ويعطون أَشْيَاء من المخدرة لينيموهم نوماً معتدلاً ويسكن سعالهم وضمد الصَّدْر بالقابضة فَأَما نفث الدَّم من لحم الرئة فعالجه بِمثل ذَلِك لَكِن لَا يحْتَاج إِلَى خل واسقه أدوية ملحمة يابسة كالطين والشاذنة بِمَاء الْعَسَل فَإِن هَذَا جيد للتأكّل بتنقية أبدانهم كثيرا وبالأغذية الجيدة لِأَن ذَلِك يكون من أخلاط ردية وبالأشياء الْبَارِدَة المسكنة وَلَا تدع الفصد وتليين الْبَطن بالأشياء الملينة واسق الشاذنة والطين والكهربا وَدم الْأَخَوَيْنِ والشاذنة من شَأْنهَا التجفيف للقرحة وتبريئها سَرِيعا وَلَو قد بَدَأَ بنفث مّدة تسحق حَتَّى تصير كالهباء ثمَّ تسقى وَيكون الشَّرَاب مَاء الْمَطَر فَإِن لم يكن فَمَا قد أنقع فِيهِ ورد وطين أرميني. سفوف جيد لنفث الدَّم مَعَ حِدة وتأكّل طباشير وطين أرميني وشاذنة عشرَة من كل وَاحِد بسد كهربا لُؤْلُؤ من كل وَاحِد خَمْسَة صمغ كثيراء سِتَّة سِتَّة خشخاش أسود بزر رجلة بزر ورد بزر لِسَان الْحمل جلنار ثَلَاثَة ثَلَاثَة يسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الْمَطَر. آخر كندر طين مختوم صمغ دم الْأَخَوَيْنِ قاقيا الشربة درهما. مُفْردَة ج الرجلة جَيِّدَة لنفث الدَّم إِذا أكلت. لي استعملها حَيْثُ تكون مَعهَا حرارة وعطش شَدِيد فَإِنَّهَا فِي غَايَة التطفية والترطيب مَعَ) قبض عصارة لحية التيس جيد لنفث الدَّم القنطورين الْجَلِيل مَتى شرب من أَصله مثقالان بِمَاء إِن كَانَت حمى وبشراب إِن لم تكن حمى نفع من نفث الدَّم. لي قد ذكر فِي تقدمة الْمعرفَة إِنَّه يكون ضرب من نفث الدَّم عَن ورم فِي الرئة دمويّ يرشح مِنْهُ إِلَى قَصَبَة الرئة وَالْفرق بَينه وَبَين سَائِر تِلْكَ أَنه قَلِيل لَيْسَ كَالَّذي ينفتق فِي الرئة عروق وَمَعَهُ ألف ألف حمى شَدِيدَة وَعظم نفس غَالب قوي جدا أَو حمرَة الْوَجْه وَأَكْثَره ينضج فِي أَرْبَعَة أَيَّام أَو أُسْبُوع وَهُوَ سليم فَإِن بَقِي على حَاله بعد الْأُسْبُوع فَهُوَ أشرّ وَهَذَا الضَّرْب لَا يعالج بِمَا يقبض بل بالفصد. أول الْأَمر ثمَّ بالإنضاج قشور الكندر يكثر الْأَطِبَّاء اسْتِعْمَاله فِي نفث الدَّم لِأَنَّهُ نَافِع الزراوند جيد لنفث الدَّم الطين الْمَخْتُوم جيد لنفث الدَّم.

الخوز إِن سحق ونثر فِي الْفَم قطع الدَّم السايل وَلَيْسَ دَوَاء اقْطَعْ للدم الْبَتَّةَ الطين اللاني جيد لنفث الدَّم جدا الكندر إِذا شرب نفع من نفث الدَّم والقشر قوي فِي ذَلِك الآملج يقطع نفث الدَّم جدا حب الآس جيد لنفث الدَّم. لي هَذَا جيد إِذا كَانَت خشونة مَعَ الصَّدْر بزر الكراث دِرْهَمَانِ مثله سماق يقطع نفث الدَّم المزمن الغاريقون مَتى شرب قطع نفث الدَّم من الرئة والصدر الراوند جيد لنفث الدَّم. روفس مَاء البادروج جيد لنفث الدَّم. الخوز لَا دَوَاء اقْطَعْ للدم من الطين الْمَخْتُوم الْخَالِص. لي الموميائي عَجِيب الْمرة السَّوْدَاء قَالَ تنصّب إِلَى الْمعدة فِي وَقت الْجُوع الشَّديد دم خَالص مسَائِل السَّادِسَة من الثَّانِيَة من ابيذيميا أنهتاك عروق الرئة والصدر من الْبرد يحدث فِي الَّذين أمزجتهم يابسة وأبدانهم قحلة صلبة أسْرع مِمَّا يحدث بالأبدان الرّطبَة اللينة. لي والسعال الشَّديد الدَّائِم لَا يتَخَلَّص صَاحبه من نفث الدَّم وَذَلِكَ أَنه لِشِدَّتِهِ ودوامه لأبدان يهتك عرقاً فَمَتَى رَأَيْت ذَلِك فبادر بالفصد كي تجفف عَن الْعُرُوق وأمرخ الصَّدْر وانطله وجرع المَاء الْحَار ليأمن ذَلِك. لي رَأَيْت امْرَأَة تنفث دَمًا أسود غليظاً جمد بعضه وَلم يجمد بعض وَوجدت سَاعَة قَذَفته لذغاً وحرقة فِي المريء لَا تطلق بقيء بهَا أَيَّامًا وَلم يتبع ذَلِك مَكْرُوه الْبَتَّةَ بل جف طحال عَظِيم كَانَ بهَا وَرجل آخر تقيأ مثل هَذَا كُله سنة فتحسى حَالَته عَلَيْهِ فَاعْلَم أَنه قد يكون قيء الدَّم وإسهاله عَن الكبد وَعَن الطحال إِمَّا ليدفع فضلا ردياً فِيهَا وَإِمَّا ليدفع امتلائها شَدِيدا وَإِن لم) يكن ردياً فَلَا تعجل بِمَنْعه وَانْظُر هَل هِيَ عَادَة وَهل يُوجب التَّدْبِير ذَلِك وَهل ساءت الْحَال بعقبه أم صلحت 3 (تَلْخِيص حِيلَة الْبُرْء) تَلْخِيص حِيلَة الْبُرْء ينفع من نفث الدَّم من الرئة الفصد وَإِخْرَاج دم يسير فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا ومره أَن يتجرع خلا حاذقاً ممزوجاً بِمَاء مّرات لِأَنَّهُ يمْنَع النزف وَيحل مَا جمد أَيْضا الْخلّ يمْنَع النزف وَيحل مَا جمد. لي فَإِذا فعلت ذَلِك فَخذ فِي الحام الْخرق قبل الْقَيْء يَوْم بتدبير جالينوس وَهُوَ أَن تشد عضداه وأرنبتاه على مَا يعلم وجرعه الْخلّ الممزوج ثَلَاث مَرَّات بِمِقْدَار ساعتين أَو ثَلَاث ثمَّ اسْقِهِ من الْأَدْوِيَة المفردة المغرية القابضة والمخدرة والجالبة للنوم ألف ألف بخل فَإِن ذَلِك بليغ

أدوية نافعة من نفث الدم

وَيكون الْخلّ ممزوجاً كثيرا وبعصارة السفرجل مرَّتَيْنِ فِي الْيَوْم ولاتخذه الْبَتَّةَ إِن كَانَ قَوِيا يَوْمه فأغذه بلحوم الطير ومره أَن لَا يتَكَلَّم فضلا عَن أَن يَصِيح وَلَا يتعب ودبّره كَذَلِك إِلَى السَّابِع فَإِنَّهُ يتخلّص. السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قد يعرض أَن ينفث الْإِنْسَان دَمًا أسود غليظاً مَعَ غشي شَدِيد وحرقة وَذَلِكَ هُوَ فضل انصّب من الطحال قَالَ وَقد يعرض من جمود الدَّم فِي الْمعدة والصدر الْمَذْكُورَة من جمود الدَّم. لي إِذا رَأَيْت إنْسَانا كَانَ يقذف دَمًا من صَدره أَو تقيأه وَلم يكن كَانَ بِهِ ذَلِك لَكِن تقدم بِسَبَب يجب مِنْهُ نفث الدَّم أَو قيئه فَلم يَكُونَا ثمَّ عرضه صفرَة اللَّوْن وذبول وَغشيَ وَصغر النبض وسخونة الْجِسْم واسترخاء فَاعْلَم أَن الدَّم قد جمد إِمَّا فِي صَدره وَإِمَّا فِي الرئة فَلَا يُمكن ذَلِك وَذَلِكَ أَن الدَّم كَمَا يصير إِلَيْهَا يهيج السعال فَيخرج وَأعْطِ من سَاعَته كَمَا يحل علق الدَّم وَإِن كَانَ فِي الصَّدْر وَاجعَل مَعهَا مَا يغسل. 3 - (أدوية نافعة من نفث الدَّم) الرَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ القطاعة المفتخة كلهَا ردية للَّذين ينفثون الدَّم من رئاتهم لِأَن هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى ضدها وَهِي القابضة. من أخير الثَّالِثَة من تَفْصِيل السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ الفصد وَاجِب فِي نفث الدَّم أوجب مِنْهُ فِي ذَات الْجنب إِذا كَانَت خَفِيفَة أَو كَانَت السخنة ردية لم تحتج إِن تفصد مَا نفث الدَّم فافصد فِيهَا وَلَو كَانَت الْقُوَّة سَاقِطَة. تياذوق لنفث الدَّم جيد بليغ إِن يمسك عصير الخباز فِي الْفَم ويسيغه قَلِيلا قَلِيلا. لي يَجْعَل مَعَه صمغ ولعاب بزر قطونا وَفِي الخباز لزوجة عَجِيبَة. من تشريح ارسسطراطيس ج ويحبئ إِلَى من بِهِ نفث الدَّم فيستقر عَنهُ بالرياضة القوية فيقتله وَكَانَ كَلَامه إِذا كَانَ امتلاؤه دموياً. ج فقاح الأذخر نَافِع من نفث الدَّم وقشر الغرب يفعل ذَلِك الإسفنج المحرق بعد غمسه فِي الرئة صَالح لنفث الدَّم قرن الأيل إِذا احْرِقْ وَشرب مِنْهُ طنجاران مَعَ كثيراء نفع من نفث الدَّم وَقَالَ الآس يُؤْكَل رطبا ويابساً لنفث الدَّم وثمر الغرب إِذا أكل نَافِع لنفث الدَّم. د وَقَالَ ج قد زعم قوم أَن قرن الأيّل خَاصَّة أَحْمد من غَيره من الْقُرُون إِلَّا أَنه إِذا احْرِقْ وَغسل بعد الإحراق شفي نفث الدَّم. قَالَ د إِن شرب من بعض الأنافح ثَلَاث أبولسات نفع من نفث الدَّم والبلوط وجفته نَافِع وَكَذَلِكَ طبيخه.

ج الرجلة نافعة من نفث الدَّم إِذا أكلت وعصارتها أبلغ فِي ذَلِك إِذا شربت. بادورد ج أَصله صَالح لنفث الدَّم مَتى شرب وَيقطع نفث الدَّم الْبَتَّةَ وينفع نفعا بيّناً من نفث الدَّم وَالْأسود مثل ذَلِك وَإِذا شوي فليشوى بفحم لَا دُخان لَهُ فَإِنَّهُ نَافِع نفعا عَظِيما وَقَالَ إِن قشرت الْبَيْضَة وتحسيت نَفَعت من نفث الدَّم وَأَنا أَقُول مَتى خلط مَعهَا ألف ألف شَيْء يغري وَفِيه يبس كالكاربا أَو شَيْء يقبض كالجلناز وبزر الخشخاش وبزر البنج إِذا شرب مِنْهُ أَو بولسان نفع نفث الدَّم المفرط. د وَج طبيخ الدارشيشعان يحبس نفث الدَّم. د أقماع الْورْد إِذا شربت قطعت نفث الدَّم والكاربا يفعل ذَلِك والحضض يسقى بِمَاء لنفث) د وَج سرمفطون نَافِع لنفث الدَّم. د ثَمَرَة الطرفاء نافعة لنفث الدَّم مَتى شربت والطراثيث خاصّته حبس الدَّم. بديغورس الطين الْمَخْتُوم والطين الَّذِي يلقب بكوكب ساموس جيدان. د الطين الأرميني نَافِع جدا من نفث الدَّم. ج عصارة ورق الْكَرم نافعة من نفث الدَّم. د الْكَرم البّري مَتى شربت ثَمَرَته نَفَعت من نفث الدَّم والكندر نَافِع من نفث الدَّم وقشوره أَنْفَع لذَلِك والكزبرة المغلوّة نافعة لذَلِك. ابْن ماسويه بزر الكراث النبطي إِن شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ مَعَ حب الآس قطع نفث الدَّم المزمن من الصَّدْر. د وَج اللوز المر مَعَ نشا ونعنع جيد لنفث الدَّم صمغ اللوز نَافِع لنفث الدَّم واللوز المر نَافِع من نفث الدَّم. ابْن ماسويه عصارة ورق لِسَان الْحمل نافعة من نفث الدَّم من الصَّدْر والرئة وَإِذا شربت طراثيث نفع من نفث الدَّم من الصَّدْر والرئة. ج المصطكي جيد نَافِع من نفث الدَّم.

د مَتى طبخ قشر أصل شَجَرَة المصطكى وورقها دَائِما طَويلا ثمَّ صفي ذَلِك المَاء وطبخ حَتَّى يثخن كالعسل كَانَ نَافِعًا لنفث الدَّم وَمَاء الْمَطَر جيد لنفث الدَّم مَتى جعل بَدَلا من المَاء القراح فِي الشَّرَاب. روفس القسب نَافِع من نفث الدَّم شراب التَّمْر مُوَافق لنفث الدَّم وَمَتى شربت عصارة نعنع بخل قطعت نفث الدَّم قَالَ ج هَذَا لأجل عفوصته يقطع نفث الدَّم مَا دَامَ لم يعْتق إِذا شرب بخل ممزوج السفرجل نَافِع من نفث الدَّم إِذا شربت عصارته بشاذنة نَفَعت نفعا عَظِيما. د السفرجل نَافِع من نفث الدَّم مَتى أكل مشوياً فَهُوَ أقوى فِي ذَلِك وَأَقل خشونة للصدر وزهر السفرجل نَافِع لنفث الدَّم وماؤه إِذا شرب نفع من نفث الدَّم. ابْن ماسويه جوز السرو إِذا دق نعما وَشرب بِخَمْر نفع من نفث الدَّم. ج الْغذَاء الْمَعْمُول من السّمك نَافِع من نفث الدَّم إِذا طرح فِي الإحساء. د مَاء الحصرم صَالح لنفث الدَّم الْقَرِيب الْعَهْد وَيحْتَاج إِن تكْثر عفوصته فَإِنَّهُ قوي.) د عَصا الرَّاعِي نَافِع من نفث الدَّم وَكَذَلِكَ زهر العليق وَالصَّبْر إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء بَارِد قطع نفث الدَّم وَقَالَ أصل القنطوريون إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَم إِذا لم تكن حمى بشراب وَإِذا كَانَت فبالماء نفع من النفث الدموي من الصَّدْر وأصل القنطوريون الْكَبِير نَافِع من نفث الدَّم د حب الرُّمَّان الحامض إِذا أنقع فِي مَاء الْمَطَر وَشرب نفع من نفث الدَّم. بولس الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أبولسات بِالْمَاءِ قطع نفث الدَّم. د الجلنار نَافِع من نفث الدَّم. د الزراوند ألف ألف مَتى شرب نفع من نفث الدَّم. د وَج الشاذنة إِذا حكّت وشربت بِمَاء البرسيان دارو نَفَعت من نفث الدَّم. ذَنْب الْخَيل قَالَ جالينوس أَنه نَافِع لنفث الدَّم من الصَّدْر قرن الثور المحرق إِن شرب بِالْمَاءِ نفع من نفث الدَّم. ج بزر الخطمى نَافِع من نفث الدَّم وَأَصله نَافِع من نفث الدَّم أَيْضا لِأَن لَهُ قبضا. ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة النافعة لنفث الدَّم راوند صيني دَار شيشعان قشور الكندر مصطكي جوز السرو قشور الصنوبر قشور شَجَرَة مَرْيَم طراثيث آملج طين أرميني ورد بأقماعه مَاء إعصار الْورْد رمان حامض حب رمان مطبوخ بِمَاء الْمَطَر حب الآس صمغ

عَرَبِيّ قرن أيّل محرق وانفحة الأرنب لِسَان الْحمل بقلة الحمقاء غاريقون هَذِه كلهَا مَتى شرب مِنْهَا وزن دِرْهَمَيْنِ بِمَاء أَطْرَاف الْورْد أَو بِمَاء لِسَان الْحمل نَفَعت من نفث الدَّم. اسحاق أبدأ بفصد الباسليق وَمِمَّا يقطعهُ الرجلة والراوند والطين الْمَخْتُوم والصمغ الْعَرَبِيّ مَجْهُول سفوف لنفث الدَّم كزبرة مغلوة عصارة لِسَان الْحمل بزر الرجلة مغلوة قرن أيّل محرق كهربا بَيْضَاء جلنار نشا مغلو عشرَة جَفتْ البلوط أقاقياطباشير ورد بأقماعه سَبْعَة راوند صيني بزر حماض مغلواً سادوران بسد مغسول مَرَّات ثَمَان صمغ محمض خَمْسَة عشر طين مختوم خَمْسُونَ بزر قطونا ثَلَاثُونَ تدق هَذِه الْأَدْوِيَة بأجمعها حاشا البزر قطونا وَيجمع بِمَاء لِسَان الْحمل وَيُؤْخَذ مِنْهُ بِالْغَدَاةِ والعشي دِرْهَمَانِ كل مرّة والغذاء عدس مقشر مغلو مطبوخ بخل وَمَاء الرُّمَّان. نفث الدَّم يكون من أَربع جِهَات إِمَّا من شقّ يكون لطفرة أَو ضجة أَو ضَرْبَة أَو إِمَّا لحركة نفسية من الْغم الشَّديد والحزن وَإِمَّا من تَأْكُل الأخلاط الحريفة وَإِمَّا لفتح أَفْوَاه الْعُرُوق وَذَلِكَ) يكون للامتناع من الطَّعَام وَالشرَاب وَكَثْرَة الاستحمام بِالْمَاءِ العذب وإدمان البطالة ويفصل بَين دم التأكلّ وَغَيره بِالسَّوَادِ والعفن وَمن الشق وَغَيره بِالْكَثْرَةِ والقلة وَذَلِكَ إِن كل صدع الْعُرُوق عُزَيْر ويتقدمه سَبَب باد وَالدَّم الْخَارِج من الرئة رَقِيق لطيف لَهُ رغوة وَخُرُوجه بِلَا وجع وَالَّذِي من الصَّدْر لَهُ رغوة وَمَعَهُ وجع لِأَن الصَّدْر كثير العضل والرئة لَا عضل لَهَا يعالج مَا كَانَ من نفث الدَّم عَن الْأكلَة بِمَا يسكّن تِلْكَ الحدّة ويعدّل مزاجها مثل اللَّبن الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ وَمَاء القرع والرجلة ولسان الْحمل وَإِن كَانَ بالحمى يعالج بِاللَّبنِ وَمَاء الشّعير والأسفيوش وَالَّذِي من انفتاح أَفْوَاه الْعُرُوق بالفصد وَقلة الْغذَاء وبالقابضات بعد كالعفص والسماق والجلنار وَحب الآس وطباشير وطبيخ الْورْد وَمَاء الْحَدِيد المحمي فَإِنَّهُ قَابض جدا وخاصّة مَاء الْحَدِيد يسقى مِنْهُ إِن لم تكن حمى وَيَأْكُل من اللحوم الْيَابِسَة كالقطا والشفانين والدراج وكل لحم قَلِيل الدَّم وطبيخه بخل ورمان حامض ألف ألف وسماق إِن كَانَ من شقّ وصدع سقِِي مَا يغري كالصمغ القرط وصمغ أم الغيلان وصمغ الأجّاص عَجِيب جدا والطين الأرميني والنشا وَيطْعم سرمقا وأكارع تُؤْكَل ويطبخ مَاء الشّعير وسمكا نهرياً أسفيد باجا والأكارع جَيِّدَة فِي جَمِيع أَصْنَاف الدَّم.

قسطاً إِذا كثر الدَّم فِي الْعُرُوق جدا يحرق بَعْضهَا كَانَ مِنْهُ نفث الدَّم والنواسير وَنَحْو ذَلِك وَإِن لم يُمكنهُ ذَلِك لقُوَّة الْعُرُوق فِي أجرامها كَانَ عَنهُ إِذا كثر جدا موت الْفجأَة وَقد يكون فِي صِحَة الْجِسْم إِذا لم يفرط وَكَانَ الْجِسْم قَوِيا قَالَ وَقد رَأَيْت رجلا تهوع بعد الشَّرَاب دَمًا كثيرا فَانْتَفع بِهِ وَهَذِه الْعُرُوق تنفتق فِي جَمِيع الْأَعْضَاء وَلَيْسَ تنفتق الشرائين لِأَن عَلَيْهَا شرائين أَحدهمَا غليظ جدا وَلِأَنَّهَا لَا تمتلئ بِالدَّمِ امتلاء شَدِيدا لِأَن فِيهَا روحاً كثيرا وَحدث الْخرق فِي عُضْو كثير الْحَرَكَة كالرئة وَكَانَ وَاسِعًا عسر بُرْؤُهُ. ابْن اللَّجْلَاج مَتى خرج الدَّم بالنفث زبدياً فَهُوَ من الرئة وَإِن كَانَ صافياً غليظاً فَمن الصَّدْر. من جَامع ابْن ماسويه لنفث الدَّم يُؤْخَذ ورد بأقماعه وعدس مقشر وطراثيث وجلنار وطين من الْجَامِع نُسْخَة جَامِعَة لنفث الدَّم بسد كهربا لُؤْلُؤ ثَلَاثَة ثَلَاثَة شاذنة مغسولة بِمَاء الْمَطَر مجففة عشرَة عشرَة نشا مغلو أَربع صمغ عَرَبِيّ مغلو سَبْعَة جلنار ثَلَاثَة ورد أَحْمَر منزوع الأقماع طباشير أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف بزر الرجلة سِتَّة دَرَاهِم بزر الجلنار وبزر الخطمى مغلوان خَمْسَة خَمْسَة طين قبرسي خَمْسَة عشر طين أرميني أَرْبَعُونَ بزر لِسَان الْحمل وورقة سِتَّة دَرَاهِم بزر الخس أَرْبَعَة دَرَاهِم سنبل خَمْسَة دَرَاهِم قرن أيّل محرق مغسول مجفف) عشرَة بزر حماض منقى مغلو ثَلَاثَة وَنصف راوند صيني خَمْسَة دَرَاهِم زعفران دِرْهَم وَنصف خشخاش أسود خَمْسَة دَرَاهِم عصارة أمبرباريس خَمْسَة لَك مغسول ثَلَاثَة كثيراء خَمْسَة كزبرة مغلو عشر كندر ثَلَاثَة ورق النعنع مجفف ثَلَاثَة طلق خَمْسَة شب ثَلَاثَة قاقيا مغسول بِمَاء الْمَطَر أَرْبَعَة طراثيث سَبْعَة إنفحة الأرنب والجدي خَمْسَة سرطان محرق عشرُون درهما دم الْأَخَوَيْنِ خَمْسَة لِسَان الثور عشرَة يُؤْخَذ مِنْهَا دِرْهَمَانِ بِمَاء لِسَان الْحمل. من الْكَمَال والتمام لنفث الدَّم المفرط حب الآس وبزر الكراث النبطي يسقى مِنْهُ بِمَاء أَغْصَان الْورْد وأطرافه المعتصرة أَو يسقى مَاء النعنع مَعَ الْخلّ. دَوَاء جيد لَهُ بزربنج أَبيض زنة دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل. الْكَمَال والتمام وَقَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء من لم يسْتَعْمل من أَصْحَاب نفث الدَّم الفصد والإسهال فيلغرغورش للدم الَّذِي يخرج من الْفَم إِمَّا أَن ينزل من الرَّأْس وَذَلِكَ يكون بِلَا قيء وَلَا سعال فَإِذا خرج بسعال فَيكون أَيْضا إِن كَانَ من قَصَبَة الرئة يَسِيرا زبدياً وَإِن كَانَ من

الرئة كَانَ غزيراً رَقِيقا وَإِن خرج من الصَّدْر فَإِنَّهُ كثير وَالْخَارِج من الْبَطن بِلَا سعال وَإِذا خرج الدَّم من الرئة لم يسْتَعْمل خل أَلْبَتَّة من دَاخل وَيسْتَعْمل من خَارج وَيلْزم الصَّدْر المحاجم وامنعه الْحمام وَالْحَرَكَة وَالْغَضَب والصياح والحزن والأغذية الحريفة وَالدُّخَان وَالْغُبَار وَإِن كَانَت امْرَأَة أدررنا طمثها بِقُوَّة قَوِيَّة فَإِنَّهُ ملاكها. 3 (خُرُوج الدَّم من الْفَم) الْأَعْضَاء الألمة خُرُوج الدَّم من الْفَم إِمَّا من المريء وَإِمَّا من فَم الْمعدة وَإِمَّا من قعرها وَإِمَّا من الْفَم وَإِمَّا من الْحلق وَإِمَّا من قَصَبَة الرئة وَإِمَّا من الرَّأْس وَإِمَّا من الرئة وَإِمَّا من الصَّدْر خُرُوج الدَّم من المريء يتعرف من الوجع بَين الْكَتِفَيْنِ وَخُرُوجه من فَم الْمعدة أَشد وجعاً وَخُرُوجه من الْحلق وَخُرُوجه من قَصَبَة الرئة يكون شَيْئا بعد شَيْء مَعَ سعال يسير ووجع قَلِيل فِي اللّبة وَخُرُوجه من الرَّأْس يتقدمه ثقل فِي الرَّأْس وَحُمرَة فِي الْوَجْه وَيخرج أَيْضا بالتنخع وَخُرُوجه من الرئة يخرج دفْعَة بِمِقْدَار كثير غير وجع وَخُرُوجه من الصَّدْر وَقد صَار علقاً ومقداره يسير وَلَا يخرج دفْعَة وَيكون مَعَ وجع فِي الصَّدْر وسعال لَازم لكل مَا يخرج من آلَات النَّفس وَإِمَّا ينزل من الرَّأْس أَيْضا إِلَيْهَا قد أصبْنَا عَلامَة فِي الْأَعْضَاء الألمة وكتبناها حَيْثُ هَذِه الْعَلامَة. لي يحْتَاج إِلَى عَلامَة تفرق بَين الَّذِي ينزل من الرَّأْس إِلَيْهِ وَبَين مَا يخصص الصَّدْر قَالَ نفث الدَّم يكون إِمَّا من خرق وَإِمَّا من تأكلّ وَإِمَّا من علقَة فِي الْحلق ويستدل على الْخرق أَن يكون قد تقدمه صُرَاخ شَدِيد أَو ضَرْبَة على الصَّدْر أَو مجاذبة شَدِيدَة ويستدل على التأكلّ أَن يكون قد تقدمته نزلة ثمَّ يخرج دم يسير أوّلاً ثمَّ بعد ذَلِك دم كثير دفْعَة ويستدل على القرحة أَن يخرج الدَّم دفْعَة من غير سَبَب من خَارج والجسم ممتل وَلَا يكون مَعَه توجّع ويستدل على الْعلقَة أَن يكون الدَّم لطيفاً مائياً قَالَ وَقد يكن نفث الدَّم عَن برودة مفرطة وَعَن حرارة مفرطة وَعَن الإلحاح فِي الاستحمام وبسبب أَطْعِمَة وأشربة حارة إِن أدمنت أَو بِسَبَب خلط مراري يَأْكُل أَو بِسَبَب بلغم مالح. لي كندر وجلنار وَدم الْأَخَوَيْنِ وأقاقيا وهيوقسطيرين وأفيون وكهربا وصمغ ونشا وطين مختوم فاسقها لغداة بِمَاء بَارِد وَكَذَلِكَ بالْعَشي وَنصف النَّهَار والشربة دِرْهَمَانِ بِنصْف أُوقِيَّة من مَاء البادروج وَليكن بَين يَدَيْهِ طين أرميني أَو مختوم قد صوّل وعجن بلاليط بالصمغ الْعَرَبِيّ وَطيب بِشَيْء من كافور لينتقل بِهِ وَاجعَل غذاءه أكارع وَطَعَامًا مطبوخاً فِيهِ أكارع ودهّنه شَحم الْمعز ويطلي صَدره ألف ألف بالصندل والجلنار والورد والأقاقيا بِمَاء الْورْد فَإِنَّهُ يمسك عَن نَفسه من يَوْمه.

الْيَهُودِيّ قرص كهربا نَافِع من نفث الدَّم كاربا وجلنار وَورد وقاقيا ورامك وطراثيث وصمغ عَرَبِيّ كثيراء خشخاش دم الْأَخَوَيْنِ أفيون يعجن بِمَاء البرسيان دارو ويسقى بِمَاء الشّعير.) إبيذيميا المجنحون يتَوَلَّد فيهم ريَاح كَثِيرَة غَلِيظَة وَتَكون عوناً على نفث الدَّم وَذَلِكَ أَن الرّيح الْكَثِيرَة الغليظة قد تفتق الْعُرُوق وتشقها غير مرّة وَأرى ذَلِك يتَوَلَّد فيهم من أجل ضعف من كتاب الأخلاط الدَّم الَّذِي يخرج من الْفَم إِمَّا أَن ينحدر من فَوق وَمن نَاحيَة الدِّمَاغ وَإِمَّا من الحنك وَإِمَّا من الْحلق وَإِمَّا من الحنجرة وَإِمَّا من قَصَبَة الرئة وَإِمَّا من الصَّدْر وَإِمَّا من المريء وَإِمَّا من الْمعدة وَلَا يجب أَن ينظر صَاحب نفث الدَّم إِلَى الْأَشْيَاء الْحمر لِأَنَّهُ يذكّره فينفث. روفس فِي كِتَابه إِلَى من لَا يجد طَبِيبا نفث الدَّم من الصَّدْر يَنْقَطِع بِمَاء البادروج قَالَ والصقالبة يكتفون فِي قطعه بطبيخ أصل القنطوريون الْكَبِير. الْفُصُول نفث الدَّم يكون بِالْعرضِ من ضَرْبَة أَو سقطة وَنَحْو ذَلِك أَو من نوم على الأَرْض بِغَيْر وطاء وَيكون بالجوهر كالإكثار من الطَّعَام والامتلاء. لي الَّذِي يكون لفتح أَفْوَاه الْعُرُوق إِمَّا أَن ينفتح لِكَثْرَة لخلط فَيكون مَرضا وَإِمَّا أَن يكون لتأكلّه فَيكون من سوء مزاج الدَّم وَإِمَّا أَن يتخرق فَيكون من تفرق الِاتِّصَال. الْفُصُول من نفث دَمًا زبدياً فَإِنَّهُ من رئته وَلَيْسَ مَتى كَانَت فِي الرئة قرحَة يجب أَن يقذف دَمًا زبدياً فَإِنَّهُ قد ينصدع فِي الرئة عرق فَيكون مِنْهُ دم غير زبدي. لي الزُّبْدِيُّ لَا يكون من الصدع لَكِن من الرشح وَيصير زبدياً بالسعال إِذا كَانَت الْمَرْأَة تتقيأ دَمًا فانبعث طمثها انْقَطع عَنْهَا قيء الدَّم وَذَلِكَ بِالْوَاجِبِ وَقد اكْتفى الْأَطِبَّاء ففصدوا فِي هَذِه الْحَالة الصَّافِن وَغَيره نفث الدَّم إِذا أعقب نفث الْمدَّة فَهُوَ زبدي لِأَنَّهُ يدل على أَن الْعلَّة قد انْتَقَلت إِلَى القرحة وَإِذا كَانَ قيء الدَّم من غير حمى دلّ على أَنه لَيْسَ فِي الْموضع مِنْهُ نفث الدَّم ورم وَإِنَّمَا يكون ذَلِك بِسَبَب عروق انتفخت أَو قرحَة حدثت إِلَّا أَنه لَا ورم فِيهَا والقروح الَّتِي لَا ورم مَعهَا وَلَا حمى سهلة الْبُرْء بالأشياء القابضة وَالَّتِي مَعَ ورم وَحمى فَلَا يُمكن أَن يبرأ وتزيد مَعَ ذَلِك وتتأكل وَإِذا كَانَ خُرُوج الدَّم عَن الرئة فَإِنَّهُ وَإِن لم تكن مَعَه حمى فَإِنَّهُ ستلزمه حمى إِذا دَامَت الْعلَّة. الميامر قَالَ ومحرور من نفث الدَّم إفراط استقراغه وَالثَّانِي السل الَّذِي يتبعهُ نفث الدَّم وَمَا تدل علامتها وَنَفث الدَّم يكون من ثَلَاثَة أضْرب إِمَّا من انفتاح أَفْوَاه بعض الْعُرُوق وَإِمَّا ألف ألف لشقها وَإِمَّا لتأكل وَقع فِيهَا وَفتح أَفْوَاه الْعُرُوق وخرقها يعالج بالقوابض والمغريات وَالَّذِي فِيهِ مَعَ المغرية تجفيف من غير لذع وَأما التأكل فبالأغذية الجيدة والأدوية الَّتِي تبني اللَّحْم فَهَذَا

هُوَ) الْغَرَض اللَّازِم فِي أدوية نفث الدَّم فَإِن كَانَ من اصدر أحتيج إِلَى أدوية لَطِيفَة الْجَوْهَر يخلط بهَا لكَي ينفذها لِأَن مُدَّة وُصُوله طَوِيلَة وَإِن كَانَ من الْمعدة والمريء فَلَا حَاجَة بِنَا إِلَى إخلاط هَذِه الْأَدْوِيَة بِهِ قَالَ والأدوية اللطيفة فِي غَايَة المضادّة لهَذِهِ الْعلَّة إِلَّا أَنَّهَا تخلط بهَا لتوصل تِلْكَ لِأَن القابضة والغلظة تمسك المجاري ويقل وصولها فَيحْتَاج إِلَى مَا يبدرق ويخلط فِي هَذِه الْأَدْوِيَة المخدرة لِأَنَّهَا تنوّمهم فيعظم نفعهم بهَا وَيمْنَع السعال أَن يكون فيعظم نفعهم بهَا وَهِي تغلّظ الدَّم قرص لنفث الدَّم أفيون سدس مِثْقَال صمغ نصف مِثْقَال جلنار مثله وَهَذِه قرصة وَإِذا كَانَ من الرئة فزد فِيهِ دارصينيا نصف مِثْقَال إِلَى ثلث مِثْقَال. روفس فِي كِتَابه فِي تربية الْأَطْفَال قَالَ إِذا أَنْت سقيت عصارة البادروج من ينفث الدَّم قطع عَنهُ ذَلِك الْمَكَان. حنين فِي إصْلَاح أدوية المسهلة إِن الأفيون من شَأْنه إجماد الدَّم الذائب وتغليظه فَلذَلِك هُوَ جيد لجَمِيع نزف الدَّم من دَاخل الْأَعْضَاء. 3 (الدَّم الَّذِي يخرج من الْمعدة) الْأَعْضَاء الألمة الدَّم الَّذِي يخرج من الْمعدة يخرج بِلَا سعال وَالَّذِي من آلَات التنفس مَعَه سعال وَالَّذِي من الْحلق واللهاة يخرج بالتنخّع كَمَا أَن الَّذِي من ظَاهر الْفَم يخرج بالتبزق وَلِأَن التنخع يجرّ مَا سفل من الْفَم إِلَى التبزق وَالَّذِي ينحدر من الرَّأْس يخرج بالتنخع إِذا كَانَ إنحداره إِلَى خَارج اللهاة من غير أَن يهيج سعالاً ومراراً كثيرا إِذا كَانَ إنحداره دفعا دفْعَة وَكَانَ مَوضِع الَّذِي يسيل إِلَيْهِ والجاً خلف اللهاة خرج بسعال وَيجب على هَذِه الْحَال أَن يستقصي النّظر لِئَلَّا تقع فِي مَا وَقع فِيهِ من ظن أَن هَذَا الدَّم يخرج من آلَة النَّفس فَلَمَّا رَأَوْا سرعَة من هَذِه الْعلَّة اتهموا القدماء فِي مَا حكوا من عسر نفث الدَّم الْكَائِن من الرئة وَذَلِكَ أَن الدَّم إِذا كَانَ من الرَّأْس وخاصّة إِذا كَانَ لَهُ مِقْدَار وَكَانَ نُزُوله إِلَى مَا وَرَاء اللهاة فَإِنَّهُ سَاعَة يَقع فِي الحنجرة ويهيج السعال فيظن أَنه من آلَات التنفس وَيفرق بَينهمَا أَن الدَّم الْخَارِج من الرئة زبدي ذُو رغوة وَالَّذِي من الرَّأْس فَلَيْسَ كَذَلِك وَإِن خرج من النفث شَيْء من أَقسَام قَصَبَة الرئة فَذَلِك أصدق دَلِيل أَنه من الرئة وَتبين أَيْضا هَل نفث الْإِنْسَان قبل ذَلِك فِي مَا بَين مَرَّات يسيرَة مرّة بعد مرّة شَيْئا من دم بالسعال ثمَّ انْبَعَثَ مِنْهُ بعد ذَلِك دم كثير بالسعال لِأَن ذَلِك أَيْضا فَدلَّ على أَنه من تأكلّ فِي رئته وَمن ينفث الدَّم من الرئة فَلَا وجع مَعَه وَذَلِكَ أَن الرئة إِنَّمَا ينزل إِلَيْهَا) من ألف ألف الزَّوْج السَّادِس من عصب الدِّمَاغ عصب يَنْقَسِم فِي جلدتها وَلَا يغور لَحمهَا أَلْبَتَّة وَإِنَّمَا الصَّدْر فَلهُ عضل وَعصب كثير وَمَتى كَانَ إِنْسَان يجد وجعاً فِي صَدره وينفث مَعَ ذَلِك مَا لَيْسَ بِكَثِير وَلَا أَحْمَر لكنه قد أسود وانعقد فَصَارَ علقاً

فَاعْلَم أَن صَدره قد اعتلّ قَالَ وَالدَّم الَّذِي من الْمعدة يكون تقيأ وَإِذا رَأَيْت إِنْسَان يمتخط دَمًا ويتنخعه من غير وجع فِي الرَّأْس وَلَا ثقل وَلَا ضَرْبَة رُبمَا كَانَت علقَة مُتَعَلقَة فِي فِيهِ وَيخرج الدَّم من الْمعدة عِنْد مَا يبلغ الْإِنْسَان علقَة إلاّ أَن ذَلِك صديدي رَقِيق من الْمعدة كَانَ أَو من الْأنف أَو من غَيره أَعنِي دم الْعلقَة فسل فِي هَذِه الْحَال عَن السَّبَب البادي فَإِنَّهُ رُبمَا دلّ بِأَنَّهُ قد شرب مَا توهّم فِيهِ شَيْئا فَانْظُر فِي مَنْخرَيْهِ وفمه فِي الشَّمْس قَالَ الْفَسْخ الْحَادِث فِي عروق الرئة تنفرد بأَشْيَاء مِنْهَا أَن الَّذِي ينبعثه وَيَجِيء مِنْهُ مِقْدَار كثير وَمِنْهَا أَن يتقدمه سَبَب كضجة أَو سقطة أَو ضَرْبَة وخاصّة إِذا كَانَت على غَفلَة من قبل أَن تتهيأ الرئة لذَلِك ويندرج إِلَيْهَا مَا هُوَ أَلين مِنْهَا فَإِن وَقع صَوت قَلِيلا قَلِيلا يحدث للرئة مَا يحدث التمريخ لأعضاء المصارعين من الْأَمْن من الهتك والفتق وَلذَلِك صَار المعتادون للصوت كالمنادين وَغَيرهم لَا يصيبهم ذَلِك وَأما نفث الدَّم من الرئة الْكَائِن عَن تفتح أَفْوَاه الْعُرُوق فيتقدمه البطالة وَالْحمام بِالْمَاءِ الْحَار والبلد الْحَار والأطعمة الحارة. أهرن قَالَ إِذا كَانَت قُوَّة العليل تحْتَمل فافصد أكحليه جَمِيعًا وَانْظُر فِي أيّ مَوضِع من صَدره يحس فِيهِ بالثقل والوجع أَكثر فافصده واربط بعد ذَلِك أَطْرَافه ومرّخه بالأدهان الحارة وأطعمه القابضة فَإِن ذَلِك يمْنَع نفث الدَّم وَإِن كَانَ نفث الدَّم من الْمعدة فَعَلَيْك بالقوابض وأخلط بهَا بعض الَّتِي تطيب الْمعدة كالقرنفل وَنَحْوه وَإِذا كَانَ من الصَّدْر فَإِنَّهَا تحْتَاج مَعَ القوابض إِلَى الْأَشْيَاء اللطيفة لتوصلها وَمَا يخدّر لكَي ينَام العليل ويسكن السعال والفولونيا جيد لذَلِك واحرق قشور الرُّمَّان واخلط بخل واطل بِهِ صدر من ينفث الدَّم أَو بزر كتَّان وصبر وأفيون وشب وزاج واطله بخل. 3 (سرابيون فِي الدَّم) سرابيون فِي الدَّم إِمَّا من الْمعدة وَإِمَّا من الكبد وَإِمَّا لسَبَب خَارج كَضَرْبَة أَو من دَاخل مثل تأكلّ وانشقاق عرق وَلم يُعْط فرقا بَين الَّذِي من الكبد وَالَّذِي من الْمعدة قَالَ وَيصْلح لذَلِك من أَيْن كَانَ فتح الباسليق أوّلاً ثمَّ اقراص الكهربا والطين الأرميني الْمَخْتُوم ويلقى فِي مَاء الْمَطَر وَيشْرب وطباشير أَو يُؤْخَذ صمغ اللوز الرودي خَمْسَة دَرَاهِم كهربا وبسد وكسبرة يابسة طباشير ورد سماق بزر رجلة جلنار ولحية التيس ونشا عشرَة قرن أيّل محرق أقاقيا مغسول سَبْعَة سَبْعَة شب يماني ثَلَاثَة دَرَاهِم أفيون دِرْهَمَانِ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الْمَطَر وغذّهم بالأرز والعدس المقشّر والرجلة وتضمد الْمعدة ألف ألف والكبد بالأضمدة الْبَارِدَة القابضة قَالَ وَخُرُوج الدَّم من الْفَم يكون إِمَّا بالقيء وَهُوَ من الْمعدة

ونواحيها ويحسّ مَعَه بألم فِي هَذِه الْمَوَاضِع وَإِمَّا من آلَة التنفس وَخُرُوجه يكون بالسعال والوجع فِيهَا من قُدَّام فِي الصَّدْر والحلقوم وَإِمَّا بالتنخع وَهُوَ من فَوق الحنك وَنَحْوه والوجع فِيهِ يكون فِي الرَّأْس وَالدَّم الْخَارِج من آلَة النَّفس إِمَّا أَن يكن من الرئة وَإِمَّا أَن يكون من تجاويف الصَّدْر وَالْخَارِج من الصَّدْر يمِيل إِلَى السوَاد وَهُوَ غليظ مُنْعَقد لِأَنَّهُ يَجِيء من مَسَافَة طَوِيلَة ويجمد لذَلِك فَأَما الَّذِي من الرئة فرقيق مشرق قَالَ كل دم زبدي يخرج بالسعال دَلِيل على أَن فِي الرئة قرحَة وَلَيْسَ شَيْء مَتى لم يخرج دم زبدي فَلَيْسَ فِي الرئة قرحَة وَذَلِكَ لِأَن الدَّم إِنَّمَا يكون إِذا كَانَت القرحة فِي لحم الرئة فَقَط وَهُوَ دم رَقِيق إِلَى الْبيَاض قَالَ فنفث الدَّم الزُّبْدِيُّ الْأَبْيَض يؤول إِلَى نفث المدّة لَا محَالة وَإِن خرج بالسعال دم مشرق أَحْمَر ناصع فَإِنَّهُ خَارج من شريانات الرئة وَيكون ذَلِك فِي انفتاقها للامتلاء والتأكلّ وَإِذا كَانَت تأكلّ لم يكن أَحْمَر ناصعاً بل أسود. والعلاج العامّ لهَذِهِ الْأَدْوِيَة المجففة المشرقة والقابضة ويخلط بهَا شَيْء من اللطيفة كي توصلها فَإِن كَانَ نفث الدَّم من المريء وَنَحْوه لم يحْتَج إِلَى اللطيفة الحارة واحتاجت إِلَى شَيْء من المخدرة لتسكن الْحس قَلِيلا فَإِن هَذِه مَوَاضِع شَدِيدَة الْحس وأبدأ بالفصد وَنقص الكيموس الْغَالِب على الْجِسْم وَأمره بقلة الْكَلَام وَأَن يكون جُلُوسه ونومه منتصباً لِئَلَّا تقع آخر الصَّدْر بَعْضهَا على بعض فيهيج السعال ويعسر التحام الْموضع وَإِن كَانَ انبعاث الدَّم من الحنك فَاجْعَلْ على الرَّأْس الْأَدْوِيَة البادرة القابضة واحتل أَن يجتذب انبعاث الدَّم إِلَى الحنك إِلَى الْأنف إِن أمكن ضمد الصَّدْر فِي نفث الدَّم مِنْهُ بالأضمدة القابضة المتخذة بقشور الكندر وقشور) الرُّمَّان والجلنار وغبار الرّحى وَنَحْو ذَلِك وَالتَّدْبِير الْبَارِد الرطب نَافِع للَّذين نفثهم من حِدة الدَّم والشق يحدث للعروق من الْبرد الشَّديد وَمن الضَّرْبَة فعالج هَؤُلَاءِ أَعنِي الَّذين بهم الشق من الْبرد الشَّديد بالكماد اللين والمغري مَعَ مَاء الأفاوية وَمَاء الْمَطَر نَافِع لنفث الدَّم أَو مَا يطْرَح فِيهِ الْورْد والطباشير والطين الأرميني وَإِذا كَانَ نفث الدَّم لحرارة فأبدأ بالفصد وبإسهال الصَّفْرَاء مرّات فَإِنَّهُ ملاكه ثمَّ بِمَاء الشّعير وَنَحْوه مِمَّا يبّرد الدَّم ويعدّله ويسقى لنفث الدَّم دِرْهَم وَثلث من الشاذنة كالغبار فَإِنَّهُ نَافِع وَاجعَل على صُدُورهمْ الأضمدة الْبَارِدَة. الْأَدْوِيَة المفردة الْأَشْيَاء المرّة ضارة لمن ينفث الدَّم لِأَن هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى القابضة والمغرية لَا إِلَى الْمُقطعَة. من تشريح ارسسطراطيس قد يكون عَن ورم الكبد فِي بعض الْأَحْوَال ألف ألف نفث

3 - (فِي نفث الْمدَّة من الرئة والصدر) والسلّ والورم الْحَار فِي الرئة والقروح فِيهَا وَفِي قَصَبَة الرئة وَفِي نواحي الصَّدْر أجمع إِذا تقيّحت وجمعت وَجمع الْمدَّة فِي فضاء الصَّدْر والأورام وَنَفث الدَّم من الصَّدْر والرئة وآلات التنفس وَخُرُوج الرئة وَسُوء مزاجها. وَيجب أَن يفرد ذَات الرئة وَذَات الْجنب وَنَفث الدَّم من السلّ لِأَن السل إِنَّمَا هُوَ عِلّة لَزِمت من هَذِه الْأَشْيَاء وَغَيرهَا كالنوازل والسعال الطَّوِيل بعد حميات طَوِيلَة خَفِيفَة وذوبان فَلْيَكُن للسل عَلَامَات وَبَاب لَا يكون فِيهِ إِلَّا هَذَا فَإِن أردْت ذَلِك فَانْظُر فِيهِ فَإِن ذَات الرئة كثيرا مَا تبقي بِلَا سل قد ذكرنَا مَا ذكر جالينوس فِي القروح الباطنية فردّه إِلَى هَاهُنَا ليجتمع العلاج والعلامات. الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قد أجمع الْأَطِبَّاء أَن الدَّم الْخَارِج بالقيء يكون من الْمعدة أَو من المريء وَالْخَارِج بالسعال من آلَات التنفس وَالْخَارِج بالتنخع مِمَّا قرب من الْحلق واللهاة وَقد رَأَيْت مرَارًا كَثِيرَة الدَّم إِذا انحدر من الرَّأْس كثيرا دفْعَة لَا سيّما إِذا كَانَ ذَلِك دَاخِلا من اللهاة مِمَّا يَلِي الْحلق نفث صَاحبه الدَّم وَذَلِكَ أَن الدَّم سَاعَة يَقع فِي الحنجرة يهيج السعال فأجد النّظر هَاهُنَا لِئَلَّا تظن كَمَا ظن الْجُهَّال بِأَنَّهُم لما رَأَوْا أَن هَذَا الدَّم يَنْقَطِع سَرِيعا بِلَا مَكْرُوه ظنُّوا أَنما قَالَ حذاق الْأَطِبَّاء من أَن خُرُوج الدَّم بالسعال عِلّة ردية قَول بَاطِل لِأَن الرئة قد حدثت بهَا آفَة شَدِيدَة عَظِيمَة إِذْ كَانَ لَا يُمكن فِي ذَلِك الْوَقْت انْقَطع فِيهَا عرق صَغِير مَعَ أَنه قد يُمكن أَن يكون صعُود الدَّم الْكثير بالسعال دفْعَة بِسَبَب تأكلّ وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْإِنْسَان ينفث الدَّم فِيمَا بَين فترات) يسيرَة عرض بعد ذَلِك أَن نفث دَمًا كثيرا من غير سَبَب باد مثل ضجة أَو سقطة وَرُبمَا خرج فِي هَذِه الْحَالة أَجزَاء من الرئة وَلذَلِك يجب للطبيب أَن يتفقد مَا خرج بعناية فَينْظر هَل مَعَه شَيْء وَهل الدَّم زبدي وَذَلِكَ أَن الدَّم الزُّبْدِيُّ أصدق شَاهد على أَنه من الرئة وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ مَعَه بعض حلق الرئة أَو طبقَة من طَبَقَات الْعُرُوق أَو قِطْعَة من لحم الرئة فَإِن هَذَا لَيْسَ يُوجد الْبَتَّةَ فِي من يقذف الدَّم من صَدره كَمَا أَنه لَا يُوجد فِي من ينفث الدَّم من رئته بِشَيْء من الوجع لِكَثْرَة أعصاب الصَّدْر وَقلة ذَلِك فِي الرئة فَإِنَّمَا فِيهَا أَيْضا من العصب إِنَّمَا يَنْقَسِم فِي غشائها فَقَط وَلَا يتَجَاوَز وَلَا يمتّد إِلَى عُنُقهَا وَأما الصَّدْر فَلهُ أعصاب كَثِيرَة وَهُوَ عضل أجمع وَلذَلِك يحس حسا شَدِيدا هُوَ أَيْضا قوي والرئة رخوة لَا تدافع فَيكون وجعها لذَلِك أقل وَمَتى كَانَ إِنْسَان يجد وجعاً فِي جُزْء من

صَدره أيّ جُزْء كَانَ وَكَانَ مَعَ هَذَا ينفث مَعَ السعال دَمًا لَيْسَ بِكَثِير وَلَا أَحْمَر لكنه قد أسود وانعقد فَصَارَ علقاً ألف ألف فَإِن الصَّدْر بِهِ عِلّة وَإِن الدَّم يدْخل من الصَّدْر إِلَى الرئة كَمَا تدخل الْمدَّة قَالَ وَيتبع نفث الدَّم قُرُوح وَمَا كَانَ مِنْهَا فِي الرئة فَهُوَ عسر الْبُرْء أَو لَا تَبرأ أصلا وَأما الَّتِي فِي الصَّدْر فَإِن أَكثر الْعُرُوق الَّتِي تنخرق رقيقَة وينفث صَاحبهَا مِنْهَا الدَّم تلتحم وَلَو أزمنت فَإِنَّهَا لَا تصير الْبَتَّةَ فِي حد مَا لَا برْء لَهُ قَالَ وَإِنَّمَا القروح الَّتِي فِي الرئة فَإِنَّهَا إِذا طَالَتْ وَإِن هِيَ بَرِئت فِي وَقت من الْأَوْقَات فَإِنَّهُ تبقى مِنْهَا بَقِيَّة فِي الصَّدْر ناصورية صلبة تتغطى بحلية تغشاها وتنكشف بِأَدْنَى سَبَب فيعاود نفث الدَّم وَجَمِيع الدَّم الصاعد من آلَات الْغذَاء يكون بالقيء لَا بالسعال وتفقد ذَلِك لَعَلَّه لعلقة فِي الْحلق مُتَعَلقَة فَإِن رَأَيْت إنْسَانا تنخع وامتخط الدَّم أَيَّامًا كثيرا متوالياً من غير أَن يكون وجد فِيهَا فِيمَا تقدم وجعاً وَلَا ثقلاً فِي الرَّأْس وَلَا وَقعت بِهِ ضَرْبَة وَلَا يجد الْآن وجعاً فتفقد أَمر مَنْخرَيْهِ وحلقه فِي الضَّوْء تفقداً شَدِيدا فَإِنَّهُ قد يعرض أَن يكون ذَلِك لأجل علقَة مُتَعَلقَة فهناك وسل هَل شرب من مَاء كَانَ فِيهِ علق. لي خُرُوج الدَّم من الْفَم يكون إِمَّا بالقيء وَإِمَّا بالسعال وَإِمَّا بالتنحنح وَإِمَّا بالتنخع وَالَّذين يخرج مِنْهُم بالسعال إِمَّا من الرئة وَإِمَّا من الصَّدْر وَالَّذِي بالقيء إِمَّا من المريء وَإِمَّا من فَم الْمعدة وَإِمَّا من قعرها وَلَيْسَ كَذَلِك فِي الرئة لِأَن قَصَبَة الرئة لَا عرق فِيهَا يخرج مِنْهُ دم لَهُ قدر يعتدّ بِهِ وبالتنخع إِمَّا من اللهاة وَالْحلق ونواحيه وَإِمَّا أَن ينزل من الرَّأْس فتفقد هَل هَذِه كلهَا كَذَلِك أم لَا ثمَّ اعْمَلْ بِحَسب ذَلِك وَنحن نذكرهُ فِي الدَّم فِي بَاب الْمعدة وتنخع الدَّم فِي بَاب) ج الرئة لَا يعرض فِيهَا وجع عنيف فِي وَقت من الْأَوْقَات فَأَما حس الثّقل فقد يكون فِيهَا كثيرا وحس التمدد يبلغ إِلَى القص وَإِلَى عظم الصلب لِأَن أغشيتها مربوطة هُنَاكَ فَإِذا كَانَ مَعَ النفث الزُّبْدِيُّ ثقل فِي الصَّدْر وَحمى حادة فَفِي الرئة ورم حَار فَإِن كَانَ الثّقل أقل وَكَذَلِكَ ضيق النَّفس أقل إِلَّا أَن اللهيب شَدِيد لَا يُطَاق فَفِي الرئة ورم وَهُوَ الَّذِي يعرف بالحمرة قَالَ وَإِذا كَانَ الدَّم كثيرا أَو جَاءَ بعقب سَبَب باد فَإِنَّهُ عرق انْفَتح فِي الرئة قَالَ وَأكْثر مَا يفتح الْعُرُوق الضوارب الصَّوْت الحاد إِذا لم ينْدَرج إِلَيْهِ قَلِيلا قَلِيلا لِأَن التدرج فِي الصَّوْت قَلِيلا قَلِيلا يفعل مَا يفعل التمريخ من إعداد الْبدن للرياضة وَإِلَّا حدث بهم فسوخ وهتوك وَيكون ذَلِك سَرِيعا جدا إِلَى من لم يعتده فَأَما من اعْتَادَ الصياح فَذَلِك إِلَيْهِ أقل كَمَا أَن من اعْتَادَ الرياضة فَذَلِك إِلَيْهِ أقل وَقد يَنْفَسِخ من شدَّة الْبرد إِذا برد بردا مفرطاً يَجْعَل طَبَقَات الْعُرُوق إِلَيْهِ صلبة عسيرة الانبساط فتسير لذَلِك متهيئة للْفَسْخ فَأَما الدَّم الَّذِي يصعد قَلِيلا قَلِيلا بالنفث بِلَا سَبَب باد من ضجة وَمن ضَرْبَة بل يكون قد اسْتعْمل الْإِنْسَان الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار كثيرا وَأقَام فِي بلد حَار وَاسْتعْمل أَطْعِمَة وأشربة حارة فَإِنَّهُ يكون من انفتاح أَفْوَاه الْعُرُوق فِي الرئة وَإِذا نفث دَمًا كثيرا دفْعَة من بعد أَن قد كَانَ قد نفث دَمًا قَلِيلا وَصعد مَعَ

ذَلِك الدَّم أَجزَاء من الرئة أَو قشور قرحَة فَلَيْسَ يكون أَن يبرأ فَإِن كَانَت القرحة فِي قَصَبَة الرئة فَإِن العليل يحس بالوجع لَيْسَ مثل الرئة الَّتِي لَا وجع مَعهَا وَيكون مَا ينفث أَيْضا نزرا قَلِيلا وَلَيْسَ الوجع فِي هَذِه أَيْضا شَدِيد إِلَّا أَن لَهُ وجعاً مّا وَلَيْسَ للرئة وجع الْبَتَّةَ وَمن السل ضرب آخر لَا يكون ابتداؤه نفث دم وَلَا خراجات وَيكون فِي الندرة قَالَ رَأَيْت رجلا سعل بَغْتَة خلطا رَقِيقا مرارياً بَين الْأَحْمَر الناصع والأصفر وَلم تكن مَعَه حِدة أصلا وَلم يزل يقذف ذَلِك الْخَلْط دَائِما ثمَّ أَنه حم حمى دقيقة وصاربه الدق ثمَّ أَنه قذف بالسعال شَيْئا يَسِيرا من قيح وَبعد أَرْبَعَة أشهر قذف دَمًا يَسِيرا مَعَ قيح وَأَقْبل يذوب وحماه تزيد ثمَّ نفث من الدَّم مِقْدَارًا كثيرا وَمن بعد هَذَا تزيدت حماه وخارت الْقُوَّة وَمَات كَمَا يَمُوت المسلول وَرَأَيْت آخر وَآخر وجهدت فِي مداواتهم فَلم تَنْفَع وَجَمِيع هَؤُلَاءِ قذفوا من الرئة أَجزَاء قد تعفنت فَعلمت أَنه عرض فِي رئاتهم عِلّة شَبيهَة بِالَّتِي تعرض من خَارج من العفونة إِلَّا أَن الرئة لَا يُمكن قطعهَا وكيّها كَمَا يُمكن فِي الْأَعْضَاء الْخَارِجَة فَلذَلِك صَار هَؤُلَاءِ يهْلكُونَ قَالَ وعنيت بِالرجلِ الثَّالِث عناية شَدِيدَة فَأخذت أجفف رئته تجفيفاً عنيفاً شَدِيدا بِمَا يشم وَمَا يُؤْكَل وَيشْرب وَذَلِكَ إِنِّي أَمرته أَن يشم نَهَاره أجمع الْخَلْط الَّذِي) يُسمى أندروخورون وَيمْسَح مَنْخرَيْهِ إِذا نَام بالأدهان الطّيبَة الروائح وسقيته المثروديطوس والأمروسيا وأثاناسيا والترياق إِلَّا أَن هَذَا مَاتَ بعد عَام وَلَعَلَّه إِنَّمَا طَالَتْ مدَّته أَكثر لهَذَا التَّدْبِير مَعَ الْأَجَل الْمَكْتُوب. لي غَرَض المعالج لقروح الرئة مَا دَامَت طرية أَن يلحم فَإِذا عتقت أَن تجفف وأحسب أَن اللَّبن فِي هَذِه الْحَال ضار وَإنَّهُ إِنَّمَا ينفع فِي الِابْتِدَاء. لي الدَّم الَّذِي ينفث بِسَبَب انفتاح الْعُرُوق فَهُوَ من ضروب نفث الدَّم عَاقِبَة وعلاجه الفصد وتبريد الْجِسْم مَا أمكن وَشرب الْأَدْوِيَة المبردة والمغريه. جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة تقوّس الْأَظْفَار دَلِيل على وجود قرحَة فِي الرئة وَحُمرَة الْوَجْه دَلِيل على ورم فِي الرئة لَا يحدث فِي الرئة عَن الورم الْحَار ضَرْبَان لِأَنَّهَا لَا حس لَهَا ذَات الرئة يكون مَعَه عسر النَّفس وسعال ووجع ثقيل منتشر فِي الصَّدْر كُله ونبض موجيّ وَنَفث أَشْيَاء متغيرة بلغمية فِي أَكثر الْأَمر وَنَفس حَار بنفحة عَظِيمَة وَحمى حادة ورم الرئة فِي الْأَكْثَر بلغمي لِأَن الرئة من أجل أَن تخلخلها لَا تكَاد تقبل إِلَّا مَادَّة غَلِيظَة لِأَن الْمَادَّة اللطيفة لَا يُمكن أَن تلحج فِيهَا بل تنحلّ وتجري فِيهَا بسهولة وَنَفث الدَّم إِذا كَانَ من الرَّأْس كَانَ بالتنخع ويتقدمه

جوامع العلل والأعراض

ثقل فِي الرَّأْس وَحُمرَة فِي الْوَجْه وَإِن كَانَ فِي قَصَبَة الرئة يكون شَيْئا بعد شَيْء مَعَ سعال يسير ووجع قَلِيل فِي اللبّة وَمن الرئة يخرج مَعَه مِقْدَار كثير ألف ألف بِلَا وجع وَيكون حاراً زبدياً وَمن الصَّدْر يخرج دفْعَة وَيكون علقياً ويجد وجعاً فِي الصَّدْر وَيكون مَعَ سعال ويستدل على انفجار عرق بصعود دم كثير لسَبَب باد وعَلى التأكلّ أَن يَجِيء دم كثير إِن كَانَ يَجِيء قَلِيلا قَلِيلا أسود زبدياً وعَلى الَّذِي لانفتاح أَفْوَاه الْعُرُوق من امتلاء الْبدن وَانْقِطَاع الاستفراغات أَن يَجِيء قَلِيلا قَلِيلا بِلَا وجع نفث الدَّم من الرئة يكون إِمَّا بِسَبَب انخراق عرق لضربة أَو ضجّة أَو عَن برودة مفرطة وَإِمَّا بِسَبَب انفتاح أَفْوَاه الْعُرُوق عَن الْأَطْعِمَة الحارة أَو حرارة أَو عَن الامتلاء وَكَثْرَة الاستحمام أَو طَعَام أَو شراب حَار بِالْفِعْلِ وبسبب تأكلّ حدث عَن مزاج حَار انصبّ إِلَيْهَا وبلغم مالح. 3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض) جَوَامِع الْعِلَل والأعراض أَصْحَاب السلّ تغور أَعينهم وتحتدّ آنافهم وتلطّى أصداغهم وتشخص مِنْهُم الكتفان والمرفقان حَتَّى يتعلّقا وهما بارزان عَن حد الْجِسْم بِمَنْزِلَة الجناحين وتتعقّف مِنْهُم الْأَظْفَار. لي إفهم المجّنح فَإِن مَعْنَاهُ الَّذِي تبعد مرفقاه عَن جَنْبَيْهِ لِأَن هَذَا شكل الْجنَاح. تقاسيم الْعِلَل والأعراض أَصْحَاب السلّ يكون نفسهم منتناً. السَّابِعَة من الميامر أَصْحَاب القرحة فِي الرئة إِذا أزمنت وَلم تلتحم بِسُرْعَة احْتَاجَت إِلَى الْأَدْوِيَة المجففة اللطيفة لتجفّف القرحة وَذَلِكَ أَنه إِذا جعل مَسْكَنه بَلَدا جافّا وَاسْتعْمل من التَّدْبِير مَا أشبه ذَلِك وادمن اسْتِعْمَال هَذِه الْأَدْوِيَة طَال عمره وَبَقِي بِإِذن الله وتصرّف فِي أَسبَابه وَأحد هَذِه الْأَدْوِيَة وَهُوَ أول دَوَاء وَصفه أندروماخش من الْأَدْوِيَة الحلقومية وتركيبها من الْأَدْوِيَة اللطيفة والقابضة نَحْو الدارصيني والسنبل والزعفران والساذج واللبان والمر والأذخر وَمن المغرية كربّ السوس وَنَحْوه وَمن المخدّرة نَحْو البنج والأفيون فَمِنْهَا تركّب هَذِه الْأَدْوِيَة وَيُزَاد فِي المخدّرة مَتى كَانَت النزلة كَثِيرَة وَمَعَهَا أَذَى وسهر وَفِي المغرية مَتى كَانَت خشونة شَدِيدَة مؤذية. دَوَاء نَفِيس دارصيني كندر عصارة السوس أُوقِيَّة أُوقِيَّة مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل كثيراء سِتَّة مَثَاقِيل حَماما أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران أُوقِيَّة عسل فائق مَا يعجن بِهِ. ج قَالَ هَذَا حَقًا دَوَاء نَفِيس لمن فِي رئته قرحَة وَجَمِيع علل الرئة المزمنة وَذَلِكَ أَن

جَوْهَر الدارصيني لطيف مجفف والحماما ثَان بعده وَلِأَن هذَيْن مجففان خلط مَعَهُمَا عصارة السوس والكثيراء وهما مغريان والمر والزعفران ينضجان ويحلّلان ويجففان تجفيفاً يَسِيرا. الْأَدْوِيَة الَّتِي ترّكب مِنْهَا هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف قُرُوح الرئة الدارصيني والسليخة والمر والزعفران وفقاح الْإِذْخر ودهن البلسان والسنبل والحماما والكندر والجلنار ولحية التيس والسك ألف ألف والطين الْمَخْتُوم والصمغ والأفيون والبنج والمغاث وَنَحْوه قَالَ الْأَدْوِيَة المؤلّفة من البزور اللطيفة المدرّة للبول والأفاويه والمغرية والقليل من المخدّرة نَافِع لمن فِي رئته قُرُوح. صفة الأميروسيا النافع من قُرُوح الرئة سنبل وزعفران وَمر وقسط وسليخة ودارصيني وإذخر وفلفل أسود وأبيض وجندبادستر وزراوند وصمغ البطم وميعة وبزر بنج أَبيض ثَلَاثَة ثَلَاثَة أنيسون مِثْقَال بزر كرفس مثله كثيراء سِتَّة مَثَاقِيل شراب تحل فِيهِ الكثيراء أقوطولي وَاحِد) تجمع الْأَدْوِيَة بِعَسَل ويسقى مِثْقَال وَنصف وَمن كَانَت بِهِ حمى فبماء وخل وإلاّ فبماء الْعَسَل. لقروح الرئة الَّتِي يُرَاد تجفيفها طراثيث وَمر من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم جندبادستر سِتَّة دَرَاهِم كندر سَبْعَة دَرَاهِم عصارة سماق تِسْعَة دَرَاهِم سكبينج سِتَّة دَرَاهِم أنيسون تِسْعَة دَرَاهِم أفيون ثَمَانِيَة دَرَاهِم بزر كرفس مثله جوشير خَمْسَة دَرَاهِم بزر بنج ثَمَانِيَة دَرَاهِم ميعة مثله زعفران تِسْعَة دَرَاهِم حلتيت مِثْقَال جوزبوا ثَمَانِيَة دَرَاهِم فراسيون مِثْقَال قشور اليبروج عشرَة دَرَاهِم دَار فلفل ثَمَانِيَة دَرَاهِم فلفل أَبيض خَمْسَة دَرَاهِم رغي الْحمام مِثْقَال عسل بِقدر مَا يعجن بِهِ. لنفث الدَّم أول مَحْذُور من نفث الدَّم المفرط استفراغه وَالثَّانِي الْعلَّة الَّتِي النفث نَافِع لَهَا انفتاح الْعُرُوق كَانَت أم خرقها أم تأكلّها وعلاج التأكلّ أَن ينْبت فِي الْموضع المتأكلّ لحم وفم الْعُرُوق تشدّ بالأدوية القابضة وخرقها بالأدوية الملحمة كالطين الْبحيرَة وَنَحْوه فَأَما الْموضع المتأكل فَإِن اللَّحْم ينْبت فِيهِ بالأدوية الجيدة الكيموس والمنبتة للحم فَأَما نفث المدّة من الصَّدْر والرئة فَيحْتَاج أَن يخلط مَعَ هَذِه أدوية لَطِيفَة حارة لكَي توصل هَذِه وَإِن كَانَت هَذِه فِي غَايَة الرداءة والمضادة لنفث الدَّم وَأما الَّذِي من الْمعدة ونواحيها فَلَا تحْتَاج إِلَى هَذِه الْبَتَّةَ وَقد يخلط أَيْضا فِي هَذِه الْأَدْوِيَة الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة الَّتِي لم يبلغ من بردهَا أَن تخدّر لِأَنَّهَا تبّرد وَتَنْفَع من ذَلِك وتنوّمهم نوماً سباتياً غرقاً فيعظم لذَلِك نفعهم لِأَنَّهُ بِهَذَا يهدأ السعال ويسكن وتمنع برودتها جرية الدَّم وتغلظ فَهَذَا قانون الْأَدْوِيَة لنفث الدَّم مِثَال

عصارة لحية التيس وحبّ الآس وجلنار وقاقياً وعفص وطين مختوم وصمغ وكهربا ونشا وأفيون وبزر خشخاش وبنج وَمر ودارصيني وسليخة تتَّخذ أقراصاً وتسقى. أدوية لنفث الدَّم أفيون سدس مِثْقَال صمغ مِثْقَال نشا نصف مِثْقَال قاقيا مثله يسقى فِي شربة وَاحِدَة هَذَا يصلح للمعدة وَإِن ألقيت مَعَه شَيْئا من دارصيني صلح للرئة أَيْضا وَقد ألف ألف رَأَيْت مَا يسقى لنفث الدَّم من الرئة وَلَيْسَ مَعَه مسخنات فَاعْلَم ذَلِك واعمل بِهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى. قرص جيد لنفث الدَّم قاقيا جلنار عصارة لحية التيس بزر الْورْد طين مختوم كندر صمغ بزر بنج أفيون تتَّخذ أقراصاً بعصارة البرسيان دَارا وتسقى بخل ممزوج وَمَتى كَانَ التجلب كثيرا فبعصارة لِسَان الْحمل.) لنفث الدَّم قوي بزر الشوكران مثقالان بزر بنج مِثْقَال نشا مثله سنبل نصف مِثْقَال طين الْبحيرَة مِثْقَال أنيسون ثلثا مِثْقَال يسقى مِنْهُ مِثْقَال وَمَاء الْمَطَر ينفع هَؤُلَاءِ ويجعلون فِي مَائِهِمْ طباشير. لي البادروج يجفف الصَّدْر والرئة جدا فَهُوَ يصلح أَن يسْتَعْمل فِي الْمرتبَة الثَّانِيَة من السلّ بِالَّذِي يُزَاد بِهِ تجفيف القرحة. السَّابِعَة من الميامر قَالَ الْأَدْوِيَة المسكّنة للأوجاع الَّتِي فِي نفث الدَّم تؤلّف من بزور تدّر الْبَوْل وَمن المخدّرة. دَوَاء البزور يسْتَعْمل فِي نفث الدَّم بزر الكرفس رازيانج من كلّ وَاحِد جزؤ سليخة ربع جُزْء أفيون مثله تتَّخذ أقراصاً بِمَاء. آخر بزر بنج وبزر كرفس وأفيون وَورد يَابِس جزؤ جزؤ زعفران ثلث جُزْء القرص نصف مِثْقَال. آخر الأقراص الْمُثَلَّثَة الزوايا بزر بنج أَرْبَعَة بزر كرفس مثله أفيون مِثْقَال أنيسون مثله تعْمل أقراصاً وتسقى بِمَاء بَارِد قرص بِالْغَدَاةِ وَآخر بالْعَشي قَالَ وَهَذِه الأقراص نافعة من نفث الدَّم إِن كَانَ قد أشرف على السلّ أَيْضا وألّفها الْأَطِبَّاء من المخدّرة والمدّرة للبول وَهِي بعد جَيِّدَة لتجلّب الْمَادَّة كلهَا وتسكّن جَمِيع الأوجاع خلا القولنج فَإِنَّهُ يجب أَن تكون المخدّرة أقوى عَلَيْهِ وأغلب. أَقْرَاص نافعة لنفث الدَّم والسلّ وَلمن تنحدر إِلَى صَدره نَوَازِل ومواد رَدِيئَة بزر القثاء مقشّراً وبزر كتّان وبز خشخاش وبزر كرفس وبزر بنج وأفيون يعجن بنقيع الكندر وَيُعْطى. لي إِذا رَأَيْت الْحَرَارَة والعطش غَالِبين فَاجْعَلْ هَذِه البزور بزر خِيَار وبزر قثاء وبزر قرع وبزر رجلة وخشخاش وبز بنج وأفيونا واسق مِنْهَا مَعَ بزر كرفس وأنيسون كي يصل وَإِذا لم تكن حرارة فَإِنَّهُ يلقى مَعَه نانخة وسنبل وَمر ودارصيني وَقد ذكرنَا مَا يسهل النفث ويقلع المّدة وَغَيرهَا فِي بَاب الربو قَالَ علاج الدُّبَيْلَة فِي الرئة الْأَدْوِيَة اللطيفة المجففة

وَالشرَاب الرَّقِيق اللَّطِيف إِذا شرب الْقَلِيل مِنْهُ قَالَ أدوية البزور المخدرة تصلح عِنْد السعال الصعب الشَّديد كَمَا يعرض عِنْد نفث الدَّم وَمن تصيبه نَوَازِل رَدِيئَة. لي أَنا أرى أَن اللَّبن إِذا سقِِي جلاّ بمائيته ونقّاها وغذّاها بجنبتيه وَلم يرطّبها لكنه يرطّب الْجِسْم فَإِن كَانَ اللَّبن يرطب القرحة فَإِنَّهُ ضدّ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ لِأَن ملاك قرحَة الرئة أَن تجفف مَا) أمكن وَلَكِن ألف ألف المسلول يحْتَاج إِلَى مَا يرطب بدنه ويحفظ على أَعْضَائِهِ الرطوبات الْأَصْلِيَّة وَيمْنَع قلبه أَن يغلب عَلَيْهِ المزاج الْيَابِس لِأَنَّهُ يصير من بِهِ قرحَة الرئة إِلَى دقّ فاللبن مُوَافق فِي ذَلِك جدا وَهُوَ نَافِع بِإِجْمَاع للصدر والرئة ونواحيها. قَالَ ج فِي آخر الرَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء مَتى كَانَت القرحة فِي قَصَبَة الرئة فَتقدم إِلَى العليل أَن يضطجع على قَفاهُ ويمسك الدَّوَاء فِي فِيهِ وَيُرْسل ذَلِك قَلِيلا قَلِيلا ويرخي جَمِيع عضل خَلفه ويطلقه فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك نزل مِنْهُ فِي قَصَبَة الرئة شَيْء صَالح من غير أَن يهيج سعالاً ويحذّر ويتوقّى أَن ينزل شَيْء كثير دفْعَة إِلَى قَصَبَة الرئة فيهيج سعالا فَإِنَّهُ يضرّ جدا لِأَنَّهُ يزعج وَاعْلَم أَنه مَا دَامَت الرُّطُوبَة تنزل فِي جرم قَصَبَة الرئة كَمَا يسيل المَاء على الْحَائِط فَلَيْسَ يحدث عَنهُ سعال فَإِذا ذهبت تهوي فِي وسط تجويف القصبة الَّذِي هُوَ طَرِيق للريح الَّذِي بِهِ النَّفس فَإِنَّهَا تحدث سَاعَة تلقاها السعال قَالَ وَإِنَّمَا استخرجنا إخلاط الْعَسَل لجَمِيع القروح فِي الصَّدْر والرئة لأَنا إِذا احتجنا أَن توصل إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع أدوية قوابض طَال مكثها فِي الْمعدة وَلم تصل لذَلِك صَار الْعَسَل يقوم لهَذِهِ الْأَدْوِيَة مقَاما مركبا خَفِيفا سَرِيعا يسير بهَا حَتَّى يوصلها وَفِي الْعَسَل مَعَ هَذَا أَنه لَا يضر القروح. وَقَالَ فِي الْخَامِسَة: كثيرا مّا يعفن إِذا كَانَت دبيلة فِي الصَّدْر مَعَ تعفن المّدة وَلحم الصَّدْر شَيْء من عِظَامه حَتَّى يضْطَر الْأَمر إِلَى قطع الْعظم الَّذِي عفن وَفِي أَكثر الْأَمر يُوجد مَا هُوَ ملبس على الضلع الَّذِي قد عفن من الغشاء المستبطن للأضلاع قد عفن أَيْضا وَلم تزل الْعَادة تجْرِي فِي علاجنا لمن هَذِه حَاله أَن يكون إِذا زرقنا فِي القرحة مَاء الْعَسَل أمرنَا صَاحب القرحة أَن يضطجع على جَانِبه العليل وَيسْتَعْمل مرَارًا كَثِيرَة ويهزه هزاً رفيعاً فِي بعض الْأَوْقَات يخرج مَا يبْقى فِي جَوف القرحة من مَاء الْعَسَل بالآلة الَّتِي يُقَال لَهَا جاذبة الْقَيْح فَإِذا نَحن فعلنَا ذَلِك ورجونا أَن تكون المّدة كلهَا قد خرجت مَعَ صديد القرحة أدخلنا فِيهَا حِينَئِذٍ أدوية وَقَالَ نَحن ننقي قُرُوح الرئة بِعَسَل نطعمه وَمَاء الْعَسَل. لي قُرُوح الرئة إِذا احْتَاجَت إِلَى تنقية ننقي بالعسل وَمَاء الْعَسَل لِأَنَّهُ ينقى وَهُوَ غذَاء وَلَا يضرّ بالقروح الْبَاطِنَة. الأولى من الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة: إِذا قذف بالسعال شَيْء من حلق قَصَبَة الرئة فَإِن فِي الرئة قرحاً عَظِيما وَلَا يُمكن أَن يكون ذَلِك من حلق قَصَبَة الرئة الْعَظِيمَة لِأَن حلق هَذِه إِذا انْحَلَّت من) رطبها مَاتَ الْإِنْسَان قبل ذَلِك وَهِي أَيْضا حلق عِظَام وَأما الرئة فَإِنَّهَا تسرع التأكلّ

والعفونة بالرطوبات الحارة وَإِذا قذف بالسعال قطع عرق لَهَا مِقْدَار فَإِنَّهَا من الرئة لَا من قصبتها ألف ألف لِأَن الْعُرُوق الَّتِي فِي قَصَبَة الرئة دقاق مثل الشّعْر الرئة لَا تحس بالقروح والأورام لِأَنَّهَا لَا يجيئها عصب. لي إِلَّا مَا لَا يُبَالِي بِهِ فينقسم فِي غشائها. الثَّانِيَة مِنْهُ يتبع الورم الْحَادِث فِي الرئة ضيق النَّفس حَتَّى يظنّ العليل أَنه يختنق فينتصب لذَلِك جَالِسا وَيكون مَا يخرج مِنْهُ بِالنَّفسِ حاراً جدا وَلَا سيّما إِذا كَانَ الورم حمرَة ويستريحون إِلَى إِخْرَاج النَّفس الْعَظِيم واستنشاق الْهَوَاء الْبَارِد وينفثون نفثاً إِلَى الْحمرَة أَو الصُّفْرَة أَو زبدياً أَو أَخْضَر أَو أسود وَكَثِيرًا مَا يحسّون مَعَ هَذَا بثقل فِي جَوف الصَّدْر ووجع يَبْتَدِئ من عمق الْجِسْم ويبلغ إِلَى نَاحيَة القصّ وَإِلَى نَاحيَة عظم الصلب وَبِه حمى حادة ونبضه موجيّ ووجنته حَمْرَاء الثَّانِيَة من الأخلاط: صَاحب نفث الدَّم لَا يحب أَن ينظر إِلَى الْأَشْيَاء الْحمر وَذَلِكَ أَنه يجذب الدَّم إِلَى ظَاهر الْجِسْم بمشاكلته للرئة. لي أرى هَذَا إِنَّمَا يفعل لِأَنَّهُ يذكرّ النَّفس بِالدَّمِ. الثَّالِثَة: المجنحون من أجل ضيق صُدُورهمْ يعرض نفث الدَّم بِسُرْعَة من أدنى سَبَب. الثَّانِيَة من تقدمه الْمعرفَة: من حدثت بِهِ من أَصْحَاب ذَات الرئة خراجات فِي أعالي الْجِسْم أَو فِي أَسْفَل مَوَاضِع الصَّدْر فَإِن تِلْكَ الخراجات تتقيّح وَتصير نواصير ويتخلّصون. لي من انصباب المّدة فِي فضاء الصَّدْر قَالَ وَإِذا كَانَت فِي ذَات الرئة الْحمى لَا تسكن والوجع والألم لَا ينقص وَلم ينفث شَيْئا ذَا قدر يعتّد بِهِ وَانْطَلق بَطْنه نعما وَلَا بَال بولا فِيهِ رسوب كثير وَكَانَ الْمَرَض سليما فِي أَحْوَاله فتوقع مثل هَذَا الْخراج لِأَن إِحْدَى هَذِه الْأَشْيَاء إِذا كَانَ بِهِ بحران وَلم يحْتَج إِلَى شَيْء قَالَ وَإِذا كَانَ بالعليل فِي مَا دون الشراسيف شَيْء من الالتهاب حدثت بِهِ هَذِه الخراجات فِي أَسْفَل الصَّدْر وَأما الخراجات الَّتِي تعرض فِي أعالي الصَّدْر فَيعرض لمن كَانَ دون الشراسيف مِنْهُ رَقِيقا وَعرض لَهُ سوء تنفس يلبث مُدَّة مّا ثمَّ يسكن من غير سَبَب ظَاهر فَإِن ذَلِك يدل على ارْتِفَاع الأخلاط إِلَى فَوق كَمَا تدل حرارة فِي مَا دون الشراسيف وتمددها على انحطاطها إِلَى أَسْفَل وَأما الخارجات الَّتِي تحدث فِي الرجلَيْن فِي علل الرئة القوية الْعَظِيمَة الْخطر فَكلهَا نافعة وأفضلها مَا كَانَ يحدث والبصاق قد بِأَن فِيهِ النضج وَذَلِكَ أَنه مَتى كَانَ) حُدُوث الْعرض والألم بعد أَن يكون مَا ينفث بالبصاق قد تغيّر عَن الْحمرَة إِلَى حَال الْقَيْح وانبعث إِلَى خَارج كَانَت سَلامَة ذَلِك الْمَرِيض على غَايَة الثِّقَة وَكَانَ لَا يسكن الْخراج حَتَّى يذهب ألمه فِي أسْرع الْأَوْقَات فَإِن كَانَ مَا ينفث بالبصاق غير نضيج وعَلى غير مَا يجب وَلم يظْهر فِي الْبَوْل ثفل راسب مَحْمُود فَلَيْسَ يُؤمن أَن يفْسد الْمفصل الَّذِي يخرج فِيهِ أَو يلقى مِنْهُ سدة شَدِيدَة.

قَالَ ج حُدُوث ألف ألف الخراجات فِي السَّاقَيْن فِي علل ذَات الرئة الصعبة مَحْمُود لَا محَالة وَذَلِكَ أَنه بعيد من مَوضِع الْعلَّة مائل إِلَى أَسْفَل وخاصة إِذا كَانَ مَعَ نضج وَالدَّلِيل على النضج تغيّر البصاق واستفراغه بِكَثْرَة من غير عسر فَإِن حدث الْخراج فِي السَّاق قبل نضج الْمَرِيض تخلّص الْمَرِيض من الْخطر الَّذِي يتخوّف عَلَيْهِ من ذَات الرئة إلاّ أَن ذَلِك الْمفصل يعسر برئه وخليق أَن يزمن فِي بعض الْأَوْقَات فَإِن غَابَتْ هَذِه الخراجات بعد ظُهُورهَا وَيحْتَاج أَن ينفث لم ينفث بعد والحمى لَازِمَة فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ لَا يُؤمن أَن يخْتَلط عقل الْمَرِيض وَيَمُوت لِأَن الْخراج لم يتَحَلَّل وَلَوْلَا ذَلِك لسكنت الْحمى لَكِن رَجَعَ إِلَى دَاخل وَإِذا عرض مَعَه ضيق النَّفس مَاتُوا والمشايخ يموتون فِي التقيّح الْحَادِث عَن الرئة أَكثر وَمن قد طعن فِي السن وَأما فِي سَائِر المتقيحات لِأَن علل الرئة والصدر يحْتَاج أَصْحَابهَا فِي التَّخَلُّص مِنْهَا إِلَى بَقَاء وَذَلِكَ يتم لشدَّة الْقُوَّة القوية فالمشايخ لضعف قوتهم اقل سَلامَة مِنْهَا وَأما الشَّبَاب فلشدة قوتهم ينقون سَرِيعا وَأما سَائِر أَصْنَاف التقيح فيعني بِهِ الَّذِي تكون مَعَه حميات شَدِيدَة كالخراج فِي الْأذن وَنَحْوه فَإِن الْخطر على الشَّبَاب هُنَاكَ أَكثر لِأَن الحميات فيهم أَشد لِكَثْرَة حرارتهم. الثَّانِيَة من الْفُصُول: نفث الدَّم يعرض إِمَّا من ضَرْبَة أَو وثبة أَو ضجة أَو برد شَدِيد أَو نوم على الأَرْض بِلَا وطاً. الْخَامِسَة: إِذا كَانَ بِإِنْسَان سلّ فَكَانَ الَّذِي يقذفه بالسعال منتنا إِذا بخّر بِهِ وَكَانَ شعر رَأسه ينتثر فَذَلِك من عَلَامَات الْمَوْت لِأَن الشّعْر حِينَئِذٍ إِنَّمَا يكون سُقُوطه لنُقْصَان الْغذَاء وفساده فِي الْجِسْم وَمن تساقط شعره من أَصْحَاب السل ثمَّ حدث بِهِ اخْتِلَاف فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن سُقُوط الشّعْر مِنْهُ دالّ على قلَّة أخلاطهم وضعفهم فَإِن حدث بهم مَعَ ذَلِك اخْتِلَاف فَذَلِك غَايَة الْقرب من الْمَوْت لِأَنَّهُ يذهب بِالْقُوَّةِ الْبَتَّةَ قَالَ إِذا خرج بالنفث دم زبدي فَإِن ذَلِك من جَوْهَر لحم الرئة ويدلّ دلَالَة خاصّة على القرحة فِي الرئة وَإِذا خرج من ضّجة أَو نَحْوهَا بنفث دم مشرق أَحْمَر) كثير لَيْسَ بزبدي فَإِن عرقا فِي الرئة انصدع قَالَ وَالدَّم الزُّبْدِيُّ خَاص بجوهر لحم الرئة إِذا حدث بِصَاحِب السلّ اخْتِلَاف. الْخَامِسَة من الْفُصُول: قَالَ الثَّلج والجليد والأشياء المبردة عَلَيْهِ يحدث كثيرا انفجار الدَّم لِأَنَّهَا تفجر الْعُرُوق فِي الصَّدْر وتصدعها وتضرّ بالرئة والصدر. السَّابِعَة مِنْهُ إِذا حدثت ذَات الرئة عَن ذَات الْجنب فَذَلِك رَدِيء وَقد ذكرنَا الْعلَّة فِي ذَات الْجنب وَإِذا حدث عَن ذَات قرانيطس فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يكون إِذا كَانَ الْخَلْط المولد للورم كثيرا جدا. السَّابِعَة: صَاحب السلّ لَا يزَال يزْدَاد هزالًا وَهُوَ حيّ مَا دَامَ يقدر على أَن يسعل فتنقى

رئته فينبعث فَإِذا ضعف عَن ذَلِك سد مجاري رئته فاختنق وَمَات فَبِهَذَا الْوَجْه يكون موت المسلول من السلّ. من الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ سلّ فَظهر على فَكَّيْهِ حب كَأَنَّهُ ألف ألف باقلي مَاتَ اثْنَيْنِ وَخمسين يَوْمًا من كَانَ بِهِ السلّ فَظهر فَوق قفاء مِنْهُ حَبَّة كَأَنَّهَا باقلاً سَوْدَاء الْوَجْه وَلم ترجع وَكَانَ مَعَ ذَلِك سبات وَكَثْرَة نوم مَاتَ إِلَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا إِن ظهر بقدم إِنْسَان فِي ظَاهره ورم أسود على قدر بَيْضَة عرض لَهُ بَوْل واشتهى الْعشَاء الطَّوِيل والبطيخ مَاتَ إِلَى ثَلَاثَة أشهر. من كتاب العلامات: عَلَامَات ذَات الرئة حمى حادة وَثقل فِي الصَّدْر ووجع بَين الْكَتِفَيْنِ والجنبين والصلب ويضجعون على القفاء وَلَا يضجع على جَنْبَيْهِ وَلَا يكَاد يختنق وَوَجهه أَحْمَر كالورد وَنَفس عَال سريع وَعَيناهُ رطبتان ويشهى الْبُرُودَة ويخشن لِسَانه والمجسّة صَغِيرَة وتلغظ رقبته وينتفخ وَجهه وَتَكون حَرَكَة عَيْنَيْهِ بطيئة ويبرد أَطْرَافه وتكمد ويعظم لِسَانه فَإِن انْتقل إِلَى ذَات الْجنب خفّ النَّفس. من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: القروح الْعَارِضَة فِي الرئة خبيثة لِأَنَّهَا دائمة الْحَرَكَة وَلِأَنَّهُ إِنَّمَا تصل إِلَيْهَا الْأَدْوِيَة بعد مُدَّة وَطول كثير جدا قَالَ: وقروحها ضَرْبَان: أَحدهمَا الشق الطري الَّذِي يَقع فِي الرئة وَيحْتَاج أَن يُبَادر بالحجامة قبل أَن يعرض لَهُم ورم حارّ وَحمى وَبعد ذَلِك القروح الَّتِي قد مَاتَ ذَلِك مِنْهَا وَلَيْسَ يُمكن أَن تلتحم لَكِنَّهَا تداوى بِأَن تجفف بِشرب الْأَدْوِيَة النافعة لذَلِك تتهيّأ للعليل أَن يعِيش سِنِين كَثِيرَة وَبِه قرحَة فِي رئته وَقد تكون القرحة فِي الرئة عَن نزلة دائمة حرّيفة رقيقَة يتواتر نُزُولهَا إِلَى الرئة فَتحدث تأكّلاً فِي آلَات التنفس قَالَ وَهَذَا التأكّل مَتى كَانَ فِي) ابْتِدَائه وَكَانَ قَلِيلا فَإِنَّمَا قَالَ الغشاء المغشي على قَصَبَة الرئة. . ولقصبة الرئة وَإِن بودر فِي علاجه فِي أوّل الْأَمر برِئ العليل برأَ تَاما وعلاجه الفصد مَتى ساعدت الْقُوَّة وتسخين الرَّأْس وحلقه بِالْمُوسَى ويلطخ بدواء يَابِس الْقُوَّة ثمَّ جفف الْمدَّة المنصبة مِنْهُ وَهَذَا الدَّوَاء هُوَ الثافسيا وَهُوَ أقوى مَا يسْتَعْمل فِي ذَلِك ودونه فِي الْقُوَّة مِمَّا يسْتَعْمل يزر الْحَرْف وزبل الْحمام وَأَنا اسْتَعْملهُ كثيرا وَيَنْبَغِي أَن يسقى أَيْضا أدوية البزور الَّتِي فِيهَا السليخة والأفيون فَإِن هَذَا الدَّوَاء يغلظ لي وَقد رَأَيْت السلّ يحدث بِقوم بِلَا أَن يتقدّمه نفث الْبَتَّةَ وَذَلِكَ يكون فِي الندرة وَقد رَأَيْت قوما يتقيئون خلطاً مرارياً ويدوم بهم ثمَّ تبَادرُوا مِنْهُ إِلَى السل وَقد ذَكرْنَاهُ فَأَما جَمِيع أَسبَاب السلّ فَهَذِهِ.

الرَّابِعَة من طيماوس: قَالَ البلغم المالح الَّذِي ينحدر من الرَّأْس إِلَى الرئة إِنَّمَا يُورث من السلّ مَا هُوَ فِي الْغَايَة من الرداءة. لي الَّذين يكثر انحدار النَّوَازِل إِلَى صُدُورهمْ مستعّدون للسلّ وخاصة إِن كَانَت النزلة فِيهَا من حِدة والصدر يضيق وَإِذا كَانَ المزاج مرارياً قَلِيل اللَّحْم والنوازل تنزل فِي صَدره كثيرا فَإِنَّهُ ألف ألف فِي غَايَة الاستعداد للسلّ لِأَن هَذِه النَّوَازِل حرّيفة حارة. السَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء: أمراض الحادة فِي غضاريف الرئة إِمَّا الِابْتِدَاء وَإِمَّا أَن يعسر برؤها وَأما الحادة فِي الغشاء المغشي على هَذِه الغضاريف الموصولة أَعنِي الغشاء المستبطن لقصبة الرئة من دَاخل كَانَ بُرْؤُهُ سَرِيعا إِلَّا أَن يعرض فِيهِ عفونة شَدِيدَة يتأكّل مِنْهَا حَتَّى ينْكَشف مَا تَحْتَهُ من الغضاريف. السَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء: قَالَ الْعُرُوق الضوارب الَّتِي فِي الرئة إِلَى أَقسَام قصبتها منافذ تنفذ فِيهَا الرّيح وَلَا ينفذ فِيهَا الدَّم مَا دَامَ الْبدن بِحَالهِ الطبيعي فَإِن خرجت هَذِه المنافذ فِي حَالَة إِلَى غير حَالهَا الطبيعي حَتَّى ينفذ فِيهَا الدَّم وصل إِلَى أَقسَام الرئة مستهلّ دم وَكَانَ مِنْهُ سعال وَنَفث دم. لي يَنْبَغِي أَن تعلم أَنه لَيْسَ مَتى نفث إِنْسَان دَمًا بالسعال وَالْأَمر فِيهِ مهول عَظِيم دلّ على أَمر يعسر علاجه وبرءه لِأَنَّهُ قد يكون ذَلِك عَن هَذِه الْعلَّة وَقد يكون ذَلِك لانفتاح عروق كالبواسير وَغير ذَلِك لَكِن مَتى رَأَيْت مَعَ نفث الدَّم أعراضاً رَدِيئَة وَكَانَت الْأَسْبَاب رَدِيئَة سَابِقَة فَحِينَئِذٍ فَاعْلَم أَنه رَدِيء وَأما فِي غير ذَلِك فَلَا تخف وعلاجه فِي مَا يقبض أَن أفراط والفصد وَتَخْفِيف) الامتلاء. التَّاسِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: الطين الأرميني ينفع نفعا عَظِيما من فِي رئته قرحَة لِأَنَّهُ يجفّف الْجرْح الَّذِي فِي رئتهم حَتَّى لَا يسعلوا بعد ذَلِك إِلَّا أَن يَقع فِي تدبيرهم خطأ لِأَنَّهُ قويّ التجفيف وقروح الرئة تَنْفَع بالأدوية المجففة جدا حَتَّى أَن أَصْحَابهَا يظنون أَنهم قد برؤا برأَ تَاما وَكَذَلِكَ يَنْفَعهُمْ الْهَوَاء الْيَابِس وَلذَلِك كَانَ يمْضِي أَصْحَابه من رومة إِلَى بِلَاد النّوبَة وَمن مضى مِنْهُم إِلَى هُنَاكَ وَلم يُخطئ التَّدْبِير عَاشَ سِنِين كَثِيرَة وَأما من أطلق نَفسه وأفسد التَّدْبِير فنكسوا قَالَ: وَأَنا أرى أَن قُرُوح الرئة تصفّر وتجفّ بالأدوية المجففة حَتَّى تنطبق وَإِن كَانَت لَا تلتحم كالحال فِي النواصير فَإِن هَذِه أَيْضا مَتى نقيت ثمَّ عولجت بدواء مجفف ضمرت وانطبقت.

الرَّابِعَة عشر من النبض قَالَ: شرّ ضروب نفث الدَّم وأخبثها وأسرعها فِي فَسَاد الرئة الضَّرْب الَّذِي عَن التأكّل فِي بعض الْعُرُوق وَالْآخر يكون من آفَات تحدث فِي نفس الرئة وَأكْثر مَا يكون من نفث الدَّم وخاصة إِذا كَانَ ذَلِك من انصداع عرق قَالَ: الْأَبدَان المستعدّة للسلّ هِيَ الَّتِي الصَّدْر مِنْهَا ضيّق قَلِيل السّمك حَتَّى ترى الْكَتِفَيْنِ مِنْهَا ناشزين بارزين إِلَى خلف بِمَنْزِلَة الجناحين والأبدان الَّتِي تمتلي رؤسها سَرِيعا ينحدر مِنْهَا نزلات حادة إِلَى الرئة فَإِن ألف ألف اجْتمع الْأَمْرَانِ جَمِيعًا كَانَ الْمُجْتَمع فِيهِ مشرفاً على طرف السلّ غَايَة الإشراف وَذَلِكَ أَن تداوم النزلات يحدث السلّ على طول المّدة وَإِمَّا أَن ينصدع فِي الرئة عرق لِضعْفِهَا وضيق مَكَانهَا. لي هَؤُلَاءِ تنزل إِلَيْهِم نزل فيسعلون لذَلِك والسعال رَدِيء بهم لضيق صُدُورهمْ فَيكون السعال سَببا لصدع الْعُرُوق وَإِذا نزلت بعد ذَلِك النَّوَازِل الحادة استحكم الْأَمر. من تَفْسِير إبيذيميا لثالثة من السَّادِسَة: يَكْفِي فِي الاستعداد لأمراض الرئة ضيق تجويف الصَّدْر وخاصّة لنفث الدَّم. الرَّابِعَة من الثَّالِثَة: كَانَ أَكثر من يَقع فِي السلّ الزعر الْبيض النمش المجنحون الَّذين إِلَى الْحمرَة مَا هم السهل الْعُيُون قَالَ جالينوس: الأمزاج الْبَارِدَة وخاصة الرّطبَة مستعدّة للنزل من الرَّأْس وَهِي لذَلِك مستعدّة للسلّ وَالنِّسَاء أشبه وقوعاً فِي السلّ من الرِّجَال لبرد مزاجهم وضيق صُدُورهمْ. الثَّالِثَة من السَّادِسَة قَالَ: رَأَيْت المجنحين يقعون فِي نفث الدَّم سَرِيعا من الصَّدْر وَرَأَيْت أَنه يتَوَلَّد فيهم ريَاح وَنفخ كَثِيرَة وَيكون ذَلِك معينا على مَا يقعون وَأرى أَن الرِّيَاح تتولد فيهم لصِغَر قُلُوبهم لِأَن قُلُوبهم صَغِيرَة لصِغَر صُدُورهمْ وَالْقلب إِذا صغر قلت حرارة الْبدن كُله) قَالَ: النَّوَازِل الَّتِي فِيهَا حِدة وحرارة وَلَا يُمكن أَن تبقى فِي الرئة حَتَّى تنضج وتنفث لِأَنَّهَا تسبق فَتحدث فِي الرئة تأكلا لحدتها فَلذَلِك هِيَ خبيثة رَدِيئَة فَأَما مَا لَيْسَ مَعهَا حِدة فَإِنَّهَا تنضج وَتخرج بالنفث وَإِن بقيت فِي حَالَة مّا يشده لذعاً تهيج سعالاً شَدِيدا حَتَّى يهزّ الرَّأْس هزاً شَدِيدا فَيحدث فِيهِ بِسَبَب ذَلِك امتلاء ثمَّ يعود فينحدر مِنْهُ نزلة أَيْضا وَرُبمَا صدعت فِي الرئة عرقاً لشدَّة السعال فَلذَلِك هِيَ رَدِيئَة مَكْرُوهَة لعظم خطرها فقد بَان إِنَّهَا رَدِيئَة نفثت أم لَا. الرَّابِعَة من السَّادِسَة: يَنْبَغِي للَّذين صُدُورهمْ عليلة أَن يتوقوا جَمِيع الأغذية الَّتِي تملأ الْبدن جدا والحريفة ويتقّون الصياح وَالْغَضَب وَجَمِيع مَا يمدد الصَّدْر بِقُوَّة.

السَّادِسَة من السَّادِسَة: قد اعْتَادَ الْأَطِبَّاء وَأَصَابُوا بنقلهم من بِهِ قرحَة فِي رئته إِلَى بلد يَابِس كَمَا ينقلون من بِهِ سلّ من رومة إِلَى بلد النّوبَة. لي يَنْبَغِي أَن نَنْظُر فِي ذَلِك وَالْأَمر مَعْلُوم أَنهم إِنَّمَا ينقلون إِلَى الْهَوَاء الْيَابِس من قد استحكمت فِيهِ قرحَة الرئة وأيس من برءها وَإِنَّمَا تداوى لتجفيفها فَقَط وَتبقى جافة. السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: أَصْحَاب قُرُوح الرئة كَانَ القدماء يتكوونهم بمكاو تحمى وَيُوضَع على الصَّدْر وَيَنْبَغِي ألف ألف أَن يُبَادر وَلَا ينظر بذلك حَتَّى تتأكّل القرحة الَّتِي فِي الرئة وتعظم قَالَ: وَأَصْحَاب السلّ إِذا قربوا من الْمَوْت بلغ من صغر نفسهم أَلا يحس إِلَّا بغاية الْعِنَايَة لتفقده. الأولى من الأهوية والبلدان: أَصْحَاب الْأَبدَان الصلبة والبلدان الْبَارِدَة مستعدة لانخراق الْعُرُوق من أَسْفَل الرئة أَكثر من أَصْحَاب الْبلدَانِ الحارة والأبدان اللينة قَالَ: والرطوبات إِذا أزمنت فِي الرئة والصدر تقيحت. الْيَهُودِيّ: دَوَاء لنفث الدَّم كندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وجلنار وكهربا وخشخاش أسود وصمغ عَرَبِيّ وطين أرميني وزراوند صيني أَجزَاء معتدلة سقى الراوند يسقى مِثْقَال وينفعهم اللَّبن الحامض إِذا شربوه وَاللَّبن المغلي بالحديدة ويضمد الصَّدْر بضماد العفص. اهرن قَالَ ج: قد كنت أَسْقِي صَاحب قرحَة الرئة الْعَظِيمَة الأفاويه والأدوية الْيَابِسَة لأجفف بذلك بعض عفن القرحة وَكنت أعطيهم أمروسيا ومثروديطوس الترياق والسجرنا نايا لتجفيف تِلْكَ الرُّطُوبَة وَلم ينج مِنْهُ الْبَتَّةَ قَالَ: وللقروح العتيقة الَّتِي فِي الرئة تلعق ملعقة صَغِيرَة من قطران بِالْغَدَاةِ.) بخور ينفع من النفث المنتن والسعال الْقَدِيم: زرنيخ أَحْمَر يسحق بِسمن الْغنم ويطلى على ورق سدر ويجفف وتدخن مَتى شِئْت بِوَرَقَة أَو ورقتين. آخر: خُذ زرنيخا أصفر وزاوند طَويلا وقشور أصل الْكبر اسحقه بِسمن واجعله بنادقاً وارفعه عِنْد الْحَاجة لّفها فِي قطنة وبخّر العليل فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات وجسه بعد مَا يفرغ جيدا بِسمن الْغنم أَو دخّنه بالقنة أَو خُذ زرنيخا أَو جوزبوا صَغِيرا فاعجنه بدهن شيرج ودخنه بِقدر بندقة. الطَّبَرِيّ: لنفث الدَّم يسقى اللَّبن على هَذِه الصّفة مخيضاً وَهُوَ حليب وَيخرج زبده ثمَّ يطْبخ بِقطع حَدِيد محمية يلقى فِيهِ ويسقى قَلِيلا قَلِيلا. اهرن: قَالَ إِذا حدث فِي الرئة ورم حَار فَإِنَّهُ تلْزمهُ الْحمى الحارة قبل أَن تتقيح وتنضج وتحمر وجنتاه فَإِذا نضج الورم وهاج نقصت الْحمى وَصَارَت دقيقة لَازِمَة ونهك الْجَسَد واحدودبت الْأَظْفَار.

(الْفرق بَين ذَات الرئة وَذَات الْجنب) وَذَلِكَ بِشدَّة ضيق النَّفس جدا حَتَّى كَأَنَّهُ يختنق وَلَا يقدر أَن يتنفس الطَّبَرِيّ. . والنفث مَعَه بلغمي والوجع فِي الصَّدْر وَأما ذَات الْجنب فَإِنَّهُ يقدر أَن يتنفس نفسا عَظِيما وَلَو أَن نَفسه مُخْتَلف بِحَسب الْمَادَّة والوجع فِي صَدره حِينَئِذٍ فَفرق بَين هذَيْن نعما إِن شَاءَ الله. النبض: إِن النبض فِي ذَات الرئة لين موجي وَفِي ذَات الْجنب صَلِيب نحيف متواتر وَلَا تحمر الوجنتان. أهرن قَالَ: إِذا نظرت فِي أَمر الدَّم من أَن يشق يوجع العليل عِنْد ألف ألف النفث فافصد فَإِن أوجعهُ صَدره كُله فافصده من يَدَيْهِ جَمِيعًا أكحليه وَقَالَ: فَإِن أشرف نفث الدَّم فاربط السَّاقَيْن والعضدين وادلك الْقَدَمَيْنِ وباطن قَدَمَيْهِ خَاصَّة وأمرخه بدهن حَار. لي إِذا كَانَ بعقب نفث الدَّم ضيق نفس شَدِيد جدا وكرب وعرق بَارِد فَاعْلَم أَن الدَّم جمد فإياك حِينَئِذٍ والقوابض وأعطه الملطفة والسكنجبين وبزورا حَتَّى يلطف وينقيه وينفع مِنْهُ دَوَاء الكركم سكنجبين وَمَاء حَار وزن دِرْهَم وَمَاء الكرّاث وَنَحْوه مِمَّا يحلل الدَّم وينفع من نفث الدَّم اللَّبن المخيض الْمَطْبُوخ بالحديد والأضمدة القابضة على الصَّدْر وينفع مِنْهُ أَن يبل الصُّوف لي ضماد جيد إِذا طلى على الصَّدْر منع نفث الدَّم وعَلى الْمعدة يمْنَع الْقَيْء وعَلى الأمعاء) منع الإسهال يُقَوي وَيقبض يُؤْخَذ من اللبان والجلنار والأقاقيا وماميثا وشبّ وراسن وَورد وبزربنج وقشور اليبروج وَمر وصبر وزعفران يسحق الْجَمِيع ويعجن بخل جيد ممزوج ويطلى بِهِ. أهرن: للقروح العتيقة فِي الصَّدْر يُؤْخَذ ملعقة صَغِيرَة من قطران فَيعْطى الْمَرِيض غدْوَة فَإِنَّهُ جيد أَو يَأْخُذ شَيْئا من القنة السائلة فأذبه بِمثلِهِ عسل ويلعق مِنْهُ سَمِعت غير وَاحِد وَصَحَّ من تَوَاتر الْأَخْبَار أَنهم رَأَوْا قوما ينفثون مُدَّة مُنْتِنَة بعقب نفث الدَّم برؤا مِنْهُ بِلَبن الْمعز وَمِنْهُم بِلَبن الأتن وَبرئ وَاحِد مِنْهُم فِي عشْرين يَوْمًا وَكَانَ أَبوهُ يحلب لَهُ اللَّبن من أتان وَيَجِيء بِهِ إِلَيْهِ لَيْسَ على الْمَكَان لَكِن بعد نصف سَاعَة وَأكْثر فبرئ على الْمَكَان بِهَذَا اللَّبن على أَنه لم يشربه سَاعَة حلب وَبرئ فِي عشْرين يَوْمًا وَكَانَ شَابًّا حَدثا. بولس قَالَ: ذَات الرئة ورم حَار يعرض للرئة وَيكون أَكثر ذَلِك مَعَ نزلات شَدِيدَة أَو مَعَ ذبحة أَو مَعَ ربو أَو شوصة أَو أسقام أخر وَرُبمَا كَانَ ابْتَدَأَ هَذَا السقم من ذَاته وَيكون مَعَه

العلاج

عسر نفس وَحمى حادة تشبه المحرقة وَثقل فِي الصَّدْر وامتداد وامتلاء كثير فِي الْوَجْه والتهاب وتصاعد بخار كثير إِلَى فَوق كتصاعد النَّار وتحمر الوجنتان والعينان وأجفانها إِلَى فَوق مائلة إِلَى أَسْفَل وَالْعُرُوق الَّتِي فِيهَا ممتلئة والأغشية الَّتِي فِي الْعين كَأَنَّهَا شحمة بانية وبقدر حرارة هَذِه الْأَعْرَاض تكون حرارة الورم مِمَّن عرضت لَهُ هَذِه الْعلَّة من عِلّة أُخْرَى تقدمتها فليجتنب الفصد وخاصة إِن كَانَت الْعلَّة الَّتِي تقدّمت مزمنة وَكَانُوا قد افتصدوا فِي ابْتِدَاء تِلْكَ الْعلَّة وَليكن اسْتِعْمَال الحقن فِي أَوْقَات الرَّاحَة وَاسْتِعْمَال الْحجامَة وتعلّق المحاجم كَثِيرَة عَظِيمَة على الصَّدْر والأضلاع مَعَ ألف ألف شَرط وَإِن كَانَ سقم الرئة ابْتِدَاء فابتدأ بالفصد أَو بحجامة السَّاق وتلطف التَّدْبِير وتضمد الصَّدْر بِمَا يُرْخِي ليسكن الوجع وَيحدث إِلَى خَارج ويليّن الْبَطن وَيسْتَعْمل الأغذية اللينة الَّتِي تُعْطى للسعال. قَالَ: وَأما نفث الْمدَّة من الصَّدْر فَيكون إِمَّا من خراج فِي الرئة وَإِمَّا من نفث دم لم يلتحم وَإِمَّا من ذَات الْجنب وَإِمَّا من نَوَازِل حريفة دائمة تنزل من الرَّأْس ويستدل على الْخراج فِي الرئة بثقل الصَّدْر وسعال شَدِيد يَابِس بوجع شَدِيد وَرُبمَا كَانَ مَعَه نفث رُطُوبَة فيجفون بِخُرُوج تِلْكَ الرُّطُوبَة وَلَا يَصح تِلْكَ الجفة ويعرض لَهُم مَعَ الْحمى قشعريرة وَإِذا أَرَادوا الْكَلَام أَسْرعُوا فِيهِ لما يتأذون بِالنَّفسِ حَتَّى إِذا انفجر الْخراج وَجَاء فِي بعض الْأَوْقَات مّدة وَفِي بعض شئ شَبيه بالدردي وَرُبمَا نقوا بالسعال أَو بالبول أَو بالبراز فَسَلمُوا بِهِ من السلّ فَإِن لم يتقيئوا سَرِيعا) وَقَعُوا فِي السلّ لِأَن الرئة تتقرح فِي تِلْكَ المّدة فَإِذا وَقع فِي السلّ كمدت الوجنتان وذبل اللَّحْم ويتعقف الأظافر وَتَكون العينان دسمتين إِلَى الْبيَاض مَا هِيَ والصفرة وَإِذا وَقَعُوا فِي هَذَا السقم تكون قرقرة فِي الْبَطن وينجذب مَا دون الشراسيف إِلَى فَوق ويعرض لَهُم عَطش شَدِيد وَذَهَاب شَهْوَة الطَّعَام وَالَّذين يتقيئون رَدِيء الرّيح جدا. 3 - (العلاج) قَالَ: علاج هَؤُلَاءِ يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ فِيمَا ينضج الخراجات وَذَلِكَ أَن يكمد بأسفنج حَار ويضمد بدقيق شعير وطين يَابِس مطبوخ وشئ من علك البطم وزبل الْحمام ونطرون وخطمى ويستلقي على الْجَانِب الَّذِي فِيهِ الْخراج ويتجرعون حينا بعد حِين من شراب الْعَسَل وَمَاء الشّعير وَمن كَانَت لَهُ قُوَّة جَيِّدَة شرب مطبوخ الزوفا والحاشا مَعَ عسل ويعين على الانفجار أكل السّمك المالح وَالْحب الَّذِي يدْخل فِيهِ الإيارج وشحم الحنظل إِذا احتد عِنْد النّوم فَإِذا بَدَأَ خُرُوج الْقَيْح أعْطوا مَا قد غلى فِيهِ زوفا وأصل السوس وإيرسا قد طبخت فِي شراب الْعَسَل وزيت وبطيخ وَإِذا كَانَ الْجرْح عسر التنقية فيلستعمل الْأَدْوِيَة المركبة مثل الدَّوَاء الَّذِي يهيأ بالفراسيون الْمُفْرد والمركب وَالَّذِي يهيأ بالكرسنة وَأعْطِ لمن انْتقل إِلَى السلّ كراثا شاميا قد طبخ فِي أحسائه وَليكن من الشّعير والخندروس وَليكن شربهم مَاء الْمَطَر وَالْعَسَل وليضمد صُدُورهمْ أَولا بالأدوية الَّتِي تركب من بزر كتّان والدقيق يجعلا ضماداً

بطبيخ الحلبة وَالْخيَار وزيت وَعسل وورق خطمى ثمَّ بعد زمَان ينتقلون إِلَى المراهم الَّتِي تسْتَعْمل بالشمع وَالسمن ودهن الْغَار وأصول السوسن ومرهم سساليوس فَإِذا كَانَت تعرض للصدر نزلات دائمة فليتضمدوا بالأضمدة الَّتِي تهَيَّأ بِالْخِلَافِ وَيَشْرَبُونَ على الرِّيق الْأَشْرِبَة البسيطة الَّتِي تمنع النَّوَازِل وَإِذا أزمن من السلّ فأعطهم المثروديطوس فِي بعض الْأَوْقَات ألف ألف وترياق الأفاعي وينفعهم أَيْضا الطين الأرميني وَإِن كَانَ المسلول يبْدَأ بالسعال ويسكن سعاله بالحبوب الَّتِي تسكن السعال فَإِنَّهُ نَافِع لَهُ حَافظ للقرحة أَلا تعظم. بولس قَالَ: أَصْحَاب السلّ يعرض لَهُم الورم الرخو فِي الْأَطْرَاف كَمَا يعرض فِي الحبن وَسُوء المزاج. الاسكندر قَالَ: أعرف رجلا كَانَت بِهِ قرحَة فِي رئته فدام على اللَّبن يَأْكُل بِهِ خبز سميذ وأطرية وَترك الشَّرَاب الْبَتَّةَ وَكَانَ يشرب اللَّبن إِذا أَرَادَ الشَّرَاب فبرئ من قرحَة عفنة رَدِيئَة وَإنَّهُ) برِئ برأَ تَاما قَالَ: عَلَامَات تقيح الورم الَّذِي فِي الرئة إِن كَانَ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَفِي جَمِيع دَاخل الْبدن حمى شَدِيدَة وناقض مُخْتَلف الْأَوْقَات وَثقل وضربان ونخس فِي الْمَوَاضِع فَإِذا رَأَيْت هَذِه فَاعْلَم أَن الورم يُرِيد الْجمع قَالَ: فَإِن رَأَيْت العليل قَوِيا والمدة الَّتِي تنفث رقيقَة فَاعْلَم أَن تِلْكَ الْمدَّة من الصَّدْر وَأَنَّهَا برأت مُدَّة أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَإِن رَأَيْت الْقَيْح كُله غليظاً جَامِدا فقد برِئ مِنْهُ أَكثر من أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَإِن كَانَ العليل مَعَ ذَلِك ضَعِيفا فَاعْلَم أَن بِهِ مُدَّة تقيح سِتِّينَ يَوْمًا قَالَ: انْظُر فِيمَن ينفث الدَّم إِلَى غلظ الْمدَّة ورقتها وَهل مَعهَا مُدَّة أم لَا فَإِن يَابسا فعصارة اللوز أَعنِي الحساء الْمُتَّخذ مِنْهُ والبقول المشبهة لذَلِك وَإِن كَانَ الْبَطن لينًا فاحتفظ جهدك وَلَا تعطهم أحساء وَلَكِن خبْزًا نقياً بِبَعْض العصارات فَإِن كَانَ الَّذِي ينفث من الْمدَّة غليظاً وَلَيْسَ مَعَه مرّة وَلَا حمى فاسقه مَاء الْعَسَل فَإِنَّهُ نَافِع وأنفع مَا يكون إِذا كَانَت الْمدَّة رَدِيئَة فَإِن القرحة حِينَئِذٍ وسخة فَخذ فِي هَذِه الْحَالة عصارة الحلبة واطبخها لَهُم بِسمن أَو لبن واسق مِنْهُ ويسهل خُرُوج الْمدَّة فَإِن خلطت بِهِ سمناً من عسل فَهُوَ خير واسقه هَذَا الطبيخ قبل الطَّعَام وَأما مَاء الْعَسَل فَفِي جَمِيع الْأَوْقَات فَلْيَكُن فاتراً قَالَ: وَإِذا طَال السل سَقَطت قُوَّة العليل وَضعف على النفث وضاق لذَلِك نَفسه فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فاطبخ مَعَ كشك الشّعير فراخ الْحمام

والدجاج واسقه وأطعمه خصى الديوك لكَي يقوى فَلَا يختنق واحفظ طَبِيعَته جهدك وَإِن لانت طَبِيعَته لم يَنْفَعهُ مَا يغذوه بِهِ فَإِن أقبل بَطْنه بِلَبن فأطعمه الْفِرَاخ والفراريج سواكردباك وتغذوه بالأبردة بِمَاء يسيل مِنْهُ الرطوبات فَإِن ذَلِك يُقَوي الْبَطن ويسده وَإِن ضعفت قوته أَشد فأطعمه المخ مشوياً بملح قَلِيل لِأَن كَثْرَة الْملح يلين الْبَطن وَإِن لم يَجْعَل فِيهِ الْبَتَّةَ لم ينهضم وأطعمه الأكارع واللوز والفستق وَالزَّبِيب حِين يقوى قَلِيلا فَإِن رَأَيْته قد ضعف جدا وَلَا يَسْتَطِيع أَن يَأْكُل فاحرس إِن ألف ألف الْقَيْح فِي صدر مكسراً وَإِن كَانَ قَلِيلا فاسقه لَبَنًا فَإِنَّهُ يقويه إِلَّا أَن تكون بِهِ حمى شَدِيدَة الْحَرَارَة فَإِن اللَّبن حِينَئِذٍ لَا يكَاد يَنْفَعهُ فَأَما إِن كَانَت فِي اللَّبن قَالَ: إِذا كَانَ الْقَيْح منتنا يحْتَاج إِلَى أَن ينقى واحتجت إِلَى سقِِي اللَّبن فاختر لبن الآتن لِأَنَّهُ ينقى جدا وَلبن الرماك فَإِنَّهُ يسهل النفث وَالنَّفس بعد أَن لَا تكون هُنَاكَ حمى شَدِيدَة وَلَا يسقى اللَّبن فِي ابْتِدَاء الْعلَّة فَإِن كَرهُوا هَذِه الألبان فلبن الماعز وَالْبَقر وَإِن أسهل فاطبخه مخيضاً واسقه وأغذه بِهِ أَيْضا فِي الْأَوْقَات يَجْعَل فِيهِ خبز سميذ وأطرية أَو جاورس أَو أرز ويطعمه فَإِنَّهُ ينقى وينبت اللَّحْم الَّذِي فِي القروح قَالَ: اجْعَل أغذيتهم إِن كَانَت حمى الأغذية الْبَارِدَة) وَإِن لم تكن فالقيلوط والكرنب والهيلون وَنَحْوهَا من المنقيات وَمَا أَعطيتهم من لُحُوم الطير فاجعله شواء فَإِن المرق يوسخ القروح والأجود لَهُم الدَّجَاج والدراج والحجل والقنانين والعصافير وَلَا تكون مسمنة وَإِن اشتهوا المرق فاخلط فِيهِ عسلاً وقيلوط وَإِذا ملت إِلَى التجفيف فالعدس والكرنب والأطرية والنشا وَنَحْوهَا قَالَ: والسمك المالح إِن أكل مرّة أَو مرَّتَيْنِ أعَان على النفث فَإِذا كثر جعل القرحة يابسة قحلة جاسية وَإِن كَانَت حَده رَدِيئَة فاجتنب المالح والأغذية الثقيفة أَجود مَا يكون للَّذين نفثهم حريف مالح قَالَ: وَلحم الْخِيَار والبطيخ يسهلان النفث قَالَ: وَمن لم يهزل مِنْهُم فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ السّفر وركوب الْبَحْر والحامات فَأَما من هزل فاللبن والمروخ بالأدهان والشحوم وَالْحمام العذب المَاء والأحساء. الاسكندر قَالَ: إِذا كَانَ فِي الرئة ورم حَار لم يعطشوا كَمَا يكون فِي الْمعدة وَيكون نفسهم بَارِدًا وألوانهم حمر وألسنتهم خشنة شَدِيدَة ويشتهون برودة الْهَوَاء وَذَلِكَ أَشد تسكيناً لما يحرمُونَ من المَاء الْبَارِد.

أصناف السل

لي دَوَاء اللعتة على مَا رَأَيْت فِي الْكتب: طَعَام دوائي للَّذي قد يجِف من السعال أَو يحْتَاج إِلَى ترطيبه يُؤْخَذ دَقِيق الحمص ودقيق الباقلا ونشا يتَّخذ لَهُ مِنْهُ حساء بِلَبن الْبَقر الحليب ودهن لوز وسكر ويتحساه وَيجْلس فِي الآبزن بعد يَوْمه وَإِن طرح فِيهِ خشخاش كَانَ أفضل وَإِذا كَانَت الْحَرَارَة غالبة عَلَيْهِ جعل الحساء من عصارة الشّعير وَاللَّبن وَإِن كَانَت الْحمى شَدِيدَة أسقط اللَّبن وَاتخذ من عصارة الشّعير ودهن اللوز وَالسكر والأطرية أَو يشتبع نخالة الْحوَاري. مَجْهُول: صفة سقِِي لبن الأتن وَهُوَ يُبرئ علل الرئة أجمع يحلب سكرجة فيشرب وينتظر إِلَى نصف النَّهَار ثمَّ يَأْكُل زيرباجا ألف ألف بِلَحْم طيور وَيشْرب عَلَيْهِ شرابًا ممزوجاً فَإِن أصَاب مِنْهُ ثقل وحموضة فأخلط بِهِ سكرا يشرب ثَلَاثَة أسابيع على ذَلِك. شَمْعُون قَالَ: يحدث السلّ لمن فِي صَدره ضيق وعنقه طَوِيل وكتفاه متعلقان بِمَنْزِلَة الجناحين. شَمْعُون: إِن كَانَت قُوَّة من بِهِ سلّ قَوِيَّة فاسقه لبن الأتن. لي إِنَّمَا قَالَ لِأَن لبن الأتن يُطلق الْبَطن وَقد شهد هُوَ بذلك. ابْن ماسويه: فِي نفث الْمدَّة المزمنة والسعال الْعَتِيق والنفث المنتن يشرب ملعقة صَغِيرَة من قطران 3 - (أَصْنَاف السلّ) الأولى من مسَائِل إبيذيميا قَالَ: أَصْنَاف السلّ ثَلَاثَة: إِمَّا نزلة تنحدر من الرَّأْس وَإِمَّا الْعلَّة بعد النفث وَإِمَّا لقبُول إِلَى الرئة فضل عُضْو مِمَّا يُوشك بهَا ويعفن ويتقرح قَالَ: والأبدان المستعدة للسلّ من نفث الدَّم هِيَ الَّتِي تسرع الامتلاء فِيهَا إِلَى الرَّأْس بحرارة وينحدر نوازلها إِلَى الصَّدْر قَالَ: الحميات الَّتِي تكون مَعَ السلّ حميات الدق وَهِي غير مُفَارقَة الْبَتَّةَ والنائبة فِي كل يَوْم الدقيقة مَعَ ذَلِك قَالَ: السلّ لَا يكَاد ينضج النفث فِيهِ ويعسر ارتفاعه ونفثه وَإِن نفث مِنْهُ شَيْء كَانَ قَلِيلا زنخاً سريع الْإِتْلَاف خبيثاً وَالَّذِي يسْرع النضج ويسهل النفث فِيهِ أطول مُدَّة. الْمقَالة السَّادِسَة قَالَ: البزاق المستدير بِلَا حمى يدل على الذبول وَقد رَأَيْت خلقا نفثوا هَذَا النفث فذابت أبدانهم على طول الْمدَّة وماتوا كموت أَصْحَاب السلّ قَالَ: يَنْبَغِي أَن تكون للَّذين بهم مُدَّة فِي الصَّدْر فِي ابْتِدَاء الْعلَّة قبل أَن تتأكّل الرئة قَالَ: وَأمر القدماء من بِهِ قرحَة فِي رئته أَن يستنشق هَوَاء حاراً كثيرا مرّة ابْتِدَاء مَرضه إِمَّا كثيرا فلينق القرحة وَإِمَّا حارة فليجففها وَأما فِي ابْتِدَاء الْعلَّة فَقبل أَن يعظم ويترهل. من كتاب روفس: فِي شرب اللَّبن قَالَ: لبن النِّسَاء إِذا رضعوه سهلوا سَرِيعا وبرئت قروحهم

فِي المّدة الَّتِي فِي الصَّدْر قَالَ: يحدث من دبيلة نَضِجَتْ وانفرغت فِي الصَّدْر إِمَّا لذات الْجنب أَو لغيره ويعرض فِي أول أمرهَا أَعنِي حِين يخرج الْخراج ثقل فِي الصَّدْر وتمدد ثمَّ تهيج حميات دقيقة وسعال يَابِس كَمَا يكون فِي ابْتِدَاء ذَات الْجنب فَإِذا كَانَ الْخراج مِمَّا ينضج وينضج فَإِنَّهُ مِمَّا ينفتق بِسَبَب الْمدَّة فَيحدث نافض شَدِيد ويحمر فِي غّدة بِجهْد الْمَكَان ويهيج السعال ويسخن الْأَصَابِع وخاصة بَاطِن الأَصْل وَإِن كَانَ الْمدَّة قَليلَة فَرُبمَا نقيت بالنفث وَإِن كَانَت كَثِيرَة آل إِلَى السلّ وَرُبمَا انْدفع فِي مجاري الْبَوْل وَالْبرَاز من غير أَن يهتك دم فر عَمَّا يكون بطرق خُفْيَة للطبيعة ويفرّق بَين الْمدَّة والبلغم من الرَّائِحَة على النَّار لِأَنَّهُ منتن وَإنَّهُ يذيب فِي المَاء والبلغم يطفو وَيعلم فِي أَي جَانب هِيَ الْمدَّة ينوّم العليل على جنبه مرّة بعد مرّة ألف ألف فَأَي جَانب مَال عَلَيْهِ فَلم يحس فِي الْأَعْلَى بثقل مُعَلّق وَلَيْسَت فِيهِ مُدَّة وَيَجِيء أَيْضا صَوتهَا إِذا قلبت الْعِلَل فِي الْخراج الَّذِي يُرِيد أَن ينضج وتنفتق وَهُوَ الدُّبَيْلَة فِي الصَّدْر والبطن قَالَ: أكب عَلَيْهِ بالأضمدة واسق مَاء الشّعير أَو مَاء اللَّبن فَإِذا أردْت أَن تتقيح وَعلمت أَن النضج قد كَانَ وعلامته سُكُون الْحمى فَاسق طبيخ الفراسيون والحاشا والتين وَالْعَسَل فيعين على سرعَة قيحها أكل السّمك) المالح وَشرب القوقايا عِنْد النّوم أَو يتَّخذ بالزوفا والحاشا وَالَّتِي فِي قمع يدْخلهُ فِيهِ والقيء يُعينهُ إلاّ أَنه يخَاف أَن يحدث فتقاً عَظِيما جدا ينصبّ المّدة صرفة ويخنق فِيهِ خطر فَإِذا انفتقت الْمدَّة فَانْظُر فَإِن حدست أَنَّهَا قَليلَة وَيُمكن أَن ينقى بالنفث فأعن الطبيعة بِمَا يسهل ذَلِك بِمَاء الْعَسَل والايرسا والحاشا والزوفا وَاجعَل الأغذية ملينة مسهلة فَإِن نفثت فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا وإلاّ صَار سلاّ وَإِن حدست أَنَّهَا صعبة جذب الْقَيْح من الصَّدْر بجاذبة الْقَيْح كَثِيرَة لَا يُمكن أَن ينقى بالنفث فَيَنْبَغِي أَن يحمى مكوي رَقِيق وينفث بِهِ الصَّدْر وتنشف الْمدَّة بجاذبة الْقَيْح قَلِيلا قَلِيلا ويغسله بِمَاء الْعَسَل ويجذبه ثمَّ يقبل على الْموضع حَتَّى يلحمه. ابْن سرابيون قَالَ: ذَات الرئة فلغموني تحدث فِي الرئة وَيكون فِي الْأَكْثَر بعقب الزُّكَام أَو الخوانيق أَو الربو وَذَات الْجنب أَو بعض النَّوَازِل من الرَّأْس الحادة الحريفة إِذا اندفعت الفضلة إِلَى الرئة فَلم يكنها دَفعهَا عَن نَفسهَا وَقد يحدث فِي بعض الْأَوْقَات ابْتِدَاء فِي الرئة وَيكون مَعَ هَذَا الوجع ضيق النَّفس وَحمى حادة وَثقل وتمدد فِي الصَّدْر وامتلاء وتحمر وانتفاخ وَحُمرَة الْوَجْه وخاصة فِي الوجنتين لما يصعد إِلَيْهَا من البخارات الحادة قَالَ: وَإِن كَانَ ذَات الرئة بعقب بعض الْأَمْرَاض الَّتِي ذكرت وَكَانُوا قد فصدوا فِي تِلْكَ الْعلَّة فَلَا تفصدهم وخلّ بعد ذَلِك الْبَطن ثمَّ اِسْقِهِمْ مَاء الشّعير بدهن اللوز الحلو والفانيذ فَإِذا سكن الوجع والحرارة فَاسْتعْمل الأحساء المتخذة من الشّعير مَعَ دهن اللوز وَالْعَسَل فَإِذا بَدَأَ النفث فاسقهم طبيخ الزوفا والايرسا ومرخ الصَّدْر مَا دَامَت حرارة بالتقيح والشمع الْأَبْيَض ولعاب بزر قطونا فَإِذا طفيت الْحَرَارَة فبالسمن والمخاخ

لي بِمَا رَأَيْت لأبقراط فِي الْفُصُول: الِاخْتِلَاط رُبمَا يحدث للمسلول إِذا ضعفت حرارته الغريزية وكادت تطفأ ثمَّ تكون هُوَ نَفسه زَائِدا فِي ذَلِك عَادَته الزِّيَادَة قَالَ ج: أَصْحَاب ذَات الرئة يتنفسون نفسا عَظِيما متوالياً جدا جدا. الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: لَا يحدث فِي الرئة عَن الخراجات الوجع لَكِن الثّقل وَقد يكون فِيهَا كَثِيرَة تمدد يبلغ إِلَى القص وَإِلَى عظم ألف ألف الصلب لِأَن الْأَشْبَه المحيطة بهَا مربوطة بهَا وَيتبع الفلغموني فِيهِ نفس ضيق وَثقل كثير وَحُمرَة الوجنات وَحمى وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ فِيهَا حمرَة إِلَّا أَنه إِذا كَانَ التلهب لَا يُطَاق والعليل مَدْخُول فالورم حمرَة. لي وَأما إِن كَانَ التلهب قَلِيلا والحمى سَاكِنة والثقل شَدِيد فالورم بلغمي وَأما سوء المزاج فِي الرئة بِلَا مَادَّة فَإِن كَانَ مِنْهُ غير متساو ويجتذب سعالاً وَمَا كَانَ مِنْهُ مُتَسَاوِيا فَإِنَّهُ إِن كَانَ يَسِيرا) غير المتنفس وَإِن كَانَ قَوِيا وَكَانَ حاراً أحدث شَهْوَة لتنشق الْهَوَاء الْبَارِد وَشرب الْبَارِد وَإِذا طَال الْأَمر بِهِ تتبعه حميات فَأَما الْبَارِد فيتبعه أَسبَاب خلاف هَذِه أَعنِي حسب استنشاق الْهَوَاء الْحَار وَشرب الْحَار مَا دَامَ يَسِيرا فَإِذا يزِيد امتلئت الرئة مواداً. لي يتبعهُ الربو وَقد صَحَّ هَهُنَا علاج الربو الَّذِي لَا حمى مَعَه. الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل إبيذيميا قَالَ: النفث المستدير يؤول الْحَال بِصَاحِبِهِ على الأولى من تَفْسِير الأولى قَالَ: النزلة الدائمة الَّتِي تنحدر من الرَّأْس فَيحدث على أَصْحَابهَا السعال والبحوحة ويتمادى ذَلِك وَيطول وَلَا يسكن يحدث عَلَيْهِم السل وَأعظم أَصْنَاف السلّ صنفان: أَحدهمَا الْكَائِن فِي النزلة الْمُتَوَاتر من الرَّأْس وَالْآخر من الْآفَات الْحَادِثَة فِي نفس الرئة وَأكْثر مَا يكون ذَلِك من نفث الدَّم وخاصة إِذا كَانَ من الصداع عروق أَصْنَاف السلّ ثَلَاثَة إِمَّا لما ينزل من الرَّأْس وَإِمَّا لما ينصبّ إِلَى الرئة من عُضْو مّا وإمّا أَن يحدث فِي الرئة ابْتِدَاء كنفث الدَّم من الرئة وَالَّذِي يصير إِلَى الرئة أَكْثَره من الصَّدْر والحجاب وَقد يصير إِلَيْهِ من الكبد والمعدة. لي على مَا رَأَيْت فِي الميامير: من السعال نوع يكون من خشونة قَصَبَة الرئة وسقاؤه بالأدوية المملسة كعقيد الْعِنَب والنشا وَالْبيض والكثيراء.

مسائل الفصول

السَّابِعَة من الميامر: دَوَاء جيد للسعال الرطب خَاصَّة شب سِتَّة أفيون أَرْبَعَة بارزد سِتَّة ميعة أَرْبَعَة يسقى بندقة. لي قد يكون الصَّدْر والرئة رطبا وَلَا شَيْء أَنْفَع فِيهِ من الزاج يسقى دِرْهَم وَنصف وَهُوَ عِنْدِي ليجفف قرحَة السلّ عَجِيب وَهَذَا الْحبّ كَذَلِك. 3 - (مسَائِل الْفُصُول) الخريف يضر بأصحاب السلّ اليبس مزاجه مَعَ شمالية فِيهِ فَيصير لذَلِك المرف بالصدر والرئة كَمَا يضر الشمَال وَلَا رُطُوبَة لَهُ كالشتاء وَلَا حرارة فِيهِ فيحلل شَيْئا فَهُوَ مُوَافق فِي الْإِضْرَار. ابْن ماسويه فِي كناشة: إِن كَانَ نفث الدَّم من تأكّل فَلَا تفصد لَكِن عَلَيْك بالتنقية من الأغذية مثل الْعَسَل والمعدلة مثل مَاء الشّعير ألف ألف واسقه المجففات بِلَا لزع والقابضة كقرص الكهربا. ابْن سرابيون: السلّ إِمَّا أَن يكون بعد نفث الدَّم أَو بعد ذَات الْجنب أَو ذَات الرئة أَو بعد نَوَازِل حريفة دائمة تنزل من الرَّأْس وَالَّذِي من نفث الدَّم بِخَاصَّة يكون السلّ من خرق عرق فِيهَا أَكثر وَأَشد والمستعدون لنفث الدَّم مستعدون للسلّ وهم الَّذين صُدُورهمْ ضيقَة قَليلَة العمق وأكتافهم معرات من اللَّحْم ناتية عَن الظّهْر بِمَنْزِلَة الأجنحة فَإِن هَؤُلَاءِ مستعدون لنفث الدَّم وَكَذَلِكَ الْأَبدَان الطَّوِيلَة الأرقاب الجاحظة الْحَنَاجِر والأبدان الَّتِي تمتلي رؤسها سَرِيعا وتسل مِنْهَا أبدا نَوَازِل إِلَى الرئة مستعدة للسعال الطَّوِيل والسلّ فَإِن اجْتمع ضعف الرَّأْس وَكَثْرَة النَّوَازِل مِنْهُ إِلَى رداءة بنية الصَّدْر كَانَت فِي غَايَة الاستعداد للسلّ والبعيدة من نفث الدَّم الَّذين أكتافهم لَا ضاقة بصدورهم ولحومهم خشان وأبدانهم ناتية فَهَؤُلَاءِ لَا يحدث لَهُم نفث الدَّم إِلَّا فِي الْفَرد من سَبَب عَظِيم تضطره إِلَى ذَلِك إِذا حدثت الْعُرُوق الطرية أَعنِي فِي عروقه ولحمه فَإِنَّهُ يبرأ سَرِيعا وَذَلِكَ أَن صديدها لَهُ مَوضِع ينصب إِلَيْهِ وَلِأَن الْعُرُوق الَّتِي فِي الصَّدْر صغَار لَا يحدث فِيهَا فتق عَظِيم بِسَبَب أَن فِيهِ لحمية كَثِيرَة فَأَما الشق فِي عروق الرئة ولحمها فَإِنَّهُ يعسر برؤها لخلال مِنْهَا أَن عروقها كبار وَأَن لَحمهَا قَلِيل رخو وغضاريفها كبر وَإِن مَضَت الصديد مِنْهَا لَا يكون إِلَّا بالسعال والقرحة الطرية يحْتَاج إِلَى هدوء وَسُكُون ليلتحم والسعال يحركها ويفتقها وَمَعَ ذَلِك يورمها وَيجمع ذَلِك الورم صديداً وَيحْتَاج ذَلِك الصديد إِلَى أَن ينفث بالسعال فيدور الْأَمر وَأَيْضًا فَلِأَن الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا الرئة

تحْتَاج إِلَى أَن يسْلك أَمَاكِن كَثِيرَة حَتَّى يصل إِلَيْهَا فيضعف لذَلِك وَلِأَن قُرُوح الرئة يحْتَاج إِلَى تجفيف كَسَائِر القروح إِلَى أدوية لَطِيفَة حارة لتوصل الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح للقرحة إِلَيْهَا وَيكون فِي الْأَكْثَر مَعَ حمى والحمى تمنع من هَذِه فقد عسر علاج قُرُوح الرئة وُجُوهًا قَالَ: وَيلْزم للَّذين حدث بهم السلّ من حِدة أَو ورم أَو أكال حمى دائمة لينَة وتهزل الْجِسْم وتتقوس أظافرهم لِأَن اللَّحْم الَّذِي تحتهَا يذوب فَإِذا طَال انتثر الشّعْر وَكَانَ مَا ينقيه) شَدِيد النثر ثمَّ يَأْخُذهُ يحتبس النفث وَذَلِكَ عِنْد قرب الْمَوْت لأَنهم يَخْتَلِفُونَ حِينَئِذٍ ويموتون وَقبل ذَلِك مَا يبطل بِهِ الشَّهْوَة وينحل الْبَطن لَا يُمكنهُم أَن ينفثوا وَهَكَذَا يَمُوت المسلول وَيسْقط الْقُوَّة الْبَتَّةَ ولسقوط الْقُوَّة فَإِذا عرض احتباس النفث من أول الْأَمر إِلَى أَن يظْهر هَذِه العلامات فَإِن ذَلِك لردائة الْعلَّة فَإِنَّهُ قد يعرض احتباس النفث مُنْذُ أول الْأَمر فِي السلّ الرَّدِيء العديم النضج الْبَتَّةَ. قَالَ إِسْحَاق فِي علاج قرحَة الرئة ألف ألف مَعَ حمى قَالَ: تسكن الْحمى مرّة بالتطفئة والتبريد والترطيب وَأُخْرَى إِلَى تجفيف القرحة وَاعْلَم أَن القرحة الْحَادِثَة من التأكّل لَا تبرئ لِأَن مثل هَذِه القرحة يحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة فِي برئها وَفِي هَذِه الْمدَّة إِمَّا أَن يكون يتعفن ويقلب فتتأكل الرئة كلهَا وَإِمَّا أَن وَقت التأكل جَفتْ الرئة وصلبت وَصَارَت فِي حد مَا لَا يُمكن أَن تلتحم وَاعْلَم أَن القرحة الْحَادِثَة من أكال إِن لم تتدارك سَرِيعا ابْتِدَاء آلت إِلَى مَا ذكرنَا من السلّ فَإِذا كَانَ كَذَلِك أَعنِي إِذا لم يعالج الَّتِي عَن أكالها سَرِيعا فَأقبل عَلَيْهَا بِمَا تجففها مَا أمكن لِئَلَّا تتأكّل الرئة كلهَا وَاحْذَرْ أَن تنصب من رُؤْسهمْ إِلَى رئاتهم شئ وَذَلِكَ يُمكن بالإسهال بِمَا ينقى الرَّأْس وَالَّتِي تمنع من النَّوَازِل كالدياقوذا وَإِن كَانَ الرَّأْس شَدِيد الامتلاء فافصد القيفال ثمَّ أسهل بِمَا ينقى الرَّأْس إِن لم تكن حمى أَو كَانَت لينَة فَبِهَذَا وَصفته تَرَبد أَبيض دِرْهَم صَبر مغسول دِرْهَم دِرْهَم رب السوس نصف دِرْهَم فَإِن لم تكن حرارة الْبَتَّةَ فَاسق حب الأفاوية مَعَ الماست وَإِن كَانَت حرارة شَدِيدَة فأعط الْمَطْبُوخ الْمُتَّخذ من البنفسج وأصل السوس وَالزَّبِيب والسبستان والعناب والخيارشنبر والترنجبين فَإِذا نقيت أبدانهم فأعطهم الْأَدْوِيَة المغرية المعدلة مَعَ المجففة مثل مَاء الشّعير بسرطانات واسقهم عِنْد النّوم بزر قطونا وطيناً أرمينياً فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَاجعَل شرابهم مَاء الْمَطَر أَو مَاء قد ألْقى فِيهِ طين أرميني وَورد وطباشير وَمَتى كسرت الخشونة وَامْتنع النفث فأسهله بالأدوية والأغذية اللينة وَمَتى كَانَت ذَلِك صَالحا فَعَلَيْك بالمجففة بِقدر مَا يُمكن وَاسْتعْمل اللَّبن إِذا لم تكن حمى أَو كَانَت يسيرَة فأعط الْحَيَوَان الَّذِي يجلب مِنْهُ أَشْيَاء مجففة وَلبن النِّسَاء أفضل وَاللَّبن جيد لمن قد نهك جدا وَهَهُنَا ضرب من السل يكون بِلَا حمى ويتقدمه سعال طَوِيل وَنَفث غليظ

لزج جدا شَبيه بغراء السّمك وَلَيْسَت فيهم حرارة الْبَتَّةَ وَلَا كَانَ سَبَب سلهم تقرّح الرئة بل دوَام نَوَازِل كَثِيرَة إِلَيْهَا وتضيق لقصبتها وينهكون لدوام السعال وضيق النَّفس فعالج هَؤُلَاءِ بعلاج الربو وأعطهم أدوية مسهلة من القيلوط والعهل وَمَاء) النخالة ولوز الصنوبر واللوز بِقدر قلَّة الْحَرَارَة فيهم يُقَوي الملطفات وأحرص على كَثْرَة نفثهم فَإِن ذَلِك خلاصهم لِأَن هَؤُلَاءِ أَيْضا إِنَّمَا يموتون بِأَن يضعفوا عَن النفث وَاحْذَرْ فِي هَؤُلَاءِ التجفيف بالأدوية والضماد وَعَلَيْك بالترطيب وَإِن سقيتهم لَبَنًا فَاجْعَلْ مَعَه شَيْئا مقطعاً وَأما من حدث بِهِ السل من قرحَة فجفف مَا أمكن بالأدوية وبالضماد يضمد الصَّدْر بِالصبرِ والمر والأقاقيا وَجوز السرو والرامك والكهربا ورماد كرنب وأدهنه بدهن آس أَو بدهن ورد وَإِذا كَانَت لي هَذَا صَلَاح مِقْدَار كَلَامه وَهُوَ نَاقص عَمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ وَيَنْبَغِي أَن ألف ألف نصف نَحن علاج الرئة من انفتاق الْعرق الَّذِي من أكال الرئة فِي ابتدائها وَبعد الِابْتِدَاء وعلاج الَّذِي من الْمدَّة وَالْخَرَاج فِي الرئة فَأَما علاج السل الغليظ فَحق على مَا قَالَ: علاجه علاج الربو إِلَّا أَنه رُبمَا كَانَ مَعَه حرارة فَيحْتَاج أَن يفصد قَلِيلا. ابْن سرابيون قَالَ: إِذا كنت قد عزمت على أَن ينقى الْمدَّة من الصَّدْر بالنفث فَلْيَكُن التَّدْبِير غليظاً منعساً وَلَا يحْتَاج إِلَى المقطعات وَإِذا عزمت على تنقيته بالنفث فَإنَّك تحْتَاج مَعَ الإنعاس أَن تكون الْأَشْيَاء الملينة والملطفة وَلَا يكون هُنَاكَ شَيْء مغلظ الْبَتَّةَ قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يستفرغها قَلِيلا قَلِيلا لِئَلَّا تسْقط الْقُوَّة وَإِن كَانَت هَذِه الْمدَّة بَيْضَاء تحّسه وَهُوَ أَحْرَى أَن يسلم العليل ويندمل جرحه وَإِن كَانَت رَدِيئَة مُنْتِنَة فَهُوَ أَحْرَى أَن ينقى جرحه متأكّلا. لي مَرَاتِب السلّ وأبوابه هِيَ ابْتِدَاء نفث الدَّم المزمن وَذَات الْجنب والتقيح وَذَات الرئة وَذَات الْحجاب ثمَّ الصنفان الْآخرَانِ اللَّذَان يكونَانِ من نَوَازِل الرَّأْس أَحدهمَا من النزلة الْحَادِثَة الحريفة الَّتِي تَأْكُل الرئة وَالثَّانِي من الغليظ الْكثير الَّذِي يملأها وَهُوَ السل الزُّبْدِيُّ وَاعْلَم أَن الدُّبَيْلَة النافذة إِلَى تجويف الصَّدْر تبرؤ والنافذة إِلَى تجويف الأمعاء والمعدة لَا تكَاد تبرؤ يسْعَى أَلا تلحم الْموضع الَّذِي تنقيه حَتَّى يلتحم فتق الدُّبَيْلَة. قَالَ فِي جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: أَصْحَاب السلّ تغور أَعينهم وتحتد آنافهم وتلطى أصداغهم يشخص مِنْهُم الكتفان والمرفقان حَتَّى تتعلقا بارزين عَن الْجَسَد بِمَنْزِلَة الجناحين. لي وَاعْلَم أَن المجنحين هم الَّذين تبعد مرافقهم وَجُمْلَة الْعَضُد عَن الجنبين وَسبب

ذَلِك من شخوص الْكَتِفَيْنِ ونتوه فِي الظّهْر لِأَنَّك مَتى فعلت ذَلِك بِإِرَادَة تبَاعد الْعَضُد عَن الْجنب وخاصة إِذا شلته مَعَ ذَلِك إِلَى فَوق. تقدمة الْمعرفَة قَالَ أبقراط: البصاق الَّذِي يخالطه دم لَيْسَ بِكَثِير وَهُوَ أَحْمَر ناصع فِي ذَات الرئة) هُوَ فِي أول الْأَمر لِلْعِلَّةِ بدل على السَّلامَة جدا فَإِن أَتَى على الْعلَّة أُسْبُوع أَو أَكثر والبصاق على هَذِه الْحَال يُمكن تهتك بِهِ أقل. قَالَ ج: هَذَا النفث يدل على أَن الورم الَّذِي فِي الرئة دموي وَهَذَا الورم ينضج فِي أَرْبَعَة أَيَّام إِلَى سَبْعَة أَيَّام فَإِن بَقِي بِحَالهِ بعد السَّابِع دلّ على أَنه عسر النضج وَإِذا أَبْطَأَ النضج وَقع الْخَطَأ إِمَّا من العليل أَو من الطَّبِيب أَو سَقَطت الْقُوَّة قبل ذَلِك فَلذَلِك بَقَاؤُهُ بِحَالهِ لَيْسَ بجيد. مُفْرَدَات ج: الزفت الرطب جيد لمن ينفث الدَّم يسقى فِي غَيره أُوقِيَّة لَا تزيد وقية ويصقع عسل ينفع لتسهيل نفث الْمدَّة لِأَنَّهُ قد وصف للربو الطين الَّذِي يجفف قُرُوح أَصْحَاب السل حَتَّى لَا يسعلوا بعد ذَلِك إِلَّا قَلِيلا إِلَّا أَن يَقع فِي تدبيرهم خطأ وكما أَن النواصير يلطى ويجف إِذا جففت وَإِن لم يبن كَذَلِك قُرُوح الرئة ينْتَفع بالأدوية المجففة حَتَّى أَن كثيرا من النَّاس قد ظن أَنَّهَا بَرِئت لما استعملها وانتقل بعد ذَلِك إِلَى هَوَاء يَابِس ثمَّ أَنهم لما تركُوا التحفظ وأطلقوا تدبيرهم عاودهم السعال كَمَا أَن النواصير خَارِجا ألف ألف أَيْضا ترطب من امتلاء الْبدن. د: القطران إِذا تحسى مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف نقي قُرُوح الرئة وأبدلها حب الْغَار جيد للقرحة فِي الرئة وعسر النَّفس الغاريقون يسقى لقروح الرئة بالطلاء والكراث النبطي جيد لقرحة الرئة. اوريباسلس وبولس: الزّبد ينضج علل الصَّدْر والرئة وينفع من السعال. ابْن ماسويه: مرق السرطان النَّهْرِي جيد للمسلولين وَكَذَلِكَ لحومها. الخوز قَالَت: السوس يحل الْمدَّة من الصَّدْر. أَبُو جريح: الصمغ الْعَرَبِيّ يرفع ضَرَر قُرُوح الرئة بَارِد يَابِس جدا. الثَّانِيَة من مسَائِل الْفُصُول قَالَ: من وَقع فِي السلّ من الشبَّان فَإِنَّهُ يَمُوت إِذا بلغ سنّ الكهول. لي إِنَّمَا كتب هَذَا لتخطئة من يرى أَن طول عمر المسلول بسنه. من كتاب الذبول قَالَ: ارومن وأبوديقلس يأمران أَصْحَاب ذَات الرئة أَن يمتص اللَّبن من ثدي الْمَرْأَة.

لي هَذَا يدل على أَنه يسْتَعْمل فِي ابْتِدَاء السل لِأَن ذَات الرئة إِنَّمَا هُوَ ابْتِدَاء للسل إِلَّا أَن يرى لما ينفث فِيهِ للنضج أبدا الْبَتَّةَ أَو يرى فِيهِ شَيْء قَلِيل جدا وَكَانَ مَا ينفث قَلِيلا قَلِيلا بِجهْد فَهُوَ أقل سرعَة وبالضد. لي معجون جيد لمن يحْتَاج أَن ينفث مُدَّة مَعَ حرارة وَحمى رئة الثَّعْلَب وبزر رازيانج وَرب) السوس متخذ هِيَ وعصارة برسياوشان يجمع السكر قد غلظ بالطبخ بِالْمَاءِ. لي قَالَ جالينوس فِي الثَّالِثَة من البحران فِي أَولهَا: إِن الرعاف لَا يشاكل الورم فِي الرئة ويشاكل ذَات الْجنب يُرِيد أَنه لَا يكون لَهُ بحران جيد من هَهُنَا يعلم أَن الفصد فِي بَاب ذَات الْجنب أوجب مِنْهُ فِي ذَات الرئة وَإنَّهُ لَا يحْتَاج فِي ذَات الرئة إِلَى الفصد اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تظهر دَلَائِل لذَلِك غالبة جدا. الأولى من مسَائِل إبيذيميا: من السل ضرب رَدِيء السحنة خَبِيث سريع الْإِتْلَاف وَهَذَا الصِّنْف إِمَّا أَلا ينضج مَا ينفث مِنْهُ أصلا وَإِمَّا إِن نضج كَانَ ذَلِك منتناً قَلِيلا ويكّد مَا يرْتَفع قَلِيلا قَلِيلا وَمِنْه نصف آخر لَيْسَ برديء وَهُوَ أطول مُدَّة وَهُوَ الَّذِي ينضج نعما ويسارع ويسهل بالنفث. الثَّانِيَة من مسَائِل إبيذيميا قَالَ: الصّبيان من حِين يعظمون إِلَى الإنبات يتخلصون من الْأَمْرَاض الصعبة جدا لقُوَّة النشو فيهم وخاصة فِي وَقت الإنبات. لي يتخلصون من قُرُوح الرئة خَاصَّة وَيبرأ ويلتحم فيهم سَرِيعا وَلَا يكَاد يحدث بهم مِنْهُ دق لرطوبة أمزجتهم وَقد رَأَيْت قرحَة مستحكمة من ذَات الرئة بِغَيْر وَاحِد مِنْهُم فبرئ برأَ تَاما وَقَالَ: جَمِيع الْأَمْرَاض فيهم أسْرع نضجاً وبرأ. الثَّالِثَة قَالَ: السل لَا يَخْلُو من حمى دقيقة لَازِمَة وَقد تركبت مَعهَا حميات مِنْهَا الْخمس ثمَّ بِشَطْر الغب والنائبة كل يَوْم وبشطر الغب وشرها واقتلها بِسُرْعَة الَّتِي تتركب مَعهَا الْخمس ثمَّ شطر الغب ثمَّ الَّتِي تنوب كل يَوْم. مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء: إِنَّمَا يسْتَعْمل حلق الرَّأْس وطليه بالخردل والتافثيا وخرؤ الْحمام حَيْثُ تنحدر مَادَّة إِلَيْهِ حارة إِلَى الرئة بِغَيْر ألف ألف حمى فَعِنْدَ ذَلِك يَنْبَغِي أَن تبتدأ فتفصد وتحلق الرَّأْس تطليه بِهَذِهِ وتسقيه الجالبة للنوم المخدرة المغرية ليمنع النَّوَازِل وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك فِي ابْتِدَاء الْعلَّة مادامت هَذِه النزلة لم تفرط فِي أقراح الرئة فَيبرأ مِنْهُمَا برأَ كَامِلا فَأَما إِذا أمعنت فِيهِ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن تجفف القرحة لِأَنَّهُ مائل إِلَى برئها. لي هَذَا النَّوْع الثَّالِث من السلّ الأخبث الأردي وَمَا دَامَ مُبْتَدأ يبرأ بِقطع النزلة بِمَا ذكر وَسَقَى المجففة المخدّرة وعلامة الْمُبْتَدِئ أَن يَقع نفث الدَّم بِغَيْر سعال وَنَفث حاد وَلَا يكون طَال الْأَمر بعد وَلَا نفث الدَّم مرّة بعد مرّة لَكِن فِي حدثان مَا نفث.)

لي السلّ يحدث إِذا حدث خراج فِي الرئة ابْتِدَاء أَو فِي الْجنب وانصبت الْمدَّة إِلَى الصَّدْر وَلم ينق أَو من نزلة تنحدر إِلَى الرَّأْس أَو لربو مزمن أَو لنفث الدَّم يعالج كلهَا فَيبرأ مَا دَامَ لم يحدث ضروب السلّ بتعديله للخلط الرَّدِيء وتسهيله لنفث وتقويته للقوة وغسله جلائه للقرحة وإلحامه أَيْضا لِأَنَّهُ قد جمع ذَلِك. الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: أصَاب رجلا ذَات الرئة فَلَمَّا برِئ مِنْهَا صَار عضده من جَانب الْخلف والجانب الدَّاخِل وكلى مَوَاضِع الصاعد عسر الْحس إِلَى أَطْرَاف أَصَابِعه وَبَعض النَّاس ناله من ذَلِك مضرَّة يسيرَة فِي الْحَرَكَة وَإِنَّمَا عرض ذَلِك لِأَن العصب الَّذِي يخرج من الْموضع الأول وَالثَّانِي من الْمَوَاضِع الَّتِي فِيمَا بَين. . نالته مضرَّة وَالْأول من هَاتين. لي رُبمَا أصَاب من بِهِ عِلّة فِي صَدره ذَات الرئة أَو ذَات الْجنب بعد برئه عسر حس أَو حَرَكَة فاطلب ذَلِك فِي بَاب الفالج. فلاذيوس فِي الْفُصُول الَّتِي ذكر فِيهَا اللَّبن قَالَ: اللَّبن يُبرئ قرحَة الرئة لِأَنَّهُ بمائيته تنقيها وبجبنيته تختمها فَهُوَ يُبرئ المسلولين الْبَتَّةَ إِلَّا لم حماه قَوِيَّة أَو بلغ الذبول فَإِنَّهُ فِي هَؤُلَاءِ لَا يُمكن أَن ينهضم وَفِي الآخرين يَسْتَحِيل بِشدَّة حرارة الْحمى. فيلغريوس من رسَالَته فِي السلّ قَالَ: يَنْبَغِي أَن يسقى لبن الأتن فِي قدح خشب وَيكون مَاءَهُ الَّذِي يشرب بِهِ مَاء الْمَطَر وضمد صَدره بالمراهم الْحَادِثَة إِلَى خَارج مرّة وبأطلية أخر إِذا احْتبست وَاحْتبسَ النَّفس فأعطهم حِينَئِذٍ مَاء الْعَسَل وَرب السوس بليغ النَّفْع لَهُم وأعطهم بِاللَّيْلِ ليكن تَحت ألسنتهم. بختيشوع للسلّ الْعَتِيق وللحدبة وَهُوَ أَجود شَيْء لَهُ: يطْبخ لَهُم كل يَوْم سرطان مَعَ مَاء الشّعير وَطَعَامه مخ بيض وأسفيذباج لين بشحم دَجَاج ودهن لوز وَيجْلس فِي الآبزن بعد الطَّعَام قَلِيلا لَا يُطِيل وليمرخ بعد بدهن بنفسج. أبقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض: عَلامَة الْخراج فِي قَصَبَة الرئة والورم حمى صعبة وضربان فِي وسط الظّهْر وحكة الْجَسَد وبحة الصَّوْت وريح الْفَم ألف ألف كالسمك وَقد يكون فِي الرئة مَاء وَتَكون حمى مَعَه لينَة ومتصلة وَسُوء نفس وورم الْأَطْرَاف وَنَفث مَادَّة وَهُوَ طَوِيل وَرُبمَا توهم أَنه مستسق وَرُبمَا نزل إِلَى الْبَطن الْأَسْفَل فخف النَّفس ثمَّ ثقل فعالجهم بالبط من الْجنب وَبِمَا يعالج المتقيحون.)

تَدْبِير الْأَمْرَاض لأبقراط قَالَ: يكون مَعَ الْخراج فِي الرئة حمى شَدِيدَة وَنَفس سخن متدارك وبخر واسترخاء الْقُوَّة وضربان تَحت الْكَتف وَفِي الترقوة والثدي وَثقل فِي الصَّدْر وهذيان وَمِنْهُم من لَا يجد ضرباناً حَتَّى يسعل وينفث نفثاً أَبيض مزبداً ولسان أَحْمَر فِي أول الْأَمر ثمَّ يسود فَإِن لم يسْرع سوَاده كَانَ الانفجار ارجا ويلصق الْيَد بِاللِّسَانِ إِذا وضعت عَلَيْهِ وَيكون هَذَا الوجع فِي المرطوبين أقوى فَإِذا صَار البصاق حلواً فقد تقيح فَإِن نقى فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَإِلَّا بقى سنة وَإِن كَانَ بصاقه كريه الرّيح فَهُوَ هَالك. لي ابتدئ بنفض الرَّأْس لِئَلَّا يسيل إِلَى الرئة شَيْء وأحسه أحساء حلوة لينضج وَيغسل إِلَى أَرْبَعَة أَيَّام أَو خَمْسَة أَيَّام ثمَّ دع الْحَلَاوَة وجدّ فِيمَا يصعد النفث ويسهل الْبَطن لِئَلَّا يكون للحمى قُوَّة قيمَة فَيسْقط الْقُوَّة وتمتنع وَإِن سَالَ الْقَيْح إِلَى الصَّدْر خيل إِلَيْهِ أَنه قد خف أَيَّامًا ثمَّ يسوء حَاله وأسرع بِهِ قبل أَن ينهك قبل خَمْسَة عشر يَوْمًا بِمَاء فحمه حَار ثمَّ أجلسه على كرْسِي على الرِّيق وليأخذ إِنْسَان بكفيه وَهَذِه أنبت وحركه وضع يَديك على جَانِبي الصَّدْر لينْظر فِي أَي جَانب الْقَيْح فيقطعه وَهُوَ فِي الْأَيْسَر أسلم فاقطع لكل من سَالَ الْقَيْح إِلَى صَدره فَلم ينفث مِنْهُ شَيْئا الْبَتَّةَ وَلم يطْمع فِي إصعاده بالنفث بالأدوية وَخذ خرقَة كتَّان فضعها فِي طين أَحْمَر وَمَاء وأذره على الْجنب والموضع الَّذِي يجِف أسْرع هُوَ مَوضِع اجْتِمَاع الْقَيْح فعلّم لصلبه حَتَّى تبطّه وَعَلَيْك بِحِفْظ الرَّأْس من النَّوَازِل وتقوية الْمعدة بالأطعمة الْبَارِدَة مثل مَا يطعم أَصْحَاب قوسس. (ذَات الْجنب وَالْفرق بَينهَا وَبَين ورم الكبد. .) (وورم الرئة والحجاب) الْمقَالة الأولى من البحران قَالَ: الْأَشْيَاء الَّتِي اجتماعها فِي ذَات الْجنب الْحمى الحادة ووجع الأضلاع شبه النخس وَتغَير النَّفس والسعال قَالَ: إِلَّا ينفث العليل شَيْئا الْبَتَّةَ بالسعال وَذَلِكَ دَلِيل على أَن الْمَرَض لم ينضج الْبَتَّةَ وَالثَّانِي أَن ينفث شَيْئا إِلَّا أَنه غير مَحْمُود وَذَلِكَ يكون على ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا أَن يكون ذَلِك الشَّيْء الَّذِي ينفث إِنَّمَا فِيهِ إِنَّه لم ينضج فَقَط وَالْآخر أَن يكون مَعَ أَنه غير نضيج رديئاً فِي نَفسه قَالَ: والنفث النضيج مُخَالف لهَذِهِ كلهَا وَهُوَ الَّذِي يَخُصُّهُ الْأَطِبَّاء باسم البزاق وَذَلِكَ أَنهم لَا يسمون الشَّيْء الَّذِي ينفث وَهُوَ شَبيه بِالدَّمِ أَو المرار أَو البلغم أَو بالزبد بزاقاً بل يسمون هَذِه جَمِيعًا نفثاً فَإِذا رَأَوْا النفث لَا يخالطه شَيْء من الدَّم وَلَا من) الصَّفْرَاء ألف ألف وَلَا من السَّوْدَاء سموهُ حِينَئِذٍ بزاقاً وَهَذَا البزاق إِذا حدث سَرِيعا بعد حُدُوث الْمَرَض كَانَ قَصِيرا وَإِذا لم ينفث شَيْئا الْبَتَّةَ أَو نفث شَيْئا غير نضيج دلّ على أَن الْمَرَض يطول فَإِن كَانَ مَعَ ردائته خبيثاً دلّ على الْمَوْت.

لي تَحْصِيل هَذَا الْكَلَام إِن عدم النفث بعد الْمَرَض دَلِيل على عدم التقييح الْبَتَّةَ وبمقدار تَأَخره يكون طول زمَان النضج وَلَيْسَ وجود النفث دَلِيلا على وجود عِلّة لكنه إِن كَانَ نضيجاً مَحْمُودًا خَالِيا من الكيفيات الرَّديئَة حَتَّى يسْتَحق أَن يُسمى بزاقاً وَحدث بعد الْعلَّة سَرِيعا دلّ على قصر الْعلَّة وَإِن كَانَ بِخِلَاف هَذِه الصِّفَات فإمَّا أَن يدل على أَن الْمَرَض يطول فَقَط وَذَلِكَ إِذا لم يكن فِي النفث إِلَّا عدم النضج فَقَط وَهُوَ أَن تكون الكيفيات الْمُخَالفَة للبزاق مِنْهُ قَليلَة على مَا سنقول بعد وَمرَّة يدل على الْمَوْت وَذَلِكَ إِذا كَانَ النفث مَعَ عَدمه للنضج رديئاً خبيثاً وَذَلِكَ إِذا كَانَت هَذِه الكيفيات صرفة مَحْضَة أَو غالبة على البزاق وَمن هَهُنَا نبتدئ نعلم أَن مَا النفث الْغَيْر نضيج وَمَا النفث الرَّدِيء وَكَأَنَّهُ يُسمى النَّفس النضيج الحميد بزاقاً وَالَّذِي بِخِلَاف ذَلِك نفثاً غير نضيج كَانَ أَو رديئاً. لي قَالَ: وَأما تِلْكَ الْأَسْمَاء الَّتِي تسمى نفثاً فَمَا كَانَ مِنْهَا فِيهِ حمرَة ناصعة يسيرَة أَو صفرَة أَو زبدية أَو رقة فَإِنَّهُ يدل على أَنه لم ينضج فَقَط وَلَا يدل على بلية فادحة فَأَما مَا كَانَ من النفث مفرطاً فِي الْحمرَة الناصعة أَو فِي الصُّفْرَة أَو فِي الزبدية أَو فِي الخضرة أَو النفث فِي اللزوجة أَو كَانَ مستديراً فَهُوَ رَدِيء وَأكْثر من هَذَا رداءة مَا كَانَ أسود قَالَ وَانْظُر مَعَ هَذَا فِي سهولة النَّفس وعسره وَذَلِكَ إِن كَانَ يخرج بسهولة دلّ على أَنه مَحْمُود جيد وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك دلّ على أَنه رَدِيء. لي هَذَا يدل على أَن سهولة الْخُرُوج جيد لَا الشَّيْء الْخَارِج وَذَلِكَ أَنه إِن أمكن أَن يكون نفث أَخْضَر أَو أسود يخرج بسهولة فَلَيْسَ يجب من أجل ذَلِك أَن يكون هَذَا النفث مَحْمُودًا لَكِن جِهَة خُرُوجه مَحْمُود حَتَّى يكون مثلا نفثين متساوي الْحَال فِي الردائة وأسهلهما خُرُوجًا هُوَ أقلهما شرا وبالضد قَالَ: وَأَنا أجيئك بِشَاهِد من كتاب أبقراط فِي تقدمة الْمعرفَة يَأْتِي على جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَهُوَ قَوْله: إِنَّه يَنْبَغِي أَن يخرج البزاق فِي جَمِيع الأوجاع الَّتِي فِي الصَّدْر والرئة والأضلاع بسهولة وَسُرْعَة وَيكون اللَّوْن الْأَحْمَر الناصع فِيهِ مخاطاً للبزاق جدا فقد دلك أبقراط بِهَذَا القَوْل: إِن اسْم البزاق إِنَّمَا يجب للنفث الطبيعي الَّذِي ذكرنَا أَنه يَنْبَغِي أَن يُوجد) الشَّيْء الْأَحْمَر الناصع قد خالطه مُخَالطَة شَدِيدَة. لي قد تبين من هَذَا الْكَلَام أَن النفث الصَّالح الحميد فِي هَذِه الْعلَّة لَيْسَ هُوَ الَّذِي فِيهِ حمرَة وَلَا تغير الْبَتَّةَ بل الَّذِي يخالطه حمرَة قَليلَة مُخَالطَة شَدِيدَة فَإِن الِاخْتِلَاط الْجيد عَظِيم فِي الْقُوَّة وعَلى قدر جودة الِاخْتِلَاط يكون خُرُوجه من الردائة وبالضد فَإِن يكون الشَّيْء الرَّدِيء غير مختلط بالبزاق نعما رَدِيء. قَالَ ج: أبقراط يظنّ دَائِما الِاخْتِلَاط فِي جمع الْأَشْيَاء إِذا كَانَ متفاوتاً غير مُتَسَاوِيَة والتجربة تشهد على ذَلِك قَالَ: ثمَّ قَالَ أبقراط: وَذَلِكَ أَن الْأَحْمَر الناصع ألف ألف إِذا كَانَ صرفا دلّ

قَالَ ج: إِنَّمَا يُرِيد بِالصرْفِ الَّذِي هُوَ غير مخالط للبزاق ثمَّ قَالَ: والأبيض اللزج والمستدير غير نَافِع ثمَّ ترقى إِلَى ذكر مَا هُوَ فِي غَايَة الرداءة فَقَالَ وَإِذا كَانَ أَخْضَر جدا أَو زبدياً فَإِن كَانَ صرفا مَحْضا حَتَّى يبلغ من ذَلِك إِلَى أَن يكون أسود فَهُوَ أردى مِمَّا ذكرنَا قبله فعلى هَذَا الْمِثَال فاستدل من الْأَشْيَاء الْخَاصَّة بِذَات الْجنب وَانْظُر مَعهَا فِي الْأَشْيَاء الْعَامَّة لَهُ مَعَ الْأَمْرَاض الحادة فَإِن الْأَعْلَام الجيدة احْتِمَال الْمَرِيض لمرضه وَصِحَّة النَّفس وألاّ يجد وجعاً وَأَن ينفث بزاقه بسهولة وَأَن يكون بدنه حاراً حرارة مستوية وَيكون ليّناً وَلَا يكون بِهِ عَطش وَيكون الْبَوْل وَالْبرَاز وَالنَّوْم والعرق مَحْمُودًا بِهَذِهِ الْأَعْلَام الجيدة الخاصية بآلات التنفس والمشتركة لجَمِيع الْأَمْرَاض الحادة قد نسقتها لَك وأتبع أبقراط بِذكر هَذِه العلامات الرَّديئَة فَقَالَ: وَأما الْأَعْلَام الرَّديئَة فَإِن تثقل على الْمَرِيض احْتِمَال مَرضه وَيكون نَفسه عَظِيما متواتراً وَلَا يسكن وَجَعه. لي يَعْنِي الناخس الَّذِي فِي الْجنب قَالَ: وَإِن ينفث بزاقه بكدّ أَو أَن يعطس جدا وَأَن يكون حرارة الْحمى فِي بدنه مُخْتَلفَة فَيكون بَطْنه وجنباه حارة جدا وَتَكون جَبهته ويداه وَرجلَاهُ بَارِدَة وَيكون الْبَوْل وَالْبرَاز وَالنَّوْم والعرق كلهَا رَدِيئَة مذمومة. قَالَ: النفث الْأسود مَعَ مَا يدلّ على أَنه غير نضيج قد يدلّ على التّلف من بِهِ ذَات الْجنب إِن ظهر بِآخِرهِ طَال الْمَرَض النوائب فِي ذَات الْجنب فِي أَكثر الْأَمر يكون غبّاً فَمَتَى رَأَيْت عَلامَة من عَلَامَات النضج أيّ عَلامَة كَانَت من قبل أَن يَأْتِي النّوبَة الثَّانِيَة فَإِنَّهُ يدل على أَن الْمَرَض قصير سليم البزاق الشبيه ببزاق الأصحاء يدلّ على غَايَة سَلامَة آلَات التنفس والمخالف لَهُ على أَن آلَات النَّفس عليلة بِقدر تِلْكَ الْمُخَالفَة قَالَ: وَأما الَّتِي بالضد من الطبيعي فعلى أَنه غير نضيج وَأَن آلَات النَّفس فِي غَايَة الضعْف فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك فِيهِ شَيْء رَدِيء فعلى الْمَوْت.) لي بِقدر تقدّم عَلَامَات النضج يكون قصر مُدَّة الْمَرَض وبقدر قوتها سَلَامَته أَمر التبّزق نضج ذَات الرئة وَالْجنب فِي بَاب إزمان الْأَمْرَاض فَإِنَّهُ فِيهَا على مَا يَنْبَغِي وَهَذِه جملَته أَن البزاق الَّذِي لَا حمرَة ناصعة فِيهِ وَلَا صفرَة خَالِصَة وَلَا زبدية وَلَا لزوجة السهل النفث العديم الوجع مَحَله فِي الدّلَالَة على نضج الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ ذَات الْجنب محلّ الثّقل الْأَبْيَض الأملس الراسب فِي الْبَوْل وَإِلَّا ينفث الْمَرِيض الْبَتَّةَ لكنه يسعل سعالاً يَابسا نَظِير الْبَوْل المائي وَأَن ينفث شَيْئا قَلِيلا رَقِيقا فَإِنَّهُ ينْتَقل نقلا خَفِيفا إِلَى النضج جدا وَلَيْسَ يدل أَن ابْتِدَاء ذَات الْجنب قد انْقَضى بِهَذِهِ العلامات فضلا على تصاعده فَإِذا أقبل النفث يزْدَاد كَثْرَة وغلظاً فَهُوَ فِي طَرِيق النضج فَإِذا نفث نفثاً نضيجاً كثيرا سهلاً بِلَا وجع فَذَلِك النضج التَّام وَهُوَ وَقت منتهي الْمَرَض فَإِذا نقصت كمية هَذَا النفث وَكَانَ على غلظة وسهولة خُرُوجه وَلم يبْق شَيْء من الوجع الْبَتَّةَ فقد انْقَضى إِلَيْهَا الْمَرَض أَو انحط وَبعد هَذَا الْكَلَام مِثَال نقرأه من ثمَّ. 3 (مِثَال فِي الحميات) الَّتِي مَعَ ألف ألف أورام يمثل فِيهِ بِذَات الْجنب قَالَ: أما

الْموضع الَّذِي فِيهِ الورم فَهُوَ الغشاء المستبطن للأضلاع ويعرض بِسَبَب الورم فِيهِ وجع وَيكون هَذَا الوجع نَاقِصا ممتداً فِي مَسَافَة كَثِيرَة لِأَن الْموضع الَّذِي فِيهِ الورم غشاء والأوجاع الَّتِي تعرض فِي الأغشية الحساسة هَذِه حَالهَا وَلِأَن الغشاء حيّز من آلَات النَّفس يعرض لذَلِك المتنفس تَغْيِير من قبل أَنه قريب من الْقلب وَجب أَن ينَال الْقلب شَيْء بِمَا فِي الورم من الالتهاب وَإِذا نَالَ الْقلب ذَلِك الالتهاب وَجب أَن تكون حمى وَلما كَانَ أَيْضا قَرِيبا من الرئة والرئة على مَا هِيَ عَلَيْهِ من السخافة والتخلخل واللين والإمكان لقبُول كل جَوْهَر رطب بسهولة وَسُرْعَة وَجب أَن تنَال الرئة بعض مَا فِي ذَلِك الغشاء من الرُّطُوبَة فَإِذا كَانَ فَلَا بُد أَن يحدث سعالاً وَلَا يجب ضَرُورَة أَن يقذف متداول الْأَمر شَيْئا لكنه إِن كَانَ مَا يسيل إِلَى الرئة من الورم ذَلِك الغشاء كثيرا غليظاً قذف مَعَ السعال وَإِن كَانَ رَقِيقا قَلِيلا فَهُوَ يهيج ضَرُورَة ويحرك السعال إِلَّا أَنه كَانَ لَا ينفث دون أَن يجْتَمع وينضج فتزداد كَثْرَة وغلظاً وَذَات الْجنب لِأَنَّهُ ورم فِي عُضْو مستحصف حاصر حَابِس لجَمِيع مَا فِيهِ من الرُّطُوبَة وَلَا يكون مَعَ ذَات الْجنب فِي أَوله نفث فَإِذا لِأَن واسترخى حَتَّى يسيل مِنْهُ شَيْء إِلَى الرئة كَانَ السعال أَكثر وَبَدَأَ النفث يكون وَتعلم مَا الْخَلْط الْمُحدث للورم من لون النفث وَذَلِكَ أَنه كَانَ مَا ينفث زبدياً فَإِن الْخَلْط بلغمي فَإِن كَانَ يضْرب إِلَى اللَّوْن الْأَحْمَر الناصع فَإِن الفضلة) صفراء كَانَت تضرب إِلَى الصُّفْرَة المشبعة دلّ على أَنه يخالط الصَّفْرَاء رُطُوبَة كَثِيرَة مائية وَمَتى كَانَ يضْرب إِلَى الصُّفْرَة الرقيقة فَإِن مَا يخلط من المرار الصّرْف من هَذِه الرُّطُوبَة أَكثر. وَمَتى كَانَ النفث أسود فَإِن الْخَلْط مائل إِلَى السوَاد وَمَتى كَانَ يضْرب إِلَى الْحمرَة القانية أَكثر مَا يضْرب إِلَى اللَّوْن الناصع فَإِن أَكثر ذَلِك الْخَلْط دم وَأقله صفراء وَلذَلِك صَار هَذَا النفث أقل مَكْرُوها وأدلها على التّلف وَقُوَّة الْأَعْرَاض الَّتِي ذكرنَا يَعْنِي النخس والحمى وضيق النَّفس دَال على قُوَّة الْمَرَض وضعفها على ضعفه ونبض ذَات الْجنب صلب مَعَ تمدد لِأَن الْعلَّة فِي عُضْو عصبي وَهُوَ مُتَسَاوِيَة لِأَن الْعلَّة ورم وَهُوَ سريع متواتر عَظِيم من أجل أَن مَعَه حمى شَدِيدَة والنبض فِي هَذِه الْأَعْرَاض يدل على شدَّة الْعلَّة وبالضد. قرصة جَيِّدَة لإنضاج الورم فِي الصَّدْر والرئة: بزر الخطمى وَالْخيَار والخبازي والبطيخ والقرع وَرب السوس وزهر إكليل الْملك وبنفسج وكثيراء يقرص بلعاب بزر الْكَتَّان ويسقى بِمَاء التِّين. جَوَامِع البحران: البزاق الدَّال على النضج لم يكن بعد هُوَ البزاق الْأَبْيَض واللزج وَالَّذِي يخالطه الدَّم وَمِنْهَا مَا يدل على الْخطر كالمشبع الْحمرَة والأصفر وَالَّذِي لَونه لون البان والنفث الْأسود مِنْهُ شَيْء فِي غَايَة الدّلَالَة على الْهَلَاك وَهُوَ الَّذِي مَعَ سَواد منتن وَمِنْه أقل دلَالَة على الْهَلَاك وَهُوَ أَن يكون أسود وَلَا يكون منتناً وَهَذِه

أصناف النفث

الْأَرْبَع دَلَائِل فِي كل نفث الْأَشْيَاء الَّتِي تنفث فَينْعَقد فِيهَا كميتها وكيفيتها ورقة خُرُوجهَا وَالْوَجْه الَّذِي لَهُ يخرج كميتها فَلِأَن مِنْهَا قَلِيلا وَلِأَن مِنْهَا كثيرا وكيفيتها ألف ألف فَيضْرب على أَرْبَعَة أَشْيَاء إِمَّا على القوام وَهُوَ مَاء غليظ وَإِمَّا رَقِيق وَإِمَّا على اللَّوْن وَهُوَ إِمَّا أَبيض وَإِمَّا نَارِي أَو أَحْمَر مشبع أَو أسود وَإِمَّا الرَّائِحَة وَهُوَ إِمَّا منتن وَإِمَّا غير منتن وَإِمَّا التشكل فَهُوَ إِمَّا أَن يكون مدوّراً أَو غير مدوّر وَأما وَقت خُرُوجه فَلِأَن مِنْهُ مَا ينفث فِي أول الْأَمر وَمِنْه مَا يتَأَخَّر وَأما الْوَجْه الَّذِي لَهُ يخرج فَإِنَّهُ يكون إِمَّا سهلاً بِلَا سعال وَإِمَّا مَعَ شدَّة سعال. قَالَ: 3 - (أَصْنَاف النفث) ثَلَاثَة: مِنْهُ نضيج ونوعه وَاحِد وَغير نضيج وأنواعه كَثِيرَة مُخْتَلفَة وَفِي القوام واللون وَأما فِي القوام فَلِأَن مِنْهُ رَقِيقا وَمِنْه ثخيناً وَهَذَانِ جَمِيعًا يدلان على أَنه يسير وَإِمَّا فِي اللَّوْن فَلِأَن مِنْهَا مَا هُوَ أَحْمَر وَمِنْهَا دلَالَة على الْهَلَاك إِذا كَانَ البزاق يخرج بالنفث يَسِيرا نضيجاً فَإِنَّهُ إِن كَانَت أَعْرَاض الْمَرَض مَا فِيهِ قَائِمَة مَعَه فَإِنَّهُ تزيد الْمَرَض وَإِن كَانَت الْأَعْرَاض قد سكنت فَإِنَّهُ انحطاطه. من أَصْنَاف الحميات قَالَ: الشَّيْء الَّذِي ينفث فِي ذَات الْجنب هُوَ صديد الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ الورم إِذا لم يضبطه يرشح مِنْهُ وَرُبمَا كَانَ النفث أسود وَلَيْسَ يكون ذَلِك مِنْهُ فِي أول الْأَمر لَكِن بعد تطاول الْمدَّة وَبعد أَن يقذف قبله على الْأَكْثَر شَيْئا أصفر. الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة: الورم الْحَار فِي ذَات الْجنب لَا يحس بضربان لِأَن الورم فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَالْعُرُوق الضوارب لَا يلقاه لِقَاء يدافعه فَأَما إِن يحدث الورم الْحَار فِي العضل الَّذِي بَين الأضلاع فَإِنَّهُ يكون مَعَه ضَرْبَان موجع مؤلم لِأَن انبساط الْعُرُوق الضوارب تضاغطه. لي الضربان فِي هَذَا الْموضع دَلِيل على أَن الورم مائل إِلَى خَارج فَلَيْسَ بِذَات الْجنب وَلَعَلَّه أَن يفتح إِلَى خَارج فَأَما إِذا كَانَ مَعَ السعال وخز قَلِيل غير شَدِيد وَلَا مؤلم وضيق النَّفس وَحمى فَذَلِك ورم فِي الغشاء المغشي على الأضلاع من دَاخل وَهُوَ ذَات الْجنب الصَّحِيح الَّذِي لَا يَنْبَغِي أَن يُرْجَى انفجاره إِلَى خَارج. الثَّانِيَة قَالَ: لِأَن الغشاء المستبطن للأضلاع يَمْتَد مِمَّا دون الشراسيف إِلَى الترقوة وَلذَلِك يكون الوجع فِي ذَات الْجنب مرّة نَاحيَة الترقوة وَذَلِكَ إِذا كَانَ الورم فِي تِلْكَ الْأَجْزَاء وَمرَّة عِنْد الْحجاب وَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي الْأَجْزَاء السفلية قَالَ: أَصْحَاب ذَات الْجنب يحسون بثقل فِي الصَّدْر ووجع يَبْتَدِئ من غير الصَّدْر ويبلغ إِلَى نَاحيَة القس وَإِلَى نَاحيَة عظم الصلب مَعَ حمى حادة ووجع ناخس وَنَفث منصبغ أَو زبدي وَفِي أَكثر الْأَمر يكون المرارية على النفث أغلب

أنزل أَن رجلا يحس عِنْد التنفس بوجع فِي ضلوع الْخلف أَقُول: إِنَّه لَا يَنْبَغِي أَن يحكم أَن بِهِ ذَات الْجنب لكَي أنظر هَل يقذف إِذا هُوَ سعل فَإِن قذف شَيْئا متغير اللَّوْن على مَا وَصفنَا فَإِن بِهِ ذَات الْجنب وَإِن كَانَ لَا يسعل الْبَتَّةَ فَيجوز أَن يكون بِهِ ذَات الْجنب إِلَّا أَن يكون ورمه لم ينضج والمادة) محتبسة فِي الغشاء هُوَ كثيف غَايَة الكثافة حَتَّى أَنه لَا يرشح مِنْهُ شَيْء الْبَتَّةَ وَيجوز أَن يكون الوجع الَّذِي يحدث فِي ضلوع الْخلف إِنَّمَا هُوَ بِسَبَب ورم الكبد وَذَلِكَ أَنه مَتى تمددت وانجذبت المعاليق الَّتِي تكون فِي الكبد فِي بعض الْأَبدَان مربوطة بهَا مَعَ الأضلاع إِلَى دَاخل عرض من ذَلِك أَن يبلغ ألف ألف الوجع إِلَى الغشاء المستبطن للأضلاع إِلَّا أَن نبض الْعُرُوق فِي ذَات الْجنب لَا يشبه النبض فِي ورم الكبد وَكَذَلِكَ أَيْضا الْأَشْيَاء الَّتِي تخرج فِي البرَاز عِنْد ورم الكبد لَا يكون مَعَ ذَات الْجنب إِلَّا أَن هَذِه الاستفراغات لَا تكون دَائِما مَعَ أورام الكبد لكنه يكون مَعَ ضعف الكبد وَإِذا كَانَ الْأَمر على هَذَا فجسّ الْجَانِب الْيَمين فَإِن وجدت ورما فَذَلِك وَقد علمت أَن الكبد وارمة وَإِن لم يجد ورماً فَإِنَّهُ قد يُمكن أَن يكون الكبد وارمة إِلَّا أَنه فِي الْجَانِب المقعر أَو فِي الْجَانِب المحدب فِي الْموضع الَّذِي يستره أضلاع الْخلف فَيَنْبَغِي عِنْد ذَلِك أَن تَأمر العليل بِأَن يتنفس أعظم مَا يقدر عَلَيْهِ ويسأله هَل يجد ثقلاً إِمَّا معلّقاً فِي الْأَعْضَاء الفوقانية وَإِمَّا موضعا فِي الْأَعْضَاء الَّتِي تحتوي عَلَيْهِ. لي يصلح فَإِذا أحسّ عِنْد التنفس الْعَظِيم بثقل دلّ على ورم الكبد وَإِن أحس بوجع دلّ على ذَات الْجنب وَقد يكون ضيق النَّفس لِأَن ورم الكبد يضغط الْحجاب ويزحمه ويهيج لذَلِك بالعليل سعال يسير إِلَّا أَن النبض يفرق بَينهمَا وَذَلِكَ أَنه فِي ذَات الْجنب صلب متساوي وَفِي ورم الكبد ليّن. لي لم يحصل من العلامات الَّتِي يُمكن أَن يفرق بَينهمَا بَين ورم الكبد وَذَات الْجنب إِلَّا أَن النبض والثقل الَّذِي يحسّه عِنْد عظم النَّفس لِأَنَّهُ قد يكون من ورم سعلة وضيق فِي النَّفس ووجع فِي ضلوع الْخلف وَحمى لَكِن أَنا أَقُول: إِنَّه لَا يكون هَذَا الوجع ناخساً أَيْضا قَالَ: فَإِذا تَمَادى الْمَرَض ظهر الْأَمر وَذَلِكَ أَنه يتبع ورم الكبد سَواد اللِّسَان وَتغَير جَمِيع الْبدن وَيتبع ذَات الْجنب. الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة إِذا رَأَيْت النَّفس مثل نفس صَاحب الربو يبسط الصَّدْر بسطاً شَدِيدا ويسرع ويتواتر وَتَكون الحميات وصولتها ويجد فِي الأضلاع مس الثّقل وَإِذا نَام على جنب ثمَّ يحول سَرِيعا من جنب فَسمع صَوت الْقَيْح يتدحرج وَرُبمَا لم تسمعه أَنْت وأحسّه العليل ويصحح ذَلِك أَن يكون العليل لم ينفث شَيْئا ذَا قدر وَقد كَانَت علته عَظِيمَة.)

الْخَامِسَة: إِن الورم إِن كَانَ فِي العضل الظَّاهِر الملبس على الأضلاع فَهُوَ كَأحد الْجِرَاحَات الَّتِي يلْحقهَا الْحس وَإِن كَانَ فِي العضل الَّذِي فِيمَا بَين الأضلاع فَإِنَّهُ إِذا غمز أوجع العليل وَلَا يحس من الوجع الناخس وَلَا من ضيق النَّفس والحمى مَا يحس إِذا كَانَ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَإِذا كَانَ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع لم يجد لَهُ ألماً بالحس وَذَات الْجنب الْخَالِصَة إِنَّمَا هُوَ أَن يعتلّ هَذَا الغشاء. لي مَا أرى هَذَا الغشاء يرم بل السَّطْح المضامّ لَهُ من العضل قَالَ: وَإِذا كَانَ الْعلَّة فِي هَذَا الغشاء فِي الْأُخْرَى الفوقانية بلغ الوجع التراقي وَإِذا كَانَ فِي السفلانية بلغ الوجع الشراسيف وَجَمِيع هَذِه الأورام مَعهَا بضرورة حمى قَوِيَّة لقربها من الْقلب لِأَن الغشاء المستبطن للأضلاع مُتَّصِل بغلاف الْقلب والنبض يدلك على أَن الورم فِي الغشاء المغشي للأضلاع أَو فِي العضل الملبس عَلَيْهِ لصلابته ورخاوته وامتداده فَإِن امتداده وصلابته يدل على أَنه فِي الغشاء وَقَالَ: وَيفرق بَينه وَبَين الورم فِي الرئة بِأَنَّهُ لَيْسَ مَعَ ورم الرئة صلابة قَالَ: والصديد الَّذِي يسيل من هَذَا الورم يدْخل إِلَى الرئة ويرتفع بالسعال فيدلك على أَن الْخَلْط الْفَاعِل لِلْعِلَّةِ بلونه قَالَ: لَو أَن إنْسَانا ألف ألف جمع مَا ينفثه المتقيح الَّذِي ينفث نفثاً قَوِيا جدا من عِلّة قَوِيَّة عَظِيمَة لبلغ ثَمَان قوطوليات والقوطولي تسع أَوَاقٍ وَرُبمَا كَانَ أَكثر. (دُخُول الْمدَّة من فضاء الصَّدْر إِلَى الرئة) الْعلَّة فِي دُخُول الْمدَّة من فضاء الصَّدْر إِلَى الرئة فِي الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: تَامّ جيد قَالَ: والأورام الَّتِي تكون فِي الغشاء المستبطن للأضلاع والعضل المضامّ لَهُ وَهُوَ الملبس عَلَيْهِ يحدث عَنهُ الْعلَّة الْمُسَمَّاة ذَات الْجنب فلهذه الْعلَّة أَعْرَاض لَازِمَة وَهِي الْحمى الحادة والوجع الَّذِي ينخس وتمدد وَصغر التنفس وتواتره والنبض الصلب المتمدد والسعال الَّذِي يكون فِي الْأَكْثَر مَعَ نفث ملون وَرُبمَا كَانَ بِلَا نفث وَمَا كَانَ من ذَات الْجنب لَا نفث مَعَه فَهُوَ يُسمى ذَات جنب لَا نفث مَعهَا وَهَذَا إِمَّا يقتل عجلاً وَإِمَّا أَن تطول مدّة برئه بِالْإِضَافَة إِلَى الْأُخْرَى وَرُبمَا لم يكن عدم النفث لخبث الْعلَّة بل لقلَّة الْمَادَّة فَقَط فاستدل على الخبيثة بِشدَّة الوجع والحمى والوجع فِي هَذِه لَا نفث مَعَه إِمَّا يرْتَفع حَتَّى يبلغ التراقي وَإِمَّا أَن ينحدر حَتَّى يبلغ الشراسيف قَالَ: وَيكون فِي الأضلاع أورام أخر تعرض مَعَ حمى والتنفس فِيهَا أَيْضا متواتر صَغِير إِلَّا أَنه لَا ينفث صَاحبه شَيْئا فَيصير هَذَا مُنْتَهى لذات الْجنب الْخَالِصَة الَّتِي لَا نفث مَعهَا قَالَ: وَالْفرق بَينهمَا أَن ذَات الْجنب الْخَالِصَة وَإِن لم ينفث صَاحبهَا شَيْئا فَلَا بُد أَن يكون مَعَه سعال يَابِس وَفِي هَذِه أَولا وَلَا يكون للنبض فِي هَذِه تمدد وَلَا صلابة أصلا وَلَا حمى

حادة وضيق النَّفس فِيهِ أقل ويوجعهم إِذا غمزت على أضلاعهم وَهَؤُلَاء يمِيل الْخراج إِلَى خَارج إِذا نضج وَلم يتقيح يحْتَاج إِلَى بطّ. لي هَذَا هُوَ ذَات الْجنب الْخَالِصَة الَّتِي الورم فِيهَا فِي العضل الملبس على الأضلاع. جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: الضربان لَا يحدث فِي ذَات الْجنب وَإِن كَانَ ورماً حاراً لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع عرق ضَارب. لي إِنَّمَا يحدث فِيهِ وخز ونخس لَا ضَرْبَان والنخس خَاص بأوجاع الأغشية إِذا كَانَ الورم فِي ذَات الْجنب فِي الْجُزْء الْأَعْلَى من الغشاء المستبطن للأضلاع فالترقوة هِيَ سَبَب الوجع لصلابتها وَإِذا كَانَ الْأَلَم فِي الْجُزْء الْأَسْفَل فالحجاب هُوَ سَبَب الوجع بحركته النبض فِي ذَات الْجنب منشاري لِأَن الورم فِي غشاء صلب الترقوة تنجذب إِلَى أَسْفَل فِي ذَات الْجنب وَفِي ورم الكبد أما فِي ذَات الْجنب فيجتذبها الغشاء المستبطن للأضلاع وَأما فِي ورم الكبد فيجتذبها الْعرق الأجوف فَإِنَّهُ إِذا صلب التفّ على الترقوة قَالَ فِي هَذَا الْموضع: إِن دُخُول الْمدَّة إِلَى الرئة لَا يكون إِلَّا بِقَبض الصَّدْر عَلَيْهَا قبضا فِي غَايَة الشدَّة والسرعة والطبيعة إِذا كَانَت قَوِيَّة فعلت ذَلِك) للدَّفْع عَن نَفسهَا كَمَا يهيج بأشد قواها عِنْد دفع الْأَشْيَاء المؤذية كالحال فِي الفواق والعطاس فَدفع الْمدَّة لَا يكون إِلَّا بالسعال القويّ وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا بِقُوَّة قَوِيَّة فَذَلِك حق الْكثير من المرضى 3 (كَانَ الورم فِي العضل الدَّاخِل) فِي الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: إِذا كَانَ الورم فِي العضل الدَّاخِل كَانَ مَعَه نفث لِأَنَّهُ رُبمَا سَالَ مِنْهُ إِلَى الغشاء ولعدسه وَأَقل هَذِه وجعاً عِنْد الغمز وأشده عِنْد التنفس ألف ألف وصلابة نبض الْخَالِصَة ثمَّ الَّتِي فِي العضل الَّذِي يَلِي الغشاء وأقلها ضيق نفس وسعال وصلابة نبض حَتَّى أَنه لَا يصلب الْبَتَّةَ وأشدها وجعاً الْكَائِن فِي العضل الْخَارِج فَأَما الَّذِي يَلِي الغشاء فقد يألم باشتراك الغشاء ويألم الغشاء باشتراكه. الْفرق بَين ذَات الْجنب وَذَات الرئة: هَذَانِ يَشْتَرِكَانِ فِي عسر النَّفس والسعال وتغيير النفث والحمى ويختلفان فِي الوجع هُنَاكَ فِي الْجنب وَهَهُنَا فِي الصَّدْر الوجع فِي ذَات الْجنب ناخس وَفِي الرئة يعتلّ فَقَط والنبض فِي ذَات الْجنب صلب

منشاري وَفِي ذَات الرئة موجي ليّن والورم فِي ذَات الْجنب على الْأَكْثَر يكون مرارياً وَذَلِكَ أَن هَذَا الغشاء لصلابته لَا يقبل إِلَّا خلطاً لطيفاً إِن كَانَ الورم فِي الْأُخْرَى الْعَارِية من الغشاء فَاسْتعْمل الفصد وعلامته أَن يكون الوجع فِي ضلوع الْخلف إِذا كَانَ الورم لَيْسَ فِي الغشاء المغشي على الأضلاع لكنه فِي اللَّحْم الملبس على الأضلاع لم يكن النبض صلباً منشارياً وَلَا الْحمى عَظِيمَة وَلَا ضيق النَّفس شَدِيدا وَكَانَ الورم رَأس الثَّالِثَة من الميامر قَالَ: قَالَ أبقراط: إِذا كَانَ فِي ذَات الْجنب الوجع فِيمَا دون الشراسيف وَلم يجد العليل فِي ترقوته مساً فليّن الْبَطن إِمَّا بخربق أسود وَإِمَّا بقلوق لي هَذَا هُوَ حب النّيل وَفِيه شكّ. الأولى من البحران قَالَ: مَتى كَانَ البزاق شَبِيها ببزاق الأصحاء غَايَة المشابهة فَإِنَّهُ يدل على صِحَة آلَات التنفس غَايَة الصِّحَّة وبقدر زَوَاله عَن الشّبَه ببزاق الأصحاء يكون زَوَال آلَات التنفس عَن الْحَال الطبيعية فَأَما النفث الْغَيْر نضيج فَإِنَّهُ يدل على ضعف كثير من الْأَعْضَاء التنفس فَإِن كَانَت مَعَه عَلامَة رَدِيئَة كالنفث الْأسود فَإِنَّهُ يدل على التّلف دلَالَة فِي غَايَة الْقُوَّة. الثَّانِيَة من الأخلاط: أُرِيد أَن أمثّل مِثَالا فِي ذَات الْجنب يكون قِيَاسا فِي تقدمة الْمعرفَة فِي سَائِر الْأَمْرَاض قَالَ: الورم الْحَادِث فِي هَذَا الغشاء يكون من دم خَالص إِلَّا أَنه جَار وَيكون من دم صفراوي وَيكون من دم بلغمي فَيكون زبدياً وَيكون من دم سوداوي فَيكون اسهروس قَالَ:) وَإِذا كَانَ هَذَا الورم من دم سوداوي طَال مُدَّة نضجه وعسر وَأَبْطَأ تحلله حَتَّى أَنه رُبمَا لم يتَغَيَّر لون مَا ينفث بالسعال الْبَتَّةَ فِي ابْتِدَاء الْمَرَض وَإِن تغير كَانَ تغيره يَسِيرا لِأَن الورم الْغَيْر نضيج لَا يرشح مِنْهُ شَيْء الْبَتَّةَ فَإِذا تَمَادى بِهِ فِي الزَّمَان نفث نفثاً أسود يكون سوَاده بِحَسب غَلَبَة السوَاد فِي الدَّم وَرُبمَا كَانَ نفثه أقل كمية وَأكْثر وَمَتى كَانَ الْغَالِب على ذَلِك الدَّم الَّذِي ورّم الغشاء المرّة الصَّفْرَاء كَانَ لون النفث أصفر أَو شَبِيها بالاصفرار ناصعاً أَو شَبِيها بالناصع على قدر لون تِلْكَ الْمدَّة والناصع أَشد ضروبه ضَرُورَة فَهُوَ لذَلِك أردى وَمَتى كَانَ الْغَالِب على ذَلِك الدَّم البلغم كَانَ النفث شَبِيها بالرغوة فَأَما النفث الْأَحْمَر فَيكون إِن كَانَ الورم فلغمونياً قَالَ: والنفث إِمَّا أَن يكون فِي أول الْمَرَض وَإِمَّا أَن يكون فِي آخِره وَإِمَّا أَن يكون سهلاً وَإِمَّا عسراً قَلِيلا وَإِمَّا كثيرا وَرُبمَا كَانَ التمدد فِي هَذِه الْعلَّة فِي ذَات الْجنب أَكثر من النخس وَرُبمَا كَانَ النخس ألف ألف أَكثر والتمدد يكون مَتى كَانَ الْخَلْط كثيرا والنخس مَتى كَانَ لذاعاً والحمى أَيْضا فبقدر عظامها وَشدَّة الْعَطش يكون بِقدر عظم الْعلَّة وَكَذَلِكَ السهر والاختلاط وَضعف الْقُوَّة واسترخاؤه فَيَنْبَغِي أَن تبحث عَن

جَمِيع هَذِه فَإِذا كَانَ الْغَالِب دَلَائِل الْخَلَاص تخلص وبالضد وبيّن أَن الْحمى والسهر والعطش والاختلاط وَضعف الْقُوَّة وَسُقُوط الشَّهْوَة وعسر النَّفس والنفث دَلَائِل ذميمة جدا وأضدادها حميدة. قَالَ: ورداءة الْخَلْط الْفَاعِل للورم وَكَثْرَة كميته من الدَّلَائِل الرَّديئَة وبالضد قَالَ: وتعرف ردائته من لون النفث فَأَما كميته فَلَا يُمكن أَن تعرف من كمية النفث وَذَلِكَ أَنه رُبمَا لم ينفث فِي أول الْأَمر شَيْئا كثيرا لِأَنَّهُ عَن نضيج وَرُبمَا كَانَ الْخَلْط كثيرا ثمَّ ينفث بِآخِرهِ شَيْئا كثيرا وَرُبمَا كَانَ الْخَلْط قَلِيلا إِلَّا أَن النفث يكون كثيرا فِي أول الْأَمر لِأَنَّهُ ينفثه كُله فِي أول الْأَمر قَالَ: وَهَذَا حميد قَالَ: وَلَكِن اسْتدلَّ على قلَّة كمية الْخَلْط بِأَن يكون مَعَ النفث نضج حَتَّى يكون ذَلِك النفث وَلَو كَانَ أسود فَيكون مختلطاً بالبزاق النضيج ويسهل ارتفاعه بالسعال وَيكون التنفس سهلاً والوجع يَسِيرا والسهر أقل وَإِذا كَانَ بِهِ قبل أَن يَبْتَدِئ بِهِ النفث اخْتِلَاط سكن ذَلِك الِاخْتِلَاط ونختم ذَلِك كُله أعظم الدَّلَائِل وَهُوَ خفَّة العليل على النفث واستقاله بِهِ واحتماله وخفة بدنه وحركاته. قَالَ: وَمَتى عرض أَن يكون الْخَلْط كثيرا فَإنَّك تَجدهُ مَعَ بصاق غير نضيج وتجده غير مختلط بالبزاق وَيكون عسر النَّفس والتنفس وتولد الْحمى والسهر والاختلاط أَو يبْقى بِحَالهِ ونختم) ذَلِك سوء احْتِمَال الْمَرِيض وَضَعفه ويستدل على ضعفه بالنبض. قَالَ: فَانْظُر فِي قُوَّة الدَّلَائِل فَإِنَّهُ لَو اجْتمع على من بِهِ ذَات الْجنب أَن يكون الوجع فِي أشرف آخر الصَّدْر وبالقرب من الْقلب وَكَانَ مَعَه أَمر عَظِيم من عسر النَّفس وَشدَّة الْحمى والسهر والوجع وَبطلَان الشَّهْوَة والاختلاط وضع بإذاء هَذِه كلهَا أَن نفثه لَيْسَ بأسود وَلَا مرارياً ناصعاً صرفا لكنه كَانَ فِي الِابْتِدَاء إِمَّا أَحْمَر وَإِمَّا أصفر وَإِمَّا زبدياً فَإِنَّهُ يتَغَيَّر بعد قَلِيل إِلَى النضج أَقُول: إِنَّه لَا يَنْبَغِي فِي هَذِه الْحَال أَن يجزع من شدَّة هَذِه الْأَمْرَاض بل اعْلَم أَنَّهَا أحدثت كلهَا بِسَبَب جمع الورم للمدة وَقَالَ أبقراط: إِن عِنْد تولد الْمدَّة تكون الأوجاع والحميات فِي الْغَايَة والأعلام الرَّديئَة فَإِن أعانته الْقُوَّة انفق نفث مَا يَصح وَإِن العليل لَا يلبث أَن يبرأ فينفث نفثاً مستحكم النضج ويهدأ عَنهُ جَمِيع هَذِه الْأَعْرَاض وَذَلِكَ أَن النضج يدل على ألف ألف سرعَة البحران وَمَا هِيَ الصِّحَّة فَانْظُر إِلَى قُوَّة النضج فِي النفث كَيفَ غلب على هَذِه العلامات فِي هَذَا الْمَرَض واطلبه فِي كل مرض نضجه الْخَاص بِهِ فَإِن مَا كَانَ من أمراض الصَّدْر يُوجد هَذَا الدَّلِيل الْوَاحِد فِيهَا أَعنِي نضج مَا ينفث مُتَقَدم فِي الْقُوَّة لجَمِيع الْأَعْلَام الرَّديئَة فَإِن إعانته الْقُوَّة الإرادية بَقِي حِينَئِذٍ ينفث مَا نضج كُله وَتمّ النضج وكمل وَإِن لم تساعده الْقُوَّة

فَلَيْسَ على الْقُوَّة الطبيعية هُنَاكَ عيب وَإِنَّمَا جدلتها الإرادية فعجزت عَن التنقية فَأَما مَا على الطبيعية فقد وقف بهَا وَهَذَا يكون فِي الْأَمْرَاض الَّتِي تكون تنقيتها بِقُوَّة إرادية فَأَما فِي الَّتِي يكون نفض الْفضل بعد النضج عَنْهَا بِقُوَّة طبيعية فَلَا لَكِن إِذا أكمل النضج جدا دفع الْفضل بِقُوَّة قَوِيَّة لَكِن لَا مَا ينضج فِي الصَّدْر والرئة يحْتَاج إِلَى أَن ينفث بالسعال يحْتَاج إِلَى صِحَة قُوَّة العضل. الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ: قد يمْتَنع من الفصد فِي ذَات الْجنب إِذا كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل مرارياً وتبيين فِي النفث لي فِي هَذَا نظر قَالَ: بعض النَّاس يَقُول: إِنَّه إِذا كَانَ النفث دموياً ثمَّ صَار مرارياً فقد أحدث الْعلَّة تسلك نَحْو البحران لي وَفِي هَذَا نظر. الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة: يَنْبَغِي فِي جَمِيع الْعِلَل النَّازِلَة بالصدر والرئة والأضلاع أَن يكون البزاق نفثاً سهلاً سَرِيعا قَالَ: قَوْله سَرِيعا: يَعْنِي فِي أول الْمَرَض وَإِذا كَانَ النفث سَرِيعا كَانَ فِي الْأَكْثَر سهلاً قَالَ: وعسر نفث البزاق يكون إِمَّا لَان الصَّدْر وجع فَلَا يقدر أَن ينضّم انضماماً شَدِيدا من أجل رقته ولضعف الْقُوَّة أَو لغلظ الْمَادَّة فَإِن الْمَادَّة الغليظة تلحج وتحتاج فِي قطعهَا إِلَى قُوَّة قَوِيَّة أَو لرقتها فَإِن الرقيقة لَا تنْدَفع بالهواء الدَّافِع لِأَنَّهَا تفلت مِنْهُ وتجري من حواليه بسهولة) فسهولة النفث دالّ على الْأَمْن من هَذِه الشرور وسرعته تكون مبشرة لقصر الْمَرَض قَالَ: وَترى الْحمرَة فِيهِ مُخَالطَة للريق جدا يَقُول إِن المرار الَّذِي ينفث يكون مختلطاً بالبزاق جدا وَلَا يكون صرفا لِأَن صرفته تدل على كَثْرَة ورداءة الْعلَّة فَأَما الْمُتَأَخر فِي الْوَقْت فِي ابْتِدَاء الْمَرَض تأخراً كثيرا الْأَحْمَر والأصفر الصّرْف الَّذِي يقذف بسعال شَدِيد فرديء قَالَ: والأحمر إِذا كَانَ صرفا رَدِيء والأبيض اللزج المستدير لَيْسَ بجيد لِأَن هَذَا يحدث عَن البلغم المحترق وبقدر خبث الْمَادَّة يكون خبث الورم الْكَائِن عَنهُ فبمقدار رداءة هَذَا ألف ألف البلغم على البلغم الطبيعي كَذَلِك رداءة الورم الْكَائِن مِنْهُ وَبِالْجُمْلَةِ فالمواد الدموية والبلغمية أقل رداءة فَأَما الصفراوية والسوداوية فرديئتان لِأَنَّهُمَا أكّالتان للأعضاء وَيكون الصفراوي مَعَ حميات أَشد والسوداوي عسر طَوِيل الْمدَّة والانقلاع والأخضر الزُّبْدِيُّ أَيْضا رَدِيء لِأَن الْأَخْضَر يكون عَن الْمدَّة الزنجارية والزبدي يدل على كَثْرَة رُطُوبَة وحرارة مضطربة مَعهَا اضْطِرَاب شَدِيد وَالْأسود أردى من تِلْكَ فَإِذا كَانَ الْخَلْط لَا يخرج عَن الرئة لَكِن تبقى الرئة ممتلئة حَتَّى يحدث شَبيه الغليان فِي الْحلق فَذَلِك أَيْضا رَدِيء وكل نفث لَا يكون بِهِ سُكُون الوجع فَهُوَ رَدِيء وخاصة الْأسود وَكلما كَانَ بِهِ سُكُون الوجع فَهُوَ مَحْمُود لِأَن الشَّيْء إِذا كَانَ بِسُكُون الوجع يدل على أَنه يخرج من الْبدن على جِهَة الدّفع وَإِن الْبدن ينقي بذلك

الدّفع وَمَا كَانَ من هَذِه لَا يسكن لَا بالنفث وَلَا بإسهال الْبَطن وَلَا بالفصد وَلَا عِنْد العلاج بالأدوية فَإِن أمره يؤول إِلَى التقيح. لي اعْلَم أَن هَذِه حَال الورم الْحَار الَّذِي لَا يهدأ ضربانه الْبَتَّةَ فَكَمَا أَن ذَلِك دَلِيل صَادِق على أَنه يُمِيت كَذَلِك هَذَا فَإِذا رَأَيْت فِي ذَات الْجنب ذَلِك فَاعْلَم أَنه سيتقيح أَو يَمُوت قَالَ: هَذِه إِذا لم تكن رَدِيئَة خبيثة الْخَلْط آلت إِلَى التقيّح فَأَما إِذا كَانَت رَدِيئَة فَإِنَّهَا تقتل قَالَ: وَإِذا حدث التقيح والبزاق يغلب عَلَيْهِ بعد المرار فَهُوَ رَدِيء جدا إِن كَانَ يخرج النفث المراري والمدّة مَعًا وَإِن كَانَا يتعقبان بذلك يدل على أَن الْخَلْط خَبِيث رَدِيء فنضج بعضه وَلم يوات الْجَمِيع وَقد رامت الطبيعة إنضاجه فَلم يتهيأ لَهَا قَالَ: وَلَا سِيمَا مَتى بَدَت الْمدَّة فِي السَّابِع إِذا كَانَت مَعَ نفث مراري قَالَ: وتوقع لهَؤُلَاء أَن يموتوا فِي الرَّابِع عشر إِلَّا أَن يظْهر بعد ذَلِك حَادث مَحْمُود. لي الْحَادِث الْمَحْمُود خفَّة علته وَسُكُون الوجع والأعراض وضعفها وَحسن النفث وبالضد إِن) حدثت فالموت أسْرع لأَنهم قد حدثت لَهُم فِي السَّابِع تغير رَدِيء ويتقدم الْمَوْت ويتأخر بِحَسب مَا يظْهر من الدَّلَائِل الحميدة والذميمة أنزل أَن مَرضا قذف فِي السَّابِع مدّة ومراراً مختلطاً وَكَانَت جَمِيع أَحْوَاله متوسطة فِي الْجَوْدَة والرداءه حَتَّى قدّرت وَقت الْمَوْت الْوَقْت الْوسط وَهُوَ الرَّابِع عشر فَإِن ظهر بعد السَّابِع فِي الثَّامِن أَو التَّاسِع نفث أسود فَاعْلَم أَنه يَمُوت فِي الْحَادِي عشر وَإِن ظهر دَلِيل مَحْمُود فَإِنَّهُ يتَأَخَّر مدّة عَن هَذَا الْوَقْت بِمِقْدَار قُوَّة ذَلِك الدَّلِيل وَاعْلَم أَن الْقُوَّة عَظِيمَة الدّلَالَة فِي الْخَلَاص وَأعظم من سَائِر الْأَشْيَاء فَعَلَيْك ألف ألف بِالنّظرِ فِيهَا. لي نفث الْمدَّة خَالص من الصديد بِذَات الْجنب أصلح من نفثها مختلطة. قَالَ ج: آخر مَا اتّفقت عَلَيْهِ الْأَطِبَّاء الأورام الْبَاطِنَة إِذا تقيحت تحدث فِي وَقت تقيّحها نافض يتبعهَا حمى وَإِنَّمَا يحدث ذَلِك النافض لِأَن المّدة تلذع الْأَعْضَاء كَمَا تلذع الْأَدْوِيَة الحريفة القروح وتصعب فِيهِ الْحمى بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَت قبل ذَلِك ويعرض للْمَرِيض فِي ذَلِك الْوَقْت ثقل لِأَن المّدة تجمع وَتحصل فِي مَكَان وَاحِد بعد أَن الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ يكون متعرفاً فَمن هَذَا الْموضع إِلَى الْعشْرين أَو الْأَرْبَعين أَو السِّتين يتَوَقَّع انفجار المّدة وَهَذَا الْيَوْم هُوَ الَّذِي يعرض فِيهِ النافض والحمى الشَّدِيدَة بأشد مِمَّا كَانَت والثقل وَهَذَا مُخَالف لما قَالَه فِي مَوضِع آخر إِن الِاتِّفَاق قد وَقع أَن الْحمى تهتدئ والوجع يخف إِذا تكونت الْمدَّة وفرغت

علامات ذات الجنب

وَأَشد مَا تكون الْحمى والأوجاع فِي الْوَقْت الَّذِي يتكوّن فِيهِ الْمدَّة فَأَما إِذا كَانَت وفرغت فَإِنَّهَا تهدأ الْحمى وتخف الوجع وَتصير فِي مَكَانَهُ ثقل فَأَما إِذا انفجر فَإِنَّهُ يهيج نافض وَحمى صعبة لِأَن الْمدَّة تلذع الْأَعْضَاء الَّتِي تنصبّ عَلَيْهَا وَإِنَّمَا وَقع الْغَلَط من اشْتِرَاك فِي الِاسْم وَهُوَ التقيح لِأَنَّهُ يَقُول فِي وَقت التقيح: التقيح يكون كَيْت كَيْت والتقيح لم يبن إِنَّه يُرِيد بِجمع الْقَيْح أَو انفجاره. لي قد بَان إِنَّه يُرِيد بالتقيح انفجار الْمدَّة لقَوْله بعد هَذَا: إِنَّه كَانَ يحس بثقل فِي جَانب وَاحِد فالتقيح فِيهِ وَبِأَنَّهُ قَالَ بعد هَذَا بِقَلِيل: إِنَّه إِذا تقيح ضَاقَ النَّفس لِأَن الفضاء الَّذِي فِيهِ الرئة تضيق بانصباب الْمدَّة فِيهِ وَقَالَ بعد قَلِيل: إِنَّمَا يسلم من المتقيحين من فارقته الْحمى واشتهى الطَّعَام وَبعد هَذَا بفصول وَبِمَا أَقُول بيّن لمن قَرَأَهُ فِي هَذَا الْموضع من الْكتاب فاقرأه فَإنَّك تعلم أَنه يُسمى التقيح انفجار الْمدَّة لَا اجتماعها قَالَ: التقيح إِن كَانَ بِجَانِب وَاحِد فتعرفه من أَنه يكون أسخن وَمن أَن العليل إِذا نَام على الْجَانِب الصَّحِيح أحسّ بثقل معلّق فِي الْجَانِب المتقيح. 3 - (عَلَامَات ذَات الْجنب) إِنَّمَا ينصّب الْقَيْح إِلَى أحد تجويفي الصَّدْر وَأما من علل الرئة فَمن الْجَانِبَيْنِ ويستدل على الْمدَّة فِي أَي جَانب هِيَ بالسخونة والثقل. لي لَا يحْتَاج إِلَى ذَلِك لِأَن الوجع فِي أول الْأَمر يفرق لَك بَين الْخراج فِي الرئة وَفِي غشاء الصَّدْر بِموضع الوجع وبسائر العلامات. عَلامَة السلّ قَالَ أبقراط: أعرف المتقيحين بِهَذِهِ الدَّلَائِل أَن يلْزمهُم حمى دقيقة وَيكون بِاللَّيْلِ أصعب ويعرقون عرقاً كثيرا ويستريحون إِلَى السعال وَلَا ينفثون بِهِ شَيْئا يعْتد بِهِ وتغور أَعينهم وتحمر وجنتاهم وتتعقّف أظفارهم وتسخن أَصَابِعهم وخاصة أطرافها وتحدث فِي أبدانهم أورام ثمَّ تستكّن وتحدث وَلَا يشتهون الطَّعَام وتحدث فِي أبدانهم نفّاخات. قَالَ ج: مَتى انفجرت الْمدَّة إِلَى فضاء الصَّدْر ثمَّ لم تقذف تِلْكَ الْمدَّة بسهولة وبسرعة إِلَى الْأَمر إِلَى السلّ وَهلك العليل وَإِذا ابْتَدَأَ السلّ حدثت حمى لينَة مُتَّصِلَة ألف ألف دائمة مُتَّصِلَة تزيد بِاللَّيْلِ خَاصَّة وَذَلِكَ شَيْء خَاص لجَمِيع من يحم حمى الدقّ. لي لِأَن بِاللَّيْلِ يرطب الْجِسْم كالحال عِنْد الْغذَاء ويشتد عِنْد الْغذَاء مَتى غذوته على الْعَهْد فِي أَوْقَات مُخْتَلفَة وَأما الْعرق فَيعرض لَهُم بِسَبَب ضعف الْقُوَّة لِأَن غذائهم يتَحَلَّل سَرِيعا ويتشوّقون إِلَى السعال من أجل نخس الْمدَّة لَهُ وَلَا يقذف شَيْئا لِأَنَّهُ لَو قذف شَيْئا لَهُ قدر لَا ستنقي من الْقَيْح وَإِنَّمَا لَا يُمكن أَن ينفذ للزَّوْجَة الْمدَّة وغلظها وكثافتها وكثافة الغشاء الْمُحِيط بالرئة وَضعف قُوَّة الْمَرِيض وتغور أَعينهم من أجل أَن ذَلِك عرض لَازم لجَمِيع أَصْحَاب الحميات المزمنة وخاصة الَّتِي يبسها يبس بيّن وَأما احمرار الْوَجْه فالسبب فِيهِ حرارة الرئة والسعال لِأَنَّهُ يرْتَفع إِلَى الْبدن من الرئة بخارات.

لي لِأَنَّهُ يضغط السعال بِكَثْرَة الدَّم فِي الْوَجْه وَأما تعقف الْأَظْفَار فلذوبان اللَّحْم الَّذِي يشدّها ويمسكها من الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا وَأما الْأَصَابِع فَإِنَّهَا وَإِن كَانَت فِي أَكثر الْأَمْرَاض المزمنة تبرد فَإِنَّهَا فِي حميات الدق تلبث حارة لِأَن كَون هَذِه الْحمى هِيَ فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَإِذا طَال الزَّمَان تورمت أَرجُلهم لِأَن هَذَا الْعُضْو لبعده من الْقلب يَبْتَدِئ بِالْمَوْتِ أسْرع وَحِينَئِذٍ تبطل الشَّهْوَة أَيْضا لِأَن الْقُوَّة الغاذية تبطل وَتعرض لَهُم نفّاخات فِي أبدانهم بِسَبَب اجْتِمَاع الأخلاط الأكّالة. لي انصباب الْمدَّة فِي فضاء الصَّدْر إِذا طَال مقَامه ظَهرت هَذِه العلامات وَأما الْقَرِيب الْعَهْد) بالانصباب فاستدل عَلَيْهِ بالنافض والحمى الشَّدِيدَة الثّقل وضيق النَّفس لِأَن الْمدَّة إِذا انصبّت فِي فضاء الصَّدْر ضَاقَ النَّفس من أجل ضيق مجاري الرئة واشتقاق لذَلِك وللذع الْمدَّة إِلَى لي لذات الْجنب أَوْقَات وحدود إِذا حدث الورم فالغرض حِينَئِذٍ يَنْبَغِي أَن يمْنَع كَونه وتملل عَنهُ المادّة فَإِذا كَانَ وَفرغ بِأَن ينضج وتنقى بالنفث ويسرع ذَلِك فِيهِ وَذَلِكَ يكون بجودة الْخَلْط وَقُوَّة الطبيعة وَعون الطَّبِيب بِمَا ينضج ويحفظ الْقُوَّة لَا يُخطئ عَلَيْهِ فِي كمية الْغذَاء فَإِن احْتبسَ النفث أَيْضا فَلم ينفث شَيْئا لَهُ قدر واشتدت الْحمى على مَا كَانَ والوجع فقد أَخذ يعْمل مدّة فَإِذا سكنت سُورَة الْحمى بعد ذَلِك فقد عمل مُدَّة وَفرغ فَإِذا هاج نافض وَحمى بعده أَيْضا فَضَاقَ النَّفس فقد انفجر فَإِن نقى بالنفث سَرِيعا فَذَلِك وَإِلَّا صَار سلاّ وعلامة مَا يُرِيد أَن يجمع من ذَات الْجنب قلَّة النفث وَشدَّة الوجع والحمى وبالضد قَالَ: وَأما مَا يتقيح هَل يسْرع أَو يبطئ فَمن الوجع وعسر النَّفس والبصاق والسعال وَذَلِكَ أَن هَذِه إِذا كَانَت دائمة قَوِيَّة شَدِيدَة فتوقع الانفجار من يَوْم يكمل التقيح إِلَى عشْرين وَأَقل وَإِن كَانَت هَذِه أقل فعلى حسب ذَلِك يَمُوت من تقيح من الْمَشَايِخ من ذَات الرئة ألف ألف أَكثر وَفِي ذَات الْجنب الشَّبَاب قَالَ: وَأكْثر من يسلم مِمَّن تتفجر الْمدَّة إِلَى صَدره من تفارق الْحمى بعد الانفجار سَرِيعا فاشتهى الطَّعَام وَمن حدثت بِهِ خراجات فِي الْجنب وانفجرت وَصَارَت نواصير فَإِنَّهُم يتخلصون إِذا كَانَ من بِهِ ذَات الْجنب والرئة لَا يسكن الْأَلَم والحمى وَلَا ينفث شَيْئا يعْتد بِهِ وَلَا ينْطَلق الْبَطن مرَارًا كَثِيرَة وَلَا يكون الْبَوْل كثيرا كثير الرسوب وَكَانَت مَعَ هَذَا كُله دَلَائِل السَّلامَة مَوْجُودَة فَاعْلَم لي لِأَن هَذِه دَلَائِل تدل على أَن الْخَلْط لَيْسَ يستفرغ فَإِن لم يكن مَعهَا عَلَامَات السَّلامَة دلّت على الهلكة والتقيح إِلَى دَاخل وَإِن كَانَ مَعهَا ذَلِك دلّت على انفجار إِلَى خَارج قَالَ: يكون النفث كثيرا وَلَا يكون نضيجاً وَيحْتَاج فِي الْبُرْء أَن يكون نضيجاً وَأَن يخرج وينفث كثيرا ليَكُون بِهِ النَّقَاء فإمَّا فِي الْهَلَاك فَيَكْفِي لَهُ عدم النضج وَأما ضعف عدم النفث لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يفِيء بِالْهَلَاكِ.

لي الْغَرَض فِي ابْتِدَاء ذَات الْجنب منع الورم أَن يكون وَلذَلِك يحْتَاج إِلَى الفصد والاستفراغ فَإِن كَانَ بعد ذَلِك النخس شَدِيدا والحمى والأعراض فَلَيْسَ يُمكن أَن يمْنَع هَذَا الْمَرَض من أَن يكون فَحِينَئِذٍ لَا يجب أَن يسرف فِي إِخْرَاج الدَّم لِأَنَّهُ ينقص الْقُوَّة وَيُؤَخر النضج ويضعف النفث فَإِذا نضج فالغرض التنقية قبل أَن تصير مُدَّة وَإِن صَار مُدَّة فالغرض تنقيتها بالنفث قبل أَن) تفْسد الرئة وتدبيرهم تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة فِي مَاء الشّعير وَالْعَسَل وَنَحْوهمَا. الأولى من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: مَتى كَانَت ذَات الْجنب يابسة قَليلَة النفث وَكنت قد عملت بالمريض مَا احْتَاجَ إِلَيْهِ من فصد وإسهال وَكَانَ يحْتَاج أَن يُعْطي مَاء الشّعير مرَّتَيْنِ فِي الْيَوْم على مَا بيّنا فِي بَاب الْأَمْرَاض الحادة بِالْغَدَاةِ والعشي فأعطه فِي الْمرة الثَّانِيَة كمية أقل وأعطه قبل ذَلِك مَاء الْعَسَل أَو شرابًا أَبيض رَقِيقا أيّما رَأَيْته أَنْفَع على مَا سنبيّن لأنّ مَا كَانَ هَؤُلَاءِ علته أيبس فَأَما أَن تطول علته وَإِمَّا أَن يعطب وَأما من كَانَت علته رطبَة سهلة النفث فَإِن حرارته تسهل وتسرع قَالَ: وبمقدار كَثْرَة النفث فَأكْثر تَقْوِيَة العليل بالغذاء لِأَن مَعَ كَثْرَة النفث لَا تأمن من الْخطر وَيحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى تَقْوِيَة الْقُوَّة لتدفع الْفضل كُله قَالَ: مَتى كَانَ مَا ينفث بالبصاق على مَا يجب وَلم يكن بالمريض حَاجَة إِلَى فصد وَلَا إسهال وَلَا حقنة فغذّه بكشك الشّعير وَمَتى كَانَت بِهِ حَاجَة إِلَى هَذِه فَلَا تغذّه وَلَا بِمَاء كشك الشّعير حَتَّى تفعل بِهِ ذَلِك مَتى كنت شاكاّ هَل يحْتَاج إِلَى ذَلِك أم لَا فأغذه بِمَاء الكشك حَتَّى يثبت لَك أمره ثمَّ اعْمَلْ بِحَسب ذَلِك قَالَ وَمَتى كَانَ مَا ينفث بالبزاق على مَا يَنْبَغِي وَلم يكن بالمريض حَاجَة إِلَى أَخذ دَوَاء وَاسْتِعْمَال حقنة فأغذه بكشك الشّعير فَإِن أبقراط يَأْمر بتغذيته بكشك الشّعير قَالَ: لِأَنَّك إِذا أَعطيتهم كشك الشّعير على نَحْو مَا ألف ألف يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ سهل نفثهم وَسكن ونقوا وأسرع بحرانهم وَإِن جمعُوا مُدَّة وَكَانَ أقل مِمَّا لَو دبّروا بِغَيْر هَذَا التَّدْبِير لِأَن كشك الشّعير يرطّب وَيقطع الأخلاط الَّتِي يحْتَاج إِلَى أَن تنفث فيسهل نفثها وَهُوَ مَعَ ذَلِك يُقَوي الْقُوَّة وَمَاء الْعَسَل وَإِن كَانَ يرطّب هَذِه الأخلاط فَلَيْسَ يُقَوي الْقُوَّة كَمَا يُقَوي كشك الشّعير وَأما الأغذية الغليظة فَإِنَّهَا وَإِن كَانَت تقَوِّي الْقُوَّة أَكثر فَإِنَّهَا تغلظ النفث وتعسره فَيجب أَن تجتنب هَذِه لِأَن الطَّبِيب الَّذِي أعْطى العليل الَّذِي بِهِ شوصة بعد إِن انحطّ مَرضه انحطاطاً تَاما حَتَّى أَنه لم يكن بِهِ حَاجَة إِلَى الْأَشْيَاء خلا نفث تِلْكَ الأخلاط الَّتِي قد نَضِجَتْ عدساً مبلولاً بخل حبس نفثه صَار سَببا لقَتله لِأَنَّهُ اختنق فِي اللَّيْلَة الثَّانِيَة وَلَكِن مَاء الشّعير وكشكه وَمَاء الشّعير لَا يبلد الأخلاط وَلَكِن يرطّبها ويقطعها وَمَتى احْتَاجَ العليل إِلَى أقوى مِنْهَا فَأصْلح الْأَطْعِمَة لَهُ سمك الصخور متخذاً بِمَاء وكرّاث وشبث وملح وَقَلِيل من الدّهن معتدل وأعطه قبل ذَلِك سكنجبيناً إِلَّا أَن يكون العصب من ذَلِك العليل ضَعِيفا عليلاً وَالرحم من الْمَرْأَة فتعطى مَكَانَهُ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالفراسيون وأصل السوسن فَإِن هَذَا الدَّوَاء وَحده مَتى شرب مَعَ مَاء الْعَسَل أنضج الفضول) الَّتِي فِي الصَّدْر وَسَهل نفثها بالبصاق فَأَما مَتى لم تكن علته فِي العصب فالسكنجبين كَاف فِي تقطيع الأخلاط وَهُوَ مَعَ ذَا لَا يضر بالمعدة.

قَالَ: فَاتخذ كشك الشّعير من أَجود الشّعير وأطبخه أفضل الطَّبْخ لِأَنَّهُ يجوّده الطَّبْخ وَلَا يلبث المريء وَلَا يلتصق مِنْهُ بِهِ شَيْء الْبَتَّةَ كَسَائِر الأغذية الغليظة وَذَلِكَ عَظِيم النَّفْع فِي ذَات الْجنب لِأَن ذَات الْجنب والرئة الْحَرَارَة فِي الصَّدْر كَثِيرَة فَإِذا لزق شَيْء فِي المريء جفّ سَرِيعا وأكرب وعسر انقلاعه وأورث عطشاً وغماً. قَالَ: وكشك الشّعير قَاطع للعطش زلق سريع الانهضام إِذا أجيد طبخه قَالَ: وكشك الشّعير عَظِيم النَّفْع إِذا اسْتعْمل على مَا يجب والآن أَقُول: كَيفَ يسْتَعْمل مَتى كَانَ فِي جَوف العليل ثقل الطَّعَام محتبساً قد طَال لبثه هُنَاكَ قبل أَن يستفرغ ذَلِك الثّقل وَجب ضَرُورَة أَن ينَال العليل لسَبَب السدد الْحَادِثَة فِي الأمعاء من ذَلِك الرجيع الْيَابِس المحتبس فِيهَا ضَرَر لِأَن الرّيح لَا يجوز إِلَى أَسْفَل لِلْخُرُوجِ بعد أَخذ الكشك وَلكنهَا تتأذى إِلَى أَسْفَل الْموضع للعليل تأذياً رديئاً فَيصير الوجع ضَرُورَة أَشد وَإِن كَانَ قد سكن قَلِيلا عَاد وَإِن كَانَ قد سكن فِي مَا مضى الْبَتَّةَ عَاد بِشدَّة وَذَلِكَ أَن الرِّيَاح الَّتِي تتولد وَلَا تخرج وبخار الرجيع يصير إِلَى الْجنب العليل وَيحدث الوجع وَيصير النَّفس لشدَّة الوجع أَشد تواتراً ولشدة التَّوَاتُر يحدث حرارة فِي آلَات النَّفس لتواتر حركتها ويجف الرئة والحجاب ويشتد الوجع أَكثر. قَالَ أبقراط: إِذا كَانَ وجع ذَات الْجنب لَا يخفّ بالتكميد والبصاق لَا يخرج لكنه يزْدَاد لزوجة فَإِنَّهُ إِن لم ينحلّ الوجع ألف ألف إِمَّا بتليين الْبَطن وَإِمَّا بالفصد بِحَسب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَأعْطى مَاء الشّعير وَهُوَ بِهَذِهِ الْحَالة مَاتَ سَرِيعا. ج: إِن ازْدَادَ البزاق لزوجة وعسراً من غير نفث فَذَلِك من دَلَائِل الشوصة الرَّديئَة والنفث اللزج قد يتلّزج أَيْضا قَلِيلا إِلَّا أَنه لَا يبلغ الْغَايَة القصوى من اللزوجة ويسهل نفثه مَعَ ذَلِك فَأَما إِذا أقبل النفث يزْدَاد لزوجة دائمة ويعسر النفث مَعَ ذَلِك فَإِنَّهُ دَلِيل خَبِيث رَدِيء والشوصة ينْحل وجعها إِمَّا بالتكميد وَإِمَّا بالفصد وَإِمَّا بتليين الْبَطن فَإِذا كَانَ شَيْء من هَذِه لَا يحلهَا فَذَلِك رَدِيء وَعظم هَذِه الْأَعْرَاض فِي النِّهَايَة يدل على بُلُوغ ذَات الْجنب نهايته وَهُوَ فِي هَذِه الْحَال مَتى اسْتعْمل كشك الشّعير قبل سُكُون هَذِه الأوجاع قتل العليل سَرِيعا قَالَ: فَأَما الْأَدْوِيَة المخدرة فَإِنَّهَا لَا تسكّن وجع الشوصة بقلع السَّبَب الْفَاعِل لَكِن بتخدير الْحس.) لي فِي خلال كَلَامه أَنَّهَا تحْتَاج أَن تسْتَعْمل إِن اشْتَدَّ الْأَمر قَالَ: فَفِي مثل هَذِه الْمَوَاضِع إِذا اسْتعْملت كشك الشّعير مَاتَ العليل فِي السَّابِع وَقبل وَبعد وَبَعْضهمْ يخْتَلط عقله وَبَعْضهمْ يختنق إِذا اشتدت لزوجة البصاق ولزوجة البصاق يشْتَد إِذا تَوَاتر النَّفس جدا وَإِذا كَانَ هَذَا الوجع فِي غَايَة الْعظم والرداءة وجد جنب العليل إِذا مَاتَ قد اخضّر كَمَا يخضّر مَوضِع الضَّرْبَة لِأَن الدَّم الَّذِي ينصّب إِلَى ذَلِك الْموضع إِذا مَاتَ العليل مَاتَ فاخضر لأَنهم يموتون قبل تحلل الوجع وَذَلِكَ أَنهم يقعون فِي النَّفس الْعَظِيم الْمُتَوَاتر ويلتزج

بصاقهم ويختنقون سَرِيعا قَالَ: وكل وَاحِد من هذَيْن الْأَمريْنِ يَعْنِي الآخر وَذَلِكَ إِن احتباس البصاق يزِيد فِي عظم النَّفس وتواتره وَعظم النَّفس وتواتره يزِيد فِي لزوجة البصاق ولزوجته تزيد فِي احتباسه لِأَنَّهُ مَتى احْتبسَ البصاق ضَاقَتْ قَصَبَة الرئة وَاحْتَاجَ أَن يتنفس أعظم وَأَشد تواتراً وَمَتى فعل ذَلِك سخن الصَّدْر أَكثر وجفّت الأخلاط أَشد وَمَتى جفّت واشتدت كَانَ لصوقها أَشد فَصَارَ يَدُور لذَلِك. قَالَ أبقراط: وَلَيْسَ يعرض ذَلِك من اسْتِعْمَال كشك الشّعير فِي غير وقته فَقَط لكنه قد يعرض أَيْضا أَكثر من ذَلِك مَتى أكلُوا أَو شربوا شَيْئا آخر أقل مُوَافقَة من كشك الشّعير وَبِالْجُمْلَةِ فَمَتَى ابتدئت حمى مَعَ وخز فِي الْجنب إِن كَانَ عَهده بِالطَّعَامِ قَرِيبا فَلم يستفرغ بَطْنه الْبَتَّةَ فَلَا تعطه حساء الْبَتَّةَ حَتَّى ينحدر طَعَامه لي وَحَتَّى يسكن وَجَعه ويفصد أَو تسهله واسق أَصْحَاب ذَات الْجنب السكنجبين فِي الشتَاء فاتراً وَفِي الصَّيف بَارِدًا وَمَتى كَانَ الْعَطش شَدِيدا فَاسق المَاء أَيْضا وَاعْلَم أَن المَاء الْبَارِد لَيْسَ بجيد فِي هَذِه الْعلَّة فَاسق مِنْهُ إِذا اضطررت إِلَيْهِ أقل مَا يُمكن إِذا كَانَ الْعَطش لَا يسكن بالسكنجبين وَالْمَاء الْبَارِد لِأَن الْبَارِد يُطِيل نضج الورم ويمنعه وَإِذا كَانَ مَعَ السكنجبين لم تخش ذَلِك لعلتين: إِحْدَاهمَا ألف ألف لقلَّة مِقْدَاره لِأَن الْبَارِد يسقى للتطفية إِذا لم يخف الورم يكون مِقْدَارًا كثيرا جدا وَالثَّانيَِة أَن السكنجبين يصلح المَاء لِأَن فِيهِ تقطيعاً وتلطيفاً. مِثَال: أنزل أَن رجلا متكاثف الْجِسْم يابسة قواه وَاسع الْعُرُوق وقوى الْقُوَّة الحيوانية صَابِرًا على الْجُوع مرض فِي وَقت لَيْسَ بالشديد الْبرد فَم معدته وَكَانَ يسْتَعْمل قبل مَرضه أَطْعِمَة كَثِيرَة الْغذَاء وضع آخر: رطب الْجِسْم متخلخلة وضيق الْعُرُوق ضَعِيف الْقُوَّة وفم الْمعدة مرض فِي وَقت حَار وَكَذَلِكَ قبل ذَلِك يسْتَعْمل أغذية قَليلَة الْغذَاء فَانْزِل أَنَّهُمَا مَرضا مرض ذَات الْجنب أَقُول: إِنَّك إِن لم تغذ الأول واقتصرت على الْأَشْرِبَة مَتى رَجَوْت أَلا تتأخر نِهَايَة مَرضه أَكثر من) ذَلِك وغذوت الثَّانِيَة من أول الْعلَّة بكشك الشّعير أصبت التَّدْبِير وخلصاً جَمِيعًا فَإِن قلّبت التَّدْبِير قتلتهما جَمِيعًا قبل الْيَوْم السَّابِع بِأَن يختنق أَحدهمَا بِسُرْعَة وَيحدث على الآخر الغشي وانحلال الْقُوَّة وخاصة إِن كَانَ الأول كهلا وَالثَّانِي صَبيا فَإِن الْمَوْت يكون حِينَئِذٍ أسْرع إِلَيْهِمَا. قَالَ: وَمَتى كَانَ فِي الأمعاء ثقل محتبس ينزل وَعَهده بِطَعَام آخر قريب فَإِن كَانَ شَيْئا فاحقنه وَإِن كَانَ صَبيا فَحَمله شيافة إِلَّا ينزل الطَّعَام من بَين ذَات نَفسه نزولاً جيدا وَقَالَ: التكميد يسخف الْموضع ويحلل ويلطف ذَلِك الورم فِي الورم الْحَار ويرقه ويستفرغ

بعضه فيقل التمدد ويهدأ الوجع وَمَتى لم يفعل التكميد ذَلِك أَو زَاد فِي الوجع فَاعْلَم أَن الْجِسْم ممتلئ من الأخلاط وَأَنه يجتذب من الْمَوَاضِع أَكثر مِمَّا تحلل مِنْهُ فاستفرغ الْجِسْم استفراغاً قَوِيا إِمَّا بالفصد وَإِمَّا بالإسهال على نَحْو مَا هُوَ إِلَيْهِ أحْوج لي يَعْنِي إِذا كَانَت الْعلَّة فَوق بالفصد وَإِذا كَانَت فِي الأضلاع السُّفْلى فبالإسهال والحزم أَن لَا تسْتَعْمل الكماد الْبَتَّةَ إِلَّا من بعد الاستفراغ البليغ. أبقراط: فَاسْتعْمل التكميد بِالْمَاءِ الْحَار فِي مثانة أَو أسفنج أَو إِنَاء نُحَاس قَالَ: ابحث عَن سَبَب الورم فَإِن كَانَ حمرَة فالتكميد بالرطب خير لَهُ وَإِن كَانَ فلغمونياً فاليابس ويستدل على ذَلِك من النفث وَالْوَقْت قَالَ: وَلِأَن هَذِه الأورام غائرة فَعَلَيْك بالكماد الْيَابِس الْقوي فَإِن لم يسكن الوجع فاستفرغ الْجِسْم إِلَّا أَن اسْتِعْمَال الكماد الرطب إِن لم ينفع لم يعظم ضَرَره فَأَما الْيَابِس فَإِنَّهُ يضر ضَرَرا عَظِيما قَالَ: والكماد الْقوي الَّذِي يكون بالخل والكرسنة وَاحْذَرْ أَن يرْتَفع إِلَى وَجه العليل عِنْد التكميد بخار كثير لِأَنَّهُ يهيج كرباً وضيق نفس اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تكون علته شَدِيدَة اليبس فَيكون لَهُ حِينَئِذٍ أدنى نفع لما ينشق من البخار الرطب فيعين على النفث. لي من هَهُنَا يدل أَن صَاحب الشوصة يحْتَاج إِلَى الاكباب على مَاء حَار أَو يكمد بكماد الْخلّ والكرسنة على مَا فِي بَاب التكميد وَذَلِكَ إِذا حدست أَن الأخلاط غَلِيظَة ألف ألف لزجة أَو بالجاوس وَالْملح قَالَ: فالتكميد يحل الوجع فِي الأضلاع الْعليا كَانَت أَو السُّفْلى وَأما الفصد فَلَا يحل الوجع إِلَّا إِذا كَانَ عَالِيا نَحْو التراقي فَإِن لم يحل التكميد الوجع فَلَا تطل اسْتِعْمَاله وَذَلِكَ أَنه يجفف الرئة وَيجمع الْمدَّة قَالَ: وَمَتى كَانَ الورم فِي الْأَجْزَاء الْعَالِيَة من الغشاء المستبطن للأضلاع شاركتها الترقوة والساعد والثدي فِي الْأَلَم وَمَتى كَانَ فِي الْأَجْزَاء السُّفْلى شاركها الْحجاب وَمَا دون الشراسيف فَمَتَى كَانَ الوجع نَحْو الْأَعْضَاء الْعَالِيَة فاقصد الباسليق قَالَ فَيَنْبَغِي أَن تفصد الْعُرُوق الَّتِي فِي المابض الْعرق الَّذِي يُمكن أَن يجذب الدَّم الَّذِي فِي) الْعُضْو العليل إِلَى ضد الْجِهَة الَّتِي مَال إِلَيْهَا. لي على هَذَا يفصد الْمُخَالف وَذَلِكَ مُخَالف لقَوْله فِي كتاب الفصد لتجذب الدَّم إِلَى ضد الْجِهَة الَّتِي مَال إِلَيْهَا وَمَتى كَانَ الوجع فِي الْأَجْزَاء السُّفْلى فأسهل الْبَطن بخربق وَنَحْوه وَالْعلَّة فِي فصد الباسليق فِي كتاب التشريح لِأَنَّهُ ذكر فِي هَذَا الْمَكَان من أَيْن تشرب هَذِه الْأَعْضَاء قَالَ: ففصد الْعرق عَظِيم النَّفْع إِذا كَانَت الْعلَّة مائلة إِلَى فَوق وَأما إِذا كَانَت أَسْفَل فَلَيْسَ بعظيم النَّفْع لعِلَّة فِي التشريح يجب أَن نذْكر ذَلِك حَيْثُ يَنْبَغِي.

المقالة الثانية

قَالَ: وَإِخْرَاج الدَّم إِلَى أَن يتَغَيَّر لَونه لِأَن تغير لَونه دَلِيل على أَنَّك قد استفرغت مَا حصل فِي الْعُضْو الوارم وارتبك فِيهِ وَأَنت تَجِد الورم فِي أَكثر الْأَمر أَشد حمرَة وَأَيْضًا أَبْطَأَ سواداً حَتَّى أَنه لَو كَانَ الدَّم الَّذِي فِي الْبدن كُله بلغمياً لَكَانَ هَذَا الدَّم مائلاً إِلَى الْحمرَة والسواد لما قد مَسّه من الْحَرَارَة فِي الموضح الَّذِي ارتبك فِيهِ فَتغير الدَّم دَلِيل على أَنه قد استفرغت جلّ مَا حصل هُنَاكَ وَلَكِن لِأَن الْقُوَّة رُبمَا منعت من هَذَا الاستفراغ فَيَنْبَغِي أَن يتْرك ذَلِك على أَن الِانْتِفَاع يكون أقل حِينَئِذٍ إِلَّا أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يخْتَار من أجل سُقُوط الْقُوَّة فَإِن لم يظْهر فافصد إِحْدَى الشّعب الَّتِي فِي بَاطِن الساعد الَّذِي يُسمى الإبطي فَإِن لم يظْهر فالأكحل فَإِن لم يظْهر فافصده على كل حَال القيفال على تحكم مِنْك فَإِن الِانْتِفَاع يكون أَبْطَأَ وَأَقل. قَالَ: وَدَلَائِل ميل الورم إِلَى النَّاحِيَة الْعَالِيَة من الصَّدْر أَن يكون الثّقل فِي الترقوة والساعد والثدي وَأما الورم الْحَادِث فِي النَّاحِيَة السُّفْلى من الصَّدْر فَإِنَّهَا قريبَة من الْحجاب كالآلام الَّتِي تعرض فِيهَا فبادر إِلَى مَا دون الشراسيف فَلَيْسَ الفصد إِذا من مابض الْيَد فِي هَذِه الْعلَّة عَظِيم النَّفْع لِأَن وضع الْقلب متوسط بَينهمَا لِأَن الْعرق الَّذِي فِي النَّاحِيَة السُّفْلى من الصَّدْر ينْبت من الْعرق الْأَعْظَم من قبل اتِّصَاله بِالْقَلْبِ. لي لَعَلَّ فصد مابض الرّكْبَة ينفع هَهُنَا قَالَ: وَأما إِذا كَانَ الوجع نَحْو الشراسيف فأسهل بالخربق الْأسود. قَالَ ج: مَتى كَانَ مَعَ الشوصة وجع وَحمى شَدِيدَة جدا فاحذر حذرا شَدِيدا من إسقاء دَوَاء مسهل وَاسْتعْمل الاستفراغ بالفصد وَإِن كَانَ الوجع ألف ألف فِي السُّفْلى فالمنقية حِينَئِذٍ وَإِن كَانَت من الفصد أقل مِنْهُ فِي الإسهال فَإِن الحزم والوثيقة فِي الفصد أَكثر بل لَيْسَ فِي الفصد شَيْء من الْخطر كثير وخاصة إِن لم تكن عَارِفًا بطبع العليل وَلَا يدْرِي كم مِقْدَار كم يحْتَاج أَن) تعطيه من الدَّوَاء المسهل فَإِن أقالت إِمَّا أَلا تسهل وَإِمَّا أَن تحرّك شَيْئا لَا تخرجه وَإِمَّا أَن يكثر استفراغه وكل هَذَا يجلب مضار رَدِيئَة فَأَما إِن كنت عَارِفًا بطبيعته وَلم تكن الْحمى قَوِيَّة جدا فاسقه المسهل إِمَّا الَّذِي وَصفه أبقراط وَإِمَّا غَيره وَأفضل الْأَدْوِيَة الأيارج الَّذِي يَقع فِيهِ الخربق وَلَا يَقع فِيهِ سقمونيا قَالَ: وليعطه بعد أَخذه الدَّوَاء بساعة مَاء الشّعير لِأَنَّهُ يغسل أثر الدَّوَاء ويعدلّ كيفيته فَأَما حِين الإسهال وَفِي وقته فَلَا فَإِنَّهُ يقطع الإسهال قَالَ: مَاء الشّعير إِن أعْطى مَعَ المسهل منع عاديته وأسرع بالإسهال وَإِن أعْطى وَقد بَدَأَ الإسهال قطعه. 3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة) 3 - (الأخلاط الغليظة الَّتِي فِي الصَّدْر) يحْتَاج إِلَى مَا يجلو واللزجة إِلَى مَا يقطع وَلذَلِك مَاء الْعَسَل مُوَافق جدا لنفث الأخلاط الغليظة بالبصاق والسكنجبين للأخلاط اللزجة وَيَتْلُو مَاء الْعَسَل فِي جلاء الأخلاط الغليظة مَاء الشّعير وَبعد الشَّرَاب الحلو وَيجب أَن يكون شربه بعد نضوج الورم الْحَادِث فِي الرئة وَالْجنب لَا فِي وَقت

جساء هَذِه الأورام وَوقت تورّمها فَإِن كَانَ شرب الشَّرَاب الحلو يحدث للعليل عطشاً إِذا شربه فموافقته أقل قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فالشراب الحلو فِي الْأَمْرَاض الحارة مُوَافق لنفث مَا يحْتَاج إِلَى نفثه بالبزاق لِأَنَّهُ يرطب ويجلو باعتدال وَلِأَنَّهُ يُقَوي الْقُوَّة هُوَ نَافِع فِي الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ من ينفث شَيْئا نم صَدره ورئته ويعين على انطلاق الْبَطن قَلِيلا وقرعه للذهن أقل من الشَّرَاب الخمري فَلذَلِك لَا يخَاف مِنْهُ اخْتِلَاط الْعقل قَالَ: فَلذَلِك لَيْسَ ضرب من الشَّرَاب أوفق لمن بِهِ حمى مَعَ مرض الرئة مِنْهُ ومضادّته يسيرَة لَهُ وهيأ الْعَطش والإسخان قَلِيلا إِلَّا أَن يكون الكبد عليلة وَالطحَال فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ رَدِيء يُولد الصَّفْرَاء أَكثر من كل شَيْء خلا الْعَسَل وَلذَلِك يعطش فافتقد مَنَافِعه ومضارّه فِي ذَلِك الْجِسْم واعمل بِحَسبِهِ وأحذره أَكثر فِي أمزاج الْأَبدَان المرارية قَالَ: والخمرة الحلوة إِنَّمَا تعين على النفث إِذا لم يكن غليظاً قَالَ: يتلوها فِي ذَلِك من المعونة على النفث الْخمر المائية الْبَيْضَاء إِلَّا أَنَّهَا على حَال يُقَوي الْقُوَّة أَكثر من المَاء وتقطع وتلطف أَكثر مِنْهُ قَالَ: فَمَتَى كَانَ الشَّرَاب الحلو يعطشه فالأبيض أعون على النفث فِيهِ من الحلو لِأَن الْعَطش يلزج البصاق جدا وَأما الشَّرَاب الخوصيّ الْأسود الْقَابِض فاستعمالك لَهما فِي هَذِه الْعلَّة صَوَاب مَتى لم يكن فِي الرَّأْس ثقل وَلَا خفت اخْتِلَاط الْعقل وَلَا تلزيج النفث وَلَا كَانَ الْبَوْل عسراً قَالَ: وَمَاء الْعَسَل جيد لأَصْحَاب الشوصة إِلَّا أَن يكون أحشاؤهم وارمة وأمزجتهم شَدِيدَة الْحَرَارَة وَإِذا) كَانَت ألف ألف الأحشاء وارمة فَلَا يعْطى وَأما المحروق فليمزج حَتَّى يصير قَرِيبا من المَاء وَمَاء الْعَسَل فِي أَكثر الْأَمر أقل تهييجاً للعطش من الشَّرَاب الحلو ويعين على النفث مَعُونَة معتدلة ويسكن السعال إلاّ أَنه إِن كَانَ العليل رغب فِيهِ عَطش ولزج البصاق. قَالَ ج: مَاء الْعَسَل لرقته وَكَثْرَة مائيته أقل تهييجاً للعطش من الشَّرَاب الْأَبْيَض إِلَّا أَنه إِن لبث فِي الْمعدة هيج أَيْضا الْعَطش قَالَ: وَلَيْسَ بقوى أَن يعين على النفث مَعُونَة عَظِيمَة كالسكنجبين فَإِنَّهُ يعين على نفث مَا يحْتَاج إِلَيّ بالبصاق ويسهل النَّفس وَهَذَا هُوَ السكنجبين الْمَعْمُول من مَاء الْعَسَل وَقَلِيل خل قَالَ: والحامض مِنْهُ قوي وَنَفث الأخلاط أَكثر فَإِن لم يقدر على نفثها زَادهَا لزوجة وَرُبمَا لزج البصاق فضر لِأَن الْخلّ وَإِن كَانَ قد يلطف الأخلاط فَإِنَّهُ يجففها فَمَتَى كَانَ للسكنجبين مِقْدَار مّا من الحموضة إلاّ أَنه لَا يبلغ أَن يقطع مَا ينفثه ذَلِك العليل

فَإِن لَا يكن حامضاً فَهُوَ خير وَذَلِكَ أَنه حِينَئِذٍ لَا يقوى على التلطيف ويجفف البصاق لِأَن الْخلّ مجفف. لي السكنجبين لَا يعْمل فِي تسهيل النفث عملا متوسطاً لكنه يعْمل بِقُوَّة لتقطيع الْخلّ وَلِأَن مَعَ الْخلّ تجفيفاً فَإِن كَانَت الأخلاط غَلِيظَة جدا حَتَّى يعجز السكنجبين الحامض عَن إخْرَاجهَا بالنفث فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يزيدها رداءة لِأَنَّهُ يحففها. أبقراط: أَكثر مَا يعرض من السكنجبين الحامض رداءة الْعلَّة وخبثها فَانْظُر عِنْد ذَلِك فِي سَائِر أَمَارَات العليل هَل يتَخَلَّص لِأَن السكنجبين الحامض فِي الْعِلَل الرَّديئَة إِن لم يقو على تلطيف الْخَلْط وإخراجه بالنفث زَاد الْخَلْط غلظاً وَإِن قوى عَلَيْهِ وقطعه احْتَاجَ إِلَى قُوَّة قَوِيَّة حَتَّى ينفث مَا قطعه السكنجبين وإلاّ اختنق العليل وَمَات قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يعْطى الَّذين علتهم رَدِيئَة عسرة النضج من السكنجبين الحامض مفتراً قَلِيلا قَلِيلا لِأَن فتورته تعين على النضج وقليلاً قَلِيلا لِأَن قوته قَوِيَّة وَأما غير الحامض فَإِنَّهُ يرطب الْفَم والحنك ويعين على نفث الأخلاط باعتدال ويؤمن مَعَه الأضرار الَّذِي يكون عَن مَاء الْعَسَل فِي الْأَمْرَاض المرارية إلاّ أَنه يقمع الْمرة. قَالَ جالينوس: من الْبَين أَن الْخلّ الْقَلِيل إِذا خالط مَاء الْعَسَل كَانَ الْمركب فِي غَايَة النَّفْع وَذَلِكَ أَنه تبقى لَهُ فَضَائِل مَاء الْعَسَل وَهُوَ يسهل النفث غير المفرط واللزوجة وَقد أَمن أَن يهيج المرار وَهُوَ غير ضار للأحشاء وَيخرج الرِّيَاح وَالْبَوْل غير أَنه يسحج وَإِذا كنت تُرِيدُ أَن تسقيه مَعَ مَاء الشّعير فَلَا تسق مَاء الشّعير إلاّ بعد ساعتين أَو أَكثر وَذَلِكَ أَنه فِي هَذِه الْمدَّة يبلغ الْمَوَاضِع الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهَا وَينفذ فِيهَا وَأما اخْتِلَاطه بِمَاء الشّعير فرديء يحدث اضطراباً قَالَ: وَإِنَّمَا يحْتَاج) إِلَى اسْتِعْمَال السكنجبين مَتى كَانَ مَاء الْعَسَل يهيج الكرب والعطش وَكَانَت لزوجة مَا ينفث أَشد وليلق خل قَلِيل على مَاء الْعَسَل ويطبخ مَعَه فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يقل ضَرَره. لي يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل بدل مَاء الْعَسَل الْجلاب وَمَتى كَانَ الْجلاب ألف ألف يهيج بالعليل عطشاً فامزج بالجلاب شَيْئا من الْخلّ وأطبخه ثَانِيَة حَتَّى يبلغ ثمَّ اسْقِ مِنْهُ فَإِن السكنجبين الَّذِي وَصفه أبقراط إِنَّمَا يهيأ من مَاء الْعَسَل والخل وَأمر بِاسْتِعْمَالِهِ إِذا هيج مَاء الْعَسَل عطشاً وَإِذا احتجت أَن تهيج النفث أَكثر وَأما المَاء فَإِنَّهُ لَا يعين على نفث الأخلاط وَلَا يسكن السعال وَإِن شرب وَحده لكنه إِن شرب مِنْهُ الشَّيْء الْيَسِير بَين شراب السكنجبين وَمَاء الْعَسَل أعَان على النفث وَأما على غير هَذِه الْجِهَة فَلَا لِأَنَّهُ يزِيد فِي الْعَطش ويعظم الأحشاء لِأَنَّهُ يُطِيل اللّّبْث فِي الْبَطن فيسخن جدا فَلذَلِك يزِيد فِي الْعَطش وَلَا ينفذ سَرِيعا إِلَى الْأَعْضَاء فيرطبها وَيطول مكثه ويرهل الْأَعْضَاء وَلَيْسَت لَهُ قُوَّة قَاطِعَة للعطش كالسكنجبين فيبقي ترهله لَهَا فِيهَا فَأَما السكنجبين فيفعل ضد ذَلِك لِأَنَّهُ يسْرع النّفُوذ بالرطوبات إِلَى أقاصي الْجِسْم وَلِأَنَّهُ يقطع فَأَما الْحمام فَإِنَّهُ يسكن وجع الْجنب ويعين على نفث الأخلاط ويجوّد النَّفس

ويسكن الوجع الْعَارِض فِي الْجنب والقص والأكتاف فَلذَلِك هُوَ عَظِيم النَّفْع لأَصْحَاب ذَات الرئة وَذَات الْجنب وَاسْتِعْمَال الْحمام فِي هَؤُلَاءِ بعد النضج فَلْيَكُن بِثِقَة واتّكال وَذَلِكَ أَنه يعين على نفث الأخلاط وَمن كَانَ مِنْهُم لَهُ مُعْتَادا فِي صِحَّته فحمهم مرَّتَيْنِ وَأَكْثَرهم احْتِمَالا لَهُ من لَيْسَ مَرضه حاراً جدا وَلَا هُوَ سَاقِط الْقُوَّة على مَا وَصفنَا فِي بَاب الْحمام وَقد يَنْتَفِعُونَ بِهِ قبل النضج إِن لم يكن مرضهم حاراً جدا وقوتهم سَاقِطَة لَكِن إِن كَانَ مرضهم هادئاً وَكَانُوا مِمَّن يسْتَعْمل فيهم الأغذية لِأَن الْحمام يسكن أوجاعهم وينضج ويسهل النفث إِلَّا أَنه لَا يجب أَن يكون إلاّ بعد استفراغ الْجِسْم لِأَنَّهُ مَتى اسْتعْمل قبل الاستفراغ جلب الْموَاد إِلَى الْمَوَاضِع العليلة وَإِن اسْتعْمل بعد استفراغه أعَان على النضج فَأَما اسْتِعْمَاله بعد النضج فَلَا خطر فِيهِ ويعين مَعُونَة عَظِيمَة على نفث الأخلاط وَقَالَ: مُنْتَهى الْمَرَض فِي هَذِه الْعِلَل يكون مَعَ النفث لِأَنَّهُ سَاعَة ينضج وَلَا تزيد أعراضهم الْبَتَّةَ بعد النفث. الأولى من الْفُصُول: النفث من ذَات الْجنب إِن أسْرع قصرت مدَّته وَإِن أَبْطَأَ طَال فَإِن أركس الْمَذْكُور فِي كتاب إبيذيميا لما لم يقذف شَيْئا إِلَى الْيَوْم الثَّامِن لَكِن كَانَ يسعل سعالاً يَابسا امتدت علته إِلَى أَرْبَعَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا على أَن ذَات الْجنب فِي الْأَكْثَر يَأْتِي بحرانها فِي الرَّابِع عشر) وَإِن تجَاوز فَفِي الْعشْرين لَا محَالة وَلَو كَانَ ابْتَدَأَ ينفث قبل الْيَوْم الثَّالِث لأتاه البحران فِي السَّابِع وَالتَّاسِع وأقصاه الْحَادِي عشر وَلَو أبتدأ ينفث فِي الْيَوْم الثَّالِث لما جَاوز مَرضه الرَّابِع عشر قَالَ: وَذَات الْجنب ورم فَمَا دَامَ لم ينفث العليل شَيْئا وسعاله يَابِس فَإِنَّهُ يدل على أَن الورم لم ينضج الْبَتَّةَ وَهِي الأولى من عدم النضج فَإِذا قذف شَيْئا إلاّ أَنه رَقِيق فَهُوَ الْمنزلَة الثَّانِيَة وَهُوَ أَيْضا دَلِيل على النضج لَيْسَ أَنه أقل فِي ذَلِك من الأول فَإِذا صَار مَا ينفث أغْلظ مِمَّا كَانَ فقد ابْتَدَأَ النضج فَإِذا بلغ مآله أَن يبلغ من الغلظ فقد كمل النضج فَإِذا ظهر ألف ألف النضج التَّام فِي الثَّالِث أَو الرَّابِع فَلَا يُمكن أَن يتَجَاوَز الْمَرَض السَّابِع وَيكون ضَرُورَة أبدا طول هَذَا الْمَرَض وقصره على مِقْدَار النضج وتأخره قَالَ: وعلامة النضج التَّام فِي ذَات الْجنب أَن ينفث العليل بصاقاً أَبيض مستوي الْأَجْزَاء متوسط القوام وَيكون إِلَى الْغَلَط أميل وَلَا يكون فِي الْغَايَة وَيكون ذَلِك فِي جَمِيع أَيَّام الْمَرَض فِي الْخُرُوج وَأما النفث الرَّقِيق فَإِنَّهُ يدل على نضج ضَعِيف خَفِي وَأما النفث الصّرْف الْحمرَة الناصع والأصفر المشبع فَمن غير الحميدة وَأما الكمدة والسوداوية والزنجارية فدلائل الْهَلَاك سهولة النّوم على الْجَانِب العليل فِي ذَات الْجنب من عَلَامَات قلَّة الْعلَّة وَفِي الْعظم والرداءة وبالضد. لي جملَة الْأَعْرَاض الدَّالَّة على عظم الْعلَّة ورداءتها شدَّة الْحمى فِي الْكَيْفِيَّة جدا

المقالة السادسة قال

وَشدَّة عسر النَّفس والوجع فِي شدَّة وخزه وَأَخذه من التراقي إِلَى ضلوع الْخلف وَشدَّة الْعَطش والتلهب وَكَثْرَة الْحَرَارَة فِي الْبَطن وَالْبرد فِي الْأَطْرَاف وَشدَّة الوجع مَعَ القلق والوجع على الْجنب العليل ودوام السعال يَابسا مُدَّة طَوِيلَة وَأَن يكون بعد أَن ظهر النفث بلون ذميم وعسر نفثه وَكَانَ اخْتِلَاط الْعقل والسهر. قَالَ: وَذَات الْجنب وَنَفث الدَّم متضادان فَإِن عرضا بِإِنْسَان وَاحِد فَيحْتَاج أَن يقْصد لأشدها خطراً لي إِنَّمَا قَالَ متضادان: لِأَن نفث الدَّم يحْتَاج إِلَى مَا يغلظ ويغري وَفِي ذَات الْجنب إِلَى مَا ينضج ويجلو وَيقطع. 3 - (الْمقَالة السَّادِسَة قَالَ:) 3 - (من لم يستنق بالنفث من أَصْحَاب ذَات الْجنب) فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا جمع مُدَّة وَمن استنقى من المتقيحين إِلَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا من يَوْم انفجرت مدَّته وَإِلَّا وَقع فِي السلّ لِأَن الْمدَّة تَأْكُل رئته إِن طَالَتْ الْمدَّة أَكثر من هَذِه.) الْمقَالة السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ: تفقد مِقْدَار الوجع فِي الأضلاع فِي عظمه وقلته لِأَنَّهُ مَتى حدث وجع عَظِيم ناخس فِي الأضلاع فَأول مَا تعلم مِنْهُ أَنه لَا يُمكن أَن حدثت تِلْكَ الْعلَّة إِلَّا وَقد حدثت عَلَيْهِ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع والبيّن أَن الْعلَّة لَيست بِبَعِيد من الْخطر وَالثَّالِث أَنَّهَا تحْتَاج من العلامات إِلَى النفث الْقوي فَإِن كَانَ الوجع يبلغ التراقي احْتَاجَ إِلَى الفصد وَإِن كَانَ لَا يبلغ إِلَى مَا دون الشراسيف احْتَاجَ إِلَى الإسهال وَمَتى كَانَ الوجع الْحَادِث فِي الأضلاع يَسِيرا وَلم يكن مَعَ ذَلِك ناخساً وَلم يترق إِلَى الترقوة وَلَا انحدر إِلَى الشراسيف فقد يُمكن أَن تكون الْعلَّة فِي الْأَعْضَاء اللحمية الَّتِي فِي الأضلاع وَلذَلِك لَا خطر فِيهَا وَلَا تحْتَاج إِلَى علاج قوي عَظِيم. وَمن السَّادِسَة: مَتى حدث بِصَاحِب ذَات الْجنب أَو ذَات الرئة بعد إمعان الْمَرَض اخْتِلَاف من غير سَبَب من طَعَام أَو غَيره أوجب ذَلِك فَإِنَّهُ رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن الكبد قد ضعفت فَلَا تجذب الكيلوس أَو الْمعدة أَيْضا لطول الْمَرَض فَأَما فِي أول الْأَمر فَإِن الِاخْتِلَاف قد ينفع وخاصة إِذا كَانَ بعد الْمَرَض وَمن كوى من المتقيحين فجرت مِنْهُ مُدَّة كَثِيرَة دفْعَة هلك قَالَ: المتقيحون ألف ألف هم الَّذين فِي فضاء صُدُورهمْ مُدَّة وَيحْتَاج مِنْهُم إِلَى الكي من كَانَ بِهِ مِنْهُم شَيْء كثير حَتَّى يوئس من نقائه بالنفث وَهَؤُلَاء يمسهم من ضيق النَّفس أَمر غليظ جدا فيضطرب من أجل ضيق النَّفس جدا إِلَى أَن يكووه أَصْحَاب الجشاء الحامض قل مَا تصيبهم ذَات الْجنب لِأَن الجشاء الحامض يكون فِي الَّذين أمزجتهم بلغمية وَذَات الْجنب ورم فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَهَذَا الغشاء لكثافته لَا يكَاد يقتل خلطاً بلغمياً إِلَّا فِي الندرة. لي قد بَان من ذَلِك أَن أَصْحَاب المرار المستعدون لهَذِهِ الْعلَّة.

المقالة السابعة

3 - (الْمقَالة السَّابِعَة:) ذ حدث عَن ذَات الْجنب ذَات الرئة فَهُوَ رَدِيء لِأَن ذَلِك يكون إِذا كَانَ الْخَلْط لذات الْجنب بِهِ من الْكَثْرَة مَا لَا يسع الفضاء الَّذِي بَين الصَّدْر والرئة حَتَّى أَنه يغوص ضَرُورَة فِي الرئة فقد يحدث عَن ذَات الْجنب ذَات الرئة وَلَا يحدث عَن ذَات الرئة ذَات الْجنب وَذَلِكَ أَن ذَات الرئة إِن كَانَت صعبة شَدِيدَة خنقت صَاحبهَا قبل أَن يُشَارك الصَّدْر الرئة فِي علتها وَإِن كَانَت يسيرَة الْخَلْط ضَعِيفَة تنقى صَاحبهَا بسعال يسير. 3 (السَّابِعَة)) 3 (من كوى من المتقيحين) فجرت مِنْهُ مُدَّة بَيْضَاء نقية فَإِنَّهُ يسلم وَإِن خرجت مُدَّة حمائية مُنْتِنَة هلك. قَالَ ج: ذَلِك لَازم فِي كل دبيلة لَا مَتى كَانَ فِي الصَّدْر وَحده لَكِن فِي جَمِيع الْأَعْضَاء وَأما هَا هُنَا فَإِنَّهُ يزِيد بالمتقيحين الَّذين فِي فضاء صُدُورهمْ قيح وهم الَّذين كَانَت جرت عَادَة الْأَوَائِل أَن يستعملوا الكي فيهم. 3 - (أزمان الْأَمْرَاض) من عَلَامَات رداءة الْمَرَض فِي علل ذَات الْجنب والرئة البصاق الْأسود والأحمر الشَّديد الْحمرَة والزبدي والمنتن والعسر للنفث الَّذِي مَعَ وجع شَدِيد أَو سوء تنفس. من كتاب الفصد: من كَانَ بِهِ ذَات الْجنب أَو الرئة وَنَحْوهمَا وَكَانَت عَلامَة الامتلاء تبدو عَلَيْهِ فبادر فِي الرّبيع باستفراغه بالفصد أَو الدَّوَاء وَإِن لم يظْهر فِي بدنه امتلاء قَالَ: الفصد فِي من بِهِ الشوصة إِذا كَانَ محاذياً للْجنب الَّذِي فِيهِ الورم قد تظهر منفعَته كثيرا وَإِذا كَانَ فِي الْيَد الْمُقَابلَة لموْضِع الْعلَّة فالانتفاع يكون بِهِ خفيّاً وظهوره بعد زمَان طَوِيل. من الْمَوْت السَّرِيع: من عرض لَهُ وجع ذَات الْجنب وَنَفث مُدَّة إِن لم يبرؤا فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا اجْتمعت فِي رئاتهم مُدَّة وماتوا فِي السلّ. لي لَيْسَ هَذَا هَكَذَا وَلَكِن صَاحب ذَات الْجنب إِن لم ينق بنفث تقيح وَإِذا تقيح أَو لم ينق إِلَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا قرحت رئته وَمن كَانَ بِهِ ورم فِي الْحجاب غليظ ثمَّ خَفِي نفثه وَغَابَ بِلَا سَبَب فَإِنَّهُ يتحوّل إِلَى الرئة وَيَمُوت قبل السَّابِع وَإِذا عرض فِي من بِهِ ذَات الْجنب أَو ذَات الرئة استطلاق الْبَطن فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على موت الْقُوَّة الطبيعية. حدث بِغُلَام فِي البيمارستان تشنج فِي ذَات الْجنب قد نضج وَهُوَ يَرْمِي مُدَّة بسهولة فَمَاتَ وَقد رجونا تخلصه بسهولة نفثه. الكزاز فِي ذَات الْجنب ألف ألف والرئة قَاتل. 3 - (من كتاب العلامات:) 3 - (عَلَامَات ذَات الْجنب) حمى حادة ونخس فِي الأضلاع يبلغ الترقوة والشراسيف وضيق النَّفس وسعلة يابسة أول ذَلِك ثمَّ يقذف شَيْئا زبدياً ثمَّ شَيْئا يضْرب إِلَى الْمدَّة وَلَا يضطجع على الْجَانِب العليل ويعرض لَهُ سهر ويبس اللِّسَان وخشونة وَإِذا

تزيد الوجع برد أَطْرَافه وتحمّر وجنتاه وَعَيناهُ ويعرق عرقاً مُنْقَطِعًا) ويستطلق بَطْنه وَلَا يستقرّ بِهِ مَضْجَع وَإِذا عظم السقم وازدادت شرا أسْرع النَّفس وامتدّدت الشراسيف وَاخْتلفت المجسة وَيكون النفث أسود أَو يشبه الوردي أَو منتناً وَيكون نَفسه شَدِيدا وَقد قَالَ بعض الْأَطِبَّاء: إِنَّه إِذا كَانَ فِي الْجنب الْأَيْسَر كَانَ أَشد لقُرْبه من الْقلب وَقَالَ بَعضهم: بل هُوَ فِي الْأَيْمن أصعب فَإِذا انْتقل إِلَى جَمِيع الْمدَّة هدئت هَذِه الْأَعْرَاض ويستلقي دَائِما على الْقَفَا وتسخن أَطْرَافه وتحمّر وجنتاه. رسم الطِّبّ بالتجارب: الْحمى الحارة وضيق النَّفس والنفث الملّون عامّ لذات الْجنب والرئة فَإِذا زَاد فِيهِ وجع ناخس فِي الأضلاع وصلابة فِي النبض انْفَصل بِهِ ذَات الْجنب وَإِن ضمّ إِلَيْهِ لين النبض أَو عدم الصلابة وَنَفس الانتصاب وأحس العليل بِضيق كَأَنَّهُ يختنق فأيقن أَنه ذَات الرئة من الثَّالِثَة عشر من النبض قَالَ: إِذا كَانَ الورم فِي ذَات الْجنب صفراوياً ارْتَفع عَنهُ بخار حَار نَارِي وَكَانَ مِنْهُ اخْتِلَاط الْعقل وَإِذا كَانَ الورم بلغمياً كَانَت الْحمى أَلين وأسكن وارتفع مِنْهُ بخار رطب ضيائي وَكَانَ عَنهُ السبات والسهر. الْخَامِسَة من النبض: إِنَّه لم ير أحدا قطّ كَانَ نبضه فِي غَايَة الصلابة حَتَّى أَنه بِسَبَب صلابته أَصْغَر من نبض أَصْحَاب ذَات الْجنب نجا قَالَ: الِاخْتِلَاط يكون من ورم الْحجاب أَكثر من ورم الغشاء المستبطن للأضلاع لَان العصب الَّذِي يتَّصل بِهِ أقرب من الدِّمَاغ. السَّادِسَة من الثَّانِيَة من إفيذيميا قَالَ: إِذا كَانَ فِي الْجنب وجع غائر فكثيراً مّا ينْتَفع بِوَضْع المحجمة إِلَّا أَنه يجب ألاّ يكون الورم فِي الْحُدُوث بعد وَأَن يكون قد تقدم الاستفراغ للبدن كُله نعما وَإِذا فعلت ذَلِك عظم نفع المحجمة لِأَنَّهَا تبَاعد الدَّاء من الغشاء المستبطن للأضلاع فتجره نَحْو الْجلد وتخرجه إِلَى خَارج وَإِذا صَار إِلَى هَذِه النَّاحِيَة أمكن تَحْلِيله وَإِن هُوَ بَقِي وَلم يتَحَلَّل كَانَ الوجع مِنْهُ أقل لسخافة هَذِه الْمَوَاضِع ولينها وَأَن العصب فِيهَا أقل مِنْهُ فِي العضل الَّذِي بَين الأضلاع ولبعده أَيْضا من الْعظم لِأَن الْعِظَام تزحم الورم فيهيج الوجع كَمَا يزحم الظفر اللَّحْم فِي عِلّة الداخس. لي وَإِن جمع فَهُوَ أَجود وَأمن من أَن يجمع دَاخِلا وينفجر إِلَى فضاء الصَّدْر فَأَنا أَقُول: إِنَّه لَا شَيْء أَنْفَع من المحجمة وتسخيف مَوضِع الوجع فِي الظَّاهِر بعد كَثْرَة التنقية لتجذب الْخَلْط إِلَى الظَّاهِر فَإِنَّهُ لَيْسَ الدَّرك فِيهِ بصغير وَكَذَلِكَ أرى فِي الدبيلات الَّتِي على التجاويف أَن تمدّ كلهَا إِلَى خَارج مَا أمكن.) الأولى: أَضْعَف مَا يكون ألف ألف من ذَات الْجنب مَا لم يكن مَعَه نفث. هَذَا من أجل قلَّة الْغذَاء لَا من أجل الِامْتِنَاع وَيعرف ذَلِك بِأَن لَا يكون مَعَه وجع

وَلَا تكون أَعْرَاض الْمَرَض لَهَا مِقْدَار وَأما مَتى كَانَت أَعْرَاض الْمَرَض عَظِيمَة وَالنَّفس لَيْسَ فَإِنَّهُ من عدم النضج لَا لضعف الْعلَّة وقلتها. الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: البزاق الَّذِي يستدير يدل على اخْتِلَاط الذِّهْن قَالَ: السَّبَب فِي استدارة البزاق غلظ الأخلاط ولزوجتها واجتماعها فِي قَصَبَة الرئة وَالسَّبَب الْفَاعِل الْحَرَارَة الْغَالِبَة فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع وَقد رَأَيْته حدث وَطَالَ بِهِ الْأَمر فَأدى إِلَى السل وَإِذا كَانَ مَعَ عَلَامَات الأخلاط دلّ على الِاخْتِلَاط فَأَما وَحده فَلَا تعتمد عَلَيْهِ تقبح عروق السفلة يُؤمن من ذَات الْجنب وَذَات الرئة. الْيَهُودِيّ الْمقَالة الأولى: إِذا عرض فِي الْحجاب ورم وَكَانَ مَعَه عسر النَّفس الشَّديد وَالْكرب الشَّديد ثمَّ تبع ذَلِك اخْتِلَاط مَاتَ فِي الرَّابِع فَإِن اخضرت فِي هَذِه الْعلَّة الشفتان وطرف الْأنف وَكَانَ الْبَوْل فِي ابْتِدَاء هَذِه الْعلَّة شَدِيد الْحمرَة فَإِنَّهُ يَمُوت كَمَا يخضر أَنفه وَذَلِكَ يَوْم السَّادِس أَو السَّابِع وَإِذا عرض مَعَ ذَات الْجنب غشي شَدِيد فَإِنَّهُ قَاتل إِن كَانَ متداركاً. أهرن قَالَ ذَات الْجنب كثيرا مَا تقتل الْمَشَايِخ لِأَن هَؤُلَاءِ يعجزون عَن تفتية الْخَلْط بالنفث لضعف قوتهم قَالَ وَذَات الْجنب الْخَالِصَة يكون الورم فِي العضل الملبس للأضلاع إِلَى دَاخل قَالَ وأشدهم وجعاً من بِهِ ذَلِك من صفراء قَالَ وأشده ابطأه نضحاً وأحزمه قَالَ والأعراض الرَّديئَة الغريبة الَّتِي تعرض فِي ذَات الْجنب الغشى ويبس اللِّسَان والسهر واختلاط الْعقل واختلاط الْقلب قَالَ: وَعند ذَلِك فقاوم هَذِه الْأَعْرَاض بِمَا يَنْبَغِي فَإِنَّهُ أوجب. بولس قَالَ: مَعَ ذَات الْجنب حمى دائمة ووجع يَنْتَهِي إِلَى الترقوة والشراسيف وسعال وعسر نفس ووجع تَحت الأضلاع ناخس شَدِيد قَالَ: وَهَذِه الْأَعْرَاض كلهَا تكون فِي ورم الكبد الْحَار إِلَّا أَن الوجع الناخس يكون فِي ذَات الْجنب والنبض الجاسي الصلب والسعال الَّذِي يكون من الكبد لَا يكون مَعَه نفث أبدا فَأَما الَّذِي من الشوصة فَفِي أوّل الْأَمر وَالْوَجْه فِي ضرّ ورم الكبد أصفر رَدِيء قَالَ: وَإِذا عرض الورم فِي العضل الملبس على الأضلاع من خَارج كَانَت ذَات الْجنب غير صَحِيحَة وَلَا يعرض هَذِه سعال وَلَا فوَاق وَلَا نبض جاس ويوجع إِذا غمز فَإِن هُوَ لم يتَحَلَّل وَلم ينفش نتا رَأسه إِلَى خَارج وَاحْتَاجَ إِلَى بطّ وَهَذَا لَا يكون أبدا فِي الْخَالِص وَذَلِكَ أَن) ذَلِك ينفجر إِلَى دَاخل قَالَ: وَإِذا كَانَ الْأَلَم يمتدّ إِلَى الترقوة فالفصد أولى بهم وَإِن كَانَ يَأْخُذ إِلَى تَحت الشراسيف فالإسهال وَأما الْحَدث من الْأَطِبَّاء فَإِنَّهُم يفصدون جَمِيع من بِهِ هَذَا السقم لتخوفهم من القلق الَّذِي يكون من الإسهال فَإِن لم يكن الفصد والإسهال لضعف الْقُوَّة فاحقنه بحقنة ألف ألف مسهلة فِيهَا حِدة وأعطهم مَاء الْعَسَل وَمَاء الشّعير إِلَى أَن تنحطّ الْعلَّة فَإِذا

مسائل أفيذيميا

انحطت فاطبخ فِي هَذِه الْمِيَاه كراثا وفوذنجا ويلعقون بزر القريص مَعَ عسل وَإِن كَانَ الوجع فِي الْجنب شَدِيدا فَاسْتعْمل التكميد بالدهن والنخالة والخرق الحارة وَالْمَاء الْحَار وضع الصُّوف المشرب الزَّيْت العذب الفاتر وَالْمَاء المالح وَمَاء الْبَحْر وذرّ كبريتا على ذَلِك الصُّوف المشرب الدّهن أَو يضمد بضماد الَّذِي يهيأ بالبزور مَعَ مَاء قد غلى فِيهِ بابونج وخطمى وَجَمِيع مَا يُرْخِي ويحلل قَالَ: وَاقْتصر بهم إِلَى الرَّابِع عشر على مَاء الشّعير أَو مَاء الْعَسَل حَتَّى إِذا كَانَ بعد ذَلِك فأعطهم لعوقاً مُهَيَّأ من لوز وَحب القريص وَعسل وَنَحْو هَذِه اللعوقات المسهلة للنفث والمليّنة وَيَأْخُذُونَ حبوباً فِي اللَّيْل فِي الْفَم الَّذِي يهيأ للسعال وضمد الْموضع بالمنضجة الليّنة كالشحوم والبزور والألعبة وَإِن عرض سهر فأعطهم لعوق خشخاش حَتَّى إِذا كَانَ الرَّابِع عشر فليحتجموا ويلطّف التَّدْبِير حَتَّى يظْهر الانحطاط ظهوراً بينّا فَإِذا ظهر فليستحموا وليحذروا الْبَارِد ويغلظ تدبيرهم قَلِيلا وَإِن كَانَ الْخراج يغدر أَنه يتقيح فعلاجه مَا تقدم وَأما الأوجاع من كناش الاسكندر قَالَ: إِذا فصدت وتنقي الْجِسْم فَإِنَّهُ إِذا وضعت المحجمة على الْموضع الوجع بعقب ذَلِك رَأَيْت الْعجب من سرعَة الْبُرْء حَتَّى أَنَّك لَا تحْتَاج إِلَى علاج غَيره بل يسكن الوجع الْبَتَّةَ وَلذَلِك قد اعْتمد عَلَيْهِ أهل أرمينة من غير الْأَطِبَّاء لما قد عرفُوا ذَلِك بالتجربة ووثقوا بِهِ فَكَذَلِك الكماد والأضمدة المرخية فَإِن زَاد الكماد فِي الوجع فَلَا تستعمله لِأَن الْبدن مَمْلُوء وَاعْتمد فِي غذائهم على مَاء الْعَسَل فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَنْفَع لَهُم مِنْهُ فَإِن كَانَت الْحمى لهبة فماء الشّعير وَإِن اشْتَدَّ السهر فأعطه قَلِيلا من خشخاش وإلاّ فَلَا لِأَنَّهُ يعسر بِهِ نفث الأخلاط وَليكن مَاء الشّعير فِي هَؤُلَاءِ خَاصَّة جيد الطَّبْخ. . ميفخة تَضُرهُمْ جدا وأعطهم عصارة اللوز وفتات الْخبز إِن كَانَ ضعفا قَالَ وَأما الرُّمَّان فاجتنبه فَإِنَّهُ رَدِيء للصدر وكل شَيْء شَدِيد الْبرد وَالْمَاء الْبَارِد قَالَ: وَإِذا كَانَت الطبيعة مَعَه مُطلقَة دون معتقلة فَلَا تفصد وعالج الْبَطن حَتَّى يمتسك قَالَ: وَفِي ذَات الْجنب الْخَالِصَة الَّتِي مَعهَا حمى عَلَيْك بالفصد والكماد بالرفق بالإسهال فَأَما غير الْخَالِصَة فَعَلَيْك بالدلك للموضع بالضمادات بالزفت والمحاجم لتجذب الْخراج إِلَى) خَارج واحرق أصُول الكرنب واعجنه بشحم وضمد بِهِ. شَمْعُون قَالَ: إِن عسر نفث الْمدَّة فَأكْثر التكميد والتنطيل. 3 - (مسَائِل أفيذيميا) قَالَ: ذَات الْجنب إِذا كَانَ الوجع فِيهَا يَسِيرا جدا وَكَانَ ينفث شَيْئا دموياً يجوز ألاّ يفصد فِيهِ لِأَنَّهُ يجتري بِسَائِر العلاجات الْأُخَر. تياذوق: ضماد نَافِع لذات الْجنب والسعال شَحم ألف ألف البط والدجاج سمن الْبَقر

وَالْغنم زوفا رطب وَأَيْضًا بزر كتّان وحلبة وإكليل الْملك وخطمى وفقاح إذخر وبابونج ودقيق شعير منخول بحريرة يطْبخ بِالْمَاءِ وبدهن الشيرج أَو بدهن النرجس إِن كَانَ بلغمياً ويطلى على خرقَة وَيُوضَع على الْجنب قَالَ: إِن كَانَ النفث صافياً أَبيض فِيهِ خلط دم فَإِن الوجع من الدَّم. قاطا جانس الأولى مِنْهُ قَالَ أبقراط: إِذا كَانَ الوجع فِي الْحجاب وَكَانَ لَا يجد صَاحبه مسا فِي الترقوة فليّن الْبَطن بخربق أسود وبالدواء الْمُسَمّى بقلة بَريَّة لي هَذَا الدَّوَاء أحد اليتوعات. ابْن سرابيون فِي الْفرق بَين ذَات الْجنب ووجع الكبد قَالَ: لَيْسَ مَتى وجد إِنْسَان وجعاً فِي الأضلاع وسعال فَإِنَّهُ ذَات جنب لَكِن إِن كَانَ مَعَ ذَلِك نفث ملّون فَهُوَ ذَات الْجنب فَإِن لم يكن نفث فقد يُمكن أَن تكون ذَات جنب لم ينضج وَيُمكن أَن يكون ورم الكبد لِأَن معاليق الكبد إِذا تمددت أحدث وجعاً فِي الْحجاب والأضلاع وغشائها وَلَكِن النبض فِي ذَات الْجنب صلب لَا يشبه نبض ورم الكبد وَلَا ينبعث من الْبَطن فِي ذَات الْجنب يشبه مَا فِي ذَات الكبد وَلَكِن لَعَلَّه لَيْسَ ورم الكبد بعد شَيْء يسيل من الْبَطن فجس المراق فَإِن كَانَ هَذَا فَهُوَ فِي الكبد ورم الكبد وَإِن لم يكن فعله فِي الحدبة حَيْثُ تغطي عَلَيْهِ أضلاع الْخلف فَمن العليل يتنفس أعظم مَا يكون وَانْظُر هَل يحس بِشَيْء مُعَلّق ثقيل فِي نَاحيَة أضلاعه وترقوته فَإِنَّهُ قد يحدث عَن ورم الكبد ضيق نفس لما نقع من ضغط الكبد للحجاب ووجع لهَذِهِ المعاليق ودغدغة تَدْعُو إِلَى السعال فَيُشبه ذَات الْجنب فِي أوّل الْأَمر فَإِذا طَالَتْ الْمدَّة انْكَشَفَ لِأَنَّهُ يلْزم ورم الكبد سَواد اللِّسَان أَو حمرته وَيحدث فِي ذَات الْجنب النفث. لي يُمكن الْفرق من السخنة وَالتَّدْبِير وَنَوع الوجع فَإِن ورم الكبد يكون اللَّوْن مَعَه رديئاً وَالتَّدْبِير مولّداً للسدد والوجع ثقيلاً مفرطاً وَذَات الْجنب يكون اللَّوْن فِيهَا أَحْمَر فَإِنَّهُ يحدث بالذين يكثرون الشَّرَاب وَيكثر فيهم الدَّم والوجع بنخس شَدِيد والوجع إِذا تنفس أَشد كثيرا) يستقصي. فِي ذَات الْجنب: ذَات الْجنب مِنْهَا صَحِيحَة وَمِنْهَا غير صَحِيحَة فالصحيحة هِيَ الَّتِي يكون الورم فِيهَا فِي الغشاء الملبس على الأضلاع من دَاخل والغير صَحِيحَة مَا كَانَ الورم فِيهَا فِي العضل الَّذِي فِي مَا بَين الأضلاع أوجاع الأضلاع قَالَ والفصل بَينهمَا أَن الوجع فِي الصَّحِيح ناخس حاد لِأَنَّهُ فِي غشاء وَأما الآخر فَإِنَّهُ لَا يحس مَعَه بوجع ناخس حَار بل ضَرْبَان لِأَنَّهُ فِي اللَّحْم لَا فِي الغشاء وَأَيْضًا فِي الصَّحِيح يثقل الوجع وَفِي غير الصَّحِيح يكون ضرباناً ثَابتا فِي مَوضِع وَاحِد من الأضلاع والنبض فِي الصَّحِيح صلب جدا منشاري وَفِي الآخر لَا صلابة فِيهِ وَأَيْضًا إِن كَانَ مَعَ السعال نفث فذات الْجنب صَحِيحَة ألف ألف فَإِن لم يكن نفث فَلَيْسَ صَحِيحَة فَإِن كَانَ إِذا أحس الْموضع بالأصابع ألم فَإِنَّهُ غير صَحِيح وَإِن

لم يوجع فَهِيَ صَحِيحَة وتعرف الْمَادَّة من لون النفث وَيعرف طولهَا وقصرها من سرعَة النفث وبطئه ورقته وغلظه قَالَ وَكَذَلِكَ فالأعراض اللَّازِمَة لذات الْجنب أَعنِي الْحمى والوجع الناخس وضيق النَّفس فِي الصَّحِيحَة أَشد وخاصة إِنَّه مَتى لم ينق صَاحبهَا آل أمره إِلَى السلّ قَالَ أتوهم أَنه مَا دَامَت الْعلَّة فِي ابتدائها يَنْبَغِي أَن يفصد مُخَالفا فَإِذا استفرغت الْمَادَّة فَمن الْجنب نَفسه وَاسْتعْمل الفصد إِذا كَانَ الوجع يبلغ إِلَى نَاحيَة الكبد والترقوة والإسهال إِذا كَانَ يهْبط إِلَى أَسْفَل وَبعد ذَلِك فَاسق طبيخ الْعنَّاب والسبستان والتين والخشخاش والكثيراء والبنفسج المربّى ودهن اللوز واسقه ذَلِك بكرَة فَإِذا أصبح نعما فاسقه مَاء الشّعير فَإنَّك تجمع بذلك تسكين السعال وتسهيل النفث وتسكين الْحَرَارَة فَإِذا كَانَ فِي الرَّابِع أَو فِي السَّادِس وَنَحْوه فألق فِي الْمَطْبُوخ أصل السوس وَشعر الغول وَمَتى احتجت إِلَى تليين الطبيعة فليّنها بِأَن تطبخ بنفسجاً وأدف فِيهِ خِيَار شنبر وفانيذا وَإِن عسر فاحقنه بحقنة ليّنة وخاصة إِذا كَانَ الوجع يَمْتَد سفلاً ويمرخ الصَّدْر بقيروطي شمع مصفى ودهن بنفسج وكثيراء ثمَّ بِآخِرهِ إِذا صحّ النضج وطفيت الْحَرَارَة فَاسق مَاء الْعَسَل وضمد الصَّدْر بالبابونج وأصل الخطمى والبنفسج ودقيق الشّعير ودهن الْحل فَأَما الْغذَاء فَلْيَكُن من أوّل الْعلَّة إِلَى آخرهَا الْأَشْيَاء الرّطبَة الفاترة لتعين على النضج والنفث وَإِذا لم تكن حمى شَدِيدَة فَاجْعَلْ فِيهِ عسلاً فَإِن كَانَت الْحمى شَدِيدَة فماء النخالة مَعَ فانيذ ودهن لوز حُلْو والبقول الْمَذْكُورَة فِي بَاب السعال وَأما الشَّرَاب الريحاني وَمَا قاربه من الْخُمُور فَلَا تسْتَعْمل وَعَلَيْك بِمَاء الْعَسَل بِالْمَاءِ الْكثير فَإِن كَانَت حرارة وحدّة فالجلاب وشراب البنفسج وَإِن كَانَ) وجع شَدِيد وسهر فشراب الخشخاش. لي لَا تسْتَعْمل شراب الخشخاش وَقد بَدَأَ النفث فَإِنَّهُ يمنعهُ وَهُوَ فِي ذَلِك رَدِيء جدا. لي الكبد قَليلَة الْحس فَإِذا كَانَ مَعَ ضيق النَّفس والحمى وخز فِي الأضلاع شَدِيد مؤلم فالألم ذَات الْجنب لِأَنَّهُ يكون من ورم الكبد ألم شَدِيد. الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: إِذا كَانَ الورم الْحَار فِي العضل الَّذِي فِيمَا بَين الأضلاع فَإِن العليل يجد ضرباناً مؤلماً وَذَلِكَ أَن حَرَكَة النبض الَّتِي هُنَاكَ تحس فَإِن كَانَ الضربان قَوِيا جدا لم يكن يدمن أَن يتقيح فَأَما إِن كَانَ الورم فِي الغشاء المستبطن للأضلاع فَإِنَّهُ لَا يحس بالضربان لِأَن الْخَامِسَة قَالَ: لَا عَلامَة أخص بِذَات الْجنب الكاذبة من فقد السعال وَلَكِن لِأَنَّهُ قد يكون ذَات الْجنب الصَّحِيحَة وَلم تنضج بعد فيسعل فليستدل بِسَائِر الدَّلَائِل أَعنِي الغمز على الأضلاع وَنَحْو ذَلِك مِمَّا ألف ألف ذكر الثَّانِيَة لَيست تستوي ذَات الْجنب فِي شدَّة الْأَعْرَاض فَإِن مِنْهَا مَا مَعَه حميات شَدِيدَة جدا وَمِنْهَا مَا مَعَه نخس شَدِيد جدا وحمياته أقل وَمِنْهَا مَا السعال

فِيهِ أَشد وَلذَلِك يجب أَن نكتسب من شدَّة الْأَعْرَاض دَلِيلا على مقاومتها وَمِنْهَا مَا الْقُوَّة مَعَه سَاقِطَة فَيحْتَاج أَن يغذي مَرَّات فِي الْيَوْم قَلِيلا قَلِيلا بِمَا لَا يعسر النفث. لي رَأَيْت الْأَمر فِي ذَات الْجنب بعد أَن يَقع النفث اعْتِمَاده على شدَّة الْقُوَّة وَذَلِكَ أَنَّهَا إِن كَانَت ضَعِيفَة لم يقدر الْمَرِيض أَن ينفث شَيْئا وَإِن كَانَ نضيجاً اختنق لذَلِك. مِثَال ذَلِك مَا رَأَيْنَاهُ فِي أخي حَامِد بن الْعَبَّاس الْعَامِل فَإِنَّهُ: كَانَ ينفث نفثاً نضيجاً إلاّ أَن الرجل كَانَ ضَعِيف الْقُوَّة من الأَصْل رَدِيء المزاج وَلم يعلم الْأَطِبَّاء أَن بِهِ ذَات الْجنب إِلَّا بعد مُدَّة لِأَنَّهُ كَانَ بِهِ وجع فِي معدته وكبده فَلَمَّا علمُوا ذَلِك فصدوه على الرَّسْم لَا بِمَعْرِِفَة فَمَاتَ وَقد كنت أَشرت أَن لَا يفصد وَذَلِكَ أَنِّي رَأَيْت نبضاً ضَعِيفا جدا وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى الفصد فِي الِابْتِدَاء فَأَما إِذا نضج وَنَفث فَلِأَن تغذوه مثلا لتزيد فِي قوته لَا أَن تفصده لِأَن سَلَامَته حِينَئِذٍ يكون بِكَثْرَة النفث وَذَلِكَ يكون لشدَّة الْقُوَّة. الثَّالِثَة: السكنجبين يَنْبَغِي أَن يعْطى فِي ذَات الْجنب آخر الْأَمر من حَيْثُ يكون غرضك تهييج السعال وتقطيع الْخَلْط ونفثه فَأَما فِي أوّل الْأَمر حَيْثُ يحْتَاج إِلَى التسكين فَلَا لِأَنَّهُ يهيج السعال. (وَقت فصد صَاحب ذَات الْجنب) حد الْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي أَن يفصد صَاحب ذَات الْجنب قَالَ فِي الأولى من الْفُصُول وَالثَّانيَِة من أفيذيميا: إِن الرجل الْمُسَمّى الكيش قَالَ: فصد فِي الْيَوْم الثَّامِن وَأخرج لَهُ دم كثير كَمَا كَانَ يَنْبَغِي فخف وَجَعه وَلَزِمَه السعال الْيَابِس وابتدأ فِي السَّابِع عشر. لي حد الفصد فِي هَذِه الْعلَّة مَا دَامَ لم يخف ضيق النَّفس والنخس وَلَا بَدَأَ النفث. لي حسن الوضاح: أَصَابَته ذَات جنب مَعَ حمى مفرطة الْحر جدا وصفراء ويبس وجفاف فِي اللِّسَان وسعال مؤذ وضيق النَّفس وَكَانَت حماه على غَايَة الحدّة وأعراضه معولة كلهَا إلاّ حسن عقله وَحسن نفثه فَإِنَّهُ كَانَ نضيجاً حسنا فِيهِ حمرَة ففصدته وألزمته مَاء الشّعير ولعاب البزر قطونا وَمَاء الْخِيَار فَخرج من علته خُرُوجًا تَاما فِي الرَّابِع عشر فَعجب النَّاس مِنْهُ وَذَلِكَ أَنه خرج من علته دفْعَة وَقد كَانَ أَصَابَهُ اليرقان فِي الْيَوْم السَّابِع. لي على مَا رَأَيْت ذَات الْجنب إِذا لم تقبل علاجاً وَلم تنْحَل بالنفث وَلَكِن إِن مَالَتْ إِلَى التقيح فَإِنَّهَا تتقيح فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وعلامة ألف ألف ذَلِك شدَّة الْحمى والوخز مَعَ عدم النفث فَإِذا كَانَت مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء مَعَ قُوَّة قَوِيَّة جدا لم يمت العليل لَكِن يجمع مُدَّة وَدَلِيل على أَن المّدة مؤذية يكون شدَّة الْحمى والوخز حَتَّى إِذا جمع وفرغت سكنت الْحمى والوخز وقّل عِنْد ذَلِك وخف بِأَن ينفجر وعلامته أَن يهيج مَعَه نافض وربو نفس ونبض وربّما هاج غشى إِن كَانَ

جوامع علامات ورم الكبد

الْخراج عَظِيما حَتَّى انصبّ لم ينفث بل يختنق وَيَمُوت وعلامة ذَلِك أَن لَا ينفث العليل بعد عَلَامَات الانفجار شَيْئا الْبَتَّةَ لَكِن يضيق نَفسه أَشد وَأَشد فَإِن نفث فَإِنَّهُ ينفث نفثاً كثيرا متداركاً يقيء بِهِ وَسلم وَإِلَّا وَقع فِي السلّ وعلامته أَن تهيج بِهِ حمرَة فِي اللَّوْن ودوام النَّفس ولهيب فَذَلِك دَلِيل الْفساد ينَال الرئة فَإِذا لم يكن شَيْء من هَذِه بعد الانفجار لَكِن نفث وخف عَلَيْهِ وَتوسع نَفسه وسكنت حرارته وعطشه فَإِنَّهُ هُوَ ذَا يبْقى من غير أَن يحدث بالرئة آفَة. جَوَامِع أغلوقن: ذَات الْجنب الصعبة الشَّدِيدَة يبلغ الوجع من أَسْفَل إِلَى مراق الْبَطن وَمن فَوق إِلَى الترقوة وينتقل فِي الأضلاع الَّتِي بهَا الْعلَّة إِلَى السليمة لي ليكن ميلك إِلَى الفصد بِقدر ضيق النَّفس وَشدَّة الضربان والوخز وميلك عَنهُ بِقدر نُقْصَان هَذِه وَشدَّة لهيب الْحمى فَإِن الْحمى اللهبة تحل من الْجِسْم شَيْئا كثيرا وَتسقط الْقُوَّة سَرِيعا فأجود مَا يسقى قبله إِذا كَانَ لهيب) شَدِيد عناب وسبستان وأصل السوس ويطبخ ويسقى قبل السحر ثمَّ يسقى مَاء الشّعير بِالْغَدَاةِ وَإِن كَانَت الْحَرَارَة ألق مَعَه تيناً وَاجعَل مَعَه من مربّى البنفسج وَإِن أسهل فبالليل بِخِيَار شنبر مداف فِي طبيخ المخيطة أَو طبيخ رب السوس وليمسك فِي الْفَم قطع الترنجبين وَالسكر الْحِجَازِي والكثيراء وَرب السوس الْخَالِص وَمَتى احتجت إِلَى إسهال قوي فبالبنفسج وأصول السوس وَخيَار شنبر وترنجبين يطْبخ الْكل ويمرس فِيهِ هَذَانِ فَإِن هَذَا أَجود مَا تكون وَأقوى مِنْهُ تُؤْخَذ عشرَة دَرَاهِم من أصُول السوس وَخَمْسَة دَرَاهِم بنفسج برطلي مَاء حَتَّى يصير رطلا ويمرس فِيهِ سَبْعَة دَرَاهِم من فلوس رب خِيَار وَعشرَة ترنجبين ويسقى فَإِن احتجت زِدْت فِيهِ تربداً. 3 (من الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الألمة) 3 - (جَوَامِع عَلَامَات ورم الكبد) الَّتِي لَا تزايلها فِي حَال أَن يكون الوجع ثقيلاً والنبض ليّناً ويتغير مَعَه لون اللِّسَان بعد قَلِيل فَأَما ذَات الْجنب فالوجع الناخس والنبض الصلب وَبعد قَلِيل يحدث النفث ويتزيد السعال لي لَا يشبه ضيق النَّفس فِي هَاتين العلتين وَلَا السعال وَلَا الوجع الَّذِي تَحت الأضلاع وَإِن كَانَت هَذِه مُشْتَركَة لَهما لِأَن ضيق النَّفس فِي ذَات الْجنب أَشد وتزداد فِي نصف يَوْم أَو يَوْم حَتَّى يخرج عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ خُرُوجًا كثيرا وَهُوَ فِي ورم الكب بَاقٍ بِحَالهِ فَإِن تزايد قَلِيلا قَلِيلا والسعال كَذَلِك هُوَ أَشد وينبعث بِسُرْعَة وَيحدث النفث ألف ألف وَلَيْسَ ذَلِك فِي ذَات الكبد والوجع رُبمَا كَانَ يَسِيرا فَسَقَطت الشُّبْهَة وَهُوَ مَعَ ذَلِك ناخس وَأَشد مَا يشبه ذَات الْجنب

مسائل الأمراض الحادة

ويميز مِنْهَا بِأَن الغمز عَلَيْهِ يؤلم وَلَا يؤلم فِي وجع الكبد وَأَن لَهُ ميلًا إِلَى خَارج لِأَن السعال وضيق النَّفس فِي هَذَا أَضْعَف. 3 (قَالَ فِي الْخَامِسَة) 3 (الشوصة) أَرْبَعَة أَصْنَاف: أَحدهَا أَن يتورم الغشاء المستبطن للأضلاع وَيُقَال لهَذِهِ الْعلَّة ذَات الْجنب الْخَالِصَة وَيلْزمهُ الوجع الناخس والنبض المنشاري الصلب والحمى الحادة وَالْآخر أَن يتورم العضل الدَّاخِل وَالثَّالِث أَن يتورم العضل الْخَارِج وَمَعَ كل وَاحِد من هذَيْن ضَرْبَان إِمَّا عِنْد دُخُول النَّفس فَيدل على أَن الْعلَّة فِي العضل الظَّاهِر الَّذِي يبسط الصَّدْر وَإِمَّا عِنْد خُرُوج النَّفس) فَتكون الْعلَّة هِيَ فِي الَّتِي تقبضه وَالرَّابِع أَن يكون الورم فِي العضل الَّذِي مَوْضِعه خَارج من الأضلاع ويتورم مَعَه الْجلد فَيظْهر الورم للمس لي لَيْسَ يَنْبَغِي مَتى رَأَيْت حمى وضيق النَّفس والسعال أَن تظن أَن هُنَاكَ ذَات الْجنب بل أفصل بَينهمَا بِمَا نذْكر أما تَفْصِيله من ذَات الكبد فقد ذكر مرَارًا وَأما تَفْصِيله من ذَات الرئة فَإِنَّهُ يكون الوجع فِي الْوسط لَا فِي الأضلاع وَيكون ثقل لَا نخس وَنَفسه أَشد ضعفا جدا والهواء الْخَارِج مِنْهُ كَانَ حاراً وَرُبمَا كَانَ بَارِدًا فِي ذَات الْجنب إِلَّا أَنه أقل وتحمرّ وجناتهم ويتشوقون إِلَى تَنْشَق الْهَوَاء الْبَارِد وخاصة إِذا كَانَ الورم أَكثر حمرَة وَمَعَهُ نفث متغير فِي أَكثر الْأَمر إِلَّا أَنه أقل مِمَّا فِي ذَات الْجنب ووجعهم يَبْتَدِئ من عمق الصَّدْر ويبلغ إِلَى نَاحيَة القص وَإِلَى نَاحيَة عظم الصلب وَبِه حمى ونبضه موجيّ ونبض ذَات الْجنب منشاري صلب وَأما من ورم الْحجاب فأفصله بانجذاب المراق إِلَى فَوق واختلاط الذِّهْن وَشدَّة الْأَعْرَاض ويشتد الوجع إِذا انبسط الصَّدْر وَيكون الوجع فِي تِلْكَ النَّاحِيَة فَإِذا فصّلت هَذِه الْأَشْيَاء فَحِينَئِذٍ فأفصل بَين أَنْوَاع ذَات الْجنب وَالْغَالِب على نفث ذَات الْجنب فِي الْأَكْثَر كَمَا ذكر ج المرارية وَفِي ذَات الرئة البلغمية. الثَّالِثَة من تَفْسِير السَّادِسَة من أفيذيميا قَالَ: من كَانَ وَجَعه يَسِيرا وَكَانَ أَعْرَاض ذَات الْجنب يسيرَة ونفثه دموي لم يحْتَج إِلَى الفصد وَاكْتفى بِسَائِر العلاجات الْأُخْرَى وَإِذا رَأَيْت المرار غَالِبا فِي ذَات الْجنب فَلَا تفصد وَكَذَلِكَ إِن كَانَ الزَّمن شَدِيد الْحَرَارَة. لي دَلِيل ذَلِك شدَّة الْحمى ونارية المَاء ويبس فِي الْجِسْم وهذيان وَفِي هَذِه الْأَحْوَال لَا تفصد إِنَّك تزيد الأخلاط رداءة بتجفيفك الْجِسْم ذَات الْجنب يحدث كثيرا من شرب مياه الثَّلج وَفِي 3 - (مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة) قَالَ: مَتى كَانَ الْمَرَض قد نضج فَعَلَيْك بتقوية الْقُوَّة بالغذاء وزد فِيهِ لتزيد الْقُوَّة إِلَى أَن ينقى العليل بالنفث فَإِن ذَلِك يُقَوي على النفث وَقَالَ: فِي ذَات ألف ألف الْجنب بِمَا يرطب وَيقطع باعتدال حَتَّى يسهل النفث ثمَّ مَا يُقَوي الْقُوَّة لكَي يستنقي العليل وَهَاتَانِ الخصلتان تجتمعان فِي مَاء الشّعير إلاّ أَن مَاء الْعَسَل أبلغ فِي الترطيب والتقطيع وَمَاء الشّعير فِي التقوية وَأحذر فِي ذَات الْجنب النفخ وخاصة إِن كَانَت الطبيعة يابسة لِأَنَّهُ إِذا تولدت نفخ عَن الْغذَاء ومنعها الثّقل الْيَابِس من الانحدار زَادَت فِي وجع الْجنب

المقالة الثانية قال

وتواتر لذَلِك النَّفس وتسخن الْجنب أَشد وَاشْتَدَّ الوجع وَأحذر التغذية فِيهِ فِي أَوْقَات المنتهي فَإِن صَدره فِي هَذَا الْوَقْت شَدِيد ولطف التَّدْبِير فِيهِ وعلامته شدَّة الوجع ودوامه فَفِي هَذَا فَلَا تغذ العليل وَإِن اشْتَدَّ عطشه فأعطه جلاباً وسكنجبيناً مبرداً فَإِن لم يُمكن فالماء الْبَارِد وَلَا يشربن مِنْهُ دفْعَة شَيْئا كثيرا فَإِنَّهُ يبطئ بالنضج فَأَما إِذا شربه قَلِيلا قَلِيلا فَلَا بَأْس بِهِ لِأَنَّهُ يسخن قبل أَن يماسّ الورم. السَّادِسَة من قاطا جانس: ضماد لوجع ذَات الْجنب جملَته أشق وزوفا رطب وشمع ووسخ الْكوز وبعر الْمعز وجارشير وبارزد وكندر وَقَالَ إِذا وَضعته عَلَيْهَا فانتظر حَتَّى يحمى الْموضع من الأقربادين الْقَدِيم: ضماد للشوصة بنفسج نخالة الْحوَاري دَقِيق شعير منخول دَقِيق باقلي خطمى بابونج أكليل الْملك بِالسَّوِيَّةِ يجمع بعد النّخل بالحرير ويذاب بشمع ودهن شيرج ويضمّد بِهِ وَقد يُزَاد فِيهِ إِذا احْتَاجَ إِلَى إنضاج كرنب نبطي وتين وحلبة وبزر كتّان. الأولى من الثَّانِيَة قَالَ: أَضْعَف مَا يكون من ذَات الرئة وَالْجنب مَا لَا نفث مَعَه لي قد قَالَ فِي مَوضِع آخر: إِنَّه قد يمْتَنع النفث لَا لرداءته وصعوبته فافرق بَينهمَا فَإِنَّهُ إِذا كَانَ مَعَ عدم النفث أَو قلته لَيست حمى وَلَا ضيق نفس شَدِيد وَلَا وخز وَلَا غير ذَلِك والعليل قَلِيل المبالاة بِهِ وَقد أَتَى عَلَيْهِ مُدَّة يعلم أَن ذَلِك لَيْسَ لِأَنَّهُ فِي أوّل ابْتِدَائه فَإِن ذَلِك لخفة الْعلَّة وَبِالْعَكْسِ. حسن الحميد كَانَ بِهِ ذَات الْجنب وَكَانَ فِي الْحَادِي عشر وَعَيناهُ جامدتان وأطرافه كالثلج ونبضه لَا يتَبَيَّن إِلَّا بِجهْد وَنَفسه قد تَوَاتر من تلزج البصاق إِلَّا أَن عقله صَحِيح غَايَة الصِّحَّة فَمَاتَ يَوْمه ذَلِك فَلذَلِك فَلْيَكُن عنايتك أبدا بالقوى الطبيعية والحيوانية أَكثر وَبِمَا يخص الْعُضْو فَإِن كَانَ هَذَا قد بلغ بِهِ الأمرمن نَفسه إِنَّه كَانَ شَدِيد التَّوَاتُر مَعَ رُطُوبَة يزْدَاد تلزجاً فِي كل سَاعَة وعلامة زِيَادَة الرُّطُوبَة تلزج فِي كل سَاعَة أَن يكون اندفاعها للنَّفس أعْسر فَيحدث عَنهُ) صَوت أغْلظ وأبح. لي جملَة مَا يحصل من بَاب ذَات الْجنب ليعْمَل عَلَيْهِ إِن كَانَ الوجع والنخس والحمى ضَعِيفَة فأسهل طَبِيعَته إِلَّا ألاّ يحْتَاج إِلَّا ذَلِك وَلَا يحْتَاج إِلَى فصد وَإِن كَانَ الوجع فِي النَّاحِيَة السُّفْلى فأسهل وَفِي الْعليا فافصد وَإِن اشْتَدَّ ألف ألف بالتكميد فافصد وأسهل وتفقد النفث الرَّدِيء والجيد وَشدَّة الحميات واسق للنفث بِمَا يسهله قبل مَاء الشّعير وَإِن لم تكن ذَات الْجنب خَالِصَة فضع محجمة وَهَذَا جملَته. 3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ) 3 - (الوجع فِي ذَات الْجنب) إِذا بلغ الترقوة إِنَّمَا هُوَ لِأَن الغشاء المستبطن للأضلاع يبلغ إِلَى الترقوة وَإِذا كَانَ فِيمَا دون الشراسيف فَلِأَن هَذَا الغشاء هُنَاكَ مغشى على الْحجاب فيجدون حسه عِنْد حَرَكَة النَّفس لِأَن الْحجاب يَتَحَرَّك بالتنفس قَالَ: وَإِنَّمَا يرجع عِنْد الترقوة لِأَن الغشاء المستبطن للأضلاع تؤلمه الترقوة لصلابتها وَأما مَتى كَانَ

مسائل الأمراض الحادة

مَعَ ورم الكبد وجع فِي الترقوة فَإِنَّهُ إِنَّمَا يكون فِي الْيُمْنَى أبدا لَا غير وَيكون ذَلِك لتمدد الْعرق الأجوف لَا لتمدد الأغشية قَالَ: النفث فِي ذَات الرئة أبدا البلغمية أغلب عَلَيْهِ وَفِي ذَات الْجنب المرارية لي إِذا تَسَاويا فِي الحدة والحرارة كَانَ كَذَلِك وضيق النَّفس فِي ذَات الْجنب. الوضاحى قصَّته: رجل نالته شوصة فَلم يفصد وضمد وَسكن وَجَعه وركبته بعد أَيَّام نافض فِي الْيَوْم مَرَّات وَحمى بعقبه مختلطة لم الْتفت أَنا إِلَى الْحمى لِأَنِّي علمت لما هِيَ فصرفت عنايتي كلهَا إِلَى تَقْوِيَة الْقُوَّة لِأَنِّي علمت أَنه سينفث سَرِيعا مُدَّة وَأَنه يحْتَاج إِلَى قُوَّة قَوِيَّة لينقي فأطعمته خبْزًا وَلحم حمل وَشَرَابًا بِمِقْدَار معتدل فَوَقع بِحَيْثُ خمنت وَأما سَائِر الْأَطِبَّاء فَكَانُوا يظنون أَن الْحمى عِلّة أُخْرَى حدثت وَأَنه قد يَنْبَغِي أَن يلطف تَدْبيره وَلَو فعل ذَلِك لَخَشِيت أَن يَمُوت لِأَن قوته كَانَت تسْقط حِين يحْتَاج إِلَى قذف الْمدَّة وَأَن الْحمى والنافض إِنَّمَا هاجا عِنْدَمَا أَخذ الْخَارِج ينضج وَسكن الوجع لما عمل مُدَّة واستزاد ذَلِك يَقِينا لم يَكُونَا يهيجان حمى بعد ذَلِك أصلا فَإِنَّهُ قد كَانَت بِهِ حمى صعبة وسهر وأعراض ذَات الْجنب ثمَّ سكن ذَلِك كُله وَلم يتدبر بِمَا يُوجب هيجان حمى أُخْرَى فَلَمَّا هَاجَتْ دلّ على أَن ذَلِك كَمَا ذكرت وَأكْثر مَا يحدث النضج إِذا لم يفصد وَإِذا كَانَت الشوصة عَظِيمَة فَيكون وجعهم بالتضميد.) من كتاب حنين فِي الْحمام قَالَ أبقراط: إِن أَصْحَاب الشوصة يَنْتَفِعُونَ بالحمام بِأَن يسكن الوجع ويسهل النفث وانتفاع أَصْحَاب ذَات الرئة أَكثر وَذَلِكَ أَنه يسهل النفث جدا قَالَ: وإخلاط الْعَسَل مَعَ مَاء الشّعير يَنْبَغِي أَن يكون أَكثر إِذا قصد لتنقية الصَّدْر قَالَ: يَجْعَل هَاهُنَا السكر أَكثر قَالَ: وَاعْتمد فِي سهولة النفث على الترطيب واقصد لَهُ لِأَن الَّذِي ينفث إِن كَانَ شَدِيد اليبس لم يرْتَفع إِلَّا بسعال شَدِيد يخَاف أَن يخرق بعض الأوعية. 3 - (مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة) إِذا كَانَت الشوصة شَدِيدَة اليبس فأعط قبل مَاء الشّعير الْجلاب وَعَلَيْك بالترطيب مَا أمكن طبخاً طَويلا جدا صَار ألف ألف عديم النفخة وَإِن لم تَجِد طبخه أنفخ بِمِقْدَار قلَّة الطَّبْخ فأضرّ فِي ذَات الْجنب جدا وَزَاد فِي الوجع لي إِذا كَانَت متواترة النَّفس فِي ذَات الْجنب جدا فَلَا تخل العليل من الترطيب الدَّائِم بلعوق البزر قطونا والجلاب لِأَن تَوَاتر النَّفس يجفف الصَّدْر جدا وَيمْنَع النفث وَإِن كَانَ صَغِيرا أَو مَعَ وجع فِي الْجنب شَدِيد فأمرخ الْجنب وانطله بِالْمَاءِ الفاتر ليخف الوجع فَيذْهب تَوَاتر النَّفس إِذا تلزج البزاق فَعَلَيْك بالترتيب جهدك إِذا احتجت أَن تَسْقِي شَيْئا فِي ذَات الْجنب بَارِدًا لحدته وَشدَّة عطشه فَلَا تسق من المبردات إلاّ مَا فِيهَا مَعَ ذَلِك بعض الْجلاء كَمَاء الْخِيَار وَمَاء الْبِطِّيخ والهندبا وَأما مَاء القرع فَلَا لِأَنَّهُ لَا يدرّ الْبَوْل وَلَا مَاء البقلة

تجارب المارستان

الحمقاء لِأَنَّهُ يكْشف جدا وينفع عِنْدَمَا لَا يكون نفث وَيحْتَاج إِلَى ترطيب أَن يكب العليل على بخار مَاء حَار وينشق هَوَاء وَيُعْطى حساء فَإِنَّهُ يسهل النفث. الْمسَائِل: التكميد يحل الأوجاع الَّتِي هِيَ مائلة إِلَى أَسْفَل أَكثر من أدنى شَيْء مائلة إِلَى فَوق لِأَن مواد هَذِه أغْلظ والفصد يحل الَّتِي هِيَ مائلة إِلَى فَوق أَكثر لِأَن مواد هَذِه لَطِيفَة وَكَثْرَة التكميد يفتّح فَإِذا لم يسكن الوجع فَلَا تكْثر مِنْهُ إِذا كَانَ الْعَطش فِي ذَات الْجنب كثيرا فَاسْتعْمل الكنجبين فَإِن سكن وإلاّ فالماء القراح وَلَا تكْثر مِنْهُ بَغْتَة شَيْئا كثيرا بل قَلِيلا قَلِيلا. الاسكند قَالَ: اسْقِ المبرسم مَاء حاراً جرعاً مَرَّات متتابعة فَإِنَّهُ يسكن عطشه وَيمْنَع من كَثْرَة لي على مَا رَأَيْت فِي جَوَامِع أغلوقن: اطلب نضج النفث من استوائه فِي أَجْزَائِهِ واعتداله فِي قوامه فالنفث الأملس المستوى فِي جَمِيع الامتلاء المعتدل فِي الرقة والتثخين هُوَ النضج فَأَما اللَّوْن فَيدل على رداءته وجودته لَا غير فَإِن كَانَ هَذَا الْوَصْف مَعَ لون أَبيض فَهُوَ فِي غَايَة السَّلامَة وَإِن كَانَ مَعَ الْأسود فمهلك وَإِن كَانَ مَعَ أصفر فدون ذَلِك وَإِن كَانَ مَعَ أَحْمَر فَهُوَ) قريب من الْأَبْيَض فِي السَّلامَة وَيعلم أَن الورم تقيح من أَنه لم يكن فِي الْعلَّة ى نفث وسكنت الْحمى والوجع بِلَا نفث كثير والثقل فِي الْجنب قَائِم. 3 - (تجارب المارستان) لَا يسكن الوخز واللهيب بإسقاء الشَّرَاب بتة فَلذَلِك لَا يسقى الشَّرَاب فِي هَذِه الْعلَّة بتة مَعَ الوخز واللهيب فَإِن ذَلِك لَا يجوز. قَالَ ج فِي السَّادِسَة من الْفُصُول فِي الْفَصْل الَّذِي أوّله أَصْحَاب الجشاء الحامض: لَا تكَاد تصيبهم ذَات الْجنب لِأَن أَصْحَاب البلغم لَا تكَاد تعرض لَهُم ذَات الْجنب. لي وَقد تفقدت أَكثر مَا يحدث فِي الْأَبدَان الصفراوية المرارية أَو الْحمرَة الدموية. لي ضماد يسكن الوجع فِي ذَات الْجنب يُؤْخَذ بابونج وشبت وبزر كتانّ ودقيق شعير وخطمى ونخالة دَقِيق الحلبة إِن لم تكنه حرارة ألف ألف كَثِيرَة يطْبخ الْجَمِيع بِالْمَاءِ حَتَّى تتهرى ثمَّ يخبص بشيرج ويضمد بِهِ وَيَنْبَغِي أَن يغلى فِي الدّهن شبث أَو بابونج ثمَّ يمرخ الْموضع بِهِ ثمَّ يخبص عَلَيْهِ وَهُوَ فاتر وَإِن احتجت فِي بعض الْأَحَايِين إِلَى تَحْلِيل أقوى وَأمكن فاخلط كرنباً وَإِن أردته أقوى فرماد الكرنب وشحم فَإِن جالينوس قَالَ: إِن رماد الكرنب مَتى خلط بشحم عَتيق حلل وجع الأضلاع المزمنة لِأَنَّهُ يحلل تحليلاً قَوِيا. ج السّمن مَتى أكل وَحده عظم نَفعه فِي إنضاج ذَات الرئة وَذَات الْجنب ونفثه فَإِن خلط بِعَسَل ولوز مر كَانَت إعانته على النفث أقوى وإنضاجه أقل.

لي: أَحْسبهُ يُرِيد الزّبد لَا السّمن. د دَقِيق الشّعير. إِذا خلط بإكليل الْملك وقشور الخشخاش سكّن وجع الْجنب. لي على مَا رَأَيْت أَحسب أَن ضماد الْخَرْدَل نَافِع جدا عِنْدَمَا يخَاف التقيح فَإِنَّهُ يجذب إِلَى خَارج ذَلِك الْخَلْط وليترك حَتَّى يتنفّط. الخوز: إِذا انْكَسَرت الْحمى قَلِيلا فأطعم صَاحب الشوصة كل طَعَامه خبْزًا بزبد وسكر طبرزد فَإِنَّهُ يعين على النضج ويسرع النفث. 3 (التَّاسِعَة) 3 (آراء أبقراط وفلاطن) قَالَ: أَمر أبقراط فِي من بِهِ ذَات الْجنب: أَن يكون أول مَا يداوى بِهِ فِي ابْتِدَاء إحساسه بالوجع فِي جنبه من طَرِيق أَن أَمر الْعلَّة لم يستبن وَلم يظْهر بعد التكميد والإسخان ليجرّب بذلك أَمر الْعلَّة فَإِن انْقَضتْ فَذَلِك لذَلِك وَإِن لم تنقض بذلك بحثنا بعد ذَلِك هَل ابتدء بِهِ الوجع بِقرب من) الْأكل أَو بَدَأَ بِهِ وَهُوَ لم يَأْكُل شَيْئا وَهل كَانَ مَعَ انطلاق بَطْنه أَو لَا ثمَّ نَظرنَا إِلَى مَا يحْتَاج إِلَيْهِ أإلى الفصد أَو الإسهال وَمن مِنْهُم يَكْفِيهِ أَن يغذى بِمَاء الْعَسَل إِلَى أَن يَأْتِيهِ البحران وَيحْتَاج إِلَى مَاء الشّعير أَو كشكه وَمن يحْتَاج إِلَى مَاء الْعَسَل وَمن يحْتَاج إِلَى الاستحمام. لي أَحسب أَن التكميد إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ مادام لم يلْزم الوجع سعلة وَلَا ضيق نفس. لي تبينت من كَلَام جالينوس فِي كتاب البحران وَغَيره: أَن النفث الَّذِي إِلَى الوساد فِي ذَات الْجنب الَّذِي يَقُول: إِنَّه يدل على أَنه سوداوي يدل على غَلَبَة الْحَرَارَة وَأَنه من دم محترق جدا. لي على مَا رَأَيْت فِي افيذيميا: أعن فِي ذَات الْجنب الْيَابِسَة على النضج بِجَمِيعِ مَا يسخن باعتدال من الْحمام والنطول والتضميد والدلك والغذاء وَافْعل ذَلِك حَيْثُ حرارة بِزِيَادَة رُطُوبَة كَثِيرَة وتقليل من الْحَرَارَة وَافْعل ذَلِك فِي النزلات الَّتِي يعسر نضجها والسعال البطني. مسَائِل الْمقَالة الثَّالِثَة من الثَّالِثَة من إفيذ يميا قَالَ: تفقد مَعَ علل الصَّدْر والرئة النضج ودلائله فِي الْبَوْل فَإِنَّهُ قوي جدا فِي الدّلَالَة على التخليص قَالَ: وتخلّص فلَان بذلك من ذَات الْجنب لم ينفث فِيهَا إِلَى الْحَادِي عشر شَيْئا الْبَتَّةَ وَإنَّهُ قد يفصد من ذَات الْجنب فِي الْيَوْم الْعَاشِر لَا كهؤلاء الْبَهَائِم الَّذين يحكمون أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يفصد ألف ألف بعد الرَّابِع. لي مصلح. الْمقَالة الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة: احذر السعال الشَّديد جدا فِي ذَات الْجنب فَإِنَّهُ رُبمَا هتك عرقاً فأورث نفث الدَّم وَقد قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الأولى من الْفُصُول: إِن ذَات الْجنب وَنَفث الدَّم مرضان متضادان وَهُوَ كَذَلِك لِأَن هَذَا يحْتَاج إِلَى منع مَا يصعد وَذَلِكَ إِلَى

تسهيله فاحذر ذَلِك بِأَن تنطل الصَّدْر وتمرخه وجرّع المَاء الْحَار دَائِما الَّذين يمتنعون عَن الفصد فِي ذَات الْجنب من كَانَ نفثه أَحْمَر أَو أَبيض ووجعه يَسِيرا وأعراضه هادئة فَإِن هَؤُلَاءِ يبرؤن بالإسهال وَمَاء الشّعير والحمئة. 3 (الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ) 3 (السعال الْخَاص بورم الكبد) إِنَّمَا يكون سعلات صغَار يستريح إِلَيْهَا الْمَرِيض ومتفاوتة فِيمَا بَينهمَا زمن طَوِيل وَهِي يابسة. لي سعلات ذَات الْجنب أَصْلَب وَأعظم تواتراً. الْفرق قَالَ: قد رأيناكم تفصدون فِي ذَات الْجنب من كَانَ شَابًّا وَلم أركم وَلَا غَيْركُمْ فصد شَيخا فانياً وَلَا صَبيا صَاحب ذَات الْجنب إِذا نَام على الْجَانِب الَّذِي فِيهِ الْعلَّة سعل وَنَفث) أَكثر وَذَلِكَ أَن الرئة تلاصق الْخَلْط ويتكيء عَلَيْهِ فتجد لذعاً أَكثر وَافْعل ذَلِك إِذا أردْت التنقية فَإِن جالينوس قَالَ فِي الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء: إِنَّا إِذا زرقنا مَاء الْعَسَل فِي الخراجات العفنة الَّتِي فِي الصَّدْر أمرنَا صَاحبه أَن يضطجع على جَانِبه العليل ويسعل وَرُبمَا هزّزناه هزّاً رَفِيقًا وَفِي بعض الْأَوْقَات يمتص مَاء الْعَسَل الَّذِي زرقناه بالآلة الَّتِي تسمى جاذبة الْقَيْح. لي وَهَذَا يدل على أَنه إِذا بقيت بقايا من مَاء الْعَسَل الَّذِي عسل ذَلِك الصديد قَليلَة تعجز عَن مصها جاذبة الْقَيْح أَنَام العليل على ذَلِك الْجنب وهزّه وسعّله ليسرع دُخُوله إِلَى الرئة ويصعد وَكَانَ كَلَامه هَاهُنَا فِي دُخُول الشَّيْء من الصَّدْر إِلَى الرئة وَقد رَأَيْت غير وَاحِد بهم علل فِي الصَّدْر ذَات جنب وَنَفث دم وَكلهمْ إِذا نَام على الْموضع الَّذِي يوجعه سعل أَكثر. لي فرّق بَين ذَات الْجنب وورم الكبد فَإِن اللَّوْن فِي المكبود رَدِيء وَفِي المجنوب غَايَة الْحسن وَظُهُور الدَّم وَبِأَن الْبَوْل فِي المكبود غليظ مائل إِلَى بَوْل المستسقين وَفِي المجنوب نضيج غير زائل عَن خدود الصِّحَّة وَاعْلَم أَن الترقوة تنجذب فِي ذَات الْجنب ليميل الورم إِلَى الْأَجْزَاء الْعَالِيَة من الغشاء وَأما فِي ورم الكبد فَإِن الشعبة الْعُظْمَى من الْعرق الأجوف وَهُوَ الَّذِي يسمونه القيفال يتَّصل بالترقوة فلثقل الورم فِي الكبد تجره إِلَى أَسْفَل وَلذَلِك لَا يكون إِلَّا فِيمَا كَانَ عَظِيما. لي رَأَيْت فَتى سكنت حمّاه فِي ذَات الْجنب وَاشْتَدَّ بِهِ ضيق النَّفس ثمَّ بَدَت بِهِ عَلَامَات التقيح وَنَفث مُدَّة فسقيته مَا يسهل النفث وَكَانَ يخرج مِنْهُ من الْقَيْح بسهولة فِي سعلة أَو سعلتين ألف ألف مَا يمْلَأ مغسلاً حَتَّى أَنه كَانَ يشكّكني فِي رَأْيِي فِي سلوك الْمدَّة وَكَانَ يخرج فِي كل يَوْم مرّة أَو مرَّتَيْنِ على هَذَا ثمَّ سكن السعال الْبَتَّةَ ونقي هَذَا الْفَتى وتخلص. وَرَأَيْت آخَرين عسر خُرُوجه مِنْهُم وَكلهمْ مَاتُوا وقدرت أَنه خرج من هَذَا الْفَتى

عشرُون رطلا من ذَلِك الْقَيْح وَقد قَالَ جالينوس: إِن أَصْحَاب ذَات الْجنب يقذفون فِي كل يَوْم سِتَّة إِلَى سَبْعَة قوطولات من الْقَيْح والقوطولي الْوَاحِد تسع أَوَاقٍ قَالَ ذَلِك فِي الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة. قَالَ ج فِي الأولى من الْأَمْرَاض الحادة: الْأَدْوِيَة المخدرة إِذا أَعْطَيْت فِي ذَات الْجنب إِنَّمَا تخدر الْحس وَكَأَنَّهُ يومي إِن قوما يعطونها فَأرى أَنه خطأ عَظِيم لِأَن المخدرة تحْتَاج أَن تحتال بإعطائها حَيْثُ لَا تضر أَن يبْقى ذَلِك الشَّيْء الموجع إِلَّا حَيْثُ بَقَاؤُهُ خطر وَهِي تمنع النفث والنضج وَذكر أَن الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالفراسيون والإيرسا إِذا أعْطى العليل بِمَاء الْعَسَل انضج علل الصَّدْر والرئة إنضاجاً حسنا وَسَهل النفث.) لي رَأَيْت رجلا بِهِ ذَات الْجنب سهل النفث جدا إِلَّا أَنه شَدِيد انصباغ المَاء وَسُرْعَة النض وخشونة اللِّسَان ودامت بِهِ شدَّة الْحَرَارَة وَلم تكد تقلّ وَلَا تَجف مَاتَ فِي الرَّابِع عشر وَلم تَكُ تطفيء عَنهُ تطفئة قَوِيَّة بليغة فموت هَذَا كَانَ من حمّاه المحرقة الَّتِي بِهِ لَا من ذَات الْجنب فَإِنَّهُ قد كَانَ اجْتمع عَلَيْهِ حمى ذَات الْجنب وعفن قوي فِي الْعُرُوق وَلما سَقَطت قوته الْبَتَّةَ لم يُمكنهُ أَن ينفث على أَنه كَانَ سهل الْخُرُوج وفصد هَذَا العليل فِي أول علته وَكَانَ ذَلِك شرّاً لَهُ فِي تَقْوِيَة المحرقة لِأَنَّهُ كَانَ نحيفاً مرارياً وَإِن كَانَ قد نَفعه فِي ذَات الْجنب وَلَو أسهل وقويت تطفئته لنجا فتفقد شدَّة حمى ذَات الْجنب والسخنة واعمل بِحَسب ذَلِك. الأولى من الثَّانِيَة من افيذيميا: قد يكون نفث ملون فِي الحميات الحادّة وَلَيْسَ ذَات جنب وَلَا ذَات الرئة وَالْفرق بَينهمَا أَن النَّفس لَا يتَغَيَّر عَن حَاله الطبيعية قَالَ: فَذَلِك يكون إِذا انجلبت إِلَى الرئة أخلاط يسيرَة حَتَّى لَا تنْتَقل الرئة مِنْهَا لَكِن تخرجه قَلِيلا قَلِيلا وَيكون تجلب هَذَا من عُضْو مّا وَرُبمَا نزل من الرَّأْس وَرُبمَا كَانَ خراج يسير فِي أَعلَى مَوضِع من الصَّدْر فَلَا يكون حِينَئِذٍ سوء نفس وَلَا وجع فِي الصَّدْر وَيكون نفث هَذَا بِحَالهِ هَذِه. 3 (الرَّابِعَة من السَّادِسَة) 3 (النفث الْأَحْمَر دالّ على أَن الورم دموي. .) والأصفر على أَنه صفراوي والأبيض على أَنه بلغمي. لي إِذا كَانَ النفث أصفر فَلْيَكُن ميلك إِلَى إسهال الصَّفْرَاء وَشدَّة التطفئة فَإِذا كَانَ أَحْمَر فملإلى إرْسَال الدَّم وَإِذا كَانَ أَبيض فَإلَى الكماد. لي قَالَ: دَقِيق الشّعير إِذا خلط بإكليل الْملك وقشر الخشخاش سكن وجع ألف ألف الْجنب بالضماد والجيد بنفسج خطمى إكليل الْملك قشر الخشخاش دَقِيق شعير بزر كتَّان بابونج حلبة دَقِيق باقلي كرسنة شَحم الدب عَجِيب فِي ذَلِك ويستعمله الْعَجم. مسيح ذكر أضمدة كَثِيرَة للشوصة: مِنْهَا الَّتِي حمّاها حادة المسكنة للوجع بِلَا

إسحان وَالَّتِي حمّاها أخف وضيق النَّفس شَدِيد والأدوية المنضجة والملينة الأمخاخ والشحوم والمقل وَنَحْوهَا قَالَ: وَقد يكون شوصة شَدِيدَة بِغَيْر حمى ويضمد بالزفت والفلونيا والشمع ودهن النرجس. لي هَذَا رَأَيْت من كَانَ نَفسه شَدِيد الضّيق ووخزه وحمّاه أَلين يتشنجون وأحسب أَن هَؤُلَاءِ يَنْفَعهُمْ أَن تكب عَلَيْهِم بالأضمدة المنضجة وَذكر بعد هَذَا أضمدة محللة فِيهَا ملينة دَقِيق) الترمس وطبيخ التِّين والحلبة وَبعدهَا أضمدة من حب الْغَار والقطران والأشق قَالَ: وَيصْلح للأوجاع الْقَدِيمَة والباردة. الخوز: ينفع من الضَّرْبَة تقع على الْجنب جدا الْخِيَار شنبر ودهن اللَّوْن بِمَاء الهندبا. بختيشوع: المَاء الْبَارِد يضر بِصَاحِب ذَات الْجنب جدا وَقد ترتبك ريح غَلِيظَة فِي هَذَا الْموضع توهم أَنه ذَات الْجنب والتكميد يحلّه وينفع مِنْهُ ولذات الْجنب الْخَالِصَة إِن تحل من علك البطم دِرْهَمَيْنِ فِي أُوقِيَّة دهن بنفسج ويمرخ بِهِ الْجنب وَهُوَ شَدِيد الْحَرَارَة فَإِنَّهُ يفرق عَلَيْهِ إِذا كمد بِخرقَة ودثر فيخف الوجع مَكَانَهُ. أبقراط فِي تَدْبِير الأصحاء: يسقى من بِهِ شوصة شرابًا أَبيض كثير المزاج وَوصف ثَلَاثَة أَصْنَاف: مِنْهُ صنف مَعَه نافض والنفث أَبيض إِلَى الصُّفْرَة وَآخر بِلَا نافض والنفث أصفر أَو أَحْمَر وَآخر النفث فرفيري ويحمّر بَين الْكَتِفَيْنِ ويشتد عاله إِذا احْتبسَ ويصفر البرَاز وينتن جدا وَقد من يفلت مِنْهُ قَالَ: وَإِذا كَانَ التقيح يعسر انفجاره فاسقه خردلاً وَمَاء عسل وأطعمه سمكًا مالحاً وشيئاً حريفاً وَأَجْلسهُ على كرْسِي وانفض بدنه وهزّه فِي كَتفيهِ بِشدَّة وأعطه حلتيتاً فِي لبن ورق الفجل وكمد الْجنب دَائِما فَإِن لم يسهل النفث فشقّ الْجلد بقمادين ثمَّ عمد بالميضع حَتَّى تبدو الْمدَّة وَأخرجه قَلِيلا قَلِيلا كل يَوْم مرّة وصبّ فِيهِ زيتاً وَشَرَابًا وَأخرجه مَعَ الْمدَّة كل يَوْم فَإِن كَانَت مُدَّة جَيِّدَة ولونها أَبيض تخلص وَإِن كَانَت رَدِيئَة هلك بعد أَن يعلم فِي أيّ جنب هُوَ بِالْقَرْقَرَةِ والوجع وَثمّ إِذا نقي فأدمله قَالَ: وجع الْجنب الَّذِي يَأْخُذ من نَاحيَة الظّهْر يُخَالف الأول لِأَنَّهُ يتجع ظَهره كَأَنَّهُ مَضْرُوب وينفث من سَاعَته وَيخرج نَفسه ضَرْبَة ويبول بولاً دموياً قيحياً وَيَمُوت فِي الْخَامِس وَإِلَى السَّابِع فِي الْأَكْثَر فَإِن أفلت عَاشَ وَقد يخَاف عَلَيْهِ إِلَى غَد وصنف من ذَات الْجنب يكون البصاق نقياً وَالْبَوْل كَالْمَاءِ الْجَارِي وَيَأْخُذ الضربان من الترقوة إِلَى المراق ويشتد جدا فَإِن أفلت إِلَى السَّابِع بَرِيء وَإِذا عرضت ذَات الْجنب فأحمر الظّهْر وتسخنت الكتفان وَثقل عَلَيْهِ الْقعُود وَخرج مِنْهُ برَاز أصفر منتن مَاتَ بِآخِرهِ وَإِن جاوزه بَرِيء ألف ألف وَمَتى عرض لَهُ سَرِيعا نفث كثير الْأَصْنَاف وَاشْتَدَّ بِهِ الوجع مَاتَ من الثَّلَاث وَإِن أفلت بَرِيء وكل من كَانَ لِسَانه خشناً فَإِنَّهُ لابد أَن يتقيح وإفلاته عسر وَإِذا مَال الوجع إِلَى الشراسيف فأحقنه بِقدر مَا ترى وحمّه بِمَاء حَار خلا رَأسه وَلَا يُصِيبهُ مَاء حَار وَإِذا

بَدَأَ النفث فأعطه مَا يرطب ويسهل النفث وَالشرَاب الْكثير المزاج يرطب الرئة ويسهل النفث عَلَيْهَا) ويقل الوجع وَلبن الْمعز وَالْعَسَل جيدان فِي ذَلِك وَإِن الرئة إِذا ترطبت جدا خف الوجع وَالنَّفس وَسَهل النفث وَاحْذَرْ على الناقه مِنْهُم الشَّمْس وَالرِّيح والملوحة والدسومة والشبع وَالدُّخَان وَنفخ الْبَطن وَإِن انتكس مَاتَ وَالْجِمَاع والتعب وَمَتى احْتبسَ النفث وَاشْتَدَّ الوجع وَالنَّفس فاسقه زنجاراً ملعقة بِعَسَل وحلتيت وَنور طريعان أَو من فلفل خمس حبات وحلتيت كالباقلاة بِعَسَل وخل وَمَاء فاتر فَإِنَّهُ يسكن الضربان وَأعْطِ هَذَا على الرِّيق وَحين يشْتَد الوجع أَعنِي الفلفل والحلتيت فَأَما الزنجار فحين يحتبس النفث وَإِن بلغ الْأَمر فِي احتباس النفث إِلَى الغطيط والخشونة فَخذ زنجاراً قدر باقلاة وَمن النطرون مثله وَليكن مشوياً وَمَا يحمل ثَلَاث أَصَابِع زوفا وصبّ عَلَيْهِ عسلاً وَمَاء وزيتاً قيلاً وفتّره وألعقه لِئَلَّا يختنق فَإِن لم يَتَنَحْنَح ويترقى فَخذ فقاح الْكبر زنة دِرْهَمَيْنِ وشيئاً من نطرون وفلفل وخل وَعسل وَمَاء ففتر ذَلِك كُله واسقه فِي الْيَوْم الْأُخَر زوفاً مغلياً بخل وَعسل افْعَل بِكُل من يغطّ وَلَا يقدر أَن ينفث فَإِذا أردْت أقوى من هَذَا فغلّ زوفا وخردلاً وحرفاً بِمَاء وَعسل وصفّه واسقه أصفر الْبيض وَهُوَ فِيهِ بِقدر مَا يتحسى جيد للشوصة. لي شراب البنفسج وشراب النيلوفر أَجود فِي ذَات الْجنب وَفِي الشوصة من الْجلاب. ابْن ماسويه: مَتى شرب من عصارة الجنطيان دِرْهَمَانِ نفع من ذَات الْجنب. د: جاؤشير نَافِع من ذَات الْجنب بزر الجزر الْبري يُوَافق الشوصة مَتى شرب وَقَالَ: شَحم الْخِنْزِير إِذا خلط برماد أَو بنورة نفع من الشوصة إِذا ضمد بِهِ وَقَالَ: دَقِيق الشّعير إِذا تضمد بِهِ مَعَ إكليل الْملك وقشر الخشخاش نفع مِنْهَا. بولس: الذُرة يسْتَعْمل فِي أَنْوَاع الشق الَّذِي يعرض للحجاب. إِسْحَاق قَالَ: استفرغ فِي عِلّة الشوصة الْجِسْم مَتى كَانَ الوجع يتَّصل بالترقوة بالفصد وَإِن كَانَ يتَّصل بالشراسيف فالإسهال وفصد الباسليق أَيْضا وَاسْتعْمل من المسهلة فِي هَذِه الْعلَّة مَا لَا حرارة فِيهِ وَلَا خشونة كاللبلاب وَمَاء الْفَاكِهَة والخيارشنبر والترنجبين وَإِن كَانَ الوجع فِي الْجنب شَدِيدا فليضمد بدقيق الشّعير وبنفسج وَورد وصندل وَنَحْو ذَلِك وشمع مصفى ودهن وَإِن كَانَ خَفِيفا فكمد بكماد وَليكن مثانة فِيهَا مَاء حَار أَو دهن يسخن واسقه فِي الِابْتِدَاء مَاء شعير بحساء رَقِيق يتَّخذ من الباقلي وَالسكر فَإِذا نَضِجَتْ فأعطه طبيخ زوفا فَإِن عسر ألف ألف قذف مَا يجْتَمع فِي الصَّدْر وسكنت الْحمى فَاجْعَلْ مَعَ طبيخ الزوفا إيرسا.) مَجْهُول: يكون فِي الشوصة حمى لقرب الورم من الْقلب وتحس لِأَن الورم فِي الْحجاب وسعال لِأَنَّهُ فِي آلَات النَّفس وضيق النَّفس.

روفس فِي كِتَابه فِي ذَات الْجنب: إِنَّه ورم فِي العضلة الَّتِي فَوق الأضلاع وَهِي كَثِيرَة العصب وَمن أجل ذَلِك كثر وَجَعه وَرُبمَا أَخذ إِلَى أضلاع الْخلف ويعرض مِنْهَا سلْعَة يابسة وَرُبمَا كَانَ فِي الندرة فِي أول الْأَمر رطبَة وَحمى دائمة وتشتد بِاللَّيْلِ وضيق النَّفس ويضطجع على الْجَانِب الوجع وَلَا يكَاد يتَحَوَّل إِلَى الآخر وَأكْثر مَا يعرض فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وَقل مَا يعرض فِي الْأَيْمن وَإِن قذف بالنفث أصفر فَهُوَ رَدِيء والأحمر وأبيض سُلَيْمَان وأردأ من الْأَصْفَر الْأسود فَإِن لم يقذف شَيْئا وَلم تسكن الْحمى وَكَانَ ضيق النَّفس شَدِيدا جدا ويغطّ غطيطاً عَالِيا مَعَ حمى لهبة قَوِيَّة هلك سَرِيعا وَإِن حدث النفث فِي أول مَرضه أسْرع بحرانه وَبِالْعَكْسِ وَأكْثر مَا يعرض فِي الخريف والشتاء وقلّ مَا يعرض فِي الصَّيف وَلَا تعرض للشتاء وخاصة إِذا صَحَّ طمثها وعَلى مَا يَنْبَغِي وَأكْثر مَا يعرض مَعَ هبوب الشَّمَائِل الدائمة وقلّ مَا يعرض مَعَ هبوب الْجنُوب فَمَتَى انفجر سكنت الأوجاع وأجود حالاته أَن يسهل نفثه ويخف عَلَيْهِ مَا بِهِ ويستريح بِهِ وَإِذا عرض للحوامل كَانَ مهْلكا بِسُرْعَة وَقد يعرض من شرب الشَّرَاب الصّرْف وَمن الْقَيْء أَيْضا ولاسيما إِذا كَانَ على السكر من كَثْرَة التخم ويعرض فِيهَا برد الْأَطْرَاف وتعرق صُدُورهمْ ورقابهم ولاسيما إِذا نَامُوا وتشتد حماهم أَنْصَاف النَّهَار وَمن كَانَت أعراضه أقوى كَانَ أسْرع بحراناً. من كتاب العلامات الْمَنْسُوب إِلَى ج قَالَ: يكون مَعَ ذَات الْجنب وجع شَدِيد يَأْخُذ الترقوة أجمع والكتف وحماه حادة وضيق نفس وسعلة يابسة أول ذَلِك ثمَّ ينفث نفثاً زبدياً ثمَّ يقذف قذفا دموياً ويضطجع على جَانب وَجَعه ويسهر وييبس لِسَانه ويخشن فَإِذا هدئت هَذِه الْأَعْرَاض وَبَردت أَطْرَافه واستطلق بَطْنه واحمرت وجنتاه وَعَيناهُ وَصَارَت مجسته كثيفة سريعة وَنَفسه الْأَعْضَاء الألمة: صَاحب ذَات الْجنب يعرض لَهُ ضيق النَّفس وعسره وسعال ووجع ناخس لِأَن الْعُضْو العليل غشائي وعسر النَّفس والسعال لِأَنَّهُ فِي أحد آلَات النَّفس والنبض يكون منشارياً لِأَن الْعلَّة فِي عُضْو صلب وَلِأَن الْعلَّة ورم بعضه نضيج وَبَعضه غير نضيج وَلذَلِك صَارَت أَجزَاء الشريان فِيهِ مُخْتَلفَة النبض وَمَعَهُ حمى حادة لقرب الْعُضْو الَّذِي فِيهِ ورم من الْقلب. ذَات الْجنب تنفصل من ذَات الرئة إِن الوجع فِي ذَات الْجنب ناخس لِأَنَّهُ فِي غشاء وَفِي ذَات) الرئة ثقيل لِأَنَّهُ فِي عُضْو غير حسّاس والنبض فِي ذَات الرئة لَيْسَ موجي وَفِي ذَات الْجنب صلب منشاري لِأَن الْعلَّة فِي غشاء صلب يَابِس الْمَادَّة الَّتِي تنصبّ إِلَى الْعُضْو فِي ذَات الْجنب وَذَات ألف ألف الرئة إِن كَانَ دَمًا كَانَ النفث أَحْمَر وَإِن كَانَ بلغماً كَانَ أَبيض وَإِن كَانَ صفراء كَانَ النفث أصفر وَإِن كَانَ سَوْدَاء فأسود والمادة الَّتِي يحدث عَنْهَا الورم الحاد فِي

ذَات الْجنب على الْأَكْثَر هُوَ من جنس المرار وَذَلِكَ لِأَن الغشاء بِسَبَب كثافته لَا يقبل إِلَّا مَادَّة لَطِيفَة فِي أَكثر الْأَحْوَال والمادة الَّتِي عَنْهَا يحدث الورم فِي الرئة فَهِيَ فِي أَكثر الْأَمر من جنس البلغم وَإِذا كَانَت الرئة من أجل تخلخلها فِي نَفسهَا لَا تقبل فِي الْأَكْثَر إِلَّا مَادَّة غَلِيظَة لِأَن الْمَادَّة اللطيفة لَا يُمكن أَن يحتبس فِيهَا لِأَنَّهَا تجْرِي وتنحلّ مِنْهَا سَرِيعا وَمَا يفرق بَينه وَبَين ذَات الْجنب ووجع الكبد فِي بَاب الكبد قَالَ: إِذا كَانَ الورم فِي ذَات الْجنب فِي الْأَجْزَاء الْعَالِيَة من الغشاء المستبطن للأضلاع ووجع الْجنب أَرْبَعَة أَصْنَاف: إِمَّا أَن يتورم الغشاء المستبطن للأضلاع وَيُقَال لهَذِهِ الْعلَّة ذَات الْجنب وَتلْزَمهُ الْأَعْرَاض وَهِي الْحمى الحادة والوجع الناخس والنبض المنشاري الصلب والسعال بِلَا نفث أوّلاً ويتورم العضل الدَّاخِل وَيكون مَعَه وجع عِنْد دُخُول النَّفس فَيدل على تورم العضل الْخَارِج الَّذِي ينبسط الصَّدْر وَإِمَّا عِنْد خُرُوجه فَيدل على تروم العضل الَّذِي يقبض الصَّدْر وَإِمَّا أَن يتورم الْجلد مَعَ العضل الظَّاهِر وَهُوَ يعرف باللمس إِذا حدث فِي الغشاء المستبطن للأضلاع ورم فَإِن كَانَ نفث اسْتدلَّ بلونه على الْخَلْط الْفَاعِل فَإِن لم يكن مَعَه نفث كَانَ الْمَرَض أَعنِي ذَات الْجنب لَا نفث مَعَه فَفرق بَين الورم الدَّاخِل وَالْخَارِج أَن ضيق النَّفس والحمى والوجع فِي الدَّاخِل أَشد وَالْخَارِج أَيْضا رَأس يلمس خَارِجا. قَالَ فِي أَصْنَاف الحميات: إِنَّه ينفث مَعَه شَيْء رُبمَا كَانَ أصفر أَو أَبيض أَو أَحْمَر أَو أسود فَهَذَا إِنَّمَا هُوَ صديد الْموضع الوارم الَّذِي لَا يضبطه الْموضع لَكِن يرشح وَيخرج هَذَا قَالَ: وَالْأسود لَا يكون من أوّل الْأَمر لَكِن بعد أَن يقذف قبله فِي أَكثر الْأَمر شَيْء أصفر قَالَ: وحميات ذَات الْجنب إِذا كَانَ النفث أَحْمَر غيّبه الدّور وَمَتى كَانَ الأرق واختلاط الذِّهْن وَذَهَاب الشَّهْوَة وَشدَّة الْعَطش فِي ذَات الْجنب أعظم فَهِيَ أعظم السهر واختلاط الذِّهْن يحدث فِي آخر الْأَمر فِي ذَات الْجنب لَيْسَ دَائِما جودة التنفس وَظُهُور النضج عَلامَة جَيِّدَة فِي ذَات الْجنب وبالضد النفث الصَّحِيح يدل على النضج والنفث الْأَبْيَض اللزج وَالَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة وَالَّذِي يخالط الدَّم يدل على عظم النضج والبصاق المشبع الْحمرَة والمشبع الصُّفْرَة والناري يدل على الْخطر) والنفث الْأسود إِذا كَانَ مَعَه نَتن فَهُوَ أقوى الدّلَالَة على الهلكة وَإِذا لم يكن مَعَه نَتن فَهُوَ أقل رداءة وعسر النَّفس عَلامَة رَدِيئَة وَكَذَلِكَ شدَّة الوجع وبالضد النفث الْغَيْر نضيج فَإِنَّهُ إِذا كَانَ أَحْمَر ناصعاً والناري فَهُوَ فِي الْغَايَة من الشَّرّ إِذا كَانَ مَا يخرج بالنفث يَسِيرا نضيجاً فَإِنَّهُ إِذا كَانَت أَعْرَاض الْمَرَض قَائِمَة ألف ألف بعد يدل على تزيد الْمَرَض وَإِن كَانَت سكنت تدل على انحطاط أَحْوَال النفث

فِي أَصْحَاب أوجاع آلَات التنفس وَذَات الْجنب خَاصَّة كالبول فِي المحمومين فَمَتَى لم يصعد فِي علل ذَات الْجنب وَذَات الرئة شَيْء ينفث فَذَلِك نَظِير الْبَوْل المائي فِي المحمومين وَمَتى صعد لكنه رَقِيق غير نضيج فَهُوَ نَظِير الْبَوْل المائي فِي المحمومين الَّذِي يبال ثخيناً وَيبقى على حَاله وَمَتى نفث بزاقاً أَبيض نضيجاً لكنه يسير غير مُتَّصِل فَإِن الْمَرَض قد تجَاوز حد الِابْتِدَاء وَأخذ فِي التزيد وَهُوَ نَظِير للبول الَّذِي فِيهِ غمامة مراء أَو تعلق أَحْمَر أَو رسوب أَحْمَر وَمَتى كَانَ النفث أَبيض نضيجاً كثيرا مُتَّصِلا سهل الصعُود فَإِن التزيد قد انْقَضى والمنتهى قد حضر وَهُوَ نَظِير الْبَوْل الَّذِي فِيهِ رسوب أَبيض أملس مستوياً وَإِمَّا أَن لَا ينفث الْمَرِيض شَيْئا أَو ينفث غير نضيج رَقِيق فَإِنَّهُمَا يدلان على أَن الْمَرَض فِي ابْتِدَائه. أزمان الْأَمْرَاض من دَلَائِل عظم الْمَرَض فِي ذَات الْجنب وَذَات الرئة البصاق الْأسود والشديد الْحمرَة والزبدي والشديد النتن والعسر النفث مَعَ وجع شَدِيد وَسُوء تنفس. الْيَهُودِيّ قَالَ: هُوَ فِي الشُّيُوخ قَاتل وانقضاءه يكون على مِقْدَار تقدم النفث وتأخره والفصد يجب أَن يكون فِي أَوَائِله وَأصْلح شَيْء لَهُ مَاء الشّعير قد جعل فِيهِ شَيْء من أصُول السوس وحبات عناب وسكر طبرزد ودهن لوز حُلْو وَالطَّعَام سرمق ومرق الماش وصفرة بَيْضَة نيمرشت ويلين الْبَطن ويخبص الْجنب بدقيق شعير وبنفسج وبابونج وخطمى وَنَحْوهمَا مِمَّا يسكن الوجع مَعَ تطفئة. ج فِي رسم الطِّبّ بالتجارب قَالَ: الْحمى حادة مَعَ سوء التنفس والسعال والبصاق الملون يعمّ ذَات الرئة وَذَات الْجنب فَإِن انضمّ إِلَى هَذِه وجع ناخس فِي الْجنب وصلابة النبض مَعَ تواتره فَإِنَّهَا ذَات الْجنب فَإِن انضمّ إِلَيْهَا أَن لَا يكون النبض صلباً وأحسّ كَأَنَّهُ يختنق فَإِنَّهُ ذَات الرئة. من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: من نفث الدَّم مَعَ وجع الْجنب إِن لم يبرؤا فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا احتقنت فِي رئاتهم مُدَّة وماتوا بالسل الَّذين بهم ورم فَوق الْحجاب فيختفي بَغْتَة بِلَا سَبَب مَعْرُوف فَإِنَّهُ يتَحَوَّل إِلَى رئاتهم وهم يموتون قبل السَّابِع أَو بعده إِذا عرض من استطلاق الْبَطن) مَعَ ذَات الْجنب وَذَات الرئة فَذَلِك شَرّ لِأَنَّهُ يدل على موت الْقُوَّة الطبيعية إِذا عرض الكزاز مَعَ من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: إِن نفث امْرُؤ دَمًا وأدمن بِهِ ثمَّ صَار ذَلِك مُدَّة وانطقع بَغْتَة مَاتَ بَغْتَة عَلَامَات الْوُثُوب والاستواء جَالِسا يدل على ورم فِي الْحجاب أَو فِي الرئة أَو عضلات الأضلاع. إفيذيميا ألف ألف قَالَ: رَأَيْت مَرَّات من بِهِ مُدَّة فِيمَا بَين الرئة فبالوها وَآخَرُونَ مشوهاً فنقوا بذلك فَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن خُرُوج هَذِه من عُضْو إِلَى عُضْو وانتقال الأخلاط لَا يكون بالأعضاء المجوفة فَقَط لَكِن بِجَمِيعِ أَعْضَاء الْبدن وَحَتَّى بالعظام والأوتار قد يحدث من

عظم الطحال بالورم الْعَظِيم جدا وجع حَتَّى يبلغ إِلَى الترقوة الْيُسْرَى والمنكب فَلذَلِك يجب أَن يبْحَث على ذَلِك لِئَلَّا يَقع غلط. من كتاب العلامات قَالَ: تعرض حمى حادة ووجع شَدِيد دَائِم يَأْخُذ من الْجنب إِلَى الترقوة والكتف بنخس شَدِيد وضيق نفس وسعال يَابِس فِي أول الْأَمر ثمَّ أَنه بعد ذَلِك ينفث بصاقاً زبدياً ثمَّ يقذف بعد ذَلِك بصاقاً دموياً أَو مرياً وينام أبدا على الْجَانِب الوجع ويعرض لَهُم سهر ويبس فِي اللِّسَان وخشونة فِيهِ فَإِذا ازدادت أعراضه وانتهت بردت الْأَطْرَاف فاحمرت الوجنتان والعينان واستطلق الْبَطن وخفيت المجسة وأسرعت وَكَذَلِكَ النَّفس ويعرق عرقاً مُنْقَطِعًا وَقد يعسر عَلَيْهِ النفث وَرُبمَا سهل وَرُبمَا كَانَ أسود وأحمر وأصفر وَيُشبه الوردي أَو أَخْضَر وَرُبمَا كَانَ منتناً والمجسة مُخْتَلفَة ووجع الْأَيْمن أَشد من الْأَيْسَر لِأَن الرئة أقرب إِلَيْهِ وَقَالَ بَعضهم: وجع الْأَيْسَر أَشد لِأَنَّهُ أقرب إِلَى الْقلب فَإِذا خفت هَذِه الْأَعْرَاض ويستلقي المتقيح على الْقَفَا دَائِما وَلَا تسخن أَطْرَافه وتحمر وجنتاه فقد انْتقل إِلَى ذَات الرئة. من كتاب البحران قَالَ: نَوَائِب الْحمى فِي الْأَكْثَر فِي ذَات الْجنب يكون غبّاً وَقَالَ فِي البحران: الوجع الناخس يعرض فِي ذَات الْجنب لِأَن الورم فِي غشاء وَهَذِه حَال الأوجاع الْعَارِضَة فِي الأغشية الحسّاسة وَلِأَن هَذَا الغشاء جزؤ من بعض آلَات النَّفس وَجب أَن يعرض تغير النَّفس وَلِأَنَّهُ أَيْضا قريب من الْقلب وَجب بِسَبَب أَن الْقلب يَنَالهُ شَيْء من ذَلِك الالتهاب أَن يكون حمى وَلِأَنَّهُ قريب من الرئة وَكَانَت الرئة سخيفة متخلخلة وَجب أَن ينَال الرئة بعض الصديد الراسخ من ذَلِك الورم الْحَار وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَلَا بُد من سعال لِأَنَّهُ يُحَرك الرئة بِخُرُوج ذَلِك عَنْهَا وَلَا تجيب إِلَى النفث من أول الْأَمر لقلَّة ذَلِك ووتاحته وَلَا يكون النفث حَتَّى يجْتَمع الْكثير) وينضج وعَلى قدر صلابة الورم وَقلة رشحه يكون تَأَخّر النفث لِأَنَّهُ لَا يرشح مِنْهُ مَا يدْخل الرئة وَإِذا كَانَ يلين سَرِيعا وينضج جَاءَ النفث سَرِيعا لِأَنَّهُ يسيل مِنْهُ شَيْء كثير وَتعلم من أيّ خلط الورم من لون الَّذِي ينفث وَذَلِكَ أَنه رُبمَا كَانَ زبدياً أَو أَحْمَر ناصعاً أَو أصفر مشبعاً أَو فِيهِ صفرَة رقيقَة أَو أَحْمَر قاني أَو أسود فالزبدي يدل على أَن الورم بلغمي والأحمر الناصع يدل على أَنه صفراء صرفة والأصفر الرَّقِيق يدل على أَنَّهَا صفراء يخالطها بلغم كثير بِحَسب نُقْصَان الصُّفْرَة وَالْأسود على ألف ألف فضلَة سوداوية والأحمر القاني أقل رداءة من هَذِه وَلذَلِك يدل على فضلَة دَمهَا أَكثر من الصَّفْرَاء وَلذَلِك هَذَا النفث أقل مَكْرُوها من جَمِيع أَصْنَاف النفث الْمُتَقَدّمَة كَمَا أَن النفث الْأسود أعظمها بلية وأدلّها على التّلف وَقُوَّة هَذِه تدل على قُوَّة الْمَرَض وضعفها على ضعفه والنبض فِيهِ من طَرِيق مَا هُوَ صلب مَعَ تمدد يدل على أَن الورم فِي عُضْو عصبي وَمن طَرِيق أَنه منشاري يدل على أَن الْعلَّة ورم وَمن طَرِيق مَا هُوَ سريع متواتر عَظِيم يدل على حمى. إفيذيميا قَالَ: الورم الَّذِي فِي الْجنب إِذا كَانَ غائراً كثيرا مَا ينْتَفع بالمحجمة إِذا كَانَ

السيلان قد انْقَطع لِأَنَّهُ يجذب من دَاخل إِلَى خَارج فَيكون حِينَئِذٍ أمكن للتحليل إِذا كَانَ النفث فِي ذَات الْجنب مرارياً كَانَ أحْوج إِلَى الفصد مِمَّن نفثه دموي قَالَ: وَذَلِكَ أَنه هَذَا أسلم وَذَلِكَ أردأ قَالَ: من لم يكن بِهِ سعال مَعَ ورم وجع الْجنب والصدر فَلَيْسَ بِهِ هُنَاكَ ورم وَلَا خراج لِأَن الورم لَا بُد أَن يرشح مِنْهُ شَيْء فيهيج السعال والأخلاط قَالَ إِذا كَانَ النفث أَحْمَر فالعلة فلغموني وَإِذا كَانَ ناصعاً فالعلة حمرَة وَإِذا كَانَ النفث زبدياً فالدم ممازج للبلغم وَالْأسود يدل على أَن الورم سوداوي والتمدد إِذا كَانَ أَكثر من الوخز دلّ على كَثْرَة الْخَلْط والوخز يدل على كيفيته وارعف مِقْدَار الْعلَّة وصغرها من مِقْدَار الْحمى والوجع ورداءة النفث وتأخره وعسره رَدِيء لِأَن تقدمه وسهولة خُرُوجه جيد وَبطلَان الشَّهْوَة وَقلة النضج الظَّاهِر أَو عَدمه وَالنَّفس وَقلة السهر واختلاط الْعقل وَقلة احْتِمَال الْمَرِيض لمرضه. مِثَال قَالَ: ضع أَن الْحمى والسهر والاختلاط فِي هَذِه الْعلَّة قوي إلاّ أَن النفث لَيْسَ ناصعاً صرفا وَالْأسود لكنه فِي أول الْعلَّة إِمَّا أَحْمَر وَإِمَّا أصفر وَإِمَّا زبدي ثمَّ أَنه يتَغَيَّر عَن قَلِيل إِلَى النضج أَقُول: إِنَّه لَا يجب لَك إِلَى حِينَئِذٍ أَن تجزع من شدَّة الْحمى وَسَائِر الْأَعْرَاض لِأَن جَمِيعهَا إِنَّمَا يحدث من أجل جمع الورم لِأَنَّهُ فِي وَقت الْجمع تعظم الْأَعْرَاض وتشتد وَلذَلِك لَا يلبث العليل) أَن يتبديء ينفث نفثاً كثيرا ويسرع من جَمِيع الْأَعْرَاض الْمُتَقَدّمَة وَجَمِيع علل الصَّدْر والرئة وَظُهُور النضج فِي الَّذِي ينفث نفثاً يُقَاوم جَمِيع الأعرض الْمهْلكَة فَإِن أَعَانَهُ على ذَلِك قُوَّة عضل التنفس فَإِن الْمَرِيض يتَخَلَّص لَا محَالة. قَالَ ج فِي الْأَمْرَاض الحادة: إِذا كَانَ النفث على مَا يَنْبَغِي وَلم يكن بالمريض حَاجَة إِلَى حقنة ودواء مسهل فاحقنه بِمَاء كشك الشّعير لِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن يسقى مَاء كشك الشّعير بعد أَن لَا تكون بِهِ حَاجَة الفصد والإسهال والحقنة لِأَنَّهُ يكون قد عولج بِهِ أوّلاً لِأَنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَيْهِ. ج: يكون عَن سقِِي مَاء الشّعير لَهُم بعد هَذِه الْأَحْوَال مَنَافِع عَظِيمَة وَذَلِكَ أَنه يسهل النفث وَيُقَوِّي الْمعدة وينقي آلَات النَّفس ويجتنب القابضة لِأَنَّهَا تمنع النفث فيختنق العليل وَقد ألف ألف جرب ذَلِك وَمَتى لم يشرب العليل مَاء الشّعير أَو مَاء الْعَسَل فَإِن مَاء الْعَسَل رُبمَا فعل فِعلَ مَاء الشّعير إِلَّا أَنه لَا يُقَوي الْقُوَّة كَمَا يُقَوي مَاء الشّعير فأطعمه السّمك الصخري مسلوقاً بِمَاء كراث وشبت وملح وزيت مِقْدَارًا معتدلاً والسكنجبين إِلَّا أَن يكون العصب أَو الرَّحِم فِيهَا عِلّة وأصل السوس أَو الفارسيون إِذا شرب مَعَ مَاء الْعَسَل أنضج الفضول الَّتِي فِي الصَّدْر إنضاجاً حسنا ويسهل نفثها بالبصاق قَالَ: وَالَّذين يموتون فِي هَذِه الْعلَّة بِسُرْعَة الاختناق ترى مِنْهُم مَوضِع الْجنب كَانَ بِهِ ضربا وَذَلِكَ أَن الدَّم المنصبّ إِلَى هُنَاكَ الَّذِي كَانَ سَبَب الورم إِذا مَاتَ هُنَاكَ كموت الْقُوَّة الحيوانية خضّر ذَلِك الْموضع من خَارج. ج: التكميد يجفف وجع ذَات الْجنب لِأَنَّهُ يسخف الْجلد ويحلل طَائِفَة من الدَّم لكنه إِن كَانَ الْجِسْم ممتلئاً جذب إِلَيْهِ أَكثر مِمَّا يحلل وَجعل مَا هُنَاكَ بخارياً فيتمدد وَيزِيد فِي الوجع فَمَتَى لم يتَحَلَّل الوجع فِي ذَات الْجنب بالتكميد فاستفرغ الْجِسْم استفراغاً قَوِيا إِمَّا

بالفصد وَإِمَّا بالإسهال واقرء بَاب التكميد لتعلم كَيْفيَّة التكميد وَإِذا كَانَ الوجع أَسْفَل فالتكميد يعْمل فِيهِ وَإِذا كَانَ الوجع يبلغ التراقي فالفصد يحله وَالَّذِي يسفل فالفصد فِيهِ أقل نفعا قَالَ وَإِذا لم يتَحَلَّل الوجع بالتكميد فَلَا تطل اللّّبْث فِيهِ لَكِن انْتقل إِلَى الاستفراغ وَذَلِكَ أَن التكميد يجفف الرئة وَيجمع الْمدَّة قَالَ: وَمَتى بلغ الوجع إِلَى الترقوة وجدت فِي الساعد ثقله أَو نَحْو الثدي أَو فَوق الْحجاب جملَة فافصد الباسليق واستفرغ من الدَّم مِقْدَارًا كثيرا إِلَى أَن يتَغَيَّر لون الدَّم وَذَلِكَ أَن الورم حِينَئِذٍ فِي الْأَجْزَاء الْعَالِيَة من أَجزَاء الغشاء المستبطن للأضلاع وَإِذا كَانَ الورم فِي هَذِه النَّاحِيَة شاركته فِي الوجع الترقوة والساعد وَمَتى كَانَ الوجع يَمْتَد نَحْو الشراسيف فاستفرغ بالأدوية) المسهلة لِأَن الفصد للباسليق يجذب الدَّم من هَذِه النَّاحِيَة جذباً وَلَا بِسُرْعَة وَلذَلِك لَا ينْتَفع بِهِ بِسُرْعَة لِأَن النَّاحِيَة السُّفْلى من الصَّدْر تغتذي من شعب تخرج من الْعرق العميق قبل أَن يبلغ إِلَى الْقلب وَأما تغير الدَّم فيدلّك على أَن الدَّم كَانَ فِي الورم قد نفذ أَكْثَره وَصَارَ يخرج الدَّم الَّذِي فِي الْعُرُوق وَلِأَن الدَّم قد يسْقط الْقُوَّة وَإِن كَانَ عَظِيم النَّفْع فَلْيَكُن نظرك فِي حفظ الْقُوَّة أَكثر. قَالَ أبقراط: وَإِذا بلغ الوجع الْموضع الَّذِي دون الشراسيف فَاسْتعْمل المسهل. قَالَ جالينوس: إِذا كَانَ مَعَ الشوصة حمى قَوِيَّة فاجتنب المسهلة وَاسْتعْمل الفصد فَإِن الفصد فِي هَذِه الْحَال يُؤمن من ذَات الْجنب أَعنِي الَّذِي يكون الوجع من السُّفْلى وَإِن كَانَ لَا يعظم نَفعه كنفعه للمائل ووجعه إِلَى فَوق فَإِنَّهُ لَا خطر فِيهِ وَأما المسهل فعظيم الْخطر وخاصة إِذا لم تعرف طبيعة من تسقيه وَكم الْقدر الَّذِي يسهله فَإِنَّهُ من ذَلِك يجتلب مضاراً عَظِيمَة فَمَتَى كَانَت بِهِ حمى لِأَنَّهُ إِمَّا أَن يفرط فِي إسهاله أَو يُحَرك خلطه وَلَا يسهله فَإِن أقللت من الدَّوَاء فتعظم ألف ألف الْمضرَّة لَكِن إِن كنت عَارِفًا بطبيعته حق مَعْرفَته وكمية مَا يصلح لَهُ من دَوَاء فأسهله قَالَ: وَأحمد مَا يسهل بِهِ هَؤُلَاءِ الأيارج وَإِن كَانَ فِيهِ خربق فَهُوَ خير من أَن يَقع فِيهِ سقمونياً وَإِذا احْتبسَ الإسهال فاسقه مَاء الشّعير لِأَنَّهُ يعدّل المزاج الَّذِي حذّره الدَّوَاء وَيخرج بقاياه من الْجَسَد وَليكن أقل مِمَّا جرت بِهِ الْعَادة فِي ذَلِك الْيَوْم أَنِّي من مَاء الشّعير ثمَّ يرجع إِلَى الْعَادة فَإِذا سكن الوجع فزد فِيهِ أَيْضا بِقدر ذَلِك وَاسْتعْمل الاستحمام بعد النضج فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يعين جدا وينفع لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يسهل نفث الأخلاط. من جَوَامِع النبض الْكَبِير قَالَ: الورم الْحَادِث فِي الْحجاب يتبعهُ وجع ناخس وغشى وتشنج إِن أفرط ونبض صلب منشاري قَالَ: منشارية النبض فِي ذَات الْجنب إِن كَانَ يَسِيرا فَإِن الورم سهل النضج وَالْعلَّة سريعة البحران وَإِن كَانَ قَوِيا جدا بيّناً عَظِيما دلّ على عسر نضج الورم وردائته فَإِن كَانَت قُوَّة العليل مَعَ ذَلِك قَوِيَّة آل إِلَى جمع الْمدَّة والسل والذبول وَإِن كَانَت ضَعِيفَة فَهُوَ يَمُوت وَمَتى كَانَ تَوَاتر النبض شَدِيدا فِيهَا فَالْأَمْر يؤول إِلَى ذَات الرئة أَو الغشي وَإِن كَانَ قَلِيلا آل إِلَى السبات أَو إِلَى آفَة تحدث فِي العصب قَالَ: الورم الْحَار الْمُسَمّى فلغموني إِذا حدث فِي الغشاء المستبطن للأضلاع فَهُوَ ذَات

الْجنب فَإِن جمع هَذَا الورم وقاح وانفجر سمي جمع من تقدمة الْمعرفَة: أَجود النفث فِي علل الرئة والأضلاع السهل الْخُرُوج السَّرِيع أَعنِي بالسريع مَا) يبتديء بعد وَقت قَلِيل من ابْتِدَاء الْعلَّة لِأَن ذَلِك يدل على قرب وَقت الْعلَّة وقصرها والسهل الْخُرُوج يدل على أَن الْخَلْط لَيْسَ بغليظ وَلَا رَقِيق لِأَن الغليظ لَا يخرج إِلَّا بكدّ وَيحْتَاج إِلَى قُوَّة قَوِيَّة حَتَّى تخرجه بِجهْد شَدِيد وَالرَّقِيق يفلت عِنْد الضغط ويزلق إِلَى أَسْفَل ويتقطع ويتفرق فيعسر خُرُوجه النفث الْجيد إِذا رَأَيْت فِيهِ الْحمرَة مُخَالطَة للبياض وَأما غير المخالط فَإِنَّهُ يدل على أَنه من صفراء مَحْضَة وَمَتى تَأَخّر النفث عَن أول الْعلَّة تأخراً كثيرا ثمَّ كَانَ أَحْمَر أَو أصفر لَيْسَ بشديد المخالطة للريق كَانَ نفثه بسعال كثير متدارك فَذَلِك رَدِيء. النفث الْأَحْمَر الصّرْف دالّ على خطر إِذا لم يكن ممازجاً للبلغم والأبيض اللزج المستدير يحدث عَن البلغم المحترق وَهَذَانِ جَمِيعًا إِذا كَانَا بِسَبَب الورم فِي الأضلاع فَلَيْسَ بجيد والأخضر والزبدي رديئان لِأَن أَحدهمَا يدل على أَن سَبَب الورم الْمدَّة الحادة وَالْآخر يدل على ريح مشتبكة برطوبة غَلِيظَة يعسر تخلصها مِنْهُ أَو على حرارة نارية على نَحْو مَا يكون الزّبد خَارِجا فَإِنَّهُ إِنَّمَا يكون عَن هذَيْن السببين فَإِن كَانَ أسود فَهُوَ أردأ من هذَيْن لِأَن ذَلِك ألف ألف يدل على أَن سَبَب الورم مرّة سَوْدَاء وَهُوَ شَرّ القروح وأطولها بَقَاء وأعسرها انحلالاً قَالَ: وَمَتى لم يرْتَفع من الْحلق شَيْء حَتَّى يخرج وَلَكِن يبْقى الْحلق ممتلئاً حَتَّى يحدث فِيهِ شَبيه بالغليان فَذَلِك رَدِيء فَأَما الزُّكَام والعطاس فَإِنَّهُ فِي جَمِيع علل الصَّدْر رَدِيء قبل الْعلَّة كَانَ حُدُوثه أَو بعْدهَا وَذَلِكَ أَن الزُّكَام يسيل إِلَيْهَا أخلاطاً والعطاس فَإِنَّهُ يُحَرك ويزعزع فَإِذا عرضت هَذِه بعد طول الْمَرَض أنذرت بطول الْعلَّة وعظمها فِي الرئة وَإِن الرَّأْس قد ناله ضَرَر والبصاق الَّذِي يخالطه شَيْء من الدَّم لَيْسَ بالكثير وَهُوَ أَحْمَر ناصع فِي ذَات الرئة فَهُوَ فِي أول الْعلَّة يدل على السَّلامَة جدا فَإِن أَتَى عَلَيْهِ سَبْعَة أَيَّام أَو أَكثر وَهُوَ بِتِلْكَ الْحَال فَلْيَكُن رجاؤك فِيهِ أقل لِأَن الأورام الْحَادِثَة فِي الْأَعْضَاء يسيل مِنْهَا صديد من جنس ذَلِك الْخَلْط الْمُحدث للورم فَإِن كَانَ الْخَلْط صفراء كَانَ النفث أصفر وَإِن كَانَ أَحْمَر فَهُوَ دم وَإِن كَانَ أَحْمَر ناصعاً كَانَ الْخَلْط مختلطاً من الصَّفْرَاء وَالدَّم وَإِن كَانَ أَحْمَر فَإِن بِهِ المولد للورم دم وَهُوَ أحد الدَّلَائِل المحمودة وَالْفرق بَين هَذَا وَبَين من يَنْقَطِع عرق فِي رئته أَن النفث يكون دَمًا خَالِصا مَحْضا وَيكون كثير الكمية فَأَما فِي هَذَا فَلَيْسَ بِدَم خَالص لكنه مخالط لرطوبات وَمِقْدَار قَلِيل وَهَذَا النفث الَّذِي ينضج فِي الْأَكْثَر فِي الرَّابِع وَإِلَى السَّابِع

فَلذَلِك يتَغَيَّر النفث وَلَا يبْقى بِحَالهِ فَإِن لم ينضج وَلَا فِي السَّابِع بَقِي النفث بِحَالهِ فَحِينَئِذٍ ينذر بطول الْمَرَض لِأَن نضجه عسر وَلذَلِك لَا يُؤمن فِي) طول هَذِه الْمدَّة أَن تسْقط الْقُوَّة أَو يحِق عَلَيْهِ أَعنِي على الْمَرِيض طبيبه فَلذَلِك يجب أَن تقوى الْقُوَّة وكل نفث لَا يكون بِهِ سُكُون الوجع فَهُوَ رَدِيء وَالْأسود رَدِيء جدا وَهُوَ أردأها كلهَا وَمَا كَانَ بِهِ سُكُون الوجع على أيّ وَجه كَانَ فه أَجود إِلَّا أَن يخْتَلط عقل العليل فَلَا يحس بالوجع إِذْ ذَلِك والنفث الْأَحْمَر والأصفر أقل خطراً وَالْأسود شَدِيد الْخطر وَيجب أَن تجمع دَلَائِل اللَّوْن وسهولة النفث وَالْقُوَّة وانتفاع العليل بالشَّيْء الَّذِي ينفث وإضراره وَمِقْدَار الْقُوَّة وزمان النضج كُله ثمَّ اجْمَعْ من ذَلِك الحكم على العليل وَمَا كَانَ من أوجاع الصَّدْر والرئة لَا يسكن عِنْد النفث وَلَا بالإسهال وَلَا بالفصد وَلَا بالكماد فَإِن أمره يؤول إِلَى التقيح فَافْهَم هَذَا فِي الْأَمْرَاض الَّتِي مَعهَا دَلَائِل السَّلامَة يمْنَع أَن لَا يسكن الوجع بِشَيْء من العلاج آل الْأَمر إِلَى التقيح فَإِن لم يكن مَعَه دَلَائِل السَّلامَة فَإلَى العطب وَذَلِكَ أَن الَّذِي مَعَه دَلَائِل السَّلامَة وَلَا يسكن بالعلاج الوجع هُوَ متوسط بَين الْأَمْرَاض السهلة والقاتلة وَإِذا حدث الْقَيْح والبصاق يغلب عَلَيْهِ بعد المرار فَهُوَ رَدِيء كَيفَ كَانَ خُرُوجه إِن كَانَ يخرج النفث الْأَصْفَر مرّة والمدة أُخْرَى وَكَانَا مختلطين لِأَن الأورام الَّتِي تتقيح فِي أعالي الْجِسْم وَيكون بَعْضهَا قد تقيح وَبَعضهَا لَا فَإِن تبين مَعَ ذَلِك دَلِيل رَدِيء فردائته أَشد وَذَلِكَ أَنه ألف ألف يدل على أَن الطبيعة قد رامت إنضاج الْخَلْط وَلم يجب الْخَلْط إِلَى ذَلِك. لي لم تجب كلهَا. قَالَ: وَلَا سِيمَا من بَدَت بِهِ الْمدَّة وَقد أَتَى عَلَيْهِ من مَرضه سَبْعَة أَيَّام وتوقع لمن ينفث هَذَا النفث أَن يَمُوت فِي الرَّابِع عشر إِلَّا أَن يحدث نفث مَحْمُود. مِثَال: ضع أَن مَرِيضا متوسط الْحَال فِي الْقُوَّة وَالسّن قذف فِي السَّابِع مُدَّة غير خَالِصَة لَكِن تختلط برطوبة مرارية لتَكون حَاله فِي هَذَا أَيْضا متوسطة أَقُول: إِنَّه إِن حدث لهَذَا دَلِيل جيد فَرُبمَا تَأَخّر مَوته إِلَى بعد الرَّابِع عشر وَإِن ظهر دَلِيل رَدِيء فرديء وَإِن لم يظْهر كَانَ مَوته فِيهِ لِأَن هَذَا الْوَقْت الْوسط بَين هذَيْن الْوَقْتَيْنِ اللَّذين أَحدهمَا للمرض الَّذِي هُوَ فِي غَايَة الرداءة وَالْآخر الَّذِي هُوَ أقل رداءة فَيجب فِي هَذَا أَن تزن قُوَّة الدَّلَائِل الرَّديئَة والجيدة وترتبها فَمَتَى ظهر مَعَ البصاق المهلك بعض الدَّلَائِل الرَّديئَة والمرتبة الأولى لم يُمكن أَن يبْقى الْمَرِيض إِلَى الْحَادِي عشر والغيب لله وَأكْثر من ذَلِك كثيرا مَتى ظهر مَعَه أَكثر من دَلِيل وَاحِد وَكَذَلِكَ إِن ظهر مَعَه بعض الدَّلَائِل المحمودة انْتهى الْمَرَض إِلَى الْأُسْبُوع الثَّالِث وعَلى نَحْو ذَلِك فقس إِذا اخْتلطت ويصحح ذَلِك أَيْضا قُوَّة العليل ومزاجه وَالْوَقْت إِذا شهد لَهُ وَعَلِيهِ والتقيح يتقيح فِي السَّابِع فِي الأول حَتَّى) يكون الْخَلْط حاراً جدا فَأَما فِي الْأَكْثَر فَفِي الْعشْرين إِلَى الْأَرْبَعين وَالسِّتِّينَ وعلامة التقيح حُدُوث النافض وتتبعها الْحمى لِأَن الْمدَّة إِذا لذعت الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة وأكلتها حدث عَن ذَلِك مَا يحدث عَن الْأَدْوِيَة الحريفة فِي

القروح وَيتبع هَذَا النافض حمى شَدِيدَة ويحس العليل بثقل لِأَن الْخَلْط قد اجْتمع فِي مَكَان وَاحِد ومبدء هَذَا الْيَوْم إِلَى الْعشْرين إِلَى الْأَرْبَعين إِلَى السِّتين يَنْبَغِي أَن يتَوَقَّع الانفجار. وَهَذِه الْأَعْرَاض الْخَالِصَة بالتقيح هُوَ أَن يكون الْخَلْط قد اسْتَحَالَ مُدَّة ثَلَاث أَحدهَا النافض وَالثَّانِي الثّقل وَالثَّالِث الْحمى الشَّدِيدَة بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَت كثيرا فِي عِلّة الشوصة يجْتَمع الْمَادَّة فِي آخر تجويفي الصَّدْر فَأَما إِذا انفتحت الرئة فَيمكن أَن تَجْتَمِع مُدَّة فِي الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا وَمرَّة إِلَى أَحدهمَا ويستدل على الْجَانِب الْمُجْتَمع فِيهِ الْمدَّة من شدَّة الْحَرَارَة فِي ذَلِك الْجَانِب والثقل فِيهِ وَإِن أنمت العليل على جَانب فَوجدَ من الْجَانِب الْأَعْلَى ثقلاً كَانَ شَيْئا مَعَه فالمدة فِي ذَلِك الْجَانِب فاستدل على ابْتِدَاء التقيح بِهَذِهِ الدَّلَائِل الَّتِي وَصفنَا وَهِي النافض والحمى بأشد مِمَّا كَانَت والثقل فَأَما الَّذِي قد استحكم فَإِن أمره يظْهر بَينا جيدا لِأَن دلائله قَوِيَّة وَهِي هَذِه: أَنه يلْزمهُم حمى غير مُفَارقَة الْبَتَّةَ لَكِنَّهَا تكون بِالنَّهَارِ مندفنة دقيقة وبالليل أقوى ويعرقون عرقاً كثيرا ويستريحون إِلَى السعال وَلَا ينفثون شَيْئا لَهُ قدر وتغور أَعينهم وتحمر وجناتهم وتتعقف أظفارهم ألف ألف من أَصَابِع أَيْديهم وتسخن أَصَابِعهم وخاصة أطرافها وَيحدث فِي الْقَدَمَيْنِ أورام وَتبطل شَهْوَة الطَّعَام وَيحدث فِي أبدانهم نفاخات لِأَن الطباء يسمون من اجْتمعت الْمدَّة فِي رئته أَو فِي آخر فضائي الصَّدْر أَو فيهمَا جَمِيعًا أَو فِي الغشاء المستبطن للأضلاع متقيحين وَمَتى لم يقذف هَذَا الْقَيْح بسهولة وَسُرْعَة آلت الْحَال فِيهَا إِلَى السلّ وَإِذا وَقع السّل حدث حمى دائمة تقوى بِاللَّيْلِ وَذَلِكَ يُصِيب جَمِيع من يحم حمى الدق زِيَادَة حمى الدق بِاللَّيْلِ إِنَّمَا تكون لِأَن الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة مِنْهُم أسخن فَإِذا رطبت عِنْد التغذي وَالنَّوْم سخنت كَمَا تسخن النورة بِالْمَاءِ وَأما العَرق فَيعرض لَهُم بِسَبَب ضعف الْقُوَّة لِأَن الْغذَاء ينْحل من أبدانهم ويتشوقون إِلَى السعال ويصيبهم شَبيه بالدعدعة من أجل الْمدَّة المحتبسة فِي الصَّدْر ثمَّ لَا يقذفون شَيْئا لَهُ قدر لأَنهم لَو قذفوا شَيْئا لَهُ قدر لاستراحوا من التقيح وَيمْنَع من ذَلِك غلظ الْمَادَّة وكثافة الغشاء الْمُحِيط بالرئة وَضعف الْقُوَّة وَاجعَل أعظم دلائلك على تخلص المتقيح أَو وُقُوعه فِي السلّ شدَّة الْقُوَّة وَذَلِكَ أَنَّهَا إِن كَانَت قَوِيَّة أمكن أَن يقذف الْمدَّة كلهَا وَرُبمَا بالوا) هَذِه الْمدَّة وَقد ذكر جالينوس ذَلِك فِي إفيذيميا وَقَالَ: إِن هَذِه الْمدَّة لَا يمر فِي مجْرى ابْتِدَاء لَكِن فِي انحلال تجويف الْأَعْضَاء وَقد رَأَيْت أَنا من كَانَ بِهِ مُدَّة فِي الصَّدْر كَانَ يبولها ويقومها وخف عَنهُ وَسكن دبيلة بِهِ منفجرة إِلَى تجويف الصَّدْر. قَالَ ج: وَأما غور الْعُيُون فعرضٌ يعم جَمِيع أَصْحَاب الحميات المزمنة وخاصة الَّتِي يبسها أقوى وَأما احمرار الوجنة بِسَبَب الْحَرَارَة الَّتِي فِي الرئة والسعال وَذَلِكَ أَن هذَيْن جَمِيعًا يحمران الْوَجْه وَجَمِيع الرَّأْس لِأَنَّهُ يرْتَفع إِلَيْهَا من الْموَاد الَّتِي فِي الرئة بخارات وَأما تعقف الْأَظْفَار فالسبب فِيهِ ذوبان اللَّحْم الَّذِي يشدها ويمسكها من الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا فَأَما الْأَصَابِع فَإِنَّهَا إِن كَانَت فِي أَكثر الْأَمْرَاض تبرد فَإِنَّهَا فِي حميات الدق تلبث حارة لِأَن كَون

هَذِه الحميات هُوَ فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة والحرارة تتبين فِي دَاخل الْأَصَابِع أَكثر مِنْهَا فِي خَارِجهَا لِأَن الرُّطُوبَة هُنَالك أَكثر وَإِمَّا تتبين حرارة أَصْحَاب الدق عِنْد الرُّطُوبَة وَأما تورم أَرجُلهم فَلِأَن موت الْأَعْضَاء يبتديء من هُنَاكَ لبعدها من الْقلب وَتبطل الشَّهَوَات وَتَمُوت الْقُوَّة الغاذية وَأما النفاخات فَتحدث فِي أبدانهم من أجل اجْتِمَاع الأخلاط الأكالة وَتعلم هَل يسْرع انفجار الْقَيْح من المتقيح أَو يبطيء بالألم وَسُوء النَّفس والسعال وَذَلِكَ أَنه يجب إِن كَانَت حثيثة فتنفجر نَحْو الْعشْرين من يَوْم التقيح أَو قبل ذَلِك فَإِن كَانَت هَذِه الْأَشْيَاء أهدأ فتوقعه بعد هَذِه الْمدَّة لِأَنَّهُ قبل انفجار الْمدَّة يتزيد الْأَلَم وَسُوء التنفس والنفث. ج تقدمة الْمعرفَة بانفجار الْقَيْح: هَل يسْرع أَو يبطيء وَهِي الوجع وعسر التنفس والسعال وَذَلِكَ ألف ألف أَن هَذِه إِن كَانَت دائمة قَوِيَّة. لي بعد التقيح دلّت على الانفجار أَنه يسْرع وَإِن لم يكن كَذَلِك فعلى أَنه يتَأَخَّر. لي كَمَا أَنَّهَا إِن كَانَت دائمة قَوِيَّة قبل التقيح تسرع وبالضد. ج وَيجب ضَرُورَة إِذا انفجرت الْمَادَّة أَن تَأْكُل الْجِسْم الَّذِي تماسّه فَيعرض مِنْهُ لذع ووجع أَزِيد وعسر التنفس أَيْضا يزْدَاد ردائة من أجل الوجع وَأما تزيد السعال فَإِنَّهُ يزِيد من أجل الصديد الرَّقِيق الَّذِي يخرج من الْموضع المتقيح. قَالَ أبقراط: أَكثر من يسلم من المتقيحين من انفجرت مدتهم من فارقته الْحمى من يَوْمه بعد الانفجار واشتهى الطَّعَام بِسُرْعَة قَالَ: فَأَما من حدثت بِهِ عِلّة ذَات الرئة وَحدث بِهِ خراجات عِنْد التَّدْبِير وَفِي الْمَوَاضِع السفلية فَإِن تِلْكَ الخراجات تتقيح وَتصير نواصير ويتخلصون بهَا قَالَ) وتتوقع مثل هَذِه الخراجات الَّتِي تتفجر إِلَى خَارج فِيمَن كَانَ من أَصْحَاب هَذِه الْعِلَل هَذِه حَالَته وَهِي ألاّ تفتر حماه. لي لِأَنَّهَا إِن فترت تبلد الْخَلْط وطالت الْمدَّة وَمن لَا يسكن ألمه لِأَنَّهُ إِن سكن الْأَلَم فالمرض هاديء سَاكن فَلَا تضطر الطبيعة إِلَى دَفعه دفعا بخراج لَكِن بدوام التَّحْلِيل وَلَا يكون الْبَوْل كثير الكمية كثير الرسوب لِأَن هَذَا يدل على نضج قد استغنت بِهِ الطبيعة عَن الْخراج وَلَا يكون نفث البصاق على مَا يَنْبَغِي لِأَنَّهُ إِن كَانَ على مَا يَنْبَغِي لم يحْتَج إِلَى إِحْدَاث الْخراج أَيْضا وإلاّ يكون الْغَالِب على مَا ينحدر من الْبَطن المرار الصّرْف لِأَن مثل هَذِه الْأَمْرَاض حارة وَلَا يكون البحران مِنْهَا بخراج بل بالإسهال وَنَحْوه فَإِذا كَانَت هَذِه الْأَشْيَاء على مَا وصفت وَكَانَت سَائِر الدَّلَائِل منذرة بسلامة فتوقع بِهِ حُدُوث هَذِه الخراجات لِأَن الطبيعة حِينَئِذٍ لَيست مستغنية عَن أَن تتَوَقَّع دفعا محسوساً لِأَن الْمَرَض لَيْسَ فِي غَايَة الهدوء والسكون فَلَا هِيَ تدفع دفعا عنيفاً لذَلِك وَلَا هِيَ سَاقِطَة هالكة فتمسك عَن الدّفع الْبَتَّةَ لَكِن كَانَ الْحَال متوسطة فالدفع لذَلِك متوسط وَتعلم أَيْن تحدث هَذِه الخراجات أعند الثديين تحدث من أَسْفَل الصَّدْر فَإِنَّهُ إِنَّمَا تحدث أَسْفَل لمن يجد التهاباً فِيمَا دون الشراسيف وَمن كَانَ مَا دون الشراسيف مِنْهُ لَا ألم بِهِ وَلَا غلظ دَائِم وَعرض لَهُ سوء التنفس فَلَيْسَ بِهِ مُدَّة مّا ثمَّ سكن من غير

سَبَب ظَاهر فَإِن الخراجات تميل إِلَى فَوق نَاحيَة الثديين فِيهِ فَأَما الخراجات الَّتِي تخرج فِي علل ذَات الرئة القوية الْعَظِيمَة الْخطر فَكلهَا نافعة وأفضلها مَا خرجت بعد أَن يكون مَا ينفث فقد بَان فِيهِ التَّغَيُّر وانتقل عَن الْحمرَة إِلَى حَال التقيح. لي يجب أَن يكون قد انْتقل عَن حَاله الأول أَحْمَر كَانَ أَو أصفر أَو غير ذَلِك إِلَى التقيح قَالَ: فَإِن هَذِه تدل على غَايَة السَّلامَة وَيكون برْء هَذَا الْخراج فِي أسْرع وَقت فَإِن لم يكن ذَلِك وَلَا كَانَ الْبَوْل غليظاً وَفِيه رسوب ألف ألف مَحْمُود فَإِن هَذَا الْخراج وَإِن خلص من الْمَرَض لم يُؤمن أَن يزمن الْمفصل الَّذِي يحدث فِيهِ وَإِنَّمَا صَارَت هَذِه الخراجات شَدِيدَة الْحمرَة لِأَنَّهَا بعيدَة من مَوضِع الْعلَّة وَإِنَّمَا صَار أَجودهَا بعد أَن يتَغَيَّر الْبَوْل والبصاق لِأَن هَذِه كَانَت بعيدَة النضج. لي وَإِنَّمَا صَارَت بعد ذَلِك أقل مضرَّة بالموضع الَّذِي يحدث فِيهِ لِأَنَّهَا أقل شرا إِذا نَضِجَتْ مِنْهَا إِذا لم تنضج فَلذَلِك إِن انصبت غير نضيجة كَانَت قروحه رَدِيئَة فَإِن عاقت الخراجات وَمَا ينفث بالبصاق لم ينبعث بعد على مَا يَنْبَغِي والحمى أَيْضا لَازِمَة بعد فَلذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ لَا) يُؤمن على العليل أَن يخْتَلط عقله وَيَمُوت لِأَن غوران هَذِه الخراجات فِي هَذِه الْحَال تنذر بِرُجُوع الأخلاط إِلَى عمق الْجِسْم وَبَين أَنه يرجع فِي هَؤُلَاءِ إِلَى الرئة وَإِن كَانَ غورانها لخير سكنت الْحمى وَكَانَ ذَلِك بعد النَّقَاء بالنفث على أَن ذَلِك لم يكن يُسمى غوراناً لَكِن تحللاً وَبرا. لي إِذا رجعت هَذِه الأخلاط ثَانِيَة إِلَى الرئة كَانَت نكايتها لَهَا أَشد لِضعْفِهَا وَيكون سوء التنفس أَشد ويعرض الِاخْتِلَاط لشدَّة نكاية الْحجاب فيشركه الرداع التقيح الْحَادِث عَن ذَات الرئة يقتل للطاعنين فِي السن أَكثر مِمَّا يقتل الشَّبَاب وَأما سَائِر التقيح. لي يَعْنِي ذَات الْجنب وَالَّذِي فِي هَذِه النواحي فَإِنَّهُ يقتل الْأَحْدَاث أَكثر لِأَن التَّخَلُّص من ذَات الرئة إِنَّمَا يكون لِكَثْرَة النفث ونقاؤه يحْتَاج فِي ذَلِك إِلَى قُوَّة قَوِيَّة والأحداث أقوى فَلذَلِك يتخلصون مِنْهُ أَكثر لِأَنَّهُ لما ينفثونه أسْرع لفضل قوتهم وَأما فِي ذَات الْجنب فَإِنَّهُ يكون فِي الْأَحْدَاث قَوِيا جدا بِسَبَب مزاجهم فتعظم أعراضه فيهم وَيكون فِي الكهول أسكن بِسَبَب مزاجهم فَيكون أسلم فيهم. لي وَفِي ذَات الرئة إِنَّمَا الْعِمَاد على إِخْرَاج مَا فِي الرئة لِأَن الشَّيْء حَاصِل فِي الرئة وَكَانَ ابْتِدَاء الورم الْحَار لِأَن ذَات الرئة إِنَّمَا هُوَ مَا يبتدىء الورم الْحَار فِي الرئة نَفسهَا ويتقيح وَأما ذَات الْجنب فَمَا يبتديء الورم فِي الغشاء المغشي على الأضلاع ويتقيح فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تكون دَلَائِل السَّلامَة أَكْثَرهَا مَأْخُوذَة من سهولة النفث فَأَما فِي ذَات الْجنب فَلِأَن الورم حَيْثُ ذكرنَا يَنْبَغِي أَن تكون أَكثر دَلَائِل

مِثَال قَالَ: إِذا رَأَيْت مثلا بعض أَصْنَاف التقيح انفجر فِي الْيَوْم الْأَرْبَعين مُنْذُ تقيح فَنَظَرت فِي حَال ذَلِك الْمَرِيض وجدت ورمه كَانَ من خلط معتدل فِي الْحَرَارَة وَالْبرد وَفِي وَقت معتدل أَو سنّ معتدل وَإِن رَأَيْت أُخْرَى انفجرت فِي سِتِّينَ وجدت ورمه قد كَانَ من خلط بَارِد وحميات مفترة مقصرة وبلة وَسُوء مزاج بَارِد وَإِذا رَأَيْت من انفجر مِنْهُ فِي عشْرين فبالضد من هَذَا فعلى هَذَا الْقيَاس لَيْسَ يخفى عَلَيْك من ينفجر تقيحه من الثَّلَاثِينَ وَالْخمسين وَنَحْو ذَلِك مِمَّا بَينهمَا إِذا أَنْعَمت النّظر فِي جَمِيع الْأَحْوَال ويستدل أَيْضا على ألف ألف الْعُضْو الَّذِي حدث فِيهِ التقيح وَنَحْو ذَلِك. الْفُصُول: فَأَما النفث إِذا ظهر يَوْمًا فِي ذَات الْجنب دلّ على قصر مدَّته وبالضد. فلَان الْمُسَمّى فِي إفيذيميا الْكيس: أَصَابَته ذَات الْجنب فَلم ينفث شَيْئا إِلَى الثَّامِن لكنه كَانَ يسعل سعالاً يَابسا فَأَتَاهُ بحرانه فِي الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ على أَن مَرضه إِنَّمَا حد بحرانه فِي الْأَكْثَر فِي الرَّابِع عشر فَإِن تجَاوز فَفِي الْعشْرين لَا محَالة وَلَو ان هَذَا العليل قذف قبل الثَّلَاثَة الْأَيَّام لَكَانَ) البحران يَأْتِيهِ فِي السَّابِع أَو فِي التَّاسِع وأقصاه الْحَادِي عشر وَلَو ابْتَدَأَ النفث يَوْم الثَّالِث لما جَاوز مَرضه الرَّابِع عشر وَالْعلَّة فِي ذَلِك أَن الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الْأَعْضَاء الَّتِي لَيْسَ عَلَيْهَا غطاء كثيف كالجلد الظَّاهِر على الْجِسْم لَكِن يعرض فِي الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة يرشح مِنْهَا صديد لطيف فِي ابتدائها ثمَّ يغلظ مَتى أقبل ذَلِك الورم ينضج كالحال فِي الورم الْحَادِث فِي بعض الْأَعْضَاء الظَّاهِرَة إِذا كَانَ فِي الْجلد فِي موضعهَا خرق فَإنَّك تَجِد يرشح مِنْهُ فِي أول الْأَمر شَيْء رَقِيق ويغلظ إِذا قبل الورم النضج فَإِذا عرض فِي وَقت من الْأَوْقَات لِأَن يسيل من الصديد فِي مثل هَذَا الورم شَيْء كَانَ ذَلِك الورم عسر النَّضْح طَوِيل الْمكْث فعلى هَذَا فَافْهَم الْأَمر فِي الورم الْحَادِث دَاخِلا وَذَلِكَ أَنه إِذا لم يقذف صَاحبه فمرضه فِي غَايَة عدم النضج لِأَنَّهُ مثل الورم الْخَارِج الَّذِي لَا يرشح مِنْهُ شَيْء وَإِذا كَانَ النفث رَقِيقا فَهُوَ فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من عدم النضج وَإِذا كَانَ أغْلظ مِمَّا كَانَ فَفِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من عدم النضج فَإِذا كَانَ مَا ينفث غليظاً فَهُوَ نضيج وكما أَنه إِذا نفث الْمَرِيض بصاقاً مستوى الْأَجْزَاء أَبيض وَكَانَ بِهَذِهِ الْحَال فِي جَمِيع أَيَّام الْمَرَض متوسطاً فِي الرقة والغلظ وَهُوَ النضج التَّام وَكَذَلِكَ احتباس النفث عَلامَة لَا تدل على النضج أصلا فَإِذا نفث شَيْئا رَقِيقا كَانَ نضجاً ضَعِيفا فَإِن كَانَ لون مَا ينفث أَحْمَر ناصعاً أَو أصفر مشبعاً فَلَيْسَ بمحمود فَإِن كَانَ كمداً أَو زنجارياً أَو أسود فَإِنَّهُ أدل العلامات على الْهَلَاك قَالَ: الْحمى مَعَ الاسْتِسْقَاء بِمَنْزِلَة ذَات الْجنب مَعَ نفث الدَّم لِأَن هذَيْن متضادان لِأَن نفث الدَّم يحْتَاج إِلَى مَا يحتبس الأخلاط دَاخِلا وَذَات الْجنب يحْتَاج إِلَى مَا يُخرجهَا ويسهل نفثها ويسرع بِهِ. الْفُصُول: قَالَ ج: الْمدَّة الَّتِي تنصب فِي فضاء الصَّدْر إِذا كَانَت كَثِيرَة جدا ضَرْبَة تخنق من أَصَابَته ذَات الْجنب فَلم ينق فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَإِن حَاله يؤول إِلَى التقيح وَمن

آلت بِهِ الْحَال من ذَات الْجنب إِلَى التقيح فَإِنَّهُ إِن استنقى فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا من يَوْم انفجر خراجه فَإِن علته تنقضى وَإِن لم يستنق فِي هَذِه الْمدَّة وَقع فِي السلّ. لي من خرج بِهِ خراج فِي الغشاء المستبطن للأضلاع فَإِنَّهُ إِن تنقى بالنفث لم يجمع مُدَّة وانقضى أمره ألف ألف إِن لم ينق بالنفث فَإِنَّهُ يجمع فَإِذا جمع وانفجر فَإِنَّهُ ينفث الْمدَّة فَإِن تنقى بنفثها فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا تخلص وإلاّ تأكلت رئته من الْمدَّة قَالَ: عظم الوجع يُؤْخَذ مِنْهُ اسْتِدْلَال فَإِنَّهُ مَتى عرض فِي الأضلاع وجع عَظِيم فَأول مَا يعظم مِنْهُ أَنه لَا يُمكن أَن يكون حدث ذَلِك الوجع إلاّ وَقد حدثت عَلَيْهِ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وأ هَا لَيست بعيدَة من الْخطر) وَأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى العلاج الْقوي بِحَسب عظمها فَإِن كَانَ يبلغ أَن يتراقى إِلَى الترقوة فَإِنَّهُ تحْتَاج إِلَى الفصد وَإِن كَانَ ينحدر إِلَى مَا دون الشراسيف فالعلة تحْتَاج إِلَى الإسهال مَتى كَانَ ذَلِك الوجع يسير المقدارمن مَوضِع الوجع وَلَا يحس مَعَه حَتَّى أَنه لَا يبلغ إِلَى الترقوة وَلَا إِلَى مَا دون الشراسيف فقد يُمكن أَن يكون الوجع فِي الْأَعْضَاء اللحمية الَّتِي فِي مَوضِع الأضلاع وَلذَلِك لَا خطر فِيهَا وَلَا يحْتَاج إِلَى علاج عَظِيم. لي إِنَّمَا يكون الوجع ناخساً لِأَنَّهُ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع ويبلغ أَيْضا إِلَى فَوق وَإِلَى أَسْفَل وَقَالَ ج: يَنْبَغِي أَن تعلم أَن الِاخْتِلَاف إِذا كَانَ فِي ذَات الْجنب والرئة وهما يسيران فقد يُمكن أَن ينفع إِذا كَانَت عَلَامَات الهضم قد تقدّمت وَإِذا كَانَت فِي الصعبة وَفِي آخرهَا مَعَ ضعف العليل فَإِن ذَلِك يكون لضعف الكبد بالمشاركة وَحِينَئِذٍ يحدث الاستطلاق وَلذَلِك يكون دَلِيلا رديئاً قَالَ: يحْتَاج من المتقيحين إِلَى الكي والبط من كَانَت الْمدَّة الَّتِي فِي فضاء صَدره كَثِيرَة جدا وَهَذَا يُصِيبهُ من ضيق النَّفس أَمر غليظ جدا فيضطرب بِسَبَب عسر النَّفس أَيْضا إِلَى أَن يكويه أَصْحَاب الجشاء الحامض لَا تكَاد تصيبهم ذَات الْجنب قَالَ: قد قُلْنَا إِن ذَات الْجنب ورم يحدث فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَإنَّهُ بلون النفث يسْتَدلّ على الْخَلْط الْفَاعِل لذَلِك الورم فَإِن كَانَ النفث زبدياً فتولد الورم عَن خلط بلغمي وَإِن كَانَ يضْرب إِلَى السوَاد فتولده عَن خلط سوداوي وَإِن كَانَ أَحْمَر أَو أصفر أَو إِلَى الصُّفْرَة والحمرة فَمن خلط مراري وَإِن كَانَ أَحْمَر مشبع الْحمرَة فتولده من نفس الدَّم أَو الغشاء المغشي على الأضلاع صلب كثيف فَلَا يكَاد يقبل إلاّ خلطاً لطيفاً مرارياً وَلذَلِك صَار من الْغَالِب على طباعه البلغم لَا يكَاد يحدث لَهُ ذَات الْجنب إلاّ فِي الندرة إِن كَانَ ذَلِك البلغم فِيهِ ملوحة وحدة وَالَّذِي يَعْتَرِيه جشاء حامض فالبلغم غَالب عَلَيْهِ وَلذَلِك من كَانَت طَبِيعَته بالطبع لينَة قل مَا يَعْتَرِيه الشوصة وَسَائِر الْأَمْرَاض إِذا حدث من ذَات الرئة فَإِنَّهُ رَدِيء لِأَنَّهُ يدل أَن الورم كَانَ عَظِيما والخلط كثيرا من كوى من المتقيحين فَخرجت مِنْهُ مُدَّة بَيْضَاء نقية سلم وَإِن خرجت مِنْهُ حمائية مُنْتِنَة يهْلك قَالَ: قد كَانَ القدماء يكوون المتقيحين ليستخرجوا مِنْهُم الْمدَّة الَّتِي فِيمَا بَين الصَّدْر والرئة.

من كتاب مداواة ألف ألف الأسقام الْمَنْسُوب إِلَى ج قَالَ: يحرق الكرنب ويخلط رماده بشحم الْحمار ويضمد بِهِ الْجنب الوجع فَإِنَّهُ يسكن الوجع سَرِيعا. أغلوقن: ذَات الْجنب إِذا كَانَت قَوِيَّة بلغ الوجع من أَسْفَل مراق الْبَطن إِلَى التراقي فِي الْأَكْثَر) وينتقل فِي الْجنب ويمتد من الأضلاع العليلة إِلَى الَّتِي لَا عِلّة بهَا قَالَ يتبع ذَات الْجنب فِي الْأَكْثَر نفث مراري وَيتبع ذَات الرئة نفث بلغمي. الْأَعْضَاء الألمة: يفرق بَين الورم الْحَار فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَبَينه فِي الرئة بالنبض وَذَلِكَ أَن النبض مَعَ ورم الغشاء صلب متمدد جدا وَلَيْسَ فِي ورم الرئة كَذَلِك قَالَ: ويقذف المتقيحون من الْقَيْح بالسعال فِي الْيَوْم سِتَّة أَو ثَمَانِيَة مكاييل بِالْمُسَمّى قوطولي وَهَذَا تسع أَوَاقٍ وَرُبمَا بلغ أَكثر من ذَلِك وَأما كَيفَ تدخل الْمدَّة إِلَى أَقسَام قَصَبَة الرئة فبحث طبعي قد ذَكرْنَاهُ فِي البحوث الطبيعية وَلَيْسَ من علاج الطِّبّ قَالَ: مِمَّا لَا يُفَارق ذَات الْجنب الْحمى الحارة والوجع الَّذِي يحس صَاحبه يتمدد أَو نخس وَالنَّفس الصَّغِير الْمُتَوَاتر والنبض الصلب والسعال الملون فِي أَكثر الْأَمر وَقد يكون يَابسا وَمَا كَانَ من ذَات الْجنب لَا نفث مَعهَا سمي ذَات جنب يابسة وَهَذَا إِمَّا أَن يقبل عَاجلا وَإِمَّا أَن ينْحل بعد مُدَّة من الزَّمن أطول من مُدَّة ذَات الْجنب الَّذِي مَعَه نفث والوجع أَيْضا فِي الَّذِي لَا نفث مَعَه يبلغ إِلَى التراقي مرّة والشراسيف أُخْرَى وَالنَّفس متواتر صَغِير لَا محَالة قَالَ: وَقد يكون فِي الأضلاع أوجاع أخر تعرض مَعَ حمى وَالنَّفس أَيْضا فِي هَذِه متواتر صَغِير إِلَّا أَنه لَا ينفث فِيهَا شَيْئا الْبَتَّةَ وَشبه هَذِه الأوجاع ذَات الْجنب الْيَابِسَة إِلَّا أَن الْفرق بَينهمَا سهل فَإِن فِي هَذِه لَا يكون سعال الْبَتَّةَ وَذَات الْجنب لابد فِيهَا من السعال إِمَّا بنفث وَإِمَّا يَابِس وَلَا يكون للنبض تمدد وَلَا صلابة كحاله فِي ذَات الْجنب وَلَا الحميات الَّتِي مَعهَا أَيْضا حرارة على نَحْو مَا يكون فِي ذَات الْجنب الَّتِي لَا نفث مَعهَا وأذاه بِالنَّفسِ أقل نم أَذَى صَاحب ذَات الْجنب ويعرض بأصحاب هَذَا الوجع إِذا غمزت عَلَيْهِ من خَارج على الْموضع العليل أوجعهم وَمن كَانَ مِنْهُم كَذَلِك فَلَيْسَ ينفث شَيْئا ينقى وَذَلِكَ أَن الْخَلْط الْفَاعِل للورم لَيْسَ يرشح وَلَا ينفجر حَتَّى ينفجر إِلَى فضاء الصَّدْر لَكِن أملهَا إِلَى خَارج فَإِذا نَضِجَتْ احْتَاجَت إِلَى البطّ وَإِذا كَانَت قَليلَة الْمِقْدَار تحللت من ذَاتهَا. لي هَذَا الْكَلَام فِي الخراجات الَّتِي فِي الْجنب الَّتِي ميلها إِلَى خَارج هِيَ ضرب من ذَات الْجنب فَفرق بَينهمَا وَبَين الَّتِي ميلها إِلَى دَاخل وَهِي الَّتِي تسمى ذَات الْجنب بِالْحَقِيقَةِ. الْعِلَل والأعراض قَالَ: المسلول يدق أَنفه وَيصير حاداً وتلطى أصداغه وتغور عَيناهُ وَتصير من آراء أبقراط وأفلاطون قَالَ: من بِهِ ذَات الْجنب يحْتَاج إِلَى التكميد والفصد والإسهال وَمَاء الْعَسَل وَالشرَاب وَمَاء كشك الشّعير وَلَكِن يحْتَاج إِلَى هَذِه فِي مَوَاقِيت وَأَسْبَاب مُخْتَلفَة فَأَما) لاتكميد فَيحْتَاج إِلَيْهِ عِنْدَمَا يبْدَأ الوجع فِي الأضلاع كَمَا يحس لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ لَا

يدْرِي أذات الْجنب هُوَ أم غير ذَلِك فيجرب بالتكميد لِأَنَّهُ إِن لم يكن ذَات الْجنب انْقَضى بالتكميد وَإِن لم ينْحل بالتكميد وَثَبت وَزَاد أخذت فِي النّظر فِي بَاب آخر وَانْظُر هَل بَدَأَ بِهِ بعد الْأكل أَو قبله أَو بعد انطلاق الْبَطن أَو لِأَنَّهُ لم ينْطَلق والأشياء الْأُخَر الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي كتاب مَاء الشّعير قد نسخناه نَحن هَاهُنَا أَعنِي من يحْتَاج إِلَى الفصد وَمن يحْتَاج إِلَى الإسهال وَمن إِلَى مَاء الْعَسَل وَمن إِلَى مَاء الشّعير وَمن إِلَى الْحمام. الْحبّ الَّذِي بِهِ يسهل أبقراط أَصْحَاب الشوصة مَعَ الخربق ذكره فِي كتاب الْأَمْرَاض الحادة: وَهُوَ حب النّيل وَجَدْنَاهُ فِي الْمقَالة الأولى فِي الْأَدْوِيَة المسهلة. سرابيون: الْمدَّة تَجْتَمِع فِي الصَّدْر من خراج يخرج فِي الْحجاب أَو فِي الأضلاع وَيكون فِي حَال سكونها حميات وتمدد ولهيب وضيق نفس وَعند انفجارها يعرض نافض وسعال ويحمرّ الْوَجْه وتسخن الْأَصَابِع وَإِن كَانَت قَليلَة وَالْقُوَّة قَوِيَّة نفّثها وَإِن كَانَت كَثِيرَة لم تخرج بالنفث وَرُبمَا خرجت بالبول وَالْبرَاز وَمرَّة تفْسد الْحجاب وتحدث الاختناق وَالْمَوْت وتعلّم فِي أَي الْجَانِب هُوَ من الثّقل والتقلق فِيهِ إِذا نَام على الْجنب الَّذِي لَيْسَ فِيهِ وخضخضة فِي الصَّوْت وَإِن كَانَ فِي الْجَانِبَيْنِ وجدت الْعَلامَة فيهمَا جَمِيعًا. علاج: اسْتعْمل فِي الَّذين خرج فِي صُدُورهمْ خراج لَا يطْمع أَن ينْحل بالإنضاج بالأضمدة نَحْو ضماد التِّين واسقهم مَاء الْعَسَل وَمَاء التِّين وطبيخ الزوفا الْيَابِس إِذا نَضِجَتْ فَأَرَدْت أَن تقيّح فاسقهم الْأَشْيَاء القوية التقطيع وأعطهم عِنْد النّوم حب الفاواينا وبخّرهم فِي حلقوهم بقصبة باللبنى وَلست أرى أَن تقيّئهم لِأَن ذَلِك رُبمَا فتق فتقاً كثيرا فَسَالَ دفْعَة شَيْء يختنق بكثرته فَإِذا بَدَت المدّة تصعد فأعِن ذَلِك بالملطّفات وَإِذا ظهر الهضم التَّام وانحطت الْعلَّة فَلَا شَيْء أعون على تنقية الْمدَّة من المثروديطوس وترياق الأفعي وَإِذا لم تكن حمى وَلَا نحافة فِي الْجِسْم فَإِن كَانَت الْمدَّة بهَا من الْكَثْرَة مَا لَا يُمكن أَن تخرج بالنفث نقّب الصَّدْر بمكوى حَدِيد وَأخرج ثمَّ عولج. لي أَنا أرى كَمَا يَبْدُو أثر الْخراج فِي الْجنب أَن تفصد الْيَد الْمُقَابلَة وَيخرج الدَّم فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا وَكَذَلِكَ فِي الثَّانِي وَالثَّالِث يخرج الدَّم فِي مَرَّات وتفجر الْعُرُوق أَيْضا ثمَّ افصد الرِّجل الَّتِي تَحت الْجَانِب العليل ويحجم عَلَيْهِ ثمَّ افصد الْيَد من الْجَانِب العليل فَإِن لم ينفع هَذَا) وضعت على الْجنب الْأَدْوِيَة المحللة الحارة والمحاجم كي تجذب الْخراج إِلَى خَارج فَإِن ميله إِلَى ابْن سرابيون: ذَات الْجنب مِنْهَا صَحِيحَة وَهُوَ أَن يكون الورم فِيهَا فِي الغشاء المستبطن للأضلاع من دَاخل وعلامته أَن يكون فِيهَا نفث وَلَا يحس بالوجع من خَارج الأضلاع إِذا غمز عَلَيْهِ وتقيح إِلَى خَارج أَو يتَحَلَّل وَلَا يكون مَعَه نفث من أَوله إِلَى آخِره وَإِذا كَانَ الوجع

فِي ذَات الْجنب الصَّحِيحَة بلغ الترقوة فالورم فَوق فِي أَعلَى الْحجاب وبالضد وأطولها مُدَّة مَا لَا يحدث فِيهِ نفث فِي أول الْأَمر إِلَى الْأَيَّام الْأَرْبَعَة ثمَّ الَّذِي يحدث فِيهِ نفث إلاّ أَنه رَقِيق يفصد فِيهَا وتلي الطبيعة بالأشياء اللينة ويحقن بالحقن اللينة واسقه مَاء الشّعير قَالَ وَأَنا أرى أَن يكون الفصد فِي ابْتِدَاء هَذِه الْعلَّة من الْجَانِب الْمُخَالف فَإِذا اسْتَقر وَفرغ فَمن جَانبهَا وألِن الْبَطن بالأشياء اللينة وَمَاء الشّعير فَإِنَّهُ يسكن السعال ويسهل النفث قَالَ وضمد الصَّدْر فِي أول الْأَمر بالشمع الْمُصَفّى ودهن البنفسج وَبَعض اللعابات والكثيراء وبآخره بالضماد الْمُتَّخذ بالبابونج ودقيق الشّعير وأصل الخطمى وأصل السوس ودهن الْحل والتغذي دَائِما بِمَاء الْأَشْيَاء الَّتِي فِيهَا رُطُوبَة وجلاء ليعين على نفث الْمدَّة كالمتخذ من نَقِيع النخالة والفانيذ ودهن اللوز فاسقه شراب الْعَسَل إِذا لم تكن حمى وَلَا عَطش وَإِلَّا فشراب البنفسج والجلاب. روفس فِي كتاب ذَات الْجنب: البصاق الأملس العديم الرَّائِحَة يدل على أَن الْخراج نقي وَقد أَخذ يلتئم خَاصَّة إِن وجد بعد ذَلِك سُكُون الْأَعْرَاض وَقَالَ: إِن ذَات الْجنب ورم فِي العضلة الَّتِي فَوق الأضلاع وَهَذِه العضلة كَثِيرَة الْحس جدا ويبلغ وجعها إِلَى الْكَتف وَرُبمَا نزل إِلَى أَسْفَل الأضلاع وَيكون مَعَ هَذَا سعال يَابِس وَحمى تهيج لَيْلًا وَرُبمَا كَانَ مَعَ هذيان وضيق نفس ويضطجع أبدا على جَانِبه الْأَلَم فَلَا يقدر أَن يتَحَوَّل إِلَى الْجَانِب الآخر وَإِن قذف صَاحبهَا بزاقاً بلغمياً فالعلة سليمَة وَالدَّم بعده فِي قلَّة الْخطر وَأما الصفراوي فرديء وأردى مِنْهُ السوداوي وَإنَّهُ كَانَ يسكن الوجع والحمى بعقب بصاق وَنَفث كثير فَهُوَ جيد وَبِالْعَكْسِ وَإِن كَانَ لَا ينفث شَيْئا الْبَتَّةَ ودام ضيق النَّفس وَعلا الغطيط وَاشْتَدَّ لَهب الْحمى فقد قرب هَلَاكه فَإِن لم يقذف من أول الْيَوْم الرَّابِع طَال مَرضه وَإِن قذف قبل الرَّابِع أسْرع فَإِن لم ينق بالنفث سلّ. لي ذَات الْجنب ورم حَار فَرُبمَا انحل من غير جمع وَهَذَا لَا نفث مَعَه إلاّ رَقِيق صديدي وَمَتى تقيح ... ... ينفث فَهُوَ سل.) روفس: أَكثر مَا تعرض فِي الخريف واشتاء وَتعرض فِي جَمِيع الْأَسْنَان وَقل مَا تعرض الشتَاء وخاصة الَّتِي طمثها دَائِم وَأكْثر مَا تعرض فِي هبوب الشمَال. أهرن: ضماد جيد للشوصة إِذا لم تكن شَدِيدَة الالتهاب والحرارة يُؤْخَذ عصير الكرنب ودقيق الحلبة وبزر الْكَتَّان ألف ألف وخطمى وأطراف البابونج ودقيق حوري فاعجن

النبض الْكَبِير: قَالَ إِذا كَانَ التَّوَاتُر مفرطاً جدا فِي نبض أَصْحَاب الشوصة دلّ على أَن الْعلَّة ستميل إِلَى الرئة حَتَّى يحدث مِنْهَا ذَات الرئة أَو ينذر بغشى يحدث والقليل التَّوَاتُر هُوَ أقل تواتراً من التَّوَاتُر الْخَاص بِهَذِهِ الْعلَّة لِأَن هَذِه الْعلَّة إِذا كَانَ فِيهِ تَوَاتر صَالح أنذره بسبات يحدث أَو آفَة بالعصب وَالِاخْتِلَاف المنشاري فِي النبض هُوَ بِهَذِهِ الْعلَّة أخص مِنْهَا بغَيْرهَا من الأورام فَإِن كَانَ هَذَا الِاخْتِلَاف يَسِيرا فَإِن ورم الغشاء المستبطن للأضلاع لَيْسَ بسريع النضج وَإِن كَانَ هَذَا الِاخْتِلَاف شَدِيدا دلّ على صعوبة الْمَرَض وعسر نضجه وَإِذا كَانَت الشوصة على هَذِه الْحَال ثمَّ كَانَ مَعَ قُوَّة قَوِيَّة فإمَّا أَن يبطيء نضجها زَمَانا طَويلا وَإِمَّا أَن يؤول إِلَى جمع الْمدَّة وَإِمَّا إِلَى ذبول السل وَإِن كَانَت مَعَ قُوَّة ضَعِيفَة فَإِنَّهُ ينذر بِمَوْت سريع فَإِذا استحكمت المِدة ذهب الِاخْتِلَاف فِي النبض وجدت النبض الدَّال على جمع الْمدَّة وَإِن آل الْحَال إِلَى الذبول رَجَعَ النبض إِلَى النبض الْخَاص بالذبول وَقَالَ: الشوصة ورم حَار يحدث فِي الغشاء المغشي على الأضلاع من دَاخل الْمَعْرُوف بالمستبطن للأضلاع وَلذَلِك تتبعه حمى لِأَن الورم قريب من الْقلب وَمن أجل أَن الْحمى تكون حارة يكون النبض سَرِيعا وَلِأَن الْعُضْو الوارم عصبي يكون النبض صلباً بِمِقْدَار بيّن ولمكان صلابته يكون أَصْغَر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ الْحمى فَيجب لذَلِك أَن يكون متواتراً إِذْ كَانَت الْحَرَارَة تحْتَاج إِلَى عظم النبض والصلابة لَا تواتي لتستدرك بالتواتر مَا فَاتَ من عظم الانبساط وَلَيْسَ التَّوَاتُر فِي كل شوصة سَوَاء لِأَن الْخَلْط الَّذِي يحدث عِنْد الورم إِن اتّفق أَن يكون صفراوياً كَانَت الْحمى أحدّ وأخفّ بِالْقُوَّةِ وَإِن كَانَ بلغمياً كَانَ أسكن وَكَانَ إِلَى أَن يحدث سباتاً أقرب من أَن يحدث هذياناً وسهراً والدماغ يشْتَرك مَعَ عِلّة هَذَا الغشاء دَائِما لما يصل إِلَيْهِ من بخارات الأخلاط الَّتِي تفعل هَذَا الورم فَإِذا كَانَ الْخَلْط صفراوياً بخر إِلَيْهِ بخار يشبه نفثه لطيف الدُّخان حاراً فَيحدث لذَلِك اخْتِلَاط وتهيج وَإِن كَانَ بلغمياً كَانَ مَا يبخر إِلَى الدُّخان شبه الضباب الكدر وَالَّذِي هُوَ بِمَنْزِلَة الْغَيْم فَإِذا وصل هَذَا إِلَى الدِّمَاغ رطبه وَثقله وأورث السبات وَرُبمَا كَانَ النبض الشَّديد الْمُتَوَاتر ينذر إِمَّا بالغشي وَإِمَّا أَن يؤول الْأَمر إِلَى ذَات) الرئة عِنْدَمَا يكون الورم من خلط حَار يغلي فَيكون مِنْهُ الغشي من أجل إضراره بِالْقَوِيّ وَأما ورم الرئة فَإِنَّهُ يَجْعَل النبض متواتراً لِكَثْرَة الْحَاجة وَصغر الانبساط وَإِذا صَار الورم كثير التَّوَاتُر لم يخل أَن يكون الورم قد مَال إِلَى الرئة وَإِمَّا أَن يكون شَدِيد الْحَرَارَة يغلي لِشِدَّتِهِ وَهَذَا يجفف بِالْقُوَّةِ جدا فيورث الغشي وَأما قلَّة التَّوَاتُر ينذر بسبات أَو آفَة فِي العصب لِأَنَّهُ يدل على ألف ألف أَن الْخَلْط الْفَاعِل للورم بلغم والبخار الَّذِي مِنْهُ يصعد إِلَى الدِّمَاغ بَارِد فَإِذا كثر هَذَا البخار فِي الدِّمَاغ فَإِنَّهُ إِن كَانَ قَوِيا وَأمكنهُ أَن يَدْفَعهُ عَن نَفسه إِلَى بعض الْأَشْيَاء الْمُتَّصِلَة بِهِ أحدث آفَة بالعصب وَإِن لم يُمكن دَفعه عَن نَفسه أحدث السبات. لي وَأما جمع الْمدَّة فِي الصَّدْر والذبول فَنَذْكُر فِي النبض وَإِنَّمَا ذكرنَا هَذِه هَاهُنَا لدلَالَة فِي الْكَلَام على الْعلَّة.

بسم الله الرحمن الرحيم

النبض قَالَ: لَا يكَاد يكون فِي الصَّدْر والحجاب أورام بلغمية إلاّ من بلغم غليظ لِأَن هَذِه الْأَعْضَاء كثيفة لَا تقبل هَذِه الأخلاط وَإِنَّمَا تكون الأورام من خلط صفراوي أَو دم لطيف جدا قَالَ: وَإِذا حدث الورم بالحجاب فَإِن أَصْحَابه يختلطون وَيكون النبض فِي غَايَة الصلابة وَيكون صَغِيرا متواتراً وَلَا يتبع ورم الْحجاب حمى فِي أول الْأَمر لَكِن وجع وضيق النَّفس فَقَط ثمَّ إِذا عفنت تِلْكَ الفضول جَاءَت الْحمى قَالَ: فَأَما الورم فِي الغشاء المستبطن للأضلاع فَإِنَّهُ إِن كَانَ النبض فِيهِ صلباً صَغِيرا متواتراً جدا فَلَا ينجو صَاحبه خَاصَّة وَإِن كَانَ صلباً غَايَة الصلابة إِلَّا أَن الِاخْتِلَاط فِي أَصْحَاب ذَات الْجنب أقل مِنْهُ فِي أَصْحَاب ورم الْحجاب لِأَن الَّذِي يتَّصل بالحجاب من الدِّمَاغ أقرب. هُنَا تمّ السّفر الرَّابِع على مَا جزّأه مُؤَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ ويتلوه السّفر الْخَامِس فِي علل الْمعدة والمريء وَمَا يتَعَلَّق بذلك (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد النَّبِي وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا)

(الْجُزْء الْخَامِس)

(فارغة)

أمراض المريء والمعدة

(أمراض المريء والمعدة) وَمَا يتَعَلَّق بذلك) ألف ألف (مَا يعرض فِي المريء والمعدة. .) من أمراض سوء المزاج وأمراض الْخلقَة وانتقاض الِاتِّصَال والأورام والقروح وأمراض الْمعدة الخربة وَفَسَاد المزاج وَضعف الْقُوَّة الجاذبة وبطلانها والماسكة والدافعة والهاضمة وَمن يستمرئ الغليظ والفواق والرعدة والرعشة فِيهِ يتَّصل كل ذَلِك فِي أول الْأَمر فَيُقَال يحدث فِيهَا كَيْت وَكَيْت وتعطى العلامات والعلاجات والحموضة على الصَّدْر وسيلان اللعاب وانحلال الْفَرد وَأمر الوجع والقيء بعد الطَّعَام. 3 (قَالَ ج: فِي آخر الرَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء) مَتى كَانَت 3 (القرحة فِي الْمعدة فاسقة الْأَدْوِيَة) وَمَتى كَانَت فِي المريء فَلَا تسقه إِيَّاهَا فِي مرّة بل فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا لِأَن الْمَرْء ينْتَفع بالأدوية فِي ممرها فَقَط وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يُمكن أَن تثبت فِيهِ وتلاقيه وقتا طَويلا كَمَا يكون ذَلِك فِي الْمعدة ولتكن أدوية أَشد لزوجة وَأَغْلظ لتلتزق بِهِ وَلَا تزلق عَنهُ وَإِنَّمَا يجمد عَلَيْهِ وَيلْزق بِهِ مَا كَانَ غليظاً. 3 (فِي السَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء) 3 (ضعف الْمعدة) قَالَ: أَصْحَاب التجربة لَا يعْرفُونَ من مداواة ضعف الْمعدة إِلَّا أَن يأمروا العليل بتناول الأغذية القابضة الَّتِي تميل إِلَى المرارة وبالشراب الخشن العفص وَتَأْخُذ الأفسنتين والأدوية المتخذة بعصير السفرجل وَنَحْوهَا وينطل على الْمعدة زَيْت قَابض قد طبخ فِيهِ أفسنتين وَيُوضَع عَلَيْهَا بعد ذَلِك صوف مبلول بِهَذَا الزَّيْت أَو بدهن السفرجل أَو دهن المصطكى أَو دهن الناردين ثمَّ يلْزم بعد ذَلِك قيروطاً متخذاً بِهَذِهِ الأدهان ثمَّ أدوية آخر أقوى من ذَلِك وأبلغ وَهِي أضمده متخذة بطيوب قابضة وبهذه الأدهان الَّتِي ذكرت مَعَ أدوية قريبَة الْقُوَّة مِنْهَا كالسنبل والحماما وقصب الذريرة وأصول السوسن واللاذن والساذج والميعة السائلة والمقل الْيَهُودِيّ ودهن البلسان وحبه وَعوده وَسَائِر الطيوب فَإِن لم تعْمل هَذِه كلهَا شَيْئا دووه بالأضمدة المحمرة وَهُوَ إِمَّا دَوَاء الْخَرْدَل والتفسيا وَيبْعَث بِهِ إِلَى الْحمة.)

لي ضعف الْمعدة تَقْصِير الشَّهْوَة أَو الهضم قَالَ: وقرانيطش فَإِنَّهُ كَانَ يَأْمر من شكى إِلَيْهِ أَنه لَا يستمرئ طَعَامه وَأَنه يشتهى أَن يسْتَعْمل الرياضة أَولا ويتناول من الطَّعَام رمقه ويقله مِقْدَارًا فَإِن لم ينْتَفع بذلك أَخذ فِي علاج أَصْحَاب التجربة شَاءَ أَو أَبى أما أَنا فعلمني الْقيَاس ثَمَانِيَة أَصْنَاف تداوى بهَا الْمعدة ألف ألف الضعيفة وَذَلِكَ أَنِّي سقيت قوما مَاء بَارِدًا فبرؤا فِي يَوْم لَا بل فِي سَاعَة وَخلق كثيرٌ مِنْهُم بردته لَهُ بثلج وأطلقت لَهُم أكل الْأَطْعِمَة المبردة على الثَّلج وَكَذَلِكَ أنلتهم فواكه بَارِدَة مبردة على الثَّلج وكشك الشّعير الْمُحكم الطَّبْخ مبرداً على ثلج ومنعتهم من تنَاول الأفسنتين وكل شَيْء يقبض وَكَانَ غرضي أَن أبرد فَقَط وَأما قوم آخَرُونَ فَإِنِّي منعتهم من الْأَشْيَاء القابضة وأسخنتهم بِكُل وَجه من ذَلِك أَنِّي سقيتهم شرابًا عتيقاً قَوِيا حاراً فِي الْغَايَة وَأَكْثَرت الفلفل فِي طعامهم وَآخَرُونَ جعلت غرضي تجفيف معدهم فأطعمتهم أَطْعِمَة يابسة قد مَسهَا النَّار فِي شيها وأقللت شربهم وألزمتهم الْأَشْيَاء القابضة ومنذ قريب داويت من صَار فِي حَال الذبول وَذَلِكَ أَنه كَانَ بِهِ سوء مزاج يَابِس مُنْذُ أول الْأَمر فَأَخْطَأَ عَلَيْهِ الْأَطِبَّاء فسقوه أفسنتيناً وأطعموه أَطْعِمَة مرّة قابضة فَصَارَ بِهَذِهِ المداواة فِي حد من بِهِ دق فقصدت لترطيبه قَالَ: أَقُول: إِن الاستحالة إِلَى الْحَرَارَة أَو الْبُرُودَة أسهل مداواة وأسرع برءاً لِأَن إصْلَاح كل وَاحِد مِنْهُمَا يكون بكيفية فاعلة قَوِيَّة والاستحالة إِلَى الرُّطُوبَة واليبس أعْسر مداواة وَأنكر برءاً لِأَن مداواتها تكون بكيفيات ضَعِيفَة منفعلة. وَلَا سِيمَا حِين يحْتَاج إِلَى الترطيب وَسُوء المزاج الْحَار سَوَاء سوء المزاج الْبَارِد وَالزَّمَان الَّذِي يحْتَاج إِلَى إصلاحها فِيهَا سَوَاء بل الثِّقَة فِي الْعَاقِبَة لَيست فِيهَا سَوَاء وَذَلِكَ أَنه لم يكن جَمِيع مَا حول الْعُضْو الَّذِي يبرد مزاجه حِين يداوى من الْحَرَارَة قَوِيا لم يُؤمن عَلَيْهِ أَن تناله من الْأَشْيَاء الْبَارِدَة مضرَّة عَظِيمَة. قَالَ أَبُو بكر: هَذَا علاج عَام للمعدة والكبد وَنَحْوهمَا 3 (سوء المزاج الْيَابِس وَالرّطب) فهما فِي أَمر الْعَاقِبَة سَوَاء وَأما فِي طول الْمدَّة فَإِن مُدَّة إصْلَاح المزاج الْيَابِس أَضْعَاف مُدَّة إصْلَاح سوء المزاج الرطب. فِي ابْتِدَاء النهوك وَعلة اليبس: إِن منزلَة سوء المزاج الْيَابِس منزلَة الشيخوخة فَلذَلِك هُوَ غير قَابل للعلاج وممتنع الْبُرْء إِذا استحكم وَغَايَة استحكامه أَن يكون جَوْهَر الْأَعْضَاء الصلبة قد يَبِسَتْ دون هَذَا اليبس. ولليبس مَرَاتِب: إِحْدَاهَا وَهِي الْمرتبَة الأولى أَن يكون إِنَّمَا يَبِسَتْ الْأَعْضَاء الَّتِي من جَوْهَر رطب الَّتِي أخذت فِي الإنعقاد والجمود بِمَنْزِلَة الشَّحْم وَاللَّحم إِذا ذابا وانحلا والمرتبة الثَّانِيَة أَن تكون الرُّطُوبَة الَّتِي مِنْهَا تغتذي الْأَعْضَاء قد قلت فيبس الْبدن وَهَذِه الرُّطُوبَة مَوْجُودَة فِي الْأَعْضَاء كلهَا مبثوثة فِيهَا بِمَنْزِلَة الرذاذ وَهَذِه الرُّطُوبَة لن يُمكن أَن

تخلف إِلَّا بالغذاء وَلِهَذَا صَار مداواة هَذِه الْأَعْرَاض مِمَّا يعسر ولليبس فِي الْجِسْم مرتبَة أُخْرَى وَهُوَ من قلَّة الدَّم وَاسْتِعْمَال الْأَطْعِمَة القابضة والأشربة والأدوية الْجَارِيَة هَذَا المجرى أضرّ الْأَشْيَاء ألف ألف بِهَذِهِ الطَّبَقَات كلهَا من اليبس وَذَلِكَ أَنه يفنى مَا بَقِي من الرُّطُوبَة الطبيعية فِي الْأَعْضَاء بِأَن تمتص بَعْضهَا وتنشف بَعْضهَا وتخرجه من المجاري إِلَى دَاخل تجويف الْمعدة وَيدْفَع بَعْضهَا إِلَى الْأَعْضَاء الْقَرِيبَة مِنْهَا وَإِذا كَانَ الْأَمر على هَذَا فَيَنْبَغِي أَن توسع ماانضم وضاق من المجاري وتجتذب مَا انْدفع إِلَى الْأَعْضَاء الْقَرِيبَة وتملئ كل وَاحِد من الْأَعْضَاء المتشابهة الْأَجْزَاء رُطُوبَة مشاكلة بالغذاء المرطب على نَحْو مَا داويت الرجل الَّذِي كَانَ الْأَطِبَّاء أيبسوه فَإِنَّهُ كَانَ من طَرِيق الْحر وَالْبرد سليما لَا يغلب عَلَيْهِ أَحدهمَا لَا فِي جملَة بدنه وَلَا فِي معدته إِلَّا أَنه كَانَ من اليبس ونحافة الْجِسْم فِي الْغَايَة لإن معدته لم تكن تستمرئ الطَّعَام حسنا للَّذي نالها من الضعْف من أجل سوء المزاج الْيَابِس وَكَانَ الْغَرَض فِي مداواته وترطيب معدته وَجُمْلَة جِسْمه وَأَنا واصف الْأَشْيَاء الْجُزْئِيَّة الَّتِي داويته بهَا. قَالَ جالينوس: جعلته قَرِيبا من الْحمام وَكنت أدخلهُ على مفرشه فِي كل غَدَاة إِلَيْهِ لِئَلَّا يَتَحَرَّك فتجففه الْحَرَكَة وتضعفه وتنحل قوته. لي لِأَن الْحمام يرخى الْقُوَّة. قَالَ: ويلبس ثِيَابه وَهُوَ رطب لإني لَا أوثر أَن يَنَالهُ هَوَاء الْحمام الْحر وَليكن مَاء الأبزن معتدلاً جدا وقريباً من بَاب الْحمام الْقَرِيب من المسلخ لإن المفرط الْحَار يحدث فِي الْأَبدَان الضعيفة بردا من غير أَن يشْعر بِهِ أَصْحَابهَا والمفرط الْبرد يجمع ظَاهر الْجِسْم وَيضم مسامه ويضيقها وَنحن قصدنا توسيع المسام وتفتيحها إِذا كَانَت منضمة ضيقَة فإمَّا المعتدل) فيفعل ذَلِك وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَنه يستلذه فتتحرك اللَّذَّة الطبيعية وتحركه للأنبساط والتفتيح والتمدد إِلَى كل نَاحيَة يتلاقاها مِنْهَا الشَّيْء السار لَهَا وحالها فِي ذَلِك خلاف حَالهَا عِنْدَمَا لي قَوْله يحدث المَاء الْحَار بردا يَعْنِي أَنه يحدث مِنْهُ قشعريرة وانضمام تكاثف الْجِسْم. قَالَ: وَإِن كَانَ كَذَلِك فَلَيْسَ بعجب أَن يقشعر من المؤذي وَيكثر وتضيق وتصلب مسامه وَإِذا لقِيه المضاد تؤذي أَعنِي مَا يستلذه حدث فِيهِ خلاف ذَلِك فينبسط الْجِسْم ويتسع مسامه وَكنت أسقيه سَاعَة يخرج من الْحمام لبن الأتن وَأدْخل الأتان إِلَيْهِ فِي بَيت مرقده حرازاً من احتباس اللَّبن فِي الْهَوَاء فيستحيل وَلَو أمكن أَن يمتص الثدي لَكَانَ أَجود وَلبن الأتن فِي هَذِه الْعلَّة أفضل من غَيره لإنه ألطف الألبان وأرقها وَلِهَذَا هُوَ أقلهَا تجبناً فِي الْمعدة وأسرعها نفوذاً فِي الْجِسْم كُله وَهَذِه الْأَبدَان شَدِيدَة الْحَاجة إِلَيْهِ لإنها تحْتَاج أَن تتغذى فِي أسْرع وَقت وَلِأَن منافذ الْغذَاء الَّتِي يسْلك فِيهَا ضيقَة منضمة مِنْهُم فَيَنْبَغِي أَن تسقيهم اللَّبن وَحده وَمَعَ شَيْء يسير من عسل مفتر وَليكن الْعَسَل وَاللَّبن على أفضل مَا يكون من الْجَوْدَة وَكَذَا يَنْبَغِي أَن تتقدم فِي علف الأتان بأَشْيَاء مُوَافقَة وتراض رياضة

معتدلة وَإِن كَانَ مَعهَا جحش فرق بَينهمَا ولتكن فتية قد بلغت مُنْتَهى الشَّبَاب ألف ألف وَيَعْنِي بِأَن تستمرئ غذاءها جيدا وَيعرف ذَلِك من رَائِحَة روثها إِذا لم يكن منتناً وَكَانَ نضيجاً وتعلف حشايش لَيست رطوبتها كَثِيرَة وَمن التِّبْن الْيَابِس وَالشعِير قصدا وَلَا تدع حسها وتمرينها وَإِذا رَأَيْت روثها أرطب مِمَّا يَنْبَغِي وَكَانَ منتناً مملوءاً رياحاً فَاعْلَم أَنَّهَا لم يستمرئ غذائها فزد فِي رياضتها وأنقص من عَلفهَا وأبدله بِغَيْرِهِ مِمَّا هُوَ أوفق وَإِن كَانَ أَصْلَب فبالضد قَالَ: وَبعد أَن تسقيه فَاتْرُكْهُ ليستريح إِلَى وَقت دُخُول الْحمام ثَانِيَة ثمَّ أمرخه مرخاً معتدلاً بدهن وَبعد أَن ينهضم الْغذَاء انهضاماً تَاما وعلامة ذَلِك الجشاء وَمِقْدَار انتفاخ الْبَطن وَبِالْجُمْلَةِ أجعَل الْوَقْت بَين دُخُول الْحمام فِي الْمرة الأولى وَالثَّانيَِة أَربع سَاعَات أَو خمْسا هَذَا إِذا أردْت أَن تدخله الْحمام مرّة ثَالِثَة وَلَا تدخله مرّة ثَالِثَة إِلَّا أَن يكون مُعْتَادا بِدُخُول الْحمام كثيرا فَإِن لم يدْخل مرّة ثَالِثَة فانتظر بِهِ فِيمَا بَين الْمرة الأولى وَالثَّانيَِة بساعات أَكثر وأمسحه بدهن كل مرّة يستحم قبل أَن يلبس لِأَن ذَلِك منعش للجسم ومعدل لَهُ وَهُوَ كالدلك قَالَ: المَاء الْحَار ينتفخ بِهِ الْأَعْضَاء وتربو فِي أول الْأَمر ثمَّ أَنه بعد تقصف وتنضم وَكَذَلِكَ إِن أردْت أَن تزيد فِي اللَّحْم أَن تجْعَل الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار إِلَى أَن ينتعش الْجِسْم وينتفخ وَإِن أردْت أَن تنقص من اللَّحْم فأطل بعد ذَلِك حَتَّى يذهب ذَلِك الانتفاخ وَأعلم أَن) الْوَقْت الَّذِي تحْتَاج إِلَيْهِ لتنفض اللَّحْم والتحليل لَهُ عرض كثير وَالْوَقْت الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ للتزيد فِي اللَّحْم يضيق لإنه فِي أول مَا ينتعش الْجِسْم وينتفخ يَنْبَغِي أَن يقطع أسخانه: قَالَ: والانتفاخ والانتعاش لَهُ فِي كل جسم حد خَاص لَهُ لإن الْبدن القضيف لَا يُمكن أَن يتْرك ينتفخ وينتعش كأبدان المرطوبين الأصحاء لإنه سَاعَة ينتفخ يَأْخُذ فِي التَّحْلِيل على الْمَكَان فَأَما أبدان الأصحاء فلهَا فِي ذَلِك عرض صَالح وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تتفقد لِئَلَّا يفوتك الْوَقْت وَأَن لَا تشعر فَيجوز وَكَذَلِكَ إِذا دلكت بدناً قد قضف جدا فحسبك مِنْهُ لِأَن يحمر فَقَط وَإِن أَنْت أحممته فحسبك مِنْهُ أَن يسخن سخونة معتدلة فَأن تجاوزت بِهِ ذَلِك وأطلت اللّّبْث فِي أحد الْأَمريْنِ كنت إِلَى أَن تنحله وتقصفه وَبعد الاستحمام أمسحه بدهن كَيْلا ينْحل بِأَكْثَرَ مِمَّا يجب لَكِن تسده مسام الْجلد وَفِي ذَلِك أَيْضا مَنْفَعَة أُخْرَى وَهُوَ أَن يمْنَع من يلْحقهُ من الْهَوَاء مضرَّة وَإِن استلذ الْمَرِيض اللَّبن فأعطه مِنْهُ مرّة ثَانِيَة بعد الاستحمام الثَّانِي وَإِن كَانَ لَا يستلذه فأسقه فِي ذَلِك الْوَقْت مَاء الشّعير مُحكم الطَّبْخ ودعه يسترح أَيْضا ثمَّ أدخلهُ مرّة ثَالِثَة أَو عَشِيَّة بعد أَن يستريح وَاتخذ لَهُ خبْزًا نظيفاً نضيجاً قد حمر تحميراً معتدلاً ويأكله مَعَ بعض أَنْوَاع السّمك الرضراضي أسفيدباجا وَينْتَفع أَيْضا بِأَكْل أَجْنِحَة الديوك وخصاها المربى بِالتِّينِ فَإِن لم يكن فالديوك الراعية والحجل والعصافير الجبلية الرُّخْصَة واجتنب الصلبة اللَّحْم وَبِالْجُمْلَةِ ألف ألف تحْتَاج إِلَى مَا كَانَ كثير الْغذَاء وَهُوَ مَعَ ذَلِك خَفِيف سريع الانهضام لَا لزوجة

فِيهِ وَلَيْسَ يُمكن أَن يكون كَذَلِك الشَّيْء السَّرِيع الانهضام فِي غَايَة الْغذَاء وكثرته وَهُوَ مَعَ ذَلِك خَفِيف سريع الانهضام وَلَيْسَ يُمكن أَن يكون الشَّيْء الْكثير الْغذَاء فِي الْغَايَة غير لزج وَذَلِكَ أَنه لَو كَانَ الْغذَاء يهضم نَفسه وَينفذ نَفسه وَيلْزق بالجسم من غير أَن تكون الطبيعة تحيله وتقلبه لَكَانَ الْكثير الْغذَاء فِي الْغَايَة أوفق لهَذَا الْجِسْم وَلَكِن لإن الْغذَاء يجب أَن يَسْتَحِيل فَلهَذَا لَيْسَ ينفع هَذَا الْأَبدَان الأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء وَهِي تبطئ وتضعف عَنْهَا هَذِه الطبائع وَلَا تحْتَاج أَيْضا إِلَى الطَّعَام الَّذِي فِي غَايَة سرعَة الهضم إِذْ كَانَت هَذِه لَا يُمكن أَن تغذو غذَاء كثيرا فَلهَذَا يَنْبَغِي أَن تجْعَل غرضك فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا أَعنِي أَن يخْتَار الْكثير التغذية السَّرِيع الهضم غير اللزجة وَغير الصلبة. قَالَ: وَتَنَاول شراب وَذَلِكَ أَن جَمِيع من ينعش بدنه لَا يصلح لَهُ من الْأَشْرِبَة غير الشَّرَاب وَحده بعد أَن لَا تكون حمى وَيكون الشَّرَاب مائياً وَفِيه قبض يسير وليتوقوا الشَّرَاب الْقوي لإنه يضرهم بقوته فَأَما الشَّرَاب المائي الْقَابِض الْقَلِيل الِاحْتِمَال للْمَاء فَإِنَّهُ أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُم لإنه قد) جَاوز حد المَاء وَبعد عَن مَا هُوَ عَلَيْهِ المَاء من الضعْف وَلم يبلغ إِلَى حد القوى فِيمَا يحذر من مضرته وَليكن مِقْدَار مزاج المَاء بِحَسب مَا تقصد إِلَيْهِ الْأَعْرَاض الَّتِي وصفت لَك وَاعْلَم أَن المَاء لبرودته يبطئ فِي الْمعدة وَفِيمَا دون الشراسيف وَيحدث نفخاً وقراقر وَيحمل قُوَّة الْمعدة وَيصير ذَلِك سَببا لسوء الاستمراء وَلَا يعين على نُفُوذ الْغذَاء كَبِير مَعُونَة وَأما الشَّرَاب فبالضد من ذَلِك أَعنِي أَنه يسْرع النّفُوذ ويحلل النفخ ويبدرق الْغذَاء ويولد دَمًا جيدا ويسرع التغذية وَيزِيد فِي قُوَّة الْأَعْضَاء ويسوق الفضول إِلَى البرَاز وأسقه مِنْهُ بِقدر مَا لَا يطفو فِي معدته وَلَا تُوجد لَهُ قراقر وَليكن غذاؤه بِقدر مَا لَا يثقل الْمعدة لتخف ويزل عَنْهَا فِي أسْرع الْأَوْقَات وَحَتَّى لَا تتمدد الْمعدة وَلَا تنتفخ وتفقد فِي الْيَوْم الأول فَإِن رَأَيْت قد عرض شَيْء من هَذَا نقصت من الْغذَاء فِي الْيَوْم الثَّانِي بِقدر الْعَارِض فَإِن لم يعرض فِيهِ شَيْء زِدْت فِيهِ شَيْئا يَسِيرا وَكَذَا تفعل فِي الْيَوْم الثَّالِث تزيد وتنقص بِحَسب مَا يُوجب كَمَا تزيد النَّاقة وَمن احْتَاجَ إِلَى إنعاش بدنه فَمن الْوَاجِب أَن تزيد فِي حركته بالركوب وَالْمَشْي بِقِيَاس زِيَادَة الْبدن وَتفعل سَائِر مَا يجب أَن تَفْعَلهُ على طَرِيق التَّدْبِير المنعش وَهُوَ تَدْبِير النَّاقة فَإِن ذَلِك التَّدْبِير وَهَذَا من جنس وَاحِد إِلَّا إِن ذَلِك أصعب لإن مَعَه ضعف الاستمراء قَالَ بَين هَذَا وَبَين النَّاقة: إِن حَال النَّاقة فِي جملَة بدنه كَحال هَذَا فِي معدته فَقَط والناقة إِنَّمَا يذهب لَحْمه لإن الرطوبات الَّتِي تتغذى بهَا الْأَعْضَاء تَجف على طول الْأَيَّام وَأما هَذَا فَلِأَن معدته تَجف بهزال بدنه على طول الْأَيَّام لإنه لَا يتغذى قَالَ: وَهَذِه ألف ألف الرُّطُوبَة الذاهبة من هذَيْن يُمكن أَن تخلف بالغذاء لإنهاليست تِلْكَ الرُّطُوبَة الَّتِي بهَا إتحاد أَجزَاء الْأَعْضَاء بل هِيَ الَّتِي هِيَ مبثوثة فِي خلل الْأَعْضَاء كالرذاذ قَالَ: فَإِذا رجعُوا قَلِيلا فزد فِي التَّدْبِير المنعش المقوي وزد فِي الدَّلْك وَالرُّكُوب وكمية الْغذَاء وكيفيته لتجعله بذلك أَكثر اغتذاء فَإِذا قَارب الصِّحَّة فاقطع عَنهُ كشك الشّعير وَاللَّبن والحسو الْمُتَّخذ من الخندروس

ورده إِلَى الْأَطْعِمَة الَّتِي كَانَ يألفها ودرجه فِي ألطفها قَلِيلا قَلِيلا فتطعمه أَولا الأكارع وَاللَّحم البائت لَيْلَة وعَلى طَرِيق الْعَادة الَّتِي كَانَت لَهُم وَليكن بالعشاء أقوى. لي إِنَّه يَنْبَغِي للناقة وَالَّذِي بمعدته سوء مزاج يَابِس وَالَّذِي قد شَارف الْوُقُوع فِي الذبول فَإِن هَذَا التَّدْبِير عَام فيهم وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ إِلَى غذَاء كثير وَلَيْسَ يقدرُونَ على استمراء الْغذَاء المعتدل فضلا عَن الْكثير فَيجب أَن يغذو قَلِيلا قَلِيلا شَيْئا فَشَيْئًا فِي مَرَّات فَإِذا أَقبلُوا إِلَى الصِّحَّة فاكتف بتغذيتهم فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ ليستمرئ طَعَامه الأول وينهضم انهضاماً محكماً قبل أَن يتَنَاوَل) الْعَام الثَّانِي وَإِذا ذَاك كَذَلِك فَيجب على هَذَا أَن يكون الطَّعَام الأول ضَعِيفا خَفِيفا ليستمرئ وينهضم وينحدر فضلته فِي أسْرع الْأَوْقَات وَلَا تسقهم شَيْئا حَتَّى يستمرئ الطَّعَام الثَّانِي وينحدر عَن معدهم فَإِذا أَصْبحُوا وتبرزوا وَمَشوا قَلِيلا دلكوا بِقدر مَا تسخن أبدانهم يركبون فَإِذا نزلُوا من الرّكُوب دلكوا أَيْضا وأدخلوا الْحمام قبل انتصاف النَّهَار لتَكون بَين ذَلِك الْوَقْت وَبَين الْعشَاء مُدَّة كَافِيَة وَليكن مَوضِع العليل معتدل الْهَوَاء. قَالَ: وَذَلِكَ أَن تَدْبِير النَّاقة متوسط بَين تَدْبِير الأصحاء والمرضى وانح فِي أُمُوره نَحْو عَادَته فِي كَيْفيَّة الْأَطْعِمَة وأوقاتها فِي الأغذية والأشربة وَسَائِر التدابير فَإِن للْعَادَة حظاً وَلَيْسَ فِي تَدْبِير النَّاقة وَحده بل وَفِي تَدْبِير الْمَرِيض فَمن عَادَته أَن ينَام نَهَارا ويسهر لَيْلًا فَأَجره على ذَلِك وبالضد وَاعْلَم أَن من النَّاس من يلْحقهُ الغشى من كشك الشّعير فَإِذا شربه حمض فِي معدته فاعمل بِحَسب ذَلِك وَانْظُر فِي الزَّمن. أَصْنَاف الذبول وَاعْلَم أَن سوء المزاج الْيَابِس إِذا بلغ الْغَايَة وَلَو كَانَ فِي عُضْو وَاحِد كالمعدة فَلَيْسَ إِلَى برئه على الْكَمَال سَبِيل لِأَن هَذِه الْمعدة تصير كَأَنَّهَا من معد الشُّيُوخ وَلِهَذَا تسرع إِلَيْهِم الآفة من أدنى سَبَب كَالَّذي يعرض الشُّيُوخ وَلَا يقدرُونَ على استمراء الطَّعَام على مَا يجب فتنهك أبدانهم لذَلِك وَمن أَصَابَهُ هَذَا السوء مزاج فِي فُؤَاده فَإِنَّهُ يؤول إِلَى الذبول سَرِيعا وَهَذَا الذبول يؤول إِلَى الْمَوْت سَرِيعا وَبعد الذبول الْحَادِث عَن الْمعدة الذبول الكبدي فَأَما الذبول الْحَادِث عَن أَعْضَاء آخر فمدته تكون أطول بِحَسب قلَّة خطر ذَلِك الْعُضْو فَأَما من يبس جرم فُؤَاده يبساً يَسِيرا ألف ألف فَإِنَّهُ يهدمه سَرِيعا وَقد يعِيش مُدَّة أطول مِمَّن نكأ اليبس فُؤَاده نكاية شَدِيدَة. وَبعد هَؤُلَاءِ فِي الطَّبَقَة من أَصَابَهُ مَا وصفت فِي كبده أوفى معدته وَمن أَصَابَهُ مثل هَذَا اليبس فَإِنَّمَا ذَلِك فِي وَاحِد من سَائِر أَعْضَائِهِ هم بعد ذَلِك وَمن أَصَابَهُ مثل ذَلِك من الْأَشْيَاء الَّتِي تفنى الرطوبات الَّتِي تغذو الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فَقَط من جنس وَاحِد بِعَيْنِه. لي تَدْبيره لأمثال هَؤُلَاءِ طَمَعا فِي أَن يفيدهم التَّدْبِير نفعا مَا وَإِن قل كَمَا يفعل ذَلِك بالشيوخ أعنى أَن يرطبوا. قَالَ: وَكَذَلِكَ من أَصَابَهُ اليبس الثَّالِث الَّذِي ذَكرْنَاهُ يَعْنِي الَّذين بهم ابْتِدَاء الذبول إِلَّا أَنه فِي الْأَعْضَاء الْقَرِيبَة الْعَهْد بالجمود بعد قَالَ: وأسهل طَبَقَات اليبس وأسرعها برءاً اليبس الرَّابِع) الْحَادِث عَن استفزاغ الْعُرُوق الصغار من الرطوبات الَّتِي فِيهَا.

لي جَمِيع مَا عده جالينوس من أَنْوَاع اليبس أَرْبَعَة أسهلها الَّتِي تَجف بِهِ الرطوبات الَّتِي فِي تجويف الْعُرُوق الصغار وَهُوَ أول يبس يعرض للبدن وَذَلِكَ أَنه لم يُمكن أَن تَجف الرطوبات الَّتِي فِي خلل الْأَجْزَاء وَالثَّانِي بعده الَّتِي تَجف بِهِ الرطوبات الَّتِي فِي خلل الْأَجْزَاء وَالثَّالِث الَّذِي لم تَجف بِهِ الرطوبات الَّتِي للأعضاء نَفسهَا الخاصية بجوهرها لَكِن تَجف بِهِ بعد رطوبات الْأَعْضَاء الْقَرِيبَة الْعَهْد بالجمود كالشحم وَاللَّحم الرطب وَالرَّابِع أَن تَجف رطوبات الْأَعْضَاء الصلبة كالقلب والمعدة وَنَحْوهمَا. قَالَ: ومداواة اليبس الَّذِي قد جَفتْ فِيهِ الرطوبات الَّتِي فِي تجويف الْعُرُوق الصغار يَنْبَغِي أَن تكون مداواة لبرودة الْجِسْم فَإِن ذَلِك أولى من اليبس لِأَن الْبُرُودَة هِيَ الْغَالِبَة على الْجِسْم واليبس تَابع لَهُ وَلِهَذَا صَارَت مداواته سريعة فَإِن دبرت هَؤُلَاءِ بِأَن تسخنهم يَوْمَيْنِ إسخاناً معتدلاً وتغذوهم صلح أَن تعطيهم فِي الْيَوْم الثَّالِث غذَاء أغْلظ قَلِيلا وَلَا يضرهم وَيكون فِي الْيَوْم الرَّابِع أحسن حَالا وَكَذَا فِي الْخَامِس وَمَا بعده. لي لم يُعْط جالينوس لشَيْء من هَذِه عَلَامَات يفرق بَينهَا. قَالَ: ويبس الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة إِذا طَال يتبعهَا الْبرد لِأَن الْأَعْضَاء إِذا لم تغتذ بردت فِي أسْرع وَقت قَالَ: وَلَكِن مَا مضى من كلامنا إِنَّمَا كَانَ فِي مداواة يبس لَا برودة ظَاهره مَعَه وَلَا حرارة فلنقرن إِلَيْهِ الْآن برودة تكون علاماتها ظَاهِرَة وَلَا تكون عَظِيمَة. سوء المزاج الْبَارِد الْيَابِس قَالَ: وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَلَا يكون غرضك غَرضا بسيطاً بل مركبا لِأَنَّك تحْتَاج أَن ترطب وتسخن واليبس الْيَسِير لَيْسَ علاجه صعباً بل اليبس الْقوي لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يعالج بالغذاء والغذاء إِنَّمَا يحْتَاج فِيهِ أَن يلزقه المتغذى بِنَفسِهِ والمتغذى فِي هَذِه الْحَال ضَعِيف وَمن أجل هَذَا يُمكن إِذا كَانَ قد يبس يبساً يَسِيرا أَن يتغذى بغذاء أغْلظ وَلم يتخوف حِينَئِذٍ الغلظ فِي مِقْدَار الْغذَاء. لي كَيفَ صَارَت غَلَبَة الْحَرَارَة لَا تهدأ الْقُوَّة فِي هَذَا اليبس وَكَذَلِكَ الْبُرُودَة أَقُول: ذَلِك لِأَن الطبيعة كَأَنَّهَا تستمد من الرُّطُوبَة ألف ألف والالتصاق والانفعال إِنَّمَا بِهِ يكون والكون مِنْهُ واليبس هُوَ السَّبَب الفاني قَالَ: إِذا كَانَ اليبس شَبِيها بِالْأولِ وَمَعَهُ برد يسير فاخلط بِالتَّدْبِيرِ المرطب مَا يسخن بِمِقْدَار تِلْكَ الْبُرُودَة الْيَسِيرَة فاخلط مَعَ اللَّبن فضلا عَن الْعَسَل وقلل مزاج الشَّرَاب أَو اجْعَلْهُ أعتق وَلَا يُجَاوز ذَلِك النَّوْع الَّذِي ذكرنَا وأطعمه من الطَّعَام مَا كَانَ أسخن بالطبع وَالْفِعْل. وكمد الْمعدة تكميداً متوالياً بدهن ناردين لَا تخلها من الدّهن فتجف وَإِن لم يكن دهن الناردين فدهن المصطكى وكمد أَيْضا بدهن البلسان وَحده ومخلوطاً وَمَتى أردْت طول لبث الدّهن على الْجِسْم فاخلط بشمع وَإِن كَانَ الْهَوَاء بَارِدًا فضع صوفة منفوشة مبلولة بذلك الدّهن وَضعهَا على الْبَطن واسحق المصطكى بدهن بِلِسَان وبلّ فِيهِ صوفة منفوشة مبلولة وَضعهَا على الْبَطن وَلَا يجب أَن يكون للدواء الَّذِي يسخن بِهِ هَذَا الْبدن

تَحْلِيل وَلَا قبض كثير لِئَلَّا يصير مجففاً فاجتنب الْأَشْيَاء العفصة فِي هَذِه الْأَمْرَاض فَإِن كَانَ الْبرد مَعَ اليبس قَوِيا جدا فَاعْلَم أَنه أصعب سوء المزاج وأعسره فاطرح العفصة والأشياء القوية الْحَرَارَة فَإِنَّهَا تجفف والزم الْقصر وَإِن طَال أَمرك فَخذ المصطكى الدسمة فِي غَايَة الدسومة واسحقها بدهن الناردين واغمس فِيهَا صوفة أرجوان وَضعه على الْمعدة واخلط مَعَه إِن أمكنك من البلسان وَأطْعم العليل عسلا قد نزعت رغوته مَعَ لبن أَكثر مِمَّا كنت فعلت وَأعلم أَن الْعَسَل مَتى نزعت رغوته قلت فضوله وَكثر غذاؤه وَالْعَسَل أَيْضا وَحده إِذا طبخ صَار من أَجود الْأَشْيَاء الَّتِي يتغذى بهَا أَصْحَاب الْمعد الْبَارِدَة فَأَما أَصْحَاب الْمعد الحارة فضار لَهُم فَلَا تقدم لأَصْحَاب الْمعد الْبَارِدَة على الْعَسَل شَيْئا واهرب مِنْهُ عِنْد الْمعدة الحارة وَإِذا كَانَ على هَذَا فَاجْعَلْ أَكثر أغذيته الْعَسَل الَّذِي نزعت رغوته بِأَحْكَام على نَار فَحم البلوط أَو الْكَرم أَو بلوط قد ذهب) دخانه فاختر لَهُ من ذَلِك النَّوْع من الشَّرَاب أعْتقهُ وَلَا يكون مرا فَإِنَّهُ يجفف أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي وأطل على معدته وبطنه كل زفتا كل يَوْم وأنزعه قبل أَن يبرد وَافْعل ذَلِك فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ لِأَن أَكثر من ذَلِك يحلل وَإِنَّمَا قصدنا بِهِ أَن يجتذب دَمًا جيدا إِلَى الْجِسْم قَالَ: وَهَذَا اللطوخ الزفتى من أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُم أَعنِي لأعضائهم الَّتِي قد بليت وسلبت الْغذَاء وَليكن غرضك الزِّيَادَة فِي جَوْهَر الْحَرَارَة لَا فِي كيفيتها وَهَذَا يتم بالأغذية الَّتِي تقدم ذكرهَا وبالشراب فَإِنَّهُ أبلغ فِي ذَلِك وَأَشْيَاء من خَارج مِنْهَا: صبي حسن اللَّحْم يعتنق حَتَّى يلتصق بِبَطن العليل عِنْد نَومه ومعدته دَائِما وَإِن لم يكن صَبيا فجرو كلب سمين فَإِن هَذَا يصلح لمن معدته ضَعِيفَة فِي حَال الصِّحَّة وتوقع أَن يعرق الصَّبِي لِأَنَّهُ مَتى عرق كَانَ تبريد العليل أَحْرَى مِنْهُ بإسخانه. لي والسنانير أَيْضا وامسح بدن الصَّبِي بأَشْيَاء تمنع من الْعرق قَالَ: والتكميد يضر من بِهِ هَذِه الْعلَّة وَأما الْيَابِس فَإِنَّهُ ينشف مَا فِي الْأَعْضَاء ألف ألف الْأَصْلِيَّة وَأما الرطب فيحلل هَذِه الرُّطُوبَة الَّتِي فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَتوسع مسام الْجِسْم ويجعله سريع الْقبُول للبرد وخاصة إِذا كثر من هَذِه فَإِن كَانَ مَعَ اليبس حرارة لَيست كَثِيرَة جدا فدبره بِالتَّدْبِيرِ الأول الَّذِي لصَاحب اليبس وَحده وَاحْذَرْ الْعَسَل وَليكن شرابه فِي الصَّيف بَارِدًا وَفِي الشتَاء حاراً فاتراً وامرخ معدته بِزَيْت إِنْفَاق ودهن السفرجل وبمقدار الْحَرَارَة تزيد فِي مزاج الشَّرَاب وبرده بِالْفِعْلِ. سوء المزاج الْحَار الْيَابِس فليفرق باليبس حرارة لَيست بالكثيرة جدا أَقُول إِنَّه قد برِئ من هَذِه بِالتَّدْبِيرِ الأول بِعَيْنِه الَّذِي لصَاحب اليبس وَحده وَيجْعَل شرابه أحدث وَيجْعَل طَعَامه فِي الصَّيف بَارِدًا وَفِي الشتَاء حاراً وتمرخ معدته بِزَيْت إِنْفَاق ودهن سفرجل وبمقدار الْحَرَارَة تزيد فِي مزاج الشَّرَاب وتزيده بِالْفِعْلِ وَاعْلَم أَن هَذَا الْمَرَض شَبيه بالحمى.

مِثَال قَالَ: أول من رَأَيْت بِهِ هَذِه الْعلَّة رجلا كَانَ يشكو عطشاً شَدِيدا وَيكرهُ شرب الْحَار وَكَانَ يقوم بِمَا أكله بعد أَربع سَاعَات وبدنه يقصف ويبلى وَلَا ينْتَفع بالأطعمة القابضة فَكَانَ الْأَطِبَّاء يأذنون لَهُ بِالْمَاءِ الْبَارِد إِلَى أَن أجهده الْعَطش فأقدم على شرب مَاء بَارِد جدا سكن عَنهُ الْعَطش على الْمَكَان فَكَانَ سَبَب الْبُرْء إِلَّا أَن المَاء الْبَارِد أضرّ بمريئه فَكَانَ يشكو مِنْهُ إِلَى أَن مَاتَ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يعالج قَلِيلا قيلاً وَلَا يحمل على الْعلَّة دفْعَة. وَآخر: لما رَأَيْت عَلَامَات سوء المزاج الْحَار الْيَابِس بِهِ وضعت المروخات على معدته فسكن مَا كَانَ يجده إِلَّا أَنه ضَاقَ نَفسه فَعلمت أَن حجابه يبرد فَقلعت الأضمدة وَجعلت عَلَيْهِ دهناً مسخناً فَعَاد نَفسه إِلَى الْأَمر الطبيعي من سَاعَته فَقطعت عَنهُ الدّهن عِنْد ذَلِك وَكنت أنزل بالأضمدة إِلَى أَسْفَل على مهل وأجعلها بعيدَة من السُّرَّة وَجعلت مَا يَأْكُلهُ بَارِدًا بِالْفِعْلِ برودة فبرئ من غير أَن يَنَالهُ سوء المزاج الْحَار الرطب قَالَ: فَأَقُول: إِن الْمعدة بهَا من سوء مزاج حَار مَعَ حرارة يسيرَة أداوى المخالط للرطوبة بِالْمَاءِ الْبَارِد بِلَا تهيب وَلَا خوف عَاقِبَة لِأَن الْأَعْضَاء الْقَرِيبَة من الْمعدة لَا يضر بهَا المَاء الْبَارِد لِأَنَّهَا معتدلة وَذَلِكَ أَن الْمعدة إِذا كَانَ بهَا سوء مزاج يَابِس فَلَا بُد أَن يقصف ويهزل مَا حواليها من الْأَعْضَاء مَعَ جملَة الْجِسْم وَأما إِذا كَانَت لم تيبس بعد فَإِنَّهُ لم تقصف وَلذَلِك لم يضرّهُ المَاء الْبَارِد فَأَما إِن كَانَ مَعَ الْحَرَارَة يبس فَاسْتعْمل أحر المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ لَا يُؤمن كَمَا أَنه إِذا كَانَ مَعَ رُطُوبَة أَو مَعَ اعْتِدَال بَين الْحَرَارَة والرطوبة لِأَن اليبس لَيْسَ يكون عَنهُ قصف الْأَعْضَاء الَّتِي حول الْمعدة فَإِن كَانَ فِي الْمعدة فِي بعض الْأَحْوَال سوء مزاج حَار يبلغ مِنْهُ إِلَى الْقلب حم صَاحبه وَكَانَ على خطر وَسَنذكر ذَلِك فِي كتاب الحميات. الحميات الْحَادِثَة عَن ورم الْمعدة لي أما أَنا فسأذكر الحميات ألف ألف الْحَادِثَة عَن ورم الْمعدة هَا هُنَا قَالَ: فَأَما سوء المزاج فَهُوَ أسهل برءاً وأسرع من سائرها مَعَ حرارة كَانَ أَو مَعَ برودة وداوِ سوء المزاج الرطب فِيهَا بالأطعمة المجففة من غير أَن تسخن وَلَا تبرد تبريداً أَو إسخاناً قَوِيا وتقلل بِالشرابِ وَإِذا كَانَ مَعَ حرارة اسْتعْملت الاشياء القابضة المبردة وينفع أَيْضا شرب المَاء الْبَارِد. لي كَيفَ وَهَذَا رطب وَأما سوء المزاج الْبَارِد الرطب فأفضل علاجه الْأَشْيَاء الحريفة الحارة واخلط مَعهَا دَائِما أَشْيَاء عفصة بعد أَن لَا تكون مِمَّا يبرد تبريداً ظَاهرا والاقلال من الشَّرَاب أفضل مَا عولجوا بِهِ وأبلغه فيهم وَليكن ذَلِك الشَّرَاب الْقَلِيل شرابًا قوي الإسخان وَسَائِر مَا يعالجون بِهِ من خَارج شَبِيها بِهَذَا التَّدْبِير. سوء المزاج مَعَ خلط قَالَ: رُبمَا كَانَ فِي تجويف الْمعدة خلط رَدِيء المزاج يحدث لَهَا سوء مزاج وَرُبمَا كَانَ هَذَا الْخَلْط فِي جرمها وَالْمَرَض الأول إِن كَانَ إِنَّمَا يحدث مرّة وَاحِدَة فالقيء يذهب بِهِ فِي أسْرع الْأَوْقَات وَإِن كَانَ يعود فتلطف فِي تعرف الْحَال فِيهِ من أَن يَجِيء لتعالجه بِحَسب ذَلِك فَإِذا وقفت على الْعُضْو الْبَاعِث لتِلْك الفضلة فاقصده وأقصد إِلَى الْمعدة بالتقوية لِئَلَّا

تقبل ذَلِك الْفضل وَأنْظر أَولا هَل الْجِسْم ممتلئ ثمَّ أنظر فِي عُضْو عُضْو وَأنْظر هَل احْتبسَ لشَيْء مِمَّا كَانَ يستفرغ أَو قطع عَادَة كالطمث وَدم البواسير أَو لعمل كَانَ يرتاض بِهِ أَو قطع عَادَة أَي عَادَة كَانَت أَو لاستفراغ غَرِيب يعتاده كالهيضة أَو النَّوَازِل كَانَت تنزل على المنخرين فمالت إِلَى الْمعدة وَكثير مِمَّن كَانَ يصيبهم زكام فَانْقَطع وَمَال الْفضل إِلَى معدهم فتفقد هَذِه الْأَشْيَاء فَإِن كَانَت الْمَادَّة قد انْتَقَلت من عُضْو أخس من الْمعدة فَردهَا إِلَيْهِ وَإِن كَانَت انْتَقَلت من عُضْو أشرف فأعن بالعضو حَتَّى تعدل مزاجه وأعن بالمعدة حَتَّى لَا تقبل ولتكن عنايتك أَن تقطع الْمَادَّة بتعديل ذَلِك الْعُضْو أَكثر فَإِن كَانَ امتلاء فِي جَمِيع الْبدن برأت بفصده وَإِن كَانَ خلط رَدِيء فِي الْجِسْم نقصته ثمَّ خُذ فِي معالجة الْمعدة بعد ذَلِك لإنه لَا بُد أَن تكون الْمعدة قد اكْتسبت من ذَلِك الْخَلْط على طول انصبابه إِلَيْهِ شَيْئا كثيرا وَكَذَلِكَ يحْتَاج صَاحب هَذِه الْعلَّة أَن يسْتَعْمل الأفسنتين فِي الْوَقْت الملائم وتعني بِأَن تعيد مزاج الْمعدة إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ بِأَن تعالجها بأَشْيَاء مضادة لذَلِك المزاج الَّذِي لذَلِك الْخَلْط وَإِن كَانَ لم يصل انصباب ذَلِك الْخَلْط إِلَى الْمعدة وَكَانَ) ذَلِك إِنَّمَا كَانَ بهَا أَيَّامًا يسيرَة سهل علاجه وَإِن طَال فَرُبمَا أكسبها سوء مزاج يحْتَاج أَن يداوى كَمَا يداوى سوء المزاج حَتَّى يقْلع. 4 (مداواة الْخَلْط الرَّدِيء المتداخل فِي جرم الْمعدة) ألف ألف قَالَ: هَذَا النَّوْع يداوى بالمسهلة اللينة الَّتِي لَا تبلغ قوتها أَن تجَاوز الْمعدة والأمعاء وَإِن جَاوَزت فأقصى مَا تبلغ جداول الْعُرُوق الَّتِي ينفذ الْغذَاء إِلَى الكبد فِيهَا وَأفضل هَذِه مااتخذ بِالصبرِ فَقَط وَالصَّبْر المغسول أقوى وأبلغ فِي تَقْوِيَة الْمعدة وَغير المغسول أبلغ فِي تنقيتها وأيارج فيقرا من جيد الْأَدْوِيَة إِذا سقى فِي الْوَقْت الَّذِي يجب أَن يسقى المسهلة فِيهِ ويتمشى بعده مشياً معتدلاً وَلَا يُغير شَيْئا من تَدْبيره وَلَا يعجن لَهُ الأيارج بِعَسَل لإن تقويته وشده للمعدة يصير أقل من أجل الْعَسَل فَإِن كَانَ فِي الْمعدة بلغم محتقن فَقَطعه أَولا ثمَّ أسهله وَإِن كَانَ يسهل عَلَيْهِ الْقَيْء فَلَا باس أَن تقيئه بسكنجبين وفجل وَإِن كَانَ البلغم الَّذِي فِي معدته لَيْسَ بغليظ فقيئه بِمَاء كشك الشّعير أَو بِمَاء وَعسل وَحين تسقيه الأيارج إِذا لم يكن البلغم أَيْضا غليظاً فيكفيك أَن تسقيه مَاء كشك الشّعير سَاعَة يخرج من الْحمام ثمَّ أسقه الأيارج سحرًا من غدْوَة واسقه أَيْضا مَاء الْعَسَل الَّذِي قد طبخ فِيهِ الأفسنتين لإنه يخرج الأخلاط الَّتِي احتقنت فِي جرم الْمعدة إِذا كَانَت رقيقَة وَهَذَا الْكَلَام يشْتَرك مَعَ تَدْبِير الأصحاء لإنه يدْخل فِي تَقْوِيَة الْأَفْعَال الضعيفة فَأَما إِن كَانَت الْأَفْعَال قد بطلت فَلَا لإنه حِينَئِذٍ علاج الْمَرَض وَالْحَد الْفَاصِل بَين هذَيْن هُوَ أَن يكون الضعْف قد بلغ أَن يمْنَع صَاحبه من التَّصَرُّف. فِي تركيب هَذِه الْأَمْرَاض قَالَ: وممكن أَن يجْتَمع للمعدة هَذِه الْعِلَل فَيصير بهَا سوء مزاج فِي نَفسهَا وأخلاط رَدِيئَة مشربَة لطبقاتها وأخلاط رَدِيئَة سائحة فِي تجويفها أَو يكون اثْنَتَانِ من هَذِه وَإِذا كَانَ كَذَلِك فأبدأ بأعظمها خطراً أَو أَيهَا رَأَيْتهَا سَببا لِلْأُخْرَى وَالَّتِي لَا يُمكن أَن تَبرأ إِلَّا ببرئها

3 - (من الثَّامِنَة من حِيلَة الْبُرْء) 3 (إِذا كَانَ فَم الْمعدة ضَعِيفا) فاسحق مصطكى بدهن الناردين واغمس فِيهِ صوفة واسخنه شَدِيدا وَضعه عَلَيْهِ لِأَن الْأَشْيَاء الفاترة تحل وترخى قُوَّة فَم الْمعدة قَالَ: وَيصْلح لَهُم قيروطى يذاب بدهن ناردين ويخلط بِهِ مصطكى وصبر وَيكون الشمع ودهن النارندين بِالسَّوِيَّةِ وَالصَّبْر والمصطكى من كل) وَاحِد جزؤ وَإِن شِئْت ففصل قَلِيلا وَإِن كَانَ فِي الْمعدة حرقة شَدِيدَة حَتَّى تظن انه هُنَاكَ ورماً حاراً فبالقيروطى الْمُتَّخذ بدهن السفرجل فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم وَهَاهُنَا أدوية أخر تصلح تَقْوِيَة الْمعدة وتبردها كالطراثيث والجلنار والثلج والقسب. من الثَّانِيَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: رُبمَا انصبت إِلَى فَم الْمعدة أخلاط حارة تورث غشياً وتشنجاً وَصغر النبض فِيهَا لأفة وَإِذا خشيت ذَلِك فجرعهم ماءاً فاتراً كثيرا وقيئهم ... فسيتقيئون أخلاطاً حارة لذاعة ويسكن مَا بهم بِسُرْعَة. 3 (الأولى من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ) 3 (من تجشأ جشاء دخانياً منتناً) فَاسْأَلْهُ هَل أكل حلوى قد عملت فِيهَا النَّار أَو بيضًا مطجناً أَو فجلاً فَإِن أقرّ بذلك فَاعْلَم أَنه لَيْسَ ذَلِك لإن فِي معدته حرارة يابسة خَارِجَة عَن الطَّبْع وَإِن كَانَ الجشاء المنتن الدخاني من الْأَطْعِمَة الَّتِي لَا توجب ذَلِك فَإِن فِي ألف ألف معدته حرارة يابسة نارية فَانْظُر إِلَى جرم الْمعدة أذلك لسوء مزاج أم فِيهَا صفراء سائحة أما غائصة فِي طبقاتها وَهل يجْتَمع هَذَا الْخَلْط من الكبد إِلَى الْمعدة لإن الكبد بِحَالِهَا رَدِيئَة أم يَجِيء من جَمِيع الْجِسْم أم يتَوَلَّد فِي فَم الْمعدة. قَالَ: مَتى تغير الطَّعَام إِلَى الدخانية وَلم يكن من أجل الطَّعَام فَوَاجِب أَن يكون الْفَاعِل لذَلِك سَببا حاراً فَإِن كَانَ إِلَى الحموضة فالسبب بَارِد فَإِن لم يتَبَيَّن بعد هَل ذَلِك الْفساد فِي جرم الْمعدة أم الْخَلْط رَدِيء وَذَلِكَ يعرف بِأَن تطعمه أَطْعِمَة مضادة لنَوْع ذَلِك الْفساد وَذَلِكَ أَنه يطعم من يتَغَيَّر طَعَامه فِي معدته إِلَى الدخانية خبز شعير وَلحم وَمن يتغر طَعَامه إِلَى الحموضة عسلاً وتفقد برازه هَل يخرج مَعَ الأول خلط مراري وَمَعَ الثَّانِي خلط بلغمي أم لَا يخرج مَعَهُمَا خلط الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ إِن كَانَ ذَلِك السوء مزاج فِي الْمعدة حاراً رَأَيْت الْخبز وَاللَّحم يخرجَانِ وَقد تغيرا تغيراً يَسِيرا وَإِن كَانَ ذَلِك الْخَلْط من الأخلاط وجدتهما قد تغيرا كثيرا وخرجا مصبوغين بذلك الْخَلْط وَأَصَح من ذَلِك بالقيء إِن سهل عَلَيْهِ والقيء يسهل إِذا كَانَ الْخَلْط سابحاً فِي تجويف الْمعدة وَإِن كَانَ متشرباً بطبقاتها فَإِنَّهُ يكون غثى ولايكون قيء إِلَّا أَنه إِن كَانَ الْخَلْط مَعَه المداخل لطبقات الْمعدة حاراً كَانَ مَعَ الغثى الْعَطش وَإِن كَانَ بَارِدًا كَانَ مَعَه هيجان الشَّهْوَة وَانْظُر مَعَ ذَلِك فِي الكبد وَالطحَال وَحَال غذَاء العليل مَا كَانَ

وَمَا هُوَ الْآن وَكَيف حَاله فِي هضمه وَخُرُوجه فَإِنَّهُ أَحْرَى أَلا يفوتك شَيْء من المداواة فَإِن كَانَت الْعلَّة سوء مزاج فقد داويته) بالمزاج المضاد فَإِن انْتفع صَحَّ حدسك قَالَ: وَصَاحب الجشاء الحامض ينْتَفع بجوارش فَلَا فلى إِذا شربه بشراب وَصَاحب الدخاني ينْتَفع بالأفسنتين والأيارج وَإِن كَانَ فِي الْغَائِط قشرة قرحَة وَإِن كَانَ الوجع فَوق حَيْثُ الْمعدة فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي مقدم الْجِسْم فِي المراق فالقرحة فِي الْمعدة وَإِن كَانَ من خلف فَهُوَ فِي المريء وَإِن كَانَ إِذا بلع خردلاً فأوجعه فالقرحة فِي فَم الْمعدة وَإِن كَانَت فِي أَسْفَل الْمعدة وجد لَهُ وجعاً فِي مَمَره فِي الصَّدْر. لي هَذَا غلط إِن كَانَت القرحة فِي المريء وجد لَهُ لذع سَاعَة يبلع قبل أَن يصل كثيرا إِلَى أَسْفَل وَإِن كَانَ فِي فَم الْمعدة فحين يصل إِلَى قريب من الصَّدْر وَإِن كَانَ فِي الْمعدة فَإِنَّهُ لَا يحس الْبَتَّةَ أَو يحس بعد زمن طَوِيل فَأَما فِي الْمُرُور عِنْد الازدراد فَلَا. الْمقَالة الثَّالِثَة قَالَ: للمعدة منفذان أَن يقذف فضولها إِلَّا أَنَّهَا إِنَّمَا 3 (الورم فِي الْمعدة) الثَّانِيَة فِي الميامر قَالَ: الورم فِي الْمعدة والكبد يحْتَاج أَن يعالج وَتَكون الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا أدوية قابضة لإنهما إِن عولجا بعلاجات مرخية لَا يخالطها شَيْء من القابضة كَانَ ذَلِك خطراً والقيروطى الَّذِي يَسْتَعْمِلهُ جالينوس أبدا يصب على ثَمَانِيَة مَثَاقِيل من شمع أُوقِيَّة من دهن الناردين الْفَائِق وَيسْتَعْمل بعد أَن يلقى عَلَيْهِ صَبر ومصطكى ألف ألف من كل وَاحِد مِثْقَال وَنصف إِذا كَانَت الْمعدة شَدِيدَة الضعْف حَتَّى أَنَّهَا لَا تمسك الطَّعَام وَإِلَّا فمثقال وَمن عصارة الحصرم مِثْقَال وَضعه على الورم الَّذِي فِي الْمعدة فَإِن تطاول هَذَا الورم فعالجه بضماد أكليل الْملك قَالَ: وَأكْثر مَا يعرض الْمَوْت من هَاتين الْمعدة والكبد من اجل الورم فيهمَا. ارجنجانس: علل الْمعدة فِي الْأَكْثَر من أجل التخم فاجتنبها فَإِن كَانَت من أجل المَاء فبدله وَإِن كَانَت من أجل الْهَوَاء فأصلحه وَإِن كَانَت من أجل كمية الطَّعَام فقللها أَو لسوء كيفيته أَو لطعام لَا عَادَة لَهُ بِهِ فَإِن كَانَ الْإِنْسَان مَعَ اجْتِنَاب هَذِه الْأَشْيَاء لَا ينهضم طَعَامه على مَا يجب فالعلة من ضعف الْمعدة قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فتوق أَسبَاب التُّخمَة كلهَا فَإِن كَانَ السَّبَب ضعف الْمعدة فقوها بالضماد وَاسْتعْمل الصياح وَأما من يتجشأ جشاء حامضاً فاسقه قبل الطَّعَام كزبرة يابسة فَقَط وَلم يكن مَعَه ورم يتبعهُ إبطاء نُفُوذ المبتلع فِي مروره بالمريء كُله بالسواء وَلَا يكون مَعَه وجع وَإِذا اسْتلْقى عسر ذَلِك عَلَيْهِ أَكثر وَإِذا نصب عُنُقه نقص ذَلِك وَسَهل وَلَا يجد مَعَه مس الضّيق.) قَالَ: إِذا كَانَ المريء إِنَّمَا ضيقه دُخُول الخرز إِلَى دَاخل فَإِنَّهُ لَا يكون مَعَ عسر

علل المعدة

الابتلاع وَإِذا كَانَ الورم فَإِنَّهُ يكون مَعَ وجع شَدِيد وَإِذا كَانَ الضعْف مَعَ ورم أَو من الورم فَإِنَّهُ يحدث فِي بعض أَجزَاء المريء ضيقا أَكثر مِمَّا يحدث فِي الْأَجْزَاء وَإِن كَانَ الورم فلغمونيا أَو حمرَة كَانَ مَعَه وجع وعطش وحرارة مَعَ حمى لَيست بالحارة كثيرا وَلَا هِيَ بِقِيَاس مِقْدَار الْعَطش فَإِن كَانَ من الأورام الْغَيْر حارة فَإِن انحدار الأغذية يكون على غير اسْتِوَاء على مَا وصفت لَك إِلَّا أَنه بِلَا حمى وَلَا عَطش وبمقدار حرارة الورم يكون الوجع والحمى وَسُرْعَة النضج فقد رَأَيْته من عرض لَهُ مثل هَذِه الْأَعْرَاض مَعَ وجع يسير ودامت مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ يحم فِي الْوَقْت بعد الْوَقْت حمى يَوْم ويصيبه فِي الآحايين نافض فحدست أَنه قد حدث فِي مريئه خراج عسر النضج فنفث مُدَّة أحس العليل أَن الْخراج قد انفجر وتقيأ قَيْحا عِنْد ذَلِك وتقيأ كَذَلِك فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث وتبعته بعد ذَلِك العلامات الدَّالَّة على القرحة فِي المريء وَذَلِكَ أَنه كلما ابتلع شَيْئا فِيهِ حموضة أَو حرافة أَو ملوحة وَذَلِكَ أَنه كلما ابتلع شَيْئا فِيهِ حموضة أَو حرقة أَو ملوحة أَو قبض أوجعهُ ويتجرع قَلِيلا وَإِن لم يبلغ شَيْئا فَأَما الْأَشْيَاء الحريفة والحامضة فَإِنَّهَا تلذعه جدا وطالت بِهَذَا الرجل علته وَبرئ بعد كد وأعان على خلاصه سنه لِأَن جَمِيع من كَانَ أسن مِنْهُ مِمَّن أَصَابَته هَذِه الْعلَّة مَاتَ وَجَمِيع من أَصَابَته هَذِه الْعلَّة كَانَ يجد مس الوجع فِي الْموضع الَّذِي بَين كَتفيهِ فِي الظّهْر لِأَن المرئ مَمْدُود هُنَاكَ إِلَى جَانب عظم الصلب. قيء الدَّم قَالَ: قد يتقيأ الْمَرَض الدَّم من انْفِسَاخ الْعُرُوق الَّتِي فِي المريء إِلَّا أَنه مَتى كَانَ قيء الدَّم من المرئ بِسَبَب انْفِسَاخ عرق كَانَ مَعَه وجع يدل على الْموضع الَّذِي انْفَسَخ ذَلِك الْعرق مِنْهُ وَكَذَلِكَ إِن ألف ألف كَانَ قيء الدَّم من أجل أَكلَة فِي المريء فَأَما إِن كَانَ قيء الدَّم لعروق تنفتح أفواهها فَإِنَّهُ يكون بِلَا وجع وَلَا يكون لَهُ سَبَب باد وَقد تنفتح أَفْوَاه هَذِه الْعُرُوق من امتلاء وَكَثْرَة الطَّعَام وَالْحمام على مَا ذكرنَا فِي الرئة فَأَما قذف الدَّم الْحَادِث عَن التآكل فَإِنَّهُ إِنَّمَا يكون من أجل قرحَة أَو بعقبها والقرحة تحدث عَن سَبَب باد وَقد تحدث عَن خلط حَار ينصب إِلَيْهِ. 3 - (علل الْمعدة) قَالَ: قد يُصِيب بعض النَّاس عَن فَم الْمعدة غشى وتشنج وسبات وصرع ومالنخوليا وخيالات فِي الْعين إِلَّا أَن هَذِه كلهَا هِيَ عوارض تعرض عِنْدَمَا تقبل بمشاركة أَعْضَاء أخر فَأَما الْأَمْرَاض االتي تخص فَم الْمعدة فتعطل الشَّهْوَة وَفَسَاد الطَّعَام الَّذِي شَأْنه أَن تطفو فِي فَم الْمعدة فَإِن الْأَطْعِمَة الَّتِي تصل إِلَى قَعْر الْمعدة وَلَا سِيمَا الْعسرَة الْفساد لَا يعرض لَهَا ذَلِك. قَالَ: كَانَ رجل إِذا صَامَ اَوْ اهتم أَو غضب صرع فحدست أَن فَم معدته يعْمل أخلاطاً مرارية وَأَنَّهَا شَدِيدَة الْحس فيشركها الدِّمَاغ ويرعش الْجِسْم ويحركه حَرَكَة التشنج فَأَمَرته أَن يستمرئ غذاءه نعما وَيَأْكُل فِي السَّاعَة الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة خبْزًا مُحكم الصَّنْعَة وَيجْعَل أكله إِيَّاه إِن لم يكن بِهِ عَطش وحدة فَإِن عَطش شربه بشراب قَابض ممزوج لإن هَذَا الشَّرَاب

يُقَوي فَم الْمعدة وَلَا يضر بِالرَّأْسِ فَلَمَّا فعل لم يجد من علته شَيْئا فَلَمَّا تحققت ذَلِك كنت أسقيه كل سنة من أيارج الفيقرا مَرَّات كي أنقي معدته من أَمْثَال هَذِه الفضول ولأقويها على أفعالها الخاصية بهَا فبرئ وعاش عشْرين سنة لَا يجد شَيْئا من ذَلِك وَكَانَ مَتى عرض لَهُ شغل عاقه عَن الطَّعَام تشنج تشنجاً يَسِيرا جدا. وَرَأَيْت آخَرين: يتشنجون تشنج الصرع من أجل فَم الْمعدة إِذا أتخموا تخمة شَدِيدَة وَشَرِبُوا شرابًا صرفا وجامعوا وَأَكْثرُوا مِنْهُ فِي غير وقته. وَرَأَيْت آخَرين: أَصَابَهُم التشنج من غير أَن يتَقَدَّم لَهُم عَلَامَات التشنج وَلما تقيؤا قيئاً كراثيا وزنجارياً واستراحوا من ساعتهم. وَآخَرين: تناولوا طَعَاما كثيرا فثقل عَلَيْهِم فَأَصَابَهُمْ سبات لم يَنْقَطِع عَنْهُم حَتَّى تقيوا وَهَذِه الْأَشْيَاء كلهَا عرضت من أجل فَم الْمعدة ومشاركة الدِّمَاغ بعصب كثير جدا فَأَما الغشى الحاد فَإِنَّهُ يعرض مِنْهُ أبدا. وقوماً آخَرين: إِذا اجْتمعت فِي معدهم أخلاط رَدِيئَة رَأَوْا منامات مضطربة وَرُبمَا عرض لَهُم اخْتِلَاط الذِّهْن من أجل ذَلِك وَأَصْحَاب الْعلَّة الْمُسَمَّاة المراقية إِذا أتخموا كَانَ ذَلِك أَشد عَلَيْهِم وَبطلَان الشَّهْوَة الْبَتَّةَ وفسادها بِهَذِهِ الْأَشْيَاء الرَّديئَة إِنَّمَا تعرض من أجل هَذَا الْعُضْو لِأَنَّهُ آلَة الشَّهْوَة وَكَذَلِكَ الْقَيْء والتهوع والفواق وَأما الأورام والخراجات فتعرفها كتعرف مَا فِي المريء بل هُوَ أبين لفضل حس هَذَا ألف ألف الْعُضْو وَلِأَن الْحس يَقع عَلَيْهِ فِي بعض الْأَوْقَات وَكَذَلِكَ) نزف الدَّم الْكَائِن مِنْهُ فِي علل الْمعدة قَالَ: أَسْفَل الْمعدة هُوَ الْموضع الَّذِي إِذا فسد فسد الْعُضْو الْبَتَّةَ واستخراج أورامه وَعلله مثل الَّذِي ذَكرْنَاهُ قَالَ: فَأَما نفث الدَّم فَإِنَّهُ رُبمَا جَاءَ إِلَى الْمعدة من الكبد وَالطحَال وَكَذَلِكَ الْمدَّة لي الْفرق بَينهمَا أَن الَّذِي عَن الْمعدة مَعَه وجع وَالَّذِي عَن هَذِه بِلَا وجع ويتقدمه أَيْضا عِلّة هَذِه الْأَعْضَاء وَقد يعرض قيء الدَّم مرَارًا من صِحَة الْقُوَّة من أجل الامتلاء ومراراً كَثِيرَة لِأَن عضوا من الْأَعْضَاء يقطع فَصَارَ فضل غذائه يستفرغ وَمن الِانْتِقَال من الكد إِلَى الرَّاحَة وَزِيَادَة الْغذَاء وَهُوَ فِي الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة بعد قصَّة اغلوقن وَالدَّم الَّذِي تَدْفَعهُ الطبيعة للكثرة دم صَحِيح جيد بِلَا وجع وَأما مَا كَانَ من قرحَة وَنَحْوهَا فَإِنَّهُ مَعَ وجع لي انْظُر أَولا فِي الدَّم هَل الكبد وَالطحَال عليلان أم لَا ثمَّ فتش عَن حَال الْأَعْضَاء شَيْئا فَشَيْئًا وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَالسَّبَب البادي لتقف على ذَلِك بِالْحَقِيقَةِ فَإِن الطحال كثيرا مَا يدْفع دَمًا أسود وَلَيْسَ فِيهِ مَكْرُوه بل ينقى بِهِ بدنه وَكَذَلِكَ قد يكون من الكبد لَكِن إِذا كَانَ مَعَ وجع وَسبب باد علمت من مَوضِع الوجع وَسَائِر العلامات مِمَّا هِيَ الْحَال على الصِّحَّة من جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: الطَّعَام يفْسد فِي الْمعدة إِمَّا لسوء مزاج فِي الْمعدة وَإِمَّا

لرداءة جَوْهَر الطَّعَام وَإِمَّا لخلط رَدِيء فِي الْمعدة والخلط الرَّدِيء فِي الْمعدة يكون إِمَّا سابحاً وَإِمَّا متداخلاً لجرمها وَإِذا كَانَ سابحاً خرج بالقيء والإسهال مَعَ الطَّعَام الَّذِي يُؤْكَل وَإِذا كَانَ غائصاً هيج التهوع وَلم يتقيأ وَسُوء المزاج الْحَار يتبعهُ جشاء دخاني وسهولة الرِّيق وعطش وَينْتَفع بالأطعمة الْبَارِدَة الْعسرَة الْفساد وَيكون إِمَّا مَعَ خلط وَإِمَّا بِلَا خلط وَإِذا كَانَ مَعَ خلط كَانَ إِمَّا غائصاً وَإِمَّا سابحاً وَقد أعطينا الدَّلِيل والبارد يحدث بالجشاء الحامض فيقل عطشه وَينْتَفع بالأطعمة الحارة والحار يكون إِمَّا مَعَ خلط وَإِمَّا بِلَا خلط والخلط الْحَار إِمَّا أَن يتَوَلَّد فِي الْمعدة وَإِمَّا أَن ينصب إِلَيْهَا من الرَّأْس أَعنِي البلغم وَإِمَّا من الطحال. فِي القروح: إِذا رَأَيْت عَلَامَات القرحة قد خرجت بالسعال فَإِن رَأَيْت الوجع من قُدَّام فالقرحة فِي الْمعدة وَإِن كَانَ عَالِيا ففى فمها وَإِن كَانَ أَسْفَل فَفِي قعرها وَإِذا كَانَ الوجع من خلف فالقرحة فِي المريء وَاسْتدلَّ على مَكَانَهُ من مَوضِع الوجع. عَلامَة برد الْمعدة وَإِذا كَانَ الطَّعَام لَا يتَغَيَّر فِي الْمعدة فقد بردت فِي الْغَايَة وَإِن تغير تغيراً ضَعِيفا فقد بردت برودة كَثِيرَة بِحَسب ذَلِك. وَالدَّم إِذا كَانَ من المريء كَانَ الوجع من خلف ألف ألف من الْكَتف وَإِذا كَانَ من الْمعدة كَانَ الوجع من قُدَّام إِلَّا أَنه إِن كَانَ من فَم الْمعدة كَانَ الوجع أَشد وَأَرْفَع موضعا وبالضد. الثَّالِثَة من الْعِلَل والأعراض: إِذا كَانَت الْمعدة تحتوي وتنقبض على الطَّعَام التفافاً محكماً لم تعرض قراقر وَلَا نفخ وبمقدار تَقْصِير التفافها عَلَيْهِ تعرض القراقر والنفخ وَإِذا كَانَ الطَّعَام ينزل سَرِيعا فَإِن وَقت انقباضها عَلَيْهِ قَلِيل فضعف التفاف الْمعدة على الطَّعَام تتبعه رداءة الاستمراء قَالَ: وَيتبع سرعَة خُرُوج الطَّعَام رُطُوبَة الثّقل وَقلة نُفُوذ إِلَى الْجِسْم. لي فَيعرض مِنْهُ الهلاس. قَالَ: وَيتبع فَسَاد الطَّعَام نَتن الرَّائِحَة باضطرار ويتبعه لَا بالاضطرار بل فِي بعض الْحَالَات اللذع والانتفاخ وانقباض الْمعدة على الطَّعَام وَهُوَ من فعل الماسكة. لي يَنْبَغِي أَن نبتدئ فَنَقُول: فِي قُوَّة قُوَّة كَيفَ يعرض مَا يعرض فِيهَا مِثَال ذَلِك أَن الماسكة إِذا كَانَ فعلهَا على مَا يجب كَانَ احتواء الْمعدة على الطَّعَام معتدلاً فِي كميته وكيفيته أَعنِي بكيفيته جودة الاحتواء والالتفاف أَو ضعفه وأعني بطول كميته طول وَقت الالتفاف أَو قصره ويعرض عَن طول وَقت الالتفاف يبس الثّقل واغتذاء الْجِسْم ويعرض عَن جودة الالتفاف وقوته عدم النفخ ويعرض عَن أضداد هَذِه أضداد هَذِه الْأَغْرَاض وَهَذِه الْقُوَّة إِمَّا أَن تبطل أَو تضعف أَو تقبح فعلهَا مِثَال ذَلِك: عدم الشَّهْوَة أَو ضعف الشَّهْوَة أَو اشتهاء الفحم وَغَيره. قَالَ: مَتى تناولت الطَّعَام فَلم تَجِد بعده قرقرة وَلَا اختلاطاً وَلَا فواقاً لَكِن يصيبك فِي

معدتك كرب لَا عهد لَك بِمثلِهِ وتحس ثقل الطَّعَام عَلَيْهَا وتشتاق أَن ينزل عَنْك ذَلِك الثّقل سَرِيعا وَإِلَى الجشاء وَيحدث مَعَ ذَلِك فِي بعض الْأَوْقَات ضيق نفس رَدِيء بعسر التفوه بِهِ فَاعْلَم أَن الْمعدة قد انقبضت على الطَّعَام إِلَّا أَنه على جِهَة الارتعاش والشبيه بالنافض فِي جَمِيع الْجِسْم واستعن بالمقالة الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: الْجُوع الطبيعي إِنَّمَا يكون عِنْد مَا ينفذ الْغذَاء فتمتص الْعُرُوق من الْمعدة وَلَيْسَ فِيهَا شَيْء فيجتذب جرمها فَيكون هَذَا الإحساس بِالْجُوعِ. لي فَعدم الشَّهْوَة يكون إِمَّا لِأَن حس الْمعدة يبطل أصلا. أَو لِأَن الامتصاص لَا يكون أَو لإن) الْجِسْم لَا يستفرغ والشهوة الطبيعية تكون لضعف هَذِه الْأَشْيَاء. قَالَ: والخلط الحامض يحدث فِي الْمعدة لذعاً شَبِيها بلذع الْجُوع وَأما الْخَلْط المر والمالح فيهيجان الْعَطش وَذَلِكَ أَن هذَيْن يجففان الْمعدة والحموضة تبردها وبرودة الْمعدة عون جيد للشهوة لإنه يجْتَمع جرم الْمعدة ويشدها فتقوى على الاجتذاب وَأما الْحَرَارَة فَإِنَّهَا أَهْون الْأَشْيَاء على ذهَاب الشَّهْوَة لِأَنَّهُ يرخى الْأَجْسَام الصلبة ويحللها ويجعلها ضَعِيفَة فِي حدبها وَيحل الرطوبات ويبسطها فِي ألف ألف الْمعدة وَلذَلِك قد يكون الْجُوع المفرط عِنْد خلط حامض جدا فِي الْمعدة كالحال فِي الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة أَو عِنْد تحلل مفرط يتحلله الْجِسْم كالحال فِي الْجُوع البقري. جَوَامِع الْعِلَل والأمراض الهضم يفْسد من أجل كمية الْغذَاء إِذا كَانَت قَليلَة والمعدة حارة فَإِنَّهَا تصير دخانية وَإِذا كَانَت كَثِيرَة والمعدة بَارِدَة حمضت وَإِمَّا لكيفيتها كالعسل وَنَحْوه فِي الْمعدة الحارة وَاللَّبن وَنَحْوه من الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة فِي الْمعدة الْبَارِدَة وَإِمَّا من أجل النّوم فَإِن النّوم إِذا كَانَ أقل مِمَّا يجب والأغذية عسرة الهضم بطيئة لَا تنهضم وبالضد إِذا كَانَت الْأَطْعِمَة سريعة التَّغَيُّر وَالنَّوْم كثير استحالت إِلَى المرار وَمن الْقُوَّة الهاضمة فَإِنَّهَا إِذا كَانَت ضَعِيفَة والأغذية قَوِيَّة فَسدتْ إِلَى الحموضة وَإِن كَانَت قَوِيَّة والأغذية ضَعِيفَة فَسدتْ إِلَى الدخانية وَإِمَّا من أجل الْوَقْت وَذَلِكَ أَنه إِن أَخذ قبل أَن يكون الهضم للطعام الأول فسد إِلَى الحموضة وبالضد وَإِمَّا سوء التَّرْتِيب فَإِن يُؤْخَذ الْعسر الْفساد أَولا كالسفرجل وَيتبع بالمزلقة السريعة النضج والتزول فَيفْسد جوهرها قبل نضج تِلْكَ. 4 (الْبرد) الْبُرُودَة الْكَامِلَة يكون عَنْهَا يبس الطَّعَام بِحَالهِ لَا يتَغَيَّر الْبَتَّةَ وَإِذا كَانَت بَارِدَة لَا فِي الْغَايَة نضج الطَّعَام نضجاماً وَإِذا كَانَت نارية دخنت الطَّعَام وَإِذا كَانَت معتدلة هضمته وَأما الرُّطُوبَة واليبس فَلَيْسَ يُمكن فيهمَا أَن يبطلا الهضم إِذْ الاسْتِسْقَاء يسْبق سوء المزاج الرطب والذبول سيبق سوء المزاج الْيَابِس لَكِن قد يكون مِنْهُمَا ضعف الهضم فَأَما بُطْلَانه فَلَا. 4 (النفخ) النفخة تعرض للمعدة إِذا كَانَ الطَّعَام مولداً للرياح أَو كَانَت الْحَرَارَة متوسطة

والخضخضة والقراقر إِذا شرب على الطَّعَام قَالَ: مَعَ الثّقل وَالرِّيح يحدث فِي الأمعاء قُوَّة للدَّفْع بالضد مثل ايلاوش فَرُبمَا رَجَعَ الزبل إِلَى الْمعدة فهاج عَنهُ كرب واختلال الشَّهْوَة وَالرِّيح إِذا احْتبست وَدفعت إِلَى الْمعدة أهاجت بخاراً إِلَى الرَّأْس. السَّابِعَة من الميامر: ولقيء الدَّم اسْتَعِنْ بِبَاب نفث الدَّم من الصَّدْر وجلّ أدويته القابضة والمغرية والمخدرة. مِثَال ذَلِك: خُذ قاقيا وبزر الْورْد وجلناراً وطيناً مَخْتُومًا وصمغاً عَرَبيا وبزر بنج وأفيونا يعجن بعصارة لِسَان الْحمل وبعصارة عصى الرَّاعِي ويسقى بِمَاء وخل وَمَتى كَانَ التجلب كثيرا سقى بِمَاء لِسَان الْحمل 3 (الورم فِي الْمعدة) الثَّانِيَة فِي الميامر قَالَ: الورم فِي الْمعدة والكبد يحْتَاج أَن يعالج وَتَكون الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا أدوية قابضة لإنهما إِن عولجا بعلاجات مرخية لَا يخالطها شَيْء من القابضة كَانَ ذَلِك خطراً والقيروطى الَّذِي يَسْتَعْمِلهُ جالينوس أبدا يصب على ثَمَانِيَة مَثَاقِيل من شمع أُوقِيَّة من دهن الناردين الْفَائِق وَيسْتَعْمل بعد أَن يلقى عَلَيْهِ صَبر ومصطكى ألف ألف من كل وَاحِد مِثْقَال وَنصف إِذا كَانَت الْمعدة شَدِيدَة الضعْف حَتَّى أَنَّهَا لَا تمسك الطَّعَام وَإِلَّا فمثقال وَمن عصارة الحصرم مِثْقَال وَضعه على الورم الَّذِي فِي الْمعدة فَإِن تطاول هَذَا الورم فعالجه بضماد أكليل الْملك قَالَ: وَأكْثر مَا يعرض الْمَوْت من هَاتين الْمعدة والكبد من اجل الورم فيهمَا. ارجنجانس: علل الْمعدة فِي الْأَكْثَر من أجل التخم فاجتنبها فَإِن كَانَت من أجل المَاء فبدله وَإِن كَانَت من أجل الْهَوَاء فأصلحه وَإِن كَانَت من أجل كمية الطَّعَام فقللها أَو لسوء كيفيته أَو لطعام لَا عَادَة لَهُ بِهِ فَإِن كَانَ الْإِنْسَان مَعَ اجْتِنَاب هَذِه الْأَشْيَاء لَا ينهضم طَعَامه على مَا يجب فالعلة من ضعف الْمعدة قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فتوق أَسبَاب التُّخمَة كلهَا فَإِن كَانَ السَّبَب ضعف الْمعدة فقوها بالضماد وَاسْتعْمل الصياح وَأما من يتجشأ جشاء حامضاً فاسقه قبل الطَّعَام كزبرة يابسة قدر مِثْقَال وَقبل عشائه أَيْضا وليشرب بعده شرابًا صرفا، فَإِن عرض فِي وَقت أَلا يستمرىء الْإِنْسَان طَعَامه فَإِن كَانَ مَا يعرض لَهُ من ذَلِك يسير فمره بإطالة النّوم، فَإِن لم يُمكنهُ فليحذر الرياضة والصياح وَالْحمام الْحر، فَإِذا أحس بخف دخل الْحمام وَشرب مَاء فاترا وقيئه مَرَّات حَتَّى ينقى جَمِيع مَا فسد ثمَّ صب على رَأسه دهنا

وكمد بَطْنه وجنبه بخرق مسخنة (سقط: إِلَى سطر 12 من نفس الصفحة الْعلَّة يلْزمهَا) من جنس المرار حَتَّى أَنه كثيرا مَا يُبرئ مِنْهَا فِي يَوْم والعلل الْحَادِثَة فِي الْمعدة والبطن من أخلاط رَدِيئَة ينْتَفع فِيهَا بالأدوية المتخذة بِالصبرِ فَأَما الْأَشْيَاء القابضة أغذية أَو أدوية فتضرهم مضرَّة عَظِيمَة فَأَما مَتى كَانَت الْمعدة إِنَّمَا تتأذى بكمية هَذِه الرطوبات لَا بكيفيتها ألف ألف حَتَّى أَنه قد حدث فِيهَا كالترهل فَإِن القابضة حِينَئِذٍ من أَنْفَع الْأَشْيَاء لهَذَا الْعُضْو لِأَن الْعُضْو العليل حِينَئِذٍ يكون مسترخياً كالمفاصل المسترخية الَّتِي إِنَّمَا يصلحها ويردها إِلَى حَالهَا الْأَدْوِيَة القابضة قَالَ: وَقد يكون تقلب النَّفس من مزاج رَدِيء فِي الْمعدة مَعَ خلط أَو تغير خلط وَمن استنقاع فَم الْمعدة برطوبة وَإِن كَانَت جَيِّدَة الْكَيْفِيَّة فَإِنَّهَا عِنْد ذَلِك تسترخي وَعند ذَلِك تحْتَاج إِلَى ادوية تجفف إِلَّا أَنه إِذا كَانَت هَذِه الرُّطُوبَة قد وصلت إِلَى عمق الْعُضْو واحتاجت إِلَى أدوية لَطِيفَة غواصة كالخل والأفاوية فَإِن لم تكن هَذِه الرُّطُوبَة غَلِيظَة وَلَا غائصة فالأفاوية القابضة تبرئها وَمن علل فَم الْمعدة الغثى وعلاجه فِي بَاب الهيضة قَالَ: إِذا كَانَت الْمعدة عِنْد أكل الطَّعَام يهيج فِيهَا غثى حَتَّى تقذف الطَّعَام فَهِيَ فِي غَايَة الضعْف أَشد ضعفها فِي أَعْلَاهَا وَإِذا كَانَ مَعَ التقلب وَثقل الطَّعَام عَلَيْهَا ينزل الطَّعَام وَيخرج بالبراز فأسفلها هُوَ الأضعف. لي جملَة ذَلِك أَن الْمعدة الَّتِي يكربها ويؤذيها الطَّعَام إكراباً وأذى شَدِيدا ضَعِيفَة جدا وتضطر لذَلِك دفْعَة لِأَنَّهَا لَا تحمله فَإلَى أَي نَاحيَة دَفعته فَتلك النَّاحِيَة لضعف الناحيتين. (سقط: إِلَى آخر الصفحة)

(سقط: الصغحة كَامِلَة) الْمقَالة الثَّانِيَة لون من بِهِ وجع فِي معدته لَا يخفى على الحاذق كَمَا لَا يخفى عَلَيْهِ لون من كبده عليلة. الأولى من الْأَمْرَاض الحادة: مَتى كَانَ ضعف فِي فَم الْمعدة واسترخاء لبث مَا يُؤْكَل طافياً فِيهَا مُدَّة طَوِيلَة وَفَسَد الهضم فَإِذا قوى بِبَعْض الْأَطْعِمَة الْمُوَافقَة لَهُ دفع الْغذَاء حِينَئِذٍ

إِلَى قَعْره وَاسْتقر فِيهِ فنضج وَخرج بالبراز كَمَا أَن الَّذِي يبْقى طافياً لَا ينهضم وَلَا ينضج وَلَا يخرج بالبراز قَالَ: وَأكْثر فعل فَم الْمعدة إِنَّمَا هُوَ الشَّهْوَة لِأَن الهضم وَمَا كَانَ من الْأَطْعِمَة قَابِضا يُقَوي فَم) الْمعدة. لي فِي خلال كَلَام جالينوس أَنه يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل التقوية لفم الْمعدة فِي الأصحاء بالقابضة وَفِي المحمومين لَا لِأَن ذَلِك يجفف فَم معدهم بِأَكْثَرَ مِمَّا يحتملونه بل إِن عولج بهَا قلل مِنْهَا. الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: جَمِيع الْأَدْوِيَة المسهلة والأشياء الشِّيعَة الكريهة رَدِيئَة لفم الْمعدة وَجَمِيع الْأَشْيَاء العطرية والغذائية المستلذة جَيِّدَة لَهَا قَالَ: الَّذين تنصب المرار إِلَى معدهم يلذع فمها وَيفْسد طعامهم ويؤذيهم ويقومون للبراز مرَّتَيْنِ أَو أَكثر فَأَما الَّذين تنصب المرار إِلَى أمعائهم فَإِنَّهُم يقومُونَ مَرَّات لِأَن المرار يحث الثفل على الانحدار يَعْنِي فِي المخربين من المرار قَالَ: الْمعدة إِذا كَانَت عَظِيمَة بالطبع وامتلأت من الْغذَاء لَزِمت الأحشاء وامسكتها فَإِذا خلت تقبضت وَتركت الأحشاء تضطرب فيحس أَصْحَابهَا كَأَن أحشائهم تعلق وَالَّذين يعرض لَهُم فَسَاد ولذع فِي الْمعدة لَيْسَ هم مراريون بالطبع فَيكون إِذا كَانَ المجرى الَّذِي يصب الْمرة من الكبد إِلَى المعي الْمَعْرُوف بالأثني عشر إصبعاً يصب إِلَى الْمعدة فَإِن هَؤُلَاءِ تطفو الْمرة أبدا فِي أَفْوَاه معدهم وَأما فِي غَيرهم فَإِنَّهُ ينحدر دَائِما مَعَ البرَاز وَلذَلِك يقوم هَؤُلَاءِ إِلَى البرَاز أَكثر لِأَن البرَاز يحث الأمعاء وَالَّذين ينصب المرار مِنْهُم ألف ألف إِلَى معدهم فَرُبمَا لم يقومُوا فِي الْيَوْم الْبَتَّةَ. السَّابِعَة من الْفُصُول إِذا كَانَ فِي الْمعدة وجع. . فأدمن جودة التَّدْبِير فَإِن ذَلِك لورم فِي الْمعدة. أبقراط: إِذا حدث مَعَ الوجع المزمن فِيمَا يَلِي الْمعدة تقيح فَلذَلِك رَدِيء برد الْأَطْرَاف عَن وجع شَدِيد فِيمَا يَلِي الْمعدة رَدِيء لِأَن ذَلِك يدل على ورم حَار عَظِيم أَو وجع شَدِيد فيمايلي هَذِه الْمَوَاضِع قَالَ: السَّوْدَاء إِذا كَانَت فِي آلَات الهضم أضعفت الهضم وَحدثت لذَلِك تخم وَأما الصَّفْرَاء فتفعل ضد ذَلِك إِلَّا أَن الَّذِي يستمرئ من أجل الصَّفْرَاء يحدث لَهُ كالاحتراق. لي قد قَالَ: السَّوْدَاء تقصر الهضم والصفراء تفرط وَتجوز قدر الْحَاجة فالهضم الصَّحِيح بِقدر الْحَاجة يكون الدَّم. من كتاب الْمرة السَّوْدَاء قَالَ: قد ينصب إِلَى الْمعدة فِي وَقت الْجُوع الشَّديد دم أَحْمَر نقي من الكبد ليغذوها.) من الْمَوْت السَّرِيع: مَتى ظهر مَعَ وجع الْمعدة على الرجل اليمني كالتفاحة خشِي الْمَوْت

فِي السَّابِع وَالْعِشْرين وَمن أَصَابَهُ هَذَا الوجع اشْتهى الْأَشْيَاء الحلوة قَالَ: من كَانَت بِهِ تخم وَأَبْطَأ هضم طَعَامه فظهرت على عَيْنَيْهِ بثور سود وَفِي نُسْخَة أُخْرَى حمر وَفِي أُخْرَى خضر كالحمص وَلم تكن وارمة مَاتَ فِي السَّابِع عشر وَإِذا بدا بِهِ هَذَا الوجع اخْتَلَط عقله. من كتاب العلامات عَلامَة جودة الهضم اسْتِوَاء النّوم وَيكون الْإِنْسَان سريع الانتباه حسن اللَّوْن غير وارم الْوَجْه وَلَا يجد ثقلاً فِي الرَّأْس سهل الْبَطن وَلَا يحتبس عَلَيْهِ خَفِيف الْمعدة وَيكون أَسْفَل بَطْنه منتفخاً قَلِيلا وخاصة قبل أَن يتبرز وَيكون خَفِيف الْحَرَكَة. عَلَامَات عدم النضج التُّخمَة مَكْرُوهَة فِي الأصحاء وَفِي المرضى ويعرض من التُّخمَة ورم الْوَجْه وضيق النَّفس وَثقل الرَّأْس ووجع الْمعدة وفواق وكسل وبطأ الْحَرَكَة ونفخة فِي الْبَطن والأمعاء وصفرة الْوَجْه وانتفاخ الشراسيف وجشاء حامض أَو نَارِي أَو حريف أَو منتن وغثى وقيء وَمِنْهُم من يعرض لَهُ احتباس الْبَطن بإفراط واستطلاق وَرُبمَا عرضت هَذِه الْأَعْرَاض كلهَا وَرُبمَا عرض جلها وَرُبمَا عرض أقلهَا وَذَلِكَ بِحَسب التُّخمَة وقلتها. من كتاب العلامات: عَلامَة الدُّبَيْلَة فِي الْمعدة حمى وحرارة وعطش وغثى ولهيب فَإِذا تمكنت وأزمنت نحف الْجِسْم وَغَارَتْ العينان وانحلت الطبيعة وَقل الْبَوْل وجست الْمعدة وَإِذا غمزتها بأصبعك لم ينفذ وَيكثر الِاخْتِلَاف والقيء. عَلامَة القرحة فِي الْمعدة وجع شَدِيد عِنْد الْأكل وقيء دموي ويتأذى بالشَّيْء المالح والحامض والحريف والحار والبارد جدا. الْمعدة الضعيفة جدا: قلَّة الشَّهْوَة والغثى وَصغر النبض. وَإِذا أكل وجد ثقلاً شَدِيدا وامتداداً وَلم يسهل عَلَيْهِ خُرُوج البرَاز وَلَا يتجشأ وَلَا يتَوَلَّد ألف ألف فِيهِ قراقر وَإِذا ساءت حَالَة لمعدة عرض فِيهَا فَسَاد الطَّعَام دَائِما إِلَى الحموضة وجشاء حامض أَو منتن وغثى ولذع ووجع بَين الْكَتِفَيْنِ ويشارك أوجاعها الرَّقَبَة عَلَيْهِ دَائِما وَيطْلب الطَّعَام فَإِذا وضع بَين يَدَيْهِ لم ينل مِنْهُ أَو نَالَ مِنْهُ أَو نَالَ شَيْئا يَسِيرا وتهيج بِهِ الْعلَّة من أدنى عِلّة ويسرع إِلَى العصب. وَإِذا دَامَ بِهِ هَذَا انْتقل إِلَى المالنخوليا الْمُسَمّى بالمراقى. من التَّدْبِير الملطف قَالَ: إِن مِمَّا يكثر نَفعه للمعدة الأغذية الَّتِي فِيهَا قبض ومرارة بِلَا حِدة كقضبان شجر العليق والفنجكشت قَالَ: والقابضة جَيِّدَة للمعدة فِي أَكثر الْأَمر. فِي اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء قَالَ: إِذا كَانَت الْمعدة بريئة من الديبلات والأورام والقروح وَكَانَ الهضم رديئاً فَذَلِك لمَرض سوء المزاج وَسُوء المزاج فِيهَا يكون إِمَّا بِلَا مَادَّة وَإِمَّا بمادة قَالَ: وَأكْثر النَّاس يَقع لَهُم سوء المزاج الْبَارِد وَسُوء المزاج الرطب ليميل النَّاس إِلَيْهِم والشره قَالَ: وَبعد هَذَا سوء المزاج الْحَار الرطب وَسُوء المزاج الْيَابِس فقلّ مَا يعرض وَإِذا عرض فكثيراً مَا يهْلك أَصْحَابه لِأَن الْأَطِبَّاء يعالجون ذَلِك بِمثل العلاج الَّذِي يعالج بِهِ أَصْحَاب الْمعدة الرّطبَة والباردة لأَنهم لَا يحسبون أَنه كَذَلِك لعُمُوم ذَلِك فيعطونهم أدوية وأغذية قابضة أَو حارة وأجود مَا تعْمل أَن تتعرف على سوء المزاج الرُّطُوبَة أَو هَل الاخلاط

غايصة أَو سابحة وَدَلِيل الْمعدة الْبَارِدَة كَثْرَة الشَّهْوَة وَقلة الْعَطش والجشاء الحامض وَقلة الاستمراء للأغذية الْبَارِدَة والغليظة والحبوب الغليظة وَالِانْتِفَاع بالحارة اللطيفة وَدَلِيل الْمعدة الحارة الَّتِي فِيهَا سوء مزاج حَار الجشاء الدخاني وَكَثْرَة الْعَطش وَفَسَاد الْأَطْعِمَة اللطيفة كلحم السّمك الرُّخص والفراريج فِيهَا وتهضم الْأَطْعِمَة الغليظة الْبَارِدَة وَقلة الشَّهْوَة وَدَلِيل سوء المزاج الرطب قلَّة الْعَطش وَكَرَاهَة الْأَطْعِمَة الرّطبَة والتأذى بهَا وَالِانْتِفَاع بالأقلال من الأغذية والأغذية الْيَابِسَة وَدَلِيل الْيَابِسَة بالضد أَي كَثْرَة الْعَطش وَالِانْتِفَاع بالأغذية الرّطبَة وَدَلِيل هَذِه الأمزجة والمعدة إِذا كَانَت مَعَ أخلاط أَن يعرض لمن ينصب إِلَى معدته بلغم مُفْرد جشاء حامض من غير أَن يَكُونُوا تناولوا) شَيْئا وَلمن ينصب إِلَى معدته مرار جشاء دخاني من غير غذَاء ويعرض لَهما جَمِيعًا إِن كَانَ الْخَلْط فيهم قَلِيلا الْقَيْء بعد الطَّعَام وَإِن كَانَ كثيرا فَقبل الطَّعَام فَهَذِهِ تخصهم مَعَ سَائِر الدَّلَائِل الْحَرَارَة والبرودة فَإِنَّهَا عَامَّة لَهُم وَدَلِيل الأخلاط الغائصة فِي الْمعدة أَن يعرض التحمض والغثى بِشدَّة وَلم يعرض الْقَيْء بِحَسب الغثى ودليلها إِذا كَانَت سائحة انبعاث الْقَيْء سَرِيعا وَإِذا كَانَ غائصاً فَهُوَ يحْتَاج إِلَى الأيارج والأدوية الْمُقطعَة وَأما سوء المزاج ألف ألف الْيَابِس فَيكون علاجه بِأَن يكْسب الْجِسْم كيموسات رطّبه بالحمام والأغذية على مَا وَصفنَا. الثَّالِثَة من القوى الطبيعية قَالَ القراقر عرض خَاص لضعف الْمعدة لِأَنَّهُ يحدث إِذا ضعفت عَن الاحتواء على الطَّعَام التفافاً واحتواء محكماً لكنه يبْقى بَينه وَبَينهَا مَوَاضِع خَالِيَة فثقل فِيهَا الرُّطُوبَة المحتبسة فِيهَا من مَوضِع إِلَى مَوضِع فَيحدث فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع قراقر بِحَسب أشكالها قَالَ: وَمن عرض لَهُ هَذَا لَا يستحكم استمراء طَعَامه ويلبث أشكالها قَالَ: وَمن عرض لَهُ هَذَا لَا يستحكم استمراء طَعَامه ويلبث أَيْضا الثّقل مُدَّة طَوِيلَة لِأَنَّهُ هضمه يبطئ أَكثر وَالطَّعَام لَا ينزل حَتَّى ينهضم والهضم إِنَّمَا يستحكم بِشدَّة التفاف الْمعدة واحتوائها على الطَّعَام. لي وَأَشَارَ إِلَى ضعف الْقُوَّة الماسكة مِنْهَا فِي هَذَا الْموضع. قَالَ: ويستدل على ضعف الْمعدة بِأَن الْأَطْعِمَة وَإِن كَانَت لَطِيفَة تطفو فِيهَا وَيحدث قراقر وَنفخ وَأما الْمعدة القوية فيسرع إِلَيْهَا انحدار الْأَطْعِمَة اللطيفة وانحدار اللَّحْم أَيْضا وَالْخبْز السميذ الْكثير. لي عَلامَة قُوَّة الْمعدة سرعَة انحدار الْغذَاء عَنْهَا وبالضد وَمن تغثى نَفسه جدا وَيكرهُ الطَّعَام إِن قصدته على تنَاوله تقيأ سَرِيعا وَإِن حمل نَفسه على ضَبطه عرض لَهُ فوَاق وتهوع وأجس فِي معدته يَنْقَلِب إِلَى فَوق وَذَلِكَ لِأَن الْمعدة حِينَئِذٍ تشتاق إِلَى دفع مَا فِيهَا وفم الْمعدة يعرض لَهُ الشوق إِلَى دفع مَا فِيهَا وفم الْمعدة يعرض لَهُ الشوق إِلَى دفع الطَّعَام بالقيء إِمَّا لكثرته فيثقل عَلَيْهِ أَو لحدته أَو لذعه ويعرض لَهُ هَذَا دَائِما لمن فِي أعالي معدته ضعف. من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: إِذا رَأَيْت إنْسَانا لَا تنشط نَفسه لأكل الطَّعَام الْكثير الْغذَاء

وشهوته قد ذهبت وَإِن حمل على تنَاوله اعتراه غي وَلَا يجب أَن يَأْكُل شَيْئا إِلَّا مَا كَانَت لَهُ حِدة وحراقة وَإِذا أكل مَا هَذِه صفته لم تحط بِهِ وأصابه عَلَيْهِ نفخ وتمدد فِي الْمعدة وغثى وتهوع وَلَا) يجد فِي شَيْء رَاحَة سوء الجشاء فَإِنَّهُ يجد لَهُ بعض الرَّاحَة وَفِي بعض الْأَوْقَات يفْسد الطَّعَام فِي معدته وَأكْثر جشائه إِلَى الحموضة فَاعْلَم أَنه قد اجْتمع فِي معدته بلغم كثير لزج. وَكَانَ ذَلِك بِرَجُل أطعمته فجلاً وقيأته بسكنجبين فتقيأ بلغماً فِي غَايَة الغلظ وَالْكَثْرَة وَبرئ من يَوْمه بعد أَن مكث بِتِلْكَ الْحَال ثَلَاثَة أشهر. قَالَ: وَلَا بدّ من تولد هَذَا الْخَلْط فِي الْمعدة لِأَن المرار لَا ينصب إِلَيْهَا فيجلوها إِلَّا قَلِيلا لِأَن الْأَصْلَح كَانَ أَلا ينصب إِلَيْهَا لِأَنَّهُ يفْسد الْغذَاء ويوكل إِلَى الطَّبِيب غذاءها وَينصب إِلَى الأمعاء دَائِما فيجلو مَا فِيهَا من بلغم مَا دَامَ الْجِسْم بِالْحَال الطبيعية فَإِذا خرج فِي بعض الْأَحْوَال عَن هَذِه الْحَال وَلم ينصب إِلَى الأمعاء الْمرة كَثْرَة البلغم فِيهَا وَلَا يُؤمن حِينَئِذٍ على صَاحبه إيلاوس وقروح الأمعاء والزحير قَالَ: وَلذَلِك أصَاب الْأَطِبَّاء فِي مَا رَأَوْا فِي الْقَيْء ألف ألف بعد الطَّعَام فِي شهر مرّة أَو مرَّتَيْنِ بأَشْيَاء حريفة لِأَن ذَلِك يمْنَع اجْتِمَاع الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: لَا أعلم شَيْئا أبلغ فِي المعونة للمعدة على الهضم من بدن حَار رطب يماسها كصبي لِأَن حرارة الصَّبِي أخص بالحرارة الغريزية من الْحَرَارَة الَّتِي تجْعَل بالتكميد. الأولى من أبيذيميا تقدمة الْمعرفَة: كَانَ امْرَأَة بهَا وجع الْفُؤَاد وَلم يكن يسكنهُ إِلَّا سويق الشّعير مَعَ مَاء الرُّمَّان ويكتفى أَن يتغذى مرّة فِي الْيَوْم. قَالَ ج: إِنَّهَا كَانَ بهَا وجع فِي فَم الْمعدة من خلط يسير لذاع يجْتَمع إِلَيْهِ ولقلته اكْتفى بسويق شعير وَمَاء الرُّمَّان لِأَن هَذَا الدَّوَاء مَعَه تجفيف وتقوية فيجففه تِلْكَ الرطوبات اللذاعة وتقويته بالرمان تَجْعَلهُ أَلا يقبل مَا ينصب إِلَيْهِ مِنْهُ فبرئت الْمَرْأَة بذلك وَالطَّعَام مرّة وَاحِدَة فِي الْيَوْم جيد فِي جَمِيع هَذِه الْعِلَل وَفِي أَكثر علل الْمعدة والكبد وَلَا يكون ذَلِك الطَّعَام كثيرا بل إِلَى الْقلَّة مَا هُوَ لِأَن الْمعدة والكبد العليلتين لَا تحتملان كَثْرَة الطَّعَام. الثَّالِثَة من السَّادِسَة من أبيذيميا ضعف الْمعدة عَن هضم الطَّعَام يصير سَببا لجَمِيع الْعِلَل فِي الْجِسْم. الرَّابِعَة من السَّادِسَة: شكى إِلَى قوم اختلال الشَّهْوَة فَأَمَرتهمْ بالامتناع من الطَّعَام مُدَّة طَوِيلَة فَفَعَلُوا فَعَادَت شهوتهم وَحَال ذَلِك حَال من لم ينم نوماً غرقاً فَإنَّك إِن منعته من ذَلِك الْيَسِير من النّوم فَإِنَّهُ سينام نوماً غرقاً إِذا كَانَت الْمعدة أسخن من الْوَاجِب وتولد كيموساً مارياً قل جذب

الكبد مِنْهُ وَكَانَ الَّذِي تولد من الدَّم رَدِيء الْكَيْفِيَّة وَقل جذب الْأَعْضَاء مِنْهُ لِأَنَّهُ غير ملائم ويضعف الْجِسْم لذَلِك وَإِذا كَانَ الكيلوس حلواً جيدا) نضجا بحرارة غريزية كثر جذب الكبد وَكَانَ مِنْهُ دم مُوَافق يخصب الْأَعْضَاء. من الرَّابِعَة عشر من الْبُرْهَان قَالَ: الطَّعَام يبْقى فِي الْمعدة مُدَّة طَوِيلَة وَيعرف ذَلِك من الجشاء وَمن انتفاخ الْمعدة وَمن الْقَيْء قَالَ: وَقد تقيأت مرارأ طَعَاما بعد أَربع سَاعَات وَسبع فَكَانَ بِحَالهِ وَسَأَلت المصارعين مَتى يحسون بنزول الطَّعَام عَن معدهم فَقَالَ بَعضهم: بعد خَمْسَة عشر سَاعَة وَأَقل وَأكْثر لَكِن غذَاء هَؤُلَاءِ لحم الْخَنَازِير وَيخْتَلف الْأَمر فِي ذَلِك بِحَسب الْأَطْعِمَة وبحال حسب الْمعدة وبحسب مَا فِيهَا من الأخلاط إِلَّا أَنه بِالْجُمْلَةِ قد يبطئ فِيهَا زَمَانا طَويلا. الأهوية والبلدان: الَّذين ينزل من رؤوسهم إِلَى معدهم بلغم دَائِم تبطل شهواتهم للطعام. من الأغذية الأولى مِنْهَا: اسْتَغَاثَ رجل من فَم معدته مَرَّات فدلى أمره أَن فِي فَم الْمعدة بلغماً فَأَمَرته بكراث وسلق وخردل فَفعل فَقطع لذَلِك البلغم وأسهله إسهالاً كثيرا وَبرئ ثمَّ عرض لَهُ بعد ألف ألف ذَلِك لذع فِي معدته من تخمة من طَعَام حَار حريف فَاسْتعْمل ذَلِك فهيج اللذع فِي الْمعدة الثَّالِثَة قَالَ: فِي الزَّبِيب الحلو تَقْوِيَة للمعدة وجلاء معتدل فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب يسكن مَا يحدث فِي فَم الْمعدة من التلذيع الْيَسِير وَأما التلذيع الْكثير فَيحْتَاج إِلَى مَا هُوَ أقوى مِنْهُ وَأَصْحَاب الْمعدة الضعيفة يسْرع إِلَيْهِم الغثى وتقلب النَّفس بعد الْأكل فأعنهم على ذَلِك بِأَن تقدم قبل طعامهم أَشْيَاء مزلقة وَبعد أَشْيَاء قابضة فَبِهَذَا تَنْطَلِق طبائعهم وَلَا يهيج بهم غثى وَلَا قيء وَيجب أَن يمشوا بعد الْأكل يرفق شَيْئا معتدلاً لينزل الطَّعَام عَن فَم الْمعدة ويقوى وتجف أعاليها بالشَّيْء الْقَابِض وبالمشي قَالَ: وَمِمَّا ينفع الشَّهْوَة الدَّوَاء الْمُتَّخذ من عصارة السفرجل وَالْعَسَل والفلفل الْأَبْيَض والزنجبيل وَهُوَ الْمَذْكُور فِي كتاب حفظ الصِّحَّة. وعد من الْبُقُول النافعة للمعدة: الخس والكرفس قَالَ: والشاهترج جيد لَهَا. الْيَهُودِيّ قَالَ: المعتدل فِي بَقَاء الطَّعَام مُنْذُ دُخُوله إِلَى خُرُوجه اثْنَان وَعِشْرُونَ سَاعَة قَالَ: من معدته مَرِيضَة أطْعمهُ على أَرْبَعَة أَنْوَاع إِمَّا كثيرا وَإِمَّا قَلِيلا أَو فِي مرّة أَو فِي مَرَّات أَو مركب من هَذِه قَالَ: إِذا حدث فِي الْمعدة قُرُوح وَأكله فعالج بالأدوية الَّتِي تنقى الْمعدة من اللَّحْم الْمَيِّت ويلحم وينبت كأيارج فيقرا فَإِذا نقى فاسقه حِينَئِذٍ مخيض الْبَقر وشراب السفرجل وَالرُّمَّان) وَنَحْوهَا قَالَ: إِذا كَانَ فِي الْمعدة ورم حَار فَلَا تسْتَعْمل مسهلاً وَلَا مقيئاً فَإِنَّهُ رَدِيء لَكِن أطْعمهُ مليئة وأحقن وأسق وَإِن كَانَ لهيب وعطش شَدِيد ثَلَاثَة دَرَاهِم من بزر قثاه بِمَاء بَارِد وأطل على الْمعدة أضمدة دابغة مبردة كمرهم قشور الْفَرْع ودقيق الشّعير وَنَحْوه وسفرجل وَغَيره فَإِن اضطررت إِلَى إسهال فبالصبر والسكنجبين وَأما الْقَيْء فَلَا تقربه وينفع من قُرُوح الْمعدة: الفلونيا وأقراص الكهربا وَرب النمام والقابضة كلهَا نافعة.

لي على مَا رَأَيْت لِلْيَهُودِيِّ للخراج فِي الْمعدة اقصد وَبرد مَا أمكن فَإِن امْتنع وَأخذ فِي طَرِيق النضج: سقى مَاء الحلبة والحسك ودهن اللوز المر والخروع وضع معدته على شَيْء وطئ حَار ويستحم بِمَاء فاتر ويخبص عَلَيْهِ بِالتِّينِ والبابونج والحلبة وَيجْعَل عَلَيْهِ أفسنتين ليقويها أَيْضا حَتَّى ينفجر ويسقى الصَّبْر بِمَاء الهندبا فَإِذا انفجر سقى مَا ينقى فَإِذا سقى مَا يلحم. اهرن: ذهَاب الشَّهْوَة من الْحَرَارَة وشفاؤه بالأشياء الحامضة كي ترجع الشَّهْوَة كَمَا تفعل السَّوْدَاء دَائِما فِي الْخلقَة وَقد يكون من القروح فِي الْمعدة بخر الْفَم ويستطلق مَعَه الْبَطن فعالجها بمخيض الْبَقر والكعك. الطَّبَرِيّ قَالَ: مَا أقل من ينجو مِمَّن يتقيأ الْقَيْح من قرحَة فِي الْمعدة والقيء الشَّديد يحدث الخراجات فِي الْمعدة وفمها قَالَ: إيارج فيقرا ينقى الْقَيْح الَّذِي فِي ألف ألف الْمعدة وَيَأْكُل وسخ القرحة وعفنها ويسقى مخيض الْبَقر وَرب السفرجل وَرب الرُّمَّان ويحذر كل الحذر فِي ابْتِدَاء الورم الْقَيْء والإسهال وَيسْتَعْمل المسكنة والمانعة إِن كَانَ لَا بُد من الإسهال فبالخيارشنبر وضمد بالقابضة. عَليّ بن ربن: وَقد جربت دَوَاء نَافِعًا لورمها جدا يسقى من رب الغافت وَرب الأفسنتين أَيَّامًا. وَقَالَ الطَّبَرِيّ أَيْضا: الْوَقْت المعتدل فِي بَقَاء الطَّعَام فِي الْبَطن إِلَى أَن يخرج اثْنَتَا عشرَة سَاعَة. فِي الطَّعَام: لي وَإِمَّا من أجل الْمعدة وَذَلِكَ إِمَّا لحرارتها وَإِمَّا لبرودتها أَو لرقة جرمها وَقلة سخونتها من الترب والأعضاء الَّتِي تسخنها إِذا بردت مَعَ الكبد وَنَحْوهَا أَو لقلَّة احتوائها على الطَّعَام وَذَلِكَ إِمَّا لِأَنَّهُ دسم أَو لِأَنَّهُ مدخن كالبيض المطجن والخبيص أَو لِأَنَّهُ ألطف مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ تِلْكَ الْمعدة كَمَا يفْسد السّمك الصغار والأطعمة الحارة أَو لإنه أغْلظ مِمَّا يجب كَمَا يفْسد لحم الْبَقر فِي الْمعد الْبَارِدَة إِلَى الحمضة أَو لإن الْأَطْعِمَة غير لذيذة أَو لسوء تدبيرها كَمَا يقدم الْأَطِبَّاء) الْفَاسِد ويؤخرون الألطف أَو لسوء تدبيرها كَمَا يُؤَخر أَكثر فيتدخن أَو أقل فتحمض أَو لِكَثْرَة أصنافها إِذا اخْتلفت مقادير أزمان هضمها فأفسد الَّذِي ينهضم مَا لم ينهضم وَمَا لم ينهضم مَا انهضم إِمَّا لسوء التَّدْبِير قبله مثل أَن يَأْكُل قبل أَن ينقى من الأول أَو قبل الرياضة وَالْحمام وَبِالْجُمْلَةِ قبل الْعَادة الَّتِي جرت لَهُ على مَا كَانَ يستمريه.

أهرن: إِذا كَانَ الجشاء دخانياً من غير أَطْعِمَة توجب ذَلِك فَإِن ذَلِك لحرارة الْمعدة وَذَلِكَ الْحر إِمَّا لسوء مزاجها فَقَط من غير خلط أَو لسوء مزاج مَعَ خلط مثل مرّة يطول مكثها فَيفْسد لذَلِك مزاجها وَإِن كَانَ ذَلِك الْوَقْت لَيْسَ فِيهِ مرار أَو يكون المرار فِيهَا وَذَلِكَ المرار إِمَّا سابح وَإِمَّا متشرب أَو يمون ينصب من الكبد أَو يتَوَلَّد فِي الْمعدة قَالَ: وَبرد الْمعدة يكثر الشَّهْوَة وحرها يكثر الْعَطش وَإِذا كَانَ الْحر وَالْبرد مَعَ خلط مَا يَأْكُل مختلطاً بذلك الْخَلْط وَإِذا كَانَ بِلَا مَادَّة خرج خَالِصا. لي إِذا كثرت الحموضة فِي الْمعدة فافحص عَن الطحال فَإِنَّهُ قد يكون السَّوْدَاء ينصب مِنْهَا شَيْء أَكثر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ وعلامة ذَلِك اهتياج الشَّهْوَة مَعَ نفخ ورياح وَسُوء هضم وجشاء حامض وبهذه العلامات يفرق بَين اللذع الْكَائِن فِي الْمعدة والكائن من السَّوْدَاء والكائن فِيهَا من الصَّفْرَاء رَأَيْت من تقيأ قِطْعَة لحم غَلِيظَة أعظم من الجوزة وَلم يمت حدست أَنه كَانَ فِي معدته ناصور كَبِير دَقِيق الأَصْل انْقَطع ودفعته الطبيعة بالقيء. أهرن: إِذا كَانَ فِي الْمعدة بلغم والريق والجشاء إِمَّا حامض وَإِمَّا تفه وَإِمَّا مالح وَيكثر الرِّيق والزبد فِي الْفَم ويقيأ قيئاً بلغمياً وَإِمَّا الصَّفْرَاء فيتقيأ قيئاً صفراوياً والجشاء الْحَار المتدخن والعطش ومرارة الْفَم والحرارة المفرطة فِي الْمعدة فَتسقط الشَّهْوَة الْبَتَّةَ ألف ألف وعلاجها بالأشياء الحامضة وَأما غَلَبَة الْبرد فيكثر شَهْوَة الطَّعَام وَإِذا كَانَت الشَّهْوَة مقصرة والهضم كثيرا فالغالب الْحَرَارَة وبالضد قَالَ: إِنَّمَا تذْهب الشَّهْوَة عِنْد الْجُوع المفرط لِأَن الْمعدة تلتهب جدا والفضول المالحة تهيج الْعَطش. فِي الورم فِي الْمعدة: إِذا حدث فِي الْمعدة ورم فَاسق للحار مِنْهُ خيارشنبر وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب مَعَ نصف دِرْهَم إيارج أَو وزن دانق إِن كَانَ الورم حاراً جدا والعليل ضَعِيفا وَإِن كَانَ الورم صلباً غليظاً فَاسق ثَلَاثَة مَثَاقِيل من دهن الخروع وطبيخ الخيارشنبر وَمَاء الْأُصُول يمرس فِيهِ وَإِن عرضت سدة فِي مجاري الْمعدة فأعطه أفسنتيناً وإيارجاً وَإِن عرضت لَهُ قُرُوح رَدِيئَة فعالج) بالأدوية المنقية للعفن نَحْو إيارج فيقرا ثمَّ أسقه إِذا تنقت الْمعدة مخيض الْبَقر وَرب السفرجل وَالرُّمَّان فَإِنَّهُ يلحم القرحة وَإِذا عرضت فِيهَا قرح رَدِيء متعفن فَعَلَيْك بِمَا ينقى وَيغسل وَمَتى كَانَت القروح طرية فَعَلَيْك بالأدوية القابضة وَاجعَل أغذيته سريعة الهضم. لي حب جيد للمعدة يقويها وينقيها وَيصْلح للَّذين فِي معدهم صفراء مؤذية: صَبر دِرْهَم إهليلج أسود ورد نصف اعجنة بعصير الهندبا وَهِي شربة وَاحِدَة وللمعدة الْبَارِدَة يسقى أميروساً وسجرنيا وكمونية وَنَحْو هَذِه والمعدة الضعيفة تعالج بالأطريفل وَنَحْوه من القوابض. دَلَائِل الورم الْحَار فِي الْمعدة الْعَطش والحمى وحرقة الْمعدة وَسُرْعَة حسها وتأذيها

بِمَا يُؤْكَل فَهَذَا إياك أَن تقيئه بل غذه بأغذية لينَة وأعطه الْخِيَار شنبر إِن احتجت إِلَى تليين بَطْنه وضع على معدته أضمدة بَارِدَة مقوية من مَاء الرمانين والأفسنتين فَإِنَّهَا تمنع الورم أَن يتفشى فِي جَمِيع الْمعدة وَإِن كَانَ إفراط فِي الْحر والعطش فأسقه مَا يسكن الْعَطش وَصفته: حب الْخِيَار دِرْهَم بِمَاء ثلج أَو بِمَاء هندبا بسكر طبرزد وأطل عَلَيْهَا جَرَادَة القرع أَو مَاء الرجلة وَنَحْوهَا إِن احتجت إِلَى إسهاله فأسقه خِيَار شنبر وسنكجبيناً مَعْمُولا بسقمونيا أَو صَبر مِثْقَالا أَو أقل أَو أَكثر بسكنجبين. لي ينظر فِي هَذَا وأجود مَا يسهل بِهِ صَاحب الورم الْحَار فِي الْمعدة: مَاء الهندبا وَقَلِيل أفسنتين ولب الخيارشنبر وَإِن كَانَ وَلَا بُد فدانق من الصَّبْر المغسول أَو الهليلج الْأَصْفَر مِمَّا عَمِلْنَاهُ دِرْهَم قَالَ: البثور والقروح الكائنة يرْتَفع مِنْهَا بخار إِلَى الْحلق فينتن مِنْهُ الجشاء ويجف الْفَم وَاللِّسَان. قَالَ: وللورم الْعَتِيق فِي الْمعدة إِذا سكن تلهبه وَاحْتَاجَ العليل إِلَى مَا ينضج ويحلل فبابونج وحلبة وبزر كتَّان وإكليل الْملك وخطمى يَجْعَل مِنْهُ ضماد وينطل عَلَيْهِ وَإِن كَانَ الورم فِي المريء فضع بَين الْكَتِفَيْنِ ذَلِك وَأما فِي الأورام الحارة فِي أول الْأَمر فَعَلَيْك بِمَا يُطْفِئ ويبرد وبالطيوب وبالقوابض والرياحين وَإِن كَانَ الورم أغْلظ وَأعْتق فاخلط بالأضمدة الأشق والمقل وعلك الأنباط وَلَا تخله من القوابض والطيوب وَإِذا خلط مَعَه الشحوم جاد وَإِن كَانَ أغْلظ ألف ألف وَأَشد فاخلط مَعهَا القوية التَّحْلِيل كاقردمانا وَحب الْغَار والعاقرقرحا والزراوند والايرسا والبلسان وَنَحْوهَا. أهرن: مرهم للدبيلة فالورم الصلب: إكليل الْملك وحلبة وبابونج وَحب الْغَار وخطمى وأفسنتين) جُزْء جُزْء أشق وكور ثلثا جُزْء وأطبخ عشْرين تينة سمانا بطلاء وَحل الصموغ وَأجْمع بِهِ الْأَدْوِيَة وضمد بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب. أَبُو هِلَال الْحِمصِي قَالَ: مِمَّا يعين على هضم الطَّعَام فِي الْمعدة والكبد الأضمدة المتخذة من الطّيب القابضة كالسك وَالْعود والنضوح وَمَاء الآس. بولس: الشَّهْوَة تبطل إِمَّا لسوء مزاج حَار وعلامته الجشاء الشبيه بالحمئة والعطش وَلَا يَشْتَهِي شَيْئا الْبَتَّةَ أَو لسوء مزاج بَارِد وعلامته الجشاء الحامض وَتصير شَهْوَته أَكثر مِمَّا كَانَت وَلَا يعطش وَلَا يستمرئ الْأَشْيَاء الغليظة والباردة كَمَا يستمرئها الْحَار المزاج وَقد تذْهب الشَّهْوَة لأخلاط فِي الْمعدة وَهَذِه إِن كَانَت رقيقَة لَطِيفَة فمعها غثى كثير وعطش ولذع وَإِن عفنت تبع ذَلِك حمرَة وَإِن كَانَت غَلِيظَة فَقَط فَإِنَّهُ لَا يكون لذع وَلَا عَطش وَيكون الغثى أقل وَإِن كَانَت هَذِه الأخلاط فِي تجويف الْمعدة خرجت بالقيء وَإِن كَانَت مشربَة خرج الطَّعَام وَلم تخرج هَذِه وَاشْتَدَّ الغثى. وَالَّذين بهم فَسَاد مزاج حَار أعطهم خبْزًا بخل وَمَاء ولبناً حامضاً وهندباً وخساً وماءاً

بَارِدًا وَلَا تفرط فِيهَا وَتوقف فَإِن الإفراط فِيهَا رُبمَا جعل الْعلَّة عسرة الْبُرْء رَدِيئَة والبارد يعْطى صَاحبه البزور والفلافلى والترياق وينفع أَيْضا فِي معدته أخلاط غَلِيظَة أَن يَأْكُل الثوم وَالَّذين بهم حرارة وَضعف فِي معدتهم فأسقهم مَاء الْفَاكِهَة. وَهَذَا الْحبّ جيد للمعدة الحارة وَيُقَوِّي الْمعدة الملتهبة جدا ويسكن الْعَطش. صَنعته: ورق ورد طري سِتَّة دَرَاهِم رب السوس أَرْبَعَة سنبل مثله مر مثله يعجن بشراب حَار وَيُوضَع تَحت اللِّسَان. وَأما الَّذين بهم بلغم حامض فأعطهم الإيارج الْمَعْمُول بسكنجبين ودواء القوتنج وَأما الَّذين يحمض طعامهم فأعطهم كزبرة يابسة درهما وَنصفا بِمَاء وأسقهم ملعقة مصطكى ينظر فِي ذَلِك والجوارشات الحارة. لي تصلح وَأما الأورام فِي الْمعدة والمريء فأمنع مَا أمكن وأخلط بِهِ الطيوب وَإِذا أدمن فَاسْتعْمل خطمياً وبابونجا وإكليل الْملك وعصير الْعِنَب وشبثاً وَسَائِر الْأَدْوِيَة المحللة واخلط بهَا مَا يقوى من القوابض والطيوب على قدر ذَلِك فَأَما الَّذين لَا يحبسون الطَّعَام فِي الْمعدة وَهَؤُلَاء هم الَّذين يسمونهم الْأَطِبَّاء المعمودين فاخلط دَقِيق الحلبة وبزر الْكَتَّان وَعَسَلًا وضمدهم واسقهم قَالَ: وَإِذا كَانَ ذهَاب الشَّهْوَة لخلط فِي الْمعدة فَإِن كَانَ لطيفاً فاستفرغه بالقيء والإسهال وَإِن كَانَ مِمَّن يسهل عَلَيْهِ الْقَيْء وَإِلَّا فأسهل فَإِنَّهُ اصلح لَهُ وأسهله بِالصبرِ وبالدواء الْمَعْمُول) بالسفرجل والسقمونيا وَالصَّبْر خير لإن السقمونيا رديءٌ للمعدة ألف ألف مَذْهَب الشَّهْوَة وينفع الأخلاط الغليظة جلنجبين مسهل وَأما ذهَاب الشَّهْوَة من أخلاط غَلِيظَة فَعَلَيْك بِمَا يقطع ويلطف كالسكنجبين والكوامخ وَالْكبر وَالزَّيْتُون والخردل وَمَا أشبه ذَلِك ثمَّ أسْتَعْمل الإسهال والأضمدة الْبَارِدَة ورضهم وادلكهم كثيرا. لي قد يكون نوع من ذهَاب الشَّهْوَة من أجل الطحال لِامْتِنَاع انصباب السَّوْدَاء فِي فَم الْمعدة فاستدل عَلَيْهِ وعالجه. وَيدل على ذَلِك أَنه إِذا أَخذ شَيْئا حامضاً اشْتهى الطَّعَام من سَاعَته كَأَنَّهُ قد نبه عَلَيْهِ وَإِن أكل وَلم يكن اشْتهى ويستمرئه وطحاله يكبر إِن أدمن ذَلِك. بولس قَالَ: قد يكون ذهَاب الشَّهْوَة من الدُّود وينفع هَذَا الصَّبْر بشراب التفاح طلاء على الْمعدة وَيعْمل فِي إِخْرَاج الدُّود وعلامته فِي بَابه قَالَ: وينفع ذهَاب الشَّهْوَة المزمنة مَاء الْحمة والحركات والأسفار قَالَ: من معدته عليلة من الْحر أعْطه أَطْعِمَة مُغَلّظَة كالبيض السليق والأصداف والعدس وَالْعِنَب الجاسي والقثاء والخوخ والأشياء الْبَارِدَة كالخس والهندبا وَالرُّمَّان والسماق والحصرم.

لي يصلح ضماد الْإِسْكَنْدَر لذهاب الشَّهْوَة وَهُوَ: كندر ومصطكى وعود وقصب الذريرة وجلنار وَمَاء السفرجل وشراب ريحاني طيب قَالَ: إِذا عرض للمعدة ورم وَوَقع الْجَسَد فِي بلَاء لِأَنَّهُ لَا يشتهى الْغذَاء الْبَتَّةَ وَلَا يجد لَهُ لَذَّة وَلَا يَسْتَطِيع. الْإِسْكَنْدَر: لَا تثق بالجشاء الحامض والدخاني على حرارة الْمعدة وبردها لِأَنَّهُ قد يكون ذَلِك عَن الْأَطْعِمَة أَنْفسهَا وَمن أَحْوَال قد تقدّمت لَكِن سل عَن التَّدْبِير وَجَمِيع الدَّلَائِل وَكَثْرَة التبزق قد يدل على رُطُوبَة وَيكون سَببهَا حرارة تذيب الرطوبات. بولس فِي تَدْبِير الْحَوَامِل: مِمَّا يثير شَهْوَة الْحَامِل: الْمَشْي وَالْخمر العتيقة والريحانية وَالْقَصْد فِي المأكل وَالْمشْرَب والتعريض للأطعمة الْمُخْتَلفَة اللذيذة ويتناول فِي كل قَلِيل أَشْيَاء فِيهَا حراقة كالخردل. شرك قَالَ: إِذا كَانَ الطَّعَام لَا ينهضم والمعدة ثَقيلَة فَاعْلَم أَنَّهَا قد جمعت بلغماً كثيرا فقيئه بطبيخ جوز الْقَيْء والخردل وَالدَّار فلفل. فَإِن تنقية الْمعدة لَا يكون إِلَّا بالقيء والإسهال فَإِذا قيئتها فعد إِلَى مَا يسخن ويلطف من الْأَدْوِيَة الحارة. الْمقَالة الأولى من أبيذيميا) بطلَان الشَّهْوَة. . يكون لخلط رَدِيء فِي فَم الْمعدة أَو لبُطْلَان الْقُوَّة الحساسة. لي هَذِه الْقِسْمَة نَاقِصَة لِأَنَّهُ قد يكون أَيْضا لقلَّة التَّحَلُّل من الْجِسْم ولسوء مزاج فِي الْمعدة حَار ولشغل الطبيعة بإنضاج الْخَلْط الرَّدِيء كالحال فِي الحميات وَيجب أَن يتفقد هَذَا قَالَ: أَو لاحتباس الْمرة السَّوْدَاء يستقصي ذَلِك. السَّادِسَة قَالَ: يلْحق سوء الهضم التياث الْأَفْعَال الطبيعية كلهَا الَّتِي تعدوه كَثْرَة الأخلاط الرَّديئَة الَّتِي تلحقها ضَرُورَة الْعِلَل الرَّديئَة. بولس: ألف ألف إِذا لم تهضم الْمعدة الطَّعَام وَإِذا عرضت فِيهَا ريَاح وَنفخ فلتضمد بضماد البزور وإكليل الْملك وَالصَّبْر والأفسنتين والسنبل والمرزنجوش المصطكى. ضماد عَجِيب لجسا الْمعدة والورم الصلب فِيهَا: وسخ الكور سِتَّة أَجزَاء ميعة جزءان مصطكى جُزْء علك البطم نصف جُزْء دردى دهن الناردين مَا فِيهِ كِفَايَة يَجْعَل ضماداً. أربياسيس مرهم يلين الجسا وينفع مِنْهُ: أشق سِتَّة وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا شمع مثله صمغ البطم إثنا عشر مِثْقَالا مقل الْيَهُود اثْنَتَا عشرَة أُوقِيَّة قنة وَمر وزهر الْحِنَّاء أُوقِيَّة أُوقِيَّة ينقع المر والمقل فِي شراب ويداف الأشق بخل واخلط الْجَمِيع فِي هاون بدهن السوسن إِلَى أَن يجود أخلاطه وَيُوضَع عَلَيْهِ. جَوَامِع أغلوقن إِذا سخنت الرّجلَانِ سخنت بسخونتها الْمعدة.

فيلغريورس قَالَ: رُبمَا كَانَ فِي فَم الْمعدة رطوبات قَليلَة رقيقَة فَإِذا أكل الطَّعَام اخْتلطت بِهِ فتبلغ لكثرتها إِلَى فَم الْمعدة وتهيج غثيا ووجعاً. تياذوق: قد تكون أخلاط رقيقَة حادة مشربَة للمعدة فَإِذا أكل الْإِنْسَان هاج بِهِ الوجع والقيء وعلاج هَذَا بأقراص الْكَوْكَب فِي حَال النّوبَة ثمَّ بالنفض بالفيقرا قَالَ: وينفع مِنْهُ شراب الخشخاش ابْن ماسويه فِي الْكَمَال: إِن كَانَ وجع فِي الْمعدة من حرارة يسقى رائب الْبَقر وَيكون طَعَامه فراريج مَعَ قرع ولب الْخِيَار. صفة أَقْرَاص الْورْد اللفة لوجع الْمعدة والورم فِيهَا: ورد سِتَّة دَرَاهِم سنبل الطّيب وأصل السوسن من كل وَاحِد أَرْبَعَة أَرْبَعَة دَرَاهِم زعفران دِرْهَمَانِ إكليل الْملك خَمْسَة دَرَاهِم مصطكى ثَلَاثَة كهربا دِرْهَمَانِ يعجن بمييختج وَيشْرب بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وهندبا وَخيَار شنبر. لي ورد عشرَة دَرَاهِم عود دِرْهَمَانِ مصطكى ثَلَاثَة بزر هندبا مثله كشوثاء مثله صندل دِرْهَمَانِ يسقى للورم الملتهب مَعَ كافور وللورم الصلب المزمن بِالَّتِي ذَكرنَاهَا والأضمدة أصلح. الورم الْبَارِد فِي الْمعدة يسقى من الدّهن الخروع دِرْهَمَانِ ودهن لوز حُلْو ثَلَاثَة دَرَاهِم بِهَذَا الطبيخ الَّذِي اصف: إكليل الْملك عشرَة دَرَاهِم حلبة خَمْسَة دَرَاهِم واصول الخطمى عشرَة زبيب بِلَا عجم خَمْسَة عشر قشور اصل الرازيانج عشرَة يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويصفى ويسقى أَربع اوراق وليأكل هليوناً ولبلاباً بدهن لور حُلْو. 4 (ضماد نَافِع للورم الْبَارِد) مصطكى خَمْسَة دَرَاهِم إكليل الْملك عشرَة أصل الحظمة حلبة بابونج شبث بزر كتَّان عشرَة عشرَة بنفسج يَابِس عشرَة حَماما خَمْسَة لاذن عشرَة مر ثَمَانِيَة صَبر سَبْعَة زعفران عشرَة بزر الكرنب خَمْسَة اقحوان عشرَة مقل عشرُون صمغ الكور عشرَة كثيراء كندر ذكر خَمْسَة أفسنتين أشق جاوشير الف الف شَحم الدَّجَاج والأيل ومخ سَاقه أُوقِيَّة

وَنصف من كل وَاحِد شمع ثَلَاث أَوَاقٍ يتَّخذ الْجَمِيع بدهن سوسن وينقع الصموغ بنبيذ ويخلط بالأدوية وَكَذَلِكَ 4 (ضماد جيد للورم الْحَار) الْحَادِث فِي الْمعدة: فوفل نيلوفر دَقِيق شعير أُوقِيَّة وَنصف أُوقِيَّة زعفران نصف أُوقِيَّة بنفسج خمس عشرَة مصطكى أقافيا جلنار خمس خمس شمع ودهن ورد مَا يجمعه. 4 (أَقْرَاص نافعة من الصلابة) الْوَاقِعَة بالمعدة: كهربا عشرَة دَرَاهِم ورد خَمْسَة مَثَاقِيل أقاقيا مغسول ثَلَاثَة سنبل مثله إكليل عشرَة مصطكى أَرْبَعَة قشور الكندر مثله طين أرميني عشرَة زعفران دِرْهَمَانِ جوز السرو ثَلَاثَة يجمع بِمَاء بِلِسَان الْحمل والقرص دِرْهَمَانِ ويسقى بحلاب سكري قد ديف فِيهِ خيارشنبر وَإِن كَانَت حرارة ورم فبماء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وَمَاء لِسَان الْحمل ويضمد بورد وتفاح ولاذن ومصطكى وأقاقيا وَجوز السرو وثمر الطرفاء وشراب قَابض. من حفظ الْأَسْنَان لحنين: فَسَاد الطَّعَام فِي الْمعدة إِمَّا لإنه فِي نَفسه سريع الْفساد كالبطيخ والمشمش والقرع والبقول والسمك وَاللَّبن وَاللَّحم وَالشرَاب القهوي والحلواء أَو لِأَنَّهُ غير مُوَافق لأكله أَو أَنه غير مشتهى لَهُ أما غير مُوَافق فان تكون الْمعدة حارة مفرطة الْحَرَارَة فَيتَنَاوَل طَعَاما حاراً أَو بَارِدًا فِي الْغَايَة إِذا كَانَت مفرطة الْبُرُودَة وَإِمَّا غير مشتهى فَإِن الطَّعَام إِذْ لم يشتهه أكله لم تقبله الْمعدة وَلم تحتو عَلَيْهِ وَلم يسْتَقرّ فِي أَسْفَلهَا بل يطفو فِي أَعْلَاهَا وايضاً فاما أَن يكون فِي نَفسه مَحْمُودًا إِلَّا أَنه تجوز فِي كمية الْقدر الَّذِي تقوى الْمعدة عَلَيْهِ وَأَيْضًا أَن تنوول فِي غير وقته وَذَلِكَ إِن لم تنق الْمعدة من الطَّعَام الأول فَيفْسد لذَلِك الثَّانِي لِأَنَّهُ إِذا أختلط بِهِ فسد وَأَيْضًا سوء التَّرْتِيب أَن يقدم القابضة والحامضة والعسرة الهضم وَيُؤَخر الرّطبَة واللزجة والحلوة وَمِنْه الْمعدة يجب أَن يستنظف مَا فِيهَا من البلغم بالقيء لِأَنَّهُ إِنَّمَا يجيئها من المرار شَيْء يسير وَذَلِكَ لسَبَب أَلا يهيج فِيهَا كرب ... وَيجب ان يكون الْقَيْء فِي كل شهر يَوْمَيْنِ متواليين لِأَن أَكثر ذَلِك يضر بالمعدة ويجعلها مغيضاً للفضول لِأَنَّهَا إِذا فنيت انصب إِلَيْهَا من الجداول ضَرُورَة. لي ينظر فِيهِ واطلب ذَلِك فِي بَاب الاستفراغات. من الاقربادين للمعدة الَّتِي لَا تقبل الطَّعَام: جندبادستر قسط حُلْو مر سنبل الطّيب فلفلان دَار صيني قنة أفيون دِرْهَم دِرْهَم قشور سليخة دِرْهَمَانِ ينقع المر فِي الشَّرَاب الريحاني وَكَذَلِكَ يفعل بالأفيون ويخلط الْجَمِيع بعد السحق بالعسل الشربة مِقْدَار بعد سِتَّة اشهر.) كتاب الْمعدة لحنين من أَرَادَ حفظ صِحَّته فليتجنب فَسَاد الطَّعَام فِي معدته والهضم إِنَّمَا يكون فِي أسافل الْمعدة

وَعلة الْمعدة لسوء مزاج أَو لورم أَو نَحوه أَو لبلاغم أَو أخلاط رَدِيئَة تَجْتَمِع فِيهَا وتلتصق بجرمها والأورام: إِمَّا من جنس الفلغموني أَو من جنس الترهل أَو من جنس الورم الصلب أَو خراجات أخر وقروح: إِمَّا خَارِجا أَو بَاطِنا أَو لنوم أَو لكيفية الأغذية أَو لكميتها أَو لسوء ترتيبها وَعلة الجشاء الدخاني وَمَا نحا نَحوه: الْحَرَارَة ضرب من العفونة وَذَلِكَ انه لَا يسخن شَيْء من الاطعمة سخونة شَدِيدَة فَلَا يعفن. قَالَ: وَغَلَبَة المزاج الْحَار يعرض مَعَه الْعَطش وَحمى دقيقة وَمَتى بَطل الهضم لغَلَبَة سوء المزاج الْبَارِد لم يعرض عَطش وَلَا حمى ولبث الطَّعَام بِحَالهِ والمعدة لَا تَتَغَيَّر لَا فِي الجشاء وَلَا فِي الْقَيْء وَهَذَا غَايَة غَلَبَة المزاج الْبَارِد وَإِذا كَانَ اقل حَتَّى انه يعْمل فِي الاطعمة وَلَا يبلغ إِلَى أَن يتم الهضم فانه إِن كَانَت الاطعمة مائلة إِلَى الْبرد أَو معتدلة فِي الكيفيتين الفاعلتين فالجشاء حامض وَإِن كَانَ مزاج الاغذية حاراً وَكَانَت فِي طبيعتها نافخة أحدثت رياحاً بخارية غَلِيظَة وَإِذا حدثت الآفة بالهضم لسوء مزاج حَار أَو بَارِد حدث بطلَان الهضم بِسُرْعَة وعلاجه يكون اسهل لِأَن صَلَاحهَا يكون بكيفيات قَوِيَّة: وَأما الآفة الْحَادِثَة لسوء مزاج رطب أَو يَابِس فَأَنَّهُ لَا يبطل الهضم إِلَّا فِي زمن طَوِيل وَلَا يُمكن أصلاحه أَيْضا إِلَى بعسر لِأَن مداواته تكون بكيفيات ضَعِيفَة وخاصة مَتى احْتَاجَت إِلَى الترطيب وَالزَّمَان الَّذِي يصلح فِيهِ سوء المزاج الْبَارِد والحار متساو فَأَما الْخطر فَلَيْسَ بِوَاحِد وَذَلِكَ أَنَّك إِذا أحتجت إِلَى التبريد ثمَّ كَانَ بعض الْأَعْضَاء الْمُجَاورَة للمعدة بَارِدًا اَوْ ضَعِيفا لم يُؤمن أَن يَنَالهُ ضَرَر عَظِيم من الاشياء الْمبرد. واما سوء المزاج الرطب واليابس فالخطر فيهمَا غير متساولأن الزَّمَان الَّذِي يعالج فِيهِ سوء المزاج الْيَابِس أَضْعَاف كَثِيرَة للزمان الَّذِي يعالج فِيهِ سوء المزاج الرطب قَالَ: وَهَذَانِ مزاجان إِذا أفرطا أدّى الرطب إِلَى الاسْتِسْقَاء واليابس إِلَى الذبول قَالَ: إِلَّا أَنه يتَقَدَّم هذَيْن المرضين قبل أَن يبلغ بالمعدة هَذَا الْفساد الْحَار أَن يبطل الهضم. لي فهذان ساقطان إِذا. قَالَ: وَالْخَطَأ من خَارج يكون إِمَّا فِي سوء إستعمال السّكُون وَالْحَرَكَة مثل ان يكثر الْإِنْسَان النّوم أَو يقلهُ أَو يَجعله فِي غير وقته وَكَذَلِكَ فِي الرياضة أَن تكون بعد الْغذَاء أَو تكون قَليلَة أَو كَثِيرَة أَو يُؤْكَل الطَّعَام قبلهَا بِوَقْت يسير أَو عِنْد ترك الرياضة قبل الرَّاحَة) أَو فِي سوء كمية الاطعمة قبل أَن يُؤْكَل مَا تمتلئ بِهِ الْمعدة امتلاءً شَدِيدا أَو لكيفية الْغذَاء أَن يُؤْكَل الْحَار جدا أَو الْبَارِد جداَ أَو العفص الغليظ أَو سوء تَرْتِيب وَهُوَ أَن يُؤْكَل بطيء الهضم وَيتبع بسريع الهضم أَو لسوء الْوَقْت الَّذِي يُؤْكَل فِيهِ مثل المباكرة بِالْغَدَاةِ قبل إنهضام الاول أَو قبل اسْتِعْمَال حَرَكَة أَو رياضة قَالَ: والاطعمة الحارة المولدة للمرارة يَجْعَل الجشاء دخانياً والاطعمة المدخنة والمطجنة واما فِي تجويف الْمعدة من خلط مراري أَو سوء مزاج الْمعدة الحارة وبالضد قَالَ: وَمَتى رَأَيْت الجشاء دخانياً وَلم يكن السَّبَب فِي ذَلِك طبيعة الاطعمة فالسبب هُوَ

حرارة الْمعدة وَإِن كَانَ الجشاء حامضاً وَلم يكن السَّبَب من الأغذية الْبَارِدَة فالسبب فِي ذَلِك برودة الْمعدة وَلَا يتيبن هَل تِلْكَ الْحَرَارَة اَوْ الْبُرُودَة سوء مزاج فِي الْمعدة أَو خلط مصبوب فِي فضائها فامتحن على هَذَا باطعام الْمَرِيض اغذية مضادة لهَذَا الْمَرَض فأطعم من يفْسد الطَّعَام فِي معدته إِلَى الدخانية وَالشعِير وَمن يَسْتَحِيل إِلَى الحموضة الْعَسَل وَنَحْوه فان خبث مَعَ ذَلِك الجشاء بِحَالهِ فَلَيْسَ ذَلِك من الاطعمة. فَأن أردْت أَن تعلم هَل ذَلِك لسوء مزاج الْمعدة أَو لخلط فِي تجويفها فانه إِذا كَانَ البرَاز يخرج مصبوغاً بمرار أَو بلغم فان ذَلِك الْخَلْط فِي التجويف وَذَلِكَ يكون بالقيء أبين إِلَّا أَنه لَا يجب أَن يسْتَعْمل الْقَيْء فِي من يعسر عَلَيْهِ وَإِن كَانَت لسَبَب الاطعمة منصبغة بخلط فَذَلِك الْفساد لفساد مزاج الْمعدة أَو لخلط لاحج متشرب فِيهَا بَين طبقاتها وَمن عَلَامَات الْخَلْط إِذا كَانَ حاراً: الْعَطش والبارد بالضد. لي لم يكن فِي كتاب حنين مَا ضرب عَلَيْهِ وجالينوس يَقُول: إِن الْخَلْط المشرب يلْزمه غثى وعسر قيء والسابح يلْزمه غثى وقيء قَالَ: والخلط فِي الْمعدة رُبمَا كَانَ مشرباً لجرمها أَو لاحجاً فِي طبقاتها وَلَا تخرج حِينَئِذٍ الْأَطْعِمَة منصبغة بذلك الْخَلْط وَالْفرق بَين هَذِه الْحَال وَبَين سوء المزاج إِن فِي هَذَا غثياً وَتلك لَا غثي فِيهَا والهضم قد يسوء أَيْضا من رداءة الكبد وَالطحَال فابحث عَنْهُمَا وَانْظُر أَي عِلّة فِيهَا حارة أم بَارِدَة وَمن عَلَامَات الْخَلْط الْحَار: الْعَطش والبارد بالضد. لي قد يكون لسوء الهضم أَسبَاب أُخْرَى مِنْهَا: حَال الْهَوَاء والأستحمام ونقصان الشّرْب وَكَثْرَة إِخْرَاج الدَّم وَالْجِمَاع والهموم النفسانية وَنقص معرفَة السَّبَب إِن كَانَ السَّبَب سوء مزاج حَار فبرد وبالضد فانه يلْحق ذَلِك على الْمَكَان مَنْفَعَة وَإِذا لحقت الْمَنْفَعَة علاجك فان حكمك حِينَئِذٍ قد صَحَّ.) قَالَ: وَالَّذِي يعالج بِهِ من كَانَ بِهِ خلط بَارِد أَو سوء مزاج بَارِد فالفلافي وَمَا نحا نَحوه وَالْخمر الصّرْف فَأَما الْخَلْط الْحَار فشراب الافسنتين وإيارج فيقرا وَإِذا صَحَّ الإنتفاع بذلك فقد صحت لَك الْمعرفَة أَيْضا فَالْزَمْ طَرِيق العلاج فان الْعلَّة تَبرأ الْبَتَّةَ. لي وَكَذَا سوء المزاج بِلَا مَادَّة. قَالَ: وَمَتى عرض من استعمالك الادوية أَذَى فتلاحق وَاعْلَم بأنك قد الف الف غَلطت فِي الأستدلال قَالَ: وَإِذا كَانَت الاطعمة لَا تفْسد وَلَا تَتَغَيَّر فَأعْلم بِأَن الْمعدة قد ضعفت غَايَة الضعْف وَقد يعرض هَذَا فِي بعض الاحوال لِكَثْرَة الطَّعَام أَو لشدَّة قبضهَا أَو غلظها فَإِذا لم يكن ذَلِك فان ذَلِك لضعف مزاج الْمعدة فِي الْغَايَة قَالَ: وَمن كَانَ مزاج معدته نارياً فَإِن لَحْمه قَلِيل لأجل قلَّة دَمه رداءته وَذَلِكَ ان الْغذَاء يجْرِي إِلَى الكبد وَقد فسد فيتولد دم حريف منتن فَلَا تغتذى بِهِ الاعضاء إِلَّا بِالْقَلِيلِ مِنْهُ لتكرهها بِهِ لسوء مزاجه.

لي هَذَا يكون إِذا كَانَ هَذَا المزاج حَادِثا فَأَما إِذا كَانَ أَصْلِيًّا فَلَا لِأَن طبيعة اللَّحْم حِينَئِذٍ يمِيل إِلَى مَا عَلَيْهِ طبيعة الْمعدة قَالَ: وَدِمَاء هَؤُلَاءِ إِذا فصدوا فرديئة اللَّوْن وَالْحَال وابدانهم قضيفة وعروقهم دارة لِكَثْرَة مَا فِيهَا من الدَّم لِأَن الحم لَا يستمد إِلَّا بأقله. لي يعالج هَؤُلَاءِ بأطعمة بَارِدَة بعيدَة الاستحالة إِلَى الدخانية وبالأغذية الْعسرَة الْفساد فان هَذِه تعتدل فِي هَذِه الْمعدة وَقد تَجِد قوما يستمرءون لحم الْبَقر أَجود من استمراءهم لحم السّمك الصخري وَذَلِكَ إِمَّا لسوء مزاج حَار فَلَا مَادَّة فِي الْمعدة أَو لانصباب مرار فِيهَا أَو لِكَثْرَة مَا يتَوَلَّد مِنْهُ فِي الكبد أَو لِأَن المجرى الْعَظِيم من مجريي المرار يَجِيء إِلَى الْمعدة فالأطعمة السهلة الهضم وَإِن كَانَت جَيِّدَة تستحيل فِي هَؤُلَاءِ إِلَى المرارية. لي هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى الْقَيْء وَيجب أَن يطعموا أَطْعِمَة غَلِيظَة فالغليظة اوفق لَهُم من الْبَارِدَة الرقيقة لِأَن الرَّقِيق يَسْتَحِيل بِسُرْعَة وَمن كَانَ بِهِ ذَلِك لسوء مزاج فَقَط أعطي قبل الطَّعَام أشربة بَارِدَة كشراب التفاح وَنَحْوه ثمَّ يغتذى بالبعيدة الْفساد وبالحامضة لِأَن الْفساد فِي هَذِه الْمعدة إِنَّمَا يكون إِلَى الدخانية قَالَ: وَإِذا كَانَ إمْسَاك الْمعدة للطعام وحتواؤها عَلَيْهِ ضَعِيفا رديئاً جدا حدث عَن ذَلِك قراقر وَرُبمَا حدث نفخ وَإِن احتوت عَلَيْهِ أحتواء جيدا إِلَّا أَن ذَلِك مدَّته أقل مِمَّا يَنْبَغِي حدث نُقْصَان الهضم وَتبع ذَلِك خُرُوج الطَّعَام ولين البرَاز وَقلة مَا يصل إِلَى الكبد ونتن البرَاز ضَرُورَة وَرُبمَا حدث مَعَه لذع أَو نفخ.) قَالَ: وَقد يعرض أَن تكون الْمعدة تحتوي على الطَّعَام احتواء سوء مَعَه رعشة وعلامة ذَلِك أَنه لَا يعرض بعد الطَّعَام قرقرة وَلَا نفخة وَلَا فوَاق لكنه يشتاق إِلَى انحطاط ذَلِك الثفل عَنهُ وَإِلَى الجشاء ويمسه من الضّيق ضرب لَا ينْطق بِهِ. وَالْقُوَّة الْمُغيرَة إِمَّا ان تبطل فعلهَا وَإِمَّا ان تفْسد اما بُطْلَانه فكالحال إِذا خرجت الاغذية كَمَا تنوولت وَأما فَسَادهَا فكتغيره إِلَى مُنكرَة كالحموضة والدخانية والزهومة. والدافعة يبطل فعلهَا كالحال فِي ايلاوس وَينْقص كالحال فِي ابطاء خُرُوج الثفل ويتغير تغيراً مُنْكرا كحالها إِذا رامت الدّفع قبل النضج أَو بعده بِمدَّة أطول تزيد على الْوَاجِب وَيحدث الف الف فِي الْمعدة نفخ من حرارة ضَعِيفَة تعْمل فِي اخلاط الْمعدة والرياح من أغذية هَذِه كحالها فِي النفخ وَرُبمَا كَانَت حرارة الْمعدة قَوِيَّة لِأَن النفخة تتولد من أَطْعِمَة منفخة لكنه فِي هَذِه الْحَال لَا تكون غَلِيظَة لَا بثة لَكِن لَطِيفَة تستفرغ بالجشاء مرّة أَو مرَّتَيْنِ وَرُبمَا استفرغت من اسفل وَأما الْحَال الأول فتعالج بالملطفات ومرخ الْمعدة بدهن قد طبخ فِيهِ نانخواه وكمون وكاشم وتحقن بهَا إِن احتجت إِلَى ذَلِك وَمَتى كَانَت غَلِيظَة فاطبخ فِيهَا سذاباً وَحب الْغَاز وَاجعَل فِيهِ زيتاً ودهن الْغَاز واحقن بِهِ. لي لم يذكر أَن يسقى شَيْئا لِأَنَّهُ يخَاف أَن يكون المسخن يُولد رياحاً أَكثر وَينظر فِيهِ. قَالَ: وَرُبمَا عرض من شدَّة هَذَا الوجع ورم فدع حِينَئِذٍ الملطفة وَعَلَيْك بِالَّتِي تسكن كشحم البط والدجاج وَهَذَا للإوجاع الشَّدِيدَة واما الوجع الْيَسِير فيسكنه النكميد بجاورس

والمحاجم تسكن الوجع الشَّديد والجندبادستر إِذا شرب مَعَ خل ممزوج أَو ضمد بِهِ الْبَطن مَعَ زَيْت عَتيق فَأَنَّهُ ينفع من الوجع الَّذِي يعسر تحلله والمغص الْعَارِض فِي الْبَطن نفعا فِي الْغَايَة والزراوند الطَّوِيل ينفع فِي الاوجاع الْعَارِضَة فِي الْبَطن من أجل سدة أَو ريح غَلِيظَة فَأَما من عرض لَهُ فِي معته إنتفاخ وتمدد فاطبخ لَهُ حزمة من جعدة واسقه الطبيخ أَو اخاط بطيخ الفوتنج النَّهْرِي شَيْئا من عسل واسقه إِيَّاه. قَالَ: واما وجع الْمعدة الْعَارِض عَن سَبَب سدد حدثت عَن ريح غَلِيظَة أَو برد فكثيراً مَا يسكنهَا الشَّرَاب الصّرْف ويسكن أَكثر الوجع وينام العليل فينتبه وَقد بَرِيء الْبَتَّةَ ويسقى بعد تنَاول طَعَام يسير. وَمن يجْتَمع فِي معدته أخلاط مرارية أَو بلغمية فَمرَّة بالقيء فأذا تقيأ فضمد معدته بالقوابض) العطرية واطعمه الاطعمة الْعسرَة الْفساد الجيدة الهضم الَّتِي فِيهَا قبض يسير وَيُعْطى على هَذَا عَلَامَات. وَمَتى رَأَيْت إنْسَانا تغثي نَفسه من أغذية كَثِيرَة الْغذَاء فَإِن حمل نَفسه على أَن يتَنَاوَل مِنْهَا أَصَابَهُ غثي شَدِيد وَإِنَّمَا يُمكنهُ أَن يَأْكُل الحريف ويعرض لَهُ من هَذَا النفخ أَيْضا وتمدد فِي الْمعدة وغثي ويستريح إِلَى الجشاء وَطَعَامه يفْسد على الْأَكْثَر ويستحيل إِلَى الحموضة وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَاعْلَم أَنه قد أجتمع فِي معدته بلغم لزج وتزيدت لزوجته بِقدر طول الْمقَام هُنَاكَ فقيئه فَإِنَّهُ مَتى تقيأ ذَلِك البلغم سكن عَنهُ كل مَا يجد. قَالَ: وَقد أَجَاد القدماء فِيمَا أمروا بِهِ من اسْتِعْمَال الْقَيْء فِي الشَّهْر مرّة أَو مرَّتَيْنِ بالأطعمة الحارة الحريفة لكَي تستنظف الْمعدة مِمَّا يرتكن فِيهَا من البلغم قَالَ فَهَذِهِ أوجاع أسافل الْمعدة. فَأَما فَم الْمعدة فَيعرض فِيهِ ارْتِفَاع الطَّعَام وبطؤ انحداره وَأَبُو ليميرس وَهُوَ ذهَاب الشَّهْوَة والغثى إِن أمسك عَن الطَّعَام وَلَو مُدَّة يسيرَة التهوع وَرُبمَا عرض لَهُم صرع وتشنج وغثى إِن لم يُبَادر بِطَعَام وشراب. وَيحدث من أجل فَم الْمعدة باشتراك المالنخوليا والصرع وَفَسَاد الْبَصَر حَتَّى يكون كأعراض المَاء سَوَاء والصداع وأمراض أخر إِلَّا أَن الذى يَخُصُّهُ أَكثر بطلَان الشَّهْوَة وطفوء الطَّعَام والشهوات الرَّديئَة والغثى والخفقان والفواق وَكَثْرَة الشَّهْوَة للطعام. قَالَ: وَإِذا أجتمع فِي الْمعدة خلط بَارِد هيج شَهْوَة الطَّعَام وَمَتى اجْتمع خلط مرارى أَو بلغم لى إِذا كَانَ الْخَلْط بلغمياً سكن الْعَطش بِمَاء حَار وَإِذا كَانَ مراريا هاج بِهِ واشتاق إِلَى

الْبَارِدَة وَله دَلَائِل أخر قَالَ: وَالسَّبَب فِي بطلَان الْجُوع إفراط الْحَرَارَة قَالَ: والسهر يهيج الشَّهْوَة لِكَثْرَة التَّحَلُّل فِيهِ من الْجِسْم أعنى من السهر الَّذِي يعْمل فِيهِ فَأَما السهر الْكَائِن فِيهِ صَاحبه مُسْتَلْقِيا وَالنَّوْم مَعَ ذَلِك معتذر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يحل الْقُوَّة ويقل الشَّهْوَة والاستمراء وَينْقص جَمِيع الْأَفْعَال الطبيعية حَتَّى يكون أنقص مِمَّا يكون فِي من ينَام نوماً غرقاً قَلِيلا وَقد ذكرنَا ذهَاب الشَّهْوَة بِالْجُمْلَةِ وشهوات الْأَشْيَاء الرَّديئَة فِي بَاب وَهُوَ كلهَا أمراض الْمعدة وفيهَا يذكر أول الْأَمر وَبطلَان الشَّهْوَة يكون إِمَّا لِاجْتِمَاع أخلاط رَدِيئَة فِي آلَات الشَّهْوَة أَو لضعف الْقُوَّة الشهوانية. لى إِذا كَانَ قد يدل سوء المزاج الْحَار ويعالج من بطلَان الشَّهْوَة من أخلاط رَدِيئَة بالأغذبة الحارة وتستفرغها أَيْضا بالقيء والاسهال وتعدل بعد وَتصْلح كيفيتها وَمن ضعف الْقُوَّة الشهوانية بإصلاح الكبد. الْفرق بَين هَذِه قَالَ: بطلَان الشَّهْوَة دَلِيل رَدِيء فِي جَمِيع الْأَمْرَاض المزمنة وخاصة فِي اخْتِلَاف) الدَّم لِأَنَّهُ يبلغ من كَثْرَة الرُّطُوبَة فِي هؤلاءإن تجمع فِي فَم الْمعدة فَتحدث بطلَان الشَّهْوَة فَيجب ضَرُورَة أَن يكون بطلَان الشَّهْوَة إِنَّمَا هُوَ سَبَب موت الْقُوَّة قَالَ: وَقد يعرض فِي فَم الْمعدة الخفقان وَنَذْكُر فِي بَاب الخفقان وَقد يطفو الطَّعَام فِي فَم الْمعدة لِكَثْرَة الجشاء فَيكون سَببا لسوء الهضم قَالَ: وَاعْلَم أَن جَمِيع الأوجاع الَّتِي تعرض فِي الْمعدة عَن أخلاط رَدِيئَة ينْتَفع فِيهَا بالأدوية المتخذة بِالصبرِ وتضرها الْأَشْيَاء القابضة غَايَة الضَّرَر وَمن فِي فَم معدته رُطُوبَة كَثِيرَة رقيقَة لَيست رَدِيئَة المزاج إِنَّمَا تؤذي بكمية الرُّطُوبَة بِأَن تغرق فِي فَم الْمعدة وتجعلها شبه المغيض فَإِن القابضة فِيهَا نافعة جدا أغذية كَانَت أَو أدوية لِأَنَّهَا تشد الْعُضْو العليل كَمَا تشد المفاصل المسترخية من الرُّطُوبَة ومداواة هَذِه الْعلَّة أسهل من سَائِر علل الْمعدة فَمَتَى كَانَت هَذِه الرُّطُوبَة قد لحجت فِي جرم الْمعدة وَكَانَ لَهَا مَعَ ذَلِك غلظ مَا فتحتاج إِلَى القابضة وتخلط بهَا أدوية ملطفة قَالَ: واخلط بالقابضة إِذا كَانَ مَعهَا برودة بعض الْأَشْيَاء الحارة وَأَصَح الدَّلَائِل على ذَلِك بطلَان الشَّهْوَة. قَالَ: ووقد يعرض لبَعض النَّاس أَن يكون إِذا أكل يحس من نَفسه أَنه إِذا تحرّك فضل حَرَكَة يتقيأ على الْمَكَان وَذَلِكَ يكون إِمَّا لرطوبة رَدِيئَة تبل فَم الْمعدة أَو لضعف الْمعدة قَالَ: وَإِذا كَانَ لرطوبة فَذَلِك الْعَارِض يكون لابثاً وَإِن لم يَأْكُل قَالَ: ويتوقى من جَمِيع هَذِه الْأَدْوِيَة والأغذية القابضة مَعَ المسخنة المجففة. قَالَ: وَلِأَن أَكثر الْعِلَل الَّتِي تعرض للنَّاس فِي الْمعدة إِنَّمَا تكون عَن رطوبات صَارَت القابضة أَكثر نفعالها وَلِأَنَّهُ يكون فِي الْأَكْثَر مَعهَا برد أحتيج إِلَى أَن تكون مَعهَا مسخنة وَلذَلِك صَارَت أَكثر قَالَ: وَمَتى عرض فِي فَم الْمعدة ورم حَار فَاسْتعْمل القابضة لِأَن المحللة مُفْردَة تحل

الْقُوَّة وتعطب قَالَ: فأوفق الأضمدة المتخذة بِالصبرِ والمصطكى ودهن الناردين وَرُبمَا زيد فِي عصارة الحصرم والأفسنتين بِمَا يحْتَاج إِلَيْهِ قَالَ: وَإِذا طَالَتْ هَذِه الأورام فَاسْتعْمل أدوية عطرية مركبة ومحللة كالمعمول بأكليل الْملك فَإِن هَذَا الدَّوَاء جَمِيع تراكيبه تَنْفَع فِي الأورام الَّتِي فِي المراق إِذا أزمنت. أَقْرَاص الْورْد المسكنة للقيء والعطش النافعة للمعدة من سوء المزاج الرطب: ورد طري سِتَّة مَثَاقِيل أصل السوس أَرْبَعَة سنبل هندى وَاحِد يعجن بشراب حُلْو وَيشْرب بِمَاء بَارِد وَقد يمسك مِنْهُ العليل تَحت لِسَانه. أَقْرَاص نافعة لمن يقيء طَعَامه وَمن الغثى الشَّديد والنفخ: بزر كرفس سِتَّة أفسنتين مصطكى) أَرْبَعَة أَرْبَعَة فلفل مر أفيون اثْنَان اثْنَان دَار صيني سِتَّة جند بادستر اثْنَان القرص مِثْقَال يعجن بِمَاء الشربة وَاحِد بأَرْبعَة أوراق شراب ممزوج وَتَنْفَع للهيضة فِي الْغَايَة وَإِذا أردْت أضمدة جَيِّدَة محللة وَغَيرهَا كَثِيرَة غريزة فَعَلَيْك بِهَذِهِ الْمقَالة. علاج لمن لَا يلبث الطَّعَام فِي معدته من أجل وجعها: صفرَة بَيْضَة مشوية ملعقة عسل مصطكى من الدانق إِلَى نصف دِرْهَم تسحق المصطكى نعما وتلقى فِي صفرَة الْبَيْضَة وَتجمع مَعَ الْعَسَل فِي قشرها كُله وتشوى على رماد حَار بعد أَن تحرّك بخشبة وتؤكل ثَلَاثَة أَيَّام لمن يتقيأ طَعَامه من وجع معدته: قسب يسْتَحق ثمَّ يقطر عَلَيْهِ شَيْء من شراب الآس ويعجن بِهِ ثمَّ يخلط بِهِ وخمر وَعسل قَلِيل وَيشْرب أعد النّظر فِي الميامر فَإِن هَذِه الْأَدْوِيَة كلهَا منتخبة فلعلك أَن تصيب شَيْئا على جِهَته فَإِن هَذِه عِلّة بَارِدَة وَهِي الَّتِي عرضت لعلى الْمُؤَذّن. دَوَاء نَافِع لمن تغثى نَفسه ويعسر عَلَيْهِ الْقَيْء: كزبرة يابسة سذاب يَابِس بِالسَّوِيَّةِ يشرب بِخَمْر ممزوج فَمن وجد مَعَ ذَلِك لذعاً فيماء بَارِد. دَوَاء نَافِع يعين على الاستمراء ويجشأ: بزر كتَّان أصل السوسن الآسمانجونى مصطكى كمون من كل وَاحِد أُوقِيَّة يطْبخ بِمَاء الْعَسَل وَيشْرب. آخر يجشأ: كمون فلفل سذاب يسير يلقى فِي خل وهرى ويصطبغ بهز آخر لمن يتقيأ طَعَامه: بزر كرفس أنيسون أفستين سِتَّة سِتَّة مر مثقالان يتَّخذ مِنْهَا أَقْرَاص الشربة مِثْقَال بِمَاء بَارِد. روفس فِي المالنخوليا: شرب المَاء الْبَارِد يشهى الطَّعَام أَكثر من الْخمر والهواء والبلد الْبَارِد أعون على شَهْوَة الطَّعَام. لى اسْتِخْرَاج على مَا لَا بن مَا سويه فِي الحميات جوارش للمحمومين الساقطي الشَّهْوَة: قطع السفرجل وتفاح رَطْل منقى تطبخ بغمرها خلا حَتَّى تتهرى ثمَّ تدق وتعصر

ويلقى عَلَيْهِ من عسل الْقصب مثل ثلثى الْخلّ الَّذِي غمرت بِهِ ويطبخ حَتَّى يبْدَأ ينْعَقد ثمَّ يطْرَح عَلَيْهِ نصف أُوقِيَّة من عود وأوقية مصطكى محلول بِقَلِيل من هَذَا المَاء وَنصف رَطْل من الماورد ويطبخ الْجَمِيع حَتَّى يغلظ وَيشْرب مِنْهُ فَإِنَّهُ عَجِيب مطفئ وَيجب أَن ينخل الْعود والمصطكى وَربع أُوقِيَّة عود قرنفل بحريرة ويسحق فِي هاون نظيف بِمَاء ورد حَتَّى بنحل وَيصب على مَا تحلل مِنْهُ أَولا فأولاً فِي طنجير ويطبخ حَتَّى يغلظ كُله وَهَذَا رب عَجِيب يفتق الشَّهْوَة ويسكن الْقَيْء.) ابْن ماسويه فِي الصداع: إِذا كَانَ فِي الْمعدة ورم فَخذ مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء الهندباء من كل وَاحِد أوقيتين لب خِيَار شنبر ثَلَاثَة دَرَاهِم دهن القرع ودهن لوز حُلْو دِرْهَمَانِ يسقى ويضمد بِأَصْل الخطمى وبابونج وبنفسج يَابِس ودقيق شعير وخطمى وأصول السوس وأكليل الْملك وموم ودهن بنفسج يجمع وَيسْتَعْمل قَالَ: وَإِذا كَانَ الْبَطن لينًا فَلَا تجْعَل بالضماد وَلَكِن أمسك الْبَطن وعالج بالضماد. فيلغرغورس فِي وجع الْبَطن قَالَ: كَانَ فَتى بِهِ وجع شَدِيد حَتَّى يغشى عَلَيْهِ ويعرق فَأَمَرته بالقيء والاسهال ثمَّ بأغذية لينَة مغرية كي يخْتَلط بهَا الْخَلْط فيصلح ردائته ويعاونه على هَذِه العلاج فبرئ. ابْن سرابيون: إِذا كَانَ الْخَلْط محتبساً فِي الْمعدة غير لاصق ولاغائص فِي طبقاتها قيل إِنَّه طَاف قَالَ: وَقد يلْحق فَسَاد المزاج الْحَار فِي الْمعدة عَطش كثير ولهيب وانتفاع بالأشياء الْبَارِدَة وتأذ بالجارة وَقد يكون ذَلِك إِذا كَانَ مَعَ مَادَّة. لى يُعْطي فصل فَإِن كَانَ مَعَ مَادَّة نقيت أَولا بالقيء أَو الاسهال أَيّمَا كَانَ على العليل أسهل وَيكون الاسهال بِمَا يخرج المرار بِرِفْق من غير تسخين كطبيخ الأفسنتين والشاهترج والإجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ مَرَّات حَتَّى ينقى ذَلِك الْخَلْط وأغذهم بالفراريج فَإِنَّهَا تُطْفِئ لهيب الْمعدة وبالحصرم والسماق فَإِن كَانَ المرار ينصب إِلَيْهَا من الكبد فافصد ثمَّ اسْقِ مَعَ الْجُبْن بهليلج والسقمونيا واغذهم بأَشْيَاء بَارِدَة جدا حامضة فَإِن كَانَ فَسَاد المزاج بِلَا مَادَّة فأعطهم رائب الْبَقر مَعَ أَقْرَاص الطباشير والصندل والورد والكافور وضمدها بالمبرد فَأَما فَسَاد المزاج الْبَارِد فاسقه من الترياق درهما بشراب عَتيق أَو شخزنايا مَعَ ميبه أَو قنداديقون أَو أميروسيا بِمَاء المصطكى والسنبل والإذخر ودواءالمسك المر وَأَن كَانَت هُنَاكَ مَادَّة بَارِدَة نقيت بالقيء بعد المقطعات وبحب الصَّبْر وَحب الأفاوية وأعطهم بعد ذَلِك الكمون والفلافى والزنجبيل والمربى واغذهم بأَشْيَاء

حارة وينفع أَن يَجْعَل على أَقْرَاص الْورْد مصطكى وعودانياً وَيشْرب بطبيخ الأنيسون وَيشْرب الشَّرَاب الْعَتِيق وخنداديقون وَمَاء الْعَسَل بالأفاوية وضمدها بميسوسن وسك وعود ومصطكى وقسط وَنَحْوه قَالَ: فَم الْمعدة أَكثر حسا من المرئ. 3 (الورم الْحَار فِي الْمعدة) ابدأ بالفصد إِن أمكن ثمَّ ضمد بالمبردات واخلط بهَا القوابض والطيوب ثمَّ اسْقِ مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء الهندباء وَخيَار شنبر أَن كَانَت الطبيعة يابسة إِلَى الْيَوْم السَّابِع فَإِذا كَانَ الثَّامِن فاخلط بهَا شَيْئا من مَاء كرفس ورازيانج وَنصف دِرْهَم من أَقْرَاص الْورْد فَإِن كَانَت الْحَرَارَة بعد بَاقِيَة فأدم مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء ودع هَذِه إِلَى أَن تنحط فَإِذا انحطت فاخلط بهَا شَيْئا من عصارة الأفسنتين والمصطكى وَاجعَل الْغذَاء فِي الْأُسْبُوع الأول وَإِلَى الانحطاط ماشا وسرمقا وبقولا بَارِدَة وشراب الْجلاب وَمَاء الإجاص فغذا انحط فاسقهم سكنجبينا والضمادما دَامَ الالتهاب مَاء عِنَب الثَّعْلَب وقشور القرع وأطراف الْخلاف والبنفسج والصندل والورد فَإِذا انحط فالبابونج وإكليل الْملك وأفسنتين وسنبل وأصل الخطمى والزعفران. قَالَ: يَقُول ج: وَأَنا اسْتعْمل فِي أورام الْمعدة الصَّبْر والمصطكى ودهن الناردين وأخلط بِهِ عصارة الحصرم مادام ملتهباً وَكَانَ قيء وذرب فَإِن طَال لبث الورم فضمد باكليل الْملك فَإِنَّهُ جيد. قَالَ: وَانْظُر أبدا إِلَى الْمَادَّة فَإِن كَانَت إِنَّمَا تسيل إِلَى الْمعدة من الكبد أَو غَيرهَا فأعن بهَا وَإِن كَانَت إِنَّمَا تتولد فِي الْمعدة فاعن بهَا فَإِن كَانَت تسيل فِي الكبد فاستفرغ الصَّفْرَاء وضمد الكبد وَأصْلح مزاجها وَلَا تقوى الْمعدة لأَنا نَخَاف أَن يقتل ذَلِك. لي قَالَ ذيوفيلس فِي الثَّانِيَة الْأَعْضَاء الآلمة فِي وصف المالنخوليا إِنَّه يعرض لَهُم وجع فِي الْفُؤَاد إِذا أكلُوا ويسكن عِنْد الاستمراء وَقد رَأَيْت عليا الْمُؤَذّن الَّذِي بِهِ هَذِه الْعلَّة ومزاجه سوداوى فَشكى هَذَا وَتَكون مداواته باستفراغ السَّوْدَاء وَقد رَأَيْت رجلا أخر كَانَ يهيج بِهِ وجع فِي معدته وَلَا يسكن إِلَّا بِأَن يَأْكُل شَيْئا وَهَذَا ينصب إِلَى معدته شَيْء وَكَانَ هَذَا الرجل يسكن عَلَيْهِ بشراب قَلِيل يشربه وَيجب أَن ينظر فِيهِ.

الثَّالِثَة من القوى الطبيعية: الْمعدة ضَعِيفَة تبطئ عَنْهَا انحدار الأغذية اللطيفة فضلا عَن الغليظة وَأما القوية فَلَيْسَ إِنَّمَا يسْرع عَنْهَا إنحدار هَذِه فَقَط بل اللَّحْم وَالْخبْز قَالَ: وَالسَّبَب فِي الْحَيَوَان كثيرا مَالا يجوع كَثْرَة الْغذَاء الَّذِي فِي كبده وإفراطه. الثَّالِثَة من الميامر: الأفيون وَمَا أشبهه من المخدرة يعقب شربهَا فَسَاد الهضم وبطلانه إِلَّا أَن) يخلط بالأشياء الحارة كالجندبادستر وَنَحْوه. من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: إِذا كَانَت الْمعدة ملتهبة فَشرب مَاء الْبَارِد يقويها ويجيد هضمها وشهوتها. لى قد رَأَيْت مَرَّات نَاسا يثقل عَلَيْهِم غذاؤهم جدا فَكَمَا يشربون شربات بَارِدَة ينحط طعامهم لى إِذا كَانَ بِإِنْسَان عِلّة فِي معدته فتفقد أَكثر شَيْء البرَاز والشهوة فَمَتَى رأيتهما صالحين فالبرء قريب وَالْبرَاز فِي علل الْمعدة مُخْتَلف فَإِذا برِئ يصير لينًا متعلا السماجة الرَّائِحَة عديم السماحة واليست شَدِيدَة النتن جدا شبه الَّذِي وصف فِي بَابه. وَرَأَيْت رجلا كَانَ إِذا أكل غدْوَة هاج بِهِ وجع بعد عشر سَاعَات أَو أقل حَتَّى تقيأ شَيْئا كالخل يغلى الأَرْض مِنْهُ ثمَّ يسكن وَجَعه وَأرى أَن ذَلِك لشدَّة برد فِي معدته وعلاجه شراب صرف وتسخين الْمعدة والضماد والأغذية الْبَعِيدَة من الحموضة أَو من الدخانية كالمدخن والمطجن وَالْعَسَل وَتَكون قَليلَة. بولس قَالَ: إِن كَانَ فَم الْمعدة ضَعِيفا فضمده بِمَا يقوى كالضماد الْمُتَّخذ بالأفسنتين والتفاح والمصطكى ودهن الناردين وَالشرَاب وَإِن كَانَ احتراق شَدِيد فاخلط بهَا مَا يبرد كالقرع والخس وعنب الثَّعْلَب والحصرم والهندباء وَإِذا كَانَت أورام حارة فِيمَا يَلِي الأحشاء فَاجْعَلْ مَعهَا شَيْئا مِمَّا يُرْخِي ويحلل وَاجعَل فِيهَا زهرَة بابونج ودهن حناء وشحم الدَّجَاج ومقلاً وأشقا وكرفسا وحلبة وخطميا وَبِالْجُمْلَةِ فَلْيَكُن الضماد مركبا من المرخية والمحللة والمرة الطّيبَة الرّيح. أوريباسيس: الْأَشْيَاء الرَّديئَة للمعدة: حب العرعر وَحب الصنوبر والأقحوان وَحب الْفَقْد والسلق رَدِيء للمعدة والحماض والبادورج واللفت والحلبة إِلَّا أَن يجاد طبخه والبقلة الثَّمَانِية والسرمق إِلَّا أَن يُؤْكَل بخل وزيت ومرئ والسمسم يضعف الْمعدة وَاللَّبن رَدِيء لَهَا وَالْعَسَل من كتاب الدَّلَائِل: اللِّسَان الْأَحْمَر الخشن يدل على ورم فِي الْمعدة وَإِذا كَانَت القرحة فِي فَم الْمعدة كَانَت أَشد وجعاً وَإِذا كَانَ الوجع أَشد وَكَانَ أرفع من قَعْر الْمعدة كَانَ فِي فمها وَإِذا كَانَ يَسِيرا وَكَانَ أَسْفَل فمها فَهُوَ أَسْفَلهَا. الأولى من الْأَعْضَاء الألمة الغثى وتقلب النَّفس خَاص بِآفَة فَم الْمعدة أبدا كَمَا أَن الِاخْتِلَاف الَّذِي كغسالة اللَّحْم الطري خَاص بِضعْف الكبد أبدا.)

من المنجح لِأَبْنِ ماسويه: قَالَ: الحموضة على الصَّدْر ينفع منهاجلنجبين بِمَاء حَار وَكَذَلِكَ الوجع فِي الْمعدة. لى علاج تَامّ لذَلِك اسْتعْمل الْقَيْء مَرَّات وخاصة بعد أكل المالح وَشرب الفقاع وتوم سَاعَة ليقطع ذَلِك البلغم الْمُجْتَمع ثمَّ أعْطه جلنجبينا أَو اطريفلا وأقراص الْورْد فَإِن كَانَ لَا يقيء بلغما كثيرا وَلَا يسكن بالقيء فسخن الْمعدة فَقَط فَإِنَّهُ من سوء مزاج بَارِد بهَا وغذه بِمَا بعد عَن الحموضة ولتغذه بِمَا قلت رطوبته كالقلايا والمطجنات وَالشرَاب وَمَاء الْعَسَل وَهَذَا يكون من بلغم حامض فِي الْمعدة وَيكون فِي القعر لقلته لَا يحس بِهِ فَإِذا خالط الطَّعَام أمتلأت الْمعدة فَبلغ فِي فَم الْمعدة فيحس وَأَكْثَره يكون من هَذَا وينفعه الْقَيْء وَقد يكون من سوء مزاج مُفْرد وعلاجه الإسحان وَرَأَيْت رجلَيْنِ يهيج بهما الوجع إِذا كَانَ بعد أكلهما بِخمْس سَاعَات أَو سِتّ وَكَانَ أَحدهمَا شَيخا قضيفاً جدا يَابِس المزاج وَالْآخر على نَحْو مَا عَلَيْهِ الشَّيْخ من يبس المزاج أَلا أَنه شَاب وَكَانَ الشَّيْخ لَا يسكن عَنهُ الوجع حَتَّى يتقيأ رَقِيقا حامضا تغلى مِنْهُ الأَرْض والشاب لَا يقيء فحدست أَنه ينصب إِلَى معدهما خلط قَلِيل الْمِقْدَار فَيكون فِي أَسْفَل الْمعدة حَتَّى إِذا خالط الطَّعَام كثر بِهِ فَبلغ فَم الْمعدة فأحس بالوجع وَكَانَ الشَّاب يدل مَاؤُهُ على ضعف الكبد مَعَ حرارة فقدرت أَنه ينصب إِلَيْهَا من طحاله فضلَة سوداوية وَذَلِكَ أَنه لَا ينصب إِلَى الْمعدة شَيْء إِلَّا من هَذِه الثَّلَاثَة الكبد وَالطحَال وَالرَّأْس انصبابا أوليا وَلم يبرأ أَحدهمَا بعلاجى وَيجب أَن يتفقد أَمرهمَا ويدون إِلَّا أَنه خف مَا بِأَحَدِهِمَا بمشورة أَشرت بهَا وَهُوَ أَن يفصد أَحدهمَا الباسليق من الْأَيْمن ويسقى مَاء الخس وَمَاء البقل حَتَّى يتَبَيَّن فِي المَاء صَلَاح الكبد ثمَّ تقوى الْمعدة بأَشْيَاء قابضة لِئَلَّا تقبل مَا ينصب إِلَيْهَا وَلَا تفعل ذَلِك قبل إصْلَاح حَال الكبد لِأَن هَذَا الْفضل أَن يصير إِلَى الْمعدة أصلح من أَن يبْقى فِي الكبد وَقس علاج الْأُخَر فَيحْتَاج أَن ينفض عَنهُ السَّوْدَاء بِقُوَّة وتقوى فَم معدته وَلَو قبل النفض وَذَلِكَ أَن الطحال عُضْو خسيس بِالْإِضَافَة إِلَى الْمعدة وَمَا ينفعهما مِمَّا جربت أَن يأكلا فِي مَرَّات غذَاء قَلِيل الكمية كثير الْكَيْفِيَّة وَلَا يشربا إِلَّا تجرعا حَتَّى يذهب وَقت الوجع ثمَّ يشربان فانتفعا بذلك وَيُمكن أَن تكون هَذِه الْعلَّة لِأَن أسافل الْمعدة قد صَار مزاجها هَذَا المزاج فتقلب الْغذَاء فَإِذا مَاس الْمعدة أوجع. من كتاب الْمعدة لوجع الْمعدة شدّ الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وضع المحاجم وكمدها بأنواع التكميد وَإِن كَانَ التمدد الْعَارِض فِي الْمعدة شَدِيدا فافصده وأسهله بشياقة.) علاج لمن يتقيأ طَعَامه من وجع معدته: قسب يسحق ويعجن بشراب حب الآس ثمَّ يخلط بِهِ خمر وَعسل قدر تسع أَوَاقٍ وَيشْرب.

علاج أخر لمن لَا يلبث الطَّعَام فِي معدته من أجل وجعها: صفرَة بَيْضَة مشوية وملعقة عسل وَحب المصطكى وَعشر حبات يسحق الْجَمِيع نعما ويؤكل ثَلَاثَة أَيَّام. أَقْرَاص لوجع الْمعدة والذرب بزر كرفس أفيون أنيسون بِالسَّوِيَّةِ أفسنتين ثلثا جُزْء مر نصف جُزْء وَيجْعَل أقراصا الشربة التَّامَّة لوجع الْمعدة مِثْقَال بشراب ممزوج قدر أَربع أَوَاقٍ وَلم يتقيا طَعَامه يسقى مَعَ مَاء بَارِد ولأصحاب الذرب بطبيخ الْأَشْيَاء القابضة سقيت الشَّاب نَقِيع الصَّبْر بِمَاء الأفسنتين والغافث والسنبل والمصطكى فبرء فِي ثَلَاثَة أَيَّام. لى الْأَطْعِمَة الرَّديئَة الجشاء الطباهجات الَّتِي تسمى المدخنة وَمَا قد تدخن بِغَيْر تعمد والمطجنات وخاصة الْبيض يُورث جشاء سهكا والحلو الَّتِي قد بولغ فِي شيها وَالْعَسَل يُورث جشاء مدخنا والفجل يجشأ جشاء منتنا. لى اسْتعْمل فِي الْعِلَل المشهية من علل الْمعدة بايارج فيقرا فَأن جالينوس يَقُول فِي الْأَعْضَاء الآلمة وَفِي سَائِر كتبه: إِن هَذَا الدَّوَاء من شَأْنه أَن يُقَوي الْمعدة على أفعالها الخاصية لَهَا فَاسْتَعْملهُ فِي الْعِلَل الَّتِي تتوهم إِن خلطا بَارِدًا يُؤْذِي الْمعدة واحذره عِنْد سوء مزاج حَار أَو يَابِس غَايَة الحذر وَلَيْسَ لَهُ عِنْد سوء مزاج رطب أَو يَابِس كثر غنا وخاصة عِنْد الْبَارِد فَإِن الجوارشات المركبة من الْأَشْيَاء العفصة والقوية الاسحان كالفلفل والزنجبيل والفوتنج أبلغ مِنْهُ. فِيمَن يقذف طَعَامه الثَّامِنَة من الميامر قَالَ: بعض النَّاس يعرض لَهُم عِنْد تنَاول الطَّعَام أَنهم إِن تحركوا حَرَكَة قَوِيَّة تقيأوا من ساعتهم. لى قد يعرض ذَلِك وَإِن لم يَتَحَرَّك وَقد يعرض الْقَذْف أَيْضا إِذا طَال. قَالَ: وَهَذَا الْعَارِض يكون نَافِعًا لضعف فَم الْمعدة إِن لم تستطع أَن تنقبض على الطَّعَام كانقباض أَسْفَلهَا لِأَن الرُّطُوبَة الْيَسِيرَة الْمِقْدَار أَو الْكَثِيرَة الرداءة يحدثان الْقَيْء وَإِن لم يتَنَاوَل الْإِنْسَان الطَّعَام قَالَ: وَمَتى لم يحس مَعَ ذَلِك بحرارة وعطش وتلهب مَعَ ذَلِك حرارة وَينْتَفع بِرَبّ الرُّمَّان لى لم يبين الْفرق بَين الضعْف والرطوبة وَدَلِيل ذَلِك أَلا يكون غثى الْبَتَّةَ إِلَّا مَعَ الْأكل فَذَلِك) الضعْف وَالْآخر يكون بِهِ أبدا تقلب مِثَال: رمان وقسب وسماق وسفرجل وغبيراء يتَّخذ بشراب. وَيصْلح إِذا كَانَ مَعَه حرارة هَذَا الْحبّ: بزر الْورْد وبزر البنج وسماق وقسب يعجن بِرَبّ السفرجل وَيُعْطى فَإِنَّهُ يسكن الغثى ويجلب النّوم. قَالَ: والعارض من رُطُوبَة رَدِيئَة يُبرئهُ الإيارج سَرِيعا وَوصف لتقلب الْمعدة من حرارة أَقْرَاص الْورْد.

قَالَ: وَقد تكون هَذِه الْعلَّة من أَن يبتل فَم الْمعدة ويسترخي برطوبات غير رَدِيئَة ويعرض ذَلِك لمن يكثر الشَّرَاب وَيَأْكُل الْفَوَاكِه الرّطبَة والأغذية الرّطبَة قَالَ: وَهَؤُلَاء يبرؤن بالأغذية المجففة والأدوية القابضة والمسخنة والجوارشات. فِي سيلان اللعاب: يعْطى لمن يسيل لعابه من الشَّوْكَة الَّتِي تسمى قوربورا ليمضغه ويتسوك بالقابضة وضمد معدته بالقابضة. لى مر هم بالقيء بِالسِّوَاكِ وأطعمهم القلايا والمطجنات وأعطهم غدْوَة إطريفلا وسويقا فيسقونه وَيشْرب عَلَيْهِ مرئ وَلَا يشرب عَلَيْهِ مَاء ويصاير الْعَطش قَالَ: وَالَّذِي ينفع مِنْهُ مضغ المصطكى لى ينفع مِنْهُ سقى الكندر والمصطكي. بولس: اللعاب الْكثير يتمضمض بخل العنصل أَو بِالْمَاءِ الَّذِي يمصل من الزَّيْتُون المالح وأنفع من ذَلِك نَقِيع الصَّبْر يتغرغر بِهِ. الْإِسْكَنْدَر قَالَ: قد يسيل لقوم لعاب كثير من الْمعدة عِنْد الْجُوع ويسكن بالغذاء وَيكون ذَلِك من شدَّة الْحَرَارَة فِي الْمعدة ويعالج بأغذية بَارِدَة وأغذية عسرة الهضم ولكثرة بصاق الصّبيان يلعقون عسلا حَتَّى يسكن. لى يفعل ذَلِك بِالرِّجَالِ على مَا رَأَيْت فِي مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة من كَانَ يتقيأ طَعَامه فَلَا تعطه أغذية بطيئة سيالة وخاصة مَا قوته مرطبة وأطعمه التفه كالبيض النمبرشت والأسفيذباج والحساء لِأَن هَذِه ترخي فَم الْمعدة ومره أَلا يَتَحَرَّك بعد الطَّعَام وأعطه القابضة بعد طَعَامه وَيَأْكُل الْقَابِض دَائِما فَإِنَّهُ يجفف فَم الْمعدة واسقه كندوا مسحوقا وسماقا وبلوطا. من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة: لما أَذَى الْملك طَعَام أستحال إِلَى البلغم وَلم ينفذ عَن معدته وَهُوَ يحس ثقله وبرده أردْت أَن أسقيه شرابًا قد نثر فلفل وأمرخ معدته بدهن الناردين مسخنا) وَأَجْعَل مِنْهُ فِي وأكمده بِهِ. قرص اللفتة لمن خرج من حميات وَبِه بَقِيَّة من حِدة وَقد سَقَطت قوته: ورد عشرَة دَرَاهِم روفس فِي المالنخوليا قَالَ أقوالا كَثِيرَة تحتويها: إِن غَلَبَة البردعلى الْمعدة يهيج الشَّهْوَة وَغَلَبَة الْحر يقطعهَا مَا يهيج للشهوة: شرب المَاء الْبَارِد واسقاط المَاء الْحَار لَهَا وَمِنْه تهيج الشتَاء وَالرِّيح الشمَال لَهَا قَالَ: وَمن سَافر فِي ثلج كثير تهيج بِهِ الشَّهْوَة جدا حَتَّى يعرض لَهُم بوليموس وَالْمَاء الْبَارِد يشهى الطَّعَام أَكثر من الْخمْرَة. من أقربادين حنين ضماد للمعدة الضعيفة وانطلاق الْبَطن من برودة: صَبر سنبل

أفسنتين كمون كندر عفص ذريرة رامك نَبِيذ ريحاني يضمد بِهِ حارا غدْوَة وَعَشِيَّة. فِي الْكَمَال والتمام لوجع الْمعدة من صفراء: سقى الرُّمَّان المز مَعَ دهن الْورْد وَقَالَ للورم الْحَار فِي الْمعدة: أفصده أَولا فِي ابْتِدَاء الْعلَّة ثمَّ اسْقِهِ مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء والطرخشقون مغلي مروقا أَربع أَوَاقٍ مَعَ خَمْسَة دَرَاهِم من خِيَار شنبر ودهن ورد وتضمد بِهَذِهِ الْبُقُول وبدقيق الشّعير مَعَ شَيْء قَابض فَإِذا انْتَهَت الْعلَّة فَاسق لب خِيَار شنبر مَعَ مَاء الرازيانج وكرفس ودهن لوز حُلْو وضمد بالبابونج والخطمى ودقيق الشّعير وإكليل الْملك ومصطكى وعود زعفران فَإِن احتجت إِلَى أفضل تَحْلِيل فزد فِيهِ شبشا وبزر كتَّان وحلبة وَمَتى احتجت أَيْضا إِلَى زِيَادَة فزد مرا وبزر الكرنب وأشقا ومخ الأيل وشحم الدَّجَاج فَإِن حدث ورم صلب فقو هَذِه وَلَا تخله فليغريورش: من كَانَ يقيء طَعَامه فأعطه أقراصا مرّة يَوْمَيْنِ الشربة نصف دِرْهَم وأسهله بأيارج فيقرا وَهَذَانِ ضدان بلغمي وصفراوي فَمن كَانَ بِهِ امارات البلغم فَهَذِهِ القرصة جَيِّدَة مسكنة سريعة وَمن بِهِ ذَلِك من أخلاط رقيقَة مرارية فالفيقرا يُبرئهُ قَالَ: وعَلى الْأَكْثَر إِنَّمَا يكون من خلط بلغمي لزج والقرص أَجود وَهُوَ يُبرئ سَرِيعا وَقد يكون هَذَا الدَّاء من رطوبات حادة رَدِيئَة فتتشربه فَم الْمعدة قَالَ: وَيكون من رطوبات ورهل كثير فِيهَا وَهَذَا يُبرئهُ سَرِيعا أعنى القرص وَالْأول يُبرئ بالإرياج وَقد يتركب الشيئان فتختلط العلامات فَيكون مَعَه عَطش وتبزق كثير وجشاء دخاني سهك وتقلب نفس قبل الطَّعَام وَبعده وَحِينَئِذٍ أبدأ فاسقه هَذِه الأقراص حَتَّى يسكن الْقَيْء وَيحدث حس الْمعدة ثمَّ اسْقِهِ الفيقرا وَينْتَفع بالقرص جدا من بِهِ هَذِه الْعلَّة من رطوبات حارة يسيرَة فَهُوَ فِي كل وَجه نَافِع فان قدرت أَن هُنَاكَ الترهل كثيرا فاعطه أَيْضا الفيقرا بِقدر ذَلِك مَرَّات حَتَّى يستنظف مَا هُنَالك وَأَن كَانَ هَذَا الوجع مَعَ حرارة فَإِن) رب الخشخاش نَافِع لَهُ. تجارب البيمارستان: رجل كَانَ إِذا أكل وَقع عَلَيْهِ خفقان فِي معدته عولج بايارج فيقرا فأبراه. الْخَامِسَة من الْمُفْردَات قَالَ: لَا أعلم شَيْئا أعون على الهضم من بدن إِنْسَان حَار يلقى الْمعدة ويماسها من خَارج وَيفْعل ذَلِك ليزِيد فِي كمية الْحَرَارَة الغريزية. السَّادِسَة قَالَ: كل عصارة لَا يخالط مرارتها قبض ضار لفم الْمعدة والقيصوم رَدِيء للمعدة قَالَ: الصَّبْر أَنْفَع من كل دَوَاء أَخذ للمعدة. لي أَحْسبهُ يعْنى من المسهلة الكمثرى يُقَوي الْمعدة الشاهترج نَافِع للمعدة لِأَنَّهُ مركب من قابضة وَمرَّة مَعًا كَحال الأفسنتين.

الأدوية التي تصلح لأورام المعدة والكبد

جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: بطلَان الشَّهْوَة لثَلَاثَة أَسبَاب لِأَن الْمعدة لَا تحس بامتصاص الْعُرُوق لَهَا أَو لِأَن الْعُرُوق لَا تجذب أَو لِأَن الْجِسْم لَا ينْحل مِنْهُ شَيْء وَبطلَان حس الْمعدة أَو بعضه إِمَّا من الدِّمَاغ كَمَا يعرض لأَصْحَاب البرسام فانهم لَا يحسون بِالْجُوعِ أَو لِأَن الزَّوْج السَّادِس تناله آفَة من ورم أَو رِبَاط أَو خطأ فِي علاج الْيَد أَو لِأَنَّهُ يغلب على الْمعدة سوء مزاج حَار كالحال فِي الْحمى. جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: إِذا كَانَت الأغذية أقل مِمَّا يجب والمعدة حارة يحدث الجشاء الدخاني وَقلة النّوم يُولد كَهَذا الجشاء. 3 - (الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح لأورام الْمعدة والكبد) الأشق الْمقل الميعة الزَّعْفَرَان دهن الْحِنَّاء المصطكى حب البلسان حب الخروع إكليل الْملك سنبل قصب الزريرة. الَّتِي تقوى مَعَ إسخان: سنبل كندر اذخر إِذا وَقع فِي الأضمدة الَّتِي للمعدة لِأَنَّهُ يطيب ويجفف أَكثر مِمَّا يسخن وَيقبض قبضا معتدلا وقشور الكندر يكثر الْأَطِبَّاء اسْتِعْمَاله فِيمَن معدته رخوة المصطكي جيد للورم فِي الْمعدة والمعدة السنبل خليق أَن ينفع فَم الْمعدة شرب أَو ضمد بِهِ ويسقى للذع الْحَادِث فِي الْمعدة ويجفف الْموَاد المنصبة للمعدة والأمعا. الْإِذْخر جيد للمعدة إِذا كَانَ فِي فمها ورم أَو فِيهَا شرب أَو ضمد بِهِ زيتون المَاء جيد للمعدة زيتون الزَّيْت رَدِيء للمعدة الهندباء جيد للمعدة وَإِن ضمد بِهِ وَفِي ملتهبه سكن التهابها القشاء البستاني جيد للمعدة مبرد لَهَا لَا يفْسد. الخس جيد للمعدة مبرد لَهَا إِذا أكل غير مغسول يُوَافق من يشكو معدته الكراث رَدِيء للمعدة الفلفل يهضم الْغذَاء ويسخن الْمعدة الزنجبيل يهضم الْغذَاء جيد للمعدة يلين الْبَطن العنصل يسْقِي ثَلَاث أبواسات مَعَ عسل ينفع من وجع الْمعدة وَمن طفو الطَّعَام فِيهَا جدا وينفع الهضم خَاصَّة. وعسله الَّذِي يربى فِيهِ نَافِع من الهضم خَاصَّة للكبر أَنه رَدِيء للمعدة معطش الغاريقون إِذا مضغ وَحده وابتلع بِلَا شَيْء يشرب عَلَيْهِ نفع من وجع الْمعدة والجشاء الحامض الزراوند نَافِع من ضعف الْمعدة الجنطيان يسقى مِنْهُ درخميان لوجع الْمعدة وَرب السوس إِذا شرب بميبختج وَافق الْمعدة الملتهبة جدا الأفسنتين مَتى طبخ مَعَ سنبل وساساليوس كَانَ جيدا لوجع الْمعدة والنفخ الغليظة فِيهَا. طبيخ لوجع الْمعدة وَالَّتِي فِيهَا مَعَ ذَلِك مرار: أفسنتين ورد يَابِس إذخر سنبل يطْبخ ويصفى ويمرس فِيهِ لب خِيَار شنبر صَبر ينفع فِيهِ إِن شرب طبيخ الأفسنتين ثَلَاثَة قوانوشات كل يَوْم شفى من عدم شَهْوَة الطَّعَام.

لي ينقع الأفسنتين بخل ويتخذ مِنْهُ سكنجبين قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل عصارة الأفسنتين لِأَنَّهَا رَدِيئَة للمعدة مصدعة بل الحشيشة نَفسهَا. لِأَن قبضهَا يُفَارق عصارتها الزوفرا معِين على الهضم جدا وَينفذ الْغذَاء وَكَذَا الكاشم والساساليوس. أَبُو جريح: الهندباء نَافِع من الورم فِي الْمعدة والكبد. الخوز: الْخِيَار شنبر نَافِع من الورم فِي الْمعدة.) ابْن ماسويه: الزنجبيل خاصته إذهاب الرُّطُوبَة المتولدة فِي الْمعدة عَن أكل الْفَوَاكِه الرّطبَة وهضم الطَّعَام وطرد الرِّيَاح الغليظة من الْمعدة. الخوز الْحَرْف والبصل والثوم يشهى الطَّعَام وَكَذَا زيتون المَاء إِذا أكل فِي وسط الطَّعَام خبث الْحَدِيد يُقَوي الْعدة المسترخية من الرطوبات إِذا أنقع فِي شراب وَشرب مِنْهُ. أَبُو جريح: الكندر يُقَوي الْمعدة الرخوة ويسخنها ويسخن الكبد. الَّذِي يقطع اللعاب الإطريفل مربى الزنجبيل الكندر الكمون أَصبَحت هَذِه مرسومة بِهَذَا الْمَعْنى سف السويق على الرِّيق الْقَيْء بالفجل إسهال الْبَطن ضروب الْملح كلهَا تشهى الطَّعَام وَتذهب التُّخمَة وتهضم الطَّعَام وتنفذه. ماسرجويه: المرى ينشف رُطُوبَة الْمعدة. الخوز: مَاء الْحَدِيد الَّذِي يكون فِي معادن الْحَدِيد جيد للمعدة الرّطبَة. الْإِسْكَنْدَر: المرى ينشف رُطُوبَة الْمعدة وَالْمَاء الْحَار إِذا أشْرب مَعَ الْعَسَل حط الأخلاط الرَّديئَة من الْمعدة لِأَنَّهُ إِمَّا أَن يفشها وَإِمَّا أَن يحطمها. مسيح وَابْن ماسويه: السنبل منشف للرطوبات من الْمعدة ويسكن اللذع الَّذِي فِيهَا جدا. القلهمان: النانخواه هاضم للغذاء منفذ لَهُ يمْنَع تقلب النَّفس وَمن لَا يجد طعم الطَّعَام. الدِّمَشْقِي: السعد منشف لرطوبة الْمعدة مقو لَهَا. ابْن ماسويه: الفلفل معِين على هضم الطَّعَام جدا. قَالَ: والصحناة تجفف بلة الْمعدة وتنشف من تَدْبِير الصِّحَّة: الصَّبْر أَنْفَع شَيْء للمعدة الَّتِي بهَا علل مرارية وأخلاط رَدِيئَة حَتَّى أَنه يبرئها كثيرا فِي يَوْم وَينْتَفع فِيهَا بالأدوية المتخذة بايارج فيقرا خَاصَّة. الخوز: الْخِيَار شنبر جيد للورم فِي الْمعدة جدا.

بولس: فِي سُقُوط الْقُوَّة مَعَ الشَّهْوَة مَعَ الْحمى: أنظر أَولا هَل يحْتَاج إِلَى استفراغ وَهل يحْتَمل ذَلِك فاستفرغ وَقد تسْقط الشَّهْوَة لقلَّة الدَّم وعلاج هَذِه الأغذية الْمُوَافقَة وَسُقُوط الشَّهْوَة مَعَ حمى يكون على الْأَمر الْأَكْثَر من أخلاط مرارية العلاج شرب السويق المبلول بخل وَمَاء وَشرب مياه الْفَوَاكِه العفصة وَاسْتِعْمَال الدَّلْك والغمز للجسد وَيدخل العليل اصبعه فيهيج الْقَيْء فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك وَإِن لم يتقيأ تنفتح شَهْوَته وضمدها بقسب وخل وَمَاء تفاح واعرض عَلَيْهِ أغذية جَيِّدَة للمعدة وليرتاضوا بِرِفْق إِن كَانَت الْحمى قد سكنت ويأكلون زيتون المَاء وسمكا مالحا) وَإِن تجرع من خل العنصل قَلِيلا فانه عَظِيم النَّفْع جدا وَإِن سَقَطت الشَّهْوَة جدا حَتَّى يحدث الغثى فَعَلَيْك بِمَا يشم بِمَا يفتق الشَّهْوَة كالدجاج والجداء المشوية وامنعهم النّوم ورش عَلَيْهِم مَاء فَإِذا أفاقوا أعطهم خبْزًا بشراب وَنَحْوه وحساء وَنَحْوه مِمَّا يغذوا وَينفذ سَرِيعا. لي يصلح وَرُبمَا هاج بعد الْحمى شَهْوَة كلبية وَذَلِكَ يكون لفرط التَّحَلُّل فغذ هَؤُلَاءِ بدهن اللوز الْكثير وكثف مِنْهُم سطح الْجِسْم. لي قد جربت وامتحنت تجربة وَثِيقَة أَن من يقيء طَعَامه ويهيج بِهِ غثى أَو وجع إِذا أكل برِئ باسهال الطبيعة إِمَّا بِالصبرِ بِمَاء الهندباء أَو بِخِيَار شنبر بِمَاء الهندباء أَو بِمَاء أصُول الكرفس والرازيانج وبزرهما وخاصة إِذا كَانَت الْحَرَارَة أسكن وَكَانَت ريَاح وَمن احْتمل الصَّبْر سقيت نقيعه بِمَاء الهندباء. وَرُبمَا سقيته بِمَاء الْأُصُول وَرُبمَا قرنت البزور فِيهِ وَرُبمَا عجنت الأرياج فِي الإطريفل وأعطيتهم إِيَّاه وَقد أبرأت خلقا كثيرا وسقيتهم بعد غَايَة النفض إِمَّا بأقراص الْورْد وَإِمَّا جلنجبينا بِرَبّ الرُّمَّان وَإِمَّا كندرا أَو كمونا وسماقا وأقراص الْكَوْكَب على مَا أرى. ابْن ماسويه: الْخبث نَافِع للمعدة الَّتِي تقيء جَمِيع مَا تَأْكُل. جَوَامِع أغلوقن قَالَ: الَّذِي لَا غم لَهُ يستمرئ كل مَا يَأْكُلهُ وَلَو كَانَ عسير الإستمراء وَالَّذِي يغتم ويهتم هُوَ الَّذِي لَا يستمرءاليسير من الْغذَاء السهل الإنهضام. ينظر فِي هَذَا وأحسب أَن ذَلِك من أجل أَنه فقد النّوم. على مَا رَأَيْت فِي الْعِلَل المرارية فِي الْمعدة: الأياريج فِي طبيخ الأفسنتين لَا نَظِير لَهُ: ونقيع الصَّبْر سقيته جمَاعَة معموديه فبرؤا عَلَيْهِ: افسنتين عشرَة دَرَاهِم دَار صيني خَمْسَة دَرَاهِم عود البلسان ثَلَاثَة سنبل ثَلَاثَة ورق ورد دِرْهَمَانِ عود دِرْهَم مصطكى دِرْهَمَانِ يطْبخ وينقع الصَّبْر فِيهِ يسقى فِي كل يَوْم أُوقِيَّة. من تعرف الْإِنْسَان عُيُوب نَفسه الطَّعَام الْكثير الَّذِي يثقل الْمعدة لَا يستمرئ وَلَا بُد أَن يفْسد وَإِذا فسد أندفع عَن الْمعدة والأمعاء أسْرع لتأذيها بلذعه فَيحدث الْخلقَة.

إِذا ثقلت الْمعدة بادرت إِلَى دفع مَا يؤذيها فَلذَلِك لَا يتم الهضم وَإِذا دفقته إِلَى الأمعاء لَا يكون هُنَاكَ هضم وَكَذَلِكَ نرى قوما يتركون الْغذَاء وشهوتهم بعد صَالِحَة فيخصبون على ذَلِك لِأَن انهضامه فِي هَذِه الْحَال يجود جدا وَيصير أقل ثقلا إِن كَانَ طَعَامه جيدا. كَانَ بِرَجُل ورم عَظِيم فِي معدته وَكَانَ الْأَطِبَّاء يضمدونه بالمبردات ويحمونه وَقد نهك جدا) فنقلته إِلَى ضد ذَلِك لِأَنِّي بعد أَن شاهدت نحافته عرفت أَن لَهُ أشهرا وَتَقَدَّمت حمى حادة ثمَّ سكنت فَعلمت أَنه قد كَانَ خراج ثمَّ نضج وَجمع ثمَّ أخذت فِيمَا ينقى وَيفجر. اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء قَالَ: مَا كَانَ من سوء مزاج فِي الْمعدة مَعَ مَادَّة فَإِنَّهُ يتبعهُ غثى وَإِن كَانَت الْمَادَّة قَليلَة لم يتقيأوا إِلَّا بعد مَا يَأْكُل وَإِن كَانَت كَثِيرَة تقيأوا قبل الْأكل أَيْضا وَيعلم أَي مَادَّة هِيَ من الجشاء وَغَيره مِمَّا يعرف بِهِ سوء المزاج الَّذِي بِلَا مَادَّة وعلاج هؤلاءهو الإرياج. شكى إِلَى رجل رُطُوبَة فِي معدته مَعَ حرارة تسرع إِلَى رَأسه وَكَانَت الرُّطُوبَة مفرطة وَأخذت وردا أَحْمَر مطجونا عشرَة دَرَاهِم سنبلا دِرْهَمَانِ مصطكى كندرا قرنفلا عودانيا كمونا درهما درهما القرصة مِثْقَال بميسوسن. آخر: أفسنتين عشرَة سنبل سعد قشور الفستق الْأَخْضَر راسن يَابِس قشور الأترج دِرْهَمَانِ يطْبخ برطل مَاء ويسقى بِهِ القرص وَوضعت على معدته دهن الناردين عملته هَكَذَا: سنبل إذخر سعد قسط أَلقيته فِي دهن ورد مَرَّات ثمَّ فتقته فِيهِ مصطكى وكمدت ومرخت معدته وَوضعت على رَأسه دهن ورد وخل خمر وَجعلت غذاؤه القلايا والمطجنات فبرئ هَذَا تَدْبِير مجفف جدا وَلَا يسخن كثير اسخان. الْفُصُول السَّادِسَة: فِيهِ كَلَام أَنَّك مَتى شِئْت إسخان معدة. قد بردت اسخاناً يصل الدَّوَاء ويغوص فِي جزمها فأعطه جوارش الفلافل بشراب ممزوج بِمَاء حَار وعلامة بُلُوغ ذَلِك مِنْهُ هيجان الفواق بِهِ وَهَذَا أبلغ مَا يكون اسخان الْمعدة وَقد ذكر جالينوس فِي غير مَوضِع من كتبه أَنه يعالج الْمعدة الْبَارِدَة وَالطَّعَام المتلبد فِيهَا بشراب ينثر عَلَيْهِ فلفل يسقاه. الأولى من تَفْسِير الثَّانِيَة من أبيذيميا: من كبده ومعدته عليلتان لم يحْتَمل الإمتلاء من الطَّعَام دفْعَة لَكِن قَلِيلا قَلِيلا. فِي تَلْخِيص حِيلَة الْبُرْء: الْفرق بَين الْخَلْط فِي الْمعدة وَمَا يكون فِي المزاج الغثى والقيء والجشاء الَّذِي يخص ذَلِك الْخَلْط قبل الطَّعَام ثمَّ الْفرق بَين السابح من ذَلِك الْخَلْط وَبَين الغائص أَن يكون غثى بِلَا قيء فِي سهولة وَأما فِي سوء المزاج فَلَا يكون غثى وَلَا جشاء رَدِيء قبل الْأكل ثمَّ لَا يقيء بالعطش الْحَار حَتَّى يستبين سَائِر الدَّلَائِل وَلَا يعدمه الْبَارِد لِأَنَّهُ قد يكون من الرُّطُوبَة وَذَلِكَ من اليبس.)

من كتاب الْمعدة للإسكندر قَالَ: أَنه يحدث عَن فَم الْمعدة أَعْرَاض مُخْتَلفَة كالصرع والسبات والأغتنام لَا لعِلَّة وَالْخَوْف المالنخوليا وشهوة الْأَشْيَاء الرَّديئَة وَسُقُوط الشَّهْوَة والغثى وَفَسَاد الطَّعَام ووجع المعى والمثانة وَالرحم وَرُبمَا حدث عَنهُ أرق واختلاط فِي الذِّهْن. الْكِنْدِيّ فِي رسَالَته فِي النقرس مَعَ وجع فِي الْمعدة: قَالَ: إِنَّك لَا تشْتَهي حَتَّى تَأْكُل شَيْء يهيج شهوتك لحر معدتك فَإِنَّهَا تبرد بِالطَّعَامِ الَّذِي تتناوله فيعتدل فتشتهي حِينَئِذٍ قَالَ: عَلامَة غَلَبَة الْبرد على فَم الْمعدة قلَّة الْعَطش كَثْرَة الْجُوع فان كَانَ مَعَ ذَلِك مَادَّة قاء مَعَ ذَلِك بلغما وَإِن أكل لم يلبث أَن يقيئه ثمَّ يشتهى فَهَذَا أَيْضا أحد أَسبَاب الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة قَالَ فِي الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة قد تكون هَذِه الشَّهْوَة من غير غَلَبَة الْبرد على فَم الْمعدة وَمن غير البلغم المحتبس فِيهَا وَذَلِكَ رُبمَا أَنَّهَا كَانَت من حرارة مفرطة وَرُبمَا كَانَت من ضعف الماسكة فِي الْجِسْم كُله فَانْظُر أَولا مَا السَّبَب فِي إفراط الشَّهْوَة للطعام ثمَّ عالج وَإِذا كَانَ إفراط الشَّهْوَة من حرارة كَانَ مَعَه عَطش شَدِيد وَلم يكن مَعَه قيء حامض ويعتقل الْبَطن فَأَما من عرضت لَهُ هَذِه الْعلَّة لضعف الماسكة الَّتِي فِي جَمِيع الْبدن فان مَعَ دلك يكون خُرُوج برَاز كثير فج وَلِهَذَا يعرض لَهُم الذرب كثيرا. فِي هَذَا نظر وَقَالَ: عالج الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة من الْبرد وَالْفضل البلغمي فِي المسخنة خَاصَّة بِالشرابِ الصّرْف والأغذية الدسمة فَإِن هَذَا إِذا أمتلأ مِنْهَا سكن الْعلَّة. فِي هَذَا غلط. قَالَ: وَإِذا كَانَت الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة الكائنة من فرط حرارة فأعط أغذية عسرة الهضم قَالَ: مَتى كَانَ إفراط شَهْوَة الطَّعَام لضعف الماسكة فاعرف سَبَب ذَلِك فان الماسكة يضعف من صنوف سوء المزاج وَاعْلَم أَن لُزُوم الْأَشْيَاء القابضة فِي هَذِه الْحَال خطأ وَلذَلِك يجب أَن تتعرف سوء المزاج الَّذِي هُوَ السَّبَب ثمَّ تقاومه وَضعف هَذِه الْقُوَّة من أجل اليبس عسر الْبُرْء. هَذَا كَأَنَّهُ يُرِيد بالماسكة الَّتِي فِي الْمعدة لَا الَّتِي فِي جَمِيع الْجِسْم. وَقَوله: أَن هَذَا يكون فِي جَمِيع الكيفيات فَفِيهِ نظر فَإِن أَكثر مَا تضعف الماسكة من الْبرد فَإِذا عرف ذَلِك بِالدَّلِيلِ الَّذِي ذَكرْنَاهُ فَاسْتعْمل المسخنة سقيا وتضميدا وينفع مِنْهُ الترياق والرياضة وَالْحمام الْحَار والأسفار حَتَّى يثبت الطَّعَام ويستقر فِي الْمعدة قَالَ: وَإِذا كَانَ ضعف الماسكة من حرارة فليعط كل يَوْم خبْزًا مثرودا فِي مَاء بَارِد فِي السَّاعَة الثَّالِثَة مِمَّا يتغذى بالبيض الصلب السليق والدجاج غير المهراة) فِي الغشى الجوعي قَالَ: هَذِه الْعلَّة هِيَ جوع شَدِيد مفرط وَيكون من حرارة مفرطة وَضعف فِي الْمعدة وَلذَلِك يعرض لصَاحِبهَا إِذا لم يَأْكُل غشى وَسُقُوط فدبرهم فِي حَال

الغشى باشمامهم أغذية طيبَة كلحوم الجداء شواء والفراخ وتربط أَطْرَافهم وتدلك وَلَا تتركهم ليناموا فَإِذا سكن الغشى أطعموا خبْزًا قد ترد بِالشرابِ ثمَّ سَائِر الأغذية وَلَا يَنْبَغِي أَن يبطء عَنْهُم بِالطَّعَامِ وليأكلوا مَا عسر تغيره وَهُوَ مَعَ ذَلِك باردمقو فَإِنَّهُم يبرؤن عَلَيْهِ إِذا أدمنوه وَقد سقى قوم من هَؤُلَاءِ الأفيون وَقوم سقوا المَاء الْبَارِد وَأَرَادُوا بذلك إطفاء الْحَرَارَة المفرطة الَّتِي فِي معدهم وَأَنا أُشير بالتجفيف وباستعمال الأغذية الْعشْرَة الاستحالة وَقد رَأَيْت امْرَأَة تجوع وَلَا تشبع ويعرض لَهَا لذع فِي الْمعدة وصداع فسقيتها إيارجا فأسهلها حيات طوَالًا الْوَاحِدَة اثْنَا عشر ذِرَاعا وَأكْثر فسكنت عَنْهَا تِلْكَ الشَّهْوَة المفرطة: وَعلمت أَن ذَلِك من أجل امتصاص تِلْكَ الْحَيَّات كل مَا كَانَت تَأْكُله. فِي ذهَاب الشَّهْوَة قَالَ: يكون من جَمِيع سوء المزاج مُفردا أَو مَعَ مَادَّة فَإِذا كَانَ مَعَ مَادَّة فَاسْتعْمل الْقَيْء والإسهال الرقيقين لَا القوى وخاصة الْقَيْء لِئَلَّا تسْقط قُوَّة الْمعدة ويعالج من كَانَ فِي معدته أخلاط مرارية حادة بالقيء بِمَاء حَار وأسهله بشراب الْورْد بسقمونيا وبجوارش من مَاء السفرجل ولحمة وسكر بسقمونيا وَإِذا كَانَ الْخَلْط غليظا عمل على استفراغه بِالَّتِي هِيَ أقوى وألزمه بعد ذَلِك الأغذية الْمُقطعَة والسفرجل الَّذِي بالأفاوية والأضمدة المسخنة وَإِذا كَانَ ذهَاب الشَّهْوَة من سوء مزاج حَار بِلَا مَادَّة فأعطهم الأغذية المتخذة بخل وَاللَّبن الحامض واسقهم مَاء بَارِدًا باعتدال فَإِن الإفراط مِنْهُ يسْقط الشَّهْوَة. فِي هَذَا نظر وَإِذا كَانَ من برد فاسقه شرابًا عتيقا وَمَاء البزور الحارة كالأنيسون والترياق. فِي الْعَطش: قد يكون الْعَطش الشَّديد لحر الْمعدة أَو ليبسها أَو لَهما جَمِيعًا أَو لبلغم مالح أَو لمرار أَو لحرارة الكبد أَو الرئة أَو الصَّائِم وَإِذا كَانَ عَن الرئة لم يبلغ المَاء الْبَارِد مَا يبلغ تَنْشَق الْهَوَاء الْبَارِد وَإِذا كَانَ من بلغم فَاسْتعْمل مَا يجلو وينقى ذَلِك البلغم فقد عَالَجت من بِهِ عَطش من بلغم مالح إِلَى أَن أطعمته أَطْعِمَة تغلب عَلَيْهَا الملوحة كالطريخ وَالْكبر والمالح وأقاوم سَائِر الْأَسْبَاب بضدها وَإِذا كَانَت الْمعدة ملتهبة ألتهابا شديدافاسقه مَاء بَارِد إِن أحس بلذع وَعرض لَهُ غثى فاسقه مَاء حصرم وَمَاء سفرجل وبزرقتاء بِمَاء بَارِد وَقد يسقون دهن ورد على مَاء بَارِد ويطعمون الخوخ.) المشمش أبلغ وَوصف أدوية هَهُنَا متخذة من بزر قثاء وَرب السوس وبزر الرجلة وَنَحْوهَا ويضمد بالمبردة ثمَّ ذكر النفخة السوداوية وَذكر تسكين هَذَا الْعَطش. ذكر الأضمدة فِي من يتجلب الرطوبات إِلَى معدته فِي الْحمى: ضمد فَم الْمعدة بالمقوية كالقسب والسفرجل والسك وَنَحْوهَا وَإِذا كَانَ بِلَا حمى فالمر والزعفران وَالصَّبْر والمصطكى والأفسنتين ودهن الناردين وشمع يتَّخذ ضمادا. فِي من لَا يسْتَقرّ الطَّعَام فِي معدته: ضمد هَؤُلَاءِ بالأضمدة المتخذة من الْقسْط وأطراف الْكَرم والرامك وَنَحْوه كالحصرم والسماق والجلنار والعفص واخلط بهَا إِذا لم يكن حرارة كندرا وسنبلا وَنَحْو ذَلِك.

فِي وجع الْفُؤَاد قَالَ: كثبرا مَا يكون فَم الْمعدة قوي الْحس ويعرض إِن تنصب إِلَيْهَا أخلاط حارة فَيعرض عَنهُ وجع يكَاد يهْلك ويجلب غشيا وَرُبمَا كَانَ ذَلِك من الحميات أَن تصعد إِلَى هَهُنَا فَيعرض عَنهُ غشى قوي فَإِذا لم يكن عَن الحميات لَكِن عَن خلط ردئ فأطعمه الْفَوَاكِه القابضة كالتفاح وَالرُّمَّان والخوخ والكمثرى وخبزا منقعا بِمَاء بَارِد واغذه بِمَا يعسر استحالته وَلَا تتركه يبطئ بِالطَّعَامِ لَكِن يلهن غدْوَة بِهَذِهِ واستفرغه فِي حَال الرَّاحَة بالارياج. اسْتعْمل فِي حَال النّوبَة المَاء الْحَار بِكَثْرَة ودوام فَإِنَّهُ إِمَّا يقيأه أَو يسهله ثمَّ التقوية وَقد تكون حموضة الجشاء عَن حرارة وَقد داويناه بالمبردات فسكن فاستدل أَولا وَكَذَلِكَ تكون مرَارَة الْفَم وَلَيْسَ المرار غَالِبا لَكِن محتبسا فِي فَم الْمعدة وَكَذَلِكَ لَا يحكم على أَمر التبزق من كثرته فتحكم أَن الْمعدة ترطبه فقد يعرض ذَلِك من غَلَبَة الْحَرَارَة كَمَا يعرض لمن يَصُوم ويقلل من الطَّعَام لِأَنَّهُ لَا يزَال فِي تبزق إِلَى أَن يتَنَاوَل الطَّعَام فاقصد لعلاج من يكثر التبزق من الْحَرَارَة بأغذية مبردة عسرة الاستحالة وَلمن يكثر تبزقه من رُطُوبَة بالمجففة المسخنة. الْكِنْدِيّ فِي التَّحَرُّز من وجع الْمعدة قَالَ: إِنَّك إِنَّمَا لَا تشْتَهي حَتَّى تَأْكُل شَيْئا ثمَّ تهيج شهوتك بَحر معدتك فَإِنَّمَا يبرد بِالطَّعَامِ الَّذِي يتَنَاوَلهُ فتعتدل فتشتهى حِينَئِذٍ قَالَ: وإفراغ الْمعدة من الرطوبات بالقيء أسهل وأبلغ مِنْهُ بالمسهل. فيلغويورس قَالَ: قد يعرض فِي الْمعدة تلهب شَدِيد مَعَ غشى وَهَؤُلَاء يجب أَن يسقوا فِي وَقت النّوبَة مَاء بَارِدًا ثمَّ يعالجون بأغذية عسرة الْفساد كالحصرم والسماق قَالَ: وَقد يعرض وجع الْمعدة مَعَ قلق وخبث نفس ويسكنه اللَّبن إِذا شرب أوصفرة بيض مشوية إِذا أكلت أَو سويق) بشراب قَالَ: وبوليموس إِنَّمَا هُوَ ذهَاب الشَّهْوَة جملَة. مَجْهُول: قد يعرض فِي الْمعدة صلابة كالورم ويعالج بالتضميد بزعفران ومصطكى وإكليل الْملك وسنبل ومقل وشمع ودهن ورد وَبِالْجُمْلَةِ بالأشياء المقوية الملينة. تياذوق قَالَ: الْقَيْء بعد الطَّعَام تكون الأخلاط رقيقَة لذاعة والمعدة قَليلَة وينفع مِنْهُ غَايَة الْمَنْفَعَة أَقْرَاص أماروس وَهِي جَيِّدَة للمعدة أَيْضا أخلاطه: بزر كرفس سِتَّة أفسنتين أَرْبَعَة مر أثنان فلفل مثله دَار صيني سنة فَإِن لم يجد فسليقة سَوْدَاء مقشرة من قشرها عشرَة جند بادستر أفيون اثْنَان اثْنَان الشربة نصف مِثْقَال للصَّغِير وَالْكَبِير مثقالان إِلَى مِثْقَال بأوقيتي شراب قَابض لوجع الْمعدة وللقيء بِمَاء بَارِد ثمَّ ينفع بعد ذَلِك أَن تنقيه بالأيارج لتستأصل

الوجع وَلَا يجب أَن تقدم بالأرياج قبل هَذَا القرص فَإِنَّهُ رُبمَا أفسد لِأَنَّهُ يشْتَد الوجع واللذع حَتَّى يعرض غشى وينفع من هَذَا الدَّاء رب الخشخاش. الخوز وَابْن ماسويه: الْخبث ينفع غَايَة النَّفْع لمن يقيء طَعَامه. الْبُرْهَان: الرَّابِعَة عشر: الْحَرَكَة العنيفة بعد الطَّعَام تَدْعُو إِلَى الْقَيْء وتوجب ذَلِك وَذَكَرْنَاهُ فِي غير مَا كتاب وَلذَلِك يجب لمن يلْزم من يعتاده ذَلِك السّكُون بعد الطَّعَام. الثَّامِنَة من الميامر: مصلح يرى من خلال كَلَامه: أَنَّك إِذا رَأَيْت من يقيء طَعَامه فَانْظُر أَولا هَل يكثر فان قوما بهم شَهْوَة كلبية فَيَأْكُلُونَ أَكثر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ ثمَّ يقوى الْفضل وَقوم يصيبهم وجع الْمعدة إِن أَمْسكُوا عَن الْغذَاء يغشى عَلَيْهِم. أَقْرَاص ماروسن. على مَا أصلحه جالينوس يصلح لمن يقيء طَعَامه ويسقى بِرَبّ الرُّمَّان إِذا كَانَ عَطش وحرارة بشراب إِذا لم يكن ذَلِك: بزر كرفس أنيسون سِتَّة سِتَّة أفسنتين أَرْبَعَة فلفل مثقالان دَار صيني سليخة أفيون سِتَّة سِتَّة جند بادستر مثله الشربة مِثْقَال وَقد اعْتمد على هَذَا مسيح قَالَ: قد تكون ذهَاب الشَّهْوَة لقلَّة التَّحَلُّل من شَيْء قبض الْجَسَد كدهن وَمَا أشبهه وتكثر لضد ذَلِك الشَّهْوَة حَتَّى تصير كلبية وَيكون لحر هَوَاء أَو برد ذَلِك قَالَ: والمعدة الضعيفة تشْتَهى الحامضة والقابضة والمالحة. وَأما القوية فالدسمة قَالَ: وليحزر التخم بِكُل حِيلَة فانها أصل أمراض فَإِذا حدثت فقلل الْغذَاء وزد فِي الرياضة وَالْحمام وكل مَا يجفف ويعرق قبل الْأكل تعرقا تعرقا كثيرا بالحركة وَالْحمام وَلَا يجب أَن تسْتَعْمل الرياضة وَلَا الْحمام لَكِن السّكُون وَالنَّوْم حَتَّى يظْهر النضج والخف) فِي الْبَطن ثمَّ يستعملون الرياضة ثمَّ يَأْكُل والمعدة الضعيفة الَّتِي تقذف مَا تَأْكُل ينفعها رب الرُّمَّان بالنعنع والأضمدة العطرية والأغذية العفصة. فِي تشريح أرسطاطاليس: النّوم على الْيَسَار أعون على الهضم وعَلى الْيَمين لانحدار الْغذَاء قَالَ: وَهَذَا شَيْء تعرفه من كتاب مَنَافِع الْأَعْضَاء من أجل شكل الْمعدة ووضعها يَنْبَغِي لمن فِي شَهْوَته ضعف أَلا يكون فِي أطعمته زعفران الْبَتَّةَ. حنين فِي الترياق: المصطكى تحل الورم من الْمعدة. قرص لمن بَقِي طَعَامه: زرنباد قرنفل أشنة مصطكى دَار صيني سك كندر بِالسَّوِيَّةِ دانق دانق أفيون قِيرَاط جند بادستر مثله صَبر ربع دِرْهَم قَالَ: وَلَا شَيْء خير لمن يقيء طَعَامه من أَقْرَاص أما روسن: بزر كرفس رازيانج رومى أفسنتين بِالسَّوِيَّةِ سليخة جزءان مر فلفل

ضماد لضعف الْمعدة والتخم: عفص ذريرة كمون كندر سعد مصطكى مَاء الآس مَاء السفرجل دهن الناردين يسحق ويسخن ويطلى. لمن يقيء طَعَامه: زرنباد دورنج جند بادستر سكر من كل وَاحِد جزؤ يسقى مِنْهُ دِرْهَم وَنصف أَيَّامًا فَإِن كفى وَإِلَّا فاسقه دهن خروع بِمَاء البزور والكرفس والرازيانج. الترمذى لضعف الْمعدة والرياح فِي الْجوف: هليلج أسود مقلو بِسمن الْبَقر عشرَة حرف مقلو خَمْسَة صعتر فَارسي نانخواه حلبة ثَلَاثَة خبث عشرَة أسحق الشربة دِرْهَمَانِ بشراب قوي. الخوز لمن يقيء مَا يَأْكُل: دَوَاء الْمسك أَيَّامًا وبزر كرفس نانخواه وسنبل ومصطكى وسك وزرنباد ودروج وجندبادستر وصبر وأفسنتين بِالسَّوِيَّةِ ربع جُزْء وَيشْرب مِثْقَال بنبيد مَعَ حَبَّة مسك وَإِن كَانَ قَوِيا متقادماً فاسقه دهن الخروع أسبوعا بِمَاء كرفس ورازيانج وأنيسون وكمون وَوَج وزنجبيل وخولنجان. الْخَامِسَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء: من مراق بَطْنه مهزول كَانَ أقل استمراء مِمَّن مراق بَطْنه لحم سمين. قسطا فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ: يتَوَلَّد فِي فَم الْمعدة عَن أَطْعِمَة غَلِيظَة جدا وفيمن يكون متهيأ لذَلِك بلغم زجاجي يهيج وجع الْفُؤَاد مَا يبلغ من شدَّة أَن يعطل الْإِنْسَان عَن جَمِيع أشغاله وَأَن يعالج بالأميروسيا وأقراص الأفسنتين بالدحمرثا وبأقراص الْكَوْكَب ثمَّ يعالج بالقيء ثمَّ بِمَا يجفف وينقى ويلطف وبالإسهال بشحم الحنظل فانه الَّذِي يقلعه وَقد يحدث سوء استمراء عَن بلغم) حامض رَقِيق فِي الْمعدة ويتبعه جشاء حامض وَقلة عَطش وَهَذَا يعرض من الْفَوَاكِه الرّطبَة والسمك وَكَثْرَة الشَّرَاب من شراب رَدِيء ويعالج بالكمون والفلافلى ويمضغ الكزبرة الْيَابِسَة والكمون والكرويا فان هَذِه إِذا مضغت وابتلع مَاؤُهَا بعد الطَّعَام تذْهب الجشاء والحامض وَقد يعرض وجع فِي الْمعدة فِي وَقت انهضام الطَّعَام وَقد يجد الْإِنْسَان فِيهَا عسرا وقبضافوق السُّرَّة وَدون فَم الْمعدة وَإِن أكل طَعَاما غليظا هاج الوجع أَيْضا حَتَّى يَأْخُذ الانهضام فيهيج حِينَئِذٍ وَأكْثر مَا يعرض للمحررمين والشباب الَّذين أغذيتهم رَدِيئَة ويعالج بالأرياج ونقيع الصَّبْر وبالاطريفيل الصَّغِير وبالسفوف الْمُتَّخذ من هليلج ورازيانج وسكر وَيكون هَذَا الوجع من رطوبات رقيقَة تبل فَم الْمعدة. جَمِيع أَمر الْمعدة: د: شراب حب الآس جيد للمعدة. ج: قشور الأترنج تعين على الاستمراء إِذا أَخذ مِنْهُ شَيْء يسير وَهُوَ جيد للمعدة وَكَذَلِكَ

يعصر مَاؤُهُ ويخلط بالأدوية المسهلة ورماد الأذخر نَافِع من أوجاع الْمعدة وفقاح الأذخر نَافِع من الأورام الَّتِي فِي الْمعدة وَقَالَ جالينوس: الأقحوان الْأَبْيَض للمعدة إِذا شرب أَطْرَافه يجفف جَمِيع بولس: الأقحوان الْأَحْمَر يجفف جَمِيع السيلان إِلَى الْمعدة. بديغورش: الآملج خاصته تَقْوِيَة الْمعدة وَمنع الْفساد مِنْهَا الأشقيل يعين على الأستمراء فِي مَا ذكرد: إِذا أكل مسلوقا لانيا قَالَ: خل الأشقيل يعين على الأستمراء وَيصْلح ضعف الْمعدة ورداءة الهضم وَمَتى شرب طبيخه أَو عصارته عشرَة أَيَّام كل يَوْم ثَلَاث قوانوشات شفي عديم الشَّهْوَة. ابْن ماسويه: حماض الأترج يشهي الطَّعَام شراب الأفسنتين مقو للمعدة للشهوة نَافِع من إبطاء الهضم. بديغورس: خَاصَّة الأفسنتين تَقْوِيَة للمعدة وَنَافِع للشهوة نَافِع من إبطاء الهضم وَيقطع مَا ينزل إِلَى الْمعدة وَمَا فِيهَا من الفضول. روفس: الأفسنتين يُقَوي الْمعدة طبيخ حب البلسان نَافِع من سوء الهضم البادورج مجفف للسيلان السايل إِلَى الْمعدة. د: الْبَيْضَة إِذا تحسيت نفعا من الخشونة الْحَادِثَة فِي المرئ والمعدة وَقَالَ البصل مشه للطعام خَاصَّة إِذا كَانَ نيا وَإِذا دق وشم شهى الطَّعَام والبلبوس الْأَحْمَر مِنْهُ جيد للمعدة والمدور الَّذِي يشبه الأشقيل مِنْهُ أَجود للمعدة من الحلو لهضم الطَّعَام وَقَالَ ج: إِن فِيهِ مرَارًا وقبضا فَهُوَ) لذَلِك يقوى الْمعدة الضعيفة ويفتق الشَّهْوَة. ابْن ماسويه قَالَ: هُوَ هاضم للطعام وبزره وبقله وَكَذَلِكَ الدَّار صيني يطيب الْمعدة الهندباء مقو للمعدة وخاصة المربى. د: الهليلج الْأسود جيد. بديغورس: الزَّعْفَرَان دابغ للمعدة هاضم للطعام. ابْن ماسويه: زَيْت الأنفاق جيد للمعدة لقبضه الزَّيْتُون يُقَوي الْمعدة ويفتق الشَّهْوَة الزعرور يُقَوي الْمعدة. الزنجبيل يعين على الهضم جيد للمعدة وَكَذَلِكَ الفلفل. المَاء وَالشرَاب إِذا أطفىء فِيهَا الْحَدِيد المحمى مَرَّات صلح لاسترخاء الْمعدة عصارة ورق الْكَرم نافعة من وجع الْمعدة ثَمَرَة الكرمة الْبَريَّة إِذا شربت جيد للمعدة تشدها وتدفع حموضة الطَّعَام فِي الْمعدة.

د وَج قَالَا: قشار الكندر جيد للمعدة الرخوة عمل مِنْهُ ضماد أَو شراب الكمثرى يُقَوي الْمعدة. جالينوس: الكزبرة الْيَابِسَة دابغة للمعدة ليبسها. د: بزر الكرفس مقو للمعدة. ابْن ماسويه: الكشوث دابغ للمعدة وسمورينون يُحَرك الجشاء. د وَابْن ماسويه: شراب الكماذريوس نَافِع من إبطاء الهضم. د: الكرويا جيد للهضم مقو للمعدة والكاشم هاضم للغذاء الْكبر المطيب يصلح لتقوية الْمعدة وَيُقَوِّي الشَّهْوَة المقصرة وَقَالَ: الْكبر المربى بخل دابغ للمعدة اللوز الحلو الرطب إِذا أكل بقشرة الدَّاخِل أصلح بلة الْمعدة. وزهر لحية التيس إِذا شرب بشراب نفع من ضعف الْمعدة وتجلب الْمعدة وتجلب الْموَاد إِلَيْهَا. د وَج: لحية التيس تدخل فِي الْأَدْوِيَة المقوية لفم الْمعدة والمعدة والمصطكى جيد للمعدة. د: الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار مقو للهضم وَقَالَ: شراب التَّمْر يُوَافق الْمعدة الضعيفة وَقَالَ: النعنع يسخن الْمعدة بحره ويقويها بعفوصته. ابْن ماسويه: قَالَ: النعنع يُحَرك الجشاء ويعين على الهضم النانخواه يسخن الْمعدة. د: الاشقيل نَافِع من طفو الطَّعَام فِي الْمعدة إِذا أَخذ مِنْهُ ثَلَاث أبولسات بِعَسَل وَقَالَ: السفرجل جيد للمعدة أكل أَو تضمد بِهِ وينهض الشَّهْوَة.) د وَابْن ماسويه: قَالَا: السماق يشهى الطَّعَام وَيُقَوِّي الْمعدة وينهض الشَّهْوَة والسكنجين الَّذِي يعْمل بِمَاء الْبَحْر على مَا فِي كتاب الصِّنَاعَة قَالَ: إِن شرب أسهل كيموسا غليظا. د وروفس: السكنجين ينْهض الشَّهْوَة. د: بزر ساساليوس يهضم الْمعدة. الْإِسْكَنْدَر: حب العرعر جيد للمعدة. د: الْعَسَل يعين على الهضم. روفس: حب الْعِنَب نَافِع للمعدة. د: الزَّبِيب يُقَوي الْمعدة. ابْن ماسويه: رب الحصرم دابغ للمعدة. د: الْعود الْهِنْدِيّ إِن شرب من أَصله دِرْهَم وَنصف أذهب الرُّطُوبَة العفنة فِي الْمعدة وقواها.

د وبولس: العدس المقشر إِن أكل مِنْهُ ثَلَاثُونَ حَبَّة نفع من استرخاء الْمعدة. د: الفجل إِن أكل بعد الطَّعَام هضمه وخاصة ورقه. ابْن ماسويه: ورق الفجل يهضم الطَّعَام. د: الفلفل هاضم للطعام يفتق الشَّهْوَة إِذا جعل الصباغات. د: وَقَالَ ابْن ماسويه: الدَّار فلفل كَذَلِك الفوتنج الْجبلي ينْهض الشَّهْوَة للطعام وَقَالا: الصعتر هاضم للطعام مَذْهَب للثقل الْعَارِض فِيهَا من الطَّعَام الغليظ وصمغ القراسيا ينْهض الشَّهْوَة والراوند خاصته النَّفْع من ضعف الْمعدة. روفس: الفوتنج مقو للمعدة. بديغورس وَابْن ماسويه: الربيثا نافعة للمعدة مجففة لرطوبتها وخاصة إِذا أكلت بالصعتر والشونيز والنبيذ والكرفس والسذاب وَالزَّبِيب. د: التفاح الحامض الْقَابِض يُقَوي الْمعدة والرئ. ابْن ماسويه: التفاح الحامض كَانَ نيا أَو مشويا فِي جَوف عجين يطلى عَلَيْهِ ويشوى وَيطْعم مَعَ الْخبز من كَانَت بِهِ حرارة وطبيعته مستطلقة فيقوي الْمعدة ويشهى الطَّعَام التانبول يُقَوي الْمعدة. بديغورس: التوت الحامض يشهي الطَّعَام خَاصَّة لمن معدته حارة. ابْن ماسويه: الترمس الَّذِي لَا مرَارَة لَهُ يشهى الطَّعَام الثوم يسخن الْمعدة الْبَارِدَة.) ابْن ماسويه: الغاريقون إِن مضغ وابتلع وَحده أذهب الجشاء الحامض والخل صَالح للمعدة مفتق للشهوة. د: الْخلّ يعين على الهضم. روفس وَابْن ماسويه الْأَدْوِيَة الهاضمة للطعام: الدَّار فلفل والشربة مِثْقَال وَالدَّار صيني كَذَلِك وأصل الْإِذْخر فقاحه والكاشم والكرويا مِثْقَال مِثْقَال والزوفا والرجلة نافعة من نزُول الْموَاد إِلَى الْمعدة والأمعاء. الجنطيان إِذا شرب مِنْهُ درخميان نفع من وجع الْمعدة الإهليلج الْأسود ينقيها وَيمْنَع نزُول الْموَاد بديغورس وَابْن ماسويه: الوج منق للمعدة. بديغورس: الحماما ينقى الْمعدة. حجر البسد قَالَ جالينوس: قد أمتحنته فَوَجَدته ينفع المرئ والمعدة إِذا علق عَلَيْهَا أَو علق على عنق العليل وَقد اتَّخذت مِنْهُ مخنقة وعلقتها فِي عنق العليل الكندر نَافِع من أورام الْمعدة إِذا ضمد بِهِ وَلبن النِّسَاء إِذا رضع من الثدى نفع من لذع الْمعدة.

ج: اللَّبن الَّذِي أفنيت رطوبته من قطع الْحَدِيد جيد من لذع الْمعدة من أجل خلط حَار لِسَان الْحمل إِذا اغتذى بِهِ أَو شرب مَاؤُهُ قطع سيلان الفضول إِلَى الْمعدة الدّهن الْمَعْمُول من المصطكى يصلح للضمادات الَّتِي تضمد بهَا. ج: المصطكى مركب من قُوَّة تلين وَمن قُوَّة تقبض فَلذَلِك ينفع أورام الْمعدة. ج: سنبل الطّيب ينفع فَم الْمعدة إِذا شرب أَو ضمد بِهِ والهندباء أَجود لذَلِك ويشفي من اللذع الْحَادِث فِي الْمعدة القسب إِذا جعل مَعَ سفرجل قيروطا بدهن زهرَة الْكَرم وَجعل ضمادا نفع من وجع الْمعدة قشور الطّلع يسْتَعْمل مَعَ الْأَدْوِيَة والأضمدة الَّتِي تَنْفَع لفم الْمعدة ساذج هُوَ أَجود للمعدة من السنبل والسنبل جيد للمعدة ورق السرو إِذا دق وضمد بِهِ الْمعدة مَعَ قيروطي قواها. ج: عصارة السوس تملس خشونة الْحلق العليق مَتى ضمد بِهِ الْمعدة العليلة نَفعهَا وقواها وتمنع الْموَاد أَن تصل إِلَيْهَا زهرَة العليق نافعة للمعدة الضعيفة إِذا شربت وَقَالَ: الفستق الشَّامي جيد للمعدة. ابْن ماسويه: الفستق جيد للمعدة حب الصنوبر جيد إِذا شرب بعصارة الرجلة سكن اللذع) الْعَارِض للمعدة حب الصَّبْر إِذا كَانَ الصَّبْر مغسولا وَكَانَ هنديا أَنْفَع للمعدة من جَمِيع الْأَدْوِيَة الصحناة تنقى الْمعدة من البلغم وَتَنْفَع من الْمعدة الرّطبَة والجلود الَّتِي فِي أَجْوَاف القوانص إِن جففت وشربت نَفَعت من وجع الْمعدة وخاصة قوانص الديوك. قَالَ ج: قد يسْتَعْمل قوم الْجلْدَة الدَّاخِلَة من قوانص الدَّجَاج لوجع الْمعدة لحم الصدف إِن أكل غير مطبوخ وَلَا مشوى نفع من وجع الْمعدة. بولس: أصل القلقاس مَتى أكل مسلوقا كَانَ جيد للمعدة وَلحم الصدف وَلحم الْقُنْفُذ البحري جيد للمعدة قصب الذريرة يخلط فِي أضمدة الْمعدة حب الرُّمَّان الحامض إِذا جعل فِي الطَّعَام منع سيلان الفضول إِلَى الْمعدة مَاء الرمانين بشحمها يُقَوي الْمعدة. ابْن ماسويه: أقماع الرُّمَّان يدبغ الْمعدة الرازيانج نَافِع للمعدة الشاهترج جيد للمعدة. د: لبن التِّين الَّذِي يُسمى جميزا يشرب لوجع الْمعدة. ابْن ماسويه: التِّين إِن أكل طريا نقى الْمعدة من الْخَلْط البلغمي طبيخ أصل النّيل وعصارته يجفف الْمعدة ويصلحها. بولس قَالَ ج: وبزر الْكَبِير يفعل ذَلِك أَيْضا الغاريقون إِن أكل وَحده بِلَا مَاء وَلَا غَيره نفع من وجع الْمعدة.

د: مَتى أكل الخس قبل أَن يغسل نفع من وجع الْمعدة. روفس: الخس نَافِع للذع الْكَائِن فِي الْمعدة. د وَابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة النافعة من وجع الْمعدة الْبَارِدَة: أصل الْإِذْخر بصل الفار المشوي غاريقون جنطيان راوند صيني أفسنتين إكليل الْملك زوفرا كمون كرويا مصطكى أنيسون نانخواه. الَّتِي تبرد وتطفئ الْحر (الف الف) واللهيب من الْمعدة ويعدل مزاجها وأورامها الحارة: جك الإجاص نَافِع لمن احْتَاجَ أَن يرطب معدته ويبردها الإجاص يطفء الْحَرَارَة وخاصة ترطيب الْمعدة وتبريدها الأسفاناخ يدْفع الْحَرَارَة الْحَادِثَة من الخفناء وَالدَّم والرجلة كَذَلِك تفعل قَالَ جالينوس: الرجلة من أَنْفَع الْأَشْيَاء لمن يجد لهيبا فِي بَطْنه إِذا وضع عَلَيْهِ. ابْن ماسويه: مَتى أكل الْبِطِّيخ على الرِّيق أطفأ لهيب الْمعدة وحرارتها وورق البنفسج مَتى ضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير نفع التهاب الْمعدة وعدلها. د: الهندباء إِن ضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير كن التهاب الْمعدة دهن الْورْد يُطْفِئ التهاب الْمعدة إِذا شرب ورق الْكَرم إِذا ضمد بِهِ مَعَ سويق الشّعير سكن الورم الْحَار الْعَارِض فِي الْمعدة والالتهاب الْعَارِض لَهَا الكزبرة الرّطبَة إِذا أكلت بخل أطفأت الالتهاب الْعَارِض للمعدة جدا. ابْن ماسويه: والكزبرة الْيَابِسَة أَيْضا تسكن الالتهاب الْعَارِض من الصَّفْرَاء والكرفس إِذا ضمد بِهِ مَعَ سويق الشّعير سكن التهاب الْمعدة. د: السّمك الطري خاصته تُطْفِئ التهاب الْمعدة. ابْن ماسويه: السفرجل إِذا ضمد بِهِ سكن التهاب الْمعدة عصى الرَّاعِي نَافِع من التهاب فَم الْمعدة إِذا وضع عَلَيْهِ. ابْن ماسويه: عصارة السوس مَتى شربت نَفَعت من التهاب الْمعدة اللَّبن الحامض المنزوع الزّبد نَافِع من التهاب الْمعدة. ج: قَالَ ابْن ماسويه: عصى الرَّاعِي نَافِع من التهاب الْمعدة وَقَالَ: إِذا سلق القرع ثمَّ اتخذ بِمَاء الرُّمَّان وحصرم وخل خمر ودهن لوز حُلْو كَانَ جيد للمحرورين وللهب الْمعدة والقثاء البستاني يبرد الْمعدة على أَنه جيد لَهَا.

د: قَالَ ابْن ماسويه: الرُّمَّان الحامض ينفع الْمعدة الملتهبة وَقَالَ: بزر الرازيانج يسكن التهاب الْمعدة وخاصة إِذا شرب بِمَاء وَقَالَ: مَاء الشّعير يُطْفِئ الْحَرَارَة فِي الْمعدة. ابْن ماسويه: التوت الحامض يُطْفِئ التهاب الْمعدة وخاصة إِذا أكل مبردا الْخِيَار يسكن الْحَرَارَة ويطفئ اللهيب.) روفس: عِنَب الثَّعْلَب مَتى أنعم دقه وضمد بِهِ نفع الْمعدة الملتهبة. د وَج: القرع يُولد فِي الْمعدة بلة ويسكن لهيبها. اسْتِخْرَاج: تضمد الْمعدة بجرادة القرع وَمَاء الرجلة وخل خمر وَورد أَو بقيروطي مخبل بِبَعْض الْأَشْيَاء الْبَارِدَة أَو صندلين وَورد وكافور بِمَاء ورد وَمَاء حصرم. من الْكَمَال والتمام ضماد يبرد الْمعدة ويطفئ اللهيب ويسكن الْعَطش والحمى وينفع من نفث الدَّم إِذا طلى على الصَّدْر: شمع أَبيض ودهن ورد يسقى مَاء القرع والبرسيان دَارا ويلقى عَلَيْهِ كافور ويضمد بِهِ. ابْن ماسويه قَالَ: يُطْفِئ حر الْمعدة ولهيبها التضميد بجرادة القرع والرجلة والحقن بلعاب بزر من النبض الْكَبِير قَالَ: يتبع ورم الْمعدة إِن كَانَ قَلِيلا سوء الهضم وَإِن عظم فبطلانه قَالَ: وَإِن كَانَ فَم الْمعدة تبعه عدم شَهْوَة فان افراط الغشى والتشنج. الْفُصُول: كَثْرَة الشَّهْوَة تكون من غَلَبَة الْبرد على فَم الْمعدة لِأَن الشَّهْوَة خَاصَّة بِهَذَا الْعُضْو إِلَّا أَن يفرط الْبرد عَلَيْهِ كالحال فِي الْمَشَايِخ فانه عِنْد ذَلِك تبطل الشَّهْوَة الْبَتَّةَ حمرَة الْعين تكون مَعَ ورم حَار فِي الْمعدة إِذا حدث عَن الوجع المزمن فِيمَا يَلِي الْمعدة تقيح فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على سَبَب الوجع كَانَ ورما نضج على طول الْمدَّة لاريح وَلَا سوء مزاج بَارِد لِأَن هَذِه لايمكن أَن تلبث مُدَّة طَوِيلَة وخاصة إِن أحسن العليل التَّدْبِير فَأَما الورم إِذا لم يكن حارا ويقيء الْمَرَض فقد يُمكن أَن تطول بِهِ مدَّته حَتَّى ينضج برد الْأَطْرَاف عَن الوجع الشَّديد فِي الْمعدة ونواحيها رَدِيء لِأَنَّهُ يكون عَن ورم عَظِيم فِي الأحشاء. الميامر: إِذا كَانَت الْمعدة ضَعِيفَة مَعَ حرارة فَليَأْكُل العليل بعد الطَّعَام سفرجلا ورمانا مزا. إِسْحَاق: إِن حمض الطَّعَام فِي الْمعدة فاعطه عِنْد النّوم من هَذَا الدَّوَاء: فلفل أَبيض دِرْهَم بزر شبث كمون ربع ربع دِرْهَم ورد أَحْمَر منزوع الأقماع نصف دِرْهَم يسحق وينخل بحريرة الشربة نصف دِرْهَم بشراب ممزوج. فان كَانَ ينصب إِلَى الْمعدة مرار أصفر أعْطى طبيخ الأفسنتين مَعَ الصَّبْر. فان كَانَ يتَوَلَّد أَو تنصب إِلَى معدته سَوْدَاء أَو يُصِيبهُ نفخ فاعطه طبيخ الفوتنج النَّهْرِي مَعَ الْعَسَل ونق معدته بالاسهال بطبيخ الأفيثمون والفوذنج البرى.

فان كَانَت الْمعدة بَارِدَة وَكَانَ يتَوَلَّد فِيهَا بلغم غليظ سقى السكنجين على هَذِه الصّفة: يكون) كثير الْأُصُول مَعَ صَبر وَيكون الْخلّ وَالْمَاء رطلا وَالْأُصُول نصف رَطْل يطْبخ ويلقى بعد ذَلِك لكل جُزْء جزؤ من عسل ويطبخ وَيجْعَل فِيهِ من الصَّبْر ثَلَاث أَوَاقٍ هَذَا نَافِع للمشايخ والبلغم الغليظ يصلح لَهُم: حب الأفاوية وَهُوَ دَار صيني وقصب الذريرة وسليخة سَوْدَاء وعود بِلِسَان وفقاح إذخر وقشور جوزبوا من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ يدق جريشا وَلَا يسحق ويلقى فِي قدر حِجَارَة وَيصب عَلَيْهِ من مَاء الْمَطَر أَرْبَعَة أَرْطَال وَنصف ويطبخ حَتَّى يبْقى النّصْف ويصفى وَيُؤْخَذ من الصَّبْر السوقطرى رَطْل يغسل بِهَذَا المَاء ويلقى عَلَيْهِ مر وزعفران ومصطكى من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ وَيجمع ويحبب الشربة من دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثَلَاثَة فَأَما الرِّيَاح الَّتِي تتولد فِي الْبَطن فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب النفخ وَمن فسد الطَّعَام فِي معدته وَلم تَدْفَعهُ الطبيعة فاسقه كمونا على قدر احْتِمَاله فان كَانَ الطَّعَام يفْسد كثيرا فِي معدته فاسقه على الرِّيق بعض الْأَشْرِبَة الحلوة كالجلاب والفقاع بالعسل وَمَاء الْعَسَل وَفِيه بهاء ثمَّ انفضه أَيْضا بارياج فيقرا. ضماد للمعدة الضعيفة الهضم: صَبر مصطكى سنبل ورد يَابِس أفسنتين كمون عفص كندر ثَلَاثَة ثَلَاثَة يغلى نَبِيذ ريحاني مِقْدَار رَطْل وتكمد بِهِ الْمعدة بِالْغَدَاةِ والعشي وَيصْلح للمعدة الضعبفة وَقطع الاسهال وَيعْمل عمل الخورى من غير اسخان جوارش الرامك وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الهيضة. ابْن اللَّجْلَاج: ذَا كَانَ الجشاء دخانيا فسل عَمَّا أكل فانه قد يكون من الْبيض المدخن. من العلامات لج: عَلامَة الْجيد الهضم أَن يكون مستوى النّوم سريع الانتباه حسن اللَّوْن لَيْسَ بوارم الْوَجْه وَلَا ثقيل الرَّأْس سهل الْبَطن منتفخا وَلَا سِيمَا قبل أَن يتبرز خَفِيف الحركات وبالضد يكون كثير الالتخم وورم الْوَجْه مَعَ ضيق نفس ووجع الْمعدة والفواق مَعَ إبطاء الحركات وصفرة الْوَجْه وانتفاخ الشراسيف وَتغَير الجشاء واحتباس الْبَطن وانطلاقه بافراط وجشاء من أكل بيضًا. من كتاب سوء التنفس: يدل على انطفاء حر الْمعدة الغريزي خُرُوج مَا يُؤْكَل وَيشْرب عَنْهَا وَقلة اللّّبْث وَلَا يلبث الْبَتَّةَ. من الأغذية لج: التُّخمَة الَّتِي يعرض مَعهَا ثقل كَأَن فِي الْمعدة حجرا أَو طينا أَو نفخا مَعَ الجشاء الحامض فَهِيَ من التَّقْصِير فِي الْحَرَارَة وَالَّتِي مِنْهَا لذع وجشاء دخاني وغرزان فِي الْمعدة فَهُوَ من انقلاب الْأَطْعِمَة فِي الْمعدة إِلَى المرار المفرط الْحَار بالطبع أَو بِالْعرضِ إِذا كَانَ الْإِنْسَان يفْسد) طَعَامه إِلَى المرار وَهُوَ مَعَ ذَلِك بلغمي المزاج فَقِيه قبل طَعَامه فان هَذَا المجرى الْعَظِيم من مجاري الرئة يدْخل إِلَى الْمعدة.

إِذا كَانَت الْمعدة صَغِيرَة يجب أَن يطعم قَلِيلا قَلِيلا طَعَامه قَلِيل الكمية كثير الْغذَاء إِذا كَانَت بَارِدَة بالطبع أَو بِالْعرضِ احْتَاجَت إِلَى الجوارشان والاضمدة الحارة وَإِذا كَانَت حارة قلت شهوتها وَكثر عطشها واحتاجت إِلَى البوارد وَمَاء الحصرم وَنَحْوه وَإِذا كَانَت قَليلَة الاحتواء على الطَّعَام وهوالذي يلين بَطْنه أبدا إِذا احْتَاجَت إِلَى القابضة وَفِي الْأَكْثَر يكون ذَلِك مَعَ برد فتحتاج إِلَى الجوارش الْمركب من قوابض وسخنه. الْيَهُودِيّ: كَثْرَة الجشاء يدل على سوء الهضم لِأَنَّهُ يُولد الرِّيَاح فِي الْمعدة وَإِذا كَانَ حامضا متتابعاكثير الرِّيَاح دلّ على الْبُرُودَة وَإِن كَانَ دخانيا متفشيا دلّ على حرارة وَإِذا كَانَ سهكا ينقبض الْوَجْه من ردائته فِيهِ حموضة ودخانية مَعًا فَهُوَ مِنْهُمَا والضراط يدل على قُوَّة الْبَطن وَحسن الهضم وخاصة إِذا خرجت صلبة الصَّوْت قَوِيَّة قَليلَة الرّيح فَذَلِك يدل على قلَّة النفخ فِي الأمعاء وَقُوَّة عضل الْبَطن مَعَ جودة الهضم وَإِذا خرجت ضَعِيفَة مُنْتِنَة غير متكاثفة كَانَ الْفساد أبين وتدل على رداءة الهضم. من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة: إِذا ارتبك فِي الْمعدة طَعَام فَأَثْقَله واستحال بلغما يُوهم نوبَة حمى لَكِن من الْمَوْت السَّرِيع لج: من انخرقت معدته مَاتَ من بِهِ وجع الْبَطن وَظهر بحاجبيه أثار سود كالباقلي ثمَّ صَار قرحا وَثَبت إِلَى الْيَوْم الثَّانِي وَأكْثر مَاتَ وَمن بِهِ هَذَا الوجع واعتراه ثبات وَكَثْرَة نوم فِي مُدَّة مضره مَاتَ. أبيذيميا قَالَ: إِذا كَانَ فِي الْمعدة أخلاط فجة نِيَّة فِيمَا يعظم نَفعه لَهَا أَن يلْزمهَا بطن إِنْسَان حَار معتدل. علاج قَالَ فِي التَّدْبِير الملطف: إِن الْأَشْيَاء الَّتِي فِيهَا مرَارَة مَعَ قبض نافعة للمعدة كقضبان شجر العليق وَالْكَرم والجمار والطلع وَجَمِيع الْأَشْيَاء القابضة نافعة للمعدة فِي أَكثر الْأَمر وَقَالَ: بطلت شَهْوَة أمْرَأَة للطعام حَتَّى أشرفت على الْمَوْت من قلَّة أكلهَا فسقيتها شراب الأفسنتين فَقَوِيت معدتها واشتهت من ساعتها. أَظُنهُ سَقَاهَا ترياق بِمَاء الأفسنتين. أبيذيميا: قد يعرض وجع الْمعدة من الدُّود الْمُتَوَلد فِي الْبَطن إِذا ارْتَفع إِلَيْهَا وَيكون أَيْضا من أجل) الْخَلْط الَّذِي يتَوَلَّد مِنْهُ هَذَا الدُّود يجب إِذا كَانَت الْمعدة عليلة أَلا يثقل بِطَعَام يردهَا ضَرْبَة فَإِنَّهَا لَا تحمل لَكِن قَلِيلا قَلِيلا ليجنب العليل الْمعدة وخاصة فمها المَاء الثقيل لِأَنَّهُ يضغط الْفَم ويثقله فان لم يجد مِنْهُ بدا فليجعل مَعَه شرابًا ليسرع مروره فِي الأخلاط.

لج: إِذا كَانَ فِي الْمعدة قرح فالعرق كثير وَصغر النبض وَكَثْرَة الغثى والغشى وَبرد الْجِسْم وعسر البلغم ويتوجع عِنْد تنَاول الحريف من الْأَطْعِمَة. جورجس: إِذا كَانَت الْمعدة تألم وتفسد من أدنى سَبَب من غير أَطْعِمَة رَدِيئَة وَلَا تَدْبِير رَدِيء فَنَفْس جوهرها قد ضعف. أبذيميا: الأمتناع من الْحمام أبلغ شَيْء فِي حفظ قُوَّة الْمعدة وبالضد أَنه تضعف كثرته اضعافا قَوِيا فان الْحمام يضعف الْمعدة جدا. الميامر: أعظم مَا يخْشَى من أَجله على الْمَرِيض التّلف والورم فِي الْمعدة والكبد قَالَ: وَأَنا اسْتعْمل فِي ابْتِدَاء الورم وَإِذا لم يزمن هَذَا: شمع دسم طيب الرَّائِحَة ثَمَانِيَة مَثَاقِيل دهن الناردين أُوقِيَّة وَنصف فِي الشتَاء وَفِي الصَّيف أجعَل الشمع سَبْعَة مَثَاقِيل وأذبهما فِي إِنَاء مضاعف ونحه وألق عَلَيْهِ صبرا ومصطكى وَمَرا من كل وَاحِد مِثْقَالا وَإِن احتجت أَن يكون الْقَبْض أَكثر فألق من الصَّبْر والمصطكى مِثْقَالا وَنصفا فان كَانَت الْمعدة قد ضعفت حَتَّى لَا تمسك الطَّعَام فألق فِيهِ عصارة الحصرم أَيْضا بِقدر الصَّبْر وَرُبمَا خلطت عصارة الأفسنتين فَهَذَا بِهَذَا فَإِن تطاولت مُدَّة الورم وصلب فعالجه بِمَا يَقع فِيهِ بعض الْأَدْوِيَة العطرية والأدوية الملينة فَهَذَا علاج الورم فِي الْمعدة. وَأما الْعِلَل الَّتِي بِلَا ورم فَإِن أَكثر مَا يعرض للنَّاس من الْأَمْرَاض الَّتِي من أجل المزاج يعرض لَهُم من أجل الزِّيَادَة الرُّطُوبَة فَأُولَئِك أبلغ مَا يعالجون بِهِ الْأَدْوِيَة المنبسة لِأَن المنسبة القابضة مِنْهَا تجمع وتشد جَوْهَر الْأَعْضَاء الَّتِي تلقاها والمحللة تحل جوهرها صَار لهَذَا من يحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة القابضة أَكثر إِلَّا أَنه إِن كَانَ سوء المزاج الرطب مَعَ برودة أضرت بهم القابضة مَتى اسْتعْملت خَاصَّة لِأَن قوتها بَارِدَة وَلذَلِك تَجِد أَكثر الْأَدْوِيَة المستخرجة لهَذِهِ الْعلَّة الْمُؤَلّفَة من قابضة ومسكنة قَالَ: وإرياج فيقرا نَافِع للمعمودين نفعا فِي الْغَايَة والأجود أل يغسل الصَّبْر فِي علل الْبَطن لِأَنَّهُ إِذا غسل ذهب عَنهُ أَكثر الدوائية وَضعف إسهاله وَالصَّبْر ضار لمن بِهِ سوء مزاج مُفْرد لَا خلط مَعَه حارا كَانَ أَو بَارِدًا وَإِنَّمَا ينفع حَيْثُ رطوبات تحْتَاج أَن تستفرغ وَإِنَّمَا يكون ذَلِك إِذا) كَانَت الرطوبات كَثِيرَة قد بلت وَاسْتَرْخَتْ رطوبات الْمعدة من أجلهَا فالأستفراغ نَافِع لَا محَالة كَانَت قَليلَة أَو كَثِيرَة وَهُوَ أَيْضا دَوَاء نَافِع بليغ لمن يعرض فِي معدته عِلّة من جنس المرار حَتَّى أَنه كثيرا مَا يبرأ هَؤُلَاءِ فِي يَوْم وَاحِد وَأما الْأَشْيَاء القابضة أَطْعِمَة كَانَت أَو أدوية يابسة أَو أشربة فَإِنَّهَا تضر هَؤُلَاءِ مضرَّة فِي الْغَايَة. يعْنى الَّذين بهم سوء مزاج بَارِد بِلَا مَادَّة فَأَما مَتى كَانَ فِي الْمعدة رطوبات كثير وَكَانَ فِيهَا كالترهل تؤذي بكميتها فَقَط لَا بردائتها وَكَانَت قد جعلت فَم الْمعدة وَكَأَنَّهُ

مبلول فَإِن القابضة أَنْفَع الْأَشْيَاء لهَؤُلَاء لِأَنَّهَا تشدها وتقويها وَمِمَّا يدل على برد الْمعدة دلَالَة كَافِيَة أَلا يعطش العليل ويحس بالبرد فَمَتَى لم يعطش وَلم يجد لهيبا فالعلة بَارِدَة. قَالَ ج: وَمن كَانَت فِي معدته مرّة وخاصة إِن كَانَت مداخلة لطبقاتها فَلَا تقدر على دَوَاء أَنْفَع من إيارج فيقرا والشربة المعتدلة مِثْقَال وَلَا يجب أَن يسقى من بِهِ ورم فِي بَطْنه هَذَا الدَّوَاء دون أَن ينضج الورم وينحط. أرخنجانس: الْعِلَل فِي الْمعدة يكون أَكْثَرهَا من التخم فَيَنْبَغِي أَن تتوقى دَائِما فَإِن كَانَت التُّخمَة حدثت من ردائة المَاء والهواء أَو مِنْهُمَا مَعًا فليصلح كل وَاحِد مِنْهُمَا فَإِن حدثت من كمية الطَّعَام أَو من كيفيته فليترك وَكَذَلِكَ إِن حدثت من طَعَام لم تجر الْعَادة بِهِ فعالج كل وَاحِدَة بالمضادة لجَمِيع أَسبَابه المؤذية وَإِن كَانَ التَّدْبِير جيدا فَإِن السَّبَب حِينَئِذٍ فِي التُّخمَة إِنَّمَا هِيَ الضعْف فلتقو بالمروخ والرياضة وَاسْتِعْمَال الصّيام وَالَّذِي يتجشأ حامضا فاسقه قبل الطَّعَام كزبرة يابسة وَيشْرب بعْدهَا شرابًا صرفا وَإِذا عرض فِي وَقت مَا أَلا يستمرئ الْمَرْء طَعَامه فَإِن ذَلِك كَانَ يَسِيرا فلينم وقتا طَويلا فَإِن لم يكن ذَلِك لشغل أولغيره فليحذر التَّعَب والصياح وَالْبرد وَالْحر وَيُؤَخر دُخُول الْحمام عَن وَقت عَادَته ثمَّ يستحم بِمَاء قوي الْحَرَارَة وَيشْرب فِي الْبَيْت الأول مَاء فاتراً ويقيء مَا اجْتمع فِي معدته من بلغم وَيسْتَعْمل يَوْمه طَعَاما كثيرا وَشَرَابًا فَإِن كَانَ مَا يعرض من فَسَاد الطَّعَام قَوِيا عَظِيما ويجد لذعا فِي معدته ويتجشأ جشاء يجد فِيهِ طعمه ويصيبه تقلب نفس وغثى فاسقه مَاء فاتراً وقيئه حَتَّى يستنظف جَمِيع مَا فسد فِي معدته ثمَّ صب على رَأسه دهناوكمد مَا يَلِي معدته وجنبيه بخرق مغموسة فِي زَيْت مفتر وَبعد ذَلِك من الكماد وادلك يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ بِزَيْت وصب عَلَيْهَا مَاء سخنا ومره بالراحة يَوْمه كُله بِلَا طَعَام فَإِذا كَانَ من غَد فَإِن كَانَ لم تعرض لَهُ آفَة فَأدْخلهُ الْحمام على مَا وصفت قبل وأعن بأَمْره فَإِن) كَانَ ضَعِيفا فأغذه بذلك الْيَوْم بغذاء معتدل بِقدر مَا تسترد قوته ثمَّ أدخلهُ الْحمام من غَد وَتقدم إِلَيْهِ أَن ينقص من طَعَامه وَشَرَابه إِلَى أَن تمْضِي ثَلَاثَة أَيَّام فَهَذَا هُوَ علاج التُّخمَة الْمُوَافق لَهَا فَأَما الْعِلَل الْعَارِضَة من التخم بالهيضة والأستطلاق فسأذكرها إِن شَاءَ الله. فَأَما الالتهاب وَمَا حدث مَعَ الغثى وَسُقُوط القوى وَالْكرب من أَي الْأَسْبَاب كَانَ حُدُوثه إِذا لم يكن مَعَ حمى فليسق فِيمَا بَين الْأَوْقَات قدر ثَلَاث أَوَاقٍ أَو أَربع من المَاء الْبَارِد مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فَإِن سكن عَنهُ وَإِلَّا فدبره بِسَائِر مَا تقدم فَإِن دَامَت الْعلَّة فَشد الْأَطْرَاف وكمدها واسقه دَائِما مَاء الْفَوَاكِه وَاجعَل طَعَامه أرزا واسقه نعنعا واعطه عدسا وَنَحْوه قَالَ: وَإِن كَانَ فِي الْمعدة التهابكثير وقرحة شَدِيدَة فَخذ مثانة واملأها مَاء بَارِدًا وَضعهَا عَلَيْهَا أَو ضع عَلَيْهَا ثلجا أَو جَرَادَة قرع وَاسْتعْمل مَا يسْتَعْمل فِي خفقان الْقلب فَأَما الوجع فِي الْمعدة مَعَ

كرب فاسقه طبيخ قَالَ ج: جَمِيع علل الْمعدة يسير إِن لم تكن مَعهَا حرارة شَدِيدَة أَو يبس فَإِن هَذَا الدَّوَاء نَافِع لَهَا: عصارة سفرجل قسطان خل قسط وَنصف وَإِن كَانَ فِي غَايَة الثقافة فقسط زنجبيل ثَلَاث أَوَاقٍ فلفل أَبيض أوقيتان يطْبخ العصارة والخل حَتَّى يغلظا وتنثر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة. آخر: جرم السفرجل الْمَطْبُوخ بخل ثَلَاثَة أَرْطَال عسل ثَلَاثَة أَرْطَال خل أَبيض ثَلَاثَة أَرْطَال فلفل ثَلَاثَة واق زنجبيل مثله بزر كرفس جبلي أُوقِيَّة. ضماد لوجع الْمعدة واستطلاق الْبَطن وقروح الأمعاء نَافِع جدا: أَطْرَاف الْكَرم أُوقِيَّة ورد يَابِس ومصطكى وصبر وعفص أَخْضَر وشب مدور أقاقيا نصف أُوقِيَّة من كل وَاحِد دهن الآس وشمعما يجمعها. آخر: أَطْرَاف الْكَرم عصارة الحصرم يَابِس بزر الْورْد صَبر عفص أَخْضَر شب يمَان أقاقيا جنبذ الرُّمَّان البرى المصطكى يعجن الْجَمِيع بشراب الْحبّ الآس ويضمد بِهِ وأضمدة الْقَيْء وَضعف الْمعدة يجب أَن يكون الْغَالِب عَلَيْهَا الْقَبْض بِالْإِضَافَة إِلَى أضمدة الكبد. ضماد لورم الْمعدة: أشق مائَة شمع مثله أكليل الْملك اثْنَا عشر زعفران مر مقل الْيَهُود من كل وَاحِد من ثَمَانِيَة دهن بِلِسَان رَطْل يجمع. هَذَا يصلح ورم الصلب فِي الْمعدة جدا. ضماد جيد من أورام الْمعدة والكبد المزمنة: شمع صمغ البطم مقل الْيَهُود أشق قردمانا سعد إكليل الْملك حَماما سنبل هندي زعفران كندر مر دَار صيني سليخة من كل وَاحِد خَمْسَة) وَعِشْرُونَ مِثْقَالا دهن الْحِنَّاء قوطولي وَاحِد شراب بِقدر الْكِفَايَة يجمع الشمع بدهن الْحِنَّاء ودهن ورد وَيجمع الْجَمِيع. ابْن ماسويه فِي كتاب الإسهال: الْقُوَّة الجاذبة الَّتِي فِي الْمعدة تحتفظ بِالْحرِّ واليبس فَإِن ضعفت فقوها بالسنبل والبسباسة والجوزيوا والقرنفل والكمون والكرويا وَنَحْو ذَلِك وتفقد ذَلِك بِحَسب حَاجَتهَا فَإِن زَادَت الْحَرَارَة واليبس على مِقْدَار الْقُوَّة الجاذبة عولج بالأشياء الْبَارِدَة الرّطبَة مثل مَاء القثاء وَمَاء القرع وتقوى الجاذبة بِالشرابِ الْقَلِيل المزاج والماسكة تقوى بورد وطباشير وحماض وجلنار وبلوط وَنَحْوهَا بِقدر الْحَاجة وَإِن أفرطت عدلتها بالأشياء الحارة الرّطبَة كالجزر والجرجير والهليون والشحم والهاضمة أحفظها بالحارة الرّطبَة وأوهنها بالبرودة واليبس واحفظ الدافعة بالبرودة والرطوبة وأوهنها بِالْحرِّ واليبس.

هَذَا بِحَسب الْكَلَام وَيحْتَاج أَن نضع أَن علل الْمعدة تحدث إِمَّا لسوء مزاج وَهِي ثَمَانِيَة فَيعْطى عَلَامَات كل صنف وعلاجاتها. أَو لشَيْء من الْأَشْيَاء الَّتِي فِي خلقتها أَصْلِيَّة فَيعْطى عَلَامَات ذَلِك مثل الصغر وَالْكبر وعلامة الصغر: أَن تثقل سَرِيعا وعلامة الْكَبِيرَة: أَن تحْتَمل طَعَاما كثيرا فَوق مَا تحْتَاج ويشاكل ذَلِك فِي الْجِسْم واطلب علاماته فِي بَاب المزاج وعلاج الصَّغِيرَة: أَن يعْطى الطَّعَام قَلِيلا قَلِيلا والكبيرة: بِأَن يعْطى الْكثير الكمية القليلة من الْغذَاء. وَمن أمراض الْمعدة: الدبيلات والأورام فتعطى العلامات والعلاجات والعلاجات على مراتبها. ثمَّ نقُول من أمراض الْمعدة: الغثى والفواق فَيعْطى عَلَامَات ذَلِك وعلاجاتها ثمَّ الإسهالات فتعطى العلامات والعلاجات. قَالَ: عَلامَة الْحَرَارَة فِي الْمعدة: الالتهاب والحرقة والعطش. وعلامات الْبر ضد ذَلِك وَرُبمَا كَانَ مَعَه خدر إِذا كَانَ قَوِيا. وعلامة اليبس: عَطش من غير حرارة ونحافة جَمِيع الْجِسْم. وعلامة الرُّطُوبَة: كَثْرَة البزاق ولزوجته وَعدم الْعَطش وَنَحْو ذَلِك. فِي الهضم المعتدل: يكون الطَّعَام فِي الْمعدة اثنى عشر سَاعَة والأقل ثَمَان. حنين: الطَّعَام ينهضم فِي أَسْفَل الْمعدة وَلذَلِك إِذا لم تكن هَذِه النَّاحِيَة من الْمعدة قَوِيَّة فسد الهضم وَيفْسد الهضم من خَارج لكمية الأغذية وكيفيتها وَسُوء تدبيرها أَو قدر النّوم والاستحمام وَالْحَرَكَة وَنَحْو ذَلِك وَأما على الْقُوَّة الهاضمة فَيدْخل الْفساد إِمَّا من سوء المزاج أَو من مرض آلي كالأورام والخراجات. قَالَ: إِذا كَانَ فَسَاد الطَّعَام إِلَى الدخانية لزم صَاحبه حمى) دقيقة وعطش شيديد. وَإِذا بَطل الهضم للبرد فَإِن كَانَ كَامِلا لم يتَغَيَّر الْبَتَّةَ وَإِن كَانَ بطلَان الهضم غير كَامِل كَانَ مَعَه جشاء حامض. والأطعمة الحارة المالحة قد تحدث فِي الْمعدة نفخا وَسُوء المزاج الْحَار والبارد يتبعهُ بطلَان الهضم سَرِيعا. فَأَما من الرُّطُوبَة واليبس فَلَا يبلغ من نكايتها أَن تبطل الهضم وَكَذَا علاج الْحر وَالْبرد يسْرع لِأَن أدويتها تكون قَوِيَّة وعلاج سوءالمزاج الْيَابِس صَعب فِي زمن طَوِيل وَمَتى رَأَيْت الجشاء دخانيا فَانْظُر لَعَلَّ ذَلِك من أجل الْأَطْعِمَة وَكَذَلِكَ إِذا رَأَيْته حامضا فَإِذا لم يكن من أجل الْأَطْعِمَة فَهُوَ من دَاخل الْمعدة وَلَا يتَبَيَّن بعد أَنه ذَلِك المزاج رَدِيء مفرط خَاص بالمعدة أَو خلط فِيهَا فامتحنه بِأَن تطعمه أَطْعِمَة مضادة لذَلِك المزاج فأطعم من يصير طَعَامه دخانيا مَاء الشّعير وَمن يحمض عسلا وَانْظُر إِلَى قيئه وبرازه هَل يخالطه ذَلِك الْخَلْط فَإِذا خالطها فَهُوَ مَعَ مَادَّة وَلَا تكون غير مَادَّة وَذَلِكَ فِي الْقَيْء أسهل.

أول مَا يَبْتَدِئ بِهِ من علل الْمعدة فَسَاد الهضم ثمَّ بِمَا يتلوه أَولا فأولا فالخلط رُبمَا كَانَ مصبوبا فِي تجويفها وَهُوَ يخرج بالقيء وَرُبمَا كَانَ لاحجا فِي أغشيتها وَهَذَا يتبعهُ غثى والعطش يتبع المزاج الْحَار والشهوة للطعام مَعَ الْبرد وَانْظُر إِذا فسد الهضم مَعَ نظرك فتلاف الْأَشْيَاء الَّتِي من خَارج من دَاخل الكبد وَالطحَال فَإِذا وقفت على مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَإِن كَانَ سوء مزاج فَقَط فقابله بمضاده فَإِن نَفعه ذَلِك يتَبَيَّن على الْمَكَان وَإِن اشْتبهَ عَلَيْك فَقدم تجربة يسيرَة فَإِن انْتِفَاع العليل بالأشياء الحارة يصحح أَن سوء المزاج بَارِد وبالضد وَإِن كَانَ مزاج بَارِد ينفع دَوَاء الفلافلى وَنَحْوه يشرب الْخمر وَمَتى كَانَ مَعَ الْخَلْط فالفيقرا وشراب الأفسنتين إِن كَانَ مراريا دخانيا وَإِن دَامَ بالإنسان وتوالى عَلَيْهِ الجشاء الدخاني فسد الدَّم فِي الْجِسْم كُله لِأَنَّهُ لَا يكون عَن مثل هَذَا الكيموس دم جيد وَمَتى كَانَ حامضا آل الْأَمر إِلَى ضروب الأستسقاء والذرب وَنَحْو ذَلِك ذَلِك الْخَلْط ينصب إِلَى الْمعدة على مَا تعلم وَإِذا لم تحتوي الْمعدة نعما على الْغذَاء حدثت قراقر فَإِذا لم تكن قراقر من أجل طَعَام فَذَلِك لقلَّة أحتواء الْمعدة على الطَّعَام وَيتبع ذَلِك سرعَة خُرُوج البرَاز وَقلة وُصُول الْغذَاء إِلَى الكبد وَيتبع فَسَاد الْغذَاء فِي الْمعدة نَتن البرَاز. أَبُو جريح الراهب: الهليلج الْأسود خاصته تنشف البلغم من الْمعدة وَإِخْرَاج السَّوْدَاء عَنْهَا وَقَالَ: الحلتيت ضار للمعدة الميعة تطيب الْمعدة وتقوى غضونها المر ينفع من استرخاء الْمعدة وَقَالَ: إدمان الْقَيْء يضعف الْمعدة ويوهن قوتها ويجعلها مغيضا للفضول. أرسطاطاليس فِي الْمسَائِل الطبيعية: إِذا جَفتْ رطوبات الْفَم من عَطش أَو حمى عسر المضغ) والبلع جدا. يحْتَاج أَن يعالج بأَشْيَاء ترطب الْفَم. حنين من كِتَابه فِي تَدْبِير الْمطعم: الْأَطْعِمَة تضر بالمعدة على جِهَات إِمَّا أَن تلذعها بحدتها كَمَا يفعل البورق أَو تلطخها بلزوجتها كَمَا يفعل اللعاب والبقول اللزجة أَو ترخيها بدهنها كَمَا تفعل روفس فِي المالنخوليا قَالَ قولا أوجب: أَن يغطى الْبَطن بالدثار وَالثيَاب فَإِن ذَلِك عون عَظِيم على جودة الهضم. الْأَعْضَاء الألمة: أنزل أَن رجلا يتجشأ إِذا أصبح جشاء منتنا أَو سهكا فاسئل أول شَيْء هَل أكل فِي عشائه فجلا أَو بيضًا مطجنا أَو بعض الحلاوات الَّتِي تتَنَاوَل النَّار مِنْهَا كالزلابيا وَنَحْوهَا فَإِن هَذِه توجب ذَلِك ثمَّ انْظُر فِي غَيرهَا فَإِن لم يكن شَيْء من هَذَا

فَانْظُر بعد ذَلِك أتلك الْحَرَارَة سوء مزاج من الْمعدة أم صفراء تنصب إِلَيْهَا وَإِن كَانَت صفراء فَانْظُر هَل هِيَ سائحة أم غائظة فِيهَا وَإِن كَانَ يتجشأ جشاء حامض فالسبب برودة إِلَّا إِنَّه وَإِن لم يتَبَيَّن أَمن جَوْهَر الْمعدة أم لخلط أنصب إِلَيْهَا حَتَّى يطعم من يحمض الطَّعَام فِي معدته أَشْيَاء مضادة لحموضة الطَّعَام فِي الْمعدة فتعطيه فِي الْمثل الْعَسَل واعطه من يتَغَيَّر الطَّعَام فِي معدته إِلَى الدخانية خبز الْحِنْطَة وَاللَّحم الْمَطْبُوخ وَانْظُر هَل يخرج البرَاز بمرار من صَاحب الجشاء الدخاني وبلغم من الحامض الجشاء أَو يخرج الطَّعَام نيا غير مخالط لشَيْء من هذَيْن الخلطين. فَإِنَّهُ إِن كَانَ ذَلِك من سوء مزاج الْمعدة لم يتَغَيَّر الطَّعَام كثير تغير فِي نَفسه وَخرج وَهُوَ غير مصبوغ وَلَا يكون مخالطا لخلط مَا وَإِن كَانَ فِي الْمعدة خلط من تِلْكَ خرج أَكثر تغيرا بِحَسب عمل الْخَلْط فِيهِ متغيرا منصبغا وينفع صَاحبه الْقَيْء ويسهل عَلَيْهِ مَتى كَانَ هَذَا الْخَلْط سابحا فِي تجويف الْمعدة فَأَما مَتى كَانَ لاحجا فِي طبقاتها فَإِنَّهُ تكون حَرَكَة وغثيان بِلَا قيء وَإِن كَانَ الْخَلْط أَشد حرارة فَإِنَّهُ يعطش وَإِن كَانَ أَشد برودة فَإِنَّهُ يهيج شَهْوَة الْغذَاء وتعرف حَال الكبد وَالطحَال هَل بهما عِلّة فَلَعَلَّ الَّذِي يَجِيء مِنْهُمَا واعرف غذاؤه كل يَوْم فَإنَّك من هَذِه الْجِهَات تصل إِلَى الحدس الصَّحِيح فَإِن كَانَت الآفة إِنَّمَا هِيَ سوء المزاج فَإنَّك إِذا قابلته بضده نَفَعت العليل على الْمَكَان وَصحت ثقتك بحدسك وَصَاحب الجشاء الحامض يَنْفَعهُ دَوَاء الفلافلى وَكَذَلِكَ الَّذِي من سوء مزاج بَارِد فِي الْمعدة إِذا شربه بِالشرابِ أَو بِالْمَاءِ فَأَما صَاحب الجشاء الدخاني فينتفع بايارج فيقرا.) إِذا كَانَ ذَلِك من خلط رَدِيء مشرب لطبقات معدته فينتفع بارياج فيقرا فَأَما إِن كَانَ من سوء مزاج حَار يَابِس فِي معدته فضرره لَهُ بَين جدا إِذا خرج بالقيء قشرة قرحَة فَذَلِك دَلِيل على أَنَّهَا فِي الْمعدة فَانْظُر فَإِن كَانَ الوجع من قُدَّام عِنْد المراق فالقرحة فِي الْمعدة 3 (القرحة فِي الْمعدة دون الأمعاء) تعلم أَن القرحة فِي الْمعدة دون الأمعاء أَن تكون قشرة تخرج وَيكون العليل إِذا أكل شَيْئا حريفا أَو حامضا وجد لذعه على الْمَكَان فَإِنَّهُ لَا يُمكن فِي هَذِه السرعة أَن يكون الشَّيْء ذهب إِلَى المعي فلذع وَمن هَاهُنَا يعرف أَفِي المرئ أم فِي قَعْر الْمعدة وَذَلِكَ أَنه يُخْبِرك بِموضع اللذع قَالَ: وَإِن كَانَ الوجع فِي الظّهْر نَحْو الصلب فَإِنَّهُ فِي المرئ فَإِن وجد عِنْد أكله شَيْئا حريفا وجعا فِي الْمعدة فالقرحة هُنَاكَ وَإِلَّا وجد الوجع أَسْفَل من قُدَّام قَالَ: الغثيان وتقلب النَّفس دَلِيل خَاص على شَيْء يُؤْذِي فَم الْمعدة قَالَ: إِذا أحس العليل بنزول شَيْء فِي المرئ يلبث ويبطئ دلّ على ضعف المرئ وَإِذا أحس بالمبلوع يقف فِي مَوضِع ثمَّ يمر عَنهُ بسهولة إِلَى الْغَايَة فَإِن فِي بعض أجزاءه ضيقا فَإِن كَانَ الضعْف فِي المرئ لسوء مزاج فَقَط كَانَ الإبطاء فِي البلع بِالسَّوِيَّةِ فِي جَمِيعه ويشتد إِذا اسْتلْقى ويخف إِذا انتصب وَإِذا كَانَ لورم كَانَ لبَعض الْمَوَاضِع وقُوف فَإِن كَانَ الورم حارا تبعه حمى وعطش ووجع شديدولا تكون الْحمى شَدِيدَة اللهب بِمِقْدَار الْعَطش لَكِن الْعَطش أَشد إفراطا وَإِن كَانَ أحد سَائِر الأورام الْبَارِدَة لم يكن مَعَ بطاء الإنحدار حمى وَلَا عَطش وَقد

رَأَيْت إنْسَانا عرضت لَهُ هَذِه الْأَعْرَاض مَعَ وجع يسير ودامت بِهِ مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ يحم فِي الْوَقْت بعد الْوَقْت حمى يَوْم ويصيبه فِي الأحابين نافض فَعمِلت بالحدس أَنه قد حدث فِي مريئه ورم عسير النضج وَلما مرت الْأَيَّام أحس ذَلِك العليل بِأَن ذَلِك الْخراج قد انفجر وتقيأ على الْمَكَان قَيْحا فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث أَيْضا لم يتبعهُ بعد ذَلِك جَمِيع العلامات الدَّالَّة على قرحَة فِي فَم الْمعدة فَذَلِك أَنه مَتى أزداد شَيْئا لَهُ كَيْفيَّة قَوِيَّة حامضا أَو مالحا أَو حريفا أَو قَابِضا أحس بلذع على الْمَكَان وَكَانَ يوجعه ذَلِك الْموضع قَلِيلا وَإِن لم يزدرد شَيْئا وطالت بِهَذَا الرجل هَذِه الْعلَّة وتدافعت وأعانه على الْبُرْء السن لِأَن الَّذين أَصَابَتْهُم هَذِه الْعلَّة مِمَّن كَانَ كل وَاحِد أكبر سنا من هَذَا مَاتُوا كلهم وَجَمِيع هَؤُلَاءِ كَانُوا يَجدونَ الْأَلَم بَين أكتافهم لِأَن المرئ مَوْضُوع هُنَاكَ إِلَى جَانب عظم الصلب فَأَما الدَّم الَّذِي يخرج بالقيء فَإِنَّهُ إِن كَانَ من المرئ أحس بالوجع فِي هَذَا الْموضع وَإِن كَانَ هَذَا الدَّم من فتح عروق كَانَ بِلَا وجع وَإِن كَانَ من تَأْكُل كَانَ دَمًا متغيرا) كَأَن الَّذِي مضى من كَلَامه إِنَّمَا هُوَ فِي المريء وَهَاهُنَا يَقُول فِي فَم الْمعدة. هَذَا يعْنى بِهِ أعالي الْمعدة حَيْثُ يتَّصل بهَا المرئ قَالَ: وَقد تحدث عَن هَذَا الْعُضْو بالمشاركة علل كَثِيرَة كالغشى والتشنج والصرع والسبات والوسواس والخيالات فِي الْعين مثل خيالات المَاء فَأَما مَا يحدث بِهِ نَفسه فتعطل الشَّهْوَة فَسَاد الطَّعَام الَّذِي يطفو فِيهِ لِأَن من الطَّعَام مَا لَا يطفو بل يرسب بطبعه إِلَى قَعْر الْمعدة وخاصة مَا كَانَ عَن الْفساد فانه لَا يعرض من هَذَا شَيْء ويبلغ من سرعَة حس هَذَا الْموضع أَن تعرض لَهُ علل كَثِيرَة وَقد كَانَ رجل مَتى أَبْطَأَ عَن الطَّعَام أَو غضب أَو اهتم تشنج فحدست أَن فَم معدته لِكَثْرَة حسه إِذا انصب إِلَيْهِ شَيْء تأذى بِهِ وتأذى لذَلِك الدِّمَاغ حَتَّى تصيبه مِنْهُ رعشة قريبَة من حَرَكَة تشنج فَأَمَرته أَن يستمرئ غذاءه استمراء صَحِيحا وَأَن يَأْكُل فِي السَّاعَة الثَّالِثَة قبل وَقت عَادَته بِالْأَكْلِ خبْزًا محكما بشراب قَابض لِأَن هَذَا النَّوْع يُقَوي الْمعدة وَلَا يضر بِالرَّأْسِ فَلم تنب عَلَيْهِ علته ثمَّ لما كنت قد وقفت على علته بِالْحَقِيقَةِ سقيته من إيارج الفيقرا فِي السّنة ثَلَاث مَرَّات أَو مرَّتَيْنِ لِأَنَّهُ لِأَنَّهُ ينقي الْمعدة من الْمرة تنصب إِلَيْهَا وتتولد فِيهَا تعينها على أفعالها الخاصية فَعَاشَ سِنِين كَثِيرَة لَا يشكو شَيْئا م ذَلِك وَكَانَ إِذا عرض لَهُ شغل يبطئ بِهِ عَن الطَّعَام عرض لَهُ تشنج يسير جدا ويعرض لفم الْمعدة من ثقله بِالطَّعَامِ الْكثير سبات لَا يسكن إِلَّا بقيء جَمِيع مَا يَأْكُل ويعرض من اجْتِمَاع المرار فِيهَا تشنج فيسكن بالقيء وَيحدث من أَجله غثى ومنامات مضطربة إِذا كَانَ فِي فَم الْمعدة أخلاط رَدِيئَة وَيحْتَاج فِي هَذِه الْعِلَل إِلَى أَن تنقيها كلهَا بالارياج ويعرض من أَجله بالمالنخوليا. قَالَ: والشهوات الرَّديئَة كشهوات الحبالى الَّتِي تعرض أَيْضا من أجل هَذَا الْعُضْو وَكَذَلِكَ الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة والتهوع والفواق فِي أَسْفَل الْمعدة تعرض هَذِه كَمَا تعرض فِي فمها من سوء المزاج والأورام والقروح إِلَّا أَنَّهَا أقل وجعاً ولذعا وَلَا يعرض من أَجله مَا يعرض من أجل فَم

الْمعدة والصداع والصرع والغشى والتشنج وَغير ذَلِك لِأَن هَذَا الهضم يتم فِي هَذَا الْجُزْء وَلذَلِك فَسَاده من أجل تكون التُّخمَة. أهرن قَالَ: ينفع من القرحة العفنة والأكلة والايارج المر لِأَنَّهُ يَأْكُل اللَّحْم الْمَيِّت ويجفف القرحة والرطوبة وينبت اللَّحْم فِيهَا وينقى القرحة فَإِذا نقيت القرحة اسْتعْمل الْأَشْرِبَة القابضة وَاجعَل طَعَامه خبْزًا وصفرة بيض وعدسا وَلُحُوم طير. ابْن سرابيون عَلامَة فَسَاد المزاج الْحَار فِي الْمعدة: الْعَطش واللهيب والأنتفاع بالأشياء الْبَارِدَة) فَإِن كَانَ مَعَ مَادَّة فنقى أَولا بالمادة لم يُعْط عَلامَة فِي الَّذِي يكون فِي مَادَّة وَالَّذِي يكون بِلَا مَادَّة وَيَنْبَغِي أَن تزاد من عندنَا قَالَ: وتنقية الْمَادَّة أجعلها بِحَسب ميلها وَعَادَة الْمَرِيض فَإِن كَانَ ميلها إِلَى فَوق والعليل مُعْتَاد للقيء فقيئه بعد بالسمك الطري وَمَاء الشّعير والسكنجين وَإِن كَانَت الْمَادَّة أَسْفَل وَلَا عَادَة للْمَرِيض بالقيء فأسهله بالإرياج والهليلج أَو بمطبوخ الأفسنتين وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ والهليلج تفعل ذَلِك مَرَّات حَتَّى تنقى الْمعدة فَإِن كَانَت تنصب إِلَيْهَا صفراء من الكبد فافصده واسقه مَاء الْجُبْن مَعَ هليلج وسقمونيا وغذه بأغذية بَارِدَة وَإِن كَانَ فَسَاد المزاج حارا فَقَط فاعطه دوغ الْبَقر مَعَ أَقْرَاص الطباشير والكافور وبزر الْبُقُول الْبَارِدَة وَمَاء الحصرم وحماض الأترج والرمانين والأغذية الْبَارِدَة والأضمدة وَإِن كَانَ فَسَاد المزاج حارا مَعَ مَادَّة فَاسْتعْمل إِن كَانَ طافيا الْقَيْء وَإِلَّا فالإسهال وَإِن كَانَ بَارِدًا بِلَا مَادَّة فَاسْتعْمل شخزنايا وأميروسيا وقنداديقون وَإِن كَانَ مَعَ مَادَّة فقيئه بفجل مَرَّات وَإِن كَانَ أَسْفَل فباصطكما خيقوق وَحب الصَّبْر وَحب الأفاوية وَمَاء الْأُصُول والكمون والتمريخ بدهن الْقسْط والسوس وألبان وَنَحْو ذَلِك والأطعمة المسخنة. الورم الْحَار فِي الْمعدة اسْتعْمل التبريد مَعَ الْأَشْيَاء الطّيبَة الرّيح لِأَنَّك إِذا اقتصرت على المبردات فَقَط خفت أَن يتْلف العليل فابدأ بفصد الباسليق إِن أمكن ذَلِك ثمَّ اسْقِهِ مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء الهندباء مَعَ خِيَار شنبر إِن كَانَت الطبيعة يابسة وَحده أسبوعا وَبعد أُسْبُوع اخلط بِهِ شَيْئا من مَاء الكرفس والرازيانج وزن نصف دِرْهَم أَقْرَاص الْورْد وَأَن كَانَت الْحَرَارَة ثَابِتَة والورم ملتهبا بعد فألزم مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وَاجعَل مَعَه شَيْئا من قرص ورد ومصطكى وعصارة أفسنتين وَاجعَل طعامهم الْبُقُول الْبَارِدَة وَأكْثر مَاءَهُمْ سكنجين وجلاب وضمدهم بعنب الثَّعْلَب وَنَحْوه فَإِذا جاوزوا السَّابِع فاخلط فِي الضماد أفسنتينا وإكليل الْملك وخطميا وسنبلا ومصطكى وَاسْتعْمل بعد ذَلِك قيروط الصَّبْر والمصطكى والشمع ودهن الناردين على حسب مَا يظْهر لَك وَهُوَ مَوْصُوف فَإِذا فعلت ذَلِك فضمد بِمَا يحلل بِقُوَّة بضماد إكليل الْملك. وَقَالَ: مخيض الْبَقر الَّذِي يسقى لحرارة الْمعدة ويقويها: يلقى فِي

اللَّبن من اللَّيْل نعنع وكرفس وقشور الأترج ونمام ثمَّ يمخض من غَد وَيخرج زبده ويسقى مِنْهُ على قدر احْتِمَاله مَعَ كعك وعود صرف وسك. ابْن ماسويه قَالَ إِذا لم تكن لضعف الهضم عَلامَة مَعْرُوفَة فَذَلِك لضعف جرم الْمعدة وَأَنَّهَا) صَارَت كَالثَّوْبِ الْبَالِي وعلاجه بإطريفل صَغِير والخبث والأدوية المقوية مَعَ قبض والأضمدة القابضة. مَجْهُول: انتفاخ الْمعدة كَونه من السَّوْدَاء ويعالج بالشخزنايا والقنداديقون والنانخواه وبحب الْمَتْن إِذا أزمن والقروح فِي الْمعدة تعالج فِي الأبتداء بِمَا ينقى القروح كَمَاء الْعَسَل والجلاب ثمَّ بالبن المخيض الَّذِي قد أخرج زبدة مَعَ صمغ عَرَبِيّ وطين أرميني. مَنَافِع الْأَعْضَاء إِذا رَأَيْت إنْسَانا لَا ينشرح نَفسه لأكل الطَّعَام الْكثير وشهوته قد ضعفت أَو بطلت أَو تنَاول الْأَطْعِمَة الْكَثِيرَة الْغذَاء وَحمل نَفسه عَلَيْهَا اعتراء الغثيان وَمَتى أثر أَن يَأْخُذ من الطَّعَام شَيْئا لم ينشرح نَفسه إِلَيْهِ إِلَّا لما فِيهِ من حِدة وحرافة ويصيبه من هَذَا أَيْضا نفخ وتمدد وتهوع وَلَا يجد لشَيْء رَاحَة إِلَّا للجشاء وَفَسَاد الطَّعَام فِي معدته يكون إِلَى الحموضة فَإِن فِي معدته بلغما كثيرا وعلاجه جلاءالمعدة وتقطيع البلغم الَّذِي فِيهَا قَالَ: وَقد عَالَجت مِنْهُم رجلا بِأَن قيأته بالفجل والسكنجين فقاء بلغما كثيرا غليظا وبرأ من علته من يَوْمه يعْنى زمن أشهر بِهَذِهِ الْحَالة وَلَا بُد من تولد هَذَا الْفضل فِي الْمعدة لَكِن إِذا كثر وَطَالَ مقَامه ازْدَادَ لزوجة وَكَانَت مِنْهُ هَذِه الْعلَّة فَأَما إِذا خرج كل يَوْم أَولا أَولا بالصفراء الَّتِي تنصب فِي الْمعدة فَلَا وَقَالَ: هَؤُلَاءِ يَعْنِي الَّذين يجْتَمع فِي معدهم وأمعائهم بلغم غليظ لزج لِأَنَّهُ لَا ينقى بالمرارعلى الْعَادة وَلَا يُؤمن عَلَيْهِم القولنج الصعب الشَّديد كايلاوس وقروح المعى والزحير قَالَ: وَمن بَطْنه سمين لحيم فَهُوَ أقوى هضما مِمَّن بَطْنه رَقِيق مهزول. قَالَ فِي الْأَدْوِيَة المفردة: لَا أعرف شَيْئا أَهْون على هضم الطَّعَام من أَن يضم الرجل إِلَى بَطْنه بدنا حارا يلقاه وَكَثِيرًا من النَّاس يضمون إِلَى أنفسهم جراء الْكلاب فينتفعون بهَا نفعا عَظِيما وَبَعض النَّاس يعتنقون صبيانا وَهُوَ أبلغ لِأَن حرارتهم أَكثر وأخص بالحرارة الطبيعية وتزيد بهَا. الإجاص نَافِع لما يحْتَاج إِلَى تبريد معدته وترطيبها ابْن ماسويه: الإجاص مطفء للحرارة وخاصته ترطيب الْمعدة وتبريدها الاسفاناخ يطفء الْحَرَارَة من الصَّفْرَاء وَالدَّم والرجلة تسكن الالتهاب الْعَارِض للمعدة. د وَقَالَ ج: الرجلة من أَنْفَع الْأَشْيَاء لمن يجد لهبا وتوقدا فِي جملَة بَطْنه مَتى وضع عَلَيْهَا.

ابْن ماسويه: مَتى أكل الْبِطِّيخ على الرِّيق أطفأ لهيب الْمعدة وحرارتها ورق البنفسج مَتى د وَج: مرق الْفروج اسفيذباجا يُطْفِئ لهيب الْمعدة وَقَالَ: إِن البنفسج إِذا ضمد بِهِ الْمعدة وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير سكن الورم الْحَار وعدلها وَقَالا: إِن الهندباء إِذا ضمدت بِهِ الْمعدة وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير سكن التهابها مَعَ دهن الْورْد ويطفئ لهيبها إِذا شرب الطباشير. ابْن ماسويه: ورق الخس إِذا ضمد بِهِ سكن الالتهاب الْعَارِض من الْحَرَارَة إِذا كَانَت من سوء مزاج الكرفس مَتى ضمد بِهِ سويق الشّعير سكن الورم فِي الْمعدة والالتهاب الْعَارِض لَهَا. د: الكزبرة الرّطبَة مَتى أكلت بخل سكنت التهاب الْمعدة جدا. ابْن ماسويه: والكزبرة الْيَابِسَة أَيْضا تسكن الصَّفْرَاء الْعَارِضَة فِي الْمعدة: اللَّبن الحامض الَّذِي نزع زبده نَافِع من التهاب الْمعدة وَقَالَ: السفرجل إِذا ضمد بِهِ سكن التهاب الْمعدة. د: السّمك الطري خاصته تُطْفِئ لهيب الْمعدة وَقَالَ: عصارة السوس إِذا شربت بشراب نَفَعت من التهاب الْمعدة وَقَالَ: عصى الرَّاعِي نَافِع لمن يجد التهابا فِي الْمعدة إِذا وضع عَلَيْهَا. جالينوس: عِنَب الثَّعْلَب مَتى أنعم دقة وضمد بِهِ الْمعدة الملتهبة نَفعهَا. القرع يُولد فِي الْمعدة بلة ويسكن التهابها د وَقَالَ ابْن ماسويه: مَتى سلق القرع ثمَّ اتخذ بِمَاء الرُّمَّان والحصرم وخل خمر ودهن لوز كَانَ جيدا للمحرورين ولهيب الْمعدة القثاء البستاني يبرد الْمعدة على أَنه جيد للمعدة الملتهبة فِي فحوى كَلَامه: الرُّمَّان الحامض نَافِع للمعدة. مَاء الشّعير يُطْفِئ الْحَرَارَة فِي الْمعدة ابْن ماسويه: التوت الحامض يُطْفِئ الْحَرَارَة فِي الْمعدة وخاصة إِن كَانَ مبردا والخس يسكن الْحَرَارَة ويطفئ اللهيب. روفس اسْتِخْرَاج: يضمد بجرادة القرع وَمَاء البقلة الحمقاء وخل خمر ودهن ورد أَو بيقروطى مشربَة بِبَعْض الْأَشْيَاء الْبَارِدَة وصندلين وَورد وكافور بِمَاء ورد وحصرم. الْكَمَال والتمام ضماد يبرد الْمعدة ويطفئ اللهيب ويسكن الْحمى والعطش وينفع من نفث الدَّم إِذا طلى على الصَّدْر: شمع أَبيض ودهن ورد يسقى مَاء القرع وَمَاء عصى الرَّاعِي وَيشْرب وألق عَلَيْهِ كافورا ويضمد بِهِ. ابْن ماسويه: يُطْفِئ حرارة الْمعدة ولهيبها: التضميد بجرادة القرع والرجلة مَعَ دهن ورد وَمَاء حصرم يُطْفِئ حرا شرب أَو ضمد بِهِ.

النبض الصَّغِير قَالَ: يتبع ورم الْمعدة إِن كَانَ قَلِيلا سوء الهضم وَإِن عظم بُطْلَانه قَالَ: وَإِن كَانَ الْفُصُول كَثْرَة الشَّهْوَة تكون من غَلَبَة الْبرد على فَم الْمعدة لِأَن الشَّهْوَة تخص هَذَا الْعُضْو إِلَّا أَن يفرط الْبرد كالحال فِي الْمَشَايِخ فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك تبطل الشَّهْوَة الْبَتَّةَ حمرَة الْعين تكون مَعَ ورم حَار فِي الْمعدة إِذا حدث عَن الوجع المزمن فِيمَا يَلِي الْمعدة تقيح فَذَلِك ردئ لِأَنَّهُ يدل على أَن سَبَب الوجع كَانَ ورما نضج على طول الْمدَّة لَا ريح وَلَا سوء مزاج لِأَن هَذِه لَا يُمكن أَن تلبث مُدَّة طَوِيلَة وخاصة إِن أحس الْمَرِيض بالتبريد الشَّديد فَإِن الورم إِذا لم يكن حاراً وَبَقِي الْمَرَض فقد يُمكن أَن تطول مدَّته حَتَّى ينضج إِذا حدث برد الْأَطْرَاف عَن الوجع الشَّديد فِي الْمعدة ونواحيها فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يكون كَمَا قُلْنَا من ورم عَظِيم فِي الأحشاء. الميامر: إِذا كَانَت الْمعدة ضَعِيفَة مَعَ حرارة فَليَأْكُل بعد الطَّعَام رمانا مزا وسفرجلا بشراب حب الآس يقطع سيلان الفضول عَن فَم الْمعدة الْإِذْخر نَافِع من أوجاع الْمعدة وفقاحه نَافِع من أورامها الأقحوان الْأَبْيَض إِذا شربت أَطْرَافه يجفف جَمِيع مَا ينجلب إِلَى الْمعدة من بلة الأقحوان الْأَحْمَر يجفف جَمِيع أَنْوَاع السيلان الفضول إِلَى الْمعدة. بولس: الأفسنتين إِذا شرب مَعَ سنبل أَو ساساليوس نفع من وجع الْبَطن والمعدة. الأفسنتين إِذا جعل ضمادا مَعَ قيروطي بدهن ورد وضمدت بِهِ الْمعدة سكن أوجاعها المزمنة شراب الأفسنتين نَافِع من وجع الْمعدة الباذروج يجفف الفضول النَّازِلَة إِلَى الْمعدة. الرجلة تمنع نزُول الْموَاد إِلَى الأمعاء والمعدة الْبيض إِذا تحسيت نَفَعت من الخشونة الْحَادِثَة فِي المرئ والمعدة. بلبوس إِذا تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ أَبْرَأ من وجع الْمعدة عصارة الجنطيان إِذا شربت نَفَعت من وجع الْمعدة الهليلج الْأسود ينقيها وَيمْنَع نزُول الْموَاد إِلَيْهَا. بديغورس وَابْن ماسويه: الوج نَافِع للمعدة. د وبديغورس: الحماما تنقى الْمعدة وَقَالا: حجر النشف. قَالَ ج: قد امتحنته وجدته نَافِع للمرئ والمعدة مَتى علق فِي الْعُنُق وَلذَلِك مَتى أتخذت مِنْهُ مخنقة وعلقت فِي عنق العليل نَفَعت. عصارة ورق الكرفس. . نَافِع من وجع الْمعدة الكندر نَافِع من أورام الْمعدة إِذا ضمد بِهِ لبن النِّسَاء إِذا رضع من الثدي

اللَّبن الَّذِي أفنيت رطوبته بِقطع الْحَدِيد المحماة جيد لمن يعرض لَهُ لذع فِي معدته من أجل خلط حَار. لِسَان الْحمل إِذا اغتذى بِهِ وَشرب مَاؤُهُ قطع سيلان الفضول إِلَى الْمعدة الدّهن الَّذِي يعْمل من المصطكى نَفسه يصلح للضمادات الَّتِي تضمد بهَا الْمعدة. المصطكى مركب من قُوَّة تلين وَقُوَّة تقبض فَهُوَ لذَلِك جيد للأورام الَّتِي فِي الْمعدة. سنبل الطّيب ينفع فَم الْمعدة إِذا شرب أَو تضمد بِهِ. الهندباء أَجود ويسقى للذع الْعَارِض فِي الْمعدة. الشب إِذا جعل مَعَ السفرجل وقيروطي بدهن زهرَة الْكَرم ضمادا نفع من وجع الْمعدة قشور الطّلع تسْتَعْمل مَعَ الْأَدْوِيَة والأضمدة الناشفة لفم الْمعدة وَقَالَ: ساذج هندي هُوَ أَجود للمعدة والسنبل عصارة السوس تملس خشونة المرئ والعليق إِذا ضمدت بِهِ الْمعدة نَفعهَا وَقطع سيلان الْموَاد إِلَيْهَا: زهر العليق نَافِع للمعدة الضعيفة إِذا شرب. د: الفستق الشَّامي جيد للمعدة. د: وَقَالَ ابْن ماسويه: الفستق جيد للمعدة. د: حب الصنوبر إِذا شرب بعصارة الرجلة سكن لذع الْمعدة. د: 3 (الصحناة) تنقى الْمعدة من البلغم وينفع للمعدة الرّطبَة.) الصَّبْر المغسول أَنْفَع للمعدة لحم الصدف مَتى أكل غير مطبوخ وَلَا مشوى نفع من وجع الْمعدة وَقَالَ: مَتى أخذت الْجُلُود الَّتِي فِي أَجْوَاف القوانص فجففت وشربت نَفَعت من وجع الْمعدة وَلَا سِيمَا قوانص الديك. ج: قد يسْتَعْمل قوم الْجلْدَة الدَّاخِلَة فِي قوانص الدَّجَاج لوجع الْمعدة. د: أصل القلقاس مَتى سلق أَو أكل كَانَ جيدا للمعدة. بولس: قصب الذريرة يدْخل فِي أضمدة الْمعدة. د: لحم الْقُنْفُذ البحري جيد للمعدة الراسن المربى بالطلاء الْجيد للمعدة وَحب الرُّمَّان جيد للمعدة إِذا جعل حب الرُّمَّان الحامض فِي الطَّعَام قطع سيلان الفضول إِلَى الْمعدة. د: نَافِع من سيلان الفضول إِلَى الْمعدة مَاء الرُّمَّان بشحمه يُقَوي الْمعدة. د وَابْن ماسويه: أقماع الرُّمَّان نافعة للمعدة. د: الزراوند نَافِع لضعف الْمعدة إِذا شرب والرزيانج نَافِع لِضعْفِهَا.

ابْن ماسويه: الشاهترج جيد للمعدة وَكَذَلِكَ قَالَ بواس وبديغورس: خاصته تنقية الْمعدة ابْن ماسويه: هُوَ دابغ لَهَا ويقويها. ابْن ماسويه: ينفع من الْخَلْط الغليظ البلغمي أصل النّيل وعصارته لِأَنَّهُ يجفف يصلح الْمعدة. ابْن ماسويه: لبن الجميز يشرب لوجع الْمعدة والتين مَتى أكل بالمرئ نفع الْمعدة.) بولس قَالَ جالينوس: وبزر الْكَبِير من النّيل يجفف الْمعدة. د وَج: الغاريقون إِن أكل وَحده بِلَا مَاء وَلَا غَيره نفع من وجع الْمعدة. ابْن ماسويه: الخس مَتى أكل قبل غسله نفع من وجعها. روفس: الخس نَافِع للذع الْعَارِض فِي الْمعدة والخل إِذا جعل فِي الطَّعَام منع سيلان الْموَاد إِلَى الْمعدة. ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة النافعة للمعدة: أصل الْإِذْخر بصل الفار المشوي غاريقون جنطيان راوند صيني أفسنتين إكليل الْملك كرويا مصطكى أنيسون نانخواه. لسحج المرئ من تذكرة عَبدُوس: تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل لخشونة قَصَبَة الرئة من الرغوات والكثيراء والصمغ والنشاء والطين والفانيذ وَنَحْو ذَلِك أجعله لعوقا وَيُؤْخَذ قَلِيلا ويؤكل صفرَة الْبيض مسلوقة ينْتَقل بالطين الأرميني وَلَا يشرب على أثر مَا يُؤْكَل. ابْن ماسويه فِي الْكَمَال والتمام: مَتى أحتجت أَن تفصد لعِلَّة الْمعدة فافصده الباسليق من الْأَيْمن. جوارش مسهل اسْتِخْرَاج على مَا رَأَيْت: تَرَبد مَحْكُوم دِرْهَم سقمونيا دانق ورد نصف دِرْهَم عود مثله حَبَّة كافور طباشير دانق عصارة أفسنتين نصف دِرْهَم رب الهليلج مثله وَمثل جَمِيع السكر. ابْن ماسويه فِي الْكَمَال والتمام: صفرَة اللَّوْن من برد الْمعدة تكون صفرَة فِي بَيَاض وينفع فِي هَذِه الْحَال نانخواه إِذا سقيت فَإِن كَانَ وجع الْمعدة من حر سقى الطباشير والورد أَو رب الحصرم وَرب حماض الأترج وَطَعَامه فروج بِمَاء الحصرم وَإِذا كَانَ مَعَ برودة فالمثروديطوس شخزنايا قنداديقون وَنَحْوهَا فَإِذا كَانَ فِيهَا ورم فاسقه أَربع أَوَاقٍ من مَاء الْعِنَب الثَّعْلَب مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم من الْخِيَار شنبر وَثَلَاث واق من الهندباء وطرخشقون مغلي مصفى ودهن وردي ثَلَاثَة دَرَاهِم هَذَا فِي الأبتداء وتزيد فِي الْخِيَار شنبر عِنْد انْتِهَاء الْعلَّة وَاجعَل الدّهن إِمَّا دهن بنفسج إِمَّا مَعَ مَاء لِسَان الْحمل أَو مَاء الهندباء فَقَط ويضمد بدقيق شعير وبابونج وإكليل الْملك وأصل الخطمى وَنَحْوهَا وَيَأْكُل

فروجا إسفذباجا فَإِن لَهُ تحليلا معتدلا فَإِن كَانَ ورم مَعَ برد شَدِيد فاسقه من دهن الخروع من دِرْهَم إِلَى ثَلَاثَة أَو دهن لوز مر وَمثله دهن لوز حُلْو بِهَذَا المَاء: يُؤْخَذ إكليل الْملك عشرَة دَرَاهِم أصل الخطمى عشرَة دَرَاهِم زبيب منزوع الْعَجم مثله قشور أصل الرازيانخ) مثله راوند صيني خَمْسَة دَرَاهِم يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل يسقى ويصفى ويسقى أَربع واق وَيَأْكُل هيلونا ولبابا بدهن لوز حُلْو ويضمد بِهَذَا: مصطكى خَمْسَة دَرَاهِم إكليل الْملك عشرَة أصُول الخطمى حلبة بابونج شبث بزر كتَّان مربى بنفسج من كل وَاحِد عشرَة حَماما خَمْسَة لاذن زعفران كثيرا من كل وَاحِد عشرَة مر ثَمَانِيَة صَبر أسقطرى سَبْعَة مقل عَرَبِيّ كندر خَمْسَة أفسنتين أشبح جاوشير من كل وَاحِد سِتَّة شَحم الْعجل شَحم الدَّجَاج مخ سَاق الأيل وشحمه من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَنصف ثَلَاث شمع أَوَاقٍ دهن السوس مِقْدَار الْكِفَايَة ينقع الصموغ بمطبوخ ويعجن ويضمد ويذاب الشَّحْم والدهن وَإِن كَانَ الورم الْحَار فِي الْمعدة مبتديا فَاجْعَلْ ضماده من الرداعة الْبَارِدَة فَإِذا انْتهى فَمن المحللة مَعَ شَيْء فِيهِ تَقْوِيَة عطرية. قَالَ ج: توق فِي قُرُوح الْمعدة سقى الزنجار والمرتك والأسفيذاج والتوتيا لَكِن من الَّتِي تجفف من الْأَدْوِيَة والأغذية وَإِذا كَانَ فِيهَا قيح تُرِيدُ تنقيته فَلَا تنقه بالقيء لِأَن فِي ذَلِك مخاطرة لَكِن بِشَيْء يَدْفَعهُ إِلَى أَسْفَل إِذْ لَا تؤمن من الْقَيْء أَن يزِيد القرحة توترا شَدِيدا أَو ينجذب مَا حوله. من الْأَعْضَاء الآلمة اسْتِخْرَاج على كَلَام جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء: إِذا أطعمت العليل أَطْعِمَة بخردل وخل فَوجدَ لَهَا حِين ينزل فِي مريئه لذعا فالقرحة هُنَاكَ وَإِن وجد اللذع بعد أَن يسْتَقرّ وَوجد الوجع فِي الْبَطن فالقرحة فِي الْمعدة وَحَيْثُ يجد الوجع وَإِن لم يجد وَلَا فِي وَاحِد مِنْهُمَا لذعا فالقرحة لَيست فِي أَحدهمَا. 3 (حِيلَة الْبُرْء) مزاج الْمعدة الْحَار والبارد أسهل من الْيَابِس الرطب لِأَن مداواتها بالحرارة والبرودة هِيَ كيفيات قَوِيَّة فاعلة والرطوبة واليبوسة فليستا ذَلِك وَسُوء المزاج الْيَابِس أعْسر مداواة وَسُوء المزاج إِذا دووى بالأشياء الْبَارِدَة فَإِن لم يكن حول الْمعدة من الْأَعْضَاء قوى الْحَرَارَة لم يُؤمن عَلَيْهِ أَن يَنَالهُ من مداواته اليبس أطول كثيرا لِأَن المزاج الْيَابِس بِمَنْزِلَة الذبول والهرم وَهَذَا المزاج يجب أَن يرطب بِرِفْق على مَا سَنذكرُهُ فِي ترطيب الْبدن وَكَثِيرًا مَا يغلظ وَيُعْطى من بِهِ سوء مزاج يَابِس فِي معدته وَلَا يستمرئ من أَجله طَعَاما. الْأَدْوِيَة المقوية للمعدة كالأفسنتين والسفرجل والبلوط وَالرُّمَّان وَإِذا رَأَوْا هَذِه لَا تجنب ظنُّوا أَنَّهَا تحْتَاج إِلَى أقوى مِنْهَا فَأَعْطوهُ السماق وَوَضَعُوا على معدته المراهم المتخذة من الأفاويا وقوابض وَإِذا لم تنجح جعلُوا المراهم المحمرة وأدخلوه الْحمة وَهَذَا أخر

مَا عِنْد المحدب لقلَّة استمراء الطَّعَام فَتَصِير هَذِه كلهَا زَائِدَة فِي يبسه حَتَّى تورده الذبول الَّذِي لَا علاج لَهُ وَقد ذكرنَا علاج سوء المزاج الْيَابِس فِي بَاب تسمين الْجِسْم. وَإِن كَانَ مَعَ اليبس برد فَأَنا نزيد إِلَى مَا دبرنا غَرضا أخر فتزيد فِي اللَّبن عسلا وتقلل مزاج شرابه وتختاره ابْن سنتَيْن وَتجْعَل الطَّعَام أسخن بِالْقدرِ الَّذِي تظن وتضمد الْمعدة بدهن ناردين وَلَا تدعهما تعدم الدّهن فتجف: فَإِن لم يتهيأ دهن ناردين فدهن المصطكى ويكمد أَيْضا بدهن بِلِسَان وَحده ومخلوط على مَا وَصفنَا من قبل وَإِن أَحْبَبْت أَن تطيل مكث الدّهن على الْجِسْم خلطت مَعَه شَيْء من شمع. وَإِن كَانَ الْهَوَاء بَارِدًا بللت صوفة منفوشة فِي ذَلِك الدّهن وَوضعت على الْبَطن وتسحق المصطكى أَيْضا بدهن بِلِسَان وتبل فِيهِ صوفة وتوضع عَلَيْهِ وَليكن الصُّوف أرجوانا خَالِصا لِأَنَّهُ يقبض قبضا معتدلا وَذَلِكَ يضمها إِلَى أَجزَاء الْعُضْو ويحفظ عَلَيْهِ حرارته وَلَا تجعلها عفصة فَإِن هَذِه قَوِيَّة التجفيف. فَإِن كَانَ الْبرد غَالِبا واحتجت إِلَى مَا يسخن بِقُوَّة فَاعْلَم أَن الاسحان السَّرِيع بِقُوَّة ييبس وَلِهَذَا اخْتَار أَن يسقى الْمَرِيض فِي مُدَّة طَوِيلَة بِأَن يسخن قَلِيلا فَيُوضَع على بَطْنه مصطكى ودهن ناردين فَإِن تهَيَّأ فدهن بِلِسَان ويخلط فِيهِ أَيْضا فِيهِ مِنْهُ وَيُوضَع من صوف أرجوان على بَطْنه وَيطْعم عسلا قد نزعت رغوته كن تقل فضوله وَيكثر غذاؤه ويطبخ فَإِنَّهُ يصير أَجود مَا أغتذى) بِهِ صَاحب الْمعدة الْبَارِدَة. فَأَما الحارة فمضادة لَهَا فَلَا تختر للمعدة الْبَارِدَة شَيْئا عَلَيْهِ وَأما الحارة فَلَا واختر للباردة شرابًا عتيقا ولايكون مَعَ إسحانه قوي التجفيف وَمن أفضل علاجه الطلي بزفت مرَّتَيْنِ فِي الْيَوْم لِأَنَّك إِن جعلته أَكثر لم تأمن أَن يحلل وَلَا يجذب إِلَى الْعُضْو دَمًا وَإِنَّمَا قصدنا أَن نجلب إِلَيْهِ دَمًا جيدا وَينْزع قبل أَن يبرد وَهَذَا الطلاء الزفتي من أفضل الْأَدْوِيَة الْأَعْضَاء الَّتِي قد بليت وسلبت الْغذَاء وَليكن غرضك الزِّيَادَة فِي جَوْهَر حرارة الْمعدة وإسخانها وَيتم هَذَا لَك بالغذاء وَالشرَاب وألزم الْمعدة من خَارج صَبيا حسن الْجِسْم ينَام مَعَ الْمَرِيض ويلصق بَطْنه مَعَ بَطْنه دَائِما أَو جرو كلب سمينا وَهَذَا نَافِع للصحيح فضلا عَن الْمَرِيض لجودة الهضم وَهَذَا التَّدْبِير أعنى مثل هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي تنمى الْحَرَارَة فِي جَوْهَر الْمعدة تصلح لمن بِهِ سوء مزاج يَابِس فِي معدته أَيْضا وَيجب أَن يكون هَذَا الصَّبِي بِلَا عرق لِأَنَّهُ مَتى عرق برد بَطْنه والتكميد ضار لمن بِهِ يبس لِأَنَّهُ يجففه وَلمن بِهِ مزاج رطب لِأَنَّهُ يحلل هَذِه الرُّطُوبَة الْأَصْلِيَّة وخاصة إِذا أَكثر اسْتِعْمَاله ويوسع المسام فتجعله لذَلِك يسْرع قبُول الْبرد من خَارج فَإِن كَانَ مَعَ اليبس حرارة لَيست بكثيرة فَأَنا ندبره تَدْبِير اليبس وننقص من مِقْدَار الشَّرَاب ويحذف الْعَسَل وَيجْعَل الشَّرَاب حَدِيثا ويطعمه إِن كَانَ ضيقا طَعَاما

مبردا يَسِيرا وتمرخ الْمعدة بِزَيْت زيتون غض وبدهن سفرجل وَإِن كَانَت الْحَرَارَة أَكثر جَعَلْنَاهُ شرابًا أطرى ومزاجه أَكثر وأبرد. وَقد برِئ رجل كَانَت بِهِ هَذِه الْعلَّة بِشرب مَاء بَارِد كثير دفْعَة إِلَّا أَنه أعقبه بردا فِي مريئه وَلِهَذَا يجب أَن ندبره بِرِفْق قَلِيلا قَلِيلا وَوضعت أَنا على صدر رجل كَانَ بمعدته سوء مزاج حَار يَابِس بعض الأضمدة المبردة فسكن اللهيب الَّذِي كَانَ يجده فِي معدته إِلَّا أَن تنفسه كَانَ صَغِيرا وَكَأَنَّهُ يُحَرك صَدره فَعلمت أَن حجابه برد بالأضمدة فقلعتها وصببت عَلَيْهِ زيتا مسخنا فَعَاد نَفسه إِلَى الْحَال الطبيعية وعالجته على مهل وَوضعت ذَلِك الْأَدْوِيَة قَلِيلا قَلِيلا أَسْفَل الْبَطن وَأَطْعَمته طَعَاما بَارِدًا فبرئ فِي مُدَّة طَوِيلَة من غير أَن أعقبه مَكْرُوها فَإِن كَانَ الْغَالِب على الْمعدة مزاجا حارا مفرطا ويخالطه إِن شِئْت يبس أَو رُطُوبَة غير مفرطين أَقُول: إِن من هَذِه حَاله يداوى بِمَاء بَارِد من غير تخوف لِأَن الْمعدة إِذا كَانَ بهَا سوء مزاج يَابِس فَلَا بُد أَن تهزل وتقصف مَا يقربهَا من الْأَعْضَاء ثمَّ جَمِيع الْجِسْم فَأَما إِذا كَانَ ذَلِك حارا من غير يبس أَو مَعَ يبس يسير فَإِن الْأَعْضَاء الَّتِي حولهَا لم تهزل وَلم تقصف وَلذَلِك لَيْسَ يَضرهَا المَاء الْبَارِد. فَأَما إِذا كَانَ يبس مَعَ حرارة ظاهرية قَوِيَّة فمداواته كهذه المداواة إِلَّا أَن الْبَارِد لَيست فِيهِ على) الثِّقَة جدا كَمَا إِذا لم يكن مَعَ الْحَرَارَة يبس ظَاهر وَإِن أشرف سوء المزاج الْحَار حَتَّى يبلغ من الْمعدة إِلَى الْقلب فَإِنَّهُ يستحم وعلاجه دَاخل فِي بَاب الْحمى على أَن هَذَا الَّذِي ذَكرْنَاهُ من بَاب الْحمى. فَأَما سوء المزاج الرطب فَهُوَ أسهل برءا من الْيَابِس مَعَ حر كَانَ أَو برد فَهُوَ أَكثر مَا يحدث عَن هَذِه الْأَصْنَاف الثَّلَاثَة وَالَّذِي يداوي بِهِ المزاج الرطب من غير سخونة وَلَا برودة الْأَطْعِمَة المجففة من غير إسخان وَلَا تبريد قوى وتقليل الشَّرَاب عَن مِقْدَار الْحَاجة وَإِذا كَانَ مَعَ حرارة فالأطعمة والأشربة القابضة ولتكن تقبض من غير إسخان وينفعهم أَيْضا شرب المَاء الْبَارِد ينظر فِيهِ. وَإِن كَانَ مَعَ برودة فأفضل مَا يداوى بِهِ الْأَشْيَاء الحريفة ولتخلط مَعهَا أَشْيَاء عفصة بعد أَن تكون مِمَّا لَا يبرد تبريدا ظاهريا والاقلال من الشَّرَاب من أفضل مَا يداوى بِهِ هَؤُلَاءِ وَليكن الْقَلِيل مِنْهُ من شراب يسخن إسحانا قَوِيا ويعالج من خَارج بِمَا يشبه مَا ذكرت وَأعلم أَن شَرّ أَصْنَاف سوء المزاج الْمُفْرد الْيَابِس والمركب الْبَارِد الْيَابِس فَهَذَا قولي من سوء المزاج فِي الْمعدة من غَيرهَا. فَإِن كَانَ فِيهَا سوء المزاج مَعَ مَادَّة فَهَذِهِ الْمَادَّة رُبمَا كَانَت محتبسة فِي تجويفها وَرُبمَا كَانَت مشربَة لطبقاتها وَالْأول إِن كَانَ إِنَّمَا يحدث مرّة وَاحِدَة فَإِذا يذهب إِذا نقيت الْمعدة بالقيء وَإِن كَانَ لَا يزَال يعاود مَتى تنقت الْمعدة مِنْهُ فتعرف باستقصاء وَانْظُر من أَيْن ينجلب فَإِذا عرف فالعالج بِحَسب ذَلِك

وداو الْعُضْو الَّذِي مِنْهُ ينجلب بِمَا يردع وَبِمَا يبرد وَبِمَا يعين على التقوية وَيعلم ذَلِك بِالتَّدْبِيرِ الْعَام لجَمِيع الْأَمْرَاض. وَإِن كَانَ إِنَّمَا هَذَا للمعدة من امتلاء الْجِسْم كُله فنق الْجِسْم من ذَلِك الْفضل ثمَّ خُذ علاج الْمعدة لِأَنَّهَا قد اكْتسبت بانصبابه إِلَيْهَا شَيْئا من رداءة فعالجها بالأفسنتين فِي الْوَقْت الملائم وَاعْلَم أَن علاج المزمن مِنْهُ أعْسر برءا إِلَّا أَنه قد قبل من ذَلِك الْخَلْط أَشد وَأكْثر وَرُبمَا صَار لذَلِك إِذْ أزمن من جرم الْمعدة إِلَى سوء مزاج يَخُصهَا مُحْتَاج إِلَى مداواة مَا يداوى بِهِ سوء المزاج من غير مَادَّة وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا الْخَلْط المداخل لطبقاتها فَإِنَّهُ مَا يسهل إسهالا معتدلاً وَهِي الَّتِي لَا تجَاوز حَدهَا الْمعدة والأمعاء وَإِن هِيَ جَاوَزت ذَلِك بلغت إِلَى الجداول الَّتِي ينفذ فِيهَا الْغذَاء إِلَى الكبد وَأفضل هَذِه المتخذة بصبر وَالصَّبْر نَفسه إِلَى الِانْفِرَاد إِلَّا أَنه كَانَ غير مغسول فَهُوَ أقوى إسهالا وَإِن كَانَ مغسولاً فَهُوَ أَجود وَأكْثر تَقْوِيَة للمعدة وَلِهَذَا إيارج الفيقرا بصبر مغسول) وَغير مغسول من جِيَاد الْأَدْوِيَة للأخلاط المحتقنة فِي الْمعدة فَاسق مِنْهُ ملعقتين صغيرتين الشربة الْوُسْطَى والكبرى ملعقتان كبيرتان وَالصُّغْرَى ملعقة بِمَاء فاتر ثَلَاث قوانوسات واسق صَاحب هَذِه الْعلَّة كشك الشّعير سَاعَة يخرج من الْحمام قبل كل شَيْء وَأما هَذَا الدَّوَاء فعلى حسب الْأَدْوِيَة المسهلة وَفِي وَقتهَا وَإِذا أَخذه فلتحرك وليمش وَمَتى عجن الأرياج بِعَسَل كَانَ إسهاله أَكثر لِأَنَّهُ يبْقى فِي الْبَطن أَكثر إِلَّا أَن تقويته للمعدة أقل وَإِن كَانَ فِي الْمعدة بلغم فنق قبل ذَلِك البلغم بِمَا يقطعهُ ثمَّ أسهله فَإِن كَانَ القئ يسهل على العليل فقيئه بفجل وسكنجبين وَإِن كَانَ البلغم لَيْسَ بلزج ولاغليظ فماء كشك الشّعير يكفى والقئ بِمَاء الْعَسَل وَهَذَانِ يؤخذان للقئ أَكثر مِمَّا يُؤْخَذ لسَائِر العلاج وَينْتَفع صَاحب هَذِه الْعلَّة بِمَاء الْعَسَل مطبوخاً مَعَه أفسنتين فَإِنَّهُ يحدر جَمِيع مَا فِي جرم الْمعدة محتقنا من الأخلاط الرقيقة وَهَذَا يُشْرك تَدْبِير جَمِيع مَا جرم الأصحاء وَقد تتركب هَذِه الْأَمْرَاض فِي الْمعدة وَذَلِكَ أَنه يُمكن أَن يكون بهَا سوء مزاج وَتَكون مشربَة لخلط ردئ وَفِي تجويفها خلط يجول وارجع حِينَئِذٍ إِلَى تَدْبِير الْأَمْرَاض المركبة بِحَسب المفردة واحفظ قوانينها فابدأ بِمَا هُوَ أخطر وَالَّذِي هُوَ كالسبب الْفَاعِل لغيره وَالَّذِي لايمكن أَن يبرأ دون أَن يبرأ غَيره. من حِيلَة الْبُرْء: وينفع الْمعدة الملتهبة مَعَ إسهال قيروطي بدهن السفرجل وَإِذا لم يكن التهاب شَدِيد فقيروطى بدهن الناردين وَيكون فِيهِ صَبر ومصطكى من كل وَاحِد سدس

مِثْقَال ولضعف فَم الْمعدة سحق المصطكى بدهن الناردين يغمس فِيهِ صوف قرمزي وَيُوضَع عَلَيْهِ وَهُوَ حَار فَإِن الْأَشْيَاء الفاترة تحل قُوَّة فَم الْمعدة ولتقوية فَم الْمعدة كمد بلبد قد غمس فِي دهن زَيْت قد طبخ فِيهِ أفسنتين فِي إِنَاء مضاعف. من الْعِلَل والأغراض حس المراق مادام صَحِيحا فالألذ عِنْده الحلو فَإِن نالته أفة فَكَانَت قابضة التذ بالدسم وَإِن كَانَت إِلَى الْحَرَارَة أميل اشْتهى الْبُرُودَة وَإِن كَانَت الْبُرُودَة فالى الْحَرَارَة وَمَتى كَانَ الْخَلْط أغلب عَلَيْهِ الغلظ اسْتعْمل الْأَشْيَاء اللطيفة فَانْتَفع بهَا وبالضد وَإِن غلب عَلَيْهِ خلط لزج اشْتهى المقطعات وبالضد فِي جَمِيع الأضداد. قَالَ: بطلَان الشَّهْوَة إِمَّا لِأَن فَم الْمعدة لَا يحس بِالنُّقْصَانِ الْحَادِث عَن امتصاص الْعُرُوق أَو لِأَن الْعُرُوق لاتجذب ولاتمتص من الْمعدة شَيْئا أَو لِأَن الْجِسْم لايستفرغ ولاتحلل مِنْهُ شَيْء وَبطلَان حس فَم الْمعدة يكون لمَرض الدِّمَاغ فِي هَذِه الْعلَّة شَهْوَة الطَّعَام وَالشرَاب أَو لفساد يحدث فِي الْعُضْو) الَّذِي فِيهِ تنبعث هَذِه الْقُوَّة وَهُوَ الزَّوْج السَّادِس أَو لِأَن نفس الْمعدة بِهِ سوء مزاج حَار كَمَا يعرض ذَلِك فِي الْحمى قَالَ: الْخَلْط الحامض إِن أكل وَكَانَ فِي فَم الْمعدة أهاج الشَّهْوَة لثلاث أَنه يلذع بحموضته فَم الْمعدة فَيحدث حَرَكَة شَبيهَة بحركة مص الْعُرُوق عِنْد الْجُوع فيحرك ذَلِك الْغذَاء أَو يقبض الدَّم بِبرد فيتسعالأمكنة لذَلِك وَيكون الْحس بالخلاء أسْرع وَإنَّهُ يقبض جرم الْمعدة أجمع فَيكون كَمَا قُلْنَا أَولا حساسا بالخلاء شَدِيدا الْخَلْط الحامض يقل شَهْوَة المَاء وَبطلَان المَاء يكون إِمَّا من غَلَبَة الْبرد أَو من غَلَبَة الْخَلْط الرطب من سوء مزاج رطب أَو من ذهَاب حس الْمعدة وَكَثْرَة الشَّهْوَة للْمَاء يكون لفضل مالح أَو لفضل مرارى أَو لرطوبة قد حمئت وَحدث فِيهَا كالغليان كَمَا يحدث فِي الْحمى قَالَ: ويعرض فِي الاستمراء بُطْلَانه أَو إبطائه أَو فَسَاد الطّعْم وَذَلِكَ يكون إِمَّا من دَاخل إِمَّا لسوء مزاج أَو لمَرض يحدث فِي فَم الْمعدة كالسلع وَغَيرهَا وَفَسَاد الطَّعَام مَتى كَانَ حارا أحَال الطَّعَام إِلَى الدخانية وَإِن كَانَ بَارِدًا أَحَالهُ إِلَى الحموضة وَإِمَّا من خَارج يعرض من سوء الِاسْتِمْرَار إِمَّا من أجل الْأَطْعِمَة فِي كيفيتها أَو كميتها أَو سوء وَقتهَا أَو سوء ترتيبها أَو من أجل قلَّة النّوم وَإِن كَانَت أَكثر مِمَّا يجب فَإِنَّهَا إِن كَانَت أغذية وَكَانَت عسرة الْفساد لم تستمرأ أصلا وَأما سوء الْوَقْت فَإِذا كَانَ أَخذ الطَّعَام الثَّانِي قبل استمراء الأول وَأما سوء التَّرْتِيب فَإِن يتَنَاوَل الْقَابِض قبل المزاق فَيعرض من ذَلِك الْفساد وَأما من أجل كَيْفيَّة الأغذية فَإِن يطعم من معدته حارة عسلا وبالضد فعلى هَذَا فَافْهَم أَمر النضج الثَّانِي الْكَائِن فِي الْعُرُوق وَذَلِكَ أَنه رُبمَا بَطل حَتَّى يبْقى الكيلوس أَبيض أَو يَسْتَحِيل اسْتِحَالَة معفنة أَو اسْتِحَالَة رَدِيئَة حَتَّى يصير مرَارًا أصفر أَو أسود كَمَا يعرض فِي اليرقان

الْأَصْفَر وَالْأسود وعَلى الْمِثَال فِي الهضم الثَّالِث أَولا يَسْتَحِيل إِلَى الشبيه بالعضو الْبَتَّةَ فَيعرض الهلاس فِي جَمِيع الْجِسْم وَأَن يتشبه بعضه فَيعرض هلاس دون ذَلِك أَو يتشبه تشبها رديئاً فَيصير سَوْدَاء أَو صفراء فَيحدث سرطان أَو نملة أَو برص أَو بهق أَو جرب وَمَا يدْخل من الأفة على الاستمراء من الْأَشْيَاء الحارة سهل الْبُرْء وَأما مَا يَنَالهُ من أجل ضعف قُوَّة الْمعدة فعسر الْبُرْء وَرُبمَا كَانَ لابرء لَهُ لِأَن الْمعدة إِن لم تستمرئ الْغذَاء أصلا لضعف قوتها آل الْأَمر إِمَّا إِلَى زلق الأمعاء أَو إِلَى استسقاء طبلى. يؤول إِلَى استسقاء طبلى إِذا كَانَ هُنَاكَ أدنى هضم وحرارة وَإِلَى زلق الأمعاء إِذا عدم) النضج الْبَتَّةَ إِذا كَانَ الْغذَاء معتدل الْكَيْفِيَّة والكمية وَكَانَت سَائِر الْأَشْيَاء كَمَا يجب ثمَّ فسد الاستمراء فَذَلِك لضعف قُوَّة الْمعدة قوتها تضعف لسوء المزاج وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ سوء المزاج حارا أحدث جشاء دخانيا وسهكا وَإِن كَانَ بَارِدًا أحدث جشاء حامضا وَيحدث مَعَ الأول عَطش وَحمى ولايكون من الثَّانِي عَطش ولاحمى وَإِن بردت بردا كَامِلا خرج الْغذَاء على حَاله وَإِن لم يكمل برد الْمعدة فَإِنَّهُ يَجْعَل الأغذية الَّتِي هِيَ إِلَى الْبرد أميل خَاصَّة وَإِن لم يكمل برد الْمعدة فَإِنَّهُ يَجْعَل الأغذية الَّتِي هِيَ إِلَى الْبرد أميل خَاصَّة وَالَّتِي هِيَ أميل إِلَى الْحَرَارَة رياحا نافخة وَجُمْلَة بطلَان الاستمراء يكون من برد مفرط ونقصانه من برد غير مفرط وفساده يكون إِمَّا إِلَى الحموضة وهويكون عَن برد وَإِمَّا إِلَى الدخانية وَهُوَ يكون عَن حز فَأَما الرُّطُوبَة واليبس فَلَيْسَ يُمكن فيهمَا أَن يبطلا الاستمراء وَيُمكن فيهمَا أَن ينقصاه ولايبطلاه لِأَنَّهُ يسْبق حَال اليبس الَّذِي يبطل الاستمراء فِيهِ إِلَى الذبول وتسبق الرُّطُوبَة الَّتِي تبطل الشَّهْوَة وَالِاسْتِسْقَاء. وَالْقُوَّة الماسكة الَّتِي فِي الْمعدة ينالها الضَّرَر على ثَلَاث إِمَّا آلا تنقبض على الطَّعَام أَو تقبض عَلَيْهِ قبضا ضَعِيفا أَو رديئا وَيحدث عَن بطلَان انقباضها عَلَيْهِ وَضَعفه: إِمَّا ريَاح نافخة أَو خضخضة وَتعرض الرِّيَاح إِذا كَانَت الْأَطْعِمَة مولدة للرياح وَلم تكن الْمعدة شَدِيدَة الْبرد والخضخضة تعرض إِذا اسْتعْمل صَاحبه الشّرْب يعد الْأكل وَكَانَت الْأَطْعِمَة غير رياحية والمعدة بَارِدَة شَدِيدَة الْبرد وَمَتى انقبضت على الطَّعَام انقباضا رديئا وَكَانَت مَعَ انقباضها ترتعد وترتعش وَالطَّعَام المؤذى للمعدة بكيفية أَو بكمية إِن كَانَ خَفِيفا طفا واستفرغ بالقئ وَإِن كَانَ ثقيلا رسب واستفرغ بالاختلاف وَرُبمَا طفا بعضه ورسب بعضه وَكَانَ عَنهُ الهيضة وَقد تعرض من حبس الثفل بِشدَّة أَن يترقى الثفل من لفافة إِلَى لفافة حَتَّى يبلغ الْمعدة فينالها مِنْهُ كَيْفيَّة رَدِيئَة يعرض مِنْهُ كرب واختلال فِي الشَّهْوَة. الْأَعْضَاء الآلمة إِذا كَانَ فِي الْمعدة سوء مزاج حَار فَأَما أَن يكون مَعَ مَادَّة تنصب فِي تجويفها وعلامته أَن صَاحبهَا إِذا أكل طَعَاما بَارِدًا عسر الْفساد انْتفع بِهِ ويخالط قيئه وبرازه مرار وخاصة فِي القئ. وَإِن لم يكن فِي تجويفها شئ لَكِن مداخلا لجرمها فعلامته الغثى والتهوع الَّذِي لَا يخرج مَعَه شَيْء والعطش وَقلة الشَّهْوَة للطعام وَالِانْتِفَاع بالأطعمة الْبَارِدَة عَام لَهما جَمِيعًا وَكَذَلِكَ الجشاء الدخاني

والبارد أَيْضا إِمَّا أَن يكون فِي تجويف الْمعدة وَإِمَّا مداخلا لجرمها ويعمها أجمع قلَّة الْعَطش وَالِانْتِفَاع بالأطعمة الحارة وَكَثْرَة شَهْوَة الطَّعَام ويخص الْخَلْط المنصب فِي جوفها إِذا تنَاول أَطْعِمَة جلاءة كالعسل وَنَحْوه كَانَ فِي قيئه خَاصَّة وَفِي برازه بلغم خَاصَّة ويخص المداخل لجرم الْمعدة الغثى مَعَ عدم مَا يخرج بالقئ لَكِن لاعطش مَعَه إِذا كَانَ عِنْد البلع وجع شَدِيد وَكَانَ يخرج قبل ذَلِك بالقئ شَبيه بالأغشية فَفِي المئ قرحَة وَإِن كَانَ الوجع أَشد وَكَانَ مَوْضِعه أَشد انسفالا فالوجع فِي فمها وَإِن كَانَ الوجع من قُدَّام مَعَ خُرُوج شئ من دَلَائِل القروح بالقئ فالقرحة فِي الْمعدة فَإِذا كَانَ من خلف فالقرحة فِي المرئ والغثيان يدل على أَن فَم الْمعدة عليل وَإِذا لم يتَغَيَّر الطَّعَام أصلا فقد كمل برد الْمعدة وَإِن كَانَ يفْسد إِلَى الحموضة فَهُوَ من ضد الْمعدة والتدخن من حرهَا قَالَ: والغثى إِنَّمَا يحدث من فَم الْمعدة فَقَط التُّخمَة تكون من برد أَو من القوى الطبيعية القراقر عرض لَازم لسوء استمراء الْغذَاء على الطَّعَام لِأَنَّهَا إِن لم تحتو عَلَيْهِ بِالْكُلِّيَّةِ حدث بَينهَا وَبَين الطَّعَام فضاء يجول فِيهِ الرِّيَاح والرطوبات. شراب حب الآس يقطع سيلان الفضول إِلَى الْمعدة وقشور الأترج تقوى الْمعدة ويعين على الهضم مَعُونَة يسيرَة. ابْن ماسويه: لحم الأترج خاصته تطفئة الْحَرَارَة الَّتِي فِي الْمعدة د: الْإِذْخر نَافِع من أوجاع الْمعدة وَهُوَ نَافِع من أورامها والأقحوان الْأَبْيَض مَتى شربت أَطْرَافه جفف جملَة مَا يتجلب إِلَى الْمعدة والأحمر يجفف جَمِيع أَنْوَاع السيلان إِلَى الْمعدة. فِي الجشاء والفواق والقراقر والرياح الْخَارِجَة من أَسْفَل والرياح الَّتِي تورم الْبَطن وَالْجنب وَالرِّيح السوداوية الَّتِي تنفخ الْمعدة ووجع الْجنب الْقَدِيم وانتفاخ واختلاج مَا دون الشراسيف وَالرِّيح فِي جَمِيع الْجِسْم والمغص وَالصبيان الَّذين تنتفخ بطونهم. السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض القراقر تتولد من النفخ والنفخ لَا يتَوَلَّد إِذا لم يكن فِي الْبَطن حرارة الْبَتَّةَ ولايتولد إِذا كَانَ فِي الْجِسْم حرارة قَوِيَّة إِلَّا أَن يكون فِي الأغذية قُوَّة تولد الرِّيَاح ولابد من تولد النفخ من الأغذية المولدة للنفخ عِنْد الهضم لَكِن ذَلِك يكون قَلِيلا يستفرغ الجشاء فَأَما إِذا كَانَ عمل الْحَرَارَة فِي الْغذَاء ضَعِيفا وَجعلت تعْمل فِيهِ تذيبه أَولا أَولا ولاتهضمه هضما محكما فَإِنَّهُ يتَوَلَّد من ذَلِك ريَاح نافخة وَإِذا لم يكن فِي طَاقَة

الْمعدة والأمعاء دفع هَذِه النفخ بالجشاء والرياح الْخَارِجَة من أَسْفَل هَاجَتْ قراقر وتدل بِنَوْع الصَّوْت على حَال الْموضع وَحَال النفخ فَإِذا كَانَ الصَّوْت حادا دَقِيقًا فدورانه من معى ضيق جال لَا محَالة وَهِي بَقِيَّة من الرُّطُوبَة الهوائية وَإِن كَانَت الرّيح بخارية فصوتها يكون كَذَلِك فِي الصغر إِلَّا أَنه صَادِق الحدة وَلَا يكون دَقِيقًا وَجَمِيع الْأَصْوَات الَّتِي إِلَى الحدة والدقة يكون فِي المعى الدقاق وَكلما انحط نَحْو المعى الْوَاسِع كَانَ مَا يسمع من صَوته أقل والأصوات الَّتِي تكون فِي الأمعاء الْغِلَاظ إِذا كَانَت خَالِيَة من الفضول تكون هائلة وَإِن كَانَ مَعَ رُطُوبَة لم يكن الصَّوْت صافيا وَإِن كَانَ بِلَا رُطُوبَة كَانَ صافيا وصفاء الصَّوْت يدل إِمَّا إِلَى نقاء الأمعاء من الرطوبات أَو على أَن فضلا يَابسا محتقنا فَوق والقراقر الَّتِي مَعَ خضخضة وَخُرُوج الثفل بالصوت يكون لرطوبة وريح بخارية وضيق الْآلَة. جَوَامِع الْعِلَل والأعراض القراقر تكون عَن ضعف القابضة من الطَّعَام وَالشرَاب وَقَالَ فِي الْكتاب مَتى لم ينهضم الطَّعَام فِي الْمعدة هضما محكما لَكِن كَانَ فِيمَا بَينهَا وَبَين الطَّعَام قرحَة حدث عَنْهَا قرقر الفواق يكون عَن شَيْء يُؤْذِي الْمعدة بِبرْدِهِ كَالَّذي يعرض فِي الناافض أَو بلذعه كَمَا يفعل فِي لذع الْخَرْدَل مَتى كَانَت الْحَرَارَة تبلغ من قوتها أَن تحلل الطَّعَام شَيْئا بعد شَيْء ولاتبلغ قوتها فِي الْحَرَارَة أَن تبرز تِلْكَ الرِّيَاح تولدت فِي الْبَطن نفخ وَهَذِه إِذا بقيت فِي الْبَطن كَانَ لَهَا أصوات وَقد يكون بقبقة وَرُبمَا كَانَ صَوتا صافيا وَرُبمَا كَانَ متوسطا وَرُبمَا كَانَ خفِيا والبقبقة تكون من ريح يخالطها رُطُوبَة والصافي يكون إِذا كَانَت الأمعاء ضَعِيفَة وَالرِّيح كَثِيرَة غَلِيظَة وَمَعَهَا شَيْء من الرُّطُوبَة وَإِن كَانَت الرِّيَاح أَكثر حرارة فتحركت كَانَت قراقر وَإِن كَانَت أقل حرارة كَانَت نفخا والبقبقة تدل على قيام ببراز رطب. الثَّامِنَة من الميامر: الفواق يحدث مرّة من برودة فِي الْمعدة وَمرَّة من امتلاء وَمرَّة لتلذيع حَادث عَن رطوبات خبيثة. قَالَ: كثيرا مَا يكون الفواق من أخلاط حادة أَو صديد أَو أدوية تلذع فَم الْمعدة أَو طَعَام يفْسد فِيهَا أعنى الْمعدة وَإِذا قاءه الْإِنْسَان سكن فواقه وَرُبمَا برد فَم الْمعدة فَعرض من أَجله فوَاق وَالصبيان يعرض لَهُم الفواق دَائِما من فَسَاد الطَّعَام فِي الْمعدة وَمن برودة فمها ويعرض من طَعَام كثير قد ثقل على فمها وَمن حِدة لذعته والقئ أَنْفَع مَا عولج بِهِ هَؤُلَاءِ والتسخين أبلغ مَا يعالج بِهِ من يُصِيبهُ فوَاق من برد وينفع من الفواق إخدار الْحس بأدوية كَثِيرَة وَمن وَجه آخر يَنْفَعهُ مِنْهُ تَحْلِيل تِلْكَ الأخلاط بأدوية ملطفة مجففة وَمن وَجه آخر بتربد مزاج تِلْكَ الْأَشْيَاء اللذاعة بِمثل هَذَا القرص: قسط زعفران ورد طري مصطكى من كل وَاحِد أَرْبَعَة أسارون مثقالان صَبر مثله أفيون مِثْقَال يعجن

بعصارة بزر قطونا ويسقى مِنْهُ نصف مِثْقَال بِبَعْض الْمِيَاه الْمُوَافقَة بالبزر قطونا والأفيون ممايخدر والسنبل يحلل ويقوى والأسارون يحدر الرطوبات بالبول وَالصَّبْر يحدرها بالاستفراغ والقسط والزعفران يقويان ويسخنان وَهَذَا القرص نَافِع من الفواق الشَّديد. يَجْعَل تأليف أدوية الفواق بِحَسب هَذِه الْأَغْرَاض تَقْوِيَة فَم الْمعدة وإسخانها إِن احتجت وتلطيف الأخلاط والرياح وإخدار الْحس وتركب بِمِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ قرصا جَامعا كَهَذا خُذ سكا سنبلا دَار صينيا نانخواه أفيونا بزر كرفس يقرص ويسقى فَمن تتولد فِي معدته مرّة سوادء) تنفخ معدته النفخة تضمد معدته فِي وَقت النّوبَة بخل ثَقِيف مسخن فِي أسفنجة فَإِن بقيت النفخة فضع عَلَيْهَا شَيْئا طَربا مَعَ قلفت مسحوق معجون بِعَسَل وَخذ جُزْء صَبر وشبا جزأ مسحوقا معجونا بِعَسَل أَو خُذ جُزْء قلقنت وأخلطه بقيروط وَضعه عَلَيْهَا فَإِذا طبخ أخثاء الْبَقر الراعية يَابسا بشراب وَوضع عَلَيْهِ نَفعه ثمَّ اسْقِهِ إبارج وَنَحْوه قَالَ فآما من تعرض فِي معدته نفخة وتمدد فاطبخ حزمة جعدة واسقه الطبيخ أَو أطبخ فوتنجا جبليا بعد أَن تنقعه لَيْلَة وَخذ من طبيخه فاخلط بِهِ شَيْئا من عسل ومثقال فلفل واسقه قَالَ: وكمدة الْمعدة وضع عَلَيْهَا محاجم وَحَملَة شياقة تخرج الثفل وَالرِّيح وَإِن كَانَ التمدد صعبا فافصد فَهُوَ من أقوى مَا تعالج بِهِ الْإِسْكَنْدَر احذر أَن تسقى من تتولد السَّوْدَاء فِيهِ عَن احتراقات هَذِه فَإِن أَيْضا تصلح لمن يتَوَلَّد فِيهِ خلط سوداوى بَارِد غليظ. لَيْسَ لكَلَامه كَبِير محصول. أدوية أرجنجانس للفواق سذاب مَعَ شراب بورق عسل بزر كرفس جندبادستر كمون أنيسون زنجبيل عنصل خل مشكطر امشير فوتنج أسارون سنبل للنفخ والقولنج الريحى: زنجبيل نانخواه كاشم كمون ورق سذاب يَابِس حرمل قَلِيل كرويا يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة ويسقى بِمَاء الْأُصُول لاختلاج مَا دون الشراسيف قَالَ فِي آخر قاطيطربون اسْتعْمل الرِّبَاط الشَّديد عَلَيْهَا. الأولى من الأخلاط مَتى كَانَ الجشاء أَكثر من الْمِقْدَار وَالصَّوَاب تسكينه لِأَنَّهُ يدْفع الطَّعَام من فَم الْمعدة وَيمْنَع الهضم وَمَتى لم يكن الجشاء أصلا فَإنَّا نحرطه إِذا احتجنا إِلَى ذَلِك وَذَلِكَ عِنْد انتفاخ المرئ والرياح والنفخ مَتى امْتَلَأت الْمعدة مِنْهَا وَذَلِكَ أَنَّهَا تحثها وتحركها لِلْخُرُوجِ وَمَتى كَانَ فِي الْمعدة والأمعاء بلاغم غَلِيظَة فَلَا تستدعها وتحرك

الرِّيَاح لكى لَا يهيج مِنْهَا شَيْء أصعب فَيَنْبَغِي أَن تسكن إِذا هَاجَتْ وتعالج بأدوية مقطعَة ملطفة الجشاء يكون من ريح غَلِيظَة نافخة تستفرغ من الْفَم وَيدل على خلط بلغم أَو على ضعف الْمعدة وَهَذَا الضعْف رُبمَا كَانَ من سوء مزاج فَقَط قَالَ وَالْفرق بَين الجشاء وَالرِّيح الْخَارِجَة من أَسْفَل أَن هَذَا يكون محتبسا فِي فَم الْمعدة وَالْآخر فِي الأمعاء قَالَ: وَاحْتِمَال الْإِنْسَان مضض الفواق وَتَركه عَظِيم النَّفْع فِي تسكينه حَتَّى أَن العليل لَا يحْتَاج إِلَى علاج غير ذَلِك الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة: أَحْمد الرِّيَاح الْخَارِجَة من أَسْفَل مالم يكن مَعَ صَوت وَخُرُوجه على حَال مَعَ صَوت خير من احتقانهاوإذا خرجت مَعَ صَوت فَإِنَّهَا تدل على أَن بصاحبها ألما شَدِيدا واختلاط عقل إِلَّا أَن يكون ذَلِك عَن إِرَادَة قَالَ الرّيح) الْخَارِجَة مَعَ صَوت تدل على كَثْرَة بخارية غَلِيظَة أَو على ضيق آلَات النَّفس تنفذ فِيهَا فَمَتَى لم تكن الرّيح كَثِيرَة وَلَا الألات الَّتِي تخرج فِيهَا وَاسِعَة فخروجها يكون بِلَا صَوت. وَأما انتفاخ مَا دون الشراسيف فَإِنَّهُ إِذا كَانَ قريب الْعَهْد وَلم يكن التهاب فَإِن القرقرة الْحَادِثَة فِي ذَلِك الْموضع تحله وخاصة إِذا خرج مَعَ البرَاز ريَاح لِأَن القراقر لَا تدل على أَن فِي الْبَطن ريحًا فَقَط لَكِن ريحًا مَعَ رُطُوبَة فَمَتَى انحطت إِلَى أَسْفَل سكن تمدد الشراسيف وَمَتى خرجت من أَسْفَل وخاصة إِن استفرغت الرّيح مَعَ الْبَوْل وَالْبرَاز لِأَنَّهُ مَتى عرض مثل هَذَا الاستفراغ لم يبْق فِي الْبَطن شَيْء من الْفُصُول الْبَتَّةَ. الْخَامِسَة من الْفُصُول الفواق ريح تعرض فِي رَأس المرئ فِي قَول أبقراط وَإِذا حدث بعد استفراغ شَدِيد فردئ. السَّادِسَة: العطاس يسكن الفواق الْكَائِن من امتلاء بِمَاء لِأَنَّهُ يزعج الرطوبات ويقطعها. قَالَ: وَقد يسْتَدلّ على أَن الفواق من امتلاء يعرض للصبيان مِنْهُ إِذا تملاؤا من الطَّعَام وَبرد الْهَوَاء أَيْضا وكل برودة تمنع الْأَجْسَام العصبية أَن ينْحل مِنْهَا مَا يَنْبَغِي فَإِنَّهُ يحدث لذَلِك امتلاء فَيحدث فواقا. قَالَ أبقراط: الفواق يكون من امتلاء وَمن استفراغ قَالَ ج: الفواق إِنَّمَا يكون من فَم الْمعدة عِنْد شوقها إِلَى دفع شَيْء مؤذ قد غاص وَبعد من جرمها فَلذَلِك حركته أقوى من حَرَكَة القئ لِأَن القئ يروم أَن يدْفع شَيْئا فِي تجويف الْمعدة وَهَذَا يُرِيد أَن يدْفع شَيْئا غائصا لاحجا قَالَ: وَإِن سمى أحد الفواق حَرَكَة مَا للمعدة من جنس القئ فَإِنَّهُ أَجود من أَن يُسمى تشنجاقال: ويستدل على ذَلِك أَن أَكثر النَّاس إِذا سقوا فلفلا مسحوقا ثمَّ شربوا بعده شرابًا ممزوجا بِمَاء حَار عرض لَهُم الفواق على

الْمَكَان لِأَن الشَّرَاب يُوصل الفلفل إِلَى عمق جرم الْمعدة والفواق إِنَّمَا يكون عِنْد شوق الْمعدة إِلَى دفع خلط مؤذ لاحج فِيهَا. السَّابِعَة قَالَ: حَال الفواق فِي الْمعدة كَحال التشنج من العصب وَيكون من أخلاط تؤذي الْمعدة وَرُبمَا كَانَت هَذِه الآخلاط تؤذي الْمعدة كلهَا وَرُبمَا آذت فمها والمرئ فَإِذا قذفت الْمعدة هَذِه الرطوبات بالقيء سكن الفواق. هَذَا إِذا كَانَ المؤذي أخلاطا فَإِن الْقَيْء يسكن الفواق وَأَنا أَحسب أَن الَّذِي يكون أَيْضا من أخلاط تشربتها الْمعدة يسقى المَاء الْحَار ويقيأ مرّة بعد أُخْرَى فَإِنَّهُ يسكن الفواق لِأَنَّهُ يغسل ذَلِك) فَأَما الَّذِي بِلَا مَادَّة والبارد فيسكنه التكميد والأدوية الحارة واليابس يسكنهُ اللعابات والأمراق وَنَحْوهَا. من الْمَوْت السَّرِيع من أَصَابِع فوَاق وأصابه عطاس من نَفسه انحل فواقه وَإِذا كن مَعَ الفواق ورم ظهر بالجانب الْأَيْمن خَارج عَن الطبيعة من غير سَبَب مَعْرُوف وَكَانَ الفواق شَدِيدا هلك بِسُرْعَة. الثَّالِثَة من الثَّالِثَة: طول إمْسَاك النَّفس يسكن الفواق لِأَنَّهُ يلطف الْأَرْوَاح الغليظة بِشدَّة الْحَرَارَة والحمئة الْحَادِثَة عِنْد إمْسَاك النَّفس قتبرز حِينَئِذٍ من المسام. الثَّالِثَة من السَّادِسَة: من يُصِيبهُ برد شَدِيد يمْلَأ بَطْنه نفخا. الأغذية الأولى: جَمِيع الْأَدْوِيَة المنفخة تذْهب رياحها إِذا أكل. بعْدهَا شَيْئا ملطفة. الْيَهُودِيّ: يسقى للفواق إِذا أزمن دهن الكلكلانج وَأكْثر مَا تحدث الرِّيَاح الَّتِي تزم الْجَنِين والبطن فِي الشتَاء وَإِذا كثر فِي الْإِنْسَان نفع مِنْهُ حب الصَّبْر يشرب بِمَاء الأفاويا والشخنازيا والأميروسيا وينفع من الَّتِي تهيج من السَّوْدَاء من تزمم الْبَطن بكماد يتَّخذ من زاج مسحوق وخل خمر حامض وأعواد شبث يطْبخ كلهَا وينطل بِهِ. طلاء للانتفاخ: شونيز حب الْغَار سذاب يطْبخ فِي المَاء ويطبخ المَاء فِي الدّهن وادهن بِهِ الْبَطن ودهن السوسن عَجِيب فِي تَحْلِيل الرِّيَاح من الْبَطن ثمَّ يمرخ بِهِ الْبَطن نعما ويحقن بِهِ أَيْضا قَالَ: الرِّيَاح الَّتِي تكون فِي الخاصرة مَا يكون مِنْهَا فِي الْجنب الْأَيْمن أسْرع سكونا. أهرن: ينفع من الفواق شدّ الْأَصَابِع الرجلَيْن وَالْيَدَيْنِ والقيء والعطاس قَالَ: والعارض من رُطُوبَة غَلِيظَة يَنْفَعهُ أَن يعجن دِرْهَم بورق بِعَسَل ويعطاه. الفواق الْعَارِض من ورم فِي الْمعدة فِي فمها أَو لاستفراغ أَو ليبس فعسر العلاج وعلاجه على حَال المَاء: بِمَاء القرع وَمَاء الشّعير وَمَاء البزرقطونا وَالَّذِي من الورم: بِخِيَار شنبر مَعَ الهندباء وعنب الثَّعْلَب وَلَا يكَاد يبرأ الفواق الهائج من يبس الْبدن.

الطَّبَرِيّ فِي كتب الْهِنْد: بغلى زنجبيل فِي مَاء وَيجْعَل فِيهِ شَيْء من فانيذ وَيشْرب وَيُؤْخَذ من لبن الْمعز ويسخن بعضه وَيشْرب مرّة من الْحَار وَمرَّة من الْبَارِد مرَارًا. أهرن للرياح الغليظة فِي الْمعدة: كستج السكبينج وجوارش البزور وجوارش الأنجدان قَالَ: وامرخ الْمعدة والمراق وَالظّهْر بدهن سذاب وجند بادستر وعَلى الْمعدة فِي وَقت خلائها فِي) المحاجم قَالَ: والفواق يكون من خلط بَارِد غليظ فِي الْمعدة أَو من ريح غَلِيظَة أَو خلط حَار يلذع فمها أَو من خلاء الْمعدة بِشدَّة قيء أَو إسهال فَإِن فِي هَذِه الْحَال تَجف الْمعدة وتنقبض وتسخن أَو من ورم فمها فعلاج الْفضل الغليظ الْبَارِد الرطب وَالرِّيح: بحب السذاب أَو مرزنجوش أَو سذاب يطْبخ فِي شراب ويسقى وَيُعْطى بورقا يقيأ بِهِ ويسقى كمونيا مثقالين بسكرجة مَاء فاتر أَو قنداديقون أَو فلافلي أَو جوارش البزور أَو شخزنايا أَو نَحْوهَا واعطه من الأرياج ليمتسيه وَيخرج الْفضل الغليظ. علاج الْخَلْط الغليظ بالقيء والإسهال أَولا ثمَّ الملطفات وبالعطاس وَإنَّهُ يذهب الرّيح ويفشها وبالغضب والفزع والهم الْكثير فَإِنَّهُ يذهب الفواق ويشد الْأَصَابِع وَأما الْعَارِض فِي الحميات وَعند الأستفراغ فَإِنَّمَا هُوَ تشنج فِي الْمعدة وعلاجه عسر ويعالج على حَال: بِمَاء القرع. الْإِسْكَنْدَر: الفواق فِي الْحمى الشَّدِيدَة خَبِيث رَدِيء: كثيرا مَا رَأَيْته يسكن بِشَربَة مَاء وَالَّذِي من ورم رَدِيء فِي الْمعدة وعلاجه: بِمَا يُرْخِي ويلين الدَّم وَيشْرب مَاء فاترا والفصد وَالَّذِي من ريح: عطسه فَإِنَّهُ يقبض على الْمعدة فَتخرج الرّيح. شرك: رش على صَاحب الفواق مَاء بَارِدًا أَو يفزع أَو يحدث بِمَا يغمه جدا أَو بِمَا يفرحه جدا كي يشْتَد شغله يشْغلهُ بِهِ وَإِذا كَانَت ريح غَلِيظَة فِي الْمعدة فأفضل مَا يعالج بِهِ الْقَيْء فَإِن كَانَت فِي الأسافل فبالإسهال وَإِن كَانَت فِي جَمِيع الْجِسْم فتعريق الْيَابِس وهوالحمام الْيَابِس. مَجْهُول للرياح فِي الْبَطن والخاصرة: خولنجان يسحق ويعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ كالجوزة غدْوَة شَمْعُون الفواق يكون من رُطُوبَة وعلامته: لَا يكون الْفَم فِيهِ يَابسا وَلَا عطشا علاجه: بالقيء والعطاس والفلافي والكموني وأسهله بحب الإريارج وَالَّذِي عَن يبس علاجه: النّوم ويسقى شرابًا ويضمد الْمعدة بأفاويا الفواق الرطب وبالأشياء الرّطبَة للفواق الْيَابِس قَالَ: يطْبخ جند بادستير وكمون وأنجدان وَنَحْوهَا فِي دهن ويمرخ بِهِ المراق عِنْد شدَّة الوجع من الرّيح وَقَالَ: الْبَطن المنتفخ من الْمرة السَّوْدَاء خل وَمَاء يخلطان وَيجْعَل فيهمَا شَيْء من بورق ويكمد بهما وأسهل بِمَاء يسهل السَّوْدَاء وضمد الطحال بأضمدة.

مَجْهُول الفواق الشَّديد الدَّائِم: ادهن الْمعدة بدهن ورد قد حل فِيهِ دهن المصطكى وَيحبس النَّفس وتدهن الْمعدة وَيكثر الرّكُوب والتعب وَشرب المَاء الْحَار والغذاء الْخَفِيف وَالْحمام والمحاجم على الْمعدة بِلَا شَرط وَإِن أسرف فضع على الْمعدة المحمرة واسق رب السفرجل) الْمَعْمُول بِعَسَل ويطبخ بأفسنتين وجعدة يكمد بِهِ الْمعدة أَو يسقى طبيخ الفوتنج أَو أَقْرَاص الْكَوْكَب. الأولى من مسَائِل أبذيميا الرّيح الْخَارِجَة إِن كَانَت ذَات صَوت تدل على خلط غليظ لم تنهضم أَو على ضيق مخرجها وَإِن كَانَت غير ذِي صَوت دلّت على لطافتها وانهضامها أَو على سَعَة مخرجها. بولس: إِن أَكثر التأذى بالنفخ يسحق سذاب بِعَسَل حَتَّى يصير فِي قوام الْعَسَل وَيجْعَل مَعَه نطرون وكمون وَمَاء وتلطخ صوفه وتحتمل فَإِنَّهُ يخرج رياحا كَثِيرَة يجد لَهَا رَائِحَة وَهُوَ جيد للقولنج. أريباسيس إِن سحق ورق سذاب مَعَ كمون وخلط بِزَيْت ودلك بِهِ الْبَطن ينفع من الوجع الْعَارِض من الرِّيَاح. تياذوق يحلل الرِّيَاح جدا: خولنجان وطبيخه. مَجْهُول حب يحلل الرِّيَاح تحليلا قَوِيا: سكبينج وخولنجان يعجنان ويحببان كالحمص وَيشْرب مِثْقَال بِمَاء حَار وَهُوَ يحلل الرِّيَاح. من التَّذْكِرَة لوجع الْجَنِين الْمُتَوَلد من برد: جنطيان وَج قسط راوند صيني يسقى من جَمِيعهَا مِثْقَال بِمَاء حَار. المنجح: ينفع من النفخ والقراقر جوارش البزور وينفع من الفواق الْعَارِض من أمتلاء هَذِه القرصة: قسط إيارج فيقرا أصل الْإِذْخر وفقاحه تَمام يَابِس فوتنج بَرِيء فلنجمشك سذاب بزر كرفس كندر ذكر مصطكي علك القرنفل فطراساليون كرويا كمون مرماحور ملح هندي بسباسة يعجن الْجَمِيع بِمَاء النعنع ويقرص كل قرص وزن مِثْقَال وَيشْرب بشراب الأفسنتين وَالطَّعَام المغص يعرض فِي الأمعاء وَقَالَ حنين: ينفع مِنْهُ حب الْغَار الْيَابِس ثَلَاثَة دَرَاهِم أَو كمون مقلو مسحوق أَو يمضغ حب الْغَار على الرِّيق ويبلع مَاؤُهُ أَو يضمد بِهِ بعد دقة مَعَ

شراب وتضمد بِهِ السُّرَّة قَالَ: وَأما الجشاء فَإِنَّهُ يحدث عَن ريح نافخة يستفرغ بالفم وحدوثه إِمَّا من خلط بلغمي أَو عَن ضعف الْمعدة وَإِمَّا لسوء مزاج مَعَ مَادَّة أَو بِلَا مَادَّة فَإِذا كثر الجشاء حَتَّى تجَاوز الإعتدال وَدفع الطَّعَام فِي فَم الْمعدة فَعِنْدَ ذَلِك يَنْبَغِي أَن يسكن قَالَ: وَإِذا انتفخت الْمعدة وَلم يعرض جشاء فَيَنْبَغِي أَن يحك الجشاء.) رَأَيْت الجشاء أَكثر مَا يكون بعقب الأستمرار الصَّحِيح فَانْظُر ذَلِك وميزه قَالَ: الفواق يكون عَن تَحْرِيك الْمعدة بكليتها لدفع شَيْء مؤذ وَامْتِنَاع ذَلِك الشَّيْء من الأندفاع وَقد يعرض عَن أخلاط رَدِيئَة تلذع الْمعدة فَإِذا تقيأ نفع وَإِذا فسد الطَّعَام فِي الْمعدة إِلَى شَيْء يلذع حدث الفواق وَقد يحدث بِسَبَب برد يُصِيب فمها وَأكْثر مَا يعرض من فَسَاد الطَّعَام فِيهَا وَيكثر ذَلِك من الصّبيان. والفواق عَن كَثْرَة الْأَطْعِمَة ولذعها علاجه: الْقَيْء والكائن عَن برد فمها: فبمَا يسخن والكائن عَن أمتلاء: فبتحريك الْمعدة قسراكى تنقلع الرطوبات الَّتِي فِيهَا وتستفرغ وتتحلل وَهَذَا يكون بالعطاس والكائن بالأستفراغ: فبمَا يرطب والكائن عَن رُطُوبَة فِي الْمعدة أَو ريح فِيهَا: يسقى شرابًا قد طبخ مَعَه سذاب أَو بورق مَعَ عسل أَو الجزر الْبري أَو الكمون أَو أنيسون أَو زنجبيل أَو بصل العنصل قد أنقع فِي خل أَو فوتنج نهري أَو أسارون مُفردا ومؤلفة والكائن عَن أمتلاء وأخلاط لزجة رَدِيئَة يسقى جند بادستر يَسِيرا مَعَ خل ممزوج وَقد ينفع إِن لطخت الْمعدة بِزَيْت عَتيق أَو زنبق وينفع الفواق: يسقى مَاء الْعَسَل مَعَ بورق أَو شم الْجند بادستر وأنجدانا ويسكنه الْعَطش وإمساك النَّفس. وللمغص من ريح: سذاب وفلفل بِالسَّوِيَّةِ يشرب بِمَاء فاتر وَكَذَا ينفع النفخ الَّذِي فِي الْبَطن: نانخواه أَو نعنع فلفل أُوقِيَّة زنجبيل أُوقِيَّة أُوقِيَّة زنجبيل أُوقِيَّة ويسقى ملعقة. معجون يحل النفخ وينفع من القولنج: كاشم بري أوقيتان بزر كرفس جبلي أُوقِيَّة دوقو سنبل من كل وَاحِد أُوقِيَّة أفتيمون أَربع أَوَاقٍ أترنج أَرْبَعَة دَرَاهِم. على هَذَا: نانخواه أُوقِيَّة سكبينج ربع أُوقِيَّة يحبب. حقنة تحل الرِّيَاح وتخرجها من أَسْفَل: كمون شونيز نانخواه من كل وَاحِد جزؤ فلفل ربع جُزْء يطْبخ بِمَاء سَبْعَة أَمْثَاله حَتَّى يحمر وَيصب عَلَيْهِ مثله دهنا ويطبخ حَتَّى ينصب المَاء ويحقن بِهِ. ابْن ماسويه فِي المنقية للفواق الَّذِي من امتلاء: الْحمام على الرِّيق ثمَّ يشرب طبيخ البزور ويغتذى بطيهوج أَو بشفنين أَو مخاليف الدراج زيرباجا بشبث ونعنع وشراب ريحاني. لوجع الْجنب المزمن: أَطْرَاف الكرنب النبطي وبزره بِالسَّوِيَّةِ يدق جيدا مَعَ شَيْء من شَحم أوز ودهن سوسن وشحم كلى مَاعِز وَيُوضَع على الْجنب وَهُوَ حَار بِمِقْدَار مَا يُمكن وَإِذا برد

يسخن ويعاد قَالَ: وينفع من وجع الْجنب من برودة: وَج سَبْعَة قُوَّة قسط مر وحلو راوند) جنطيانا رومى زراوند طَوِيل يشرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ ودهن السوسان أَو دهن البان أَو دهن الْقسْط. ابْن ماسويه فِي كتاب الْغذَاء: يسقى للريح الغليظة فِي الْبَطن نَقِيع الصَّبْر ودهن خروع أَو دهن لوز مر ثَلَاث دَرَاهِم مَعَ مَاء الْأُصُول ونانخواه وكاشم وأنيسون أَو شخزنايا وجوارش البزور ودواء الْمسك وَيجْعَل فِي طَعَامه توابيل وَيشْرب مَاء الْعَسَل أَو شرابًا عتيقا ويدهن الْمعدة بدهن الناردين ويحذر المنفخة كالبقول والحبوب والكشك والسمك ويقلل شرب المَاء وَيشْرب مِنْهُ مَاء قد غلى حَتَّى ذهب نصفه ويطرح فِيهِ شَيْء من مصطكى. ابْن سرابيون قَالَ: يحل النفخة أَن يدهن الْعُضْو مَرَّات بدهن مفتش وتوضع عَلَيْهِ المراهم المحللة القوية المتخذة بزوفا وشبث وَمَاء الرماد وَنَحْوهَا. وَله فِي المغص: المغص يحدث من ريَاح غَلِيظَة لَا تخرج من فضلات حريفة لذاعة وَمن فضول غَلِيظَة إِذا رامت الطبيعة دَفعهَا فَلم تستطع فَانْظُر إِن كَانَ السَّبَب المغص لذع الْفضل الْحَار فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة المعدلة كبزر قطونا ودهن ورد وَإِن كَانَ فضلا غليظا فَاسْتعْمل الرشاد ودهن زَيْت وَإِن كَانَ ريا حا غَلِيظَة فَاسْتعْمل سذابا كمونا نانخواه حب الْغَار وَقَالَ: والجشاء يحدث إِذا حدثت ريَاح منخفضة فِي الْمعدة وتدانت إِلَى الْفَم وَتَكون إِمَّا لضعف الْمعدة أَو لخلط بلغمي فَإِن كَانَ الجشاء قَصِيرا دفع فِي سُكُون نفخ الْمعدة وَإِذا كَانَ فَوق الْقدر رفع الْغذَاء مَعَه وَمنع الهضم فَانْظُر إِذا امْتنع الجشاء الْبَتَّةَ والنفخ فِي الْمعدة فأهجه وَإِن رَأَيْته عنيفا فسكنه بِإِبْطَال السَّبَب الْفَاعِل لَهُ وَإِن كَانَ بلغما نقضه وَإِن كَانَ ضَعِيفا فَانْظُر مِمَّا هُوَ وقاومه. قَالَ: والفواق يكون من امتلاء شَدِيد أَو عَن يبس فِي الْمعدة أَو للذع أَو لفساد مزاج بَارِد. والكائن عَن امتلاء يكون إِمَّا لِكَثْرَة أغذية أَو لامتلاء مُتَقَدم والكائن من تلذيع يكون إِمَّا من أخلاط رَدِيئَة أَو من أغذية حريفة. وَالَّذِي من الاستفراغ يكون إِمَّا لاستفراغ عنيف أَو لمَرض من وجع عنيف. والحادث عَن برد يحدث للشيوخ وَفِي طول الْأَمْرَاض علاج الَّذِي من كَثْرَة الأغذية: بالقيء وَالَّذِي لخلط لذاع: بالقيء أَيْضا ثمَّ التَّعْدِيل واستفراغه بالإيارج الَّذِي يُمكنهُ استيصال الأخلاط الغائصة فِي الطَّبَقَات وبالعطاس لإزعاجه وقلعه الأخلاط المتشبثة. وَأما الْبَارِد الرطب: فطبيخ البزور الحارة والزنجبيل والفوتنج والأسارون والسنبل والراوند) والوج والجندبادستر أَو بميبختج وينفع قشور الفستق إِذا طبخ مَعَ أصل الْإِذْخر بِالسَّوِيَّةِ وَيشْرب وَيَنْبَغِي أَن يسقى من بزر النمام دِرْهَمَانِ مَعَ دِرْهَم كمون بشراب صرف وَأما للذع: فاستفرغ أَولا بِمَا يحطه مَاء الشّعير وَمَاء الرُّمَّان الحلو ولعاب بزرقطونا وَالتَّدْبِير المرطب وَأما الْيَابِس: فليدفع إِلَيْهِم أَولا مَاء حَار مَعَ دهن لوز حُلْو ودهن بنفسج وَمن بعد

يُعْطون مَاء الشّعير وَمَاء الرُّمَّان الحلو وَمَاء القرع وَمَاء القثاء واللعابات مَعَ دهن لوز حُلْو ودهن قرع فَإِن حدث فوَاق عَن فلغموني فِي الكبد: فافصده الباسليق واسق مَاء الْبُقُول وضمد الكبد واسق مَاء الشّعير. ابْن ماسويه شياقة تفتش الرِّيَاح: شونيزوج راسن مجفف قشور الْكبر فوتنج جند بادستر جاوشير تشيف وتحتمل اللَّيْل كُله. الرَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء: إِذا كَانَت الْمعدة لَا تحتوي على الْغذَاء امْتَلَأت من الرّيح سَرِيعا كَمَا يغتذى الْإِنْسَان وَإِن لم يكن غذاؤه ريحيا وَالْمَاء الْبَارِد يعين على تقبض الْمعدة على الطَّعَام مَعُونَة كَبِيرَة. مَتى رَأَيْت أحدا ينتفخ بَطْنه إِذا أكل فلينم على بَطْنه وألزمه مخدة لينَة حارة. أَقْرَاص للفواق لسابور: ينفع لأكْثر ضروبه: قسط صَبر سوقطرى إذخر نمام يَابِس فوتنج جبلي نعنع يَابِس سذاب بزر كرفس كندر أسارون من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ أفيون ورد أَحْمَر نصف الثَّالِثَة من الْأَمْرَاض الحادة: الْخُمُور الغليظة تولد رياحا بخارية غَلِيظَة وَالْخُمُور الرقيقة لَا تتولد عَنْهَا ريَاح فَإِن تولدت عَنْهَا ريح فَإِنَّهَا تكون لَطِيفَة هوائية لَا مائية بخارية. الْأَشْيَاء المنفخة إِذا كَانَت رقيقَة القوام غير لزجة يكون عِنْدَمَا تتولد عَنْهَا ريَاح لَطِيفَة تنفش سَرِيعا بالجشاء وَالْخُرُوج من أَسْفَل والأشياء الغليظة تتولد عَنْهَا ريَاح غَلِيظَة. الأولى من الأخلاط: الرِّيَاح الغليظة فِي الْبَطن سَبَب لسوء الاستمراء أَو انطلاق الْبَطن وَتَكون محتبسة فِي فضاء الأمعاء وَهَذِه لَا توجع. وَمَعَهَا قَرَار وحركة وَإِذا كَانَت متشبثة بَين طَبَقَات الأمعاء كَانَ مَعَه وجع بِقدر غلظه تمديده. أوجاع القولنج تكون كَذَلِك وَلذَلِك لَا تخرج من أَسْفَل ويشتد وجعها ويعالج بالتكميد وَقَالَ: المغص أسم يَقع على تلذيع الأمعاء بالاستفراغ فَمَا كَانَ من أَسْفَل الْبَطن يكون أَلين وأسكن وَمَا كَانَ فَوق كَانَ فَوق كَانَ أَشد وجعا. رَأَيْت ضربا من الرِّيَاح والقراقر يحدث فِي الْبَطن عِنْد الْخَلَاء والجوع وبعقب الهيضة والاستفراغ) ويسكن حِين يتغذى الانسان ومخرجه من الْقيَاس صَحِيح. من تقدمة الأنذار لأبقراط: استمساك الصَّوْت مَعَ القولنج رَدِيء. الثَّانِيَة من الميامر: سَبَب تولد الرِّيَاح النافخة فِي الْمعدة والبطن نُقْصَان الْحَرَارَة الغريزية حَتَّى تصير إِلَى مقداريتولد من الْمَأْكُول ريح بخارية لَا تنفش وتضعف الْقُوَّة حَتَّى لَا تَسْتَطِيع تِلْكَ الْأَعْضَاء العصرة على تِلْكَ الرِّيَاح دفْعَة فالعلاج إِذا: الاسخان وَالْقَبْض والدلك جمل أدوية أفاوية وجورشات مركبة من الحارة القابضة والغمز عَلَيْهَا وتقويتها أَيْضا.

الْيَهُودِيّ: إِذا أزمن الفواق وَطَالَ أمره جدا سقى دهن الكلكلانج. بولس: الْقَيْء نعم العلاج للفواق الْكَائِن من امتلاء أَو من غذَاء يفْسد فِي الْمعدة وَكَذَلِكَ العطاس فَإِذا كَانَ الفواق من برد لحق الْمعدة فالدلك الدثار والمروخ بدهن مسخن والكائن من شَيْء لزاع للمرى كالفلفل وَنَحْوه مِمَّا يغسل وَنَحْو ذَلِك الْأَثر كَالْمَاءِ والأمراق الحارة اللينة والكائن من استفراغ بِنَحْوِ هَذَا من العلاج مَعَ الزِّيَادَة فِي الْغذَاء وَالشرَاب والفواق الهائج من رطوبات ورياح علاجه: المفشة للرياح الغليظة والكمون والشيح والزراوند والكرفس والزنجبيل والفوتنج والنعنع فَإِن كَانَت غَلِيظَة لزجة فأعطه: جند بادستر وخلا أَو خل العنصل أَو سكنجبينه وينفع من الفواق نعما: حبس النَّفس وينفع الَّذِي برد: أَن يطلى الْبَطن بجند بادستر مَعَ دهن قثاء الْحمار أَو زَيْت عَتيق. ابْن سرابيون: الفواق يحدث إِمَّا لثقل الطَّعَام على الْمعدة أَو لتلذيع خلط حاد أَو لرياح غَلِيظَة أَو ليبس شَدِيد أولورم فِي الكبد وعلاج الَّذِي من أغذية كَثِيرَة الْفساد: الْقَيْء وَكَذَا الَّذِي من كيموس محتبس فِي الْمعدة إِن كَانَ سابحا أَو غائصا: فالفيقرا وَحب الصَّبْر وَإِن كَانَ من سوء المزاج بَارِد فَانْظُر أمع مَادَّة هُوَ أم لَا فَإِن كَانَ بِلَا مَادَّة فسخن الْمعدة بالضماد والمروخ وَالشرَاب الصّرْف وطبيخ الْأَشْيَاء العطرية المسخنة وَإِن كَانَ مَعَ مَادَّة: فالنفض بحب الأفاوية والعطاس يهز ويقلع الأخلاط عَن فَم الْمعدة. وَمن جيد الْأَدْوِيَة لفواق الْبَارِد: أَن يمرخ بجندبادستر وزيت عَتيق أَو بدهن الناردين ويسقى من الْجند بادستر نصف دِرْهَم قسط مر نصف بطراساليون دِرْهَم بِمَاء النعنع قشور الفستق الملبس على الْخشب جيد يطْبخ مَعَ أصُول الْإِذْخر والسعد والكندر والكمون وَيشْرب والمصطكى والسنبل وَقد جربنَا قشور الطّلع يسحق بعد تجفيفه ويسقى مِنْهُ مِثْقَالا.) فَأَما الَّذِي من ريح غَلِيظَة تولدت فِي الْمعدة لتخم تقادمت فاسقة سذابا يابسة شراب. وَرُبمَا كَانَ سَبَب هَذِه الرّيح بلاغم غَلِيظَة فِي الْمعدة تنْحَل إِلَى مثل هَذِه الرِّيَاح قَلِيلا قَلِيلا وَحِينَئِذٍ يجب: أَن يسقى بالبورق وَمَاء الْعَسَل ويسهل بعد أَن يعْطى عنصلا بشراب. وَأما الْحَادِث عَن جفاف فَم الْمعدة وَيكون فِي الْحمى فاسقة: مَاء الشّعير والخياروماء الرُّمَّان الحلو ودهن لوز حُلْو. ولعاب بزر قطونانافع لَهُم جدا ويضمدون بِمثل هَذِه وينطل. وَالَّذِي عَن ورم فِي الكبد فافصده وافصد واسق مَاء الْبُقُول مَعَ الْخِيَار شنبر وضمد الكبد قَالَ: النفخة السوداوية تكمد: بخل مطبوخ فِيهِ جعدة وبابونج ومرزنجوش وسذاب وَحب الْغَار.

قرص نَافِع لوجع الأضلاع من أخلاط غَلِيظَة ورياح: قشور أصل الْكبر قسط حُلْو مر وَوَج جندبادستر حب الْغَار حب بِلِسَان لوز مر فلفل بِالسَّوِيَّةِ يقرص الشربة مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء الْأُصُول. قرص يذهب بالنفخة بتة: خولنجان أنيسون من كل وَاحِدَة ثَلَاثَة فلفل سذاب ورق مجفف حب الْغَار دِرْهَم نانخواه دِرْهَمَانِ كمون سكبينج من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف يَجْعَل أقراصا الشربة بمثقال بشراب عَتيق أَو يطْبخ كمون وَهُوَ جيد للخاصرة. ج: الْأَدْوِيَة النافعة من وجع الأضلاع: لوز مر قسط والأنيسون يحل الرِّيَاح من الطن بِقُوَّة قَوِيَّة الزراوند المدحرج جيد للفواق. د: الكرويا يحل النفخ الْقسْط جيد لوجع الجنبين الريحى البارزد جيد أَيْضا رماد الكرنب مَتى خلط بشحم عَتيق وضمد بِهِ أَبْرَأ وجع الْجنب الْعَتِيق المزمن. الكاشم يطرد الرِّيَاح وخاصة البرى السوسن يحلهَا غَايَة التَّحْلِيل البطراساليون يحل النفخ جدا السذاب نَافِع لذَلِك الجندبادستر نَافِع من النفخ الغليظة والفواق الأمتلائي والمغص الريحي إِذا شرب بخل ممزوج وَذَلِكَ بِهِ الْعُضْو بِزَيْت طبيخ الوش ينفع من وجع الْجنب والأضلاع والمغص قردمانا إِذا شرب بِمَاء جيد للمغص المر يحل المغص والسنبل يحل النفخ الاذخر يحل النفخ حب البلسان جيد للمغص اللوز المر إِذا شرب معجونا بِعَسَل أذهب النفخ من الأمعاء وخاصة من القولن وبزر البادروج إِذا شرب وَافق من بِهِ نفخ جدا وَهُوَ حريف معطس كالكندش الثوم يحل النفخ من الْبَطن جدا. من كَانَ قلقا من قولنج فَهُوَ إِن الثوم صَالح لَهُ أَن أَخذ مَعَ ورق الْغَار الطري أَو حب الْغَار) ويسكن المغص الريحي والغاريقون جيد للمغص الَّذِي من الْأَرْوَاح الغليظة. د: الجنطيانا إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء وَافق وجع الْجنب القنطوريون الْكَبِير جيد لوجع الْجنب والريحي إِذا شرب بِمَاء قد طبخ فِيهِ أسارون الفوتنج يذهب النفخ والمغص وَالشرَاب مَتى طبخ مَعَ سذاب يَابِس أَو شبث أذهب المغص الجاوشير يحل المغص وأوجاع الْجنب الريحي والزوفرا يحل النفخ من الْبَطن الكاشم يفعل ذَلِك بزر الشبث والشبث يحلان النفخ ويسكنان الفواق والكمون إذاطبخ بِزَيْت واحتقن بِهِ أَو خلط بدقيق شعير

وتضمد بِهِ نفع المغص والنفخ والنانخواه تحل النفخ والمغص إِذا شرب بشراب السكبينج جيد لوجع الْجنب. ماسرجويه: المرداسفرج من أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُ وَهُوَ أبلغ الْأَشْيَاء سقى مِنْهُ الصّبيان الَّذِي ينتفخ بطونهم بزر الجزر والوج يحلان النفخ. روفس: رماد أصُول الكرنب يعجن بشحم عَتيق ويضمد بِهِ الْجنب الْأَلَم فيسكنه لِأَنَّهُ يكثر التَّحَلُّل جدا. سندهشار: المَاء المالح الْحَار جيد للفواق والنفخة ووجع الْجنب والخاصرة. ابْن ماسويه: خَاصَّة النانخواه ذهَاب المغص الريحي. ابو جريح قَالَ: طَبِيعَته أَن النانخواة أَن يبطل النفخ الْبَتَّةَ. ابْن ماسويه: السكبينج خاصته حل الرّيح من الْجوف وَقَالَ: الفلفل يحل النفخ والمغص الريحي جدا. الخوز: القلفونيا تفعل ذَلِك. يوحنا النحوى: الفواق يعرض إِمَّا من امتلاء وَإِمَّا من استفراغ أَو من لذع فِي فَم الْمعدة أَو من خلط يعفن فِيهِ وَيكون مَعَ هَذَا الفواق غثى وتقلب نفس ووتجلب الرِّيق. الاسكندر من كتاب الْمعدة للفواق الْكَائِن بعقب استفراغ الْبَطن وقروح المعى والحمى الحارة ونزف الدَّم وَنَحْوه يعرض من تشنج يَابِس فِي الْمعدة وَهُوَ غير مهلك وعلاجه: بأذهان وألعبة مرطبة وأضمدة ملينة ويسقى مَاء بَارِدًا إِن لم يكن ورم فِي الْمعدة فَأَما الَّذِي من تخم وأخلاط غَلِيظَة: فسكنجبين العنصل والأفاويا والبزور جيد لَهُ والتضميد لفم الْمعدة وبميته وجند بادستر جرع المَاء الْحَار جيد للفواق. فليغرغورس إِلَى الْعَامَّة: إِذا أحس العليل مَعَ الفواق بتلهب واحتراق ولذع فِي الْمعدة فليشرب) مَاء فاترا ويتقيأ مَعَ الفواق يسكن. لوجع الجنبين: حب بِلِسَان عود جزءان وَج جُزْء يستف ويضمد الْجنب بإكليل الْملك ودقيق الشّعير وسفرجل.

د وَج: جند بادستر نَافِع للفواق إِذا سقى بخل فَإِذا كَانَ الفواق من أخلاط بَارِدَة أَو ريح غَلِيظَة فالخل بِمَاء ممزوج نَافِع مِنْهُ الزراوند المدحرج مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِالْمَاءِ نفع من الخفقان والفواق والكمون البرى إِذا شرب بخل يسكنهُ وَالْمَاء الْبَارِد ينفع مِنْهُ. د وروفس: النعنع إِذا شرب مِنْهُ طاقات بِمَاء رمان حامض سكنه والنعنع ينفع من الفواق البلغمي إِذا شرب وَحده أَو بِمَاء النمام. ابْن ماسويه: بزر نمام البرى إِذا شرب بشراب سكن الفواق. د: طبيخ حب الشبث ينفع مِنْهُ وبزره ينفع وَهُوَ كَذَلِك نَفسه يسكنهُ ابْن ماسويه: وَهَذِه خاصته. د وَابْن ماسويه: ينفع من الفواق الْعَارِض من الامتلاء أَن يقيأ بسكنجبين وَمَاء حَار قد طبخ فِيهِ شبث وفجل وملح ويسقى بعد ذَلِك بِيَوْم إيارج فيقرا مِثْقَالا مَعَ نصف دِرْهَم ملح بعد عجنه بِشَهْر وَيُؤْخَذ بِمَاء حَار قد طبخ فِيهِ نعنع ونمام وكرفس وَيلْزم هَذَا الدَّوَاء وَهُوَ جند بادستر وبزر كرفس جبلي من كل وَاحِد دِرْهَم يشبان بِمَاء الفوتنج ويسقى أَيْضا من الراوند الصيني الْمَطْبُوخ فِي المَاء مثقالين ويسقى مِثْقَال من زراوند طَوِيل بِمَاء نعنع مدقوق معصور ثَلَاث أَوَاقٍ ويلطف تَدْبيره وَيطْعم طهيوجا ومخاليف الدَّجَاج والدجاج والشفانين زيرباجا بشبث نعنع ويسقى شرابًا صرفا ويدمن الْحمام على الرِّيق. إِسْحَاق: إِذا أحس مَعَ الفواق بلذع فِي فَم الْمعدة فقيئه بِالْمَاءِ الْحَار أَو بِمَاء عسل أَو سكبجبين وَكَذَا إِن كَانَ من امتلاء فَإِن كَانَ من برد فِي فَم الْمعدة يسحق سذاب أَو كمون أَو بورق أَو بزر كرفس أَو فوتنج ويخلط بشراب وَإِن كَانَت من رُطُوبَة لحجت فَم الْمعدة فحرك العطاس واحبس النَّفس وللفواق: سذاب طري كندر ذكر الكمون أنيسون عود ني يحكم طبيخه بِمَاء ويسقى وَإِن كَانَ عَن امتلاء قذف ثمَّ يسقى إيارج وينفع شم الجندبادستر وَإِن كَانَ عَن يبس سقى مَاء فاتر ودهن قرع وبنفسج وترطب يَدَاهُ وَرجلَاهُ بِمَاء فاتر عذب ودهن وَإِن كَانَ من ورم حَار فصد وَأعْطى مَاء فاترا وَإِن كَانَ من بلغم وَبرد فَخذ سذابا وورق قيصوم وإبارج) فيقرا من كل وَاحِد ثَلَاثَة بورقا أرمينيا كمونا نبطيا بزر كرفس من كل وَاحِد جزؤ وَنصف جند بادستر حلتيتا طيبا أنيسون وجا من كل وَاحِد جزؤ وَنصف مصطكى أَرْبَعَة أَجزَاء تجمع بِمَاء النمام والنعنع بِالسَّوِيَّةِ ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة والشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار على الرِّيق وَالطَّعَام فروج وَالشرَاب مطبوخ ريحاني أَو زبيب وَعسل قسمَيْنِ دَوَاء الفواق الْبَارِد الْحَادِث عَن أمتلاء بصل الفار أَو أوقيتان بزر الرازيانج بزر الكرفس نانخواه زنجبيل عافر قرحا زوفا يَابِس سنبل رومى سذاب كاشم فوتنج حرف جعدة قسط مر وحلو وأسارون حَماما سنبل الطّيب من كل وَاحِد أُوقِيَّة يلقى فِي عشرَة أَرْطَال من خل ويسقى مِنْهُ بعد أُسْبُوع جرعتين أَو ثَلَاثَة. من تذكرة عَبدُوس للفواق الْحَار الْحَادِث من استفراغ: دهن وَورد أَو دهن لوز حُلْو

أَو دهن بنفسج أَو دهن قرع حُلْو وبزر قطونا يُؤْخَذ لُعَابهَا وَمَاء بَارِد وضمد بأضمدة بَارِدَة. اسْتِخْرَاج: تطبخ دجَاجَة سَمِينَة مَعَ شَحم ثَلَاث دجاجات أَو شَحم بط إسفيذباجا ويثرد لَهُ فِيهِ ويتحسى المرقى ويسقى الشَّرَاب الحَدِيث بِمَاء وللعارض عَن امتلاء: سعد كمون فطراساليون مَاء النمام مَاء النعنع جند بادستر يسقى وَقد حبب بِمَاء النعنع. فيلغورغورس: يعالج بالقيء والضماد وَشرب المَاء الْبَارِد ينفع الْمعدة والصياح الشَّديد ويتحسى خل العنصل وَيُوضَع على صَدره وَبَين كَتفيهِ أدوية محمرة. فِي الْعِلَل والأعراض: الفواق حَرَكَة رَدِيئَة من القوى الدافعة أبدا ثمَّ الماسكة: لِأَن الماسكة فِي وَقت الفواق لَا تمسك الطَّعَام نعما قَالَ: والفواق يستفرغ مَا فِي جرم الْمعدة أستفراغاغير محسوس وَرُبمَا لم يكن استفراغ شَيْء مِمَّا يحْتَاج إِلَى استفراغه وَيكون الفواق عَن شَيْء يُؤْذِي الْمعدة إِمَّا لبرودة فَيعرض لَهَا مَا يعرض فِي النافض أَو لحرارة كَمَا يعرض لمن تنَاول فلفلا وخاصة مَا أنعم سحقه. أَقْرَاص الفواق من الأقربادين الْأَوْسَط: قسط مر نمام صَبر إذخر فوتنج نعنع سذاب يَابِس بزر كرفس أسارون من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ أفيون ورد أَحْمَر منزوع الأقماع من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يعجن ويقرص. قَالَ فِي سوء التنفس: حبس الفواق علاج للفواق والتثاؤب المؤذي. من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: من بِهِ فوَاق وَعرض لَهُ غطاس شَدِيد من قبل نَفسه انحل فواقه وَمِنْه من بِهِ فوَاق مَعَ مغص وقيء وكزاز وَذهل عقله مَاتَ إِذا كَانَ مَعَ الفواق ورم فِي الكبد) فردئ وَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب الْأَيْمن ورم من غير سَبَب مَعْرُوف ويعترى صَاحبه فوَاق شَدِيد خرجت نَفسه من الفواق من قبل طُلُوع الشَّمْس. إبيذيميا: حبس النَّفس دَوَاء للفواق. من الأخلاط: الجشاء إِذا كَانَ أَكثر من الْمِقْدَار فاقطعه لِأَنَّهُ يطفء الطَّعَام فِي أَعلَى الْمعدة فَيفْسد الهضم ويمنعه وَمَتى لم يكن فَاحْتَجت إِلَيْهِ عِنْد انْتِفَاع المرئ فاستدعه وَإِنَّمَا يجب أَن يستدعى الجشاء عِنْد امتلاء الْمعدة ريحًا وامتناعها من الْخُرُوج وَيمْنَع حُدُوثه مَتى كَانَ لضعف الْمعدة بالأدوية المنقية والمقطعة لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ إِنَّمَا يكون عَن بلغم محتبس فِي الْمعدة قَالَ: والجشاء يكون من ريح غَلِيظَة وَيدل على خلط بلغمي أَو على ضعف الْمعدة وَكَذَا الرّيح من أَسْفَل وَالْفرق بَينهمَا الْمَكَان فَقَط الَّذِي يخرجَانِ مِنْهُ لِأَن ريَاح الْمعدة تخرج بالجشاء ورياح الأمعاء تخرج بالضراط والقراقر الْيَسِيرَة تسكن بِأَن يتصبر الْإِنْسَان فَلَا يسعل. الْفُصُول: إِذا حدث لصَاحب الفواق عطاس سكنه. ج: الفواق يكون كَمَا يكون التشنج من امتلاء وَمن استفراغ وَإِذا كَانَ من الامتلاء

فَأكْثر مَا يكون عَنهُ وعلاجه: الإزعاج الْقوي كي ينقلع الرطوبات فتنحل وتستفرغ والعطاس يفعل ذَلِك وَلَا يكَاد يكون الفواق من الاستفراغ إِلَّا فِي الندرة وَلَا يبرء بِهِ الْعَطش وَيدل على أَن الفواق أَكثر مَا يكون عَن امتلاء ماتراه يعرض للصبيان فَإِنَّهُ قد يعرض لَهُم الفواق كثيرا إِذا تملأوا من الطَّعَام وَبرد الْهَوَاء أَيْضا وكل برودة فقد تمنع الْأَجْسَام العصبية أَن ينْحل مِنْهَا شَيْء فَيحدث فِيهَا من أجل ذَلِك أمتلاء وَيكون بِسَبَبِهِ الفواق إِذا لم يسكن الْقَيْء الفواق وَكَانَت مَعَه حمرَة فِي الْعين فَهُوَ رَدِيء يدل على ورم الدِّمَاغ أَو الْمعدة. الميامر: الفواق يعرض من برد الْمعدة وَمن امتلاء من خلط قَالَ: وَكَثِيرًا يعرض من فَسَاد الطَّعَام فِي الْمعدة وَمن برد فمها وَمن طَعَام يثقل على فمها وينفع من بِهِ فوَاق من كمية الطَّعَام أَو كيفيته القئ وَمن بِهِ ذَلِك من برد فالكماد والتسخين وَمن وَجه آخر تغير مزاج يلذع ويؤذى. إِذا كَانَ الفواق من خلط لذاع علاجه استفراغه أَو حَالَة مزاجه أَو إخدار حس الْمعدة والجيد الاستفراغ ثمَّ تَغْيِير مزاج مَا بقى تمّ تحذير الْحس وَإِن كَانَ قَلِيلا أجزاءه أَحدهمَا قَالَ: وَيُمكن أَن يدام تَحْلِيل الْأَشْيَاء اللذاعة بالملطفة المجففة.) قرص لج: فِي الفواق الصعب والقئ الشَّديد واللهث: قسط سعد سنبل ورد طرى مصطى من كل وَاحِد أَرْبَعَة أسارون زعفران صَبر من كل وَاحِد مثقالان أنيسون وَاحِد يعجن بعصارة بزر قطونا ويقرص ويسقى بِبَعْض الْمِيَاه الْمُوَافقَة. هَذَا نَافِع من ضروب هَذِه الْعِلَل. أرخيجانس: سذاب وشراب وبورق وَعسل أَو بزركرفس أَو جندبادستر أَو شيح أَو كمون أَو أنيسون أَو زنجبيل أَو عنصل أَو مشكطرامشير أَو فوتنج نهري أَو أورسان أَو منتخوشة فُرَادَى ومعا. الطبرى: للفواق من امتلاء: شخرنايا وفلافلى وَإِن كَانَ بعقب حمى وحرارة فِيمَا يرطب الْمعدة كَمَاء الشّعير والقرع وَنَحْوه. الْجَامِع لِابْنِ ماسويه ينقى صَاحب الفواق من الامتلاء بالقئ ثمَّ بمربى الهليلج الْمَعْمُول بالأفاوية وَالشرَاب الريحاني وَبعد الْقَيْء يشرب أيارج فيقرا مِثْقَال وعصارة افسنتين مثله وملح هندي دانقان حَتَّى تنقى معدته ثمَّ يَأْخُذ الهليلج وَيكون فِيهِ أَشْيَاء ملطفة.

أهرن الفواق من خَمْسَة أضْرب: فضول بَارِدَة غَلِيظَة أَو ريح تمدد أَو فضل حَدِيد لذاع أَو يبس يعرض فِي الْمعدة عَن كَثْرَة القئ أَو لاستفراغ أورام. قد رَأَيْت فواقا يعرض من تمدد المريء حَتَّى تنزل اللُّقْمَة الْكَبِيرَة بِجهْد وَتَسْمِيَة الْعَامَّة انكسار الطَّعَام فِي الصَّدْر وَهَذَا يدل على أَن سَبَب الفواق تمدد المريء. وَقَالَ أهرن: فعلاج الامتلاء بشراب صرف عَتيق صلب وبزر السذاب وَإِن كَانَ أغْلظ وَأَشد بورقا مسحوقا معجونا بِعَسَل درهما فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا كَانَ الْفضل الْفَاعِل لَهُ شَدِيد الغلظ واسق أَيْضا جو ارش الكموني وسكرا بِمَاء فاتر وشخزنايا وَحب الأشقيل والأسارون مِثْقَالا مَعَ عسل أَو جندبادستر وَهَذِه أَيْضا تسقى للَّذي من ريَاح وبالأدوية المعطسة. فَأَما الفواق الَّذِي من فضل حَار فبالسكنجبين وَالْمَاء الْحَار لتقيئيه ثمَّ بالأغذية الَّتِي تعدل قَالَ: وينفع من الفواق ربط أَصَابِع الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وَالَّذِي من الاستفراغ وبعقب الحميات والإسهال والقيء عسير عالجه وَبِالْجُمْلَةِ عالجه بِمَاء الشّعير ولعاب الأسفيوش ومرق الفراريج وَلم يذكر علاج الورم بِمَا يحلله كَخِيَار شنبر ودهن اللوز والأضمدة على المرئي والكمادات الحارة. فلغر بوس: إِذا كَانَ مَعَ الفواق لذع فِي الْمعدة فاسقه مَاء حارا أُوقِيَّة مَرَّات فَإِنَّهُ يسكن أَو بجرع) خل خمر فَإِنَّهُ يسكن أَيْضا ابْن سرابيون: الجشاء المفرط يدل على خلط بلغمي فِي الْمعدة أَو على ضعفها وضعفها يكون من خلط أَو بِلَا خلط أَي لسوء مزاج ساذج والجشاء المفرط يدْفع الْغذَاء إِلَى الْمعدة وَيمْنَع الهضم وَإِن امْتنع الجشاء الْبَتَّةَ تولد فِي الْمعدة نفخ وقراقر فَذَلِك يدب أَن يسكن بالجشاء العنيف وَإِذا انتفخت الْمعدة فهيج الجشاء بِإِبْطَال السَّبَب الَّذِي هُوَ البلغم أَو ضعف الْمعدة يَقُول: استفراغ البلغم أَو قو جرم الْمعدة لتقبض على الطَّعَام وَأما النفخ فِيهَا فعلاجه كرويا نانخواه نعنع مصطكى قرنفل وَنَحْوهَا قَالَ: والفواق يكون من امتلاه وَيكون من استفراغ أَو لشَيْء يلذع فَم الْمعدة أَو من برودة أَو من برودة جرمها وَقد يعرض أَيْضا إِذا كَانَ فِي الكبد وروم عَظِيم حَار الَّذِي من الْكَثْرَة وَمن خلط لذاع علاجهما بالقيء وَإِن كَانَ الفواق من أخلاط كَثِيرَة بَارِدَة فِي الْمعدة فَاسْتعْمل المسخنات والحركات الشَّدِيدَة لتقلع هَذِه الأخلاط والعطاس يفعل ذَلِك وَيشْرب من بزر الكرفس أَو الكمون أَو الأنيسون وخل العنصل وطبيخ قشور الفستق مَعَ أصل الأذخر يشرب مَاؤُهُ فَإِنَّهُ جيد للفواق الامتلائي والسعد والكمون والكندر يستف مِنْهُ مِثْقَال ومصطكى وبزر النمام وَيشْرب بشراب صرف وَقد جربت قشور الطّلع إِذا جففت

وَشرب مِنْهَا مِثْقَال بِمَاء بَارِد، والحادث عَن استفراغ أَو كيموس مريء أَو جفاف أَو فلغموني فِي الكبد ينقى أَولا ذَلِك الْخَلْط بالقئ بسكنجبين إِلَّا أَن يكون من فلغموني فِي الكبد أَو من الْجَفَاف أعْط: مَاء الشّعير وَمَاء الرُّمَّان الحلو وَمَاء القرع والفواق الْحَادِث عَن جفاف أعْط: مَاء فاترا أَو دهن لوز ولعاب بزر قطونا مَعَ دهن قرع والأطلية المرطبة من خَارج وفواق الفلغموني الْحَادِث من الكبد: أفصد واسق مَاء عِنَب الثَّعْلَب وهندبا وجندبادستر وضمد الكبد بضماد الصندل وَحي الْعَالم. مَجْهُول: يعْطى دَار صيني ثَلَاثَة أَيَّام بِمَاء كل يَوْم مِثْقَالا ويحسى خلا وكندرا مسحوقا فَإِنَّهُ يسكن وَإِذا ظهر الفواق بعد الاستفراغ والحمى فَعَلَيْك بالأمراق والألعبة والأضمدة الملينة على الْمعدة والرقبة والصدر كُله. فِي الطبيعيات للجشاء الشَّديد تلطخ الْمعدة بكلس وزبل الدَّجَاج فَإِنَّهُ يقطع الجشاء الشَّديد المتدارك مسيح: الفواق الْحَادِث عَن أغذية حريفة تعالج بخل وَمَاء. وللفواق الشَّديد: بزر سذاب المحرق يسحق كالكحل بشراب وَرُبمَا خلط جندبادستر وَيمْسَح فَم الْمعدة بِزَيْت عَتيق فِيهِ جندبادستر ويسقى طبيخ المصطكى وَالدَّار صيني. قرص: قسط صَبر تذخر فَوت نج يَابِس سذاب تَمام يَابِس بزر كرفس كندر أسارون من كل) وَاحِد دِرْهَمَانِ أفيون ورد من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يعجن بلعاب بزر قطونا. آخر قوى: قسط إذخر نمام فوتنج نعنع سذاب كندر أسارون بزر كرفس أنيسون سليخة مر ورد سنبل جندبادستر عصارة أفسنتين عصارة غافت ساذج مصطكى زعفران بِالسَّوِيَّةِ صَبر مثل الْجَمِيع يعجن بشراب ريحاني ويقرص الشربة مِثْقَال. لوجع الجنبين: حب بِلِسَان وعود جزءان يسف مِنْهُ مِثْقَال ويضمد بدقيق الشّعير وإكليل الْملك وسفرجل. الخوز المرداسفرج نَافِع جدا لصبيان الَّذين تنتفخ معدهم. أَقْرَاص للفواق ولقئ الطَّعَام: قسط مر صَبر إذخر نمام يَابِس بزر كرفس كندر فوتنج يَابِس أسارون من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ أفيون ورد من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يقرص بشراب عَتيق الشربة نصف. قرص للفواق: قسط صَبر إذخر نماما يَابِس فوتنج سذاب بزر كرفس أسارون كندر بِالسَّوِيَّةِ أفيون خل مجفف من كل وَاحِد ربع جُزْء الشربة دِرْهَم. التِّرْمِذِيّ لطوخ للفواق: شكّ ورد مصطكى يعجن بِمَاء الآس والفوتنج.

الخوز للفواق: صَبر أفسنتين نانخواه مصطكى سنبل دَار صيني بزر كرفس زعفران من كل وَاحِد ربع جُزْء جندبادستر ثمن جُزْء مسك حَبَّة لمثقال الشربة مِثْقَال بِمَاء بَارِد. بختيشوع للفواق: جندبادستر ذانق يسقى بخل وَمَاء حَار قدر ثَلَاث جرع. للفواق بعقب القئ والإسهال ك لعاب سفرجل وبزر قطونا وصمغ وَيشْرب. من كتاب الْهِنْد للفواق الصعب: تطلى الْمعدة بجندبادستر ودهن ورد ويسقى بزر سذاب برطل نَبِيذ ورطل مَاء. جِبْرِيل جربت للفواق الَّذِي بالمبطون من خلاء: شخزنايا بِمَاء بَارِد فَوَجَدته نَافِعًا والقرع أَيْضا ينفع وَالصَّبْر على الْعَطش يقطعهُ وينفع من الفواق الَّذِي من اخْتِلَاف واستفراغ لعاب بزر قطونا وَمَاء الصمغ الْعَرَبِيّ وبزر كتَّان وبزر مر وَنَحْوهَا يسقى مَرَّات بِالنَّهَارِ وَيحل صمغ ثَلَاثَة دَرَاهِم فِي مَاء حَار ويسقى مِنْهُ. اللَّبن أفضل وَأحسن. فِي الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة والبقرية والجوع والتحلل وشهوة الْأَشْيَاء الرَّديئَة كالفحم وَغَيره وبوليموس) حِيلَة الْبُرْء قَالَ: قد يعرض أَن يَأْكُل طَعَاما كثيرا فَلَا يتخم ولايخرج بغائط وَلَا يحصب بِهِ الْجِسْم ولايحدث مِنْهُ امتلاء لكنه يتَحَلَّل عَن الْجِسْم بِسُرْعَة قَالَ: وَالْأولَى أَن يكون سَبَب هَذِه الْعلَّة الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض: أحد الْأَسْبَاب فِي الشَّهْوَة الْكُلية: الْخَلْط الردئ الحامض وَالثَّانِي الاستفراغ المفرط من سطوح الْجِسْم وَيحدث إِمَّا لشدَّة الْحَرَارَة أَو لضعف الماسكة وَإِذا كَانَ الْجُوع المفرط من أجل الْبرد كَانَ الثفل الْخَارِج من أَسْفَل كثيرا وَإِذا كَانَ التَّحَلُّل لم يكن كثيرا وَإِذا كَانَ من أجل الْخَلْط الحامض لم يكن مَعَه عَطش وبالضد وَالسَّبَب فِي تحرّك شَهْوَة لطعام دون الشَّرَاب برده. وَأما الشَّهَوَات الردئية فَإِنَّمَا تعرض إِذا كَانَ فِي طَبَقَات الْمعدة فضول ردئية مداخلة لَهَا ويعرض ذَلِك لحبالى كثيرا مَا يشتهين كل حامض عفص والحريف الْحَار ويعرض أَكثر ذَلِك إِلَى الشَّهْر الثَّالِث ويسكن فِي الرَّابِع لِأَن أَكْثَره يستفرغ وَالثَّانِي ينضج لقلَّة غذَاء الحبالى وَكَثْرَة قيئهن وَلِأَن الْجَنِين قد كبر أَيْضا فَهُوَ يجذب أَيْضا فضولاً أَكثر فيقل لذَلِك جمع مَا فِي الْجِسْم من الامتلاء وَمثل هَذَا يعرض فِي شَهْوَة الْإِنْسَان المشروبة أَيْضا لهَذِهِ الْعلَّة بِعَينهَا. جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: وبوليموس يعرض للمسافرين فِي الْبرد الشَّديد وَيكون أَولهَا أَن الْمعدة تبرد فتزيد الشَّهْوَة للطعام جدا مَا دَامَت الْبُرُودَة لم تفرط عَلَيْهَا فَإِذا أفرطت بطلت الشَّهْوَة أصلا وَعدم الْبدن الْغذَاء وخارت الْقُوَّة حَتَّى يعرض الغشى وَإِن أَصْحَاب الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة يَأْكُلُون طَعَاما كثيرا حَتَّى يثقل عَلَيْهِم فَإِذا آذَى ثقله تقيأوه بعد قَلِيل.

لي: بوليموس: غشي يعرض بعد الْجُوع لَا يَدُوم، والشهوة الْكَلْبِيَّة: جوع دَائِم. الثَّامِنَة من الميامر: من عرض لَهُ بوليموس فِي سفر أَو فِي غَيره فزد قواهم بشم الْأَشْيَاء اللطيفة وروائح الأغذية مثل خل وفوتنج ورماد وخل واربط أَيْديهم وأرجلهم ربطا جيدا ولاتدعهم ينامون ويسبتون وَلَكِن جر آذانهم وشعورهم وأوكزهم فَإِذا قَامُوا من غشيتهم فاغذهم بِخبْز منقع فِي شراب وبالأحشاء وتدبير الغشى فأعط سريعة النّفُوذ ثمَّ الجيدة الْخَلْط المقوية. الثَّانِيَة من الْفُصُول: يسقى من الْجُوع الْكُلِّي الْخمر القوية الاسخان العديمة العفوصة النارية يسقى مِنْهَا وَأكْثر وَإِيَّاك وَالشرَاب العفص وأطعمه قبل ذَلِك أَطْعِمَة دسمة دهنية جدا أَو عديمة الْقَبْض ثمَّ أشقه عَلَيْهَا من الشَّرَاب الَّذِي وَصفنَا فَإِن جوعه يسكن عَنهُ وَإِذا ألحت عَلَيْهِ بذلك برِئ لِأَن الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة تكون من برد مزاج الْمعدة جدا وَمن خلط حامض قد تشربته طبقاتها فالشراب الصّرْف يشفيها جَمِيعًا وَلَيْسَ هَذَا علاج بوليموس لِأَن بوليموس فِيهِ الْجُوع أَولا زَمَانا قليلى ثمَّ) نسقط الْقُوَّة الْبَتَّةَ ويعرض الغشى وَإِنَّمَا يعرض الغشى من غَلَبَة برد الْهَوَاء على الْجِسْم. الْخَامِسَة من الْمُفْردَات: بوليموس من برودة ويبوسة وجمود الدَّم فَذَلِك يداوي بالحارة الرّطبَة. اهرن: لايقرب من بِهِ شَيْء من هَذَا الدَّاء شَيْئا من الْأَدْوِيَة الْخَفِيفَة بل الدسم والغليظ من الْأَطْعِمَة وَيجْعَل مَعَ الطَّعَام جوارشات طبية تعين على هضم الطَّعَام مَعَ ذَلِك الْفضل الْفَاسِد وعالج من ذهَاب الشَّهْوَة الَّذِي يحدث مَعَه غشى أَن ينضج على وَجهه مَاء بَارِدًا وأشمه الطّيب وأطل معدته ومفاصله بالميسوسن وَالطّيب والنضوج وَأكل عَلَيْهِمَا بالميوسن وَالطّيب والكعك فَإِذا سكن الغشى فأعطه الفيقرا أَولا ثمَّ الشخرنايا والترياق والأميروسيا ودواء الكركم والدحمرثا وقنداديقون وجوارش البزور. من جَوَامِع أغلوقن: الغشى يعرض عَن الْمعدة لِأَنَّهَا تبرد بردا شَدِيدا كالحال فِي بوليموس. هَذَا يكون إِذا برد الْبَطن فِي سفر فِيهِ ثلج كثير مفرط وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يحترس مِنْهُ بدهن الْمعدة وتدثيرها وَإِن كَانَ فِيهَا غذَاء حَار سخن وكما يحس بالغشى والضعف قد بدا فِي سفر شَدِيد الْبرد أَن تكمد الْمعدة وتسقى شرابًا مسخنا وتدلك. الاسكندر: أَصْحَاب بوليموس أَي الْجُوع الَّذِي يكون مَعَه غشى يَنْبَغِي أَن تدلك أَفْوَاه

معدهم دلكا جيدا وأطرافهم بأيد عدَّة ويهزون ويمرون ويصوت بهم وَيقرب إِلَيْهِم خبز وشراب وأرائح الطَّعَام ويدبرون تَدْبِير الغشى حَتَّى إِذا سكن عَنْهُم أطعموا أَطْعِمَة غَلِيظَة بَارِدَة بطيئة الهضم وَقد يكون أَلا يشْبع الانسان ويغشى عَلَيْهِ وَإِن لم يَأْكُل من أجل الدُّود فإنى رَأَيْت إمرأة هَذِه حَالهَا فسقيتها إيارج فيقرا فَخرج مِنْهَا كرة عشرَة دود عَظِيمَة وَسكن مَا بهَا وَكَانَت تحترى أَن فِي معدتها شَيْئا يحرقها ويأكلها حَتَّى تغتذى. شرك: الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة يغذى صَاحبهَا بِطَعَام دسم بَارِد ثقيل حُلْو رطب ليسكن الْحَرَارَة فَإِن هَذَا الدَّاء من شدَّة الْحَرَارَة الَّتِي تكون فِي الْمعدة وأعطه أرزا وَسمن الْبَقر وَالسكر والسمك الطري وَالطير المائي وَمَاء كشك الشّعير وَالسكر وَسمن الْبَقر وينام بِالنَّهَارِ لتطفى حرارته ويسقى تربدا ليسهل الْمرة ويضعف الْمعدة ويفصد وشهوة الطين قد تعرض من التُّخمَة والحجامة إِذا أَكثر مِنْهَا والطين فَلَا يجرى مجْرى الْغذَاء بل يرسب ويثقل فَيفْسد مسالك الْغذَاء حَتَّى يتَوَلَّد عَنهُ استقصاء وديدان وَخَلفه وَذَهَاب اللَّوْن وتهيج وغثى فَإِن لم يصبر عَن الطين قرن بأدوية مَانِعَة من ضَرَره ونقيت الْمعدة بالقيء والإسهال.) مَجْهُول: يعْطى صَاحب شَهْوَة الطين فراخا مشوبة وَيَأْخُذ بعد الطَّعَام قَلِيلا قَلِيلا. التنقل بالقديد الَّذِي يالنانخواه فَإِنَّهُ عَجِيب عِنْدِي. شَمْعُون الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة إِمَّا لِكَثْرَة انصباب السَّوْدَاء إِلَى الْمعدة أَو لشدَّة حرارة الكبد وَشدَّة خزبها وجذب الْجِسْم كُله والتحلل مِنْهُ. إسهال السَّوْدَاء ينفع ذَلِك وإسهال الصَّفْرَاء ينفع هَذَا ابْن ماسوية لقطع شَهْوَة الطين: يمضغ نانخواه على الرِّيق والشبع والقالقة والكبابة وينفع أَن تشرب سكرجة شيرج. أريباسيس: إِذا أدمن سقى شراب صلب عَتيق نَارِي كثير وأغذية دسمة فيلغريوس: يسقى إيارج فيقرا مَرَّات وَيُعْطى الدسم وَالْخمر ولتكن أغذيتهم مسخنة. الْجُوع التحللي: يضرّهُ الفيقرا والأشياء الحارة وتنفعه الأغذية الْبَارِدَة لِأَنَّهَا لَا تسرع التَّحَلُّل ويطلى من خَارج مَا يمْنَع الْعرق كالشب والخل ودهن الآس والاغتسال بِمَاء الثَّلج وَشرب المَاء الْبَارِد وَلَا يشرب الْخمر وَيَأْكُل الأغذية بَارِدَة غَلِيظَة بطئية الهضم وبالأكارع والبطون والأصداف والحصرم والسماق قَالَ: وَإِذا بَدَأَ النَّفْع بِهَذِهِ فقصر مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا لِأَنَّك إِن أدمنتها وَالْجَلد قد قل تحلله أورثت حميات وانتفاخ المراق.

حنين فِي كتاب الْمعدة أَسبَاب شدَّة الْجُوع ثَلَاثَة: سوء مزاج بَارِد يغلب على فَم الْمعدة أَو خلط حامض يجْتَمع فِيهَا فَيجمع فمها أَو تحلل مفرط واستفراغ الْجِسْم. قَالَ: وَيلْزم الشَّهْوَة الْعَارِضَة من أجل سوء المزاج الْبَارِد واجتماع الْخَلْط الحامض إسهال مفرط قَالَ: وَالْخمر النارية القوية الاسخان يشفى هَذَا النَّوْع وَالَّذِي لتحلل مفرط: الأغذية الصلبة الْكَثِيرَة الْغذَاء وتكشيف ظَاهر الْجِسْم قَالَ: أطْعم الْأَوَّلين أَشْيَاء دسمة لَا حموضة فِيهَا واسقهم عَلَيْهِ وَإِن لم يكن ثمَّ عَطش ذَلِك الشَّرَاب فَإِن جوعهم يسكن فَإِذا أدمنت ذَلِك شفيتهم وبوليموس وَتَفْسِيره: جوع عَظِيم يعرض من نُقْصَان الْجِسْم وَغَلَبَة اليبس على فَم الْمعدة والضعف وَإِنَّمَا يلبث الْجُوع فِيهَا مديدة ثمَّ لَا يلبث أَن يعرض سُقُوط الْقُوَّة وَأكْثر مَا يعرض ذَلِك من الْهَوَاء الْبَارِد وَلِأَنَّهُ إِذا اشْتَدَّ برد الْهَوَاء من خَارج أعَان على فَسَاد مزاج فَم الْمعدة وإطفاء الْحَرَارَة فعلاجهم تقويتهم بالعطرية وأرائح الْغذَاء الطّيبَة واربط أَيّدهُم وأرجلهم وامنعهم من النّوم وَإِن غشى عَلَيْهِم فاضربهم وانخسهم فَإِذا أفاقوا من غشيتهم فأطعمهم خبْزًا بشراب لطيف واقصد بعد ذَلِك فصد إسخان الْجِسْم وترطيبه بالأغذية وَالتَّدْبِير قَالَ: وَأما الشَّهَوَات الردئية فالسبب) فِيهِ الفضول لاحجة فِي أغشية الْمعدة ويعرض لم كَانَ من النِّسَاء الباردات المزاج إِذا حبلت كثيرا ولاسيما الوحم وَأكْثر مَا يعرض لَهُنَّ شَهْوَة الحامضة والعفصة والقابضة وَرُبمَا اشتهين الحريفة وَقد يشتهين فِي بعض الْأَوْقَات الطين والفحم ويعرض هَذَا أَكثر إِلَى الشَّهْر الثَّالِث وَإِذا كَانَ فِي الرَّابِع سكن بعض السّكُون باستفراغ الْقَيْء وَالْبَعْض ينفذ فِي غذَاء الْجَنِين لِأَنَّهُ قد عظم قَالَ: وَإِنَّمَا تعرض الشَّهَوَات الرَّديئَة للأطعمة والأشربة إِذا أدمنوا التَّدْبِير الرَّدِيء مُدَّة طَوِيلَة. روفس فِي المالنخوليا: من عرض لَهُ إفراط الشَّهْوَة يدبر بالمسخنات بِالْخمرِ وَيطْعم مَا يطعم حارة ويؤثر وَيجْلس عِنْد النَّار وَلَا يسقى الْبَارِد لِأَنَّهُ يهيج الشَّهْوَة. تياذوق: أعطهم لحم الْبَقر السمين ويشتهون كثيرا الحامض والقابض لرداءة الأخلاط الَّتِي فِي معدهم وَرُبمَا لم يزَالُوا مَعَ ذَلِك مبطونين وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ إِلَى النفض بالايارج فَإِذا لم يكن ذَلِك لضعفهم فليقووا فَإِن لم يكن فليعطوا أغذية تقطع البلغم وتخرجه كالنانخواه والكمون والمالح والثوم والكراث ويسقوا سكنجبينا وفلفلا بشراب. ابْن ماسويه فِي دفع ضَرَر الأغذية كل بدل الطين جوز وجندم حجارا صَغِيرَة بملح وَالرَّقِيق الفلفل الْقَلِيل ويمص وَاحِدَة وَاحِدَة فَإِنَّهَا تنوب عَنهُ وتسكن شَهْوَته بِلَا مضرَّة ونشا الْحِنْطَة. ابْن سرابيون: الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة من سوء مزاج بَارِد جدا فِي فَم الْمعدة أَو من شدَّة التَّحَلُّل

من الْجِسْم أَو من خلط حامض ينصب إِلَى فَم الْمعدة قَالَ: وَالَّذِي من شدَّة الْحَرَارَة فِي الْبدن الَّذِي ينقش الْغذَاء كُله لَا يكون يخرج من الْبَطن كُله ثفل بِقدر مَا يَأْكُل وَالْآخر يخرج ثفل كثير الَّذين بهم ذَلِك من فَسَاد مزاج الْخَلْط الحامض أعطهم الدسم وَالشرَاب الصّرْف وَإِن حدث لَهُم انحلال الطبيعة جدا فأعطهم الخوزى. . علاج بوليموس: رش على وَجهه بِالْمَاءِ الْبَارِد إِذا غشى عَلَيْهِ وماورد وأشمه الطين وَنَحْوه واطل مفاصله بالطيب وَشد أَطْرَافه وامنعه النّوم فَإِذا أفاقوا قَلِيلا فأعطهم خبْزًا بشراب وكل مَا ينفذ ويقوى سَرِيعا وَالَّذين يشتهون الْأَشْيَاء الرَّديئَة أسهلهم وقيئهم فَإِذا تقيئوا فأعطهم المقوية للمعدة. طبيخ جيد لم أشرف فِي أكل الطين على الاسْتِسْقَاء جَفتْ بلوط ثَمَانِيَة صَبر سِتَّة عشرَة غافت سِتَّة أصل الْإِذْخر أَرْبَعَة مر دِرْهَمَانِ يرض ويطبخ برطلي مَاء حَتَّى يصير رطلا ويسقى فِي ثَلَاثَة أَيَّام.) آخر: جَفتْ البلوط ثَلَاثَة دَرَاهِم زيب منزوع الْعَجم سَبْعَة أنيسون ثَلَاثَة هليلج أسود وبليلج وآملج من كل وَاحِد خَمْسَة خبث الْحَدِيد المنقع بخل المشوى عشرَة يطْبخ الْجَمِيع بشراب عفص وزن ثَمَان أَوَاقٍ وَمثله مَاء إِلَى أَن يذهب النّصْف ويسقى على الرِّيق أسبوعا. دَوَاء يقطع شَهْوَة الطين قاقلة كبابة سنبل بِالسَّوِيَّةِ سكر طبرزد وزن الْجَمِيع يسقى كل يَوْم بِمَاء فاتر ويمضغ كمونا كرمانيا ونانخواه على الرِّيق ويبلع مَاؤُهُ ويمضغ أَيْضا بعد الطَّعَام. السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قد يعرض لمن بِهِ زلق الأمعاء من شَهْوَة الطَّعَام أَمر شَدِيد جدا حَتَّى إِذا أكل مِنْهُ بِقدر شَهْوَته ثقل عَلَيْهِ فقاءه أَو يقومه وَهَذَا الْعَارِض رُبمَا كَانَ طبيعيا بِمَنْزِلَة مَا هُوَ للطائر الَّذِي يَأْكُل الْجَرَاد نَهَارا أجمع لَا يشْبع الْبَتَّةَ وَيَرْزقهُ سَرِيعا وحيوانات أخر كَثِيرَة على هَذِه الصّفة. قد رَأَيْت نسَاء على هَذِه الصّفة يأكلن ويختلفن وَهن صِحَاح ويتقيان مَا يأكلن فَمن كَانَ بِهِ الْعَارِض وَلَيْسَ بِهِ من ذَلِك مرض فَهُوَ طبيعي وَمن ينقص بدنه عَلَيْهِ فَيجب أَن يعالج قَالَ: وَقد تكون عِلّة أُخْرَى يَأْكُل طَعَاما كثيرا وَلَا يتخم وَلَا يخرج بالقيء ولابالغائط. ولايخصب بدنه لَكِن يتَحَلَّل سَرِيعا وَإِن تدوركت هَذِه الْعلَّة أول مَا تعرض لم يعسر علاجها وَتعرض هَذِه الْعلَّة من شدَّة التَّحَلُّل من الْجِسْم وسرعته مَعَ بَقَاء الْقُوَّة الجاذبة الشهوانية. الْفُصُول: أَصْحَاب الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة أعطهم أَطْعِمَة دسمة جدا وهيئى جَمِيع طعامهم بالدهن وَاحْذَرْ الْقَابِض والحامض والمالح ثمَّ اِسْقِهِمْ شرابًا حارا لاقبض بِمِقْدَار كثير فَإِنَّهُ يسكن وجعهم عَاجلا فَإِن ألحجت علهيم برؤا.

روفس فِي المالنخوليا: بوليموس يعرض للمسافرين فِي الْبرد الشَّديد والثلج الْكثير وعلاجه الإسخان بالإغذية وَالْخمر وَالْجُلُوس بِقرب نَار فيلغريورس فِي شِفَاء الاسقام قد أبرأت من الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة بِأَن نفضته أَولا بالايارج ثمَّ دَبرته بالدسمة وَالْخمر على أَنه كَانَ يخْتَلف اخْتِلَافا كثيرا فسقيته مرَارًا من إيارج الفيقرا ودبرته فِيمَا بَينهمَا بِهَذَا التَّدْبِير فصلح وأعطيتهم أَشْيَاء حارة كالبصل والثوم والصعتر والخردل وَالْعَسَل والجوز واللوز والأشياء الدسمة والفلفل وَالْعَسَل وشحم الدَّجَاج لن هَذِه الْأَشْيَاء تسخن الْمعدة والدسمة تعدل الملوحة وَكَذَا الْخمر قَالَ وَيحْتَاج إِلَى هَذَا التَّدْبِير فِي الصعب المزمن من هَذِه الْعلَّة قَالَ: وَيحْتَاج إِلَى هَذَا التَّدْبِير الآخر فِي المبتدئة فَإِنَّهُ يكفى وَهُوَ الْخمر وَالدَّسم وَأحذر الحامض والمر والمالح والقابض. علاج لأكل الطين يقيأ) مَرَّات ثمَّ يشرب هَذَا الْخبث أسبوعا: جَفتْ بلوط زبيب أنيسون هليلج أسود وبليلج وأملج خبث بَصرِي مغسول بخل خمر تثقيف ثَلَاث مَرَّات مقلو بعد ذَلِك. نَبِيذ عفص ثملن أَوَاقٍ يطْبخ حَتَّى يبْقى مِنْهُ نصف رَطْل ويسقى على الرِّيق أسبوعا وَيسْتَعْمل هَذَا المعجون هليلج بليلج آملج جوز جندم مصطكى قاقلة كبابة نانخواه زنجبيل يعجن بِعَسَل وَيشْرب قبل الطَّعَام قدر جوزة وَبعده قدر جوزة ويتعاهد هَذَا الإرياج. تياذوق: إِذا كثر انصباب السَّوْدَاء إِلَى الْمعدة إِلَى الطحال كَانَ مِنْهُ الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة إِن جَازَ فِي ذَلِك الْوَقْت حَتَّى تبرد الْمعدة فِي غَايَة الْبرد كَانَ مِنْهُ سُقُوط الشَّهْوَة بالواحدة قَالَ: جنبه كل طَعَام عفص وقابض وحامض ولطيف وَيَأْكُل الدسم وخبزا مبلولا بشراب ريحاني غليظ حُلْو وَلَا يَأْكُل عفصا وَلَا رَقِيقا وَلَا لطيفا وَإِن غشى عَلَيْهِ غمزت أَطْرَافه ودلكت رِجْلَاهُ وحسه صفرَة الْبيض. الْعِلَل والأغراض: الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة تحدث من خلط حامض يجْتَمع فِي فَم الْمعدة أَو من كَثْرَة استفراغ الْجِسْم بالتحلل وَإِن كَانَ كَذَلِك من أجل الْفضل الحامض كَانَ البرَاز رَقِيقا كثيرا وَإِذا كَانَ من فضل يحلل الْبدن لم يكن الْفضل الَّذِي يخرج بالبراز كثيرا وَلَا رَقِيقا والخلط الحامض ينقص من الشَّرَاب وَيزِيد فِي الْأكل لجهات قد ذَكرنَاهَا فِي بَاب الْمعدة. الْفُصُول: الَّذِي يصيبهم جوع دَائِم لَا يفتر الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ من برد الْمعدة وشفاؤه شرب الشَّرَاب الْقوي الْحَرَارَة والإكثار من الطَّعَام وَقد سقيت مرَارًا كَثِيرَة بالخمور الَّتِي لاقبض فِيهَا

وبالدسمة جدا وَالشرَاب بعقبه فَإِن جوعهم يسكن مُدَّة طَوِيلَة وَيكون هَذَا من برد مزاج الْمعدة وَمن كيموس فلغرغورس: كَانَ فَتى يَأْكُل وَلَا يشْبع طَعَاما كثيرا وَيحدث برازا كثيرا وَلَا يَبُول بولا كثيرا فسقيته إيارج فيقرا مِثْقَالا وَنصفا مَرَّات حَتَّى خرجت الفضول الرَّديئَة وغذيته بالدسمة وخاصة بشحوم الدَّجَاج وَالْخمر القوية الْحَرَارَة قبل الطَّعَام وَبعده قَالَ: والشهوة الْكَلْبِيَّة جِنْسَانِ: جنس هُوَ الَّذِي هُوَ خلط حامض بَارِد فِي الْمعدة وجنس آخر: سَببه أَن المسام قد توسعت وَصَارَ ينفذ الْغذَاء عَنْهَا وَيجْرِي جَريا سَرِيعا. فِي خلال كَلَامه يفرق بَينهمَا وَذَلِكَ أَن فِي أول ذَلِك البرَاز كثير وَفِي هَذَا لَا قَالَ وعلاج هَؤُلَاءِ أَن تنطل جُلُودهمْ بالشب والخل لِأَن الْخلّ يبلغ قبض الشب إِلَى القعر وَجَمِيع الْأَدْوِيَة القابضة للجلد وَيمْنَع من المَاء الْحَار والهواء الْحَار وَيلْزم الْبَارِدَة والأطعمة الغليظة الَّتِي تبطئ انهضامها كالخبز) السميذ الْقَلِيل الْملح والفطير وبطون الْبَقر وَالْبيض والسلق الهريسة وَاللَّبن. وَنَحْو ذَلِك فَإِذا برِئ انقله عَنْهَا إِذا الدَّوَام عَلَيْهَا ردئ وَمَعَ ذَلِك فَإِنَّهَا تهيج أمراضا رَدِيئَة فانقله عَنْهَا بتدرج. فِي الْجُوع التحللي قَالَ فِي الْأَعْضَاء الألمة قد يكون بِإِنْسَان جوع مفرط وَلَا يخرج برَاز كثير كَالَّذي يكون فِي زلق الأمعاء والجوع الْكَلْبِيّ وَلَا يَبُول كثيرا ولايخصب بدنه أَيْضا وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ التَّحَلُّل قد قوى فِي الْجِسْم يعْنى التَّحَلُّل الْخَفي ينْحل عَن الْجِسْم سَرِيعا والقوى بَاقِيَة على حَالهَا. ابْن سرابيون: إِذا انْطَلَقت الطبيعة مَعَ الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة فامسكها فَإِن انطلاقها يعين على الشَّهْوَة ابْن ماسويه: يعرض من انطلاق الْبَطن وَضعف الْبدن أَنه يعْدم الْغذَاء وَرُبمَا لم يكن مَعَه انطلاق بتة فاسقه لبن الْبَقر وَالسمن وَالشرَاب الحلو وَالَّذِي مَعَه إسهال يَنْفَعهُ اللَّبن الَّذِي قد طبخ بالحديد والإطريفل والخوزى. من الْكَمَال والتمام أطْعمهُم سمكًا طريا ومالحا مَعًا رقيئهم وأسهلهم بعد بالايارج وَأصْلح غذائهم واسقهم خبث الْحَدِيد الْمَطْبُوخ. الْعِلَل والأعراض: فَسَاد الشَّهْوَة يحدث للحوامل فِي الشَّهْر الثَّالِث وَالثَّانِي لِأَن

الْجَنِين يكون فِي ذَلِك الْوَقْت صَغِيرا فَلَا يفنى الْفضل الَّذِي فِي الْمعدة والأخلاط الرَّديئَة تكون من أجلهَا شهوات رَدِيئَة. حنين فِي اخْتِلَاف الشَّهْوَة عِلّة شَهْوَة الطين والفم وَنَحْوهمَا أخلاط ردئية فِي الْمعدة وَأقوى علاجه الْقَيْء والإسهال وَرُبمَا كَانَت الْمعدة تولد مثل هَذِه الأخلاط فتحتاج إِلَى الاستفراغ كل حِين. سراييون نَقِيع حب الأفاويه وَحب الصَّبْر وَهَذَا الْمَطْبُوخ فَاضل لِأَنَّهُ ينقى الْمعدة ويقويها. مطبوخ يصلح لمن يَأْكُل الطين وتفسد معدته وَيخَاف من ذَلِك فَسَاد المزاج جَفتْ البلوط ثَمَانِيَة دَرَاهِم صَبر سِتَّة عشر غافت سِتَّة أصل الْإِذْخر أَرْبَعَة مر دِرْهَمَانِ يرض الجيمع ويطبخ برطلى مَاء حَتَّى يذهب مِنْهُ النّصْف ويسقى ثَلَاث رَطْل كل يَوْم ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يتْرك أَيَّامًا ويعاود. آخر لمن يَأْكُل الطين: جَفتْ بلوط ثَلَاثَة دَرَاهِم زبيب منزوع الْعَجم سَبْعَة أنيسون ثَلَاثَة إهليلج الْهِنْدِيّ وبليلج وآملج من كل وَاحِد خَمْسَة خبث الْحَدِيد المنقوع فِي خل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يجفف وينقع أضاً ويجفف ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يغلى بعد ذَلِك لطبخ الْجَمِيع بشراب عفص ثَمَان أَوَاقٍ وَمَاء مثله إِلَى أَن يذهب المَاء ويصفى ويسقى ثَلَاث أَوَاقٍ على الرِّيق كَالْأولِ ويسقى أسبوعا. آخر قافلة هيل كبابة بِالسَّوِيَّةِ سكر طبرزد مثل الْجَمِيع يسقى مِثْقَالا بِمَاء فاتر على الرِّيق أَو) يمضغ كمون ونانخواه بالسواء ويبلع مَاؤُهُ وَكَذَا بعد الطَّعَام. الْعِلَل والأغراض: هَذِه الْعلَّة تلْحق الْمُسَافِرين فِي الْبرد الشَّديد من شدَّة الْبرد وأولها أَن الْمعدة تبرد فتذهب شهوتها للطعام مَا دَامَ الْبرد لم يفرط فَإِذا أفرط عَلَيْهَا بطلت الشَّهْوَة أصلا وَعدم الْجِسْم الْغذَاء فخارت حَتَّى يحدث الغشى الْأَعْضَاء الْأمة: أَنه يسهل بُرْؤُهُ. أرخيجانس: من عرض لَهُ بوليموس فَرد قوته بِأَن تشمه خلا وفوتنجا بريا ورمادا قد أنقع فِي خل خمر وَاللَّحم الشواء وأراييح الْأَطْعِمَة فَإِن قواهم على الْأَكْثَر ترجع بالأراتح واربط أَيْديهم وأرجلهم ربطا شَدِيدا وتنبههم وانخسهم ولاتتركهم يغفون فَإِذا أفاقوا من غشيهم غذيناهم بِخبْز منقع بشراب أَو شَيْء آخر مثله مِمَّا ينعش وَبرد الْقُوَّة سَرِيعا كالأحساء. سرابيون إِذا غشى عَلَيْهِ رش عَلَيْهِ ماءا بَارِدًا أَو ماورد وأشمه مسكا ورياحا طيبَة وبخره بِعُود وَعَنْبَر واطل عل مفاصله مَا ورد وَمَاء الآس وشراب الآس وشراب الميسوسن وزعفرانا

وعودا وبتكا وَورد وَنَحْوهَا وَشد أَطْرَافه واغمرها وَلَا تَدعه ينَام الْبَتَّةَ وجر شعره وَأذنه فَإِذا خرج عَن الغشى فَقرب إِلَيْهِ أَطْعِمَة لَهَا رَوَائِح عطرية وأعطه خبْزًا مقعا بشراب أغذه بِمَا يقوى سَرِيعا كالأحساء المتخذة بِمَاء اللَّحْم وَالشرَاب وافصد إسخان الْجِسْم ليندفع الْبرد ناله وَمَا يذهب الشَّهَوَات الرَّديئَة من الطين والفحم وَنَحْوهَا: قاقلة كبار وصغرا وكبابة بالسواء سكرا مثلهَا يحل وَيسْتَعْمل. لقطع شَهْوَة الطين: يسهل بتبريد وَحب الأفرنج من كل وَاحِد نصف دِرْهَم سرخس دِرْهَمَانِ يشرب بِثَلَاث أَوَاقٍ ميبختج ويقياً مَرَّات وَيطْعم شاهبلوط وفستقا وزبيبا وقشمشا ويسقى إيارج فيقرا. مَرَّات فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام دِرْهَمَيْنِ وَيطْعم زيرباجه سمك صغَار ببصل وكرويا وزبيب مغسول وسذاب وفلفل وزنجبيل وَيَأْكُل مَعَ هَذَا الطَّعَام كرفسا بخل وَيَأْكُل لوزا مرا بِعَسَل. 3 (الهيضة) 3 (وَمن يقئ طَعَامه دَائِما والغثى وتقلب النَّفس وَمَا يسكن الصَّفْرَاء والوحم) من الثَّانِيَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ بَعضهم: تسمى الهيضة باسم مُشْتَقّ من الْمرة الصَّفْرَاء إِلَّا أَنهم يرَوْنَ أَن سَببهَا. جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: القئ يكون لثقل مَا فِي الْمعدة عَلَيْهَا لكثرته أَو للذعه إِيَّاهَا بحموضة أَو ملوحة أَو مرَارَة أَو غير ذَلِك وَيكون الْخَلْط الَّذِي فِي تجويفها لَيْسَ من شَأْنه أَن يَسْتَحِيل ويغذوا كالبلغم الحلو وَالدَّسم فَإِن الْمعدة تشتاق إِلَى دفع مَا لَا يغذو وَمن تقلب النَّفس والغثى ضرب يكون عَن رطوبات رَدِيئَة قد تشربتها طَبَقَات الْمعدة وعلاجه: إرياج فيقرا على مَا فِي بَاب الْمعدة وَقد يكون تقلب النَّفس من رطوبات جَيِّدَة الْكَيْفِيَّة إِلَّا أَنَّهَا قد أرخت فَم الْمعدة وبلتها فَيحدث غثي لذَلِك وَثقل الشَّهْوَة. الغثى هُوَ مثلا استحكام ذهَاب الشَّهْوَة وَمن هَذَا يسْتَدلّ أَنه من علل فَم الْمعدة قَالَ: فالغثى الْعَارِض من فَم الْمعدة رطوبات تشفيه الْأَدْوِيَة القابضة إِن لم تكن غائصة فِي جرم الْمعدة وَلَا لزجة وَإِن كَانَت غائصة فِي جرم الْمعدة لزجة احْتَاجَت أَن تكون مَعَ القابضة ملطفة كالخل والأفاوية. الغثى يكون إِمَّا حارا مقلقا كَمَا يكون فِي الهيضة أَو بِسُكُون كَمَا يكون فِي

المعمودين والغثى الحاث لانصباب مرّة حادة إِلَى الْفَم الْمعدة وشفاؤه الْقَيْء مَرَّات بِالْمَاءِ الْحَار ثمَّ الْأَدْوِيَة لفم الْمعدة العطرية والأغذية المعدلة المقوية للمعدة مرّة بعد مرّة تُعَاد أَن تقيأ حَتَّى تلبث وَيكون الغثى لشَيْء لزج فِي الْمعدة أَو لشَيْء رَدِيء وعلاجه: الْقَيْء ثمَّ تَقْوِيَة الْمعدة وَأما الغثى بِلَا قيء فَيكون لرطوبات رَدِيئَة قد تشربتها الْمعدة أَو لرطوبات غير رَدِيئَة وَتعلم رداءتها أَن يلْزمهَا عَطش والتهاب وَنَحْوه وعلاجها: إيارج فيقرا وَأما الرطوبات غير الرَّديئَة فَإِنَّهَا رُبمَا كَانَت كَثِيرَة وَرُبمَا كَانَت لزجة وَيفرق بَينهمَا أَن غير اللزجة تسكن القوابض واللزجة لَا تسكن إِلَّا بالقوابض الملطفة فقد حصل أَن جَمِيع علاج الغثى فِي الإسهال بالايارج والقيء بالأدوية العفصة واللطيفة والعطرية الثَّانِيَة من الميامر: تقلب النَّفس قد يعْنى بِهِ ذهَاب الشَّهْوَة وَقد يعْنى بِهِ الغثى الْكَائِن بعد) الطَّعَام وَإِن بعض النَّاس إِذا تنَاول الطَّعَام عرض لَهُ وَظن أَنه إِذا تحرّك حَرَكَة قَوِيَّة يغثى من سَاعَته وَهَذَا الْعَارِض يكون فِي بعض الْأَوْقَات من ضعف فَم الْمعدة فَقَط إِذا لم تستطع أَن تقبض على الطَّعَام كانقباض تجويف الْمعدة بأسره وَيكون فِي بعض الْأَوْقَات مَعَ ذَلِك فِي فَم الْمعدة رُطُوبَة رَدِيئَة محتبسة يسيرَة الْمِقْدَار وَذَلِكَ أَن الرطوبات الْكَثِيرَة الْمِقْدَار والكثيرة الرداءة تحدثان تقلب النَّفس من غير أَن يتَنَاوَل الانسان طَعَاما وَقد يكون تقلب النَّفس من سوء مزاج ردئ يحدث فِي فَم الْمعدة وَقد يكون من استفراغ الْمعدة برطوبة كَثِيرَة الْمِقْدَار غير رَدِيئَة الْكَيْفِيَّة لِأَن فَم الْمعدة يسترخي بِهَذِهِ الرُّطُوبَة وَقد يحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى الْأَدْوِيَة القابضة فَإِن كَانَت هَذِه الرُّطُوبَة قد وصلت إِلَى عمق الْعُضْو وَكَانَت غَلِيظَة أَو لزجة لم تف القوابض بشفائها واحتاجت أَن تخلط الملطفة بهَا كالخل والسكنجبين والأفاوية وَإِن لم تكن هَذِه الرطوبات كَثِيرَة وَلَا لزجة فالقابضة تشفيها قَالَ: إِذا كَانَ مَعَ تقلب النَّفس ذهَاب الْعَطش وَقلة اللهب فاطرح مَعَ القوابض أفاوية حارة لِأَن الْعلَّة بَارِدَة وَإِن كَانَ مَعَه عَطش وَلَهَب فَاجْعَلْ الملطفة خلا وسكنجينيا وَنَحْوه قَالَ: وَهَذَا الدَّوَاء يُوَافق تقلب النَّفس الشَّديد رمان حامض مقشر يعصر وَيُؤْخَذ مِنْهُ رَطْل وعصارة النعنع ثلث رَطْل يطْبخ حَتَّى يغلظ ويسقى قبل الطَّعَام. آخر: سفرجل زعرور حامض مقشر سماق يطْبخ وَيُؤْخَذ المَاء ويلقى عَلَيْهِ ربعه عسل ويعقد قَالَ: وينفع من تقلب النَّفس أَن يَقع فِي الدَّوَاء مخدر لِأَنَّهُ يجلب النّوم ويسكن الْأَذَى وينضج الْخَلْط ويهدئ الْوَضع مثل هَذَا الشَّرَاب: سماق حب الرُّمَّان حب الآس بزر بنج بِالسَّوِيَّةِ يطْبخ من المخدرة أَشْيَاء تقيء والبنج أَحْسبهُ مِنْهَا فاجتنبها. قرص على هَذَا: سك قشور فستق ورد آس سماق أفيون يَجْعَل فرْصَة ويسقى مِنْهُ مِثْقَال يسكن الغثى ويجلب النّوم وَيدْفَع إِلَى العليل شَيْئا طيبا يشمه وَفِيه شَيْء يخدر.

شراب: تمر هندي خشخاش بزر بنج سفرجل يطْبخ حَتَّى يتهرى ثمَّ يعْقد مَاؤُهُ بطبيخ القسب ويسقى مِنْهُ. إِلْقَاء المخدرة هَاهُنَا عناء قَالَ جالينوس: وَهُوَ جيد فِي الْعِلَل الحارة وَاعْتمد عَلَيْهِ إِذا كَانَ الْقَيْء بعد الطَّعَام فَذَلِك يعرض لغاية ضعف الْمعدة وَأما الْقَيْء قبله فلرطوبة رَدِيئَة فِيهَا ويبرئه الفيقرا. قَالَ ج: فِي دَاء كَانَ قد ألْقى فِيهِ قشور أصل اليبروج: إِن هَذَا فِي غَايَة المضادة للطبع الْيَابِس) فاجتنبه وَأما اسقلبياذس فَإِنَّهُ وصف لتقلب النَّفس: مصطكى رَطْل أصُول اليبروج ربع رَطْل يعجن بعصارة النعنع ويسقى مِثْقَال بِمَاء بَارِد. وَأَنا أَقُول: إِن هَذَا دَوَاء جيد وَإِن قشور أصل اليبروج لَا تبلغ أَن يخَاف مِنْهَا هَاهُنَا مَا يخَاف جالينوس فلتستعمل فِي الهيضة عِنْد الْعِلَل الحارة والخشخاش الْأسود أَجود المخدرات لِأَنَّهُ غذَاء فاعتمد عَلَيْهِ وعَلى الأفيون. قَالَ ج: ويعرض الْقَيْء الشَّديد عِنْدَمَا يكون فِي الْمعدة صديد منافر لَهَا مجانس لقوي الْأَدْوِيَة فيعظم تأذيها بِهِ وَإِن كَانَت الْمعدة مَعَ هَذَا ضَعِيفَة تضَاعف عَلَيْهِ الشَّرّ وَالْغَرَض هَاهُنَا إفناء ذَلِك الصديد بالقيء وتقوية الْمعدة بأَشْيَاء طيبَة الرّيح كالأفاوية والبزور كبزر الكرفس والأنيسون لِأَن الْأَشْيَاء الطّيبَة الرّيح تسكن الغثى كَمَا أَن الْأَشْيَاء المنتنة تهيجه والطيبة تقَوِّي الْمعدة وتسكن التقلب فَإِن جمعت إِلَى هَذِه أَن يكون مَعَ طيب رِيحهَا مِمَّا يُؤْكَل فَإِنَّهَا تكون أَحْرَى أَن ينفع الغثى الصديدي الشَّديد كالحال فِي أَقْرَاص أمارويس فَإِنَّهُ إِنَّمَا ألف فِيهَا الْمُؤلف أنيسون وبزر كرفس لهَذَا الْمَعْنى بِعَيْنِه لِأَن فِيهَا عطرية وغذائية وألق فِيهَا أفسنتينا لِأَنَّهُ يجلو الأخلاط الرَّديئَة المحتبسة فِي فَم الْمعدة ويحدرها ويشد فَم الْمعدة ويقويه وَإِن شِئْت ألق فِيهِ من الدَّار صيني لِأَنَّهُ يضاد الصديد المنتن كُله ويغيره ويحلل بعضه وينفع برائحته جَمِيع الْعِلَل الْحَادِثَة عَن الأخلاط الرَّديئَة نفعا لَيْسَ بالدون وألق فِيهِ من الأفيون شَيْئا يَسِيرا ليخدر بعض حس الْمعدة فَلَا تتأذى بِهِ وليجلب النّوم وَأصْلح مَا يخْشَى من مضرته بالجند بادستر. القرص: بزر كرفس أنيسون بِالسَّوِيَّةِ أفسنتين ثلثا جُزْء مصطكى مثله دَار صيني جُزْء أفيون ثلث جُزْء يَجْعَل أقراصا ويسقى للهيضة وإيلاوس وَلمن يتقيأ طَعَامه جند بادستر مثل الأفيون. هَذَا القرص مِثَال فَلَا تجفف وَاسْتعْمل الأفيون بِلَا جند بادسترفي تقلب الْمعدة والقيء الشَّديد مَعَ الأفاوية على هَذَا التَّرْكِيب: دَار صيني جُزْء قشور فستق مثله سنبل ورد سك من كل وَاحِد نصف جُزْء جلنار عصارة لحية التيس نصف نصف أفيون نصف واجعله أقراصا واسق مِنْهُ وَالْغَرَض فِي تركيب هَذِه الأقراص القابضة

والعطرية المخدرة الَّتِي فِيهَا اسهال قَلِيل لتنقى الْمعدة كالأفسنتين وَنَحْوه إِلَّا أَن يكون هُنَاكَ إسهال. المجففة القابضة تفنى ذَلِك الصديد وتشد جرم الْمعدة والعطرية تسكن الْقلب والمخدرة تقلل الْحس وتجلب النّوم فالدواء الْمُؤلف من هَذِه يُبرئ جَمِيع الضروب الْقَيْء الَّذِي لَا يحْتَاج إِلَى) الأستفراغ بالمسهل. قَالَ ج: من أَصَابَهُ هيضة فليسق هَذَا القرص بِمَاء بَارِد كَمَا يسقى دَوَاء فيلن وَهُوَ الفلونيا قَالَ: تقلب النَّفس الْعَارِض لمن يكثر الشَّرَاب والفاكهة الرّطبَة وَنَحْو هَذَا التَّدْبِير هُوَ من تقلب فَم الْمعدة لِكَثْرَة الرطوبات فيعالج بالأدوية القوية الْقَبْض كَهَذا القرص: ورد سماق سك جلنار أقاقيا يَجْعَل أقراصا بشراب قَابض وَيسْتَعْمل. أرخيجانس: إِذا حدث فِي الْمعدة التهاب وكرب شَدِيد بلاحمى مَعَ سُقُوط الْقُوَّة وغشى فاسقه فِيمَا بَين الْأَوْقَات قدر ثَلَاثَة قوانوسات أَو أَرْبَعَة بِمَاء بَارِد مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَإِن سكن فأعده ودبر لسَائِر مَا يجب وَإِن بقيت الْعلَّة فَشد الْأَطْرَاف واسقه مَاء السماق وَإِن كَانَ يجد فِي الْمعدة لذعا فضع عَلَيْهِ جَرَادَة قرع مبرد بثلج أَو ثلجا أَو ضع عَلَيْهَا هندباء وسويقا وخلا وورق الكرفس فَإِنَّهُ جيد للهب وَالْكرب قَالَ: وَإِذا عرض للمعدة أَن تسترخي ويصيبها صَاحبهَا غثى فاسقه بزر الخس مثقالان مَعَ قوانوس مَاء: أَو أسقه ملعقة مصطكى للقيء: ضع على السَّاق والعضد خردلا مسحوقا بخل ودعه حَتَّى يحمر الْموضع. الثَّالِثَة من قاطيطرون: الغثى الْكَائِن بِسَبَب رطوبات فِي الْمعدة تحْتَاج أَن تخرج بالقيء العنيف الذريع. سفوف للغثى الشَّديد: طين خرساني مقلو كبابة مثل سدسه دقه ويقتمح مِنْهُ الشَّيْء بعد الشَّيْء فَإِنَّهُ يسكن الغثى. اسْتعْمل فِي سقى الشَّرَاب فِي الهيضة مَا فِي بَاب الغشى وَاعْلَم أَن مَا تعالجهم بِهِ مساءاً طيبا لذيذا متخذا من مَاء اللَّحْم الطّيب والأبزار وصب فِيهِ شرابًا ريحانيا وَيجْعَل من شَيْء من خبز سميذ ويعطونه وَلَو بلغ أَن يوجر عِنْد شدَّة الْأَمر فَإِنَّهُ ينميهم وَإِذا نَامُوا فقد سكن مَا بهم الْبَتَّةَ يُؤْخَذ مَاء اللَّحْم ويمرخ بِهِ شراب وكعك قَلِيل مدقوق ويسقى. الْخَامِسَة من الْفُصُول: يعرض فِي الهضبة من قئ المرار أَن يتشنج مَوَاضِع من الْجِسْم وخاصة العضل الَّذِي فِي بَاطِن السَّاق بِسَبَب الاستفراغ.

السَّادِسَة: تقلب النَّفس يعرض من انصباب الْمرة إِلَى الْمعدة والمرة تنصب إِلَى الْمعدة عِنْد الضَّرْبَة إِلَى الدِّمَاغ وَعند جَمِيع الأوجاع الشَّدِيدَة أَي وجع كَانَ وَعند الْغم الشدبد وَعند الْإِمْسَاك إِذا كَانَ المزاج مراريا.) وَعند الاستفراغ المفرط وخاصة من الدَّم. قَالَ: وَعند ضعف الْمعدة من أَي حَالَة كَانَ ضعفها يَنْبَغِي أَن تنظر لمن تنصب الصَّفْرَاء إِلَى الْمعدة عِنْد الفصد. السَّابِعَة: القلق مَعْنَاهُ أَن ينْتَقل الْمَرِيض من شكل إِلَى شكل دَائِما وَأكْثر مَا يعرض ذَلِك لمن فِي فَم معدته رُطُوبَة مشربَة لفم الْمعدة. الْخَامِسَة من الْمَنَافِع إِذا تقيأ صفراء تبعه خفقان فَم الْمعدة لِأَنَّهُ يلذعها. السَّادِسَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا: إِذا كَانَ كرب وقلق عَن الْمعدة وَلم يبلغ أَن يحدث غشى بعد فَإِن الْخمر الممزوجة يمثلها مَا تذْهب بِهِ الْبَتَّةَ لِأَن الْمعدة تحْتَاج حِينَئِذٍ أَن تسخن وتعدل وتعان على الهضم وَالشرَاب الممزوج مزاجا قَوِيا يفعل ذَلِك قَالَ: لَا يصلح لصَاحب الهيضة الَّتِي تخرج مِنْهُ أَشْيَاء حارة شَيْء حريف وَلَا حَار الغثى كثيرا قد يبرأ بالقئ لِأَن علاجه يكون باستفراغ ذَلِك الْخَلْط أَو بانضاجه وتغيير كيفيتة إِلَى أصلح أَو يمزجه بِمَا يصلحه. على مَا رَأَيْت فِي كتاب الأغذية: من تغثى نَفسه بعد الطَّعَام وتبادر إِلَى القئ فأعطه قبل الطَّعَام أَشْيَاء مزلقة ثمَّ أعْطه غذَاء قَلِيلا جدا وأطعمه أَشْيَاء قابضة طيبَة فواكه وَغَيرهَا فَإِن بذلك تقوى أعالى الْمعدة وتضعف أسافلها ويسكن الغثى والقئ وتستطلق الطبيعة وَأعلم أَن انطلاق الْبَطن. عون عَظِيم على تسكين القئ. ضماد للهيضة: ورد صندل سنبل ذريرة كعك الشَّامي سويق البنق سك مصطكى سفرجل مَاء الآس ماورد واجعله ضمادا للبطن كُله واسقه سفة مصطكى وقاقلة وكندر وطباشير وسنبل. جوارش القنة للهيضة: يطْبخ سفرجل بخل حامض طبخا نعما ويؤكل بعد مَا ينضج ويدق نعما ويلقى عَلَيْهِ قشور فستق وعود ورامك وقرنفل وكبابة وسنبل الطّيب وراسن مجفف ومصطكى وَشَيْء من مسك ويطبخ الْخلّ بالعسل حَتَّى يغلظ ثمَّ يعجن بِهِ وَيرْفَع. وينفع مِنْهُ أَن ينقع لَهُ كعك أَو خبز سميذ فِي ميبه يطيب ويطعمه وَيشْرب حَتَّى ينَام وَيُؤْخَذ عصر السفرجل الحامض رَطْل وشراب عَتيق مثله وسكر طبرزد نصف رَطْل ويطبخ حَتَّى يغلظ ويطيب بكبابة وسك ومصطكى ومسك. الْيَهُودِيّ مِمَّا يمسك الْقَيْء: أَقْرَاص الْكَوْكَب وللقيء الشَّديد مصطكى منقع فِي مَاء رمان)

الْيَهُودِيّ: الهيضة تعرض من التخم وَمن شرب المَاء الْكثير على المالح لِأَن الفواق يسترخى عِنْد ذَلِك ويندفع الأخلاط نَحْو الأمعاء وَأَصْحَابه يشربون المَاء جدا ويتقيأونه مَتى فتر فِي معدهم فليمسكوا عَنهُ جهدهمْ حَتَّى إِذا سكن قَلِيلا ينقع لَهُم حب رمان وتمر هندي ومحروث وأنجدان ويشربونه. أهرن: إِذا رَأَيْت الغثى والقيء وَلم تَرَ للصفراء عَلَامَات وَلَا حَرَكَة فَاعْلَم أَنه بلغم وَأَشْيَاء لزجة فِي الْمعدة فأعطه الملطفة كالسكنجبين الْمَعْمُول بصبر وإيازج فيقرا وَنَحْوه وَأما الصفراوي فأعطه الحموضات على مَا وصفت. ضماد للهيضة عِنْد الضعْف: ورد سفرجل تفاح مَاء الآس صندل سك عود مصطكى كندر جُزْء من كل وَاحِد يعجن بميسون ويطلى على الصَّدْر والبطن والحقو وَأَيْضًا إِذا فرط الضعْف كعك شَامي يلطخ عَلَيْهِ بِمَاء التفاح وميسوسن. الطبرى: إِذا كَانَ الْقَيْء من بلغم لزج عولج بالفيقرا وسكنجبين والقيء وبالصوم والامساك عَن الطَّعَام وَاسْتعْمل الْحَرَكَة لينقلع الْفضل فَلَا يعود مِنْهُ شَيْء. الطبرى إِذا اشْتَدَّ الغثى فَأحرق الْقصب وأضربه بخل خمر وَضعه على الْمعدة. أهرن: الْقَيْء من مرّة رَدِيئَة أَو بلغم أَو ضعف فَم الْمعدة أَو أَطْعِمَة فَاسِدَة أَو أَطْعِمَة كَثِيرَة تثقل وَرب التفاح والريباس والحصرم وَرب حمض الأزج وَإِذا كَانَ الَّذِي بِلَا حمى فأعطه من الْمَعْمُول بالحرف وَقَالَ جالينوس وعالج القيءالذي يهيج من الْفضل الغليظ اللزج فِي بطن الْمعدة وَرُبمَا هيج غثيانا بأَشْيَاء لَطِيفَة كالسكنجين وَالصَّبْر والسكنجين الْمَعْمُول بسقمونيا وَدبره بِالنّصب وَالصَّوْم حَتَّى ينهضم ذَلِك الْفضل إِلَّا أَن هَذَا الْفضل لَا يخرج بالقيء وَإِذا كَانَ هَذَا الْفضل سابحا وعلامته: الْقَيْء فقيئه بفجل وسكنجبين وبالتي أقوى مِنْهَا إِن احتجت إِلَى ذَلِك. وَقد تهيج ضروب من الْقَيْء من الفضول الَّتِي تنصب من الطحال فتفقد هَذَا الضَّرْب أَيْضا فَإِن رَأَيْت من الْقَيْء الطحال عليلا ويزداد مَعَ زِيَادَة عِلّة الطحال وَينْقص بِلَا علاج الطحال بِأَن ينقص عَنهُ. مصح لي بولس: إِذا عرض غثى دَائِم فابحث عَن حَال الْمعدة فَإِن ظَهرت عَلَامَات الْحَرَارَة بِسوء مزاج فَقَط فأعط المَاء الْبَارِد والخل وَالْخمر بهما واسقه خلا وَمَاء وأعطه لَبَنًا

رائبا وحامضا وَلَا تفرط وَليكن قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا ظَهرت عَلَامَات الْبرد فأعطه الكمونى والفلافلى) وَنَحْوهمَا فَإِن كَانَت فِي الْمعدة مواد فاقرأه من بَاب الْموَاد وَقد يكون الْقَيْء من خلط رَدِيء فِي الْمعدة وعلاجه استفراغه وَقد يعرض قيء دَائِم فَسَاد الْمعدة خُذ مَاء الرُّمَّان حامض ثَلَاثَة أَجزَاء عصير النعنع جُزْء أطبخه حَتَّى يغلظ وأعطه. بولس: الهيضة تكون لرداءة الهضم الْقَرِيب إِمَّا لِكَثْرَة الطَّعَام أَو لردائته أَو لأخلاط رَدِيئَة فِي الْجِسْم فَإِن كَانَ مَعهَا حس ثقل وَسُوء هضم سقى مَاء فاتر وهوع وَيُعْطى أَيْضا من عسر عَلَيْهِ الْقَيْء مايلين بَطْنه حَتَّى إِذا خف بَطْنه دهنت بَطْنه بدهن مصطكى وشراب ودثرته بالثياب ونام نوما طَويلا. هَذَا علاج التُّخمَة وَالْحِفْظ من الهيضة: إِذا أفرط الْقَيْء والاسهال فَاسْتعْمل مَاء الْفَوَاكِه والأضمدة المقوية للمعدة وَإِن اشْتَدَّ الْعَطش فاسقه بزر الْخِيَار بِمَاء بَارِد وَسَائِر مَا يسكن الْعَطش وأطعمه خبْزًا بشراب قَابض إِن لم تكن حمى فَإِن كَانَت حمى فَرب الحصرم وَإِذا أفرط فعلق محجمة عَظِيمَة على الْمعدة بِلَا شَرط وأطعمه والمحجمة معلقَة وَإِن حدث تشنج فِي الْأَطْرَاف فضع عَلَيْهَا زيتا حارا أَو شمعا وقيروطيا وخرقا قد شربت بِهِ وانطل الْأَطْرَاف بِمَاء فاتر وَاسْتعْمل النّوم بِمَا ينوم حَتَّى انْقَضتْ الْعلَّة فَاذْهَبْ بهم إِلَى الْحمام وأغذهم بفراريج وَمَا يرد الْقُوَّة وشراب قَلِيل. قَالَ: وَالَّذِي لَا يمسك الطَّعَام فِي معدته إِلَّا بغثى وَمن يتقيأ كل مَا يَأْكُل فاطلب علاجهم فِي بَاب الْمعدة فَإِن لَهُم ضمادات يدْخل فِيهَا التَّمْر وَأَشْيَاء قابضة تُوضَع على معدهم قَالَ: وأعطهم سماقا وكندرا مدقوقين بِالسَّوِيَّةِ وسكنجبينا. الهيضة أول مَا يوضع فِي بَابهَا التُّخمَة وعلاجها ثمَّ الَّذِي يقيء كل مَا يَأْكُلهُ فَاسْتَعِنْ بِبَاب الْمعدة فَإِن فِيهِ ضمادا لمن لَا يحبس الطَّعَام من دَقِيق الحلبة وَعسل وبباب زلق الأمعاء فَإِن فِيهِ ضمادا من تمر وثمار واسقه رب النعنع أَو رب الرُّمَّان بِمَاء نعنع فَإِنَّهُ جيد لهَذَا النَّوْع من الْقَيْء لِأَنَّهُ يكون من فَسَاد الْمعدة وينقع فِيهِ السماق والكندر والكمون والنانخواه. ألق الْأسود بِلَا حمى وَلَا مرض يكون لضعف قُوَّة الطحال عَن الامساك. شراب الغثى والقيء وانطلاق الْبَطن عَن الاسكندر: سفرجل سماق بنق تمر هندي حب الرُّمَّان الحامض يطْبخ وَيجْعَل فِيهِ كندر ويسقى للمساعدة يُؤْخَذ كف سماق بنق يطْبخ نعما وَيجْعَل فِيهِ كندر ومصطكى بعد تصفيته.)

الاسكندر لَا يدافع بعلاج الهيضة لِأَنَّك تدفع العليل إِلَى الْمَوْت. قَالَ: وَيكون من الْأَطْعِمَة الحلوة والدسمة والكثيرة إِذا كثرت الصَّفْرَاء فِي الْبَطن تتحرك لكثرتها لتخرج وَقد يكون لِكَثْرَة شرب المَاء الْبَارِد والاستحمام فِيهِ: قَالَ وَإِذا رَأَيْت الغثى شَدِيدا وَلَا يقيء وَسبق ثقل من طَعَام فاسقه مَا يُحَرك الْقَيْء كالعسل بِمَاء فاتر ويلين الْبَطن عفوا فَإِن كره الْعَسَل فأعطه مَاء فاترا فَإِذا تقيأ أَو لم يقيء فمره بِالنَّوْمِ واسخان الْبَطن بدهن الناردين فَإِنَّهُ يقطع الْقَيْء والاسهال فبادر بِهِ إِلَى الْحمام وأعطه طَعَاما خَفِيفا مِمَّا تهضمه الْمعدة وَهَذِه هيضة نَاقِصَة. فَأَما إِن كَانَت الهيضة من مشي الْمرة وقيئها لكثرتها فَتلك الهيضة التَّامَّة فَعَلَيْك بِمَا يقوى الْمعدة وشده قوته فَإِذا كثر الْقَيْء والاسهال فَخذ خبْزًا وبلة فِي شراب وأعطه قَالَ: وَقد تكون الهيضة من أكل بطيخ لِأَنَّهُ رَدِيء للمعدة مهيج للقيء يَسْتَحِيل إِلَى المرار فَإِن كَانَ محموما أَو بِهِ حرارة شَدِيدَة فَلَا تعطه ذَلِك لَكِن أعْطه خبْزًا بِرَبّ الحصرم. إِذا ضعف فاعطه خبْزًا بشراب وَإِذا كثر الْقَيْء فأعطه طبيخ النعنع واخلط فِي جَمِيع ذَلِك شرابًا فَإِنَّهُ يُقَوي الْقُوَّة بِسُرْعَة وَيُقَوِّي الْمعدة الضعيفة والهيضة ضعف الْمعدة وأدلك النواحي الَّتِي بردت مِنْهُم حَتَّى تسخن وتمرخ بأدهان حارة وَإِذا كَانَ المغص والقيء شديدين فضع محجمة على السُّرَّة والمعدة فَإنَّك إِذا جعلت محاجم حول الْمعدة منعت الْقَيْء قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الْحَرَارَة وعطشا شَدِيدا وَكَانَ مَا يخرج بالقيء وَالْمَشْي مريا فالعلة من كَثْرَة الْمرة فِي الْمعدة فَعَلَيْك باستفراغ مَا أمكن ثمَّ أغذه وضمد بأضمدة وأشربة وَيشْرب المَاء الْبَارِد وَرب الحصرم الحصرم وضمده بجرادة قرع وصندل وحصرم وخبز وسفرجل وَإِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة والاسهال خَفِيفا فهيج الْقَيْء لذَلِك واسقه سقمونيا بِقدر لتمشيه وتريحه من الصَّفْرَاء وَلَيْسَ مَعَ فيقرا فَإِنَّهُ حِين يمشي يسكن الغثى ويشتهي الطَّعَام قَالَ: فَإِن وَإِن كَانَ الاسهال غَالِبا فأجدد الْيَدَيْنِ فَإِن كَانَ الْقَيْء غَالِبا فَشد الرجلَيْن ثمَّ الأريبة وَعصب ذَلِك وحله مرّة بعد أُخْرَى فَإِن برد الْأَطْرَاف فسخنها بالدلك وَالْمَاء الْحَار حَتَّى تسخناً وتحمراً ثمَّ لفهما فِي شَيْء سخن ليحفظ حرارته فَهَذَا دَافع للقيء. الاسكندر: ينفع من اخْتِلَاف بَغْتَة الشَّرَاب الممزوج بِمَاء بَارِد والاستحمام. شَمْعُون مصلح للهيضة المسرفة: مصطكى كندر قرنفل عود ورد صندل جلنار يجمع بميسون ويطلى على الْمعدة.) الاختصارات: يكون نوع من الْقَيْء لضعف الكبد عَن جذب الكيلوس. علامته أَن تظهر مَعَه عَلَامَات وجع الكبد. للَّذي يَأْكُل طَعَامه فيتقيأ من سَاعَته: تجْعَل عروق الحنظل فِي مَاء الْعَسَل ويسقى فَإِنَّهُ ينفع من الفلاحة. ويسقى بعد الطَّعَام كمونا وسماقا وَيطْعم أَشْيَاء قابضة عطرة وَيجْعَل الْمُتَقَدّم مزلقا. أريباسيس: الَّذين يفرط بهم الْقَيْء من صفراء يتَّخذ ضماد هَذِه صفته: سماق أفاقيا

جلنار قشور رمان عفصة مطبوخة بخل ويخلط بكعك ويضمد بِهِ ويغذى قَلِيلا قَلِيلا ويعاود مَتى تقيأ وَيُوضَع على الْمعدة محاجم عَظِيمَة بِنَار وَأما من تقيأ الْمرة السَّوْدَاء وينتفخ بَطْنه فسخن خلا ثقيفا وشربه صوفة وضمد معدته بِهِ. جَوَامِع أغلوقن: إِذا سخنت الْمعدة هاج الْقَيْء وَإِذا سخنت بالأطراف سخنت الْمعدة وَكَذَلِكَ إِذا بردت الْمعدة بردت. لذَلِك يجب أَن يبرد الْأَطْرَاف والمعدة فِي الهيضة. فيلغرغورس: ينفع من يتقيأ طَعَامه دَائِما أَقْرَاص الْكَوْكَب وَمن يقيء كل ماأكله فَفِي معدته رُطُوبَة كَثِيرَة والفيقرا يُخرجهَا. مَجْهُول الْقَيْء الْمخوف: مِثْقَال قرنفل سكرجة مَاء. أطلاؤش من مقالتين تنْسب إِلَى ج: ينفع الهيضة إِذا أحسست بِفساد طَعَام فِي الْمعدة الْقَيْء بِسُرْعَة قبل استحكام فَسَاده فَإِن لم يتقيأ فقيئه بِمَاء وَعسل ثمَّ كمد الْمعدة بِزَيْت مسخن ونومه فَإِن لم ينفع وهاج مغص وكرب وغثى فاسقه المسهل فَإِن كثر استفراغه حَتَّى تبرد أَطْرَافه ويعرق عرقا بَارِدًا ويغشى عَلَيْهِ فاربط أَطْرَافه من الأعالي وادلك الْيَدَيْنِ والقدمين بدهن سوسن وفلفل ونطرون وجند بادستر وأطعمه وَمَتى تقيأ فأعد أبدا حَتَّى يقبل واسقه شرابًا فَإِنَّهُ ينيمه ويستريح وجس شراسيفه وصدره وَإِن كَانَت فِيهَا حرارة شَدِيدَة فضع عَلَيْهَا أضمدة مبردة بثلج فَإِنَّهَا تسكن الْقَيْء لِأَن الْمعدة تبرد ذَلِك. كناش فليغريورس الصَّغِير وَهُوَ كِتَابه إِلَى الْعَوام: إِن لم تكن مَعَ الهيضة حمى فأطعمه خبْزًا مبلولا بشراب ممزوج بِمَاء بَارِد وعلق على أَسْفَل الْبَطن محجمة عَظِيمَة وَإِن كَانَ العليل جيد الْبضْعَة فأجلسه فِي مَاء بَارِد مُدَّة طَوِيلَة وغذه بالقوابض.) حنين فِي الْمعدة: الغثى من شَيْء ثقيل على فَم الْمعدة أَو من شَيْء يلذعها كَمَا يعرض إِذا صَار الطَّعَام حامضا أَو حريفا من سوء هضم أَو من فضول تنصب إِلَيْهَا من الْجِسْم أَو من لزوجات تجمع فِي الْمعدة وَبِالْجُمْلَةِ كل مَا لَا يقبل الهضم لَا تحبسه الْمعدة وتروم لذَلِك دفْعَة عَن نَفسهَا. كبف لَا تَدْفَعهُ من أَسْفَل وَالدَّم إِذا لم ينهضم يهيج الْقَيْء على قربَة من الطَّبْع قَالَ: وَإِذا هاج الْقَيْء بِلَا شَيْء أكل فالسبب فِي ذَلِك أخلاط رَدِيئَة تلذع ويسكن ذَلِك بالقيء إِن كَانَ قَلِيلا لم يكن أَن يقيء وبقيء الغثى قَالَ: وَهَذِه الأخلاط رُبمَا كَانَت مرارية وَرُبمَا كَانَت بلغمية. قَالَ: وعلاج ذَلِك إِمَّا أَن تستفرغ وَإِمَّا أَن تنضج إِلَّا أَن الإنضاج لَا يُمكن فِي المرارى لِأَنَّهُ لَا يُمكن استحالته إِلَى صَلَاح أبدا بل ينقى والإنضاج يكون بِالسُّكُونِ وَالنَّوْم والامتاع

من الطَّعَام وَأما المرارى فَإِن كَانَ غير شَدِيد اللحوج شرب مَاء الكشك أَو سكنجبين أَو مَاء حَار وَإِن كَانَ شَدِيد اللحوج فاستفرغه بِقُوَّة فَإِن لم يُمكن لضعف أَو حمى فَعدل بأغذية يصلح لَهَا وَفِي الْوَقْت الَّذِي يصلح إِلَّا أَنه إِن كَانَ محموما لم يُمكن أَن يعْطى من القوية وَإِن كَانَ ضَعِيفا فاقسمه فِي مَرَّات وَإِن كَانَ للحمى نَوَائِب فأسهله فِي وَقت نقاء الْجِسْم بالايارج فَإِن لم تكن حمى فَلَا تتخلف عَنهُ فَإِنَّهُ يقْلع الَّتِي قد عسر تخلصها من أغشية الْمعدة قَالَ: وَقد يعرض قذف الطَّعَام من ضعف الْمعدة وَإِنَّهَا لَا تقدر على إِمْسَاكه فتقذفه إِمَّا إِلَى أَسْفَل أَو إِلَى فَوق بِحَسب النَّاحِيَة الضعيفة قَالَ: وَقد يعرض لبَعْضهِم أَن يكون إِذا أكل وأحس فِي نَفسه بِأَدْنَى حَرَكَة قاء على الْمَكَان وَهَذَا يكون من رُطُوبَة قد بلت فَم الْمعدة وعلاجه بالقوابض مَعَ شَيْء من المسخنة. قرص يسكن الغثى إِذا كَانَ من حرارة ويسكن الوجع ويجلب النّوم بزر الْورْد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل حب الآس الْأسود المنقى من بزْرَة ثَمَانِيَة عشر مِثْقَالا بزرنيخ تسعع أَوَاقٍ يسحق وينخل ويعجن بشراب جيد قَلِيلا بِقدر الْحَاجة وألق عَلَيْهِ قسبا منزوع النَّوَى عشرَة واسقة الشَّرَاب وفرصة واسق مِنْهُ درهما وَنصفا بِقدر مَا ترى من الْقلَّة وَالْكَثْرَة. رَأَيْت غَرَض تأليف الْأَدْوِيَة المخدرة والمسكنة للوجع باللين والمغرية قَلِيلا والمطيبة للخلط الردئ بالعطرية. وأجود مِنْهُ هَذَا مصطى وبزر الْورْد ونشا وطباشير وبزر بنخ من كل وَاحِد دِرْهَم عود دانق ورد دِرْهَمَانِ أفيون نصف دِرْهَم الشربة مِثْقَال يسكن الغثى من سَاعَته وينوم وَإِن كَانَت برودة فألق فِيهَا سنبلا وسعدا ودع الْورْد وَنَحْوه واسقه إِذا لم تكن حمى وَكَانَت هيضة وَنَحْوهَا بميه أَو بشراب فَإِنَّهُ ينيم وَبِه ملاك علاج الهيضة.) وَمِمَّا يعظم نَفعه للهيضة أَقْرَاص الْكَوْكَب الَّتِي بأفسنتين يسقى بشراب ممزوج وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْكَامِل لِابْنِ ماسوية فِي المنقية: ينفع من الغثى حب رمان حامض ثَلَاثُونَ درهما نعنع كرفس من كل وَاحِد خَمْسَة قشور الفستق عشرَة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَيجْعَل فِيهِ كندر ذكر خَمْسَة دَرَاهِم عود مسحوق دِرْهَم سك جيد مثله ويسقى مِنْهُ. من كتاب القوابل: الْمَرْأَة الَّتِي لَا يسْتَقرّ الطَّعَام فِي جوفها فاغمز يَديهَا ورجليها بعد الْأكل وضع على الْمعدة كمادا قَابِضا وَتمسك فِي الْفَم حب رمان قَابض. السَّادِسَة من كتاب إفريطن مرهم لمن بقئ مَا يَأْكُل: خَرْدَل زبد الْبَحْر شبث من المَاء كبريت بزر الأبخرة زبت عَتيق. على مَا رَأَيْت لِابْنِ سرابيون الَّذِي يقئ بعد الْأكل يكون فَم معدته ضيقا جدا وَتَكون فِي طبقاتها أخلاط رَدِيئَة غائضة ولايتمكن أَن يتقيأ حَتَّى إِذا أكل أمكن أَن يتقيأ. يعْطى الْفرق وَهُوَ الَّذِي يكون من ضعف الْمعدة تضعف مِنْهُ الشَّهْوَة ولايكون قبل

الطَّعَام نَفسه خائرة وَالَّذِي لخلط فِي الْمعدة نَفسه خائرة قبل الْغذَاء والقئ إِذا امْتنعت كَانَ أعْسر علاج هَذِه الأيارج وعلاج تِلْكَ القوابض بعد الطَّعَام. ابْن سرابيون: إِذا كَانَ مَعَ قئ صفراوى الْبَطن يَابسا فلينه أَولا بالحقن ثمَّ اسْقِ رب الرُّمَّان والتفاح لتعدل مَا بقى من المرار فَإِن أفرط فِي حَاله وَلم يسكن بِهَذِهِ الْأَشْيَاء الحامضة والعطرية فافصد الباسليق ليسكن تلهب المرار وعده سماقية وحماضية وَنَحْوهَا وَأكْثر الكزبرة وضمد الْمعدة وَإِن كَانَ القئ بلغميا فايدا بالقئ ثمَّ اسْتعْمل الملينة وَرب التفاح وَالشرَاب الريحاني وَرب الرُّمَّان البرى بالفوذبح والمصطكى والقرنفل والسنبل وَنَحْوهَا من الْعود والمسك والنمام وورق الأترج وكمون وشراب الأفسنتين وكدواء الْمسك المر والمرزبحوش وجوارش السفرجل وَطيب الأغذية بقرنفل وَدَار صيني وجوزبوا وخولنجان وَنَحْوهَا وضمد الْمعدة بسك وقصب الذريرة وسنبل ومصطكى وأفسنتين وصبر وعود وقرنفل. الأولى من الأخلاط: ينفع من الْقَيْء وميل الأخلاط إِلَى فَوق نَحْو الْمعدة الحقن الحادة وَوضع الضماد على الْأَطْرَاف وشدها. مَجْهُول: ينفع من الْقَيْء الشَّديد لوز مر ويمرس بِمَاء ويصقى أَو الْحبَّة الحضراء أَو سذاب يَابِس ملعقة.) بولس: إِذا هاج الْقَيْء بِلَا طَعَام فاحدس عَلَيْهِ بِالسَّبَبِ الْمُتَقَدّم وَغَيره فَإِن كَانَ خلطا بلغميا فقد يسكنهُ النّوم والسكون والدثار حَتَّى ينهضم ذَلِك الْخَلْط فَإِن كَانَ مريا فَلَيْسَ إِلَّا إِخْرَاجه وَيشْرب سكنجبينا أَو مَاء شعير وتقيئه فَإِن كَانَ من شَيْء قد تشربته طَبَقَات الْمعدة فبالارياج وَاحْذَرْ هَاهُنَا الْأَشْيَاء العفصة فَإِنَّهَا تمنع من الْبرد وَأما فِي الرطوبات البلغمية ورهل الْمعدة فينفع وَدَلِيل الْخَلْط البلغمي أَلا يكون عَطش وَلَا شدَّة كرب لَهُ وَأما من يقذف مرَارًا فَإِن التضميد بالأضمدة القابضة يَنْفَعهُ وينفع من القئ المحجمة على الْمعدة بِنَار وَيُعْطى غذَاء مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا وَمن يقيء مرّة سَوْدَاء وتنتفخ معدته اغمس إسفنجا فِي خل ثَقِيف جدا وَيُوضَع على الْمعدة ويضمد باللبلاب الصَّغِير المغلى بشراب. حنين دَوَاء ينفع من بِهِ غثى ويعسر عَلَيْهِ الْقَيْء: كزبرة يابسة سذاب بالسواء وَيشْرب مَعَ خمر ممزوجة وَإِن وجد لذعا فاسقة ذَلِك مَعَ مَاء بَارِد قَالَ: من أَصَابَته هيضة فاسقة أَولا مَاء فاتر أَو يتقبأ كل مَا فِي معدته فَإِن عسر عَلَيْهِ الْقَيْء فأهجه بِمَا يهيج بِهِ الْقَيْء وَإِذا تقيأ ذَلِك كُله يتَنَاوَل أغذية مقوية للمعدة وامزجها بدهن ناردين ولطف بعد انْصِرَافه غذاءه أَيَّامًا. قد جربت الرِّبَاط فَوَجَدته يسكن الغثى الشَّديد وَيجب أَلا يَبْتَدِئ من نَاحيَة الكبد آخِذا إِلَى الْأَطْرَاف. إِنَّه يصف فِي الثَّامِنَة للهيضة بعد أَن يستفرغ أستفراغا ثَانِيًا: أَن يَأْخُذ كندرا دِرْهَمَانِ وأفيونا دانقا ويسقى بِمَاء بَارِد.

جَوَامِع أغلوقن: يسكن الغثى تبريد الْأَطْرَاف والمعدة فَإِنَّهَا إِذا سخنت هاج الْقَيْء. ويضمد بضماد مبرد بالثلج ويبرد كلما فتر قَالَ: الْمعدة تسخن بسخونة الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وتبرد مصلح ابْن سرابيون قَالَ: الهيضة تتولد عِنْدَمَا تَجْتَمِع عَن سوء الهضم أخلاط تكسب لذعا وتهيج فَيبْدَأ عِنْد ذَلِك غثى واسهال أَو أَحدهمَا وَإِذا سَالَتْ بعض تِلْكَ إِلَى الْبَطن ثمَّ لَا تزَال تكْثر وتقوى باستدعاء السَّائِل الأول وتهييجة للمعدة حَتَّى أَنه رُبمَا أفرط فأحدث خفقانا وقلقا واستفراغات مُنْتِنَة رَدِيئَة وَسُقُوط الْبَطن ولطى الصدغ وانخراط الْأنف وَبرد الْأَطْرَاف والعرق الْبَارِد وتشنج الْيَدَيْنِ والساقين وَهُوَ مرض حاد يُطَالب بِسُرْعَة العلاج وَشر الأعضراض فِيهِ الْعَطش لِأَنَّهُ لَا يرْوى وَمَتى شرب قذف وَاحْتَاجَ ثَانِيَة إِلَى شرب ثمَّ السهر لِأَنَّهُ لَو نَام نقصت وَهُوَ فِي الصّبيان سليم واكثر مَا تعرض لَهُم هُوَ وتتلف الْمَشَايِخ وَمَا أقل من تعرض لَهُ هيضة وَيهْلك) وخاصة السمين والملزز الْجِسْم الْأَحْمَر وَإِذا عرض فِي الخريف فردى وَمن كرت حُدُوثه بِهِ فَهُوَ أسلم لَهُ وأحمل وَمن لَا يُصِيبهُ إِلَّا فِي الندرة فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ مِنْهُ. علاجه: إِذا بَدَأَ الغثى فاسقه المَاء الْحَار وقيئه وَلَا يخلط لَهُ فِي المَاء جلاب وَلَا غَيره وَلَا دهن وَلَا شَيْء مِمَّا يغذو لِأَنَّهُ مُحْتَاج إِلَى أَن يستفرغ وَينْقص لَا إِلَى تغذيه واحرص أَن يكون فِي ذَلِك الْوَقْت ويتقيأ كثيرا سهلا بِلَا اضْطِرَاب لِئَلَّا تسْقط قوته وَذَلِكَ يكون بسقى المَاء الْحَار وَاسْتعْمل هَذَا فِيمَن يَقع لَك أَن امتلاءه كثير وبالضد إِذا ظَنَنْت أَنه قد كثر وَجَاء الضعْف فِي النبض وَجَاء الْعرق فَخذ فِي دلك الْأَطْرَاف وشدها واسق مَاء الْفَوَاكِه وضمد الْبَطن بالطيوب واسقه مَاء بَارِد بِمَاء الْفَوَاكِه وَلَا يكن شَدِيد الْبرد جدا فَإِنَّهُ يهيج الْقَيْء بِقرْعَة الْمعدة إِلَّا فِي من معدته حارة جدا وَمَتى تقيأ فأعد مَاء الْفَوَاكِه وانقع فِيهِ شَيْئا من كعك أَو بعض الأسوقة فَإِن أَذَاهُ فليتقيأ فَإِن لم يتقيأ من الْخَلْط الرئ فأعد أبدا حَتَّى يقبله وَإِذا أَعْطيته كعكا وخبزا فِي مَاء الْفَوَاكِه فنومه وأعطه المسكنة للغثى ونومه على الْفراش وطئ ليستلذه وَفِي مَوضِع مظلم فَإِن رَأَيْت الضعْف قد اشْتَدَّ فاسقه شرابًا قَابِضا يَسِيرا طيب الرّيح مَعَ ضروب السفرجل وَالرُّمَّان فَإِن ضعف فَبعد أَن تغذيه ضع محجمه بَين كَتفيهِ ونومه والمحاجم عَلَيْهِ وَإِن من شَأْن المحاجم أَن تحبس الطَّعَام فِي الْمعدة وَلَا تتركها مُدَّة طَوِيلَة فَإِنَّهَا تنفط الْمَوَاضِع فَإِن ألمته فَخذهَا سَاعَة ثمَّ أعدهَا فَإِذا ثَبت طَعَامه فقد اسْتَغْنَيْت عَنْهَا واجهد أَن ينَام بِكُل حِيلَة وَالشرَاب المعتدل يفعل ذَلِك والغير معتدل إِن استلذه وضع حوله أرائح طيبَة قابضة ولخالخ مسبتة وَبرد موضعة فَإِن كَانَ الاسهال هُوَ المفرط فَأَقل نشا واخلطه بطبيخ الخشخاش واحقنه وَإِن تشنج مَوضِع فضع عَلَيْهِ خرقا مبلولة بدهن وامسح بقيروطي وَقد يتشنج عضل الفك فامرخه بدهن حَار وَإِن اشْتَدَّ الضعْف فليمتص صُدُور الدَّجَاج وَتقدم مشوية عَلَيْهِ فَإِذا قوى قَلِيلا فِي الْيَوْم الثَّانِي وسكنت حَالَته فَأدْخلهُ الْحمام بِرِفْق قَلِيلا قَلِيلا.

ج: السنبل إِذا شرب بِمَاء بَارِد نفع من الغثى فقاح الْإِذْخر جيد للغثى. د: الباقلي يسلق وَيصب مَاؤُهُ ثمَّ يطْبخ بخل وَمَاء وَيطْعم أَصْحَاب الهيضة المسرفة فَإِن من شَأْنه أَن يقطع الْقَيْء والخلفة والنعنع إِذا شرب مِنْهُ طاقات بِمَاء ورمان حامض سكن الغثى والهيضة والفوتنج ينفع من الهيضة لِأَنَّهُ يسكن الْقَيْء والمغص وَقَالَ: رب حماض الأترج جيد للهيضة جدا ينفع من الأختلاف والعطش والقيء وَكَذَا إِن طبخ مِنْهُ طبيخ كَانَ نَافِعًا.) الخوز: الزرنباد يحبس الْقَيْء الطباشير يمْنَع الْقَيْء جدا ويطفء لهيب الْمعدة إِذا سقى مِنْهُ ثَلَاث دَرَاهِم بِمَاء رمان حامض. القهلمان: النانخواه مسكنة للغثى. ابْن ماسويه: السك يحبس الْقَيْء ويسكن الْمعدة. ماسرجويه: القاقلة جَيِّدَة للغثى. بولس: إِذا كَانَت الهيضة باخْتلَاف فَقَط فالحمام جيد وَإِن تقيأ فردئ وَأما الْقَيْء الْأسود فضمد الْمعدة بخرق مبلولة بخل ثَقِيف مسخن. أعرف هَذَا التَّدْبِير لمن يتقيح بَطْنه وَلَا أَحْسبهُ جيدا لهَؤُلَاء وَقد رَأَيْت نَاسا لَهُم بالطبع أَن يتقيأوا فِي السّنة مرّة أَو مرَّتَيْنِ كثير الْمِقْدَار كَأَنَّهُ دم جامد وَرُبمَا كَانَت فِيهِ قطع كَأَنَّهَا طحال وَرُبمَا أَصَابَتْهُم عَلَيْهِ حرقة شَدِيدَة ولذع فِي الْمعدة والمرئ لَا يُطَاق وَرُبمَا دَامَ بهم أَيَّامًا وَكنت أعالجهم فاسقهم فِي ذَلِك الْوَقْت مَاء فاترا مَرَّات فسكن أَكثر لذعهم وأغذهم أغذية متخذة بِلَبن وسكر فَإِن دَامَ اللذع اطبخ مخيطة وَحل فِيهِ خِيَار شنبر ودهن لوز حُلْو واسقه أَيَّامًا فَإِن دَامَ فأعد عَلَيْهِم وَأبْعد عَنْهُم كلما يلذع من خل وملح وحريف وَلَا أعلم أَنه نَالَ وَاحِدًا من هَؤُلَاءِ سوء هضم وَهُوَ يشبه هيضه وتنقيته للجسم من هَذَا الْخَلْط وَرَأَيْت نسْوَة حبالى يَقِين من هَذَا الْخَلْط وَحسن حالهن بعده جدا. أحذر على صَاحب الهيضة نفث الدَّم عِنْد شدَّة الْقَيْء وخاصة إِن كَانَ ضيق الصَّدْر وَلَا عَادَة لَهُ بِهِ وادفع عَنهُ بجهدك وَذَلِكَ يكون بِأَن تمرخ صَدره وتدلكه وتنطله ليواتي التمدد. بولس: ينفع من الْقَيْء تضميد الْمعدة بقشور رمان أَو عفص وطراثيث وجلنار وكعك يطْبخ بخل ممزوج بِمَاء ثمَّ يخبص ويضمد بِهِ وَيجْعَل مَعَه كندر وأقاقيا وينفع جدا المحجمة بِنَار وَأَن تغذى قَلِيلا قَلِيلا مَرَّات كَثِيرَة. الْمُفْردَات لتسكين الْقَيْء قشور فستق طين كافور طباشير نعنع نانخواه سنبل قرنفل إذخر زرنباد قاقلة سعد كبابة جوزبوا. روفس إِلَى الْعَوام: امْنَعْ من كَون الهيضة بِأَن يقيء من تملأ من الطَّعَام قبل فَسَاده

ونزوله بِأَن تدافع بالقيء إِلَى أَن يفْسد وَينزل ويجد مِنْهُ لذعا فِي الْبَطن فليشرب المَاء الفاتر مَعَ مَاء الْعَسَل فَإِن عسر شرب مَرَّات لينزل إِلَى الْبَطن ثمَّ ضع على الْبَطن صوفة مغموسة فِي زَيْت قد طبخ فِيهِ سنبل وَهُوَ سخن ويكمد بخرق حارة وَيسْتَعْمل نوما كثيرا وَيتْرك الْغذَاء فَإِن آل هَذَا التَّدْبِير إِلَى أَن يعرض الْقَيْء والاستطلاق فَاعْلَم أَن الطَّعَام الْفَاسِد قد صَار إِلَى الْعُرُوق حِينَئِذٍ وهيج مَا تهيج السمُوم فليسق المَاء الْحَار مَرَّات ليتقيأ ويسهل بسهولة وَإِن استفرغ بِقدر وَانْقطع فَذَلِك وَإِن أفرط حَتَّى يسْقط النبض وتبرد الْأَطْرَاف فَشد عِنْد الْإِبِط كل يَد وَعند الأربية كل رجل فَإِن ذَلِك يمْنَع أَن تجرى الْمَادَّة إِلَى الْبَطن وادلك الْأَطْرَاف بِزَيْت وفلفل ونطرون وانقع خبْزًا فِي مَاء الرُّمَّان والسفرجل مَعَ شراب وَمَاء بَارِد وأعطه حَتَّى يتقيأ وَأعد عَلَيْهِ كَمَا يفعل من سقى السم واسقه شرابًا بِمَاء بَارِد وَإِن نَام فَهُوَ عَلامَة تخلصه وَإِن وجد فِي الْبَطن توقدا شَدِيدا فضع على الْمعدة أَشْيَاء مبردة بالثلج وَأعد تدبيرها وَإِن تشنج وتمدد من الْجِسْم مَوضِع فادلكه بدهن الْعِلَل والأعراض: فَإِذا انصب إِلَى الْمعدة مَا يُؤَدِّيهَا إِلَى فمها اسْتعْملت فِي دفْعَة الْقَيْء وَإِن انصب إِلَى قعرها فالاسهال وَإِن اصب إِلَيْهَا جَمِيعًا فِي دفْعَة بالقيء والاسهال مَعًا كالحال فِي الهيضة. يَنْبَغِي أَن نبدأ بِغسْل الْخَلْط بِمَاء بَارِد ثمَّ بالتقوية للمعدة كالأغذية والأدوية العطرية القابضة وَالْمَنْع من الانصباب والدلك والشد يفعل ذَلِك. الاسكندر فِي الْمعدة: يكون الغثى من شَيْء يُؤْذِي فَم الْمعدة بكمية أَو بكيفية فَمَتَى كَانَ كثيرا فاستفرغه وَمَتى كَانَ رديئا أَيْضا فاستفرغه مراريا كَانَ أَو سوداويا وَأما البلغم فانضجه إِن كَانَ قَلِيلا وَإِن كَانَ الْبدن ممتلئاً فافصده واستفرغ بِقُوَّة وَإِن علمت أَنه يَجِيء إِلَى الْمعدة شَيْء من الْجِسْم وَإِن كَانَ الْقَيْء مرهقا فالخلط سابح فِي تجويف الْمعدة وَإِن كَانَ غثى وقيء كثير فِيمَا بَين فترات فَإِنَّهُ يَجِيء من مَوضِع بعيد وَإِن كَانَ غثى شَدِيد وقيء يسير فجرم الْمعدة قد تشرب خلطا رديئا فَاسق مَاء حارا فِي حَال التهوع وأدمنه وَأكْثر فَإِنَّهُ يغسل ويقيء ثمَّ خُذ فِي التقوية) فَإِن كَانَ يَجِيء من عُضْو فَفِي الاستفراغ بعد تِلْكَ الْحَال وَفِي إمالة الْفضل عَن الْمعدة وَهَذَا كَاف للأخلاط الرقيقة فَأَما الْخَلْط الغليظ فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ المَاء الحارا يرقه ويخرجه فقد يحْتَاج إِلَى مَا يقطع ويجلو وَاسْتَعْملهُ مَعَه وَأما الْخَلْط الَّذِي يُمكن فِيهِ أَن ينضج فعالجه بِالنَّوْمِ والدثار فَإِنَّهُ ينضج وَيتْرك الْغذَاء قَالَ: وينفع من الهيضة وقيء الطَّعَام: أَقْرَاص أمارون وَهِي بزر كرفس مر زنجبيل أفيون من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بزر الشبث دِرْهَم أفسنتين أَرْبَعَة دَار صيني سِتَّة يقرص مِثْقَال ويسقى بِمَاء بَارِد فِي الهيضة والقيء.

يركب هَذَا من مصطكى وكندر وزنجبيل ونانخواه وَدَار صيني وأفيون وقشور الفستق مرّة وَمن بزر الخس والجلنار والورد والطباشير وسك وأفيون أَجزَاء سَوَاء. فليغورس إِلَى الْعَامَّة قَالَ: لتقلب النَّفس الغثى: رمان حامض جُزْء مَاء النعنع ثلث جُزْء اطبخه حَتَّى يغلظ ثمَّ اسْتَعْملهُ وَكَذَا صفته فِي الميامر. الثَّانِيَة من الميامر: فِي قُوَّة كَلَام أرخيجانس فِي تلهب الْمعدة مَا يدل على أَنه يُرِيد مَا يحدث فِي الهيضة قَالَ: اِسْقِهِمْ ماءا بَارِدًا وَمَتى تقيأوا فأعد وَيجب أَن يسقوه مفرط الْبرد فَأَنا ترى أَن الْقَيْء يسكن حَتَّى يسخن المَاء قَالَ: ضع ماءا بَارِدًا على معدته وضع عَلَيْهِ خرقا مبلولة إِلَى أَن تسخن لمن تغثى نَفسه وَكَذَا قد جربت وضع الْأَطْرَاف فِي مَاء الثَّلج فَوَجَدته وثيقا من خلال ذَلِك رب الْفَوَاكِه قَالَ: وينفع مِنْهُ الأضمدة المقوية مَعَ المخدرة. مسيح: من تقلبت معدته من أجل حر ويبس وغشى عَلَيْهِ وعطش جدا فاسقه مَاء ثلج مَعَ مَاء حصرم أَو بزر القثاء بِمَاء الثَّلج وضمد معدته بورد ونعنع وضع عَلَيْهِ خرقا مبلولة بثلج أَو الْمسَائِل الطبيعية: الغثى يكون لشَيْء لذاع لاصق بالمعدة أَو لرطوبات فِي الْمعدة وترهلها وَالْأول يحْتَاج إِلَى مَا يعدله ويستفرغه وَالثَّانِي إِلَى مَا يجفف أويستفرغ. الخوز: الأشنة تسكن الغثى مَتى أنقعت فِي شراب وَشرب وينفع من الْقَيْء المفرط: يسحق قرنفل كالكحل وذرة على حسو يتَّخذ من مَاء الرُّمَّان أَو سماق فَإِنَّهُ يسكن. وللغثى الشَّديد: قرنفل دَار صيني رامسك مصطكي قافلة بِالسَّوِيَّةِ يسقى على مَاء الرُّمَّان المز سفرجل عفص مصطكى ورد آس بِالسَّوِيَّةِ يطْبخ وتضمد بِهِ الْمعدة وَمثله مصطكى دِرْهَم قرنفل نصف يداف فِي مَاء رمانة حامضة ويسقى وَيُزَاد فِي مَاء الرُّمَّان مصطكى وقرنفل. ج: أصل الاذخر أَشد قبضا من فقاحه وَلذَلِك ينفع الغثى إِذا سقى مِنْهُ مِثْقَال مَعَ مثله فلفلا) أَيَّامًا. د: وحماض الأترج. ابْن ماسويه: إِنَّه يسكن الْقَيْء وَالْغَم وَكَذَا طبيخه قَالَ: وخاصة الحماض إذهاب الْغم وَالْكرب الْعَارِض من الصَّفْرَاء بشراب العنصل نَافِع من قئ الطَّعَام كَمَا ذكر. ج: الباقلي إِذا أكل بخل بعد طبخه نفع من الغثى.

روفس: الرجلة نافعة من الْقَيْء. د وروفس: المَاء وَالشرَاب اللَّذَان يطفأ فيهمَا الْحَدِيد المحمى مَرَّات موافقان للهيضة. د: بزر الحماض نَافِع من الغثى الطباشير كَذَلِك تفعل عصارة ورق الْكَرم تسكن الوجع الْعَارِض للحوامل ثَمَرَة الْكَرم الْبري جَيِّدَة للغثى وَالْكرب شرب المَاء واختناب الشَّرَاب جيد لمن يتَأَذَّى بالهيضة ويتعاهده الْقَيْء. روفس ود: المَاء الْبَارِد نَافِع من الكرب المشكطرامشيع نَافِع من الغثى وَالْكرب. د: النعنع من سقى مِنْهُ طاقات بِمَاء الرُّمَّان الحامض نفع من الْقَيْء والهيضة النعنع يسكن الْقَيْء ويطيب الْمعدة النمام إِن شرب مِنْهُ أَربع درخميات سكن الْقَيْء ورق النمام البرى إِن شرب سكن الْقَيْء والسفرجل نَافِع من الهيضة. والمشوى مِنْهُ أقوى والتضميد بِهِ نَافِع الميبه تسكن الْقَيْء البلغي. ايْنَ ماسويه: شراب السفرجل الَّذِي لَا عسل فِيهِ نَافِع من قئ الصَّفْرَاء وَرب الحصرم مسكن الْقَيْء وَالْغَم والهيضة جملَة وطبيخ الفوتنج مسكن لَهَا. القرع إِن سلق ثمَّ عمل بِمَاء حصرم نفع من الصَّفْرَاء وَسكن اللهيب. اسْتِخْرَاج قَالَ ابْن ماسويه: سويق القرع ينفع الكرب الْحَادِث من الصَّفْرَاء اسْتِخْرَاج: يَنْبَغِي أَن يشرب بِمَاء الحصرم والريباس. بديغورس: من أفرط عَلَيْهِ من قثاء الْحمار فاسقه شرابًا وزيتا فَإِن لم يسكن فاسقه سويق شعير بِمَاء ثلج وأطعمه فَاكِهَة حَتَّى يشد الْمعدة. ج: الرُّمَّان الحامض أفضل من السفرجل والتفاح فِي دفع القئ وتقوية فَم الْمعدة. ابْن ماسوية: مَاء الرُّمَّان الحامض إِذا شرب نفع من القئ الصفراوي وَسَوِيق الرُّمَّان الحامض إِذا شرب بِمَاء الرُّمَّان المز نفع من القئ.) اسْتِخْرَاج على قَول ايْنَ ماسوية الرُّمَّان الْمَعْمُول بحبق ينفع من الْقَيْء الصفراوي والبلغمي.

ابْن ماسويه: طبيخ جمة الشبث وبزره يقْطَعَانِ الْقَيْء الْعَارِض من طفو الطَّعَام فِي الْمعدة التفاح الحامض الْقَابِض نيأ ومشوياً فِي عجين وسويقه إِذا شرب بِلَا سكر سكن الْقَيْء والترمس الَّذِي لَا مرَارَة لَهُ يسكن الْقَيْء والغثى وبزر الثيل الْكثير الْوَرق يسكن الْقَيْء ويقطعه. د: سوويق الغبيراء جيد للمعدة وقئ الصَّفْرَاء وإسهالها. ابْن ماسويه: نَافِع من غثى الصَّفْرَاء أَو البلغم حب رمان حامض ثَلَاثُونَ درهما كندر ذكر خَمْسَة دَرَاهِم مصطكى عود صرف من كل وَاحِد أَرْبَعَة سنبل الطّيب ثَلَاث عشرَة طَاقَة نعنع وكرفس عشرَة يطْبخ بِتِسْعَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَنصف ويسقى وَهُوَ حَار جدا قشور الفستق الْخَارِجَة عشرَة دَرَاهِم يتْرك هنيهخة ويمرس ويصفى ويداف سك جيد دِرْهَمَانِ ويجرع اسْتِخْرَاج وَمَا يسكن الْقَيْء والعطش فِي الهيضة قشور القرع بقلة حمقاء سويق شعير خل مَاء بَارِد يَجْعَل ضمادا على الْبَطن كُله والكبد وَإِذا لم يحضر فصندلان وكافور وَورد وبنفسج وباقلى مطبوخ بقشرة بخل ممزوج وعدس مقشر مسلوق بِمَاء ثمَّ بخل يسكن الْقَيْء. روفس: الهيضة تعرض من تخم فَإِن دفعتها الطبيعة إِلَى أَسْفَل فَرُبمَا لم يشق ذَلِك على صَاحبهَا وَإِذا دفعتها حَيْثُ قُلْنَا فَرُبمَا عرض بعْدهَا قرحَة فِي الأمعاء وَاخْتِلَاف كَمَاء اللَّحْم فَإِن أزمن صَار كالحماة وَله أَعْرَاض مهولة لَا يجب أَن يمسك الطَّبِيب من أجلهَا عَن العلاج ويسقى شرابًا رَقِيقا يَسِيرا وَيُشبه حَال هَذِه كَحال من شرب دَوَاء مسهلا وأفرط عَلَيْهِ ومداواة هذَيْن بشراب قوى نَافِع وَجل مَا يعرض للأحداث وَإِذا عرض لرجل سمين أَحْمَر اللَّوْن رطب الْبدن لَا يكَاد ينجو وَمَا عرض مِنْهُ فِي الخريف فَهُوَ رَدِيء مَكْرُوه جدا وَمن اعْتَادَ سلم مِنْهُ. اسحاق: يَنْبَغِي أَن يقيأ حِين يحس بِفساد الطَّعَام فِي معدتع فَإِن ذَلِك يمْنَع من الهيضة ويلطف تَدْبيره بعد الْقَيْء يَوْمه وَلَيْلَته فَإِن شغل عَن ذَلِك إِلَى أَن يحدث هيضة ويبتدئ الْقَيْء والأسهال فليشرب ماءا حارا وجلابا ودهن لوز حُلْو فتسكن لذَلِك حِدة الْخَلْط ولاتقطع الخلفة مالم تسرف وتضعف فَإِذا أسرف وَضعف النبض وَبَردت الْأَطْرَاف وَخيف على العليل لِكَثْرَة الاستفراغ التشنج وَبَدَأَ الْعرق الْبَارِد فَشد الْأَطْرَاف وادلكها بدهن فِيهِ بورق أَو ملح وَيكون دهن زنبق أَو بَان مُطيب فِيهِ شَيْء من جندبادستر

فَإِذا انْتَعش فأطعمه السفرجل والكمثرى والتفاح واغذه بدراج وفروج كردناك وشواء وحصرمية وسماقية وأعطه سماقا رَقِيقا غير قوي) قَلِيلا وَإِن كَانَ يحس بتلهب فِي سرته وجنبيه فبردها بِمَاء بَارِد ودهن ورد وقيروطى وشمع أَبيض أَو بيل فِي مَاء ورد ودهن مَضْرُوب فِي قطنة وَضعه عَلَيْهَا وَنَحْو ذَلِك من المبردات ويسقى شرابًا كثير المزاج شَدِيد الْبرد جدا وَإِن كَانَ يتقيأ حامضا فأمل التَّدْبِير إِلَى المسخنات كالكموني والمصطكى والأنيسون وَنَحْوهَا وَلَا تبرد معدته بالأضمدة وَلَا بالأطعمة وَاحْذَرْ ذَلِك. للقيء وَالْغَم: رمان حامض وحلو ينقع ويمرس من غَد ويصفى مَاؤُهُ وَيُؤْخَذ مِنْهُ أوقيتان وَيجْعَل فِيهَا مسك وعود طيب وقشور فستق ونانخواه من كل وَاحِد دِرْهَم. من جَامع ابْن ماسويه شراب الْفَاكِهَة نَافِع من الْقَيْء والإسهال: حب رمان وَقطع سفرجل وزعرور وسماق وَحب الآس الْأَخْضَر وغبيراء ونبق وتفاح وكمثرى وحماض الأترج يطْبخ حَتَّى يتهرا ويصفى ويطبخ حَتَّى يصير كالجلاب ويطرح عَلَيْهِ بعد نُزُوله عَن النَّار رامك البلح أُوقِيَّة لرطل الشربة كالشربة من السكنبجين بمار بَارِد. أبقرط للهيضة: يسلق عدس بِمَاء مرَّتَيْنِ ويتخذ بِمَاء حصرم ويتغذى بِهِ. طَعَام لمن ضعف ولايقدر أَن يمضغ من هيضة أَو من دَوَاء مسهل: فروج يطْبخ بِمَاء حَتَّى ينضج نصف نضجة وَيخرج عَن المَاء وَيصب عَلَيْهِ مَاء آخر ويكمل نضجه بِهِ ويتهرا ثمَّ يدق فِي هاون حَتَّى يصير كالخطمى ويعصر بعد أَن يتَّخذ مِنْهُ حساء بأبزار طيبَة وَيجْعَل فِيهِ لباب خبز سميذ وشراب قَلِيل ويحسى مِنْهُ. وَمن أطعمته أَيْضا وعلاجه: خبز يطْبخ بخل وَالنَّوْم والسكون ولايكثر الْأكل لِئَلَّا تنْدَفع الطبيعة ثَانِيَة وللقيء من تخمة سويق شعير بِمَاء بَارِد. اسحاق: إِذا كَانَ الْقَيْء من أخلاط غَلِيظَة لحجت فِي الْمعدة فلطف بسكنجبين قد أنقع فِي فجل وبالفجل وَالْعَسَل وقيئه وينفع حب الأيارج فَإِن كَانَ فضل رَقِيق فبالسكنجبين فَإِنَّهُ يقى بتنقيته وَإِن كَانَ من مرار أصفر فالقئ جيد ويسكن بِمَاء الرُّمَّان وَسَوِيق التفاح وَالرُّمَّان وَهَذَا الشَّرَاب مَاء رمان مز رَطْل مَاء نعنع ربع رَطْل سكر ثلث رَطْل بطبيخ لَهُ قوام ويسقى مِنْهُ فَإِنَّهُ يُقَوي الْمعدة وَيذْهب بالقيء. 4 (للقيء الْعَارِض للطفل) قشور الفستق الْعليا تنقع مَاء عذب يَوْمًا وَلَيْلَة ويمرس ويسقى مِنْهُ شَيْئا بعد شَيْء. آخر يقطع الْقَيْء وَيصْلح للهيضة ويشد الْمعدة: حب رمان حامض مقلو وسماق مقلو من كل وَاحِد عشر مصطكى أفسنتين كندر أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بلوط خَمْسَة دَرَاهِم دردى الشَّرَاب سعد أفاقيا أقماع الرُّمَّان الحامض من كل وَاحِد ثَلَاثَة بزر كرفس وبزر الرازيانج

وبزر النعنع من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف يغلى برطلى مَاء حَتَّى يبْقى ثلثا رَطْل ويلقى فِيهِ قضبان كرفس ونعنع وقضبان كرم طري عشر طاقات ويسقى وَهُوَ بَارِد. 4 (للقيء الْعَارِض للنِّسَاء) يطْبخ لبن الْبَقر حليبا مَعَ أرز قَلِيل رَقِيق ويتحسى مِنْهُ. أبقراط مِمَّا يوهن قُوَّة الْخَلْط والدواء المقى أَن يشرب ماءا حارا كثيرا ويتقيأه وَمَاء الْعَسَل ويسكن ويهدأ ويستحم ويتحسى شَيْئا من الأغذية أَو يشرب سويقا وينام وَكَذَا فِي الاسهال وَإِن عرض من الْقَيْء والاسهال تشنج أَو رعشة فكمد وامرخ بأدهان حارة ودهن الميعة ودهن قثاء الْحمار وزيت عَتيق ودهن سوسن ينفع من برد الْجِسْم وَاجعَل فِي الدّهن فريونا وجندبادستر وعاقر قرحا وفلفلا وأدم التمريخ والتكميد ومرخ الْجِسْم بالدهن الْحَار الَّذِي يَجْعَل فِي مثانة أَو إِنَاء فضَّة رقيقَة وَيُوضَع على الْعُضْو وبالجاورس وبزر الْكَتَّان وَيكون التكميد دَائِما متواترا فَأَما من بدنه حَار الملمس فَلَا يقرب هَذِه بل ماءا فاترا ودهنا عذبا وَمَتى أَصَابَهُ فوَاق فعطسه وَإِن إصاب الَّذِي يتقيأ خناق أَو أسرف عَلَيْهِ الْقَيْء فاحقن بحقنة مسهلة أَو شدّ عضديه واشرطهما واشرط ظَهره وصدره وضع المحاجم عَلَيْهِ بِلَا شَرط ليجذب الرّوح وَالدَّم عَن الْخُرُوج وَافْعل ذَلِك بعد تسخين هَذِه الْمَوَاضِع. ضماد للحرارة وَضعف الكبد وَالْكرب والتلهب وَشدَّة الْحمى أَطْرَاف الآس أوقيتان ماورد ثَلَاث أَوَاقٍ مَاء أَطْرَاف الْخلاف أوقيتان وَنصف مَاء السفرجل المز نصف مَاء التفاح المز أُوقِيَّة وَنصف ويبخر بأوقية صندل أَحْمَر وأوقية ورد قد طجن بأقماعه وأوقية عود وكافور دِرْهَمَانِ وَنصف وزعفران ثَلَاثَة وَنصف وَيُوضَع على الْمعدة وَهَذَا التَّدْبِير صَالح للهيضة وفرط الإسل جوارش للهيضة ويشد الْبَطن والمعدة وَهُوَ جوارش الرامك وَيقوم مقَام الخوزي من غير إسخان. أركاغانيس: مضغ المصطكى وَأكله وَوضع الْيَدَيْنِ فِي مَاء حَار وغمز الْأَطْرَاف يسكن الْقَيْء إِذا) أفرط فدارك الْمعدة بضمااد وبالخل وَمَاء الْملح ويمضمض دَائِما وتشد الْأَطْرَاف وبالايارج الطبية وبالأحساء والأطعمة الجيدة وَإِن ضعف جدا فَاجْعَلْ مَعهَا شرابًا أَبيض رَقِيقا وَإِلَّا فَلَا لِأَنَّهُ يهيج الْقَيْء وَلَا تجزع من سقى مَا تسقيه أَن تعيد مرّة بعد أُخْرَى. من كتاب أركاغانيس علاج من يقيء طَعَامه الاسهال بالايارج وينام عَلَيْهِ سَاعَة حَتَّى يعْمل عمله والزم معدته محجمة بِلَا شَرط مَرَّات أَيَّامًا تباعا ثمَّ تشرط ويدلك مَوضِع

الشَّرْط بالملح وَيُوضَع عَلَيْهِ زَيْت مسخن فِي صوف ويدمن اسْتِعْمَاله وَاسْتعْمل الاسهال بالايارج والمحاجم والأدوية الَّتِي تحمر وضع تافسيا على فَم الْمعدة مَعَ إيرسا أَرْبَعَة أَيَّام ثمَّ خُذْهُ فَإِنَّهُ ينفط مَوْضِعه وَإِن شِئْت فادلكه بالتافسيا حَتَّى يحمر ويتنفط دَائِما واسقه كزبرة على الرِّيق مدقوقا دقا جريشا وَمن بزر الخس ملعقتين أَو ملعقة مصطكى فَذَلِك كُله يدْفع الْقَيْء وَشد الْأَطْرَاف وَضعهَا فِي مَاء فَإِنَّهُ يقطع الغثى والقيء. مَجْهُول دَوَاء يُسمى دبيرا لكل قيء وَدَار صيني جوزبوا حب بِلِسَان قرنفل أصل الْكبر خولنجان سنبل فلفل دَار فلفل صعتر مِثْقَال يرض وَيصب عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء ويغلى حَتَّى يصير رطلا وَيشْرب ثَلَاثَة أَيَّام فِي كل يَوْم على قدر الْحَاجة فَإِنَّهُ يصلح الْمعدة الَّتِي تقيء كل مَا تَأْكُل والفواق. الاسكندر: الْقَافِلَة تَنْفَع من كَثْرَة الْقَيْء إِذا كَانَ من بلغم وَبرد لقيء الصّبيان وَغَيرهم: يرض قرنفل وينقع بأَرْبعَة أَمْثَاله مَاء لَيْلَة ثمَّ يصفى وينثر عَلَيْهِ مصطكى فَإِنَّهُ يَنْقَطِع من سَاعَته. شراب الْفَاكِهَة لِابْنِ ماسوية للهيضة: حماض الأترج منقى من خبة مائَة مِثْقَال سفرجل منقى مِائَتَان وَخَمْسُونَ مِثْقَالا تفاح منقى من حَبَّة ثَلَاثمِائَة مِثْقَال سماق منقى من حَبَّة مِائَتَا مِثْقَال حب رمان حامض منقى أَرْبَعمِائَة مِثْقَال زعرور أصفر مِائَتَا مِثْقَال حب حصرم مِائَتَان وَخَمْسُونَ مِثْقَالا غبيراء بِلَا قشور مِائَتَا مِثْقَال سويق البنق مائَة وَخَمْسُونَ مِثْقَالا كمثرى يَابِس مِائَتَا مِثْقَال دَقِيق الطّلع المعصور من كل وَاحِد مائَة مِثْقَال ينقع بِمَا يغمره مَاء وَفضل قَلِيل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يطْبخ حَتَّى يذهب نصفه ويصفى ويطبخ ثَانِيَة حَتَّى يصير كالجلاب الثخين وَيجْعَل فِي سك وعود فِي خرقَة. من الْجَامِع: حب رمان حامض أَرْبَعُونَ درهما تمر هندي منقى من حَبَّة ثَلَاثُونَ درهما يصب عَلَيْهِ مَاء وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ويمرس فِيهِ رطلا عسل وَيصب عَلَيْهِ مَاء حصرم رَطْل وَكَذَلِكَ رَطْل) من مَاء الريباس وَمثله من حماض الأترج ويغلى بِنَار لينَة حَتَّى يذهب ثلثه ويلقى فِيهِ ورق نعنع عشرُون درهما وأطراف طرخون وكرفس عشرَة دَرَاهِم وَيتْرك سَاعَة ويمرس ويصفى وَيجْعَل فِي كل رَطْل مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم من قشور الفستق وَخَمْسَة من المصطكى وادنقان من علك القرنفل وَخَمْسَة دَرَاهِم من الْعود الصّرْف ويغلى عَلَيْهِ خَفِيفَة ثمَّ يصفى على دِرْهَمَيْنِ من سك للقيء ينقع الشَّك وعلك القرنفل وَالْعود فِي مَاء التفاح ويسقى. اسْتِخْرَاج: قرص: مصطكى عود علك القرنفل سك قشور فستق ورد سنبل من الْمُسَمّى ناردين فَإِنَّهُ أخص وأجود وَمَتى لم يُوجد علك القرنفل عوض مَكَانَهُ القرنفل

ومشكطرامشيع يعجن الْجَمِيع ويقرص فِي مَاء التفاح والنعنع القرص مثقالان أَو ثَلَاثَة دِرْهَم وَإِن شِئْت جعلته حبا فَإِذا رَأَيْت كربا وغما شَدِيدا فاسقه بعد أَن تقيئه بِالْمَاءِ الْحَار دفعات قرصا من هَذَا بِمَاء مبرد بثلج قدر أُوقِيَّة وأعطه مصطكى وكندرا مطيبا أَو سنبلا أَو قرنفلا يمضغه ودعه نصف سَاعَة ثمَّ اسْقِهِ أوقيتين من رب الحماض أَو رب الحصرم وضمد معدته بالقوابض والبوارد وَشد أَطْرَافه فَإِن تقيأه فأعد الْعَمَل مَرَّات ولاتدعه مالم يَنْقَطِع الْقَيْء من هَذَا الْجِنْس وَإِذا كَانَ اللهب والحرارة قَوِيَّة فزد فِي هَذَا القرص كافور قيراطا وحبة مسك فِي كل قرصة مَعَه عِنْد السقى فَإِن لم يحضر شَيْء من هَذِه الأنبجات فأدف السماق فِي مَا ورد واسقه بعده وَليكن هَذَا القرص عتيدا وضمد الْفُؤَاد وَمَا أَسْفَل مِنْهُ بضماد طيب مثل هَذَا صندل ورد يَابِس جلنار قشور كندر مصطكى سنبل مَاء الآس سك ويطلى بِمَاء ورد وَمَاء الآس وَنَحْوهَا لتسكين الْغم والحرارة دَقِيق شعير صندل ورد كافور يعجن بِمَا ورد وتبرد على ثلج مِنْهُ خرقتان تُوضَع وَاحِدَة وترفع أرْخى على الْبَطن والصدر ويذاب فِيهِ سك ورامك. اسْتِخْرَاج: إِذا ضعفت الْقُوَّة جدا فاطل الْجِسْم كُله بِطيب مَعَ قوابض وبخر بخورا دَائِما حَتَّى يتبخر الْبَيْت وَقرب من الْأنف أرائح الطَّعَام وَالشرَاب. ضماد لضعف الْقُوَّة والاسهال المفرط من الْكَمَال والتمام مَاء ورق الفوتنج سفرجل إجاص كرم تفاح آس ماورد يكون مقطرا أَو معصورا إِن أَحْبَبْت يخلط جَمِيعًا بِالسَّوِيَّةِ ويلقى فِيهِ أقاقيا وسماق وطراثيث وعفص فج وصندل أَحْمَر وَورد وقصب الذريرة وَدَار شبشعان ولاذن وعود صرف وكعك يَابِس منقع بخل خمر أَولا ثمَّ بعد ذَلِك بميسوسن مطبوخ ومصطكى ورامك ودقيق الْجفْرِي وفقاح الْكَرم وَشَيْء من مسك مخلوط وزعفران وكافور يخلط بِتِلْكَ الْمِيَاه.) ابْن ماسوية فِي الْكَمَال والتمام مِمَّا يحبس الْبَطن الباقلى الْمَطْبُوخ يخل. فيلغرغورس: قد يعرض من والتخم والقيء وانطلاق الْبَطن مَعَ عَطش وغشى يسقى ماءا حارا أَو قيئه حَتَّى تستنظف معدته وتدهن معدته بدهن الناردين وَشد أَطْرَافه ويحسى حسوا من عدس وخل ويسقى مَاء بَارِدًا وَرُبمَا عرض فِي هَذَا الْمَرَض حمى فَكَانَ بِهِ شفاؤه. الْعِلَل والأعراض: الْقَيْء يكون من أَطْعِمَة تثقل على الْمعدة بكثرتها أَو لذاعة بحدتها

أَو حموضتها أَو من شَيْء يكون فِي تجويفهاوليس من طَبِيعَته أَن يغذوها كَالدَّمِ المنصب فِيهَا والبلغم الحلو. صَار الدَّم لَا يغذى الْمعدة لِأَنَّهُ لَا يغذوها إِلَّا مالايستحيل كيلوسا وَفِيه سك من اللَّبن. قرص للقيء من الْحَرَارَة: عود ني ورد صندل أصفر طين خراساني مقلو قشر فستق مصطكى طباشير أمبر باريس سماق يَجْعَل قرصا فِيهِ دِرْهَمَانِ ويسقى وَاحِدَة بِمَاء التفاح أَو مَاء السماق وتضمد الْمعدة وتشد الْأَطْرَاف والطين الْخُرَاسَانِي مقلو يطيب النَّفس جدا ويسكن الْقَيْء أَو ج فِي الأغذية: الْمرة الصَّفْرَاء إِذا صَارَت فِي فَم الْمعدة أَو أهاجت الْقَيْء أَو كَانَ الْخَلْط لعابيا فأعطه بعض القابضة فَإِنَّهُ ينحط إِلَى أَسْفَل ويسكن الغثى وَإِذا كَانَت أخلاطاً مشربَة لفم الْمعدة لَا يخرج بالقيء فاسقه بِسُرْعَة من عصارة الرُّمَّان. من قصَّة الْمَرْأَة الَّتِي يَحْكِي أبقراط أمرهَا فِي أبذيميا قَالَ ج: لِأَن السويق ينشف تِلْكَ الأخلاط وَمَاء الرمانين يُقَوي الْمعدة. الْيَهُودِيّ: مَتى سقى من بِهِ كرب شَدِيد واشتعال مَاء خِيَار مقشر وَدِرْهَم طباشير وأوقية جلاب سكر والهيضة تكون من أَطْعِمَة كثبرة حارة كَثِيرَة وَمن فرط شرب المَاء بعقب الْأَطْعِمَة المالحة فَإِن الْغذَاء عِنْد ذَلِك لَا يصل إِلَى الكبد مِنْهُ إِلَّا قلَّة ويمتد كُله نَحْو الأعفاج فَيَنْبَغِي أَن تمسك عَن شرب المَاء حَتَّى يضعف الْقَيْء فَإِذا ضعف سقى مَاء حب رمان حامض قد طيب بمحروث وأنجدان. إِنَّمَا يُمكنهُم أَن الْإِمْسَاك عَن المَاء إِذا ضمدت معدهم وَجعل هواهم بَارِدًا وأجلسوا فِي أبزن فِيهِ مَاء بَارِد حَتَّى تخضر أبدانهم فَإِنَّهُ يسكن الْقَيْء وَالْغَم بِهَذَا وَقد اجْتمع الْأَطِبَّاء على أَن الهيضة والأستفراغات القوية تحْتَاج أَن تغلظ أخلاطهم وَهَذَا تَدْبِير مغلظ مجمد وَافْعل هَذَا بعد علمك أَنه قد استفرغ استفراغا كَافِيا وسكنت فورة الاستفراغ وَعلمت أَنهم لَا يضرهم واسقه بعض مَا) يسكن الْعَطش والبسه أقمصة مَنْفَعَة بِمَاء ثلج وروحه بالمراوح حَتَّى ترَاهُ قد اصطكت أَسْنَانه من الْبُرُودَة وضمده واسقه بعد سكونه من هَذَا قَلِيلا مَاء الرُّمَّان وريباس قد انفع فِيهِ خبْزًا سميذ قَلِيل فِي مَرَّات لِئَلَّا يقذفه ويصابر الْعَطش ويشد أَطْرَافه فَإِنَّهُ يقطع الهيضة والغثى.

ابْن ماسويه للقيء المقلق: ضع محجمة كَبِيرَة بَين الْكَتِفَيْنِ فَإِذا اشْتَدَّ ضعفه فافتح على وَجهه دَائِما فراريج وفراخا مشوية لتقوى بريحه. من الْمَوْت السَّرِيع: من عرض لَهُ تشنج من قُدَّام وَمن خلف بعقب هيضة أَو دَوَاء مسهل مَاتَ وَمن بِهِ مَعَ الْقَيْء فوَاق ومغص وكزاز وَذُهُول عقل مَاتَ. جورجس: عالج الْقَيْء من الْحمى بعصارة التفاح والطباشير وَبِغير حمى بِرَبّ الرُّمَّان والنعنع والمصطكى. أبذيميا: الغثى يسكنهُ الْقَيْء لِأَنَّهُ يستفرغ الْخَلْط المقيء ثمَّ يعالج بعد ذَلِك بِمَا يصلح مزاج مَا يقيء. قَالَ: وَإِذا كَانَت أخلاط لزجة فِي فَم الْمعدة فاستفرغ بالقيء أَولا وَأطْعم أَطْعِمَة مقوية وتوضع على الْمعدة قابضة طيبَة الرّيح. الأخلاط: اسْتعْمل الحقن الحادة فَإِنَّهَا تَنْفَع عِنْد الْقَيْء المزعج وتميل الأخلاط إِلَى الْخُرُوج والقيء المزعج يسكنهُ النّوم وَمن تقيأ طَعَامه دَائِما فقيئه قبل الطَّعَام بفجل وسكنجين كي تنقى تِلْكَ اللزوجة المجتمعة فِي معدته وأطعمه طَعَاما قَابِضا مقويا للمعدة عطرا قَلِيلا وضمده من خَارج ننحو ذَلِك وَافْعل ذَلِك إِلَى أَن تفعل عَنهُ هَذِه. روفس إِلَى الْعَامَّة: يمْنَع كَون الهيضة بالقيء من الطَّعَام قبل أَن يفْسد ويجذبه الْعُرُوق فَتَصِير لَهُ بهَا كَيْفيَّة رَدِيئَة ويقيأ بِمَاء الْعَسَل وَالْمَاء الفاتر وَاجعَل على بَطْنه صوفة بِزَيْت وَيبْطل النّوم فَإِن أَتَاهُ الْقَيْء والاستطلاق من ذَاته فَلَا تمنع الانطلاق إِلَّا أَنه يفرط فَإِن أفرط الْقَيْء والاسهال فاربط الْأَطْرَاف وامسح الْأَعْضَاء الَّتِي قد بردت بأدهان مسخنة وأجودها دهن قثار الْحمار مَعَ جند بادستر وأطعمه فان تقيأ فأعده وَلَا تمل من الْإِعَادَة واجعله مَعَ شَيْء من الْفَوَاكِه المطيبة للنَّفس وَالشرَاب الممزوج بِمَاء نَافِع للهيضة إِذا يعدل الكيموسات وَيُقَوِّي الْمعدة وَيَأْكُل الْخبز وَإِن جَاءَهُ النّوم إِذا شرب أَو أكل خبْزًا بشراب فَتلك عَلامَة الْبُرْء. يَنْبَغِي أَن يطعم حساءا متخذا من مَاء لحم تفاح وكمثرى وسك وشراب فَإِن هَذَا يجمع جَمِيع الْخِصَال المحمودة لهَذِهِ الْعلَّة وفتات خبز السميذ قَالَ: فَإِن كَانَ فِي المراق احتراق شَدِيد جعل) على بَطْنه دهن ورد أَو بعض الأضمدة الْبَارِدَة. الْفُصُول قد يعرض من الهيضة عِنْد شدَّة الاستفراغ تشنج فِي مَوَاضِع من الْجِسْم وخاصة فِي عضل السَّاقَيْن قَالَ: وَالْكرب والقلق والانقلاب من شكل إِلَى شكل يكون إِذا كَانَ فَم الْمعدة الميامر: يَجْعَل فِي قرصة للقيء بزر بنج قَالَ: ويجلب النّوم ويجفف وَيصْلح الْعِلَل الحادة.

تجلب النّوم وتسكن الْقَيْء المخدرة على هَذَا الشَّرْط قَالَ: جَمِيع الْأَشْيَاء العطرية تسكن الغثى فَإِن كَانَت مَعَ ذَلِك أغذية فَهُوَ أولى بذلك وأجود والأدوية المخدرة تخدر بعض حس الْمعدة فَيكون تأذيها بالخلط اللذاع أقل فَيكون تسكينه للغثى والأفاوية كلهَا تغير مزاج الْخَلْط المؤذي للمعدة بردائته والفلونيا تسقى فِي الهيضة بِمَاء بَارِد. قرصة مدحها ج: ورد سعد مصطكى سنبل بِالسَّوِيَّةِ أسارون صَبر من كل وَاحِد نصف زعفران أفيون من كل وَاحِد ربع دِرْهَم يَجْعَل أقراصا ويسقى مِثْقَال بِبَعْض الرطوبات الْمُوَافقَة. الميامر للمعدة المتقلبة والغثى: بزر الخس شَيْء يسير مَعَ قوانوس مَاء أَو ملعقة ومصطكى وليمضغ دَائِما قبل طَعَامه مصطكى والشوكة الَّتِي تسمى قانون وضمد الْمعدة بالأضمدة الَّتِي فِي بَاب الْمعدة. أبن ماسويه: سعد عوض وقرنفل يغلي فِي المَاء يحل فِيهِ سكر مصطكى علك القرنفل يسقى مِنْهُ. أَبُو جريح: الحند قوقا جيد للهيضة. ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهل: ينفع من الغثى على الدَّوَاء بصل بخل عَتيق ومصل ودلك اختيارات حنين للقيء الشَّديد: حفْنَة حب رمان حفْنَة حب حماض ينقع بِالْمَاءِ الْحَار وَيتْرك ثَلَاث سَاعَات ويصفى ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاثَة أَوَاقٍ وَيجْعَل فِيهِ دِرْهَم سك وَدِرْهَم نانخواه مسحوقين فِي صرة يدلك حَتَّى يخرج طعمه فِيهِ ويسقى مِنْهُ دَائِما. من مداواة الأسقام: ينفع الهيضة أَن يقيء الطَّعَام إِذا ثقل على الْمعدة وَفَسَد وتكمد الْمعدة ونواحيها فِي الْيَوْم فَإِن لم ينفع فَخذ دَوَاء مسهلا وَإِذا دَامَت الهيضة فاربط مفاصله وأطرافه ودهنه بدهن حَار وأطعمه مَرَّات وَمَتى تقيأ فأعده بالقابضة العطرية وضمد قطنه وشراسيفه بأضمدة بَارِدَة واسقه شرابًا فَإِن نَام سكنت واخلط الشَّرَاب بأغذية. طبيخ يقطع الغثى والقيء: قطع دَرَّاجًا واغسله واقله بِزَيْت وملح فَإِذا قرب نضجه رش عَلَيْهِ) مَاء السماق أَو مَاء حماض الأترج ثمَّ يسقى كزبرة مقلوة وكمونا منقعا بخل خمر ويؤكل. قرص للهيضة إِذا اسرف الْقَيْء والاسهال: سك عود صرف مصطكى سنبل أفيون من

كل وَاحِد دانق رامك قشور الفستق الْأَحْمَر من كل وَاحِد دانقان هَذِه شربة وقرصة واسقه مَرَّات حَتَّى يسْتَقرّ الْقَيْء والاسهال ثمَّ أطْعمهُ وَأعد الطَّعَام حَتَّى يسكن واحتل فِي النّوم بِأَن تسقيه المخدرات. فيلغريورس: ألق محجمة عَظِيمَة على الْبَطن والجنبين فِي الهيضة وَإِن كَانَ جيد الْبضْعَة فأجلسه ابْن سرابيون: يحدث الْقَيْء إِذا كَانَت عَن مَادَّة تؤذي فَم الْمعدة بكميتها أَو كيفيتها أما بالكمية فَإِذا ثقل عَلَيْهَا فَلم تطقه وَأما بالكيفية فَإِذا كَانَت لزجة أَو حامضة أَو مالحة أَو أَشْيَاء لَا تصلح للهضم وَإِن كَانَت قَليلَة أحدث غثياً وَلَا تقيءوبالضد إِن كَانَ الغثى يحدث لكمية الْغذَاء وَضعف الْقُوَّة فَأَقل الْغذَاء وَقُوَّة الْمعدة وَإِن كَانَ لفساد مزاج مَعَ ورم فأحتل بالتسكين وَالنَّوْم والامتناع من الأغذية والأدوية المسخنة الَّتِي من شَأْنهَا أَن تحدث هضما وَإِن كَانَ مَعَ خلط غليظ خلطت بالأدوية المسخنة الْمُقطعَة الملطفة وَإِن كَانَت الْمَادَّة سابحة استعملنا الْقَيْء لشفاء الْمعدة قصد فِي هَذَا وَإِذا كَانَ الْقَيْء ناريا فَلَا تَمنعهُ إِلَّا أَن يسرف وَإِن كَانَ غير ذَلِك فاما أَن يكون من خلط يتَوَلَّد فِي الْمعدة وَهَذَا مَعَه غثى دَائِم لَا يسكن أَو من خلط يَجِيء إِلَيْهَا وَهَذَا يسكن مُدَّة حَتَّى يكثر اجْتِمَاع ذَلِك الْخَلْط ثمَّ يهيج الغثى. علاج الْقَيْء المراري: إِذا كَانَت الطبيعة مَعَ ذَلِك يابسة فلين يحقنة لتجذب تِلْكَ الْمَادَّة إِلَى أَسْفَل واسق بعد ذَلِك مَاء تمر هندي وإجاص وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا مَعَ تلبين الْبَطن تُطْفِئ الْقَيْء وَإِن لم يكن الْبَطن يَابسا فَاسق مَاء التفاح وَرب الحصرم وَالرُّمَّان والريباس وحماض الأترج أَو خُذ عشْرين درهما من حب رمان حامض ومصطكى درهما واطبخه برطل حَتَّى يبْقى النّصْف ثمَّ صير مَعَه بعد تصفيته دِرْهَم عود وسكا دِرْهَمَيْنِ واسقه أَيْضا قشور الفستق وألق مَعَه شَيْئا من سك فَإِن كَانَ قَوِيا والقيء مقلق فافصد الباسليق فَإِنَّهُ يهين قُوَّة المرار وأطعمه دَرَّاجًا وفروجا إِن لم تكن حمى حصرمية وسماقية مطيبة بكزبرة وضمدهم بِمَاء السفرجل وَورد وأطراف الآس وميسوسن أَبيض وسك ورامك وعود كافوروزعفران والقيء البلغمي نقى الْبَطن أَولا بالقيء ثمَّ بالإسهال فَإِن الْقَيْء يذهب على الْمَكَان وَبعد ذَلِك ضمد الْمعدة واسقه مَا يقويه لِئَلَّا يجْتَمع إِلَيْهَا بعد ذَلِك شَيْء وأٍ سهله بحب الصَّبْر وَحب الأفاوية وقو الْمعدة بميبة وَرب التفاح وشراب) ريحاني وَالرُّمَّان بالعسل والنعنع والنمام والسك وَالْعود واسقهم دَائِما مِنْهُ حب رمان حامض ونعنع وفقاح الأترج وقشور الأترج من كل وَاحِد عشرُون كمون أَرْبَعَة دَرَاهِم يطْبخ ويصفى ويطرح فِيهِ سك مسحوق دِرْهَم ويسقى مِنْهُ غدْوَة وَعَشِيَّة وشراب الأفسنتين ينفع نفعا فِي الْغَايَة إِذْ ينقى ويقوى الْمعدة وَكَذَلِكَ دَوَاء الْمسك المر وجوارش السفرجل يَجْعَل فِي أغذيته أفاوية وأبازير وخولنجان وَجوز بوا وضمدة بالأفاوية كالسك وقصب الذريرة سنبل مصطكى زعفران أفسنتين عود قرنفل جوز بواهيل شراب عَتيق ريحاني مسيوسن مسك قَالَ: فَأَما الْقَيْء السوداوي فَإِن لم يكن مُؤْذِيًا كثيرا

فَلَا تقطعه لِأَنَّهُ نَافِع فَإِن جَاوز القصط فاجذبه إِلَى أَسْفَل بالحقن الحارة فَإِذا نقيت معدته فقوها بِمَا يمْنَع أَن يعود ثَانِيَة بطبيخ أفتيمون واسقهم إِيَّاه فِي كل قَلِيل وأعن بالعضو. وَله علاج فِي الهيضة: إِنَّمَا تكون من سوء هضم الأغذية فَإِذا لم ينهضم الهضم الثَّانِي فِي الْعُرُوق أعنى الشبيه بالأعضاء طلبت النّفُوذ إِذا كثرت فَصَارَ بَعْضهَا إِلَى فَوق وَبَعضهَا إِلَى أَسْفَل والقيء الَّذِي يكون عَن فَسَاد هضمين أَو ثَلَاثَة ضَعِيف والكائن عَن فَسَاد هضوم كَثِيرَة يكون قَوِيا جدا وَفِي أول الْأَمر تخرج الأغذية الَّتِي فَسدتْ وَهِي حامضة أَو فَاسِدَة وضروب أخر من الْفساد مرارية أَو غَيره ذَلِك ثمَّ يحدث لذع فِي المريء ووجع فِي الْجوف واستفراغات ثَابِتَة وقلقان وخفقان فيهزل الْجِسْم قَلِيلا وَرُبمَا انحدر شَيْء كَمَاء اللَّحْم زهم الرّيح وتذبل النَّفس والنبض وينخرط الْوَجْه ويدق الْأنف ويتغير سحنة الْوَجْه إِلَى وُجُوه الْأَمْوَات وتبرد الْأَطْرَاف ويلحقه عرق بَارِد ويعرض تشنج فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ والساقين وَجُمْلَة كل مَا لحق الاستفراغ المفرط تلْحق هَؤُلَاءِ هَذِه الْأَعْرَاض فَهُوَ وجع حاد جدا يُطَالب العلاج سَرِيعا وَيَنْبَغِي أَلا يهمل الطَّبِيب أعراضه ويتثبت فِي علاجه وَيُقِيم على ذَلِك وَإِن لم ينجع وَكَذَا إِن رَأْي النبض لَا يقوى والمعدة لاتقبل غذَاء فَلَا تدع مَعَ ذَلِك العلاج بل كَرَّرَه دَائِما إِلَى أَن يقبل الطَّعَام والعلاج والهيضة فِي الصّبيان أَكثر وأسهل وَفِي الرِّجَال أقل وأصعب وَشر عَاقِبَة وَفِي الشُّيُوخ مهلك وَمن كَانَ أَحْمَر ملزز اللَّحْم لحيما فَهُوَ مستعد لَهَا وَمن تكْثر بِهِ الهيضة لَا يكَاد يتْلف وَمن تعتاده وتصيبه فَإِنَّهُ يهْلك فِي أَكثر الْأَمر وأكثرحدوثها فِي الصَّيف وَفِي الخريف أقل شرا وَلَا تكَاد تعرض فِي الشتَاء وَشر أعراضها يَجْعَل مَعَ قشور الفستق رامك وسك وَيُعْطى مِنْهُ ويشم تفاحة تعْمل مِنْهُ ويبخر ببخور مسبت ويطلى أَنفه جَبهته ويكمد رَأسه بكماد منوم وَيجْعَل حواليه رياحين مسبتة. قَالَ: لِأَن الهيضة) سوء هضم فإمَّا إِن تعين على الْقَيْء كي تستفرغ الأغذية الَّتِي فَسدتْ وتنقى الْمعدة بِالْمَاءِ الْحَار فَإِنَّهُ رُبمَا سكن عَنهُ أَن تنقي الْبَطن ولاتعجب من سُكُون الْقَيْء بالقيء فَإِن شَارِب الخربق مَتى أعْطى وقيأ سكن عَنهُ الْقَيْء والغثى على الْمَكَان لِأَن الْخَلْط الْفَاعِل يستفرغ وَلَا يقيأ بالجلاب وَلَا بالدهن لِأَن هَذِه تقيء وهم محتاجون إِلَى نقص الْغذَاء لَا إِلَى مَا يغذي وحسبهم الْقَيْء بِالْمَاءِ الْحَار وينامون فِي مَوضِع مظلم على مضربة لبنية مَتى ضعفت الْقُوَّة وَجَاء عرق بَارِد وفواق فسقه شرابًا قَابِضا ريحانيا فَإِن اشْتَدَّ عطشه فسقه سويق الشعبر بِمَاء رمان حامض وَيكون فِي الْموضع ورد كثير

وتفاح وسفرجل وَمَا حضر من ذَلِك وَإِن دفعت الطبيعة دفعا قَوِيا فَخذ نشا وقاقلة بطبيخ خشخاش واحقنه وَإِن عرض لعضوما منع عَلَيْهِ خرقا مغرقة بدهن وادلك بِهِ وبالقيروطات الْبَارِدَة وينال المنتج فِي الْأَكْثَر عضل الفك قَالَ: وَمن لايستقر الطَّعَام فِي معدته وقيء دَائِما أعْطه كمونا وسماقاً بِرَبّ الرُّمَّان الَّذِي بنعنع. مَجْهُول: للقيء الشَّديد الْمخوف: يسقى من القرنفل مِثْقَالا بِمَاء بَارِد فَإِنَّهُ يسكنهُ. من الْمَنَافِع قيء الصَّفْرَاء: يتبعهُ خفقان ولذع فِي فَم الْمعدة. للقيء الْمخوف العنيف: سماق جُزْء كمون قرنفل مصطكى من كل وَاحِد نصف يسقى مثقالين بِمَاء بَارِد مَرَّات. ابْن سرابيون: للقيء وبرودة من بلغم: كمون وقرنفل قرفة قصب الذريرة مهيل أظفار الطّيب فلفل دَار فلفل زنجبيل مصطكى كرويا أنيسون سليخة قاقلة قصد جوز الطّيب راسن عود بزر كرفس نانخواه ساذج يدق وينخل ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَمَاء الأملج طبيخ الشربة ردهم. راسن عود مصطكى قرنفل ذكر كرويا نانخواه كندر فستق يسقى مِنْهُ سفة. آخر لَهُ: سماق قشور فستق حب رمان سك طين خراساني نعنع ينقع فِي زجاجة ويسقى كل يَوْم أَيَّامًا. 3 (الْعَطش) 3 (وَمَا يسكنهُ وَمَا يهيجه ودلائله ومنافعه ومضاره وَفِي مَا يُطْفِئ لهيب الْمعدة وتوقدها) 3 (وأسبابه والشهوة الرَّديئَة للمشروبات.) السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة الْعَطش الَّذِي لَيْسَ مَعَه سَلس بَوْل سَببه سوء مزاج حَار أَو يَابِس أَو كِلَاهُمَا وخاصة بِفَم الْمعدة وَبعد الْمعدة فِي هَذَا الكبد وخاصة جَانبهَا المقعر عِنْد التهاب مَوَاضِع الجداول من الْعُرُوق الَّتِي حول الأمعاء الْمُسَمّى الصَّائِم وَقد يكون من التهاب المريء والرئة أَيْضا عِنْد حُدُوث الْحمرَة بهَا وَهَذَا الْعَطش يتبعهُ ذبول فِي الْأَكْثَر. الرَّابِعَة من الْعِلَل الْعَطش يكون عِنْدَمَا يكون فِي الْمعدة خلط مر ومالح لِأَنَّهُمَا يسخنانه وَيبْطل الْعَطش إِمَّا لِأَن حس الْمعدة يبطل كَمَا يعرض فِي الْأَمْرَاض المتلفة أَو لغَلَبَة الْبرد والرطوبة على فَم الْمعدة. قَالَ: ويهيج الْعَطش الشَّرَاب الصّرْف الْكثير وَأعرف رجلا أَصَابَهُ مِنْهُ عَطش حَتَّى مَاتَ

عطشا وَلم يروه المَاء وَمن لُحُوم الأفاعي المعطشة وَمن شرب مَاء الْبَحْر وَمن الحيمات المحرقة فَإِنَّهُ رُبمَا عرض فِيهِ عَطش حَتَّى لايروى صَاحبهَا أَو يَمُوت. جَوَامِع الْعِلَل الْعَطش يكثر لِأَن فِي الْمعدة فضلا مالحا أَو مراريا لِأَن الرطوبات الَّتِي فِيهَا حدث لَهَا إِن سخنت وغلت كالحال فِي الْحمى وَفِيه قَالَ: قد يعرض عَطش إِذا حميت الرطوبات الَّتِي فِي الْمعدة وَحدث كالغليان كَالَّذي يعرض فِي الْحمى. الثَّانِيَة من طبيعة الانسان من أَصَابَهُ عَطش شَدِيد فليقلل طَعَامه ويقيئه وَيشْرب شرابًا رَقِيقا جدا كثير المزاج قَالَ ج: أَنا لهَذَا أَحْمد منى لما قيل فِي أبيذيميا أَن يشرب المَاء فَقَط لِأَن هَذَا الشَّرَاب إِذا كَانَ كثير المزاج لم يقصر من ترطيب الْبدن عَن شَيْء يَفْعَله المَاء وَعدم مضار المَاء فَإِن كَانَ شَدِيد الْبرد سكن الْحَرَارَة. الذبول: أَجود مَا يسْتَعْمل لتسكين الْعَطش عَن لهيب الْجوف أَن يعصر الحصرم وَيصب مِنْهُ على بقلة حمقاء ويدق ويعصر ويخلط بِمَاء الشّعير ويبرد بالثلج جدا وَيجْعَل فِي خرق وَيجْعَل على د: الْأَدْوِيَة المفردة الْعَطش يكون من إفراط الْحَرَارَة أَو عَن غور رُطُوبَة والخل يشفى من الْحَرَارَة وَلَا يشفى من غور الرُّطُوبَة لِأَنَّهُ لَا يرطب قَالَ: وَقد تركب الْحَرَارَة مَعَ رُطُوبَة مالحة رَدِيئَة فَيكون عَنْهَا عَطش كالحال فِي الاسْتِسْقَاء لِأَنَّهُ يجْتَمع فِي الْجِسْم فِي هَذِه الْحَال رُطُوبَة كَثِيرَة مالحة وَفِي من يجْتَمع فِي معدته بلغم كثير مالح قَالَ: والخل جيد لهَذَا النَّحْو وَفِي من الْعَطش فَأَما الْعَطش الْحَادِث فِي الحميات الحادة فِي الصَّيف والهواء الْحَار والتعب فَإِنَّهُ حَادث عَن اجْتِمَاع الْحر واليبس وعلاجه التبريد والترطيب والخل الْقَلِيل فِي هَذِه الْحَال الممزوج بِالْمَاءِ كثير دَوَاء لتسكين هَذَا الْعَطش لِأَن الْخلّ يبرد بِقُوَّة ويوصل المَاء بلطافته وَلَا يَسْتَطِيع أَن يجفف بقلة مِقْدَاره. الثَّانِيَة من السَّادِسَة مَا يسكن الْعَطش الصمت وَالْمَاء الْبَارِد واستنشاق الْهَوَاء الْبَارِد. أهرن: الْعَطش إِمَّا من الْمعدة وَإِمَّا من الرئة إِذا سخنت وَالَّذِي من الرئة يحب الْهَوَاء الْبَارِد ويسكن ببرودة المَاء أَكثر من سكونه بحرارته وَالَّذِي من الْمعدة فَإِنَّهُ قد يذهب كثير من سكونه) بولس: يسكن الْعَطش جدا شراب التفاح وَالرُّمَّان وبزر القثاء بِمَاء بَارِد وتضمد الْمعدة بقشور القرع وَيُعْطى أَقْرَاص الْورْد الْمَذْكُورَة فِي بَاب الْمعدة. الأسكندر: الْعَطش يكون من الْمعدة وَمن الرئة وَمن فَم الْمعدة وَمن الكبد وَمن الأمعاء وَيكون ذَلِك لسوء مزاج حَار ولورم أَو المرار فِيهَا أَو لغَلَبَة اليبس أَو لخلط مالح لَا يسكن إِلَّا بتنقية ذَلِك الْخَلْط بالفيقرا وَالَّذِي من الرئة فبالهواء الْبَارِد وَالَّذِي من المرار فبإسهال ذَلِك المرار وَالَّذِي من سوء مزاج فبتبديل المزاج وَالَّذِي من الورم الْحَار فبعلاج الورم.

يعْطى عَلَامَات قَالَ: يسكن الَّذِي من حرارة الْمدَّة بعصارة الحصرم والسفرجل والورد وَالرُّمَّان الحلو والإجاص وبزر القثاء وبزر الرجلة نَفسهَا والكثيراء وَرب السوس يَجْعَل مِنْهَا حب وَيجْعَل تَحت اللِّسَان ويسقى أَيْضا مِنْهَا وتطلى الْمعدة بقشور القرع بِمَاء ثلج وَنَحْو ذَلِك. حنين فِي الْمعدة: الْعَطش يكون من سوء مزاج حَار فِي الْمعدة والرئة والكبد وَمن أخلاط مالحة فِي الْمعدة أَو مرارية وَرُبمَا يحدث من رطوبات فِي الْمعدة شَبيه بالغليان فَتحدث الْعَطش وَأكْثر الْأَعْضَاء إحداثا للعطش فَم الْمعدة ثمَّ ثَائِر الْمعدة ثمَّ المري ثمَّ الرئة ثمَّ الكبد ثمَّ المعي الصَّائِم وَأما الْعَطش الْخَفِيف فسببه يبس الْمَوَاضِع الَّتِي تخرج مِنْهَا الرُّطُوبَة من الْفَم وعلاجه النّوم وَمَا يرطب بَاطِن الْجِسْم وَأما حرارة تِلْكَ الْمَوَاضِع فعلاجه: الْيَقَظَة لِأَنَّهَا تنفش تتحلل وَقد يُصِيب نَاسا عَطش إِذا نَامُوا من أجل حرارة معي تناولوه من الْأَطْعِمَة والأشربة وشفاؤه: شرب الْأَشْيَاء الْبَارِدَة. أبن ماسويه فِي الْمسَائِل: الْعَطش الَّذِي من بلغم مالح يعالج بالقيء وَالْمَاء الساخن. بولس وأريباسيس: الْعَطش يسير جدا يكون لمَكَان يبس أَعْضَاء الْفَم أَو حَرَارَتهَا وَهِي الْأَعْضَاء الَّتِي تجْرِي مِنْهَا الرطوبات وترطب الْجِسْم دَائِما وعلاج اليبس النّوم وعلاج الْحَرَارَة الْيَقَظَة وَمن عَطش لِأَن شرب شَيْئا سخنا فاسقه مَاء ثلج ويسكن الْعَطش فِي الحميات صب دهن مبرد على الرَّأْس وليبرد بالثلج ويداوم على ذَلِك وَيقطع الْعَطش جدا بزر الخشخاش الْأسود إِذا مضغ وأصل السوس وبزر القثاء. الْهِنْدِيّ لَا شَيْء أقطع للقيء والعطش من الآملج. ابْن ماسويه: لآملج يقطع الْعَطش جدا وَهُوَ بليغ فِي ذَلِك. حب للعطش: بزر قثاء بستاني جزؤ كثيراء نصف جُزْء بزر الْخِيَار ثلثا جُزْء حل كثيراء) ببياض الْبيض الرَّقِيق واسحق البذور واعجنها بِمَاء السوس وجففها بالظل وَتمسك تَحت اللِّسَان وينفع مِنْهُ مَاء. قد أنقع فِيهِ زعرور وكمثرى وسفرجل ورمان. لي مَا يقطع الْعَطش بِقُوَّة الرائب الحامض والمصل وينفع مِنْهُ كل مَا يجلب الرِّيق كالفضة إِذا وضعت فِي الْفَم والمصل وَنوى الإجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ والسماق وَالْحب الَّذِي من بزر الخس والخشخاش وَرب السوس وكثيراء ونشا وَأكل الرجلة وَالنَّوْم على الظّهْر وَفتح الْفَم يعطش جدا ويجفف اللِّسَان.

شراب يقطع الْعَطش وَيُقَوِّي مَعَ ذَلِك الْمعدة وَيصْلح مَعَ ذَلِك للأصحاء والمرضى: مَاء الكمثرى الصيني ثَلَاثَة أَرْطَال ونقيع السماق بِمَاء الْورْد ينقع فِيهِ أُوقِيَّة سماق فِي نصف رَطْل من الماورد وسكر طبرزد نصف رَطْل يطْبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام. شراب يقطع الْعَطش وَيُقَوِّي مَعَ ذَلِك الْمعدة وَيصْلح مَعَ ذَلِك للأصحاء والمرضى: مَاء الكمثرى وَمَاء التفاح وَمَاء الرُّمَّان الحامض بالسواء يطْبخ حَتَّى يَأْتِي لَهُ غلظ مَا يشرب بشراب. للعطش واللهيب: نَقِيع تمر وإجاص وعصير الرُّمَّان والحامض وحماض الأترج ثلث جُزْء سكر طبرزد مثل نصف الْجَمِيع يطْبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام مَاء فَإِذا أفرط الْعَطش أَخذ بزر الخس وبزر القثاء وبزر الْخِيَار وبزر القرع وبزر الرجلة وَرب السوس وَورد ويسقى مِنْهُ مِثْقَال بأوقية من هَذَا الشَّرَاب. ابْن سرابيون: الْعَطش من حرارة فِي الْمعدة أَو من يبس أَو من لهيب وَيكون هَذَانِ فِي الكبد أَو فِي معى الصَّائِم أَو فِي الْقلب أَو فِي الرئة أَو فِي جفاف فِي الحنك والغدد الَّتِي فِي الْفَم لِأَن هَذِه مصب الرُّطُوبَة الَّتِي فِي الْمعدة الرَّديئَة الحارة الَّتِي تغلى والخلط المالح والعطش الْيَسِير يحدث عَن جفاف الغدد فحين إِذْ شفاؤه مَاء الثوم لينطبق وإقلال الْكَلَام وَمن يعطش إِذا نَام فَذَلِك لحرارة اعترته لاغتذائه وشفاؤه: المَاء الْبَارِد وَمَاء الْخِيَار والألعبة وَالَّذِي من حرارة شَدِيدَة صب الدّهن الْمبرد على الرَّأْس وتبريد الْأَطْرَاف وَالَّذِي عَن ألة النَّفس: الْهَوَاء الْبَارِد وَالَّذِي عَن خلط مالح: المَاء الْحَار والقيء. مُفْردَة ج: الكمثرى يسكن الْعَطش إِذا أكل عصارة أصل السوس تقطع الْعَطش لِأَنَّهَا بَارِدَة رطبَة والخس إِذا أكل.) الرجلة تفعل ذَلِك أَكثر والقرع إِذا أكل ولد فِي الْمعدة بلة وَقطع الْعَطش. ابْن ماسويه: الكمثرى الصيني يقطع الْعَطش وَيقطع الصَّفْرَاء. ابْن ماسويه ود: الأنيسون يقطع الْعَطش وَإِذا شرب ورق الباذروج وماؤه فعل ذَلِك والبقلة اليمانية تقطع الْعَطش إِذا طبخت مَعَ رمان مز وَطيب بدهن لوز وكزبرة رطبَة فخاصته قطع الْعَطش الصفراوي السويق إِذا شرب بِمَاء وسكر قطع الْعَطش الكمثرى مَتى أكل سكن الْعَطش مَتى أمتص مَاء أصُول السوس قطع الْعَطش وَرب الحصرم قَاطع للعطش الصفراوي القرع إِذا اسْتِخْرَاج: يجب أَن يشرب بِمَاء حصرم وَنَحْو ذَلِك بِمَاء الشّعير جيد لتسكين الْعَطش. ابْن ماسويه: التِّين الرطب يقطع الْعَطش. ج: الْخلّ يقطع الْعَطش والثوم يقطع الْعَطش الْكَائِن من البلغم المالح الخس يقطع الْعَطش. روفس: مِمَّا يسكن الْعَطش المحموم: جَرَادَة القرع والرجلة ودقيق الشّعير والخطمى يعجن بخل خمر وَمَاء ورد ويضمد بِهِ الْبَطن والكبد فَإِنَّهُ يسكن الْعَطش ويطفئ التهاب الْبَطن والكبد وَمِمَّا يقطع الْعَطش وَيسْتَعْمل فِي الحميات الحادة: بزر الْخِيَار وبزر الرجلة وسماق مطبوخ مَعْقُود وبزر قرع حُلْو وَشَيْء من كافور يعجن ويقرص وَيُؤْخَذ تَحت اللِّسَان ويسقى

مِنْهُ أَيْضا وَيُؤْخَذ مِنْهُ الأتسفار فَإِن جعل تَمْرَة هندية تَحت لِسَانه أذهب الْعَطش والمصل يفعل ذَلِك والورد يمضى ويقلع مَاؤُهُ وَيذْهب الْعَطش. أركاغانيس فِي بَاب الْأَزْمِنَة: ديناطيش يقطع هز الْعَطش وضمد الْبَطن بالأضمدة الْبَارِدَة القابضة كَمَا الحصرم وَورد وَحي الْعَالم وَنَحْوهَا وورق الْكَرم وَغير ذَلِك وَاجعَل الْفراش فِي بَيت ندى وَفِيه رياحين بَارِدَة وأجاجين مَاء فَإِن تَنْشَق مثل هَذَا الْهَوَاء يسكن الْعَطش ويغذى ببيض نيمر شيت وبالرجلة وَنَحْوهَا والكشك واترك الأغذية الحارة والمالحة وَإِن كَانَ إبان الْورْد الطري فاسقه عصارة الْورْد وَمَاء الْورْد. لي على مَا رَأَيْت فِي أبيذيميا الْعَطش الشَّديد يسكن بالأبذن الفاتر وَالْبَيْت الأول واليبت من الْحمام والأوسط إِذا لم يكن حارا وصب المَاء الْبَارِد بعد ذَلِك وَالِانْتِفَاع فِيهِ. أبيذيميا مِمَّا يقطع الْعَطش قلَّة الْكَلَام وَضم الشفتين وتنشق هَوَاء بَارِد وعطش يسير إِنَّمَا يكون من جفوف الْمَوَاضِع الَّتِي تنحدر بهَا الرُّطُوبَة من الْفَم إِلَى الْمعدة شفاؤه: النّوم لِأَنَّهُ يرطب بَاطِن الْجِسْم فَأَما من انتبه فِي النّوم وَبِه عَطش يسير فَإِن عطشه يسكن باليقظة سَرِيعا وَذَلِكَ إِن هَذَا) الْعَطش يكون من سخونة هَذِه الْمَوَاضِع فَيبرأ سَرِيعا بالانتباه. شراب لقطع الْعَطش ويسكن الغثى: تمر هندي رَطْل يطْبخ بِمَاء حَتَّى يصير رطلين ويمرس ويصفى ويلقى على الْبَاقِي سكر مثل نصفه ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام ثمَّ يَأْخُذ مِنْهُ أُوقِيَّة وَيصب عَلَيْهِ بِالْمَاءِ الْبَارِد بثلج ويخوض ويسقى وَرب حماض الأترج على هَذِه الصّفة يسكن الْعَطش والخمار والقيء. الطَّبَرِيّ: بزر الرجلة بخل يشرب لقطع الْعَطش. سرابيون: الْعَطش الشَّديد يحدث عَن فَم الْمعدة وَبعده المرئ وَبعده الْمعدة وَبعده الكبد ثمَّ الصَّائِم قَالَ: والعطش الْخَفِيف يحدث عَن جفاف الْمَوَاضِع الَّتِي تنبعث مِنْهَا الرُّطُوبَة إِلَى فَم الْمعدة وعلاجه: النّوم والحادث عِنْد النّوم فَمن حرارة الْغذَاء وَغير وعلاجه: شرب المَاء الْبَارِد وَقد عرض لقوم من اسْتِعْمَاله أَشْيَاء معطشة حَتَّى مَاتُوا من شرب المَاء وأخرين صابروا مُدَّة وأصابهم عَطش متْلف وَعرض لآخرين شربوا من مَاء الْبَحْر فهلكوا عطشا وَقد هلك خلق كثير فِي صعُود الحميات المحرقة عطشا وَلَا يسكن ذَلِك شرب المَاء وَجُمْلَة من يعطش فَإِنَّمَا يعطش لحرارة أَو ليبس أَو لَهما أَو لكيموس مالح

بسم الله الرحمن الرحيم

فِي الْمعدة أما الَّذِي بحرارة فتسكنه الْأَشْيَاء الحامضة الْمُقطعَة كالسكنجبين والسكرى وَمَاء الرمانين والريباس والمصل عَجِيب فِي ذَلِك وَالتَّمْر الهتدي. قَالَ: وَالَّذِي من اليبس يسكنهُ مَاء الشّعير وَمَاء القرع وبزر اللعاب قطونا والاستحمام وَرب السوس وبزر الْبُقُول الْبَارِدَة ودهن الْورْد يصب على الرَّأْس وَوضع الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ فِي مَاء بَارِد فَإِن كَانَ الْهَوَاء بَارِد كشف للهواء والعطش الْحَادِث عَن جفاف المري علاجه: النّوم والحادث عَن حرارة المري علاجه: الْيَقَظَة والحادث عَن حرارة الرئة وَالْقلب علاجه: استنشاق هَوَاء بَارِد والحادث عَن كيموسات عفنة فِي الْمعدة علاجه: الْقَيْء وَالْمَاء الْحَار والخل الممزوج بِالْمَاءِ الْبَارِد يسكن الْعَطش الْكَائِن عَن حرارة. ج: فِي الْأَدْوِيَة المفردة: المصل عَجِيب فِي تسكين الْعَطش إِن كَانَ مَعَ الْعَطش لهيب فأعطه المبردة ويبرد جملَة الْجِسْم وَإِذا لم يكن لهيب فَعَلَيْك بالترطيب وَالْمَاء المالح إِنَّمَا يعطش لِأَنَّهُ ج: إِن تركيب فِي وَقت مَا حرارة مَعَ رُطُوبَة فالخل أَنْفَع الْأَشْيَاء لتسكين هَذَا الْعَطش لِأَنَّهُ يبرد ويجفف وَهَذَا يكون فِي الاستقساء عِنْدَمَا تَجْتَمِع فِي الْبَطن رُطُوبَة كَثِيرَة مالحة وفيمن قد رسخ) فِي معدته بلغم كثير مالح فَأَما حَادث من حرارة ويبس. (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (صلى الله على مُحَمَّد وَآله وَسلم تَسْلِيمًا)

(الْجُزْء السَّادِس) (الاستفراغات)

(فارغة)

(القَوْل فِي الاستفراغات أجمع) (الإسهال والقيء والفصد وَالْبَوْل والعرق وَغَيرهَا) حِيلَة الْبُرْء فِي الثَّانِيَة عشر أَن رجلا نقي بدنه بالسقمونيا فَأَصَابَهُ فِي الْيَوْم الثَّالِث أَن قَامَ برَاز كثير مَعَ لذع وحدة ثمَّ لم يزل ذَلِك يتعاهده بأدوار ونوائب كَانَ يتقدمه لذع ووجع ثمَّ يخرج برَاز كثير وَكَانَ هَذَا الرجل يتعاهده القولنج فَعمِلت أَن أمعاءه كَانَت ضَعِيفَة من الأَصْل وَأَن السقمونيا أَصَابَهَا فَصَارَت تقبل الفضول من الْجِسْم فغذوته بحساء من خندروس وَحب الرُّمَّان فسكن الوجع إِلَّا أَقَله ثمَّ سقيته عصارة السماق لتقوى أمعاءه وَتصْلح تقرحاً إِن كَانَ حدث فِي سطح الأمعاء وأمرته أَن يَأْكُل خبزه بشراب قَابض وَيَأْكُل الْفَاكِهَة القابضة بِشَيْء قَلِيل فبرأ برءاً تَاما. 3 (من الرَّابِعَة) 3 (تَدْبِير الأصحاء) قَالَ: إِذا استفرغت الْجِسْم فإياك أَن يُطلق لَهُ أَن يتغذى كثيرا ضَرْبَة لِأَنَّهُ ينجذب إِلَى بدنه أخلاط تتولد عَلَيْهِ فِيمَا بعد مِنْهَا أمراضاً بل أعْطه الْغذَاء قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يتملأ بعده وخاصة يَوْمه ذَلِك والبرهان على هَذَا هُنَاكَ. قَالَ: وَأما هَذَا فَيظْهر على هَذَا بالتجربة أبدا. من كتاب الأخلاط الأولى قَالَ: من تعود الْقَيْء فَهُوَ أسهل عَلَيْهِ ويمكنه أَن يستفرغ بدنه من غير أَن يَنَالهُ مَكْرُوه وَمن لم يتعود ذَلِك فاستعماله فِيهِ خطر وخاصة بالخربق وَأَشد النَّاس ضَرَرا بالقيء أَصْحَاب الصُّدُور الضيقة وَإِن الْقَيْء على هَؤُلَاءِ أعْسر مِنْهُ على جَمِيع النَّاس وهم مستعدون للسل وَمَتى قيئوا بالخربق انصدعت مِنْهُم الْعُرُوق فِي آلَات النَّفس على الْأَكْثَر وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يجْتَنب ذَلِك فِي هَؤُلَاءِ خَاصَّة والعراض الصُّدُور أحمل لَهُ وأسهل عَلَيْهِم وآمن فيهم.) الرَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: إِذا ظهر الامتلاء وَلم تحدث مِنْهُ بِالْبدنِ بعد آفَة فَلَيْسَ يضطرنا شَيْء إِلَى الفصد لكنه يُمكن أَن ينقص ذَلِك الامتلاء بالإمساك عَن الطَّعَام أَو الزِّيَادَة فِي الرياضة فيكتفي بِهِ ويقتصر بآخرة على إسهال الْبَطن أَو تليينه وفقط يقْتَصر على الْإِكْثَار من الْحمام أَو الدَّلْك. فَلَيْسَ فِي كل مَوضِع يضْطَر إِلَى إِخْرَاج الدَّم لَكنا إِنَّمَا تضطر إِلَيْهِ مَتى كَانَ

كثيرا جدا وَكَانَ مَرضا عَظِيما وَلذَلِك فَإنَّا لَا نستعمل الإسهال والقيء حَيْثُ تكون قد كثرت أخلاط رَدِيئَة فِي الْجِسْم إِذا كَانَ الْمَرَض قَوِيا شَدِيدا. 3 (تنقيص الامتلاء) فِي التَّاسِعَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: جَمِيع الْأَدْوِيَة والأغذية والأشياء المفرغة للامتلاء حارة وَأما الْبَارِدَة فَإِنَّهَا تحصر الامتلاء وَتَحفظه بِحَالهِ. الامتلاء يداوي بالاستفراغ الدموي. . وبالحمام والدلك والتزامه وَقلة الْغذَاء والأدوية المحللة. قَالَ: والمحموم لَا يُمكن استفراغه من امتلائه إِلَّا بالفصد والإسهال وحسم الْغذَاء. الأولى من الأخلاط: استفراغ الأخلاط من حَيْثُ هِيَ أميل وَمن حَيْثُ هِيَ أوفق وبحسب الْأَسْنَان والأزمان والعادات فَإِن مِثَال ذَلِك: أَن الصَّفْرَاء طافية فَلذَلِك تستفرغ بالقيء والسوداء أبدا منحطة فَلذَلِك لَا تستفرغ أبدا إِلَّا بالإسهال والبلغم يستفرغ بهما جَمِيعًا على أَن الصَّفْرَاء قد تكون أَيْضا منحطة إِلَى أَسْفَل الْمعدة والأمعاء فتستفرغ بالإسهال أَو تكون مائلة إِلَى نَاحيَة الْبَوْل فتستفرغ بالبول وَفِي الصَّيف الأخلاط مائلة إِلَى فَوق لِأَنَّهَا رقيقَة فتندفع بالقيء والصفراء فِي الصَّيف عالية تستفرغ مِنْهُ. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْخَلْط غَالِبا منتشراً فِي الْجِسْم كُله فاستفرغه فِي جَمِيع المسالك مِثَال ذَلِك: أَن فِي الاستقياء اللحمي يستفرغ البلغم بالإسهال والقيء وَالْبَوْل وَكَذَلِكَ فِي اليرقان يستفرغ الصَّفْرَاء بِهَذِهِ الْوُجُوه وَإِذا كَانَ لاحجا فِي عُضْو فاستفرغه فِي مجاري ذَلِك الْعُضْو الْخَاص بِهِ مِثَال ذَلِك: إِذا كَانَ تقعير الكبد ورم نضيج استفرغناه بالإسهال وَإِن كَانَ فِي حدبته فبالبول فَأَما من الْعَادَات فَمن كَانَ الْقَيْء يسهل عَلَيْهِ استفرغناه بِهِ وَمن كَانَ يعسر عَلَيْهِ إِمَّا أَلا نستفرغه وَإِمَّا أَن نعوده بِهِ وَأما فِي الْحلق فَمن كَانَ الصَّدْر مِنْهُ ضيقا فَإِن الْقَيْء رَدِيء وخاصة بالأدوية القوية لِأَن هَذَا) الْقَيْء يخَاف مِنْهُ والواسع الصَّدْر أحمل لَهُ. 3 (إمالة الْمَادَّة وجذبها) يكون بطريقتين: إِمَّا بالجذب الْمُخَالف وَإِمَّا بالإستفراغ النَّاقِل مِثَال ذَلِك: أَنه إِذا كَانَ الدَّم يسيل من أَعلَى الْفَم فنقله إِلَى أقرب الْمَوَاضِع يكون بإزالته عَن ذَلِك الْموضع إِلَى الْأنف واجتذابه إِلَى النَّاحِيَة الْمُخَالفَة يكون بإمالته إِلَى أَسْفَل وَإِن كَانَ الدَّم يخرج من المقعرة فنقله يكون باجتذابه إِلَى الْأَرْحَام والجذب الْمُخَالف باستدعائه إِلَى فَوق إِلَى الثدي وعَلى هَذَا الْمِثَال يفصل فِي جَمِيع الْموَاد المنصبة فَإِنَّهَا إِمَّا أَن تنجذب إِلَى النَّاحِيَة الْمُخَالفَة أَو تنقل إِلَى أقرب الْمَوَاضِع وَأَصْلَحهَا فَمَا كَانَ مِنْهَا قد صَار إِلَى الْبَطن وَصَارَ يخرج بالبراز أقلب طَرِيقه إِلَى طَرِيق الْبَوْل وَطَرِيق الأوحام وبالضد وَكَذَلِكَ يقلب مَا كَانَ مائلاً إِلَى طَرِيق الْأَرْحَام إِلَى طَرِيق الْبَوْل وَإِن كَانَت الْمَادَّة تنصب إِلَى الْعين وَالْأُذن قلبناها إِلَى المنخرين فَأَما الجذب إِلَى نَاحيَة الْخلاف فَكل مَادَّة منحدرة إِلَى أَسْفَل فَالرَّأْي أَن تجذب إِلَى فَوق وبالضد وَكَذَلِكَ المائلة إِلَى الْيَمين أجذبها إِلَى الْيَسَار وبالضد وَكَذَلِكَ الجذب من ظَاهر الْجِسْم إِلَى بَاطِنه وبالضد والدلك إِذا وَقع فِي

جِهَة الْخلاف بالأدوية الحارة وَبلا أدوية وبالرباط الشَّديد قلب الْمَادَّة عَن الْعُضْو الْمُقَابل إِلَى الْعُضْو الَّذِي يدلك وَكَذَلِكَ فتح المجاري الَّتِي تنصب إِلَى نَاحيَة الْخلاف. وَقَالَ فِي السَّابِعَة: إِذا كَانَ للعضو فِي الْجِسْم فعل عَام نَافِع فعلى حسب جلالة خطره وَفعله فَقَط فاحفظ عَلَيْهِ قوته وَإِن احْتَاجَ إِلَى استفراغ فَلَا تبلغ بِهِ إِن تهد قوته وتوهنه بمنزله الكبد والمعدة. ألف ألف قَالَ: الرئة وقصبتها والصدر فاستفرغ فضولها فِي أسْرع الْأَوْقَات. قَالَ: والجانب المقعر من الكبد يستفرغ بالإسهال والمحدب بالبول إِلَّا أَن يكون الْخَلْط كثيرا جدا فَإِنَّهُ يستفرغ بالإسهال وفضول الكلى والمثانة وَنَحْوهَا تستفرغ بالبول. لي إِنَّمَا الْكَلَام الأول إِذا احتجت أَن تستفرغ ورماً فِي الكبد أَو فِي الْمعدة بدواء مُحَلل فاستفرغه قَلِيلا قَلِيلا فَإِن قوته لَا تنْحَل فَأَما مَتى احتجت أَن تستفرغ مِنْهُ خلطاً هُوَ فِي تجويفه فاستفرغه بِقُوَّة وَلَا تدع أَن تجْعَل مَعَ الدَّوَاء المستفرغ شَيْئا يُقَوي الْعُضْو وَإِن كَانَ الدَّوَاء مِمَّا هُوَ) رَدِيء لَهُ. التَّاسِعَة من حِيلَة الْبُرْء: وَإِذا كَانَ الْجِسْم ضَعِيفا وَاحْتَاجَ إِلَى استفراغ فاستفرغ قَلِيلا قَلِيلا وغذه بَين كل استفراغين بأغذية حميدة فَتكون على الْأَيَّام قد استفرغت الْخَلْط الرَّدِيء كُله دَمًا الأخلاط تَمام الْكَلَام قَالَ: وبحسب الْخَلْط الْغَالِب فِي الْجِسْم كَمَا أَنا نسهل فِي الجذام والسرطان السَّوْدَاء وبحسب غلظه وعسره فَإِن إسهال السَّوْدَاء لانجتري فِيهِ بِمرَّة وَاحِدَة وَلَا مرَّتَيْنِ بل أَكثر وَانْظُر فِي الْموضع الَّذِي هُوَ ينبوع الْعلَّة ومستوقده وَفِي الْخَلْط الْغَالِب فَإنَّك من هذَيْن تعلم مَا تستفرغ وَمن أَيْن وَفِي أَي وَقت وَانْظُر فِي الأخلاط مِثَال ذَلِك: أَن تستفرغ الأخلاط المتهيئة للإستفراغ وَهِي الرقيقة وانتظر باللزجة الغليظة النضج وَهَذِه هِيَ البلغم والسوداء. الْمقَالة الأولى من أبيذيميا: مَتى كَانَ الْخَلْط من عُضْو رَئِيس فبادر بالاستفراغ. الأولى من الأخلاط: إِنَّمَا تكون إمالة الْمَادَّة من الحنك إِلَى المنخر بِأَن تجْعَل فِي المنخر أدوية حادة حريفة تهيج وتزعج لترجع الْمَادَّة إِلَيْهِ وتميل نَحوه. أبقراط: من كَانَت الْمَادَّة فِيهِ مائلة نَحْو الْفَم وخاصة اللهاة وَالْحلق فلتأمره أَن يجتذب المنخرين وَمَتى مَالَتْ إِلَى الْعين وَالْأُذن فَلَا تجتذب إِلَى الْأنف فَقَط بل وَإِلَى الْفَم بالغرغرة المتخذة بالفوذنج الْجبلي والخردل والعدس وزبيب الْجَبَل وعاقر قرحا فَإِن جَمِيع هَذِه تميل فضول الْعين إِلَى الْفَم مَتى اسْتعْملت وَمن قصبه الرئة إِلَى المريء فَإِن ذَلِك أصلح فَإِن جرى دم البواسير مُدَّة فأمله إِلَى الرَّحِم فَإِنَّهُ أصلح وَأما الرَّأْس نَفسه فقد يُمكن أَن يتَحَلَّل مَا فِيهِ نَفسه بالمشط والنورة والطلي بالأدوية الحارة وَيُمكن أَن يجذب فَضله إِلَى المنخرين والفم.

ج: إِذا كَانَت الأخلاط قد مَالَتْ بِقُوَّة قَوِيَّة نَحْو مَوضِع مَا فليمنع مِنْهَا بالجذب وَمن أَنْوَاع هَذَا الجذب: شدّ الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ إِذا مَالَتْ الأخلاط ميلًا قَوِيا إِلَى الصَّدْر والمعدة والقيء إِذا كَانَت مائلة إِلَى أَسْفَل والحقن الحادة عِنْد شدَّة الْقَيْء ودرور الْبَوْل بالعرق والعرق بِهِ وإسهال الْبَطن بالبول وَالْبَوْل بِهِ وَبِهِمَا جَمِيعًا والمحاجم على الْأَعْضَاء ألف ألف الْمُشْتَركَة والأدوية الحريفة عَلَيْهَا كَمَا تُوضَع الْأَدْوِيَة الحريفة على أَطْرَاف الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ عِنْد ميلان الفضول نَحْو الرَّأْس وَنَحْو الأحشاء. أبقراط: مَتى مَال إِلَى أَسْفَل فَإلَى فَوق وبالضد. ج: يُمكن أَن يكون الجذب على المضادة فالجذب مَا مَال إِلَى أعالي الْجِسْم إِلَى أسافله) وبالضد والمائل يمنة إِلَى يسرة والمائل إِلَى دَاخله إِلَى خَارجه والمائل إِلَى قُدَّام إِلَى خلف كَمَا تجذب مَادَّة الْعين بالمحجمة على النقرة وَيفجر الْعرق فِي الْجَبْهَة لوجع الْقَفَا. قَالَ: وَكَانَ غُلَام حمل ثقلاً وَمضى بِهِ فِي يَده فورمت يَده فَأمره طَبِيب أَن يحمل ذَلِك الثّقل بِالْيَدِ الْأُخْرَى ويمضي بِهِ مَسَافَة بعيدَة كالمسافة الْأُخْرَى فسكن ذَلِك الورم على الْمَكَان. وَقَالَ: أَنا أفعل شَبِيها بِهَذَا وَذَلِكَ أَنِّي أعمد إِلَى الرجل العليلة فاعصبها من فَوق إِلَى أَسْفَل وأضع على الصَّحِيحَة أدوية مسخنة كَمَا أجتذب الْمَادَّة إِلَى الرجل الْأُخْرَى. قَالَ: وأفصد إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة من الْيَد الْمُقَابلَة. قَالَ: فَأَما جذب الدَّم إِلَى الرجل الْأُخْرَى وَشد العليلة فَلَيْسَ جذب الْمُقَابلَة بل نوع من سد المجرى عَنهُ وإزالته إِلَى غَيره وَقد يستفرغ مَا فِيهَا وَالْحَرَكَة تعين على استفراغ الْموَاد والسكون بالضد فَلذَلِك إِن أردْت أَن تفعل المقيء والمسهل أَكثر فألزمه الْحَرَكَة لَا النّوم وعود من تُرِيدُ أَن تقيئه وتسهله لَعَلَّه بِهِ رَدِيئَة على ذَلِك قَلِيلا قَلِيلا. فِي جذب الْموَاد مِمَّا يجذب الْموَاد بِقُوَّة قَوِيَّة أَن تؤلم الْعُضْو الْمُقَابل للعضو العليل ألماً شَدِيدا فَإِنَّهُ يجتذب بذلك الْمَادَّة إِلَيْهِ إِذا رَأَيْت الْجِسْم يستفرغ خلطاً هُوَ لَهُ مؤذ فتقيأ لذَلِك كثيرا فاغتنم ذَلِك وَإِن قصر فأعنه وَاسْتدلَّ على ذَلِك بِغَلَبَة الأخلاط وبسهولة احْتِمَال الْجِسْم لذَلِك الاستفراغ وَخِفته عَلَيْهِ فأدر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ أَن تدره واحبس مَا يضر ويعسر احْتِمَال الْجِسْم لَهُ. الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ: كَانَ رجل الْغَالِب عَلَيْهِ دم كثير فضمن لَهُ الرائض أَن ينقص دَمه بالرياضة الصعبة فَلَمَّا أَخذ بِهِ فِي الرياضة الصعبة صرع على الْمَكَان. قَالَ: حَيْثُ يكون ميل الْموَاد الدموية شَدِيدا وَالْقُوَّة قَوِيَّة فاستفرغ الدَّم من جِهَة الضِّدّ واتركه إِلَى أَن يحدث الغشيء والدك بالأدوية الحارة للجانب المضاد والرباط فَإِن الفصد وَإِخْرَاج الدَّم الْكثير من الضِّدّ من أبلغ أَشْيَاء فِي جذب الْمَادَّة وَكَذَلِكَ والدلك الشَّديد والأدوية الحارة. قَالَ: وَأولى الأخلاط بالاستفراغ السَّوْدَاء ثمَّ البلغم إِذا نضج وَانْحَدَرَ إِلَى أَسْفَل وَأحذر الإسهال فِي أَيَّام النوائب وَأَيَّام البحران وَذَلِكَ أَن الأخلاط فِيهَا تكون مائَة إِلَى الْعُلُوّ فيعسر الإسهال وَعَلَيْك

المقالة الثالثة

فيهمَا بالقيء. الْأَدْوِيَة المسهلة فِي الْأَكْثَر تضر بِفَم الْمعدة فَمن الْوَاجِب إِذا أَن تخلط بهَا العطرية لتصلحها. قَالَ: وَأعظم ألف ألف فَسَاد يَقع فِي تركيب الْأَدْوِيَة المسهلة أَن تكون مختلة فِي زمن الإسهال فيسهل أَحدهمَا سَرِيعا وَالْآخر بطيئاً لِأَن الإسهال حِينَئِذٍ يكون بطيئاً بعضه وسريعاً بعضه فَيَقَع الِاضْطِرَاب وَذَلِكَ أَن الَّذِي يسهل سَرِيعا يخرج مَعَ طَائِفَة من الدَّوَاء الآخر وَلَا يكَاد يعْمل عمله) ثمَّ يَبْتَدِئ الْإِبْطَال يعْمل فِي كد وبطا وَإِنَّا إِذا خلطنا أدوية تسهل أخلاطاً مُخْتَلفَة ثمَّ كَانَ فِي مِقْدَار زمَان إسهال متفاوتاً فَلَا ضير فِي إخلاطهما الْبَتَّةَ. (الاستفراغات كلهَا وجهة اسْتِعْمَالهَا) (وقانون المسهل وإصلاحه) لي يسلم من تفَاوت أزمان الإسهال بِأَن تتفقد أجرام المسهلات فَإِن الْقوي الَّتِي مِنْهَا فِي عصارات وصموغ تنْحَل قواها أسْرع مِمَّا تنْحَل القوى الَّتِي هِيَ فِي الْأُصُول والبزور مَتى أوردت الْجوف نَفسهَا فَإِذا أردْت ذَلِك فاستخرج قوى هَذِه وامزجها بِتِلْكَ لتتحلل تحليلاً مُتَسَاوِيا فِي الزَّمَان وَأَيْضًا فاجهد فِي جودة اخْتِلَاط الْأَدْوِيَة بَعْضهَا بِبَعْض فَإِنَّهَا إِذا كَانَت كَذَلِك لم تعْمل إِلَّا فِي زمَان وَاحِد. قَالَ: طبائع المسهلة مضادة لنا قتالة لَكِن القليلة تنفعنا وَلذَلِك يجب أَن نعني بِأَن نخلطها بالدابغة لفم الْمعدة. قَالَ: والأفاوية تدفع وغائلتها وَتصْلح الْمعدة وَتعين على الإسهال لِأَن طبعها ملطف وَشرب مَاء الشّعير بعد الإسهال يمحو أثر الدَّوَاء وَيصْلح كيفيته لِأَن الدَّوَاء يلتزق مِنْهُ فِي مَمَره بالمري والأمعاء والمعدة وَتبقى مِنْهُ بَقِيَّة فَإِذا شرب بعد الإسهال شَيْء مِنْهُ غسل ذَلِك وَأخرجه وَلَا يجب أَن يشرب وَقت الإسهال وَلَا يَنْبَغِي أَن يغذا العليل بعد شرب الدَّوَاء إِلَّا أغذية قَلِيلا ليقوي الهضم وَألا يفْسد لِأَن الْقُوَّة تضعف بالإسهال ثمَّ ترجع إِلَى الْعَادة. 3 - (الْمقَالة الثَّالِثَة:) 3 - (بجذبه الأخلاط إِلَى ظَاهر الْجِسْم.) الأولى من الْفُصُول: واستفراغ الْجِسْم دَائِما من الْخَلْط الْأَغْلَب وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ من لون الْبدن وَإِن كَانَت الكيموسات قد غارت فاستدل على مَا تحْتَاج أَن تفرغه من التَّدْبِير وَالسّن وَالْمَرَض والمزاج وَسَائِر الْأَشْيَاء وَجُمْلَة ذَلِك كُله أَي الإستفراغات كَانَ بدواء أَو من قبل نَفسه إِن كَانَ مِمَّا يَنْبَغِي أَن يكون مَعَ ذَلِك وخفف على الْجِسْم وَسَهل اجتذابه وبالضد. 3 (الأولى من الْفُصُول:) 3 (لَا يجب أَن يفرط فِي استفراغ مَا يستفرغه) 3 (الْبَتَّةَ وَاجعَل ذَلِك مِمَّا لَا يضعف الْقُوَّة فَإِن ضعفت فامسك عَن الاستفراغ وَإِن كَانَ قد) 3 (بَقِي مِمَّا يحْتَاج إِلَى استفراغه بَقِيَّة فَإِن الْخطر فِي الاستفراغ عَظِيم وَإِذا كَانَ الاستفراغ) 3 (من الْخَلْط الَّذِي يَنْبَغِي فاغتنم مَا جَاءَ مِنْهُ وَإِن كَانَ كثيرا مَا دَامَ الْمَرِيض يحْتَملهُ وَحَيْثُ)) 3 (يَنْبَغِي فاستفرغ إِلَى أَن يحدث الغشى.)

قَالَ ج: إِذا كَانَ الْجِسْم يستفرغ مِمَّا يَنْبَغِي فَإِنَّهُ يخف عَلَيْهِ ألف ألف وَلَو كثر اسْتِعْمَاله ويحتمله بسهولة وليستعمل الاستفراغ إِلَى أَن يعرض الغشى حَيْثُ تكون الْقُوَّة قَوِيَّة خَاصَّة فِي الأورام الحارة والحميات اللَّازِمَة فَإِنِّي لَا أعلم فِي الأوجاع الصعبة إِذا كَانَت الْقُوَّة مساعدة علاجاً أبلغ من الاستفراغ إِلَى أَن يعرض الغشى من الدَّم وَقد جربنَا ذَلِك فقد رَأينَا الْبَطن ينْطَلق بعده وَيخرج الْعرق وَتبطل الْحمى الْبَتَّةَ فَأَما فِي الأورام فتكسر عاديتها الْبَتَّةَ. 3 (الثَّالِثَة:) 3 (يجب قبل المسهلة والقيء أَن يلطف الْخَلْط) الَّذِي تُرِيدُ إِخْرَاجه ووسع المجاري الَّتِي يجْرِي مِنْهَا فَإِنَّهُ يجْرِي حِينَئِذٍ ذَلِك الْخَلْط وَيخرج بسهولة شَيْء كثير وَلَا ينَال الْبدن مِنْهُ كثير تَعب وبالضد إِذا سقِِي المسهل وَلم يلطف الأخلاط وَتوسع المجاري كَانَ الإسهال عسراً شاقاً ويعرض فِي أَكثر الْأَمر مغص ودوار وكرب وغثي وَجهد شَدِيد وَأَنا أسْتَعْمل قبل الإسهال التَّدْبِير الملطف فَيكون الإسهال بعده بِلَا مشقة الْبَتَّةَ وَفِي أسْرع الْأَوْقَات وَأفضل مَا يكون الإسهال والقيء بعد تلطيف الأخلاط وتقطيعها إِن كَانَت غَلِيظَة وتوسيع المسام. قَالَ: وَقد يظنون أَن أبقراط عني بقوله هَذَا: أَنه يَنْبَغِي أَن تعود من تُرِيدُ إسهاله أَو تقيئه بدواء قوي أَن تعوده الإسهال والقيء بدواء ألطف وأسهل حَتَّى يعْتَاد ذَلِك وَالْغَرَض الأول أجل وَهَذَا لي أَكثر مَا يحْتَاج إِلَى تلطيف الأخلاط وتوسيع المسام إِذا كَانَت الأخلاط الَّتِي تحْتَاج أَن تخرج من الْجِسْم بلغمية لزجة وَأما الصفراوية الرقيقة فَلَا تحْتَاج إِلَى ذَلِك كَبِير حَاجَة والأجود أَن يدسم الْبَطن ويلين قبل المسهل الْقوي لِأَن الدَّوَاء المسهل إِذا ورد الأمعاء والمعدة جافة قحلة كَانَ إسهاله يعسر جدا وَكَانَ مَعَه مغس وكرب وَكَانَ مَا يبقي من أَثَره فِي الْجِسْم أَكثر وَمِمَّا يُخرجهُ من الْخَلْط أقل وبالضد وَلَا يجب أَيْضا أَن يفرط فِي لين الْبَطن لِأَن فعل المسهل حِينَئِذٍ لَا يُؤمن أَن يكون فِي غَايَة الْقُوَّة من فرط الإسهال وَمِمَّا يلين المائية الدسمة وَالْحمام والمروخ وَمِمَّا يقطع قبل ذَلِك السكنجبين والزوفا وتحوه بِمَاء الْعَسَل والأدوية المفتحة للمجاري فَإِن هَذِه مَتى اسْتعْملت قبل المسهل كَانَ جرى الفضول أسْرع وأسهل وَلَا يجب اسْتِعْمَال الزوفا والفوذنج وَمَاء الْعَسَل وَنَحْوه ثمَّ يُعْطي المسهل وَإِذا أردْت إسهال الصَّفْرَاء فَقدم أمراق الْبُقُول نَحْو الاسفاناخ والسلق) واللبلاب والدهن وَمَاء الْعَسَل والمعمول بالسكر والجلاب وَنَحْوهَا فَإِذا لَان الْبَطن لينًا معتدلاً أَعْطَيْت المسهل بعده. الثَّانِيَة من الْفُصُول: استفرغ الأخلاط بالسواء وَالْحمام وَترك الطَّعَام. أبقراط: إِذا أردْت استفراغ الْجِسْم بِالسَّوِيَّةِ استفرغه بالفصد وَمَتى أردْت تنقية خلط فبذلك الدَّوَاء الَّذِي يسهل ذَلِك الْخَلْط. قَالَ: والامتلاء يفرغ بِمَا يفرغ الْبدن بِالسَّوِيَّةِ لِأَن الامتلاء هُوَ تزيد الأخلاط كلهَا على حفظ نسبتها قَالَ: وَالَّذِي أبدانهم صَحِيحَة نقية ألف ألف من

المقالة الرابعة

الأخلاط الرَّديئَة يورثهم المسهل والمقيء دواراً ومغصاً وكرباً ويعسر خُرُوج مَا يخرج مِنْهُم يَنْفَعهُ الغثي لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي أبدانهم أخلاط رَدِيئَة يُخرجهَا الدَّوَاء فَهُوَ يجاذب الدَّم الْجيد والطبيعة لَا تسمح بِهِ فتعرض هَذِه الْأَعْرَاض. قَالَ: الإسهال مَعَ هزال المراق خطر والقيء أشر وَيجب أَن يكون عِنْد هذَيْن العلاجين المراق سميناً ليعاون على ذَلِك. وَإِذا كَانَ منهوكاً عسر الْقَيْء والإسهال. أبقراط: يسْتَعْمل عِنْد تزيد الأخلاط كلهَا بالسواء وَهُوَ الامتلاء الفصد وَعند تزيد وَاحِد مِنْهَا المسهل لذَلِك الْخَلْط. قَالَ: إِنَّمَا يحْتَاج أَن يسْتَعْمل الدَّوَاء المسهل فِي من تكون بِهِ حَاجَة إِلَى إستفراغ شَدِيد وَيجب أَن يكون بَين أَوْقَات طَوِيلَة فَأَما استفراغ الفضول الَّتِي تتولد كل يَوْم فِي الْبدن فَهُوَ أقل من عمل الدَّوَاء المسهل فَإِن ذهب ذَاهِب يسْتَعْمل المسهل والمقيء فِي الشَّهْر مرّة أَو مرَّتَيْنِ حذرا أَن يجْتَمع فِي الْجِسْم فضول كَثِيرَة أضرّ بالجسم وأنهكه مَعَ أَنه يلقيه فِي عَادَة رَدِيئَة. 3 - (الْمقَالة الرَّابِعَة:) وَهُوَ أَن يستفرغ من الأخلاط فِي كل وَاحِد من الْأَمْرَاض النَّوْع الَّذِي يرى استفراغه من ذَاته ينفع. لي النَّوْع الَّذِي ينفع الطبيعة مِنْهُ وَالَّذِي يخف على العليل عِنْد خُرُوجه عَنهُ وَهَذِه كلهَا تَجْتَمِع لِأَن الشَّيْء الَّذِي تَدْفَعهُ الطبيعة فِي الْأَمْرَاض إِذا كَانَت الطبيعة هِيَ الْغَالِبَة يكون هُوَ الَّذِي يخف عَلَيْهِ الْجِسْم. وَقَالَ الْغَرَض فِي كل استفراغ وَاحِد وَهُوَ الْقَصْد للخلط الْغَالِب على الْجِسْم وَيعرف أَي خلط هُوَ الْغَالِب على مَا فِي بَاب الأخلاط قَالَ: فان الَّذِي يَنْبَغِي أَن يقدم النّظر فِيهِ قبل الإسهال والقيء يعرف الْخَلْط الْغَالِب وَذَلِكَ يكون بِنَوْع الْمَرَض والمزاج وَالتَّدْبِير واللون) وَالْوَقْت وَسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي فِي بَاب الأخلاط وَأما مِمَّا ترى الطبيعة نَفسهَا هُوَ ذَا تستفرغ مِنْهُ بِلَا معِين لِأَن هَذَا يدل على غَلَبَة الْخَلْط وكثرته فَإِذا استفرغت فَتَصِح لَك الْإِصَابَة خف الْبدن واحتماله وَإِن كثر فَإِن استفرغ الْبدن فِي حَال مَا من تِلْقَاء نَفسه خلطاً مَا كَانَ بعد ذَلِك أردى حَالا فَاعْلَم أَن ذَلِك الْخَلْط لَيْسَ بغالب على الْبدن وَلِأَن ذَلِك لم يكن عَن غَلَبَة الْخَلْط بل لضعف الْجِسْم ولتهيج ذَلِك الْخَلْط بِهِ. وَاسْتعْمل الْقَيْء فِي الصَّيف لِأَن الأخلاط فِيهِ طافية والصفراء غالبة وَهِي لَطِيفَة خَفِيفَة. وَأما فِي الشتَاء فالإسهال أَكثر لِأَن الأخلاط فِيهِ غَلِيظَة راسبة إِلَى أَسْفَل ولتدع الإستفراغ فِي الْحر الشَّديد لِأَن الْبدن فِي ذَلِك الْوَقْت حَار من شدَّة حر الْهَوَاء فَلَا يحْتَمل حِدة المسهل والمقيء لِأَن أَكثر هَذِه حارة حادة وَلذَلِك أَكثر من يستفرغ فِي هَذَا الْوَقْت بالمسهل والمقيء يحم لِأَن الْجِسْم حَار وتضيف حِدة الْأَدْوِيَة وحرها إِلَى حره وَأَيْضًا فَإِن الْقُوَّة ضَعِيفَة والاستفراغ يزيدها ضعفا واسترخاءاً وَأَيْضًا فَإِن حرارة الْهَوَاء الْمُحِيط يجاذب الدَّوَاء ويخرجه إِلَى خَارج ويمنعه من أَن

يعْمل كَمَا يمْنَع الْحمام فَكَمَا أَن الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار يقطع الإسهال ويقاومه كَذَا حرارة الصَّيف وخاصة فِي أَشد مَا يكون من الْحر من كَانَ قصيف الْبدن فالقيء يسهل عَلَيْهِ فَاجْعَلْ استفراغك لَهُ بالقيء أَكثر إِلَّا أَن يكون فِي الشتَاء لِأَن الصَّيف يغلب عَلَيْهِ الصَّفْرَاء فَإِن كَانَ الْقَيْء مَعَ ذَلِك يسهل والزمن صيفاً فقد اجْتمعت الْأَسْبَاب الْمُوجبَة لاختيار الْقَيْء. وَبِالْجُمْلَةِ فالشتاء أعْسر وَأَشد وبالضد من كَانَ حسن اللَّحْم والقيء يعسر عَلَيْهِ فاستفرغه بالمسهل فَإِن احْتَاجَ فِي وَقت مَا إِلَى الْقَيْء ضَرُورَة فاجعله فِي الصَّيف فَقَط وتوق ذَلِك فِي غَيره من الْأَوْقَات. وَاحْذَرْ الْقَيْء فِيمَن قد وَقع إِلَى السل أَو فِي المستعدين لَهُ وهم أَصْحَاب الصُّدُور الضيقة لِأَن الْقَيْء فِي هَؤُلَاءِ يعسر لضيق صُدُورهمْ فَإِن رئاتهم منضغطة تهتك الْعُرُوق فِي رئاتهم. وَأما من قد وَقع فِي السل فالقيء يزعج آلَات النَّفس مِنْهُم فيزيدهم شرا والاستفراغ بالقيء أخص بالصفراء وَإِن كَانَ قد يستفرغ بالإسهال. وَأما السَّوْدَاء فَلَا يستفرغ إِلَّا بالإسهال وبدواء لَهُ قُوَّة على إسهالها قَوِيَّة لِأَن السَّوْدَاء غَلِيظَة راسبة فتحتاج إِلَى دَوَاء أقوى وَإِلَى إسهال من أَسْفَل.) وَأما الصَّفْرَاء فَإِنَّهَا خَفِيفَة تطفو كثيرا فِي فَم الْمعدة فَلذَلِك تستفرغ بالقيء كثيرا. قَالَ: الأخلاط إِنَّمَا يُمكن استفراغها بالقيء إِذا كَانَت فِي الْمعدة فَأَما فِي الأمعاء فَلَا يُمكن الْبَتَّةَ. قَالَ: من أردْت أَن تقيئه بالخربق فجربه بالأدوية اللينة للقيء فَإِن رَأَيْت أَن الْقَيْء يسهل عَلَيْهِ فاسقه وَإِلَّا فاسقه الخربق حَتَّى تهيئه لَهُ وقيئه وَذَلِكَ يكون لسببين: أَحدهمَا المداومة على الْقَيْء حَتَّى يعتاده ويسهل عَلَيْهِ وَالْآخر بتغذية الْبدن بالأغذية الحلوة وطيبة بهَا وبالراحة حَتَّى يرطب بدنه نعما ويتعود الْقَيْء ثمَّ اسْقِهِ الخربق قَالَ: إِذا أردْت أَن يكثر الْقَيْء ويهيج فَاسْتعْمل الْحَرَكَة فَإِنَّهَا تثور وتقيء والسكون بالضد وكما أَن المسهل لمن لَيْسَ فِي بدنه أخلاط رَدِيئَة عسر وَيحدث لَهُ إحداثاً رَدِيئَة وَكَذَلِكَ الْقَيْء وخاصة بالخربق فَإِنَّهُ رَدِيء إِذا اسْتعْمل فِي من بدنه نقي فَإِن الخربق خاصته إِحْدَاث التشنج لشدَّة فعله. لي الخربق فِي من بدنه نقي لشدَّة مجاذبته يحدث التشنج وَالَّذِي بدنه ممتلئ من البلغم جدا فَإِنَّهُ رُبمَا خنقه لِكَثْرَة مَا يجلب إِلَى الْمعدة من البلغم لِأَنَّهُ رُبمَا جلب مِنْهُ مَا لَا يُمكن أَن يخرج بالقيء لفرط كثرته من كَانَ بِهِ ذهَاب الشَّهْوَة وَسدر ولذع فِي فَم معدته ومرارة فِي الْفَم فالصفراء مِنْهُ مائلة إِلَى أعالي الْمعدة وَيجب أَن تقيء الأخلاط الرَّديئَة إِذا كَانَت فِي أعالي الْمعدة وفمها والمريء فِي الْأَخَص بِهِ الْقَيْء وَإِذا كَانَت فِي أَسْفَل الْمعدة والأمعاء فالإسهال. قَالَ: شُرُوط مَا كَانَ من الأوجاع فَوق الْحجاب فالقيء أولى بِهِ وَمَا

المقالة الخامسة

كَانَ أَسْفَل فالإسهال. ألف ألف ج: وَمَا احْتَاجَ مِنْهَا إِلَى استفراغ ثمَّ كَانَ فَوق الْحجاب من الْبدن فالقيء أولى بِهِ وَمَا كَانَ أَسْفَل فالإسهال من شرب مسهلاً فَلَا يقطع الإسهال حَتَّى يعطش قَالَ: الْعَطش يسْرع إِلَى بعض النَّاس عِنْد الاستفراغ ويتأخر عَن بعض فيسرع إِمَّا من أجل حرارة الْمعدة أَو يبسها أَو لَهما مَعًا طبيعياً كَانَ الشَّارِب أَو حَادِثا فِي ذَلِك الْوَقْت وَإِمَّا من أجل الدَّوَاء إِذا كَانَ حاراً لذاعاً وَإِمَّا من أجل انحطاط المنفرغ إِذا كَانَ صفراء ولأضداد هَذَا يبطئ الْعَطش أَعنِي أَن يكون معدة الشَّارِب أبرد أَو أرطب وَإِمَّا أَن يكون الدَّوَاء غير حَار وَلَا لذاع وَإِمَّا إِذا كَانَ مَا يستفرغ بلغماً أَو ماءاً قَالَ: إِلَّا أَن من تَأَخّر عطشه أَيْضا إِذا استفرغ استفراغاً كثيرا تبع ذَلِك عَطش فقد يَكْتَفِي إِذا فِي قدر الاستفراغ بِأَن يحدث الْعَطش. قَالَ: ويعين على حُدُوث الْعَطش الدَّوَاء المفرغ لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو وَإِن لم تكن مَعَه حِدة وحرارة بَيِّنَة أَن يكون مَعَه من لي اعْلَم أَنه إِذا حدث الْعَطش من الدَّوَاء غير الْبَين الْحَرَارَة وَفِي المرطبات فَإِن الاستفراغ قد) بَالغ وبالضد وَأما فِي الدَّوَاء الْحَار وَأَصْحَاب الْمعدة الحارة فَرُبمَا عطشوا وَلم يستفرغوا استفراغاً كثيرا وبحسب ذَلِك فاعمل وَأما قَوْله إِنَّه إِن كَانَ الَّذِي يستفرغ صفراء أسْرع الْعَطش وَإِن كَانَ الَّذِي يستفرغ بلغماً أَيْضا فَانْظُر فِيهِ. وَقد رَأَيْت الحكم على كل مسهل أَنه لَا بُد أَن تكون مَعَه حرارة وحدة مَا وَلَو كَانَ خفِيا وَهُوَ يَعْنِي بالمسهل هَاهُنَا الَّذِي يجذب وَلَو أدنى جذب وَهَذَا لعمري لَا يَخْلُو من حِدة مَا إِلَّا مَا يفعل بِخَاصَّة وَلَا يَعْنِي المَاء وَلَا المزلقات وَالدَّسم وَمن لم تكن بِهِ حمى وأصابه مغص وَثقل فِي الرُّكْبَتَيْنِ ووجع فِي الْبَطن فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أَن يستفرغ بالدواء من أَسْفَل لِأَن ميل الأخلاط مِنْهُ إِلَى أَسْفَل. 3 - (الْمقَالة الْخَامِسَة:) 3 - (التشنج الَّذِي يكون من الخربق من عَلَامَات الْمَوْت) قَالَ: من شرب الخربق الْأَبْيَض ليتقيأ بِهِ فَإِنَّمَا يُعْطي الخربق الْأَبْيَض للقيء وَهَذَا يَعْنِي بِهِ هَا هُنَا لِأَن عَادَتهم إِذا قَالُوا الخربق مُطلقًا أَن يعنوا بِهِ الْأَبْيَض. قَالَ: والتشنج الْحَادِث بعد شرب هَذَا قَاتل لِأَن هَذَا الْعرض لَيْسَ يكون من أول الاستفراغ عِنْد مَا يخَاف على شَأْنه أَن يختنق لكنه لشدَّة لذعه لفم الْمعدة وَأكله لَهُ يكون ذَلِك كَذَلِك كَمَا أَنه يُصِيب الَّذين يتقيأون مرّة زنجارية التشنج وَيكون أَيْضا عِنْد كَثْرَة الاستفراغ كَمَا يعرض فِي الهيضة وَيكون أَيْضا أَن تستوي قُوَّة الخربق فِي الْجِسْم كُله فيجفف جَوْهَر العصب وَقد يكون أَيْضا التشنج من الخربق من جِهَة شدَّة الْحَرَكَة عِنْد الْقَيْء وَالَّذِي يبرأ من هَذِه الْأَنْوَاع هَذَا النَّوْع وَالنَّوْع الْكَائِن من اللذع فِي فَم الْمعدة وَأما مَا كَانَ من كَثْرَة الاستفراغ وتجفيف العصب فَلَا وَلذَلِك هُوَ قَاتل وَجَمِيع أَصْنَاف تشنجه إِذا حدثت رَدِيئَة عسرة. أبقراط: التشنج والفواق إِذا حَدثا بعد الاستفراغ الْكثير رَدِيء جدا. لي الْخَامِسَة: الجذب إِلَى جِهَة المضاد يكون فِي طول الْجِسْم مثل أَن يجذب الدَّم إِلَى الرجل فِي أعالي الْبدن وبالضد وبالعرض مثل أَن يجذب الدَّم إِلَى الْجَانِب الْأَيْمن إِذا

كَانَ فِي الْأَيْسَر وَيكون فِي ألف ألف عمق الْجِسْم مثل الجذب الَّذِي يكون أَن يجذب الدَّم فِي علل الْعين إِلَى مُؤخر الرَّأْس بحجامة النقرة. 3 (السَّادِسَة:)) 3 (كل استفراغ دفْعَة فَإِنَّهُ خطر) وَلَو كَانَ المنفرغ غير طبيعي كالمدة الَّتِي فِي الخراجات الْعَظِيمَة وَالْمَاء الَّذِي فِي الْبَطن وَيتبع الاستفراغ الْكثير دفْعَة غشى وَسُقُوط قُوَّة ويعسر رده وَيزِيد ذَلِك وَينْقص بِحَسب مَا يتَّفق من الْحَال. 3 (السَّابِعَة:) 3 (حُدُوث الفواق) 3 (وَحُمرَة الْعين بعد الْقَيْء رَدِيء.) ج إِن الْقَيْء يسكن الفواق فَإِذا لم يسكن بِهِ وَحدثت بِهِ حمرَة الْعين دلّ على أَن فِي الدِّمَاغ أَو فِي فَم الْمعدة ورماً حاراً. 3 (الهذيان) إِذا حدث بعد سيلان الدَّم هذيان فَذَلِك رَدِيء فَإِن اجْتمعَا فَلَا يبرأ صَاحبهمَا. لي فَإِن حدث الهذيان بِلَا تشنج فَهُوَ أقل رداءة جدا من التشنج بِلَا هذيان لِأَن هَذَا النَّوْع من الهذيان لَا يكون شَدِيدا وَلَا مفرطاً وَقد بَينا الْعلَّة فِي بَاب اخْتِلَاط الْعقل فَإِن حدث من أجل اخْتِلَاف من دَوَاء أَو غَيره أَو قيء مفرط فوَاق وتشنج فَذَلِك رَدِيء وَإِن عرض لرجل تشنج كَانَ أردى لضعف الْقُوَّة. الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان: اسْتعْمل فِي الْأَبدَان لحفظ صِحَّتهَا فِي الشتَاء الْقَيْء فَإِن البلغم فِيهِ أَكثر وَفِي الصَّيف تليين الطبيعة وساعده على ذَلِك جالينوس وَقد كتبنَا الْعلَّة فِي بَاب الْأَزْمِنَة. قَالَ: وَأما أَصْحَاب الْأَبدَان العبلة فليقيأوا على الخربق بعد أَن يحضروا ويتحركوا حركات سريعة وَليكن قبل انتصاف النَّهَار. قَالَ ج: أَصْحَاب الْأَبدَان العبلة مَتى قيأوا على الخربق فليحضروا ويتحركوا حركات سريعة وَليكن ذَلِك قبل انتصاف النَّهَار إِنَّمَا قَالَ ذَلِك أبقراط لِأَنَّهُ أَرَادَ أَن يسخن الْبدن عِنْد اسْتِعْمَال الْقَيْء فِيمَن كَانَ عبل الْجِسْم لِأَنَّهُ إِذا سخن كَانَ الْخَلْط البلغمي أسهل حَرَكَة وَهُوَ الْغَالِب على الْأَبدَان العبلة وتفتح الأفواه الضيقة أَيْضا يكون بِهَذَا التَّدْبِير ويسكن الْقَيْء أَن يطْبخ الزوفا أَربع أَوَاقٍ بتسع وَثَلَاثِينَ أُوقِيَّة من المَاء وَيجْعَل فِيهِ خل وملح بِمِقْدَار معتدل وَيشْرب مِنْهُ قَلِيل بعد قَلِيل لِئَلَّا يبادره الْقَيْء فَإِذا مكث مُدَّة طَوِيلَة وتقطع البلغم فليشرب مِنْهُ مِقْدَارًا كثيرا متوترا ليهيج) الْقَيْء فِي الْوَقْت الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ أعنى فِي الْوَقْت الَّذِي يكون البلغم قد تقطع للبث هَذَا الشَّرَاب فِي الْبَطن مُدَّة وَأما المهازيل فليستحموا بِمَاء حَار ثمَّ يشْربُوا بعد الْخُرُوج من الْحمام مِقْدَار تسع أَوَاقٍ من شراب إِلَى الصدوقة ثمَّ يَأْكُل أطْعمهُ مُخْتَلفَة فَإِن تهيجها للقيء أَكثر وأسهل وَأَحْرَى أَن يُمكن الاستكثار مِنْهَا ثمَّ يشرب أشربة مُخْتَلفَة قابضة وحلوة وحامضة وليشرب أَولا قَلِيلا قَلِيلا لِئَلَّا ينبعث الْقَيْء ثمَّ بِآخِرهِ يدارك وَيكثر الشَّرَاب ويلبث بعد الطَّعَام وَلَا يشرب شَيْئا قدر مَا يمشي الْإِنْسَان عشر غلوات ثمَّ يشرب وَالْحمام يرخى ويذيب الأخلاط وَكَذَلِكَ الشَّرَاب الصّرْف بعده وَأما لبثه بعد الطَّعَام

تِلْكَ الْمدَّة فَلِأَن ينَال الْبدن من الْغذَاء ويختلط فِي الْمعدة بالغذاء وَيخرج مَعَه. قَالَ: وَمن يحْتَاج إِلَى الْقَيْء وَإِلَى انطلاق الْبَطن فَليَأْكُل فِي الْيَوْم مَرَّات ولتكن أطعمته مُخْتَلفَة الألوان والأصناف وَكَذَا أشربته فَإِن الْأَطْعِمَة والأشربة الْمُخْتَلفَة وَحدهَا مَرَّات كَثِيرَة ألف ألف عون على دفع الْمعدة لَهَا إِمَّا إِلَى أَسْفَل وَإِمَّا إِلَى فَوق وَالَّذِي يحْتَاج إِلَى الْقَيْء من فِي معدته بلغم كثير يحْتَاج أَن يستفرغه أَو من يُرِيد استفراغ بدنه استفراغاً معتدلاً أما الطَّعَام وَالشرَاب الْقَلِيل الْمِقْدَار فِي مرّة وَاحِدَة من نوع وَاحِد أَحْرَى أَن تقبض عَلَيْهِ الْمعدة وتمسكه وتهضمه وَأما من كَانَت طَبِيعَته لينَة فليحذر اسْتِعْمَال الْأَطْعِمَة الْكَثِيرَة الْأَصْنَاف مرَارًا كَثِيرَة لِأَن ذَلِك يزِيد فِي انطلاق الْبَطن. من المسهلة لج: إِذا أردْت إسهال صَاحب اليرقان فهيء بدنه لذَلِك أَيَّامًا تمّ أسهله وتهييئه يكون بِأَن يسْقِي مَا يفتح السدد. قَالَ: إِن الإسهال فِي قلع الأدواء الْعسرَة أعظم الْمَنَافِع وَيعلم ذَلِك من قد رَآنِي قد أبرأت بِهِ فَقَط السرطان الَّذِي مَعَ حمرَة والجذام والآكلة والقروح الرَّديئَة والدوار والصرع وَالْجُنُون والوسواس والشقيقة وعرق النِّسَاء وأوجاعاً كَثِيرَة مزمنة مسكنة فِي الْأَعْضَاء وأوجاع الْبَطن المزمنة المشتبهة ونزف الدَّم وَعلل الْأَرْحَام فَأَما الْحمرَة فَلَا علاج أقوى لَهَا من الإسهال للخلط الصفراوي ولورمت لَك وصف جَمِيع مَنَافِع الإسهال لعجزت عَن ذَلِك. من محنة الطَّبِيب: أعرف قوما أعْطوا قوما من النَّاس أدوية مسهلة فَلَمَّا لم تسهلهم بقوا لَا يَدْرُونَ مَا يَفْعَلُونَ. قَالَ: وَإِذا دعينا لذَلِك أمرنَا بَعضهم بالحمام وقصدنا بَعضهم وأطعمنا بَعضهم الْفَاكِهَة القابضة فحين يفعل بهم ذَلِك تَنْطَلِق بطونهم. لي وَالَّذِي يسهل الْبَطن من هَذِه وَاحِدَة وَهُوَ أكل الْفَاكِهَة القابضة فَأَما الْبَاقِيَة فَإِنَّمَا هُوَ علاج للأمن من مضرَّة الدَّوَاء لَا لِأَنَّهُ يسهل الْبَطن فَلَا تظن غير ذَلِك فَإِن ذَلِك إِنَّمَا يُوهم بِسوء الْعبارَة) من الْقَصْد: نوعا الامتلاء جَمِيعًا يحْتَاج إِلَى استفراغ فِي بدن العليل مَتى ظهر لِأَنَّهُ يُبرئ العليل ويحفظ الصَّحِيح الَّذِي قد قَارب الْعلَّة وَكَذَلِكَ الْحَالة الَّتِي يحس فِيهَا بألم الْمَرَض يحْتَاج إِلَى استفراغ لِأَنَّهُ يدل على أَن الأخلاط رَدِيئَة فَإِن أحس عَلَامَات الامتلاء أَو عَلَامَات الأعياء القروحي فِي بعض الْأَعْضَاء كالثقل فِي الرَّأْس والصداع والتمدد مَعَ حرارة فِي الكبد وَالطحَال والأضلاع والحجاب وَثقل فَم الْمعدة والغثي وَقلة الشَّهْوَة والشهوات الرَّديئَة والضربان فِي بعض الْأَعْضَاء والثقل والتمدد فِيهَا فَعِنْدَ هَذِه الْأَحْوَال كلهَا قد يحْتَاج الْإِنْسَان إِلَى الاستفراغ إِمَّا بِالْقَصْدِ وَإِمَّا بالإسهال أَو بالقيء أَو بالدلك أَو بالرياضة أَو بالطلاء بالأدوية المحللة. أما الَّذِي يحْتَاج إِلَى الفصد فَإنَّا أفردنا لَهُ بَابا وَكَذَلِكَ الرياضة والدلك وَهُوَ الْبَاب الَّذِي يخص الْقَيْء والإسهال. قَالَ: الامتلاء الَّذِي بِحَسب الْقُوَّة تسرع إِلَيْهِ العفونة وَالَّذِي بِحَسب التجاويف يسْرع

أَن يفتق الْعُرُوق أَو ينصب إِلَى بعض الْأَعْضَاء فَيحدث غلظاً وأمراضاً آخر رَدِيئَة فَلذَلِك من الْوَاجِب ألف ألف الْمُبَادرَة بالفصد. لي كَذَلِك حَال الأعياء وَأَن آمُر بالفصد فِي ابْتِدَاء جَمِيع الْعِلَل الامتلائية والصعبة كالنقرس والرمد ووجع الكبد وَأما من لم يكن بِهِ مرض وَكَانَ تركيبه جيدا فَإِنَّهُ مَتى كَانَ مخلطاً اسْتعْمل فِي استفراغ امتلائه الاستفراغ بالمسهل والفصد وَمَتى كَانَ ضابطاً لنَفسِهِ حسن التَّدْبِير كثيرا فاستفرغه بِغَيْر الفصد والإسهال بل بالدلك وَالْحمام وَسَائِر الحركات الْبَاقِيَة والأضمة المحللة اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يتَبَيَّن لَك أَن الْغَالِب فِي بدنه دم غليظ فَإِن هَذَا الدَّم هُوَ فِي أَكثر الْأَمر سوداوي وَرُبمَا كَانَ فِي الْأَغْلَب عَلَيْهِ الأخلاط النِّيَّة فَمن كَانَ الْغَالِب على بدنه الْخَلْط السوداوي فَالْأولى أَن تفصده أَو تسْتَعْمل فِيهِ الَّذِي يخرج الْخَلْط الْأسود وَأما من كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْخَلْط الَّتِي فاستفرغه قبل أَن يجذب بِهِ الْمَرَض مَعَ توق وحذر وَإِذا حدث بِهِ الْحمى فإياك والاستفراغ بالفصد أصلا وَلَا بالمسهل لَكِن بالدلك وَغَيره كَمَا قلت آنِفا وَاسْتدلَّ على هَؤُلَاءِ باللون الرصاصي الَّذِي بَين الصُّفْرَة وَالْبَيَاض وباختلاف النبض وَسَائِر مَا ذكرنَا من الْأَدِلَّة فِي بَاب الأخلاط وَأما من كَانَ انْقَطع عَنهُ استفراغ دم كَانَ يعتاده فانصده بِثِقَة واتكال. الأولى من القوى: الْأَدْوِيَة المستفرغة للصفراء بجذب مِنْهَا فِي الصَّيف أَكثر مِمَّا تجذب مِنْهَا فِي الشتَاء وَكَذَلِكَ فَإِنَّهَا تجذب مِمَّن مزاجه صفراوي صفراء كَثِيرَة بسهولة وَمن مزاجه بلغمى بالضد ويجذب مِنْهُ الْخَلْط الصفراوي بِجهْد وكرب شَدِيد وعسر وَكَذَا الْحَال فِي كل دَوَاء يخص بِهِ) واجتذاب خلط من الأخلاط. لي على هَذَا إِن سقيت دواءاً لَا يجد فِي الْبدن مَا يجذبه عسر اجتذابه وأكربه. الثَّانِيَة من المفردة قَالَ: قد يعرض لبَعض الْأَدْوِيَة طعم هُوَ من طعم الْأَشْيَاء الَّتِي تعقل الْبَطن أعنى العفص والحامض وَنَحْوه وَلَا يتَبَيَّن فِيهِ حِدة وَلَا غير ذَلِك مِمَّا يُطلق الْبَطن وَهُوَ يُطلق الْبَطن وَهَذِه مركبة بالطبع كالحال إِذا ألقينا نَحن على كشر السفرجل والسماق قَلِيل سقمونيا فَيكون جملَة طعم الْمَخْلُوط قَابِضا حامضاً وَلَا يتَبَيَّن للسقمونيا طعم الْبَتَّةَ على أَنه فِي النّظر لَا يتَبَيَّن إِلَّا فعله. قَالَ: وَالنَّاس يخلطون هَذِه لِأَنَّهَا جَيِّدَة لفم الْمعدة فَلَا يتبشعها الْإِنْسَان وَلَا تنْقَلب نَفسه مِنْهَا وَلَا يقدر على أَخذهَا. لي يَنْبَغِي أَن ينظر فِي عِلّة هَذِه لم هُوَ أَعنِي لم صَار لَا يتَبَيَّن فِي الْفَم إِلَّا الْقَابِض وَفِي الْبَطن إِلَّا المسهل هَذَا يكون كَذَلِك لِأَن الْمِقْدَار الْقَلِيل كَأَنَّهُ فِي الْمثل للدانق فِي السقمونيا أَن يسهل الْبَطن وَلَيْسَ للدانق من السفرجل أَن يعقل بل للرطل فَإِن ألقِي دانق من السقمونيا فِي الْمثل مَعَ رَطْل بلوط كَانَ حرياً أَن يقاومه فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن ينظر إِلَى فعلهمَا فِي الْبَطن لَا إِلَى مَا يظْهر من الطّعْم فَأَما كَيفَ صَار قد ظهر مِنْهُ فِي الْفَم الْقَبْض وَفِي الْبَطن الإسهال فَلِأَن الْفَم إِنَّمَا يظْهر مِنْهُ أَكثر جُزْء للأقوى قُوَّة

طعم مثل قَلِيل الصَّبْر ألف ألف فِي كثير الدَّقِيق إِلَّا أَن نفس الطّعْم العفص لَيْسَ لدرهمه أَن يعقل الْبَطن كَمَا لقَلِيل ذَلِك وعَلى هَذَا فقس وَلَا يمكني أَن أطيل التَّفْسِير هَا هُنَا لكني أستقصيه كَمَا يجب فِي البحوث الطبيعية. الحركات المعتاضة قَالَ: فِي النَّاس قوم يقذفون مَا شربوه ويبجونه من سَاعَته بسهولة بِلَا إزعاج وتهييج للمريء. قَالَ: وَذَلِكَ يكون فيهم لأَنهم مطبوعون على هَذَا الْفِعْل بِأَكْثَرَ مِمَّا طبع عَلَيْهِ غَيرهم وبأنهم معتادون أَن يتقيأوا كل يَوْم عِنْد خُرُوجهمْ من الْحمام وتناولهم الشَّرَاب قبل الطَّعَام. الأولى من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ: تغير الْخَلْط الَّذِي يسهل أَو يتقيأ إِلَى آخر يدل على أَن الْخَلْط الَّذِي أردْت استفراغه قد تنقي الْجِسْم أَو الْمعدة مِنْهُ وَلذَلِك هَذَا الاستفراغ نَافِع فَأَما تغيره إِلَى خراطة أَو مرار أصفر أَو أسود أَو إِلَى شَيْء صرف أَو منتن فَيدل على الإفراط والرداءة. قَالَ: وَيدل على إفراط الاستفراغ الخراطة وَالدَّم وَإِمَّا على الْحَرَارَة الْكَثِيرَة المفرطة وَالشَّيْء الصّرْف والمنتن يدل على العفن.) الثَّانِيَة من الثَّالِثَة: إِذا كَانَت فِي الأمعاء أثقال يابسة لم يقدر المسهل أَن يَدْفَعهَا وخاصة إِن كَانَ ضَعِيفا أَو قَلِيل الْمِقْدَار فليحقن فبذلك يخرج الثّقل. 3 (السَّادِسَة من الثَّانِيَة:) 3 (اللثغ لَا يحْتَملُونَ الإسهال) كثيرا لأَنهم على شرف أَن يعرض لَهُم ذرب مزمن وهم مستعدون لذَلِك فيخشى أَن يصير الدَّوَاء مبدءاً لتِلْك الْعلَّة إِذا أردْت تنقية خلط قد أحدث عِلّة كالسرطان وَغَيره فَلَيْسَ يَكْتَفِي بإسهال مرّة وَاحِدَة وَلَا ثَلَاث وَلَا أَربع إِلَّا أَن أَكثر من تسهله بدواء قوي يحْتَاج إِلَى قُوَّة قَوِيَّة لِئَلَّا يخور وَإِلَى بدن رطب كي يواتي وينقاد للدواء بسهولة وَلذَلِك اسْتِعْمَال الخربق فِي أَصْحَاب اللحوم الْيَابِسَة خطر وَمن تحْتَاج إِلَى إسهاله بدواء قوي خربق أَو غَيره أَو تقيئته فَتقدم فِي ترطيب بدنه ليسهل فعل الدَّوَاء وَلَا يجب أَي يُؤْخَذ مسهل وَقد سقيته مَا يلين الْبَطن. الأولى من السَّادِسَة قَالَ: نَحن نستعمل الخربق فِي الْعِلَل الَّتِي قد طَالَتْ جدا واحتجنا إِلَى مَا يقطعهَا ويستأصلها وَلَا يجب أَن نسقيه إِلَّا الشَّاب الْقوي بعد أَن نتقدم فنلطف أخلاطه ونلين بدنه فَأَنا إِن لم نَفْعل بِهِ ذَلِك لم نَأْمَن من أعراضه الرَّديئَة إِذا قلبت الْخَلْط إِلَى ضد الْجِهَة فَمَا وأتاك فاجتذبه على الْمَكَان وَمَا تعذر فسامحه. لي رَأَيْت النُّسْخَة فِي هَذَا الْموضع مختلطة ولج ولحنين فِيهِ كَلَام لَا يَلِيق بِهِ وَذَلِكَ أَن حنينا يرى أَن تَأْوِيل هَذَا الْكَلَام أَن يكون الاستفراغ مَرَّات كَثِيرَة لَا مرّة وَاحِدَة شَيْئا كثيرا

بل شَيْئا قَلِيلا فِي كل مرّة وَذَلِكَ أَنه عِنْده فِي كل استفراغه يجذب شَيْئا مِمَّا فِي الْعُضْو وَيرجع مَا فِي الْعُرُوق إِلَى اعتدالها إِذا أكففت عَن الاستفراغ فَيكون ذَلِك فِي مَرَّات كَثِيرَة فيستفرغ كل مَا فِي الْعُضْو وَلَو استفرغت فِي مرّة وَاحِدَة لَكَانَ الاستفراغ ألف ألف أَكثر مَا يَقع على الْمَوَاضِع الْقَرِيبَة من مَوضِع الاستفراغ وَلَيْسَ هَذَا معنى مُوَافق لِأَن استفراغ الشَّيْء الْحَاصِل فِي الْعُضْو لَا يكون من الْجِهَة المضادة لَهُ بل من أقرب الْمَوَاضِع أَو نَفسه وَإِن كَانَ هَذَا العلاج قد يحْتَاج إِلَيْهِ فِي مَوَاضِع كَثِيرَة كالرعاف فَهَذَا الْكَلَام الَّذِي قَالَه حنين جيد فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يكون فِيهَا خلط قد مَال إِلَى مَوضِع وَهُوَ يجْرِي مِنْهُ وَإِلَيْهِ وَأَنت تُرِيدُ أَن تجتذبه إِلَى جِهَة أُخْرَى ليمتنع استفراغه كالحال فِي الرعاف فَأَما حَيْثُ يكون شَيْء قد حصل فِي عضوماً وارتبك فِيهِ فَلَا يَصح هَذَا وَإِلَّا يسْتَردّ الاستفراغ من الْجَانِب المضاد شَيْئا مِمَّا حصل إِلَّا قَلِيلا لَا بَال لَهُ وَهَذَا ذكر جالينوس فِي حِيلَة) الْبُرْء فِي علاج الرعاف فَأَما مَا قَالَه جالينوس فَإِن جملَته هُوَ أَنه: يجب إِذا هَمَمْت بجذب الْمَادَّة إِلَى جِهَة الضِّدّ أَن تسبق أَولا فتسكن وجع الْعُضْو العليل فَإنَّك إِذا فعلت بِهِ ذَلِك ثمَّ استفرغته من الْجَانِب العليل كَانَ أَحْمد لِأَن الْفضل يسكن الوجع يظْهر ميله إِلَى الْموضع وَيذْهب نَحْو الْجِهَة الَّتِي استفرغ مِنْهَا وَهَذَا أَيْضا وَإِن كَانَ صَحِيحا فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يُمكن أَن يسكن الوجع من غير أَن يُخَفف الْعُضْو فَلَيْسَ بموافق أَيْضا. وَقد قَالَ حنين: مَا لَا يجب على علمه وَالَّذِي أرى أَن أبقراط يُرِيد بِهَذَا القَوْل أَنه: مَتى قلب خلطاً إِلَى جِهَة الضِّدّ فَيَنْبَغِي أَن يستفرغ مِنْهُ مَا جَاءَ فَإِذا لم يَجِيء لم يستدعه بالأدوية لِأَن فِي استدعائك لَهُ بالأدوية تهييجاً لَهُ وترقيقاً وَإِذا هاج ورق فَإِنَّهُ فَاتَهُ قد يُمكن أَن يكون ميله إِلَى الْموضع الَّذِي سَالَ إِلَيْهِ أَكثر فَلَيْسَ ذَلِك بجزم أَن يفعل وَأَيْضًا فَإِن مَجِيء مِقْدَار مَا جذبت بسهولة من تِلْقَاء نَفسه كِفَايَة لميل الْخَلْط عَن الْموضع الَّذِي أردْت لِأَنَّهُ لم يَنْقَطِع جريته من حَيْثُ أملته إِلَيْهِ أَنْت إِلَّا وَقد قل وَضعف وسكنت فورته وغليانه فَفِي ذَلِك كِفَايَة وَلَا يحْتَاج أَن تثيره وتهيجه وتولد لَهُ فوراناً وهيجاناً آخر وَإِن شِئْت فاقره الْموضع لتعلم أَن مَا قُلْنَاهُ أليق وَإِنَّمَا هُوَ الْكَلَام فِي الأخلاط غير الدَّم وَيصِح أَيْضا فِي الدَّم من وَجه. قَالَ: إِذا أحسنا بميل الْخَلْط إِلَى نَاحيَة من النواحي بادرنا بالجذب إِلَى جِهَة الْمُقَابلَة وَلم تريث لِأَن فِي الْمُبَادرَة إِلَى ذَلِك منع أَن يحصل فِيهِ شَيْء كثير. قَالَ: وَقد يجذب الْخَلْط من أسافل الْجِسْم إِلَى أعاليه وَمن ظن أَنه لَا يَقع الجذب من الأسافل إِلَى الأعالي فقد غلط. الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: من انْقَطع عَنهُ استفراغ كَانَ يعتاده فأحدث عِلّة فَإِن معاودة الاستفراغ تذْهب الْعلَّة سَرِيعا وَيَنْبَغِي أَن يهيج ذَلِك مَتى أغفل فَإِن اعْتَادَ استفراغ شَيْء من فضول دماغه من أُذُنَيْهِ ثمَّ انْقَطع ذَلِك عَنهُ فأحدث عَلَيْهِ الدوار والسدر فَإنَّك إِذا هيجت ذَلِك واستدعيته إِلَى الْأُذُنَيْنِ بالأدوية المفتحة ألف ألف انْتفع بِهِ على الْمَكَان مَتى احتجت أَن تجذب شَيْئا إِلَى جِهَة الضِّدّ فَلم يُمكن ذَلِك فِي تِلْكَ لِأَنَّهُ أشرف أَو لعِلَّة فَيَنْبَغِي أَن تزيله وتميله إِلَى مَوضِع

آخر قريب من الْموضع الَّذِي قد مَال إِلَيْهِ فَهُوَ أَن يكون ذَلِك والجسم كُله ممتلئ. لي مَتى لم يكن الجذب إِلَى الْجِهَة الْمُقَابلَة فاجتذب إِلَى بعد مَا يكون فَإِن اضطرت فاجتذب مَا قرب من الْعُضْو بعد أَن يكون أقل شرفاً. الْخَامِسَة من السَّادِسَة شَارِب الخربق إِن أردْت أَن يكون عمله أسْرع فأطعمه أَو حمه.) قَالَ ج: قَالَ أبقراط: من أردْت قيئه فَاجْعَلْ مَا تُرِيدُ أَن يجْرِي مِنْهُ بسهولة. قَالَ: وَالْحمام يذيب الأخلاط وَإِن كَانَ فِي الْجِسْم مَوضِع قد صلب وتمدد أرخاه وحله. قَالَ: وَيجب أَن يكون صبك المَاء الْحَار على بدن الْآخِذ للخربق لَا قبل أَخذه بِمدَّة طَوِيلَة لَكِن قبل أَن يتَنَاوَلهُ بهنيهة أَو حِين يتَنَاوَلهُ فَإِن فعلت بِهِ ذَلِك وَقد ابْتَدَأَ الدَّوَاء يعْمل أَو حَان حِين عمله قطعت عمل الدَّوَاء لَا جتذاب الأخلاط إِلَى خَارج الْجِسْم وكما أَن من دَمه غليظ ينْتَفع بِأَن يصب عَلَيْهِ المَاء الْحَار ثمَّ يفصد كَذَلِك من أردْت إسهاله فَإِنَّهُ إِذا استحم كَانَ نقاؤه أسْرع وأسهل وَأبْعد من الدَّوَاء والأجود أَن يستحم قبل أَخذ الدَّوَاء أَيَّامًا وَالْيَوْم الَّذِي تُرِيدُ أَخذه بهنيهة وَهَذَا يحْتَاج إِلَيْهِ ضَرُورَة أَعنِي اسْتِعْمَال الْحمام أَيْضا من كَانَ لَا يواتيه المسهل بسهولة وَيحْتَاج أَن يرطب بالغذاء والراحة كَمَا أَمر أبقراط. وَاسْتِعْمَال الْحمام بِالْمَاءِ العذب مَرَّات كَثِيرَة فَإِن ذَلِك يرطب بدنه وَيجْعَل الأخلاط مستعدة لِأَن تجْرِي بسهولة وأقصد أَيْضا الْأَطْعِمَة الملطفة والمفتحة للسدد ليَكُون المجاري الَّتِي تُرِيدُ الأخلاط أَن تجْرِي إِلَيْهَا مَفْتُوحَة فَإِن هَذِه الْجُمْلَة الَّتِي قَالَ أبقراط فِي الْفُصُول: من أردْت أَن تنقيه بدواء مسهل فَاجْعَلْ مَا تُرِيدُ استفراغه بجري مِنْهُ بسهولة. لي لَا يجب أَن يكون الشَّارِب للدواء فِي هَوَاء حَار حَتَّى يعرق عرقاً كثيرا فَإِن ذَلِك بِمَنْزِلَة الْحمام وَلَا فِي هَوَاء بَارِد يقشعر مِنْهُ فَإِن ذَلِك يُقَوي الْجِسْم جدا ويعسر عمل الدَّوَاء فِيهِ بل يكون معتدلاً فِي هَذَا وَإِن تكون الْحَرَارَة فَهُوَ خير لِأَن مِقْدَار هَذِه الْحَرَارَة لَا تبلغ من أَن يجذب الأخلاط نَحْو الظَّاهِر ويعين على إِِمْسَاكهَا عَن الرقة وسهولة الْأَسْبَاب. لي ينظم تَدْبِير المسهل قبل أَخذه بالأطعمة الملينة للطبيعة وَالْحمام والتمريخ بالدهن والدلك فَبِهَذَا الْفِعْل ترق الأخلاط وبإعطاء مَاء الْعَسَل والزوفا تنفتح المجاري. السَّادِسَة من السَّادِسَة: مَتى لم يكن فِي الْجِسْم امتلاء لَكِن كَانَ الوجع والألم من أجل رِدَاءَهُ كيفيته فالاستفراغ من أقرب الْمَوَاضِع إِلَى مَوضِع الوجع أَجود وأبلغ فِي تسكين الوجع وأسبوع فصداً كَانَ أَو إسهالاً أَو قيئاً أَو إفراغ بطن مَا من التجاويف كالغرغرة والعطاس ألف ألف وتحوه. 3 (السَّابِعَة:) 3 (الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام يستفرغ الْبَطن)) قَلِيلا قَلِيلا وَلذَلِك إِنَّمَا يجب أَن يقْتَصر

عَلَيْهِ فِي الْعِلَل المسهلة وَإِمَّا الْعِلَل الحادة كالخوانيق وَنَحْوهَا فَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى مَا يستفرغ الْجِسْم دفْعَة كالفصد وَنَحْوه. الأغذية الْمقَالة الثَّانِيَة: أَخذ رجل سقمونيا فَلم تسهله وَجعل لَونه يصفر ويقلق وتغثي نَفسه وتكرب فَأَمَرته: أَن يَأْكُل سفرجلاً قَابِضا وتفاحاً فَفعل فَانْطَلَقت طَبِيعَته دفْعَة انطلاقاً كثيرا وَسكن مَا بِهِ وَذَلِكَ أَن الدَّوَاء كَانَ فِي أعالي معدته فَلَمَّا قويت أعالي معدته دفعت عَنْهَا مَا يؤذيها إِلَى أَسْفَل. من كتاب هندي: الدَّوَاء المقيء ينْصَرف عَن الْقَيْء وَيَأْخُذ فِي الإسهال إِذا كَانَت الْمعدة قَوِيَّة جدا أَو يكون شربه على جوع شَدِيد أَو يكون بَطْنه مفرط اللين أَو يكون صَاحبه لم يعْتد الْقَيْء أَو يكون من طبع الدَّوَاء وجوهره الثّقل وَالنُّزُول إِلَى أَسْفَل. قَالَ: وَأما انصراف الممشى إِلَى الْقَيْء فَلِأَن تكون الْمعدة ضَعِيفَة أَو الْبَطن صلباً جدا أَو الدَّوَاء بشعاً جدا أَو يكثر صَاحبه التخم وعلاج هَذَا: أَن يسْقِي من أدوية الْمَشْي مَا كَانَت لذيذة طبيعتها الرسوب. قَالَ: وَإِذا اعترى من المسهل الغثي والغشي وخفقان الْفُؤَاد وَتعذر فعلاجه: الْقَيْء بِالْمَاءِ الفاتر. أَبُو هِلَال الْحِمصِي: الْحجامَة تخرج الدَّم من اللَّحْم وَقد صَار لَحْمًا رطبا بالعصر والجذب فَلذَلِك لَا يخرج بِهِ إِلَّا أصفى الدَّم وأرقه وَيَنْبَغِي لمن اعْتَادَ أَن يتدرج إِلَى تَركه وَليكن وَقت إِخْرَاج الدَّم بالحجامة إِذا وجد عِنْد السُّجُود ثقلاً فِي الْوَجْه وحرارة وَحُمرَة فِي الْوَجْه وَالْعين وحكة فِي الْأنف وَقلة شَهْوَة للطعام وَالشرَاب وَقد يكون مثل هَذِه الْأَعْرَاض من بخار الْمعدة إِلَّا أَن ذَلِك يتَحَلَّل سَرِيعا وَيذْهب مَعَ خلاء الْمعدة أَو لين الْبَطن فَإِذا ثَبت ودام لم يتَحَلَّل على خلاء الْمعدة فَإِن ذَلِك يهيج الدَّم وَلَا يخرج الدَّم بعقب استفراغ. عِيسَى بن ماسة: مَتى احْتَاجَ أحد إِلَى الْقَيْء فِي الزَّمن الْبَارِد يلْزم الْحمام أَيَّامًا والمرخ بالدهن الْحَار اللَّطِيف ثمَّ يتقيأ فِي الْحمام أَيْضا. لي وَكَذَلِكَ الإسهال إِلَّا فِي حَالَة الإسهال. قَالَ: وَأكْثر من يسهل فِي صميم الْحر يحم لِأَن الْجِسْم حام وَلَا يتَحَمَّل حِدة الْأَدْوِيَة المسهلة ويعسر عمل الدَّوَاء أَيْضا لِأَن الْهَوَاء كالحمام. مَجْهُول قَالَ: إِذا لم يعْمل الدَّوَاء الممشى فَلَا تتبعه بدواء آخر لَكِن احقنه من غَد بحقنة سندهشار: عَلامَة الْقَيْء الْجيد الَّذِي وَقع موقعه: أَن يخرج فِي آخر الْقَيْء الْمرة ويخفف عَلَيْهِ الْبَطن وَالنَّفس والخوانيق ويشتهي الطَّعَام وعلامة الرَّدِيء ثقل الرَّأْس والأحشاء وَقلة الشَّهْوَة) والإفراط من الْقَيْء يهيج وجع الْفُؤَاد وَضعف الصَّوْت والرعدة ألف ألف وَذَهَاب الْعقل وقيء الدَّم وينفع الْقَيْء من أدواء البلغم والزكام وسلس الْبَوْل والجذام وَمن شرب السم ويضر الْقَيْء من فِي بَصَره ظلمَة وَمن بِهِ الاسْتِسْقَاء والدبيلة والقولنج والحبالى وَمن بِهِ إنكساف اللَّوْن. من مسَائِل أبيذيميا من الثَّانِيَة: الاستفراغ بالإسهال فِي الحميات أولى من الاستفراغ

بالقيء وَذَلِكَ أَن الاستفراغ بالقيء فِي الحميات خطر. قَالَ: وَمَتى سقيت دواءاً مسهلاً فَلم يسهل وَلم يكن مِقْدَاره قَلِيلا فَاعْلَم أَن ذَلِك لثقل يَابِس فِي بعض الأمعاء فحرك الْبَطن قَلِيلا بالحقنة حَتَّى يخرج ذَلِك الثّقل الْيَابِس ثمَّ أسهله. وَمِنْهَا: ليَكُون الاستفراغ فِي أول الْعلَّة من أبعد الْمَوَاضِع مِنْهَا وَفِي آخرهَا من أقرب الْمَوَاضِع. قَالَ: الْعِلَل الْعَظِيمَة لَا تجتري بالإسهال مرّة وَلَا مرَّتَيْنِ لَكِن يحْتَاج أَن يستفرغ فِيهَا مرَارًا كَثِيرَة. الثَّالِثَة: إِذا كَانَ المرار غَالِبا على الْجِسْم فتوق فصده كَمَا تتوفى ذَلِك فِي الزَّمن الشَّديد الْحَرَارَة وَينْتَفع من أَرَادَ شرب دَوَاء قوي مسهل أَو مقيء كالخربق وَنَحْوه بالاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار وَذَلِكَ أَنه يذيب الأخلاط ويرقها وَإِن كَانَ فِي الْبدن مَوضِع متمدد أرخاه وَلينه وَإِذا كَانَ كَذَلِك استفرغ الدَّوَاء الأخلاط بسهولة من غير أَذَى. قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون الاستحمام قبل أَخذ الدَّوَاء بِمدَّة طَوِيلَة لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ لَا يثبت الأخلاط على رقتها لَكِن ترجع إِلَى الجمود وَلَا بعد أَن يَأْخُذ الدَّوَاء يعْمل لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يمْنَع الاستفراغ لَكِن قبل أَن يَأْخُذ الدَّوَاء بهنيهة وَيَأْخُذهُ. لي وَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم الْحمام والدلك بالدهن وَيشْرب مَا يفتح السدة وحسو الأمراق يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة ثمَّ يستحم قبل أَن يَأْخُذ الدَّوَاء قَلِيلا ثمَّ يُؤْخَذ وَلَا يسرف فيكثر عمله لِأَن هَذَا الْفِعْل يعين الدَّوَاء على عمله فافعل ذَلِك أَكثر وابلغ مَتى أردْت بالإسهال قلع الأخلاط النِّيَّة خَاصَّة كَالَّتِي تكوتن فِي الظّهْر والورك ونواحيه فَإِنَّهُ أبلغ مَا يكون فِي هَذِه الْمَوَاضِع بل لَو قلت إِنَّه لَا ينْتَفع بالإسهال فِيهَا إِلَّا مَعَ هَذَا الْفِعْل. قَالَ: من كَانَ دَمه غليظاً فأبقراط يحمه بِمَاء حَار قبل أَن يفصد. قَالَ: التهيئة للبدن الَّذِي تُرِيدُ استفراغه بدواء قوي يكون قبل ذَلِك بأيام بتلطيف الأخلاط الَّتِي فِيهِ وتفتيح مجاريه الَّتِي تنحدر إِلَى الْبَطن وترطب الْجِسْم وَذَلِكَ يكون بالأغذية المرطبة والراحة وَترك الْحَرَكَة والتعب والفكر وَاسْتِعْمَال الْحمام بِالْمَاءِ العذب السخن. قَالَ: إِنَّمَا عقر الْأَطِبَّاء أنف ذَلِك الْمَرِيض لِأَنَّهُ كَانَ يجد ثقلاً فِي رَأسه لِأَنَّهُ ينفع ثقل الرَّأْس فِي مرض حاد عقر الْأنف.) بولس: اسْتِعْمَال الإسهال فِي الْأَبدَان الصَّحِيحَة وَفِي الْأَسْنَان النّصْف والشبل وَالَّذين لَيست معدهم ضَعِيفَة وَالَّذين لَيْسَ بهم امتلاء من دم كثير وَخير أوقاته لحفظ الصِّحَّة الرّبيع والخريف وَلَا تسهل الصَّفْرَاء فِي الشتَاء وأسهل هَذَا الْخَلْط للصفراويين وَالَّذين تفْسد أطعمتهم وبطونهم أبدا جافة وبولهم قَلِيل وَفِي أَصْحَاب اليرقان وَعلل الكبد وَذَات الْجنب والسرسام والخوانيق والصداع والرمد والحمرة والحمى وَالْغِب وَنَحْوهَا ألف ألف من الْعِلَل قَالَ: وأسهل السَّوْدَاء للَّذين تكْثر همومهم وأحزانهم ويفكرون دَائِما وَيُحِبُّونَ الِانْفِرَاد وتكثر بهم

قوانين القيء

الْأَمْرَاض السوادوية كعظم للطحال وَحمى الرّبع والقوابي السوداوية والبرص الْأسود فِي أَيَّام الخريف قَالَ: وأسهل البلغم والخام فِي الأمزاج والأبدان والأزمان الْبَارِدَة وَفِي من بِهِ خلع أَو يجْتَمع لَهُ بلغم فِي الْمعدة والصدر وَالنِّسَاء اللواتي يعرض لَهُنَّ سيلان أَبيض وَلمن يمتخط ويتنخع أَشْيَاء غَلِيظَة كَثِيرَة وَمن قد سَقَطت شَهْوَته للطعام وَمن بِهِ عرق النِّسَاء وَالَّذِي يخلع الورك والحبن اللحمي قَالَ: وَاسْتعْمل مَا يخلف المَاء فِي استسقاء والنزف الْأَبْيَض وَمن بِهِ قُرُوح رهلة سيالة. 3 (التَّدْبِير قبل الدَّوَاء) ليؤخذ الدَّوَاء على الرِّيق بعد هضم جيد وَإِيَّاك أَن ينَام حَتَّى يَنْتَهِي الاستفراغ الِانْتِهَاء كُله وَيسْتَعْمل حَرَكَة قَليلَة إِن أمكن ذَلِك وَلَا يَأْكُل الْبَتَّةَ وَلَا يشرب حَتَّى يفرغ الدَّوَاء من عمله فَإِن كَانَ مِمَّن يَنْتَهِي لَهُ ذَلِك إِمَّا لِأَن الْمرة أسرعت إِلَى معدته أَو لطول عَهده بالغذاء فليعطي خبْزًا منقعاً فِي شراب رَقِيق لَا حِين يَبْتَدِئ الإسهال بل حِين يشرب الدَّوَاء من سَاعَته فَإِنَّهُ رُبمَا حرك هَذَا الدَّوَاء وأسرع. فِي من شرب مسهلاً فَلم يسهل: إِن لم يعرض لَهُ عرض مؤذ فَدَعْهُ إِلَّا أَن تكون الْحَاجة إِلَى الاستفراغ شَدِيدَة فَإِن كَانَ يعرض للشارب تقطيع وامتداد وَنفخ فاحقنه وَإِن لم يجب أَو أجَاب وَبَقِي لذع وتقلب النَّفس فأحمه ومرخه بدهن كثير فَإِن عرض تمط وتمدد وَثقل وامتلاء الْعُرُوق فافصد وخاصة إِن نتت عينه أَو احْمَرَّتْ. فِي من أفرط عَلَيْهِم الإسهال: أمرخهم وأدلكهم وحمهم بِالْمَاءِ الْحَار وأعطهم قبل الْحمام خبْزًا منقعاً فِي شراب رَقِيق حَار أصفر نَارِي وأعطهم قبل ذَلِك خبْزًا بِمَاء الرُّمَّان فَإِن دَامَ الإسهال فاربط الْأَطْرَاف من فَوق إِلَى أَسْفَل واسقهم الترياق وَإِن لم يُوجد فالفونيا وضع المحاجم على الْمعدة والأضمدة المعمولة بالسويق وَالشرَاب والمياء القابضة ويدلك جَمِيع الْجَسَد وجنبهم الْهَوَاء) الْبَارِد والحار جَمِيعًا وَذَلِكَ لِأَن الْبَارِد يزِيد فِي إسهالهم والحار تسْقط قواهم. (قوانين الْقَيْء) لَا يسْتَعْمل الْقَيْء فِي الْأَمْرَاض الحادة وَلَا فِي الْبَالِغ الصِّحَّة بل فِي الْعِلَل المزمنة الَّتِي قد غلظت كالنقرس والصرع والجذام وَالِاسْتِسْقَاء والمالنخوليا وَنَحْوهَا وَلَا تستعمله فِيمَن ينفث الدَّم وَفِي الضَّعِيف الْمعدة. فِي تَدْبِير من سقِِي خربقا: يَنْبَغِي أَن يعود الْقَيْء من قبل حَتَّى يسهل عَلَيْهِ ثمَّ اسْقِهِ على الرِّيق بعد إِخْرَاج الثفل من أمعائهم وَلَا يتقيأ ساعتين ثمَّ يتَكَلَّف الْقَيْء بريشة فَإِن لم يقيء أَدخل الْحمام فَإِن عرض لَهُ تقطيع وكرب وَلم يقيء سقى ماءاً حاراً وزيتاً فَإِن ذَلِك يسهل لَهُ الْقَيْء أَو يدْفع الدَّوَاء إِلَى أَسْفَل وَإِن كثر الْقَيْء فاحقن واربط الْأَطْرَاف على مَا ذكرنَا. أريياسيس قَالَ: يجب لمن شرب ألف ألف الدَّوَاء المسهل أَن يسكن حِين يشربه قَلِيلا ويشم

مَا يمْنَع الْقَيْء ويسخن معدته وقدميه وَلَا يَتَحَرَّك فَإِن الْمَشْي بعد الدَّوَاء على الْمَكَان يجذب قيئاً وألماً فِي فَم الْمعدة وسدراً فَإِذا سكنت النَّفس وَلم تجشأ فَحِينَئِذٍ يَتَحَرَّك قَلِيلا قَلِيلا فَإِن ذَلِك أبلغ فِي حَرَكَة الدَّوَاء من الْمَشْي بِسُرْعَة وَإِذا بَدَأَ الإسهال فليضطجع ولنينم فَإِن هَذَا التَّدْبِير يكثر الإسهال ويتجرع ماءاً حاراً فِي الْوَقْت بعد الْوَقْت فَإِنَّهُ يقمع الحدة ويدر الْبَوْل فَإِن أَبْطَأَ الإسهال فليتجرع شراب الْعَسَل أَو ماءاً قد أديف فِيهِ نطرون والأجود أَن يحْتَمل فَتِيلَة. وَقَالَ: الَّذين يتقيأون بعسر مشقة قد تعرض لَهُم آفَات كَثِيرَة فَلذَلِك يجب أَن يسهل لَهُم الْقَيْء فَإِن الْقَيْء يستفرغ البلغم. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يغسل الْفَم وَالْوَجْه بعد الْقَيْء بخل ممزوج بِمَاء فَإِنَّهُ يذهب الثّقل الْعَارِض فِي الرَّأْس عَن الْقَيْء. جَوَامِع أغلوقن: مَتى احتجت أَن تستفرغ المحموم بالإسهال فَانْظُر أَولا هَل ذَلِك الْخَلْط غليظ أم رَقِيق أم سهل الْخُرُوج قَلِيل اللزوجة أم على خلاف ذَلِك وَأَن الْمَرَض لم يكن سَببه إِلَّا تخماً كَثِيرَة أَو تنَاول أغذية كَثِيرَة وَحدث بِسَبَبِهَا انتفاخ الجنبين وتمددهما وحرارة الْحمى وورم فِي الأحشاء وَأَن الطّرق والمجاري الَّتِي يجْرِي فِيهَا الْخَلْط منتفخة. لي أما التُّخمَة فالإسهال نعم الدَّوَاء لَهَا وَأما سَائِر مَا يحدر فتحتاج إِلَيْهِ. جَوَامِع أغلوقن: إِذا عسر الْقَيْء فسخن الْمعدة وَالْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ فَإِن الْمعدة إِذا سخنت حدث بهَا غثيان: وَالْيَدَانِ وَالرجلَانِ مَتى سخنت سخنت مَعهَا الْمعدة وَإِذا بردت بردت.) قسطاً فِي كِتَابه فِي الدَّم: يحدث عَن كَثْرَة إِخْرَاج الدَّم فِي الْجِسْم لغير حَاجَة ضعف وَسُقُوط قُوَّة آلَات الهضم وَرُبمَا تبع ذَلِك سكتة وفالج واستسقاء. قَالَ والغثى يعرض من حجامة السَّاق أَكثر مَا يعرض من الفصد. قَالَ: وَمن أفرط فِي كَثْرَة إِخْرَاج الدَّم قصر عمره وَيجب أَن يتلاقى ذَلِك بالغذاء الحلو وَالطّيب وَشرب مَاء اللَّحْم الْمَعْمُول بِالشرابِ وقشور الأترج والسفرجل ودواء الْمسك وَنَحْوه مِمَّا يقوى حرارة الْقلب كالمثروديطوس والترياق. من كتاب حنين فِي تَدْبِير الْأَسْنَان واللثة قَالَ وَأما الْقَيْء فَإِن الأصحاء يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ لتنقية معدهم من البلغم الَّذِي يجْتَمع فِيهَا وَذَلِكَ أَن الأمعاء تنقى بالمرار الَّذِي ينصب إِلَيْهَا كل يَوْم من المجرى الْعَظِيم وَأما الْمعدة فَلَيْسَ ينصب إِلَيْهَا من المرار بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ لتنقية البلغم الْمُتَوَلد فِيهَا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يجب أَن يكون ذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ يعرض لَهَا من ذَلِك كرب وغثى فَلذَلِك وكلت إِلَى الطَّبِيب لينقيها بلطف الله إِذْ كَانَ ذَلِك مكتفياً بالقيء والأغذية يُمكن فِيهَا أَن تنقى الْمعدة لكنه لابد إِن أَكثر مِنْهَا أَن يتَوَلَّد فِي الْعُرُوق مِنْهَا دم حريف رَدِيء فَلذَلِك تنقيتها بالقيء أصلح من إدمان الأغذية الحريفة وَكَذَلِكَ ينقيها إِن اسْتعْمل الْقَيْء بعد أكل الحريفة لتَكون الحريفة تقطع أَو تجلو ذَلِك الْخَلْط وتخرجه بالقيء

كتاب سياسة الصحة

بعد ذَلِك وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي تولد البلغم ألف ألف فيهم فَمنهمْ من يتَوَلَّد فِي معدهم مِنْهُ الْكثير إِمَّا لطبائعهم وَإِمَّا لِكَثْرَة الأغذية وَشدَّة الشره وَإِمَّا لرداءة مزاج الْمعدة وَإِمَّا لنُقْصَان تولد المرارة فِي الكبد وَلذَلِك اخْتلف الأصحاء فِي الْحَاجة إِلَى الْقَيْء فَمنهمْ من يحْتَاج إِلَيْهِ أَكثر وَمِنْهُم من يحْتَاج إِلَيْهِ أقل وَالْوَجْه الْقَصْد أَن يتقيأ فِي الشَّهْر مرّة فَأَما أبقراط فَأمر أَن يتقيأ يَوْمَيْنِ متوالين فِي الشَّهْر لِأَن الَّذِي يعسر عَلَيْهِ فِي الْيَوْم الأول يسهل عَلَيْهِ فِي الْيَوْم الثَّانِي وَلِأَنَّهُ إِن بَقِي شَيْء من البلغم فِي الْيَوْم الأول إستنظف ذَلِك فِي الْيَوْم الثَّانِي وَلِأَنَّهُ إِن إستنظف مَا فِيهَا فِي الْيَوْم الأول فَإِنَّهُ يتجلب إِلَيْهَا قَلِيلا قَلِيلا من الكبد ونواحيها إِلَى الْيَوْم الثَّانِي فَتَصِير تِلْكَ تنقية كَامِلَة. لي إِذا رَأَيْت بدناً نحيفاً مرارياً وحرارة المزاج فِي معدته بَيِّنَة فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَى هَذَا الْقَيْء بل إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى أَن تنقى معدته من المرار ثمَّ يَأْكُل الْأَشْيَاء المرطبة ليتولد فِيهَا بلغم فيعدلها. قَالَ: وَمَا جَاوز هَذَا الْمِقْدَار من الْقَيْء فَهُوَ رَدِيء إِذا أزمن من وُجُوه: أَنه يضر بالمعدة ويضعفها ويجعلها مغيصاً لأنصباب الفضول من الْبدن إِلَيْهَا ويضر بالصدر وَالْبَصَر والأسنان فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن بجتنب أَكثر من الْمِقْدَار الَّذِي وَصفنَا.) 3 - (كتاب سياسة الصِّحَّة) مَنْسُوب إِلَى ج إسهال الْبَطن نَافِع من الزُّكَام والنزلة وَمن بِعَيْنيهِ ضباب وَمن التزاق الْبَصَر بعد النّوم وَمن طنين الْأُذُنَيْنِ. الأخلاط الأولى: الرَّأْس يستفرغ بغرغرة وعطوس ومضوغ وَمن الْأذن والمشط والدلك للرأس بالأدوية الحادة وَيصْلح فِي ذَلِك للزكام والصرع والعليل الَّتِي تحْتَاج إِلَى استفراغ الرَّأْس وَالْعين يستفرغ الْفضل مِنْهَا بالغرغرة وَالْأنف والصدر يستفرغان بالسعال والمعدة بالقيء والإسهال والأمعاء والكبد وَالطحَال بالبول والإسهال وَاللَّحم والعضل كُله بالرياضة وَالْحمام والطلاء بالأشياء الحارة والمحاجم فَأَما جذب الْموَاد إِلَى نَاحيَة الضِّدّ فَيكون بالقيء والفصد والإسهال والدلك والشد والطلاء الْحَار والرياضة للأعضاء الْمُقَابلَة مِثَال ذَلِك: الحقن الحادة تَنْفَع من الْعين وَشد الرجلَيْن وَالْيَدَيْنِ يجتذب الأخلاط المائلة إِلَى الصَّدْر والمعدة وَالْحمام يجتذب إِلَى ظَاهر الْجِسْم من بَاطِنه والمحاجم تجتذب الدَّم المائل إِلَى الرَّحِم إِذا وضعت أَسْفَل. الجذب: والجذب قد يكون من بَاطِن الْجِسْم إِلَى ظَاهره وَمن ظَاهره إِلَى بَاطِنه والعرق يقطع الْبَوْل والطلاء بالأدوية الحارة لِلْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ يجتذب الأخلاط من الْبَطن وَالرَّأْس فَلذَلِك ينفع من الصرع والهيضة والصداع وعَلى هَذَا فقس. فِي الْقَيْء: يَنْبَغِي أَن يعود الطَّبِيب بَعضهم الْقَيْء وَيقطع عَادَة بَعضهم مِنْهُ فَمن كَانَ ينصب إِلَى معدته مرار ويقصد طَعَامه إِذا أكل فعوده الْقَيْء للطعام قبل الطَّعَام وَمن يجْتَمع فِي معدته بلغم كثير يفْسد شَهْوَته للطعام ويشتهي الحريف فَقَط فقد ذكرنَا علاماته تَامَّة فِي

كتاب الْمعدة فقيئه فِي الشَّهْر مَرَّات بِمَا يقطع البلغم وينقى وَمن كَانَ إِنَّمَا هُوَ لِكَثْرَة طَعَامه وَشَرَابه وَأَنه يحمل على نَفسه ألف ألف لشرهه فامنعه الْقَيْء وَاجعَل طَعَامه وَشَرَابه أقل واقسمه فِي مَرَّات وقو معدته لِأَن هَؤُلَاءِ إِن تقوا على هَذَا من ضعف معدهم وتعودت قبُول الْموَاد إِلَيْهَا فَسدتْ أَحْوَالهم. الأخلاط الثَّانِيَة: الْقَيْء لَيْسَ بِنَافِع لمن بِهِ وجع فِي هامته) لي لست أرى الْقَيْء جيدا فِي علل الرَّأْس المزمنة لَكِن فِي الَّذِي يكون لسَبَب الْمُشَاركَة للمعدة. الْأَدْوِيَة المفردة الثَّالِثَة: إفراط الإسهال لثلاث: لضعف فِي الْعُرُوق وسعة أفواهها ولذع المسهل لفمها فتفتح أفواهها وتضعف فتنصب الأخلاط على مَا هِيَ عَلَيْهِ فِي الرقة والغلظ وخصوصتها بالطبيعة. لي يكون إبِْطَال عمل المسهل بتسكين اللذع وَذَلِكَ يكون بِسمن وَلبن وبتقوية الْعُرُوق بِطيب فِيهِ قبض وغذاء قَابض وَفِي ذَلِك سد أفواهها ويجذب الأخلاط إِلَى الضِّدّ وَذَلِكَ يكون بالحمام. طبيعة الْإِنْسَان: يحْتَاج إِلَى الْقَيْء من يحْتَاج إِلَى استنظاف الْبدن من بلغم غليظ مُجْتَمع فِي الْمعدة وَمن يحْتَاج إِلَى استفراغ معتدل لبدنه كُله. المالنخوليا للاسكندر إِن أردْت إسهال الصَّفْرَاء فرطب الْبدن قبل ذَلِك أَيَّامًا بأغذية مرطبة وَمَتى أردْت استفراغ سَوْدَاء أَو بلغماً غليظاً فدبر قبل ذَلِك بأغذية تلطف وتسخن وَتوسع المجاري وَمَتى أفرط الإسهال حَتَّى يحدث تشنج فصب على الْبدن ماءاً كثيرا فاتراً وأطعمهم خبْزًا منقعاً فِي خمر وَمَاء وثلج واسقهم رب الحصرم وَمَاء الثَّلج جيد فِي هَذَا الْوَقْت ثمَّ نَومه فَإِذا قَامَ فَأدْخلهُ الْحمام اللين واغذه كَمَا يخرج بِرَبّ الحصرم وثلج وَقد دبرت فِيهِ الْخبز ومره بِالنَّوْمِ فَإِن صَاحب الإسهال يَنْفَعهُ النّوم كثيرا وخاصة إِن أفرط إسهاله. الرَّابِعَة من السَّادِسَة: اسْتعْمل قبل الإسهال أَيَّامًا المَاء الْحَار الْكثير والأغذية المرطبة وراحة لي وخاصة فِي الْأَبدَان الصلبة الْكَثِيرَة الأخلاط وَحَيْثُ تُرِيدُ أَن تجذب شَيْئا من الأقاصي أَو لِكَثْرَة الاستفراغ وَيشْرب مَا يفتح السدد لتفتح المَاء سَرِيعا إِذا أَبْطَأَ عمل الدَّوَاء وَلم تكن هُنَاكَ أَعْرَاض رَدِيئَة فغذه بالأمراق ثمَّ بالقوابض فَإِن طَبِيعَته ستنطلق. الثَّالِثَة من الثَّانِيَة: إِذا كَانَ فِي العي ثقل يَابِس فَإِنَّهُ يحْتَاج أَن يحقن قبل الدَّوَاء الْيَابِس ليخرج وخاصة إِن كَانَ ضَعِيفا لَا يقدر أَن يدْفع ذَلِك الثّقل الْعَتِيق الْيَابِس اللاحج فِي الأمعاء وَإِذا كَانَت الطبيعة مائلة إِلَى نَحْو الْبَوْل عسر الإسهال. لي إِذا كَانَت

تجارب البيمارستان

الطبيعة فِي الْحمى غير لينَة واحتجت أَن تسقيه مَاء الْفَوَاكِه وَنَحْوهَا من الْأَشْيَاء فاحقنه أَولا بحقن لينَة ثمَّ اسْقِهِ. من آلَات الْغذَاء لحنين: الْأَدْوِيَة المقيئة القوية تسْتَعْمل حَيْثُ يحْتَاج إِلَى إزعاج خلط من أَطْرَاف) الْبدن لَا تقدر المسهلة على جذبه لِأَن هَذِه مفرطة الْقُوَّة مزعجة للقوى إِلَى دفع مَا فِي أقاصي الْبدن. مسَائِل الْفُصُول ألف ألف إِذا أردْت أَن تسهل فَلَيْسَ يصلح لمن مَرضه من تخم وأغذية غَلِيظَة لزجة وَلمن بِهِ تمدد فِيمَا دون الشراسيف أَو انتفاخ أَو هَذِه الْمَوَاضِع مِنْهُ مفرطة الْحَرَارَة أَو فِي بعض أحشائه ورم أَو أخلاط غَلِيظَة أَو مسالكه منسدة وَلَكِن يجب أَن يصلح ذَلِك كُله ثمَّ يسهل. لي إحذر أَن يسهل المسهل إسهالاً مفرطاً وَلَا تخف كل الْخَوْف إِذا لم تره يعطش فَإِذا عَطش فَلَا تتْرك قِطْعَة. وَقَالَ: استفرغ دم كثير دفْعَة يبرد الْبدن جدا وَذَلِكَ بِكَثْرَة مَا يستفرغ مِنْهُ من البخار الْحَار دفْعَة فيطفئ اللهيب والحرارة الْبَتَّةَ وصعود البخارات إِلَى الرَّأْس وَلَكِن لَا يسْتَعْمل إِلَّا مَعَ قُوَّة صَحِيحَة فَإِنَّهُ أبلغ فِي التطفئة. فليغرغورس فِي مداواة الأسقام: من شرب مسهلاً فَلم يسهله إِن لم تعرض لَهُ أَعْرَاض تؤذيه فَإِن كَانَ بِهِ مغص وَكَانَ يتمطى من شدَّة الوجع الَّذِي من المغص فاحقن فَإِن لم يجىء بَطْنه بالحقنة وتوجع من بدنه كُله فالتوى من ذَلِك فَأدْخلهُ الْحمام وامرخه بدهن كثير فَإِن وجد اشتعالاً وثقلاً شَدِيدا وامتداداً فِي بدنه فافصد لَا سِيمَا إِن ظَهرت عَلَامَات الامتلاء ونتت عَيْنَيْهِ واحمرت فَإِن لم يعرض شَيْء إِلَّا الوجع والتمدد فَأدْخلهُ الْحمام وأطعمه بعد الْخُرُوج مِنْهُ واسقه شرابًا كثيرا فَإِن لم يسكن فادهن بدهن وَمن كثر بِهِ الإسهال فَادْخُلْهُ الْحمام وأطعمه خبْزًا ملتوناً بِمَاء وشراب وَمَاء الرُّمَّان فَإِن لم يقطع فاربط يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ من فَوق إِلَى أَسْفَل واسقه ترياقاً فَإِنَّهُ يسخن سَرِيعا ويجتذب الأخلاط ويقوى الْحَرَارَة فَإِن لم يحضر فالفلونيا وَإِن كَانَت أَقْرَاص البزور 3 - (تجارب البيمارستان) الإسهال العنيف يبلغ من الْمَشَايِخ إِلَى النخاع ويشنجهم فاتقه فيهم. الثَّالِثَة من الْأَمْرَاض الحادة: إِذا سقيت من بِهِ حمى مسهلاً قَوِيا بالسقمونيا والخربق وَغَيره فاسقه على أَثَره مَاء الشّعير أَو نَحوه من الأغذية فَإِنَّهُ يحط الدَّوَاء إِلَى قَعْر الْمعدة وَيغسل مَا لصق مِنْهُ بالمريء وفم الْمعدة فَيمْتَنع أَن يضر بهَا وَفِي ذَلِك أعظم النَّفْع لِأَن المحموم يحْتَاج إِلَى نقاء معدته وَأما إِذا بدا الإسهال فَلَا تسق شَيْئا من هَذِه وَلَا بعد فَإِنَّهُ يقطع الإسهال. لي أَخذ رجل دواءاً مسهلاً فاستفرغ خَمْسَة عشر مَجْلِسا فَإِذا خَاتمه قد اتَّسع فِي أُصْبُعه شَيْئا كثيرا وَفِي هَذَا دَلِيل على أَن الدَّوَاء أفرغ من الرطوبات الَّتِي فِي خلال الْأَجْزَاء شَيْئا

جوامع القوى

كثيرا جدا وَلذَلِك يكون الإسهال قَاتلا لأَصْحَاب الدق وينحل بِهِ كل غلظ وَنَحْوه فِي الْأَعْضَاء لِأَنَّهُ ينجذب بِهِ. لي جربت فَوجدت فِي فرط الإسهال أَو الْقَيْء أَو خُرُوج دم ضَرْبَة من قصد أَو غَيره حمى تتبع ذَلِك فَيَنْبَغِي أَن يعتدل فِي ذَلِك كُله فقد قَالَ أبقراط: إِن كل استفراغ كثير مقاوم للطبيعة. جَوَامِع أغلوقن: إِذا احتجت أَن تستفرغ استفراغاً كثيرا وَلم تخف سقوطاً من قُوَّة فاستفرغ لي هَذَا نَافِع من ضعف الْقُوَّة أَيْضا فِي الْعِلَل الَّتِي الْفساد فِيهَا فِي الدَّم ثَابت مُتَمَكن كالجرب والدماميل والسرطان وَنَحْو ذَلِك والأجود أَن تستفرغ قَلِيلا فِي مَرَّات كَثِيرَة. السَّادِسَة من أبيديميا: من احْتَاجَ إِلَى فصد واستفرغ بخربق حميعاً فابدأ بالفصد ثمَّ بالخربق. لي هَذِه حجَّة على من زعم أَنه يَنْبَغِي أَن يقدم المسهل وَالْقِيَاس أَيْضا يدل على صِحَة هَذَا الرَّأْي. الثَّانِيَة من السَّادِسَة: احذر كَثْرَة الاستفراغ فَإِنَّهُ إِن كَانَ الْعرق كثيرا على أَنه أَضْعَف الاستفراغات المحسوسة قد تسْقط بِهِ الْقُوَّة فكم ترى بِفعل الْبَوْل وَالْبرَاز ذَلِك. الْخَامِسَة: من أردْت أَن تسقيه مسهلاً فِيهِ قُوَّة فَاسْتعْمل الْحمام لتذيب الأخلاط وَإِن كَانَ فِي الْبدن مَوضِع متمدد أَو فِيهِ أخلاط مسكنة أرخاه وَلينه وَإِذا كَانَ ذَلِك كَانَ الاستفراغ بِلَا أَذَى وَيصْلح الْحمام قبل أَخذ الدَّوَاء بِمدَّة طَوِيلَة لَكِن قبل تنَاوله بِمدَّة يسيرَة أَو حِين يتَنَاوَلهُ بِمدَّة يسيرَة أَو حِين يتَنَاوَلهُ وَذَلِكَ أَن تنَاول الدَّوَاء قبل الْحمام بِمدَّة طَوِيلَة لَا تلبث الْأَدْوِيَة على رقتها وذوبانها الَّذِي فعله الْحمام وَإِن اسْتَعْملهُ بعد الدَّوَاء بِمدَّة طَوِيلَة وَقد بدا يعْمل أَو قبل أَن يَبْتَدِئ جاذب) الدَّوَاء مُدَّة إِلَى ظَاهر وَقطع الإسهال. لي يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل قبله الْحمام يَوْمَيْنِ والسكنجبين ثمَّ يسْتَعْمل قبله بِنصْف سَاعَة وأحوج النَّاس إِلَيْهِ من بدنه يَابِس وأخلاطه غَلِيظَة كَمَا أَن الْحمام قبل الفصد إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من أخلاطه غَلِيظَة قَالَ: وهيئ الْأَبدَان للمسهل قبله بأيام بتلطيف الأخلاط وتفتيح المجاري وترطيب الْجِسْم وَذَلِكَ يكون بأغذية مرطبة واستحمام حَار كثير بِمَاء عذب وَلُزُوم الرَّاحَة وَترك الْفِكر والسهر وَإِذا كَانَ الدَّوَاء يبطئ نُزُوله عَن فَم الْمعدة وعلامته رداءة الجشاء وَقلة الْعَمَل فأطعمه أشياءاً قابضة. الْخَامِسَة من السَّادِسَة: إِن احتجت أَن تعالج عِلّة فِيهَا امتلاء ورداءة أخلاط بالفصد والإسهال فابدأ بالفصد إِذا كَانَت الأخلاط حارة وَإِن كَانَت بَارِدَة فَرُبمَا احتجت أَن تبتدئ بالإسهال هَذَا إِذا كَانَ الْبدن نقياً وَفِي عُضْو مَا عِلّة راسخة فاستفرغ من ذَلِك الْعُضْو أَو من أقرب الْأَعْضَاء إِلَيْهِ وَمَتى كَانَ الْجِسْم ممتلئاً فَلَا يكون إِلَّا بالضد. 3 - (جَوَامِع القوى) لأخلاط عِنْد أَخذ المسهل ترجع فِي الْعُرُوق غير الضوارب ثمَّ إِلَى الكبد ثمَّ إِلَى الأمعاء ثمَّ إِلَى الْمعدة. الأخلاط الأولى: قد شفيت من السرطان والجذام فضلا عَن دَاء الثَّعْلَب بالإسهال

وَحده من غير حَاجَة إِلَى علاج غَيره وَإِذا كَانَ مبتدئاً وَإِذا كَانَ من هَذِه الْعلَّة وَنَحْوهَا الكائنة من رداءة الأخلاط من الصَّفْرَاء والبلغم فكثيراً مَا يجْرِي من شدَّة الإسهال مرّة وَاحِدَة فَأَما الَّتِي من أخلاط سوادوية كالسرطان والجذام فَرُبمَا احْتَاجَ إِلَى الإسهال مَرَّات كَثِيرَة أَو أَكثر لَا يتَعَذَّر برؤها بالإسهال وَحده. 3 (الأسطقسات) كثير مِمَّن بهم يرقان ووسواس سوادوي وَهُوَ فِي نِهَايَة الهزال أسهلناه فَانْتَفع بِهِ وَلَو قصدناه لمات على الْمَكَان. لي ألف ألف لَا تتهيب استفراغ الْبدن من الْخَلْط الَّذِي هُوَ مَرضه وَلَو كَانَ فِي نِهَايَة النهوكة. جَوَامِع الأسطقسات الأخلاط فِي الْبدن فِي موضِعين فِي تجويف الْعُرُوق وَهُوَ أول شَيْء تجذبه المسهلة بسهولة وَسُرْعَة وَفِي نفس جَوَاهِر الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَإِذا بلغ الجذب إِلَيْهَا كَانَت بِشدَّة وبتلك الشدَّة يستفرغ مَعَ الْخَلْط الَّذِي يخص الدَّوَاء جذبه خلطاً آخر. طيماوش: أما من يغتذى بأغذية جَيِّدَة وَيسْتَعْمل الرياضة فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَى مسهلة لِأَنَّهُ لَا يتَوَلَّد فِي بدنه خلط رَدِيء إِلَّا أَن يعتاده سوء هضم فَإِنَّهُ يصير لذَلِك فِي عروقه بِسَبَب سوء الهضم مَا يصير فِيهَا من الأغذية الرَّديئَة فَإِذا لم يكن فسبيله لَا يتَعَرَّض للمسهلة لِأَنَّهَا تحرّك الْأَمْرَاض لِأَن طبائعها مضادة للجسم وبحسب ضررها فِيهِ إِذا كَانَ صَحِيحا نَفعهَا عِنْد الْحَاجة ورداءة الأخلاط فَحِينَئِذٍ يحْتَاج إِلَى النفض بالمسهل. الثَّانِيَة فِي الْأَعْضَاء الألمة: والمعدة فَإِنَّهَا تدفع الفضول المؤذية لَهَا بالقيء فِي الْأَكْثَر والدماغ فأكثره بالمنخرين وَأقله من الحنك وَفِي الندرة من الْأذن والأمعاء ذائباً بالإسهال والكلى والمثانة بالبول والكبد وَالطحَال بهما. لي الفضول الرَّديئَة تاباها أَسْفَل الْمعدة لتأذيها بهَا لِأَن هَذَا الْموضع وَإِن كَانَ أقل حسا فَإِنَّهُ مَوضِع بِسُكُون الشَّيْء الَّذِي يصل إِلَيْهِ مُدَّة طَوِيلَة فَإِذا كَانَ رديئاً لم يلتحف عَلَيْهِ وَلم يضبطه بل انْحَازَتْ عَنهُ ودفعته دَائِما فَيصير لذَلِك طافياً فِي أعالي الْمعدة. الأولى: من لم يسهل عَلَيْهِ الْقَيْء فاستكراهه عَلَيْهِ لَيْسَ بجيد. الثَّالِثَة من أبيديميا: مَتى كَانَ عليل يخْتَلف شَيْئا خَارِجا عَن الطبيعة مرارياً سمجاً وَلم يضعف فَلَا تقطعه وَإِن كثر فَإِنَّهُ مَتى قطع ورم بعض الأحشاء وخاصة الكبد. من كتاب الفصد: مزاج الْقلب يتَغَيَّر عَن نُقْصَان الأخلاط عَن الْقدر الطبيعي إِذا تغير النبض تغيراً كثيرا فالاستفراغ مفرط وَانْظُر هَل يحمي الْقلب لنُقْصَان الأخلاط فَإِن صَحَّ فيحمي) الْجِسْم بعد الاستفراغ لسَبَب آخر غير مَا عندنَا ويجده أبدا يكون فِي الْأَوْقَات الحارة. لي ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة: من اعْتَادَ مسهلاً فَهُوَ أصلح لَهُ. قَالَ: ولتكن كمية مَرَاتِب الإسهال وَقدره بِحَسب الْقُوَّة فَإِذا كَانَت قَوِيَّة فإسهال قوي مرّة وَاحِدَة وَإِذا كَانَ الْفضل كثيرا وَالْقُوَّة ضَعِيفَة

فَقل مَا يحْتَاج إِلَى الإسهال بِالْعَدْلِ وَأهل الْبِلَاد أقل حَاجَة إِلَى الإسهال وَأَقل احْتِمَالا لَهُ وكمية دوائهم يجب أَن يكون أقل وكيفيته أصعب وبالضد وليحتم قبله يَوْمَيْنِ وَبعده بيومين ويلطف الْغذَاء ويقل مِقْدَاره بعد الإسهال والمطبوخ لَا يشرب عَلَيْهِ مَاء حَار حَتَّى يتم لِأَنَّهُ يحركه بِسُرْعَة إِن شرب والتكميد عَلَيْهِ المَاء الْحَار وَالْحب يشرب عَلَيْهِ المَاء الْحَار لينحل وَيعْمل بِسُرْعَة وَالْحب الْكَبِير طَوِيل اللّّبْث فَمَتَى أردْت جذب شَيْء من المفاصل فالتكن صغَارًا لتنفذ بِسُرْعَة وَأدْخل شَارِب الدَّوَاء بعده بِيَوْم الْحمام ألف ألف فَإِن ضجر مِنْهُ وَلم يحب اللّّبْث فِيهِ فَأخْرجهُ وَأعلم أَن الدَّوَاء قد بَالغ فِي التنقية وَإِن استلذ الْحمام وَأحب الْكَوْن فِيهِ فليطل فِيهِ ليستنظف الفضلة الْبَاقِيَة وَلَا تعط مسهلين فِي يَوْم إِذا قصر الأول فَإِنَّهُ رُبمَا دفع بعنف ودلك الرجل يسكن الْقَيْء ويسرع إحدار الدَّوَاء عَن الْمعدة ويسكن المغص شرب المَاء الْحَار والتسكيد بِهِ وَالْمَشْي الرفيق والقيء قبل المسهل بِثَلَاثَة أَيَّام يمْنَع الكرب والغشى وَإِن أسرف المسهل فأهج الْقَيْء بِالْمَاءِ الْحَاء وضع أَطْرَافه فِيهِ وَقد يحمل فِيهِ أَو إِلَيّ الْحمام فَإِنَّهُ نَافِع ويسقي السقوف والتضمخ بالأضمخة الْمُوَافقَة وَمن أصَاب مِنْهُم سحج عنيف فليحذر الإسهال ثَانِيَة وليجعله ثَالِثَة. روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: من شرب الشَّرَاب لقيء بِهِ فليكثر مِنْهُ فَإِن الْقَيْء بقليله ردئ جدا. ابْن أبي خَالِد الْفَارِسِي: أعطي بعقب الْقَيْء مصطكي بِمَاء التفاح وَلَا يَأْكُل يَوْمه وَلَا يشرب ماءاً وبعقب الإسال اطرَح فِي مَائه الَّذِي يشرب مِنْهُ مصطكي. الْكِنْدِيّ: إِخْرَاج الفضول من الْبدن المسن البلغمي بحب الشيطرج وَنَحْوه مِمَّا يركب فِيهِ المسهلة المسخنة. وَقَالَ: ارفد الْعين وَعصب الْجِسْم بقماط لين قبل الْقَيْء. الْهِنْدِيّ من كِتَابه: يشرب قبل الْقَيْء لثَلَاثَة أَيَّام أوقيتين من دهن حل بِمثلِهِ من نَبِيذ صلب وَقد يدْخل الْحمام كل يَوْم ويمرخ بدنه بدهن. أبقراط فِي تقدمة الْمعرفَة: لَا تكْثر الْملح فِي الطَّعَام الَّذِي يُرِيد أَن يشرب الدَّوَاء وَمن يُرِيد أَن) يتقيأ كَثْرَة النّوم والعطش الشَّديد بعقب الْقَيْء والإسهال يدل على كَثْرَة استفراغ الْجِسْم وجودته وَمَتى عرض من الْقَيْء والإسهال تشنج أَو رعشة فكمد ومرخ بأدهان حارة وبدهن الميعة وَالزَّيْت الْعَتِيق ودهن السوس ودهن قثاء الْحمار فَإِن يرد الْبدن فَاجْعَلْ فِي الدّهن الفربيون والجند بادستر والعاقر قرحاً والفلفل وأدم إسخانه إِن كَانَ التشنج شَدِيدا وينفع التكميد بدهن حَار من الَّذِي فِي المثانة بجاورش وبزركتان وكمد دَائِما متوتراً فَأَما من بدنه حَار فَلَا تقربه بِهَذِهِ بل عالجه بِالْمَاءِ الفاتر والدهن العذب وَإِن أَصَابَهُ فوَاق

فعطسه. وَمَتى أصَاب المقيأ خناق أَو أشرف عَلَيْهِ الْقَيْء فاحقنه بحقنة مسهلة وَشد عضديه وَإِن تقيأ أحد من شرب الدَّوَاء المقيء أَو المسهل دَمًا فاسقه خبْزًا ممزوجاً بِلَبن أَرْبَعَة قوطولات فَإِنَّهُ يمْنَع خُرُوج الدَّم ويوهن عَادِية الدَّوَاء وأسهل الْبَطن وأربط أعضاءه واسقه السكنجبين الَّذِي قد يرد بثلج قَلِيلا قَلِيلا لينزل مِنْهُ فِي الحنجرة شَيْء صَالح. وَإِن كَانَ قد قذف مِنْهُ دَمًا من الرئة وَبَقِي يَوْمَيْنِ متواليين وَيرَاح أَيَّامًا وتعصب عَيناهُ عِنْد الْقَيْء وَيغسل بعد ذَلِك وَجهه وَلَا يحل الْعين حَتَّى يسكن التهيج وَيغسل الْفَم. أبقراط: يجب أَن يسئل الْإِنْسَان هَل شرب دواءاً فَقَط وَكَيف أَجَابَهُ طبعه وعادته واعمل بِحَسب ذَلِك وَلَا يسقى المحموم مسهلاً. وَقَالَ: إِذا كَانَ الإٍ نسان رطب الْبدن الْأَسْفَل سَلس الطبيعة ألف ألف فَاجْعَلْ فِي مسهله مِمَّا لَهُ قُوَّة مقيئة فَإِن ذَلِك يعدل مزاج المسهل عِنْده ويتجلف بعض قوته فِي الْبَطن الْأَعْلَى وَبِالْعَكْسِ وَقَالَ: وَالصبيان والشيوخ لَا يحْتَملُونَ المسهل الشَّديد النفض بل يحْتَملهُ من بَين هذَيْن السنين. قَالَ: والصعود وَالْحَرَكَة إِلَى فَوق مُوَافق للقيء وَالنُّزُول والحدور مُوَافق للإسهال وَيشْرب الدَّوَاء فِي مَوَاضِع دفيء ليسهل انصباب الأخلاط وَكَثْرَة الإسهال يسخن الكبد جدا وَكَذَلِكَ الْقَيْء وَجَمِيع النفض وتسخين نَافِع فِي منع الإسهال والقيء والمحاجم بِنَار بِشَرْط وَبِغير شَرط وربط الْأَعْضَاء. أركاغانيس من كِتَابَة فِي الْقَيْء بالخربق قَالَ: يعود الْقَيْء بعد الطَّعَام وعَلى الامتلاء وبالفجل حَتَّى يعتاده ويسهل عَلَيْهِ واسق الخربق إِن كَانَ الَّذِي تسقيه قَوِيا على الرِّيق وَإِن كَانَ ضَعِيفا فأطعمه شَيْئا قَلِيلا ثمَّ اسْقِهِ آمن من أَعْرَاض السوء وَيكون قد أحسن عَلَيْهِ الْقيام قبل ذَلِك أَيَّامًا بالأطعمة الجيدة الحارة الرّطبَة وَيكون هَذَا الْقَيْء فِي الرّبيع أَو فِي الخريف واسحقه واسقه بِمَاء) الْعَسَل أَو مَاء كشك الشّعير وَليكن بعد شربه ويهدأ ليَأْخُذ الدَّوَاء فِي عمله وَإِن أسْرع قبل وقته فِي الْقَيْء سكنه بالأراييح الطّيبَة وغمر الْأَطْرَاف وَسقي الْخلّ وَأكل السفرجل والتفاح وَشَيْء من المصطكى وَوضع الْيَدَيْنِ فِي المَاء الْحَار وَنَحْو ذَلِك وَمَتى أَبْطَأَ سَاعَات فهيجه بِمَاء الْعَسَل أَو المَاء الفاتر وَالْحَرَكَة أَولا ثمَّ بالريشة وَإِن تقيأ قيئاً معتدلاً وَلم تعرض لَهُ أَعْرَاض تحْتَاج إِلَى علاج فألزمه الرَّاحَة وصب على رَأسه وصدره دهناً وادهن شراسيفه وألزمه النّوم والهدوء يَوْمه وَأدْخلهُ الْحمام من غَد وَعجل غسله وَأخرجه وَقدم إِلَيْهِ بعد أطْعمهُ سريعة الهضم وَدبره حَتَّى ترجع قوته. وعلامة النفض الْمَحْمُود: أَن يعرض أَولا غثى مَعَ لذع شَدِيد فِي فَم الْمعدة ثمَّ يتبعهُ الْقَيْء ببلغم كثير ومرات ثمَّ يتبع ذَلِك بِشَيْء رَقِيق كالبصاق وَلَا تزَال هَذِه حَالَة ثَلَاث سَاعَات أَو أَربع سَاعَات بوجع شَدِيد وغثى قوي واضطراب وتأذ وَرُبمَا انْطلق بَطْنه أَيْضا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا أَكثر شَيْء وَتَأْخُذ هَذِه الْأَعْرَاض فِي السّكُون بعد السَّاعَة الرَّابِعَة ويجد رَاحَة شَدِيدَة وينام نوماً طيبا فَهَذِهِ أعراضه السليمة وَأما غير السليمة فأردأها الخنق وعلامته: أَنه يعرض لَهُ فِي ابْتِدَاء مَا يشرب أَن يُرِيد الْقَيْء جدا وَلَا يقيء

ويعرض لَهُ امتداد وتحمر عَيناهُ وترم وتندر إِلَى خَارج ويعرق عرقاً كثيرا دَائِما وَيَنْقَطِع الصَّوْت ثمَّ يَمُوت مَتى لم يتدارك فَإِذا كَانَت هَذِه فبادر بِعَسَل وَمَاء فاتر ودهن سوسن وَإِدْخَال الريشة والأصبع فَإِنَّهُ إِن تقيأ لم يختنق وَإِن لم يقيء فاربط سَاقيه واغمزها واحقنه حقنة حارة بِسُرْعَة وَقد يعرض مِنْهُ وجع فِي الشراسيف قوي جدا ويسكنه التكميد الْحَار والمحاجم الحارة ويعرض مِنْهُ فوَاق شَدِيد ويسكنه العطاس والمحجمة على الصَّدْر ويتجرع المَاء الْحَار ويعرض مِنْهُ قيء الدَّم فَإِن كَانَ ذَلِك قَلِيلا فَلَا تقطع ألف ألف الْقَيْء فَإِن كَانَ كثيرا فاقطعه بشد الْأَطْرَاف وإعطائه عصارة الرجلة مَعَ طين أرميني وَقد يعرض أَيْضا مِنْهُ كزاز وسبات واختلاط وَانْقِطَاع الصَّوْت فاغمز الْأَطْرَاف واربطها وكمد الْمعدة بِزَيْت قد طبخ فِيهِ سذاب وقثاء الْحمار وَصَوت فِي أُذُنَيْهِ واسقه عسلاً وماءاً حاراً وَقد يعرض مِنْهُ الغشي سَاعَات كَثِيرَة وَذَهَاب النبض مرّة بعد أُخْرَى ورجوعه وَهَذَا يعرض أَكثر لمن يَأْخُذ مِنْهُ الْكثير فأدركه قبل أَن يحم بِكَثْرَة الْقَيْء وَتعرض لَهُ الْأَعْرَاض المهولة بأَشْيَاء طيبَة وربط الْأَطْرَاف وضمد الْمعدة بنضوح وغرغره بالخل وَمَاء وملح وبيض نيمرشت وأحساء جَيِّدَة وَإِيَّاك وَالشرَاب إِلَّا عِنْد الضعْف الشَّديد فَعِنْدَ ذَلِك اسْقِهِ من الْأَبْيَض الرَّقِيق بمزاج كثير مَعَ حساء وَلَا تجزع من أَن يتقيأ مَا تسقيه وأطعمه وَأعد عَلَيْهِ مَرَّات فَهَذِهِ أَعْرَاض) الخربق. قَالَ: وَالَّذِي يخَاف عَلَيْهِ أَن يخنقه الخربق إِذا سقِِي النحيف والضعيف وَالَّذِي يشد عَلَيْهِ الْقَيْء قَالَ: وَإِنَّمَا يتقيأ بالخربق الْأَبْيَض. الْكِنْدِيّ فِي كِتَابه فِي المسهلة إِن الرند والتربد العفن يصغران النبض وَالنَّفس لِأَنَّهُمَا يُضعفَانِ الْحَرَارَة الغريزية فعلاجهما: المَاء الْبَارِد لِأَنَّهُ يُقَوي الْجِسْم وَيمْنَع من تحلل الرّوح مِنْهُ. المازريون يقطع إسهاله الْأَشْيَاء الَّتِي تسكن حِدته وَهُوَ يؤلم الْأَعْضَاء ويرخيها. حفظ الأصحاء: لَيْسَ يجب أَن يسْتَعْمل بعقب الإسهال وَجَمِيع الاستفراغات الأغذية بنهم وَكَثْرَة لِأَنَّهُ يمْلَأ الْجِسْم أخلاطاً نِيَّة بل يسْتَعْمل مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يرجع فِي أوراد الْبدن غذَاء لي لَا تسق مسهلاً بعد أَن تلين الطبيعة لِأَن اليبس محَارب للمسهل وَيكون عمله مكرباً وَيعْمل أقل مِمَّا يجب وَإِن كَانَ ضَعِيفا لم يسهل أَو قل إسهاله وَرُبمَا حمل الدَّوَاء الْقوي على الطبيعة الصلبة حملا قَوِيا جدا مثل البحران فَتخرج بالإسهال أخلاط كَثِيرَة بإفراط وَلَا تفرط أَيْضا فِي تليين الطبيعة قبل المسهل لِأَنَّهُ يخَاف مِنْهُ أَن يكثر إسهاله واعمل بِحَسب مَا يَنْبَغِي. الأغذية قَالَ ج فِي الأغذية: شرب رجل سقمونيا فَمَكثَ عشر سَاعَات وَلم يسهله وأحس بِقَبض وضغط فِي معدته وأصفر لَونه فأطعمته فواكه قابضة فسكن مَا يجد وَانْطَلق بَطْنه. الْيَهُودِيّ: مَتى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة والفضلة كَثِيرَة فأسهل ضَرْبَة وَاحِدَة وَإِن كَانَت الْقُوَّة

ضَعِيفَة والفضلة كَثِيرَة فبمرات مَعَ توق وتقوية الْقُوَّة وَاسْتعْمل المسهل فِي الْأَبدَان الحارة والبلدان الحارة والأزمان الحارة أقل إِذْ هَؤُلَاءِ يَتَخَلَّل مِنْهُم شَيْء كثير وبالضد وَاسْتعْمل الإسهال فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة بأدوية أقوى وكمية أَكثر لِأَنَّهُ يتَحَلَّل فِيهَا من الْجِسْم أقل مِمَّا يتَحَلَّل فِي الحارة وَلَا يُجيب بسهولة كَمَا يُجيب فِي هَذِه وَلَا تسهل صَبيا وَلَا شَيخا ويحتمي من شرب مسهل فِي يَوْمَيْنِ قبله ويومين بعده التَّعَب وَالْجِمَاع وَالطَّعَام الضار ويقل من الشَّرَاب ألف ألف وَالطَّعَام يَوْم الدَّوَاء الضَّعِيف الطبيعة عَن الهضم وَلَا تسق ماءاً حاراً مَعَ دَوَاء مطبوخ إِلَّا فِي آخِرَة وَإِلَّا دفْعَة وإخراجه ضَرْبَة وَلم يعْمل وَأما الْحبّ فَيجوز أَن يشرب ويحرك بِالْمَاءِ الْحَار وَإِن كَانَ يُرَاد من الْحبّ أَن ينزل شَيْئا من الرَّأْس فليعظم حبه وَإِن كَانَ يُرَاد فِي المفاصل فليصغر فَإِذا أَطَالَ الْوُقُوف فِي الْمعدة ويستدل عَلَيْهِ من الجشاء الَّذِي فِيهِ طعم الدَّوَاء فأعنه بِمَاء حَار ومص تفاح وَمَاء ملح فَإِن أَبْطَأَ فِي الأمعاء وَعلمت أَن الجشاء لَا طعم لَهُ فحركه بالحقن وَمن قصر الدَّوَاء فِي عمله فتعاوده بالحمام أَيَّامًا ليكمل بِهِ خُرُوج الفضول الَّتِي حركها الدَّوَاء وَيدْفَع الغثى الشَّديد) عِنْد أَخذ المسهل لمص اللَّبن الْعَتِيق والبصل بخل ودلك أَسْفَل الرجلَيْن بِزَيْت وملح وَيدْفَع المغص بتكميد وَشرب مَاء حَار مَعَ عسل والتحرك بِالْمَشْيِ وَمن يعتاده غثى كثير فليتق شرب الدَّوَاء مَرَّات وَمن أفرط إسهاله فليهيج الْقَيْء وَيصب المَاء الْحَار على أَطْرَافه ويتعرق ويلطخ بدنه بلخلخة فِيهَا مَاء التفاح وآس وَورد وسفرجل وكافور ورامك وأعطه طيناً مَخْتُومًا وسفوفاً من حب الرُّمَّان وَنَحْو ذَلِك وَاجعَل طَعَامه حصرمية وَنَحْوهَا وَمن قرع الدَّوَاء أمعاءه دهراً طَويلا فَإِن اضْطر سقِِي مَا لَا بَال لَهُ. كتاب الفصد: الْوُقُوف عل كمية مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الاستفراغ فِي الدَّم إِنَّمَا هُوَ الغشى فَلذَلِك يجب أَن يكون التوقي فِي المسهل والمقيء أَكثر لِأَنَّك لَا تقدر على مَنعه من فعله إِذا حصل فِي الْجوف إِلَّا بعد كد وَلَا أَن تُرِيدُ إِلَّا أَن تورد مِنْهُ قدر الْحَاجة سَوَاء فاحرزه بِالنُّقْصَانِ مِنْهُ لِأَنَّهُ يتهيأ لَك الْعود عَلَيْهِ. أبيذيميا: كثير من تلامذة أبقراط يتوقون المسهل فِي اللثغ بِالسِّين وَالرَّاء لأَنهم مستعدون للذرب فيخافون الإفراط عَلَيْهِم. وَقَالَ بَعضهم: إِن ذَلِك لرطوبتهم. وَقَالَ آخَرُونَ: ليبسهم. وَالْقَوْل الأول مَأْخُوذ من التجربة. لي اللثغة لَا يكون إِلَّا من رُطُوبَة وَضعف العضل لِأَنَّهُمَا تكون فِي الصّبيان حينا ثمَّ تقلع إِذا قويت حرارتهم ونشأوا. حِيلَة الْبُرْء: الإسهال يجذب من جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الرَّأْس والقيء يجذب من جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الْبَطن فَمَتَى حدثت عِلّة فِي أَسْفَل الْجِسْم فالقيء جيد والفصد مِمَّا فَوق ذَلِك الْعُضْو فَإِذا انْتَهَت الْعلَّة ورسخت فبالعكس.

ج فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: قد أبرأت عللاً كَثِيرَة مزمنة كالصرع والسدر وعرق النسا والجذام بالإسهال فَقَط. من الأخلاط: من الصَّدْر مِنْهُ ضيق فرئته مضغوطة وَمن كَانَ كَذَلِك فَلَا تقيئه وخاصة بالأشياء القوية كالخربق الْأَبْيَض لِئَلَّا تنصدع عروق رئته وَمن تعود الْقَيْء فَهُوَ عَلَيْهِ أسهل وَمن لم يعتده فَأمره بالضد وَفِيه خطر وخاصة بالخربق وَنَحْوه قَالَ: مَتى كَانَ إِنْسَان ينصب إِلَى معدته مرار أصفر وَكَانَت السَّوْدَاء غالبة وبلده إِلَى الْحَرَارَة وَكَانَ تَدْبيره إِلَى التَّعَب فَتقدم فعوده الْقَيْء حَتَّى يسهل ثمَّ قيئه قبل ألف ألف الْأكل وَمن اعْتَادَ الْقَيْء بعد الطَّعَام فدرجه) فِي منع الْعَادة قَلِيلا قَلِيلا لِأَن هَذِه الْعَادة تجْعَل الْمعدة سريعة الْقبُول للفضول وقيئه قبل الطَّعَام لتنبعث تِلْكَ اللزوجة الداعية إِلَى الْقَيْء وقلعها بسكنجبين وفجل وَاسْتعْمل بعده أَطْعِمَة جَيِّدَة للمعدة وقو الْمعدة من خَارج بِمَاء يقويها. من كتاب الْأَمْرَاض الحادة: يجب أَن يكون ذَلِك حدس صَحِيح على من تُرِيدُ إسهاله بدواء لِأَنَّهُ إِن أفرط أَو قصر حرك الْخَلْط وَلم يُخرجهُ فَعظم ضَرَره وَاحْذَرْ المسهلات القوية فِيمَن بِهِ حمى حادة وأعن بِحِفْظ قوته وَحفظ قُوَّة فَم معدته عِنْد المسهل أَشد وَمَاء الشّعير إِذا شرب بعد انْقِطَاع المسهل أخرج مَا بَقِي وأشفي من الدَّوَاء وَعدل مَا أفرط من أَخذ الدَّوَاء وَأما فِي وَقت الإسهال فَلَا يشرب وَلَا يمزج بِهِ أَيْضا لِأَنَّهُ يقطع الإسهال. قَالَ: وَاجعَل الْغذَاء قبل الدَّوَاء أقل لِأَن الْقُوَّة ضَعِيفَة على الهضم. روفس: جنب الْقَيْء من لَا عَادَة لَهُ بِهِ وَمن يصعب عَلَيْهِ والمسرف الضّيق الصَّدْر الَّذِي يجد وجعاً فِي رَأسه وَالَّذِي رقبته رقيقَة وَالَّذِي يتَوَلَّد فِي حلقه فلغموني بل أسهلهم وينفع الْقَيْء للبلغم وَأصْلح أَوْقَات اسْتِعْمَاله إِذا تمكن من طَعَام وشراب أَو فِي الْوَقْت الَّذِي يعرض الكسل والفتور والاختلاج فِي مَوَاضِع كَثِيرَة وَالنَّوْم وَالنِّسْيَان وضربان الْعُرُوق والاقشعريرا على غير نظام وَمَعَهَا حرارة فَإِن هَذِه عَلَامَات امتلائية تحْتَاج إِلَى الْقَيْء فَإِذا أردْت الْقَيْء وتلطيف البلغم فأطعمه فِي طَعَامه خردلاً وفجلاً وقنبيطاً وَشَرَابًا كثيرا ممزوجاً بِمَاء وَعسل وينام نوماً يَسِيرا ثمَّ يشرب ماءاً فاتراً كثيرا ويتقيأ فَإِذا تقيأ غسل وَجهه بِمَاء بَارِد وتمضمض بِمَاء وخل وَشرب ماءاً حاراً يَسِيرا وليضع على رَأسه دهن ورد وليسترح وَيَأْمُر بدلك رجلَيْهِ وَمن كَانَت المقيئة تعسر عَلَيْهِ فَخذ المنقية من بَابهَا. قَالَ: والقيء بعد الشَّرَاب الْكثير نَافِع وَبعد الْقَلِيل ضار فِي الْغَايَة. 3 (الْفُصُول) 3 (استفراغ الْبدن) كل بدن تُرِيدُ استفراغه فَاجْعَلْ الْخَلْط الَّذِي إِيَّاه يستفرغه يجْرِي بسهولة فَمن الْأَطِبَّاء من يسْتَعْمل لذَلِك الْقَيْء مَرَّات ثمَّ يسْقِي مقيئاً قَوِيا ويسهل الْبَطن هَذَا يَفْعَله قبل أَخذ المسهل.

لي إِنَّه إِن أسرف فِي هَذَا كَانَ مَا يستفرغ بِهِ بعسر ومشقة ويعرض مَعَه كثيرا مغص وكرب ودوار شَدِيد وَسُوء النبض والغشي وَأما جالينوس فَإِنَّهُ يسْتَعْمل قبل أَخذ الدَّوَاء المسهل التَّدْبِير اللَّطِيف لينقطع غلظ الأخلاط وترق وتتسع المجاري الَّتِي فِيهَا يجذب الدَّوَاء للأخلاط فَإِذا اسْتعْمل بعد ذَلِك المقيئ والمسهل لم تعرض أَعْرَاض رَدِيئَة وَكَانَ الاستفراغ بِلَا مشقة وأسرع مَا يكون إِذا كَانَ الْبَطن منهوكاً مهزولاً فالإسهال والقيء مَعَه خطر لِأَنَّهُ وَاجِب أَن يكون الْبَطن فِي الإسهال والقيء قويين ليحسن دَفعه لما يحْتَاج إِلَيْهِ وَهَذَا يدل على ضعف الْبَطن وَمَا فِيهِ إِذا كَانَ الْبدن فِيهِ أخلاط جَيِّدَة فَإِن المسها والمقيء يعسر فيهم ويؤذيهم وَرُبمَا أورثهم ألف ألف غشياً وكرباً فَأَما من أخلاطه رَدِيئَة فَإِن اسْتِعْمَاله يعرض عَنهُ الغشي فَأَما إِذا كَانَ كثيرا دَائِما فَإِن بالإسهال يخف بدنه وَكَذَلِكَ بعد بالقيء وَالَّذِي الْخَلْط الرَّدِيء فِي بدنه قَلِيل أَيْضا فَإِنَّهُ يخف ذَلِك بعد المسهل وَإِن أورثه غثياً وأثار بِهِ الغشي لِأَن المسهل يثير الْخَلْط الرَّدِيء وَلِأَن الْبدن الْقَلِيل الْخَلْط الرَّدِيء يلْحقهُ من شربه ضعف. المسهل والمقيء يُورث الأصحاء دواراً ومغصاً ويعسر عَلَيْهِم خُرُوج مَا يخرج لَا سِيمَا وَلَيْسَت فيهم أخلاط رَدِيئَة وَذَلِكَ أَن الدَّوَاء إِذا أَرَادَ جذب صفراء أَو سَوْدَاء وَكَانَ ذَلِك قَلِيلا عسر ذَلِك وَوَقع الجذب بِاللَّحْمِ وَالدَّم فَعرض الكرب لذَلِك والغشى وَنَحْوه. المسهل يسْتَعْمل إِذا اجْتمع فِي الْجِسْم فضل كثير وَإِن اسْتَعْملهُ مُسْتَعْمل كثيرا خوفًا من اجْتِمَاع فضول فِي بدنه أنهكه وَكَسبه عَادَة يُطَالِبهُ بهَا. الْفُصُول: إِذا أردْت أَن تستفرغ من الْبدن فَانْظُر مَا الْخَلْط الَّذِي استفرغته الطبيعة مَرَّات وَرَأَيْت بعقبة نفعا وَيَنْبَغِي أَن يكون الْقَيْء فِي الصَّيف أَكثر والإسهال فِي الشتَاء أَكثر لِأَن الأخلاط فِي الصَّيف صفراوية طافية مائلة إِلَى فَوق وَهِي فِي الشتَاء بالضد فاجتذب الْخَلْط من حَيْثُ مَال إِلَيْهِ إِلَّا أَن يمْنَع مَانع مثل طُلُوع الشعري فِي وَقت طُلُوعهَا وَقَبله وَبعده وَذَلِكَ لِأَن الْجِسْم حِينَئِذٍ أخلاطه جامدة أَعنِي فِي الشتَاء وَأما فِي الصَّيف فلَان أَكثر الْأَدْوِيَة المسهلة حارة فَهِيَ لذَلِك تحر المزاج والأخلاط سَائِلَة فيخاف فرط الإسهال وَأكْثر من يسْقِي فِي هَذَا الْوَقْت دَوَاء الإسهال أَو يقرب حَاله من أَحْوَال المحمومين وَالْقُوَّة أَيْضا ضَعِيفَة لشدَّة الْحر ويزيدها الدَّوَاء والاستفراغ الضعْف أَكثر وَنَفس الاستفراغ يكون رديئاً لِأَن حرارة الْهَوَاء تجاذب الدَّوَاء المستفرغ للأخلاط إِلَى ظَاهر الْجِسْم فَكَمَا أَن الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار قَاطع للاستفراغ فالدواء كَذَلِك يفعل فِي حرارة الصَّيف وخاصة فِي نِهَايَة الْحر. الْفُصُول: من كَانَ قضيفاً ويسهل عَلَيْهِ الْقَيْء استفرغه من فَوق وَلَا تفعل ذَلِك فِي الشتَاء لِأَن أَكثر القضف تغلب عَلَيْهِم الْحَرَارَة فَلهَذَا يَنْبَغِي أَن يستفرغوا بالقيء فِي الصَّيف

وَلَا يفعل ذَلِك من يعسر عَلَيْهِ الْقَيْء من كَانَ متوسط اللَّحْم فَاجْعَلْ استفراغه بالدواء المسهل وتوق ذَلِك فِي الصَّيف. قَالَ أبقراط: القضيف الَّذِي يسهل عَلَيْهِ الْقَيْء استفرغه بالدواء من فَوق فِي الرّبيع والخريف وَلَا تفعل ذَلِك فِي الشتَاء وَمن كَانَت حَاله متوسطة فاستفرغه بالدواء من أَسْفَل فَإِن احْتَاجَ إِلَى استفراغ من فَوق فافعل ذَلِك فِي الصَّيف وَأما فِي غَيره من أَوْقَات السّنة فتوق الْقَيْء فِيهِ وَمن الْغَالِب عَلَيْهِ السَّوْدَاء استفرغه بالمسهل وَليكن قَوِيا لِأَن هَذَا الْخَلْط عَلَيْهِ مستثقل. روفس فِي شراب اللَّبن: يَنْبَغِي أَن يحذر من يُرِيد استفراغ بدنه من التمليء من الْغذَاء لِأَن الامتلاء يسْرع إِلَى الْبدن الْخَالِي.) قَالَ أبقراط: لَا فِي الأمعاء وَمن احتجت أَن ألف ألف تسقيه خربقاً والقيء غير سهل عَلَيْهِ رطب بدنه قبل ذَلِك بغذاء أَكثر وبراحة أطول. قَالَ ج: امتحن أَولا طبيعة من تسقيه الخربق كَيفَ سهولة الْقَيْء عَلَيْهِ بالمقيئة اللينة فَإِن وجدت الْقَيْء يؤاتيه بسهولة فَلَا تسقه الخربق حَتَّى يتَقَدَّم فتهيأ بدنه وتعده لما تُرِيدُ من استفراغه ودوامه الْقَيْء حَتَّى يتعوده ويواتيه وغذه بأغذية أَكثر وأرحه ليرطب بدنه ولتكون أغذيته حلوة دسمة وليحذر العفص والحامض المالح لِأَنَّهَا تجفف وَإِذا سقيت خربقاً فاقصد لتحريك بدنه أَكثر ونومه وسكنه أقل لِأَن الْحَرَكَة تهيج الْقَيْء وَيدل على هَذَا أَن الرّكُوب فِي السّفر يهيج الْقَيْء فكم بالحرى مَا هُوَ أقوى وخاصة إِن اجْتمعت مَعَ الدَّوَاء المقيء فَإِذا أردْت أَن يكون استفراغ المقيء أَكثر فحرك الْبدن وَإِن أردْت أَن يقل استفراغه فَعَلَيْك بِالسُّكُونِ والراحة إِذا بلغت بالإستفراغ حَاجَتك شرب الخربق لمن بدنه صَحِيح خطر لِأَنَّهُ يحدث تشنجاً بِشدَّة قوته وقلعه الفضول من لم يكن بِهِ حمى وَكَانَت بِهِ قلَّة شَهْوَة ونخس فِي فَم معدته وَسدر ومرارة فِي فِيهِ لِأَن هَذِه تدل على أخلاط رَدِيئَة فِي الْمعدة وَلِأَن فِيهَا مرَارَة تدل على أَنَّهَا صفراوية طافية فتقئ لذَلِك وَإِن لم تكن مرَارَة فِي الْفَم فَإِن هَذِه الْحَال توجب الْقَيْء. أبقراط: لَا تعالج الأوجاع الَّتِي فَوق الْحجاب وتحتاج إِلَى استفراغ بمسهل وَلِأَن الَّتِي دون الْحجاب وتحتاج إِلَى استفراغ بالقيء من شرب مسهلاً وَلم يعطش فَلَا تقطع استفراغه حَتَّى يعطش يجب أَن تتفقد مَا أَقُول فِي هَذَا الْعَطش يحدث لبَعْضهِم لِأَن الْمعدة أحر وأيبس أَو من الْخَلْط الَّذِي يستفرغ صفراء أَو لحدة الدَّوَاء المسهل ولأضداد هَذِه يتَأَخَّر الْعَطش وَالَّذِي يسْرع الْعَطش إِلَيْهِم لَيْسَ مِنْهُم دَلِيل على كِفَايَة استفراغهم وَالَّذين يتَأَخَّر عطشهم فَإِنَّهُم إِذا عطشوا من الدَّوَاء كَانَ ذَلِك دَلِيلا على إبلاغ ذَلِك إِلَيْهِم وَقد يكون الاستفراغ يَكْتَفِي بِهِ على هَذِه الشُّرُوط أَن يحدث عطشاً. قَالَ: الْأَدْوِيَة المسهلة لَا تَخْلُو أَن

يكون مَعهَا حِدة وحراقة فَإِن لم يكن ذَلِك ظَاهرا فمعه شَيْء خَفِي من لَا حمى بِهِ وأصابة مغص وَثقل فِي الرُّكْبَتَيْنِ ووجع فِي الْبَطن فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى مسهل لِأَنَّهُ يدل على أَن ميلان أخلاطه إِلَى أَسْفَل وَمن أَصَابَهُ بعد أَخذ الخربق الْأَبْيَض تشنج فَإِنَّهُ مهلك إِلَّا أَن هَذَا الْعرض إِنَّمَا يعرض عَن الخربق لَا فِي أول الْأَمر حَتَّى يخَاف على صَاحبه الاختناق وَلَكِن إِنَّمَا يعرض عِنْد مَا يجهده الْقَيْء لمشاركة العصب كُله لفم) الْمعدة وَقد رَأينَا من عرض لَهُ لذع شَدِيد فِي فَم الْمعدة وَهَذَا النَّوْع من التشنج هُوَ أسهل مِمَّا يعرض عَن الخربق من التشنج فَأَما التشنج الْعَارِض لَهُ من أجل كَثْرَة الاستفراغ كَمَا يعرض فِي الهيضة فَإِنَّهُ رَدِيء قتال. لي الْأَعْرَاض الْعَارِضَة من الخربق الْأَبْيَض يحدث مَعهَا سُقُوط الْقُوَّة وذبول النَّفس وَذَلِكَ لِكَثْرَة جذبه حَتَّى تعجز الْقُوَّة عَن دَفعه ويحترز من ذَلِك بِأَن تعود الْقَيْء من تُرِيدُ استفراغه بِهِ حَتَّى يسهل ذَلِك ألف ألف عَلَيْهِ جدا ويتقيأ أَولا أَولا والتشنج من أجل لذع فِي فَم الْمعدة احترس من أَذَاهُ بألا ينعم سحقه وَيجْعَل فِي أَطْعِمَة لِئَلَّا يلاقي جرم الْمعدة وتشنج الْعَارِض بعد شدَّة الاستفراغ يحترس مِنْهُ بِقطع الاستفراغ إِذا أفرط والآبزن وَالْمَاء والدهن والمروخ والأحساء الرّطبَة اللينة والحقن بِالْمَاءِ والدهن ولعاب البزرقطونا وَنَحْوه إِذا كَانَ قد حدث يطْلب فِي علاج التشنج وعَلى الْأَكْثَر لَا يبرأ هَذَا التشنج الْعَارِض بعقب الاستفراغ فَأَما الَّذِي يكون فِي أول الْأَمر فَلَا يهولنك فَإِنَّهُ يسكن بِسُكُون ذَلِك اللذع فِي فَم الْمعدة والتشنج والفواق إِذا حَدثا بعد استفراغ رَدِيء كثير مهلك. حُدُوث الفواق وَحُمرَة الْعين بعد الْقَيْء دَلِيل رَدِيء لِأَن الْقَيْء إِذا لم يسكن الفواق دلّ على ورم الدِّمَاغ أَو الْمعدة وَحُمرَة الْعين تكون فيهمَا جَمِيعًا التشنج الْكَائِن بعد شرب الدَّوَاء مميت مهلك. إِذا حدث بعد الْمَشْي الفواق فَذَلِك دَلِيل رَدِيء وَهُوَ أردأ لضَعْفه. الأهوية والبلدان: الَّذين يشربون المَاء الْقَائِم لَا تقيئهم وَلَا تسهلهم إِلَّا أقوى الْأَدْوِيَة وَكَذَلِكَ المطحولون. لي ينفع من كَرَاهَة الدَّوَاء أَن يحشي المنخران جدا حَتَّى لَا يشم الْبَتَّةَ وَلَا يفتحهما حَتَّى يتمضمض وَيذْهب طعمه فِيهِ بِشَيْء آخر يمضغ فَإِنَّهُ لَا يحبس النَّفس وليمضغ طرخوناً قبل الدَّوَاء حَتَّى يخدر الْفَم يمضغ نعما وتشد الْأَطْرَاف والأعضاء حَتَّى لَا يقذف وَيَأْكُل أَشْيَاء قابضة وَيجْلس وَلَا يَتَحَرَّك سَاعَة جَيِّدَة حَتَّى ينزل ثمَّ يَتَحَرَّك وَقد تلوث بِعَسَل أَو قيروطي وتبلع. أَبُو جريح: من تقيأ إِذا شرب دواءاً فقيئه على الامتلاء قبل ذَلِك مَرَّات وأحمه يَوْمًا وتلطف غذاءه وَيشْرب الدَّوَاء وترفد عَيناهُ عِنْد الْقَيْء وتعصب وليتقيأ قبل أَخذ الدَّوَاء بساعة وَأَنا) أرى هَذَا خطأ لِأَن الْمعدة تثور وتهيج بِهِ. قَالَ: من أفرط عَلَيْهِ الإسهال من دَوَاء فليقعد فِي مَاء

قَالَ ابْن ماسويه: من أَرَادَ الْقَيْء بالخربق الْأَبْيَض فَليَأْكُل قبل ذَلِك طَعَاما خَفِيفا يَسِيرا. وَقَالَ: إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فأسهله دفْعَة من غير حذر وَإِن كَانَت ضَعِيفَة فقيء مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا. وَقَالَ: الإسهال فِي الْبلدَانِ الحارة أقل مِقْدَارًا من الْأَدْوِيَة المسهلة وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الْأَسْنَان والأزمان وبالضد وأهم من تُرِيدُ سقيه بعد الدَّوَاء يَوْمَيْنِ وَقَبله يَوْمَيْنِ من الْأَطْعِمَة والأشربة وَالْجِمَاع والتعب وَيَأْكُل إسفيذباجاً وجوذابا خَفِيفا وَبعد الإسهال إِن كَانَ معتدلاً فزيرباجا وَإِن كَانَ مفرطا فنيرباجا وَلَا يكون لَحمهَا غليظاً. قَالَ: واسق الْمَطْبُوخ فاتراً والحبوب بِمَاء فاتر وَلَا يشرب على الْمَطْبُوخ ماءاً فاتراً إِلَّا بعد تَمام عمله وَمَتى أُرِيد بالحب الرَّأْس فَلْيَكُن كبارًا وبالضد وَجُمْلَة إِن أَحْبَبْت أَن يطول بَقَاء الْحبّ فكبره وَإِن أردته لتنقية المفاصل فصغره: وَمَا خرج من الإسهال صافياً فَهُوَ من الأوردة والأقاصي وَمَا خرج من الْمعدة كَانَ كدراً وَإِذا أَبْطَأَ الدَّوَاء عَن الإسهال فحركه بِمَاء حَار وَعسل أَو بِمَاء حَار وملح وَإِن كَانَ ألف ألف إبطاؤه فِي الأمعاء السفلي فاحقن واسق الْأَدْوِيَة المخرجة للأخلاط اللزجة وَيعرف بِأَن الدَّوَاء بَاقِي فِي الْمعدة بعد من الجشاء وَذَلِكَ أَنه يكون للجشاء طعم الدَّوَاء وَمن قصر الدَّوَاء فِيهِ عَن عمله يدْخل الْحمام بعد ذَلِك بِيَوْم ويواظب عَلَيْهِ أَيَّامًا لتخرج الفضول عَنهُ وَاحْذَرْ أَن يلْحق الْأَدْوِيَة القوية الإسهال إِذا قصر فِي يَوْمهَا شَيْء مِنْهَا فَإِنَّهُ إِنَّمَا حدث عَن ذَلِك من الإسهال وينفع من الْغم على الدَّوَاء مَا فِي بَاب الهيضة من المغص مَا فِي بَاب المغص وَإِن كَانَ إِنْسَان يكثر مغصه من الدَّوَاء فليشربه بِعَسَل ويكمد بَطْنه ويتردد من يتقيأ الدَّوَاء فليبادر بقيء قبل أَخذه لَهُ. حنين من الْأَسْنَان: الأمعاء تنقي وَيذْهب عَنْهَا البلغم المكتسب من فضل الْغذَاء إِنَّمَا ينصب إِلَيْهَا من الكبد والمعدة فلَان فِي الْأَكْثَر لَا تنصب إِلَيْهِ مرّة صفراء لِأَن ذَلِك أصلح فِي الْخلقَة فَلَا بُد من اجْتِمَاع فضول الْغذَاء وَإِذا كثرت البلاغم أفسدت الهضم والشهوة وَهَذَا يحْتَاج الأصحاء إِلَى تنقية معدهم مِنْهُ بالقيء على حسب تولد هَذَا الْخَلْط فيهم فبعضهم يحْتَاج إِلَى أَكثر وَبَعْضهمْ يحْتَاج إِلَى أقل وَيجب لذَلِك أَن يَأْكُلُوا أَطْعِمَة مقطعَة ويصبروا حَتَّى تتقطع ويتقيأوا وَيَكْفِي الأصحاء مرَّتَيْنِ فِي الشَّهْر وَأما إدمانه فَإِنَّهُ يضر الْعين والأسنان ويضر الْمعدة جدا لِأَنَّهُ يوهنها ويضعف قوتها ويجعلها مغيصاً للفضول.) فيلغريوس: يلقِي حب القوقايا فِي عسل يلوث الْحبّ فِيهِ مَرَّات. لي حل سكرا طبرزدا بِمَاء ورد واطبخه وَخذ رغوته واطبخه بِنَار لينَة حَتَّى يصير أغْلظ من الْعَسَل كثيرا كَأَنَّهُ عسل مَعْقُود ثمَّ لوث فِيهِ الْحبّ للشباب وللمشايخ يطْبخ بِعَسَل.

فيلغربوس: فِي شِفَاء الأسقام: إِذا لم يسهل الدَّوَاء وامغص وَحدث التمطي والسل فاحقنه فَإِن لم يجب طبعه والتوى من شدَّة الوجع فَأدْخلهُ الْحمام فَإِن التهب وأصابه امتداد فِي بدنه واحمرت عَيناهُ وجحظتا فافصد فَإِن لم يره إِلَّا المعض والوجع فَأدْخلهُ الْحمام وَيَأْكُل بعد خُرُوجه وَيكثر الْخمر عَلَيْهِ فَإِن لم يسكن المعض فليحقن أَيْضا وَيدخل الْحمام من أفرط عَلَيْهِ الإسهال فَأدْخلهُ الْحمام واسقه خمرًا صافياً مَعَ كعك فَإِن لم يحتبس فعصب يَدَيْهِ من أصل الْإِبِط تبدأ بِهِ ثمَّ تترا بِهِ وَالرّجلَيْنِ من الْأَدْوِيَة وضع على الْبَطن محاجم ولتكن كبارًا عدَّة واسقه ترياقاً أَو فلونيا والمركبة من القوابض والبزور اللطيفة والمخدرة واسقه فِي الصَّيف سويق شقير بِبَعْض الربوب وأطل على الْبَطن أضمدة قابضة طيبَة وَعدل الْهَوَاء الَّذِي هُوَ فِيهِ فَإِن مَال مَالِي الْبرد. لي يجب أَن يتدرج فِي هَذَا أَولا أَولا فَإِن ألجيت فَاسْتعْمل الْأَقْوَى فالأقوى من غشى عَلَيْهِ من إسهال وَبَردت ظَاهر بدنه زِدْت فِي استفراغه. لي قبل شرب المسهل يجب أَن تكون عنْدك أَقْرَاص قَوِيَّة فِي حبس الْبَطن مؤلفة من القوابض والعطرية والمخدرة وسفوف وأضمدة فَإِن أفرط الغشى عَن شرب المسهل بَغْتَة فتلاحق بِمَا يَنْبَغِي. الساهر: إِذا أفرط أطبخ حب البرباريس ثَلَاثَة دَرَاهِم بالدوغ حَتَّى ينْعَقد واسقه ألف ألف الطَّبَرِيّ: إِذا كَانَ الَّذِي أسهله الدَّوَاء ضَعِيفا وَلم يُمكن إِدْخَاله الْحمام فصب ماءاً مغلي فِي طست وأكبه عَلَيْهِ وغطه حَتَّى يعرق فَإِنَّهُ ملاكه. لي يمكنك أَيْضا أَن تخرج رَأسه من الثِّيَاب وبدنه دَاخل حَتَّى يعرق عرقاً شَدِيدا. النبض: الْعُرُوق تنفتح أفواهها إِلَى دَاخل شَدِيدا فِي الهيضة وإسهال الدَّوَاء والذرب وتنفتح أفواهها إِلَى خَارج عِنْد الْحمام وَعند التعرق الشَّديد وَلَو فِي الْحمام وَهَذَا يدل على أَن الْحمام والتعرق شِفَاء لفرط الإسهال. ج: المسهل مَتى لم يسهل انهضم وَولد فِي الْبَطن ذَلِك الْخَلْط الَّذِي يسهله وَهَذَا لَيْسَ بِصَحِيح) لِأَن بزر الأنجرة لَا يُولد البلغم فِي حَال لَكِن الدَّوَاء فِي الصَّحِيح إِذا لم يسهل وانهضم ولد الْخَلْط المشاكل مزاجه فَإِن العاقر قرحاً إِذا لم يسهل البلغم ولد صفراء فعلى هَذَا فقس كل وَاحِد من المسهلة بَينه وَبَين أحد الأخلاط مُنَاسبَة بِهِ يجذبه والمسهل إِذا بَقِي فِي الْجوف إِذا كَانَ مِمَّا يَسْتَحِيل فِي الْبدن اسْتَحَالَ وانهضم وَصَارَ غذاءاً مولداً لذَلِك الْخَلْط الَّذِي يجذبه وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يَسْتَحِيل أورث الْبدن حَالا رَدِيئَة والإسهال المفرط يكون عِنْد مَا تبقى قُوَّة المسهل قَوِيَّة قَائِمَة فِي أَفْوَاه الْعُرُوق وَلم تَبْرَح فَإِنَّهُ يخرج الْخَلْط الأرق ثمَّ

الأدوية المفردة

الأغلظ أبدا إِلَّا الدَّم فَإِنَّهُ يخرج آخر كل شَيْء وَيخرج أَولا مَا فِي شَأْن الْأَدْوِيَة جذبه ثمَّ الَّذِي يَلِيهِ فِي الرقة ثمَّ الدَّم بِآخِرهِ وَلذَا كل إسهال لي مَعْلُوم أَنه إِن كَانَ الإسهال يكون فِي هَذِه المجاري فَهَذِهِ كلهَا عَن الكبد تكون والمتصل من الكبد يكون بِهَذِهِ تحْتَاج أَن تدخل فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي حدبة الكبد وَهَذَا بعيد لِأَن ذَلِك كالشعر وأرق. 3 - (الْأَدْوِيَة المفردة) الثَّانِيَة: فِي آخرهَا كَلَام يحْتَاج إِلَيْهِ فِي المسهلة وأرق. لي من أحد الْأُصُول الْعَظِيمَة إِلَى أَن يجْتَنب المسهل فِي الصِّحَّة وَالْمَرَض حَتَّى تلين الطبيعة قبل ذَلِك لينًا معتدلاً فَإِن الدَّوَاء إِذا لَقِي طبيعة يابسة قَوِيَّة أكرب وأمغص وَقل فعله وَبَقِي أَكْثَره فِي الْجِسْم وانهضم وأورث أَحْيَانًا حمى وبالضد إِذا كَانَت الطبيعة لينَة وَيجب أَلا تسرف فِي اللين لِئَلَّا يكثر إسهال الدَّوَاء جدا لَكِن بِقدر لين الطبيعة اجْعَل قُوَّة الدَّوَاء وبالضد أَيْضا. من الكناش الْفَارِسِي: إِن عظم الإسهال فأعط الفلونيا. قسطاً: المسهلة قُوَّة الجذب فِيهَا أَكثر من قُوَّة الإسخان وَمِنْهَا مَا يجذب من الْبدن أخلاطاً حارة فيخرجها وَيخرج بخروجها فَلذَلِك يسلم شَارِب الدَّوَاء المسهل على الْأَكْثَر من حرهَا والمسهلة الَّتِي لَهَا فضل حر كثيرا مَا يتَقَدَّم قبلهَا بِإِخْرَاج الدَّم وتبريد مَا بَقِي بعده لِئَلَّا يُمكن الدَّوَاء بعد أَن يُولد عفونة وَلَا حِدة إِذا وافاه ثمَّ اسْقِهِ مِنْهَا. قَالَ: حب النّيل يُورث مغصاً وذبولاً وضعفاً مَتى لم يقشر فَإِذا قشر وَرمى بقشره وَاسْتعْمل لبه كَانَ أقل لجنايته وَيعْمل فِي إِخْرَاج الفضول اللزجة عملا لم تره الْعين من الْأَدْوِيَة والأدوية القوية الإسخان وَإِن لم يظْهر لَهَا فِي ذَلِك إسخان فَإِنَّهَا تجْعَل الدَّم مستعداً لقبُول العفن والالتهاب من أدنى سَبَب بِأَدْنَى الْأَمريْنِ إِن الدَّوَاء إِن أحدث ذَلِك أَن يعقب بالفصد وتبريد جمله الْبَاقِي قَالَ: التربد يخرج المَاء الغليظ والهليلج) يخرج الْخَلْط الحاد المستعد للعفن. الأقراص البرمكية هليليج أصفر وأسود وبليليج وآملج وأبرنج بِالسَّوِيَّةِ تَرَبد جزءان فانيذ مثل الْجَمِيع يراب بِمَاء وَتخرج رغوته ويعجن بِهِ ويقرص القرص من عشرَة دَرَاهِم الشربة وَاحِد وَهَذَا الدَّوَاء معتدل لَا ينْسب إِلَى حرارة. الْكِنْدِيّ من أَرَادَ الْقَيْء فَلْيدْخلْ الْحمام على الرِّيق فَإِذا ابتل بدنه خرج قبل أَن يضعف ويسترخي وَيشْرب فقاعاً قد ديف فِيهِ عسل حَتَّى يكظه ويستدعي الْقَيْء وَقد شدّ عَيناهُ فَإِذا انْقَطع الْقَيْء لبث سَاعَة واستدعى الْقَيْء ثَانِيَة فَإِنَّهُ يخرج بِهَذَا التَّدْبِير لزوجة كَثِيرَة. (المسهلة من الْأَدْوِيَة والأغذية والفتل) (والحقن والأضمدة والأطلية) تَدْبِير الأصحاء مَا يلين الْبَطن بِمِقْدَار حفظ الصِّحَّة: صمغ الْحبَّة الخضراء مِقْدَار

جوزة لب القرطم جزؤ عسل التِّين ثَلَاثَة أَجزَاء يُؤْخَذ مِنْهُ قدر بَيْضَة والإجاص المنقع بِمَاء الْعَسَل والتين الْيَابِس إِذا أَخذ قبل الطَّعَام وزيتون المَاء قبل الطَّعَام. لي وَالْبيض النيمرشت قبل الطَّعَام وَمَتى خلط بصمغ البطم بورق كَانَ أَكثر إطلاقا. من كتاب مَا بَال شرب الدّهن قبل الطَّعَام يسهل خُرُوج الْغذَاء وَيُطلق الْبَطن. الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض: الخربق يسهل خلطاً سوداوياً. الْفُصُول الثَّانِيَة: أكل السّمك المالح قبل الطَّعَام والكراث يسهل الْبَطن وَالشرَاب بعد الطَّعَام إِذا انهضم يسهل الْبَطن وَالشرَاب العقص لَا يفعل ذَلِك. الترياق إِلَى قَيْصر: السقمونيا يجذب الصَّفْرَاء بِخَاصَّة وَكَذَا يزر الأنجرة ويجذب البلغم والأخلاط المائية والأفيثمون يجذب السَّوْدَاء بِخَاصَّة. 3 (الحقن) الَّذِي يخرج الثفل سَرِيعا من الْأَدْوِيَة: حجر ملح دراني يحْتَمل أَو نطرون أَو عسل مَعْقُود يورق أَو لبن التوت أَو شياقة من بصل أَو مَاء البصل والثوم والكراث أَو زيل الفأر وَالْحمام وَيفْعل ذَلِك الحلتيت وَيجب أَن تدهن المقعدة. رسم الطِّبّ بالتجارب: مثل الشَّيْء الْكَائِن فِي أَكثر الْأَمر الإسهال عَن السقمونيا. أبيذيما الْخَامِس من السَّادِسَة: إِذا أردْت أَن تسهل الصّبيان لتنقي أبدانهم فأعط عصارة قثاء الْحمار وأعلف العنز مِنْهُ واسقه اللَّبن فَإِنَّهُ ينقي بدنه. لي أَي خلط أردْت إسهاله للصَّبِيّ فأعط لأمه الدَّوَاء وَيصْلح هَذَا لمن يتكره الدَّوَاء جدا أعلف العنز مَا تُرِيدُ من دَوَاء حَتَّى يصير مسهلاً. لي مطبوخ اللفتة للسعال والإسهال: أقماع بنفسج لَا ورقه عشرَة دَرَاهِم تُرِيدُ مصمغ ثَلَاثَة دَرَاهِم أصل السوس عشرَة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبقي ثلثا رَطْل ويمرس ويصفي وَيجْعَل فِيهِ عشرَة دَرَاهِم سكرا وَإِن كَانَت حرارة غالبة فاطرح عَلَيْهَا شَيْئا من لعاب بزرقطونا ألف ألف واسقه. لي سبستان ثَلَاثُونَ عناب عشرَة تين أَبيض خَمْسَة أصُول السوس عشرَة تَرَبد أَرْبَعَة أقماع بنفسج عشرَة بطبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويصفي ويسقي مَعَ فانيذ خَمْسَة لي مِمَّا رَأَيْت مِمَّا يلطخ بِهِ فيسهل: عصارة فثاء الْحمار لبن الشبرم سقمونيا مرَارَة الثور طبيخ الحنظل وعصارته رطبه يطْبخ بهَا بعض الأدهان دهن الخروع إصطرك شمع قنة وسخ الْكوز عكر الزَّيْت ويطلى. مسهل من الثَّانِيَة للمجذوم: حب الماهودانه إِحْدَى وَعِشْرُونَ حَبَّة جندبادستر ثَلَاث أبولسات اسحق الْجَمِيع واسقه مَعَ قوطولى دهن ورد وَهَذِه شربة فَمن أَرَادَهُ غير قوى فأعطه إِحْدَى عشرَة حَبَّة مَعَ سَائِر الأخلاط. لي شربة يَبِيعهَا إِنْسَان على الطَّرِيق وَهِي سليمَة وَتُؤْخَذ على الطَّعَام: شبرم حشيش لَا

لبن وكثيراء وسكر من دانقين إِلَى دانق وفلفل وزعفران يَجْعَل قرصة ويسقى. قَالَ: التجربة من لبن الشبرم أَن القيراط مِنْهُ يخلف عشرَة فَأَما هَذِه فَتخلف خمس عشرَة. من الْمُقَابلَة للأدواء مسهل لمن يخَاف عَلَيْهِ استسقاءاً: ماهودانه درخميان جندبادستر نصف) يشرب بِمَاء. الأولى من الأغذية قَالَ ج: إِذا أخذت سفرجلة مشوية فِيهَا سقمونيا أطلقت الطَّبْع وَلم تحبس. لي وَكَذَا تطعم تفاحة يشوي فِيهَا سقمونيا وَلبن شبرم. قَالَ ج: هَذِه السفرجلة تطلق ولذتها وَقَبضهَا ونفعها للمعدة قَائِمَة فِيهَا طبيخ الحلبة مَعَ عسل يسهل وينقي المعي من الأثفال. قَالَ: والشاهترج جيد للمعدة لِأَن فِيهِ مرَارَة وقبضاً وَلَا يحْتَمل كَثْرَة الطَّبْخ. الْيَهُودِيّ يسهل الصَّبِي: إهليلج أصفر وأسود وأفسنتين ومصطكى وَتَربد وسقمونيا يُعْطي قدر حمصة والتربد يجلب من الرَّأْس بِقُوَّة. أخلاط الدَّوَاء الْأَبْيَض لتنقية الرَّأْس تَرَبد حب النّيل أُوقِيَّة سقمونيا دِرْهَمَانِ يخرج مرّة وبلغماً وَحب النّيل يقطع غلظ السَّوْدَاء وَيذْهب بالعفن. مطبوخ قوي لمن لَا يقدر على الهليلج: أقماع بنفسج أصُول السوس حب النّيل تَرَبد يطْبخ نعما ويصفى ويذاب فِيهِ قِيرَاط سقمونيا ويصفى وَيشْرب وَإِن أردْت أقوى فاطبخ فِيهِ شَيْئا من قشور شبرم جربت قشور الشبرم فَوجدت نصف دِرْهَم يسهل مجَالِس صَالِحَة وَاللَّبن أقوى. قرصة فِيهَا دانقان وَهِي قرصة الْبَغْدَادِيّ الَّذِي حدثت عَنهُ: لبن شبرم دانق سكر أَبيض مثله ويعجن بِمَاء ويقرص وتدهن الْيَد بدهن لوز القرصة تقيم خَمْسَة صفراء وبلغم. لي الْيَهُودِيّ: مصلح. قرصة تسهل وتسكن الْعَطش وتطفيء: أقماع بنفسج يَابِس دِرْهَم تَرَبد أَبيض محكوك حب النّيل مقشر نصف سقمونيا من ثَلَاثَة طاسيج إِلَى دانق رب السوس دِرْهَم بزرخيار تربجين مثلهَا يسْقِي جَمِيعًا. لي مطبوخ نَافِع من السعال يُطلق بِقُوَّة: عروق السوس دِرْهَم ألف ألف تَرَبد أَبيض محكوك حب النّيل ثَلَاثَة ثَلَاثَة أقماع بنفسج أَرْبَعَة يرض ويطبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال مَاء إِلَى أَن يبْقى رَطْل ويطرح فِي أُوقِيَّة وَنصف ترنجبين أَبيض ولعاب بزر قطونا ثَلَاثَة ويسقى فَإِنَّهُ يطفيء الْحمى واللهيب والعطش ويسهل بِقُوَّة وينقي مَا فِي الْمعدة ويطرح مَعَه بزر رجلة مسحوقاً ثَلَاثَة

دَرَاهِم وَإِن شِئْت أَن يسهل إسهالاً أقوى أدف فِي الطبيخ سقمونيا دانقاً وَلَا تخف فَإِنَّهُ تظهر مَعَه حرارة) وَلَا غائلة لَهُ. 3 (حب سليم) هليلج أصفر وصبر أسقوطرى مر من كل وَاحِد جزؤ عصارة أفسنتين عصارة غافث ورق ورد مطحوناً تَرَبد سقمونيا يعجن بسكنجبين وَمَاء هندباء وَيُؤْخَذ مِنْهُ بِقدر مَا يصلح. الطَّبَرِيّ: من أفضل أدوية السعال عِنْد الْهِنْد التربد. 3 (كناش الْإِسْكَنْدَر) إِذا كَانَت حميات لهبة شَدِيدَة والبطن يَابسا فَإِنِّي أمرخ الْبَطن والجنبين بِمَاء ودهن مرخا جيدا فيسهل الْبَطن بذلك وَإِن كَانَ ورم أَو جساء فِي الْبَطن فلينه ويسهل خُرُوج الثفل. وَقَالَ: الْحِجَارَة الأرمينية تنفض السَّوْدَاء كالخربق وَلَا خطر فِيهِ والشربة ثَمَانِيَة عشر قيراطاً إِلَى مِثْقَال بعد أَن يغسل مرَّتَيْنِ لتذهب غائلته. لي كَانَ الْكِنْدِيّ قد عالج من بِهِ طحال فبرئ بِسِتَّة مَثَاقِيل أفيثمون مسحوق مَعَ أوقيتين من السكنجبين. 3 (بولس مِمَّا يسهل السَّوْدَاء:) 3 (أفيثمون) نصف أُوقِيَّة بِمَاء الْجُبْن أَو بِمَاء الْعَسَل فاتراً وبالإيارج الَّذِي فِيهِ خربق أسود. لي مِمَّا يسهل أَصْحَاب الْأَبدَان الْيَابِسَة على مَا رَأَيْت فِي التجربة: الْأَدْوِيَة اللزجة أَكثر من الحارة وَرَأَيْت هَذِه قَوِيَّة فِي القولنج والثفل الْيَابِس وسقيت رجلا عشرَة دَرَاهِم خِيَار شنبر فمصه وَلم أجرعه عَلَيْهِ ماءاً لِئَلَّا يخرج سَرِيعا فَلَمَّا أصبح سقيته مَاء إجاص مطبوخ فَقَامَ وَاسْتعْمل هَذَا القانون فِي الصَّبْر فَإِنَّهُ يبطيء فعله وَذَلِكَ بِأَن تسقيه عشياً وَيشْرب عَلَيْهِ هَذَا مسهل لمن بِهِ حمى وسعال وَفِي بَطْنه ثفل يَابِس يغتذي بالبقول اللينة ثمَّ أعْطه عِنْد النّوم خِيَار شنبر يمتصه وينام عَلَيْهِ إِذا أصبح فاسقه هَذَا الْمَطْبُوخ: عناب مخيطة زبيب أصُول السوس تَرَبد يطْبخ ويسقي. الْإِسْكَنْدَر مسهل لحمى الغب والمحرقة والرمد وكل دَاء من صفراء وَمن خلط حَار: عصارة ورد قسطان عسل قسط سقمونيا مشوية أُوقِيَّة يطْبخ الشربة التَّامَّة خمس فلنجياوات وَالصُّغْرَى اثْنَيْنِ وَنصف وَقَالَ: السقمونيا لَيْسَ يخرج الصَّفْرَاء بل والبلغم والغاريقون يخرج البلغم) الغليظ وَالرَّقِيق إخراجاً كثيرا والقرطم يسهل البلغم. الْإِسْكَنْدَر حب للصرع والفالج واللقوة والرعشة والحمى الْورْد وَالرّبع: حنظل سقمونيا قشر الخربق الْأسود والمقل أُوقِيَّة فربيون نصف يعجن بعصارة الكرنب الشربة من

عشْرين قيراطاً إِلَى ثَلَاثِينَ. وَقَالَ: الْحِجَارَة الأرمينية تنقي السَّوْدَاء وَإِن لم تغسل قيئت وَإِن غسلت أسهلت الشربة ثَلَاثَة قراريط إِلَى خَمْسَة ينظر فِيهِ ألف ألف. وَقَالَ: يخلط قرنفل وقنطوريون صَغِير إِن طبخ وَشرب طبيخه أسهل صفراء وبلغما. ج: القطف يلين. ابْن ماسويه: الرمانان إِن عصر شحمهما أسهل صفراء والتوت يلين قشور التوت إِن طبخ بِمَاء وَشرب أسهل طبيخه الْبَطن وَمِنْه التوت يسهل. ج: التوت النضج مِنْهُ يسهل وَكَذَا الْيَابِس إِذا دق مَعَ القرطم والنطرون وَأكل لين الْبَطن. 3 (د:) 3 (لبن التِّين) إِذا خلط بلوز مقشر ونشاستج وَشرب أسهل. ج: التِّين تطلق الْبَطن رطبا أَو يَابسا لبن التِّين يسهل والثوم يسهل وقشر أصل التافسيا وعصارته وطعمه يسهل والأوراق على مَا فِي بَاب الْقَيْء. 3 (د:) 3 (الغاريقون) إِن شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء عسل أسهل وخاصته إسهال البلغم والسوداء. بديغورس: مَتى قشر من حب الخروغ ثَلَاثُونَ وشربت بعد سحقها أسهلت بلغماً وماءاً. ج: دهن الخروع وحبه يسهل والخردل يلين.: بزر الخشخاش الْمصْرِيّ مَتى شرب مِنْهُ اكسونا بِمثل أُوقِيَّة من مَاء القرطم ألان الْبَطن وَقد يخلط بالناطف فيفعل ذَلِك والملوكية البستانية تلين. ج: وخاصة قضبانه. روفس: الملوكية نَاقِصَة فِي الْإِطْلَاق وَكَذَا الحماض وَالْخيَار الَّذِي يَدُور مَعَ الشَّمْس طبيخ الْكَبِير) مِنْهُ يسهل خاماً وَمرَّة. 3 (بواس) الخس ملين. د: إِذا شرب من لبن الخس البرى نصف دِرْهَم بخل وَمَاء ممزوج أسهل كيموسا مائياً. 3 (د:) 3 (خيارشنبر) خاصته إسهال الصَّفْرَاء. 3 (بديغورس) زهرَة الخثى وثمره إِن شرب بشراب أسهل. د: الخربق الْأسود مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاث أبولسات وَحده أَو مَعَ سقمونيا وملح أسهل بلغما وَمرَّة وَقد يطْبخ بأمراق وعدس فيسهل. د: الخربق الْأسود مَتى زرع عِنْد كرم كَانَ شرابه مسهلاً.

ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة المفردة الملينة إِذا شربت ألانت الْبَطن الميعة السائلة يشرب مِنْهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم بِثَلَاث أَوَاقٍ من المَاء الْحَار وَكَذَا علك الأنباط البورق الأرميني والفجل وماؤه والسمك الطري والمصطكي والميويزج وبزر الأنجرة والبنفسج الْيَابِس وَالصَّبْر هَذِه كلهَا تنقي. وَمِمَّا يسهل السَّوْدَاء: الغاريقون مِثْقَال مَعَ الأفيثمون مِثْقَال مَعَ مَاء الفوذنج البستاني وَمِمَّا يسهل خُرُوج الْأَطْعِمَة: الْخبز الخشكار يلين زيتون المَاء إِذا أكل طَربا قبل الطَّعَام والأطراف والأدمغة والبطيخ وَالْعِنَب والتوت والجوز الرطب والإجاص الرطب أَو ينقع بِخِلَاف يقدم قبل الطَّعَام لمن معدته يابسة فَاسِدَة والجبن الحَدِيث يُؤْكَل بِعَسَل وَالْعَسَل إِذا لم تنْزع رغوته إِذا لعق قبل الطَّعَام والسكنجبين وَالشرَاب الحلو وَأكل القابضة بعد الطَّعَام وَتَقْدِيم الْبُقُول بِزَيْت ومري كالفرع والسلق والملوكيا وَالْبيض النيمرشت يتحسى. إِسْحَاق ينْقض البلغم: تَرَبد وغاريقون وملح هندي وبورق أرميني ولب القرطم والأشياء الَّتِي تسْتَعْمل فِي أدوية الصِّحَّة انفض الثّقل: بقول مطيبة يمري وزيت وخاصة السلق والكرنب والقطف ألف ألف والبقلة اليماينة واللبلاب ولب القرطم إِذا خلط بالطبيخ ومرق الديوك وَمن الْأَدْوِيَة: التناسب إِذا كَانَ أقوى وَالَّذِي يصلح لمن رأى أَمَارَات الصَّفْرَاء من) الأصحاء أَن ينفض بدنه بِمَاء الْجُبْن لتنقي عروقه وَإِن ثقل عَلَيْهِ فليشربه بملح قَلِيل وسكر شَيْئا قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّمَا يجب أَن يلفي فِيهِ ملح كل يَوْم قَلِيلا فِي أول شربه يشربه فَإِذا كَانَت العلامات الدَّالَّة على الصَّفْرَاء أقوى فليلق مَعَه إهليلج أصفر مَتى احْتِيجَ إِلَى تليين الْبَطن فِي الْعِلَل الحارة وَلَا تسهله إسهالاً كثيرا وأسفه من عصارة قضبان الفرفير ثُلثي رَطْل مَعَ سكر والإجاص المنقوع بجلاب وَرُبمَا جعل فِي هَذَا الْجلاب تُرِيدُ وسقمونيا على قدر الْحَاجة وَمَاء اللبلاب ولسان الْحمل أَخذ مِنْهُ عِنْد النّوم قدر فستقه وَمَتى خلط مَعَ بورق قَلِيل. وَمِمَّا يسهل بلغماً: الحنظل والمازربون وفثاء الْحمار ولبني ارهبان والكمافيطوس والمقل وَمِمَّا يسهل الصَّفْرَاء سقمونيا والخربق الْأسود والإهليج الْأَصْفَر. وَمِمَّا يسهل السَّوْدَاء: الأفيثمون والبسفايج والهليلج الْأسود والصعتر الْبري وَالْحجر الأرميني والدقيق من القنطوريون وشحم الحنظل. وَمِمَّا يسهل المَاء: النّحاس المحرق والمازريون والفربيون والماهودانه. أبقراط: الخربق ينفض الْمرة والبلغم الَّذِي يكون عَنهُ الصرع وَالْجُنُون وَنَحْوهمَا وصمغ الشبرم يسهل المَاء والقردمانا والقرطم وتوبال النّحاس. وَقَالَ: الشرية من القرطم أَو الْوُسْطَى سَبْعُونَ حَبَّة وَالصُّغْرَى إِذا كَانَ القرطم عتيقاً فَأَما الحَدِيث فالشربة القوية

لَا يخلط بشحم الْمعز أَو بالسنا فَإِنَّهُ ينفض البلغم. وَقَالَ: الشربة من قشور النّحاس نصف أكسونافن قد عجن بِعَسَل وَيشْرب بعده مَاء حَار. 3 (مسهل للبطن) لبلاب أَبيض يسحق وَيصب عَلَيْهِ ورد ودهن رطبَة وَقَالَ: الخربق الْأَبْيَض ينفض أَيْضا من أَسْفَل نفضاً حسنا يكسر صغَارًا ويعجن بِعَسَل ويسقى وَمَتى طبخ بِالْمَاءِ ثمَّ صفى المَاء وَجعل مَعَه عسل وطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام وَسقي مِنْهُ ملعقة كَانَ مسهلاً متوسطاً يصلح للضعفاء. دهن مسهل: شَحم حنظل غير مسحوق ثَلَاث أَوَاقٍ يلقِي فِي رَطْل دهن طري ويشمس أسبوعاً ويلقي فِيهِ ثَلَاث أَوَاقٍ يفعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات ويصفى ويدهن بِهِ الْموضع الَّذِي هُوَ فِيهِ وقم فِي الشَّمْس سَاعَة موضعك لَا يصيبك ريح يكون دفئاً وَإِذا أقبل يمشيك فِي الشَّمْس فَإِنَّهُ يمشيك مقاعد صَالِحَة وَمَتى أردْت قِطْعَة فَاشْرَبْ سويقاً أَو كل. 3 (أركاغانيس) إِذا دق القرطم وغلى بِمَاء وَجعل على المَاء عسل وسكر وَشرب أسهل إسهالاً قَوِيا كإسهال الإيارج وأقامه بدله فِي كتاب الْأَمْرَاض المزمنة فِي بَاب القولنج فِي دَاخل الْحجاب. الْكِنْدِيّ فِي كِتَابه فِي انجذاب الأخلاط: مَاء الْجُبْن يسهل صفراء حارة لَا يخالطها غَيرهَا والسرمق يخرج صفراء وينقي ألف ألف مَادَّة اليرقان والرند يضعف الْحَرَارَة الغريزية فتضعف عِنْد الْإِمْسَاك فيسهل الأخلاط وَهُوَ يصغر النَّفس والنبض والمازريون يؤلم الْأَعْضَاء ويرخيها وَلذَلِك يسهل وَكسب الخروع يحِيل مَا فِي الْبَطن إِلَيْهِ ويسهله والسكنجبين الشَّديد الحموضة يقطع الأخلاط ويسهلها أَن تخرج من الْبَطن والحنظل لطيف نَارِي تبلغ قوته أقْصَى الْجِسْم مَعَ فعله فِي الْبَطن الكندس مَتى أَكثر مِنْهُ أسهل وآلم الْمعدة. مَجْهُول: دس الهليلجين فِي الحنظل الرطب وَيتْرك على شَجَرَة فَإِذا كَانَ فِي الشتَاء أَخذ وجفف فِي الظل ويطلي على الْبَطن فَإِنَّهُ يخلف وَهُوَ جيد للمعدة يسْتَعْمل بعد التوحش لَهُ. مسهل سليم ابْن ماسوية معجون طيب الطّعْم يسهل بِلَا أَذَى وَيصْلح للنفض ولتليين الْبَطن: سمسم مقشر دِرْهَمَانِ سقمونيا نصف شَحم حنظل نصف ملح هندي غاريقون بزر كرفس بزر الْورْد كثيرا من كل وَاحِد اثْنَان تَرَبد وَاحِد وَنصف يعجن بِعَسَل الطبرزد الشربة دِرْهَم وَنصف بِمَاء فاتر. اسْتِخْرَاج حب يلين تَلْيِينًا صَالحا بِلَا أَذَى وَلَا تهييج حرارة وَيشْرب فِي القيظ: إهليلج أصفر وَتَربد محكوك دِرْهَم دِرْهَم سقمونيا وَحب النّيل وَورد وعود من كل وَاحِد دانق وَنصف) عصارة أفسنتين وكافور طسوج من كل وَاحِد يجب بِمَاء الهندباء أَو بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَهَذِه شربة.

مسهل يسكن الصَّفْرَاء وَيذْهب تكسير الْبدن والحمى والحرارة وَهُوَ: شراب الإجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْأَشْرِبَة عِنْد حرف التَّاء. من الْكَمَال والتمام حب يسقى فِي الحميات الحارة مَكَان الْخِيَار شنبر والترنجبين إِذا كَانَ السعال واحتيج إِلَى إسهال قوي: بنفسج يخرج ربه على مَا تعلم وَيُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة وكثيراء ثلثة وَرب السوس لِسَان الثور سَبْعَة وَيشْرب من هَذَا الْحبّ أَرْبَعَة دَرَاهِم بأوقيتين شراب بنفسج مَعْمُول بترنجبين قد أصلحت أَنا هَذَا وَلم يكن فِي الأَصْل رب البنفسج وَهَذَا يسهل إسهالاً كثيرا فَإِن أردته أَكثر فألق فِيهِ من رب التربد نصف دِرْهَم لعاب بزر قطونا درهما وَاحِدًا فَإِنَّهُ غير ضار وَلَا يهيج حرارة. وَمن الْكَمَال والتمام: مطبوخ يسهل صفراء وبلغماً: زبيب منزوع الْعَجم خَمْسَة دَرَاهِم إجاص ثَلَاثُونَ تمر هندي دون نوى عشرُون عناب دون نوى خَمْسَة شاهترج خَمْسَة عشر درهما أنيسون مصطكى دِرْهَم من كل وَاحِد تَرَبد دِرْهَم مَتى أردْت أَن تسقيه بِلَا بَيَاض عشرَة دَرَاهِم وَإِن أردْت أَن تَسْقِي مَعَه بَيَاضًا خَمْسَة عشر درهما يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويسقى مِنْهُ وَنصف رَطْل وبياضه إِن جعلت التربد خَمْسَة دَرَاهِم تَرَبد دِرْهَم ملح دانق. دَوَاء للإسهال لمن كَانَ محروراً فِي القيظ: رائب بقر حامضاً أوقيتان يداف فِيهِ سقمونيا ألف ألف دانق وَنصف يسهل كيموسا أسود يطْبخ فوذنج جبلي أُوقِيَّة وَنصف ف رَطْل وَنصف من المَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث وَيشْرب. حب بَارِد يسهل: إهليهج أصفر دِرْهَم سقمونيا وَورد دانق غاريقون صَبر نصف نصف يعجن بِمَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وَيشْرب بجلاب وَهِي شربة. ج: فِي حِيلَة الْبُرْء: الصَّبْر يبلغ قوته أَن يحدر من الْبَطن وجداول الْغذَاء إِلَى الكبد فَقَط والمغسول أَجود للمعدة وَغير المغول أَكثر إسهالاً اسْتِخْرَاج: إِذا جعلته مَعَ سقمونيا فاجعله مغولاً. قَالَ ج: لَا تسهل من فِي بَطْنه ورم بالأنجرة والقرطم واللبلاب خير من أَن تسهل بِالصبرِ. ج فِي حفظ الصِّحَّة: مَتى سقى الشُّيُوخ دهنا قبل الطَّعَام أسهل وَإِن احْتبست بطونهم) فأعطهم من صمغ البطم قدر جوزة صَغِيرَة فَإِنَّهُ يلين بِلَا أَذَى ويجلو مجار الكبد وَالطحَال حنين ف كتب الْقَصْد: مَاء الْملح يسهل بلغماً لزجا. لي

معجون للقولنج: سقمونيا خرق أَبيض ربع دِرْهَم من كل وَاحِد حب النّيل شَحم حنظل وكثيراء دانقان من كل وَاحِد فربيون دانق تَرَبد دِرْهَمَانِ يطْبخ التربد بِالْمَاءِ وَيُؤْخَذ المَاء وَيحل فِيهِ وَهَذِه شربة معتدلة وَمَتى أردته أقوى فَخذه مرّة وَنصفا. مسهل عَجِيب نَافِع من الْحمى فِي الصَّيف: سقمونيا عشرَة دَرَاهِم تَرَبد ثَلَاثُونَ درهما لوز مقشر عشرُون درهما ينقع التربد يَوْمًا وَلَيْلَة وَيكون التربد مصمغا جيدا ثمَّ يغلي فِي ميبه غلياناً كثيرا بِرِفْق فِي زجاجة إِلَى أَن يغلظ ثمَّ يعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وَيرْفَع الشربة المعتدلة دِرْهَمَانِ وَنصف إِلَى أَرْبَعَة وَإِن أردته بالعجلة فاجمع الأخلاط واعجنه بسكنجبين. سَابُور قرص مسهل: تَرَبد عشرَة حب النّيل سقمونيا دِرْهَمَانِ وَنصف أصل السوس ثَلَاثَة دَرَاهِم ورد أَرْبَعَة يتَّخذ أقراصاً يشرب القرص بِثَلَاث سكرجات وَهَذَا عِنْدِي غير جيد التَّرْكِيب لِأَنَّهُ يجب أَن يكون الْغَالِب الْورْد وَرب السوس لِأَن الْقَلِيل مِنْهُمَا لَا يُؤثر أثرا بل خُذ وردا درهما وَرب السوس نصفا سقمونيا دانق إِلَى أَربع حبات النّيل دانق تَرَبد دِرْهَم يعجن بِمَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب أَو سكنجبين ويحبب وَهُوَ شربة. القوى الطبيعة: القرطم والحبة المنسوبة إِلَى جَزِيرَة قبرس وشوكة الحصارين تجذب البلغم. وَقَالَ: زهرَة النّحاس وتوباله والمازريون يسهل المَاء والسقمونيا يجذب الْمرة. قَالَ: الدَّوَاء الَّذِي من شَأْنه اجتذاب خلط مجتذب فِي الْبدن الَّذِي فِيهِ من ذَلِك الْخَلْط أَكثر وَفِي السن والزمن المكتر لذَلِك الْخَلْط أَكثر وبالضد حَتَّى أَنَّك إِن سقيت شَابًّا نحيفاً مُسْتَعْملا للكد فِي وَقت صَائِف مَا يخرج البلغم وجدته لَا يسهل إِلَّا يكد وَفِي غَايَة الْقلَّة ويضره غَايَة الْمضرَّة وبالضد. الأغذية لج: لَو خلطت بِمَاء الشّعير قَلِيل سقمونيا وَمَا أشبهه لم ألف ألف يبطل فعله على حَال ولين الطبيعة تَلْيِينًا ظَاهرا وَمِمَّا يسهل وَيخرج الطَّعَام: شراب حُلْو قبل الطَّعَام قدر نصف رَطْل وينقع الْجَوْز فِي المَاء حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة الْجَوْز الرطب ثمَّ يُؤْكَل بمري فائق فَإِنَّهُ يلين. لي مسهل للحرارة والسعال: بنفسج نيلوفر أصل السوس ويغمر بِمَاء وينقع يَوْمًا وَلَيْلَة ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يغلظ قَلِيلا وَيُؤْخَذ مِنْهُ رَطْل وَمن لب خِيَار شنبر أَربع أَوَاقٍ ترنجبين رَطْل يجمع ذَلِك كُله ويطبخ على فَحم وَتُؤْخَذ رغوته حَتَّى يصير لَهُ قوام الْعَسَل الرَّقِيق ويسقى مِنْهُ أَربع) أَوَاقٍ بأوقيتي مَاء فَإِن أردته أقوى فألق فِيهِ مَاء البنفسج حَتَّى تطبخه تربدا مصمغاً عشرَة دَرَاهِم وَيجب أَن تطبخ فلوس الْخِيَار شنبر ويصفى ويعقد وَهَكَذَا فافعل بالترنجبين. لي شراب بنفسج: عروق سوس عشرُون درهما تَرَبد عشرَة بنفسج يَابِس ثَلَاثُونَ يصب عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَرْطَال مَاء وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة والتربد مرضوض وَكَذَا أصل السوس ثمَّ يطْبخ على نَار فَحم حَتَّى يصير رطلا ويصفى ويلقى عَلَيْهِ رَطْل من الترنجبين محلولاً معقوداً بطبرزد جيد ويطبخ وَتخرج رغوته حَتَّى يصير لَهُ قوام ويسقى مِنْهُ.

قرصة مسهلة وَإِن شِئْت حبا وينفع السعال: يُؤْخَذ من عقيد التربد نصف وَمن عقيد السوس دِرْهَم وَمن الكثيراء دانق وَيجْعَل قرصاً أَو حبا وَيصْلح أَن يكون مِنْهُ دَائِما تَحت اللِّسَان فَإِنَّهُ يلين الصَّدْر ويسهل ويسكن الْعَطش. الترياق إِلَى قَيْصر: السقمونيا يستفرغ البلغم والخلط المائي. السمُوم إِلَى ج: الخربق الْأسود يسهل سَوْدَاء فَإِن أَخذ الشَّارِب لَهُ كزاز قَتله. أبيديميا: المسهلة الضعيفة لَا تقدر أَن تسهل الْبَطن إِذا كَانَ فِيهِ ثفل يَابِس عَتيق صلب فَيحْتَاج إِلَى الحقن ليحل ذَلِك الثفل ثمَّ يسقى أَيْضا. جَوَامِع النبض الْكَبِير: الخربق الْأسود يسهل السَّوْدَاء وَهُوَ أَضْعَف وَأَقل خطراً من الْأَبْيَض والأبيض يقيء. روفس فِي أوجاع المفاصل: أَدخل صمغ الْكَرم الْبري فِي عداد السقمونيا واليتوع فِي المسهلات. قَالَ: والحنظل مُضر بالعصب. لي حب مسهل يُؤْخَذ لَيْلًا ويسهل فِي غَد وَيخرج الثفل: صَبر وعلك البطم نصف نصف لي مسهل للأدوية السوداوية الجذام والمالنخوليا والقروح الرَّديئَة والسرطان: يلقى على رطلين من سكنجبين وَهُوَ حَار سَاعَة ينزل على النَّار أُوقِيَّة أفيثمون أقريطشى خربق أسود مسحوق خَمْسَة دَرَاهِم وَيتْرك حَتَّى يبرد ويصفى وَيسْتَعْمل. الْفُصُول: شرب الفقاح بعد الطَّعَام يلين وَتَقْدِيم المالح والكراث قبل الطَّعَام يسهل. أَخْبرنِي من أَثِق بِهِ أَنه رأى أَعْرَابِيًا يمسح قَدَمَيْهِ بشحم الحنظل الرطب مسحاً جيدا سَاعَة فيقيمه مَجْلِسا ثمَّ يُعِيد ذَلِك فيقيمه حَتَّى اكْتفى. الميامر: الصَّبْر مِقْدَار قوته فِي الإسهال أَن يسهل مَا يماسه فِي الْمعدة ألف ألف والأمعاء) وَرُبمَا بلغت قوته إِلَى الكبد فَأَما إِن يكون كالأدوية الجاذبة فَلَا والمغسول مِنْهُ يضعف إسهاله وتقل حِدته. حنين: من كتاب الْمعدة: عصارة قثاء الْحمار سقمونيا مرَارَة الثور بِالسَّوِيَّةِ يجمع بشمع ودهن ويضمد بِهِ. لي اجْعَل بدل قثاء الْحمار شَحم حنظل. لي يعصر الحنظل الرطب ويعجن بِهِ دَقِيق ترمس أَو يعجن شمع ودهن ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ مسهل. من الْمعدة لحنين: شَحم الحنظل أوقيتان سقمونيا ثَلَاث أَوَاقٍ عصارة الأفسنتين أُوقِيَّة مقل نصف أُوقِيَّة يعجن بِمَاء الكراث ويتخذ حبا كالكرسنة ويسقى لحمى الرّبع وَالْغِب فِي حدوثها وللبثر وتقشر الْجلد والرمد والحرارة ودرور الطمث وَعلل أخر كَثِيرَة وَيُعْطى مِنْهُ للصبيان حبتان أَو ثَلَاث وللأحداث سبع وللرجال عشر إِلَى خَمْسَة عشر مدح حنين هَذَا الْحبّ جدا وَقَالَ: لَا أرى لَهُ خطراً.

قرص ألفته على نَحْو قرص عَبدُوس يسْقِي فِي الحميات الغب وَالرّبع والبلغمية وينفع نفعا فِي الْغَايَة: سقمونيا دانق شَحم حنظل ربع دِرْهَم حب النّيل مقشر دانقان عصارة أفسنتين نصف يَجْعَل قرصاً بِمَاء الكثيراء وَهِي شربة كَامِلَة وَقد يُؤْخَذ نصفهَا وثلثها. قرص جيد للغب: سقمونيا مشوي فِي سفرجلة عصارة الأفسنتين مثلا يعجن بِمَاء الهندباء ويقرص الشربة نصف مِثْقَال يسهل بِلَا عنف وَإِن كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة فاطرح فِيهِ طسوج كافور وَإِن سقيت هَذَا الْحبّ وَفِيه عصارة الهندباء نفع الكبد الملتهبة نفعا عَظِيما ونقى اليرقان فأطفأ الْحَرَارَة. جوارش مسهل للساهر: سفرجل حامض ينفع فِيمَا يغمره خلا ويطبخ فِيهِ حَتَّى يتهرى ثمَّ يعصر وَيُؤْخَذ مثله سكرا أَبيض فيعقد فِي طنجين بِنَار لينَة ويلقى لكل رَطْل مِنْهَا قبل العقد سَبْعَة سقمونيا فَإِنَّهُ قوي والشربة خَمْسَة عشر درهما وَيُؤْخَذ من التربد المحكوك جزؤ ومثلاه من حب النّيل ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيرْفَع ويسقى من دِرْهَم إِلَى ثَلَاث على قدر مَا تَرَبد وَمَتى أردْت ذَلِك بِسُرْعَة فَخذ من السفرجل فغله بخل خمر حاذق حَتَّى يتهرى وَصفه وَخذ سكرا مثل مَا وصفت مرَّتَيْنِ وألقه فِيهِ واطبخه حَتَّى يغلظ وَخذ دانق سقمونيا وَدِرْهَم تَرَبد وَنصف) دِرْهَم من حب النّيل واعجنه بِدِرْهَمَيْنِ من حب النّيل واعجنه بِدِرْهَمَيْنِ من الَّذِي طبخت وخذه فَإِنَّهُ جيد. لي الِاعْتِمَاد فِي المسهل الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ مَعَ خفته يسقى المحموم وَغَيره: إهليلج نصف دِرْهَم تَرَبد دانقان سقمونيا مشوية دانقان يتَّخذ قرصاً وَيُعْطى. الساهر: إِذا أخذت سِتَّة دَرَاهِم أفيثمون منقى وعجنته بأوقية سكنجبين وشربته بأوقية سكنجبين وَمثله مَاء أسهل خمس مجَالِس سَوْدَاء وأذهب الكلف. لي يُؤْخَذ هَذَا: الأفيثمون بالنعنع بِلَا طبخ. لي حب ألفته للسوداء: يدبر الخربق والبسبايج والتربد والأفيثمون والغاريقون ألف ألف ويركب مِنْهَا بعد مَعَ حجر أرميني وعلك القرنفل البزر الَّذِي وَصفه أبقراط فِي الْأَمْرَاض الحادة يسهل بِهِ مَعَ السقمونيا هُوَ بزر القريص وَالصَّبْر إِذا خلط بالمسهلة منع من ضررها بالمعدة. أركاغانيس فِي الْأَمْرَاض المزمنة: الخربق مَتى أنعم سحقه كَانَ أَجود لفعله وَإِن لم يسحق كَانَ آمن من أعراضه الرَّديئَة فَإِن توَسط فِيهِ كَانَ أحسن الطَّرِيقَيْنِ. أبقراط فِي الْأَمْرَاض الحادة: المسهلة تضر بالمعدة وخاصة بعصبها إِذْ كَانَ أَكثر حسا فَلذَلِك رأى أبقراط أَن يخلط بالمسهلة القوية بعض الْأَشْيَاء العطرية لِئَلَّا يلقى فَم الْمعدة

فيجرده وَقَالَ: لَيْسَ فَسَاد المسهلة من أَن يُؤْخَذ دواءان أَحدهمَا يسهل البلغم وَالْآخر المرار لِأَنَّهُ مُمكن أَن يسهلا فِي وَقت وَاحِد من هذَيْن الخلطين لَكِن مَتى كَانَ أَحدهمَا يسهل يرد الْبدن وَالْآخر بإبطاء فَإِن الإسهال يكون مضطرباً يحتبس ويكد بعسر وبكرب وَشدَّة وَذَلِكَ أَن الَّذِي يسهل سَاعَة يرد إِذا أسهل بِسُرْعَة أخرج مَعَه أَيْضا شَيْئا مِمَّا يسهله البطيء الإسهال وَإِذا احْتبسَ فعل الأول وابتدأ الثَّانِي كَانَ فعله فِي الْخَلْط الَّذِي يسهله أعْسر لِأَنَّهُ قد قل وَضعف الدَّوَاء فِي قوته وَخرج مَعَه طَائِفَة من الأول. قَالَ: الْأَشْيَاء العطرية تصلح المسهلة وتعينها على الإسهال لِأَنَّهَا تفتح وتلطف. من اختيارات حنين شربة سليمَة: إطريفل أَصْغَر ثَلَاثَة دَرَاهِم ترد محرك منخول ثلثا دِرْهَم غاريقون نصف دِرْهَم سقمونيا قِيرَاط ملح نفطي دانق تجمع بالإطريفل وَيُؤْخَذ. حنين الميامر: مَتى طبخ بِمَاء شرب بكر لين وأدر وَهُوَ فِي مَذْهَب الشاهترج من النَّفْع للجرب وَنَحْوه. وَقَالَ: الَّذِي يحضرني أَنه يهل السَّوْدَاء: الأفيثمون مَتى أَخذ مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم مَعَ تسع) أَوَاقٍ لبن والصعتر الَّذِي يُسمى غجلنجن إِذا شرب مِنْهُ ثَمَانِيَة عشر قيراطاً وتسهل السَّوْدَاء أَشْيَاء تكون على الصعتر إِلَّا أَنه أَضْعَف من الأفيثمون والخربق الْأسود والأقحوان يسهلان السَّوْدَاء. من الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة: يقطر فِي التِّين قطرات من لبن اليتوع فَإِنَّهُ يلين تَلْيِينًا جيدا. من الْمسَائِل الطبيعية: السقمونيا إِذا كَانَ قَلِيلا وَكَانَ عتيقاً أدر الْبَوْل وعقل الْبَطن والْحَدِيث الْكثير يقل الْبَوْل ويسهل. روفس فِي المالنخوليا: الأقحوان يسهل السَّوْدَاء مَتى شرب مِنْهُ ثلثا دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل. ابْن ماسويا فِي تَدْبِير الْأَزْمِنَة: خَاصَّة شَحم الحنظل تنقية الدِّمَاغ وأغشيته من الرطوبات الرَّديئَة وخاصة الصَّبْر تنقية الْمعدة والأمعاء من الثفل. لي ورد النسرين يسهل إسهالاً قَوِيا حَتَّى أَن الدِّرْهَم يسهل مجَالِس صَالِحَة مجرب. ابْن البطريق: مَتى شرب من الخربق نصف دِرْهَم أسهل سَوْدَاء. حب مسهل فِي الحميات الحادة والعطش والسعال: تَرَبد ورد رب السوس كثيراء نصف من كل وَاحِد سقمونيا دانق لعاب بزر قطونا قد جفف يجمع ذَلِك وَيجْعَل قرصة ويسقى بأوقية جلاب لي أصبت هَذَا الْحبّ فِي كتاب الْعين الْمَجْمُوع وأصلحت أَنا مِنْهُ أَشْيَاء. ألف ألف

أقرباجين ابْن سرابيون: سكر الْعشْر خَمْسَة سقمونيا وَاحِد يدق وينخل ويلت بدهن لوز حُلْو الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بجلاب. حب الصَّبْر الْجيد للمعدة جيد قبل الطَّعَام وَبعده: هليلج أسود وكابلى دِرْهَم دِرْهَم نصف مصطكى ربع يجب وَيُؤْخَذ بِقدر الْحَاجة ويعجن بِمَاء ورق الأترج أَو قشور الأترج. من كتاب عِيسَى ابْن ماسة فِي التَّدْبِير: أرى أَن يشرب شَحم الحنظل فِي آخر الشتَاء إِذْ فِي الْجِسْم إِذْ ذَاك أخلاط جامدة غَلِيظَة وَيصْلح بصمغ اللوز وبالكثيراء وبالكون وشحم الحنظل يخرج من العصب والأعضاء العصبية خلطاً لزجاً. اختيارات حنين: مسهل قد ذَكرْنَاهُ فِيمَا تقدم فاعتمد عَلَيْهِ. وَقَالَ: الأفيثمون مَتى أَخذ مِنْهُ خَمْسَة مَثَاقِيل مَعَ تسع أَوَاقٍ من اللَّبن أسهل إسهالاً قَوِيا أقوى من سَائِر الْأَدْوِيَة المسهلة للسوداء. قَالَ: والخربق يسهل السَّوْدَاء وَكَذَلِكَ الأقحوان. السَّادِسَة من أبيديميا: مَتى أردْت إسهال الطِّفْل فَاسق أمه سقمونيا أَو قثاء الْحمار ثمَّ يرضعها) من غَد ذَلِك الْيَوْم. لي يُمكن أَن يتلطف فِي هَذَا فَيحل فِي أُوقِيَّة من لبن الْأُم حَبَّة من السقمونيا أَو تعلف الماعز حنين قَالَ: سَمِعت قوما يَقُولُونَ: عصارة لفائف الْكَرم تسهل السَّوْدَاء بِقُوَّة. لي الفاشرشين يسهل سَوْدَاء. بولس المسهل للصفراء: الصَّبْر إِن أَخذ مِنْهُ دِرْهَم وَنصف مَعَ مَاء الْعَسَل أسهل صفراء وَيُعْطى قبل الطَّعَام وَمن يُعْطي الصَّبْر قبل الطَّعَام يُخطئ لِأَنَّهُ يفْسد الطَّعَام وَينفذ فَاسِدا وَمَتى أَخذ من الصَّبْر أقل من دِرْهَم فَإِنَّهُ يسهل الزبل من الْأَعْضَاء فَقَط وَلَيْسَ فِي جَمِيع الْأَدْوِيَة المسهلة أَجود للمعدة مِنْهُ وأجود مَا يكون الصَّبْر لمن يجد ثقلاً فِي رَأسه ورمداً وَلمن بِهِ عطاس كثير وَمن يتخيل لَهُ أَشْيَاء فِي نَومه من غير حمى وَمن يحس بقشعريرة وخدر وَمن يخرج مِنْهُ ريَاح حريفة أَو يعرض لَهُ لذع فِي المعي واحتراق فِي الْمعدة ويحس أَنه خلط رَدِيء ينصب إِلَى الْمعدة وَمن بِهِ فضول كَثِيرَة لَا يُمكن فِيهِ الحقنة وَلَا يبلغ الصَّبْر أَن يجذب من الأقاصي بل إِنَّمَا يَأْخُذ من المعي والجداول. لي شربت امْرَأَة سَبْعَة دَرَاهِم من الصَّبْر فِي خبيص فَلم يسهلها يَوْمهَا وأسهلها بِرِفْق أسبوعاً وَذَلِكَ لَهَا عَادَة كل سنة تَأْخُذهُ. السَّادِس من مسَائِل أبيذيميا: الخربق الْأسود يقيء ويسهل والأبيض كَذَلِك يفعل إِلَّا أَنه أخطر مِنْهُ.

المسهلات الْمُفْردَات: الخربق الْأسود يخرج الْمرة الصَّفْرَاء وَيصْلح فِي الْأَمْرَاض الحادة وَمن بِهِ أَعْرَاض عتيقة مزمنة مرارية كالجنون والشقيقة والصداع المزمن النزلات الدائمة إِلَى الْعين والرئة وَتصْلح للعلل الَّتِي فِي الصَّدْر والأحشاء والمثانة وَالرحم مِمَّا يحْتَاج إِلَى أَن يسهل واليرقان والقوابى والجمرة والبثور الساعية بِلَا عنف وَلذَلِك قد يعْطى للمحموم أَيْضا بعد أَلا تكون حماه شَدِيدَة ألف ألف والشربة لمن لَا حمى بِهِ ثَمَانِيَة عشر قيراطاً ويخلط بِهِ عسل أَو فوتنج جبلى أَو شَيْء آخر مِمَّا يصلح وَينفذ سَرِيعا ويوافق الْمعدة كالأنيسون وَنَحْوه. السقمونيا: يسهل صفراء قَرِيبا مِمَّا يسهل الخربق وَهُوَ اردأ للمعدة من جَمِيع المسهلة فليأخذه من لَا حمى بِهِ ومعدته قَوِيَّة والشربة أَكْثَرهَا اثْنَا عشر قيراطاً مَعَ ملح أَو فلفل أَو زنجبيل أَو شَيْء آخر مِمَّا ينفذ سَرِيعا وَيصْلح للمعدة.) شَحم الحنظل: يخلف السَّوْدَاء وفضولا مخاطية وَلَيْسَ يخلف ذَلِك من الْعُرُوق من الدَّم كَمَا يفعل الخربق والسقمونيا بل يسهل من العصب والأعضاء العصبية وَأكْثر شربته دِرْهَم وَنصف مَعَ مَاء وَعسل ثَلَاث أَوَاقٍ وَقد إِلَى فِيهِ سذاب وَلَا ينعم سحقه لِأَنَّهُ يسحج ويضر بالأعصاب وينفع لأوجاع الرَّأْس العتيقة والأوجاع المزمنة الَّتِي فِي صفاق الدِّمَاغ والشقيقة والبيضة والفالج وَمن بِهِ لقُوَّة مزمنة ونزلات مزمنة إِلَى الْعين وَمن بِهِ عسر النَّفس وربو وسعال مزمن ووجع عصارة قثاء الْحمار: يخلف قَرِيبا من إخلاف السقمونيا الشربة تسع قراريط مَعَ تسع أَوَاقٍ لبن. يتوع: يخلف كالسقمونيا يُعْطي من لبنه خمس قطرات يعجن بسويق ويبلغ سَرِيعا لِئَلَّا يحرق الْفَم. ماهودانه: يخلف الصَّفْرَاء كالسقمونيا الشربة تسع حبات إِلَى خمس عشرَة حَبَّة فَمن كَانَ جيد الْقُوَّة قوى الْمعدة مُحْتَاجا إِلَى استفراغ كثير فليمضغ الْحبّ مضغاً جيدا وَمن كَانَ ضَعِيفا رَدِيء الْمعدة فليبعه صحاحاً. غاريقون: فعله قريب من شَحم الحنظل وَلَيْسَ برديء للمعدة جدا الشربة دِرْهَمَانِ وَنصف مَعَ شراب الْعَسَل. ايرسا: شَبيه الْقُوَّة بالغاريقون الشربة أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ قيراطاً مَعَ شراب الْعَسَل وَيكون عتيقاً.

قنطوريون دَقِيق: يخلف مرّة وَأَشْيَاء مخاطية وَيصْلح لعرق النِّسَاء مَتى طبخ مِنْهُ دِرْهَم بتسع أَوَاقٍ من المَاء ويطبخ حَتَّى يبْقى ثَلَاث أَوَاقٍ ويسقى. فوتنج جبلي: يسقى من زهرَة ثَمَرَة ثَلَاثَة دَرَاهِم مَعَ شراب عسل فَيعْمل عمل الخربق. خربق أسود: هُوَ أصلح للمعدة من الْأَبْيَض إِلَّا أَن إسهاله أقل. مازريون: الشربة دِرْهَم وَنصف يطْبخ فِي رَطْل وَنصف من شراب الْعَسَل حَتَّى يذهب الرّبع وَيشْرب يخلف كالخربق وَمن النَّاس من يَأْخُذ مِنْهُ درهما وَنصفا وَمن الأفسنتين ثَلَاثَة دَرَاهِم فَيَجْعَلهُ حبا ويسقيه. زراوند طَوِيل: إِن شرب مِنْهُ دِرْهَم وَنصف بشراب الْعَسَل أخلف كالحنظل. بسبايج: مَتى أَخذ مِنْهُ ودق وذر على شراب الْعَسَل أخلف كالحنظل. أفيثمون: قوى فِي إِخْرَاج السَّوْدَاء الشربة سِتَّة دَرَاهِم مَعَ سبع أَوَاقٍ من اللَّبن.) الميعة: تخلف سَوْدَاء إِذا شرب مِنْهَا أكسويافن بشراب الْعَسَل. التربد: يسهل خلطاً غليظاً ورقيقاً ألف ألف خامياً أَبيض. الأصطرك: دِرْهَم وَنصف يسهل مواد مُخْتَلفَة. لي هَذَا هُوَ الميعة. لحا شَجَرَة الزَّيْتُون: مَتى أَخذ مِنْهُ دِرْهَم وَنصف أخلف خاماً. عاقرقرحا: مَتى أَخذ دِرْهَمَانِ بِمَاء بزر سراج القطرب أسهل. زهرَة الحاشا: الشربة أكسويافن بشراب وملح. أصل بخور مَرْيَم: مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء وَعسل أسهل خاما. قشور النّحاس: الشربة تِسْعَة قراريط يخلف خاما بِقُوَّة مَتى خلط بِمثلِهِ من علك البطم وَحب الْغَار الشربة دِرْهَمَانِ. حب الخروع: يسهل إِذا شرب بِمَاء وَعسل وليتجرع عَلَيْهِ خلا لِئَلَّا يقذفه. بزر المازريون المقشر: يسحق ويعجن بِعَسَل أَو يبلع سَرِيعا لِئَلَّا يقرح الْفَم يخلف ماءا يعْطى من عشْرين حَبَّة إِلَى أَرْبَعِينَ الْغَايَة لمن كَانَ قَوِيا. فربيون: الشربة دِرْهَم وَنصف يشرب مَعَ عسل يسْرع بِهِ لِئَلَّا يقرح الْفَم يخلف المَاء أَكثر. بزر الأنجرة: الشربة أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ قيراطاً بشراب الْعَسَل يخلف المَاء. الشبرم: يشرب مَعَ سويق القرطم إِذا أَخذ مِنْهُ سَبْعَة دَرَاهِم ورض وطبخ مَعَ شعير مقشر وَشَيْء من ملح ويحسى أخلف المَاء.

أشق: مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الْعَسَل أخلف المَاء. عصارة لحى أقطى: أوقيتان مَعَ شراب يخلف المَاء. لي القوقايا على مَا رَأَيْت هَا هُنَا يصلح وَيُؤْخَذ صَبر دِرْهَمَانِ عصارة أفسنتين مثله سقمونيا دِرْهَم شَحم حنظل دِرْهَم الشربة دِرْهَم. شراب الْورْد المكرر المسهل: يُكَرر الْورْد فِي المَاء المغلي مَرَّات ثمَّ يُضَاف إِلَيْهِ مثله سكرا شراب آخر: رَطْل سكر عصارة الْورْد مثله أُوقِيَّة سقمونيا مصطكى نصف يصلح. دَوَاء السفرجل المسهل: عصارة السفرجل الْمَطْبُوخ حَتَّى يغلظ مَعَ مثله سكر ذَر عَلَيْهِ سقمونيا مصطكى عود وَقد يصنع مِثَال ذَلِك من قشور الأنرج ولحمه وَهُوَ جيد للمعدة.) زيتون مسهل: حل دِرْهَم سقمونيا فِي أُوقِيَّة مرى وَيشْرب الزَّيْتُون وَيُؤْخَذ مِنْهُ قبل الطَّعَام ثَلَاث حبات أَو أَربع وَقد يعْمل ملح على هَذَا: يُؤْخَذ صعتر نانخة ملح مقلوسقمونيا مثل عشر الْجَمِيع ويؤكل بِهِ الْخبز. رجل الْغُرَاب: يخلف أخلاط النقرس الشربة كَالَّذي من السورنجان غير أَنه جيد للمعدة. لطوخ قَالَ: اسحق الشبث بِعَسَل واطبخه حَتَّى يثخن وَيحْتَمل فِي صوفة فَإِنَّهُ يسهل مجَالِس كَثِيرَة بِلَا أَذَى وَهُوَ عَجِيب. لطوخ يوضع على السُّرَّة قوى يسهل: بخور مَرْيَم وقثاء الْحمار وَحب المازربون من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم نطرون ثَلَاثَة دَرَاهِم سقمونيا دِرْهَمَانِ يجمع بمرارة الثور وَقد يُزَاد فِيهِ ماهودانه وشبرم. فِي المقيئات: تلطخ ريشة بدهن الْحِنَّاء وَتدْخل فِي ألف ألف الْحلق أَو يسقى ثَلَاثَة قراريط من أصل قثاء الْحمار والميويزج إِذا أَخذ بشراب الْعَسَل أَو يُؤْكَل البلبوس أَو بصل النرجس مشوياً أَو الفجل الَّذِي يُقَال لَهُ فجل الأَرْض أَو الفجل واختر مِنْهُ الحريف جدا الطري وَيقطع وينقع فِي سكنجبين قبل أَن يُؤْخَذ نصف يَوْم ثمَّ يكثر مِنْهُ مَا أمكن وَيشْرب عَلَيْهِ سكنجبين ويتمشى قدر ساعتين وَيشْرب عَلَيْهِ ماءاً فاتراً وَتدْخل ريشة ويتقيأ. اسْتِعْمَال الخربق: اسْتَعْملهُ بعد الْيَأْس والشدة فِي الْعِلَل الصعبة اثقب الفجل وغرز فِيهِ خربقاً ودعه فِيهِ لَيْلَة وَخذ الفجل بسكنجبين على مَا وَصفنَا وَيكون قد عودت الْمَرِيض الْقَيْء قبل ذَلِك وَإِذا أَخذ صَبر ساعتين ثمَّ تقيآه وَقد يسْتَعْمل بعد أَن يُؤْخَذ خربق أوقيتين فينقع خَمْسَة أَيَّام فِي تسع أَوَاقٍ من المَاء ثمَّ يطْبخ حَتَّى يبقي ثَلَاث أَوَاقٍ ويصفي ويلقى عَلَيْهِ عسل مثل المَاء ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيعود العليل الْقَيْء ثمَّ يسْقِي الرِّيق بعد جودة الهضم وَإِخْرَاج الثفل من الأمعاء ملعقة أَو ملعقتين.

أوربيساسوس قَالَ: مرّ قل ج فِي المسهلة: الخربق الْأسود يسهل مرَارًا وبلغما وَإِذا احْتِيجَ إِلَى سقيه خلط بِهِ سقمونيا ويلقي على ذَلِك ميبختج أَو يلقى فِي مَاء وملح يطْبخ بِهِ دجَاجَة سَمِينَة ويتحسى مرقه وَإِن أَنْفَع فِي مبيختج وَترك لَيْلَة وَشرب كَانَ جيدا. قندس: قَالَ: وَالْحب الْمُسَمّى قندس يسهل بلغما ورطبة مائية كَثِيرَة ومراراً وَهُوَ نَارِي محرق سريع الْقُوَّة فِي الإسهال وَيُعْطِي مِنْهُ ثَلَاثُونَ حَبَّة وَيَنْبَغِي أَن يقشر من قشره وَيُؤْخَذ دَاخله ويدق) مَعَ عسل وَسَوِيق ويسقي بشراب الْعَسَل أَو بشراب حُلْو ويتجرع بعد أجرعا من دهن لِئَلَّا يحرق الْجلد من دَاخل الْحلق وَقد يَجْعَل أَيْضا فِي جَوف الْعَسَل ويكبب لِئَلَّا يماس الْحلق فَإِن أردْت أَن يكون إسهاله رَفِيقًا فَاسق مِنْهُ عشرُون حَبَّة قد فهمت هَذِه الْحبَّة على الْحَقِيقَة خُذ مِنْهَا مقشرة فدق مِنْهَا فِي هاون واطبخ سكرا بِالْمَاءِ حَتَّى يغلظ وَخذ قَلِيل كثيراء وصب مِنْهُ على المدقوق بِقدر مَا يجْتَمع بِهِ واجعله أقراصاً والأجود أَن تَجْعَلهُ حبا صغَارًا فانها تَجِيء بَيْضَاء حَسَنَة وَأعْطِ مِنْهُ فِي الْأَمْرَاض الحادة وَليكن وزن السكر والكثيراء وَيجْعَل الشربة مِنْهُ نصف دِرْهَم أَو دانقين وَأعْطِ للقولنج وَالِاسْتِسْقَاء. واللبلاب مَتى أكل ورقه لين تلبينا كَافِيا. بسفايج: يسهل بلغما ومرارا وكيموسا مائياً قدر سِتَّة وَثَلَاثِينَ حَبَّة من نوى الخرنوب الشَّامي محكوك الظَّاهِر ويؤكل قبله شَيْء من طريخ ثمَّ يُؤْخَذ بِمَاء الْعَسَل وَقد طبخ مَعَه فروج ويتحسى مرقة. حنظل: يسهل بلغماً وصفراء ويسقي من شحمه قدر ثَمَان عشرَة حَبَّة خرنوب هَذَا مثقالان لِأَن الخرنوبة أَربع شعيرات بِمَاء الْعَسَل وَمَتى أردْت أَن يسهل إسهالاً بِرِفْق فقور حَنْظَلَة واملأها بميبختج ودعها حَتَّى تسخن ثمَّ اسْقِهِ فَإِنَّهُ يسهل بِلَا أَذَى ألف ألف وينفع القروح السود الَّتِي فِي ظَاهر الْجِسْم والجذام وداء الْفِيل والدوالي. صَبر: لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَلَا بالسريع الإسهال مُوَافق جدا للرأس والمعدة الشربة سِتّ وَثَلَاثُونَ حَبَّة بشراب الْعَسَل يسهل مرَارًا وبلغماً وَيجوز أَن يسقى بعد الطَّعَام لِأَنَّهُ يسهل وَلَا يفْسد الطَّعَام وَمَعَ ذَلِك يقطع الْعَطش ويعين على الهضم فليسحق بِمَاء الكرنب وَيجْعَل حبا كالحمص وَيُعْطى. لي أَو بِمَاء الهندباء. قَالَ: وَمَتى خلط سقمونيا دفع ضررها للمعدة. أفيثمون: يسهل سَوْدَاء وبلغماً يدق وينخل بالحريرة وَيشْرب مِنْهُ تسعون حَبَّة من خرنوب وَهُوَ خمس درخميات ويسقى مِنْهُ أَكثر بشراب الْعَسَل ينفع من القولنج والرياح المرافية وَلمن يحس بثقل فِي معدته وَمن نَفسه ضيق. غاريقون: يسهل مرّة وبلغماً إسهالاً لَيْسَ بالسريع الشربة درخميان وَهُوَ سِتّ وَثَلَاثُونَ حَبَّة خرنوب بِمَاء الْعَسَل.

فربيون: يسهل أخلاطاً كَثِيرَة مائية قرمزية وَهُوَ أَشد مَا عملته من الْأَدْوِيَة حِدة وأقربها إِلَى النارية يُوَافق المستسقين وَأَصْحَاب القولنج وَجَمِيع الَّذين معدتهم بَارِدَة وَأما غير هَؤُلَاءِ فيسهلهم) إسهالاً قَوِيا ويعطشهم الْعَطش الشَّديد الشربة ثَلَاثَة أبولسات وَهُوَ تسع حبات خرنوب بِمَاء الْعَسَل. قرطم: يسهل مرَارًا وبلغماً يدق لبه ويطبخ من فروج وَيشْرب وَمن النَّاس من يَأْخُذ لبه ويخلط بِهِ أنيسونا ولوزاً وَعَسَلًا ويتخذه حبا فَيكون جيدا لليرقان والشربة من لب القرطم أَرْبَعَة دَرَاهِم. سقمونيا: لَيْسَ بِدُونِ عصارة قثاء الْحمار فِي الحدة وَلَا فِي الْقُوَّة مؤلم لفم الْمعدة يحدث غما وكرباً ويعطش جدا وَلذَلِك يخلط بِالصبرِ ليسهل بِلَا أَذَى مرَارًا صرفا بِشَيْء طيب الرَّائِحَة الشربة درخمى وَهُوَ ثَمَان عشرَة حَبَّة خرنوب. أوريباسوس: قد يخلط بالعلك أَشْيَاء من الكردمانه قدرا معتدلاً. بزر السرمق: إِذا سحق وَشرب أسهل صفراء بِقُوَّة. الأجاص: يسهل إِذا أكل وَشرب بعده مَاء الْعَسَل. لي ينفع فِي شراب البنفسج. قَالَ: وَقد يعْمل فَتِيلَة قَوِيَّة من حب قندس وتناسب وَيجب أَن يمسح بدهن. فيلغرغورس قَالَ: يلقى الْحبّ فِي الْعَسَل ثمَّ يبلع لمن تغثى نَفسه وأطعمه بعد شربه شَيْئا قَلِيلا مِمَّا يطيب نَفسه. الساهر جوارش مسهل: مَاء التفاح يطْبخ حَتَّى يغلظ وَيجْعَل فِيهِ لكل ثَلَاثَة دَرَاهِم تَرَبد دانق سقمونيا ومصطكى نصف وعود نصف يجمع فَإِنَّهُ يسهل وَيُقَوِّي الْمعدة. قَالَ: واسقه المحروث لي على مَا رَأَيْت للساهر قرص أبي دَاوُد المسهل كَانَ يسْقِيه فِي حمى صفراء أَو حمى دم وَحَيْثُ مَا احْتَاجَ إِلَى إسهال فِي الحميات: ورد خَمْسَة دَرَاهِم كثيراء وَرب السوس ونشا دِرْهَم دِرْهَم تَرَبد عشرَة صندل أَبيض دِرْهَمَانِ وَنصف كافور نصف ألف ألف سقمونيا مشوي أَرْبَعَة دَرَاهِم القرص دِرْهَم. قرص بنفسج مسهل: بنفسج يَابِس ثَلَاثَة دَرَاهِم تَرَبد أَبيض محكوك دِرْهَم سقمونيا دانق رب السوس نصف يجمع وَيشْرب بِمثلِهِ سكرا. القرص فِي جَامع الكحالين يسقى لقروح الْعين والحدة: رب السوس كثيراء دانقان دانقان سقمونيا ربع دِرْهَم كافور طسوج صندل دانقان يسقى وَكَانَ فِي قرص أبي دَاوُد صندل وكافور وباذروج) وأقراص الْورْد وطباشير.

الساهر معجون يسهل السَّوْدَاء خَالِصَة: أفيثمون سِتَّة دَرَاهِم يعجن بأوقية سكنجبين وَيشْرب سكنجبين فَإِنَّهُ يسهل خَمْسَة عشر مَجْلِسا وَيذْهب بالكلف أُوقِيَّة فوذنج يغلى بِنصْف رَطْل مَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث ويصفى وَيشْرب. أفيثمون على مَا هَاهُنَا: أفيثمون جزؤ فوذنج ربع جُزْء خربق أسود ثمن جُزْء حجر أرميني غاريقون تَرَبد ثمن جُزْء أسطوخدوس نصف جُزْء يجمع ويعجن بِعَسَل الصعتر وَيُؤْخَذ مِنْهُ الْكِنْدِيّ فِي كِتَابه فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: مَاء الْجُبْن يخرج صفراء حادة لَا يخالطها شَيْء وينقي الكبد من فضولها المحرقة. الصَّبْر: يخرج صفراء يدل على ذَلِك حِدة مَا يخرج ويشفى من أَعْرَاض الصَّفْرَاء. السرمق يخرج صفراء. الدند يضعف الْحَرَارَة الغريزية ويحلل الْبدن التربد يفعل مثل ذَلِك وهما جَمِيعًا يصغران النَّفس والنبض وَيذْهب بفعلهما الْجُلُوس فِي المَاء الْبَارِد لِأَن الْقُوَّة ترجع بِهِ. المازريون لَا يقطع إسهاله إِلَّا مَا يكسر جدته. كسب الخروع يكون مِنْهُ مَا يكون من الهيضة. الحنظل يجذب من أَطْرَاف الْبدن وأقاصيه. من الْكَمَال والتمام مسهل نَافِع للمحرورين: تَرَبد مِثْقَال سقمونيا دانق ورد يَابِس نصف يجمع بِعَسَل الطبرزد. لي على مَا رَأَيْت فِي الْكَمَال والتمام: شراب ألفته لمن بِهِ سعال وَيحْتَاج إِلَى إسهال قوي وَلَا يقدر على الهليلج: تَرَبد ثَلَاثَة دَرَاهِم أصل السوس عشرَة بنفسج يَابِس خَمْسَة أصُول السوسن وبزر القريص ولب القرطم وأصل قثاء الْحمار وأصول الحنظل وورقة ثَلَاثَة يطْبخ ويصفى وَيجْعَل بياضه الغاريقون. هَذَا طبيخ قوي يخرج مَادَّة السعال وَإِذا كَانَت حمى حادة: أخذت بنفسجاً وَرب السوس ونيلوفر وعنابا وسبستانا ولسان الثور ويلقى عَلَيْهِ لب الْخِيَار شنبر وترنجبين. ابْن ماسوية حب بَارِد يسقى فِي الحميات: بنفسج يَابِس دِرْهَم وَنصف سقمونيا مشوي دانق بزر الكرفس مثله غاريقون ثَلَاثَة دَرَاهِم يجمع بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَيشْرب بجلاب وَهُوَ شربة. للصفراء إِذا لم يكن ثمَّ سعال: إهليلج أصفر دِرْهَم وَنصف سقمونيا ثَلَاثَة طساسيج صَبر) دانقان غاريقون دِرْهَم يجمع بجلاب.

دَوَاء مسهل: فوذنج جبلي ألف ألف أُوقِيَّة يطْبخ برطل مَاء حَتَّى ثلث رَطْل وَيشْرب. من كتاب مَاء الشّعير لَا خراج الزبل من الْبَطن: يُؤْخَذ لبن الشبرم فيقطر فِي تينه يابسة سبع قطرات وَيطْعم على الرِّيق. من كتاب أبي جريج الراهب فِي المسهلات قَالَ: المسهلات بِالْقَبْضِ والحدة وباللزوجة وبالحلاوة وبالملوحة وبمشاركة السمُوم فِي فعلهَا وَهَذَا يسهل إسهالاً قَوِيا. الفربيون إِذا سقى مِنْهُ شَيْء يسير أسهل بلغماً لزجاً مفرطاً وخاماً غليظاً وَإِن زيد على الْمِقْدَار المعتدل أورث غماً وكرباً وعصر الْمعدة وعرق عرقاً بَارِدًا وغشيا وَالْقدر المعتدل: خمس شعيرات وَالْأَكْثَر: ثَلَاثَة طساسيج والأقل قِيرَاط بعد أَن يسحق بصمغ عَرَبِيّ وَيجْعَل مَعَ الْأَدْوِيَة الملائمة لَهُ وَلَا يسقى الْحَار المزاج وَمن الْغَالِب عَلَيْهِ الصَّفْرَاء أَو الدَّم بل المفلوج والمبلغم وَلَا ينعم سحقه. السقمونيا: لَا يسْتَعْمل مِنْهُ إِلَّا الأنطاكى فَأَما الجرمغاني الْأسود الصلب فاحذره وَمِقْدَار الشربة مِنْهُ: دانق إِلَى دانفق وَنصف إِلَى دانقين فَإِن شرب مِنْهُ أَكثر أسهل إسهالاً كثيرا ُ جدا وَرُبمَا أمسك أَولا وَلحق عَنهُ الكرب والعرق الْبَارِد والغشي وَرُبمَا دفع بعد ذَلِك بإفراط حَتَّى أَنه يتْلف فليحذر أَن يُزَاد على عشْرين شعيرَة وَفِيمَا دون ذَلِك من سِتّ شعيرات أَو ثَمَان على حسب مَا ترى وخاصته: إسهال الصَّفْرَاء واللزوجات واجتذاب الفضول الرَّديئَة من أقاضي الْجِسْم وَكَثِيرًا مَا يعقب شَاربه إِذا كَانَ مزاجه حاراً حمى حادة وَتَركه فِي هَؤُلَاءِ أصلح إِلَّا أَن تَدْعُو ضَرُورَة. الصَّبْر الْعَرَبِيّ: لَيْسَ لَهُ فعل وَكَثِيرًا مَا يُورث كرباً ومغساً. وَيبقى مِنْهُ فِي الْبَطن ثفل مَا يقيأ وَلَيْسَ لَهُ من الْقُوَّة مَا يسهل إِلَّا بعد يَوْمَيْنِ والأسقطرى بضد ذَلِك وَذَلِكَ أَنه إِذا شرب فَصَعدت مِنْهُ طَائِفَة إِلَى الرَّأْس نقى الرَّأْس وَأحد الْبَصَر لِأَنَّهُ ينقي العصب الأجوف وَلِهَذَا يدْخل الصَّبْر فِي الإيارجات الْكِبَار وَلَا يجب أَن يسقى فِي صميم الْبرد لِأَنَّهُ رُبمَا أضرّ فِيهَا بالمقعدة وأسال مِنْهَا الدَّم لِأَنَّهُ يفتح أَفْوَاه النواصير وَهَذَا ينقي الْمعدة وَالرَّأْس والسمحاني لَا تقربه وَإِصْلَاح الصَّبْر الحنظل يسهل البلغم الغليظ المنصب إِلَى المفاصل ويصعد أَيْضا إِلَى الرَّأْس ويسهل الأخلاط السود وَيجب أَن يجتنى عِنْد مَا يصفر وشحمه مَتى أَخذ وَهُوَ أَخْضَر الْيَسِير مِنْهُ يقتل) ويمغص ويقيء قيئاً عنيفاً ويسحج ويكرب وَيُورث ضيق النَّفس والغشي والعرق الْبَارِد فَإِذا اجتنى عِنْد اصفراره نفع وَلَا يجب أَن يخلط بِشَيْء من الْأَدْوِيَة المشروبة. لي هَذَا غلط وَأَظنهُ يُرِيد أَلا يخلط بِشَيْء من الأغذية. قَالَ: وَلَا يسقى فِي شدَّة

الْحر وَالْبرد فَإِن شحمه إِذا شرب فِي شدَّة الْبرد أضرّ بِأَسْفَل جدا وَفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. وَمَتى سقِِي فِي شدَّة الْحر أكرب وأفرط فِي ذَلِك وَلم تكد الطبيعة تنْحَل وأمغص وإصلاحه ينقى حَبَّة ألف ألف وقشرة الْخَارِج ويخلص الشَّحْم وَحده ويسحق مَعَ صمغ عَرَبِيّ وكثيراء ونشا مُفْردَة ومؤلفة مثل وزن الشحوم وَمَتى أَخذهَا فِي معجون لم تحتج إِلَى إصْلَاح بِهَذِهِ وَأَقل مَا يشرب: قِيرَاط وَأَكْثَره: دانق وَالْأَصْل الَّذِي يحمل بطيخة وَاحِدَة يسهل حَتَّى يقتل لفرط قوته. قَالَ: وَأهل الْجبَال الْبَارِدَة لَا يستعملون من المسهلة إِلَّا أقوى مَا يكون مِنْهَا وأحدها كشحم الحنظل وورقه والشبرم والمازريون والتربد وَنَحْوهَا وَأما السقمونيا فَلَا يكَاد يفعل فيهم. قَالَ: إِن دلك بن أَسْفَل رجل المجذوم فِي الْبَيْت الأول من الْحمام دلكا جيدا أسهل وقياً وَمَتى ألْقى فِي الحقة فليلق صَحِيحا فَإِنَّهُ ينفع القولنج ويسهل خاماً وسوداء. وورقة يجتنى بعد بُلُوغ النضج وصفرته ويجفف فِي الظل ويسقى مِنْهُ عِنْد الْحَاجة أَو يسحق ويخلط بنشا أَو صمغ عَرَبِيّ فَيكون لَهُ فعل عَجِيب فِي إِخْرَاج السَّوْدَاء إِذا خلط بأفيثمون وصبر وملح هندي وَمَتى سقى مَعَ إيارج فَيقْرَأ كَانَ بَالغا وَلم أر من المسهلة أعمل فِي الْأَمْرَاض السَّوْدَاء من ورق الحنظل إِلَّا أَن الْأَوَائِل أغفلته. وَأما أَنا فقد امتحنته فِي المالنجوليا والصرع والوسواس وداء الثَّعْلَب والجذام فَوَجَدته بَالغا جدا وَرُبمَا قيأ فنفع فَأَما الجذام فيوافقه حَتَّى أَنه لَا يزِيد والشربة مِنْهُ دانقين إِلَى دِرْهَم وَهُوَ يسهل من لَا تكَاد طَبِيعَته تجيب من أهل الْبِلَاد الْبَارِدَة وَمن يغتذى اللَّبن والجبن وَإِن ألْقى فِي الحقن أسهل الخام والمرة السَّوْدَاء ويلقى فِي حقن القولنج الْقدر أَرْبَعَة دَرَاهِم وتنقص قوته بعد ثَلَاث سِنِين فَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن يُزَاد فِي كميته. التربد يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الحَدِيث وَهُوَ يسهل البلغم إسهالاً فِي رفق فَإِذا مزج بسقمونيا اعتدلا وَأَخْرَجَا صفراء وبلغما وإصلاحه حكة حَتَّى يبلغ الْبيَاض وَلَا يدق نعما لِئَلَّا يسحج وَأكْثر إِصْلَاحه لته بدهن لوز فَإِن أردْت أَن تقلع بلغماً لزجاً فانعم سحقه والشربة: دِرْهَم إِلَى نَحوه وَهُوَ حَار يَابِس.) من جِيَاد الْأَدْوِيَة: الشبرم إِن شرب غير مصلح عفن اللهاة وطرف المرىء وَيحدث لأَصْحَاب الأمزجة الحارة حميات وَيفتح أَفْوَاه البواسير فَإِن أصلح لأَصْحَاب الأمزجة الحارة حميات وَيفتح أَفْوَاه البواسير فَإِن أصلح نفع فِي إسهال المَاء الْأَصْفَر والقولنج والمرة السَّوْدَاء والبلغم الغليظ. إِصْلَاحه: ينفع فِي لبن حليب يَوْمًا وَلَيْلَة ويجدد اللَّبن فِي ذَلِك الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات وَلَا يُزَاد على كَونه فِي اللَّبن أَكثر من هَذَا فَيبْطل فعله ثمَّ يحفظ فِي الظل قطعا كَمَا هُوَ. وَإِن أردْت اسْتِعْمَاله خلطت بِهِ أنيسونا ورازيابحا وكموناً وتربدا وهليلجا فَإِنَّهُ يلطفه ويقلل غائلته وَإِن أردته للقولنج فامزجه بمقل الْيَهُود وسكبينج وأشق وَشَيْء من خرء الذِّئْب وَمَتى أردته لعلاج مَاء الْأَصْفَر فانقعه بعد اللَّبن إِذا خف فِي عصير الهندباء

الرازيانج وعنب الثَّعْلَب ثَلَاثَة أَيَّام ولياليها ثمَّ جففه وَاجعَل مَعَه تربداً وهليلجاً أصفر وملحا هندبا فَإِنَّهُ دَوَاء جيد وَأما لبن الشبرم فَلَا خير فِيهِ وَقد قتل بِهِ أطباء الْعرَاق الَّذين يبسطون فِي الطّرق خلقا كثيرا وَلَقَد كَانَ إِنْسَان يسْقِي الشبرم فَكَانَ يسهل ألف ألف إسهالاً مفرطاً وَبَعْضهمْ ينقع الهليلجة فِي حَنْظَلَة من الحنظل الرطب غير الْمدْرك ثمَّ ينقعه فِي أُخْرَى فتسهل الْوَاحِدَة خمسين مَجْلِسا وَأكْثر وَمِنْهُم من يسقى العاقرطين وَفِيه من إِفْسَاد مزاج الكبد مَا يجل عَن الْوَصْف وَبَعْضهمْ يسْقِي العرطنيثا وَهُوَ الَّذِي يغسل بأصوله الصُّوف فيبيضه وَهُوَ كَالْأولِ فِي الْمضرَّة والحلبيثا هُوَ حشيشة تنْبت على الْأَنْهَار وعودها أَحْمَر وورقها يشبه ورق الفرفير يخرج مِنْهَا لبن إِذا قطعت وكل هَذِه مازريون: مَتى أَخذ غير مصلح أكرب وقيأ وأسهل بعنف وَيخرج مَعَه خراطة وَأَشْيَاء قبيحة لحمله على المعي وجرده لَهَا ويحتمله المبلغمون والمشايخ ويضر بالشباب وَأَصْحَاب المزاج الْحَار وَمن فِي معدته صفراء وَذَلِكَ أَنه يعرض عَنهُ كرب وقيء وعطش والجيد لهَؤُلَاء الاهليلج والشاهترج والفواكه والبنفسج وَأما الشُّيُوخ وَأَصْحَاب الْمعد الْبَارِدَة فاسقهم الْحبّ بِالْمَاءِ الْحَار وَيجب أَن يسقى هَذَا الْحبّ بِمَاء فاتر لَا بحار نعما لِأَنَّهُ شربه الشَّارِب بِالْمَاءِ الْحَار أكرب وقيأ وسبيله أَن يغلي غلياً جيدا وَيتْرك حَتَّى يفتر وَذَلِكَ أَن سلقه دون أَن يغلي يغثى ويقيء. سقمونيا: يحْتَمل أَن يشربه كل ضرب من النَّاس وَمن لَا يثبت فِي معدته ويتقيأه فَيجب أَن يقيأ يَوْمًا بالتملى ويحتمي من غده ثمَّ يشربه وَإِن كَانَ يكثر عَلَيْهِ فليتقيأ قبل الدَّوَاء يَوْمَيْنِ متواليين قيئاً قَوِيا على التملى ثمَّ يتقيأ بعد ذَلِك بساعتين قيئاً دون ذَلِك ثمَّ يَأْخُذهُ. إصْلَاح المازريون: انقع أُصُوله واعرضه فِي خل ثَقِيف يَوْمَيْنِ وليلتين غير مدقوق ويبدل الْخلّ) ثَلَاث مَرَّات واغسله بِمَاء عذب ثَلَاث غسلات وجففه فِي الظل وَفِي الشتَاء فِي الشَّمْس ثمَّ دقه جريشاً وَلَا تفرط فِي جراشته ولته بدهن لوز حُلْو ودهن بنفسج أَو شيرج وَلَا ينعم سحقه لِئَلَّا يسحج وَإِن أَحْبَبْت أَن تخلطه بأدوية فاخلطه بتربد وأفيثمون وسقمونيا وهليلج أصفر وَورد مطجون وَرب السوس وكمون كرماني وملح هندي فَإِنَّهُ إِذا خلط بِهَذِهِ وَافق علل السَّوْدَاء واخرجها بالإسهال ونفع من أمراض البلغم وَإِن شِئْت أَن تعالج بِهِ المَاء الْأَصْفَر فاخلط بِهِ بعد إِخْرَاجه من الْخلّ توبال النّحاس وأصل السوس وأسارون وَمَرا صافياً وسكنجينا وملحا هندبا وبزر الكرفس وعصارة الغافث وعصارة الأفسنتين وسنبلا ومصطكى واسقه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والرازيانج المغلي وَمَتى خلط بالأفيثمون والهليج الْأسود وَالْحجر الأرميني فَإِنَّهُ إِذا خلط بِهَذِهِ وَافق علل السَّوْدَاء وأخرجها وَإِن أردته يلين تَلْيِينًا صَالحا فزد فِيهِ مَعَ مَا ذكرنَا قبل خِيَار شنبر وَمَاء الْبُقُول يمرس ويداف

فِيهِ شَيْء من هَذَا الدَّوَاء فَإِنَّهُ يسهل مَاء أصفر وَإِن شِئْت جعلته حبا وأقراصاً وَلَا يحْتَمل المازريون إِلَّا قوى والشربة مِنْهُ إِذا أصلح نصف دِرْهَم. دند: يخلف المَاء والبلغم الَّذِي ينصب إِلَى ألف ألف المفاصل والخام وَلَا يَنْبَغِي أَن يسقى فِي الْبِلَاد الشَّدِيدَة الْحر لِأَن فِي هَذِه الْبِلَاد تضعف الْأَبدَان ضعفا شَدِيدا لِأَنَّهَا فِيهَا دائمة التَّحْلِيل وَهُوَ مُوَافق فِي الْبِلَاد الْبَارِدَة فَإِن أفرط الإسهال فأجلسه فِي مَاء بَارِد وصب عَلَيْهِ مِنْهُ وَلَا نستعمل الصحرى فَإِنَّهُ يبطيء عمله ويولد كرباً ومغصاً ويقشر الهندى بالسكين وَلَا تقربه بشفتيك قإنه يذهب بصبغهما وَيحدث فيهمَا كالبرص. وَإِذا قشرته فأخرجت مِنْهُ تِلْكَ الألسن الَّتِي تخرج من جَوْفه وَخذ نفس الْحبّ مَعَ شَيْء من نشا وَورد أَحْمَر منقى من أقماعه وَشَيْء من زعفران وَلَا تخلطه بأفيون وَلَا بفربيون الْبَتَّةَ فَإِذا أصلحته على مَا وصفت صَار دواءاً جيدا يسهل البلغم وسوداء ويحلل أوجاع المفاصل ويمسك الشّعْر الْأسود حَتَّى لَا يكَاد يبيض وَمِقْدَار الشربة مِنْهُ نصف دِرْهَم. قثار الْحمار: هُوَ أَشد حرارة من الحنظل ويسهل خاماً وسوداء وماءاً أصفر وَيُوَافِقهُ أَن يخلط بِهِ صَبر وقنطوريون وسورنجان وبوزيدان وكمافيطوس وفو وقسط وَمر وَحب النّيل فَإِنَّهُ إِذا خلط بِهَذِهِ نفع من وجع المفاصل والقولنج والسوداء والفالج واللقوة والحصرم وَلَا يخلط بِهِ مسهلاً قَوِيا غَيره كااسقمونيا وَنَحْوه فلإنه يكفى والشربة دانقان وتكسر حِدته إِذا خلط بِهِ صمغ عَرَبِيّ وطين أرميني.) لبن اللاغية: يخلط حَيْثُ يُوجد دَقِيق شعير فَأن أصبته على وَجهه فاخلطه بالنشا ولته بدهن بنفسج أَو دهن لوز حُلْو وَقد يخلط بالهليلج والأفسنتين والغافث وَالْملح الْهِنْدِيّ والبسبايج وَإِذ أصلح ومزج بِهَذِهِ نفع من حمى الربغ وإسهال المَاء الْأَصْفَر وَمَتى سقى على وَجهه غير مصلح أفسد الكبد والمعدة وَيُؤْخَذ مِنْهُ إِذا أصلح ثلثا دِرْهَم وَإِن عتق نقصت قوته. حب السمنة: مَتى عصر من ورقه نصف رَطْل أسهل صفراء وبلغماً وَهُوَ كلب القرطم فِي الإسهال. حب الماهودانه: مَتى أَخذ لب حبه وَسَقَى مِنْهُ دِرْهَمَانِ أسهل صفراء وبلغماً وخاماً. لي فِي هَذَا عِنْدِي غلط الهليلج الْأسود يعْمل فِي السَّوْدَاء والأصفر فِي الصَّفْرَاء وَقدره إِذا شرب وَحده خَمْسَة دَرَاهِم فَإِذا طبخ أَو أنقع عشرَة دَرَاهِم إِلَى خَمْسَة درهما وطبيخه ونقيعه أسهل وأسرع نزولا وَكله يعقب يبسا فِي الطبيعة بعد الإسهال وإصلاحه: يَجْعَل فِيهِ سكر وترنجبين ليكسر قَبضه. غاريقون: يسهل بلغما وصفراء وَيُقَوِّي الْأَدْوِيَة الْكِبَار ويبلغ بهَا إِلَى أقاصي الْجِسْم.

بسبايج: مَتى شرب مَعَ سكر أسهل فِي رفق يصلح أَن يسقى فِي الْأَطْعِمَة لمن يتكره الْأَدْوِيَة فيسهل سَوْدَاء بِرِفْق بخاصته والشربة دِرْهَمَانِ وَإِن طبخ بِشَيْء فَأَرْبَعَة دَرَاهِم وَفِيه حرارة يسيرَة. سورنجان وبوزيدان وماهيزهرة: تَنْفَع من أوجاع المفاصل وتشرب وَحده مَعَ سكر دِرْهَم ومثقال وَمَعَ غَيرهَا ثلث دِرْهَم إِلَى ربع دِرْهَم والماهيزهرة تَنْفَع من تشبك. أفيثمون: لَهُ قُوَّة شَدِيدَة فِي قلع السَّوْدَاء وَمَتى ألف ألف يسقى مِنْهُ الصفراوى أكربه وَغلظ عَلَيْهِ وَرُبمَا قيأه وَقد بَرِيء عَلَيْهِ خلق كثير من المالنخوليا مَتى خلط بأفسنتين وإصلاحه: أَن يلت بدهن لوز أَو دهن بنفسج. الشربة من دِرْهَمَيْنِ إِلَى أَرْبَعَة. أبرنج: يسهل وَيخرج الديدان وَله خَاصَّة فِي نشف الرطوبات وَقلع البلغم من المفاصل. حب النّيل: لَهُ بشاعة ووقوف فِي المعي ذِي الأثنى عشرَة أصبعاً وَمَتى شرب وَحده لم يسهل حَتَّى يمْضِي أَربع وَعِشْرُونَ سَاعَة وَإِذا وَقع مَعَ سقمونيا حدره وأسهل بلغماً كثيرا ازجاً وَأخرج صفراء وَرُبمَا أصَاب الشَّبَاب والأحداث مِنْهُ قبض على فَم الْمعدة ومغص شَدِيد إِن أَكثر مِنْهُ ويؤول إِلَى سحج والشربة نصف دِرْهَم وَلَا أرى أَن يشرب مُفردا وَلَوْلَا أَنه ينحدر بالسقمونيا) وَيخرج بلغما وصفراء لم أشره بشربه. شَحم الرُّمَّان مَتى شرب مِنْهُ قَلِيل أمسك وَمَتى شرب مِنْهُ خَمْسَة وَعِشْرُونَ درهما أسهل ويخلط فِيهِ لإصلاحه دِرْهَمَانِ من يزرقطونا مَعَ قَبْضَة بزرقطونا. سناء حرمي: حَار يَابِس يسير الْحَرَارَة وَله بشاعة ووقف فِي الْمعدة ويسهل الصَّفْرَاء والسوداء وَيُقَوِّي حرم الْقلب وَشرب طبيخة أصلح من سفه ومخلوط مَعَ غَيره من عصيره والشربة مِنْهُ دِرْهَمَانِ ومطبوخا عشرَة دَرَاهِم. لبلاب: مخرج للصفراء بِرِفْق إِذا خلط بسكر وَهُوَ بَارِد وَإِن أذيب فِيهِ خيارشنبر زَادَت قوته وَيجب أَلا يغلي لِئَلَّا تذْهب لزوجته الشربة ثلثا رَطْل إِلَى رَطْل. شاهترج: يسهل الصَّفْرَاء إسهالاً فِي رفق وينقع البثور والجرب إِذا شرب مَاؤُهُ غير مغلي مَعَ عشرَة دَرَاهِم من السكر وَإِن جففت وألفيت فِي طبيخ الهليلج أسهلت الصَّفْرَاء إسهالاً قَوِيا قافلي: يسهل ماءاً أصفر إِن عصر وَسقي وَلم يغلى بالنَّار الشربة ثلثا رَطْل مَعَ عشرَة دَرَاهِم من سكر الْعشْر أَو سكر أَحْمَر من هُوَ أقوى فعلا. لي إِذا شرب القافلي مَعَ سكر الْعشْر نفع المستسقي.

بنفسج: لَهُ بشاعة ويربو فِي الْمعدة ويكرب وخاصة ابْن كَانَ بِهِ حمى وَإِن طبخ وَشرب مَاؤُهُ كَانَ أسهل على الطبيعة ويلين الصَّدْر وَيحل الطبيعة حلا وَاسِعًا وَإِن خلط بإجاص وَنَحْوه وتمر هندي أنزلته سَرِيعا كَانَ أصلح الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم وَإِذا كَانَ مطبوخاً سَبْعَة. أتزروت: بَارِد فِي الثَّالِثَة يسهل بلغماً غليظاً يجتمعاً فِي المفاصل والوركين والركبتين ويخرجه بِقُوَّة مَعَ شَيْء من صفراء يسهل للأدوية إِخْرَاج الأدواء من الْبدن وَهُوَ جَدِيد ثقاب وَرُبمَا ثقب المعي بِشدَّة لُزُومه بهَا إِصْلَاحه أَن يُؤْخَذ الْأَبْيَض فيسحق بدهن جوز الشربة دِرْهَمَانِ وَمَعَ الْأَدْوِيَة ثلثا دِرْهَم. 3 (ابْن ماسويه فِي إصْلَاح الْأَدْوِيَة المسهلة) الصَّبْر يفتح السدد وَيُبرئ البرقان وينقي الرَّأْس والمعدة ويضر بالمقعدة إِصْلَاحه يمزج بِمثلِهِ مصطكي أَو يغسل بِمَاء الأفاوية ويجاد سحقه ليلصق فَتكون تنقيته أَكثر الشربة من نصف دِرْهَم ألف ألف إِلَى دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ. السقمونيا: يسهل الصَّفْرَاء ويضر بالمعدة والكبد وَيذْهب بِشَهْوَة الطَّعَام وَيُورث غماً وتهوعاً إِصْلَاحه: أَن يمزج بأنيسون ودوقو وبزركتان ونائخة ويشوي فِي تفاحة أَو سفرجلة بدهن اللوز وَلَا بجاد سحقه لِئَلَّا يشْتَد لصوقه بالمعدة فيوهنها الشربة سِتَّة قراريط إِلَى ثَلَاثَة. شَحم الحنظل: يُورث المغص والسحج وإصلاحه بالكثيراء وَلَا بجاد سحقه لِئَلَّا يلصق بالمعي خاصته إسهال البلغم اللزج والشربة: ثَلَاثَة قراريط إِلَى تِسْعَة. التربد: خاصته إسهال البلغم وَيُورث غثياً إِصْلَاحه لته بدهن لوز الشربة من دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ. أفيثمون: يسهل السَّوْدَاء وَيَرِث غماً وعطشاً ويبساً فِي الْمعدة والفم لشدَّة يبسه يصلح بدهن لوز حُلْو وَلَا يستقصي دقه ليخلص لبه الشربة دِرْهَمَانِ إِلَى أَرْبَعَة. فربيون: خاصته إسهال البلغم اللزج الْعَارِض فِي الورك وَالظّهْر والمفاصل ويولد عَمَّا وكرباً ويبساً وإصلاحه: خلطه بمقل الْيَهُود وينعم سحقه ويخلط بعد ذَلِك بسنبل وَدَار صيني وسليخة وَنَحْوهَا من الأفاوية ويلت بدهن الْورْد الشربة من القيراطين إِلَى أَرْبَعَة. غاريقون يسهل البلغم إِصْلَاحه يُؤْخَذ لبه عَلَيْهِ مطبوخ الشربة دِرْهَم إِلَى مِثْقَال. خربق أسود: يخرج بلغما وسوداء. بسبايج: خاصته إسهال السَّوْدَاء والبلغم الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم. حب التيل: يسهل بلغما يجاد سحقه ويلت بدهن لوز حُلْو الشربة من أَرْبَعَة قراريط إِلَى عشرَة.

إيرسا: يسهل المَاء الْأَصْفَر والبلغم والصفراء وَيفتح السدد الْعَارِضَة فِي الكبد ويكرب الشربة من مثقالين إِلَى أَرْبَعَة. فثاء الْحمار خاصته إسهال المَاء الْأَصْفَر والبلغم من غير إِضْرَار بالمعدة الشربة من أَرْبَعَة قراريط إِلَى خَمْسَة عشر.) مازربون: خاصته إسهال المَاء الْأَصْفَر والبلغم إِصْلَاحه أَن يمزج بالأفسنتين الشربة غير مطبوخ خَمْسَة قراريط ومطبوخاً من ثَلَاثَة إِلَى خَمْسَة. لي هَذَا غلط. أشق: خاصته قلع الخام الزج من المفاصل الشربة مِثْقَال بعد إنقاعه بمطبوخ. جاوشير كالأشق وشربته كشربته. مقل: يمْنَع الْأَدْوِيَة من السحج ويسهل خلطاً غليظاً لزجاً الشربة دِرْهَمَانِ. سكبينج: ينفع القولنج وَيخرج البلغم من الورك والمفاصل الشربة كالأشق ينقع فِي مطبوخ. أنزروت: يسهل البلغم اللزج: الشربة دِرْهَم. قنطوريون: خاصته إسهال البلغم اللزج والسوداء وخاصة من الورك الشربة من طبيخه أوقيتان ويحقن بِثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ شيرج. هليلج أصفر يسهل الصَّفْرَاء وَالْأسود يسهل السَّوْدَاء. شاهترج: ينقي الدَّم بالإسهال وَالْبَوْل لِأَنَّهُ يخرج صفراء محترقة. خِيَار شنبر: يسهل صفراء ويقمع حدتها وَيذْهب بالحكة والأجاص كَذَلِك أَيْضا. ألف ألف الترنجين يسهل صفراء بلين ورفق. البنفسج يسهل الصَّفْرَاء. لبلاب: يسهل صفراء وَلَا يغلي مَاؤُهُ فَإِن قوته تذْهب وَيُعْطى مَعَ سكر أَحْمَر وفانيد. القرطم: يسهل بلغما يُؤْخَذ من لبه عشرُون درهما وَيصب عَلَيْهِ نصف رَطْل من المَاء المغلي لِسَان الثور: يسهل صفراء وينفع من السحج الشربة عشرَة دَرَاهِم مَعَ سكر. شَحم الرُّمَّان: يسهل الصَّفْرَاء الشربة نصف رَطْل مَعَ عشرَة دَرَاهِم سكر سليماني وَيكون حلواً وحامضاً. مَاء الْخِيَار: يسهل صفراء إِذا شرب مَعَ سكر. أكشوت: يسهل صفراء ويدر الْبَوْل وَلَا يخرج بلغماً الْبَتَّةَ. عشرَة دَرَاهِم.

قاقلي: يسهل المَاء بِرِفْق الشربة ثلث رَطْل إِلَى ثُلثي رَطْل معصور وَغير مغلي. أَصْنَاف الْملح والمياه المالحة كلهَا تسهل بلغماً وتسرع بِفعل الْأَدْوِيَة وأقواها النفطى والأجود الدرانى والبورق كَذَلِك وَكَذَلِكَ البرى وينفع من وجع الورك إِذا حقن بِهِ. وَقَالَ: يحتمى قبل الدَّوَاء وَبعده يَوْمَيْنِ يَوْمَيْنِ وَلَا يكثر من الْغذَاء ويلطف من الْغذَاء مَا اسْتَطَاعَ لِأَن الْمعدة) تضعف وَإِن كَانَ الإسهال قَوِيا جعلت أغذيته مقوية للمعدة كالزبرباج والنارباج والسماقية واسق الْحبّ بِمَاء فاتر وَلَا يشرب على الْمَطْبُوخ ماءاً فاتراً إِلَّا بعد تَمام عمله وَإِذا أردْت أَن يعْمل الْحبّ فِي الرَّأْس فلتكن كبارًا لكَي يطول مكثها فِي الْمعدة وبالضد إِذا عملته للقولنج فلتكن صغَارًا وَالَّذِي يخرج الكدر مِنْهُ هُوَ من الْمعدة والمعي والصافي من الْعُرُوق فَإِذا أَبْطَأَ الدَّوَاء فَاشْرَبْ ماءاً حاراً أَو ماءاً وَعَسَلًا وَإِن أَبْطَأَ فماءاً وملحاً وَإِن نزل إِلَى أَسْفَل وَلم يخرج فَاحْتمل فَتِيلَة وَإِن قصر فَأدْخلهُ الْحمام فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث وواظب عَلَيْهِ ليخرج الفضول من بدنه وَلَا يشرب دَوَاء على دَوَاء خوفًا من فرط الإسهال وَإِن غثت النَّفس اسْتعْمل تفاحاً ومصلاً وبصلاً بخل عَتيق وادلك أَسْفَل الْقَدَمَيْنِ بِزَيْت وملح فَإِن ذَلِك يجتذب الدَّوَاء إِلَى أَسْفَل وللمغص فكمد بِمَاء حَار ويشربه ويديم الْحَرَكَة الرفيقة وَمن يتقيأ الدَّوَاء فقيئه واعطه. لي على مَا رَأَيْت: ينفع من قذف الدَّوَاء مضغ الطرخون الْكَبِير حَتَّى يحضر الْفَم ثمَّ كمد المنخرين جيدا ويتنفس من الْفَم وَيشْرب الدَّوَاء وَيغسل فَمه ويمضغ مَا أحب ثمَّ يفتح مَنْخرَيْهِ وللغشى بعد الدَّوَاء شدّ الْأَعْضَاء والسكون وَأكل شَيْء قَلِيل مِمَّا يمِيل إِلَيْهِ وَالْحب قد يلت فِي الْعَسَل وَرُبمَا ألْقى فِي شمع ودهن وبلع. حنين فِي الْمعدة: يجب أَن تشوى السقمونيا فِي تفاح أَو سفرجل أَو أترج ويخلط بِسَائِر الْأَدْوِيَة وَإِن لم تشوه فاخلط بِهِ صبرا أَو وردا أَو ملحاً وعصارة السفرجل أَو بعض الْأَدْوِيَة العطرية فَإنَّك إِذا طيبت رَائِحَته قبلته الْمعدة وَلم يَضرهَا لم ينقص من فعله ألف ألف شَيْء والمطيب رِيحه رب الأترج والنعنع والسذاب. حب يسهل فِي الحميات الغب وَالرّبع فِي أوائلها: شَحم الحنظل قبتان سقمونيا ثَلَاث أَوَاقٍ صَبر كَبِدِي أَربع أَوَاقٍ عصارة أفسنتين أُوقِيَّة مقل نصف أُوقِيَّة يعجن بِمَاء كرنب ويتخذ حبا حب يسهل الصَّفْرَاء بِلَا أَذَى: لبن شبرم وصبر بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ حبا كالحمص الشربة: بِحَسب مَا يُرِيد بِمَاء الْعَسَل أَو بِمَاء فاتر يكون شَيْئا قَلِيلا.

مسهل لَا يزعج الْجِسْم: شَحم الحنظل أوقيتان صَبر أُوقِيَّة يحبب كالحمص الشربة لحفظ الصِّحَّة ثَلَاث حبات بعد الْخُرُوج من الْحمام وللتنقية: سبع حبات يشرب بمري لي شبرم ونشا وسكر ويتخذ حبا ويسقى بِمَاء الْعَسَل ثَلَاث حبات كالحمص على طَعَامه وَغير طَعَام بِقدر الْحَاجة ويسقى مِنْهُ يسهل عشرَة مجَالِس أَو أقل وَقد جربته وَلَا غائلة لَهُ.) ابْن ماسوية فِي المنقية يسهل السَّوْدَاء: دِرْهَم غاريقون وأفيثمون أَرْبَعَة دَرَاهِم مَعَ أُوقِيَّة من مَاء الفوذنج. قَالَ: الميعة السايلة تسهل الْبَطن الشربة خَمْسَة دَرَاهِم وعلك الأنباط أَيْضا. ماهودابه: إِذا قشر حَبَّة وَشرب مِنْهُ دِرْهَم نفى الْبَطن ومقعر الكبد. وَيخرج الأثفال دِرْهَمَانِ من بزر الأنجرة قبل الطَّعَام أَو لب القرطم أقدر ربعَة دَرَاهِم أَو القاقلة الْكِبَار مِثْقَال بِمَاء حَار أَو الحاشا ثَلَاثَة مَثَاقِيل. وَإِن لعق قبل الطَّعَام زبد وَعسل وَحب البان المقشر وزن دِرْهَم ودهن الخروع قوى فِي تنقية الْمعدة وَمَا فِي الْبَطن من الأثفال. روفس فِي المالنخوليا: يعين على إحدار الفضول من بَوْل أَو غائظ من جَمِيع منافذ الْجِسْم بِمَاء حَار بعد انحدار الْغذَاء وهضمه. من حفظ الصِّحَّة الْمَنْسُوب إِلَى ج: يخرج الثفل تين وقرطم وأفيثمون. مسهل للسوداء من كتاب الصداع لِابْنِ ماسوية: أفيثمون ثَمَانِيَة دَرَاهِم بسبايج وإيارج فَيقْرَأ أَرْبَعَة دَرَاهِم هليلج أسود خَمْسَة ملح نفطى دِرْهَمَانِ حِجَارَة أرمينية مغسولة بِالْمَاءِ ثَلَاث مَرَّات يتَّخذ حبا بِمَاء الهندباء والشربة دِرْهَمَانِ وَنصف. من الْمسَائِل الطيعية: السقمونيا قَلِيل الْحَرَارَة والخربق الْأَبْيَض كثير الْحَرَارَة. فليغرغورس فِي النقرس: خُذ سقمونيا مُفردا كالباقلى. مَا بَال: السقمونيا الْعَتِيق يدر الْبَوْل وَلَا يُطلق الْبَطن وَلَا معنى للعتيق فِي الإسهال. ابْن سرابيون الَّذِي يخرج السَّوْدَاء: أفيثمون خربق أسود بسبايج هليلج أسود أسطوخدوس غارقون الْحجر الأرميني. لي الشاهترج يخرج خلطاً سوداوياً وينقى الدَّم مِنْهُ. مسهل للخلط اللعابي: زنجبيل سكر تَرَبد بِالسَّوِيَّةِ الشربة دِرْهَم إِلَى ثَلَاثَة بِمَاء حَار. من نُسْخَة أُخْرَى من إصْلَاح الْأَدْوِيَة لَا بن جريج الراهب: النَّابِت من شَحم الحنظل على التلال أقوى من النَّابِت بِقرب الْمِيَاه وَتبقى قوته إِلَى سنتَيْن أَو ثَلَاث وَقد يجب أَن يُزَاد فِي مِقْدَاره إِذْ ذَاك. قَالَ: دق التربد وَلَا تنخله بحريرة ألف ألف لِئَلَّا يلصق بخمل الْمعدة وَمَتى أردته بمعجون كَبِير لمن بِهِ بلغم لزج وَفِي معدته فانخله بحريرة وأنعم سحقه بعد دقه ليلصق

بالبلغم ليقلعه. وَقَالَ فِي الشبرم: إِنَّه حَار فِي أول الثَّالِثَة يَابِس وَفِيه قبض وحدة ويضر بأصحاب) البواسير والمازريون كَذَلِك فَإِن أصلح نفع وَذَلِكَ أَن يُؤْخَذ الْجيد الصيني وينقع فِي اللَّبن الحليب يَوْمًا وَلَيْلَة ويجدد اللَّبن ذَلِك الْيَوْم وَاللَّيْلَة ثَلَاث مَرَّات وَهُوَ قطع غير مدقوق وَإِن أَحْبَبْت حِينَئِذٍ فاخلط المسهلة فِي الْأَدْوِيَة الملائمة لَهُ: أنيسون رازيانج كمون تَرَبد هليلج وَإِن عَالَجت بِهِ قولنجا غليظا سوداويا بلغميا فاخلطه بمقل وسكبينج وأشق وَصَبره حبا مثل جوز الدلب. لي هَذِه الحشيشة هِيَ الكبرة. وَقَالُوا أَبُو جريج: المازربون هُوَ كالشبرم وَيُقَال فِي المازربون وَالْمَاء الَّذِي يسْقِي بِهِ الدَّوَاء اجْعَلْهُ بِمَا يسخنه الْهَوَاء لَا النَّار فَإِنَّهُ إِذا كَانَ بالنَّار أكرب وقيأ والمسخن بالهواء يسهل بِرِفْق إِلَى أَن يُعْطي الشُّيُوخ الهرمي الَّذين قد بردت أبدانهم ومعدهم فَلَا يفعل فيهم الدَّوَاء إِلَّا بعد زمن طَوِيل فاسقهم المَاء الَّذِي قد على بالنَّار غلياً شَدِيدا ثمَّ يفتر واسقه بِهِ فَإنَّك إِذا فترته وسقيته كَانَ كالسليق غير النضج وَإِذا غليته وَتركته حَتَّى يفتر لم يغث. قَالَ: وَأما أَصْحَاب المَاء الْأَصْفَر فاسقه مَعَ الْأَدْوِيَة المخرجة للْمَاء سِتّ حبات. وَقَالَ فِي الدند: جَمِيع أصنافه حارة حادة وَأَنا أعجب من حِدته مَعَ الدهنية الَّتِي فِيهِ. قَالَ: وَهُوَ قَاتل مَتى لم يحسن من يسْقِيه إسقاءه وإصلاحه: فاختر مِنْهُ الصيني الْكِبَار فَإِن أعوز فالهندي ودع الشجرى فَإِنَّهُ يبطيء وَيُورث كرباً ومغصاً فقشر قشرة الْأَعْلَى بحديدة وَلَا تقربه من شفتيك فَإِذا فلقت الْحبَّة فَإِنَّهُ يخرج مِنْهَا لِسَان دَقِيق قَالَ: وَإِن صيرت مِنْهُ أقراصاً وخلطتها بِهَذِهِ الْأَشْيَاء الملينات وخاصة الزَّعْفَرَان فَإِنَّهُ يكسر شَرّ هَذَا الدَّوَاء ويبلغ بِهِ أقاصي الْجِسْم وَإِن أردْت مزجه بالمسهلات فالتربد وعصارة الأفسنتين وَاعْلَم أَن المَاء الْحَار المفرط رُبمَا أمسك الْحبّ فِي الْمعدة وَمنعه أَن يتَحَلَّل لِأَنَّهُ يجفف الْمعدة لشدَّة حرارته فتوقه. وَقَالَ فِي قثاء الْحمار: هُوَ حَار فِي آخر الثَّالِثَة يَابِس فِي آخرهَا أحر من الحنظل حَار جدا وَمِمَّا يُوَافقهُ الدارصينى والسليخة والزراوند المدحرج والأنيسون وبزر الكرفس الْجبلي والجوشير والسكبينج والمقل والتربد وَالْملح الْهِنْدِيّ وَحب البلسان وَحب النّيل وَهُوَ نَافِع من الخدر تكسر حِدته وقوته. وَقَالَ فِي الماهوذانه: مَتى طبخ وَأكل أسهل المَاء الْأَصْفَر وَإِن سقيت عصارته ولبنه أخلف وقيأ وَلبن اليتوع أقوى فعلا من وَرقهَا وَهُوَ ينفط الْبدن وَإِن أَخذ مِنْهُ دِرْهَمَانِ أسهل بلغماً وأخلاطاً غَلِيظَة ومراراً. قَالَ: ألف ألف وَلبن حب السمنة يسهل الصَّفْرَاء والبلغم بِقُوَّة) وَإِن أَخذ من عصير ورقة نصف رَطْل حل الْبَطن فِي رفق سَوْدَاء وبلغماً وَهُوَ كلب القرطم إِذا سقى واحتقن بِهِ. وَقَالَ فِي لبن اللاغية: وَيصْلح أَيْضا بورد وَرب السوس والغافث وَالصَّبْر إِذا

مرج بِهَذِهِ نفع من حميات الرّبع وَلم يفْسد المزاج فَأَما إِن شرب مِنْهُ وَمن سَائِر ألبان اليتوعات غير مصلحَة فَإِنَّهَا تفْسد المزاج على الْأَكْثَر. وَقَالَ: والهليلج الكابلي: فِيهِ خَاصَّة إسهال السَّوْدَاء وَيعْمل فِي الصَّفْرَاء إِلَّا أَنه أقل. قَالَ: والهندي: يقرب مِنْهُ إِلَّا أَنه أقوى. والترنجبين: أَكثر جلاءا من السكر وإسهالاً ويسكن لهيب الحميات الحادة وَيقطع الْعَطش ويسهل مَعَ سكر بِرِفْق وَهُوَ ضرب من الْمَنّ ويلين الصَّدْر وَإِن شرب إهليلج أصفر مَعَ سكر أَو دهن اللوز الحلو والشربة من الكابلي على هَذِه الْجِهَة أَرْبَعَة دَرَاهِم وَأما الطبيخ فخمسة عشر درهما وَكَذَا الْأَصْفَر وجميعها يعقب إسهالها يبساً فِي الطبيعة. وَقَالَ: السورنجان حَار فِي الثَّالِثَة وَله خَاصَّة فِي تسكين النقرس والخدر والمفاصل وَكَذَا البوزيدان والماهيزهرة. قَالَ: اسْقِ من السورنجان الْأَبْيَض والأحمر وَالْأسود ضاران جدا. قَالَ: والأفيثمون حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي الأولى. والأفسنتين يسهل وعصارته أقوى إسهالاً ويسهل سَوْدَاء وصفراء. الخوز: حب النّيل بَارِد فِي الأولى. قَالَ: والأدوية المسهلة الْبَارِدَة: الأنزروت حب النّيل والبنفسج تجمع كلهَا. وَالَّتِي يخلط بالأنزروت من الْأَدْوِيَة: السكبينج والمقل والنانخواه مَاء الْخِيَار والقثاء المعصور مَعَ السكر يسهلان الشربة أَرْبَعَة أَوَاقٍ مَعَ سكر لَا تسقه إِذا كَانَت الطبيعة معتقلة جدا لِأَن قوتها لَا تبلغ أَن يحلهَا فتكرب وتقيء وتنفعان فِي الْحمى الملتهبة ويسكنان الْعَطش: مَاء القرع كَذَلِك إِذا شرب مَعَ جلاب وسكر يلين الْبَطن ويسكن الْعَطش الشربة نصف رَطْل. الكثيراء يلين الطبيعة للأدوية المسهلة وَيدْفَع شَرها ويمنعها أَن تحمل على الطبيعة حملا رديئاً. أشق يمْنَع المسهلة أَن تحمل على الطبيعة حملا عنيفاً ويسهل البلغم اللزج الغليظ. سكبينج يسهل البلغم الراكد فِي المفاصل والورك ويلين الْبَطن فِي رفق وَيصْلح المسهلة الحارة ويمنعها أَن تحمل على الطبيعة حملا رديئا جوشير يسهل الطبيعة. ابْن ماسوبه: الخربق الْأسود خاصته إسهال البلغم والسوداء وَيصْلح بإصلاح الْأَبْيَض وَهُوَ فِي بَاب) الْقَيْء وَهُوَ أَضْعَف من الْأَبْيَض فِي ذَلِك. لي لِأَن هَذَا يسهل والأبيض يقيء.

ج: المقيئة من جنس المسهلة إِلَّا أَنَّهَا مفرطة الْقُوَّة مِنْهَا. قَالَ: والشربة من نصف مِثْقَال إِلَى ابْن مسويه: البسايج خاصته إسهال البلغم والسوداء إِن أَخذ مُفردا فليطبخ بِمَاء الشّعير أَو بِمَاء السلق الْمَطْبُوخ ألف ألف أَو بِمَاء الْعَسَل يشربه بعد ذَلِك وَيَأْخُذهُ وَإِن أردْت خلطه بالأدوية المطبوخة لم تحتج إِلَى إِصْلَاحه. لي من غلب عَلَيْهِ الْخَلْط السوداوي فَليَأْكُل أسبوعاً إسفيذباجا يسلق فِيهِ بسبايج ويتحسى المرقة فَإِنَّهُ يسهل سَوْدَاء والجيد: يُؤْخَذ ديك هرم فيخشى بالملح أَو قنابر ثمَّ يطْبخ بِمَاء وزيت ويسلق فِيهِ بسبايخ وَليكن مَعَك من توابل الديك مسحوقاً نَحْو مِثْقَال وألقه فِيهِ والشربة من السبايج غير مطبوخ دِرْهَمَانِ وَمن الْمَطْبُوخ خَمْسَة دَرَاهِم. ابْن ماسويه: وَيسْتَعْمل الإيرسا فِي أَنه جيد الْفِعْل فِي تفتيح السدد وتقوية الكبد وَيُؤْخَذ بِالْمَاءِ وَالْعَسَل الْمَطْبُوخ والشربة من مثقالين إِلَى أَرْبَعَة إِذا طبخ مَعَ الْأَدْوِيَة وَوَحدهُ من دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ بِمَاء الْعَسَل. ابْن ماسويه: إصْلَاح قثاء الْحمار بِمَاء الْعَسَل أَو بعصير الْعِنَب الشربة سِتَّة قراريط إِلَى ثَلَاثَة مَعَ نشا الْحِنْطَة. ابْن ماسويه: المازريون أَكثر فعله فِي الإسهال للْمَاء الْأَصْفَر والبلغم إِذا جعل حبا مَعَ الأفسنتين وَقد يتَّخذ مِنْهُ أَيْضا بِأَن يطْبخ أُوقِيَّة برطل مَاء حَتَّى يتهرى ثمَّ يصفى المَاء وَيجْعَل على أُوقِيَّة دهن لوز حُلْو ويطبخ حَتَّى ينصب المَاء ثمَّ يسْتَعْمل الدّهن ثَلَاثَة دَرَاهِم إِلَى خَمْسَة دَرَاهِم وَأما وَحده فالشربة خَمْسَة قراريط مَعَ مثله من الأفسنتين. ابْن ماسويه: الأشق خاصته النَّفْع من عرق النسا والنقرس والمفاصل والخاصرة والوركين. والجاوشير إِصْلَاحه كإصلاح الأشق والشربة نصف مِثْقَال إِلَى بعد إنقاعه الْمَطْبُوخ. مقل يحفظ البواسير عِنْد شرب المسهلة وينفع الورم الَّذِي يكون دَاخل الْبدن وَالْخَارِج إِذا ضمد بِهِ بعد أَن يخلط الْمَطْبُوخ الحلو الشربة من دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ وَمَتى خلط بِغَيْرِهِ فَنصف دِرْهَم إِلَى دِرْهَم. سكبينج ينفع من القولنج والرياح فِي الأمعاء وَالظّهْر والورك وإسهال البلغم اللزج الشربة مَا بَين) دِرْهَم إِلَى مِثْقَال وينفع فِي مطبوخ أَو فِي مَاء الْعَسَل أَو مَاء الحلبة وَمَعَ الْأَدْوِيَة نصف دِرْهَم. أنزروت يدمل الخراجات الشربة من نصف دِرْهَم إِلَى دِرْهَم مَعَ غَيره وَلَا يَنْبَغِي أَن يشرب وَحده وينفع فِي مطبوخ.

قنطوريون يخرج الْمرة الشبيهة بالدردى وينفع مَا فِي الورك شرب أَو احتقن بِهِ وكل مَا كَانَ أَمر طعماً كَانَ أبلغ الشربة من طبيخه أوقيتان وَإِن حقن فَثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ شيرج وكل الصموغ الَّتِي ذكرهَا يحقن بهَا خلا الأنزروت. إهليلج أصفر يسها الصَّفْرَاء ويدبغ الْمعدة والشربة سَبْعَة إِلَى عشرَة وَالْأسود خاصته تَقْوِيَة الْمعدة وإسهال السَّوْدَاء. الشربة من خَمْسَة إِلَى خَمْسَة عشر إِذا انفع وَكَذَا الكابلي إِلَّا أَنه أَضْعَف إسهالاً وينفع الْمعدة. شاهترج الشربة من خَمْسَة إِلَى عشرَة وَوَحدهُ من ثَلَاثَة إِلَى سَبْعَة وَإِن شربت عصارته فَلَا يطْبخ وَيشْرب مِنْهَا من أَربع أَوَاقٍ إِلَى ثَمَان. خيارسنبر الشربة من خَمْسَة إِلَى عشرَة. والأجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ: خاصتهما إسهال ألف ألف الصَّفْرَاء وقمع حدتها وَقطع الْقَيْء والعطش والإذهاب بالحركة الشربة نصف رَطْل. ترنجين يسهل الصَّفْرَاء إسهالا يَسِيرا الشربة عشرُون درهما. بنفسج خاصته إسهال الصَّفْرَاء الَّتِي فِي الْمعدة والأمعاء والنفع من الإلتهاب السكان فِيهَا وَمن الصداع والخناق الْعَارِض للصبيان الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم إِلَى سَبْعَة إِذا طبخ. الشبرية من اللبلاب ثلثا رَطْل مَعَ عشرَة دَرَاهِم من الفانيذ وَالسكر الْأَحْمَر. لبان الثور يُؤْخَذ مَعَ طين أرميني الشربة من ثَلَاثَة دَرَاهِم إِلَى خَمْسَة مَعَ سكر سليماني. كزبرة البتر يسهل صفراء من الْمعدة والأمعاء ويطفئ حدتها ويلين الصَّدْر الشربة نصف رَطْل أكشوث يسهل الصَّفْرَاء ويدبغ الْمعدة وَيفتح السدد الْعَارِضَة فِي الْعُرُوق وفعلها كَفعل الأفسنتين بل دونه الشربة نصف رَطْل مغلي وَغير مفلي مَعَ عشرَة دَرَاهِم من السكر السَّلمَانِي. يتوعات مسهلة مفْسدَة للمزاج فَتَركهَا أصلح. والمري يسهل البلغم اللزح وينفع من الفولنج ووجع الورك إِذا احتقن بِهِ وَمَاء السّمك المالح يفعل ذَلِك. فِي كتاب الإغذية: النيلوفر أقوى إسهالاً من البنفسج.) حجر أرميني وَهُوَ حجر الازورد يسهل السوَاد بِرِفْق. مسهل: تَرَبد دِرْهَم وَنصف ملح هندي يشرب وَيشْرب بعده ماءاً بَارِدًا وَإِن عَطش شرب ماءاً بَارِدًا فَإِنَّهُ إِن شرب ماءاً حاراً انْقَطع إسهاله وَهُوَ يسهل سَوْدَاء.

مسهل يخرج صفراء محترقة وَينْقص البرقان: سقمونيا وسكر يقعدان ويحبب الشربة أَرْبَعَة عشر قيراطاً. حب يسهل بلغماً: ترد غاريقون دِرْهَم دِرْهَم إيارج فيقراً دِرْهَمَانِ شَحم حنظل مُدبر ربع دِرْهَم إِلَى نصف دِرْهَم الشربة من دِرْهَم إِلَى ثَلَاثَة. حب يخرج صفراء: إهليلج أصفر وصبر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ سقمونيا نصف دِرْهَم حب النّيل دِرْهَم الشربة من دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثَلَاث. حب مسهل للسوداء: أفيثمون بسبايج أسطوخدوس ثَلَاثَة ثَلَاثَة أطريقون إيارج دِرْهَمَانِ خربق أسود وَحجر أرميني الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم. لي على مَا رَأَيْت ف بعض الْكتب: يسْقِي الْحبّ الْمخْرج للصفراء بطبيخ الهليلج الْأَصْفَر والشاهترج والمخرج السَّوْدَاء بطبيخ الأفيثمون والبسبايج والأسطوخدوس والمخرج للبلغم بطبيخ القنطوريون. الْأَمْرَاض الحادة من الْمقَالة الثَّالِثَة: الخربق الْأسود يسهل خلطاً سودوياً وَكَذَا الأفيمون وزمان إسهالهما وَاحِد وَهُوَ أَجود من الخربق قَاتل لِكَثْرَة خلط دَوَاء بَين لَيْسَ زمَان إسهالهما وَاحِد وَقَالَ: المسهلة رَدِيئَة للمعدة خلا الصَّبْر وَلِهَذَا يجب أَن يخلط الْأَشْيَاء العطرية المقوية مَعَ ذَلِك لفم الْمعدة وَلَا سِيمَا إِن كَانَ الَّذِي تسقيه الدَّوَاء محموماً لي قد زادنا هَذَا رَغْبَة فِي قرص الْورْد المسهلة. ابْن سرابيون: المصلح للصبر بالنواصير الْمقل وَإِذا كَانَت حرارة فالكثيراء. الْأَدْوِيَة المفردة الثَّالِثَة: الخربق الْأَبْيَض يقيء وَالْأسود يسهل ولب القرطم يسهل البلغم والأفثيمون يسهل سَوْدَاء. القوى الطبيعية حب القندس يجذب البلغم ألف ألف وشوكة القصارين والقرطم والكماذريوس: يجذب المَاء إسهالاً. لي الكماذريوس والكمافيطوس يَجْعَل مَعَ الأسطو خدوس وَهِي مسهلة إِلَّا أَن جالينوس عد الكماذريوس مَعَ المازريون فِي قُوَّة جذب المَاء.) الْإِسْكَنْدَر فِي المالنخوليا: إِذا أردْت إسهال الصَّفْرَاء فَخذ إيارج فَيقْرَأ سِتَّة عشر غرامى والغرامي سنة قراريط والقيراط أَربع شعيرات وسقمونيا قيراطان واسقه من مرّة وَقد تنقص من السقمونيا وَقد تزيد بِحَسب مَا تحْتَاج إِلَيْهِ. لي إِنَّمَا كتبت هَذَا لتعلم أَن مَا يَسْتَعْمِلهُ أطياؤنا الْآن ملعقة وَهَذَا أَيْضا كثير ولتعلم أَن القدماء مجتمعون على أَن أخص الْأَدْوِيَة بِإِخْرَاج الصَّفْرَاء: الإيارج والسقمونيا فَخذ إياراجا دِرْهَمَيْنِ وسقمونيا ربع دِرْهَم واجعله حبا بِمَاء الهندبا فَإِنَّهُ يخرج الصَّفْرَاء قَالَ: الْحجر الأرميني لَا يقصر عَن الخربق وَلَيْسَ فِيهِ خطر إِلَّا أَنه إِن لم يغسل قيأ فَإِن أردْت أَلا يقيء فاغسله ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك لَا يقيء. وَلَيْسَ لَهُ رداءة كَيْفيَّة مسخنة فَهُوَ بليغ فِي جذب السَّوْدَاء: الشربة من هَذَا الْحجر ثَلَاثُونَ قيراطاً وَأكْثر سِتَّة وَثَلَاثُونَ.

أوريباسيس فَتِيلَة مسهلة: بخور مَرْيَم كمون سذاب نطرون وَعسل يحْتَمل فِي صوفه فَإِنَّهُ قوي مفش للرياح. إصْلَاح السقمونيا حَتَّى لايضر بالمعدة: وَيجْعَل فِي إِنَاء رصاص ويملح وَهُوَ علاجه بالملح الْكَمَال والتمام للمحرور الَّذِي يتكره المسهلة: أوقيتان من رائب الْبَقر سقمونيا قِيرَاط ويسهل السَّوْدَاء إِن طبخ أُوقِيَّة فوذنج جبلي بِنصْف رَطْل من مَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث وَيشْرب. وَإِصْلَاح السقمونيا عَن ماسرجويه: أَن يَجْعَل فِي إِنَاء رصاص ويلحم رَأسه ويلقى عَلَيْهِ خل فِي وَاسِط طنجيرة ويطبخ حَتَّى يذهب نصف الْخلّ قدر سَاعَة وَقَالَ: إِذا أكل مِنْهُ لم يضرّهُ. لي عمل ذَا إِصْلَاحه بالخل والسفرجل. وَهَذَا جوارش جيد يقطع: السفرجل ويغمس فِي خل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يخرج ويدق مَعَ مقل نصف حب النّيل المقشر مثله يدق جندبادستر حَتَّى يمتزج ثمَّ يلقى على ذَلِك الْخلّ سكر ويطبخ حَتَّى يغلظ نعما ويعجن بِهِ وَإِن شِئْت شرابًا فَخذ رطلا من مَاء السفرجل أَو فِي خل خمر بَالغ ورطل سكر يطْبخ ثمَّ يصير فِي قوام الْجلاب ويضاف فِي رَطْل أَرْبَعَة دَرَاهِم من سقمونيا وَيرْفَع الشربة أُوقِيَّة يصلح فِي الحميات والأجود أَن يتَّخذ هَذَا الشَّرَاب ساذجاً وَتجْعَل فِيهِ مَا شِئْت من سقمونيا بِقدر حَاجَتك. آخر: السفرجل الَّذِي ينفع فِي خل وَيجْعَل فِيهِ على النّصْف خشب الشبرم ثمَّ يعجن بالسكر المحلول بِمَاء الْورْد وَيُؤْخَذ.) الأقربادين الْقَدِيم صفة مَاء الْجُبْن من سَابُور: يسهل صفراء وينفع من الحكة الَّتِي تتولد من الحكة المتولدة عَن احتراق الدَّم وَأحمد شربه فِي الرّبيع يُؤْخَذ خَمْسَة أَرْطَال من اللَّبن الماعز الحليب فيسخن ويمرس فِيهِ دِرْهَم من الأنفخة وَيتْرك حَتَّى يثخن فَإِذا ثخن خطط بالسكين طولا وعرضاً وذر عَلَيْهِ ألف ألف دِرْهَمَانِ من الْملح الدراني مسحوقاً فَإِذا ذاب علق حَتَّى يصفو وصب عَلَيْهِ من السكنجبين السكرِي أوقيتان ويطبخ بِنَار لينَة وَتُؤْخَذ رغوته حَتَّى ينْفَصل عَنهُ اللوز كُله ثمَّ يصفى وَيشْرب مِنْهُ كل يَوْم رَطْل وَنصف وأجود حب يشرب هَاهُنَا: إهليلج أصفر دِرْهَمَانِ إيارج نصف سقمونيا دانق وَهُوَ شربه. حِيلَة الْبُرْء السَّادِسَة حب وَصفه جالينوس يخرج أخلاطاً مُخْتَلفَة: صَبر دِرْهَمَانِ غاريقون نصف شَحم حنظل ربع سقمونيا دانق مقل دانقان يحل وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة. حِيلَة الْبُرْء الرَّابِعَة عشر مِنْهُ. قَالَ ج إِن الْمَرْأَة صَاحِبَة النملة لما احْتَاجَت إِلَى مَا يسهل الصَّفْرَاء: خلطت لَهُ بِمَاء الْجُبْن سقمونيا فنقاها من الصَّفْرَاء. لي قد جربت أَن مَاء الْجُبْن يسهل الصَّفْرَاء وَيذْهب حِدة الكبد. من كتاب حنين فِي الْمطعم وَالْمشْرَب: الْأَطْعِمَة الحامضة إِن صادفت فِي الْمعدة

خلطاً قطعته فأسهلته وَإِن صادفتها تقيئة أَمْسَكت الْبَطن فَلذَلِك السكنجبين وَمَاء الرُّمَّان الحامض رُبمَا لينًا من اختبارات حنين مطبوخ قوى للسوداء: هليلج أسود خَمْسَة عشرَة درهما هليلج كابلي عشرَة سناء شاهترج سَبْعَة أسطوخودوس وبسبايج وَتَربد محكوك أَرْبَعَة أَرْبَعَة ساذج هندي ثَلَاثَة بزر الفلنجمشك وبزر البادرنجويه دِرْهَم أفيثمون حَدِيث يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَنصف ثمَّ ينزل عَن النَّار ويطرح عَلَيْهِ الأفيثمون وَيتْرك إِلَى أَن يبْقى من اللَّيْل الثُّلُث وَيُؤْخَذ من ذَلِك الطبيخ بعد التصفية عشر أَوَاقٍ وَيُؤْخَذ ثلثا دِرْهَم إيارج وغاريقون نصف ملح دانقان حِجَارَة لازورد قد غسلت مَرَّات وَإِلَّا هيج الْقَيْء ربع دِرْهَم يدق وينخل وَيشْرب بِاللَّيْلِ. القربادين الْكَبِير معجون قوي فِي إسهال الْخَلْط الْأسود: أفيثمون بسبايج أسطوخودوس تَرَبد غاريقون نصف نصف ملح هندي نصف شَحم الحنظل ربع حجر اللازورد مغسولاً دانقان حب الشبرم مدانق خربق أسود ربع يدق ويسقى يجمع وَيُؤْخَذ فِي شربه وَقَالَ: الْحجر الأرميني) هُوَ بطبانة اللازورد. الساهر شراب الْورْد المردد أَربع مَرَّات: ينقي الْورْد من أقماعه خَمْسَة أَرْطَال ويلقى فِي ثَلَاثِينَ رطلا من مَاء مغلي ويسد رَأس الْإِنَاء وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يمرس مرساً جيدا ويصفى ويعصر الثفل وَيجمع إِلَى المَاء ثمَّ يَجْعَل فِي طنجير ويغلى ثمَّ يصب على خَمْسَة أَرْطَال آخر ورق الْورْد ويردد كَذَلِك أَربع مَرَّات فَإِنَّهُ يبْقى من هَذَا المَاء بعد ذَلِك اثْنَا عشر رطلا فألق عَلَيْهِ مثله سكرا واطبخه حَتَّى يصير فِي غلظ الدوشاب الشربة أَربع أَوَاقٍ يسهل أَربع دفع وَهِي إِن قرنته بِشَيْء من المسهل أسهل ولتكن قيراطاً ويسقى بِمَاء بَارِد فاتخذه شربة فِي مَاء قصب السكر وَمَاء الأجاص وَمَاء التمرالهندي واقرن بِهِ التربد والسقمونيا قَالَ: واستعملها حَيْثُ الحدة والعطش ألف ألف وَمِنْه سِتَّة أَرْطَال من المَاء القراح ماورد رَطْل يطْبخ فِيهِ رَطْل تَرَبد حَتَّى يبْقى رطلان ثمَّ يطْرَح عَلَيْهِ رَطْل سكر ويلقى عَلَيْهِ دِرْهَمَانِ من السقمونيا الشربة أوقيتان. شراب بَارِد مسهل يصلح للبرسام: ثَلَاثُونَ إجاصة قوسية تمر هندي ثَلَاثُونَ درهما بنفسج يَابِس عشرُون درهما تَرَبد عشرَة دَرَاهِم يطْبخ بِعشْرَة أَرْطَال من مَاء حَتَّى يبْقى رطلان ثمَّ يصفى ويلقى عَلَيْهِ من الترنجبين الطبرزد ويعقد ويداف فِيهِ دِرْهَمَانِ من السقمونيا وَإِن كَانَ فِي الصَّدْر خشونة فأسقط التمرالهندي وزد فِيهِ أصل السوس وَإِن كَانَ الْعَطش غَالِبا والغثى وَلَا خشونة فِي الصَّدْر فَلَا وَقد يُزَاد فِيهِ مَاء قصب السكر.

الْفُصُول: ج فِي الثَّالِثَة: الدَّوَاء المسهل لَا يَخْلُو أَن تكون مَعَه حِدة وحرارة بَينه أَو يكون مَعَه من ذَلِك شَيْء خَفِي. الثَّالِثَة من الْأَدْوِيَة المفردة: عملت الصَّبْر والروستج باستقصاء فوجدتهما لَا يسهلان بعد ذَلِك إِلَّا مسهل يخرج الثفل: يدق التِّين مَعَ بزر الأنجرة وَيُؤْخَذ. لي مسهل قوي: يدق قندس دقاً نَاعِمًا وَيصب عَلَيْهِ مَاء حَار غمره وَيتْرك ثلثا ثمَّ يصفى عَنهُ أَيْضا حَتَّى لَا يكون فِي المَاء حِدة ثمَّ ينقع التِّين فِي ذَلِك المَاء حَتَّى يتشربه واحفظ النِّسْبَة ثمَّ أعْط مِنْهُ بعد أَن يمسح بشيرج أَو دهن ورد. مُفْرَدَات ج الأفسنتين يخرج الصَّفْرَاء الَّتِي فِي الْمعدة ويدر الْبَوْل بصفراء. القنطوريون الدَّقِيق مِنْهُ ينقص الْخَلْط الغليظ اللزج من العصب وَيخرج أَيْضا الْمرة الصَّفْرَاء. عصارة بخور مَرْيَم تبلغ قوته أَنه إِن طلى بِهِ المراق أسهلت.) أطهورسفس: مَاء الْجُبْن إِذا شرب أَيَّامًا مُتَوَالِيَة بِمَاء أسحج وَهُوَ جيد للجذام. د الأيرسا إِن سقِِي مِنْهُ سَبْعَة درخميات بِعَسَل أسهل بلغماً غليظاً وَمرَّة صفراء. لي هَذَا رَدِيء للمعدة مهيج للقيء وَكَذَا كل أَصْنَاف السوسن الميعة السائلة مَتى أَخذ مِنْهُ نصف دِرْهَم وَمن صمغ البطم لبن الْبَطن وَأخرج الأثفال. أصُول بخور مَرْيَم: إِن شرب بِمَاء الْعَسَل أسهل المَاء بِقُوَّة قَوِيَّة فَقَط وَإِن لطخت السُّرَّة بِهِ لين الْبَطن وَأخرج المَاء وَإِن احْتمل فِي ابمقعدة أسهل والشربة ثَلَاثَة مَثَاقِيل. د الصَّبْر إِذا خلط بالأدوية قل ضررها بالمعدة. الصعتر الْجبلي مَتى شرب يَابسا بسكنجبين وَالْملح مثل مَا يشرب الأفيثمون. لي أَظُنهُ يَعْنِي قدر مَا يشرب من الأفيثمون. لي أسهل بلغماً وسوداء ونفع من بِهِ ربو ووسواس. لي مسهل للسوداء من تجارب الْكِنْدِيّ: أفيوثمون سَبْعَة دَرَاهِم يعجن بسكنجبين وَيشْرب فيسهل مجَالِس من خلط أسود. د: أفيثمون إِن شرب بِعَسَل وملح يسير وَتَربد يسير وبسبايج أسهل بلغما وسوداء وأذهب النفخ والربو والشربة ثَلَاث درخميات. ج: فِي تَدْبِير الأصحاء: صمغ حَبَّة ألف ألف الخضراء إِذا شرب مثل الجوزة الْآن الْبَطن بِلَا أَذَى ونقي الأحشاء والكلي وَالطحَال والرثة لي قد ذكر أَنه يُؤْخَذ مَعَ نصف دِرْهَم بورق. عِيسَى ابْن ماسة: مَاء الْجُبْن يسهل الإحتراقات: وَهُوَ نَافِع جدا للجذام والجرب والتقشر والقوابي واليرقان وَأعظم نَفعه للمجذومين وَأَصْحَاب الصرع.

روفس: من احْتَاجَ إِلَى مسهل قوي وَلم يقو على الْأَدْوِيَة فليسهل بِمَاء الْجُبْن مَعَ الْملح تنْزع رغوته بِمِقْدَار معتدل يُؤْخَذ ويلقى فِيهِ بعد ملح وأبلغ شَيْء يلقى قثاء الْحمار وَلَا يتوفى فِي الصَّيف كَمَا تتوقى الْأَدْوِيَة المسهلة. قَالَ: وينفع الإسهال الْقوي بِهِ من الشَّقِيقَة والحميات المزمنة وَالِاسْتِسْقَاء وخاصة مَعَ قثاء الْحمار والجرب والكلف والقروح الرَّديئَة وقروح المثانة والكلى وَلَا يجب أَن يَجْعَل فِيهِ فِي هَذِه الْحَالة ملح. الساهر: مَاء الْجُبْن يخرج الأخلاط المحرقة مَعَ تبريد الْجِسْم والترطيب وَيفتح سدد الكبد) وَالطحَال وينفض اليرقان ويقلع الجرب والبثور والقوابي والشرى وداء الْفِيل والجذام فاسقه لليرقان باهليلج أصفر وسقمونيا وللجرب بِمَاء الشاهترج والكشوث وهليلج أصفر وللعلل السوداوية بالأفيثمون وَالْملح الْهِنْدِيّ والاهليلج الْأسود وللأستسقاء بسكر الْعشْر وبالقاقلي والكلكلانج: وَالْقدر من مَاء الْجُبْن من رَطْل إِلَى رَطْل. قَالَ: إِن سقِِي من المغنطيس ثَلَاثَة أبولسات أسهل خلطاً غليظاً. لي أَحسب أَن هَذَا الْحجر الْمَوْصُوف لقلع السَّوْدَاء وَهُوَ من أرمينية وَأَحْسبهُ هَذَا الْحجر الأرميني الَّذِي هُوَ اللازورد وَقد شهد على ذَلِك غير وَاحِد من واضعي الْكتب فِي الحجارات. أَبُو جريج: الْملح يعين الْأَدْوِيَة المسهلة للسوداء على فعلهَا من أقاصي الْجِسْم. ابْن ماسة: الْملح الْأسود الْهِنْدِيّ لَيْسَ سوَاده بشديد وَلَا لَهُ رَائِحَة النفط يسهل السَّوْدَاء والبلغم والعفن وَالْملح المر يسهل السَّوْدَاء بِقُوَّة قَوِيَّة. بولس: حب المازريون محرق حريف يسهل المَاء. وَقَالَت الخوز: إِنَّه يَأْكُل رغوته الكبد أكلا ويسرع الاسْتِسْقَاء إِلَى شَاربه وَقَالَت خَاصَّة المازريون يسهل السَّوْدَاء وَكَذَلِكَ اليتوعات كلهَا تسهل مائية والسكبينج يسهل البلغم اللزج وَالْمَاء. ابْن ماسة: السقمونيا يسهل الصَّفْرَاء وفضلة دموية وَهُوَ رَدِيء للمعدة والكبد مسْقط للقوة وَيجب أَن يخلط بسفرجل. أسطراطيس: الْعَتِيق من السقمونيا والمقدار الْقَلِيل يدر الْبَوْل وَلَا يُطلق الْبَطن. تَدْبِير الأصحاء طبع الصَّبْر جذب الصَّفْرَاء. وَقَالَ فِي الميامر: الْغسْل ينقص قُوَّة الدوائية ليقل إسهاله وإسخانه حَتَّى يُمكن سقيه للمحموم وَهُوَ من الْأَدْوِيَة الَّتِي تنفض مَا

فِي الْبَطن فَقَط وخاصة إِن لم يكثر مِنْهُ فَإِنَّهُ إِنَّمَا يخرج الزبل وَمَا يُصَادف من الرطوبات اللزجة إِلَّا أَن يخلط بالأفاوية. القلهمان: الصَّبْر مسهل للسوداء جيد للمالنخوليا. الخوز: القنطوريون يسهل المَاء قوي قي ذَلِك. ألف ألف مَجْهُول: التربد جيد للخام فِي الرُّكْبَتَيْنِ. ابْن ماسة: التربد يسهل أخلاطاً لزجة بلغمية.) الخوز: والتربد يسهل الْخَلْط الغليظ الني. روفس فِي المالنخوليا: لَا يتَّخذ مَاء الْجُبْن من لبن الضان فَإِنَّهُ أقل إسهالاً. وليجبن بالسكنجبين: يغلى المَاء فَإِذا غلي رش ثمَّ يسقى المَاء ويغلى ثَانِيَة وَإنَّهُ إِن غلي ثَانِيَة أسهل أقل وَيشْرب أَولا بِعَسَل حَتَّى يسْرع انحداره وَلَا يكره الْإِكْثَار مِنْهُ بل يشرب إِلَى أَن يسهل مَا يرى كَافِيا فَإِنَّهُ لَا غائلة لَهُ. قَالَ: وَمِمَّا يسهل السَّوْدَاء أَن يسحق ثَلَاثَة دَرَاهِم من الزوفرا وَمن الفوذنج ثَلَاثَة دَرَاهِم وَيشْرب بِمَاء الْعَسَل مَعَ شَيْء من الصَّبْر فَإِن الصَّبْر جيد للمالنخوليا. حنين فِي الترياق: الكمافيطوس مسهل. الرَّابِعَة من السَّادِسَة من أبيديميا: قَالَ قولا: يجب مِنْهُ أَن يغسل الشَّارِب المقعدة بِمَاء حَار فَيكون ذَلِك أعون على كَثْرَة الإسهال من الْغسْل بِمَاء بَارِد وَيجب أَن يُقَابل الْحَال بالضد مَتى أفرط الإسهال إِذْ هَذِه الْمَوَاضِع يجب أَن تقوى فِي مثل هَذِه الْحَال وَلَا يجلس إِذا تحرّك لِأَنَّهُ ينْدَفع إِلَى فَوق ثمَّ يعسر نُزُوله لي وَمَتى كَانَ النَّازِل يحرق فليسمح كل يَوْم بدهن ورد. حب الراوند جيد للإسهال وَالِاسْتِسْقَاء واليرقان: قندس مقشر نصف دِرْهَم راوند صيني ثَلَاثَة دَرَاهِم عصارة غافث وأفسنتين من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يحبب وَهُوَ شربة. حنين فِي آلَات الْغذَاء: جعل الله اجتذاب المرار فِي الصَّبْر والسقمونيا واجتذاب السَّوْدَاء فِي الأفثيمون والخربق الْأسود والبسبايج واجتذاب البلغم فِي شَحم الحنظل والقنطوريون والغاريقون واجتذاب المائية فِي المازريون وتوبال النّحاس والقاقلي. لي جربت مَاء الْجُبْن فَوَجَدته يهيج فِي الَّذين فِي غَايَة حسن المزاج خوانيق وحرارة شَدِيدَة وَلَا يسهلهم وَهَؤُلَاء يجب أَلا يسقوه بالسكر الْبَتَّةَ بل بالسكنجبين البليغ الحموضة. من الْمسَائِل الطبيعية: من المسهلة كَثِيرَة الْحَرَارَة كالخربق وضعيفة الْحَرَارَة كالسقمونيا. لي قَالَ ج الخربق فِي الثَّالِثَة والسقمونيا فِي الثَّالِثَة.

الطِّبّ الْقَدِيم: إصْلَاح المازريون ينفع فِي الْخلّ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يجفف ثمَّ يقلى قلوا خَفِيفا ثمَّ يدق وينخل بحريرة ويعجن بسكر ويقرص ويجفف الشربة من دِرْهَم مَعَ مثله سكر طبرزد ينزل المَاء. حب ينزل الْمرة ويسكن الْحَرَارَة الَّتِي تكون من الحميات: عصارة غافث عصارة أفسنتين مصطكى هليلج أصفر ورد بِالسَّوِيَّةِ صَبر ثَلَاثَة أَجزَاء الشربة دِرْهَم وَنصف إِلَى دِرْهَمَيْنِ) يسقى بِمَاء شاهترج وإهليلج مطبوخين. لي هَذَا يَنْبَغِي أَن يتَّخذ أقراصاً ويسقى فِي الحميات. الْحبّ الْأَبْيَض: تَرَبد أَبيض أَرْبَعُونَ شَحم حنظل ثَلَاثُونَ كثيراء عشرَة أنزروت خَمْسَة الشربة حب يُؤْخَذ قبل الطَّعَام وَهُوَ بِمَنْزِلَة الجوارش ألف ألف من أقربادين حنين: مصلح: تَرَبد إهليلج أسود زنجبيل وفانيد من كل وَاحِد دِرْهَم. روفس فِي السمُوم: إِن خَاصَّة السقمونيا وَحب القريص وعصارة قثاء الْحمار أَن ينقي الْجِسْم ويجففه. د الأقحوان إِذا شرب يَابسا بالسكنجبين وَالْملح مثل مَا يشرب الأفثيمون أسهل بلغماً وَمرَّة وسوداء. أسارون: إِذا شرب مِنْهُ سَبْعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل أسهل كإسهال الخربق الْأَبْيَض. أومالي وَهُوَ شَيْء دَهِين يسيل من سَاق شَجَرَة حلوة المذاق وَيكون لَهُ حر مَعْرُوف يُسَمِّيه أوريباسيس الدّهن العسلي. د إِن شرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ بتسع أَوَاقٍ مَاء يسهل فضولاً مائية وصفراء وَمَتى عرض مِنْهُ استرخاء وكسل فَلَا يهولنك ذَلِك وَلَا تَدعهُمْ يمشوا. وَقَالَ: الأفثيمون يسهل سَوْدَاء وبلغماً الشربة أَربع درخميات بِعَسَل وملح وَشَيْء يسير من خل. أظفار الطّيب: قَالَ بولس: إِن شرب بخل حرك الْبَطن. زيتون: بولس إِن أَخذ من بزره مثل مَا يُؤْخَذ من الأفثيمون مَعَ خل وملح أسهل سَوْدَاء ج بزر الأنجرة يُطلق من طَرِيق أَنه يجلو ويحرك الأمعاء إِلَى الدّفع فَقَط لَا من طَرِيق أَنه مسهل وَهُوَ أقوى فِي الإسهال من القرطم وَكَذَلِكَ دهنه أقوى من دهن القرطم على ذَلِك. وَقَالَ ج إِن بلع من الأصطرك شَيْء يسير مَعَ صمغ البطم لين تَلْيِينًا خَفِيفا. بزر الأترج يسهل الْبَطن.

الإجاص قَالَ ابْن ماسويه: يسهل صفراء بلزوجته وَالْأسود أقوى والعظيم مِنْهُ أقوى من الصَّغِير. وَقَالَ ج الإجاص يلين الْبَطن وَالرّطب أقوى فِي ذَلِك وطبيخه بِمَاء الْعَسَل يُطلق إطلاقاً بليغاً وخاصة إِن أكل وَشرب طبيخه. والأسفاناخ يسهل فِيمَا قَالَ ماسويه. ورق الأنجرة يطْبخ مَعَ بعض الأصداف فيلين ذَلِك المرق فِيمَا ذكره. وَقَالَ: مَتى اسْتعْمل حب القريص فِي الطَّعَام نفع فِي) إِطْلَاق الْبَطن. وَقَالَ: بزر الأنجرة إِن شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ أسهل البلغم اللزج وَهَذِه خاصته. الإسقال يسهل كيموسا غليظاً لزجاً وَإِن جعل الاشقال بعد أَن ينعم دقه فِي تينة يابسة وخلط بِعَسَل وَأكل لين الْبَطن. د الأشق إِذا شرب أسهل. الأفسنتين إِن طبخ وَشرب مَعَ عسل لين الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً. دهن البان مسهل. حب النّيل مَتى شرب مَعَ حب البان بِمَاء بَارِد أسهل عصير حب الرُّمَّان مسهل. قَالَ ج: مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء وَعسل أسهل. والبصل ملين للبطن. ابْن ماسويه: البنفسج إِن شرب يَابسا أسهل الصَّفْرَاء المحتبسة فِي الأمعاء والمعدة وَشَرَابه يلين تَلْيِينًا معتدلاً والنيلوفر أقوى مِنْهُ. د أصل البسبايج يسهل ويطبخ مَعَ الطير والسمك والسلق أَو ملوخيا وَيشْرب مرقه يلين وَمَتى دق وذر على مَاء الْعَسَل ألف ألف وَشرب أسهل بلغماً وَمرَّة وبزر الجرجير يلين. ابْن ماسويه: الْجُبْن الرطب يلين. د وَج: مَاء الْجُبْن يُطلق الْبَطن لِأَنَّهُ يجلو إِن شرب أَو احتقن بِهِ يجلو الْموَاد اللذاعة الَّتِي فِي الأمعاء. قَالَ: مَاء الْجُبْن أفضل المسهلة وَلِهَذَا كَانَت القدماء تكْثر اسْتِعْمَاله: وَيجب أَن يَجْعَل فِيهِ من الْعَسَل قدر مَا يستلذ وَمن الْملح مِقْدَار مَا يغثى النَّفس وَإِن جعلت الْملح أَكثر كَانَ إسهاله أَكثر. ابْن ماسويه: يسهل صفراء محترقة وَأصْلح مَا اتخذ مِنْهُ لبن الْمعز والجعدة تسهل. د: قشر الدردار: الغليظ مِنْهُ إِذا شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء بَارِد أَو شراب أسهل بلغماً ومرق الديك الْعَتِيق إِذا أَكثر ملحه يُطلق وَقد يَجْعَل مَعَه قرطم أَو بسبايج ويسهل خلطاً نياً أسود.

روفس الدِّمَاغ يلين الْبَطن. الهليون مَتى سلق سلقة خَفِيفَة لين. اسْتِخْرَاج: هَذَا لَا يصلح لِأَن يقدم قبل الطَّعَام ليحدر الطَّعَام وخاصة إِن طيب بمري وزيت وقضبان السلق يصلح لذَلِك وَالْبيض الَّذِي يتحسى يقدم قبل الطَّعَام دهن ورد يسهل. د: إِذا شرب مِنْهُ تسع أَوَاقٍ مَعَ مَاء الشّعير أَو مَاء حَار أسهل. د وَج: قد يَأْكُل النَّاس الزَّيْتُون مَعَ مرى قبل الطَّعَام لتلين بذلك طبايعهم. الزنجبيل ملين.) د: زبل الفأر إِن حمل الصّبيان أسهلهم. زوفا إِن شرب بِعَسَل أسهل كيموسا غليظاً وَمَتى أكل مَعَ تين رطب لين وَإِن خلط بِهِ قردمانا أَو إيرسا أَو أرز قوى إسهاله والزوفا يسهل خاما. روفس: صمغ البطم ملين. طبيخ الحلبة إِذا شرب مَعَ عسل أطلق وَأخرج مَا فِي الأمعاء من الأخلاط الرَّديئَة. ثَمَرَة شَجَرَة الحضض إِن شرب مِنْهَا مسطرن أسهل بلغماً مائياً. د: الحلبة تُؤْكَل بالخل الطَّعَام بمري لتطلق وَقَالَ: الْحَرْف البابلي ملين إِن شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم أسهل أخلاطاً مرارية الْحَرْف إِن شرب مِنْهُ أَرْبَعَة أَو خَمْسَة دوانق بِمَاء حَار بعد سحقه أسهل. حب النّيل جاصته إسهال السَّوْدَاء والبلغم. حنظل إِذا أَخذ من شحمه أَرْبَعَة أبولسات وخلط بنطرون وَعسل مطبوخ وَشرب بأدرومالي بعد أَن يعْمل حبا أسهل. د: الحنظلة كلهَا مَتى طبخت واحتقن بهَا أسهلت مرّة وبلغماً ودماً وحياتاً وَإِن طبخ فِي الحنظلة بعد أَن يخرج مَا فِي جوفها مَاء الْعَسَل مسخناً على رماد حَار وَشرب أسهل كيموسا غليظاً. د: وشحم الحنظل يحْتَمل فيسهل. بديغورس: خَاصَّة الشَّحْم إسهال البلغم. توبال الْحَدِيد: لَهُ قُوَّة كقوة توبال النّحاس فِي الإسهال إِلَّا أَنه أَضْعَف. النشا يلين الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً. ابْن ماسويه: الحمص يلين الْبَطن وخاصة مَاؤُهُ الْحجر الأرميني مسهل.

بولس: دَقِيق الكرسنة مسهل. د: كمافيطوس ألف ألف إِذا سحق وخلط بِالتِّينِ وَأخذ لين الْبَطن. والكشوث ملين. ابْن ماسويه: الكرنب إِن مرقه يسهل: الكراث الشَّامي يلين. الْكبر الْمليح يلين إِن أكل يملحه جلا مَا فِي الْمعدة والأمعاء من بلغم وَصلح ليسهل خُرُوج الثفل بِمِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. فِي حفظ الصِّحَّة: اللوز المر يُؤْكَل فيلين.) د: مَاء الْجُبْن يسهل من لَا يحْتَمل إسهال الْأَدْوِيَة القوية. د: وَج: مَاء الْجُبْن يحقن بِهِ فيجلو الْموَاد اللذاعة من غير لذع حنين: بزر القريص يسهل. د: عصارة ورق اللبلاب تسهل. ابْن ماسويه: عصارة ورق اللبلاب تسهل صفراء محترقة. مَا هودانه مَتى شرب من بزره تسع أَوَاقٍ ومضغ مضغاً نعما أَو حبب وَشرب بعده بَارِد أسهل بلغما وَمرَّة ولبه يعْمل عمل اليتوع وَإِن طبخ ورقه مَعَ دَجَاج وَأكل أسهل. . د: وَإِن أَخذ من بزره ثَمَان ودق وَعمل حبا وَأخذ أسهل بلغما وَمرَّة إِذا شرب بِمَاء ولبنه يفعل فعل اليتوع. قَالَ ج: هُوَ كاليتوع فِي جَمِيع أَفعاله وبزره حلوا المذاق وَفِيه قُوَّة الإسهال. قَالَ بولس: قُوَّة الإٍ سهال فِي بزره أَكثر. المغنطيس مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أبولسات أسهل كيموسا غليظا. المازريون يسهل مرّة وبلغما وخاصة إِن خلط بِجُزْء مِنْهُ جزآن من أفسنتين وَعمل حبا. بديغورس: مَاء الْبَحْر يسهل بلغماً. ود وبولس قَالَا: مَاء الْبَحْر يسهل خاماً. المرارات تسهل إِذا احتملت وَلَا سِيمَا فِي الصّبيان. د: زهرَة النّحاس مَتى شرب مِنْهَا أَرْبَعَة أبولسات أسهلت أخلاطاً نِيَّة غَلِيظَة. توبال النّحاس يسهل أخلاطاً نِيَّة. اصل السوسن الآسمانجوني مَتى شرب مِنْهُ سَبْعَة درخميات بِمَاء الْعَسَل أسهل خلطاً بلغمياً غليظاً وَمرَّة صفراء. دهن السوسن إِذا شرب أسهل صفراء. دهن الإيرسا مَتى شرب مِنْهُ أُوقِيَّة أسهل. الخيرى مَتى أكل طرياً بِلَبن أسهل. مرق السّمك الطري يلين إِذا عمل إسفيذباجا.

د بولس: السكر الَّذِي يجمد على الْقصب مثل الْملح الدرانى إِذا ديف بِمَاء وَشرب أسهل. د: السقمونيا أَو بولس لتليين الْبَطن والشربة الْوُسْطَى ثَلَاثَة أَو بولسات مَعَ أَو بولس من الخربق الْأسود ودرخمى من الْملح. د: السورنجان مسهل. بولس: طبيخ السرمق يلين. د: السمسم يسهل. روفس: السلق يهيج الْمعدة والأمعاء على نفض مَا فِيهَا.) د: الْعَسَل يسهل المبلغمين وَيعْقل بطُون الصفراويين لِأَنَّهُ يهيج فيهم من الْحَرَارَة مَا يعقل طبايعهم. ابْن ماسويه: الْعِنَب الحَدِيث يسهل. د: حب الزَّبِيب إِذا قلى قطع إسهال الْأَدْوِيَة. الفجل إِذا أكل بعد الطَّعَام لين أَو طبخ لين. ابْن ماسويه: قُلُوب نَبَات القشرا مَتى أكلت أول مَا تطلع أسهلت وعصارة الفاشرا تسهل بلغماً وماءاً. د: وَقَالَ بولس: مَتى شرب من أَصله خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء الْعَسَل أوريباسيس: عصارته ألف ألف مَتى احتملت فِي صوفه حركت إسهالاً عتيقاً. وَقَالَ ج: إِن لَهُ من شدَّة الْقُوَّة مَا إِن طلى بِهِ المراق أسهلت عصارته وَلَا يجب أَن يتَجَاوَز إِذا شرب مَثَاقِيل وَيشْرب بشراب حُلْو أَو بِمَاء الْعَسَل. د: إِن جعل على صوفة وَاحْتمل أسهل وَكَذَلِكَ إِن لطخ بِهِ المراق والفوذنج الْبري يُطلق إطلاقاً صَالحا. روفس: الصَّبْر إِن شرب مِنْهُ درخميان وَنصف بِمَاء فاتر أسهل ونقى الْمعدة: أَخذ مِنْهُ ثَلَاثَة درخميات نقى تنقية تَامَّة. د: الصَّبْر يسهل الثفل ويخرجه من الْمعدة والمعي. ج: القرطم إِن طبخ بعد بِمَاء الْعَسَل مَعَ بعض أمراق الْبَطن أسهل وَإِن أَخذ اللَّبن بِمَاء القرطم كَانَ مَاؤُهُ أَشد إسهالاً ودهنه يسهل. اسْتِخْرَاج د: وَإِن أَخذ اللَّبن بِمَاء القرطم كَانَ مَاؤُهُ أَشد إسهالاً ودهنه أَيْضا. د: وَإِن أَخذ من ذَلِك القرطم جزؤ ولوز مقشر خمس جُزْء وأنيسون ونطرون عشر جُزْء يجْتَمع بِالتِّينِ لبن يكون لبن القرطم ثَلَاثَة دَرَاهِم لحم الْقُنْفُذ البحري يلين.

الأدوية والأغذية المقيئة

د: إِن طبخ القرع وعصر وَشرب مَاؤُهُ مَعَ عسل ونطرون قَلِيل أسهل إسهالاً خَفِيفا. د: القثاء البستاني يسهل وعصارة قثاء الْحمار أَيْضا الشربة التَّامَّة نصف أبولوس فَأَما الصَّبِي فَيعْطى مِنْهُ أبولوس وَنصف ويسهل مرّة وبلغماً وَأَصله أَيْضا يسهل. د: وَكَذَا إِن احتقن بِهِ مزمار الرَّاعِي يقطع إسهال الْأَدْوِيَة. (الْأَدْوِيَة والأغذية المقيئة) قَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء: مَاء الشّعير بِمَاء الْعَسَل يجلوان من الْمعدة البلغم فَأَما إِذا كَانَ شَدِيد اللزوجة غليظاً فَإِنَّهُ لَا يقوى على علاجه بالجلاء إِلَّا بالفجل والسكنجبين وَمَاء الْعَسَل متوسط بَينهمَا إِلَّا أَن قوته تزيد وتنقص بِحَسب كَثْرَة الْعَسَل وقلته وَإِن طرح فِيهِ فوذنج وزوفا قوى قَالَ: وَأقوى من هَذِه مَتى أَنه يغسل مَا تشربته طَبَقَات الْمعدة الفجل والسكنجبين وأدوية الْقَيْء المتخذة بالعنصل. أبقراط: الخربق الْأَبْيَض لَا ينحدر إِلَى المعي لَكِن يثبت فِي الْمعدة ويجذب إِلَيْهَا الفضول فَإِن كَانَت رقيقَة لَطِيفَة خرجت بالقيء وَإِن كَانَت كَثِيرَة أَو غَلِيظَة أَو لزجة خنقت الْإِنْسَان من سَاعَته لِأَن الْقُوَّة لَا تقوى على دفع مَا يجتذبه الخربق فَكَذَلِك لَا يحْتَملهُ إِلَّا الْأَبدَان النقية القليلة الفضول فَأَما الْأَبدَان الْكَثِيرَة البلغم فَإِنَّهَا تختنق مِنْهُ لِأَنَّهُ يجذب مِنْهَا جذباً كثيرا لمواتاة الْمَادَّة وَلَا تقدر الْقُوَّة على دفع مَا جذب فتختنق. لي إِنَّمَا تحْتَاج إِلَى الخربق الْأَبدَان الَّتِي يعسر فِيهَا الْقَيْء جدا وَلَا تقدر سَائِر الْأَدْوِيَة المقيئة أَن تجذب مِنْهَا شَيْئا وَهُوَ فِي هَؤُلَاءِ مَأْمُون لِأَنَّهُ لَا يجذب الْكثير لعسر انقياد الْخَلْط فَأَما الْأَبدَان 3 (بصل النرجس) 3 (السَّادِسَة من الثَّالِثَة من أبيذيميا: من أردْت أَن تقيئه بسهولة فأطعمه فِي ألف ألف) 3 (طَعَامه بصلين أَو ثَلَاثًا من بصل النرجس.) السَّادِسَة من السَّادِسَة: إِذا كَانَ الْقَيْء يعسر سقينا الرجل دهنا أَو دهناً وماءاً مضربين. أهرن: مِمَّا يقيء نعما: بزر الفجل يسقى مِنْهُ غير النُّفَسَاء وبزر السرمق وَنَحْوه قَالَ يشرب دِرْهَمَانِ بِعَسَل وَمَاء فاتر. قَالَ: الشربة من الكنكر دِرْهَمَانِ وَكَذَلِكَ من جوز الْقَيْء وَكَذَا من عروق القثاء وَمن الميويزج خَمْسَة عشر حَبَّة وَيشْرب بِمَاء شبث وبدهن حل وَمن بصل النرجس أَربع بصلات يطْبخ وَيشْرب أوقيتي مَاء وَمَتى احتملت شيافاً طوَالًا من الخربق الْأَبْيَض قيأ.

ابْن ماسوية قرص يسْقِي فيهيج الْقَيْء: كنكر وَجوز الْقَيْء وبزر الجرجير وبزر الفجل وبزر الشبث وبزر السرمق وملح هندي يدق وينخل وَيشْرب مِنْهُ. لي تُؤْخَذ هَذِه وتعجن بِمَاء بصل النرجس وَتجْعَل حبا وأقراصاً واسقها حَيْثُ تُرِيدُ. ولي مقيء قوي: خربق أسود دانق كندس دانقان جوز مائل مثله وَهِي شربة والسكنجبين أوريباسيس: ليكن طَعَام من تُرِيدُ أَن تقيئه لَا يَابسا وَلَا عفصا بل بعضه حُلْو رطب وَبَعضه حريف ويعين عل الْقَيْء الفجل والجرجير والطريخ الْعَتِيق والفوذنج الْجبلي واليسير من البصل والكراث وَقد يسهل مَاء الشّعير مَعَ عسل وحساء متخذ من باقلى مطحون وَلحم سمين وَلَا يجب أَن يجيد مضغ الطَّعَام الَّذِي يُرِيد أَن يتقيأ فَإِنَّهُ يسهل الْقَيْء أَكثر وَليكن الشّرْب الحلو وَيشْرب المَاء فاتراً وَيُؤْخَذ لوز بِعَسَل وَيُؤْخَذ أصل الْبِطِّيخ وَالْخيَار أَو يطْبخ النرجس بِمَاء ويمزج بِهِ نَبِيذ ويغير بريشة فِي دهن سوسن وَيدخل فِي الْحلق. أَبُو جريج: مِمَّا يقيء: بزر الشبث وبزر الفجل واللوبيا وأصل شجر الْبِطِّيخ وعصير الكرفس والفقاع وَالْمَاء يسْقِي الضُّعَفَاء وَفِي تنقية الْمعدة للأصحاء فَقَط: فَأَما الأدواء الرَّديئَة كالمالنخوليا والفالج والخدر فبالحرمل والجلبهنك وَجوز الْقَيْء وَنَحْوهَا. وَإِصْلَاح الحرمل: هُوَ أَن يُؤْخَذ مِنْهُ خَمْسَة عشر درهما يغسل بِمَاء عذب خَمْسَة عشر غلسة ويجفف ويدق وينخل بمنخل صفيق وَيصب عَلَيْهِ المَاء المغلي فِي هاون ويخوض بدستج ويصفى بِخرقَة صفيقة ويرمى بالثفل وَيصب على مَا صفى وَيكون مِقْدَاره أَربع أَوَاقٍ وَعسل ثَلَاث أَوَاقٍ) وشيرج أوقيتان فَإِنَّهُ يقيء. جلبهنك خاصته إِخْرَاج السَّوْدَاء بالقيء والصفراء والبلغم: يُؤْخَذ مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم ينعم دقه حَتَّى يظْهر دهنه وَيصب عَلَيْهِ مَاء الباقلى المنقوع الْمَطْبُوخ أَربع أَوَاقٍ ويحرك بالدستج حَتَّى تخرج رغوته وَيصب عَلَيْهِ عسل أَو شيرج أوقيتان. وَإِصْلَاح الكنكر وَجوز الْقَيْء وبزر القطف وَنَحْوهَا: خُذ أَيهَا شِئْت مُفْردَة أَو مركبة ويدق ويخلط ألف ألف بِشَيْء من ملح الْعَجِين فَإِنَّهُ يعين على الْقَيْء ويسهل خُرُوجه وَيكون مِقْدَار دِرْهَمَيْنِ ويغلى ورق شبث يَابِس عشرُون درهما برطل مَاء حَتَّى يذهب نصفه ثمَّ يداف فِيهِ عسل وَيشْرب على الْأَدْوِيَة وَيكون قد عجنت بِعَسَل فَإِنَّهُ يسهل الْقَيْء ويكثره وَقد يحدر الطبيعة. كندس شَاربه على خطر عَظِيم وَقدر الشربة ثلثا دِرْهَم أَو نصف منخول بحريرة مداف بصفرة ثَلَاث بيضات مشوية بعض الشَّيْء بل فِيهَا رقة على مَا قد غلي فِيهِ عدس وصعتر مرضوضين مسلوقين جَمِيعًا نصف رَطْل فَإِنَّهُ بَقِي قيئاً شَدِيدا.

ابْن ماسويه: الخربق الْأَبْيَض خاصته أَن يقي بلغماً أَو يخنق لِكَثْرَة مَا يجذب فَيجب أَن يقدم قبل أَخذه طَعَام يسير خَفِيف وَيُؤْخَذ مَعَ حسو متخذ من حِنْطَة وشعير واسقه بعد إجادة سحقه. حنين: فِي الْمعدة: خُذ طبيخ التِّين أَو نقيعه بمرق طبيخ الفجل فيشربان فاترين من بعد الْأكل وَيشْرب كثيرا وَدخُول الْحمام فَإِنَّهُ يهيج الْقَيْء فَإِذا استنظفت يشرب بعده بشراب ويتمضمض بشراب فاتر مَعَ عسل قَلِيلا قَلِيلا لِئَلَّا يبْقى فِي الحنك من البلغم شَيْء وَيسْتَعْمل بعد الرَّاحَة وَترك الشَّرَاب وَالْجِمَاع وَيَأْكُل قشور الفجل فِي الطَّعَام مَا أمكن ويؤكل مِنْهُ بعده منقوعاً فِي سكنجبين شَيْء يسير ثمَّ يسكن سَاعَة وَيشْرب سكنجبينا بِمَاء فاتر ويستدعى الْقَيْء ثمَّ يشرب من ذَلِك السكنجبين وَالْمَاء الفاتر فَإِنَّهُ يقطع البلغم من الْمعدة. والجيد أَن يفعل هَذَا على الرِّيق يَأْكُل قشور الفجل منقوعة فِي سكنجبين شَيْئا كثيرا وَيشْرب عَلَيْهِ سكنجبينا بِمَاء فاتر ويستقر سَاعَة ثمَّ يَسْتَدْعِي الْقَيْء فَإِنَّهُ جيد وَإِذا لم يَجِيء الْقَيْء فيشرب سكنجبينا وَالْمَاء الفاتر أبدا حَتَّى يمتليء وَلَا يَأْكُل طَعَاما فَإِن السكنجبين وَالْمَاء الفاتر يقطع البلغم ويخرجه. آخر: خُذ بورقاً أَبيض فألقه فِي مَاء فاتر ودعه حَتَّى ينْحل ثمَّ اخلط بِهِ شَيْئا يَسِيرا من زَيْت ثمَّ) اشربه. لي البورق دِرْهَم فِي رَطْل من مَاء وَأكْثر من دِرْهَم إِلَى ثَلَاثَة. ابْن ماسويه: فِي الَّتِي تقيء قشور الصنوبر فَجعل يداف بسكنجبين على قدر ثَلَاث أَوَاقٍ والشربة مِنْهُ دِرْهَم إِلَى ثَلَاثَة دَرَاهِم يقيء وطبيخ الزوفا الْيَابِس مقيء وَكَذَلِكَ يفعل الحاشا والفوذنج النَّهْرِي وَمَاء الفجل والشبث ولباب القرطم والسمسم هَذِه تقيء مَتى شربت بِمَاء حَار حَتَّى طبخ فِيهِ شبث وفجل وملح وعدس والأنجدان يقيء أَيْضا مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل ودهن السوسن ينقي تنقية شَدِيدَة ويقيء مَعَ المَاء الْحَار وَالْملح وَكَذَلِكَ يفعل دهن الفجل ودهن النرجس والكندس قوي جدا إِلَّا أَنه يخَاف مِنْهُ وَلَا يحْتَملهُ إِلَّا الأقوياء وَكَذَلِكَ يفعل قشور الحرمل الْمَطْبُوخ وَلَا يقوى عَلَيْهِ إِلَّا الْقوي وبزر الفجل يقيء وَهُوَ سليم وَيجْرِي هَذَا المجرى ورق الْغَار وَكَذَلِكَ بزر الجرجير وبزر القطف وقشور الْبِطِّيخ مَتى دقَّتْ وشربت يابسة بِمَاء الْعَسَل وَمَاء الفجل يقيء قيئاً سليما سهلاً وأسلمها وأجودها مَاء الفجل والشبث وَالْملح وَالْعَسَل والسكنجبين. ابْن ماسويه ألف ألف فِي الحميات: إِذا أطعمت العليل مالحاً وخردلاً لتقيئه فَلَا تسقه عَلَيْهِ ماءاً ساعتين حَتَّى يجلوا وَيقطع مَا فِي الْمعدة ثمَّ اسْقِهِ وقيئه فَإِن لم تَجِد بدا فاسقه الْيَسِير مِنْهُ. لي لم أر إِلَى الْآن شَيْء أسْرع وَلَا أبلغ فِي الْقَيْء من الْكَرم الْأسود فَإِنَّهُ ينقي فِي الْقَيْء وليؤخذ بعد الْقَيْء مِنْهُ الزّبد لِئَلَّا يَحْتَرِق الْحلق وَهُوَ عِنْدِي أقوى من الخربق وَلَا أرى أَن الكندس يتَخَلَّف عَنهُ وَيشْرب مِنْهُ مِقْدَار نصف دِرْهَم دِرْهَم.

أدوية القيء والأغذية التي تولده الدماغ

3 - (سرابيون) من أَرَادَ السَّلامَة من شدَّة الخربق فَاسْتعْمل بدل أَصله رؤوسه وأنعم سحقها فَإِنَّهَا لَا تضر أريباسيس الأغذية المقيئة والأدوية: حب الْفَرْع وَحب الْفَقْد وَحب الصنوبر والسلق والباذروج والشلجم والبقلة اليمانية والسرمق والحلبة والسمسم وَالْعَسَل والبطيخ والدماغ والمخ وَالْملح وَالشرَاب الحلو والغليظ والقيصوم والشيح والبورق والشبث والفجل. مَجْهُول للقيء قوي: بزر السرمق عشرَة كنكر خَمْسَة جوز الْقَيْء دِرْهَمَانِ هندي خَمْسَة يدق ويعجن بِعَسَل وَيرْفَع عِنْد الْحَاجة ويطبخ ملح وشبث طبخا جيدا ويداف من هَذَا فِيهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم مَعَ نصف أُوقِيَّة عسل وَيشْرب. 3 - (أدوية الْقَيْء والأغذية الَّتِي تولده الدِّمَاغ) العنصل السمسم المالح السرمق الفجل التِّين الْملح الْأسود البورق الخربق الْأَبْيَض الكندس الرقع الْيَمَانِيّ الكنكر جوز ماثل جوز الْقَيْء الحرمل الشبث الكردمانا العرطنيثا. مُفْردَة ج: دهن بِلِسَان مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال هيج الْقَيْء وأسهل أَيْضا. 3 (د:) دهن السوسن يهيج الْقَيْء الفجل إِن أكل بعد الطَّعَام أعَان على الْقَيْء فَإِذا أكل قبل الطَّعَام دفع الْغذَاء فِي أعالي الْمعدة وَلم يَدعه أَن يسْتَقرّ وقشره إِذا اسْتعْمل بسكنجبين أَشد تهييجاً للقيء من الفجل كُله وبزر الفجل إِذا شرب بالخل قيأ أصل الْبِطِّيخ إِذا جفف وَشرب مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل قيأ كثيرا. الكرفس جَمِيعه يقيء. الأشترغار إِن أَكثر مِنْهُ يهيج الْقَيْء. الجلبهنك يقيء ويسهل قيئاً وإسهالاً ذريعاً ويسقى مِنْهُ نصف دِرْهَم إِلَى ربع دِرْهَم للفالج مَعَ عسل والجورجاشير دَوَاء فَارسي أقوى من الخربق إِن شرب مِنْهُ قيأ قيئاً أسود كَالدَّمِ فَإِنَّمَا هُوَ السَّوْدَاء ونفع من أدوائها وَإِن شرب أَكثر قتل ويخلص من المالنخوليا وَنَحْوه الْبَتَّةَ الكنكر يقيء البلغم وَإِذا أكل هيج الْقَيْء وَإِن اعتصر وَشرب من عصارته دِرْهَمَانِ قيأ. والهليون يقيء. وأصل الْبِطِّيخ يقيء وَكَذَلِكَ الْخِيَار وبصل الزَّعْفَرَان يقيء وَكَذَلِكَ بصل السوسن. أَبُو جريج: الْملح يهيج الْقَيْء ويكثره إِذا خلط بالأدوية وَكَذَا البورق. أوربياسوس: لايشرب البورق المقيء إِلَّا لأمر عَظِيم لِأَنَّهُ يخَاف مِنْهُ أَن تخنق.) الخوز: بزر الفجل يهيج الْقَيْء. لي ألف ألف بزر سرمق نصف دِرْهَم وَكَذَا بزر الفجل وكنكر نصف دِرْهَم وكندس قِيرَاط وَجوز الْقَيْء دانق أَكْثَره يسحق ويعجن بِعَسَل وَيُعْطى.

أقربادين دَوَاء للقيء: صمغ الكنكر جوز الْقَيْء بزر الفجل بزر الشبث بزر السرمق ملح الطِّبّ الْقَدِيم: اطبخ السوسن بِالْمَاءِ واشربه فَإِنَّهُ يقيء والجرجير يقيء وَيقطع. ابْن ماسويه: اشترغار مَتى أَكثر مِنْهُ غثاء وقيأ للذعة الْمعدة. د: ثَمَرَة أَبَا غيرن يقيء قيئاً شَدِيدا قيل هُوَ حب البان حب البان مَتى شرب بأدرومالى هيج الْقَيْء. د: دهن البان بِالْمَاءِ الْحَار يهيج الْقَيْء والبورق الإفْرِيقِي يقيء جدا. د وَج: أصل الْبِطِّيخ إِذا جفف وَشرب مِنْهُ درخميان بأدرومالى: هيج الْقَيْء وَمَتى شرب مِنْهُ أبولوس قيأ قيئاً سَاكِنا. ج: الْبِطِّيخ يهيج الْقَيْء إِذا أَكثر مِنْهُ إِلَّا أَن يُؤْكَل بعده طَعَام مقو للمعدة. د: البصل مقيء والجوز إِذا أكل على الرِّيق هيج الْقَيْء وهونه. الدِّمَاغ إِذا أردْت أَن يقيء بعد الطَّعَام د: الحلبة تقيء. ابْن ماسويه: الخربق الْأَبْيَض مَتى شرب مِنْهُ أكسويافن قيأ صفراء. د: الْحَرْف البابلي إِن شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم قيأ أخلاطاً مرارية.) د: عصارة أصل العكوب مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم وَنصف بِمَاء فاتر أَو حَار وَعسل حرك الْقَيْء. بولس: دمعة: اليبروج وأصوله وجميعه مَتى شرب بِمَاء يقراطن قيأ كيموسا بلغميا وَمرَّة كَمَا يفعل الخربق. د: طبيخ الكرفس ابْن ماسويه: الميويزج مَتى أَخذ مِنْهُ خَمْسَة عشر درهما وأنعم سحقه وَسَقَى بِمَاء ليقراطن قيأ كيموسا غليظاً فيسقى على مَا فِي الْكتاب عِنْد ذكره. المَاء الْحَار يهيج الْقَيْء. روفس: الأمخاخ تهيج الْقَيْء. ج: بصل النرجس مَتى أكل مسلوقاً هيج الْقَيْء. الروستحج مَتى شرب بِعَسَل هيج الْقَيْء. دهن السوسن مغث. دهن الإيرسا مسهل. ودهن السمسم مغث. ج: وَابْن ماسويه: خَاصَّة الْعَسَل أَن يقيء إِذا أَكثر مِنْهُ والسمسم مغث.

د: الفجل مَتى أكل قبل الطَّعَام رَفعه وطفاه فِي أعالي الْمعدة وَلم يَدعه يسْتَقرّ وَلذَلِك يسهل. د: قشر الفجل مَتى اسْتعْمل بسكنجبين قيأ وبزره إِذا شرب بخل قيأ. د: الفجل مَتى أكل مَعَ السكنجبين قيأ. ابْن ماسويه: لحم الفجل إِذا أكل مَعَ سكنجبين قيأ. والفوذنج يقيء البلغم. روفس: العرطنيثا مَتى شرب مِنْهُ درخمى بِالْمَاءِ قيأ. عصارة قثاء الْحمار تقيء البلغم والمرة إِن لطخ بِالْمَاءِ على أصل اللِّسَان واللهاة قيأ بلغماً وَمرَّة وَإِن كَانَ الْإِنْسَان عسر الْقَيْء فليطبخ من القثاء البستاني أَبُو لوس بِمَاء الْعَسَل فَإِنَّهُ يقيء قيئاً رَقِيقا وَيجب أَن ينعم سحقه بدهن وبزر السرمق فيقيئ بِهِ أَصْحَاب الصَّفْرَاء. ابْن ماسويه: التافسيا ألف ألف ودمعته وعصارته مقيئة مَتى شربت بِمَاء الْعَسَل والشربة أَرْبَعَة أَبُو لوسات مَعَ ثَلَاث درخميات من بزر الشبث وَمن العصارة ثَلَاثَة أَبُو لسات) وَمن الدمعة درخمى وَلَا يعْطى أَكثر من ذَلِك لِأَنَّهُ يضر جدا. د: قَالَ: وَيجْعَل فِي الْأَطْعِمَة وَيُعْطى للَّذين يعسر عَلَيْهِم الْقَيْء ورق الْغَار الطري فَإِنَّهُ يرخى الْمعدة ويهيج الْقَيْء ودهن الْغَار الطري يرخى الْمعدة ويهيج الْقَيْء وَمَتى شرب قيأ وغثا وَإِن قشر من حب الخروع ثَلَاثُونَ وشربت أهاجت الْقَيْء وأرخت الْمعدة جدا وأسهلت أَيْضا الْخَرْدَل إِن أَكثر مِنْهُ أكرب وقيأ. ابْن ماسويه: والخشخاش الْبري إِن أَخذ مِنْهُ أكسويافن هيج الْقَيْء. د: إِن أكل من أكل من أصل الْخُنْثَى قدر كَعْب سهل الْقَيْء. د: الخربق الْأَبْيَض إِذا شرب أهاج الْمعدة بالقيء ويسقى على الرِّيق وَحده أَو مَعَ جلبهنك أَو مَعَ عصارة التافسيا بِمَاء القراطن فَإِنَّهُ يهيج الْقَيْء ويخلط بالحشاء أَيْضا وبالخبيص وَيُؤْخَذ كَذَلِك وَمن معدته ضَعِيفَة يطعم قبله طَعَاما قَلِيلا ليأمن ضَرَره. د: أبقراط: الخربق الْأَبْيَض أهاج بنفض السَّوْدَاء من فَوق. ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة المنقية: المنقية للبلغم فِي الْمعدة هَذِه: قشور شجر المصطكى من دِرْهَم إِلَى ثَلَاثَة منخولاً بحريرة وسكنجبين على ثَلَاث أَوَاقٍ فَإِنَّهُ يقيء وطبيخ الزوفا أَيْضا يقيء والحاشا والفوذنج وَكَذَا يفعل دهن الفجل وَمَاء الشبث ولباب القرطم مَعَ البنفسج يغثيان إِذا شربا بِمَاء حَار قد طبخ فِيهِ شبث وفجل وَالْملح وَالْعَسَل والأنجدان يغثى وينقي الْمعدة إِذا شربت بِمَاء الْعَسَل وخردل مَضْرُوب بسكنجبين وَمَاء الْعَسَل ينقي تنقية كَافِيَة دهن السوسن يقيء مَعَ المَاء الْحَار وَالْملح وَكَذَلِكَ يفعل دهن الفجل ودهن النرجس والكندس أقوى فِي هَذَا من هَذِه كلهَا غير أَنه لَا يحْتَملهُ إِلَّا الأقوياء من النَّاس وَكَذَا مَاء الحرمل الْمَطْبُوخ وَمَاء بزره فَإِنَّهُ صَعب لَا يحْتَملهُ إِلَّا الْقوي الطَّبْع.

دهن الْغَار سليم مقيء وَكَذَلِكَ بزر الجرجير وبزر القطف سليمَة كلهَا وقشور الْبِطِّيخ إِذا أكل وَشرب بعده عسل وَمَاء الفجل والشبث وَالْملح وَالْعَسَل والسكنجبين. أبقراط: إِن أَخذ قثاء بستاني فجفف وسحق ودلك بِمَاء الْعَسَل قيأ وَيصْلح للنِّسَاء والضعفاء والأقوياء وينفض البلغم. أصل قثاء الْحمار دَوَاء قوي يصلح للقوي الْمُعْتَاد للقيء يحل من أصُول) بخور مَرْيَم مَا يعجن بِعَسَل فِي عظم اللوزة فيسقى فَإِذا تقيأ قيء بِمَاء الْعَسَل أَيْضا. إِسْحَاق: الْقَيْء الَّذِي يصلح لحفظ الصِّحَّة: إِذا رأى أَمَارَات كَثِيرَة من البلغم يقيأ فِي الشَّهْر مرَّتَيْنِ وَلَا تجْعَل عَادَة والمعدة خَالِيَة لَكِن بعد التملي وليتقيأ بالسكنجبين والخردل والفجل وطبيخ الحاشا وأصل اللوز بِعَسَل وَالشرَاب الحلو وَإِن احْتَاجَ إِلَى مَا يقيء فبزر الْبِطِّيخ وَأَصله والأشياء المسهلة وليتمضمض بعد الْقَيْء بِمَاء حَار وَيغسل وَجهه بِمَاء بَارِد. دَوَاء للقيء: ألف ألف لوبيا أَحْمَر أُوقِيَّة وَنصف شبث أوقيتان عسل منزوع الرغوة أوقيتان فجل ثَلَاث أَوَاقٍ يغلى بِالْمَاءِ وَيشْرب مَعَ سكنجبين. أبقراط فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: تافسيا وعصارة قثاء الْحمار بِالسَّوِيَّةِ أبولوس من كل وَاحِد فيسقى بِنصْف قوطولى من مَاء وسكنجبين وَهِي شربة معتدلة فَإِن سهل الْقَيْء فَلَا تجْعَل فِيهِ تافسيا بل يَكْفِيهِ عصارة قثاء الْحمار وَمَتى عرض لَهُ وجع الْقلب فليمج ماءاً بَارِدًا ويمسك مِنْهُ فِي فَمه وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون المقيء بِمثل هَذِه الْأَدْوِيَة القوية قريب الْعَهْد بالإسهال لِأَنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ التشنج وَقذف الدَّم. وَقَالَ: إِن خلطت بالخربق الْأَبْيَض نطرونا لم يختنق الْبَتَّةَ وَأمنت ذَلِك. دَوَاء يخرج البلغم: سِتُّونَ ميويزجة جبلية يخلط مَعهَا ورق الفجل بالسواء ويسحق فِي الظل آخر يقيء بلغما: يسقى سَبْعَة قوطولات من مَاء قد غلي فِيهِ الشبث ويسقى غدْوَة. مَاء الْبَحْر مَتى سقى مِنْهُ قوطولان قيأ ويسقى بعد حمية يَوْم. روفس فِي تَدْبِير النِّسَاء: الْقَيْء قبل الطَّعَام يضر بِالرَّأْسِ وَالْعين وَمَتى لم يتعود الْقَيْء فليتعاطاه قبل أَن يحْتَاج إِلَيْهِ مَرَّات ليسهل عَلَيْهِ. أبقراط: من لم يعْتد الْقَيْء بالخربق تصيبه أغراض سوء. الخربق ينفض الأخلاط الرَّديئَة كَمَا يفعل الغربال وَيجب أَن يقطع أَمْثَال السمسم وَلَا ينعم سحقه إِذا سقِِي لِئَلَّا يلتصق بالمرئ وَيُورث خنقاً وَإِذا لم ينعم سحقه ارْتَفع مَعَ الْقَيْء فِي أول مرّة ويتغرغر بعده بِمَاء الْعَسَل أَو بِلَبن مَرَّات لينزل إِلَى الْبَطن ودهن النرجس يقيء وأصل النرجس يقئ مَتى أكل مَعَ كشك الشّعير والشربة المعتدلة من الخربق درخمى بِمَاء وَعسل أَو بشراب حُلْو ويقيأ صَاحب البلغم بسكنجبين عسلى وَمَاء قد طبخ فِيهِ شبث ولوبيا

أَحْمَر وملح الْعَجِين وَيطْعم قلايا ومطجنات والصفراء يقيء صَاحبهَا بِأَصْل الْبِطِّيخ وَالْخيَار وَمَاء القرع وَالشعِير وَمَاء الْبِطِّيخ وبزر السرمق وطبيخه وَيطْعم بعده سمكًا وَصَاحب السَّوْدَاء بسكنجبين قد أنقع) فِيهِ خربق أسود وبخردل وميويزج وَنَحْوهَا فَإِن عسر القئ فَاسْتَعْملهُ فِي الْحمام فَإِنَّهُ يسهله. أركاغانيس فِي الأدواء المزمنة: الشربة من الخربق تِسْعَة أبولسات. من تذكرة عَبدُوس: يقيأ المحرور بِمَاء الشّعير مَعَ سكنجبين وَالْملح والسرمق مَعَ أصُول الْبِطِّيخ المجفف مدقوقه وَعسل أَو بأصول الْبِطِّيخ مَعَ مَاء وسكر والبلغمي بفجل مطبوخ مَعَ شبث وملح وحرف وبزر السرمق مَعَ سكنجبين. وَالَّتِي تسهل الْقَيْء: مَاء الكرفس مَعَ السمسم وَمَاء الْعَسَل وَالْملح الجريش وَالْمَاء الْحَار وأصول النرجس بِمَاء حَار أَو تفسيا يسحق وَيجْعَل فِي مرق دسم أَو دهن سوسن مَعَ مَاء الشبث. الْكِنْدِيّ مِمَّا يسهل الْقَيْء أَن يَجْعَل فِي خربق فجل يشد فِي وَسطه فِي خيط وَهُوَ قطع وينقع فِي خل خمر لَيْلَة ثمَّ يخرج الخربق من جَوْفه ويؤكل ألف ألف ذَلِك الفجل بعد الطَّعَام وَيشْرب عَلَيْهِ فقاع سكنجبين وَشَيْء من ذَلِك الْخلّ ثمَّ يتقيأ. الْكِنْدِيّ فِي المسهلة: الكندس يلذع فَم الْمعدة بِقُوَّة فيهيج الْقَيْء. حِيلَة الْبُرْء: مَاء كشك الشّعير يقيء بتقطيع البلغم الَّذِي فِي الْمعدة إِذا لم يكن غليظاً لزجاً وَكَذَا مَاء الْعَسَل إِلَّا أَنه يُورث عطشاً واستحالته إِلَى المرار سَرِيعا فِي الْبدن المرارى فَلذَلِك يجب أَن يقيأ المرارى بِمَاء الشّعير والبلغمى بِمَاء الْعَسَل وَالْكثير اللزج لَا يقوى على قِطْعَة إِلَّا الفجل والسكنجبين. سكنجبين يقيء فِي شطر الغب وَالرّبع الْمُوَاظبَة: أصُول كرفس ورازيانج وأصول الْبِطِّيخ وَالْخيَار وبصل النرجس ينقع فِي خل ويطبخ ويصفى ويسقى مَعَه سكر وَعسل على نَحْو مَا تُرِيدُ فَإِذا بلغ فجل فِيهِ صمغ الكنكر بِقدر مَا يُمكن شربه. حفظ الصِّحَّة: يعين على جوده التنقية بالقيء الْحَرَكَة قبله تسخن الْجِسْم لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ تنفتح أَفْوَاه الْعُرُوق وتتسع المجاري الدقيقة فَإِنَّهَا تعين على الْقَيْء وتقل غائلته وَإِذا أردْت الْقَيْء فَلَا تَأْكُل طَعَاما وَاحِدًا لَكِن أَطْعِمَة مُخْتَلفَة لكَي يكثر مِنْهَا وتختلف قواها فَتعين على الْقَيْء وَلَا تبادر بالقيء وَلَكِن بعد أَن يكون قد أَخذ الْبدن مِنْهَا شَيْئا وَلَا يشرب الصلب الْقَلِيل المزاج الْقَلِيل الكمية لِأَن هَذَا يعين على هضم الطَّعَام بل يشرب الممزوج وَليكن نبيذه مُخْتَلفا مِنْهُ الحلو والحامض والمر وَيكثر مِنْهَا فَإِن ذَلِك أُخْرَى بالقيء وأجود وَلَا تبادر بالشرب على طَعَام لَكِن بعد أَن ينَال الْبدن مِنْهُ والحلو من النَّبِيذ يهيج الْقَيْء والقابض يقوى أَعْضَاء الْمعدة والمر يذيب) ويلطف حَتَّى لَا بجب أَن يفرد الطَّعَام بِمَا يقطع ويهيج الْقَيْء

وَمن عَادَته أَن ينقى بدنه فِي الشَّهْر مرَّتَيْنِ فقيئه مرَّتَيْنِ متواليتين والمعدة إِنَّمَا كَانَ الْأَصْلَح لَهَا أَن ينصب إِلَيْهَا مرار كثير فَيفْسد الْغذَاء اجْتمع إِلَيْهَا بلغم كثير فَوكل إِلَى الطَّبِيب التنقية لَهَا بالقيء وَهَذَا توليده فِي النَّاس فَيجب من ذَلِك على كل إِنْسَان أَن يتَعَاهَد ذَلِك من نَفسه على قدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَأَكْثَرهم حَاجَة إِلَيْهِ من ضعف هضمه وَغلب عَلَيْهِ البلغم. ج: جَمِيع الْأَطِبَّاء يأمرون بالقيء فِي كل خَمْسَة عشر يَوْمًا مرّة خلا وَاضع هَذَا الْكتاب فَإِنَّهُ قَالَ: أرى أَنه جعل ذَلِك مرَّتَيْنِ فِي يَوْمَيْنِ متواليين إِحْدَاهمَا أَن الْقَيْء يسهل عَلَيْهِ فِي الْيَوْم الثَّانِي وَلِأَنَّهُ فِي الْيَوْم الأول لَا يستنظف جَمِيع مَا انجذب إِلَى الْمعدة وأفواه الْعُرُوق لِأَنَّهُ ينحدر إِلَيْهَا فِي بَقِيَّة ذَلِك الْيَوْم وَاللَّيْلَة أَكثر إِذا قل مَا فِيهَا فِي الْيَوْم الأول فَأحب أَن يقطع الإسهال من غَد. لي رَأَيْت أقوى سَبَب يصحح بِهِ جالينوس هَذَا الْفِعْل اعتياد الْقَيْء والاستطلاق وَأَنا أرى أَن الاعتياد للقيء إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من أَرَادَ أَن يسْتَعْمل الْقَيْء للأدواء الغامضة ثمَّ بالأدوية القوية كالخربق وَنَحْوه الَّذِي يشده مَا يزعج فَأَما من يُرِيد إِخْرَاج مَا يسهل خُرُوجه فِي معدته لَا مَا يعسر وَإِنَّمَا تنقية مَا فِي الْمعدة لَا غير فَلَا يحْتَاج إِلَى إِعَادَة الْقَيْء على أَن الْإِعَادَة ألف ألف فِي يَوْم لَا يعْمل كَبِير عمل وَلَا يحْتَاج إِلَى أَن يستنظف هَذَا الاستنظاف الَّذِي يقْصد لأَنا إِنَّمَا نُرِيد أَن نخرج مَا فِي الْمعدة من فضل البلغم لَا أَن نخليها مِنْهُ فيكفينا أَن نَأْخُذ مِنْهُ مَا يسهل فِي كل مرّة من الزَّمَان على مِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَلَيْسَ لاستقصاء التَّنْظِيف وَلَا الاعتياد فِي هَذَا الْقَيْء معنى لِأَن هَذَا الْقَيْء هُوَ من حفظ الصِّحَّة لَا من مداواة الْأَمْرَاض الغامضة فَإِن الْإِنْسَان إِذا تقيأ يَوْمه ثمَّ أكل بعد الْقَيْء بِمدَّة وَشرب لَيْسَ يَجِيء شَيْء من الْعُرُوق إِلَى الْمعدة كَمَا زعم لِأَن هَذَا لَا يَخْلُو أَن يكون بِقُوَّة الْمعدة الجاذبة أَو بِقُوَّة الْخَلَاء فَإِن كَانَ بِقُوَّة الجاذبة للمعدة فَإِن الْجُوع يسير فَيَأْخُذ الْغذَاء يُؤمن ذَلِك وَإِن كَانَ بِاتِّبَاع الْخَلَاء فَإِن الْمعدة لَيست كَذَلِك لِأَنَّهَا تواتى الانضمام والغذاء أَيْضا يُؤمن من ذَلِك فَلَيْسَ لهَذِهِ وَجه الْبَتَّةَ. أبيذيميا: من أردْت أَن تقيئه بسهولة فأطعمه مَعَ طَعَامه بصلتين أَو ثَلَاثًا من بصل النرجس فَإِنَّهُ يقيئه بسهولة وَشهد بذلك جالينوس. وَقَالَ ج: الْقَيْء إِذا عسر فاسقه ماءا ودهنا مضروبين مَعًا ثمَّ قيئه. جوامح طوثرن: الخربق الْأَبْيَض يخرج بالقيء وشربه خطر لِأَنَّهُ لقُوته رُبمَا جذب من الْخَلْط مَا) تعجز الطبيعة عَن دَفعه فَيحدث اختناقاً وتشنجاً وَالْأسود يسهل من أَسْفَل وَهُوَ أقل خطراً من الْأَبْيَض وَأَقل قُوَّة. حنين فِي الْمعدة: يلقى بورق أَبيض فِي مَاء فاتر وَيشْرب مَعَ قَلِيل دهن فَإِنَّهُ يهيج الْقَيْء. أبوجريج: الكنكر إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ قيأ بلغما ومرتين الجلبهنك والكندس

والحرمل وبزر السرمق والفجل واللوبيا الْأَحْمَر وبزر الشبث وأصل الْبِطِّيخ وعصارة الكرفس والفقاع المسخن مَعَ الْعَسَل وَالْملح والحرمل وَالْملح يعين على الْقَيْء والإسهال ويحلل الْأَدْوِيَة ويقلع البلغم اللزج من الْمعدة والصدر وَيغسل الأمعاء وَيكثر الْقَيْء ويسهله. الإشقال يسهل سَوْدَاء وبلغما وإصلاحه يطلى بعجين أَو بطين ويشوى على أُجْرَة فِي تنور فاتر ابْن ماسوية الخربق الْأَبْيَض خاصته إِخْرَاج البلغم بالقيء أَو يخنق كثيرا لِكَثْرَة جذبه إِلَى الْحلق وشدته والشربة من دِرْهَم إِلَى مِثْقَال وليأكل من يَأْخُذهُ قبله طَعَاما يَسِيرا ثمَّ يَأْخُذ مَعَ حسو متخذ من حِنْطَة وشعير بعد جودة سحقه. من الْمسَائِل الطبيعية التافسيا يقيء ويسهل وَكَذَلِكَ عصارة قثاء الْحمار. فليغرغوس: طبيخ الكرفس وَالْعَسَل يقيء. ابْن سرابيون فِي بَاب الربو: الخربق أَنْفَع مَا يكون فِي علل الصَّدْر والرطوبات الَّتِي فِيهِ قَالَ: وَكَذَلِكَ هُوَ مَأْمُون فِي علل الصَّدْر قَلِيل الضَّرَر فِيهِ فَإِن استعملته وَأَرَدْت السَّلامَة مِنْهُ وَمن ضَرَره فَخذ رؤوسه وأصوله فاسحقها ألف ألف وَأعْطِ مِنْهَا واغرز مِنْهُ فِي الفجل ودعه يَوْمًا وَلَيْلَة ويؤكل ذَلِك الفجل. تمت جَمِيع أَنْوَاع الاستفراغات وَالْحَمْد لله كثيرا. تمّ السّفر الثَّانِي وبتمامه تمّ السّفر الْخَامِس وَجُمْلَة من السّفر السَّادِس على مَا جزاه مُؤَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد زَكَرِيَّا الرَّازِيّ رَحمَه الله. ويتلوه فِي السّفر الثَّالِث فِي الماسكة من الأغذية والأدوية وضروب الإسهالات غير الدموية وَمن ينزل طَعَامه دَائِما وزلق الأمعاء وَغَيره والحقن والفتل والأضمدة وَمَا كَانَ عَن دَوَاء مسهل مفرط والشيافات الحابسة وَفِي الذرب وَمَا يقطع وَمَا يقطع مِمَّا انتسخ بِمَدِينَة طليطلة حرسها الله لخزانة الْوَزير الْأَجَل الْأَفْضَل الطَّالِب الأبرع الْأَكْمَل أبي الْحجَّاج يُوسُف بن الشَّيْخ المكرم المرحوم أبي إِسْحَاق بن نخميش لَا زَالَت السُّعُود توافيه وَالْأَيَّام تسالمه وتعافيه.) وَكَانَ الْفَرَاغ مِنْهُ يَوْم الأثنين ثَانِي وَعشْرين مارس سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَألف لتأريخ الصفر بموافقة الْعشْر الْأَوَاخِر من شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعِشْرُونَ وسِتمِائَة لِلْهِجْرَةِ على يَدي العَبْد الحامد لله حمدا غير متناه يُوسُف بن مُحَمَّد الطنيوجى جبر الله صدعه وآمن زرعه لَا غَيره وَلَا خير إِلَّا خَيره. وعَلى هَامِش الأَصْل: بلغت الْمُقَابلَة من الْأُم المنتسخ مِنْهَا وَالْحَمْد لله كثيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) صلى الله على مُحَمَّد وَآله وَسلم تَسْلِيمًا (ألف ألف) (الماسكة من الأغذية والأدوية) وضروب الأمعاء وَغَيره والحقن والفتل والأضمدة وَمَا كَانَ عَن دَوَاء مسهل مفرط والشيافات الحابسة وَفِي الذرب وَمَا يقطع الإسهال المزمن قرصه تمسك: لي عفص أَخْضَر قافيا جلنار نانخة طين أرميني أفيون بزربنج يتَّخذ أقراصاً القرص من دِرْهَمَيْنِ يعجن بِمَاء رمان ويسقى. 3 (قانون هَذِه الْأَدْوِيَة) العفصة والمدرة والمخدرة والمدرة للبول: وَإِن كَانَت حرارة فَأَقل مَا يدر الْبَوْل. لي قرصة بَارِدَة نافعة من الْحَرَارَة: بزر الْورْد طباشير عصارة الحصرم مجففة بزر حماض أفيون ورد يتَّخذ قرص مِنْهَا وزن مِثْقَال. لي وَإِذا كَانَ ذرب فَلَا حرارة فاعتمد على العفصة والمسخنة القوية وَقَلِيل من الْحَرَارَة مِثَال ذَلِك: جلنار عفص بنج كندر نابخه مر جزؤ جزؤ أفيون ثلث جُزْء يتَّخذ أقراصا الشربة مِثْقَال كل هَذَا على مَا رَأَيْت فِي الميامر. الأولى من الأخلاط: قد يكون إسهال ذريع من صفراء يلذع المعي أَو خلط آخر يلذع وَقد يكون عَن أورام فِي الأحشاء يسيل مِنْهَا صديد لذاع وَقد يكون عَن ريَاح غَلِيظَة يسوء بهَا الاستمراء فَلَا تريح الْمعدة وَلَا تتركها تحتوي على الطَّعَام فَيصير سوء الِاسْتِمْرَار سَببا للإسهال وَيكون عَن حبات تلذع وَيكون عَن سوء مزاج فِي بعض الأمعاء والمعدة وَيكون عَن حرارة وَذَلِكَ أَنَّهَا قد تجذب الْمَادَّة ويعرض ذَلِك مَتى كَانَ الْبدن ممتلئاً أَكثر وَيكون لضعف الماسكة فِي الْمعدة والأمعاء والكبد ولسبب ضعف الماسكة فِيهَا. النّوم يقطع الإسهال وَهَذِه المخدرة عَظِيمَة النَّفْع فِي منع الإسهال لِأَنَّهَا تنوم وتخدر الْحس من الأمعاء فَلَا تهيج البرَاز وتغلظ الأخلاط الرقيقة أَيْضا. الثَّانِيَة من الْفُصُول: البرَاز يرطب إِذا قل مَا ينفذ إِلَى الكبد من الْغذَاء المنهضم فِي الْمعدة ويجف بالضد وَقلة نُفُوذ الكبد رُبمَا كَانَ لضعف الماسكة أَو لشدَّة الدافعة فِي

الأمعاء وَرُبمَا كَانَ لِأَن الكبد ضَعِيفَة ويضعف جذب الكبد لبرد مزاجها وَقد يكون من أغذية سريعة النّفُوذ أَو مهيجة للأمعاء وَرُبمَا كَانَ لِأَن الْمدَار ينصب من الكبد كثيرا فيهيجها للدَّفْع وَرُبمَا كَانَ لِأَن الكبد تضعف الْقُوَّة الماسكة مِنْهَا إِلَّا أَن فَم الْمعدة قوي فيفرط فِي الشَّهْوَة فَإِذا ضعفت الْقُوَّة الماسكة أعقبت فضولا كَثِيرَة من الكيلوس فَيكون البرَاز لذَلِك رطبا والماسكة ألف ألف الأمعاء تضعف لرطوبتها والدافعة تقوى بذلك. لي قرص يمسك جدا ويضعف الْحَرَارَة ويطفئ لهيب الكبد والعطش طباشير طين خراساني مقلو مربى كافور ورد أَحْمَر صندل أَحْمَر وعود وعصارة الْجُبْن مدقوقاً بخل يجفف وسماق وَحب الحصرم وبزر الحامض وبزرنيج ويتخذ قرصاً ويطوح فِي كل قرصة حَبَّة كافور إِلَى طسوج) يُعْطي مِنْهُ دِرْهَمَيْنِ. قرص قوي حَيْثُ لَا حرارة للغثى: كندر فانحة طين خراساني كبابة سنبل سك أفبون يَجْعَل قرصاً. لي 3 (الْأَشْيَاء الَّتِي تصير فِي الْمعدة كيلوسا) سَرِيعا كثيرا رَدِيئَة فِي الإسهال كالفنيت والحو والأمراق والأشياء السالية لِأَن هَذِه تنفذ فتفوت الكبد وأجود الْأَشْيَاء لَهُ: الْأَشْيَاء الَّتِي تُعْطِي قواها وأجرامها صلبة كالأسوقة وكالكردنال والبلوط وَنَحْوه. الثَّالِثَة من الْفُصُول: زلق الأمعاء يكون لضعف الماسكة أَو القروح كالقلاع يحدث وَضعف الماسكة يكون لتغير مزاج عَظِيم والقلاع لأخلاط حارة رقيقَة. الْفُصُول الرَّابِعَة: إِذا خرج مَا يُؤْكَل فِي البرَاز سَرِيعا وَهُوَ بِحَالهِ لم يتَغَيَّر فَهَذَا زلق الأمعاء وَذَلِكَ يكون لضعف الماسكة وضعفها لمزاج مَا قد استولى على جرم الْمعدة والأمعاء أَو البلغم بَارِد مُجْتَمع فِيهَا وخاصة البلغم الحامض أَو التقرح فِي سطوحها من خلط حَار لطيف. قَالَ أبقراط: من عرض لَهُ زلق الأمعاء فالقيء لَهُ رَدِيء. قَالَ جالينوس: إِن الْخَلْط الَّذِي فِي الأمعاء يخرج بالقيء وَقد قَالَ: إِن زلق الأمعاء إِذا وَقعت الْعلَّة فِي الْمعدة والأمعاء جَمِيعًا أَنه قد أعْطى ليعرف زلق الأمعاء فصلا بَينا وَيجب أَن يفصل بَين الْكَائِن للقلاع فِي سطوح المعي والكائن لضعف الماسكة والفصل بَينهمَا عِنْدِي أَن يحس مَعَ ذَلِك بوجع وَرُبمَا بَان فِي البرَاز صديد رَقِيق حاد وَأما الآخر: فَيخرج البرَاز مَعَ بلغم كثير وَالَّذِي يكون الْفساد المزاج فَلَا يكون لذع وَلَا صديد وَلَا بلغم مَعَ البرَاز والقلاع يداوي بِالطَّعَامِ الْبَارِد كالحصرمية والسماقية ويدام ذَلِك حَتَّى يُؤثر مِنْهُ بِكَثْرَة مروره وَالثَّانِي: بإسهال البلغم وَالثَّالِث: الجوارشات الحارة الْعَاقِلَة للبطن وَمن استفرغ مِنْهُ دم كثير مراري من أَي مَوضِع كَانَ فطبيعته تلين لِأَن الكبد تضعف والحرارة

تقل فَلَا يزَال الهضم والاغتذاء ناقصين حَتَّى يعود الدَّم والحرارة ثمَّ يرجع الْأَمر إِلَى حَاله. 3 (من كثر بَوْله قل برازه) قَالَ: وَمَتى كَانَ الْبَطن لينًا فَيجب أَن يقلل الشَّرَاب مَا أمكن ويدر الرُّطُوبَة نَحْو المثانة وبالضد مَتى كَانَ الْبَطن أجف مِمَّا يجب فليكثر الشَّرَاب وليمنع من نُفُوذه إِلَى الْعُرُوق. أبقراط: الجشاء الحامض إِذا جَاءَ فِي زلق الأمعاء بعد طول من الْعلَّة وَلم يكن قبل ذَلِك فَهُوَ مَحْمُود. 3 (الْفُصُول السَّادِسَة:) 3 (زلق الأمعاء) هُوَ أَن تخرج الْأَطْعِمَة غير متغيرة عَن حَالهَا الَّتِي أكلت لَا فِي القوام وَلَا فِي الرّيح خُرُوجهَا سَرِيعا ألف ألف وَيحدث لضعف الأمعاء فيثقل عَلَيْهَا إِمْسَاكه وَلَو قَلِيلا فتدفعه كَمَا تدفع المثانة الْبَوْل أَولا أَولا قبل اجْتِمَاع شَيْء كثير مِنْهُ وَمن لذع الأمعاء وَذَلِكَ يكون لقروح فِي سطح الأمعاء وَالْفرق بَين السببين اللذع فِي الْبَطن لِأَنَّهُ يكون مَعَ الْعلَّة إِذا كَانَ سَببهَا لذعا فَأَما الأول فخروج الطَّعَام مِنْهُ يكون غير جنس مؤذ وَأَيْضًا القلاع إِن كَانَ الْخَلْط الْحَادِث الحاد الَّذِي عِنْد سطح الْمعدة والداخل والأمعاء قد احْتبسَ برثت الْعلَّة فِي أسْرع الْأَوْقَات بالأطعمة والأشربة القابضة وَإِن بَقِي الْخَلْط يسهل مُدَّة انقلبت الْعلَّة إِلَى اخْتِلَاف الدَّم وَأما الصِّنْف الْكَائِن عَن ضعف الأمعاء فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يكون لسوء مزاج لَا مَادَّة فِي الْمعدة والأمعاء وَرُبمَا كَانَ ثمَّ خلط محتبس فِيهَا وَآخر الأخلاط الَّذِي يُمكن أَن تكون مِنْهَا هَذِه العل البلغم الحامض. وَقَالَ والجشاء الحامض قد يكون فِي أول هَذِه الْعلَّة إِمَّا لغَلَبَة البلغم الحامض أَو لِأَن الطَّعَام هُوَ ذَا تغير تغيراً مَا لِأَن الْعلَّة لم تستحكم وَإِذا استحكمت ذهب الجشاء الحامض ... . وَقَالَ أبقراط بعد تطاولها قَالَ: وَلم يكن ذَلِك لِأَنَّهُ مَتى كَانَت هَذِه الْعلَّة من بلغم بَارِد بردت الْمعدة وَكَانَ دَائِما مَعَه جشاء حامض على طَرِيق الْغَرَض اللَّازِم فَإِذا كَانَت هَذِه الْعلَّة لَيست فِي ابتدائها وَلَا كَانَت من بلغم بَارِد فَلَيْسَ مَعَه جشاء حامض وَإِذا حدث فِي وَقت مَا جشاء حامض دلّ أَن الطَّعَام قد صَار يبْقى فِي الْمعدة بَقَاء يحدث لَهُ تغير فَإِن الطبيعة قد ابتدأت تراجع فعلهَا. الْفُصُول السَّادِسَة: إِن كَانَ بِإِنْسَان اخْتِلَاف مزمن فَحدث بِهِ قيء برأَ من اختلافه والطبيب يمتثل ذَلِك اقْتِدَاء بالطبيعة اللثغ الَّذين يجْعَلُونَ بدل رَاء يَاء أَو سينا مستعدون للِاخْتِلَاف) الطَّوِيل لِأَن ذَلِك يكون من رُطُوبَة رؤوسهم وألسنتهم وَإِذا كَانَ الرَّأْس رطبا وَكَذَلِكَ اللِّسَان فالمعدة كَذَلِك لِأَن إِحْدَى طبقاتها من طبقَة اللِّسَان وَالِاخْتِلَاف الدَّائِم الطَّوِيل عرض خَاص لضعف الْمعدة الَّتِي بِسَبَب الرُّطُوبَة وَإِن كَانَت أدمغتهم رطبَة تنزل مِنْهَا نَوَازِل إِلَى الْمعدة دَائِما وتقبلها وَيطول لذَلِك بهم الِاخْتِلَاف.

الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان: من بَطْنه لين زلق فَيجب أَلا يَأْكُل أَطْعِمَة مُخْتَلفَة الْأَصْنَاف وَلَا أشربة وَلَا مَرَّات كَثِيرَة بل يَأْكُل من طَعَام وَاحِد كمية قَليلَة فِي مرّة وَاحِدَة فَإِن ذَلِك أولى أَن يمسك الطَّعَام فِي الْمعدة وَمن يُصِيبهُ عِنْد الْحَرَكَة ذرب فَلْيقل الْحَرَكَة ويقل غذاءه ويجعله منقعا فِي شراب قَابض ويتجنب الْمَشْي بعد الطَّعَام وَيكون طَعَامه مرّة وَاحِدَة مَا دَامَ الذرب. الْمَوْت السَّرِيع: إِذا ظهر فِي زلق الأمعاء على الأضلاع بثر أَبيض صلب كالحمص ودر بَوْله وَكثر مَاتَ بِسُرْعَة وَمن ظهر على يَده ألف ألف ب الْأَيْمن أثر شبه الكي كَقدْر الباقلى وَلم يتَغَيَّر مَاتَ فِي السَّابِع وَمَتى سُئِلَ هَذَا الرجل سَاعَة يَعْتَرِيه هَذَا أخبر أَنه شبعان. الحقن: تسخيف الْبدن بالدلك والتمريخ بالأدهان الحارة والتكميد يجذب الْخَلْط وَيقطع الِاخْتِلَاف ويقله. الْخَامِسَة من الْمَنَافِع: مَا من أحد تصيبه خلفة من صفراء إِلَّا وَقد حدث قبلهَا مس اللذع من أمعائه. أبيذيميا الثَّالِثَة من الثَّانِيَة: صلب زلق الأمعاء يبرأ بِشرب الخربق الْأَبْيَض لِأَنَّهُ إِن كَانَ من بلغم أخرجه بالقيء وَإِن كَانَ لسوء مزاج بَارِد مُفْرد أسخنه. لي إِذا لم يكن الزلق قلاعياً فَإِنَّهُ ينفع مِنْهُ الْقَيْء حَتَّى ينقى الْمعدة فَإِن لم يَجِيء الْقَيْء غزيراً فالأدوية الحارة تَنْفَع مِنْهُ. السَّادِسَة من الثَّالِثَة: من اسْتطْلقَ وَأَرَدْت حَبسه وَلم تخش من حَبسه مضرَّة فأطعمه الباقلى مطبوخاً مَعَ كمون. قَالَ ج لَا يبلغ قبض الباقلى أَن يمْنَع الذرب وَهُوَ مَعَ هَذَا منفخ بطيء الهضم فَأَما الكمون فَلَا يجب أَن أعطَاهُ المحرور وَمن بهم هيضة قد جردت أمعاؤهم وَأطلق هَذَا القَوْل مدلسا. لي الباقلى مَعَ خل وكرويا يعقل الْبَطن والهيضة. الثَّانِيَة من السَّادِسَة: اخْتِلَاف المرار قد يَتَّقِي من الحقن الحادة. 3 (الْخَامِسَة من السَّادِسَة:)) 3 (الْبرد يعقل الْبَطن) لِأَنَّهُ يسخن الْجوف ويدر الْبَوْل ويشد الْقُوَّة والمقعدة فيعصر الثفل إِلَى فَوق وَلَا يقبل مَا ينحدر بِسُرْعَة. لي مِمَّا يعين على منع الذرب: الْأَشْيَاء المسخنة كالفلفل وَنَحْوه مِمَّا يثير الْحَرَارَة ويدر الْبَوْل. لي مَاء البلح إِذا وضع على الْمعدة منع الذرب. قَالَ: وَالَّذِي يجفف الطبيعة وَيمْنَع خُرُوج البرَاز الْحمام وَضعف الدافعة وَضعف العضل وَشدَّة الماسكة. لي والحارة مِنْهَا تقَوِّي الْأَعْضَاء للغذاء وَيعْقل الْبَطن بادرار الْبَوْل وَيدخل فِي جودة تَنْفِيذ الْغذَاء وَالنَّوْم وَيدخل فِي ذَلِك

المدافعة للْقِيَام فَإِن الْمَادَّة تغير والأدوية المخدرة يدْخل فِي مَا يخدر حس الأمعاء فَيدْخل فِي جنس الطَّعَام الَّذِي لَا لذع مَعَه وَقَالَ: إِنَّك إِن صببت المَاء الْحَار على الْبدن حِين يبتديء الإسهال أضعفته بذلك أَو قطعته لِأَن الأخلاط تنجذب نَحْو ظَاهر الْجِسْم. الأهوية والبلدان: زلق الأمعاء الْكَائِن من ضعف الأمعاء يكون ضعفها من برد: وَيكون لين الْبَطن وَالِاخْتِلَاف الدَّائِم من نَوَازِل دَائِما من الرَّأْس إِلَى الْمعدة. اليهودى: مِمَّا يعقل بطُون الصّبيان عِنْد نَبَات الْأَسْنَان: خشخاش حب الآس كندر من كل وَاحِد دِرْهَم سعد نصف دِرْهَم يدق وينعم سحقه ويداف فِي اللَّبن ويسقى. لي على مَا رَأَيْت عجيبا يمسك من سَاعَة فَهُوَ يشبه السحر وَلَكِن رُبمَا أورثت قولنجا صعبا وَهُوَ أَن يسقى درهما من إنفحة أرنب فَاسق مِنْهُ أَولا دانقا فَإِن أَجْزَأَ وَإِلَّا دانقين فَإِن أَجْزَأَ وَإِلَّا نصف دِرْهَم. قرصة تعقل: إنفحة دانقان ألف ألف أفيون دانق عفص كندر نصف نصف تجْعَل قرصه اليهودى: قَالَ قرص جربناه يمسك: عفص كزمازك سماق حب الآس أَرْبَعَة قاقيا دِرْهَمَانِ أفيون دِرْهَم يعْمل أقراصا بِمَاء جَفتْ البلوط ويسقى مِنْهُ دِرْهَم وَأَنا أرى أَن تزاد فِيهِ إنفحة. قَالَ وَإِذا كَانَ الْبَطن فَاسد الْمَشْي فاسقه قمحة من حب الرُّمَّان ونومه على جوارش الخوزى. أهرن ضماد يعقل: جلنار عفص بنج سك قاقيا صَبر مر شياف ماميثا جَفتْ بلوط قشور رمان محرقة اسحق الْجَمِيع بخل جيد وَمَاء الآس واطله على الْبَطن والمعدة. لي اتخذ من هَذِه أقراصا وزد فِيهَا بنجا وأفيونا وَتَكون معركة عِنْد الْحَاجة اسحقه بخل وَمَاء السفرجل واطله للهيضة وَالْمَشْي المفرط وَإِذا كَانَت حارة فاخلط مَعَه صندلا ووردا وسنبلا وأشياءا طيبَة) الرّيح. الإسهال الْكَائِن من التخم: لَا تحبسه حَتَّى يخرج مَا يبْقى فِي الْبَطن فَإِذا تنقى طيب الْمعدة واسقه جوارش طيبا بالأفاوية. حب يقبض الْبَطن: عفص غير مثقب ونانخه وكندر بالسواء أفيون نصف جُزْء يعْمل حبا الشربة سبع حبات كالحمص وينفع من انطلاق الْبَطن الشَّديد: مصطكى كندر قاقيا شب يمَان ورد جلنار عفص شياف ماميثا طراثيث بزربنج قشور اليبروج يجمع بخل ويطلى الْبَطن والحقو. الطَّبَرِيّ: على هَذَا يسقى اللَّبن فِي الإسهال المزمن: يُؤْخَذ لبن بقر حليب ينتزع زبده ويسقى مَعَ كعك نصف رَطْل مَعَ ثَلَاثِينَ درهما من كعك ثمَّ زد كل يَوْم من الكعك نصف رَطْل وَاللَّبن مَا احْتمل أَن يمسك بَطْنه فَإِنَّهُ نَافِع إِن استمراه فَإِن لم يستمره جعلته أقل أول مرّة ثمَّ زد فِيهِ فَإِذا استمراه كل يَوْم فاعطه دراجة مشوية ودجاجة يَأْكُل بهَا خبزه واسقه شرابًا قَابِضا قَلِيلا.

لي وَالَّتِي تسقى أَيْضا من الْأَدْوِيَة فَهُوَ اللَّبن الَّذِي قد نزع زبده الَّذِي قد طبخ فِيهِ الْحَدِيد والحصى. أهرن: إِطْلَاق الْبَطن الْكَائِن من الْمعدة يضعف الماسكة وَذَلِكَ أَنه يملس تضريس الْمعدة وعلامة القروح فِي الْمعدة أَن الْفَم ينتن وَكَذَلِكَ الجشاء. وَإِذا ضعفت الحاسة خرج الَّذِي يُؤْكَل بِحَالهِ والعلاج بالقوابض بالسفرجل والخرنوب والسماق والبلوط وسفوف حب الرُّمَّان والقرظ والطراثيث وَاجعَل مِنْهَا أضمدة وزد فِيهَا طيوبا كالميسوسن والنضوج والآس والسفرجل واللخالخ وَاجعَل مَعَه قسبا وعالج مَا يكون فِي سطح الْمعدة من يثور مخيض لبن الْبَقر والكعك وبأقراص الطباشير وبالقوابض أَيْضا. أهرن طلاء يحبس الْبَطن: تُرَاب الكندر قاقيا شب يمَان سماق جلنار طراثيث ماميثا فيلزهوج أفيون قشور اللفاح بزر بنج أَبيض أنعم سحقها وتنحل بالخل ويطلى الْبَطن كُله والحقو لي سفوف يعقل: حب الزَّبِيب المجفف ينعم سحقه حَتَّى يصير كالغبار عِظَام محرقة لب البلوط إنفحة كزبرة مقلوة خبز يَابِس سماق خرنوب الشوك كندر بزر كرفس كمون منقع بخل نانخة أَجزَاء سَوَاء ينعم سحقها وَيُؤْخَذ مِنْهُ طول النَّهَار سَاعَة وكل رَاحَة يرتاح بَينهَا تكون عَظِيمَة يُؤْخَذ فِي الْيَوْم عشرُون درهما فَإِنَّهُ يحبس فِي يَوْم وَاحِد وَاجعَل الإنفحة أقلهَا.) لي خبز عَتيق أعتق مَا يكون يدق وَيغسل بِمَاء وملح مَرَّات يجفف وارفعه ثمَّ اسْقِ مِنْهُ درهما فَإِنَّهُ أفضل من الإنفحة. بولس: الْفرق بَين زلق الأمعاء والمبطون أَن فِي زلق الأمعاء يخرج الطَّعَام بهيئته والمبطون يخرج وَقد انهضم بعض الهضم يَنْبَغِي أَن يضمد أَصْحَاب الزلق والمبطون ببزر كتَّان بمر أَو يُؤْخَذ أَطْرَاف شجر العلق وأطراف شجر المصطكى ويطبخ بسكنجبين ويضمد بِهِ وَإِن كَانَ يتَوَلَّد فيهم مَعَ ذَلِك سيلان كثير فاخلط مَعَه شبا وقاقيا وطراثيث وَإِن كَانَ سيلان الْبَطن كثيرا فَاسْتعْمل الضماد الْحَار مثل الْمَعْمُول يجب الْغَار الْمَعْمُول ببزور حارة وعجم الزَّبِيب وَالشرَاب الْقَابِض وَإِن أدمن الإسهال فضع المراهم المحمرة على الْبَطن وقيروطا بدهن خَرْدَل ومرهم الْخَرْدَل واسق من الْأَدْوِيَة البسيطة بزر لِسَان الْحمل وبزر الحماض وقشور الرُّمَّان والحصرم الْيَابِس والأشياء المدرة للبول كبزر الكرفس وكزبرة الْبِئْر وَنَحْوهَا فَإِن هَذِه كلهَا تميل الْمَادَّة إِلَى طَرِيق قرص: كمون فلفل سماق شَامي جلنار مر أُوقِيَّة وَنصف أُوقِيَّة وَنصف وَمن قشور الرُّمَّان أُوقِيَّة خرنوب أُوقِيَّة الشربة دِرْهَم وَنصف بِالْغَدَاةِ والعشي.

مِثَال ذَلِك قَالَ: وترياق الأفاعي عَظِيم النَّفْع للمبطون وَاجعَل أطعمته قابضة وَإِن كَانَ الِاخْتِلَاف بلغما فلتكن الأغذية لَطِيفَة حريفة مقطعَة مَعَ بزور ملطفة ويسقى شرابًا عتيقا قَلِيلا. لي وَأما أَصْحَاب الإسهال الْحَار فاعطهم عدساً مقشراً قد طبخ بخل وباقلى مقشر بخل. قرص للبطن مَعَ حمى: بزر الحماض الْبري المقشر بزر لِسَان الْحمل طباشير ورد حصرم عصارة طراثيث قاقيا مغسول صمغ مقلو يَجْعَل قرصاً وَإِن كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة فزد فِيهِ صندلا وكافورا فَإِنَّهُ جيد. للإسهال الصفراوي للإسكندر: الكردنال إِذا علق حَتَّى يسيل مِنْهُ رطوبات كَثِيرَة عقل إِذا لم يملح أَو ملح قَلِيلا. وَقَالَ فِي كتاب الْمعدة: إِنَّه يكون اخْتِلَاف عَن الْمعدة وينفع مِنْهُ التضميد يعفص وشب ونطرون وزبد الْبَحْر وَنَحْوه من القوية الْقَبْض والتحليل وليأكل الزَّبِيب بعجمه وَيشْرب من مَاء. لي الكندر عَجِيب هَاهُنَا. لي الصَّبْر جيد فِي الخلفة المزمنة. ولي كندر خَمْسَة عشر نانحة مثله عفص وَاحِد يعجن الْجَمِيع بعصير الْوَرق الفجل ألف ألف ويحبب كالحمص والشربة لمن بِهِ قيام عشرُون حَبَّة وللوسط خمس عشرَة حَبَّة وَدون) ذَلِك ثلث وَسبع. مَجْهُول: لإستطلاق بطُون الصّبيان يسْقِي من إنفحة الجداء دانق وَنصف بِمَاء بَارِد. أركاغانيس: الإسهال يعاني بالإسهال فَإِذا كَانَ الإسهال عَن صفراء كَثِيرَة فِي الْمعدة والأمعاء فالصبر نَافِع فِي ذَلِك غَايَة النَّفْع وَذَلِكَ أَن الصَّبْر يُقَوي الْمعدة بعد الإسهال وَيقطع الخلفة الصفراوية. مَجْهُول تَحْمِي قطع الْحَدِيد وتلقى فِي لبن بقر حَتَّى يغلظ ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ فِي سكرجة ويطرح فِيهِ عفصة مسحوقة كالكحل ويساط نعما ويسقي إِيَّاهَا. طلاء عَاقل للبطن: صَبر أقاقيا طراثيث جلنار دم الْأَخَوَيْنِ رامط سعدي قرنفل كندر سنبل مصطكي عود صندل تجمع بِمَاء الآس وتطلى. لي على مَا رَأَيْت لشمعون سفوف: حب الرُّمَّان ناتخة كرويا أنيسون بزر الرازيانج كمون أسود منقع بخل خرنوب حب الآس وكسبرة عجم الزَّبِيب شاهبلوط قرطم مر دِرْهَم دِرْهَم بلوط بزر حماض مثله حب رمان مقلوا أَرْبَعَة سماق ثَمَانِيَة دَقِيق غبيراء عشرَة الشربة ملعقة بِمَاء بَارِد وَإِن كَانَ فَسَاد معدة فزد مصطكي وعودا وسكا وسنبلا وَقد يُزَاد طباشير قرص ماسك وينوم: مرافيون جندبادستر نانخة يحبب كالحمص ويسقي عشبة فَإِنَّهُ ينَام ويمسك.

جوارش إِذا لم تكن حرارة وَكَانَ ضعف معدة: نانخة بزر كرفس زنجبيل فلفل دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ كمون أسود قرفة من كل وَاحِد دِرْهَم عفض نصف دِرْهَم حب الزَّبِيب الملو خرنوب ثَلَاثَة سنبل دِرْهَمَانِ بِجمع بِعَسَل الزَّبِيب وَإِن زيد فِيهِ كندر وَجعل بدل القرفة الدارصبني كَانَ أَجود. جوارش كموني: كمون مربي بخل مقلوا بعد ذَلِك حب الرُّمَّان الحامض المقلو سويق النبق سماق حب الآس كزبرة خرنوب تجمع وتستعمل. لي على مَا هَاهُنَا شراب يعقل: سعد سنبل كمون جلنار يطْبخ حَتَّى يخرج فِي المَاء طعمه وَيجْعَل فِيهِ عود وسك وَأَن يَجْعَل فِيهِ سكر قَلِيل ويطبخ حَتَّى يتعسل وَيشْرب. ضماد للحرارة يسكنهَا وَيعْقل: مر لبان مصطكي شب طراثيث قاقيا جلنار ورد صندل بِجمع مَاء السفرجل والآس والورد وتطلي.) شياف يمسك الْبَطن بِاللَّيْلِ: مر قافيا حب رمان صمغ أعجنه بعصارة الآس ويتحمل وينفع من المفص الَّذِي لَيْسَ يوجع من قرحَة بل برِيح: أنيسون نانخة حب الْغَار دَار صيني زنجبيل ابْن ماسويه: إِذا الانطلاق قاسق صدقا محرقا مَعَ طين أرميني من دِرْهَم إِلَى نَحوه قَالَ: وَمن ينزل طَعَامه سَرِيعا وَإِذا شرب النيذ فانزع زبد لبن الْبَقر وَلحم حَدِيد الشايرقان وأطفئه ألف ألف فِيهِ وَاجعَل فِيهِ كعكاً وطراثيث من دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ وقرظا أَرْبَعَة عشر درهما وَاجعَل طَعَامه الْأرز والجاورس وبزيت الْإِنْفَاق بغيراء أَو بلوط وَنَحْوهَا. لي أَنْفَع مَا جربت لذَلِك الكسبرة فَإِن خاصتها إمْسَاك الطَّعَام فِي الْمعدة. دَوَاء البزور الْبَارِد جيد للمسلول ينْطَلق بَطْنه وَلَا يحْتَمل حرارة: كمون كرماني بخل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يقلى كزبرة يابسة مقلوة وخرنوب شَامي وَسَوِيق النبق وَحب الرُّمَّان المقلو وطباشير وَورد وَحب الآس يسقى إِن لم يكن سعال بِرَبّ السماق وَإِلَّا رب الآس. بولس: دَوَاء يعقل: عفص فج ثَمَانِيَة عشر درهما كندر أفيون الشربة دِرْهَم. آخر: جلنار قاقيا عفص أفيون مر كندر يعجن بطبيخ العفص. ج: أَنا أسْتَعْمل ضماد الْخَرْدَل فِي الإسهال المزمن المعي. جَوَامِع اغلوقن: الذرب يحدث من فَسَاد الطَّعَام أَو من سدة تحدث فِي الماساريقا أَو من أخلاط تنجلب من جَمِيع الْجِسْم أَو من بعض الْأَعْضَاء إِلَيْهِ وَقَالَ: زلق الأمعاء يحدث من سوء مزاج بَارِد أَو من قُرُوح فِي وسط الْمعدة وزلق الأمعاء هُوَ خُرُوج الطَّعَام صَحِيحا بِحَالهِ. فيلغرغوس: امسح بدن من أفرط عَلَيْهِ الإسهال بدهن ورد وَيدخل إِلَى الْحمام ويسقى خمرًا مهيئا وكعكاً مبلولاً بمادرمان وَإِن لم يَنْقَطِع الإسهال فَشد أَيْديهم من الْإِبِط إِلَى

أَسْفَل والأرجل من الأربية إِلَى الْقدَم واسقه ترياقاً وفلونيا ودواء البزور الْمُتَّخذ من أفيون وجلنار وكندر وأنيسون وبنج وضع المحاجم على الْبَطن وَإِن كَانَ صيفا فاسقه سويق الشّعير بِالْخمرِ وَالْمَاء وضع على الْبَطن أضمدة مقوية ويحذر الْهَوَاء الْبَارِد إِذا كَانَ يزِيد الإسهال والحار إِذا كَانَ يرخى وَيسْقط الْقُوَّة. تياذوق: اعْتمد فِي منع الإسهال والقروح الَّتِي فِي الأمعاء على عفص وجلنار وَأكْثر فِي أدويته من الأفيون والكندر. لي سفوف لفرط الإسهال ويسكن الغثى: أمبرباريس ورد طباشير سماق خراساني كافور) عود سك الشربة ثَلَاثَة دِرْهَم بِمَاء البلح ممزوجاً بِمَاء الحصرم. ابْن سامويه: القنابر يعقل الطبيعة قَالَ: إِن سقى العليل درهما من اللاذن بمطبوخ أمسك والباقلى الْمَطْبُوخ بخل وعدس المقشر إِذا طبخ بِمَاء الرُّمَّان وزيت الْإِنْفَاق والكزبرة الْيَابِسَة الْكَثِيرَة. حنين فِي الْمعدة مِمَّا يمسك بِقُوَّة: إنفخة أرنب جزءان عفص بنج جزؤ يسقى ملعقة بِخَمْر سَوْدَاء وَيَأْكُل قضبان الكرنب المسلوق قَالَ: يمسك وينفع من السحج: يطْبخ سيسبان بِرِفْق ويصفى مَاؤُهُ ويلقى عَلَيْهِ خبز سميد يَابِس ودقيق العدس ويطبخ حَتَّى يصير حساءاً من دَقِيق العدس والصمغ ويتحسى. ابْن سرابيون: الْقَيْء جيد فِي الإسهال المزمن قَالَ: وَيحدث الذرب فِي الْمعدة من فَسَاد مزاج فِي الكبد وَلَا تجذب الكيلوس والامتلاء كثير فِي الْبدن وَفِي قلَّة ألف ألف ب الْحَرَارَة فِي الْجِسْم وَفِي قلاع يحدث فِي سطح الأمعاء والمعدة وَهَذَا يخرج الْغذَاء فِيهِ غير منهضم وَمن شدَّة حرارة يكثر لَهَا الشَّرَاب. قَالَ: وَهَاهُنَا ذرب آخر يحدث عَن إدمان النزل من الرَّأْس: يشرب الخشخاش والأدهان المسخنة والقيء لتنقى الْمعدة مِمَّا نزل. قَالَ: وَهَاهُنَا ذرب آخر يحدث عَن سَبَب آخر وَهُوَ: أَنه يحتبس عشرَة أَيَّام أقل وَأكْثر يكون من أَن الهضم لَا يبلغ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَلَا ينْحل ويستفرغ الْبدن فَيبقى فِي الْبدن إِلَى أَن يجْتَمع مَا يثفل فيندفع ضَرْبَة ثمَّ تعود الْحَال إِلَى ذَلِك أَيَّام التَّدْبِير على ذَلِك قَالَ: مر هَؤُلَاءِ بِالزِّيَادَةِ فِي الرياضة وَجَمِيع مَا يخلخل سطوح الْبدن وَيكثر التَّحَلُّل مِنْهُ والتعب وَالنَّوْم وَمَا يجيد الهضم وَاجعَل الْغذَاء أقل وَمن أغذية أقل فضولاً وثقلا فَإِن برأوا وَإِلَّا استفرغهم بالقيء أَيْضا والدلك فاستفرغهم إِن احتجت إِلَى ذَلِك واعطهم مَا يعين على الهضم ويبلغ منتهاه قَالَ: وَيكون لَا ينفذ الْغذَاء إِلَى الكبد وَلَا لتقصير فِي جذبها لَكِن لِأَن الماساريقا ورم ورم إسقيروس وأخلاطه يابسة.

لي يعْطى عَلامَة علاج هَؤُلَاءِ: افْتَحْ الأفواه بالأغذية والأدوية الَّتِي تفتح. وَهَاهُنَا إسهال آخر: وَهُوَ أَن يحسن العليل كَأَن دَاخل أمعائه فِي مراقة ببرودة وينتفخ بَطْنه وَيخرج مَعَ البرَاز مخاطي وَسبب ذَلِك بلغم يتَوَلَّد فِي الأمعاء السُّفْلى وعلاجه الَّتِي تستفرغ هَذَا البلغم مِمَّا تغير مزاج الأمعاء وتسخنها حَتَّى لَا يتَوَلَّد فِيهَا بلغم.) سَابُور قرصة جَيِّدَة لإفراط الإسهال من دَوَاء مسهل ومقيء ويقوى الْقُوَّة ويسكن الإسهال: كندر جزؤ نانخة عفص فج جلنار سماق جزؤ جزؤ ورد سنبل عود صرف طباشير مر أفيون نصف جُزْء قاقلة كبابة سك قرنفل صندل ربع جُزْء كافور قَلِيل مرضوض بالميسوس أَو بالميبه ويسقى مِنْهَا بالمبيه إِذا كَانَ عتيقا وَإِن لم يكن فبشراب الريباس أَو نَقِيع السماق وَإِن كَانَ غثى شَدِيد وَكَانَ الإسهال أَكثر فَرب السفرجل الحامض الصّرْف والسفوفات والغذاء مرّة بعد مرّة. الأخلاط الأولى: وَقد يكون الإسهال عَن ريَاح غَلِيظَة فِي الْبَطن لِأَنَّهَا تفْسد الهضم فَيتبع ذَلِك تخمة ولين الْبَطن وَقد يكون نوع آخر من صفراء ينصب دَائِما إِلَى الْبَطن والسوداء وَهَذَانِ يسخنان إِذا طَال الزَّمَان وَيكون لضعف الكبد وانجذاب الكيلوس وَيكون لِأَن فِي الكبد أَو الطحال أَو غَيرهمَا ورماً أَو خراجاً وَسُوء مزاج يدْفع فَضله لذاعة إِلَى الْبَطن والسوداء قد يكون عَنْهَا وَقد تغلب برودة ورطوبة على الأمعاء فَيحدث الإسهال وَقد يغلب الْبرد المفرط على جَمِيع الْأَعْضَاء فَيحدث إسهال مزمن إِذا الجذب لَا يكون إِلَّا بحرارة مَعْلُومَة بالاعتدال. الميامر الثَّالِثَة: الأفيون يعقب شربه فَسَاد اسْتِمْرَار حَتَّى يضعف ألف ألف ب أَو يبطل إِلَّا أَن يخلط بجندبادستر وَأَشْيَاء فِي نَحوه وَإِذا كَانَ المبطون رَدِيء الهضم ضَعِيفا وَلم تكن هُنَاكَ حرارة فَخذ فروجاً أَو دَرَّاجًا أَو فنجا فاطبخه حَتَّى يتهرا ثمَّ يصير كيلوسا وَاحِدًا ثمَّ اطرَح عَلَيْهِ مَاء السفرجل وَإِن لم يكن فماء السماق أَو مَاء حب رمان حامض وشراب عَتيق ويطيب بكزبرة ويلقى فِيهِ كعك شَامي وتضمد الْمعدة بِعُود وسنبل ومصطكى وَمر وكعك وميسوسن وَنَحْوهَا ويتخذ لَهُ شراب حب الرُّمَّان الحامض الحابس للقيء الَّذِي بكندر ونعنع. حِيلَة الْبُرْء يتَّخذ خبز عجن بخل وَمَاء لأَصْحَاب الذرب المزمن. لي على مَا فِي أقربادين الْكَبِير سفوف حب الرُّمَّان يسْتَعْمل إِذا لم تكن حرارة ظَاهِرَة تهضم الطَّعَام وَتصْلح للتخمة: كمون منقع بخل يَوْمًا وَلَيْلَة مقلو حب الرُّمَّان الحامض المقلو قَلِيلا قد سحق كالكحل كزبرة يابسة منقعة كندر مصطكى عود ورد سنبل يسْتَعْمل بالميبة. سفوف حب الرُّمَّان: حب رمان حامض خرنوب الشوك حب الآس كزبرة كمون منقع بخل

آخر لطيف إِذا كَانَت حمى وللمسلول: طباشير ورد مصطكى صمغ عَرَبِيّ. لي الممسكة للبطن الَّتِي تُعْطى مَعَ السعال: ثَمَر الآس كندر مصطكى طين أرميني بزر قطونا مقلو طباشير لبن مطبوخ بحديد خشخاش أفيون شاهبلوط جوز لوز مشوية وَقد يعْطى العفصة) ثمَّ يعْطى مَا يلين الصَّدْر عِظَام محرقة كهرباء كعك إنفخة. أبيذيميا الثَّانِيَة من التَّفْسِير قَالَ: بَرِيء فلَان من زلق الأمعاء بِشرب الخربق الْأَبْيَض لِأَن من شَأْنه أَن يثير الْقُوَّة الَّتِي فِي الْمعدة ويقويها فِي هَذِه الْعلَّة إِذا كَانَت معدته قد فسد مزاجها إِمَّا لسوء مزاج بَارِد مُفْرد أَو من بلغم لاصق بطبقاتها قَالَ: وَإِن كَانَ الْبَطن يخْتَلف اختلافات رَدِيئَة بعقب أمراض وباء أَو غَيرهَا فَلَا تحبسه بالقوية جدا لِأَن حَبسه بالقوية يُورث حميات وورما فِي الكبد خَاصَّة وَفِي سَائِر الأحشاء. الْأَعْضَاء الأقربادين الْكَبِير صفة دَوَاء المعجون الْأَعْظَم للِاخْتِلَاف المزمن والزحير: جندبادستر أفيون ميعه سَائِلَة بزر بنج مر أسارون زعفران كندر بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيُعْطى إِذا أعيا الِاخْتِلَاف قدر بندقه. لي وَإِذا كَانَ مَعَ حرارة يُؤْخَذ بزربنج أفيون خشخاش طباشير جلنار كندر بِالسَّوِيَّةِ يجمع بِرَبّ السفرجل وَيُعْطى. لي وَمن الإسهال ضرب يعرض من قلَّة تغير الكبد للغذاء ويعرض مِنْهُ نهوك وَيكون بِلَا سدد فِي الكبد وَلَا ورم لِأَن الَّذِي فِيهِ سدد وورم يحس صَاحبه مَعَه بثقل وَهَذَانِ الْقَصْد إِلَيْهِمَا أَكثر مِنْهُمَا للإسهال ويعالجان بعلاجهما على أَنه يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء إِن مكث وَأما هَذَا فَلَا لِأَنَّك لَا تحس بثقل ألف ألف ب وَلَا نخس وَلَا ينهك الْبدن كثير نهوك مَعَ الْإِطْلَاق الكيلوس وَقد تكْثر مَعَه الشَّهْوَة ويعرض للمشايخ كثيرا وعلامته أَن يقل الْبَوْل جدا وعلاجه ذَلِك ظَاهر الْجِسْم دلكا جيدا والرياضة قَلِيلا ثمَّ يدْخل الْحمام وَيُعْطى بعد الْغذَاء إِذا انهضم قَلِيلا شَيْئا مِنْهُ قَلِيلا ويسقى من الْأَدْوِيَة مَا يسْرع نُفُوذ الْغذَاء فِي الْجِسْم وأجودها الفوتنجى لج حَتَّى أَن ج يرى أَن يسقى بعد الطَّعَام لِأَنَّهُ ينتشر الْغذَاء سَرِيعا ويقوى فِي الْبدن بِسُرْعَة فعله فِي ذَلِك فاعتمد عَلَيْهِ فَإِذا أكل فاقسم غذاءه مَرَّات وَيمْكث قَلِيلا والشربة التَّامَّة مِثْقَال وَمَا يسقى بعد الْغذَاء نصف دِرْهَم ويتباطى عَن الْقيام إِذا حفزه وَيسْتَعْمل الدَّلْك قبل الطَّعَام وَالْحمام بعد وَالشرَاب الْعَتِيق جدا لِأَنَّهُ يعين الْغذَاء. مَجْهُول: مرداسنج دانق كافور قِيرَاط يسقى فَإِنَّهُ يعقل الْبَطن فَإِن سقيه أَكثر لم يدْخل المتوضى ثَلَاثَة أَيَّام. من كتاب الحقن قَالَ: عَلَيْك فِي الإسهال المفرط بتوسيع المسام بالدلك اللين والأدهان الحارة وَالْحمام لتميل الأخلاط إِلَى خَارج.) لي الخلفة تكون لكمية مَا يُؤْكَل إِذا كَانَ كثيرا أَو لكيفيته إِذا كَانَ رطبا أَو لذاعا وَبِالْجُمْلَةِ مهيجاً أَو مسهلاً وَأما لقلَّة جذب الكبد من الأمعاء يكون ذَلِك إِمَّا لضعف الكبد أَو لسده أَو لورم أَو لانطباق فِي الماساريقا أَو

الأدوية المفردة

لقلَّة مَا يتَحَلَّل من الْجِسْم بالعرق وَغَيره أَو لشَيْء يلذع الْمعدة ويهيجها والأمعاء وَذَلِكَ يكون من قُرُوح فِيهَا أَو مرَارًا أَو بلغم حَار ينصب إِلَيْهَا والمرار ينصب أَكْثَره من الكبد والبلغم من الرَّأْس أَو لشَيْء يدْفع من الجداول إِلَى الْمعدة وَذَلِكَ يكون إِمَّا من خلط ني عِنْد ضعف الْمعدة والهضم فِي الْجِسْم وأخلاط مرارية عندرداءة مزاج الكبد فتحذر ذَلِك. 3 (سرابيون) زلق الأمعاء من سوء مزاج بَارِد رطب بِلَا مَادَّة أَو لضعف الأمعاء أَو لقلاع أَو لبلغم فِيهَا وَمَعَ القلاع لذع وَمَعَ الَّذِي من بلغم اخْتِلَاف بلغم. علاج القلاع الأغذية الْبَارِدَة القابضة والسكباج بِلَحْم الْبَقر والحصرمية والسماقية والأشربة الَّتِي هِيَ كَذَلِك ورئب الْبَقر مَعَ طباشير وَاللَّبن وتضمد الْمعدة الْبَارِدَة وَأما البلغم فالقيء بعد الطَّعَام بالفجل والأشياء الحريفة وَأما الَّذِي لفساد مزاج بِلَا مَادَّة فَشرب الجوارشات الحارة اللطيفة كالأميروسيا وَالشرب الْعَتِيق والترياق والميبة الممسكة والأغذية اللطيفة القليلة الفضول والرطبة كالقنابر والعصافير تعْمل مصوصا بالأفاوية والتضميد بالمجففة من خَارج كالكندر والسعد والرامك والمصطكى ويسف مِنْهَا أَيْضا. لي إِذا غلظ الْأَمر فِي زلق الأمعاء وأشرف صَاحبه على الْمَوْت لعدم الْغذَاء فابدأ ورضه وحمه ثمَّ اعطه حسوا من مَاء اللَّحْم وَالشرَاب والكعك وَيَأْكُل ذَلِك وَهُوَ نَائِم على جنبه الْأَيْمن ووركه مُرْتَفع وأدف ذَلِك بِشَيْء ألف ألف ب من الفلافلى والفوذنج أَو غَيره مِمَّا يسْرع تَنْفِيذ الْغذَاء ولينم على جنبه ذَلِك مُدَّة فَإِن الْغذَاء ستجذبه كبده 3 (لي على مَا فِي الثَّانِيَة) 3 - (الْأَدْوِيَة المفردة) قَالَ أبقراط: الإسهال إِنَّمَا يكون عِنْد مَا تبقى من الدَّوَاء المسهل قُوَّة كَثِيرَة فِي أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تصير إِلَى الْمعدة وَأَحْسبهُ يحْتَاج الأمعاء فَيحدث فِيهَا لذعا وتهيجا بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَت وتحثها على دفع مَا فِيهَا حثا مُتَّصِلا وَإِن دَامَت هَذِه الْحَال حَتَّى يضعف الْجِسْم كَانَ الإسهال حِينَئِذٍ لِأَن) الْعُرُوق قد ضعفت قوتها غَايَة الضعْف فاضطرت إِلَى قذف مَا فِيهَا وَعند ذَلِك يخرج أرق الأخلاط ثمَّ أغلظها ثمَّ أشكلها للبدن: قَالَ: فجملة إفراط عمل المسهلة ثَلَاثَة أَشْيَاء: تلذيع المسهل وَضعف الْعُرُوق وسعة أفواهها. لي دَلَائِل هَذِه أَنه مَتى دَامَ الْبدن لم يضعف فأفرط الإسهال لشدَّة حث الدَّوَاء فِي هَذَا الْوَقْت يحْتَاج إِلَى لبن ودهن وَمَاء حَار ليسكن اللذع حَتَّى إِذا ضعف احْتَاجَ إِلَى مَا يقوى الْقُوَّة كالشراب والميبة وَمَاء اللَّحْم والكعك وَالطّيب فَإِذا سقيت سقمونيا فَرَأَيْت بعد الاستفراغ الْكثير أَنه هُوَ ذَا يخرج البلغم فَاعْلَم أَن الْأَمر قد غلظ وَأَن الْعُرُوق قد ضعفت وخارت فَإِن رَأَيْت سَوْدَاء فَالْأَمْر أغْلظ وسيلحقه الدَّم فَإِن لم يلْحقهُ فبادر بالقوابض وبتقوية الْمعدة وَالْقُوَّة وَبِمَا يسد أَفْوَاه الْعُرُوق وَكَذَا فقس على الآخر. مُفْرَدَات ج: الجلنار جيد للإسهال عجم الزَّبِيب نَافِع للاستطلاق وجفت البلوط

المقل المكي

كَذَلِك ذَنْب الْخَيل يشرب بِالْمَاءِ إِذا كَانَت حمى بِالْخمرِ إِذا لم تكن حمى العفص يمْنَع مَا ينجلب إِلَى الأمعاء عصارة لحبة التيس يمْنَع مَا ينجلب عَاقل للبطن قشور الكندر جيد للذرب جدا يكثر الْأَطِبَّاء اسْتِعْمَاله الطاليشفر ينفع للاستطلاق ثَمَرَة التوت الْفَج إِذا جففت تحبس حبسا شَدِيدا الراوند جيد للاستطلاق وجربته فَوَجَدته بِخِلَاف ذَلِك الطين اللاني الَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة يعقل الْبَطن. أطهورسفس: غراء الْجُلُود إِذا ديف بِمَاء ويسقي قطع الإسهال وَكَذَلِكَ غراء السّمك. قشر الصنوبر إِذا شرب أمسك الْبَطن القفر يُعْطي لمن بِهِ إسهال مزمن اللاذن إِذا شرب بشراب عَتيق عقل الحضض يقطع الإسهال المزمن القاقيا يعقل إِذا شرب أَو احتقن بِهِ لِسَان الْحمل إِذا أكل أمسك الْبدن الهندباء مَتى أكل بخل عقل الْبَطن الحلتين ينفع من الإسهال المزمن. بولس: الطراثيث يمسك جدا وقوته كالجلنار. ماسرجويه: 3 - (الْمقل الْمَكِّيّ) يحبس جدا. بولس: إِذا حدث مَعَ الْحمى اخْتِلَاف فَانْظُر هَل تسْقط بِهِ الْقُوَّة أَو تفوت عَلَيْهِ وَهل هُوَ الْخَلْط الَّذِي آثَار الْحمى أَولا وَهل كَانَ بالعليل امتلاء فاستفرغه وَانْظُر أخلط ني هُوَ فَإِن كَانَ كَذَلِك فألزمه أغذية ملطفة وَالْحمام فَإِن كَانَت الْقُوَّة قد ضعفت فَاسْتعْمل المقوية من الأغذية والأشربة القابضة ألف ألف وَإِن كَانَ الِاخْتِلَاف مرَارًا فَانْظُر من أَيْن يَجِيء وضمد الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج إِلَيْهَا وَاجعَل الأغذية المبردة تفهة وخاصة قابضة واحقن بحقن لين ليسكن لذع المرار وَإِن كَانَ الْقيام متواتراً فضمد الْمعدة بأَشْيَاء عفصة حلوة. قرص يقطع الإسهال من يَوْمهَا: فِي الميامر: رماد الصدف عشرَة قرن محرق من إبل وعفص مقلو وطراثيث وأقافيا مقلو وأفيون وبزر بنج خَمْسَة من كل وَاحِد حب الآس وسماق عشرُون أصل البيروج إثنا عشر قشرة رمان المقلو ولبان من كل وَاحِد تِسْعَة يطْبخ السماق بشراب أسود قَابض ويعجن بِهِ ويقرص من مِثْقَال ويسقي المحموم وَاحِد بِمَاء وَإِلَّا فبالشراب فَإِنَّهَا تبرئه من شدته أَو اثْنَتَيْنِ وَاسْتَعْملهُ حَيْثُ لَا تحبك فِيهِ الْأَدْوِيَة. الثَّانِيَة من القوى الطبيعية: لَا يزَال الإسهال بَاقِيا فِي الهيضة والإسهال مَا دَامَ الشَّيْء اللذاع الَّذِي أَخَذته الدَّوَاء لابثاً فِي فَم الْعُرُوق. لي وَمن هَاهُنَا يعلم لَا شَيْء اقْطَعْ لذَلِك من تحمى المَاء الْحَار مَرَّات ليغسل ذَلِك اللذع فَإِن بَقِي مِنْهُ شَيْء شرب لَبَنًا ودهنا ثمَّ يغذي بأغذية مُوَافقَة) وَالْحمام جيد لِأَنَّهُ يجذب إِلَى خَارج وَإِذا رَأَيْت الإسهال كيلوسا

وَالْبدن يبتديء بترهل وَقد أَخذ فِي الذبول فادلك العليل من قرنه إِلَى قدمه وخاصة ظَهره وبطنه حَتَّى يحمر مَرَّات وَأدْخلهُ الْحمام ورضه واعطه من الفلافلى والفوذنج وترياق الأفاعي وغذه كعكاً وَشَرَابًا قَوِيا فَإِن ذَلِك بُرْؤُهُ وَقد يطلى بزفت والمحمرة واغذه قَلِيلا قَلِيلا فِي مَرَّات واقصد إِلَى مَا ينفذ من الْغذَاء وَلَا يثقل فيحنط وَليكن إقدامك على إِعْطَاء الأفيون وَنَحْوه لمن برد بدنه ونبضه قد ضعف أقل وَلَا تعط مخدرا لَا سِيمَا مَعَ الإسخان الْقَلِيل فَإِنَّهُ يبطل مَا بَقِي من حرارة وَإِن احتملوه شياقة كَانَ سَببا للْمَوْت. وينفع من الإسهال المزمن: الفلونيا الفارسية إِذا لم تكن حمى وَهَذَا عفص فج وكرماوخ وجلنار دِرْهَم كندر نانخة ودوقو وأنيسون وَسعد وسنبل دِرْهَم من كل وَاحِد حلتيت فلفل نصف دِرْهَم من كل وَاحِد أفيون دانقان يعجن بِمثلِهِ من عسل منزوع الرغوة. أبيذيميا الْخَامِسَة من السَّادِسَة أبقراط: الْبرد يشد. ج: إِذا كَانَ الْهَوَاء بَارِدًا شماليا يبس الْبَطن لِأَن الْحَرَارَة تكْثر فِي الْبَطن فيجود الهضم وَينفذ الْغذَاء وَلِأَن عضل المقعدة يصلب فَلَا تواتى للانفتاح سَرِيعا وبالضد مِمَّا يكون حَتَّى يكمد بِالْمَاءِ الْحَار فَإِن فِي تِلْكَ الْحَال يسترخى حَتَّى يسهل نزُول مَا فِي المقعدة. قَالَ وَبرد مزاج الكبد والمعدة يلينان الطَّبْع جدا يَنْبَغِي أَن ينظر أَي حَالَة يقطعهَا الْحمام. لي فتش أَولا عَن السَّبَب هَل هُوَ عَن الْمعدة أَو الكبد أَو بهما أَو لشَيْء يجْرِي فِي جملَة الْبدن أَو من الرَّأْس أَو عضوما يدْفع فَضله كالطحال فَإِذا عملت ألف ألف ب ذَلِك نظرت إِن كَانَ من الْمعدة لسوء مزاج وَلَا يكون إِلَّا رطبا أَو مَعًا أَو لورم وبثور أَو قُرُوح تدعوها أَلا تحتوي عَلَيْهَا أَو يخطيء من خَارج فِي الشّرْب أَو النّوم أَو فرط الْأكل أَو الْحَرَكَة وَكَذَا فقس فِي الكبد والماسايقا ثمَّ اقصد العلاج. تياذوقك أَكثر حُدُوث الخلفة عَن تخمة وعلاجه تقليل الْغذَاء وجوارش السفرجل: يطْبخ السفرجل بعصير السفرجل حَتَّى يتهرأ بِشَيْء من الْخلّ ثمَّ يصفى ويدق الثفل ويلقى على المَاء عسل ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيُؤْخَذ فلفل أسود وأبيض وزنجبيل ونانخة وقرفة وقاقلة وقرنفل ومصطكى بِالسَّوِيَّةِ كندر نصف يعجن بِمَاء اللَّحْم وَيسْتَعْمل أَيْضا فِي هَذَا سفرجل مقشر سِتَّة أَرْطَال رمان حامض عشرُون رطلا حب الآس ثَلَاثَة اقفزة سماق قفيز كمون نبطى قفيزان ثَمَرَة الينبوت قفيز قاقيا أُوقِيَّة سك مثله زبيب قَابض أَرْبَعَة دورقا يطْبخ حَتَّى يغلظ ويصفى ويطبخ) ثَانِيَة ثمَّ يشرب. لي ملاك الْأَمر فِي هَذَا الإسهال الشَّرَاب الْقوي المر الصّرْف. لي قشور الباقلى تعقل الْبَطن. الثَّانِيَة من الميامر فِي خلال الْكَلَام: التضميد بالمخدرة يقطع الإسهال مَكَانَهُ وأجوده مَا ألف من المقوية والمخدرة. لي ضماد: جلنار وجفت البلوط وقاقيا وكندر وَمر وأفيون وبنج بِالسَّوِيَّةِ يجمع بِمَاء طبيخ

لي الإسهال إِمَّا من أجل مَا يدْخل الْجوف لَا ينفذ أَو لسيلان بِالْعَكْسِ إِلَى الْمعدة والأمعاء والغذاء لَا ينفذ إِمَّا من عسر هضمه لضعف الكبد أَو لسده فِي الجداول والسيلان يكون لأخلاط لذاعة كالمسهلة وَنَحْوهَا فَإِن الإسهال إِذا ثَبت بِلَا أكل شَيْء وَكَانَ مرياً رَقِيقا فَهُوَ سيلان وصلاحه بتعديل الأخلاط وَأما الآخر فِيمَا ينفذ يستقصى ذَلِك إِن شَاءَ الله كَانَ بِرَجُل اخْتِلَاف صفراء فعولج طَويلا فَلم يَنْفَعهُ إِلَّا رائب الْبَقر حامضاً وَآخر عالجته بخبث الْحَدِيد مَعَ راتب وَجعلت أخلاطه وردا طباشير حماضا جلنار سماقا خبثا مثلهَا كزبرة مثل نصفهَا. لي قرصة عجينة: مراداسنج أَرْبَعَة دَرَاهِم إنفخة عِظَام محرقة دِرْهَم أفيون دانق وغذاء المبطون يجب أَن يكون مَا يسْرع نُفُوذه أَو ينفذ بعضه فَإِن لم تَجدهُ قد زَاد فَلَا تعالجه فَإِنَّهُ قد صَار فِي حد لَا ينفذ غذاءه. رَأَيْت مبطوناً عَاشَ بعد أَن صَار نبضه تملئا يَوْمَيْنِ وَفِي الثَّالِث جسته فَلم أحس بنبض ثمَّ ذهب بعد ساعتين وَمَات. مَا يضمد وَيدخل فِيهِ: آس أقاقيا كندر جلنار ورد صندل سماق فستق ميسوسن تفاح سفرجل حضض لاذن سك رامك سنبل طراثيث مربنج أفيون شب. مَا يشرب: ورد زرشك سماق طباشير كندر أفيون خشخاش قشوره كافور بزر حماض جلنار قشور جلنار قشور رمان عجم الزَّبِيب عفص كزبرة كرويا كمون عِظَام محرقة مقل قرظ طراثيث خرنوب الشوك ألف ألف ب بزر كرفس نانخة إنفخة أنيسون حلتيت عدس مقشر بخل باقلى بخل أرز بسباسة جاورش طاليشفر بيض مسلوق بخل قاقيا بقلة حمقاء حماض ورد خبز عَتيق صمغ سويق حب الرُّمَّان مخيض الْبَقر كعك بلوط حب الآس كهربا سويق الكمثرى مَاء الْفَوَاكِه القابضة الحامضة حماض الأترج بزر الرجلة بزر قطونا ريحَان بزر كتَّان المقلو.) لي الشَّرَاب الصّرْف الْقوي يعْمل فِي الْإِمْسَاك مثل مَا يفعل مَعَ أَنه لَا يعقب مضرتها فاعتمد عَلَيْهِ حَيْثُ لَا حرارة يكون العليل سَكرَان فَإِنَّهُ نَافِع لَهُ أَيْضا وَيُقَوِّي. مسيح: المخدرة كلهَا تعقب زِيَادَة إسهال وَلَا بُد مِنْهَا عِنْد غلظ الْأَمر. لي يصلح عِنْد الْأَدْوِيَة مَا تكون الْقُوَّة خَاصَّة فِي هيضة وَنَحْوه. دَوَاء جيد: اطبخ خَمْسَة دَرَاهِم من الْخبز الْعَتِيق بسكر يَعْنِي النَّبِيذ الَّذِي يُسمى سكرا ويسقى العليل ذَلِك وَيكسر مَا كَانَ من عيدَان أصل السوس الرطب وَيُؤْخَذ مَا يسيل مِنْهَا بعد يَوْم وَلَيْلَة فيسقى مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم أَو يعْطى مرا جيدا قدر إِحْدَى عشرَة بشراب بعد أَن ينعم سحقه فَإِنَّهُ بليغ جدا قَالَ: وينفع من الإسهال الذريع قانضة نعَامَة تجفف فِي الظل ثمَّ تبرد بمبرد ويسقى مِنْهَا أَرْبَعَة دَرَاهِم بِرَبّ الآس والسفرجل يعقل بخاصته. قَالَ: وَإِذا لم يكن مَعَ الإسهال مغص وَلَا حرقة وَلَا دم وَلَا كَانَ عَن الْمعدة لَكِن علمت أَن سَببه

ملاسة الأمعاء فاحقن بِمَاء البلح أَو بِمَاء يمصل من الزَّيْتُون واحقن قبلا بِمَاء الزَّيْتُون. لي ثمَّ احقن بالقوابض. قَالَ: وَإِذا اشْتَدَّ ضعف الْمُخْتَلف فَاجْعَلْ أَكثر مَا فِي أضمدته الكعك مَعَ طيوب. قَالَ: وَاسْتعْمل فِي الإسهال بدل دهن الْورْد دهن البندق. من كتاب السمُوم: الجبسين إِن شرب قتل بعد أَن يُورث يبساً شَدِيدا. الطِّبّ الْقَدِيم دَوَاء بليغ يعقل: زنجبيل زاج الأساكفة سماق بِالسَّوِيَّةِ يستف مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم. د: ورق الآس إِذا طبخ وضمد بِهِ الْبَطن قطع الإسهال المزمن والقاقيا يعقل الْبَطن احتقن بِهِ أَو شرب. ابْن ماسوية: حماض الأترج يعقل وَإنَّهُ يقطع الإسهال الصفراوي. بديغورس: إِنَّه ينفع من الاستطلاق بِخَاصَّة فِيهِ. د: ورق الأعرايتا أوريباسوس: ثَمَرَة الأميرباريس مَانِعَة من الإسهال مَتى يَبِسَتْ عقلت الْبَطن: قرن الأيل المحرق مَتى شرب مِنْهُ فلنجار نفع من الإسهال المزمن فِيمَا قَالَ ديسقوريدوس. قَالَ ج: قرن الأيل المحرق إِذا غسل بعد الحرق نفع من الإسهال المزمن إِذا شرب مِنْهُ ملعقتان) وَهُوَ أَحْمد من جَمِيع الْقُرُون على مَا زعم قوم. د: الأنافخ مَتى شرب مِنْهَا ثَلَاثَة أبولسات وَافَقت الإسهال المزمن وإنفخة الْفرس تَنْفَع من الانطلاق المزمن. ابْن ماسوية: ألف ألف ب طبيخ الْأرز يعقل قَالَ جالينوس: الْأرز يحبس حبسا شَدِيدا بل معتدلاً. د: الأنيسون يعقل والحلتيت إِذا أَخذ مِنْهُ فِي حَبَّة عِنَب نفع من الإسهال المزمن جرم البلوط وطبيخه وجفنه كل ذَلِك يقطع الإسهال الباقلى مَتى طبخ بخل وَمَاء وَأكل بقشرة قطع الإسهال المزمن. بادورد قَالَ ج: إِنَّه نَافِع من الْإِطْلَاق وَضعف الْمعدة البسباسة تَنْفَع من الإسهال لِأَنَّهَا ج: الْبيض المسلوق بخل يعْقد الْموَاد السائلة إِلَى الْمعدة والأمعاء وَيعْقل وخاصة مَتى جعل فِي الْبيض سماق وشوى وَأكل وَإِن شِئْت فاخلط مَعَه حصرماً أَو عفصا أَو قشور رمان وعجم الزَّبِيب وَحب الآس وَأقوى من هَذِه الطراثيث والجلنار والرجلة.

ابْن ماسوية: ينفع من الإسهال الصفراوي النبق إِذا طبخ مَعَ رمان حُلْو وَطيب بكزبرة رطبَة ودقيق الباقلى قوى الْقَبْض جيد للإسهال المزمن وخاصة سويقه إِذا قل ثمَّ عمل مِنْهُ حساء أَو طَعَام وقشرة أقوى فعلا. د: أصل البوص الْأسود الْوَرق والأبيض الْوَرق قَابض مَتى سقى مِنْهُ قدر كف بشراب نفع من الإسهال المزمن. جالينوس: الكزبرة السَّوْدَاء تعقل. لي يَعْنِي البرشياوشان. ج: الجاورس إِذا صنع مِنْهُ خبز وَأكل عقل. د: الْجُبْن الْعَتِيق عَاقل.) الجاورس مَتى صنع مِنْهُ ضماد على الْبَطن عقل طبيخ الدارشيشعان يعقل دردى الْخلّ والآس يضمد بهما لقلع الإسهال الهندباء إِذا طبخ وَأكل بخل عقل وخاصة البرى. د: قراطمان يعقل وخاصة حشيشه. د وَج: أقماع الْورْد إِذا شربت قطعت الإسهال المزمن. د: ورق الزَّيْتُون الْأَحْمَر الْفَج يعقل الجاورس مَتى عمل مِنْهُ حسو عقل وَكَذَلِكَ الذّرة. د وَج أرَاهُ حسوا قَوِيا زبل الْكلاب إِن شرب أَو احتقن بِهِ نفع من الإسهال المزمن. د الْحَرْف مَتى شرب مقوا عقل. ابْن ماسويه: المَاء الَّذِي يطفأ فِيهِ الْحَدِيد مَرَّات نَافِع من الاستطلاق المزمن. الشَّرَاب أَو اللَّبن الْجُبْن المعيق الْيَابِس مَتى أكل وَحده عقل أَو مَعَ غَيره مِمَّا يعقل. د: الْخبز الْقَلِيل النخالة والفطير يعقلان. د: عصارة حَيّ الْعَالم نافعة من الإسهال. د: بزر الحماض فِيهِ قبض بَين حَتَّى أَنه ينفع الإسهال المزمن وَلَا سِيمَا الْكِبَار ثَمَر الطرفاء نَافِع من الإسهال المزمن إِذا شرب. د: الطراثيث بديغورس قَالَ بولس: الطراثيث قوي جدا للإسهال الطين الأرميني نَافِع من الاستطلاق. د: الطين الأرميني وَالَّذِي قريب مِنْهُ نَافِع من الاستطلاق. بولس: الطاليشفر قوي الْقَبْض جدا نَافِع من الاستطلاق. ج ثَمَرَة الْكَرم الْبري إِذا شربت أَمْسَكت.

د وَج: قشور الكندر يكثر الْأَطِبَّاء اسْتِعْمَاله فِي الذرب والإسهال المزمن طبيخ الكمثرى والكمثرى الْمُفْرد يعقل. د: الكزبرة الْيَابِسَة) إِذا قليت عقلت. ابْن ماسويه: الكمون مَتى قلى وأنقع فِي خل نفع فِي الانطلاق طبيخ الكرفس بأصوله عَاقل. د: بزر الكرفس ألف ب عَاقل. د: اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحديد عَاقل. د وَج: اللَّبن إِذا ذهبت مائيته بالطبخ نفع من جَمِيع الْموَاد السائلة إِلَى الْبَطن والأمعاء وَإِذا فنيت هَذِه المائية بِقطع حَدِيد تحميها وتغمسها فِيهِ لِأَن فِي الْحَدِيد قُوَّة قابضة لِسَان الْحمل إِذا أكل بخل وملح أَبْرَأ من الإسهال المزمن. د: لحية التيس وزهر يحبسان. ج: أَصله قوي الْقَبْض ينفع من الاستطلاق لحم الأرنب يحبس. ج: حماض أَصله قوي الْقَبْض ينفع من الانطلاق. روفس: لحم الفواخت وَلحم الحجل والدراج ومرق الْبَقر بخل يقطع الإسهال المزمن. ابْن ماسويه: دهن المصطكى يدْخل فِي الأضمدة الحابسة للبطن والإسهال المزمن. د: طبيخ أصل شَجَرَة المصطكى وقشره على مَا فِي بَاب نفث الدَّم جيد للإسهال المزمن جدا يقوم مقَام لحية التيس. د: وَشهد بذلك جالينوس المر يشرب مِنْهُ قدر باقلاه للإسهال المزمن الْمغرَة إِن تحسى مَعَ د: مزمار الرَّاعِي يعقل. ج: وَابْن ماسوية: أصل النيلوفر إِن شرب نفع من الإسهال المزمن. د: والمشوى أقل فِي ذَلِك زهرَة السفرجل إِذا شرب بشراب يعقل شراب السفرجل الَّذِي لَا عسل مَعَه نَافِع من الِاخْتِلَاف الصفراوي. ابْن ماسوية: جوز السرو إِذا دق وَهُوَ رطب وَشرب نفع من إسهال الفضول من الْبَطن دَائِما سماق الدّباغ مَتى جعل فِي الطَّعَام قطع الإسهال المزمن وَإِذا شرب السماق الْمَأْكُول بشراب قَابض قطع الإسهال السماق يقطع الإسهال الصفراوي إِذا شرب واصطبغ بِهِ وَقَالَ: إِن طبخ دراج وَأكل عقل وَكَذَلِكَ إِن ضمد بِهِ الْبَطن منع من تجلب الصَّفْرَاء من الكبد إِلَى الْمعدة) والأمعاء وَإِن قلى كَانَ عقله أَكثر وَسَوِيق السماق يعقل وينفع من إسهال الصَّفْرَاء أشق يعقل السذاب كَذَلِك.

ابْن ماسوية: العفص إِذا سحق وذر على مَاء وَشرب نفع من الإسهال المزمن وَكَذَلِكَ إِن خلط بِالطَّعَامِ أَو سلق فِي المَاء الَّذِي يطْبخ بِهِ طبيخهم حب الزَّبِيب إِذا قلى جدا نفع من الإسهال المزمن. د قَالَ ج: الزَّبِيب فِي غَايَة النَّفْع للاستطلاق رب الحصرم قَاطع للإسهال الصفراوي. ابْن ماسوية: العدس إِذا طبخ بقشوره مرَّتَيْنِ أَو ثلاثاُ ثمَّ أنعم سحقه بسماق أَو سفرجل أَو نَقِيع العفص أَو جعل مَعَ لِسَان الْحمل أَو زعرور أَو مَا أشبه ذَلِك بعد أَن قد هرى بالطبخ بالخل عقل جدا العدس المقشر عَاقل للبطن وبقشره يُطلق وَإِذا قلى كَانَ أقوى فِي الْقَبْض وَيجب أَن يُؤْكَل مَعَ السماق وَمَاء الحصرم والخل. ابْن ماسوية: العليق مَتى شرب عقل: وزهرة يعقل. د وَج: أصل الفاوانيا إِن شرب طبيخة بشراب عفص عقل وزهرة يعقل. د وَج: الفوذنج عَاقل لخلفه الصّبيان. روفس: قشر شَجَرَة الصنوبر يعقل إِذا شرب الصمغ الْعَرَبِيّ يعقل إِذا شرب على مَا قَالَ د. بديغورس: الْفقر ألف ب يجب وَيُعْطى من بِهِ إسهال مزمن. ج: شراب الرُّمَّان يمسك. د: الجلنار: قَالَ ج: جَمِيع الْأَطِبَّاء يستعملونه فِي هَذِه الْعلَّة مَاء الرُّمَّان الحامض يعقل وَمَاء الرُّمَّان المز أَيْضا غير أَن الحامض أقوى. ابْن ماسوية: أقماع الرُّمَّان الحامض يشد الطبيعة. ابْن ماسوية: الراونذ ينفع من الإسهال المزمن. ج: الرازيانج الْعَظِيم الَّذِي يُسمى رازيانج الْجَبَل يعقل. د وَج: طبيخ جمة الشبث وبزره إِذا شربا أمسكا الْبَطن الشبث يعقل وَلَا سِيمَا إِن جعل فِيهِ قَابض مَا سويق الشّعير يغلى ثمَّ يطْبخ مَعَ جاورش مقلو ويسقى أَو يتَّخذ مِنْهُ طَعَام يعقل. ابْن ماسوية: قشور الينبوت إِذا أكل عقل سويق التفاح الحامض وَرب التفاح الساذج يعقل. ابْن ماسوية التوت الْفَج إِذا جفف قَامَ مقَام السماق فِي أَنه يعقل وينفع من الإسهال المزمن.)

ج التوت الْفَج: إِذا جفف جدا يعقل إِذا وضع فِي الطَّعَام وَالشرَاب وَمَاء رماد خشب التِّين أَو البلوط الملون يسقى مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف فَهُوَ يعقل وينفع الإسهال المزمن. د وَج: ذَنْب الْخَيل وخاصة الْأَحْمَر مِنْهُ ينفع من الاستطلاق الْبَطن إِذا شرب بِمَاء أَو بشراب وعصارته تعقل الغبيراء دقيقة وطبيخه يعقلان. ج: هُوَ أقل حبسا من الزعرور روفس إِنَّه يعقل وَلَا يقل الْبَوْل. ابْن ماسوية: إِنَّه يعقل وَكَذَا سويقه. خصى الْكَلْب الْكَبِير إِن شرب بشراب عقل. د: بزر الخطمى يعقل وطبيخه يعقل. ج: لِأَن فِيهِ قبضا. د: لعوق الخشخاش على مَا فِي بَاب السعال نَافِع من الإسهال المزمن وَإِن خلطت فِيهِ عصارة طراثيث وأقاقيا كَانَ أقوى جدا وَمَتى دق الخشخاش على مَا فِي بَاب السعال نفع من الإسهال د: الأفيون مَتى أَخذ مِنْهُ مثل الكرسنة نفع من الإسهال المزمن الْخلّ يعقل. روفس وَابْن ماسة قَالَا مَعًا: يقوى الْبَطن المنطلق وَالرِّيح الغليظة دَار شيشعان مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بعد نخله بِمَاء حَار عقل سنبل الطّيب والسعد والإذخر خَاصَّة أَصله أَن يعقل والأشنة وقصب الذريرة واللاذن إِذا شرب بشراب وجوزبوا مَتى أَخذ. وَمِمَّا يعقل: القابضات مَتى أخذت قبل الطَّعَام وإنفحة الأرنب والسذاب وقشور الكندر والعدس إِذا سلق ونزعت عَنهُ قشوره وماؤه والكرنب والسليق وَلحم الأرنب إِذا شوى وَالشرَاب العفص. إِسْحَاق: العدس يحبس إِذا سلق مَرَّات وطبخ بعد بالخل والسماق وعجم الزَّبِيب مَتى شرب بِمَاء الباقلى إِذا طبخ بقشرة بالخل وَالْمَاء وَأكل من العفص والسماق على الطَّعَام الإنفحة تعقل الْبَطن جدا حَتَّى أَنَّهَا تورث قولنجا. اسْتِخْرَاج: اسْقِ مِنْهَا الإسهال المفرط ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء بَارِد مخيض الْبَقر يقطع ألف ب الإسهال الصفراوي بِقُوَّة. سفوف: حب الرُّمَّان يشد الْبَطن وَيقطع إسهال الصَّفْرَاء منقعاً فِي مَاء حصرم وخل خمر يَوْمًا ثمَّ يقلي وكمون كرماني منقع فِي مَاء حصرم وخل ثمَّ يقلي وطراثيث وقرض من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ مقل مكي أَرْبَعَة سماق منقى من حبه نصف رَطْل بلوط مقلو قَلِيلا مثله طباشير جللنر أميرباريس وعصارته من كل وَاحِد عشرَة حب الزَّبِيب حب الحصرم مقلو أَربع أَوَاقٍ من كل) وَاحِد حب الآس أَرْبَعَة خرنوب نبطى نصف رَطْل سويق التفاح وَسَوِيق الغبيراء نصف رَطْل من كل وَاحِد سويق حب الرُّمَّان المقلو وَحب الحماض عشرَة وَإِذا كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة فزد فِي الطباشير والأميرباريس وخاصة إِن كَانَ مَعَه كرب وَإِلَّا فعلى قدر ذَلِك. قرص يشد الْبَطن وينفع من الْقَيْء والإسهال: أميرباريس وَرب السماق الْمُنْقَطع

الْمَطْبُوخ بزر حامض طباشير ورد عود سك قاقيا أفيون عصارة حصرم قشور توت عض تجْعَل أَقْرَاص بِمَاء حماض الأترج وَمَاء زمَان حُلْو مدقوق الْحبّ ويسقي وَاحِد فِيهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم وَيجْعَل الطَّعَام عَلَيْهِ نصف النَّهَار قظاء مصوصاً بكسبرة كَثِيرَة وَفِي خرفة يابسة وسماق منقى وَحب رمان أَو مزورة زمَان أَو بَارِدَة حضرمية وَنَحْوه. لي وجدت أَنه إِذا قلى الطباشير يكون أَجود لعقل الْبَطن وَإِن كَانَ حر شَدِيد فَاجْعَلْ فِي كل يَوْم طسوج كافور فَإِنَّهُ قَاطع للإسهال الصفراوي. أركاغانيس قَالَ فِي كتاب الأدواء المزمنة: اللَّحْم رَدِيء للمبطون لِأَنَّهُ بطيء النضج وَإِن اشتهاه فلحم الدراج والطيور الْبَريَّة المهزولة. قَالَ: والحضض يعقل والبنطافلن والسنبل الْهِنْدِيّ هَذِه مَا ذكرهَا فِي الغرائب والباقية كنت أعرفهَا. لي قَالَ: المخدرة تعقد فِي أول الْأَمر ثمَّ تنْدَفع الطبيعة بأشد بِمَا كَانَ لِأَنَّهَا تضعف الْحَرَارَة الغريزية فلتطرح الْبَتَّةَ وتستعمل المجففة فَإِنَّهَا محمودة مَأْمُونَة ثمَّ ذكر بأدوية كلهَا فِيهَا أفيون وأجودها هَذِه: قافيا أَحْمَر دِرْهَمَانِ أفيون مثله طراثيث أَرْبَعَة رمان مصر حضض هندي دِرْهَم من كل وَاحِد كندر نشا وطين أرميني وعفص من كل وَاحِد ثَلَاثَة إنفحة أرنب دِرْهَمَانِ القرص: مِثْقَال: والشربة قرصة وَاحِدَة بِمَاء بَارِد وينفع من قُرُوح المعي أَيْضا. قرص اسْتِخْرَاج لي على هَذَا وَغَيره يسقى لعقل الْبَطن ولقروح الأمعاء: طباشير مقلو سماق منقى عفص فج قشور كندر طين أرميني فاقيا أفيون بِالسَّوِيَّةِ وَزنه القرص يكون مِثْقَالا ويعجن بِمَاء الصمغ الْعَرَبِيّ ويسقى وَاحِدًا بِبَعْض الْأَشْيَاء القابضة. قَالَ: وَمن بِهِ خَلفه مزمنة فعوده الْقَيْء وقيئة مَرَّات كَثِيرَة وَبعد ذَلِك يَأْكُل العفصة الطّيبَة الرَّائِحَة لخلفه الصّبيان من تخمة يتَّخذ طلاء من كمون وأنيسون وبزر كرفس وبزر الْورْد ويطلى بِهِ ألف ب بَطْنه وَإِن جف بَطْنه طيب معدته بنعنع معجون معجون بِعَسَل.) مَجْهُول قَالَ: مادام المبطون والمختلف يحم فَلَا تخف مَوته فَإِن لم يحم فَإِنَّهُ يهْلك. قرص يشد الْبَطن: سماق دِرْهَمَانِ عفص دِرْهَم شَحم رمان نصف دِرْهَم بمطبوخ عفص ويسقى مِنْهُ دِرْهَم وَنصف ويتحسى بعده صفرَة بَيْضَة. الْكَمَال والتمام سفوف نَافِع من الإسهال: مقل مكى مقلو قَلِيلا جلنارعفص فج أقماع الرُّمَّان الحامض عجم الزَّبِيب المقلو قَلِيلا طباشير ورد بز حماض جَفتْ البلوط شاهبلوط كهربا مقلو قَلِيلا من كل وَاحِد عشرَة حب رمان حامض المقلو بزر كزبرة يابسة مقلوة خرنوب نبطي منقع بخل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة مقلو قَلِيلا سويق نبق بنواه سويق غبيراء مَعَ نَوَاه من كل وَاحِد عشرُون درهما رامك أفاقيا طراثيث من كل وَاحِد عشرَة يدق وينخل نخلا

جريثا الشربة: ثَلَاثَة دَرَاهِم بِالْغَدَاةِ والعشي حَيْثُ لَا يكون فِي الْمعدة طَعَام بِمَاء الْحبّ الآس الْمَطْبُوخ أَو بِمَاء الينبوت والعوسج العض. من الْكَمَال والتمام جوارش يحبس الإسهال الْحَادِث مَعَ برد: حب زبيب المقلو عشرُون درهما سماق عشرَة زنجبيل نانخة مصطكى من كل وَاحِد خَمْسَة الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء قشور الكندر. مطبوخ أَيْضا: دَقِيق حِنْطَة مخلوطا مَعَه نانخة وحرف وثمر الطرفا يلت بِزَيْت فج ويعجن ويخبز ثمَّ يجفف فِي التَّنور ويدق وَيشْرب من هَذَا الفتيت عشرَة دَرَاهِم بِمَاء بَارِد وبنبيذ اسْتِخْرَاج شراب يَسْتَعْمِلهُ المبطون: سماق عصارة الحصرم حماض الأترج مَاء الرُّمَّان الحامض مَاء الريباس معصوراً وكمثرى يَابِس وَبسر مطبوخ وخرنوب تطبخ وَيُؤْخَذ مَاؤُهَا ويمزج فِيهِ عسل قدر مَا يستلذ ويطبخ وَتُؤْخَذ رغوته وَيرْفَع ويغير المابه وَيُزَاد فِيهِ سفرجل وتفاح عفص وَإِن أردته مُخْتَصرا حَاضرا فِي كل وَقت فَخذ نَقِيع السماق ونقيع الْبُسْر واطبخه بسك وعود وَإِن كَانَ الإسهال قَوِيا فَاجْعَلْ مَكَان الْبُسْر مطبوخ خرنوب شَامي ويغذى بدراج وطيهوج مصوصاً قد حشيت أنبرباريس وَحب رمان وسماقا وكزبرة يابسة وطيبه بالخل وَمَاء حصرم وَقَلِيل زعفران. حِيلَة الْبُرْء نَافِع من الذرب وقروح الأمعاء: خبز يعجن بخل ويخبز. فيلغريورس: زلق الأمعاء هُوَ أَن يخرج الطَّعَام نياً وَكَثِيرًا مَا يعرض لَهُ بعد الذوشنطاريا فاغذه واحقنه بأغذية حارة حريفة كالفجل والبصل والثوم والمالح وَمَا يهيأ بخردل ومره بالضمور) وادلك بَطْنه واغمره وَاجعَل عَلَيْهِ قيروطا بدهن سذاب وسوسن ألف ب وكمون أَبُو بدهن الناردين وألزمه الْمِيَاه الشيهية وَإِذا عرض بعده ذوشنطاريا صَعب علاجه. الْعِلَل والأعراض: إبطاء خُرُوج البرَاز يكون لضعف الدافعة ولضعف العضل الَّذِي على الْبَطن أَو لقلَّة حس الأمعاء أَو لكيفية تفهة فِي الْأَطْعِمَة وَقلة البرَاز يكون من كَثْرَة مَا ينفذ من الْغذَاء إِلَى الكبد وَقلة عدد المرار الَّتِي يخرج فِيهَا الثفل وَطول أَوْقَات مَا بَينهَا يكون من أَسبَاب هِيَ أضداد مَا ذكرنَا فِي المسهل. ابْن ماسويه من الحميات إِذا حدث بِصَاحِب الدق والسل إسهال فاسقه هَذِه القرصة بِمَاء السفرجل: طين أمريني شاهبلوط طباشير بزر حماض مقشر ورد أمبرباريس صمغ مقلو تَسْقِي بعض الْمِيَاه النافعة القابضة واسقه بزر قطونا مقلوا بسرطانات محرقة صمغ مقلو بالْعَشي نتومه عَلَيْهِ بِمَاء الرُّمَّان وَاجعَل طَعَامه حماضا مسلوقاً مطجنا مَعَ لوز مقشر قد سلق مرَّتَيْنِ ثمَّ طبخ بالخل والسماق والسفرجل وَإِن لم يكن

سعال فَاسق القبضة وَإِن كَانَ سعال فَاسق القبضة واترط العفصة ثمَّ طينا أرمينيا وكهربا وصمغا عَرَبيا مقلو وَاجعَل طَعَامه لباب الْخبز المقلو وَإِن عمل لَهُ حسو فَلْيَكُن من خبز مقلوا وَرب الآس الساذج جيد لِأَنَّهُ يعقل وَيقطع السعال. الْيَهُودِيّ: إِذا كَانَ بالمبطون فوَاق فردئ. وَإِن كَانَ بِصَاحِب الزحير فقاتل. لي الاستطلاق يكون من الْمعدة والأمعاء والكبد الْكَائِن من الأمعاء إِمَّا مرض أَو من أَسْفَل بِجنب المعقدة الْمعدة والأمعاء يسْرع خُرُوج البزور إِمَّا لقروح فِيهَا أَو لحدة الْأَطْعِمَة أَو لزلقها أَو لخلط زلق فِيهَا أَو لخلط حاد ينصب إِلَيْهَا أَو من فَسَاد مزاج يكون من ضعف الماسكة أَو من قُوَّة الدافعة وَالَّذِي من الكبد يكون لضعف الْمعدة الْمُغيرَة فِيهَا والجاذبة للغذاء من الْمعدة لِأَن من هذَيْن يبقي الكيلوس فِي الْمعدة وَهَذَا الإسهال يعقبه نُقْصَان الْجِسْم وصفر اللَّوْن وَقلة الدَّم وإسهال كَمَاء اللَّحْم والكائن من ورم وقرحة يدل عَلَيْهِ إِمَّا اللَّمْس أَو الْحس والوجع فِي الكبد كَانَ أَو فِي الأمعاء ثمَّ تعلم من أَيْن هُوَ مَوضِع الوجع وَنَوع مَا يبرز مِنْهُ فَإِذا كَانَت مَعَه خراطة والوجع أَسْفَل السُّرَّة علم أَنه من المعي فَإِذا لم تكن خراطة: والوجع فَوق السُّرَّة علم أَنه من الْمعدة كَانَ لوجع فِي الْيَمين فِي مَوضِع الكبد الِاخْتِلَاف ابيض أَو كَمَاء اللَّحْم دلّ على أَن الْعلَّة فِي الكبد. الْيَهُودِيّ: الِاخْتِلَاف إِذا كَانَ من ضعف الماسكة فِي الكبد كَانَ كَمَاء اللَّحْم ثمَّ يخرج بالضد فِي الْمعدة لِأَن الكيلوس فِيهَا غزير كثير إِلَّا أَن تضعف الكبد ضعفا شَدِيدا فَعِنْدَ ذَلِك لَا تحبس) حَتَّى يجْتَمع ثمَّ يخرج وَلَكِن يخرج أَولا فأولا وَمن أَصَابَهُ استطلاق من ألف ب تَدْبِير لطيف فأطعمه سكباجا بيطون الْبَقر ولحمه وَغلظ تَدْبيره وَمن أَصَابَهُ اخْتِلَاف من أَطْعِمَة كَثِيرَة فامنعه. وَقَالَ إِذا كَانَ الِاخْتِلَاف مَعَ فَسَاد هضم فاخلط أدوية من قابضة مسخنة مثل هَذَا القرص: خُذ جَفتْ البلوط وَحب الآس وَالرُّمَّان والأقاقيا والأنيسون ونانخة وكمونا منقعاً بخل وأفيونا يتَّخذ قرصا ويسقى غدْوَة وَعَشِيَّة والقمحة السَّوْدَاء جَيِّدَة هَاهُنَا إِذا لم يكن مَعَه برد فَعَلَيْك بِهَذِهِ: تَأْخُذ عفصا وَثَمَرَة الطرفاء وسماقا وأفيونا يجمع بِرَبّ الحصرم فَإِنَّهُ يعْقد الْبَطن وَإِذا كَانَ لين الْبَطن مفرطا فاسقه قمحة حب الرُّمَّان بِالْغَدَاةِ وبيته على جوارش خوذى بِاللَّيْلِ. الْفُصُول: الْبَطن يمِيل إِلَى اللين إِذا قل مَا ينفذ إِلَى الكبد من الْغذَاء الَّذِي ينهضم فِي الْمعدة ويميل إِلَى اليبس إِذا نفذ جَمِيع مَا فِي ذَلِك الْغذَاء من الرُّطُوبَة إِلَى الكبد وَلَا ينفذ الكيلوس إِمَّا أَن يكون لِأَنَّهُ كثير أَو لِأَن الكبد ضَعِيفَة أَو لِأَن الْغذَاء ضَعِيف فعجزت الكبد عَن جذبه ويكتفى بِبَعْضِه وَذَلِكَ يكون إِذا تنَاول شَيْئا أَكثر مِمَّا تحْتَاج الكبد إِلَيْهِ وَقد يكون بِأَن الْغذَاء يسْرع الْخُرُوج فِي البرَاز وَقد يكون أَيْضا بِسُرْعَة خُرُوجه من الْبَطن لِكَثْرَة المرار المنصبة إِلَى الأمعاء أَو لضعف المسكة وَقُوَّة الدافعة فِي الأمعاء والمعدة. قَالَ: والكبد تجذب أقل لبردها والماسكة تضعف لغَلَبَة الْبرد والرطوبة من لَهُ زلق الأمعاء فِي الشتَاء فالقيء لَهُ رَدِيء وَإِذا خرج مَا يُؤْكَل وَيشْرب سَرِيعا أَو كحاله وهيئته فَهُوَ زلق الأمعاء قَالَ:

وَيكون من ضعف الماسكة لفساد مزاج رَدِيء يغلب على الْبَطن كُله الْمعدة والأمعاء وَقد يكون من تقرح كالقلاع وَرُبمَا كَانَ حَادِثا فِيهَا من بلغم مُجْتَمع فِيهَا كالبلغم الحامض والتقرح فِي سحج الأمعاء والمعدة فسببه كيموس بَارِد لطيف وَهَذَا الكيموس إِن كَانَ مُحْتَاجا إِلَى استفراغ من فَوق لِأَنَّهُ لطيف فَهُوَ لَا يحْتَاج أَن يستفرغ بالقيء فِي الشتَاء وَأما الكيلوس البلغمي فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج فِي وَقت من الْأَوْقَات إِلَى استفراغ بالقيء لِأَن الَّذِي يُمكن أَن يخرج بالقيء فَهُوَ مَا فِي الْمعدة لَا فِي الأمعاء. الْمَوْت السَّرِيع لج: من بِهِ زلق الأمعاء فَظهر بِهِ حذاء الْموضع أَو على الأضلاع بثر صلب أَبيض كالحمص وَكثر بَوْله وأفرط مَاتَ من سَاعَته من بِهِ الْمَشْي فَظهر على يَده الْيُمْنَى أثر كَأَنَّهُ باقلاه وَلم يتَغَيَّر لَونه مَاتَ فِي السَّابِع إِن سُئِلَ صَاحب هَذَا الوجع سَاعَة يَعْتَرِيه عَن شَهْوَته أخبر أَنه شبعان.) أبيذيميا: الذرب هُوَ أَن يخرج البرَاز دَائِما وَهُوَ لين وزلق الأمعاء أَن يخرج الطَّعَام كَمَا أكل فَلم يتَغَيَّر الأخلاط فالقيء علاج قوي ألف ب عِنْد الإسهال المزمن لِأَنَّهُ يمِيل الأخلاط إِلَى فَوق. تقدمه الْمعرفَة: لين الطبيعة إِمَّا لِأَن الْغذَاء لَا يصير إِلَى الكبد أَو لِأَنَّهُ ينصب إِلَى الأمعاء من الكبد فضول. بَينهمَا: أَن الَّذِي يكون من أجل أَن الْغذَاء لَا ينفذ إِلَى الكبد يخرج قَلِيلا قَلِيلا مَعَ تَوَاتر ورياح وَالْآخر بالضد. الْفُصُول: من كثر بَوْله قل برازه لِأَن الرُّطُوبَة إِن مَالَتْ إِلَى الْبَوْل قل قدر البرَاز وجف وَمَتى حدث جشاء حامض فِي زلق الأمعاء بعد تطاولها وَلم يكن قبل ذَلِك فعلامة محمودة هَذِه الْعلَّة لَا يحدث مَعهَا تغير الطَّعَام فِي الْمعدة فِي شَيْء من كيفياته وكما أَن تقصاير الْبَوْل إِنَّمَا يحدث إِذا ألمت المثانة بِمَا يرد عَلَيْهَا من الْبَوْل أَن يجْتَمع لَكِن تَدْفَعهُ إِمَّا لثقله عَلَيْهَا أَو لتذيعها وَقد يحدث بِسَبَب سلاق يَقع فِي الأمعاء والمعدة فَإِن الطَّعَام إِذا لامس تِلْكَ الْمَوَاضِع المنسلخة دَفعته عَنْهَا فِي أسْرع الْأَوْقَات فَإِذا كَانَ من هَذَا السَّبَب كَانَ مَعَه حس لذع وَأما الآخر فَلَا يكون مَعَه حس مؤذ الْبَتَّةَ والصنف الثَّانِي الَّذِي من التشنج يبرأ فِي أسْرع الْأَوْقَات بالأدوية القابضة وَإِن كَانَ مُرُور ذَلِك الْخَلْط قد انْقَضى وبرئت الْعلَّة فِي أسْرع الْأَوْقَات بالأغذية والأشربة القابضة وَإِن بَقِي مُرُور هَذَا الْخَلْط مُدَّة انْتقل صَاحبهَا إِلَى اخْتِلَاف الدَّم. وَأما الصِّنْف الآخر الَّذِي بِسَبَب ضعف الماسكة فَإِنَّهُ يكون من أجل مزاج رَدِيء إِلَّا أَن ذَلِك المزاج رُبمَا كَانَ من خلط تحويه الْمعدة والأمعاء وَأحد الأخلاط الَّتِي يُمكن أَن يكون مِنْهَا هُوَ البلغم يعرض بِسَبَبِهِ لصَاحب هَذِه الْعلَّة الجشاء الحامض وَقد يعرض الجشاء الحامض فِي ابْتِدَاء هَذِه الْعلَّة حِين تحدث

من برودة الأمعاء والمعدة إِمَّا مُفردا وَإِمَّا لخلط فِيهَا فَإِذا تَمَادى الْأَمر ذهب ذَلِك الجشاء الحامض وَذَلِكَ يعرض لِأَن الطَّعَام فِي أول الْأَمر قد يلبث فِي الْمعدة قَلِيلا فَإِذا تمادت وتزيدت لم يلبث وَلَا تِلْكَ الْمدَّة وَمَتى لبث الطَّعَام فِي الْمعدة مُدَّة وَلم يكمل هضمه حدث جشاء حامض وَمَتى لم يلبث إِلَى أَن ينهضم على التَّمام لم يحدث لَهُ تغيرا الْبَتَّةَ فَلَا يعرض عِنْد ذَلِك جشاء حامض فَإِن عرض فِي بعض الْأَحَايِين فَلَيْسَ ذَلِك عَن الطَّعَام لَكِن لِأَنَّهُ كثر فِي الْمعدة بلغم حامض وَكَذَا لَيْسَ الجشاء الحامض فِي الِابْتِدَاء فِي زلق الأمعاء بعلامة محمودة وَلَكِن بعد تطاول الْعلَّة لِأَنَّهُ قد يكون الجشاء الحامض كثيرا فِي أول الْعلَّة وَلَا يَكْفِي فِي ذَلِك وَحده لَكِن) أَن يحدث بعد إِن لم يكن لِأَنَّهُ يفصل بَين الجشاء وَبَين الْحَادِث من البلغم فِي الْمعدة وحدوث الجشاء الْحَادِث بعد تطاول بعد إِن لم يكن يدل على أَن الطبيعة قد تراجعت وَقد صَار الطَّعَام يلبث فِي الْمعدة حَتَّى يَنَالهُ هضم مَا. إِذا كَانَ بِإِنْسَان اخْتِلَاف مزمن فَحدث لَهُ قيء انْقَطع اختلافه. ج: هَذَا من الطبيعة حدث على المضادة ألف ب من كَانَ بِهِ اخْتِلَاف زبدى فقد يكون الِاخْتِلَاف من رَأسه. ج: هَذَا غير مَحْمُود وَهَذَا الِاخْتِلَاف الزبدى لَا يَخْلُو أَن يكون من ريح أَو من حرارة مفرطة فَإِن الزّبد خَارِجا يتَوَلَّد على هَذَا. الميامر: الإسهال يكون من ضعف الجاذبة إِلَى الكبد لِأَنَّهَا إِذا لم يجتذب الكيلوس على مَا يَنْبَغِي خرج البرَاز رطبا فَإِن ضعفت مَعَ ذَلِك الْمعدة خرج مَعَ رطوبته غير منهضم. لي الإسهال إِمَّا أَن يكون مَعَ دم أَو بِلَا دم وَالَّذِي لَا دم مَعَه مِنْهُ الذرب وَهُوَ أَن يخرج الإسهال كيلوسيا وَمِنْه زلق الأمعاء وَهُوَ أَن يخرج الطَّعَام كَمَا أكل وَمِنْه مرارى وَالَّذِي مَعَ دم فَمِنْهُ الكبد وَمِنْه من الأمعاء وَمن المقعدة وتحتاج إِلَى أَن نصنف كل صنف. ابْن ماسوية فِي كتاب الإسهال: الإسهال يكون إِمَّا من الْمعدة وَإِمَّا من الأمعاء وَإِمَّا من المقعدة والإسهال إِذا كَانَ مَعَ حرارة تنقع كزبرة يابسة فِي خل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة وينقع الكمون أَيْضا ثمَّ ينقعان بعد ذَلِك فِي رب حصرم أَو مائَة أَو مَاء رمان حامض يَوْمًا وَلَيْلَة وَيُؤْخَذ بلوط مقلو قَلِيلا عشرَة من كل وَاحِد وسماق بِلَا حب يقلى قَلِيلا ويحذر على القلو لِئَلَّا يَحْتَرِق فتضعف قواها وَسَوِيق النبق الغبيراء الزعرور المجفف وَحب الزَّبِيب المقلو طباشير ورد بزر حماض بزر الرجلة عشرَة من كل وَاحِد يستف ثَلَاثَة أَيَّام على الرِّيق بِرَبّ التفاح أَو السفرجل والريباس. لي يعتصر من هَذَا إِذا كَانَ مَعَ حرارة على بزر الْورْد وبزر البقلة الحامضة والطباشير والسماق وَحب الحصرم يسقى مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بِبَعْض الْمِيَاه. قَالَ: من الإسهال ضرب يخرج فِيهِ البرَاز قَلِيلا قَلِيلا مُنْقَطِعًا وَيحْتَاج إِلَى قُوَّة وَضبط حَتَّى ينْدَفع ذَلِك وَذَلِكَ يكون من ضعف الدافعة وعلاجه أَن تُؤْكَل المزلقات قبل الطَّعَام وَيشْرب نبيذا ويستحم قبل الطَّعَام ويمرخ عضل الْبَطن ويضمد بِمَا يقوى ويشد وتؤكل أَشْيَاء عفصة قبل الطَّعَام فَإِذا أزعج للْقِيَام فَلَا يقوم حَتَّى يزعج شَدِيدا لكَي يجْتَمع وَلَا يتقطع فَإِن

هَذَا علاجه.) لي الأفيون يغلظ الأخلاط وَالدَّم جدا فليستعمل فِي منع الإسهال. أَبُو جريج: الجندقوقى تعقل وَتَنْفَع الْمعدة الْبَارِدَة الميعة تعقل وَكَذَلِكَ المر وَكَذَلِكَ الْمقل الْكِنْدِيّ للمبطون المفرط: تحرق قطع مسح أسود حَتَّى تحترق جدا ويسقى مِنْهُ نصف دِرْهَم. أطهورسفس: الورشان إِن طبخ بخل وَأكله من بِهِ انطلاق عقل جدا. ابْن ماسوية: يطعم قطا وشفانين وفواخت مصوصا بخل وكزبرة لحم الدراج مَتى أكل مشوياً أَو مطبوخاً نفع الْمعدة وعقل جدا. أطهورسفس: لحم الشوذانق مَتى طبخ مَعَ حب الآس والعصافير المشوية ملطخة بحب الرُّمَّان تعقل. الحجل مَتى طبخ بسفرجل أَو شوي ألف ب بِمَاء حب الرُّمَّان وَفطر عَلَيْهِ عقل ونفع وَإِن شوى خَالِصا أَيْضا. ج: من الاستطلاق أهرن: سك صمغ طباشير كندر قاقيا بِالسَّوِيَّةِ أفيون نصف جُزْء يسقى قرصة من دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ بِرَبّ السفرجل وَإِن كَانَ ضَعِيفا بِمَاء الكعك وَالشرَاب العفص. حب للاستطلاق أهرن: عفص فج أفيون مر صَبر أطل بِهِ الْبَطن وَظهر بخل وَاجعَل عَلَيْهِ قطنا ودعه حَتَّى بقع الْقطن من نَفسه. لي هَذَا مِثَال فاعمل عَلَيْهِ فِي غَيره من الْأَدْوِيَة. ولي يعلم فِي الإسهال أَولا حَال الْأَطْعِمَة فَإِن الإسهال قد يكون من أجلهَا إِمَّا لكثرتها أَو لحرافتها أَو زلقها أَو قُوَّة دوائية توجب لذعة المعي وَالْخُرُوج عَنْهَا فَإِن لم يكن شَيْء من ذَلِك فتفقد حَال الكبد فَإِن الإسهال الكيلوسى يحدث فِي الْأَكْثَر إِذا لم يجتذب الكبد الْغذَاء وَانْظُر حَال الْمعدة فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَت ضَعِيفَة فَلم تلتف على الطَّعَام وَلم ينهضم وَيكون الْبَطن يخْتَلف لذَلِك أَو لَعَلَّه أَن ينصب إِلَيْهَا خلط مراري أَو لزج فَيكون سَببا للإسهال فتفقد مَا يخرج مَا هُوَ وَحَال الْعَطش والحرارة والجشاء ثمَّ اعْمَلْ بِحَسب ذَلِك. وَإِذا كَانَ مَا يخرج بلغماً والجشاء حامضاً فَعَلَيْك بالجوارشات المركبة من قابضة ومسخنة وبالقيء بِمَا يخرج البلغم والأطعمة الحارة بالأبازير والأفاوية الحارة والأضمدة الحارة وَإِن كَانَ ضد ذَلِك فبالضد وَإِذا خرج الطَّعَام لم ينله هضم بتة فَذَلِك يكون من زلق الأمعاء وَقد يكون من انصباب المرار إِلَى الأمعاء فَيحدث خُرُوج الثفل سَرِيعا وَهَذَا الثفل يكون منصبغاً مرارياً وعلاجه إسهال الصَّفْرَاء وَفِي الْأَكْثَر لين الْبَطن يكون لضعف الْحَرَارَة فِي الْبَطن.) سرابيون: وَأما إِذا خرجت الْأَطْعِمَة كهيئتها فَذَلِك يكون لشَيْء كالقلاع فِي الْفَم يكون فِي الأمعاء أَو لِأَن الأخلاط الحريفة انصبت إِلَيْهَا تلذعها وتهيجها وَقد يحدث من برد

ورطوبة فِي الأمعاء وَفِي الْأَكْثَر يحدث من هَذَا والحادث من القلاع فِي الأمعاء يكون مَعَه حسن تلذيع وَأما الْحَادِث من برد الأمعاء ورطوبتها فَإِنَّهُ لَا حس تلذيع مَعهَا الْبَتَّةَ وَإِذا حدث زلق الأمعاء من القلاع فِيهَا فَإِنَّهُ إِن عولجت تِلْكَ البثور حَتَّى تبطل ثمَّ أطعمته القابضة فَإِنَّهُ يبرأ وَإِن بقيت تِلْكَ البثور آل الْأَمر إِلَى ذوشنطاريا وَإِذا أزمن الَّذِي من برد فِي الأمعاء ورطوبة آل الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء علاج زلق الأمعاء الَّذِي ببثور بِمَاء الحصرم والريباس والسفرجل المز وأقراص الطباشير وبزر الحماض زَمَانا ثمَّ اسْقِ بعد هَذَا مَاء سويق الشّعير المقلو وَمَاء الجاروش فَإِن طَال بهم الْأَمر فاسقهم دوغ الْبَقر مَعَ طين أرميني وطباشير وَورد وطراثيث وجلنار وَنَحْوهَا نصف رَطْل من الدوغ وَمن هَذِه الْأَدْوِيَة خَمْسَة دَرَاهِم. وضمد الْبَطن والمراق بأضمدة مبردة قابضة كالجلنار والرامك والسفرجل وَنَحْوهَا وأطعمهم ألف ب عدساً مقشراً أَو سماقاً وَنَحْوهَا ودراجاً مطجنا وبقلة الحماض مطجنة وَلحم الْعجل بخل خمر حاذق وكزبرة يابسة وَاللَّبن المقطر وَهُوَ: أَن يصب على اللَّبن مثله مَاء ويطبخ حَتَّى يذهب المَاء ويسقى وَإِن شِئْت فَاجْعَلْ المَاء الَّذِي يصب عَلَيْهِ مَاء السماق والحصرم وَاجعَل طبيخة بِقطع حَدِيد واسقهم عِنْد النّوم مَاء حصرم وسفرجل وبزر قطونا مقلوة وبزر حماض وطينا وصمغا وطباشير وعلاج هَؤُلَاءِ على الْجُمْلَة فَهُوَ علاج قُرُوح الأمعاء وَأما الَّذِي يحدث عَن كيموس بلغم فعلاجه بالقيء بالفجل والأدوية الملطفة أميروسيا وشجرنايا ومثروديطوس وشراب ريحاني عَتيق وشراب أفسنتين وخنديقون ميبة ممسكة وجوارش خورى وضمد الْمعدة بالسعد والمصطكى والإذخر وقصب الذريرة وَالْعود والسك والجوزبوا والقرنفل والافسنتين معجونة بِمَاء النمام والمرزنجوش والميوسن وغذه ضماد قوي جيد يقوى الْقُوَّة الماسكة فِي الْمعدة: أفسنتين رومى أُوقِيَّة ينقع بشراب عفص لَيْلَة ويخلط مَعَه بِالْغَدَاةِ مَاء أَطْرَاف الآس ورامك تبل فِيهِ خرق كتَّان ويبخر بِعُود طيب ويضمد بِهِ الْمعدة. وَيكون قد تقدمه هَذَا الضماد فَإِنَّهُ جيد للذرب: خُذ مرا وكندرا ومصطكى وقاقيا وسماقا ولاذنا وصبرا وأفيونا وقشر أصل اليبروج وبزر البنج من كل وَاحِد أَرْبَعَة مطجون قشر الرُّمَّان سماق سك جلنار طراثيث عفص فج ماميثا حضض من كل وَاحِد ثَمَانِيَة تعجن إِذا كَانَت) حمى بخل وَمَاء أَطْرَاف الآس فالا فبشراب عَتيق قَابض أَو ميوسن ويطلى بِهِ المراق والصلب كُله وَاجعَل الْأَطْعِمَة قابضة بِحَسب ذَلِك كالكعك بِمَاء رمان بِلَا سكر والأسوقة كسويق الغبيراء والنبق والسماقية والرمانية والقيء علاج عَظِيم فِي منع الذرب حدث من نَفسه أَو فصد لَهُ الطَّبِيب. قَالَ: وَقد يكون ضرب من الإسهال عَن الرَّأْس وَذَلِكَ لِأَنَّهُ تسيل مِنْهُ فضول كَثِيرَة لذاعة إِلَى الْبَطن فيرطب الْبَطن لذَلِك دَائِما وعلاجه تجفيف الرَّأْس وتعنى أَلا ينصب مِنْهُ إِلَى الْبَطن شَيْء كالحال فِي الاحتراس من السل بتقوية الرَّأْس وإسخانه وجذب الْمَادَّة إِلَى المنخرين قَالَ: وَيحدث إسهال آخر مراري قَلِيلا قَلِيلا

يلْزمه نُقْصَان الْجِسْم وَسَائِر أَعْرَاض الذرب. وَقَالَ: وَقد يكون من فَسَاد الأغتذاء الثَّالِث فترجع الأغذية الْفَاسِدَة فِي الْعُرُوق إِلَى الْبَطن. قَالَ: وَلَا يجب أَن يحبس هَذَا الإسهال لِأَنَّك تحبس بذلك الأخلاط الْفَاسِدَة لَكِن يجب أَن يصلح ذَلِك الْفساد والمزاج. لي أنظر إِلَى مَا يخرج أَي خلط هُوَ فنق الْبدن مِنْهُ ثمَّ بدل المزاج لما يبقي وَقد يكون إسهال بأدوار مَعْلُومَة يكون مَعَ مغس يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة ثمَّ يحتبس وتعود الْحَال إِلَى الصِّحَّة عشْرين يَوْمًا أَو أقل أَو أَكثر ثمَّ يعود الْجِسْم إِلَى الإسهال كَذَلِك وَهَذَا يكون من فَسَاد ألف ب الهضم الثَّالِث وَقلة التصاق الأغذية بِالْبدنِ. لي علاجه أَيْضا النّظر فِي لون الْخَارِج وطبعه وقوامه بالاستفراع وتبديل المزاج والرياضة والأغذية وَالتَّدْبِير. وَيكون إسهال آخر يخرج من الْجوف فِيهِ مثل مَا يُؤْكَل فِي الكمية أَو قَرِيبا مِنْهُ إِلَّا أَنه منهضم. وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَت الْمعدة بِحَالِهَا الطبيعي والأوعية الَّتِي ينبعث مِنْهَا الْغذَاء إِلَى الكبد منسدة وينهك الْجِسْم ويهزل وعلاجه تفتيح تِلْكَ السد بأدوية وأغذية. لي هَذَا إسهال كيلوسي وَذكره بعد ذكر ذَلِك فصل. وَهَاهُنَا إسهال آخر يحس صَاحبه كَانَ أمعاءه وبطنه بَارِدَة وينتفخ بَطْنه وينبعث مِنْهُ مرار مَعَ بلغم مخاطي وَسبب ذَلِك تولد بلغم فِي الأمعاء وَأكْثر علاجه الحقن الَّتِي تجلو وتستفرغ مَا فِي سفوف المخوز: كمون منقع فِي خل كرويا كَذَلِك جلنار حب الآس قرظ طراثيث مقل مكي خرنوب الشوك كزبرة مقلوة يابسة بِالسَّوِيَّةِ الشربة خَمْسَة دَرَاهِم مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم بزر بنج. من تجارب مُحَمَّد بن خَالِد: يسْقِي ترياقا قدر باقلاة فِي مِقْدَار نصف أُوقِيَّة من مَاء الآس) الرطب ويقطر عَلَيْهِ نصف دِرْهَم من زَيْت الْإِنْفَاق فَإِنَّهُ يقطع الخلفة فِي أَيَّام يسيرَة. من كتاب الْهِنْد فِي انطلاق بطن الصَّبِي: يسْقِي دانقا وَنصف دانق من أنفحة الأرنب بِمَاء بَارِد وخاصة إِن كَانَ مقطوما أَو خُذ سويق الينبوت ونانخة وَحب الرُّمَّان ومصطكى. من كتاب الْفَائِق: إِذا عتق الِاخْتِلَاف أَو كَانَ قَوِيا فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة القابضة القوية كالعفص وأقماع الرُّمَّان الصغار جلنار سماق خرنوب الشوك كندر مر صمغ زعفران من كل وَاحِد جزؤ يجبب أَمْثَال الفلفل يسْقِي غدْوَة وَعَشِيَّة. الْخَامِسَة من مَنَافِع الأضاء: لَيْسَ من أحد تصيبه خلفة من صفراء إِلَّا وجد مس اللذع فِي أمعائه قبل ذَلِك. هُنَا تمّ السّفر السَّادِس من التجزئة على مَا رتبه صَاحبه أَبُو مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ ويتلوه فِي السَّابِع فِي التسمين والهزال وَعلل الثدي وَالْقلب والكبد وَالطحَال.

(وَصلى الله على مُحَمَّد وَآله وَسلم تَسْلِيمًا) (تسمين جملَة الْبدن وتهزيله وَفعل ذَلِك) (بعضو وَاحِد وإتمام مَا يُمكن من الْأَعْضَاء النَّاقِصَة) (كالشفة وطرف الْأنف والقلفة والأصابع الزَّائِدَة) (والملتصقة والناقصة والسحنات الَّتِي تسْتَحب وَتكره) (فِي سنّ سنّ وَالتَّدْبِير الملطف.) الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: إِذا سخن المزاج ويبس وجف وتوالى قصف الْبدن والرياضة المسرعة وَالتَّدْبِير اللَّطِيف الملطف والأدوية الملطفة والهموم والأرق يَجْعَل يَابسا والإحضار الشَّديد المسرع ينقص اللَّحْم. قَالَ: إِذا أردْت أَن تنقص اللَّحْم فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الملطفة الَّتِي يستعملها قوم لوجع المفاصل وَهِي: بزر السذاب والزراوند المدحرج والقنطوريون والجنطيان والجعدة والبطراس اليون والقوية فِي إدرار الْبَوْل فَإِن كل وَاحِد من هَذِه يَفِي بترقيق الأخلاط وتلطيف الْبدن فَإِنَّهَا تستفرغ الْجِسْم بالتحلل الْخَفي وبالبول وَالْملح الْمُتَّخذ بالأفاعي. قَالَ: قد عَالَجت أُنَاسًا كَانَت أبدانهم قد غلظت غَايَة الغلظ بالمعجون الَّذِي يسقى لوجع المفاصل وبملح الأفاعي وَسَائِر التَّدْبِير والإحضار الشَّديد بعد الدَّلْك حَتَّى يحمر بخرق خشنة ثمَّ بالدهن الَّذِي) فِيهِ أدوية تحلل فَإِن الدَّلْك مَعهَا يحلل لَا تنَال الْبدن مِنْهُ آفَة قَالَ وَكنت أُعِيد عَلَيْهِ التمريخ بعد الْإِحْضَار بِهَذَا الدّهن الَّذِي طبخ فِيهِ أصل قثاء الْحمار وأصل الخطمى والجنطيان والزراوند ونبات الجوشير والقنطوريون كلهَا أَو بَعْضهَا وَفِي الشتَاء يَنْبَغِي أَن تمرخ بِهَذِهِ المروخات الَّتِي وصفناها بعد الاستحمام وَلَا يجب أَن يطعم سَاعَة يستحم لَكِن يتْرك حَتَّى يتم نَومه إِن أحب ذَلِك ويعاود الْحمام قبل الطَّعَام وَليكن مَاؤُهَا محللا وَإِن قدرت على حمة فحمه فِيهَا وَإِلَّا فأعد لَهُ مَا يشبه الْحمة بِأَن يطْرَح فِي المَاء بورق أَو ملح ودعه تحرقه الشَّمْس أَيَّامًا كَثِيرَة فَإِن هَذَا نَافِع لمن لَحْمه إِذا سبح فِيهِ نَهَاره أجمع. لي احْفِرْ حُفْرَة عَظِيمَة واطرح فِيهَا ماءا واطرح فِيهَا أَو قارا من ملح مر واتركها حَتَّى تحرقها الشَّمْس وَهُوَ مَا تُرِيدُ. قَالَ: وَيجب أَن يتَقَدَّم بِأَنَّهُ يستحم أَحْيَانًا والحمى جَيِّدَة لَهُ فَإِذا حم فسكن حماه ثمَّ عد فِي العلاج وَلَا تطلق لَهُم الشَّرَاب الحلو الغليظ واعطهم المائي الرَّقِيق. قَالَ ج: ألف ب هَاهُنَا اللَّحْم الَّذِي يَنْبَغِي أَن ينقص هُوَ أَن صَاحبه فِي حد لَا يقدر أَن يمشي

وَلَا يقدر أَن يستنجي 3 (إسمان المهزول) قَالَ: اِسْقِهِمْ الشَّرَاب الغليظ وَالطَّعَام المولد للدم الغليظ ورضهم رياضة بطيئة وادلكهم دلكا معتدلاً وَافْعل بالضد مِمَّا فعلت واطلهم بالزفت كل ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة مرّة فَإِنَّهُ نَافِع من تزيد اللَّحْم. 3 (تسمين عُضْو وَاحِد) قَالَ: وَمَتى عرص الهزال فِي عُضْو وَاحِد فاطل ذَلِك الْعُضْو بالزفت فَإِنَّهُ يبلغ مَا تُرِيدُ فِي تزيد اللَّحْم وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يحدث دَمًا كثيرا فِي الْعُضْو وَلذَلِك يجب أَن يسْتَعْمل كثيرا وَلَا يدمن فِي الْأَبدَان العليلة وَفِي الصَّحِيحَة أَيْضا لَا يكثر لَكِن حَسبنَا من اسْتِعْمَاله فِي الشتَاء مرَّتَيْنِ وَفِي الصَّيف مرّة. لي يَعْنِي فِي الْيَوْم الَّذِي يسْتَعْمل فِيهِ. قَالَ والنخاسون إِذا أَرَادوا أَن يزِيدُوا فِي عُضْو لذعوه بِالضَّرْبِ بقضيب مستو أملس مدهون ثمَّ يطلونه بِهَذَا الدَّوَاء. قَالَ: ويدهن الْقَضِيب بدهن يسير وَيكون حرزانا أملس وَيضْرب إِلَى أَن يحمر وينتفخ انتفاخا معتدلاً وَلَا يُجَاوز ثمَّ يوضع عَلَيْهِ الزفت وكل عُضْو تُرِيدُ أَن تزيد فِي لَحْمه فادلكه وصب عَلَيْهِ ماءاً حاراً وَإِذا وجدته قد انتفخ فَأمْسك وَلَا تحلل فَإنَّك تُرِيدُ النَّفْع فتضر وعَلى هَذَا النَّحْو رَأَيْت رجلا من النخاسين قد وَقع إِلَيْهِ غُلَام نَاقص الإليتين فَزَاد فِي إليتيه فِي زمن يسير وَذَلِكَ أَنه كَانَ يلذعهما بِالضَّرْبِ المعتدل فِي يَوْم وَيَوْم لَا. وَيسْتَعْمل بالزفت بِمِقْدَار المعتدل. نحافة الْبدن فَأَما من كَانَ بدنه قد قضف ونحف فَإِنَّهُ ينْتَفع بالحمام بعد الطَّعَام وكما أَنه من اسْتعْمل الْأَشْيَاء الملطفة لَيْسَ يَأْمَن أَن يحم مَتى أفرطت على بدنه الْحَرَارَة وَكَذَلِكَ من استحم بعد الطَّعَام لَا يَأْمَن أَن تعرض لَهُ سدة كبده فِي وخاصة إِذا كَانَ نوع الطَّعَام غليظاً وتتولد أَيْضا حَصَاة فِي كلاه وَلِأَن لَيْسَ جَمِيع النَّاس كلاهم ضيقَة الْبُطُون وَلَا أكبادهم ضيقَة المجاري فَلذَلِك لَا يتَوَلَّد هَذَا فِي جَمِيع النَّاس وَلَيْسَ لنا عَلامَة تفرق بَين هَؤُلَاءِ وَلَكِن يجب لَك أَن تسْأَل الرجل هَل يجد مس الثّقل فِي جَانِبه الْأَيْمن أَو فِي قطنه فَإِن ذكر ذَلِك فِي وَقت مَا فأطعمه على الْمَكَان كبرا بخل وَعسل فِي أول طَعَامه وَافْعل ذَلِك حَتَّى يذهب مَا وجد من الثّقل. الْأَعْضَاء الَّتِي لَا تغتذي إِلَّا بكد فَأَما الْأَعْضَاء الَّتِي لَا تغتذي إِلَّا بكد وَقد بردت بردا شَدِيدا فَأَنِّي اسْتعْمل فِي علاجها التلين فَمرَّة أطله بِعَسَل وَمرَّة مَعَ قيروطى فَإِن هَذَا أَيْضا إِذا وضع على الْأَعْضَاء جذب إِلَيْهَا دَمًا كثيرا. قَالَ: وَأما الْجلد مَتى كَانَ أقل من الْمِقْدَار الطبيعي فَإِنِّي أكتفي فِي تزيده بالدلك ألف ب وَحده. فِي القلقة النَّاقِصَة قَالَ اتخذ قالبا من رصاص القمة الكمرة وَمد القلقة عَلَيْهِ وَشد عَلَيْهِ بسير لين حَتَّى يطول وَيثبت وَإِن كَانَ مُتَّصِلا سلخ أَولا ثمَّ أَدخل فِيهِ القالب. الشّفة وَالْأنف ناقصان قَالَ: هَذَا يكون لِأَن هُنَاكَ لَحْمًا غليظاً صلبا كثير الْمِقْدَار يرفع الْجلد فَيرى جملَة الْعُضْو قَصِيرا وَيكون فِي الشّفة وَالْأُذن وَالْأنف. قَالَ: قشر الْوسط واكشط الْجلد فِي الْجَانِبَيْنِ واقطع اللَّحْم الَّذِي فِي الْوسط الَّذِي عَنهُ كشطنا مَا قد صلب مِنْهُ

وارم بِهِ ثمَّ خطّ الْجلد من غير أَن يكون يَتَقَلَّص مِنْهُ شَيْء ويلحمه فَيكون الْعُضْو يرجع إِلَى طوله لذهاب ذَلِك المفلص لَهُ من وسط الْجلد. لي الساهون يقطعون هَذَا خلافًا وفعلهم فِي ذَلِك خطأ وَذَلِكَ أَنهم يقطعون قِطْعَة من الْجلد وَاللَّحم مَعًا ثمَّ يجمعُونَ طرفِي الْجلد ويخيطونه فتجيء الشّفة أَصْغَر مِمَّا كَانَت فَأَما هَذَا فَإِنَّهُ يشق الْجلد ويكشطه عَن الشّفة وَيقطع اللَّحْم الَّذِي عَنهُ كشط الْجلد مَا كَانَ مِنْهُ صلبا وَذَلِكَ اللَّحْم هُوَ الَّذِي كَانَ يمدده الْجلد فيقصر ثمَّ يخيط طرفِي الْجلد فَإِذا برِئ كَانَ طَويلا رَقِيقا لِأَنَّهُ ينْبت فِيهِ لحم رطب لَا يكون لَهُ غلظ وَلَا صلابة. الأولى من الْخَامِسَة: الدَّلْك بالغدوات وَعند الْقيام من النّوم يُنَبه الْقُوَّة الجاذبة الَّتِي فِي الْأَعْضَاء ويجذب إِلَيْهَا الْغذَاء ويخصبها وَقد أخصبت بِهِ كثيرا من المهزولين فليدلكوا بالدهن اسْتَعِنْ بِهِ فِي اسْتِعْمَال الْأَعْضَاء النَّاقِصَة بِبَاب الرياضة وبآخر الْمقَالة. 3 (الْخَامِسَة) 3 (تَدْبِير الأصحاء) قَالَ: قد يكون القضافة فِي بعض النَّاس من أجل رداءة المزاج إِذا غلبت اليبوسة لضعف الْقُوَّة المؤدية للغذاء أَو لضعف الْقُوَّة المغذية أَو لَهما جَمِيعًا وَجَمِيع هَؤُلَاءِ يَنْتَفِعُونَ باللطوخ الزفتى لِأَنَّهُ يعين على وُصُول الطَّعَام فِي الأغتذاء وَقد عبل كثير بِهَذَا الطلاء وخاصة مَتى كَانَت الْقُوَّة المؤدية للغذاء ضَعِيفَة وَالْقُوَّة المغذية غير ضَعِيفَة بل إِنَّمَا يمْنَعهَا من جودة الْغذَاء قلَّة الْمَادَّة الملائمة) وَذَلِكَ يكون من أجل قلَّة الْغذَاء الَّذِي يصل إِلَى الأوراد وَلِأَن نَاسا يهربون من هَذَا اللطوخ الزفتى من أجل علل كَثِيرَة مِنْهَا أَنهم يتعنتون فاحتل بحيل أخر كَثِيرَة على أَن سَائِر الْأَدْوِيَة لَا تقوم مقَام اللطوخ الزفتى فِي النَّفْع وَالْقُوَّة فادلك فِي هَؤُلَاءِ الْبدن بمناديل دلكا متوسطاً بَين الصلابة واللين حَتَّى يحمر الْجلد ثمَّ صلبه وكتفه بعد ذَلِك وَأمره بِاسْتِعْمَال الرياضة باعتدال ويستحم باعتدال وَلَا يطلّ الْمكْث فِي الْحمام وامسح بدنه بمنديل كَمَا يفعل فِي الدَّلْك باعتدال وَلَا يُطِيل الْمكْث فِي الْحمام وامسح بدنه بمنديل كَمَا يفعل فِي الدَّلْك الْيَابِس ثمَّ امزجه بدهن قَلِيل ثمَّ غذه وللغرض فِي جَمِيع هَذَا أَن يجتذب دَمًا جيدا إِلَى اللَّحْم وقو الْقُوَّة بسخونة. وَلَا تحلل لِأَن التَّحْلِيل يهزل الْأَبدَان وامنع مَا صَار إِلَى الْأَعْضَاء من التَّحَلُّل ألف ب بالدلك والمرخ بالدهن لِأَن المرخ بالدهن يسد المسام وَإِن كَانَت السن مواتية فَإِن الْجِسْم الَّذِي هَذِه حَاله ينْتَفع بِالْمَاءِ الْبَارِد نفعا عَظِيما فَأَما الْأَبدَان الَّتِي قد أفرط عَلَيْهَا الضخم فافعل بهَا خلاف ذَلِك أَن تقل الْغذَاء وتلطفه وتزيد فِي تَحْلِيل الْجِسْم وتقوى الْقُوَّة الدافعة بِكَثْرَة إسهال الْبَطن حَتَّى تعتاد آلَات الْغذَاء أَن تسرع فِي دفع مَا هُوَ محتقن فِيهَا إِلَى أَسْفَل وَأما تحلل الْجِسْم فَإِنَّهُ يقوى وَيزِيد بالرياضة المسرعة كالإحضار والإكثار من الدَّلْك والتمريخ بعد ذَلِك بدهن مُحَلل وَليكن الدَّلْك لينًا مرخياً وَقد أهزلت أَن رجلا فِي زمن يسير بالإحضار السَّرِيع وَكنت أَمسَح بدنه من الْعرق بمنديل كثير الخشونة ثمَّ أتبع ذَلِك بِكَثْرَة الدَّلْك بدهن يحلل وَهِي الأدهان المذهبة للاعياء وَبعد هَذَا الدَّلْك كنت أحمه وَلَا أطْعمهُ فِي عقب الْحمام شَيْئا وَكنت آمره أَن ينَام إِن شَاءَ وَأَن يعْمل مَا شَاءَ قَلِيلا ثمَّ أُعِيد استحمامه ثمَّ أطْعمهُ طَعَاما يسير الْغذَاء كثير الكمية كي تشبعه الكمية وَيكون مَا يصل من الْغذَاء قَلِيلا.

الثَّانِيَة من قاطيطرون: الهزال الَّذِي يعرض لبَعض الْأَعْضَاء يكون بِسُكُون مِنْهُ طَوِيل الْمدَّة أَو لرباطه عِنْد الْكسر لِأَن السّكُون تضعف قُوَّة الْأَعْضَاء الَّتِي تسكن والرباط يعصر الدَّم ويدفعه عَن الْعُضْو فَيجب أَن يعالج بالضد فتقوى قُوَّة الْعُضْو ويجذب إِلَيْهَا دَمًا كثيرا وَقُوَّة الْعُضْو تقوى بالدلك المعتدل فِي الكمية والكيفية وَالْحَرَكَة الْمُوَافقَة وَالدَّم ينجذب إِلَيْهِ برباط على مَا وصف أبقراط وبصب المَاء الْحَار عَلَيْهِ بِقدر معتدل وبتحريكة ودلكه فَإِن الدَّلْك والتحريك مَعَ تقويتهما الْقُوَّة يجذبان الدَّم وَيجب أَلا يكون كل وَاحِد من هَذِه قَلِيلا فَلَا يُؤثر وَلَا كثيرا فَيحل معتدلاً وَيصب المَاء مادام يحمر لَونه وينتفخ وَيصير من الْحمرَة فِي غَايَة.) والأعضاء المنهوكة تحمر بطيئاً فَلَا يطْلب مِنْهُ فِي الْيَوْم الأول ذَلِك وغرضنا فِي ذَلِك كُله أَن نجعله بِمِقْدَار مَا يحمر لون الْعُضْو وَفِي هَذَا الْوَقْت أَيْضا يصير جرمه أَشد انتفاخاً فَإِن زِدْته على هَذَا ضمن انتفاخه وَذَهَبت حمرته. قَالَ: ويستدل على سرعَة إنْجَاح العلاج فِي عُضْو مهزول وبطئه بسهولة احمراره وانتفاخه وبالضد وَأما الْموضع الَّذِي يعسر فِيهِ ذَلِك فَيحْتَاج أَن يدلك بِبَعْض الْأَدْوِيَة المسخنة السيالة لي إخلاط هَذَا الدَّوَاء من كتاب أريباسبيس الْأَوْسَط وصنعته البسيطة الَّتِي تسْتَعْمل لهَذِهِ الْعلَّة: زفت زَيْت يعْقد حَتَّى يصير لطوخا وَيُوضَع على الْمَوَاضِع وَهُوَ حَار ثمَّ يكشط عَنهُ إِذا برد واستقص النّظر فِي اسْتِعْمَاله وترده إِلَى هُنَا. قَالَ: وَيسْتَعْمل دَوَاء الزفت على نَحْو هَذِه الْأَغْرَاض فَإِن رَأَيْته قد جعل الْعُضْو فِي أول مَا تستعمله ألف ب حسن الْحمرَة والانتفاخ فاقطعه على الْمَكَان وَإِن لم تَرَ ذَلِك فاطله ثَانِيَة وثالثة وَفِي بعض النَّاس يطلى كل يَوْم وَفِي بَعضهم يَوْمًا وَيَوْما لَا أَو يَوْمًا ويومين لَا بِحَسب ماترى الْموضع الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ. قَالَ ج: فَهَذَا علاج فِي مداواة الهزال الْحَادِث فِي الْأَعْضَاء وَلَا أحتاج مَعَه إِلَى ربطة إِلَّا فِي الندرة فَإِن احتجت فِي وَقت وربطته على مَا وصف أبقراط وَهُوَ: الرِّبَاط الْمُخَالف وَإِنَّمَا سمى مُخَالفا لِأَنَّهُ مُخَالفا لرباط الْكسر وَالْفَسْخ والرض لَا تُوضَع الْخرق أَولا على مَوضِع الْعلَّة بل على الْموضع السَّلِيم ويشد ويرخى مَتى جَاءَ نَحْو الْموضع العليل فَإِذا بلغ نَفسه جَعَلْنَاهُ أرْخى حَتَّى لَا يكون مَعَه غمز وَلَا شدَّة الْبَتَّةَ وَلَو قل هَذَا فِي الشتَاء فَإِنَّمَا آمُر باللفات على الْموضع العليل فِي الشتَاء لتدفيء وتسخن فَأَما فِي الصَّيف فَأنى لَا أبلغ بلف العصائب إِلَيْهِ بل أعصر الدَّم بالرباط إِلَيْهِ من فَوق كثيرا وَمن أَسْفَل أربطة قَلِيلا بِقدر مَا لَا تدع الدَّم الَّذِي جلبته إِلَيْهِ أَن يتفرق عَنهُ فَأَما مَوضِع الْعلَّة فَلَا ألف عَلَيْهِ شَيْئا مَخَافَة أَن يسخنه فيحلل مَا فِيهِ من الدَّم. فَأَما إِذا كَانَت الْيَد أَو الرجل قد قضفت ودقت بأجمعها فَإِنِّي أربط الْيَد أَو الرجل الَّتِي بحذائها وَأَجْعَل شدّ الرِّبَاط من أَسْفَل وأرتقي إِلَى فَوق

وأبلغ فِي الرجل إِلَى الأرية وَفِي الْيَد إِلَى الْإِبِط والكتف لِأَن الْعُرُوق المنقسمة من الْعرق الْأَعْظَم الَّذِي يَجِيء من الرجل مِنْهَا يَنْقَسِم فِي أسافل الْجِسْم عِنْد عظم الْعَجز أقساماً بِحَال وَاحِدَة يصير إِلَى كل وَاحِد من الرجلَيْن قسم ليغذوها وَأما الَّتِي فِي أعالي الْجِسْم فينقسم عِنْد الترقوة أقساماً تصير إِلَى الْيَدَيْنِ على مِثَال وَاحِد تغذوها فَمَتَى منع وَحصر الدَّم الَّذِي إِلَى الْيَد وَالرجل الْوَاحِدَة أَن يجْرِي إِلَيْهَا ثمَّ يجْرِي فِي) الْعرق القسيم لَهُ إِلَى الْأُخْرَى وَلذَلِك يجب أَن يكون الرِّبَاط الَّذِي يرْبط بِهِ الصَّحِيحَة غير شَدِيد لَكِن بِقدر مَا لَا يؤلم وَلَا يرجع فَأَما العليلة فَإِذا كَانَ الْهَوَاء بَارِدًا فليعط شَيْئا يدفئها وَإِذا لم يكن بَارِدًا فأنفع شَيْء للعضو أَن يكون مكشوفاً وَأَن يدلك دَائِما وَيكون الدَّلْك أَولا بالمنديل ثمَّ بعد ذَلِك بأدوية كَثِيرَة الْحَرَارَة مَتى كَانَ عسر الْقبُول للسخونة وَأما إِن كَانَ سريع الْقبُول للسخونة فحسبك أَن تدلكه بزيد قد خلط فِيهِ شمع حَار جدا بِقدر مَا يغلظه قَلِيلا وَلَا يجْرِي سَرِيعا فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ أبقى وَأَقل تحليلاً وَلَا يجْرِي سَرِيعا وسل العليل هَل يحس بالحرارة فِي الْعُضْو قَائِمَة بعد أم يحسها قد سكنت. فَإِذا سكنت فَذَلِك الْوَقْت يحْتَاج أَن يعاود بالعلاج وَهَذِه أَرْبَعَة أَصْنَاف: الدَّلْك بالمنديل فَإِن كَانَ الْعُضْو الَّذِي تعالجه قد برد برودة شَدِيدَة فَاجْعَلْ دَوَاء الزفت غير الْبَسِيط وَهُوَ الَّذِي يَقع فِيهِ مَعَ الزفت وَالزَّيْت القفر الْيَهُودِيّ وَشَيْء من الكبريت والعاقر قرحا وَأَنا من هَذَا العلاج على غَايَة الثِّقَة لِأَنِّي قد أبرأت خلقا كثيرا هزلت ألف ب أعضاؤهم بِهَذَا العلاج وَاعْلَم أَن الْعُضْو فِي هَذِه الْحَالة لَا يَكْفِيهِ من الدَّم الْمِقْدَار الَّذِي كَانَ يجْرِي إِلَيْهِ فِي حَال الصِّحَّة لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يتغذى بغذاء أَكثر وَلِأَنَّهُ يتَحَلَّل مِنْهُ السخونية أَيْضا أَكثر فَلذَلِك هَذَا العلاج يجذب إِلَيْهِ دَمًا كثيرا أَكثر من حَال الصِّحَّة وَهُوَ الَّذِي ذكرت مَعَ الرِّبَاط إِذا احتجت إِلَيْهِ. قَالَ: وَالْحمام لَعَلَّه كَانَ على حَال عهد أبقراط عَزِيزًا فَلذَلِك لم يَأْمر بنطل المَاء الْحَار فَأَما أَنا فَإِنِّي أسْتَعْمل المَاء الْحَار بِوَضْع الْعُضْو فِيهِ فِي الآبرن. قَالَ: فَبِهَذَا الطَّرِيق قد دبرت أَنا أَيْضا أعضاءاً كَثِيرَة من النَّاس كَانَت قد دقَّتْ وهزلت من الرِّبَاط والسكون الطَّوِيل الْمدَّة فرددتها إِلَى معاودة الأغتذاء والتزيد وَأما رِبَاط الْكسر وَهُوَ الَّذِي يعصر الْعِظَام ويدفعه عَن الْعُضْو فَإِنَّهُ يهزل وَأما الرِّبَاط الْمُخَالف وَهُوَ المسمن فَإِنَّهُ يَبْتَدِئ من الْموضع الصَّحِيح من فَوق من بعد من الْموضع الَّذِي قد قضف بغمر شَدِيد ثمَّ لَا يزَال يسلس حَتَّى ينتهى عِنْد الْموضع القضيف. قَالَ: والحمات الكبريتية والقفرية فَإِنَّهَا تجذب إِلَى الْعُضْو دَمًا وَنحن نطلى على الْعُضْو بَدَلا مِنْهَا زيتاً. قَالَ: وَإِذا كَانَت الْعلَّة فِي الساعد أَو السَّاق فحسبك أَن تبتدئ من الأربية بالرباط أَو من الْإِبِط إِن كَانَت الْعلَّة فِي الْفَخْذ أَو فِي الْعَضُد فَاجْعَلْ الرِّبَاط من أَسْفَل وارتق إِلَى الأربية وَإِلَى الْإِبِط فَإِن عرضت هَذِه الْعلَّة فِي وَقت مَا فِي الساعد والساق وَكَانَ قَوِيا شَدِيدا فَالْأولى أَن) يشد الرجل الْمُقَابلَة وَالْيَد وتشد من العليلة أَيْضا مَا فَوق مَوضِع الْعلَّة كي مَا يتعطل وَلَا يتغذى وَلَا الَّتِي تشد يَضرهَا ذَلِك إِلَّا أَنه يحْتَمل ذَلِك حَتَّى يبلغ مَا تزيد من الْعُضْو الآخر ثمَّ

يعود إِلَيْهَا أَيْضا فيصلحها وَلَا يجب أَن يبلغ الرِّبَاط مبلغا يُؤْذِي حَتَّى أَنه يخضر أَو يسود فَإِن ذَلِك هَلَاك الْعُضْو وَمَوته الْبَتَّةَ فاحذر مَا قرب من هَذَا الْفِعْل وتحريك الْعُضْو المنهوك حَتَّى يسخن والدلك يجذب إِلَيْهِ دَمًا كثيرا. قَالَ: وَقد أَتَى هَذَا الْكَلَام على علاج الْأَعْضَاء المنهوكة بالتمام والكمال. لي وَإِذا عظمت إِحْدَى الرجلَيْن كالحال فِي أبي جَعْفَر فافصد من الْمُقَابل وَاسْتعْمل الاستفراغ بالقيء واطل هَذِه بالمقوية وَالْأُخْرَى بالمرخية وقلل الْغذَاء وَاسْتعْمل الدَّلْك والرباط. الثَّانِيَة من الأخلاط: من قضف بدنه بِسَبَب ضعف الْحَرَارَة الغريزية الَّتِي فِيهِ فَإِن إثارة الْغَضَب والغيظ تَنْفَعهُ وَكَذَلِكَ الْأَشْيَاء الَّتِي تسر النَّفس وتبسط الْحَرَارَة الغريزية إِلَى ظَاهر الْجِسْم وَاللَّذَّات وَنَحْوهَا يبسط الْحَرَارَة وينشرها فَإِنَّهُ يجود نُفُوذ الْغذَاء وجودة الهضم والاغتذاء. 3 (المرخ اللين يسمن الْجِسْم جدا) وَكَذَلِكَ الحركات اللينة الأولى من الْأَمْرَاض الحادة: إِذا كَانَ العصب ضَعِيفا وَالرحم عليلاً فَاسْتعْمل بدل السكنجبين فِي التَّدْبِير الملطف شَيْئا آخر لِأَن الْخلّ حِينَئِذٍ يضر. الأولى من الفضول: بُلُوغ الْجِسْم غَايَة مَا يُمكن من ألف ب الخصب خطر وَذَلِكَ أَنه يجب أَن تكون فِي الْعُرُوق سَعَة لما يُرِيد لِأَن الطبيعة إِنَّمَا تحيل الْغذَاء وتنفذه إِذا كَانَت فِي الْعُرُوق سَعَة: فَإِذا كَانَت الْعُرُوق قد بلغت النِّهَايَة من الامتلاء خيف الْمَوْت الْفجأَة لانطفاء الْحَرَارَة الغريزية لِأَنَّهَا تعدم التروح فَلذَلِك يجب أَن تحتال فِي نقص الْبدن إِذا بلغ هَذَا الْحَد وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن من بلغ هَذِه الْغَايَة من الخصب أَن يسْتَقرّ على حَالَته لَا بُد أَن تتصدع مِنْهُم الْعُرُوق أَو تنطفئ حرارتهم الغريزية فيموتوا فَجْأَة فَلذَلِك يجب أَن تنقص أبدانهم ليصير للغذاء فِيهَا مَوضِع وَإِلَّا خيف موت الْفجأَة وانشقاق بعض الْعُرُوق وَقد عرض لخلق من أَصْحَاب الصداع أَن مَاتُوا فَجْأَة لما لم تكن فِي عروقهم مُحْتَمل للزِّيَادَة وَأما الخصب الَّذِي لَا يبلغ الْغَايَة القصوى فَلَيْسَ بمخوف لِأَن الْعُرُوق فِيهَا متسعة. قَالَ: وكما أَن الاستفراغ الْكثير دفْعَة وَاحِدَة خطر كَذَلِك الأولى من الْفُصُول: التَّدْبِير الملطف أعظم خطراً فِي أَكثر الْأَحْوَال من غَيره لِأَن التَّدْبِير اللَّطِيف قد عود الْقُوَّة كَثْرَة الْخَطَأ وأوهنها.) الثَّانِيَة: الْأَبدَان الَّتِي تهزل فِي زمَان قصير يجب أَن تُعَاد إِلَى خصبها بالتغذية سَرِيعا وَالَّتِي تهزل فِي زمن طَوِيل فَلْتردَّ إِلَى الخصب فِي زمن طَوِيل لِأَن الْأَبدَان الَّتِي قد هزلت فِي زمن قصير إِنَّمَا حدث لَهَا من استفراغ الرطوبات لَا من ذوبان الْأَعْضَاء الجامدة فَأَما الْأَبدَان الَّتِي نهكت فِي زمن طَوِيل فقد ذاب مِنْهَا اللَّحْم ونهكت مِنْهَا سَائِر الْأَعْضَاء الَّتِي بهَا يكون

الاغتذاء والهضم وتولد الدَّم فَصَارَت لذَلِك لَا تقدر أَن تنضج الْغذَاء بالمقدار الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ الْبدن وَلذَلِك يجب أَن يعْطى الْغذَاء قَلِيلا قَلِيلا لتقوى عَلَيْهِ فَأَما تِلْكَ الْحَالة الَّتِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فِيهَا بَاقِيَة على حَالهَا فَإِنَّهُ يُمكن أَن يعْطى الْغذَاء بِمرَّة كثيرا لِأَن قُوَّة الْأَعْضَاء الهاضمة بَاقِيَة. لي الأغذية الرطية القوام أسْرع الأغذية تَغْلِيظًا للبدن وَلذَلِك صَار الشَّرَاب الْأَحْمَر الغليظ أَكثر الأنبذة غذاءا ويملأ الْأَبدَان الَّتِي قد استفرغت واحتاجت إِلَى الزِّيَادَة أسْرع لِأَن الهضم إِنَّمَا يتم بالحرارة والرطوبة فَإِذا كَانَ الْغذَاء سيالاً رَقِيقا حاراً سهل على الطبيعة إحالته وَقَلبه سَرِيعا وَلم يكن فِيهِ مَعَ ذَلِك كَبِير فعل لكنه يغذو أَكْثَره كَمَاء اللَّحْم وَالشرَاب الغليظ والحساء الْمُتَّخذ من لب الْحِنْطَة والأرز وَاللَّبن وَنَحْوه والأغذية السريعة الاستحالة اللطيفة هِيَ أسْرع إغذاء الْبدن لِأَنَّهَا أسْرع تحللاً مِنْهُ أَيْضا وَلذَلِك لَيْسَ اللَّحْم الْمُتَوَلد فِيهَا بباق كَاللَّحْمِ الْمُتَوَلد من الْعِنَب والأغذية الصلبة كلحم الْخِنْزِير لَا يزِيد بِسُرْعَة لَكِن مَا يزِيد مِنْهَا بَاقٍ وَإِذا كَانَ كَذَلِك فالأجود أَن نلطف قوام الأغذية القوية فَنَجْعَل الْحُبُوب أحساءاً واللحوم مياهاً وَنَحْو ألف ب ذَلِك مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهَا ليسرع الاستحالة وَالْمَوْت إِلَى أَصْحَاب الْأَجْسَام العليلة الضخمة أسْرع مِنْهُ إِلَى الْأَبدَان القضيفة على الْأَمر الْأَكْثَر. ج: من كَانَ ضخم الْجِسْم مُنْذُ أول عمره فالموت أسْرع إِلَيْهِ من المهزول فِي الْأَكْثَر وَأفضل الْأَشْيَاء أَن يكون للبدن حسن السحنة لَا غليظا وَلَا مهزولا فَإِن هَذَا يُمكن يبلغ من الشيخوخة غايتها وَإِن كَانَ مجاوزا للاعتدال فافراطه فِي الهزال خير من إفراطه فِي السّمن وَذَلِكَ أَن الْجِسْم الغليظ ضيق الْعُرُوق وَلذَلِك الرّوح وَالدَّم فِيهِ قليلان فَإِذا تمادت بِهِ السن طفئت الْحَرَارَة الغزيرة من أدنى سَبَب فَمَاتَ فَجْأَة. وَأما المهزول فَلَا تخفف عَلَيْهِ ذَلِك إِلَّا أَنه رُبمَا بردت أعضاؤه الرئيسة لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء يَسْتُرهَا من برد الْهَوَاء. وَأما من كَانَت سحنته بالطبع معتدلة فِي الأول من عمره ثمَّ غلظ غلظاً كثيرا بالستعمال الخفص) والدعة فَإِن بدنه وَإِن كَانَ غليظاً فعروقه وَاسِعَة وَمَا فِيهِ من الدَّم وَالروح كثير وَلذَلِك سرعَة قَالَ وَعظم الْجِسْم فِي الشبيبة لَا يكره بل يسْتَحبّ إِلَّا أَنه عِنْد الشيخوخة يثقل ويعسر وَيكون أردى من الْجِسْم الَّذِي هُوَ أنحف فسره جالينوس على الْجِسْم الطَّوِيل وَالَّذِي أَحسب أَنه السمين فَإِن جالينوس قَالَ: إِن الْبدن الغليظ وَهُوَ الْكثير الْعرض والعمق أَجود فِي الشيخوخة من الْبدن اللَّطِيف وَلَيْسَ بدن هُوَ بِهَذِهِ الْحَالة من الموصوفة إِلَّا الطَّوِيل زعم. الرَّابِعَة من الْفُصُول: الرَّاحَة ترطب الْأَبدَان كَمَا أَن الرياضة تجففها والأغذية إِنَّمَا تسمن وترطب الْبدن مِنْهَا الحلوة والدسمة والتفهة وَأما غير ذَلِك فَلَا لِأَنَّهَا دوائية. السَّابِعَة من الْفُصُول. قَالَ: الْجُوع يجفف الْجِسْم وَهُوَ الَّذِي يُبرئ الْأَمْرَاض الرّطبَة ويجفف لحم الْجِسْم لِأَن الْجِسْم يتَحَلَّل دَائِما فَإِذا لم يخلف بَدَلا مِمَّا تحلل جفف جفوفاً قَوِيا.

الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: الْبدن الْكثير الأخلاط العبل جدا فِي الْجُمْلَة أَكثر استعداد للأمراض من الْبدن الْقَلِيل الأخلاط إِلَّا أَن الْبدن المفرط فِي قلَّة الأخلاط وخاصة الْبدن المنهوك جدا يسْرع إِلَيْهِ التأذى بِالْحرِّ وَالْبرد ويعرض لَهُ الإعياء بِسُرْعَة ويسرع إِلَيْهِ الْأَذَى من جَمِيع الْأَسْبَاب الخارجية ويسرع إِلَيْهِ الْأَمْرَاض من السهر وَالْغَم والهم وَالْغَضَب أَكثر من إسراعها إِلَى من كَانَ عبلاً سميناً. قَالَ: من تُرِيدُ أَن تهزله فَرْضه قبل الطَّعَام وَلَا تطعمه إِلَّا مرّة قَلِيلا وليتم على شَيْء صلب لِأَنَّهُ يجمع الْجِسْم ويصلبه وَلَا يدع اللَّحْم يكثر وَيمْنَع النشئ وليرتض وَهُوَ فَأَما من أردْت تسمينه فبالضد وَأدْخلهُ الْحمام دخلات فِي الْيَوْم ولتدخله دخلة بعد الطَّعَام ألف ب ورضه رياضة بطيئة ولينم على شَيْء وطيء وَلَا يكْشف بدنه للهواء وَلَا يتعب وَلَا يَصُوم. قَالَ: الْأَبدَان المتخلخلة اللَّحْم لَا تبلغ إِلَى الخصب الَّذِي فِي الْغَايَة بسهولة فَلذَلِك يبْقى لَهَا خصبها مُدَّة طَوِيلَة وَأما الَّتِي تبلغ إِلَى الخصب الَّتِي فِي الْغَايَة فأبدان أَصْحَاب الرياضة فَإِن ذَلِك الخصب لَا يَنْبَغِي لَهَا زَمَانا طَويلا لِأَن الْأَبدَان إِذا كَانَ خصبها فِي الْغَايَة لم يكن بُد أَن تنْتَقل حَاله سَرِيعا. بولس: الَّذين يتعبون وتخصب أبدانهم فِي الْغَايَة كخصب أبدان أَصْحَاب الصداع هم خارجون عَن الصِّحَّة الْوَثِيقَة لِأَن هَذَا الخصب يكسيهم أَن تَنْقَطِع قوتهم بَغْتَة وَبَعْضهمْ يذهب حسه وحركته وَيبقى مفلوجاً من أجل أَن الغلظ الْخَارِج عَن الطَّبْع والامتلاء الْحَادِث فِي الْجِسْم يطفئان الْحَرَارَة الغريزية ويشدان مجْرى الرّوح وسالكه وَأَقل مَا يصيبهم أَن تنخرق عروقهم وتعفن. قَالَ:) وَأما الخصب الآخر وَهُوَ أَن يخشن اللَّحْم وَيجب أَن يحرص الْإِنْسَان على اقتنائه لِأَنَّهُ تكون الصِّحَّة أوثق. لي تكون الصِّحَّة بِهِ أوثق لِكَثْرَة الْحَرَارَة الغريزية وجودة الهضم وَيكون مَعَ ذَلِك أبعد من السخونة. من التَّدْبِير الملطف قَالَ جالينوس: إِن أَكثر الْأَمْرَاض المزمنة تحْتَاج إِلَى التَّدْبِير الملطف وَكَثِيرًا مَا يسْتَغْنى بِهِ وَحده عَن جَمِيع العلاج. والأجود فِي جَمِيع الْأَمْرَاض الَّتِي يُمكن أَن يتم برؤها بِالتَّدْبِيرِ الملطف أَلا تعالج بِشَيْء من الْأَدْوِيَة فَإِنِّي قد رَأَيْت قوما كثيرا مِمَّن بهم وجع الكلى والمفاصل برؤا بِالتَّدْبِيرِ الملطف برءاً تَاما حَتَّى أَنه لم تعد عَلَيْهِم علتهم وَبَعْضهمْ خفت عَلَيْهِ غَايَة الخفة وَرَأَيْت قوما كثيرا كَانَ يتعاهدهم الربو بلغ من انتفاعهم بِهِ إِن سكن عَنْهُم الربو سكوناً تَاما أَو خفه خفَّة كَثِيرَة حَتَّى أَنهم كَانُوا لَا يَجدونَ مِنْهُ إِلَّا قَلِيلا يَسِيرا وَالتَّدْبِير الملطف يذبل الطحال الْعَظِيم وَيحل حمى الكبد. فَأَما الصرع فَمَا كَانَ مِنْهُ يَسِيرا وعولج مُنْذُ أول حُدُوثه بِالتَّدْبِيرِ الملطف فَإِن صَاحبه يبرأ مِنْهُ برءاً تَاما وَمَا كَانَ مِنْهُ مزمناً مُتَمَكنًا فَإِن صَاحبه ينْتَفع بِهِ نفعا لَيْسَ بِيَسِير. قَالَ: وَجَمِيع الْأَطْعِمَة والأدوية الملطفة نافعة للأبدان المملوءة من الأخلاط الغليظة الْبَارِدَة اللزجة إِلَّا أَنه لَا يُؤمن من اسْتِعْمَالهَا على غير تَقْدِير أَن تفْسد دم الْجِسْم وتجعله مرارياً. قَالَ: والرائحة والطعم يؤديان

إِلَى الذّكر قبل التجربة دَلَائِل كَافِيَة فِي تعرف الملطفات لِأَن مَا كَانَ يلذع ويهيج فَبين أَن فِيهِ حراقة وكل حربف فنافع فِي تقطيع الأخلاط الغليظة وَإِن تنوول مِنْهَا فضل قَلِيل أحدثت فِي الْمعدة لذعا وكربا وَخرجت بالقيء وَالْبرَاز وفاحت مِنْهَا رَائِحَة حريفة وَتجْعَل الْبَوْل والعرق حريفاً وتفجر الدَّم من أَسْفَل وتقرح الْجَسَد وَهَذِه كلهَا دَلَائِل على ألف ب تلطيفها الأخلاط الغليظة. قَالَ: والتجربة تشهد لَهَا بذلك أَنَّهَا بعد عَظِيمَة النَّفْع للأبدان المملوءة من الأخلاط الغليظة الْبَارِدَة اللزجة. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل بِقدر كَمَا يجب وَإِلَّا جعلت الأخلاط رَدِيئَة. قَالَ: وَلَيْسَ يذهب على أحد من الْعَوام أَن الثوم والبصل والحرف والكراث من الْأَشْيَاء الملطفة وَمن هَذِه المقدونس والرازيانج والحاشا إِذا كَانَت طرية لِأَنَّهَا إِذا جَفتْ صَارَت بلغَة فِي التلطيف) وَخرجت عَن حد إِلَى الْأَدْوِيَة. قَالَ: وَيجب أَن تعلم أَن المَاء والدهن يكسران قُوَّة الملطفات قَالَ: وَكَذَلِكَ السذاب والكراث والكزبرة والشبث والفوذنج والأبحرة فَإِنَّهَا كلهَا مَا دَامَت رطبَة تلطف تلطيفاً متوسطاً وَإِذا جَفتْ كَانَت تلطيفها قَوِيا وأسخنت إسخاناً بليغاً. قَالَ: وَهَاهُنَا أَشْيَاء متوسطة بَين هَذِه الْقُوَّة التلطيف وَبَين الْأَشْيَاء التفهة الْمُغَلَّظَة وَهِي الَّتِي فِيهَا حَظّ من الحرافة والمرارة والملوحة قوى آخر تلطفه إِلَّا أَنَّهَا قَليلَة فِي ذَلِك كالطرخشقون والهندباء والشاهترج والخس وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ كلما بَان للحواس من رِيحه وطعمه أومنهما جَمِيعًا حرافة فَإِن فِيهِ قُوَّة ملطفة وَكَذَلِكَ فعل مَا كَانَ طيب الرَّائِحَة فَإِذا تطعمته خيل لَك أَن فِيهِ عطرية فَهُوَ لَا محَالة حَار ملطف فِي قوته إِلَّا أَن حرارته أقل من الْأَشْيَاء الحريفة فَلذَلِك تلطيفه أقل وكل مَا كَانَ فِي طعمه بورقية أَو ملوحة فَإِن مَعهَا تلطيفاً وتليينا للبطن والأشياء الْمرة أَيْضا فِيهَا قُوَّة ملطفة لَيست بِدُونِ مَا فِي الْأَشْيَاء البورقية والمالحة. قَالَ: وَجَمِيع الأغذية الملطفة ينقص تلطيفها إِذا سلقت وَإِذا كَانَت بِالْمَاءِ والدهن وتزيد قوتها مَتى أكلت بالخل وَالْعَسَل أَو بهما. لي قد يُمكن أَن تنقص قُوَّة بعض هَذِه إِذا أكلت بالخل كالبصل فَإِن البصل يذهب أَكثر حِدته وحرافته بالخل لِأَنَّهُ يبرد وَيُمكن الْعَسَل أَن يكسر قُوَّة بعض هَذِه الْأَشْيَاء هَذِه الطعوم الحلوة مُغَلّظَة والمرة ملطفة وَإِذا كَانَ بعض الْأَشْيَاء الْمرة بِعَسَل كَانَ أقل تلطيفاً فَلذَلِك يَجْعَل لهَذَا قانون على مَا يجب وَمَا أَدْرِي كَيفَ أغفل جالينوس هَذَا. قَالَ: والدهن يوهن قُوَّة جَمِيع الملطفات. قَالَ: والصناعات الخردلية المتخذة من الْخَرْدَل والكاشم والكرويا وَنَحْوهَا يجب لمن يعْنى بِالتَّدْبِيرِ الملطف أَن يديم اسْتِعْمَالهَا فَإِن اتّفق لَهُ أَن يَأْكُل طَعَاما مغلظاً أكله والهليون متوسط بَين الملطفة والمغلظة. قَالَ: وَمَا كَانَ من الْأَطْعِمَة متوسطاً بَين الْقَبْض والمرارة فَإِن لَهُ تلطيفاً متوسطاً. قَالَ: وبزر الشبث والكاشم والنانخة والزوفا وَجَمِيع بزر النَّبَات الَّذِي فِيهِ عطرية مَعَ حِدة وحراقة وحرارة مُوَافقَة للتدبير الملطف وَبَعض هَذِه البزور يبلغ من شدَّة قوته أَن يبلغ غَايَة التلطيف كبزر السذاب ألف ب فَإِنَّهُ مُوَافق قوى فِي الْقُوَّة

والغاية من التلطيف والفنجكشت والشهذانج فَإِنَّهُمَا قد جادا فِي حِدة الأغذية إِلَى الخفاء بالأدوية الملطفة وَلذَلِك يصدعان إِن أَكثر مِنْهُمَا.) قَالَ: وَهَذِه البزور العطرية لتنقية الدَّم بالبول. قَالَ: وَالْحِنْطَة تولد دَمًا غليظاً فِي الْغَايَة لَا تصلح لمن يتدبر تدبيراً لطيفاً إِلَّا أَن يكثر الخمير وَالْملح فِي عجينه ويخبز فِي التَّنور ويأكله مَعَ سكنجبين وشراب لطيف فَحِينَئِذٍ يُؤمن تغليظه وَلُحُوم الطير الجبلية والفراريج والسمك الصغار كلهَا تولد دَمًا لطيفاً والفلفل إِذا خلط بالأطعمة الغليظة أعَان على دفع تغليظها مَعُونَة عَظِيمَة وَالْعَسَل من جَمِيع الْأَشْيَاء الحلوة يُولد خلطاً لطفاً ويلطف. قَالَ: وَالشعِير غنى بِنَفسِهِ أَن يخلط بِهِ مَا يلطفه فَإِن خلط بِاللَّبنِ أَو بِغَيْرِهِ من الْأَشْيَاء الْمُغَلَّظَة أفخ وعسر هضمه. قَالَ: وشيرج التِّين يلطف أَيْضا إِلَّا أَن الْعَسَل أبلغ مِنْهُ والتين الْيَابِس متوسط وَهُوَ إِلَى التلطيف أقرب والتين الرطب إِذا كَانَ نضجاً فَلَيْسَ مِمَّا يغلظ فَإِن أكل غير نضج فَإِنَّهُ ينْفخ ويغلظ يعر تزوله والأشربة الْبيض تولد خلطا رَقِيقا وينقي الدَّم بالبول وتقطع الأخلاط الغليظة وَأما الَّتِي لَهَا مَعَ رفقتها حمرَة وحراقة فَإِنَّهُ أَشد تلطيفاً وَلَكِن لَا تصلح لمن مزاجه حَار وَلمن رَأسه ضَعِيف أَو بِهِ عِلّة. وَأما الْخمر السَّوْدَاء والغليظة والحلوة والقابضة فليدعه من يُرِيد تدبيراً لطيفاً لِأَنَّهُ يمْلَأ الْعُرُوق من الدَّم الغليظ وخاصة الحلو الْأسود الغليظ مِنْهَا. قَالَ: وَجمع الْأَشْيَاء الحلوة قد تهيج الأحشاء حَتَّى أَن الْعَسَل وَإِن كَانَ ملطفاً فير صَالح للأحشاء الوارمة ورما حارا وَالَّتِي فِيهَا سدد وَلَكِن إِذا خلط بالخل فَإِنَّهُ يصلح والسكنجبين أصلح الْأَشْيَاء الحلوة الَّتِي تسْتَعْمل فِي التَّدْبِير الملطف وَلَيْسَ هُوَ بَرِيء الْخَلْط وَلَا فِيهِ دوائية مثل مافي جَمِيع الْأَجْزَاء الملطفة وَلَا هُوَ ضار للمعدة وَمَتى كَانَ خله عنصليا كَانَ أبلغ تلطيفاً وشراب العنصل أَو خله يبلغ غَايَة التلطيف وَقد رَأَيْت خلقا كثيرا كَانُوا فِي سَائِر تدبيرهم على غير تحرز وَكَانَ استعمالهم بخل العنصل فحفظ عَلَيْهِم صحتهم. وَقَالَ: يجب أَن تسْتَعْمل الرياضة أَيْضا بقصر وَيجب أَن تعلم قوى جَمِيع الْأَشْيَاء فَإِن مِنْهَا مَا يلطف وَمِنْهَا مَا يغلظ وَمِنْهَا بَين ذَلِك فَلْيَكُن استعمالك لَهَا وحرزك مِنْهَا على حسب ذَلِك. قَالَ: وَاللَّبن كَأَنَّهُ مغلظ فَأَما مائية اللَّبن فملطفة مَعَ أَنَّهَا تطلق الْبَطن فَلذَلِك لَا يُمكن إدمانها لمن أَرَادَ التلطيف وَلَا يتَعَرَّض للألبان وخاصة للغليظة إِلَّا مَعَ الملطفة. قَالَ: والجبن اتركه أَكثر من جَمِيع الْأَشْيَاء لِأَنَّهُ يغلظ غَايَة التَّغْلِيظ مثل الحلزون والدماغ والكبد والكلى وَالْفطر وَالْبيض السليق المشتد فَإِن هَذِه يَنْبَغِي أَن يَدعهَا من يُرِيد أَن يدبر تَدْبِير لطيفاً فَإِن احْتِيجَ فِي وَقت مَا النبض: على مَا رَأَيْت فِي الْخَامِسَة عشر من النبض مِمَّا يجفف ألف ب الْبدن: الأغذية) المجففة وَالشرَاب الصّرْف وَقلة الْغذَاء وَقلة شرب المَاء والتعب والشيخوخة والهم والسهر وَغَلَبَة الْحَرَارَة على الْقلب. الثَّالِثَة من السَّادِسَة من أبيذيميا: عَلَيْك فِي إسمان الْجِسْم بالأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء أَو بالرياضة البطيئة قَالَ: وَاللَّحم الْكثير الْغذَاء إِذا أكل مشوياً أَكثر مِنْهُ مطبوخاً لِأَنَّهُ يكثر وتجتمع مائيته فَيكون فِي قَلِيله غذَاء كثير وَيكون اللَّحْم الْمُتَوَلد مِنْهُ غير رهل وَلَا رطب بل

صلب قوى فَإِن الْغذَاء الْمُتَّخذ من اللحوم المطبوخة هِيَ رهلة رطبَة سريعة الانفشاش بِالْإِضَافَة إِلَى الْمُتَوَلد من الشواء. الرَّابِعَة من أبيذيميا قَالَ: انْظُر أبدا فِي حَال الْمعدة فَإِن الَّذِي هِيَ أسخن مِمَّا يَنْبَغِي فَإِنَّهَا تولد كيموسا مراريا فَلَا يجذب مِنْهُ الْبدن كثيرا لِأَنَّهُ غير مُوَافق فينحف عَلَيْهِ الْبدن والمعدة الْبَارِدَة تعْمل كيموسا مائيا فَيكون اللَّحْم الْكَائِن مِنْهُ رهلا سريع الانفشاش والمعتدلة تعْمل كيلوسا حُلْو متينا غليظا فيكثر جذب الكبد وتحيله إِلَى دم جيد متين مُوَافق فيكثر عَلَيْهِ اللَّحْم وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن كَثْرَة اللَّحْم نَافِع لِكَثْرَة الدَّم الْجيد فِي الْجِسْم. الْخَامِسَة من السَّادِسَة أبقراط: الْأَطْعِمَة الَّتِي هِيَ فِي غَايَة الضعْف إِنَّمَا لَهَا من الْعُمر مُدَّة يسيرَة. ج: يُرِيد الْأَطْعِمَة القليلة الْغذَاء إِن مد مِنْهَا لَا يطول بَقَاء عمره. لي وَذَلِكَ وَاجِب لِأَنَّهُ يقل دَمه ولحمه فتضعف قوته فتجف أَعْضَائِهِ الْأَصْلِيَّة سَرِيعا. الثَّانِيَة من الأهوية والبلدان قَالَ: عظم الطحال يهزل الْجِسْم لعلتين إِحْدَاهمَا: أَنه مَتى كَانَ عَظِيما جذب أَكثر الدَّم الَّذِي يتَوَلَّد من أغذية فِي الْبدن لعظمه وَالثَّانيَِة: أَنه يوهن قُوَّة الكبد فيقل هضمه فيقل لذَلِك الدَّم الْجيد. الأولى من الأغذية: الأغذية الْيَابِسَة كالعدس المقشر والجاورش وَنَحْوهمَا من أضرّ الْأَشْيَاء لأَصْحَاب الْأَبدَان الْيَابِسَة النحيفة وَهُوَ جيد لمن يُرِيد تجفيفه. الثَّانِيَة مِنْهَا: الحريف والحامض جَمِيعًا مطلقان إِلَّا أَن الحامض يفعل ذَلِك مَعَ برودة والحريف يَفْعَله مَعَ حرارة. الثَّانِيَة من المزاج: مَا دَامَ الْجِسْم لم تنله آفَة مَعَ زِيَادَة العبولة فَزِيَادَة العبولة فِي صِحَّته. وَقَالَ فِي كتاب آخر: وَأَظنهُ تَدْبِير الأصحاء أَن بالرطوبة قوام حَيَاة الْإِنْسَان فلولا أَنه يعسر علينا تعرف الْحَد الَّذِي إِذا جازه الْبدن فِي الرُّطُوبَة مرض لَكَانَ الْوَاجِب فِي التَّدْبِير أَلا يقصر بِالْبدنِ عَن تِلْكَ) الْمرتبَة لِأَنَّهُ لَا يمكننا أَن نقف على ذَلِك الْحَد بِالْحَقِيقَةِ ويهيج فِي الْبدن الرطب أمراض أَكثر صرنا نَمِيل إِلَى تَخْفيف الْجِسْم فِي أَكثر الْأَحْوَال لِأَن الْأَمْرَاض رُبمَا أتلفت بِالْعرضِ أغْنى بقولى بِالْعرضِ الطبرى مِمَّا يسمن الْعُضْو المهزول: أَن يدلك بِخرقَة حَتَّى يحمر وينطل بِالْمَاءِ الْحَار ويدلك ثمَّ يمرخ ألف ب بالقيروطى ويضمد فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة بالعاقرقرحا والكبريت يتْرك عَلَيْهِ إِلَى أَن يجمد وينتفخ ويتوقى عَلَيْهِ الْبرد. الطبرى قَالَ: مخيض لبن الْبَقر ينْزع زبده قبل أَن يحمض يسقى مِنْهُ نصف رَطْل وَيمْكث ثَلَاث سَاعَات فَإِذا استمرأه شرب أَيْضا نصف رَطْل وَيمْكث ثَلَاث سَاعَات فَإِذا استمرأه أَيْضا شرب أَيْضا نصف رَطْل وَلَا يَأْكُل شَيْئا إِلَى العشى ثمَّ يَأْكُل طَعَاما جيدا فراريج وجداء ويطيب بدنه بالنضوج وَالطّيب يشربه أسبوعاً.

الطبرى فِي كتب الْهِنْد: إِنَّه إِذا كثر الشَّحْم هاج الغثيان وَقلت النظف والفالج واللقوة وَالْمَوْت الْفجأَة وَإِذا هزل الْبدن جدا أسْرع إِلَيْهِ الْمَوْت وَمِمَّا يسمن الْجِسْم الدعة وَأكل الدسم واللحوم وَالسكر والأرز وَاللَّبن والحقن الدسمة وتهزيله بالتعب وَشرب البلادر والمقل والإطريفل وَقلة النّوم وَالْجِمَاع الْكثير وإدمان قِرَاءَة الْكتب وَالْخَوْف والحزن والأغذية الْيَابِسَة. أهرن قَالَ: عالج من سمن الْبدن المفرط بدواء الكركم والكمونى والفلافلى وَسَائِر اللطيفة ومرخه فِي الْحمام بدهن الياسمين ودهن الناردين وَنَحْوهمَا وَيَأْكُل الْخبز بالعسل والخردل وأعطه من اللحوم الجافة القليلة الْغذَاء وَمن أردْت إسمانه فامنعه من الْجِمَاع وكل مَا يسخن ويجفف من اختيارات حنين سمنة عجينة: حب خروع يعصر وَيصب رطلان من لبن بقر حليب يسحق الْجَمِيع ويعجن بِاللَّبنِ عَجنا محكما ويخبز مِنْهُ أَقْرَاص رقاق فِي القرص نصف أُوقِيَّة ويجفف ويدق مِنْهُ كل يَوْم قرصان ويسقى مِنْهُ كل يَوْم فَإِنَّهُ عَجِيب. لي يتَّخذ حساء من دَقِيق حمص وباقلى وَلبن وأرز فَإِنَّهُ عَجِيب. السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا: من أردْت إهزاله فَعَلَيْك بالرياضة السريعة كالإحضار وامنع مِنْهُ الطَّعَام بعده إِلَى أَن تسكن حرارته الْبَتَّةَ وينام عَلَيْهِ ثمَّ اعطه القليلة الْغذَاء المجففة. أوريباسوس قَالَ: اعْتمد فِي تهزيل الْبدن على الرياضة السريعة والتكشف للشمس والدلك فِي الْحمام بالنطرون الجريش دلكا كثيرا لِأَن الْقَلِيل مِنْهُ يخصب الْبدن والأغذية الملطفة وإدرار الْبَوْل وَالنَّظَر فِي الْكتب دَائِما.) قَالَ: وَهَذَا الدَّوَاء يجفف ويهزل إِن شرب كل يَوْم: فلفل بطراساليون جزءان أسارون أنيسون من كل وَاحِد نصف جُزْء يسقى كل يَوْم وينام بعد الرياضة وَالْحمام ثمَّ يَأْكُل وَلَا ينَام بعد الْأكل. الْكَمَال والتمام حساء يتَّخذ لمن بِهِ دق: حمص ينقع بِلَبن الْبَقر يَوْمًا وَلَيْلَة ويجفف وَيُؤْخَذ أرز أَبيض مغسول أَو حِنْطَة وشعير مهرسان من كل وَاحِد ثَلَاثُونَ درهما خبز سميد مجفف سِتُّونَ درهما لوز مقشر حُلْو خَمْسُونَ درهما خشخاش ثَلَاثُونَ درهما سكر سِتُّونَ درهما يطْبخ كل يَوْم مِنْهُ ثَلَاثُونَ بِلَبن حليب ودهن لوز حُلْو قَلِيل أَو شيرج ألف ب وَيُعْطى قبل الآبزن فَإِنَّهُ يسمن جدا. لي دَقِيق الْأرز والحمص والسميذ فيخبز رقاقا وَيُؤْخَذ مِنْهُ وَمن اللوز المقشر وَالسكر فيطبخ حساءا بِلَبن بقر حليب ويتحسى. من كتاب روفس فِي الْحمام: الظل والكن يرطب وَالشَّمْس ينحف وَشرب المَاء الْبَارِد وَشرب المَاء الْحَار يهزل وَكَثْرَة الْعرق يهزل وَالْجِمَاع يهزل والقيء وَالنَّوْم الطَّوِيل يهزل وَالْأكل فِي الْيَوْم مرّة يهزل ومرتين يخصب.

من كتاب حنين فِي تَدْبِير من غلب عَلَيْهِ اليبس: جالينوس فِي كتاب الذبول قَالَ: لَوْلَا التَّدْبِير بالآبزن والمروخ لما كَانَ إِلَى شِفَاء أَصْحَاب الدق من سَبِيل. أغلوقن: الأَصْل فِي رد المزاج من الْقلب الْحَار تَنْشَق الْهَوَاء الْبَارِد وللدماغ بالأضمدة المبردة وللمعدة والكبد الحارتين من الأغذية والأضمدة. وَقَالَ: إِن جملَة مزاج الْبدن يتبع مزاج الْأَعْضَاء الرئيسية وَيجب أَلا يكون فِي مَاء الآبزن وَلَا فِي هَوَاء الْحمام يحس حرارته أَصْحَاب الْأَبدَان المعتدلة وَلَا يبلغ برده إِلَى أَن يقشعر مِنْهُ هَؤُلَاءِ. وَاسْتعْمل الآبزن فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ فَإِن كَانَت الْعلَّة ضَعِيفَة فَثَلَاث مَرَّات والمروخ بعد الآبزن بدهن البنفسج واليلوفر وَمن كَانَت مِنْهُم الْحَرَارَة أغلب عَلَيْهِ فعصب فِي الآبزن بعد دُخُوله فِيهِ ماءا بَارِدًا قَلِيلا حَتَّى يحس فِيهِ بِبرد يسير لَا يُؤْذِيه وَيصب على رَأسه مَاء أبرد من مَاء الآبزن وَإِذا خرج من الآبزن فَاتبع ذَلِك بِوَضْع الأضمدة الْبَارِدَة على الدِّمَاغ والصدر والكبد وَيكون مَعَ ذَلِك طيبَة الرّيح بَارِدَة بِالْفِعْلِ. وَمَتى كَانَ الْبرد على هَؤُلَاءِ فليتوق الْأَشْيَاء الْيَابِسَة القوية من المبردات وَألا يدنى إِلَيْهِم مَا يبرد بِالْفِعْلِ بردا تكْثر مِنْهُم جُلُودهمْ وتقشعر فتمتنع من نُفُوذ مَا تسْتَعْمل من الرطوبات إِلَى قَعْر) الْأَبدَان. وَإِذا كَانَ الْغَالِب الْحَرَارَة لم تحتج إِلَى شَيْء قوى من هَذِه الْأَشْيَاء وَيجب مَا دَامَ الْجِسْم ضَعِيفا أَن يخدر عَلَيْهِ سُقُوط الْقُوَّة فِي الآبزن وَالْحمام واحتط فِي ذَلِك لَا تتركهم يَمْشُونَ وَلَا يتحركون وتوق فيهم التَّعَب والسهر والضجر وَطول اللَّيْث فِي الآيزن وَالْحمام إِلَى أَن يسترخوا وَتسقط قواهم وتوق عَلَيْهِم الشَّمْس والهواء الْحَار والفكر وَإِذا تراجعت أبدانهم وأخصبت قَلِيلا اسْتعْمل بعد الْحمام فِي وَقت الْخُرُوج ماءاً بَارِدًا يغطس فِيهِ دفْعَة ثمَّ لَا يزَال يزْدَاد فِي برد الْهَوَاء مَا أخصب حَتَّى يصير قوى الْبرد وتوق قُوَّة المَاء الْبَارِد مَا دَامَ الْبدن لم يخصب توقياً شَدِيدا وَليكن حمامه على الطَّعَام بعد أَن ينحدر الْغذَاء من الْمعدة قَلِيلا وَإِن لم يتهيأ ذَلِك فحسهم من الأحساء الْمُوَافقَة ثمَّ انْتظر حَتَّى يحس بانحدار الحساء عَن الْمعدة ثمَّ اسْتعْمل الْحمام والآبزن فَإِن عرضت سدة استعملوا السكنجبين والافسنتين والأرز إِذا طبخ بِاللَّبنِ الحليب حَتَّى يتهرأ وينحل جِسْمه الْبَتَّةَ. تسمين غير أَنه لَا يصلح للضعفاء من المهازيل ألف ب الأغذية الَّتِي تسمن هِيَ التفهة وَالَّتِي تميل الشَّهْوَة إِلَيْهَا. وأرفق الْغذَاء للمذبولين لبن الأتن فَإِن لم يكن فلبن الماعز سَاعَة يحلب ويخلط فِيهِ شَيْء من سكر ليمنعه من التجبن وتعلف الماعز شَعِيرًا وهندباء وخساً وَتَكون فتية خصيبة قريبَة الْعَهْد بِالْولادَةِ وَيسْتَعْمل الآبزن قبل اللَّبن وَبعده وَكَذَلِكَ مَاء الشّعير وَإِذا قويت الْقُوَّة قَلِيلا فليطبخ مَعَ الشّعير عدس مقشر وَيصْلح لَهُم الاسفذباجات بالبقول الْبَارِدَة كالقطف والاسفاناخ والبقلة اليمانية والرجلة والخس والملوخيا وَنَحْوهَا والقرع يطيب بِشَيْء من خل قَلِيل وسكر فِي بعض الْأَوْقَات وجوف القثاء وَالْخيَار وَشرب مَاء القرع أَحْيَانًا وَليكن القرع مشوياً وَيشْرب قبل الطَّعَام وبعقب الآبزن مَعَ سكر وَيطْعم الخس بخل ممزوج وَإِن لم تكن هُنَاكَ حمى وَلَا حرارة فاعطه مَعَ هَذِه فراريج ودجاج وَلُحُوم الجداء والحملان الرضع والسمك الرخش يُؤْكَل بعد اسْتِعْمَال الحساء بِمدَّة ولتكن الْأكلَة الثَّانِيَة والآبزن الطَّوِيل

بالعشاء وقو الْغذَاء وزد فِيهِ مَا يُقَوي الْبدن وَيزِيد فِيهِ وَمَا دَامَ الْبدن أَضْعَف فَلْيَكُن الْغذَاء ألطف وأدق وأرطب وَأَقل مِقْدَارًا وَأكْثر مَرَّات والطبيخ أصلح لَهُم من الشواء وتؤكل الْأَطْعِمَة بَارِدَة بِالْفِعْلِ وآثر كل مَا كَانَ أسْرع إنهضاماً وانحداراً عَن الْمعدة وَاسْتعْمل شراب الْجلاب والبنفسج بعد أَن تكون الْحَلَاوَة فيهمَا غير قَوِيَّة وَيكثر مزاجه بِالْمَاءِ وَاسْتعْمل فِي وَقت إِن ضعف وغثت نَفسه رب الريباس وَمَاء الرُّمَّان مَتى ضعفت الشَّهْوَة وَإِن لم يمْنَع مَانع من حمى فالشراب الممزوج بِمثلِهِ مَاء) عشر مَرَّات وَيتْرك بعد المزاج يَوْمًا وَأكْثر حَتَّى لَا يكون يحس فِيهِ من سُورَة النَّبِيذ وشدته شَيْئا الْبَتَّةَ ويشربه بَارِدًا ويختار مِنْهُ الْأَبْيَض اللَّوْن ويحذر الْعَتِيق وَلَا تدع أَن تضمد الكبد والصدر بضماد الصندلين وخاصة بعقب الآبزن وَوضع مياه الْبُقُول عَلَيْهِ والخرق المبلولة بِمَاء البنفسج والكافور على الرَّأْس وَيكون فِي بَيت بَارِد قد فرش بالرياحين والأوراق الْبَارِدَة وأرائح طيبَة ولباس ثوب مصندل وتفاح ولفاح وآس وَخلاف وَورد وشاهشبرم وبطيخ وسفرجل وخوخ وصندل وكافور ولخالخ وَيسْتَعْمل النّوم بعد الطَّعَام والموضع مظلم وَلَا يتدثر مَا يسخنه ويدع الْبَاءَة الْبَتَّةَ حَتَّى يقوى وَيصْلح إِذا صلح أَيْضا فَلَا تستعمله فِي مَوضِع حَار وعَلى جوع وَإِذا قوى فليرتض رياضة يسيرَة قبل الطَّعَام قبل طُلُوع الشَّمْس فِي هَوَاء بَارِد وَلَا يبلغ أَن يحس فِيهِ بتعب الْبَتَّةَ مَا قل مِنْهُ وَلَا مَا كثر ويتوقى الصياح وَكَثْرَة الْكَلَام وَرفع الصَّوْت. قَالَ: وَشرب المَاء الْبَارِد نَافِع لَهُم جدا وَإِذا مزج بِهِ قَلِيل نَبِيذ وبردا جَمِيعًا بالثلج كَانَ أَجود وَالْبيض النيمرشت وأدمغة الحملان وَالْعِنَب وَالرُّمَّان مبردة على الثَّلج والأجاص لمن وجد حرارة ابْن ماسوية فِي المنقية قَالَ: مِمَّا يهزل إدمان شرب دَقِيق الكرسنة والمرزنجوش والزاج إِلَّا أَن الزاج قتال خَبِيث ألف ب يحدث السل ويجفف الرئة فليجتنب أصلا. أنطليس وبولس فِي الْأَصَابِع الزَّائِدَة والملتصقة قَالَا: قد ينْبت من الْإِبْهَام أَو من الْخِنْصر أصبعاً فضلى وقلما ينْبت إِلَى جَانب غَيرهمَا وَرُبمَا كَانَ لَحْمًا فَقَط وَرُبمَا كَانَت فِيهَا عِظَام وَمِنْه مَا ينْبت من الْمشْط وَمِنْه مَا ينْبت من الْأَصَابِع والنابت من الْمشْط لَهُ حَرَكَة إرادية والنابت من الْأَصَابِع رُبمَا كَانَت لَهُ حَرَكَة إِن كَانَ فِيهِ عظم لم يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ. قَالَ: فاقطع اللحمية بِلَا خوف وَلَا حذر. وَأما الَّتِي تبدأ من الْمفصل فقطعها خوف لمَكَان مشاركتها العصب وَلم يَأْمر بولس بقطعها وَأمر أنطليلس بذلك. وَأما مَا كَانَ نابتاُ من سلامى أصْبع مَا يَنْقَطِع على هَذِه الصّفة: أدر حوله إِلَى الْعظم ثمَّ اقْطَعْ الْعظم ثمَّ ألزق الْجلد على مَوْضِعه ثمَّ أدمله وعَلى هَذَا أَمر أنطليلس بِقطع الَّتِي تنْبت من الْمشْط نَفسه. من كتاب بولس فِي تهزيل السمان قَالَ: السمان لَا يصبرون على الْجُوع والعطش وتضرهم التخم ويمرضون من الْأَسْبَاب أسْرع من أَصْحَاب الْأَبدَان الجيدة وصحتهم غير وَثِيقَة وأمراضهم إِذا) مرضوا قَوِيَّة قاتلة ويعرض لَهُم الصرع والفالج ونتن الْعرق ووجع الْفُؤَاد وضيق النَّفس والهيضة والغشى والحميات المحرقة وَلَا يحسون بأمراضهم سَرِيعا لغلط جثثهم وَلَا تقبل العلاج قبولاً سهلاً لِأَن الْأَدْوِيَة لَا تصل إِلَى أعضائهم سَرِيعا وتضعف قوتها

قبل ذَلِك وَتَكون أمراضهم رَدِيئَة لتضايق أعضائهم وَضعف تنفسهم ويعسر فصد عروقهم وتضرهم أَيْضا المسهلة وَرُبمَا قَتلتهمْ والبلغم فيهم كثير وَهُوَ أشر الأخلاط وَالدَّم فيهم قَلِيل وَهُوَ أَجود الأخلاط وَإِذا تقيأوا من الْمَرَض لم يَصح برؤهم سَرِيعا وَلَا ترجع أبدانهم إِلَى حَالهَا الطبيعية إِلَّا بعد مُدَّة طَوِيلَة. قَالَ: وَأما المعتدلة الْأَبدَان فَلَا يكادون يمرضون وَإِن مرضوا نقهوا سَرِيعا والسمين لَا ينسل وَلَا يشتاق إِلَى الْبَاءَة وَلَا يقوى على الْإِكْثَار مِنْهُ الْبَتَّةَ والسمينة لَا تعلق وَإِن علقت لَا تسلم بِأَن تسْقط وَإِن لم تسْقط كَانَ الطِّفْل ضَعِيفا جدا. قَالَ: والهزال إِنَّمَا يكون بِأَن يسخن المزاج فَإِن الْحَيَوَان مَتى برد مزاجه ازْدَادَ سمناً فألزم السمين الرياضة وباعده من السّكُون وَالْحمام والغذاء الغليظ وَاعْلَم أَن الدَّم فِي عروق المهازيل كثير وَفِي السمان قَلِيل فاحرص على أَن يكثر مَا فِي عروقهم من الدَّم ويزيل كَثْرَة شحومهم وَاعْلَم أَن التَّعَب الْيَسِير يسمن والدلك والغمز يسمنان قَالَ: وَالنَّوْم المفرط يهزل. لي عل الْخلاف كَذَلِك السهر الطَّوِيل والهم يهزل الْجِسْم سَرِيعا وَكَثْرَة الْحجامَة والجوع الدَّائِم واحرص على أَن توسع منافس بدنه ليتنفس مِنْهُ شَيْء كثير وامنعه من كَثْرَة الْأكل وَذَلِكَ أَن الْجِسْم إِنَّمَا يتغذى بِمَا يتغذى مِنْهُ وَيدْفَع الْبَاقِي فِي مَوَاضِع ثمَّ يعْطف عَلَيْهِ فيتغذى بِهِ فَيكون فِي تغذ ألف ب دَائِم قَالَ: وَإِيَّاك وخبز الْحوَاري وَالْملَّة وخاصة المعجونة بالزيت فَإِنَّهَا تسمن إسماناً كثيرا والأحساء المتخذة بِاللَّبنِ وَالشعِير أَحْمد من الْحِنْطَة والعدس ينحف الْجِسْم والباقلى يسمن والبقول تهزل لِأَنَّهَا قَليلَة الْغذَاء والشحم يهزل والأحمر يسمن فَعَلَيْك بالأشياء الحريفة الملطفة وإغزار الْبَوْل وَإِطْلَاق الْبَطن وَخذ الأنيسون والدوقو والبطراس اليون والفلفل والأسارون واعجنها بِعَسَل واسق مِنْهَا قدر البندقة فَإِنَّهُ يهزل وَالشرَاب الْعَتِيق يهزل والغليظ الحلو يسمن والخل يهزل إهزالاً شَدِيدا وليأكل عِنْد الْجُوع الدسم والبقول فَإِنَّهَا تشبعه سَرِيعا ويقل غذاؤه وليتدلك فِي الْحمام بالنطرون. وَقد رَأَيْت نساءا قد عظم مِنْهُنَّ الثدي فقصدت لدلكه بدهن الْملح وبأصول الْقصب المنخول بالجرجير وَالنُّفَسَاء مَتى أردْت إهزالهن فَأكْثر درور الطمث وَإِن أردْت أَن يسمن فاحرص على) قلَّة نُزُوله. لي أدوية الإسمان: السكسيلا حب الخروع الورك الْبري الخربق الْأَبْيَض المغاث التوذرى البوزيدان اللعبة بهمن جوز كندم حب السمنة وغماده على المسخنة والمغلظة والمنفخة كالفلفل سمنة لسابور: حرف خربق أَبيض دَقِيق الحمص باقلى نانخة جزؤ جزؤ كسيلا جزءان كمون كرماني فلفل من كل وَاحِد نصف جُزْء يسحق ويعجن ويخبز فِي التَّنور ويجفف وَيُؤْخَذ مِنْهُ جزؤ جزؤ سميذ جزؤ يتَّخذ مِنْهُ حساء بِلَبن وَيجْعَل فِي مرق فروج سمين ويؤكل كل يَوْم بتحسى قبل الطَّعَام.

أقربادين حنين للسمنة: توذرى خشخاش أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بورق جزؤ جوز جندم حب الصنوبر ثَلَاثَة ثَلَاثَة حب السمنة أَرْبَعَة سورنجان بزونج عاقرقرحا خولنجان يهمن أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَم كسيلا خَمْسَة دَرَاهِم حِنْطَة بَيْضَاء محكوك لبن الْبَقر دورق تنقع الْحِنْطَة بِاللَّبنِ حَتَّى يَرْبُو ثمَّ يجفف فِي الظل ويقلى ويخلط الْجَمِيع ويلقى عَلَيْهِ سمن الْبَقر عشر مغارف ويخلط نعما ويسقى كل يَوْم عشرَة دَرَاهِم بِالْغَدَاةِ وَعشرَة بالْعَشي وَيشْرب بعده لَبَنًا. سمنة أُخْرَى تحسن اللَّوْن وتخضب الْبدن: لوز بندق حَبَّة خضراء فستق شهدانج حب صنوبر كبار يعجن بِعَسَل وَيجْعَل بَنَادِق وَيُؤْخَذ مِنْهَا كل يَوْم كالجوزة خَمْسَة أَو عشرَة وَيشْرب بعده شرابًا فَإِنَّهُ جيد للباءة أَيْضا وَيحسن اللَّوْن. جوارش للمسلولين يخصب ويسكن الْحَرَارَة وَيعْقل الْبَطن: لوز مقشر بزر قرع وطباشير وَورد وسنبل ومصطكى يستف مِنْهُ. مسَائِل الْفُصُول: السحنة المنهوكة رَدِيئَة لِأَن الْأَعْضَاء الرئيسة بَارِدَة فيسرع قبُوله للبرد وَالْحر وينحل قواه سَرِيعا والعبلة جدا رَدِيئَة لِأَن عروقه ضيقَة وَدَمه وروحه قليلان ألف ب وعفنه وفصوله كَثِيرَة وامتلاؤه دَائِم سريع ويبطئ حرارته من أدنى سَبَب. الثَّانِيَة من المفردة: المَاء من أَنْفَع الْأَشْيَاء للأبدان الَّتِي قد جَفتْ ونحلت بِأَن يلقا شَيْء من خَارج مُدَّة طَوِيلَة. الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: من أفرط عَلَيْهِ استفراغ مَا ضعفت قوته وأسرعت إِلَيْهِ الْأَمْرَاض وَقد ظن بعض النَّاس أَن هزال الْجِسْم لَا يحدث عَنهُ مرض. قَالَ: وَهَؤُلَاء لَا أعلم مِنْهُم من أفرط عَلَيْهِ الاستفراغ إِلَّا كَانَ وُقُوعه فِي الْأَمْرَاض بسهولة لِأَن الْبرد يسْرع إِلَيْهِ من أَي الْأَسْبَاب) كَانَ وَالْجد والأذى من جَمِيع الْأَسْبَاب الْخَارِجَة ويشتد ضَرَره من السهر وَالْغَم والتخم وَالْغَضَب أَكثر من إسراعها إِلَى من كَانَ عبل الْجِسْم. وَمِنْهَا: من تُرِيدُ إهزال بدنه فَرْضه رياضة سريعة واسقه الشَّرَاب قبل الطَّعَام وَاجعَل إدامه وَطَعَامه أَشْيَاء دسمة كي يشبعه الْقَلِيل مِنْهَا. الحميات الثَّانِيَة قَالَ: وَكَذَلِكَ يسخن الْعُضْو وينتفخ من سخنت بالزفت أَو الراتينج تسخيناً باعتدال وطليته على الْعُضْو وَتركته قَلِيلا حَتَّى يجمع ثمَّ اجتذبته فاقتلعته دفْعَة. لي هَكَذَا يسْتَعْمل طلاء الزفت وَيَنْبَغِي أَن تُؤْخَذ قِطْعَة رق فتدنى من النَّار حَتَّى يذوب قَلِيلا ثمَّ ألزمهُ الْعُضْو فَإِذا جمع اجتذبت. جورجس للسمنة: يشرب أول يَوْم نصف رَطْل لبن مخيض وَيتْرك ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يشرب نصف رَطْل وَلَا يَأْكُل شَيْئا حَتَّى ينهضم وتفقد الجشاء ثمَّ بعد الكزمازك لَا غير بِلَحْم الدَّجَاج أَو الجداء وَيشْرب نبيذاً صافياً رَقِيقا ويشتم رياحين طيبَة ويستحم إِذا فقد الجشاء ثمَّ يَأْكُل يَوْمًا ويحتقن كل أُسْبُوع بحقنة دسمة. لي يَعْنِي بالمخيض لَا الحامض لَكِن اللَّبن نَفسه

سَاعَة يحلب يمخض وَهُوَ حَار وَيشْرب فَإِنَّهُ إِذا فقد الدسم كَانَ أغذى وَأَقل إسهالاً وَأبقى وأخف على الْمعدة. لي رَأَيْت فِي الطِّبّ الْقَدِيم وَهُوَ الأقربادين الْعَتِيق: البنج الْأَبْيَض يسمن والخربق الْأَبْيَض يسمن والتوذرى والسورنجان واللعبة والخشخاش وأصل الكاكنج وَجَمِيع المخدرات تسمن ومدح الْأرز فِي ذَلِك. من كتاب الذبول قَالَ: الذبول الْبَسِيط من قلَّة الطَّعَام بِإِرَادَة وَغير إِرَادَة. لي قد صَحَّ بِأَن ترطيب الْبدن يكون بالغذاء. السَّادِسَة من جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء: الإسهال يمْنَع انتشار الْغذَاء فِي الْجِسْم وَلذَلِك لَا شَيْء أبلغ فِي نفض السمين مِنْهُ وبالضد وَبِأَن من كَلَامه أَن الَّذِي ينشر الْغذَاء هِيَ المدرة للبول إِذا تنوولت حنين: المهزولون إِذا حموا فاعطهم سويق الرُّمَّان وَنَحْوه لترجع إِلَيْهِم شهواتهم وَلَا تسخنهم بالدثار بل يكون مَا يلقاه أملس واختر لَهُم هواءا رطبا فَإِن ذَلِك صَالح لَهُم وأدخلهم الآبزن المعتدل وَإِذا خَرجُوا مِنْهُ سكنوا سَاعَة واستلقوا على فرش وطئة حَتَّى يسكن عَنْهُم الْحر ثمَّ ليأكلوا وليأكلوا فِي الْيَوْم مَرَّات ألف ب قَلِيلا قَلِيلا وامنع أبدانهم من التَّحَلُّل الْخَفي بالهواء الْبَارِد والطلى بِمَاء الْورْد والصندل والقمص المصندلة وخاصة إِن كَانُوا قد صَارُوا فِي حد) يغشى عَلَيْهِم وافرش الْبَيْت بالورد وَالْخلاف والآس وكل مَا يقبض مَعَ طيب رَائِحَة فِي بُيُوتهم وليدعوا الْفِكر وَالْغَضَب الْبَتَّةَ وَشرب المَاء بالثلج نَافِع لَهُم جدا إِذا كَانَ ممزوجاً بِقَلِيل شراب فَإِذا قووا فغلظ لَهُم التَّدْبِير قَلِيلا قَلِيلا بِقدر ذَلِك وَمن كَانَ مِنْهُم قد لطفت أخلاطهم ويحلل سَرِيعا فَاسْتعْمل فِيهِ الْأَشْيَاء القابضة وَهَؤُلَاء الَّذين تسميهم أَصْحَاب تحلل الرّوح. حنين فِي تَدْبِير النَّاقة: من نحف بدنه لجوع طَوِيل أَو سفر فيمكنك أَن تغذوه من أول الْأَمر بالأغذية الغليظة لِأَن أَعْضَاء هَؤُلَاءِ الْأَصْلِيَّة وقواهم بِحَالِهَا وَلم يبعد عَن حَالهَا كَبِير بعد وَإِنَّمَا نقص مِنْهُم الشَّحْم وَاللَّحم وَأما الناقهون فَلِأَن قواهم ضَعِيفَة لَا يهضمون الغليظ. روفس فِي الْحمام: من لم يتعهد صب المَاء على بدنه جف سَرِيعا وخاصة عِنْد الْهَوَاء الْيَابِس الْحَار. وَمن كثر عرقه يبس بدنه والقيء قصدا يرطب الْجِسْم والإكثار مِنْهُ ينحف لِأَن الْقَصْد ينظف الْمعدة ويجيد الهضم وَالنَّوْم الطَّوِيل ينحف الْجِسْم لِأَنَّهُ يذهب الْقُوَّة والمعتدل يقويه ويخصبه والسمر بعد الطَّعَام ينحف جدا جدا ويضر وَيفْسد الْغذَاء. وَالْأكل فِي الْيَوْم مرّة يهزل وَيعْقل الْبَطن ويهيج المرار وَالْأكل مرَّتَيْنِ بالضد. وَشرب المَاء الْحَار يهزل والغذاء الْيَابِس ينحف الْجِسْم وَيعْقل الْبَطن والتعب يجفف الْبدن ويشده وبالضد. دَوَاء يسمن وَيحسن اللَّوْن: دَقِيق مكوك خمس أَوَاقٍ عنزروت أوقيتان يلت الْكل بِسمن الْبَقر لتارويا ويخبز ويؤكل مِنْهُ بِالْغَدَاةِ والعشى.

من الأقربادين الْكَبِير: وَمِنْه عَجِيب جدا: حرف أَبيض ودقيق الحمص ودقيق العدس ودقيق الباقلى ونانخة بِالسَّوِيَّةِ كسيلا جزءان كمون كرماني فلفل من كل وَاحِد جزؤ ينخل الْجَمِيع ويعجن رقاقا وَيجْعَل على آجرة فِي تنور وَيُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم وخبز يَابِس عشرُون درهما يتَّخذ حساءاً بِلَبن ويسحق بِلَا خبز ويلقي فِي سفيذباج ويتحسى قبل الطَّعَام. لي قَالَ ج: فِي تَفْسِير الْفَصْل الَّذِي أَوله خصب الْبدن المفرط: إِن بُلُوغ الْغَايَة فِي خصب الْجِسْم إِمَّا أَن يكون يقطع قرقا فيقذف الدَّم وَإِمَّا أَن يَمُوت صَاحبه فَجْأَة لِأَن الْحَرَارَة الغريزية نختنق فيهم وَلم يحد لذَلِك حدا وَالْحَد فِيهِ أَن يضيق النَّفس ثمَّ يَبْدُو الاختلاج فِي الْقلب فَعِنْدَ ذَلِك انصدهم على الْمَكَان وَأَقل بعد ذَلِك غذائهم وَإِلَّا خيف عَلَيْهِم الْمَوْت فَجْأَة إِن كَانَ إِنْسَان) قد خصب بدنه جدا ثمَّ بلغ من حَاله أَن يتقيأ دَمًا أَو نفثه أَو استفراغه بِأَيّ نوع كَانَ من أَنْوَاع استفراغ الدَّم ثمَّ خف على ذَلِك بدنه وانتفع بِهِ فَإِنَّهُ يدل على أَنه قد بلغ غَايَة الامتلاء فِي عروقه. الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة ألف ب قَالَ: الكبد تسمن وتعظم يَأْكُل الْأَشْيَاء الحلوة. لي من ذَلِك يجب أَن تغذي من تُرِيدُ إسمانه بالأشياء الحلوة وتفقد أَمر السدد فِي ذَلِك. مُفْرَدَات: الْبَاقِي يسمن وَزيد فِي لحم الْجِسْم إِذا أكل. د: وَابْن ماسويه: لحم البط يسمن إسمانا كثيرا. الخوز: دَقِيق الحمص وَالْبَاقِي إِذا خلطا وَاتخذ مِنْهُمَا وَمن دَقِيق الْحِنْطَة حساء بِلَبن أسمن الْجَوْز كندم يسمن والكسيلا تسمن. سندهشار: اللوز الحلو يسمن وَكَذَلِكَ البندق. بولس: ايهزل السمان جدا. لي أَحْسبهُ الَّذِي سَمَّاهُ د: قيمور قَالَ: إِن سقِِي السّمن مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم أهزله. بديغورس: المغاث خاصته الإسمان. لي أَحسب إِن هَذَا غلط وَيُرِيد اللعبة بل لَا أَشك فِيهِ. روفس فِي الْحمام: الْأكل مرّة يهزل ويجفف الْبَطن والغداء وَالْعشَاء يفعل ضد ذَلِك وَشرب المَاء الْحَار يهزل والبارد يسمن وَالشَّمْس والتعريق يهزل وبالضد وَقلة الاستحمام يجفف الْجِسْم وَقلة الإدهان. لي قد عظم جالينوس فِي كتاب التَّدْبِير أَمر الْغذَاء حَتَّى أَنه قَالَ: إِن الذبول إِنَّمَا يحدث عَن فقد الْغذَاء وَإنَّهُ لَا شَيْء أَشد ترطيبا للجسم من الْغذَاء الْبَتَّةَ وَضم تَدْبِير الذبول إِلَى ثَلَاثَة أَشْيَاء: الْغذَاء وَالْحمام وَالنَّوْم. قَالَ هَاهُنَا: إِن من تُرِيدُ أَن تسمنه فَلَا تدخله الْحمام سَاعَة تغذوه وَلَكِن انْتظر مِقْدَار مَا ينهضم وينحط عَن الْمعدة فَقَط ثمَّ حمه فَإِن الْحمام لَا يصلح فِي الْجِسْم فِي الْوَقْت الَّذِي لم ينهصم الْغذَاء وَلَا فِي الْوَقْت الَّذِي قد طَال بعد الْعَهْد بالهضم لِأَن فِي ذَلِك الْوَقْت لَا يسمن بل يقضف وَفِي

الْوَقْت الأول أَعنِي إِذا أدخلته الْحمام حِين يتغذى فَإِنَّهُ يجذب أخلاطانية. لي لَا نفع لَهَا فِي اللصوق بالجسم فَلذَلِك أَجود الْأَوْقَات الْمُتَوَسّط الَّذِي ذكرنَا. مسَائِل أبيذيميا: قَوَاعِد إهزال الْبدن قلَّة الْغذَاء وَكَثْرَة التَّعَب والاستفراغات المتواترة بالإسهال) وَالْبَوْل والفصد. قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الْجِسْم متمدداً أملس أَحْمَر فَإِنَّهُ دَلِيل على الخصب وَإِذا رَأَيْته مشنجاً قضفاً أصفر فَإِنَّهُ دَلِيل على هزاله. لي مَا دمت ترى الملاسة والحمرة الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا قبل تدبيرك فَاعْلَم أَنه لم يُؤثر أثرا وبالضد. الرَّابِعَة من السَّادِسَة: من اشْتَدَّ فضف بدنه فانقله إِلَى بلد هواؤه رطب بَارِد. وَمن اشْتَدَّ خضبه فبضد بذلك. لي مِمَّا يهزل الْجِسْم: التَّعَرُّض للشمس طَويلا وَالْأكل مرّة فِي النَّهَار والدلك بالمناديل الخشنة وَكَثْرَة التعرق وإدرار الْبَوْل والإسهال. لي للسمنة عَجِيب: أنزروت خَمْسَة حرف أَبيض عشرَة كسيلا ثَلَاثَة كمون ثَلَاثَة نانخة خَمْسَة بزربنج مثله جوز جندم مثله زرنباد ثَلَاثَة حب السمنة عشرَة بوزيدان مثله بهمن سورنجان خَمْسَة حرف مثله ترنجبين مثله لوز مقشر خَمْسُونَ سكر خَمْسُونَ تُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاث مِنْهُ ثَلَاث راحات بمطبوخ بِلَبن غذوة وَعَشِيَّة وَيَأْكُل حساءا متخذا من دَقِيق الْأرز ألف ب والباقلى والحمص والسميذ ولوز وسكر. الطبرى للسمنة: خبث الْحَدِيد ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا شونيز كف باقة سذاب كرفس يصب عَلَيْهِ فِي عضاد سِتَّة أَرْطَال رائب الْمعز وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يصفى مِنْهُ رَطْل وَيشْرب باكرا وَيَأْكُل إِذا اشْتهى الطَّعَام مَا أحب وَيشْرب عَلَيْهِ ذَلِك اللَّبن ممزوجاً بِالْمَاءِ مَتى عَطش وَإِذا نَام شرب مِنْهُ نصف رَطْل غير ممزوج ويبدل الْكل ثَلَاثَة أَيَّام ويعاد على ذَلِك وَيشْرب ثَلَاثَة أسابيع أَو أسبوعين وينفع للسمنة: حرف أَبيض بِلَبن وَيشْرب ثَلَاثَة أَيَّام وَسَبْعَة. جائتني امْرَأَة سلقت خردلاً كَمَا هُوَ مَعَ حِنْطَة وعلفت بِهِ دجَاجَة فَلم تسمن لَكِنَّهَا هزلت وبأ فِي عينهَا يرقان وأكلت تِلْكَ الدَّجَاجَة فهاج بهَا من الْحر واليبس أَمر عَظِيم فعالجتها بلعاب البزرقطونا وَمَاء الْخِيَار مقشراً وَنَحْوه حَتَّى بَرِئت. ابْن ماسوية للسمنة: دَقِيق حمص وباقلى وشعير وأرز بِالسَّوِيَّةِ عدس مقشر خشخاش أَبيض ماش مقشر نصف نصف سمسم مقشر ربع كعك جزءان لوز مقشر نصف سكر جزءان يتَّخذ بِلَبن حساء وَيُزَاد فِيهِ حِنْطَة مرضوضة نصف جُزْء نصف جُزْء يتَّخذ بِلَبن النعاج ويسقى غدْوَة فِي كل يَوْم. سمنة جَيِّدَة: رَطْل لبن حليب ورطل مَاء تغليه بِرِفْق حَتَّى يذهب المَاء ثمَّ يطْرَح عَلَيْهِ أُوقِيَّة فانيذ وأوقية سمن بقر ودهن حل ويغلى ساعتين ثمَّ يحسى على الرِّيق.) سمنة جَيِّدَة: رَطْل لبن حليب ورطل مَاء تغليه بِرِفْق حَتَّى يذهب المَاء ثمَّ يطْرَح عَلَيْهِ أُوقِيَّة فانيذ وأوقية سمن بقر ودهن حل ويغلى ساعتين ثمَّ يحسى على الرِّيق.

سمنة جَيِّدَة: يصب على الزَّبِيب أَرْبَعَة أوزانه مَاء ويطبخ حَتَّى يذهب النّصْف ثمَّ صفه واطرح على كل قدر ففيز زبيب بالهاشمى فِي الأَصْل رطلين من خبث وَمن النانخة والقرظ والصعتر كف كف ودعه حَتَّى يغلي يَوْمَيْنِ ثمَّ يسقى مِنْهُ رَطْل غدْوَة على الرِّيق وَعَشِيَّة وَيَأْكُل على ثَلَاث سَاعَات خبْزًا بكامخ من كبر وكراث وَيشْرب عَلَيْهِ نبيذاً رطلا فَإِذا مضى سبع سَاعَات يَأْكُل عَلَيْهِ لَحْمًا سميناً وَيشْرب عَلَيْهِ نبيذاً صلباً ثَلَاثَة أَرْطَال فَإِنَّهُ جيد للبطن والصفار والبواسير. للسمنة والصفار عَجِيب قَالَ: مَتى شرب الْخبث يجب أَن يَأْكُل كل سَاعَة من النَّهَار رغيفاً مشطوراً بِسمن وكامخ أَو يشرب عَلَيْهِ رَطْل نَبِيذ صلبا وَفِي السَّادِسَة يدهن رَأسه وَيَأْكُل طبيخاً وشواءاً يَوْمًا وَيشْرب عَلَيْهِ نبيذاً مَا يسكر سكرا وسطا فَإِنَّهُ يخصب جدا وَيحسن لَونه. قَالَ: وَمِمَّا يَنُوب عَن الْخبث فِي الإسمان وتحمير اللَّوْن وَيذْهب الصفار والبواسير تغسل كيلجة حلبة ثَلَاث غسلات ويلقى مَعهَا دستجة شراب وَيصب عَلَيْهَا أَرْبَعَة أَرْطَال من المَاء وَضعه فِي تنور لَيْلَة ثمَّ صفه وَخذ مِنْهُ رطلين والق عَلَيْهِ سكرجة دهن حل طرى ورطل نَبِيذ وَيشْرب أسبوعاً. الطِّبّ الْقَدِيم سمنة: يغسل البنج بِالْمَاءِ بعد أَن ينقع فِيهِ يَوْمًا وَلَيْلَة ويجفف ويلت بِسمن لتا قَلِيلا وغله بِقدر مَا يسحق ثمَّ اطرَح عَلَيْهِ مثله أَربع مَرَّات لوزاً مقشراً وَمثله جوزاً وَمثل اللوز سكرا وَخذ مِنْهُ عِنْد النّوم قدر خَمْسَة دَرَاهِم. أُخْرَى: كمون نانخة حرف بِالسَّوِيَّةِ فلفل ربع جُزْء دَقِيق الحمص والعدس والباقلى وَالْحِنْطَة بِالسَّوِيَّةِ ألف ب مثل الْأَدْوِيَة يخبز رقاقاً ويجفف ويتحسى مِنْهُ بِلَبن أَو مرق إسفيذباج أسبوعاً كل غدْوَة ثمَّ يَأْكُل نصف النَّهَار وَيَأْكُل مِنْهُ بِاللَّيْلِ رقاقة وَاحِدَة وزن خَمْسَة دَرَاهِم. أُخْرَى: لوز بندق مقشر الْحبَّة الخضراء سمسم خشخاش بِالسَّوِيَّةِ كسيلا نصف فانيذ مثل الْجَمِيع يستف كل غدْوَة وَعند النّوم عشرُون درهما. تجربة لرجل نخاس: تطعم الْجَارِيَة كل يَوْم دجَاجَة مشوية رطبَة بِخبْز سميذ شهرا يسمن وَيحسن لَوْنهَا جدا.) من كتاب الإغذاء: لَا يُمكن أَن يهزل الْإِنْسَان دون أَن تسوء حَال الكبد. بختيشوع: مغاد كثيراء عود خربق. ج زرنباد وَحج يسحق وينخل وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل ثلثه سميذ جريش وَثلثه بلوز مقشر وَثلثه بسكر سليماني يجمع وَيُؤْخَذ كل يَوْم عشرُون درهما ورطلان من لبن نعجة وَمَاء الْعِنَب المعصور رطلا يغلى بعد أَن يجمعا ويطرح

الدَّوَاء فِيهِ ويخلط بِغَلَبَة عَلَيْهِ ويتحسى فاتراً فَإِنَّهُ يخصب الْجِسْم جدا وَيحسن اللَّوْن ويحمره. دَوَاء يلقى فِي السويق وَيكسر النفخة وَيحسن اللَّوْن: كسيلا دِرْهَمَانِ يدق وينخل وَيشْرب مَعَ سويق كل يَوْم دِرْهَمَانِ أَو يلقى على نَبِيذ لَا حموضة فِيهِ الْبَتَّةَ وزن خَمْسَة دَرَاهِم كسيلا على سمنة للهند: بنج يغسل بِالْمَاءِ غسلا جيدا ويغلى غلياناً شَدِيدا وَيصب المَاء ويجفف البنج فِي الظل وينعم سحقه واجعله فِي وسط عجين وألزقه فِي تنور أَو على آجرة حَتَّى يحمر الْعَجِين كالبسرة وَأخرجه واسحقه والق مثقالين فِي رَطْل مثلث بسمسم وخشخاش معجون بدهن وَيشْرب غدْوَة وَعَشِيَّة ثَلَاث كفوف وَأَيْضًا خُذ عظاية فَشَقهَا وملحها ويبسها واسحقها وَاجعَل مِنْهَا فِي طَعَامه يسمن فِي أُسْبُوع. د: البلوس يكثر اللَّحْم وَقَالَ: الْخبز الرطب يزِيد فِي اللَّحْم وَقَالَ: الهريسة تزيد فِي اللَّحْم جَيِّدَة للمحرورين المنهوكين ترطب أبدانهم وَقَالَ: إِذا طلى الْجِسْم بالزبد غذاه وأسمنه وَقَالَ: الزّبد نَافِع لليبس الْعَارِض للجسم. ابْن ماسويه: الحمص إِذا خلط بالباقلى وَجعل مِنْهُ حساء بِلَبن أسمن الكرسنة تسمن الْبَقر. د: الكرسنة إِذا قليت وأنعم دقها وخلطت بِعَسَل وَأخذ مِنْهَا مِقْدَار جوزة وَافَقت المهازيل. د: اللَّبن إِن تنَاوله الْإِنْسَان كل يَوْم رطب بدنه. روفس وبديغورس: المغات خاصته الإسمان والاستحمام بِالْمَاءِ الفاتر يسمن. روفس: النطرون يصنع مِنْهُ ضماد نَافِع للمهازيل. ابْن ماسويه: مَا يسمن وَيزِيد فِي اللَّحْم: الْحِنْطَة المهروسة والحمص المهروس والباقلى واللوبيا مَجْهُول: مكوك دَقِيق سميذ وَخمْس أَوَاقٍ عنزروت يلتان بِسمن غنم نعما ويخبز الْكل وَيطْعم غدْوَة وَعَشِيَّة فيسمن وَيحسن اللَّوْن والقيء قبل الطَّعَام يسمن وَبعده يهزل. للسمنة: تُؤْخَذ دود النَّحْل سبع ألف ب فيبسهن ونقهن وأخلطهن بسويق واسقها أسبوعين كل يَوْم كيلجة أسبوعاً.) أركاغانس فِي كتاب الأدواء المزمنة: إِن الْأكل بعد الْحمام سَاعَة يخرج مِنْهُ يزِيد فِي اللَّحْم جدا ويقويه. من جَامع ابْن ماسويه: حسو للسمنة جيد بَالغ: كعك أَرْبَعُونَ درهما لوز مقشر من

قشرته خَمْسُونَ درهما أرز أَبيض مغسول غسلات أَرْبَعُونَ درهما شعير أَبيض مهروس ثَلَاثُونَ درهما حِنْطَة حَمْرَاء رزينته خَمْسُونَ درهما بزر الخشخاش الْأَبْيَض درهما باقلى يَابِس مثله مغات عشرَة دَرَاهِم لوبيا أَحْمَر خَمْسُونَ درهما حمص منقى من قشرة الدَّاخِل خَمْسُونَ درهما سكر أَبيض سليماني مائَة دِرْهَم كمون نبطى عشرُون درهما يتَّخذ مِنْهُ حساء بعد أَن ينعم طبخها ودقها بِلَبن حليب وَيُؤْخَذ مِنْهُ أَربع أَوَاقٍ مَعَ دهن لوز وَلَا يَأْكُل حَتَّى يسيريه ثمَّ يَأْكُل إسفيذباجا بِلَحْم جمل وَيشْرب شرابًا ريحانيا مكسورا بِالْمَاءِ وَقَالَ: أَيْضا يطلى الْجِسْم بزفت فِي كل يَوْم مرّة فِي الصَّيف ومرتين فِي الشتَاء وَيضْرب حَتَّى يحمر حمرَة معتدلة فَإِنَّهُ يزِيد بِهِ اللَّحْم. من الْكَمَال والتمام: حساء جيد يسمن جدا وَيصْلح لأَصْحَاب السل: حمص منقع فِي لبن الْبَقر أَو النعاج يَوْمًا وَلَيْلَة جزؤ باقلى مقشر جزءان عدس مقشر جزؤ شعير مقشر ثَلَاثَة أَجزَاء حِنْطَة مقشرة جزؤ خشخاش أَبيض جزؤ ماش مقشر جزءان أرز مغسول منقع بِمَاء نخالة السميذ جزؤ وَنصف لوز مقشر من قشرته جزؤ خبز سميذ المجفف ثَلَاثَة أَجزَاء سكر طبرزد جزءان سمسم مقشر نصف جُزْء يرض جَمِيعًا وَيُؤْخَذ مِنْهَا حفْنَة ويطبخ بِلَبن النعاج ويسقى بِالْغَدَاةِ فَإِنَّهُ يسمن. آخر يسمن وَيحسن اللَّوْن: دَقِيق سميذ مكوك عنزروت خمس أَوَاقٍ يخلطان جَمِيعًا ويلتان بالسمن نعما ويعجن ويخبز ويجفف فِي التَّنور وَيُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم مدقوقة وَيشْرب بِالْغَدَاةِ بِمَاء بَارِد أَيَّامًا مُتَوَالِيَة. ج: فِي حِيلَة الْبُرْء قَالَ كلَاما مَا هَذَا شَرحه: إِن رطوبات الْبدن مِنْهَا مَحْصُور فِي الجداول الْكِبَار بِمَنْزِلَة الرطوبات وَالدَّم الَّذِي فِي الْعُرُوق الْكِبَار وَمِنْهَا محصورة فِي الجداول الصفار بِمَنْزِلَة الرطوبات وَالدَّم الَّذِي فِي الْعُرُوق الصغار الَّتِي يسقى كل عُضْو مِنْهَا رطوبات مبثوثة فِي خلال أَجزَاء الْأَعْضَاء كالصوف المبلول وَنَحْوه وَمِنْهَا رُطُوبَة بهَا التحام أَجزَاء الْأَعْضَاء بَعْضهَا بِبَعْض وَإِذا قل الدَّم والرطوبات الَّتِي فِي الأوعية الْكِبَار حدث مِنْهَا أَن يقل الَّتِي فِي الأوعية الصغار وَاسْتِعْمَال الْأَطْعِمَة والأشربة القابضة يفعل ذَلِك بِمَا يمص بَعْضهَا وَيدْفَع بَعْضهَا حَتَّى يصير إِلَى الْمعدة وَغَيرهَا من التجاويف الْكِبَار فَيخرج عَن الْبدن وَإِذا فنيت هَذِه الرُّطُوبَة فنى الَّذِي هُوَ) بِمَنْزِلَة المَاء فِي خلال الصُّوف وَمن هَذَا يصير الشَّحْم وَاللَّحم وَسَائِر الْأَعْضَاء أيبس وَإِذا فنيت هَذِه آل الْأَمر إِلَى أَن تفنى الرُّطُوبَة الَّتِي فِي أَجزَاء الْأَعْضَاء ملتحمة بهَا وَذَلِكَ هُوَ الذبول الَّذِي لَا دَوَاء لَهُ والحمى الدائمة تفعل ذَلِك وَقلة الْغذَاء ألف ب الْيَابِس من. وَقَالَ: قد رَأَيْت رجلا بِهِ فَسَاد مزاج يَابِس فِي معدته وَكَانَ لذَلِك لَا يستمرئ طَعَامه وَكَانَ فِي غَايَة القضف وَكَانَ غرضى فِيهِ أَن أرطب بدنه كُله مَعَ معدته فاتخذت لَهُ منزلا

بِالْقربِ من الْحمام وَكنت أمضي بِهِ إِلَى الْحمام على مقربة لِئَلَّا تجففه الْحَرَكَة وَكنت أجعله فِي الآبزن المعتدل مَاؤُهُ وقتا طَويلا فِي الْموضع المعتدل من الْحمام وَذَلِكَ أَن مثل هَذَا لَا يحْتَاج إِلَى حرارة الْحمام بل رُطُوبَة المَاء وَلَا يجب أَن يكون مَاؤُهُ حاراً لِأَن الْأَبدَان الضعيفة لَا تحْتَمل الْحَار وَلَا الْبرد والطبيعة تهرب مِنْهُمَا جَمِيعًا وَإِذا أفرطا إِلَى غور الْبدن فَإِذا لقِيت المعتدل فِي الْحَرَارَة انبسطت وَخرجت من جَمِيع الْجِهَات الَّتِي تلفاه وغرضنا فِي هَؤُلَاءِ إِنَّمَا هُوَ توسيع المسام وتفتيحها وإرخاؤها وَالْمَاء المعتدل غَايَة الِاعْتِدَال يفعل ذَلِك بكيفيتة لِأَن المَاء الْحَار جدا يشمئز مِنْهُ الْجِسْم فيجتمع وينحصر إِلَى ذَاته وَكنت أسقيه سَاعَة يخرج من الْحمام لبن الأتن سَاعَة يحلب لِأَنَّهُ أفضل الألبان لهَذِهِ الْعلَّة إِذْ هُوَ ألطفها وأرقها وَهُوَ أقلهَا تجنبا فِي الْمعدة وَإِنَّمَا يحْتَاج من اللَّبن إِلَى أَن ينحدر عَن الْمعدة سَرِيعا وَينفذ إِلَى جَمِيع الْجِسْم ليتغذى فِي أسْرع الْأَوْقَات وَيجب أَن يسقى هَؤُلَاءِ اللَّبن وحدة مخضا أَو مَعَ شَيْء يسير من عسل مفتر وليكونا فاضلين جَيِّدين وأعن بالإنسان فِي أَن يستمرئ غذاؤه أَو تتعاهد بالْحسنِ أوغيره وينحى عَنْهَا جحشها وَقد ريضت رياضة معتدلة وتعلف من الْحَشِيش مَا لَيْسَ بِكَثِير الرُّطُوبَة وَمن التِّين وَالشعِير بِقصد وَإِن كَانَ روثها كثير الرُّطُوبَة مملوءاً رياحا علمت أَنَّهَا لم تستمرئه فزد فِي رياضتها وانقص غذائها وَإِن كَانَ أَصْلَب فبعكس ذَلِك وَبعد أَن تسقيه اللَّبن اتركه يستريح إِلَى وَقت دُخُول الْحمام ثَانِيَة وثالثة إِن احتجت إِلَيْهِ وَأدْخلهُ الْحمام ثَانِيَة إِذا علمت أَن اللَّبن قد انهضم وتعرف ذَلِك فِي الجشاء وَمن مِقْدَار انتفاخ الْبَطن وَمِقْدَار ذَلِك خمس سَاعَات الاسْتوَاء أَربع سَاعَات هَذَا إِن أردْت إِدْخَاله الْحمام ثَالِثَة فَأكْثر وكل مَا خرج من المَاء فادلكه بالدهن قبل أَن يلبس ثِيَابه وَانْظُر أَن يكون مِقْدَار كَونه فِي المَاء الْحَار إِلَى أَن ينتفخ وَمن الدَّلْك إِلَى أَن يحمر وَلَا يُجَاوز بعد ذَلِك فيتحلل وَإِن حممته قبل أَن تسخنه سخونة معتدلة فَإنَّك إِن تجاوزته إِلَى ذَلِك أنحلته وقضفته وملاك أمره أَن تمسحه بعد الاستحمام بالدهن لتحفظ عَلَيْهِ رطوبته وَإِن كَانَ يستلذ اللَّبن فاسقه أَيْضا بعد الْحَرَكَة الثَّانِيَة) وَإِن كَانَ لَا يستلذه فاسقه مَاء الشّعير أَو خندروسا مُحكم الطَّبْخ ثمَّ دَعه يستريح ثمَّ عشه يخبز جيد الصَّنْعَة مَعَ سمك رضراضى وبحصى الديوك وأجنحتها المسمنة بالحليب وتحر أَن يكون طَعَامه خَفِيفا كثير الْغذَاء لَا لزوجة فِيهِ وَلَا فضول كَثِيرَة ولعمري أَن الطَّعَام اللزج الْقوي أَكثر غذاءا وَلَكِن الْجِسْم هُوَ الَّذِي يحْتَاج إِلَى أَن يحِيل الطَّعَام حَتَّى يغتذى بِهِ فتحتاج الْأَبدَان الضعيفة إِلَى مَا يقوى عَلَيْهَا ألف ب فَلذَلِك لَا تصلح لهَذَا الْجِسْم الْأَطْعِمَة الغليظة وَإِن كَانَت أَكثر غذاءا وَأما الْأَبدَان القوية فتصلح والأطعمة الرقيقة جدا لَا تغذي شَيْئا ذَا قدر فاختر لَهَا الْجِسْم الْمُتَوَسّط من هذَيْن أبدا. وَأَقُول إِن جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَى إنعاش بدنه فَلَيْسَ يجب أَن يسْتَعْمل شَيْئا مِمَّا يشربه غير الشَّرَاب وَلَكِن شرابًا

أَبيض قَلِيل الِاحْتِمَال للْمَاء مَعَه قبض لِأَن هَذَا الشَّرَاب قد يُغَرْغر المَاء فِي الضعْف وَلَيْسَ فِي الْقُوَّة فِي حَال يسخن حَتَّى يجفف فَهَذَا أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُم وأمرخه فِي المَاء بِقدر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ من غرضك وَمَا يقرب من فعل الدَّوَاء وَالْمَاء وَالشرَاب فَلْيَكُن مِقْدَار مَا يشرب مِنْهُ أَلا يطفو فِي الْمعدة وَلَا يجد لَهُ قرقرة وَمِقْدَار الطَّعَام الَّذِي لَا يثقل على الْمعدة وَلَا يَتَعَدَّد وَلَا ينتفخ فَإِن عرض من هَذَا شَيْء فَأَقل فِي الْيَوْم الثَّانِي فَإِن جرى الْأَمر فِي الْيَوْم الأول مَحْمُودًا فزد فِي الْيَوْم الثَّانِي شَيْئا يَسِيرا ودير فِي الْمَشْي وَالرُّكُوب بِقِيَاس زِيَادَة الْجِسْم على مِثَال تَدْبِير لفاقة فَإِن الْفرق بَين الْفَاقَة وَبَين للآمنا فِيهِ أَن جملَة الْجِسْم حَال جسم النَّاقة كَحال معدة هَذَا وَأكْثر مَا يعرض عَلَيْهِ اليبس على الْبدن فِي الْأَمْرَاض المزمنة عِنْدَمَا تشارف رطوبات الْأَعْضَاء أَن تتحلل وَهَذِه الرطوبات وَلَو فنيت جملَة لأمكننا ردهَا بِهَذَا التَّدْبِير وَأما الرُّطُوبَة الَّتِي تلحم أَجزَاء الْعُضْو بَعْضهَا بِبَعْض فَمَا لَا سَبِيل إِلَيْهِ وزد فِي التَّدْبِير مَتى زَاد الْجِسْم وَأكْثر الدَّلْك وَالرُّكُوب وكمية الطَّعَام وَكَيْفِيَّة ميله إِلَى الغلظ فَإِذا قاربوا الصِّحَّة فاقطع بَينهم كشك الشّعير وَاللَّبن وَخذ بهم فِي الْأَطْعِمَة الَّتِي ألفوها من اللحوم الغاذية القوية ودرجهم إِلَى هَذِه قَلِيلا قَلِيلا وَليكن الْغذَاء الَّذِي يتعشى بِهِ أقوى. وَاعْلَم أَن هَذَا التَّدْبِير لمن هزل من سوء مزاج يَابِس فِي معدته وَمن سل والناقة: وَأما من أردْت أَن يسمن من الأصحاء فَأدْخلهُ الْحمام ومرخه واغذه الأغذية القوية وَلَا يحْتَاج إِلَى لبن وَلَا إِلَى كشك شعير ورضه رياضة تصلح لَهُ واسقه شرابًا كَذَلِك وادلكه دلكا يصلح لَهُ. قَالَ ج: وَلِأَن النَّاقة وَمن هزل مَعَ ضعف الْمعدة يَحْتَاجُونَ إِلَى غذَاء كثير وَلَا يقدرُونَ على) استمرائه وَلَو كَانَ متوسطاً فضلا عَن الْكثير يجب أَن يكون غذاؤهم فِي مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا مَا داموا على هزالهم الْكثير وَلذَلِك أَنا أغذوهم ثَلَاث مَرَّات حَتَّى إِذا قبلوا أكلهم مرَّتَيْنِ وَليكن مِقْدَار الطَّعَام الأول مِقْدَارًا يستمرئ أكله وينهضم إنهضاماً محكما قبل تنَاول الطَّعَام الثَّانِي وَهَذَا لَا يُمكن أَن يكون مَتى كَانَ الطَّعَام الأول قَوِيا فَيَنْبَغِي أَن يكون الطَّعَام الأول سريع الاستحالة وَالْخُرُوج ليَكُون تنَاوله للطعام الثَّانِي على بَقَاء الْمعدة وَلِأَن الطَّعَام الثَّانِي يَنْبَغِي أَن يكون أقوى تتبعه الرَّاحَة وَالنَّوْم الطَّوِيل وَلذَلِك تَجِد أهل الرياضة يَفْعَلُونَ ذَلِك لأَنهم قد وجدوا صِحَّته بالتجربة وَلَيْسَ بضائر لأَصْحَاب التَّدْبِير المنعش أَن يَفْعَلُوا كَمَا يفعل أَصْحَاب الرياضة وَذَلِكَ أَنهم لَا يشربون بعد عشائهم شَيْئا حَتَّى يستمرءوا طعامهم وَإِن هم عطشوا فاسقهم قَلِيلا بِمِقْدَار مَا يَكْفِي الْعَطش لِأَن المَاء إِذا كثر مَعَ الطَّعَام وَالشرَاب ألف ب فِي الْمعدة منع أَن تحتوي الْمعدة على الطَّعَام فَإِذا استمرءوا فَأذن لَهُم فِي اسْتِيفَاء شربهم فَإِنَّهُم إِذا فعلوا ذَلِك انحدر طعامهم وتغذوا أسْرع فَكَانُوا لَهُ أشهى فِي الْيَوْم الثَّانِي وَإِذا أصبح فليبرزوا وليمشوا قَلِيلا وادلك أبدانهم دلكا معتدلاً. والمعتدل فِي هَؤُلَاءِ أَن يمسك عَنْهُم إِذا سخن الْبدن ثمَّ يركبُوا فَإِذا نزلُوا فادلكهم أَيْضا وأدخلهم الْحمام قبل انتصاف النَّهَار

وَإِن كَانَ وَلَا بُد فنحو انتصاف النَّهَار لَكِن ليكن فِيمَا بَينه وَبَين الْعشَاء مُدَّة كَافِيَة وَاجعَل عنايتك باعتدال الْموضع الَّذِي هم فِيهِ واجر نَحْو عَادَتهم فِي الشّرْب على نَحْو عَادَتهم فِي الْيَوْم الثَّانِي اجهد أَلا يسهروا فَإِن قلَّة النّوم يجفف تجفيفاً شَدِيدا واجر فِي الْأَطْعِمَة إِلَى مَا فِي شهواتهم وعادتهم إِلَيْهَا وَمَا لَا يغنى وتأباه نُفُوسهم. وَاعْلَم أَن من أَصَابَهُ اليبس الذبولي فِي معدته فَإِنَّهُ لَا يبرأ الْبَتَّةَ وَتبقى معدته بَاقِي عمره كمعد الشُّيُوخ وينهك دَائِما وَمن أَصَابَهُ ذَلِك فِي فُؤَاده فَأمره يؤول إِلَى الذبول بِسُرْعَة وَبعد هَذَا فِي السرعة الذبول الْحَادِث عَن الكبد وَبعد هَذَا الَّذِي مبدؤه من الْمعدة فَأَما الذبول الَّذِي يَبْتَدِئ من سَائِر الْأَعْضَاء فَفِيهِ من طول الْمعدة بِحَسب مَا ينقص عَن هَذِه الْأَعْضَاء وَأما من جف جرم فُؤَاده جفوفاً يَسِيرا فَإِنَّهُ يهرم سَرِيعا إِلَّا أَنه على حَال يعِيش أَكثر مِمَّن يكون من اليبس الَّذِي أنكأ فُؤَاده وتدبيرهم على حَال التَّدْبِير الَّذِي وَصفنَا من الترطيب من ظَاهر وباطن وَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن اليبس إِذا أزمن مَعَه الْبرد فَلْيَكُن غرضك فِي علاجهم الإسخان المعتدل فَإنَّك إِن أسخنت الَّذين قد نقصت رطوباتهم الَّتِي فِي تجاويف الجداول الصغار إسخاناً معتدلاً يَوْمَيْنِ مَعَ) تحفظ التَّدْبِير احْتمل فِي الثَّالِث غذاءا أغْلظ وَفِي الرَّابِع وَالْخَامِس غذاءا أصلح. وَقَالَ أَيْضا فِي حِيلَة الْبُرْء: إِن المزاج الْحَار الْيَابِس يمِيل الْبدن إِلَى النحافة والرياضة المسرعة وَالتَّدْبِير اللَّطِيف والأدوية الملطفة والهموم والأرق يَجْعَل المزاج أَشد حرارة ويبسا فيورث بذلك الهزال وَكَذَلِكَ الْإِحْضَار الشَّديد نافض من اللَّحْم جدا فَمن احتجت أَن تزيد فِي لَحْمه فاسقه من الشَّرَاب غليظاً وأطعمه مَا يُولد دَمًا غليظا ورضه رياضة فِيهَا إبطاء من الْحَرَكَة وادلكه دلكا معتدلا وَافْعل بِهِ فِي الْجُمْلَة مَا تفعل بِمن تُرِيدُ إهزاله على مَا ذكرنَا هُنَاكَ وينفعهم الطلى بالزفت فِيمَا بَين كل ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة مرّة فَإِن هَذَا دَوَاء نَافِع من التزييد اللَّحْم وَكَذَلِكَ مَتى عرضت هَذِه الْعلَّة فِي عُضْو وَاحِد فاطله بِهَذَا الدَّوَاء فَإِن هَذَا بليغ فِي أَكثر مَا تريده من جَمِيع من تُرِيدُ أَن يتزيد لَحْمه وَذَلِكَ أَنه يسخن ويرطب بِسَبَب أَن يجتذب دَمًا كثيرا وَلذَلِك يَنْبَغِي لنا أَلا ندمن اسْتِعْمَاله فِي الْأَبدَان العبلة وَلَا إِذا كَانَ مَوضِع يَنْبَغِي لنا أَن نَسْتَعْمِلهُ فِيهِ فَيَنْبَغِي لنا أَلا نَسْتَعْمِلهُ مَرَّات كَثِيرَة لَكِن حَسبنَا أَن نَسْتَعْمِلهُ فِي الشتَاء مرَّتَيْنِ ألف ب وَفِي الصَّيف مرّة وَاحِدَة تعين فِي كل علاج يعالج بِهِ فَأَما من قد ولد وَشَيْء من أَعْضَائِهِ هزيل فَإِن النخاسين يداوونه بِهَذَا الدَّوَاء مَعَ تلذيع خَفِيف تلذعونه بِالضَّرْبِ بقضيب مستو أملس مدهون وللضرب مِقْدَار معتدل بِهِ ملاك الْأَمر وَالْعَمَل كُله وَهُوَ مِقْدَار مَا ينتفخ بِهِ الْجِسْم وَقيل أَن يضمر وَلذَلِك يجب فِي كل عُضْو تُرِيدُ الزِّيَادَة فِي لَحْمه أَن تدلكه وتصب عَلَيْهِ ماءا حارا أَو تلذعه بِالضَّرْبِ حَتَّى ينتفح وَتمسك عَنهُ إِذا أَخذ ينتفخ على الْمَكَان قبل أَن يَأْخُذ فِي التَّحْلِيل فَإِن جَمِيع مَا يسخن من شَأْنه أَن يحلل مَا ينجذب إِلَيْهَا إِن طول وابطئ من تسخينه وَقد رَأَيْت رجلا من النخاسين وَقع إِلَيْهِ غُلَام نَاقص الإليتين فَزَاد فِي

إليتية فِي زمن قَلِيل بِأَن كَانَ يلذعهما بِالضَّرْبِ المعتدل يَوْمًا وَيَوْما لَا وَيسْتَعْمل طليهما بالزفت بِمِقْدَار معتدل وَأما من كَانَ قد نحف جَمِيع بدنه فَإِنَّهُ ينْتَفع بالاستحمام بعد الطَّعَام وَأعلم أَن المستحم بعد الطَّعَام لَا يُؤمن أَن يعرض لَهُ سدد فِي كبده وخاصة إِن كَانَ نوع الطَّعَام مُوَافقا لذَلِك فَإِن الْأَطْعِمَة المولدة للدم الغليظ قد تحدث سدة إِن اسْتعْملت على غير هَذَا الْوَجْه فدع إِذا اسْتعْمل على هَذَا الْوَجْه يَعْنِي أَن يدْخل بعد تنَاولهَا الْحمام وَقد يُولد مثل هَذَا التَّدْبِير أَيْضا إِذا طَال الْحَصَاة فِي كلى وَالسَّبَب الَّذِي لَيْسَ يعرض لجَمِيع ن يسهله اخْتِلَاف الْخلق وَذَلِكَ أَن من النَّاس من كلاهم ملززة ضيقَة المجاري وَكَذَلِكَ بحاري أكبادهم وَآخَرين هم بالضد من هَؤُلَاءِ وَلَيْسَ لَهُم عَلامَة بَيِّنَة فتعرف بِهِ) هَذَا لَكنا تسْأَل من تدبره بِهَذَا التَّدْبِير هَل بِحَدّ مس ثقل فِي جنبه الْأَيْمن أَو فِي قطنه فَإِن أصَاب ذَلِك أطعناه من سَاعَته كبرا بخل وَعسل فِي أول طَعَامه وَلَا يزَال يفعل بِهِ ذَلِك حَتَّى يذهب عَنهُ مَا وجد من الثّقل فَأَما مَتى كَانَ أَعْضَاء الْجِسْم لَا تتغذى إِلَّا بكد وَكَانَ مَعَ هَذَا قد برد بردا كثيرا فَإِن قد اسْتعْملت كم من مرّة فِي مداواته الينتون وطلبته بِهِ مَعَ عسل وَمرَّة مَعَ قيروطى فَإِن هَذَا أَيْضا إِذا وضع على الأعصاب جذب إِلَيْهَا دَمًا كثيرا فَأَما مَتى كَانَ الْجلد نَاقِصا فَإِن أداويه وَبِذَلِك ويستغنى بِهِ عَن غَيره. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: فَأَما النَّقْص الَّذِي يكون فِي الشفتين أَو فِي طرف الْأنف أَو فِي الْأُذُنَيْنِ فَأَنا نسلخ ونكشط أَولا الْجلد من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا ثمَّ نقطع اللَّحْم الصلب ونجمع الْجلد من الْجَانِبَيْنِ ونضم أَحدهمَا إِلَى الآخر ثمَّ يخيطهما بعد ذَلِك ونلزقهما. فِي حفظ الصِّحَّة: إِن قضافة الْبدن قد تكون من أجل سوء المزاج الْيَابِس يعرض فِي الْبدن أَو فِي الْمعدة وَيكون سَببا لضعف الْقُوَّة المؤدية للغذاء أَو الْقُوَّة الغاذية أَو جَمِيعًا وَقد نفع من كَانَ نحيلاً من هَؤُلَاءِ من ضعف هَاتين القوتين بالطلاء الزفتي وبالدلك قبل الاستحمام بمناديل متوسطة فِي الخشونة واللين إِلَى يحمر بدنه ثمَّ يدلك بعد ذَلِك دلكا صلباً كثيرا ليصلب بدنه ألف ب وَيسْتَعْمل بعد من الرياضة مِقْدَارًا معتدلا ثمَّ يستحم وَلَا يبطئ فِي الْحمام وينشف فِي مناديل كَذَلِك قَلِيلا أَيْضا ثمَّ يمرخ بدنه بدهن يسير ويتناول طَعَامه وَإِن كَانَت السن تحْتَمل صب المَاء الْبَارِد فعل ذَلِك فَإِنَّهُ ينتقع بِهِ. قَالَ: وَكثير مِمَّن اسْتعْمل هَذَا اللطوخ مِمَّن كَانَ فِي مَا مضى قضيفاً عبلاً وخاصة من كَانَت قوته المغرية غير ضَعِيفَة بل المؤدية للغذاء ضَعِيفَة ويمنعها ن الْغذَاء قلَّة الْمَادَّة والغذاء الَّذِي يصل إِلَى الأوراد وَلَيْسَ شَيْء يُسَاوِي هَذَا اللطوخ فِي الْقُوَّة وَإِذا لم يكن هَذَا الطلاء إِمَّا لتفتيق أَو غَيره فَاسْتعْمل الدَّلْك على مَا وَصفنَا والرياضة على مَا وَصفنَا أَيْضا قبل وغرضنا فِي ذَلِك أَن نجتذب دَمًا كثيرا إِلَى اللَّحْم ونقوى الْقُوَّة المغذي ونمنع جهدنا من التَّحَلُّل وَإِنَّمَا نقوى الْقُوَّة المغذية

بسخونة اللَّحْم ونمنع مَا كَانَ من الإغذاء إِلَى الْأَعْضَاء بالدهن وَالْمَاء الْبَارِد عَظِيم النَّفْع فِي ذَلِك. وَمن هَذَا الْكتاب قَالَ: قد أُوتيت بِغُلَام ملهوس السَّاقَيْن فمرخته فِي الْيَوْم الأول بالزفت مرَّتَيْنِ الْوَاحِدَة فِي أثر الْأُخْرَى كَمَا من فِي عادتي أَن أفعل ذَلِك وأمرته أَن تغذوه غذاءاً غير مسرع وَلَا كثير وَفِي الْيَوْم دلكته بالطلاء دلكا معتدلاً فِي الصلابة يسير الكمية فَلَمَّا لَان بدنه أَمرته أَن يزِيد) فِي كمية الْإِحْضَار وَلَا يزِيد فِي السرعة وَكَذَلِكَ فعلت فِي الثَّالِث وَكنت أدلكه بعد الْإِحْضَار بالدلك الْمسكن وأمرته أَن يمشي كل يَوْم ويبتدئ بِالْمَشْيِ المعتدل ثمَّ يزِيد فِيهِ قَلِيلا قَلِيلا وَجعلت أتفقد سَاقيه وخاصة عروقها لَعَلَّهَا اتسعت لِأَن إتساع الأوراد دون نَمَاء اللَّحْم رَدِيء مجدث للأورام وتفقدت أَيْضا هَل تسخن ساقاه ويجد فِيهَا مس الإعياء الورمى وَكَذَلِكَ يجب أَن تتفقد فِي جَمِيع الْأَعْضَاء فَإِن رَأَيْت من ذَلِك شَيْئا قصرت عَن الرياضة وَأخذت فِي التَّدْبِير الْمسكن لذَلِك على مَا وَصفنَا فِي بَاب الإعياء وعلقت الرجلَيْن والعضو الَّذِي فِيهِ إِلَى فَوق فِي حَال النّوم فَإِذا رَجَعَ إِلَى الْحَال الطبيعية رجعت إِلَى الْعَمَل وَإِن لم تزمن ذَلِك شَيْئا زِدْت فِي مِقْدَار الرياضة كل يَوْم قَلِيلا. ج فِي أَصْنَاف الحميات: إِن سخنت الزفت أَو الراتينج تسخيناً معتدلاً وطليته على عُضْو وَتركته حَتَّى يجمد عَلَيْهِ ثمَّ قلعته عَنهُ بعد أَن انتفخ الْعُضْو. لي هَكَذَا يعْمل طلاء الزفت. من حميات ابْن ماسوية إِذا كَانَ الْجِسْم قد برد ويبس كالشيخ فأطعمه صفرَة الْبيض تحسية مَعَ خبز السميذ واسقه قَلِيل شراب وَمَاء فَإِذا ناله ثَلَاث سَاعَات فأطعمه خبْزًا مبلولاً بِمَاء وشراب وَأدْخلهُ الْحمام وَليكن غرضك ترطيبة فَقَط وَأخرجه واغذه إسفيذباجة بِلَحْم حمل بحمص وشبث ثمَّ اسْقِهِ شرابًا ممزوجاً وَلَا تكْثر مِنْهُ وَلَا تَجْعَلهُ قَوِيا فيصدع ودعه كي ينَام وبخره بِالْعودِ الْمَطَر أَو بخر بِهِ قدامه أَيْضا ولين وطأه واتكأه وَلَا تبطيء فِي الْحمام وَلَا يكن شَدِيد الْحَرَارَة واحقنهم بحقنة الرَّأْس والأكارع وَالْجنب السمين وَالْحِنْطَة والحمص والشبث يُؤْخَذ مَاؤُهُ ودسمه ألف ب وَيجْعَل فِيهِ شَيْء من دهن بَان ويحقن بِهِ ثَلَاثَة أَيَّام وَيتْرك خَمْسَة أَيَّام ثمَّ يعاود هَذَا بِاللَّيْلِ ينَام عَلَيْهِ لَيْلَة وينكر على حساء صفرَة الْبيض وَالتَّدْبِير فَإِذا دخل الْحمام بعد أَن يَأْكُل صفرَة الْبيض وَالْخبْز وَالشرَاب فَهُوَ جَائِز وَيشْرب شربة بِمَاء سخن فِي الشتَاء ويدلك أعضاؤه بدهن خيري الَّذين يسمنون وتحمر ألوانهم قد يهيج بهم العصب فِي الأحيان من سوء التنفس. اليهودى: لبن الْبَقر رَطْل بِالْغَدَاةِ وَلَا يَأْكُل إِلَى نصف النَّهَار ثمَّ يَأْكُل ويغتسل فِي الْحمام فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام ويحتقن بالحقن المكثرة لشحم الكلى فَإِنَّهُ يسمن ويرطب

المزاج وَلبن النعاج يفعل ذَلِك. وَقَالَ: الِانْتِفَاع فِي المَاء الْحَار بعد الْأكل حِين يَأْخُذ الطَّعَام ينهضم يسمن جدا. من الذبول: الذبول فَسَاد جسم الْحَيّ من أجل اليبس قَالَ: وَيكون الذبول الْبَسِيط من الِامْتِنَاع من تنَاوله الأغذية إِمَّا بِإِرَادَة وَإِمَّا بِغَيْر إِرَادَة يَعْنِي بالبسيط مَا كَانَ من اليبس فَقَط وَأما الذبول) الَّذِي مَعَ الْبرد فَيعرض للمشايخ وَأما الَّذِي مَعَ الْحَرَارَة فَيعرض من حميات الدق وَلَا يَشْمَل الذبول على الْبدن لِئَلَّا يذبل الْبَتَّةَ وَلَا فِي حَال الشيخوخة فَغير مُمكن فَأَما إِن امْتَدَّ لذَلِك وَقت أطول فممكن وَهَذِه الجزؤ من الطِّبّ يُسمى تَدْبِير الْمَشَايِخ وَالْغَرَض فِيهِ مداواة جرم الْقلب وَمنعه بِقدر الطَّاقَة أَن يجفف لِأَنَّهُ مَا دَامَ هَذَا الْعُضْو يَتَحَرَّك فَلَيْسَ يَمُوت وَكَذَلِكَ الْحَيَوَان وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الكبد وَلَو أمكن أَن تمسك هَذِه رطبَة دَائِما لأمكن دفع الشيخوخة لكنه لما كَانَ لَا يُمكن ذَلِك فَإِنَّهُ يُمكن دَفعهَا مُدَّة طَوِيلَة قَالَ: فَقَوْل أميروس حق فِي الْمَشَايِخ: إِنَّهُم إِذا استحموا وأكلوا يجب لَهُم أَن يَنَامُوا على فرش لينَة وَهَذَا التَّدْبِير أصوب مَا يدبر بِهِ الْمَشَايِخ لِأَن هَذَا التَّدْبِير يرطب جدا والغذاء خَاصَّة ترطيبه للبدن أَكثر من سَائِر مَا يرطبه لِأَنَّهُ يتشبه بِهِ وَيزِيد فِي الرُّطُوبَة الْأَصْلِيَّة فَأَما سَائِر ضروب الترطيب فَإِنَّهَا إِمَّا أَن تمنع اليبس من الظَّاهِر وَإِمَّا أَن تزيد فِي الرطوبات الَّتِي هِيَ مبثوثة فِيمَا بَين الْأَعْضَاء. قَالَ: وَبِذَلِك يُمكن أَن يرطب نفس مزاج الْقلب وَيزِيد فِي رطوبته الْأَصْلِيَّة ورطوبة جَمِيع الْأَعْضَاء بِزِيَادَة الرُّطُوبَة المبثوثة كَمَا أَنه إِذا قلت الرطوبات الآخر صَار سَببا إِلَى قلَّة رُطُوبَة الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة. قَالَ: وَلَيْسَ يعْدم الْقلب والكبد الرُّطُوبَة إِلَّا بِأَن يعْدم الْحَيَوَان الدَّم الْعَدَم الشَّديد أما الكبد فَلِأَن توليد الدَّم لَهَا وَأما الدَّم فلشدة قوته الجاذبة فَلذَلِك لَا يُمكن أَن يعْدم الْقلب الْغذَاء دون أَن يعدمه جَمِيع الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة بِحَسب فضل قوته الجاذبة عَلَيْهَا وَلَا يجب أَن تتوهم أَن حَال قلب القضيف وكبده أحسن حَالا من سَائِر أَعْضَائِهِ. قَالَ: وَفِي حَال الذبول الْقلب بَارِد ويستدل عَلَيْهِ من برودة النَّفس وصغره وتفاوته وَكَذَلِكَ يكون النبض صَغِيرا متفاوتا وَلَا برأَ لَهُ الْبَتَّةَ. من حفظ الصِّحَّة لأبقراط قَالَ: اسْتعْمل ضد مَا وصفناه فِي تهزيل ألف ب السمين وَيدخل الْحمام مِنْهَا مَرَّتَانِ أَو وَاحِدَة لَا محَالة بعد الطَّعَام والرياضة البطيئة القليلة وَالتَّدْبِير والفراش الوطئ وتفريق الْغذَاء فِي مَرَّات والإكثار مِنْهُ. أبيذيميا فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الدُّود فِي الْبَطن قد يهزل الْإِنْسَان لِأَنَّهُ يستلب الْغذَاء أجمع. أبيذيميا: تهييج الْغَضَب والغيظ وَمَا يحمر الْوَجْه ويبرز الْحَرَارَة إِلَى ظَاهر الْبدن

كالنظر إِلَى الْقِتَال والصراع وتعاطيه يسمن والفرح يسمن طلاء الزفت والتحمير والدلك المعتدل والحركات تسمن الْبدن كُله والعضو الَّذِي يسْتَعْمل فِيهِ. أبيذيميا: من كَانَ مُعْتَادا للرياضة وَكَانَ مَعهَا خصب الْبدن فَتَركهَا فَرُبمَا قضف الْمَشْي البطئ) يغلظ الْجِسْم وكل رياضة بطيئة تسمن وَيسْتَعْمل من يُرِيد أَن يسمن الْخبز والأغذية الرّطبَة أَكثر وَمن يُرِيد أَن يهزل بدنه فليستعمل السويق وَنَحْوه من الأغذية الْكَثِيرَة الكمية القليلة الْكَيْفِيَّة. قَالَ: وَمن نقص بدنه فأطعمه لحم الْخَنَازِير مشوياً لِأَنَّهُ كثير الْغذَاء وَلِأَن الشوي يكون مِنْهُ قوى مَنَاسِك غير سيال وَلَا يُولد لَحْمًا منتفخا بل لَحْمًا ملززا قَوِيا. قَالَ: النخاسون يمددون الْجلد ويرجون لكل بدن أَن يسمن بِقدر تبَاعد الْجلد عَن اللَّحْم قَلِيلا كَانَ أَو كثيرا. قَالَ: اللَّوْن المراري لصَاحب الْبدن المزول فِي الْأَكْثَر والأحمر للبدن السمين والمستعد للسمين وَلَيْسَ يُمكن أَن يمسك حَتَّى يحدث فِيهِ دم كثير مَحْمُود فَإِن الدَّم إِذا كَانَ مراريا وَلَو كثيرا إِلَّا يسمن المحرور المزاج قد يسمنه المضجع فِي الْهَوَاء الْبَارِد والفراش الْبَارِد وبالضد. ج فِي تَفْسِيره لطبيعة الْإِنْسَان: إِن النحيف الْبدن تسرع إِلَيْهِ الْأَمْرَاض بسهولة وَذَلِكَ أَن الْحر وَالْبرد والإعياء والأذى من جَمِيع الْأَسْبَاب الخارجية تسرع إِلَيْهِ وتؤثر فِيهِ بسهولة وتسرع إِلَيْهِ الْأَمْرَاض بالعجلة من السهر وَالْغَم والتخم وَالْغَضَب أَكثر من إسراعها إِلَى من بدنه عبل سمين. قَالَ قاطيطرون: الهزال الَّذِي يعرض لبَعض الْأَعْضَاء إِمَّا أَن يكون لِكَثْرَة سُكُون من تِلْكَ الْأَعْضَاء طَوِيل الْمدَّة أَو رِبَاط ربطت بِهِ لكسر أَو غَيره لِأَن السّكُون يضعف الْقُوَّة الجاذبة والرباط يعصر عَنهُ الدَّم فيقل لذَلِك غذاؤه فافعل فِي مداواتها ضد ذَلِك فتقوى قوتها بالحركة وتجلب الدَّم إِلَيْهَا بالدلك المعتدل والأطلية والرباط وصب المَاء والدلك يكونَانِ بِمِقْدَار مَا ينتفخ الْعُضْو ويحمر وَيقطع قبل أَن تشتد حمرته لِأَن فِي هَذِه الْحَالة ينْحل أَكثر مِمَّا جذبته إِلَيْهِ وَأكْثر ويستدل على سرعَة رُجُوع الْعُضْو إِلَى الْحَال الطبيعية سرعَة حمرته عِنْد الدَّلْك وَالْمَاء الْحَار والأعضاء الَّتِي تعسر حمرتها فَإِنَّهُ تحْتَاج إِلَى الدَّلْك بِبَعْض الْأَدْوِيَة الحارة مثل الَّذِي يَقع فِيهِ تفسيا قَلِيل والأدوية المحمرة وَاسْتعْمل هَذَا إِلَى أَن يحمر الْعُضْو فَقَط فَإِذا حمرته فَلَا تدعها عَلَيْهِ وَإِن لم تحمره فأعدها إِلَى أَن تحمر والطلاء بالزفت جيد فِي ذَلِك قَالَ: فَهَكَذَا أعالج الْأَعْضَاء المهزولة وَلَا تحْتَاج إِلَى الرِّبَاط إِلَّا فِي الندرة ألف ب وَصفَة هَذَا الرِّبَاط أَن يَأْخُذ من الْموضع الَّذِي فَوق الْعلَّة مَكَانا صَالحا وَيكون اللف هُنَاكَ صلبا وتجئ بِهِ نَحْو الْموضع وَلَا تزَال بِهِ حَتَّى يكون عِنْد الْموضع العليل أرْخى مَا يكون لِأَن هَذَا تحذب إِلَى ذَلِك الْموضع دَمًا كثيرا وَهَذَا الرِّبَاط ضد رِبَاط الْكسر وَذَلِكَ أَن رِبَاط الْكسر يكون أَشد موضعا فِيهِ مَوضِع الْكسر وارخاه.

لي هَذَا علاج الْعُضْو المفلوج الَّذِي أُشير بِهِ وَقَالَ: فِي الصَّيف إِنَّمَا أربط فَوق الْموضع العليل) وَلَا أربط مَوضِع الْعلَّة لِأَنِّي أَخَاف أَن أسخنه وأحلله وَأما فِي الشتَاء فَإِنِّي أربطه وأدثره وَإِذا كَانَت الْعلَّة فِي يَد أَو رجل وَكَانَت قد قضفت جدا فَإِنِّي أربط الرجل الْأُخْرَى وَالْيَد الْأُخْرَى رِبَاطًا من أَسْفَل إِلَى فَوق لأمنع الدَّم الَّذِي يجيئها فَيَنْصَرِف إِلَى الْعُضْو الآخر وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون ربطاً شَدِيدا بل بِقدر مَا لَا يؤلم مِنْهُ وَيكون الْعُضْو الآخر فِي الصَّيف مكشوفاً وَفِي الشتَاء موقى من الْبرد وادلكه دلكا دَائِما أَولا بمنديل خام ثمَّ بأدوية حارة مَتى كَانَ عسر الْقبُول للسخونة وَإِن كَانَ سهل الْقبُول للسخونة فحسبه أَن يدلك بِزَيْت فِيهِ شمع يسير جدا وَيسْأل العليل هَل يحس الْحَرَارَة الَّتِي أكسبناه إِيَّاهَا من الدَّلْك والأدوية بَاقِيَة أم لَا فَإِن أحسها بَاقِيَة تَرَكْنَاهُ وَإِلَّا أعدنا ضروب العلاج. العلاج أَرْبَعَة أضْرب: الْحَرَكَة والدلك وَالْمَاء الْحَار والأدوية إِمَّا قَليلَة الْحَرَارَة كالزيت وَإِمَّا كَثِيرَة الْحَرَارَة كالزفت والأدوية المحمرة وَإِن رَأَيْت الَّذِي تعالجه قد برد بردا شَدِيدا فَلْيَكُن دواؤك مؤلفاً من أدوية كَثِيرَة يَقع فِيهَا قفر وكبريت قَلِيل لم تمسه النَّار وعاقرقرحا وَقد داويت بِهَذَا الطَّرِيق جمَاعَة فبرءوا. قَالَ: وَإِذا كَانَت الْعلَّة فِي السَّاق أَو الساعد فَإِنَّهُ يَكْفِيك أَن تبتدئ بالرباط من الأربية بغمز رَقِيق وترخيه إِلَى مَوضِع النهوك وَأما إِذا كَانَت الْعلَّة فِي الْفَخْذ أَو فِي الْعَضُد فَإنَّك تحْتَاج أَن ترْبط الْيَد أَو الرجل الْأُخْرَى وَاجعَل مبدأ الرِّبَاط من أَسْفَل وارتق بِهِ نَحْو الأربية والإبط وَإِن كَانَ النهوك فِي الساعد أَو السَّاق قَوِيا مفرطاً فالأجود مَعَ رِبَاط مَا فَوْقه أَن ترْبط الْعُضْو الَّذِي فِي الْجَانِب الآخر وتربط أَيْضا من الرجل أَو الْيَد العليلة مَا هُوَ دون الْعُضْو الْموضع العليل ربطاً إِلَى فَوق أَيْضا لكيلا يغتذى ويصل الْغذَاء كُله إِلَى الْموضع العليل وَهَذَا الرِّبَاط ينكئ الْعُضْو الصَّحِيح وينهكه إِلَّا إِنَّا نصنر عَلَيْهِ حَتَّى يعود العليل إِلَى حَاله ثمَّ نعنى بِهِ أَيْضا بعض الْعِنَايَة على أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يشرف فِي الشد لِأَن ذَلِك رَدِيء جدا والعضو مِنْهُ على إشراف فَسَاد عَظِيم. من جَوَامِع النبض الصَّغِير: الذبول قد يكون من أجل أورام لَا تنْحَل وتزمن فيذوب لَهَا الْجِسْم أَولا فأولا والنبض فِي هَذَا الصِّنْف ضَعِيف شَدِيد السرعة متواترة مائل منحن وَيكون أَيْضا الذبول من أجل شراب سقى الْمَرِيض فِي حمى حارة لعِلَّة عَظِيمَة أشرف عَلَيْهَا من غشى شَدِيد فنجا بذلك الشَّرَاب من الْمَوْت العرضى ألف ب بِمَشِيئَة الله ثمَّ ذبل بدنه على طول الْمدَّة والنبض فِي هَذَا الذبول ثَابت على حَال وَاحِدَة ضَعِيف متواتر جدا كذنب الْفَأْرَة فِي جَمِيع الْأَوْقَات وَهَذَانِ الذبولان مَعَهُمَا فِي الْجِسْم حرارة بَاقِيَة وَأما الصِّنْف الثَّالِث من الذبول فَإِنَّهُ) يعرض بِسَبَب سوء مزاج بَارِد يَابِس ويعرض للمشايخ خَاصَّة وَلَا سِيمَا إِذا كَانَت الْمعدة أَو الرئة عليلتين وَأكْثر مَا يعرض هَذَا الصِّنْف بعقب الْحمى والنبض يكون فِي هَذَا

الْوَقْت مَا دَامَت الْقُوَّة متماسكة متفاوتا وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ هُنَاكَ حَاجَة تقتضى ذَلِك فَإِذا انْحَلَّت الْقُوَّة غَايَة انحلالها صَار النبض متواترا ليبلغ تَمام الْحَاجة الْأَبدَان الَّتِي تهزل فِي زمن طَوِيل يَنْبَغِي أَن تكون إِعَادَتهَا إِلَى الخصب بالتغذية فِي زمن طَوِيل بتمهل وَالَّتِي ضمرت فِي زمن يسير فَإِنَّمَا يحدث لَهَا ذَلِك من استفراغ الرطوبات لَا من ذوبان الْأَعْضَاء الجامدة. فَأَما الْأَبدَان الَّتِي ضمرت وقضفت فِي زمَان طَوِيل فقد ذاب مِنْهَا اللَّحْم ودقت وانتهكت وضعفت الْأَعْضَاء الَّتِي تهضم الْغذَاء وَهِي الَّتِي تنشرها فِي الْجِسْم وَالَّتِي تولد الدَّم فَلذَلِك لَا تقوى على النضج الَّذِي يكون بِمِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْبدن وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن تجْعَل غذاءه قَلِيلا قَلِيلا فَأَما الَّتِي إِنَّمَا استفرغت مِنْهَا الرطوبات فَإِنَّهُ قد يُمكن إِعَادَتهَا سَرِيعا إِذا كُنَّا واثقين بِقُوَّة الْأَعْضَاء الهاضمة والمولدة للدم والمثيرة للغذاء والأغذية الَّتِي يسْرع إغذاؤها للجسم وَهِي الرقيقة اللطيفة وخاصة إِن كَانَت بَاقٍ وَكَذَلِكَ تحللها ومرورها من الْجِسْم سَرِيعا وبالضد وَإِذا أردْت أَن تولد لَحْمًا صلباً بَاقِيا فاترك هَذِه إِلَى اللزوجة الْفُصُول: الرَّاحَة الطَّوِيلَة الدائمة والأغذية الغزيرة والرطبة ترطب الْبدن وتوق فِي من تُرِيدُ أَن تخصب بدنه الحامض والمالح والعفص والحريف فَإِن هَذِه تجفف وَهِي أَن تكون الأغذية الَّتِي فِيهَا هَذِه الطعوم أَطْعِمَة دوائية وَأما الأغذية الَّتِي تصلح لَهُم الحلو وَالدَّسم والتفه وَاعْلَم أَن المَاء لايفئ بترطيب الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَلَا يقوى على ذَلِك لَا إِذا شرب وَلَا إِذا ألْقى لقى الْجِسْم من دَاخل أَو من خَارج بل إِنَّمَا يرطب إِذا لقى الْبدن من دَاخل وَمن خَارج السَّطْح الَّذِي يلقاه ويسهل جفونه بعد. بختيشوع: الكرسنة إِذا قليت وطحنت وَأخذ مِنْهَا كالجوزة معجونة بِعَسَل نَفَعت من الهزال مَاء لِسَان الْحمل نَافِع لمن غلب على مزاجه اليبس وَكَذَلِكَ السّمك الطري والقرع والسويق وخاصة فِي الصَّيف والأحشاء. الأهوية والبلدان: وَمَا كَانَ من الْبدن ظَاهرا مكشوفاً يجِف لِأَن البخار يتَحَلَّل مِنْهُ وَمَا كَانَ مَسْتُورا فَإِنَّهُ يعرق لِأَن البخار الَّذِي يخرج لَا يبْقى لَكِن يبْقى بعضه عَلَيْهِ فَيبقى الْجَسَد رطبا. لي من هَذِه يجب أَلا يبرز جَسَد من تُرِيدُ ترطيبه للهواء وخاصة الْحَار وَالشمَال فَإِنَّهُمَا يجففان لَكِن تَجْعَلهُ أبدا عَلَيْهِ نداوة معتدلة فَإِن الفرط أَيْضا يجفف المزاج.) ج فِي المزاج: إِن اللَّحْم مادام لَا يبطل ألف ب فعله طبيعيا فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي الصِّحَّة. حنين فِي تَدْبِير من غلب على بدنه الْحَار واليابس: قَالَ جالينوس فِي الذبول: إِنَّه لَوْلَا التَّدْبِير بالآبزن والمروخ لما كَانَ إِلَى شِفَاء الدق سَبِيل. وَقَالَ فِي أغلوقن: الْأَصْلَح فِي رد مزاج الْقلب الْحَار استنشاق الْهَوَاء الْبَارِد والأصلح فِي رد المزاج الْحَار الَّذِي يكون

للدماغ الأضمدة الْبَارِدَة والأصلح فِي مزاج الْمعدة والكبد الْحَار الأغذية والأضمدة مَا يتَحَلَّل من الْبدن من الأرياج فزده وغذاؤه الروايح وَمَا يتَحَلَّل من الأخلاط فالأشربة وَمَا يتَحَلَّل من الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فالحبوب واللحوم وَيجب أَلا يكون هُوَ صَاحب الدق من الْحَرَارَة بِحَيْثُ يحس بحرارة أَصْحَاب الْأَبدَان المعتدلة وَلَا من الْبرد بِمِقْدَار يقشعر مِنْهُ هَؤُلَاءِ وَيجب أَن تسْتَعْمل هَؤُلَاءِ الآبزن فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ وَإِن كَانَت الْعلَّة ضَعِيفَة فَأكْثر وَيسْتَعْمل المروخ قبل دُخُول الآبزن ويضمد بدهن الْورْد والبنفسج. لي المروخ قبل الآبزن يَنْبَغِي أَن نَنْظُر فِيهِ وَليكن أبلغ مرار الآبزن الْمرة الَّتِي تكون فِي آخر النَّهَار وَمن كَانَ من هَؤُلَاءِ الْحَرَارَة عَلَيْهِ أغلب أَن يبرد مَاء الآبزن بعد أَن يدْخلهُ قَلِيلا وَيكون المَاء الَّذِي يصبهُ على رَأسه أبرد من مَاء الآبزن وَيتبع الْخُرُوج من الآبزن وضع الْأَشْيَاء الْبَارِدَة للرأس إِن كَانَ الدِّمَاغ قد سخن جدا وعَلى الصَّدْر والكبد والمعدة ويتوخا أَن تكون هَذِه الأضمدة تجمع إِلَى الْبرد طيب الرَّائِحَة وَتَكون بَارِدَة بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة وتوق الْأَشْيَاء الْيَابِسَة بِالْقُوَّةِ وتوق مَا يبرد أبدانهم بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة بردا قَوِيا وَذَلِكَ يخصب أبدانهم بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة بردا قَوِيا وَذَلِكَ يخصب أبدانهم فَيمْنَع من نُفُوذ الرطوبات وقبولها فَإِذا كَانَ سوء المزاج الْيَابِس مَعَ حرارة لم تحتج أَن تتوقى الْبرد هَذَا التوقى وَإِنَّمَا تحْتَاج أَن تتوقى إِذا كَانَ مَعَ برودة وَمن نَافِع مَا يسْتَعْمل فِي الَّذِي لَهُم مَعَ ذَلِك حر مَاء الْورْد والكافور وخل ودهن ورد ودهن نيلوفر ودهن بنفسج وقيروطى وَيجب مَتى كَانَ الْبدن نحيفاً ودام على ذَلِك أَن تحذر عَلَيْهِ غَايَة الحذر من التَّعَب وَلَا سِيمَا فِي الْحمام وَعند اسْتِعْمَال الآبزن ويحتاط فِي ذَلِك إِذا كَانَ الضَّعِيف غَالِبا وَيحمل فِي محفة إِلَى الْحمام وَأخرجه على تِلْكَ الْحَال وَاحْذَرْ عَلَيْهِم جَمِيعًا تَعب الْبدن وتعب النَّفس من الْفِكر والضجر وَغَيره وتوق أَن تطيلوا اللّّبْث فِي الْحمام والآبزن إِلَى أَن تذبل أبدانهم وتسترخى قواهم وتوق عَلَيْهِم الدنو من الشَّمْس أَن يكون حمامهم وَمَاء آبزنهم حاراً كثيرا مِمَّا حذرنا. ج: طول الْفِكر يهزل السمين. لي طول الْفِكر الَّذِي إِذا فكر اهتم يهزل فَأَما غَيره فَلَا) وَيجب أَن يكون التَّدْبِير فِي تَقْدِير المَاء فِي الْحمام والآبزن على مَا وَصفنَا مَا كَانَ الْبدن ضَعِيفا فَإِذا صلح وأخصب بعض الخصب وتراجعت الْقُوَّة اسْتعْمل فِي وَقت الْخُرُوج من الآبزن مَا أبرد ويغط فِيهِ غطة وَاحِدَة حَتَّى يصير برده قَوِيا ويتوقى برده مَا دَامَ لم يخصب ألف ب وَلم يكْسب من اللَّحْم مِقْدَارًا صَالحا وَاحْذَرْ ذَلِك حذرا شَدِيدا وَليكن استعمالهم الْحمام على غير جوع وَلَا نُقْصَان من الْجِسْم بل يكون من الْغذَاء الْمُتَقَدّم بَقِيَّة فَإِن لم يتهيأ ذَلِك اسْتعْمل الأحساء الْمُوَافقَة وانتظر سَاعَة هَل يحس بانحدارها ثمَّ اسْتعْمل الْحمام والآبزن وَهَذَا التَّدْبِير يسمن المهازيل إسمانا قَوِيا غير أَنه رُبمَا عرض لَهُم بعقبة ثقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن فَإِذا عرض ذَلِك فليستعملوا مَاء الأفسنتين والسكنجبين وحسو الْأرز بِاللَّبنِ الحليب حَتَّى يتهرا وينحل يسمن المهازيل غير أَن هَذَا الحسو لَا يصلح للضعاف بل لمن مَعَه قُوَّة وَاحْذَرْ الْحمام فِي هَؤُلَاءِ على الْخَلَاء والأغذية التفهة هِيَ المسمنة وَمَا كَانَت الشَّهْوَة إِلَيْهِ أميل مَا لَا يكون يَابسا.

وَمن أوفق الْأَشْيَاء لأَصْحَاب الدق وهم الَّذين قد غلب على أعضائهم الرئيسة الْحر واليبس وَالَّذين قد بلغُوا من ذَلِك من الضعْف إِلَى أَن صَارُوا يغشى عَلَيْهِم: لبن الأتن وَمَاء الشّعير وَإِن لم يتهيأ لبن الأتن فلبن الْبَقر سَاعَة يحلب ويخلط بِهِ سكر ليمنع من التجبن وتعلف العنز شَعِيرًا أَو هندباء أَو خساً أَو غير ذَلِك مِمَّا أشبهه وَتَكون فتية خصيبة الْجِسْم قريبَة الْعَهْد بالولاد وَيسْتَعْمل اللَّبن بعد الْخُرُوج من الْحمام وقيئهم وقتا بعد وَقت على قدر احْتِمَال الْقُوَّة فَأَما مَاء الشّعير فَاسْتَعْملهُ أَيْضا بعد الْخُرُوج من الآبزن بعد جودة طبخه وَإِذا كَانَت الْقُوَّة رقيقَة فَأَرقهُ وَخذ صَفوه وَمَتى رَأَيْت قُوَّة فزد فِي غلظه حَتَّى يسْتَعْمل ثفله أَيْضا ويخلط فِي الأحيان عدس مقشر فَهَذَا يصلح إِذا كَانَت الْحَرَارَة غالبة. قَالَ: وَمِمَّا تصلح لَهُم: حساء الإسيفذباجات المعمولة بالبقول الْبَارِدَة كالقطف والأسفاناخ والرجلة والبقلة اليمانية والخس والملوخيا وَنَحْوهَا والقرع وجوف الْخِيَار والقثاء وَيشْرب أَحْيَانًا مَاء القرع المشوي قبل الطَّعَام بعقب الآبزن يعد أَن يطيب بِشَيْء من سكر وخل وَيَأْكُل الخس بالخل الممزوج بِالْمَاءِ وَلَا يَأْكُلهُ بِهِ خَالِصا وخاصة إِن كَانَ قَوِيا فَإِنَّهُ يجفف وَإِن لم تمنع الْحَرَارَة فَاسْتعْمل الفراريج وَنَحْوهَا والجداء والحملان الرضع والسمك الرضراضى سَاعَة يصاد إسفيذباجا وَليكن أكل هَذِه بعد اسْتِعْمَال الحساء بمديدة يسيرَة ولتكن الْأكلَة الثَّانِيَة بالعشى بعد الآبزن وَيكون مَا يتحسى قبل الآبزن خَفِيفا ليمكن أَن يدْخل الآبزن وَمَتى ازْدَادَ الْجِسْم قُوَّة فزد) فِي الْغذَاء بِحَسب احْتِمَاله وَمَا دَامَ الْجِسْم اضعف فَاجْعَلْ الْغذَاء ألطف وأرق وأرطب وَفِي مَرَّات وَأكْثر الطبيخ أَحْمد من الشواء لهَؤُلَاء وتفقد الأغذية فيهم فَمَا رَأَيْتهَا أسْرع انحدارا فآثره على غَيره وتؤكل البوارد فَإِنَّهَا أَحْمد وَيسْتَعْمل شراب البنفسج والجلاب بعد أَلا تكون الْحَلَاوَة فيهمَا قَوِيَّة وَيكثر المَاء وَاسْتعْمل رب الريباس فِي وَقت الغشى وصفر النبض وَضعف النَّفس وَقلة الشَّهْوَة وَمَاء الرُّمَّان وربه وَإِن لم يمْنَع من الشَّرَاب حرارة فَاسْتعْمل من الشَّرَاب ألف ب الممزوج بِعشْرَة أَمْثَاله وتترك مُدَّة كي تتَّخذ كيفياته وَيصير فِي حد لَا يحس من سُورَة النَّبِيذ لَهُ شَيْء الْبَتَّةَ وَيشْرب بَارِدًا: وَيتَخَيَّر اللَّبن الْأَبْيَض مِنْهُ ويخدر عتيقه وضمد الكبد والمعدة وَاعْلَم أَنه قَلما تسخن الكبد وَتبقى كَذَلِك مُدَّة وَلَا تسخن مَعهَا الْمعدة وضمدها بالصندل والكافور وَمَاء الآس وَمَاء الْورْد وَالْخلاف وَأما الصَّدْر فضمده بقيروط فِيهِ كافور وَيجْعَل فِيهِ أَحْيَانًا شَيْء من خل وَالْأَفْضَل فِي هَذَا الضماد أَن يسْتَعْمل بعقب الآبزن وَيُوضَع على الصَّدْر والأضلاع لتطفئة حرارة الْقلب مَاء الخس وَمَاء حَيّ الْعَالم وَنَحْوه بدقيق شعير ويبدل مَتى سخن فَاجْعَلْ مَعهَا دهن نيلوفر وكافور وَيُوضَع على الرَّأْس مِنْهَا وَقد برد بالثلج إِذا احتجت إِلَى ذَلِك فَأَما مَا يوضع على الصَّدْر والمعدة فَلَا تَجْعَلهُ غَالب الْبرد مثل مَا يوضع على الدِّمَاغ وخاصة مَا دَامَ الْبدن مهزولاً وَيجب أَن يكون الْهَوَاء الْمُحِيط مبردا إِمَّا برِيح تخترقه

وَإِمَّا بمراوح كبار وَيكون بِقُرْبِهِ تفاح أَو لفاح وآس وَورد وَخلاف وشاهشبرم وبطيخ وسفرجل وخوخ ولخالخ محلولة من ورد وصندل وكافور وَمَاء آس وتفاح وَنَحْوهَا ويستدعى النّوم أبدا بعد الطَّعَام وَإِن تغذى فليضطجع على فرَاش وطئ فِي مَوضِع مظلم بَارِد على مَا وَصفنَا بشم تِلْكَ الأرايح وليجتنب الْبَاءَة غَايَة الاجتناب وَجَمِيع مَا يسخن الْجِسْم حَتَّى يقوى بدنه فَإِذا قوى أَيْضا فليجتنبه فِي مَوضِع حَار أَو على جوع شَدِيد أَو على الامتلاء وليستعمل شَيْئا يَسِيرا من الرياضة قبل طُلُوع الشَّمْس فِي هَوَاء بَارِد بِالْمَشْيِ وَالرُّكُوب ويحذر أَن يبلغ ذَلِك مِنْهُ مبلغا يحس الْجِسْم بِشَيْء من التَّعَب والإعياء وليتوق الصَّباح وَكَثْرَة الْكَلَام وليستعمل سويق الشّعير مَعَ مَاء الرُّمَّان فِي وَقت صغر النَّفس وغثى الْمعدة وَسَوِيق السلت بدهن اللوز ويقصد إِلَى مَا كَانَت الشَّهْوَة إِلَيْهِ أميل وانهضامه أسْرع وَلَا يسْتَعْمل من الْحَلَاوَة إِلَّا الْيَسِير فَإِنَّهَا تسخن وتؤذى فَإِن أكل مِنْهَا فلذي فِيهَا من ذَلِك باعتدال ويدع القابضة الْبَتَّةَ. لي ويدع المالحة والمرة والحريفة والحامضة وَلَا يلبس مَا يكربهم ويستلقى بعد الْحمام والآبزن) على فرَاش وطئ حَتَّى يسكن التَّعَب الَّذِي يكسه الْحمام ثمَّ يتَنَاوَل الطَّعَام وَيَأْكُل مَرَّات فِي الْيَوْم وليستعمل الآبزن بالغذاة والعشى أَو ثَلَاث مَرَّات فِي الْيَوْم وَيكون مَاؤُهُ معتدلاً لذَلِك الْجِسْم ويتمرخ بالدهن قبله وَبعده ويقل الْحَرَكَة مَا أمكنه وَيكون تقلبه فِي هَوَاء رطب وَيكثر حوله من المَاء والرجلة والأخيرة الَّتِي يدخلهَا الآبزن فِي كل يَوْم فَهِيَ لَا محَالة بعد الطَّعَام وَإِلَّا فليتناول شَيْئا قبل الآبزن وَيصْلح لَهُم مَاء الشّعير وَغَيره بعد الْخُرُوج من الآبزن مبرداً بالثلج وألزمهم الأغذية المبردة وَقرب إِلَيْهِم بعد البوارد المعمولة من الْبُقُول وَغَيرهَا هَذَا للَّذين بهم حمى وحرارة واعمل من عِنَب الثَّعْلَب بقلية وَشرب المَاء الْبَارِد نَافِع جدا للَّذين غلب على مزاجهم سوء المزاج الْحَار الْيَابِس ألف ب جدا والدجاج المسمن جيد لمن تُرِيدُ إسمانه وَقد قوى قَلِيلا وخاصة المغذيات بالحبوب وَاللَّبن وصفرة الْبيض وأدمغة الحملان وَالَّذين قد غلب عَلَيْهِم الْحر واليبس جدا تعاهد هوائهم بالتبريد لِئَلَّا ينْحل مِنْهُم شَيْء كثير فيغشى عَلَيْهِم فَلْيَكُن غرضك ليغلظ الرّوح فيهم دَائِما وليأكلوا الْفَاكِهَة المبردة بالثلج قبل الطَّعَام كالتوت وَالْعِنَب المائي والبطيخ الَّذِي لَيْسَ بحلو وَالَّذين يصيبهم الغشى فاعطهم مَعهَا سفرجلا وكمثرى وَإِن كَانَ صَار إِلَى اليبس فَإِن فِي حفظ القوى أولى فِي تِلْكَ السَّاعَة وامرخهم بالأدهان القابضة. أَبُو جريج الراهب: اللعبة الْبَريَّة تسمن وترطب الْبدن الْيَابِس وتزيد فِي اللَّحْم جدا إِن سقيت مَعَ بعض الأسوقة إِلَّا أَنَّهَا قَوِيَّة الْحَرَارَة وَرُبمَا أورثت أوجاعا حارة. اختيارات الْكِنْدِيّ: سمنة مجربة لمن غلب عَلَيْهِ الهزال: يُؤْخَذ ربع كيلجة خروع مقشر

فينعم سحقه وَيصب عَلَيْهِ رطلان من لبن حليب ويعجن نعما وَيحكم خلطه ويخبز مِنْهُ فِي كل وَاحِدَة نصف أُوقِيَّة ويجفف ثمَّ يستف مِنْهُ فِي كل يَوْم اثْنَان قبل الطَّعَام فَإِنَّهُ عَجِيب نَافِع. من كتاب روفس فِي تهزيل السمين. قَالَ: الْجِسْم الْجيد الْبضْعَة المعتدل فِي ذَلِك أكمل صِحَة وأوثق وَقَالَ: الباقلى يرطب الْبدن لبن الْبَقر المنزوع الزّبد غير الخيض لَكِن المخيض من سَاعَته إِذا طرح فِيهِ خبث الْحَدِيد والصعتر والبزور وَشرب أخصب الْبدن. يُوسُف السَّاحر: الْخبث يسمن ويخصب فليرد إِلَى هَاهُنَا مِنْهُ صِفَات وَله سمنة عَجِيبَة: مغاث رَطْل ينخل ويعجن بِلَبن حليب ويغطى بمنخل لَيْلَة ثمَّ يلقى عَلَيْهِ كثيراء نصف رَطْل مدقوق وَنصف ربع حَبَّة السمنة وغمزه شيرج ويلقى فِيهِ حب السمنة نصف ربع وكمون ثمن ويطبخ نعما ويصفى الدّهن فيتخذ حساء بدقيق الباقلى وأرز وحنطة وحمص وَلبن وَيجْعَل فِيهِ) الدّهن ويلقى من هَذَا الثفل فِي الفتيت فَإِنَّهُ عَجِيب جدا. الطبرى مِمَّا يسمن قلَّة الْبَاءَة حسو يخصب الْجِسْم ويرطبه: كعك مجمر جزءان دَقِيق الْأرز جزؤ لوز حُلْو نصف جُزْء مطحون يطْبخ الْجَمِيع بسكر وَلبن ويتحسى. د: وينفع مِنْهُ أَصْنَاف الْخبث وَهُوَ الأقربادين. من الأقربادين ابْن سرابيون: يحل البارزد فِي اللَّبن الحليب ويحقن بِهِ اسْتعْمل ضد التَّدْبِير الَّذِي يُسمى حمله وأوفق الأمزجة فِي التهزيل المزاج الْحَار الْيَابِس لِأَن الْحَار لَا يتْرك الشَّحْم واليبس يمْنَع اللَّحْم وَاسْتعْمل التَّدْبِير الملطف والأشياء القوية وَقلة النّوم والحزن وَالنَّوْم على اليبس وَترك الشَّرَاب الْبَتَّةَ وَقد يوضع عل الكبد والمعدة أدوية مبردة جدا وَذَلِكَ خطر إِلَّا أَن تسْتَعْمل بحكمة لِأَنَّهَا رُبمَا أسقطت قوتها الجاذبة جملَة كالشوكران والبنج وَنَحْو ذَلِك وَمَتى سخن الْجِسْم قلب أَيَّامًا ثمَّ عاود ألف ب وَاجعَل الطَّعَام الْكثير الكمية الْقَلِيل الْغذَاء وَإِن شرب فالرقيق جدا الْأَصْفَر الْعَتِيق والأبيض واجتنب الغليظ. من حفظ الصِّحَّة لأبقراط قَالَ: من أردْت إهزاله فليتحرك بعد الطَّعَام تستفرغ الْبدن والتعب بعد تملى الْبدن يملؤه إِذا تَعب واستحم فَلَا ينْتَظر بل يَأْكُل وَنَفسه لم يسكن وَلم يرجع إِلَى الْحَال هَذَا مُخَالف لِجَالِينُوسَ فِي مَا يظْهر مِنْهُ قَالَ: وليشربوا قبل طعامهم النَّبِيذ كَيْمَا تمتلئ أبدانهم من البخار الْحَار وَلَا ينل من الْغذَاء كثيرا وَيجب أَن يحْتَرز فِي هَذِه الْحَالة لِأَن الْإِنْسَان إِذا تنَاول الطَّعَام بعد الرياضة وَبعد الْحمام وَهُوَ يتنفس بعد تنفسا سَرِيعا أورثه ذَلِك سددا فِي أحشائه وخاصة فِي الكبد كَمَا يفعل ذَلِك التَّعَب وَالْحمام بعقب الطَّعَام فِي الْأَبدَان الَّتِي مجارى الْغذَاء مِنْهَا ضيقَة. قَالَ: لِأَنَّهُ إِذا كَانَ الْجِسْم قضيفا يحْتَاج إِلَى نيل

فَيحْتَاج صَاحبه أَن ينْتَظر بِالْأَكْلِ بعد الرياضة حَتَّى تسكن حرارته السّكُون التَّام وبالضد لِأَن المهزول حِينَئِذٍ يَأْكُل أكلا أَكثر والسمين يَأْكُل أكلا أَكثر لِأَنَّهُ يشْبع سَرِيعا وخاصة أَن كَانَ من الدسم قَالَ: واسقه بعد الرياضة شرابًا إِلَّا أَنه بحذر وتوق تسقيه مَعَ مَاء فاتر لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ تقل شَهْوَته وجنبه الْبَارِد فَإِنَّهُ يزِيد فِي الشَّهْوَة وليجعل طَعَامه مرّة وليدع الْحمام ويخشن فرَاشه وَلَا يتدثر مَا أمكنه لِأَن الطَّعَام إِذا أَخذ فِي مَرَّات جاد هضمه جدا وَقل مَا يتَوَلَّد مِنْهُ من الثفل وبالضد والاستحمام يعين على نُفُوذ الْغذَاء جدا لسخونة ظَاهر الْجِسْم وباطنه وخاصة الظَّاهِر وَالنَّوْم على الشَّيْء الصلب يحضر بدنه) ويمنعه الانبساط والتكشف يبرد فِي الشتَاء ويسخن فِي الصَّيف على التَّحَلُّل جدا وَفِي الشتَاء لِأَنَّهُ يبرد الظَّاهِر جدا وَيمْنَع نُفُوذ الأغذية إِلَى الْأَطْرَاف والسطوح. الْفُصُول قَالَ أبقراط: إِن خصب الْبدن المفرط فِي الْغَايَة القصوى خطر لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يثبت أَصْحَاب ذَلِك على حَالهم وَلَا يستبرؤا عَلَيْهَا وَلَيْسَ يُمكن أَن يزدادوا إصلاحا لِأَن خصبهم فِي الغابة فبقى أَن يميلوا إِلَى حَال أردى وَلذَلِك وَاجِب أَن ينقص مثل هَذَا الخصب قَلِيلا قَلِيلا بِلَا تَأْخِير بالاستفراغ وَلَا تجْعَل الاستفراغ قَوِيا فِي مرّة لِأَن ذَلِك خطر وكل تغذية تبلغ القصوى فَهُوَ خطر أَيْضا. لي الخصب الَّذِي يُمكن أَن يثبت على حَاله هُوَ الَّذِي فِيهِ للجلد وَالْعُرُوق مَوضِع للتمدد وَقبُول الْغذَاء فَأَما إِذا امْتَلَأت فِي الْغَايَة فَلَيْسَ بُد عِنْد التغذى أَن يفصد بعض الْعُرُوق والاستفراغات أَو نَحْو ذَلِك قَالَ: لِأَن الْجِسْم إِذا صَار بِهَذِهِ الْحَالة لم يكن بُد أَن تنهنك بعض الْعُرُوق أَو تنطفيء الْحَرَارَة الغريزية لِأَنَّهَا لاتجد مَكَانا فِي الْعُرُوق فِي التروح فَتكون مِنْهُ موت الْفجأَة وَقد عرض ذَلِك كثيرا لقوم من أَصْحَاب الصراع فَيجب أَن ينقص ألف ب هَذَا السّمن وَلَا يُؤَخر وَذَلِكَ لِأَن الطبيعة دَائِما تُوجد الْغذَاء فَإِذا لم يكن فِي الْعُرُوق لم يكن بُد أَن يهتك فاما أَن يطفيء الْحَار الغريزي فَيكون موت فَجْأَة فَلذَلِك يجب أَن ينْقض هَذَا الخصب لكَي يكون للغذاء الَّذِي ينفذ موضعا: وَلَا يقْصد للاستفراغ المفرط لِأَن خطره لَيْسَ بِدُونِ الامتلاء المفرط. وَأما الخصب الَّذِي لَيْسَ فِي الْغَايَة بل الْمُتَوَسّط مثل خصب من يرتاض فَإِنَّهُ لَا يجب أَن ينقص كَمَا ينقص هَذَا الخصب المفرط. الْمَوْت إِلَى من هُوَ أول سنة أسمن وَهُوَ غليظ الْبدن أسْرع مِنْهُ إِلَى من هُوَ أول سنة قضيف قَالَ: وَأفضل السحنات المعتدل لِأَن ذَلِك يُمكن فِيهِ غَايَة الشيخوخة فَإِن كَانَ جَاوز الِاعْتِدَال بإفراط فِي الهزال أعون وَذَلِكَ أَن الْبدن الغليظ ضيق الْعُرُوق فَلذَلِك الدَّم وَالروح فِيهِ قليلان فَإِذا تمادت بِهِ السن طفئت حرارته الغريزية من أدنى سَبَب يعرض لَهَا سَرِيعا فَأَما المهزول فَلَيْسَ يخَاف عَلَيْهِ من هَذَا الْوَجْه لِأَنَّهُ لما كَانَت أعضاؤه الرئيسة لَيْسَ لَهَا كَبِير ستر وَلَا وقاية فالآفة تسرع إِلَيْهَا من خَارج فَأَما من كَانَ من الأَصْل رَقِيقا ثمَّ غليظ لِأَنَّهُ اسْتعْمل تَدْبِير المتنعمين فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ اكتسى لَحْمًا وشحماً كثيرا فعروقه

الضوارب وَغير الضوارب وَاسِعَة وَلذَلِك سرعَة انطفاء حرارته أقل وَأبين من السمين فِي الأَصْل من الطَّبْع وَقَالَ: سمن الْجِسْم وعظمه يسْتَحبّ فِي الشبيبة إِلَّا أَنه عِنْد الشيخوخة يقل ويعسر) احْتِمَاله قَالَ ج: هَذَا لَا يصلح إِلَّا فِي الندرة للطويل فَإِن الطَّوِيل هَذِه حَاله. السندروس لَهُ قُوَّة تهزل السمان إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم فِي كل يَوْم بِمَاء وسكنجبين أَيَّامًا. د: وَلذَلِك يسْقِي المصارعين أَيْضا. د: الْعَسَل يذوب الْجِسْم. يوحنا: مِمَّا يهزل: إدمان شرب دَقِيق الكرسنة والمرزنجوش فأنما الزاج فَإِنَّهُ قتال خَبِيث يجفف من الْجَامِع مِمَّا يهزل سَرِيعا: يُؤْخَذ من بزر السذاب البستاني دِرْهَم وَنصف على الرِّيق وَيَأْخُذ من أغصانه الرّطبَة زنة عشرَة دَرَاهِم وَمِنْه أَيْضا زراوند مدحرج دِرْهَم قنطوريون دَقِيق ثلثا دِرْهَم جنطيانا رومي وجعدة وبطراساليون وملح الأفاعي من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم تستف هَذِه الْأَدْوِيَة أجمع على الرِّيق وَهِي شربة وَيكثر الْمَشْي المستعجل فَإِن هَذَا الْمَشْي يذهب اللَّحْم. وللسمن أَيْضا: أصل قثاء الْحمار وأصل الخطمي وأصل الجاوشير من كل وَاحِد دانقان يستف على الرِّيق. ج: الْإِحْضَار الشَّديد وَجَمِيع الرياضات السرعة مَهْزُولَة والأدوية اللطيفة وَيجب أَن يسْتَعْمل فِي تنقيص اللَّحْم الَّذِي قد كثر الْأَدْوِيَة الْمُقطعَة كبزر السذاب وخاصة الْبري والزراوند المدحرج والقنطوريون الدَّقِيق والجنطيان والجعدة والقوية فِي إدرار الْبَوْل فَإِن هَذِه تستفرغ الْبدن بَعْضًا بالبول وبعضا بالتحليل الْخَفي وملح الأفاعي يلطف والأغذية وَالَّذين أبدانهم غَلِيظَة فَلَيْسَتْ هَذِه الْأَدْوِيَة تَضُرهُمْ وَلَا تحرق دِمَائِهِمْ وَقد داويت أَنا رجلا شَابًّا قد قَارب ألف ب الْأَرْبَعين كَانَ بدنه قد غلظ غَايَة الغلظ بالمعجون الَّذِي يسقى لوجع المفاصل وبالملح الْمُتَّخذ بالأفاعي وبالترياق نَفسه واستعملت فِيهِ مَعَ سَائِر هَذَا التَّدْبِير الملطف ورضته بأنواع الرياضة بالإحضار الشَّديد السَّرِيع وَكنت قبل أَن آخذه فِي الْإِحْضَار أعد بدنه لذَلِك بِأَن أدلكه بدهن فِيهِ أدوية وَهَذِه الْأَدْوِيَة هِيَ: أصل قثاء الْحمار وأصل الخطمى والجنطيان والزراوند ونبات الجوشير والجعدة والقنطوريون وَيجب فِي الشتَاء أَن يمرخ بِهَذِهِ المروخات بعد الاستحمام أَيْضا وَلَا يطعم من هَذِه حَاله سَاعَة يخرج من الْحمام وَلَكِن دَعه كي ينَام أَولا إِن أحب ذَلِك ثمَّ يعاود الْحمام أَيْضا من قبل الطَّعَام وَليكن المَاء الَّذِي يستحم مَا يحلل وَإِن قدرت على مَاء الْحمة حممت بِهِ وَإِن لم تقدر فَاتخذ شَبِيها بِمَاء الْحمة الملحية الزعافية واخلط مَعَ المَاء زهرَة الْملح وَهَذَا المَاء نَافِع جدا لمن لَحْمه كثير وخاصة إِن طَال السباحة فِيهِ والمكث مَعَ الِاضْطِرَاب وَإِذا فعل ذَلِك) فَلَا يَأْكُل وَلَا يشرب من سَاعَته لَكِن ينَام أَولا وَيمْكث مكثاً طَويلا وَأعلم أَنه لَا

بُد لمن توليت تنقيص لَحْمه من أَن يحم فِي بعض الْأَوْقَات بِسَبَب الحركات الَّتِي يتحركها بِقُوَّة شَدِيدَة دفْعَة. وَأعلم أَن الْحمى لَيست غير رَدِيئَة لَهُ فِيمَا تريده وَإِذا حم فاقصد لتسكين حماه أَيَّامًا ثمَّ عاوده العلاج وَاجعَل شرابهم الشَّرَاب الْأَبْيَض. قَالَ ج: فِي تَدْبِير الْأَصْحَاب: الْأَبدَان الَّتِي أفرط عَلَيْهَا الضخم يجب أَن يفعل بهَا ضد مَا تَفْعَلهُ بالقضاف فتزيد فِي تَحْلِيل أبدانهم وأدم احدار بطونهم لتعود آلَات الْغذَاء دفع مَا فِيهَا إِلَى أَسْفَل ويمنعها من أَن ينتشر الْغذَاء فِي الْبدن وَتفعل ذَلِك وأسهله بالمسهل دَائِما ورضهم بالرياضات السريعة والتمريخ بالدهن الْمُحَلّل والدلك الْكثير اللين فَإِن هَذَا يرخى الْجِسْم والاستحمام بعد الدَّلْك ويتناول الطَّعَام الْكثير الكمية لكَي يشبعه سَرِيعا الْقَلِيل الْكَيْفِيَّة لِئَلَّا يكون غذاؤه كثيرا وَتفعل ذَلِك بعد أَن يستحم ثمَّ ينَام إِن شَاءَ ويستحم ثَانِيَة وَقد أهزلت أَنا إنْسَانا فِي مُدَّة يسيرَة بِهَذَا التَّدْبِير فليجتنب من لَا يُرِيد أَن يسمن الأغذية الرّطبَة وَيسْتَعْمل الأسوقة وَيتْرك الْخبز الْبَتَّةَ وَاسْتعْمل الأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء. روفس فِي تهزيل السمين قَالَ: السمان لَا يحْتَملُونَ التَّعَب والجوع والتخم ويقعون مِنْهَا فِي أَشْيَاء رَدِيئَة وأمراضهم قَوِيَّة وهم مستعدون لَهَا وخاصة للفالج والصرع والعرق المنتن ووجع الْفُؤَاد وضيق النَّفس والهيضة والغشى والحميات المحرقة وَإِذا مرضوا أَيْضا لم يحسوا بمرضهم سَرِيعا لبطء حسهم فَيبلغ بهم أَنهم لَا يتعالجون إِلَّا وَقد بلغ الْمَرَض مِنْهُم فأمراضهم رَدِيئَة لحَال ضيق تجاويفهم وَضعف تنفسهم وفصدهم عسير لِكَثْرَة الشَّحْم ودقة الْعُرُوق وَرُبمَا قَتلتهمْ الْأَدْوِيَة المسهلة ألف ب وَإِن لم يقتلهُمْ فَإِنَّهَا توهنهم ويعسر ذَلِك فيهم والبلغم فيهم كثير وَهُوَ أردى الأخلاط وَالدَّم فيهم قَلِيل وَهُوَ أَجودهَا وَلَا يكادون يبرؤن من مرضهم وَإِذا برؤا فَلَا ينقهون سَرِيعا وَلَا ترجع أبدانهم إِلَى حَالهَا إِلَّا فِي زمن طَوِيل. ج قَالَ: فَأَما المعتدل الصَّنْعَة فَإِنَّهُم أوثق وأجود صِحَة فِي جَمِيع الْأَسْبَاب وَلَا يكادون يمرضون وَإِن مرضوا نقهوا سَرِيعا وَالْمَرْأَة السمنة لَا تكَاد تعلق وَلَا الرجل السمين يكَاد ينجب وَلَا يشتاق إِلَى الْبَاءَة وَإِن اشتاق لم يقو الْبَتَّةَ على الْكثير وَالْمَرْأَة السمينة إِن علقت أسقطت وعسر ولادها فَلذَلِك فاحتل فِي تلطيف الشَّحْم مَتى أردْت إهزال السمين فألزمه التَّعَب وأبعده من الرَّاحَة وَالْحمام والأغذية الغليظة وألزمه الملطفة وَإِن دخلُوا الْحمام فعلى الرِّيق وَأما الْبدن) النحيف والناقة فَلَا تدخله الْحمام على الرِّيق وَالنَّوْم الْكثير يهزل الْجِسْم أَيْضا إِذا لم يكن فِي الْبَطن طَعَام والسهر يهزل إِذا طَال وَالنَّوْم على شَيْء غير وطئ خشن يهزل سَرِيعا والحجامة وَإِخْرَاج الدَّم ووسع مسام

الْبدن وَإِيَّاك أَن تطلق لَهُ أَن يَأْكُل كثيرا وَذَلِكَ أَن الطبيعة عِنْد الْأكل الْكثير تغتذى بِمَا يغتذى بِهِ وَينفذ الْبَاقِي فِي مجار ثمَّ تعطف عَلَيْهِ بعد ذَلِك وتغتذى ثَانِيَة بِهِ وَاجعَل أغذيتهم قَليلَة الْغذَاء سريعة الْخُرُوج وَأطلق الْبَطن وغزر الْبَوْل فَإِن هذَيْن ينحفان جدا وَالشرَاب الْعَتِيق ينحف وألزمه الْخلّ فَإِنَّهُ يهزل إهزالاً قَوِيا وادلكه فِي الْحمام بالبورق والقيء قبل الطَّعَام يهزل وَبعده يسمن وَمن قَالَ: إِن الْقَيْء بعد الطَّعَام يهزل فَهَذَا خطئَ واحرص فِي النِّسَاء على تَكْثِير الطمث. تمّ الجزؤ السَّادِس ويليه الجزؤ السَّابِع: فِي أمراض الثدي وَالْقلب والكبد وَالطحَال.

بسم الله الرحمن الرحيم

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (الْجُزْء السَّابِع) (أمراض الثدي وَالْقلب والكبد وَالطحَال)

(فارغة)

3 - (فِي مَا يدر اللَّبن ويقطعه) وَفِي علاج اللَّبن المنعقد فِي الثدي وَمَا يحفظ الثدي والخصى على حَاله وَمَا يعالج بِهِ ثدي الرجل إِذا عظم وَمَا ينقي اللَّبن ويصلحه وَمَا يقطعهُ وَغَيره والقروح والأورام الْحَادِثَة فِيهِ والقروح السرطانية وَمَا يحفظ عانات الصّبيان وثدي الْأَبْكَار ويبطئ بهم عَن الِاحْتِلَام والطمث. 3 (الْخَامِسَة من الْمُفْردَات:) 3 (قلَّة اللَّبن) مَتى قل اللَّبن فِي الثدي وَأَرَدْت تكثيره فابحث عَن الدَّم فانه لَا يَخْلُو أَن يكون قَلِيلا فِي كميته فِي الْبدن أَو غير ملائم لَهُ فِي كيفيته فان وجدته قَلِيل الكمية فَاعْلَم أَنه يحْتَاج أَن يسخن الْجِسْم ويرطب وَإِن كَانَ غير ملائم فِي كيفيته فَانْظُر فَإِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ المراز فَهُوَ يحْتَاج أَولا إِلَى الإسهال ثمَّ التَّدْبِير الَّذِي وصفت فَإِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ البلغم فَيحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تسخن فِي الدرجَة الأولى أَو فِي الثَّانِيَة وَأفضل هَذِه مَا كَانَت أغذية بِمَنْزِلَة الجرجير والرازيانج والشبت) (ألف ب) وَذَلِكَ أَن الْيَابِسَة تجفف وتسخن بِأَكْثَرَ مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي هَذَا لدوية الْبَاب أَو من هَذِه الْأَدْوِيَة: الكرفس والسمرنيون مَا دَامَت رطبَة لِأَنَّهَا إِذا جَفتْ جعلت الدَّم أَشد حرارة من قدر الْحَاجة وغلظته وَيجب فِي توليد اللَّبن من الدَّم أَن يصير الدَّم حاراً باعتدال وَلَا يكون غليظاً أصلا فَلذَلِك صَار مَا يجفف يقطع اللَّبن فَأَما الَّتِي تسخن وَلَا تجفف فقد تولده والفواخت تولد اللَّبن فَأَما المقللة فالأشياء القوية الإسخان والقوية التجفيف والأشياء الَّتِي تبرد فَإِنَّهَا تمنع من توليد اللَّبن وَجَمِيع مَا يقلل كمية الدَّم أَو يفْسد كيفيته وإدرار الطمث يقطع اللَّبن. مَجْهُول: إِذا جف اللَّبن فِي الثدي فأدف الأشق بِمَاء وأظل بِهِ جملَة الثدي. لي رَأَيْت رجلا يخرج مِنْهُ كالخيط وَلَعَلَّ هَذَا أَن يَنْفَعهُ. أهرن ينفع الورم الَّذِي يعرض فِي الثدي بعد الْولادَة للبن يجمد: أَن ينطل بشراب ممزوج أَو يمزج بخل ودهن ورد مسخنين هَذَا فِي الِابْتِدَاء أَو خُذ بزر كتَّان فدقه نعما واعجنه بخل واجعله مرهما وَضعه على الثدي. وللورم الْحَار فِيهِ: حيص شجر عِنَب الثَّعْلَب مَعَ دهن ورد وَضعه عَلَيْهِ. كَذَا وَالظّهْر: السمورينون هُوَ الكرفس الْبري بَحر الْجَوَاهِر كَذَا وَالظَّاهِر: خبص.

وينفع من جَمِيع الأورام فِي الثدي: تَأْخُذ خبز الْحوَاري فدقه جيدا وَتَأْخُذ مثله دَقِيق شعير وَمثله من الباقلى المطحون والحلبة المطحون وبزر الْكَتَّان حفْنَة حفْنَة وَتَأْخُذ كرنباً وكاكنجا فيطبخ ويعجن بِمَائِهَا الْأَدْوِيَة وَتَأْخُذ مخ بيضتين وَمَرا وزعفرانا درهما درهما فاجمع الْجَمِيع وَضعه على الصَّدْر والصلب والأثنين فَإِن هَذَا نَافِع لكل ورم حَار فِيهِ صلابة. وَمِمَّا يزِيد فِي اللَّبن: الْأَدْوِيَة الزَّائِدَة فِي الْبَاءَة والضروع كلهَا إِذا شويت وأكلت زَادَت فِي الْبَاءَة. بولس قَالَ: كثيرا مَا يتجبن اللَّبن فِي الثدي بعد الْولادَة فَيكون من ذَلِك وزم حَار وَيجب أَن يسْتَعْمل فِي أول ذَلِك إسفنج قد غمس فِي مَاء وخل فاتر وعصر قَلِيلا وَوضع عَلَيْهِ ويشد بِرِفْق أَو يضمد بِتَمْر وخبز قد سحق مَعَ مَاء وخل ويضمد بَيَاض الْبيَاض وصفرته مَعَ دهن ورد أَو يضمد بالشبث والكزبرة الرّطبَة أَو البقلة الحمقاء وضع عَلَيْهِ مرقشيثا مسحوقاً مَعَ دهن ورد) وَإِن عرض للثدي امتداد وَجمع فِيهَا دم فضمدها بِخبْز مَعَ مَاء وزيت أَو مَعَ شراب وَعسل أَو بدقيق الباقلى مَعَ مَاء وَعسل أَو ميبختج فَإِن لم يحتملوا ثقل الضماد فلينطلوا بالزيت الْحَار وَيُوضَع عَلَيْهِ إسفنجة أَو صوفة قد شرب زيتاً حاراً أَو يكمدون ببخار مَاء قد غلى فِيهِ حلبة وبزر كتَّان اَوْ خطمى. أَو بخر بِالْمَاءِ الْحَار فَقَط ويضمدون بدقيق خشكار مَعَ بزر كتَّان أَو بحلبة مَعَ مَاء وَعسل أَو سمسم مَعَ عسل وَسمن وَلَا يمص الثدي الوارم الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ ينجذب إِلَيْهِ الْموَاد وَإِذا نقص الورم فليوضع على الثدي القيروطي على هَذِه الْجِهَة (ألف ب) يغلى السلق فِي الزَّيْت حَتَّى يتهرأ ثمَّ يَجْعَل من ذَلِك الزَّيْت قيروط ويلقى عَلَيْهِ. صفة أُخْرَى: تخلط عشرَة من صفرَة الْبيض مَعَ أَو قيتى شمع وَأَرْبع أَوَاقٍ دهن ورد حَار وَيضْرب ضربا جيدا وَيصب عَلَيْهِ من المَاء المالح مَا يُمكنهُ قبُوله وَيضْرب بخشبة عَظِيمَة عريضة كالسيف وَيسْتَعْمل وَإِن صلب الورم الَّذِي فِي الثدي فليجعل عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة الملينة وَإِن حدث فِيهِ آكِلَة اسْتعْمل الدَّوَاء الْخَاص بِهِ وَهُوَ فِي بَاب الآكلة ويحفظ الثدي أَن يسحق كمون ويخلط مَعَ المَاء ويضمد بِهِ الثدي ثمَّ ضع عَلَيْهِ إسفنجا قد غمس فِي خل وَمَاء ويربط وَيتْرك ثَلَاثًا يفعل بِهِ ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام فِي الشَّهْر أَو يسحق شوكران بِعَسَل وَيُوضَع عَلَيْهِ وَلَا تحله الْبَتَّةَ ثَلَاثَة أَيَّام أفعل ذَلِك بِهِ ثَلَاث مَرَّات فِي الشَّهْر وضع خَارجه إسفنجا وَإِن طليته بالمسن حفظه. مَجْهُول يدر اللَّبن الرازيانج وَحب الرّطبَة وبزر الكراس وبزر الجرجير يستف بِمَاء كشك الشّعير ثَلَاث أَوَاقٍ. شَمْعُون: قد يكون فِي بعض الْأَوْقَات فِي الثدي لبن بِلَا حمل وَلَا جماع وَأكْثر مَا يكون ذَلِك إِذا انْقَطع الطمث وَيرجع الدَّم إِلَى الثدي فيستحيل لَبَنًا وَإِن كَانَت الْمَرْأَة مِمَّن بلغت أَن يَنْقَطِع حَيْضهَا فَلَا بَأْس وَإِن كَانَ فِي الشَّبَاب فأحرص على إدرار الطمث فَإِن لم يدرولد فِي الثدي أوراماً وقروحاً عسرة. وَقَالَ مِمَّا يدر اللَّبن: خُذ سمنا فاسخنه واسق مِنْهُ بكأس شراب صرف بِالْغَدَاةِ واسقها بزر اللفت والحلبة معجونة بِسمن وَغسل مثل الْبَيْضَة كل

يَوْم واطبخ فجلا ونخالة ثمَّ اسقها ذَلِك الطبيخ مَعَ عسل ومرها فلتأكل قَلِيل حمص منقوع بِالْمَاءِ وتشرب ألبان الْغنم مَتى عطشت. د: أَو خُذ بزر اللفت وبزر الحلبة) من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ وبزر الشبت وبزر الكراث وبزر الحندقوقا من كل وَاحِد أُوقِيَّة وعصارة الرازيانج الرطب وَعَسَلًا وَسمنًا واخلط بِهِ الْأَدْوِيَة وسخنها واسقها مِنْهُ فَإِنَّهُ عَجِيب جدا. لقطع اللَّبن: كمون وسذاب جبلى وبزر الْفَقْد إطبخه بِمَاء واسقها مِنْهُ ويطلى بِهِ ثديها وَمن المر اطل بِهِ الثدي بلعاب البزر قطونا وَلَا تطل الثدي بالأطلية إِلَّا وَقد خرج مَا فِيهِ وحلبته حَتَّى يفنى وَإِلَّا جمد فِيهِ اللَّبن وَصَارَ قروحاً وَمَا اسْتَطَعْت فِي الثدي فَوسعَ وَلَا تضيق. اختيارات حنين دَوَاء للسلع وَالْعقد فِي الثدي: يُؤْخَذ ورق الخوخ الرطب وورق السذاب الرطب فيدقان جَمِيعًا ويضمد بِهِ الْموضع. بولس: مِمَّا يحلل الدَّم وَاللَّبن الجامدين فِي الْجوف فِي بَاب السمُوم الَّذِي بَين الأغذية فليحول مَا هَاهُنَا وَيجمع كُله. أوريباسوس: يدر اللَّبن السمسم وبزر الْخِيَار والقثاء والشاهفافخ والدماغ والفاشرا والكمون الرطب والرازيانج. اشليمن قَالَ: يكثر شرب اللَّبن المعزى اللَّبن ويتخذ حساء بِلَبن وَيجْعَل فِيهِ رازيانج وشبث (ألف ب) والشونيز وَأكل السّمك المالح يزِيد فِي اللَّبن. من التَّذْكِرَة للسدة الْعَارِضَة فِي الثدي من اللَّبن: دق الخراطين وأطلها عَلَيْهَا أَو دق السمسم ويطلى عَلَيْهَا المر بِمَاء الفوذنج والأنيسون ودقيق الحمص وورق الْغَار وبزر الكرفس والكمون النبطي والقاقلة إِذا طليت مَعَ مَاء البرسيان دارى وينقى الْجِسْم وَكَذَلِكَ مَاء السلق وَالْحِنْطَة روفس فِي تَدْبِير الْأَطْفَال قَالَ: النِّسَاء اللواتي يحرصن على قطع اللَّبن بِشرب العقاقير يفْسد مِنْهُنَّ الثدي ويجسو حَتَّى يحْتَاج هَؤُلَاءِ إِلَى البط والباذروج يقطع لبن الْمعز إِذا رعته. من الْكَمَال من الْأَدْوِيَة المنقية لِابْنِ ماسويه: إِذا كَانَ الثدي مملوءاً لَبَنًا وَقد أثقله ذَلِك فدق النعنع مَعَ شَيْء من ملح الْعَجِين وضمد بِهِ وشده أفعل ذَلِك بِهِ أَيَّامًا. أنطليس وبولس قَالَ: قد ينتفخ ثدي الذُّكُور عِنْد الِاحْتِلَام فَرُبمَا بَقِي بِحَالهِ وَرُبمَا زَاد حَتَّى يسمج وَيُشبه ثدي النِّسَاء وَيَنْبَغِي أَن يبط كَمَا يبط عَن السّلع حَتَّى يبلغ الشَّحْم ثمَّ أخرجه كُله وخطه وأدمله. قريطن لبَقَاء الثدي على حَاله: كمون يدق وينخل ويسحق بِالْمَاءِ سحقاً نعما ثمَّ

ضمد بِهِ) الثديين وَاجعَل عَلَيْهِمَا من خَارج إسفنجة لينَة واربطها على الصَّدْر والثديين وَقد شربتهما بخل ممزوج واضفطها بالرباط ضغطاً رَقِيقا ودع الرِّبَاط عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ حلّه ونقه من الكمون وَخذ بصل السوسن فدقه واعجنه بِعَسَل وضمد بِهِ الثديين واربطهما ثَلَاثَة أَيَّام على مثل مَا فعلت بدءا ثمَّ حل الرِّبَاط واترك التَّدْبِير أفعل ذَلِك فِي الشَّهْر ثَلَاث مَرَّات فيدوم لَهَا الصغر. آخر: خُذ زيتا وشبا مسحوقاً كالكحل وأجعله فِي إِنَاء أسرب وأدهن بِهِ الثديين كل يَوْم فَإِنَّهُ يَدُوم لَهما الصغر أَو خُذ شوكرانا فاسحقه واعجنه بِالْمَاءِ واطل على الثديين وَاعد ثَلَاثَة اَوْ بل إسفنجة لينَة بخل وَمَاء وشدهما فَوق ذَلِك ثمَّ دع التَّدْبِير أَيَّامًا أعد عَلَيْهِ العلاج فَإِنَّهُ يصغر الثدي. أُخْرَى قَوِيَّة: خُذ طينا حرا وعفصا وانخل الْجَمِيع بمنخل واعجنه بِعَسَل حَتَّى يصير فِي ثخن القيروطي وارفعه فِي إِنَاء رصاص واطل بِهِ الثديين فَإِذا جف فاغسله بِمَاء بَارِد كثير تفعل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام فَإِنَّهُ يصغره ويقيمه. قَالَ: ويحفظ الخصى أَن يُؤْخَذ قيموليا وإسفيذاج الرصاص بِالسَّوِيَّةِ واعجنهما بِمَاء البنج وصب عَلَيْهِمَا دهن المصطكى واطل بِهِ فَإِنَّهُ يمْنَع نَبَات الْعَانَة وَعظم الخصى. آخر للخصى والثديين: رصاص محرق مغسول دقاق الكندر إسفيداج الرصاص مرتك شب أفيون إجمع الْجَمِيع بالشوكران حَتَّى يصير فِي غَايَة اللين وليعمل هَذَا الدَّوَاء إِذا كَانَ شوكران رطبا كثير المَاء فَإِذا انْتهى سحقها فاخلط بهَا من دهن (ألف ب) المصطكى قدر مَا يَكْتَفِي وارفعها فِي إِنَاء رصاص وشده واحفظه واطل بِهِ بخل حاذق جَمِيع الْمَوَاضِع الَّتِي تُرِيدُ حفظهَا. آخر قوى جدا: عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء الشوكران وبنج ولعاب بزر قطونا ومرتك أَبيض وإسفيذاج الرصاص وأفيون وَمَاء البنج وخل ثَقِيف واجعله قرصة وَعند الْحَاجة اطل بِهِ على مَا تُرِيدُ والزم من تطليه قبل ذَلِك شرب المَاء الْبَارِد وَترك الرَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: مَتى كَانَ اللَّبن نَاقِصا فابحث عَن الدَّم فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو فِي هَذِه الْحَال من أَن يكون قَلِيلا فِي كميته أَو رديئاً فِي كيفيته وَانْظُر فَإِن كَانَ الْغَالِب على الْجِسْم المرار فانفضه ثمَّ عد إِلَى التَّدْبِير الَّذِي أصف وَهُوَ: أَن تدبر الْمَرْأَة بالأغذية المولودة للدم الْجيد المرطبة الفاترة الْحَرَارَة وَذَلِكَ أَن مزاج اللَّبن هَذَا المزاج وانح فِي هَذَا التَّدْبِير ايضاً هَذَا النَّحْو فَإِن كَانَ الْغَالِب فِي الْبدن البلغم فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أدوية تسخن فِي الأولى وَالثَّانيَِة وَلَا تجفف وأفضلها مَا) كَانَت أغذية كالجرجير والراازيانج والشبث الطري وَذَلِكَ أَن الْيَابِس من هَذِه يجفف بِأَكْثَرَ مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي هَذَا التَّدْبِير فيغلط الدَّم بادرار الْبَوْل وتقل رطوبته وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى أَن يحفظ اعْتِدَال الدَّم وَلَا يكون غليظاً وَكَذَلِكَ البزور الحارة

تقطع اللَّبن وَأما الَّتِي تسخن باعتدال وَلَا تجفف فَإِنَّهَا بِالْحَقِيقَةِ مَدَرَة للبن إِذا اسْتعْملت مَعَ الأغذية والاستحمام وَالتَّدْبِير الْجيد المكثر للدم الرطب وَأما الَّتِي تقطع اللَّبن فالأشياء القوية التجفيف أَو القوية الاسخان وَمَتى در الطمث انْقَطع اللَّبن. جوارش مصلح: بزر الرازيانج وبزر الجرجير وبزر السلجم والرطبة والفجل وبزر الشبث والكراث تدق وتلت بالسمن وتعجن بالعسل وَتُؤْخَذ مِنْهَا كالبيضة بِثَلَاث أَوَاقٍ شراب جيد أَو لبن حليب إِذا كَانَت حِدة وهزال وينتظر سَاعَات ثمَّ يَأْكُل حساء متخذاً من خبز يَابِس فِيهِ هَذِه البزور وخاصة كمون ورازيانج وشبث وَيكون من دَقِيق باقلى وأرز وحنطة يتَّخذ حساء بِاللَّبنِ وَيطْعم وتطلى الحلمة بأشق قد حل بِالْمَاءِ أَو بكمون مسحوق أَو بدقيق الْحِنْطَة أَو بالمرماخور يسحق بِمَاء ويطلى بِهِ. قَالَ جورجس: وَيقطع اللَّبن ضماد الباقلى وَأَن يسقى من بزر القثاء حفْنَة كل يَوْم بِمَاء فاتر وبزر الرّطبَة كَذَلِك. مُفْردَة ج: دَقِيق الباقلى بليغ النَّفْع جدا لمن بِهِ ورم فِي الثدي وَلَا سِيمَا إِن كَانَ حدث ذَلِك الورم للبن تجبن فِيهِ فَإِن هَذَا الضماد يقطع اللَّبن والرازيانج يُولد اللَّبن ويدره مس المَاء إِذا حك وطلى بِهِ حفظ الثدي والخصى بِحَالهِ زَمَانا طَويلا لَا يعظم إِذا تعوهد ذَلِك والشمع إِذا ضمد بِهِ منع اللَّبن أَن ينْعَقد فِي ثدي المرضعات النخالة إِن طبخت بِالشرابِ وضمد بهَا منع اللَّبن أَيْضا من التعقد الحمص يُولد اللَّبن دَقِيق العدس إِذا طبخ بِمَاء وملح وضمد بِهِ الثدي (ألف ب) الوارمة من احتقان اللَّبن نفع جدا الباذروج يدر اللَّبن النعنع إِذا ضمد بِهِ مَعَ دَقِيق الشّعير الثدي الوارم من تعقد اللَّبن سكنه الشبث وبزره يدران اللَّبن الخطمى يسكن وجع الثدي الوارمة ويحلل ورمها. الخوز: لبن الْبَقر يزِيد فِي لبن الْمُرضعَة. الفلاحة: بزر الفجل يدر اللَّبن. لي طليت ثدياً أردْت قطع اللَّبن عَنهُ بدقيق باقلى وبزر الباذروج بِمَاء الباذروج فَانْقَطع أعجب انْقِطَاع وأقواه. لي تجربة عَن القوابل: طين حر عسل يطلى بِهِ الثدي ينهده. لي قد يكون من المنى وَاللَّبن مَا يغلظ حَتَّى يخرج كالجبن وَرُبمَا خرج كالخيط وَقد رَأَيْت ذَلِك فِي رجل فَعَلَيْك فِي هَذَا بتطل الثدي والأثنين بِمَاء حَار وَالْجُلُوس فِيهِ وترطيب الْبدن وتبريده.) فليانش فِي الطبيعيات: من أَرَادَ أَن يخف لبن امْرَأَة من ثديها فليشق سرطاناً بحرياً وأطله على الثدي. مسيح: مَتى حدث فِي الثدي ورم فضمد بدقيق الحلبة وَنَحْوه وانطل بِالْمَاءِ الْحَار وَمِمَّا ينفع من الورم الْحَار فِيهَا حجر المسن يحك بخل ويطلى وَمَتى بط فَلْيَكُن فِي غَايَة السعَة.

وَمِمَّا يحبس لبن الْمَرْأَة بعقب الْولادَة مَتى احْتِيجَ إِلَى ذَلِك: كمون فنجنكشت سذاب يطْبخ ويسقى مَاؤُهُ وينطل بِهِ الثدي ايضاً أَو يطلى بالأشق بِالشرابِ اَوْ بعصارة البزر قطونا وليحلب كل يَوْم قَلِيلا لِئَلَّا يتقرح فَأَما الزَّائِدَة فِيهِ فالحمص والشبث وبزر الرّطبَة وَاللَّبن وَالسمن وَالْعَسَل والخشخاش والشونيز والباذنجان مَعَ سمن غنم وَمَتى يسحق كمون كرمانى بِعَسَل ولطخ بِهِ أَو أخذت أصُول الكرنب فدقت وضمد بهَا أَو دَقِيق العدس والباقلى والزعفران والجوز جندم وَالْملح ويضمد بهَا بِمَاء بَارِد فتقطع اللَّبن وتجففه. قَالَ: وَيُقِيم الثدي المكسر طبيخ العفص يبرد بالثلج ويغمس فِيهِ خرقَة كتَّان وتوضع عَلَيْهِ. الطِّبّ الْقَدِيم: تدق الحلوة وتطلى بِالْمَاءِ على الثدي فَيَنْقَطِع اللَّبن من يَوْمه مجرب أَو يُؤْخَذ لَك ومرتك ودهن ورد ويطلى على الثدي فَإِنَّهُ غَايَة يسْتَعْمل إِذا كثر اللَّبن جدا وَإِن أردْت قطع اللَّبن أَيْضا فاطبخ العدس والساق. وانطل بِهِ. د: دَقِيق الباقلى ينفع الثدي الَّذِي ينْعَقد فِيهِ اللَّبن. ج إِنَّه ضماد بليغ لورم الثديين وخاصة إِن كَانَ حدث فِيهِ الورم من سَبَب اللَّبن إِذا جمد فِيهِ فَإِن هَذَا الضماد يقطع اللَّبن: بزر بنج إِذا دق وتضمد بِهِ الْأَبْيَض والأحمر نفع من ورم الثدي الْحَار وخاصة الْكَائِن بعقب النّفاس. د: الْجَوْز يخلط بِشَيْء يسير من الْعَسَل وَالشرَاب بدردى الْخلّ ويضمد بِهِ الثدي الوارم وخاصة الْكَائِن بعقب النّفاس فَإِنَّهُ يحلله. بولس:) دردى الْخلّ يسكن ورم الثدي الَّذِي در لبنه جدا وسخ المصارعين جيد لورم الثدي وَذَلِكَ أَنه يحلل مَا قد حصل وَيمْنَع من مَجِيء شَيْء آخر. ج: مَتى طبخت نخالة الْحِنْطَة مَعَ سذاب وكمد بِهِ سكن أورام الثدي الَّذِي ينْعَقد فِيهِ اللَّبن طين (ألف ب) شاموس ينفع أورام الثدي خَاصَّة. أوريباسوس: وَيسْتَعْمل بِمَاء ورد ودهن ورد الكندر مَتى خلط بقيموليا ودهن ورد ولطخ بِهِ نفع الْحَرَارَة الْعَارِضَة للثدي وَقت النّفاس. د: دَقِيق الكرسنة مَعَ الْعَسَل يلين الأورام الصلبة فِي الثدي. د: كمافيطوس إِذا وضعت على الثدي الجاسية حلل ورمها وجسأها. د: الكرفس د: مَاء الْبَحْر إِذا صب على أورام الثدي نفع. د: النّوم بنفع تعقد اللَّبن فِي ثدي المرضعات. د: النعنع مَعَ سويق شعير إِذْ ضمد بِهِ الثدي الَّذِي يعْقد فِيهِ اللَّبن نَفعه

د: السفرجل إِذا ضمد بِهِ سكن الورم الْحَار فِي الثدي.) د: وَيجب إِن يطْبخ بِمَاء الْعَسَل ثجير الْعِنَب مَتى خلط بملح وضمد بِهِ جيد لأورام الثدي. د وَج: إِن التُّرَاب الَّذِي يكون فِيهِ عرق المصارعين نَافِع جدا من ورم الثدي الْحَار وجمود اللَّبن فِيهِ وَهَذِه أَنْفَع شَيْء لَهُ وَإِن كَانَ يَابسا فلينه بدهن حناء أَو بدهن ورد العدس مَتى طبخ بِمَاء د: مرهم احكاك الأسرب والمياه الْبَارِدَة نَافِع جدا للأورام الحارة فِي الثدي والقروح فِيهِ. د: الشوكران إِذا ضمد بِهِ الثدي قطع اللَّبن وَمنع الورم مِنْهُ الخطمي مَتى تضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِالشرابِ حلل ورم الثدي. د: أصل الْخُنْثَى مَتى طبخ بدردى الشَّرَاب وتضمد بِهِ نفع من أورام الثدي. د: لحكة الثدي ينفع التِّين الْيَابِس فِي خل خمر أَيَّامًا ثمَّ يطلى بِهِ الثدي أَيَّامًا ثمَّ يغسل بِمَاء حَار فِيهِ كرفس وحجامة الْكَاهِل وَإِذا كَانَ الثدي مملوءاً من اللَّبن قد أثقله فدق نعنعاً مَعَ ملح الْعَجِين وَضعه عَلَيْهِ وشده اياماً أفعل ذَلِك بِهِ أَيَّامًا. مَجْهُول: عسل لبنى ودهن بنفسج فيخلط وتمسح بِهِ الثدي وَيطْعم الْأَطْعِمَة الميبسة جيد للآورام الَّتِي تكون فِي الثدي من اللَّبن ويحسى بالكرنب وَيطْعم مِنْهُ. من تذكرة عَبدُوس ضماد يتَّخذ لصلابة ثدي النِّسَاء: يتَّخذ من سلق وموم وشحم البط والدجاج ومخ الأيل والرجلة ودقيق الشّعير ودهن الخيرى وصمغ اللوز ودقيق الحلبة ودقيق الباقلى وَورد البنفسج والبابونج وقفر الْيَهُود. من الْكَمَال والتمام دَوَاء يقطع اللَّبن من الثدي: دَقِيق باقلى عشرُون درهما ودقيق عشرَة دَرَاهِم يعجنان بدهن الحلبة ويطلى على الرَّأْس. آخر يقطع اللَّبن من الثدي: دَقِيق الباقلى ودهن الْورْد بِجعْل مختلطاً ويضمد بهما الثدي. للورم الْبَارِد فِي الثدي: دق الكرفس وضع عَلَيْهِ. للصلابة الْحَادِثَة فِي الثدي: ضع عَلَيْهِ دردى الْمَطْبُوخ الْعَتِيق أَو ذردى الْخلّ أَو يُؤْخَذ دَقِيق الباقلى وإكليل (ألف ب) الْملك ودهن السمسم وَمَاء عذب يخلط وَيُوضَع عَلَيْهِ. من اختيارات الْكِنْدِيّ دَوَاء يصلح للسلع وَالْعقد فِي الثدي: ورق الخوخ وورق السذاب) الرطب يدقان ويضمد بهما.

ابْن سرابيون فِي القربادين ضماد جيد لورم الثدي والخصى الحارة يُؤْخَذ باقلى مطحوناً وحلبة مطحونة وخطمى وبزر كتَّان حفْنَة حفْنَة فيعجن بطبيخ الكرنب وَيجْعَل مَعَه دِرْهَم من زعفران بِجمع الْجَمِيع وَيُوضَع على الثدي وَإِن كَانَ فِيهِ حرارة فَاجْعَلْ فِيهِ مَاء عِنَب الثَّعْلَب. الْمُفْردَات قَالَ: مَتى قل اللَّبن فَانْظُر إِلَى الدَّم فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو أَن يكون قَلِيل الكمية أَو رَدِيء الْكَيْفِيَّة فَإِن وجدت الدَّم قَلِيل الكمية فدبر تدبيراً ملطفاً مسخناً فَإِن وجدته رَدِيء الْكَيْفِيَّة فَانْظُر مَا الَّذِي تحْتَاج أَن تستفرغ أبالفصد أَو بالإسهال ثمَّ بعد ذَلِك إِلَى الْأَدْوِيَة المضادة وَلذَلِك المزاج فَإِن كَانَ الَّذِي استفرغت بلغما فأجود الْأَشْيَاء لَهُ الجرجير والرازيانج والكرفس رطبا لِأَنَّهَا إِذا يَبِسَتْ فَإِنَّهُ أقوى مَا يَنْبَغِي وَإِن كَانَ صفراء فماء الشّعير وَاللَّبن هُوَ شَيْء متوسط الطَّبْع من الدَّم فَلذَلِك إِن كَانَ اللَّبن لَيْسَ بِقَلِيل فَإِنَّمَا أفْسدهُ صفراء أَو بلغم وَلَا تحْتَاج أَن تكون الْأَدْوِيَة المولدة للبن خَارِجَة عَن الِاعْتِدَال فِي الْحَرَارَة لِأَن هَذِه تفنى رُطُوبَة الدَّم وَلَا بَارِدَة لِأَنَّهَا تجمد الدَّم بل أَشْيَاء تسخن باعتدال وَلَا تجفف الْبَتَّةَ فَكلهَا تقطع اللَّبن وَالَّتِي تنقص الدَّم وَالَّتِي تدر الطمث وَذَلِكَ أَن الْكَثِيرَة الطمث لَا يكثر لَبنهَا. مدرات اللَّبن: الباذروج يدر اللَّبن. ابْن ماسويه: ثَمَرَة الفنجنكشت إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَم بشراب أدرت اللَّبن د: كشك الْحِنْطَة إِذا طبخ مَعَ بزر الرازيانج وَجعل حساء أدر الْبَوْل وَاللَّبن. د: الحمص تولد اللَّبن. عصارة سلق الفاشرا إِذا تحسى من حِنْطَة مطبوخة غزر اللَّبن. د: الرازيانج إِذا أكل زَاد فِي اللَّبن وبزره يفعل ذَلِك شرب أَو طبخ مَعَ مَاء الشّعير. د وَقَالَ ج: الرازيانج لما كَانَ قوى الْحر قَلِيل اليبس ولد اللَّبن وَلَو كَانَ كثير اليبس مَا وَلَده وخاصة الرازيانج توليد اللَّبن. ابْن ماسويه قَالَ د: طبيخ جمة الشبث وبزره يولدان اللَّبن توليداً قَوِيا وبزره إِذا شرب أدر اللَّبن. د: قضبان الشقائق وورقه إِذا طبخت مَعَ حشيش الشّعير وَأكل أدر اللَّبن. د: الشونيز إِذا أدمن شربه أدر اللَّبن. د: مرق الْخِيَار البستاني ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر اللَّبن وتزيد فِيهِ وتنقي الْبدن مِمَّا فِيهِ: مَاء الشّعير مَعَ مَاء الرازيانج وَمَاء الحمص تدر اللَّبن وتنقي والخراطين إِذا دقَّتْ وطلى بهَا نقى مَا فِيهِ وَكَذَلِكَ

السمسم إِذا طلى بِهِ وَفعل ذَلِك والمر إِذا دق وخلط بِهِ مَاء الفوتنج الْبري وطلى عَلَيْهِ فعل ذَلِك وَكَذَلِكَ أدمغة الخفافيش إِذا طلى عَلَيْهِ بِمَاء والرازيانج إِذا طلي على الثدي والمر والأنيسون ودقيق الحمص إِذا طلى على الثدي نقى مَا فِيهِ من الفضول وورق الْغَار وبزر (ألف ب) الكرفس والكمون النبطي والقاقلة الْكِبَار إِذا طليت هَذِه على الثدي بِمَاء البريسان دارى نقت الثدي مِمَّا فِيهِ من الفضول الغليظة وَكَذَلِكَ يفعل مَاء السلق المعصور مَعَ الْحِنْطَة المهروسة والسوسن إِذا دق وطلي بِهِ الثدي مثل ذَلِك ومرارة الثور وكبده إِذا طلي وطحال الْحمار المجفف المدقوق وخرؤ الفأر المدقوق مَعَ شعير مبلول والكرنب إِذا طلي بِمَاء السلق فعل ذَلِك وَهَذِه كلهَا تدر اللَّبن وتكثره وَمَتى حسيت الْمُرضعَة حسواً متخذاً من الْحِنْطَة وحمص مَعَ شَيْء من شبث ورازيانج وبزريهما مَعَ لبن حليب زَاد فِي اللَّبن وأدره.) من كتاب إشليمن للزِّيَادَة فِي اللَّبن: يشرب لبن الْمعز ويتخذ مِنْهُ حساء وَيجْعَل فِيهِ رازيانج وشبث وشونيز والسمك المالح يزِيد فِي اللَّبن. من جَامع ابْن ماسويه: وَهُوَ المنجح للزِّيَادَة فِي اللَّبن: يُؤْخَذ من سلاء النَّحْل ثَلَاثُونَ درهما ورق الرازيانج عشرُون درهما رطبَة خَمْسَة عشر درهما حِنْطَة مهروسة خَمْسَة وَعِشْرُونَ حمص مقشر وشعير مرضوض أَبيض وَعشر شاهنجرات يغلى بِثَلَاثِينَ رطلا من مَاء عذب إِلَى أَن يرجع إِلَى ثَمَانِيَة أَرْطَال من مَاء وَأَقل من ذَلِك ويسقى مِنْهُ الْمُرضعَة خمس أَوَاقٍ مَعَ نصف أُوقِيَّة من دهن لوز حُلْو وسكر سليماني خَمْسَة عشر درهما. من الْجَامِع للصلابة فِي الثدي: يسلق نصف جُزْء موم أَبيض وبقلة حمقاء ودقيق شعير وشحم البط والدجاج وشحم الإيل بِالسَّوِيَّةِ دَقِيق الحلبة نصف جُزْء دهن الخيرى مثله دَقِيق الباقلى ثلثا جُزْء ورد البابونج مثله بِجمع ويضمد بِهِ. دَوَاء يكثر اللَّبن فِي الثدي: يحسى حسواً متخذاً من الْحِنْطَة وَالشعِير والرازيانج والحساء الْأَبْيَض. مَجْهُول: يكثر اللَّبن أكل الضَّرع ودقيق الباقلى إِذا ضمد بِهِ عانات الصّبيان أَبْطَأَ الِاحْتِلَام. د وَج: إِن ضمد بِعْ عانات الصّبيان أَقَامُوا مُدَّة طَوِيلَة لَا ينْبت لَهُ فِيهَا شعر. ج: لحم الْبِطِّيخ يفعل ذَلِك إِلَّا أَن البزر أقوى حجر المسن إِذا حك ولطخ بِهِ على ثدي الْأَبْكَار منع أَن تعظم وخصى الصّبيان والثدي. د وَج: مَتى ضمد منع الثدي والخصى أَن تعظم.

الْكَمَال والتمام: يضمد ثدي الْبكر وعانة الصَّبِي بحشيش الشوكران وَمَتى أَخذ من النَّبَات الَّذِي يُسمى نجبيش فأنعم سحقه وضمد بِهِ ثدي الْجَارِيَة وَترك ثَلَاثِينَ يَوْمًا بقى نهودهما وَيجب أَن يمْنَع من دُخُول الْحمام فَإِنَّهُ يُرْخِي الْجِسْم. أقريطن: ضمد الصَّدْر بشوكران معجوناً بِمَاء وأتركه ثَلَاثًا فَإِنَّهُ يصغر أَو خُذ طيناً حرا وعفصاً فجا فاجمعهما بِعَسَل فارفعه فِي حك رصاص واطل بِهِ الثدي فَإِذا جف فاغسله بِمَاء بَارِد كثيرا فعل ذَلِك خَمْسَة أَيَّام مرّة. لي اطل الثدي والخصى بطين حر ببنج وشوكران ودعه يجِف وَيغسل ويطلى وتعاهد ذَلِك واتركه يجِف عَلَيْهِ وَيبقى أَيْضا مَتى شِئْت أَن يكون أبلغ فَإِنَّهُ (ألف ب) يحفظه مُدَّة طَوِيلَة. قَالَ: وَخذ من تربة قيموليا إسفيذاج واعجنه بِمَاء البنج وَقَلِيل دهن مصطكى واطل بِهِ فَإِن هَذَا يمْنَع الطمث والاحتلام ونبات اللِّحْيَة ويحفظ الثدي صَغِيرا.

الخفقان) الْكَائِن فِي الحميات والتوحش وخفقان فَم الْمعدة الْمُشبه بخفقان الْقلب وَسُوء المزاج والأورام والقروح الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: وَمَا كَانَ يعرض للقلب من الأورام الحارة وَغَيرهَا يهْلك الْحَيَوَان من سَاعَته وعلامته الغشى المتتابع المتدارك وَكَذَلِكَ سوء المزاج المفرط وعلامة أُخْرَى وَهِي الاختلاج الَّذِي يكون وَحده أَو الَّذِي يخيل للْإنْسَان أَن قلبه يَتَحَرَّك فِي رُطُوبَة. قَالَ: وَقد يكون ذبول ودق من ورم فِي غلاف الْقلب وَيكون خفقان مَعَه فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدِي قرد يهزل ويذوب فَتَأَخر تشريحه لأشغال عرضت وَهُوَ يسل فِي ذَلِك فَلَمَّا مَاتَ شرحته فَوَجَدته سَائِر أَعْضَائِهِ كلهَا سليمَة وَوجدت على غلاف قلبه ورماً فِيهِ رُطُوبَة سخيفة شبه الرُّطُوبَة الَّتِي تُوجد فِي النفاخات إِذا ثقبت خرجت مِنْهَا مائية وشرحت أَيْضا ديكاً فَوجدت على غلاف قلبه غلظاً صلباً لَا رُطُوبَة فِيهِ وَقد يُمكن أَن يعرض هَذَا للنَّاس وَأما الورم الْحَار فَرَأَيْت لما حدث فِي قوم من الْمُقَاتلَة حدث مَعَهم من سَاعَته غشى مميت إِلَّا أَن من أَصَابَته حرارة نفذت إِلَى تجويف قلبه مَاتَ من سَاعَته بنزف الدَّم وخاصة إِذا كَانَ فِي الْبَطن الْأَيْسَر فَأَما إِذا لم تنفذ الْجراحَة إِلَى الْبُطُون فَإِنَّهُ رُبمَا عَاشَ يَوْمه ذَلِك وَلَا يزَال عقله ثَابتا. قَالَ فَأَما اخْتِلَاج الْقلب فقد أبرأنا مِنْهُ خلقا بالفصد وَحده وَبَعْضهمْ بِالتَّدْبِيرِ الملطف مَعَ الفصد وَبَعْضهمْ لم يعاودهم وَبَعْضهمْ عاودهم فعدنا للعلاج فبرأ وَكَانَ رجلا يتعاهده اخْتِلَاج الْقلب فِي الرّبيع فِي كل سنة ففصدته فسكن عَنهُ ثمَّ كَانَ يتَقَدَّم فيفصد فينجو من ذَلِك الاختلاج إِلَّا أَن هَذَا لم يبلغ الشيخوخة لَكِن مَاتَ وَكَذَلِكَ جَمِيع من يصيبهم ويلزمهم الاختلاج بالغشى والحميات الحارة وَأما غلاف الْقلب فَلَيْسَتْ علله بقاتلة غلا أَن يكون ورماً حاراً فيتأدى مِنْهُ إِلَى الْقلب. لي هَذَا الْعُضْو لحرارته لَا تكَاد الْعِلَل تعرض لَهُ لِأَنَّهُ يذيبها وَبَعضهَا هَذِه الْعِلَل بجميعها فِيهِ وَإِذا عرضت لم تكد تنجع وَذَلِكَ أَنه لَا يجوز لَهُ أَن يمده مَا يَقْهَرهُ وَقد قهر الطَّبْع وَالْمَوْت الْفجأَة إِنَّمَا يكون بِأَن الْقلب ينقبض وَلَا ينبسط فَيحدث من ذَلِك للحرارة الغريزية اختناق كَمَا يحدث عَنهُ بطلَان النَّفس وَإِنَّمَا يقبل أَيْضا بِأَن يصير الْقلب لعدمه الْحَرَارَة الغريزية لَا ينقبض وَلَا ينبسط فَيحدث من ذَلِك للحرارة الغريزية أَن تذْهب جملَة.

لي إِذا عرض اخْتِلَاج (ألف ب) فبادر بفصد الباسليق والأطلية على الصَّدْر بِمَا يُطْفِئ إِن كَانَ مَعَ حرارة لِأَنَّهُ لَا يُؤمن أَن يكون ذَلِك لورم حَار يحدث. جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: يكون من الخفقان ضرب يعرض من فَسَاد الطَّعَام فِي الْمعدة فأعد فأولا) ذَلِك وعالجه بإصلاح هَذِه الْحَال. ابيذيميا الأولى من الثَّانِيَة: وجع الْقلب يتَوَلَّد من التجويف الْأَيْسَر. الْيَهُودِيّ: إِذا عرض فِي الْقلب غشى شَدِيد وأخضر الْوَجْه وتنكس الرَّأْس مَاتَ حِين يشيل رَأسه. لي إِذا عرض للجسم سل وذوبان وَلَا يعرف لَهُ سَبَب باد وَلَا حميات متقادمة مجوفة محرقة وَلَا ورم حَار فِي الكبد وَنَحْوه فَأعْلم أَن الْقلب مزاجه مزاج سوء مزاج الْقلب إِذا كَانَ رديئاً اسْتدلَّ عَلَيْهِ بالخفقان والغشى وعلاج سَائِر السل. الْيَهُودِيّ: من جيد أدوية الْقلب أَقْرَاص الْورْد بالسكنجبين ودواء الْمسك والشليثا. قَالَ: والسل يكون عَن الْقلب لورم فِي حجابه أَو لسوء مزاج فِيهِ وعلاجه علاج السل من الْأَطْعِمَة وَالْحمام قسطا فِي الْمَوْت الْفجأَة قَالَ: من علاج الْقلب مَا لَا يفْسد مزاجه فَسَادًا قَوِيا كالخفقان. قَالَ: والزعفران يفرح الْقلب تفريحاً قَوِيا. قَالَ الْيَهُودِيّ: الدارصيني نَافِع للفزع والوحشة والخفقان يُؤْخَذ دارصيني وسنبل وزرنباد وذرونج وباذروج وباذرنجويه يدق وينخل ويعجن بِمَاء

لِسَان الثور والشربة دِرْهَم بأوقية طلاء وَهُوَ دَوَاء عَجِيب جدا نَافِع. دَوَاء يقوم مقلم الشليثا: بسد دارصيني من كل وَاحِد اثْنَا عشر قيراطاً برادة ذهب أَحْمَر وَفِضة بَيْضَاء قيراطان قيراطان مسك وكافور ثَلَاثَة ثَلَاثَة سنبل وسليخة وأشنة وساذج من كل وَاحِد أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ قيراطاً حَماما وقسط وأشق من كل وَاحِد عشرَة قراريط شب يمَان مر زرنباد ذرونج قرنفل من كل وَاحِد سَبْعَة قراريط يعجن بِعَسَل نَافِع من الخفقان وضيق الصَّدْر جيد بَالغ. أهرن للخفقان: اسحق دِرْهَم مرزنجوش يَابِس بِمَاء فاتر واسقه وزن فوانيس من قرنفل بأوقية لبن حليب. الطَّبَرِيّ: مِمَّا ينفع الْحَرَارَة فِي الْقلب مخيض الْبَقر والكزبرة والورد. سفوف جيد للقلب والوحشة والغشى: كهربا وبسد ولؤلؤ ثَلَاثَة ثَلَاثَة فلنجمشك لِسَان الثور سِتَّة سِتَّة كزبرة قد قليت قَلِيلا دِرْهَمَانِ وَنصف الشربة مِثْقَال بأوقية ميبه. لي معجون مسهل جيد لذَلِك: إهليلج أسود وأفيثمون أقريطشى وأسطو خودوس بسبايج تَرَبد جزؤ جزؤ غاريقون ملح هندي حجر اللازورد نصف نصف فلنجمشك قرنفل ساذج هندي) ربع ربع يطْبخ الآملج وَالْعَسَل الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم جيد بَالغ للوحشة والسوداء. لي جوارش نَافِع جدا للخفقان (ألف ب) ويسكن الْغم والغشى: مصطكى سنبل قاقلة كبابه قرنفل سك قشور أترج صَبر فلنجمشك وباذرنجويه وعود ني وراسن يجمع بالميبه وَيُعْطى مِنْهُ وَإِن شِئْت يسحق وَيُعْطى مَعَ الميبه. لي للخفقان الْبَارِد الشَّديد: اسْقِهِ مطبوخاً ريحانياً بأقراص الْمسك صفتهَا فِي بَاب الغشى. للخفقان الْحَار: طباشير زنة مِثْقَال بأوقية من مَاء الْخِيَار فَإِن هَذَا نَافِع من الخفقان الَّذِي مَعَ حرارة شَدِيدَة واسقه بِمَاء التفاح. أهرن قَالَ: لَا يُمكن أَن يكون فِي الْقلب قيح. لي لِأَن الْقَيْح يكون أَن ينضج الورم بحرارة وَالْإِنْسَان يَمُوت إِذا حدث ذَلِك فِي الْقلب قبل أَن ينضج قَالَ: والخفقان يعرض فِي الْقلب من أجل الدَّم الغليظ الْأسود إِذا تولد فِي الكبد وَكَانَ الَّذِي يصل إِلَى الْقلب سوداوياً فعالج ذَلِك بالفصد ثمَّ بالإسهال ثمَّ بِمَا يخرج الْخَلْط الْأسود ثمَّ بالأدوية اللطيفة الطّيبَة الرّيح كدواء الْمسك وجوارش النارمشك هَذِه تجْعَل الدَّم سوداوياً وَالْوَجْه أَن يتْرك الدَّم فِي هَذِه الْحَال فَإِن ذَلِك أَحْرَى أَن لَا يتَوَلَّد دم عكر وَلَا يكون مَا يصل إِلَى الْقلب مِنْهُ أسود ودواء قَيْصر والشليثا. دَوَاء جيد للوحشة وللخوف بِاللَّيْلِ: يُؤْخَذ لِسَان الثور وباذرنجويه وزرنباد وذرونج اسحقها يابسة الشربة دِرْهَم فِي أول الْهلَال بطلاء ممزوج وَدِرْهَم فِي وَسطه وَدِرْهَم فِي آخِره وانقع لِسَان الثور فِي الطلاء واسق مِنْهُ. أهرن: قد يعرض لكثير من النَّاس من التُّخمَة الحارة وَفِي الحميات والإمساك عَن الطَّعَام رعدة على الْمعدة من مرار ينصب غليها ويتوهم النَّاس أَنه خفقان الْقلب وَلَيْسَ كَذَلِك لَكِن مرّة تنصب إِلَى الْمعدة وعلاج الْقَيْء وتنظيف الْمعدة بالإيارج والإفسنتين والمبادرة قبل ذَلِك الْوَقْت بِشَيْء من الْأَطْعِمَة المقوية لفم الْمعدة وَإِذا سقى هَؤُلَاءِ فِي السّنة مَرَّات مَا ينقص الصَّفْرَاء لم يصبهم هَذَا الْعرض إِلَّا إِذا أخروا طعامهم جدا وَقد يُصِيب مثل هَذِه الرعدة فِي الْمعدة الشبيهة بخفقان من كَثْرَة الْجِمَاع وعلاجه الْإِمْسَاك والاغتسال والتطيب. بولس: إِذا حدث فِي الْقلب نَفسه ورم حَار وَسُوء مزاج رَدِيء أَو جِرَاحَة موت سريع وخاصة مَا حدث فِي الْبَطن الْأَيْسَر وَإِذا عرض بمشاركة تبع ذَلِك غشى شَدِيد وَسُقُوط الْقُوَّة بَغْتَة) وَضعف النَّفس والنبض الصَّغِير وَبرد الْأَطْرَاف وعرق مقطع فِي بعض الْجَسَد

وَإِن كَانَ الغشى شَدِيدا متداركاً فَلَا علاج لَهُ وَإِن كَانَ ضَعِيفا فَرُبمَا انْتفع بالعلاج. وَقَالَ: قد يعرض خفقان شَدِيد من كَثْرَة الدَّم وغليانه وَإِذا سخن مزاج الْقلب عظم التنفس وتابع وبالضد وَإِن كَانَ خفقان يعرض بأدوار فأفصده قبل النّوبَة. الْإِسْكَنْدَر: يكون من الحميات مَا مَعَه خفقان ووجع فِي الْفُؤَاد وغشى وَرُبمَا قتل. بولس فِي تَدْبِير الْحَامِل (ألف ب) بَاب مَا يسكن الخفقان الَّذِي للحوامل: تجرع المَاء الْحَار بالعسل بِرِفْق وتدثر مَا دون الشراسيف بالصوف اللين. شرك الْهِنْدِيّ: عَلامَة ضعف الْقلب الْخَوْف وضيق الصَّدْر وضربان فِي الصَّدْر مؤذ جدا وهزال الْجِسْم وقحله وعلامة قوته خلاف ذَلِك ويعالج من ضعف الْقلب أَن يطعم الْأرز بِاللَّبنِ والإسفيدباج وَالشرَاب على الأغذية الدسمة وَلُزُوم السرُور والنقلة فِي الْبلدَانِ وَالْحمام والأغذية الحلوة وَالطّيب والوطاء والدثار والحقن الدسمة. شَمْعُون: سنبل فلنجمشك وباذروج من كل وَاحِد دِرْهَم مسك وكافور دانق دانق بزر الحرمل نصف دِرْهَم اعجن ذَلِك بِعَسَل أَو خُذ سنبلاً وسليخة وساذجاً درهما درهما زرنبادا وذرونجا دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ واسقه بطلاء أَو خُذ زرنباد ودراصينيا وسبنلاً وباذروجاً بِالسَّوِيَّةِ اسْقِ مِثْقَالا بطلاء قد انقع فِيهِ لِسَان الثور. للصرع والخفقان: سليخة وسنبل واشنة وساذج من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف وكهربا وبسد دِرْهَم دِرْهَم برادة ذهب وَفِضة ثَلَاثَة قراريط من كل وَاحِد الشربة باقلاة كل يعجن بِعَسَل. الاختصارات للقلب الَّذِي يغلب عَلَيْهِ سوء مزاج: جوارش بلاذر مثروديطوس ثباذريطوس جوارش النارمشك وأحضرها كلهَا نفعا جوارش البلاذر فَإِنَّهُ عَجِيب جيد للخفقان. مَجْهُول للخفقان: مِثْقَال من جوارش يَابِس يداف بأوقية شراب وَيشْرب بأوقية مَاء أَو يُؤْخَذ كمون وحلتيت بِالسَّوِيَّةِ فيشرب مِنْهُ مِثْقَال بقوطولي شراب ممزوج بِمَاء سخن قَالَ: إِذا كَانَ الخفقان من سوء مزاج قأفصد الباسليق من الْأَيْسَر وَإِلَّا احجم الْكَاهِل واسهل بعد ذَلِك بِشَربَة خَفِيفَة ويسقى بعد ذَلِك كزبرة يابسة مَعَ رائب الْبَقر دِرْهَمَانِ وطباشير دِرْهَم وكافور قِيرَاط ويسقى عِنْد النّوم بزر قطونا دِرْهَمَيْنِ وَمن الطين درهما كارباً نصف دِرْهَم بِالْمَاءِ المزمن الزَّمَان. قَالَ: وأقراص الكافور نافعة من سوء المزاج الْحَار المستولى على الْقلب ويضمد) بالأضمدة ويسقى مَاء القرع. سفوف نَافِع للخفقان مَعَ حر: بزر رجلة وبزر القرع وكزبرة يابسة وبزر لِسَان الثور

وطين الْأكل مربى فِي كافور بزر الباذرنجويه بزر الباذروج بزر الكشوث كهربا لُؤْلُؤ إبرسيم خام إهليلج أسود آملج لِسَان الثور حجر اللازورد عود يستف مِنْهُ وَإِذا كَانَ مَعَ برودة فدواء الْمسك والأنقرديا لي يُقَوي الْقلب: أَن يستف كل يَوْم من الكهربا مدقوقاً. جوارش يُقَوي فَم الْمعدة وينفقع الخفقان والوحشة السوداوية: مَاء تفاح شَامي رَطْل مَاء ورد نصف رَطْل (ألف ب) سكر مثله يطْبخ حَتَّى يغلظ ثمَّ يَأْخُذ مصطكي نصف أُوقِيَّة ولسان الثور وباذرنجويه وفلنجمشك وعود وسك وسنبل وقرنفل وزنجبيل فَيلقى عَلَيْهِ من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف ويعقد وَيجْعَل فِي آنِية ويدفن فِي وسط ورق الأترج. قسطا فِي كِتَابه فِي علل الدَّم: الزَّعْفَرَان يفرح الْقلب حَتَّى أَنه ليقْتل لذَلِك وَالْقدر الْقَاتِل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم إِن شرب لم يزل يضْحك حَتَّى يَمُوت. لى يجب أَن يطْرَح فِي هَذِه الْأَدْوِيَة مِنْهُ. من تذكرة عَبدُوس للخفقان فِي فَم الْمعدة: دَوَاء الْمسك المر الْمَعْمُول بالإفسنتين وَالَّذِي فِي الْقلب بدواء مسك حُلْو وَإِذا كَانَ الخفقان مَعَ حرارة سقى الكهربا والبسد واللؤلؤ والشبث وَالْحِجَارَة الأرمينية وكزبرة يابسة فَإِن كَانَ مَعَ الخفقان عسر وغشى ونخس سقى الباذرنجويه والفلنجمشك وَإِن كَانَ فِي الْجنب زيد فِيهِ فوذنج جبلي وتسقى بِمَاء تفاح وميبه. الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع للخفقان من الْحَرَارَة والخمار: أمبرباريس عود طباشير (حج) ورد (ح) طين الْأكل الْخُرَاسَانِي (ح) بزر الكشوثاء (ا) بزر الْخِيَار (حج) بزر الرجلة (حج) كهربا (ا) مصطكي (ا) بسد (ا) لُؤْلُؤ (ج) كافور (آ) عود (آونصف) يُزَاد فِيهِ كزبرة يابسة (حج) . الخفقان تَدْبِير جيد من سوء المزاج فِي الْقلب: أفصد الباسليق من الْأَيْسَر واحجمه على الْكَاهِل واسقه بعد ذَلِك رائب الْبَقر الحامض على قدر احْتِمَاله واستمرائه وانفضه قبل أَخذه الرائب بالهليلج الْأسود والأصفر والإجاص وَالزَّبِيب والفواكه ثمَّ يصير بعد ذَلِك إِلَى آخر رائب الْبَقر مَعَ كزبرة يابسة مسحوقة وزن دِرْهَمَيْنِ ورد دِرْهَم طباشير مثله كافور قِيرَاط والغذاء: الْبُقُول الْبَارِدَة والفراريج المعمولة بالخل والكزبرة وَمَاء الرُّمَّان الحصرم وحماض الأترج وَليكن مَأْوَاه بَارِدًا وينام على لعاب برزقطونا وَمَاء الرُّمَّان وللبارد بضد هَذَا. قَالَ: وَاسْتدلَّ على وجع الْقلب بالخفقان والغشى فليبادر بدواء الْمسك والأنقرذيا

والمثروديطوس) وَنَحْوه. لى يحْتَاج أَن يفرق بَين الخفقان الْكَائِن عَن الْقلب والكائن عَن الْمعدة. من كتاب حنين فِي الْمعدة قَالَ: والخفقان من علل فَم الْمعدة وحدوثه يكون إِمَّا بِسَبَب خلط لذاع يجْتَمع فِي فَم الْمعدة فيلذعها بِشدَّة وَإِمَّا بِسَبَب الْحَيَّات المتولدة فِي الْبَطن إِذا صعدت إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع. تياذوق قَالَ: ينفع الخفقان فِي الْمعدة سنبل مِثْقَال مسك دانق كافور دانق وَنصف بزر الخوخ نصف مِثْقَال أنيسون قرنفل مِثْقَال مِثْقَال يجمع بِعَسَل ويسقى مِنْهُ رَأس كل شهر كالجوزة. قَالَ: وينفع من الخفقان أَن يشرب من القرنفل الذّكر زنة نواة مسحوقا بِاثْنَيْ عشر مِثْقَالا من لبن الْبَقر على الرِّيق وينفع من الخفقان الإسهال بايارج فيقرا وَيُؤْخَذ مِثْقَال مرزنجوش منخول بحريرة بأوقية مَاء حَار. (ألف ب) سرابيون: لَا يُمكن أَن تقوم الأورام فِي الْقلب لِأَنَّهَا تقتل قبل ذَلِك ويسبق ذَلِك الغشي المتدارك. قَالَ: الخفقان حَرَكَة اختلاجية تحدث فِي الْقلب إِمَّا لامتلاء من الدَّم مفرط كثير أَو لرطوبة تحس فِي الغشاء الْمُحِيط بِالْقَلْبِ أَو ورم فِي هَذَا الغشاء فَإِن حدث الخفقان عَن ورم حَار فِي هَذَا الغشاء فَإِنَّهُ يقتل سَرِيعا وعلامة ذَلِك تولد الغشي مَعَ النبض الْمُخْتَلف الْحَار واللهيب الَّذِي لَا يُطَاق والحرارة فِي الصَّدْر وَإِن كَانَ سَبَب رُطُوبَة محتبسة فِي هَذَا الغشاء فَإِن من حدث بِهِ يحس كَأَن قلبه يترجرج فِي رُطُوبَة. الخفقان: الخفقان الامتلائي ينْتَفع بالفصد وَإِذا فصدوا فانتفعوا فَذَلِك أعظم الدَّلَائِل على أَن الخفقان كَانَ للامتلاء وَإِن حدث بِسَبَب رُطُوبَة فَاسْتعْمل الجندباستر والفوذنج وَبعد ذَلِك كُله فَاسْتعْمل للخفقان التَّدْبِير الملطف وترياق الأفاعي والمثروديطوس ودواء الْمسك والشليثا تسقى هَذِه. كلهَا بِالشرابِ الريحاني أَو بِمَاء الباذرنجويه وينفع مِنْهُ الْأَدْوِيَة اللطيفة الَّتِي تسرع النّفُوذ الى الْقلب سَرِيعا مثل هَذَا: يُؤْخَذ لِسَان الثور يَابسا دِرْهَم زرنباد ذرونج أَرْبَعَة أَرْبَعَة يسقى فِي ابْتِدَاء الشَّهْر ووسطه وأخره وللخفقان مَعَ حرارة: نشاكهربا بسد لُؤْلُؤ باذرنجويه فلنجمشك شبث يمَان مقلو ثَلَاثَة ثَلَاثَة طين أرمين خَمْسَة دَرَاهِم الشربة مِثْقَال بِمَاء الباذرنجويه. للخفقان مَعَ حرارة: طباشير أَرْبَعَة عود هندي سك قاقلة قرنفل دِرْهَم دِرْهَم كافور نصف دِرْهَم كثيراء ثَلَاثَة دَرَاهِم يعجن بِمَاء الترنجبين والقرص نصف دِرْهَم بشراب للخفقان عَن برودة: جندبادستر دِرْهَم كهربا مثله قشور الأترج نصف) فلنجمشك مثله يشرب بِمَاء الترنجان. للخفقان الْأسود: اهليلج أسود دِرْهَمَانِ أفيثمون دِرْهَم يخلط مَعَ أَرْبَعَة دوانق من دَوَاء الْمسك المر وَيشْرب كل يَوْم مَعَ شراب ريحاني أسبوعين أوثلاثة.

لى للخفقان مَعَ اللهيب والحرارة: يسقى مخيض رائب الْبَقر يلقى عَلَيْهِ كعك ويسقى فِي مَائه طباشير ويستحم بِالْمَاءِ الْبَارِد كل يَوْم ثَلَاث مَرَّات وَيشْرب مَاء الثَّلج وَيجْلس فِي هَوَاء بَارِد جدا وَهُوَ مغطى مدثر وان دَامَ فاعط هَذَا السفوف: طباشير وصندل أصفر وَورد وكافور ربع جُزْء يسقى مِنْهُ دِرْهَمَانِ فِي كل شربة وان غلظ الْأَمر فِيهِ فاسقه أفيوناً آخر للخفقان الْحَار: بزر الخس وبزر الهندباء وبزر الرجلة وطباشير وَورد وصندل وكزبرة يابسة ولسان الثور وترنجان وبسد وكهربا ولؤلؤ يستف مِنْهُ دِرْهَمَانِ فانه جيد ومل فِي تَدْبِير هَذِه الْعلَّة إِلَى التبريد بِكُل ماقدرت عَلَيْهِ. ج الرَّابِعَة من الْفُصُول: خفقان الْفُؤَاد وَهِي الْحَرَكَة (ألف ب) المتواترة السريعة من الْقلب الشبيهة بالاختلاج إِذا كَانَ مَعَ حمى يدل على أَن ينبوع الْحَرَارَة قد حمى وسخن سخونة نارية فِي الْغَايَة فِي خلال كَلَامه هَاهُنَا أَن الخفقان دَائِما دَلِيل سخونة نارية للقلب لى قد رَأَيْت خفقاناً صَغِيرا مَرَّات كَثِيرَة وَكَانَ مزمناً وَلم ينده صَاحبه مَكْرُوه مِنْهُ ولاذبل ولانحف ولاكانت حمى فَلذَلِك أَن الخفقان قد يكون إِذا حدث فِي غلاف الْقلب ريح غَلِيظَة فتختلج لَهَا وَيكون نحيفاً ملهوساً وَقد رَأَيْت رجلا بِهِ خفقان ونبض شريانه الْعَظِيم يظْهر إِذا وضع الْيَد على الصَّدْر مَعَ وجبة واضطراب شَدِيد ونبض شريانه فِي جَمِيع الْجِسْم يظْهر للعين يشيل اللَّحْم شيلاً كثيرا وَلم ينْتَفع بالفصد ولاكان بِهِ ذوبان وَيجب أَن ينظر فِي ذَلِك وَكَانَ مُنْذُ ثَلَاث سِنِين على ذَلِك يسمع وجيب قلبه على أَذْرع. للخفقان لليهودى: قد يكون الخفقان لفضل دم يصل من الكبد إِلَى الْقلب فيتولد لذَلِك فِي حجابه خفقان علاجه الفصد وتلطيف التَّدْبِير. جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: خفقان الْقلب يكون إِمَّا لورم فِي الغلاف الَّذِي فِيهِ الْقلب وَإِمَّا لورم مَعَ الرُّطُوبَة مائية بِمَنْزِلَة مَا وجد فِي القرد وَإِمَّا من ورم فَقَط يحدث فِيهِ بِمَنْزِلَة مَا وجد فِي الديك وَإِمَّا من رُطُوبَة دموية بِمَنْزِلَة مَا عرض للشباب الَّذِي عولج بالفصد وَالتَّدْبِير اللَّطِيف فبرىء. من المنجح كتاب غَرِيب لِابْنِ ماسويه سفوف للخفقان الْحَار: لِسَان الثور عشرَة شب يمانى مقلو وكهربا وبسد ولؤلؤ وحجارة أرمينية من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف طباشير وزن دِرْهَمَيْنِ) عود ني خَمْسَة دَرَاهِم وَنصف الشربة دِرْهَمَانِ بسكنجبين حامض وَمَاء حماض الأترج أَو مَاء رمان حامض. الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: كَانَ الرجل طَبِيب فِي عرقه جَمِيع ضروب الِاخْتِلَاف بِلَا حمى فأعلمته أَن ذَلِك لسدة فِي الشريان الَّذِي فِي الرئة ثمَّ جعلت أسئله هَل بدا بِهِ ضيق نفس فَقَالَ: لَا ثمَّ بدا بِهِ فَاشْتَدَّ أمره وانحلت قوته وَأَخذه الغشى وَمَات كَمَا يَمُوت أَصْحَاب علل الْقلب وَقَالَ: يعرض فِي الْقلب سوء مزاج مسَاوٍ وَغير مسَاوٍ وَقد يعرض لَهُ الفلغموني والحمرة إِلَّا أَنَّهُمَا لَا ينتهيان لِأَنَّهُمَا يقتلان فِي الِابْتِدَاء والغشى الشَّديد المتدارك وَمَا كَانَ من

سوء مزاج الْقلب يسير فَهُوَ تغير النبض وَالنَّفس بِحَسب ذَلِك لسوء مزاج فِي الْقلب على مَا ذكرنَا فِي كتاب النبض والتنفس فَإِن كَانَ عَظِيما فَإِنَّهُ يقتل لَكِن لَيْسَ عَاجلا كَمَا يقتل الورم والجراحة وَتظهر قبل الْمَوْت عَلَامَات مِنْهَا الغشي الْقوي المتدارك وَمِنْهَا الخفقان الَّذِي يحس صَاحبه بالخفقان فَقَط وَالَّذِي يحس مَعَه بِأَن قلبه يَتَحَرَّك فِي رُطُوبَة وَلَيْسَ بعجيب أَن يجْتَمع فِي بعض الْأَوْقَات فِي غلاف الْقلب رُطُوبَة تمنع من انبساطه فَإِنَّهُ قد نرى رُطُوبَة فِي غلاف الْقلب فِي الْحَيَوَانَات الَّذِي نشرح مرَارًا كَثِيرَة قَالَ (ألف ب) وَقد يعرض عَن الْقلب دق فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدِي قرد لَا يزَال يهزل فَلَمَّا شرحته وجدت أَعْضَاء سليمَة إِلَّا أَنِّي وجدت على غلاف قلبه غلظا خَارِجا عَن الطَّبْع فِيهِ رُطُوبَة محتقنة شَبيهَة بالرطوبة الَّتِي تكون فِي النفاخات وَأما ديك شرحته فَإِنِّي وجدت على غلاف قلبه غلظاً صلباً متحجراً لَيْسَ فِيهِ رُطُوبَة وَأما الورم الْحَار فرأيناه قد حدث بِقوم من الْمُقَاتلَة مِمَّن قد جرحوا فَتَبِعهُمْ الْمَوْت من ساعتهم بالغشي الشَّديد الْقوي واما من وصلت الْجراحَة إِلَى بطن قلبه فَإِنَّهُ مَاتَ من سَاعَته من نزف الدَّم وخاصة إِن وصل إِلَى الْبَطن الْأَيْسَر وَأما من لم تصل الْجراحَة إِلَى تجويف قلبه لَكِن كَانَت فِي جرم قلبه فقد عَاشَ مِنْهُم خلق يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ مَاتُوا بالغشى وَذَلِكَ أَنما كَانَت عِنْدَمَا حدث بهم من ألم الْجراحَة ورم حَار وَلم يفقد مِنْهُم وَاحِد عقله حَتَّى مَاتَ وَأما الخفقان فقد أصَاب قوما كثيرا أصحاء لَا يذم من صحتهم شىء شبَابًا وكهولاً بِلَا عرض آخر بَين وَجَمِيع من أَصَابَهُ ذَلِك انْتفع بفصد الْعُرُوق وَنَجَا من هَذَا الْعَارِض بعد أَن أتبع فصد الْعرق بِالتَّدْبِيرِ الملطف وبالأدوية المشبهة بذلك وَبَعْضهمْ عاودهم هَذَا الْعرض فَأَعَادُوا العلاج وَكَانَ رجل يعرض لَهُ هَذَا الخفقان فِي كل سنة فِي الرّبيع وَكنت أتقدم فأفصده قبل ذَلِك الْوَقْت فَلَا يعرض لَهُ وَكنت بعد أَن أفصده أدبر تَدْبِير ملطف إِلَّا أَن) هَذَا الرجل وَجَمِيع من عرض لَهُ الخفقان الَّذِي ذكرت لم يبلغ أحد مِنْهُم إِلَى الشيخوخة بَعضهم مَاتَ بحميات حارة غشى عَلَيْهِم فِي الْحمى وَبَعْضهمْ يغشى عَلَيْهِم بِلَا حمى وكل من مَاتَ مِنْهُم من قوى النَّفس قَالَ: الحشيشة الَّتِي تسمى موريون إِذا شربت صيرت النَّفس إِلَى حَال تشبه الرعونة وَالشرَاب إِذا شرب أذهب جَمِيع الهموم وخبث النَّفس والدواء الَّذِي يُسمى أبوقياً يفعل ذَلِك أَكثر. إختيارات كندى قَالَ مُحَمَّد بن الجهم الكندى كَانَ يطرى هَذَا الدَّوَاء حَتَّى أَنه ليولد فِيهِ شبه الرعونة وَهُوَ يذهب الصفار ويجود الهضم وَلَا غائلة لَهُ: ورد أَحْمَر سِتَّة سعدى خَمْسَة قرنفل مصطكى أسارون ثَلَاثَة ثَلَاثَة قرفة زرنب زعفران اثْنَان اثْنَان بسباسة قاقلة هيل بوا جوزبوى وَاحِد يسحق وَيُؤْخَذ مِنْهَا بعد السحق بِهَذَا الْوَزْن ثمَّ يخلط بالسحق حَتَّى يخْتَلط اختلاطا لَا وَرَاءه غَايَة ثمَّ يطْبخ رَطْل آملج بِعشر أَرْطَال

وَليكن الآملج حَدِيثا ثمَّ يلقى فِي ذَلِك المَاء بعد أَن يصفى رَطْل فانيذ شحرى ويطبخ حَتَّى يغلظ كالعسل الغليظ الَّذِي يشبه اللعوق ثمَّ تلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة ويحرك بِعُود خلاف عريض حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ يرفع فِي برنية وَيُؤْخَذ كل يَوْم مثقالان على الرِّيق. لى على مَا رَأَيْت للخفقان: يحول إِلَى بِلَاد بَارِدَة فِي غَايَة الْبرد فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ الْبَتَّةَ وَإِن أَقَامَ بِبَلَد حَار لم يطلّ عمره وَإِن لم يجد بدا فَلَا يُفَارق الثَّلج والخيش وَلَا يقرب الْحمام وَلَا يحبس النَّفس وَلَا يتعب الْبَتَّةَ ويضمد (ألف ب) الصَّدْر بالصندل والكافور وَمن جيد أدويته: يسقى أَقْرَاص الكهربا بشراب الأترج قد ألْقى فِيهِ شىء من ورق الأترج وتعاهد فصده إِن لم يكن قد نهك وبقدر اخْتِلَاف نبضه كَذَلِك سوء حَاله ورائب الْبَقر لى يحدث فِي الْقلب ثَمَانِيَة أَصْنَاف سوء المزاج والسدد فِي عروقه وفوهاته والأورام وَيتبع ذَلِك اخْتِلَاف النبض بِسُرْعَة ثمَّ الغشى إِن دَامَ يحْتَاج أَن ينظر فِي الغشى كَيفَ صَار يحدث عَن الْقلب وَهُوَ بَاب من ذهَاب الْحسن وَالْحَرَكَة وَكَيف صَار الْحَيَوَان الَّذِي يَزع قلبه وينحى عَنهُ لَا يفش عَلَيْهِ من سَاعَته لَكِن يبْقى ويحس ويتحرك ويعدو مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ يَمُوت. مُفْرَدَات ج: لِسَان الثور مَتى طرح فِي الشَّرَاب كَانَ أَشد تفريحاً للقلب. د: بزر الباذروج إِذا شرب بِمَاء بَارِد نفع من الخفقان وَقَالَ: السنبل مَتى شرب بِمَاء بَارِد نفع الخفقان وَرب حماض الأترج جيد للخفقان جدا وَذَلِكَ إِن طبخ مِنْهُ طبيخ. مسيح: أظفار الطّيب نافعة من خفقان الْقلب. الخوز: جلد أروح دَوَاء فَارسي يعرف بِهَذَا الِاسْم جيد الخفقان قَالُوا: والجوز جيد للخفقان والدارصيني يفرح الْقلب.) الْيَهُودِيّ: الهليلج الْأسود خاصته النَّفْع من التوحش وخفقان الْفُؤَاد. قسطا: الزَّعْفَرَان مفرح للقلب حَتَّى أَنه ليقْتل إِذا أَكثر مِنْهُ وَالْقَاتِل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم. ماسرجويه: الكهربا نَافِع للقلب الشربة مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء بَارِد وَأَحْسبهُ جيدا للخفقان الَّذِي يعرض من نزف البواسير. الخوز: الطباشير جيد للخفقان مَعَ الْحَرَارَة الشَّدِيدَة. ابْن ماسويه: الكندر يَأْكُل البلغم وَيذْهب بِحَدِيث النَّفس وينفع الْقلب قَالَ: والكرويا نَافِع للخفقان. الخوز: زبد لبن الْبَقر جيد للخفقان فِي الْقلب. مسيح: لِسَان العصافير نَافِع من الخفقان. القلهمان: الْمسك يُقَوي الْقلب جدا المرماحوز جيد للقلب وَإِن أنقع فِي الشَّرَاب وَسَقَى نفع من الخفقان الْبَارِد وَسكن جدا الْمسك خاصته تَقْوِيَة الْقلب. القلهمان: الْمسك جيد للخفقان جدا.

ابْن ماسويه: الفلنجمشك جيد للخفقان الْعَارِض من السَّوْدَاء والبلغم. مسيح: سحالة الذَّهَب وَالْفِضَّة جيد للخفقان. ابْن ماسويه: الصندل الْأَحْمَر جيد للخفقان الْكَائِن من الحميات إِذا طلي عَلَيْهِ. لى هَذَا الخفقان يكون من التهاب الْقلب وينفع مِنْهُ أَن يوضع عَلَيْهِ الطّيب الْبَارِد والبقول الْبَارِدَة والثلج. ج: فِي عهود أبقراط أَن الراسن يذهب بالحزن والغيظ. روفس: الرُّمَّان الحامض نَافِع من خفقان الْفُؤَاد. أهرن قَالَ: الْجَسَد الشبيه بِحَال الْقلب فأعرفه وَأَصْلحهُ فَإِذا كَانَ يَابسا حاراً أسْرع إِلَيْهِ الذبول والدق فَصَارَ دَائِما وَإِن كَانَ حاراً رطبا لم يزل يحم بحميات عفن مضادة وَإِن كَانَ بَارِدًا يَابسا أسْرع إِلَيْهِ الذبول وللخفقان استفراغ السَّوْدَاء. (ألف ب) أدوية الْقلب: زرنباد ذرونج بهمن كهربا بسد لُؤْلُؤ حجر أرميني إبرسيم ساذج ترنجان قرنفل قاقلة أشنة أترج سنبل كافور مسك لِسَان الثور ذهب فضَّة كزبرة حرمل طين محتوم فاشرشين مرماحوز إذخر مصطكى زعفران دارصيني بزر القثاء زهر الْخلاف شعر الغول.) مسيح الْأَدْوِيَة الخاصية بِالْقَلْبِ: دَوَاء الْمسك دَوَاء قَيْصر شليثا مثروديطوس كزبرة إهليلج أسود كهربا بسد لُؤْلُؤ طين دَار صيني سنبل زرنباد باذروج باذرنجويه لِسَان الثور إبريسم برادة الذَّهَب وَالْفِضَّة أشنة سليخة مر قرنفل مرزنجوش فلنجمشك طباشير بسبايج غاريقون ملح هندي لَا زورد مصطكى قاقلة كبابة قشور الأترج عود راسن مسك كافور سك ميبة مَاء الْخِيَار بزر الشبث افسنتين نارمشك مَاء الرُّمَّان المز شراب الحماض شراب التفاح والسفرجل ورد سعد زعفران آملج. الْفَارِسِي وشرك الْهِنْدِيّ: الآملج يزِيد الْقلب ذكاءاً وحدة وتقوية. الدِّمَشْقِي: لِسَان العصافير نَافِع للخفقان. الْفَارِسِي: للخفقان مجرب: مرزنجوش يَابِس سمسم يسقى دِرْهَمَيْنِ عَن تجربة رجل حَار المزاج نحيف كَانَ بِهِ خفقان وَكَانَ يسكنهُ بالكزبرة بطبيخ السنا. من الْفَائِق: ينفع من الخفقان أَن يسقى من المرزنجوش الْيَابِس زنة دِرْهَم بِمَاء أَو يسقى زنة نواة من القرنفل المسحوق مَعَ أُوقِيَّة لبن حليب أَو تنقع حشيشة الكاوراز فِي الطلاء ويسقى. وَقَالَ د: ورق الآس الْيَابِس وعصير ورقه حِين يعصر إِذا طلى عَلَيْهِ يقوى الْقلب وينفع من الخفقان.

ابْن ماسويه: طبيخ حماض الأترج نَافِع من الخفقان. د: يسْتَعْمل من الهندباء ضماد نَافِع للخفقان. كاوزان حشيشة مَعْرُوفَة بديغورس: خاصته نفع الْفُؤَاد وَدفع الْهم لِسَان الثور قد يظنّ أَنه إِن طرح فِي الشَّرَاب وَشرب أحدث سُرُورًا والاستحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر نَافِع من الخفقان. روفس: النادرين مَتى شرب بِمَاء بَارِد نفع من الخفقان. د: الفلنجمشك للخفقان الْعَارِض من السَّوْدَاء والبلغم. ابْن ماسويه: الرُّمَّان الحامض نَافِع من خفقان الْفُؤَاد. روفس دَوَاء نَافِع من الخفقان والهم والتوحش وَيُقَوِّي الْقلب: لِسَان الثور عشرَة دَرَاهِم كهربا حجر أرميني باذرنجويه أشنة فرنجمشك دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ عود صرف خَمْسَة سك مِثْقَال زعفران مثقالان فَإِذا لم تكن حرارة فَاجْعَلْ مَعَه من الراسن خَمْسَة وَإِن كَانَ من الخفقان خوف فَاجْعَلْ لِسَان الثور والكهربا وَالْعود والطباشير والكزبرة الْيَابِسَة المقلوة وَأَقل من الكزبرة وَأكْثر على قدر الْحر.) الاختلاج: افصد إِذا رَأَيْت الْحر والامتلاء الباسليق فَإِنَّهُ (ألف ب) إِذا خرج الدَّم من الْقلب لم يتَوَلَّد فِيهِ ريح. وللخفقان وَالْغَم والسوداء: لِسَان الثور خَمْسَة لُؤْلُؤ كهربا حِجَارَة أرمينية من كل وَاحِد جزؤ باذرنجوية مرماحوز قرنفل ثَلَاثَة شب مقلو زرنباد ذرونج بهمن أَحْمَر وأبيض دِرْهَم دِرْهَم أشنة ثَلَاثَة ينخل بحريرة الشربة مِثْقَال بسكنجبين سكرى ممزوج. للغم وللفكر: باذرنجويه فرنجمشك أشنة حجر أرميني كهربا زعفران بِالسَّوِيَّةِ الشربة مِثْقَال يسقى بِبَعْض عصير لِسَان الثور. فَإِن عدم طبخ الْيَابِس مِنْهُ بشراب ويسقى. قسطا بن لوقى: الزَّعْفَرَان مفرح للقلب حَتَّى أَنه لإفراطه فِي ذَلِك يقتل إِن أَخذ مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم. مَجْهُول للخفقان: يشرب مرزنجوش يَابِس مسحوق بِمَاء بَارِد وَيشْرب دِرْهَم من الراوند الصينى بِمَاء بَارِد. من جَوَامِع ابْن ماسوية: للخفقان الْعَارِض من السَّوْدَاء: لِسَان الثور كهربا حجر اللازورد أَقْرَاص الْورْد فرنجمشك يستف مِنْهُ دِرْهَمَانِ بنبيذ ريحاني وَمَاء الفلنجمشك والباذرنجويه قد أنقع فِيهِ قشور الأترج.

من الْجَامِع للخفقان الْعَارِض من احتراق السَّوْدَاء: كهربا ثَلَاثَة طين أرميني مثله طبلشير اثْنَان بزر فلنجمشك وَاحِد وَنصف مصطكى وَاحِد حَرِير صيني اثْنَان طين أرميني مثله قرنفل ساذج هندي وَاحِد وَاحِد يشرب بِمَاء الرُّمَّان وَمَتى كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة فَاجْعَلْ مَعَه فِي الشربة قِيرَاط كافور. من الْكَمَال والتمام: تَدْبِير نَافِع من سوء المزاج الْعَارِض: افصده الباسليق فَإِن لم يُمكن فاحجمه الْكَاهِل وانفضه مَرَّات بالمطبوخ ثمَّ اسْقِهِ رائب الْبَقر الحامض نصف رَطْل مَعَ دِرْهَمَيْنِ كزبرة منخولة وَدِرْهَم ورد وَدِرْهَم طباشير ودانق كافور وَاجعَل طَعَامه فراريج مَعَ القرع والعدس بِمَاء الرُّمَّان الحامض قد طيب بكزبرة وَمَاء الحصرم وَاجعَل هوائه فِي غَايَة التبريد واسقه عِنْد النّوم بزر قطونا وكهربا وطينا أرمينا دِرْهَمَيْنِ بِمَاء حصرم واسقه إِذا خرج من النّوم من الرائب وَفرغ مِنْهُ من أَقْرَاص الكافور ونومه على مَاء القرع وحماض الأترج أوربه وضمد الْجَانِب الْأَيْسَر من الصَّدْر انصاف النَّهَار ببزر قطونا ودقيق شعير وقشور قرع ورجلة وخل خمر وَإِن كَانَ سوء مزاج بَارِد: فاسقه دَوَاء الْمسك بمطبوخ صرف أَو بِمَاء ورق الأترج) الْأَعْضَاء الألمة: وجع الْقلب مِنْهُ مَا يَخُصُّهُ بِمَنْزِلَة الغشى وَمِنْه بالمشاركة وَذَلِكَ إِمَّا من الْمعدة على طَرِيق انحلال الْقُوَّة وَإِمَّا من الدِّمَاغ على طَرِيق الاختناق وَإِمَّا بِسَبَب الكبد بِسَبَب عدم الْغذَاء وَإِمَّا بِسَبَب الوجع الشَّديد كوجع القولنج. لى فَإِن فِي هَذَا الوجع يتَحَلَّل بِهِ شىء كثير من الْبدن وَإِمَّا بِسَبَب الْفَرح الشَّديد فَإِنَّهُ يعرض هُنَاكَ للروح تحلل وَإِمَّا بِسَبَب (ألف ب) الْغم للشديد فَإِن الْقُوَّة الحيوانية تختنق وتنقبض عِنْدهَا وَإِذا كَانَت الْعلَّة تخص الْقلب فإمَّا أَن يكون سوء مزاج فَإِن كَانَ ذَلِك سوء مزاج مُخْتَلف اخْتلف النبض وَإِن كَانَ غير مُخْتَلف ثمَّ كَانَ حاراً عظم النبض وَإِذا كَانَ بَارِدًا كَانَ صَغِيرا فَإِن كَانَ يَابسا صلب وَإِن كَانَ رطبا ألان وَإِن كَانَ مَرضا آلياً كالورم فَأَما أَن يكون دَمًا أَو صفراء ويستدل على ذَلِك بالالتهاب والثقل والتمدد. لى أَظن أَنه لَا يُمكن أَن يكون فِي الْقلب ورم صلب وَلَا رخو فَأَما تفرق الِاتِّصَال فَإِنَّهُ إِن وصلت إِلَيْهِ ضَرْبَة فوصلت إِلَى تجويفه مَاتَ على الْمَكَان وَإِن لم تصل إِلَى تجويفه وَلَكِن أثرت فِي جرمه فَيقْتل بعد قَلِيل. الاختلاج يكون إِمَّا من رُطُوبَة مجتمعة فِي غلاف الْقلب وَإِمَّا من ورم يكون فِيهِ إِمَّا مَعَ رُطُوبَة وَإِمَّا من غير رُطُوبَة ترد مِنْهُ. ابْن ماسويه للخفقان الْحَادِث فِي الْأَمْرَاض الحادة: رماد الحدادين وخل وكافور

وصندل ودقيق شعير وماورد وصندل ضمد فُؤَاده وصدره والقرنفل عَجِيب الْفِعْل فِي ذَلِك وَكَذَلِكَ الراسن. لى أعلم أَنه قد يُصِيب الْإِنْسَان بِسَبَب سوء مزاج فِي أغشية الْقلب أَن يدق ويقضف وَيفرق بَين هَذَا وَبَين قُرُوح الرئة بِأَنَّهُ لَا سعال مَعَه وَلَا نفث وَمَعَهُ اخْتِلَاج دَائِم ونبض شَدِيد الِاخْتِلَاف وَيكون ذَلِك أَيْضا من أورام وَهَذَا هُوَ السل الْكَائِن من غير حمى وَلَا قرح فِي الرئة كَمَا ذكر جالينوس فِي قصَّة القرد والديك فعالج هَؤُلَاءِ بالأضمدة الْبَارِدَة على الْقلب وَالتَّدْبِير المرطب المسمن والقراص الَّتِي مَعهَا برودة وتقوية للقلب وَاللَّبن وَجَمِيع تَدْبِير أَصْحَاب السل وَيكون الخفقان كثيرا من دم سوداوي فَمَتَى رَأَيْت ذَلِك مَعَ أَعْرَاض السَّوْدَاء فأفصد فَإِنَّهُ علاجه. من الْمَوْت السَّرِيع لج: من انخرقت جلدَة قلبه مَاتَ. العلامات: إِذا عرضت فِي الْقلب قرحَة سَار المنخر الْأَيْسَر دَمًا أسود وَمَات وعلامته وجع فِي الثدؤة الْيُسْرَى. جورجس: إِذا كثرت الْحَرَارَة وَالدَّم فِي الْقلب كثر الغشي فعالجه بالفصد والإسهال والأغذية اللطيفة المطفئة وَمَاء الشّعير وَنَحْوه وَإِن كَانَ فِيهِ سوء مزاج بَارِد فَإِنَّهُ يجمد النبض فعالجه) بدواء الْمسك والدواء سهران وجوارش العنبر وجوارش كسْرَى جيد بَالغ وَهُوَ أفضلهَا ودواء قباد الْملك وَالْحمام وَالطّيب وَالشرَاب الريحاني. الخفقان والتوحش مَعَ حر: أفصده وليدمن أَخذ هليلج أسود قد عجن بالقشمش وَيَأْكُل كثيرا بختيشوع: الهندباء مَتى دق ضمد بِهِ الْقلب نفع من الخفقان وَكَذَلِكَ الفوذنج والسنبل إِذا شرب نفع من الخفقان. أَبُو جريج: إِن الكهربا يسكن خفقان الْفُؤَاد وينفع من الْغم بِلَا معنى والانكسار نفعا عَظِيما. المعجون الْمَنْسُوب إِلَى مُحَمَّد بن الجهم من اختيارات الْكِنْدِيّ وَهُوَ فِي المعجونات وَيعرف بالمفرح. (ألف ب) الْأَعْضَاء الألمة: الَّذين يموتون بعلل الْقلب تنْحَل قواهم ويأخذهم الغشي المتتابع وَيهْلِكُونَ وَإِذا غشى عَلَيْهِم مَرَّات كَثِيرَة هَلَكُوا وَكَذَلِكَ مَتى غشى على الْإِنْسَان مَرَّات كَثِيرَة مُتَوَالِيَة فَإِنَّهُ سيموت فَجْأَة لِأَن ذَلِك يدل على أَن الْقلب قد حدث فِيهِ آفَة واختلاج الْقلب الدَّائِم يدل على أَن الْقلب فِي غلافه رُطُوبَة مَانِعَة لَهُ من انبساطه على الْعَادة وَرُبمَا أصَاب الْحَيَوَان مثل الديك من غلظ فِي الْقلب.

لى يفرق بَين هَذَا وَغَيره أَن مَعَ هَذَا الدق غشياً وَسُوء المزاج والأورام والجراحات إِذا حدثت فِي الْقلب تقتل سَرِيعا عَاجلا فَلَا يحْتَاج إِلَى الْكَلَام فِيهَا فَأَما الْجِرَاحَات فَإِنَّهَا تنزف أبدا حَتَّى يَمُوت وخاصة إِن وَقعت فِي التجويف الْأَيْسَر فَأَما اخْتِلَاج الْقلب فقد نفع قوما كثيرا الفصد وَلم يعاود بَعضهم وعاود بَعضهم وَمن تدبر بعد ذَلِك بِالتَّدْبِيرِ الملطف لم يعاوده وَمن عاوده عاود الفصد فبرئ أَيْضا وَكَانَ رجل يُصِيبهُ الاختلاج فِي كل سنة فيداويه بالفصد فيسكن فَدَعَاهُ ذَلِك إِلَى أَن قدم الفصد قبل الْعلَّة وألطف تَدْبيره فَكَانَ لَا يَنُوب عَلَيْهِ إِلَّا أَن هَذَا أَيْضا لم يبلغ الشيخوخة وَمَات كَمَا يَمُوت أَصْحَاب أمراض الْقلب الَّذين يموتون بحمى حرارة وغشى أَو يغشى من غير حمى. الطَّبَرِيّ: مَا يحدث فِي الْقلب من الأورام الحارة وَنَحْوهَا من فَسَاد المزاج من الْحَار والبارد فَإِنَّهُ يقتل سَرِيعا بالغشى الشَّديد المتدارك وَإِن كَانَ بِالْقَلْبِ سوء مزاج رطب كثرت بِصَاحِبِهِ حميات العفن لَا لعِلَّة مَعْرُوفَة وينفع هَؤُلَاءِ الرياضة وَالْحمام وَالتَّدْبِير اللَّطِيف وَإِن كَانَ بِالْقَلْبِ سوء مزاج رطب كثرت بِصَاحِبِهِ حميات العفن وينفع هَؤُلَاءِ مَا ذكرنَا وَأما سوء المزاج إِذا كَانَ) يَابسا إِذا كَانَ بِالْقَلْبِ أَنْهَك الْجِسْم ويسل وَيُدبر صَاحبه بتدبير أَصْحَاب الدق وَأما سوء المزاج الْبَارِد إِذا كَانَ مفرطاً فَإِن النبض يضعف ويسترخي وينفع هَؤُلَاءِ دَوَاء الْمسك والشليثا والثبادريطوس وَأما سوء المزاج الْحَار فَإِنَّهُ يقتل سَرِيعا وَإِن كَانَ قَلِيلا فليدبر تَدْبِير أَصْحَاب الدق. وَأما الخفقان فينفع مِنْهُ فصد الباسليق والحجامة على الْكَاهِل وجوارش النارمسك وَأكل البادرنجويه وينفع إِذا كَانَ مَعَ حرارة رائب الْبَقر الحامض يشرب مَعَ دِرْهَم كزبرة يابسة ودانقى ورد وَمثله من الطباشير ودانق مصطكى والترياق الْأَكْبَر نَافِع لمزاج الْقلب الْبَارِد. قَالَ: اللُّؤْلُؤ قَالَ: أَبُو بكر أَكثر مَا يحدث الْفجأَة الوحى من خراجات وأورام تحدث فِي الْقلب ويستدل على ذَلِك من أَنه يعرض فِي الْجِسْم مِنْهَا فِي الْقلب والحرارة فَوق الْمِقْدَار لسَائِر الأورام وَيكون عظم النَّفس وَقلة الِاكْتِفَاء الْعَظِيم مِنْهُ أَيْضا على أَمر عَجِيب وَيصير النبض من التغيرعلى أَمر عَجِيب جدا فَإِذا (ألف ب) رَأَيْت هَذِه بِسُرْعَة وعجلة جدا فَأعْلم أَن الْعلَّة فِي الْقلب ويتمم ذَلِك الغشي المتدارك فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فَإِنَّهُ قَاتل فَإِن تقدّمت إِلَى أوليائه وَآذَنُوا فِي علاجه فَكُن على حذر وأفصد الباسليق وَأوحى من هَذِه الانفعال فصد بعض الشرايين واسقه مَاء الثَّلج جرعة دَائِما وَأَجْلسهُ فِي هَوَاء شَدِيد الْبرد وخاصة إِن فصدت بعض الشريانات الَّذِي فِي اسفل الْجِسْم وضع على الصَّدْر دَائِما الثَّلج فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يتَخَلَّص بِهَذَا العلاج وَإِن حدثت هَذِه الْأَعْرَاض بعد ضَرْبَة أَو سقطة على الصَّدْر كَانَ الحكم أوثق وَبعد شرب كثير يحدث ذَلِك بَغْتَة. سرابيون فِي الخفقان قَالَ: الخفقان يكون من امتلاء من الدَّم أَو رُطُوبَة تحتبس فِي غشاء الْقلب أَو ورم فَإِن كَانَ عَن ورم تبعه غشي متدارك وَمَوْت سريع وَإِن كَانَ من رُطُوبَة

أحس العليل كَأَن قلبه فِيمَا بَين رُطُوبَة ترجرج وَيصْلح للخفقان الَّذِي عَن الامتلاء الفصد والرطوبة تعاني بلطيف التَّدْبِير وَيُعْطى الملطفات وَمن أفاضل الْأَدْوِيَة لذَلِك دَوَاء الْمسك والترياق والمثروديطوس دَوَاء للخفقان والوحشة: لِسَان الثور يَابِس زرنباد درونج أَرْبَعَة أَرْبَعَة يسقى مِنْهُ فِي ابْتِدَائه ووسطه وَآخره فَإِن هَذِه أدوية لَطِيفَة تبلغ إِلَى الْقلب الشربة دِرْهَم بشراب ممزوج. وللخفقان مَعَ حر: طباشير أَرْبَعَة عود هندي سك دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ قاقلة قرنفل دِرْهَم دِرْهَم كافور نصف دِرْهَم كثيراء ثَلَاثَة دَرَاهِم يقرص بِمَاء الْورْد وَيشْرب قرص فِيهِ دِرْهَم. للخفقان الْحَادِث مَعَ برد: كهربا جندبادستر دِرْهَم دِرْهَم قشر الأترج مجففا نصف دِرْهَم بزر) الفلنجمشك مثله يسقى بشراب أَو بِمَاء البادرنجويه. لى لَيْسَ لَهَا كثير حرارة. آخر: سنبل دَار صيني زرنباد ذرونج قشر أترج يشرب بِمَاء لِسَان الثور فِي الشَّهْر ثَلَاث مَرَّات وينفع مِنْهُ دَوَاء الْمسك المر. مَجْهُول: الورم الْحَار فِي الْقلب يقتل سَرِيعا والبارد بعد مُدَّة ويعالج اللهيب فِي الْقلب بالمبردات الَّتِي يعالج بهَا السعال الْيَابِس كَمَاء الشّعير والضماد الْبَارِد وَمَتى كَانَ مَعَ وجع الْقلب برودة وجشاء حامض بترياق عزره والبلاذري ويدهن الصَّدْر بدهن ناردين وَيشْرب الفلنمجشك وجندبادستر وشراب خنديقون ويشم رياحين حارة ويتبخر بِالْعودِ المطرى بالمسك والكاسكسج جيد لَهُ وَأكْثر مَا يعرض فِي الْقلب الْمَرَض من برودة لِأَن الْحَرَارَة قاتلة بِسُرْعَة. قَالَ: والخفقان يكون من الدَّم الغليظ وعلاجه فصد الإبطين والإسهال بعد ذَلِك ثمَّ دَوَاء الْمسك والشليثا والكهربا والكاسكسج والبسد ولسان الثور والفلنجمشك والذرونج جيد لَهُ (ألف ب) وَإِن كَانَ الدَّم أسود فَأخْرجهُ وَإِلَّا فاجسه على الْمَكَان وأعطه الْأَشْيَاء العطرية وأطعمة البادرنجويه. لى جيد لِسَان الثور وعود وراسن وفلنجمشك وبادرنجويه وقشور الأترج وسك ومسك وقشور فستق أَخْضَر وكهربا وبسد ولؤلؤ وبهمن أَبيض وأحمر وذرونج وقرنفل بالسواء يسحق بشراب قد أنقع فِيهِ عود صرف يقرص ويسقى مِنْهُ مِثْقَال بخنديقون أَو شراب. النبض الْكَبِير: وَلَيْسَ يُمكن أَن يحدث فِي الْقلب ورم يصير من أَجله صلابة فِي النبض لِأَن صَاحبه يُصِيبهُ غشى متدارك قبل ذَلِك وَيَمُوت.

الأعضاء الألمة المقالة الأولى قال

(الكبد) جَمِيع أوجاعها سوء مزاج أَو خلقه أَو انحلال الْفَرد 3 - (الْأَعْضَاء الألمة الْمقَالة الأولى قَالَ:) 3 - (الورم الصلب) فِي الْجَانِب الْأَيْمن تَحت الشراسيف الَّذِي تحويه دَائِرَة تفرق بَينه وَبَين مَا يقرب مِنْهُ هَذَا فِي الكبد لِأَن الَّذِي يكون فِي العضل يكون طَويلا وَلَا يكون ضَرْبَة بل قَلِيلا قَلِيلا لِأَن العضل مَوْضُوع من القص إِلَى السُّرَّة بالطول والكبد يحويها مَوضِع صَغِير والورم الْحَار فِي الكبد لَا يكون مَعَه ضَرْبَان وَذَلِكَ لِأَن هَذِه الأحشاء إِنَّمَا تتفرق العصب فِي غشائها وَمَا توغل فِيهَا وَمَا يجيها أَيْضا مِنْهُ قَلِيل. 3 (الثَّانِيَة:) 3 (الورم الْعَظِيم فِي الكبد) مَتى كَانَ الورم فِي الكبد عَظِيما فَإِن الوجع الْحَادِث فِي الترقوة الْيُمْنَى إِنَّمَا يكون لتمدد الْعرق الأجوف قَالَ: إِذا حدث عسر النَّفس الشَّديد مَعَ ثقل فِيمَا دون الشراسيف بِلَا حمى فَإِن فِي الكبد إِمَّا سدداً وَإِمَّا ورماً صلباً فَإِن كَانَ مَعَه حمى فَإِن فِي الكبد ورماً حاراً. 3 (اللِّسَان يسود عِنْد أورام الكبد) الحارة ولون الْجِسْم كُله يفْسد. الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: قد يحدث فِي هَذَا الْعُضْو أَيْضا سوء المزاج والأورام والقروح والسدد وَغير ذَلِك إِلَّا أَن مَعَ الورم الصلب والفلغموني والتمدد الريحي فَإِنَّهُ قد يحدث فِيهَا ذَلِك وَعَن السدد فِي أقاصي عروقها يحس الْإِنْسَان بثقل مُعَلّق فِي الْجَانِب الْأَيْمن فِيمَا دون الشراسيف وَإِذا كَانَ قد اجْتمع فِي الكبد مِقْدَار كثير من ريح بخارية لَا تَجِد منفذاً تخرج مِنْهُ فَإِن صَاحب هَذِه الْعلَّة لَا يجد مس الثّقل فَقَط لَكِن يحدث مَعَه أَيْضا من التمدد والأورام فِي حدبة الكبد إِذا كَانَت عَظِيمَة ظَهرت للحس وَأما الَّذِي فِي الْجَانِب المقعر فَيحْتَاج إِلَى عَلَامَات هَاهُنَا. لى فِي هَذَا الْموضع صفة عضل المراق وَوَضعه. قَالَ: وَيجب أَن تكون ذَاكِرًا لوضع العضل الَّذِي على الْبَطن لِئَلَّا تغلظ فِي ذَلِك فتظن أَن فِي الكبد ورماً وَإِنَّمَا الورم فِي عضل المراق والكبد مَوْضُوعَة تَحت الصفاق وَرَاء هَذَا العضل أجمع والورم الْحَادِث فِي هَذِه طَوِيل بِحَسب طولهَا لِأَنَّهَا ممدودة من القص إِلَى عظم الْعَانَة إِلَّا أَنه قد يكون الورم فِيهَا طَويلا مُسْتَقِيمًا (ألف ب) ومورباً لِأَن وضع العضل مِنْهُ مُسْتَقِيم وَمِنْه مورب. قَالَ: وَكَذَلِكَ لَا يُمكن أَن 3 (معرفَة ورم الكبد) يعرف ورم الكبد إِلَّا أَن يكون عَظِيما ويهزل المراق جدا بعلامات. عَلَامَات الفلغموني فِي الكبد: أَن يجد العليل وجعاً فِي الْجَانِب الْأَيْمن فِيمَا دون

الشراسيف وَإِذا حدث فلغموني جملَة دون الشراسيف إِلَى فَوق فَإِن وجد لذَلِك وجعاً يَمْتَد حَتَّى يبلغ إِلَى التراقي وبلوغ الوجع إِلَى الترقوة لَيْسَ بِلَازِم فِي كل حِين ويسعل سعالاً يَسِيرا وَيكون لِسَانه فِي أول الْأَمر أَحْمَر وَفِي الآخر الْأسود وَتبطل شَهْوَته بطلاناً شَدِيدا مَعَ حمى حادة ويشتد عطشه ويتدارك ويتقيء مرّة مَحْضَة حَيَّة وَفِي آخر الْأَمر وَفِي بعض الْأَوْقَات زنجارية وَإِن لم يكن ورم الكبد مَعَ ضعف مِنْهَا احْتبست الطبيعة وَإِن كَانَ الورم فِي الكبد حمرَة كَانَت أعراضه مثل هَذِه إِلَّا أَنه تكون مَعَه حمى محرقة مَعَ عَطش شَدِيد جدا وَأما الأورام الْحَادِثَة فِي الْجَانِب المقعر فَإِنَّهَا أَكثر فِي تَعْطِيل الشَّهْوَة والتهوع والقيء المراري والعطش الشَّديد والأورام الَّتِي فِي المحدب يفرق بَين هَذِه فِي الوجع عِنْد التنفس والسعال وارتقاء الوجع إِلَى التراقي حَتَّى يظنّ العليل أَن ترقوته تنجذب إِلَى أَسْفَل فَأَما ضلوع الْخلف وَهِي الَّتِي رَأسهَا خَارج عَن القص فَإِنَّهَا تسكن مَعَ ورم الْوَجْهَيْنِ كليهمَا وَلَيْسَ هُوَ أبدا دَائِما وَذَلِكَ أَن الكبد لَيست هِيَ فِي جَمِيع النَّاس مضامة لهَذِهِ الأضلاع بالأغشية الَّتِي تربطها. قَالَ: مَا دَامَ ورم المقعر اتَّصل الورم بالمحدب ضَرُورَة وَبِالْعَكْسِ لِأَن لحم الكبد مُتَّصِل فَمن كَانَ دون الشراسيف مِنْهُ بالطبع رَقِيقا ثمَّ هزل بِسَبَب مرض فَإِن الورم الْعَظِيم إِذا حدث فِي كبده يدْرك باللمس ولهذه الأورام شَيْء يَخُصُّهُ دون أورام العضل الَّذِي على المراق فَإِن هَذَا الورم لَهُ حد مُنْقَطع إِلَى الْخَلَاء دفْعَة وأورام العضل يرى ورمه يلطف قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يَنْقَطِع دفْعَة فالورم الصلب لَوْلَا أَن الاسْتِسْقَاء يبادره لَكَانَ أبين للحس وَلَكِن هَذِه الْعلَّة مبدأ عسر والمراق يدق فِي هَذِه الْحَالة أَن ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء يُبَادر استحكام الورم الصلب فِي الكبد. قَالَ: ويعرض مَعَ عِلّة الكبد أَن يصير اللَّوْن أَبيض مرّة وأصفر تَارَة وَمرَّة إِلَى الخضرة وَمرَّة إِلَى الكمدة وألوان كَثِيرَة لَا تنطق بهَا تسهل على من قد تدرب فِي النّظر إِلَى المرضى حفظهَا وَلذَلِك أَنا أحكم على العليل أَن كبده عليلة أَو طحاله إِذا رَأَيْت لَونه فَقَط فَإِن رجلا كَانَ بِهِ خراج فِي عضل بَطْنه فَتوهم الْأَطِبَّاء أَنه ورم فِي كبده فساعة رَأَيْتهمْ حكمُوا على عِلّة فِي كبده أعلمته أَلا عِلّة فِي كبده. قَالَ:) وَلَيْسَ يُمكن أَن ينْطق بتفسير هَذِه الألوان لَكِن يسهل إِدْرَاكهَا. لى قَالَ: سوء المزاج الْحَار فِي الكبد يكون عِنْد البرَاز الْيَابِس المحترق والبارد يَجْعَل البرَاز رطبا وَأَقل صبغاً واليابس يَجْعَل الْبَزَّار أيبس وَأَغْلظ وَأما الرطب فَيَجْعَلهُ أرق وَأقرب إِلَى المائية الَّذِي على مِثَال غسالة اللَّحْم فِي علل الكبد (ألف ب) الَّتِي من سوء المزاج فَإِن كَانَ الْإِنْسَان يتغوظ مثل مَاء اللَّحْم الْمَذْبُوح طرياً إِذا غسل فَإِنَّهُ عَلامَة صَحِيحَة على ضعف قُوَّة الكبد فِي نفس جوهرها لسوء مزاج بَارِد ضَعِيف على توليد الدَّم وَمَتى كَانَ يتغوظ كالدردي فَإِن فِي كبده مزاجاً حاراً يحرق الدَّم. قَالَ: وَهَذَا الصديد الرَّقِيق الدموي إِذا طَالَتْ

مدَّته خرج بالتغوظ دم غليظ ثمَّ خرج مرّة سَوْدَاء بآخر وَهَذَا الضعْف من الكبد يبتدىء بِلَا حمى مادام يخرج بالتغوظ صديد دم رَقِيق فَإِذا طَالَتْ الْمدَّة تبع ذَلِك حميات لِأَن الدَّم الَّذِي فِي الكبد يفْسد وَهِي حميات خبيثة يستخف بهَا الْجُهَّال ويدخلون أَصْحَابهَا الْحمام ويلطفون تَدْبيره وَإِذا كَانَ كَذَلِك عاوده الإسهال من ضعف الْقُوَّة وَبَعض هَؤُلَاءِ تبطل شهواتهم وَبَعْضهمْ تشتد أَكثر وَأما سوء المزاج الْحَار فَلَا يتبعهُ فِي وَقت شَهْوَة الطَّعَام بل ذهَاب الشَّهْوَة الصعب والعطش الشَّديد والحمى القوية وقيء أخلاط مرارية وَرُبمَا تركبت هَذِه الْعِلَل مَعَ الأورام. مِثَال قَالَ: صرت إِلَى رجل فَلَمَّا دخلت الْبَاب رَأَيْت غُلَاما مَعَه طست يمر بِهِ إِلَى الْخَلَاء فِيهِ صديد رَقِيق يشبه غسالة اللَّحْم الطري الذّبْح وَهِي عَلامَة صَحِيحَة غَايَة الصِّحَّة على عِلّة الكبد فتغافلت ومددت يَدي إِلَى عرق العليل لأعرف مَا قد صَحَّ عِنْدِي أَن الكبد عليلة هَل فِيهَا ورم وَرَأَيْت فِيهَا ورماً وَكَانَ فِي طاق الْبَيْت قديرة فِيهَا زوفاً وَمَاء الْعَسَل فَعلمت أَن العليل يظنّ أَن بِهِ ذَات الْجنب لِأَنَّهُ كَانَ يشتكى عِنْد ضلوع الْخلف ويسعل سعلات صغَارًا وَكَانَ طَبِيبا وَكَانَ نَفسه متواتراً وَهَذِه عَلَامَات بعض ذَات الْجنب ووجع الكبد وَلما تحققت ذَلِك كُله وضعت يَدي على كبده وَقلت: هَاهُنَا تَشْتَكِي فَأقر بذلك فَأَرَدْت أَن أَقُول لَهُ أَن ترقوتك تنجذب إِلَى أَسْفَل وَلَكِن لما كَانَ هَذَا لَيْسَ يلْزم أبدا وجع الكبد بل إِنَّمَا يتبع الأورام الحارة والصلبة إِذا كَانَت عَظِيمَة لم أقل ذَلِك لَهُ مُطلقًا لَكِن قلت: ستجد ترقوتك تنجذب فَأقر بذلك أَيْضا فَلذَلِك يجب أَن تحسنوا اسْتِعْمَال السَّعَادَة إِذا اتّفقت لكم ثمَّ قلت للعليل. إِنَّك تظن أَن بك ذَات الْجنب فتعجب من ذَلِك جدا. قتا: الإسهال الكيلوسي خَاص بِضعْف قُوَّة الكبد الجاذبة لِأَن الكبد إِذا لم تجذب الْغذَاء من) الأمعاء والمعدة ينزل الثفل رَقِيقا فَإِذا كَانَ مَعَ هَذَا الإسهال كيلوسي صديد رَقِيق فَإِن ذَلِك حِينَئِذٍ لِأَن بالعروق الَّتِي ينفذ مِنْهَا الْغذَاء إِلَى الكبد ورم حَار وَالْفرق بَين هَذَا الصديد وَبَين هَذَا الْحَادِث عَن ضعف الكبد أَن هَذَا الَّذِي يشبه الصديد رَقِيق قروحي. لى هَذَا كَأَنَّهُ إِلَى الْبيَاض والصفرة وَذَلِكَ إِلَى الْحمرَة وَبِالْجُمْلَةِ الْفرق بَين الصديد القروحي وَبَين مَاء اللَّحْم جدا بَين. قَالَ: فَمَتَى رَأَيْتُمْ الثفل كيلوسيا وَفِيه هَذَا الصديد وَلَيْسَ فِي الكبد عَلَامَات الورم فأعلموا أَنه لَيْسَ الكبد (ألف ب) عليلة وَلَا عِلّة كيلوسية البرَاز ضعف قوتها الجاذبة فِي الْعُرُوق الَّتِي يصير مِنْهَا الْغذَاء إِلَى الكبد ورم حَار. قَالَ: وَمَتى كَانَت الْقُوَّة الماسكة مِنْهَا ضَعِيفَة خرج أَولا دم صديدي ثمَّ بعد ذَلِك دم غليظ كَأَنَّهُ دردى. لى قد فرق وميز وَقد نظرت فِي هَذِه الْموضع وَكَانَ الْفرق بَين الإسهال الصديدي الْحَادِث من أجل ورم الماسريقا وَالَّذِي من أجل الكبد أَن مَعَ هَذَا لَا يتَبَيَّن ضعف الكبد فَأَما الِاخْتِلَاف الَّذِي يكون بِهِ الضعْف لقُوَّة الماسكة فَهُوَ الأول وَذَلِكَ أَن جَوْهَر الكبد إِنَّمَا هُوَ مَا تتمّ بِهِ قوتها الماسكة. لى قد تكون استفراغات مثل هَذِه والجسم صَحِيح سليم وَيكون السَّبَب فِيهِ كَثْرَة مَا فِي الْجِسْم من ذَلِك الْخَلْط الَّذِي يستفرغ أَيْضا وَيكون فِي عقب الْبُرْء من علل الكبد إِذا عَادَتْ

جوامع الأعضاء الآلمة

إِلَيْهَا قوتها وَانْقَضَت عَنْهَا مَا كَانَ مُؤْذِيًا مِمَّا لَا تتهيأ إحالته ونضجه. قَالَ: وَقد يعرض خُرُوج الدَّم من أَسْفَل لصِحَّة الْقُوَّة والانتقال من كبد وَقلة غذَاء إِلَى رَاحَة وَكَثْرَة غذَاء وَرُبمَا قاء الرجل دَمًا وَهَذَا يكون دَمًا جيدا فَأَما الدَّم الَّذِي تَدْفَعهُ الكبد عِنْد قوتها وبرئها فَإِنَّهُ يكون دَمًا منتاً وَكَذَلِكَ الَّذِي يسيل من القروح والأمراض ففاسد فِي هَذِه الْحَال يظنّ جهال الطِّبّ أَن العليل قريب من الْمَوْت إِذا رَأَوْهُ يستفرغ دَمًا منتاً فَأَما أَنْت فَإِذا كنت قد علمت أَن كبده كَانَت عليلة وَأَنَّهَا قد قويت وَأَن هَذَا الاستفراغ الْآن إِنَّمَا يعقب قُوَّة الكبد فَلَا تجزعن من ذَلِك. 3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة) قَالَ: الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم الطري إِذا خرج من الدبر دلّ على أَن الْجَانِب الْأَيْمن المحدب مِنْهَا عليل الورم من الْجَانِب الْأَيْمن إِذا كَانَ شكله هلالياً فَهُوَ فِي نفس الكبد لِأَن شكل الكبد هلالي وَإِذا كَانَ شكله متطاولاً فَهُوَ فِي العضل الَّذِي يعلوها. لى يمكنك أَن تعلم فِي أَي العضل هُوَ من هَذَا العضل فَإِنَّهُ إِن كَانَ يمر فِي وسط الْبَطن مُسْتَقِيمًا فَهُوَ يمر فِي العضلات الَّتِي تمر على استقامة وَإِن كَانَ يمر مورباً فَفِي الموربة وَإِن كَانَ فِي وسط الْبَطن فَإِنَّهُ فِي المستقيمة لِأَنَّهُ مَوضِع وسط الْبَطن وَإِن كَانَ نَاحيَة فَفِي المعترضة والموربة وَإِن كَانَ غائراً فَوْقه لحم كثير فَفِي الَّتِي هِيَ أغور وَهِي المعترضة إِذا أحس إِنْسَان بثقل فِي الكبد فَإِن كَانَ مَعَ حمى فهناك ورم حَار وَإِن كَانَ بِلَا حمى فهناك إِمَّا سدة وَإِمَّا ورم صلب يحدث أَولا فأولاً.

علامات وجع الكبد

الْفرق بَين ورم الكبد وَذَات الْجنب: 3 - (عَلَامَات وجع الكبد) الْمَوْجُودَة أبدا الوجع وَيكون ثقيلاً والنبض اللين ويتغير بعد قَلِيل لون اللِّسَان وَالْبدن كُله وَالَّتِي تُوجد وتعدم هُوَ أَن يكون الورم فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَهَذَا أبدا فصل من ذَات الْجنب فِي الْأَيْسَر وَالِاخْتِلَاف الشبيه بغسالة اللَّحْم الطري إِذا وجد فَهُوَ فصل لكنه لَيْسَ كل حِين يُوجد ويشرك ورم الكبد ذَات (ألف ب) فِي السعلة الصَّغِيرَة وضيق النَّفس والوجع فِي ضلوع الْخلف وَيُفَارق ذَات الْجنب بِأَن الوجع ناخس والنبض صلب والسعال يتزيد بعد قَلِيل وَيظْهر النفث والكبد تعتل إِمَّا لسوء مزاج وَإِمَّا لمَرض آلي كالسدد والورم وَإِمَّا لانتقاض الِاتِّصَال وَإِمَّا من ريح ويستدل عَلَيْهِ بالتمدد وَإِمَّا من ورم وَإِذا كَانَ حاراً تبعه ذهَاب الشَّهْوَة والحمى والعطش وَإِذا كَانَ الورم سوداوياً أَو بلغمياً استدللت عَلَيْهِ من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَالسّن ولون الْجلد وَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب المحدب تبعه ضيق النَّفس وانجذاب الترقوة إِلَى فَوق وانجذاب المراق إِلَى أَسْفَل وَسَوَاد اللِّسَان والسعال وَإِن كَانَ فِي المقعر تبعه ذهَاب الشَّهْوَة والحمى والعطش وقيء المرار واحتباس الطبيعة وورم الكبد هلالي وورم العضل يَنْتَهِي إِلَى طرف رَقِيق وَيكون وَسطه غليظاً وأطرافه رقيقَة الكبد تحيل اللَّوْن إِلَى الصُّفْرَة عِنْد مَا تغلب الْحَرَارَة واليبس وَإِن غلبت الْحَرَارَة جعلته) أسود وَإِن غلب اليبس جعلته أدكن وَإِن غلبت الْحَرَارَة والرطوبة جعلته أَحْمَر. لى إِلَّا أَنه متهبج منتفخ وَإِذا غلب عَلَيْهَا الْبرد واليبس جعلته أسود. لى إِلَّا أَنه لَا صفرَة فِيهِ كالحال عِنْد غَلَبَة الْحَرَارَة واليبس وَإِن غلبت الْبُرُودَة جعلته إِلَى الخضرة وَإِن غلب اليبس جعلته أسود. لى لَا صفرَة مَعَه وَلَو غلبت جعلت اللَّوْن الْأَبْيَض عِنْد مَا تغلب الْبُرُودَة عَلَيْهِ وَإِن كَانَت الرُّطُوبَة أغلب عَلَيْهِ كَانَ الْغَالِب على اللَّوْن الصُّفْرَة الْيَسِيرَة وَالْبَيَاض وَإِن كَانَت الْبُرُودَة أغلب فالى الدكنة والخضرة. 3 - (عَلَامَات سوء المزاج الْبَارِد فِي الكبد) البرَاز الشبيه بِمَاء اللَّحْم تكون فِي أول الْأَمر شَهْوَة الطَّعَام ثمَّ تسْقط الشَّهْوَة عِنْد مَا يعرض للعليل الْحمى حَتَّى تفْسد تِلْكَ الأخلاط فِي الكبد. وعلامات سوء المزاج الْحَار الْقوي المرى: الْعَطش وَذَهَاب الشَّهْوَة وَيخرج فِي البرَاز أَولا دم مائي ثمَّ أسود غليظ. لى يفرق بَينهمَا أَن مَعَ أَحدهمَا عَطش وَحمى أول الْأَمر. السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض: مَحل الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم الطري إِذا غسل

جوامع العلل والأعراض

محى الْقَيْء من الْمعدة مَتى ضعفت عَن احْتِمَال الْغذَاء وإحالته وَيكون هَذَا من الكبد لضعف قوتها الْمُغيرَة للدم وَأما الِاخْتِلَاف الشبيه بالدردى فَإِنَّهُ عِنْد مَا لَا ينفذ الدَّم من الكبد وَيبقى مُدَّة طَوِيلَة. من تشريح أرسطاطاليس قَالَ: الشّركَة بَين الكبد وفم الْمعدة بعصبة رقيقَة جدا وَإِذا حدث فوَاق عَن ورمها دلّ على أَن الكبد بهَا آفَة عَظِيمَة وَذَلِكَ أَن كل عُضْو تكون مشاركته للْآخر مُشَاركَة ضَعِيفَة جدا لَا تناله من أَجله آفَة إِلَّا من مرض قوي جدا بذلك الْعُضْو وَذَلِكَ حَال الكبد مَعَ فَم الْمعدة وَإِن مشاركتها يسيرَة. 3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض) (ألف ب) قَالَ: مزاج الكبد الْحَار يُولد السَّوْدَاء والبارد يُولد الدَّم البلغمي وَمَتى لم يكن مفرط الْحَرَارَة ولد الصَّفْرَاء وَإِذا لم يفرط فِي الْحَرَارَة جدا بل قَلِيلا ولد البلغم قَلِيلا. اخْتِلَاف الدَّم الْأسود يكون إِذا كَانَت الكبد تعْمل الدَّم على مَا يجب إِلَّا أَنه قد عرض فِيهَا سدد أَو ورم أَو غَيره مِمَّا يمْنَع نُفُوذ الدَّم إِلَى قُدَّام فَيبقى فِيهَا مُدَّة طَوِيلَة فيحترق ويسود فَإِذا دَفعته الكبد دَفعته إِلَى الأمعاء وَأما الشبيه بغسالة اللَّحْم فَيكون لضعف الْقُوَّة. لى يعالج هَذَا بتقوية الكبد مَعَ اسخان وَذَلِكَ بِمَا يحلل السدد ويبرد الدَّم. الثَّامِنَة من الميامر قَالَ: لِأَن أَطْرَاف الْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المقعر من الكبد ضيقَة عِنْد انتهائها إِلَى الْأَطْرَاف الَّتِي فِي الْجَانِب المحدب كثيرا مَا يعرض فِيهَا السدد وتلحج فِيهَا الرطوبات الرَّديئَة وَيتبع هذَيْن العفونة إِذا كَانَت حرارة سَرِيعا وَإِن لم تكن حرارة لَكِن كَانَ مَعَ ذَلِك برد فِي الكبد عفن على طول الْمدَّة وَلم يكن ذَلِك سَرِيعا قَالَ: وأمراض الكبد الَّتِي تعرض فِيهَا الأورام والخراجات وَسُوء المزاج فَمَتَى ضعفت قُوَّة الكبد حَتَّى لَا تجذب غذاءاً الْبَتَّةَ خرج الْغذَاء من أَسْفَله رطبا وَإِن كَانَت الْمعدة مَعَ ذَلِك قد ضعفت خرج مَعَ رُطُوبَة غير منهضم قَالَ: وأمامتى كَانَت الْقُوَّة الجاذبة سليمَة والمعدة ضَعِيفَة فَإِنَّهُ يعرض فِي الثفلى ضروب اخْتِلَاف كَمَا يعرض عِنْد ضعف الْمعدة عَن الهضم وَيكون ذَلِك على ثَلَاثَة أضْرب لَا فِي الكبد بل فِي جَمِيع الْأَجْزَاء إِمَّا أَن يتَغَيَّر إِلَى كَيْفيَّة مضادة لِلْأَمْرِ الطبيعي الْبَتَّةَ وَإِمَّا أَلا يتَغَيَّر أصلا وَإِمَّا أَن يتَغَيَّر نصف تغير أَو بعضه قَالَ: وَنصف الْقُوَّة الْمُغيرَة إِذا كَانَت لم تستكمل غَايَة الضعْف أَن يخرج فِي البرَاز شبه غسالة اللَّحْم الطري وَأكْثر علل الكبد إِنَّمَا يبتدىء بعد هَذِه الْحَال إِذا بردت عَلَيْهِ الكبد لم يخرج فِي البرَاز شَيْء من ذَلِك وَلَكِن يخرج فِي أَشْيَاء لَهَا كَيْفيَّة مُخْتَلفَة وَمَتى كَانَ فِي الكبد سوء مزاج حَار حدث عَنهُ ذوبان أَولا فِي الأخلاط ثمَّ فِي لحم الكبد وَيخرج فِي البرَاز مرّة مُنْتِنَة جدا غَلِيظَة مشبعة اللَّوْن يصير لَهُ بِمَنْزِلَة الَّتِي تخرج مِمَّن تصيبه الْحمى الوبائية وَإِذا كَانَ سوء مزاج بَارِد فَإِن الِاخْتِلَاف لَا

أدوية الكبد للسدد

يكون دَائِما وَلَا كثيرا يخرج لعِلَّة تطول وَيخرج شَيْء لَا يشبه مَا يخرج مِمَّن لَهُ حرارة لَا يُشبههُ لَا فِي منظره وَلَا فِي لَونه لكنه يكون أقل نَتنًا وَيكون منظره كمنظر الدَّم المتعفن غير شَبيه بِاللَّحْمِ الذائب وَكَثِيرًا يخرج فِي علل الكبد شبه علق الدَّم أسود وَإِن) كَانَ سوء المزاج الْحَار أَو الْبَارِد رُطُوبَة خرجت الأثفال الَّتِي تدل على ذَلِك السوء المزاج إِن كَانَ مَعَ ذَلِك الرُّطُوبَة وَإِن كَانَ مَعَ يبس ثمَّ مدح الدَّوَاء الْمَعْرُوف بالقفى مدحاً عَظِيما لعِلَّة الكبد قَالَ: هُوَ مؤلف من الطيوب والأفاوية الَّتِي تفتح السدد وتنقى المسام وتدر الْبَوْل وَالشرَاب وَالْعَسَل وَهُوَ يحلل ويقلع ويدر الْبَوْل (ألف ب) وَهُوَ مُوَافق وَفِيه مقل وأدوية ملينة للورم إِن كَانَ فِيهِ وَإِلَى هَذِه الْخِصَال تحْتَاج الكبد الضعيفة أعنى إِلَى مَا يقوى جوهرها ويغذوه كالزبيب وَإِلَى مَا يفتح السدد كالأفاوية وَإِلَى مَا يلين الورم كالمقل قَالَ: فَإِن طرح فِي هَذِه الْأَدْوِيَة أفيوناً كَانَ صَالحا للكبد الحارة وَكَذَلِكَ الفلونيا هِيَ شِفَاء للكبد الحارة ولتستعن بِهَذِهِ الْمقَالة من حَيْثُ وصف الْكَلَام فِي الكبد. 3 - (أدوية الكبد للسدد) مَعَ برودة لَطِيفَة حارة مثالها هَذَا الدَّوَاء: زعفران مثقالان مر أساوران زراوند دوقو بزر كرفس أَرْبَعَة من كل وَاحِد سنبل هندي وشامي من كل وَاحِد سَبْعَة سليخة وفقاح الاذخر من كل وَاحِد نصف قُوَّة الصَّبْغ ثَمَانِيَة سقولوقندريون ثَلَاثَة جعدة مثله دهن بِلِسَان سِتَّة الْخَلْط الْمُسَمّى أندروخورون خَمْسَة عسل مَا يعجن بِهِ. مَجْهُول: لفساد المزاج مَعَ خلفة وَضعف فِي الْمعدة: لَك سك سنبل هندي جزآن زراوند ربع جُزْء إذخر وأنيسون ومصطكى وبزر كرفس وَاحِد وَاحِد هليلج كابلى محرق مَعَ نواة قَلِيلا بِمِقْدَار مَا يسحق ثَلَاثَة خبث الْحَدِيد مغسول بخل مقلو ثَلَاثَة يعجن بِعَسَل الشربة مِثْقَال وَأما الَّتِي فِيهَا حرارة فيصلح أَن يخلط بِبَعْض هَذِه المبردات. قَالَ: يُؤْخَذ أَمِير باريس وَورد وصندل أَبيض وسنبل وعصارة إفسنتين تجْعَل أقراصاً ويسقى بسكنجبين وَمن أدوية الكبد الهندباء والطرخشوق. الهندباء الْبري والبستاني من جيد الْأَدْوِيَة لسوء مزاج الكبد الْحَار وَذَلِكَ أَنَّهُمَا يقويان بقبضهما ويجلوان بمرارتهما ويفتحان أَفْوَاه الْعُرُوق وَلَا يضران المزاج الْبَارِد إِذْ لَيْسَ فِيهَا كَبِير مضرَّة كَمَا يضر بهَا الْأَشْيَاء الَّتِي مزاجها بَارِد رطب بِلَا قبض فيهمَا فَإِن البقلتين نافعتان للكبد وَإِن كَانَ بِهِ سوء مزاج دون خلط وَإِن شربتا بِمَاء الْعَسَل أحدرا وأنزلا الرُّطُوبَة مَعَ الْبَوْل وَمَتى جففتا فهما نافعتان إِذا سقيتا مَعَ مَاء الْعَسَل وَمَتى طبختا وسقيا طبيخهما نفعتا وَإِن كَانَت عِلّة الكبد إِنَّمَا هِيَ سدد فَقَط عظم نَفعهَا أَيْضا مَتى شربتا بشراب أَبيض لطيف. قَالَ: وَمِمَّا يفتح السدد الَّتِي فِي الكبد تفتحاً بليغاً وَلَا يسخنها السرخس. لى اخلط للقرصة الْبَارِدَة هَذِه وَنَحْوهَا. قَالَ: وَقد جربنَا كبد الذِّئْب تجربة بليغة لوجع الكبد وَلَعَلَّه أَن يفعل بخاصته وَهُوَ ينفع من جَمِيع أصنافها من جَمِيع

سوء مزاجها والصدف الْمُسَمّى فلنجارش يشرب بشراب أسود مفتر فَإِنَّهُ نَافِع بِخَاصَّة. قَالَ: وضمادات أورام الكبد يجب أَن يكون فِيهَا قبض وَيَنْبَغِي أَلا يشرب فِي المحللة لَكِن يَجْعَل مَعهَا ملينة فَلَا تتحلل سَرِيعا. للكبد: يسقى كل يَوْم نصف مِثْقَال من راوند بِمَاء إِن كَانَت حمى وَإِلَّا بشراب فَإِنَّهُ يُؤثر أثرا حسنا للصلابة فِي الكبد والتمدد والورم واسقه رب السوس فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل وَيُطلق الْبَطن وينفع من صلابة الكبد. أَو اعصر شيحاً رطبا واسق العليل مِنْهُ بعد طبخه حَتَّى يغلظ قَلِيلا ينفع صلابة الكبد. للورم الصلب فِي الكبد: أشق مائَة (ألف ب) مقل أَزْرَق خَمْسَة وَعِشْرُونَ زعفران إثنا عشر مثقالان مر مثله قيروطي متخذ من شمع ودهن حناء قوطولى يجمع ضماداً ويضمد بِهِ وَأما الضمادات الَّتِي للضعف فأطراف الْأَشْجَار القابضة والطيوب وَنَحْوهمَا كضماد صندلين وَنَحْوه. فِي علاج الدَّم فِي حفظ الصِّحَّة: يَنْبَغِي أَن تتفقد من الْإِنْسَان بعقب الْأَطْعِمَة الغليظة أَو الْحمام بعد الطَّعَام فَإِن لم يكن شَيْئا من هَاتين فَيَنْبَغِي أَن تتفقد هَل يحس الْإِنْسَان بثقل وامتداد فِي نَاحيَة كبده فَإِن أحس بذلك بادرت بإعطائه الْكبر بالخل وَالْعَسَل قبل طَعَامه وَنَحْوه ذَلِك فِي أوجاع الكبد ويديم إِلَى أَلا يحس بشي من ذَلِك الْبَتَّةَ ونقيع الإفسنتين نَافِع لَهُم والنقيع الْمَعْمُول بِالصبرِ والأنيسون واللوز المر نَافِع لَهُم مَتى شربوه مَعَ السكنجبين بِالْغَدَاةِ على الرِّيق وَلم يَأْكُلُوا بعده وقتا صَالحا وَاسْتعْمل هَذِه الْأَدْوِيَة بعد انضاج الْغذَاء.) لى يَقُول: بعد انهضام الْغذَاء جدا ويخلو الْبَطن لِأَن اسْتِعْمَاله فِي هَذِه الْحَال ينقى المجاري إِن كَانَ بَقِي فِيهَا شَيْء ودواء الفوذنج نَافِع لَهُم وَلَكِن احذر إدمانه فَإِنَّهُ فِي الأمزاج الحارة رَدِيء لَهُم واجعله فِي هَؤُلَاءِ مَتى استعملوه بسكنجبين. الأولى من الأخلاط: مَتى كَانَ فِي الكبد ورم قد نضج فَإنَّا نقصد لتنقية الكبد مِنْهُ إِن كَانَ فِي التقعير بالإسهال وَإِن كَانَ فِي التجويف فبإدرار الْبَوْل. الأولى من الْأَمْرَاض الحادة: مَاء كشك الشّعير ينْتَفع بِهِ فِي نُفُوذه من الْجَانِب المقعر إِلَى المحدب لِأَنَّهُ مَعَ أَنه غذَاء يجلو وَيفتح هَذِه السدد وَلَا يلصق هُنَاكَ كَمَا تفعل الْأَشْيَاء اللزجة فَإِن الخندروس وَنَحْوه لَيْسَ إِنَّمَا يضر من كبده عليلة بالطبع ضيقَة. الثَّالِثَة: الكبد تلتذ الْأَشْيَاء الحلوة وتسمن وتعظم بهَا وتقوى وَكَذَلِكَ بدن الْحَيَوَان الَّذِي تغتذي بِالتِّينِ عَظِيم الكبد لزبده إِذا أكل لِأَن الكبد تغتذي وتسمن وتعظم. من أجل الْأَطْعِمَة الحلوة إِلَّا أَن يكون فِيهَا ورم حَار وحميات فَإِنَّهُ فِي هَذِه الْحَال لَا يَسْتَحِيل مَا فِيهَا إِلَى تغذية الكبد لَكِنَّهَا تولد المرار لِأَن الْحَرَارَة حِينَئِذٍ لَا تكون معتدلة غريزية لَكِن غَرِيبَة شَدِيدَة فتحيل الْحَلَاوَة إِلَى المرارة. لى قد شهد جالينوس فِي غير مَوضِع أَن لحم الزَّبِيب الحلو وَالشرَاب

الحلو وَغير ذَلِك من الحلاوات مُوَافق لجرم الكبد مقو لَهَا وَلذَلِك يَسْتَعْمِلهُ مَعَ الْأَدْوِيَة الملطفة ليقوى جوهرها إِلَّا أَن بِسَبَب هَذِه الْمُشَاركَة كثيرا مَا تحدث ضَرَرا وَذَلِكَ أَن الكبد تمتار هَذِه الْحَلَاوَة امتياراً عنيفاً لموافقتها لَهَا فَمَتَى كَانَت ضيقَة المجاري تولد فِيهَا سدد وخاصة إِن كَانَت هَذِه الحلاوات مَعَ ذَلِك غَلِيظَة كأصناف الْحَلْوَاء المتخذة بالسكر والنشا والدقيق السميذ وَنَحْو ذَلِك وَإِن كَانَ فِيهَا حِدة وحرارة استحالت إِلَى المرار وتولد مرَارًا أخر. الْخَامِسَة من الْفُصُول: إِذا ورمت الكبد تبع الورم فوَاق. قَالَ جالينوس: إِذا كَانَ الورم عَظِيما. قَالَ: وَيكون ذَلِك من أجل اشْتِرَاك العصب. السَّادِسَة: من كَانَ الورم من كبده فِي الْمَوَاضِع اللحمية مِنْهَا كَانَ (ألف ب) الوجع مِنْهَا ثقيلاً أَي يجد صَاحبه كَأَن ثقلاً مُعَلّقا من جَانِبه وَمَتى كَانَ الورم مِنْهَا فِي الغشاء الْمُحِيط بهَا أَو فِي الْعُرُوق كَانَ الوجع حاراً ناخساً وَإِن كَانَ الورم من جنس المرار كَانَ أَزِيد حِدة ولذعاً والبلغمى أقل وجعاً ولذعاً. السَّادِسَة الفواق يحدث فِي علل الكبد الْعَظِيمَة لمشاركته فِي الْمعدة للكبد فِي الْقلب وضيق النَّفس يحدث لمشاركة الْحجاب فِي ذَلِك.) السَّابِعَة حُدُوث الفواق عَن ورم الكبد رَدِيء لِأَنَّهُ يكون من ورم عَظِيم جدا شَدِيد الْحَرَارَة حَتَّى أَنَّهَا تشارك الكبد فِي علتها فَم الْمعدة وَمَا فَوْقه وَذَلِكَ يكون إِذا تولد فِي الكبد من ورم حَار جدا مرار قوي الْحَرَارَة وانصبت مِنْهَا إِلَى المعى الدَّقِيق وارتقى إِلَى الْمعدة فأحدث فِيهَا لذعاً وَعرض فِي فمها مِنْهُ الفواق وَقد ظن قوم أَن عظم ورم الكبد يضغط الْمعدة فَيحدث الفواق إِذا كَانَ لَا يجد عِنْدهمَا منفذاً قَالَ: وَرُبمَا كَانَت تِلْكَ الْمُشَاركَة من مُشَاركَة الْمعدة للكبد فِي العصب رَقِيق جدا فَلذَلِك لَا تشارك الْمعدة الكبد فِي علتها إِلَّا إِذا كَانَ الورم عَظِيما على أَشد مَا يكون. قَالَ: والأورام الْحَادِثَة فِي حدبة الكبد أسْرع ظهوراً للحس من الْحَادِثَة فِي الأخمص وَالْبدن يقصف ويهزل بحدوث الورم فِي الحدبة أسْرع مِمَّا ينقصف بحدوثه فِي التقعر. لى لِأَن نُفُوذ الدَّم إِلَى الْأَعْضَاء يحتبس عِنْد الورم فِي الحدبة وَأما عِنْد حُدُوثه فِي المقعرمائي فتفقد مِنْهُ على حَال وَاحِدَة لَهُ قدر لِأَن الْغذَاء فِي التقعير كيلوس مائي وَفِي الحدبة دم غليظ. من أزمان الْأَمْرَاض: أزمان الْأَمْرَاض والأطعمة الغليظة اللزجة تولد سدداً فِي الكبد وَذَلِكَ أَن الكبد ضيقَة المجاري بالطبع فَإِذا أَكثر الْإِنْسَان من هَذِه الأغذية بقيت فِي أَفْوَاه الْعُرُوق وَلم ينفذ الْغذَاء على مَا يَنْبَغِي فَحدث من ذَلِك فِي الكبد فِي الْجَانِب المقعر امتلاء ويتخوف عِنْد ذَلِك إِمَّا أَن يتعفن ذَلِك الْخَلْط الْمُجْتَمع وَإِمَّا أَن يرم فَلهَذَا السَّبَب احتال الْأَطِبَّاء فِي الْأَدْوِيَة الملطفة وَفعل هَذِه هُوَ تفتيح هَذِه المجاري لكنه إِن أَكثر مِنْهَا جعلت الدَّم إِمَّا مائياً وَإِمَّا مرارياً وَإِمَّا على طول الزَّمن فتجعله سوداوياً.

كتاب الامتلاء قَالَ: قد يحس المرضى بامتداد يسير وَثقل فِي الكبد وَالَّذِي يفلت من ذَلِك عمره كُله فَهُوَ سعيد وَإِن هَذَا لشَيْء يكابده النَّاس كلهم أبدا. من الْمَوْت السَّرِيع: الفواق مَعَ ورم الكبد رَدِيء مَتى عرض لامرىء وجع الكبد مَعَ حِدة شَدِيدَة فِي قمحدوته ومؤخر رَأسه وإبهام رجله وَظَهَرت فِي قَفاهُ شَبيه بالباقلى مَاتَ فِي الْيَوْم الْخَامِس قبل طُلُوع الشَّمْس والغيب يُعلمهُ الله وَمن عرض لَهُ هَذَا الوجع اعتراه مَعَه عسر الْبَوْل مَعَ تقطير. من تشريح الْمَوْتَى: الْغذَاء يرْتَفع من تقعير الكبد إِلَى حدبتها فِي عروق ضيقَة جدا وَلذَلِك ينسد بسهولة واللزوج الْمُتَوَلد من الْغذَاء إِن لم يكن فِي غَايَة اللطافة أَشد مَا يكون إِذا كَانَ فِي الكبد ورم حَار أَن تكون الْأَطْعِمَة حارة ملتهبة وَإِذا كَانَ فِي الكبد) (ألف ب) ورم حَار أَن تكون الْأَطْعِمَة حارة ملتهبة وَإِذا كَانَ فِي الكبد برودة فَإِنَّهَا أردى وَذَلِكَ أَن الْخَلْط الْمُتَوَلد مِنْهَا يبطىء نُفُوذه وَلَا يكون لَهُ لزوجة الْبَتَّةَ فَإِن اللزج مستعد لتولد السدد فماء الشّعير جيد لذَلِك وَكَذَلِكَ كلما فِيهِ جلاء يسير كَمَا فِي مَاء الشّعير وَلَيْسَت لَهُ حرارة مَعْلُومَة وَلَا برودة ظَاهِرَة. من ابيذيميا الثَّانِيَة: الورم الصلب فِي الكبد مرض طَوِيل قتال. الأولى من الثَّالِثَة: سَواد اللِّسَان وجفافه وحدة الحميات ويبس الثفل دَلِيل على التهاب الكبد وخاصة إِن كَانَ مَعَ ذَلِك فِي الْجَانِب الْأَيْمن وجع. الثَّانِيَة من السَّادِسَة: الورم فِي حدبة الكبد أردى مِنْهُ فِي تقعيره كثيرا وأخوف إِن كَانَ فِي الكبد ورم فانتقل إِلَى الطحال فَذَلِك حميد وَإِن انْتقل من الطحال إِلَى الكبد فَذَلِك رَدِيء خَبِيث. الثَّالِثَة من الْغذَاء لج قَالَ: الفستق يُقَوي الكبد وينقي مَا قد لحج وَصَارَ كالثفل فِي مجاري الْيَهُودِيّ: بَيَاض الشّفة وَاللِّسَان وتهبج الْوَجْه يدل على فَسَاد مزاج الكبد إِمَّا لضربة وَإِمَّا لدم غليظ إرتبك فِيهَا وعفن وَإِمَّا من صغر الكبد فِي نَفسهَا إِذا جاءها غذاءفوق مَا تطِيق فيرتبك أَيْضا فِي مجاريه ويعفن على طول الْأَيَّام. قَالَ: وَالْفرق بَين السدة والورم: أَن السدة لَا وجع مَعهَا كَمَا مَعَ الورم وَمَعَهَا من الثفل أَكثر مِمَّا مَعَ الورم ى وعلامة الورم الْحَار فِي الكبد حمرَة اللِّسَان وسواده بِقدر قلَّة الشَّهْوَة وَشدَّة الْعَطش وَفِي الْحمرَة والحمى ورم الكبد بَين للحس إِذا لم يكن المراق سميناً ثخيناً وَالْإِنْسَان كثير اللَّحْم والثرب غليظ. قَالَ: وَأكْثر الحميات الطَّوِيلَة إِذا دَامَت زَمَانا طَويلا تورم الكبد وتفسد مزاجها وَكَذَلِكَ الْمعدة. لى الحميات الصفراوية إِذا طَالَتْ أفسدت مزاج الكبد والبلغمية مزاج الْمعدة

وللدبيلة فِي الكبد أفصد وبرده مَا أمكن فَإِن أَخذ فِي طَرِيق النضج فمره بِالنَّوْمِ على الكبد ويستحم بِالْمَاءِ الفاتر ويخبص بِمَا ينضج وأسهل بَطْنه بِالصبرِ وَمَاء الهندباء وَالسكر والغافت والإفسنتين هَذَا إِذا احتجت أَن تسهله فَأَما لتلين الدُّبَيْلَة ونضجها فاسقة طبيخ الكرفس والرازيانج وكزبرة الْبِئْر ودهن اللوز ودهن الحسك. وَرُبمَا سقيناه الحلبة والحسكودهن الخروع ويستحم وينام عَلَيْهِ حَتَّى ينضج فَإِذا سَالَتْ فالبيضاء سليمَة والسوداء مهلكة. مَاء الشّعير وَمَاء القرع بالسكر وأقراص الكافور والبزرقطونا فَإِن لم تغن ذَلِك فماء الْجُبْن أَيَّامًا) وَأطْعم العدس والقرع وضمده وَإِن كَانَ شَابًّا واللهيب شَدِيد فاسقه أبدا مَاء الثَّلج على الرِّيق وللبارد دبيد كركم ودبيد اللك وَمَاء الْأُصُول وضماد الأصطماخيقون وللسدة فِي الكبد ينَام بِاللَّيْلِ على أَقْرَاص (ألف ب) الإفسنتين فَهِيَ نافعة وَيذْهب بالترهل فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ. علاج الإستسقاء للحمى: طبيخ الْأُصُول نَافِع يسقى دَوَاء الْملك وَنَحْوه دَوَاء الكركم وَغَيره يُؤْخَذ قشور أصل الرازيانج والكرفس والإفستين وَلَك ومصطكي وبزر كرفس وأنيسون وراوند وغافت مِثْقَال مِثْقَال زبيب منزوع الْعَجم أَرْبَعَة دَرَاهِم يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يصير رطلا ويصفى ويسقى مَعَ نصف مِثْقَال من دبيد الكركم ودبيد لَك أَو ينَام بِاللَّيْلِ على أَقْرَاص الإفستين فَإنَّك ترى عجبا من قُوَّة فعله وَيذْهب الاسْتِسْقَاء اللحمي والترهل. للورم فِي الكبد من ضَرْبَة: عود وزعفران وَحب الْغَار ومقل وذريره ومصطكي مِثْقَال مِثْقَال شمع دهن رازقي وميسوسن ثَلَاثَة ثَلَاثَة يعْمل ضمادً وَقد يمزج بموميائي ودهن رازاقي فَإِنَّهُ عَجِيب وَإِن كَانَت فِيهِ حرارة فضماد السفرجل أَولا فالفصد وَإِن كَانَت أورام الكبد وأمراضها إِنَّمَا تكون لصغرها فَإنَّك تستدل على صغر الكبد بِضعْف الهضم أبدا وَضعف الْجِسْم وَقصر الْأَصَابِع فعلاج هَؤُلَاءِ أَن يطعموا قَلِيلا قَلِيلا لِئَلَّا يرتبك فِي أكبادهم وَيحدث سدداً وأوراماً. قَالَ: وترياق الْأَرْبَعَة نَافِع للصلابة العتيقة فِي الكبد وَكَذَلِكَ الشجرنايا. قَالَ للصلابة فِي الكبد: اسْقِ من الْقسْط نصف دِرْهَم بطلاء وَمن الغافت ودهن اللوز المر ودواء الكركم وَالْملك بِمَاء الْأُصُول والجنطيانا ترياق الْأَرْبَعَة كلهَا جَيِّدَة ومره بِالنَّوْمِ على شقَّه الْأَيْمن هَذَا للصلابة بِلَا حمى وَلَا حِدة فَإِن كَانَ الْحمى فماء الهندباء والرازيانج وَنَحْوه وللسدد فِيهَا اسْقِ زراوندا وإفسنتينا وفوة ولكا وَنَحْوهَا. قَالَ: وَمِمَّا يُولد السدد فِي الكبد التخم المتواترة وَأكل الطين والأشنان والسعد والفحم وَنَحْوهَا من الْأَشْيَاء اللينة والفطير وَيكون من السدد أورام وَمن الورم الاسْتِسْقَاء إِذا كَانَ فِي الكبد الورم أَو دبيلة ثمَّ خرج بالبراز شَيْء أسود منتن فَذَلِك لحم الكبد فَإِنَّهُ قد عفن وَيَمُوت وَقد خرج شَيْء أسود إِلَّا أَنه لَا يكون منتناً وَلَا يضعف عَلَيْهِ العليل وَلَا يسوء حَاله.

أهرن: عَلامَة السدد فِي الكبد أَلا تجتذب الكيلوس فَلَا يتَبَيَّن أَنه ورم وَلَا فَسَاد مزاج فِي المَاء وَلَا يجد ثقلاً شَدِيدا فِي الكبد ووجعاً قَلِيلا وَرُبمَا تفتح فِي الْأَحَايِين فَخرج بالبول من الْخَلْط الْفَاعِل للسدة شَيْء يسْتَدلّ عَلَيْهِ مِنْهُ. لى علامته أَلا تجتذب الكيلوس الِاخْتِلَاف الكيلوسي. قَالَ: وَلَا تدع صلابة الكبد يكون فَإِن كَانَت فَلَا تؤمن فَإِنَّهُ رَدِيء مؤد إِلَى الاسْتِسْقَاء لَكِن ضع عَلَيْهِ) المراهم الملينة واسق الفتحة للسدد فَإِنَّهُ ملاك الْأَمر. الطَّبَرِيّ مِمَّا يعظم نَفعه للكبد أكل عِنَب الثَّعْلَب نياً ومطبوخاً. أهرن عَلَامَات فَسَاد مزاج الكبد الحارة: شدَّة الْعَطش وَقلة الشَّهْوَة. وعلامات الْبَارِدَة: شدَّة الشَّهْوَة وَبَيَاض الشّفة وااللسان ألف ب وَقلة الدَّم والعطش وَبَيَاض الْبَوْل وَأما الْحَرَارَة فحمرة اللَّوْن فِي اللِّسَان وَفِي الْبَوْل وَيفْسد لون الْوَجْه ويصفر وَيكون إِلَى لون الْغَالِب عَلَيْهِ الْبيَاض وَيعرف شدَّة فَسَاد المزاج فِي ذَلِك وَضَعفه من إبطاء الهضم وَقلة إبطاءه. عَلَامَات الورم فِي حدبة الكبد: ثقل فِي الْجَانِب الْيمن ويشتكي إِذا تنفس سَرِيعا نفسا كثيرا مَا بَين كبده إِلَى ترقوته ويعرض لَهُ سعلة يسيرَة وَإِن كَانَ الورم حاراً أَحْمَر اللِّسَان أَولا ثمَّ يسود وَتبطل الشَّهْوَة ويشتد الْعَطش ويقيء الْمرة الصَّفْرَاء فِي برْء مَرضه وَفِي آخِره يتَغَيَّر إِلَى السوَاد وحماه حارة وَأما الَّذِي فِي أَسْفَل الكبد فقلة شَهْوَة الطَّعَام وَيكثر الْعَطش وَلَا تعرض لَهُ سعلة ووجع عِنْد التنفس كَمَا يكون إِذا كَانَ فِي الحدبة وَأما الأورام غير الحارة فَإِنَّهُ لَا يكون مَعهَا عَطش وَلَا سَواد لِسَان وَلَا حمى وَيكون الثّقل وَفَسَاد الهضم وَغير ذَلِك ويحمى بالورم الصلب بالجس مستديراً إِذا كَانَ الْبَطن مهزولاً إِلَّا أَن يكون ورماً يَسِيرا. وَأما ورم العضل الَّذِي فَوق الكبد فَإِنَّهُ مستطيل وَلَا يضر بِفعل الكبد كَبِير مضرَّة. وعلامات السدة فِي الكبد: أَن يجد من الثّقل أَشد وَأكْثر مِمَّا يجد فِي الورم فإمَّا من الوجع فَأَقل وَلَا يخرج فِي بَوْله مرّة وَلَا أخلاط رَدِيئَة كَمَا يخرج عِنْد الورم الْحَار فِي الكبد وَرُبمَا خرجت مِنْهُ تِلْكَ الفضول الَّتِي عملت السدة وَذَلِكَ إِذا قوي الطَّبْع على إخْرَاجهَا وَإِذا كَانَت السدة فِي الحدبة يخرج بالبول وَفِي التقعير يخرج بالبراز وَإِذا خرج ذَلِك الْفضل وَإِن كَانَ ثقل الكبد من أجل الطحال فَإِن الْعلَّة تكون فِي تقعيره ثمَّ إِن طَال وصل إِلَى الحدبة فَإِن كَانَت الْعلَّة فِي الكلى أَو الْمعدة أَو الْحجاب فَإِن أول مَا يألم لذَلِك باشتراك حدبة الكبد. لى لذَلِك اقل مَا يكون مَعَ مرض الطحال استسقاء لِأَن الْجَانِب المحدب سليم وَفِي الْجَانِب المحدب يكون تَمْيِيز الْبَوْل والورم الْحَار الْحَادِث فِي الكبد إِمَّا من الدَّم والصفراء أَو لضربة وسقطة أَو لصِغَر خلقتها وَيفرق بَين الْخَارِج من الدُّبَيْلَة وَبَين الْخَارِج من انحلال سدد الكبد وَالْخَارِج عَن ضعف الكبد فَالَّذِي لدبيلة يسيل أَولا قيح وصديد ثمَّ يثخن أَولا ويقل المَاء يكون من انحلال سدة الكبد إِذا انْحَلَّت ودفعتها الطباع فَإِنَّهُ دم كالدردى أسود وَلَا

يكون فِي الكبد شَيْء من) عَلَامَات الأورام ويخف بِهِ الثّقل وتقوى الْقُوَّة مَتى خرج أَكثر كَانَ أقوى وَأكْثر مَا يُصِيبهُ من ترك الرياضة بعد إِن كَانَ لَهَا مُعْتَادا فكثرت فضوله وامتلاؤه وأورثته سدداً وللنساء عِنْد قطع الْحيض أَو كمن قطعت رجله أَو يَده أَو احْتبسَ عَنهُ استفراغ دم كَانَ مُعْتَادا بِهِ وَقد تتولد السدد من كَثْرَة الدَّم فِي الْجِسْم والامتلاء وَالَّذِي يخرج عَن ضعف الكبد فِي الْقُوَّة الحابسة وَيخرج شَبيه بِمَاء اللَّحْم وَالَّذِي من الْبَطن من ضعف قُوَّة الكبد الحارة يكون مثل مَاء الشّعير. ضماد جيد (ألف ب) للكبد الْحَار: أطبخ السفرجل بِالْمَاءِ والخل حَتَّى تنضج ثمَّ ضم إِلَى جرمها مثلهاورداً وصندلاً وكعكاً شامياً وأعجنه بِالَّذِي طبخت وَأَجْعَل عَلَيْهِ دهن ورد وَضعه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ جيد بَالغ وَأما صغر الكبد فَعَلَيْك بالأطعمة والأشربة اللطيفة الْخَلْط فاستعملها قَلِيلا قَلِيلا وَأما الشق وَالْقطع وَنَحْو ذَلِك فعلاجه مثل العلاج للمعدة بالفصد أَولا والقابضة والمقيئة للقيح والملحمة من الأغذية وَأما الأورام فالملحمة والفصد ملاك العلاج فِي ابْتِدَاء السدة والورم فِي الكبد لِأَنَّهُ يدْفع ذَلِك الامتلاء ويقل الدَّم وَبعده بالإسهال أَو بالمدرة للبول إِن كَانَ فِي الحدبة. قَالَ: وينفع من الصلابة فِي الكبد أَن تَأمره أَن ينَام على جنبه الْأَيْمن أَيَّامًا ولاءاً. لى هَذَا ينضج الدبيلات ويثير الْحَرَارَة الشَّدِيدَة وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَلا ينَام على الكبد إِذا كَانَ الْبَطن مملوءاً. قَالَ وأحم صَاحب الورم والسدد الْأَطْعِمَة الغليظة اللحوم وَالشرَاب وأعطه الأغذية الملطفة السريعة الهضم فَأَما صَاحب الورم الغليظ بِلَا حرارة فاسقه الشَّرَاب أعْطه الْأَدْوِيَة الملطفة وعالج من ضعف الكبد الَّذِي يخَاف مِنْهُ الاسْتِسْقَاء الَّذِي مِنْهُ الِاخْتِلَاف الَّذِي مثل مَاء اللَّحْم بالأدوية اللطيفة والطيبة كالسنبل والسليخة ويطبخان ويسقى بمائهما دَوَاء الكركم وَنَحْوه وضع على الكبد مَا يقويها من الْقَابِض وَالطّيب وأعطه أَطْعِمَة مِمَّا تقَوِّي الكبد كلحم الدراج والسكباج الَّذِي قد صفي عَن دسمه وذر عَلَيْهِ قرنفل ودارصيني وزعفران ومصطكي ومصوص الدراج وَالرُّمَّان والسفرجل وَمن الْأَشْرِبَة الميبه والطلاء الطّيب الرّيح واحمه الْأَطْعِمَة البطيئة الهضم. مرهم للصلابة العتيقة فِي الكبد الَّتِي يخَاف مِنْهَا الاسْتِسْقَاء: أشق كوز حب غاريقون شمع يَجْعَل مِنْهُ ضماد وَالَّذِي دون هَذَا: بابونج وإكليل الْملك وحلبة وبزر كتَّان وخطمى وشمع ودهن افسنتين. ضماد للكبد يحلل الغلظ وَلَا يسخن إسخاناً شَدِيدا: بابونج إكليل الْملك ورد أَحْمَر سنبل إفسنتين فرذنج أَطْرَاف الآس أَطْرَاف السرو ويطبخ ويكمد بِهِ بلبود ودهن فاتر حَتَّى يبرد إِحْدَى) وَعشْرين تكميدة قبل الطَّعَام فَإِنَّهُ يحل الغلظ الَّذِي فِيهِ وضمد الكبد مَا دَامَت فِيهَا حرارة والجسم غير نقي بِالْقَصْدِ وَغَيره بالصندلين والورد وَمَاء السفرجل ودهن الْورْد وشمع وَقَلِيل كافور ويذاب الشمع والدهن وَيشْرب مَاء السفرجل أَو التفاح أَو نَحْوهمَا وَيجمع إِلَى الصندلين والكافور ويضمد بِهِ وَيُزَاد فِيهِ وَإِن كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء

الرجلة وَنَحْوهمَا فَإِذا سكنت الْحَرَارَة وَأَرَدْت تَحْلِيله فالبابونج وإكليل الْملك وشمع ودهن حناء أَو دهن شبث وَلَا تخله من سعد وسنبل وأطراف السرو أَو بعض الْأَشْيَاء القابضة فِيهِ وَإِن كَانَ الورم غليظاً جدا مزمناً بَارِدًا فاطرح فِيهِ الْأَدْوِيَة القوية كدقيق الحلبة وبعر الْمعز وقردماناً وفوذنجاً وكرنباً وَنَحْوهمَا من القوية التَّحْلِيل وأشنة وسذاب وَغير ذَلِك. بولس (ألف ب) قَالَ: يعرض فِي الكبد فَسَاد الأمزجة والسدد والأورام والقروح قَالَ: الِاخْتِلَاف الكيلوسي يدل على أَن الْغذَاء لَا ينفذ إِلَى الكبد وَإِن لم يكن مَعَ ذَلِك فسدة وعلامة السدة الثّقل فَإِن لم تكن فَإِنَّمَا ذَلِك لضعف الْقُوَّة الجاذبة. لى هَذَا سوء مزاج بَارِد رطب. قَالَ: وَإِن كَانَ الِاخْتِلَاف كَمَاء اللَّحْم فَإِن ذَلِك لضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة الَّتِي تعْمل الدَّم. لى هَذَا جملَة ضعف مزاج الكبد فَإِذا كَانَ سَبَب هَذَا الضعْف رداءة مزاج حَار يصير هَذَا الِاخْتِلَاف بعد زمَان غليظاً ورديء اللَّوْن وقيأ مرّة صرفة. قَالَ: وَإِن كَانَ ذبل جرم الكبد وَنقص ذبل مَعَه الْجَسَد كُله وَعرضت حميات وَذَهَاب الشَّهْوَة وَقذف الْمرة وَإِذا كَانَ الِاخْتِلَاف كثيرا وَلَا مُتَتَابِعًا وَذَلِكَ أَن الْعلَّة تطول وينطلق الْبَطن وَفِي الْأَيَّام يَجِيء مِنْهُ أَشْيَاء كَثِيرَة ورداءة رَائِحَة أقل وَيكون شَبِيها بدردى الدَّم قَرِيبا من السَّوْدَاء. قَالَ: والألوان الْكَثِيرَة الْمُخْتَلفَة تدل على رداءة مزاج بَارِد وَتَكون الْحمى ضَعِيفَة وَلَا يتَبَيَّن الهزال فِي الْوَجْه كَالَّذي فِي الْحر ويشتهون الطَّعَام أَكثر من غَيرهم وَإِن كَانَ فِي هَذَانِ المزاجان اجْتمعَا من يبس كَانَ الِاخْتِلَاف أقل والعطش أَكثر وبالضد وَإِن كَانَ فِي الكبد ورم حَار أغْنى فلغمونيا عرض وجع تَحت الشراسيف فِي الْجَانِب الْأَيْمن يرْتَفع إِلَى الترقوة وَينزل إِلَى نَاحيَة أضلاع الْخلف وَحمى حارة وسعلة يابسة وَذَهَاب الشَّهْوَة وضيق النَّفس وَيظْهر اللِّسَان أَولا أَحْمَر ثمَّ يسود ويقذف الْمرة ويجف مِنْهُ الْبَطن فَيكون ذَلِك دلَالَة شَبيهَة بالشوصة فَإِن كَانَ الورم حمرَة كَانَ الالتهاب أَشد وَعرض مَعَه كرب وحرقة وذبل الْبدن وَإِذا كَانَ الورم الْحَار فِي قَعْر الْمعدة فَإِن الغشى والغثى وَذَهَاب الشَّهْوَة والالتهاب يكون أَشد ويعرض الغشى وَبرد الْأَطْرَاف كثيرا واستسقاء وَإِن كَانَ فِي الحدبة فَتكون هَذِه العلامات وَيظْهر الورم) مَعَ ذَلِك الْعين والحس إِذا كَانَ عَظِيما وَإِن كَانَ صَغِيرا فَمر العليل يتنفس تنفساً وسله هَل يجد ألماً فِي الشرسوف الْأَيْمن فَإِن ذَلِك يخص الورم الْحَار فِي الكبد وَإِن كَانَ الورم مستطيلاً فالورم فِي العضل الَّذِي فَوق الكبد وَإِن كَانَ مستديراً فَفِي الكبد وَإِن لم يكن مَعَ الورم الْحَار تِلْكَ الْأَعْرَاض الَّتِي ذكرنَا من الْقَيْء والحمى والغشى فَاعْلَم أَن الورم فِي العضلات إِلَى فَوق الكبد وَإِذا كَانَ ثقل وتمدد فِي الْجَانِب الْأَيْمن مَعَ وجع بِلَا حمى وَلَا ورم بَين فَذَلِك سدد الماسريقا وَإِن أَخذ ورم فِي

الكبد يجمع اشْتَدَّ الوجع والامتداد وَعرضت قشعريرات مُخْتَلفَة وَلَا يقدرُونَ أَن يستلقوا على الْجَانِب الْأَيْمن لشدَّة الوجع وَإِذا انفجر خرج بَغْتَة مرّة كَثِيرَة فِي الْبَوْل وَالْبرَاز وَإِن انْتقل الورم الْحَار إِلَى الصلب نقصت الأوجاع وَبَطلَت الْحمى وَظهر الورم وحسا وهزل مراق الْبَطن (ألف ب) وَإِن طَال زَمَانه تبع ذَلِك الاسْتِسْقَاء لَا محَالة. قَالَ: فَفِي رداءة الكبد الْحَار اسْتعْمل مَا يُقَوي الكبد ويبردها مَعَ ذَلِك كالهندباء والطرخشقون واخلط بهَا فِي بعض الْأَوْقَات الكزبرة الرّطبَة واليابسة يشرب مياها أَو تُؤْكَل هِيَ أَو تجفف أَو تذر على المَاء وَيشْرب أَو تسلق فِي المَاء وَيشْرب فَإِن الهندباء نَافِع من رداءة مزاج الكبد الْحَار والبارد وعصارة حماض الأترج إِن أَخذ مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف مَعَ مَاء الْعَسَل وَإِن كَانَت رداءة المزاج مَعَه مرّة فليشرب سكنجبينا وَمَا يفتح السدد وَيشْرب على الرِّيق المعجون الَّذِي يعْمل بالأفيون وبزر البنج وَمن الفلونيا وَإِن كَانَت الْحَرَارَة متزايدة فأسقه دهن ورد جيدا ودهن التفاح ويغذى بِمَاء الشّعير وَبِالْجُمْلَةِ يجب أَن يعْطى ويغذى بالأغذية الَّتِي تبرد قَلِيلا وَلَا تولد سدداً ويدع الْخمر الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يضْطَر إِلَيْهَا لضعف الْمعدة فَيَأْخُذ حِينَئِذٍ فليلاً من الرَّقِيق الْأَبْيَض وعالج الورم الْحَار فِي الكبد بِهَذَا العلاج فَإِذا كَانَت رداءة المزاج من قسم الْبرد عَلَيْهِ أغلب فيعط خبْزًا مَعَ شراب وَيَأْكُل الفراريج والكرنب الَّذِي قد طبخ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَيُعْطى شاهبلوط وزبيباً ويسقى الْخمر وليشرب على الرِّيق الغافت والأسارون والمعجونات الْمَذْكُورَة لهَذَا وَأما للسدة فَعَلَيْك بالملطفات كالكبر والقسط والغافت والسكنجبين العنصلي والفستق وقشره واللوز المر والغاريقون وَاسْتعْمل الحارة إِذا كَانَ مَعَ برد والباردة إِذا كَانَ مَعَ حر. قَالَ: وكبد الذِّئْب نَافِع من جَمِيع أوجاع الكبد بِخَاصَّة فِيهِ إِذا جفف وسحق وَسَقَى بشراب حُلْو وَليكن شرابهم عتيقاً لطيفاً وليتركوا كل غليظ مولداً للسوداء وَإِن طَال الزَّمن بِهَذِهِ الْعلَّة فَاسْتعْمل الفصد والإسهال وإ ذَا عرض للكبد ورم حَار فَلَا تُؤخر الفصد من الْيَد الْيُمْنَى مَرَّات فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا ليخرج شَيْء كثير) وضمد بدقيق الشّعير والأشياء الملطفة وَاسْتعْمل فِيهَا أبدا أَشْيَاء مقوية وَكَذَلِكَ إِذا عملت أضمدة محللة كالحلبة وبزر كتَّان وإكليل الْملك وبابونج وشبث وأخلط بِهِ مَا يُقَوي وَيدخل فِي هَذِه الأضمدة الجيدة للأورام الصعبة لبنى الرُّمَّان والمقل والأشنج والإيرساء والمر والإفستين والسنبل والأسارون وأعطهم فِي وَقت الرَّاحَة البسبايج والفيثمون مَعَ شراب الْعَسَل فَإِنَّهُ جيد للسدة جدا ويحقن أَولا بنطرون وَمَاء حَار وَعسل فَإِذا انحطت الْعلَّة أخلط فِي الحقنة شَحم حنظل وقنطوريونا وزوفا وصعتراً يريَا وزوفا وقرطماً وتنقى حدبة الكبد بالبول ومقعره بالبراز وَإِن تبادر إِلَى جمع الْمدَّة فأعنه بالضماد بِالتِّينِ وخرء الْحمام والسلق والخطمى واسقهم على الرِّيق طبيخ الجعدة وَنَحْوهَا حَتَّى إِذا انفجر وسالت

الْمدَّة سقوا المَاء وَالْعَسَل حاراً ليغسل وينقي القرحة واسلك بِهِ سَبِيل قُرُوح الكلى فَإِن صَار إِلَى الورم الصلب فَإِن برأه عسير ويستسقى صَاحبه لَكِن على حَال لَا تدع اسْتِعْمَال الأشق (ألف ب) والمقل والمخاخ والشحوم وَسَقَى الْأَشْيَاء الَّتِي تفتح السدد وتجلو وَهِي المدرة للبول القوية ولطف التَّدْبِير. الْإِسْكَنْدَر قَالَ: إِذا كَانَ فِي الكبد ورم حَار تبع ذَلِك قيء إِذا كَانَ فِي المقعر فَإِن أمكن الفصد إِذا كَانَ ورماً حاراً فَلَا تُؤخر الفصد لِأَنَّهُ يخَاف أَن يَسْتَحِيل إِلَى الْمدَّة والعفن ويعسر بُرْؤُهُ وَإِن سلم إِلَى الورم الصلب فَلَا تسهل الْبَطن بالأشياء الحلوة فَإِنَّهَا تزيد فِي الوجع والورم ويوافقهم مَاء الشّعير لِأَنَّهُ ينقي المجاري وجنبهم الْبيض والسمك والأغذية اللطيفة فَإِذا انحط الورم فَتقدم وَأعْطِ الْأَدْوِيَة المنقية للبول قَالَ: وَأما الَّتِي للسدد فِي الكبد فَلَا يكون مَعهَا حمى لَكِن الثّقل والتمدد وَعَلَيْك بِمَا يفتح السدد وَأما الورم الجاسي فأبداً بالتلين ثمَّ بالإسهال ليمكن فِيهِ أَن يواتى. الثَّانِيَة من ابيذيميا قَالَ: الْفرق بَين ورم الكبد والورم الَّذِي فِي عضل الْبَطن بِأَن ورم الكبد مستدير مُنْقَطع من نواحي وورم العضل مستطيل مُتَّصِل مَا بَينه مَسَافَة طَوِيلَة. أغلوقن: أما الورم الصلب فَلَا أَنا شفيت مِنْهُ وَلَا غَيْرِي وَأَكْثَرهم يستسقون مِنْهُ وَمِنْهُم من يعطب سَرِيعا وهم من كَانَ بِهِ مِنْهُم اخْتِلَاف كثير وَالْأَمر بَين أَن الماسريقا من هَؤُلَاءِ منسدة جدا وَمن تخلص من هَؤُلَاءِ من الورم الصلب فَإِنَّمَا برِئ بِمثل هَذَا العلاج الَّذِي وصفت فِي الورم الصلب من التليين والتحليل وَهَذَا الْعُضْو لشرفه لَا يحْتَمل القوية مِنْهَا فَخذ الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا فِي الفلغموني الَّذِي فِي الكبد وَهِي الإفستين وثجير حب البان والسنبل والزعفران وَورد الْكَرم) والمصطكي والسفرجل وزد فِي هَذِه الملينة كالأشق والمقل والمخاخ والشحوم وعالج بهَا ورم الكبد الصلب فِي أول حُدُوثه فَأَما إِذا استحكم فأزمن فَلَا يبرأ الْبَتَّةَ وَاسْتعْمل من التَّدْبِير والأدوية مَا يفتح سدد الكبد ويجلو مَا قد رسخ فِيهَا ويغسله وَهَذِه من الْأَدْوِيَة الملطفة المفتتة للحجارة واخلط بهَا بعض مَا يدر الْبَوْل. فيلغرغورس: عَلامَة السدد فِي الكبد أَن يحس العليل كَأَن فِي مراقه الْأَيْمن ثقلاً مُعَلّقا ويوجع إِذا أكل أَطْعِمَة غَلِيظَة لزجة وَإِذا استحم. الساهر قَالَ: طبيخ الْأُصُول إِذا سقى فَيجب أَن يسقى مِنْهُ كل ثَلَاثَة أَيَّام مسهلاً. لى لكَي يخرج فضوله من الْجِسْم لِأَنَّهُ يُولد أخلاطاً نِيَّة. قَالَ: وَإِذا سقى فِي أوجاع السَّوْدَاء فَلْيَكُن مسهلاً قَوِيا وَإِذا سقى لسدد الكبد فمسهل خَفِيف وَإِذا سقى لسوء مزاج حَار فِي الكبد فَلَا تحْتَاج إِلَى مسهل. لى أَظُنهُ يُرِيد مَاء الْبُقُول. فليغرغورس: للصلابة فِي الكبد إفصد أَولا ثمَّ ضع على الكبد الأضمدة الملينة حَتَّى إِذا لِأَن الورم فَاسق المدرة للبول المفتحة للسدد وعد إِلَى التليين مرّة وإليها مرّة حَتَّى يبرأ

وَليكن فِيهَا مَا يُقَوي الكبد كالسنبل والراوند وَنَحْوهمَا أعنى المدرة للبول. قسطا: فِي علل الدَّم قَالَ: الحميات إِذا كَانَت لورم حَار فِي الكبد فماء الْبُقُول والسكنجبين (ألف ب) لِأَنَّهُ يبرد وَيفتح السدد. من التَّذْكِرَة: إِذا كَانَ مَعَ ورم الكبد لين مفرط سقى أَقْرَاص رواند وأقراص الأميرباريس وَإِن كَانَ مَعَ الورم فِي الكبد حمى سقى مَاء الشّعير وَإِن كَانَت حمى وسدد فِي الكبد وَبَوْل أَحْمَر سقى مَاء الْبُقُول مَعَ خِيَار شنبر ودهن لوز فَإِن كَانَ يرقان سقِِي مَاء الشّعير وأقراص الكافور بعد إسهاله بِمَاء الْفَوَاكِه ويضمد بالصندلين هَذَا إِذا كَانَ فِي الكبد نخس شَدِيد وَإِن كَانَت سدد بِلَا حمى وَلَا نخس فالورم بَارِد واسق مَاء الْأُصُول ودهن الخروع فَإِن كَانَ بِهِ رهل وورم فلغموني ودواء الْملك مَعَ مَاء الْأُصُول وضمد بضماد مقو حَار وبارد إِلَى صَاحب وجع الكبد فافصده أَولا. من الْكَمَال والتمام قرص لوجع الكبد وَالطحَال والمعدة الحارة: لَك مغسول سِتَّة دَرَاهِم صندل أَحْمَر خَمْسَة دَرَاهِم بزر الكشوث سَبْعَة دَرَاهِم بزر الهندباء خَمْسَة دَرَاهِم ثَمَرَة الطرفاء ثَلَاثَة دَرَاهِم عصارة إفستين دِرْهَمَانِ عصارة غافت دِرْهَم بزر الرجلة خَمْسَة دَرَاهِم يعجن بِمَاء) الهندباء أَو بِمَاء عبن الثَّعْلَب ويسقى بسكنجبين وَمَاء الهندباء وأطراف الْخلاف وعنب الثَّعْلَب مطبوخ يسهل من كَانَ فِي كبده ورم حَار: إهليلج أصفر وشاهترج وقشور أصل الكرفس ورازيانج وبزر الهندباء وكشوث قَبْضَة من كل وَاحِد عِنَب الثَّعْلَب وَورد وحشيش الغافت وراوند يطْبخ وَيجْعَل بياضه الغاريقون. أَقْرَاص نافعة للكبد الحارة ورد أميرباريس طباشير لَك صندلان فوفل رواند صيني عصارة غافت بزر الرازيانج والهندباء والكرفس يجمع بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ويقرص فَإِن كَانَت الطبيعة مَعَه لينَة جدا فزد فِيهِ شَيْئا من أقاقيا مغسول بِمَاء الْورْد وَإِن كَانَ إسهال فأعجن الْجَمِيع بِرَبّ حب الآس وَإِن كَانَ عَطش شَدِيد فألق فِيهِ نشا وكثيراء وَرب السوس وبزر الخس وبزر القرع. ضماد للكبد الَّتِي فِيهَا ورم صلب: صندلان وَورد وبنفسج عشرَة بابونج شبث إكليل الْملك خَمْسَة خَمْسَة إفستين مصطكي ثَلَاثَة ثَلَاثَة يجمع بشمع ودهن ورد. تياذوق إِذا كَانَ الورم حاراً كَانَ مَعَه عَطش شَدِيد وقيء الصَّفْرَاء ثمَّ الخضراء ثمَّ سُقُوط الشَّهْوَة وَحُمرَة فِي اللِّسَان ثمَّ سَواد وتجف الطبيعة حدا وَيكون حمى محرقة. سرابيون إِذا غلب على الكبد سوء المزاج الْحَار تبع ذَلِك الْحمى والعطش وَبطلَان الشَّهْوَة وَحُمرَة اللِّسَان وبراز منتن وعلاجه الهندباء المر والسكنجبين وَمَاء الشّعير وَاجْتنَاب الأغذية الحارة وضماد الصندلين وليأكلوا من الْفَوَاكِه القابضة قَلِيلا وَلَا يكثروا فَإِن

نكاية القابضة فِي هَذَا الْموضع عَظِيم جدا وَإِذا غلب عَلَيْهِ سوء المزاج الْبَارِد غذوتهم بِخبْز مبلول بشراب وبخنديقون اَوْ بكرنب قد سلق مَرَّات ثمَّ طيب بالتوابل وَمَتى سَقَطت الْقُوَّة فاغذهم باللحمان اللطيفة قَالَ: الورم إِذا كَانَ فِي حدبة الكبد لحقه الْحس وخاصة إِذا كَانَ الورم عَظِيما وَكَانَ الْبَطن قد هزل وَأما الْحَادِث فِي التقعير فعلامته الثّقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن والسعلة (ألف ب) الضعيفة وَاللِّسَان الْأَحْمَر أَولا ثمَّ يصير أسود وَبطلَان الشَّهْوَة وعطش شَدِيد لَا يفتر وقيء مرار أصفر ثمَّ أَخْضَر ووجع كَأَن المراق يجتذب فِيهِ إِلَى فَوق وَرُبمَا أحس بالوجع كَأَنَّهُ ينجذب إِلَى ضلوع الْخلف وَلَيْسَ يكون الوجع متمدداً إِلَى أضلاع الْخلف فِي كل إِنْسَان لِأَن الكبد لَيست فِي كل إِنْسَان بملاصقة لَهَا وَمثل هَذِه الدَّلَائِل تظهر إِذا كَانَ الورم فِي الحدبة إِلَّا أَنَّهَا أغلب وَأظْهر لِأَن الوجع عِنْد التنفس يكون أعظم والسعال أَشد وَلِأَن الوجع يَمْتَد إِلَى الْكَتف فَأَما ورم التقعير) فَإِنَّهُ يغلب ورم الحدبة بِبُطْلَان الشَّهْوَة والقيء المرى والغثى وَكَثْرَة الْعَطش فَإِنَّهُ فِيهِ أغلب وَيكون مَعهَا جَمِيعًا حمى وَإِذا كَانَ الورم فِي لحم الكبد كَانَ الوجع قَلِيلا وَإِن كَانَ فِي غشائه كَانَ الوجع ناخساً أبدا بفصد الباسليق إِن أمكن واسق السكنجبين وَمَاء الشّعير وَاحْذَرْ القابضة فَإِنَّهَا تسد الكبد فتضيق المجاري وَلَا يخرج عَنْهَا المرار فيزيد فِي الورم وَاسْتعْمل مَا يدر الْبَوْل باعتدال وَمَتى كَانَ الورم ملتهباً فماء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء والسكنجبين فَإِذا ظهر الهضم اسْتعْملت مَا يدر الْبَوْل وَإِذا كَانَ الورم فِي تقعير الكبد فلين الطبيعة بعد الهضم بِالصبرِ والغاريقون واحرص أَلا يبْقى فِي الكبد ورم صلب بالأضمدة اللينة القوية فَأَما إِذا أزمن فَلَا يبرأ الْبَتَّةَ ويلحقه إِمَّا الاسْتِسْقَاء وَإِمَّا لين الْبَطن أبدا حَتَّى يَمُوت وَهَؤُلَاء إِن برؤا فَإِنَّمَا يبرؤن بالأشياء الَّتِي تفتح المجاري من الكبد لينجذب الْغذَاء ولين الْبَطن إِنَّمَا يلْحق هَؤُلَاءِ من انسداد طَرِيق الكيلوس فَعَلَيْك فِي الأورام الصلبة بالمعجونات مثل ذبيد الكركم ودواء الْملك ودواء الْقسْط والأضمدة المحللة والغاريقون والغافت والإفستين ودهن اللوز المر من خَارج والمقل والشحوم مَعَ المقوية العطرية وَإِن حدث فِي الكبد جمع مُدَّة وَلم يكن بُد من الْجمع فضمده بدقيق الشّعير والتين وخرء الْحمام والبورق وأطعمهم عسلاً مغلياً وتيناً يَابسا وزوفا وفوذنجا وحسهم مَاء الشّعير مَعَ عسل واسقهم المدرة للبول لتميل الْمدَّة نَحْو الكلى. وَهَذَا دَوَاء مجرب: طرخشقون يَابِس بزر مرو دِرْهَم وَنصف حلبة مدقوقة دِرْهَم يسقى بِثَلَاث أَوَاقٍ من لبن الأتن قد حلب من سَاعَته مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم من السكر وَإِن كَانَت الطبيعة معتقلة حلهَا بِالصبرِ فَإِذا انفجر ومالت الْمَادَّة نَحْو المثانة فَلَا تعط القوية فِي إدرار الْبَوْل فَتحدث نكاية فِي الْموضع لَكِن بزر الْبِطِّيخ والقثاء وَرب السوسن والكثيراء والفانيذ والنشا وَاللَّبن وَالْبيض النيمبرشت والملوخيا والخندروس وَمَاء الشّعير وَنَحْوهَا مِمَّا يعدل مَعَ

تسهيله فَإِن مَال إِلَى الأمعاء فَاسْتعْمل تليين الْبَطن بِهَذِهِ الْأَشْيَاء وَإِن انصب إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع الخالية أعنى بَين الصفاق والأمعاء فَيَنْبَغِي أَن تشرح الْجلد والعضل عِنْد الأربية الْيُمْنَى حَتَّى يظْهر البارنطاؤن ثمَّ اثقبه صَغِيرا وَتخرج الْمدَّة ثمَّ أقبل عَلَيْهِ بالمراهم وَلَا تغفل عَن تضميد الكبد بِمَاء يصلح لَهَا فِي السدد. قَالَ: وَتَكون هَذِه فِي أصُول الْعرق (ألف ب) الْعَظِيم ومنتهى مجاري الْبَاب. قَالَ: وَيحدث مَعَه ثقل ووجع بِلَا حمى فَإِن أزمن حدث حمى وَيكون ذَلِك بعقب الأغذية الغليظة فكب عَلَيْهِ بالأضمدة المفتحة والأغذية والأدوية بسكنجبين العنصل والغافت وقشور الْكبر والإذخر والكرفس والراوند وَالْملك) والفوة والغاريقون ومعجون الْملك والكركم والسرخس أفضل دَوَاء من تُرِيدُ تفتيح السدد من الكبد من غير إسخان وَلَا تبريد. وَهَذَا دَوَاء جيد: ناردين رومى ثَلَاثَة إفسنتين جزؤ يسقى بسكنجبين وَلبن اللقَاح وينتفعون بِحل الْبَطن بالايارج والافسنتين والبسبايج والغاريقون مَعَ الْأُصُول والمصطكي والسدد المزمنة تحْتَاج إِلَى الفصد من خَارج بضماد يتَّخذ من الترمس والجعدة والفوة والبزور المدرة للبول مَعَ السنبل والمصطكي والافسنتين. سرابيون فِي بَاب الْمعدة أَقْرَاص جَيِّدَة للحرارة فِي الْمعدة والكبد والعطش والحمى: طباشير صندل حب القرع حب القثاء بزر رجلة خَمْسَة ورد يَابِس عشرَة كافور دانق أَمِير باريس سِتَّة دَرَاهِم حب الحماض المقشر خَمْسَة يعجن بلعاب الفرفير ويسقى وَمَتى كَانَ اخْتِلَاف فزد فِيهِ طيناً أرمينياً. الْفُصُول السَّابِعَة قَالَ: من كَانَ فِي كبده مُدَّة فكوى فَخرجت مِنْهُ مُدَّة بَيْضَاء نقية فَإِنَّهُ يسلم لِأَن تِلْكَ الْمدَّة فِي غشاء وَمن خرجت مِنْهُ سَوْدَاء يشبه ثفل الزَّيْت فَإِنَّهُ يهْلك. ج: لِأَن من كَانَت الْمدَّة فِيهِ فِي غشاء وجوهر كبده سليم فَإِنَّهُ يسلم فَأَما من كَانَت مدَّته تشبه الدردى فَإِن لحم كبده قد عفن. لى قد أنكر جالينوس أَن يثقب بالمكوى من بِهِ خراج فِي كبده وَهَذَا خطر من كَانَ بِهِ وجع شَدِيد فِي كبده بِلَا حمى فَإِن الْحمى تحل ذَلِك الوجع لِأَن الوجع الشَّديد فِي الكبد يكون إِمَّا من ورم حَار وَإِمَّا ريح غَلِيظَة تمدد فَإِذا لم تكن حمى لم يكن هُنَاكَ ورم حَار فيبين أَن يكون ريحًا والحمى تحلل وَقد يكون وجع من السدد إِلَّا أَنه لَا يكون شَدِيدا بل ضَعِيفا وَهُوَ بالثفل أشبه وَأما الوجع الشَّديد فَلَا يكون إِلَّا من ورم حَار عَظِيم جدا فِي الكمية وَأما الْحَار جدا مائل إِلَى التقيح لحرارته وَإِمَّا لريح نافحة. لى الوجع الشَّديد مَعَ الثّقل الشَّديد وورم حَار وَبلا ثقل ريح نافخة والثقل بِلَا وجع أَو وجع يسير يدل على البلغم وَإِذا لم تخرج الصَّفْرَاء عَن الكبد لم يلبث أَن تورمه.

جَوَامِع أغلوقن: الورم الصلب فِي الكبد اسْقِهِ الْمُقطعَة والمدرة للبول كالغافت والإفسنتين والكرفس وضمد من خَارج بالإفسنتين وَحب الْغَار وسنبل الطّيب والزعفران والمصطكي والأشق والشحم والمخ ودهن السفرجل. الْيَهُودِيّ: صَاحب الورم فِي الكبد يجد من الوجع أَكثر من الثّقل وَصَاحب السدد يجد من الثّقل أَضْعَاف مَا يجده صَاحب الورم وَيخرج فِي البرَاز من صَاحب السدد أخلاط تدل على) تولد السدد. الْأَعْضَاء الألمة: وجود ثقل مُعَلّق فِي الْجَانِب الْأَيْمن إِذا تنفس (ألف ب) تنفساً عَظِيما عَام للورم الصلب والحار والسدة فِي الكبد ثمَّ يفرق بَينهمَا فَإِنَّهُ يكون مَعَ الْحمى ورم حَار. لى يصلح ذَلِك كُله. حورش: رُبمَا كَانَت الكبد فِي الْخلقَة صَغِيرَة تشبه الْكُلية وَهَؤُلَاء يداوون بالأغذية القليلة فِي مَرَّات كَثِيرَة واللطيفة السريعة النّفُوذ. لى فِي ضروب البرَاز الْكَائِن بِسَبَب الكبد يكون عَن الكبد اخْتِلَاف شَبيه بِمَاء اللَّحْم الطري وَهُوَ لضعف الكبد الْبَارِدَة وَاخْتِلَاف الدردى الْأسود وَيكون مرّة بعقب هَذَا الِاخْتِلَاف وَلَا يكون يَابسا فَلَا يدل على حرارة وخاصة إِذا لم يكن مَعَه عَطش وَلَا أَمَارَات الْحَرَارَة فِي الكبد وَيكون مرّة يَابسا أَو مَعَ أَمَارَات الْحَرَارَة فَيدل على حرارة ملتهبة فِي الكبد وَاخْتِلَاف أَبيض كيلوسي وَيدل على أَن الْغذَاء لَا ينفذ لضعف جذب الكبد وَاخْتِلَاف آخر صديدي يكون لورم فِي الماسريقا وَيفرق بَينه وَبَين الِاخْتِلَاف الْكَائِن لضعف الكبد بِأَن هَذَا الصديد يكون مَعَ اخْتِلَاف كيلوسي وَلَا يكون مَعَه أَمَارَات ضعف الكبد ظَاهِرَة واختلافات ألوان عَجِيبَة كَثِيرَة مَعَ صِحَة من الْبدن وَقُوَّة عَلَيْهِ وَذَلِكَ يكون عِنْد مَا ينقى الْجِسْم من أخلاط رَدِيئَة وَمَتى يبس الثفل فَالْكَبِد حارة يابسة وَمَتى رطب فَالْكَبِد بَارِدَة رطبَة وَإِذا كَانَ مَعَ الرُّطُوبَة انصباغ ومرارية فَالْكَبِد حارة رطبَة وَإِذا كَانَ مَعَ اليبس بَيَاض وَقلة لون من التَّدْبِير الملطف: قَالَ: التَّدْبِير الملطف يحل جسأ الكبد. قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي فِي علل الكبد وَالطحَال أَن يخلط بِمَاء الكشك عسل. لى أقل السكر هَاهُنَا. لى تفقد فِي علل الكبد حَال الْبَوْل فَمَتَى رَأَيْته قد احْتبسَ أصلا فَاعْلَم أَن الورم فِي الكبد عَظِيم جدا وَأَنه لَا ينفذ إِلَى الحدبة شَيْء على مَا رَأَيْته من مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة. لى الْأَمْرَاض الَّتِي فِي الكبد تؤذيها الْأَشْيَاء الحلوة إِذا كَانَت أمراضها من سدد لِأَنَّهَا تَأْخُذ مِنْهَا أَكثر مِمَّا يجب لَهَا فتكثر السدد لذَلِك وَاحْذَرْ إطعامه القابضة لِأَنَّهَا تسد وتضيق المجاري الَّتِي ينفذ فِيهَا الْغذَاء. الرّيح تَحت الكبد: يضمد بالمصطكي والسنبل والإذخر وَحب البان فَإِنَّهُ جيد. لى

عَلامَة الرّيح تَحت الكبد أَن يكون وجع وتمدد وَإِذا غمزته قرقر كالحال فِي الطحال. جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء السدد تكون من الأغذية والأشربة الغليظة اللزجة والسدد الكائنة من الْأَشْرِبَة أمرهَا أسهل وَأما الكائنة من الْأَطْعِمَة اللزجة فأعسر وأبطاً انحلالاً. لى كثيرا مَا رأى الْأَطِبَّاء يُعْطون لحرارة الكبد سمكًا طرياً وَرُبمَا فعلوا ذَلِك إِذا كَانَ فِيهَا ورم. من جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء: السّمك كُله عسر الهضم مولد للسدد فِي الأحشاء. من تشريح الْأَمْوَات: الضّيق مجاري الكبد مَتى حدث فِيهَا ورم انسدت بسهولة من الْغذَاء الْغَيْر مُوَافق وَإِذا لم تكن فِي غَايَة اللطافة (ألف ب) وسهولة النّفُوذ وَأكْثر مَا يكون ذَلِك من الأغذية الحارة مِنْهَا وأردى الْأَمر فِي الورم الْحَار الأغذية الحارة لِأَنَّهَا ملتهبة وَأما الْبَارِدَة فتبطىء النّفُوذ فَلذَلِك يجب أَن نَخْتَار من الأغذية الْقَرِيبَة من الِاعْتِدَال وَالَّتِي لَيْسَ لَهَا مَعَ ذَلِك لزوجة فَإِن كشك الْحِنْطَة معتدل لَا تلتهب لَكِن لسَبَب لزوجته يرتبك فِي هَذَا المجاري فكشك الشّعير إِذا مُوَافق فِي جَمِيع الْحَالَات. من كتاب الْمرة السَّوْدَاء: قَالَ ارجنجاس: يحْتَاج إِلَى إِخْرَاج الصَّفْرَاء من الْجِسْم لِأَنَّهَا تورم الكبد. لى قد رَأَيْت فِي غير مَوضِع أَنَّهَا تفعل ذَلِك وَيجب مَتى حدث فِي المَاء صبغ لم يعهده ودام مسَائِل الْفُصُول: البرَاز الْأسود الجائى من الْمَرَض خَاص جدا بورم فِي الكبد حَار عَظِيم. مُفْرَدَات ج: الغاريقون يحل سدد الكبد المر يفتح سدد الكبد الْحَادِثَة عَن الأخلاط الغليظة المرتبكة فِي أَطْرَاف الْعُرُوق تفتيحاً بليغاً أصل لِسَان الْحمل وورقه أَكثر مِنْهَا فِي ذَلِك بمرقة تسْتَعْمل فِي تفتيح السدد وَاسْتعْمل هَذَا حَيْثُ حرارة فَإِنَّهُ يبرد مَعَ ذَلِك بزر القطف يحل سدد الكبد وَلَيْسَت لَهُ حرارة مَعْلُومَة أصل الجنطيانا بليغ الْقُوَّة جدا فِي تفتيح السدد وَجَائِز فِي ذَلِك حدوداً أَكثر الْأَدْوِيَة ثجير حب البان إِن ضمد بِهِ غلظ الكبد أذابه لحى أصُول شجر الْغَار إِن شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم بشراب ريحاني منع علل الكبد. الفوة منقية للكبد وَيفتح سددها الغافت يفتح سدد الكبد وَلَا حرارة مَعَه وَله مَعَ ذَلِك قبض يُقَوي بِهِ جرم الكبد الترمس يفتح سدد الكبد الفوذنج الْبري جيد للسدد فِي الكبد لِأَنَّهُ من مفتح قصب الذريرة جيد جدا إِذا وَقع فِي أضمدة الكبد فَإِنَّهُ طيب قَابض وَفِيه حِدة يسيرَة وَهُوَ يجفف أَكثر مِمَّا يسخن الكمون الْبري يشفي سدد الكبد وَضَعفه الكبابة تفتح سدد الأحشاء وَهُوَ أقوى فِي ذَلِك من الْقُوَّة. د:)

الكبابة نافعة من ضعف الكبد عصارة القنطوريون الدَّقِيق من أفاضل الْأَدْوِيَة للسدد فِي الكبد المصطكي جيد للورم فِي الكبد جدا. سنبل حقيق بِأَن ينفع الكبد شرب أَو تضمد بِهِ الزوفا يفتح سدد الكبد الفستق يقتح سدد الكبد وينقي الكبد خَاصَّة الجعدة تفتح سدد جَمِيع الأحشاء الفراسيون تفتح سدد الأحشاء النانخة تفتح سدد الأحشاء الْإِذْخر نَافِع للورم فِي الكبد إِذا ضمد بِهِ مفتح للسدد مَتى شرب كمافيطوس من أَنْفَع الْأَدْوِيَة لمن يجد فِي كبده سدة بسهولة. د: الوج طبيخه نَافِع من وجع الكبد فقاح الْإِذْخر جيد لوجع الكبد حب الْغَاز إِذا شرب نفع من كبده غَلِيظَة غاريقون إِذا شرب مِنْهُ درخمى نفع الكبد والجنطيانا كَذَلِك أَيْضا وَله حماض الأترج لَهُ خَاصَّة فِي تطفئة الْحَرَارَة الَّتِي فِي الكبد. أَبُو جريج: الإفنستين جيد لتهبج (ألف ب) الْوَجْه والأطراف وَابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء وَفَسَاد المزاج والغافت فِي هَذِه الْأَفْعَال أنفذ وأسرع وأبلغ والشكاعا يقرب فعله من هَذَا. د: الأشق مَتى لطخ بالخل على الكبد الجاسية حَال حسأها. أَبُو جريج: الكندر يسخن الكبد الْبَارِدَة وَيُقَوِّي ضعفها. لى هَذَا جيد حَيْثُ اخْتِلَاف مثل أَبُو جريج: الكرفس فتاح للسدد الَّتِي فِي الكبد ويسخنها إِذا بردت بِخَاصَّة فِيهِ عجينة وينفع من فَسَاد المزاج. الخوز: مَاء الْجُبْن جيد للحرارة فِي الكبد مَعَ يبس الطبيعة واليرقان. ابْن ماسويه: النانخة جَيِّدَة للكبد الْبَارِدَة جدا. لى اجْعَل هَذَا مَعَ الكندر. للِاخْتِلَاف الَّذِي مثل مَاء اللَّحْم. لى اللك يُقَوي جَوْهَر الكبد فَلذَلِك يعْطى مَعَ الزَّبِيب فِي الجدري. ابْن ماسويه: مَاء ورق الفجل مَتى شرب بالسكنجبين فتح سدد الكبد وأبرى اليرقان الْعَارِض مِنْهُ وبزره يفعل ذَلِك. من كتاب الكيموسين لج: الأغذية اللزجة إِن أَكثر مِنْهَا أورثت سدداً فِي الكبد فِي الْجَانِب المقعر فَإِن طَال بهَا الْمقَام وَلم تفتح وَلم تنق فَأَما ن ترم الكبد وَإِمَّا أَن تعفن تِلْكَ الأخلاط وَيفْسد مزاج الكبد. مسَائِل الْفُصُول: إِذا كَانَ المراق سميناً كثر تولد الكبد للدم وبالضد لِأَن سمن المراق يعين على سخونة الكبد لِكَثْرَة الثرب الَّذِي يكون عَلَيْهِ وَاللَّحم وحقن الْحَرَارَة فِيهِ.

ج: إِذا كَانَ فِي بعض الأحشاء ورم صفراوي أعنى الْحمرَة فاسقه المبردات وأغذه بهَا وضمد الْعُضْو بالمبردة وَهِي مبردة على الثَّلج وَلَا يزَال هَذَا دأبك حَتَّى يجد العليل بردا شَدِيدا غائصاً فِي ذَلِك الْعُضْو ويسكن الْعَطش والتلهب عَنهُ. لى رَأَيْت بَيَاض الشّفة وَذَهَاب صبغها لَازِما لفساد مزاج الكبد الحارة حَتَّى أَنه إِن رصدت ذَلِك يَوْمًا فيوماً فآي يَوْم كَانَت حَالَة العليل أصلح كَانَت الشّفة أتم صبغاً. الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة: إِذا كَانَ بالعليل وجع الكبد وَخفت عَلَيْهِ الاسْتِسْقَاء فامنعه الْحمام. لى تفقدت محمومين كثيرين مِمَّن فِي أكبادهم أورام وبهم فوَاق فوجدتهم كلهم يلْزمهُم مَعَ ذَلِك غثى شَدِيد لَا يفتر إِلَّا إِذا فتر الفواق قَلِيلا فَكَانَ ذَلِك دَلِيلا على صِحَة الْعلَّة الَّتِي ذهب إِلَيْهَا جالينوس فِي أَن ذَلِك الفواق إِنَّمَا يكون لمرار حَار ينصب من الكبد إِلَى الاثنتي عشرَة ويرتفع إِلَى الْمعدة فيطفو فِي فمها ومبطل لقَوْل من زعم أَن ذَلِك لانضغاط الرّيح يضغط الكبد للمعدة وَفسّر جالينوس هَذَا فِي الْفُصُول فأحد هَذَا من تفقدته قَرِيبا جدياً الَّذِي فِي درب سوَاده إِذا رَأَيْت الِاخْتِلَاف الَّذِي مثل مَاء اللَّحْم فضمد الكبد بالسنبل والمصطكي والسك والقسط والإفستين والأفاوية مَا يقبض ويسخن فاسقه مِنْهَا أَيْضا واجتنب الأغذية الغليظة. لى قد تكون تَحت الكبد ريح غَلِيظَة كَمَا تكون تَحت الطحال وعلامته أَن يقرقر إِذا غمزت الكبد) وَيكون فِي جانبيه دَائِما تمدد ووجع لَا يتبعهُ سَواد وَلَا رداءة فِي السحنة (ألف ب) وَلَا فِي اللَّوْن وعلاجه اسقاء البزور الملطفة وتضمدها وَيشْرب نبيذاً عتيقاً ويقل من المَاء وَيصْلح لذَلِك ضماد بأقراطوس وَهَذَا هُوَ مصلح صفته: بزر كرفس ومرزنجوش يَابِس قردمانا سعد نانخة سنبل حب الْغَار قيروطي دهن ناردين أَو دهن مصطكي يلقى عَلَيْهَا من البزور مثلهَا ويضمد بِهِ. الأولى من الصَّوْت قَالَ: إِنَّمَا تفعل السدة الْأَجْسَام الأرضية وَالْمَاء الكدر لَا الْأَشْيَاء الرقيقة اللطيفة والرقيقة اللطيفة لَا تسدد وَإِن كَانَت حارة إِذا كَانَ قدر علظها أَكثر من حَرَارَتهَا. فيلغرغورس فِي السرطان قَالَ: اسْتعْمل فِي ورم الكبد الصلب النطول والضماد عَلَيْهِ وَلَا تدع إِن لم تكن حمى بالتقوية بالمقل والأشق والميعة والشحوم والنطل بطبيخ الإفستين والدهن وَلَا تدع أَن تجْعَل مَعهَا شَيْئا مقوياً وَإِن كَانَت حمى فبالضماد الْمُتَّخذ من التَّمْر والحناء والمصطكي والملينات الَّتِي لَا تسخن جدا ثمَّ اسْقِ مدرات الْبَوْل حِينَئِذٍ تنقاد سَرِيعا وَرُبمَا احتجت إِلَى أَن يسقى ملينات الْبَطن فَلْيَكُن ذَلِك بِقدر الْحَرَارَة فَمن دَوَاء الكركم الْكَبِير إِلَى مَاء الْبُقُول. قَالَ: وَهَذَا دَوَاء خَاص جيد للورم الصلب فِي الكبد وَفَسَاد المزاج: زعفران دِرْهَمَانِ سنبل أَرْبَعَة دَرَاهِم سليخة دِرْهَمَانِ قسط مثله فقاح إذخر دِرْهَم

زنجبيل دِرْهَم عسل عشرُون الشربة 3 (فِي علاج الورم الصلب فِي الأحشاء) د: الأسارون نَافِع من وجع الكبد على الصّفة الَّتِي وصفت للجبن وَله فقاح الْإِذْخر نَافِع من الأورام الكائنة فِي الكبد وحماض الأترج ذكر ابْن ماسويه أَنه مطفئ للحرارة الَّتِي فِي الكبد وَكَذَلِكَ طبيخ حماض الأترج. أطهورسفس: لبن النِّسَاء نَافِع للكبد إِذا شرب لِكَثْرَة إدرار الْبَوْل وعصير أناغاليس نَافِع من وجع الكبد إفستين يعجن بقيروطي بدهن ورد فائق وَافق أوجاع الكبد المزمنة مَتى ضمدت بِهِ وَشَرَابه نَافِع من وجع الكبد الأشق مَتى أذيب بخل وَحمل على الكبد حلل جساه خَاصَّة البلسان تَقْوِيَة الكبد. قَالَ جالينوس: ثجير حب البان يلطف صلابة الكبد إِذا تضمد بِهِ. قَالَ جالينوس: عصارة حب البان يلطف صلابة الكبد وينقي الكبد جدا إِذا سقى مِنْهَا بخل وَمَتى اسْتعْملت حب البان أَو ثجيره ضماداً فَيحل وَحده فَإِن ذَلِك أَجود وَيجب أَن يخلط بدقيق بعض الْأَشْيَاء المجففة كدقيق الشّعير أَو الترمس أَو دَقِيق الشونيز أَو بزر الفنجنكشت قَالَ فِيهِ جالينوس وأريباسيوس إِنَّه نَافِع للسدد فِي الكبد عصارة الجنطيانا مَتى شرب دِرْهَمَانِ نفع من وجع الكبد وَقَالَ بديغورس: خَاصَّة الجنطيانا تَحْلِيل الورم من الكبد. ابْن ماسويه: الدارصيني مسخن للكبد وَقَالَ: الهندباء مفتح للسدد فِي الكبد جلاء لما فِيهَا مَعَ تَقْوِيَة لَهُ لقبضه وَكَذَلِكَ الطرخشقون وَقَالَ أَيْضا: الهليون يحل السدد فِي الكبد طبيخ الوج نَافِع من أوجاع (ألف ب) الكبد. د: الوج المربى يُقَوي الكبد والوج وَحده يقويها الزَّعْفَرَان يُقَوي الكبد نَافِع من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد من الرُّطُوبَة والبرودة. ابْن ماسويه وبديغورس: الزراوند الطَّوِيل خاصته إذابة مَاء الكبد الحماما نَافِع من ورم الكبد ج: طبيخ الحماما مَتى شرب مُوَافق للكبد العليلة والحماما خاصته تَقْوِيَة الكبد والوج نَافِع أَيْضا والكندر نَافِع فِي أورام الكبد الكمافيطوس يشفي علل الكبد. ج ود: هُوَ أَنْفَع الْأَدْوِيَة لمن تسرع السدد إِلَى كبده وَقَالَ ج: الكمون أَنْفَع الْأَدْوِيَة للضعف والسدد فِي الكبد الكشوثا مفتح للسدد فِي الكبد مقو لَهَا وَفِي الطحال. ابْن ماسويه: بزر الكرفس تفتح سدد الكبد. ابْن ماسويه: الكراث النبطي ينفع إِذا أطل من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد من الدَّم الغليظ والرطوبة.

ابْن ماسويه: اللوز المر إِذا دق وَأكل مِنْهُ جوزة مَعَ عسل وَلبن نفع من وجع الكبد. د: اللوز المر يفتح السدد الْعَارِضَة فِي الكبد تفتيحاً بليغاً. جالينوس: نَافِع من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد من الدَّم الغليظ. ابْن ماسويه: الدَّوَاء الْمُسَمّى لف الْكَرم ينفع من ضعف الكبد وَيفتح السدد.) بديغورس: أصُول لِسَان الْحمل وورقه يسْتَعْمل فِي مداومات السدد الْحَادِثَة فِي الكبد وَأكْثر من ذَلِك ثَمَرَته وَهُوَ أقوى فِي ذَلِك فعلا من أَصله وورقه. جالينوس: أصل اللوف الْجَعْد يفتح سدد الكبد وَقَالَ: الطراثيث يدْخل فِي الأضمدة المقوية للكبد وَقَالَ: المصطكي لما كَانَت مركبة مِمَّا يقبض ويلين نَافِع للأورام فِي الكبد جدا الْمغرَة تسقى لوجع الكبد. د: شراب المازريون نَافِع لوجع الكبد وَقَالَ: مَاء الْمَطَر نَافِع إِذا شرب بدل المَاء جيد لوجع الكبد قَالَ: وَاتبعهُ عَلَيْهِ. روفس: الناردين إِذا شرب بِمَاء نفع من وجع الكبد وشفى أورامها وَقَالَ: قشر الْكبر نَافِع لوجع الكبد مَتى ضمد بِهِ. د: نَافِع من الورم الصلب فِي الكبد مَتى ضمد بِهِ وَقَالَ: النانخة تسخن الكبد. ابْن ماسويه: السليخة نَافِع للورم فِي الكبد شراب السفرجل نَافِع لوجع الكبد وَقَالَ: السفرجل المز مقو للكبد. ابْن ماسويه: السلق مَتى أكل مَعَ خَرْدَل أَو مَعَ خل فتح السدد. ابْن ماسويه: السلق مَتى أكل مَعَ فلفل وخردل أَو مَعَ خل فتح السدد. ابْن ماسويه: السلق مَتى أكل مَعَ فلفل وخردل وكمون نفع من السدد فِي الكبد خَاصَّة وَقَالَ: إِذا سلق وطبخ نفع من الأورام الحارة فِي الكبد وَهُوَ مفتح لسدد الكبد من الْحَرَارَة الفستق لما كَانَت فِيهِ مرارية وعطرية فتح السدد ونقى الكبد ودهن الفستق نَافِع من وجع الكبد الْحَادِث من الرُّطُوبَة والغلظ. ج فِي كتاب الْغذَاء: الفستق يُقَوي الكبد وَيفتح منافذ الْغذَاء إِلَيْهَا. ابْن ماسويه: الإيرسا يسكن وجع الكبد وَقَالَ: عصارة السوسن نافعة إِذا شربت بشراب من) وجع الكبد مَاء ورق الفجل نَافِع من وجع الكبد وخاصة مَتى شرب بالسكنجبين. د أصل العرطنيثا قوي جدا فِي تَحْلِيل سدد الكبد وَقَالَ فوة الصَّبْغ تحلل سدد الكبد أصل الفاوينا إِذا شرب مِنْهُ بِقدر الجوزة بعد جودة سحقه بِمَاء الْعَسَل نقى الكبد وَفتح

السدد قشور الصنوبر إِذا شرب كَمَا ذكر فِي بَاب اليبوسة من وجع الكبد قصب الذريرة يدْخل فِي أضمدة الكبد. 4 (ج:) عصارة القنطوريون الصَّغِير طبيخه من أفاضل الْأَدْوِيَة لسدد الكبد مَاء الرُّمَّان نَافِع من الالتهاب الْعَارِض فِي الكبد من شرب النَّبِيذ وخاصة المر والحامض. ابْن ماسويه: الزراوند إِذا شرب نفع من وجع الكبد والزراوند خاصته النَّفْع من ضعف الكبد. بديغورس: الزازيانج مفتح للسدد فِي الكبد. ابْن ماسويه: الشاهترج يحل سدد الكبد وَقَالَ: قشر التوت إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَم وَنصف بِمَاء الْعَسَل وَافق من بكبده عِلّة: التِّين مَتى أكل بِبَعْض الْأَشْيَاء الملطفة كالحاشا والفلفل والزنجبيل نفع من فِي كبده سدد نفعا عَظِيما الترمس يفتح سدد الكبد إِذا شرب مَعَ مِقْدَار مايستلذ من الفلفل والسذاب. د: قشر أصل الْغَار إِن شرب مِنْهُ مِقْدَار تسع قراريط نفع من كبده عليلة وَقَالَ جالينوس: لما كَانَ قشر أصل الْغَار فِيهِ قبض مَا وَهُوَ أقل حِدة وحرارة من حبه وَمَعَهُ مرَارَة تَنْفَع إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم بشراب ريحاني من أوجاع الكبد قَالَ: اجْعَل الْخمر أَربع أَوَاقٍ وَنصفا الغاريقون إِن شرب مِنْهُ درخمى نفع من أوجاع الكبد وَيفتح سدد الكبد لِأَنَّهُ ملطف مقطع وَقَالَ: الغافت يفتح سدد الكبد ويقويها أَيْضا بديغورس: خاصته النَّفْع من السدد الكائنة فِي الكبد الخشخاش الَّذِي إِذا) طبخ أَصله بِالْمَاءِ إِلَى أَن يذهب نصفه وَشرب أَبْرَأ وجع الكبد وينفع الَّذين بَوْلهمْ غليظ وَالَّذِي فِيهِ شَبيه نسج العنكبوت. د: الْمُتَوَلد من رعى الإفسنتين جيد لسدد الكبد وَالزَّبِيب مقو للكبد. ابْن ماسويه: رب الحصرم مقو للكبد وَالْعود الْهِنْدِيّ نَافِع لمن بِهِ عِلّة فِي كبده. بولس: ثَمَرَة الكاكنج تدر الْبَوْل وَتدْخل فِي أدوية الكبد. ابْن ماسوية الْأَدْوِيَة المنقية لعمق الكبد هَذِه وَهُوَ جَانِبه المقعر: البسبايج إِذا شرب مِنْهُ مثقالان بعد سحقه بأوقيتين من شراب السكنجبين السكرِي وَكَذَلِكَ يعْمل مَاء اللبلاب إِن شرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ وَإِن أكل سليقاً أَيْضا بدهن اللوز الحلو المازريون مَتى شرب مِنْهُ دانقان بجلاب وماؤه إِن شرب مِنْهُ بعد تقشيره وسحقه مِثْقَال بسكنجبين أَو جلاب وزن أوقيتين الإفسنتين إِذا شرب مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم بجلاب أَو سكنجبين وزن أوقيتين وماؤه إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ فعل ذَلِك وَكَذَلِكَ يفعل مَاء الكرنب الرطب الْمَطْبُوخ إِذا تحسن مَعَ شَيْء يسير من بورق وَعسل وأصل الشَّجَرَة الَّتِي تسمى بخور مَرْيَم يفعل ذَلِك إِذا شرب وَحده أَو مَعَ عسل وَمَاء الْجُبْن يفعل ذَلِك. وَالَّتِي تنقي الحدبة: فطبيخ الحماما وفقاح الْإِذْخر والغاريقون إِذا شرب من كل (ألف ب) وَاحِد

مِمَّا وَصفنَا مِثْقَال بسكنجبين فتح سدة حدبة الكبد وَيفْعل ذَلِك الجنطيانا الرُّومِي إِذا شرب مِنْهُ مِثْقَال بعد حلّه بِمَاء الرازيانج والكرفس قشور الْغَار مَتى شرب بسكنجبين بعد الراوند الصيني مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال بسكنجبين فتح سد حدبة الكبد وَيفْعل ذَلِك بزر الفنجنكشت والدوقو والكرفس والقردمانا والقنطوريون الدَّقِيق وعود الفاوينا وحبه والأنيسون وخاصة إِن قلى ورق الْغَار وحبه إِذا كَانَ مقلواً أَيْضا والمر والقسط وقشور أصل الصنوبر ودهن البلسان ودهن الْجَوْز والقنة والفوة والأسارون وَهَذِه كلهَا تفتح السدد من حدبة الكبد إِذا أَخذ مِنْهَا مِثْقَال بسكنجبين. قَالَ: وَإِذا عرض فِي الكبد وجع من حرارة وخاصة فِي حدبتها فَإِنَّهُ ينفع أَن يعصر مَاء البرسيان دَارا ثَلَاث أَوَاقٍ وَيشْرب وَمَاء الشّعير أَربع أَوَاقٍ وقشور الآس إِذا شرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ بعد دقها ونخلها بالسكنجين ثَلَاث أَوَاقٍ. الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من وجع الكبد الْعَارِض من الْبرد ينفع مِنْهُ أَن يسقى من الحماما مثقالان مَعَ) مَاء الفجل المعصور ثَلَاث أَوَاقٍ بِمَاء الكرفس واسق أَيْضا من أصل الاذخر مثقالين بِمَا الكرفس ثَلَاث أَوَاقٍ غاريقون راوند صيني من كل وَاحِد مِثْقَال. ضماد نَافِع من تلهب الكبد وحرها: صندل أَحْمَر ثلث رَطْل ورد مطحون خمس أَوَاقٍ كافور مثقالان زعفران أُوقِيَّة قرنفل ثَلَاث أَوَاقٍ نيلوفر أوقيتان موم دهن ورد مَاء حى الْعَالم يسقى بِمَاء وَيشْرب ثمَّ يجمع الْجَمِيع ويضمد بِاللَّبنِ أجمع ويسقى بزرقطونا بِمَاء رمان مز ثمَّ ينَام عَلَيْهِ. قرص للكبد الحارة واليرقان لَك مغسول راوند صيني ثَلَاثَة ثَلَاثَة عصارة غافت خَمْسَة إفسنتين رومى سِتَّة بزر هندباء عشر بزر سرمق خَمْسَة بزر رازيانج مثله بزر كرفس أَرْبَعَة كشوف ثَمَانِيَة يدق وينخل الشربة دِرْهَمَانِ بسكنجين سكري. أبقراط: كَثْرَة الإسهال والقيء وَجَمِيع الاستفراغات تسخن الكبد جدا فَاسْتعْمل فِي الَّذِي كبده سخنة جدا النفض بالحقن. إِسْحَق: إِذا حدث فِي الكبد ورم حَار تبعه لَا محَالة حمى فَانْظُر فَإِن كَانَ السن وَالزَّمَان مُمكنا فافصد الباسليق الإبطى من الْأَيْمن وألزمه سكنجبيناً وَمَاء شعير وحرك الطبيعة باللبلاب وَنَحْوه وَيسْتَعْمل أَيْضا الحقن اللينة فَإِن كَانَ فِي الكبد وجع من غير حمى فَإِن ذَلِك من أجل سدد لَازِمَة فَاسْتعْمل مَاء الْأَصْلَيْنِ وَاجعَل فِيهِ شَيْئا من أسارون وسنبل رومى وفقاح الْإِذْخر وبطراساليون وحرك الْبَطن بطبيخ الفيثمون والبسبايج والزوفا وَمِمَّا يفتح السدد وَيُقَوِّي الكبد: حشيش الغافت وعصارته وضمد الكبد الحارة بالباردة كالصندلين والنيلوفر وبنفسج وشعير وَإِن كَانَت سدداً فبالأشياء المحللة كالإيرسا والسنبل الطّيب

والفراسيون واللوز المر والبابونج وإكليل الْملك بعد أَن يخلط مَعهَا (ألف ب) مَتى فِيهِ قبض كالورد وَنَحْوه وَإِن كَانَ فِي الكبد سوء مزاج فأنفع مَا تستعمله أَن يسلق الهندباء الطري بِالْمَاءِ واسقه ذَلِك الطبيخ مصفى مَعَ سنكجبين وكبد الذِّئْب ينفع من وجع الكبد إِذا سحقت وأنعم سحقها وَأخذ مِنْهَا ملعقة بشراب حُلْو نفع من جَمِيع أوجاع الكبد بِخَاصَّة فِيهِ وَيجب أَن يسقى من بِهِ حمى من هَذَا الدَّوَاء بِمَاء الهندباء. اسحق قرص نَافِع من وجع الكبد: أنيسون بزر كرفس أسارون لوز مر مقشر إفسنتين بِالسَّوِيَّةِ ينعم نخله ويعجن بِالْمَاءِ ويقرص كل قرص من مِثْقَال وَيشْرب بسكنجبين. مَجْهُول مرهم عَجِيب لتقوية الكبد وتبريدها: صندل أَحْمَر نصف رَطْل كافور ثَلَاثَة دَرَاهِم) زعفران مثله صندل أَبيض ورد بأقماعه أُوقِيَّة أُوقِيَّة دَقِيق شعير أُوقِيَّة وَنصف ورد البابونج أُوقِيَّة قيروطي بدهن ورد مَا يَكْفِي مصطكي دِرْهَمَانِ وَنصف إكليل الْملك ثَلَاثَة دَرَاهِم يجمع ويضمد ويحذر جَمِيع الْأَشْيَاء الحلوة لِأَنَّهَا تهيج أحشاء جَمِيع الْحَيَوَان والأشياء العفصة لِأَنَّهَا تضر ويحذر الرُّمَّان لِأَنَّهُ حُلْو وحامض يضر بالكبد وَالشرَاب لِأَنَّهُ يُولد ورماً حاراً بالكبد وليسقوا مَاء الشعيرلأنه مَعَ تبريده يجلو وَيفتح سدد الكبد والرازيانج والسكنجبين والأسارون وَنَحْوه لتفتيح السدد فِي الكبد. ضماد للكبد الصلبة الْبَارِدَة سفرجل ودقيق الشّعير وحلبة ودهن ورد وموم ودهن الْحِنَّاء وإفسنتين وزعفران وسنبل وأسارون وإيرسا وقرنفل وأشق وشحم عجل ومخ عجل ومصطكي وعلك الأنباط وصبر كل ضماد للورم الْحَار دَقِيق شعير ورد نيلوفر هندباء كاكنج سفرجل تفاح كافور بنفسج صندلان فلفل زعفران موم دهن ورد وَحب الْفَقْد جيد للكبد الْبَارِدَة الصَّبْر والكرفس والأسارون والجعدة والإيرسا والإفسنتين والسنبل والكندر والقسط المر مُفْردَة ومجموعة وليحذر الكمون والأرز خَاصَّة إِذا كَانَ الوجع حاراً وأطعمهم مَا جف ويبس كالفواخت والحجل والطيهوج والأججنة والأمعاء وَلَا يؤكلون الكبد وَلَا الطحال وَلَا الْجَوْز وَلَا الفستق الْكثير والفستق الْقَلِيل لَا يضر. معجون نَافِع من وجع الكبد كمافيطوس كماذريوس عصارة غافت جنطيان رومى كزبرة الْبِئْر خَمْسَة خَمْسَة راوند فقاح الْإِذْخر وأصوله وقشور الْكبر وبزر رازيانج وبزر كرفس وأنيسون وصعتر بري وإفسنتين وشاهترج أصل الكرفس وأصل الرازيانج سنبل الطّيب أَرْبَعَة أَرْبَعَة زعفران ثَلَاثَة لَك مغسول بالأفاوية ورد من كل وَاحِد سَبْعَة مصطكي سِتَّة وَج ثَلَاثَة خولنجان وَحب بِلِسَان وَعوده أَرْبَعَة عيدَان السليخة وقشورها خَمْسَة ينخل الْجَمِيع ويلت بدهن اللوز المر وبدهن الخروع بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِثْقَال بِمَاء

الكرفس (ألف ب) والرازيانج وعنب الثَّعْلَب مغلي مروقا أُوقِيَّة من كل وَاحِد على الرِّيق وَالطَّعَام أَقْرَاص الكبد الحارة ورد النيلوفر ورد الْخلاف عشرَة ورد أخمر بِغَيْر أقماع اثْنَا عشر كافور دِرْهَمَانِ وَنصف صندل أَحْمَر لَك مغسول بالأفاوية كَمَا يغسل الصَّبْر سَبْعَة سَبْعَة فوفل ثَمَانِيَة زعفران ثَلَاثَة راوند خَمْسَة طين قبرسي ومصطكي ثَلَاثَة ثَلَاثَة كزبرة الْبِئْر ثَلَاثَة يعجن بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء مغلي مروّقا وَالطَّعَام سرمق وتوابله وكزبرة وَشَيْء من مَاء الكاكنج وَشَرَابه سكنجبين وجلاب سكري ويضمد بضماد الصندلين بِاللَّيْلِ. 4 (أَقْرَاص للكبد الحارة الَّتِي يسيل مِنْهَا دم) كهربا بسد راوند أَرْبَعَة أَرْبَعَة فوة الصَّبْغ سنبل الطّيب كافور ثَلَاثَة دَرَاهِم من كل وَاحِد مر دِرْهَم زعفران دِرْهَمَانِ وَنصف صمغ الْقرظ ثَلَاثَة طين مختوم ورد منزوع الأقماع مقلواً قَلِيلا عشرَة عشرَة جلنار سِتَّة دم الْأَخَوَيْنِ جَفتْ البلوط خَمْسَة خَمْسَة ورق كرسنة شب يمَان مقلو دِرْهَمَانِ وَنصف طباشير سَبْعَة سماق منقى سِتَّة ثَمَر الطرفاء خَمْسَة يتَّخذ قرص فِيهِ دِرْهَم وَنصف ويجفف فِي الظل وَيشْرب بِمَاء سماق وَمَاء رمان مز وَيُوضَع على الكبد ضماد هَذِه صفته: ورق الكمثرى والسفرجل والتفاح المز وَثَمَرهَا أجمع وورق الرُّمَّان الحامضوسماق وجفت البلوط وجلنار وَورد بأقماعه خَمْسَة خَمْسَة دَقِيق شعير خَمْسَة عشر يدق الأوراق وَالثِّمَار وَيُؤْخَذ ثجيرها مَعَ الْأَدْوِيَة فتسحق بالمياه وَتجْعَل ضماد اللَّيْل كُله. ضماد للكبد الْحَار فِي كتاب الْأَدْوِيَة المسهلة آس يَابِس أَمِير باريس إكليل الْملك مصطكي سنبل أصل الإيرسا ورد بِالسَّوِيَّةِ يغلى بدهن المصطكي حَتَّى يتهرا ويضمد بِهِ وَهُوَ فاتر غدْوَة وَعَشِيَّة. 4 (الْكِنْدِيّ فِي كِتَابه فِي الْأَدْوِيَة المسهلة) إِن مَاء الْجُبْن يبرىء الكبد من فضولها الْمُحْتَرِقَة. قسطا: إِذا كَانَت الْحمى مَعَ ورم حَار فِي الكبد فاسقه مَاء الْبُقُول والسكنجبين فَإِنَّهُ يبرد وَيفتح السدد. للورم فِي الكبد من كَاتب فيلغرغورس فِي الترياق: بزر كتَّان ودقيق الشّعير وتمر يَجْعَل ضماداً فَإِنَّهُ عَجِيب وَيُقَوِّي وَكَذَلِكَ إِن كَانَ الورم فِي الْمعدة. 4 (من كِتَابه فِي السرطان) فِي الكبد والورم: افصده إِن أمكن ذَلِك ثمَّ اسْقِهِ من هَذَا الدَّوَاء واعمله إسقليارس نَافِع للسرطان فِي الكبد الجاسية ويغزر الْبَوْل ويذبل الطحال وَيذْهب بالجبن وَيحسن اللَّوْن: زعفران سنبل سليخة محرقة جزؤ قسط نصف جُزْء فقاح الْإِذْخر مثله زنجبيل مثله عسل منزوع الرغوة مَا يعجن بِهِ الشربة مثل ترمسة ولين الورم أَولا بالأضمدة حَتَّى إِذا لَان سقيت أدوية مَدَرَة للبول فَإِنَّهُ ينقاد الورم حِينَئِذٍ ويستفرغ.

اللَّجْلَاج قَالَ: إِذا كَانَ فِي الكبد ورم حَار بطلت الشَّهْوَة لِأَن الكبد يجتذب رطوبات تَسْتَغْنِي بهَا (ألف ب) عَن جذب غَيرهَا. قرص نَافِع جيد للكبد واليرقان وبدء الاسْتِسْقَاء: لَك مغسول راوند ثَلَاثَة ثَلَاثَة عصارة غافت بزر رازيانج وبزر السرمق خَمْسَة خَمْسَة إفسنتين رومى سَبْعَة دَرَاهِم بزر الهندباء عشرَة بزر الكشوث ثَمَانِيَة بزر الكرفس أَرْبَعَة تتَّخذ أقراصاً وسفوفاً. من جَوَامِع ابْن ماسويه: يسقى هَذَا القرص بسكنجبين مره وبماء عِنَب الثَّعْلَب ثَانِيَة. من الْكَمَال والتمام: فَإِن لم يكن وجع الكبد مَعَه حمى ظَاهِرَة بل حرارة فِي الكبد فاسقه مَاء الْجُبْن من لبن الماعز بالسكنجبين مَعَ اهليلج أصفر ثَلَاثَة ثَلَاثَة وَلَك مغسول دِرْهَم وبزر الكرفس نصف دِرْهَم خَمْسَة أَيَّام أَو أسبوعاً ثمَّ اسْقِهِ بعد ذَلِك لبن اللقَاح يبتدىء أَولا برطل ثمَّ يتدرج حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى رطلين وامنع النَّاقة القسب والقت والنوى فَإِن لَبنهَا حِينَئِذٍ يضر ضَرَرا عَظِيما وتعلف الهندباء والكزبرة الرّطبَة والرازيانج والشيح والحشيش ويسقى من هَذِه الْأَدْوِيَة مَعَ اللَّبن ثَلَاثَة دَرَاهِم: عصارة غافت وفقاح الْإِذْخر وَلَك مغسول وفوة واوند أَرْبَعَة أَرْبَعَة عصارة السوس عشرَة ورد ثَمَانِيَة طباشير مثله زعفران ثَلَاثَة عصارة إفسنتين سَبْعَة مصطكي خَمْسَة يجمع بِمَاء الهليلج الَّذِي قد طبخ بحلاب وَإِن أردْت أَن يكون اسهاله أَكثر فاطرح فِي الشربة ثلثى دِرْهَم من تَرَبد وَاجعَل طَعَامه فروجاً زيرباجا وضمد الكبد بالأضمدة المبردة الَّتِي تعلم فَإِن كَانَ بالعليل حمى أَو حرارة ظَاهِرَة فَاسق مَاء عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج والهندباء من كل وَاحِد) أوقيتان وَمَاء الكزبرة الرّطبَة والرازيانج من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة مغلى مروقا يمرص فِيهَا خيارشنبر خَمْسَة دَرَاهِم زعفران نصف دِرْهَم بأقراص نافعة بَارِدَة لوجع الكبد الَّتِي أصفها واسقه وَاجعَل طَعَامه السرمق والخس والرجلة والهندباء والقرع والماش والفراريج إِذا لم تكن حمى ظَاهِرَة وَيَأْكُل عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج مطبوخاً بالخل والكزبرة وَقَلِيل مرى ودهن لوز حُلْو وزعفران وافصده الباسليق من الْأَيْمن وَالَّذِي بَين السبابَة وَالْوُسْطَى من ظهر الْكَفّ وَإِذا كَانَ مَعَ برودة فَاسق العليل دهن اللوز الحلو درهين وَمن دهن الفستق درهما وَنصفا بِهَذَا الطبيخ صفته: بزر رازيانج وبزر كرفس وأنيسون ومصطكي دِرْهَمَانِ قشور أصل الكرفس وقشور أصل الرازيانج عشرَة عشرَة حشيش الغافت وإفسنتين رومى خَمْسَة خَمْسَة لَك وراوند ثَلَاثَة ثَلَاثَة يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رطلان ويصفى ويسقى كل يَوْم أَربع أَوَاقٍ مَعَ الدّهن الَّذِي وصفت وَنصف دِرْهَم دهن لوز حُلْو وَيَأْخُذ بالْعَشي دَوَاء الكركم أَو دَوَاء اللك أَو تافاسيا أَو دَوَاء الْقسْط وزن دِرْهَم بِمَاء الكرفس وضمد الكبد بالأضمدة وَيَأْكُل فستقاً فَإِنَّهُ نَافِع جدا. لوجع الكبد مَعَ برد: يشرب شراب الإفسنتين والسكنجبين العسلى ويحذر الْحَلَاوَة (ألف ب) جدا ويسقى لبن اللقَاح وسكر الْعشْر زنة خَمْسَة دَرَاهِم إِلَى عشرَة دَرَاهِم وَيكون أعرابية فَإِنَّهُ لَا يصلح غَيره وَهُوَ يسهل إسهالاً صَالحا وَيفتح السدد.

ضماد لوجع الكبد مَعَ حرارة: صندلان أوقيتان فلفل وبنفسج يَابِس أُوقِيَّة أُوقِيَّة ورد ثَلَاث أَوَاقٍ زعفران مغسول أُوقِيَّة إفسنتين نصف أُوقِيَّة كافور دِرْهَمَانِ يدق وينخل وَيجمع إِلَى القيروطي بدهن الْخلاف أَو الْورْد فِي هاون ويطلى على ورق القرع يلْزم الْبَطن الملتهب والمتورم مَعَ حرارة أَيْضا بعنب الثَّعْلَب والبنفسج والرجلة وقشور القرع وَيلْزم الْبَطن الملتهب والمتورم مَعَ حر والخس ودقيق الشّعير والبرسيان دَارا والبزر قطونا يعجن بِمَاء الثَّلج وتعاد عَلَيْهِ دَائِما ويبرد. ج أَقُول: إِن الكبد قد ابتدأت تتورم ورماً حاراً أَقُول: إِنَّه يَنْبَغِي أَن تتفقد أَولا حَال جَمِيع الْجِسْم حَتَّى تعلم هَل يحْتَاج إِلَى استفراغ فَإِن احْتَاجَ فَانْظُر هَل يحْتَمل ذَلِك فَإِن احْتمل ذَلِك فَانْظُر هَل يحْتَمل ذَلِك دفْعَة فَإِن اجْتمعت لَهُ هَذِه فاجتذب الدَّم المنصب إِلَى الكبد فاستخرجه مَعًا بِإِخْرَاج الدَّم من الباسليق من الْيَد الْيُمْنَى فَإِن هَذَا الْعرق مُتَّصِل بالعرق) الأجوف مساوِ لَهُ على محاذات ومشاركته إِيَّاه فِي طَرِيق مُسْتَقِيمَة لَا عوج فِيهَا فَإِن لم يتَبَيَّن هَذَا فافصد الأكحل فَإِن لم يتَبَيَّن فافصد القيفال وَقدر الاستفراغ بِقدر الامتلاء بِحَسب الْأَشْيَاء الْأُخَر أَعنِي الْقُوَّة وَالسّن والزمن وَالْعَادَة وإحذر فِي ابْتِدَاء تورم الكبد أَن تسهل فَإِنَّهُ يزِيد فِي تورمها زِيَادَة كَثِيرَة لِأَنَّهَا تجتذب إِلَيْهَا وَالْوَجْه أَن تجذب عَنْهَا لَا إِلَيْهَا الْخَلْط عَنْهَا لَا أَن تميل الأخلاط نَحْو الورم. قَالَ: لَيْسَ يجب أَن تسْتَعْمل الضماد على الكبد وَهُوَ بَارِد لَكِن فاتراً وَإِذا كَانَ الورم فِي الكبد والمعدة تحرينا أَن يكون الْغذَاء سريع الهضم وَيكون التَّدْبِير مستقصى وتعنى بالهضم غَايَة الْعِنَايَة لِأَن فعلهَا يعم الْجِسْم وَلَا يجب أَن تكون أَطْعِمَة لزجة وَذَلِكَ أَنه لابد لَهُ من أَن يستفرغ من الكبد كلما يجْتَمع فِيهَا من الْخَلْط المراري أَو الصديد الراشح من الورم الْحَار وَهَذَا يكون بالأشياء الَّتِي تغسل وتجلو وتفتح المجاري الَّتِي من الكبد إِلَى المعي الصَّائِم وَكَذَلِكَ الْأَطْعِمَة اللزجة تسد هَذِه المجاري وَيمْنَع من تنفسها وَيمْنَع أَيْضا من وُصُول الْغذَاء إِلَى جَمِيع الْجِسْم وَلذَلِك يحْتَاج إِلَى أَشْيَاء تجلو وتحتاج مَعَ ذَلِك أَن تكون غير لذاعة لِأَن لَا يغور الدَّم وَمَاء الْعَسَل هُوَ على هَذِه الصّفة وَلَكِن الْأَشْيَاء الحلوة تهيج الكبد وَالطحَال وتورمه فَلم يبْق شَيْء إِلَّا كشك الشّعير فَإِنَّهُ يجلو من غير لذع وَمن الْأَدْوِيَة كالسكنجبين الممزوج بِالْمَاءِ لِأَن الْفَوَاكِه القابضة كالمان والتفاح والسفرجل قد تضم هَذَا المجرى الْقَاذِف بالمرار وتضيفه فتضر بِهَذَا السَّبَب بالورم الْحَادِث فِي الكبد وخاصة إِذا كَانَ فِي الْجَانِب (ألف ب) المقعر. والأشياء اللذاعة أَشد ضَرَرا من القابضه وخاصة من المقعر وَذَلِكَ أَن الأغذية إِنَّمَا تصل إِلَى الْجَانِب المحدب وَقد تَغَيَّرت واستحالت فَصَارَ الْقَابِض لَا يكَاد يقبض واللذاع لَا يكَاد يلذع وَأما إِلَى المقعر فَإِن أَكثر كيفيتها بَاقِيَة فِيهَا وَأَيْضًا فَإِنَّهَا تكون إِذا صَارَت إِلَى الْجَانِب

المحدب قد خالطت الدَّم وانكسرت بذلك كيفياتها مَعَ الاستحالة وَمَتى ورم الْجَانِب المقعر من الكبد فلابدضرورة من أَن تتورم مَعَه الْعُرُوق الَّتِي فِي الجداول المتشعبة مِنْهُ إِلَى الأمعاء لِأَن هَذِه كلهَا مِنْهُ وَقد كَانَ رجل يداوي رجلا بِهِ ورم فِي كبده بِأَن يعرقه بالزيت ويضمد بضماد دَقِيق الْحِنْطَة وَالْمَاء وَالزَّيْت كَمَا يفعل ذَلِك بِالْيَدِ وَالرجل إِذا مَا ورمتا جهلا بِأَن هَذِه الْأَعْضَاء تحْتَاج إِلَى أَن تحفظ قوتها بأَشْيَاء تقبض وَكَانَ يطعمهُ الخندروس جهلا مِنْهُ بِأَن هَذِه الْأَعْضَاء تحْتَاج أَن تطعم أَطْعِمَة جلاءة فأشرت عَلَيْهِ أَن يدع طَرِيقَته هَذِه فَلم يفعل وَأكْثر مِنْهُ طمعنا فِي أَن يكون) الورم يتَحَلَّل أسْرع ولعمري أَن الورم يتَحَلَّل أسْرع لكنه تسْقط قُوَّة الكبد الْبَتَّةَ وَيحدث الْمَوْت فَعلمت أَن الرجل العليل يَمُوت بِأَن يحدث بَغْتَة عرق يسير لزج وَيَمُوت فَمَاتَ العليل هَذِه الْميتَة فِي أَربع أَيَّام وَقد يجب إِذا كَانَ الورم فِي الْجَانِب المقعر أَن يستفرغ بِمَا يدر الْبَوْل وَيجْعَل ذَلِك فِي أول الْأَمر بِمَا هُوَ مِنْهَا أخف كبزر الكرفس وَنَحْوه حَتَّى إِذا مرت الْأَيَّام ونضجت خلطت مَا هُوَ أقوى مِنْهَا كالأسارون والناردين والمر وَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب المقعر خلطنا فِي الطَّعَام بزر القرطم والأنجرة والفيثمون والبسبايج وَمَا يلين الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً وَكَذَلِكَ يسْتَعْمل فِي الحقن نَحوه حَتَّى إِذا انحط الورم فَاسْتعْمل هَذِه وَأَنت أوثق بهَا وَقد كنت أجعَل فِي مَاء كشك الشّعير خَرِيفًا وبسبايجا والحقنة فِي أول الْأَمر يَكْفِي أَن يلقى فِيهَا بورق ونطرون وَأما عِنْد الانحطاط وخاصة إِن بقيت مِنْهُ بَقِيَّة صلبة واخلط فِي الحقنة أدوية أقوى من هَذِه كطبيخ الزوفا والفوذنج والحنظل والقنطوريون الدَّقِيق فَإِن الكبد وَالطحَال مستعدان للتحجر مَتى توانى الْإِنْسَان عَنْهُمَا وَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة والأطعمة اللزجة فِي عللها كَمَا يفعل ذَلِك الطَّبِيب. قَالَ جالينوس: التحجر سريع جدا إِلَى الكبد وخاصة لمن كَانَ بِهِ ورم حَار فِي كبده ثمَّ أكل أَطْعِمَة لزجة وَلذَلِك يجب أَن تتحفظ وَقَالَ: فِي ابْتِدَاء الورم فِي الكبد إِذا وضع عَلَيْهِ مَا يقبض السيلان فِي ذَلِك الْوَقْت كثير وَلِأَن المنصب لم يرسخ فِي الْعُضْو فَلَا تكون القابضة مَأْمُونَة فِي وَقت الإسهال لِأَن السيلان قد انْقَطع وَمَا سَالَ قد رسخ فَلَيْسَ يحْتَاج إِلَى القابضة وَلَكِن لأَنا نحتاج أَن نستعين قُوَّة الْعُضْو فَلَيْسَ يجب أَن يمحض المحللة لِأَن فعله (ألف ب) فعل عَام نَافِع لجَمِيع الْجِسْم فَلذَلِك تكون الْأَدْوِيَة مركبة من المحللة والقابضة. قَالَ ج: فِي التَّدْبِير المسمن إِنَّه يَنْبَغِي لنا أَن نسئل من ندبره هَل يجد مس ثقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن فَإِن أحس بذلك أطعمته على الْمَكَان كبرا بخل وَعسل فِي أول طَعَامه وَلَا يزَال يفعل ذَلِك بِهِ حَتَّى يذهب الثّقل. لى هَكَذَا يَنْبَغِي أَن تعنى بِمن تُرِيدُ أَن تحفظ كبده بِحَالَة الطبيعة وَقَالَ فِي حفظ الأصحاء كلَاما يَنْبَغِي أَن تَقْرَأهُ وَقد كتبناه فِي بَاب المزاج

الأعضاء الآلمة

فِي تَدْبِير الْأَبدَان وَبِالْجُمْلَةِ يَنْبَغِي لَك أَن تسئل من تُرِيدُ اسْتِبْقَاء صِحَة كبده: هَل يجد مس الثّقل والتمدد فِي مَوضِع الكبد فَإِن أحس بذلك لطفت تَدْبيره وَقطعت عَنهُ الْأَطْعِمَة الَّتِي تولد خلطاً غليظاً وخاصة مَا كَانَ مَعَ ذَلِك أردى وسقيته بعض مَا يفتح السدد على الرِّيق بسكنجبين وَلم تطمعه بعد الدَّوَاء بساعات.) ج فِي الْعِلَل والأعراض: إِذا كَانَ مزاج الكبد حاراً ولد الصَّفْرَاء وَإِن كَانَ مفرط الْبرد ولد البلغم وَإِن كَانَ دون ذَلِك فِي الْبرد جعل الدَّم مائياً. 3 - (الْأَعْضَاء الآلمة) الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم يدل على أَن الْجَانِب المقعر من الكبد عليل وَإِذا خرج بالبول دلّ على أَن الْجَانِب المقبب عليل إِذا كَانَ الورم فِي مَوضِع الكبد شكله شكل الْهلَال فَهُوَ فِي نفس الكبد وَإِن كَانَ مطاولاً فِي شكله فَهُوَ فِي العضل الَّذِي فَوْقه واللون الْحَائِل يدل على عِلّة الكبد إِذا أحسن الْإِنْسَان فِي كبد بثقل فَإِنَّهُ إِن كَانَ مَعَ ذَلِك حمى فَهُوَ دَلِيل على ورم حَار وَإِن كَانَ خلوا من الْحمى فَهُوَ يدل إِمَّا على سدة وَإِمَّا على ورم صلب بَارِد يحدث أَولا أَولا الوجع فِي ضلوع الْخلف إِمَّا أَن يكون فِي الكبد وَإِمَّا فِي الغشاء المستبطن للأضلاع والعلامات الْخَاصَّة لوجع الكبد: هُوَ أَن يكون هَذَا الوجع ثقيلاً فِي جَمِيع أوقاته والنبض لينًا ويتغير لون اللِّسَان بعد قَلِيل ولون جَمِيع الْجِسْم وَمن علامته أَيْضا: الخاصية لكنه يَزُول فِي بعض الْأَوْقَات وَيكون ورماً حاراً فِي الْجَانِب الْأَيْمن وبراز شَبيه بغسلة اللَّحْم وعلامته اللَّازِمَة الَّتِي تشْتَرط فِيهَا ذَات الْجنب: السعال وضيق النَّفس وضغط الْحجاب والوجع وَأما أَن يكون فِي الغشاء المستبطن للأضلاع فعلاماته الَّتِي لَا تَزُول: أَن وَجَعه ناخس فِي جَمِيع الْأَوْقَات ونبضه صلب ويتزيد السعال بعد والنفث. رُبمَا شاركها فِي ذَلِك الْبدن بِأَن يفْسد لَونه إِمَّا إِلَى الصُّفْرَة وَإِمَّا إِلَى السوَاد وَإِمَّا بعض الْأَعْضَاء كسواد اللِّسَان وَثقل الْحجاب حَتَّى يحدث ضيق النَّفس الوجع الْحَادِث فِي ضلوع الْخلف على أَن هَذَا يعم عِلّة الكبد وَذَات الْجنب إِلَّا أَنه إِن كَانَ مَعَ سعال وَنَفث فَإِن الْعلَّة فِي الغشاء المستبطن للأضلاع فَإِن لم يكن مَعَه سعال وَلَا نفث فَيمكن أَن تكون الْعلَّة فِي الغشاء المستبطن للأضلاع إِلَّا أَنه لم يبلغ بعد أَن (ألف ب) ينفث ويسعل لِأَنَّهُ وارم وَرُبمَا كَانَ كثيفاً لم ينضج بعد. الْفرق بَين ذَات الْجنب وَعلة الكبد العلامات الَّتِي تفرق بَين ذَات الْجنب وَعلة الكبد مِنْهَا مَا لَيست لَازِمَة أبدا كالبراز الشبيه بغسالة اللَّحْم لِأَن هَذِه تكون دَائِما فِي عِلّة الكبد أعنى فِي جَمِيع علله بل إِنَّمَا يظْهر إِذا ضعفت القوى الَّتِي بهَا تكون توليد الدَّم والورم الْوَاقِع تَحت الْيَد فِي الْجَانِب الْأَيْمن إِلَّا أَن هَذَا لَيْسَ يدل دَائِما على عِلّة الكبد لَا جَانِبه المقبب وَلَا جَانِبه المقعر وَأما العلامات اللَّازِمَة فَإِن نبض ذَات الكبد أقل صلابة وَذَات الْجنب منشارى صلب فِي أَكثر الْأَمر وَإِذا طَال الْأَمر فِي عِلّة الكبد اسود اللِّسَان وَيكون جَمِيع الْجِسْم إِمَّا أسود وَإِمَّا أصفر وَذَات الْجنب تزيد السعال والنفث وعسر النَّفس قد يكون من ورم الْحجاب وَيكون من ورم الكبد لضغطه لَهُ.

العلامات الدَّالَّة على الورم الْحَار فِي الكبد: ذهَاب الشَّهْوَة والحمى والعطش وعسر الورم وَذَهَاب الشَّهْوَة وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم والموجب لذَلِك ولون الْجلد وَالسّن وَإِذا كَانَ الورم فِي حدبتها عرض مَعَه ضيق النَّفس وانجذاب الترقوة وَإِن كَانَ عَظِيما واسود اللِّسَان وهاج السعال وانجذب المراق إِلَى أَسْفَل وَإِذا حدث فِي الْجَانِب المقعر عرضه قيء المرار وإحتباس الطبيعة. يفرق بَين الورم الْحَادِث فِي الكبد والحادث فِي عضل الْبَطن أَن شكل الكبد هلالي وشكل ورم العضل مورب وورم العضل أحد طَرفَيْهِ رَقِيق الكبد يبرد من صلابة الطحال وَمن طول النزف دون احتباس الطمث وَمن شرب المَاء الْبَارِد دفْعَة فِي وَقت اللهيب وَفِي غير وقته وَمن سدد تحدث فِيهَا إِذا كَانَ مَعَ الِاخْتِلَاف الشبيه بغسالة اللَّحْم فِي أول الْأَمر شَهْوَة الطَّعَام كَثِيرَة وَانْقِطَاع الشَّهْوَة فِي آخر الْأَمر وَقد كَانَ مزاج الكبد الَّذِي أضعفه بَارِدًا وَإِنَّمَا عرض الْآن ذهَاب الشَّهْوَة لِأَنَّهُ عرض للعليل حمى بِسَبَب فَسَاد الأخلاط فَإِذا كَانَ مَعَ هَذَا الِاخْتِلَاف ذهَاب الشَّهْوَة والعطش والحمى وقيء مرارى فَالْكَبِد بهَا سوء مزاج فَإِن كَانَ بالكبد سوء مزاج حَار خرج أَولا دم مرى ثمَّ خرج دم سوداوي غليظ ثمَّ دم كالمرة السَّوْدَاء أسود رَقِيق وَكَأَنَّهُ سَبَب الاحتراق. يفرق بَين الدَّم من ضعف الكبد وَالْخَارِج من قرحَة الأمعاء: أَن الْخَارِج فِي الكبد كثير عَلَامَات ضعف الكبد وورمه البرَاز الشبيه بغسالة اللَّحْم وانجذاب الترقوة إِلَى أَسْفَل وضيق النَّفس وسعال ووجع تبلغ ضلوع الْخلف وَثقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن وصلابة النبض والسعال الْيَابِس والثقل لَاحق لوجع الكبد أبدا فَأَما السعال فَفِي الْأَكْثَر وانجذاب الترقوة إِلَى أَسْفَل يلْحقهُ حينا وحيناً لَا على شَبيه بالمساواة فِي ذَلِك وَيلْحق جَمِيع علل الكبد وجع يبلغ الأضلاع الْقصار ونفوذ الْغذَاء ينفذ إِلَى الكبد يبطل من أجل ورم حَار وَيكون (ألف ب) مَعَ ذَلِك عَطش وَحمى ووجع ومرار صديدي وَأما لضعف الْقُوَّة الجاذبة وحينذ يبيض البرَاز وَلَا تحدث أَعْرَاض الْحَرَارَة. لى إِنَّمَا تضعف قُوَّة الكبد الجاذبة من الْبرد. قَالَ: وَقد تحدث فِي الكبد سدد من ريح يستل عَلَيْهَا بالتمدد قُدَّام الكبد إِن كَانَ فِي حديتها يَنْقَضِي إِمَّا بعرق وَإِمَّا بدرور الْبَوْل وَإِمَّا برعاف وَإِذا كَانَ فِي المقعر فإمَّا يقيء فِي المقعر وَإِمَّا باخْتلَاف الْبَطن. الْيَهُودِيّ: يسْتَدلّ على فَسَاد المزاج الْحَار فِي الكبد بالعطش وَالْبَوْل الْأَحْمَر وَقلة الشَّهْوَة وعَلى الْبَارِد ببياض الشّفة وَذَهَاب صبغها وَكَذَلِكَ اللِّسَان وَقلة الدَّم فِي الْبدن وَقلة الْعَطش وَقلة الشَّهْوَة وَفَسَاد اللَّوْن ويجد ثقلاً فِي الكبد وَالرّطب بتهبج الْوَجْه وتورمه واليابس بتشنج فِي مراق الْبَطن وانقباض وَصَاحب السدد فِي الكبد يجد ثقلاً أَكثر جدا من صَاحب الورم وَصَاحب الورم يجد الورم أَكثر والسعلة الْيَسِيرَة وضيق النَّفس وَثقل الْجَانِب

الْأَيْمن ووجع الترقوة والكتف الْأَيْمن يدل على ورم الكبد فَإِن كَانَ الورم شَدِيد الْحَرَارَة أَحْمَر اللِّسَان أَولا ثمَّ اسود وَقلة الشَّهْوَة للطعام وَكَثْرَة الْعَطش ويقيء الْمرة وَجَاءَت الْحمى وَإِن لم يكن هَذِه فالورم سَاكن بَارِد وَإِذا كَانَ الورم فِي تقعير الكبد كَانَ ضيق النَّفس والسعال وَإِمَّا مَعْدُوما وَإِمَّا قيلاً قيلاً والدبيلة فِي الكبد يفصد أَو يحجم مَا يَلِي الظّهْر من الكبد واسقه الصَّبْر المنقع بِمَاء الهندباء وَالسكر والترنجين واحقنه بحقنة لينَة واطبخ أصُول الكرفس والرازيانج والغافت وكزبرة الْبِئْر وَخذ من طبيخه ثَلَاث أَوَاقٍ فَيصير فِيهَا من الْورْد أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن دهن الحسك أَرْبَعَة دَرَاهِم أَو يلقى فِيهَا دِرْهَمَانِ من زنبق وأوقية من السكر وامره بشربه وينام عَلَيْهِ وعَلى كبده يفعل ذَلِك أَيَّامًا ويستحم كل يَوْمَيْنِ بِمَاء فاتر وَرُبمَا سقى مَاء الْأُصُول بدهن اللوز المر وَإِذا كَانَت الْمعدة فِي دبيلة الكبد بَيْضَاء فَهِيَ غير غائرة وَإِذا كَانَت سَوْدَاء فَهِيَ فِي لَحْمه وضمد الْموضع أَيْضا حَتَّى ينضج وَكَذَلِكَ فافعل فِي سَائِر الدبيلات الَّتِي فِي بَاطِن الْجِسْم ولسوء المزاج الْحَار اسْقِ الطباشير) والكافور بِمَاء خِيَار وجلاب واسق مَاء الشّعير وَمَاء الْجُبْن وَأَن كَانَ الزَّمن حاراً وَالسّن شَابًّا فمره بِشرب المَاء الْبَارِد على الرِّيق واعمل مرهماً من الرجلة وجرادة القرع وصندل وَمَاء الْخلاف وَنَحْوه وللبرد يسقى دَوَاء الكركم واللك والراوند والإيرسا والقنداديقون بِمَاء الْأُصُول ويضمد بضماد الأصطماخيقون وعالج السدد بطبيخ الإفسنتين وأقراصه يبيت عَلَيْهَا بِاللَّيْلِ والورم الصلب عالجه بلب الخيارشنبر وَمَاء الْأُصُول ودهن اللوز وضمده بالمحللة مَعَ شَيْء قَابض عطري وللشق وَالْقطع أدوية نزف الدَّم وأقراص الجلنار والكافور والكاربا والطين والأفيون وَمن بِهِ صلابة فِي كبده أَن ينَام على الْجَانِب الْأَيْمن فَإِنَّهُ يتَحَلَّل واسقه من الْقسْط نصف دِرْهَم بطلاء ممزوج أَو دَوَاء الْقسْط أَو دَوَاء الْملك أَو دَوَاء الكركم وَأَصْحَاب ضعف الكبد من حر فَأَمرهمْ أَن يَأْكُلُوا (ألف ب) مرق سكباج مصفى من دسمه مطيباً بدارصيني وسنبل ومصطكي أَو مصوص مُطيب بِهَذِهِ ويمصون الرُّمَّان والسفرجل يسْتَدلّ على الدُّبَيْلَة فِي الكبد فَإِنَّهُ يتَقَدَّم فِي ذَلِك ورم ثمَّ يعقبه مَشى قيح أَو بَوْله ويخف عَلَيْهِ الانسان ويقل وَجَعه مَتى مَا مَشى مِنْهُ أَو بَال مَا قصدته من الْأَدْوِيَة للكبد فأنعم دقه نعما. من انخرقت كبده مَاتَ ج من الْمَوْت السَّرِيع: الفواق مَعَ ورم الكبد رَدِيء إِن عرض لامرء وجع من حكة شَدِيدَة فِي قمحدوته ومؤخر رَأسه وإبهامي رجلَيْهِ وَظهر فِي قَفاهُ بثر شَبيه الباقلى مَاتَ فِي الْيَوْم الْخَامِس قبل طُلُوع الشَّمْس وَمن عرض لَهُ هَذَا الوجع اعتراه مَعَه عسر الْبَوْل والتقطير. قَالَ: من عَظِيم الضَّرَر للكبد وَالطحَال الْخُمُور الحلوة وخاصة إِن كَانَت غَلِيظَة لِأَنَّهَا ترتبك فِي الأوعية وتمتار مِنْهَا امتياراً عنيفاً وَلَا الْعَسَل نَفسه صَالح مَعَ مَا فِيهِ من شدَّة الْجلاء يصلح لهذين إِلَّا مَعَ الْخلّ. قَالَ: وَاللَّبن وَالْعَسَل ضاران

لَهَا وَيجب أَن لَا يشرب المَاء الْبَارِد بعقب التَّعَب وَالْحمام فَإِن المَاء الْبَارِد فِي هَذِه الْحَال الْكثير مِنْهُ رُبمَا برد الكبد بردا يحس بوجعه من سَاعَته ويؤول الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء وَذَلِكَ أَن الكبد فِي هَذِه الْحَال ملتهبة فتمتار مِنْهُ امتياراً عنيفاً فتبرد لذَلِك بردا قَوِيا وَإِذا لم يكن من ذَلِك بُد فَقدم شرابًا ممزوجاً بِمَاء لَيْسَ بشديد الْبرد واشرب الْبَارِد بعد قَلِيل قَلِيلا وَفِيمَا بَينه بشراب الَّذين أكبادهم حارة ملتهبة يعظم نفع المَاء الْبَارِد لَهُم إِذا شربوه على الرِّيق لِأَنَّهُ يغسلهَا ويطفئ لهيبها ويسكن عَنْهُم أَكثر وجعهم فداو أَصْحَاب الكبد الْحَار جدا بذلك.) فِي كتاب الامتلاء: إِن المرضى يحسون عِنْد ورم الكبد حسا بَينا بامتداد عِنْد الترقوة وَهَذَا يعرض للنَّاس كثيرا جدا وَلَا يكَاد يفلت مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل السعيد من النَّاس. الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: إِن الكبد إِذا حدث بهَا فِي التقعير فضلَة تحْتَاج أَن تحلل احتجت أَن تجْعَل فِي الْأَدْوِيَة قوابض لتحفظ عَلَيْهَا قوتها إِذْ هِيَ عَامل عَظِيم لَا لنَفسهَا بل ولسائر الْجِسْم وَلما كَانَت غائراً كَانَت القوابض العطرية تنفعها لِأَن هَذِه مَعهَا قبض وتبلغ إِلَيْهِ بِقُوَّة فَهَذِهِ أَجود الْأَدْوِيَة لهَذَا الْأَمر وحلل بعد تِلْكَ الفضلة فَإِن بَقِي من ذَلِك الْخَلْط فَانْظُر لَعَلَّ طول مقَام تِلْكَ الفضلة فِي الكبد إبيذيميا: الورم الصلب فِي الكبد ورم طَوِيل. قَالَ مَتى رَأَيْت الْبدن قد غلب عَلَيْهِ الْبيَاض غَلَبَة شَدِيدَة وَمَعَ صفرَة فَاعْلَم أَن الكبد عليلة لِأَنَّهَا إِذا لم يتَوَلَّد الدَّم غلب على الْجِسْم هَذَا اللَّوْن وَلَا يجب إِذا كَانَت الكبد عليلة أَن يُؤْكَل طَعَام كثير دفْعَة الْبَتَّةَ واللون الَّذِي يضْرب فبه إِلَى الْبيَاض والصفرة والخضرة يدل على ضعف الكبد عَن عمل الْقَبْض. جورجس: عَلَامَات ضعف الكبد قلَّة الشَّهْوَة وَتغَير اللَّوْن إِلَى الخضرة والصفرة وَالْبَيَاض (ألف ب) والقيء المرى ويبس اللِّسَان وسواده ووجع فِي الأضلاع الْيُمْنَى والتراقى مَعَ السعلة وَبَيَاض الشّفة ومرارة الْفَم وتهبج الْوَجْه وينفع ضماد الاصطماخيقون إِذا بردت الكبد بردا شَدِيدا وضماد الصندلين إِذا كَانَ حاراً والهندباء وخيارشنبر وعنب الثغلب للحرارة وَمَاء الْأُصُول ودواء الْملك للبرودة وَهُوَ أَحْمَر. إبيذيميا: الدُّبَيْلَة فِي زَائِدَة الكبد والمدة فِي الكبد جملَة ينفضه بِسُرْعَة ويحركه إِن تنصب الرجل وتنفضه وتهزه وأعضاؤه منتصبة قَائِمَة فيتحرى الْمدَّة بسهولة إِلَى الأمعاء. الأخلاط: مَتى كَانَ فِي الكبد ورم قد نضج فإياك واستفراغه إِذا كَانَ فِي التقعر إِلَّا بالإسهال وَإِذا كَانَ فِي الحدبة بالبول. جَوَامِع النبض: ينفع ورم الكبد إِذا كَانَ قَلِيلا ضَعِيفا نفض الْجِسْم وَإِن كَانَ مفرطاً عدم الاغتذاء الْفُصُول: إِذا كَانَ فِي الكبد ورم عَظِيم جدا تبع ذَلِك فوَاق. قَالَ: وَمَتى كَانَ الوجع

من الكبد فِي الْأَجْزَاء اللحمية كَانَ الورم مَعَ ثقل فَقَط وَمَتى كَانَ فِي الغشاء المغشى بِهِ أَو فِي عروقها كَانَ الوجع وجعاً حاداً إِذا حدث عَن الورم فِي الكبد فوَاق فَذَلِك رَدِيء. ج: الفواق لَا يتبع دَائِما ورم الكبد لَكِن إِذا كَانَ الورم عَظِيما لِأَن العصب الَّذِي بَينهمَا رَقِيق) جدا ويتولد فِي هَذِه الْحَالة فِي الكبد مرار كثير فتنتصب فِي الْمعدة ويعرض فِي فمها من ذَلِك لذع وَيحدث فوَاق وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن الفواق لَا يحدث مَعَ ورم الكبد إِلَّا فِي الْعَظِيم المفرط فِي الْحَرَارَة من كَانَ فِي كبده مُدَّة فكوى فَخرجت مَعَه مُدَّة بَيْضَاء نقية سلم لِأَن تِلْكَ الْمدَّة فِي غشاء الكبد فَهُوَ سليم وَإِن كَانَ لحم الكبد قد فسد فَإِنَّهُ يَمُوت لَا محَالة من كَانَ بِهِ وجع شَدِيد فِي كبده وَحدثت بِهِ حمى حلت ذَلِك الوجع عَنهُ لِأَن هَذَا الوجع يكون من ريح غَلِيظَة وَذَلِكَ أَنه لَو كَانَ من ورم حَار لكَانَتْ مَعَه حمى. الميامر: أول مَا يجب أَن يحذر من أَمر الكبد أَن تنظر هَل الْحَادِث فِيهَا ضعف القوى فَقَط كالضعف الْحَادِث فِي الْمعدة أم قد أَصَابَهَا مَعَ الضعْف عِلّة أُخْرَى أم بهَا عِلّة من غير ضعف من قبل ورم حدث أَو صلابة أَو دبيلة اَوْ سدة أَو حمرَة أَو قرحَة أَو عفونة. قَالَ: وَفِي الكبد تجاويف بِمِقْدَار مَا فِيهَا من الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب وتجاويف هَذِه إِذا انْتَهَت إِلَى الحدبة تضيق لذَلِك وتلجح فِيهَا الرطوبات الرَّديئَة وَتعرض السدد وَيتبع هذَيْن العفونة إِذا كَانَ سوء المزاج حاراً سَرِيعا وَإِن كَانَ بَارِدًا فَفِي زمن طَوِيل وَسُوء المزاج تكون مرّة فِي جَوْهَر الكبد أعنى لَحْمه وَمرَّة فِي عروق الَّتِي فِيهِ وَمرَّة فِي الأخلاط (ألف ب) الَّتِي فِي تجاويفه وأشرف قُوَّة الكبد الْقُوَّة الْمُغيرَة وَبهَا يكون الدَّم وَرُبمَا كَانَت الآفة فِي قُوَّة أَو أَكثر وَإِذا ضعفت الْقُوَّة الجاذبة من الكبد خرج الْغذَاء رطبا وَإِن كَانَت الْقُوَّة قد ضعفت مَعَ ذَلِك خرج مَعَ رطوبته غير منهضم وَمَتى ضعفت قُوَّة الكبد الْمُغيرَة عرض من ذَلِك ضروب من فَسَاد تولد الدَّم كَمَا يعرض عِنْد فَسَاد الهضم فِي الْمعدة بضروب مُخْتَلفَة وَاعْلَم أَن الهضم إِلَى مَا هُوَ منافر للطبع أردى وأشر من أَلا يكون الهضم الْبَتَّةَ وَلَا يتَغَيَّر الْغذَاء فِي جَمِيع الْأَعْضَاء وَأما الهضم الضَّعِيف إِلَّا أَنه على الْحَال الطبيعية فبلاؤه أقل ويعرض من هَذِه الْحَالة إسهال شَبيه بِمَاء الدَّم أَو غسالة اللَّحْم وَأكْثر علل الكبد تبتدىء مَعَ خُرُوج هَذَا الشَّيْء فِي البرَاز لِأَن ضعف الكبد فِي تِلْكَ الْحَال لم تقو وَلم تشتد لَكِنَّهَا فِي حد تمكنها أَو تُؤثر فِي الْغذَاء أثرا بَينا حَتَّى تكون مِثَالا للدم فَإِذا تدبرت عِلّة الكبد انْقَطع هَذَا الِاخْتِلَاف الْبَتَّةَ وَخرجت أَشْيَاء لَهَا كيفيات مُخْتَلفَة وقوام مُخْتَلف بِمَنْزِلَة مَا يعرض إِذا كَانَت الْمعدة لَا تهضم الطَّعَام وَمَتى كَانَ ضعف الكبد من سوء مزاج حَار حدث عَنهُ ذوبان ويعرض ذَلِك أَولا فِي الأخلاط ثمَّ من بعد الأخلاط فِي نفس لحم الكبد وَتخرج مِنْهَا فِي البرَاز مُدَّة مُنْتِنَة جدا غَلِيظَة مشبعة اللَّوْن بِمَنْزِلَة الْمدَّة الَّتِي يقومها الْأَصْحَاب الحميات الوبائية) وَإِذا كَانَ سوء المزاج أَعنِي مزاج الكبد بَارِدًا فَإِن الِاخْتِلَاف لَا يكون دَائِما وَلَا كثيرا إِلَّا أَن الْعلَّة تطول وَيخرج فِي

البرَاز مَا بَين الْأَيَّام شَيْء لَا يشبه مَا يخرج فِي برَاز من يُصِيبهُ الذوبان من سوء مزاج حَار فِي لَونه وَلَا فِي رَائِحَته وَلَا فِي قوامه وَلكنه يكون أقل نَتنًا وَيكون منظره شَبِيها بمنظر الدَّم غير المتعفن غير شَبيه بِاللَّحْمِ الزَّائِد وَكثير مَا ترى الَّذِي يخرج فِي البرَاز كَأَنَّهُ دم أسود فَإِذا أَنْت تفقدته بعناية وجدته لَيْسَ بِدَم بل شَبيه بالعكر والدردى قريب من الْمرة السَّوْدَاء وَتخرج ضروب لَا ينْطق بهَا مَعَ سوء المزاج الْبَارِد والحار مِنْهُمَا رُطُوبَة كَانَ مَا يخرج من هَذَا رطبا وبالضد وَيجب أَن نقاوم كل وَاحِد بضده. صفة الدَّوَاء الَّذِي يعرف بالقفى نَافِع من علل المكبودين وَعلل الصَّدْر: زبيب منزوع الْعَجم خَمْسَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا زعفران مِثْقَال وَبَعض النَّاس يلقِي نصف مِثْقَال الذريرة مثقالان مقل الْيَهُود مِثْقَال وَنصف دَار صيني مِثْقَال سليخة نصف مِثْقَال سنبل ثَلَاثَة مَثَاقِيل إذخر مثقالان وَنصف مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل صمغ البطم مثله دارشيشعان مثقالان عسل سِتَّة عشر مِثْقَالا شراب قدر الْكِفَايَة. قَالَ جالينوس: هَذَا الدَّوَاء مؤلف من أدوية (ألف ب) تقبض قبضا معتدلاً وأدوية تجفف وتنقى الصديد الردىء وَتصْلح المزاج الردىء وَتَقَع فِيهِ أدوية تضَاد العفونة وأكثرها من جنس الطيوب والأفاوية فالدارصيني يصلح كل عفونة ويضاد كل قُوَّة مفْسدَة عَن الْفساد ويردها إِلَى الصّلاح وَتفعل ذَلِك بالصديد والأخلاط وبالأدوية القتالة والسموم والسليخة من بعد الدارصيني قوتها هَذِه الْقُوَّة مَتى كَانَت فائقة من جنس الدارصيني وَجَمِيع الطيوب تفعل ذَلِك دون فعل هذَيْن مثل السنبل والإذخر وقصب الذريرة والمر لِأَن هَذِه إِنَّمَا ألقيت فِي هَذَا الدَّوَاء على هَذَا الْمَذْهَب والدارشيشعان والزعفران قَابض منضج مصلح للعفونة وَقَبضه بِمِقْدَار مَا تحْتَاج إِلَيْهِ الكبد العليلة وَيُمكن فِيهِ مَعَ هَذَا أَن ينضج الأخلاط ويعدلها وَيصْلح مزاجها وَهُوَ مشاكل لجوهر الكبد غير الْفساد فِي نَفسه ومشاكلة الْغذَاء للعضو الَّذِي يداوى بِهِ أَمر جليل خَاصَّة فِي هَذَا الْموضع الَّذِي يحدث فِيهَا سوء المزاج إِلَّا أَن أَجود الْأَدْوِيَة للكبد مَا كَانَ يجمع أَن يضاد مزاجها الرَّديئَة ويغذوها أَيْضا وَكَذَلِكَ الشَّرَاب مُوَافق للكبد إِذا لم يكن مَا كَانَ فِيهَا ورم حَار أَو حمرَة لِأَنَّهُ يغذو وينضج وَيُقَوِّي ويقاوم العفونة ويضادها وَإِن اتّفق أَن يكون سوء المزاج بَارِدًا رطبا شفَاه من غير أَن ينالها مَكْرُوه وَالْعَسَل فِيهِ هَذِه الْحَال أجمع خلا التقوية لِأَن من شَأْنه أَن يجلو وَيفتح المجاري الضيقة وَإِلَى هَذَا تحْتَاج الكبد الضعيفة لتنقى مَا فِيهَا من أَفْوَاه) الْعُرُوق الضوارب النافذة من بَعْضهَا إِلَى بعض. قَالَ جالينوس: وَبَعض من يؤلف أَمْثَال هَذِه الْأَدْوِيَة يلقى فِيهَا أفيوناً وبزربنج وَنَحْوهَا فيجعلها نافعة لمن بِهِ سوء مزاج حَار وَلذَلِك صَارَت الفلونيا تشفى من سوء مزاج الكبد. قَالَ جالينوس: وَلَا يَنْبَغِي أَن تجْعَل دواءك هَذَا قوي التبريد جدا. لى قد بَان من أَمْثَال هَذِه الْأَدْوِيَة أَنه يُمكن فِيهَا إصْلَاح الكبد بِأَيّ نوع كَانَ من سوء مزاجه وَإِن كَانَت أَيْضا سدد وَغير ذَلِك فتحهَا وَيُقَوِّي ضعفها وَيجب أَن تقصد فِي الأسخان والتبريد نَحْو مَا ترى وينفع الكبد الأثاناسيا على هَذِه الصّفة: زعفران دارصيني مِثْقَال سنبل

مثقالان سليخة مر فقاح الْإِذْخر مِثْقَال مِثْقَال يعجن بِعَسَل فائق الشربة قدر باقلى للحموم بماءالعسل. لى وَلمن لَا يحم بشراب وَهَذَا معجون فائق جدا صفته: زعفران مثقالان مر أسارون فومو بزرالزوفزا بزر كرفس جبلى من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل وسنبل هندي وسنبل قليطى سِتَّة سِتَّة قسط سليخة فقاح الْإِذْخر من كل وَاحِد نصف مِثْقَال فوة الصباغين ثَمَانِيَة مَثَاقِيل عصارة السوس ثَلَاثَة مَثَاقِيل سقولوقندريون ثَلَاثَة جعدة دهن بِلِسَان سِتَّة سِتَّة الْخَلْط الَّذِي يُسمى أندروخرون الْمَوْجُود (ألف ب) فِي الترياق خَمْسَة مَثَاقِيل عسل بِقدر الْحَاجة الشربة بندقة بشراب عسلى. أَقْرَاص جَيِّدَة لوجع الكبد مَعَ حرارة: لَك مغسول زعفران خَمْسَة خَمْسَة أَمِير باريس أَرْبَعَة ورد سَبْعَة صندل أَحْمَر خَمْسَة بزر كشوثاء تِسْعَة دَرَاهِم بزر الهندباء أَرْبَعَة ثَمَرَة الطرفاء ثَلَاثَة وَنصف مصطكي وبزر الرازيانج من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف عصارة الإفسنتين وعصارة غافت دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر الرجلة خَمْسَة دَرَاهِم يعجن بِمَاء الهندباء أَو عِنَب الثَّعْلَب يقرص من مِثْقَال ويسقى بِمَاء الْخلاف والهندباء والسكنجبين من كل وَاحِد أوقيتان مغلى مروقا. ضماد لوجع الكبد الْبَارِدَة والورم الصلب: زعفران أُوقِيَّة إكليل الْملك أوقيتان سنبل أسارون حَماما صَبر قصب الذريرة سوسن من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة أصُول خطمى وأصول الكرنب النبطي من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَنصف قسط خَمْسَة دَرَاهِم بابونج أوقيتان من فقاحه فَقَط عيدَان سليخة خَمْسَة دَرَاهِم لاذن مثله ميعة أَرْبَعَة دَرَاهِم حب بِلِسَان خَمْسَة دَرَاهِم راويد مدحرج أَرْبَعَة ومقل أشق مرأوقية أُوقِيَّة تنقع الصموغ والزعفران فِي مطبوخ حَتَّى تلين ويداف ثَمَانِي أَوَاقٍ شمع بدهن ناردين مثله أَو على قدر الْحَاجة الكافية وَينزل عَن النَّار وتسحق الصموغ حَتَّى تَجْتَمِع نعما وَتَذَر الْأَدْوِيَة مسحوقة عَلَيْهِ وَتجْعَل على ورق الكرنب وتضمد بِهِ الكبد وينفع من) وجع الكبد أَن يَأْكُل العليل عِنَب الثَّعْلَب مطبوخاً مطيباً بدهن لوز حُلْو وَشَيْء من مرى وكزبرة وَإِن احتجت أَن تسهل بمطبوخ فاطرح فِيهِ أصولاً وبزوراً وغافتاً وإفسنتيناً وشاهترج مَعَ الهليلج وَالتَّمْر هندي وَاجعَل بياضه من الغاريقون من دِرْهَم إِلَى مِثْقَال فَإِنَّهُ جيد للكبد وإيارج فيقراء معجونين بسكنجبين وَإِذا أردْت أَن تحبس الْبَطن فاخلط فِي أقراصه طباشير وأقاقيا مغسولاً لوجع الكبد الحارة: سمك مطبوخ بخل. ج: الهندباء البستاني والبري الْغَالِب على مزاحها برد يسير وَفِيهِمَا مَعَ هَذَا شَيْء من مرَارَة ويقبضان قبضا معتدلاً ولمكان هَاتين الكيفيتين صارتا من أَجود الْأَدْوِيَة للكبد الَّتِي بهَا سوء مزاج حَار وَذَلِكَ مَعَ أَنَّهُمَا يبردان تبريداً معتدلاً هما أَيْضا يقويان الكبد بقبضهما ويجلوان

بمرارتهما ويفتحان أَفْوَاه الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب وَلَا يضران سوء المزاج الْبَارِد مضرَّة كَثِيرَة كَمَا يضرهما الْأَشْيَاء الْبَارِدَة الرّطبَة من غير قبض وَلَا مرَارَة وَهَاتَانِ البلقتان نافعتان للكبد فَإِن أَصَابَهَا مَعَ ذَلِك سوء مزاج بَارِد وأصابها مَعَ ذَلِك رُطُوبَة أَيَّة الرطوبات كَانَت إِذا خلط مَعهَا شَيْء من الْعَسَل فَإِنَّهُمَا مَعَ ذَلِك يحدران الرُّطُوبَة مَعَ الْبَوْل (ألف ب) وَإِن جففت هَاتَانِ البلقتان وسقيتا مَعَ الْعَسَل نفعتا كَذَلِك. وَإِن سقى طبيخها مَعَ مَاء الْعَسَل نفع نفعا بليغاً. وَإِن لم يكن الْمَرَض سوء مزاج حَار بل كَانَ سدة فَقَط نفع نفعا عَظِيما. وَمَتى شربتا مَعَ شراب أَبيض لطيف يُمكن فِيهِ إدرار الْبَوْل. وَنَفس جرمها إِذا شرب مجففاً أَو طبخ أَو شرب نفع طبيخه. قَالَ: وَمِمَّا يبلغ فِي تنقية الكبد وَيفتح الطّرق الضيقة فِيهَا من غير أَن يسخنها إسخاناً ظَاهرا وَلَا يبردها السرخس لِأَن المر غَالب عَلَيْهِ غَلَبَة قَوِيَّة. أرخيجانس: عصارة السرخس قوانوش وَمَاء الْعَسَل ثَلَاثَة يسقى للكبد عصارة الهندباء الدَّقِيق البستاني المر قوانوش وَمَاء الْعَسَل ثَلَاثَة يسقى. وَإِن شِئْت فالهندباء الْبري كَذَلِك. لي يمكنك أَن تعْمل فِي هَذَا مَا شِئْت فاتح نَحْو مَا تريده فَمرَّة تَجْعَلهُ بِلَا عسل وتزيد فِي برده شَيْئا وتجعله مِمَّا يدر الْبَوْل وَمرَّة بِشَيْء من الكاكنج وَمرَّة تزيد فِيهِ مَا يفتح السدد كعصارة السرخس والكرفس وَمرَّة بِمَا يسخن قَلِيلا كالكرفس وَمَا هُوَ أقوى مِنْهُ إِذا كَانَ سوء المزاج فِي الكبد رطبا فَإِنَّهُ يُرْخِي الكبد ويفتحها حَتَّى يسترخي والكبد فِي هَذِه الْحَالة تحْتَاج إِلَى أدوية قابضة مَعَ حرارة كَانَت الرُّطُوبَة أَو مَعَ برودة إِلَّا أَنَّهَا إِذا كَانَت مَعَ برودة فليخلط بالقابضة مَا يسخن وَإِن كَانَت مَعَ سخونة فليخلط بِمَا يبرد وَإِن كَانَ وسطا فوسطاً وَأما مَا كَانَ من الأكباد وَمن سَائِر) الْأَعْضَاء قد صلبت بِسَبَب أخلاط بَارِدَة غَلِيظَة لزجة مداخلة لنَفس الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فَإِن بهَا سوء مزاج بَارِد وَلذَلِك يحْتَاج إِلَى أدوية لَطِيفَة مسخنة وَذَلِكَ لِأَن مَا هَذِه حَاله يقى فَإِن لزوجة الأخلاط الَّتِي قد لحجت فِي الْأَعْضَاء الَّتِي قد تلطف وَأَنا حَامِد لوُقُوع الْأَدْوِيَة الملينة مَعَ هَذِه لِأَنَّهَا تجْعَل الْأَعْضَاء متهيئة للتحليل بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة وَذَلِكَ أَنه مَتى لم تتقدم فِي تليين الْأَعْضَاء الَّتِي قد حدثت فِيهَا الصلابة وَاقْتصر على الَّتِي تلطف وتحلل يتَبَيَّن لنا مِنْهَا فِي الِابْتِدَاء نُقْصَان من الصلابة ظَاهر وتحجرت الْبَاقِيَة حَتَّى تصير فِي حد لَا برْء لَهُ فَيجب أَن تخلط فِيمَا تعالج الكبد بهَا من الملطفات أدوية ملينة وَلِأَن جرم الكبد إِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَة رُطُوبَة جامدة وَيجب أَن تكون الملينة أَضْعَف فِي الْخَلْط كثيرا وَتَكون الأخلاط الَّتِي تسخن وتلطف أغلب فِي هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا صلابة الكبد كمها فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا الصلابات الْحَادِثَة فِي سَائِر الْأَعْضَاء وَلذَلِك قد أصَاب اسقلينادس فِي حَمده للدواء

الْمُتَّخذ بمرارة الدب لِأَنَّهُ حمد نَفعه لما جربه وَذَلِكَ أَنه مؤلف من أفاوية يُمكنهَا أَن تلطف أَو تجلو وتحلل وَفِيه مَعَ هَذَا أدوية أخر حارة حريفة تقطع وتحلل وأدوية تسكن الوجع وَهِي بزر القثاء وَحب العرعر والمغرة وخواتم الْبحيرَة (ألف ب) وأدوية تدر الْبَوْل ليبدر وَيخرج مَا يتَحَلَّل عَن الكبد من الرطوبات وَهَذِه صفة الدَّوَاء دَوَاء منجح نَافِع من صلابة الكبد: كَمَا فيطوس فراسيون بزر كرفس جبلى جنطيان بزر الفنجنكشت مرَارَة الدب خَرْدَل بزر القثاء سقولوقندريون أصل الجاوشير خَوَاتِم الْبحيرَة فوة الصَّبْغ بزر الكرنب راوند فلفل سنبل هندي قسط بزر الكرفس بزر جرجير بقلة يَهُودِيَّة جعدة أفيون غافت حب العرعر بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل الشربة بندقة بشراب معسل قدر قوانوش. لى ألزم هَذَا القانون فِي الدَّاخِل وَالْخَارِج. دَوَاء للكبد: زراوند نصف مِثْقَال إِن كَانَت هُنَاكَ حرارة أعنى حمى فاسقة بِمَاء وَإِلَّا فَاشْرَبْ فَإِنَّهُ ينفع ويؤثر أثرا حسنا ومرارة الدب نافعة للمكبودين بِخَاصَّة يسقى قدر ملعقة وَلحم الحلزون الْمُسَمّى فلنجارش يسحق وَيشْرب بشراب أسود وَكَذَلِكَ كبد الذِّئْب. ج: إِنَّا جربنَا كبد الذِّئْب تجربة بَالِغَة تسحق نعما ويسقى مِنْهَا مِثْقَال مَعَ شراب حُلْو فَإِن هَذِه الْأَشْرِبَة أَجود للكبد فِي هَذِه الْحَالة لِأَنَّهَا تلقاها لقاءاً سَاكِنا أعنى لحم الحلزون ومرارة الدب وكبد الذِّئْب لَا ينفع بكيفيته بل بخاصيته. أرخيجانس: مَتى كَانَت فِي الكبد صلابة كَثِيرَة فاعصر الشيح الرطب واسق عصارته ولتكن) غَلِيظَة أَو خُذ وجا وأصل الجوشير ثَلَاثَة مَثَاقِيل واسقه بطبيخ الْعَسَل دَائِما فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك جدا وضمد الكبد الصلبة ببزر الْكَتَّان ودقيق الشّعير مطبوخين بشراب أَو بأصول الْكبر والسكنجبين أَو بأصول الخطمى الْمَطْبُوخ بشراب أَو تَأْخُذ مرا فانقعه بشراب قَابض واخلط مَعَه قسباً تعجنه بِهِ وضمد الكبد الصلبة بِهَذَا الضماد: ضماد جيد: أشق مائَة مِثْقَال مقل أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا زعفران اثْنَا عشر مِثْقَالا شمع مائَة وَأَرْبَعُونَ مِثْقَالا دهن الْحِنَّاء قوطولى خل نصف قوطولى يَجْعَل ضماداً وينفع مِنْهُ ضماد إكليل الْملك وضماد فليطريون نفعا بليغاً وتتدارك صلابة الكبد قبل أَن يصير إِلَى رداءة المزاج. وَأصْلح الْأَوْقَات لَهَا وَقت تكون الأغذية قد أخذت تنفذ عَن الْمعدة والكبد. ابْن ماسويه: قد يكون إسهال عَن ضعف الْقُوَّة الهاضمة فِي الكبد ويستدل عَلَيْهَا بإسهال شَبيه مَاء اللَّحْم من مغص وَلَا خراطة وَلَا وجع فِي الْبَطن وَيكون الْجِسْم مَعَه ذابلاً مهزولاً لقلَّة مَا يصل إِلَيْهِ من الْغذَاء واللون سمج مائل إِلَى الصُّفْرَة وَالْبَيَاض وَإِذا نفذ الطَّعَام عَن الْمعدة وجد حِينَئِذٍ ثقلاً فِي الكبد فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهُ فِي ذَلِك الْوَقْت يصير فِي الجداول. وَيكون ذَلِك عَن برد الكبد وتقصيرها عَن تولد الدَّم فليسق حِينَئِذٍ أدوية تسخن

الكبد وتقوية كقشور الفستق يفلى قلواً يَسِيرا وَهَذَا دَوَاء جيد: يُؤْخَذ جوزبوا تعمد إِلَى (ألف ب) اطراءه واسطعه رَائِحَة دِرْهَمَانِ سنبل الطّيب دِرْهَم بزر الكرفس دِرْهَم يشرب بشراب قد أنقع فِيهِ قشر الفستق وَبِالْجُمْلَةِ مَا يسخن وَيقبض وتكمد الكبد بجوز الطّيب وَفِي أُخْرَى بسنبل الطّيب والإفسنتين الرومى وقصب الذريرة وقشر الكندر والمصطكي أُوقِيَّة وَنصف أُوقِيَّة يذاب بنضوج مُعتق وشراب ريحاني وتضمد بهَا الكبد وَيطْعم الدارج الكردناك ومطجناً بعد أَن يذر عَلَيْهِ كمون وكرويا وسنبل وقرنفل أَبُو جريج الراهب: خَاصَّة مَاء عِنَب الثَّعْلَب تَحْلِيل الأورام الْبَاطِنَة وَقدر مَا يشرب من مَائه أَربع أَوَاقٍ مَعَ سكر فَإِذا مزج بِمَاء الأكشوث والهندباء والكرفس كَانَ عجيباً فِي نَفعه لأورام الكبد وَسَائِر الأحشاء وَقَالَ: وعصارة الإفسنتين والغافت جَيِّدَة للأورام فِي الكبد والسدد وبطونها وَيمْنَع من تهيج الْوَجْه والورم فِي الْأَطْرَاف وَفَسَاد المزاج الحلتيت ضار للكبد. ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة قَالَ: خَاصَّة الصَّبْر فتح سدد الكبد وتقويتها وإذهاب ابْن ماسويه: الإيرسا يفتح سدد الكبد ويقويها بَالغ فِي ذَلِك عَجِيب غير أَنه ردىء للمعدة) الأغذية الحلوة رَدِيئَة للكبد الحارة لِأَنَّهَا تستحيل إِلَى المرارة وتملأها. من تَدْبِير الْمطعم لحنين: السلق مَتى أكل بالخردل فتح سدد الكبد. أغلوقن قَالَ: أما الورم الصلب الْكَائِن فِي الكبد فقد عالجناه فِي ابْتِدَائه وبرىء مَرَّات كَثِيرَة فَأَما مَا تطاولت أَيَّامه فَلَا أَنا قدرت على برئه وَلَا غيرى وَجَمِيع من يُصِيبهُ هَذَا الورم الصلب يستسقى وَأَكْثَرهم يموتون بعد مُدَّة طَوِيلَة وَقَلِيل مِنْهُم يهْلكُونَ سَرِيعا وَهُوَ مِنْهُم من بِهِ اخْتِلَاف كثير لِأَن أَفْوَاه الْعُرُوق فِي هَؤُلَاءِ الَّتِي يتَأَدَّى فِيهَا الْغذَاء من المقعر إِلَى المحدب قد وانضمت انضماماً شَدِيدا وَلذَلِك أَصَابَتْهُم الخلفة وَأما من تخلص مِنْهُم فَإِنَّهُ تخلص بالعلاج الْمركب من الملينة والقابضة العطرية كحشيش الإفسنتين وَكسب حب البان والسنبلين والزعفران والورد وورق الْكَرم والمصطكي ودهن الناردين والمصطكي ودهن السفرجل ودهن زهرَة الْكَرم فَهَذِهِ الْأَدْوِيَة إِذا خلط بهَا الأشق والمقل والشحوم والأمخاخ كَانَ بهَا شِفَاء الورم الصلب فِي الكبد إِذا ساعدها التَّدْبِير والغذاء الْجيد المشاكل لهَذَا التَّدْبِير وَيجب أَن يكون غرضك فِي تفتيح سدد الكبد وجلاء مَا قد رسخ فِيهَا وَهَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى وليخلط بهَا شَيْء مِمَّا يدر الْبَوْل. الْأَعْضَاء الألمة مِثَال الْفرق بَين عِلّة الكبد والشوصة الشَّدِيدَة وينفع فِي سَائِر الْعِلَل قَالَ: أنزل أَن إنْسَانا يحس فِي وَقت تنفسه بوجع فِي مَوضِع ضلوع الْخلف يَقُول إِنَّه لَا يجب أَن تظن عَاجلا أَن بِهِ ذَات الْجنب (ألف ب) لَكِن يَنْبَغِي أَن نَنْظُر مَعَ ذَلِك هَل يقذف شَيْئا إِذا

سعل متغير فَإِن كَانَ يقذف ذَلِك فِيهِ ذَات الْجنب وَإِلَّا فَلَا يحكم أَن ذَات الْجنب لَيْسَ بِهِ وَذَلِكَ أَنه يُمكن أَن يكون مبتدئاً بعد إِن لم يبتدىء بنفث وَيجوز أَن يكون هَذَا فِي الْجنب إِنَّمَا هُوَ تمددت المعاليق الَّتِي تكون فِي الكبد فِي بعض الْأَبدَان لِأَنَّهَا إِذا كَانَت مربوطة مَعَ الأضلاع عرض من ذَلِك أَن يبلغ الوجع للغشاء المستبطن للأضلاع إِلَّا أَن نبض الْعرق فِي ذَات الْجنب لَا يشبه نبض وجع الكبد وَكَذَلِكَ فَإِنَّهُ يخرج فِي وجع الكبد برَاز لَا يشبه ذَات الْجنب وَيثبت فِي جَمِيع علل الكبد وأوقات أمراضه فتفقد الْجَانِب الْأَيْمن تَحت الشراسيف هَل يجد فِيهِ ورماً فَإِن وجد فَذَلِك وَإِن لم يجد فَلَا يحكم أَن لَيْسَ ذَلِك عِلّة الكبد لِأَنَّهُ قد يُمكن ورم الكبد فِي نَاحيَة المقعر أَو من المحدب فِي مَكَان لَا يُمكن أَن يحس فاحتل حِينَئِذٍ بِأَن تَأمره أَن يتنفس أعظم مَا يقدر عَلَيْهِ ثمَّ سَله هَل يحس شَيْئا من الثّقل فِي أَعْضَائِهِ العلى وَإِمَّا من الضلوع الَّتِي تحتوي عَلَيْهَا فَإِن كَانَ كَذَلِك فكبده وارمة وَذَلِكَ الورم يضغط الْحجاب ويرجمه ويهيج بالعليل لذَلِك سعلة يسيرَة وَإِذا تَمَادى الْأَمر) بِهَذَا العليل ظَهرت لَك أَعْرَاض دَالَّة على ذَلِك بالتحقيق وَذَلِكَ أَن لون اللِّسَان ولون الْجِسْم يتَغَيَّر فِي علل الكبد كَمَا أَن السعال يتزيد فِي علل الصَّدْر وَيتبع ذَلِك على الْأَيَّام النفث المنتن. الْأَعْضَاء الألمة: قد يحدث فِي هَذَا الْعُضْو سوء مزاج وأورام دموية صلبة وبلغمية وتمدد حَادث عَن الرّيح وسدد تحدث عَن الأخلاط الغليظة فِي أقاصى عروقها والأورام والسدد كلهَا تحس مَعهَا بالثقل فِي جَانب الكبد فَأَما إِذا كَانَ قد اجْتمع فِي الكبد ريح كَثِيرَة بخارية لَا تَجِد منفذاً فَإِن صَاحبهَا لَا يجد مس الثّقل فَقَط لَكِن يجد مَعَ ذَلِك من التمدد والأورام الْحَادِثَة فِي تقعير الكبد إِن كَانَت عَظِيمَة فتعرف بالحس قَالَ: قد تحدث أورام فِي الْبَطن يتَوَهَّم أَنَّهَا فِي الكبد وَإِنَّمَا هِيَ فِي العضل الَّذِي فَوق الكبد فِي مراق الْبَطن وَهَذَا العضل مِنْهُ مَا وَضعه بالطول ذَاهِب إِلَى القص إِلَى نَاحيَة الْعَانَة وَإِذا كَانَ الورم فِي هَذَا العضل لم يخف الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ طَوِيل ذَاهِب مضام للسرة وَمِنْهَا عضل تَحت هَذِه ذَاهِب على الوراب فَإِذا كَانَ الورم فِي هَذِه فَالْفرق بَينه وَبَين الْكَائِن فِي الكبد أَشد وَمن هَذَا العضل أَيْضا عضل يذهب فِي عرض الْبَطن وَهِي تَحت هَذِه ذَاهِب على الوراب وَإِذا كَانَ الورم فِي هَذِه فَهُوَ أَشد واصعب تفريقاً بَينه وَبَين الورم فِي الكبد والكبد مَوْضُوعَة من وَرَاء هَذِه الثَّلَاثَة الْأَصْنَاف من العضل وَتَحْت الغشاء أَيْضا الْمَعْرُوف بالصفاق وَهَذِه أجمع فَوق الصفاق فَإِذا كَانَت الكبد موصوقة من وَرَاء هَذَا العضل أجمع فَلَيْسَ يُمكن أَن يتعرف ورمه بالمس إِلَّا أَن يكون ورمه عَظِيما جدا أَو يهزل ويخف عضل الْبَطن وَلَكِن هَاهُنَا عَلَامَات دَالَّة على ورم الكبد الْحَار وَهِي أَن يجد العليل وجعاً (ألف ب) فِي جَانِبه الْأَيْمن فِيمَا دون الشراسيف وَإِذا جذبنا جلدَة مَا دون الشراسيف إِلَى فَوق أوجعهُ ذَلِك ويبلغ وَجَعه التراقى فِي الأحيان ويسعل سعالاً يَسِيرا

وَيكون لِسَانه فِي أول الْأَمر أَحْمَر وَفِي آخر الْأَمر يسود سعالاً يَسِيرا وَيبْطل شَهْوَته بطلاناً شَدِيدا ويدوم عطشه ويتقيأ مرَارًا مَحْضا لَا يخالطه شَيْء آخر فِي بعض الْأَوْقَات وَفِي آخر الْأَمر ينزل بِهِ وَإِن لم يتَّفق أَن يكون ورم الكبد مَعَ ضعف مِنْهَا احْتبست الطبيعة فَهَذِهِ دَلَائِل فلغمونى للكبد وأعراض الْحمرَة كهذه لَكِنَّهَا أَشد ويحمون حمى مَعهَا عَطش شَدِيد جدا وَأما الفلغمونى الَّذِي يكون فِي الْجَانِب المقعر من الكبد فَإِنَّهَا تفوق الَّتِي فِي الْجَانِب المحدب فِي تَعْطِيل الشَّهْوَة وَفِي التهوع وَفِي البرَاز والعطش كَمَا أَن الأورام الَّتِي تكون فِي المحدب تفوق الَّتِي فِي المقعر بِأَنَّهَا تحدث مَعَ الوجع فِي التنفس أَكثر مِمَّا تحدثه الَّتِي فِي المقعر وتحرك السعلات الصغار أَكثر وَإِن كَانَ الوجع يرتقى إِلَى التراقى حَتَّى يظنّ العليل) أَن ترقوته تنجذب إِلَى أَسْفَل وَأما الأضلاع الْخَارِجَة عَن القص الَّتِي تعرف بضلوع الْخلف فَإِنَّهَا تَشْتَكِي مرَارًا كَثِيرَة مَعَ ورم الْوَجْهَيْنِ كليهمَا وَهَذَا شَيْء عَام لَهما بِالْوَاجِبِ وَلَيْسَ هُوَ شَيْئا يعرض لجَمِيع من تمرض كبده وَذَلِكَ أَن الكبد لَيست فِي جَمِيع النَّاس مضامة لهَذِهِ الأضلاع بالأغشية الَّتِي تربطها كَمَا ترى ذَلِك فِي القرود وَغَيرهَا من الْحَيَوَان وَذَلِكَ أَنا نجد فِي بعض الْحَيَوَان الكبد مُتَّصِلَة بِهَذِهِ الأضلاع وَفِي غَيرهَا غير مُتَّصِلَة. قَالَ: وأورام الكبد إِذا كَانَت فِي أحد جانبيه فَإِنَّهَا تدخل إِلَى الْجَانِب الآخر مِنْهُ شَيْء وَلَا ينحاز تحيزاً خَاصّا فِي ذَلِك الْجَانِب لَا يتجاوزه. قَالَ: وَمن كَانَ مَا وَرَاء الشراسيف مِنْهُ بالطبع رَقِيقا ثمَّ زَادَت رقته من أجل مرض من الْأَمْرَاض بالأورام الْعَظِيمَة الَّتِي تكون فِي الكبد تدْرك وتلحق باللمس ولهذه الأورام شَيْء يَخُصهَا دون أورام العضل الَّتِي فَوق الكبد وَهُوَ أَنه يَقع اللامس مِنْهَا على ورم لَهُ حد يَنْقَطِع دونه دفْعَة وَأما ورم العضل الَّذِي فَوق الكبد فلَان أَجْزَائِهَا مُتَّصِلَة بَعْضهَا بِبَعْض مُدَّة أطول فورمها بِهَذَا السَّبَب يحسها اللامس ينتفض غلظه أَولا فأولاً وَإِن كَانَ الورم الَّذِي فِي الكبد من الورم الصلب فمعرفته باللمس يعسر من أجل عرض يعرض وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ أبين لِأَن هَذَا الورم أَصْلَب وَأَشد مدافعة والعضل الَّذِي على الْبَطن فِي مثل هَذِه الْحَالة يهزل وينحف وَلَكِن ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء ببارده قَالَ: وَأما أَمر السدد فِي الكبد فإنمايكون لضيق أَطْرَاف الْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المحدب من ذَلِك وَلذَلِك تلحج الأخلاط والورم الفلغمونى وسقيروس خَاصَّة يكون سَبَب التضيق لهَذِهِ المجارى قَالَ وَأما ضعف الكبد عَن سوء الأمزجة فَأَما الْحَار مِنْهَا فيحرق الكيلوس الَّذِي يصير إِلَيْهَا من الْمعدة والباردة يَجْعَلهَا غبر نضجة واليابس يَجْعَلهَا أجف وَأَغْلظ وَالرّطب بالضد. قَالَ: فَمَتَى رَأَيْتُمْ إنْسَانا يتغوط شَبِيها بغسالة اللَّحْم (ألف ب) الْمَذْبُوح قَرِيبا فَلْيَكُن ذَلِك دَلِيلا على أَن الكبد ضَعِيفَة عَن استتمام توليد الدَّم وَإِذا كَانَ يتغوط كالذردى فاعلموا أَن الكبد يحرق الدَّم وَإِذا خرج فِي البرَاز صديد دموي فَأمره على طول الْأَيَّام تصير إِلَى أَن يخرج شَيْء دموي سوداوي وَمرَّة سوداوي

وَمرَّة سَوْدَاء مَحْضَة وَسُوء المزاج الْبَارِد الَّذِي يكون فِيهِ برَاز صديدي رَقِيق قد يبتدىء بِلَا حمى وَإِذا طَالَتْ الْمدَّة مَعَ ذَلِك كَانَت حميات لِأَن الدَّم الَّذِي فِي الكبد يفْسد والجهال يستخفون بِهَذِهِ الحميات ويظنون أَن ذَلِك من أجل إمْسَاك العليل عَن الْغذَاء والعليل إِنَّمَا يمسك عَن الْغذَاء من أجل شَهْوَته لِأَن بَطْنه لَا ينحدر فِي الْوَقْت الْوَاجِب ويظنون أَنه لَا حمى بالمريض أصلا ويدخلونه الْحمام ويلطفون التَّدْبِير) ويتهاونون وَكثير مِمَّن يكون بِهِ سوء مزاج بَارِد يخبر أَنه يجوع أَكثر فَأَما سوء المزاج الْحَار فَلَا تتبعه شَيْء الشَّهْوَة للطعام بل ذهَاب من الشَّهْوَة والعطش والحمى القوية وقيء أخلاط رَدِيئَة قَالَ: وَيجب أَن يَكُونُوا حافظين للعلامات كَيْمَا يتهيأ لكم الحكم والتعرف بِسُرْعَة. مِثَال: كَانَ طَبِيب بِهِ وجع فِي كبده فَدخلت إِلَيْهِ فرأيته فَرَأَيْت مَعَ عَلامَة طستا فِيهِ برَاز صديدي كَأَنَّهُ مَاء اللَّحْم الْمَذْبُوح وَهِي عَلامَة صَحِيحَة على ضعف الكبد غَايَة الصِّحَّة فَلم ألتفت إِلَى ذَلِك وتغافلت كَأَنِّي لم أره ثمَّ ضربت بيَدي إِلَى عرق العليل ليظْهر هَل بِهِ ورم فِي كبده وَإِنَّمَا ذَلِك لضعف فَقَط وَلِأَن الْمَرِيض كَانَ طَبِيبا فَقَالَ إِنَّمَا قعدت ساعتى هَذِه من قيام قمته فأجعل لحركتي خطأ من التَّوَاتُر وَرَأَيْت أَنا فِي النبض شَيْئا من عَلَامَات الورم ومددت عينى بعد ذَلِك فَرَأَيْت فِي طاق الْبَيْت قديرة صَغِيرَة فِيهَا زوفا قد خلط بِمَاء الْعَسَل فَعلمت لما رَأَيْت ذَلِك أَن العليل يتَوَهَّم أَن بِهِ ذَات الْجنب لِأَنَّهُ كَانَ يجد وجعاً فِي ضلوع الْخلف وَهَذَا شَيْء قد يتبع فِي بعض الْأَحْوَال إِلَى الأورام الْحَادِثَة فِي الكبد وَلِأَنَّهُ يخبر بذلك وَكَانَ تنفسه متواتراً صَغِيرا وَكَانَ بِهِ سعلات صَغِيرَة فَعلمت أَنه يظنّ أَن بِهِ ذَات الْجنب وَإنَّهُ لذَلِك السَّبَب اتخذ لنَفسِهِ زوفا مَعَ مَاء الْعَسَل فَوضعت يَدي على ضلوع الْخلف من جَانِبه الْأَيْمن وَهُوَ مَوضِع الكبد فَقلت هَذَا يوجعك فَأقر بذلك وَقلت لَهُ إِنَّك تشْتَهي أَن تسعل وَإنَّك إِنَّمَا تسعل سعلات صغَارًا يَابسا فِي مَا بَين مُدَّة طَوِيلَة فَأقر بذلك وسعل مثلهَا وَإِذا حَاضر وَقلت لَهُ إِنَّك إِذا تنفست تنفساً لَهُ فضل عَظِيم أحسست الوجع الَّذِي بك يزِيدهُ وَأَنَّك تحس أَيْضا بثقل مُعَلّق من جَانِبك الْأَيْمن فِي مَا دون الشراسيف وَأَرَدْت أَن أَقُول لَهُ إِن وجعك يبلغ الترقوة ثمَّ خفت أَن ينقص ذَلِك مِمَّا تقدم من الإصابات لِأَنِّي علمت أَن الوجع إنمايبلغ الترقوة فِي الأورام الْعَظِيمَة من أورام الكبد فَلم أَجْزم وَلَكِن قلت ستصيب وجعاً يبلغ تراقيك (ألف ب) كَأَنَّهُ يجذب إِلَى أَسْفَل كَانَ ذَلِك لم يعرض ذَلِك بعد. فَقَالَ: قد عرض لي أَيْضا ثمَّ قلت إِنَّك تتوهم بِأَن ذَات الْجنب. ج: وَإِنَّمَا وصفت لَك هَذَا لتجعلوه مِثَالا فَإِن اتّفقت لكم سَعَادَة يمكنكم من أجلهَا نتوية الِاسْم لم تقصرُوا عَنْهَا وَلم تضيعوها كهؤلاء الْجُهَّال. قَالَ: وَإِذا وصفت الْقُوَّة الجاذبة فِي الكبد استدللت عَلَيْهِ بأسهال كيلوسي وَذَلِكَ أَنَّهَا يجذب الكيلوس من الْمعدة فَيخرج من

أَسْفَل وَهُوَ كَذَلِك وَإِذا كَانَ فِي الكبد والجداول الَّتِي تدفع بهَا الْغذَاء ورم حَار خرج بالبراز شَبيه صديد) القروح حَتَّى إِذا نضج جدا صديد أغْلظ وَأقرب إِلَى الْقَيْح من ذَلِك. لى يفرق بَين هَذَا وَبَين عِلّة الأمعاء من مَوضِع الوجع وعلامات وجع الكبد قَالَ: وَمَتى كَانَت قُوَّة الكبد الماسكة ضَعِيفَة خرج الإسهال الشبيه بِمَاء اللَّحْم من بعد ذَلِك إِذا طَال دم كالدردى. لى يَنْبَغِي أَن يعْمل على هَذَا فَإِن هَذَا صَحِيح وَهُوَ نَص كَلَام جالينوس فَأَما مَا كتبناه فَإِن هَذَا يدل على ضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة فَقَط. قَالَ: وَإِذا كَانَ الورم الْحَار فِي الماسريقا كَانَ فِي البرَاز كصديد القروح رَقِيق وَكَانَ البرَاز كيلوساً لِأَنَّهُ بنفذ إِلَى الكبد وَذَلِكَ الصديد هُوَ مَا رشح من ذَلِك الورم. قَالَ: وَقد يستفرغ من الْبَطن دم أَحْمَر نقي إِذا قطعت بعض أعضاءالإنسان أَو احْتبسَ دم البواسير أَو الطمث لِأَن الَّذِي كَانَ يذهب إِلَى غذَاء ذَلِك الْعُضْو ويستفرغ يرجع إِلَى الأمعاء وَيكون ذَلِك أَيْضا لمن ترك رياضة كَثِيرَة كَانَ مُعْتَادا لَهَا. قَالَ: وَلَيْسَ فِي ذَلِك مَكْرُوه لِأَن الْبدن حِينَئِذٍ ينقى الْفضل عَن نَفسه. قَالَ: وَأما الْحمرَة والفلغموني إِذا نضجا فَإِنَّهُ يخرج فِي البرَاز دم كالدردى وَرُبمَا كَانَ مثل الإسهال عَن الكبد إِذا قويت بالأدوية الَّتِي تعالج بهَا فَرَجَعت قوتها وَدفعت عَن نَفسهَا الفضول لتنقى فَتخرج أَشْيَاء رَدِيئَة اللَّوْن وَالرِّيح فِي البرَاز ويتوهم الْجُهَّال أَن العليل قريب من العطب والعالم إِذا رأى هَذِه بعد نضج الورم وخفة العليل لم يهله ذَلِك وَاعْلَم أَن ذَلِك لَيْسَ ينذر بِسوء بل يدل على خير. فِي تشريح الْأَمْوَات قَالَ: إِن الكبد إِذا كَانَ فِيهَا ورم وسدد تضرها الْأَطْعِمَة الحارة لِأَنَّهَا تلهب الدَّم والباردة الغليظة لِأَنَّهَا تزيد فِي السدد فتحتاج إِلَى غذَاء متوسط فِي التبريد والإسخان وَلَا يكون لزجا ككشك الْحِنْطَة لَكِن يكون مَعَه جلاء ككشك الشّعير فَإِنَّهُ نَافِع فِي هَذِه الْأَحْوَال. الساهر إِذا ألفت مسهلات للكبد فألق فِيهَا مَا يصلح الكبد على هَذَا الْمِثَال: إهليلج أصفر وشاهترج وتمر هندي وحشيش غافت وأفسنتين وَاجعَل بياضه الغاريقون وألق فِيهِ مصطكي وسنبلاً وَنَحْو ذَلِك وأبرازاً وأصولاً. قَالَ: مَاء الْجُبْن يفتح سدد الكبد وَيجب أَن يتَّخذ بالسكنجبين ويسقى مَعَ بعض (ألف ب) الْأَشْيَاء القابضة الجيدة. الطَّبَرِيّ: اللوز يفتح سدد الكبد وَإِذا مرا كَانَ أقوى. أَقْرَاص تسقى عِنْد كل حِدة الكبد ويبس الطبيعة: لَك دِرْهَم راوند صيني دِرْهَم وَنصف بزر الكشوث وبزر الهندباء وبزر الرجلة دِرْهَم دِرْهَم عصارة الغافت دِرْهَم وَنصف سنبل مصطكي دِرْهَم دِرْهَم غاريقون دِرْهَمَانِ سقمونيا نصف دِرْهَم مشوي فِي سفرجل كافور) لى على مَا رَأَيْت فِي المنجح سرابيون: قد يحدث فوَاق من فلغموني عَن علل عَظِيمَة تحدث فِي الكبد. سرابيون: وَلنَا فِيهِ إصْلَاح قَلِيل الَّذِي يحدث فِي الكبد من الْعِلَل ثَمَانِيَة أَصْنَاف: سوء المزاج وَضعف جوهرها والسدد والأورام والقروح وَضعف قوتها يحدث

اخْتِلَافا مثل الدَّم وقوتها الْمُغيرَة إِن فَسدتْ بالحرارة جعلت الدَّم فِي الْبدن رديئاً مراريا وَمَتى فَسدتْ إِلَى الْبرد جعلته مائياً وَمَا بَين ذَلِك وقوتها الجاذبة إِذا ضعفت أحدثت إسهال الْبَطن والورم الْحَار فِي الكبد رُبمَا أسهل شَيْئا شَبِيها بِمَاء اللَّحْم إِذا كَانَت الكبد تعْمل الدَّم لَكِن عملا ضَعِيفا مائلاً إِلَى الْبرد والرطوبة وَمن سوء مزاج حَار يكون فِي الكبد يكون مَعَه عَطش وقيء مراري وَحمى قَوِيَّة وبراز منتن وَسُقُوط الْقُوَّة والشهوة وَأما الْبَارِدَة فَيكون مَعَه لين الْبَطن وشهوة الْغذَاء وَنقص الْعَطش وَلَا يكون بِهِ أَولا حمى ثمَّ تكون إِذا تَمَادى بِهِ الزَّمن لِأَن الدَّم نَفسه فِي الكبد ويعفن أَيْضا وَسُوء المزاج الْيَابِس ينحف الْجِسْم وَيصير مِنْهُ كالذبول وَيفْسد الْوَجْه وَيكون مَعَه عَطش وَالرّطب بضد ذَلِك. وَأما الْأَمْرَاض فَإنَّا سنذكرها فعالج كل سوء مزاج بِمَا يضاده فعالج الْحَار بِمَاء الشّعير وأنواع الهندباء والسلق بالخل وَإِن احتجت أَن تزيد فِي الْقُوَّة فلحم السّمك الرضراضى والتفاح وَالرُّمَّان والسفرجل وضمد بضماد الصندلين وفقاح الْكَرم والورد وحى الْعَالم وأطراف الآس وَالْخلاف والساذج والسنبل والمصطكي والشمع ودهن السفرجل ودهن الآس وَنَحْو ذَلِك ولفساد المزاج الْبَارِد عَلَيْك بالبذور المسخنة اللطيفة وغذ بالخبز المنقع فِي الْخمر والخنديقون وبلحوم العصافير والحجل ودع السّمك الْبَتَّةَ والفواكه الرّطبَة وَسُوء المزاج الرطب إِذا أفرط يُؤَدِّي إِلَى الاسْتِسْقَاء اللحمي واليابس إِلَى الذبول والحار إِلَى ذَلِك وَفَسَاد الدَّم والأورام أَيْضا والبارد إِلَى الاسْتِسْقَاء.) فِي الأورام قَالَ: الورم الْحَادِث إِن كَانَ فِي حدبة الكبد فَإِنَّهُ يحس إِذا كَانَت عَظِيمَة وَإِن حدث فِي تقعرها فالعلامة ثقل تَحت (ألف ب) الشرسوف وَبطلَان الشَّهْوَة والعطش الَّذِي لَا يفتر والقيء المراري ووجع كَأَنَّهُ يجذب المراق إِلَى فَوق ويبلغ إِلَى الأضلاع والكتف وَرُبمَا بلغ الجذب إِلَى طُلُوع الْخلف وَذَلِكَ فِيمَن كبده ملازقة لهناك وَهَذِه الْأَعْرَاض تعرض أَيْضا عِنْد الورم فِي حدبة الكبد غير أَنه إِذا كَانَ الورم فِي الحدبة كَانَ أعظم وأغلب فَيكون النَّفس أعظم والسعلة أقوى ويمتد الوجع فِي الْكَتف الْأَيْمن لَكِن بطلَان الشَّهْوَة يكون مَعَ ورم التقعر أَكثر مِمَّا يكون مَعَ ورم الحدبة وَكَذَلِكَ الْقَيْء المري والغثى وَكَثْرَة الْعَطش وَيكون مَعَ أورام الكبد الحارة حمى محرقة وَقد يحدث الورم فِي لحم الكبد نَفسه ووجعه يكون ثقيلاً غير نَاسخ وَأما فِي الغشاء الَّذِي يغشيه فوجعه نَاسخ غير ثقيل وَأما فِي عضل المراق الَّذِي فَوق الكبد وَهَذِه الأورام تكون طولا تمتد فِي غوص الْبَطن أَو طوله أَو تاريبه على نَحْو العضل الَّتِي هِيَ وارمة. وَأما أورام الكبد مستدير هلالي فأفصد الباسليق إِن أمكن وَأعلم أَن الكبد تحْتَاج فِي هَذِه الْحَال إِلَى أدوية وأغذية تقيم مجاريها وتحلل قَلِيلا وَهَذِه لَا تكون إِلَّا جلاءة وَلَا يجب أَن تكون مَعَ جلائها لذاعة لِأَن الورم ينفذ مَعهَا وَيزِيد مَعهَا فَالَّذِي تحْتَاج إِلَيْهِ مَا يجلو بِلَا لذع وَالْعَسَل كَذَلِك لكنه بجلائه يهيج الأحشاء فَاسق لذَلِك مَاء الشّعير فَإِنَّهُ يجلو بِلَا لذع مَعَ

السكنجبين وَأما الرُّمَّان والتفاح ونجوهما فَإِنَّهَا تسد الأوعية بقبضها فتحبس المرار إِن يخرج عَن الكبد فيزيد لذَلِك وخاصة إِن كَانَ فِي تقعير الكبد لِأَن فعلهَا يكون هُنَاكَ قَوِيا بعد فَأَما إِذا ارْتَفَعت إِلَى الحدبة قد استحالت وضعفت فَالَّذِي يصلح للورم فِي حدبة الكبد مَاء الشّعير والأدوية الَّتِي تدر الْبَوْل باعتدال نَحْو طبيخ الكرفس فَإِن كَانَ اللهب شَدِيدا فاعط العليل مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب والكاكنج والسكنجبين فَإِن تَمَادى الزَّمَان وَظهر الهضم فِي الورم فَاسْتعْمل الَّتِي شَأْنهَا إدرار الْبَوْل بِقُوَّة نَحْو الأسارون والسنبل والفو والبطراس اليون والمر وفقاح الْإِذْخر والغافت والكمافيطوس فَأَما إِذا كَانَ الورم فِي الْجَانِب المقعر فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تحرّك البرَاز نَحْو) الصَّبْر والتربد والغاريقون والهليلج الْأَصْفَر وَنَحْوهَا وَذَلِكَ بعد الهضم والحقن أَيْضا أَولا بِمَاء الْعَسَل والبورق فَإِذا ظهر الهضم فِي وَقت الانحطاط فاخلط بهَا شَحم الحنظل والقنطوريون وخاصة إِن بَقِي مِنْهُ بَقِيَّة متججرة فِي الكبد وباعده من الأغذية اللزجة وغذ بِمَا يجلو وضمد بالمرخية والعطرية لتجلل بالمرخية (ألف ب) وَتحفظ قُوَّة الكبد بالعطرية وَاسْتعْمل الأضمدة فِي أول الْأَمر حَيْثُ لَا يكون قد ظهر هضم مثل ضماد الصندلين وحى الْعَالم والسفرجل والقسب وَإِذا ظهر قَلِيلا فالبابونج والشمع ودهن الْورْد والمصطكي وَأما بِآخِرهِ إِذْ انحط وانهضم جدا فَاسْتعْمل فِي الْأَدْوِيَة والأضمدة الميعة السائلة والإيرسا والمر والأسارون والأشنة والجعدة وإكليل الْملك وبزر الْكَتَّان ودهن السوسن ودهن الناردين ودهن البابونج ودهن الشبث ودهن النرجس وَمَا كَانَ من الأورام فِي تقعير الكبد فأمل التَّدْبِير إِلَى الْبرد أَكثر لِأَن مَعهَا إِذا حميات قَوِيَّة حارة ضَرُورَة حادة وَلَا يحْتَمل الْأَشْيَاء المسخنة فِي الأورام الصلبة إِذا حدث الورم الصلب فِي الكبد يبْقى من الفلغمونى بقدم أَو حَادث بِذَاتِهِ وَلَا يكَاد يكون ذَلِك لِأَنَّهُ فِي أَكثر الْأَمر يكون بقايا فلغمونى فَإِن أَفْوَاه أوعية نُفُوذ الْغذَاء إِلَى الْجِسْم تنسد وينطلق الْبَطن وَيَمُوت صَاحبه فِي الْأَكْثَر وَيلْحق ذَلِك ضَرُورَة الاسْتِسْقَاء قبل الْمَوْت وينطلق الْبَطن إِذا كمل الانسداد لِأَن الأغذية ترجع منصبة إِلَى الْبَطن وَيهْلِكُونَ وَلَكِن فِي مُدَّة طَوِيلَة وَذَلِكَ أَن هَذَا الانسداد لَا يحدث سَرِيعا جدا. قَالَ: وغرض هَؤُلَاءِ أَن يفتح سدد أكبادهم والأضمدة الَّتِي ذَكرنَاهَا الَّتِي تصلح فِي آخر الورم الْحَار تصلح لَهُم وَيجب أَن يكون غرضك فِي أضمدة مثل هَذِه الأكباد ثَلَاثَة أَشْيَاء مِمَّا يلين كالمقل والشحوم وَمَا يلطف ويحلل كفقاح الْإِذْخر والغار والفاوينا والفوة وَحب البان وثجيرة وَمَا يُقَوي كحشيش الإفسنتين والمصطكي فَمن هَذِه الْأَنْوَاع تركب الأضمدة وَانْظُر أَلا تسرف فِي التَّحْلِيل فَيبقى من الصلابة بَقِيَّة متحجرة ممتنعة من التَّحْلِيل لَكِن عَلَيْك بالتحليل والتليين بِمَاء ثجير حب البان إِذا ضماد نَافِع جدا للصلابة فِي الكبد قَالَ: وَمِمَّا يسقى مِمَّا يفتح سدد الكبد ويضمد بِهِ: القنطوريون الدَّقِيق وأصل لِسَان الْحمل وورقه وبزره وأجود مِنْهَا بزره وقشور أصل شَجَرَة

الْغَار إِذا شربت ثَلَاثَة أبولسات مَعَ شراب ريحاني دَقِيق الترمس إِذا عجن بنقيعه وضمد بِهِ واللوف الْجَعْد وَهَذَا كُله عَجِيب فِي ورم الكبد الصلب والراوند الصيني والجعدة والكماذريوس والغاريقون شَأْنه التفتيح والتنقية والبابونج إِذا تضمد بِهِ فَإِن من شَأْنه أَن يحلل أَكثر من سَائِر) الْأَدْوِيَة وَمن الْأَدْوِيَة المركبة دَوَاء اللك ودواء الكركم ودواء والأثاناسيا ودواء الْقسْط وَلَا يصلح شَيْء من هَذِه إِذا كَانَت حرارة إِلَّا أَن تكون يسيرَة إِلَّا أَن هَذِه إِنَّمَا (ألف ب) تصلح للبرد والرطوبة ودهن الخروع بِمَاء الْأُصُول والغافت ودهن اللوز المر إِذا كَانَ فِي الكبد سدد بِلَا ورم من أخلاط غَلِيظَة لزجة وَلَيْسَ مَعهَا حرارة الْبَتَّةَ فَإِن عَلَامَات ذَلِك ثقل ووجع فِي الكبد من غير حمى وامتداد يحدث فِيهِ لِأَن رياحاً تتولد فِيهِ وَلَا يُمكنهَا أَن تنفذ وَإِذا طَال أَمر هَذَا السدد عفنت الأخلاط فِي الأكباد فأحدثت أوراماً وأهاجت حميات لَا محَالة. علاج ذَلِك: أَنه إِذا كَانَت السدد قَوِيَّة مزمنة فأفصد الباسليق ثمَّ أعْطه الْأَدْوِيَة الْمُقطعَة كالسكنجبين العنصلى وطبيخ الغافت وطبيخ الترمس الني وطبيخ أصل الْكبر وأصول الْإِذْخر والرازيانج والكرفس والأنيسون واللك والفوة والسليخة ودهن اللوز المر وَهُوَ يفتح أَيْضا كنحو تفتيح هَذِه وَنَحْوه الغاريقون والجنطيانا والقنطوريون وَمَا ذكرنَا من المركبة فِي بَاب الأورام الصلبة فَإِن العلاج متفارب إِلَّا فِي التليين الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ هُنَاكَ من أجل الورم الصلب. قَالَ: والدواء الْفَاضِل للسدد هُوَ السرخس لِأَن المرارة غالبة عَلَيْهِ. وَهَذَا الدَّوَاء عَجِيب لَهُ جدا وَهُوَ الدَّوَاء السنبلي: سنبل رومي ثَلَاثَة أَجزَاء أفسنتين جزؤ يدق ويعجن بِعَسَل وَيُعْطى وينفعهم أَيْضا حل الْبَطن بايارج فيقرا والبسبايج والأفسنتين والغاريقون وطبيخ البزور المدرو للبول. فِي الدُّبَيْلَة فِي الكبد: إِن حدث فِي الكبد خراج يجمع فَإِن فَتحه بالحديد تلف فَالْوَاجِب أَن يضمد دَائِما بدقيق شعير وذرق الْحمام وتين مسلوق وبورق ويطعمون عسلاً مغلي وتيناً يَابسا وزوفاء وفوذنجا وَمَاء الشّعير مَعَ عسل وَيسْتَعْمل الْأَدْوِيَة المدرة للبول كي تميل الْمَادَّة إِلَى الكلى والمثانة فَإِن هَذَا اولى وَأوجب من أَن تميل نَحْو تجويفي الْبَطن والأمعاء واسقهم طبيخ الحاشا والزوفاء والفوذنج النَّهْرِي. لى أَو طبيخ القنطوريون أَو طبيخ الفراسيون فَإِنَّهُ مجرب وَإِن كَانَت الطبيعة يابسة فَحلهَا بحب الصَّبْر فَإِذا انْفَتح الورم وَمَال نَحْو الكلى والمثانة فَلَا تسْتَعْمل حِينَئِذٍ شَيْئا من الْأَدْوِيَة القوية بل أعطهم بزر الْبِطِّيخ وبزر القثاء وأصل السوسن وَكَثِيرًا وفانيذا وَمن الأغذية عسلاً ولبناً قد نشفت مائيته وبيضاً نيمرشتا وملوخيا وَمَاء الشّعير وَالشرَاب الحلو فَإِن انبعثت الْمدَّة إِلَى الأمعاء فَاسْتعْمل من العلاج مَا لَا يُطلق الْبَطن كَبِير إِطْلَاق وَلَا يشده فَإِن) كَانَ الْخراج حَادِثا فِي غشاء الكبد فَإِنَّهُ إِذا تفتح ينصب فِي مابين الْحجاب والأمعاء فِي الْموضع الَّذِي فِيهِ يجْتَمع المَاء فِي المستسقى فافتح إِلَى جَانب الأربية الْيُمْنَى فَإِذا سَالَتْ الْمدَّة فواظب على الْخُرُوج. قَالَ: وجع الكبد والشوصة (ألف ب) فِي أول الْأَمر يتشابهان لِأَنَّهُ يلْزم الْجَمِيع ضيق نفس وسعلة فِي الترقوة الْيُمْنَى أَو

الْجنب الْأَيْمن فَأَما بِآخِرهِ فُلَانُهُ يظْهر مَعَ وجع الكبد حمرَة فِي اللِّسَان وسواده وَتغَير الْجِسْم أجمع فِي لَونه وسحنته وَيظْهر مَعَ ذَات الْجنب النفث والسعال الظَّاهِر الْخَاص بِهِ وَيفرق بَينهمَا فِي أول الْأَمر أَن نبض ذَات الْجنب صلب وَيجب أَن تنظر فَإِن أحسست فِي الْجَانِب الْأَيْمن بورم فالعلة فِي الكبد إِلَّا انه لَيْسَ إِذا لم يحس بذلك لَيست الْعلَّة فِي الكبد لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون للورم فِي قعرها أَو فِي الحدبة فِي أَعْلَاهَا فَانْظُر أَيْضا فِيمَن يحس بوجع فِيمَا بَين الأضلاع أَو تحتهَا فَإِن كَانَ ينفث من سعاله شَيْئا أَحْمَر أَو متلوناً فالعلة ذَات الْجنب وَإِن كَانَ لَا ينفث فَلَيْسَ يُمكن أَن يحكم أَن لَيْسَ بِهِ ذَات الْجنب لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون ابتدائها أَو يكون من الَّتِي يعسر النفث فِيهَا وضيق النَّفس بِذَات الْجنب أولى فَإِذا أردْت أَن تقف بِالْحَقِيقَةِ هَل ذَلِك فَأمر العليل أَن يتنفس أعظم مَا يُمكنهُ من النَّفس ثمَّ سل هَل يحس بثقل مُعَلّق تَحت شراسيفه وأضلاعه فَإِن كَانَ كَذَلِك فَهُوَ وجع الكبد وَمَا ينبعث من الْبَطن فِي وجع الكبد بِخِلَاف مَا ينبعث فِي ذَات الْجنب إِلَّا أَنه رُبمَا لم يخرج من الْبَطن شَيْء يدل على ذَلِك وَلَا يحس بالحس فَحِينَئِذٍ لَا يبْقى عَلامَة النبض الصلب والعلامة الَّتِي أَمرتك بهَا بالتنفس الْعَظِيم. مَجْهُول قَالَ: وَيحدث فِي الكبد أوجاع لصغرها فَقَط تقتصر على الأغذية اللطيفة القليلة وَيجْعَل ذَلِك مَرَّات شَيْئا بعد شَيْء. قَالَ: والورم الْحَار يعالج بالفصد وَمَاء الهندباء وَمَاء الشّعير وضماد الصندلين وسكنجبين فَأَما فِي الورم الجاسي الْبَارِد فبأقراص الأفسنتين ودواء الكركم والسنبل والقسط وَمَاء الْأُصُول ودهن اللوز المر وضماد الاصطماخيقون وكل الورم الصلب يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء وَإِن حدث فِي الكبد ورم عَن ضَرْبَة فَخذ راونداً صينياً وفوة مِثْقَالا فاسقه كل يَوْم مِثْقَالا ثَلَاثَة أَيَّام وضمد بطين أرميى وماش مَجْمُوع بميبختج قد أنقع فِيهِ سفرجل وتفاح أَو لطخ الكبد بموميامى ودهن بنفسج فَإِن لم يكن هُنَاكَ برد. فبالزيبق فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ. النبض الْكَبِير قَالَ: لَا يكون أبدا فِي الكبد ورم بلغمي لِأَن طباع الكبد تحيل البلغم. دبيد ورد: سنبل سليخة قسط هندي زعفران دَار صيني حب بِلِسَان مر دِرْهَم دِرْهَم ورد) سَبْعَة يعجن بترنجين قد غلى بِمَاء قد غلظ والشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء الهندباء والرازيانج جيد لورم (اليرقان) الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات: أَصْحَاب اليرقان مَتى لم تنق أبدانهم من المرار حدثت عَلَيْهِم حميات وَذَلِكَ أَنه لابد للخلط المراري الَّذِي هُوَ ذَا تَدْفَعهُ الطبيعة عَن الْبدن إِذا هُوَ لم يخرج أَن يعفن فَإِن كَانَ سَبَب اليرقان ورماً فِي الكبد أَو سدداً فَإِنَّهُ كَاف فِي استجلاب الْحمى. لى سَمِعت الأطروش يَقُول: إِنَّه لم (ألف ب) ير شَيْئا أضرّ من اليرقان إِذا ترك وَلم يعالح فَإِنَّهُ قد رأى مَرَّات كَثِيرَة يكون بعقبه موت فَجْأَة.

الأعضاء الآلمة

3 - (الْأَعْضَاء الآلمة) الْخَامِسَة: لتنظر أَولا هَل يكون يرقان إِلَّا والكبد عليلة فَنَقُول إِنَّه قد يكون اليرقان على طَرِيق البحران والكبد سليمَة وَقد يكون كثيرا إِذا فسد الدَّم كُله من لذع الْهَوَام أَو عَن الْأَطْعِمَة الْمُوجبَة لذَلِك من غير أَن يكون فِي الكبد سدة وَلَا ورم حَار. قَالَ: قد يكون إِذا ضعفت المرارة عَن الجذب للخلط المري وَهَذَا الضَّرْب غير الأضرب الَّتِي ذَكرنَاهَا. قَالَ: وَقد يكون إِذا امتلات المرارة وَلم تقدر أَن تجذب من الكبد لذَلِك المره وَرُبمَا لم تقدر أَن تجذب لسدة فِي مجْراهَا أَو لضعف قوتها الجاذبة. لى إِنَّمَا قَالَ: غير تِلْكَ الضروب الثَّلَاثَة لِأَنَّهُ قَالَ فِي لحق كَلَامه هُنَاكَ: إِن اليرقان يكون عِنْد السدد فِي الكبد وَمَا يكون عَن طَرِيق البحران وَمَا يكون من السمُوم والأطعمة الرَّديئَة. قَالَ: تفقد فِي اليرقان مَا يخرج بالبول وَالْبرَاز والعرق فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ الثّقل شَدِيدا لانصباغ بالصفراء وَكَذَلِكَ الْبَوْل شَدِيد الصَّبْغ وَكَذَلِكَ الْعرق إِذا جمع فِي طرحها وَفِي الْحمام وَآخَرين لَيْسُوا كَذَلِك وَرَأَيْت رجلا أَصَابَهُ بحران بيرقان مكث فِيهِ وَلم يذهب فَلَمَّا تفقدت بَوْله وبرازه وجدتهما على تِلْكَ الْحَالة الطبيعية فَدلَّ ذَلِك على أَن الكبد سليمَة لَا عِلّة فِيهَا فقصدت إِلَى تَحْلِيل ذَلِك من الْجلد بالحمام بِالْمَاءِ الْحَار وَالتَّدْبِير الرطب وَأَن يجمع مَعَ رطوبته تلطيفاً للاخلاط فبرىء فَأَما من كَانَ يشكو مَعَ اليرقان مس الثّقل فِيمَا دون الشراسيف فَأنى أفتح سددهم بالأطعمة والأشربة والأدوية الملطفة ثمَّ أسهلهم مرّة صفراء بدواء قوي فيبرءون فِي مرّة وَمن لم يبرأ سقيته أَشْيَاء تفتح تفتيحاً أقوى ثمَّ أسهله إسهالاً قَوِيا حَتَّى أَنه يجد لذعاً وَتخرج مِنْهُ مرّة ينجليه فضلا عَن الصَّفْرَاء والحمراء فيبرءون الْبَتَّةَ وَالَّذِي يسْبق إِلَى ظَنِّي فِي مثله هَذَا) اليرقان أَن المرارة امتلات فتمددت فَيعرض لَهَا مَا يعرض للمثانة إِذا امتدت من كَثْرَة الْبَوْل أَن يعصر الْبَوْل فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يحْتَاج إِلَى شيءيخرج ذَلِك المرار مِنْهَا حَتَّى ترجع إِلَى حَاله الطبيعي اسْتَعِنْ بآخر هَذِه الْمقَالة إِن شِئْت. الْمقَالة السَّادِسَة: إِذا اعتلت الكبد وَالطحَال حدث عَن ذَلِك يرقان أسود كَأَنَّهُ مركب من مرّة صفراء مخلوطة بفحم. الميامر السَّابِعَة: اليرقان الْكَائِن على حد البحران الْجيد يذهب بالحمام سَرِيعا وبالدلك بالأدهان المحللة والأدوية الموسعة للمسام نَحْو دهن الشبث والبابونج ودهن الأقحوان وَنَحْوهَا من الأدهان. قَالَ: والأدوية الحارة تضر من بِهِ مِنْهُم حمى فَأَما من لَا حمى بِهِ وَبِه يرقان عَن سدة فتنفعه البزور المدرة للبول. قَالَ: من أَصَابَهُ يرقان بِسَبَب سدد فِي كبده فَإِنَّمَا تَنْفَعهُ الْأَدْوِيَة الَّتِي تجلو جلاءاً قَوِيا كَمَا أَن من أَصَابَهُ يرقان فِي كبده إِنَّمَا ينْتَفع بِمَا يشفي ذَلِك الورم فَإِن اجْتمعت سدد وورم فَيحْتَاج إِلَى أدوية تجلو وترخي وَيَنْبَغِي أَن تحذر عِنْد 3 ((ألف ب)) 3 (الْحمى والورم الْأَدْوِيَة القوية) والكائن عَن السدد يعالج وَيحْتَمل الْأَدْوِيَة القوية

علاج اليرقان

الْجلاء والحرارة فَأَما الورم فَلَا عصارة الهندباء وعصارة عِنَب الثَّعْلَب يشفي من بِهِ يرقان مَعَ حمى سِتّ أَوَاقٍ سنكجبين فَإِن لم تكن حمى فبشراب وَكَذَلِكَ إِن لم تكن حمى فاعط السنبل والفلفل والإذخر والأنيسون والدقو والقسط والسليخة وفوة الصَّبْغ وَنَحْوه مِمَّا يدْخل فِي سدد الكبد فَاسق من طبيخ الحمص وأصل الهليون وبزر الرازيانج يصلح لأَصْحَاب الْحمى وَيصْلح لَهُم البرشياوشان وَأما من لَا حمى بِهِ فَمثل هَذَا: لوز مر مِثْقَال بزر الرازيانج أَرْبَعَة مَثَاقِيل أنيسون أفسنتين مثقالان مثقالان سنبل هندي أسارون مِثْقَال مِثْقَال يسقى مِثْقَال بشراب معسل ثَلَاثَة قوانوس إِذا لم تكن حمى الْبَتَّةَ. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْجِسْم بِحَالهِ الطبيعة وَالْعين صفراء فليسق صَاحب الْعلَّة فِي الْحمى خلا فائقاً فَإِنَّهُ يسيل مِنْهُ صفراء كَثِيرَة وَيذْهب مَا بِهِ واسعطه بورق الْحَرْف أَو بعصارة قثاء الْحمار أَو بعصارة بخور مَرْيَم. 3 - (علاج اليرقان) بالحمام والتكميد وتوسيع المسام واسقه طبيخ الْعُرُوق الصفر بشراب معسل أَو برشياوشان وفوة الصَّبْغ من كل وَاحِد نصف بشراب معسل. أفلاذنوش فِي كتاب الْفُصُول: قد يكون اليرقان من سخونة مزاج الْعُرُوق نَفسهَا فتجعل الدَّم مرارياً تُؤْخَذ كزبرة الْبِئْر ونعنع وفوة الصَّبْغ بِالسَّوِيَّةِ فتطبخ بِسِتَّة أَمْثَالهَا مَاء حَتَّى يبْقى السُّدس ويصفى ويعطش العليل ويقام فِي الشَّمْس فيعرق حَتَّى يلتهب ثمَّ يسقى قوطولى مِنْهُ حَتَّى يعرق سَاعَة يشربه على الْمَكَان فَإِنَّهُ يعرق من سَاعَته ويتغير لَونه على الْمَكَان أَو خُذ كزبرة الْبِئْر جزئين مرا جُزْءا واسقه على الرِّيق فِي عقب الْحمام بِنصْف قوطولى شراب قَالَ: وافصد لليرقان الْعرق الَّذِي تَحت اللِّسَان وَإِن لم تَجِد فِيهِ شَيْئا من هَذِه العلاجات تَنْفَعهُ فأسهل بسقمونيا ثمَّ خُذ فِي الرياضة والتعريق والدلك وَالْحمام. ثَانِيَة من الأخلاط: أَصْحَاب اليرقان يَنْتَفِعُونَ بِالنّظرِ إِلَى الْأَشْيَاء الصفر وَذَلِكَ أَنَّهَا تجتذب الصَّفْرَاء إِلَى ظَاهر الْجِسْم وتحلله. الرَّابِعَة من الْفُصُول: الْآفَات الَّتِي تحدث بالكبد فَيكون مِنْهُ اليرقان ثَلَاثَة: الورم الصلب والورم الْحَار والسددإلا أَن الورم الصلب مرض طَوِيل مزمن يحدث على طول الْأَيَّام وَأما الورم الْحَار والسدد فقد يُمكن أَن يحدثا بَغْتَة. الْمقَالة الْخَامِسَة: صَاحب اليرقان لَا تكَاد تتولد فِيهِ ريَاح لِأَن الْغَالِب على بَطْنه المرار فَلَا يكَاد يكون بَطْنه ضَعِيفا. قَالَ: وَقد يُمكن فِي الندرة أَن يتَوَلَّد فِيهَا الرِّيَاح إِذا ضعفت أحشاؤه. السَّادِسَة: إِذا كَانَت الكبد فِيمَن بِهِ يرقان صلبة فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن فِي الكبد ورما حاراً أَو جاسياً وَإِذا لم يكن مَعَه لِأَنَّهُ (ألف ب) فِي الكبد فقد يُمكن أَن يكون حُدُوثه من سدة عرضت فِيهَا يُمكن أَن يكون فِيهَا ذَلِك من أجل الطبيعة أَنَّهَا دفعت خلطاً كثيرا فِي الْعُرُوق إِلَى نَاحيَة الْجلد على طَرِيق البحران.

الأولى من طبيعة الْإِنْسَان. إِذا سقيت من بِهِ يرقان بِسَبَب سدد فِي كبده دواءاً مسهلاً للصفراء بعد أَن يتَقَدَّم قتنقيه بالأدوية الفتاحة للسدد استفرغ مِنْهُ مَرَّات كَثِيرَة جدا وَبَطلَت علته على) الْمَكَان وَقَالَ فِي كِتَابه فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: إِنِّي بعد أَن أدهن بدن صَاحب اليرقان أَيَّامًا اسقيه الْمخْرج للصفراء فأبديه فِي مرّة أَن يكون يسقى مَا يفتح المجاري والسدد ويلطف أَيَّامًا ثمَّ يسهل. فليغريوس فِي رسَالَته فِي اليرقان قَالَ: مرخ الْمعدة والكبد بدهن ورد وسداب وَمَاء التفاح يَوْمَيْنِ ليقوى الْموضع ثمَّ افصد ثمَّ دع أَيَّامًا وقو الْقُوَّة ثمَّ أسهل بِالصبرِ والسقمونيا ثمَّ اسْتعْمل مَدَرَة الْبَوْل فَإِن كَانَ الورم فِي الكبد فافصد بالعلاج إِلَيْهِ وَأمر صَاحبه باللهو فَإِن الْحزن يصفر وانهه عَن الْجِمَاع. من كتاب الحقن: أَصْحَاب اليرقان لَا تكَاد طبيعتهم تنحدر وَمَا انحدر من رجيعهم فَهُوَ أَبيض وألوانهم صفر وَدَلِيل على ذَلِك على أَن الْمرة لَا تنصب إِلَى الأمعاء وَلكنهَا تجْرِي مَعَ الدَّم فِي الْعُرُوق. الْيَهُودِيّ: إِذا كَانَ فِي اليرقان الْبَوْل غليظاً أَحْمَر فاعلموا أَن الْمرة لَا تنصب إِلَى الأمعاء لَكِنَّهَا قد أخذت فِي طَرِيق الْبَوْل وَتركت طَرِيق البرَاز واسق طبيخ الهليلج والسقمونيا والأفسنتين والإياريج فَيقْرَأ إِن لم تكن حمى. قَالَ: وَمِمَّا يخرج الْمرة الغليظة الغاريقون قد عجن فِي الْعَسَل والمحموم اسْقِهِ مَاء الهندباء والسكنجبين وَمَاء الْجُبْن والهليلج وَإِن كَانَت حرارة أَشد فأقراص الكافور والطباشير وعنب الثَّعْلَب وَمَاء الكشوث وأطعمه لب القثاء وَالْخيَار. قَالَ: والبسبايج نَافِع لليرقان. لى إِنَّمَا يعْنى لعلاج اليرقان لِأَنَّهُ يكون إِمَّا سدة فَلَا يصير المرار إِلَى المرارة فَعِنْدَ ذَلِك لَا يُؤمن أَن يحدث فِي الكبد ورم وَإِمَّا أَن يكون قد زَادَت الصَّفْرَاء فِي تولدها فَوق مَا تطِيق المرارة جذبه فَيصير الدَّم كُله صفراوياً فيورث اسقاماً لذَلِك. أهرن: ينفع من اليرقان فصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان. قَالَ: واليرقان إِمَّا أَن يكون لبحران ويستدل عَلَيْهِ من أَن الْحمى مُتَقَدّمَة وَإِمَّا الذع الْهَوَام وَسَببه ظَاهر وَإِمَّا مَا لَيْسَ لَهُ باد فَمِنْهُ مَا يكون وَلَيْسَ فِي الكبد ورم الْبَتَّةَ وَلَا امْتنَاع من فعله وَيبرأ سَرِيعا بالأدوية الَّتِي تنفض سَرِيعا الصَّفْرَاء وَذَلِكَ أَن ذَلِك إِنَّمَا يكون لامتلاء المرارة دفْعَة وَلذَلِك يحدث هَذَا اليرقان بَغْتَة وَلِأَن يفْسد من الْجَسَد شَيْء أَكثر من أَن يصفر لَونه وَأما اليرقان الَّذِي مَعَه ثقل فِي الكبد أَو وجع فَإِن ذَلِك لسدد أَو لفساد مزاج حَار وَأما (ألف ب) فِي الكبد ليَكُون المولد فِيهِ صفراوياً يغلى غلياناً واليرقان الْأسود إِذا ألم الطحال مَعَ الكبد فَإِذا لم يجذب الطحال السَّوْدَاء صَار الدَّم سوداوياً. لى إِذا رَأَيْت فِي الحميات يرقاناً فِي الْعين فَاعْلَم أَن الكبد سوء مزاج حَار وَكنت)

رَأَيْت ذَلِك فِي ابْن المنجم فَلَمَّا أَتَى بحرانه قَامَ من الْخَلْط الْمُشبه للدم الْأسود أَيَّامًا وَكَانَ بحراه بِهِ فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فَعَلَيْك بتبريد الكبد مَا أمكنك فانى عَالَجت هَذَا بعلاج مبرد فأسهله ذَلِك الْخَلْط. اهرن: اليرقان الْكَائِن من مرض حاد علاجه تَحْلِيله من سطح الْجِسْم وَكَذَلِكَ الَّذِي من لذع الْهَوَام وَأما الَّذِي يكون لامتلاء المرارة وَهُوَ الْكَائِن بَغْتَة بِلَا وجع وَلَا سوء مزاج فِي الكبد فَإِن صَاحبه يبرأ سَرِيعا مِمَّا يسهل الصَّفْرَاء أَو يدرها فِي الْبَوْل وَأما الْكَائِن مَعَ تَغْيِير فعل من أَفعَال الكبد أَو ثقل أَو وجع فِيهِ فَإِنَّهُ مُحْتَاج أَن يُقَابل بضده من المزاج ويحلل السدد وَإِذا انسد المجرى الْأَسْفَل من مجْرى المراة فَإِن النَّحْو يبيض وَذَلِكَ أَن المرار لَا ينصب إِلَى الأمعاء وَيكون فِيهِ مرار ويشتد عطشه وَإِذا كَانَ المرار ذَاهِبًا فِي الْعُرُوق فَإِن الْبَوْل شَبيه بالارجوان وَإِذا كَانَ العليل قَوِيا فافصده وينفع من اليرقان مَاء الْجُبْن والسقمونيا والهليلج الْأَصْفَر والغاريقون والبسبايج وَنَحْوهَا وَالصَّبْر والأفسنتين والغافت والأشياء المدرة للبول والكندس مَتى سقى مِنْهُ دِرْهَم أخرج اليرقان بالقيء. اليرقان الباحوري لَا يحْتَاج إِلَى علاج أَكثر من الْحمام والدلك الْيَسِير وَإِذا كَانَ اليرقان مَعَ حمى وإسهال قوي مرى وَكَانَ بالعليل ثقل تَحت الشراسيف فِي الْجَانِب الْأَيْمن فَفِي الكبد ورم حَار وَمَتى لم يكن ثقل مَعَ ذَلِك وَإِنَّمَا هِيَ حرارة فِي هَذِه النَّاحِيَة وَحمى فَإِن فِي الكبد سوء مزاج وَمَتى كَانَ اليرقان بِلَا حمى وَكَانَ البرَاز أَبيض فَإِن السَّبَب انسداد مجاري المرارة أَو ضعفها. قَالَ: وَالْبَوْل فِي هَؤُلَاءِ شَدِيد الصَّبْغ. قَالَ: وَقد يكون يرقان لسوء مزاج حَار فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة كلهَا فتحيل غذاءها كُله إِلَى الْمرة كَمَا يكون حِين الْحمى إِذا تَغَيَّرت إِلَى ذَلِك. قَالَ: وَيعرف هَذَا اليرقان من أَنه لَا يكون قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: فانقل العلاجات الَّتِي فِي بَاب الكبد إِلَيْهِ إِن كَانَ سَبَب ذَلِك من الكبد. قَالَ: وَأما إِذا كَانَ اليرقان لسدد فافصد الْعرق من الْيُمْنَى أَو من الْكَفّ الْقَرِيب من الْخِنْصر وَاسْتعْمل الأضمدة الَّتِي تدفع الورم الْحَار والإسهال بالأيارج والحقن جَيِّدَة لهَؤُلَاء. قَالَ: واسقهم على الرِّيق الْأَشْيَاء المدرة للبول والإفسنتين ويعظم نفع عصارة الفجل يسقى مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ أوقيتين وَنصف من خل خمر وَيشْرب أياريج فيقرا بالسكنجبين وَأما اليرقان الْعَارِض لسوء مزاج حَار فِي الْأَعْضَاء فَعَلَيْك بالتمريخ اللين والحمامات والرياضات المعتدلة) وبالغذاء الَّذِي يبرد ويرطب كالهندباء والكرفس والسك وَالشرَاب الرَّقِيق وَإِن بقيت الصُّفْرَة فِي الْعين فَقَط فقطر فِي الْأنف عصارة قثاء الْحمار قد حبه مَعَ (ألف ب) لبن امْرَأَة فِي الْحمام وَيكون فِي الْحَوْض وَلَا يغوص رَأسه فِي المَاء ثمَّ يُؤمر بعد الْحمام بِالتَّدْبِيرِ الَّذِي يرد الْقُوَّة ويقطر ذَلِك فِي الْأنف فِي الشَّمْس أَو قطر فِي الْأنف عصارة بخور مَرْيَم أَو شونيذا وينشق خلا حاذقاً وَهُوَ وَاقِف فِي الآبزن وَإِن أمْسكهُ سَاعَة فِي أَنفه انْتفع بِهِ نفعا عَظِيما وأحدر فضولاً كَثِيرَة.

شَمْعُون: إِذا كَانَت سدة فِي الْفَم الْأَعْلَى الَّذِي بِهِ يقبل المرار من الكبد أَو فِي الْأَسْفَل الَّذِي بِهِ ترفع الْمرة إِلَى الأمعاء يبيض الرجيع لَكِن إِذا كَانَ الْأَسْفَل أَبيض من يَوْمه لِأَن المرار يمْتَنع الْبَتَّةَ فَأَما إِذا كَانَ فِي الْأَعْلَى فَإِنَّهُ يبيض على الْأَيَّام لِأَن الْمرة الَّتِي فِي المرارة تصبغه أَيَّامًا حَتَّى يستفرغ مَا فِيهَا. لى السَّبَب فِي اليرقان إِمَّا أَن يكثر تولد المرار وعلامته ظُهُور اليرقان فِي النَّحْو فَيكون منصبغاً وَقد تقدمته أغذية وتدبير يُوجب ذَلِك وَإِمَّا لانسداد أحد الثقبين. قَالَ: إِذا كَانَت السدة فِي الْفَم الْأَسْفَل فَعَلَيْك بالإسهال بالإيارج والغاريقون والسقمونيا وَإِن كَانَ فِي الْأَعْلَى فِيمَا يدر الْبَوْل وَإِن كَانَ الدَّم كُله مرارياً فبالإسهال ثمَّ التطفئة وَمِمَّا يَنْفَعهُمْ لحم الْبَقر والسمك قريص وسكباج. الْمقَالة الثَّالِثَة من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: قد يعرض ضرب من اليرقان لسوء مزاج حَار فِي الْعُرُوق يقلب الدَّم إِلَى الصَّفْرَاء. الْإِسْكَنْدَر فِي كتاب الْمعدة قَالَ: قد يعرض ضرب من اليرقان لسوء مزاج حَار يقلب الدَّم من الصَّفْرَاء. قَالَ: قد رَأَيْت من بِهِ يرقان برىء بِاسْتِعْمَال النّوم. قَالَ: وَيكون اليرقان من ورم الكبد وَمن غَلَبَة الْحَرَارَة على الْجِسْم وَمن سدد تعرض فِي مجاري المرار من أخلاط لزجة وَهَؤُلَاء يبرءون من الْأَشْيَاء الملطفة المسخنة. ابْن ماسويه فِي الحميات قَالَ: اليرقان يحدث عَن المرارة وَمن الكبد وَمن مجاري الْمرة وَمن الْعُرُوق كلهَا وَمن الأغذية والسموم وَمن البحران فَأَما فِي أَمر الكبد فَإِذا حدثت فِيهَا سدد أَو أورام صلبة تسد أَو رخوة تبطل قوتها وفعلها. لى. يجب أَن يعْطى على جَمِيعهَا عَلَامَات. عَلامَة اليرقان الْحَادِث عَن الْعُرُوق أَلا يكون فِي الكبد ثقل وَلَا هُنَاكَ حرارة وَلَا عَطش. وعلامة الْكَائِن عَن سدد الكبد: الثّقل فِي الكبد والتمدد والوخز.) وعلامة الْكَائِن من فَسَاد مزاج الكبد الْحَار: شدَّة الْعَطش ويبس اللِّسَان والرجيع. وَأما الْحَادِث عَن ورم حَار يكون مَعَ ذَلِك ثقل ووجع وتمدد يستسقى ذَلِك. علاج اليرقان مَعَ الْحمى إِن كَانَ فِي الِابْتِدَاء فَعَلَيْك بالمبردة كَمَاء الشّعير مَعَ المدرة للبول كالسكنجبين وَالطَّعَام سرمق وسلق وَنَحْوه وتضمد الكبد بالصندلين دَائِما وَإِن كَانَ يعرض بعد النضج والانتهاء فاعط المدرة للبول وَلَا تخف كالأنيسون والرازيانج وأسهل صفراء واحمه واكحل الْعين بِمَاء الْورْد وَمَاء الكزبرة وَمَاء الثَّلج واسق هَذِه الأقراص: عصارة (ألف ب) غافت دِرْهَمَانِ زعفران دِرْهَم طباشير ثَلَاثَة ورد خَمْسَة بزر السرمق ثَلَاثَة بزر القثاء بزر الرجلة ثَلَاثَة يَجْعَل قرصاً ويسقى بالسكنجبين. لى لم أر شَيْئا أبلغ فِي اليرقان الَّذِي مَعَه سخونة شَدِيدَة

والتهاب من تضميد الكبد بضماد الصندلين ويدام حَتَّى يحس بالبرد وَقد وصل إِلَى عمق الْجَسَد ويبرد بالثلج فَإِن المَاء يصبح أَبيض قَالَ: تعجن هَذِه الْأَدْوِيَة بِمَاء الفجل ويسقى بالسكنجبين أَو بِمَاء الرازيانج والهندباء والغذاء سمك بخل ودراج مطبوخ وطيهوج مصوص ولب القثاء وَالْخيَار والبطيخ الحامض والتفه وَمَتى طَالَتْ مُدَّة اليرقان بعد الْحمى وَلم تذْهب بِهَذِهِ العلامات فافصد الباسليق واسق طبيخ الهليلج والشاهترج وَالْأُصُول والغافت وَاجعَل بياضه الغاريقون وزن دِرْهَم يُؤْخَذ من أول اللَّيْل وَإِن كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة فَاسق طبيخ الهليلج ثمَّ اسْقِ بعده مَاء الْجُبْن وَبعد ذَلِك مَاء الخس وَمَاء الهندباء مَعَ السكنجبين ابْن ماسويه: إِنَّه قد يعرض يرقان أسود عَن الكبد ويميز بَينه وَبَين الْحَادِث عَن الطحال وَإِن كَانَ شَدِيد السوَاد جدا فَإِنَّهُ من الطحال وَإِن كَانَ قَلِيل السوَاد فَإِنَّهُ من الكبد وَإِن كَانَ البرَاز أسود جدا فالطحال هُوَ الْأَلَم وَإِن كَانَ قَلِيل السوَاد فَإِنَّهُ من الكبد وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك الطحال وارماً فاليرقان عَنهُ وَقد يتَوَلَّد عَن ألم الكبد وَالطحَال مَعًا والعلامة مختلطة بَينهمَا فأعن بعلاج اليرقان الْأسود بالفصد من الباسليق من الْأَيْسَر ثمَّ بالإسهال بمطبوخ يَقع فِيهِ بسبايج وسقولوقندريون وأصول الْكبر والخربق الْأسود والشاهترج والإهليلجات والأفيثمون وَالزَّبِيب وبياضه إيارج وغاريقون وملح وَإِن كَانَ هُنَاكَ حمى فَاسق مَاء الكشوث والرازيانج وَمَاء ورق الطرفاء وَمَاء الفجل والسكنجبين واعطهم المصوص وَإِذا لم تكن حمى فَاسق بعد ذَلِك الْمَطْبُوخ لبن اللقَاح بالهليلج والفيثمون أَو مَاء الْجُبْن وغذهم بكبر بخل وَعسل واسقهم السكنجبين واعطهم المصوص والهلام. لى يخَاف اليرقان) لِأَنَّهُ يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء الزقى الَّذِي مَعَه حرارة سَرِيعا. لى تفقدت فَوجدت ذَلِك يكون دَائِما مَعَ اليرقان الَّذِي يكون من سدد وورم فِي الكبد. قَالَ: وَاسْتدلَّ على اليرقان الباخورى بعد النضج وَسُكُون الْمَرِيض وخفة مَرضه. قَالَ: وَاسْتدلَّ على الْحَادِث لورم حَار فِي الكبد بثقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن مَعَ حمى وَاسْتدلَّ على الْحَادِث من سدد بِأَن يكون ثقل بِلَا حمى وعَلى الْحَادِث من فَسَاد المزاج الْحَار فِي الكبد يُولد دَمًا صفراوياً بحرقة ولهيب وعطش بِلَا ثقل وعَلى الْحَار من أجل سَبَب الأغذية أَن يكون قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا كَانَ البرَاز فِي اليرقان أصفر بِحَالهِ فَإِن المرارة لَا آفَة بهَا وَالْعلَّة فِي الكبد فَإِن ابيض البرَاز فالآفة فِي علاج يرقان البحران (ألف ب) بِالْمَاءِ العذب السخن والمروخ بدهن البابونج والشبث وَالَّذِي عَن ورم الكبد فصد الإبطى فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَنْفَع لورم الكبد من فصد الإبطى وَبعد ذَلِك مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب والكشوث مَعَ السكنجبين فَإِذا ظهر النضج فأضف إِلَيْهَا صبرا وعصارة الغافت وغن كَانَت حرارة فَاسق مَاء الشّعير مَعَ مَاء الكشوث أَو مَاء الكرفس وضمد

بضماد الصندلين إِن كَانَ اليرقان لفساد المزاج فأسهل بالهليلج الْأَصْفَر والشاهترج والأفسنتين وحشيش الغافت وأصول الكرفس والغاريقون وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ والإجاص وينفع مَاء الْجُبْن والسكنجبين وينفع التَّمْر الْهِنْدِيّ وسكر الْعشْر مَعَ مَاء الْجُبْن والهليلج الْأَصْفَر ثمَّ يستحمون وَيَأْخُذُونَ بعد ذَلِك المدرة للبول وَإِن حدث عَن سدة اسْتعْمل المفتحة كالقرص الْمُتَّخذ بلوز مر ولإسنتين وأسارون وأنيسون وغاريقون اسْقِهِ مِنْهَا مُدَّة ثمَّ أسهله ثمَّ عد إِلَى مَا يفتح ويلطف ثمَّ أسهل والقىء العنيف يفتح سدد الكبد وينفع الْكبر بخل والسلق بالخردل وخل الإشقيل وليأكل لُحُوم الطير بالصباغات الملطفة واسقهم خمرًا رَقِيقا وليحذروا الشِّبَع وَسُوء الهضم وَإِن كَانَت حرارة فماء الشّعير والسكنجبين وَمَاء الهندباء والسمك الصغار بخل وكرفس وفراريج بِمَاء الحصرم مَعَ الكرفس ولب القثاء وَالْخيَار وَمَتى لم يكن مَعَ اليرقان حمى فاعط القوية فِي إدرار الْبَوْل وتفتيح السدد كالقسط والجنطيانا والراوند والعرطينيثا وَنَحْوهَا فَأَما المحموم فَمَا وَصفنَا وَيصْلح لَهُ أَيْضا الأفسنتين والفوة والغافت وَشعر الْجِيَاد مَعَ تِلْكَ فَإِن هَذِه نافعة لليرقان جدا وَقد ينفض لليرقان نفضا قَوِيا الصَّبْر والسقمونيا وعصارة قثاء الْحمار والغاريقون والهليلج الْأَصْفَر وأسهله بهَا وَاسْتعْمل فِي اليرقان الْأسود مَا يخرج السَّوْدَاء.) حب يسقى لليرقان جيد بَالغ: غاريقون سَبْعَة إيارج فيقرا بزر كشوث سِتَّة سِتَّة إهليلج أصفر وكابلى خَمْسَة خَمْسَة فيثمون إهليلج أسود أَرْبَعَة أَرْبَعَة ملح هندي سِتَّة بزر فجل سقمونيا ثَلَاثَة ثَلَاثَة أنيسون بزر كرفس بزر رازيانج دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ يعجن بِمَاء ورق الفجل ويحبب الشربة دِرْهَمَانِ فَإِذا تنقى الْجِسْم وَلم تبْق إِلَّا صفرَة فِي الْعين بعصارة قثاء الْحمار مَعَ لبن وعصارة سلق فَإِنَّهَا تنقي وبخور مَرْيَم وَنَحْوهَا اليرقان هُوَ أَن ينبث فِي الْجِسْم دم صفراوي وَيعرف ذَلِك بلون الْعين وَاللِّسَان وطعمه وَأبين مَا يكون فِي الْعين لِأَنَّهُ يظْهر على الملتحم سَرِيعا قبل أَن يحس بِهِ فِي سَائِر الْبدن قَالَ: هَذَا فافصد لَا إِلَى الْبَوْل الْأَحْمَر فَإِنَّهُ قد يكون يرقان الْبَوْل الْأَبْيَض. من كتاب الدَّلَائِل: إِذا فَسدتْ مجاري الْمرة نفذ شَيْء مِنْهَا مَعَ الدَّم فصفر اللَّوْن وَبَقِي مِنْهَا شَيْء فِي الكبد فأكسبها سوء مزاج حَار يحرق الدَّم ويشيطه حَتَّى يكثر فِيهِ الصَّبْغ. لى فَهَذَا يجب أَن يُبَادر حِينَئِذٍ (ألف ب) بنفض الكبد وتبريدها لِئَلَّا يحدث ورم حَار وكل مَا كَانَ اليرقان الْبَوْل فِيهِ أَكثر وأميل إِلَى الصَّبْغ كَانَ أَحْمد وَإِذا كَانَ أقل صبغاً كَانَ أردى وأدل على الاسْتِسْقَاء كَانَ رجل بِهِ يرقان مَعَ عِلّة حادة بِهِ فسقيته مَاء الهندباء والسكنجبين فَأَصَابَهُ سعال قَالَ: فتحولت إِلَى أَن سقيته مَاء الْجُبْن فَكَانَ بَالغا فِيمَا أمرت.

اليرقان مَعَ الْمَرَض الحاد بزر الهندباء وبزر الْخِيَار وبزر الرجلة يسقى مِنْهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم كل يَوْم بأوقية من مَاء الهندباء وأوقية سكنجبين فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل وينفع جدا. من جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء قَالَ: إِذا احتسبت الْمرة الصَّفْرَاء فَانْظُر فَإِن كَانَ ذَلِك من قبل سدد أسرعت التفتيح وَإِن كَانَ الضّيق عرض فِي مجارى المرارة لِكَثْرَة امتلاء الْأَجْسَام الْمُجَاورَة لَهَا فَانْظُر فَإِن كَانَ ذَلِك من أجل غلظ اسْتعْملت التَّدْبِير الملطف وَإِن كَانَ من أجل كثرتها اسْتعْملت الاستفراغ وَإِن كَانَ من قبل ورم حَار أَو ورم صلب فَذَلِك خَارج من حفظ الصِّحَّة وَإِن كَانَ من سَبَب سوء مزاج حدث فِيهَا رَددته إِلَى حَاله فَإِن كَانَ مُنْذُ حِين فَهُوَ مرض وَإِن عرض من انضمام الْآلَات الجاذبة للمرار من أكل أَشْيَاء قابضة فَمرَّة يتَنَاوَل الحلوة الدسمة وَمَتى كَانَ إِنَّمَا عرض من أجل الْأَشْيَاء المسخنة المجففة أمرت بتناول الْأَشْيَاء المبردة الرّطبَة. لى هَذِه أَجنَاس من اليرقان. لى مصلح لِابْنِ سرابيون: اليرقان ثَلَاثَة أَصْنَاف إِمَّا يكون لِكَثْرَة المرارة فِي الْجِسْم فَوق مَا كَانَ وَإِمَّا أَلا تجذب المرارة من الكبد وَإِمَّا أَن لَا تقذف بِهِ فِي الأمعاء وتولد المراريكثر فِي الْجِسْم بحرارة تغلب على الكبد إِمَّا لسوء مزاج وَإِمَّا لورم حَار وَإِمَّا لأغذية حلوة أَو دسمة أَو حريفة وَبِالْجُمْلَةِ حارة والجذب من الكبد يبطل إِمَّا بِسَبَب المرارة وَإِمَّا بِسَبَب الكبد فَإِذا كَانَ فِيهَا ورم إِمَّا صلب وَإِمَّا حَار وخاصة فِي الْموضع الَّذِي تفصل بِهِ رَقَبَة المرارة وَإِمَّا سدد فِي هَذِه الْمَوَاضِع وَإِمَّا من أجل المرارة فَإِذا حدث ورم فِي فمها الجاذب أَو سدة أَو ضعفت فقوتها الجاذبة تبطل إِمَّا لسوء المزاج وَإِمَّا لتمدد شَدِيد بَالغ من سدة امتلائية وَإِمَّا لِأَن الْقُوَّة الَّتِي بهَا تدفع المرار إِلَى الأمعاء فضعفت فَتبقى لذَلِك ممتلئة فَلَا تجذب وَذَلِكَ يكون لسدة أَو ورم أَو سوء مزاج أَو ضعف نَالَ المرارة من شدَّة التمدد فَجَمِيع هَذِه الْوُجُوه أَو جلها وَقد يحدث اليرقان على طَرِيق دفع الطبيعة للمرار إِلَى خَارج الْبدن وَقد يحدث عَن سموم الْحَيَوَان فَإِذا حدث اليرقان عَن سوء مزاج حَار فِي الكبد تبعه عَلَامَات أورام الْحَرَارَة فِي الكبد وَإِن كَانَ الورم حاراً تيعته أَعْرَاض الورم الْحَار وَإِن كَانَ صلباً تَبعته أَعْرَاض الورم الصلب وَإِن كَانَ لسدد حدث ثقل بِلَا حرارة فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَيحْتَاج أَن يفصل بَين الورم الصلب وتحدد سَائِر العلامات والأدلة على مَا يجب وَإِذا كَانَ البرَاز أَبيض فَإِن مصب الْمرة قد بَطل يحرر هَذَا إِن شَاءَ الله وَإِن كَانَ الْبَوْل بِحَالهِ الطبيعي (ألف ب) فَإِن الوجع لَيْسَ فِي) ابْن سرابيون: إِذا كَانَ البرَاز أَبيض فالعلة فِي مصب المرار وَإِن كَانَ الْبَوْل بِحَالهِ الطبيعي فَلَيْسَتْ الآفة فِي الكبد. مُفْرَدَات ج: الشنجار الَّذِي مِنْهُ أقل مرَارَة وَأكْثر قبضا جيد لليرقان وَهُوَ مَعَ ذَلِك لَا يبرد غاريقون يسقى من اليرقان الْحَادِث عَن سدد الكبد بزر القطف جيد لمن بِهِ يرقان من سدد كبده فوذنج نهرى جيد لليرقان الَّذِي من سدد فقاح إذخر نَافِع للورم فِي الكبد وَيدْفَع اليرقان عصارة الفراسيون يسعط بِهِ أَصْحَاب اليرقان فينفعهم غَايَة الْمَنْفَعَة وعصارة

قثاء الْحمار مَتى سعط بِهِ من بِهِ يرقان نفع الكمافيطوس أَنْفَع الْأَدْوِيَة لمن بِهِ يرقان والغاريقون جيد لليرقان طبيخ الإفسنتين إِن سقى مِنْهُ ثَلَاث أبولسات شفى اليرقان البسبايج مَعَ الغاريقون وبزر الهندباء والأكشوث والسرمق وطبيخ الفوذنج يشفي اليرقان بِأَن شرب مَعَ شراب قسطس الخس مَتى سلق وَأكل مَعَ دهن حل أَبْرَأ اليرقان السرمق يبرىء اليرقان الْخِيَار والقثاء إِن أكل لَبنهَا يبرئان اليرقان القرع وماءه إِن شرب أَبْرَأ اليرقان الهندباء والأكشوث وعنب الثَّعْلَب والرازيانج يبرىء اليرقان. لى الكافور يبرىء اليرقان سمك سكباج يبرىء اليرقان مَاء الْجُبْن يبرىء اليرقان أبلغ من جَمِيع الْأَدْوِيَة إِن احتجت أَن تسهل بسقمونيا فألق فِيهِ فَإِنَّهُ عَجِيب. الخور: الجندباستر جيد لليرقان. لى جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء قَالَ: يحدث ضرب من اليرقان من أكل أغذية قابضة وَمن أَشْيَاء مسخنة مجففة لِأَن هذَيْن جَمِيعًا يضمان فَم الْمعدة والأوعية جدا وعلاجهما أما الأول فبالأشياء الدسمة والحلوة المرخية ليسترخي تِلْكَ الْمَوَاضِع وَأما الثَّانِي فبالتي تبرد وترطب وَيجب أَن تسئل أَولا إِذا رَأَيْت اليرقان لِأَنَّهُ إِمَّا أَن يكون لضعف الْقُوَّة الجاذبة فِي المرار وَإِمَّا لسدد فِي عمقها أَو ورم أَو لِضعْفِهَا يُحِيط بِهَذِهِ المجارى لَهَا إِمَّا لورم أَو لامتلاء. لى أَكثر مَا يحدث لسدد الكبد وَقد يحدث لورم وَمَا كَانَ بِلَا حمى فَإِنَّهُ من السدد وَأما سَائِر اليرقان فَمَا رَأَيْته حدث فِيهِ فاعتمد على هذَيْن. أهرن حب بليغ فِي نفض اليرقان: راوند عصارة أفسنتين والغافت نصف نصف سقمونيا ربع دِرْهَم يحبب بِمَاء الهندباء. التَّاسِعَة من الميامر مصلح قَالَ: انْظُر فَإِن كَانَ اليرقان بعد حمى وَخفت بِهِ وَكَانَ فِي يَوْم باحورى فعالجه بالاستحمام والتمريخ بدهن مُحَلل فَأَما مَا كَانَ بورم فِي الكبد حَار فاحذر) فِيهِ الْأَدْوِيَة القوية وَهَذَا يكون مَعَه حمى لِأَن مَا يضر بتهيج الْحمى أَكثر مِمَّا ينفع فِي توسيع مجارى الكبد فَأَما مَا كَانَ بِسَبَب سدد بِلَا ورم فَإِنَّهُ ينْتَفع بالقوية وَلَا حمى مَعَ هَذِه وَهَذِه هِيَ القوية الْجلاء كالجنطيان والعرطنيثا والراسن والقسط والراوند والجعدة والقنطريون وَإِن كَانَ اليرقان من سدة مَعَ ورم فَيحْتَاج (ألف ب) الورم إِلَى مَا يُرْخِي وللسدد إِلَى مَا يجلو فتركب من ذَلِك وليحذر الحارة مَعَ الْحَرَارَة. مسيح: قد يكون يرقان عَن شدَّة حرارة المرارة والكبد. قَالَ: وَهَذَا يصفر مِنْهُ جَمِيع الْبدن خلا الْوَجْه فَإِنَّهُ يسود ويجف الْجِسْم مَعَ ذَلِك ويبيض اللِّسَان ويحتبس الْبَطن وينتفخ وَيكون الْبَوْل أَولا أَبيض رَقِيقا ثمَّ أَنه إِن تزايدت الْعلَّة غلظ واسود وَمن علاجه الفصد والتطفئة والتضميد بِمَا يطفىء والإغذاء بِمَا يعدل. الخوز لليرقان: اسْقِ إِذا كَانَ الْبَطن لينًا رائباً بكعك وَإِلَّا فماء الْجُبْن. حب يعْطى مِنْهُ كل يَوْم مَتى كَانَت الطبيعة معتلقة: إهليلج أصفر دِرْهَم صَبر ثلث دِرْهَم ورد عصارة غافت وأفسنتين وَرب السوس دانق بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب.

التِّرْمِذِيّ: يُؤْخَذ إهال من عجل بِلَا زعفران وخل ثَقِيف ويلقى عَلَيْهِ مثله سكرا ويطبخ ويلقى عَلَيْهِ قَلِيل كافور وَيسْتَعْمل كالسكنجبين. أبقراط فِي تَدْبِير الأسقام: من اليرقان ضرب سريع الإهلاك يرى فِي الْبَوْل شَبيه الكرسنة الْحَمْرَاء وَحمى وقشعريرة ضَعِيفَة ويضجر من الدثار وَالْكَلَام جدا ويجد عذرا فِي الْبَطن وثقلاً إِلَى أَرْبَعَة عشر فَإِن جَازَ سلم يَنْبَغِي أَن تحميه وتسقيه مَاء الْعَسَل وَشَرَابًا رَقِيقا عتيقاً وتواتر غذاءه ابْن اللَّجْلَاج: اليرقان رُبمَا عرض بَغْتَة وَالْأسود لَا يعرض بَغْتَة. من الْكَمَال والتمام: إِن كَانَ اليرقان عَن الكبد وعلامته الصُّفْرَة فليفصد الباسليق إِن أمكن ويحتجم فِي الأخدعين ويسقى مَاء عِنَب الثَّعْلَب والكشوثاء والهندباء والرازيانج مَعَ أَرْبَعَة دَرَاهِم خيارشنبر مغلي مروقاً مَعَ سكنجبين سكرى أُوقِيَّة وتضمد الكبد بضماد الصندلين وَإِن كَانَ اليرقان عَن الطحال وعلامته السَّوْدَاء فافصد من الْأَيْسَر واحجمه وسقه مَاء الْبُقُول وَمَاء ورق الطرفاء وَالْخلاف واصرف الْعِنَايَة إِلَى الطحال وأطعمه سمكًا صغَارًا مطبوخة بخل ثمَّ يشرب بعد ذَلِك مَاء الْجُبْن بالهليلج والأفيثمون وَالْملح الْهِنْدِيّ وَالصَّبْر السقطرى وَمن الهليلج دِرْهَمَانِ أفيثمون دِرْهَم ملح دانق صَبر أسقوطرى ربع دِرْهَم) يشربه أَيَّامًا وتكحل الْعين بِشَيْء من مَاء ورد وخل خمر بِالْغَدَاةِ والعشي. لليرقان الَّذِي يضْرب إِلَى السوَاد: زبيب بِغَيْر عجم ربع كيلجة ورد يَابِس غير مطحون خَمْسَة دَرَاهِم كبابة ثَلَاثَة دَرَاهِم ينفع بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء الْحَار يَوْمًا وَلَيْلَة وَيُؤْخَذ مِنْهُ رَطْل وَاحِد وَيشْرب على الرِّيق فإنى رَأَيْت هَذَا أنجح فِي هَذَا الضَّرْب من اليرقان من مَاء الرازيانج والكشوث وعنب الثَّعْلَب يشرب على هَذِه الصّفة أسبوعاً. لليرقان: اسْقِهِ درهما من رب السوس بسكنجبين فَإِنَّهُ نَافِع جدا. لليرقان من سدد الكبد: اسْقِهِ درهما من عروق ودرهماً من أنيسون بمطبوخ أَبيض واسقه قُرُون الإيل محرقة دِرْهَمَانِ بِمَاء بَارِد على الرِّيق. الْأَعْضَاء الألمة: اليرقان الزَّعْفَرَان (ألف ب) يدل على عِلّة فِي الكبد أَو فِي المرارة وَالْأسود يدل على عِلّة فِي الطحال اليرقان إِمَّا لالتهاب حرارة الكبد إِذا جعلت الدَّم مرارياً وَإِمَّا لِأَن الْخَلْط يَسْتَحِيل إِلَى المرارية فِي جَمِيع الْجِسْم وَإِمَّا لانتشار الْمرة على سَبِيل البحران والأخلاط تستحيل إِلَى المرار إِمَّا لرداءة مزاج أَو من سم حَيَوَان أَو دَوَاء قتال فَإِن كَانَ الْإِنْسَان جيد الأخلاط وَظهر بِهِ اليرقان بَغْتَة فَإِنَّهُ دَوَاء قتال أَو سم حَيَوَان وَإِن كَانَ رَدِيء الأخلاط رَدِيء التَّدْبِير وجاءه قَلِيلا قَلِيلا فَهُوَ لرداءة المزاج أَو من سم حَيَوَان.

القوى الطبيعية قَالَ: قد داوينا من اليرقان بِأَن قصدنا أَولا لِلْعِلَّةِ الَّتِي فِي الكبد وأصلحناها ثمَّ نفضنا بعد الْبدن مِمَّا يخرج الصَّفْرَاء فبرؤا سَرِيعا قَالَ: وَقد نرى السقمونيا عيَانًا ينفع أَصْحَاب اليرقان. ابْن ماسويه يطْعمُون سمكًا بخل ويفصدون الباسليق ويسقون طبيخ الإهليلج ثمَّ مَاء الْجُبْن. الْيَهُودِيّ: مَتى اغْتسل بطبيخ برشياوشان أذهب اليرقان. وَقَالَ: إِذا كَانَ المَاء فِي اليرقان غليظاً فأسهل الْبَطن صفراء بِأَن تعطيه سقمونيا مَعَ سكر أَو طبيخ الهليلج الْأَصْفَر فَإِن كَانَ مَعَ الْحمى فليسق سكنجبيناً مسهلاً وَغير مسهل ثمَّ اسْقِ أقرصة الكافور والطباشير وَمَاء الْبُقُول بعد النفض وأطعمه سكباجاً ومصوص الفراريج ولب الْخِيَار والبسبايج جيد جدا لليرقان الَّذِي عَن سدد الكبد فَاسْتَعْملهُ فِي أطعمته وأسهله بِهِ وافصده واعطه حماض الأترج فَإِنَّهُ نَافِع لليرقان مَعَ شَيْء من طلاء فَإِذا أزمن وزعتق فَاسق دَوَاء الكركم بِمَاء الْأُصُول وأقراص الأفسنتين بِاللَّيْلِ وَمَاء الْجُبْن بالسقمونيا.) فِي الترياق إِلَى قَيْصر: مَتى جففت الخراطين وسحقت وسقيت صَاحب اليرقان يهيأه من سَاعَته. من كتاب الأخلاط قَالَ: استفرغ من أَصَابَهُ اليرقان المرار لكل حِيلَة بالإسهال والقيء وَمن الْأنف وَمن آلَات الْبَوْل صَاحب اليرقان يَنْفَعهُ النّظر إِلَى الْأَشْيَاء الصفر. الْفُصُول: اليرقان إِن كَانَ عَن عِلّة الكبد إِمَّا من الورم الصلب وَإِمَّا من الفلغمونى وَإِمَّا من السدة والورم الْحَار والسدة يُمكن أَن يحدث فِي الكبد بَغْتَة وَأما الورم الصلب فَلَا يحدث إِلَّا على طول الْأَيَّام من كَانَ بِهِ اليرقان فَلَا يكَاد يتَوَلَّد فِيهِ ريَاح لِأَن المرار غَالب على الْبَطن وَالْبدن وَقد يُمكن أَن يتَوَلَّد فِيهِ ريَاح على الأَصْل إِذا كَانَ من ضعف أَعْضَاء الْبَطن لِأَن الرِّيَاح قد تتولد من ذَلِك أَيْضا إِذا كَانَ مَعَ اليرقان صلابة فِي الكبد فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن فِي الكبد ورماً جاسياً وَإِذا لم تكن مَعَه صلابة فَيمكن أَن يحدث عَن سدد أَو على طَرِيق البحران لى اليرقان الَّذِي مَعَ صلابة فِي الكبد يُورث الاسْتِسْقَاء. الميامر: اليرقان قد يكون على جِهَة البحران الْجيد فِي الحميات عِنْدَمَا تدفع الطبيعة فضل الْمرة الصَّفْرَاء إِلَى نَاحيَة الْجلد وَهَذَا اليرقان يذهب سَرِيعا بِأَن يدْخل الْحمام ويتدلك بدهن حل ويتعالج بِسَائِر (ألف ب) الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح للمسام كدهن الشبث والبابونج والخروع وَمَا ينفع بِهِ من أَصَابَهُ هَذَا اليرقان من بعد هَذِه الْأَشْيَاء دهن عقيد الْعِنَب ودهن السوسن ودهن الأقحوان وَيكون اليرقان من السدد فِي الكبد وَمن الورم الْحَار فِيهَا وَلَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل البليغة فِي الْحَرَارَة فِي مداواة من بِهِ يرقان مَعَ حمى مثل الجنطيان والراسن والقسط والزراوند والجعدة والقنطوريون وَهِي عَظِيمَة النَّفْع جدا فِي موَاضعهَا. لى مَوَاضِع هَذِه حَيْثُ يحْتَاج

أَن تفتح السدد وَلم تكن حرارة غالبة. قَالَ: وَمن أَصَابَهُ يرقان من أجل ورم فِي كبده فَإِنَّمَا يَنْفَعهُ من الْأَدْوِيَة مَا ينقي ذَلِك الورم كَمَا أَن من أَصَابَهُ يرقان من أجل سدد فِي عروق كبده تَنْفَعهُ الَّتِي تجلو جلاءا قَوِيا وَلَو كَانَ أثر الدَّوَاء بَينا جدا فِيهَا وقوتها حارة هَذَا مَا ذكرت بِعَيْنِه. قَالَ: فَإِن اجْتمعت سدة وورم فتحتاج إِلَى أدوية ترخي وتجلو مَعًا وَاحْذَرْ الْأَدْوِيَة القوية الشَّدِيدَة الضرطة الَّتِي فِيهَا الدوائية بَين جدا وقوتها حارة تَأْخُذ قشر حَنْظَلَة فيسخن فِيهَا شراب أَو سكنجبيبن فيسقى صَاحب الْحمى السكنجبين وَمن لَا يحْتَمل ذَلِك الشَّرَاب عصارة الهندباء الدقاق البستاني سِتّ أَوَاقٍ يسقى من بِهِ يرقان مَعَ حمى وحدة وَمن لَا حمى بِهِ بشراب ثَلَاثَة قوانوش) عصارة عِنَب الثَّعْلَب قوانوش ويسقى بشراب مثله. آخر يصلح لمن لَا حمى بِهِ: سطرونيون ملعقة يسقى بِثَلَاث أَوَاقٍ قوانوش مَاء عسل. آخر: حمص قسط برسياوشيان حفْنَة أصُول الهليون مَا سِتَّة أقساط ينقع ويصفى ويسقى دَائِما من لَا يحم بشراب وَمن يحم وَحده. قرص لليرقان إِذا كَانَ فِي الكبد سدد: لوز مر وبزر الرازيانج أَرْبَعَة مَثَاقِيل أنيسون أفسنتين من كل وَاحِد مثقالان سنبل هندي أسارون مِثْقَال يدق وينخل وَيعْمل بِمَاء أقراصاً يسقى مِثْقَالا وَلمن لم يكن محموماً بشراب. لى إِن لم تكن الْحمى قَوِيَّة فَإِنَّهُ يُمكن أَن يسقى مِنْهُ بعصير الهندباء وعصير عِنَب الثَّعْلَب. قَالَ: وَمَتى كَانَ الْجِسْم كُله على الْحَال الطبيعية وَكَانَت العينان وَحدهمَا صفراوين فأدن من الْأنف خلا ثقيفاً مِقْدَار ملعقة وَاحِدَة ومره أَن يجتذبه بالتنفس فَإِنَّهُ يمِيل من أَنفه صفراء كَثِيرَة وأسعطه بعصارة قثاء الْحمار وَلبن امْرَأَة ليجذبه مَا أمكن أَو بورق الْحَرْف الطري وَمِمَّا يفعل فِي اليرقان فعلا حسنا عصارة الْعُرُوق الصفر إِذا شربت أَو كزبرة الْبِئْر أَو فوة الصَّبْغ يسقى نصف مِثْقَال أَو مرَارَة الذِّئْب وأصول الحماض وأقمه فِي الشَّمْس ومشه سَاعَة حَتَّى يحمى ويعطش ثمَّ اسْقِهِ طبيخ كزبرة الْبِئْر فَإِنَّهُ يعرق من سَاعَته عرقاً أصفر فَإِن طبخت مَعَه نعنعاً وفوة الصَّبْغ فَهُوَ أَجود فِي عقب الْحمام واسقه على الرِّيق ورق السلق المجفف سِتَّة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل فَإِن استصعبت الْعلَّة فأسهله بالسقمونيا. ابْن ماسويه فِي إصْلَاح (ألف ب) الْأَدْوِيَة المسهلة: خَاصَّة الصَّبْر إذهاب اليرقان. الْأَعْضَاء الألمة: يكون من البحران وسموم الْهَوَام وَألا تجتذب المرارة الْمرة فتسري فِي الْجِسْم مَعَ الدَّم وإمساكها عَن الجذب وَيكون إِمَّا لسدد وَإِمَّا لضعف قوتها الجاذبة وَإِمَّا لامتلائها وَإِمَّا لسدد تعرض فِي الكبد نَفسه وَإِمَّا لضعف مجاري المرارة الَّتِي لَهَا إِلَى الكبد هَذَا من ضعف الْقُوَّة الجاذبة إِلَى المرار وَانْظُر إِلَى المرار. قَالَ: وَإِذا كَانَ يجد مَعَ اليرقان مس الثّقل فِي جَانِبه الْأَيْمن داوهم بِمَا يفتح السدد من الكبد من الأغذية والأدوية الملطفة ثمَّ

اِسْقِهِمْ مَا يسهل الصَّفْرَاء بعد ذَلِك فيبرءون فِي إسهال وَاحِد فِي يَوْم وَاحِد وَمن لم يَنْفَعهُ الدَّوَاء المسهل سقيته شربة تفتح تفتيحاً أقوى وأسهله ثَانِيَة بدواء أقوى فِي جذب الصَّفْرَاء حَتَّى أَن العليل ليصيبه فِي آخر إسهاله لذع شَدِيد جدا وَتخرج مِنْهُ نيلجية ويسبق إِلَى ظنى فِي هَؤُلَاءِ أَن مرارتهم مَمْلُوءَة من المرار امتلاءاً تمددت وضعفت عَن الدّفع كَمَا تدفع المثانة عِنْد التمدد بِكَثْرَة الْبَوْل وَالَّذين كَانَ) بهم اليرقان على بحران لما بَقِي بهم من اقلاع الْحمى وَرَأَيْت أبوالهم وبرازهم غير مراري علمت أَن الْمرة الَّتِي انتشرت فِي الْجلد فِيهَا غلظ ثمَّ لم يقدر أَن يخرج مِنْهُ امرتهم أَن يجلسوا فِي حمات حارة وَفِي مياه حارة وقوتها محللة وأمرتهم أَن يتدبروا تدبيراً رطبا وَيجمع إِلَى رطوبته أَن تلطف الأخلاط تلطيفاً معتدلاً فبرؤا. الساهر: مَاء الْجُبْن جيد لليرقان الَّذِي عَن الكبد إِذا سقى بسقمونيا وإهليلج. لى اليرقان يدل على سدد الكبد ضَرُورَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا يكون لِأَن المرارة لَا تجذب الصَّفْرَاء لِضعْفِهَا وَإِمَّا لِأَن المرارة قَوِيَّة لَكِن قد حدث فِي الكبد غلظ فِي ذَلِك الْموضع منع أَن يُمكن المرارة أَن تجتذب على الْعَادة والمرارة لَا تجذب الصَّفْرَاء إِمَّا لِضعْفِهَا وَإِمَّا لامتلائها وامتلاؤها يكون لِأَنَّهَا يدْفع مَا فِيهَا إِلَى الأمعاء على الْعَادة لضعف تِلْكَ الْآلَات وَلَا بُد فِي هَذِه الْأَحْوَال أَن يبْقى الصَّفْرَاء فِي الكبد وَالدَّم فَيفْسد مزاج الكبد إِن طَال أمره وَيصير فِيهَا غلظ حَار. أهرن: إِذا كَانَت السدة فِي المجرى الَّذِي فِي أَسْفَل المرارة الَّذِي مِنْهُ تنصب الْمرة إِلَى الأمعاء أَبيض الرجيع وَكَانَ الْفَم مرا وَاشْتَدَّ الْعَطش وَمَتى كَانَت السدة فِي المجرى الْأَعْلَى الَّذِي مِنْهُ يجتذب الْمرة كَانَ الْبَوْل لذَلِك كالأرجوان غليظاً أَحْمَر وَالْبرَاز أصفر وَرُبمَا أورث القولنج الشَّديد لِأَن الْمرة كلهَا تنصب إِلَى الأمعاء لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ لَا تجتذب الصَّفْرَاء. قَالَ. واسق من كَانَ بَوْله أَحْمَر غليظاً عشرَة مَثَاقِيل من الهليلج ودانقى سقمونيا وَإِن كَانَ ضَعِيفا فدانقاً وستارى ترنجين بطبيخ الهليلج ويمرس فِيهِ الترنجين والسقمونيا وَيُعْطى ذَلِك. قَالَ: فَإِن هَذَا يخرج الصَّفْرَاء وَالْحر. قَالَ: واسقه مِثْقَالا من الغاريقون وَإِن كَانَ مَعَ حمى فاسقه الهندباء وَإِن كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة فاسقه مَاء الشّعير وأطعمه القرع (ألف ب) والقطف وَمَاء الْجُبْن أَيْضا يَنْفَعهُمْ والسكنجبين. حب خَاص باليرقان: سقمونيا وصبر وغاريقون وبورق أرميني بِالسَّوِيَّةِ يسقى مِنْهُ دِرْهَم تركيب هَذِه بِالسَّوِيَّةِ لَيْسَ بموافق لَكِن يُؤْخَذ ربع دِرْهَم سقمونيا دِرْهَم غاريقون دِرْهَم صَبر دانق بورق وينفع من اليرقان قطع الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وَإِذا لم تكن مَعَ حرارة فَعَلَيْك بالمدرة للبول اللطيفة. سرابيون: اليرقان يحدث إِمَّا لِأَن الكبد تولد المرار أَكثر من الْعَادة قلا يقيىء المرارة باجتذابهم على الْعَادة وَإِن كَانَت صَحِيحَة وَإِمَّا لِأَن عنق المرارة الجاذب للمرة ضعف عَن الجذب فَلَا) تجذب لِأَنَّهُ عِنْد ذَلِك يكون الدَّم مرارياً وَتَكون المجارى الَّتِي تدفع بهَا المرارة

إِلَى الأمعاء منسدة أَو يكون حَيْثُ أَفْوَاه المرارة الجاذبة للصفراء فِي الكبد سدد وَقد يكون اليرقان من السمُوم وَمن الأغذية الدسمة المولدة للمرة وَيكون بخارياً وَيكون فلغموني فِي الكبد وَقد يكون من اليرقان أسود وأصفر وَإِذا كَانَ اليرقان عَن فلغموني فِي الكبد ظَهرت مِنْهُ عَلَامَات الورم الْحَار فِي الكبد من الْحمى والعطش وَإِذا كَانَ من سوء مزاج الكبد الْحَار المولد للمرار بِلَا ورم حدث فِي الْجَانِب الْأَيْمن لذع ووجع بِلَا ثقل وَإِذا كَانَ من سدد ظهر الثّقل بِلَا حمى وَإِذا كَانَ المرار أصفر مرارياً فَإِن ذَلِك لَيْسَ لضعف المرارة عَن دفع المرار وَلَا جذبه لَكِن لِكَثْرَة توليد المرار فِي الكبد فَذَلِك اليرقان كَبِدِي وَإِذا كَانَ الثّقل أَبيض فَإِن الْعلَّة لِأَن المرارة لَا تجتذب المرار وَإِمَّا لِأَنَّهَا لَا تَدْفَعهُ إِلَى الأمعاء وَإِن كَانَ الْبَوْل مرارياً فالعلة إِمَّا سدد فِي الكبد وَإِمَّا انسداد فَم المرارة الجاذبة وَإِن كَانَ الْبَوْل على حَاله الطبيعي فَلَيْسَ بالكبد عِلّة. لى هَذَا خطأ لِأَنَّهُ لَا يكون الْبَوْل فِي اليرقان بِحَالهِ إِلَّا فِي الباخور وَفِي آخِره عِنْد يقايا فِي سطح الْجِسْم فَقَط وَإِمَّا مَتى كَانَ فِي الْبَطن الْعلَّة فِي الكبد أَو فِي الماسريقا فَلَيْسَ يجوز أَن يكون الْبَوْل بِحَالهِ وَذَلِكَ أَنه لَا بُد لَهُ أَن يكون الدَّم الَّذِي ذهب إِلَى الْجِسْم مائيته أَكثر مرارية. قَالَ: عالج اليرقان الباحوري بالاستحمام بِالْمَاءِ العذب المسخن الممزوج بالأدهان المحللة كدهن البابونج والشبث والحادث عَن فلغموني فِي الكبد بفصد الباسليق ثمَّ يعالج بِمَاء الهندباء والكشوث والسكنجبين فَإِذا انحط الورم فأضف إِلَى مَاء الْبُقُول الصَّبْر وعصارة الغافت واسق أَيْضا فِي الِابْتِدَاء مَاء الشعيرمع مَاء الْعَسَل والكرفس وَاسْتعْمل الأضمدة الْبَارِدَة والمطبوخ من الهليلج والشاهترج والأترج والتفاح والإجاص والأفسنتين وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وحشيش الغافت وأصل السوس والغاريقون والتربد والإيارج وَالْملح الْهِنْدِيّ فَإِن هَذَا ينفض المرار وَيفتح سدد الكبد وينفع مَاء الْجُبْن الْمُتَّخذ بسكنجبين مَعَ الهليلج الْأَصْفَر وسكر الْعشْر وَالْملح الْهِنْدِيّ وَاسْتعْمل الْحمام بعد هَذِه وإدرار الْبَوْل وَإِذا كَانَ سدد بِلَا حمى فَاسْتعْمل (ألف ب) اللوز المر والأسارون والأنيسون وَنَحْوهَا والفوة وَمَا ذكرنَا فَإِن لم ينفع الدَّوَاء المسهل فِي علاج اليرقان فَاعْلَم أَن ذَلِك لِأَن مجارى الْمرة منسدة فاعطه بِمَا يفتح زَمَانا ثمَّ عد فِي الدَّوَاء المسهل فَإِنَّهُ يخرج مرَارًا كثيرا والقيء رُبمَا فتح سدد الكبد بعنف الْحَرَكَة وينفع الْكبر بخل فِي سدد الكبد وَالطحَال وَاحْذَرْ الشِّبَع وَسُوء الهضم وينفع الَّذين الْغَالِب عَلَيْهِم الْحَرَارَة السّمك بالخل والقرع والقطف والدراج بِمَاء) الحصرم والفروج ولباب الْخِيَار والأدوية الَّتِي تنفض اليرقان وَهِي الصَّبْر والسقمونيا وعصارة قثاء الْحمار والغاريقون والهليلج الْأَصْفَر وَإِن كَانَ اليرقان أسود فَاسْتعْمل فِي ذَلِك مَا ينفض السَّوْدَاء وَيفتح سدد الكبد وَالطحَال فَإِذا رَأَيْت لون اليرقان أصفر أَخْضَر أسود فَإِن الطحال عليل مَعَ الكبد. حب لليرقان جيد: غاريقون سَبْعَة دَرَاهِم إيارج فيقرا وبزر كشوث وملح هندي سِتَّة سِتَّة بزر السرمق وإهليلج أصفر خَمْسَة خَمْسَة بزر الفجل سقمونيا ثَلَاثَة ثَلَاثَة أنيسون دِرْهَمَانِ

يحبب بِمَاء ورق الفجل الشربة دِرْهَمَانِ وَنَحْو ذَلِك. فَإِذا حصل اليرقان فِي الْجلد وَالْعين فَاسْتعْمل للجلد الْحمام وللعين السعوط بعصارة قثاء الْحمار وَنَحْوه السلق والخل وَأما اليرقان الْأسود فَإِنَّهُ يتَوَلَّد عَن الطحال وتعرفه من يرقان الكبد يتَقَدَّم وجع الطحال وَبِأَن يخرج فِي البرَاز دردى أسود وَقد يحدث اليرقان ممتزجاً عَن الكبد وَالطحَال فَيكون اللَّوْن بَين اللونين وعلاج ذَلِك نفضه مَرَّات بمطبوخ متخذ من الإهليلج والشاهترج والبسبايج والأفيثمون والغاريقون وتميل إِلَى الْأَغْلَب فَإِن كَانَ الطحال فبالأدوية المخرجة للسوداء وَإِلَّا فالصفراء وَإِن كَانَت حرارة رجعت إِلَى مَاء الْبُقُول وَمَاء الْجُبْن وسقيت مَعهَا ورق الْكبر والسكنجبين فَإِن لم تكن حمى سقيت لبن اللقَاح. أقربادين سرابيون لليرقان مجرب: سقمونيا أَرْبَعَة دَرَاهِم هليلج سِتَّة دَرَاهِم عصارة غافت دِرْهَمَانِ ينخل بعد الدق الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء الهندباء وسكر. ج: المنتخوشة نَافِع لليرقان والانجوشا الَّذِي يُسمى ابلوقيا جيد لليرقان وَهُوَ بَارِد وَافقه د: وَهُوَ يسْقِيه بِمَاء القراطين. أطهورسفس: مَتى شرب من بَوْل الصّبيان سكرجة أَبْرَأ اليرقان سَرِيعا قرن الإيل المحرق إِذا شرب مِنْهُ فلنجاران مَعَ كثيراء نفع من اليرقان فِيمَا قَالَ د. وَقَالَ ج: قد زعم قوم أَن قرن الإيل إِذا شرب مِنْهُ مسحوقاً محرقاً مغسولاً ملعقتان نفع من بولس: الاشقال نَافِع من اليرقان إِذا أَخذ مِنْهُ ثَلَاث أبولسات بِعَسَل وشراب العنصل نَافِع لليرقان فِيمَا قَالَ د عصارة الأفسنتين أَو طبيخه مَتى شرب مِنْهُ عشرَة أَيَّام كل يَوْم ثَلَاثَة قوانوش شفى اليرقان وشراب الأفسنتين نَافِع من اليرقان. د: الحلتيت إِن اسْتعْمل مَعَ التِّين الْيَابِس نفع) (ألف ب) من اليرقان. روفس: البصل يذهب باليرقان: البابونج يذهب باليرقان وطبيخ كزبرة الْبِئْر نَافِع من اليرقان طبيخ الجعدة إِن شرب نفع من اليرقان. د: شَجَرَة الحضض مَتى طبخت بخل أبرئت اليرقان وَيُقَال إِن الحضض نَفسه يفعل ذَلِك إِذا شرب مسحوقاً د: طبيخ الحضض الْأسود نَافِع من اليرقان أصل الحامض مَتى طبخ بشراب وَشرب ورقه أَيَّامًا نفع من اليرقان وورقه نَافِع. ج: طبيخ الكشوث نَافِع من اليرقان وأصل الحماض نَافِع من اليرقان. ابْن ماسويه: الكبريت مَتى شرب مِنْهُ فلنجاران بِمَاء أَو مَعَ بَيْضَة نفع من اليرقان. ج: شراب الكماذريوس نَافِع من اليرقان.

د: ثَمَرَة لبنى لوطى مَتى شربت بِالشرابِ والفلفل نَفَعت من اليرقان. د: السنبل الاقليطى إِذا شرب بطبيخ الأفسنتين نفع من اليرقان وَقَالَ: السرمق مَتى شرب بِمَاء القراطن نفع من اليرقان بولس: لبزره قُوَّة منقية لليرقان الَّذِي من سدد فِي الكبد. ج: قد اسْتعْمل قوم عروق الصباغين مَعَ الأنيسون سقمونيا بشراب أَبيض لليرقان ثَمَرَة الكاكنج تشفي اليرقان بإدرار الْبَوْل. د: مَاء ورق الفجل نَافِع من اليرقان وخاصة إِن شرب بالسكنجبين. ابْن ماسويه: وبزره يفعل ذَلِك الفراسيون ينقي اليرقان من المنخرين. اريباسيوس: أصل بخور مَرْيَم إِن سقى مِنْهُ ثَلَاث مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل ودبر صَاحبه وَجعل فِي بَيت حَتَّى يعرق نفض اليرقان كُله بالعرق ج: إِنَّه يفعل ذَلِك وَلَا يَنْبَغِي أَن يشرب مِنْهُ أَكثر من ثَلَاثَة مَثَاقِيل ويحتال فِي تعريقه بعد الشَّرَاب لَهُ طبيخ شَجَرَة مَرْيَم إِذا غليت وَشرب مَاؤُهَا نفع من اليرقان نفعا عَظِيما. د: وَيجب للَّذين يشربونه أَن يستحموا فِي كل يَوْم وعصارة الفوذنج تَنْفَع أَصْحَاب اليرقان على الْوَجْه الَّذِي تنفعهم الْأَدْوِيَة الْمرة الفتاحة لسدد الكبد وَالطحَال وَمَاء الفوذنج نَافِع من اليرقان الصفراوي والسوداوي الغليظ. ابْن ماسويه: مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء نقي اليرقان عصارة قثاء الْحمار إِن اسْتَطَعْت بهَا د وَج: بزر القطف إِنَّه لَا يَخْلُو من الْجلاء فَلذَلِك هُوَ نَافِع من اليرقان الْحَادِث من أجل سدد) الكبد. ابْن ماسويه: هَذِه البقلة نافعة من اليرقان إِذا أكلت وخاصة بزرها فَإِنَّهُ أَنْفَع وأصل الرازيانج الْجبلي يشفى من اليرقان والغاريقون يشفى الْحَادِث عَن سدد الكبد. د: وَقَالَ: ابْن ماسويه: إِن الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من اليرقان إِن كَانَ من خلط غليظ سنبل الطّيب بعد نخله مِثْقَال بِمَاء ورق الفجل وبزر القطف ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين أَو خُذ من جَوف بصل الفأر بعد شيه دِرْهَمَيْنِ بالسكنجبين أَو يُؤْخَذ صَبر وأفسنتين مِثْقَال مِثْقَال بِمَاء الفوذنج النَّهْرِي أَو اسْقِهِ الكمافيطوس وفوة الصَّبْغ من كل وَاحِد مِثْقَالا بِأَرْبَع أَوَاقٍ من مَاء الفجل أَو مثله من السكنجبين (ألف ب) أَو اسْقِهِ من اسقولوقندريون وجعدة مِثْقَالا وَمن الصَّبْر الأسقطرى درهما بسكنجبين ثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ مَاء الفجل المعصور فَإِنَّهُ نَافِع. ابْن ماسويه: روفس: رجيع أَصْحَاب اليرقان يكون أَبيض.

اسحاق: الْحَادِث من اليرقان على طَرِيق البحران عالجه بالحمام بِالْمَاءِ الفاتر العذب والتمسح بدهن البابونج وبدهن الشبث وَنَحْوهَا والحادث من أجل سدد تكون فِي الكبد أَو ورم فبرؤه برؤ تِلْكَ السدد أَو الورم ثمَّ الإسهال بعد ذَلِك بِمَاء يخرج الصَّفْرَاء كالصبر والسقمونيا وأدوية اليرقان بزر السرمق بالسكنجبين وَأكل السرمق اسفيدباجا ومرقته وطبيخ البرسياوشان. مَجْهُول: ابدء بفصد الباسليق بالإسهال وَاجعَل فِي المسهل مَا يدر الْبَوْل وَإِن كَانَ صفراء فبمَا يخرج الصَّفْرَاء وَإِن كَانَ أسود فبمَا يخرج السَّوْدَاء وَمن أدويته الأفسنتين والجنطيان والثوم الْبري والقنطوريون والراوند المدحرج والطويل وكزبرة الْبِئْر وأصل الحماض الْبري وبزر الجزر وسنبل الطّيب وكرنب مُفْردَة أَو مَجْمُوعَة الشربة مِثْقَال على قدر الْحَاجة وَالِاحْتِمَال وَيَمْشي قبل الطَّعَام ليعرق وَيَأْكُل طَعَاما لطيفاً ويستحم بعد الْعرق بِمَاء فاتر إِلَى الْحَرَارَة وَيمْسَح جلده ببورق وبدردي الْخلّ المسحوق فِي الْحمام ويتعرق فِيهِ عرقاً كثيرا وَيَأْكُل مَعَ الْبُقُول أصل السوسن الآسمانجوني والبرنجاسف والأقحوان والسليخة والفجل الدَّقِيق والسمك الصغار وَلحم القنابر الْبَريَّة الْيَابِسَة الْمَوَاضِع جَيِّدَة لَهُ جدا ويغلى فِي شرابه بزر رازيانج لِأَنَّهُ يلين الْبَطن ويدر الْبَوْل وَمَاء الحمص يَنْفَعهُ والهندباء والطرخشقون والشاهترج والسلجم والبصل والخردل والثوم والكرفس والشبث والكمون والجعدة والإشقال والحلتيت يَجْعَل فِي ملحه وَمن الْفَاكِهَة السفرجل وَحب الآس والزعرور والتفاح وَيشْرب شرابًا إِلَى الْبيَاض وَلَا يشرب الحلو الْأسود ويسعط) بعصارة قثاء الْحمار وعصارة بخور مَرْيَم والمزمن من ذَلِك يسعط بِوَزْن دانق شونيز وَدِرْهَم من مَاء السلق وَيَأْكُل الرُّمَّان المز دَائِما فَإِنَّهُ نَافِع لَهُ جدا والحمص المقلو بملح ويسقى بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب بِثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء اللبلاب أوقيتان وخيارشنبر يلين بَطْنه بِهِ فَإِنَّهُ جيد لِأَنَّهُ ينفض الْمرة الْمُحْتَرِقَة ويضمد ضماداً يبرد كبده إِن احْتَاجَ إِلَى التبريد الشَّديد وينام بِاللَّيْلِ على البزقطونا بِمَاء رمان مز وَالطَّعَام ماش مقشر والسرمق والخس والقرع وَيشْرب مَاء الرُّمَّان والحصرم والسكنجبين أَجود شَيْء لَهُ والهندباء والكشوث ولب الْخِيَار والقثاء والكرفس والكزبرة وَإِن لم يكن مَعَ اليرقان حمى جعل لَهُ فِي اللبلاب وعنب الثغلب نصف مِثْقَال من الصَّبْر واسقه فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام حب المحلب المقشر من قشرته. لليرقان بِلَا حمى: صنوبر كبار ثَلَاثَة دَرَاهِم زبيب منزوع الْعَجم خَمْسَة كبريت أصفر نصف مِثْقَال أفيثمون بزر الكرفس الْجبلي حمص أسود كندر أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يدق وينخل من جَمِيعهَا دِرْهَم وَنصف بِمَاء الرازيانج وَمَاء الفجل (ألف ب) من كل وَاحِد أوقيتان مغلي مصفى ويداف فِيهِ الدَّوَاء وَيشْرب كل يَوْم حَتَّى يبرأ وَإِذا كَانَ مَعَ حمى وحرارة نَفعه دَوَاء قد كتبناه فِي بَاب الكبد. صفة دَوَاء ينفع الكبد الحارة واليرقان الَّذِي مَعَ حمى اسْتِخْرَاج: اليرقان قسمه

الطَّبَرِيّ والكندري ثَلَاثَة إِمَّا على طَرِيق البحران وَلَا يعالج وَأما الَّذِي مَعَ حرارة وَحمى ويعالج بالأضمدة المبردات وبالمبردة. فيلغرغورس فِي كِتَابه فِي اليرقان قَالَ: مرخ الْمعدة والكبد أَيَّامًا بالأدهان القابضة المبردة الطّيبَة فَإِذا قويت فافصده فَإِن الفصد بَالغ فِي تحلبل سدة الكبد ثمَّ غذه أَيَّامًا بلحوم الدَّجَاج وَالْبيض والكشك وشراب الأفسنتين ثمَّ أسهله بِالصبرِ والسقمونيا وَشَيْء من ملح فَإِنَّهُ خَاص بِهَذِهِ الْعلَّة وَلَا تسْتَعْمل الشَّرَاب الْكثير فَإِن الشَّرَاب الْكثير يهيج الأحشاء ويهيج فِيهَا ورماً أَو فِي غَيرهَا من الْأَعْضَاء وَاسْتعْمل إدرار الْبَوْل وَإِن كَانَ فِي الْمعدة أَو فِي الكبد أَو فِي الطحال ورم فضمد بِمَا يحله ويجتنب حِينَئِذٍ الشَّرَاب وَاجعَل الأغذية سريعة النضج وَاسْتعْمل الحقن فِي الْأَيَّام وَالْحب الْمَعْمُول بعصارة الكرنب عِنْد النّوم فَإِنَّهُ ينقي الكبد جدا وينقيها أَيْضا الكندس والكبريت مَتى شرب فِي بَيْضَة والرياضة المعتدلة والأشياء المعطشة تستعملها فِي الْحمام كعصارة السلق وعصارة قثاء الْحمار أقوى مَا فِيهَا وعصارة بخور مَرْيَم اسْتَعِنْ بِبَاب الكبد فَإِن فِيهِ أقراصاً) وَغير ذَلِك وعلامات مَا تحْتَاج إِلَيْهَا هَاهُنَا.

(الاسْتِسْقَاء وَفَسَاد المزاج) (وَالْمَاء الَّذِي ينصب عَن نفاخات الكبد إِلَى الْبَطن) قَالَ ج: فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: إِن المَاء تَحت باريطون. لى إِذا كَانَ كَذَلِك فالأمعاء تسبح فِي جَوْفه. من الاسْتِسْقَاء جنس حُدُوثه من برد الْبدن ونقصان الْحَرَارَة الغريزية وَالَّذِي ينزف الدَّم أَو يشرب ماءاً بَارِدًا أَو يكثر فِي بدنه الْخَلْط الَّتِي تَحت هَذَا الْجِنْس قَالَ: بُرْؤُهُ الحمات المجففة وَمَاء الْبَحْر نَافِع للاستسقاء لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً قَوِيا وَيجب أَن يكون فِيهِ نَهَاره كُله فَإِن لم يجد مَاء الْحمة فَخذ مَاء وملحاً واحرقه فِي الشَّمْس الحارة مُدَّة حَتَّى يصير زعافاً مرا. لى يطْرَح فِي المَاء ملح وَيتْرك فِي الشَّمْس مُدَّة طَوِيلَة واجعله بِقدر لَا يسلخ الْجِسْم. الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: الاسْتِسْقَاء يُبَادر ورم الكبد الصلب قبل أَن يستحكم وَلَا يُمكن أَن يكون استسقاء دون أَن يعْمل الكبد إِلَّا أَنه لَيْسَ يكون أبدا عِنْد حُدُوث الآفة فِي الكبد حدوثاً أولياً لَكِن قد يتَأَدَّى من بعض الْأَعْضَاء إِلَيْهِ برودة يبردها إِمَّا من الطحال وَإِمَّا من الكبد وَإِمَّا من الْمعدة والأمعاء وخاصة الصَّائِم فَإِن كل وَاحِد مِنْهَا إِذا برد تصل الْبُرُودَة مِنْهَا إِلَى الكبد فَإِن الْبُرُودَة من هَذِه تصل إِلَى الماسريقا وَمن هَذِه إِلَى الكبد وَأما الرئة والحجاب الف ب والكلى بالبرودة تصل مِنْهَا إِذا هِيَ بردت إِلَى الْجَانِب المحدب اسْتَعِنْ من هَاهُنَا بِهَذِهِ الْمقَالة فِي الثَّانِي مِنْهَا فَإِنَّهُ قد ذكر جالينوس حَال السدد. وَقَالَ: قوم ظنُّوا فِي عِلّة الاسْتِسْقَاء ظنا غير مُوَافق كُله لما يظْهر فِي العيان وَجُمْلَة ذَلِك أَن الْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المقعر من الكبد يَنْتَهِي أطرافها إِلَى حدبة الكبد إِلَى أَطْرَاف ضيقَة جدا كالشعر وَالْعُرُوق الَّتِي فِي حدبة الكبد يَنْتَهِي أطرافها إِلَى أَطْرَاف هَذِه وَتَأْخُذ الدَّم من هَاهُنَا وَإِذا حدث فِي هَذِه الْأَطْرَاف من الْعُرُوق الَّتِي من الْجَانِب المقعر ورم صلب ضَاقَتْ أَكثر مِمَّا هِيَ فَلَا يصل من الدَّم إِلَى الْجِسْم حِينَئِذٍ إِلَّا المائي مِنْهُ. قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِحَق وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ يجب أَن يرجع الدَّم الغليظ إِذا إِلَى الأمعاء وَيخرج من أَسْفَل وَقد نرى فِي جَمِيع الاسْتِسْقَاء لَا يبرز الدَّم من الْبَطن الْبَتَّةَ وَالْبدن كُله أَو الْموضع الَّذِي تنزل الأحشاء إِلَيْهِ والصفاق مَمْلُوء مَاء وَأبين من ذَلِك أَنه كثيرا مَا يحدث الاسْتِسْقَاء وَلَيْسَ بالكبد ورم الْبَتَّةَ بل لبرد الكبد فِي نَفسهَا)

جوامع منافع الأعضاء

كَمَا يحدث عَن شرب ثلج فِي غير وقته أَو عِنْد برد الطحال أَو الكلى أَو المعى الصَّائِم وَنَحْوه أَو عِنْد استفراغ الدَّم الْكثير من الْحيض والبواسير فَإِن فِي جَمِيع هَذِه الكبد لَا ورم بهَا وَالِاسْتِسْقَاء مَوْجُود فَالْأولى أَن تظن أَن سَبَب الاسْتِسْقَاء برد الكبد إِذا كَانَ لَا يكون فِي حَال فيعدم الاسْتِسْقَاء لِأَن الكبد أصل توليد الدَّم فَإِذا بردت أَيْضا الْعُرُوق فَصَارَ الدَّم الْمُتَوَلد فِيهَا مائياً وَلم يقبل فِي الْعُرُوق نضجاً ثَانِيًا لَكِن تبقى مائيته. قَالَ: وَالَّذِي يستسقى من برودة كبده بِالْمَاءِ الْبَارِد ويشتهى الطَّعَام شَهْوَة قَوِيَّة على مِثَال مَا يشتهيه من برد فَم معدته. الْخَامِسَة قَالَ: قد يعرض الاسْتِسْقَاء بعقب الْأَمْرَاض الحادة إِذا كَانَت الكبد فِيهَا آفَة من سوء مزاج يَابِس حَتَّى يصير الكبد مَعَه فِي حد لَا يُمكنهَا إِن تغير الْغذَاء إِلَى الدَّم. 3 - (جَوَامِع مَنَافِع الْأَعْضَاء) الكبد الحارة جدا يتَوَلَّد عَنْهَا استسقاء فِي سرعَة مَعَ حمى. الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ قولا: يجب مِنْهُ بِهَذَا الَّذِي أَقُول: إِنَّه قد يكون ضرب من الاسْتِسْقَاء يكون ذَلِك لضعف الكلى عَن جذب مائية فَينفذ الدَّم من الكبد مائياً وعلامته أَن يكون مَعَ ثقل فِي الْبَطن وَقلة مِقْدَار الْبَوْل علاج هَذَا إسخان الكلى بالضماد وإدرار الْبَوْل والتعرق فِي الْحمام عرقا الكلى يتصلان بالعرق العميق بعد إِن يطلع حدبة الكبد قَالَ ذَلِك فِي الْأَعْضَاء الألمة فِي هَذَا الْموضع وَفِي الْخَامِسَة عِنْد ذكر الكبد فِيمَا احسبه قد شَككت فاقرأه واقرء الَّتِي قبلهَا وَبعدهَا اجْتنب فِي الاسْتِسْقَاء الطبلي الْحُبُوب والغذاء المنفخ وَفِي الزقى شرب المَاء والبقول والأغذية المرطبة وَفِي 3 - (الْعِلَل والأعراض) إِذا حدث استسقاء بَغْتَة فَإِن كَانَ الْجِسْم يذوب وينخل فَاعْلَم انه قد حدث فِي الْبدن ذوبان فعجزت (ألف ب) الكلى عَن جذبه وَلم ينصب إِلَى الأمعاء لرقته وخاصة إِن كنت قد رَأَيْت فِي البرَاز اخْتِلَافا كثيرا مثل مَاء اللَّحْم فَعِنْدَ ذَلِك تقوى الكلى على الجذب وَبرد الْبدن لتذهب الذوبانات. أرخيجانس قَالَ: يسقى قوانوس من بَوْل الْمعز وَمن السنبل مِثْقَال أَو اسْقِهِ شرابًا أَبيض قد أنقع فِيهِ قثاء الْحمار واسقه نُحَاسا محرقاً وسداباً وخرؤ الْحمام وملحاً قَلِيلا واسقه وزن دِرْهَم فِي الشَّمْس دَائِما ورؤوسهم مغطاة ومرخهم بالزيت وَالْملح وَاضْرِبْ الْمَوَاضِع المنتفخة مِنْهُم بمثانة منفوخة كل يَوْم دَائِما فَإنَّك إذافعلت ذَلِك بهم ضمرت تِلْكَ الْمَوَاضِع ونقصت واشرط مَا يَلِي كعابهم واثقبها وأجلسهم على كرْسِي فَإِنَّهُ يسيل مِنْهُم رطوبات كَثِيرَة. الأولى من الأخلاط: الاسْتِسْقَاء اللحمي يقْصد فِيهِ لاستفراغ الْبدن من البلغم بالإسهال أَولا ثمَّ بالقيء ثمَّ بالغرغرة لِأَن البلغم فِيهِ منبث فِي الْجِسْم كُله فَاسْتعْمل استفراغه

من جَمِيع النواحي واسقه أَيْضا مَا يقطع ويسخن فتدر بهَا الْعرق وَالْبَوْل وَبِالْجُمْلَةِ فَإنَّا نستعمل جَمِيع أنحاء الاستفراغ للبلغم أَلا ينبث فِي جَمِيع الْبدن وَأما الزقى فَإنَّا لَا نَفْعل ذَلِك لِأَن المَاء مَحْصُور فِي مَوضِع وَاحِد وَلَكنَّا نفصده بالأدوية الَّتِي تسهل المَاء كَمَا نفصد فِي اليرقان إِلَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تسهل الصَّفْرَاء. تقدمة الْمعرفَة الثَّانِيَة قَالَ: الاسْتِسْقَاء مَعَ الْأَمْرَاض الحادة ردىء وَذَلِكَ أَن صَاحبه لَا يتَخَلَّص من الْحمى الشَّدِيدَة ويألم ألماً شَدِيدا وَيكون ذَلِك مَعَ ثقل. قَالَ: وَأكْثر مَا يكون الاسْتِسْقَاء لمشاركة الكبد للكلى وللطحال وللمعى الصَّائِم أَو لجداول الأمعاء الَّتِي تُؤدِّي الْغذَاء إِلَى الكبد أَو الْمعدة فَإِن الكبد يتَّصل بالكلى وَالطحَال والمعدة والأمعاء بعروق عِظَام وَبَعضهَا تماسها وَقد يعرض الاسْتِسْقَاء من الطحال إِذا حدث فِيهِ ورم عَظِيم تألم بِسَبَبِهِ الكبد قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فَجَمِيع أَسبَاب الاسْتِسْقَاء تحدث عَن ضعف الْقُوَّة المولدة للدم إِذا قصرت عَنهُ كَمَا يعرض للمعدة فِي ضعف الهضم. قَالَ: الاسْتِسْقَاء الَّذِي يعرض من أجل أَن جداول الكبد المنفذة للغذاء إِلَيْهِ أَو المعى الصَّائِم إِذا كَانَ فِيهَا ورم حَار يعرض مَعَه ذرب طَوِيل لَا ينْحل بِهِ شَيْء من الْمَرَض وَذَلِكَ أَن الْغذَاء لَا ينفذ إِلَى الكبد على الْعَادة فَيكون مَعَه ذرب وَينصب أَيْضا من ذَلِك الورم الْحَار صديد إِلَى الأمعاء يحثها على الدّفع وَتَكون بطونهم فِيهَا) وجع وانتفاخ والوجع يكون من اجل الورم الْحَار واللذع وَأما انتفاخه فَإِن الأمعاء تمتلئ ريحًا نافخة بِسَبَب بطلَان الهضم وَتثبت هَذِه الرّيح فِي الْبَطن لضعف الْقُوَّة الدافعة. لى بَان من كَلَامه هَاهُنَا أَن الاسْتِسْقَاء الَّذِي يحدث من الكبد زقى وَعَن فَسَاد الْمعدة والأمعاء طبلي وَأما الاسْتِسْقَاء الْكَائِن عَن ورم الكبد فَيعرض لصَاحبه أَن تَدعُوهُ نَفسه إِلَى أَن يسعل ثمَّ لَا ينفث شَيْئا يعْتد بِهِ إِلَّا رُطُوبَة قَليلَة دموية وَلَا ينْطَلق بَطْنه وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا شَيْء يَابِس صلب باستكراه ويجد فِي بَطْنه أوراماً بَعْضهَا (ألف ب) فِي الْجَانِب الْيمن وَبَعضهَا فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وَيظْهر أَحْيَانًا وَلَا يلبث أَن تغيب ثمَّ تعود إِنَّمَا يعرض لَهُ السعال لِأَن ورم الكبد أبدا يدافع الْحجاب فَيعرض لَهُ ضيق فِي نَفسه شبه مَا يعرض لمن فِي رئته شَيْء فيزيد السعال فَإِذا سعل علم أَن ذَلِك الضّيق لَا يَتَّسِع عَلَيْهِ بسعاله وَلَا ينفث شَيْئا لَهُ قدر وَلَكِن رُطُوبَة رقيقَة مائية بِمَنْزِلَة الزّبد فَهَذَا هُوَ الْفَصْل بَين الاسْتِسْقَاء من الكبد وَالْآخر الَّذِي تقدم ذكرهَا وَأما بَطْنه فُلَانُهُ لشدَّة الْحَرَارَة يبس بعض رطوباته من أجل الورم الْحَار فِي الكبد وَبَعضهَا يسير إِلَى الفضاء الَّذِي دَاخل الصفاق فَيكون مَا ينزل لذَلِك صلباً باستكراه. الْفُصُول الأولى: الاسْتِسْقَاء مَعَ الْحمى مرضان متضادان وَيجب أَن يقْصد لأشدهما وأخوفهما وَإِن كَانَ يزِيد فِي الْأُخَر فَإِن ذَلِك مِمَّا لابد مِنْهُ إِن امكنك أَلا تغفل الآخر بِمَا ينفذ بِهِ فافعل.

الْفُصُول الرَّابِعَة قَالَ: إِذا كَانَ بانسان استسقاء فَجرى فِي عروقه مَاء إِلَى بَطْنه انحل مَرضه. قَالَ: من كَانَ بِهِ مغص وأوجاع حول السُّرَّة ووجع فِي الْقطن دَائِما لَا ينْحل بدواء مسهل وَلَا يُغَيِّرهُ فَإِن امْرَهْ يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي لن هَذَا الوجع إِذا ثَبت فِي هَذِه الْمَوَاضِع لم ينْحل بالإسهال وَلَا يُغَيِّرهُ من العلاج فَإِن فِي هَذِه الْأَعْضَاء سوء مزاج رَدِيء قد استولى عَلَيْهَا جدا وَإِذا طَال الوجع آل إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي وَلم يقل لم ذَلِك وَهَذَا يحْتَاج إِلَى نظر واستسقاء فَأَما إِن كَانَ هَذَا يظْهر بالتجربة هَكَذَا فغن ابقراط خليق أَن يكون لم يقل إِلَّا لذَلِك. السَّادِسَة: إِذا دفعت طبيعة المستسقى من ذَاتهَا مَا انْقَضى بذلك مَرضه. قَالَ: وَمن يجْرِي مِنْهُ من المستسقى مَاء كثير دفْعَة هلك وَرُبمَا حدثت عَلَيْهِم حمى بل تحدث فِي الْأَمر الْأَكْثَر وَيتبع ذَلِك غشى وَمَوْت. قَالَ: ذَلِك يعرض للمستسقين لِأَنَّهُ ينفش مِنْهُم روح كثير. لى يَعْنِي بخاراً حاراً لطيفاً. قَالَ: وَلِأَنَّهُ مَا دَامَ المَاء فِي الْبَطن فَهُوَ يحمل ثقل الورم الجاسي الَّذِي فِي الكبد فَإِذا استفرغ دفْعَة) ارجحن وجذب مَعَه الْحجاب والصدر إِلَى أَسْفَل إِذا عرض للمستسقين سعال بِلَا سَبَب يُوجب السعال كالنزل وَغَيرهَا لَكِن من نفس علته ولغلبة المَاء وكثرته فَإِنَّهُ هَالك وَذَلِكَ أَنه يدل على إِن المَاء قد بلغ إِلَى قَصَبَة الرئة وأشرف على الاختناق. لى هَذَا قَول سمج وَذَلِكَ إِن المَاء تَحت الْحجاب فَكيف يبلغ قَصَبَة الرئة وَلَكِن الأولى فِي ذَلِك أَن كَثْرَة المَاء يزحم الْحجاب جدا فيضيق لذَلِك النَّفس فيهم السعال لظن العليل أَن ذَلِك يَنْفَعهُ كالحال فِي سعال الكبد. ج: إِذا كَانَ ذَلِك دَائِما أَبرَأَهُ قَالَ: فِي الْفَصْل الَّذِي قَالَ فِيهِ ابقراط من تحيز فِيهِ بلغم فِيمَا بَين الْمعدة والحجاب انه لَا يُمكن يدْخل هَذَا البلغم إِلَى الْعُرُوق كَمَا تدخل الرُّطُوبَة الرقيقة المائية فِي أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء فِي الْعُرُوق فَيجْرِي فِي الْبَوْل. قَالَ: يجب أَن تعلم أَن على رأى أبقراط (ألف ب) لَا يَنْبَغِي أَن تطلب للأشياء مجاري لِأَن الطبيعة عِنْده إِذا كَانَت قَوِيَّة دفعت مَا تُرِيدُ دفْعَة وَلَو فِي الْعِظَام. أبقراط: مَتى امتلئت كبده ماءاً ثمَّ انفجر ذَلِك المَاء إِلَى الغشاء الْبَاطِن امتلا بَطْنه مَاء وَمَات. ج: إِنَّه قد يحدث بِهِ نفاخات لماء فِي ظَاهر الكبد أَكثر من حُدُوثه فِي سَائِر الْأَعْضَاء وَإِنَّمَا تتولد هَذِه النفاخات فِي الغشاء الْمُحِيط بالكبد فقد نرى فِي كثير مِمَّا نذبح من الْحَيَوَان نفاخات فِي أعلي كبده مَمْلُوءَة من ذَلِك المَاء فَإِن اتّفق فِي بعض الْأَوْقَات أَن تنفجر هَذِه النفاخات فَإِن ذَلِك المَاء ينصب فَيصير فِي الفضاء الَّذِي فِي جَوف الغشاء الممتد على الْبَطن

فِي الْموضع الَّذِي يجْتَمع فِيهِ فِي المستسقين المَاء وَأما إِلَى الْحجاب الْبَاطِن الَّذِي هُوَ الثرب فَلَا يُمكن أَن ينصب تَحْتَهُ المَاء دون أَن يحدث فِيهِ ضرب من التأكل وَذَلِكَ لِأَن هَذَا الغشاء مُتَّصِل من جَمِيع نواحيه لَا جَوف فِيهِ وَلَا ثقب وَلَا يُمكن أَن يدْخل فِيهِ شَيْء من عُضْو من الْأَعْضَاء سوى الْمعدة والقولون وَالطحَال أَن يحدث فِي هَذَا الغشاء تَأْكُل فِي الْجَانِب الْيمن مِنْهُ عِنْد الكبد. قَالَ: وَأما من انصب هَذَا المَاء فِي بَطْنه مَاتَ فَإِنَّهُ يَعْنِي بالبطن هَاهُنَا جَمِيع الفضاء الَّذِي تَحت الْحجاب إِلَى عظم الْعَانَة وَقد يرى هَذَا الْموضع بِأَنَّهُ مَمْلُوء مَاء من أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء ة قد يسلمُونَ فَلَيْسَ يُمكن إِن نستفرغ أَيْضا هَذِه الرُّطُوبَة كَمَا نستفرغ من المستسقين بالأدوية المسهلة والأدوية المدرة للبول والضمادات الَّتِي شَأْنهَا أَن تحلل الرُّطُوبَة. من أزمان الْأَمْرَاض قَالَ: أنزل أَنه حدث فِي بعض النَّاس فِي الْجَانِب المقعر من الكبد ورم متحجر يخفي عَن الْحس مُدَّة مَا ثمَّ إِن نُفُوذ الْغذَاء إِلَى الْبدن فسد من غير أَن يمكننا أَن نعلم فِي) ذَلِك الْوَقْت أَيْضا السَّبَب فِي ذَلِك فَلَمَّا طَال الزَّمن وَعرض الاسْتِسْقَاء وَلم يتَبَيَّن أَيْضا فِي ذَلِك الْوَقْت الورم المتحجر ثمَّ أَنه بِآخِرهِ يتَبَيَّن للجس بَغْتَة ورم صلب عَظِيم فأنكرنا ذَلِك لقلَّة معرفتنا بِالسَّبَبِ الَّذِي كَانَ فِي مَا مضى. قَالَ: وَقد رَأَيْت ذَلِك فِي كثير من النَّاس وَذَلِكَ انه قد عرض لَهُم بَغْتَة ورم عَظِيم متحجر فَعلمنَا إِن هَذَا الورم قد كَانَ مُنْذُ مُدَّة طَوِيلَة وَإِن خفاءه إِنَّمَا كَانَ بِسَبَب صغره وبسبب عظم العضل الَّذِي كَانَ على الْبَطن. لى جملَة مَا يُمكن أَن يسْتَعْمل فِي الاسْتِسْقَاء مَا اسْتَعْملهُ جالينوس. نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة: إِن امْرَأَة كَانَ بهَا نزف مائي فبرئت بِهَذَا العلاج وَهَذَا علاج يُمكن إِن ينْقل إِلَى المستسقى بل هُوَ خَاص لَهُ فَإِن سقيتها مَا يسهل المَاء ثمَّ سقيتها بعد ذَلِك طبيخ الكرفس والأنيسون ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ سقيتها أَيْضا مَا يسهل المَاء ثمَّ سقيت الطبيخ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ سقيت مَا يسهل المَاء وَجعلت أدلكها بالمناديل واطل بدنهَا بالعسل الْمَطْبُوخ الْمبرد بعد ذَلِك تبريداً صَالحا فبرئت فِي خَمْسَة عشر يَوْمًا طلاء الْعَسَل يجتذب الرطوبات إِذا طبخ جيدا حَتَّى يغلظ ثمَّ يرد وطلى بِهِ وينوب عَنهُ مِنْهُ الْمَشْي والرمل الْحَار يندفن فِيهِ وَالْحمام الْحَار الْيَابِس وَغير ذَلِك إِلَّا أَن الإسهال الْمُتَوَاتر وإدرار الْبَوْل وتجفيف الْغذَاء إِذا أمكن فِي المستسقى فَهُوَ أعظم علاجه وَقد يُمكن أَن يسهل ويدر بَوْله بِلَا حرارة فِيهِ لَكِن ملاك هَذَا العلاج على المتواترة وتقوية الْقُوَّة بالطيوب المشروبة وَنَحْوهَا لِئَلَّا يسْقط الإسهال (ألف ب) الْقُوَّة وضمد الكبد بعد الهضم فِي كل يَوْم ساعتين بِمَا يقويها وَكَذَلِكَ الْمعدة من الطّيب الْقَابِض فَإِن هَذَا علاج لَا يعْدم الشِّفَاء إِلَّا أَن يَصح الاسْتِسْقَاء من ورم صلب فِي الكبد فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ وَإِن جف المَاء لم تذْهب عِلّة الاسْتِسْقَاء إِلَّا أَن يذهب ذَلِك الورم وَلَكِن قد يَنْبَغِي أَن يعالج اولاً ليجف المَاء ثمَّ ينفرغ بعد ذَلِك.

من كتاب العلامات قَالَ: قد يعرض الاسْتِسْقَاء بعد الذرب الذوسنطاريا كثيرا وَإِذا تمكن هَذَا السقم عرض مَعَه ضيق النَّفس وَبرد الْأَطْرَاف وَرُبمَا هاج السعال وَاحْتبسَ الرجيع وَالْبَوْل وَرُبمَا انفرغ الْبَطن مَاء ويرم ذكره فَهَذَا الزقى وَأما الطبلي فَإِنَّهُ يستريح بِخُرُوج الرّيح ويعرض فِي صُفُوف الاسْتِسْقَاء ضيق النَّفس والعطش وَقلة الشَّهْوَة للطعام وَقلة الْبَوْل وَحمى فاترة وَمِنْهُم من يظْهر بِهِ بثر فَإِذا تفقأت خرجت مِنْهُ رُطُوبَة صفراء وَالْمَاء الْكَائِن فِي ورم الكبد أَشد من المَاء الْكَائِن عَن ورم الطحال.) 3 (الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة) المَاء المحتقن بَين الصفاق وَبَين باريطاون والثرب وَهُوَ غشاء مؤلف من شَحم واغشية تحيط بالمعدة والأمعاء وَهِي تَحت الباريطاون وَفَوق الثرب. من كتاب النفخ: بطن المستسقى إِذا نزل فَإِنَّهُ لَا تَأتي عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى يعود فيمتلىء فَأَي شَيْء يُمكن أَن يملاْ الْبَطن سوى الرّيح فِي هَذِه السرعة وَذَلِكَ انه لَا يرد الْبدن من الشَّرَاب هَذَا الْقدر فِي هَذِه الْمدَّة وَلَا يُمكن إِن يكون سَبَب ذَلِك اللَّحْم أَيْضا حِين يذوب لِأَن اللَّحْم فِي تِلْكَ الْحَال قد جف وقحل بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَ وَكَذَلِكَ حَال الْعِظَام والعصبة حَتَّى أَنه لَا يُمكن أَن يتزيد المَاء عَن وَاحِد مِنْهُمَا. لى فِي هَذَا بحث فاستقصه. من كتاب مَنْفَعَة التنفس قَالَ: الْحبّ المسخن الَّذِي يجلس فِيهِ المحبون أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُم وَذَلِكَ إِن المستسقى يستفرغ من جَمِيع بدنه هَذَا الْحبّ استفراغاً أَكثر مِمَّا يستفرغه فِي الْحمام وَيبقى لَا يختنق لِأَنَّهُ يجتذب هواءاً بَارِدًا لَا حاراً وَلَا تسْقط قوته. لى وَقد رَأَيْت فِي مَوضِع أَن هَذَا يُغني عَن النزل وَهُوَ جيد للحمى جدا. القوى الطبيعية الأولى قَالَ: المَاء فِي المستسقى يجْتَمع فِي الفضاء الَّذِي ينزل بَين الصفاق والأحشاء قَالَ: إِن شققت مجْرى الْبَوْل لم يجده يدْخل فِي المثانة بَوْل الْبَتَّةَ وامتلاء الفضاء الَّذِي بَين الأمعاء والصفاق مَاء كَمَاء لَو كَانَ ذَلِك الْحَيَوَان مستسقياً. وَمِنْهَا الْبَوْل يجييء إِلَى الكلى من الْعرق الأجوف بقناتين ممدودتين مَعَهُمَا إِلَيْهِ فَإِذا لم ينفذ الدَّم وَالْمَاء على حسب الْعَادة لسدد الكبد وَجب أَن تمتلىء الأمعاء من الرُّطُوبَة وَيخرج مِنْهَا على طَرِيق الرشح عِنْده إِلَى مَا بَين الأحشاء والصفاق. وَمِنْهَا من الثَّانِيَة: الاسْتِسْقَاء الَّذِي يكون من تحجر الكبد ضرب وَاحِد من ضروب الاسْتِسْقَاء فَأَما الْكَائِن من النزف واحتقان الدَّم الرَّدِيء وَفِي من يشرب المَاء الْبَارِد من نزف بعض الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة الَّتِي فِي الْبَطن وَمن ذهَاب قُوَّة جذب آلَات الْبَوْل وَكلهَا الف ب الكبد فِيهَا غير وارمة إِلَّا أَنَّهَا بَارِدَة إِلَّا الصِّنْف الَّذِي يكون لامتساك الكلى عَن جذب الْبَوْل فَإِنَّهُ فِي هَذَا الصِّنْف يُمكن أَن يكون استسقاء والكبد بِحَالِهَا.

مَنَافِع الْأَعْضَاء الثَّانِيَة: المجاري الَّتِي بهَا يجتذب الكلى الْبَوْل من الكبد يتَّصل بالعرق الأجوف بعد خُرُوجه من حدبة الكبد. الْأَدْوِيَة المفردة الأولى: المَاء القراح من أردى الْأَشْيَاء للاستسقاء) شربه اَوْ استحم بِهِ وَالْمَاء المالح والفقري والكبريتي جيد لَهُم لن هَذَا يجفف بِقُوَّة. النبض السَّادِسَة عشر: إِذا تورمت الكبد ورماً صلباً فَلَا بُد باضطرار إِن يلْزمه حبن فَأَما الطحال فقد رايته كم من مرّة ورم ورماً صلباً وَلم يعقبه حبن قَالَ: إِذا شَككت فِي الاسْتِسْقَاء أَي نوع هُوَ فاقرع الْبَطن وتفقد الصَّوْت فَإِن الزقى واللحمي لَا صَوت لَهما والطبلي لَهُ صَوت وللزقي بالمخض للرطوبات إِذا قلبت العليل من جنب إِلَى جنب وَإِذا مخضته بِيَدِك بِشدَّة. إبيذيميا الرَّابِعَة: الفصد يضر المستسقى فِي أَكثر الْأَحْوَال وَرُبمَا نفع فِي نَادِر وَإِنَّمَا نَفعه إِذا كَانَ سَببه احتباس دم كثير بَارِد أَو رَدِيء فِي الْجِسْم كَدم الْحيض والبواسير أَو غَيرهَا. قَالَ: صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس إِذا استسقى ناله من ذَلِك خطر شَدِيد لِأَنَّهُ مرض ضد مزاجه فَلَا يحدث إِلَّا من غَلَبَة قوته وَصَاحب الْبَارِد الرطب ردائته أقل من الْحَار الْيَابِس وَأكْثر من الْحَار الرطب لِأَن صَاحب المزاج الرطب رطوبته تسرع إِلَيْهِ هَذِه الْعلَّة من غير أَن يكون شَبِيها قَوِيا وبحرارته يبرأ مِنْهَا سَرِيعا وَأما صَاحب المزاج الرطب الْبَارِد فَإِنَّهُ يعرض من انطفاء حرارته الغريزية. السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: مِمَّا علمه القدماء وَالْحَدَث بالتجربة وَاتفقَ عَلَيْهِ أَن الاسْتِسْقَاء يكون من الأورام الصلبة فِي الكبد وَالطحَال وَمن فرط جرى دم الطمث والبواسير وَمن احتقانها قَالَ: وَقد يكون ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء ذرب الْبَطن إِذا كَانَ كثيرا جدا وَقد يكون ابتداؤه سعالاً دَائِما مزمناً وَقد يكون من برد الكبد وَمن دم بَارِد كثير الْمِقْدَار يجْتَمع فِي الْبدن من أخلاط نِيَّة إِلَّا أَن الْأَكْثَر وَالَّذِي لَا يزَال يكون إِنَّمَا هُوَ من اجل الكبد خَاصَّة ثمَّ الطحال إِذا حدثت فِيهِ صلابة وَمِنْهَا غَايَة الْأَطِبَّاء فِي الاسْتِسْقَاء أَن ينقوا ويفتحوا سدد الكبد وَذَلِكَ لَا شَيْء أضرّ لَهُ من شَيْء يُولد سدداً من الأغذية وَغَيرهَا. قَالَ: وَسَقَى اللَّبن للمستسقى إِنَّمَا دلسه السوفسطائيون فِي الطّلب وخاصة إِن كَانَ قدره ثَمَان قوطولات كَمَا أَمر فَأَما شَيْء دون هَذَا الْمِقْدَار فَفِيهِ نظر فِي طبيعة الاسْتِسْقَاء ومزاجه ومزاج اللَّبن. الثَّانِيَة من السَّادِسَة: نَحن ندلك المستسقى اللحمي بالمناديل وبالدلك الصلب ونأمره

أَن يرتاض فِي مَوضِع غُبَار وَمن لم يحْتَمل هَذِه الْأَشْيَاء نثرنا على الْبدن أدوية مجففة ونمنعه الاستحمام حَتَّى يصلب وَكَذَلِكَ أَن نرهل عضوا مَا عالجناه بِهَذَا العلاج. لى على مَا رَأَيْت: تعلف العنز القاقلي والإيرسا وقثاء (ألف ب) الْحمار وشيئاً من المازريون الرطب واليابس يخلط فِي) بعض الْحَشِيش الَّذِي يَأْكُلهُ وَإِن كَانَت حرارة فالهندباء ويسقى المستسقى من لبنه بسكر الْعشْر وَإِن شرب بَوْله فَهُوَ أحد وأجود فَإِن هَذَا ينفض المَاء وَهُوَ عَجِيب. السَّابِعَة من السَّادِسَة: جلدَة الْبَطن من المستسقى تمتد وتنتو السُّرَّة وتهيج قُرُوح الْفَم واللثة قبل الْمَوْت. قَالَ: النِّسَاء اللواتي يستسقين من احتباس الطمث يُشِير عَلَيْهِنَّ حذاق الْأَطِبَّاء بالفصد وَكَذَلِكَ على من استسقى لاحتباس دم كَانَ يعتاده كثيرا إِمَّا بالرعاف وَإِمَّا بالبواسير فَإِن فِي هَذِه الْمَوَاضِع قد ينْتَفع بالفصد وَيجب أَن يكون ذَلِك قبل سُقُوط الْقُوَّة وَأما ثقب الْبَطن والصفاق فَإِنَّمَا يضْطَر عَلَيْهِ بِآخِرهِ إِذا كثرت الرُّطُوبَة حَتَّى تثقل الْمَرِيض وتوهنه وَذَلِكَ إِنَّمَا يكون فِي الزقى وَفِي هَذَا الضَّرْب الفضاء الَّذِي بَين الأمعاء وَبَين الصفاق مَمْلُوء من الرُّطُوبَة. الأغذية الأولى قَالَ: الْأَطْعِمَة الميبسة للدم جَيِّدَة لمن فِي بدنه أخلاط مائية كالعدس المقشر. المزاج الثَّانِيَة: الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالذراريح ينفع أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء مَنْفَعَة قَوِيَّة لشدَّة مَا يستفرغه بالبول. الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يكون من ورم طرف الكبد حصر الْبَوْل لِأَن الوريد الَّذِي يَأْخُذ المَاء من الكبد إِلَى الكلى يَنْضَم بالورم فيسد فَيرجع مَاء الدَّم إِلَى الأمعاء. قَالَ: اللحمى أقرب ضروب الاسْتِسْقَاء من الْبُرْء وَقد رَأَيْت خلقا برؤا مِنْهُ فاسقوهم حب الراوند وَلبن اللقَاح وَقد يسهل المَاء إِذا كَانَ مَعَ حرارة ببول الْمعز ثَلَاثَة أساتير مَعَ مثله مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَإِن لم ينْتَفع بذلك سقى ألبان اللقَاح وَأَبْوَالهَا. قَالَ: فَهُوَ علاج اللحمى وعالج اللحمى بحب السكبينج وبقمحة الراوند وبقمحة السكبينج وَهُوَ دَوَاء نَافِع للرياح فِي الْجوف جدا سكبينج بزر كرفس جزؤ جزؤ هليلج جزؤ انجدان وحرف نصف نصف الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم وبالاثاناسيا والأميروسيا وجوارش البزور الطاردة للرياح فَإِن كَانَ بَطْنه يَابسا لينه دَائِما وَإِن كَانَ لينًا فاعطه الشجرنايا وَقد يسقون دهن الخروع بِمَاء الْأُصُول وَاجعَل غذائهم مَاء حمص بشبث وكمون وَإِذا سقيت دهن الخروع فضع على رَأس العليل دهن البنفسج ليمنع الصداع والسدد وخاصة إِن كَانَ العليل بصداع فِي علته. حب الراوند على مَا رَأَيْته هُنَاكَ: راوند صيني نصف مِثْقَال عصارة قثاء الْحمار ربع دِرْهَم لبن الشبرم طسوج أفسنتين نصف دِرْهَم يَجْعَل حبا ويسقى شربة.

علاج جيد للاستسقاء الزقى

لى مطبوخ الفتة ليسهل المَاء: يُؤْخَذ من التربد خَمْسَة دَرَاهِم وَمن الشبرم دِرْهَمَانِ وَمن) المازريون ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الأفسنتين والاسطوخدوس ثَلَاثَة دَرَاهِم ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الإيرسا وقثاء الْحمار ثَلَاثَة ثَلَاثَة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَنصف ويسقى ثُلثي رَطْل مَعَ عشرَة دَرَاهِم (ألف ب) . الْيَهُودِيّ: أَو اسْقِهِ مَاء القاقلى ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم رطلا وَعشرَة دَرَاهِم من السكر الْأَبْيَض وَفِي الثَّالِث كف واسقه مَاء الهندباء وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب إِن كَانَت حرارة وَإِن كَانَ الْبرد غَالِبا فماء الْجُبْن والكرفس أوقيتان مَعَ قدر حمصة من الترياق وحمه فِي مَاء الكبريت وَإِن كَانَ فِي الكبد صلابة يما فضمدها ثمَّ حللها. لى مرهم يسهل المَاء: يُؤْخَذ روسختج وخرؤ الْحمام وعصارة قثلء الْخمار وشحم حنظل ومازريون وشبرم وإيرسا وأفسنتين اعجن الْجَمِيع ببول الماعز وَاجعَل على وَجهه قَلِيل دهن سوسن وألزقه على الْبَطن فَإِنَّهُ يسهل المَاء وَإِن شِئْت فَاتخذ من هَذِه حقنة فَإِنَّهُ يسهل المَاء وَإِن شِئْت فرزجة وَإِن علفت الماعز شَيْئا من قاقلى وشيئاً من مازريون فِي عَلفهَا كَانَ لَبنهَا جيدا جدا وَهَذِه الْأَشْيَاء يحْتَاج إِلَيْهَا عِنْد الْحَرَارَة وَأما فِي غير ذَلِك فَلَا. 3 - (علاج جيد للاستسقاء الزقى) اِسْقِهِمْ مَا يدر الْبَوْل وانفخ فِي آنافهم العطوس وعطسهم فَإِن العطاس الشَّديد يدْفع الاسْتِسْقَاء وَذَلِكَ أَنه يهز وَيدْفَع المَاء إِلَى نَاحيَة الكلى فَإِذا أَحْسَنت العلاج وقويته نزل المَاء بِكَثْرَة إِلَى جلد الخصى أَيْضا فاغرزه بإبرة غرزاً نعما ودعه يرشح. قَالَ: فَإِن كَانُوا يعطشون شَدِيدا فاسقهم كل يَوْم نصف دِرْهَم فيلزهرج بِثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء عِنَب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ يسكن الْعَطش وَيذْهب الورم. قَالَ: وَلَا دَوَاء أبلغ للاستسقاء من دَوَاء اللك فَإِنَّهُ عَجِيب. أهرن قَالَ: اخلقها بِأَن يبْدَأ اللحمى قَالَ: سَبَب الزقى إِن الْغذَاء إِذا لم ينهضم كُله دفعت الكبد مِنْهُ مَا انهضم إِلَى الْبدن وَمَا لم ينهضم ردته فِي الماسريقا إِلَى الأمعاء فَلبث رغم فِي الأمعاء لِأَنَّهُ ينصب فِيهَا صفراء تلذعها فَيصير لذَلِك بخاراً وَيخرج من الأمعاء إِلَى خَارِجهَا ويجتمع هُنَاكَ. لى فَمَا بَال الثّقل يخرج من المستسقى وَهُوَ أغْلظ وَأَشد من ذَلِك البلغمى وَمَا بالهم رُبمَا كَانَ بهم إسهال ذريع وبراز أصفر قَالَ: إِذا سقيت أدوية تخرج المَاء فتحر أَن لَا تكون مضرَّة بالكبد. لى يمرخ بِمَا ينفع الكبد كالأفسنتين والغافت والهندباء وعنب الثَّعْلَب والسنبل والراوند وَنَحْوهَا. قَالَ: ويسهل المَاء الْأَصْفَر أَن ينقع التِّين فِي دهن حل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ) يَفْتَحهُ وَيجْعَل فِي جَوْفه شَيْئا من شَحم الحنظل وأطعمه وأسهله كَذَا مَرَّات فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ وَيشْرب بعده ماءاً فاتراً ويمرخ بالبورق وَالزَّيْت وتعصب أعضاؤه من أَسْفَل إِلَى فَوق فَإِنَّهُ يبرأ. دَوَاء آخر: مازريون منقع بخل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يجفف فِي الظل ثمَّ اسحقه بخل

واجعله قرصاً وجففه فِي الظل ثمَّ اسحقه بخل وجففه مرّة أُخْرَى فِي الظل وارفعه عنْدك وَخذ مِنْهُ عِنْد الْحَاجة وروسختج وخرؤ الْحمام بِالسَّوِيَّةِ واعجنه بِمَاء الكاكنج واجعله حبا واعطه مِثْقَالا بِمَاء طبيخ الشبث والأنيسون. ضماد مسهل للْمَاء الْأَصْفَر مصلح. لى شَحم حنظل جزؤ يدق وَتَربد جزءان فربيون نصف جُزْء عصارة قثاء الْحمار جزؤ خرؤ الْحمام وروسختج جزؤ جزؤ مازريون وَحب النّيل جزؤ جزؤ شبرم نصف جُزْء (ألف ب) يجمع الْجَمِيع ويسحق بِمَاء الهندباء وَيجْعَل عَلَيْهِ دهن سوسن آسمانجوني وَيلْزم الْبَطن. الطبرى دَوَاء يحفظ من الاسْتِسْقَاء المستعد لَهُ ويسهل المَاء الْأَصْفَر إِذا حدث الاسْتِسْقَاء وَيصْلح للأصحاء: إهليلج أصفر عشرَة دَرَاهِم بليلج مثله تَرَبد عشرَة ملح هندي مثله مازريون مثله يجمع بِعَسَل الشربة مِنْهُ مثقالان. وَله دَوَاء يخرج المَاء بِقُوَّة: ملح دِرْهَم مر فربيون نصف لى ينظر فِي هَذَا فَإِنَّهُ قَالَ ابْن سرابيون أَيْضا يسقى درهما وَاحِدًا. لى سكنجبين يسهل المَاء الْأَصْفَر اللفتة على مَا رَأَيْت: أَرْبَعَة أَرْطَال مَاء يلقى فِيهَا أُوقِيَّة شبرم وأوقية مازريون وَيتْرك نقيعاً ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يطْبخ حَتَّى يبْقى رَطْل وَاحِد بِنَار فَحم رقيقَة ثمَّ يصفى بعد المرس نعما ثمَّ يُؤْخَذ مَا صفى مِنْهُ وَيُؤْخَذ نصف رَطْل خل فِي غَايَة الصفاء ورطل سكر الْعشْر وَذَلِكَ المَاء الَّذِي صفيته فيطبخ حَتَّى يذهب المَاء وَيصير لَهُ قوام ثمَّ يشد مِثْقَال فربيون فِي خرقَة ويسقى مِنْهُ أُوقِيَّة وَإِذا سقى هَذَا الدَّوَاء فاطل على الكبد أَشْيَاء مقوية ويسقى من غَد مَا يقويها ويبردها مثل الهندباء وعنب الثَّعْلَب إِن كَانَت حرارة قَوِيَّة. شرب ألبان اللقَاح للاستسقاء: يشرب رَطْل سَاعَة يحلب مَعَ أُوقِيَّة من بولها فَإِن استمرأه بعد سَاعَة شرب رطلا أَيْضا وَمكث حَتَّى يسهله ويستمرئه ثمَّ يَأْكُل فَإِن هُوَ لم يسهله لم يعاود شربه لِأَن يخَاف أَن يتجبن فِي معدته فَإِن أسهله ونفعه شربه من غَد بسكنجبين وَحده أَو حب السكبينج أَو مَعَ هليلج أصفر وَإِن حمض يَوْمًا فاترك يَوْمَيْنِ فَإِن تمدد جَوْفه حقن وَإِن جمد فِي) الْمعدة عولج فَإِن حمض فَلَا يشرب ذَلِك الْيَوْم ماءاً بل شرابًا ممزوجاً حلواً وَلَا يَأْكُل إِلَّا قَلِيلا وَيَأْكُل بَين يَوْمَيْنِ مرّة حَتَّى يستنقي نعما وَيَأْكُل خبْزًا مثروداً فِي الشَّرَاب وَفِي مرق دجَاجَة فَإِن نقض المَاء كُله وبرىء كوى كيات لِئَلَّا تعود ولتعلف النَّاقة الشيح والكرفس والرازيانج. أهرن: وَقد يفْسد مزاج الكبد فَسَادًا يعرض لَهُ استسقاء لطول الْحمى ولطول الخلفة والضربة والسقطة على الكبد فَيصير مِنْهُ ورم صلب وَمن كَثْرَة أكل الْبَارِد بِقُوَّة وَالْفِعْل وَمن شدَّة الْبرد يُصِيب الْبَطن.

أهرن: اللحمى يكون من فَسَاد الْقُوَّة الهاضمة إِذا لم تحل الكيموس إِلَى دم جيد بل إِلَى دم رهل فيمر فِي الْجِسْم كُله فيرهله وَأما الزقى فَإِنَّهُ إِذا لم يفْسد الهضم كُله بل شَيْء مِنْهُ أنفذت الطبيعة الْقدر الَّذِي انهضم فَصَارَ دَمًا غليظاً فَبَقيَ الْجِسْم بِحَالهِ إِلَّا أَنه يهزل لقلته. قَالَ: وَالْبَاقِي مِمَّا لم يستحكم هضمه يرجع إِلَى الأمعاء فِي الجداول فيلتزق بهَا وَلَا ينْدَفع وَيخرج رغم لِأَن الْمرة لَا تنصب فِي المعى لقلَّة مقدارها لغَلَبَة الْبرد على الكبد وَقلة تولد الصَّفْرَاء فَإِذا ارتبكت هُنَاكَ صَار مِنْهَا بخار يبرز من منافس الأمعاء إِلَى الثرب. لى عَلَيْهِ فِي هَذَا لم يخرج الثفل وَعَلِيهِ كَيفَ يكون (ألف ب) الاسْتِسْقَاء مَعَ الأكباد الحارة وَقَالَ خبث هَذَا أقرب الاسْتِسْقَاء من الْبرد اللحمي. أهرن قَالَ: يمشي المَاء كثير جدا يسحق دِرْهَم وَاحِد من الفربيون ويذر على بَيْضَة نبمبرشت ويتحسى. بولس: عالج من فَسَاد المزاج إِن كَانَ ابْتِدَاء من انْقِطَاع الطمث أَو البواسير بالفصد أَولا إِلَّا أَن يمْنَع من ذَلِك مَانع وَأخرج الدَّم إِلَى الْيَوْم الثَّالِث وَالرَّابِع فَإِن كَانَ ابْتِدَاء من كَثْرَة استفراغ الدَّم فاجتنب الفصد وأسهلهم بأيارج شَحم الحنظل وَاجعَل تدبيرهم مجففاً لطيفاً وليجلسوا فِي الحمات الشبية والكبريتية وَلَا يجلسوا فِي سَائِر الْمِيَاه وخاصة العذب ويستعملون الرياضة وَمِمَّا يعظم نَفعه لَهُم شراب الأفسنتين على الرِّيق. قَالَ: وَيفْسد المزاج فِي الْأَكْثَر فِي حميات طَوِيلَة ورداءة حَال الْمعدة ونزف مفرط واحتقان. قَالَ: القانون الطيني فِي علاج أَنْوَاع الحبن كُله أَعنِي أصنافه الثَّلَاثَة هَاهُنَا فِي الحبن اللحمي ليكْثر الاستفراغ بالبول وَفِي الزقى بِمَا يسهل المَاء وَفِي الطبلي بِمَا يحلل الرِّيَاح. ضماد يفش الرِّيَاح: يُؤْخَذ بعر الْمعز فيسحق ببول ويطلى بِهِ الْبَطن وَيُؤْخَذ أخثاء الْبَقر ويعجن) بِالْمَاءِ والسكنجبين ويضمد بِهِ. ضماد قوي: نورة نطرون إيرسا قردمانا كبريت أشق حب الْغَاز وزبيب الْجَبَل زبل الْحمام الْبَريَّة يَجْعَل ضماداً فَإِنَّهُ يحلل المَاء من المسام تحليلاً عجيباً أَو خُذ كبريتاً أصفر ونطرونا وشبثا وأشقا وكمونا فاجعله مرهماً بِشَيْء من شمع وعلك البطم وَضعه على جلدَة الْبَطن كُله فَإِنَّهُ قوي جدا. الْأَدْوِيَة الَّتِي تخلف المَاء: يُؤْخَذ من حب قنديدس خَمْسُونَ وَمَا هُوَ دانه ثَلَاثُونَ فربيون سَبْعَة قراريط قشور النّحاس أَرْبَعَة دَرَاهِم يخلط بِرَبّ الْخبز ويسقى مِنْهُ وينفع مِنْهُ المازريون وقثاء الْحمار والدواء الْمَعْمُول بالقرنفل يسهل المَاء إسهالاً بليغاً وَإِن كَانَ الْبَطن مِنْهُم يَابسا لَازِما لليبس فَاسْتعْمل الحقن الحارة فَإِن كَانَ لينًا فجففه لتحفظ الْقُوَّة وَإِذا انفرغ المَاء مِنْهُم فاعطهم الترياق وَنَحْوه من الْمصلحَة للمزاج وليحمل النِّسَاء هَذِه الفرزجة: قردمانا ونطرونا وكمونا

وزراوندا وفوذنجا وحلبة وأنيسونا وجوف التِّين ودهن السوسن وليستعمل مَاء الْحمة ويدمن عَلَيْهَا وعَلى الاندفان فِي الرمل الْحَار والامتناع من المَاء العذب وَإِن كَانَ لَا بُد من الْحمام فليدلكوا أنفسهم فِيهَا بالنطرون وَالْملح والخردل والنورة وَنَحْوهَا فَإِن دلك الْبَطن بالنطرون وَالزَّيْت نفع من الزقى والطبلي إِذا دلك بِهِ الْبَطن وَأما اللحمي فادلك بِهِ سَائِر الْأَعْضَاء وليرتاضوا بِقدر مَا يُمكنهُم وليستعمل الدَّلْك الْيَابِس فِي الشَّمْس وَليكن تدبيرهم فِي الْجُمْلَة مجففاً وأطعمهم السّمك المالح والخردل والثوم وَالْكبر والكراث وَالْخمر العتيقة اللطيفة وليصابروا الْعَطش وَلَا يشْربُوا إِلَّا أقل مَا يُمكن وَإِن قدرت على الِامْتِنَاع مِنْهُ الْبَتَّةَ فافعل ذَلِك وَاقْتصر على الشَّرَاب فَإِن كَانَ مَعَه حمى فَلَا تسْتَعْمل هَذَا التَّدْبِير إِلَّا بِقدر مَا يُمكن. قَالَ: فَأَما الحبن الطبلي فَلَا تكْثر اسْتِعْمَال المسهلة وَلَا القوية مِمَّا يدر الْبَوْل (ألف ب) لِأَنَّهُ يكثر بِهَذِهِ الرِّيَاح وَليكن عَلَيْك بِمَا يفش الرِّيَاح من دَاخل وَمن خَارج ولتعلق محاجم فارغة على الْإِسْكَنْدَر: الدَّلْك جيد لأَصْحَاب الحبن وَالْحمام ردىء وَإِن لم يكن بُد أَن يستحم وليدلكوا بطونهم وجنوبهم بالنطرون. قَالَ: وَمن كَانَ بِهِ استسقاء مَعَ حمى فاقتصر بِهِ على مَاء الهندباء والشاهترج وَلَا تعطهم المسهلة إِلَّا بِرِفْق فَإِن هَذَا الحبن يكون من ورم حَار فِي الْجوف والأدوية المسهلة الحارة تزيد فِيهِ. شرك الْهِنْدِيّ: أعْط صَاحب الاسْتِسْقَاء لَبَنًا حليباً. لى يُؤْخَذ مَاء الْجُبْن فَيجْعَل فِي الرطل خَمْسَة دَرَاهِم من تَرَبد مسحوق وَدِرْهَم ملح دراني يغلى بِرِفْق حَتَّى) تُؤْخَذ رغوته كُله ثمَّ يصفى ويسقى مِنْهُ رَطْل ثمَّ يُزَاد إِلَى رَطْل فَإِنَّهُ ينفض المَاء وَلَا يسخن وأجود مَا يكون أَن يتَّخذ مَاء الْجُبْن من لبن اللقَاح فَإِن عدم فلبن الْمعز. شَمْعُون قَالَ: أعْطه من الإيرسا الْيَابِس خَمْسَة دَرَاهِم أَو من مَائه غررا كثيرا ثمَّ اطله بخثى الْبَقر أَو ببعر الْغنم وَخذ فِي تَقْوِيَة الكبد وإسهال المَاء. لى دبر من يحْتَاج إِلَى البزل هَكَذَا تَأْخُذ لَهُ إبرة كَبِيرَة فانخسه ضَرْبَة. الاختصارات: النَّوْع اللحمي أسْرع برءاً وأسهل أمرا. قَالَ: ويعالج بحب السكبينج والغاريقون وَالْملح الْهِنْدِيّ. قَالَ: والزقى يتلوه فِي سرعَة الْبُرْء وَهُوَ أعْسر ويعالج بِمثل ذَلِك وَإِن كَانَ من فَسَاد مزاج حَار فَإِنَّهُ مِمَّا يعظم نَفعه لَهُ: طبيخ الهليلج الْأَصْفَر وَالْخيَار شنبر وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَالسكر وأبوال الْمعز وَأَلْبَانهَا وَأما الطبلي فَلَا يقبل العلاج الْبَتَّةَ فَلذَلِك تركنَا الْكَلَام فِيهِ. لى علاج الطبلي: يحمل الأشياف الَّتِي تخرج الرِّيَاح والتكميد وَسَقَى مَاء الْأُصُول وَترك الأغذية المنفخة الْبَتَّةَ ودلك الْبَطن وَإِنَّمَا يكون هَذَا لِاجْتِمَاع الْأَرْوَاح الَّتِي تحْتَاج أَن تخرج من الْبَطن كَمَا يكون الزقى من اجْتِمَاع الْبَوْل.

ابْن ماسويه: لبن الشبرم جزؤ ميبختج جزوء يطْبخ حَتَّى ينْعَقد وَيجْعَل حبا كالحمص الشربة حبتان إِلَى ثَلَاث حبات قبل الطَّعَام وَبعده وَفِي كل الْأَحْوَال وَلَا يضر أَن يخالط الطَّعَام وَهُوَ يخلف المَاء جدا عَجِيب فِي ذَلِك. لى طبيخ الاسْتِسْقَاء: إهليلج أصفر عشرَة دَرَاهِم أصُول السوسن الآسمانجوني دِرْهَمَانِ يجمع الْجَمِيع ويطبخ ثَلَاثَة أر طَال مَعَ المَاء حَتَّى يبْقى مِنْهُ رَطْل ويصفى وَيشْرب مَعَ نصف دِرْهَم غاريقون عَجِيب جدا. لى على مَا قَالَ يوحنا النَّحْوِيّ فِي تَفْسِير لكتاب النبض الصَّغِير قَالَ: الاسْتِسْقَاء الطبلي يكون لن الكيلوس الَّذِي يصير إِلَى الكبد ينْحل أبدا إِلَى ريَاح وَيكون ذَلِك من شدَّة حرارة الكبد. لى ينظر فِي مَا ينالهم لأَنهم لَا يعطشون بِقدر فيهم ذَلِك وَقد نرى قوما فِي أكبادهم سوء مزاج حَار تظهر فيهم دَلَائِل ذَلِك من حمرَة اللِّسَان وَشدَّة الْعَطش واللهيب والحمى وَقد رَأينَا قوما بهم استسقاء طبلي لَيْسَ فيهم وَلَا دَلِيل وَاحِد يدل على حرارة الكبد وَرُبمَا كَانَ مَعَه المَاء أَبيض مائياً وَلَكِن إِذا كَانَت الْحَرَارَة فِي الْبَطن كَثِيرَة وَكَانَ الَّذِي يحصل من المَاء قَلِيلا قَلِيلا أمكن أَن يصير بخاراً وريحاً وخاصة (ألف ب) إِن كَانَ على الْبَطن تُرَاب كَبِير وَبِالْعَكْسِ فتمم الْكَلَام فِيهِ.) الْجَوَامِع من الْعِلَل والأعراض قَالَ: المنقيات للدم ثَلَاثَة فالمرارة إِن لم تجذب الصَّفْرَاء حدث اليرقان وَالطحَال إِذا لم يجذب السَّوْدَاء أحدث اليرقان الْأسود والكلى إِذا لم تجذب مائية الدَّم حدث استسقاء لحمى. قَالَ: وَقد يعرض الدَّم أَن يصير مائياً إِمَّا لعِلَّة فِي الكبد لَا يكمل من أجلهَا نوع الدَّم وَإِمَّا لضعف فِي الكلى عَن الجذب أَو سدة وَإِمَّا لأغذية مائية أَو لضعف الْقُوَّة الدافعة الَّتِي فِي الْعُرُوق إِذا لم تدفع مَا يجْتَمع فِيهَا من المائية وَإِمَّا لتكاثف فِي الْجلد وَامْتِنَاع التَّحَلُّل. لى قد يحدث من هَذِه استسقاء فيميز ذَلِك بعلامات. لى الاسْتِسْقَاء اللحمى رُبمَا كَانَ وَلَيْسَ بالكبد عِلّة الْبَتَّةَ لكنه من أجل أَن الكلى لَا تجذب مائية الدَّم وَدَلِيل ذَلِك قلَّة الْبَوْل وَأَن الشَّهْوَة لَا تسْقط فَأَما إِذا كَانَت الشَّهْوَة سَاقِطَة واللون رديئاً وَتقدم ذَلِك سوء مزاج أَولا وَاخْتِلَاف كيلوسي فالعلة برد الكبد. أغلوقن قَالَ: الْغَرَض فِي الاسْتِسْقَاء الأول لشفاء الورم الصلب الَّذِي فِي الكبد وَفِي سَائِر الأحشاء وَتَحْلِيل الرُّطُوبَة من الْبَطن بالإسهال والأضمدة وإدرار الْبَوْل. فليغريوس: يجب أَن يسهل المستسقى بِمَا يسهل المَاء قَلِيلا قَلِيلا بِرِفْق وَلَا تسهل المَاء أبدا ضَرْبَة فَإِنَّهُ قَاتل. قَالَ: واسقه فِيمَا بَين المسهلين أَقْرَاص اللوز المر وَمَا يفتح سدد الكبد. قَالَ: وَأَنا أسهل المَاء بالمازريون والنحاس المحرق والأنيسون بِالسَّوِيَّةِ مِثْقَالا وَاحِدًا فيسهل بِرِفْق واسقه بِمَاء حَار وَليكن غذاؤه لحم الْمعز والجداء شوى وقلايا والعصافير الجبلية ولطاف الطير فَإِنَّهَا يابسة والقنابر جَيِّدَة لَهُ.

من كتاب ماء الشعير

من التَّذْكِرَة قَالَ: الاسْتِسْقَاء إِذا لم تكن مَعَه حرارة أَي صنف كَانَ فَاسق الكلكلايخ وَحب المازريون بِمَاء الْأُصُول مَعَ الكلكلايخ الصَّغِير الْبَارِد. فِي الْكَمَال وإلتمام لِابْنِ ماسويه قَالَ يسهل المستسقى إِذا ضعف جدا بضماد يتَّخذ من شَحم الحنظل وشبرم ومازريون وَحب النّيل وسقمونيا وَتَربد ومرارة الْبَقر وقثاء الْحمار وإيرسا ولبنى وفربيون يجمع بشمع ودهن. لى هَذَا رَدِيء جدا إِلَّا أَنه يهيج من الْحَرَارَة أكثرمما يهيج إِذا شرب مثلا. قَالَ: يُؤْخَذ نَبَات الماهودانة فيطبخ مَعَ فروج ولبلاب أَو سلق وَنَحْو ذَلِك يُؤْكَل فيسهل المَاء. 3 - (من كتاب مَاء الشّعير) خُذ ثَلَاثَة ذراريح فألق رؤسها وأجنحتها وَحل أجسادها فِي مَاء الْعَسَل وَأدْخل العليل الْحمام ثمَّ اسْقِهِ ذَلِك وليأكل خبْزًا بذلك. روفس فِي وجع المفاصل قَالَ: لَا شَيْء أَنْفَع المستسقين من الْحمام الْيَابِس لِأَنَّهُ يفرغ مِنْهُ رُطُوبَة كَثِيرَة وَلَا يسخن قلبه وَلَا يُضعفهُ بل يقويه لِأَن الْهَوَاء الْبَارِد فِي تِلْكَ الْحَال يحتبس فِي الْقلب. أنطيلس قَالَ: أقِم العليل قيَاما مستوياً وَأمر الخدم بِالْقيامِ خَلفه أَن يغمروا أضلاعه ويعصروها بِأَيْدِيهِم وتأمر الخدم أَن يدْفع المَاء إِلَى أَسْفَل (ألف ب) السُّرَّة فَإِن لم يقدر العليل على الْقيام فأجلسه على الْكُرْسِيّ فَإِن لم يقدر على ذَلِك فَلَا تعالجه بالبزل لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يعالج بالبزل من كَانَت قوته جَيِّدَة. قَالَ: فَإِن كَانَ الاسْتِسْقَاء عَن الأمعاء حدث فَيجب أَن ينزل أَسْفَل السُّرَّة قدر ثَلَاث أَصَابِع منضمة ثمَّ شقّ وَإِن كَانَ الاسْتِسْقَاء عَن الكبد فَاجْعَلْ الشق فِي الْجَانِب الْأَيْسَر من السُّرَّة وَإِن كَانَ عَن الطحال فيمنه شقّ المراق ثمَّ اسخ المراق عَن الصفاق قَلِيلا إِلَى أَسْفَل من مَوضِع شقّ المراق ثمَّ اثقب المراق وارفق أَلا تشق الصفاق ثمَّ اسلخ المراق ثقباً صَغِيرا ليَكُون ثقب المراق إِلَى أَسْفَل من ثقب الصفاق لِأَنَّهُ بِهَذِهِ الْحَالة مَتى أخرجت الأنبوب احْتبسَ المَاء لِأَن المراق يضم إِلَى الصفاق لِأَن الشقين ليسَا مُتَقَابلين ثمَّ أَدخل فِيهِ أنبوبة نُحَاس فَإِنَّهُ يخرج المَاء مِنْهُ وَليكن بِقدر فَإِنَّهُ مخوف فَإِذا فرغت فلينم مُسْتَلْقِيا وَيُدبر تدبيراً يسْتَردّ قوته قَالَ: وَمَا دَامَ المَاء يخرج فتفقد أَنْت النبض لِئَلَّا يضعف فَإِذا ضعف قَلِيلا فاحتبس المَاء. بولس: رُبمَا أخرجنَا المَاء مرّة وَاحِدَة واثنتين بِقدر مَا يُخَفف العليل قَلِيلا ثمَّ اسْتعْمل فِي الْبَاقِي الْأَدْوِيَة المسهلة للْمَاء وللزقى الاندفان فِي الرمل والتعطيش والأغذية المجففة وَرُبمَا كوينا على الْمعدة والكبد وَالطحَال وأسفل السُّرَّة بمكاو دقاق. من جَوَامِع حنين فِي الاسْتِسْقَاء قَالَ شَرّ أَصْنَاف الاسْتِسْقَاء اللحمى لِأَنَّهُ قد فسد فِيهِ مزاج الكبد ومزاج الْعُرُوق وَاللَّحم كُله حَتَّى صَار نوعا غَرِيبا لَا يَسْتَحِيل فِي الهضم

من كتاب القوابل

الثَّالِث. قَالَ: وَإِذا طَالَتْ الْحمى حدث الاسْتِسْقَاء على الْأَكْثَر. لى الَّذِي رَأَيْنَاهُ بالتجربة أَن اللحمى أسهلها برءاً. حنين: إِذا حدث فِي الْمعدة والكبد سوء مزاج رطب بَارِد فِي الْغَايَة أحدث الاسْتِسْقَاء اللحمى لفجاجة مَا يرد على الكبد من الكيلوس وبرده.) قَالَ: وَالِاسْتِسْقَاء مَعَ الْحمى ردىء قَاتل قَالَ: وَمن شرب الشاهترج مَعَ السكنجبين نَافِع لمن بِهِ حرارة وسدد فِي الكبد. 3 - (من كتاب القوابل) قَالَ: الْجَنِين يَبُول من سرته وَإِن أَنْت لم تقطع سرته لم يبل إِلَّا من سرته أبدا أَو تقطع سرته. لى فِي هَذَا صِحَة مَا تطلبه. قَالَ: الخربق الْأَبْيَض إِن احْتمل شياقة أحدر ماءاً كثيرا. ابْن سرابيون: يحدث ضرب من فَسَاد المزاج وَالِاسْتِسْقَاء عَن ورم صلب يحدث فِي الكلى وَقد كتبناه وعلاجه فِي بَاب الكلى قَالَ: وَإِذا كَانَ مَعَ الاسْتِسْقَاء حمى فَعَلَيْك بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والكرفس والقاقلى مَعَ الْملك المغسول والراوند والزعفران والهليلج الْأَصْفَر وأنقع من هَذِه الهندباء المر وَلَا تضمد أَيْضا بضماد حَار وَلَا تسْتَعْمل معجوناً وَلَا دواءاً حاراً فَإِنَّهُ يزِيد فِي الْعَطش ويسخن الأحشاء فيزيد ورمها فَأَما الاسْتِسْقَاء الْحَادِث بعقب مرض من الْأَمْرَاض الحارة فَإِنَّهُ لَا يُمكن أَن يحدث إِلَّا الفلغموني فِي الكبد وبرؤه صَعب لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن لَا يسخن وَلَا يبرد فَعَلَيْك بالاعتدال فِي ذَلِك وَمَا تقدر أَنه الْأَغْلَب. قَالَ: الاسْتِسْقَاء جِنْسَانِ أولان أَحدهمَا يحدث عِنْد مَا يجْتَمع فِي الْبدن كُله دم كثير (ألف ب) ثقيل. قَالَ: والكبد تبرد إِمَّا لورم صلب يحدث فِيهَا أَو لفساد مزاج يحدث فِيهَا بَغْتَة لشرب مَاء بَارِد فِي غير وقته أَو بمشاركة عُضْو آخر أَو لاستفراغ مفرط وَقد يحدث إِذا طَالَتْ الحميات وبعقب أمراض الحادة. قَالَ: إِذا أزمنت الأوجاع على السُّرَّة وحولها وفقار الصلب وَلم ينْتَفع بالمسهلة وَلَا بِسَائِر الاستفرغات آل الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء وَالِاسْتِسْقَاء الْحَادِث عَن ورم الكبد يلْحقهُ سعال وهزال الْبدن وجفاف البرَاز فَإِن حدث مَعَه نفث فالعليل ميت لِأَن الرئة حِينَئِذٍ قد امتلئت ماءاً وهم يموتون سَرِيعا وَهَذَا النفث مائي. قَالَ: إِذا كَانَ الاسْتِسْقَاء ورماً فَاجْعَلْ أَمرك كُله تَحْلِيل ذَلِك الورم بالأضمدة والأدوية وَإِن لم يكن ورم يُعْطي عَلامَة فافصد التجفيف وَفِي الزقى إِن لم يتهيأ شرب الدَّوَاء اسْتعْمل البزل قَلِيلا قَلِيلا وَأما اللحمى فَإِن حدث بَغْتَة فافصد وخاصة إِن كَانَ حُدُوثه عَن احتباس الطمث أَو البواسير أوسبب امتلائي ثمَّ اسْتعْمل فيهم الرياضة وتجفيف الْغذَاء وَسَائِر الاستفراغات. وَأمر أَصْحَاب اللحمى بِالْمَشْيِ فِي مَوضِع تُرَاب أَو رمل لين وَيكون مَعَهم خَادِم يمسح سؤوقهم باستدارة ويدلك العليل نَفسه ودرجة إِلَى ذَلِك قَلِيلا لِئَلَّا يحم فَإِنَّهُ بذلك تبرز عَنْهُم رُطُوبَة كَثِيرَة وينهضم الْبَاقِي وَبعد) الرياضة ادفنهم فِي الرمل وعرقهم فِي الشَّمْس لِأَن شُعَاع الشَّمْس يسخنهم بِالسَّوِيَّةِ ويجففهم إِلَى القعر وغط رُؤْسهمْ واكشف سَائِر أبدانهم للشمس فَإِن هَذَا علاج قوي نشف الرطوبات وَاحْذَرْ الْحمام فَإِن شَأْنه أَن يرطب ويرهل الْبدن واغسلهم من التُّرَاب بِالْمَاءِ المالح. قَالَ:

علاج الاستسقاء

والحمات تحل الاسْتِسْقَاء وَلَو كَانَ قد تمّ وَبلغ والبورقية والشبية خَيرهَا واغذهم بِخبْز قد جعل فِيهِ بزور كالرازيانج وبزر كرفس ونانخة وَليكن قَلِيلا ويأكلونه مَعَ مَاء حمص ويأكلون المدرة للبول: الهليون والسلق والقلفوط ويأكلون لُحُوم الظباء وَلحم الماعز شواء. قَالَ: وليكثر من التوابل خَاصَّة فِي الْخبز والأدام للاستسقاء الطبلى ويحذر الْبُقُول والحبوب وَأما الشَّرَاب فَلَا يقربونه إِلَّا فِي الندرة من الْعَتِيق جدا فَإِن هَذَا يدر الْبَوْل ويسخن وَالصَّبْر على 3 - (علاج الاسْتِسْقَاء) وَهُوَ يُبرئهُ الْبَتَّةَ والدواء الشريف فِي ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء الْقَيْء قبل أَن يكثر الرُّطُوبَة وتضعف الْقُوَّة فَإِن كثر المَاء فالأدوية المسهلة للْمَاء والمدرة للبول ونبات قثاء الْحمار يحل المَاء حلا قَوِيا جدا لَا عديل لَهُ فِي ذَلِك. قَالَ: هَذَا هُوَ قنطس فَلَا يدْرِي أهوَ قثاء الْحمار أَو غَيره الشربة مِنْهُ معصوراً ثَلَاثَة أبولسات والقاقلى الشربة من مَائه نصف رَطْل مَعَ سكر الْعشْر قدر أُوقِيَّة وَكَذَلِكَ مَاء الاسفندارا أَو مَاء الكاكنج وَقد يسقى من عصارة السوسن الآسمانجونى وتوبال النّحاس يسقى بشراب قدر أَرْبَعَة أبولسات والقوى مِثْقَال إِلَّا أَنه ردىء للمعدة فاخلط بِشَيْء يُقَوي الْمعدة وعصارة (ألف ب) قثاء الْحمار تنفض المَاء نفضاً قَوِيا كَافِيا وَكَذَلِكَ السقمونيا وَكَذَلِكَ شراب قد أنقع فِيهِ حنظل وَأفضل من هَذِه كلهَا المازريون المنقع بالخل والشبرم والفربيون إِذا شرب مِنْهُ قدر مِثْقَال مَعَ مَاء الْعَسَل حل المَاء حلا قَوِيا والأشق إِذا شرب مِنْهُ مثقالان بِمَاء الْعَسَل وَكَذَلِكَ السكبينج وبزر الأنجرة إِذا قشر وَشرب بالعسل نفض المَاء. لى وَإِن كَانَ هَاهُنَا أَنه يحرق الْحلق فَيَنْبَغِي أَلا يماس الْحلق فَاعْلَم أَنه إِنَّمَا وجد قنيدس وَلم يدر مَا هُوَ وَهَذَا هُوَ الْجيد الَّذِي يعرف وَقد كنت أقدر أَنَّهَا أَنْفَع مَا يكون للْمَاء فجرب وَيصْلح أَيْضا لبن سرابيون قَالَ: وَهَاهُنَا حَالَة تتقدم الاسْتِسْقَاء يعرف بِفساد المزاج يلْحقهَا هَذِه الْأَعْرَاض يذبل الْبدن كُله لَا سِيمَا الْأَطْرَاف وتهبج الْوَجْه وتميله إِلَى الْبيَاض والصفرة وَيفْسد الهضم مَعَ قُوَّة الشَّهْوَة والكسل والاسترخاء وتنحل الطبيعة مرّة وتتعقل أُخْرَى وينفض الْبَوْل والعرق وتكثر الرِّيَاح فِي الْجوف ويشتد انتفاخ المراق فَإِن عرض فِي الْجِسْم قُرُوح لم تندمل الْبَتَّةَ وَإِن حدث ذَلِك عَن) امتلاء واحتباس دم وَكَانَت الْعَادة قد جرت بِهِ فَقدم الفصد وثن فِي الثَّالِث وَالرَّابِع أَيْضا وَإِن لم يزل ذَلِك بِهِ لهَذِهِ الْحَال فأسهله بالإيارج مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ لطف تَدْبيره وأدر الْبَوْل وَاسْتعْمل فِيهِ الْقَيْء إِن أمكن وَانْظُر أَلا يجْتَمع فيهم فضل بإدمان الإسهال وإدرار الْبَوْل وتلطيف التَّدْبِير والأغذية الجيدة للمعدة القليلة الْمِقْدَار إِلَّا أَن يكون فَسَاد المزاج عَن نزف الدَّم فَإِنَّهُ جيد يجب أَن تدبره تَدْبِير المنعس. شرك دَوَاء جيد للاستسقاء الَّذِي لَا حرارة مَعَه بنفض المَاء فِي أَيَّام قَليلَة بالبول: نانخة أبهل كمون ملح طبرزد يسقى.

من أقربادين حنين حب مرتضى جيد جدا ينفع المستسقين إِذا صَارُوا إِلَى حد لَا يرجون: نُحَاس محرق وخرؤ الْحمام وسذاب مجفف من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم فربيون دِرْهَمَانِ يَجْعَل حبا الشربة مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو بِمَاء حَار. لى مجارى الْبَوْل إِلَى السُّرَّة تتصل بتقعير الكبد وَالَّتِي إِلَى الكلى تتصل بالعرق الأجوف فَإِذا كَانَت فِي الكبد سدة من ورم صلب أَو حَار خرجت المائية أَكْثَرهَا فِي هَذَا المجرى. الْفُصُول السَّابِعَة: من كَانَ بِهِ بلغم متحجر بَين الْحجاب والمعدة فَإِنَّهُ إِذا جرى فِي الْعُرُوق إِلَى المثانة انْحَلَّت علته. ج: فِي هَذَا شكّ لِأَن البلغم إِذا وجع هُنَاكَ انحدر إِلَى أَسْفَل حَتَّى يبلغ إِلَى الْعَانَة وَلَا يُمكن أَن يدْخل البلغم إِلَى الْعُرُوق كَمَا تدخل الرُّطُوبَة الرقيقة المائية فِي الاسْتِسْقَاء وتجري فِي الْبَوْل. لى هَذَا كَلَام يَصح أَن جالينوس يرى أَن دُخُول المَاء إِلَى الْعُرُوق والأمعاء بالرشح وَيُمكن أَن يكون أبقراط عَنى البلغم المَاء فَإِنَّهُ قد يسْتَعْمل لَفْظَة البلغم فِي الاسْتِسْقَاء كثيرا جدا. القوى الطبيعية: من بعد مَا شققت مجْرى الْبَوْل جَمِيعًا فدع الْحَيَوَان (ألف ب) مُدَّة فَإِذا ظَنَنْت أَنَّك قد اكتفيت فَحل الشق الَّذِي فِي الخاصرة فَانْظُر فَإنَّك تَجِد المثانة فارغة وتجد الْموضع الَّذِي بَين الأمعاء والصفاق ممتلئاً من الْبَوْل كَمَا كَانَ ذَلِك الْحَيَوَان مستسقياً. لى هَذَا امْتَلَأَ مَا تَحت الصفاق الْآن من الْبَوْل من شقّ المجربين لَا من رُجُوع الْبَوْل فِي مجار آخر وَلَو كَانَ هَذَا بالشد لَكَانَ قد صَحَّ أَن المجارى الَّتِي تديرها من قَول جالينوس نَفسه وَأما الْآن فقد يُمكن أَن ضربا من الاسْتِسْقَاء إِلَى من عرف يَقع فِي هذَيْن المجربين وَلَكِن لِأَن المستسقين يَقُولُونَ قد صَحَّ أَيْضا أَنه وَإِن لم يكن هَذَا المجرى متخرقاً فالماء هُوَ ذَا يدْخل تَحت الصفاق. لى مَتى رَأَيْت) استسقاء بعقب حَصَاة خرجت من الكلى وَقل مِقْدَار الْبَوْل فَإِن أحد المجربين انخرق وَمَتى رَأَيْت استسقاء بعقب ورم فِي الكلى أَو قرحَة فَإِنَّهُ انسدت مجارى الْبَوْل فَرجع المَاء كالحال فِي الْأَطْفَال الَّذِي يحْتَاج أَن يبْحَث عَنهُ هُوَ لم صَار مرّة ينفذ المَاء إِلَى جَمِيع دَمًا يَابسا فَإِنَّهُ يرى أَصْحَاب الزقى صلاب اللَّحْم نحفاء أَكثر من حَالهم عِنْد الصِّحَّة. السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: الاسْتِسْقَاء اللحمى يكون لضعف الْقُوَّة الهاضمة فِي الكبد وَاللَّحم. قَالَ: واللحمى يكون إِذا كثر البلغم فِي الْبدن من ذوبان وَرُبمَا عرض ذَلِك فِي الأخلاط الَّتِي فِي الْعُرُوق فَقَط وَالشَّيْء الَّذِي يذوب وينجلب مرّة ينصب إِلَى الْبَطن وَمرَّة يخرج بالعرق إِلَّا أَن الأخلاط الَّتِي فِي الْعُرُوق إِذا ذَابَتْ وانحلت حَتَّى يصير مِنْهَا صديد مائي استنظفت الكليتان تِلْكَ المائية من الْعُرُوق وَإِن كَانَتَا قويتين ويدفعانه إِلَى المثانة دفعا متوالياً فَإِن كَانَتَا ضعفين صَار أمرهَا إِلَى أحد أَمريْن إِمَّا أَن تدفعها الْعُرُوق إِلَى الْبَطن

جوامع الأعضاء الآلمة

فَتحدث عَنهُ استسقاء لحمى بَغْتَة وَقَالَ فِي هَذِه الْمقَالة: إِن تهَيَّأ أَن تكون الكليتان لَا يتهيأ لَهما أَن يجريا الْفضل صَار إِلَّا آخر أَمريْن إِمَّا أَن تدفعها الْعُرُوق إِلَى الْبَطن وَإِمَّا أَن تصبها إِلَى جَمِيع الْبدن فَيحدث استسقاء مَعَه بَغْتَة. لى فقد بَان أَنه يَعْنِي الاسْتِسْقَاء هَاهُنَا اللحمى فَإِنَّهُ يَعْنِي بالعروق مجارى لَا ترشح. لى ينْقض قَول من زعم أَن الكبد إِذا اكْتسبت سوء مزاج حَار أَو بَارِد عملت كيلوساً حامضاً أَو دخانياً. الْفُصُول السَّادِسَة: إِذا نزل المستسقى فَحم فَهُوَ رَدِيء ينذر بِأَنَّهُ يهْلك. النبض الثَّانِيَة: الْجُبْن الزقى الْخَالِص والطبلى لَا يتطامن إِذا غمزنا عَلَيْهِ الْبَتَّةَ وَلذَلِك لَا يمكننا أَن نفرق بَينهمَا باستقصاء إِلَّا أَن يضْرب أَولا المراق ليعلم هَل صَوته يشبه صَوت الطبل أَو يقلب الْمَرِيض من جنب إِلَى جنب ليسمع صَوت ترجرج الرُّطُوبَة الَّتِي فِي بَطْنه. لى أعظم الْفرق بَينهمَا ثقل الْبَطن وَخِفته على العليل فَإِن الطبلى خَفِيف عَلَيْهِ جدا وَبِالْعَكْسِ. الْيَهُودِيّ: إِذا استسقى الْإِنْسَان ظَهرت الْعُرُوق الَّتِي فِي الْبَطن كالباقلى الْأَخْضَر. قَالَ: وَإِذا ورمت الكبد انسد الوريد الَّذِي ينزل مِنْهُ إِلَى الكلى فَيرجع فِي ذَلِك إِلَى الأمعاء. 3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة) (ألف ب) الْخَامِسَة: الزقى يسمع مِنْهُ صَوت الرُّطُوبَة والطبلي هُوَ الَّذِي إِذا قرع الْبَطن سمع مِنْهُ صَوت الرّيح النقية وَالَّذِي يتهبج الْجِسْم كُله وَهُوَ اللحمى الطبلي يكون إِذا انحل الْغذَاء إِلَى ريَاح وَقد يتَوَلَّد من الأغذية المنفخة لى لذَلِك قَالَ أبقراط: إِن من كَانَت بِهِ أوجاع حول السُّرَّة لَا تنْحَل بتكميد وَلَا غَيره فَأمره يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء الْيَابِس لِأَن هَذَا يدل على ريَاح غَلِيظَة أَو كَثِيرَة لَا تجيب إِلَى الانحلال والانفشاش. قَالَ: والزقى يتَوَلَّد من شرب المَاء وَأكل الْبُقُول وَالَّذِي يكون بِسَبَب إفراط الْبُرُودَة اللزجة هُوَ اللحمى. قَالَ: الِاخْتِلَاف الشبية بغسالة اللَّحْم الطري يكون فِي وجع الكبد الْبَارِدَة والحارة إِلَّا أَنه فِي الحارة يعرض فِي أول الْأَمر وَيكون مَعَه عَطش وَحمى وَذَهَاب الشَّهْوَة ثمَّ يخرج بأثره دم غليظ أسود من أجل شدَّة الاحتراق وَأما الْبَارِد فَيكون مَعَه فِي أول الْأَمر شدَّة شَهْوَة الطَّعَام وَقلة الْعَطش ثمَّ بآخرة إِذا عرض للعليل حمى من أجل رداءة الْخَلْط بطلت شَهْوَة الْغذَاء أَيْضا. الاسْتِسْقَاء يكون إِمَّا على طَرِيق التَّغَيُّر وَإِمَّا من حرارة وَيكون حُدُوثه على طَرِيق تَحْلِيل الْجَوْهَر كَمَا يعرض فِي الحميات الحارة. لى هَذَا النَّوْع هُوَ يعرض إِذا كَانَ فِي الكبد ورم حَار أَو سوء مزاج حَار وَيزِيد على طَرِيق التَّحْلِيل أَي أَنه يحلل رُطُوبَة الكيموس جدا عِنْد توليد الدَّم حَتَّى تكْثر المائية وَقد نرى ذَلِك وَإِن الدَّم فِي أَمْثَال هَؤُلَاءِ قَلِيل الرُّطُوبَة ونرى جَمِيع أعضائهم غير الْبَطن ضامراً يَابسا صلب اللَّحْم أَصْلَب من الْحَال الطبيعية لَهُم فقد صَحَّ

أَن مائية الدَّم إِنَّمَا تكْثر مَعَ مزاج الكبد الْحَار لِكَثْرَة مَا يتَحَلَّل من الكبد عَن الكيلوس من المائية وَهِي كَيفَ لَا تنْدَفع إِلَى الكلى كلهَا لَكِن ينصب إِلَى الْبَطن وَيحْتَاج إِن ينظر فِي ذَلِك. من كتاب كرهمان قَالَ: عَلَيْك فِي الاسْتِسْقَاء بسقي أَبْوَال الْإِبِل باهليلج رطلين كل يَوْم اسبوعاً فَإِنَّهُ ينفض عَنهُ المَاء فَإِن نفض مَاؤُهُ كُله وَإِلَّا فاسقه السكنجبين إِن إِن أمكن ذَلِك فَإِنَّهُ أنفض شَيْء للْمَاء وأدلك بالزيت والبورق رجلَيْهِ وَمَا ورم مِنْهُ وشده فَإِنَّهُ جيد. جورجس قَالَ: اسْقِ العليل فِي الحبن الزقى لبن الْإِبِل مَعَ أبوالها رطلي لبن وأوقية هن بولها ويتمشى قَلِيلا ثمَّ ينَام وزده حَتَّى يبلغ ثَمَانِيَة أَرْطَال فَإِن رَأَيْت أَنه يمْشِيه فَلَا تزد على أُوقِيَّة بَوْل فَإِن لم يسهله فَلَا تسقه فَإِنَّهُ غير ملائم لَهُ واخلط بِهِ اهليلجاً وسكراً فَإِن أمكن أَن يَأْكُل كل يَوْم مرَّتَيْنِ فَذَلِك وَإِلَّا فيأكل خبْزًا مثروداً فِي شراب لطيف أَو مَاء وَلحم دَجَاج إِن أكل لَحْمًا لضَعْفه) اعطه يَوْمًا دَرَّاجًا وَيَوْما خبْزًا ومأقاً يَابسا قد أنقع بطلاء ممزوج فَإِذا سقيته أسبوعين ونفض المَاء كُله فأكويه على الْبَطن وَلَا تؤخره أَكثر من عشرَة أَيَّام لِئَلَّا يقبل بعد ذَلِك المَاء. قَالَ: والحبن يعرض إِمَّا ليرقان كَبِدِي حدث أَو حميات طَوِيلَة دَامَت أَو لِكَثْرَة شرب المَاء الْبَارِد أَو لِكَثْرَة التخم (ألف ب) فالكي ينفع اللحمى رُبمَا نفع الزقى رَأَيْت الْعِمَاد فِيمَا جربت فِي كسر قُوَّة اليتوعات على الْخلّ والسفرجل وَرَأَيْت هَذَا أبلغ الْأَدْوِيَة فِي إسهال المستسقى مَعَ حرارة فانقع قطع السفرجل فِي الْخلّ ثَلَاثَة أَيَّام يسحق بوزنه من المازريون الحَدِيث ويدق مَعَه حَتَّى يخْتَلط ويلقى على أُوقِيَّة من ذَلِك الْخلّ نصف رَطْل من السكر ويطبخ حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل ثمَّ يعجن بِهِ الْجَمِيع وَيرْفَع ويسقى مِنْهُ بِقدر الْحَاجة وَإِيَّاك أَن تسهل مستسقياً بِالصبرِ فَإِن لَهُ خَاصَّة فِي ضعف الْمعدة والكبد. الثَّانِيَة من السَّادِسَة من ابيذيميا: من خفنا عَلَيْهِ الاسْتِسْقَاء نمنعه من الْحمام. السَّادِسَة من الثَّامِنَة: الْجُبْن لَا ينفع المستسقى فِي حَالَة بل يضرّهُ مضرَّة عَظِيمَة وَذَلِكَ أَنه أبلغ الْأَشْيَاء فِي أَن يرسخ فِي مجارى الكبد وسددها. من كتاب النفخ: إِذا بزل المستسقى نقد مِقْدَار ذَلِك المَاء سَرِيعا لِأَن الْبَطن مَمْلُوء بِهِ وَأما الْبَطن فَلَا يَأْتِي عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَيَّام مُنْذُ يبزل حَتَّى يعود فيمتلىء. فليغريوس فِي مداواة الأسقام: كَانَ رجل من الأكرة يكد نَفسه فِي الصَّيف أجمع فِي مَوضِع لَا يجد فِيهِ ماءاً بَارِدًا بل يشرب ماءاً فاتراً قبل طَعَامه وَبعده فَلَمَّا طَال بِهِ ذَلِك حم حمى طَوِيلَة ثمَّ لى يجب أَن تعلم أَن

تجارب المارستان

شرب المَاء الْحَار يكبر الْجوف لِأَنَّهُ لَا يسكن الْعَطش وخاصة أَن أَكثر التَّعَب لِأَنَّهُ يسخنه ويدعوه إِلَى ذَلِك وَيكبر جَوْفه وَيفْسد مزاجه فَإِذا بلَى الْإِنْسَان شرب المَاء الْحَار فلتكن أغذيته حامضة ويمزجه بسكنجبين وَبَان من كَلَامه أَنه يسقى مستسقياً فِي مَا بِهِ حرارة حب المازريون مَرَّات ومرات الفصد أَيْضا. وَقَالَ فِي رسَالَته فِي الاسْتِسْقَاء: إِنَّه وجد مستسقياً رَدِيء الْحَال قد يئس مِنْهُ وَلما وجدت برازه صَحِيحا نضيجاً نشط لعلاجه لِأَنِّي علمت أَن الْحَرَارَة الغريزية بَاقِيَة فأسهلته بِمَا يخرج المَاء مَرَّات أريحه فِيمَا بَينهمَا ثمَّ أدررت بَوْله فبرىء. لى وَلَيْسَ فِي هَذَا مَا يتَّفق النَّاس عَلَيْهِ وَيَنْبَغِي أَن يعْطى المستسقى حبات لبن الشبرم معجوناً بميبختج فَإِذا أخلفه مَا يَكْتَفِي بِهِ فاسقه رب الحصرم والأميرباريس وَمَا يرد قُوَّة امعاءه وكبده) بالصندلين ثمَّ عاود. لى أول الْأَوْقَات بِأَن يسلم المبزول: الرّبيع وشره الصَّيف. 3 - (تجارب المارستان) أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء نجد أَكْثَرهم منطلقي الطبيعة وَهُوَ لَهُم صَالح جدا مَا لم تسْقط قوتهم وَلَا يحْتَاج أَن يحتبس وَقد نرى غير وَاحِد من الشَّبَاب الأقوية على الإسهال فَقَط وَإِنَّمَا يحْتَاج حِينَئِذٍ أَن تقوى أحشائهم بالأدوية والضمادات فَإِن لم تكن بطونهم منطلقة فَإِنَّهَا تحْتَاج أَن تَنْطَلِق وتقوى الأحشاء بالأدوية والضمادات وأجود مَا يسهل بِهِ أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء اللحمي حب الراوند والزقى حب المازريون ثمَّ يعْطى من لَيست بِهِ حرارة دَوَاء الكركم ودواء اللك والكلكلانج وَنَحْوه وَمَاء الْأُصُول وَمن بِهِ حرارة مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وسكنجبيناً وَيكرهُ الإسهال للعالي الْبَطن وَيسْتَحب من المتطامن لِأَن ذَلِك ينذر بِسُقُوط الْقُوَّة (ألف ب) وَهَذَا يشد الْقُوَّة. سرابيون قَالَ إِذا كَانَ الاسْتِسْقَاء مَعَ حمى فدع المسخنات وَعَلَيْك بالمبردات كَمَاء الكاكنج وعنب الثَّعْلَب والهندباء والقاقلى واللك المغسول والراوند والهليلج الْأَصْفَر والطرخشقون وَأما المعجونات الحارة فاحذرها فَإِنَّهَا تسخن وتزيد فِي ورم الأحشاء وفسادها فَأَما الاسْتِسْقَاء الْحَادِث بعقب الْأَمْرَاض الحارة فَإِنَّهُ لورم حَار فِي الكبد وبرؤه عسير وَلَكِن يجب أَن يبرد فَإِنَّهُ إِن كَانَ مزاج الكبد إِنَّمَا يُولد دَمًا باعتدال خَاص لَهُ فَإِن ذَلِك الِاعْتِدَال إِن خرج إِلَى الْحمى لم يُولد دَمًا جيدا وَلَا يلْتَفت إِلَى من قَالَ: إِن جَمِيع الاسْتِسْقَاء يحْتَاج أَن يسخن ويجفف فإنى قد رَأَيْت خلقا كثيرا تخلصوا من الاسْتِسْقَاء بالمبردات. الساهر: مازريون وَزنه رَطْل يصب عَلَيْهِ سِتَّة أَرْطَال خل وَثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء ويطبخ حَتَّى يبْقى ثَلَاثَة أَرْطَال ثمَّ يصفى ويطرح عَلَيْهِ ثَلَاثَة ارطال من سكر الْعشْر ويطبخ حَتَّى يغلظ ويسقى مِنْهُ المحرور أُوقِيَّة ممثلة ماءاً فَإِذا أخلفه سقى بعده شراب السفرجل وضمدت الكبد بالمبردات والمقويات. قَالَ: وَإِن شِئْت فَاتخذ لَهُم مَاء الْجُبْن من لبن اللقَاح واسقهم بهَا السكنجبين فَإِنَّهُ يجىء عجيباً جدا فَإِن اتخذته من لبن الماعز جاد وَالْأول أفضل وأعلف النَّاقة الرازيانج والهندباء واسقهم مَاء الْجُبْن الْمُتَّخذ من لَبنهَا بسكر الْعشْر إِن شِئْت فَإِنَّهُ

جَائِز والقاقلى وَالْعشر. وَقَالَ: سقيت الوشجانى لبن اللقَاح بسكر الْعشْر فَكَانَ بِقدر مَا احْتَاجَ فِي الإسهال وبرىء عَلَيْهِ برءاً تَاما وَكَانَ قد شرب مَاء الْبُقُول والأميرباريس أَيَّامًا كَثِيرَة فَلم يره نفع. قَالَ: وَإِذا لم تكن حرارة) فاسقه لبن اللقَاح والكلكلانج والمازريون. وَرَأَيْت أَكثر مَا يعْتَمد عَلَيْهِ بولس فِي إسهال المستسقين على بزر المازريون ويسميها باسم هكرا ثمَّ يستعملها فِي الْأَشْرِبَة والحبوب لَهُم. لى إِذا رَأَيْت استسقاء مَعَ حرارة شَدِيدَة فَاتخذ حبا من هَذِه الْحبَّة وسكر الْعشْر واسق مِنْهُ بِمَاء الْجُبْن وبجلاب وبسكنجبين وبماء الهندباء وعنب الثَّعْلَب. الْفُصُول السَّادِسَة: إِذا كَانَ بِإِنْسَان استسقاء فجرت المائية فِي عروقه إِلَى بَطْنه فانقضى بذلك مَرضه. ج: هَذَا أحد الاستفراغات الَّتِي تكون من تِلْقَاء أَنْفسهَا. لى رَأَيْت خلقا من المستسقين برؤا بِأَن اندفعت طبائعهم وَيجب أَن لَا يحبس إِلَّا أَن يضعفوا فَإِن ذَلِك برؤهم وقو أبقراط فِي عروقه أَي رَجَعَ المَاء إِلَى الأمعاء. الْمُفْردَات الأولى من الْأَدْوِيَة المفردة: الْخلّ أَنْفَع الْأَشْيَاء للعطش الَّذِي يهيج بالمستسقين لِأَن عطشهم يكون لحرارة مَعَ رُطُوبَة والخل يقمع الْحَرَارَة ويجفف بِقُوَّة قَوِيَّة. لى اعْتمد على هذَيْن وثق بِهِ واعمل على أَن يكون صرفا مَا أمكن لِأَنَّهُ إِن مزج بِمَاء كثير برد وَرطب لكنه على حَال من أَن يسقى صرفا الِاعْتِمَاد فِي الاسْتِسْقَاء الزقى على إسهال الطبيعة لِأَنَّهُ مَتى بقيت فِي لفائف الأمعاء رُطُوبَة زَاد الْبَطن جدا وَإِذا (ألف ب) كَانَ ينحدر الْبَطن دَائِما أضمد الْبَطن وَلَا يجب أَن يسهل كثيرا ضَرْبَة لِأَنَّهُ يسْقط الْقُوَّة بل قَلِيلا قَلِيلا فلتحفظ مَا دبرت بِهِ الشَّيْخ صديقنا من استسقاء زقى مَعَ حرارة وَقُوَّة ضَعِيفَة غذوته بِلَحْم الجدي شوى وبالقبج والتيهوج وَنَحْوهَا من الطير وخبز الخشكار والقريص والمصوص والهلام بهَا والعدس بالخل عدسية صفراء وأوسعت عَلَيْهِ فِي ذَلِك لحفظ قوته وَلم آذن لَهُ فِي المرق الْبَتَّةَ إِلَّا يَوْم عزمى على سقيه الدَّوَاء وَكنت فِي ذَلِك آذن لَهُ فِي زيرباج قبل الدَّوَاء وَبعده أما قبل الدَّوَاء فلتكن صنعيته أَشد مواطات وَأما بعد فلَان لَا يكثر عطشه وأمرته أَن يَأْكُل هَذَا بخل متوسط الثقافة وأسهلته بِهَذَا الدَّوَاء الْمَطْبُوخ وَصفته: إهليلج أصفر سَبْعَة دَرَاهِم شاهترج أَرْبَعَة دَرَاهِم حشيش الأفسنتين دِرْهَمَانِ حشيش غافت دِرْهَمَانِ هندباء غض باقة سنبل الطّيب دِرْهَم بزر الهندباء دِرْهَمَانِ يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يصير رطلا ويمرص فِيهِ عشرَة دَرَاهِم من سكر وَشرب وَأَيْضًا ب: لبن الشبرم وَمثله من السكر الْمَعْقُود وَكنت اعطيه قبل غذائه وَرُبمَا عقدته بِلَحْم التِّين مثلا بِمثل وأعطيته مِنْهُ حمصتين أَو ثَلَاثَة وسقيته بعده رب الحصرم والريباس وضمد كبده بالباردة وبحب قندس وبالمازريون المنقع بخل وَمن اطليته على الْبَطن: الطين الأرميني بالخل وَالْمَاء ودقيق الشّعير والجاورش وأخثاء الْبَقر وبعر الماعز ورماد البلوط وَالْكَرم وَفِي الْأَحَايِين البورق) والكبريت كلهَا بخل وَمَتى حمى ضمدت كبده بضماد الصندل وَرُبمَا وضعت ضماد الصندل على نَاحيَة الكبد والمحللة على السُّرَّة والبطن وَقد أسهلته أَيْضا بشراب الْورْد بعد أَن انقعت فِيهِ مازريوناً وَمرَّة دفت فِيهِ لبن الشبرم

وأدفت لَهُ من الْفَوَاكِه فِي التِّين الْيَابِس واللوز وَالسكر وأمرته بمصابرة الْعَطش وَأَن يمسك فِي فِيهِ مَا يمسك عَنهُ الْعَطش وَمَتى أفرط عَلَيْهِ مزجت لَهُ خلا بِمَاء وسقيته وَقد دققت ورق المازريون ونخلته وعجنته بِعَسَل التِّين وَكنت أعْطِيه قبل الْأكل وَبعده وَبِالْجُمْلَةِ فَلم أَدَعهُ يَوْمًا بِلَا نفض. مسهل جيد: يعصر مَاء الهندباء الرطب وَيصب على مازريون وزن دِرْهَمَيْنِ وإهليلج أصفر عشرَة دَرَاهِم أَو يَأْخُذ عشرَة دَرَاهِم من الهليلج ودرهمان من المازريون يطْبخ برطلي مَاء حَتَّى يصير نصف رَطْل ويصفى وَيجْعَل مِنْهُ أُوقِيَّة من مَاء الهندباء ويسقى وَاعْلَم أَن الأقراص الَّتِي تعْمل بالأميرباريس وَنَحْوهَا إِذا كَانَت الطبيعة يابسة رَدِيئَة فِي الْبَطن فَعَلَيْك بالإسهال مَا أمكن. طلاء عَجِيب: يُؤْخَذ البعر الْبَالِي وَسعد وطين ويطلى بِهِ الْبَطن بخل وَمَاء أَو يعصر أَطْرَاف الْخلاف أَو الطرفاء ويطلى بِهِ. طلاء آخر لمن يتَقَدَّر مجفف قوي: سعد إذخر جزؤ جزؤ مر ومضض وَورد وسنبل وطين أرميني ونطرون يطلى جَمِيعًا (ألف ب) تحر أَن لَا يكون فِي هَذَا قوابض لِأَنَّهَا تسد منافس الْبدن فَلَا تنشف وَكَذَلِكَ لَيْسَ للسعد أَو السنبل معنى إِلَّا قَلِيلا يطيب الرَّائِحَة لَكِن اسْتعْمل بعر الْمعز وأخثاء الْبَقر والبورق ودقيق الشّعير والكرسنة وَنَحْوهَا مِمَّا يجفف بِلَا قبض. اسحاق: المَاء الْبَارِد جدا الْكثير بَغْتَة بعقب الرياضة وَالْحمام يُورث من لم يكن حَار الكبد جدا حبنا. قَالَ: وَأكل الْأَشْيَاء الحلوة الَّتِي فِيهَا لزوجة فَأَما غير اللزجة فَأَقل فِي ذَلِك تولداً للسدد وتورث الاسْتِسْقَاء وَلَا يجب أَن يدهن الْبَطن من الفاسدي المزاج والمحبونين لِأَنَّهُ يُرْخِي أَجْسَادهم وَهَذِه الْمَوَاضِع. لى المراق ونواحيه يحْتَاج فِي الحبن إِلَى تجفيف وتقوية لِئَلَّا يقتل. من كتاب أرخيجانس فِي الأسقام المزمنة قَالَ: أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء لَا تؤول حَالهم إِلَى الصّلاح إِلَّا من إنطلاق بطونهم وَلبن اللقَاح نَافِع للحبن الْحَار جدا يسقى من رَطْل إِلَى رطلين من حليب من سَاعَته مَعَ خَمْسَة دَرَاهِم من سكر الْعشْر. فليغريوس: فِي المَاء الْأَصْفَر حب نَافِع: قشور النّحاس كمافيطوس قنطوريون صَغِير غاريقون الشربة دِرْهَم وَنصف. قَالَ: وَمَتى رَأَيْت فِي الاسْتِسْقَاء برَاز العليل نضيجاً فعالجه فَإِن حرارته) الغريزية بَاقِيَة قَوِيَّة. قَالَ: واغذهم بِلَحْم الْمعز والجداء والقطى والعصافير والحجل والشفانين شوى وكردناك ويسقون شرابًا عتيقاً ويرتاضون. مَجْهُول يخلف ماءاً كثيرا: شَحم الحنظل والسنبل دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ مر دانق اهليلج

أصفر نصف دِرْهَم يتَّخذ حبا فِي عظم الفلفل وَيُعْطى مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم على الرِّيق فَإِنَّهُ ينفض المَاء نفضاً عجيباً. لى شَحم الحنظل دانق اهليلج أصفر نصف دِرْهَم تَرَبد نصف دِرْهَم غاريقون نصف دِرْهَم حب الشبرم ربع دِرْهَم يجمع بِمَاء الهندباء وَهِي شربة. آخر جيد جدا: لبن الشبرم دانق غاريقون نصف دِرْهَم ورد مثله تَرَبد دِرْهَم سنبل دانق عصارة أفسنتين دانق وَهِي شربة يجمع بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب. سكنجبين جيد: مازريون أُوقِيَّة خشب الشبرم خَمْسَة دَرَاهِم يصب عَلَيْهِ رَطْل خل وَيتْرك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يصب عَلَيْهِ رطلا سكر ورطل مَاء ورد ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيسْتَعْمل. آخر يعْمل بالقردمانا وَإِن شِئْت فَحل من لبن الشبرم فِي أُوقِيَّة سكنجبين فاعطه. معجون لَا يهيج حرارة يسقى مَعَ مَاء الْبُقُول: بزر الهندباء وبزر الكشوث عشرَة عشرَة عصارة الطرخشقون مجففة وزن عشْرين درهما عصارة أَمِير باريس خَمْسَة عشر درهما لَك مغسول وراوند صيني من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم عصارة أفسنتين سَبْعَة دَرَاهِم عصارة قثاء الْحمار وشحم الحنظل خَمْسَة. خَمْسَة غاريقون سَبْعَة دَرَاهِم يجمع بِالْخِلَافِ ويسقى بِمَاء الْبُقُول فَإِن هَذَا أصلح من الكلكلانج وَهُوَ لَا يهيج حرارة وينقي الكبد ويسهل المَاء بِقُوَّة مَعَ تَقْوِيَة الكبد. آخر للاستسقاء الَّذِي مَعَه حرارة: بزر الكشوث عشرَة دَرَاهِم بزر الرازيانج سَبْعَة أنيسون خَمْسَة غاريقون سِتَّة مازريون عشرَة راوند صيني خَمْسَة عصارة الغافت خَمْسَة لوز مر ثَلَاثَة يجمع الْكل بِعَسَل ويسقى (ألف ب) مَاء الْأُصُول إِن شَاءَ الله. من جَوَامِع ابْن ماسويه مِمَّا يسهل المَاء وَلَا يضر بالمعدة الْبَتَّةَ: اسْقِهِ من عصارة قثاء الْحمار نصف دِرْهَم أَو اسْقِهِ من قشر أَصله دانقان أَو تطبخ هَذِه القشور فِي الشَّرَاب وتسقى ويسهل المَاء نعما أَن يطْبخ حشيش الماهودانه مَعَ فروخ ويتحسى مرقه أَو يشرب ثَلَاثَة أَوَاقٍ من مَاء ورق الفجل. الْعِلَل والأعراض إِذا بَطل الهضم من الْمعدة أصلا آل الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي وَإِذا بَطل) الهضم من الْمعدة حدث الاسْتِسْقَاء الزقى وَإِذا بَطل الهضم من جَمِيع الْأَعْضَاء آل الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء اللحمى. لى فاقصد فِي الزقى خَاصَّة إِلَى تَقْوِيَة الكبد من أقربادين ابْن سَابُور الْأَوْسَط حب عَجِيب: يُؤْخَذ لبن الشبرم أَو لبن أَي يتوع شِئْت وَمثله سكر الْعشْر يحل بِالْمَاءِ ويعقد أَو يَجْعَل حبا كالحمص وَيُعْطى ثَلَاثَة أَو اثْنَتَيْنِ أَو أَرْبعا قبل الطَّعَام وَبعده كل يَوْم وَإِن شِئْت أَن تستفرغ بِهِ استفراغاً صَالحا فاعط تسع حبات.

لى المجارى الَّتِي يَأْتِي فِيهَا بَوْل الْجَنِين إِلَى السُّرَّة وتتصل بتقعير الكبد لِأَن الْجَنِين يتغذى من عروق مجاورة لهَذِهِ وغذاء الْجَنِين يتَّصل إِلَى تقعير كبده أَولا لِأَن الْجَنِين لما كَانَ تَدْبيره كالنبات فِي أول أمره كَانَ غذاؤه يصل إِلَيْهِ من سرته فاحتيج إِلَى خنق هَذِه ضَرُورَة وفيهَا يجْرِي الْبَوْل فِي الْجَنِين وَإِذا قطعت السُّرَّة والتحمت إِن حدث فِي مجاري الْبَوْل حَادِثَة جَاءَ فِي هَذَا إِلَى المراق وَاعْلَم أَن النّوم رَدِيء للمستسقى والسهر جيد لَهُ لِأَنَّهُ يجفف بِقُوَّة وَالنَّوْم خَاصَّة على الامتلاء يعظم الْبَطن. من كتاب ينْسب إِلَى ج فِي السمُوم قَالَ: إِن سقى المستسقى أشناناً فارسياً ثَلَاثَة دَرَاهِم نفض المَاء كُله إسهالاً وتبويلاً. الأهوية والبلدان قَالَ: يعرض الاسْتِسْقَاء فِي الْبِلَاد الرّطبَة وَإِذا كَانَ مَعَه اللَّوْن أصفر أَو أَبيض فالبلاء بالكبد وَإِن كَانَ أَخْضَر أَو أسود فبالطحال. جورجس: من شرب عصارة الإيرسا فَهُوَ على خطر عَظِيم. قَالَ: فَأَما نَحن فَإِذا كَانَ الاسْتِسْقَاء مَعَ حرارة عالجناه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ولب الْخِيَار شنبر والكاكنج وَبَوْل الْمعز فَإِن لم تنجع هَذِه سقيناه ألبان اللقَاح فَإِن لبن اللقَاح نَافِع من الاسْتِسْقَاء وَيشْرب على هَذِه الصّفة يَأْكُل نصف النَّهَار وَلَا يتعشى ثمَّ يشرب بِالْغَدَاةِ رطلا وَاحِدًا من اللَّبن حِين يحلب مَعَ أوقيتين من بولها وينتظر ساعتين فَإِن أسهله فليأخذ مرّة أُخْرَى ثمَّ يزِيد كل يَوْم حَتَّى يشرب ثَلَاثَة أَرْطَال فِي مرَّتَيْنِ فَإِن تجشأ جشاءاً حامضاً فَلَا تسقه فِي الْمرة الثَّانِيَة وَلَا يَأْكُل وَلَا يشرب ماءاً بَارِدًا وكمد معدته وَلَا يَأْكُل حَتَّى يَبُول وَإِن تمدد بَطْنه فاحقنه من ساعتك وَمن كَانَ يسهله ويخف عَلَيْهِ فاسقه مَعَه حبا ينفض المَاء وليحذر الِاغْتِسَال بِالْمَاءِ الْبَارِد وَإِن وجد حرارة فِي رَأسه فضع عَلَيْهِ دهن بنفسج وليأكل فروجاً زيرباجاً وليأكل لَحْمًا وليشرب نبيذاً رَقِيقا. إبيذيميا (ألف ب) قَالَ: البصل والثوم إِذا اسْتعْمل فِي وَقت يجب ينفع المستسقين فِي بعض الْأَحْوَال وَأما الْجُبْن فَإِنَّهُ يضرهم ضَرَرا شَدِيدا وَفِي ذَلِك أَنه من أبلغ الْأَشْيَاء فِي إيراث السدد وَغَايَة علاج هَؤُلَاءِ أَن يفتح سدد أكبادهم. قَالَ: وَإِذا حضر المستسقى الْمَوْت) عظم بَطْنه جدا وامتدت جلدَة مراقه وأنتن فَمه وَخرجت فِيهِ قُرُوح لرداءة الرطوبات الَّتِي فِي جَوْفه. قَالَ: وامنع فِي الاسْتِسْقَاء وخاصة اللحمى الاستحمام بِالْمَاءِ العذب وَعَلَيْك بالدلك الْيَابِس بالمناديل والتعب فِي مَوضِع تُرَاب جَاف. الميامر: جفف أخثاء الْبَقر الراعية نعما وتطبخ جدا بخل وَمَاء ممزوجين ثمَّ يخلط بِهِ ربعه كبريتاً وضمدبه الْبَطن وَخذ مِثْقَالا من قشور النّحاس واسقه واخلط بلب الْخبز واجعله حبا فَإِنَّهُ يجذب المَاء بِقُوَّة قَوِيَّة واسقه مِثْقَال روسختج مَعَ مثله من خرء الْحمام وربعه شراب وملح هندي فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وليمزج بالزيت وَالْملح وليكثر التَّرَدُّد فِي الشَّمْس وَهُوَ

مغطى بِالرَّأْسِ واثقب مايلي كعابهم واشرطها وأجلسهم على كرْسِي فَإِنَّهُ يسهل مِنْهُم رطوبات كَثِيرَة. أبوجريج: المر نَافِع للْمَاء الْأَصْفَر وَكَذَلِكَ الأشق شرب أَو طلى بِهِ. لى تَدْبِير دبرت رجلا بِهَذَا التَّدْبِير فَكَانَ بَالغا نَافِذا: يسقى رَطْل من مَاء القالى بِعشْرَة دَرَاهِم من سكر الْعشْر على أَرْبَعَة أَيَّام ويسقى مَا بَين ذَلِك أَقْرَاص الأميرباريس واللك والراوند وتضمد الكبد بالمقوية وتروضه ويقل الشَّرَاب فَإِن لم تَجدهُ رطبا فَخذ قاقلى يَابسا وشاهترجا وشيئاً من مازريون ودقه. شيافة قَوِيَّة تخرج ماءاً كثيرا: خربق أَبيض يحْتَمل فَإِنَّهُ يجذب ماءاً كثير جدا ويتخذ من قثاء الْحمار وشحم الحنظل والمازريون والشبرم وَكَذَلِكَ إِن دلك الْبَطن بالحنظل الرطب أَو بقثاء الْحمار أَو دلكت القدمان بالحنظل الطَّرب أخلف المَاء وَيسْتَعْمل عِنْد الضعْف ويطبخ هَذِه أَيْضا ويحقن يخلف المَاء. لى المجاري الَّتِي من الماسريقا إِلَى الكبد تتصل بالجانب المقعر فَإِذا كَانَ ورم حَار أَو سدة فِي حدبة الكبد نفذ كثير من المائية فِي هَذَا بل يذبل الْبدن إِلَى المراق وَإِنَّمَا ينفذ مِنْهُ شَيْء وَلَا ويذبل الْبدن. ينفذ كلهَا فِيهِ لِأَن تِلْكَ المجاري لَا تنسد كلهَا بل يبْقى بعض وَيقدر ذَلِك يكون كَثْرَة مَا ينفذ إِلَى هَاهُنَا وَإِنَّمَا صَار ينفذ فِي هَذِه لِأَنَّهَا أوسع مِمَّا فِي المحدب وَإِنَّمَا صَارَت لَا يرجع هَذِه المائية إِلَى الأمعاء لِأَن شَأْن الطبيعة الجذب مادامت سليمَة وَلَا يُمكن أَن يرجع إِلَى الأمعاء إِلَّا عِنْد مَا يلذع فَم الْمعدة والماسريقا دَوَاء لذع أَو حِين لَا تَجِد منفذاً إِلَى قُدَّام الْبَتَّةَ وَلذَلِك نرى فِي الاسْتِسْقَاء الزقى إِذا غلظ الْأَمر فِي تمدد الْبَطن اندفعت الطبيعة وَرُبمَا لم يزل لينه من أول الْأَمر.) من كتاب مَا بَال قَالَ: أكل الطين والجوع المفرط يزهلان الْجِسْم ويورمان الْقَدَمَيْنِ لِأَن الطين يمْنَع الْجِسْم من الإغتذاء فتضعف الْحَرَارَة الغريزية وَيمْنَع الْغذَاء من أكل الطين لسدة مجاري الْغذَاء. لى جوارش عَجِيب جدا: مصطكي وسنبل الطّيب وَورد وراوند وَلَك بِالسَّوِيَّةِ ومازريون قد أنقع فِي خل جزءان (ألف ب) غاريقون تَرَبد جزؤ يجمع بِلَحْم السفرجل والخل وَالْعَسَل. لى ينقع التِّين فِي دهن حل لَيْلَة ثمَّ يَجْعَل فِي وَسطه لبن الشبرم دانق وَيُعْطى أَو ربع دِرْهَم من خشب الشبرم أَو دانقان من شَحم الحنظل فَإِنَّهُ يقيمه ماءاً خَالِصا ويبرئه. لى عَلَيْك فِي الزقى بإسهال المَاء وَأَقْبل فِيمَا بَين ذَلِك على تفتيح السدد فِي الكبد إِن كَانَت حرارة فَاعْلَم أَن السدد لورم وَإِن كَانَت بِلَا حرارة فلشيء مرتبك فِيهَا وَإِن أدمن فلورم صلب وَلَا يبرأ وَعَلَيْك بِهَذَا أهرن: اعْتمد فِي إسهال المَاء الْأَصْفَر مَعَ حرارة على الهليلج الْأَصْفَر فَإِن خاصته

إِخْرَاج هَذِه الرطوبات وعَلى السكبيج إِذا لم تكن حرارة وَلَا تسهله إسهالاً كثيرا دفْعَة فَإِنَّهُ يضعف الكبد وَلَكِن أسهله قَلِيلا قَلِيلا وواتره ذَلِك. قَالَ: وشحم الحنظل الَّذِي فِي جَوف التِّين يمشي مشياً صَالحا يطعم اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا. لى هليلج أصفر ينقع فِي المَاء ثَلَاثَة أَيَّام فِي مَاء مغلي والشربة مِثْقَال وَنصف فَإِنَّهُ قوي بِإِجْمَاع وَاعْتمد فِي اللَّحْم على إدرار الْبَوْل فَإِن ذَلِك ينقيهم أَكثر مِنْهُ بالأسهال وَأما الزقى فَلَا يكَاد ينْتَفع بإدرار الْبَوْل كَبِير شَيْء والطبلي لَا يكون أبدا مفرط الْعظم لِأَنَّهُ إِذا أفرط عَلَيْهِ صَار زقياً والزقى أَشد وأصفى لوناً. أَقْرَاص أميرباريس مِمَّا اسْتَعْملهُ أَنا: عصارة أميرباريس وَلَك مغسول وراوند صيني وَورد أَحْمَر وعصارة طرخشقون مجففة وبزر الهندباء وبزر الكشوث يقرص وَلَا أرى الغافت وَلَا الأفسنتين والسنبل لِأَنِّي وَجدتهَا تجمر المَاء وتسخن وتعطش. ج الغاريقون يفتح سدد الكبد والكلى. لى هَذَا جلّ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ المستسقى. لى مسهل عَجِيب: يطْبخ قنيدس أَو ينقع فِيهِ تين صَحِيح وَيطْعم تينة وَاحِدَة. طلاء جيد: يُؤْخَذ بعر بَال جزؤ توبال النّحاس جزؤ وخثى الْبَقر مجفف جزؤ دَقِيق شعير بورق سوسن جزؤ دَقِيق شعير بورق سوسن جزؤ طين أرميني نصف جُزْء يطلى الْبَطن بِهِ بِمَاء وَأقوى من هَذِه الَّتِي بالنورة والبورق وشحم الحنظل ودقيق الكرسنة. ج فِي الْمرة السَّوْدَاء: إِن أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء الزقى يَنْتَفِعُونَ إِذا أسهلوا نفعا عَظِيما إِذا كَانَ ذَلِك فيهم لى ملاك الْأَمر أَلا تسهلهم ضَرْبَة إسهالاً كثيرا فَإِنَّهُ يصيبهم مِنْهُ مَا يُصِيب من البزل المفرط من اللحمي) وَسُقُوط الشَّهْوَة وَالْقُوَّة وتضعف أكبادهم أَكثر وَيعْمل مَاء أَكثر فتحفظ فِي ذَلِك. ج إِذا أسهلت من هَؤُلَاءِ المائية خفوا عَلَيْهِ خفَّة بَيِّنَة وَقل مَا بهم من الكرب والثقل. لى وضيق النَّفس. لى بإن من كَلَامه أَن هَؤُلَاءِ يَنْبَغِي أَلا يفصدوا لِأَن الدَّم فيهم نزر وأعضاؤهم قَليلَة الْغذَاء لِأَن فِي أكبادهم سدداً لَا ينفذ الدَّم فيهم كثيرا وخاصة من كَانَ مِنْهُم منهوكاً فَإِن فصدوا وأسهلوا صفراء عظم ضَرَره لَهُم. لى إِذا كَانَ مَعَ الاسْتِسْقَاء حرارة أَيْضا فَلَا تسهل الصَّفْرَاء لَكِن تطفىء وتسهل المائية جَمِيع دَقِيق الْحُبُوب المجففة الَّتِي تجلو خَاصَّة كدقيق الشّعير والباقلى والترمس والحمص وَالْكَسْب ويضمد بهَا المستسقى. ج فِي المفردة: رَأَيْت مستسقين يطلون بطونهم (ألف ب) بالطين الْحر فينتفعون بِهِ. وَقَالَ: بعر الْمعز لم يزل الْأَطِبَّاء يستعملونه فِي الاسْتِسْقَاء محروقاً وَغير محروق وَهُوَ بليغ جدا وَإِذا أحرق زَاد لطافة وَلم يزدْ كثير حِدة وَأَنا أخلط بِهِ دَقِيق شعير خثى الْبَقر يطلى بِهِ المستسقى وينوم فِي الشَّمْس فيعظم نَفعه وَيجب أَن يكون من بقر تعتلف التِّين الْيَابِس لحم الحلزون الْبري إِذا دق نعما وضمد بِهِ بطُون المستسقين عظم نَفعه وَذَلِكَ أَنه يجفف تجفيفاً كثيرا جدا.

قَالَ: الحلزون يسحق مَعَ حلبة وَيُوضَع على بطن المستسقى فينشف الرُّطُوبَة جدا وَلكنه مِمَّا يعسر قلعه. د: الأسارون جيد لمن بِهِ حبن التِّين جيد للاستسقاء بعر الظباء جيد للمستسقى على مَا فِي كَلَامهم وَهُوَ طيب الرّيح. لى لبن الخس الْبري يُؤْخَذ فيجفف فِي الشَّمْس وَيرْفَع فِي إِنَاء خزف قوته كقوة الأفيون إِذا سقى مِنْهُ نصف دِرْهَم بِمَاء ممزوج بخل اسهل ماءاً. لى هَذَا يصلح حَيْثُ حرارة شَدِيدَة فَاعْلَم ذَلِك المرزنجوش مَتى شرب طبيخه وَافق الحبن جدا وأدر الْبَوْل. ماسرجويه: الكماشير لَا مثل لَهُ فِي إسهال المَاء وَهُوَ أحد من الفربيون. مَجْهُول: لاشيء انفع للاستسقاء مَعَ حرارة وسدد الكبد وَحمى من مَاء الكشوث مَعَ السكنجبين لِأَنَّهُ يسهل المَاء ويدر الْبَوْل وَيفتح السدد وَيُقَوِّي الكبد والمعدة. روفس: مَاء الْجُبْن من لبن الْمعز والأتن أبلغ فِي إسهال المستسقى والأتن أبلغ فِي ذَلِك أَعنِي فِي إسهال المستسقى مَعَ حرارة وَلَا يتوقى فِي الصَّيف وَلَا مَعَ شدَّة الْحر لِأَنَّهُ يفتح سدد الكبد ويردها إِلَى اعتدالها وَأصْلح شَيْء أَن يطْبخ بعد أَن يُؤْخَذ حَتَّى تنْزع رغوته ثمَّ يطْرَح فِيهِ ملح هندي وأبلغ مِنْهُ أَن يسقى قثاء الْحمار فَإِنَّهُ بليغ جدا وَلَا يسخن وَلَا ينفض ماءاً كثيرا.) الخوز: السكبينج يسهل المَاء. لى المسهلة للْمَاء: الشبرم المازريون الماهودانه القاقلى الروسختنج الفربيون قثاء الْحمار قنيدس السكبينج الهليلج الْأَصْفَر. الفلاحة: مَاء الفجل إِذا سقى ينفض المَاء بِقُوَّة قَوِيَّة. الخوز: القنطوريون الصَّغِير يسهل المَاء بِقُوَّة لحم القطا جيد للاستسقاء. روفس: إِذا أدمن انسان ضَعِيف شرب الْخلّ أَدَّاهُ إِلَى الاسْتِسْقَاء إِلَّا أَن يتعب ذَلِك بتعب كثير. الثَّانِيَة من الأهوية والبلدان: إِذا كثر الأختلاف قلت حرارة الْجَسَد واستسقى لذَلِك. لى رَأَيْت الِاخْتِلَاف فِي الاسْتِسْقَاء الْحَار أصلح مِنْهُ جدا وَأَقل جلاءاً للقوة وَبِالْجُمْلَةِ فإفراطه رَدِيء جدا روفس فِي المالنخوليا: الضربان من الاسْتِسْقَاء الزقى والطبلي ينحف مَعَهُمَا الْبدن فَأَما اللحمي فيعبل مَعَه. لى كَانَ فِي هذَيْن الصِّنْفَيْنِ قد قل نُفُوذ الْغذَاء إِلَى الْبدن وَكَذَلِكَ احسب أَن فِي الكبد وخاصة فِي الحدبة سدداً كَثِيرَة فَأَما اللحمي فَالْكَبِد فِيهِ سليمَة من

السدد والورم وَلَا آفَة بهَا الْبَتَّةَ إِلَّا مزاج بَارِد وَإِذا لم ينفذ الْغذَاء على مَا يَنْبَغِي خرج بعض المَاء من هُنَاكَ أَعنِي من تقعير الكبد إِلَى نَاحيَة السُّرَّة لِأَن الْعُرُوق الَّتِي تتصل من الْأُم بالجنين من سرته إِنَّمَا (ألف ب) يَنْقَسِم فِي تقعير كبده وَلَو كَانَت السُّرَّة مثقوبة لَكَانَ يَبُول مِنْهَا فضل بَوْله الَّذِي ينْعَقد لَكِن لِأَنَّهَا ملتحمة خَارِجا تنصب فِي الفضاء الَّذِي بَين الأمعاء والصفاق. أهرن دَوَاء اللك الْأَكْبَر عَجِيب يذهب الاسْتِسْقَاء اللحمي بإدرار الْبَوْل وَتبقى قوته أَربع سِنِين وَيسْتَعْمل بعد سِتَّة أشهر: لَك مغسول ولوز مر قرنفل زرنباد دارصيني سِتَّة سِتَّة فوه مر مرزوفا يَابِس ثَلَاثَة ثَلَاثَة سنبل عشرَة زراوند مدحرج جنطايا دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ صَبر عشرَة دَرَاهِم دوقو بزر كرفس جبلي كمون كرماني زنجبيل عشرَة عشرَة أسارون سِتَّة زعفران اثْنَان فوة الصَّبْغ اثْنَا عشر سليخة حب اللِّسَان مصطكي قصب الذريره كمون خَمْسَة ايرسا خَمْسَة عشر جعدة زراوند طَوِيل فقاح الْإِذْخر ثَلَاثَة ثَلَاثَة قسط فلفل تِسْعَة تِسْعَة ساساليوس ثَلَاثَة دهن البلسان دِرْهَمَانِ يجمع بِعَسَل الشربة دِرْهَم. حب الراوند البليغ يفتح السدد وَهُوَ جيد للاستسقاء اللحمي أَيْضا: راوند صيني عشرَة دَرَاهِم لَك خَمْسَة دَرَاهِم مازريون خَمْسَة عشر درهما سنبل ثَلَاثَة غاريقون عشرَة دَرَاهِم بسبايج مثله عصارة غافت خَمْسَة دَرَاهِم مصطكي دِرْهَمَانِ الشرية دِرْهَمَانِ وَنصف.) أهرن: ينفع الاسْتِسْقَاء الطبلي أَن يطلى الْبَطن ببعر مَاعِز مَعَ قشور النّحاس. لى يجب فِي هَذَا أَن يسقى البزور ويطلى بهَا من المسخنة المحللة للرياح وَيحْتَمل الأشياف الَّتِي تخرج الرِّيَاح ويسقى البزور الحارة لِترد على الكبد الْقُوَّة التَّامَّة من الْحَرَارَة فتحلل بذلك النفخ للطفها ويحذر الأغذية المنفخة. تقدمة الْمعرفَة: لى فِيهِ شكّ لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون فِي جداول الكبد ورم حَار وَلَا تكون حمى فَلَا أَن يزمن الورم الْحَار وَنحن نرى هَذَا الاسْتِسْقَاء الَّذِي مَعَ ذرب طَوِيل الْمدَّة بِلَا حمى فَالْأولى أَن يكون الورم بارذا هُنَاكَ وَإِذا رَأَيْته مَعَ ذرب فَعَلَيْك بِمَا ينفذ الْغذَاء وَإِذا رَأَيْته مَعَ يبس شَدِيد فَعَلَيْك بِمَا يبرد الكبد. الأولى من تَفْسِير إبيذيميا: تفقد من المستسقى لَونه لتستدل على أصل الْعلَّة هَل هِيَ الكبد أَو الطحال ولون المكبودين أصفر أَبيض ولون المطحولين أصفر أسود. لى واستعن بِسَائِر الدلالات وَانْظُر فِي سَائِر مَا يُمكن أَن يكون مِنْهُ كَحال الأمعاء والكلى والبواسير ثمَّ افصد الْعُضْو الَّذِي هُوَ أصل الْعلَّة. لى تحرز بِهَذِهِ العلامات فَإِنَّهَا نافعة أَعنِي مَا علامته إِذا كَانَ عَن الكلى أَو عَن الرَّحِم وَنَحْو ذَلِك وَلَا يكون لَك همة أَكثر من تعرف السَّبَب الأول ثمَّ اقصد لنفض المَاء فِي الْأَيَّام وَفِيمَا بَين ذَلِك لإِصْلَاح الْأَمر الأول تُوضَع جَمِيع أَسبَاب الاسْتِسْقَاء كالكائن عَن قَعْر الكبد

والكائن عَن حدبته والكائن عَن الطحال والكائن عَن الكلى والكائن عَن استفراغ الدَّم والكائن عَن احتقانه والكائن عَن شرب مَاء بَارِد فِي عقب رياضة ويتمم ذَلِك وَيحصل. لى رَأَيْت رجلا كَانَ يضْرب يألم نصف يَوْم ويعرق (ألف ب) فِي صيف ويتأذى فِي ذَلِك شهرا عمد إِلَى مَاء بَارِد فَشرب مِنْهُ ضَرْبَة شَيْئا كثيرا وَأعَاد ذَلِك مَرَّات فَاسْتَسْقَى استسقاء لحمياً فِي ثَلَاثَة أَيَّام وعالجته بدواء الكركم الْكَبِير فبرىء فِي عشرَة أَيَّام. لى أَطْعِمَة المستسقين لَا تكون ثريدا وَلَا بقولا مرطبة وَلَا معطشة وَيجب أَن تؤلف لَهُم أغذية يتسعون فِيهَا إِن شَاءَ الله وَمن لُحُوم الطير وَالصَّيْد أرطبها لَا فِي المزاج لَكِن فِي سهولة المضغ يتَّخذ لَهُم طباهجات رقيقَة من البشمارك والصدر وتهزل جدا وتحلل لِئَلَّا يعطش وشرابهم إِمَّا سكنجبين وَإِمَّا شراب قوي صلب لمن لَا حرارة بِهِ. الْخَامِسَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء: الغشاء اللفائفي نَافِذ إِلَى سرة الْجَنِين وَقد يجْتَمع بَوْل الْجَنِين إِلَى وَقت ولادَة. قَالَ: يَأْتِي الْجَنِين من الْأُم عرقان وشريانان وتتصل بكبده وَفِيمَا بَين هَذِه الْعُرُوق) ثقب يُسَمِّيه أَصْحَاب التشريح مصب الْبَوْل وَهُوَ يخرج الْبَوْل من قَعْر المثانة فيصبه إِلَى الغشاء اللفائفي. قَالَ: وَهَذِه الْعُرُوق الْأَرْبَعَة هِيَ تهزل مصب الْبَوْل وَذَلِكَ لِأَن خُرُوج الْبَوْل من بدن الْجَنِين إِلَى السُّرَّة على مَا هُوَ عَلَيْهِ كَانَ أصلح وأوفر من خُرُوجه من الذّكر والقبل. قَالَ: وَقد يَنْبَغِي أَن ينظر كَيفَ صَار بَوْل الْجَنِين لَا يخرج من عنق المثانة مَا دَامَ الْجَنِين فِي الرَّحِم وَمَا الْحِيلَة الَّتِي تلطف بهَا لصرف الْبَوْل عَن هَذَا المجرى مَا دَامَ فِي الرَّحِم وَإِن يرجع كُله إِلَى السُّرَّة حَتَّى يخرج من المجرى الَّذِي يعرف بمصب الْبَوْل فينصب إِلَى الغشاء اللفائفي. قَالَ: وللمثانة مَا دَامَ الْجَنِين فِي الثَّانِيَة من الميامر: وصف الإيارج فيقرا أَنه جيد للمستسقين وأجوده على مَا بَين فِي خلال كَلَامه: وَورد أَحْمَر سنبل مصطكي أسارون حب بِلِسَان بِالسَّوِيَّةِ نصفه صَبر. وَقَالَ فِي التَّاسِعَة عَن ارخيجانس: إِن قشور النّحاس يدر الْبَوْل بِقُوَّة قَوِيَّة جدا إِذا سحق مِنْهُ مِثْقَال مَعَ لباب خبز وَجعل حبا وَاحِدًا. من الْمسَائِل: الكي فِي أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء بعد أَن يفرغ المَاء يمْنَع أَن يعود المَاء. لى اعْتمد فِي الاسْتِسْقَاء على بَقَاء الْقُوَّة فقد عَالَجت رجلا شَيخا كَانَ بِهِ من المَاء مَا أَحسب أَنه يبرأ وَفِي مَائه حِدة فسقيته المازريون ثمَّ طفئت عَنهُ أَيَّامًا ثمَّ عاودته فبرئ وَكَانَ كيس بيضته قد امْتَلَأَ ماءاً حَتَّى كَانَ أعظم مَا يكون. سفاوس قَالَ: إِذا بزلت فسد الْبَطن جيدا بعصائب عريضة إِلَى الْمرة الثَّانِيَة فَإِنَّهُ كَذَا

لَا يعظم الْبَطن وَلَا يرجع إِلَى حَالَته لَا يُمكن أَن تكون حمرَة المَاء لقلته لَا لحرارة فَأَي مسنسق لم يجد نَفسه ونبضه حاراً فامتحن فِيهِ المسخنة فَإِن لم تضره فعالجه. مسيح: أَكثر من المدرة للبول وَاسْتعْمل فِي الحبن بعد الْحِين مَا يسهل الْبَطن إسهالاً رَقِيقا لَا عنف فِيهِ على الكبد. لى كَأَنَّهُ يؤمى إِلَى أَن قُوَّة الإسهال فِيهِ عنف على الكبد. قَالَ: من غير أَن تكون فِي الدَّوَاء قُوَّة تضر بالكبد وعرقه فِي الْحمام وادلك الْبَطن بالبورق والكبريت وضمد بخثى الْبَقر وبعر الماعز وَلَا شَيْء أفضل من ألبان اللقَاح والاقتصار عَلَيْهِ وَحده دون جَمِيع المطاعم والمشارب أَيَّامًا كَثِيرَة. لى يصلح مِنْهُ إِذا سقيته يَنْبَغِي أَلا تتعشى يَوْم (ألف ب) يعزم على شرب لبن اللقَاح وَغَيره لَكِن يطويهما ويبكر فيشرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ وينتظر ساعتين ثمَّ يشرب إِلَى الظّهْر ثَلَاث دفعات فَإِن مَشاهُ بِمِقْدَار اللَّبن ثَلَاث مَرَّات فَذَلِك وَإِلَّا يشرب من غير هَذَا الْحبّ صفته: دِرْهَم هليلج ثَلَاثَة دَرَاهِم سكنجبين قِيرَاط سقمونيا يعجن بِمَاء الهندباء إِذا كَانَت) حرارة وَإِلَّا فبماء الكراث وَقدر الشربة من دِرْهَمَيْنِ وَنصف إِلَى دِرْهَم وَنصف إِلَى دِرْهَم وَيشْرب على ذَلِك يَوْمًا بالدواء وَيَوْما لَا ويطوى إِن أمكنه وَلَا يَأْكُل وَلَا يشرب شَيْئا وَإِن لم يكن بدا أَخذ وَقت الْعَصْر ثَلَاثِينَ درهما خبْزًا فِي مرق حمص وشبث وَيشْرب شرابًا ممزوجاً وسكنجبيناً فَإِذا نقص المَاء وخف فليكو بعد نزل المَاء فِي الْيَوْم الثَّالِث ثَلَاث كيات بالطول وَثَلَاثًا بِالْعرضِ من لدن القص إِلَى الْعَانَة وليلزم التَّدْبِير بِالْجُوعِ والعطش عشرَة أَيَّام بعد ذَلِك وَلَا يتوسع بعد ذَلِك وَلَا يتوسع فِي الْغذَاء فَإِنَّهُ يبرأ وَإِن هاج بِهِ من اللَّبن يَوْمًا مَا ثقل وجشاء حامض فَلَا يشربه من غَد وليحقن بحقنة مسهلة ويكمد بَطْنه إِلَى أَن يخف ذَلِك. لى مر رجل مستسق فَبَقيَ فِي أَعْرَاب لَا يجد ماءاً وَلَا غذاءاً غير اللَّبن يشربه إِذا عَطش فبرىء برءاً تَاما. قَالَ: وينفع تين قد جعل فِيهِ شَحم الحنظل وينفع مِنْهُ أَن يشد بعقب إسهال الْبدن من أَعْلَاهُ إِلَى الْعَانَة وينفع صفة سقِِي الترياق للمستسقين: يدْخل العليل غدْوَة الْحمام وَليكن مَاؤُهُ كبريتياً أَو بورقياً فَإِن كَانَت حمة فَهُوَ خير وَإِن لم تكن حمة فَلْيدْخلْ الْحمام حَتَّى إِذا لَان جلده وَحمى دلك بالكبريت والبورق وَالزَّيْت فَإِن عرق عرقاً كثيرا غسل بِمَاء قد طرح فِيهِ كبريت وبورق وَيكون ذَلِك على سَاعَة من النَّهَار وَيخرج وَيشْرب قدر حمصة من الترياق بِمَاء قد طبخ فِيهِ فوذنج وكرفس وَيَأْكُل الْعَصْر مرقا بِزَيْت أَو دهن حل أَو مرق دراج وَلَا يَأْكُل لَحْمه وَيشْرب سكنجبيناً أَو شرابًا رَقِيقا ثَلَاثَة أسابيع طلاءاً. طلاء: بعر الْمعز وخثى الْبَقر الجبلية مجففاً ثمَّ يلقى عَلَيْهِ نصفه كبريتاً ويضمد بخل. لى الكلكلانج الْبَارِد المازريون ينقع بخل مجفف خَمْسَة غاريقون هليلج تَرَبد

خَمْسَة خَمْسَة عصارة الأفسنتين ثَلَاثَة بزر الهندباء دِرْهَمَانِ بزر الْخِيَار نصفه رب السوس ثَلَاثَة ترنجبين عشرَة يطْبخ بِمَاء حَتَّى يتعسل ويعجن بِهِ ويسقى من دِرْهَمَيْنِ الكاكلانج وورق المازريون مسحوق غاريقون إهليلج أصفر سكنجبين خَمْسَة خَمْسَة إيرسا ثَلَاثَة راوند عصارة غافت سنبل انيسون دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ يعجن بِعَسَل الشربة من ثَلَاثَة إِلَى أَرْبَعَة مازريون منقع فِي خل ويغلى فِيهِ ويصفى ويلقى عَلَيْهِ سكر الْعشْر ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام ويسقى وَإِن شِئْت أطبخ أُوقِيَّة مازريون برطل مَاء حَتَّى يصير ثلث رَطْل ثمَّ صفه وصب عَلَيْهِ نصف رَطْل واغسلها أجمع سكر الْعشْر وغله تغلية حَتَّى يصير لَهُ قوام وَاسْتَعْملهُ يتَّخذ لهحب قندس وَحب الطَّائِر وَينظر إدرار الْبَوْل يخف عَلَيْهِ أَكثر أم الإسهال فَيلْزم ثمَّ يسقى بعقب الإسهال رب السفرجل) والحصرم وَنَحْوه وبعقب المدرة للبول ويتحسى مرق دجَاجَة سَمِينَة ثمَّ يطفىء مَا حدث من الْحر بِهَذَا: ورد دِرْهَمَانِ أميرباريس سِتَّة دَرَاهِم سماق دِرْهَمَانِ بزر الْخِيَار والهندباء دِرْهَم دِرْهَم صندل دِرْهَم كافور نصف يسقى ثلث هَذِه الصّفة بِرَبّ السفرجل الساذج الحامض ويطلى فِي خلال ذَلِك بحب قندس مقشر بترتجبين أَو سكر الْعشْر بِالسَّوِيَّةِ الشربة من ثُلثي دِرْهَم إِلَى دِرْهَم. الطَّائِر: طَائِر منقى دوقو دِرْهَم دِرْهَم كثيراء دانق يجب شربة وَاحِدَة رَأَيْت الْبَطن فِي الطبلى قَلِيل الانخزال وَالْحَرَكَة كَأَنَّهُ زق منفوخ وَفِي الزقى يَتَحَرَّك ويتخضخض وَكَذَلِكَ قَالَ يوحنا النحوى فِي تَفْسِيره للنبض الصَّغِير وَوجدت أَصْحَابه يطْلبُونَ الجشاء وتشتد راحتهم عَلَيْهِ وَوَجَدته يكون مَعَ مَاء أَحْمَر أبدا ويتذمم صَاحبه إِذا أكل أَكثر من الْقدر الْوَاجِب ويعتريه غرزان فِي الخاصرتين وبطونهم أبدا يابسة وَلَا تسهلهم المسهلة كثير شَيْء ويموتون أسْرع ونبضهم عَظِيم وَذَلِكَ لَيْسَ للقوة فَقَط بل للحفز وللحاجة كنبض الممتلىء من الطَّعَام إِذا أثقله. سرخس الراسى فِي كِتَابه الاسْتِسْقَاء قَالَ: لَا يكون دون برد الكبد وَإِنَّمَا يخرج بالبخار من جرم الأمعاء وَمن نفس جرم الكبد بالرشح قَالَ: يقبل من الْأَعْضَاء لضعف الدافعة. لى هَذَا بَاطِل كُله فقد قَالَ جالينوس فِي غير مَا كتاب وَفِي الْأَعْضَاء الألمة وَفِي الْعِلَل والأعراض: إِن ضعف الكبد عَن توليد الدَّم تبعه الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم فَلم يكن ذَلِك فِي الاسْتِسْقَاء دَائِما إِن كَانَ لَا يكون دون ضعف الكبد عَن توليد الدَّم. المارستان: أَصْحَابنَا فِي المارستان قد أطبقوا على أَن الاسْتِسْقَاء لَا يكون إِلَّا بِفساد الْمعدة والكبد ويسقون أميروسيا بِمَاء الْأُصُول ويقللون لَهُم الْغذَاء وَالشرَاب مَا أمكن. الْمسَائِل قَالَ: الكى بعد استفراغ المَاء يجفف وَيقبض الغشاء فَيمْنَع الْعود وَهَذَا شَيْء قد عَرفْنَاهُ بالتجربة فِي الْأَدْوِيَة.

لى على قَول جالينوس: بزر بطيخ وبزر خِيَار وَرب السوس ثَلَاثَة من كل وَاحِد ذراريح وَاحِد لكل شربة يسقى وَيُؤْخَذ أنيسون وأسارون وفوة وأبهل وذراريح ويسقى. بختيشوع أَقْرَاص تسمى العجلانية نافعة جدا من الاسْتِسْقَاء: لحا عروق شبرم هليلج أصفر بِالسَّوِيَّةِ ينخل بحريرة ويعجن بِمَاء الهندباء وَيُوضَع فِي صلابة ويقرص من دانق ويسقى كل يَوْم قرصة مَعَ درهمي سكر أَبيض.) لى هليلج دِرْهَمَانِ شبرم قِيرَاط مَاء الهندباء تَرَبد رب السوس دانق وَهِي قرصة وَاحِدَة. الثَّانِيَة من النبض: لَيْسَ يمكننا أَن نَعْرِف مَا فِي بطن المستسقى بِأَن نجسه فَقَط فنرى أماء هُوَ أم ريح لَكنا نستدل على اللحمى بِأَن يغمر الْأَصَابِع (ألف ب) فَيبقى فِي مَكَانَهُ فَيُفَرق بَينهمَا بِأَن الطبلى يَجِيء مِنْهُ مثل صَوت الطبل والزقى إِذا قلبناه من جنب إِلَى جنب سمعنَا صَوت امتخاض الرطوبات. د: الأسارون صَالح لمن بِهِ حبن قَالَ وَإِن أَخذ من الأسارون ثَلَاثَة مَثَاقِيل فيطرح فِي اثْنَتَيْ عشر قوطولى من عصير وَيتْرك شَهْرَيْن ثمَّ يروق ويسقى مِنْهُ نفع من الحبن وأصل الْإِذْخر إِذا سقى مِنْهُ مِثْقَال مَعَ مثله من الفلفل أَيَّامًا وَإِذا أَخذ إشقال وَمثله من الْملح المسحوق وَسَقَى على الرِّيق فلنجارين أسهل الْبَطن وأدر الْبَوْل فَلذَلِك هُوَ نَافِع من الحبن جدا شراب العنصل نَافِع من الحبن. د: شراب الأسطوخدوس يحلل غلظ الْبَطن. ج: الأسطوخدوس يُقَوي جَمِيع الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة. د: إِن اسْتعْمل الحلتيت مَعَ التِّين الْيَابِس نفع من الحبن ثَمَرَة الفنجنكشت إِذا شرب نفع من الْجُبْن. د: بَوْل الْإِنْسَان إِذا شرب نفع من ابْتِدَاء الحبن بَوْل العنز إِذا شرب مَعَ سنبل الطّيب كل يَوْم مَعَ ابوبوسن مَا يحط الحبن اللحمى بالبول والإسهال إِن ألْقى عشر درخميات من أصل الجوشير فِي جزئي شراب وَترك شَهْرَيْن ثمَّ يسقى نفع من الاسْتِسْقَاء بزر الجزر الْبري يُوَافق الحبن إِذا شرب. د: طبيخ الجعدة إِذا شرب نفع من الحبن. دوج: مرق الدَّجَاج الفتي إسفيذباجا مصلح للمواد. لى قد جربته فَيَنْبَغِي أَن تعتمد على هَذَا فِي غذَاء المستسقى فَإِنَّهُ يجمع إذرار الْبَوْل وَإِصْلَاح الكبد وَإِن كَانَ مَعَ الاسْتِسْقَاء حرارة ويدر الْبَوْل على مِقْدَار الاسْتِسْقَاء فَاجْعَلْ الأبزار الَّتِي تطيب بِهِ تطعمه فِي الْيَوْم شَيْئا الفجل

من خبز بِهَذَا المرق وتحسيه فيدر بَوْله وَيصْلح مزاجه عكر الزَّيْت إِذا لطخ على جلد ويضمد بِهِ بطن المحبون حط الانتفاخ الْعَارِض وينوم فِي الشَّمْس فينفع نفعا قَوِيا كثيرا. ج: زبد الْبَحْر الدودى الشكل الَّذِي يضْرب إِلَى الفرفرية يصلح للحبن جدا طبيخ الحمص الْأسود نَافِع من الحبن الاندفان فِي الرمل الَّذِي على شاطىء الْبَحْر نَافِع للحبن. ج: قد رَأَيْت مستسقين يطلون بطونهم بالطين الْحر فانتفعوا بذلك نفعا عَظِيما أصل الكرمة) الْبَريَّة يطْبخ بِالْمَاءِ وَيشْرب مَعَ قوانوس من شراب مَعْمُول بِمَاء الْبَحْر أخلف المَاء ونفع الحبن. سمرينون يَقُول د: إِنَّه يشرب للحبن خَاصَّة. د: كماذريوس مَتى شرب طرياً أَو شرب طبيخه نفع من ابْتِدَاء الحبن وَشَرَابه يفعل ذَلِك. د: عصير الكرنب أَو طبيخه ونطرون وإيرسا وشراب يسهل المَاء. د: لِسَان الْحمل يصلح إِن يتغذى بِهِ أَصْحَاب الحبن. د: إِذا طبخ العدس مَعَ طبيخ المرزنجوش وَشرب نفع من بَدْء الاسْتِسْقَاء الْملح إِذا تمسح بِهِ مَعَ الزَّيْت جيد للأورام البلغمية الْعَارِضَة للمستسقين. اسْتِخْرَاج لى ورق المازريون جزؤ أفسنتين جزءان يعجن بِمَاء الهندباء وَيجْعَل حبا ويسقى للحبن مَعَ حرارة ثَلَاثَة دَرَاهِم مَعَ أُوقِيَّة من مَاء القاقلى شراب المازريون نَافِع من الاسْتِسْقَاء. بديغورس قَالَ: خاصته إسهال المَاء الْأَصْفَر. د: بخار مَاء الْبَحْر نَافِع من الحبن. بولس: حب المازريون يخلف المَاء توبال النّحاس إِذا شرب بِمَاء الْعَسَل يسهل المَاء. د: السعد يدر الْبَوْل من صَاحب الحبن. د: الإيرسا خاصته إسهال المَاء. بديغورس: إِذا دق أصل (ألف ب) السوسن الآسمانجونى وَشرب مِنْهُ مِثْقَال بِمِقْدَار أُوقِيَّة أَو أوقيتين أسهل المَاء. ابْن ماسويه: السكر المجلوب من الْحجاز يشبه الْملح الدرانى وسكر الْعشْر نَافِع من الاسْتِسْقَاء إِذا شرب مَعَ لبن اللقَاح. ابْن ماسويه: السذاب يتضمد مَعَ التِّين اللَّحْم للحبن اللحمى وَيشْرب طبيخه مَعَ التِّين أَيْضا لذَلِك بشراب إِلَى أَن يذهب النّصْف مِمَّا يصب عَلَيْهِ. د: حب الكاكنج الْأَحْمَر الزهرة يسقى مِنْهُ بِهِ حبن اثنتى عشرَة حَبَّة لَا يُزَاد يحدر فينقيه بالبول تنقية عَجِيبَة.

د: الفجل مُوَافق للحبن إِذا تضمد بِهِ. بديغورس: الفربيون خاصته النَّفْع من المَاء الْأَصْفَر الفوذنج نَافِع من الاسْتِسْقَاء إِذا أكل مَعَ التِّين. ابْن ماسويه: الصدف مَتى سحق بِلَحْمِهِ وضمد بِهِ بطن المحبون وَترك حَتَّى يتبرأ من ذَاته وَلم) يُفَارِقهُ حَتَّى تجفف الرُّطُوبَة. ج: إِذا دق الصدف بِلَحْمِهِ وَوضع على بطن المستسقى عشرَة أَيَّام قلعه فَلذَلِك تحْتَاج حَتَّى تسْقط من ذَاته فَإِنَّهُ يجفف تجفيفاً قَوِيا قصب الذريرة يدر الْبَوْل وَلذَلِك إِن خلط مَعَ الثيل أَو بزر الكرفس نفع من الحبن. د: لحم الْقُنْفُذ المملح إِذا شرب بسكنجبين نفع من الحبن اللحمى وَابْتِدَاء الحبن. د: وَقطع سيلان الْموَاد إِلَى الأحشاء. بولس: إِن لَهُ قُوَّة مجففة فَهُوَ لذَلِك نَافِع من ابْتِدَاء الحبن يُؤْخَذ من أصل قثاء الْحمار نصف رَطْل ويسحق ويلقى فِي قسطين من شراب مصرى وَيُعْطى المستسقى ثَلَاثَة قوانوسات على الرِّيق كل ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى يضمر الورم ضموراً شَدِيدا. د: التِّين إِذا طبخ بشراب ثمَّ خلط بأفسنتين ودقيق شعير وضمد بِهِ نفع من الحبن. د: الرازيانج مَتى خلط بالمدرة للبول نفع للحبن لِكَثْرَة مَا يدرمن الْبَوْل. د: الطَّعَام الَّذِي يعمله النَّصَارَى من الزَّيْتُون والجزر والثوم ويستعمله أإيضاً فَارس ينفع من الحبن. د: بخار الْخلّ إِذا كَانَ حاراً نفع من الْجُبْن. د: الْخلّ إِذا لطخ نفع من الحبن. ابْن ماسويه: الخربق الْأسود يخلط بِهِ دَقِيق الشّعير وشراب ويتضمد بِهِ للحبن. روفس: إِذا عرض فِي الكبد ورم صلب استسقى صَاحبه وَالِاسْتِسْقَاء الْعَارِض بعقب الْأَمْرَاض الحادة ردىء مهلك. مَجْهُول: حب للاستسقاء: لَك مغسول إيرسا محرق راوند زعفران مصطكي ملح هندي عصارة غافت عصارة أفسنتين يجمع منخولة وتقرص بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب للمحرور وبماء الْأُصُول للمبرود وَيجْعَل حبا الشربة دِرْهَمَانِ وَنصف ويسقى للمبرود بِمَاء طبيخ الإيرسا وللمحرور بِمَاء القاقلى. يسهل المَاء: فلفل دِرْهَم إيرسا ثَلَاثَة زنجبيل نصف أصل الأنجدان دِرْهَمَانِ مصطكي أنيسون رازيانج أصل الْإِذْخر دِرْهَم دِرْهَم مرَارَة ثَوْر بهمن أَبيض وأحمر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ غاريقون ثَلَاثَة دَرَاهِم يسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء القاقلي.

اسحاق: شرب المَاء الْكثير دفْعَة بعقب الْحمام والرياضة يُورث الحبن وَأكل الْأَشْيَاء الحلوة) والحامضة واللزجة تهيج جَمِيع الأحشاء (ألف ب) وتولد سدداً وَلَا يجب أَن يدهن لِأَنَّهُ يرخى الأحشاء. أرخيجانس فِي كِتَابه فِي الأسقام المزمنة: أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء لَا يؤول حَالهم إِلَى الْجَوْدَة وَالصَّلَاح إِلَّا من قبل الطَّبِيب أَو لانطلاق بطونهم لبن لقللاج نَافِع للحبن الْحَار جدا يسقى مِنْهُ رَطْل إِلَى رطلى حليب من سَاعَته مَعَ خَمْسَة دَرَاهِم من سكر الْعشْر. حب نَافِع من كتاب فليغريوس فِي المَاء الْأَصْفَر: قشور نُحَاس كمافيطوس وقنطوريون صَغِير وغاريقون وَيجْعَل حساءاً فَإِنَّهُ نَافِذ قوي والشربة دِرْهَم تسقيه مَرَّات وَإِذا رَأَيْت برَاز العليل نضيجاً فعالجه فَإِن حرارته الغريزية بَاقِيَة وَبِالْعَكْسِ واغذهم بِلَحْم الْمعز والجدي والقطا والعصافير والشفانين والحجل كردناك وشواء. مَجْهُول للحبن عَجِيب: شَحم حنظل وسنبل بِالسَّوِيَّةِ مر عشر إهليلج خمس يَجْعَل حبا فِي عظم الفلفل وَيُعْطى سَبْعَة على الرِّيق يخلف ماءاً وَينزل أثقالاً كَثِيرَة. من الْجَامِع اسْتِخْرَاج على مَا فِي كتاب الْجَامِع: فربيون ثَلَاثَة أصل السوسن الآسمانجو فِي عشرَة تَرَبد مازريون خَمْسَة نُحَاس محرق عشرَة شبرم خَمْسَة غاريقون خَمْسَة راوند صينى ومصطكي عشرَة عشرَة يَجْعَل حبا بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء الهندباء أَو بِمَاء القاقلى أَو بسكنجبين. من الْكَمَال والتمام ينفع الاسْتِسْقَاء: إيارج فيقرا ثَلَاثَة تَرَبد أَرْبَعَة لَك مغسول دِرْهَمَانِ راوند صينى دِرْهَم وَنصف ملح هندي دِرْهَم وَنصف عصارة غافت ثَلَاثَة دَرَاهِم أنيسون بزر كرفس أصُول الْإِذْخر دِرْهَم دِرْهَم إهليلج أصفر ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق ويعجن بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ويحبب الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء فاتر مطبوخ. للحبن: إهليلج وتمر هندي وإجاص وشاهترج وَتَربد وأصول السوسن الآسمانحوني. سكنجبين للحبن عَجِيب اسْتِخْرَاج: خل خمر صَاف فائق رَطْل وَمَاء القاقلى معصوراً وَمَاء الْأُصُول والإيرسا رَطْل بِالسَّوِيَّةِ وسكر الْعشْر رَطْل يجمع فِي قدر نظيفة ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام وَتُؤْخَذ رغوتوته سقى مِنْهُ. وَإِن أردته أقوى فانقع فِي الرطل خَمْسَة دَرَاهِم من المازريون وَمثله من التربد. لى آخر قوى: رَطْل خل ينقع فِيهِ اصل قثاء الْحمار وَتَربد ومازريون ونحاس محرق من كل وَاحِد أُوقِيَّة ينقع بِنصْف رَطْل خمر صَاف يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يغلى غليات بِرِفْق ثمَّ يصفى ويتمم الْخلّ) رطلا وَنصفا بخل صرف يُزَاد فِيهِ وَيُؤْخَذ هَذَا الرطل من الْخلّ ورطل من مَاء

الإيرسا ورطل سكر من سكر الْعشْر فيطبخ وَتُؤْخَذ رغوته حَتَّى يصير لَهُ قوام وَيُؤْخَذ لكل رَطْل من هَذَا الشَّرَاب مِثْقَال فربيون فيداف فِي خرقَة حَتَّى ينْحل كُله والشربة ثَلَاث أَوَاقٍ أَو أَرْبَعَة على قدر الْقُوَّة. ضماد يسهل المَاء: شَحم حنظل وَأَصله وشبرم ومازريون وعاقر قرحا وسقمونيا من كل وَاحِد أوقيتان تَرَبد ثَلَاث أَوَاقٍ مر صَبر أوقيتان أوقيتان مرَارَة الْبَقر وأصل الخطمى من كل وَاحِد أُوقِيَّة قردماناً حَماما من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم قثاء الْحمار أُوقِيَّة ميعة سَائِلَة أوقيتان شونيز خَمْسَة مَثَاقِيل أصل السوسن الآسمانجوني (ألف ب) ثَلَاث أَوَاقٍ فربيون خَمْسَة دَرَاهِم أخثاء الْبَقر الراعية خمس أَوَاقٍ ميويزج أُوقِيَّة بورق أَحْمَر وملح خَمْسَة خَمْسَة صمغ الصنوبر أُوقِيَّة قشر أصل الْكبر أُوقِيَّة إكليل الْملك معَاذ عشرَة تين منقع بدهن السمسم عشرُون عددا شَحم الأوز شَحم الدَّجَاج شَحم الْعجل من كل وَاحِد أوقيتان شمع أَبيض نصف رَطْل يذاب مَا ينذاب وَيجمع ويضمد بِهِ الْبَطن. اسْتِخْرَاج مُخْتَصر: مازريون شبرم حب النّيل تَرَبد حنظل فربيون أصل السوسن يجمع دَوَاء يسهل المَاء إسهالاً كثيرا يسقى إِذا لم تكن حرارة وَلَا حمى: مَاء اصل السوسن أُوقِيَّة بَوْل الشَّاة أوقيتان نَقِيع الصَّبْر أُوقِيَّة خرؤ الْحمام الَّتِي تعلف القرطم ثَلَاثَة أَرْطَال وَنصف يُضَاف فِيهَا ويصفى وَيشْرب ويسقى مَعَ دِرْهَم زعفران يداف فِيهَا فَإِنَّهُ يسهل المَاء إسهالاً كثيرا وَاسْتعْمل الأضمدة إِذا ضعفوا عَن الْأَدْوِيَة أَن يشربوها. الاسْتِسْقَاء اللحمي: يسقى العليل بَوْل الشَّاة الْحَمْرَاء مَعَ سنبل فَإِنَّهُ نَافِع جدا للاستسقاء اللحمي. دَوَاء يسهل المَاء وَلَا يضر بالمعدة: يسقى من عصارة قثاء الْحمار دانقين وَنصفا وَمن قشور أَصله من الدانق إِلَى نَحوه ويطبخ بشراب ويسقى. ضماد جيد للاستسقاء: يضمد بالخربق الْأسود مَعَ دَقِيق شعير مطبوخ. دَوَاء يسهل المَاء: الحشيشة الَّتِي تسمى الماهودانه فتطبخ مَعَ فروج ولبلاب وسفرجل ويؤكل ويسقى مَاء ورق الفجل وَمَاء القاقلى أَربع أَوَاقٍ بالسويه. ج: الحمات الزعاقية والمياه المتخذة بزهرة الْملح نَافِع للمستسقين وخاصة إِن أطالوا الْمكْث فِيهَا.) لى قد شهِدت التجربة والكتب إِن الْقَيْح إِذا تولد فِي الكبد ينصب إِلَى ثَلَاث أَمَاكِن: إِمَّا إِلَى الأمعاء أَو إِلَى المثانة وَطَرِيق الْبَوْل وَإِمَّا إِلَى الصفاق والأمعاء حَتَّى أَنه يثقب المراق لقرب الأربية وَتخرج تِلْكَ الْمدَّة وَفِي ذَلِك دَلِيل أَن من الكبد مجاري إِلَى مَا بَين الصفاق والأمعاء وَأَن الطِّفْل يَبُول من السُّرَّة أَيْضا دَلِيل على أَن هَذَا الطَّرِيق من نَاحيَة الطَّرِيق.

فيلغريوس: الصَّبْر على الْعَطش والاندفان فِي الرمل الْحَار والأطعمة الميبسة وَلُزُوم الرياضة وَمَاء الْملح ينجلي من هَذَا السقم. الْعِلَل والأعراض: إِذا بَطل الهضم من الْمعدة أصلا آل الْأَمر إِمَّا إِلَى زلق الأمعاء وَإِمَّا إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي وَإِذا بَطل الهضم من الكبد كَانَ مِنْهُ الاسْتِسْقَاء الزقى وَإِذا بَطل الهضم من جَمِيع الْأَعْضَاء كَانَ مِنْهُ الاسْتِسْقَاء اللحمي. لى كَانَ الاسْتِسْقَاء الطبلي يكون من فَسَاد الهضم الأول والزقى من فَسَاد الهضم الثَّانِي الَّذِي فِي الكبد واللحمي من فَسَاد الهضم الثَّالِث الَّذِي يشبه الغاذى بالمغتذى لَا بل كَبِدِي قَالَ جالينوس أَيْضا: إِذا ذَابَتْ الأخلاط وعجزت الكلى عَن جذب صديدها وَلم تنصب أَيْضا إِلَى الأمعاء سرى فِي الْجِسْم كُله وأحدث الاسْتِسْقَاء دفْعَة. لى هَذَا يتقدمه تَعب أَو حميات وَيحدث الاسْتِسْقَاء بَغْتَة. الْأَعْضَاء الألمة: إِذا بطلت الْقُوَّة الجاذبة الَّتِي فِي الكلى وضعفت بِسوء مزاج بَارِد حدث انتشار مائية الْغذَاء فِي جَمِيع الْجِسْم. (ألف ب) لى فِي هَذِه الْحَالة يكون الاسْتِسْقَاء اللحمي الاسْتِسْقَاء الزقى إِذا حرك الْبَطن سمع قبقبة المَاء والطبلي إِذا قرع سمع مِنْهُ صَوت الرّيح كالطبل وَالرِّيح النقية بِلَا رُطُوبَة واللحمي يهيج جَمِيع الْبدن وَأول شَيْء يتهيج مَعَه الرّجلَانِ وَقد يعين على حُدُوث الطبلي الْأَطْعِمَة المنفخة وَيحدث الزقى الْبُقُول وَكَثْرَة شرب المَاء واللحمي برودة الكبد وَغلظ الْأَطْعِمَة ولزوجتها الاسْتِسْقَاء يحدث إِمَّا عَن برودة وَيكون حُدُوثه على طَرِيق التَّغَيُّر وَإِمَّا عَن حرارة وَيكون حُدُوثه على طَرِيق تَحْلِيل الْجَوْهَر كَمَا يعرض ذَلِك فِي الحميات الحادة. حب يسهل المَاء وَهُوَ حب سرجيس من أقربادين سَابُور الْأَوْسَط: طبيخ المازريون أَو لبنه أَو أَي لبن شِئْت من لبن اليتوع وَمثله من سكر الْعشْر يحل السكر بِالْمَاءِ ويمزج بِهِ الطبيخ ويعقد على النَّار وَيجْعَل حبا كالحمص والشربة حبتان أَو ثَلَاث قبل الطَّعَام وَبعده وَإِن شِئْت تعطيه كل) يَوْم قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ مجرب. من القوى الطبيعية: المَاء فِي المستسقى يشْتَمل فِي مَا بَين الأمعاء والصفاق ينظر فِي هَذَا فَإِنِّي قد رَأَيْت فِي مَوَاضِع أَن المَاء يجْتَمع فِي مَا بَين المراق والصفاق. قَالَ: وَإِن شققت مجْرى الْبَوْل وجدت المثانة فارغة بِلَا بَوْل وَوجدت مَا بَين الصفاق والأمعاء يمتلىء إِذا جَاءَ الْبَوْل من الْبدن كَمَا تكون الْحَال فِي الاسْتِسْقَاء. ج فِي القوى الطبيعية: إِذا ضعف الطحال عَن الجذب للخلط الْأسود صَار دم الْبدن سوداوياً والكلى تجتذب مائية الدَّم بِخَاصَّة فِيهَا وَأَنا أَقُول: إِن ضعف قُوَّة الكلى عَن

الجذب لهَذِهِ المائية يصير الدَّم كُله مائياً وَكَانَ عَنهُ الاسْتِسْقَاء كَمَا يكون عَن فقد انجذاب السَّوْدَاء اليرقان الْأسود وَعَن الصَّفْرَاء إِذا لم تجتذبها اليرقان الْأَصْفَر. لى عَجِيب يسهل المَاء وَيُقَوِّي الْمعدة والكبد وَيجب أَن تعتمد عَلَيْهِ: يُؤْخَذ خل خمر حاذق حامض ثَلَاثَة أَرْطَال فينقع فِيهِ من التربد والغاريقون والمازريون والإيرسا من كل وَاحِد خَمْسَة عشر درهما وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يطْبخ مَعَ رَطْل من المَاء حَتَّى يذهب المَاء ورطل من الْخلّ ثمَّ يصفى الْخلّ وَيجْعَل عَلَيْهِ وَزنه سكرا عشرياً ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام ثمَّ يُؤْخَذ فربيون وَلبن الشبرم لكل رَطْل من الشَّرَاب عشرَة دَرَاهِم مِنْهَا فَيلقى فِي صرة ويلقى فِيهِ مرضوضاً يلوث فِيهِ نعما ثمَّ تحل الصرة وتطرح فِيهِ وَيُؤْخَذ مِنْهُ أُوقِيَّة إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وَيجب أَن يكون ذَلِك الْخلّ خل عنصل وَصفَة خل العنصل: أَن يلقى فِي رَطْل مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم من العنصل واتركه فِيهِ عشْرين يَوْمًا ثمَّ عصره وَصفه وَإِذا اسقيت هَذَا الشَّرَاب فضمد الكبد بضماد السنبل والصندل والورد وَغير ذَلِك مِمَّا يقويها. سكنجبين مُخْتَصر: خُذ رَطْل سكنجبين ثمَّ يحل فِيهِ بِنَار لينَة سِتَّة دَرَاهِم فربيون (ألف ب الْيَهُودِيّ: إِذا حدث فِي مقبب الكبد ورم كَانَ مَعَه إِن كَانَ عَظِيما عسر الْبَوْل وَإِن كَانَ قَلِيلا قلَّة الْبَوْل وَذَلِكَ إِن الْعرق الَّذِي يجذب الدَّم ويؤديه إِلَى الكلى ترم وَتبطل قوته أَيْضا. قَالَ: وَيرجع مَاء الْبدن إِلَى الأمعاء. لى أَقُول: من هَذِه الثَّلَاثَة الْأَشْيَاء يعلم سَبَب الاسْتِسْقَاء الزقى إِن الْأَطْفَال يَبُولُونَ بالسرة مَا لم تقطع ذكر ذَلِك ميسوسن فِي كتاب القوابل وَهُوَ حق وَبِأَن حدبة الكبد إِذا كَانَت وارمة ضعف جذب الْعرق الَّذِي يجذب مائية الدَّم وَبِأَن هَذِه المجاري فَوق الْعُرُوق الَّتِي تجذب الدَّم إِلَى الكلى وَهِي مجاذبة للكبد فَإِذا علم أَن جذب هَذِه الْعُرُوق لمائية) الدَّم يضعف إِذا فسد مزاج هَذَا الْعُضْو وورم وركاً حاراً كَانَ ذَلِك الورم أَو بَارِدًا وَإِذا كَانَ كَذَلِك نفذت المائية الدَّم أَكثر فِي هَذِه المجاري إِلَى مَا بَين الصفاق والمراق فَإِن كَانَ الورم بَارِدًا أَو لفساد المزاج كَانَت هَذِه المائية أَكثر لِأَن الدَّم حِينَئِذٍ مائي فَيظْهر الاسْتِسْقَاء أسْرع وإسهال المَاء وَيرجع فِي هَذِه المجاري إِلَى الكبد ثمَّ مِنْهُ إِلَى الأمعاء بالمسهلة للْمَاء وَإِلَى عروق الكلى بالمدرة للبول وَأما الطبلى فَإِنَّهُ يكون إِذا كَانَت هَذِه المائية قَليلَة لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تتهيأ أَن تصير بخارات وخاصة إِن كَانَ المزاج أسخن فَأَما إِذا كَانَت هَذِه المائية كَثِيرَة فَلَا يُمكن أَن لَا تتكاثف وتعود ماءاً فَأَما اللحمي فَإِنَّهُ يكون إِذا كَانَت جملَة مزاج الكبد تولد دَمًا مائياً فَيكون قد أخذت مِنْهُ الكلى مَا لَا يجب فَصَارَ بَاقِي الدَّم مائيا فيتوزع على الْمَادَّة فَينفذ فِي الْجِسْم الْغذَاء المائي فَإِذا كثر ذَلِك على الْأَعْضَاء ترهلت وَلم تهضم هِيَ أَيْضا مَا يجيئها من الْغذَاء فَيبقى مائياً.

الْيَهُودِيّ: الاسْتِسْقَاء الْحَار اسْقِ بَوْل الماعز مَعَ عِنَب الثَّعْلَب ثَلَاثَة أساتير من بَوْل الْمعز وَمثله عِنَب الثَّعْلَب فَإِن لم ينجح فَاسق لبن اللقَاح وَأَبْوَالهَا واسق إِذا لم يكن حر شَدِيد حب الراوند والمازريون ودواء الكركم وَإِن كَانُوا يعطشون عطشاً شديدأ فاسقهم كل يَوْم نصف دِرْهَم فيلزهرج بِقدر ثَلَاث أَوَاقٍ مَاء عِنَب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ يسكن الْعَطش وَيذْهب الورم. لى إصْلَاح المازريون يخرج المَاء الْأَصْفَر: ينقع المازريون بخل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ دِرْهَم نُحَاس محرق دانقان فربيون قِيرَاط خرؤ الْحمام مثله الشربة دِرْهَم راوند صيني. لى مرهم يخرج المَاء على مَا رَأَيْت يُؤْخَذ نُحَاس محرق وشحم حنظل وخرؤ الْحمام وبعر الماعز فَيجمع ذَلِك بأبوال الماعز فيطلى فَإِنَّهُ يسهل المَاء وَيجب أَن يجْتَنب المستعد لذَلِك من الطين والأشنان والفحم والسعد لِأَن هَذِه تورث السدد فَتحدث فِي الكبد (ألف ب) ورماً يؤول الْأَمر بِهِ إِلَى الاسْتِسْقَاء. لى ذكر جالينوس فِي نَوَادِر تقدمه الْمعرفَة تَدْبِير امْرَأَة بهَا النزف الْأَبْيَض وَهُوَ تَدْبِير حميد للمستسقين يسهلون بِمَا يسهل المَاء ثمَّ يُعْطون أَيَّامًا مَا يدر الْبَوْل بِقُوَّة ثمَّ يسهلون بعد الثَّالِث ويعطون فِيمَا بَين ذَلِك مَا يدر الْبَوْل ويدلكون دلكا قَوِيا ويراضون ويدفنون فِي الرمل الْحَار وَالْحمام الْيَابِس والأطلية المجففة ويقل الشَّرَاب والغذاء وَيجْعَل مجففاً كالعدس وَلُحُوم للطير الصغار الجبلية الحجل وَنَحْو ذَلِك. حِيلَة الْبُرْء ج: الْيَقَظَة تجفف الأحشاء وَالنَّوْم يرطبها.) فِي حِيلَة الْبُرْء إنذار ج فِي عَلامَة الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ استسقاء فَأَصَابَهُ سعال مَاتَ من كَانَ وَجهه أَو بدنه أَو يَده الْيُسْرَى رهلة وَعرض لَهُ فِي مبدأ هَذَا الْعرض حكة فِي أَنفه مَاتَ فِي الْيَوْم الثَّانِي أَو الثَّالِث. الترياق إِلَى قَيْصر: إِن زبل الْبَقر إِذا جفف وأحرق وَسَقَى نفع فِي الاسْتِسْقَاء نفعا بَينا. من مقَالَة تنْسب إِلَى ج فِي السمُوم: إِن سقى المستسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم من الأشنان الْفَارِسِي أنزل المَاء بالبول والإسهال. من مَنْفَعَة التنفس: إِن الْحبّ المسخن ظَهرت منفعَته للحبن أَكثر من كل علاج عملته القدماء لَهُم وَذَلِكَ أَنه يستفرغهم استفراغاً كثيرا وَلَا يغشى عَلَيْهِم وَلَا يتنفسون تنفساً بَارِدًا. فِي الأهوية والبلدان: الاسْتِسْقَاء أَكثر مَا يكون فِي الْبلدَانِ الرّطبَة إِذا كَانَ مَعَ الاسْتِسْقَاء اللَّوْن أصفر أَبيض فالفساد فِي الكبد وَإِن كَانَ أسود أَخْضَر فَفِي الطحال. من كتاب العلامات لج قَالَ: يعرض كثيرا بعد قُرُوح الأمعاء المزمنة والكائنة مِنْهَا وجع الكبد أَشد كثيرا من الْكَائِن عَن الطحال. جورجس قَالَ: من شرب عصارة الإيرسا فَهُوَ على خطر عَظِيم قَالَ: وَأما نَحن إِذا رَأينَا مَعَ هَذَا أعراضاً حارة عالجناه بِخِيَار شنبر وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج وَبَوْل الماعز فَإِن لم ينجع سقيناه ألبان اللقَاح بأبوالها وَإِن كَانَ بِلَا حرارة عالجناه بحب السكبينج وجوارش الإيرسا وطبيخ الْإِذْخر وَلبن اللقَاح وَالْبَوْل جَمِيعًا ونكويه أخر ذَلِك.

جورجس قَالَ: وَلبن اللقَاح نَافِع من المَاء الْأَصْفَر يشرب على هَذِه الصّفة: يشرب مِنْهُ سَاعَة يحلب رطلا وَاحِدًا مَعَ أوقيتي بَوْل من أبوالها وَيكون قد بَات ليلته طاوياً وَيَأْكُل فِي أمسه نصف النَّهَار ثمَّ ينْتَظر ساعتين فَإِن أسهله فليأخذ مرّة أُخْرَى كل يَوْم وَيزِيد وَإِن احْتبسَ بَطْنه وَثقل وتجشأ جشاء حامضاً فعالجه بالحقن من ساعتك وَلَا تسقه لَبَنًا آخر فِي ذَلِك الْيَوْم وكمد معدته تِلْكَ اللَّيْلَة فَإِذا رأى أَنه يسهله فِي كل يَوْم ويجد عَلَيْهِ خفى أَخذ مَعَه حب الاسْتِسْقَاء وَزَاد فِي اللَّبن وليتق شرب المَاء الْبَارِد وَالْغسْل بِهِ وَإِن وجد حرا فِي رَأسه فليضع عَلَيْهِ بنفسجاً وَيَأْكُل زيرباجاً وَيشْرب شرابًا رَقِيقا ممزوجاً وَلَا يَأْكُل لَحْمًا. إبيذيميا: الفصد يضر بالاستسقاء (ألف ب) فِي الْأَكْثَر وَرُبمَا نفع فِي النضرة وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَت الْعلَّة من احتباس دم البواسير والطمث وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس إِذا أَصَابَهُ الاسْتِسْقَاء هُوَ على ذَلِك من خطر شَدِيد جدا فَأَما المزاج الْبَارِد الرطب فَإِن خطره) فِيهِ أقل من خطر الْحَار الْيَابِس وَأكْثر خطراً من صَاحب المزاج الْحَار الرطب لِأَن صَاحب المزاج الْحَار الرطب أسهل الْأَصْنَاف برءاً لِأَنَّهُ بِسَبَب رُطُوبَة مزاجه يسهل وُقُوعه فِي هَذَا الدَّاء فَلَا تتأخر إِلَّا أَن يكون ذَلِك سَبَب قوى وبسبب حرارة يسهل بُرْؤُهُ وَأما صَاحب المزاج الْبَارِد الرطب فَهُوَ يعرض لَهُ هَذَا الدَّاء من انطفاء الْحَرَارَة الغريزية وَأما صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس فَإِنَّهُ لَا يلقيه فِي هَذَا الدَّاء إِلَّا بِسَبَب قوى. قَالَ: وَأكْثر مَا يكون الاسْتِسْقَاء بِسَبَب أورام جاسية فِي الكبد وَالطحَال وَقد يكون أَيْضا من أجل احتباس الطمث والبواسير وَيكون أَيْضا بِسَبَب استفراغ مفرط وَيكون أَيْضا من أجل الْأَمْرَاض الحادة وكل استسقاء يكون من الْأَمْرَاض الحادة فرديء خَبِيث وَيكون بِسَبَب السعال الدَّائِم وبعقب انطلاق الْبَطن الْكثير يكون كثيرا جدا. إبيذيميا: البصل والثوم إِذا استعملا فِي وَقت يجب ينفع المستسقى فِي بعض الْأَحْوَال فَأَما الْجُبْن فَإِنَّهُ يضر ضَرَرا عَظِيما دَائِما وَذَلِكَ أَنه من أبلغ الْأَشْيَاء فِي أَن يرسخ فِي مجاري الكبد ويسددها وَغَايَة العلاج لهَؤُلَاء أَن تفتح سدد أكبادهم. لى يَنْبَغِي أَن يطعم المستسقى خبز شعير وَإِن كَانَ غير مُعْتَاد لَهُ فَلْيَكُن لبابا شَدِيد النّخل وأبلغ من ذَلِك خبز الحمص أَو يخاطان ويجعلان إدامه أَيْضا كلما فتح ولطف وأدر الْبَوْل. إبيذيميا الاسْتِسْقَاء اللحمي: يسْتَعْمل الدَّلْك الصلب بالمناديل الخشنة فِيهِ وَاسْتعْمل الرياضة فِي مَوضِع غُبَار كثير ويطلى بدنه بالمجففات وامنعه الاستحمام بِالْمَاءِ العذب. قَالَ: إِذا حضر المستسقى الْمَوْت تمددت جلدَة الْبَطن ونتت السُّرَّة وَحدثت قُرُوح فِي الْفَم لفساد الرطوبات فِي الْبدن. ج: حذاق الْأَطِبَّاء يشيرون بالفصد على من استسقى من اجل احتباس الْحيض اَوْ دم

البواسير واحتباس رُعَاف كَانَ يتعاهده وَنَحْو ذَلِك وَفِي هَذَا ينْتَفع بالفصد جدا وَيجب إِن يكون ذَلِك قبل أَن تنْحَل الْقُوَّة وَتسقط. قَالَ فِي مساعدة الطَّبِيب للْمَرِيض: إِن المستسقى وَلَو اشتاق إِلَى الْحمام لَا تَأذن لَهُ فِيهِ. لى يَعْنِي بِالْمَاءِ العذب. من كتاب الأخلاط: فِي الاسْتِسْقَاء اللحمي يسْتَعْمل مَا يسهل البلغم وغرغره أَيْضا بِمَا يخرج البلغم لِأَن هَذَا الْخَلْط منبث فِي الْجَسَد كُله وَأما الزقى فَإنَّا نسقي فِيهِ مَا يخرج المَاء. لى على مَا رَأَيْت صَحِيحا جيدا: أَكثر مَا يكون الاسْتِسْقَاء بعقب الورم الصلب فِي الكبد) والورم الصلب يكون فِي الكبد بعقب الفلغموني الَّذِي لَا ينضج لَكِن ينْتَقل إِلَى إسقيروس وَأكْثر مَا تقع الصلابة والأورام فِي الحدبة وَذَلِكَ أَنَّهَا أضيق مجار والأخلاط فِيهَا أسخن وَأَشد تكاثفاً ومائية الدَّم تنفصل من مكانين أَحدهمَا ينفذ إِلَى السُّرَّة (ألف ب) وَالْآخر إِلَى المثانة كَمَا نرى الْأَطْفَال من سررهم مَا تقطع وَهَذِه المجاري الَّتِي ينفذ مِنْهَا إِلَى السُّرَّة فِي جَوف الكبد وَأما الَّتِي إِلَى المثانة فَمن الْعرق العميق فَهِيَ أبعد من أَن تضيق لذَلِك الورم هُنَاكَ دَائِما اقل فَإِذا ضَاقَتْ الْعليا بِشدَّة الورم وسعت الطبيعية هَذِه لتمييز الفضلة المائية فَعَاد التَّدْبِير كالحال فِي الْجَنِين وَاجْتمعَ المَاء إِلَى جنب الصفاق والمراق كَمَا كَانَ يجْتَمع فِي الْجَنِين فَإِن قَالَ قَائِل: هلا رَجَعَ هَذَا المَاء إِلَى الأمعاء قيل لَهُ: إِن الْقُوَّة الطبيعية لَيْسَ من شَأْنهَا أَن ترده بعكس فعلهَا فَهَلا رَجَعَ الكيلوس إِلَى الأمعاء قيل: وَكَذَلِكَ المرار والسوداء إِلَّا أَن القوى من شَأْنهَا تَنْفِيذ الدَّم من الأخلاط وَأما اللحمي فَإِنَّهُ لَا يكون أبدا مَعَ برد الكبد وَلَا يكون أبدا مَعَ ورم حَار فِيهِ إِلَّا الزقى وَفِي مَا بَين هذَيْن الطبلي لِأَن الطبلي كالزقى وَلَكِن يكون إِذا كَانَت هَذِه الْمَادَّة الَّتِي تجىء إِلَى مَا بَين الصفاق والمراق قَليلَة فتقوي حرارة الأحشاء أَن يحملهَا فَأَما إِذا كَانَت كَثِيرَة فَإِنَّهَا لَا تقدر أَن تجْعَل مَعهَا رياحاً. تقدمة الْمعرفَة: الاسْتِسْقَاء الْكَائِن من الْأَمْرَاض الحارة رَدِيء لِأَن صَاحبه لَا يتَخَلَّص من الْحمى الشَّدِيدَة وتؤلم ألماً شَدِيدا وتهلك وَهَذَا الاسْتِسْقَاء أَكثر مَا يبتدىء من الخاصرتين والقطن وَقد يبتدىء من الكبد وَالِاسْتِسْقَاء الَّذِي يَبْدُو من الْقطن فَهُوَ عَن ورم وَضعف فِي الماسريقا فَلذَلِك يتبعهُ ذرب لِأَن الْغذَاء لَا ينفذ إِلَى الكبد وَلِأَن هَذِه الْمَوَاضِع وارمة ورماً حاراً قد يتَوَلَّد فِيهَا مرار وصديد يلذع الأمعاء ويهيجها لدفع مَا فِيهَا فَمن أجل ذَلِك لَا يكون بِهَذَا الذرب سُكُون الوجع وَلَا ضمور الْبَطن فَأَما الْكَائِن عَن الكبد فَإِن صَاحبه يسعل وَلَا ينفث شَيْئا الْبَتَّةَ وبرازه يَابِس جدا وَتعرض لَهُ أورام فِي بَطْنه وأمزجة مُخْتَلفَة وَيظْهر أَحْيَانًا وَلَا يلبث أَن يسكن وَإِنَّمَا يسعل لِأَن الكبد إِذا ورمت ضغطت الْحجاب فيهيج شوق للسعال لِأَنَّهُ يظنّ إِن ذَلِك يُخَفف عَنهُ فَإِذا سعل وَاحِدَة لَا يُغني شَيْئا وَذَلِكَ أَن السعال إِنَّمَا ينفع حَيْثُ يكون عَن ضيق فِي أجسام الرئة فَتخرج بالنفث شَيْئا والثقل أَيْضا فِي هَذَا النَّوْع من الاسْتِسْقَاء يكون يَابسا.

الْفُصُول: من كَانَ بِهِ مغص وأوجاع حول السُّرَّة ووجع فِي الْقطن دَائِم لَا ينْحل بدواء مسهل وَلَا غَيره فَإِن أمره يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء الْيَابِس لِأَن المغص إِنَّمَا يكون إِمَّا للذع شَدِيد وَإِمَّا الرّيح) مستكنة وَإِذا ثَبت هَذَا المغص زَمَانا طَويلا وَلم ينْحل بمسهل وَلَا غَيره فَإِنَّهُ قد استولى على تِلْكَ الْمَوَاضِع سوء مزاج بَارِد وَذَلِكَ المزاج إِذا كَانَ أزمن آل إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي. قَالَ: الاسْتِسْقَاء الزقى يتَوَلَّد من برد أقوى من مَا يتَوَلَّد فِيهِ الطبلي إِذا كَانَ بِإِنْسَان استسقاء فَجرى المَاء مِنْهُ فِي عروقه إِلَى بَطْنه انْقَضى بذلك مَرضه. لى قَول أبقراط: جرى مِنْهُ المَاء فِي عروقه إِلَى بَطْنه بذلك أَن المَاء يسيل إِلَى الْبَطن وَيخرج عَنهُ فِي مجار لَا بالرشح على مَا ظن قوم. قَالَ ج: (ألف ب) كَمَا أَنا إِذا سقينا من بِهِ المَاء الْأَصْفَر دواءاً يخرج المَاء نَفعه كَذَلِك إِذا كَانَ من تِلْقَاء نَفسه نفع. قَالَ: قد يسْتَعْمل الْأَطِبَّاء التنقية فِي الاسْتِسْقَاء أَكثر من الكي والاستفراغ الْكثير من المَاء يجلب الْمَوْت ضَرُورَة لَا محَالة لأَنهم يعرض لَهُم أَولا غشى ثمَّ يبقون على ذَلِك من ضعف الْقُوَّة وَلَا يقوون وَفِي المستسقى سَبَب آخر وَذَلِكَ أَنه مادام المَاء فِي الْبَطن فَإِنَّهُ يحمل ثقل الورم الجاسي الَّذِي فِي الكبد فَإِذا استفرغ ارجحنت الكبد فجذبت الْحجاب مَعهَا إِلَى أَسْفَل وَكَذَلِكَ مَا فِي الصَّدْر من الأحشاء إِذا حدث بِصَاحِب البلغم الْأَبْيَض اخْتِلَاف قوى انحل مَرضه عَنهُ من امتلئت كبده ماءاً ثن انفجر ذَلِك المَاء إِلَى الغشاء الْبَاطِن امْتَلَأَ بَطْنه ماءاً وَمَات. ج: إِن الكبد تسرع إِلَيْهَا نفاخات المَاء أَكثر من سَائِر الْأَعْضَاء وتتولد تِلْكَ النفاخات فِي غشاء الكبد وَقد نرى أكباد الْحَيَوَان الْمَذْبُوح فِيهَا هَذِه النفاخات فَإِذا اتّفق فِي بعض الْأَوْقَات انصباب ذَلِك المَاء إِلَى الفضاء الثَّانِي الَّذِي تجت الْحجاب وَفِي هَذَا الفضاء الثَّانِي بِعَيْنِه يجْتَمع المَاء فِي المستسقى وَهَذَا المَاء حَار حريف يُورث تأكلاً وَقد يُمكن إِن يستفرغ كَمَا يستفرغ المَاء بالبط والإسهال. الميامر قَالَ: تُؤْخَذ أخثاء الْبَقر الراعية فتجفف نعما وتسحق بخل ممزوج ويلقى عَلَيْهِ كبريت لم يصبهُ نَار مثل ربعه ويضمد بِهِ الْبَطن كُله أَو يطْبخ بعر الماعز ببول ويطلى على الْبَطن فَإِنَّهُ ينقي المستسقى تنقية كَثِيرَة أَو اسْقِهِ ورق الحسك وأصوله بشراب اَوْ اطعمه الهندباء البستاني أَو اسْقِهِ من بَوْل الماعز قوانوس وَاحِد مَعَ مِثْقَال سنبل وَيكون فاتراً أَو اسْقِهِ نَقِيع قثاء الْحمار فِي شراب ثَلَاثَة أَيَّام أَو اسْقِهِ مِنْهُ قوانوس ورد حَتَّى يبلغ ثَلَاث قوانوسات أَو خُذ من قشور النّحاس مِثْقَالا فاسحقه واخلطه مَعَ لباب الْخبز واعمل مِنْهُ حبا وادفعه إِلَيْهِ فَإِن هَذَا يحدر المَاء بِقُوَّة اَوْ اسْقِهِ مِثْقَال نُحَاس محرق وَمِثَال خرء الْحمام وشيئاً يَسِيرا من ملح وسذاب فاسقه) بشراب وليمرخ المحبون بالملح وَالزَّيْت وَيكثر التَّرَدُّد فِي الشَّمْس وَهُوَ مغطى الرَّأْس واثقب مَا يَلِي كعابهم واشرطه وأقعدهم على كرْسِي فَإِنَّهُ يسيل من تِلْكَ الْمَوَاضِع رطوبات كَثِيرَة.

من كتاب حنين فِي الاسْتِسْقَاء قَالَ: يجْتَمع المَاء بَين الصفاق والحاجز بَين الأمعاء وَجلد مراق الْبَطن قَالَ: وَإِذا كَانَ مزاج الْمعدة بَارِدًا رطبا فِي الْغَايَة حدث الاسْتِسْقَاء الطبلي لِأَنَّهُ يُورد على الكبد كيلوساً مائياً جدا وَقَالَ: شرب المَاء أَعنِي مَاء الشاهترج مَعَ السكنجبين نَافِع لمن بِهِ حرارة وسدد فِي الكبد. لى جيد على مَا رَأَيْت: يُؤْخَذ رَطْل من مَاء القاقلى الرطب فَيلقى فِيهِ خَمْسَة عشر إِلَى عشْرين من سكر الْعشْر واسقه فَإِنَّهُ يمشي المَاء بِقُوَّة وأسهله بِهَذَا فَإِذا ثقل وَكثر فعلى حسب الْقُوَّة فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام مرّة وَمَا بَين ذَلِك يدمن عَلَيْهِ بقرص الأميرباريس وأضمدة الكبد والأغذية التافعة للكبد ورضه وَأَقل الْغذَاء وَاجعَل هَذَا دأبك فَإِنَّهُ قد برىء بِهَذَا التَّدْبِير خلق (ألف ب) وَإِن لم يكن قاقلى رطب فَخذ الْيَابِس واطبخه وَإِن أردته أقوى فاطرح فِيهِ ورق مازريون وَلَا تخف وَإِن شِئْت فَاجْعَلْ مَعَه شاهترجاً فَإِنَّهُ جيد واسق أَقْرَاص الْأَمِير باريس بسكنجبين المر جيد المَاء الْأَصْفَر شرب أَو طلى بِهِ. أَبُو جريج: الأشق ينفع المَاء الْأَصْفَر شرب أَو تضمد بِهِ. لى مطبوخ للمستسقى: عشرَة دَرَاهِم هليلج أصفر وَسبع دَرَاهِم شاهترج يَابِس سَبْعَة دَرَاهِم قاقلى يَابِس وَثَلَاثَة دَرَاهِم تَرَبد أَبيض محكوك وَأَرْبَعَة دَرَاهِم من أصُول الإيرسا مرضوضاً وسنبل الطّيب دِرْهَمَانِ وَثَلَاثَة دَرَاهِم بزر الكشوثا وَمثله بزر الهندباء وعصارة الأفسنتين دِرْهَمَانِ وعصارة غافت دِرْهَمَانِ وَإِن وجد رطبا فسكرجة من عصيرهما يطْبخ جَمِيع ذَلِك حَتَّى يتهرا نعما بِنَار لينَة ويصفى بعد ذَلِك مِنْهُ قدر رَطْل وَيكون هُوَ جَمِيع مَا بَقِي من المَاء بالطبيخ ويسقى وَإِن أردْت أَن يكون أقومي إسهالاً وَاحْتمل العليل فَاجْعَلْ لَهُ بَيَاضًا من دانق عصارة قثاء الْحمار ودانق روسختج ودانقين من حب المازريون منقعاً بخل يَوْمًا وَلَيْلَة يجمع الْجَمِيع وَيُؤْخَذ ثمَّ يشرب بعد الْمَطْبُوخ ويسقى من غَد أَقْرَاص أميرباريس وَإِن وجد بعده حِدة يسقى مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وأطراف الْخلاف يَوْمَيْنِ أَو ثلاثاُ حَتَّى تسكن الحدة ثمَّ يُعَاد والمطبوخ والأقراص فَإِنَّهُ لَا يخطىء أَن يُبرئهُ وَيجب إِن يكون الطَّعَام مِمَّا يُقَوي الكبد أَيْضا ويضمد بالأضمدة المقوية من الطّيب والقوابض فَهَذَا تَدْبِير جيد للاستسقاء من حرارة فَإِن كَانَ مَعَ برودة فَالْأَمْر فِيهِ أسهل جدا وَعَلَيْك أَن تسهله بعداد حبوب.) حب ألفته أَنا مَعَ حرارة يَسْتَعْمِلهُ إِذا كَانَ المستسقى يقيء الْمَطْبُوخ ويثقل عَلَيْهِ: عصارة الأفسنتين دانقان وَمن عصارة الغافت مثله وَمن عصارة قثاء الْحمار وَمن حب النّيل مقشراً دانقان وَمن عقيد التربد ثلثا دِرْهَم روسختج ثلث دِرْهَم فَلذَلِك دِرْهَمَانِ وَثلث ويعتصر عِنَب الثَّعْلَب أَو هندباء أَو جَمِيعًا وتطبخه حَتَّى يغلظ فيجتمع الْأَدْوِيَة وتجعله حبا وَهَذِه شربة وَهِي عَجِيبَة وَلَا تثير الْحَرَارَة الْبَتَّةَ وَلَا تهيج وَهُوَ عَجِيب من الْعجب. حب آخر: عصارة أفسنتين نصف دِرْهَم عصارة المازريون تخرج كَمَا يخرج رب

السوس نصف دِرْهَم وَمن رب النربد نصف دِرْهَم يعجن بعصارة الهندباء ويجفف. من كتاب المولودين لثمانية أشهر: الدَّم يصل إِلَى الْجَنِين من سرته فِي الْعُرُوق غير الضوارب فَلَا محَالة أَن ذَلِك يصل إِلَى الكبد بمجار فَفِي الكبد إِلَى هُنَا مجار إِذا. فليغريوس فِي مداواة الأسقام: اليتوع الَّذِي يشبه ورقه ورق الزَّيْتُون وقشور النّحاس وبزر الأنيسون بِالسَّوِيَّةِ يسقى مِثْقَالا قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يرفق فِي الإسهال بالأدوية المسهلة فَإِن أبقراط قَالَ: إِن هَذِه الرُّطُوبَة المائية لَا تنتفض سَرِيعا من غير تجلبه. ميسوسن قَالَ: الْجَنِين يَبُول من سرته وَإِذا أردْت علم ذَلِك فَلَا تقطع سرته إِذا ولد فَإِنَّهُ مادامت عَلَيْهِ لَا يَبُول (ألف ب) إِلَّا مِنْهَا فَإِذا قطعت مَال الْبَوْل إِلَى المثانة. لى على مَا رَأَيْت يَنْبَغِي أَن تروم إِخْرَاج المَاء بالشيافات المحتملة وبالحقن فَإِن الحقن قد تبلغ قوتها إِلَى الأمعاء وَفِي هَذَا التَّدْبِير مَا يرِيح العليل من سخونة الْأَدْوِيَة إِذا كَانَت الكبد حارة فَأَما من لَيست كبده حارة فَالْأَمْر يسهل وَلَا يحْتَاج إِلَى هَذِه الْحِيَل الخربق الْأَبْيَض مِمَّا يخرج ماءاً كثيرا مَتى احْتمل. طلاء يخرج المَاء: عصارة قثاء الْحمار دَقِيق الكرسنة وروسختج فيعجن بِمَاء الإيرسا ويطلى بِهِ الْبَطن وَالظّهْر والعانة فَإِنَّهُ يخلف ويبول ماءاً أَو خُذ قثاء الْحمار الرطب أَو شَحم الحنظل وادلك الْبَطن وَالظّهْر والعانة دلكا جيدا فَإِنَّهُ يخلف المَاء أَو خُذ حقنة تخلف ماءاً: بسبايج قرطم أصُول الإيرسا تطبخ بِالْمَاءِ وَيجْعَل فِي المَاء من عصارة قثاء الْحمار والروسختج والفربيون ودهن السوسن ويحقن بِهِ وَيجب أَن يحرر هَذَا الْبَاب ويتمم. أطهورسفسن: إِن أَخذ من شَحم الدلفين قدر باقلات بشراب أراح من جَمِيع المَاء وخاصته فِي ابْتِدَائه وَيجْعَل مَعَ شَيْء من الأفاوية لطيب رِيحه وتسد المنخران فَإِنَّهُ يَبُول بولاً كثيرا رديئاً.) قَالَ: إِن سقيت سَبْعَة من الذراريج عددا مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء حَار تسقى أبدانها فَقَط نفع أغلوقن: الْغَرَض فِي أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء غرضان أَحدهمَا معالجة الورم الصلب الَّذِي فِي أحشائهم وَالثَّانِي أَن يحلل الرُّطُوبَة الَّتِي قد اجْتمعت بادرار الْبَوْل والأضمدة. الْأَعْضَاء الألمة: الاسْتِسْقَاء لَا يُمكن أَن يكون دون أَن تعتل الكبد إِلَّا أَنه لَيْسَ يكون أبدا بِسَبَب يحدث فِي الكبد فَقَط حدوثاً أولياً وَلَكِن قد تقع بعض الْأَعْضَاء فِي سوء مزاج بَارِد فَيَتَأَذَّى ذَلِك مِنْهَا إِلَى الكبد فتبرد لذَلِك فَيكون الاسْتِسْقَاء حِينَئِذٍ وَهَذِه الْأَعْضَاء هِيَ الْمعدة وَالطحَال والأمعاء وخاصة الصَّائِم فَإِنَّهُ إِذا بردت هَذِه وصلت الْبُرُودَة إِلَى جَمِيع أَجزَاء الكبد وَأما الرئة والحجاب والكلى فالبرد يصل مِنْهَا أَولا إِلَى الْجَانِب المحدب من الكبد ثمَّ يبرد بِبرد المجاري الَّتِي من الكبد إِلَيْهَا وَجَمِيع الْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المقعر من الكبد ثمَّ يبرد

بِبرْدِهِ المقعر لِأَن الْعلَّة إِنَّمَا تصل من هَذَا أَولا إِلَى الْعُرُوق الَّتِي فِي محدب الكبد ثمَّ إِلَى هَذِه إِذا طَالَتْ الْمدَّة إِلَى جَمِيع الكبد. ج: الورم الصلب فِي الكبد يكون سَببا لتضييق أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِيهَا. قَالَ: وَمن عرض لَهُ الاسْتِسْقَاء من شرب المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يَشْتَهِي الطَّعَام شَهْوَة شَدِيدَة كَمَا أَن من برد قُم معدته تكْثر شَهْوَته وَقد يكون من برد الكبد كلهَا لبرد مفرط أَو شربة مَاء فِي غير وقته لِأَن الكبد تبرد فيورث استسقاءاً بَغْتَة. لى قد صَحَّ أَمر الاسْتِسْقَاء الزقى وَذَلِكَ أَن المجرى الَّذِي يَجِيء من الكلى لدفع الْبَوْل إِنَّمَا يَجِيء إِلَى الْجَانِب المحدب وَالْعُرُوق فِي ذَلِك الْجَانِب كَثِيرَة والسدد فِيهَا تقع والغلظ والورم يَعْنِي الحدبة تكون فِي الْأَكْثَر لضيق هَذِه الْعُرُوق وَقد تبين ذَلِك (ألف ب) فِي التشريح للعروق وَالْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المقعر أوسع والورم يحدث فِيهَا أقل والمجاري الَّتِي تَجِيء من السُّرَّة الَّتِي فِيهَا يذهب بَوْل الْأَطْفَال وَمِنْهَا يدْخل الْغذَاء إِلَى أكبادهم مَا داموا فِي الرَّحِم إِنَّمَا يَجِيء إِلَى الْجَانِب المقعر فَإِذا ورم الْجَانِب المحدب ضَاقَتْ مجاري الكلى الَّتِي تجذب الْبَوْل لِأَنَّهَا هُنَا تَنْتَهِي فتجذب من مائية الدَّم شَيْئا قَلِيلا وباستكراه على مِقْدَار مَا ضَاقَتْ بذلك الورم وعسر نُفُوذ الدَّم جملَة من الْجَانِب المقعر إِلَى الْجَانِب المحدب فَلذَلِك يكون الْبدن أَيْضا ينحف فِي هَذِه الْحَال والمجاري الَّتِي من السُّرَّة إِلَى تقعير الكبد مَفْتُوحَة فتدفع الطبيعة مائية الدَّم فِيهَا. لى فِيهِ نظر يحْتَاج إِلَى تتميم وَينظر أَيْضا المَاء هَل تكون الأحشاء سابحة فِي وَسطه أَو بَينهَا وَبَينه حاجز.) الْعِلَل والاعراض: قد يحدث فِي الْبدن أَحْيَانًا ذوبانات وَتسَمى انتفاضات تهيج الطبيعة وترق الأخلاط وتدفع فضولها وَرُبمَا خرجت بِقُوَّة الفضول بالبراز وَرُبمَا خرجت بالعرق وَرُبمَا خرجت بالبول إِن كَانَت الكلى قَوِيَّة جذبت تِلْكَ المائية والصديد وَنَفث الْعُرُوق مِنْهَا وَإِن كَانَت ضَعِيفَة فإمَّا أَن تدفعها الْعُرُوق من الرَّأْس إِلَى الْبَطن فَتخرج بالبراز وَأما أَن يسري ذَلِك المَاء فِي الْجِسْم أنطيلس: يجْتَمع المَاء فِي مَا بَين الأمعاء وبريطاون فَإِن كَانَ قَوِيا فأقمه قيَاما مستوياً أَو أجلسه على كرْسِي إِن كَانَ أَضْعَف قَلِيلا وليغمز الخدم أضلاعه ويعصروها بِأَيْدِيهِم ويدفعوا المَاء إِلَى نَاحيَة السُّرَّة إِلَى أَسْفَلهَا فَإِن كَانَت كبده توجعه فشق فِي النَّاحِيَة الْيُسْرَى وَإِن كَانَ طحاله يوجعه فشق النَّاحِيَة الْيُمْنَى تشق الْجلد إِلَى أَن يَنْتَهِي إِلَى باريطاون ثمَّ خُذ بِيَدِك ميلًا فنح الْحجاب عَن المراق قدر ثَلَاث أَصَابِع مَضْمُومَة ثمَّ أَدخل المبضع فِي ذَلِك الْموضع وشق الباريطاون فِي مَوضِع غير محاذ للشق الَّذِي فِي المراق بل فَوْقه لَا تَحت المعى لِأَن المَاء إِذا وصلت إِلَيْهِ الحديدة برز ثمَّ ضع فِيهِ الأنبوبة لكَي يَسْتَوِي الشقاق نَحْو الأنبوبة لَهما فَإِذا استفرغت حَاجَتك وأخرجت الأنبوب احْتبسَ المَاء لِأَن الشق باريطاون لَيْسَ حذاء شقّ المراق وَلَو كَانَ الشقاق متحاذيين لم يحتبس المَاء.

لى إِذا أردْت أَن يكون احتباس المَاء أَشد وأجود فَاجْعَلْ شقّ باريطاون تَحت شقّ المراق فَإِنَّهُ هَكَذَا أَجود احتباساً مِنْهُ أَن يكون فَوْقه. النبض: إِذا شَككت فِي الاسْتِسْقَاء أزقى هُوَ أم طبلي فَاسْتعْمل قرع الْبَطن بِيَدِك وتفقد الصَّوْت وأنم العليل واقلبه من جنب إِلَى جنب وتفقد هَل تسمع من جَوْفه صَوت الرطوبات وامتخاضها. لى جوارش يسهل المَاء وَيُقَوِّي الْمعدة وَلَا يثير حرا: إيرسا عشرَة دَرَاهِم تَرَبد خَمْسَة دَرَاهِم مازريون عشرُون درهما وتصب عَلَيْهِ رطلا من خل السفرجل وَيتْرك أَيَّامًا ثمَّ يطْبخ حَتَّى يصير نصف رَطْل ويصفى وَيُؤْخَذ عصارة قثاء الْحمار خَمْسَة دَرَاهِم ومصطكي وسنبل خَمْسَة خَمْسَة (ألف ب) يجمع مَعَ الثفل ويلقى على مَا وَصفنَا نصف رَطْل من سكر الْعشْر ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام ويعجن بِهِ الْجَمِيع وَيُؤْخَذ مِنْهُ. الساهر: سقيت مستسقياً مَعَ مَاء أَحْمَر لَبَنًا من ألبان اللقَاح بسكر الْعشْر فَكَانَ يقيمه مقاعد وبرىء عَلَيْهِ برءاً تَاما وَكَانَ قد شرب الْبُقُول وقرص أميرباريس كَثِيرَة فَلم ير لَهُ نفعا. وَقَالَ: مَاء) الْجُبْن الْمُتَّخذ بسكنجبين جيد مَعَ سكر الْعشْر. وَقَالَ: يسقى المستسقى لبن اللقَاح وَقد علفت القاقلى وَالْعشر ثمَّ اسْقِهِ لَبنهَا بسكر الْعشْر فَإِن لم تكن حرارة فَمَعَ مَاء الكلكلايخ والمازريون. الطَّبَرِيّ: السكبينج يسهل المَاء بِقُوَّة وجودة. لى على مَا رَأَيْت فِي كتب كَثِيرَة وخاصة فِي كتاب أهرن: يجب أَن يعْتَمد فِي إسهال المَاء الْأَصْفَر مَعَ حرارة على الهليلج الْأَصْفَر فَإِن خاصته إِخْرَاج هَذِه الرطوبات وَإِذا كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة فَخذ هليلجاً مُدبر خَمْسَة دَرَاهِم وَمن السكر مثله فاسقه مَعَ أوقيتين من مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء تسقيه كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة من هَذَا وَقَالَ: أَنْفَع مَا يكون أَن يمشي صَاحب المَاء الْأَصْفَر بِمَا يسهل المَاء قَلِيلا وَلَا تعطه دواءاً قَوِيا يسهل دَوَاء يخرج المَاء الْأَصْفَر قَالَ: انقع التِّين فِي دهن خل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ اجْعَل فِي جَوْفه من ورق الحنظل وشحمه أَو عروقه أطْعم الْمَرِيض مِنْهُ اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فَإِنَّهُ يمْشِيه ماءاً خَالِصا. قَالَ: ومرخ أَعْضَاء المستسقى بالزيت والبورق وشده بالعصائب فَإِنَّهُ جيد بَالغ. دَوَاء يخرج المَاء: ينقع المازريون بخل يَوْمًا وَلَيْلَة وَيجْعَل مَعَه قرصة فِيهَا وزن نصف دِرْهَم وَإِذا شِئْت فَاجْعَلْ هليلجاً أصفر درهما وَاحِدًا وَإِن شِئْت فتزيد نصف دِرْهَم. وَفِي الميامر لَهُ ذكر دِرْهَم فربيون اسحقه وذره على بَيْضَة نينبرشت ويحسوها المستسقى وَقد قَالَ ابْن سرابيون ذَلِك وأحتاج أَن أقتبس عَن ذَلِك فَانْظُر فِي الميامر فَإِن هَذَا مُنكر وَلَا تطعم للمستسقى إِلَّا بعد أَن يمْضِي من النَّهَار تسع سَاعَات فَإِنَّهُ ينتفض بذلك مَاؤُهُ.

ابْن سرابيون فِي فَسَاد المزاج قَالَ: يتَقَدَّم الاسْتِسْقَاء فَسَاد المزاج وَهُوَ أَن يَبْدُو ترهل فِي الْجِسْم وخاصة فِي أَصَابِع الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وتهبج الْوَجْه وميل جَمِيع الْبيَاض والصفرة وَفَسَاد الهضم مَعَ قُوَّة الشَّهْوَة وذرب مُخْتَلف ينْحل فَوق الْمِقْدَار مرّة ويعتقل أُخْرَى حَتَّى لَا يخرج شَيْء وَينْقص الْبَوْل وَالْعُرُوق وَيظْهر الكسل ويتولد الرِّيَاح الْكَثِيرَة فِي الْجوف وينتفخ المراق وتثقل وتنتفخ الانثيان فَإِن حدثت هَذِه فِي احتباس دم الْحيض البواسير فابدأ بالفصد وثن فِي الْيَوْم الثَّانِي أَيْضا وَالثَّالِث وَالرَّابِع وَإِلَّا فَلَا تفصد لَكِن أسهلهم بايارج فيقرا فَإِن شَأْنه (ألف ب) إِخْرَاج هَذِه الرطوبات الرَّديئَة أَكثر مِمَّا تخرج الرطوبات المشاكلة للبدن وحمهم بالمياه المالحة والكبريتية والبورقية وألزمهم الرياضة السريعة ومل الْبَطن دَائِما لِئَلَّا يجْتَمع فيهم هَذَا الْفضل بالحب المتحذ من شَحم الحنظل والبسبايج والغاريقون وَالصَّبْر والسقمونيا والأفيثمون وَسَائِر مَا شَأْنه أَن يقطع الرطوبات الغريبة ويخرجها. قَالَ: الاسْتِسْقَاء يحدث إِذا بردت الكبد بردا شَدِيدا والكبد تبرد إِمَّا لورم صلب أَو لفساد) مزاج بَغْتَة كَمثل مَاء بَارِد يشرب دفْعَة فِي غير وقته وَأما لمشاركة بعض الأحشاء وَهَذَا تطول مدَّته فِي الاستفراغ الدَّم المفرط وَقد يحدث الاسْتِسْقَاء بعقب الْأَمْرَاض الحادة وَذَلِكَ بِأَن يفْسد فِيهَا مزاج الكبد. قَالَ: وَالْمَاء محتبس بَين الباريطاون والأمعاء. لى وَقد قَالَ لي ابْن أبي رَجَاء الَّذِي يثقب بطُون المستسقين إِنَّه يثقب المراق حَتَّى يظْهر الباريطاون حَتَّى يحس بالمثقب قد صَار فِي خلاء فَيعلم أَنه لقى المَاء وَقد اجْتمع عَلَيْهِ فِي الْكتب لِأَن الأمعاء سابحة فِي المَاء وَالْمَاء مُحِيط بهَا. قَالَ: وَقد يحدث استسقاء من فَسَاد مزاج بَارِد قوي فِي الأمعاء وعلامته أَن يحدث قبله فِي الْبَطن وجع فِي السُّرَّة وفقار الصلب وجعة لَا ينْتَفع بالأدوية المسهلة وَلَا بِشَيْء غَيرهَا مِمَّا يستفرغ مِنْهُ وَالِاسْتِسْقَاء الْحَادِث عَن ورم الكبد يكون مَعَه نُقْصَان الْجِسْم ويبس البرَاز وسعال إِن حدث عَن احتباس الدَّم فافصد ثمَّ عد إِلَى سَائِر التَّدْبِير وَهُوَ أَن تسْتَعْمل الْقَيْء والرياضة بِأَن يمشي فِي الرمل ليكره ذَلِك وَيكون مَعَه من يدلك سَاقه كل قَلِيل دلكا جيدا فافعل ذَلِك بِقدر الْقُوَّة لَا تسقطها وغط رؤوسهم ويمشون فِي الشَّمْس فِي الرمل الْحَار ويندفنون فِيهِ فَأَما الْحمام فَلَا الْبَتَّةَ فَلَا ترطبهم فإمَّا حر الشَّمْس فَإِنَّهُ مُوَافق جدا لِأَنَّهُ مجفف منشف للرطوبة وادهن أبدانهم بعد ذَلِك بالدهن والبورق وينفعهم نفعا فِي الْغَايَة الحامة الحريفة المَاء فَإِن هَذَا يَنْفَعهُمْ وَلَو كَانُوا فِي الْغَايَة من سوء الْحَال وَاجعَل خبزهم تنورياً محكماً فِيهِ بزور مَدَرَة للبول واجعله بالميزان مَعَ مَاء حمص فاعطهم الهليون والكراث والطائر الْبري وَبَعض الْأَحَايِين إِذا أَحْبَبْت حفظ الْقُوَّة أكارع الْخَنَازِير والحجل والدراج وَنَحْو ذَلِك اعطهم مَتى أَحبُّوا فَأَما الشَّرَاب فَلَا تسقهم قبل الطَّعَام وَلَا بعده بِمدَّة يسيرَة لَكِن بعد تَمام الهضم وخلاء الْبَطن أعطهم من الْعَتِيق شَيْئا يَسِيرا فَإِن هَذَا الشَّرَاب يحفظ قوتهم ويدر أبوالهم ويسخن أكبادهم وَالصَّبْر على

الْعَطش من أعظم علاج لَهُم. قَالَ: الحشيشة الْمَعْرُوفَة بأفظا إِذا شرب مِنْهَا ثَلَاثَة أبولسات حل المَاء حلا قَوِيا والقاقلى إِذا شرب مِنْهُ نصف رَطْل مَعَ شَيْء من سكر الْعشْر وَكَذَلِكَ يفعل عصارة الأميروانا وَمَاء الكاكنج وتوبال النّحاس إِذا شرب مَعَ الشَّرَاب الْجيد نفض المَاء والشربة أَرْبَعَة قوانوسات وَمن كَانَ قَوِيا فمثقال وَكَذَلِكَ النّحاس المحرق وَهَذَا قدره (ألف ب) وَمن كَانَ قَوِيا فمثقال إِلَّا أَنه رَدِيء للمعدة فَيجب أَن يخلط بِشَيْء يصلح الْمعدة وعصارة قثاء الْحمار تنفض المَاء نفضاً شافياً وَكَذَلِكَ السقمونيا وَكَذَلِكَ الحنظل وَأفضل من هَذِه المازريون والشبرم المنقوعان بخل والفربيون مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء عسل حلّه حلا قَوِيا) والأشق إِذا شرب مِنْهُ مثقالان بِمَاء الْعَسَل وَكَذَلِكَ السكبينج وبزر القريص إِذا قشر وسحق وعجن بالعسل نفض المَاء وبالواجب أَلا يماس اللِّسَان لِشِدَّتِهِ وإحراقه وينفع مَا يدر الْبَوْل وَقد تركب من هَذِه البسائط وَيكون أفضل مَا عمل مثل الدَّوَاء الْمَنْسُوب إِلَى فليغريوس وَصفته: توبال النّحاس وورق المازريون وأنيسون بالسواء الشربة مِثْقَال إِلَى مِثْقَال وَنصف فَهَذَا جيد وَقد تسقى البان اللقَاح مَعَ ابوالها وَلَا يسرب المَاء بعده سبع سَاعَات وَبَوْل العنز مَعَ الْعَسَل ويسحق الحلزون كَمَا هُوَ ويضمد بِهِ بطونهم فَإِنَّهَا تلصق لصوقاً عسراً مَا ينقلع ويجفف تجفيفاً قَوِيا وتترك حَتَّى تسْقط من ذَاتهَا. قَالَ جالينوس: مَا رَأَيْت من نزل أحدا إِلَّا رجلا كَانَ جيد الْقُوَّة خصب الْجِسْم. قَالَ: فَإِن استعملته فَفِي هَذِه الصّفة وَلَا يزل الَّذين قد نهكوا الْبَتَّةَ فَإِن استسقى مَعَ حمى فَلَا تسْتَعْمل مسخناً الْبَتَّةَ لَا دَاخِلا وَلَا خَارِجا بل اسْتعْمل عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج والكرفس وَمَاء القاقلى مَعَ اللك المغسول والراوند والإهليلج الْأَصْفَر وأنفع من هَذِه الهندباء المر فَأَما المعجونات والأضمدة المسخنة فدعها لِأَنَّهَا تزيد فِي الْعَطش وتهيج الأحشاء وتورمه فَأَما الاسْتِسْقَاء الْحَادِث وَذَلِكَ بعقب مرض حاد فَلَيْسَ يكون إِلَّا من ورم الكبد وبرؤه عسير وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن أَن يسخن للخوف من أَن يهيج الْحَرَارَة وَلَا يبرد للخوف من أَن يتحجر الورم الَّذِي فِي االكبد فاعمل بِحَسب أهم الغرضين وَلَا تقبل مِمَّن قَالَ إِن جَمِيع المستسقين يجب أَن يسخنوا. قَالَ جالينوس: رَأَيْت خلقا نالهم استسقاء عَن حرارة وتخلصوا بالمبردات لِأَن الْحَرَارَة الْحَادِثَة فِي الكبد خَارِجَة عَن الطَّبْع تضعف قوتها الْبَتَّةَ حَتَّى لَا تَسْتَطِيع الكبد أَن تولد الدَّم إِذا لَيْسَ لَهَا اعْتِدَال مزاج يُولد الدَّم والمبردات ترد عَلَيْهِ ذَلِك الِاعْتِدَال الَّذِي تولد بِهِ دَمًا صَحِيحا. قَالَ: وَقد يحدث استسقاء من ورم صلب فِي الكلى لِأَن حِينَئِذٍ تضيق أوعيته وَلَا يخرج الْبَوْل ليحدث عَنهُ استسقاء فاقرأه فِي بَاب الكلى وتفقده ورده إِلَى هَاهُنَا إِن شَاءَ الله. مَجْهُول: قد يحدث الاسْتِسْقَاء من وجع الكلى والقولن والرئة وَإِذا كَانَ المَاء مَعَه

حاراً والنبض سَرِيعا فعالجه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء والرازيانج والقاقلى والخيارشنبر وضماد الصندلين وقرص الأميرباريس فَإِن كَانَ أسكن حرارة فبول الْإِبِل وَمَاء الكرفس والفجل وافصد فِي الِابْتِدَاء وخاصة فِي اللحمي وأسهلهم قَلِيلا قَلِيلا (ألف ب) المَاء لِئَلَّا يضعفوا والقنطوريون الدَّقِيق يسهل ماءاً والماهودانه والكلكلانج جيد للْمَاء وَلبن اللقَاح وَأَبْوَالهَا جيد إِذا لم يكن حرارة قَوِيَّة) وَإِذا كَانَ المَاء أَبيض عولجوا بِمَاء الْأُصُول بدواء الكركم والأثاناسيا بِمَاء كرفس وَمَاء أَطْرَاف الفجل وَقد يكون الاسْتِسْقَاء وخاصة اللحمي مِنْهُ وَمِمَّا يسهل المَاء: حب السكبينج والمازريون المنقع بخل ويخلط من مَاء الكرنب ببول الْإِبِل ويطلى عَلَيْهِ بعد أَن يغلظ فِي الشَّمْس فَإِنَّهُ يسهل المَاء. حب قوي يخرج المَاء: مازريون ينقع فِي خل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يجفف ويسحق ويعجن بالخل ويقرص وَيُؤْخَذ مِنْهُ ونحاس محرق وفربيون وأنيسون بِالسَّوِيَّةِ ويعجن بِمَاء الكاكنج ويحبب الشربة نواة وَأَكْثَره نواتان. من النبض الْكَبِير: الحبن اللحمي تدخل فِيهِ الإصبع وَيبقى أئر غمزه فِيهِ فَأَما الطبلي والزقى فَلَا وَيفرق بَين الزقى والطبلي أَن يضْرب الْبَطن فَإِن الطبلي يكون لَهُ صَوت والزقى لَا صَوت لَهُ وَأَن ينوم العليل من جنب إِلَى جنب فَيسمع فِي الزقى خضخضة الرُّطُوبَة وَفِي الطبلي لَا. لى يفرق بَين اللحمي وَغَيره إِن اللحمي فِي جَمِيع الْبدن والطبلي والزقى فِي الْبَطن ثمَّ الزقى بطن صَاحبه ثقيل وَيكون أبدا أَشد تمدداً وأصفر لوناً من الطبلي. علاج الاسْتِسْقَاء الطبلي قَالَ: يكون بِمَا يُقَوي الكبد وبالأضمدة الَّتِي تفش الرّيح وبالأطعمة القليلة النفخة والعناية بجودة الهضم وَهُوَ أسقلها وَذَلِكَ أَن الْحَرَارَة فيهم نَافِذَة ويكفيهم من العلاج الْغذَاء الْقَلِيل الكمية الْغَيْر منفخ والرياضة المعتدلة على خلاء الْجوف وتقوية الكبد بالأدوية والأضمدة وَكَذَلِكَ الْمعدة والطبلي لَا يكون أبدا مفرط الْعظم لِأَنَّهُ إِذا أفرط عظمه لَا يُمكن أَن يبْقى ريحًا بل يعود ماءاً وَإِذا ضَربته بِيَدِك كَانَ كزق منفوخ وَلَيْسَ يخفى عَلَيْك إِذا ضربت زقاً ج فِي الْمُفْردَات: المَاء العذب أشر شَيْء على المستسقى شربه أَو استحم بِهِ وَمَاء البورق والكبريت والقار نَافِع لَهُم. قَالَ جالينوس فِي الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الذراريح شَدِيدَة الْقُوَّة فِي إدرار الْبَوْل وتنقية الْبدن بِهِ لِأَنَّهُ يمِيل الْمَادَّة إِلَى المثانة وَإِذا كَانَ قَلِيلا لم يكن أَن يخرج عَن المثانة وعَلى هَذَا فَمن جيد الْأَدْوِيَة أَن يُؤْخَذ بزر الْبِطِّيخ مقشراً وبزر خِيَار دِرْهَم أنيسون بزر كرفس نصف دِرْهَم بِالسَّوِيَّةِ ذراريح ربع دِرْهَم سكر مثل الْجَمِيع يسقى كل يَوْم ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ تَدعه أَيَّامًا حَتَّى يعود وَمَتى أحس فِي المثانة بألم فَدَعْهُ واسقه لَبَنًا قَلِيلا أَو مَاء

شعير ثمَّ عد إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يرد مجْرى الْبَوْل إِلَى حَاله وَإِن لم يكن مَعَ الاسْتِسْقَاء حرارة فَاجْعَلْ مَعَه البزور المقوية وَاعْلَم أَن النفض بالبول لَا يضعف كَمَا تضعف الْأَدْوِيَة بالإسهال. ج فِي المفردة: إِن الْأَدْوِيَة القوية فِي إدرار الْبَوْل كالدوقو والنانخة والفو والمر والأسارون (ألف ب) والوج وَجَمِيع مَا يُغير مائية الدَّم من) ثخينه فيسهل جذب الكلى مِنْهَا هَذِه المائية وَتفعل فِي ذَلِك شَبِيها بِمَا تفعل الأنفخة فِي اللَّبن. لى إِذا كَانَ هَذَا هَكَذَا فَلَا شَيْء أصلح للاستسقاء اللحمي من هَذِه وَكَذَلِكَ يظْهر بالتجربة وَأما الزقى فدون تِلْكَ لِأَن المائية الخاصية فِي جَمِيع الْبدن من اللحمي تكون من الدَّم بأثره مائياً والزقى إِنَّمَا تخرج عَنهُ تِلْكَ المائية قبل إِن يتراقى الدَّم إِلَى الْأَعْضَاء وتجيء إِلَى الْبَطن اسْتَعِنْ بِبَاب جمود اللَّبن بِمَاء الْجُبْن فِي ذكر المسهلة وَفِي الْجوف ينْقل إِلَيْهِ من اللَّبن مَا يجب فِي شرب اللَّبن والرائب وَمَاء الْجُبْن والخبث تحول من بَاب اللَّبن فِي الْأَدْوِيَة المسهلة فَإِن هُنَالك أَكثر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ هَاهُنَا وَيُقَال فِي صُدُور هَذَا االباب إِن سقى اللَّبن يتم بِأَمْر من الْمعرفَة. الْمقَالة الثَّانِيَة من المفردة قَالَ: إِذا كَانَ اللَّبن يحمض أَو يتدخن فِي الْمعدة وَلَا يستمرىء حشاءاً فاستفرغ أبدانهم أَولا ونقها ثمَّ اِسْقِهِمْ اللَّبن. لى إِذا كَانَ يتدخن فاستفرغ بالقيء والإسهال ثمَّ يسقى مَاء الشّعير وَنَحْوه مِمَّا هُوَ جيد الْخَلْط عسر الاستحالة ثمَّ تتدرج إِلَى اللَّبن بِأَن اللَّبن على مَا قَالَ: إِذا استمرأ فِي الْمعدة حسنا سرى فِي الْبدن كُله واصلح أخلاطه وَعدل مزاجه وَإِذا كَانَ يتغيلر إِلَى الحمضة فقيئه البلغم واعطه الكموني وَنَحْوه مِمَّا يسخن ثمَّ دَرَجه إِلَى اللَّبن. شَمْعُون قَالَ: إِذا جمد اللَّبن فِي الْمعدة فاسقه مَاء الْعَسَل سخناً أَو مَاء الفجل وهيج الْقَيْء بريشة قد غمست فِي دهن سوسن وَلَا تُفَارِقهُ حَتَّى يقىء بعد تقطيع اللَّبن فِي جَوْفه بالأدوية الَّتِي تعْمل ذَلِك ثمَّ اغمر يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وضعهما فِي مَاء سخن وَلَا تسقه فِي ذَلِك الْيَوْم لَبَنًا وَلَا من غده حَتَّى يجوع ويتحثى نعما وَإِذا بدأت تسقى اللَّبن فدرج قَلِيلا قَلِيلا وَكَذَلِكَ إِذا أردْت تَركه وَلَا يَأْكُل حَتَّى ينقي مِنْهُ ثمَّ يَأْكُل شَيْئا خَفِيفا وَيشْرب شرابًا ممزوجاً ويتطيب وَيجْعَل حوله رياحين وينام وَإِذا خرج من شرب اللَّبن فَلَا تدع أَن تنقي معدته بحب الصَّبْر وبجوارش البزور بعد لينقى من الرطوبات الَّتِي قد حصلت فِيهَا فَلَا تهيج أمراضاً أخر. قَالَ: اغسل ضرع الأتلن بِمَاء حَار ثمَّ ضع الْقدح فِي مَاء حَار ويحلب فِيهِ وَيكون فِي ذَلِك مُدَّة الطَّرِيق ليبقى بِحَالهِ وَيكون قد أَتَى على الجحش أَرْبَعَة اشهر. قَالَ: والمعدة الَّتِي تضعف من شرب اللَّبن أعْطه أَقْرَاص الْورْد وَمَاء الْأُصُول وَحب الصَّبْر وضمدها. ابْن ماسويه: الْخبث ينفع من الصفار والبواسير والمعدة الَّتِي قد ضعفت ويفنى مَا يَأْكُل مِنْهَا) وَيُؤْخَذ إِمَّا معجوناً وَإِمَّا منقعاً. صفة معجون نَافِع لوجع الظّهْر: يمخض لبن الْبَقر الحليب قبل إِن يحمض وَيخرج

زبده كُله وتصفيه ثمَّ تطرح فِي خَمْسَة ارطال مِنْهُ حزمة سذاب وحزمة كرفس وحزمة (ألف ب) كراث وَيُؤْخَذ اثْنَان وَعِشْرُونَ مِثْقَالا من خبث الْحَدِيد فَيغسل ويجفف فِي الظل وَيُؤْخَذ من بزر الجرجير وبزر الكرفس وبزر الكراث وبزر البصل وبزر الفجل وبزر الرّطبَة وبزر الحلبة أُوقِيَّة أُوقِيَّة فدقه واطرحه فِي ذَلِك اللَّبن مَعَ الْخبث ودعه حَتَّى يحمض وَيَأْخُذ طعم البزور ثمَّ يشرب من ذَلِك اللَّبن عِنْد الْعَطش بدل المَاء ويغير فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام وينفع من وجع الكلى والبواسير وَيزِيد فِي الباه ويشهى الطَّعَام وَيَأْكُل غذاءاً حميدا وَيشْرب شرابًا عتيقاً. مَجْهُول: وَيذْهب الْخبث بِشَهْوَة لِابْنِ ماسويه: الْخبث إِذا أردْت إِن يزِيد فِي الباه فَاجْعَلْ مَعَه البزور الزَّائِدَة فِي الباه واتخذه معجوناً. لى الْخبث نَافِع لقطع الدَّم من البواسير قد جرب. الساهر: لَا يجب أَن يسقى الغليظ مِنْهُ من مجاربه ضيقَة فَإِنَّهُ يلحج فِيهَا وَيحدث فِيهَا السدد والحصاة وَلَا فِيمَن كَانَت فِي بدنه حرارة قَوِيَّة لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل فِيهَا وَلَا فِيمَن كَانَت فِي بدنه أخلاط غَلِيظَة لِأَنَّهُ يزِيد فِيهَا والرائب الحامض المنزوع الزّبد لَا يَسْتَحِيل إِلَى المرارة الْبَتَّةَ وَلَا يتدخن فِي الْمعدة وَلبن الأتن إِذا سقى لم يكد يتجبن فِي الْمعدة غلا فِي الندرة إِذا شرب سَاعَة يحلب فاعلف التان الثيل والهندباء والنخالة والتين وَالشعِير المغسول والبقلة الحمقاء والخس تخلط هَذِه وَتطعم أَيَّامًا ثمَّ يسقى بعد ذَلِك أوقيتين وَيُزَاد إِلَى إِن يبلغ ثَلَاثَة أَرْطَال بكثيراء وصمغ وَرب السوس وسكر ولنفث الدَّم تعلف الكزبرة والحماض ولسان الْحمل والرجلة ويسقى مَعَه الطين والصمغ وَإِذا عرض لم تسقيه ذرب الْبَطن فاعلف الأتان كزبرة وجاورسا مَعَ الشّعير والأرز واسق اللَّبن مَعَ قرص حماض. من كتاب روفس فِي شرب اللَّبن: لَا يَنْبَغِي إِن يتعيب من شرب اللَّبن لنه يحمض فَإِن التَّعَب يحمض الْأَطْعِمَة الغليظة فضلا عَن اللَّبن وَيَنْبَغِي إِن لَا يُؤْخَذ مِنْهُ شَيْء آخر حَتَّى ينزل الأول وَيذْهب جشاؤه. قَالَ: وَفِي تربية الْأَطْفَال إِنَّك إِذا أجمدت اللَّبن وذررت فِيهِ حلتيتا حلله من سَاعَته فَلذَلِك هُوَ أوفق شَيْء لمن يتجبن فِي معدته. لى مَاء الْجُبْن يشفى الجرب والخكة واليرقان وَنَحْوهَا ويجبن مرّة بسكنجبين وَمرَّة بالقرطم وَمرَّة بِالْمَاءِ الْبَارِد ويعلق حَتَّى يقطر بعد أَن يجبن وَيُؤْخَذ الَّذِي قطر) فَيلقى فِي رَطْل مِنْهُ دِرْهَم ملح ويغلى حَتَّى يذهب رغوته كلهَا ويصفى وَيشْرب. تياذوق: إِذا شرب اللَّبن فَلَا يَتَحَرَّك حَرَكَة شَدِيدَة لِئَلَّا يحمض وَلَا تَأْكُل شَيْئا حَتَّى ينهضم وَيَمْشي قَلِيلا قَلِيلا وَلَا ينَام حَتَّى يشربه أَيْضا على ذَلِك ثَلَاث شربات فِي الْيَوْم وَقَالَ: البان الْإِبِل جَيِّدَة للجسد الَّذِي فِيهِ أخلاط رَدِيئَة حارة يابسة وتنفض الصَّفْرَاء والسوداء

المحرقين وينفع من الحبن وَفَسَاد المزاج وادع بلحقة فتية واسقه مَعَ الصُّبْح قدحاً من لَبنهَا سخناً كَمَا يحلب وليقعد (ألف ب) قَلِيلا ثمَّ لينم حَتَّى يمشي مقْعدا أَو ثَلَاثَة فَإِن كَانَ الَّذِي يمشي أصفر منهضماً فاسقه مرَّتَيْنِ اَوْ ثَلَاثًا فِي النَّهَار فَإِن كَانَ الْمَشْي ابيض فَلَا تسقه اَوْ اسْقِهِ مِنْهُ قَلِيلا فَإِن أَخذه الْعَطش فاسقه من اللَّبن السخن واخلط بِكُل قدح ملعقتين من عسل منزوع الرغوة لِئَلَّا يجمد فِي الْبَطن وَلَا يحمض وَإِذا اعترى مِنْهُ الْعَطش فضع على الرَّأْس دهن البنفسج أَو الخطمي الْمَضْرُوب بِالْمَاءِ الْبَارِد ودهن الْورْد وصب على الرَّأْس فِي الصَّيف المَاء الْبَارِد وَفِي الشتَاء طبيخ البابونج والبنفسج وَمن كَانَت تعتريه ريَاح غَلِيظَة فمره أَن يمضغ قبله كروياً ملعقة فَإِن اللَّبن رَدِيء لأَصْحَاب الخاصرة فَهُوَ هؤلاءأن يعلفوا النَّاقة الكرفس فَإِنَّهُ يعدل لَبنهَا وغن كَانَ ينْعَقد فِي الْجوف فاسحق مِثْقَال ملح هندي واخلطه بِاللَّبنِ وَإِن أَبْطَأَ اللَّبن فِي الهضم فادهن اللَّبن بدهن الناردين بعد ذَلِك شَدِيدا وَإِن أَبْطَأَ هضمه جدا فاخلط بِهِ دِرْهَم دارصيني وَدَار فلفل وَلَا شَيْء انفع للحبن الْحَار من أَبْوَال الْإِبِل وَأَلْبَانهَا فَإِن لم تلن عَلَيْهِ الطبيعة فزد فِي الْبَوْل وليتمضمض إِن كَانَت لثة رَدِيئَة بعده بطيخ السماق وشراب قَابض هَذَا الْبَاب هَاهُنَا مُؤَكد جدا فَاسْتَعِنْ بِهِ. فُصُول أبقراط الْخَامِسَة: لَا تسق اللَّبن من بِهِ صداع وَلَا حمى شَدِيدَة وَلَا فِي بَطْنه قراقر وَنفخ بالطبع أَو ورم وَلَا من بِهِ عَطش ولهيب مفرط وَلَا من بَوْله وبرازه يغلب عَلَيْهِمَا المرار وينفع من السل والدق وَمن اخْتلف دَمًا كثيرا وَجَمِيع من يحْتَاج بدنه إِلَى غذَاء مَحْمُود سريع النّفُوذ. بولس: إِذا شربت اللَّبن فَلَا تَأْكُل شَيْئا حَتَّى يستمرئه ولتبكر على شربه حِين يحلب وَلَا يتغذى وَلَا يتعب فَإِنَّهُ إِن تَعب حمض لَكِن يتمشى قَلِيلا قَلِيلا ويسير فِي خلال ذَلِك من غير أَن ينَام وَإِذا انحدر مَا أَخذ شرب أَيْضا فَإِنَّهُ يسهله قَلِيلا ثمَّ يَغْدُو وَيَقُول: الفوذنج والنعنع إِذا ألقينا فِي اللَّبن لم يدعاه بِحَمْد الْبَتَّةَ. بولس قَالَ: شرب مَاء الْجُبْن للمتناهين رطلان وَأما من كَانَ أحدث شَيْئا من هَؤُلَاءِ فَلَا أقل من رَطْل.) مسيح قَالَ: الرائب نَافِع من الدق وَضعف الْمعدة والإسهال الصفراوي والالتهاب الشَّديد الْقَدِيم واليرقان يُؤْخَذ ثَلَاث أَوَاقٍ من رائب الْبَقر فَيصب على عشرَة دَرَاهِم سميذ مجفف فِي التَّنور جيد التخمير جريش الدق ويؤكل بملعقة ويمسك إِلَى الْعَصْر عَن الطَّعَام ثمَّ يَأْكُل زيرباج دراج وَيشْرب شرابًا رَقِيقا قَلِيلا ممزوجاً وَفِي الْيَوْم الثَّانِي الرائب عشرَة دَرَاهِم وانقص من الكعك درهما حَتَّى يصير إِلَى أَن يَأْخُذ مُحصنا وَعند قطعه تزيد فِي الكعك وينفض من الرائب حَتَّى يرجع إِلَى حَاله هَذَا للدق فَإِن كَانَت بوسير وَضعف معدة وإسهال طرحت فِيهِ خبث الْجَدِيد وبورقاً وَأَشْيَاء ممسكة للبطن وَأما المخيض فيصلح للسل والسعال والسمنة وَأما (ألف ب) سقى لبن الأتن فتؤخذ أتان قد وضعت مُنْذُ أَرْبَعَة أشهر وَتصْلح للعلف ثمَّ

يحلب بعد أَن يغسل ضرْعهَا بِمَاء فاتر وجففه ثمَّ احلبه فِي قدح مَوْضُوع فِيهِ مَاء فاتر لِئَلَّا يبرد واسق من ساعتك قدر سكرجة مَمْلُوءَة وأطعمه فِي الْعَصْر فروجاً زيرباجاً ويسقى شرابًا ممزوجاً قَلِيلا فَإِن أسهله مَجْلِسا وَإِلَّا سقيته من غَد أَكثر فَإِن أسهل وَإِلَّا جعلت فِيهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم من سكر فَإِن أجلسه وَإِلَّا سقيته من غَد أَكثر فَإِن أسهل وَإِلَّا جعلت فِيهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم سكر فَإِن أجلسه مجلسين فَذَاك وَإِلَّا فَاجْعَلْ فِيهِ دانقي ملح وَمثله بسبايج فَإِن أسهل أَكثر من مجلسين فاقطع وزد إِلَى ثَلَاث سكرجات وتحر أَن تُقِيمهُ مجلسين لَا تنقص وَلَا تزيد اسْقِهِ ثَلَاثَة أسابيع لى ينظر فِي الإسهال لماذا تزيده فَإِن الَّذِي تسقيه لليرقان الْعَتِيق واللهب حمضه واسق مِنْهُ إِلَى الظّهْر ثَلَاثًا أَو أَرْبعا من كل ساعتين وينتظر إِلَى الْعَصْر ثمَّ يَأْكُل دراجة والسمنة يسقى غير حامض تسع أَوَاقٍ ثَلَاث مَرَّات فِي مُدَّة تسع سَاعَات وَيَأْكُل الْعَصْر خبز سميذ وَلحم جدي وَيشْرب شرابًا ممزوجاً ويتطيب ثَلَاثَة أسابيع يستحم كل يَوْم ويحتقن بحقنة لينَة تخرج عَن أمعائه الفضول وَمن يشربه للاسهال فليأخذ مِنْهُ ثَلَاثِينَ درهما مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم من الكعك وَدِرْهَم من الصمغ وَلَا يَأْكُل إِلَى الظّهْر ثمَّ يَأْكُل ثَلَاثِينَ درهما من خبز مَعَ دراجة مشوية وَهَذَا ينفع الإسهال الْقَدِيم الَّذِي مَعَه قُرُوح الأمعاء وقروح الْفَم. لى ذَلِك يدلك على قُرُوح فِي سطح الأمعاء وَلَا يجب أَن يكون حامضاً بل لبن مَاعِز حِين يحلب مِقْدَار رطلين فِي قدر نظيفة ويحرك بِعُود تين رطب وَيمْسَح شفة الْقدر بصوفة مغموسة لِئَلَّا يَحْتَرِق اللَّبن فَإِذا إِلَى غلية أَو غليتين أنزل عَن النَّار وصب عَلَيْهِ ثَلَاث أَوَاقٍ سكنجبين حامض وحرك بِعُود تين وَيتْرك فَإِذا سخن علق على كرباسة على جرة خضراء وَيُؤْخَذ مِمَّا قطر وزن رَطْل فَيلقى فِيهِ دِرْهَم ملح دارنى ويغلى) وَتُؤْخَذ رغوته أَولا أَولا ثمَّ يتْرك ويصفى ثَانِيَة وَيشْرب. قَالَ: نصف رَطْل مَعَ إهليلج أصفر درهما وقيراط سقمونيا ودقو قِيرَاط أنيسون قِيرَاط ملح ربع دِرْهَم إيارج نصف يعجن بسكنجبين.

(القَوْل فِي الطحال) يستعان بقوانين الأورام الْبَاطِنَة قَالَ فِي السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: الأورام الصلبة فِي الطحال يُوقف عَلَيْهَا باللمس وَحَال علل الطحال تعمه علل الطحال وَإِنَّمَا يخْتَلف فِيهِ من طَرِيق الزِّيَادَة وَالنَّقْص وَذَلِكَ أَن لون جَمِيع الْبدن عِنْد ضعف الطحال يمِيل إِلَى السوَاد لِأَن الدَّم يصير سوداياً لإمساك الطحال عَن جذبه وَرُبمَا دفع الطحال فضوله عَن نَفسه يخرج بالقيء أَو بالإسهال دم من جنس الْمرة السَّوْدَاء وَقد يحدث عَن عظم الطحال المالنخوليا والشهوة الشَّدِيدَة للطعام إِذا كَانَ مَا يقذفه إِلَى الْمعدة خَالص الحموضة وَقد يحدث عَنهُ مَرَّات كَرَاهِيَة للطعام وَيحدث عَنهُ كثيرا إِذا كَانَ فِيهِ ورم صلب (ألف ب) وشاركته الكبد استسقاءاً وَإِن اعتلت الكبد وَالطحَال مَعًا حدث عَنهُ يرقان أسود. قَالَ: وَيُمكن أَن يتعرف أَكثر علله على نَحْو مَا تتعرف علل الكبد. لى هَذِه أجل أمراض الطحال وَقد تحدث عَنهُ الرّيح تَحْتَهُ والمراقية. 3 (الْجَوَامِع من علل الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة) قَالَ: إِذا مرض الطحال من سوء مزاج أحدث اليرقان الْأسود. لى إِذا كَانَ حاراً وَالِاسْتِسْقَاء إِن كَانَ بَارِدًا. قَالَ: وَإِذا مرض من الْأَمْرَاض الآلية كالسدد والأورام فاستدل على السدد الَّتِي سَببهَا أخلاط غَلِيظَة بالثقل والتمدد وَالَّتِي عَن ريح غَلِيظَة فِيهَا بالتمدد فَقَط وعَلى الورم بذهاب الشَّهْوَة وَكَثْرَة الْعَطش والحمى وصفرة اللَّوْن وعَلى الورم البلغمي ببياض اللَّوْن وتهيجه وعَلى السَّوْدَاء بخضرة اللَّوْن وأعراض المالنخوليا. التَّاسِعَة من الميامر قَالَ: الطحال تسرع إِلَيْهِ الصلابة لِأَن غذاءه من الدَّم الغليظ. قَالَ: وَإِذا لحج هَذَا الدَّم مِنْهُ فِي عروقه الَّتِي تنبض لَهَا صلب وعسر تنفسه مِنْهُ. قَالَ: وَيحْتَاج إِلَى أدوية ملطفة لَا تسخن كثيرا لما يغلظ ذَلِك الْخَلْط أَكثر فيعسر وتخلط مَعهَا قابضة لتحفظ قُوَّة الطحال عَلَيْهِ لِأَن فعله نَافِع للبدن أَعنِي جذب السَّوْدَاء مِنْهُ. قَالَ: وَلذَلِك يعالج الطحال بأدوية كَثِيرَة المرارة مَعَ قبض. قَالَ: والخل والسكنجبين نافعان لِأَنَّهُمَا يلطفان وَلَا يسخنان وَإِذ عظم الطحال صغر الْجِسْم وَهَذِه أدوية الطحال الصلب فَإِن جلّ علته وَهُوَ هَذَا: ايقه من ثَمَرَة الطرفاء يابسة ملعقتين بسكنجبين أَو اسْقِ خل العنصل زنة أوقيتين وقشور أصل الْكبر. قرصة للصلابة فِي الطحال: حب بِلِسَان ثَلَاثَة سقولوقندريون ثَمَانِيَة قشور أصل الْكبر أَرْبَعَة عنصل مشوي سِتَّة عشر حرف ثَمَرَة الطرفاء فوة وَج إذخر أشق خَمْسَة خَمْسَة يَجْعَل قرصاً ويسقى بسكنجبين.

آخر: عرطنيثا قشور أصل الْكبر. 3 (ضماد للطحال الصلب) مر ثَلَاث أَوَاقٍ دقاق الكندرمثله خَرْدَل قردماناً من كل وَاحِد أوقيتان يحل المر والكندر فِي خل العنصل أوقيتين وَتجمع الْبَاقِيَة مسحوقة منخولة وتضمد وتترك عَلَيْهِ سبع سَاعَات ثمَّ يدْخل الْحمام وَيتْرك حَتَّى يسترخي وَيَقَع ولطف تَدْبيره ورضه فَإِنَّهُ عَجِيب. آخر: تين لحم وخردل وقشور أصل الْكبر بِالسَّوِيَّةِ يحل ويضمد بِهِ قَالَ فِي الضماد الَّذِي قبل هَذَا: أدخلهُ الْحمام وليطل الْمكْث فِي الآبزن وَإِذا خرج فأطعمه مالحاً وخبزاً وكبراً واسقه شرابًا يخالطه مَاء الْبَحْر ولطف تَدْبيره قبل الضماد ثَلَاثَة أَيَّام وَبعده بتواتر نَفسه أَو ضمد بدردى الْخلّ والنبيذ وبثجير حب البان والخل والحلبة والقردمانا والبورق والخل. االثانية من الأخلاط: شرب مَاء التفاح والإجاص يعظم الطحال. 3 (ضماد الشيطرج) يعالج مَا فِي بَاب عرق النِّسَاء: قَالَ: فَإِن (ألف ب) بقيت الْعلَّة على حَالهَا فعلق على الطحال محجمة بِشَرْط. مَا بَال: الطحال يعظم أبدا مَعَ الْحمى أَي حمى كَانَت. الثَّالِثَة من الأخلاط: شرب مَاء النقائع وَالْآجَام يُولد عظم الطحال. الْفُصُول السَّادِسَة: إِذا أصَاب المطحول اخْتِلَاف دم فطال بِهِ حدث بِهِ استسقاء وزلق الأمعاء هلك. قَالَ: يَعْنِي بالمطحول من فِي طحاله صلابة مزمنة وَهَؤُلَاء إِذا حدث بهم اخْتِلَاف الدَّم أذهب عَنْهُم تِلْكَ الصلابة لِأَن هَذَا الختلاف يعرض لانتقال تِلْكَ الأخلاط عَن الطحال واستفرغها لَكِن لما كَانَ هَذَا الاستفراغ كثيرا مَا يُجَاوز الْقدر فيتطاول فَيضر بِصَاحِبِهِ لطول مروره ويضر بالأمعاء فَيحدث زلق الأمعاء وَالِاسْتِسْقَاء لمشاركة الكبد الأمعاء فِي الْعلَّة. قَالَ: إِذا حدث بالمطحول اخْتِلَاف فَهُوَ مَحْمُود. قَالَ: قد قُلْنَا إِنَّه ينفع جدا إِذا لم ينفع جدا إِذا لم يطلّ وَخفت بِهِ الْعلَّة بانتقال الْفضل من الطحال وَخُرُوجه. من الْمَوْت السَّرِيع قَالَ: من كَانَ بِهِ طحال فَعرض لَهُ بطن وأزمن ذَلِك حدث بِهِ استسقاء من كَانَ بِهِ وجع فِي الطحال فَجرى مِنْهُ دم أَحْمَر وَظَهَرت بِبدنِهِ قُرُوح بيض لَا تؤلم مَاتَ فِي الْيَوْم الثَّانِي من كَانَ بِهِ هَذَا الوجع لم يشته شَيْئا. الأهوية والبلدان الثَّانِيَة قَالَ: عظم الطحال يهزل الْجِسْم لشيئين أَحدهمَا أَنه مَتى عظم جذب دَمًا كثيرا وَقل غذَاء الْجِسْم وَالثَّانِي أَنه يوهن قُوَّة الكبد ويقل توليد الدَّم.) الثَّانِيَة من سوء المزاج قَالَ: الطحال لَا يكَاد أَن يؤلم ويضغط الْحجاب كَمَا تفعل الكبد والمعدة اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون ورمه عَظِيما وَيكون مِنْهُ فِي رَأسه. الْيَهُودِيّ قَالَ مِمَّا ينفع من صلابة الطحال إِذا كَانَ من حر: قشور القرع الرطب وتجفف ويسقى مِنْهُ دِرْهَم كل يَوْم بخل حامض قدر نصف أُوقِيَّة واسقه كَذَلِك من بزر بقلة الحمقاء. لى واسقه من ثَمَرَة الطرفاء بخل أَو يسقى مَاء الْخلاف أَو ورقه مجففاً بخل وينفع من الطحال بَوْل الماعز وَلبن اللقَاح.

أهرن: اسْقِ للطحال الوجع والصلابة فِيهِ دِرْهَمَيْنِ من بزر الرجلة بخل ممزوج بِمَاء. قَالَ: وَمن أَجود أدوية الطحال الكي على الْعرق الَّذِي فِي بَاطِن الذِّرَاع الْأَيْسَر. 3 (مرهم للصلابة فِي الطحال) قردماناً وَحل وعاقرقرحا وحلبة مطحونة بِالسَّوِيَّةِ فاسحقها بخل ثَقِيف ثمَّ اجْعَل أَدخل الْحمام ثمَّ أخرج وضع عَلَيْهِ الضماد أَو خُذ حلبة وخردلاً بِالسَّوِيَّةِ واسحقها بخل خمر ثَقِيف واطبخها وضمد بِهِ. قَالَ: أَكثر فِي الطحال من الْأَمْرَاض الصلابة وَيعرف ذَلِك باللمس لِأَنَّهُ ظَاهر الْحس ويهزل الْبدن ويسود اللَّوْن وَالدَّم جدا. قَالَ: وَأما مَا يعرض مِنْهُ من انحلال الْقُوَّة فتعرفه بِمَا يسيل وَمن الوجع فِي الْجَانِب الْأَيْسَر فِي مَكَان الطحال وعلاجه علاج سَائِر الأحشاء فَأَما فَسَاد قواه فيستدل عَلَيْهِ بالعلامات لذَلِك. قَالَ: إِذا كَانَت الْقُوَّة الجاذبة من الطحال (ألف ب) لَا تجذب الدَّم الْأسود يسود لون الْجِسْم فَإِن ضعفت الماسكة سَالَ مِنْهُ إِلَى الأمعاء كثير وَكَذَلِكَ إِلَى الْمعدة على هَذِه الصّفة وَالطحَال إِذا اعتراه يبس لَا يَكْفِيهِ شرب المَاء وَيحْتَاج من الْأَدْوِيَة المركبة من المر والكثيراء وَأكْثر ذَلِك الْقَابِض الْقَلِيل كأصل اللاصف والزراوند وَالْعُرُوق الصفر والأفسنتين والحرف والأشج والأسارون. قَالَ: فافصد فِي بَدْء الوجع وَلَا تحمل عَلَيْهِ فِي الصلابة بالأدوية القوية التَّحْلِيل لِأَن قانونه قانون الأورام الصلبة وَمن أفضل علاج الطحال إِذا كَانَ العليل مُحْتملا أَبْوَال الْإِبِل وَأَلْبَانهَا تسقيه مَا انهضم وَأمكن فَهُوَ خير. 3 (قرص الفوة للصلابة فِي الطحال) فوة اثْنَا عشر درهما وَمن قشور الْكبر والزراوند الطَّوِيل والإيرسا من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ اسحقه جدا بسكنجبين حامض واجعله أقراصاً واسق مِنْهُ مِثْقَالا بِمَاء الأفسنتين وقشور أصل الْكبر الْمَطْبُوخ فَإِنَّهُ جيد. للريح تَحت الطحال: يُؤْخَذ تَحت الطحال: يُؤْخَذ حرف جزؤ شونيز بِعَسَل واسقه كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ بسكنجبين. آخر: جوز السرو الْفَج وأبهل يطبخان بخل قوي حَتَّى يصير على الثُّلُث ويسقى من ذَلِك الْخلّ كل يَوْم ونومه بعده على الْجَانِب الْأَيْسَر وضمد بالثفل طحاله واسقه دِرْهَمَيْنِ من بزر الرجلة بخل ممزوج واسقه قشور القرع الرطب مجففاً واسق دِرْهَم أشق بسكنجبين حامض. طلاء جيد: أشق كندر مر بِالسَّوِيَّةِ اسحقه بخل حامض واطله عَلَيْهِ وضع فَوْقه قطناً ودعه إِلَى أَن تقع فَإِذا وَقعت أعد عَلَيْهَا أُخْرَى. ضماد النورة عَجِيب: نورة مشوية تعيدها فِي النَّار وعاقرحا وزاج جزؤ جزؤ قشور أصل الْكبر بورق كبريت ثوم دردى محرق حل المر فِي الْخلّ واعجنه بِهِ واطله على صفحة وألزمه الطحال وَلَا تجَاوز بِهِ ودعه عَلَيْهِ سَاعَة إِن كَانَ قَوِيا وَإِلَّا فَنصف سَاعَة وَإِن شِئْت فاجعله بِعَسَل وَقَلِيل خل وَإِلَّا فبالريق.

ضماد للطحال مَعَ حرارة: عصير الينبوت جزآن خل خمر جزؤ تغمس فِيهِ خرق وتوضع عَلَيْهِ مِنْهُ وَافْعل ذَلِك بثمرة الطرفاء. لى الوج يحل الرّيح الغليظة الَّتِي تَحت الطحال وَكَذَلِكَ الشونيز والحرف والسذاب والفنجمكشت فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فألف مِنْهَا واسق مِثْقَالا بطبيخ هَذِه البزور. من اختيارات الْكِنْدِيّ: سذاب قشور عروق الْكبر أفسنتين فوذنج صعتر يطْبخ بخل خمر حاذق حامض جدا ثمَّ اجْعَل فِيهِ قِطْعَة لبد وَهُوَ حَار على الطحال حَتَّى يبرد ثمَّ عاود عَلَيْهِ إِحْدَى وَعشْرين مرّة على الرِّيق فَإِنَّهُ قوي. بولس: إِن انسد المجرى الَّذِي تحدث فِيهِ الْمرة السَّوْدَاء أَو ضعفت قوته الجاذبة كَانَ من ذَلِك يرقان أسود وَإِن عرض قذف وابتدأت فِي الْجَانِب الْأَيْسَر بِلَا وجع فَفِي الطحال سدد وَإِن عرض قذف الْمرة السَّوْدَاء بِلَا حمى وَلَا مرض يُوجب ذَلِك فَإِن قُوَّة (ألف ب) الطحال الماسكة ضَعِيفَة فَإِن لم ينصب مِنْهَا شَيْء إِلَى فَم الْمعدة ضعفت شَهْوَة الطَّعَام. قَالَ: والورم الْحَار فِي الطحال تتبعه أَعْرَاض الكبدية وَإِن نضج فَالْقَوْل فِيهِ) كالقول فِي الكبد إِلَّا فِي إدرار الْبَوْل فَإِن صَار إِلَى ورم صلب فَإِنَّهُ يسكن الوجع والحرارة ويعرض للثة حِينَئِذٍ تَأْكُل وَيفْسد ريح الْفَم وَيكون الحبن فابدأ بالفصد من الْكَفّ الْأَيْسَر ليطول الجذب ضماد جيد: حلبة أَرْبَعُونَ دَقِيق الترمس عشرَة قردمانا عشرَة رعى الْحمام عشرَة زهرَة الْملح عشرُون نطرون عشرَة كبريت عشرَة قشور الْكبر عشرُون تين سِتُّونَ تنقع القشور فِي خل ثَقِيف والتين وَتجمع الْكل حَتَّى يصير مرهما ويضمد بِهِ بعد أَن يكمل أَولا بدهن الْحِنَّاء مَعَ كل مَعَ شَيْء من خل ثَقِيف ثمَّ يسحق وَاسْتعْمل الملينات حينا والمحللات حينا وينفع مِنْهُ جدا أَن يلطخ بالأشق خل أَو لحى قشور أصل الْكبر بخل وَحده نَافِع للطحال الصلب وأجود مَا يكون فعل الضماد بعد تكميده وَوضع الملينات عَلَيْهِ قَالَ: ولحى الْخلاف يفعل ذَلِك فليلطف التَّدْبِير ويقل شرب المَاء فَإِن أدمن فالمحاجم بِشَرْط وضع عَلَيْهِ دَوَاء الْخَرْدَل. مَجْهُول: يُؤْخَذ نورة لم تطفأ وزنجار ومرداسنج وعاقرقرحا وقشور أصل الْكبر بِالسَّوِيَّةِ أنعم سحقه واطبخه باخل حَتَّى يصير كالعسل بِنَار لينَة سريعة فَيصب عَلَيْهِ مثل نصفه خلا ثمَّ أطله على حَدِيدَة وضع على الطحال وضعا بِقدر سَوَاء وَلَا تجَاوز بِهِ فَإِن كَانَ مزمناً فَدَعْهُ نصف يَوْم وَإِلَّا ثَلَاث سَاعَات فَإِن أَحْبَبْت فاطل مِنْهُ كوزاً وضع فِيهِ طحالاً فَإِنَّهُ يمصه حَتَّى لَا يبْقى فِي الْكوز إِلَّا جُلُود وعروق وَشد فَم الْكوز. مِمَّا يطرد الرّيح: يطرده الوج والحرف وَحب الْفَقْد والسذاب وللريح الغليطة تَحت الطحال: يدق الْحَرْف ويعجن بالخل ويشوى على آجره بالتنور ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ وَمن حب

الْفَقْد وَمن ورق السذاب الْيَابِس والوج والكاشم وقشور أصل الْكبر ينعم سحقها وَيفتح وَيشْرب على أَثَره مَاء الْأُصُول. شَمْعُون: اسْقِ للطحال درهمى بزر حماض بِمَاء بَارِد. لى هَذَا يصلح إِذا كَانَت حرارة وَكَذَلِكَ القرع الْيَابِس وبزر السرمق. قَالَ: ودواء أقوى من هَذَا: شيطرج دِرْهَمَانِ قشر أصل الْكبر زراوند طَوِيل دِرْهَم وَنصف اسحق الْجَمِيع واسق مِنْهُ نصف دِرْهَم بشراب قوي واسق للطحال بزر السرمق واسقه درهما من زراوند وَفِي أُخْرَى زبرجد واسقه هليلجاً بأبوال الْغنم. لى كَانَ بِي وجع فِي الطحال فدمت على أَخذ الإطريفل لشَيْء آخر فَأذْهب الْوَجْه الْبَتَّةَ. طبيخ جيد لوجع الطحال: شاهترج غافت إهليلج أصفر أفيثمون زبيب قشور أصل الْكبر اطبخه واسقه وَيُزَاد فِيهِ بعد ذَلِك بسبايج ونانخة وبزر راريانج وكرفس وَوَج وقسط) وأسارون وَمن الْجيد لغلظ الطحال حل الأشق بخل ويطلى عَلَيْهِ. مسَائِل إبيذيميا السَّادِسَة: من كَانَ مبتلى بالنوازل والزكام لَك يكد يعرض لَهُ ورم صلب فِي طحاله. لى بولس سكنجبين يصلح للطحال: قشور أصل الْكبر سقولوقندريون ثَمَرَة الطرفاء لحى الْخلاف فوة أسارون وَج يطْبخ بالخل ثمَّ يطفأ ويطبخ مَاء الْعَسَل وَيجْعَل فِيهِ أشق دِرْهَم فَإِنَّهُ ضماد للطحال: عاقرقرحا خَمْسَة أَوَاقٍ خَرْدَل خَمْسَة عشر درهما حب المازريون أَربع أَوَاقٍ بزر الطّيب أُوقِيَّة فلفل أَربع أَوَاقٍ قردمانا ثَلَاث أَوَاقٍ يعجن بخل العنصل وَيغسل مَوضِع الضماد عَلَيْهِ وَهَذَا الدَّوَاء يمص الطحال إِن طلى على كوز دَاخله طحال. أغلوقن: إِذا عرض الجشاء فِي الطحال أَعنِي الورم الصلب فَعَلَيْك بأبلغ الْأَدْوِيَة قُوَّة فِي التقطيع فَإِن هَذَا الْعُضْو يحْتَمل ذَلِك بِلَا أَذَى وَلَا مَكْرُوه تضميداً وَشَرَابًا وأبلغ الْأَدْوِيَة فِيهِ: قشور أصل الْكبر وأصل الطرفاء وسقولوقندريون يطْبخ بالخل ويسقى مِنْهَا ويضمد بهَا. قَالَ: وَكَثِيرًا مَا تجس الطحال فتجده يدافع الْيَد من غير أَن يكون فِيهِ ورم صلب لَكِن فِيهِ نفخة من ريح وَإِذا كَانَ كَذَلِك فانطله أَولا بدهن طبخ فِيهِ أفسنتين ثمَّ يوضععليه ضماد لَهُ قُوَّة مركبة كالمتخذة من الكبريت والشبث والقابضة لَا تضر فِي هَذِه الأضمدة إِذا كثرت مَا دَامَ الجشاء الَّذِي فِيهِ ريح غَلِيظَة أَو بلغمي فَإِذا كَانَ الجشاء ورماً صلباً فَإِنَّهُ يجب أَن يكون الْغَالِب على الأضمدة المقوية المحللة وَتَكون القابضة يسيرَة وَقد نرى القوية التَّحْلِيل وَحدهَا بَالِغَة للورم الصلب فِي الطحال كزهر الْملح فَإِنَّهُ إِذا ضمد بِهِ أَبرَأَهُ. التَّذْكِرَة: انْظُر إِن

كَانَ مَعَه نخس فالفصد واسق أَقْرَاص الأميرباريس وَإِذا كَانَ بِلَا نخس فأقراص الْكبر بسكنجبين وَإِن كَانَ الغلظ حَدِيثا فيكفيك تضميده بالخل والأشق وَإِن كَانَ مزمناً فالمتخذة بالنورة والقردمانا وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ من الْكَمَال والتمام قَالَ: إِذا كَانَ مَعَ حرارة فَعِنْدَ الفصد ضع على الطحال محاجم واشرطه واسقه مطبوخاً يهيأ من هليلج وشاهترج وقشور أصل الْكبر وأصل الكرفس والرازيانج وَثَمَرَة الطرفاء وسقولوقندريون وَاجعَل بياضه إيارج فيقرا وغاريقون. قَالَ: وَإِذا كَانَ وجع الطحال من ريح مُتَوَلّدَة تَحْتَهُ فليؤخذ: حرف ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق وينخل ويعجن بخل خمر ثَقِيف ويخبز فِي تنور لِئَلَّا يَحْتَرِق ثمَّ يدق ويخلط مَعَ عشرَة دَرَاهِم بزر فنجنكشت وَثَمَرَة الطرفاء وسقولوقندريون سَبْعَة سَبْعَة وَيشْرب كل يَوْم عِنْد النّوم ثَلَاثَة دَرَاهِم قَالَ: وَإِذا كَانَ مَعَ الطحال) حمى حارة سقى مَاء أَطْرَاف الْخلاف والطرفاء والرازيانج والهندباء والسكنجبين. لى ابْن ماسويه فِي كتاب الحميات مِثَال قرص لوجع الطحال مَعَ حرارة الكبد أَو شدَّة: عصارة الغافت وَلَك وزراوند وسقولوقندريون وقشور الْكبر وبزر الكشوثاء والهندباء وبزر الكرفس وأنيسون يعجن بِمَاء الهندباء أَو بِمَاء الكرفس ويسقى بسكنجبين وَهَذِه الْأَشْيَاء مدَار هَذِه الأقراص وَرُبمَا احتجت أَن تخلط فِيهِ لوزاً مرا وَنَحْوه. سرابيون الطحال مَعَ حمى: اسْقِ مَاء الكشوثاء وَمَاء الهندباء وَمَاء ورق الطرفاء وَمَاء أَطْرَاف الْكبر العض وأطراف الْخلاف (ألف ب) وَمَاء الشاهترج وَمَاء الفجل بسكنجبين. قَالَ: وَقد يرم الطحال من أجل ريح نافخة تحتبس فِيهِ. قَالَ: وَقد يألم الْحجاب والكتف كثيرا وَرُبمَا ألم مَعَه الْمشْط والكتف فَلذَلِك من كَانَ فِي طحاله ورم عَظِيم يكون نَفسه متضاعفاً متقطعاً كَنَفس الصّبيان إِذا بكوا لِأَن الْحجاب يألم وَأكْثر ورم الْحجاب غليظ فقد يحدث فِي الندرة ورم حَار وَإِذا كَانَ إسقيروس حدثت صلابة من غير تلهب وَإِذا كَانَ فلغمونيا حدث مَعَ الصلابة وجع وتلهب قَالَ: وَقد يحدث فِيهِ سدد. لى يعْطى عَلامَة. قَالَ: يعالج بهَا سدد الكبد إِلَّا أَنَّهَا أقوى فَأَما الورم الْحَار فِيهِ فابدأ بالفصد للباسليق ثمَّ اسْقِ مَاء الطرفاء أَو الْخلاف والعذب وَمَاء ورق الْكبر والهندباء والسكنجبين فَأَما الرِّيَاح الغليظة الَّتِي تَحْتَهُ وَفِيه فالأصلح أَن تنطله بدهن الأفسنتين ثمَّ ضمده بضماد الشبث والكبريت والبورق والجوشير والزفت ولتكن الْقُوَّة القابضة فِيهَا أَكثر والمحللة أقل كَمَا أَنه إِذا كَانَ ورم صلب استحث أَن تكون القابضة أقل قَالَ: وزهرة الْملح تبرىء صلابة الطحال وَتصْلح للورم الريحي إِذا اسْتعْمل بعد التكميد بالنخالة المطبوخة بخل وشبث فَإِن شَأْن هَذِه أَن تذيب غلظ الطحال

وتحله بِسُرْعَة وَيصْلح للريح الغليظة وللورم خل قد طبخ فِيهِ سذاب وفوذنج وبورق وفنجنكشت وَكبر وَثَمَرَة الطرفاء وَجوز السرو وتنطل بِهِ وتضمد بثفله فَإِن لم تكن حرارة فزد فِي الضماد أشقا ومقلا. قَالَ: واصلح الْأَشْيَاء للريح فِي الطحال وأبلغ الْأَشْيَاء المحاجم الَّتِي تمص مصاً عنيفاً بالنَّار وَغَيره وبالنار أصلح وينفع مِنْهُ هَذَا: حرف باقلى ثَلَاثُونَ درهما يسحق ويعجن بخل ثَقِيف ويقرص رقاقاً صغَارًا ويخبز فِي التَّنور على آجره أَو على جمر على آجر حَتَّى يجِف وَلَا يبلغ أَن يَحْتَرِق ثمَّ يدق ويخلط مَعَه حب الْفَقْد عشرَة دَرَاهِم وَثَمَرَة الطرفاء خَمْسَة وسقولوقندريون سَبْعَة منخولة الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين. قَالَ: والخل أصلح شَيْء لغلظ الطحال مَعَ حرارة لِأَنَّهُ) يلطف وَلَا يسخن وخل الإشقيل فَإِنَّهُ لَا يسخن وَمَاء الحدادين مَعَ الْخلّ وترياق الْأَرْبَعَة جيد لغلظ الطحال إِذا لم تكن حرارة. مطبوخ للطحال: حب الْفَقْد ثَمَر الطرفاء ورق الكبد وثمرته زهرَة العليق فوذنج نهرى غافت أفسنتين أسطوخدوس عشرَة جوز السرو عشرُون فوة خَمْسَة لَك ثَلَاثَة راوند صيني أَرْبَعَة يطْبخ بخل خمر ويصفى الشربة أوقيتان على الرِّيق وَلَا مقَال لَهُ فِي النَّفْع أَو تغسل السويلا ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يطْبخ ويسقى من طبيخه نصف رَطْل مَعَ سكنجبين فَإِن بقيت الجساوة مَعَ هَذَا العلاج فاحجم الطحال مَعَ شَرط بليغ وافصد الودج الْأَيْسَر واكوه خمس كيات دقاق أَو سِتا وَلَا تَدعه يلتحم فَإِن العليل إِن احْتمل الكي لم يحْتَج إِلَى غَيره فَإِن لم يحْتَمل ذَلِك فَعَلَيْك بدواء الْخَرْدَل وَنَحْوه. لسابور أَقْرَاص الْكبر: قشور أصل الْكبر أَرْبَعَة (ألف ب) زراوند طَوِيل اثْنَان بزر الفنجنكشت خَمْسَة فلفل اثْنَان أشق ثَلَاثَة يحل لى اسْتِخْرَاج على مَا فِي كتاب الْفُصُول فِي قَوْله فِي الكبد: الوجع الشَّديد فِي الطحال يحدث إِمَّا لريح غَلِيظَة تنفخه جدا وَإِمَّا لورم حَار وَلَا تحدث السدد أبدا وجعاً شَدِيدا لكنه بالثقل اشبه مِنْهُ بالوجع والثقل الْخَاص سدد لَا شكّ والوجع الشَّديد مَعَ ورم حَار بِلَا ثقل. من كتاب الدَّلَائِل قَالَ: أَحْمَر الْبَوْل لأَصْحَاب الطحال الدموي وَالَّتِي تخرج فِي الْبَوْل دِمَاء جَيِّدَة لَهُم كالأشق والفوة والأبهل. جَوَامِع أغلوقن قَالَ: اسْتعْمل للورم الصلب فِي الطحال الأشق والخل وقشور أصل الْكبر والتين وَإِن أفرط وَعتق فزهرة الْملح والكبريت والشب ليَكُون أَيْضا قبض مَا وَيُقَال الْقَابِض بِقدر شدَّة الورم وبقائه وتعرق الطحال أَولا بنطول دهن الأفسنتين ثمَّ يضمد بِهَذِهِ الأضمدة قَالَ: فَإِن كَانَ ورم الطحال من تهيج أَو ريح فَاجْعَلْ فِي الْأَغْلَب الْقَابِض لِأَن الرّيح والبلغم الرَّقِيق ينْدَفع ويعتصر من الطحال إِذا انقبض بغمز الطحال إِذا انقبض بغمز القراقر هُوَ ورم تفجر فِيهِ وَيَنْبَغِي أَن تعالج بالشب والرماد ويعجن بخل ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب من الْعجب.

لى على مَا رَأَيْت أَجود مَا يكون للطحال الصلب أَن تكمده بالخل الْمَطْبُوخ فِيهِ سذاب وَذَلِكَ يكون بِأَن يغمس فِيهِ وَهُوَ حَار قِطْعَة لبد وتوضع عَلَيْهِ تفعل ذَلِك النَّهَار كُله بعد مرخه بدهن الشبث والبابونج ثمَّ يطلى بِاللَّيْلِ بالأشق والخل فَإِن هَذَا أبلغ مَا يكون وأجود مَا رَأَيْت للريح) الغليظة تَحت الطحال أَن يفرق الْغذَاء فِي مَرَّات وَلَا يشرب المَاء مَا أمكن وَيشْرب نبيذاً عتيقاً قَوِيا مِقْدَارًا قَلِيلا وَلَا ينم الْبَتَّةَ حَتَّى يجِف الْبَطن وَهِي حَرَكَة الوجع فِي اللَّيْل فَإِنَّهُ لَا يكون غلا بعد عشَاء وَشرب كثير وغمز شَدِيد فَإِن دَامَ بِهِ ضمده بالمسخنات وليستف من النانخة والفنجنكشت وقشر اصل الْكبر والسذاب الْيَابِس قدر مِثْقَال بشراب عَتيق أَو بطيخ هَذِه الْأَشْيَاء وَإِن رَأَيْت السَّوْدَاء تتفرق فِي الْجِسْم وأخرجتها بالمسهل ورأيته على حَال يتفرق فَاعْلَم إِن الطحال حِينَئِذٍ لَا يجذب السَّوْدَاء فاسخنه بالتضميد عَلَيْهِ ويبسه فَإِنَّهُ بِهَذَا العلاج ترجع قوته. ج فِي الثَّانِيَة عشر من الصِّنَاعَة الْكَبِيرَة: إِن الطحال إِنَّمَا يخرج عَنهُ فضوله بالإسهال فَلذَلِك مَتى تورم الطحال حركنا إِلَى دفع فضوله بالأدوية المسهلة. مطبوخ جيد لورم الطحال: إهليلج أسود عشرَة دَرَاهِم بسبايج أَرْبَعَة قشور الْكبر خَمْسَة أفسنتين ثَلَاثَة غافتاثنان شاهترج سناء خَمْسَة خَمْسَة أفيثمون سَبْعَة يطْبخ ويسقى. معجون جيد: أصل الْكبر وبزر الْفَقْد وأفسنتين وأفيثمون وبسبايج بالسواء يعجن بِعَسَل وَيشْرب كل يَوْم. آخر جيد: ينقع الأفيثمون وقشور الْكبر فِي السكنجبين وَيشْرب ذَلِك السكنجبين (ألف ب) أَو يُؤْخَذ أفيثمون وقشور الْكبر نصفه يدق ويعجن بِعَسَل وَيشْرب فَإذْ فصد الأسيلم فَاسق كل أُسْبُوع شربة من هَذِه ولطف الْغذَاء وضمده وأقلل شربه للْمَاء وَلَا يشرب الْبَتَّةَ بل يشرب نبيذاً صافياً مرا عتيقاً أَو زبيباً وَعَسَلًا ولوزاً مرا فَإِنَّهُ يذهب أَصله. لى إِذا صلب الطحال نعما وأزمن فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى الأضمدة القوية التَّحْلِيل جدا كدهن الْخَرْدَل ودهن الزفت وكهذا الضماد: بورق ونورة وعاقرقرحا وخردل يجمع الْجَمِيع بالقطران ويطلى بِهَذَا إِذا لم يكن للبدن حامياً الْبَتَّةَ. من التَّدْبِير الملطف. قَالَ: التَّدْبِير الملطف يذبل الطحال الْعَظِيم وَمِنْه ايضاً مَا كَانَت لَهُ قُوَّة قطاعة ملطفة فَإِنَّهُ يذبل الطحال. من الْجَوَامِع الطبيعية: أَمر الطحال يجْرِي بِخِلَاف أَمر الْغذَاء والنماء فِي الْبدن وَذَلِكَ أَنه كلما زَاد الطحال ضمر الْبدن ونحف وَكلما ضمر الطحال ولطف خصب الْبدن لِأَن عظم الطحال يدل على أخلاط رَدِيئَة فِي الْبدن وضموره يدل على جودة الأخلاط. تجارب المارستان: إِذا أَرَادوا ضمور الطحال كمدوه قبل بخل خمر فائق ثمَّ ضمدوه.)

سرابيون: للطحال أَفعَال الْقُوَّة الَّتِي بهَا يجذب الدَّم من الكبد وَالْقُوَّة الَّتِي تمسكه حَتَّى يتَغَيَّر وينهضم وَالْقُوَّة الَّتِي تدفع بهَا إِلَى فَم الْمعدة فَإِن بَطل جذبه فسد دم الْبدن وَحدث رداءة لون وَإِن أفْسدهُ إِلَى شَيْء رَدِيء فَوق الْمِقْدَار فَإِنَّهُ إِن مَال إِلَى فَم الْمعدة حدثت عَنهُ مرّة شَهْوَة كلبية ن لم ينخل بذلك سقيت لبن اللقَاح مَعَ هَذَا الْحبّ: إيارج فيقرا وإهليلج أصفر تَرَبد عشرَة عشرَة غاريقون ورق الغرب الْيَابِس سَبْعَة سَبْعَة سقولوقندريون ثَمَرَة الطرفاء خَمْسَة جعدة أنيسون أشق ومقل ثَلَاثَة ثَلَاثَة ملح هندي دِرْهَمَانِ يحبب الشربة دِرْهَمَانِ مَعَ لبن اللقَاح وتعلف اللقحة كرفسا ورازيانج وغرباً وأطراف الطرفاء وَالْخلاف والإذخر والشيح خَاصَّة. لى رَأَيْت فِي مَوَاضِع كَثِيرَة إِن صلابة الطحال وغلظه والنمو وَالْحَالة الشبيهة بِسوء المزاج تقلعه ألبان اللقَاح قلعا تَاما فَأَما ابْن سرابيون فَإِنَّهُ ذكر هَذَا العلاج بعد جَمِيع العلاج الْقوي تَقْوِيَة وتعظيماً لَهُ. قَالَ: وَليكن ضماد الْخَرْدَل بِقدر مَا يحْتَملهُ العليل فَيدق ويعجن بِمَاء السذاب الرطب ويطلى عَلَيْهِ إِلَى أَن يتنفظ فَإِن هَذَا عَجِيب وَمِمَّا جربته أَن التَّدْبِير المخضب للبدن يذبل الطحال فَإِنَّهُ إِنَّمَا يعظم أبدا إِذا كَانَ فِي الدَّم حِدة وَفَسَاد وَحمى فَإِذا رطب الْبدن وَكَثُرت بلغميته وأبيض المَاء أقبل يصغر فدبر بِهَذَا التَّدْبِير من يحْتَاج إِلَيْهِ. ج: حب الفنجنمكشت أَجود للسدد الَّتِي فِي الطحال من بزر السذاب وَكَذَلِكَ ورقه لِأَن فِيهِ مَعَ المرارة الَّتِي تفتح السدد قبضا وَقَالَ: الفوذنج وَنَوع السنجار الْمُسَمّى أبلوقياً فَفِيهِ عفونة ومرارة فَلذَلِك (ألف ب) هُوَ نَافِع للطحال وَهُوَ مَعَ هَذَا مبرد والسقولو قندريون يحل صلابة الطحال وَهُوَ مَعَ ذَلِك غير حَار أصل الفاشرا يذوب الطحال الصلب إِذا شرب وَإِذا ضمد مَعَ التِّين اللوز المر يفتح سدد الطحال ويسكن الوجع الْحَادِث فِيهِ عَن ارتباك أخلاط غَلِيظَة وريح والأشق قوته ملينة جدا محللة وَلذَلِك يشفي الطحال الصلب وأصل لِسَان الْحمل وثمرته تفتح سدد الكبد وخاصة الثَّمَرَة إِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ يفعل فِي الطحال أَيْضا فعلا من ذَلِك النَّحْو وَهُوَ مَعَ ذَلِك مبرد فليستعمل فِي هَذَا الْموضع الأسارون يلطف غلظ الطحال وَهُوَ أقوى فِي ذَلِك من الوج وَفعله يقرب من فعله ثجير البان مَتى خلط بدقيق الكرسنة ودقيق الباقلى وسحق بخل ثَقِيف وضمد بِهِ الطحال الصلب أَبرَأَهُ فوة الصَّبْغ تنقي الطحال وتفتج سدده بِقُوَّة قَوِيَّة الترمس يفتح سدد الطحال إِذا شرب مَعَ السذاب والفلفل بِمِقْدَار مَا يستلذ وَأَظنهُ يَعْنِي طبيخ الترمس الحاشا يفتح سدد الطحال قشور أصل الْكبر قَالَ: إِنَّه أَنْفَع من كل دَوَاء يعالج بِهِ الطحال إِن شرب بخل) وَعسل أَو ضمد بِهِ وَإِذا شرب وَحده بالسكنجبين فَإِنَّهُ رُبمَا أدر بولاً وَأخرج فِي الْغَايَة شَيْئا دموياً ويخف أَمر الطحال على الْمَكَان والقنطوريون وعصارة الصعتر نَافِع مِنْهُ جدا أَعنِي الطحال الصلب إِن ضمد بِهِ وَإِن شرب بلغ فِي ذَلِك اللبلاب الْكَبِير مَتى طبخ وزقه بالخل وضمد بِهِ أَبرَأَهُ بخور مَرْيَم نَافِع للطحال

الصلب إِذا ضمد بِهِ جدا أصل الخيرى مَتى ضمد بِهِ الطحال الصلب بعد طبخه شفَاه والطرفاء نَافِع جدا للأطلحة الصلبة مَعَ الْخلّ سقيت أَو ضمد بهَا الجعدة تفتح سدد الكبد وَالطحَال الفراسيون يفتح سدد الطحال حب البطم نَافِع للطحال كماذريوس هُوَ حقيق بتذويب الطحال الصلب بعر الْمعز نَافِع من الصلابة فِي الطحال وَهُوَ حَار مُحَلل بَالغ فِي تَحْلِيل الأورام الصلبة الإيرسا مَتى شرب بخل نفع من غلظ الطحال طبيخ الوج يحلل ورم الطحال إِذا شرب ورق الطرفاء إِذا طبخ بِمَاء ومزج ذَلِك المَاء بشراب وَيشْرب أذبل الطحال دَقِيق الحلبة يطْبخ بِهِ عشرَة من نطرون ويسحق بخل ثَقِيف وضمد بِهِ حلل ورم الطحال بزر الفجل إِذا شرب بالخل حلل ورم الطحال الْخَرْدَل يدق وَيجمع بِالتِّينِ ويطلى على الطحال حَتَّى ينتفط جيد جدا الفلفل مَتى شرب بخل حلل ورم الطحال بخور مَرْيَم مَتى ضمد بِهِ الطحال حلل الورم سَرِيعا إِن شرب من ثَمَر الْكبر ثَلَاثُونَ يَوْمًا كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ بخل أذبل الطحال الغاريقون يسقى لورم الطحال بسكنجبين الراوند جيد لورم الطحال السكنبيج يسقى لوجع الطحال الزراوند المدحرج جيد لوجع الطحال الجعدة إِذا شربت بالخل نَفَعت الطحال عروق الخيرى الْأَصْفَر يضمد بالخل فيذبل ورم الطحال الفوة مَتى شربت بسكنجبين حللت ورم الطحال الْمقل دَوَاء مَعْرُوف ينفع الطحال جدا. الفلاحة: الجرجير يلطف الطحال جدا. أريباسيوس: الوج نَافِع للطحال الَّذِي قد صلب وتحجر. ماسرجويه: يحلل الرّيح الغليظة الَّتِي تكون (ألف ب) تَحت الطحال. وَقَالَ: الراوند مَتى عجن بخل وطلى على الطحال الصلب عظم نَفعه لَهُ وَإِن سقى بالسكنجبين نفع ابْن ماسويه: الكشوث يفتح سدد الطحال وَقَالَ: السنبل مَتى شرب بِالشرابِ نفع من وجع الطحال الْأسود مِنْهُ أَنْفَع وأبلغ. أريباسيوس: السقولوقندريون مَتى طبخ بشراب وَسَقَى ذَلِك الشَّرَاب قبل الطَّعَام أَيَّامًا أَبرَأَهُ الْبَتَّةَ وَقد جربنَا ذَلِك فِي خلق كثير فَلم نجد أَنْفَع مِنْهُ. روفس: الْخلّ جيد للطحال الْعَظِيم.) الثَّامِنَة الأهوية والبلدان: الطحال يعظم مَتى فسد دم الْبدن إِلَى الغلظ أَنه يجتذب مِنْهُ أسياء كَثِيرَة ليصلح الْبدن فيعظم لذَلِك. لى لذَلِك يعظم الطحال بعقب الحميات الحادة. جَوَامِع أغلوقن: إِذا كَانَ فِي الطحال ورم ريحي أَو بلغمي فَلْيَكُن الْغَالِب على الضماد الْأَشْيَاء القابضة كمرهم الشبث والكبريت إِذا غلب عَلَيْهِ الشب وَذَلِكَ أَن هَذِه الأورام تضمر

وتتقلص من الْأَشْيَاء القابضة أَعنِي الريحي والبلغمي ويندفعان فيستفرغان عَن الْعُضْو إِذا تقبض بسهولة. وَإِن كَانَ الورم سقيروس فليوضع عليهبعد أَن يطلى بدهن ويلين بِهَذَا الضماد والكبريت غَالب عَلَيْهِ. لى يجب أَن يفرق بَين هذَيْن الورمين وسيقروس ثَابت لَا يكَاد يَزُول سَرِيعا فَمَتَى كَانَ طحال يَرْبُو سَرِيعا من شرب المَاء ويتقلص إِذا ترك ذَلِك فالورم يهيجه. جَوَامِع القوى الطبيعية: أَمر الْبدن يجْرِي على خلاف أَمر الطحال وَذَلِكَ أَنه كلما عظم نقص لى رَأَيْت الطحال يعظم من الحميات وَهُوَ أَن الدَّم يغلظ حِينَئِذٍ فَيكون جذب الطحال أَكثر. الْمقَالة الثَّانِيَة من الأخلاط: يُرِيد بالطحال المحتجب الَّذِي يبْقى عَظِيما مُدَّة حَيَاة الْإِنْسَان. لى هَذَا يُوجب أَن تكون أطلحة عَظِيمَة تدوم زَمَانا طَويلا وَقد تفقدت خلقا كثيرا يَدُوم بهم الطحال سِنِين كَثِيرَة وَمِنْهُم من أَخْبرنِي أَن مَا أحسه من الصلابة مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة وَخمسين سنة وَلم أره ضرهم كثير ضَرَر وعَلى أَنه رُبمَا صلب بَغْتَة فتتبعه الضَّرَر وَفَسَاد المزاج سَرِيعا فَيعلم أَن من صلابته نوعا رديئاً وَمِنْه مَا لَا خطر فِيهِ الْبَتَّةَ يحذر ذَلِك. مرهم للصلابة: نورة بعر الماغز الْعَتِيق وقشر أصل الْكبر وسذاب وشيطرج وعاقرقرحا وسكنجبين تضربه ويطلى على قرطاس ويضمد بِهِ ويصبر عَلَيْهِ ساعتين. آخر: اعجن دَقِيق الشّعير بعصارة السذاب واطله وَإِذا كَانَت حرارة فبعصارة الطرفاء. لى قرصة عَجِيبَة للريح تَحت الطحال: قشور أصل الْكبر وبزر الفنجنكشت وورق السذاب الْيَابِس ونانخة يتَّخذ أفراصاً ويسقى طبيخ النانخة. ضماد لَهُ: يُؤْخَذ من ورق السذاب والكمون وبزر الفنجنكشت يدق ويعجن (ألف ب) بطبيخ الْكَوْن ويضمد وَيتْرك شرب المَاء خَاصَّة والتخم. ضماد للطحال الصلب عَجِيب: ورق السذاب وبورق وأشق يجمع بخل ويطلى فَإِنَّهُ عَجِيب. أقربادين حنين: ينفع من الرّيح الغليظة تَحت الطحال التضميد بالبزور الطاردة للرياح. لى جربت فَوجدت وضع لبد قد شرب خلا وَمَاء الرماد على الطحال المتهيج بليغاً جدا وَمَا) رَأَيْت أَكثر مَا يحدث فِي الطحال التهيج من سَائِر الْأَدْوِيَة حَتَّى لَا يكَاد يُوجد فِيهِ غَيره إِلَّا فِي الندرة وَإِذا حدث فِيهَا سقيروس عسر أمره

الأدوية الباردة للطحال

والبرى تَجدهُ يزِيد وَينْقص سَرِيعا فَإِنَّهُ يتهيج لَا سقيروس وَقد يحدث فِيهِ أوذيما كثيرا جدا. فليغروس إِلَى الْعَوام قَالَ: يطْبخ حرمل مَعَ بزره حَتَّى يتهرا ثمَّ يضمد بِهِ وَيتْرك ثَلَاثًا فَإِنَّهُ عَجِيب. تياذوق: واحفظ صَاحب الطحال من الأغذية المنفخة ومره بِالدُّخُولِ فِي المَاء العذب وغذه بالخفيفة الَّتِي لَا تنفخ وَلَا غلظ لَهَا. 3 - (الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة للطحال) القرع الْيَابِس بزر الحماض بزر الرجلة بزر السرمق ثَمَرَة الطرفاء هليلج بزر الهندباء بزر القثاء ورد كشوث ورق الطرفاء وثمره مَاء ورق الْخلاف والخل وبزر لِسَان الخمل وَأَصله. مُفْرَدَات د: الأنجرة يعْمل مِنْهُ ضماد مَعَ قيروطى للطحال الجاسي خل النعصل نَافِع من جسيا الطحال أفسنتين يعجن مَعَ تين ونطرون ودقيق شليم يذهب بورم الطحال حب البان يشرب ويضمد بِهِ البسد يشرب بِمَاء يحلل الطحال طبيخ كزبرة الْبِئْر نَافِع من الطحال الجعدة جَيِّدَة للطحال الدبق والنورة والبورق ضماد قوي جيد للطحال الصلب وَيسْتَعْمل فِيهِ كثيراُ الزراوند المدحرج جيد يشرب للغلظ فِيهِ الحماما مَعَ الزَّيْت ضماد جيد حب الخضراء جيد للطحال مَعَ برودة. ابْن ماسويه: دَقِيق الحلبة ونطرون ضماد جيد للغلظ فِيهِ الْحَرْف جيد فِيهِ وَمَاء الْحَدِيد المحمى جيد طبيخ ورق الطرفاء جيد الكشوث يفتح سدده سمورينون جيد لصلابته كماذريوس مثله السنبل الرُّومِي جيد لورمه أصل النيلوفروبزره جيد لصلابته السليخة نافعة لَهُ السفرجل الْمَطْبُوخ بِمَاء الْعَسَل يضمد بِهِ الطحال الفجل جيد إِن ضمدبه وبزر الفجل يشرب التَّذْكِرَة: أَخْبرنِي أَبُو عمر المنجم أَنه غلظ طحاله فَسَقَاهُ الْكِنْدِيّ سِتَّة دَرَاهِم من الأفيثمون بسكنجبين فاسهله عشرَة مجَالِس سَوْدَاء وَذهب غلظ طحاله وَحكى لي آخر أَنه جرب مَاء السويلا نصف رَطْل كل يَوْم فَذهب طحاله وَكَانَ عَظِيما جدا. جِبْرِيل بن بختيشوع قَالَ: من أَجود مَا وجدنَا للطحال أَن يسقى وزن خمسين درهما من بزر الفنجنكشت وَثَلَاثِينَ درهما من قشور أصل الْكبر ينقع بخل ثَقِيف أسبوعاً يجدد ذَلِك كل يَوْم) ويجفف فِي الظل ثمَّ يسحق ويسقى كل يَوْم (ألف ب) ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين على فَإِنَّهُ أَجود شَيْء عَمِلْنَاهُ للطحال. د: الإيرسا يسقى بِمَاء القرطم للطحال. د: أصل الأنجوسيا وَهُوَ أبلوقياً جيد للطحال وَهُوَ مَعَ هَذَا بَارِد. زهرَة حجر أسبوس د: إِنَّه خلط مَعَ الْخلّ منع ورم الطحال وَقَالَ: الأنجرة يعْمل

مِنْهُ ضماد بقيروطي للطحال الجاسي وَدخل العنصل نَافِع من ورم الطحال يسقى أَولا على الرِّيق ثمَّ يُزَاد قَلِيلا قَلِيلا إِلَى أَن يبلغ قوانوس وَأكْثر الْمِقْدَار قوانوسان وَكَذَلِكَ الْعَمَل فِي جَمِيع مَا وصف لَهُ وشراب العنصل ودقيق الشليم وضمد بِهِ الطحال نفع الأشق مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ حلل ورم الطحال الأشق إِذا أذيب بالخل وَوضع على الطحال حلل جسأه. وَقَالَ جالينوس: قُوَّة الأشق محللة جدا وَكَذَلِكَ يسقى للطحال الصلب وَحب البان مَتى شرب بعد سحقه درخميان مِنْهُ أذبل الطحال وَإِن تضمد بِهِ أَيْضا مَعَ دَقِيق شليم. د: ثجير حب البان قَالَ جالينوس: إِنَّه يلطف صلابة الطحال وَقَالَ عصارة حب البان إِذا سقِِي بخل وَمَاء نقى الطحال فِيمَا قَالَ جالينوس فَإِن اسْتعْملت حب البان أَو ثجيره ضماداً بخل جيد فَإِنَّهُ أقوى وَيجب أَن يخلط بِهِ دَقِيق الْأَشْيَاء الَّتِي تجفف كالكرسنة والترمس ودقيق أصل السوسن وَثَمَرَة الفنجنكشت. قالج وأريباسيوس: إِنَّه نَافِع من السدد فِي الطحال. د: البسد الْأَحْمَر وَالْأسود بديغورس: الجنطيانا خَاصَّة تَحْلِيل الورم الجعدة مَتى شربت بالخل نَفَعت من ورم الطحال. د:) الدبق مَتى خلط بالنورة وَحجر أسبوس أَو زهرَة الْملح والبورق وَجعل مرهماً حلل الطحال الجاسي الصلب جدا وَقَالَ: طبيخ الوج يحلل ورم الطحال. دوج: الوج نَافِع من صلابة الطحال. اوريباسوس قَالَ: ينفع الطحال الَّذِي بِهِ تحجر إِذا شرب. ج: بعر الْمعز مُحَلل وَلذَلِك ينفع الأورام الصلبة الْحَادِثَة فِي الطحال وَيسْتَعْمل فِيهِ كثيرا الزراوند المدحرج مَتى شرب نفع من ورم الطحال. د: الزوفا مَعَ التِّين يضمد بِهِ الطحال وَقَالَ: زبد الْبَحْر الفرفيرى الزاهي الدردى الشكل يصلح لوجع الطحال والحماما نَافِع من ورم الطحال إِذا تضميد بِهِ مَعَ الزَّبِيب. د: الْحبَّة الخضراء جَيِّدَة لوجع ابْن ماسويه: دَقِيق الحلبة إِذا خلط بنطرون وتضمد بِهِ حلل ورم الطحال بورق الْخبز والنورة يبرئان الطحال الجاسي. بولس: شَجَرَة الحضض إِذا طبخت بخل نَفَعت أورام الطحال وَهُوَ يفشه والحضض يفعل ذَلِك إِذا شرب منقوعاً بخل. د: كل حرف مُحَلل لورم الطحال فَإِن تضمد بِهِ مَعَ عسل حلل ورمه المَاء وَالشرَاب الَّذِي

يحمي فِيهِ الْحَدِيد ويطفأ فِيهِ مَرَّات كَثِيرَة يبرىء الطحال الورام (ألف ب) أصُول الحماض إِذا طبخت بخل ثمَّ تضمد بهَا حللت ورم الطحال ورق الطرفاء إِن طبخ بِالْمَاءِ ومزج طبيخه بِالشرابِ أذبل الطحال وَإِن طبخ باخل نفع من وجع الطحال رماد ثجير الْعِنَب ورماد قضبان الْكَرم إِذا ضمد بِهِ مَعَ خل ودهن ورد وسذاب نفع من الورم الْحَار الْعَارِض للطحال. د: الكشوث مفتح لسدد الطحال. ابْن ماسويه: سمورينون نَافِع لوجع الطحال.) د: إِن شرب وَهُوَ طرى أَو طبيخه نَفعه من جساء الطحال وَإِن شرب بخل حلل ورم الطحال. قَالَ: هُوَ حقيق بتذبيب الطحال الصلب ورق الكرنب إِذا أكل نياً بخل نفع من الطحال. د: الكرنب نَافِع من وجع الطحال والورم ابْن ماسويه: ثَمَر الكرنب إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثُونَ درهما كل يَوْم بشراب حلل ورم الطحال وَكَذَلِكَ قشر أصل الْكبر أَنْفَع من جَمِيع الْأَدْوِيَة للطحال الصلب إِن تضمد بِهِ أَو شرب بسكنجبين وَرُبمَا أخرج من الْغَائِط شَيْئا دموياً فيسكن وجع الطحال ويخف أمره على الْمَكَان وثمره يفعل ذَلِك إِلَّا أَنه أَضْعَف. أوريباسيوس: قشور أصل الْكبر إِذا طبخ فِي السكنجبين أَو أنقع فِيهِ وَأخذ أَبْرَأ وجع الطحال. ابْن ماسويه: خَاصَّة الْكبر أَبْرَأ وجع الطحال. ابْن ماسويه: دهن لوز المر نَافِع من وجع الطحال واللوز المر يشفي الطحال. ج: أصل اللوف الْجَعْد يفتح سد الكبد وَالطحَال وَقَالَ: إِن طبخ ورق اللبلاب الْكَبِير مَعَ الْخلّ نَافِع من الطحال. ابْن ماسويه: مَتى دق ورقه وضمد بِهِ الطحال نفع من وَجَعه وورمه وسدده مَاء الْمَطَر جيد للطحال إِذا جعل فِي الشَّرَاب هُوَ. روفس: المَاء الكبريتي نَافِع للطحال قَالَ أركاغانيس: فِي الْأَدْوِيَة المزمنة. قَالَ: يوضع على الطحال محجمة وتمص بِقُوَّة مَرَّات ثمَّ تشرط شرطا عميقاً مَرَّات كَثِيرَة بِقُوَّة ويدلك الطحال فِي الْحمام بالأدوية القوية والكي فِي آخِره أمره وترفع جلدَة الطحال وتكوى فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع فَإِن طاوع على هَذَا لم يحْتَج إِلَى غَيره. من الْجَامِع لتلطيف الطحال: يسقى من علك الأنباط كل يَوْم بسكنجبين.

من الْكَمَال والتمام: إِن كَانَ مَعَ حرارة فافصد الباسليق من الْيَد الْيُسْرَى والأسليم وانفضه بمطبوخ يَقع مَعَ إهليلج أصفر وتمر هندي وأخلاطه هَذِه: قشور أصل كبر وَثَمَرَة الطرفاء وَاجعَل بياضه غاريقونا وزن دِرْهَم فَإِنَّهُ جيد للطحال والكبد والإيارج وَالْملح واسقه لبن اللقَاح إِذا لم) تكن حمى مَعَ الهليلج والغاريقون وعشبة الطحال وَثَمَرَة الطرفاء ويضمد بالفوذنج والسذاب والبورق مطبوخة بخل ثَقِيف وَإِن كَانَت الْحَرَارَة أقل زيد فِيهِ أشق ومقل وَإِذا كَانَت ريح تَحت الطحال فَخذ من الْحَرْف ثَلَاثِينَ درهما يدق وينخل بخل خمر ثَقِيف جدا (ألف ب) ويخبز فِي تنور على آجرة بِنَار هادئة ليجف وَلَا يَحْتَرِق ويدق مَعَه بزر فنجنكشت مثل ثلثه وَثلثه ثَمَرَة الطرفاء وثلثة من عشبة الطحال والشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين وغن كَانَت حمى فامنع اللَّبن واسقه مَاء ورق الغرب وورق الطرفاء وَالْخلاف أوقيتان من كل وَاحِد مَعَ سكنجبين وَالطَّعَام فروج بخل وَالشرَاب سكنجبين يُغير بِهِ المَاء ويضمد بِهِ الضماد إِذا كَانَت مَعَ حرارة شَدِيدَة وَيُؤْخَذ ورق الطرفاء والأثل والدلب وَثَمَرَة الطرفاء والفوذنج النهرى يطْبخ بخل وَيجْعَل مَعَه قَلِيل بورق وملح ويلقى فِي الْخلّ بعد أَن يصفى تنقع عَلَيْهِ قَالَ ولوجع الطحال من برد: أشق سكنجبين. قرص جيد للطحال: ثَمَرَة الطرفاء عشرَة سقولوقندريون سَبْعَة حب البان مثله زراوند مثله بزر فنجنكشت جعدة خَمْسَة خَمْسَة قشور أصل الْكبر سَبْعَة فوة الصَّبْغ خَمْسَة يعجن بِمَاء ورق الطرفاء وَالْخلاف ويسقى بسكنجبين. دَوَاء يلطف الطحال: يسقى بسد منخول بحريرة مِثْقَال بخل وَمَاء وعَلى الرِّيق أَو دِرْهَم غاريقون يعجن بسكنجبين أَو قنطوريون دَقِيق ويكمد بِهِ أَيْضا يطلى الطحال ببعر الشَّاة محرقاً مَعَ الْخلّ فَإِنَّهُ يلطف تلطيفاً قَوِيا واسق مَاء ورق الطرفاء مَعَ خل أَو اسْقِهِ طبيخ ورق الْجَوْز العض بخل الإشقيل أَو ضمد بِهِ. ج فِي الصِّنَاعَة الطَّوِيلَة: إِذا كَانَ الجسأ فِي الطحال فَإِن هَذَا الْعُضْو لَا يجتذب من الكبد إِلَّا الْفضل الغليظ فجل أمراضه إِنَّمَا تحدث من هَذَا الْخَلْط الغليظ فَلذَلِك أصلح أدويته الْمُقطعَة كالخل وَالْعَسَل وَالْكبر قَالَ: وَالطحَال إِن كَانَ جوهره أسخف من جَوْهَر الكبد فَإِنَّهُ من أجل غلظ غذائه ستحجر سَرِيعا وَلَا يجب أَيْضا إِن حدث بِهِ ورم أَن يحمل عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المحللة فَتحل قوته لِأَن لَهُ فعلا يعم الْبدن نَفعه وَهُوَ تنقية الْفضل السوداوي وَلَكِن لِأَن غذاءه من هَذَا الْفضل على غلظه صَار مَتى حدث فِيهِ ورم أَو سدة يحْتَاج إِلَى أدوية تفتح وتقطع تفتيحاً وتقطيعاً بليغاً كقشور أصل الْكبر وسقولوقندريون للطحال بِمَنْزِلَة الغافت للكبد وَلذَلِك يُسمى بعشبة الطحال كَمَا يُسمى الغافت عشبة الكبد وَذَلِكَ لِأَن هَذِه الْأَعْضَاء تحْتَاج إِلَى أدوية قواها) مشابهة إِذا حدث فِيهَا سدد اَوْ أورام صلبة وَلَكِن الطحال يحْتَاج مِنْهَا إِلَى مَا

هُوَ أقوى بِمِقْدَار فضل غليظ غذائه على غذاءه الكبد وكذلكالأدوية الَّتِي تَنْفَع أحد هذَيْن نافعة للْآخر من هَذِه الْعِلَل إِلَّا أَنَّهَا تخْتَلف فِي الكمية لِأَن الْكبر مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل نَافِع للكبد وَالطحَال إِذا كَانَ بهما سدة أَو ورم صلب إِلَّا أَنه لَيْسَ يجب أَن يُؤْكَل مِنْهَا فِي العلتين بِمِقْدَار سَوَاء وَلَا أَن يكون الْخلّ مِقْدَارًا وَاحِدًا وَذَلِكَ أَن الطحال إِذا كَانَ الْخلّ أَكثر وَالْكبر إِذا كَانَ الَّذِي يُؤْكَل مِنْهُ (ألف ب) مِقْدَارًا أَكثر كَانَ نَافِع. قَالَ: وَلَيْسَ لاستفراغ مَا بَقِي فِي الطحال طَرِيق وَاحِد وَهُوَ الإسهال إِلَّا أَنا نستعمل فِيهِ مَا يشرب لِأَن قُوَّة الحقن لَا تبلغ هَاهُنَا كَمَا أَن قُوَّة مَا يشرب لَا يجوز أَن يبلغ الأمعاء السفلي والحقن لَهَا أصلح. قَالَ: والناردين الإقليطي إِذا شرب بالخل نفع من ورم الطحال. ديسقوريدوس: ورق النّيل الْبري نَافِع خَاصَّة للطحال. قَالَ ج: الشنجار نَافِع للطحال جدا أصل النيلوفر إِن شرب حلل ورم الطحال. د: وبزره يفعل ذَلِك السليخة نافعة للورم فِي الطحال وَكَذَلِكَ الْإِذْخر. د: السندروس يسقى للمطحولين وَقَالَ: السفرجل الْمَطْبُوخ بِمَاء الْعَسَل يتضمد بِهِ لجسيا الطحال. ج: الإيرسا إِن شرب بالخل نفع من وجع الطحال سقولوقندريون إِن طبخ ورقه بخل وَشرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا حلل وجع الطحال وَيجب أَن يضمد بِهِ أَيْضا مسحوقاً مَعَ شراب وَقَالَ جالينوس: إِنَّه يذهب إِن طبخ ورقه بالطحال وَقَالَ: السلق يفتح سدد الكبد وَالطحَال. قَالَ جالينوس: السلق دَوَاء بليغ لمن كَانَ طحاله عليلاً إِذا آكل مَعَ خل وَالزَّبِيب مقو للطحال. ابْن ماسويه: الفجل مُوَافق للطحال مَتى تضمد بِهِ وبزر الفجل يحل الورم الطحال. د: إِن شرب من اصل الفاشرا ثَلَاثِينَ يَوْمًا كل يَوْم ثَلَاثَة أبولسات بالخل حلل ورم الطحال وَمَتى قَالَ جالينوس: الفاشرا يلطف وَكَذَلِكَ يذوب الطحال إِذا شرب وضمد بِهِ. فراسيون قَالَ جالينوس: إِنَّه يفتح سدد الطحال الفلفل إِن شرب بالخل أَو تضمد بِهِ مَعَه حل ورم الطحال. د:) أصل بخور مَرْيَم إِن تضمد بِهِ كل يَوْم حل أورام الطحال فوة الصَّبْغ يحل ورم الطحال. ج: صدف الفرفير مَتى شرب بخل اذبل الطحال وعصارة قنطوريون الصَّغِير أَو طبيخه نَافِع جدا لصلابة الطحال ضمد بِهِ اَوْ شرب. جالينوس: الزراوند نَافِع من وجع الطحال.

د: الشيطرج لما كَانَ مقرحا مَعَ الراسن وينعم دقه ويضمد بِهِ للطحال ربع سَاعَة. د: التِّين مَتى أكل بِبَعْض الأحساء الملطفة كالحاشا والزوفا أَو فلفل أَو زنجبيل نفع من فِي طحاله سدد نفعا عَظِيما. ج اسْتِخْرَاج: الْخلّ مِمَّا يلطف وَلَا يسخن فَإِن احتجت إِلَى مَا يسخن وَيفْعل هَذَا الْفِعْل فانقع التِّين فِيهِ وَليكن فِي غَايَة الصفاء وَالْعِتْق وَالْقُوَّة فَإِنَّهُ أقوى فِي ذَلِك فَإِن كَانَ خل عنصل فَهُوَ مقو جدا وَلَيْسَ فِيهِ كثير حرارة. د: لبن التِّين الْمُسَمّى بالجميز يتمسح بِهِ لوجع الطحال أَو يشرب. ابْن ماسويه: يجلو الطحال طبيخ الترمس إِذا شرب مَعَ شراب وفلفل نفع الطحال. د: الترمس إِذا شرب مَعَ مِقْدَار مَا يستلذ من الفلفل والسذاب فتح سدد الطحال. جالينوس: إِنَّه يشفي الطحال المتحجر الْخِيَار البستاني يخلط مَعَ أدوية الطحال. بولس وَقَالَ ابْن ماسويه: (ألف ب) الَّذِي ينقي الطحال هَذِه: الخريق الْأسود الأفيثمون البسبايج الماهودانه قشور أصل الْكبر عشبة الطحال إِذا شرب من كل وَاحِد من هَذِه مِثْقَال بعد سحقه ونخله بِثَلَاث أَوَاقٍ سكنجبين وَكَذَلِكَ يفعل طبيخ القنطوريون الدَّقِيق إِن شرب مِنْهُ) مَاؤُهُ رطبا أَو من طبيخه ثَلَاث أَوَاقٍ بعد أَن تطبخ أُوقِيَّة مِنْهُ بِثَلَاث أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى ثَلَاث أَوَاقٍ ويصفى وَيشْرب مَعَ مثله من السكنجبين المازريون إِذا شرب مِنْهُ دانقان بعد سحقه نع ثَلَاث أَوَاقٍ جلاب فعل مَا وَصفنَا وأصل الإيرسا وَوَج ولوز مر وبزر فنجنكشت وَثَمَرَة الطرفاء والترمس وورق السذاب والشيطرج والزاروند الطَّوِيل والأفسنتين هذهكلها إِذا شريت مِنْهَا شقالان بعد نخلها بسكنجبين أوقيتين اَوْ بِمَاء الفجل المعصور ثَلَاث أَوَاقٍ وَكَذَلِكَ الكماذريوس والفوذنج. إِسْحَاق قَالَ: إِن أحس بغلظ فِي الطحال اسْقِهِ أفيثمون بسكنجبين على قدر قوته. من التَّذْكِرَة: إِذا كَانَ فِي الطحال يحس بوجع فالفصد واعطه أَقْرَاص أميرباريس خَاصَّة إِن كَانَ ذَلِك مَعَ حمى وَإِن لم يكن هُنَاكَ ورم صلب غليظ فأقراص الْكبر. قَالَ: الطحال يحْتَمل أدوية أقوى من أدوية الكبد نَحْو أَقْرَاص الْكبر ويضمد بالوج والأشق وبعر الْمعز ثَلَاث أَوَاقٍ تين لحيم اسقولوقندريون ولوز ينقع التِّين بخل ثَقِيف ويسحق نعما وينثر عَلَيْهِ سَائِر الْأَدْوِيَة ويطلى على خرقَة ويضمد بِهِ. مَجْهُول: يبْدَأ بفصد السيلم وَيخرج دَمًا كثيرا مِنْهُ حَتَّى يَنْقَطِع من ذَاته إِلَّا أَن يسرف وقانون أدوية الطحال مِمَّا لَيْسَ بِقَوي الإسخان وَمَعَهُ قبض ومرارة أَو مَا مَعَه جلاء قوي

كالملح وقشور أصل الْكبر وأصل الحماض الْبري ودقيق الحلبة وإسقيل وَثَمَرَة الطرفاء مشكطرامشيع وكمافيطوس وكماذريوس وهزارجشان وشنجار وترمس مُفْردَة أَو مَجْمُوعَة بالسكنجبين ويسقى طبيخ الغاريقون يُؤْخَذ خَمْسَة دَرَاهِم غاريقون وَيعْمل برطل مَاء إِلَى أَن يبْقى ثَلَاث اواق ويسقى مَعَ سكنجبين. حب للطحال: غاريقون شبث أصل لِسَان الثور قشور أصل الْكبر جزؤ جزؤ حب البلسان مشكطرامشيع كمافيطوس كماذريوس خَمْسَة خَمْسَة ثَمَرَة الطرفاءسبعة جاوشير أسج دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ فوة وَج ثَلَاثَة ثَلَاثَة صَبر دِرْهَمَانِ حلتيت طيب جندبادستر كبريت دِرْهَم دِرْهَم عشبة الطحال جعدة إيرسا خشاشيف ميبسة أَرْبَعَة أَرْبَعَة قردمانا وشحم الحنظا دِرْهَمَانِ وَنصف من كل وَاحِد فنطوريون خَمْسَة غافت ورق سرو ورق أبهل خَمْسَة خَمْسَة يعجن بِمَاء أَطْرَاف الْكبر وورقه يَجْعَل أقراصاً القرص مِثْقَال ويسقى بِمَاء ورق الْخلاف ة ة رق الْكبر بخل بِحَسب الْحَاجة.) ضماد: يُؤْخَذ قشور أصل الْكبر وورق سقولوقندريون وأصل لِسَان الْحمل إيرسا سذاب تين اشنة ورق الأبهل سعد مقل قردمانا بعر غنم راعية حب غَار فقاح إذخر زرنيخ احمر علك الأنباط زفت جوزبوي جندبادستر ترمس بخل. ضماد الطحال (ألف ب) مَعَ برد غَالب: صَبر وفلفل شونيز حلتيت منتن كبريت جندبادستر خشاشيف محرقة مشكطرامشيع قشر أصل الْكبر ورد الْخلاف وَجوز السرو وجعدة وَحب البان وقسط مر كمافيطوس سقولوقندريون الشربة دِرْهَمَانِ وخل. ضماد للطحال مَعَ حرارة: ورد الْخلاف وأطرافه وورق اطراف الطرفاء وقشور اصل الْكبر خل خمر أَطْرَاف الآس أَطْرَاف السرو يَجْعَل ضماداً والغاريقون من اجود الْأَدْوِيَة للطحال سقيا وضماداً وَكَذَلِكَ الزراوند والشيطرج وَثَمَرَة الطرفاء والقسط والأفسنتين والدبق والنورة والعاقرقرحا والبورق والجعدة وصمغ اللوز المر والكندر الذّكر والكرو والجوشير والكبريت وحبالبان والفلونيا والحرف والجنطيانا والحلبة والسلجم الْبري يصلح من دَاخل وَمن خَارج. قرصة نافعة للطحال: قشور أصل الْكبر الْجبلي أسارون زراوند طَوِيل أَرْبَعَة مَثَاقِيل حب الْفَقْد ثَلَاثَة مَثَاقِيل أشق ابيض أسارون فلفل ثَلَاثَة مَثَاقِيل يعجن بخل خمر وَيجْعَل أقراصاً بطيخ الغاريقون أَو بسكنجبين قد طبخ فِيهِ الغاريقون. أركاغانيس فِي كِتَابه فِي الْأَمْرَاض: وصف للطحال الْأَدْوِيَة المحمرة وإدامه إسهال والعلق على الطحال وخل العنصل يتحسى بعد أَن يُمْسِي سَاعَة وَيُصْبِح ويتحسا مِنْهُ حسوات وَيجْعَل مِنْهُ

قَالَ ج: المحجمة إِذا وضعت على الورم الصلب بَالِغَة الْمَنْفَعَة وَلَا يَنْبَغِي أَن تُوضَع فِي أول الْأَمر على الكبد وَالطحَال. قَالَ: والخل مَأْمُون الْعَاقِبَة فِي علاج الطحال الصلب وَكَثِيرًا مَا يَكْتَفِي بِأَن يسحق بالأشق حَتَّى يصير كالطين ويطلى على الطحال الصلب الَّذِي فِيهِ الورم الصلب فيحله. الْأَعْضَاء الألمة: الطحال إِذا كَانَ فِيهِ ورم أَو سدد أحدث يرقاناً واستسقاء والسدة تكون إِمَّا من ريح غَلِيظَة وتعرفها بالتمدد وَإِمَّا من أخلاط غَلِيظَة وتعرف بالثقل والورم يكون فِيهِ إِحْدَى الْأَرْبَع ويستدل على الْحَار بِسُقُوط الشَّهْوَة والعطش والحملى وصفرة اللَّوْن وَإِن كَانَ بلغمياً فببياض اللَّوْن وَإِن كَانَ سوداوياً فبسواده وخضرته وخبث النَّفس وأعراض السَّوْدَاء. الْيَهُودِيّ: جوز السرو وأبهل يطْبخ بالخل ويحمى العليل لوجع الطحال ويضمد بِهِ. الْمَوْت السَّرِيع قَالَ ج: فِي من كَانَ بِهِ وجع الطحال فَعرض لَهُ بطن وأزمن أَدَّاهُ ذَلِك إِلَى) الاسْتِسْقَاء. الْإِنْذَار: من كَانَ بِهِ وجع الطحال فَجرى مِنْهُ دم أَحْمَر وَظَهَرت فِي بدنه فروق بيض لَا تؤلم مَاتَ من الْيَوْم الثَّانِي وَآيَة ذَلِك أَنه لَا يَشْتَهِي شَيْئا. من الأهوية والبلدان: عظم الطحال ينحف الْجِسْم من اجل انه يَأْخُذ غذاءاً كثير العظمة وَمن أجل أَنه يفْسد مزاج الكبد وتقل قوتها الهاضمة فتفسد لذَلِك مزاج الْجِسْم. إبيذيميا قَالَ: الغشاء الَّذِي على الطحال يلصق بالغشاء الَّذِي على الْحجاب فَلذَلِك قد يألم الْحجاب (ألف ب) بألم الطحال حَتَّى يكون التنفس مِنْهُ فِي مرَّتَيْنِ وَذَلِكَ أَن الصَّدْر إِذا انبسط وَالطحَال عَظِيم عليل أوجع الطحال فَأمْسك عَن كَمَال انبساطه ثمَّ عَاد فاستوفى ذَلِك ثَانِيَة. إبيذيميا: الدوالي والبواسير يشفيان من صلابة الطحال وَإِذا حدث بالمطحول اخْتِلَاف دم فطال أبقراط فِيمَا بعد فضلا: إِذا حدث بالمطحول اخْتِلَاف دم فَإِنَّهُ عَلامَة جَيِّدَة وَذَلِكَ أَن الَّذِي طحاله صلب إِذا حدث لَهُ اخْتِلَاف ذهبت تِلْكَ الصلابة إِذا كَانَت تِلْكَ الأخلاط السوداوية الَّتِي كَانَت ناشية فِي جرم الطحال يستفرغ ويستنفى وَلِأَن هَذَا الاستفراغ كثيرا مَا يُجَاوز الْقدر ويتطاول فِيهِ يضر بِصَاحِبِهِ لِأَنَّهُ يفْسد الأمعاء ويضعف الْحَرَارَة الغريزية

فَيحدث لذَلِك زلق الأمعاء وَالِاسْتِسْقَاء أما زلق الأمعاء فللحدة والخلط والوجع وَأما الاسْتِسْقَاء فلضعف الْحَرَارَة الغريزية. الأهوية والبلدان: المطحولون أقوى شَهْوَة للطعام وَالشرَاب أسْرع قيئاً وبرازاً فَيحدث لذَلِك زلق الأمعاء وَالِاسْتِسْقَاء أما زلق الأمعاء فللوجع الَّذِي بهَا وَأما الاسْتِسْقَاء فلضعف الْحَرَارَة الغريزية لِأَنَّهُ لَا تعْمل فيهم إِلَّا الْأَدْوِيَة القوية جدا. الميامر: إِن طحال تسرع إِلَيْهِ الصلابة ويعسر بُرْؤُهُ مِنْهَا لغلظ الدَّم العكر الَّذِي يَجِيئهُ فَإِنَّهُ لَا يُمكن فِيهِ إِن ينْحل سَرِيعا وَيحْتَاج إِلَى أدوية تلطف من غير أَن تسخن إسخاناً بينلا كي لَا يغلظ ذَلِك الْخَلْط بِأَكْثَرَ مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ وكي مَا يبْقى للطحال فعله الطبيعي قد تخلط القوابض لِأَن فعل الطحال نَافِع للبدن لِأَن عكر الدَّم إِذا لم يجذبه الطحال آل الْأَمر بِالرِّجَالِ إِلَى فَسَاد المزاج وَيحْتَاج أَن يعالج الطحال بأدوية مرّة قَوِيَّة ويخلط مَعهَا شَيْء مِمَّا يقبض والخل والسكنجبين افضل مَا عولج بِهِ الطحال لِأَنَّهُمَا يلطفان من غير إسخان وَنحن ذاكرون أدوية الطحال الَّذِي فِيهِ ورم) صلب وَنَدع مَا فِيهِ ورم حَار وَإِن يُسمى مطحولاً من بِهِ تحجر فِي طحاله: حب العرعر جيد لَهُ ولسان الْحمل نَافِع ثَمَرَة الطرفاء يدق وينخل ويسقى ملعقتين بسكنجبين ممزوج وطحال حمَار وحشى نَافِع إِذا سقى مِنْهُ ملغقتين بِمَاء فاتر ثَمَرَة النَّبَات الْمُسَمّى باربعة وَأَرْبَعين فلفل أَبيض سنبل شَامي اشق من كل وَاحِد مثقالان يحل الأشق بخل العنصل وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة ويقرصث ويسقى مِثْقَال مَعَ ثلث قوانوس سكنجبين وَقَالَ الَّذِي أعطَاهُ: إِنَّه سقَاهُ خنزيراً أَيَّامًا فَوَجَدَهُ لما ذبحه نافض الطحال. آخر: ورق العليق الطري وقشور اصل الْكبر وَثَمَرَة الطرفاء وسقولوقندريون وعنصل مشوي وفلفل أَبيض يقرص ويسقى مثقالين بالسكنجبين. من أضمدة الطحال الصلب: دَقِيق البلوط رَطْل نورة سِتّ أَوَاقٍ زهرَة حجر أسيوس أَربع أَوَاقٍ قطران اوقية يهيأ على جلد ذِئْب مادام حاراً وَيلْزم على الطحال وأبلغ مِنْهُ مَا يبرأ مِنْهُ أَولا فَإِنَّهُ قوي جدا ويدر الْبَوْل (ألف ب) ضماد نَافِع من يَوْمه: دبر العليل بِالتَّدْبِيرِ الْجيد ثَلَاثَة أَيَّام: يُؤْخَذ مر ودقاق الكندر من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ خَرْدَل قردمانا من كل وَاحِد أوقيتان خل العنصل الْكِفَايَة يدق الْخَرْدَل والقردمانا والكندر والمر يحلان بخل العنصل وَيجمع ويعجن وَيُوضَع على الطحال سبع سَاعَات إِلَّا تسع ثمَّ أدخلهُ الْحمام والضماد عَلَيْهِ وَإِذا استرخى الضماد فَأدْخلهُ الآبزن وليطل الْمكْث فِيهِ وأشمه شَيْئا يمْنَع عسر الغشى وَحل عَنهُ الضماد وأطعمه سمكًا مالحاً مَعَ خبز الشّعير واسقه شرابًا يخالط مَاء الْبَحْر ورضه رياضة صَالِحَة فِي أَيَّام العلاج. آخر: خَرْدَل أصل الْكبر تين لحيم ضماد الْخَرْدَل. آخر: حرف حلبة حب البان يعجن بخل العنصل وقطران هَذَا نَافِع ويبول صَاحبه دَمًا ويستعملقبله دُخُول الْحمام ضماداً وَهُوَ هَذَا: عاقرقرحا عشرُون حب البان ثَمَانِيَة قردمانا ثَمَانِيَة خَرْدَل نصف رَطْل يعجن الْجَمِيع بخل فائق ويضمد وَيتْرك مَا صَبر لَهُ العليل ثمَّ يُؤْخَذ عَنهُ وَيدخل الْحمام ويطلى بعد ذَلِك الْموضع بشمع ودهن ورد.

أرخيجانس: اسْقِهِ ماءاً قد أطفىء فِيهِ الْحَدِيد إِذا كَانَ محموماً وحدة وَإِلَّا فَمَعَ الشَّرَاب واسقه بزر أناغاليس الآسمانجوني سدس مِثْقَال بسكنجبين واسقه جعدة اَوْ كبد الثَّعْلَب أَو اللبلاب الْمُسَمّى بقشوش إِذا عجن برماد الحدادين ويضمد بِهِ أَو يسحق رماد الْكبر بخل أَو يخلا بيقروطي بدهن الْحِنَّاء وضمده أَو دق ورق الشطرج وضمده فَإِذا لذعه فَأدْخلهُ الْحمام وأقلعه) عَنهُ وَأدْخلهُ فِي مَاء حَار وأمسكه فَإِن لذعه فيشد ويضعف إِلَّا أَن يخرج من الآبزن وَقد برْء وَافْعل هَذَا بِعَيْنِه بأصحاب عرق النِّسَاء أَو خُذ ثجير حب البان فانقعه بخل وضمد بِهِ مَعَ شمع ودهن ورد اَوْ ضمده بدردى خل ثَقِيف اَوْ ضمده بلبد مبلول وَمِمَّا يعظم نَفعه: قشور حب البان وبورق مثل ثلثهَا يجمع بخل ويضمد بِهِ فَإِن ازمنت الْعلَّة فاحجمه بِشَرْط. لى أَخْبرنِي صديق أَنه وجد فِي طحاله غلظاً فَسَقَاهُ الْكِنْدِيّ زنة أَرْبَعَة دَرَاهِم أَو خَمْسَة من الأفيثمون الاقريطشى المسحوق بأوقية سكنجبين أتسهله من الْخَلْط الْأسود إسهالاً وَاسِعًا نَحْو سبع أَو ثَمَان أَو أَكثر وَذهب مَا كَانَ يجد الْكبر بخل إِذا أكل فتح سدد الطحال وَكَذَلِكَ بالخل وَالْعَسَل السلق إِذا أكل فتح سدد الطحال. ابْن ماسويه: الْعَسَل إِن أَدِيم أكله نفع من جسا الطحال المتقادم. أغلوقن: مَتى كَانَ فِي الطحال ورم صلب فَلَا تقتصر على علاجه بالأضمدة فَقَط لَكِن اسْقِهِ ايضاً من الْبَالِغَة القوية من الْمُقطعَة لِأَنَّهُ يحْتَمل قوتها بِلَا أَذَى يَنَالهُ. وأبلغ فِي ذَلِك من الْأَدْوِيَة: قشور اصل الْكبر وعشبة الطحال وأصل الفلونيا طبخ هَذِه وَنَحْوهَا بالخل وَكَثِيرًا مَا يجس الطحال فيجده يدافع يدك وَلَا ورم صلب فِيهِ لَكِن نفخة (ألف ب) غَلِيظَة وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَتقدم أَولا فانطله بدهن قد طبخ فِيهِ أفسنتين ثمَّ ضع عَلَيْهِ ضماداً مَعَه قُوَّة مركبة كضماد الشب والكبريت وَلَيْسَ الْأَدْوِيَة القابضة تضر بِهِ كثرتها إِذا وضعت فِي الأضمدة إِذا كَانَ فِي الطحال نفخة من ريح أَو ورم رخو فَأَما مَتى كَانَ فِيهِ ولرم صلب فَلْيَكُن الْغَالِب فِي الضماد المحللة والقوابض قَليلَة وَيكون هَذِه كزهرة الْملح فَإِن زهرَة الْملح الَّتِي تكون فَوق الْملح فِي الملاحة إِذا جعل على قِطْعَة جلد وَوضع على الطحال من خَارج يذاب بِهِ الورم الصلب الَّذِي يكون فِيهِ. الْأَعْضَاء الألمة: لَيْسَ بعسر على من تدرب فِي مَا وَصفنَا عَلَامَات علل الكبد أَن يسْتَخْرج علل الطحال قَالَ: وَأما الورام الصلبة الْحَادِثَة فِيهِ والفلغموني فيسهل الْإِدْرَاك باللمس لَهَا لصلابتها وَجل علل الطحال تعم مَعَ علل الكبد ولون الْبدن فِي عِلّة الطحال قريب من لَونه فِي عِلّة الكبد غلا انه فِي الطحال يمِيل إِلَى السوَاد اكثر وَذَلِكَ إِن فعله إِن يجتذب عكر الدَّم وَمَتى ضعفت قُوَّة الطحال الجاذبة فَإِن الدَّم يصير سوداوياً وَيحدث سواداللون وَرُبمَا دفع الطحال الْفضل عَن نَفسه كمتا تدفع الكبد حَتَّى أَنه رُبمَا خرج بالقيء والتهوع دم من جنس السَّوْدَاء وينحدر ايضاً من أَسْفَل على هَذِه الصّفة. لى تعلم أَن هَذَا

كَذَلِك إِذا رَأَيْت صَاحبه صَحِيحا وينفعه ذَلِك فَإِنَّهُ) أَخْبرنِي أَبُو نصر أَنه تقيأ طستا مملوءاً من هَذَا الدَّم وَيكون هَذَا فِي كل شهر وَينْتَفع غَايَة النَّفْع وَلَا يكون ذَلِك مِنْهُ فِي مرض الْبَتَّةَ قَالَ: قد يهيج الطحال كم من مرّة مِنْهُ إِلَى فَم الْمعدة مفرط الحموضة وَإِذا حدث فِيهِ ورم صلب أحدث استسقاءاً وَإِذا حدثت مَعَه فِي الكبد من يرقان وامتزج ذَلِك المرار بِهَذَا الدَّم حدث اليرقان السود حَتَّى يرى لون الْبدن مختلطاً من صفرَة وَسَوَاد. الساهر: للطحال من صلابة وريح فِيهِ وَتَحْته: ينقع الْحَرْف فِي الْخلّ يَوْمًا وَلَيْلَة ويلقى عَلَيْهِ من غَد كف دَقِيق شعير ويخبز فِي التَّنور على آجرة لِئَلَّا يَحْتَرِق وَيُؤْخَذ مِنْهُ جزؤ وَاصل الْكبر جزؤ فيشرب مِنْهُ فِي الْحمام مثقالان مَعَ ثَلَاثَة أوافق من سنكجبين حامض. لِابْنِ ماسويه فِي الرّيح الغليظة الَّتِي تَحت الطحال: صفة فِي الْحَرْف فاكتبها. الساهر للطحال مَعَ حرارة: خُذ الْحَرْف بعد دقه واعجنه بخل خمر فائق واخبزه فِي التَّنور بِقدر مَا يجِف وألط بِهِ ثَمَرَة الطرفاء واشربه بخل خمر والذييجب أَن يسْتَعْمل فِي مسهلاته الغاريقون فَإِنَّهُ جيد. مطبوخ جيد للطحال: إهليلج اسود وَعشرَة دَرَاهِم قشور اصل الْكبر وثمره وشاهترج وَحب الْغَار وَحب البان يطْبخ وَيجْعَل بياضه غاريقون وإيارج. الْمِيَاه الَّتِي تشرب لوجع الطحال الْحَار: مَاء الْخلاف مَاء ورق الطرفاء مَاء ورق الغرب (ألف ب) مَاء ورق الْكبر مَعَ ثَلَاثَة أَمْثَاله من سكنجبين. حب يسهل الطحال: قشور اصل الْكبر وَثَمَرَة الطرفاء دِرْهَم دِرْهَم خربق أسود دانقان تَرَبد نصف دِرْهَم حب البان مثله غاريقون دِرْهَم اشق دانقان يعجن بِمَاء ورق الطرفاء. أَقْرَاص الطحال الصلب مَعَ حرارة: قشور اصل الْكبر وَثَمَرَة الطرفاء وزراوند طَوِيل وفنجنكشت وسقولوقندريون وبزر الشكوث وبزر الهندباء وغاريقون وراوند صيني وأفسنتين وسنبل وَورد يعجن بِمَاء ورق الْخلاف وَيشْرب مِنْهَا مِثْقَال بِمَاء الكشوث اَوْ الْخلاف المغلي وسنكجبين جيد لفساد المزاج. أهرن: ينفع للطحال الْعُرُوق الصفر الزراوند والأفسنتين والحرف والجعدة والقردمانا والأشج والأسارون وَالْكبر فَهَذِهِ روؤس أدوية الطحال. للطحال مَعَ حرارة: يسقى دِرْهَمَانِ من بزر رجلة بخل وَمَاء فَإِنَّهُ جيد أَو خُذ أبهل وَجوز) السرو غير نضيج فانقعه فِي الْخلّ واسقه مِنْهُ وَهُوَ نَائِم على يسَاره وضمده بالثفل وجفف قشور القرع واسقه مِنْهُ مِثْقَالا بخل جيد قَالَ: وَإِذا ضمدت الطحال فَلَا تسرف فِي المحللات لِئَلَّا يتحجر مل بَقِي لَكِن امتثل فِيهِ قانون الأورام الصلبة.

وَمن جِيَاد أدويته: الأشق والخل تحله فِيهِ ثمَّ يطلى مِنْهُ على الطحال وتوضع فوفه قطنة وينفع ورق القرع يطْبخ بخل ويضمد بِهِ. سرابيون: يحدث فِي الطحال ضعف القوى الرّبع والأرباح الصلبة فِي اكثر الْأَمر والحارة فِي القل فَإِذا ضعفت الْقُوَّة الجاذبة صَار الدَّم سوداوياً وَإِن ضعفت الماسكة حدث عِنْد ذَلِك إسهال سوداوي وَإِن ضعفت النغيرة حدث ضَرُورَة أمراض على نَحْو مَا مَال إِلَيْهِ التَّغَيُّر وَإِن ضعفت الْمُغيرَة حدث ضَرُورَة أمراض على نَحْو مَا مَال إِلَيْهِ التَّغَيُّر وَإِن ضعفت الدافعة حدث أمراض وَقلة الشَّهْوَة لِأَن الشَّهْوَة إِنَّمَا تكون إِن تنْدَفع السَّوْدَاء إِلَى الْمعدة وورم الطحال يلْحق فِي أَكثر الْأَمر بالحس لِأَنَّهُ فِي الْأَكْثَر صلب فَإِن لم يُوقف عَلَيْهِ فَلذَلِك لقلته أَو لِأَنَّهُ فِي أعليه فَحِينَئِذٍ فاعرفه من وجع يحدث فِي مشط الطتف الْأَيْسَر لِأَن ديافرغما يألم فألمه وَلذَلِك كل من كَانَ فِي طحاله ورم غليظ مفرط الغلظ والعظم يكون تنفسه التنفس الْمُنْقَطع المتضاعف وَهُوَ الَّذِي يُسمى نفسا بكائياً كَمَا يعرض للصبيان لأَنهم يستمرؤن الانبساط فِي مرّة للوجع الَّذِي ينالهم وَإِن كَانَ الوجع فلغمونيا فغنه يحدث مَعَه تلهب إِلَّا فثقل وصلابة من غير لهيب فَإِن ألم الكبد مَعَ الطحال حدث الاسْتِسْقَاء وَقد يرم الطحال من ريح تمدده وَهَذَا الورم يكون بِلَا ثقل وَيجب إِن تحفظ قُوَّة الطحال عِنْد المداواة فعلا عَظِيما نَافِعًا وَتَكون أدوية قَوِيَّة لِأَن أورامه غَلِيظَة وَلِأَن مادتها غَلِيظَة وَذَلِكَ يكون بالمرة والقابضة فأبدا أَولا إِن كَانَت فِيهِ سدد بفصد الباسليق الْيُسْر بعد ذَلِك وغن كَانَت حرارة فماء عِنَب الثَّعْلَب والكرفس وأطراف الطرفاء وَالْخلاف والغرب وَمَاء ورق الْكبر والسكنجبين وَأما الرِّيَاح (ألف ب) الغليظة الَّتِي من شَأْنهَا أَن تنفخ الطحال والأورام الْحَادِثَة فِيهِ فاسكب عَلَيْهِ دهن الأفسنتين وضمد بضماد الشب والبري والبورق والراتينج والزفت والجوشير وتحر أَن تكون القابضة أغلب والمحللة أقل كَمَا أَنه إِذا كَانَ فِيهِ ورم غليظ جاسي يَنْبَغِي أَن تكون القابضة أغلب والمحللة أقل كَمَا أَنه إِذا كَانَ فِيهِ ورم غليظ جاسي يَنْبَغِي أَن تكون القابضة أقل مثل زهرَة الْملح فَإِن من شَأْنهَا أَن تبرىء صلابة الطحال وَيصْلح ايضاً فِي الورام الرخوة والرياح الغليظة إِن اسْتعْمل التكميد بالنخالة المطبوخة) بخل وشب فَإِن من شَأْن النخالة أَن تذيب غلظ الطحال بِسُرْعَة وَيصْلح التكميد الْمُتَّخذ بخل خمر ثَقِيف قد طبخ فِيهِ سذاب وفوذنج وبورق وَجوز السرو وَثَمَرَة الطرفاء فَإِن لم تكن حمى فَاجْعَلْ فِي أضمدة الطحال الصلب أشقا ومقلا وضماد إكليل الْملك والسذاب والتين والبورق وَمِمَّا هُوَ جيد للرياح المحجمة بالنَّار تلصق عَلَيْهِ أَو بالمص العنيف وينفع من ريح الطحال أَن يُؤْخَذ حرف بابلى ثَلَاثُونَ درهما ويدق وينخل بحريرة ويعجن بخل خمر ثَقِيف وَيعْمل مِنْهُ أَقْرَاص دقاق ويخبز فِي التَّنور على آجرة أَو فِي طابق حَتَّى يحمر ويجف وَلَا يَحْتَرِق ثمَّ يدق ويخلط بِهِ من الْفَقْد عشرَة دَرَاهِم وَثَمَرَة الطرفاء خَمْسَة دَرَاهِم سقولوقندريون سَبْعَة دَرَاهِم منخولة بحريّة وَيشْرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين والخل جيد للطحال لِأَنَّهُ يقطع وَلَا يسخن وَلَا يجب أَن تكون الْمُقطعَة شَدِيدَة الإسخانلأنها تحجر مَادَّة الطحال تحجراً شَدِيدا. مطبوخ يصلح للطحال: حب الْفَقْد وَثَمَرَة الطرفاء وورق الْكبر وثمرته وافسنتين

بسم الله الرحمن الرحيم

وأستوخدوس وَجوز السرو وَلَك وفوة وراوند صيني وفوذنج نهري ويطبخ بخل خمر ثَقِيف وَيُعْطى أوقيتين على الرِّيق. آخر: يُؤْخَذ أصل الْكبر وعشبة الطحال ينفع بسكنجبين ويسقى فغن اسْتعْملت هَذِه وَرَأَيْت الورم الجاسي على حَاله فضع عَلَيْهِ محاجم مَعَ شَرط وافصد الوداج الْيُسْر واكو خمس كيات أَو سِتا بِمرَّة تَأْخُذ حَدِيدَة لَهَا سِتّ أصابيع أَو خمس فتحميها وتضع عَلَيْهِ واحفظ الْجِرَاحَات مُدَّة لَا تندمل فَإِنَّهُ من احْتمل الكي لم يحْتَج إِلَى علاج آخر الْبَتَّةَ وَقد جربت هَذَا الدَّوَاء. آخر: يُؤْخَذ كاعظ فَيقطع على قدر الطحال ويغمس وينثر عَلَيْهِ خَرْدَل مسحوق وَيلْزم الطحال قدر مَا يحْتَملهُ العليل من الْمدَّة ثن اغسل الْموضع بِمَاء فاتر وينفع من صلابة الطحال البان اللقَاح مَعَ الْأَدْوِيَة المفتحة للسدد. مَجْهُول قَالَ: يشرب للطحال ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم نصف رَطْل من مَاء السويلا فَإِنَّهُ يذهب بِهِ الْبَتَّةَ وَأَنا أرى إِن هَذَا حَار جدا فَوق الْغَايَة يحْتَاج أَن يتوقى وَقَالَ: الفلنجمشك يذهب غلظ الطحال جيد فِي ذَلِك قَالَ: وينفع من غلظ الطحال الْحمام والكماد والحجامة على الطحال وَحكى لي صديق انه أَنْفَع قطع لبد (ألف ب) فِي خل فائق جيد لَا بعده ثمَّ دخل الْحمام فِي الْبَيْت الْحَار فَنَامَ على ظَهره وَكَانَ يضع مِنْهَا وَاحِدَة على طحاله ويقطر ذَلِك الْخلّ عَلَيْهِ فعل ذَلِك مَرَّات فِي أَيَّام فاصمصل غلظ طحاله الْبَتَّةَ لى هَذَا يصلح إِذا كَانَ مَعَ الطحال حرارة.) تمّ السّفر السَّابِع من الْكتاب الْحَاوِي لصناعة الطِّبّ على مَا جزاه مُؤَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا رَحْمَة الله ويتلوه فِي الثَّامِن فِي قُرُوح الأمعاء والزحير وَالْفرق بَينهمَا وَبَين سَائِر الِاخْتِلَاف الدموي والمغص والورم فِي المعى وَالِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم والعلامات الْعَارِضَة فِيهِ والأدلة على ذَلِك وعلاج جَمِيعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى. (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (وَصلى الله على مُحَمَّد وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا)

الجزء 3

(الْجُزْء الثَّامِن)

أمراض الأمعاء

(أمراض الأمعاء) (قُرُوح الأمعاء والزحير) وَالْفرق بَينهمَا وَبَين سَائِر اخْتِلَاف الدَّم والمغص والورم فِي الأمعاء وَالِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم: 3 (المغس) نَوْعَانِ: نوع من الرّيح فاطلب علاجه فِي بَاب الأوجاع وَفِي بَاب الْمعدة حَيْثُ النفخ يفرق بَينهمَا أَعنِي المغس ثمَّ ينزل علاج الَّذِي لَيْسَ من ريح هَاهُنَا يستعان بقوانين القروح الْبَاطِنَة واستعن بِبَاب النفخ. إِن كَانَ من القروح فِي الأمعاء الْغِلَاظ فأكثرها تحْتَاج إِلَى الحقن وَمَا كَانَ من الدقاق فَيحْتَاج إِلَى أدوية من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَذَلِكَ أَن بعْدهَا عَن الْمعدة والفم سَوَاء. 3 (الثَّامِنَة من) 3 (حِيلَة الْبُرْء) يتَّخذ لأَصْحَاب قُرُوح الأمعاء والذرب خبز يَقع فِي عجينه خل. لي قَالَ: مِمَّا ينفع هَؤُلَاءِ وَهُوَ خَفِيف الْمُؤْنَة يُؤْخَذ بيض فيسلق بِمَاء وخل وسماق سلقاً قَوِيا ويغذون بصفرته وَليكن غذاؤهم قَلِيلا فَإِنَّهُ أَجود وَقَالَ: إِذا كَانَ فِي الأمعاء لذع قوي فأحقن بشحم البط وشحم الدَّجَاج فَإِن لم يتهيأ فشحم الْمعز فَإِن لم يتهيأ هَذِه فدهن عذب وشمع مغسول. الثَّانِيَة عشر:) 3 (قَالَ:) 3 (حقنة صَاحب قرحَة الأمعاء) 3 (بشحم الماعز والقيروطي لَيست مِمَّا يُبرئ القرحة وخاصة إِن كَانَ فِيهَا شَيْء من) 3 (العفونة بل مِمَّا يسكن اللذع والوجع فيستريح الْبدن إِلَيْهِ وَيُقَوِّي الْقُوَّة إِذا كَانَ قد أجهدها) 3 (شدَّة الوجع وخفنا عَلَيْهَا الانحلال فَأَما إِذا رَأَيْت الْقُوَّة قَوِيَّة فَإنَّا كثيرا مَا نَفْعل ضد) 3 (ذَلِك مِمَّا يقْلع أصل الْمَرَض وَإِن كَانَ يوجع وجعاً شَدِيدا فيحقن العليل بأَشْيَاء لذاعة) 3 (غَايَة اللذع فَإِن كثيرا من النَّاس يبلغ من نجدتهم وصبرهم أَن يختاروا العلاج الصعب) 3 (الْقَلِيل الزَّمَان على الأوفق الَّذِي زَمَانه أطول وَهُوَ أسلم فَإِن رجلا كَانَ يداوي قُرُوح) 3 (الأمعاء باقتدار وَقُوَّة ونجدة فَكَانَ يبريء خلقا كثيرا سَرِيعا من يَوْمه وَكَانَ يقتل بَعضهم) 3 (وَهُوَ أَنه كَانَ يطعم العليل مَعَ خبزه بصلاً من الَّذِي يُقَال لَهُ فوطاً وَكَانَ يَأْمُرهُ أَن يقل) 3 (الشَّرَاب ثمَّ يبكر عَلَيْهِ بِالْغَدَاةِ فيحقنه بِمَاء وملح ثمَّ يحقنه بدواء قوي فَكَانَ من فِي قوته) 3 (احْتِمَال ذَلِك يبرأ من يَوْمه برءاً تَاما وقوياً مِمَّن لَا يحْتَملُونَ ذَلِك يتشنجون أَو يتجلاهم)

الأعضاء الآلمة

3 - (الغشي مَعَ نداوة فِي الْبدن لشدَّة الوجع ويموتون. لي إِذا رَأَيْت فِي الأمعاء قد هاج من) 3 (شدَّة الوجع غشى وقلق فاحقن بشحم الْمعز وَلَا تدافع بِهِ فَتسقط الْقُوَّة وَيَمُوت العليل) 3 (لَكِن عجل ذَلِك فَإِنَّهُ بتعديله للخلط ينفع أَيْضا حَتَّى إِذا سكن الوجع وهدأ وتراجعت) 3 (الْقُوَّة فَانْظُر فَإِنَّهُ رُبمَا لم يرجع الوجع لِأَن الْخَلْط يكون قد انحل وَرُبمَا رَجَعَ وَذَلِكَ إِن) 3 (الأولى من) 3 - (الْأَعْضَاء الآلمة) قَالَ: إِذا خرج بالإسهال طبقَة من الأمعاء لَهَا عرض أكبر من مِقْدَار أمعاء الدقاق فَلَيْسَ حدسك بِبَعِيد أَن يكون من الأمعاء الْغِلَاظ. قَالَ: كَانَ رجل يُصِيبهُ لذع فِي أمعائه ثمَّ يقوم بعد ذَلِك بِمدَّة طَوِيلَة فَيخرج مِنْهُ برَاز مَعَ رطوبات فَاسِدَة وأصابه بعقب أَخذ السقمونيا فحدست أَن أمعاءه الْعليا أضّر بهَا السقمونيا فأطعمته القوابض فبرئ وَلَو كَانَ سَاعَة يجد اللذع يقوم لَكُنْت أحدس أَن الْعلَّة فِي الأمعاء السُّفْلى. تعرف هَل القرحة فِي الأمعاء الْعليا أَو السُّفْلى من نَحْو الخراطة فَإِنَّهُ إِن كَانَ قشور غِلَاظ كبار فالعلة فِي الْغِلَاظ وبالضد وَإِن كَانَ الْقيام يكون بعد الوجع بِمدَّة فالعلة فِي الدقاق وَإِن كَانَ الثّقل غير مختلط فالخراطة وَالدَّم والوجع فِيمَا قرب من) الدبر بِقدر اخْتِلَاط الثّقل بالخراطة تكون الثِّقَة بِأَن القرحة فِي الْعُلُوّ فَإِن كَانَ شَدِيد الِاخْتِلَاط فَهُوَ فِي أَعلَى الأمعاء. فِي تَدْبِير قُرُوح الأمعاء من علل الكبد الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: لَيْسَ مَتى خرج الدَّم وَإِلَى الْأَعْرَاض الازمة والأعضاء العليلة فَإِنَّهُ قد يكون عَن ضعف الكبد إسهال كَأَنَّهُ مَاء اللَّحْم الطري الْمَذْبُوح وَإِذا رَأَيْت إسهال الدَّم فَانْظُر فِي حَال الكبد وَالطحَال وَانْظُر هَل قطع من العليل عُضْو مثل يَد أَو رجل فَإِن خلقا كثيرا لما قطعت أَيْديهم أَو بعض أعضائهم صَار ذَلِك الدَّم الَّذِي كَانَت تغتذي بِهِ تِلْكَ الْأَعْضَاء فضلَة تخرج عَن الْجِسْم وَأما دم البواسير وَنَحْو ذَلِك فَلَا أحتاج أَن أَقُول فِيهِ وَيكون فِي علل الكبد ضروب من اخْتِلَاف الدَّم فَانْظُر فِي بَاب الكبد لتعرف ذَلِك واقرء الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة من حَيْثُ ذكر علل الكبد إِلَى آخر الْمقَالة وَالدَّم الَّذِي يَدْفَعهُ الطبيعة لقُوَّة الْجِسْم وَصِحَّته وامتلائه دم صَحِيح جيد وَلَا وَجمع مَعَه. وَمن اخْتِلَاف الدَّم عَن الطحال السَّادِسَة: رُبمَا دفع الطحال فضلَة يخرج عَن الْإِنْسَان دم عكر أسود بِلَا وجع وَذَلِكَ زَائِد فِي الصِّحَّة. لي فتش أبدا عَن خُرُوج الدَّم من الْبدن عَن حَال الْأَعْضَاء هَل يخرج بوجع أَو لَا وكمية الدَّم وكيفيته وَهل فِي الْبَطن عُضْو عليل أم لَا وَسَائِر مَا تقدم لِئَلَّا تغلط فِي حَالَة. 3 (تَفْصِيل لقروح الأمعاء والكبد) قَالَ: يجب أَن تعلم أَن إسهال الدَّم الْكَائِن عَن الْقرح

الأمعاء أَنه لَا يحدث دفْعَة كَمَا يحدث تِلْكَ الْأُخَر وَيكون فِي أول الْعلَّة إسهال مرار تلذع غَايَة اللذع ثمَّ يتبع ذَلِك خراطة الأمعاء ثمَّ يخرج بعد ذَلِك خراطة الأمعاء ثمَّ يخرج بعد ذَلِك مَعَ الخراطة دم قَلِيل وَذَلِكَ تكون عِنْد مَا تكون القرحة قد استحكمت فَإِنَّهُ كَانَ مَعَ الخراطة شَيْء من جنس السمين فالقرحة فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَإِن كَانَ يخرج مَعَ الخراطة والثفل دم فَانْظُر فِي الدَّم فِي الخراطة فَإِنَّهُ إِن كَانَ الدَّم شَدِيد الِاخْتِلَاط بِمَا يخرج منعقداً بِهِ فالقرحة فِي الْعليا وَإِن كَانَ طافياً عَلَيْهِ منحازا عَنهُ فالقرحة فِي السُّفْلى وَكَذَلِكَ فَانْظُر فِي الخراطة أمختلطة هِيَ أعنى بالثفل اختلاطا محكما أَولا واحكم بِحَسب ذَلِك إِلَّا أَن ذَلِك فِي الخراطة أقل تَبينا مِنْهُ فِي الدَّم وَكَذَلِكَ إِن خرجت فِي الإسهال قشرة قرحَة فَإِن عظمها يدل على موضعهَا الَّذِي هِيَ فِيهِ لعظمها واختلاطها بِمَا يخرج أَيْضا فَإِن كَانَت فِي الْعليا فَهُوَ ينْتَفع بِالَّذِي يشرب وَإِن كَانَت أدنى الأمعاء فبالحقن وَإِن كَانَت فِي الْوُسْطَى فبينهما. تَفْصِيل بَين قُرُوح الأمعاء ووجع الكبد قَالَ: وَيفرق بَين هَذَا وَبَين إسهال الدَّم الْكَائِن عَن الكبد أَن ذَلِك وَإِنَّمَا هُوَ فِي أول الْأَمر مثل مَاء اللَّحْم ثمَّ بعد ذَلِك إِذا تزيدت الْعلَّة خرج الإسهال خلط غليظ شَبيه بدردي الشَّرَاب وَلَا يكون مَعَه شَيْء من جنس الخراطة فَإِن هَذَا الإسهال الَّذِي يكون من الكبد لَهُ مَرَاتِب كَثِيرَة وفترات يمسك فِيهَا الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة ثمَّ يعاود فَيخرج أنتن من الأول وأردأ وَلَيْسَت الْحَال فِي قُرُوح الأمعاء 3 (الزحير) قَالَ: أما القروح الَّتِي تكون فِي المعي الْمُسْتَقيم وَيُقَال لَهَا الزحير فَإِنَّهَا تحدث تزحرا شَدِيدا جدا وشهوة للْقِيَام إِلَى الْخَلَاء قَوِيَّة وَلكنه لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا الشَّيْء النزر وَهَذَا الشَّيْء يكون فِي أول الْأَمر ورقيقا حَتَّى إِذا طَالَتْ الْمدَّة انحدر مِنْهَا شَيْء من جنس الخراطة وَيكون كلما ينزل مِنْهُم من غير مختلط لما ينحدر فَوق أعنى الثفل وَقد ذكر قوم أَن بعض هَؤُلَاءِ خرج مِنْهُم بعقب تزحر شَدِيد وَلم أره قطّ وَلَا سمعته من إِنْسَان رَآهُ. جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: الخراطة الْعِظَام العراض الشبيهة بالأغشية تدل على أَن الْعلَّة فِي الأمعاء الْغِلَاظ والخراطة الرقيقة وَالصغَار الَّتِي هِيَ كالنخالة تدل على أَنه فِي الدقاق. الزحير يكون إِمَّا من برد شَدِيد عنيف وَإِمَّا من مرّة مداخلة الجرم الأمعاء. لي أرى هَذَا الْكَلَام يُرِيد بِهِ المغس. السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: قد يعرض على الكبد نَوْعَانِ من اخْتِلَاف الدَّم أَحدهمَا الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم الْقَرِيب الْعَهْد بِالذبْحِ إِذا غسل وَلآخر الِاخْتِلَاف الشبيه بالدردي وَيكون ذَلِك من طول بَقَاء الدَّم فِي الكبد وعسر نُفُوذه إِلَى قُدَّام فيحترق ويسود ويتوهم النَّاس أَنه مرّة سَوْدَاء وَلَيْسَ لَهُ بريقها، قَالَ: وَقد يشبه هَذَا بقروح الأمعاء وَذَلِكَ أَن

هَؤُلَاءِ يعرض لَهُم اللذع فِي الأمعاء كَالَّذِين بهم قُرُوح الأمعاء لِأَن الَّذين بهم قُرُوح الأمعاء لِأَن هَذَا الدَّم حَار محترق، وَقَالَ: فَجَمِيع اخْتِلَاف الدَّم أَرْبَعَة: أَحدهَا الدَّم الَّذِي يستفرغ بأدوار مَعْلُومَة ويعرض لمن يقطع بعض أَعْضَائِهِ وَلمن ترك الرياضة وَنَحْوهَا وَالثَّانيَِة استفراغ الدَّم الشبيه بغسالة اللَّحْم وَالثَّالِث الِاخْتِلَاف الشبيه بعكر الدَّم الَّذِي لَهُ بريق مَا وَهَذِه الثَّلَاثَة الْأَصْنَاف يستفرغ بهَا دم كثير دفْعَة فَأَما الصِّنْف الرَّابِع الَّذِي من قُرُوح الأمعاء فَإِنَّهُ يكون قَلِيلا قَلِيلا بَين فترات يسيرَة وَرُبمَا كَانَ دَمًا مَحْضا كَانَ قد صَار علقا وَرُبمَا خالطه قيح وقشور القروح وأجسام غشائية وَهِي أَجزَاء من الأمعاء وَقد تخرج مِنْهُ قطرات دم فَوق الثفل وَقد ذكرنَا سَبَب اخْتِلَاف الدَّم المائي الشبيه بغسالة اللَّحْم الطري وبالدم الشبيه بالسوادء الْكَائِن عَن الكبد فِي بَاب الكبد. لي مَعَ اخْتِلَاف الدَّم العكر هُلاس لِأَن الدَّم الَّذِي يكون عكرا لَا يقدر أَن يمْضِي إِلَى قُدَّام وَلَيْسَ مَعَه عَلَامَات ضعف الكبد وَمَعَ مَاء اللَّحْم عَلَامَات ضعف الكبد نحرر هَذَا إِن شَاءَ الله. اسْتَعِنْ بالسادسة من العطل والأعراض الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ الطَّبِيب:) إِذا رَأَيْت هذَيْن الاختلافين فاقصد فِي الْأسود إِلَى تفتيح السدد لينفذ الدَّم فاقصد فِي مَاء اللَّحْم إِلَى إسخان الكبد فَإِنَّهُمَا ليسَا من قُرُوح فِي الأمعاء فَأَما القروح والجائي بأدوار فَلَنْ يخفى عَلَيْك. لي هَذَا الِاخْتِلَاف شَبيه بالمرة السَّوْدَاء وقروح الأمعاء الكائنة عَن الْمرة السَّوْدَاء قاتلة فليفرق بَينهمَا بالوجع إِن كَانَ قَدِيما فِي الكبد والحميات وَإِن هَذَا الدَّم لَيْسَ لَهُ من الحدة والبونق مَا للسوداء. قَالَ: فَأَما الزحير فَإِنَّهُ قرحَة تكون فِي المعي الْمُسْتَقيم والزحير أَشد فِيهَا مِمَّا فِي قُرُوح الأمعاء كثيرا جدا. نوع من اخْتِلَاف الدَّم من اخْتِلَاف الدَّم ضرب يكون عَن ذوبان الكبد فَيكون اخْتِلَاف دم صديدي لَا يكون عَن عِلّة الكبد لَكِن يكون عَن ذوبان الأخلاط ورقتها وانحلال اللَّحْم وذوبانه وسيلانه فاستدل عَلَيْهِ ينقصان الْبدن وَعدم ضعف الكبد. ابْن ماسويه: من سحج وَيحْتَاج أَن يلين بَطْنه فلينه بلعاب بزر الخطمى وبزره وبزر مر وبزر قطونا يسقى مَعَ شَيْء من هَذِه بنفسج. الميامر: السَّادِسَة من الأقراص والأدوية الَّتِي وصفت هُنَاكَ لنفث الدَّم وَقد ذَكرنَاهَا نَحن نؤلف من القابضة والمقوية والمخدرة واللطيفة الحارة لسقط مِنْهَا اللطيفة الحارة ويسقى لقروح الأمعاء فَإِنَّهَا عَجِيبَة على مَا ذكر. قرص جيد لاخْتِلَاف الدَّم وقروح الأمعاء بزر الْورْد وطراثيث وجلنار وطباشير وطين

مختوم وصمغ وكندر وبزر بنج وأفيون يعجن بعصارة لِسَان الْحمل ويسقى مِنْهُ قرص فِيهِ دِرْهَمَيْنِ فَإِنَّهُ يمسك الْبَطن سَرِيعا. واستعن بالسابعة من الميامر فَإِن فِيهَا أقراصا نافعة لقروح الأمعاء وتأليفها من المخدرة والقابضة وَفِي بعض الْمَوَاضِع مِمَّا يدر الْبَوْل مَعهَا الأفيون مَتى احْتمل سكن وجع الزحير وقروح الأمعاء. التَّاسِعَة من 3 (الميامر لقروح المعي) بزر الْورْد أفيون قاقيا صمغ جلنار طراثيث جُزْء جُزْء لِسَان الْحمل مثله حضض هندي مثله يعْمل مِنْهُ قرص فِيهِ مِثْقَال. دَوَاء يَقُول جالينوس إِنَّه اسْتَعْملهُ: عفص وثمر الأثل وأفيون بِالسَّوِيَّةِ ويسقى مِنْهُ نصف مِثْقَال. آخر يُسمى الْمُعَلق قافيا خَمْسَة وَعِشْرُونَ بزر بنج عشرَة سماق تسعون كندر وَاحِد يَجْعَل أقراصاً بشراب قَابض. 4 (معجون جيد لقروح المعي) 4 (قرص عَجِيب جدا يذهب الِاخْتِلَاف فِي شربة) قشور بيض محرقة خَمْسَة عشر حب الآس خَمْسَة وَعِشْرُونَ أفيون عفص عشرَة عشرَة عصارة لحية التيس أصل اليبروج اثْنَا عشر طين مختوم وكندر عشرَة عشرَة بزر كرفس عشر بزر بنج عشرَة قافيا خَمْسَة يجمع الْجَمِيع بطبيخ السماق ويسقى للمحموم بِمَاء وَإِلَّا بشراب أسود قَابض. 4 (أَقْرَاص الزرانيخ للحقنة) قرطاس محرق وشب وزرنيخ أَحْمَر وعصارة حصرم وتوبال النّحاس وزعفران وأفيون ونورة لم تطفأ يعجن بطبيخ حب الآس ويقرص ويحقن بِهِ بِوَزْن ثَلَاثَة مَثَاقِيل بعصارة لِسَان الْحمل. لي تُؤْخَذ نورة وقلي وراتينج وقافيا وعفص يربى بالخل أَيَّامًا ويقرص ويحقن بِوَاحِدَة بِمَاء لِسَان الْحمل أَو بِمَاء الْعَسَل قَالَ أَقْرَاص الزرانيخ يجب أَن تدفن فِي ثجير الْعِنَب لِئَلَّا تنْحَل قوتها. 4 (حب يقطع الخلفة وقروح الأمعاء من سَاعَته) عفص فج أَرْبَعَة أفيون اثْنَان ناتجة وَاحِد بزر كرفس جبلي كالحمص وَيُعْطى عِنْد الْحَاجة. 4 (طلاء يطلي على الْبَطن فِي الخلفة وقروح المعي) قافيا أفيون طراثيث بزر كرفس وَيجْعَل قرصا وَعند الْحَاجة يطلي بطبيخ الْعِنَب. الأخلاط الأولى قَالَ: قد يسْتَعْمل جلّ النَّاس فِي قُرُوح المعي إِذا عفنت الحقنة بِمَاء الْملح كَمَا قد يغسلون بِهِ مَا قد عفن وَإِذا خرج ذَلِك وظنوا أَن القروح قد تعفنت وَإِلَّا عَادوا ذَلِك ثمَّ حقنوه بِالَّتِي تصلح العفونة وَرُبمَا خرج مَعَ مَاء الْملح قشور من الأمعاء عِظَام. لي هَذَا يَنُوب عَن حقن الزرانيخ لِأَنَّهُ ينقي القروح ثمَّ يحقن بالمجففة والمقوية الَّتِي قد

جرت بهَا الْعَادة قَالَ جالينوس: اسْم المغس يَقع على تلذيع الأمعاء الْكَائِن بِلَا استفراغ قَالَ: وَجَمِيع مفسري الْكتب قَالُوا فِي قَول أبقراط إِن المغس إِذا كَانَ أَسْفَل السُّرَّة كَانَ الْبُرْء أَهْون وَأما الأمعاء الدقاق وَفَوق السُّرَّة فَإِنَّهُ أَشد وأصعب. ج: هَذَا فِيهِ نظر لِأَن الزحير والقلونج من أَشد الأوجاع الَّتِي لَا اخْتِلَاف مَعهَا. لي إِنَّمَا استفتح جالينوس هَذَا على هَؤُلَاءِ الْقَوْم بِسَبَب اشْتِرَاك المغس وَبَين وجع القولنج وَبَين المغس فرق كثير وَكَذَلِكَ بَينه وَبَين الزحير وَذَلِكَ لِأَن التزحر هُوَ الانزعاج إِلَى إِخْرَاج البرَاز والقولنج وجع لَا يُوهم أَن مَعَه خُرُوج البرَاز فَأَما المغس فَإِنَّهُ ريح تَدور مَعَ رُطُوبَة توهم أَنه يكون خُرُوج) البرَاز ثمَّ لَا يكون أَو يكون أقل مِمَّا أنذر. 4 (الرَّابِعَة من الْفُصُول:) قَالَ: المغس يكون عَن تلذيع شَدِيد وَيكون من ريح غَلِيظَة لَا تَجِد منفذا لَكِنَّهَا منحصرة فِي لفائف الأمعاء. لي يجب أَن يثبت وَينظر فِي التَّدْبِير وَالسَّبَب الْمُتَقَدّم فَإِن المغس إِذا كَانَ من خلط حَار أضرته الْأَدْوِيَة الحارة جدا وَاحْتَاجَ إِلَى الماسكة كشحم البط والأمراق الدسمة وَهَذَا فِي الْأَكْثَر يكون بعقب الإسهال وَنَحْوه وَالثَّانِي من ريح غَلِيظَة بعقب التخم والامتلاء. الرَّابِعَة: قَالَ أبقراط: اخْتِلَاف الدَّم إِذا كَانَ ابتداءه من الْمرة السَّوْدَاء فَإِنَّهُ قَاتل. ج: أَكثر مَا يكون اخْتِلَاف الدَّم من الصَّفْرَاء لِأَنَّهُ فِي كَثْرَة مرورها بالأمعاء تسحجها وَهَذَا يبرأ كثيرا فَأَما السحج الَّذِي يكون ابتداءه عَن الْمرة السَّوْدَاء فَلَيْسَ يبرأ لِأَنَّهُ قريب من السرطان وَإِذا كَانَت القروح السرطانية فِي ظَاهر الْجِسْم فَهِيَ عسرة الْبُرْء فبالحرى أَن تكون الدَّاخِلَة لَا تَبرأ إِذا الدَّوَاء لَا يلقاها والفضول تمر بهَا دَائِما وَإِذا خرج فِي قُرُوح الأمعاء قطع فَذَلِك مميت قَالَ: لِأَن قُرُوح المعي مَا دَامَت فِي حد التكون والابتداء تكون مَا يخرج مِنْهَا أجسام شحمة ثمَّ يخرج بعد ذَلِك إِن لم يَنْقَطِع الِاخْتِلَاف وَتَكون خراطة وَهَذِه الخراطة إِنَّمَا هِيَ من نفس سطح الأمعاء الدَّاخِلَة ثمَّ بعد ذَلِك يتجرد الشَّيْء من جَوْهَر الأمعاء أَنْفسهَا وَفِي هَذَا الْوَقْت تكون القرحة قد جرت وفرغت فَإِذا خرج فِي البرَاز شَيْء من جَوْهَر الأمعاء لَهُ عظم حَتَّى يجوز أَن يُقَال قِطْعَة 4 (الْخَامِسَة فِي حِيلَة الْبُرْء:) قَالَ: المغس يكون إِمَّا من ريَاح كَثِيرَة وَلَا تَجِد منفذا لِلْخُرُوجِ وَإِمَّا من خلط لذاع ويعين على حُدُوث. النَّوْع الأول التملي من الطَّعَام والأشربة المنفخة والسكون وَقلة الْحَرَكَة بعده. لي فعلاجه إِذا بالضد. 4 (السَّادِسَة:) الِامْتِنَاع من الطَّعَام فِي اخْتِلَاف الدَّم المزمن رَدِيء وَهُوَ مَعَ الْحمى أردأ. ج: سحج المعي يكون فِي أول الْأَمر من خلط حاد يمر بالأمعاء فِي ذَلِك الْوَقْت

وَيكون السحج ظَاهر الأمعاء فَإِذا تَمَادى بِهِ الزَّمن يزِيد عمقه وَيصير فِي الْأَكْثَر فِيهِ عفن وَفِي ذَلِك الْوَقْت تألم الْمعدة مَعَ الأمعاء بالمشاركة فينالها الضَّرَر فِي الاستمراء ثمَّ أَن الآفة تتراقى حَتَّى ينَال فَم الْمعدة بالمشاركة للمعدة فَيعرض) عِنْد ذَلِك لصَاحب الْعلَّة ذهَاب الشَّهْوَة فِي ابْتِدَاء هَذِه الْعلَّة من أجل فضول تجْرِي إِلَى الْمعدة من الكبد وَهِي الَّتِي قُلْنَا إِنَّهَا تسحج المعي فتطفو فِي الْمعدة وَتصير فِي فمها وبخاصة إِذا كَانَت مرارية. لي إِنَّه قد يكون فِي بعض الأحيان بلغم مالح فَيعرض مِنْهُ ذهَاب الشَّهْوَة فَأَما مَتى حدث هَذَا الْعَارِض بعد طول اخْتِلَاف الدَّم فَإِنَّهُ يدل على موت الشَّهْوَة ثَانِيَة فَإِن حدثت مَعَ ذَلِك حمى قلا يَخْلُو حِينَئِذٍ إِمَّا أَن يكون فِي الأمعاء عفن وَإِمَّا ورم عَظِيم والعليل لذَلِك على خطر. 4 (السَّابِعَة من الْفُصُول:) إِذا حدث عَن اخْتِلَاف مرار صرف اخْتِلَاف الدَّم فَذَلِك رَدِيء لِأَن القرحة تكون أقوى لِأَن المرار الصّرْف الَّذِي لَا تخالطه رطوبات أخر أَشد حراقة. طبيعة الْإِنْسَان الأولى: قد يكون ضرب من اخْتِلَاف الدَّم لَا عَن قُرُوح الأمعاء لَكِن عَن كَثْرَة الدَّم فِي الْجِسْم فتدفعه الطبيعة إِلَى نَاحيَة الأمعاء كَمَا تَدْفَعهُ فِي النِّسَاء فِي الرَّحِم وَفِي أَصْحَاب البواسير. لي هَذَا الصِّنْف لَا يكون مَعَه وجع وَيكون مَعَه امتلاء ظَاهر فِي الْجِسْم وَالْقَصْد يُبرئهُ. الثَّانِيَة: من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ ج: قد رَأَيْت كثيرا مِمَّن ترك عَادَة جرت لَهُ برياضة قَوِيَّة وأعمال وحركات تستفرغ بَطْنه أَشْيَاء دموية لَيست بيسيرة ورطوبات لزجة بالبول وَالْبرَاز. الْمَوْت السَّرِيع من كَانَت بِهِ قُرُوح الأمعاء فَظهر خلف أُذُنه الْيُسْرَى بثر أسود شبه حب الكرسنة واعتراه مَعَ كتاب العلامات إِذا عرض الورم فِي البواب عرض وجع شَدِيد فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَلم يخرج الرجيع إِلَّا فِي زمن طَوِيل وَكَثْرَة النفخ وَإِذا ورم الصَّائِم عرض الوجع فِي الْأَيْسَر وَخرج الرجيع فِي زمن طَوِيل إِذا ورم القولن عرض لصَاحبه وجع الْجَانِب الْأَيْسَر مِمَّا يَلِي الطحال والصلب فَمن أجل ذَلِك يظنّ الْأَطِبَّاء أَن الوجع فِي الطحال أَو فِي الكبد أَو فِي الكلى أَو فِي الصلب يعرض لَهُ وعطش وَقلة شَهْوَة وَبرد فِي أَطْرَاف الْبدن وعرق كثير واحتباس الْبَطن وصداع وقرقرة وقيء وَإِذا عرض ورم فِي الغشاء المستوي عرض وجع شَدِيد إِذا أَرَادَ الْخَلَاء وزحير وَثقل فِي الصلب وغشى وعسر الْبَوْل فَإِن احتقن خرجت الحقنة وَحدهَا مَعَ وجع شَدِيد وَإِذا احْتبست الأمعاء الغليظة عرض لصَاحِبهَا قشعريرة وحميات مُخْتَلفَة واحتباس مَعَ الْبَوْل والوجع قَالَ: وَاخْتِلَاف الأمعاء مُخْتَلف أول ذَلِك الدَّم ثمَّ أَعْرَاض مُخْتَلفَة مُنْتِنَة فَإِذا طَال الْأَمر اخْتلف اخْتِلَافا شَبِيها بالدردي أعنى دِمَاء سوداويا منتن

الرّيح فَإِذا اشْتَدَّ الوجع ذهبت الشَّهْوَة وَاشْتَدَّ الْعَطش جدا وَجَاءَت حمى حادة واضطراب شَدِيد وَرُبمَا عرضت لَهُ قرقرة وامتداد وَنفخ وعسر الْبَوْل وغثيان وَنفخ وعسر الْبَوْل وغثيان وَنفخ فِي الشراسيف وتبرد الْأَطْرَاف ويجف لِسَانه ويكمد وينحف بدنه. عَلامَة الزحير: اخْتِلَاف شَيْء شَبيه المخاط وشهوة الِاخْتِلَاف وَلَذَّة فِيهِ مَعَ وجع فِي المبعر وتمدد فِي الصلب قَالَ: والقرحة الوسخة إِذا كَانَت فِي الأمعاء كَانَت اقل حرارة وَيكون الِاخْتِلَاف منتناشبه الدردي وَلَا تخف الْعلَّة بالاختلاف وَإِذا كَانَت القرحة نقيه كَانَ وجعها أَشد لِأَن الْجرْح النقي أَكثر حسا فَإِذا اخْتلف خفت بِهِ الْعلَّة والحمى مَعَه أَشد والقرحة الوسخة لَا تَبرأ إِلَّا بعسر وَإِذا كَانَ فِي المعي شبه الآكلة عرض مَعَه وجع شَدِيد عِنْد الْخَلَاء وَاخْتِلَاف وَيكون اختلافه أسود شبه الدردي وَيكون شبه اللَّحْم والغسالة منتن الرّيح قذراً جدا والحقن الحادة فِيهَا جَمِيعًا صَالحه تحْتَاج إِلَى فرق بَين الْوَسخ والآكلة. من كتاب الحقن للذع الْحَادِث فِي الأمعاء والوجع الشَّديد فِي قُرُوح المعي: يُؤْخَذ شعير مقشور وخشخاش فيطبخ حَتَّى يصير المَاء كاللبن ثمَّ يداف فِيهِ أفيون ودهن ورد خام ويحقن بِهِ فانه عَجِيب يسكن الوجع وَيقطع الِاخْتِلَاف قَالَ: إِذا خرجت من الأمعاء أخلاط رَدِيئَة خُرُوجًا) مُنْكرا فبادر فاحقنه بِالْمَاءِ وَالْملح الدراني وان لم ينجح ذَلِك وَكَانَ السَّبَب عَن السَّوْدَاء وَالِاخْتِلَاف مثل الدردي فَخذ من الْملح الدراني جُزْءا وَمن الشَّوْكَة المصرية ثَلَاثَة أَجزَاء وَمن الخربق الْأسود جزئين فاطبخ الشَّوْكَة والخربق وأدف فِيهِ الْملح واحقنه فان لم يَنْقَطِع فالحقنة رَأَيْت لون الدَّم إِلَى الكمدة فَاسْتعْمل هَذِه الحقنة عِنْد طول الِاخْتِلَاف إِذا كَانَ عَن عفونة الأخلاط وردائتها فَإِذا رَأَيْت أَن قد نقص الِاخْتِلَاف وَتغَير لَونه فَدَعْهُ وَخذ الْأَدْوِيَة القابضة مثل شراب الآس والأقاقيا وَإِن احْتَاجَ إِلَى شَيْء من حِدة فَاجْعَلْ مَعَه قَرَاطِيس محرقه واحقن بأقراص اندرون وباسيرن فانك تبرئ قرحَة الأمعاء وَالدَّم الَّذِي عَن الكبد بَان الَّذِي عَن الكبد يضعف مَعَه الْجِسْم ويتغير اللَّوْن والشهوة قَالَ: وسخف ظَاهر الْجِسْم فانه يحدث شَيْئا من الأخلاط ويقل الِاخْتِلَاف بالأدهان الحارة وَنَحْوهَا وَاجعَل الأغذية قابضة بَارِدَة فَإِنَّهَا تعين على قطع الِاخْتِلَاف. من اخْتِصَار حيله الْبُرْء قَالَ: القروح فِي الأمعاء ان لم تبادر تجفيفها أسرعت إِلَيْهَا العفونة بحرارتها ورطوبتها. التَّاسِعَة الْأَدْوِيَة المفردة أَن قُرُوح الأمعاء الساعية قد داويتها بِأَن حقنت العليل بِمَاء الْعَسَل الْقوي لتغسل بِهِ القرحة مَرَّات على مَا جرت بِهِ الْعَادة ثمَّ حقنته بِمَاء الْملح ثمَّ أدفت بعد ذَلِك الطين الْمَخْتُوم بِمَاء لِسَان الْحمل وحقنت بِهِ وسقيت مِنْهُ بخل ممزوج بِمَاء كثير. ابيذيميا الثَّانِيَة من الثَّالِثَة قَالَ: إِذا أزمن اخْتِلَاف الدَّم خرج شَيْء منتن وَأما

الزحير فَلَا يخرج مِنْهُ شَيْء منتن لِأَن القرحة بِالْقربِ من الدبر فَأَما فِي اخْتِلَاف الدَّم فالقرحة فَوق. الرَّابِعَة من الثَّالِثَة قَالَ: الزحير يعرض لأَصْحَاب البلغم أَكثر لِأَن التحدر يكون من بلغم عفن يعفن المعي الْمُسْتَقيم فِي مروره كل يَوْم فَإِذا عفن هيج لصَاحبه طلب ببت المَاء وَإِنَّمَا يعرض فِيهِ التزحر والتمدد أَكثر مِمَّا يعرض فِي اخْتِلَاف الدَّم لِأَن البلغم يعسر خُرُوجه لِأَنَّهُ بلزوجته يعلق بِمَا يلقاه من الْأَجْسَام وَلَا ينفذ وَيخرج كَمَا يخرج الْمرة الصَّفْرَاء وَأما أَصْحَاب قُرُوح المعي الصفراوية فَيكون حاداً ويتبعه الذوبان لحدة الْخَلْط. السَّابِعَة من السَّادِسَة:) بطلَان الشَّهْوَة فِي اخْتِلَاف الدَّم المزمن دَلِيل رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على موت الْقُوَّة الَّتِي فِي الْمعدة وَإِنَّهَا قد ألمت بأثقال المعي لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون بطلَان الشَّهْوَة فِي هَذِه الْعلَّة لِاجْتِمَاع فضول فِي فَم الْمعدة لِأَن الْجِسْم فِي هَذِه الْحَال لَيْسَ فِيهِ فضل ينصب إِلَى فَم الْمعدة لِأَن ميلها كلهَا إِلَى أَسْفَل وَإِنَّمَا يكون بطلَان الشَّهْوَة لهذين والحمى أَيْضا إِذا حدثت فِي اخْتِلَاف الدَّم المزمن فَإِنَّهُ رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على عظم الورم. 3 (القرحة فِي الأمعاء) الْيَهُودِيّ: حد القرحة فِي الأمعاء الَّتِي من سحج الصَّفْرَاء أسبوعان وَالَّتِي من البلغم المالح ثَلَاثُونَ يَوْمًا وحد السوداوي أَرْبَعُونَ يَوْمًا فَصَاعِدا وَرُبمَا امْتَدَّ أشهراً كَثِيرَة وَلَيْسَ لَهَا حد مَعْلُوم وَإِذا كَانَت القرحة فِي الدبر وَلم يكن فِي الْبَطن مغس فَذَلِك زحير والقرحة فِي المعي الْمُسْتَقيم عِنْد الدبر قلَّة الخراطة ورياحها تدل على أَنَّهَا من الأمعاء الدقاق وَكَثْرَتهَا وغلظها وغزارتها على أَنَّهَا من الْغِلَاظ والوجع فِي الْعليا أَشد وَهُوَ فَوق السُّرَّة ويحسه العليل هُنَاكَ وَإِن كَانَت الخراطة مَعَ الشَّحْم فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ وَإِذا كَانَ يقوم سَاعَة يحس بالمغس فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ وَصَاحب الزحير يكثر الْقيام والتواتر أَكثر جدا من صَاحب قُرُوح الأمعاء. قَالَ: وَإِذا خرجت المخاطية قبل الثّقل فالقرحة قريبَة قَالَ: وَمَا دَامَت الخراطة قبل الزبل فَذَلِك دَلِيل على ثُبُوت الْعلَّة وَإِذا خرجت الخراطة بعد الزبل فَذَلِك مُؤذن ببرء قَالَ: وَمَا يسقى من البزور لقرحة الأمعاء بِالْمَاءِ فاسقه بِالْمَاءِ الْبَارِد لَا بالفاتر وَكَذَلِكَ إِن سقيت بِرَبّ أَو بشراب فببارد لَا بفاتر قَالَ: وليدمنوا أكل الشاهبلوط وَيُؤْخَذ مَاء الْأرز وَلبن فيطبخ حَتَّى يغلظ ويسقى قَالَ: وَمن أطعمته سمك يعْمل شواءاً حاراً فَهُوَ جيد إِنَّمَا يحقن بحقنه الزرانيخ بعد أَن يطول الْأَمر ومجهول شيافة للزحير أفيون وقشور كندر وَدم وقافيا ومرداسنج يعجن بِمَاء لِسَان الْحمل. للزحير مجرب عَجِيب قد برِئ عَلَيْهِ خلق كثير لَا يخلف: حرف أَبيض مقلو بزر قطونا

مقلو أبهل مقلو من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ كمون كرماني وبزر كراث وبزر شبث خشخاش أنيسون بزر كرفس بنج من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف أفيون ثَلَاثَة دَرَاهِم ودانق يخلط جَمِيعًا الشربة دِرْهَم للرجل. ودانقان للصَّبِيّ فَإِنَّهُ عَجِيب جدا.) أهرن: ينفع من وجع من وجع الزحير أَن يسخن دهن ورد وتمرخ بِهِ الْمعدة أَو يُؤْخَذ بزر شبث وبزر كتَّان وحلبة وخطمى يطْبخ وَيقْعد فِي المَاء. الطَّبَرِيّ: إِذا كَانَ الوجع يسكن سَاعَة ويهيج أُخْرَى فَإِنَّهُ فِي الأمعاء الدقاق وَأعلم أَنه رُبمَا كَانَ اخْتِلَاف الدَّم والقيح من قرحَة فِي الْمعدة والمريء فاستدل عَلَيْهِ بِموضع الوجع وَسَائِر دلائله وَيكون الزحير خَاصَّة للبواسير والشقاق ويستدل على مَوضِع القرحة بِموضع الوجع وعَلى سدتها بِشدَّة الوجع وحدة الْفضل والوجع فِي الأمعاء الدقاق أَشد وَإِذا كَانَ الِاخْتِلَاف بعد الوجع بساعة فَإِنَّهُ فِي الْعليا وَالدَّم من الْخَارِج من الْعليا أصفى وَهُوَ أَشد اختلاطاً وَمَا كَانَ فِي المعي الْأَسْفَل فَإِنَّهُ سَاعَة يهيج الوجع وَيقوم للخلاء وَيكون دَمه خاثراً وَهُوَ أقل اختلاطاً بالثفل بل مَعَه شَحم كثير ونحاتة الأمعاء وَلَا زبل فِيهِ أَو رُبمَا كَانَ فِيهِ زبل قَلِيل وَأما الزحير فَإِن صَاحبه يكثر الِاخْتِلَاط ويتزحر وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا شَيْء كالمخاط قَلِيل خَالص بِلَا زبل. لي قُرُوح الأمعاء يكون بمغس والقرحة فِي طرف المبعر يكون بتزحر شَدِيد. 4 (بزر جيد) بزر قطونا مقلو وبزر الريحان وبزر مر وطباشير وطين أرميني وصمغ وَحب الحماض وبزر البنج أسقه بِرَبّ الآس أَو فاسقه فلونيا فارسية قدر جلوزة بِمَاء بَارِد. 4 (حقنة جَيِّدَة تسكن الوجع) يُؤْخَذ مَاء كشك الشّعير والأرز وشحم كل مَاعِز ودهن ورد وصمغ عَرَبِيّ وإسفيذاج ومخ بَيْضَة الْخَلْط الْجَمِيع حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة الخلوق الرطب واحقنه وازرقه فِيهِ وزد فِيهِ وردا أَو أفيونا إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا. 4 (لي أهرن:) 4 (قرصة جَيِّدَة) يُؤْخَذ من حب الآس وجلنار جزءان وَمن النانخة وكندر وبزر بنج وأفيون من كل وَاحِد نصف جُزْء واجعله أقراصاً وأعطه للمغس وَسُوء الهضم بِمَاء السفرجل. 4 (قرصة الأفيون) يسقى ويحقن بهَا: أقاقيا صمغ جلنار أفيون طين مختوم إنفخة الأرنب يَجْعَل قرصاً فِيهِ مِثْقَال بطبيخ الْأرز ويسقى بِرَبّ الآس. قرصة: يُؤْخَذ عفص وأقماع الرُّمَّان وجلنار وسماق وثمر الينبوت وكندر وَمر وصمغ وأفيون يعجن بعصير حب الآس وَيجْعَل قرصاً الشربة ذرهمان. 4 (فَتِيلَة جَيِّدَة تحْتَمل فِي المقعدة) أقاقيا وَمر يذاب الكندر بلبني وأفيون وشبث وصمغ يتَّخذ فَتِيلَة فِيهَا خيط وَيسْتَعْمل بدهن ورد.

فَتِيلَة جَيِّدَة: أفيون وأقاقيا وقشار الكندر وَيحْتَمل بدهن الْورْد 4 (أهرن:) 4 (قرصة يحبس الْبَطن من سَاعَته) كرمارك سماق حب الآس جُزْء جُزْء أقاقيا أفيون نصف نصف جُزْء يعجن بعصير السفرجل ويسقى بِهِ وينفع مِنْهُ إِذا عتق وأزمن إِن يُؤْخَذ لبن الْبَقر فَيلقى فِيهِ حَدِيد محمي حَتَّى يرجع إِلَى الثُّلُث ثمَّ يلقِي فِيهِ دِرْهَم من صمغ وَمثله من الطين ويسقى فَإِنَّهُ يعْمل عملا عجيباً تسقه أسبوعاً فَإِنَّهُ رُبمَا لم يحْتَج شَيْئا من الْأَدْوِيَة وليأكل بيضًا مسلوقاً بخل وسماق وينفع من شدَّة الوجع فِي المقعدة عِنْد الزحير أَن يطْبخ شب وبزر كتَّان وخطمى وحلبة وتأمره يجلس فِيهِ هَذَا الوجع كثيرا مَا يهيج فِي هَذِه الْعلَّة وَيكون سَببا للتلف وَهَذَا جيد لَهُ. وَإِذا عتقت قُرُوح الأمعاء وطالت فَعَلَيْك بحقن الزرانيخ وَإِنَّمَا تحقن بِهَذِهِ وبماء الْملح لتنقى الأمعاء فَإِذا تنقت حقن بالمقوية القابضة بعده. وينفع انطلاق الْبَطن الشَّديد هَذَا الضماد وَهُوَ قوي جدا مجرب: مر وتراب الكندر ومصطكي وأقاقيا وشب وعصارة لحية التيس وعفص وشياف ماميثا وفيلزهرج وأفيون وقشور اليبروج وبزر بنج أَبيض يدق الْجَمِيع وَيضْرب بالخل حَتَّى يَأْتِي مثل الخلوق ويطلى الْبَطن كُله والحقوان والصلب وَيُوضَع عَلَيْهِ قطن وَلَا يُحَرك حَتَّى بولس مِمَّا يذهب المغس الريحي الْبَتَّةَ: كَعْب جزير يحرق ويسقى وَكَذَلِكَ الزراوند المدحرج وَكَذَلِكَ الْخمر الصّرْف الْعَتِيق. قَالَ: وَكَثِيرًا مَا يقف فِي المعي الدَّقِيق ثقل يَابِس صلب وَيتبع ذَلِك مغس وتزحر فَإِذا عولج بأدوية الزحير هاج وَزَاد وَجَعه فَإِن عولج بحقنة حريفة كعسل وملح وَمَا يُطلق الْبَطن من الْأَدْوِيَة من فَوق أَن يخرج الزبل يسكن الوجع من سَاعَته. قَالَ: وَقد يكون الزحير من ورم حَار فِي طرف المبعر فيهيج ويظن العليل أَن هُنَاكَ برازاً ثمَّ لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا شَيْء قَلِيل مخاطي وَيَنْبَغِي فِي هَذِه الْحَالة أَن يعالج ذَلِك الورم بأدوية مرخية ونطولات بدهن وَمَاء فاتر وبدهن الْورْد والآس الفاترين وتوضع هَذِه الْأَشْيَاء على الصلب والعانة ولتنقى هَذِه الْأَشْيَاء المخاطية اللاصقة بالمبعر بحقن الْعَسَل وَالْمَاء الْحَار وبالماء المالح فِي كل أُوقِيَّة مَاء دِرْهَم) ملح فَإِذا نقيت سكن الوجع بعد بالقعود فِي طبيخ الْحِلْية وبزر الْكَتَّان والخطمى فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَإِن كَانَت الْحَرَكَة دَائِما شَدِيدَة وَكَانَ الورم دَاخِلا فاحقنه بِمَاء الشّعير والأرز والورد ودهن الْورْد وَإِن كَانَ الْقيام متداركاً جدا فأجلسهم فِي الْمِيَاه القابضة واحقنهم بهَا. قَالَ: إِن كَانَت الخراطة وَالدَّم مختلطين بالرجيع مَعَ وجع شَدِيد فَالْعقد فِي الأمعاء الدقاق قَالَ: وَإِذا كَانَ الَّذِي يخرج بِلَا خراطة وَلَا مغس الْبَتَّةَ لكنه شَيْء مثل مَاء اللَّحْم المغسول فَإِنَّهُ يُسمى ذوسنطاريا دموية وَيكون لضعف الكبد وَإِذا كَانَ يخرج مِنْهُ أسود فَذَلِك لضعف الْقُوَّة الماسكة من الكبد فَاسْتعْمل فيهم علاج

المبطونين وخصهم بالطين الْمَخْتُوم فَإِنَّهُ يبريء الذوسنطاريا وَلَو كَانَت قد أخذت فِي التأكل إِذا شرب أَو حقن بِهِ وَيَنْبَغِي أَن يغسل المعي قبل ذَلِك بِمَاء مالح فاتر وَعسل ويعالج بعصارة الرجلة فَإِنَّهَا نافعة وَإِن طبخت بخل وأكلت فَإِنَّهَا جَيِّدَة وَكَذَلِكَ لِسَان الْحمل فَإِنَّهُ نَافِع جدا وطبيخ أصُول الخطمى وذنب الْخَيل والأدوية الَّتِي تصلح للمبطونين جَمِيعًا وَاللَّبن الْمَطْبُوخ بالحديد جيد جدا وَالْعِظَام المحرقة. وَهَذَا قرص جيد: سماق أَرْبَعَة مَثَاقِيل عفص اثْنَان أقاقيا اثْنَان صمغ وَاحِد أفيون وَاحِد الشربة دِرْهَم وَنصف بشراب عفص ممزوج وَإِن كَانَ يَجِيء مِنْهُم دم فَقَط فليحقنوا بعصارة عصى الرَّاعِي وعصارة لِسَان الْحمل وأقاقيا وطراثيث وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ يَجِيء مِنْهُم دم كثير متتابع خَالص من الْبَطن فليحقنوا بالأشياء الَّتِي تقطع الدَّم كالصوف المحرق الَّذِي قد غمس فِي زفت رطب أَو بعصارة سرقين الْحمار أَو بأقراص أندرون وَنَحْوهَا. لي. إِذا عرض نزف الدَّم الْخَالِص من أَسْفَل فافصد الْيَدَيْنِ وشدهما من الْإِبِط وَأطْعم الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة القابضة وَأَجْلسهُ فِي المَاء والهواء الْبَارِد واحقن بالكاربا والطين والأفيون وعصير الباذروج والكافور والزاج والعفص وَنَحْوهَا. الْأَدْوِيَة الَّتِي تلقى فِي الحقنة: العدس الْورْد الجلنار الطراثيث الْقرظ السماق الشاذنة الطين الأرميني والرومي والكهربا وَإِذا كَانَت الْمدَّة أَكثر فالقرطاس المحرق وَمَاء الْعَسَل وَمَاء الْملح وَنَحْو قَالَ بولس: والفتل جَيِّدَة لمن يعرض لَهُ الوجع عِنْد البرَاز وتعرف العفونة بِأَن يكون مَا يخرج رَدِيء الرّيح وبازمان الْعلَّة وَيحْتَاج إِلَى الأقراص الحارة والمياه القابضة تداف الحارة فِي الْمِيَاه القابضة ويحقن بهَا ويضمد الْبَطن بالأضمدة الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي المبطونين الَّتِي فِيهَا من الصمغ والكندر وغراء الْجُلُود والمر والأقاقيا والبلوط. قَالَ: وينفع لَهُم تجرع المَاء بالثلج ينظر فِيهِ وينفعهم الْحمام وَإِن كَانَ) يعرض لَهُم مِنْهُ إسهال أَكثر فليضمدوا بالأضمدة القابضة مَعَ الشَّرَاب ويستحمون مَعَ الضماد ينظر فِيهِ. الْإِسْكَنْدَر قَالَ: كثير من النَّاس تهاونوا بالسحوج الَّتِي فِي الأمعاء ألف ب يعالجوه بِشَيْء حَتَّى ثَبت الوجع وَاشْتَدَّ وَصَارَت فبه قُرُوح قتلت أَصْحَابهَا. لي هَذَا يبْعَث على أَلا يتوانى بالعلاج وَيقدم ذَلِك قَالَ: وَإِذا كَانَ الوجع فِي النواحي السُّفْلى مَعَ زحير شَدِيد وَكَانَ الَّذِي يخرج لَيْسَ بمخلوط بِالدَّمِ لَكِن الدَّم فَوق الزبل قَطْرَة قَطْرَة والوجع حَدِيد جدا مَعَ شدَّة فَإِن ذَلِك من المعي الغليظ وَإِذا رَأَيْت الَّذِي يخرج إِنَّمَا هُوَ كهيأة اللَّحْم فَذَلِك من الدقاق وَمن رقتها وَمن هزالها. قَالَ: وَإِن كَانَ الوجع لَيْسَ بحديد وَلَا شَدِيد فَإِنَّهُ من المعي الدقاق وَإِذا رَأَيْت الوجع يشْتَد ثمَّ يكون خُرُوج الثفل بعد الوجع بساعة أَو ساعتين وتراه بعد أَن يبعد عَن الْبَطن يجد مغسا ووجعا شَدِيدا أَيْضا وَلَا يرى على الزبل دم لَكِن كهيأة اللَّحْم فالقرحة فِي الدقاق وَإِذا رَأَيْت الزبل لَيْسَ فِيهِ دم وَلَا خراطة فالقرحة فِي الوسطين وَإِذا لم يكن

وجع وَلَا زحير إِذا أَرَادَ البرَاز وَلَا الوجع بدائم فَإِن ذَلِك فِي الوسطين قَالَ: فَانْظُر فِي سَبَب الِاخْتِلَاف فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ من خلط قَلِيل الْمِقْدَار لذاع وَرُبمَا كَانَ من كَثْرَة الأخلاط فَإِذا كَانَ من كَثْرَة الأخلاط وَكَانَ ذَلِك فِي الأمعاء الْوُسْطَى فافصده أَولا وَأخرج الدَّم فِي مَرَّات قللا قَلِيلا لِئَلَّا يضعف العليل ثمَّ اسْقِهِ مَا يمْشِيه كالسقمونيا وَالصَّبْر قد خلط بِبَعْض الْأَشْيَاء المقوية واسقه قَلِيلا قَلِيلا مَرَّات فَإِنَّهُم يبرؤن بذلك. وَإِن كَانَت القرحة فِي المعي الْمُسْتَقيم وَكَانَ العليل يتمغس كثيرا وَلَا يخرج مِنْهُ شَيْء إِلَّا بِجهْد فاعطه مَا يلين الْبَطن باعتدال من الْبُقُول والأشياء اللينة فَإِنِّي قد رَأَيْت قوما كَانَ بهم فِي المعي الْكَبِير قرحَة فَأَكَلُوا إجاصاً كثيرا فبرؤا مِنْهُ لِأَنَّهُ خرج مِنْهُم فِي الزبل خُرُوجًا سهلا وَآخر برؤا بِعَين أكلوه وَلَا تطعهم المالح وَلَا الحامض وَقَالَ: وَانْظُر فِي التَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَلَا تنظر فِيمَا يخرج وَلَا تعتمد عَلَيْهِ فَأَنَّهُ رُبمَا خرجت من الْجِسْم أَشْيَاء لزجة يظنّ أَنَّهَا بلغم فَإِذا سَأَلت عَن التَّدْبِير عرفت أَنَّهَا أخلاط مرية فَجعلت التَّدْبِير لحسب ذَلِك وبالضد وَإِن رَأَيْت وجعا شَدِيدا فِي الْبَطن فَلَا عَلَيْك أَن تطليه بدهن البابونج وشحم الأوز وَذَلِكَ بعد أَن تعلم أَن الِاخْتِلَاف بلغمي بَارِد وَحِينَئِذٍ يجوز أَن تعطيه شرابًا وغذه بالأشياء الحارة. لي هَذَا الْكَلَام كَأَنَّهُ مشوش يحْتَاج إِلَى تَجْدِيد وَقَالَ: والكندر جيد إِذا أردْت أَن تنْبت اللَّحْم فِي القرحة فاخلط بالأشياء الَّتِي تلقي فِي الحقن قَالَ: وَإِذا رَأَيْت العليل كثير الأختلاف ضَعِيفا وَقد عرض لَهُ سهر ووجع) شَدِيد فان هَذِه فتائل جَيِّدَة: زعفران لبان أقاقيا مر حضض أُوقِيَّة أُوقِيَّة وَمن الأفيون أوقيتان يعجن الْجَمِيع بشراب وَيجْعَل شيافا وَيحْتَمل فَإِذا طَال الوجع وَثَبت وأزمن فَلَا بُد من حقن الزرانيخ وَوصف أقراصا من نورة وزرنيخ وجلنار وأقاقيا وأفيون وزنجار قد سحقت بِالشرابِ فِي شمس أَيَّامًا كَثِيرَة وَزعم أَنَّهَا أَنْفَع من حقن الزرانيخ كلهَا قَالَ: وَأما ألأف ب الحقن المقوية فَإِنَّهَا تتَّخذ من طبيخ العدس المقشر والجوشير والأرز والجلنار ولحية التيس وَأما المغرية فَمن طبيخ الْأرز ويخلط النشا والطين الْمَخْتُوم والإسفيذاج قَالَ: فَأَما الَّتِي فِي الأمعاء الدقاق فبالأشياء المشروبة والطين الْمَخْتُوم جيد بعد أَن يسقى بالخل وَاللَّبن الَّذِي قد طبخ بِالْحِجَارَةِ المحمية حَتَّى تفنى مائيته يلقِي فِيهِ حِجَارَة ثمَّ يطْبخ طبخاً رَقِيقا وَهُوَ بالحديد خير واعقل للبطن وَقد يخلط بِهِ بعد ذَلِك خرؤ كلب قَالَ: والرجلة طَعَام نَافِع لمن بِهِ ذوسنطاريا ولسان الْحمل خير مِنْهُ والعدس المقشر المسلوق مَرَّات والشاه بلوط والسماق والحصرم وَحب الآس كَانَ بفلان اخْتِلَاف خراطة وَدم أَرْبَعَة أشهر بمغس شَدِيد ووجع فِي الظّهْر والعانة وَأكل خبْزًا بفجل فصلح قَلِيلا ثمَّ أَعَادَهُ مَرَّات فبرئ الْبَتَّةَ. وَقَالَ: شربة جَيِّدَة للقروح فِي المعي: أنيسون وبزر كرفس جزؤ جزؤ أفيون نصف جُزْء شوكران مثله قَالَ: واسق من لَا حمى بِهِ ذَلِك بشراب. وَمن بِهِ حمى بِالْمَاءِ وخاصة إِن كَانَ سهر فَإِنَّهَا جَيِّدَة.

4 - (ضماد للمبطون وقروح المعي) بزر بنج أَبيض أَربع أراق أنيسون مر ورد سماق لجية التيس جلنار من كل وَاحِد أوقيتان أفيون زعفران ربع أُوقِيَّة اعجنه بِرَبّ الآس واطله على الْبَطن وَقد يكون من قُرُوح المعي نوع لأخلاط تنصب من أَمَاكِن من الْجِسْم ويستفرغ عَلَيْهَا الْجِسْم ويهزل وَعَلَيْك فِي هَذِه بِالنّظرِ إِلَى ذَلِك الْموضع ثمَّ احْبِسْ ذَلِك وَإِيَّاك فِي هَؤُلَاءِ وحقن الزرانيخ وَلَو طَال بهم الْأَمر فَإِنَّهُ يجففهم ويزيلهم وَإِنَّمَا ينفع الزرانيخ حَيْثُ الْفَنّ والقيح الرَّدِيء المنتن قَالَ: وَقد كَانَ رجل مِنْهُم قد أزمنت بِهِ قرحَة الأمعاء وَهُوَ يعالج بِهَذِهِ الزرانيخ فتزيده شرا فَأَمَرته باجتناب ذَلِك وألزمته الْحمام وَأَطْعَمته الْبَارِدَة الرّطبَة كالبطيخ الْهِنْدِيّ فبرئ. من كتاب مَجْهُول: دَوَاء للزحير عمل الجندي عَجِيب: جلنار عفص مر قشور رمان من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم أفيون دِرْهَمَانِ ينخل بشقيق الشربة نصف دِرْهَم للرجل ودانقان للْمَرْأَة وَنصف دانق للصَّبِيّ جيد غَايَة. شَمْعُون: مَتى كَانَت فِي المعي قرحَة فإياك والحقنة بِشَيْء حامض فَإِنَّهُ يعسر بُرْؤُهُ. لي لِأَنَّهَا تصير القرحة شَمْعُون للزحير: أقعده فِي طبيخ القوابض فَإِن اشْتَدَّ وجع المقعدة فأجلسه فِي دهن ورد وَخذ إسفيذاجاً ونورة مغسولة فاسحقه وضمد بِهِ مَعَ شمع ودهن ودخنة بِالْكبرِ والسنام. شَمْعُون للذوسنطاريا: حرف مقلو صِحَاح أستاران يطْبخ بِاللَّبنِ حَتَّى يصير على النّصْف ويقطر عَلَيْهِ دهن ورد وَيشْرب طبيخه بِلَبن فَإِنَّهُ عَجِيب. آخر: كندر ونانخة وأفيون وبزر بنج وعفص وجند بادستر يحبب ألف ب وَيُعْطى عِنْد النّوم. وَأَيْضًا شياف ينفع المبطون: كندر مر أفيون جلنار يَجْعَل شيافا. كناش لاختصارات قَالَ: اسْقِ فِي السحوج زبداً مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم من صمغ عَرَبِيّ أَو اسْقِهِ مطبوخاً مَعَ صمغ عَرَبِيّ مثقالان وَلبن نصف رَطْل. وَقَالَ: الزحير يكون فِي المعي الْمُسْتَقيم فَقَط وَيكون فِي الْأَكْثَر بعقب ذوسنطاريا وَمَا لم يكن مَعَه بعقب الذوسنطاريا فَهُوَ أسْرع برءاً وعلامته أَن يكون صَاحبه يكثر الْقيام إِلَى التبرز ثمَّ أَنه يحدث شَيْئا قَلِيلا مخاطياً وَيكون إِمَّا) من ورم يعرض للمقعدة وَإِمَّا لِأَنَّهَا تخرج فَلَا ترجع إِلَّا بالتكميد وَإِمَّا لاشتغال من حرارة وبثر فِيهَا حَتَّى يتَوَهَّم العليل أَنه قد ينثر فِي مقعدته بورق أَو ملح وَإِمَّا لقرحة أَو شقَاق أَو بواسير. وَهَاهُنَا علاج مَا يكون بعقب الذوسنطاريا فَأَما الْأُخَر فَفِي بَاب البواسير لي رَأَيْت شرب الْأَشْرِبَة الَّتِي فِيهَا حلاوة مَا كُرب السفرجل وَنَحْوه يزِيد فِي عَطش المبطون ويلهبه بعد وَرَأَيْت المَاء القراح يعقل الْبَطن. الثَّالِثَة من مسَائِل إبيذيميا: قَالَ: الْفرق بَين الإختلاف وَبَين قُرُوح الأمعاء وَالَّذِي من

الزحير إِن الَّذِي من الأمعاء منتن وَالَّذِي من الزحير لَا نَتن لَهُ لِأَن القرحة قريبَة من الدبر. لي قُرُوح الأمعاء الدقاق أَشد نَتن لِأَن مَكَانهَا أسخن والعفن هُنَاكَ أَكثر. السَّادِسَة إبيذيميا: الْحمى الْعَارِضَة بعد اخْتِلَاف الدَّم رَدِيء لِأَنَّهُ دَلِيل على ورم حَار عَظِيم فِي الأمعاء. جَوَامِع الْعِلَل والأعراض السَّادِسَة: اخْتِلَاف الدَّم أَرْبَعَة أَصْنَاف أَحدهمَا: أَن يقوم الْإِنْسَان دَمًا غليظاً وَذَلِكَ يكون لمن يقطع بعض أَعْضَائِهِ أَو يتْرك رياضة قد إعتادها فتدفع الطبيعة ذَلِك الْفضل من الدَّم الَّذِي كَانَ ينْصَرف فِي غذَاء ذَلِك الْعُضْو أَو فِي ذَلِك الإستغراغ والأخر: أَن يخْتَلف الْإِنْسَان شَبيه غسالة اللَّحْم وَهَذَا يكون لضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة من الكبد وَالثَّالِث: أَن يخْتَلف الْإِنْسَان دَمًا أسود براقاً وَذَلِكَ يكون عِنْد مَا يكون فِي الكبد سدد أَو ورم يمْنَع صعُود الدَّم إِلَى الْعرق الأجوف فَيطول مكثه وَلذَلِك يسخن ويحترق فَإِذا تأذت الكبد بِهِ دَفعته عِنْد ذَلِك إِلَى المعي وَالرَّابِع: الَّذِي يخرج قَلِيلا قَلِيلا فِيمَا بَين الْمرة والمرة وَقت يسير وَمرَّة يكون خَالِصا وَمرَّة فِيهِ خراطة وقشور القرحة فَهَذَا إِن لم يكن مَعَه تزحر شَدِيد سمي اخْتِلَافا من قرحَة الأمعاء وَإِن كَانَ يتزحر شَدِيد وتمدد سمي زحيراً. أوربياسيوس قَالَ: يحقن لقروح الأمعاء ينفع الْخبز لي هَذَا سهل وَهُوَ أَشد تغرية وَيجب أَن يكون فطيراً ويلقى فِيهِ مَا يلقى فِي طبيخ الْأرز والجاورس والعدس لي لَا يجب أَن يحقن الزرانيح إِلَّا عِنْد) الضَّرُورَة وَذَلِكَ أَنه يدْفع من المعي طبقَة كَالَّذي تفعل الْأَدْوِيَة الحادة وَلَا يُؤمن أَن يثقب الأمعاء بدفعة وَإِذا أردْت ألف ب ذَلِك فبادر قبل ان تعظم القرحة فَإِنَّهُ حينئذٍ لَا يُؤمن الثقب لي أَخْبرنِي رجل من الْعَامَّة أَن رجلا أزمن بِهِ إسهال وقروح الأمعاء فوضعوا على بَطْنه محاجم كَثِيرَة حَتَّى ملأوه بهَا وتركوها أَربع سَاعَات فَانْقَطع عِنْد ذَلِك. أوربياسيوس: يصب على الثنة والأربيتين والعانة فِي أول هَذِه الْعلَّة دهن الآس أَو دهن الْورْد مَعَ شراب مسخن فكمده بِهِ أَو كمده بدقيق فِيهِ كمون ويحقن بدهن شيرج ويمسك زَمَانا طَويلا وتكمد السدة بالجاورس وتجلس فِي طبيخ القابضة. قَالَ: وَهَذِه الْعلَّة هِيَ فِي المعي الْمُسْتَقيم طرف الدبر وَرُبمَا كَانَت ورماً وَرُبمَا كَانَت قرحَة لي الورم تَدْبيره مَا قَالَ والقرحة علاجها الفتائل والحقن المفشة. تياذوق قَالَ: إِذا كَانَ اخْتِلَاف الدَّم من الكبد مَشى أَولا كَمَاء اللَّحْم ثمَّ بآخرة كالدردي أسود وَكَانَ ذَلِك بِلَا وجع ويقلع عَنهُ الْيَوْم واليومين ثمَّ يعاود بِأَكْثَرَ من الْمِقْدَار الَّذِي كَانَ أَولا وَلَيْسَ كَذَلِك فِي قُرُوح الأمعاء ويتقدم قُرُوح الأمعاء مَشى الْمرة يخرج بوجع ومغس وَإِذا كَانَ عَلَيْهِ دسم كثير فَإِنَّهُ فِي السُّفْلى وشره مَا سَقَطت فِيهِ الشَّهْوَة فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك حمى كَانَ أشر وأردئ قَالَ: وَهَذَا القرص يسْتَعْمل عِنْد شدَّة الْأَمر فَإِنَّهُ يقبض بِقُوَّة: دم الْأَخَوَيْنِ

زعفران الاذن دانق دانق شب صَاف مِثْقَال عفص مِثْقَال أقاقيا أَرْبَعَة مَثَاقِيل طين مختوم أَرْبَعَة مَثَاقِيل جلنار أَرْبَعَة كندر اثْنَان طراثيث اثْنَان جَفتْ البلوط أُوقِيَّة بزر الحماض أُوقِيَّة يقرص بِرَبّ الآس الشربة نصف مِثْقَال. الساهر قَالَ: لَا يحقن بالزرانيخ إِلَّا وَقد ذهب الدَّم كُله وَصَارَ أَكثر اخْتِلَاف أَو كُله مُدَّة وَإِيَّاك أَن تحقن فِيهِ أول الْأَمر وَالْعلَّة طرية. فليغريوس: أعظم العلاج لهَؤُلَاء قلَّة الْأكل مِمَّا لَا يفْسد وَلَا يَثِق الْبَتَّةَ ويعظم نَفعه إنفحة الأرنب وَغَيره لَهُم أَن سقوا مِنْهُ مِثْقَالا بِشرب أَو حقنوا بِهِ نفع نفعا عَظِيما. لي. قد يُمكن تلطيف التَّدْبِير من أول الْأَمر إِذا كَانَت قُوَّة فَأَما إِذا لم تكن وَلم يُمكن ذَلِك وَلَكِن اجْعَلْهُ قَلِيلا جيد الْغذَاء سريع الهضم كأكباد الدَّجَاج المسمنة وخصى الديكة والقليل من خبز السميذ وصفرة الْبيض غير مستقصاة الشئ. الْكَمَال والتمام المغس يكون من ريح غَلِيظَة ويستدل عَلَيْهَا بالنفخ والإنتقال من الْمَوَاضِع وَيكون لخلط غليظ بلغمي ويستدل عَلَيْهِ بثباته فِي مَكَان وَاحِد وَقلة الْعَطش وَالتَّدْبِير يكون من غليظ صلب محتقن فِي الأمعاء ويستدل عَلَيْهِ من أَن الْبَطن لَا ينزل مَعَه والشهوة تبطل ويعالج بالحقن والإسهال وَيكون من صَبر أَو يكون مَعَه لهيب وعطش شَدِيد فليؤخذ لهَؤُلَاء

بزر قطونا وبزر رجلة وبزر خِيَار ودهن ورد وَمَاء ورد وَيكون المغس لقروح الأمعاء ويعالج بالعلاج الْخَاص بِهِ وينفع من المغس من الرّيح الغليظة حب البلسان والفلفل والنانخة وَحب البان والحماما والقنطوريون ألف ب الْكَبِير والكمون والجند بادستر. العنصل والغاريقون والمر والزراوند والفنجنكشت والفوذنج الْجبلي والنانخة والكمافيطوس والفلفل والجنطيانا والوج والقردمانا والدوقو والجاوشير والجندبادستر وَالشرَاب الْعَتِيق. من المنجح دَوَاء عَجِيب للمغس الْعَارِض من الرّيح الغليظة والبلغم: ساساليوس ثَلَاثَة دَرَاهِم انيسون أَرْبَعَة دَرَاهِم بزر كرفس جبلي وبزر كرفس بستاني وبزر الشبث ونمام وراوند صيي وكما فيطوس وكما ذريوس ثَلَاثَة ثَلَاثَة وَنصف سذاب اشقيل وَج ثَلَاثَة ثَلَاثَة حب بِلِسَان يدق وينخل ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِثْقَال بنبيذ صرف عَتيق حَار. لي رَأَيْت هَذِه الْأَدْوِيَة كلهَا فِي الْأَدْوِيَة المفردة جيد للمغس الريحي وَيَنْبَغِي أَن يَقُول فِي بَاب القولنج. لي يَنْبَغِي أَن تقسم أَسبَاب المغس كلهَا ويستقصى ويحول إِلَى القولنج فَإِنَّهُ أشبه. 4 (سفوف البزور التَّام لابتداء قُرُوح الأمعاء) بزر قطونا وبزر الريحان وبزر رجلة وبزر مر وحرف وبزر كتَّان مقلو وطين أرميني وصمغ عَرَبِيّ وبلوط وَخيَار وَورد وكزبرة مقلوة يجمع ويسقى. لي بزر قطونا رجلة مقلوان طين أرمني وصمغ عَرَبِيّ وبلوط وجلنار وَورد يجمع ويسقى فَإِنَّهُ بَالغ وتلقي إِذا كَانَت حرارة شَدِيدَة وصفراء: بزر الخس وخشخاش مقلو وَفِي أول الْأَمر إِنَّمَا تحْتَاج إِلَى مَا يقبض ليقوي المعي وَيمْنَع فتق الْعُرُوق الصغار الَّتِي فِيهَا وَإِلَى مَا يغري وَإِلَى مَا هُوَ نَحْو هَذَا: طين صمغ جلنار قاقيا وبزربنج وبزر قطونا بزر خشخاش هَذَا جيد جدا فاعتمد على هَذَا وَنَحْوه واسقه صفرَة الْبيض بالطين الأرمني وَاللَّبن الْمَطْبُوخ والحقن وإنفخة الأرنب وغراء الْجُبْن جيد جدا وَإِن كَانَ امتلاء فَلَا تدع الفصد لِأَنَّهُ مثل نزف الدَّم فَإِذا فصدت فِي الأبتداء خف وَيفْعل ذَلِك خَاصَّة ومل القابضة إِذا كَانَ الدَّم كثيرا جدا وَإِلَى المغريات إِذا كَانَت الخراطة هِيَ الْغَالِبَة. المنجح قَالَ: إِذا صَارَت الخراطة مستحكمة فِي الْبيَاض وَلم تكن حمى وَلَا صفراء تنحدر وَلَا عَطش شَدِيد عولج الْمَرِيض بحقنة الزرانيخ. 4 (الشيافة التَّامَّة للزحير) كندر دم الْأَخَوَيْنِ أقاقيا إسفيذاج أفيون جلنار يجمع بصمغ وَيحْتَمل. ابْن ماسوية قَالَ: الِاخْتِلَاف الَّذِي مثل غسالة اللَّحْم الْخَارِج بِلَا مغس وَلَا تقطيع وَلَا وجع فِي الْبَطن الْبَتَّةَ الَّذِي يهزل عَلَيْهِ الْجِسْم ويسمج اللَّوْن وَيفْسد المزاج إِن أزمن يكون عَن ضعف الكبد وعلاجه تسخين الكبد تقويتها سنبل الطّيب زعفران قشور السليخة قشور الفستق ثَلَاثُونَ ثَلَاثُونَ وأصل الْإِذْخر وفقاحة ثَلَاثَة ثَلَاثَة ونعنع وناتجة وأنيسون وبزر كرفس خَمْسَة خَمْسَة دوقو كمون ألف ب كرماني منقع فِي نَبِيذ يَوْمًا وَلَيْلَة مقلو قلوا يَسِيرا خَمْسَة دَرَاهِم حب الْغَار بقشره سِتَّة دَرَاهِم وَج مرضوض مقلو قلوا يَسِيرا لني الرُّمَّان عشرَة دَرَاهِم أسارون سَبْعَة دَرَاهِم أشنة عشرَة دَرَاهِم يشرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ بالغدواة ودرهمان بالْعَشي بشراب ريحاني وضمد الكبد بالأفسنتين والسنبل وقصب الذريره ومصطكي وقشور كندر وسك بشراب ريحاني ونضوح مُعتق وَيطْعم الدراج المشوي ويذر عَلَيْهِ كرويا وكمون وسنبل وفلفل وقرنفل وَيسْتَعْمل الفستق ودهنه قَالَ: والسحج يكون إِمَّا لمرة صفراء تنصب إِلَى الأمعاء كثيرا وَإِمَّا البلغم مالح وَإِمَّا الْمرة سَوْدَاء وَإِمَّا لأكل شَيْء يثقل الأمعاء ويخرجها كالمرادسنج وخبث الْحَدِيد) والزيبق ويستدل على مَوضِع السحج بالوجع وباختلاط الثفل بالخراطة واعرف التَّدْبِير الْمُتَقَدّم فَإِن كَانَت الْمرة تنصب إِلَى الأمعاء فَإِن السحج لَا يبرأ دون أَن تضمد الكبد بالأضمدة الْبَارِدَة ويفصد الباسليق وتبرد الأغذية لتكسر حِدة المرار فَإِذا بالأضمدة الْبَارِدَة ويفصد الباسليق وتبرد الأغذية لتكسر حِدة المرار فَإِذا أنقطع الجزؤ من الكبد فَعِنْدَ ذَلِك أقبل على السحج خُذ نشا مقلوا بزر خِيَار بزر الريحان وبزر قطونا من كل وَاحِد خَمْسَة عشر درهما يشرب ثلثة بِالْغَدَاةِ وَثلثه بالغشي وَيغسل لَهُ بالأرز غسلات ثمَّ يدق مَعَ فتات الْخبز السميذ المقلو بِزَيْت انفاق قَلِيل ويتخذ لَهُ حساء مِنْهُ وَإِن لم يكن محموما إطعم الطيهوج والدراج وحساء الْبيض قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل حقن الزرانيخ إِلَّا بعد أَن يخرج الشَّيْء للزج الثخين الْأَبْيَض قَالَ: وَإِذا خرج بعد الخراطة دم كثير فَإِن القرحة

قد أثرت أثرا قَوِيا وَفِي الشَّيْء الملبس على الأمعاء وَوصل إِلَى جرم المعي وَيفتح عروقه وَانْظُر إِلَى الْجُلُود الْخَارِجَة فِي البرَاز فَإِن كَانَت رقيقَة لينَة فَإِنَّهَا من الغشاء الدَّاخِل وَإِن كَانَت غَلِيظَة فَإِنَّهَا من الغشاء الْخَارِج الَّذِي هُوَ رَأس الأمعاء وَعند هَذِه الْحَالة قد تثقب الأمعاء وَلَا برْء لَهُ وَليكن ميلك مَا دَامَ الخراطة الْغَالِبَة الْأَشْيَاء المغرية لِأَنَّك تُرِيدُ أَن تخلف بدل مَا انجرد من لِبَاس الأمعاء الدَّم الْغَالِب فِيمَا يمْنَع الدَّم لِأَنَّك تُرِيدُ أَن تسد أَفْوَاه الْعُرُوق الصغار الَّتِي فِي الأمعاء وينفع الدَّم البزر قطونا ولسان الْحمل والبرسيان دَاري وَمَاء الرجلة والطين الأرميني لي يحْتَاج هَاهُنَا إِلَى القوابض المخدرة قَالَ: وَإِذا كثرت العفونة فِي الأمعاء وانصب فحقن الزرانيخ وينفع خُرُوج الدَّم والخراطة أَن ينْزع زبد اللَّبن الحليب ثمَّ يطْبخ الْبَاقِي بالحديد المحمي حَتَّى يغلط وتسقيه. الزحير: قَالَ: فَأَما الزحير فقو فَم الْمعدة بِمَاء القمقم وَإِن كَانَ فِيهَا لذع أَو شقَاق فامسحها بمرهم إسفيذاج وَحمله فَإِن كَانَ فِيهَا قيح شَدِيد فجملة دم الْأَخَوَيْنِ والكندر والإسفيذاج ألف ب والأقاقيا والأفيون وَإِن كَانَت القرحة وضرة كَثِيرَة الْبيَاض فَاجْعَلْ مَعَه أَقْرَاص الزرانيخ قَالَ: وينفع هَؤُلَاءِ الجوذاب الْمُتَّخذ من خبز بِلَا سكر لي المغس ضَرْبَان: ضرب من الرّيح فاطلب علاجه فِي بَاب النفخ وَبَاب الْمعدة وَمِنْه ضرب من الصَّفْرَاء. الْكَمَال فِي المنقية قَالَ المغس الْعَارِض من الصَّفْرَاء: بزر قطونا دِرْهَمَانِ بِمَاء بَارِد مَعَ درهمي دهن ورد أَو أَربع أَوَاقٍ من مَاء رمان مز مر مَعَ دِرْهَم دهن ورد يفعل ذَلِك بِمَاء الْخِيَار المعصور قَالَ: وينفع من البلغم المالح وَالرِّيح الغليظة الايرسا مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار) أَو بِمَاء الْعَسَل وَكَذَلِكَ الْحَرْف المسحوق والأنيسون والوج والمر والقردمانا وبزر الكرفس وعود البلسان وحبه والزراوند والقنطوريون الغليظ والكمافيطوس فَهَذِهِ كَأَنَّهَا مَتى شرب من أَحدهَا أَو مِنْهَا دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار أذهب المغس الْعَارِض من الرِّيَاح. روفس فِي المالنخوليا قَالَ: قد يعرض لمن بِهِ قرحَة فِي أمعائه إسهال الكيموس الْأسود وَذَلِكَ دَلِيل الْمَوْت. الْمسَائِل: الطين الْمَخْتُوم نَافِع من قُرُوح الأمعاء شرب أَو احتقن بِهِ وَإِن كَانَ قد حدث فِيهَا تَأْكُل فَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم قبل ذَلِك بِالْغسْلِ بِمَاء الْملح إِذا كَانَت القرحة عفنة ثمَّ يحقن بالطين الرُّومِي وَهُوَ الْمَخْتُوم فَإِنَّهُ يبرئها لي قد يهيج بِأَقْوَام مغس وتقطيع ويبس الطبيعة وأعراض تشبه القولنج ثمَّ لَا يبْقى إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى تهيج قُرُوح الأمعاء الرَّديئَة وَرَأَيْت ذَلِك يكون فِي الصفراويين والسوداويين إِلَّا أَنه إِذا كَانَ من السوداويين لم تَبرأ قروحهم الْبَتَّةَ مثل مَا كَانَ بِعَبْد الله الحاسب فسل عَن ذَلِك سرابيون إِذا اشتدت الْحَاجة عِنْد التبرز والتواتر وَيخرج فِي البرَاز مخاطية ونقط صغَار

دموية فَوق البرَاز فَإِنَّهُ يُسمى زحيرا وَيكون إِمَّا لفضله حارة تنصب إِلَى هَذَا الْموضع فيلذعه ويشوقه إِلَى البرَاز الْمُتَوَاتر أَو لورم فِي هَذَا المعي فيتوهم العليل الْحَاجة إِلَى التبرز لي يُعْطي عَلَامَات الورم والحدة إِذا كَانَ لفضلات حادة تنصب إِلَى الأمعاء يَصُوم الْمَرِيض يَوْمَيْنِ لكَي تنقى تِلْكَ الفضلات ثمَّ أغذه بغذاء يسير وَليكن خبْزًا مبلولا بِلَبن حليب مطبوخ حَتَّى يغلظ وَإِلَّا حساء المتخذة بالأرز والخندروس والجاورس وَإِن كَانَت الطبيعة منطلقة فَإِن لم ينقص أمره فاحقنه بِهَذِهِ مَعَ صفرَة الْبيض ودهن ورد وَالْبَيَاض والنشا وَجُمْلَة هَذِه الشياقة قشور كندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وزعفران وأفيون وصمغ تطير بلاليط ويتحمل فَإِن كَانَ الورم فِي هَذَا المعي فَإِنَّهُ لَا يكون هُنَاكَ دم وَلَا مخاطية لَكِن شَهْوَة للبراز دائمة شَدِيدَة وتوهم أَن هُنَاكَ ثقلا من غير أَن يكون قَالَ: فَفِي هَؤُلَاءِ اسْتعْمل التكميد بصوف قد بللته بدهن ورد مَعَ قَلِيل شراب وَليكن فاتراً وصب مِنْهُ بعد ذَلِك على الأرابي والمراق والعانة وادهن بِهِ الخصيتين ألف ب والشرج فَإِن دَامَ الوجع فاحقنه بدهن شيرج مسخن فاتر ويحتمله سَاعَات فَإِنَّهُ إِذا احْتمل سَاعَات حلل الورم وَسكن الوجع وينتفعون بِالْجُلُوسِ فِي طبيخ الخلية وبزر الْكَتَّان وأصول الخطمى لِأَن هَذِه تحل الورم ويعظم النَّفْع بالكرنب المسلوق مَعَ مخ الْبيض ودهن ورد وتضمد المقعدة بِهِ فَإِن حدث تلهب فِي الورم جعل ذَلِك مَعَ عِنَب الثَّعْلَب ودهن الْورْد ومخ الْبيض. وَقد يحدث مثل ذَلِك للبواسير فَإِن) اسْتعْمل علاجها جوارش الزحير والبواسير: إهليلج كأبلى وأملج وبليلج أُوقِيَّة أُوقِيَّة تعجن بِمَاء السفرجل ويعلق حَتَّى ينشف ثمَّ يجفف فِي الْهَوَاء ويغلى فِي طنجير بِسمن الْبَقر حَتَّى يجِف يمسح بِهِ نعما ويقلى ثمَّ يُؤْخَذ بزر كتَّان مقلو وبزر كراث مقلو أَو رشاد مقلو ومصطكي نصف أُوقِيَّة من كل وَاحِد طين أرميني أُوقِيَّة الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِرَبّ السفرجل وَإِن كَانَ فِي الهضم تَقْصِير فَاجْعَلْ مِنْهُ نصف أُوقِيَّة وَمن الكمون الْكرْمَانِي منقعا بخل يَوْمًا ولية مقلو بعد هَذَا وَهَذَا الجوارش صَالح إِذا لم تكن حرارة وَكَانَت بواسير مَعَ الزحير تهيج وتؤذي قَالَ: وَإِن كَانَ اشتياق إِلَى البرَاز دَائِما وَلَا يخرج شَيْء الْبَتَّةَ وَطَالَ ذَلِك فدخنه بالكبريت المعجون بشحم الكلى فِي قمع لِئَلَّا يشْتَد وَإِن اشْتَدَّ الوجع أَيْضا وَلم يسكن فاحقنه بِمَاء مصل من زيتون المَاء حَتَّى تحرقه وتكويه ثمَّ اسْتعْمل مَا يسكن وَجَعه بعد ذَلِك فِي اخْتِلَاف الدَّم. قَالَ: قد يكون نوع من اخْتِلَاف الدَّم يُسمى ذوسنطاريا الدموية وَهِي من نَحْو مورندارس لِأَنَّهَا إِنَّمَا تكون إِذا كثر فِي الْجِسْم الدَّم فَرُبمَا انتفحت أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي الأمعاء الدقاق أَو الَّتِي فِي الْغِلَاظ وَيُسمى الَّذِي يكون باخْتلَاف دم شبه مَاء اللَّحْم عَن ضعف الكبد ذوسنطاريا دموية أَيْضا. قَالَ: وَقد يحدث فِي المعي قُرُوح إِذا أنصبت إِلَيْهَا أخلاط رَدِيئَة من الكبد لرداءة مزاجها أَو لورم حَار فِيهَا وَإِذا كَانَ الَّذِي بِهِ سحج المعي صفراويا كَانَ أسهل برءا وَإِن كَانَ سوداويا عسر بُرْؤُهُ. قَالَ: وَإِذا حدث اخْتِلَاف الدَّم فاقحص عَن حَال الكبد فَإِن كثيرا من الْأَطِبَّاء لَا يلتفتون إِلَى ذَلِك ويعالجون العليل بعلاج اخْتِلَاف الدَّم فيعطب العليل.

الْفرق بَين الذوسنطاريا الدموية وَهُوَ الَّذِي يكون لفتح الْعُرُوق أَو لضعف الكبد وَبَين المرية وَهِي الَّتِي تسجح حَتَّى يخرج الدَّم فَالْفرق: أَنه إِن كَانَ اخْتِلَاف الدَّم بِلَا وجع فَإِنَّهَا دموية وَإِن كَانَ مَعَ وجع فَإِنَّهَا مرية وَالثَّانِي أَنه إِن كَانَ من أول الْعلَّة إِلَى آخرهَا اخْتِلَاف دم فَقَط فالعلة دموية وَإِن كَانَ مرار أَولا ثمَّ أَشْيَاء رَدِيئَة ثمَّ انْبَعَثَ دم وخراطة فالعلة مرية وَالثَّالِث أَنه إِن كَانَ الدَّم يجْرِي بأدوار فَإِنَّهَا دموية وَالرَّابِع إِن كَانَ ينهك الْجِسْم عَلَيْهِ فَإِنَّهَا دموية ألف ب وَالْخَامِس أَنه إِن كَانَ يجد وجعا فِي الكبد فَإِنَّهَا دموية وَإِن كَانَ فِي الأمعاء فَإِنَّهَا مرية. لي وَإِذا كَانَ يخرج مَعَ الزحير بَنَادِق وَلم تكن حرارة فاعط الْحبّ الْمقل أَو صمغ البطم فَإِنَّهُ يسهلها وينفع السحج إِذا كَانَ مَعَ حرارة فاعط الْحبّ الْمُتَّخذ من لب الخيارشنبر وَرب السوس والكثيراء والزحير الَّذِي من ريح غَلِيظَة ممدة أَسْفَل دموية وينفع من الشد وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى) حقن بالدهن الفاتر وَنَحْوهَا حَتَّى تخرج البنادق. 3 (الْفرق بَين الَّتِي فِي الدقاق وَبَين الَّتِي فِي الْغِلَاظ) إِن كَانَت الخراطة والقشور غلاظاً كبارًا فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ وَإِن كَانَ يهيج الوجع فَوق السُّرَّة وتجيء الخراطة بعد ذَلِك فَإِنَّهُ فِي الدقاق وبالضد وَإِن كَانَ شَدِيد الِاخْتِلَاط فَإِنَّهُ من الدقاق وبالضد وَإِن كَانَ فِيهِ دسم فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ. علاج أنظر أَولا هَل مَا انحدر إِلَى الأمعاء قد انْقَطع وَإِنَّمَا بَقِي أَثَره فِي الأمعاء أم التحدر لَا بَث فَإِن كَانَ لابثا فاقصد قطعه إِن كَانَ خلطا رديئاً قد عَم الْجَسَد كُله واقصد لاستفراغه. لي يُعْطي عَلَامَات فِي لبث التحدر وَهُوَ مَا يظْهر فِي البرَاز من الْأَشْيَاء الرَّديئَة وَإِن كَانَ للتكبد وَغَيره فاقصد لَهُ خَاصَّة ضعفا مان أَو سوء مزاج فَإِذا أحكمت ذَلِك فَحِينَئِذٍ اقصد القرحة بِنَفسِهَا فامنع العليل من الْغذَاء يَوْمَيْنِ فَإِن لم تكن حمى فاغذه فِي الثَّالِث بِلَبن مطبوخ بالحديد لِأَنَّهُ نَافِع جدا إِذا ذهبت رطوبته وغلظه ثمَّ اعطه بعد ذَلِك خبْزًا مبلولا بِمَاء الرُّمَّان الحامض ثمَّ اتخذ لَهُ حساءاً من لبن ولتكن حاراً مَعَ دَقِيق الْأرز وَالْحِنْطَة وَتَكون الشَّحْم شَحم مَاعِز أَو من الجاروش وَيجْعَل فِيهِ صمغ ويتخذ أَيْضا من الخشخاش والنشا المقلو وَمن الْخبز الْيَابِس الْمُتَّخذ من السميذ يتَّخذ حساء بِمَاء السفرجل وَالرُّمَّان وَيجْعَل فِيهِ صمغ قَالَ: وَإِن لم تكن حمى فاطبخ مَعَه الأكارع وَأما اللحوم فضارة لقروح الأمعاء فَإِن طَالَتْ الْعلَّة وَسَقَطت الْقُوَّة فَاسْتعْمل لُحُوم الطير الْيَابِسَة كالدراج والحجل والشفنين وَمن ذِي الْأَرْبَع الأرانب والغزلان وَإِلَّا عنز الْبَريَّة وَيجْعَل مَعهَا القوابض والممسكة وتوق الْفَوَاكِه إِلَّا الكمثرى أَو السفرجل وَنَحْوهَا من القوابض وَيكون مَا يسقونه مَاء الْمَطَر فَإِن ضعفت الْقُوَّة بآخرة فَاسق شراب السفرجل وَنَحْوه فَإِن ضعف أَشد وَلم تكن حمى وَلَا حرارة فَاسق الشَّرَاب الْأسود الْقَابِض شَيْئا قَلِيلا وبارد بالأدوية والعلاج مادمت قُوَّة العليل بَاقِيَة اسْقِ البزور بِرَبّ السفرجل مثل هَذِه: بزر قطونا وبزر مرو وبزر الرجلة وبزر الريحان وبزر لِسَان الْحمل وبزر

الْورْد وبزر الحماض وبزر الخطمي مقلوة طباشير نشا مقلو صمغ عَرَبِيّ وَمن طين أَرْبَعَة أَجزَاء يقلى الْجَمِيع على المقلى قلواً حسنناً وَيجمع وَيُعْطى ألف ب خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء الصمغ المنقع مَعَ الطين الأرمني وَإِن كَانَت حمى سقِِي أَقْرَاص الطباشير الممسكة بِرَبّ التفاح ويسقى بالْعَشي بزر قطونا مقلوة دِرْهَمَيْنِ مَعَ طين أرمني وَإِن كَانَت القرحة) فِي أَسْفَل فالحقن وَإِن كَانَ مَا يَأْتِي من الدَّم أَكثر وَلم يكن وجع فالأشياء القابضة أَكثر وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فَاعْلَم أَن الْخَلْط حَار لذاع فالأشياء المعدلة وَاحْذَرْ فِي استعمالك الحقن أَن تدخل مَعهَا ريح فَإِن ذَلِك ليضر. لي. ذَلِك يكون بِأَن الْعُضْو فِي مُدَّة لَا يحل عَنهُ ثمَّ يضْبط عَلَيْهِ أيضاُ لَكِن إِذا لَزِمته لم تحله الْبَتَّةَ وادهن الأنبوب بشمع ودهن فَإِن خفت فاسخن الشرج فَإِن ذَلِك يبْقى الحقنة لِئَلَّا تخرج زَمَانا طَويلا وَليكن ذَلِك بميل صوف نقي فِي شراب قَابض مسخن يكمد بِهِ فَإِن كَانَ فِي المعي تَأْكُل وعلامته أَن يكون مَا يستفرغ مُدَّة فَقَط بِغَيْر دم فحيتئذٍ تحْتَاج إِلَى أدوية محرقة وَإِيَّاك وَهِي إِذا كَانَ دم لِأَن حَاله حَال القروح الْخَارِجَة وَصَاحب الخراجات الحاذق إِذا رأى قرحَة وضرة لم تفن بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة لَكِن تقبل على الدَّوَاء الحاد قبل أَن تتسع القرحة وتعظم فَعَلَيْك بأقراص الزرانيخ إِذا كَانَ مَا ينصب مُدَّة فَقَط احقن مِنْهَا بِقدر نصف دِرْهَم يُؤْخَذ زرنيخان ثَلَاث أوراق نورة لم تطفأ سِتَّة أوراق قرطاس أَرْبَعَة أقاقيا أَربع يعجن بِمَاء لِسَان الْحمل ويقرص ويجفف فِي الظل وَقد يُزَاد فِيهِ طراثيث أوقيتان يحقن مِنْهُ بِنصْف دِرْهَم وَأَكْثَره دِرْهَم فيداف فِي نصف رَطْل من مَاء لِسَان الْحمل وطبيخ الْأرز المغسول مَرَّات والورد ويحقن بِهِ وَكَثِيرًا مَا تألم الْعليا والسفلى جَمِيعًا فَاسْتعْمل الحقن والأدوية الَّتِي تشرب فَإِن كَانَت القرحة فِي المعي الْمُسْتَقيم حَيْثُ تصل إِلَيْهَا البلاليط فَعَلَيْك بِهَذَا: خُذ دم الْأَخَوَيْنِ وقاقيا وطيناً أرمينيا وإسفيذاجاّ فاتخذه بلوطاً وَإِن كَانَت القرحة رَدِيئَة فاطرح فِيهَا قرطاساً محرقاً وأطل الظّهْر فِي أَسْفَله بالمراهم القابضة الْمَانِعَة وأجلس العليل فِي طبيخ القوابض. من أقربادين حُبَيْش دَوَاء نَافِع لاخْتِلَاف الدَّم مَعَ الْحمى الشَّدِيدَة عَجِيب فِي ذَلِك جدا: ورد يَابِس أَرْبَعَة دَرَاهِم صمغ بسد ثَلَاثَة ثَلَاثَة زعفران طباشير كهربا جلنار قاقا سماق طين مختوم لحية التيس دِرْهَم دِرْهَم بزر قطونا دِرْهَمَانِ حب الحماض مقشر دِرْهَمَانِ أفيون دانقان مصطكي نصف دِرْهَم كافور دانقان خشخاش أَبيض دِرْهَمَانِ يعجن بعصارة لِسَان الْحمل فَإِنَّهَا عَجِيبَة. الأولى من الْمُفْردَات: ألف ب الْأَشْيَاء اللزجة المغرية الَّتِي تقمع الحدة وَتَنْفَع من بِهِ حرقة فِي أمعاء من مشي فضول لذاعة شربت أَو احتقن بهَا كشحم البط وعصارة الخندروس وشحم الأوز وشحم الماعز إِلَّا أَن شَحم الماعز أبين نفعا من هَذِه كلهَا لِأَن هَذَا الشَّحْم يسكن اللذع الَّذِي) فِي الأمعاء لجموده عَلَيْهَا وتغريته لَهَا سَرِيعا. السَّادِسَة: الْعِلَل والأعراض قد يحدث ضرب من اخْتِلَاف الصديد الدموي من ذوبان يحدث للبدن فِي اللَّحْم الطري أَو فِي الأخلاط وَلَا يكون رَقِيقا فتجذبه الكلى فيميل

إِلَى الأمعاء لي تَغْلِيظ الدَّم وتدبير أَصْحَاب الرّقّ لي على مَا فِي كتاب العلامات إِذا كَانَ مَعَ اخْتِلَاف الدَّم حمى وضربان فِي مَوضِع من الْبَطن فَفِي الأمعاء ورم مَعَ القرحة وَإِذا كَانَ مَا يخرج سمجاً وَهُوَ مَعَ ذَلِك منتن صديدي مختلط يقطع لَهَا عظم فَإِن فِي الأمعاء عفونة وَالْفرق بَين هَذَا والكائن عَن الكبد بِأَن ذَلِك لَا يكون شَدِيد النتن وَرُبمَا لم يكن منتناً الْبَتَّةَ ويتقدمه وجع الكبد والعطش وَلَا يكون مَعَه وجع وَهَذِه أعنى الخبيثة مَعَ وجع شَدِيد جدا ونتن مفرط وَأَنا ارى حقن هَذَا بالزرانيخ إِن لم يكن قد قَامَ بِقطع لحم فَإِن كَانَ قد قامها فَإِن يحقن أَيْضا أصلح لِأَنَّهُ لَعَلَّ خلاصاً يكون بِهِ وَقد رَأَيْت فَضله قَامَ مقَام هَذَا الْقيام وَبرئ إِلَّا أَن ذَلِك عِنْدِي كَانَ عَن كبده وَلَا يحقن من ذَلِك عَن كبده بالزرانيخ وَبِالْجُمْلَةِ فَلَا يحقن بالزرانيخ إِلَّا أَن يغلب النتن جدا اَوْ يكون كُله أَبيض. فليغريوس: فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: تقليل الْغذَاء أَجود كل علاج لمن يخْتَلف الدَّم وَليكن من أخف الأغذبة وأسرعها هضماً لي فرق بَين السحيح السوداوي وَغَيره بِأَن تكون لَهُ رَائِحَة حامضة وتغلي مِنْهُ الأَرْض فَإِذا كَانَ ذَلِك فَلَا يبرأ صَاحبه الْبَتَّةَ وَقد يكون اخْتِلَاف سوداوي وَيبرأ مِنْهُ وَيكون عَن احتراقات فِي الكبد سمجة اللَّوْن لَا تكون لَهَا رَائِحَة حامضة وَلَا يغلي مِنْهَا الطين لي على مَا رَأَيْت لِلْيَهُودِيِّ: إِذا كَانَ مَا ينزل من المخاطية والدموية أخلاط صفر مزيدة فالسحج صفراوي وَإِذا كَانَت هُنَاكَ مخاطية لزجة فالقرحة بلغمية وَإِذا كَانَت هُنَاكَ رقيقَة إِلَى السوَاد وفاحت مِنْهَا رَائِحَة إِلَى الحمضة فالعلة سوداوية ومم يجب أَن يحذر صَاحب الزحير الْبَارِد الْبرد يُصِيبهُ وَلَا سِيمَا الْبَطن مِنْهُ والقدمين وَأكل الْأَطْعِمَة الغليظة البلغمية كالفطر والكمأة واللفت وَلحم الأترج والخوخ والفاكهة الرّطبَة كلهَا إِلَّا القابضة. أَقْرَاص الطباشير الممسكة: طباشير وَورد وسماق منقى وبزر حماض مقشر يجمع بِمَاء الصمغ الْعَرَبِيّ ويقرص جَيِّدَة) لقروح الأمعاء مَعَ حرارة وعطش وَإِذا لم تكن حرارة وعطش فَيُؤْخَذ كندر ومصطكي وأبهل ونانخة وطين وطباشير وصمغ يقرص ويسقى مَعَ الْحَرْف. الْيَهُودِيّ: انْظُر لَا تجْعَل فِي شَيْء من الحقن أقاقيا إِلَّا أَن ترى فِيهِ دَمًا قَالَ: وينفع ألف ب الزحير مَعَ البواسير الْحَرْف المحمس جدا قَالَ: وَاتخذ للمبطون خبز بلوط وسماق. بولس يقطع الِاخْتِلَاف الدموي الطلى بالكندر وَالشرَاب الْقَابِض والخل وَمَعَهُ الأقاقيا وَنَحْو وَأما الزحير وَالِاخْتِلَاف الْمُتَوَاتر فكمد المقعدة بأَشْيَاء حارة عفصة كطبيخ العفص ويضمد بهَا حارة وَمَعَ الْأَشْيَاء الحارة بالقوية القابضة كالأبهل وَنَحْوه. الثَّالِثَة جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة اخْتِلَاف الدَّم يكون إِمَّا من وجع وَاخْتِلَاف بِشَيْء حَار مثله وَإِمَّا بِلَا ذَلِك وَالَّذِي بِلَا ذَلِك يكون إِمَّا دَمًا خَالِصا نقيا وَيكون إِذا قطع من الْجِسْم عُضْو أَو ترك رياضة فَكثر الدَّم دفْعَة وَإِمَّا أَن يكون كغسالة اللَّحْم الطري وَذَلِكَ يكون لبرد الكبد وَإِمَّا دم غليظ اسود وَذَلِكَ يكون من أجل سدة حدثت فِي الكبد فَصَارَ الدَّم لَا ينفذ إِلَى الْجِسْم لكنه يبْقى فِي الكبد فيحترق ويغلظ ثمَّ ينْدَفع إِلَى الأمعاء لي وَإِمَّا لِأَنَّهُ

يخرج من الطحال لي على مَا هَاهُنَا ليَكُون أعظم فضل بَين اخْتِلَاف مرّة الدَّم وَبَين قرحَة الأمعاء وَالَّذِي عَن الكبد الوجع فالمغص والخراطة وَالدَّم يَجِيء دَائِما قَلِيلا قَلِيلا بمغص ووجع شَدِيد وَمَعَ خراطة وَبعد اخْتِلَاف مرّة أَو خلط حاد وَأعظم على أَنه من الكبد عدم الوجع وَأَن يَجِيء بنوائب وَيكون بِلَا مغس وَيكون كثيرا قَالَ: الزحير إِمَّا أَن يكون من أجل برد شَدِيد عنيف وَإِمَّا لمرار مدَاخِل لجرم الأمعاء لي أَحْسبهُ يزِيد بالزحير المغس. من كتاب ينْسب إِلَى ج: قَالَ: احقن من بِهِ عِلّة فِي الأمعاء السُّفْلى بِالْغَدَاةِ والعشي بالحقن مَتى قَامَ. الْأَعْضَاء الألمة السَّادِسَة قَالَ قولا يجب مِنْهُ مَتى مَا دَامَ الَّذِي ينحدر مرار وبلغم جرى مَعَ دم قَلِيل فَذَلِك ابْتِدَاء قرحَة حَتَّى إِذا كثر فَذَلِك استحكام القرحة حَتَّى إِذا اخْتلطت خراطة مَحْضَة فَذَلِك نِهَايَة القرحة لي فِي الْوَقْت الأول يحْتَاج إِلَى المغرية القابضة وَفِي الثَّانِي إِلَى المنقية وَهَذَا إِذا قل الدَّم وَكثر الْقَيْح أَو كَانَت رَائِحَة شَدِيدَة وعفونة وصديد متين يحْتَاج إِلَى الزرانيخ لي إِذا عتقت قُرُوح الأمعاء وطالت فالأشياء الكاوية الأن القرحة قد عفنت وَلَا) يجب أَن يكون ذَلِك جزَافا بل على مَا أصف يُؤْخَذ عشرَة دَرَاهِم نورة حَيَّة وَخَمْسَة دَرَاهِم زرنيخ اصفر منخول بحريرة وَيُؤْخَذ قلى ونورة فتنقع بِالْمَاءِ وَيتْرك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يسحق بِهِ ذَيْنك فِي هاون حَتَّى ينخل ويسود ثمَّ يقرص وَيرْفَع حَتَّى يجِف ثمَّ يُؤْخَذ عِنْد الْحَاجة دِرْهَم وَاحِد ويحقن بِهِ بِأَن يداف فِي ثَلَاث أَوَاقٍ من طبيخ العدس المقشر والورد فَإِن الْأَشْيَاء المغرية لَيْسَ لَهَا هَاهُنَا مَوضِع وَإِن وجد لَهُ العليل لذعاً شَدِيدا فتنقص مِنْهُ بِقدر مَا يحْتَمل فَإِن أَصَابَهُ مِنْهُ لذع شَدِيد حَتَّى يكَاد يغشى عَلَيْهِ حقنته بدهن مفتر حَتَّى يسكن لذعه ألف ب مَرَّات وبمقدار غلظ القرحة وإزمانها يكون قدر الزرانيخ وَالْمَاء الَّذِي يحل فِيهِ فَإِذا كَانَ الْأَمر غليظاً فأدف فِي مَاء الْملح وَهَذَا أَشد مَا يكون لَا يقوى عَلَيْهِ إِلَّا قوي الْقُوَّة والأجود أَن يديف ذَلِك فِي طبيخ العدس والورد والعفص وجفت البلوط فَإِنَّهَا تعين المحرقات حَتَّى تكون الخشكريشة بَالِغَة وتفقد قُوَّة العليل فَإِن كَانَت سَاقِطَة واحتجت إِلَى حقنة بذلك فقليلا قَلِيلا مَرَّات وبقدر مَا يقل اللذع وَقبل أَن تحقنه وأطعمه طَعَاما قَلِيلا قَوِيا مثل قبج كردمانك بِمَاء السماق وَنَحْو ذَلِك وَرَأَيْت الْقدر الَّذِي تحقن بِهِ من أَقْرَاص الرازيانج من نصف دِرْهَم إِلَى دِرْهَم فِي ثَلَاث أَوَاقٍ طبيخ الْأَدْوِيَة وخطأها عَظِيم فَإِذا اشْتَدَّ اللذع فَتَدَاركهُ بِأَن تحقنه بالدهن المفتر قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ يسكن اللذع وَيمْنَع أَن تحرق الأمعاء. جارجس: اسْقِ صَاحب السحج أَرْبَعَة مَثَاقِيل من صمغ عَرَبِيّ مسحوق بِمَاء بَارِد

واسقه فلونيا فارسية بِمَاء بَارِد أَو طبيخ الْأرز وَاللَّبن الحليب بِقطع الْحَدِيد واسقه قدر نواة من أنافخ الأرانب. الثَّانِيَة من تَفْسِير الثَّانِيَة من إيذيميا: قَالَ: جَمِيع النَّاس يعلم أَن اخْتِلَاف الدَّم إِذا طَال خرج مَعَه أَشْيَاء منتة الرّيح وَلَا يكون فِي الزحير اخْتِلَاف منتن لِأَن الزحير فِيهِ أَسْفَل. لي على مَا رَأَيْت فِي الميامر شراب جيد لقروح الأمعاء ويسكن الْعَطش: حب رمان حامض وسماق وغبيراء وخرنوب وكمثرى وسفرجل مقطع بالسواء يطْبخ حَتَّى ينْعَقد ويمزج وَيشْرب. التَّاسِعَة لقروح الأمعاء: كندر حضض أقاقيا يسقى مِثْقَالا وَلم أر دواءا فِي بَاب القروح الَّتِي فِي الأمعاء إِلَّا وَفِيه أفيون أَو بنج أَو نَحوه وبالحق فعل ذَلِك لِأَن هَذَا يُخَفف ويدمل ويخدر وَيعْقل الْبَطن وَمِقْدَار مَا يحقن) من أَقْرَاص الزرانيخ ثَلَاثَة مَثَاقِيل أَو أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمِقْدَار خمس أوراق طبيخ الْأَشْيَاء القابضة وَلَكِن أقراصه لَيست بكثيرة الخلوص والحدة. لي خبرني الْكَاتِب قَالَ: حقنت ابْن نصير بذرور أصفر وزن مِنْهُ مِثْقَالا فأدافه فِي أُوقِيَّة دهن ورد خام وحقنة فحدست أَنه القلقنديون المصعد قَالَ: فَرَجَعت الخلفة من مائَة إِلَى عشر وانقطعت من الْغَد وبرأ بعد خَمْسَة عشر يَوْمًا ثمَّ عاوده فعاود العلاج فبرأ. الميامر التَّاسِعَة أَقْرَاص الزرانيخ: زرنيخ أَحْمَر وأصفر جُزْء جُزْء اقاقيا نورة نصف نصف يعجن بشراب قَابض وَيعْمل أقراصا كل قرص من ثَلَاثَة مَثَاقِيل ويحقن بِوَاحِدَة مَعَ بعض الْمِيَاه القابضة وَإِن كَانَت قوته ضَعِيفَة حقن بِأَقَلّ من هَذَا الْمِقْدَار مَعَ شراب ممزوج. لي أَقْرَاص زرانيخ تكوى وَلَا توجع عجينة: زرنيخ أصفر ونورة جزءان أفيون كندر دم الْأَخَوَيْنِ من كل وَاحِد يعجن بطبيخ الْورْد ويحقن بطبيخ الخشخاش والورد وَهَذِه حقنة. لي جَيِّدَة بِلَا زرنيخ: عدس مقشر ألف ب وَورد أرز جلنار خشخاش شعير مقشر يطْبخ وَيُؤْخَذ كندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وإسفيداج الرصاص وأقاقيا فتتخذ أقراصا بِمَاء الصمغ ويداف مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم فِي ثَلَاث أَوَاقٍ من الطبيخ ويحقن مَعَ نصف مَعَ نصف أُوقِيَّة من دهن ورد ويتفقد الِاخْتِلَاف فَمَتَى كَانَ الدَّم أغلب فمل إِلَى العفصة من الأغذية والأدوية والحقن حَتَّى يكون الطبيخ من ورد وجلنار وكحل وَإِذا كَانَ اللذع والمغس أَشد فمل إِلَى المغرية حَتَّى يكون الطبيخ من الْأرز وَالشعِير المقشر والدهن وشحم الْمعز أَو أَقْرَاص الاسفيداج وطين وصفرة الْبيض المسلوق وَنَحْوهَا مَتى كَانَت الْمدَّة أَكثر فلتكن الغاسلة المنقية كالزرانيخ والقرطاس المحرق وَنَحْوه. الميامر: احقن عِنْد اللذع الشَّديد بِمَاء الحلبة وبزر الْكَتَّان. قَالَ: وَتَقْدِير الحقنة للرِّجَال أَربع أَوَاقٍ وللصبيان أوقيتان. قرص آخر من هُنَاكَ: زرنيخ أصفر مثقالان أَحْمَر خَمْسَة مَثَاقِيل نورة حَيَّة ثَلَاثُونَ قرطاس محرق أَرْبَعَة احقن مِنْهُ بِثَلَاثَة مَثَاقِيل مَعَ ثَلَاثَة مَثَاقِيل من الْملح المسحوق بِسِتَّة

دوارق من مَاء بَارِد. لي هَذَا فِي نَحْو العلاج الَّذِي ذكره فِي حِيلَة الْبُرْء وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا كَانَت القروح قد عفنت جدا وَالرجل قوي الْقُوَّة.) أَقْرَاص جَيِّدَة لقروح المعي والشرج عفص فج يسحق كالكحل دَقِيق سميذ وأرز منخولان بحرير صمغ عَرَبِيّ يعجن الْجَمِيع بصفرة بيض وبياضه وَيجْعَل أقراصاً دقاقا وتشوى على آجرة فِي تنور بِقدر مَا لَا يَحْتَرِق ويسقى مِنْهُ العليل قرصة فِيهَا خَمْسَة دَرَاهِم فَإِن لم تكن حمى فليسق مَعهَا دانقان من الفلفل ودانقان من الأفيون قَالَ: قَالَ: وأقراص الزرانيخ احقن بهَا قدر سرعَة حس العليل وَنَظره وقوته وَعظم بدنه وَأكْثر مَا يحقن بِهِ أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَالْوسط مِنْهُ مثقالان وَأقله مِثْقَال وَلَا يحقن بهَا إِلَّا إِذا عتقت قُرُوح الأمعاء وَإِذا طرحت فِيهَا زعفرانا وأفيونا سكن الوجع أَيْضا ويجلب النّوم وَكَانَت أَحْمَر وليأكل العليل شَيْئا قبل أَن تحقنه ثمَّ ذكر أَقْرَاص زرانيخ عدَّة فِيهَا: بزر بنج وأفيون وزعفران واضمده فِيهَا بزر بنج وأفيون وزعفران وَأَشْيَاء قابضة وعطرة وَاتخذ من بَعْضهَا أقراصا ويطلى بِهِ وَقت الْحَاجة. لي تجربة: وجدت الأشياف الَّتِي تتحمل للزحير يكون أقوى إِذا كَانَت قابضة وأجودها هَذَا: عفص فج وإسفيداج الرصاص وكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وأفيون يتَّخذ شيافا. لي سفوف لقروح الأمعاء مَعَ برد: بزر كتَّان وبزر خطمى وحرف وبزر الريحان وكندر وصمغ وطين ومصطكى وَسعد ونانخة يستف مِنْهُ جيد بَالغ. من كتاب الحقن: قَالَ: حقنة الخشخاش جَيِّدَة جدا للقرحة فِي الأمعاء تسكن اللذع والوجع وتقطع الِاخْتِلَاف. لي البزور الَّتِي تصلح للحقنة: الشّعير المقشور والأرز والعدس المقشر والخشخاش وَمن غَيره ألف ب بالورد والبلوط والجلنار وَنَحْوهَا. لي على مَا رَأَيْت: إِذا عتقت القرحة وتأكلت وَلم يُمكن أَن يحقن بالزرانيخ لضعف العليل وَشدَّة الْحس فليحقن بِمَاء الْعَسَل ثمَّ ليحقن من بعد أَربع سَاعَات بِمَاء الْملح ثمَّ يحقن بعد ذَلِك بالطين الْمَخْتُوم مدافاً فِي مَاء فاتر فَإِنَّهُ برءه. من كتاب العلامات إِذا كَانَ بانسان اخْتِلَاف دم بقيء أَو ببول ثمَّ عرض لَهُ بَغْتَة إِن بردت مِنْهُ الْأَطْرَاف واصفر أَو انتفخ بَطْنه وَسقط نبضه فَاعْلَم أَن شَيْئا من ذَلِك انْعَقَد فِي بَطْنه. ابْن ماسوية فِي علاج الإسهال إِذا كَانَ فِي سحج الأمعاء صفراء يبرأ مرّة وَيرجع أُخْرَى وَيخْتَلف اختلافات حادة رَدِيئَة فاقصد إِلَى الكبد بالتبريد فاقصد الباسليق والأسليم من الْيَد الْيُمْنَى ثمَّ ضع المبردة على الكبد وَأطْعم الرُّمَّان والحصرم والفراريج بِمَاء البزور اللينة والباردة ويلقي فِي المَاء الَّذِي يشرب الطين الأرومني أَو الصمغ وَلَا يحقن بالزرانيخ إِلَّا عِنْد مَا يخرج الشَّيْء الْأَبْيَض اللزج وَأما مادامت الدموية والدردية غالبة وَالْبرَاز الحاد الرَّقِيق فَلَا تسْتَعْمل الْبَتَّةَ حَتَّى إِذا كثرت العفونة وابيضت الْأَشْيَاء الْخَارِجَة وَأما السحج الصعب الَّذِي يكون قد ذهبت فِيهِ

طبقَة من الأمعاء إِلَّا أَنه عفن فِيهِ وأجود علاجه لبن الْمعز الْمَطْبُوخ بالحديد مَعَ الصمغ والطين وَإِن كَانَ لبن الْبَقر فانزع زبده ثمَّ يطْبخ فَإِن كَانَت حماه شَدِيدَة فَلَا تسقه اللَّبن لَكِن الحسو من الشّعير والصمغ قَالَ: وأنفع مَا يكون السحج اللَّبن المنزوع الزّبد لِئَلَّا يُطلق الْبَطن. لي على ذَلِك أول مرتبَة السحج فالبزور والمغريات فَإِن طَال أمرهَا فاللبن المنزوع الزّبد الْمَطْبُوخ فَإِن طَال وَكثر فالزرنيخ وتفقد فِي ذَلِك كُله حَال الكبد فَإِن كثر السحج إِنَّمَا يكون عَنْهَا. لي إِذا صاب العليل بعد أَن قد خرج فِي اختلافه قِطْعَة لحم كَبِيرَة ثقل فِي الْبَطن وتمدد وَقل الِاخْتِلَاف فَاعْلَم أَن المعي قد انخرق فَإِذا كَانَ ذَلِك فِي المعي الْأَسْفَل فَرُبمَا أصَاب مِنْهُ ورم فِي المراق فَيخرج وَيخرج مَعَه ثفل ويعيش العليل على ذَلِك عمره وَإِن كَانَ فِي الْعليا فَهُوَ أشر وخاصة إِن كَانَ فِي الصَّائِم وَذَلِكَ أَن العليل ينهك حَتَّى يَمُوت وَقد يَمُوت قبل الإنهاك وَذَلِكَ أَنه يخرج شَدِيدا فيأكل وَلَا يشْبع وينتفخ لذَلِك بَطْنه انتفاخاً شَدِيدا وَيَمُوت. كناش ابْن ماسوية لي تفقد مَا فِي الِاخْتِلَاف وسل عَنهُ إِن كَانَ قد انْقَطع مَعَ الخراطة اخْتِلَاف أَشْيَاء صفراء وَكَانَ بعقب دَوَاء يخرج الصَّفْرَاء فالعلة من سحج صفراوي وَكَذَلِكَ لمن رَأَيْت فِي الطشت أَشْيَاء حريفة حادة ومرار مُخْتَلفَة خضراء وَغير ذَلِك فَإِن رَأَيْت مَعَ الخراطة خلطاً أَبيض لزجاً وَكَانَ قبله ذَلِك فالعلة بلغمية وَإِن رَأَيْت مَعهَا خلطاً أسود فالعلة رَدِيئَة فتفقد حَال ذَلِك الْخَلْط حِينَئِذٍ ألف ب فَإِن رَأَيْت مرّة سَوْدَاء فَاعْلَم أَنه إِن كَانَ قد أزمن فَإِنَّهُ لَا يبرأ وَإِن كَانَ لم يزمن فَإِنَّهُ يبرأ بالأشياء المعدلة المقوية. قَالَ: اسْقِ صَاحب السحج المري الحاد لَبَنًا مغلي حَتَّى يغلظ وَيذْهب النّصْف مَعَ وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم صمغ عَرَبِيّ فَإِنَّهُ جيد بَالغ وَإِذا حقنته فاطبخ تِلْكَ الْمِيَاه حَتَّى تغلظ كالعسل وَإِن احْتَاجَ العليل إِلَى دُخُول الْحمام فأطعمه قبل ذَلِك خبْزًا منقعاً فِي شراب قَابض أَو فِي رب سفرجل والسحج يحدث إِمَّا من بلغم مالح) وعلامته أَن يكون فِيمَا يخْتَلف شَيْء أَبيض لزج كثير وتقل مَعَه الْحَرَارَة والعطش وَإِمَّا من مرّة صفراء وعلامتها أَن يكون فِيمَا يخْتَلف مرار وزبد وَكَثْرَة عَطش وحرارة وَإِمَّا من السَّوْدَاء وعلامته أَن يكون فِيهِ شَيْء أسود وشديد النتين جدا. تجارب المارستان إِذا غلظ الْأَمر فِي الأسهال لم يجْعَلُوا فِي الحقنة دهنا إِلَّا أقل ذَلِك أَو طبخوه مَعَ ورد وورق الآس وَكَذَلِكَ إِذا كَانَت قرحَة سمجة وسخنة وَأما حقن الزرانيخ فَلَا دهن فِيهَا الْبَتَّةَ ويحقن قبلهَا بِمَاء وملح حَتَّى إِذا خرج الثفل وَبَقِي المَاء حقن بحقن الزرانيخ فِيهِ برءه. لي الصّبيان الصغار إِذا أخْلفُوا دَمًا يُؤْخَذ: صمغ عَرَبِيّ وطين مختوم ونشا مقلو قَلِيلا وإنفحة الأرنب وطباشير يسحق الْجَمِيع واسقهم مِنْهَا دانقين فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات أَو يَجْعَل الصمغ فِي اللَّبن ويوجرون. لي من اخْتِلَاف الدَّم ضرب سمج جدا يكون الِاخْتِلَاف فِيهِ مثل الدردري منتناً جدا وَفِيه زبد ومرار حَار يغلي وَيُشبه الْمرة السَّوْدَاء وَلَيْسَ بهَا لِأَنَّهُ غليظ منتن والسوداء رقيقَة وَلَا نَتن لَهَا وَيحدث فِي الْأَبدَان النحيفة الحارة الَّتِي تكْثر التَّعَب فِي الصَّيف وفيمن يكثر من احْتِمَال الْعَطش الشَّديد كالحال فِي نضله الطَّبِيب وَيكثر الِاخْتِلَاف وَسبب هَذَا إِنَّمَا هُوَ أَن الكبد تَحْمِي جدا حَتَّى أَنَّهَا تجذب دَمًا من الْعُرُوق ثمَّ يسود فِي جداول الكبد

فِي زمن قَلِيل ويتبين لشدَّة حرارته فَإِذا ثقل عَلَيْهَا دَفعته أَولا أَولا إِلَى المعي وجذبت أَيْضا من الْعُرُوق من الخراطة فِي هَذَا الِاخْتِلَاف قَلِيلا فِي أول الْأَمر ثمَّ تبطل وَتَكون خلف هَذَا الشَّيْء الَّذِي مثل رائب أبلغ علاجهم تضميد الكبد بالمبردات غَايَة التبريد وَسقي مَاء الثَّلج على الرِّيق وَاسْتعْمل شراب الخشخاش دَائِما والأضمدة وَمَاء الشّعير ودلك ظَاهر الْجِسْم دلكا رَقِيقا وَلَا تخلوا الكبد وَلَا فِي وَقت وَاحِد من شَيْء يبردها وَشد الْيَدَيْنِ من الأبطين وَالرّجلَيْنِ والأنثيين ودلكها وَسَائِر الْجَسَد بالدوام فَإِنَّهُ يسيل الدَّم وَيمْنَع جريته إِلَى الكبد ويبرد الكبد فيقل جذبها وَهُوَ علاج غَرِيب مجرب واعط المخدرات ليقل حس الأمعاء واطل مَوضِع الأمعاء بالمغرية والكبد بالمقوية المبردة. مُفْرَدَات ج: البقلة الحمقاء نافعة من قُرُوح ألف ب الأمعاء إِذا أكلت. لي قد قَالَ ج فِي هَذِه: إِنَّهَا بَارِدَة فِي الثَّالِثَة ورطبة فِي الثَّانِيَة قَوِيَّة التطفية جدا حَتَّى أَنَّهَا تَنْفَع من الدق أَكثر من كل مَا ينفع مِنْهُ وَلذَلِك أرى أَنَّهَا فِي غَايَة النَّفْع للَّذي بِهِ قرحَة من حِدة فِي كبده كَالَّذي كَانَت بنضله وَلها) قبض صَالح فِي غَايَة تسكين الْعَطش واستعمالها فِي هَذِه الْمَوَاضِع كَانَ رجل انثقب معاه فَعَاشَ بعد ذَلِك مُدَّة وَكَانَ الثفل يصير فِي تجويف الْبَطن بعضه وَبَعضه يخرج وَعظم الْبَطن كالمتسقي ثمَّ ج: لِسَان الْحمل جيد لقروح الأمعاء لِأَنَّهُ يقطع الدَّم بِقُوَّة قَوِيَّة وَإِن كَانَ هُنَاكَ لهيب وتوقد أطفأ وَإِن كَانَت القرحة رَدِيئَة عفنة أبرأها أَيْضا لي بِأَن من كَلَام جالينوس فِي هَذَا الْموضع: ان لِسَان الْحمل يشفي القروح الَّتِي تكون فِي الأمعاء والمزمنة مِنْهَا فلتجعل أَقْرَاص الزرانيخ فِي مَائه وَتقدم قبله لَعَلَّه يُغني عَنهُ وليستعمل بزره فِي البزور. ج: فِي ثَمَرَته جلاء لي وَإِن كَانَ كَذَلِك فَلَا يصلح وَلَعَلَّه لَيْسَ بالجيد فَانْظُر فِيهِ. ج: الجلنار نَافِع من قُرُوح الأمعاء جدا لِأَن فِيهَا قُوَّة قابضة المَاء الَّذِي يطْبخ فِيهِ أصل شَجَرَة الخطمى نَافِع من قُرُوح المعي لي لِأَن فِيهِ قُوَّة قابضة مَعَ تسكين وتعديل العفص جيد يمْنَع التجلب إِلَى الأمعاء لحية التيس جيد لقروح المعي الباقلي الْمَطْبُوخ بخل جيد لقروح الأمعاء لي طَعَام هَؤُلَاءِ: عدس مقشر باقلي بخل خبز معجون بخل صفرَة بيض مسلوقة بخل طيهوج وحجل كردناك سماق عصارة حب الرُّمَّان البقلة الحمقاء جَيِّدَة بزر الحماض الْكِبَار يسقى لقروح الأمعاء قشور الكندر جَيِّدَة جدا لقروح المعي يكثر الْأَطِبَّاء اسْتِعْمَاله فِي ذَلِك الحضض نَافِع لقروح المعي إِذا شرب الطاليشفر ينفع من قُرُوح المعي الزبوند جيد لقروح المعي. الطين الْمَخْتُوم جيد للقروح العفنة وَيجب أَن يحقن قبله بِمَاء الْعَسَل ثمَّ بِمَاء الْملح ثمَّ بِهِ ثمَّ يسقى مِنْهُ أَيْضا وَتَكون الحقن بِمَاء لِسَان الْحمل وتسقى بخل قَلِيل وَمَاء كثير. ج: المَاء الَّذِي قد طبخ حَتَّى قلت مائيته يلصق ويتشبث بالأمعاء وَيمْنَع حِدة المرار

وسحجه وأجود مَا يكون إِذا طبخ بِقطع الْحَدِيد الفولاذ وَلذَلِك يتَّخذ أعمدة حَدِيد فِي رؤسها كالسنجات فتحمى فِي الْكوز وتغمس فِي اللَّبن حَتَّى يغلظ كالعسل ثمَّ يسقى مِنْهُ يكون أبلغ الْأَدْوِيَة لذَلِك لي إِذا رَأَيْت وجعاً شَدِيدا فِي الْبَطن والبطن لين وَمَا يبرز مراري وَالْبَوْل أَبيض وَأما أصفر فَاسق هَذَا وَاعْلَم أَنه مرّة صفراء هُوَ سَبَب المغس وَإِن رَأَيْت شَهْوَة قد قويت مَعَ ذَلِك فَانْظُر هَل تبرز سَوْدَاء وَفِي المزاج أَيْضا فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ خلطاً أسود رديئاً فَيلْحق فِي ابْتِدَائه وَإِلَّا أحدث) قرحَة سرطانية فَإِن رَأَيْت الَّذِي يبرز بلغميا ألف ب وَالْمَاء كَذَلِك فَإِنَّهُ بلغماً. ج: وتزداد لذَلِك قُوَّة قَوِيَّة جدا إِن خلطت بِهِ درهما من خرء الْكَلْب الَّذِي قد احْتبسَ وَأطْعم الْعِظَام حَتَّى صَار زبله أَبيض لَا ريح لَهُ المري تحقن بِهِ قُرُوح المعي العفنة لي رَأَيْت ضربا من السحج يحدث عَن مرار صلب يتحجر وَيصير كتلا صلبة فَتخرج الْوَاحِدَة بعد الْوَاحِدَة بتزحر شَدِيد وتسحج وأردى الْأَشْيَاء لَهَا الَّتِي تيبس الْبَطن وعلاجه ان يسقى الْأَشْيَاء المزلقة حَتَّى تخرج تِلْكَ العقد والأمراق اللينة فَإِنَّهَا جَيِّدَة. ج: طبيخ الوج ينفع من المغس الإيرسا نَافِع من المغس المر يشرب مِنْهُ قدر نبقة لقروح المعي والإسهال الشَّديد الزفت الْيَابِس يذاب مَعَ مَاء الشّعير ويحقن بِهِ لقرحة المعي لي التكمد جربته فَوَجَدته يدْفع الزحير دفعا قَوِيا وَقد قَالَ فِي الْجَوَامِع جَوَامِع الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة: إِن الزحير يكون إِمَّا من برد شَدِيد وَإِمَّا من مرار مدَاخِل لجرم المعي فَإِذا ثَبت الزحير جدا فليغسل المعي ثمَّ يُقَوي الحضض جيد لقروح المعي والإسهال المزمن شرب أَو احتقن بِهِ العفص جيد لقروح المعي إِذا طبخ واحتقن بِهِ العفص إِذا طبخ وَجعل مَاؤُهُ فِي طبيخ من بِهِ قرحَة فِي معائه ويسحق ويسقى نفع جدا. لي أَقْرَاص عجينة: عفص دِرْهَم قشور الكندر نصف دِرْهَم بزر كرفس دانقان أفيون دانق إنفحة دانق. د: مَاء الرماد يحقن بِهِ للقروح المزمنة فِي المعي وَهُوَ مَاء رماد التِّين والبلوط ينقع فِي المَاء ويصفى سبع مَرَّات ثمَّ يعْتق وَيسْتَعْمل فِي إِنَاء مشدود الرَّأْس فَيكون بليغا جدا الشمع يتَّخذ حبا كالفلفل وَيُؤْخَذ مِنْهَا عشر حبات مَعَ بعض الأحساء نفع من قُرُوح المعي بزر الحماض نَافِع من قرحَة المعي والإسهال الريوند جيد لقروح المعي وَكَذَلِكَ بزر الرجلة إِذا حمست تعقل الْبَطن وتقوي المعي. أَبُو جريج: الكهربا لَهُ خَاصَّة فِي قطع الدَّم من قُرُوح المعي. ج: لَيْسَ بِكَثِير الْحَرَارَة وَهُوَ قوي التجفيف. ماسرجوبه: إِذا اشْتَدَّ الوجع فِي قُرُوح المعي فَخذ لعلب بزر الْكَتَّان فَاضْرِبْهُ بدهن ورد واحقن) بِهِ فَلَا عديل لَهُ فِي ذَلِك. لي على مَا رَأَيْت فِي آراء أبقراط: إِذا ضعفت قُوَّة صَاحب استطلاق الْبَطن فاعتمد على اللَّبن الْمَطْبُوخ لِأَنَّهُ يغذوه وَهُوَ مَعَ ذَلِك يقوية كَثِيرَة. روفس قَالَ: ليؤخذ لبن الماعز طرياً فَإِنَّهَا قَليلَة الشّرْب كَثِيرَة الْمَشْي فينزع زبدة كُله وَهُوَ

طري ثمَّ ليطبخ بِقطع حَدِيد حَتَّى يغلظ كالعسل فَإِنَّهُ يقطع الخراطة والأغراس قطعا عجيباً وَذَلِكَ أَنه قد ذهبت مِنْهُ الدهنية والمائية لي هَذَا يدل على أَن الْجُبْن للمعالج عَجِيب فِي ذَلِك وَيجب إِذا صَار كالاسفيذاج أَن تديفه فِي مَاء سويق الشّعير بِقدر مَا تخلط بِهِ المَاء وتسقيه. أَبُو جريج: بزر المر إِذا قلى ألف ب عقل الْبَطن فِي قُرُوح المعي كبزر الْكَتَّان لي هَذَا والبزر قطونا وبزر لِسَان الْحمل وبزر الترنجان وبزر مر وبزر الرجلة وخردل. الْيَهُودِيّ: الثوم رَدِيء للزحير وانطلاق الْبَطن وَقد يُصِيب بعض المبطونين تحجر فِي الثّقل حَتَّى يصير كالجوز فاحقن هَؤُلَاءِ بدهن الأكارع أَو بالسمن. لي قد رَأَيْت غير مرّة فِي قُرُوح المعي تهيج ومغص شَدِيد مؤلم جدا فَإِذا خرجت تِلْكَ البنادق سكن الوجع الْبَتَّةَ ورأيته يكون مَعَ الْحَرَارَة والمرة الصَّفْرَاء الشَّدِيدَة فحدست أَن سَبَب تِلْكَ الْحَرَارَة تحجر الثفل فَإِذا لم يكن اخْتِلَاف وَكَانَ يبس فَقَط فَإِن سحج المعي من ذَلِك المرار اجْتمع أَمْرَانِ سحج وَاخْتِلَاف خراطة وثفل يَابِس متحجر يَجِيء فِي خلال ذَلِك وَينزل بعسر شَدِيد وألم وَلذَلِك الحقن فِي هَؤُلَاءِ من أعظم الْخَطَأ والبزور الْيَابِسَة وَيجب أَن يتفقد مِنْهُ أول يَوْم قبل ذَلِك فَإِن وجدته فِيهِ لم تسق الْبَتَّةَ مَا يمسك الْبَطن بل لينه بالأشياء اللينة واحقنه بالحقن اللينة حَتَّى إِذا خرجت أجمع فعُد إِلَى تَدْبِير السحج الْخَالِص. لي المَاء الْبَارِد مُوَافق للقروح فِي الأمعاء وَالِاخْتِلَاف إِلَّا الْكَائِن عَن برد لِأَنَّهُ يعقل الْبَطن والفاتر يحله. لي الأشياف الَّتِي يَقع فِيهَا الكندر والأقاقيا تحرق وتوجع وَفِي الأقاقيا حِدة ذكر ذَلِك حنين فِي كتاب الترياق إِلَّا أَن يغسل والأجود أَن تركب الأشياف من اسفيذاج الرصاص وأفيون وصمغ عَرَبِيّ فَإِن هَذَا يسكن الوجع وَلَا يلذع الْبَتَّةَ وَيحْتَمل بدهن ورد وَليكن دِرْهَمَيْنِ وَمن الصمغ نصف دِرْهَم يجمعه ويشده فَإِنَّهُ عَجِيب. مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء قَالَ: القروح الَّتِي فِي الأمعاء الدقاق أعْسر برَاء لخلتين لِأَن طبيعة العصب كتاب الحقن قَالَ: وَقد يعرض اخْتِلَاف دم يشبه ذوسنطاريا من بواسير عالية فَوق ذَلِك فابحث عَنهُ وعالج. لي عَلامَة ذَلِك أَن تكون خراطة وَيكون دم قَلِيل أسود وَيلْزم أدوار أَوْقَات امتلاء الْجِسْم. لي لما يخرج من الأمعاء مَرَاتِب إِن كَانَ الدَّم هُوَ الْغَالِب فالشيء مُبْتَدأ فَاجْعَلْ الْغَالِب على الحقنة القابضة وَلَا تخله من المغرية كهذه الأقراص لسابور: عفص وأقماع الرُّمَّان وجلنار وأقاقيا وطراثيث وَمر بِالسَّوِيَّةِ يقرص بِمَاء لِسَان الْحمل ويحقن بِمَاء طبيخ الآس والورد لتنضم أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي الأمعاء فَإِن كَانَت

الخراطة أغلب فَاعْلَم أَن تِلْكَ الْعُرُوق لَيْسَ فِيهَا كثير تقيح وَأَن ترصيص الأمعاء قد ذهب فاقصد إِلَى مَا يُقَوي كالصمغ والطين والكهربا وصفرة الْبيض وَلَا تخله من القوابض وَإِن كَانَ السوَاد وَالنَّتن والدردري ألف ب هُوَ الِاخْتِلَاف فَانْظُر فَإِن هَؤُلَاءِ يَنْتَفِعُونَ بالحقن كثير نفع وأعن بالكبد وَقد رَأَيْته انْقَطع بالفصد. المنجح لِأَبْنِ ماسوية: يحقن بالزرانيخ إِذا كثر الْبيَاض فِي الِاخْتِلَاف وعَلى قدر بَيَاض ذَلِك شدَّة مَا يخرج يكون مَا يلقِي فِي الحقنة من أَقْرَاص الزرانيخ واحقن بهَا العليل. لي على مَا رَأَيْت فِي الميامر فِي التَّاسِعَة: يلقِي مَعَ الأقراص الزرانيخ إِذا كَانَ العليل محموماً: رب الحصرم مجففاً وحضض وأقاقيا وعصارة السماق وَورد يداف فِي مثل هَذِه الْمِيَاه إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا: أفيون وبنج ويتخذ أطلية من الأفيون والبنج والأقيقيا والصمغ والزعفران والحضض والمر وَبِالْجُمْلَةِ مخدرة ومنفذة ومقوية أَجود شياف الزحير: أفيون جندبادستر كندر وزعفران الإسهال وَإِذا كَانَ مَعَ يبس الْبَطن فاقصد لاطلاقه فَإِنَّهُ ملاكه وَإِن كَانَ مَعَ فضل نفخ وقرار فبكل شَيْء يفش الرِّيَاح. مسيح للمغص من المرار: بزر قطونا مقلو دِرْهَمَانِ دهن ورد أُوقِيَّة بِمَاء بَارِد أوقيتان صمغ عَرَبِيّ دِرْهَمَانِ ويسقى أَو يسقى عصارة الرجلة أَو عصارة لِسَان الْكَلْب وعصارة كزبرة الْبِئْر وينفع من المغص والزحير الشَّديد الدَّائِم الدُّخُول فِي آبزن مَاء قد غلى فِيهِ آس وأطراف الْقصب ثَلَاث أَوَاقٍ طبيخ الشبث وبزر الْكَتَّان والحلبة والخطمي ويبخر بِالْكبرِ وَنوى الزَّيْتُون وبعر الْإِبِل ويحقن بالألعبة والشحوم. شياف جيد جدا: مر زعفران كندر أفيون يعجن بصفرة بيض ويتخذ بلاليط وتدس نعما وفيهَا خيط وَتمسك اللَّيْل) كلهَا وجرها مَتى شِئْت. للَّذين تحتبس طبائعهم وبهم قُرُوح فِي أمعائهم: بزر قطونا وبزر خطمي وبزر مرو وَيخرج لُعَابهَا ويسقى مَعَ دهن لوز وَمَاء فاتر فَإِن كَانَ غثى سقوا بِمَاء بَارِد. مَجْهُول سفوف المقلياثا النافع للزحير الْبَارِد للبواسير: كمون منقع فِي خل مقلو وإهليلج أسود مقلو بِسمن وبزر كراث مقلو جُزْء جُزْء حرف أَبيض مقلو جزءان مصطكي مقل نصف جُزْء من كل وَاحِد. لي هَذَا جيد حَيْثُ تكون حرارة وتعقد ثفل وَكنت أعالج الْأَمِير من نزُول بخراطة وَدم وثفل وتحجر يَابِس يكثر من نُزُوله الدَّم بِأَن كنت أسقيه حب الْمقل وأحقنه بحقنة قَوِيَّة وأعدت عَلَيْهِ ذَلِك مَرَّات فبريء. قَالَ والمبطون ألق سكرجة لِسَان الْحمل مَعًا تحمل قشر بندقة أَربع مَرَّات عفص مسحوق وَيشْرب وَهُوَ جيد للمبطون. 4 (المقلياثا لتياذوق:) حرف مقلو رَطْل وَنصف كمون بخل منقع أَرْبَعُونَ مِثْقَالا ببزر كتَّان مقلو أَربع أوراق بزر الكراث المقلو أَرْبَعُونَ مِثْقَالا مصطكى أُوقِيَّة إهليلج أسود مقلو بِسمن الْبَقر ثَلَاث أوراق الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم.

الطِّبّ الْقَدِيم ألف ب للزحير مَعَ برد وريح: حرف أَبيض نانخة أبهل بالسواء يقتمح عدوة وَعَشِيَّة فَإِنَّهُ بليغ. 4 (سفوف للزحير والخلفة:) حرف أَبيض برغر الحسك بلوط مقلو بزر بنج صمغ طين بزر قطونا جلنار خرنوب الشوك ثفل البزور ويستف من الْجَمِيع ثَلَاثَة دَرَاهِم. لي واطرح فِي سفوف حب الرُّمَّان بزر بنج واطرح فِي 4 (مِثَال: يمشي الدَّم مَعَ زحير:) بزر قطونا مقلو دِرْهَمَانِ بزر كتَّان مقلو دِرْهَم أبهل نصف بزرنيخ ربع دِرْهَم غير مقلو بل مسحوق. 4 (مِثَال:) إِذا لم تكن حرارة وَكَانَت ريَاح: حرف مقلو دِرْهَمَانِ بزر كتَّان مقلو دِرْهَم أبهل نصف بزرنيخ ربع طين دِرْهَم صمغ مثله. 3 (للزحير والمبطون) دانق وَنصف من المرادسنج كافور دانق يبندق بدهن رَقِيق ويسقى يتعقد مَكَانَهُ وَإِن زِدْت أورثه القولنج. دَوَاء للزحير يلت هليلج أسود وكابلي بالسمن ويقلى قلوا قَلِيلا وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاثُونَ وكمون منقع يَوْمًا وَلَيْلَة مقلو عشرُون حرف أَبيض مقلو عشرَة بزر الكراث عشرَة أبهل خَمْسَة نانخة مثله مصطكي مثله بزر بنج مثله. بختيشوع حقنة نافعة من السحج الطري: صفرَة ثَلَاث بيضات غير مسلوقة تسحق فِي هاون نظيف مَعَ أُوقِيَّة دهن ورد خام وَنصف دِرْهَم مرداسنج وَدِرْهَم وَنصف اسفيذاج ثمَّ يفتر ويحقن. الْفَائِق إِذا كَانَ صَاحب قُرُوح المعي والإسهال يجد غماً شَدِيدا فاسقه سكرجة من مخيض الْبَقر وَأكْثر بِحَسب الْحَاجة. دَوَاء خَاص بالاختلاف الْكَائِن من الكبد الشبيه بِمَاء اللَّحْم: ورد صندل سعد قصب الزريرة أَجزَاء سَوَاء يعجن بِمَاء أَطْرَاف الآس أَو بِرَبّ الحصرم وتضمد الكبد ويسقى رب الريباس وَرب السانق وأقارص الزرانيخ ينفع من الخلفة الَّتِي تكون من أجل البواسير وكل خلفة عتيقة. قسطا فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ: قد يحدث فِي المقعدة وجع يخرج مِنْهُ شبه بالبزاق وَيكون ذَلِك من ميل شَيْء من البلغم الزجاجي إِلَيْهَا وَيخرج مِنْهُ مثل بَيَاض الْبيض وَرُبمَا استرخت وتنت وينفع مِنْهُ الكماد وَالْجُلُوس على الجاورس وَالْملح المسخنين ودهن قد ديف فِيهِ مقل الْيَهُود وَيشْرب حب السكبينج والمقل. د: مَتى شرب من قرن الْإِبِل فلنجاران مَعَ كثيراء نفع من قرحَة المعي. ج: إِذا أحرق قرن الْإِبِل ثمَّ غسل وشربت مِنْهُ ملعقتان فَهُوَ أَحْمد من غَيره وَهُوَ يشفي من قُرُوح المعي.)

د: إِن شرب من الأنافج ثَلَاث أَبُو لسات نفع من قدوم الْمَعْنى انفحة الْفرس خَاصَّة مُوَافقَة لقروح الْمَعْنى لمنيح وجفتة نَافِع من ذَلِك الباقلي مَتى طبخ بخل أَو مَاء وَأكل بقشره نفع من قُرُوح المعي. الرجلة جَيِّدَة لقروح المعي أكلت أَو احتقن بهَا وَيمْنَع سيلان ألف ب الْموَاد إِلَى الرَّحِم وَوَافَقَهُ على ذَلِك جالينوس بولس: البسد نَافِع لقروح المعي طبيخ البلوط نَافِع لقروح المعي صمغ البسباسة نافعة لقروح المعي وَهِي قابضة وَقَالَ: جبنية اللَّبن جَيِّدَة لقروح الأمعاء وَقَالَ ج: دم الأرنب والتيس والعنز أَو الأيايل مَتى قلي نفع من قرحَة المعي. المَاء اللذي يمصل من زيتون المَاء إِذا ربى أقوى من الْملح فِي التنقية ويحقن بِهِ لقروح المعي العفنة. بولس وَج قَالَا: قد جربنَا فِي زبل الْكَلْب الَّذِي يحبس أَيَّامًا وَيطْعم الْعِظَام فَقَط حَتَّى يصير زبله أَبيض يَابسا لَا نَتن لَهُ فِي مداواة قُرُوح الأمعاء بِأَن سقيت مِنْهُ مَعَ اللَّبن الْمَطْبُوخ بِقطع الْحَدِيد المحمية أَو الحقن فَوَجَدته عجيباً للورم الصلب يحقن بالزبد الطري إِذا كَانَ فِي الأمعاء. د: الحضض ينفع من قُرُوح المعي شرب أَو احتقن بِهِ وَقَالَ: المَاء اللذي يغمس فِيهِ الْحَدِيد المحمي مَرَّات كَثِيرَة مُوَافق لقروح المعي وَالشرَاب وَاللَّبن وَقَالَ: عصارة حَيّ الْعَالم يسقى لقرحة المعي وَقَالَ: سقومطرون يسقى لقروح المعي. ج: بزر الحماض الْبري نَافِع من قرحَة المعي وَهُوَ أقوى قبضا من الآخر حَتَّى أَنه يشفي قُرُوح المعي وخاصة بزر الحماض الْكِبَار والطين الْمَخْتُوم نَافِع جدا وطين شاموس الْمُسَمّى كوكبا قَالَ ج: قد اسْتعْملت الطين الْمَخْتُوم فِي مداواة القرحة العفنة فِي الأمعاء بِأَن سقيت مِنْهُ بعد أَن غسلت المعي قبل ذَلِك بحقنة من مَاء الْعَسَل ثمَّ بِمَاء الْملح ثمَّ حقنته بعد بطين مختوم بِمَاء لِسَان الْحمل وسقيت مِنْهُ بِمَاء ممزوج بخل قَلِيل وطين شاموس يفعل ذَلِك لَكِن الْمَخْتُوم أقوى كثيرا الطين الأرمني نَافِع جدا للقروح الْحَادِثَة فِي المعي. ج: الطاليسفر قوي الْقَبْض جدا نَافِع من قُرُوح المعي. ديسقوريدوس: عصارة ورق الْكَرم ينفع من قُرُوح المعي وطبيخ وبزر الْكَتَّان يحقن بِهِ اللذع والمضض فِي الأمعاء وَقَالَ: الكزبرة ابْن ماسوية: اللَّبن الْمَطْبُوخ بِقطع الْحَدِيد الفولاذ جيد لقروح الأمعاء شرب أَو احتقن بِهِ وَحده وَمَعَ مَاء الشّعير لذَلِك ديسقوريدوس: وللذع فِي الأمعاء. جالينوس: اللَّبن إِذا فنيت مائيته بالطبخ نفع من قُرُوح المعي وَأَنا أفني ذَلِك بِقطع حَدِيد محمية أغمسها فِيهِ وَذَلِكَ أَن فِي الْحَدِيد قُوَّة قابضة لِسَان الْحمل إِذا أكل بملح وخل

أَبْرَأ قُرُوح المعي عصارة لِسَان الْحمل مُوَافقَة لقروح المعي شربت أَو احتقن بهَا وَذَلِكَ أَنَّهَا تقطع الدَّم فَإِن كَانَ هُنَاكَ شَيْء من التوقد واللهيب فَإِنَّهَا تطفئه. ج: لحية التيس وزهرة يبلغ من تجفيفه أَن يشفي من قُرُوح المعي وَأَصله أقوى فِي ذَلِك لحم الأرنب نَافِع من قُرُوح الأمعاء. ابْن ماسويه: الدّهن الَّذِي يعْمل من المصطكى ألف ب من قُرُوح المعي عصير أصل شَجَرَة) المصطكى نَافِع للاورام فِي المعي على مَا فِي بَاب نفث الدَّم وَكَذَلِكَ قشوره. ج ود: المصطكي نَافِع للورام فِي المعي المر يشرب مِنْهُ قدر باقلاة للقروح فِي الأمعاء الْملح إِذا حل بِمَاء وحقن بِهِ نفع من قرحَة المعي العتيقة الساعية. مزمار الرَّاعِي قَالَ ج إِن د قَالَ: إِنَّه إِن شرب من أَصله شفي قُرُوح المعي المري يحقن بِهِ قرحَة المعي الخبيثة ليكويها. د: الموم يشرب مِنْهُ عشر حبات كالجاورس مَعَ بيض الأحساء لقروح المعي وَقَالَ: القسب إِذا أكل نفع من قُرُوح المعي وَقَالَ: تنارة خشب النبق وطبيخه نَافِع من قُرُوح المعي وَقَالَ: النيلوفر وبزره نَافِع من قُرُوح المعي والأبيض الأَصْل أقوى فعلا فِي ذَلِك السفرجل نَافِع من قُرُوح المعي والسماق الَّذِي يدبغ بِهِ إِذا حقن بِهِ لِأَنَّهُ يجفف نفع وَيشْرب وَيجْلس فِي طبيخه لَهَا أَيْضا جوز السرو وَإِذا دق وَهُوَ رطب وَشرب بِالْخمرِ نفع من قُرُوح المعي وسماق الدباغة إِذا جعل فِي الطَّعَام أَبْرَأ قُرُوح المعي. قَالَ ج: نَافِع من قُرُوح المعي إِذا حقن بِهِ لِأَنَّهُ يجفف القروح المتعفنة الَّتِي فِي الأمعاء والسفرجل نَافِع لَهَا وَإِن كَانَ مطبوخاً أَو غير مطبوخ وَكَذَلِكَ إِن خلط بِالطَّعَامِ أَو سلق فِي المَاء الَّذِي يطْبخ بِهِ طبيخهم. طبيخ ثخير الْعِنَب إِذا حقن بِهِ نفع من قُرُوح المعي وَقَالَ: حب الزَّبِيب المقلو نَافِع من قُرُوح المعي إِذا قلي أَو شرب كَمَا يشرب السويق وَالزَّبِيب إِذا أكل بحبه وَحده نفع من قُرُوح المعي مَاء الحصرم يحقن بِهِ قُرُوح المعي وَهُوَ قوي يحب أَن تكسر سورته. د: عصارة الرَّاعِي تشفى قُرُوح المعي. ج: الْعود الْهِنْدِيّ نَافِع من الذوسنطاريا. بولس: العدس مَتى سلق ثَلَاث سلفات بقشوره كَانَ أَنْفَع من كل طَعَام لقروح الأمعاء. ج:) زهر العليق نَافِع من قُرُوح الأمعاء إِذا شرب. جالينوس: الحلزون المحرق جيد لقروح المعي مَا لم تعفن لِأَن قوته مجففة قَليلَة الْحَرَارَة جَيِّدَة لقروح المعي يُؤْخَذ مِنْهُ أَرْبَعَة أَجزَاء وَمن العفص جزءان وَمن فلفل الْأَبْيَض جُزْء وَيشْرب.

بولس وَذكر ذَلِك ج بِعَيْنِه إِلَّا أَنه قَالَ: مَعَ عفص أَخْضَر قَالَ: وينفعهم نفعا عَظِيما وَيجب أَن يسحق نعما ويذر على الطَّعَام ويسقى أَيْضا بِالشرابِ الْأَبْيَض وَهَذَا الرماد غير المغسول القفر يذوب ويحتقن بِهِ مَعَ مَاء الشّعير لقرحة الأمعاء. زهر منابت الاذن يُبرئ ذوسنطاريا وعللا أخر. بولس: طبيخ حب الرُّمَّان الحامض نَافِع لقروح المعي. د: الجلنار نَافِع من قُرُوح المعي الريوند نَافِع إِذا شرب من قرحَة. د وَج: شَحم العنز أقيض الشحوم وَلذَلِك يتعالج بِهِ من قرحَة المعي شَحم العنز نَافِع لقرحة الأمعاء. د قَالَ: أكلا وَقد يذاب مَعَ مَاء الشّعير ويحقن بِهِ وَيجْعَل مرقا دسما هَذَا الشَّحْم. ألف ب شَحم الماعز يحقن بِهِ من يُصِيبهُ لذع فِي معاه الْمُسْتَقيم والقولن وَلذَلِك ينْعَقد بسهولة ويجمد هُنَاكَ وَلذَلِك يسْتَعْمل إِذا أردْت تسكين اللذع الْحَادِث من مَشى الدَّم. التوت الْفَج جيد لقروح المعي مَتى جعل فِي الطَّعَام مَاء رماد الْخشب التِّين الممكر الْمُعْتق جيد لقروح المعي إِذا حقن بِهِ يسقى مِنْهُ أَيْضا أُوقِيَّة وَنصف. جالينوس: ذَنْب الْخَيل إِذا شربت عصارته بِالشرابِ نفع من قرحَة المعي. د: قَالَ إِن ذَنْب ورق الْخَيل إِذا شربت بِالْمَاءِ اللَّحْم قطع المعي وخاصة الْأَحْمَر مِنْهُ فانه نَافِع لقروح المعي.) قَالَ جالينوس: قد يحدث نَاس أَن ذَنْب الْخَيل قد ألحم جِرَاحَة وَقعت بالمعي الدَّقِيق. وبزر الغافت أَو نَبَاته مَتى شرب بِالشرابِ نفع من قُرُوح المعي. د: قد يحدث نَاس أَن ذَنْب الْخَيل قد ألحم جِرَاحَة وَقعت من قُرُوح المعي. وبزر الخطمي صَالح لقرحة الأمعاء وطبيخه نَافِع لقروح المعي جالينوس: طبيخ الْخلاف يحقن بِهِ أَصْحَاب الدَّم وفعلا يفعل ذَلِك قَوِيا إِذا شربت زهرته مَعَ شراب أسود. د: طبيخ الملوخيا مَتى احتقن بِهِ نفع من لذع الأمعاء. د: والمقعدة والخل إِن ألْقى فِيهِ ملح صَالح وَترك أَيَّامًا صَالِحَة ثمَّ حقن بِهِ من قرحَة ساعية فِي أمعائه نفع نفعا عَظِيما د: وينفع بالحقنة اللينة من مَاء الْملح من اخْتِلَاف الدَّم الطين الْمَخْتُوم نَافِع مَتى شرب أَو احتقن بِهِ وَاللَّبن الْمَطْبُوخ بالحديد وَالْبيض السليق بالخل إِن خلط بِهِ عفص وسماق وقلي وَأكل نفع والرجلة طَعَام مُوَافق لمن بِهِ إسهال دموي وماءها إِذا شرب وَمَاء لِسَان إِذا احتقن بهما قوي. حقنة جَيِّدَة للقيح وَالدَّم: أرز مغسول سِتُّونَ درهما جلنار آس ورد بأقماعه عفص مقلو عشرُون نشاستج الْحِنْطَة مقلو عشرَة صمغ عَرَبِيّ خَمْسَة سويق مقلو عشرُون يطْبخ بِسِتَّة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث وَتُؤْخَذ صفرَة بيض مسلوق وتجل وَاحِدَة وَدِرْهَم دم الْأَخَوَيْنِ وطين

قبرسي وأرمني وَدِرْهَم اسفيداج وَقِرْطَاس محرق وَإِن كَانَ الْقَيْح كثيرا وَإِلَّا فَلَا وَإِن كَانَ الدَّم كثيرا فَاجْعَلْ فِيهِ أقاقيا وطراثيث وَإِن كَانَت الْحَرَارَة غالبة فاطبخ فِي الحقنة قشور الخشخاش وأصل العوسج وَحي الْعَالم ولسان الْحمل ودهن ورد وشحم كلي تَيْس يحقن بِهِ وَإِذا أفرطت الْعلَّة فاطرح الدّهن من الحقنة الْبَتَّةَ وَقد يحقن إِذا أفرط بالموميائي ويسقى مِنْهُ وبالطين القبرسي والصمغ وَحدهمَا وبالأشياء اللزجة وتطرح القابضة إِذا كَانَ الْعُضْو قد ضعف والرطوبة كَثِيرَة لِأَنَّهَا تزيد حِينَئِذٍ فِي الإسهال ويدام أكل الطين القبرسي والأرمني وَمَا أشبهه ألف ب ينْتَقل بِهِ دَائِما يَأْكُل مِنْهُ الْيَوْم أُوقِيَّة وَأكْثر مَعَ صمغ يسحقان وَتَأْخُذ بمعلقة إِذا أفراط الْأَمر وَإِن قليا كَانَ أَجود لَهما وَمَا كَانَ مِنْهُ أدسم وألزج فَهُوَ خير.) سفوف للدم والخراطة: بزر قطونا مقلو عشرُون بزر مرو مقلو صمغ عَرَبِيّ محمس ثَلَاثُونَ بزر الرجلة عشرَة نشا محمس ثَلَاثُونَ بزر الرجلة عشرَة نشا محمس حماض مقلو خَمْسَة عشر بزر خطمى وبزر خِيَار مقلوان خَمْسَة خَمْسَة وَمَا أدخلت فتحر أَن يكون عَاقِلا للبطن وَفِيه لزوجة وَيكون مَعَ ذَلِك مقلوا وزد فِيهِ إِذا احتجت طباشير وَهُوَ نَافِع فِي ذَلِك وخاصة إِذا كَانَ مَعَ حر وعطش وتزيد فِيهِ وتنقص على قدر ذَلِك وَإِن كَانَ الدَّم كثيرا زِدْت فِيهِ كاربا وبدا ولؤلؤا يدْخل عِنْد إفراط الدَّم وَإِذا كَانَ فِي وَقت دُخُولهَا فلتكن مغسولة خمس مَرَّات وَكَذَلِكَ تدخل الشاذنة ويطرح فِيهَا إِذا أفرط بزر بنج وأفيون وَنَحْو ذَلِك وتطرح الشاذنة هَذِه أَيْضا فِي الحقنة ويتخذ لَهُ حسو من لعاب الْأرز قد دق وَأخرج من خرقَة بالدق وَيقدم قبل هَذَا الطَّعَام وَنَحْو ذَلِك ليغري هَذِه الْمَوَاضِع ثمَّ يتبع ذَلِك بِمَا فِيهَا قبض بعد سَاعَة جَيِّدَة فَإِنَّهُ كَذَلِك يجود نَفعه وَإِذا ألمت المقعدة من كَثْرَة الحقن فأرحها أَيَّامًا وقوماً بِمَا يشدها وَإِذا أفرط الوجع فَاجْعَلْ فِي الحقنة مخدرات وَحمله شياقة لذَلِك. اسْتِخْرَاج: أَشرت على رجل قد أعيته الحقن بِأَن يطْرَح فِيهِ أفيون فبرأ بذلك. لمشي الدَّم المفرط: يمخض لبن الْبَقر وَهُوَ حليب قبل أَن يمخض الْبَتَّةَ ويلقى المخيض مثله مَا لم يطْبخ بِقطع حَدِيدَة حَتَّى يذهب المَاء فَإِنَّهُ نَافِع من ذَلِك فَيقطع الخراطة وَالدَّم قطعا عجيباً. اسْتِخْرَاج لي إِذا مخضته فجببه وَأطْعم مِنْهُ فَإِنَّهُ عَجِيب والشربة من هَذَا اللَّبن بالحديد ثلثا رَطْل كَثِيرَة. من تذكرة عَبدُوس لقروح المعي مَعَ حر شَدِيد: مَاء قشور القرع وَمَاء الرجلة وَمَاء لِسَان الْحمل وَعصى الرَّاعِي ودهن ورد وإسفيذاج وطين أرميني وقاقيا وَإِن احتجت فزد فِيهِ أفيونا. من التَّذْكِرَة: إِذا كَانَ يَجِيء من الأمعاء دم بِلَا مغس الْبَتَّةَ فليحقن بِمَاء لِسَان الْحمل والطين الأرميني والرجلة

من الْجَامِع لمشي والأغراس: يطلى الْبَطن بِمَاء الْورْد والعوسج والينبوت وَمَاء التفاح والسفرجل والكمثرى والآس وأطراف الْخلاف وأطراف شَجَرَة الْورْد وَورد أَحْمَر وقصب الذريرة وصندل وَحب الآس ورامك العفص) وسك وعود هندي ولاذن وزعفران قَلِيل وَشَيْء من كافور وسنبل الطّيب وطين أرميني يطلى على الْبَطن فِي النَّهَار مَرَّات وَهَذَا ينفع من الغشي وَالْكرب الشَّديد ألف ب أَيْضا واستطلاق الْبَطن. أدوية الحقنة لقروح المعي وَالدَّم وَهِي: أرز حلواني أَو فَارسي مغسول غسلات وشعير أَبيض مرضوض مقلو مهروسان وماش مقشر مقلو وجاورس وعدس مقشر مقلوان مسحوقان وورق الآس الْيَابِس فَإِنَّهُ أقوى فِي هَذَا من الرطب وَورد بأقماعه وجلنار وأقماع الرُّمَّان نشاستج الْحِنْطَة مقلو وصمغ عَرَبِيّ مقلو وجفت البلوط يطْبخ بِعشْرَة أَمْثَاله مَاء بِنَار لينَة يبْقى رَطْل وَيُزَاد فِيهَا ورق الْخِيَار وَمَاء السماق الَّذِي يلقِي فِيهِ بعد صفرَة بيض قد سلفت بخل ودهن ورد وإسفيذاج الرصاص وأقاقيا مغسول شاذنة عفص أَخْضَر محرق ملقى فِي خل خمر بسد كهربا لُؤْلُؤ أكحل محرق فِي كوز مطين ويعالج بذلك وَيجْلس لقروح المعي فِي طبيخ القاقيا وقرظ وسماق وعفص وقشور الكندر وَإِن كَانَ مَعَه برد ورياح فَلْيَكُن مَعَه جوز السرو وأبهل وَإِلَّا فَلَا يجلس فِيهَا وورق الْخلاف الينبوت إِذا كَانَ مَعَه حر شَدِيد. من الْكَمَال والتمام: دَوَاء نَافِع لوجع الْبَطن والأمعاء: يدق العفص ويسقى مِنْهُ دِرْهَم وَنصف بِمَاء حَار على الرِّيق أَو يسقى من إنفحة الْمهْر دِرْهَم وَنصف بِمَاء حَار. وَمن هَذَا الْكتاب إِذا كَانَ مَعَ السحج حرارة فَخذ من البزر قطونا وبزر الْخَبَّازِي وبزر الخطمى وبزر حماض ونشا وطين وصمغ عَرَبِيّ مقلو وطباشير وَمَا كَانَ مَعَه إسهال كثير فزد فِيهِ عصارة الْقرظ والطراثيث والشاهبلوط وَإِن كَانَ مَعَه دم كثير فزد فِيهِ بسدا يَسِيرا وكهربا وَنَحْوهَا وَإِذا كَانَ مَعَه برد فَاجْعَلْ فِيهِ بزر مرو وبزر كراث ورشاد وبزر خطمى وطين أرميني وصمغ على مَا فعلت. اسْتِخْرَاج: مَتى اضطررت فَاجْعَلْ مَعَ الَّذِي من حرارة: بزر بنج. من حِيلَة الْبُرْء: إِذا كَانَ فِي قُرُوح المعي لذع شَدِيد حَتَّى يكَاد يحل الْقُوَّة الشَّدِيدَة لِشِدَّتِهِ فَإنَّك تضطرإلى مَا يسكن الوجع إِن كَانَ ذَلِك الدَّوَاء لَا ينفع القرحة ويسكنه الكثيراء وشحم الماعز أَو) قيروطي بدهن ورد وَهَذِه توسخ القرحة وخاصة مَتى كَانَ فِيهَا شَيْء من عفن إِلَّا أَن الْقُوَّة تستريح إِلَيْهِ ثمَّ كرر إِلَى العلاج إِذا أمكنت الْقُوَّة. قَالَ: وَإِذا وثقنا بِالْقُوَّةِ فَأَنا لَا نلتفت إِلَى الوجع ونعالج القرحة بأَشْيَاء تلذع غَايَة اللذع فَإِذا خفت انحلال الْقُوَّة تحريت تسكين الوجع فِي كل الأوجاع وَلَا يجب أَن يحْتَمل الوجع الشَّديد ويصبر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يقتل بَغْتَة. د: الأشقال نَافِع من المغس إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أبولسات مَعَ عسل حب البلسان إِذا

شرب نفع من المغس الْجَوْز إِذا سحق كَمَا هُوَ بقشره وَوضع على السُّرَّة سكن المغس. د: جندبادستر إِذا شرب مِنْهُ بخل جيد للنفخ. ج: من يُصِيبهُ من أجل أخلاط غَلِيظَة أَو ريح تَنْفَعهُ جندبادستر إِذا شرب مِنْهُ بخل ممزوج ألف ب بِمَاء والتكميد بالجاورش نَافِع. وَقَالَ د: الجاوشير نَافِع من المغس وَقَالَ: الدوقو نَافِع من المغس يسكنهُ وَالزَّبِيب مَتى طبخ بالسذاب وعولج بِهِ نفع من المغس وَيشْرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم وطبيخ الوج نَافِع من المغس. وَقَالَ: دهن الحلبة مَتى حقن بِهِ نفع من المغس والزحير وَقَالَ: نخالة الْحِنْطَة مَتى طبخت مَعَ سذاب وتضمد بِهِ سكن المغس. وَقَالَ: دَقِيق الكرسنة مَعَ خل يكسن الزحير والمغس. وَقَالَ: الكمافيطوس يشفى المغس مَتى طبخ بِزَيْت وحقن بِهِ ويسقى للمغس أَيْضا. وَقَالَ: الكمون يذهب بالمغس مَتى طبخ بِزَيْت وحقن بِهِ وَإِن تضمد بِهِ مَعَ دَقِيق شعير يَقُول ابْن ماسويه إِنَّه نَافِع من المغس الْعَارِض من الرِّيَاح. بزر المقدونس جيد للمغس. د: اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحصى قَاطع للزحير. د: أصل لَبَنًا نوطس مَتى شرب بِخَمْر أَبْرَأ المغس. وَقَالَ: المر إِن سحق وعجن بِعَسَل وَشرب نفع من المغس. وَقَالَ: طبيخ المرزنجوش نَافِع من المغس. أَو قَالَ: الملوخ إِن شرب مِنْهُ درخمي بِمَاء القراطن سكن المغس مَاء الْبَحْر نَافِع من المغس مَتى حقن بِهِ بزر النمام يُعْطي من بِهِ مغس مَعَ شراب النانخة إِن شرب نفع من المغس. ابْن ماسويه: إِنَّه يزِيل المغس الْحَادِث من الرّيح والبلغم النطرون إِذا شرب مَعَ الكمون بشراب إوبطبيخ السذاب أَو الشبث أذهب المغس.) د: أصل السوسن الآسمانجوني يُبرئ من المغس. د: ساساليوس بزره نَافِع من المغس. وَقَالَ: السذاب إِذا طبخ مَعَ الشبث الْيَابِس وَشرب طبيخه قطع المغس. وَقَالَ: الفلفل نَافِع من المغس إِذا شرب مَعَ ورق الْغَار الطري. الفلفل نَافِع من المغس وطبيخ الفوذنج نَافِع من المغس. د: القثاء الْبري إِذا شرب بشراب أَبْرَأ المغس. روفس: القنطوريون الْكَبِير مَتى شرب مِنْهُ درخميان بِالشرابِ إِذا لم تكن حمى وبالماء مَتى كَانَت نفع من المغس. د: الريوندا نَافِع من المغس مَتى شرب. الشبث الرطب كَانَ نَافِعًا من المغس الْحَادِث من الرّيح والبلغم. ابْن ماسويه: شَحم الْمعز إِذا حقن بِهِ سكن اللذع الْحَادِث فِي الزحير. روفس إِنَّه يجمر ويغري يسهولة وَسُرْعَة: طبيخ أصل النبل نَافِع للمغس إِذا شرب الغاريقون نَافِع للمغس وَقَالَ: كَعْب الْخِنْزِير إِذا احْرِقْ وَشرب أذهب المغس المزمن.

ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة النافعة من المغس الْعَارِض من البلغم وَالرِّيح الغليظة: أصل السوسن وبزر الكرفس وَحب البلسان وَعوده والغاريقون والزراوند والقنطوريون الغليظ والكمافيطوس هَذِه كلهَا إِذا شرب مِنْهَا مِثْقَال أَو دِرْهَمَانِ بعد سحقنها ونخلها بِمَاء الْعَسَل أَو بِمَاء حَار أذهب المغس واما المغس الْعَارِض من الصَّفْرَاء والحرارة فالبزر قطونا إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء بَارِد مَعَ دهن ورد وَكَذَلِكَ مَتى أَخذ أَربع اواق من مَاء الرُّمَّان المزمع دِرْهَمَيْنِ من دهن ورد وَكَذَلِكَ مَاء الْخِيَار المعصور. من تذكرة عَبدُوس للريح الْمُتَوَلد من البلغم وَالرِّيح: أصل السوسن وَوَج وقردمانا وكرفس ألف ب وأنيسون وَحب بِلِسَان وَعوده وحرف) وغاريقون وزراوند طَوِيل وقنطوربون معجونة بِعَسَل وَيشْرب بِمَاء حَار وَإِن كَانَ المغس مَعَ إسهال فاقصد لقطعه وَإِن كَانَ يَابسا فاسقه الْأَدْوِيَة المسهلة فَإِنَّهُ ملاكه. من التَّذْكِرَة وَمن الْكَمَال والتمام: مَتى كَانَ المغس مَعَ ريح غَلِيظَة فَإِنَّهُ ينْتَقل ويجول مَعَ قراقر فليسق حرفا مقلوا إِن كَانَ بِهِ إسهال مَعَ ذَلِك وَإِن كَانَت طَبِيعَته يابسة فليسق من الْحَرْف غير مقلو مرضوضاً دِرْهَمَانِ وَمن بزر الكرفس دِرْهَم وَنصف وَمن الأنيسون وزن دِرْهَم بِمَاء حَار وَإِن كَانَ المغس من كيموس غليظ أَقَامَ بموضعه لَا يَزُول فاسقه من حب البلسان درهما مر ... . نانخة وزن نصف دِرْهَم ... . . أَو شجر نايا أَو مثرود يطوس ويسهل بعد ذَلِك بَطْنه بايارج فيقرا قد عجن بِعَسَل مَعَ أنيسون وتانخة وكرويا وَإِن كَانَ الكيموس المولد للمغس غائصاً محتقنا فِي الأمعاء وَلم يُعْط عَلامَة فعالجه بالحقن إِذا كَانَ فِي السّفل وَإِن كَانَ فِي الْعُلُوّ فِيمَا يسهل الْبَطن فَإِذا خرج فاسقه من الْحَرْف المدقوق بعد ذَلِك وزن دِرْهَمَيْنِ مَعَ مَاء حَار وَشَيْء من زَيْت وَإِن كَانَ المغس من صفراء وَيكون مَعَه لهيب وعطش وغرزان فاسقه من البزر قطونا دِرْهَمَيْنِ وَمن بزر الْخِيَار وزن دِرْهَم وَمن الخطمى مثله مَعَ شَيْء من دهن ورد. دَوَاء نَافِع للمغس الْحَادِث بِلَا إسهال: حب بِلِسَان قردمانا دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر كرفس ثَلَاثَة حرف أَبيض خَمْسَة الشربة بعد نخلها بِمَاء حَار. للنفخة والمغس الدَّائِم من غير إسهال يسقى نصف دِرْهَم من جندبادستر بأوقية سكنجيين. فليغربوس: الزحير يهيج فِي المعي الْمُسْتَقيم فِي طرفه وَيخْتَلف شبه المخاط بتزحر شَدِيد فكمد المقعدة بالكراث الْفَارِسِي مسحوقاً مَعَ سمن بقر وَأَجْلسهُ فِي طبيخ الْأَشْيَاء اللينة كالخبازي وَنَحْوه أَيْضا بِسمن ودهن ورد وشمع أَبيض فاتر وَأَجْلسهُ على كرْسِي مثقب وبخره بزفت يَابِس وكمد دَائِما تَحت سرته. الْأَعْضَاء الألمة: الزحير يكون إِمَّا من برد شَدِيد عنيف وَإِمَّا من مرار مدَاخِل للمعي.

من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع:) من كَانَ بِهِ مَعَ المغس كزاز وقيء وفواق وَذُهُول عقل دلّ على موت من كَانَ بِهِ ذوسنطاريا وَظهر خلف أُذُنه الْيُسْرَى شَيْء أسود يشبه حب الكرسنة واعتراه مَعَ ذَلِك عَطش شَدِيد مَاتَ فِي الْيَوْم الْعشْرين لَا يتَأَخَّر والغيب لَا يُعلمهُ إِلَّا الله. علاج قَالَ فِي الترياق إِلَى قَيْصر: لين الْبَقر نَافِع من الأختلاف الْكَائِن من قُرُوح المعي لي هَذَا الْحبّ أَن يكون مطبوخاً. من السمُوم الْمَنْسُوب إِلَى ج: أَن الأفيون بَارِد يَابِس نَافِع من استطلاق الْجوف وقروح المعي مَتى جعل مِنْهُ قدر دانق. من كتاب ينْسب لج وَأَحْسبهُ لروفس قَالَ: إِذا علمت أَن القرحة ألف ب سوداوية فبادر واحقنه بِمَاء وملح دراني فَإِن لم يسكن فاحقنه بِالشَّوْكَةِ المصرية ثَلَاثَة أَجزَاء وخربق أسود جزئين اطبخهما بِمَاء وملح دراني واحقنه فَإِن لم يَنْقَطِع فاحقنه بحقن الزرانيخ فَإِذا أقبل فاحقنه بالحقن الْمُعْتَادَة فِي ذَلِك المعمولة من القوابض والمغريات وطبيخ اللبلاب الْكَبِير إِذا طبخ بشراب عفص عَامل فِي هَذَا الدَّوَاء. قَالَ: وَفِي اخْتِلَاف الْبَطن وقروح المعي الْكَثِيرَة إِذا لم تكن مَعهَا حرارة فَاسْتعْمل الأدهان الحارة فِي ظَاهر الْجِسْم لتفتح مجاريه وتجذب بعض الأخلاط إِلَى خَارج وَاجعَل الأغذية قابضة بَارِدَة وَخذ فِي طبيخ الْأرز فاطبخه حَتَّى يصير فِي قوام الْعَسَل واحقن بِهِ فَإِنَّهُ نَافِع جدا. إيذيميا: الزحير هُوَ أَن تكون القرحة بِالْقربِ من الدبر فِي المعي الْمُسْتَقيم وَيكون مَعَه تمدد شَدِيد وتزحر قَالَ: اخْتِلَاف الدَّم إِذا كثر من أزمن كَانَ مَعَه وَفِي الزحير لَا يكون ذَلِك لِأَن القرحة فِيهَا بِالْقربِ من الدبر. من العلامات المنسوبة إِلَى ج: اخْتِلَاف الدَّم من قُرُوح المعي يكون مَعهَا أَعْرَاض مُنْتِنَة الرّيح وخلط وَإِذا طَال الْأَمر اخْتلف شَيْئا شَيْئا بالدردي وَشبه قطع اللَّحْم أسود منعقداً منتناً وَذَهَبت الشَّهْوَة وهاج الوجع والحمى الحادة وَالِاضْطِرَاب الشَّديد والغثيان واختلاج فِي الشراسيف ويبس اللِّسَان وَأما الزحير فَإِنَّهُ يعرض مِنْهُ وجع شَدِيد فِي المبعر وتمدد فِي الصلب فِي مَوضِع المبعر مَعَ اخْتِلَاف مخاطي وَإِذا كَانَ الْخراج وسخاً قل الوجع وَإِن كَانَ نقياً كَانَ الوجع أَكثر وَإِذا تَأْكُل خرج مِنْهُ شبه الدردري وَكَانَ شَدِيد النتن فَإِذا رَأَيْت الدَّاء مزمناً والوجع فَاعْلَم أَن القرحة كَثِيرَة الْوَسخ.) جورجس: لقرحة فلونيا فارسية إِذا لم تكن حمى وأسق من إنفحة الأرنب بأوقية من لبن مقطر. إيمذيميا: قَالَ: إِذا كَانَ فِي المعي لذع حَقنا أَولا بِمَاء يغسلهَا كَمَاء الْعَسَل وَنَحْوه ثمَّ حقناه بالمغرية ليدفع لذع تِلْكَ عَنْهَا وَقَالَ أبراقط: وَاخْتِلَاف الشَّهْوَة مَعَ اخْتِلَاف الدَّم المزمن رَدِيء لعِلَّة ذَكرنَاهَا فِي تقدمة الْمعرفَة والحمى لَهُم رَدِيئَة لِأَنَّهَا تدل على عظم الْعلَّة فِي الأمعاء.

الأخلاط: المغس فِي لِسَان اليونانين يدل على تلذيع المعي الْكَائِن من غير استفراغ. أبقراط: إِذا كَانَ المغس أَسْفَل السُّرَّة كَانَ رطبا لينًا. وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ: إِن أَشد المغس مَا كَانَ فِي الأمعاء الْعليا بِالْقربِ من الصَّائِم. انْظُر هَذَا فانك تَجِد وجع القولنج والزحير أَشد أوجاع المعي وَهِي فِي الْغِلَاظ وَقَول أبقراط أَسْفَل السُّرَّة فليفصل الأمعاء الدقاق من الأمعاء الْغِلَاظ وَذَلِكَ أَن القولن الْفُصُول: اخْتِلَاف الدَّم إِذا كَانَ ابتداءه من الْمرة ألف ب السَّوْدَاء من عَلَامَات الْمَوْت. ج: أَكثر مَا يكون اخْتِلَاف الدَّم من الصَّفْرَاء عِنْد مَا يسحج المعي بحرقة وَيحدث بآخرة تَأْكُل حَتَّى يحدث فِيهَا قرحَة وَكَثِيرًا مَا يرى هَذَا النَّوْع من اخْتِلَاف الدَّم فَأَما الَّذِي يكون من الْمرة السَّوْدَاء فَلَا يبرأ وَلَا فرق بَينه وَبَين السرطان المتقرح فَإِذا كَانَ السرطان إِذا حدث فِي ظَاهر الْجِسْم لَا يكَاد يبرأ وَقد يُمكن أَن يلْزم الْموضع دَائِما فبالحراء فِي الأمعاء إِنَّمَا يلقاه الدَّوَاء فِي ممر فَقَط وتمر بِهِ مَعَ ذَلِك الفضول الحادة دَائِما. من كتاب اخْتِلَاف الدَّم: من يخرج مِنْهُ سبيه بِقطع اللَّحْم فَتلك من عَلَامَات الْمَوْت. ج: مَا دَامَت قرحَة الأمعاء فِي التكون فالتي تخرج إِنَّمَا هِيَ أحسام شحمية فَإِن لم يسكن اخْتِلَاف وَيَنْقَطِع خرجت بعد ذَلِك خراطة من نفس سطح الأمعاء الدَّاخِل وَهَذِه الخراطة تكون من الغشاء الدَّاخِل على الأمعاء شَبيه بالغشاء الْخَارِج الَّذِي على الْجَسَد ثمَّ بعد ذَلِك ينحدر إِن لم تسكن الْعلَّة من جَوْهَر) الأمعاء بِعَيْنِه وَذَلِكَ الْوَقْت لَا يجوز أَن يُقَال إِن القرحة فِي التكون لَكِن قد كَانَت وفرغت فَإِذا خرج من الأمعاء فِي اخْتِلَاف الدَّم ماهي من الْعظم مَا يجوز أَن يُسمى قطع لحم قَالَ أبقراط يَقُول: إِن هَذَا الْمَرَض من الْأَمْرَاض القاتلة لِأَن القرحة إِن كَانَ مَعهَا من الْعظم هَذَا الْمِقْدَار فِي الأمعاء لَا يُمكن أَن ينْبت فِيهَا اللَّحْم وَلَا يندمل. الِامْتِنَاع من الطَّعَام فِي اخْتِلَاف اللَّحْم رَدِيء اخْتِلَاف الدَّم يكون من أخلاط حارة يعرض مِنْهَا سحج المعي وَفِي أول الْأَمر يكون السحج فِي ظَاهر سطح الأمعاء فَإِن تَمَادى بِهِ الزَّمَان عَاد للقعر وَزَاد فِي عمقه وَفِي أَكثر الْأَمر تصير قرحَة الأمعاء فِيهَا عفونة وَفِي ذَلِك الْوَقْت تألم مَعَ الأمعاء الْمُشَاركَة ينالها الضَّرَر فِي الاستمراء ثمَّ لَا يزَال يتزيد حَتَّى ينَال بمشاركة الْمعدة فَم الْمعدة فَيعرض عِنْد ذَلِك لصَاحب الْعلَّة سُقُوط شَهْوَة الطَّعَام وَرُبمَا عرض امْتنَاع شَهْوَة الطَّعَام من أجل فضول تجْرِي إِلَى الْمعدة من الكبد وَهِي الَّتِي تسحج الأمعاء وَإِذا كَانَت من جنس المرار فكثيراً مَا تطفو فِي فَم الْمعدة فَتسقط الشَّهْوَة فَأَما حَتَّى حدثت سُقُوط الشَّهْوَة بعد تطال اخْتِلَاف الدَّم فَإِنَّمَا يدل على موت قُوَّة الْمعدة بِسَبَب مشاركتها للأمعاء فِي الْعلَّة وَقد بَطل فعل لَا تتمّ الْحَيَاة إِلَّا بِهِ فَإِن عرض مَعَ ذَلِك حمى لم تخل إِمَّا أَن تكون فِي قرحَة المعي عفونة وَإِمَّا ورم عَظِيم قوي وَيكون ذَلِك على شرف هَلَاك أَكثر إِذا حدث عَن

المرار الصّرْف اخْتِلَاف دم فَذَلِك رَدِيء المرار الصّرْف هُوَ الَّذِي لَا تخالطه رُطُوبَة وَلَا فِيهِ شَيْء سوى الْخَلْط الَّذِي ينحدر وَحده مَحْضا صفراء كَانَ أَو سَوْدَاء وَلَيْسَ بعجب أَن الميامر: يضمد الْبَطن لأضمدة فِي بَاب الْمعدة فَإِنَّهَا نافعة. الْيَهُودِيّ: الفواق فِي المغس والزحير قَاتل. ابْن ماسوية فِي الإسهال: سحج المعي يكون إِمَّا من الْمَرَّتَيْنِ أَو بلغم مالح أَو شرب ألف ب أدوية معدنية أَو حريفة فاستدل على الْخَلْط بِأَن تنظر مَا يخرج من الإسهال فَإِن كَانَ خلطاً صفراويا أَو سودايا أَو بلغميا فَاتْلُ كلا بِمَا يصلح. لي هَذَا يكون تعرفه من أول الْأَمر بَين وَأما الَّذِي من شرف مَا يخرج يسئل عَن ذَلِك وَاسْتدلَّ فِي أَي الأمعاء هُوَ من مَوضِع الوجع قَالَ: وَبرد فِي السحوج الكبد لِئَلَّا يخرج مِنْهَا مرار إِلَى المعي فَيكون سَببا لدوام السحج وقوه بِأَن تفصد الباسليق وتضمد بالأشياء الْبَارِدَة القابضة عَلَيْهَا. لي إِذا ركنت أَن ذَلِك من أجل الْعلَّة وَرَأَيْت الْجِسْم مُحْتملا فافعل ذَلِك.) سفوف: نشا مقلو خَمْسَة صمغ مقلو عشرَة بزر قطونا مقلو عشرَة طين مختوم خَمْسَة طين أرمني خَمْسَة عشر بزر الْخِيَار وبزر الخطمي مقلوان قلوا يَسِيرا عشرَة عشرَة الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِالْغَدَاةِ وَثَلَاثَة بالْعَشي بِمَاء قد أنقع فِيهِ صمغ عَرَبِيّ وطين أرميني وَيجْعَل شرب مَائه كُله من هَذَا ويتخذ لَهُ حساء من أرز قد غسل غسلات ورض مَعَ شَيْء من لباب الْخبز السميذ المقلو ويذر عَلَيْهِ الصمغ المقلو ويطجن لَهُ الحماض بِزَيْت وصفرة بيض وطيهوج ودراج شواء ومطجنا. لي إِذا كَانَ مَعَ السحج برد شَدِيد فَاجْعَلْ فِي بزورك حرفا مقلو قَلِيلا. إِذا كَانَ مَعَ السحج السَّبَب فِي أَسْفَل المعي الْمُسْتَقيم وَهُوَ الزحير فقوه بالأشياء القابضة يجلس فِيهَا أَو بالمراهم المرداسنج والجلنار وإسفيذاج الرصاص ودهن الْورْد ومخ الْبيض. قَالَ: وَإِن رَأَيْت مَا يخرج من الْبَطن لزجاً أَبيض فعالجه بحقن الزرانيخ وَإِذا رَأَيْت الدَّم والمرار أغلب فَلَا تقربه بِهَذَا الزرانيخ وَجُمْلَة فَلَا تسْتَعْمل حقن الزرانيخ إِلَّا عِنْد خُرُوج الشَّيْء اللزج الْأَبْيَض وَإِن رَأَيْت الدَّم أغلب فِيمَا يخرج فمل إِلَى القوابض المبردة وَإِذا كَانَت الْمرة أقل فَإلَى اللزجة وَمَا يجلو قَلِيلا ويجفف وَإِذا خرج الدَّم الغليظ بعد خُرُوج الْجُلُود يدل على أَن القرحة قد غارت وعملت عملا قَوِيا فَإِذا خرج شَيْء عصبي فَذَلِك جرم المعي نَفسه وَقد ثقبت وَلَا علاج لَهُ لِأَن الطبيعة لَا تقدر على شَيْء وَإِذا رَأَيْت خراطة فَقَط فَاعْلَم أَن الْعلَّة خَفِيفَة وَهِي اللزوجات المغشاة على جرم المعي فَإِذا كَانَ مَعهَا دم وصل إِلَى جرم المعي فَإِذا كَانَ مَعهَا جُلُود صلبة فقد أَخذ مِنْهَا وَإِن كَانَت صلبة غلاظاً فقد خرق الأمعاء. لي أَكثر ذَلِك يحبس الْبَطن عِنْد

انخراق المعي وينتفخ أَسْفَل الْبَطن لِأَن البرَاز يجْتَمع فِيهِ وَرُبمَا كَانَ هَذَا الْقَيْح الْأَبْيَض فِي طرف الدبر فَحَمله الشياف حِينَئِذٍ من الزرانيخ حَتَّى يبْقى ثمَّ حمله مَا يسكن ويلحم. أَبُو جريج الكهربا يشد الْبَطن وَله خَاصَّة عَجِيبَة فِي إمْسَاك الدَّم خَاصَّة فِي قُرُوح المعي والزحير. من اخْتِيَار حنين حقنة عَجِيبَة: أرز فَارسي أَربع أَوَاقٍ سويق شعير الف ب عدس مقشر من كل وَاحِد أوقيتان وَمن الْورْد الْيَابِس بأقماعه وجلنار ولسان الْحمل وَأذن الجدي أُوقِيَّة أُوقِيَّة يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من) المَاء بِنَار لينَة حَتَّى يبْقى رَطْل ويصفى مِنْهُ ثلثا رَطْل وَيجْعَل فِيهِ الشَّحْم كلى مَاعِز مذاباً أُوقِيَّة ودهن ورد خام مثله وقاقيا وَدم أَخَوَيْنِ وطين أرميني واسفيذاج دِرْهَم دِرْهَم وصفرتا بيضتين تخالطان بِهِ ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب. ج: فِي حِيلَة الْبُرْء: وَأعرف رجلا كَانَ يداوي قُرُوح المعي فَكَانَ يبرأ على يَدَيْهِ خلق كثير مِمَّن قوته قَوِيَّة جدا وَهُوَ شَدِيد الصَّبْر على احْتِمَال الوجع وَكَانَ يَمُوت مِنْهُم الضَّعِيف على الوجع الشَّديد وَكَانَ يطعم العليل مَعَ خبزه بصلا من الْمُسَمّى نوطاً يَوْمًا وَاحِدًا ويقلل شربه للْمَاء فِي ذَلِك الْيَوْم ثمَّ ييكر عَلَيْهِ بِالْغَدَاةِ فيحقنه بِمَاء ملح حَار ثمَّ يتبعهُ للْمَاء فِي ذَلِك الْيَوْم ثمَّ يبكر عَلَيْهِ بِالْغَدَاةِ فيحقنه بِمَاء ملح حَار ثمَّ يتبعهُ بحقنة قَوِيَّة من دَوَاء قوى يَعْنِي بِهَذَا حقن الزرانيخ قَالَ جالينوس: فَمن كَانَ بِهِ احْتِمَال لذَلِك الوجع برأَ برءا تَاما فِي مرّة وَمن كَانَ ضَعِيفا أَصَابَهُ غشي وتشنج وَيَمُوت وَلَا يجب أَن يقدم الطَّبِيب على هَذَا وَإِن ساعد العليل وَلَا يمِيل إِلَى ترفة العليل أَيْضا كل الْميل لَكِن يقدم على مَا لَا يكون خطير الْعَافِيَة. لي مَحل حقن الرازيانخ وَالْملح من القروح فِي الأمعاء الوسخة مَحل الدَّوَاء الحاد والمراهم الْأَخْضَر من القروح الْخَارِجَة الوسخة وَلذَلِك لَا يجب أَن تجبن عَنهُ إِذا رَأَيْت الْقَيْح كثير الْبيَاض والوسخ وَلذَلِك لَا يجب أَن تجبن عَنهُ إِذا رَأَيْت الْقَيْح كثير الْبيَاض والوسخ والضر كَمَا نرى الْخَارِجَة اللحوم الْبيض الرهلة فانه عِنْد ذَلِك لَا يبرأ إِلَّا بهَا وَلَا تستعمله إِذا لم تَرَ ذَلِك وَمَتى أَحْبَبْت الترفق فَاسْتعْمل الْقَرَاطِيس. المحرقة وَنَحْوهَا مَرَّات فَإِنَّهُ يَنُوب عَن الزرانيخ وَقَالَ أَيْضا إِذا كَانَ الِاخْتِلَاف لذعاً فأجود مَا لَهُ فِي تسكين الوجع الكي اللزج العديم اللذع فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك معتدلاً فِي الْحَرَارَة فَهُوَ أبلغ الْأَشْيَاء فِي التسكين للوجع وَلذَلِك صَار شَحم الكلى إِذا حقن بِهِ من يخْتَلف من أَصْحَاب الذرب ثقلاً لذعاً ولأصحاب قُرُوح المعي تسكين الوجع على الْمَكَان واللزوجة إِذا كَانَت فِي هَذِه الْأَشْيَاء تصير من أجلهَا تبقى زَمنا طَويلا فِي الْموضع وَذَلِكَ ملاك الْأَمر لِأَن مواترة الحقنة تؤلم وَإِذا بَقِي الشَّيْء لابثاً مُدَّة أطول أعنى فليغريوس قَالَ: يداوي فِي قُرُوح الأمعاء المزمنة بِأَن يحقن بدواء يخدر قَلِيلا ثمَّ يحقن بحقن الزرانيخ مدافاً فِي طبيخ الآس.

الْعِلَل والأعراض:) اخْتِلَاف الدَّم أَرْبَعَة أضْرب أَحدهَا: يستفرغ فِيهِ دم خَالص صرف كَالَّذي يُصِيب من يقطع مِنْهُ عُضْو فَيبقى مَا كَانَ يشفيه ذَلِك الْعُضْو لعذاب فِي الْبدن فَيخرج الإختلاف أَو من يكون قد اعْتَادَ الرياضة فَتَركهَا فيجتمع فِي بدنه من الدَّم مَا كَانَ يتَحَلَّل عِنْد اسْتِعْمَاله للرياضة فَيخرج ذَلِك بالإختلاف وَهَذَا يخرج بأدوار وَيخرج مِنْهُ دم كثير مائي يشبه غسالة اللَّحْم وَهَذَا يكون من ضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة فِي الكبد أَو يخرج مِنْهُ دم ألف ب أسود براق وَكَذَلِكَ يكون إِذا كَانَت الكبد تَجِد تَغْيِير الْغذَاء إِلَّا أَنه يمْنَع عَن نُفُوذه مَانع كالسدد وَمَا شابهها فَيطول لبث ذَلِك الدَّم فِي الكبد محترقاً ويسود ثمَّ يتَأَذَّى الكبد بثقله فتدفعه أَو يخرج الدَّم قَلِيلا فِيمَا بَين أَوْقَات قَصِيرَة الْمدَّة وَرُبمَا كَانَ هَذَا دَمًا خَالِصا وَرُبمَا كَانَ جَامِدا وَرُبمَا كَانَ مَعَه قيح أَو قشر قرحَة وَهَذَا يكون عَن قُرُوح تحدث فِي المعي وَإِن كَانَ مَعَه تزحر شَدِيد سمي زحيراً وَإِن كَانَ يَجِيء وَلَا زحير مَعَه سمي ذوسنطاريا. قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الإختلاط وَكَانَ الصديد الْكَائِن مِنْهَا غليظاً والكلى ضَعِيفَة عَن جذبه أحدث اخْتِلَافا للصديد لي هَذَا يتقدمه مَا يُوجب ذوبان الأخلاط مثل حميات أَو نفث. الْأَعْضَاء الألمة: قشرة القرحة إِذا كَانَت عَظِيمَة فَهِيَ من الأمعاء الْغِلَاظ وبالضد وَمِنْهَا إِذا كَانَت هَذِه الْعلَّة فِي المعي الغليظ فَإِن صَاحب ذَلِك يجد اللذع سَاعَة يقوم إِلَى البرَاز وَإِن كَانَ يخرج مَعَ البرَاز خراطة غَلِيظَة شَبيهَة بالأغشية فالعلة فِي السفلي وَإِن كَانَت الخراطة صفاراً رقيقَة فَهِيَ من الْعليا وَإِن كَانَ مَا يخرج من الدَّم والقيح غير مخالط للبراز أصلا مُنْفَردا عَنهُ فالعلة فِي المعي الْمُسْتَقيم وَإِن كَانَ مخالطاً فَفِي القولن فَإِن كَانَ أَشد مُخَالطَة فَهُوَ فِي الْأَعْوَر. وَإِن كَانَ شَدِيد الإختلاط جدا فَهُوَ فِي الأمعاء الدقاق وَلذَلِك يخْتَلط اختلاطاً شَدِيدا لطول الطَّرِيق وَكَثْرَة امتزاجهما بالحركة وَإِن كَانَت الْعلَّة فِي الأمعاء الدقاق فداوها بِمَا يُؤْخَذ من فَوق وَفِي الْغِلَاظ فالحقن للوجع الشَّديد وَهُوَ بالأمعاء الْغِلَاظ أخص مِنْهُ فالدقاق استفراغ الدَّم أَسْفَل إِذا كَانَ قَلِيلا قَلِيلا مَعَ لذع فَهُوَ من قرحَة فِي الأمعاءحدثت عَن خلط حَار وَإِن كَانَ دفْعَة بِلَا لذع فَإِنَّهُ يكون إِمَّا دم نقي وَإِمَّا دم أسود عكر وَإِمَّا دم رَقِيق مائي فالدم النقي استفرغه يكون لِأَن الدَّم قد كثر فِي الْجِسْم إِمَّا لترك الرياضة وَإِمَّا لقطع بعض الْأَعْضَاء. وَالْأسود العكر يكون لسدة حدثت فِي الكبد يمْنَع أَن يصل الدَّم إِلَى العضاء فَيبقى فِي الكبد حَتَّى يَحْتَرِق ثمَّ ينْدَفع إِلَى الأمعاء وَإِذا) كَانَ مائياً كغسالة اللَّحْم فاستفراغه يكون لضعف الكبد. أول مَا يستفرغ فِي قُرُوح المعي الصَّفْرَاء ثمَّ رُطُوبَة بلغمية وَبعد ذَلِك مَا ينحدر اللزوجة المطلية عَلَيْهَا بِمَنْزِلَة الرصاص على قدور النّحاس الملبس عَلَيْهَا ثمَّ بعد هذَيْن الخراطة وَهُوَ شَيْء من جَوْهَر الأمعاء أَنْفسهَا ثمَّ يستفرغ بعد ذَلِك الدَّم وَذَلِكَ عِنْد مَا يبلغ الْأَمر أَن ينفتح أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي الأمعاء وَالْفرق بَين خُرُوج الدَّم فِي القروح الَّتِي فِي الأمعاء وَبَين عِلّة الكبد أَن الَّذِي لقروح المعي يقطر قَلِيلا وَمَعَ خراطة وَهُوَ دم فِي الْحَقِيقَة وَفِي عِلّة

الكبد يَجِيء تكثيراً دفْعَة بِلَا خراطة ألف ب والمبرم مائي وفتراته طَوِيلَة قَالَ: وَإِذا كَانَ مَعَ الثّقل دسم فَإِنَّهُ من الأمعاء الْغِلَاظ لي فَتِيلَة تمسك لاخْتِلَاف الدَّم من استخراجي من أقربادين سَابُور: أقاقيا وبزر بنج وأفيون وإسفيذاج الرصاص وطين أرميني وكاربا وعفص فج يجمع الْجَمِيع بطبيخ الْأرز المحتقن وَيجْعَل بلاليط وَيحْتَمل وَفِيه جزؤ كندر. الْيَهُودِيّ: الأمعاء تتقرح إِمَّا لبلغم مالح وَإِمَّا لصفراء وَإِمَّا لسوداء وحد القرحة الَّتِي من الصَّفْرَاء أسبوعان وَالَّتِي من البلغم المالح ثَلَاثُونَ يَوْمًا وَأما السوداوي فَإِنَّهُ يزمن وَلَا يكَاد يفلت مِنْهُ إِلَّا بِجهْد وَإِذا وجد قرحَة فِي المقعدة وَكَانَ الْقَيْح يخرج خَالِصا من غير ثقل الْبَتَّةَ وَإِذا خرج الثّقل أَيْضا خرج هَذَا أَيْضا أَولا ثمَّ خرج النجو يعقبه فغن الْعلَّة قريبَة من المقعدة وَإِذا كَانَ فِي الأمعاء الدقاق نزل ضَعِيفا قَلِيلا وَإِذا كَانَ فِي الْغِلَاظ نزل شَيْء كثير غليظ مَعَ قطع لحم وَشَيْء يشبه الثرب وَيعرف مَا الْخَلْط من لَونه النَّازِل فَإِن كَانَ أصفر فَإِن الْعلَّة من صفراء وَإِن كَانَ أَبيض دسماً فَمن بلغم مالح وَإِن كَانَ أسود أوكمداً فَإِنَّهُ من السَّوْدَاء وخاصة إِذا كَانَ الطحال مَعَ ذَلِك فاسدأً ويستدل على أَنه من صفراء حارة لفساد الكبد وَفِي الصَّفْرَاء وعَلى مِقْدَار شدَّة الوجع تكون حِدة الْفضل فَإِذا بَدَأَ الوجع قبل الْمَشْي بساعة دلّ على أَنه فِي الْعليا وبالضد وَقلة الدسم أَيْضا يدل على أَنه فِي الْعليا وبالضد وَإِن خرج مِنْهُ شَيْء يشبه الْجُلُود لَهُ عرض فَهُوَ من السُّفْلى واختلاط الْقَيْح على قدر اخْتِلَاطه يكون بعده من الدبر وَأَشد مَا يكون الوجع إِذا كَانَت القرحة فِي الأمعاء الدقاق وَإِذا كثر الإختلاف وَقل مَا يخرج مِنْهُ مَعَ تزحر شَدِيد وَقبل ذَلِك وَبعده تتوجع المقعد فَهُوَ زحير وَمَتى رَأَيْت الخراطة تَجِيء بعد انطلاق الْبَطن فَذَلِك يُؤذن ببرء. لي خُرُوج الدَّم من الْبَطن من أَسْفَل إِمَّا أَن يكون مَعَ خراطة ووجع وَإِمَّا بِلَا ذَلِك فَمَا كَانَ مِنْهُ بِلَا خراطة وَلَا وجع فَإِنَّهُ يعالج بِمَا يعالج بِهِ نفث الدَّم وَغَيره وَمَا كَانَ مَعَ وجع وخراطة) وزحير ومغس فَتكون إِمَّا فِي المعي الْعليا وَإِمَّا فِي السُّفْلى وَإِمَّا فِي طرف المعي الْمُسْتَقيم عِنْد الدبر فيعالج مَا كَانَ فِي المعي الدَّقِيق بالبزور المقلوة بالطين والصمغ فَإِن لم ينفع فاعطه كالحمص من الفلونيا الفارسية واسقهم حفْنَة من الشاهبلوط بِشَيْء من رب الآس بِاللَّيْلِ وَاللَّبن المقطر بِالْمَاءِ جيد لَهُم أَو خُذ طبيخ الْأرز ثَلَاث أوراق فاعطه مَعَ ثَلَاث أوراق من طبيخ السماق واسقه دانقاً من إنفحة الأرنب ودهن ورد مَعَ ثَلَاث أوراق من اللَّبن المقطر وبيته بِاللَّيْلِ على طراثيث مطبوخ بِاللَّبنِ وَمَتى كَانَت حمى فَاسق طباشير وبزر حماض وصمغاً وسماقاً يعجن بلعاب بزر قطونا وَيكون مَعَ طين والغذاء صفرَة ألف ب بيض وللسفلى بالحقن وَإِذا أزمن وَعتق بأقراص الزرانيخ وَإِذا كَانَ الوجع واللذع مُؤْذِيًا فَاجْعَلْ فِي الحقن شَحم الدَّجَاج وشحم البط وَفِي الْأكل أَيْضا وَإِذا كَانَ مَعَ قُرُوح الأمعاء فَسَاد هضم وَبرد الْبَطن

فَاجْعَلْ أقراصه مركبة من قابضة ومسخنة نَحْو هَذَا القرص صفته: حب آس جلنار طين الْبحيرَة سماق طباشير أفيون أنيسون نانخة كمون زنجبيل فاتخذه أقراصاً واعط مِنْهُ وَاحِدَة كل يَوْم وَهَكَذَا بِاللَّيْلِ إِن شَاءَ الله وَنَحْوه كالقمحة السَّوْدَاء وَإِذا لم تكن مَعَ برد وَفَسَاد هضم فاقتصر على القابضة والمغرية والمخدرة مثل هَذَا: عفص سماق جَفتْ البلوط أقاقياً طين صمغ مقلو أفيون بالسواء وَيجْعَل قرصاً ويسقى وَمن أطعمتهم الْبيض المسلوق بالخل والأكارع وخبز الْأرز والعدس المقشر والسمك وَمن عجل بطونه فأرز بشحم والشهدانج والجاروس بالسنام ويتوقى أَصْحَاب الزحير ويعطون عِنْد النّوم القمحة السَّوْدَاء وبالغداة الفلونيا إِن لم تكن حرارة لَكِن مَعَ برد فالشخزنايا. من انخرق معاه مَاتَ. لي اعْلَم أَي معنى يَعْنِي. الميامر قرصة لقروح المعي: أقياقا عفص أفيون صمغ نصف نصف جُزْء يتَّخذ أقراصاً بطبيخ العفص فَإِنَّهُ يعقل. آخر: عفص أفيون صمغ نصف جُزْء يتَّخذ بِرَبّ الآس ويسقى وَرَأَيْت كل دَوَاء فِيهِ أفيون لَا يَخْلُو مِنْهُ بزرنيخ وأدوية قُرُوح المعي قابضة ومغرية ومخدرة فَقَط وَإِن كَانَ مَعَ هَذَا الْمَرَض حرارة فليلق فِي سفوف بزر الْورْد وأفيون فَإِنَّهُ عَجِيب. وَفِي الميامر حب نَافِع من الخلفة وقروح المعي: عفص فج أَرْبَعَة مَثَاقِيل أفيون مثاقل أفيون مثقالان بزر كرفس مِثْقَال يعجن بِمَاء وَيعْمل حبا وَيُعْطِي ثَلَاث حمصات. ضماد لقروح المعي:) بزر البنج الْأَبْيَض وبزر الْورْد وعصارة لحية التيس وسماق جزؤ جزؤ أفيون زعفران نصف جُزْء بزر الكرفس جزؤ يخلط بشراب حب الآس ويطلى الْبَطن بِهَذَا ويضمد بِهِ. آخر: بزربنج أقياقيا عفص فج عصارة لحية التيس سماق جزؤ جزؤ قشور رمان وَحب الآس من كل وَاحِد جزؤ وَنصف يعجن الْجَمِيع بشراب أسود قَابض ويضمد بِهِ. لي هَذَا جيد لهَؤُلَاء ينفع: الطين فِي السماق وَمَاء الحصرم ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يدار على جمر بلوط ويكور ويطلى بِمَاء السماق وَمَاء أَبُو جرير الراهب قَالَ: الصمغ يشد الْبَطن ويغري المعي قَالَ: ذَلِك فِي الْغذَاء الصافي الْجيد والكثيراء تغري لَكِنَّهَا تزيد فِي الخلفة فَلَا تسعملها فِي ذَلِك. روفس فِي المالنخوليا: إِنَّه قد يعرض لمن بِهِ قرحَة فِي معاه إسهال كيموس أسود وَيتبع ذَلِك موت. أطهورسفس: مَتى سقى الصَّبِي الف ب من إنفحة الأرنب قدر الحمصة أَبرَأَهُ من الذوسنطاريا قَالَ: وَإِن عجنته بعجين وخبز وَأَطْعَمته صَاحب الذوسنطاريا رَأَيْت الْعجب مِنْهُ قَالَ: إِذا كَانَ بانسان قُرُوح المعي فأطعمه أَرْبَعَة أَيَّام جبنا طرياً غير مملح مستقصى نزوع المائية وَلَا تعطه

دَوَاء سواهُ فَإِنَّهُ يُبرئهُ الْبَتَّةَ. دَوَاء للزحير أخذناه عَن تجربة: نانخة بزر الكرفس قشر رمان حامض عفص أبهل بِالسَّوِيَّةِ أفيون نصف جُزْء اجْعَلْهُ مثل الْكحل الشربة من دِرْهَم إِلَى مِثْقَال بِالْغَدَاةِ وَمثله بِاللَّيْلِ ويغذي بالأرز فَإِنَّهُ يسكن فِي يَوْم أَو أثنين لَا محَالة وَالصَّبِيّ من دانق إِلَى دانقين. الْأَعْضَاء الألمة قَالَ إِذا كَانَ العليل يقوم إِلَى البرَاز بعد اللذع بِمدَّة طَوِيلَة وَالْعلَّة فِي المعي الْعليا وَإِن كَانَ كَمَا يلذع يُبَادر خُرُوج شَيْء مِنْهُ فَإِن الْعلَّة فِي طرف الدبر قَالَ: أنزل أَن رجلا يخرج مِنْهُ البرَاز مرّة مثل قشور القروح وَمرَّة خراطة وَهِي قطع الغشاء المغشي لسطح المعي الدَّاخِل وَمرَّة أخلاط دموية فَهَل يشك أحد أَنه قد حدثت بِهِ قرحَة فِي الأمعاء إِلَّا أَنَّهَا لم تتبين أَفِي الدقاق هِيَ أم فِي الْغِلَاظ وَيعرف ذَلِك من ثَلَاثَة أَشْيَاء: إِمَّا من نوع الخراطة فَإِنَّهَا إِن كَانَ لَهَا من الْمِقْدَار فِي الْعظم مَا يُجَاوز قدر الأمعاء الدقاق فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ. وَإِن كَانَ سَاعَة يخرج بلذع أَو سَرِيعا فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ فَإِن كَانَ غير مخالط لثفل أصلا فَإِنَّهُ فِي طرف المعي الْمُسْتَقيم أوفيه فِي أَعْلَاهُ دون الْموضع الَّذِي فِيهِ البرَاز يَعْنِي دون الْأَعْوَر. وَفِي الْجُمْلَة فِي كل مَوَاضِع المعي الْمُسْتَقيم) وبحسب إرتفاع القرحة فِي الْعُلُوّ كَانَ شَدِيد الِاخْتِلَاط جدا. الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: يفرق بَين اخْتِلَاف الدَّم الَّذِي من قُرُوح المعي وَبَين الكبدي: إِن الكبد يكون دم كثير دفْعَة هَذَا يكون يتقدمه إسهال مراري يلذع غَايَة اللذع ثمَّ يتبع ذَلِك خراطة الأمعاء ثمَّ يخرج بعد ذَلِك شَيْء من الخراطة مَعَ دم قَلِيل وَذَلِكَ يكون عِنْدَمَا تكون القرحة قد استحكمت وَصَحَّ إسهال الدَّم فَإِذا كَانَ الَّذِي يخرج بالإسهال مَعَ الخراطة دم فَانْظُر غشاءه وَيخرج مَعهَا من جنس السمين فَإِنَّهُ إِن ظهر ذَلِك فِي الإسهال فالقرحة فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَإِذا كَانَ يخرج مَعَ الخراطة دم فَانْظُر أمختلط ذَلِك الدَّم مَعَ سَائِر مَا يخرج بالإسهال فَقَط فَإِنَّهُ إِن كَانَ مختلطاً فَهُوَ يدل على أَن القرحة فِي أقرب الأمعاء إِلَى أَسْفَل وَهَذَا أَيْضا يكون فِي الخراطة إِلَّا أَنه فِي الخراطة أقل بَيَانا مِنْهُ فِي الدَّم وقشرة القرحة أَيْضا تدل بشكلها واختلاطها على مَوضِع الْعلَّة فَإِذا كَانَت القرحة فِي الأمعاء السُّفْلى كَانَ انتفاعها بالحقن والشيافات وَإِذا كَانَت فِي الْعليا فِيمَا يُؤْكَل وَيفرق بَينهمَا بالإسهال والكائن عَن الكبد أَنه يخرج فِي أول الْأَمر صديد رَقِيق بِلَا خراطة وَثمّ آخر الْأَمر يصير كالدردي الْأسود الف ب والإسهال الَّذِي يكون من الكبد لَهُ فترات يمسك فِيهَا الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة ثمَّ يعاودهم فَيخرج إِمَّا مثل الأول وَإِمَّا أَشد وَأَصْحَاب قُرُوح الأمعاء يكون إسهالهم دفْعَة وَلَا يَنْقَطِع بفترات طَوِيلَة الْمدَّة فَأَما القروح الأمعاء يكون إسهالهم دفْعَة وَلَا يَنْقَطِع بفترات طَوِيلَة الْمدَّة فَأَما القروح الكائنة فِي المعي الْمُسْتَقيم وَهِي الزحير فَإِنَّهَا تحدث لصَاحِبهَا تزحراً وشهوة للْقِيَام إِلَى الْخَلَاء قَوِيَّة وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا الشَّيْء الْيَسِير وَيكون هَذَا الشَّيْء فِي أول الْأَمر بلغمياً ودموياً حَتَّى إِذا طَالَتْ الْمدَّة انحدر مِنْهَا شَيْء من جنس الخراطة وَهَذَا أبدا غير مختلط بالثفل الْبَتَّةَ وَذكر قوم أَن قوما من أَصْحَاب الزحير أَصَابَهُم وجع شَدِيد وَخرجت بعقب ذَلِك مِنْهُم حِجَارَة من المعقدة وَلم أر أَنا هَذَا.

الْعِلَل والأعراض: قَالَ: ضروب اختلافات الدَّم أَرْبَعَة أَحدهَا الَّذِي يكون بأدوار مَعْلُومَة ويعرض لمن قطعت بعض أَعْضَائِهِ أَو ترك رياضة أَو فقد الستفراغاً كَانَ يسيل مِنْهُ وَالثَّانِي: يكون بِسَبَب ضعف الكبد وَهَذَا استفراغ مائية الدَّم وَالثَّالِث: استفراغ الدَّم السوداوي وَهُوَ مثل الدردي الرَّابِع: يستفرغ دَمًا مُحصنا قَلِيلا أَو مَعَه قشور القروح وَيكون هَذَا وَحده من قُرُوح المعي قَالَ: والزحير يحدث) عَن قُرُوح المعي الْمُسْتَقيم الَّذِي عِنْد طرف الدبر أَكثر وأشدها يحدث عَن قُرُوح المعي الَّذِي فَوق هَذَا الْموضع. الساهر لقروح المعي: بزر قطونا وبزر الريحان وبزر خطمي مقلوة بزر لِسَان الْحمل طباشير وبزر حماض مقلو نشا مقلو صمغ طين كاربا. لي على مَا رَأَيْت مَرَّات أَنه رُبمَا كَانَ مَعَ السحج إسهال ورطوبات كَثِيرَة وَاجعَل حِينَئِذٍ فِي السفوف الْأَشْيَاء القابضة كالقرظ والطراثيث والبلوط والسماق والكزبرة المقلو والبنج والأفيون وَنَحْو ذَلِك وَإِن احتجت فَاجْعَلْ مَعَه حب الآس وعفصاً وخرنوباً ودقيق الغبيراء مقلو والمقل الْمَكِّيّ وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ مَعَ برد وَكَانَ السحج عَن بلغم فزد فِي ذَلِك حرفا مقلو وَإِذا كَانَ المغس شَدِيدا فألق مَعَه حب البلسان وَبَعض الْأَشْيَاء الطاردة للرياح كالأنيسون وبزر الكرفس قَالَ: وَمَتى كَانَت الْعلَّة مبتدئة فَاحْتَجت إِلَى الحقن فَعَلَيْك بالقوابض أَكثر والمغرية وَإِذا طَال الْأَمر قَلِيلا فألق مَعَه قرطاساً محرقاً وَنَحْوه حَتَّى إِذا كَانَ آخر الْأَمر فألق فَتِيلَة تقطع الزحير: إسفيذاج الرصاص دم الْأَخَوَيْنِ سادروان أفيون وَإِذا كَانَ الزحير مزمناً فَاجْعَلْ فِي الشياقة قرطاساً محرقاً وَنَحْوهَا. أريباسيوس للزحير: حب الْغَار الْيَابِس معلقتان يسحق ويسقى صَاحب المغس أَو كمون مقلو مسحوق ملعقة بِمَاء أَو ورق الْغَار أَو حبه يمص مَاؤُهُ ثمَّ يمضغ وَيُوضَع الثفل على السُّرَّة. الطَّبَرِيّ: إِذا سكن الوجع سَاعَة بعد سَاعَة فالعلة فِي المعي الْعليا وَإِذا كَانَ الوجع فَوق السُّرَّة فالعلة هُنَاكَ وَإِذا خرج الرجيع بعد الوجع بِمدَّة فَهُوَ فَوْقه الف ب وَإِذا كَانَ شَدِيد الِاخْتِلَاط فَهُوَ فَوق وَإِذا لم يكن فِيهِ شَحم ودسم فَمن الْعليا لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهَا شَحم وَلَا دسم وبالضد وَالَّذِي من الكبد يكون مِنْهُ مثل مَاء اللَّحْم بِلَا وجع وَهَذَا رُبمَا احْتبسَ أَيَّامًا حَتَّى يجْتَمع ثمَّ يَجِيء وَرُبمَا جَاءَ شَيْء مثل الدردي وَهَذَا يكون من قرحَة كَانَت فِي الكبد فانفجرت وعلامة هَذَا وَنَحْوه أَلا يضعف العليل بل يُقَوي وَرُبمَا انْقَطع عرق فِي الْمعدة ونواحيها وَخرج الدَّم صافياً وَإِذا خرج فِي قُرُوح المعي قطع لحم فقد تأكلت نفس المعي وَلَا برْء لَهُ وَإِذا كَانَ تخرج خراطة فَهُوَ ابْتِدَاء وَإِذا) خرجت القشور فَهُوَ إمعان القرحة وَإِذا خرج اللَّحْم فَهُوَ غَايَته الَّتِي لَا شَيْء أردى مِنْهَا قَالَ: ويسقى ثَلَاث حمصات من الفلونيا.

قرص يحبس الْبَطن من سَاعَته: أفيون أقاقيا ثَمَرَة الطرفاء سماق حب الآس الْأسود يتَّخذ أقراصاً بِمَاء السفرجل والتفاح وتشرب وَاحِدَة وينفع مِنْهَا إِذا عتقت اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحصى وَهُوَ بَالغ النَّفْع معز للمعي. أهرن: جَمِيع الإسهال الَّذِي يكون سَببه المعقدة كالبواسير فِيهَا والشق وَغير ذَلِك يكون بتزحير شَدِيد قَالَ: لدم الْجَارِي من الأمعاء أصفى وَالَّذِي من أَسْفَل أكدر قَالَ: إِذا كَانَ الوجع أَسْفَل السُّرَّة فَإِنَّهُ سَاعَة يمغص وَيَنْقَطِع الْبَطن يخرج الثفل وَذَلِكَ لِأَنَّهُ فِي السُّفْلى وبالضد قَالَ: الزحير الْكَائِن عَن المعقدة يكثر العليل الِاخْتِلَاف وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا كالبزاق وَيكون فجاً خَالِصا بِلَا زبل إِلَّا فِي الندرة. طَعَام جيد لقروح المعي: أرز نقي قد أنقطع فِي المَاء ثمَّ يعصر وَيُؤْخَذ من مَائه جزؤ وَمن اللَّبن جزؤ فيطبخ حَتَّى يغلظ وَيَأْكُل مِنْهُ فَإِن كَانَ هُنَاكَ حرارة فَاجْعَلْ ذَلِك من مَاء الشّعير. طباشير ورد طين أرميني كهربا صمغ عَرَبِيّ عفص أفيون يَجْعَل مِنْهُ قرص ويسقى جيد لقروح المعي قَالَ: وَاسْتعْمل أَقْرَاص الزرانيخ وَالْملح إِذا كَانَ المعي قُرُوح عفنة رَدِيئَة. سرابيون قَالَ: القروح فِي المعي تحدث لفضول تنصب إِلَيْهَا حارة إِمَّا من فلغموني فِي الكبد أَو صديد حَار يرجع من جَمِيع الْجِسْم إِلَيْهِ وَينصب فِي الأمعاء وَقد يكون خُرُوج الدَّم من الأمعاء إِذا انفتحت عروق فِيهَا لِكَثْرَة امتلاء الدَّم كالحال فِي أُمُور نداس إِلَّا أَن هَذَا يكون فِيهَا فَوق وَيكون اخْتِلَاف دموي من ضعف الكبد وتقف على كل وَاحِد من هَذِه أَن تنظر فَإِن كَانَ الْغَالِب على الْجِسْم المرار الْأَصْفَر وَكَانَ يخلف عَن استفراغه وَرَأَيْت مَا يخرج أَيْضا أصفر وَسَائِر العلامات علمت أَن سَبَب ذَلِك المرار الْأَصْفَر وَإِن كَانَ كَذَلِك وَقد تخْتَلف عَن إِخْرَاج السَّوْدَاء واللون فِيهِ أسود فَإِن القرحة تكون رَدِيئَة لَا برْء لَهَا الْبَتَّةَ وَإِذا كَانَ يخرج بِدَم خَالص مَحْض وَيَنْقَطِع أَحْيَانًا أَيَّامًا يَجِيء فَإِن ذَلِك من أُمُور نداس فِي الأمعاء وَإِن كَانَ يَجِيء مثل مَاء اللَّحْم فَذَلِك لضعف الكبد) ألف ب فقد يجوز أَن ينبعث من الْبَطن دم خَالص إِذا كَانَت الكبد ضَعِيفَة قَلِيلا وامتلاء كثير فِي الْبدن وتقف على ذَلِك وتعرفه من الَّذِي ينبعث من الأمعاء لِأَن الكبد يكون مِنْهَا ضعف أَو ثقل وَمَا دَامَ تخرج خراطة أَو قشور رقاق فَإِن قرحَة الأمعاء يُمكن أَن تلتحم فَإِذا خرجت قطع لحم لَهَا عتق فَلَا وَلِأَن اخْتِلَاف الدَّم الَّذِي يكون

من قُرُوح الأمعاء يغلظ وَيُشبه بِالَّتِي من ضعف الكبد وَالَّتِي من انفجار عرق فِي الأمعاء فافصل بَينهمَا بِأَن الكبد لاوجع مَعهَا وَالَّتِي من قُرُوح الأمعاء فَمَعَ وجع وَالَّتِي من الكبد لَا يكون مَعَه خراطة والكبدي أَيْضا وَغَيره مِمَّا لَيْسَ لقروح الأمعاء يَجِيء بأدوار ونوائب فَأَما الَّذِي من قُرُوح فِي الأمعاء فدائم قَلِيلا قَلِيلا بوجع وَالَّذِي من الكبد وَمن دم يستفرغ من الأمعاء بِلَا قُرُوح يهزل مَعَه الْجِسْم وَينْقص فَأَما الَّذِي لقرحة فِي الأمعاء فَلَا يهزل والكبدي يتَقَدَّم ذَلِك ضعف الكبد بالعلامات الَّتِي تدل على ضعفها وَالَّذِي من انفتاق عرق فِي الأمعاء يتقدمه امتلاء فِي الْجِسْم وَيكون دَمًا خَالِصا وبأدوار وَلِأَن القروح تكون فِي الدقاق والغلاظ يُمَيّز بَينهمَا بِأَن قشور الْغِلَاظ الْخَارِجَة بالثفل أعظم وخاصة فِي النجو لِأَنَّهَا شحمية وَالدَّسم فِي الْكَائِن عَنْهَا كثير لِأَنَّهَا دسمة شحمية فَأَما المعي بالدقاق فَلَا شَحم لَهَا لقربها من الكبد وأخلاط الخراطة بالثفل باحكام وَقيام العليل بعد الوجع بساعة وحس الوجع فَوق السُّرَّة وَهَذِه كلهَا تدل على أَن الْعلَّة فِي الْعليا انْظُر أَولا لَعَلَّ ذَلِك عَن الكبد أَو عَن الأمعاء كَمَا ذكرنَا أَو مَادَّة أُخْرَى تنصب من مَوضِع فَإِن لم يكن ذَلِك لَكِن كَانَت قرحَة فِي الأمعاء فَانْظُر هَل السَّبَب الَّذِي فعله قد انْقَطع أَو هُوَ يسيل مَعَه دَائِما. لي لم يُعْط عَلامَة لذَلِك وَيحْتَاج أَن يُعْطي ذَلِك فَأَقُول: إِنَّه إِذا كَانَ فِي الثفل الْخَارِج مرار أصفر وأسود أَو حاد رَقِيق أَو خلط مَا مُنكر غَرِيب يستفرغه مَعَه فَإِن الْمَادَّة الفاعلة للوجع هُوَ ذَا يسيل بعد إِن كَانَ قد خلص الثفل من ذَلِك وَبقيت خراطة وَدم وَثقل فَإِن الْخَلْط الْفَاعِل قد انْقَطع قَالَ: وَإِن حدث النحدار دَائِما فاقصد لاستفراغ ذَلِك الكيموس أَو لمَنعه على مَا يجب فَإِن احتجت أَن تَعْنِي بالكبد أَو الطحال أَولا لتحبس السيلان فَإِذا أنقطع السيلان كَامِلا فَحِينَئِذٍ فاقصد القرحة فابدأ وامنع الْمَرِيض الْغذَاء يَوْمَيْنِ وَإِن لم يكن ذَلِك فيوماً أَو جلّ يَوْم ثمَّ خُذ إِن لم تكن حمى قَوِيَّة لَبَنًا مطبوخاً بالحديد طبخاً جيدا حَتَّى تفنى أَكثر رطوبته فاسقه قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا أَتَى عَلَيْهِ سَاعَات وانهضم فاعطه خبْزًا قَلِيلا مبلولاً بِمَاء الرُّمَّان أَو حساءاً متخذا من الْأرز واللوز وشحوم الماعز وانثر عَلَيْهِ الصمغ وَقد يتَّخذ لَهُ حساء من خشخاش) إِذا كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة يطْبخ ألف ب وَيُؤْخَذ طبيخه وطبيخ شعير مهروس ونشا قَلِيل يتَّخذ مِنْهُ حساء. لي احتل لتتويم صَاحب قُرُوح المعي والذرب فَإِنَّهُ فِي غَايَة النَّفْع لَهُ وانقع السماق يَوْمًا وَلَيْلَة وصف مَاءَهُ وَاتخذ ذَلِك من الكعك وامنعه الْفَاكِهَة فَإِنَّهَا رَدِيئَة للمعي اللَّهُمَّ إِلَّا السفرجل والكمثرى والزعرور وَنَحْوه فَإِن لم تكن حمى فاعط أكارع واطبخ العدس وَيكون طبخه مرَّتَيْنِ بمائين وَصفه وَكَذَلِكَ فافعل بالكرنب وأطعمه الحماض والرجلة والأطربة فَإِن هَذِه كلهَا من أطعمته وَاللَّحم لَيْسَ يجيد لمن بِهِ قُرُوح المعي لكنك مُضْطَر إِلَيْهِ مَتى طَالَتْ الْعلَّة لضعف الْقُوَّة فاختر إِذا ذَاك من الْحَيَوَان وَمن الطير مَا كَانَ تريا واختر الطير على الْمَوَاشِي والمواشي على السابح وَخذ من الطير مَا هُوَ سهل الانهضام وَفِيه أدنى يبس وَمِمَّا هُوَ كَذَلِك: الدراج والحجل والشفانين والأرنب والغزلان والأيايل وَمن البحري الهازبا والشبوط يعْمل ذَلِك كُله بخل وتوابل قابضة وَحب الآس وَالْبيض السليق بالخل وليشربوا المَاء فِي الأبتداء وخاصة مَاء الْمَطَر فَإِن

لم يجد فألق فِي المَاء طباشير وطيناً فَإِن استرخت الْمعدة من شرب المَاء فاعطهم شراب السفرجل وشراب الْفَاكِهَة فَإِن لم تكن حمى وضعفت الْمعدة جدا فاعطهم شرابًا أسود قَابِضا وامزجه لِئَلَّا يثير الْحَرَارَة والورم فِي الأمعاء وسارع من أول الْأَمر قبل ضعف الْقُوَّة بالأدوية المقوية والقابضة لِأَن الْقُوَّة إِذا ضعفت لم تكد هَذِه تنجح لِأَن السيلانات تكْثر حِينَئِذٍ إِذا طَال الْأَمر بِهَذِهِ الْعلَّة فاعط فِيهَا الْأَدْوِيَة والحقن جَمِيعًا لِأَن الْأَعْلَى يألم باشتراك الْأَسْفَل والأسفل بالأعلى. بزور جَيِّدَة كَافِيَة: بزر قطونا وصمغ وطين مقلو وَيُعْطى مِنْهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم بِرَبّ السفرجل. آخر: بزر قطونا بزر مرو وبزر رجلة بزر لِسَان الْحمل بزر ريحَان بزر الْورْد بزر الحماض وبزر الخطمي دِرْهَم دِرْهَم طباشير طين أرميني نشا صمغ دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ يقلى حسنا يعْطى مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء لِسَان الْحمل أوعصى الرَّاعِي أَو الرجلة وَإِن كَانَت حمى فَاسق أَقْرَاص الطباشير الَّذِي بالحماض قَالَ: وأصول الخطمى نَافِع لهَذِهِ الْعلَّة جدا والراوند حسن الْفِعْل فِي هَذِه الْعلَّة وَإِذا كَانَ فِي الأمعاء لذع شَدِيد وَدم كثير فاختر من الحقن مَا لَهُ تسكين وتقوية كشحم البط والطين الأرميني والاسفيذاج والنشا وصفرة الْبيض وَنَحْوهَا وَإِذا كَانَ اللذع أقل فَوق بالقابضة العفصة واحقن كل مافي قانون الحقن وَإِذا لم يكن فِيمَا يخرج الدَّم الْبَتَّةَ بل مُدَّة خَالِصَة) صديدية رَدِيئَة فَعِنْدَ ذَلِك أَنَّك مُحْتَاج إِلَى الحقنة الحادة كَمَا أَن القروح الرَّديئَة المزمنة تحْتَاج إِلَى ذَلِك ألف ب وَانْظُر لَا تغفل اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الحادة فِي هَذَا الْوَقْت وَإِيَّاك أَن تبطئ بذلك لِأَن المدافعة بذلك يضر القرحة مضرَّة عَظِيمَة جدا قَوِيَّة لَكِن بَادر بِهَذِهِ فَإِنَّهَا تمنع التأكل وَلَا تستعملها مَا دَامَ دم وَشَيْء يُوهم أَنه يكون مَعَ الخرجات الَّتِي لَهَا طراوة. أَقْرَاص الزرانيخ تسْتَعْمل فِي الذوسنطاريا إِذا كَانَ مَا تخرج مُدَّة فَقَط: زرنيخان من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَنصف نورة لم تطفأ نصف رَطْل قرطاس محرق أُوقِيَّة أقياقا أَربع أَوَاقٍ لحية التيس أوقيتان يجمع ذَلِك كُله بِمَاء لِسَان الْحمل ويقرص وَيُؤْخَذ مِنْهُ نصف دِرْهَم فيخلط بطبيخ السماق والآس أَو قشور الرُّمَّان ويحقن بِهِ فَإِن كَانَ الوجع فِي المعي المستوي فَاسْتعْمل البلاليط. دم الْأَخَوَيْنِ اقياقيا صمغ قرطاس محرق اسفيذاج الأسرب مرتك قرن إيل اقليميا الْفضة أفيون اتخذ من هَذِه مَا شِئْت على حسب إِلَيْهِ وَيحْتَاج عِنْد الوجع الشَّديد إِلَى المغرية والمخدرة وَعند طرواة القرحة إِلَى المغرية والقابضة عِنْد فَسَادهَا وإدمانها إِلَى الحارة والعفصة قَالَ: واسحق أَقْرَاص الأندرون واطل بهَا المقعدة والقطن واطل الْبَطن فِي قُرُوح المعي بالأشياء القوية المجففة وَإِذا كَانَ العليل تناله شَهْوَة الزحير

وَتخرج مِنْهُ لزوجة دهنية قَليلَة عَلَيْهَا نقط دم فَلذَلِك هُوَ الزحير وَذَلِكَ يكون لورم حَار وقرحة فِي المعي الْمُسْتَقيم والورم يُوهم العليل أَنه يحْتَاج إِلَى البرَاز لثقل ذَلِك عَلَيْهِ لِأَنَّهُ يشبه حَالَته عِنْد ثقله بالبراز. علاج ذَلِك: اقصد إِلَى ثَلَاثَة أَشْيَاء حبس مَا يجرى إِلَى هَذَا المعي وَحل الورم الَّذِي فِيهِ وتعديل الحدة فابدأ أَولا بالتكميد بالصوف المنقع بدهن الآس الفاتر ودهن ورد قد خلط بشراب وَيجْعَل ذَلِك على المراق والأرابي والعانة ومرخ الخصيتين إِلَى آخر الشرج ومُرة أَن يدع الْغذَاء يَوْمَيْنِ لثقل أَسبَاب السيلانات وَيبْطل أَصْلهَا الْبَتَّةَ وَبعد ذَلِك غذه بغذاء قَلِيل وَيكون خبْزًا منقعاً بِلَبن قد طبخ بالحديد فَإِن هَذَا علاج يجمع الْخلال الَّتِي وَصفنَا فغذه بعد سُكُون الوجع بالمياه القابضة فَإِن كَانَ اشْتَدَّ الوجع فَاعْلَم أَنه قد غلظ الورم فَحَمله دهن حل مفتر ويبدل ذَلِك فَأَنَّهُ يحل الورم ويسكن الوجع وَأَجْلسهُ فِي طبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان والخبازي وأصل الخطمى فَإِن هَذِه تحل الورم وتسكن الوجع فَإِذا احتجت تَقْوِيَة فالعفصة وَإِذا احتجت إِلَى تسكين الوجع فَهَذِهِ بِلَا) ليط نافعة من الزحير وَهِي: مر قشور كندر زعفران أفيون عفص صمغ مقلو يتَّخذ بلاليط فَإِن ثَبت الوجع وشهوة البرَاز والزحير فدخنه بكبريت فِي إجانة على مَا تعرف بالقمع ألف ب فَإِنَّهُ عَجِيب لذَلِك فَإِن لم يسكن فاحقنه بِمَاء الزَّيْتُون المملح قدر خَمْسَة قوانوسات ثمَّ اسْتعْمل بعد ذَلِك التكميدات الموصوفة بتسكين اللذع فَإِنَّهُ يحل ذَلِك الورم. فِي المغس ابْن سيراييون: المغس يكون من الرِّيَاح الممدة أَو فضلات غَلِيظَة تجاهدها الطبيعة لتدفع وَلَا تنْدَفع فَإِن كَانَ السَّبَب فضلات حارة فاستفرغها ثمَّ اسْتعْمل الْأَدْوِيَة المعدلة كالبزر قطونا ودهن الْورْد وَإِن كَانَ من كيموس غليظ لزج فَاسْتعْمل العلاجات الملطفة الْمُقطعَة نَحْو حب الرشاد ودهن الزَّيْت وَإِن كَانَ من ريَاح غَلِيظَة فَاسْتعْمل مَا يفش الرِّيَاح كالسذاب والكمون والنانخة وَحب الرشاد وَحب الْغَار. لي لم يُعْط عَلَامَات وَيفرق بَين الَّتِي من الرِّيَاح وَغَيرهَا بجولانها من القراقر والتمدد وَأَن يتَقَدَّم ذَلِك تَدْبِير يُوجب رياحاً كشراب كثير المزاج وأطعمة منفخة وَنَحْو ذَلِك وَتعلم الَّذِي من فضلَة غَلِيظَة بِمَا تقدم من التَّدْبِير من أَطْعِمَة غَلِيظَة وَبِأَن الوجع لَا ينْتَقل سَرِيعا وَيكون شبه الثفل وَإنَّهُ ينْدَفع من مَكَانَهُ كالشيء الَّذِي ينْدَفع ويوجع من غير أَن يجول ويتحرك بل كَأَنَّهُ حجر يدْفع ويوجع وعلاج هَذَا هُوَ الإسهال وَتعلم الَّذِي من أخلاط حريفة فَإِنَّهُ يكون من وجع ناخس لذاع وَفِي أَمَاكِن قَليلَة فِي الْبَطن يخس الْأَمر قصير الْوَقْت يسكن ويهيج ويعم الثَّلَاثَة. دَوَاء مسهل يركب من سقمونيا ورق السذاب والبورق كالتمرى فَإِن هَذَا الإسهال يخرج الفضلين الغليظين ويفش الرِّيَاح إِلَّا أَن يكون ذَلِك بعقب إسهال فَإِنَّهُ إِن كَانَ بعقب إسهال دلّ على أَن هُنَاكَ فضلَة حارة بقيت أَو سحجاً قَلِيلا بعقب ذَلِك فَاسْتعْمل البزر قطونا ودهن الْورْد وَنَحْو

ذَلِك وينفع من الريحي التكميد بالجاورس وَهُوَ نَافِع للَّذي من فضلَة غَلِيظَة أَيْضا. ابْن ماسوية قَالَ: اسْقِ القروح الأمعاء أَرْبَعَة دَرَاهِم من الصمغ الْعَرَبِيّ بسكرجة من لبن مطبوخ بالحديد واسقه نصف دِرْهَم من إنفخة الأرنب فَإِنَّهَا تحبس الْبَطن من سَاعَته تسقيه بالبن الْمَطْبُوخ أَيْضا. مَنَافِع الْأَعْضَاء: الَّذين لايخرج مِنْهُم البلغم على الْعَادة وَقد أعطينا الْعَلامَة فِي بَاب الْمعدة لَا يُؤمن عَلَيْهِم الْوُقُوع فِي الزحير وعلامة هَؤُلَاءِ أَن تبطل الشَّهْوَة جدا وَاسْتِعْمَال الحرفيات إِذا كَانَ فِي الْبَطن لذع ووجع) شَدِيد وحدست أَنه خلط قَلِيل لَا يُمكن استفراغه وَهُوَ لذاع الْكَيْفِيَّة فاحقنه بشحم الماعز ودهن ورد وَمَاء الْأرز وَالشعِير وَاللَّبن وطبيخ الملوخيا وَنَحْوهَا أَيهَا كَانَ فاعطه مرقة مسكنة كمرق الْفروج فِيهِ شَحم البط هَذَا على مَا وجد لَهُ فِي كِتَابه فِي الْأَدْوِيَة المفردة أَعنِي ج ويستدل أَيْضا ألف ب على أَن الْخَلْط قَلِيل من قلَّة تمديده وَقلة ثقله وَقلة انْتِقَاله من مَوضِع إِلَى مَوضِع وعسر خُرُوجه ج يَقُول: مَتى رَأَيْت أَنَّك مَتى عالجته بالمسكنة زَاد وَجَعه فَاعْلَم أَن الْخَلْط الرَّدِيء كثير فاستفرغه أَولا ثمَّ عُد إِلَى تدبيرك. من أقرابادين ابْن سرابيون شيافة للزحير عَجِيبَة وَتمسك دم البواسير: إسفيذاج الرصاص دم الْأَخَوَيْنِ كحل أقاقيا أفيون مرداسنج جَفتْ بلوط جلنار وَيُؤْخَذ كندر وصمغ فَيحل بِمَاء ينبوت وَيعْمل مِنْهُ شياقة ويحقن بِهِ. للزحير خَاصَّة جَيِّدَة: مر كندر زعفران أفيون يتَّخذ شياقة فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وَيُؤْخَذ أفيون خَالص فيعجن بِمَاء الصمغ وَيحْتَمل فَإِنَّهُ أنفعها وَهُوَ جيد إِذا كَانَ مَعَه زعفران لِأَنَّهُ يسكن الوجع بانضاجه. سفوف للمغس بِغَيْر إسهال: حَماما حب البلسان قردمانا دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر كرفس ثَلَاثَة دَرَاهِم حرف أَبيض خَمْسَة دَرَاهِم وينخل بعد دقه الشربة دِرْهَمَانِ. الهندباء نَافِع من اخْتِلَاف الدَّم الْكَائِن من الكبد. مَجْهُول: الإسهال الشبيه بِمَاء اللَّحْم الْكَائِن من الكبد فَإِن الزَّبِيب الدسم يُخرجهُ وَيجب أَن يطعم خبْزًا نضيجاً بشراب ريحاني قد أَتَى عَلَيْهِ سِتَّة أَو أقل والكرنب النبطي الَّذِي قد سلق ثَلَاث مَرَّات ورش عَلَيْهِ الْمَطْبُوخ الريحاني وَيجْعَل مَعَه هندباء وَيطْعم أخف الطير وحساء جاورس وسمكا صغَارًا مشوياً على جمر بلوط فَإِنَّهُ يحبس ذَلِك وَيجْعَل فِي الْخبز أقماع رمان ويدخن بِهِ وَيجْعَل فِي طعامهم كزبرة رطبَة ويابسة ويحذر اللوز وَاللَّبن لِأَنَّهُمَا سَرِيعا مَا يستحيلان إِلَى رداءة وَيشْرب رب الأترج والحصرم فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك برد فَاجْعَلْ مَعَه فلفلا لِأَنَّهُ يجلو وَيفتح السدد إِذا ضعفت الكبد عَن أَن تهضم هضماً تَاما كَانَ مِنْهُ الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم وينفع هَذَا الضعْف المعجونات الحارة الَّتِي يَقع فِيهَا اللوز المر والجنطيانا والغافت وَنَحْو ذَلِك إِن شَاءَ الله.)

(القولنج وإيلاوس وأوجاع الْبَطن) (الشبية بِهِ الرِّيَاح وَغير ذَلِك وَالْفرق بَينه وَبَين وجع الْحَصَى وَسَقَى دهن) (الخروع وعسر الْخُرُوج للبراز وَفِي الكلى وَجَمِيع أوجاع الأمعاء خلا القروح) (وَمن لَا يخرج الثفل من أمعائه السُّفْلى والرياح الَّتِي تَنْعَقِد فِي الْبَطن وَالَّتِي تَنْعَقِد) (فِي بعض الْأَعْضَاء وَالَّتِي تحل النفخ ووجع الخاصرة وتمدد مَا دون الشراسيف) (ووجع الأضلاع وَالْجنب والبطن الريحي.) 3 (قَالَ ج: فِي الثَّالِثَة عشر من حِيلَة الْبُرْء:) ألف ب كَانَ رجل يظنّ أَن بِهِ قولنجا وَكَانَ لَا ينفع بِشَيْء من النطولات والضمادات والحقن المستعملة فِي هَذِه الْعلَّة بل يهيج عَلَيْهِ وَجَعه وحقن بدهن السذاب فزادت عَلَيْهِ شرا وَكَذَلِكَ الجندبادستر وَكَذَلِكَ حِين يسقى عسلاً مطبوخاً قد خلط فِيهِ فلفل هاج وَجَعه وَصَارَ شرا وَكَذَلِكَ حِين تنَاول عصارة الحلبة مَعَ عسل وهاج أَيْضا وَجَعه غَايَة الهيجان فَعِنْدَ ذَلِك حكمت أَن أخلاط لذاعة قد داخلت جرم أمعائه فنقيته بايارج فيقرا قَلِيلا قَلِيلا لِأَنَّهُ كَانَ قد نهك وَضعف فبريء والايارج أَنْفَع الْأَدْوِيَة فِي تنقية مثل هَذِه الأخلاط قَالَ: وَقد يعرض للَّذين يكثورون من الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة الغليظة ضرب من الوجع فِي الأمعاء بِسَبَب ريح يتَوَلَّد مِمَّا تخلفه على طول أكلهَا تِلْكَ الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة من الكيموس الغليظ فِي الأمعاء قَالَ: فَإِذا اجْتمع هَذَا الْخَلْط بَين طبقتي الأمعاء واستحال فَصَارَ ريحًا غَلِيظَة بخارية تمددها بِشدَّة وأهاجت وجعاً شَدِيدا وَهَؤُلَاء يجب أَن يمنعهُم من الدوية المخدرة جدا وَلَإِنْ كَانَت تسكن ذَلِك الوجع بِسُرْعَة بتبريدها الْحَرَارَة الَّتِي لطفت تِلْكَ الرّيح إِلَّا أَنَّهَا تجْعَل ذَلِك الْخَلْط اغلظ وأبرد وَأَشد تمَكنا تِلْكَ الرّيح إِلَّا أَنَّهَا تجْعَل ذَلِك الْخَلْط أغْلظ وأبرد وَأَشد تمَكنا فَإِذا سخن أَيْضا عَن الطبيعة أهاج رياحاً يكون عَنْهَا وجع أَشد من الأول فَإِن سقيت المخدرة عَاد بدور إِلَى أَن يَمُوت فَلَا يجب أَن يداوي هَؤُلَاءِ أَيْضا بأدوية قَوِيَّة الإسخان تُوضَع على الْبَطن لِأَنَّهَا تحل تِلْكَ الأخلاط ضَرْبَة شَيْئا كثيرا فيهيج مِنْهَا ريح عَظِيمَة تكون سَببا لوجع عَظِيم جدا لَكِن يجب ان تجتهد فِي تقطيعها وإنضاجها وَذَلِكَ يكون بالأدوية الملطفة الَّتِي لَيْسَ مَعهَا مَعَ التلطيف إسخان قوي وأجود هَذِه الَّتِي تحلل الرِّيَاح وتجفف بِقُوَّة الزَّيْت وَأَنت تسمع أَكثر هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ إِنَّهُم مَتى لم يضمدوا فِي وجع القولنج وَلم يعالجوا بنطول الزَّيْت وَلم يحقنوا كَانَ وجعهم أخف. وَمن

كَانَ من) النَّاس قَوِيا جلدا فَهُوَ يقْتَصر فِي هَذِه الْحَال على أَن يدع غذاءه أَو يقلله مُدَّة طَوِيلَة فَيبرأ برءا تَاما وَيبقى حرْزا بِخِلَاف برْء من يسخن إسخاناً قَوِيا لِأَنَّهُ لَا يُؤمن عِنْد الاسخان الْقوي إِذا كَانَت هَذِه الأخلاط كَثِيرَة أَن تولد رياحاً كَثِيرَة وَلَا تقدر أَن تحللها وتفشها فنزيد الوجع وَيهْلك قَالَ: وَقد رَأَيْت رجلا من القروين كَانَ إِذا أحس بوجع القولنج بَادر فَشد وَسطه وَيَأْكُل خبْزَة بثوم وَيقوم إِلَى عمله طول نَهَاره وَلَا يشرب شَيْئا الْبَتَّةَ فَإِذا أَمْسَى شرب شرابًا صرفا فَيُصْبِح صَحِيحا وَقد نَام ليلته أَيْضا نوماً طيبا وَهَذَا لن الثوم يحل الرِّيَاح أَكثر من كل شَيْء وَلَا يعطش ويظن بعض النَّاس أَنه يعطش أَكثر مِمَّا يعطش البصل ويغلطون بل يقطع الْعَطش فَمن أَصَابَهُ مثل هَذَا ألأف ب الشَّديد فِي أمعائه من غير حمى فَليَأْكُل ذَلِك أعنى الثوم وَيشْرب الترياق وَإِن كَانَ مَعَ حمى فليستعمل التكميد بالجاورس إِن احتمله الْمَرِيض فَإِن فعلت ذَلِك وَلم يسكن فاطبخ النانخة وَأَمْثَاله بِزَيْت وَضعه بِخرقَة وَاجعَل مَعَه شَحم بط واحقنه فَإِن لم يتهيأ ذَلِك فشحم الدَّجَاج غير مملح وَغير عَتيق بل يكون طرياً فَإِن لم يسكن الوجع فأعد الحقنة والخلط مَعهَا جندبادستر وأفيونا من كل وَاحِد أَكثر من الباقلي قَلِيلا وزيتاً مخلوطاً بالبزور تسع أَوَاقٍ واطل هَذَا الدَّوَاء الْمَعْمُول بجندباستر وأفيون وزيت مغلي بالبزور على صوف ودسه فِي المعقدة نعما وَفِيه خيط يخرج مَتى شَاءَ فَإِنَّهُ ينفع نفعا فِي الْغَايَة قَالَ: والوجع الْحَادِث عَن ريح غَلِيظَة بخارية دواءه خَاصَّة دون غَيره محجمة تعلق مرَارًا كَثِيرَة مَعَ نَار كَثِيرَة فَإِنَّهُ مجرب وَيذْهب الوجع سَاعَة تعلق إِن كَانَ ريحًا فَقَط وَإِن كَانَ مَعَه خلط غليظ فَإِنَّهُ سيعود بعد سَاعَات كَثِيرَة أَو بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وخاصة إِن كَانَ عرض فِي التَّدْبِير خطأ وَكَانَ الْعُضْو العليل يلح عَلَيْهِ بالتكميد والإسخان وَإِذا كَانَ مَعَ الرّيح أخلاط عليظة كَمَا ذكرنَا فَلَا تسخن الْعُضْو إسخاناً شَدِيدا لَكِن عالجه بالأشياء اللطيفة وَحِينَئِذٍ تتنفع بالحقن الحادة وَلَكِن ارْفَعْ نوبَة الْعلَّة بالمحجمة ثمَّ خُذ فِي استفراغ الْخَلْط الغليظ بحقنة حادة فَإِنَّهُ سيقوم عَن هَذِه الحقنة ببلغم لزج زجاجي ويسكن الوجع الْبَتَّةَ فَأَما الأخلاط الحادة إِذا انصبت إِلَى الأمعاء فَإِنَّهُ يحدث عَنْهَا وجع مَعَ لذع لَا مَعَ تمدد وَعند ذَلِك فاحقنه بِمَاء كشك الشّعير وأطعمه أَطْعِمَة عسرة الْفساد قابضة فَإِنَّهُ يغسل ذَلِك الْخَلْط وويدل مزاجه. لي مَتى كَانَت هَذِه الأخلاط مشربَة لطبقات الْمعدة فَإِنَّهُ لَا يخرج فِي البرَاز شَيْء وَإِن كَانَت سابحة فِي التجويف فَإِن الْغذَاء يخرج منصبغاً مختلطاً بِهِ على مَا ذكرنَا فِي بَاب الْمعدة وَإِذا كَانَت مشربَة لللأمعاء فعلاجه) إيارج فيقرا. 3 (التميز بَين القولنج والحصى) فَإِن كَانَ يُوجد فِي وجع الْبَطن حَيْثُ يرابح الْبَوْل كُله سلاة مركوزة وظنت أَن ذَلِك من أجل حَصَاة لاحجة هُنَاكَ فاحتقنت بِزَيْت فَخرج مَتى خلط زجاجي وَسكن الوجع فَاعْلَم أَنه لن يُمكن التميز بَين وجع القولنج الْحَادِث عَن لحوج

الْخَلْط الزجاجي فِي بعض الأمعاء وَبَين الْحَصَاة الناشئة فِي مجاري الْبَوْل فِي وَقت نوبَة الوجع إِن لم تعرض الْأَسْبَاب الْمُتَقَدّمَة وَلَا يضرنا ذَلِك فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَن الْأَشْيَاء الَّتِي تَنْفَع فِي هذَيْن الوجعين وَاجِد وَهُوَ التكميد من خَارج وَمَا يقوم مقَامه من الْأَشْيَاء الَّتِي يحقن بهَا فَمَتَى لم يخف الوجع بذلك فَاسْتعْمل دَوَاء فيلن والحصاة تخرج بعد ذَلِك إِمَّا مَعَ دم ألف ب أَو بِلَا دم وَيكون إِذا كَانَت مَعَه خشنة وَيكون فِي الْبَوْل ثفل رمل راسب وَلَا يكون فِي القولنج ذَلِك. وَفِي القولنج يخرج ثفل رياحي كأخثاء الْبَقر يطفو فَوق المَاء ورياح كَثِيرَة جدا إِذا انْطَلَقت الطبيعة ومغس وشهوة الطَّعَام واستمراء يكون قبل نوبَة القولنج نَاقِصا ثمَّ يبطلان الْبَتَّةَ بِالْقربِ من نوبَة الْعلَّة وينتفخ الْبَطن ويعرض مَعَه قيء وتهوع ولذع فِيمَا دون الشراسيف وقلق وضجر وكرب وَإِذا كَانَ الوجع أقل قَلِيلا فَذَلِك إِمَّا لقلَّة الْمَادَّة الفاعلة للوجع أَو لِأَنَّهُ فِي الأمعاء الدقاق وَاعْلَم أَن الوجع الَّذِي مَعَه لذع فَإِنَّهُ يكون من خلط يَأْكُل وَدَلِيل أَنه يتَقَدَّم أبدا قُرُوح الأمعاء. التَّمْيِيز بَينه وَبَين الْحَصَى السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: قد رَأَيْت وجع القولنج الشَّديد غير مرّة والأطباء ويتوهمون أَنه وجع الكلى وَقد ظن قوم أَنه لن يكون القولنج فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وَأمر وجع القولنج ووجع الكلى فِي ابتدائهما يعسر تميزها وَحِينَئِذٍ مداواتهما فَوَاحِدَة وَهُوَ يسكن الوجع من كماد وآبرن وأدوية وَمَعَ ذَلِك فابحث عَن ذَلِك وَقد يعرض فِي العلتين غثيان وقيء وتهوع إِلَّا أَنه فِي القولنج أَكثر وَأعظم وأدوم ويقيئون أَكثر وَيكون الْقَيْء بلغمياً وتحتبس طبائعهم حَتَّى لَا يخرج ريح وَلَا غَيرهَا ويدور الوجع فِي أَجْوَافهم ويلتوي وينتقل مَرَّات كَثِيرَة وينبسط وَيَأْخُذ أمكنة كَثِيرَة وتنقبض وَرُبمَا كَانَ الوجع فِي مَوضِع دون مَوضِع أَشد فَأَما وجع الكلى فَلَا يزَال مرتكزا فِي مَوضِع وَاحِد وَإِذا كَانَ مَعَ الوجع فِي الْموضع الْأَعْلَى من مَوضِع الكلتين فَذَلِك دَلِيل بَين على أَنه وجع القولنج فَإِن كَانَ الوجع عِنْد مَوضِع الكليتين وَكَانَ مرتكزاً فِي مَوضِع وَاحِد وَلم يقدر على التَّمْيِيز الصَّحِيح فَانْظُر إِلَى الْبَوْل فَإِنَّهُ فِي ابْتِدَاء وجع الكلى فِي غَايَة الصفاء والمائية كَمَا أَنه فِي الْأَيَّام الَّتِي بعد ذَلِك يرسب فِيهَا نزُول رملي والرجيع من أَصْحَاب القولنج يكون فِي أَكثر الْأَمر خلطاً زجاجياً وَيكون صَاحبه يستريح إِلَى الحقن المرخية أَكثر من أَصْحَاب وجع الكلى وَقد يخرج فِي علل القولنج هَذَا الْخَلْط الزجاجي فيستريح صَاحب ذَلِك من الوجع من سَاعَة قَالَ: وَلِأَن المعي الْمُسَمّى قولن يَمْتَد إِلَى أَسْفَل حَتَّى أَنه رُبمَا بلغ الحالب وَبلغ إِلَى أَعْلَاهُ حَتَّى أَنه يلتزق بالكبد وَالطحَال فَلذَلِك أرى قَول من قَالَ: إِن كل وجع يكون فِي الْبَطن شَدِيدا حَيْثُ اتّفق فِي الْبَطن فَهُوَ وجع القولنج فَهُوَ حق. قَالَ: وَلَا يُمكن أَن يحدث أَمْثَال هَذِه الأوجاع الشَّدِيدَة فِي الأمعاء الدقاق لِأَن هَذِه الأوجاع إِنَّمَا تولدها عَن ريح غَلِيظَة وَالرِّيح الغليظة تستفرغ من جسم الأمعاء الدقاق سَرِيعا لدقتها ونحافتها وَلَا تستفرغ من الأمعاء الْغِلَاظ لكثافتها ألف ب والأخلاط الْبَارِدَة تتولد من الأمعاء الْغِلَاظ أَكثر وَأَشد لزوجة مِنْهَا فِي الدقاق.

جوامع الأعضاء الآلمة

فِي إيلاوس وَقد يحدث فِي بعض الْأَوْقَات فِي الْبَطن أوجاع أخر شَدِيدَة قد تدهش بتحرك الْقَيْء غَايَة الدهش حَتَّى أَنه يتقيأ رجيعه وَقل مَا يسلم من ذَلِك وَيحدث فِي الأمعاء الدقاق بِسَبَب ورم صلب أَو بِسَبَب سدة تحدث من ثفل صلب. وَقَالَ: الْفرق بَين القولنج والحصى بِكَثْرَة التهوع وعظمه وَهل الْخَارِج بالقيء شَيْء بلغمي أَو مري وَذَلِكَ أَن الْقَيْء فِي علل القولنج أَكثر وَهُوَ بلغمي وَهل الوجع مرتكز فِي مَكَان أَو منتقل فَإِن وجع القولنج ينْتَقل ولشدة الأعتقال يكون ذَلِك فِي القولنج أَشد حَتَّى أَنه يمْنَع الرّيح فضلا عَن غَيرهَا فَأَما من ظهر مِنْهُ فِي الْبَوْل شَيْء يدل على وجع الكلى فَلم يبْق فِي الْأَمر شَيْء الْبَتَّةَ. أَبُو بكر اعْتمد فِي هَذَا على شدَّة التهوع وَعظم مَوضِع الوجع وَشدَّة احتباس الْبَطن والتخم الْمُتَقَدّمَة وَهل العليل مِمَّن يعتاده إِمَّا ذَا وَإِمَّا ذَا. 3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة) أوجاع القولنج تقال بِالْحَقِيقَةِ إِذا كَانَ حدوثها من بلغم وتقال بالاستعارة إِذا كَانَ حدوثها من خلط مراري. ويستدل على الْحَادِث من خلط مراري أَن العليل تضره الْأَدْوِيَة الحارة ويجد الوجع كَأَنَّهُ ناخس لذاع وَينْتَفع بالأشياء المعدلة المزاج. أَبُو بكر: يفرق بَين القولنج وَبَين وجع الكلى أَن مَعَ وجع القولنج مغصاُ وانتفاخ المراق وَفَسَاد الهضم والتخم قبل ذَلِك وَاسْتِعْمَال الطَّعَام الغليظ الْبَارِد المنفخ ووجع القولنج يَأْخُذ مَكَانا أَكثر وَأَن يكون صَاحبه ملقى من ذَلِك والوجع من قُدَّام ويتحرك وينتقل وَإِن وجع الكلى يحتبس مَعَه الْبَوْل. إيلاوس يكون إِمَّا من ورم حَار فِي الأمعاء الدقاق وَيكون مَعَ هَذَا حمى وعطش والتهاب وَحُمرَة اللَّوْن وَإِمَّا من سدة تحدث من ثفل يَابِس صلب ويعرض مَعَ هَذَا تمدد مؤلم وانتفاخ وغشى وَإِمَّا من ضعف الْقُوَّة الدافعة ويتقدمه عدم الْغذَاء وَشرب المَاء الْبَارِد والخلفة. لي وَالَّذِي من الورم الْحَار يعالج بالفصد والضماد الَّذِي يحلل قَلِيلا قَلِيلا ويسكن الوجع ويلين وَالَّذِي من الثفل يَابِس يحقن بأدهان خَالِصَة فاتره أَولا ثمَّ بالورق وشحم حنظل وقنطوريون. لي ويسقى أَولا دهناً كثيرا من مرقة إسفيذبانج بشحم الدَّجَاج والبط وَفِيهِمَا ملح كثير وشبث وَيقْعد فِي مَاء حَار ويتحرك نعما ثمَّ يحقن بدهن فاتر أَيْضا ويخضخض بَطْنه وَهُوَ منتصب نعما ويعاد ذَلِك مَرَّات ويحقن بحقن حارة. الْخَامِسَة الْعِلَل والأعراض قَالَ قد مكث وجع القولنج مَرَّات يَوْمَيْنِ وليلتين وَلَا يفتر. ألف ب جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: القولنج لَا يحدث أوجاعه الشَّدِيدَة من الأمعاء الدقاق لِأَن هَذِه الأوجاع تتولد من ريح غَلِيظَة وَهَذِه الرّيح لَا تستفرغ من جسم الدقاق لدقتها. والأخلاط الْبَارِدَة على الكثر تتولد فِي الْغِلَاظ أَكثر وَأَشد لزوجة وَقَالَ: إبلاوس يحدث إِمَّا من ورم الأمعاء أَو لضعف قوتها الدافعة أَو من برَاز صلب أَو ورم وَيلْحق الورم حمى وعطش وتهيج الغثى والألم والضربان فِي الْبَطن وَالَّذِي من ضعف الْقُوَّة الدافعة تعرف من أَنه لَا يتقدمه شَيْء من هَذِه الْأَعْرَاض الَّتِي ذكرت وَمن أَنه يتقدمه ذرب وَيكون الْبَطن أَيْضا فِي

وَقت حُدُوث الْعلَّة لينًا وَمن أَن الْأَطْعِمَة الَّتِي كَانَ يَتَنَاوَلهَا بَارِدَة وَالَّذِي من سدة من برَاز صلب يعرف بِأَن يكون مَعَه ثفل فِي الأمعاء كثير وقرقرة ونفخة تكون فَوق. أَبُو بكر يعالج الورم بالفصد والنطول على الْموضع وَضعف الْقُوَّة بالبزور المسخنة والتكميد ليذْهب سوء المزاج وبالأدوية اللذاعة ليضطرها إِلَى ذَلِك وَالْبرَاز الصلب فليعالج بِأَن يحسى الأمراق الدسمة الْكَثِيرَة الْملح ثمَّ يعْطى الصَّبْر. السَّابِعَة من الميامر: قَالَ: الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع فِي القولنج يجب أَن يكون الْغَالِب عَلَيْهَا المخدرة وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة الشَّدِيدَة جدا الأفيون إِذا احْتمل فِي المقعدة سكن وجع القولنج. دَوَاء يسكن وجع القولنج عَاقِر قرحاً فربيون مثقالان بزرنيخ وفلفل أَبيض وأفيون من كل وَاحِد عشرُون مِثْقَالا زعفران عشرَة سنبل الطّيب مثقالان واعجنهما بِعَسَل وَهُوَ عَجِيب قَالَ جالينوس لشدَّة الوجع وإيلاوس فِي الرجيع يسقى مِنْهُ قدر باقلاة بِمَاء بَارِد وَقَالَ الرّيح إِمَّا أَن تكون مسكنة فِي فضاء الْأَعْضَاء وَإِمَّا أَن تستكن فِيمَا بَين طبقاتها وَهَذَا رَدِيء مؤلم طَوِيل اللّّبْث. الأول من الأخلاط يغسل البلغم من الأمعاء الْغِلَاظ مَاء عسل الَّذِي قد طبخ فِيهِ القنطوريون والفوذنج الْجبلي والحنظل وَنَحْو ذَلِك قَالَ: الرّيح إِمَّا أَن تكون مستكنه فِي فضاء الأمعاء وَتَكون فِيمَا بَين طبقاتها وَهَذَا رَدِيء طَوِيل مؤلم لابث. الثَّانِيَة من الْفُصُول: إيلاوس أَكثر مَا يكون عَن ورم الأمعاء. وَمن السَّادِسَة مِنْهُ: مَا كَانَ من الأوجاع الَّتِي فِي الْبَطن أَعلَى موضعا هُوَ أخف وَمَا كَانَ أغور فَهُوَ أَشد قَالَ ج: مَا كَانَ من الأوجاع الَّتِي فِي الْبَطن مائلاً نَحْو ظَاهر الْجِسْم أخف من الغائر الَّذِي وَرَاء الباريطون. أَبُو بكر: وَمِمَّا وَرَاء الغشاء فَكلما كَانَ أعمق فَهُوَ أَشد وجعاً السَّادِس من الفضول: الَّتِي من الرّيح غَلِيظَة وأخلاط بَارِدَة وَسُوء مزاج بَارِد لِأَنَّهَا تقطع وتلطف تِلْكَ الأخلاط. لي) لم أرى شَيْئا أبلغ فِي حل القولنج الريحي من الْحمى وَمن البزور المسخنة وَإِن جلبت حمى سهلت ألف ب تطفئها وَمن حدث بِهِ تقطير الْبَوْل فِي القولنج الْمُسَمّى إيلاوس مَاتَ فِي سَبْعَة أَيَّام إِلَّا أَن يحدث بِهِ حمى فيجرى مِنْهُ بَوْل كثير. قَالَ جالينوس: لَا أعرف السَّبَب فِي ذَلِك إِن حدث هَذَا فليسق القوية الإسخان وليدر الْبَوْل. إيلاوس وَأَبُو بكر: لم أر شَيْئا أبلغ فِي حل القولنج الريحي من الْحمى فَعَلَيْك البزور

المسخنة فَإِنَّهَا مِمَّا تحل الرِّيَاح وَمَتى جلبت حمى سهلت تطفئتها بعد. قَالَ إيلاوس يتقيأ فِيهِ الرجيع إِذا قرب الْهَلَاك فَلَا يخرج البرَاز من أَسْفَل وَلَو اسْتعْمل أَشد مَا يكون من الحقن حِدة وَيكون فِي الأمعاء الدقاق وَإِمَّا من ورم وَإِمَّا من سدة أَو رجيع صلب يَابِس أَو أخلاط لزجة غَلِيظَة. السَّابِعَة: إِذا حدث عَن القولنج المستعاذ مِنْهُ الْمُسَمّى إيلاوس قيء وفواق واختلاط الْعقل والتشنج فَذَلِك رَدِيء وَهُوَ دَلِيل سوء. ج: أَلا ينحدر مِنْهُ فِيهِ شَيْء من أَسْفَل الْبَتَّةَ فَأَما الْقَيْء فَلَيْسَ هُوَ بِلَازِم لَهُ دَائِما لكنه يحدث إِذا أشرف العليل على الْهَلَاك فَإِن أشرف عَلَيْهِ بالتهوع تقيأ الرجيع وأصابه فوَاق وَرُبمَا عرض لَهُ تشنج واختلاط ذهن الْمُشَاركَة الدِّمَاغ للمعدة فِي الْعلَّة لِأَن الْمعدة تألم بمشاركة الأمعاء. لي على مَا رَأَيْت هَا هُنَا برد الْأَطْرَاف فِي القولنج دَلِيل على شدَّة الوجع جدا فينجذب الدَّم إِلَى دَاخل ويبرد الظَّاهِر. الْمَوْت السَّرِيع من كَانَ بِهِ وجع الْبَطن وَظهر بحاجبيه أثار سود كالباقلي ثمَّ صَار قرحَة وَبقيت إِلَى الْيَوْم الثَّانِي وَأكْثر مَاتَ وَمن كَانَ بِهِ هَذَا الوجع اعتراه كالسبات وَكَثْرَة النّوم فِي بَدْء مَرضه. كتاب الحقن قَالَ: وَقد يعرض القولنج من الْأَطْعِمَة بَارِدَة وَمن برد الْبَطن بالهواء قَالَ: والأطعمة الَّتِي يتَوَلَّد عَنْهَا مِنْهُ أوجاع شَدِيدَة والتكميد يضر الْعلَّة إِن استعملته مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَذَلِكَ أَنه يهيج الرِّيَاح أَكثر لتحلية الْخط وَلَكِن إِن أزمنت اسْتِعْمَاله حلل مَا لطف وفشه وأراح العليل قَالَ: وَإِن أمكنك أَن تخدر هَذِه الْعلَّة بالحقن فَلَا تخدرها بالأدوية وَذَلِكَ أَن الْأَدْوِيَة رُبمَا كَانَ الْجِسْم فِيهِ أخلاط رَدِيئَة فأسهلت إسهالاً كثيرا مِنْهَا فَخرجت الأمعاء جراحاً مُنكرَة قَالَ: وَإِن أحتمل حجرا من ملح أطلق الْبَطن فِي القولنج سَرِيعا وَكَذَلِكَ عسل يعْقد مَعَ شَحم حنظل وَمَاء بصل والثوم قَالَ: والقطران ينفع من القولنج نفعا عَظِيما وَإِذا كَانَت معدة العليل قَوِيَّة فَاسْتَعْملهُ وَإِلَّا فاجتنبه وَكَذَا جَمِيع الْأَدْوِيَة القوية فدعها إِذا كَانَت الْمعدة ضَعِيفَة واحقنه بالقطران بِأَن تَأْخُذ مِنْهُ جزئين وَمن الزَّيْت جزاءاً فاحقنه بِهِ فَإِن كَانَ الأمعاء ورم فاحقن بدهن الْحل حرريت وشحم الأوز بالسواء فاتر فَإِنَّهُ عَجِيب وَإِذا كَانَ قبل وجع القولنج ضعف الْمعدة ووجعها فَاسْتعْمل المسهلة فَإِنَّهُ أَجود وَذَلِكَ أَن الْعلَّة ألف ب حِينَئِذٍ عَن الْمعدة. من الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: قَالَ: مَتى كَانَ احتباس الثفل لسدة فِي الأمعاء لزبل قد لحج وصلب فالغرض الأول فِي مداواته تليين صلابة ذَلِك الزبل بالحقن الرّطبَة الدسمة وَالْغَرَض الثَّانِي استفرغه بالحقن الحادة.

أَبُو بكر: إيلاوس يكون فِي المعي الْأَعْلَى والحقن لَا تكَاد تبلغ إِلَيْهِ ولاكن إِذا كَانَ زبل صلب لَا حج فِي الأمعاء فاسقه ماءاً حاراً مَرَّات كَثِيرَة وَيجْلس فِي آبزن وينطل بِمَاء حَار مَوضِع ذَلِك الوجع ليلين اللَّحْم ويسترخي ويلين أَيْضا ثمَّ يحتسى مرقا كثيرا مِقْدَارًا مَا ينتفخ بِهِ فَإِن قاءة أعَاد ذَلِك فَإِذا فعلت ذَلِك فاحقن بعد واسق الْأَدْوِيَة المسهلة فَإِنَّهُ يخرج ذَلِك الزبل الَّذِي قد لحج. إان أَكثر ضَرَر الْأَطْعِمَة المنفخة وَالشرَاب الْكثير المزاج بالقولن وَذَلِكَ أَن الشَّرَاب الْكثير المزاج ينْفخ الَّذِي يتَوَلَّد فِي الْمعدة يسهل حلهَا لسعة الْموضع وَشدَّة حره واستقامة منافذ الرّيح مِنْهُ وَقلة) تكاثفه وَأما النفخ الْمُتَوَلد فِي الأمعاء وخاصة فِي القولن لَا ينفش سَرِيعا لبرودة هَذَا الْموضع وانعراج خلقته واستدراته وضيق مخرج الرّيح مِنْهُ وتكاثف منافذه. الثَّانِيَة من الْأَدْوِيَة قَالَ: مرق الديكة الهرمة يسهل الْبَطن فَأَما لحومها فَإِنَّهَا على الضِّدّ من ذَلِك. لي وَكَذَا مرق القنابر وَلَا يجب أَن يُعْطي لَحمهَا بل مرقها فَقَط. السَّادِسَة من الثَّانِيَة من إبيذيما: صَاحب القولنج يُسمى إيلاوس إِذا لم تكن مَعَه حمى وَلَا ورم فِي الْبَطن وانتفاخ فَيجب أَن تعلم أَن من شَأْنه إِذا كَانَ ورم أَن يكون مَعَه حمى وانتفاخ فسبيله إِذا لم يكن مَعَه مَا ذكرنَا أَن يسقى خمرًا صرفا مبرداً مُقَدرا كثيرا حِين ينَام وَيحدث لَهُ وجع فِي الرجلَيْن فَإِنَّهُ يفشيه وَقد تحله الْحمى إِذا حدثت وَاخْتِلَاف الدَّم لِأَن هَذِه الْعلَّة تحْتَاج إِلَى مَا ينضجها جيدا وَالْخمر الصّرْف تفعل ذَلِك وَكَذَلِكَ تفعل الْحمى. لي إِنَّمَا سقَاهُ الْخمر مبرداً لِئَلَّا يتقيأه. الثَّانِيَة من الثَّالِثَة من إبيذيميا: قَالَ: عَلامَة الورم فِي المعي الْعليا فِي إيلاوس دوَام الْقَيْء وقوته وَألا يسْتَقرّ فِي جَوْفه الشَّرَاب فضلا عَن سواهُ وَمَتى تقيأ ذَلِك الرجيع بلاشك فِي المعي الْعليا وَمَكَان المغس والوجع يدلك على مَوْضِعه وَهَذِه الْعلَّة حادة جدا وَإِذا كَانَت خبيثة كَانَ فِيهَا كرب شَدِيد وَبرد الْأَطْرَاف وبقدر عظم هَذِه الْعلَّة يدل على أَن فِي المعي ورما عظمياً فَأَما الْقَيْء والمغس فَهِيَ مُلَازمَة لهَذِهِ الْعلَّة وَالْبَوْل إِن كَانَ حسنا لم يدل على الْخَلَاص وَإِن كَانَ رديئاً دلّ على الْهَلَاك. 3 (الأولى من السَّادِسَة:) 3 (الكلى) الْقَيْء يسكن وجع الكلى والقولنج وَقد يهيج فيهمَا جَمِيعًا لِأَن الكلى وقولن يَشْتَرِكَانِ لِأَن بَينهمَا اتِّصَالًا بالباريطون وَيكون القيءبلغمياً ألف ب لِأَن هَذَا هُوَ الْفضل الْمُتَوَلد فِي الْمعدة على الْأَكْثَر فَإِذا دَامَ وتزيد حدث قيء زنجاري سمي لِأَن الدَّم يفْسد من أجل الأوجاع والسهر وخاصة إِذا امْتنع ذَلِك من الطَّعَام فَيعرض السهر والحمى وَفِي أوجاع الكلى يكون وجع ينحدر إِلَى الرجلَيْن وَكَذَلِكَ لَا يكون فِي القولنج وَهَذَا الوجع يكون

فِي الرجلَيْن لِأَن الْعرق والأجوف والشريان الْعَظِيم تشعبا فَصَارَ إِلَى كل رجل شُعْبَة عِنْد الْقطن يتَّصل مِنْهُ شُعْبَة أعظم شعبها فَتَصِير إِلَى الكلى.) أبقراط أَصْحَاب وجع الكلى عَن حَصَاة كَانَ أَو غير ذَلِك يصيبهم خدر فِي الفخد الَّتِي من الْجَانِب الَّذِي فِيهِ الْكُلية الْعلية. الرَّابِعَة من السَّادِسَة: يسكن بهيجان القولنج وَيعود بِسُكُون القولنج إِمَّا لِأَن الوجع الأشد يخفي بِهِ الألين وَإِمَّا لِأَن الْفضل ينْتَقل. الْخَامِسَة من السَّادِسَة: نَحن نسقي من علل القولنج إِذا أفرط الوجع وخفنا على العليل الْمَوْت: أفيونا وبنجا وَنَحْوهَا ضَرُورَة على أَن هَذِه الْأَدْوِيَة تبرد ذَلِك الْعُضْو تبريداً قَوِيا فتجعله بعد ذَلِك أسْرع وأسهل قبولا لهَذِهِ الْعلَّة. لي على مَا رَأَيْت فِي الْخَامِسَة من إبيذيميا قَالَ: الْهَوَاء الْبَارِد يحبس الْبَطن لِأَنَّهُ يكثر الْحَرَارَة فِي الْجوف ويدر الْبَوْل وَيكثر نُفُوذ الْغذَاء لِأَنَّهُ يقْصد عضل الْمعدة جدا فيندفع البرَاز إِلَى فَوق كَمَا يفعل عِنْد الْمَنْع بالأرادة وَتصير جملَة المعي الْمُسْتَقيم أضيق وأعسر قبولاً للثفل وَمن هَا هُنَا تعلم أَن الْجُلُوس فِي الآبزن فِي علل القولنج نَافِع جدا إِلَّا أَنه يُرْخِي جَمِيع الْجِسْم وخاصة عضل المعقدة. لي ليبس الطبيعة الدَّائِم والمستعدة لرياح القولنج: خُذ طبيخ التِّين أَربع أَوَاقٍ وامرس فِيهِ لب خيارشنبر بِغَيْر فلوسه أَعنِي عسله وَيصب عَلَيْهِ دهن اللوز زنة دِرْهَمَيْنِ وَيشْرب مِنْهُ اسبوعاً فَإِنَّهُ يذهب اليبس الْعَارِض فِي المعي ويقلعه فَإِن كَانَ مَعَ برودة ريَاح فامرس عسل الخيارشنبر فِي مَاء الْأُصُول وقطر عَلَيْهِ دهن الخروع واسقه وَاسْتعْمل هَذَا فِي الشتَاء. الثَّامِنَة من السَّادِسَة: القولنج قد يكون من ورم فِي الأمعاء وَمن ريح غَلِيظَة بَارِدَة وَمن خلط بلغمي لزج بَارِد جدا وَمن صفراء أَو خلط حاد أكال وَمن سوء مزاج يغلب على الأمعاء إِمَّا حاراً وَإِمَّا بَارِدًا وَإِمَّا يَابسا وَلَا يكون من رُطُوبَة. لي إِذا رَأَيْت وجعاً فِي نَاحيَة القولن والكلى فَلَا تجزم على أَحدهمَا حَتَّى تنظر فِي الْفُصُول والحصى ينفذ مِنْهَا بَوْل رملي أَو مائي رَقِيق جداّ والوجع إِلَى الناحيه الَّتِي تلِي نَاحيَة الظّهْر وَلَا يبرح والرياح مَعَه وَمَوْضِع الوجع صَغِير كَأَنَّهُ سلاءة وَإِن كَانَ يعْتَاد صَاحبه أَن يَبُول الف ب حَصَاة أَو رملاً فقد صَحَّ ذَلِك ويعمها جَمِيعًا يبس الْبَطن والقيء الأمعاء الْعليا لَا شَحم لَهَا لقربها من الْأَعْضَاء الحارة والسفلي لَهَا شَحم كثير وَلذَلِك) أَكثر مَا يحدث القولج فِي السّفل لبرد مزاجها. الْيَهُودِيّ: القولن لِكَثْرَة تردده فِي نواحي الْبَطن يكثر أوجاعه وَذَلِكَ أَنه يَأْخُذ نَحْو الْيَمين قَرِيبا من الكبد ثمَّ يَجِيء إِلَى نَاحيَة الكلى وَإِلَى قُدَّام إِلَى الْعَانَة أَسْفَل مِنْهَا إِلَى اصل الحالب قَالَ: الزبل يبس فِي المعي الْأَعْوَر لِأَن مكثه ميها يطول قَالَ: والصفراء إِذا كثر انصبابها إِلَى الأمعاء يَبِسَتْ الثّقل يبساً قَوِيا فيلبث فِي المعي ومنعت الزبل وَالرِّيح من الأنحدار فَيكون مِنْهُ قولنج رَدِيء قَالَ: وَيكون قولنج من بلغم غليظ لِأَن الأمعاء كلهَا داخلها ملبس بلغم ليغريها حَتَّى لَا ينكبها مُرُور الصَّفْرَاء والفضول الخادة وَإِذا جَاوز ذَلِك

البلغم حَده فِي الْأَكْثَر كَانَ عَنهُ قولنج رَدِيء قَالَ: وَيكون قولنج من ريح نافخة تنفخ بعض الْأَعْضَاء وتنقبض وتستدير فِيهِ وتلفه ضربا من التلفيف وَيكون مِنْهُ الورم وَمَعَ قولنج الصَّفْرَاء غثى وغم وعطش ووجع فِي الْعَانَة حَتَّى كَأَنَّهُ يخس بالسكين وَأما الرّيح فترى الرّيح ينْتَقل وينتفخ وَمِمَّا يخص وجع القولنج الغثيان وَبِه يفرق بَينه وَبَين سَائِر أوجاع الْبَطن قَالَ: وَيكون قولنج من هزال الْبَطن ويبسه وَقلة لَحْمه ورطوبته. وَيكون قولنج من ورم حَار فِي الْبَطن أَو حرارة كَثِيرَة تجفف الزبل جدا وَيكون من يبس الْأَطْعِمَة قَالَ: يجب لمن يحفظ صِحَة نَفسه أَلا ينَام حَتَّى يعرض نَفسه على الْخَلَاء وَلَا يدع بَطْنه يجِف جفوفاً شَدِيدا قَالَ: أَبُو بكر: مَتى نَام وَفِي الْبَطن ثقل يَابِس مُدَّة النّوم كُله صلب وجف لذَلِك جدا وَمَتى كَانَ الْبَطن دَائِما فَفِي الْبَطن ثقل يَابِس عَتيق فتشتد صلابة. من الطبيعيات للقولنج: أَن يجلس على جلد الذِّئْب وَأَن يشد قِطْعَة جلد الذِّئْب على الْبَطن أَو جلد النمر. ضماد للقولنج: قَالَ: أَبُو بكر يصلح على مَا رَأَيْت لَهُ: قثاء الْحمار وشحم الحنظل وسقمونيا ولين اللاغية ويعجن بمرار الثور ويطلى قَالَ: وَإِن جفف العلق وَشرب مِنْهُ دانق بِمَاء الشبث نفع من القولنج وَلَا يلاوس وللوجع الشَّديد من القولنج يَجْعَل مَاء حَار فِي إِنَاء ويثقب أَسْفَله ثقباً صَغِيرا وَيرْفَع قامه وينام على قَفاهُ ويهطل على الْموضع الوجع فَإِنَّهُ إِذْ ذَاك عَجِيب جدا وَقد يكون ضرب القولنج من الدُّود وعلاجه مَا يخرج الدُّود. ومرق الهدهد يُطلق القولنج. الْيَهُودِيّ:) رَأَيْت خلقا كثيرا خرج مِنْهُم فِي الزبل الْحَصَاة وعالجتهم بدهن الخروع وإيارج جالينوس. أهرن: كثيرا مَا يسقى للقولنج: ألف ب دهن حل وسكر ويسقى للقولنج المريء الصفرائي إِذا عرض فِي القولنج فِي شَدِيد وعطش ولهيب فاسقه سكنجبيناً مسهلاً متخذاً بسقمونيا أَو مِثْقَال إيارج فَيقْرَأ بأوقيتين من مَاء مداف فِيهِ خيارشنبر ودهن اللوز وَشد عَلَيْهِ مثانة فِيهَا مَاء حَار وَيَأْكُل عسلا وبأقراص إيلاوس وَهِي: حب الكفرس وأنيسون سِتَّة سِتَّة أفسنتين أَرْبَعَة سليخة منقى اثْنَا عشر مر وفلفل وأفيون وجندبادستر دِرْهَمَيْنِ درهمينيدق ويعجن ويقرص القرص من دِرْهَم بِمَاء فاتر. الطَّبَرِيّ: قَالَ أبقراط: إِن نفع فِي إيلاوس شَيْء فداوم الآبزن والدلك بأدهان حارة وَاتخذ فتائل طوَالًا فِي طول عشرَة أَصَابِع ويطلى بمرارة الْبَقر وَيحْتَمل وَإِن لم يكن يخرج الرجيع فَأدْخل فِي الدبر منفاخاً وانفخ فِيهِ حَتَّى يَمْتَد فِي الأمعاء ثمَّ يخرج وَيتبع سَرِيعا بحقنة وانطل على الْموضع ماءاً حاراً وَشد عَلَيْهِ مثانة فِيهَا مَاء حَار ويشد عَلَيْهِ وَيَأْكُل عسلاً وَيشْرب شرابًا صرفا فَإِن لم ينفع هَذَا فَهُوَ هَالك.

أهرن: وَقد يجِف الثفل وَإِن كَانَت الأمعاء بِحَالِهَا الطبيعة من يبس الْأَطْعِمَة وَيُورث ذَلِك قولنجاً أَبُو بكر قَالَ: الْأَطْعِمَة الَّتِي تخلف فِي الأمعاء بلغماً كثيرا كالبقول فَإِنَّهَا تورث القولنج البلغمي وَكَذَلِكَ التخم الْمُتَّصِلَة وَأكْثر قولنج النَّاس هُوَ هَذَا النَّوْع من بلغم غليظ وَالَّذِي من ريح ويعرض لَهُم الَّذِي ليبس الزبل من أجل جفاف الْأَطْعِمَة أَيْضا لَكِن أقل من هذَيْن فَأَما الَّذِي يجِف الثفل لِكَثْرَة مَا ينجدر من المرار فَإِنَّهُ قل مَا يعرض وَإِذا عرض فَإِنَّهُ كثير النكاية فِي غَايَة الوجع فَهُوَ رَدِيء جدا وَالَّذِي من الدُّود فَقل مَا يكون وأعلام القولنج: احتباس الطبيعة مَعَ وجع شَدِيد فِي الْبَطن وقيء وارتفاع الوجع إِلَى جَانب الكبد إِلَى الطحال وانهباطه إِلَى الْعَانَة وَالظّهْر وناحية الكلى وَسَائِر أَجزَاء الْبَطن. لي القولنج احتباس من الطبيعة مَعَ وجع شَدِيد وعرق وقيء أَو غثى والوجع فِي مقدم الْبَطن أَشد ويشتد وَجَعه والمغس وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم قَالَ: وَاعْتمد فِي القولنج البلغمي على حب المنتن ودهن الخروع وَمَاء الْأُصُول وَفِي الريحي على البزور المطبوخة والجندباستر وشحم) الحنظل وليجعل مَعَه عسل وقطران وَإِذا كَانَ الرّيح وَالْبرد قويين فَخذ سكبينجا وجاوشيرا ومقلا وبزر الرزايانج وحلبة وشيثاً وبابونجا واطبخها وَاجعَل على المَاء دهن الْجَوْز واحقنه مَعَ شَحم الحنظل والبورق والجندباستر وَإِن عرض فِيهِ قيء شَدِيد جدا وعطش قوى فاسقه سكنجبينا مسهلا ودع الْمَرَض وَأَقْبل على الْعرض وخاصة الوجع إِن اشْتَدَّ فَعَلَيْك بتسكينه أَولا لِأَنَّهُ يجلب غثيا وَلَا يقربهُ حِينَئِذٍ دَوَاء حَار قوى كالصموغ والبزور لِأَنَّك مَتى ألف ب فعلت ذَلِك عزرت بِهِ لَكِن اعطه فلونيا وَسَائِر مخدرات لينام ويسكن الوجع فَأَما القولنج من الصَّفْرَاء فاحقنه بحقنه لينَة وَأَقْعَدَهُ فِي ابزن واسقه إيارج وخشارشنبر أَو خيارشنبر وَليكن مُفردا زنة اثنى عشر درهما بِمَاء الهندباء واخلط دانق سقمونيا بدرهم إيارج. واعطه من يتَأَذَّى بالقولنج الْبَارِد المعجونات الحارة المسهلة المركبة من البزور الحارة والصموغ الَّتِي تسهل. أهرن: وجع القولنج ينْتَقل فِي نواحي الْبَطن ووجع الكلى لَازم ووجع القولنج أقصر مُدَّة ووجع الكلى أطول مُدَّة ووجع الكلى قصره الحقن لِأَنَّهُ يضغط الكلى إِذا امْتَلَأت الأمعاء ووجع الكلى يتقدمه بَوْل الرمل ويبول فِي بَدْء الوجع بولاً أَبيض كدرا فَإِذا أَخذ وَجَعه فِي النضج بَال رملا. قد ينزل من الرَّأْس إِلَى الْبَطن بلاغم كَثِيرَة تورث القولنج قَالَ أَبُو بكر. تعاهدت ذَلِك وابحث عَلَيْهِ لتقطعه إِذا كَانَ. بولس: أوجاع القولنج تكون إِمَّا من كيموس غليظ بلغمي قد صَار بَين أغشية المعي أَو من ريح غَلِيظَة لَا تَجِد منفذاً أَو من ورم حَار أَو من كيموس حَار لذاع. لي أومن زبل يَابِس صلب وعلامة الَّذِي من خلط غليظ بلغمي أَن يتَأَذَّى صَاحبه بالمغس والحمى والغثي يتقيئون بلغماً وأخلاط كَثِيرَة ويحتبس بطونهم جدا حَتَّى لَا يخرج مِنْهَا شَيْء وَلَا ريح

وَرُبمَا خرج مِنْهُم شَيْء من زبل منتفخ كأخثاء الْبَقر وتدبيرهم الْمُتَقَدّم تَدْبِير ناجسي وعلامة الريحي أَنهم يحسنون بالامتداد أَكثر من الثفل وَفِي الورم الْحَار يحسون بحرارة فِي الْموضع وَحمى لَيست ضَعِيفَة أَولا ويحتبس الْبَوْل مَعَ الرجيع ويتقيئون أَكثر مَا يتقيئون الْمرة وبهم عَطش وحرقة وضربان فِي الْبَطن شَدِيد وَلَا يفتر وجعهم فِي حَال الْبَتَّةَ كَمَا يفتر فِي الَّذِي قبل سَاعَة بعد سَاعَة وَهُوَ أردى أَصْنَاف القولنج ويتخوف أَن يصير إِلَى إيلاوس. وَالَّذِي من أخلاط حريفة يعرض حرارة وعطش وسهر وَحمى) ضَعِيفَة أَولا تكون حمى الْبَتَّةَ وَبَوْل حريف وَكَثِيرًا مَا يَخْتَلِفُونَ اخْتِلَافا مرياً وَإِذا أسهلت بطونهم هاج الوجع أَكثر قَالَ: وَأما الْكَائِن من أخلاط غَلِيظَة فَلَا تبادره بالأشياء المسخنة القوية. فَإِنَّهُ لَا يُؤمن أَن يحللها إِلَى الرِّيَاح كَثِيرَة بل بِمَا ينضج ويلطف وَعَلَيْك أَولا بِمَا يحدر الزبل وينقي المعي حَتَّى إِذا تنقي فاحقنه بعد ذَلِك بحقنة من زَيْت قد إِلَى فِيهِ البزور وَإِن احْتبست الحقن وَلم يخرج الثفل فعالجه الفتل وتعمل من قثاء الْحمار وشحم حنظل ومرارة الْبَقر ونطرون وَعسل يتَّخذ مِنْهُ شياف طوال طولهَا سِتّ أَصَابِع وَقد يتَّخذ من أصُول الكرنب تجرد نعما وَتَنْفَع بِالْمَاءِ المالح وتطلي المعقدة بعصارة بخور مَرْيَم ألف ب وَإِن دَامَ الوجع حقن بالحقن الَّتِي فِيهَا الصموغ الحارة والقطران وَالْعَسَل وشحم الحنظل وقثاء الْحمار والجندباستر والقنة والجوشير وعصارة السذاب ودهن الخروع وينطل مَوضِع الوجع بدهن الشبث أَو دهن قد طبخ فِيهِ كمون أَو بدهن قثاء الْحمار ويضمدون بأضمدة مرخية ويجلسون فِي الطبيخ الحلبة والخطمى والبلنجاسف والشبث وورق الْغَار وَنَحْو هَذِه ويجلسون أَيْضا فِي زَيْت حَار ويسقون الجندباستر والفلفل فَإِن لم يسكن الوجع فَاسْتعْمل العلاج بالخردل ويجلسون فِي مياه الْحمة ويمتنعون من الْجُلُوس فِي المَاء إِلَّا لضَرُورَة من شدَّة الوجع ويكمد الْموضع وَاسْتعْمل المخدرة آخر الْأَمر إِن لم يجد بُداً حَتَّى إِذا فسر ذَلِك البلغم ونضج قَلِيلا أسهل بالفيقرا وَهَذَا الْحبّ حب مَوْصُوف: فربيون وَحب المازريون المنقي وسقيمونيا بِالسَّوِيَّةِ الشربة دِرْهَم وَيمْنَعُونَ من الْغذَاء الْبَتَّةَ فِي أول الْعلَّة ثمَّ يَأْكُلُون الْأَشْيَاء الحريفة من الكراس والثوم ويتقيئون بعد ذَلِك التخم ويستعملون الرياضة وَأما الريحي فبرك الْغذَاء وَيُعْطِي البزور ثمَّ تعلق محاجم على الْموضع وَإِذا كَانَ فِي المعي ورم فافصد وَمَتى اشْتَدَّ مَعَه عسر الْبَوْل فصد الصَّافِن فَاسْتعْمل الآبزن بِالْمَاءِ العذب والأضمدة المريخة على الْبَطن ليسكن الوجع وتوضع على الْموضع محاجم. لي ليجذب الْخَلْط إِلَى عضل الْبَطن ويضمد بِهَذَا وَنَحْوه: شمع بابونج دهن ورد دَقِيق باقلي مخ الْبيض يجمع بطبيخ الحلبة ولطيف تدبيرهم ودبرهم تَدْبِير المحموم. وَالَّذِي من خلط حريف فِي الأمعاء يحقتنون بأدهان وألعبة كطبيخ بزر الخطمى وبزر الْكَتَّان وحلبة وشحم الإوز والدجاج وَمَاء الشّعير ولباب بزر قطونا ودهن ورد ويعطون الفيقرا ويستحمون بِالْمَاءِ العذب ويعطون أحساءاً لينَة فَقَط وَيكون جَمِيع تدبيرهم ضماداً

يبرد ويرطب وَإِن اشْتَدَّ الوجع خدر الْحس فَإِنَّهُ فِي هَؤُلَاءِ أَحْمد قَالَ: وَقد يصير كثير مِنْهُم فِي هَذَا الوجع إِلَى الصرع وَإِلَى الفالج فِي القولن.) قَالَ: وَقد كَانَ طَبِيب يعالج هَؤُلَاءِ بِأَن يعطيهم بِأَن يعطهم الخس الْمبرد يثلج وهندباء وَيَأْمُرهُمْ أَن يكثروا مِنْهُ فَوق الطَّبْع والشبع ويأكلون الْعِنَب والتفاح مبرداً والسمك والأكارع وَاللَّبن وَنَحْوهَا ويسقيهم المَاء الْبَارِد ممزوجاً بخل مبرد بالثلج ويمنعهم كل شَيْء لَهُ حرارة الْبَتَّةَ فأبرأ خلقا كثيرا مِنْهُم وَلم يصيروا إِلَى الصرع والمالنخوليا. قَالَ: إيلاوس وَيكون من تَوَاتر التخم واجتماع الأثقال فِي الْبَطن بَعْضهَا على بعض وَمن السمُوم الَّتِي يسقى الأنسان وَمن الفتوق الَّتِي تنحدر المعي فِيهَا إِلَى الصفن وَمن ورم حَار وليعالج أما الصّبيان فبا المَاء الْحَار والنطول بِهِ والأضمدة والفتل وَأما الرِّجَال فبالقصد وَلَا تُؤخر ذَلِك وعلق محاجم ألف ب كَثِيرَة فارغة على الْبَطن كُله وَيكون على مَوَاضِع الْأَلَم مَعَ شَرط وادلك الْأَطْرَاف ورابطها وَاسْتعْمل الحقن القوية والآبزن فِي الْبَيْت الْحَار والمسهلات القوية وطبيخ الشبث نَافِع لهَؤُلَاء جدا يشربه وَيَأْكُل بعده خبْزًا قد عجن بِمَاء حَار مغلي جدا فَإِنَّهُ يُبرئهُ من سَاعَته وَإِن تقيأ ذَلِك أعادة أبدا وَإِذا عرض هَذَا الْمَرَض من وُقُوع الأمعاء فِي جلد الخصى فنوم العليل على قَفاهُ وَبرد المعي واربطه نعما لِئَلَّا يخرج وحركة وَإِن عرض من السمُوم يقيأ وعالجه بعد ذَلِك علاج السمُوم ويعم وجع الكلى والقولنج احتباس الْبَطن ووجع شَدِيد وقيء وَذَهَاب الشَّهْوَة والمغس وَهِي فِي القولنج أَشد وَيكون الوجع فِي القولنج فِي النَّاحِيَة الْيُمْنَى أَشد ويتصاعد الوجع إِلَى الْمعدة والكبد وَالطحَال ويحتبس الثفل حَتَّى أَنه لَا يخرج وَلَا ريح فَإِن أجهدوا أنفسهم وَخرج شَيْء منتفخ كأخثاء الْبَقر وَأما وجع الكلى فَإِنَّهُ يحس بالوجع لَازِما للكلى وتألم مَعَه الخصية الَّتِي تَحت الْكُلية العليلة وتخدر الْفَخْذ الَّتِي تحاذيها وَقد يخرج فِيهِ من الْبَطن ريَاح وزبل مري وَيكون الْبَوْل نزراً وَفِيه رملية كَثِيرَة وحرقة. الاسكندر: الْبَوْل من صَاحب القولنج فج والقيء بلغمي والرياح فِي الْجوف كَثِيرَة والوجع فِي مقدم الْبَطن والثنة فَأَما فِي الكلى فالوجع فِي نَاحيَة الخواصر وَنَحْو الأضلاع مائلاً إِلَى الْمُؤخر الظّهْر أَكثر وَإِذا بَال وجده حاراً لذعاً قَالَ القولنج يكون من البلغم الغليظ وَمن الْمرة وَمن الرّيح وَمن ثقل يَابِس وَمن ورم فِي الأمعاء والمعدة أَو الكبد أَو الكلى أَو الكبد أَو الْحجاب أَو وجعها أَو شَيْء مِمَّا يقرب مِنْهُ وَمن التواء الأمعاء قَالَ: لِأَن الَّذِي يكون لورم بعض الْأَعْضَاء قولنج باشتراك. لي رَأَيْت فِي البيمارستان من فلج من قولنج وَيجب أَن تنظر فِي ذَلِك مَا سَببه وَاحْترز مِنْهُ وَقد) رَأَيْت أعدادا أَصَابَهُم قولنج شَدِيد فلجوا لما برؤا وخاصة فِي الْيَدَيْنِ قَالَ: والثوم عَظِيم النَّفْع للقولنج الَّذِي من خلط بَارِد غليظ وَهُوَ أَكثر مَا يكون وَقد عرفه الْعَوام بالتجربة فَلذَلِك لَا يَحْتَاجُونَ فِيهِ إِلَى طَبِيب قَالَ: وأعطهم البزور الحارة وَلَا تعطهم لَحْمًا حَتَّى يبرؤا فَإِن لم يكن فلحم طير يكون إسفيذباجا وأعطهم اللوز بالعسل والفلفل قَالَ: وَالشرب الصّرْف عَظِيم الْمَنْفَعَة لَهُم جدا ويسخن الْموضع بالدلك

والأطلية والكماد وَمَتى استحموا فَفِي الْحمة فَذَلِك برؤهم بعد أَن تكون كبريتية وَالْمَاء العذب رَدِيء لَهُم أَعنِي اللَّذين بهم ذَلِك من بلغم وليشربوا أَيْضا من مَاء نلك الْحمة فَإِنَّهُ يطْرَح عَنْهُم من البلغم أمرا عَظِيما وَلَا يعاودهم الوجع قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الوجع ألف ب يزِيد فِي التكميذ فَدَعْهُ فَإِنَّهُ يهيج رياحاً قَالَ: والفربيون منجح جدا فاعتمد شربة جَيِّدَة: صَبر فربيون حب القرطم سقمونيا بِالسَّوِيَّةِ الشربة اثْنَا عشر قيراطاً جيد بَالغ يطْبخ حب القرطم قَالَ: وَإِيَّاك أَن تقدم على دَوَاء مسهل إِلَّا بعد تَحْلِيل الرِّيَاح وإنضاج البلغم والحقنة ليخرج الثّقل فَإِنَّهُ رُبمَا جلب الدَّوَاء إِلَيْهِ شَيْئا كثيرا وَلم يجد منفذاً فَكَانَ لذَلِك الْهَلَاك الْوَحْي. قَالَ: والآبزن نَافِع وَيجب أَن يطْبخ فِيهِ شبث وكمون وكرنب وخطمى وورق الغاروسذاب ومرزنجوش ويلنجاسف. حقنة عَجِيبَة: صَبر جندبادستر بالسواء عصارة بخور مَرْيَم الرطب نصف أُوقِيَّة أفيون نصف أُوقِيَّة زيتون وشحم أُوقِيَّة احقن بِهِ. أُخْرَى عَجِيبَة: نطرون إسكندري ثلثا أُوقِيَّة حلّه بِمَاء حَار وزيت يكونَانِ جَمِيعًا ثلثا رَطْل واحقن بِهِ فَإنَّك ترى عجيباً من إِخْرَاجه مَا فِي الْجوف بلغما غليظاً كَانَ أَو ثقلاً يَابسا فَهُوَ عَجِيب لإيلاوس وَقد عجبت مِنْهُ لجودة فعله وخفة مُؤْنَته وَلَا يعد لَهُ فِي هَذَا شَيْء من الحقن وَهَذَا العلاج جيد لإيلاوس. دهن قد طبخ فِيهِ ميعة وثوم وجندبادستر وَليكن دهن فجل وفربيون ونانخة وجوشير وَمَعْقِل فَإِنَّهُ يبرأ وَإِذا اشْتَدَّ الْأَمر فاحقن بالمخدرات حَتَّى ينَام قَالَ: واجتنب المخدر فِي البلغمي إِلَّا عِنْد الشدَّة والجهد لِأَنَّهُ رُبمَا هلك صَاحبه بِمَا يجلب من شدَّة الوجع بعد وَرُبمَا جعله زَمنا بعد) ذَلِك قَالَ: وَإِذا كَانَ الدَّاء من مرّة وَكَانَ الْقَيْء وَمَا يخرج رَقِيقا حاراً فَلَا تأبه لذَلِك فَإِنَّهُ مَعَ أَنه يسكن الوجع نَافِع قَالَ: والقيء نَافِع لمن بِهِ وجع القولنج لِأَنَّهُ لَا يدع أمعاءه أَن تفتل ويخفف داءه وَإِن تعاهده لم يصبهُ قولنج قَالَ: وَإِذا اشْتَدَّ فاطل الْموضع بخردل إِلَى أَن يحمر ويتنفط وَلَا تجزع من ذَلِك وَلَا تفعل ذَلِك فِي الإبتداء لَكِن فِي آخر الْأَمر وَالْحَرَكَة وَالْمَشْي والصراع والتقلب جيد لَهُم والأسفار مَانِعَة من أَن يصيبهم قَالَ: وَمن أَصَابَهُم قولنج لثقل يَابِس فأدم حقنة بِالْمَاءِ وَالزَّيْت حَتَّى يخرج واعط الملينات من الأحساء وَمن مرق الديك الْعَتِيق بملح وشبث كثير ويطبخ حَتَّى يتهرا وَيجْعَل فِيهِ البسبايج فَإِن هَذِه تعد الْبَطن للاجابة واللين واحقنه بالنطرون والدهن لي إِنَّمَا يُعْطي المرق والإسهال والحقن المسهلة لهَذَا الصِّنْف فَأَما إِن كَانَ مَعَ القولنج عَطش وقيء وَاخْتِلَاف مري وسهر وَحمى فَإِنَّهُ من خلط حَار فَإِن اضطررت أَن تَسْقِي مَاء شعير فاخلطه بِمَاء كثير واعطه حساءاً مسلوقاً وَنَحْوه من الْبُقُول إِلَّا القرع فَإِن للقرع خَاصَّة فِي توليد القولنج وَيشْرب

المَاء ألف ب ويدع الشَّرَاب وَيكثر مزاجه ويبرد طَعَامه وَشَرَابه ويحقن بِمَاء الشّعير ودهن ورد هَؤُلَاءِ لَا يسهلهم إِلَّا الفيقرا أَو السقمونيا وجلاب سقمونيا وَمَتى ظَنَنْت أَن فِي الأمعاء ورما فَلَا تعط مسهلاً لِأَنَّهُ قَاتل لَكِن عَلَيْك بِالْقَصْدِ وَإِخْرَاج الدَّم قَلِيلا قَلِيلا فِي مَرَّات شَتَّى فَإِنَّهُ سيعظم نَفعه واحقنهم بِهِ وبدهن ورد وينجو هَذِه فَإِن كَانَ الورم والحمى ليستا بعظيمين فَلَا عَلَيْك أَن تعالجه بدهن البابونج وبزر كتَّان وَنَحْوهَا وَلَا يصب على الْجلد المَاء وَلَا يدْخل الْحمام حَتَّى ينحط الوجع وَإِن سَقَطت الْقُوَّة فعالج علاج الغشي. لي الخيارشنبر جيد للاثفال المتحجرة والقولنج الْحَار يجب أَن يسقى مِنْهُ وينام عَلَيْهِ ليلته وَيشْرب الطبيخ القوى فِي إثره وَإِذا كَانَ فِي الحميات يبس طبيعة شَدِيدَة فَإِنَّهُ يجوز بعد ذَلِك الْمُضَاف فِيهِ. الْإِسْكَنْدَر: لَا شَيْء خير للثفل الْيَابِس الَّذِي قد سد الأمعاء من الصَّبْر يَجْعَل حبا ويسقى. مَجْهُول حقنة للقولنج الْحَار: نصف رَطْل من مَاء الهندباء وَأَرْبَعَة دَرَاهِم من البورق المسحوق وأوقية من دهن بنفسج وَشَيْء من خطمي يحقن بِهِ. لي أَنا أرى أَن يكون بدل ذَلِك مَاء اللبلاب فَإِنَّهُ جيد. حب جيد للقولنج: شبرم جزؤ سكبينج مثله شَحم حنظل أنزروت نصف نصف جُزْء ينقع السكبينج فِي طلاء) يَوْمًا وَلَيْلَة ويسحق الْبَاقِي ويعجن بالحمص الشربة خمس حبات وَقد يسْتَعْمل للإسهال فتسهل الْحبَّة مَجْلِسا إِلَى ثَلَاثَة مجَالِس. لي تَدْبِير إيلاوس: يسقى الخيارشبر ودهن اللوز بِاللَّيْلِ وينام عَلَيْهِ إِذا كَانَ مَعَ ذَلِك عَطش وحرارة وَإِلَّا فنقيع الصَّبْر وَيجْلس فِي الآبزن إِلَى السُّرَّة ويطلى فَم الْمعدة بالطيوب والقوابض لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يُقَوي فَم الْمعدة ويحقن بحقنة فِي غَايَة الْقُوَّة ليذع الأمعاء غَايَة اللذع. مَجْهُول: إِنَّمَا يكون وجع القولنج من احتباس الرّيح والرجيع الْكثير فِي الْأَعْوَر فيمدد القولن لامتلاء الْأَعْوَر جدا فيوجع الْبَطن كُله قَالَ: وَإِذا اشْتَدَّ الوجع فِي القولنج احْتَاجَ أَن يشرب أَشْيَاء مقوية للمعي كَمَاء السماق وَنَحْوه قَالَ: وَمن الْخَاص لوجع القولنج دهن الخروع أَو نفيع الصَّبْر أَو دهن اللوز وجاوشير. شَمْعُون قَالَ فِي إيلاوس: ادهن أوصاله كلهَا أَو ادلكها نعما واغمزها بِرِفْق وَلَا سِيمَا فِي مَوضِع الوجع بدهن حَار من فَوق إِلَى أَسْفَل واحقنه بقن قَوِيَّة ثمَّ بمزلفة وَإِن اشْتَدَّ الوجع عَلَيْهِ فاسقه كمونا وسماقا وحركه فِي الْجِهَات الْمُخْتَلفَة بِسُرْعَة وَشدَّة وَإِن أمكن وَلم تكن حِدة فَلَا شَيْء أَجود لَهُ من دهن الخروع على مَاء الشبث وَقَالَ: اسْقِ صَاحب القولنج ملحاً درانيا عشرَة دَرَاهِم قَالَ: الآبزن الْحَار مِمَّا يعظم نَفعه للقولنج فَإِن كَانَ من خلط بَارِد غليظ فاطل الْبَطن أَولا ألف ب عسلاً وبورقا بدلك شَدِيد قبل الطلي ثمَّ أقعده فِي الآبزن واطبخ فِي

مَاء الآبزن ورق الْغَار والمرزنجوش والفوذنج والشبث وإكليل الْملك والجيد أَلا يجوز المَاء مَوضِع الوجع. لي المَاء الْحَار يُرْخِي فيريد أَن يكون لَا يسترخي مَا فَوق ذَلِك الْموضع ليَكُون عوناً على دفع مَا قد احتقن إِلَى أَسْفَل. قَالَ: الْفرق بَين وجع اكلى والقولنج أَن وجع الكلى تسهل الطبيعة بِأَدْنَى حقنة مسهلة وَفِي القولنج لَا. أَبُو بكر: حب عَجِيب لي يسْرع انحدار القولنج: نصف دِرْهَم شبرم أَو من لبنه دانق تَرَبد نصف دِرْهَم عسل التِّين مثله يجمع وَيجب وَيُعْطِي فِي وَسطه دانق سقمونيا قد دس فِي تينه أَو دانق من لبن شبرم وَتقدم بِأَن تسقيه كَمَا يحس بالوجع خيارشنبر بِمَاء حَار فَإِذا أَتَى عَلَيْهِ ساعتان فاعطه تِلْكَ التينة. لي جوارش للقولنج الريحي: زنجبيل دارصيني خولنجان فلفل دَار فلفل) جندباستر ورق السذاب بورق نانخة شونيز جوشير سكبينج غاريقون تَرَبد أفيثمون سقمونيا يعجن بِعَسَل التِّين وَيُعْطِي مِنْهُ فَإِنَّهُ يحل الرّيح وَيُطلق الْبَطن. نطول يُطلق الْبَطن: ضماد يُطلق الْبَطن: اسحق شَحم الحنظل مَعَ مرَارَة الْبَقر واطله على الْبَطن فَإِنَّهُ يسهل. شَمْعُون: إِن سقط إِنْسَان على قطنه فَدخلت خرزة إِلَى دَاخل احْتبسَ الرجيع. وعلامته أَن يكون الْموضع منعقداً. علاجه أَن يدْخل الْأصْبع ويشد دفع الخرز إِلَى خَارج وَقد يحتبس من ذَلِك الْبَوْل فَإِن لم ينفع الدّفع فَإِن ذَلِك لورم. الثَّانِيَة من مسَائِل إبيذيميا: الْأَعْرَاض القوية لَا يلاوس: الغشي القويء الدَّائِم والمغس والوجع واللاحقة فِي مَا بعد برد الْأَطْرَاف والسهر ويخف وجع القولنج بالقيء ويسكن أَلْبَتَّة بإسهال الْبَطن. تياذوق: أَنْفَع شَيْء للقولنج الْحَار الخيارشنبر وللبلغمي الْبَارِد الايارج والخروع وَحب السكبينج للريحي الخولنجان طبيخه وَهُوَ نَفسه مسحوق. لي حب للقولنج: يسْرع الإسهال: لب القردمانا يتَّخذ مِنْهُ حب كثيراء الشربة دِرْهَم يسهل على الْمَكَان. تياذوق: ينفع من القولنج الريحي دلك الْبَطن كُله بدهن قد فتق فِيهِ قنة وطبيخ جندباستر وللبلغمي: فربيون وفلفل وبورق وعاقر قرحاً بطبيخ العاقر قرحاً والفلفل والجندباستر ثمَّ يفتق فِيهِ البورق أريباسوس: ينفع مِنْهُ شرب المَاء وَالزَّيْت قد طبخ فِيهِ شبث كثير يتحسى مِنْهُ حساء كثيرا قَالَ: وَإِذا أدهن الْقَيْء اعط سماقاً وكموناً تياذرق: إيلاوس يقتل إِلَى سَبْعَة أَيَّام إِلَّا أَن يهيج الْحمى فَإِن الْحمى صَالِحَة لَهُ جدا

إِذا كَانَ من خلط غليظ وَكَذَلِكَ لكل قولنج غليظ. قَالَ: وأعراضه الرَّديئَة: ألف ب الْقَيْء المتدارك والفواق) والكزاز والاختلاط قَالَ: أَدَم المحاجم على أَسْفَل الْبَطن وافصده إِن أمكن. وينفع مِنْهُ أَقْرَاص الْكَوْكَب وشراب الخشخاش قَالَ: والقولنج الَّذِي من ريح غَلِيظَة إِذا شرب مسهلاً فأسهله وجد لذَلِك رَاحَة ثمَّ عطف عَلَيْهِ كَأَن لم يشرب فالتمكيد يسكن هَذَا والاسهال يسكن الَّذِي من الْخَلْط الْفَاسِد الناسب فِي المعي فَإِذا لم يسكن الوجع بالإسهال وَلَا بالكماد وَالْحمام فَذَلِك من ريح غَلِيظَة جدا قد تشبثت فِي طَبَقَات المعي وبرؤه عسر. فَتِيلَة جَيِّدَة ليوسف التلميذ للقولنج: حقنة للقولنج الَّذِي من ورم إيلاوس: لبلاب وَمَاء ورق الخطمى وَمَاء ورق السمسم وَمَاء ورق النيلوفر ولباب بزر قطونا وطبيخ بنفسج بداف فِيهَا خيارشنبر ويحقن بهَا مَعَ دهن البنفسج. وَقَالَ أَبُو بكر: رَأَيْت كثيرا من القولنج الصعب مَتى قوي الْأَطِبَّاء الحقن وشددوها ازْدَادَ العليل وجعاً والبطن إمساكاً حَتَّى يَمُوت وَقد حدست فِي ذَلِك أَنه لورم فِي الأمعاء وَفِي هَذِه الْحَال إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى حقن مزلقة وآبزن دَائِم ومشربوات ملينة ويستدل على ذَلِك أَلا تكون ريَاح تجول وَلَا تقدم تَدْبِير مُوجب للبلغم. من الْكَمَال والتمام: إِن كَانَ للقولنج من ريح غَلِيظَة وَيدل على ذَلِك انْتِقَال الوجع فِي النواحي والقراقر بِلَا ثفل. أومن خلط غليظ وَالدَّلِيل عَلَيْهِ ثبات الوجع فِي مَكَان والثفل مَعَ تمدد وَالتَّدْبِير المولد للبلغم أَو من الوجع الْيَابِس وَيدل على ذَلِك احتباس الثفل الْبَتَّةَ والثفل فِي النَّاحِيَة السُّفْلى وَإنَّهُ إِذا تزحر العليل لم يخرج من المعقدة شَيْء لزج كَمَا يخرج من قولنج البلغم فاعط حب السكبينج وأطعمة مَاء حمص بفراخ وشبث وملح كثير واسقه مَاء الْعَسَل الْكثير والزنجبيل والفلفل والدارصيني وإسفيذباجا برغوة الْخَرْدَل وَأكْثر والزنجبيل والفلفل والدراصيني وإسفيذباجا برغوة الْخَرْدَل وَأكْثر فِي ملحه الحلتيت والصعتر والكمون وَاجعَل فِي غذائه الأنجرة والقرطم لِأَنَّهُ يسهل البلغم واخلط فِي طَعَامه من التربد قدر دِرْهَم فَإِنَّهُ جيد جدا وحسه مريا قبل طَعَامه كي يسهل خُرُوج الثفل واسقه دهن خروع بطبيخ حب النّيل وَالْأُصُول والحلبة والبزور الحارة ولتكن فِي الآبزن كرنب وبابونج وفوذنج وورق الْغَار والرطبة والسذاب والشيح وَإِذا خرج مِنْهُ الثفل دهن الْبَطن بدهن الناردين والبان والقسط والزيبق والأقحوان. قَالَ: فَأَما القولنج الصفراوي فيتبعه عَطش ولهيب وتدبير مُتَقَدم يُولد المرار فأسهله بخيارشنبر واللعابات ودهن اللوز وغذه بالبقول) الْبَارِدَة واسقه شراب البنفسج. واحقنه يحقن لينه معمولة من بنفسج وأصل الخطمى ألف ب وأصل السوس والسلق والبابونج والتين والمخيطة والنخالة ودهن البنفسج والبورق وأسهله بالسقمونيا.

المنجح لِابْنِ ماسوية: قَالَ حقنة جَيِّدَة للريح والبلغم اللزج: كمون نبطي قنطوريون دَقِيق شَحم حنظل لباب القرطم بزر القريص شبث بابونج لوز مر مقشر حب الخروع مقل سكبينج كرنب سلق جندباستر نانخة أنيسون قطران مري. قَالَ: وينفع من إيلاوس الْحَار أَن يحجم على واسقيه ويفصد لَهُ الصَّافِن والباسليق وَيخرج الدَّم قبل سُقُوط الْقُوَّة واسقه مَاء اللبلاب وعنب الثَّعْلَب والخطمي والبنفسج والخيارشنبر ممروساً وَفِيه دهن لوز يلْزم ذَلِك أَيَّامًا وَليكن طَعَامه بقولا بدهن لوز وَشَرَابه من كتاب حنين فيالمعدة حقنة للقولنج الصفراوي: مَاء النخالة أَربع أوراق زَيْت أُوقِيَّة بورق مثله عسل أوقتيان سقمونيا مِثْقَال يحقن بِهِ هَذَا يسهل صفراء. شياقة يحْتَمل للوجع المفرط: يعجن أفيون بعصارة خس وَيحْتَمل هَذِه الشيافة. ج: وَهُوَ جيد خير من أَن يطعم الأفيون لِأَنَّهُ يخدر وينوم وَلَا يخْشَى من مضرته هَاهُنَا يخْشَى إِذا أكل ونفعه أَيْضا أسْرع. سرابيون: إِذا كَانَ إيلاوس لورم حَار فافصد الباسليق ثمَّ اسْقِ مَاء الْبُقُول مَعَ الخيارشنبر ودهن اللوز الحلو وَإِذا كَانَ الورم بَارِدًا فدهن الخروع مَعَ مَاء الْأُصُول وَالصَّبْر ويضمد الْبَطن ببابونج وإكليل الْملك وحلبة وورق الكرنب وورق الْغَار وبزر الْكَتَّان والحلبة والزبل المتحجر تسْتَعْمل لَهُ الحقن اللينة أَولا ثمَّ القوية والأشياف الْكِبَار وَمن كَانَ بِهِ قيء شَدِيد إِلَيْهِ كموناً وسماقاً بِمَاء الرُّمَّان الْمُتَّخذ بنعنع. قَالَ: القولنج يكون مَعَه غثيان وقيء واحتباس الزبل ورياح وَإِذا كَانَ القولنج من ورم وَحدث مَعَه حمى ولهيب وعطش وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ من الأخلاط الحادة وَحدث جفاف اللِّسَان وغرزان فِي الإحليل وَبَوْل حاد فاستدل من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم. لي غرزان الإحليل لَا يُوَافق وجع القولنج وَيكون غرزان مَعَ انجذاب إِلَى فَوق قَالَ: وَإِذا حدث من بلغم زجاجي كَانَ مَعَه برد الْأَطْرَاف وَكَانَ الوجع دَائِما قَوِيا وَإِن كَانَت ريحًا غَلِيظَة) كَانَ فِيهِ ذَلِك إِلَّا أَنه لَا ثفل مَعَه ومايبرز من الْجوف يكون شبه أخثاء الْبَقر إِذا حدث عسر الْبَوْل بالأشتراك فاقصد الصَّافِن ثمَّ اسْقِ مَاء الْبُقُول وضمد بالبنفسج وعنب الثَّعْلَب وَإِن كَانَ من أخلاط حريفة فعلاجه باستفراغ ذَلِك الْخَلْط بالأشياء اللينة وبتعديله وبالتدبير المتغش بعد الاستفراغ بسقي مَاء الشّعير ويحقن بالألعبة والشحوم فَإِن لم ألأف ب يسكن فَاعْلَم أَن الْخَلْط كثير يَغْلِبك فاسقه صبرا وسقمونيا حَتَّى يستفرغ بعضه ثمَّ عد إِلَى الأغذية المبردة الَّتِي تبطيء استحالتها فَأَما الْحَادِث من البلغم الغليظ وَالرِّيح فَإِن علاجهما بأدوية ملطفة فاحقنه بالدهن الَّذِي قد طبخ فِيهِ بزور محللة فَإِن احْتمل فزد فِيهِ جندبادستر أَو حلتيتاً وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا وَمنع الحقن فَحَمله شياقة متخذة من شَحم حنظل أَو ملح وَعسل وبورق وسذاب

وامسحه بدهن سذاب فَإِنَّهُ يخرج الرِّيَاح وكمده وينفع نفعا عَظِيما: دهن الخروع بِمَاء الأنيسون والنانخة وَأَيْضًا بحب السكبينج وَهَذَا الْحبّ جيد وَصفته: سكبينج ومقل وقردمانا وبزر السذاب وزنجبيل وَدَار فلفل ثَلَاثَة ثَلَاثَة تَرَبد عشرَة شَحم الحنظل سَبْعَة مقل خَمْسَة يعجن بِمَاء السذاب الشربة دِرْهَمَانِ إِلَى ثَلَاثَة واسقه من الثوم لِأَنَّهُ يلطف بِقُوَّة ويطرد الرِّيَاح وخاصة دفع القولنج الْبَارِد والحقن الحادة المتخذة من شَحم الحنظل وقثاء الْحمار والقنطوريون وَعسل ومرارة الثور وشبث وبابونج وحلبة وإكليل الْملك واطبخ فِي الآبزن المحللات وامرخ الْعُضْو بالأدهان الحارة وَإِن كَانَ القولنج لزبل يَابِس فَعَلَيْك بالحقن الَّتِي فِيهَا بورق والأمراق اللينة ومرق الديوك وَالْملح وطبيخ التِّين والخيارشنبر والآبزن. لسابور حقنة للقولنج البلغمي والريحي عَجِيبَة: بابونج إكليل الْملك شبث سذاب باقة باقة سلق حلبة بزر كتَّان حفْنَة حفْنَة بسبايج عشرَة دَرَاهِم وحَنْظَلَة وَعِشْرُونَ تينة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَيُؤْخَذ مِنْهُ نصف رَطْل فيداف فِيهِ سكبينج ومقل وجاوشير ووشق دِرْهَم دِرْهَم قنة دِرْهَم جندباستر نصف دِرْهَم ملح هندي بورق دِرْهَم دِرْهَم زَيْت قد طبخ فِيهِ نانخة وقنة ويحقن بِهِ. حُبَيْش: حب للقولنج قد جرب فَوجدَ جيدا جيدا سريع الإسهال: سكبينج عشرَة إهليلج أصفر خَمْسَة عشر شبرم ثَمَانِيَة جوشير أَرْبَعَة كرفس خَمْسَة يَجْعَل حبا فِي عظم اخمص الْكِبَار الشربة سبع حبات. لي حب: شبرم نصف دِرْهَم كثيراء مثله سكر دِرْهَم يحبب جيد جدا.) حُبَيْش: ينفع من القولنج حب اللُّؤْلُؤ شبرم وسكبينج بالسواء ويحبب. يتَقَدَّم القولنج فِي الْأَكْثَر أَن يكون الطَّعَام لَا يستمرأ وَيحدث فِي الْبَطن نفخ لي من كَانَ يسْرع إِلَيْهِ القولنج فليتوق سوء الهضم والنفخ والأغذية الغليظة الْبَارِدَة. لي رَأَيْت القولنج إِنَّمَا يحدث لأَصْحَاب الأمزجة السوداوية فَهَؤُلَاءِ ألف ب طبائعهم أبدا يابسة وَيحدث لَهُم القولنج الْحق أعنى احتباس البرَاز وعلاج هَؤُلَاءِ لحفظ الصِّحَّة: الأمراق الدسمة والأشربة الحلوة وَالْحمام والترطيب فَأَما أَصْحَاب الرطوبات الْكَثِيرَة جدا فَإِنَّمَا يحدث لَهُم من القولنج نفخ غليظ فَقَط ويحفظون مِنْهُ يتْرك الْفَوَاكِه والبقول وَأما المحرورون جدا أَصْحَاب الصَّفْرَاء فَيحدث لَهُم يبس الثّقل فَلَا نفخ وَذَلِكَ لشدَّة الْحَرَارَة فاحفظم بالترطيب والتبريد وَقلة التَّعَب وَأَصْحَاب الْحَرَارَة مَعَ الرُّطُوبَة فابعد النَّاس مِنْهُ. أَبُو بكر: القولنج مَعَ حرارة يلْزم مُدَّة فَيقطع أَصله وَهُوَ جيد للَّذين طبائعهم يابسة دَائِما: بنفسج يَابِس تين أصفر لحم الزَّبِيب أصل السوس يطْبخ بِمَاء وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاث أوراق يداف فِيهِ نصف أُوقِيَّة من لب الخيارشنبر ويقطر عَلَيْهِ دهن لوز حُلْو وَيلْزم أسبوعين وَقد يزْدَاد فِيهِ عِنْد الْحَاجة بسبايج وَتَربد وَالَّذين مَعَ برد وريح: أفيثمون تَرَبد وبسبايج وأصول

وبزور تمرس فِيهِ ويسقى مَعَ دهن خروع. لي وَقد يكون قولنج من الدُّود وعلامته أَن يخرج مِنْهُ شَيْء ثمَّ يحتبس الْبَطن دفْعَة مَعَ تساقط مِنْهَا كل سَاعَة فاحقنه لِأَن الدُّود قد نزل فِي الأمعاء السُّفْلى بطبيخ الشيح والنرمس والكندش والعرطنيثا والأترج والنفط والشونيز والحرف وَالْملح الْهِنْدِيّ والبورق واسقه أَيْضا مِنْهَا مَعَ التربد. لي على مَا رَأَيْت إِذا سقيت دهن الخروع فِي عِلّة مَا يضع على يافوخ العليل دهن البنفسج ليرطب رَأسه ويبرد وَيمْنَع البخار من الصعُود إِلَيْهِ وخاصة إِن كَانَ يصدع مِنْهُ وَاعْلَم أَنَّك إِن بردت رَأسه لم يكد يحم وَلَا تعرض لَهُ الْحَرَارَة الحمائية. اربياسوس دَوَاء يخرج من أَسْفَل رياحاً كَثِيرَة فيخف الوجع جدا من سَاعَته: يدق السذاب ويسحق مَعَ عسل وشونيز وَمر وكمون وتطرون وبخور مَرْيَم وتمسح بِهِ المقعدة ويتحمل بِهِ فِي صوفة فَإِنَّهُ عَجِيب خَاصَّة فِي إِخْرَاج الرِّيَاح وتسكين الوجع. لي على مَا رَأَيْت القولنج المريء هُوَ عرض لَازم لِأَن القولنج المستعاذ مِنْهُ بلغمي غَلِيظَة وعلامته الوجع الشَّديد حَتَّى كَأَنَّهُ يثقب بمسلة وَإنَّهُ تضره الْأَشْيَاء الحارة وينفع بالمغريات والمعدلات.) أَبُو بكر: لتكن التخم وَذَهَاب الشَّهْوَة من أدل دَلِيل عاى الْفرق بَين القولنج والحصاة. من جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: الْأَعْرَاض الْحَادِثَة فِي القولنج هِيَ أَن يكون الوجع كَأَنَّهُ شَيْء يثقب وَيخرج مَعَ الثّقل خلط غليظ وَيكون مَعَه غثي كثير وقيء قَلِيل وَيخرج من الْبَطن ريَاح وَيكون الرجيع منتفخاً يطفو على المَاء وَلَا يستمريء صَاحبه الطَّعَام وَلَا يشتهيه ويجد مغصاً وتمدداً فِي المراق. وَالْفرق بَين ألف ب القولنج والحصاة أَلا يظْهر رمل فِي الْبَوْل وَلَا دم بل تظهر العلامات الَّتِي ذكرنَا خَالِصَة والأعراض الْخَالِصَة بِسَبَب الكلى أَن يكون الوجع كَأَنَّهُ يثقب الْموضع بمثقب وَيكون مَعَه حصر الْبَوْل وَخُرُوج الدَّم والرمل إِمَّا خرج. السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: يعرض مَعَ عِلّة الكلى والقولنج جَمِيعًا أَن تبطل الشَّهْوَة والأستمراء أَو يكثر الغثي والقيء. لي على مَا رَأَيْت أَنَّهُمَا فِي القولنج أَكثر وَأَشد من كتاب ينْسب إِلَى ج قَالَ: اعْتمد فِي القولنج على النطول والآبزن أَكثر مِنْهُ وعَلى حب السكبينج وعَلى دهن الخروع وَبعد ذَلِك إِن اضطررت إِلَيْهِ يسقى مِنْهُ أسبوعاً كل يَوْم مَعَ الإيارج الْمَعْمُول بِالصبرِ بالعسل حَتَّى يلين أمعاؤه قَالَ: وَهَذَا ينزل الْبَطن الَّذِي لَا ينزله الْأَدْوِيَة وَقد يبس عَن صَاحبه: خُذ قَفِيزا من زبل الْحمام وحزمة شبث ودورقا من المَاء يطْبخ حَتَّى يصير إِلَى نصف رَطْل ثمَّ اسْقِهِ بعد تصفيته مِنْهُ أَو قيتين فَإِنَّهُ لَا يعدل هَذَا شَيْء وَلَا يقرب السّمك الطري والمالح والجبن وَإِيَّاك والشواء واسقه الطلاء أَحْيَانًا وكل طَعَام يَابِس رياحي فَلَا يقربهُ وَعَلَيْك بالرطبة واللينة وقليلة الرّيح. يمْتَنع الرّيح أَن يخرج من

أَسْفَل وتمنع الجشاء لي أكل رجل أَرْبَعِينَ بَيْضَة مسلوقة فإصابه قولنج شَدِيد فإمره طَبِيب أَن يستف ثَلَاث راحات من ملح مسحوق ويتجرع أَثَره جرع مَاء فاتر وَأمره بِالسُّكُونِ سَاعَة قَصِيرَة ثمَّ يعدو ويتحرك بعد ذَلِك فَجَاءَت طَبِيعَته بِسُرْعَة. لي إِذا كَانَ قولنج ريحي ووجعه يزِيد بالتكميد والحقن بالزور فدعها الْبَتَّةَ واعدل إِلَى تَدْبِير بَطْنه والقيء وَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي معدته شَيْء وَليكن بَطْنه مُدبرا بِشَيْء يسخنه وليتم وَلَا يَأْكُل شَيْئا الْبَتَّةَ وَلَا يشرب ماءا وَلَا سِيمَا الْبَارِد وَمَتى يشرب فليشرب النَّبِيذ الصلب الْقَلِيل فَإِنَّهُ لَا بَأْس بِهِ فِي هَذَا الْموضع وَلَا يزا ل على ذَلِك إِلَى أَن يسكن الوجع فَإِنَّهُ إِذا أدمن الْجُوع والعطش تحللت هَذِه البخارات) المتولدة من البلاغم الَّتِي فِي طَبَقَات الأمعاء قَلِيلا قَلِيلا بالنضج التَّام وَهَذَا أَجود تدبيرها. جورجس: إِذا كَانَ الوجع فِي الْعَانَة فَإِنَّهُ قولنج وَإِذا كَانَ فِي نَاحيَة الظّهْر فَإِنَّهُ وجع الكلى قَالَ: شرب دهن الخروع من الأقربادين الْقَدِيم يسْتَعْمل على هَذِه الصّفة: ليشْرب أسبوعاً فِي الْيَوْم الأول مثقالان. وَفِي الثَّانِي يُزَاد نصف مِثْقَال وَفِي الثَّالِث ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَفِي الرَّابِع أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَكَذَا فِي الْخَامِس إِلَى السَّابِع وَيشْرب قبله حب السكبينج وَبعد بِشَربَة أُخْرَى والأجود أَن يشرب بعده إيارج فَإِن غائلته تذْهب ومضرته للرأس وَالْعين وَيشْرب على طبيخ بزر الرازبانج والكرفس والخسك والحلبة وبزر الشبث حفْنَة حفْنَة وخولنجان أَرْبَعَة مثافيل يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يصير رطلا ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ أَربع أَوَاقٍ فَيصب الدّهن عَلَيْهِ حَتَّى يخْتَلط بِهِ ثمَّ يشرب وَلَا يَأْكُل حَتَّى تمْضِي عشر سَاعَات ألف ب وتفقد جشاءه ثمَّ يتغذى باسفيذباج وبزيرباج وَيشْرب مَاء الْعَسَل وكل يَوْم إِذا شربه فيدلك بعد ذَلِك لثة بملح ليأمن فَسَاده لَهَا وللأسنان. لي إِذا نظرت فِي علل القولنج فجس أَسْفَل السُّرَّة فَإِن رَأَيْتهَا ناتية توجع وخاصة بِقرب الْعَانَة يمنة فمل إِلَى الحقن. فَإِن لم يكن مَا أَسْفَل السُّرَّة منتفخاً وَكَانَ العليل يجد الثّقل فَوق فمل إِلَى المسهلة وَانْظُر أَيْضا فَإِن كَانَت الطبيعة ممتسكة فَاجْعَلْ الحقن بِمَا يُحَرك الأمعاء بِقُوَّة كالملح والبورق وشحم الحنظل وطبيخ الترمس والبسبايج والترمس والتين والقرطم والحلبة وَمَا أشبه ذَلِك وَمَتى كَانَت الطبيعة منطلقة فَعَلَيْك بالزيت الْمَطْبُوخ فِيهِ البزور المحللة للرياح والجندباستر. حقنة قَوِيَّة فِي تَحْرِيك المعي: حب الشبرم ورق المازريون وقردمانا مقشرة ويخور مَرْيَم وعرطنيثا وقشور الحنظل وشحمه وقثاء الْحمار وَتَربد وبسبايج يطْبخ وَيصب على طبيخه دهن الخروع وَالْعَسَل ومرارة الْبَقر ويحقن بِهِ وَمِمَّا يَنُوب عَن ذَلِك يحل بورق بِمَاء ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب. لي لرياح القولنج إِذا لَزِمت الْبَطن مَرَاتِب فَإِذا كَانَت مَعَ حرارة شَدِيدَة فماء الهندباء أَو عِنَب الثَّعْلَب واللبلاب ولسان الْحمل يداف فِيهِ الجندبادستر ويقطر عَلَيْهِ دهن اللوز وَيشْرب وَإِذا كَانَت أقل والطبيعة أَشد فطبيخ التِّين وزبيب منزوع الْعَجم وبنفسج يمرس فِيهِ

الخيارشنبر وَيشْرب فَإِذا كَانَ مَعَ برد قَلِيل فيطبخ التِّين والحلبة والحسك ولب القرطم والبسبايج والأفيثمون يمرس فِيهِ ويسقى بدهن لوز وَإِذا كَانَت ريَاح وَبرد شَدِيد يطْبخ الحاشاا والأفيثمون والحلبة والقرطم والخولنجان) والدارصبني والبسبايج والتربد والكاشم والأنيسون والنانخة ويمرس فِيهِ الخياشنبر ويسقى بدهن الخروع وَقد يسقى نَقِيع الصَّبْر بالأفاوية وخولنجان ودارصيني وَحب البلسان وَعوده وأنيسون ونانخة ويقطر دهن خروع. لي رَأَيْت فِي أربادين حُبَيْش قانون الْأَدْوِيَة للقولنج الْبَارِد الَّذِي يعلم أَن صَاحبه قد أتخم قبل ذَلِك وَمَعَهُ ريَاح وبلغم من المحللة للرياح والمخدرة والمسهلة السريعة الإسهال وَمن الْأَدْوِيَة الملنية للوجع بالجوهر مِثَاله معجون نَافِع للقولنج ذكره حُبَيْش وأصلحته أَنا: أفيون دانق سقمونيا ربع دِرْهَم حَماما زعفران فلفل نانخة فوذنج قردمانا بِالسَّوِيَّةِ دِرْهَم دِرْهَم وَنصف وَهِي شربة. معجون وَصفه حُبَيْش يُطلق من سَاعَته ويسكن وجع القولنج: حمام والساذج سنبل مر قسط فلفل أَبيض قردمانا أسارون فوذنج يَابِس نانخة بزر الخشخاش الْأسود فَإِن لم يكن فالأبيض من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم سقمونيا ثَلَاثَة تدق الْأَدْوِيَة وتسحق السقمونيا على حِدة ويخلط نعما وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة ألف ب الشربة الْكَبِيرَة التَّامَّة ثَلَاثَة مَثَاقِيل والمتوسطة مثقالان. لي فَإِن لم يكن رَأَيْت أثر تخم ورياح بل ثفلاً يَابسا واصفر فَركب من المسرعة بالإسهال والمسكنة للوجع مِثَاله: سقمونيا ربع دِرْهَم أفيون دانق رب السوس نصف دِرْهَم يعجن بجلاب. ج: فِي الثَّالِثَة من التَّفْسِير الثَّانِيَة: إِن المرار إِذا انصب إِلَى الْبَطن عرض مِنْهُ اعتقال الطَّبْع. لي من قَالَ إِن الثّقل يجِف بِكَثْرَة الصَّفْرَاء فَيصير قولنجاً فَقَوله فِيهِ نظر وَذَلِكَ أَن المرار إِذا انصب إِلَى الأمعاء جردها نَفسهَا فضلا عَن أَن يتْرك فِيهَا ثفلاً وَإِذا اخْتلطت بالثفل كَانَ إِلَى أَن يرقة أقرب مِنْهُ من أَن يغلظه لَكِن هَذَا القولنج يكون مَتى كَانَت الْحَرَارَة غالبة على الْجِسْم والمرار مائل إِلَى الْعُرُوق وَالْبَوْل فَحِينَئِذٍ يطول بَقَاء الثفل وَيطول بَقَاؤُهُ فيجف لِأَنَّهُ ييبس دَائِما وبكثرة تقلبه فِي الأمعاء يستدير كالحال فِي الْبرد وحجارة الْأَدْوِيَة. حنين حب لمن يتعاهده قولنج بَارِد: بورق أَحْمَر حلتيت بالسواء يتَّخذ حبا كالباقلي وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل لَيْلَة حبتان أَو ثَلَاثًا. جوارش من كتاب الْمعدة نَافِع من القولنج الريحي والبلغمي فِي الْغَايَة: كاشم زنجبيل فلفل بزر نانخة من كل وَاحِد أُوقِيَّة أفيثمون وآبرنج من كل وَاحِد أوقيتان يعجن بِعَسَل وَيشْرب قدر) جوزة. شياقة تسكن الوجع: يحْتَمل أفيون قد عجن بِمَاء الخس أَو يحْتَمل فلونياً فارسية. الْأَعْضَاء الألمة: داويت قوما بهم وجع فِي أمعائهم بايارج فيقرا وَذَلِكَ أَنِّي حدست أَن هَذَا الدَّوَاء نَافِع فِي هَذَا الوجع فسيقته مِنْهُ قَلِيلا فَلَمَّا أنتفع بِهِ علمت أَن ذَلِك الوجع من

خلط لذاع مدَاخِل لطبقات الأمعاء فَعلمت أَنِّي قد أصبت فِي الحدس زِدْت فِيهِ فبريء فدلني ذَلِك أَنِّي كنت أرى الرجل يتَأَذَّى بِالتَّدْبِيرِ الْحَار وبالأغذية الحارة بالأمساك عَن الطَّعَام ويهيج عَلَيْهِ وَجَعه وَينْتَفع بالأشياء المعتدلة وَكَانَ وَجَعه كاللذع وَرجل آخر كَانَ إِذا أكل أغذية سريعة الهضم تورث عَلَيْهِ فَسَأَلت عَن تَدْبيره قَدِيما فَقَالَ: إِن علني هَذِه أصابتي بعقب دَوَاء مسهل أَخَذته وَإِن الَّذِي دَعَاني إِلَى ذَلِك لذع كنت أَجِدهُ فِي بَطْني فحدست أَن المعي أضرّ بهَا الدَّوَاء. لي كَانَ سقمونيا فَصَارَ يقبل يَجِيئهُ ويتأذى بِهِ لضَعْفه فأطعمته طَعَاما عسر الهضم قَابِضا فبريء بذلك. لي وَذكر لي رجل أَن الثفل لَا يخرج مِنْهُ الْبَتَّةَ إِلَّا بكد وَأَن ذَلِك لَيْسَ ليبسه وَأَنه على الْحَال الطبيعة فِي اللين وَلَيْسَ يخرج فحدست أَنه إِمَّا يكون ناصوراً يمْنَع المعي الوجع من الدّفع أَو بطلَان قُوَّة المعي الدافعة فَسَأَلته هَل يوجعه فَقَالَ: لَا فأشرت عَلَيْهِ أَن يَأْكُل قبل غذائه زيتوناً مملحاً كثيرا ومرياً وسمكاً مالحاً وَأَن يقدم قبل غذائه تينا ً ألف ب قد جعل فِيهِ من لبن النين أَو بورق وقرطم وَأَن يحقن بِمَاء الْملح وبمري فبريء وَلَو لم يبرأ بِهَذَا لحقنته بحقن مسخنة ومرخت بَطْنه ومراقه بالمسخنات لِأَن حس المعي الْمُسْتَقيم كَانَ قد تعطل حِينَئِذٍ وَرُبمَا تعطل هَذَا تعطيلاً لَا يُمكن رده وعلامته أَنه لَا يحس بلذع من شيافة بملح يَدْفَعهَا فَأَما الْحس قَائِما فَإِنَّهُ يبرأ وَقد يحتبس الثفل ليبسه وجهال الْأَطِبَّاء يجهدون أنفسهم فِي إِخْرَاجه فيصيبهم مِنْهُ ضروب القروح والوجع وَالْوَجْه فِي هَذَا الْحَال إِذا أحس الْإِنْسَان بالثفل أَنه لَا يخرج ليبسه فَيجب إِن كَانَ لَا يُؤْذِيه يَوْمه أَن يتجرع مرقة دسمة ويحتقن بدهن حل وَيشْرب شرابًا حلوا وخاصة شراب التِّين فَإِنَّهُ يصلح ذَلِك وَإِن كَانَ الثفل قد حفزه وجهده فليتزحر فَإِذا انْفَتح الشرج دهنه ثمَّ لَا يجْتَهد نَفسه كل الْجهد بل أَخذ آله شَبيهَة الَّتِي تنقي الْأذن بهَا إِلَّا أَنَّهَا أعظم فَيخرج بهَا الثفل الشَّيْء بعد الشَّيْء وَيزِيد شَيْئا فِي الدّفع والتزحر حَتَّى يخرج مَا وَرَاء ذَلِك أَولا أَولا فَإِن وَرَاء ذَلِك) الْيَابِس لَا محَالة ماهو أرطب مِنْهُ وَمن يَعْتَرِيه ذَلِك فَليَأْكُل دَائِما الأمراق الدسمة وَيشْرب شرابًا حلواً وَأكْثر مَا يعتري لمن ينَام وَفِي أمعائه ثفل فِيهِ يبس فليجهد نَفسه فِي إِخْرَاجه وَلَو قبل اللَّيْل فَإِنَّهُ مَتى نَام عَلَيْهِ أصبح من غَد وَهُوَ شَدِيد اليبس مؤذ وَإِذا أحس بِهِ فليشرب من ليلته شرابًا كثيرا ويتحسى شَيْئا دسماً. الْأَعْضَاء الألمة الثَّانِي: إِنَّه مَتى كَانَ الوجع فِي القولنج شَدِيدا جدا مبرحاً مَعَ عَلَامَات القولنج فَإِنَّهُ فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَمَا كَانَ أخف فَهُوَ سَبَب ضَعِيف أَو فِي الأمعاء الدقاق يكون. لي يجب من هَذَا إِذا رَأَيْت الوجع قَوِيا أَن يفزع إِلَى الحقن مُنْذُ أول الْأَمر فَإِذا رَأَيْته خَفِيفا أَن تسقيه المسهلة وَأَنا أَحْسبهُ أَنه إِذا كَانَت الْحَرَكَة للغثي شَدِيدَة فَإِن البلية فِي الأمعاء الْعليا بالضد. السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: الطبيعة إِن لانت فِي عِلّة القولنج فَإِن الَّذِي يخرج إِنَّمَا هُوَ الثفل رياحي منتفخ كأخثاء الْبَقر. لي من هَهُنَا يعلم أَن جالينوس يُسَمِّي هَذَا المعي بِهَذَا الأسم وَإِن لم تكن الطبيعة مَعَه ممتسكة.

الميامر التَّاسِعَة: هَذَا الدَّوَاء يبطل القولنج الريحي البية: زنجبيل قضبان الذاب قشور الغرب بِالسَّوِيَّةِ تمر لحيم مثل الْجَمِيع يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال حَتَّى يبْقى ثلث المَاء ويسقى أَيْضا ثلثه ويعاد الطَّبْخ وتجدد الْأَدْوِيَة كل مرّة. وينفع مِنْهُ جدا المعجونات المركبة من المخدرة والمحللة للرياح والمنضجة والمقوية لللأعضاء الْبَاطِنَة كدواء فيلن وَهَذَا دَوَاء بسيط: أفيون جندبادستر اسطوخدوس دارصيني قشر اليروج فلفل صَبر يعجن بِعَسَل جيد بَالغ وَيتْرك صَاحبه الْعشَاء الْبَتَّةَ ويتغذا بِمَا يسْرع الهضم. لي على مَا رَأَيْت فِي التَّاسِعَة من الميامر: اسْقِ فِي وجع القولنج الصعب والمخدرة ألف ب وامنع الْأكل وَالشرب وليطل النّوم فَإِن الْخَلْط سينضج وَيبْطل الوجع الْبَتَّةَ. مَجْهُول قَالَ: ليَدع صَاحب القولنج الحامض والقابض الْبَتَّةَ. من الأقربادين الْقَدِيم: رَطْل شراب ريحاني عَتيق لَا حلاوة لَهُ وَلَا مرَارَة بل مر الطّعْم مطبوخ يلقِي فِيهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم) من الفلفل وَثَلَاثَة دَرَاهِم من الخولنجان وَخَمْسَة عشر درهما من ورق الغرب الطري ويطبخ حَتَّى يرجع إِلَى الثُّلُث بعد أَن ينقع فِيهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم فَإِن لم يفعل فَلَا بَأْس ويسقى مِنْهُ مثل مَا يسقى من السكنجبين والجلاب. فليغربوس: لَا شَيْء أَنْفَع لإيلاوس من هَذِه الأقراص وَهِي: بزر كرفس أنيسون سِتَّة سِتَّة مر فلفل أفيون جندبادستر دِرْهَمَانِ أفسنتين أَرْبَعَة دَرَاهِم دارصيني سَبْعَة دَرَاهِم يَجْعَل أقراصاً الشربة نصف دِرْهَم. تجارب البيمارستان: إِذا احقنوا أَصْحَاب القولنج أداموا ذَلِك حَتَّى يخرج ثقل لين وَلَا يخرج شَيْء صلب وَإِذا رَأَوْا غثياً واعتقال طبيعة بَادرُوا إِلَى أدوية القولنج. لي رَأَيْت امْرَأتَيْنِ ورجلاُ قد اعقلت طبائعهم أَيَّامًا كَثِيرَة وَاشْتَدَّ بهم الغثي والقيء ويتجشوا جشاءاً منتناً غَايَة النتن وتخلصوا وبرأوا مِنْهُ إِلَّا أَنه كَانَ يتعاهدهم بعد ذَلِك وَأما سَائِر من رَأَيْت فِي غير البيمارستان فماتوا وَمن هَؤُلَاءِ امْرَأَة وَرجل حَقنا بحقنة فِي غَايَة الْقُوَّة وَمن عادتي اسْتِعْمَالهَا فِي هَذَا الوجع فنجوا. قولونوش: الحمول الَّتِي تخرج الرِّيَاح: يسحق السذاب مَعَ عسل حَتَّى يصير كالخلوق وَيجْعَل مَعَه مثل نصفه من الكمون وربعه من النظرون ويتخذ إِن شِئْت شيافا وَإِن شِئْت بللت فِيهِ صوفة وتستدخل فَإِنَّهُ يخرج رياحاً كَثِيرَة ويستريح إِلَيْهَا الْمَكَان. أَبُو بكر: قَالَ ج فِي الْأَدْوِيَة المفردة: إِن شَحم الحنظل يسرعه مَا هُوَ عَلَيْهِ من الإسهال يسْبق فَيخرج من الْجِسْم قبل أَن يحدث فِيهِ فعل الْمرة فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ يصلح لما يحْتَاج إِلَى إسهال سريع فليعتمد عَلَيْهِ وعَلى حب قندس.

أَبُو بكر: حب أَبيض يسهل سَرِيعا: قندس ثَلَاثُونَ حَبَّة منقاة بشحم نظل دانق وَهِي شربة وَاحِدَة. مُفْردَة ج: خرء الذِّئْب كَانَ رجل يسْقِي أَصْحَاب القولنج إِذا لم يكن هُنَاكَ ورم فِي وَقت قُوَّة الْعلَّة وَقبل) النّوبَة ليدفع النّوبَة فَرَأَيْت قوما سقوا فبرأوا وَلم تعاودهم الْعلَّة أصلا وَمن عاوده مِنْهُم عاوده مِنْهَا شَيْء ضَعِيف وَفِي مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ يَأْخُذ الْأَبْيَض من خرء الذئاب فَإِنَّهُ دَلِيل على أَنَّهَا كَانَت نَالَتْ من الْعِظَام ورئي قطع من الْعِظَام وأعجبني مَا رَأَيْت من فعله أَنه يقمع بِالتَّعْلِيقِ من خَارج بِأَن علق على خاصرة العليل بخيط صوف وأجوده الَّذِي يكون مِنْهُ قطع عِظَام فِي وسط الزبل وَكَانَ ألف ب يخلط بِهِ ملحاً وفلفلاً ليغير رِيحه وطعمه فَكَانَ من سقَاهُ للاحتراس إِمَّا أَن لَا يعاوده وَإِمَّا أَن يعاوده لضعف فِي مدد طوال وَأما أَنا فَجعلت مِنْهُ فِي حق فضَّة قدر باقلاة وَجعلت للحق عروتين وعلقته فَكنت أعجب من النَّفْع بِهِ وَأما ذَلِك الرجل فَكَانَ يَقُول يَنْبَغِي أَن يشد فِي جلد إبل ويجر أَن يكون تَعْلِيقه بخيط صوف من كَبْش قد افترسه الذِّئْب فَإِنَّهُ يكون أبلغ وأنجح مرق القنابر نَافِع لأَصْحَاب القولنج إِذا أدمنوه وَيدْفَع نوبَة الْعلَّة وليطبخ مَاء وملح وشبث وَكَذَلِكَ مرق الديكة الهرمة قَالَ: وَقد جربت مرق القنابر فَوَجَدته بليغاً. الزَّيْت جيد إِذا احتقن بِهِ القولنج الْعَارِض من وجع الأمعاء وَمن الرجيع الْيَابِس. د: لمن يتَأَذَّى بالقولنج من يبس الطبيعة: يُؤْخَذ لب القرطم ونطرون فَيدق ويعجن بِالتِّينِ ويؤكل السذاب إِذا طبخ بِزَيْت وحقن بِهِ كَانَ جيدا للنفخ والقولن وَنفخ الرَّحِم. بولس: من النَّاس من يقتل الزيبق ويخلطه بالمسهلة ويسقيه فِي إيلاوس لِأَن شَأْنه أَن يُحَرك المعي بِقُوَّة قَوِيَّة جدا. أَبُو بكر: يشرب الزيبق بسحج وينقلب لشدَّة فعله. مَجْهُول: اسْقِ صَاحب إيلاوس إِذا لم يكن ورم بعد سقِِي الأمراق زبيقاً قدر أُوقِيَّة فَإِنَّهُ يثقله وَلَا يزَال يدافع الإلتواء وَغَيره حَتَّى يخرج ويتحسا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يخرج مَعَه. ابْن ماسويه وَابْن ماسه: إِن شرب مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء حَار أطلق القولنج وأدر الرّيح وَيشْرب بعد سحقه نعما فَإِنَّهُ عَجِيب الكمثرى يُورث الأكثار مِنْهُ القولنج بِخَاصَّة فِيهِ وَكَذَلِكَ الكمة تورث القولنج. ابْن ماسويه:) الكراث النبطي مَتى طبخت رؤسه مَعَ دهن القرطم أَو شيرج نفع من وجع القولنج وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ مَعَ دهن اللوز الحلو وَقَالَ اللوز الحلو نَافِع للقولنج. ابْن ماسه: السكر الْعَتِيق مَتى شرب مَعَ دهن لوز حُلْو منع من كمون القولنج وَقَالَ: السذاب خاصته تَحْلِيل القولنج من القولن. أَبُو جريج وَابْن ماسويه: السكبينج نَافِع من القولنج.

القلهمان: الصَّبْر يحل الرِّيَاح ويسهل وخاصة مَتى وضع مَعَ الأفاويه. أَبُو بكر: الإيارج للقولنج جيد جدا. جَوَامِع أغلوقن. مَتى عَالَجت الرّيح فِي المعي بحقنة البزور المطبوخة فِي الزَّيْت والكماد والمحاجم واضطررت فاعط المخدرة فَإِن كَانَ النفخ فِي المعي الْعليا فاسقه الفلونيا وَإِن كَانَ فِي الْغِلَاظ فاحقنه بِمثل هَذِه الْأَدْوِيَة. لي على مَا فِي السَّادِسَة من مسَائِل إبيذيميا: قد يكون وجع فِي الأمعاء شَبيه خلط لذاع ينصب إِلَيْهَا لوجع القولنج علامته أَلا تجيب مَعَه الطبيعة وَأَن يخرج من الْبَطن أَشْيَاء حريقة لذاعة فاحقن هَؤُلَاءِ بِمَاء الْعَسَل وَنَحْوه حَتَّى تنقي الأمعاء ثمَّ احقنهم بشحم الماعز وَنَحْوه ليغريه وأطعمهم السماقية وَنَحْوهَا مِمَّا ألف ب لَا يسْرع الْفساد إِلَيْهِ فَإِنَّهُ برؤهم وَإِن أردْت برءاً تَاما فابحث من أَيْن ينصب ذَلِك الْخَلْط ثمَّ اقصد لَهُ. أَبُو بكر: انْظُرُوا أبدا فِي أوجاع الْبَطن هَل الطبيعة محتبسة فَإِذا كَانَت محتبسة فَلَا تقصد إِلَّا لَهَا وَإِذا لم تكن كَذَلِك فتفقد الْحَال فِيمَا يخرج وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بِهِ واعمل بِحَسب ذَلِك فَإِنَّهُ قد يعرض أوجاع فِي قولن من ورم فِيهِ أَو من ريح غَلِيظَة بَين طبقته أَو خلط حَار لذاع مستكن فِيهِ أَو سوء مزاج حَار أَو بَارِد وخاصة سوء مزاج بَارِد شَدِيد فِيهِ. صنوف القولنج على هَذَا: إِمَّا لثقل يَابِس أَو لورم حَار أَو صاب أَو لبلاغم غَلِيظَة زجاجية أَو لريح غَلِيظَة أَو لخلط حاد لذاع ينصب إِلَيْهِ وَهُوَ مستكن فِيهِ أَو لسوء مزاج بَارِد عرض لَهُ كالحال عِنْد شرب النَّبِيذ الحامض أَو الْكثير المزاج أَو لسوء مزاج وَمَا أقل مَا يكون هَذَا. روفس: أوفق الْأَشْيَاء للامعاء السفلي السذاب.) ورق السذاب مجففا خَمْسُونَ درهما لوز مقشر عشرَة دَرَاهِم أفيثمون مثله بورق مثله تَرَبد مثله عسل كالجميع يُؤْخَذ مِنْهُ كل لَيْلَة وخاصة يعقب الْأكل للأغذية الغليظة. أَبُو بكر: كَانَ رجل يُصِيبهُ وجع فِي بَطْنه الْأَسْفَل لَا يسكن عَنهُ حَتَّى يتقياً شَيْئا حامضاً فحقنته بِمَاء الْعَسَل مَرَّات وألزمته جيلايا فبريء وَذَلِكَ أَنه قد يكون فِي الأمعاء وجع من رطوبات إِمَّا حارة حريقة وَإِمَّا حامضة مشوية بهَا فَيجب أَن يغسل أَولا ثمَّ تعدل وعول فِي الحامضة على مَاء الْعَسَل وَفِي الحريفة على مَاء الشّعير. ج. فِي الأولى من الأخلاط: إِن هَاهُنَا أَشْيَاء يحْتَمل فَتخرج الرِّيَاح من الْجوف. أَبُو بكر دَوَاء نَافِع للقولنج لِأَنَّهُ يكثر الرِّيَاح ويسكن الْقَيْء ويسهل الْجوف ويجلب النّوم: خُذ فلفلاً وأنيسونا ونانخة ومصطكى وَدَار صينياً وقرنفلاً من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم كثيراء نصف دِرْهَم سقمونيا ربع دِرْهَم أفيون دانق وَهِي شربة. جوارش النارمشك من كتاب أهرن يُطلق الْجوف وَيحل النفخ بليغ جدا: سقمونيا

فلفل زنجبيل دَار فلفل سِتَّة سِتَّة قرفة نارمشك هيل بوا ثَمَانِيَة سكر أَرْبَعُونَ درهما وَمِمَّا ينفع من القولنج جوارش السفرجل المسهل قَالَ أَبُو بكر: كَانَ جَار لنا بِهِ عِلّة حادة فسقي مَاء الشّعير والبقول أَيَّامًا فبريء وَحدث بِهِ وجع فِي أَسْفَل السُّرَّة فَكَانَ لَا ينَام لَيْلًا وَلَا نَهَارا ويتكئ عَلَيْهِ رجل جلد فيشيله كَأَن تَحْتَهُ شَيْء يدافعه بأعظم قُوَّة وَكَانَ مَاؤُهُ كَالدَّمِ فسقي مَاء الشّعير وَنَحْوه فَاشْتَدَّ وَكَانَ لَا يخف وَلَا يسكن بالتكميد وَكَانَت ألف ب الطبيعة مَعَه لَا تجيب إِلَّا فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام أَو خَمْسَة وَكَانَ لَا يخرج إِلَّا شَيْء لزج لين وَكَانَ الوجع يَنُوب بِاللَّيْلِ وَبِالْجُمْلَةِ بعد الطَّعَام بِخمْس سَاعَات وَنَحْوهَا حَتَّى كَانَ العليل لَا يَأْكُل خوفًا من الوجع وعولج بالحقن وَجَمِيع مَا يعالج بِهِ القولنج فَلم يسكن فأعطيته من التربد أَرْبَعَة دَرَاهِم خَمْسَة من البسايج وطحنه برطل مَاء حَتَّى صَار ربع رَطْل وصفيته ومرست فِيهِ خيارشنبر عشر دَرَاهِم وسقيته وَجعلت غذاءه ثَلَاثِينَ درهما من الشيرج وَثَلَاثِينَ درهما من السكر واتخذت لَهُ حبا من الصَّبْر وشحم الحنظل والسقمونيا والسكبينج فَكنت أعْطِيه مِنْهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار كلما هاج كالحمص ثَلَاث حبات وَأكْثر فبريء وأصابه سحج خَفِيف فعالجه حَتَّى بَرِيء وَكَانَ إِذا هاج بِهِ) الوجع يخْفق بَطْنه خفقاً شَدِيدا حَتَّى يمسك بَطْنه رجل جلد بِقُوَّة وَإِلَّا أَشْتَدّ صياحه وَهَذَا الخفق أرَاهُ يعرض فِي القولنج الريحي كثيرا. روفس فِي كتاب إِلَى الْعَوام: بَين أوجاع المفاصل وأوجاع القولنج تشبه حَتَّى أَن قوما كَانَت بهم أوجاع المفاصل أَصَابَهُم قولنج قَاتل وَقوم مِمَّن يعتريهم القولنج أَصَابَهُم وجع المفاصل فبرأوا وَذَلِكَ يكون لِأَن الرطوبات إِذا انصبت إِلَى المفاصل يبس البرَاز كَانَ بالعلوي قولنج ريحي وَكَانَت طَبِيعَته قد أَتَت فِي يَوْمه وبالأمس مَرَّات كَثِيرَة والوجع فِي الْبَطن شَدِيد فَأمرت بدلك بَطْنه باليابس ثمَّ يدهن الناردين ويكمد بعده بخرق مسخنة وسفي فلونيا فبريء وَكَانَ بِرَجُل مثل ذَلِك فِي سفر فمرخته بدهن بزري مسرجة وسقيته كروياً فصح فتفقد هَذَا الْبَاب مَاء عسل ينفع إِذا لم يكن كثير الطَّبْخ. ج يذكر بِالْفَصْلِ الَّذِي أَوله: إِن أردْت أَن تعلم هَل الْمَرْأَة حُبْلَى فاسقها عِنْد عشائها مَاء عسل وَلذَلِك لَا أَظن أَنه شراب جيد فِي القولنج الريحي أَن يسقى الشَّرَاب الصّرْف الصلب الْقَلِيل وَإِمَّا الأفاويه والبزور. لي الْفرق للقولنج التخم الْمُتَقَدّمَة وسل عَن السَّبَب البادي وَعَن العليل أَي شَيْء كَانَ يتَعَاهَد مِنْهُمَا وَمَوْضِع الوجع أوسع وَأكْثر وينتقل والغثى والقيء أَشد وَسُقُوط الشَّهْوَة والجشاء والقراقر والنفخ وَلَا تحرّك المسهلات الْخَفِيفَة بَطْنه وَالْبَوْل فج وَرُبمَا كَانَ غليظاً وَلَا يكون فِيهِ قبل ذَلِك رمل فِي الكلى لَا يخف الوجع على الوجع بل يزِيد وَيكون فِي جَانب وَاحِد وَيكون دَقِيقًا غائراً عنيفاً وَلَا ينْتَقل بِسُرْعَة بل كَأَنَّهُ ينْتَقل قَلِيلا فِي كل يَوْم أَو سَاعَة شَيْئا قَلِيلا إِلَى أَسْفَل وَالْبَوْل مَعَه غَايَة

الصفاء وَرُبمَا احْتبسَ وَأَقل وَرُبمَا خرج دم وَحِينَئِذٍ لم يبْق شَيْء وتضره الحقن ألف ب وَفِي الكلى مري والقولنج بلغمي هُوَ أَكثر وَإِذا كَانَ الوجع فِي الْجَانِب الْأَيْسَر نظن أَنه فِي الكلى وَإِذا كَانَ يتَأَذَّى إِلَى السَّطْح الْجِسْم حَتَّى يحس العليل بألم عِنْد غمز المراق فقولنج وَإِذا كَانَ نَاحيَة الْعُنُق وَالظّهْر فَفِي الكلى وخاصة إِن كَانَ فِي الْجَانِب وامتدت وتقلصت الْبَيْضَة من ذَلِك الْجَانِب وَجرى أَمر الْبَوْل على غير اسْتِوَاء وَإِن كَانَ الوجع أَولا فَوق مَوضِع الكلى ثمَّ صَار هُنَاكَ فقولنج وخاصة إِن سبقت تخم ووجع فِي السُّرَّة ظَاهر والغثى وَجَاء وجع فِي الْموضع الْمَشْكُوك فِيهِ وَإِن هاج الوجع أَولا فِي العمق أَسْفَل مَوضِع الكلى فِي جَانب ثمَّ هاج الغثى وانعقال الْبَطن فَفِي الكلى وَمَتى رَأَيْت الرِّيَاح فِي الْبَطن فَهُوَ القولنج وَإِن كَانَ احتباس الْبَطن شَدِيدا أبدأ حَتَّى) لَا يخرج الرّيح فضلا عَن غَيرهَا فَهُوَ القولنج وَعظم مَوضِع الوجع وَإِلَّا يكون فِي مَوضِع الكلى دَلِيل على القولنج وَإِذا كَانَ الوجع مرتفعاً إِلَى أعالي الْجوف وَينزل إِلَى أسافله ويوجع المراق فَهُوَ قولنج ووجع الكلى صَغِير الْموضع لَازم لَا يفتر وَلَا يَدُور ووجع القولنج يشبه المغس يَدُور ويفتر ووجع الكلى أطول مُدَّة من وجع القولنج وَرُبمَا بَقِي ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة حَتَّى ينزل حَصَاة ووجع القولنج فِي الْأَكْثَر فِي الْأَيْمن والكلى فِي جَانب وتألم مَعَه الخصية الَّتِي فِي حذائه ويخدر لذَلِك الْفَخْذ ويقل الْبَوْل والرجيع مري وَيكون قَلِيلا وَكَذَا الْقَيْء وَإِن كَانَت فِيهِ حرقة أَو الرمل أَو دم فَلم يبْق شَيْء ووجع القولنج والثنة فِي مقدم الْبَطن والكلي وَإِذا كَانَ الوجع فِي الخواصر وَنَحْو الأضلاع مائلاً إِلَى الظّهْر وَالْبَوْل محرق لذاع ووجع القولنج يخف بالقيء ويسكن بالإسهال ووجع الكلى إِلَّا فِي وجع الكلى يفرق مَوْضِعه. الأسكندر فِي الْمعدة قَالَ: ضمد يَنَالهُ القولنج فتألم معدته من أجل الْمُشَاركَة بَينهمَا وَبَين الأمعاء حَتَّى تنجلب إِلَى الْمعدة الأخلاط بالمر والزعفران وَالصَّبْر والمصطكي وعصارة الأفسنتين والميعة والشحم ودهن الناردين بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ ضماداً فليغربوس فِي رِسَالَة فِي القولنج قَالَ: للقولنج الْبَارِد بعد التكميد احقن بِمَا يخرج الثفل فَإِن لم يسكن الوجع فاحقن بطبيخ الشبث والحلبة والخطمى والإكليل وبزر الْكَتَّان والبابونج يطْبخ ويمرخ بشحم إوز ويحقن بِهِ وَهَذَا يصلح للذع الأمعاء وَإِن احتجت إِلَى إسخان الْجوف فاطبخ سذاباً فِي دهن واطرح عَلَيْهِ من الفربيون يَسِيرا واحقنه واسق طبيخ الأنيسون والبطراس اليون والكمون واغذه أغذية كَثِيرَة التوابل والفلفل والدارصيني واعطه الثوم فَإِنَّهُ بليغ جدا واطبخ فِي الآبزن شبثاً وإكليلاً وضمد مَوضِع الوجع بِمثل هَذِه وَبِمَا يسخن أَكثر إِن احتجت وَمن أحس بحرقة وَشدَّة عَطش وحرارة ألف ب وَاخْتلف صفراء فاسقه ماءاً بَارِدًا وتوقه فِي الآخرين واعط هَؤُلَاءِ أغذية بَارِدَة عسرة الْفساد وتوقيهم الشَّرَاب وَأما أُولَئِكَ فَلَا تسقهم وَرُبمَا حَقنا هَؤُلَاءِ بدهن ورد وَنَحْوه.

ابْن ماسويه: الَّذين تسقيهم دهن الخروع ويحتاجون إِلَى الآبزن لَا تقدهم فِيهِ حَتَّى ينحدر الدّهن عَن معدهم لِأَنَّهُ يجلب غثياً فَيَقْذِفُونَهُ وَإِن كَانَت الْعلَّة قَوِيَّة فامرخ الْموضع بعد الْخُرُوج من الْعلَّة بدهن قسط) وَنَحْوه وضع عَلَيْهِ أضمدة محللة للرياح القوية وَبدل دهن الخروع دهن الفجل أَو دهن القرطم مَعَ دهن لوز مر. عَلامَة القولنج الصفراوي: قيء صفراوي وعطش دَائِم ولهيب علاجه: مَاء اللبلاب والخيارشنير أَو بِمَاء ورق الخطمى وَإِن أفرط فبماء الهندباء وعنب الثَّعْلَب ودهن اللوز ويطبخ فِي الآبرن بنفسج أَو يمرس خيارشنير فِي طبيخ البنفسج الْيَابِس. حقنة: أصُول الخطمى نخالة سميد أصُول السوس سلق رغوة بزر قطونا بنفسج ملح الْعَجِين ويسقى لعاب مَعَ سكر ودهن بنفسج فَإِنَّهُ يزلق الثّقل الْيَابِس وَهَذَا العلاج جيد للورم الْحَار فِيهِ بعد تياذوق نَافِع من إيلاوس: الحقن القوية الحارة جدا ودهن الخروع يصب على طبيخ الأفيثمون والكمون والإنخر ونقيع الإيارج وأقراص الْكَوْكَب والفلونيا والترياق وشراب الخشخاش قَالَ: القولنج لَا بُد أَن يتهوع فِيهِ وَيقوم بلغماً وَإِن قل وَفِي وجع الكلى لَا قيء وَلَا قيام حَتَّى أَن الرّيح أَيْضا يحتبس فَإِن خرج كَانَ قَلِيلا. لي رَأَيْت خلقا بهم قولنج انْطَلَقت بطونهم وأصابهم بعد ذَلِك وجع شَدِيد فِي الْموضع وَفِي الظّهْر فقصدوا فبرأوا. جورجس نَافِع من القولنج الشَّديد: ضماد متخذ بأفيون وخبز وَلبن وزعفران وَإِذا اشْتَدَّ الْقَيْء فاسقه رب الرُّمَّان بالنعنع. لي للنفع القوية: فلفل زنجبيل دِرْهَمَانِ تَرَبد نصف دِرْهَم سكر دِرْهَم وَنصف يشرب بِمَاء حَار. ضماد قوي للنفع الشَّديد: بزر الأنجرة بزر القرطم خرء الْحمام سذاب فوذنج حلبة يجمع بلعاب الْخَرْدَل وطبيخ الطين ويضمد بِهِ. مسيح للنفخ: دهن سذاب أوقيتان لعاب الحلبة أُوقِيَّة جندبادستر نصف دِرْهَم يحقن بِهِ. لعاب حلبة بزر كتَّان خطمي شبث بابونج إكليل الْملك دهن الخيري الْأَصْفَر وَزَاد فِي عَلَامَات القولنج قشعريرة من غير سَبَب وَأَن تكون مائله إِلَى المراق أَو تَأْخُذ موضعا كَبِيرا) علاج إيلاوس: يضْرب مَاء الْورْد ودهن حل ألف ب أَو زَيْت ثمَّ يغليان مَعَ شبث حَتَّى يتهرا ويسقى حاراً ويلقى خبز فِي مَاء ويغلى وَيخرج وَيطْعم مِنْهُ وَهُوَ حَار فَإِنَّهُ يسكن الوجع رُبمَا فاح ريح الرجيع من جَمِيع الْبدن فامرخ أعضاءه بالدهن وادلك أَطْرَافه دلكا جيدا واحقنه بطبيخ الخطمي والحلبة وبزر الْكَتَّان وتين مَعَ دهن خروع وَحل وَإِن كَانَت حرارة فَإِن ذَلِك مِمَّا يلين الزبل ويسقى من أجل الْقَيْء سماق وكمون وأقراص وإيلاوس قَالَ: القشعريرة تكون من أجل الكلى أَكثر وَمِمَّا يخص وجع القولنج حُدُوث الوجع بِشدَّة بغته

ووجع الكلى يتزيد قَلِيلا قيلاً وَيكون مرتكزاً لَا يبرح وَلَيْسَ مَكَانَهُ بكبير وَالْبَوْل فِيهِ رَقِيق أَبيض فِي مبتدء الْأَمر وَإِذا انغلق عَلَيْك فاحقن بالمسكنة للوجع بِمثل دهن البابونج وَالزَّيْت فَإِنَّهُ نَافِع من الْوَجْهَيْنِ فَإِن استفرغت لزوجة فنسكن الوجع فَهُوَ قولنج واسق مَا يفت الْحَصَى مَعَ مَا يكسر ويسكن الرِّيَاح فَإِنَّهُ ينفع القولنج بالتلطيف أَيْضا فَإِن خرج رمل فَإِنَّهُ من الكلى. للقولنج الَّذِي مَعَه قيء صفراء وعطش ولهيب: بزر خِيَار بزر قطونا سفرجل بزر خطمي يضْرب بِمَاء حَار حَتَّى يزِيد وَتُؤْخَذ رغوته خمس أوراق وسكر طبرزد أوقيتان ودهن بنفسج أُوقِيَّة خرء الذِّئْب مِثْقَال يسقى ويسقى مَاء اللبلاب وعنب الثَّعْلَب أَو الْخِيَار أَو مَاء الرجلة بقلوس خيارشنبر فِي آبزنه بنفسج ويمرخ بَطْنه بدهن بنفسج فاتر. الطِّبّ الْقَدِيم للقولنج الصعب: مَاء الأشنان الْأَخْضَر نصف رَطْل مطبوخاً فِي دهن حل أُوقِيَّة بورق خَمْسَة دَرَاهِم يحقن بِهِ. حب إِسْرَائِيل طَبِيب سُلَيْمَان بن عبد الْملك للقولنج عَجِيب جدا: شبرم سكبينج بِالسَّوِيَّةِ أنزروت شَحم حنظل نصف نصف يحل السكبينج بشراب ويحبب كالحمص الشربة خمس حبات وَاعْلَم أَن وَاحِدَة من هَذِه الْحبّ تسهل من طبيعة شَدِيدَة مرَّتَيْنِ. من كتاب الْمعدة شياف يسكن الوجع من سَاعَته: أفيون جندباستر يعْمل مِنْهُ شياف وجدت فِي كتاب يَقُول: أغلب الْحمى للوجع من الخاصرة وَقَالَ: يُؤْخَذ شمع ودهن سوسن وجندباستر ميعة فربيون فاصلح مِنْهُ لصوقاً لموْضِع الوجع.) من كتاب الْغذَاء: رَأَيْت امْرَأَة مفلوجة احْتبسَ بَطنهَا شهرا فَكَانَ الفالج فِي شقّ فَأَما الأصحاء فَلَيْسَ يحتبس بطن أحد مِنْهُم أَكثر من خَمْسَة أَيَّام وَيخرج مِنْهُم زبل بِقُوَّة وَلَيْسَ يُمكن أَن يحتبس الْبَطن مُدَّة طَوِيلَة فَلَا يرم وَلَا يعظم. الخوز: كف حلبة وَمثله من الشبث كبر مثله كمون مثله ينقع ويطبخ وَيجْعَل على نصف رَطْل ثَلَاثَة دَرَاهِم من دهن الخرطم إِلَى خَمْسَة إِذا كَانَت شَدِيدَة اليبس وَيسْتَعْمل ألف ب فَإِنَّهُ يصلح فِي كل وَقت وينوب عَن الخروع وَالْحمام جيد للقولنج والحقن فِي الشَّهْر إِذا فعلتها مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ودهن الْغَار والسوسن ودهن القرطم. شياف قوي: شَحم الحنظل أَرْبَعَة مر وَاحِد عنزروت مثله نوشادر نصف عسل مَا يجمع بِهِ يعْقد الْعَسَل إِلَى أَن يكَاد ينْعَقد وَيجمع ويشيف بِهِ. يختيشوع قرصة للقولنج: لبن شبرم سقمونيا بالسواء شَحم الحنظل مثلهَا سكبينج كالحنظل القرصة نصف دِرْهَم. أبقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة: إيلاوس يكون إِذا سخنت الْمعدة جدا وَبَردت الأمعاء والتوت وَلم ينفذ ريح ويقيء بلغماً وَآخر ذَلِك زبلاً ويعطش ويصيبه ضَرْبَان فِي الشراسيف مَعَ وجع فِي الْجوف كُله ويحم ويعرض أَكثر ذَلِك فِي الخريف وَيقتل أَكثر ذَلِك

فِي السَّابِع فتق الْمعدة بِمَاء فاتر وَمَا بَقِي بِرِفْق ثمَّ افصده فَإِن الْمعدة تبرد وضع عَلَيْهَا مَا يبردها وَإِيَّاك أَن تجَاوز الْحجاب بالمبردة وَأَجْلسهُ بِمَاء حَار إِلَى مَوضِع الْحباب ولاتجاوز بِهِ وَإِذا لم يجلس فِي المَاء فمرخه بدهن مسخن بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة وَلَا تجَاوز الْحجاب وَحمله فَتلا طوَالًا مَا أمكن واحقن بعقبها مَا يحل الزبل وَلَا يكن قوي الحدة وَلَا حاراً بِالْفِعْلِ وَلَا بِالْقُوَّةِ. لي هَذَا هُوَ المَاء والدهن والبورق الْكثير فَإِن لم يجب فانفخ بِالرّقِّ فِي دبر حَتَّى ينتفخ الْجوف واحقنه بالحقنة وسد المعقد باسفنجة لِئَلَّا يخرج وَأَجْلسهُ مَعَ الحقنة فِي مَاء حَار فَإِن قبل الحقنة سَاعَة ثمَّ يقضها فقد بَرِيء واسقه طلاءاً صرفا فَإِن لم ينْحل وأخذته حمى فَهُوَ هَالك) لِأَن الأمعاء تسترخي وَيكون ذَلِك عوناً على تلفه. د: الْإِذْخر والأفيون قَالَ ج: الجاشا كالأفيثمون إِلَّا أَنه أَضْعَف. د: ورق الأنجرة مَتى طبخ مَعَ بعض الأصداف وَأخذت مرقته حل النفخ شراب الشقيل نَافِع من القولنج. الافسنتين مَتى شرب مَعَ سنبل أَو ساساليوس حل النفخ الافسنتين إِذا عجن بدهن الْحِنَّاء والموم وضمد بِهِ الخاصرة سكن الوجع المزمن مِنْهَا وشراب الافسنتين نَافِع من تمدد مادون الشراسيف والنفخ شراب الافسنتين يحل النفخ وأوجاع الأضلاع. ج: الأنيسون هَذَا مَذْهَب للنفخ من الْبَطن وَكَذَلِكَ قَالَ أوريباسيوس قَالَ أبن ماسوية: هُوَ مُحَلل للرياح وَلَا سِيمَا إِن قلي بزر الباذروج يحل النفخ البابونج يسقى للنفخ جندباستير قَالَ د: يحل النفخ إِذا شرب بخل من الرِّيَاح. وَقَالَ ج: من كَانَ يُصِيبهُ فِي معدة أَو معاه نفخة عسرة ينْتَفع بالجندباستر إِذا شرب بخل ممزوج. د: طبيخ الدارشيشعان يحل النفخ فِي الأمعاء وَفِي الْمعدة مرق الديوك العتقة الَّذِي فِي بَاب القولنج مَعَ البسبايخ والقرطم نَافِع للنفخ فِي الْمعدة والأمعاء إِذا أسهل ألف ب بِهِ مَرَّات طبيخ الوج نَافِع من أوجاع الْجنب. فليغريوس: الوج خاصته طرد الرِّيَاح الزنجبيل يحل الرِّيَاح الغليظة فِي الْمعدة والأمعاء. أبن ماسوية: زبل الْخِنْزِير الْبري إِذا شرب بشراب شفي وجع الْجنب المزمن. د وَج قَالَ: أَنا أسْتَعْمل فِي وجع الأضلاع المزمنة من الرِّيَاح العلاج المحمر للبدن بزبل الْحمام الراعية وبزر الْحَرْف فَيقوم مقَام الْخَرْدَل الزراوند المدحرج نَافِع من وجع الْجنب إِذا شرب بِمَاء. بديغورس: خَاصَّة النَّفْع من الرِّيَاح فِي الأمعاء وأصل الزورفرا أَو بزره يذهب بالنفخ أَيْضا وَكَذَلِكَ الزرنباد وَالْحمام. بديغورس: الوج أقوى مِنْهُ فِي ذَلِك صمغ البطم نَافِع لوجع الْجنب إِذا انمسح بِهِ أَو تضمد بِهِ الْحَرْف إِذا شرب مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم مسحوقاً بِمَاء حَار حلل الرِّيَاح فِي الأمعاء حجر غاغاطيس يُخَفف بِقُوَّة وَيصْلح للنفخ

وخاصة المزمنة. قَالَ ج: الكمون يحل النفخ وينفع من الرِّيَاح الغليظة بزر الكرفس يحل النفخ وبزر القندويس قوي فِي ذَلِك جدا حَتَّى أَنه) ينفع من وجع الْجنب. د: بزر الكرفس الْجبلي وَقَالَ جالينوس: إِنَّه نَافِع يحل النفخ جدا قضبان الْكَرم الطرية مَتى أحرقت مَعَ أُصُولهَا وخلط برماده شَحم عَتيق وضمد بِهِ سكن وجع الْجنب المزمن وَقَالَ: الكرويا يطرد الرِّيَاح وخاصة من الْمعدة. جالينوس يَقُول: إِن الكاشم يطرد الرِّيَاح من الْمعدة وَكَذَا أَصله. أبن ماسوية: خاصته إذهاب النفخ من الْمعدة وخاصة مَتى خلط وَيحل الرِّيَاح الَّتِي فِي الْمعدة بزر الكراث إِذا قلي مَعَ الْحَرْف حلل الرِّيَاح من الأمعاء ويشفي وجع الأضلاع. د: اللوز المر يشرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ لوجع الْجنب والمر الَّذِي هُوَ صمغة إِذا شرب مِنْهُ قدر بقلى نفع لوجع الْجنب المزمن وَقَالَ: الْمقل مَتى شرب شفي وجع الْجنب وَحط النفخ وَقَالَ: نَحن نظن بِهِ أَنه يذهب بالنفخ الغليظ وجع الْجنب والأضلاع. أوريباسيوس: مقل الْيَهُود يحل النفخ والرياح المتعقدة فِي الْأَعْضَاء والاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار أَيْضا روفس: الناردين إِذا شرب بِمَاء بَارِد حل النفخ وأجود مَا يكون إِذا شرب بطبيخ الإفسنتين. د: نَبِيذ السكر إِذا عتق فَهُوَ جيد يحل النفخ الزقي فِي الْمعدة. أبن ماسوية: النانخة تحل الرِّيَاح ولإيرسا سكن وجع الْجنب. ج: السكبينج يصلح لوجع الجنبين. روفس: وَهُوَ أقوى شَيْء للمعي الْأَسْفَل إِذا طبخ السذاب ألف ب مَعَ شبث يَابِس وَشرب طبيخه فَهُوَ نَافِع لوجع الجنبين والخاصرة. حب العرعر يحل الرِّيَاح الْعود الْهِنْدِيّ إِذا شرب سكن وجع الْجنب. بولس: طبيخ الفوة نَافِع لوجع الْجنب. د:) أصل الفاشرا مِنْهُ بالعسل لعوق فينفع لوجع الْجنب الفلفل يحل الرِّيَاح الغليظة. ابْن ماسوية: وَالدَّار فلفل كَذَلِك والفوذنج يحل النفخ الْمُتَوَلد من الْأَطْعِمَة والصعتر وخاصة الْبري يطرد الرِّيَاح والقراقر مَتى شرب بالخل وإفسنتين حل النفخ وينفع لوجع الجنبين. ج: القفر مَتى شرب مَعَ جندباستر نفع من وجع الجنبين.

د: القنطورين الْكَبِير مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بشراب نفع من وجع الجنبين وَقَالَ: القنة يتضمد بهَا لوجع الجنبين وَتحل الرِّيَاح الغليظة. بديغورس: الراسن نَافِع من النفخ وَقَالَ ذَلِك د وَزَاد: إِنَّه يحل الرِّيَاح الغليظة من المفاصل. الراوند نَافِع من الرّيح إِذا شرب وينفع من تمدد مادون الشراسيف. د: طبيخ جمة الشبث وبزره يذهبان النفخ دَقِيق الشّعير مَتى تضمد بِهِ مَعَ بزر الْكَتَّان والحلبة والسذاب نفع من النفخ الْعَارِضَة فِي الأمعاء والشونيز يحل النفخ جدا د: الثوم يحل النفخ ويشفي أوجاع الأضلاع الْحَادِثَة عَن السدد وَالْبرد. ج: إِنَّه يحل من الْبَطن. الإسهال بالتافسيا نَافِع لوجع الْجنب المزمن وعصارته مَتى اسْتعْملت طلاءاً انفع للوجع المزمن الْخَرْدَل يحل الرِّيَاح الغليظة. ابْن ماسوية: أصل الْخُنْثَى مَتى شرب مِنْهُ درخمين بشراب نفع من أوجاع الجنبين الَّتِي من برد هِيَ الفوة الوج الْقسْط المر اللوز المر والحلو والراوئد الصيني والجنطانا الرُّومِي والزراوند الطَّوِيل مَتى شرب من هَذِه مِثْقَال أَو دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار أذهب وجع الجنبين وَإِن دهن من خَارج بدهن سوسن أَو بدهن برجس أَو بدهن ثَان فعل ذَلِك وَمِمَّا ينفع وجع الأضلاع المتقادم أَطْرَاف الكرنب النبطي وبزره جزؤ جزؤ يدق نعما ويخلط مَعَه شَيْء من شحوم الإوز مَعَ شَيْء من دهن سوسن وَيصير مَعَه شَيْء من شَحم كلى مَاعِز يوضع على الجنبين وَهُوَ حَار مسكن وَإِذا برد يسخن) وَيعود. إِسْحَاق: يحل النفخ فِي الْمعدة بالتكميد بالجاورس ويسقى طبيخ الفوذنج النَّهْرِي مَعَ عسل وَإِن كَانَ ذَلِك لبرد الْمعدة فالشراب الصّرْف نَافِع بعد يناول شَيْء يسير بشراب ننزوج وَمِمَّا يحلل الرِّيَاح الكمون إِذا قلي وَيشْرب بشراب ممزوج وبزر الرازيانج والكرفس الْجبلي والأنيسون وَإِن طبخت فِي الدّهن ومرخ بِهِ الْبَطن وطبيخ السذاب والشونيز بالدهن ينطل على الْبَطن. مَجْهُول: للنفخة فِي بطُون الصّبيان: كمون نبطي وإهليلج كابلي بِلَا نوى مِثْقَال بزر كشوثاً نصف مِثْقَال مرماحوز مِثْقَال وَنصف قصب ألف ب الذريرة مِثْقَال وَربع يدق وينخل ويلت بدهن خيري ويسقى مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء حَار أَو بشراب. حقنة تحل الرِّيَاح الغليظة وَهِي نافعة من القولنج الريحي وتسخن الْأَرْحَام الْبَارِدَة وَهِي جَيِّدَة للعلل الْبَارِدَة أَسْفَل الْجوف قَوِيَّة جدا: بزر كرفس بزر رازيانج شونيز كروياً كمون كاشم حرمل تدق وتطبخ بِالْمَاءِ حَتَّى تقوى وتحمر ثمَّ تصفى وَيُؤْخَذ حلبة وبابونج وشبث وسذاب وفوذنج وصعتر فيطبخ وَيُؤْخَذ مَاؤُهُ ويداف فِي مَاء الزُّور وَهِي حارة سكبينج جوشير يجمع

إِلَى مَاء السذاب واخلاطه وَيجْعَل شَيْء قَلِيل من دهن مرزنجوش ويحقن بِهِ. اسْتِخْرَاج من تذكرة عَبدُوس: مَاء الحرمل أدف فِيهِ جندباستر وششيئاً من دهن الياسمين واحقن بِهِ. من الْكَمَال: يُؤْخَذ حندقوقا بِمَاء حَار للنفخ فِي الْبَطن مِثْقَال وَنصف كروياً بمطبوخ صرف وَمَاء حَار. دَوَاء للنفخة: بزر النانخة بزر الكرفس سذاب بستاني يَابِس زنجبيل دارصيني كندر مصطكى قرنفل جندباستر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ فلفل أسود ثَمَانِيَة هال أَرْبَعَة يعجن بِعَسَل الزنجبيل الشربة دِرْهَمَانِ ويسقى بمطبوخ. فِي حِيلَة الْبُرْء:) النفخ الَّذِي فِي الْبَطن والأمعاء إِذا طبخ الزَّيْت اللَّطِيف الْأَجْزَاء مَعَ شراب أَو مَعَ بعض البزور المسخنة كالكمون وبزر الكرفس الْجبلي كلهَا إِذا حقن بِهِ فَإِنَّهُ فعل ذَلِك فمحجمة تعلق على ج فِي الْعِلَل والأعراض: القراقر فِي الْجوف من ريح غَلِيظَة وَمن ضعف القابضة الصَّوْت الْخَارِج من أَسْفَل إِذا كَانَ مَعَ بقبقة كَانَ مَعَ ريح رُطُوبَة والصافي يكون إِذا كَانَت الأمعاء خَالِيَة وَكَانَ فِيهَا فَوق برَاز يَابِس والمتوسط بَينهمَا فَمن حَال وسطى بَين هَاتين الْحَالَتَيْنِ وَإِن كَانَ الصرير فالأمعاء ضيقَة وَالرِّيح غَلِيظَة نافخة مَعَ رُطُوبَة يسيرَة وَالرِّيح الَّتِي تبقى فِي الْجوف إِن كَانَت سَاكِنة أحدثة نفخة وَإِن كَانَت متحركة أحدثت القراقر وَمَا كَانَ من القراقر فِي الأمعاء الدقاق. وَكَانَ من الرّيح لَطِيفَة كَانَ صَوته حاداً دَقِيقًا. وَإِن كَانَ من الرّيح غَلِيظَة كَانَ صَوتا يَسِيرا قَلِيل الدقة والحدة وَإِن كَانَ فِي الأمعاء الْغِلَاظ ولسعتها وَإِن كَانَت مَعَ رُطُوبَة رقيقَة دلّ على قيام برَاز رطب وَأما الْقيام فلحركة الرّيح وَأما رُطُوبَة البرَاز فلبقبقة. من الْعَادَات الْأَرْوَاح الَّتِي فِي الْمعدة تنفش سَرِيعا لحرارة الْموضع وسعة المجاري الَّتِي للريح واستوائها والمتولدة فِي الأمعاء وخاصة فِي القولن فعسرة مَا يتَحَلَّل لبرودة الْموضع وانفراج خلقته واستدارته وضيق مجاري ألف ب الرّيح مِنْهُ وتكاثفه. الْيَهُودِيّ: لَا يجب أَن يحتبس الرّيح فَإِنَّهُ يكون مِمَّا كَانَ مِنْهَا مَعَ برَاز رطب إِذا حبس استسقى وَيكون من الْيَابِس مِنْهَا القولنج ورد الرجيع إِلَى الْمعدة حَتَّى يخرج من الْفَم وَيكون مِنْهُ وجع الجنبين وَرُبمَا صعدت إِلَى الرَّأْس فَولدت الهوس وظلام الْعين وَقد ترتبك فِي المفاصل فتورث التشنج. إبيذيما: النفخ فِي الْبَطن الْأَعْلَى أعنى الْمعدة ويحله الجشاء إِذا استدعى وَإِن يشرب

من كوز ضيق الرَّأْس جدا قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ يتجشأ وَقَالَ: من يَنَالهُ الْبرد ويبلغ مِنْهُ يمتليء بَطْنه رياحاً. الْفُصُول: من يَنَالهُ الْبرد ويبلغ مِنْهُ يمتليء بَطْنه رياحاً وَمن كَانَ من الأوجاع الْعَارِضَة فِي أَعلَى مَوضِع من الْبَطن فَهُوَ أخف وَمَا كَانَ غائراً عميقاً فأشد وَمَا عرض فِي المراق وَجلده وَنَحْو ذَلِك فأخف. الميامر:) من يتَوَلَّد فِي بَطْنه مرّة سَوْدَاء فتنتفخ معدته فضمدها وخاصة فِي وَقت نوبَته باسفنجة مبلولة بخل ثَقِيف مسخن فَإِن بقيت النفخة فضع على معدته سذاباً رطبا مَعَ قلقنت معجون بِعَسَل أَو صَبر وشمع ودهن الآس واعطه الإيارج واطبخ حزمة جعدة فوذنجا واسقه طبيخه مَعَ عسل وفلفل وضمد الْموضع بخردل حَتَّى يحمر والمحاجم على الْمعدة ولين الطبيعة بفتيلة. أَبُو جريج: الميعة السائلة تَنْفَع من الرِّيَاح وتشك الْأَعْضَاء شربت أَو طلي بهَا وَقَالَ: السكبينج يحل الرّيح الغليظة من الْجوف الجاوشير يحل الرِّيَاح الغليظة من الْجوف الْملح إِذا خلط بخطمى وَجعل فرزجة حل القولنج أسْرع من البورق وَغَيره. أغلوقن: ترتبك الرِّيَاح البخارية الغليظة فِي الْأَعْضَاء وَخلف الأغشية وَفِي الْمعدة والأمعاء وَمن خلف الأغشية المحيطة بالعظام وبالعضل وَقد تنتفخ العضلة نَفسهَا من هَذِه الرِّيَاح مَتى كَانَت بَارِدَة حدث وجع شَدِيد وَمِمَّا يعين على امْتنَاع تحلل الرِّيَاح تكاثف الْأَجْسَام الَّتِي خلفهَا وعلاجها تسخينها وتلطيف الرِّيَاح ويجتمع لَك هَذَانِ مَتى أسخنت بجوهر لطيف وَافْعل ذَلِك بِحَسب طبيعة الْأَعْضَاء فَإِذا كَانَ مَعَه وجع شَدِيد فَاجْعَلْ ذَلِك الدَّوَاء مَعَ مسكن للوجع فَإِن حدثت فِي الأمعاء هَذِه الرّيح فَإنَّك مَتى حقنت بدهن قد طبخ فِيهِ بزور لَطِيفَة سكنت عَنهُ الوجع. ولتكن مَعَ إسخانها لَطِيفَة كالكمون والأنيسون والكاشم والأنجدان وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك برد فاطبخ فِيهَا سذاباً وَحب الْغَار وزفتا فَإِن طننت أَنه يشوب ذَلِك الوجع شَيْء من ورم حَار فاحذف هَذِه وَاسْتعْمل مَا مَعَه إسخان بالفصد والتليين والإرخاء والتحليل كالشبث وشحم البط والدجاج وَهَذَا إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا وَمَتى كَانَ يَسِيرا فالتكميد من خَارج وأجوده الجاورش لِأَنَّهُ يُخَفف وَلَا يُؤَدِّي الْموضع يثقله أَو بملح مسخن أَو بالخربق ألف ب والمحجمة الْعَظِيمَة بِنَار على السُّرَّة حَتَّى يُحِيط بهَا فِي تحلل الْبَطن والأمعاء فَإِن لم ينفع هَذَا فَعِنْدَ ذَلِك فاعدل إِلَى الأفيون وَنَحْوه وداء فلين وَإِلَّا فَلَا بُد ان يحدث عَن هَذِه الْأَدْوِيَة ضَرَر فِي تِلْكَ العضاء إِلَّا أَنَّك تُرِيدُ التَّخَلُّص من الْمَوْت لشدَّة الوجع على ذَلِك وَلَا تسْتَعْمل ذَلِك إِلَّا إِذا كَانَ العليل قد شَارف الغثي من شدَّة الوجع لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يصلح مَا حدث عَن ضَرَر هَذِه فِيمَا يعد يستعان بِبَاب حل النفخ وبباب وجع الكلى فَإنَّا قد ذكرنَا الْفرق بَينهمَا هُنَاكَ وَقَالَ: وَاسْتعْمل دَوَاء فلين بعد) سِتَّة أشهر وَمَتى كَانَت الْعلَّة فِي الْمعدة والأمعاء الْعليا فَمَا يشرب أبلغ وَفِي السُّفْلى بِمَا يحقن بهَا وَإِذا كَانَت هَذِه النفخ فِي

المفاصل وبرؤوس العضل فضمد بزفت وصمغ البطم ومخ الْأسد بالضماد الْمُتَّخذ من وسخ الْحمام والبزور بِالْجُمْلَةِ كل خلط من أدوية قَوِيَّة التلطيف وملينه. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: إِذا كَانَ القولنج من خلط لَهُ حِدة وحرارة ملتصقاً بالأمعاء فَلَا تسْتَعْمل أدوية ملطفة فَإِنَّهَا تضر والمخدرة هُنَا تسكن الوجع بالتخدير وتغلظ الْمَادَّة وتجففها وَهَذِه رطوبات حارة فتنفع لذَلِك وتغلظها وتسكن حرهَا القوى وَمَتى كَانَ القولنج من الرطوبات غليطة لزجة فَهِيَ أشيد مَا يكون فاحذر فَإِن هَذِه الأخلاط لَا تكَاد توجع وَحدهَا لَكِن رُبمَا يخالطها ريح نافخة وَلَا تَجِد مخلصاً فتوجع لذَلِك وَإِنَّمَا يعرض هَذَا إِذا كَانَت هُنَاكَ سخونة تحلل هَذِه فتجعلها رياحاً غَلِيظَة فتجمع بَين طبقتي المعي وَلَا تَجِد مسلكاً وَأكْثر مَا يحدث هَذَا الضَّرْب فِيمَن يكثر من الطعمة الْبَارِدَة الغليظة وَإِن شرب هَذِه الْأَدْوِيَة المخدرة سكن تكاثفاً لبرودة الْأَدْوِيَة وأعسر فِي تَحْلِيل مَا تحْتَاج إِن تحلل مِنْهَا والخلط الَّذِي فِيمَا بَينهمَا يصير أغْلظ وأعسر فَإِن هاج الوجع ثَانِيَة بأشد مَا كَانَ اضطررت إِلَى سقيه من المخدرة ثمَّ يؤول الْأَمر إِلَى السقية مَا ذكرنَا ويهيج كل مرّة أَشد لِأَن هَذِه تزيد فِي بردهَا حَتَّى تصير إِلَى حَال لَا يبرأ فَلهَذَا يخدر من المخدرة فِي هَؤُلَاءِ القولنج الْحَادِث عَن أخلاط لَطِيفَة حارة تستفرغ أَو تعدل مزاجها فَإِن لم يُمكن هَذِه احتجت أَن تخدر حسها لِأَن التخدير نَافِع فِي المداواة أَيْضا يدل هَذَا التَّدْبِير والمسخنة والعطش وَغير ذَلِك وَلَا يجب أَن يعالج القولنج والوجع الْحَادِث فِي الأمعاء عَن اخلاط غَلِيظَة إِذا كَانَت مرتكبة فِيمَا بَين طبقتي المعي لَكِن يجد مخلصاً ثمَّ يرجع فَلَا يعالج هَذِه بِمَا يسخن إسخاناً قَوِيا من النطولات والأضمدة وخاصة إِذا كَانَت الأخلاط كَثِيرَة لِأَنَّهَا تذيب تِلْكَ الخلاط الف ب وتجعلها ريَاح وَلَا تبلغ قوتها أَن تحلها فتشتد الوجع وَلذَلِك نجد قوما يَقُولُونَ إِنَّه يهيج وجعهم إِذا حقنوا وتطلوا وَلَكِن أنضج وَقطع بالملطفة وبالقليلة الإسخان وَمَا فِيهِ تَحْلِيل الرِّيَاح وَأما من يصابر على الْجُوع ويصبر على ترك الْغذَاء مُدَّة طَوِيلَة فَهَذَا أفضل مَا عولج بِهِ وأمنه عَاقِبَة. رَأَيْت من الحراثين رجلا كَانَ إِذا أحس بوجع القولنج شدّ وَسطه من وقته وَكَانَ فَبل ذَلِك لَا يشده وَيَأْكُل ثوماً مَعَ خبز يسير وَيعْمل عمله وَحده ويدمنه وَيتْرك الْغذَاء يَوْمه أجمع فَإِذا أَمْسَى شرب شرابًا صرفا أَو قَرِيبا من الصّرْف ونام وَلم يَأْكُل وَيُصْبِح فِي عَافِيَة والثوم يحل الرِّيَاح حلا) قَوِيا أَكثر من كل شَيْء يحلهَا وَلَا يهيج عطشاً الْبَتَّةَ من لحقه وجع أمعائه وَلم تكن مَعَ ذَلِك حمى فالثوم جيد لَهُ والترياق وَأما إِذا كَانَ مَعَ حمى فالتكميد بحاورش فَإِن لم يسكن فاحقن بِزَيْت قد طبخ فِيهِ بزور مَعَ شَحم بط مرآت أَو شَحم دَجَاج وَإِن لم يسكن فاخلط بالحقنة أكبر من الباقلي يقليل من أفيون وَمثله جندباستر وزيت

قوطولي وَاحِد وَهُوَ تسع أَوَاقٍ واطل صوقة بأفيون وجندباستر معجونين بِزَيْت قد طبخت فِيهِ البزور ويستدخله كثيرا فَإِنَّهُ أَجود كلما استدخله إِلَى فَوق وَليكن فِي طرفه خيط يُخرجهُ مَتى شَاءَ. فليغريوس: ادللك صَاحب القولنج دلكا رَفِيقًا طَويلا وتدلك ساقاه دلكا شَدِيدا قَوِيا واحقنه بِمَاء قد طبخ فِيهِ الحلبة أَو بِمَاء طبيخ الْخَبَّازِي أَو بدهن السذاب والكمون المقلى مَعَ جندباستر وضمده بضماد فربيون وعاقرقرحاً وفلفل وَإِن شِئْت ادهنها فجيد تمريخه بِهِ. الْأَعْضَاء الألمة: القولنج يُقَال على الْحَقِيقَة إِذا كَانَ حُدُوثه من خلط بلغمي وَيُقَال بالأستعارة إِذا كَانَ من خلط مرارى ويستدل على المراري أَنه يضرّهُ اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الحارة ويجد وجعاً ينخس أَو يلذع وَينْتَفع بأَشْيَاء معتدلة. قَالَ: الْأَعْرَاض الْحَادِثَة فِي القولنج أَن يكون الوجع كثقب المثقب وَيخرج مَعَ الثفل خلط غليظ والقيء والغثى والعرق ورياح كَثِيرَة ورجيع منتفخ يطفو على المَاء وَعدم الاستمراء وَقلة الشَّهْوَة قبل الوجع ومغس وتمدد والمراق والوجع الْحَادِث فِي المعي إِن كَانَ شَدِيدا فَهُوَ فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَإِن كَانَ شَدِيدا فَهُوَ فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَإِن كَانَ يَسِيرا فإمَّا يكون فِي الدقاق أَو فِي الْغِلَاظ إِلَّا أَنه خلط يسير جدا. الْيَهُودِيّ: القولنج يكون إِمَّا من يبس الثفل والثفل يتيبس إِمَّا من يبس الْأَطْعِمَة أَو من شدَّة حر الكبد أَو من أجل حرارة الْحمى أَو من كَثْرَة صفراء تنزل فِي الأمعاء أَو من ريح غَلِيظَة أَو من بلغم كثير يجْتَمع فِي المعي أومن حَصى تتولد فِي الأمعاء أَو من يبس لبطن وهزاله أَو من دود أَو من ضعف العضل الَّذِي على الْبَطن ألف ب وَاعْلَم أَن مَا يبس جَمِيع أَجنَاس النجو فَهُوَ قولنج. وَقَالَ: لَا يحبس النجو وَالرِّيح وَلَا يتْرك الطَّبْع بفرط يبسه لِأَنَّهُ يُورث القولنج وتعاهد كل نوبَة مِنْهُ قبل كَونه فالريحي أَدَم سقيه صَاحبه بزوراً طاردة للريح ومخرجة للبلغم من حب الصنوبر) وشحم الحنظل والصفراوي بِمَا يُخرجهَا ويرطب المعي دَائِما بأطعمة وأدهان وخيارشنبر ودهن لوز حُلْو قَالَ: وَجلد النامور إِذا شدّ على الْبَطن نفع والخراطين تطلق يبس الْبَطن ويسقى مِنْهَا دانق وَقد يضمدون بشحم الحنظل والسقمونيا ومرارة الْبَقر تطلى بِهِ السُّرَّة كلهَا وَاجعَل ماءاً حاراً فِي جرة فِي أَسْفَلهَا ثقب وَيرْفَع إِلَى فَوق كثيرا وينطل على الْبَطن على مَوضِع الوجع فَإِن حبست أَنه من دود فاسقه مَا يخرج الدُّود وَمَتى توهمت حَصَاة فَاسق الإيارج ودهن الخروع فَإِنَّهُ يُخرجهُ. قَالَ: جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر: القنبرة إِذا شويت وأكلت نَفَعت من القولنج. من الحقن لروفس وينسب إِلَى ج: الْبُقُول الْبَارِدَة واليابسة والهواء الْبَارِد يعرض مِنْهُ وجع القولنج وعلاجه بالتكميد والضماد الْحَار ويداوم التكميد لِأَنَّهُ إِن كمد قلبلاً زَاد فِي الوجع لِأَنَّهُ يهيج رياحاً وَلَا يبلغ أَن يحللها وَاعْلَم أَن القولنج إِذا قويت أدويته الَّتِي فِي

الحقنة فكثيراً مَا يُورث ذوسنطاريا وخاصة الْأَدْوِيَة الحارة الجاذبة للسوداء والمتحمل للقولنج من الْأَدْوِيَة المسهلة الموجدة فليحتمل ملحاً درانياً شياقة أَو غير أَو بورقاً أَو نطروناً وَيحْتَمل أَيْضا مَاء البصل فِي صوفة أَو عصارة الثوم أَو الكراث أَو زبل الفار أَو لبن التوت والحلتيت والقطران ويحقن بِهِ إِلَّا أَنه لَا يحْتَملهُ إِلَّا القوى المقعدة وَيُؤْخَذ مِنْهُ جزؤ وَمن الدّهن جزءان فيحقن بِهِ فَإِن كَانَ القولنج من ورم فِي الأمعاء فَخذ من دهن الْغَار جزئين وَمن الزَّيْت جزاءاً فاحقنه فاتراً وَاسْتعْمل الأشياف مدهونة لِئَلَّا تخرج عَن المعقدة وَلَيْسَ كل اتباس بطن يحْتَاج إِلَى الحقن فَإِن الَّذِي يعقب قُرُوح المعي والكائن عَن ضعف الْمعدة لايحتاجان إِلَى ذَلِك لَكِن إِلَى علاج الْمعدة والأمعاء لِأَن صَاحب الأمعاء لشدَّة تزحره ترم أمعاؤه فَيكون مِنْهُ احتابس الثفل وَعند ذَلِك مَا يحْتَاج إِلَى مَا يحلل الورم ويسكن الوجع إبيذيماً فِي قصَّة المنكوب على الوجع قَالَ: إِنَّه قد علم أَنه قد سقيت رجلا بِهِ القولنج من دَوَاء فلين فسكن وَجَعه على الْمَكَان وَهَذَا يكون فِي الْأَكْثَر من تخم وَبرد. جورجس قَالَ: يخرج قبل الرّيح زبل رطب لزج ثمَّ يحتبس الزبل أصلا قَالَ: فأخص الْأَدْوِيَة بِهِ نفعا لَهُ حب الباغنست قَالَ: ويعظم نفع الضماد الْمُتَّخذ من أفيون وَلبن لِأَنَّهُ يسكن الوجع ألف ب عَاجلا.) إيذيماً: القولنج يكون من ورم أَو ريح غَلِيظَة نافخة بَارِدَة أَو من خلط بَارِد أَو من خلط حَار لذاع أكال وَبِالْجُمْلَةِ من سوء مزاج غَالب على الأمعاء. أَجود الدوية لتسكين وجع القولنج الفلونيا ثمَّ أدوية البزور مثل هَذَا: أنيسون سِتَّة أَجزَاء بزر كرفس اثْنَا عشر جزاءاً فلفل خَمْسَة أجزاءاً دَار فلفل مثله مر سِتَّة سنبل أَرْبَعَة جندباستر ثَلَاثَة زعفران بزر كرفس جبلي أَرْبَعَة إذخر ثَلَاثَة أفيون سِتَّة دارصيني وَاحِد يعجن بعد الدق وَالنَّخْل بِعَسَل فائق الشربة جوزة بِمَاء حَار. آخر أَنا أستعمله فِي إيلاوس عَجِيب فِي ذَلِك اسْقِهِ مِنْهُ فِي جَمِيع أوجاع القولنج الشَّديد قدر باقلي مَعَ مَاء بَارِد: فلفل أَبيض أَرْبَعُونَ جزاءا أفيون عشرُون جزاءاً زعفران عشرَة سنبل فربيون عَاقِر قرحاً جزءان من كل وَاحِد يعجن بمطبوخ الشربة جوزة بِمَاء فاتر أَو على قدر البندقة. من كتاب الْمعدة لجنين ضماد للنفخ والقولنج: حلتيت جندباستر قيروطي بدهن سذاب أَو زنبقاً يعْمل ضماداً. شيافة تسكن الوجع الشَّديد من القولنج: أفيون جندباستر يعجن الْجَمِيع وَيحْتَمل. أَبُو جريج: السكبينج جيد للقولنج وَقَالَ: الجوشير جيد للقولنج الْبَارِد ويسهل الطبيعة وَيحل القولنج سَرِيعا بطبيخ ديك هرم بملح كثير وشبث ودهن حل وَيجْعَل فِي الْقدر بسبايج مِقْدَارًا كثيرا وَكَذَا من لب القرطم ويحسى مَا أمكن حَتَّى ينتفخ بَطْنه ثمَّ تحمله والبطن منتفخ.

شيافة يَجْعَل فِيهَا شَحم حنظل ويطلى على السُّرَّة والبطن. ضماد مَعْمُول من شَحم الحنظل الرطب مَرَّات فَإِنَّهُ لَا يتَأَخَّر إِطْلَاقه. من كتاب ينْسب إِلَى هرمس: مَتى سقى من قرن إيل ملعقة بِمَاء الْعَسَل للقولنج فَإِنَّهُ لَا يرَاهُ أبدا. الْأَعْضَاء الألمة: وجع قولنج لَا يُمكن أَن يفرق بَينه وَبَين وجع الْحَصَى فِي مجاري الْبَوْل والكلى فِي أول مَا يَبْدُو وَلَا يضر ذَلِك فِي العلاج لِأَن الْغَرَض حِينَئِذٍ تسكين الوجع وَهِي أَشْيَاء عامية لَهما وَهِي التكميد من خَارج وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فالمخدرة كدواء فلين قَالَ: ووجع الْحَصَى رُبمَا بَال صَاحبهَا دَمًا وَرُبمَا خرجت ويرسب فِي الْبَوْل رمل وَهِي مَعْدُومَة فِي القولنج وَمَعَ القولنج نفخ وتمدد ورياح) ومغس وغائط ريحي منتفخ كأخثاء الْبَقر ويطفو فَوق المَاء ويسبق كَونه ضعف الشَّهْوَة وَسُوء الاستمراء ثمَّ يستحكمان فِي وَقت الْعلَّة وقوتها وَفِي الْأَكْثَر لابد أَن يتَقَدَّم عِلّة القولنج بطأ الاستمراء أَو النفخ الْكثير ويعرض من القولنج قيء وتهوع وَهُوَ غثى بِلَا قيء يخرج ويدوم بِهِ مُدَّة طَوِيلَة ويحس فِيمَا دون الشراسيف يلذع وقلق وضجر قَالَ: وجع القولنج الَّذِي مَعَه تَأْكُل ألف ب ولذع يكون من خلط لذاع وَيدل على ذَلِك أَن هَذَا الوجع يتقدمه دَائِما قُرُوح الأمعاء. الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ قوم إِنَّه لَا يُمكن وجع القولنج من الْجَانِب الْأَيْسَر ولعمري انه الْأَيْمن أَكثر وَالْفرق بَين وجع القولنج ووجع الكلى فِي أول الْأَمر عسير إِلَّا أَنَّك فِي ذَلِك الْوَقْت وَهُوَ وَقت النّوبَة لَا تخْتَلف مداوتها وَلَكِن سل وتفقد الْأَعْرَاض الْغَالِبَة وَاعْلَم أَن فِيهَا غثياً وقيئاً وتهوعاً لإلا أَنه فِي القولنج أَشد وأدوم ويتقيئون أَكثر وَالْخَارِج بالقيء هُوَ شَيْء بلغمي فَاسد وطبائعهم تحتبس اكثر حَتَّى أَنه لَا يخرج مِنْهُم الرّيح فضلا عَن غَيرهَا وَلَا يتجشئون ويجدون كثيرا الوجع فِي أَجزَاء مُخْتَلفَة أَشد والوجع من الكلى لَا يزَال مرتكزاً فِي مَكَان وَاحِد إِذا كَانَ مَوضِع الوجع أَعلَى من مَوضِع الكلى وَظَاهر أَنه قولنج وَإِن كَانَ فِي مَوضِع الكليتين ومرتكزاً فِي مَوضِع وَاحِد لم يُمكن أَن يسْتَدلّ بِمَا ذكرنَا فَانْظُر مَعَ ذَلِك إِلَى الْبَوْل فَإِنَّهُ يكون فِي ابْتِدَاء وجع الْحَصَى فِي غَايَة الصفى والمائية كَمَا أَنه فِي الْأَيَّام بعد ذَلِك يرسب فِيهِ بَوْل رملي والطبيعة إِن لانت فِي وَقت مَا فِي علل القولنج فَإِنَّمَا يخرج ثفلاً يَابسا وَأَصْحَاب القولنج يتفرحون بالحقن المرخية ويجدون لَهَا رَاحَة وَأكْثر من تفرح أَصْحَاب الكلى وَرُبمَا خرج من الحقنة شَيْء من خلط زجاجي فَهَذَا الوجع على الْمَكَان وَهَذَا الْخَلْط فِي غَايَة الْبرد يجده من حسه بَارِدًا بِالْفِعْلِ وَكَذَا يسكن وجع أَصْحَاب الكلى إِذا خرجت حصاته وعسر تميزه فِي

وَقت الوجع لَا يضر لِأَنَّهُ ذَلِك الْوَقْت إِنَّمَا يداويان جَمِيعًا بالأدوية المسكنة للوجع وَلَكِن إِلَى أَسْفَل وقولن يصعد إِلَى فَوق حَتَّى أَنه مَرَّات كَثِيرَة يلتزق بالكبد وَالطحَال وَأَنا أرى أَن قَول من قَالَ: إِن جَمِيع الوجاع الشَّدِيدَة الْحَادِثَة فِي الْبَطن قولنج قَول مقنع جدا. لِأَن الوجع الْحَادِث إِذا كَانَ شَدِيدا إِنَّمَا هُوَ أَن يحدث فِي طَبَقَات الأمعاء الْغِلَاظ إِذا وجرمها كثيف وجرم المعي الرَّقِيق سخيف رَقِيق لَا يُمكن أَن ينضغط الرّيح فِيهِ وتمدده شَدِيدا عسر التَّخَلُّص كَمَا يُمكن ذَلِك فِي الْغِلَاظ أَذَى وجرمها كثيف وجرم المعي الدَّقِيق سخيف رَقِيق لَا يُمكن أَن ينضغط فِيهِ الرّيح وتمدده تمديداً شَدِيدا على التَّخَلُّص كَمَا يُمكن ذَلِك فِي الْغِلَاظ أَذَى وجرمها) كثيف وجرم المعي الرَّقِيق سخيف رَقِيق لَا يُمكن أَن ينضغط فِيهِ الرّيح وتمدده تمديداً شَدِيدا عسر التَّخَلُّص كَمَا يُمكن ذَلِك فِي الْغِلَاظ لِأَن الرّيح إِذا ارتكبت فِي الْغِلَاظ عسر تخلصها مِنْهَا لكثافتها. الْأَعْضَاء الألمة: قد رَأَيْت المعي الْمُسَمّى قولن قد جمع مُدَّة غير مرّة فبطه بعض الْأَطِبَّاء بِجَهْل مِنْهُم أَنه قولن وَبَعْضهمْ يعلم أَنه عِنْد الحالب وبريء بسهولة وَلم يعرض مِنْهُ شَيْء رَدِيء. لي يجب أَن تنظر هَذَا وتبحث عَنهُ. ألف ب الْعِلَل والعراض: قد يعرض فِي الْمعدة والمعي عِنْد شدَّة احتباس الثفل بارادة من الْإِنْسَان واحتماله أَذَى ذَلِك أَن يتمدد وتضعف قوتها الدافعة كَمَا يعرض فِي المثانة. جندباستر أفيون عسل خَرْدَل شيطرج نانخة شونيز خرء الذِّئْب شَحم حنظل ويسقى مِنْهُ دِرْهَم وللحار: وَورد نيلوفر خرء الذِّئْب صمغ خطمي رب السوس كثيراء سقمونيا يسقى مِنْهُ مِثْقَال مَا يشرب لهَذِهِ الْعلَّة الحارة: تين مخيطة يطْبخ ويداف فِيهِ خيارشنبر وَيصب عَلَيْهِ دهن لوز مر وَيشْرب. حقنة لينَة بَارِدَة مسكنة للذع: بنفسج شعير مهروس نخالة خطمى تين سلق فانيذ ملح شَحم بط بنفسج لعاب بزر قطونا يهيأ على مَا يجب. وللقولنج الريحي: يحقن بقطران وجندباستر. الطَّبَرِيّ: اللوز الحلو نَافِع مِنْهُ. سرابيون: قد يكون القولنج مَعَ ورم فِي الأمعاء وَرُبمَا كَانَ بِلَا ورم وَيكون من فلغموني فِي الأمعاء أَو من ثفل يَابِس تحجره مَادَّة صفراوية أَو من أخلاط غَلِيظَة. وَيكون فِي ابْتِدَاء القولنج غثى واحتباس. الثفل والرياح ووجع وعرق بَارِد بعد أَن تفصل هَذِه من وجع الْكُلِّي. لي كَانَت فضوله بِمَا تقدم وَلم تزد شَيْئا. قَالَ: وَإِن كَانَ القولنج مَعَ حرارة وفلغموني فِي الأنعاء حدث مَعَه عَطش وَحمى ولهيب وخاصة مَعَ الفلغموني فِي الأمعاء ويتقدم ذَلِك التَّدْبِير المولد للمرار وَالنّصب فَإِن كَانَ من بلغم غليظ زجاجي كَانَ مَعَه برد الطراف وتمدد الأمعاء) الَّتِي فِيهَا محتبسة وَقد يَدُوم الوجع وَلَا يتهيأ أَن يستفرغ بسهولة والثفل خام

والخلط الغليظ والتمدد بِالرِّيحِ وَإِن كَانَ من الفلغموني افصد وَإِن حدث مَعَه عسر الْبَوْل لعظم الورم باشتراك المثانة فافصد الصَّافِن واسق مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب والخبازي وَمَاء الشّعير وضمد الْبَطن بالبنفسج والبابونج وإكليل الْملك وَالَّذِي من خلط مراري عالجه بحقنة لينَة تستفرغ المرار ثمَّ بِمَاء الشّعير والأمراق اللينة الَّتِي تعدل وَمَاء الشّعير واعطه سقمونيا وَحب الصَّبْر ثمَّ اغذه بمرق فروج سمين وشحم البط ومحوها والاخلاط الغيظة بحب السكبينج وَنَحْوه والريحي بالبزور المحللة للرياح وَإِن أَعْطَيْت فِي بعض الْأَحْوَال فَلَا تكونن قَوِيَّة التبريد فَإِنَّهَا تغلظ الْعلَّة وَلَا تَبرأ إِلَّا فِي مُدَّة طَوِيلَة واخلط فِي الحقن من الجندباستر نصف دِرْهَم وَاجعَل فِي الأدهان حلتيتاً ودهن بِلِسَان ومرخ بِهِ الْبَطن واحقن بطبيخ الشبث والسذاب تمسحه بدهن السذاب ويحتمله وينفع من هَذَا الوجع ألف ب التكميد بحاورش وَشرب دهن الخروع بالإيارج والاستفراغ فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام بحب السكبينج وَحب التناغست واكل الثوم نَافِع من الوجع الريحي وَالَّذِي فِي الْغَايَة فليستعمل إِلَّا أَن يكون حمى وطبيخ الكراث المهروس وطبيخ القنابر والديوك الهرمة والحقن الحادة المتخذة من قنطوريون وشحم حنظل وحك وبابونج وإكليل الْملك والشبث والحبة وبزر الْكَتَّان والتين والنخالة والمقل والجوشير والسكبينج ودهن الخروع ومرارة الثور وَالْعَسَل والمري وَإِن حقن بطبيخ قثاء الْحمار مَعَ مري وَعسل نفع وحلل سَرِيعا فِي آبزن قد طبخ فِيهِ مرزنجوش وورق الْغَار وشيح وكرنب ويدهن الْموضع بدهن سذاب وناردين وبابونج وَإِن كَانَ القولنج من زبل يَابِس فالأمراق والأغذية المرطبة والحقن الملينة من أَسْفَل وزبل الذِّئْب فِي هَذَا الْموضع لَهُ خَاصَّة أَخذ وعلق عَلَيْهِ وَيكون مَعَ الورم احتباس الْبَوْل فِي الْأَكْثَر فَإِن رَأَيْت فِي القولنج احتباس الْبَوْل مَعَ لهيب وحرارة وَبرد فِي الْأَطْرَاف وثبات الوجع فِي مَكَانَهُ فلاتشك أَن فِي الأمعاء ورماً. أبن ماسوية: عَلامَة الَّذِي من ورم احتباس الْبَوْل فافصد الصَّافِن وَأخرج الدَّم مرّة بعد أُخْرَى فقد فعلنَا هَذَا مرار فدر الْبَوْل ولانت الطبيعة مَعًا وَالَّذِي من ريح أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُ محجة على الْبَطن فَأَنَّهَا عجبية فِيهِ. وَإِذا حدست أَنه من ورم حَار فاحذر الْأَدْوِيَة والحارة فِي أول المر فَإِنَّهُ ينْتَقل إِلَى إيلاوس لَكِن عَلَيْك بالفصد من الذِّرَاع وَإِخْرَاج الدَّم مَرَّات والأشياء اللينة وَبعد ذَلِك إِن احْتبسَ الْبَوْل فافصد الصَّافِن.) مَنَافِع الْأَعْضَاء: الَّذين لَا يخرج البلغم الْمُتَوَلد فِي معدهم بالصفراء الَّتِي تنصب فِي الأمعاء كل يَوْم فَأُولَئِك لَا يُؤمن عَلَيْهِم القولنج الصعب جدا وَقد ذكرنَا علاماتهم فِيمَا تقدم. سرابيون: أفيون بِمَاء الخس وَيحْتَمل فِي صوفة احْتِمَالا كثيرا أَو يُؤْخَذ أفيون

وجندباستر يحْتَمل شياقة وَهَذَا مجرب خير من الأول وَهَذَا جيد للزحير الديك الْعَتِيق يخرج مَا فِي بَطْنه ويحشى ملحاً ويخلط ويطبخ بِعشْرين قوطولي حَتَّى يبْقى ثلثه وَيشْرب للقولنج وَقد يَجْعَل مَعَه قرطم وبسبايج أَو كرنب نبطي فَيكون أقوى. أبن مَا سوية: ليطبخ هَذَا الديك مَعَ أصُول كراث النبطي وَمَاء القرطم والشبث والكمون والهليون خاصته النَّفْع مَعَ وجع القولنج. أبن ماسوية: زبل الْحمام نَافِع للقولنج. د: إِن شرب بخل أَو شراب زبل الذِّئْب يشفي من القولنج سقيا وتعليقاً إِذا لم يكن هُنَاكَ ورم وَيشْرب ألف ب للأحتراس مِنْهُ على هَذِه الصّفة الَّتِي فِي الْأَدْوِيَة المفردة زعم ج أَنه عاين ذَلِك وَجَربه فَوَجَدَهُ عجيباً جدا وَقَالَ: أَنا أسْتَعْمل زبل الْحمام الراعية مَعَ بزر الْحَرْف ضماداً ليقوم بدل ضماد الْخَرْدَل فِي القولنج المزمن. ج: كَانَ طَبِيب يسقى من خرء الدَّجَاج بشراب معسل للقولنج أَو بشراب وبالماء فينفع. بولس: قد يقتل الزبيق حَتَّى يصير كالرماد ويسقى للقولنج الْحَرْف إِن شرب مِنْهُ اربعة دَرَاهِم أَو خَمْسَة مسحوقاً بِالْمَاءِ نفع وخاصة إِن سحق وَشرب بِمَاء حَار نفع من القولنج. أبن مَا سوية: الْحِنْطَة كَمَا هِيَ إِن طبخت بِمَاء وأدخلت فِي الحقن نفع من القولنج. د: بزر المقدونس جيد للنفخ فِي القولن وَقَالَ: أصل الكراث النبطي إِذا أَخذ مِنْهُ إسفيذباجاً بدهن قرطم ودهن لوز حُلْو وشيرج نفع من القولنج. أبن ماسوية: خَاصَّة إِذا اسْتعْمل مِنْهُ أَصله) نفع من الرّيح الغليظة والبلغم اللزج وتليين الطبيعة. اللوز المر مَتى لعق مِنْهُ قدر جوزة بِعَسَل أذهب نفخ القولن اللوز المر نَافِع من القولنج. أبن ماسوية: نَبِيذ السكر إِذا عتق نفع من القولنج إِذا شرب على الرِّيق مَعَ دهن لوز حُلْو. أبن ماسوية: السمسم نَافِع من وجع القولنج. يوحنا بن ماسوية قَالَ قَالَ روفس: السذاب أَنْفَع شَيْء للمعي الْأَسْفَل. وطبيخ السذاب فِي زَيْت إِذا حقن بِهِ جيد لنفخ القولنج. بديغورس: فلقلويه خَاصَّة النَّفْع من القولنج من القلونج الْبَارِد. الصدف مَتى دق بعظامه وَأكل مَعَ شَيْء يسير من مرى أَبْرَأ القولنج. د: القنابر مَتى أكلت نَفَعت من القولنج د وَقَالَ ج: يَنْبَغِي أَن يطْبخ إسفيذباجا ويدمن أكلهَا مَرَّات كَثِيرَة وخاصة مرقتها وَقد جربت ذَلِك فَوَجَدته نَافِعًا. ابْن ماسوية: لَحمهَا بعقل

ومرقها يلين وَقَالَ: رجل الْغُرَاب جيد أَصْلهَا ينفع من القولنج إِن أكل. بولس: كَعْب الْخِنْزِير مَتى كلس وَشرب نفع وحلل ورم القولن. د: الملوكياً من أَطْعِمَة أَصْحَاب القولن الْحَار الْيَابِس اسْتِخْرَاج قَالَ د: لِأَنَّهَا تَنْفَع الأمعاء. أبن ماسوية الْأَدْوِيَة النافعة للقولن: يسقى دِرْهَمَيْنِ من لوز مر مقشر من قشريه مَعَ مِثْقَال من خرء الذِّئْب بِمَاء قد طبخ فِيهِ دارشيشعان أُوقِيَّة وَمَاء ثَلَاثَة أَربَاع رَطْل يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى يذهب الثُّلُثَانِ وَيطْعم مرق ديك عَتيق وَمر القنابر محشوة بسذاب وكمون وشبث وملح وَالشرَاب مَاء عسل مطبوخ وإيارج فيقرا ينفع من هَذَا الدَّاء جدا وبخاصة نقيعه إِذا انفع بِمَاء الْأُصُول وَكَذَلِكَ دهن الخروع إِذا كَانَ اسحاق بن حنين: إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا بلذع ومغس فالعلة من فضل حَار قد مَال ألف ب إِلَى الأمعاء فاغسلها بحقنة من مَاء الشّعير ودهن بنفسج أَو ورد ويتجرع ماءاً حاراً مَعَ دهن لوز حُلْو ومرق إسفيذباج مَعَ لباب خبز سميذ فَإِن كَانَ مَعَ الوجع تمدد فَهُوَ ريح غَلِيظَة فأجود شَيْء لَهُ الثوم يَأْكُلهُ إِن لم تكن حمى والترياق أَيْضا وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فبالحقن من الَّتِي تطبخ فِيهَا البزور المحللة للرياح وَمَتى أردته أقوى فَاجْعَلْ فِيهِ الجندباستر وأطعمه من القنابر إسفيذباجاً بشبث وملح وكراث نبطي وَإِن كَانَ الوجع لَيْسَ بالشديد فَهُوَ فضل غليظ لزج بَارِد فايارج مَعَ) أغاريقون وبناست ومقل الْيَهُود وَمَاء الصول أَو دهن الخروع والحقن بالأدوية الَّتِي يَقع فِيهَا السبينج والجوشير. مَجْهُول للقولنج الْحَار: يتعرق فِي الْحمام وَهَذَا عِنْدِي خطأ ثمَّ قَالَ: وَيقْعد فِي الآبزن وَقد طبخ فِيهِ بنفسج ونيلوفر وورق القرع وقطعه وورق خطمى وشعير أَبيض وورق خشخاش ويحقن بِهَذِهِ الحقنة: بنفسج نيلوفر شعير مقشر خطمى أَبيض أصل الخطمى من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم سبستان ثَلَاثُونَ عناب عشرَة زبيب بِلَا عجم ثَلَاثُونَ يطْبخ الْكل بِخَمْسَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَيبقى مصفى يُؤْخَذ مِنْهُ خمس أوراق وَيجْعَل فِيهِ سكر أَحْمَر خَمْسَة عشر درهما ودهن بنفسج عشرُون ومرى عَتيق أُوقِيَّة ويعالج بِهِ وَطَعَامه إسفيناخ وسرمق ولباب ومرق الديوك الْعَتِيق والقنابر وَلَا يَأْكُل لحومها مَتى كَانَت حمى وَشَرَابه مَاء السكر يُؤْخَذ سكر أَبيض جُزْء وَمَاء جزءان يطْبخ وَتُؤْخَذ رغوته ويسقى. لي اسْتِخْرَاج وَهِي حقنة لَهَا قُوَّة وَلَيْسَت لَهَا حرارة كَثِيرَة للقولنج الْحَار والحمى: أصل السوس والمحكوك عشرُون درهما تَرَبد بسبايج خَمْسَة أصل قثاء الْحمار ثَلَاثَة شَحم حنظل دِرْهَم يطْبخ بِعشْرَة أَمْثَالهَا من المَاء حَتَّى يبْقى الْعشْر وَيُؤْخَذ مِنْهَا خمس أَوَاقٍ فَيجْعَل مَعهَا أُوقِيَّة من دهن بنفسج ويحقن بِهِ. قَالَ: صَاحب الْكتاب الْمَجْهُول وألزم فِي القولنج الْحَار هَذَا الدَّوَاء على الرِّيق: مَاء

اللبلاب المعصور بِمَاء الرجلة وَمَاء القرع أُوقِيَّة أُوقِيَّة لب خيارشنبر أُوقِيَّة دهن لوز حُلْو ثَلَاثَة دَرَاهِم اسْقِهِ فِي كل يَوْم على الرِّيق والقولنج الَّذِي مَعَه برد ألزمهُ مَاء الْأُصُول مَعَ صَبر نصف مِثْقَال ودهن خروع ثَلَاثَة وَيجْلس فِي آبزن شبث وإكليل الْملك وبابونج وشيح ونمام ومزرنجوش ويدهن مَوضِع الوجع بناردين ودهن سوسن ودهن نرجس وَطَعَامه قنابر وكراث نبطي ولعاب قرطم وَشَرَابه مَاء الْأُصُول بالأفاؤيه ويسقى بِاللَّيْلِ حِين ينَام هَذَا المعجون صفته ألف ب إيارج دِرْهَمَانِ بزر النانخة أَرْبَعَة بزر كرفس وبزر رازيانج كمون أنيسون مصطكى حرمل ثَلَاثَة مَثَاقِيل أغاريقون ثَمَانِيَة مَثَاقِيل تَرَبد عشرَة دَرَاهِم سكبينج جوشير أشج مِثْقَال مِثْقَال يلت بدهن لوز مر ودهن مشمش. شربة للقولنج من ريح غَلِيظَة جَيِّدَة جدا:) تَرَبد خَمْسَة دَرَاهِم إيارج مِثْقَال بزركرفس دِرْهَم ملح هندي دانقان هَذِه شربة وَاجعَل دسم صَاحب القولنج شيرجا وَيقْعد فِي آبزن إِذا انحط مَا أَخذ من الدَّوَاء عَن معدته ويحقن بالصموغ والجندبادستر والحلتيت والسكبنج والجاوشير ودهن وقطران وشحم حنظل وَنَحْوه. وَرَأَيْت خلقا يعتادهم قولنج يستعملون الْجُلُوس على جلد الذِّئْب يقيمونه مقَام الْفرش الَّتِي يَقْعُدُونَ عَلَيْهَا وينامون عَلَيْهِ ويبدلونه كل سنة وسروجهم مِنْهُ وَرُبمَا عمِلُوا مِنْهُ منْطقَة. من تذكرة عَبدُوس فَتِيلَة: شَحم حنظل انزروت فانيذ يحْتَمل جيد بَالغ. أركاغانيس من الْأَمْرَاض المزمنة: إِن عرض قولنج بعد تنَاول الطَّعَام فمرهم بالقيء فَإِن الطَّعَام إِذا خرج عَن الْمعدة فِي الْأَمْرَاض المزمنة سكن أَكثر الوجع وَلم يطلّ بِهِ سبيه طوله وَالطَّعَام يبْقى فِي معدته وَإِن كَانَ العليل جيد الْبضْعَة فافصده وَيجب ان يكون فِي طَعَامه بزور أبدا شبه كمون وَنَحْو ذَلِك وَالْخضر غير حميدة اللَّهُمَّ إِلَّا السلق وَقد يكون الزَّيْت لَهُم نَافِعًا وَأكْثر الْحُبُوب رَدِيئَة واللحوم غير مُوَافقَة لَهُم فَإِن كَانَ وَلَا بُد فالطير الْخَفِيف والسمك الصغار وبطون الْحَيَوَان رَدِيئَة واللحوم غير مُوَافقَة لَهُم وَالشرَاب الَّذِي فِيهِ قبض مَعَ رقة يَنْفَعهُمْ وَالْمَاء الْبَارِد ضار لَهُم فِي الْغَايَة وَحب الصَّبْر يدمنونه عِنْد النّوم فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا والجندباستر يعظم نَفعه لَهُم ومرق الأصفداف يَنْفَعهُمْ وَيُقَال إِن أصل النبج إِذا علق عَلَيْهِم انتفعوا بِهِ جدا أَو خُذ من الجندباستر وَمن الْملح الدراني بِالسَّوِيَّةِ ويسقون ملعقة بِمَاء الْعَسَل بعد جودة سحقهما أَو خُذ من الجندباستر درهما وَمن بزر الكرفس دِرْهَمَيْنِ فاسقهم بِمَاء الْعَسَل فَإِن هَذَا يُطلق الرّيح ويسكن الوجع والترياق نَافِع جدا وَقد يسقى فِي وَقت هيجان الوجع قرن إيل محرقاً فيسكن الوجع وَقد يطعم قنبرة مشوية فيسكن الوجع من سَاعَته وَاسْتعْمل للامن من العودة دلك بَطْنه وظهره بالأدوية القوية كالكبريت والزفت والنطرون فَإِنَّهَا تمنع السقم من العودة

والضماد الْخَرْدَل يوضع على الْبَطن وَيتْرك حَتَّى يسْقط وَيسْتَعْمل أَيْضا الكي أَسْفَل السُّرَّة وَيمْنَع أَن يلتحم أَيَّامًا كَثِيرَة لتخرج مِنْهُ رُطُوبَة كَثِيرَة فينفعهم الرياضة ألف ب وتضرهم التخم وَكَثْرَة الشَّرَاب وَالْمَاء المالح نَافِع لَهُم والخربق مَتى شرب استأصل الْعلَّة وأذهب الوجع. من التَّذْكِرَة لتمدد الأمعاء من الرّيح: يحقن بِمَاء حَار بالفيقرا. أبن مَا سوية:) دَوَاء للقولنج شيرج نصف أُوقِيَّة وَمثله دهن الْبرد يخلطان ويدر عَلَيْهِمَا قدر ظفرين من الخطمى وَشَيْء من ملح جربش ويجاد ضربه ويحقن بِهِ. مَجْهُول: للقولنج يتَّخذ فَتِيلَة من فجل ويتحمل بعد أَن تلوث فِي عسل فَإِنَّهُ يسهل سَرِيعا فليغربوس: الثوم جيد للقولنج الْبَارِد مَتى أكل وَقد حقنت بِهِ من كَانَ يجد لذعاً فِي قولن مَعَ حرارة قَوِيَّة مَعَ دهن ورد فبرئ فِي مرَّتَيْنِ. مَجْهُول للقولنج: يجب لمن كَانَ بِهِ قولنج أَن يقي الْخلّ والجبن وَجَمِيع مَا يبس الْبَطن وَيلْزم الحلوة الدسمة والإسفيذباج ويخدر الْبَارِد قَالَ: وكل وجع يكون فِي الْجوف فالإسهال يَنْفَعهُ ويقلعه إِلَّا القروح والدبيلة. حب عَجِيب للقولنج الْبَارِد: أفيثمون صَبر شَحم حنظل جزؤ جزؤ بزر كرفس جزؤ جندباستر نصف جُزْء يَجْعَل حبا الشربة مثقالان بأوقية وَنصف من المَاء السخن. زبل الذِّئْب ثَلَاثَة مَثَاقِيل فلفل أَبيض دِرْهَم فلفل أسود دِرْهَم وَنصف ملح هندي نصف ملح نفطي دانقان تَرَبد أَبيض دِرْهَمَانِ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء عسل. من الْجَامِع: يسقى للقولنج المزمن مِثْقَال وَأكْثر من خرء الديك مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ شراب. الْكَمَال والتمام: مَتى كَانَ قولنج من ريح غَلِيظَة تنْتَقل مَعَ قرقرة وَلم يكن لَهُ ثفل وَإِن كَانَ كيموساً غليظاً ثَبت فِي مَوضِع مَعَ ثفل وَخرج بالتزحر شَيْء غليظ بلغمي لزج فَاجْعَلْ طَعَام من بِهِ قولنج مَعَ برد لحم الضَّأْن إسفيداج بحمص وشبث وخولنجان ودارصيني وَدَار فلفل وتؤكل برغوة خَرْدَل وفراريج ذُكُور وَاجعَل فِي طبيخهم لتربد والبسبايج ولب القرطم فَإِنَّهُ يعين على إِطْلَاق الْبَطن ويطعمون مرق الديوك العتيقة ومرق القنابر وَلَا يَأْكُلُون لحومها وَليكن بحمص وشبث وملح كثير ويتحسون قبل الطَّعَام جرع مري فَإِنَّهُ يعين على إِطْلَاق الْبَطن واطرح فِي ملجهم حلتيتاً وَمَا يسكن الرِّيَاح ويسخن والزنجبيل وَنَحْوه واسقهم دهن خروع وَمَاء الْأُصُول والحبوب القوية بالصموغ الحارة والآبزن قد غلى فِيهِ المسخنة

المحللة ويدهنون بالأدهان الحارة كالناردين وَنَحْوه فَاجْعَلْ لَهُم شيافاً) من قثاء الْحمار وشحم حنظل ومرار الْبَقر وبورق وَعسل وَيحْتَمل بدهن خروع وَإِذا كَانَ القولنج ألف ب من صفراء فَإِنَّهُ تكون مَعَه حرارة ويبس ولهيب وقيء صفراء ويهيج السبات فِي زمن القيظ كثيرا ويتقدمه تَعب وَنصب وأطعمه حارة فاسقه مَاء خِيَار والخطمى الرطب وعنب الثَّعْلَب والسرمق وَمَاء القرع والرجلة مَعَ خيارشبر عشرَة دَرَاهِم وَعشرَة دَرَاهِم من لوز وطبيخ التِّين والمخيطة والبنفسج وأطعمه لبلابا وبقلة يَمَانِية بدهن لوز حُلْو ومدى وتحسى مرق وَاجعَل شرابه البنفسج واحقنه بالحقن اللينة والآبزن الرطب الَّذِي قد طبخ فِيهِ الْأَشْجَار الحارة اللينة الْحَرَارَة وَاجعَل فِي حقنته اللعبة الْبَارِدَة وشحم الدَّجَاج والبط وخرء الذِّئْب عَظِيم النَّفْع فِي هَذِه الْعلَّة شرب اَوْ طلي بِهِ مَوضِع الوجع مَعَ ذهن سوسن أَو دهن البان إِن كَانَت مَعَ برودة وَإِذا كَانَت مَعَ حرارة فيطلى بدهن بنفسج. دَوَاء يتَّخذ بخرء الذِّئْب للقولنج الْحَار: خرء الذِّئْب الَّذِي يكون على الشوك اثْنَا عشر مِثْقَالا بزر الخطمي سَبْعَة مَثَاقِيل بنفسج ونيلوفر من كل وَاحِد عشرُون مِثْقَالا ورد اللبلاب وأصل السوس المقشر عشرَة عشرَة يلت الْجَمِيع بدهن البنفسج ويعجن بالفانيذ القزائي وَيشْرب بشراب البنفسج فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَإِذا كَانَ مَعَ برودة فَخذ خرء الذِّئْب مَعَ زنجبيل وَدَار فلفل وحرف ونانخة وملح هندي فاعجنه بدهن خروع وَعسل واسق مِنْهُ بِمَاء الكمون وليترك جَمِيع الْأَطْعِمَة الغليظة المولدة لهَذَا الْمَرَض كالجبن خَاصَّة والكمثرى والسفرجل والمصل والسمك الطري واللين وَجَمِيع الْأَطْعِمَة المنفخة. كَانَ رجل من أَرْبَعِينَ سنة بِهِ وجع فِي أمعائه يظنّ بِهِ أَنه وجع قولنج فَكَانَ يضرّهُ الكماد والنطول ويهيج وَجَعه الدّهن الْمَطْبُوخ بالسذاب وَأكل فلفلاً وَعَسَلًا مطبوخاً كالعادة فِي أَصْحَاب هَذَا الوجع فهاج وَجَعه وَاشْتَدَّ وَلما حقن بجندباستر صَار حَاله أَشد وَكَذَلِكَ لما تنَاول عصارة الحلبة مَعَ عسل كَانَ أَشد أَيْضا فحدست أَن فِي أمعائه أخلاطاً رَدِيئَة مداخلة لجرمها يفْسد مَا يردهَا من فَوق وَمَا يرد من أَسْفَل فاطعمته طَعَاما عسر الْفساد فَقل وَجَعه فتيقنت أَنِّي قد أصبت وعزمت أَن أنقي أمعاءه من ذَلِك بِهِ قَلِيلا قَلِيلا وَكنت أريحه من بَين الشربتين أَيَّامًا معتدلة فبريء فِي خَمْسَة عشر يَوْمًا وَرجل آخر أَصَابَهُ قولنج فَأخذ سقمونيا واستفرغ استفراغاً صَالحا فَلَمَّا استحم وَخرج مِنْهُ ثفل أَكثر من الْعَادة بِمِقْدَار ذَلِك الطَّعَام مَعَ لذع شَدِيد فَظن أَنه أَصَابَهُ برد فِي الاستحمام فاحتقن بدهن السذاب فَاشْتَدَّ وَجَعه وَقَامَ ببراز كثير الْمِقْدَار) وَلم يزل يُصِيبهُ هَذَا اللذع مَعَ البرَاز ألف ب الْكثير بأدوار ونوائب مَعْلُومَة فَعلمنَا ان السقمونيا أضرّ بالمعي فَجَعلهَا تقبل على دفع مَا ينجلب إِلَيْهَا فَأَمَرته أَن يضْرب عَن الغذية الَّتِي تطعم فِي القولنج وَأَطْعَمته خندروساً وَحب رمان فَفعل ذَلِك ونام ليلته من غير لذع وَلَا

وجع ثمَّ سقيته بعد ذَلِك عصارة السماق مَكْسُورَة بِمَاء كَيْمَا إِن كَانَ بِهِ قُرُوح قَبضه وَإِن كَانَ خلط ينجلب مَنعه وصده وأمرته أَن يَأْكُل الطَّعَام الأول بِعَيْنِه وَأَن يَأْكُل عشاءه خبْزًا مبلولاً بشراب قَابض ويتناول من الْفَاكِهَة الَّتِي لَهَا قبض يسير فَفعل هَذَا ثَلَاثَة أَيَّام وَشرب فِي الرَّابِع ترياقاً فبريء برءاً تَاما. د: مَتى شرب ورق الغرب نع فلفل قَلِيل مسحوق بشراب بعد جودة سحقها نفع من إيلاوس والبابونج يشفى من إيلاوس الزَّيْت مَتى حقن مِنْهُ بست أَوَاقٍ وَهُوَ فاتر نفع من إيلاوس الَّذِي من ورم فِي الأمعاء وَشدَّة الزبل. بولس: من النَّاس من يقتل الزيبق حَتَّى يصير كالرماد ويسقيه أَصْحَاب إيلاوس. الاحتقان بالزبد وَأكله جيد فِي إيلاوس. اسْتِخْرَاج: دهن الإيرسا مَتى شرب مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف جيد لإيلاوس. د: قراضي وَتَفْسِيره الغرب وورق هَذِه الشَّجَرَة إِذا شرب مَعَ فلفل قَلِيل بعد سحقه بِالشرابِ نفع من إيلاوس. التِّين الْيَابِس وأطراف الكرنب النبطي إِذا تحسى طبيخه والقطف وبزر الأنجرة إِذا سحق مِنْهُ دِرْهَمَانِ وَشرب بِمَاء أَطْرَاف الكرنب النبطي وَكَذَلِكَ ورق الفنجنكشت إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم مسحوقاً بِمَاء حَار والقاقلي الْكُبْرَى إِذا سحقت وَشرب مِنْهَا مِثْقَال وأصول السوسن إِذا شرب مِنْهَا مثقالان بِمَاء حَار واللبلاب إِذا عصر مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ غير مغلي والحاشا إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء حَار أَو بِمَاء اللبلاب والكماذوريوس إِذا شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء التِّين الْمَطْبُوخ الزّبد إِذا لعق وَحده أَو مَعَ عسل أوقيتان بِالسَّوِيَّةِ وَحب البان المقشر إِذا شرب مِنْهُ) دِرْهَمَانِ والكرسنة المنخولة بحريرة يشرب مِنْهَا ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل وأقوامها كلهَا دهن الخروع وَبعده دهن السوسن والغاريقون مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء الْعَسَل مِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ وَالصَّبْر الأسقوطري مِثْقَال بِمَاء حَار وَكَذَلِكَ إِن أَخذ بأوقيتين من اللَّبن الحليب وأوقية عسل والميعة السائلة إِذا شرب مِنْهَا خَمْسَة دَرَاهِم مَعَ مِثْقَال وَاحِد من علك الأنباط والأفسنتين والقيصوم إِذا شرب مِنْهُمَا خَمْسَة دَرَاهِم من كل وَاحِد وَمن مَا أَحدهمَا أوقيتان نقي المعي وَفتح السدد وأسهل الْخَلْط الغليظ اللزج وَأخرج الْحَيَّات وَحب القرع. استخرج: هَذِه الأخلاط والحيات تكون كم من مرّة بِسَبَب إيلاوس. من جيد التَّدْبِير: يسقى صَاحب إيلاوس دهن الخروع مَعَ صَبر أَو يُبَادر بِالصبرِ ثمَّ يتبع بدهن الخروع ألف ب وَإِن شرب الزّبد وَالْعَسَل ممزوجين شَيْئا كثيرا. روفس: هُوَ مرض حاد وَلَا تسلك الرّيح فِيهِ إِلَى أَسْفَل وَيكون مَعَه غثي متتابع وَضعف

شَدِيد وَمَتى أكل اشتدت أعراضه ويقيء الزبل إِذا استحكم أمره ويتجشأ جشاءاً منتناً وَيقتل فِي الرَّابِع أَو السَّابِع وَقد رَأَيْت من بلغ بِهِ إِلَى الْعشْرين ثمَّ قتل والمحسبة فِيهِ صَغِيرَة منضغطة طبيخ نَافِع من إيلاوس الَّذِي من ورم المعي: مَاء ورق عِنَب الثَّعْلَب وورق الخطمى والخياشنبر ودهن لوز ودهن بنفسج وَمَاء الْجُبْن يمرس فِيهِ الخيارشنبر طبيخ نَافِع من إيلاوس الَّذِي من ورم المعي: مَاء ورق عِنَب الثَّعْلَب وورق الخطمي والخيارشنبر ودهن لوز ودهن بنفسج وَمَاء الْجُبْن يمرس فِيهِ الخيارشنبر ويسقى. من تذكرة عَبدُوس: اسْتِخْرَاج: الديل على ورم المعي التهاب الْبَطن والعطش مَعَ تمدد وَثقل لَازم لذَلِك الْموضع وَكَثْرَة الدَّم فِي الْجِسْم والحرارة. لإيلاوس البلغمي من التَّذْكِرَة: سنبل ساذج سذاب حب بَان حلبة بزر خطمي بزر كرفس رازيانج وأصولهما وتين ومخيطة وصبر ودهن الخروع ودهن اللوز الحلو ويتخذ على مَا يجب فَإِنَّهُ نَافِع. حقنة لَا يلاوس من ورم حَار فِي المعي من تذكرة عَبدُوس وَتصْلح للحميات: مَاء اللبلاب وَمَاء) ورق الخطمي مَاء الْخَبَّازِي مَاء ورق السمسم مَاء ورق النيلوفر وورده وَمَاء البنفسج وَمَاء السلق ولعاب بزر قطونا يسحق أَحدهمَا ويداف فِيهِ خيارشنبر كثير وَيجمع من دهن بنفسج ويحقن بِهِ. لورم المعي من التَّذْكِرَة: يحقن بالزبد وَاللَّبن الحليب مَعَ شَحم البط. الْعِلَل والأعراض: إيلاوس يكون إِمَّا من ورم فِي الأمعاء أَو من ضعف الدافعة الَّتِي فِي الأمعاء أَو من سدة فِيهَا. وعلامة الَّذِي من ورم أَن مَعَه حمى وعطشا وتهيج الْعين وألماً وضرباناً فِي الْبَطن والزبل الْيَابِس مَعَه غثى وقيء وقرقرة وَنفخ فِي الأمعاء وَالَّذِي من ضعف الْقُوَّة الدافعة لَا يتبعهُ شَيْء من هَذِه ويتقدمه ذرب قوي وَيكون فِي الْبَطن وَفِي وَقت الْعلَّة لين وَتَكون الْأَطْعِمَة الَّتِي يَتَنَاوَلهَا صَاحب الْعلَّة قبل علته بَارِدَة. يكون من ورم فِي الأمعاء الدقاق وعلامته حمى وعطش ووجع والتهاب وَحُمرَة الْبشرَة أَو من ثفل يَابِس صلب ويعرض مِنْهُ تمدد مؤلم وانتفاخ وغثى أَو من ضعف الْقُوَّة الدافعة ويتقدمه عدم الْغذَاء وَشرب المَاء الْبَارِد والخلفة وَيكون من ورم دموي وعلاجه الفصد ويضمد وَالَّذِي من الزبل يَابِس يحقن أَولا بالأدهان وَتَكون الأدهان فاترة ثمَّ بالحقن الحارة الَّتِي فِيهَا شَحم حنظل وبورق وقنطوريون. جورجس: قد يكون من البلغم الغليظ إِذا يبس أَو من ورم أَو من بثر فِي الأمعاء وَالَّذِي من ورم مَعَه غثى شَدِيد وكرب وطيران وَالَّذِي من بلغم مَعَه ثفل كثير علاج بلغمي ألف ب طبيخ التِّين وَالصَّبْر وأجود الْأَدْوِيَة لَهُ نفعا أَقْرَاص إيلاوس.

إبيذيميا: إِذا لم يكن مَعَه ورم فِي الْبَطن فعلامته أَلا تكون مَعَه حمى وَلَا لهيب وَلَا عَطش وَلَا تمدد فِي الْبَطن فليسق من الْخمر قدرا كثيرا بعد أَن تبرد الْخمر وَتصرف قَلِيلا إِلَى أَن يُحِبهُ النّوم أَو يحدث لَهُ وجع فِي الرجلَيْن وَقد تحله الْحمى وَاخْتِلَاف الدَّم. إيلاوس:) يعرض من ورم عَظِيم فِي الأمعاء يحدث فِيهِ ويلزمع قيء وَلَا يسْتَقرّ فِي جَوْفه مَا يشربه وَيلْزمهُ وجع يُعَارض الشراسيف وَمَعَهُ مغس مَعَ وجع فِي الْجوف وَهَذِه الْأَعْرَاض لَازِمَة لصَاحب هَذِه الْعلَّة وَإِذا كَانَ الْبَوْل حسنا فَلهُ أدنى دلَالَة على الْخَلَاص وَإِذا كَانَ قَيْحا فدلالته على الْهَلَاك قَوِيَّة وَإِذا كَانَ الورم فِيهَا فِي الأمعاء الدقاق من فَوق فَهُوَ أردى وعلامته تَوَاتر الْقَيْء وإرهاقه وَلَا يسْتَقرّ فِي جَوْفه مَا يشرب وَيلْزمهُ مغس ووجع فِي الْمَوَاضِع الْعَالِيَة وتألم مَعَه الكبد وَالطحَال وَإِن تقيأ الرجيع فَهَذَا أدل دَلِيل على ورم فِي المعي الدَّقِيق وَهِي من أحد الْعِلَل. الْفُصُول: صَاحب هَذِه الْعلَّة لَا يخرج مِنْهُ البرَاز وَلَو حقن بِأحد مَا يكون من الحقن وَيكون فِي المعي الدقاق من ورم أَي ضرب كَانَ من الأورام أَو من شدَّة أَو رجيع يَابِس أَو من أخلاط غَلِيظَة لزجة. ج: وَلَا يُمكن أَن أمنع مثل هَذَا الضّيق الَّذِي يحدث فِي الأمعاء من أجل رطوبات غَلِيظَة لزجة إِذا حدث فِي إيلاوس قيء وفواق واختلاط ذهن وتشنج فرديء والقيء يكون فِيهَا إِذا أشفى صَاحبهَا على التّلف وَإِذا تزيد بِهِ التهوع تقيأ الرجيع وأصابه فوَاق وَرُبمَا عرض مَعَه تشنج واختلاط الذِّهْن بمشاركة العصب. قَالَ: وقيء البرَاز فِي هَذِه الْعلَّة يكون إِذا كَانَت الأمعاء فليغريوس فِي مداواة الأسقام قَالَ: أقاص الْكَوَاكِب جَيِّدَة لَا يلاوس وشراب الخشخاش. من مداواة الأسقام الَّذِي ينْسب إِلَى ج: قَالَ: يسقى صَاحب إيلاوس من طبيخ الشبث بِزَيْت وَمَاء حَتَّى يتهرا الشبث صفه واسقه واطراح خبْزًا فِي مَاء حَار يغلي وأطعمه من ذَلِك الْخبز فَإِن نَفعه لَهُ عَظِيم وأطعمه الْخبز وَهُوَ حَار. لي صَاحب إيلاوس فحقنته طَوِيلَة تذرق فِي بَطْنه مَا تُرِيدُ وَيكون طبيخ شَحم الحنظل وَنَحْوه وَرَأَيْت فِي بعض الْكتب أَن ينْفخ فِي دبره بالزق فَإِنَّهُ يرد أقلاب المعي. الْأَعْضَاء الألمة: قد يحدث فِي بعض الْأَوْقَات أوجاع فِي الأمعاء الْعليا تدهش غَايَة الدهش يَتَحَرَّك الْقَيْء حَتَّى أَن صَاحبهَا فِي آخر الْأَمر يتقيأ رجيعه يتقيأ رصيعة وَقل يسلم مِنْهَا وَرُبمَا كَانَ ذَلِك إِذا كَانَ ورم فِي بعض الأمعاء الدقاق بِالصَّوَابِ ظن الْأَطِبَّاء أَن هَذِه الْعلَّة تحدث من ورم أَو زبل يَابِس. الساهر طبيخ إيلاوس الَّذِي من ورم:) ألف ب بزر كتَّان وحلبة وبزر خطمى وأصوله وأصول

السوسن وشبث وخيارشنبر ودهن لوز يسقى بطبيخ أصُول السوسن وشبث وَيجْعَل فِيهِ اللعابات والدهن ويسقى أُوقِيَّة من التِّين الْأَبْيَض والمخيطة والبنفسج. تفقد صَاحب القولنج الرَّدِيء هَل بِهِ فِيمَا مضى حيات فَإِنَّهُ قد يكون مِنْهَا ذَلِك قَالَ: وانفخ فِي دبره بالزق نفخاً شَدِيدا من سَاعَته. لي على مَا رَأَيْت: إِن كَانَ هَذَا الدَّوَاء من ورم فابدأ بالفصد من الباسلق والصافن وحجامة السَّاق ثمَّ أسق مرق الْفروج وَمَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب ولب الخيارشنبر ودهن اللوز والآبزن الدَّائِم وَإِن كَانَ من ثفل يَابِس فَإِن دواءه الصَّبْر أَيْضا وَبعد أَربع سَاعَات مرق الدَّجَاج مشحم البط والدهن وإذت كَانَ من التفاف الأمعاء فعلاجه كَثْرَة التقلب من شكل إِلَى شكل وَأَن يشرب من الأمراق حَتَّى ينتفخ فَإِن ذَلِك رُبمَا سوى ذَلِك الامتلاء بالنفخ بالزق فِي الدبر وَنَحْو ذَلِك وينوم العليل بعد أَن يشرب من تِلْكَ الأمراق على ظَهره ويمخض بَطْنه مُدَّة طَوِيلَة ويغمز ويدلك ضروباً مُخْتَلفَة فَإِن ذَلِك رُبمَا حلل ذَلِك أبن سراييون: الرَّدِيء من هَذِه المنتن وَهُوَ الَّذِي يكون الجشاء وَالنَّفس والقيء فِيهِ منتناً أَو ريح جَمِيع الْبدن فِيهِ منتناً. لي من جملَة علاجه دوَام الآبزن جدا والأمراق والحقن وَإِذا كَانَ مَعَه عَطش وحرارة فلب الخياشنبر وَنَحْو ذَلِك ودهن لوز وَقَالَ: علاجه علاج القولنج. أوريباسيوس قَالَ: زبل الذِّئْب يسقى للقولنج فِي وَقت هيجانه للأحتراس مِنْهُ للَّذين قولنجهم لَيْسَ من ورم فلغموني فِي المعي وَقد رَأَيْت نَاسا سقوا مِنْهُ فبرأوا وَلم يعرض لَهُم بعد ذَلِك وَقد يعرض فِي الندرة لوَاحِد مِنْهُم فَيكون ضَعِيفا وَفِي زمن طَوِيل وأجوده الَّذِي تتبين فِيهِ الْعِظَام وَرَأَيْت من كَانَ يَأْخُذ هَذِه الْعِظَام الَّتِي فِي زبل الذِّئْب فيسحقها مَعَ شَيْء من ملح وفلفل ر لشَيْء إِلَّا ليجعل لَهُ طَعَاما لِئَلَّا يعرفهُ الْمَرِيض ويسقيه بِالشرابِ الرَّقِيق وَإِن أَخذ هَذَا الزبل فَشد فِي جلد شَاة قد أكلهَا الذِّئْب وَشد على مراق الْبَطن نفع نفعا عَظِيما جدا فَإِن لم يحضر فَفِي جلد إبل ودواء فيلن جيد نَافِع للقولنج بعضه قوي وحدوثه يكون إِمَّا من لذاع قد لحج فِي المعي وتشبث بهَا أَو لريح غَلِيظَة لَا منفذ لَهَا ويعرض أوجاع القولنج غير قوي وحدوثه عَن أخلاط) بَارِدَة غَلِيظَة لزجة والفصل بَين الأوجاع الْحَادِثَة عَن ريح غَلِيظَة والحادثة عَن خلط حَار أَن الْحَار يكون يحس بِهِ بنخس وبلذع زالريح تكون مَعَ تمدد فَمن عرض لَهُ ذَلِك من أجل خلط لذاع فقد تضره الأغذية الحارة وتزيد الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام ألف ب أَيْضا فِي وَجَعه وَينْتَفع بالأغذية المملوحة وَيجب أَن يعالج هَذَا بِغسْل أمعائه أَولا بحقنة من مَاء الشّعير وَعسل ويغذي بالأغذية الحميدة الْخَلْط الْعسرَة الْفساد ويحذر اسْتِعْمَال الملطفة المسخنة لِأَن الَّذِي يحْتَاج هَذَا إِلَيْهِ من العلاج إِنَّمَا هُوَ استفراغ هَذَا الْخَلْط الْحَار وتعديله بالممازجة فَإِن لم يقدر وَلَا على وَاحِدَة من هَاتين استعملنا الْأَدْوِيَة المخدرة فِي هَذِه الغلل لَيْسَ ينفع بالتخدير فَقَط بل يثخن أَيْضا رقة ذَلِك الْخَلْط ويبدل مزاجه وَمَتى كَانَ الْخَلْط الْمُحدث للوجع غليظاً لزجاً فَلَا تسْتَعْمل المخدرة أصلا

وَذَلِكَ أَن الوجع يخف بِهِ على الْمقَام لبُطْلَان الْحس إِلَّا أَن حَال العليل تصير أَشد مِمَّا كَانَت لِأَن الْخَلْط يزْدَاد بهَا غلظاً وبرداً ويعسر استفراغه فَاسْتعْمل فِي هَؤُلَاءِ أدوية لَيست بقوية الْحَرَارَة من أجل أَنَّهَا تحلل الأخلاط وَيكثر الرِّيَاح المتولدة فِيهَا فَاسْتعْمل الْمُقطعَة من غير إسخان والثوم من جنس الأغذية الَّتِي تحل الرِّيَاح إِلَّا أَنه يحرجها أَكثر من كل شَيْء وَلَا تقدم عَلَيْهِ مَتى كَانَت حمى. والترياق أَيْضا نَافِع فِي مثل هَذِه الْعِلَل إِن لم تكن حمى فَإِن كَانَت حمى فَلَا تسق من هَذِه وَاقْتصر على التكميد بالجاورس. واحقنه بدهن لطيف الْأَجْزَاء قد طبخ فِيهِ بعض البزور المحللة للرياح ثمَّ صفه والخلط بِهِ شَحم الإوز والدجاج فَإِن لم يسكن الوجع فاحقنه بِهَذَا الدّهن بِعَيْنِه ثَانِيَة واخلط بِهِ جندبادستر مِقْدَار باقلاة وأفيونا نصفا وَيكون قدر الدّهن رطلا واغمس أَيْضا فِي الْأَوْقَات الَّتِي لَيْسَ العليل فِيهَا مَشْغُولًا بالحقنة صوفه فِي هَذَا الزَّيْت ويدسها العليل مَا أمكنه وفيهَا خيط يُخرجهَا إِذا أحبْ وزبل الذِّئْب قد قُلْنَا فِيهِ وَمَتى أَخذ مِمَّا يسْقط على الحشيشة قبل أَن يَقع على الأَرْض فَهُوَ أَنْفَع وَالْعِظَام الَّتِي فِي زبله هِيَ نافعة وإدمان أكل أمراق القنابر ولحومها إسفيذباج تدفع القولنج وَهِي حرز مِنْهُ. وَكَذَلِكَ أَخذ روفس فِي كتاب أوجاع الخاصرة: إِن القولنج يكون من أغذية لَا تنضج نضجاً جيدا وَمن برد مفرط فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك ينتفخ هَذَا المعي ويرم. وَإِن خرج الرّيح بالجشاء والضراط نقص الوجع. بولس قَالَ: وجع القولن يكون إِمَّا من كيموس غليظ بلغمي فِيمَا بَين أغشيته أَو من ريح غَلِيظَة وَلَا منفذ لَهَا) أوأجل ورم حَار يعرض فِيهِ أَو من أجل خلط لذاع غليظ فَإِذا كَانَ من أجل خلط لذاع تكون الأوجاع فِي عمق الْبَطن وَيَأْخُذ الْموضع كُله وأشده فِي مَوضِع القولن ويحسون كَأَن الْموضع يثقب ويتأذون بِكَثْرَة المغس والجشاء والغثى وَقذف ألف ب الكيموسات الْمُخْتَلفَة الألوان وَلَا سِيمَا البلغمية ويحتبس بطونهم احتباساً شَدِيدا حَتَّى أَنه لَا يخرج مِنْهَا وَلَا الرّيح وَقد خرج من بَعضهم زبل منتفخ كَأَنَّهُ أخثاء الْبَقر وَيكون تدبيرهم فِيمَا تقدم أَطْعِمَة بَارِدَة غَلِيظَة وامتلاء وَقلة الْحَرَكَة وَإِذا كَانَ من أجل ريح نافخة فَإِنَّهُم يحسون بامتداد أَكثر من الثّقل وَالَّذين يعرض لَهُم ورم حَار يحسون بحرارة الْموضع وَيكون مَعَه لهيب حمى لَيست بضعيفة ويحتبس مِنْهَا الوجيع وَالْبَوْل أَيْضا ويعرض لَهُم نخس مؤذ فِي الْبَطن وعطش وحراقة وغثى وَقذف الْمرة فِيهَا أَكثر من غَيرهَا وَلَا يَجدونَ فِي ذَلِك رَاحَة ولهذه الْحَال أردى حالات القولنج وأصبعها ويتخوف مِنْهَا إيلاوس وَالَّذين يعرض لَهُم من أجل كيموسات حريفة لذاعة تعرض لَهُم حرارة وعطش وسهر والحمى لَا تعرض الْبَتَّةَ وَإِن هِيَ عرضت كَانَت أصعب من حمى الَّذين بهم ورم حَار وَيكون بَوْلهمْ حريفا وَكَثِيرًا مَا يَخْتَلِفُونَ اخْتِلَافا مرياً وَإِذا سهلت بطونهم هاج بهم الوجع أَكثر فعالج الَّذين من الكيموس الغليظ الْبَارِد لَا بِالَّتِي تسخن إسخاناً شَدِيدا لِأَن هَذِه تحلل هَذِه الكيموسات فتصب وتتولد

مِنْهَا ريَاح أَكثر لَكِن بالملطفة والمنضجة الَّتِي لَا تولد نفخاً بل تجفف من غير إسخان شَدِيد فَاسْتعْمل فِي أول السقم الحقن الْمُوَافقَة لخُرُوج الزبل حَتَّى إِذا تنقي الْبَطن من ذَلِك فاحقنه بِزَيْت قد غلى فِيهِ كمون وسذاب مَعَ شَحم إوز أَو دَجَاج واحقنه بِمَاء قد إِلَى فِيهِ قَلِيل عسل وزيت أَو يحقن بمر وَعسل ودهن من الدّهن الَّذِي يعْمل من قثاء الْحمار فَإِن كثيرا مَا تخرج هَذِه الحقنة بلغماً زجاجياً وتسكن الوجع من سَاعَته وَإِن كَانَ الحقن أَيْضا يحتبس لشدَّة الوجع فيعالج بفتيل يعْمل من عسل وكمون ونطرون وبزر السذاب وبأصول الكرنب قد جردت نعما وأنقعت بِمَاء صَالح أَو برماد كرنب قد عجن بِعَسَل أَو شَحم حنظل مدقوق مَعَ عسل ونطرون وكمون وَيجب أَن تكون الفتل سِتّ أَصَابِع لتبلغ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ ولطخ المقعدة بعصارة بخور مَرْيَم مَعَ عسل ونطرون وَإِن دَامَ الوجع فَاسْتعْمل هَذِه الحقن أَيْضا الحارة القوية: علك البطم أُوقِيَّة قطران نصف أُوقِيَّة خمر مثل ذَلِك نطرون دِرْهَم وَنصف جوشير مثله قنة مثله دهن السذاب خمس أَوَاقٍ وَأكْثر وينطل الْموضع الَّذِي فِيهِ الوجع بدهن كمون أَو دهن شبث أَو دهن قثاء الْحمار ويضمد بالضماد الْمُسَمّى بضماد البزور الثَّلَاثَة مَعَ كمون وَحب الْغَار) وبزر كرفس وبضماد البزور الْمَعْمُول بحب الْغَار الْمَعْمُول باكليل الْملك ويجلسون فِي طبيخ الحلبة والخطمى والبابونج والبلنجاسف وورق الْغَار وَنَحْوهَا ألف ب ويجلسون أَيْضا فِي زَيْت حَار أَو مَاء زَيْت ويسقون أفسنثينا وكمونا بِالسَّوِيَّةِ وحشيشة الجوشير مَعَ المَاء وجندبادستر وأنيسون وفلفل أَجزَاء سَوَاء يسقون مِنْهَا قدر دِرْهَم وَنصف بسكنجبين فَإِن لم يكف الوجع فاسقهم معجون الفلافل والترياق وَاسْتعْمل ضماد الْخَرْدَل وَالزَّيْت فِي أَوْقَات الرَّاحَة ومياه الْحمة وَلَا ينْتَفع بالاستحمام بِالْمَاءِ العذب إِلَّا أَن يضْطَر إِلَيْهِ لشدَّة الوجع وَبعد أَن يتعالجوا بِمَا ذكرنَا فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يجوز أَن يستحموا بِالْمَاءِ العذب ويكمدون بحيطان الْحمام الشَّديد الْحَرَارَة وَبعد أَن يذروا على أنفسهم النطرون وَنَحْوه فَإِن اشْتَدَّ الوجع جدا فَاسْتعْمل المخدرة الَّتِي مَعهَا تغرية أَيْضا كالقرص الْمَعْمُول بالجندبادستر والمسمى إسطيروان واحقن بِهِ واجتنب القوية التخدير فانها تصير زمَان السقم أطول من أجل أَنَّهَا تغلظ الهيول وتسد مجاري المعي وَإِذا فتر البلغم ورق قَلِيلا أسهلهم بعد ذَلِك بالإيارج أَو بِهَذَا الْحبّ: صَبر فربيون حب المازريون النقي سقمونيا بِالسَّوِيَّةِ الشربة دِرْهَم وَيصْلح لَهُم الْغذَاء الْحَار الْيَابِس وَيجب فِي أول الْعلَّة الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام ثمَّ أكل الْأَشْيَاء الحريفة وأعطهم كراثاً مطبوخاً مَعَ كرفس وهليون وثوم وَليكن شربهم القندير ويعطون بعد ذَلِك الأغذية الجيدة الكيموس السهلة الهضم ويتقون الأمتلاء والتخم وَإِن كَانَ الوجع ريحًا منتفخة فَبعد العلاج بالحقن والأغذية والأشربة الطاردة للنفخ وَمَتى علقت محاجم عَظِيمَة مَعَ نَار من غير شَرط على الْبَطن كُله فكثيراً مَا تكتفي بِهِ وَحده وَإِن كَانَ فِي المعي ورم حَار فاقصدهم وَإِن اشْتَدَّ

عسر الْبَوْل مَعَ ذَلِك فالصافن أَيْضا واستمل مَا ذكرنَا من العلاج خلا الْأَشْيَاء الحريفة الَّتِي تسهل بِقُوَّة شَدِيدَة وَاجعَل أَكثر استعمالك الْأَشْيَاء المسكنة فِي الحقن والأضمدة والنطولات وَالْجُلُوس فِي آبزن زَيْت وعلق عَلَيْهِم المحاجم وضمد الْبَطن ضماداً مَعَ شمع خمس أَوَاقٍ بابونج أوقيتان وَنصف دهن ورد أوقيتان وَنصف دَقِيق باقلي نصف أُوقِيَّة وَخمْس مخاخ بيض تسحق بطبيخ حلبة ولطف تدبيرهم واجعله كتدبير المحمومين حَتَّى ينْحل الورم الْحَار وَإِن كَانَ من كيموس لذاع حريف فاحقنهم بِزَيْت قد طبخ فِيهِ حلية وخطمى مَعَ شَحم بط غير طري أَو شَحم الإوز أَو الدَّجَاج ويحقنون بِمَاء الشّعير ودهن الْورْد وطبيخ بزر الْكَتَّان أَيْضا واسقهم إيارج فيقرا وليستحموا بالمياه العذبة والأغذاء الَّتِي بالأحساء والسمك الصخري وَاجعَل تدبيرهم أبرد وأرطب وامنعهم الْأَطْعِمَة الحريفة والأدوية والنطولات والضمادات) الحريفة أَيْضا وَمن شرب الْخمر وخاصة العتيقة وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فَاسْتعْمل المخدرة فَإِنَّهَا فِي هَذِه ألف ب الْحَال أقل ضَرَرا أَنَّهَا تعدل اللذع لبردها وَقد كَانَ طَبِيب يسْتَعْمل فِي مثل هَذَا القولنج بِمدَّة تدبيراً مبرداً جدا وَالْمَاء الشَّديد الْبرد والغذية الَّتِي تلائمهم فأبرأ خلقا كثيرا بذلك قَالَ: وَقد يعرض لصَاحب القولنج فالج. بولس: الثبادريطوس نَافِع جدا للقولنج. من كتاب أهرن قَالَ: القولنج من أَرْبَعَة: من الرّيح الَّتِي تنفخ وَمن البلغم اللزج وَمن يبس الثفل وَمن الصَّفْرَاء وَمَا كَانَ من الرّيح يكون مَعَ تمدد وَمَا كَانَ من اليبس الثفل كَانَ مَعَه ضغط وعصر شَدِيد وَمَا كَانَ من الصَّفْرَاء كَانَ مَعَه عَطش وَمِمَّا تعالج بِهِ الحقنة بالبابونج وإكليل الْملك والشبث والحلبة وبزر الْكَتَّان والكرفس والأنيسون والكاشم والجندباستر وشحم الحنظل والثوم ودهن الخروع والقرطم وَحب السكبينج يشرب يَوْمًا وَيَوْما لَا ودهن الخروع على مَاء الْأُصُول وَيجْعَل مَعَه أَيْضا حلبة وخولنجان وسليخة ودارصيني وإيارج وَقد يَجْعَل فِي الحقنة سكبينج ومقل وجوشير ودهن اللوز والجوز والسوسن والبطم ودهن الكلكلانج ودهن القرطم. حقنة مجربة نافعة: طبيخ الحلبة نصف رَطْل دهن شيرج أوقيتان عسل أُوقِيَّة دهن سوسن أُوقِيَّة قطران نصف أُوقِيَّة شَحم الحنظل جندباستر نصف أَو دِرْهَم دِرْهَم واللذي من الصَّفْرَاء يحقن بالحقن اللينة وَرُبمَا حقن باللبلاب ودهن الوز وسقمونيا إِذا كَانَ من صفراء أَو يتَّخذ لَهُ إسيفيداج وبسبايج وقرطم ودهن شيرج وَيطْعم أَيْضا فِي غذائه فروجاً إسفيذباها مَعَ شبث وملح وَيجْعَل فِيهِ شراب جيد ريحاني وَيمْسَح الْبَطن بألبان والزنبق وَيَنْبَغِي أَن يَأْكُل مرق القنابر وَلَا يَأْكُل لحومها وَيُطلق القولنج من سَاعَته إنفخة الأرنب وأصبت فِي كتاب الْحُدُود الْمَنْسُوب إِلَى ج: أَن القولنج يعرض مَعَه وجع شَدِيد سَاعَة بعد أُخْرَى حَتَّى لَا يحْتَمل وضع الْيَد عَلَيْهِ مَعَ ضيق النَّفس والعرق الْبَارِد. أبن ماسوية: احقن فِي علل القولنج أبدا حَتَّى تَجِيء الطبيعة لينَة.)

أهرن: القولنج يكون من الْمرة الصَّفْرَاء بتيبيس الثفل وعلامته الْعَطش والقيء الشَّديد قبل ذَلِك واستعن بالمزاج وَالتَّدْبِير فِي تعرف ذَلِك وَمن البلغم اللزج الغليظ وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بِالتَّدْبِيرِ والمزاج وفقد الْعَطش والتخم الْمُتَقَدّمَة وَيكون من الرّيح وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بانتقاله وانتفاخ. الْبَطن وَيكون من الدُّود والحيات وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بِأَن تكون قد تقدّمت خُرُوج حيات ثمَّ أورثت قولنجاً بَغْتَة من غير سَبَب يُوجب ذَلِك وَمن الورم وَيكون مَعَه التهاب وغم وسبات. لي. رَأَيْت القولنج لَا يكَاد يعرض من الشَّرَاب وَإِن عرض فَغير نَكِير وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا يكون إِلَّا إِذا أَكثر مزاجه إِذْ المعي يتبرد لذَلِك جدا وَيكثر الرِّيَاح فِي الْبَطن. لي. تِلْكَ الْحَرَكَة ترَاهَا بعد القولنج تصيبه إِنَّمَا هِيَ ورم حَار حدث لشدَّة الوجع من شدَّة تمدد المعي وَهَذِه ألف ب المعي من الْمُجَاورَة للشريان الْعَظِيم فاقصده إِلَى حقنه بالدهن المرخي الْمَطْبُوخ فِيهِ أصُول الخطمى وَنَحْوه والفصد. من كتاب الْفَائِق: القولنج يجب أَن يحقن فِي وَقت الصِّحَّة بالأدهان الحارة المقوية كي تسخن قولونه وتقوي فَلَا تقبل الْفضل بِسُرْعَة. حب لأيوب سريع الإسهال إِذا لم تسهل الْأَدْوِيَة الْأُخَر: دانقان من شيرم وَأَرْبَعَة دوانق سكبينج. الْخَامِسَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: لَيْسَ يُؤمن على من اجْتمع فِي أمعائه بلغم كثير أَن يُصِيبهُ قولنج فِي أمعائه وإيلاوس وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يُبَادر باخراجه وَقد يجْتَمع ذَلِك كثيرا إِذا قل انصباب المرار كثير. قسطاً فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ: هَذَا المعي ذكي الْحس لِكَثْرَة مَا فِيهِ من الْجَوْهَر العصبي فَلذَلِك وَجَعه شَدِيد وَقد يكون قولنج من غير احتباس الطبيعة وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ البلغم فِي قَعْر الأمعاء وَلم يلصق بالمعي لصوفا يسد المجرى فِي هَذِه الْحَالة يظنّ العليل أَن بَطْنه يثقب بمثقب قَالَ: أقوى الْأَدْوِيَة فِي مَا جربناه للتمريء من أجل البورق والسذاب وإيارج فيقرا أَيْضا قوي وَقد تسكن الوجع الفلونيا والمرخ بالأدهان.

قوانين الحقن

(قوانين الحقن) وجهة اسْتِعْمَالهَا والشيافات المليبة والملطفة والمسكنة والنافعة للأدواء ترد المسكنة إِلَى المسكنة وَترد فِي مَوضِع مَوضِع وتبدل هَا هُنَا أَيْضا: 3 - (كتاب الحقن) الْمَنْسُوب إِلَى ج وَأَحْسبهُ لروفس قَالَ: أول مَا استخرج الحقن طَائِر يطير على الْبَحْر فيحقن نَفسه بمنقاره من مَاء الْبَحْر فيسهل خُرُوج مَا أكل قَالَ: إِن أقدم إِنْسَان واجتزم على أَن يحقن بِالْمَاءِ الْخَالِص فَإِنَّهُ ستمرض مِنْهُ أسافل الْبدن قَالَ: ويحقن بِالْمَاءِ والدهن فِي الحميات المجرفة ليكسر بذلك اللهيب والحرقة وترطب الأمعاء وَلَا يجب أَن يلقِي فِي هَذِه الحقنة تطرون وملح وَلَا الْأَشْيَاء الَّتِي هِيَ من هَذَا النَّحْو فَإِن ذَلِك يضر بالعليل المحموم جدا. لي. يلقِي فِي هَذِه الحقن لعلب البزر قطونا وَمَاء الشّعير وَنَحْوه قَالَ: وَاسْتعْمل الحقنة على مَا أَقُول ليكن العليل مُسْتَلْقِيا على قَفاهُ وَرَأسه سافل وَرجلَاهُ فَوق وعجزه مُرْتَفع وَيجْلس الحاقن بحذائه وتقرب إِلَيْهِ الْآلَة ولتكن أَظْفَاره مقصوصة لِئَلَّا يجرح المقعدة والحقنة لَا تبلغ إِلَى الأمعاء الدقاق والمعدة إِلَّا فِي الندوة قَالَ: وأمسح السبابَة من الْيَد الْيُسْرَى بالدهن وأمسح المقعدة بالدهن مسحاً رويا ثمَّ أَدخل الْأصْبع فِيهَا مَرَّات كي تتسع الْحلقَة ثمَّ أَدخل المحقنة وَلَا تبالغ فِي إدخالها فَإنَّك إِن بالغت لم يدْخل مَا فِي المحقنة بأسره وَلَا تطرفها لِئَلَّا يسيل ذَلِك لَكِن اجْعَل الْأَمر متوسطاً ثمَّ انتصرها بكلتي يَديك عصراً نَاعِمًا حَتَّى يستنظف جَمِيع مَا فِيهَا قَالَ: وَإِن كَانَت طبيعة ألف ب المحموم قد احْتبست مُنْذُ زمَان فَاسْتعْمل طبيخ النخالة مَعَ شَيْء من نطرون بالدهن فَإِنَّهُ يسهل خُرُوج الثّقل واحقنه بطبيخ السلق والدهن وَلَا تسنعمل شَيْئا كثير الأرباح شَدِيد الْبرد لِأَنَّهُ يخَاف مِنْهُ كَمَاء الْخِيَار فَإِنَّهُ ينْفخ وَمثل مَاء الكزبرة فَإِنَّهُ يخدر قَالَ: وطبيخ السلق نَافِع من أَشْيَاء كَثِيرَة وخاصة وجع الخاصرة قَالَ: وَأما حقنه القنطوريون فَإِنَّهَا تحدر المرارة والبلغم بِقُوَّة وَلَا تسْتَعْمل فِي الحميات إِلَّا بعد الأنحطاط وليستعمل طبيخه مَعَ عسل وزيت فَإِنَّهُ قوي قَالَ: وَهَذِه الحقنة أَعنِي طبيخ القنطوربون نَافِع من احتباس الْبَطن والسدد فِي الكبد وأوجاع الْمعدة وورم الطحال ووجع المفاصل والورك والأورام البلغمية وَلَا تسْتَعْمل القنطوربون حَيْثُ حرارة

كتاب هندي

وَاسْتَعْملهُ حَيْثُ الأخلاط الغليظة اللزجة فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَأما حقنة الحنظل فَإِنَّهَا نافعة من الصداع والبرسام) والتبرغش والمالنخوليا والشقيقة المزمنة والبيضة والصمم وأمراض الْعين المزمنة الَّتِي لَيست من خلط حَار حريف بل من خلط غليظ بلغمي قَالَ: وحقنة القولنج نافعة من ذَات الْجنب وَمَا ينزل إِلَى المفاصل قَالَ: وحقنة الحنطل تطبخ كَمَا يطْبخ القنطوربون ويحقن بهَا كَمَا يحقن بهَا ويحقن بهَا مَعَ زَيْت وَعسل وَكَذَلِكَ الفوذنج وَيجْعَل مَعَه عسل وزيت ويحقن بهَا. قَالَ: وحقنة الشبث نافعة من استرخاء الْمعدة وَضعف الشَّهْوَة للطعام والجشاء الْمُتَغَيّر وورم الْمعدة بطبيخ الشبث ويصفى وَيجْعَل مَعَه فِي الطَّبْخ كمون ثمَّ يَجْعَل مَعَه عسل وزيت قَلِيل ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ جيد ويطرد الرِّيَاح. 3 (حقنة الشيح جَيِّدَة للريح والحيات) فَاسْتعْمل طبيخه مَعَ الْعَسَل الْقَلِيل وَالزَّيْت فَإِنَّهُ نَافِع وخاصة لحب القرع ولأصحاب الدق بالألعبة والأدهان وَمَا يرطب ويحقن المحموم حمى غب بدهن الْورْد قَالَ: والأحتقان بِمَاء الثَّلج ودهن الْورْد لَكِن بحذر وتوق قَالَ: وَأما حقنة دهن الْورْد فَإِنَّهُ يضْرب بِالْمَاءِ ضربا جيدا ويحقن بِهِ قَالَ: وحقنة الخشخاش جَيِّدَة لقرحة الأمعاء والحرقة الشَّدِيدَة فِيهَا صفته: يطْبخ الخشخاش حَتَّى يتهرا وَيصب عَلَيْهِ زَيْت ويحقن بِهِ. لي. يَنْبَغِي أَن يطْبخ خشخاش وشعير حَتَّى ينضجا وَيصب عَلَيْهِ زَيْت ويحقن بِهِ. 3 - (كتاب هندي) إِن عصرت عَمُود المحقنة بِشدَّة شَدِيدَة فِي مرّة ارْتَفَعت الحقنة إِلَى الْمعدة وسالت من الْأنف وَالَّذِي يضغط فِي مَرَّات كَثِيرَة يفتح وَيضم وَأما الضغط اللين جدا الرخو إِلَى فَوق فَإِنَّهُ لَا يبلغ وَيقصر عَن الْموضع الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ والقليل الكمية لَا يبلغ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَالْكثير الكمبة يُورث الكسل والفتور والنفخ والزحير والحارة الشَّدِيدَة الْحَرَارَة والحديدة الشَّدِيدَة الحدة تورث الغشى وانطلاق الدَّم والباردة تهيج الرّيح وتعقل الْبَطن والسخينة توضر المعي والمثانة وتورث الزحير والدقيقة يسيرَة النَّفْع قَالَ: وَإِن حقن وَهُوَ على القفاء لم يصل الدَّوَاء إِلَى نعما 3 - (كتاب أطري) قَالَ: إِذا أردْت الحقنة فَلَا تكن على الرِّيق ونم على الْجَانِب الْأَيْسَر وَاجعَل تَحت الورك مرفقة وابسط الرجل الْيُسْرَى وشل الْيُمْنَى حَتَّى تلتصق بالصدر وتوق أَن يعطش أَو يسعل وَأَنت تحقن فَإِن الحقنة ألف ب تخرج سَرِيعا فَإِن عرض فأعدها من ساعتك وَمَتى ذهبت تخرج فَلَا تمنعها من الْخُرُوج. أورياسبوس قَالَ: يحقن بِالْمَاءِ فِي الحميات اللَّازِمَة الخبيثة والناقهين من مرض طَوِيل فِي مدَّته إِذا صَعب عَلَيْهِم دفع الْغَايَة ويحقن للرياح المتولدة فِي الأمعاء بحقنهم بِمَاء سخن لِأَن المَاء الفاتر يُولد رياحاُ فليحقنوا بِمَاء حَار دفْعَة بِسُرْعَة وتتخذ الحفنة لمن أفرط فِي بَطْنه اليبس من طبيخ الخطمى والملوكية واللذع والحرقة طبيخ بزر الْكَتَّان قَالَ: وينفع الْخبز

جوامع أغلوقن

لقروح الأمعاء قَالَ: ويحقن بِهِ بعد حقن قَوِيَّة لِأَن هَذِه الحقنة تصلح حَال الأمعاء وتغذو وَأما عصارة السلق فَإِنَّهَا جَيِّدَة لالتواء الأمعاء وإصلاحها ويذبيان الْغَائِط الْيَابِس وَأما عصارة البقلة الحمقاء فَإِنَّهَا جَيِّدَة من التلهب الَّذِي يعرض فِي الأمعاء وَمن ورم حَار شديدالحارة أَو يعرض من دَاخل المقعدة بِسَبَب خُرُوج غَائِط صلب أَو غير ذَلِك قَالَ: وَأما الدّهن الْمَطْبُوخ بحب الْغَار فَإِنَّهُ جيد للرياح جدا وللذي حم من برد عرض لَهُ وَأما اللَّبن فَإِنَّهُ جيد جدا للزحير والأمعاء ويخلط بِهِ شَيْء من شَحم الدَّجَاج وَأما السّمن فَأَنا قد تحقن بِهِ القروح الوسخة فِي الأمعاء وَفِي احتباس الزبل بِسَبَب ورم عَظِيم حدث فِي المعي الْمُسْتَقيم وَيسْتَعْمل الحقن بِالشرابِ والدهن فِيمَن شرب الأفيون وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الحقن ثَلَاث قوطولات وأفله قوطولي وَكَثِيرًا مَا يحقن فِي يَوْم وَاحِد مرَّتَيْنِ وَثَلَاثَة) وخاصة إِذا كَانَ فِي المعي الْمُسْتَقيم قرحَة أَو ورم من الأورام الحارة يمْنَع خُرُوج الْغَائِط من الأمعاء الني فَوْقه قَالَ: وللذين أكلُوا فطراً قَاتلا الحقن المتخذة من نطرون وأفسنتين وعصارة الفجل وطبيخ السذاب وَلَا سترخاء المعي الْمُسْتَقيم حقنة تتَّخذ من المَاء وَالْملح وللحيات 3 - (جَوَامِع أغلوقن) قَالَ: الحقن تضر بالمعدة فَلذَلِك إِذا أردنَا أَن نحقن إنْسَانا معدته ضَعِيفَة أمرناه أَن يشرب قبل الحقن مَاء فاتراً لِئَلَّا تصل الحقنة إِلَى جرم الْمعدة نَفسهَا والفتل لَا تبلغ قوتها إِلَى الْمعدة فَلذَلِك إِذا أجزتك اقتصرت عَلَيْهَا. لي. قد رَأَيْت فِي مَوَاضِع كَثِيرَة أَنه يجب أَن يطعم قبل أَن يحقن. حنين فِي الْمعدة عمل حقن فِيهَا سقمونيا فَقَالَ: تسهل صفراء أَو حقن فِيهَا قنطوريون وأفيثمون وفوذنج وخربق وبسبايج فَقَالَ: تسهل سَوْدَاء. 3 (الأولى من) 3 (حَرَكَة الصَّدْر والرئة) قَالَ: قد يعرض أَن تقع الرّيح فِي الأمعاء بِغَيْر حذق الحاذق أَو توانيه. لي. هَذَا يكون إِذا عصر وَفتح مرّة بعد مرّة فَيكون الْحَال كالنفخ بالزق وَإِذا قبض على فضل بِمَاء الدَّوَاء فِيهِ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يقبض بِمرَّة على مَوضِع بنانه مَا فِي المحقنة ثمَّ يعصر ويخرط لِئَلَّا يدْخلهُ. 3 - (الْعِلَل والأعراض) السَّادِسَة: قد يصعد من الحقنة فِي بعض الْأَحَايِين شَيْء يتقيأه الْإِنْسَان. أحْوج النَّاس ألف ب إِلَى الحقنة من كَانَت طَبِيعَته مائلة إِلَى الْحصْر ومعدته ضَعِيفَة توهنها المسهلة وتقيأها إِذا أَخذهَا وأمعاؤه لَا تدفع الْفضل على مَا يجب فَهَؤُلَاءِ يحقنون بِمَا يُحَرك وَرُبمَا حقنوا بالدهن الْمُفْرد كي يلين الثفل وَيخرج وَلَا يَنْبَغِي أَن يديم ذَلِك لِئَلَّا يعْتَاد الأمعاء أَلا تدفع شَيْئا إِلَّا بالحقنة قَالَ: وَتحمل الشيافات الملطفة للبطن خَاصَّة لمن أَرَادَ حقنة لم تخرج الحقنة مِنْهَا لَكِن تنقي دَاخِلا.

من كتاب فارمي

ألميامرقال: قولا أوجب فِيهِ: إِن الحقن أَحْمد لمن أَصَابَهُ ضَرْبَة على رَأسه أَو ورم هُنَالك لِأَنَّهَا تحدر الأخلاط إِلَى أَسْفَل وَلَا ينحدر مِنْهُ شَيْء إِلَى الرَّأْس كالحال فِي الْأَدْوِيَة المسهلة قَالَ فلتكن قَوِيَّة لِأَن هَذِه يكثر جذبها وَلَيْسَ إِنَّمَا يستفرغ مَا فِي الأمعاء والبطن بل مَا فِي تقعير الكبد. 3 - (من كتاب فارمي) إِن ضغت المحقنة جدا ارْتَفع الدَّوَاء إِلَى الْمعدة وَخرج من الْأنف وَيجب على ذَلِك أَن تجز شعره حَتَّى توجعه وترش عَلَيْهِ المَاء الْبَارِد ويسقى أدوية الْمَشْي قَالَ: والضغط المقصر لَا يبلغ مَا تريده بل ينوم المحقنون على فرَاش يشرف أسافله إِلَى أعاليه إشرافاً صَالحا وينام على يسَاره وَيقبض رجله الْيُمْنَى إِلَيْهِ ثمَّ يدْخل الأنوبة إِلَى مَوضِع الْفلس ويضغط الزق باعتدال ويمسك بلين ثمَّ يخرج وينام على ظَهره. 3 (ابْن ماسوية) 3 - (الْأَدْوِيَة الَّتِي تخرج من الأمعاء) الثفل إِذا احتملت: مرار الْبَقر مَعَ عسل وَمَاء حَار مَعَ مري ويحقن بِهِ وطبيخ الحلبة وطبيخ بزر الْكَتَّان مَعَ عسل ومرار الْبَقر مَعَ البورق وَكَذَلِكَ الحنظل إِذا خلط بِعَسَل والفجل إِذا غمس فِي الزَّيْت وَاحْتمل ألان الطبيعة وَكَذَلِكَ تفعل أصُول الكرنب والفوتنج الْجبلي إِذا سحق وخلط بِعَسَل وَجعل شيافة والحرف إِذا سحق وَجعل مَعَ عسل مَعْقُود وبورق وعصارة قثاء الْحمار. من كتاب ينْسب إِلَى ج فِي الحقن وَأَظنهُ لروفس قَالَ:) بعض الطير يحقن نَفسه بِمَاء الْبَحْر فيسهل بَطْنه قَالَ: إِذا كَانَ غرضك إِخْرَاج فضل غليظ من الْبدن فَلَا تحقن بالحقن اللينة الساذجة الَّتِي تهَيَّأ من مَاء وزيت وَعسل ونطرون لِأَن هَذِه لَا تقوى عَلَيْهَا فتزيد فِي الْأَذَى بكميتها قَالَ: ويحقن بِالْمَاءِ والدهن فِي الحميات الشَّدِيدَة البتهاب والحرقة وَلَا يخلط مَعهَا شَيْء حَار الْبَتَّةَ وَلَا غير المَاء والدهن فيطفئ لهيب الْحمى ويسكن توقدها قَالَ: واحقن العليل وَهُوَ مستلق على قَفاهُ وَرَأسه منحل وَرجلَاهُ وعجزه مُرْتَفعَة ولتكن أظفارك مقصوصة فَإِنَّهُ رُبمَا عرض من ذَلِك شقَاق فِي المقعدة. وَأَقُول: إِنَّه يجب أَن تدهن الْحلقَة مَرَّات ويرويها ثمَّ تدهن السبابَة من الْيَد الْيُسْرَى وادخلها فِي الْحلقَة ثَلَاث مَرَّات لتتسع ثمَّ أَدخل المحقنة وَلَا تبالغ فِي إدخالها يَعْنِي قصبتها لِأَنَّك مَتى بالغت فِي ذَلِك لم يدْخل ألف ب جمع مَا فِي الزق وَلَكِن أدخلها إدخالاً وسطا ثمَّ اعصرها بكلتى يَديك. لي يجب أَن يكون قصب الحقنة ذَا ممرين أَحدهمَا يدْخل مِنْهُ الدَّوَاء وَالْآخر يخرج مِنْهُ الرّيح وَهَذَا يكون مُوَافقا على هَذِه الصَّنْعَة وتوهم أنبوبته فِي وَسطهَا حجاب تَنْقَسِم إِلَى مجريين ولتكن مُنْتَهى أحد المجريين وَهُوَ عِنْد اتِّصَاله بالزق مسدود بِرَصَاصٍ ملحم وَيكون ذَلِك فَوق لِئَلَّا يمر فِيهِ من الدَّوَاء شَيْء وَيكون لهَذَا المجرى المسدود فِي نهايته عِنْد الزق ثقب يخرج مِنْهُ الرّيح وَهَذَا الثقب لَا يبلغ أَن يدْخل فِي الدبر فَإِذا حقنت بِهَذِهِ المحقنة وَأَنت

تقدر على مَا يدْخل من الدَّوَاء وَيخرج من الثقب الَّذِي للمجرى المسدود فِي أَكثر الْأَمر لَا يسيل الحقنة وَلَا يخرج إِلَى خَارج لِأَن الحقن فِي أَكثر الْأَمر إِنَّمَا تدخل فِيهَا الرّيح لِأَنَّهَا تزحمها مَا دَامَ الْعَصْر قَائِما فَإِذا حل عَنْهَا دَفعته الرّيح بِقُوَّة قَوِيَّة فَإِذا خرج من الرّيح بِقدر مَا دخل وَكَانَ حَال الْبَطن بِحَالهِ. قَالَ: وطبيخ النخالة مَعَ القنطوريون وَالزَّيْت يخرج النجو إخراجاً جيدا وَإِذا كَانَ مَعَ حمى فاحقن بطبيخ السلق والدهن فَقَط قَالَ: والسلق نَافِع جدا خَاصَّة فِي أوجاع الخاصرة قَالَ: وَأما حقنة القنطوريون فَإِنَّهَا تحدر البلغم والمرة الصَّفْرَاء بِقُوَّة قَوِيَّة وَلَا تستعمله إِلَّا فِي الأقوياء فَخذ طبيخه واخلط بِهِ عسلاً ودهناً واحقن بِهِ وَهُوَ جيد لاحتباس الْبَطن وأوجاع الْمعدة ورم الطحال ووجع المفاصل وافحص قبل استعمالك إِيَّاه فَإِن كَانَت الأوجاع من اخلاط لَطِيفَة حارة فإياك وَهُوَ وَإِن كَانَت من أخلاط غَلِيظَة بَارِدَة فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَأما حقنة الحنظل فَإِنَّهَا تَنْفَع من الصرع والبرسام وَثقل الرَّأْس والمالنخوليا والصداع المؤذي والصمم وأمراض الْعين الَّتِي من مَادَّة غَلِيظَة مزمنة بَارِدَة وَإِذا كَانَ مَعَ وجع الْعين ثقل فِي الرَّأْس واحتباس الْبَطن فَاسْتَعْملهُ وحقنة الشبث نافعة من استرخاء الْمعدة وَضعف شَهْوَة الطَّعَام) والجشاء الرَّدِيء وورم الْمعدة وحقنة الفوذنج النَّهْرِي نافعة من ذَات الْجنب والمفاصل يخلط طبيخه مَعَ عسل ودهن وَيسْتَعْمل. يُؤْخَذ طبيخ الشيح وَيجْعَل مَعَه كمون قَلِيل حَتَّى يطْبخ وَعسل وزيت ويحقن بِهِ ويطرد الرِّيَاح وحقنة الشيح الأرميني جَيِّدَة من الدُّود ويحقن بطبيخها مَعَ الْعَسَل وَالزَّيْت فَإِنَّهَا نافعة جدا وخاصة إِذا كَانَت فِي الأمعاء السفلي فاجتنب الحقن الحارة والقوية فِي الصّبيان والشيوخ والأبدان الْيَابِسَة فَاجْعَلْ حقنتها مرطبة وبالضد وَإِذا أردْت حفظ الْبدن على مَا هُوَ عَلَيْهِ فبأشكاله وَنَقله إِلَى أضداده وزد فِي الزَّيْت فِي حقن الشَّبَاب فَإِنَّهُم ألف ب يَحْتَاجُونَ إِلَى ترطيب الثفل كثيرا لِأَنَّهُ يعرض لَهُم يبس الثفل كثيرا وللمشايخ انقص الدّهن ورد فِي الْعَسَل وَقد يحقن من بِهِ حمى محرقة بِالْمَاءِ ودهن الْورْد. وَصَاحب افيلقوس: إِن تَأْخُذ بزر كتَّان وتحقنهم بِهِ وَأما حقنة الخشخاش فنافعة من ذوسنطاريا والحرقة الشَّدِيدَة فِي المعي تسكن الحرقة وتقطع الأختلاف وَإِذا كَانَ الذبول أغلب فطبيخ بزر الْكَتَّان وَإِن كَانَت الْحَرَارَة غالبة فاحقنه بدهن ورد وَمَاء. لي للحمى الحارة واليبس الشَّديد يجمع حِدة إِلَى قلَّة إثارة: للحرارة احقن العليل بِمَاء الْخبز مُفردا واحقن أَصْحَاب السل بحقن الْجِمَاع فَأَما الأفيون فَإِنَّهُ يدْخل فِي الحقن والشيافات ويسكن الأوجاع وخاصة الزحير. وَقَالَ ج فِي إبيذيميا: إِنَّه رأى قوما احتملوه فماتوا فَلَا يَنْبَغِي أَن يهولك هَذَا إِذا رَأَيْت كَثْرَة الدَّم وَأما إِذا رَأَيْته قَلِيل الدَّم فَإِنَّهُ قَلِيل الْحَرَارَة فَلَا تقدم عَلَيْهِ. 3 (حنين فِي الْمعدة) حقنة تسهل الصَّفْرَاء: طبيخ النخالة والبنفسج رَطْل بورق ربع أُوقِيَّة سقمونيا ربع دِرْهَم دهن بنفسج يحل فِيهِ

3 - (حقنة تسهل البلغم) طبيخ السلق رَطْل خربق نصف أُوقِيَّة شَحم حنطل مِثْقَال زَيْت ودهن قرطم يحتقن بِهِ. 3 (حقنة تسهل السَّوْدَاء) طبيخ الخربق والأفيثمون والسلق وشحم الحنظل وبورق وزيت وَعسل. ابْن سرابيون اختر فِي الحقن أَلا تدخل فِي الْجوف ريح وَذَلِكَ بِأَن تجْعَل العض فِي مرّة وَلَا تخل عَن الزق ثمَّ يعصر أَيْضا لِأَن ذَلِك يدْخلهُ ريح تحْتَاج أَن تنفذ بالعصر الثَّانِي مَعَ الدَّوَاء فَإِذا غمزت على الزق فَلَا تخله لَكِن اخرطه أبدا فَإِذا جف فاسخن الشيرج بعد الحقنة فَإِن ذَلِك يمْنَع أَن تخرج الحقنة واسخنه فِي الذوسنطاريا بالصوف قد بل بِمَاء حَار قَابض وَفِي غير ذَلِك بِمَا يسخن. لي. سَماع يحقن صَاحب وجع الكلى وعرق النِّسَاء وَهُوَ ملقى على ظَهره أما صَاحب القولنج فَيكون متكنا على أَربع. من كتاب مسيح: فَتِيلَة تخرج السَّوْدَاء نافعة من عللها كعضة الْكَلْب الْكَلْب وَغير ذَلِك من نَحْوهَا: خربق أسود فليغربوس: أَقْرَاص السكوكب جَيِّدَة لإيلاوس وشراب الخشخاش. من مداواة الأسقام لج: يسقى صَاحب إيلاوس طبيخ الزَّبِيب مَعَ الشبث يطبخان مَعًا حَتَّى ينضجا ثمَّ يصفيان ويسقى أَو يطْرَح خبز فِي مَاء حَار ويغلي. وَيطْعم مِنْهُ فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَيطْعم الْخبز وَهُوَ حَار واحقنهم بِهِ وحقنة دهن الْورْد يَنْبَغِي أَن يضْرب مَعَ المَاء ضربا جيدا ثمَّ يحقن بِهِ وَأما حقنة الخشخاش ألف ب فنافعة لذوسنطاريا والحرقة الشَّدِيدَة فِي المعي يسكن الحرقة وَيقطع الإختلاف وَإِذا كَانَ الذبول أغلب فطبيخ بزر الْكَتَّان وَإِذا كَانَت الْحَرَارَة غالبة فاحقنه بدهن ورد وَمَاء. مُفْردَة ج لايلاوس: إِذا شرب من ورق الْغَار مَعَ فلفل قَلِيل بشراب بعد أَن يسحق) نعما نفع من إيلاوس والبابونج يشفي من إيلاوس الزَّيْت المفتر يحقن بِنصْف رَطْل مِنْهُ ينفع من شدَّة الزبل والورم والزيبق يقتل حَتَّى يصير كالرماد ويسقى أَصْحَاب إيلاوس الزَّيْت يُؤْكَل ويحقن بِهِ فِي إيلاوس الَّذِي من ورم المعي دهن الإيرسا يشرب مِنْهُ أوقيتين وَنصف جيد لايلاوس وَقد يكون من الحبات إيلاوس. أَن يسقى صَاحب إبلاوس دهن خروع على نَقِيع الصَّبْر ويلعق زبدا وشيئاً من عسل وَقَالَ: لَا يخرج مِنْهُ ريح بتة وَمَعَهُ غثى شَدِيد متدارك وَضعف كثير فَإِن أكل

اشتدت أعراضه ويتجشأ منتناً وَرُبمَا قاء الزبل وَيَمُوت فِي الرباع أَو السَّابِع وَرُبمَا بلغ الْعشْرين ودرور الْعُرُوق والمجسة مِنْهُم صَغِيرَة. 3 (التَّذْكِرَة) ينفع إيلاوس مَاء ورق الخطمى وخيارشنبر ودهن لوز أَو مَاء الْجُبْن أَو مَاء عِنَب الثَّعْلَب يمرس فِيهِ خيارشنبر وَيدل على ورم المعي الْعَطش وحرارة لمس الْبَطن مَعَ ثقل فِي ذَلِك الْموضع لَازم وَشدَّة حرارة الْجَسَد والحمى. 3 (من حقنة إيلاوس من ورم المعي) مَاء اللبلاب وَمَاء ورق الخطمي وَمَاء الْخَبَّازِي وَمَاء ورق السمسم وَمَاء ورق النيلوفر وَمَاء البنفسج وَمَاء السلق ولعاب بزر قطونا ودهن البنفسج وفلوس خيارشنبر ويحقن بِلَبن حليب أَو زبد وشحم بط 3 (فليغرورس) أَقْرَاص الْكَوْكَب جَيِّدَة لَا يلاوس وشراب الخشخاش. من مداواة الأسقام لج: يسكن إيلاوس طبيخ الشبث بزبيب يطْبخ حَتَّى يتهرا واطبخ خبْزًا فِي مَاء حَار يغلي وأطعمه فَإِن لَهُ نفعا عَظِيما واحقنه بزراقة طَوِيلَة وَيكون طبيخ شَحم الحنظل وَنَحْوه بعد الحقن بدهن. أبقراط: انفخ فِي دبره بالزق فَإِنَّهُ جيد. الطَّبَرِيّ: من كَانَ يعتاده حب القرع دَائِما ويعتريه إيلاوس فاحدس على أَنه مِنْهَا فاسقه مَا يُخرجهَا وانفخ فِي دبره بالزق واحقنه من سَاعَته بعد النفخ. الْيَهُودِيّ: صَاحب الكلى يسهله الْيَسِير من الْأَدْوِيَة المسهلة وَصَاحب القولنج لَا تسهله إِلَّا القوية ويضر صَاحب الكلى الحقن وينفع أَصْحَاب القولنج وَيكون مَعَه عسر بَوْل ووجع الفقار ويجد الوجع فِي آخر الْأَمر وَصَاحب وجع القولنج لَا يخف إِلَّا بانحدار الْبَطن أَو خُرُوج الرِّيَاح. التَّذْكِرَة للنفخة فِي الْبَطن كُله: اسْقِهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم كرويا بِمَاء حَار أَو نَبِيذ صرف قوي. ألف ب الشَّديد: نانخة شونيز كرويا كمون سذاب كاشم زوفرا فوذنج شبث صعتر يطْبخ ويصفى المَاء وَيحل فِيهِ سكبينج جاوشير جندباستر وَيجْعَل عَلَيْهِ دهن المرزنجوش أَو دهن الناردين ويحقن بِهِ. دَوَاء للنفخة عَجِيب نانخة فلفل ورق السذاب الْيَابِس دارصيني كندر قرنفل جندباستر سكبينج صعتر كرويا كمون شونيز أفيثمون وَج زرنباد حب الْغَار قسط رواند يجمع ويسقى مِنْهُ مِثْقَال بشراب قوى صرف. أَبُو بكر النفخ القوية زنجبيل دِرْهَم فلفل مثله تَرَبد نصف دِرْهَم سكر دِرْهَم وَنصف يسقى بِمَاء حَار.

فليغرغورس: بذلك صَاحب القولنج دلكا رَفِيقًا طَويلا وتدلك ساقاه دلكا قَوِيا فلوبلا وادهن بَطْنه بدهن السذاب والكمون والجندباستر ثمَّ يضمد الفربيون والفلف أَو يدلك بهما مدافان بالدهن. قَالَ أَبُو بكر: هَذَا ضماد قوى سذاب فوذنج شونيز كمون حلبة قرطم ورق الْحمام بزر الأنجرة خَرْدَل يطْبخ ببزور تجمع بِهِ ويضمد أَو بلعاب بزر الْكَتَّان. روفس فِي الحقن: قد أصَاب الْعلمَاء فِي هَذَا الوجع بالتكميد والضماد الْحَار لِأَنَّهُمَا يبرئانه وَيَنْبَغِي أَن يدمن وَاعْلَم أَن الْأَدْوِيَة القوية وخاصة مَا يسهل السَّوْدَاء إِذا حقن بهَا رُبمَا أورثت سحجاً رديئاً بعد القولنج وَإِذا كَانَ القولنج بعقب ضعف الْمعدة أَو قُرُوح الأمعاء فافصد لذَلِك وَأَنت تَسْتَغْنِي عَن الحقن الحادة وَإِذا كَانَت بعقب الزحير فَإِن فِي طرف المعي ورماً. جورجس الضماد الْمُتَّخذ من الْخبز والأفيون من كتاب الْمعدة لحنين ضماد للنفخ والقولن: حلتيت جندباستر بالسواء زَيْت قد طبخ فِيهِ سذاب. وشيافه تسكن الزحير والوجع الشَّديد: أفيون جندباستر بالسواء. الطَّبَرِيّ: اللوز المر والحلو نافعنا للقولنج. من كتاب عَلامَة القولنج: إِذا رَأَيْت ذَلِك فبادر بالفصد من الصَّافِن وَأخرج الدَّم مَرَّات وَقد فعلنَا ذَلِك فَلَانَتْ الطبيعة وأدر الْبَوْل وأخص شَيْء بالريحي المحجمة وَإِذا ظَنَنْت القولنج من ورم حَار فَلَا تسخن فَلَا) تسخن فَإِنَّهُ يصير إيلاوس وَلَكِن عَلَيْك بالفصد من الذِّرَاع والشربح مَرَّات والألعبة المزلفة فَإِن احْتبسَ الْبَوْل فصدت الصَّافِن والقولنج بعضه قوي الوجع وَبَعضه لَا والقوى يحدث إِمَّا من اجل الْخَلْط اللذاع اللاحج فِي الأمعاء أَو يكون متشبثاً بهَا أَو من ريح غَلِيظَة لَا منفذ لَهَا وَغير القوى حُدُوثه من أخلاط بَارِدَة غَلِيظَة وَالْفرق بَين الريحي والمري تمدد مَعَ الريحي والمري تمدد مَعَ الريحي والثفل وَمَعَ المري لذع وكرب وتضره الْأَشْيَاء الحارة وَيزِيد المساك عَن الطَّعَام فِي وَجَعه وَينْتَفع بالأشياء الْبَارِدَة اللينة فليعالج بحقنه من مَاء ألف ب الشّعير وَمن مَاء الْعَسَل لتغسل أمعاؤه وَمن ذَلِك الْخَلْط ثمَّ يتغذى بأغذية جَيِّدَة عسرة الْفساد وَلَا تسعمل الملطفة المسخنة فِيهِ لِأَن الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ هُوَ استفراغ ذَلِك الْخَلْط الْحَار أَو تعديله فَإِن لم ينجح وَاحِد من هذَيْن فَاسْتعْمل التخدير فَإِن المخدرة من هَذِه الْعِلَل نَافِع لَيْسَ بالتخدير بل بالمزاج أَيْضا وَذَلِكَ انها تبرد ذَلِك الْخَلْط وتعدله وَلَا تسْتَعْمل المخدرة مَعَ الخلاط الغليظة فَإِنَّهَا تسكن أَولا ثمَّ تهيج شَيْئا أقوى وَأَغْلظ وَلَا الْأَدْوِيَة القوية الْحَرَارَة فَإِنَّهَا تثير مَا تحلل من بِهِ تكْثر الرِّيَاح من ذَلِك الْخَلْط الغليظ فيزيد الوجع لَكِن تمسك بالمقطعة من غير إسخان قوي والثوم نَافِع جدا والترياق إِذا لم تكن حمى الحقن

بدهن قد طبخ فِيهِ بزور وَحل فِيهِ جندباستر يحقن بحقن ويمزج وَيحْتَمل مِنْهُ فَإِنَّهُ يفش الرِّيَاح وزبل الذِّئْب نَافِع فِي جَمِيع القولنج خلا الورمي فَعَلَيْك بِهِ. يكون من أغذية لَا تنضج كالفواكه الحامضة أَو برد شَدِيد يُصِيب الْبَطن فَإِن فِي هَذِه الْحَال ينتفخ القولن ويخففه الجشاء والقيء. مَجْهُول: القولنج يكون إِمَّا من خلط غليظ أَو من ريح وَإِمَّا من مرار حَار وَإِمَّا لثفل يَابِس وَإِمَّا لورم فِي المعي وَالَّذِي من ثفل يَابِس مَعَه ضغط شَدِيد كالشيء الناشب وَمَعَ المري عَطش وَلَا يُطَاق الهليون والكراث مِمَّا ينفع من القولنج وَكَذَا السمسم واللوز والقرطم وَالْعَسَل والفانيذ ومرق لقنابر والديوك واللبلاب والملوكية والسلق وَمَاء الحمص والتين والسذاب والمون اسحق مَتى كَانَ الوجع شَدِيدا مَعَ لذع ومغس بدهن بنفسج وَيكثر تجرع المَاء الْحَار ودهن لوز حُلْو وَمر ودجاجة مَعَ خبز سميذ وَمَتى كَانَ تمدد فِي الْبَطن كالطبل فاعط المذهبة للنفخ واحقن بِزَيْت البزور وَاسْتعْمل المحجة وغذ بالكراث والثوم وإسفيذباج بالشبث والمون وَإِن كَانَ الوجع لَيْسَ بشديد فَإِنَّهُ خلط بَارِد غليظ وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ يسهل بِشرب المسهلة فاسقها واعط مَاء الْأُصُول) وإيارج فيقرا وخروعاً واحقنه بالصموغ الحارة. 3 (حقنة المري) بنفسج وورق الخطمى وأصوله ونخالة وسَاق ملوكيا وورق القرع سبستان تين أَبيض أصل السوسن دهن بنفسج مري الْغذَاء مَاء الْبُقُول المزلقة بدهن لوز وألزمه بعد الاحتراس مِنْهُ بلب الخيارشنبر وشراب البنفسج وَمَاء الْبُقُول والألعبة وَإِن كَانَ عسراً. قَالَ فِي الأسقام المزمنة: إِذا عرض القولنج بعد الْأكل فقيئه فَإِنَّهُ يجِف وَاجعَل فِي طَعَام من يَعْتَرِيه أبدا بزوراً ومطلقة والبقول الرَّديئَة إِلَّا السلق وَمَاء الكرنب وَالزَّيْتُون الْأسود جيد لَهُ وَالْمَاء الْبَارِد والرديء وَالشرَاب أصلح وَحب ألف ب الصنوبر عِنْد النّوم ينفع مِنْهُ وَمِمَّا يعْمل فِيهِ بِخَاصَّة أصل البنج إِذا علق عَلَيْهِ بطن الاوز إِذا شوى وَأطْعم وَقرن إيل محرق يسقى مِنْهُ مِثْقَال وَقت هيجان الْعلَّة وَكَذَا إِذا أطْعم قنبرة مشوية سكنت الوجع من سَاعَته وينفع مِنْهُ أَيْضا سقى ملعقتين من الجندباستر وَالْملح الدراني بالسواء وَإنَّهُ عَجِيب يسقى العليل مِنْهُ فَإِنَّهُ يفش الرِّيَاح وَيُطلق الْبَطن وَاسْتعْمل للامن من العودة ودلك الْبَطن وَالظّهْر بالكرنب وَالزَّيْت والنطرون وضماد الْخَرْدَل يوضع على الْبَطن فَيمْنَع العودة ويستأصل السقم وَيسْتَعْمل الكي أَسْفَل السُّرَّة وَيمْنَع أَن يلتحم زَمنا طَويلا كي تسيل مِنْهُ رُطُوبَة كَثِيرَة وتنفعهم الرياضة وتضرهم التخم وَكَثْرَة الشَّرَاب وَالْمَاء المالح نَافِع لَهُم والحريق يستأصل وجعهم. يضرّهُ الْخلّ والبقل والجبن وَجَمِيع مَا يُخَفف الْبَطن وَيلْزم الحلو وَالدَّسم والإسفيذباج وَنَحْوه وَالْمَاء الْبَارِد لكل وجع يكون فِي الْبَطن فالإسهال يقلعه إِلَّا القروح والدبيلة. 3 (من تسكين الأوجاع) قَالَ: كَانَ رجل عليل يظنّ ان بِهِ قولنجا كَانَ لَا ينْتَفع بِشَيْء من النطولات والحقن بدهن السذاب

ساءت حَاله وَلما حقن بالحقنة الَّتِي يَقع فِيهَا الجندباستر صَار إِلَى حَال أشر وأرداى وَلما تنَاول أَيْضا عسلاً وفلفلاً صَار شرا وَكَذَلِكَ أَيْضا لما تنَاول عصارة الحلبة فخمنت أَن ذَلِك لِأَن فِي أمعائه أخلاطاً لذاعة مداخلة لجرم المعي نَفسه تردما من أَسْفَل وَمن فَوق وتجلبه إِلَى نَفسهَا فأطعمته طَعَاما يعسر فَسَاده فرأيته قد قل وَجَعه فَعمِلت أَنه يحْتَاج إِلَى تنقية ذَلِك الْخَلْط الرَّدِيء المشرب لأمعائه وإيارج فيقرا هُوَ أَجود مَا نتقى بِهِ هَذِه الأخلاط إِلَّا أنني لم أقدم على تنقبته دفْعَة لِأَنَّهُ لما كَانَ قد نهك لطول الوجع وشدته لم أجتزم على ذَلِك لكنني فعلت ذَلِك بِهِ قَلِيلا قَلِيلا وَجعلت أريحه بَين كل استفراغين أَيَّامًا فبرئ فَيَنْبَغِي أَن يجيد الحدس والتخمين ثمَّ تقدم على العلاج إِن شَاءَ الله. تمت مقَالَة القولنج وَالْحَمْد لله. تمّ الجزؤ الثَّامِن ويليه إِن شَاءَ الله الجزؤ التَّاسِع فِي قُرُوح الْأَرْحَام والنزف والسيلان والسرطان والرجاء وأورام الرَّحِم والآكلة ونتوها والفتق فِي الرَّحِم والبواسير والشقاق

(فارغة)

(فارغة)

أمراض الرحم والحمل

(الْجُزْء التَّاسِع) (أمراض الرَّحِم وَالْحمل)

(القروح فِي الْأَرْحَام. .) (والنزف والسيلان والسرطان والرحاء وَنَحْوه من أورام الرَّحِم) والآكلة ونتوها وانقلابها وَسَائِر الأورام والقروح والامتداد والنفخ وَالْمَاء فِي الرَّحِم والجسأ والانخلاع والرتقاء والفتق فِي الرَّحِم وَمَا يقطع الطمث من دروره وَمَا يعرض من النزف من المضار والبواسير والشقاق وَالَّتِي ينتفخ بَطنهَا ويظن من عظمه أَنَّهَا حُبْلَى وَهُوَ البارود. ج: فِي الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء: أَنا أنقى الْأَرْحَام إِذا كَانَ فِيهَا قرحَة وضرة بِمَاء الْعَسَل نوصله إِلَيْهَا بالزراقة. قَالَ: وَمَكَثت امْرَأَة تنزف أَرْبَعَة أَيَّام وَلم يسكن عَنْهَا النزف بشيئ من الْأَشْيَاء الَّتِي عولجت بهَا مِمَّا تداوى بِهِ هَذِه الْأَشْيَاء حَتَّى عالجتها فِي الْيَوْم الرَّابِع بعضارة لِسَان الْحمل) وَإِنَّهَا لما عولجت بِهِ انْقَطع عَنْهَا النزف الْبَتَّةَ وَهَذِه العصارة نافعة من انبعاث الدَّم بِسَبَب آكِلَة تعرض فِي الْعُضْو وَيجب أَن تخلط بهَا بعض الْأَدْوِيَة القابضة على مَا ترى وَيجب أَن تعالج بِهِ 3 (النزف) وَمِمَّا يعظم نَفعه للنزف من الرَّحِم على أَي جِهَة كَانَ محجمة عَظِيمَة تعلق عهند الثدي أَسْفَل. مَا يعرض من المضار من جري الطمث: السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: يتعب ذَلِك رداءة اللَّوْن وتهيج الْأَطْرَاف وَجَمِيع الْجِسْم وَقلة الاستمراء وَضعف الشَّهْوَة والأعرض التابعة للاستفراغ المفرط. قَالَ: وَرُبمَا كَانَ الدَّم مائياً وَرُبمَا كَانَ يضْرب إِلَى الصُّفْرَة وَرُبمَا كَانَ أسود أَو أَخْضَر وَقد يكون كَدم الْقَصْد فَانْظُر هَل حدث فِي الرَّحِم تَأْكُل والتأكل يعرض فِي عمق الرَّحِم وعلامته أَن يكون أسود منتناً وَقد يكون فِي فَمه وَيُمكن أَن يمس. الْفُصُول الْخَامِسَة: مَتى أردْت حبس الطمث فضع على كل وَاحِد من ثدييها محجمة عَظِيمَة جدا وتوضع أَسْفَل الثدي لِأَن هُنَاكَ تَنْتَهِي الْعُرُوق الصاعدة من الرَّحِم إِلَى الثدي وَتَكون عَظِيمَة ليشتد الجذب ويقوى وينجذب الدَّم بالاشتراك. قَالَ: وَقد يزِيد الطمث من تفتح أَفْوَاه الْعُرُوق إِلَى أَن تنهي إِلَى الرَّحِم أة وَيصير الدَّم أرق مِمَّا كَانَ وأسخن وَإِن ساءت

حَال الْجِسْم كُله فيثقل عَلَيْهِ الدَّم. وَإِن كَانَ الدَّم لم يُجَاوز اعتداله الطبيعي قد يفد على الْعُرُوق الَّتِي فِي الرَّحِم كَمَا يعرض فِي جَمِيع الْأَعْرَاض الَّتِي تكون فِي الدفاع الميعاد. عولجت أمْرَأَة بِكُل شئ يقطع السيلان من الرَّحِم وَكَانَت تسيل مِنْهَا رطوبات بيض فأسهلتها بِمَا يسهل المَاء وسقيتها بعد ذَلِك طبيخ الأسارون والكرفس ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ عاودت المسهل للْمَاء ثمَّ عاودت الطبيخ فبرئت فِي خَمْسَة عشر يَوْمًا. 3 (الفصد) الأورام فِي الرَّحِم انتفاعها بفصد الباسليق أقل أَن فِيهِ ثَلَاثَة أَجزَاء وَهُوَ أَن يحبس الطمث بِسَبَب أَنه يجذب الدَّم إِلَى فَوق والفصد من الرجل نَافِع فِيهَا ويدر الطمث ويعظم نَفعه لَهَا. من العلامات: الورم رُبمَا كَانَ فِي الرَّحِم كلهَا وَرُبمَا كَانَ فِي فمها وَقد يكون فِي عُنُقهَا وَقد يكون فِي أَصْلهَا وَقد يكون فِي نَوَاحِيهَا. والعلامات الدَّالَّة على ورم الرَّحِم على الأطلاق: وجع فِي المفاصل واختلاج وحرارة وَحمى وجشاء وتمدد وَثقل فِي الصلب والوركين والفخذين والعانة والأربية والقشعيرية ووجع ناخس وخدر فِي الرُّكْبَتَيْنِ وَبرد الْأَطْرَاف وعرق كثير وَصغر النبض ويشارك وجع الرَّحِم فَيعرض فِيهَا الفواق ووجع مؤذ ووجع فِي الرَّقَبَة والخدين وَفِي مقدم الرَّأْس وعسر الْبَوْل. وَإِذا اشْتَدَّ الوجع عرض مِنْهُ انْقِطَاع فِي الصَّوْت والتشنج. وَإِذا كَانَ الوجع أيسر وأهون وَإِذا كَانَ الورم فِي الْجَانِب الْأَيْمن مَال الرَّحِم إِلَى الْأَيْسَر وَبِالْعَكْسِ. فَإِن كَانَ الورم من وَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب الْأَيْمن بلغ الوجع السَّاق الْيُمْنَى نازلاً من الأربية وَكَذَا فِي الْأَيْسَر. وَإِن كَانَ يَفِي أَسْفَل الرَّحِم حَيْثُ المعي الْمُسْتَقيم عرض مَعَه بعد زحير ونتن البرَاز واحتباسه وَإِذا أدخلت الْأصْبع فِي المقعدة وجدت أَنه فِي المعي الْمُسْتَقيم وَإِن كَانَ الورم فِي أعلي الرَّحِم عرض احتباس الْبَوْل ووجع شَدِيد فِي السُّرَّة وَإِذا مَالَتْ إِلَى بعض النواحي عرض وجع فِي الورك وامتداد شَدِيد وَإِذا كَانَ الورم فِي عنق الرَّحِم فالورم يغيب للحس قَلِيلا مَا لم تبل الْمَرْأَة فَإِذا بَالَتْ ظهر فِي الْعَانَة ورم مستدير وَإِذا كَانَ الورم مُسْتقِلّا عرض وجع شَدِيد فِي الصلب وَلم تقدر الْمَرْأَة تنبطح وتضطجع إِلَى جَانب فيتبين الورم للأصبع إِذا جس وَيفرق بَين ورم الرَّحِم والأورام فِي الْبَطن لِأَن ورم الرَّحِم يُشَارك المقعدة والأربية وَالرَّأْس وَمَا يعرض أَيْضا من ميل الرَّحِم وجسأة عِنْد الْحس بالأصبع وَمَا يبرز مِنْهُ وَالرَّأْس وَمَا يعرض من أَسبَاب. قَالَ: إِذا مَالَتْ الرَّحِم إِلَى جَانب عرض فِي ذَلِك الْجَانِب وجع شَدِيد وامتداد وَلَا تقدر أَن تقوم الْمَرْأَة وَلَا تجْلِس إِلَّا بِمَشَقَّة وَاحْتبسَ الْبَوْل والرجيع. 3 (الْخراج) وعلامات الْخراج فِي الرَّحِم: امتداد شَدِيد فِي الرَّحِم وَبَعض العلامات الَّتِي وَصفنَا وحميات 3 (القروح) وَإِن كَانَ فِيهِ قرحَة كَانَ الوجع فِي مَوضِع القرحة ويسيل من الرَّحِم رطوبات تخْتَلف فِي اللَّوْن والرائحة وينذر بِحل الْقُوَّة وَدم ينحف الْجِسْم وَيلْزم الْحمى وتزداد

علامات اسقيروس

بالأدوية المرخية شرا وتنتفع بالقابضة وَيكون الوجع أَشد مَتى كَانَ فَم الرَّحِم وَإِذا كَانَت القرحة وسخة كَانَت الرطوبات الَّتِي تسيل رَدِيئَة والوجع أَشد وبالضد إِذا كَانَت القرحة نقية كَانَت الرطوبات الَّتِي تسيل مِنْهَا غير مُنْتِنَة والوجع أيسر. 3 (النفخ) عَلَامَات الرَّحِم الْكَثِيرَة النفخ: ورم فِي أَسْفَل الْبَطن لَهُ صَوت كالطبل ومغس ونغس وضربان ويسكن بالتكميد بالأشياء الحارة وَإِذا برد الْموضع يهيج القراقر ويتحرك الرِّيَاح وَرُبمَا بقيت هَذِه النفخة من ساعتها وَلم ترم بعد ذَلِك وَإِذا كَانَ فِي الرَّحِم خدر الْموضع وعرجت الْمَرْأَة فِي الْمَشْي وانحنت من شدَّة الوجع وَأما الورم البلغمي فَلَا وجع مَعَه. 3 - (عَلَامَات اسقيروس) قَالَ: لَا يعرض مَعَ اسقيروس وجع الْبَتَّةَ وينحف الْجِسْم مِنْهُ ويضعف ويعرض فِي الْبَطن 3 (ضعف الرَّحِم) تعرض مِنْهُ قلَّة الشَّهْوَة للباه وَكَثْرَة الطمث وَعدم الحبلى وَقلة إمْسَاك المنى. قَالَ: وَقد يعرض لفم الرَّحِم انسداد أما لقرحة فنبت فِيهَا لحم فضل وَإِمَّا أَن تكون فِي الأَصْل كَذَلِك فَيعرض من ذَلِك أَلا تشْتَمل وَلَا تحبل وَرُبمَا حبلت وَمَاتَتْ عِنْد الْولادَة لِأَن الْوَلَد لَا يخرج. قَالَ: ويعرض أَن ينْبت الرَّحِم شَيْء شَبيه بِالذكر فِيهِ صلابة يبرز إِلَى خَارج فَيمْنَع من مجامعة الرجل لَهَا. قَالَ: وَقد تنتو الرَّحِم فَيخرج فِيهَا شَيْء من الْفرج ويعرض من ذَلِك للْمَرْأَة الوجع الشَّديد فِي الْعَانَة والصلب والمقعدة وورم مستدير فِي الْعَانَة. 3 (الأولى من السَّادِسَة من إبيذيميا:) 3 (الصداع الَّذِي يعرض للنفساء) عَن الأورام فِي الرَّحِم يكون فِي اليافوخ وَسَائِر أوجاع الرَّحِم يؤول الوجع مِنْهَا إِلَى الورك فِي مُدَّة ثَمَانِيَة أشهر أَو عشرَة. 3 (الْخَامِسَة منت السَّادِسَة من إبيذيميا:) 3 (اصفرار حلمة الثدي) مَتى كَانَت حلمة الثدي وَهُوَ الْموضع الْأَحْمَر مِنْهُ أصفر دلّ على قلَّة الدَّم فِي الْبدن والغذاء الغليظ يَجْعَل الدَّم غليظاً عسر الجرية وَالْحَرَكَة كالجاورس وَشبهه. أهرن: نزف الدَّم إِذا كَانَ من امتلاء يسْتَدلّ عَلَيْهِ من لون الْمَرْأَة وَمن امتلاء بدنهَا وضربان الْعُرُوق وَثمّ إِذا خرج الدَّم وجدت لذَلِك رَاحَة وَيكون لضعف الرَّحِم فَلَا تقدر على حبس الدَّم ويستدل على ذَلِك من صفاء الدَّم وَمن نقائه وَيكون أَيْضا من حِدة الدَّم ولطافته ويستدل عَلَيْهِ بِأَنَّهُ يكون حاداً لذاعاً وَيخرج سَرِيعا ضَرْبَة وَاحِدَة مُنْقَطِعًا وَيكون ذَلِك من انفتاح الْعُرُوق فَإِنَّهُ دم صَاف بِلَا وجع يفرق بَين هَذَا وَبَين ضعف الرَّحِم وَالَّذِي يكون لقرحة فِي الرَّحِم يكون مَعَ وجع

وَمُدَّة وَإِن كَانَت من آكِلَة رَدِيئَة خرجت سَوْدَاء رَدِيئَة مُنْتِنَة. قَالَ: وَيكون لون الدَّم بِحَسب الْفضل الغليظ الْغَالِب على الْجِسْم قمر الْمَرْأَة بِأَن تحْتَمل خرقَة كتَّان لَطِيفَة تمسكها لَيْلَة ثمَّ تجفف فِي الظل فَإِن كَانَ لَوْنهَا إِذا جَفتْ مائياً كَانَ الْغَالِب بلغما وَإِن) كَانَت حَمْرَاء فَإِن ذَلِك من امتلاء الدَّم وكثرته وَإِن كَانَت إِلَى صفرَة فَذَلِك من صفراء وَإِن كَانَت سَوْدَاء أَو خضراء فَمن السَّوْدَاء فعالج الْمَرَّتَيْنِ بِمَا يسهلهما والدموي بالفصد والبلغي بِمَا يسهل البلغم. وَقَالَ: وَقد يعرض فِي فَم الْأَرْحَام حكة مَعَ انتفاخ ويعرض ذَلِك من أجل الشَّهْوَة كَمَا يعرض للاحليل الانتفاخ عِنْد الشَّهْوَة: علاج ذَلِك بفصد الأكحل ثمَّ الصَّافِن وتسهل ثمَّ تخرج الْمرة والبلغم وتعطى مَا يحرق المنى كالفجل والسذاب والفوذنج والكمون وتلطف الرَّحِم بأقاقيا وَورد وصندل بالخل ودهن الْورْد. 3 (الأورام الحارة فِي الرَّحِم) هَذِه تكون مَعَ حرارة شَدِيدَة حَدِيدَة وَثقل فِي الظّهْر والأرحام وانقباض فِيهَا مَعَ حمى حارة وَإِن كَانَ فِي مُؤخر الرَّحِم كَانَ مَعَه وجع الظّهْر وعلقة الطَّبْع وَإِن كَانَ فِي مقدم الرَّحِم كَانَ عَظِيما واحبس الْبَوْل وتتشكى مَعَ الأورام فِي الرَّحِم الْمعدة ويهيج القئ والغثى وَلَا يستمرئ الطَّعَام وَذَلِكَ لاشْتِرَاكهمَا مَعَ فَم الرَّحِم أبدا فابدأ علاجه بالفصد إِن أمكن وَأخرج الدَّم على قدر ذَلِك مَتى كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة فَأرْسل الدَّم فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا فِي أَيَّام واحفنها بالحقن اللينة واعطها النافعة للأورام الحارة فِي بَاطِن الْبدن مَاء الكاكنج وعنب الثَّعْلَب والهندباء ولب الخيارشنبر وضع على الرَّحِم خاجاً الاسفيوس ودهن ورد وضع عَلَيْهِ إِلَى أَن تسكن حِدة الورم ونائرته وَقد يسقى أَيْضا مِثْقَال وَنصف من صَبر مغسول مَعَ عِنَب الثَّعْلَب والجيارشنبر فَإِذا ذهبت حِدة الورم وَأَرَدْت أَن تحلل مَا بَقِي فَخذ حلبة وكرنبا فاسلقهما وَاجعَل مِنْهُمَا خبيصاً بدهن السوسن وضمد بِهِ الرَّحِم وَحمل مِنْهُ فِي صوفة واسقها سكنجبينا وأشقا وعلك الأنباط والكوز والجوشير إِن شِئْت مُفْردَة أَو مَجْمُوعَة مركبة مِثْقَالا أَو اثْنَيْنِ بِقدر الْقُوَّة أَو بأيها شِئْت بشحم البط أَو الدَّجَاج أَو دهن السوسن وتحتمله الْمَرْأَة واسقها إِن شِئْت مِثْقَالا أَو أَرْبَعَة من دهن ضماد لذَلِك لَا يطلى وَيحْتَمل يذاب شمع بدهن سوسن ويجعيل مَعَه شَحم بط ويسحق المر ولعاب الحلبة بِالشرابِ وَيجمع الْجَمِيع فَأَنَّهُ جيد. ضماد أخر للورم الْحَار فِي أبانة: قيروطي وشمع ودهن ورد وَيجمع يشرب مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء وَيجْعَل مَعَه دَقِيق الباقلي وَالشعِير ومخ الْبيض وَيجْعَل ضماداً. ة ة ى ى ى لقطع النزف نصف دِرْهَم شب دانق أفيون دانق بنج نصف دِرْهَم من الجلنار وَمِمَّا يحْتَمل مرتك زاج كحل والقوابض. قَالَ: والخل مِمَّا يقطع الطمث وَكَذَلِكَ الكافور وَإِن كَانَ ذَلِك مَعَ حرارة وَحمى فَاسق كل يَوْم قرصة طباشير الْمِيَاه القابضة الْبَارِدَة وعالج بتحمل المعدنيات وَإِذا طَال النزف من آكِلَة كالمرتك والكحل والشانج

والاسفيذاج والطين الْمَخْتُوم والأرميني وَإِذا كَانَ من امتلاء الْجِسْم فالفصد والتعصيب. بولس: إِذا عرض نزف شَدِيد فاربط الثديين وعَلى العضدين والفخذين والاريتين وتسقى مَاء وخلا مبردا بثلج ويضمد الظّهْر والبطن بأَشْيَاء بَارِدَة وتسقى وجلنار وحضضا وحصرما وزراوندا والاضمدة الَّتِى على الفتوق وفرزخات من عفص وكندر وقرظ وتجلس فى طبيخ الآشياء القابضة قَالَ وَقد يعرض للنِّسَاء سيلانات من الرَّحِم تجىء من جَمِيع الْجَسَد قَالَ وَيكون الْغَالِب فى لون هَذِه الرُّطُوبَة لون الخلطالغالب فاذا كَانَ الدَّم غَالِبا كَانَ الذى يسيل كَمَاء وَإِذا كَانَ الصَّفْرَاء أغلب عَلَيْهِ وَرُبمَا كَانَ دَمًا نقيا قَالَ فعالج الْجِسْم كُله بأَشْيَاء مقوية مجففة وَذَلِكَ جَمِيع الْجِسْم واللطوخات بالعسل واعط أدوية تدر الْبَوْل وإذاكان الذى يسيل رُطُوبَة أسهل الْبَطن أخلاطا مايْة وَأما السيلان الْأَحْمَر فعالجه بالفصد وعلاج نزف الدَّم وينفع من ذَلِك إنفحة الأرنب وَجَمِيع الأنافح وَرُبمَا كَانَت هَذِه السيلانات بأدوار فى أَوْقَات الرَّاحَة وَأما فى أَوْقَات االراحة وَأما فى وَقت النّوبَة فَعَلَيْك بالتسكين وعالج بالدلك والرياضة وإدرارالبول وإسهال امايْة والتعرض للشمس والطلاء بأضمدة المستسقين وبالقى والحمامات الْيَابِسَة قَالَ والورم الْحَار يعرض للرحم وَعلل أُخْرَى كَثِيرَة من ضَرْبَة وَمن احتباس الطمث وَمن الْولادَة وَتَكون مَعَه حمى وَثقل فى الْعين وفى عصب الْعتْق وَفَسَاد الْمعدة وانضمام فَم الرَّحِم وَيكون شَدِيد الضربان بعد الْولادَة وَرُبمَا كَانَ الوجع فى بعض أَجزَاء الرَّحِم فاذاكان فى مؤخره كَانَ الوجع فى الصلب) وَاحْتبسَ البرَاز وإذاكان فى مقدمه احْتبسَ الْبَوْل وَكَانَ الوجع فى الْعَانَة ويعرض عسر الْبَوْل وإذاكان فى الجوانب فان الآريتين وتثقل الساقان وَإِن كَانَ فى أَسْفَل الرَّحِم فَأكْثر الوجع يكون فى مَوضِع السُّرَّة وَإِن كَانَ فِيمَا يلى فَم الحم فالوجع فى الذرب وعلاج ذَلِك النطول بِالشرابِ ودهن الْورْد المفتر على الْعَانَة والصلب وَيشْرب صرفا وَيُوضَع عَلَيْهِ ولاتأكل شَيْئا إِلَى الْيَوْم الثَّالِث ويتغذى بغذاء لطيف ينظر فى أَمر الفصد قَالَ ولتجلس فى طبيخ الحلبة وبزر كتَّان وخطمى وبانجاسف وَيحْتَمل أَشْيَاء ملتينة إِلَّا أَن يكون الورم ملتهبا ينفر من هَذِه فجلسهم فى مَاء عذب فاتر قد جعل فِيهِ دهن ورد وَيحْتَمل وفى الرَّحِم وَمن يحْتَمل الْحَرَارَة فانه ينْتَفع بدهن السوسن والمقل وَنَحْوهمَا وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فادف افيونا خَالِصا وَيحمل وان كَانَ ورم جاس ديف بالدياخيلون والباسليقون وصب الف ب فى الرَّحِم فان جمع كَانَ عَلامَة ذَلِك أَن تشتد الآعراض وَتعرض القشعريرة خَالِصَة فاذا استحكمت الْمدَّة كفت الحميات وَسكن الوجع قَلِيلا فانجاز وَقت الانفراج هَاجَتْ الآوجاع أَيْضا وَكَانَت حريفة ناسخة وَكَانَت الحميات أَشد أَذَى فى أَوْقَاتهَا ويحتبس الْبَوْل والرجيع إِن كَانَ فى مَوضِع تناله الاصبع أحس بِهِ وحنيئذ اجْتهد أَن تفتح الْخراج بالآضمدة الَّتِى تنضج الدبيلات كالتين وزبل الْحمام والخردل وَكَثْرَة

اسْتِعْمَال الْمِيَاه وَالْجُلُوس فِيهَا والفرزجات فاذا انفجر فَانْظُر إِلَى أَن يسيل فأعن عَلَيْهِ فان سَالَ إِلَى المثانة فبالتى تدر الْبَوْل وَأَن انفجر إِلَى المبعر فيماء قد غلي فِيهِ عدس وقشر رمان ان ينظر فِيهِ وَإِن انفجر إِلَى نَاحيَة الرَّحِم فاحقن بدهن ورد وشمع أَبيض وفتقه بالزيت أوبالسمن أَوب الباسليقون وَمَتى كَانَ الذى يسيل من الرَّحِم منتنا فان هُنَالك عفونة واحقن بالآشياء العفصة وَأَن كَانَ الورم يذهب إِلَى الْجمع فأعن عَلَيْهِ حبذك وَأَن تأخرفحره واحقن بالتى تفجر وَقد يبط حَيْثُ تمكن العفونة قَالَ وَالرحم يتعفن كثيرا لعسر الْولادَة أَو لدم ردىء أَو لخراج خَبِيث وعلامة عفن الرَّحِم مَا يسيل مِنْهُ فانه كَانَ عفنا كَانَ منتنا وَإِن كَانَ قَلِيلا فالقرحة لَيست وضرة وبمقدار شدَّة التأكل والحرارة يكون النتن والوجع والحمى قَالَ ويهيج من الآدوية المرخية ويسكن بالقابضة وَإِن كَانَت القروح مَعَ ورم حَار فَاسْتعْمل علاج الورم وَإِذا كَانَ مَا يخرج يدل على وضر ووسخ فَاسْتعْمل الفرزخة بِمَاء الْعَسَل وَمَاء الشّعير ثمَّ احقن بدقيق الكرسنة والايرسا وَنَحْو هَذِه مِمَّا ينْبت اللَّحْم وَيحْتَمل هَذِه ولتحقن الرَّحِم الَّتِى فِيهَا أكال بعصارة لِسَان الْحمل وَعصى الراعى وَمَاء الهندباء فان لم يكن فِيهِ ورم وَلَا وجع فَاحْتمل أوصب فِيهَا طبيخ الآشياء القابضة كقشور رمان وسرو) وسفرجل وَحب الآس واذخر يحتقن بهَا إِذا طبخ جَمِيعًا بِخَمْر عفصبة وَيسْتَعْمل أحيرا الشب اليمانى والقرظ فان لم ينجح هَذِه صب فى الكاوية أَولا بالخل والما ثمَّ بخل وحد حَتَّى إذاتنقى الْجراح فأمرهن بالحمام والغذاء الْكثير الْمُخْتَلف الآلوان وَيشْرب الشَّرَاب لينبت اللَّحْم سَرِيعا ويلتحم الْجراح وتوضع من الآدوية المنبتة للحم على الْعَانَة ونواحيها فان قوتها تصيرإلى دَاخل فى المجارى الْخفية كالمهيا بالاقليميا وَالصَّبْر والكندر وَنَحْو ذَلِك السرطان إِن السرطان فى الرَّحِم يكون ورما جاسيا لَهُ بنك متحجرة إِلَى الْحمرَة وَتَكون فى فَم الرَّحِم ويعرض مِنْهُ وجع شَدِيد بالآريتين وأسفل الْبَطن والعانة والصلب ويثق عَلَيْهِ لمن الْيَد فان كَانَ مَعَ ذَلِك متعفنا قرحا سَالَ مِنْهُ صديد ويعرض جَمِيعًا أمراض الورم الْحَار وَلَا برْء الف ب لَكِن يُخَفف وَجَعه الْجُلُوس فى طبيخ الحلبة والخبازى والآضمدة المرخية يعضم نَفعهَا لَهُنَّ فى أَمَان وَيعْمل بضماد من كزبرة وأفيون وزعفران وإكليل الْملك وشحم البط وَيعْمل أَيْضا من ميبختج وصفرة الْبيض وزعفران وبنج ودهن ورد وشمع وَمثل هَذِه وَنَحْوهَا يطلى خَارِجا ويمرخ بِهِ أَو يسكن الوجع إذاكان غائرا يحقن بِهَذِهِ أَو بِاللَّبنِ أَو بعصارة اسان الْحمل وَيقطع الدَّم لِسَان الْحمل والكندر والطين الْمَخْتُوم ويسكن الوجع الشياف الْمُتَّخذ بالزعفران والنشا والآفيون يحقن بِلَبن امْرَأَة أَو ليمنعن من الآشياء الحريفة وَمن كَثْرَة الْغذَاء لآن الطَّعَام يفْسد فى معدهن سَرِيعا وَأما الآورام الصلبة الكائنة بعقب الدَّم الْحَار الْمُسَمّى سقيروس أَكثر مَا يكون فى فَم الرَّحِم وَهُوَ متحجر كالسرطان وَلَكِن وَجَعه قَلِيل ويعرض مِنْهُ ضعف قُوَّة الْمَرْأَة وَضعف فى سَاقيهَا وجسدها كُله وَقد يعرض مِنْهُ الاسْتِسْقَاء فَاسْتعْمل فى أول علاجه فصد العوق والاسهال والآضمدة الملينة والآشياء المحللة والفرزجات ومياه الْحمة النطرونية الرَّجَاء هُوَ لحم جاس فى الرَّحِم يثقل الآعضاء الَّتِى فَوْقهَا بحذيه لَهَا ويدق لَهَا

الرّجلَانِ وينهك الْجِسْم كُله وَتذهب الشَّهْوَة للطعام وَيحبس الطمث وترم الثديان حَتَّى تظن أَن بهَا حبلا وتظن أنبها استسقاء وَيفرق بَينه وَبَين الاسْتِسْقَاء أَنه صَوت كَمَا يكون فى الاسْتِسْقَاء وَهَذَا مرض لايكاد يبرأ وَرُبمَا حَاضَت بَعضهنَّ وعلاجه أَن يستلقى العليلة فى بَيت صَغِير مظلم فِيهِ برودة قَليلَة على سَرِير وَلَا تتحرك لآن الْحَرَكَة تَدْعُو إِلَى سيلان الْموَاد وَليكن نَاحيَة الرجلَيْن من السرير أرفع بعلاج الآورام الجاسية والمرخيات لينخل وَيخرج وَينزل سَرِيعا. بولس فِيهَا النفخة فِي الرَّحِم: النفخ يعرض للْمَرْأَة من سقط أَو نزف أَو عسر ولاد أَو انغلاق فَم) الرَّحِم أَو دم جامد وَرُبمَا كَانَت الرِّيَاح فِي تجويف الرَّحِم وَقد يكون بَين طبقاتها ويعرض مِنْهَا ورم فِي الْعَانَة وَفِي أَسْفَل الْبَطن ووجع ينخس ينتهى الى الْحجاب والمعدة والى فمها وَمن أَسْفَل الأربيتين وَإِذا ضرب الْموضع بِالْيَدِ جَاءَ مِنْهُ صَوت كالطبل فعالج أَولا بالفصد وَأما فى أَوْقَات النّوبَة فبالامتناع من الطَّعَام والنطل بدهن السذاب وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه الَّتِي قد غلى فِيهَا سذاب وفودنج وبلنجاسف وسلخة وَنَحْوهَا وبالأضمدة الكرفس والكمون والنانخة والمحاجم بِلَا شَرط وبشرط إِن أزمن الْمَرَض فَاسْتعْمل الاسهال بالفيقرا أركانيس وَاسْتعْمل الآضمدة المحمرة والحقناة الحادة ولتسمح الْقَابِلَة إصبعها بدهن السوسن وَتدْخلهَا فى الرَّحِم وتنقى أَن كَانَ دَمًا جَامِدا هُنَاكَ وليضمد بنطرون وأفسنتين وَحب الْغَار وَتحمل الفرزخات الَّتِى من البزور الطاردة للرياح نتو الرَّحِم تردة إِلَى هَاهُنَا بولس مَتى عفن شىء الرَّحِم وَبَان فاقطعه ولاتخف فانه قد عفن الرَّحِم فَقطع وَلم تمت المأة انغلاقه وَقد يعرض انغلاق الرَّحِم اعنى فَمه بورم جاس أَو يعقب ورم حَار أَو ابْتِدَاء ويعالج بالماه الملينة وَالْمَاء والدهن وطبى خَ الحلبة وتضمد بِمثل هَذِه وتعطى الفرزخات الملينة من الْمقل وشحم البط والمخاخ وان ازمنت هَذِه الْعلَّة فبخرها بالأفاوية. وَهَذِه فرزجة لانغلاق فَم الرَّحِم: زوفا نطرون علك البطم يَفْتَحهُ بِسُرْعَة. قَالَ: والشقاق فِي الرَّحِم يخفى أَولا ثمَّ يظْهر قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يدما اذا مس وَعند الْجِمَاع وان فتح فَم الْقبل رايت الشقاق وَاحْذَرْ فِي مثل هَذِه الْعلَّة الْأَدْوِيَة الملذعة وَاسْتعْمل الْمِيَاه الملينة والفرزجات وَيصْلح الباسليقون يداف بدهن ورد وَيصب فِيهِ وان صَار من الشقاق قُرُوح فَاسْتعْمل مرهم الأسفيذاج. النواصير قَالَ: قد يعرض فِي الرَّحِم نواصير وَترى اذا فتح فَم الرَّحِم وَيكون فِي وَقت هيجان الوجع دموية حَمْرَاء وَأما فِي وَقت الرَّاحَة فَتكون سيالة بِدَم اسود كالدردى ولتقطع فِي وَقت الرَّاحَة تمسك بالقالب اَوْ صير عَلَيْهَا ادوية قابضة فانه يدملها أَو يمْنَع النزف مِنْهَا فانه قد يكون من البواسير نزف

علامته أَن يكون مَعَه وجع. مَجْهُول: إِلَّا أَنه مصحح للنزف خُذ دِرْهَم كبريت دقه معما يشرب على الرِّيق بطلاء وتأكل إِلَى الظّهْر ثمَّ تَأْكُل إسفنذباجا تفعل ذَلِك ثَلَاثًا يَنْقَطِع عَنْهَا شَمْعُون: علاج الَّتِي ينتفخ بَطنهَا بِلَا حَبل: تقصد وتسهل وتسقى أدوية محللة للرياح والايارج جيد وضمد الرَّحِم بجندبادستر وبروز محللة للرياح كالانجدان والكمون وَنَحْوهَا وضع على الرَّحِم محجمة واشرطه وَأخرج الدَّم. الاختصارات: إِذا كثر النزف الرَّقِيق بقى غلظ الدَّم فِي الرَّحِم فأحدث إِمَّا صلابة أَو بيلة أَو سرطاناً. علاج الصلابة بالأمخاخ والأدهان الَّتِي ذكرنَا كدهن الشبث والسوسن النرجس والخروع البابونج والحلبة وشحم البط ومخ الْعجل والمقل وَنَحْوهَا. وعلاج الدُّبَيْلَة فِيهِ كعلاج الدبيلات وعلاج السرطان بمرهم الرُّسُل ويسكن وَجَعه إِذا هاج يبخر مرّة بالحار وَمرَّة بالبارد وافصد ولطف الْغذَاء أَو رطبه بِمَا لَا يُولد سَوْدَاء. وَمن تهيج وَجههَا لِكَثْرَة النزف فَإِذا احتلت لقطعه فغذها بصفرة الْبيض وَلُحُوم الحملان وبالكباب والكبد تَأْكُل مِنْهُ وتشرب شرابًا حلواً غليظاً حَدِيثا والأخبصة الرّطبَة فكثيرة تولد الدَّم فِيهَا وَترجع وَنَرْجِع ونستقي وَلَا تسقها شرابًا عَتيق فيهيج انبعاث الدَّم ونبيذ الْعَسَل الطري جيد لَهَا من ثولد الدَّم وَكَذَا فافعل فِي أَصْحَاب البواسير. بولس: أَقْرَاص البسد لقطع النزف: برز بنج كندر ثَمَانِيَة ثَمَانِيَة طين أرميني بسد مغرة أفيون من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم جلنار كهربا من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يعجن بعصارة لِسَان الْحمل أوريباسيوس: قد يقطع الطمث الْأَشْيَاء الَّتِي تلطخ وتطلى وخاصة غراء جُلُود الْبَقر وَيُؤْخَذ مِنْهُ شَيْء صَاف ويذاب بخل ممزوج ثمَّ يطلى على خرقَة من كتَّان وَيلْزق على السُّرَّة فانى جربته فَوَجَدته أقوى الأضمدة فِي هَذَا الْفِعْل. ميسوسن: يقطع الطمث إِن تعصب اليدان وَالرجلَانِ من الابط والأربية بحاشية ثوب صلب وتوضع على الْبَطن خرقَة مبلولة بخل ويتحمل شيافا يتَّخذ من عفص وشراب ودقيق كندر) واسقها المَاء الْبَارِد وَإِن لم يَنْقَطِع فضع المحاجم على الثديين وَإِيَّاك أَن تحملهَا شَيْئا من الْأَدْوِيَة الحرقة فَإِن الْموضع عصبى. قَالَ: وأوجاع الرَّحِم: الورم والجسأ والسرطان وسقيروس والدبيلة والآكلة وَالرِّيح والسل والانقلاب وانسداد الْفَم والتوت والثآليل وسيلان الدَّم والشقاق وَالْخَرَاج وَاللَّحم والناتي من عمق الرَّحِم إِلَى سرة الْجَنِين والرتقاء والميلان عَن موضعهَا وَالْخلْع والاختناق وسيلان المنى والتشمير إِلَى فَوق واتساع الْفَم واحتباس الطمث.

دلائله في الرحم

عَلامَة الأورام الحارة فِي الرَّحِم حميات حادة مَا قشعريرة ووجع ف السُّرَّة إِن كَانَ الورم فِي الرَّحِم وَإِن كَانَ الورم فِي أحد قرنيها فتألم الأربية وَكَذَلِكَ الْفَخْذ والساق الَّتِي فِي تِلْكَ النَّاحِيَة وَإِن كَانَ الورم فِي فَم الرَّحِم وَقع تَحت جس إِصْبَع للقابلة. العلاج: امْنَعْ الْمَرْأَة النّوم والغذاء إِلَّا أَله ثَلَاثَة أَيَّام واسقها أشربة معتدلة نافعة من الغثى وأطعمها أَطْعِمَة خَفِيفَة وافصدها أَولا واحقنها ليخرج الثفل ثمَّ أخلسها فِي طبيخ الحلبة وَالْخيَار وبزر الْكَتَّان وَهِي لَهَا ضماداً من خشخاش وإكليل الْملك وَالْخيَار وبزر الْكَتَّان وَهِي لَهَا ضمادا من خشخاش وإكليل الْملك وَمَاء الْعَسَل فَإِذا انحط الورم فَهِيَ لَهَا شيافا من شَحم بط وَسمن ومخ الأيل ودهن سوسن لِئَلَّا يبْقى هُنَاكَ سقيروس. وداو جسأ الرَّحِم بالمياه اللينة والضمادات الَّتِي تهَيَّأ من دهن الْحِنَّاء وشحم البط والمقل ودقيق الحلبة وبزر الْكَتَّان. قَالَ: عَلامَة سقيروس: ورم صلب لَا ينجع وَلَا يبرأ فعلل الْمَرْأَة فَقَط ووعلامته فِي الرَّحِم أَلا يحس والورم جاس ظَاهر وَإِذا تَمَادى ورمت القدمان وهزلت الساقان وَاحْتبسَ الطمث. قَالَ الدُّبَيْلَة هُوَ أَن تَأْخُذ الورز الْحَار يجمع وتهيج بعد ذَلِك حمى حارة جدا مَعَ قشعريرة مخلطة إِذا لم يكن بُد أَن يتقيح وَيعرف ذَلِك من شدَّة الْحَرَارَة والضربان فأجلس فِي طبيخ البلنجاسف والمرزنجوش والفراسيون والحلبة وَالْخيَار وبزر الْكَتَّان وَحملهَا الدياخيلون لكَي يسْرع التقيح. وَإِذا سكن الوجع والحميات فقد كملت الْمدَّة فَعِنْدَ ذَلِك خُذ فِي الَّذِي نبط الْخراج خُذ تينا وشحما وشمعا مرا ودهن سوسن ودهن الْحِنَّاء واسق أُوقِيَّة فَهِيَ نشارات وضمد الخاصرة بضماد يهيأ من دَقِيق حلبة وحنطة وبزر كتَّان ويخلط مَعهَا راتينج وعلك البطم وبلنجاسف ومشكطرامشير وفراسيون ومرزنجوش ونطرون وَعسل وزيت فَإِذا انفجرت فاحقن الرَّحِم بِمَاء الْعَسَل لنقى سَرِيعا فَإِن كَانَ الْقَيْح منتناً غليظاً فأعد ذَلِك مَرَّات فَإِذا قل الْقَيْح فأحرض أَن تلتحم فَحِينَئِذٍ فأجلسها فِي الْمِيَاه القابضة وَحملهَا مرهم الاسفيذاج والمرهم الْأَحْمَر.) قَالَ: وَإِذا انفجرت الدُّبَيْلَة فَاسق المدرة للطمث فَإِنَّهَا نتقى بذلك كطبيخ الْأُصُول وَإِيَّاك وَذَلِكَ قبل الانفجار فَأَنَّهُ يهيج الورم وَيزِيد فيهمَا. (السرطان) 3 - (دلائله فِي الرَّحِم) أَن يكون ورماً جاسياً وَإِن كَانَ قَرِيبا فَإِن لم يكن فَيكون الْقبل قحلا يَابسا وجعاً كنخس المسلة مَعَ قيح كَانَ أَو بِلَا قيح وَإِن كَانَ قيح فَأَنَّهُ صديد رَقِيق منتن. وللوجع علاجه: تسكين الوجع بطبيخ العدس وألبان الأتن وَمَاء لِسَان الْحمل يحقن بِهِ ولعاب بزر قطونا وعنب الثَّعْلَب والبنج. 3 (الآكلة) الْفرق بَينهَا وَبَين السرطان: أَن الضربان فِي السرطان دَائِم لَازم وَفِي الآكلة رُبمَا سكن والآكلة لَا تطول والسرطان يطول. 3 (النفخ) علامته فِي الرَّحِم: نتو الْعَانَة وانتقال الوجع علاجه: ألزم الْعَانَة محاجم بالنَّار

وضع عَلَيْهَا الأضمدة المبردة للرياح كالمتخذة من سذاب وكمون وقنطوريون وبلنجاسف وَنَحْوهَا وأقعدها فِي طبيخ الاذخر وقصب الذريرة والبلنجاسف وإكليل الْملك وَحملهَا نشارات من سنبل ومرزنجوش وفقاح الاذخر وعود بِلِسَان وقصب الذريرة وقسط وزعفران ثمَّ اسْتعْمل دهن الناردين والرازقي. 3 (الرشح الدَّائِم من الرَّحِم) احقن الرَّحِم أَولا بطبيخ الفراسيون أَو طبيخ الايرسا والكرسنة ثمَّ اسْتعْمل طبيخ الْأَشْيَاء العقصة كقشور الرُّمَّان والآس والاذخر ونق الْجِسْم كُله بالاسهال وألزمها الدَّلْك فِي يَديهَا وساقيها بدهن الاذخر والعاقرقرحا والفلفل فَأَنَّهُ يجذب الرطوبات ضَرْبَة وتبرأ. (نتو الرَّحِم) علامته: أَن ينتو شَيْء لين المجس وَذَلِكَ لِأَن بَاطِنهَا يصير ظَاهرا من غير أَن ينهتك ربطها وَيكون ذَلِك إِمَّا لخُرُوج الْجَنِين يفتة أَو لشدَّة عَدو أَو طفر وَمن عنف المشيمة ويعرض مَعَه وجع شَدِيد وحميات محرقة باعد عَنْهَا الْحمام وَجَمِيع مَا يسخن الْجِسْم وَعَلَيْك بالقوابض واجتنب المالح وأجلسها فِي طبيخ الاذخر والآس والورد ثمَّ ادْفَعْ الرَّحِم إِلَى دَاخل بِرِفْق إرفده برفائد لينَة مفموسة فِي مثل هَذِه الْمِيَاه ملوثة فِي أقاقيا وضع المحاجم على السُّرَّة ودعها عَلَيْهَا مُدَّة طَوِيلَة فَإِنَّهُ سيجور الرَّحِم إِلَى فَوق وَلَا تدعها تسْقط وشكل الْمَرْأَة بشكل مُوَافق. قَالَ: ضع الْمرْآة تَحت المرءة لترى الشَّيْء كَهَيْئَته فَإِن كَانَ هُنَاكَ أوجاع شَدِيدَة فأجلسها فِي طبيخ المرخيات وَحملهَا الشيافات حَتَّى يسكن الوجع فَإِذا أردْت العلاج التَّام فاقطعها وضع عَلَيْهَا أدوية تحبس الدَّم كالعقص السحيق أَو الزاج ثمَّ عالج الْجرْح بمرهم التوتيا وَإِن كَانَ غائرا دَاخل الرَّحِم فإياك وقطعه فَإِنَّهُ يهْلك الْمَرْأَة لَكِن عالجه بالمياه القابضة حَتَّى يذبل وَيَمُوت. قَالَ: دم البواسير يخرج بوجع وَدم الطمث إِذا أسرف بِلَال وجع الْبَتَّةَ. قَالَ: وَمن البواسير مَا يكون مَا يسيل من الشرايين وَمِنْه مَا يكون مسيله من الْعرق فَإِن كَانَ الدَّم الَّذِي يسيل أشقر فمخرجه من الشرايين وَمِنْه مَا يكون مسيله من الْعُرُوق أَكثر وَإِذا كَانَ فَهُوَ أسود وَإِن كَانَ من الآكلة سَالَ مِنْهُ دم كالدردى أسود مَعَ وجع ونخس وَيفرق بَين دم الطمث والبواسير: أَن دم البواسير لَا يتَّصل وَيكون حينا وحيناً لَا وَيكون فِي النِّسَاء مَعَ وجع وَدم الطمث لَازم لأدواره مُتَّصِل إِذا جرى بِلَا وجع وَالْمَرْأَة تهزل على دم البواسير وَلَا تهزل على الطمث وَينْتَفع بالبواسير من النِّسَاء من قد احْتبسَ طمثها وَإِذا كَانَت البواسير فِي عمق الرَّحِم لم بيرأ لِأَن الْعُضْو عصى كُله وَأما فِي فَمه فَرُبمَا برِئ. قَالَ: واقطع بواسير الْمَرْأَة كَمَا تقطع بواسير الرجل إِلَّا أَنَّك تأمرها أَن تجْعَل رِجْلَيْهَا على الجائط مُدَّة ثمَّ ضمد الصلب والبطن بالقوابض وتجلس فِيهِ فَإِن لم يَنْقَطِع الدَّم

علاج الرتقة

فألزم الثدي والصلب) المحاجم وأنقع صُوفًا فِي عصارة القاقيا والطراثيبث وألزمه الْموضع حَتَّى يسكن النزف ثمَّ اسْتعْمل المرهم. الشقاق يكون فِي الرَّحِم من عنف خُرُوج الْجَنِين أَو من ورم كَانَ فِيهَا وَيعلم ذَلِك بِأَن تضع تَحت الْمَرْأَة مرْآة وتفتح قبل الْمرْآة فنرى ذَلِك إِن كَانَ الشقاق قَرِيبا حَيْثُ ينَال فَخذ توتيا واسحقها بصفرة الْبيض وألزمه إِيَّاه وَإِن الشقاق فِي جرم الرَّحِم نَفسه فَخذ قشور النّحاس وأنعم سحقه وألزمه الشقاق أَو عفصا أَو زاجا مسحوقاً فَإِنَّهُ يذهب بالشقاق. القروح تعرض فِي الرَّحِم إِذا احتملت شيافات حارة أَو لحكة أَو غير ذَلِك فَأنْظر فَإِن كَانَ مَعَ القرحة ورم فعالجه بالأشياء الملينة وَإِن كَانَ الْجرْح كثير الوثق فاغسله بِمَاء الْعَسَل أَو بطبيخ الايرسا أَو المراهم المرخية ثمَّ إِن كَانَ عميقاً فاملأه بالمراهم المعمولة باسيفذاج أَو مرداسنج ودهن ورد وشمع فَإِذا امْتَلَأَ فَاسْتعْمل التوتيا فَإِنَّهُ يدمله إدمالا حسنا. (الرتقاء) قَالَ: والرتقة إِمَّا تكون فِي الْخلقَة أَو من علاج قرحَة فافتح الْمَرْأَة فانك تَجِد فَم الْقبل قد عطاه شَيْء شَبيه بالعضلة هَذَا إِذا كَانَ اللَّحْم فِي الْقبل وَأما إِذا كَانَ فِي فَم الرَّحِم فَإِنَّهُ لَا يخَاف عَلَيْهِ حَتَّى تبلغ الْجَارِيَة الْحيض فَإِنَّهُ يحتبس فَلَا ينزل فَتلقى من ذَلِك أَذَى شَدِيدا وتهلك عَاجلا مَتى لم تعالج وَذَلِكَ أَن الدَّم يرجع إِلَى بدنهَا كُله ويسود ثمَّ يختنق بِهِ. قَالَ: وَهَذَا اللَّحْم إِمَّا أَن ينْبت فِي قُم الْقبل وَهَذِه لَا يقدر الرجل أَن يُجَامِعهَا وَلَا تحيض أَيْضا وَلَا تعلق وَإِذا كَانَ ذَلِك فِي فَم الرَّحِم فَإِنَّهَا تجامع لَكِن لَا تحيل وَرُبمَا كَانَ هَذَا اللَّحْم سَادًّا للموضع كُله وَقد يكون فِيهِ ثقب صَغِير يخرج مِنْهُ الطمث وَرُبمَا علقت هَذِه وَهَلَكت هِيَ والجنين إِذْ لَا مخرج لَهُ. 3 - (علاج الرتقة) إِن كَانَ هَذَا لحم ناتيا فِي فَم الْقبل فضع رفادتين على الشفرين ثمَّ مد الشفرين على الرفادة حَتَّى تنتو تِلْكَ العضلة وَتخرج فاقطعها ثمَّ اغمس صوفة فِي زَيْت وشراب وَضعه عَلَيْهِ وَإِذا كَانَ الْيَوْم الثَّالِث فأجلسها فِي مَاء وَعسل ثمَّ ألزمهُ المرهم المدمل فَإِن كَانَ فِي فَم الرَّحِم دَاخِلا فَأدْخل صنارة وعلقه واجذبه بعد مد الشفرين بأشد مَا يكون ثمَّ شقَّه بمبضع حَتَّى ينفذهُ ثمَّ اغمس صوفه فِي شراب عفص وألزمه الْموضع واحقن الْموضع بعد ذَلِك بالمراهم المدملة الْيَابِسَة فَإِذا بَرِئت فألزمها الْجِمَاع. (ميلان الرَّحِم) إِذا أدخلت الْأَصَابِع وَلم تَجِد فَم الرَّحِم محاذيا فَأعْلم أَنه مَال فامسح الإصبع بشحم البط وَنَحْوه وأولج فِيهَا نعما ثمَّ جر فَم الرَّحِم إِلَى قبالة الْموضع الَّذِي مَال إِلَيْهِ ثمَّ ضع محجمة قبالة الْموضع الَّذِي مَال مِنْهُ فَأَنَّهُ يمِيل إِلَيْهِ. الرحاء: هَذَا لحم يتَوَلَّد فِي الرَّحِم من طول احتباس الطمث أَو مرض من أمراض

ورم الرحم

الرَّحِم عَتيق وَيفرق يبنه وَبَين الشرطان أَنه لَا يسيل مِنْهُ شَيْء وَيلْزمهُ أَعْرَاض الحبلى وَيفرق بَينه وَبَين الْحَبل أَنه لَا يسيل مِنْهُ شَيْء وَأَن لَهُ نخسا كنخس المسلة وَأَنه لَا يَتَحَرَّك كتحرك الأجنة وعلاه: الملينات تدمن عَلَيْهِ فَأَنَّهُ يعفن وَيخرج وَيخرج. ابْن سرابيون: الفلغموني يحدث فِي الرَّحِم من الْأَسْبَاب الْبَادِيَة كالضربة أَو كَثِيرَة الْجِمَاع أَو عسر الْولادَة أَو من أَسبَاب سَابِقَة كاحتباس الطمث ويبلغ الورم الْحَار فِي الرَّحِم صداع وَحمى حادة ووجع الأوتار وقعر الْعين وتشتج المعاصم والأصابع والقزال ويحس بالألم فِي النَّاحِيَة الوارمة إِمَّا فِي الظّهْر إِذا كَانَ الورم خلف الرَّحِم أَو فِي الْعَانَة أَو فِي الأربيات وَيحدث مَعَه عسر الْبَوْل إِذا كَانَ فِي الْمُقدم وعسر الْغَائِط إِذا كَانَ من خلف وَيحدث إِذا اشْتَدَّ الْأَمر صغر النبض والغثى وَيَنْبَغِي أَن يبْدَأ بفصد الباسيلق والمسهل إِن كَانَت قَوِيَّة. ينظر فِيهِ وضمد الْموضع بالمانعة والمبردة كقشور القرع والحمقاء والبزر قطونا وحى الْعَالم وَإِذا انْتهى افصد الصَّافِن وَالركبَة وعالج بطبيخ الحلبة والبابونج وإكليل الْملك والشبث فَإِذا انحط أَو بقيت صلابة فَعَلَيْك بالأشق والمقل والميعة والبادرد والشمع ودهن الْحِنَّاء والمخاخ وَإِن جمع مُدَّة فَعَلَيْك بِمَا ينضج فَإِذا انفتق أَو سَالَ إِلَى المثانة فالبزور اللينة حَتَّى تنقى وَإِن كَانَت الْمدَّة عفنة رَدِيئَة فَاسْتعْمل القابضة والطين) الأرميني وَنَحْوهَا. (الدَّوَاء) 3 - (ورم الرَّحِم) دَوَاء يفش ورم الرَّحِم: تغسل الحلبة ثمَّ تطبخ وَتُؤْخَذ رغوتها وَتجمع إِلَى شَحم الأوز تبرد وتحتمل بدهن ورد وَإِن كَانَ ضَرْبَان وَإِلَّا حناء أَو دهن سوسن وَمَتى حدثت قُرُوح ردئية حقن الرَّحِم بالاسفيذاج والكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وَنَحْوهَا. يكون مَعَ تقرح وَبلا تقرح وَمَعَهُ وجع ونخس فِي الأربية أَو الْعَانَة أَو الصلب مَعَ ورم جاس وعروق كالدوالي وَمَتى احتملت الْأَدْوِيَة القوية اشْتَدَّ الوجع وَمَتى كَانَ متقرحاً سَالَ مِنْهُ دَائِما صديد منتن أسود وَهَذَا إِنَّمَا يسكن بِالْجُلُوسِ فِي طبيخ الحلبة. والخطمى والأضمدة المسكنة المتخذة من خشخاش وَكبر وعنب الثَّعْلَب ودهن الْورْد وَمَتى انْبَعَثَ دم كثير اسْتعْمل اسفيذاج وطين وقافيا. افصد الباسليق فِي السرطان فِي الرَّحِم وأسهل السَّوْدَاء وغذ بالأغذية الرّطبَة واللطيفة والمياه والفتل المسكنة للوجع لَا غير وَمَتى احتجت إِلَى فصد الصَّافِن فافعل. 3 (كَثْرَة دم الطمث) دم الطمث يكثر إِمَّا لكثرته أَو لرقته أَو لقرحة حدثت وَيتبع كثرته ترهل وَفَسَاد الهضم إِن كَانَ من كَثْرَة الدَّم علاجه: افصد وقو الْموضع وَمَتى كَانَ من حِدته: أطْعم

أغذية معتدلة وَيحْتَمل خرفة وَأنْظر إِلَيْهَا هَل فِيهَا دم خَالص فَإِن كَانَ فاستفرغه وَإِن كَانَ دَمًا صفراوياً استفرغت الصَّفْرَاء وَإِن كَانَ أسود استفرغت السَّوْدَاء وَإِن كَانَ مائياً أَبيض استفرعت البلغم بِمَا يسهله وَاسْتعْمل القابضة والمغرية كالصبر والكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ والكهربا والنشا والإسفيذاج والجانار والعفص وَنَحْوهَا والطين وأقراص والجلنار جَيِّدَة والفلونيا الفارسية. ورق النعنع وقشور الرُّمَّان وعدس مقشر يطْبخ بنبيذ وَيحْتَمل بصوفة فَأَنَّهُ عَجِيب. الْيَهُودِيّ: الدَّاء الْمُسَمّى كسكلاوند يكون من ريح غَلِيظَة ورطوبات لزجة فِي الرَّحِم فينتفخ مِنْهَا الْبَطن وَرُبمَا مكث سنة وَأكْثر وَرُبمَا طلعت عَلَيْهِ مثل الولاد تَنْشَق مِنْهَا ريح ورطوبات ويسترخى مَعَ دم كثير لِأَنَّهُ قد يحتبس مَعَه الْحيض وَيخرج من الثدي لبن ردئ قَلِيل وينفع مِنْهُ دهن الكلكلانج واللوغاديا ويضمد بالبزور الحارة ويسقى شخرنايا وتوضع المحاجم بالنَّار على الرَّحِم ويسقى مَاء الْأُصُول. تجربة يسقى لقطع الطمث المعى: لبن مطبوخ بالحديد ثَلَاث أوراق) كل يَوْم أسبوعاً فَأَنَّهُ عَجِيب. 3 (جورجس:) 3 (قرصة للنزف) قاقيا وجلنار عفص طراثيث سماق منقى كندر أفيون مر يعجن بخل ثَقِيف لطيف ويقرص الشربة نصف دِرْهَم. وَإِن كَانَ النزف قَوِيا فاحفن الْقبل بالأدوية. سرابيون: زاج الأساكفة جَفتْ البولط كندر أفيون يَجْعَل حبا يسقى مِنْهُ دِرْهَم يحبس الطمث الْحَبْس الْقوي جدا. وَإِن لم ينجع شَيْء من هَذَا العلاج فعلق تَحت الثديين محاجم 3 (مُفْرَدَات ج:) 3 (أكل الرجلة) جيد للنزف. إِذا رَأَيْت مَعَه عطشاً ولهيباً شَدِيدا فَلَا تختارن عَلَيْهَا شَيْئا. 3 (مُفْرَدَات ج:) 3 (الزراوند المدحرج) مُوَافق للقروح فِي الرَّحِم ينْبت فِيهَا لَحْمًا وينقيها ويمنعها من العفن. البلنجاسف جيد لقروح الْفَم. الجلنار نَافِع من النزف. اللاذن ينضج ويحلل وَيقبض مَعَ ذَلِك وَهُوَ نَافِع مَعَ هَذَا من أوجاع الْأَرْحَام. السوسن الْأَبْيَض البستاني نَافِع من صلابة الرَّحِم. الحضض يقطع النزف. الطين اللائي عَظِيم النَّفْع. 3 (د:) 3 (الإيرسا) طبيخة نَافِع لأوجاع الْأَرْحَام يلين الصلابة وَيفتح فَمه إِذا انْضَمَّ. طبيخ الوج يجلس فِي مَائه نَافِع من وجع الرَّحِم. نَافِع من السيلان المزمن من الرَّحِم. الحضض مَتى احْتمل قطع النزف المزمن. دهن السوسن لَا نَظِير لَهُ فِي أوجاع الرَّحِم قشار الكندر نَافِع من السيلان المزمن. طبيخ الطرفاء إِذا جلس فِي مَائه كَانَ نَافِعًا من

نزف الدَّم من الرَّحِم. القاقيا تقطع النزف المزمن مَتى احتملت طبيخ العفص يجلس فِيهِ النِّسَاء يقطع سيلان الرطوبات المزمنة. الغاريقون إِذا شرب جيد للرياح فِي الرَّحِم. السذاب مَتى طبخ بالزيت وحقن بِهِ الْقبل من الرِّيَاح الغليظة ينفع. الجاوشير إِذا سقى مدافا) بِعَسَل وَاحْتمل حلل صلابة الرَّحِم وطرد عَنْهَا الرِّيَاح. الحلبة وبزر الْكَتَّان التَّمام والمرزنجوش والشيح والفودنج والبابونج وإكليل الْملك والبلنجاسف والخيرى يطْبخ وَيجْلس فِيهَا لأوجاع الرَّحِم وأورامه الصلبة. الكمون مَتى شرب وَاحْتمل قطع النزف المزمن. الخطمى يطْبخ بميبختج وَمَاء أَو بعصير الْعِنَب أَو عصير النبق ويخلط بِهِ شَحم البط وَيحْتَمل يسكن الوجع من الرَّحِم ولذعه. الخوز وَمَا سرجويه والقلهمان: الدرونج خاصته تَحْلِيل الرِّيَاح الغليظة وخاصة من الْأَرْحَام لِأَنَّهُ لَا عديل لَهُ فِي ذَلِك. بديغورس ومسيح وَابْن ماسويه وماسويه وماسرجويه والخوز قاطبة: الزرنباد يحلل الرِّيَاح الغيلظة وخاصة الَّتِي فِي الرَّحِم لَا شَبيه لَهُ فِي ذَلِك. ابْن ماسويه: خَاصَّة السنبل إمْسَاك الطمث الْكثير إِذا شرب. وَذَلِكَ أَنه قد يحْتَاج مَعَ هَذَا إِلَى اسخان فَلذَلِك تُعْطى السنبل والكمون والكندر وَنَحْوهَا وَمَا أقل أَشْيَاء حارة تمسك الطمث. ابْن ماسويه: صمغ الْجَوْز إِذا شرب مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم فِي ثَلَاث مَرَّات قطع الطمث. ابْن ماسويه: دهن الزيبق نَافِع لأوجاع الرَّحِم وَكَذَلِكَ دهن النرجس والسوسن. رَأَيْت نسَاء كثيرا ينزفن الدَّم وعالجتهن بِجَمِيعِ مَا يعالج بِهِ أمثالهن فَلم يَنْقَطِع وحدست أَن ذَلِك لَا دم بواسير وَلَا دم طمث فافرق بَينهمَا وعالج بِحَسب ذَلِك. سلمويه: إِذا أفرط الطمث ليؤكل البلوط بإفراط. الخوز: لَا شَيْء أَنْفَع فِي وجع الرحتم من سقى الجندبادستر والعلاج بِهِ وَمَا الحصرم يحبس الدَّم. لِكَثْرَة الْحيض: اطبخ كف سماق وكف كسيرة بِمَاء حَتَّى يقوى ويسقى على الرِّيق أَيَّامًا. السندروس يحبس الطمث. من كتاب الأغذاء: قلَّة الْغذَاء أَو كَثْرَة التَّعَب يقل الطمث. أبقراط: فِي تشريح الأجنة الَّذين يموتون فِي الرَّحِم: مَتى خرجت الرَّحِم خَارِجا من الْولادَة وَغير ذَلِك فاقطع حجاب الرَّحِم قطعا حَتَّى يمِيل إِلَى جَانب قطعا طبيعياً وامسحه

بمنديل حَتَّى يفصل مَا بَين خُرُوجه وامرخه بدهن البان وزفت وأمسحه باسفنجة ورش عَلَيْهَا حمراً وضع أسفنجة وَشد إِلَى كتفها ولتكن رجلاها إِلَى فَوق ولتقل من الطَّعَام.) قسطا: فِي البلغم: يحدث فِي الرَّحِم وجع كوجع القولنج للنِّسَاء السمان الكهوله وَلم يُعْط عَلامَة وينفع مِنْهُ التربد بِخَاصَّة فِيهِ فانى لم اجد دَوَاء أعمل فِي هَذَا الْعُضْو مِنْهُ وَالَّذِي جربت التربد مَعَ الأترنج فَإِنِّي أَحسب الأترهج يعين أَيْضا على ذَلِك وَأما التربد فقد عرفت بفساده فِي هَذِه غير مرّة. ج: 3 (طبيخ الأقحوان) يجلس فِيهِ لصلابة الرَّحِم وزهر الأقحوان يحلل صلابته ويحلل الأورام الصلبة الْعَارِضَة للرحم إِذا جلس فِيهِ. قَالَ: طبيخ الأشنة يصلح لأوجاعه. أصل الاذخر جيد لجَمِيع أورمه الصلبة. والاصطرك وطبيخ الأقحوان يجلس فِيهِ للورم الصلب فِيهِ أملس الْأَحْمَر الزهرة وَالَّذِي يشبه الكمافيطوس مَتى سحتق وخلط بدهن ورد وَاحْتمل لين الأورام الصلبة فِي الرَّحِم. أطهورسفس: لين النِّسَاء مَتى احْتمل مَعَ قطن مَرَّات نقع من الوجع فِي الرَّحِم. دهن بِلِسَان يُبرئ برد الرَّحِم مَتى احْتمل مَعَ شمع ودهن ورد قيروطي طبيخ الفنجكنث مَتى جلس فِيهِ نفع من أوجاعه وأورامه الصلبة. مَاء الرجلة إِذا عصر وحفن بِهِ الرَّحِم نفع من وجعها إِذا كَانَت حرقة ونفع من قروحها وَيمْنَع الْموَاد عَنْهَا. أوريباسيوس: البلنجاسف جيد لقروح الرَّحِم. عصارة البنج الْأَبْيَض والأحمر نافعان لوحع الرَّحِم. 3 (د:) 3 (دهن البنج) جيد لوجع الْأَرْحَام. 3 (ج ود:) 3 (الجوشير) يحْتَمل مَعَ عسل يحل النفخ من الرَّحِم والصلابة. د بديغورس: خَاصَّة الدرونج النَّفْع من وجع الرَّحِم إِذا جلس فِيهِ وَقَالَ د: دهن الْورْد غذا احتقن بِهِ نفع من حرقته. وَقَالَ الزَّعْفَرَان جيد لوجعه ودهن الزَّعْفَرَان جيد لصلابته والقروح د: زراوند طَوِيل مُوَافق للقروح فِيهِ.) أريباسيوس: الزّبد الطري جيد لوجع الصلب إِذا احتقنت بِهِ الْمَرْأَة فِي قبلهَا. 3 (د:) 3 (الحماما) نَافِع من أوجاعه مَتى احْتمل فِي فرزجات أَو جلس فِي طبيخه أَو طبيخ الحلبة إِذا جلس فِيهِ نفع من وَجَعه وَمن ورم فِيهِ وَمن انضمامه ودهن الحلبة جيد للصلابة فِيهِ ودهن الْحِنَّاء نَافِع من وَجَعه دهن الْعصير نَافِع لوجعه كُله. طبيخ بزر الْكَتَّان يحتقن بِهِ للذعة ولاخراج الفضول وَإِن جلس فِيهِ نفع من نفخة. 3 (د:) 3 (الكرنب والسلق) إِن أكلا نفعا من وَجَعه.

أصل القنطوريون

ابْن ماسويه: طبيخ ورق الكرنب الشَّامي بِمَاء وملح يحل صلابته مَتى جلس فِيهِ أَو احتقن بِهِ ابْن ماسوية: مَتى طبخ ورقه بِمَاء وملح يحل صلابته إِذا جلس فِيهِ أَو ضمد بِهِ الرَّحِم الوارمة ورما بلغميا حَالَة وَإِن بخرت بِهِ فعل ذَلِك وخاصة ورقة فانه مَتى طبخ بِمَاء وملح حلل الجساء مِنْهُ. ودهن اللوز المر يصلح لأوجاعه ولانقلابه وأورامه الصلبة. د وَج: جملَة اللَّبن تحقن بِهِ الرَّحِم للقروح واللذع والحدة وَمَعَ الْأَدْوِيَة المغرية المسكنة المملة كالتوتيا المسحوق المغسول خَاصَّة وَمَا أشبهه. وَإِن كَانَت هَذِه القرحة سرطانية سكن وجعهها وينفعها. المر مَتى سحق وعجن بِعَسَل وَشرب نفع من أوجاع الرَّحِم والدهن الْمَعْمُول من المصطكى يصلح لأوجاعها كُله لاسخانه بِرِفْق وتليينه المَاء الكبريتي نَافِع لأوجاعه. ورفس: مخ عِظَام الايل يلين صلابته إِذا احْتمل وتمرخ بِهِ من خَارج. 3 (ج:) 3 (طبيخ الناردين) إِذا جلس فِيهِ نفع من الأورام الصلبة فِيهِ. 3 (د:) (دهن النرجس)) 3 (د:) طبيخ النسرين جيد لصلابته ووجعه. بولس وَابْن ماسويه: دهنه نَافِع من وَجَعه. السعد طبيخه نَافِع من وَجَعه بَارِد. 3 (د:) 3 (السيخة) نافعة من اتساعه إِذا جلس فِي طبيخه أَو تدهن بِهِ. وَقَالَ: دهن السفرجل جيد لقروح الرَّحِم مَتى احتقن بِهِ. طبيخ الايرسا جيد لِأَنَّهُ يلين صلابته وَيفتح فَمه. دهن السوسن يحل جساوته وأورامه الصلبة وَلَا نَظِير لَهُ فِي النَّفْع من وجع الْأَرْحَام. دهن الايرسا جيد لوجعه لِأَنَّهُ يلينه ويفتحه. ج: السذاب مَتى طبخ بِزَيْت وحقن بِهِ الرَّحِم جيد. 3 (د:) جيد لأوجاعه. وَقَالَ: الفودنج الْبري نَافِع من وَجَعه. روفس: الْقسْط النافع لوجع الرَّحِم شرب أَو جلس فِي طبيخه. القنابري مَتى تضمد بِهِ نفع مِنْهُ. وَقَالَ: طبيخ قصب الذريرة نَافِع من وَجَعه إِذا شرب أَو جلس فِيهِ وَقَالَ ماسرجويه: قصب الذريرة نَافِع من وَجَعه إِذا جلس فِيهِ. وقصب الذريرة يدْخل فِي كمادات الرَّحِم بِسَبَب أورام تحدث فِيهِ فينفع نفعا كثيرا. ج: دهن القيصوم جيد للأورام فِيهِ. 3 (د:) 3 (اللاذن) وَقَالَ ج: لَيْسَ بعجب أَن ينفع الرَّحِم إِذا كَانَ يحلل ويلين مَعَ قبض يسير ولطافة فِي جوهره. القرع مَتى ضمد بِهِ نيا سكن وجع الْأَرْحَام الحارة. د: 3 - (أصل القنطوريون) مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بشراب مَا لم تكن حمى وبالماء إِن كَانَت مَعَ الْحمى فينفع من وجع د:

3 - (الزراوند) ينفع من أوجاعه. رعى الْحمام إِذا أنعم دقه وخلط بدهن ورد وشحم بط وَاحْتمل وجع الرَّحِم. 3 (د:) 3 (طبيخ الشبث) إِن جلس فِيهِ نفع من وَجَعه ودهن الشبث يلين صلابته. 3 (د:) 3 (الزوفا الرطب) مَتى خلط بزبد أَو شَحم بط وإكليل الْملك جيد للقروح فِيهِ. شَحم الإوز والدجاج إِذا كَانَا طريين يوافقان وَجَعه. 3 (د:) 3 (شَحم الْخِنْزِير) بولس: الزفت الرطب يحلل الخراجات والصلابات فِي الرَّحِم. 3 (د:) 3 (التِّين الْيَابِس) يطْبخ مَعَ دَقِيق الشّعير وَيسْتَعْمل مَعَ الحلبة فِي كماد الأورام. 3 (د:) 3 (لبن التِّين) يلين صلابته. 3 (د:) 3 (ورق الْغَار) ينفع من أوجاعه إِذا جلس فِيهِ. الجردل ينفع من وَجَعه.) ابْن ماسويه: طبيخ الخيرى الْأَصْفَر مَتى جلس فِيهِ نفع من أورامه الصلبة. 3 (د) 3 (طبيخ الخيري) إِذا لم يكن شَدِيد الْقُوَّة جدا ونطل على الأورام فِي الرَّحِم وخاصة فِي الصلبة المزمنة نفع. الخطمى مَتى طبخ بشراب ثمَّ خلط مَعَ شَحم وضمغ البط وَاحْتمل كَانَ جيداص للورم الصلب فِي الرَّحِم. د: وطبيخه يفعل ذَلِك. د: طبيخ الملوخيا مَتى جلس النِّسَاء فِيهِ لين صلابة الرَّحِم. د: مَتى احتقن بِهِ نفع من اللذع فِي الرَّحِم. وَقَالَ أبقراط: الخربق الْأَبْيَض مَتى احْتمل فِي الرَّحِم نفض مَا فِيهِ. مَجْهُول: إِذا كَانَ وجع الرَّحِم مَعَ حر فحملها عصى الرَّاعِي وَحي الْعَالم ودهن ورد بصوفة بَيْضَاء وألزمه مَا أشبه ذَلِك من الْغذَاء وَالتَّدْبِير وَإِذا كَانَ مَعَ برد فحملها الصموغ المسخنة والقطران والمشكطرامشير. للورم الصلب من تذكرة عَبدُوس: مرهم دياخيلون أَو باسليقون وشحم إوز ومخ أيل وزبد الْغنم وإنفحة أرنب وصبر وجندبادستر ودهن الرازقي تحْتَمل فِي صوفة آسمانجونية وَيُؤْخَذ لصلابته أَيْضا مخ أيل وشحم البط وموم أصفر ودهن سوسن وَمر وزعفران وأقحوان وجندبادستر وتناسب وإيرسا وعلك البطم وَمَاء الحلبة يَجْعَل مرهما وَيحْتَمل فِي صوفة آسمانجونية. للورم الصلب والسرطان فِي الرَّحِم: لينه بالأضمدة ثمَّ احْمِلْ عَلَيْهِ بالمدرة للبول فَإِنَّهُ كَذَلِك يؤاتي ويسفترغ وَأعد عَلَيْهِ مرّة بعد أُخْرَى. من الْكَمَال والتمام مَا يصب فِي الرَّحِم للجرح والاشتغال والوجع الشَّديد فِيهَا وَفِي المثانة: مَاء البزر قطونا والبرسيان دَارا وَمَاء الشّعير وَبَيَاض الْبيض وَلبن النِّسَاء ودهن القرع والشياف الْأَبْيَض يحقن الرَّحِم بِثَلَاث أَوَاقٍ مِنْهَا ويقطر مِنْهَا فِي المثانة قطرات وأسق العليل رب السوس كثيراء وصمغا وبزر الْخِيَار وبزر الْبِطِّيخ والنشا وَيطْعم خياراً أَو بطيخاً أَو يسقى مبيختجا ويلعق لعوقا متخذا من شيرج التِّين وطبيخ أصل السوسن يدمن ذَلِك فَإِنَّهُ نَافِع جدا.

صفة مَا يصب فِي الرَّحِم فَيخرج الدَّم مِنْهُ ويسكن الوجع الشبيه بالطلق: بابونج إكليل الْملك أصُول السلق بنفسج مشكطرمشير فرسيون من كل وَاحِد أوقيه مر أَرْبَعَة دَرَاهِم شب نمام شيح) بزر كتَّان حلبة قيصوم أوقيه أُوقِيَّة بطيخ بِخَمْسَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويحقن بِهِ فاترا ثَلَاثَة أَيَّام. ضماد نَافِع للوجع الشَّديد الْحَادِث فِيهِ والورم البلغمي والدموي والديبلات فِيهِ: بزر كراث نبطي أُوقِيَّة وَنصف حلبة وبزر كتَّان من كل وَاحِد أوقيتان إكليل الْملك ثَلَاث أَوَاقٍ بابونج بنفسج أوقيتان يابسة أُوقِيَّة صندل الخطمى من كل وَاحِد أوقيتان وَنصف سندروس أُوقِيَّة وَنصف أصل كراث بنطي محرف أُوقِيَّة وَنصف دَقِيق الباقلي ثَلَاث أَوَاقٍ راتينج أُوقِيَّة وَنصف مقل ثَلَاث أَوَاقٍ تين سمين منقع فِي ميبختج عشرُون عددا. تدق الْيَابِسَة وتنقع الْمقل فِي المتيختج وينعم دق التِّين ويخلط مَعَ الْمقل وَيُؤْخَذ من دَقِيق السوسن ودهن الشيرج الْكِفَايَة ويداف بهما راتينج وشحم الْعجل وشحم الأوز من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ شمع رَطْل يخلط الْجَمِيع ويعجن ويضمد بِاللَّيْلِ ليَالِي كَثِيرَة. فَإِنَّهُ عَجِيب جدا. 3 (للصلابة الشبيهة بالورم فِي الرَّحِم) 3 (دهن الحلبة النرجس والزعفران) ودهن الشبث يمسح بهما. وَمِمَّا ينفع الصلابة احْتِمَال اللاذن فَإِنَّهُ يلين الأورام الصلبة فِي الرَّحِم. أَو يدق ورق الخطمى الغض مَعَ شَحم الأوز وصمغ اللوز وَيصير على الْموضع. للبثر الْحَادِث فِيهِ: ورد يَابِس عشرُون درهما سنبل خَمْسَة أصُول السوسن خَمْسَة قيمولي مثله يدق الْجَمِيع ويعجن بمطبوخ ريحاني وَيجْعَل كالبلوط الطوَال وَيحْتَمل للوجع فِي مَعَ برد: جاوشير جندبادستر دانقان يسقى بمطبوخ ريحاني. لوجع الرَّحِم: ينطل عَلَيْهِ طبيخ البلنجاسف. الْعِلَل والأعراض: إِنَّه يتَوَلَّد فِي فَمه لحم لَا روح لَهُ يُسمى الرَّجَاء. الْيَهُودِيّ: قد يعرض فِيهِ سوء مزاج وانحلال قُوَّة فَإِذا خرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ إِن كَانَ غزيراً صافياً فَهُوَ عرق انْفَتح بِلَا وجع وَإِن كَانَ مَعَ قيح قدبيلة. وَمَتى كَانَ أسود ويجئ قَلِيلا قَلِيلا فآكلة. فَإِذا كَانَ فِي الرَّحِم ورم حَار كَانَ مَعَه حمى حادة. فَإِن كَانَ فِي مقدمه شكت عانتها وَاحْتبسَ بولها. وَإِن كَانَ فِي مؤخرة شكت عُنُقهَا. وَإِن كَانَ فِي قعرها شكت ظهرهَا وَاحْتبسَ الْغَائِط فافصد الباسليق وَبعده الصَّافِن واسق الخيارشنبر بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ودهن اللوز وَإِذا انحط الورم فَاسق دهن الخروع بِمَاء الْأُصُول وَحملهَا فِي الِابْتِدَاء مَا يمْنَع وبآخره حملهَا عصير الكرنب والمر وَنَحْوهَا. فَأَما فِي أول الْأَمر فماء الهندباء وعنب الثَّعْلَب ودهن الْورْد وَبَيَاض بيض وَنَحْوه كتاب السمُوم الَّذِي ينْسب إِلَى ج: الجندبادستر الأغبر الْأسود مَتى شربت الْمَرْأَة مِنْهُ) قيراطا نفع من وجع الْأَرْحَام. من العلامات الْمَنْسُوب إِلَى ج: عَلامَة ورم الرَّحِم الْحَار: اخْتِلَاج فِيهِ وحرارة وَثقل

وتمدد فِي الصلب والورك والعانة والأرابي واقشعرار ووجع ناخس وخدر وَبرد الْأَطْرَاف وعرق كثير وَصغر النبض ويشارك الْمعدة فَيعرض فوَاق ووجع فِي الرَّقَبَة ومقدم الرَّأْس وَالنضْر وَإِذا كَانَ الورم فِي فَم الرَّحِم كَانَ الوجع شَدِيد الْأَذَى وَاشْتَدَّ فِي الأرابي جدأ وَإِذا كَانَ فِي جَانب من الرَّحِم فَفِي فَخذ ذَلِك الْجَانِب والفخذ تتألم مَعَ اربيته وَإِذا كَانَ الوجع فِي أسافل الرَّحِم ألم مَعَه المعى الْمُسْتَقيم وَكَانَ تزحر وَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب الأعالى ألم الْقطن والورك وَإِذا كال إِلَى جَانب عرض مَعَه وجع شَدِيد وامتداد ف الْجَانِب الَّذِي مَالَتْ إِلَيْهِ وتحتبس الْبَوْل والرجيع ويعرض مَعَ ورم الرَّحِم جساوة ويبس شَدِيد. وَإِذا كَانَت فِيهَا دبيلة عرض امتداد شَدِيد وحميات غير ذَات نَوَائِب مَعْلُومَة بالقشعريرة ويستريح قَلِيلا إِلَى الِاخْتِلَاف وأسفل قطنها وارم وَإِذا كَانَت فِيهِ قُرُوح قد انفجرت سَالَ مِنْهُ صديد وحمت ويجف وضرتها الْأَدْوِيَة المرخية وانتفعت بالقابضة وَمَتى كَانَت فِي فَمه كَانَت مؤلمه جدا وَإِذا كَانَت عفنة وسخة كَانَت كَثِيرَة الصديد. وَقد يرم الرَّحِم كُله وَقد يصلب فَعظم الْبَطن مَعَه كبطن المستسقى وينحف الْجِسْم كُله ويهزل وَلَا يكون لَهُ وجع. عَلامَة ضعفه: سيلان الطمث وَقلة الشَّهْوَة للباه وَقلة الإسهال وَإِذا كَانَ فِيهِ مَا عرض ورم وخو فِي أَسْفَل الْبَطن وضيق نفس واحتباس الطمث وقرقرة ولاسيما إِذا مشت وتحركت تحركاً قَوِيا وتسيل مِنْهُ رُطُوبَة مائية. ميسوسن: إِذا ورم الرَّحِم فَأدْخل الْمَرْأَة بَيْتا طيب الرّيح وتغذها ثَلَاثَة أَيَّام ومرها بالسهر مَا قدرت عَلَيْهِ ثمَّ أمرهَا بِالنَّوْمِ واحقن رحما واسقها. أشربة معتدلة نافعة من القئ وَبعد الثَّالِث أطعمها طَعَاما خَفِيفا وكمد الرَّحِم واحقنها وأسهلها بطبيخ الحلبة والدهن وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فافصد لَهَا عرقاً وَاسْتعْمل الضمادات والفرزجات اللينة وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه اللينة وَإِن كَانَت جساوة فَاسْتعْمل المحاجم وَإِذا سكن الوجع فَعَلَيْك بالضمادات الملينة كضماد البزور وضماد المرزنجوش وضماد إكليل الْملك. الجسأ: العلاج: أَجْلِسهَا فِي طبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان وضمدها بدقيق وَمَعَ شَحم الأوز ومخ الأيل ودهن حناء وَحملهَا مِنْهُ. وَقَالَ: وسقيروس فِي الرَّحِم: وَهُوَ ورم صلب جاس لَا ورم مَعَه لَا يبرأ وعَلى حَال طيب قلب الْمَرْأَة وعللها وَأَقْبل على المرطبات وَإِذا كَانَت فِيهِ دبيلة فَإِنَّهُ) نعرض لهيب وَحمى وَبرد وقشعريرة قبل ذَلِك ويعالج بأَشْيَاء ملينة لينفتح سَرِيعا ثمَّ أَجْلِسهَا فِي مَاء الحلبة والنمام والمرزنجوش والعدس والمر ودهن السوسن ودهن الْحِنَّاء وأشق وقنة وَنَحْوهَا وضمد بِهِ الخاصرة وَالظّهْر الْمُتَّخذ من دَقِيق حِنْطَة ودهن حلبة ودقيق بزر الْكَتَّان مَعَ شَحم وراتينج وعلك البطم والبلنجاسف والمشكطرامشير والمرزنجوش وَالْملح الدراني وَالْعَسَل وَالزَّيْت. وَمَتى كَانَ يسيل مِنْهُ قيح منتن عليظ فاطبخ الفراسيون فِي مَاء الْعَسَل

واحقنها بِهِ فَإِن لم تكن رَائِحَة فاحقنها بمرهم الباسليقون فَإِذا قل الْقَيْح فاجهد جهدك إِذْ ذَاك أَن تلحم الْخراج وأجلسها فِي مياه قابضة وَحملهَا مرهم إسفينذاج وَمَا دَامَت الدُّبَيْلَة لم تنضج فأجلسها فِي الْمِيَاه الَّتِي تنضج مثل مَاء الحلبة وبزر الْكَتَّان وَإِذا انفجرت الدُّبَيْلَة فَاسق مَا يدر ونقى الرَّحِم كالأفاوية وَإِيَّاك وَإِيَّاهَا الانفجار فَإِنَّهَا تزيد فِي الوجع وَإِذا أردْت انضاج الدُّبَيْلَة سَرِيعا فاحقنها بمراهم ملينة مفتحة. قَالَ: وَمَتى أحسست فِي الرَّحِم ورماً جاسياً وَوجدت الْقبل يَابسا وعَلى لون الرصاص فَفِيهِ سرطان وَمَتى لم يُمكن المجس فدليل السرطان أَن تَجِد الْمَرْأَة وجعاً كنخس المسلة فَإِن لم يسل مِنْهُ شَيْء فَأعْلم أَن هُنَاكَ سرطاناً لاقرح مَعَه وَإِن سَالَ مِنْهُ شَيْء فَمَعَ قرح فَإِن بهَا سرطاناً متقرحاً أَو سرطانا مَعَ رُطُوبَة حريفة وَلَا يعرض لَهَا ف هَذِه الْحَال الوجع فَإِذا أردْت تسكين الوجع فاحقنها بطبيخ العدس أَو بِلَبن الأتن وطبيخ لِسَان الْحمل فَإِن هَذِه تجفف الورم الْمُسَمّى السرطان المتقرح فَإِن لم يكن متقرحاً فَعَلَيْك بصفرة الْبيض ودهن ورد وبزر قطونا وبنج وعنب الثَّعْلَب تحملهَا فِيهِ فَإِنَّهُ يسكن ذَلِك الوجع الناخس. وَقد تكون فِي الرَّحِم آكِلَة وعلاجها علاج السرطان وَيفرق بَينهمَا أَنه لَا جسأ مَعهَا وَلَا صلابة وَأَن لأوجاعها سكونا فَأَما أوجاع السرطان فَلَا برْء لَهَا مَعَه وَيكون فِي الرَّحِم نفخ ويستدل عَلَيْهِ أَن ترى ممتدة جدا وينتقل الوجع من مَكَان إِلَى مَكَان. علاجه: ألزم المحاجم بالنَّار الْعَانَة وَاسْتعْمل المراهم للريح كالسذاب والكمون مختلطاً كالضماد والشياف أَيْضا الطاردة عَن عود بِلِسَان ومقل ودهن ناردين وَإِن عسرت فقو بالأضمدة والشيافات. وَقد تعرض للرحم أوجاع من وطوبات رَدِيئَة تسيل إِلَيْهَا حَتَّى يذبل ويهزل الرَّحِم وعلاجه: تنقية الرَّحِم بأدوية وشيافات تخرج مَا فِيهِ كالفراسيون والكرسنة فَإِذا تنقى بعد تنقيتك الْجِسْم فَاسْتعْمل أَشْيَاء عفصة طبيخاً وشيافات وَلَا تغفل عَن تنقية الْبدن ودلك السَّاق بعد تنقية الرئة بعاقر قرحا وفلفل) قَالَ: وَقد يَنْقَلِب الرَّحِم فِي الْمَرْأَة ويسترخى صفاقاتها وَذَلِكَ من أَسبَاب: أَحدهَا أَن يخرج الْجَنِين بَغْتَة فَيخرج عنق الرَّحِم إِلَى قبل الْمَرْأَة أَو من عنف حَرَكَة المشمية إِذا خرجت وَلذَلِك ينْهَى عَن ذَلِك أَو من حَرَكَة أَو من عَدو أَو من عفن رطوبات الرَّحِم ويجس الرَّحِم فِي هَذِه الْحَال بِالْيَدِ وَهِي لينَة وَفِي الْفرج فِي فمها أَو فِي وَسطهَا ويعرض من ذَلِك وجع شَدِيد وحميات لهبة بعْدهَا من الْحمام والملوحات وأجلسها فِي الْمِيَاه القابضة وخاصة فِي طبيخ الأذخر والورد العفص وَجوز السرو ثمَّ ارْفَعْ الرَّحِم إِلَى فَوق قَلِيلا قَلِيلا وَشد الْفرج قَلِيلا قَلِيلا بصوف لين قد بل فِي بعض هَذِه الْأَشْيَاء ونثر عَلَيْهِ أفاقيا وادفعه مَا أمكن وضع على سرتها المحاجم لتجذب بهَا الرّيح إِلَى فَوق ودع المحاجم وعلاجك وقتا طَويلا فَإِنَّهَا تعيد الرَّحِم إِلَى موضها. قَالَ: وَشد سَاقيهَا وَلست أعرف أَنا لهَذَا وَجها. قَالَ: ويعرض للرحم انسداد الْفَم فَيصير عَلَيْهِ جلد وَلَا يكون مَعَه وجع وَلَا يسيل مِنْهُ

شَيْء ويستدل عَلَيْهِ من المسلة فأجلسها فِي الْمِيَاه الملينة كطبيخ بزر الْكَتَّان والحلبة واحقنها بمحقنة أَولا بِهَذِهِ الْأَشْيَاء ثمَّ غلظ قصبتها تفتح لَك ويسهل حَتَّى ينفتح وَيرجع إِلَى الْحَالة الطبيعية. قَالَ: تحمل هَذِه فَتلا بِهَذِهِ الْمِيَاه تكون قَوِيَّة كالقضبان تدس فِي الرَّحِم لتَكون كالقالب ويبدل حَتَّى يبلغ الْحَد الَّذِي يُرَاد. وَقد تعرض فِي الرَّحِم بواسير تُوضَع تَحت الْمَرْأَة مرْآة فَإنَّك ستراها. علاجه: أَجْلِسهَا أَولا فِي مياه ملينة مرخية كطبيخ بزر الْكَتَّان والحلبة وَالزَّيْت وَحملهَا دهن السوسن وإكليل الْملك فَإِن سكن الوجع وَإِلَّا فَاسْتعْمل القوية التليين شيافات مثل شَحم الأوز ومخ الأيل والمقل فَإِن لم يسكن بِهَذِهِ فَاسْتعْمل الْحَدِيد كَمَا تقطع البواسير وَإِذا كَانَت فِي الرَّحِم فَإِن كَانَت دَاخِلا فعلج بأَشْيَاء عفصة وَإِن كَانَت خَارِجا فبالقطع وَيعلم ذَلِك أَن الرَّحِم مَتى جس تكون فِيهِ أَشْيَاء ناتية وتصيب مِنْهَا ويسيل مِنْهَا دم قَلِيل ورطوبات وصديد. ويستدل على أَن بهما بواسير فِي الرَّحِم وتؤتا بِمَا يرعض لَهُ من سيلان الدَّم دَائِما مَعَ فَسَاد لَوْنهَا. وَمن البواسير رَدِيئَة جدا وَهِي الَّتِي يسيل مِنْهَا الدَّم أسود كالدردي فَإِن هَذِه كَثْرَة الْعُرُوق وأخفها مَا سَالَ مِنْهَا دم أشقر وَلَا وجع مَعَه وَرُبمَا كَانَت خَارِجَة فيتبين للْمَرْأَة بالمرآة. وَيفرق بَين الدَّم السَّائِل من الطمث وَمن دم البواسير أَنه فِي الطمث لَهُ نظام يلْزم بعضه بَعْضًا إِلَى أَن يظْهر الطمث وَأَن دم البواسير لَا يلْزم نظام الطمث وَذَلِكَ أَنه لَا يَدُوم ويسيل مرّة ونقطع) أُخْرَى وَأَيْضًا فَإِن دم الطمث لَا يهزل إِلَّا إِذا أفرط وَدم البواسير يهزل وَيفْسد اللَّوْن وَدم الطمث ينزل بِلَا وجع آخر مَعَ وجع. وَمن احْتبسَ طمثها تنْتَفع بالبواسير وعلاجها أجمع إِذا كَانَت فِي الرَّحِم عسرة وخاصة إِن كَانَت فِي العمق وقطعها يكون بالقالب كَمَا يقطع البواسير ثمَّ تدخل بَيْتا بَارِدًا وتشيل رِجْلَيْهَا على الْحَائِط ساعتين ثمَّ يلْزم عانتها أَو رِجْلَيْهَا خرقاً بِمَاء ثلج وَكَذَا الصلب وَأَجْعَل على الْقطع زاجا أَو شبا وَنَحْو ذَلِك وتجلس بعد أَن تقطع فِي الْمِيَاه القابضة وألزم الْعَانَة والصلب أضمدة قابضة فَإِن انْقَطع وَإِلَّا ضع على الْعَانَة والثديين والصلب المحاجم وَحملهَا صوفة بأقاقيا فَإِذا سكن الدَّم عولجت البواسير بالمراهم إِلَى أَن تَبرأ. الشقاق: وَيصير فِي الرَّحِم عِنْد خُرُوج الْجَنِين بعسر أَو المشيمة أَو بقايا طمث أَو ورم ويتبين الشقاق بالمرآة إِذا وضعت تَحت الْمَرْأَة وَفتح فَم الرَّحِم نعما فَإِن كَانَ فِي الْحلقَة فداوه بتوتيا وصفرة الْبيض فَإِن هَذَا وَنَحْوه من الملينات بعد أَن يذهب الشقاق من هَاهُنَا وَإِن كَانَ غائراً فَحمل قشور النّحاس والزاج فَإِنَّهُ يذهب بِهِ. فِي القروح فِي الرَّحِم: إِذا كَانَت مَعَ أورام الرَّحِم فعالج باللينات إِلَى أَن يسكن الورم وَإِن كَانَت كَثِيرَة والضر فاغسلها بِمَاء الْعَسَل أَو بطبيخ السوسن وَحملهَا المراهم المنقية فَإِذا تنقى فَمَلَأ عمقه بالمراهم المعمولة بدهن ورد فَإِذا امْتَلَأَ فأدمله ويدمله.

وَقَالَ: وَقد يكون لحم أَحْمَر فِي فَم الرَّحِم أَو دَاخله إِمَّا مستدير أَو طَوِيل لَا وجع مَعَه فَأَما الْأَطِبَّاء فيقطعونه وَأما أَنا فآخذ مِنْهُ. ويعرض للرحم ميلان فَأدْخل إصبعك فَأنْظر إِلَى أَيْن مَال فجر أبدا إِلَى حذاء الْفرج بعد أَن يلين بالمياه والفرازج اللينة وقابل جِهَة الْقبل بمحجمة فَإِنَّهُ يجرها إِلَى حذاء الْفرج أبدا وَإِن استرخى عنق الرَّحِم فَلم ينبسط وَلم ينقبض فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة القابضة فِي المَاء فِي الرَّحِم وألزمها الرياضة وافصد وَحملهَا الشيافات الَّتِي تخرج المَاء وتهيج الطمث. والخربق الْأَبْيَض إِذا احْتمل أخرج من المَاء شَيْئا كثيرا. قَالَ: وَاللَّحم الْمُسَمّى الْحَاء هُوَ صلب مستدير وَالْفرق بَينه وَبَين السرطان أَن الْمَرْأَة تلده كَمَا تَلد الْجَنِين وَالْفرق بَينه وَبَين الْجَنِين: التحرك لِأَنَّهُ لَا يَتَحَرَّك. وعلاجه بأدوية مرخية زَمَانا ثمَّ يحركه الرَّحِم فَإنَّك تخرجه سَرِيعا.) الْأَعْضَاء الألمة: إِذا كَانَ فِي الْجِسْم اضْطِرَاب وَثقل وقشعريرة وقلق وغثى وسهر وشهوة أَطْعِمَة رَدِيئَة فَقل للقابلة تلتمس فَمه فَإِن كَانَ مُنْضَمًّا مَعَ صلابة دلّ على عِلّة الرَّحِم وَإِن كَانَ مَال الرَّحِم إِلَى فَوق أَو إِلَى الْجَانِبَيْنِ فَذَلِك الْموضع مِنْهُ عليل وَبَعض النِّسَاء تحس فِي ذَلِك الْموضع بوجع مَعَ ثقل وَيصير الوجع إِلَى الْوَرِكَيْنِ وتعرج إِذا مشت من رجلهَا الَّتِي فِي ذَلِك الْجَانِب الوجع. قَالَ: والبط الَّذِي يَقع فِي الرَّحِم يعسر التحامه. ابْن سرابيون قَالَ: يحدث الورم فِي الرَّحِم من سقطة أَو ضَرْبَة وَمن احتباس الطمث ويعقب الولاد وَمن الْجِمَاع المفرط وتتبع ورم الرَّحِم حمى حادة وصداع ووجع مفرط ووجع فِي الأوتار وَفِي قَعْر الْعين ويتشنج المعاصم والأصابع القذال ووجع الْقبل والألم والضربان فِي الرَّحِم ويحس بالوجع فِي مَوضِع الْأَلَم وَإِن كَانَ خلفا وجد فِي الْقطن الوجع وَإِلَّا فَمن قُدَّام وَإِذا كَانَ الوجع من احتباس الثفل لضغط الورم للمعي المنصب فالورم من خلف وَإِن كَانَ قُدَّام الرَّحِم حدث الوجع فِي الْعَانَة وَحدث تقطير الْبَوْل أَو عسره البته لِأَن الورم يضغط المثانة وَمَتى ورمت جنبتا الرَّحِم تمددت الأرييتان وَثقل السَّاق فَإِذا كَانَ الورم فِي الرَّحِم أحس بِفَم الرَّحِم غليظاً صلباً جاسيا وَيحدث مَعَ أورام الرَّحِم إِذا كَانَت عَظِيمَة حميات حادة وانتفاخ المراق وتلهب شَدِيد وَثقل الْمَتْن والأربية والمركبة وعرق المابض وتكاثف النبض وَصغر النَّفس وَامْتِنَاع الْبَوْل وَالْبرَاز وَإِذا تطاولت تحدث مَعهَا غثى. العلاج: افصد الابطى لتجذب الْمَادَّة إِلَى فَوق: فَأَما بآخرة فَإِن بقيت من الْعلَّة فَضله فافصد الصَّافِن وَاسْتعْمل المسهل وَعند الرَّحِم بالأضمدة الْمَانِعَة فَإِذا بلغت الْعلَّة النِّهَايَة فاخلط مَعهَا المحللة. وَالَّتِي يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي الِابْتِدَاء وَفِي الورم الْحَار العدس وقشر

الرُّمَّان ولسان الْحمل وعنب الثَّعْلَب وقشر القرع والورد وإكليل الْملك وشبا وزعفرانا فَإِذا تحلل فاخلط الْأَشَج والميعة والقنة مَعَ الشحوم المخاخ وضمد بِهِ الْأَرْحَام مَعَ الأدهان اللطيفة الحارة كدهن الايرسا والسوسن والبابونج ودهن الجناء فَإِن أل الْأَمر إِلَى جَمِيع الْمدَّة فَأمر أَن تحْتَمل طبيخ التِّين والدقيق وذرق الْحمام وتحتمل شيافا يتَّخذ بزوفا رطب وَسمن فَإِذا انفجرت الْمدَّة فغ سَالَتْ إِلَى المثانة فَاسق لَبَنًا وبزر قطونا وبزر الْبِطِّيخ والكثيراء والنشا وَالسكر فَإِن سَالَتْ إِلَى المعى الْمُسْتَقيم فاحقن بطيخ العدس والورد الجلنار والأرز فَإِن سَالَتْ إِلَى الْقبل فأدف مرهم الباسليقون وَسمن الْبَقر فاحقنه بِهِ فِي الْقبل هَذَا وَإِن كَانَت الْمدَّة نقية بَيْضَاء تخينة فَإِن كَانَت) مُنْتِنَة رقيقَة فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة القابضة وَإِن كَانَ الورم أَسْفَل وَأمكن أَن تفتحه إِن انْفَتح فافتحه. دَوَاء يسكن وجع الرَّحِم ويش الورم: حلبة تنقع بِمَاء وتغسل ثَلَاث مَرَّات ثمَّ تطبخ حَتَّى تتهرى وَيُؤْخَذ رغوتها ويطرح عَلَيْهِ شَحم الإوز والدجاج ويذاب على النَّار حَتَّى يحمى فاذا جمد فامرها أَن تتحمله بصوف مَعَ قَلِيل دهن ورد. آخر: اطبخ خشخاشاً بعصير عِنَب حَتَّى ينفسح ويصفى يخلط بِهَذَا المَاء شَحم البط ودماغ الْعجل ومخه وَيحْتَمل. آخر: اطبخ حلبة بعصير الْعِنَب واخلط بِهِ شَحم الاوز وصمغ الخور ودهن ورد وَيحْتَمل آخر: خشخاش يطْبخ بغمرة مَاء ثمَّ يعصر ويصفى وبصب عَلَيْهِ لكل ثَلَاث خشخاشات من المر والأفيون دِرْهَم دِرْهَم مسحوقة وشحم بط أَرْبَعَة دَرَاهِم ودهن ورد ثَلَاثَة ويخلط وَيسْتَعْمل. وَيصْلح للأورام الصلبة مرهم الدياخلينون بِلَبن بدهن السوسن وَيحْتَمل باسليقون والزوفا فرزخة للورم الصلب: شَحم الاواز قيروطى بدهن السوسن صفرَة الْبيض جُزْء جُزْء أفيون عشر جُزْء ويخلط وَيسْتَعْمل وَيصْلح لَهُ الْكَرم وَالْخبْز المبلول بِمَاء الْعَسَل أَو بنقيع ورق الْكَرم بِمَاء حَتَّى يلين ثمَّ يسحق مَعَه مثله من الْخبز بِمَاء الْعَسَل وتجعله مَعَ دِرْهَم بسيليقون وَيحْتَمل. وَيصْلح للورم الْحَار والصلابة يُؤْخَذ: دياخيلون يداف بدهن ورد وَمَاء لِسَان الْحمل وعنب الثَّعْلَب وَيحْتَمل فانه جيد بَالغ. والسرطان فِي الرَّحِم بعضه منتفخ وَبَعضه غير منتفخ وَيكون مَعَ النفخ سيلان أَشْيَاء رَدِيئَة سود الألوان مُنْتِنَة وَمَعَ غير المتقرح صلابة ووجع شَدِيد أمررت الْيَد عَلَيْهِ وَيَنْبَغِي أَن تسكنه بطبيخ الحلبة وضماد الخطمى وبزر الْكَتَّان وخشخاش ودهن ورد عِنَب الثَّعْلَب

واحقنه بِهَذِهِ وَبَيَاض الْبيض لِئَلَّا يهيج وجع. فَأَما أَن يبرأ فَلَا برْء لَهُ. وَإِذا انْبَعَثَ دم كثير فزد فِي هَذِه الاسفيناج والطين الأرميني والقيا وَنَحْوهَا. وَقَالَ: طبيخ الآس إِذا شربته القاقيا مَتى شرب مِنْهُ فلنجاران مَعَ كثيراء منع السيلان من الرَّحِم وَقَالَ: إِن شرب من بعض الأنافح ثَلَاثَة ابولوسات نفع من السيلان المزمن من الرَّحِم. وَقَالَ جحاينوس: قد قيل فِي إنفحة الأرنب إِنَّه مَتى شربت يخل قطعت نزف الدَّم إِلَّا أَنِّي لم أخربه لِأَنِّي أرى اسْتِعْمَال دَوَاء حَار فِي شَيْء يحْتَاج إِلَى قبض. جَفتْ بلوط وطبيخه مَتى وَقَالَ ج: الرجلة مُوَافقَة لنزف الدَّم من الطمث والعصارة أبلغ فِي ذَلِك. بزر البنج مَتى شرب مِنْهُ قدر أبولوسين مَعَ جُزْء خشخاش نفع من نزف الدَّم من الرَّحِم. لب الْجَوْز إِذا أحرف) وسحق بشراب وَاحْتمل منع الطمث. الْخلاف: ابْن ماسوية: يقطع كَثْرَة الدَّم دم الْحيض: دردى الْخلّ والآس ينعم دقة ويضمج بِهِ الْعَانَة والبطن وَيمْنَع سيلان الطمث. عصارة ورق الزَّيْتُون الْبري مَانع السيلان والنزف مَتى احْتمل. وَقَالَ: بعز الماعز وخاصة الجبلية الجافة مِنْهَا إِذا خلط ودق بكندر واحتملته الْمَرْأَة بصوفه قطع السلان المزمن من الدَّم. وَقَالَ: الحضض منى احْتمل قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم. د: سومقطرن يسقى للنزف الْعَارِض للنِّسَاء الْأَحْمَر مِنْهُ. ج: أصل الحماض مَتى احْتمل قطع سيلان الرطوبات المزمنة. د: ثَمَر الطرفاء مَتى احْتمل منع سيلان الرَّحِم إِذا كَانَ مزمناص وَحب الطرفاء وطبيخه مَتى جلس فِيهِ منع السيلان المزمن. وَقَالَ: يعْمل من سوق الْخشب الطرفاء مشارب يمْنَع السيلان منعا قَوِيا وَيشْرب فِيهِ المطحولون مَاءَهُمْ. بولس: الطراثيث دَوَاء قوي فِي منع سيلان الدَّم. والطين الْمَخْتُوم عَجِيب فِي ذَلِك يقطع وطين ساموس الْمُسَمّى كوكبا نفع فِي ذَلِك والطين اللَّاتِي قريب من الأرميني. د: الكندرة قشارة نَافِع من سيلان الرَّحِم والقشور أقوى وَيصْلح سيلان المزمن. ابْن ماسوية: مَتى احتمات الْمَرْأَة كموناص مَعَ زَيْت عَتيق قطع كَثِيرَة الْحيض الكرنب يمْنَع النزف. والكراث النبطي مَتى خلط بقشار الكندر وَاحْتمل قطع نزف الدَّم. ج: لِسَان الْحمل يقطع سيلان الدَّم شرب أَو احتقن بِهِ. د: وَيمْنَع سيلان الدَّم والفضلات إِلَى الرَّحِم مَتى اغتذى بِهِ. وَإِن شرب من خبث الْجَدِيد وَمن السورنجان جزءان وَجعل فِيهِ

قتيلة بخل خمر وَيحْتَمل قطع نزف الدَّم. مَجْهُول: أصل لحية التيس قوى الْقَبْض نَافِع من نزف الدَّم. د: عصارة أصل شَجَرَة المصطكى وقشورها مَتى طبخت على مَا فِي بَاب نفث الدَّم جيد للنزف ويقم مقَام الطراثيث. د: الناردين مَتى احْتمل فرزجة قطع نزف الدَّم. البلح مَتى شرب بخل خمر عفص قطع سيلان الرطوبات المزمنة ونشارة خشب البنق وطبيخة جيدان. ج: الصِّنْف من النيلوفر الْأَصْفَر الزهر الْأَبْيَض الأَصْل يبلغ من قُوَّة قَبْضَة أَنه يقطع سيلان الدَّم الْحَادِث للنِّسَاء وَيشْرب أَصله وبزره بشراب أسود فينفع من الرُّطُوبَة المزمنة من الرَّحِم. زهرَة السفرجل مَتى شربت بشراب نَفَعت من السيلان المزمن فِي الرَّحِم.) د: أصل السوسن يلين جسأ الرَّحِم. وَقَالَ: سماق الدباغة يمْنَع الرُّطُوبَة الْبَيْضَاء من الرَّحِم. سماق الْأكل إِذا شرب بشراب قَابض قطع نزف الدَّم من الرَّحِم وَكَثْرَة النَّوَازِل إِلَيْهِ طبيخ خشب الساذج مَتى شرب أَو احتقن بِهِ نفع من سيلان الرطوبات. الْيَهُودِيّ: مَتى رَأَيْت الْمَرْأَة تستفرغ بِالْحيضِ وتقوى بذلك ويصفو لَوْنهَا عَلَيْهِ فَذَلِك فضل وامتلاء تَدْفَعهُ الطبيعة. فَلَا تمنع مِنْهُ ولونه يدل على الْخَلْط. قَالَ: وَإِذا قوى النزف مَعَ حرارة فَاسق الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة للطمث المخدرة واسق مِنْهَا واطل بهَا بالفلونيا وأقراص الكهربا وَمَتى كَانَ النزف مَعَ حرارة فَاسق أَقْرَاص الطباشير الكافورية وتزر حماض بِرَبّ الحماض الأترجي وَمَتى كَانَ النزف مَعَ ضعف الْأَرْحَام فأعطها القابضة المقوية مَعَ الطينية يُؤْخَذ عفص وطين مختوم وأرميني وشب وَدم الْأَخَوَيْنِ مِنْهَا أجمع بِالسَّوِيَّةِ دِرْهَم وكافور حبتان سك دانق يداف فِي أُوقِيَّة شراب الآس وَيشْرب وَإِن كَانَ فِي الرَّحِم قرحَة فاسقها الْأَدْوِيَة المركبة من المغرية والقابضة والمخدرة وَحملهَا مِنْهُ هَذَا المرهم: إسفيذاج جلنار مرداسنج قيروطي بدهن ورد تحتملة وَأَن كَانَ يسيل الْحيض من امتلاء فافصد الأكحل وَشد عضديها واحجمها بَين وركيها فَإِن كَانَ الْحيض رَقِيقا مائيا فَاسق القوابض وَحملهَا شياقا طوَالًا واطل الرَّحِم. ايْنَ ماسويه فِي كتاب الرَّحِم: إِذا رَأَتْ الحبلى الدَّم فافصد ولاتقدم على المسهل وَذَلِكَ يعرض كثيرا للحوامل فعلاجهن بالأطعمة المقللة للدم وَقلة الْغذَاء. ميسوسن إياك أتستعمل فِي نزف الدَّم الْأَدْوِيَة المحرفة فَإِنَّهَا ضارة لِأَن الْعُضْو عصبي وخاصة فِي نزف دم الْحَوَامِل. وَقَالَ فِي الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: إفراط خُرُوج الطمث يتبعهُ رداءة اللَّوْن تنتفخ القدمان وَجَمِيع الْجِسْم ويسوء الاستراء ويضعف الهضم. قَالَ: وَرُبمَا تنقى الْجِسْم بالطمث الْكثير

على سَبِيل مَا يتنقى بالبول. قَالَ: وَالْخَارِج بالطمث فِي هَذِه الْحَال يكون إِمَّا صديدا بِضَرْب إِلَى الصُّفْرَة أَو إِلَى الْحمرَة أَو إِلَى المائية وَأما إِن كَانَ دم كَدم الفصد فَذَلِك لِأَن عِلّة فِي الرَّحِم. حقنة للنزف من المنجح: قلقطار وأقاقيا وقشور الكندر ينخذ اقراصا ويداف مِنْهَا مِثْقَال طين أرميني وصمغ عَرَبِيّ وكهربا مِثْقَال مِثْقَال فِي أوقيتين ويحقن بِهِ العليل فِي الْيَوْم مَرَّات وينوم العليل على الْقَفَا وأوراكها مُرْتَفعَة سَاعَة وَكَذَا فاحقن السرطان بالحقن المسكنة للوجع.) مَجْهُول: لإفراط الطمث: أفيون قشور الكندر طين أرميني كهربا أقاقيا بالسواء يَجْعَل قرصة ويسقى بِمَاء حصرم. سرابيون: إِن كَانَ الطمث لضعف الأوردة فَعَلَيْك بالأضمدة القابضة وَإِن كَانَ لحدة الدَّم فسكن وأطفئ وَإِن كَانَ من امتلاء فافصد وَيعلم الْخَلْط الْغَالِب من لون الشَّيْء السايل بِأَن يتَحَمَّل على خرقَة وينتظر فَإِن كَانَ أصفر فَمن الصَّفْرَاء لِأَنَّهَا غالبة على الدَّم وَمَتى كَانَ رَقِيقا مائيا فَمن البلغم وَمَتى كَانَ أَحْمَر قانيا فالدم فافصد للأستفراغ لذَلِك الْخَلْط ثمَّ اسْتعْمل القابضة شرابًا وضماداً وَفِي الآبزن وضمد الْبَطن وقطن كلهَا بالقوابض معجونة بالخل وَأدْخل فِي الفرزجات الكافور والأفيون وطبيخ العفص إِذا جلس فِيهِ منع السيلان المزمن من الرَّحِم طبيخ ثجير الْعِنَب يحقن بِهِ لسيلان الرطوبات من الرَّحِم. د: مَاء الحصرم يحقن بِهِ لسيلان الدَّم من الرَّحِم وَقَالَ: عصارة عصى الرَّاعِي تقطع النزف. ج: العدس إِذا سلق مرَّتَيْنِ ثمَّ طبخ بالخل طَعَام جيد للنزف وإدمانه جيد لَهُنَّ طبيخ إِذا شرب منع السيلان المزمن. د: عصارة عِنَب الثَّعْلَب إِن احتملت قطعت سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم. ابْن ماسويه: القلقطار والقلقديس مَعَ مَاء الكراث يقطع نزف الدَّم. د: طبيخ حب الرُّمَّان الحامض نَافِع من سيلان الرطوبات من الرَّحِم الجلنار: قَالَ ج: جَمِيع الْأَطِبَّاء يستعملونه فِي هَذِه الْعلَّة. الشاذنة يشربيشرب لمنع الطمث. د: ذَنْب الْخَيل قَالَ ج: هُوَ نَافِع للنزف الْعَارِض للنِّسَاء وخاصة الْأَحْمَر مِنْهُ الخشخاش ينعم دقه ويسقى بشراب لسيلان الرُّطُوبَة. الْأَدْوِيَة النافعة لسيلان الدَّم من الرَّحِم: ابْن ماسويه: سنبل الطّيب أَرْبَعَة دَرَاهِم يعجن بشراب عفص وَيحْتَمل. وَيمْنَع سيلان الطمث إِن تمسك عصارة طراثيث ثَلَاثَة دَرَاهِم فِي صوف آسمانجوني وقاقيازنة دِرْهَم مسحوقين تغمس الصوفة فِي مَاء الآس ويلوث فِي جَمِيع هَذَا ويتحمل وَيحل الزاج وَيشْرب صوفة ويلوث فِي مَاء الزاج المسحق ويتحمل فَإِنَّهُ يمْنَع الطمث.

لحبس الطمث الدَّائِم وَدم البواسير: تسْتَعْمل التعريق الدَّائِم والقئ بعد الطَّعَام والأغذية الحابسة للدم كلحم الماعز وخل خمر مبرد وَلبن حامض والمطجنات والشوكردناك وَهِي كلهَا بَارِدَة وَلَا تَأْكُل طَعَاما حاراً لَا بِالْفِعْلِ وَلَا بِالْقُوَّةِ والسمك الطري كُله تَأْكُله واسقها الودع المحرف دِرْهَمَيْنِ بِمَاء وبلح وبماء سماق وسفرجل وأقعدها فِي طبيخ العوسج وورقة وأصوله وآس وَورد بأقماعه) وخرنوب بنطي وقشور رمان وجلنار وعفص أَخْضَر ولحية التيس وَاجعَل ثجيرهما ضماداً وفرزجة وتضمد بِهِ السُّرَّة وَالظّهْر والفرج: والمقعدة واسقها درهمي أقاقيا وَدِرْهَم عفص وعصارة لحية التيس مثله بِمَاء البلح أَو بِمَاء رمان حامض. فرزجة لسيلان الدَّم من أَسْفَل: خزف التَّنور خَمْسَة قرطاس محرق مداد فَارسي عصارة لحية التيس قاقيا يَجْعَل فرزجة بِمَاء العفص الْفَج. آخر: رامك العفص سك عفص قشور رمان قاقيا خرنوب تجْعَل فرزجة بِمَاء خرنوب وتأكل عدسية مطبوخة بخل وحماض والأترج وينتقل بِهِ مقلوا وَهُوَ جيد لنزف الدَّم وَمن البواسير أَيْضا. لاسترخاء فَم الرَّحِم والسيلان المزمن الْقرح فِيهِ: قاقيا عفص جلنار دم الْأَخَوَيْنِ ورد بأقماعه ثَمَر العسج أقماع الزَّمَان قشور الجفرى تغمس صوفة فِي مَاء الآس وتلوث فِيهِ وتحتمل اللَّيْل أجمع: وأقعدها فِي طبيخ العفص وجفت البلوط خبث الْحَدِيد والشب والزاج. فرزجة جَيِّدَة: شب زاج قاقيا عفص فج يعجن بِمَاء البلح. اسْقِ ذَلِك صَاحب نزف الدَّم: قشر بيض نعام حَتَّى يبيض زنة دِرْهَمَيْنِ بِرَبّ الحصرم. لمنع سيلان الْأَبْيَض من الرَّحِم: اسقها مَا يدر الْبَوْل فَإِنَّهُ يقطع ذَلِك وتحتمل أنيسونا وسماقا. ولنزف الدَّم مَعَ حرارة: عفص فج جلنار نشا أفيون زراوند صيني ورد حب الآس سماق لحية التيس حب الحصرم قرطاس محرق وصندل أَبيض قشر كندر طين مختوم أقماع الرُّمَّان شاذنة خزف حَدِيد كسبرة يابسة يحْتَمل مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم فِي صوفة خضراء قد شربت مَاء الآس وتحتمل اللَّيْل كُله. لمنع الطمث وَدم البواسير: قاقيا جلنار دم الْأَخَوَيْنِ عفص زاج آملج ودع محرق ورق الأثل قرن الأيل محرق أفيون بنج كافور. يعجن بِمَاء ورق الْخلاف وَيحْتَمل اللَّيْل كُله فِي صوفة بَيْضَاء وَاسْتَعْملهُ فِي الْأَمَاكِن الحارة واسق مِنْهُ أَيْضا بِمَاء بَارِد وَمَاء حصرم وأقعدها فِي مَاء بَارِد جدا فِي الْيَوْم مَرَّات وقلل الطَّعَام واترك الشَّرَاب الْبَتَّةَ وَاللَّحم ولتأكل العدس والجمار والخل وَنَحْوهَا ولب القثاء وَالْخيَار ويطلى الظّهْر والبطن بالصندل والكافور ولتنم فِي مَوضِع ريحي على ورق الْخلاف وامنعها الْحمام فانه جيد بَالغ. فرزجة للدم: جلنار وسخ السفود شب وَج كحل كمون منقع. بخل طين أرميني رب

الفرظ) يعجن بِمَاء الْخلاف والكسبرة وَيحْتَمل اللَّيْل كُله بعد أَن تمسح بدهن ورد وزد بِهِ قرطاسا محرقا. التَّذْكِرَة لقطع الطمث: اطل سرة الْمَرْأَة وظهرها بجبسين بخل وتسقى صمغاً عَرَبيا وكثيراء وبزر كتَّان بِمَاء حَار وأحقن الرَّحِم بِمَاء لِسَان الْحمل فِيهِ زاج وَدم الْأَخَوَيْنِ وَقِرْطَاس محرف ويسقى طينا أرمينيا وسادوراز. دَوَاء جيد: جلنار سماق بزر الرجلة أفيون عصارة لحية التيس طين أرميني إنفحة الأرنب كهربا يسقى ثَلَاثَة مَثَاقِيل. الْعِلَل والأعراض: سيلان الطمث يكون من اتساع أَفْوَاه الْعُرُوق أَو من كَثْرَة الْمَادَّة أَو من حدتها إِذا كَانَت حادة أَو لفضل ينجذب من الْجِسْم كُله إِلَى الرَّحِم وَقد يكون هَذَا الْفضل دموياً أَحْمَر. وَإِن كَانَ بلغميا كَانَ المستفرغ أَبيض وَإِن كَانَ مراريا كَانَ أصفر. ج: نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة: الْعرض العامى فِي النزف لَا تجفف نواحي الرَّحِم فَقَط لَكِن جَمِيع الْجِسْم بتمرخه بالأدهان القابضة وَهَذِه الْعلَّة تكون من غَلَبَة الرُّطُوبَة. قَالَ: وَإِذا طَال الْأَمر لم تَنْفَعهُ الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا بِقَلِيل الْغذَاء أَو الشَّرَاب وأنفعها دَوَاء يسهل المَاء أَولا ثمَّ بعد ذَلِك أعْطهَا الْأَشْيَاء القوية فِي إدرار الْبَوْل أَيَّامًا ثمَّ خُذ فِي الدَّوَاء المسهل أَيْضا ثمَّ عد إِلَى إدرار الْبَوْل فِيمَا بَين ذَلِك وَاجعَل الطَّعَام جافا كلحوم الطير الجبلية وأدم الدَّلْك بمناديل لينَة ثمَّ بعد ذَلِك بمناديل خشنة. الْفُصُول: يحبس الطمث أَن تضع عِنْد كل وَاحِد من الثديين محجمة عَظِيمَة أعظم مَا تكون جدا أَو دون الثدي لتجذب الْخَلْط بالمشاركة الَّتِي بني الرَّحِم والثدي بالعروق إِذا حدث بعد سيلان الطمث شنج وغشى فَذَلِك رَدِيء زِيَادَة الطمث ونقصانه يحدثان أمراضاً. قَالَ: أَسبَاب سيلان الطمث إِمَّا أَن يكون الدَّم صَار أرق وأسخن أَو ضعفت الْقُوَّة فثقل عَلَيْهَا الدَّم وَإِن كَانَ لم يُجَاوز اعتداله الطبيعي فَدفعهُ إِلَى الرَّحِم. ابْن ماسويه فِي كتاب الْأَرْحَام: قد يعرض للحامل أَن ترى الدَّم وعلاه يسير: اسقها عصير بزر قطونا وعصير البلح والطين الْمَخْتُوم وبزر قطونا وصمغا عَرَبيا وَرب الآس والفلونيا الفارسية والرساماطن وأقراص الكاكنج وأقراص الكاريا والطباشير والأفيون وعصارة لِسَان الْحمل وفرزجات من عصارات حلية التيس وجفت البلوط الزاج وَدم الْأَخَوَيْنِ وقاقيا وعفصا وعصير د: الاصطراك وتزر الأنجرة مَتى شربا بالطلاء فتحا فَم الرَّحِم وطبيخ حب البلسان وَعوده) يفتحان فَم الرَّحِم يجذبان مِنْهُ رُطُوبَة. وَقَالَ: البلنجاسف ودهن الزَّعْفَرَان وورق الكراث الشَّامي إِذا طبخ بِمَاء وملح وضمد بِهِ فتح فَم الرَّحِم. د: المر يلين فَم الرَّحِم

المنضم ويفتحه. وَقَالَ: الْمقل الْيَهُودِيّ يفتح فَم الرَّحِم مَتى شرب أَو دخن بِهِ دهن الشبث يفتح انضمام فَمه الخروع جيد لانقلاب الرَّحِم طبيخ الخطمى يفتح انضمام فَمه وَإِن طبخ الخطمى بشراب وخلط بشحم الأوز وصمغ البطم وَاحْتمل فعل ذَلِك. الْعِلَل والأعراض: الرتقة تكون فِي فَم الرَّحِم وَتَكون مولودة وعارضة إِذا حدثت قرحَة فِي ذَلِك الْموضع فينبت عَلَيْهَا لحم زَائِد أَسْفَل المجرى وَأَعلاهُ. ميسوسن: الرتقة: لحم زَائِد يكون فِي قبل الْمَرْأَة وَيكون ف الْخلقَة وَقد يعرض من قرحَة. وأفتح فَم الْقبل وَأنْظر فَإنَّك تَجِد فِيهِ شَبيه العضلة قد غطت مَوضِع سَبِيل الطمث ويحتبس لذَلِك الطمث وَإِن كَانَت هَذِه المسدة فَوق فَم الرَّحِم فَلَا ينزل ويهيج مِنْهُ الوجع وَبِذَلِك يسْتَدلّ على الرتقاء إِذا كَانَ غائرا بَعيدا وبدن هَذِه يسود بِالدَّمِ الرَّاجِع إِلَى جَمِيع الْجِسْم ثمَّ يخنقها فتهلك مَتى لم تبادر بالعلاج قبل ذَلِك. وَإِن كَانَ هَذَا اللَّحْم فِي فَم الْفرج من فَوق أمكن الرجل أَن يُجَامِعهَا إِلَّا أَنَّهَا لَا تعلق وَلَا يسيل طمثها. وَإِن كَانَ اللَّحْم فِي فَم الْفرج لم يُمكن أَن تجامع. وَقد يكون للرتقاء ثقب صَغِير يخرج مِنْهُ الْبَوْل والطمث خرجا يَسِيرا وَإِن اشْتَمَلت الرتقاء بِاتِّفَاق يتَّفق مَاتَت هِيَ والجنين. وَقَالَ: وَإِذا كَانَت السدة فِي فَم الرَّحِم فلف على إبهامك خرقَة واقبض ومذ الشفرين بِشدَّة حَتَّى تخرج تِلْكَ العضلة ثمَّ خُذ صُوفًا فاغمسه فِي زَيْت وَاجعَل فِيهِ مَا وضع على الشفرين صُوفًا مغموساً فِي زَيْت وشراب وَإِذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث فأجلسها فِي مَاء الْعَسَل وألزمه المرهم حَتَّى يبرأ وَلَا تتركه يضيق وَمَتى كَانَت السدة دَاخِلا فَخذ صنارة وأدخلها وعلقها فِي تِلْكَ العضلة ومدها إِلَيْك ثمَّ شقها بالمبضع ثمَّ اغمس صوفة فِي شراب والزمها الْموضع وأجلسها فِي مياه مرخية ثمَّ عالجها بِأَن تحملهَا أَو ترزق فِيهَا مراهم وَيجوز أَن يلتحم بالفتائل على مَا ذكرنَا ثمَّ اسْتعْمل الخاتمة وَكَثْرَة الْجِمَاع لَهَا دَائِما إِذا بَرِئت أدنى برْء.

العلل والأعراض

(اختناق الرَّحِم) (وزواله ميله إِلَى الجوانب وانضمام فَمه) 3 - (الْعِلَل والأعراض) السَّادِسَة: قَالَ: رَأَيْت نسْوَة ملقون لَا يحسسن ونبضهن ضَعِيف جدا وصغير ومنهن من لَا يتَبَيَّن لَهَا نبض وبعضهن يحسسن ويتحركن وَلَيْسَ مِنْهُنَّ إِلَّا من يصيبهن الغثى وَلَا يتنفسن إِلَّا بكد وبعضهن يتشنج أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ فَلذَلِك أَظن أَن أَصْنَاف هَذِه الْعلَّة الَّتِي تسمى اختناق الرَّحِم كَثِيرَة وَرُبمَا آل الْأَمر إِلَى أَن يشك فِيهِنَّ هَل متن أَو هَل هن أَحيَاء وَيحْتَاج أَن يتعرف ذَلِك بالآلات. وَقَالَ: قد اجْتمع النَّاس على اجتناق الرَّحِم أَنه إِنَّمَا يُصِيب النِّسَاء الأرامل وخاصة اللَّاتِي كن يحبلن كثيرا وينقين الطمث ثمَّ انْقَطع عَنْهُن ذَلِك الْبَتَّةَ قَالَ: فَيمكن أَن تكون هَذِه الْعلَّة تعرض بِسَبَب احتباس الْحيض أَو بِسَبَب احتباس المنى إِلَّا أَنَّهَا تعرض من أحل احتباس المنى أَكثر لِأَن للمنى قُوَّة أعظم وَأقوى وَهُوَ فِي أبدان النِّسَاء الكثيرات المنى أرطب وأبرد وَأَنه إِذا احْتبسَ عَظِيمَة وخاصة فِي أبدان النِّسَاء كثيران المنى فَإِنَّهُ كَمَا يعرض للرِّجَال الكثيري المنى عِنْد ترك الْجِمَاع من القلق وَثقل الرَّأْس وَسُقُوط الْقُوَّة والشهوة كَذَا لَيْسَ يُنكر أَن تعرض أَعْرَاض أَشد من هَذِه لهَؤُلَاء النسْوَة وَرَأَيْت امْرَأَة بقيت أرملة مُدَّة طَوِيلَة فَعرض لَهَا هَذَا الْعرض وَقَالَت الْقَابِلَة: إِن رَحمهَا قد تشمر إِلَى فَوق فأشرت إِلَى أَن يسْتَعْمل الْأَشْيَاء الَّتِي تتحمل لهَذِهِ الْعلَّة فحين فعلت تِلْكَ الْأَشْيَاء عرض لَهَا من الْأَصَابِع وحرارة تِلْكَ الْأَشْيَاء بِالْفِعْلِ وجع مشوب بلذة كالحال عِنْد الْجِمَاع وَخرج مِنْهَا شَيْء غليظ فاستراحت من تِلْكَ الْأَعْرَاض الَّتِي كَانَت بهَا وَكَذَا فِي الأرامل. وَإِن كَانَ الطمث يجرى مجْرَاه فَإِن احتباس المنى يحدث بِهن هَذِه الْعلَّة. قَالَ: وَلَيْسَ بمنكر أَن تتكون قوى المنى إِذا أزمن وبقى فِي الْجِسْم أَن يبلغ من ردائته أَن يفعل هَذِه الْأَفْعَال وَإِن شِئْت أَن تقْرَأ إتْمَام السَّبَب فَاسْتَعِنْ بالمقالة السَّادِسَة. قَالَ: ميل الرَّحِم إِلَى الجوانب وتشمرها إِلَى فَوق يعرض من جرى الطمث إِلَى عروقها وانسداد تِلْكَ الأفواه من الْعُرُوق أَن تؤدية إِلَى تجويف الرَّحِم فيميل لذَلِك ويتقلص فَيكون للرحم مِنْهُ تشنج وامتداد وَإِذا كَانَ بالسواء تشمرت إِلَى فَوق وَإِن كَانَ فِي جِهَة دون جِهَة فَإلَى تِلْكَ النَّاحِيَة فبسبب هَذِه الْعلَّة احتباس الطمث أَن يجْرِي من الرَّحِم فإمَّا احتباس المنى فَإِنَّهُ بيرد النِّسَاء بردا شَدِيدا تبلغ الْحَال عِنْد شدَّة الوجع أَن يتنفسن وَلَا تنبض

جوامع الأعضاء الآلمة

عروقهن شَيْئا يحس وَقَالَ: إِذا) رَأَيْت الطمث محتبساً فَأمر الْقَابِلَة أَن تجس فَم الرَّحِم فَإِن كَانَ مُنْضَمًّا مَعَ صلابة وَغلظ خَارج عَن الطَّبْع فتفقد إِلَى أَي نَاحيَة مَال فالوجع هُنَاكَ وبعضهن يحس بِهِ فِي النَّاحِيَة الَّتِي انْفَتَلَ الرَّحِم إِلَيْهِ مَعَ ثقل وَيصير الوجع أَيْضا إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ وَتَكون الْمَرْأَة تعرج إِذا مشت من رجلهَا المحاذية للمواضع. 3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة) إِن كَانَ المنى المحتبس يقبل كَيْفيَّة البلغم ويبرد جدا كَانَ اختناق الرَّحِم مَعَه بطلَان الْحس وَالْحَرَكَة وَالنَّفس وَإِن مَال المنى إِلَى كَيْفيَّة حارة لذاعة فِي فَسَاده وَتعقبه إِذا بقى فِي الْجِسْم كَانَ مَعَه تشنج وَإِن كَانَ على الْحَقِيقَة النَّفس لَا يبطل لَكِن يكون إِذا كَانَ المنى شَدِيد الْبرد فِي الْغَايَة من هَذِه الَّتِي ذكرنَا أَعْرَاض وَإِن كَانَ المنى مَال فِي تغيره إِلَى السَّوْدَاء كَانَت مَعَه أَعْرَاض المالنخوليا فَإِن كَانَ الْمَنِيّ قد برد قَلِيلا لم يكْتَسب كَيْفيَّة رَدِيئَة كَانَ ذهَاب الْحس وَالنَّفس أخف وَأَقل. المنى إِذا بقى فِي الْجِسْم أَخذ يتَغَيَّر بِحَسب خلط الْجِسْم فَإِن كَانَ بَارِدًا برده جدا حَتَّى يصير فِي الْغَايَة وَكَذَا فِي الأخلاط الْأُخَر. قَالَ: 3 (اختناق الرَّحِم) يحدث فِي الْأَبْكَار أَيْضا إِذا اشتهين الباه وفقدنه. الأولى من الأخلاط: التزبد إِذا حدث فِي فَم صَاحِبَة اختناق الْأَرْحَام سكن عَنْهَا ألمها على الْمَكَان. الثَّالِثَة: قد يحدث عَن اختناق الْأَرْحَام ورم الْحلق وَذَات الرئة. الْخَامِسَة من الْفُصُول: العطاس يحل اختناق الرَّحِم وَذَلِكَ أهـ يثير الطبيعة وينقيها وينفض عَن الْأَبدَان الأخلاط اللازقة بهَا. 3 - (العلامات) أَعْرَاض اختناق الأرحان تشبه أَعْرَاض التبرغش وإبليميا والسكتة لِأَنَّهُ يعرض مَعَه غشى وَسُقُوط قُوَّة وَانْقِطَاع صَوت وَضعف النَّفس والنبض والبتة وصرير الْأَسْنَان وتشنج أَطْرَاف الْبدن إِلَّا أَنه يعرض مَعَه انتفاخ الشراسيف وارتفاع الرَّحِم إِلَى فَوق وورم فِي الصَّدْر وَيفرق بَينه وَبَين الصرع أَنه لَا يُزْبِد فمها وتوجع الرَّجْم وَمن الرَّأْس وَلَا يتَغَيَّر عقلهَا لَكِن إِذا أفاقت حدثت بِمَا كَانَ وَأما من السكتة فَإِنَّهُ لَا يشركهُ مَعهَا غطط عَال كَمَا يكون مَعَ السكتة وَصَاحب السطتة لَا يسح بِشَيْء الْبَتَّةَ وحس هَذِه ثَابت. ينفع فِي اختناق الرَّحِم الدحمرتا إِن أدمن عَلَيْهَا وَيشْرب بِمَاء اللوبيا الْأَحْمَر وَشَيْء من سذاب وقطرات من دهن جوز ويشربه أَيَّامًا ويفصد الصَّافِن أَو يحجم السَّاق لِأَن مُرَاده أَن يجتذب الرَّحِم إِلَى أَسْفَل وَذَلِكَ يكون بدرور الطمث ويدمن أكل هَذِه الْأَشْيَاء القاطعة للمني كالسذاب والفوذنج والفنجكشت الحارة مِنْهَا لَا الْبَارِدَة لِأَن هَذِه تعين على قطع المنى وعَلى درور الطمث أَو يسقى ذَلِك بِمَاء الْأُصُول. قرصة لإختناق الرَّحِم ورق الفنجنكشت وورق السذاب الْيَابِس بزر الحرمل فوذنج جبلى ساساليوس زراوند يَجْعَل أقراصاً ويسقى بطبيخ الفوذنج أَو السذاب.

الْيَهُودِيّ: اختناق الْأَرْحَام يكون من امتلاء عروق الرَّحِم من دم الطمث جدا فينقص طولهَا ويمتد عرضهَا فَيُقَال ارْتَفع الرَّحِم إِلَى فَوق أَو من إدمان الْمدَّة ويصيب الْأَبْكَار المدركات إِذا اشتدت شهوتهن للرِّجَال. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يتفقد قبل الفصد الصَّافِن إِلَى أَي نَاحيَة مَال الرَّحِم فَإِن مَال إِلَى الْيُمْنَى وبالضد وَإِن تشمر إِلَى فَوق من غير ميل فافصد أَيهمَا أردْت. قَالَ: علاج الاختناق أَيْضا شدّ السَّاقَيْن ودلك الْقَدَمَيْنِ بدهن الرازقي وَالْملح مَعَ الْوَرِكَيْنِ والصلب وشم الجندبادستر وانفخ فِي منخريها الكندس وامرخ مَوضِع الرَّحِم بدهن بَان وزنبق ودخنها بِعُود ومسك وميسوسن بقمع وأطل بعد التمريخ على مَوضِع الرَّحِم الطّيب والخلوق واللخالخ فَإِن لم ينْتَفع بذلك فَأمر الْقَابِلَة أَن تدخل إصبعها وتدلك فَم الرَّحِم إِلَى دَاخل دلكا لينًا كثيرا ثمَّ حملهَا شخرنايا ودهن الْغَار وتحجم على بَاطِن فخذيها بِلَا شَرط محاجم بالنَّار مَرَّات يوضع عَلَيْهَا فَإِن اشْتَدَّ أمرهَا فصب على رَأسهَا دهن بَان مسخناً جدا وَليكن دهنا جيدا أَو امسك نَفسهَا ومنخريها وَأدْخل فِي حلقها ريشة لتقيأ وتنزعج إِلَى القئ فَإِنَّهَا ترجع قَالَ: واسقهن الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف المنى وتنزل الْحيض من ذَلِك جوارش الكمون بِمَاء السذاب. أرى أَن يحمل الْأَشْيَاء الَّتِي تدغدغ وتلذع فَم الرَّحِم فَإِنَّهُ ملاكه بالأدوية اللذاعة. فلفل مثل الْكحل ونجبيل عسل أَو تحمل الكزمازج فَإِنَّهُ عَجِيب وَأقوى من ذَلِك أَن تحمل الفربيون سَاعَة فَإِنَّهُ ينزل طمثها على الْمَكَان وَيخَاف عَلَيْهَا النزف. مَجْهُول: ثلثا دِرْهَم من شَحم دانق سقمونيا دانق مصطكى هِيَ شربة تَنْفَع من اختناق الرَّحِم وينفع من اختناق الْأَرْحَام: شدّ السَّاق شدا شَدِيدا من فَوق إِلَى أَسْفَل ويدلك بأدهان حارة وتحتمل كهذه الأدهان مثل دهن الرازقي وتشم أَشْيَاء مُنْتِنَة تهيج العطاس وينفع من ذَلِك جوارش الكموني يشرب بطبيخ العفص. الطَّبَرِيّ: علق على الْعَانَة محجمة فِي أختناق الرَّحِم. أهرن: قد يكون الاختناق فِي الْأَرْحَام من احتباس الطمث أَيْضا لِأَن عروقها تمتلئ فتمتد لذَلِك عرضا وَينْقص طولهَا وتتشمر إِلَى فَوق وَيكون من غلظ يعرض فِي أعالي الرَّحِم فيمتد بذلك) الرَّحِم إِلَى فَوق ويزحم الْحجاب فيضيق النَّفس ويهيج الغشى. قَالَ: وَجُمْلَة اختناق الرَّحِم إِنَّمَا يكون لِأَن ورماً يحدث فِي أعاليها وَيكون ذَلِك إِمَّا لاحتباس الدَّم أَو لاحتباس الْمَنِيّ فيميل لذَلِك الرَّحِم ويتشمر إِلَى فَوق ويزحم الْحجاب ويألم ويشترك مَعَه. قَالَ: فأبدأ فِي علاج هَذَا: عصب سَاقيهَا جدا وادلك قدميها بدهن الرازقي دلكا شَدِيدا مَعَ السَّاقَيْن والركبتين والصلب وأسمها أَشْيَاء مُنْتِنَة الرّيح وعطسها بالكندس وَحملهَا أشيافا طيبَة الرّيح كالرازقي والناردين ودخنها بمسك وعود وأحم حِجَارَة وانضج عَلَيْهَا الميسوسن والنضوج وَنَحْوه وقربها إِلَى الرَّحِم وأطل مَوضِع الرَّحِم بالخلوق والأشياء الطّيبَة الروائح أَمر الْقَابِلَة أَن تمسح فَم الرَّحِم بِبَعْض الأدهان اللطيفة كدهن البابونج والغار

والقيصوم والسوسن مسحاً رَقِيقا وضع المحاجم على بَاطِن الْفَخْذ بِلَا شَرط وأقعدها على الجرة فِي مياه تحدر الطمث كطبيخ الأبهل والمرزنجوش والشبث والقيصوم وَقد يوضع على الْعَانَة فينفع وتحقن أَيْضا بالحقن وتعطى مَا يجفف الْمَنِيّ ويدر الطمث. دَوَاء لمثل ذَلِك: يُؤْخَذ عفصة من الكمونى وتسقاه بِمَاء السذاب أَو بِمَاء الفنجنكشت أَو بِمَاء الكرفس وَتحمل مثل هَذَا الحمول: شَحم بط دهن بِلِسَان أذب الشَّحْم بدهن سوسن وألق مَعَه أفاوية طيبَة حارة وَحملهَا لذَلِك مر وحماما وزعفران ولبنى وعلك الأنباط. أهرن: قد يكون مَعَ وجع الْأَرْحَام ضيف النَّفس وذبحة لاشتراك الْحجاب مَعَ الرَّحِم واشتراك بولس قَالَ: يعرض لمن يَعْتَرِيه خنق الرَّحِم فِي أَوْقَات الرَّاحَة رداءة الْفِكر وكسل وَضعف السَّاقَيْن وصفرة الْوَجْه ورطوبة الْعَينَيْنِ وَأما فِي وَقت النّوبَة فالغثى وَذَهَاب الْحَرَكَة والحس وَالنَّفس ونجذب الساقان ثمَّ يبْدَأ الْوَجْه يحمر وَمَا يَلِي الشفتين وَيكون كالمبتدإ إِذْ ابتدأت الرَّاحَة ويتقدم أَولا رُطُوبَة من الْأَرْحَام محسوسة وَتعرض لَهَا قراقر فِي الْبَطن ويجئ من نَاحيَة المعى وتسترخى الرَّحِم إِلَى أَسْفَل قَلِيلا وَترجع عقولهن وحسهن وَلِهَذَا الْمَرَض أدوار كالصرع وَقد يهلكن بَغْتَة فِي وَقت النّوبَة والنبض يكون متواتراً مُخْتَلفا ومنقطعا وَيبدأ الْجِسْم يقرق قَلِيلا ويضعف النَّفس أَولا ثمَّ يَنْقَطِع وَأكْثر مَا يكون الْمَرَض فِي الشتَاء والخريف ويعرض للأحداث مِنْهُنَّ الشبقات اللواتي تدعوهن طباعهن إِلَى الْجِمَاع وَلنْ يجدن ذَلِك. قَالَ: وَفِي وَقت النّوبَة شدّ السَّاق برباطت وادلكها ودبرها تَدْبِير الغثى حَتَّى يرجع النَّفس وَقرب أرايح رَدِيئَة وَأَجْعَل على الأرابي المحاجم وعَلى أَسْفَل الْبَطن وَإِن طَالَتْ نوبَة الْعلَّة فأنهن ينتفعن بِمَا يخرج الرِّيَاح كالكمون والأنيسون وَإِن) طَالَتْ نوبَة الْعلَّة فليحمل هَذِه المفشة فِي الدبر وَكَذَلِكَ الحقن للزبل لِأَنَّهُ يَتَّسِع على الرَّحِم وصب الأدهان الطّيبَة فِي الرَّحِم فَإِنَّهَا ترخيه وَيذْهب تشميره إِلَى فَوق كدهن الأقحوان ودهن الساذج واسعطها بخردل وضمد الرجلَيْن بعد الدَّلْك بِهِ وَصَحَّ فِي آذانهن بِصَوْت مهول وانفخ فِي أنفها الكندس والفلفل فِي وَقت الرَّاحَة وَاسْتعْمل القئ قبل الطَّعَام حَتَّى إِذا كَانَ بعد السَّابِع أسهلت الْبَطن باريارج شَحم الحنظل وَبعد ثَلَاثَة أَيَّام أحجمها فِي الصلب والمراق واسق الجندبادستر مرّة مَعَ مَاء وَمرَّة مَعَ شراب عسل وَاسْتعْمل الفرزجات الملينة والآبرنات وافصد ونق بالاسهال بايارج شَحم الحنظل وبلفيقرا بعده فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام ومياه الْحمة والأضمدة المحمرة حملهَا مَا يمِيل الدَّم إِلَى المرار.

الأسكندر: السكتجبين نَافِع للاختناق وتعصيب السَّاقَيْن والحجامة على الآبية والفخذين وشم الروائح المنتنة وَتحمل الشيافات الطّيبَة الرّيح. شَمْعُون: تجْلِس فِي مَاء قد طبخ فِيهِ كاشم وحلبة وخطمى وتشم المنتن وَالرحم يشم الطّيب وَأمْسك نَفسهَا وقيئها بريشة فَإِن عقلهَا سيرجع وَحملهَا أَشْيَاء مسخنة ملينة كدهن سوسن بصوفة وكمد الرَّحِم مَرَّات كل سَاعَة وَإِذا غثى عَلَيْهَا فعطسها وقيئها وَأمْسك نَفسهَا فَإِن لم يرجع نَفسهَا إِلَيْهَا فصب على هامتها دهنا مغلي وأكو وسط رَأسهَا وَلَا تخف وَأمْسك أنفها فَأَنَّهَا ستفيق. يَنْبَغِي أَن تطلب عَلَامَات سيلان الرَّحِم. قَالَ: تَجِد الْمَرْأَة كالميتة وتبرد أطرافها فَإِذا سكن الغشى وجدت وجعاً ف الهامة والقفا وَالظّهْر والحقو. وتراها كغسالة اللَّحْم وَفِيه ذَلِك سخامية وَسَوَاد. قَالَ: فَإِذا رَأَيْت هَذِه العلامات فَأنْظر أَن كَانَ السَّبَب احتباس الطمث أم فقد الْجِمَاع فَإِن كَانَ احتباس طمث فمل إِلَى مَا يدره أَكثر على مَا يدر المنى ويخرجه ويدر الطمث فَلذَلِك يكون علاجها قَرِيبا بعضه من بعض فحملها الْأَشْيَاء اللذيذة والشحوم والأمخاخ ودهن سوسن وقسطاً ونرجساً وخروعا وسَاق حب سطبينج أَو دهن خروع بِمَاء حلبة وحسك. أوربياسوس: أفصد الرَّحِم من سَاعَته فَإِنَّهَا تستروح إِذا كَانَ من احتباس الطمث وَإِن لم يكن ذَلِك وَلَا فِي الْجِسْم امتلاء وَدم كثير فإياك والفصد لِأَنَّهُ يزيدها إِلَّا أَن تقصد قصد التَّنْبِيه للحرارة بِكُل وَجه كَمَا يدبر الغشى قَالَ: فِي وَقت مَا تحس هَذِه الْمَرْأَة بِالْعِلَّةِ ابتدئ بشد أطرافها ودلك ركبتيها جدا أَو تربطهما وَكَذَلِكَ السَّاقَيْن وأشمها المنتنة وضع المحاجم على الحالبين والفخذين) وَمَا دون الشراشيف وَأدْخل فِي المقعدة مَا يحل الرِّيَاح خُذ سذاباً مسحوقا بِعَسَل ويسيرا من كمون وبورف وأطل المقعدة وَحمل أَيْضا الفرازج الطّيبَة الرّيح ويصاح فِي أذنها بعنف وتعطس وَفِي زمَان النّوبَة أفصد الصَّافِن وَبعد أُسْبُوع أسق إبارج شَحم الحنظل وَأعْطِ الجندبادستر وأجلس فِي طبيخ حلبة وبزر كتَّان. قَالَ: وينفع مِنْهُ اغاريقون يسقى بشراب أَو أظفار الطّيب بشراب أَو يتجرع خل العنصل مَرَّات. جَوَامِع أغلوقن: الْغَالِب فِي هَذَا الاختناق الْبرد فَلهَذَا يمِيل إِلَى الْأَشْيَاء الحارة. قَالَ: وَشد السَّاقَيْن وضع المحاجم على الحالبين لنجذب الرَّحِم إِلَى أَسْفَل والجيد أَن تعلق المحاجم على الأربية من رِسَالَة فليغرويوس: إياك وَالشرَاب وَعَلَيْك بتسخين الْأَطْرَاف وشدها. وَمن رسَالَته فِي وجع الْبَطن قَالَ: حضرت امْرَأَة قد غشى عَلَيْهَا مِنْهُ فَأمرت بغمز أطرافها وَوضعت محجمة أَسْفَل بَطنهَا فأفاقت وتراجع نَفسهَا. ابْن سرابيون: الاختناق هُوَ تشمر الرَّحِم إِلَى فَوق ويألم مَعَه شريان السبات الْمُتَفَحِّش الَّذِي فِي الدِّمَاغ وَالْقلب أَيْضا وَلِهَذَا يبطل النبض وَالنَّفس أَو يصغر جدا

وَسَببه الأسراف فِي احتباس الْمَنِيّ دَاخِلا وَقد يكون من احتباس الطمث وَعند قرب نوبَة الْعلَّة ينَال الْمَرْأَة كسل وَضعف عقل وَضعف الرجلَيْن أَو الرجل الْوَاحِدَة وصفرة الْوَجْه وَإِذا نَاب الوجع بَطل حسها وصوتها وَصغر نبضها ونفسها حَتَّى لايحس الْبَتَّةَ وتتشنج السَّاق وتحمر الكفان فَإِذا كَانَ عِنْد انصراف النّوبَة انصبت إِلَى قبلهن رُطُوبَة وخرجن عَن الْعلَّة وَرجعت عقولهن وَله نَوَائِب كالصرع إِذا هَاجَتْ الْعلَّة فَالْوَاجِب أَن تشد الساقان وتدلك عنيفا وَكَذَلِكَ الأفخاذ والأربيات وأشمهن الروائح المنتنة وَحملهَا طيوبا وأجودها الغالية والفرزجات المسخنة الملينة لكَي تجتذب الرَّحِم إِلَيّ أَسْفَل. وَإِن اضطررت أَن تضع على الأربية محاجم وأسفل الْبَطن فافعل وَمر الْقَابِلَة فِي تِلْكَ الْحَال أَن تسمح اصبعها ببان ودهن سوسن وحناء وتدفعه إِلَى الرَّحِم مَا امكن وتدغدغه وتدمن ذَلِك ويصاح بهَا بِصَوْت عَال وينفخ كندس فِي أنفها وَعند الرَّاحَة تسْتَعْمل المقيئ والمفشة للرياح المقللة للمنى وَتحمل فرازج وَتحمل بطبيخ بابونج ومرزنجوش وبلنجاسف وأصول الخطمى قنطوريون وَنَحْوهَا وَاجعَل على الراس وَقت الآبزن. دهن ورد ممزوجاً بخل قد طبخ فِيهِ سذاب وورق الْغَار واليسير من الجندبادستر وَفِي السَّابِع من يَوْم النّوبَة اسْقِ ثبازريطوس أوماء الشواطرا فان فِيهِ برؤهن وتصطبغ ويتجرع خل الاشقيل وينفع الدحمرتا لَهَا نفعا عَظِيما) تشرب مِنْهُ مِثْقَالا بِمَاء المرماحور وبماء الشواصرا وببعض مَا يجفف الْمَنِيّ ويدر الحيص كحب الْفَقْد والسذاب الفنجنكشت الرطب سقى من مَائه والكاكنج يشرب بِمَاء الأنيسون والقرنفل وينفع مِنْهُ دهن الخروع بِمَاء الْأُصُول وينفع نفعا عَظِيما: دِرْهَم جاوشير ودانقا جندبادستر بشراب قوي احتملت فص الصَّافِن أَو حجامة السَّاق فابدأ بِهِ وخاصة إِن كَانَ الطمث محتبساً والجسم ممتلئا وأسهل بايارج روفس والفيقرا نَافِع أَيْضا وزن دِرْهَم مِنْهُ قد عجن بطبيخ السذاب والشبث فَإِن لم فضمد الرَّحِم والأربيات بضمادات البزور وامسح الأفخاذ والعانة وَالرّجلَيْنِ والوركين بضماد الفربيون والعاقر قرحا والرازقي والفلفل وشمع ودهن سوسن فَإِن لم تحْتَمل الضماد فاطبخ هَذَا الدّهن ومرخ بِهِ وعالجها بالحقن المسخنة والشياف والمسخن الملين فَإِن لم ينجح فكرر التَّدْبِير والتنقية وَغَيره مرَارًا فَإِن حدث بحامل وَلَا يكَاد يحدث فعالج بِكُل مَا ذكرنَا إِلَّا الفصد 3 (الأولى من علل التنفس:) 3 (اختناق الرَّحِم هُوَ عدم التنفس) من غَلَبَة الْبرد على الْحَرَارَة العريزية المخرجة للنَّفس وَلذَلِك يَكْفِي أدنى تنفس حَتَّى أَنه لَا يكون للصدر حَرَكَة خُفْيَة فِي مَا دون الشراشيف وَلَيْسَ فِي سَائِر أَجْزَائِهِ حَرَكَة الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَتعرض مثل هَذِه الْعِلَل للرِّجَال إِلَّا أَنه للنِّسَاء أَكثر وخاصة الأرامل ولاسيما إِذا لم يرتضن. 3 (الْخَامِسَة من الْفُصُول:) 3 (العطاس) نَافِع من هَذِه الْأَعْرَاض أَي هَذَا الاختناق حدث أَو أحدث.

أبقراط فِي أوجاع العذارى: يبرأ هَذَا الاختناق بالفصد فَإِن كَانَت بِلَا زوج فزوج بِسُرْعَة. جَوَامِع أغلوقن اختناق الرَّحِم أَشد من الغثى لِأَن صَاحب الغثى يسمع إِذا صِيحَ بِهِ بِصَوْت شَدِيد وَفِي هَذَا لَا يسمع شدفيه السَّاقَيْن وضع المحاجم على الفخذين وَإِن مَال إِلَى جَانب فعلى ذَلِك الْجَانِب أحجم وَإِن تشمر إِلَى فَوق فعلى الْجَانِبَيْنِ وتشم أَشْيَاء مُنْتِنَة وتحتمل أَشْيَاء طيبَة. الاختناق قد يكون وَالرحم غير متشمر فتفقد المراق والحالب وَله علاجات كعلاج طيماوس الطبي: قد بيّنت فِي مَوضِع آخر أَنه يُمكن أَن يعرف سَبَب اختناق الرَّحِم أَولا بِشَيْء مقنع.) فليغربوس: فِي اختناق الْأَرْحَام فِي حَال النّوبَة شدّ الرجلَيْن والمحاجم على الأربتين وَأَشَمَّ المنتن وضع الطيوب فِي الْفرج والتصويت والهز وَفِي الافاقة مَا يدر الطمث ويقلل الْمَنِيّ من الأغذية والأدوية. مُفْرَدَات: الغاريقون جيد للاختناق فِي الرَّحِم. السذاب إِن سحق وعجن بِعَسَل وطلى على الْفرج إِلَى المقعدة والثنة نفع مِنْهُ فِي حَال النّوبَة الجوشير إِذا شرب بشراب نفع. الساساليوس مَتى شرب أَبْرَأ اختناق الرَّحِم. أبقراط فِي الْجَنِين: هَذَا الاختناق لَا يعرض فِي الحبالى. يجب أَن يعالج بِمَا يدر الطمث ويجفف الْمَنِيّ أَو بِالْجِمَاعِ الْكثير لينفض مِنْهُمَا كثيرا وَإِن حبلت بطلت الْعلَّة الْبَتَّةَ لِأَن الرَّحِم تميل إِلَى أَسْفَل وتنتقل وترطب. سَابُور: يمرخ الْقبل بدهن سوسن أَو الْحبَّة الخضراء أَو النرجس وَتدْخل الْأصْبع فِي الرَّحِم ويدلك بهَا بأدهان وَأعلم أَنه رُبمَا قذفن شَيْئا بَارِدًا يسكن الوجع فِي الْوَقْت وَحمل شيافا طوَالًا فَإِن وجعهن يسكن إِمَّا بِهَذَا وَإِمَّا بذلك وَإِن اشْتَدَّ وتتابع الغثى وَبَطل النّوم فَحمل المخدرات فَأَما فِي حَال السّكُون فَاسق حب الشيطرج والمنتن ثمَّ بعد التنقية أعْط شخزنايا ودحمرتا وكمونا وفلافلى ثمَّ عد فِي الاستفراغ إِلَى أَن يبرأ وَلَا تدع فصد الصَّافِن وحجامة الساف. افرق فِي هَذِه الْعلَّة أَولا بَين مَا يكون من الْمَنِيّ وَالَّذِي من الْحيض ثمَّ أعمل بِحَسب ذَلِك وَإِذا رَأَيْت الْوَجْه مترهلا أَبيض فدع الفصد ولطف التَّدْبِير وَهَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي وَصفنَا فَإِذا رَأَيْت الْوَجْه أسود أَو أَحْمَر كمدا فافصد وأدر الطمث. فيغربوس فِي رسَالَته فِي اختناق الْأَرْحَام: ينفع مِنْهُ مرخ النَّاحِيَة كلهَا بدهن بَان

كتاب أوجاع العذارة

وشراب ريحاني طيب وَحمل شيافا طيبَة مسخنة متخذة من ناردين ودهن بِلِسَان وَإِيَّاك وَالشرَاب وينفع أَن فَغمسَ خرق فِي دهن ناردين وشراب وَتلْزم الْعَانَة والصلب بحذائه واربط الْأَطْرَاف وادلكها واشمها المنتن. ابْن ماسويه: عالجه بعد النّوبَة لتصأصل الْعلَّة بدلك الْأَطْرَاف وبالحجامة على الصلب. مسيح: شخزنايا تَنْفَع مَتى مَا تحمل مِنْهُ مثل البندقة بدهن سوسن للاختناق والميل وَقد يمِيل يمنة ويسرة ويضغط فِي بعض الأحيان المعي والمثانة فَيحدث امْتنَاع الْبَوْل وَالْغَائِط. مسح: افصدها بِحَسب مَا يجب وَليكن ذَلِك بعقب احتباس الطمث وَليكن فِي الباسليق فَإِنَّهَا تتنفس) سَاعَة تفصد ولطف تدبيرها وَلَا تَأْكُل كل يَوْم النّوبَة شَيْئا فَإِن كَانَت قد أكلت فلتقذفها وينفع الطِّبّ الْقَدِيم: اسْقِ من الداذى دِرْهَمَيْنِ نَبِيذ قوي وَتحمل شيافة متخذة مِنْهُ. 3 - (كتاب أوجاع العذارة) مَتى بلغت الْمَرْأَة حد الْحيض وَكَانَت بكرا مَال الدَّم إِلَى الرَّحِم فَلم يجد منفذا يفعاد فَصَعدَ إِلَى الْحجاب. وَالْقلب فَكَانَ عَنهُ الْجُنُون فَإِذا كَانَ ذَلِك فافصد ثمَّ زوج فَإِنَّهَا إِن حبلت بَرِئت. 3 - (الْأَدْوِيَة) بولس: أظفار الطّيب إِن بخر بِهِ من بهَا الاختناق نفع وَشعر الْإِنْسَان إِن بخر بِهِ أنية المخنقة من نومها. أطهور سفس: إنفحة القوقن توَافق الاختناق فِيمَا ذكرت الْأَوَائِل قَالَ: خل الاشقيل نَافِع من اختناق الرَّحِم. د: الأفسنتين مَتى شرب بخل نفع عكر الْبَوْل إِذا احْتمل بعد أَن يغلى مَعَ دهن حناء سكن الوجع فِي الرَّحِم الَّذِي يختنق الجوشير مَتى شرب بشراب نفع دُخان الكندر لطيف يَنْفَعهُ اللوز المر جيد عصارة ورق لِسَان الْحمل نافعة لِسَان الْحمل نَافِع إِذا احْتمل لاختناق الرَّحِم دهن المرزنجوش مسخن ملطف يصلح لانضمام فَم الرَّحِم الَّذِي يعرض مَعَه اختناق المَاء فِي هَذِه الْعلَّة خير من الشَّرَاب. روفس: السكبينج مَتى شم مَعَ خل أنبه اختناق الرَّحِم ساساليوس أَصله وبزره نَافِع. د: السذاب مَتى سحق بِعَسَل ولطخ على فرج الْمَرْأَة إِلَى المثانة والمقعدة نفع الْحَيَوَان الَّذِي يُسمى فاسافس مَتى شم نفع القفر جيد للاختناق احْتمل أَو تدخن بِهِ أَو شم القنة إِن تدخن بِهِ انعش مِنْهُ الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ درخمى نفع الْخَرْدَل إِذا أنعم دقة وشم أَنه الاختناق. فليغريوس: تَشْتُم القطران وَنَحْوه وتضمد الرَّحِم وأسفل السُّرَّة وتحتمل الْأَشْيَاء الطّيبَة

علامة الاختناق

وأربط الْأَطْرَاف وسخنها وَاحْتمل دهن بِلِسَان وناردين وتوق الشَّرَاب الْبَتَّةَ وَعَلَيْك بِمَاء الكشك وَالْبيض النيمرشت. الْأَعْضَاء الألمة: اختناق الرَّحِم إِمَّا أَن يبطل مَعَه النَّفس والحس وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْمَنِيّ شَدِيد الْبرد جدا وَإِمَّا أَن يصغر النَّفس وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْمَنِيّ أقل بردا أَو مَعَه تشنج وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْمَنِيّ مراريا حادا. وَقد يكون مَعَه خبث نفس وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْمَنِيّ سوداويا. الْيَهُودِيّ: قد يعرض هَذَا للابكار وَمن يقرب للادراك إِذا كن كثيرات الْمَنِيّ متعففات. علاجه: شدّ السَّاق ودلك الْقدَم بدهن الرازقي بالملح دلكا شَدِيدا والصلب والورك والفخذ والنفخ فِي المنخرين بكندس وتمرخ ظَاهر الرَّحِم بدهن ناردين يدخن أَسْفَل بِعُود أطله بنضوح فَإِن لم ينْتَفع فَيدْخل الإصبع فِي الْفرج ويدلك جيدا وَتحمل شخزنايا وتمسح فَم الرَّحِم بدهن الْغَار وتوضع المحاجم بِلَا شَرط على بَاطِن الْفَخْذ فَإِن فقدت عقلهَا فصب على رَأسهَا بانا مغلي أَو سد منخريها وفمها وامنعها النَّفس وَيكون ذَلِك بِقدر مَا يُمَيّز وتستريح وقيئها بريشة واسقها الْأَدْوِيَة المجففة للمني الْمنزلَة للْحيض وَمِنْهَا جوارش الكمون بِمَاء السذاب أَو بِمَاء الفنجنكشت. من كتاب العلامات الَّذِي ينْسب إِلَى ج: الغثى الْكَائِن من وجع الرَّحِم بِعرْض مِنْهُ اضْطِرَاب شَدِيد وَانْقِطَاع صَوت وَبطلَان حس وصرير الْأَسْنَان وتلوى أَطْرَاف الْيَدَيْنِ وانتفاخ الشراسيف وارتفاع الرَّحِم إِلَى فَوق وورم فِي الصَّدْر وَسُقُوط النبض وكل هَذِه بِلَا حمى ودق يكون نوع) من وجع الرَّحِم يشبه هَذَا إِلَّا أَن ذَلِك يكون مَعَ حمى ويهرى عِنْد انتقاص الْحمى ويميز بَين اليترغش وَلَا بنض ممتلئ والوجع فِي الرَّحِم لَا فِي الرَّأْس كَمَا فِي التبرغش وَالرحم فِيهَا زائل إِلَى فَوق وَيفرق بَينه وَبَين الصرع أَنه لَا يسيل فِيهِ لعاب من الْفَم وَلَا تشنج وَلَا يكون مَعَه غطيط ثجير. 3 - (عَلامَة الاختناق) أَن يجد الوجع فِي الْقَفَا وَالظّهْر ويسود مَاؤُهَا وَيكون فِيهِ كغسالة اللَّحْم الطري الْمَخْلُوط مَعَه سخام الْقدر وَقد يُصِيبهَا عسر الْبَوْل وَتَقَع كالمصروع وَيذْهب النَّفس والنبض. طيماوس: قد بيّنت أَنه لَا يعرف لهَذَا الدَّاء سَبَب مقنع. الْفُصُول: العطاس عَلامَة جَيِّدَة فِيهِ. فلغربوس: لم يحضرني أدوية حَيْثُ أُصِيبَت الْمَرْأَة وَقد أَصَابَهَا اختناق الرَّحِم فَأمرت بغمز يَديهَا ورجليها وتوضع المحجمة أَسْفَل الْبَطن فَجَلَست سَاعَة فتراجعت قوتها. تُوضَع المحجمة أَسْفَل السُّرَّة فِي اختناق الْأَرْحَام وفيهَا قُوَّة عَظِيمَة لِأَنَّهَا تجذب الرَّحِم إِلَى أَسْفَل. الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: رَأَيْت نسْوَة مطروحات كثيرا بَعضهنَّ لَا يتنفسن إِلَّا بِجهْد

وبعضهن لَا يحسن وَلَا يتحركن ونبضهن صَغِير جدا أَو لَا يتَبَيَّن أصلا وبعضهن يحسن قَلِيلا ويتحركن ومنهن من تحس أَكثر وَلَا يلْحقهَا ضَرَر أصلا لِأَنَّهُنَّ كن يفعلن مَا يؤمرن بِهِ وَرُبمَا تشنجت أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ. والأعضاء الألمة: مِنْهُنَّ من يعقل بِمَا يلْحقهَا وَرُبمَا تشنجت أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ وَقد يشاك فِي بَعضهنَّ أماتت أم لَا ويعرض هَذَا كثيرا فِي كثيرات الْمَنِيّ فَكَمَا يُولد الْإِمْسَاك عَن الْجِمَاع فِي الرِّجَال الكثيري الْمَنِيّ برد أبدانهم وَسُوء استمرائهم وَنَحْو ذَلِك كَذَا يُولد ف هَؤُلَاءِ النسْوَة احتباس الْمَنِيّ أَشد بردا لبرد أبدانهن وَهُوَ أعظم مضرَّة من احتباس الطمث وخاصة فِي اللواتي تدبيرهن يرطب ويبرد وَقد كن يجامعن كثيرا ثمَّ أنقطع عَنْهُن وَلِهَذَا قنعت أَن تكون هَذِه الْعلَّة بِسَبَب الْمَنِيّ فِيهِنَّ لَا بِسَبَب بَقَاء الطمث. وَعرض لامْرَأَة ذَلِك فخبرتني الْقَابِلَة أَن الرَّحِم قد تشمرت إِلَى فَوق فأمرتها أَن تتحمل بأَشْيَاء فَلَمَّا فعلت عرضت لَهَا سخونة من تِلْكَ الْأَشْيَاء وَلما عرض لَهَا حر من تِلْكَ الْأَشْيَاء وملامسة الْيَد لِلْفَرجِ بِشَيْء مَعَ وجع وَلَذَّة مَعًا كَمَا يكون فِي الْجِمَاع وَخرج مِنْهَا شَيْء غليظ واستراحت. قَالَ: وصعود الرَّحِم إِلَى فَوق وميلها إِلَى الجوانب إِنَّمَا يكون قَلِيلا قَلِيلا لامتلاء معاليقها وعروقها من الدَّم لِأَن الشَّيْء إِذا امْتَلَأَ نقص طوله وَفِيه بحث طبيعي اقرأه فِي البحوث وَذَلِكَ يكون من احتباس الْحيض.) أقربادين ابْن سرابين: جوارش الكمون جيد للاجتناق يسقى بِمَاء السذاب وَجَمِيع مَا يذهب الْمَنِيّ ويجففه جيد لَهُ. من كتاب مَجْهُول: عصب السَّاق وادلك الْقدَم والصلب جيدا وادهن بدهن الرازقي وعطس بكندس وأسم رَوَائِح مُنْتِنَة وَحمل الطّيب واطل على الْعَانَة باللخالخ وضع على الْفَخْذ والأربية محاجم وافصد الصَّافِن وَقت الرَّاحَة واسق الكمونى بِمَاء الكرفس. ابْن سرابيون: هَذَا يعرض من عفن الْمَنِيّ وَيحدث بأدوار كالصرع ويضعف مِنْهَا النَّفس جدا الْوَاجِب أَن تشد السَّاقَيْن بِقُوَّة وادلك أسافل الرجلَيْن دلكا عنيفاً وَكَذَلِكَ الأفخاذ والأرابي ويتنشق الروائح المنتنة والحازة كالجندبادستر والثوم والكبريت وَتحمل أَشْيَاء طيبَة ملينة كالمسك والعنبر ودهن البان ودهن سوسن ودهن بابونج وانصب المحاجم على الأرابي والمراق وأطل أَيْضا بالأشياء المسخنة المفشة للرياح وتغمس الْقَابِلَة إصبعها فِي دهن سوسن وَبَان وَتدْخلهَا فِي الْفرج وَلَا تدغدغه إِلَّا دغدغة قَوِيَّة فأنهن ينحدر مِنْهُنَّ الْمَنِيّ ويعطس بكندس وَفِي وَقت الرَّاحَة اسْتعْمل القيئ وَالتَّدْبِير الملطف والميبس للمني وتقليل الْغذَاء وَالْقعُود فِي طبيخ الفوذنج وورق الْغَار والبلنجاسف والفنجنكشت والمرزنجوش وَنَحْوهَا وَاجعَل على الرَّأْس فِي وَقت الْقعُود فِي الآبزن دهن ورد جيد بخل خمر ممزوج بِهِ واسفها لاثباذريطوس مرّة أَو مرَّتَيْنِ فَإِذا نقيتهن نعما فعد إِلَى التلطيف وَمِمَّا يقْلع هَذَا أَن يشرب دَائِما الجندبادستر بِمَاء البلنجاسف أَو بِمَاء عسل فَإِن هَذَا كَاف حَتَّى يُبرئهُ برءا تَاما

وجرع دَائِما خل الأشقيل فَإِنَّهُ نَافِع يشرب مِثْقَال بِمَاء المرماحوز أَو بِمَاء البلنجاسف والفنجنكشت أَو السذاب أَو بِمَاء عفص يجفف ويدر الطمث وينفع السكبينج إِذا شرب بِمَاء الافسنتين والقرنفل وينفع مَاء الْأُصُول ودهن الخروع والجوشير زنة دِرْهَمَيْنِ مَعَ دانقي جندبادستر بشراب قوي وَمن احْتمل مِنْهُنَّ فصد الصَّافِن والحجامة على الكعب فانه جيد وَفِي التنقية إيارج فيقرا وايارج روفس وضمد الْعَانَة والمراق بضماد الفبيون والعاقر قرحا والرازقي والفلفل وَاجعَل هَذِه فِي قيروطى وأستعمل الحقن بطبيخ الحلبة والشيب وإكليل الْملك وَحمل الشياف المسخن الملين وَاتخذ دهنا بفربيون وعاقر قرحا يدلك بِهِ الْعَانَة والأفخاذ ومواضع الرَّحِم والقطن. 3 (فرزجة مجربة) ميعة سَائِلَة ثَلَاث أوراق كندر فلفل أُوقِيَّة أُوقِيَّة شَحم بط ارْبَعْ اواق بزر الأنجرة اربعة مَثَاقِيل تتَّخذ مِنْهَا فَتِيلَة وتحتمل. عماد هَذِه الْعلَّة تنقية الْجِسْم وتلطيف الْغذَاء وَيجْعَل مِمَّا يضاد المنى ويسخن الثفل بدلك وضماد ودهن ويقوى الرَّأْس.

علامات الحبل

(عَلَامَات الْحَبل) وإكثار النِّتَاج والعقم وتعرف الذّكر وَالْأُنْثَى وإنتاجهما وعلامات الْإِسْقَاط وَقُوَّة الْجَنِين وَضَعفه وتدبير الْحَامِل لحفظ الأجنة وتقويتهم والنفع من الْإِسْقَاط وَبِمَا تدبر الْبكر بعد الإقتضاض وَهل الْجَنِين حَيّ أَو ميت. الْأَعْضَاء الألمة: إِذا رَأَيْت احتباس الطمث ويبس الثفل فِي جَمِيع الْجِسْم وَذَهَاب الشَّهْوَة واضطراب واقشعرار وغثى وشهوة الْأَشْيَاء الرَّديئَة فَقل للقابلة تجس ع نق الرَّحِم فان كَانَ مُنْضَمًّا بِلَا صلابة دلّ على حَبل. 3 - (عَلَامَات الْإِسْقَاط) اذا كَانَت حَامِلا وتهزل ثدياها دفْعَة فتوقع ان تسْقط وَإِن كَانَت حَامِلا بتوءمين وقضف أحد الثديين أسقطت مَا فِي ذَلِك الْجَانِب. عَلَامَات الْحَبل أذكر هُوَ أم أُنْثَى: الذُّكُور فِي الْجَانِب الْأَيْمن والأناث فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وَلَا يخلف إِلَّا فِي الندرة. فِي أَسبَاب الْإِسْقَاط: إِذا كَانَت تسْقط لشهرين أَو ثَلَاثَة فَإِنَّهُ يجْتَمع فِي أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تَأتي الرَّحِم رُطُوبَة بلغمية ولرخاوة أَفْوَاه هَذِه الْعُرُوق تكون اتِّصَال الْعُرُوق الضوارب المتولدة فِي الرَّحِم الْمُتَّصِلَة بالعروق الَّتِي تَنْتَهِي أفواهها إِلَى 3 (حِيلَة الْبُرْء للانجاب) فِي السَّابِعَة مِنْهُ: المنى لَا يجب أَن يبْقى طرفَة عين خَارِجا عَن أوعيته بل يحْتَاج أَن يصل من الْقَضِيب إِلَى الْفرج مَتى أردْت أَن تبقى طَبِيعَته الْخَاصَّة بِهِ. جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: إِذا كَانَ الرِّبَاط الَّذِي تَحت الكمرة قَصِيرا متوترا عقب رَأس الكمرة فَلم يبدر المنى إِلَى بعد كثير وَيصير سَببا للعقم. حفظ الْجَنِين فِي الْفُصُول: يعلق الْجَنِين بالحامل كالثمرة بِالشَّجَرَةِ فَكَمَا أَن الثَّمَرَة معلاقها بِالشَّجَرَةِ فِي أول أمرهَا ضَعِيف رَقِيق ينتفض من أدنى سَبَب وَفِي آخر أمرهَا تثقل

الثَّمَرَة وثقلها يُسْقِطهَا بِسُرْعَة كَذَا يَنْبَغِي أَن يتوقى على الْحَامِل الحركات كلهَا والدواء المسهل فِي الْأَرْبَعَة الْأَشْهر وَبعد سَبْعَة أشهر توقيا جيدا وَمَتى اضطرات إِلَى مسهل لأمر مقلق سقيت بعد الْأَرْبَعَة إِلَى سنة وتتوقى سَائِر هَذِه الشُّهُور فَإِن فِي الشُّهُور الْأَوَاخِر تعلق الْجَنِين قوى وَلم يثقل بعد. الْخَامِسَة فِي حفظ الْجَنِين: الْحَامِل إِن فصدت فَإِن على الْأَمر الْأَكْثَر تسْقط إِ كَانَ طفلها عَظِيما لِأَنَّهُ كلما عظم احْتَاجَ إِلَى غذَاء أَكثر فَإِذا فصدت الْأُم فَرُبمَا قل غذاؤه جدا وَمَات. 3 (تَدْبِير الْحَوَامِل) إِذا اعترى الْحَامِل مرض حاد فَذَلِك من عَلَامَات الْمَوْت قَالَ جالينوس: هَذَا وَاجِب لِأَنَّهَا لحملها لَا تحمل الشدَّة أما التشنج والتمدد والصرع وَنَحْوهَا من الْأَمْرَاض الحادة الَّتِي لَا حمى مَعهَا وَإِن كَانَت حماها لَازِمَة فَلَا يُؤمن مَعهَا موت الطِّفْل وَإِن باعدنا بَين أَوْقَات الْغذَاء قَتَلْنَاهُ فَنحْن نغذى الْوَقْت بعد الْوَقْت من أجل الطِّفْل. عَلامَة الْحمل تسقى بعد أَن تتغشى وتتملأ من الطَّعَام عِنْدَمَا تُرِيدُ النّوم مَاء الْعَسَل الني غير مطبوخ فَإِن حدث مغس فَهِيَ حَامِل وسقيناه نيا مطبوخاً لأَنا نحتاج مَا يُولد رياحا نافخة لكَي يكون مَعهَا مغس وَإِنَّمَا يكون المغس من أجل أَن الرَّحِم إِذا كَانَ ممتلئاً ضيقا على الأمعاء وَلم يكن للنفخ الهائجة الَّتِي تكْثر طَرِيق وَاسع فَتخرج مِنْهُ فَيحدث مغس وَيَنْبَغِي أَن يسقى عِنْد التملى من الطَّعَام وَعند السّكُون لِأَن هذَيْن جَمِيعًا يعينان على حُدُوث المغس. عَلامَة الْحَبل أفلاذنوش قَالَ: إِذا احْتبسَ الطمث بِلَا حمى وَلَا قشعريرة وَلَا تكسير فَهِيَ حُبْلَى لِأَن الطمث المحتبس لمَرض يتبعهُ مثل هَذِه فَإِن تبع ذَلِك رحم صَحَّ حملهَا إِذا كَانَت كبلى بِذكر كَانَ لَوْنهَا حسنا وَإِن كَانَ بِالْأُنْثَى كَانَ لَوْنهَا حَائِلا بِالْإِضَافَة إِلَى لَوْنهَا الْخَاص قبل الْحَبل لِأَن الْأُنْثَى أبرد وَالذكر أحر وَهَذَا يكون فِي الْأَكْثَر لِأَنَّهُ يُمكن أَن تحسن الْحَامِل بِالْأُنْثَى التَّدْبِير بعد الْحَبل فَيحسن لَوْنهَا وبالضد. للذّكر عَلَامَات أخر كَثِيرَة: مثل كَثْرَة الحركات وقوتها. وَهَذِه الْأَدِلَّة تكون على الْأَكْثَر لِأَنَّهُ إِن كَانَ حمل ذكر ضَعِيف جدا مهين وَحمل أُنْثَى قَوِيَّة عَظِيمَة أمكن أَن تكون حركاتها أعظم وَأقوى. قَالَ: وَلَا يكون الْحمل بَارِدًا إِلَّا أَن يكون مني الرجل ورحم الْمَرْأَة فِي ذَلِك الْوَقْت قد بردا. هَذَا فِيمَا أَحسب بَاطِل لِأَنَّهُ يجب فِي حكم فعل الطبيعة إِذا كَانَت تُرِيدُ بَقَاء الذّكر وَالْأُنْثَى أَن يكون فِي نوع المَاء شَيْء يُوجب فِي التَّرْكِيب الأول هَذِه التراكيب الغريبة وَمِمَّا يشْهد بِصِحَّة ذَلِك إِ اقد نرى نساءاً كثيرا أسخن أمزجة من رجال كثير فَيدل ذَلِك أَنه لَيْسَ الذُّكُور والأناث للسخونة بل لغَلَبَة النَّوْع.

سبب الإسقاط

3 - (حفظ الْجَنِين) إِن حدث فِي رحم الحبلى ورم وَحُمرَة قبل الطِّفْل لِأَن جَمِيع الأورام الحارة إِذا حدثت فِي الرَّحِم تسْقط الْجَنِين إِذا الْحمى تسْقط فضلا عَن غَيرهَا كثيرا. تَدْبِير الْمَرْأَة وَهِي مَهْزُولَة فَإِنَّهَا تسْقط قبل أَن تسمن لِأَن الْجِسْم إِذا أقبل يتراجع بقى الطِّفْل بِلَا غذَاء وَأَيْضًا فَإِن الهزال المفرط خطر على الْجَنِين لِأَنَّهُ لَا يجد مَا يتغذى بِهِ. 3 - (سَبَب الْإِسْقَاط) مَتى كَانَت لمرأة لَا مرض بهَا ظَاهر وأسقطت فَفِي الشَّهْر الثَّانِي وَالثَّالِث بِلَا سَبَب بَين ظَاهر لَا حمى وَلَا وثبة وَلَا فزعة وَلَا من إقلال غذَاء وَلَا من فصد وَلَا من إسهال وَنَحْو ذَلِك فأفواه القروق تَنْتَهِي إِلَى الرَّحِم الَّتِي بهَا تتَعَلَّق المشيمة مَمْلُوءَة رُطُوبَة مخاطية وَهَذِه الأفواه تسمى النقر وَلذَلِك تزلق المشيمة كَمَا هِيَ وَتسقط لثقل إِذا ثقل. فِي الْحمل السمينة جدا: إِذا لم تحمل فَإِن الثرب قد ضغط لكثرته وغلظة فَم الرَّحِم فَمنع أَن يدْخل المنى فِي فَم الرَّحِم فَلَا تحملهذه حَتَّى تهزل. قَالَ: الشَّحْم المفرط يضغط فَم الرَّحِم الدَّاخِل الَّذِي يَنْتَهِي إِلَى تجويفه وَمِنْه يَبْتَدِئ فَم الرَّحِم. 3 - (عَلَامَات الذّكر) الذّكر يتَوَلَّد فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَالْأُنْثَى فِي الْأَيْسَر. ج: قد بيّنت فِي كتاب الْمَنِيّ أَن الطِّفْل إِنَّمَا يكون ذكرا من أجل مزاجه إِذا كَانَ مُنْذُ أول الْأَمر أسخن والجانب الْأَيْمن أسخن جَانِبي الرَّحِم لمجاورته الكبد. قَالَ: وَمِمَّا يعين أَيْضا على تولد الذّكر من الْأُنْثَى فَإِنَّمَا يجِئ من بيضتها الْيُمْنَى إِلَى الْجَانِب الْأَيْمن من الرَّحِم الَّذِي يَجِيء من الْأَيْسَر إِلَى الْأَيْسَر والمني الْمُتَوَلد فِي الْبَيْضَة الْيُمْنَى أسخن وَأَغْلظ من الْمُتَوَلد فِي الْيُسْرَى. يلْزمه المشيمة إِذا أردْت إِسْقَاط المشيمة فعطس بدواء معطس وَأمْسك المنخرين الْفَم فَإِنَّهُ يحدث عَن هَذِه الْحَال للبطن تمدد وتوتر فيعين على الاسقاط. 3 - (عَلامَة الْحَبل) انضمام فَم الرَّحِم. ج: فَم الرَّحِم يَنْضَم عِنْد الاشتمال وَعند الورم فِيهِ. وَالْفرق بَينهمَا أَن مَعَ الورم صلابة والمنضم للاشتمال لَا صلابة مَعَه بل هُوَ على الْحَال الطبيعية وَقد تدخل الْقَابِلَة أصبعها فتعرف ذَلِك. ج: وَهَذَا أعظم دَلَائِل الرَّحِم أَنَّهَا قد غلقت. 3 - (عَلامَة الْإِسْقَاط) إِذا جرى اللَّبن فِي ثدي الْحَامِل دلّ على ضعف الطِّفْل. وَمَتى كَانَ الثدي مكتنزا فالطفل أقوى وَأَصَح. ج: انخزال الثدي يدل على قلَّة الدَّم فِي الْجِسْم جدا وَشدَّة توتره بِاللَّبنِ حِين يجْرِي مِنْهُ يدل على أَن الطِّفْل لَا يرْوى وَكَذَلِكَ الْحَال المتوسطة سليمَة من الآفنين وَهُوَ أَيكُون الثدي مكتنزا وَلَا يجْرِي مِنْهُ لبن وَقد يُمكن أَن يجْرِي مِنْهُ اللَّبن والطفل قوي إِذا كَانَت الْمَرْأَة فِي غَايَة الْقُوَّة وَكَثْرَة الدَّم. قَالَ ج: تفقدت كثيرا مِمَّن أسقط من أدنى سَبَب باد فَرَأَيْت الثدي مِنْهُنَّ ضمر قبل ذَلِك وَيحْتَمل أَن يكون ذَلِك لنُقْصَان الدَّم فِي الْعُرُوق الْمُشْتَركَة بَين الثدي وَالرحم الَّذِي من أَجله يعْدم الطِّفْل الْغذَاء

فَيهْلك فَهَذَا قولي فِي قَول أبقراط: إِذا كَانَت الْمَرْأَة يؤول حَال طفلها إِلَى أَن تسْقط فَإِن ثديها يضمر فَأَما قَوْله: فَإِن كَانَ ثديها صلباً فَأَنَّهُ يُصِيبهَا وجع فِي الثديين أَو فِي الْوَرِكَيْنِ أَو فِي العينيين أَو فِي الرُّكْبَتَيْنِ وَلَا تسْقط فَأن الثدي الصلب لَيْسَ هُوَ المكتنز بل الَّذِي هُوَ أَشد مدافعة وَذَلِكَ إِنَّمَا يكون من كَثْرَة الدَّم فالطبيعة جينئذ تدفع كَثْرَة الدَّم إِلَى بعض الْأَعْضَاء فَيحدث وجع وَلَا خوف على الطِّفْل. قَالَ: وَإِن كَانَ الاسقاط أَيْضا يكون لسَبَب باد غير قلَّة الدَّم كوثبة أَو صَيْحَة أَو نَحْو ذَلِك فسيحدث للثديين فضل ضمور لِأَن الْجَنِين إِذا انتهك مَال الدَّم) كُله إِلَى نَاحيَة الرَّحِم قَالَ: فجملة هَذَا القَوْل: إِن ثدي الْحَامِل إِذا ضمر أَنَّهَا لَا محَالة ستسقط وَلَيْسَ يُمكن إِسْقَاطه دون أَن تضمر الثديان فَأَما صلابتهما فَهِيَ دَلِيل على صِحَة الْجَنِين وَلَكِن لَيْسَ أبدا بل إِذا كَانَت باعتدال. وَأما إِذا كَانَ صلباً جدا فَأَنَّهُ يُصِيب الْحَامِل وجع فيهمَا أَو فِي الورك أَو الرجل أَو الْعين لِأَنَّهُ يدل على كَثْرَة الدَّم. وكل وجع يحدث فِي بعض الْأَعْضَاء. إِذا حدث بعد صلابة الثدي بعض هَذِه الأوجاع فقد أبعدت الطبيعة هَذَا الْفضل فِي الْأَكْثَر إِلَى بعض الْأَعْضَاء وَلَا تتركه نَحْو الرَّحِم الْفَاعِل الْجَنِين. عَلَامَات الْإِسْقَاط: مَتى عرضت حمى للحامل بسخونة قَوِيَّة بِلَا سَبَب ظَاهر فولادها يكون بعسر أَو تسْقط وَتَكون على خطر لِأَن الْحمى والحرارة إِنَّمَا عرضا من خلط ردئ فِي ثديها وَهُوَ يسْقط قوتها وتحتاج الْحَامِل عِنْد الولاد إِلَى قُوَّة قَوِيَّة وَرُبمَا لم يحْتَمل الْجَنِين قُوَّة الْحمى فَأسْقطت ولضعفها يكون أَيْضا ذَلِك خطراً. عَلَامَات الْحَبل: غطها بِثِيَاب ثمَّ بخرها فَأن وصلت رَائِحَة البخور فِي بدنهَا إِلَى منخريهاغ وفمها فَلَيْسَتْ بعقيم. ج: تبخر بمر وكندر وميعة وَنَحْوهَا مِمَّا لَهُ حرارة وريح طيبَة حَتَّى تصل رَائِحَة البخور إِلَى فمها فتحس بِهِ حسا شَدِيدا وَهَذَا لَا يكون فِي متكاثفة الرَّحِم الَّتِي لَا تصلح للحبل إِذا كَانَت الْحَامِل يجْرِي طمثها فِي أوقاته فَلَا يُمكن طفلها صَحِيحا ج: يُرِيد بقوله: فِي أوقاته أَي مَتى جَاءَ دَائِما فِي أَوْقَات الْعَادة كثيرا غزيراً على الْعَادة لَا مرّة وَلَا مرَّتَيْنِ أَو لشَيْء يسير فَإِن مَجِيء دم قَلِيل مرّة أَو مرَّتَيْنِ قد يعرض للحامل وَلَا يكون بطفلها عِلّة لِكَثْرَة دم الْمَرْأَة فيفضل على هَذَا الْجَنِين فَأَما مَجِيئه كثيرا فِي جَمِيع أوقاته أَو أَكْثَرهَا فَلَا يُمكن أَن يكون الطِّفْل مَعَه صَحِيحا. عَلَامَات الْحَبل: إِذا لم يجر الطمث فِي أوقاته وَلم يحدث لَهَا قشعريرة وَلَا حمى لَكِن عرض لَهَا كرب وغثى وخبث نفس فقد علقت وَقَالَ لِأَن الكرب والغثى وخبث النَّفس يعرض إِمَّا من أخلاط رَدِيئَة فِي جَمِيع الْجِسْم وَإِن كَانَ كَذَلِك تبعه الْحمى وَإِلَّا

أسباب امتناع الحبل

قشعريرة وَإِمَّا أَن يكون فِي فَم الْمعدة وَذَلِكَ يعرض للحوامل من أجل إِضْرَار الْحمل بِفَم الْمعدة وَإِن كَانَ ذَلِك مَعَ ارْتِفَاع الطمث 3 - (أَسبَاب امْتنَاع الْحَبل) مَتى كَانَ الرَّحِم بَارِدًا متكاثفا لم تحمل أَو مَتى كَانَ رطبا جدا لِأَن الرُّطُوبَة تغمر الْمَنِيّ وتطفئه وَمَتى كَانَ أخف مِمَّا يَنْبَغِي وَكَانَ حاراً محرقاً لم تحبل لِأَن الْمَنِيّ يعْدم الْغذَاء فَيفْسد وَمَتى كَانَ مزاج الرَّحِم معتدلا كَانَت الْمَرْأَة ولودا. قَالَ ج: إِذا غلبت على الرحتم برودة مفرطة وَضعف مفرط حَتَّى يصير إِلَى حد التكاثف من أجل أَنه لَا يُمكن أَن يتَّصل بأفواه تِلْكَ الْعُرُوق مشيمة وَلَوْلَا كَانَ ذَلِك يكون كَانَ يُمكن أَن يغتذى الطِّفْل على مَا يجب لِأَن الطمث إِمَّا أَلا يجْرِي من الْمَرْأَة الَّتِي هَذِه جالها أَو يكون الَّذِي يجْرِي مِنْهَا النزر الْقَلِيل أَو يكون مَعَ ذَلِك ردئ إِنَّمَا يخرج مِنْهَا مَا كَانَ من الرَّحِم أرق وَأقرب إِلَى المائية فَقَط وَمن بلية هَذِه الْعُرُوق أَيْضا يسْرع إِلَيْهَا السدد سَرِيعا وَالدَّم الْمُجْتَمع فِي بدن مثل هَذِه الْمَرْأَة إِلَى البلغم أميل لِأَن ذَلِك حَال بدنهَا فِي الْأَمر الْأَكْثَر وممكن أَن يبرد مني الذّكر فِي هَذَا الرَّحِم إِلَّا أَن يكون طبعه فِي غَايَة الْحَرَارَة قَالَ: وَقد يعرض للمني فِي الرَّحِم الرطب مَا يعرض للحب إِذا ألْقى فِي الأَرْض السخنة والنقائع والبطائح وللرحم الْيَابِسَة مَا يعرض إِذا ألْقى فِي النورة والرماد. قَالَ: والتبخير الأفاوية يدل على جَمِيع ضروب فَسَاد الرَّحِم وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ الرَّحِم بَارِدًا متكاثفاً لَك ترْتَفع الرّيح إِلَيْهِ وَكَذَا إِذا كَانَ شَدِيد اليبس وَكَذَا الرُّطُوبَة الْكَثِيرَة فِي الرَّحِم فَإِنَّهَا لَا تدع رَائِحَة البخور ترْتَفع بل يعرض لَهُ أَن تطفئه وتجمده وَقَالَ: فَأَما الْحَرَارَة فَإِنَّهَا تفْسد طيب رَائِحَة ذَلِك البخور فَلَا تدعها ترتقي إِلَى الْفَم والمنخرين وهما باقيان بحالهما ثمَّ تستمليهما ريح عفنة والتبخر بالطيوب وَإِن كَانَ كَافِيا فِي الِاسْتِدْلَال على هَذَا المزاج أَيْضا أعنى الْحر فَيجب أَن ينظر فِي دَلَائِل أخر مَعَه على أَن هَذَا المزاج قل مَا يكون وَذَلِكَ أَن جملَة النِّسَاء باردات المزاج إِلَّا فِي الندرة فِي الْمَرْأَة القضيفة الادماء الزباء. السَّابِعَة: مَتى حدث بالحامل زحير شَدِيد دَائِم أسقطت لِأَن الرَّحِم يألم بمشاركة المعي الْمُسْتَقيم وَالْقُوَّة تضعف وَتسقط. من كتاب العلامات: الْمَنِيّ الَّذِي لَا يُثمر مني السَّكْرَان وَالصَّبِيّ وَالشَّيْخ المفرط فِي السن وَالْكثير الْبَاءَة وَالَّذِي يكون مِنْهُ نسل معيب من لَيست أعضاؤه سليمَة صَحِيحَة فَإِن أبقراط قَالَ فِي كتاب الْمَنِيّ: إِنَّه ينصب من الْأَعْضَاء الصَّحِيحَة مني صَحِيح وَمن السقيمة سقيم. 3 (الْمَرْأَة السريعة الاشتمال) النِّسَاء اللواتي يشتملن سَرِيعا بَنَات خمس عشرَة سنة إِلَى أَرْبَعِينَ سنة وَلَا تكون أبدانهن جاسصية وَلَا رخوة وأرحامهن كَذَلِك تكون وَيكون طهرهن معتدلا وَلَا يكون طمثهن رَقِيقا وَلَا رُطُوبَة رقيقَة مائية رَدِيئَة معتدلات الدَّم وَيكون الرَّحِم

علامات موت الجنين

قَرِيبا من الْفرج غير مائل عَن الْمُحَاذَاة فَإِن فَم الرَّحِم الْبعيد المائل ردئ وَإِن يكن قليلات اللَّحْم وسيلان الطمث فَإِن ذَلِك ردئ يدغدغ الْجَنِين مَا اشتملن وَكَذَا إِذا كن غضوبات لِأَن الْغَضَب يدغدغ الْجَنِين وَلَا يكن شهلا ولازرقا فَإِن هَذَا الصِّنْف من النِّسَاء يسقطن أجنتهن سَرِيعا فَأَما الكحلاء الْعين فأوفق فِي الاشتمال وتربية الْجَنِين لِأَن حَرَارَتهَا معتدلة. عَلَامَات الْحَبل: عَلَامَات الاشتمال أَن يعرض بعد الْفَرَاغ من الْبَاءَة قشعريرة وَبرد وانضمام فَم الرَّحِم بملاسة غير صلابة ثمَّ يحتبس الطمث بعد ذَلِك بِزَمَان يسير وتطمث وتجد ثقلا فِي وركها وترم ثدياها مَعَ وجع يسير ويهيج فِيهَا الغثيان وينتو صدرها قَلِيلا ويصفر لَوْنهَا وتغور غيناها وَيظْهر فِي وَجههَا كلف وَالِاعْتِبَار يسقى مَاء الْعَسَل فَلَيْسَ بِصَحِيح أبدا لِأَنَّهُ رُبمَا كَانَت الْمَرْأَة مُعْتَادَة لَهُ فَإِذا مضى لَهُ شهر وَثَلَاثَة هَاجَتْ فِيهَا شهوات رَدِيئَة وَضعف الطّعْم والغثى والصداع وغور الْبَصَر. عَلَامَات الذّكر: أَن ترى المرأى حَسَنَة نشيطة وثديها الْأَيْمن أكبر وَالْحَامِل بأنثى أصفر إِلَى الخضرة وثديها الْأَيْسَر أكبر وحركتها بطيئة وَيكون الكسل وتتابع الغثى فِيهَا أَكثر. يعرض لَهَا فِي السَّابِع أَو الشَّهْر التَّاسِع ثقل فِي أَسْفَل الْبَطن ووجع فِي الأربية وحرارة فِي الْبَطن وانتفاخ فَم الرَّحِم وترطيبه فَإِذا قرب وَقت الْمَخَاض والولادة استرخى عجزها وَانْتَفَخَتْ أربيتها فَإِذا وضعت الْيَد على فَم الرَّحِم وجد قد انتفخ جدا. 3 - (عَلَامَات موت الْجَنِين) من كتاب العلامات: إِذا كَانَ الْجَنِين مَيتا لم تَجِد الْمَرْأَة عِنْد الْمَخَاض حس حَرَكَة من الْجَنِين ويسيل من رَحمهَا رطوبات وصديد منتن من كتاب الْمَنِيّ فِي عَلَامَات الْحَبل: من عَلَامَات الْحَبل أَن يمسك الرَّحِم فَلَا يخرج مِنْهُ شَيْء ويحس الرجل بالرحم يمص الذّكر ويجذبه إِلَيْهِ وَأكْثر مَا يكون ذَلِك بِالْقربِ من طمثها. من كتاب الْمَنِيّ: فِي العقم: مَتى قطعت البيضتان أَو رضتا أَو بردتا بالشوكران لم يُولد لذَلِك الْحَيَوَان قَالَ: وَإِن بردت تبريداً شَدِيدا لم يُولد لذَلِك الْحَيَوَان فَإِن عرض للبيضتين ورم صلب لم تولد أَيْضا قَالَ: وَلَا تكَاد تَجِد الْأُنْثَى فِي الْجَانِب الْأَيْمن إِلَّا فِي الندرة. الذُّكُور قَالَ: إِذا كَانَ أول مَا ينتفخ من الْغُلَام بيضته الْيُمْنَى كَانَ مولدا للذكور وَمَتى كَانَت الْيُسْرَى فالأناث. الْخَامِسَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء: الَّذين يطول مِنْهُم الرِّبَاط الَّذِي يرْبط الكمرة حَتَّى يَجِيء رَأس الكمرة إِلَى نَاحيَة الدبر لَا يخرج مِنْهُم الْمَنِيّ على استقامة وَإِلَى مَسَافَة طَوِيلَة وَلِهَذَا لَا يُولد لَهُم وَمَتى قطع هَذَا الرِّبَاط حَتَّى يستوى الكمرة ولدُوا وَهَذَا الرِّبَاط يشبه برباط اللِّسَان.

الثَّالِثَة من الثَّانِيَة: إِذا كَانَ بالحامل حمى وَحُمرَة فِي الْوَجْه وإعياء وَثقل فِي الرَّأْس ووجع فِي عقر الْعين فَإِنَّهَا تسْقط بعد الطمث فَم الرَّحِم يَتَّسِع جدا ويسارع إِلَى قبُول الْمَنِيّ يُعلل. السَّادِسَة من الثَّانِيَة: مَتى كَانَ بالنفساء حمى وورم فِي الرَّحِم فأجلسها فِي مَاء فاتر فَأَنَّهُ يُخَفف الوجع لِأَنَّهُ يلين الورم الَّذِي فِي الرَّحِم عَن عسر الْولادَة وساقها مَاء الشّعير مَرَّات كَثِيرَة لِئَلَّا يثقل عَلَيْهَا مَا أمكن فَإِنَّهُ سيرد قوتها ويرطب بدنهَا وَهَذَا تَدْبِير مُوَافق لِأَن مَاء الشّعير مَعَ ذَلِك لايمنع درور الدَّم. الأخلاط مَتى در اللَّبن من الْحَامِل كثيرا فَإِن الْجَنِين ضَعِيف وَإِذا كَانَ الْجِسْم مكتنزاً وَكَانَ الثدي كَذَلِك فِيهِ فضل اكتناز فالجنين أصح. الذُّكُور قَالَ ج: كَثْرَة اللَّبن فِي الثدي يدل على ضعف الْجَنِين لِأَنَّهُ يدل على أَنه لَا يتغذى وبالضد قَالَ: شرحنا حوامل كَثِيرَة فَوَجَدنَا الذّكر فِي الْجَانِب الْأَيْمن فِي الْأَكْثَر. حفظ الْجَنِين الثَّانِيَة من الثَّالِثَة: الحبالى يسقطن من وجع وَمن تخمة عَظِيمَة وَمن دم يجْرِي مِنْهُنَّ وَمن شرب دَوَاء مسهل أَو احْتِمَال دَوَاء. الثَّانِيَة من السَّادِسَة: الدَّم الجائي من الْجَانِب الْأَيْمن من الرَّحِم قد ينقى من المائية والجائي من) الْأَيْسَر لم ينق بعد مِنْهُ فَلذَلِك الْجَانِب الْأَيْمن مِنْهُنَّ أسخن ويتولد فِيهِ الذُّكُور قَالَ: الْقبل فِي الْوسط وَيظْهر نبضه فِي الْجَانِب الْأَيْسَر لِأَن الْبَطن الْأَيْسَر هُوَ الَّذِي ينبض. طَالب الْوَلَد: يَنْبَغِي أَن يكون غير سَكرَان ولامتخم بل يكون طَعَامه قد انهضم نعما وبدنه معتدل كُله. الأهوية والبلدان الأولى: شرب المَاء الْبَارِد وَمَاء الثَّلج يَجْعَل النِّسَاء عواقر لِأَنَّهُ يفْسد نظام الطمث وَكَثْرَة اسْتِعْمَال الْبِلَاد الْبَارِدَة تعسر فِيهَا الْولادَة والحارة تسهل فِيهَا وَقلة الرياضة والتعب وَقلة النَّقَاء من الطمث يُورث العقم لِأَنَّهُ يَجْعَل فَم الْعُرُوق الَّتِي فِي فَم الرَّحِم فِيهَا بلغم لزج يُؤمن الْقُوَّة الجاذبة وَلَا يجذب الْمَنِيّ بِقُوَّة وَلَا يتلق أَيْضا الْمَنِيّ إِذا وَقع فِيهِ وَلَا ينبسط نعما. سوء التنفس. الثَّامِنَة مِنْهُ: النِّسَاء اللواتي لَا يحبلن فِي الْأَكْثَر هن اللواتي اتنقى أبدانهن بدرور الطمث لَكِن يحتبس وَيفْسد فِيهِنَّ. الْيَهُودِيّ: قد تفْسد النُّطْفَة لخلال فتفقد مزاج الرجل وَالْمَرْأَة وتعرف مزاجها ولونها وَدم الْحيض فِي بياضه ورقته وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَقد يفرط خُرُوج دم الْحيض فتبرد الْأَرْحَام فتفسد النُّطْفَة وَيفْسد أَيْضا كَون الْحَبل لبعد عهد الْمَرْأَة بِالْجِمَاعِ وَقد يكون مني الرجل من الْحَرَارَة والبرودة فِي حَال تحسه الْمَرْأَة فَلَا تحبل لفرط مزاجه وَقد يكون فِي الرَّحِم يبس شَدِيد يتَبَيَّن

لَهُ المجامع فَلَا يُصِيب لَهُ لَذَّة لشدَّة يلْبسهُ وَهَذَا هُوَ الَّذِي يُسَمِّيه الْأَطِبَّاء العاقر باطلاق وَقد يبطل الْحَبل أَيْضا بالإلحاح من الرجل وَالْمَرْأَة على الْجِمَاع وَقد يكون من زِيَادَة الشَّحْم وَمن قُرُوح كَانَت فِي الأمعاء فأفسدت بعض الأشكال. دَوَاء قوي فِي طرح الْوَلَد فربيون يحمل سَاعَة فَأَنَّهُ يدر الطمث على الْمَكَان على أَنه لَا يخْشَى النزف. الطَّبَرِيّ قَالَ أبقراط: لم ير سقطا بَين الْخلقَة قبل الْأَرْبَعين وَلَا ذكر قبل الثَّلَاثِينَ فَأَما بعد هَذِه الْمدَّة فقد تتبين الصُّورَة وَقَالَ: إِذا تمت صُورَة الْجَنِين فِي خَمْسَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا تحرّك فِي سبعين ويولد فِي مِائَتَيْنِ وَعشرَة فَإِن تمت فِي خَمْسَة وَأَرْبَعين تحرّك فِي تسعين وَولد فِي مِائَتَيْنِ وَسبعين وَإِن تمت فِي خمسين تحرّك فِي مائَة وَولد فِي ثَلَاث مائَة وَذَلِكَ أَن كل جَنِين يَتَحَرَّك فِي ضعف الْمدَّة الَّتِي تتمّ فِيهَا صورته وَيخرج فِي ثَلَاثَة أضعافه وَالسمان أقل إنجابا والهواء الشمالي يُولد الذُّكُور والجنوب للإناث وَأَوْلَاد الشُّيُوخ والغلمان على الْأَكْثَر هن إناث وَأَوْلَاد الشَّبَاب على الْأَكْثَر الذُّكُور وَقصر الْمَوْلُود وَطوله إِنَّمَا يَأْتِي من ضيق الرَّحِم أَو سعته كالحال فِي الأترجة الَّتِي تدخل فِي قنينة كَبِيرَة أَو صَغِيرَة وَمن كَثْرَة المنى وقلته. عَلَامَات الْحَبل: خبرني غير وَاحِد من الثقاة: أَنهم أحسوا بعد الْجِمَاع فَم الرَّحِم نَاشِفًا فَحملت نسوتهم. الطَّبَرِيّ: الْمَرْأَة إِذا مشت إِن شالت الرجل الْيُمْنَى فَهُوَ ذكر وَالْأُنْثَى الْأَيْسَر وجربت هَذَا ثَلَاث مَرَّات فصح وَلَعَلَّه اتِّفَاق وَإِذا أصَاب الحبلى قبل الْولادَة وَعند الْولادَة وجع فِي الْبَطن والعانة سهلت الْولادَة وَإِن اتجع الصلب دلّ على عسر الْولادَة أبدا إِن الحبالى يسترخين أبدا من أول الْأَمر لاحتباس الطمث وَضعف الْجَنِين عَن التغذي بِهِ كُله فَإِذا عظم الْجَنِين خف ذَلِك عَنْهُم إِذْ يتغذى بِهِ كُله وينقيه عَنْهُن. عَلَامَات الذّكر: إِذا كَانَت الْحَرَكَة فِي الْبَطن فِي الْجَانِب الْأَيْمن أَكثر وتفقدت عين الْمَرْأَة فَرَأَيْت الْيُمْنَى أسْرع وأخف حَرَكَة ولونها ناضر مشرق فالحامل ذكر وبالضد. تَدْبِير الْحَامِل: يَنْبَغِي للحبلى أَن تحذر أَن تسْقط فِي الثَّامِن وَتحفظ نَفسهَا لإنه يخَاف عَلَيْهَا مَتى أسقطت شدَّة موت قَالَ: وينفع عِنْد حُضُور الْولادَة أَن تجْلِس الْمَرْأَة وتمد رِجْلَيْهَا ثمَّ تستلقي على ظهرهَا سَاعَة ثمَّ تقوم تصعد وتنزل فِي الدرج بِسُرْعَة وتصيح وتغضب ويهيج العطاس. أهرن: اسْتدلَّ على فَسَاد مزاج الرَّحِم الْحَار أَن النُّطْفَة تفْسد بذلك من شدَّة مزاج الْمَرْأَة وقضفها وصفرة اللَّوْن وانصباغ بولها وَسُرْعَة نبضها. وَبِالْجُمْلَةِ بِجَمِيعِ مَا يسْتَدلّ على الْجِسْم إِذا سخن وتخص دَلَائِل مزاج الرَّحِم خَاصَّة بِمَا يخرج من الْحيض إِذا كَانَ حارا جدا

وَاسْتدلَّ على أَنه تفْسد النُّطْفَة من أجل الْبرد لصداد هَذِه وَالْحيض الرَّقِيق الْأَصْفَر والأبيض واستعن مَعَ) ذَلِك بِالتَّدْبِيرِ وَسَائِر الْأَسْبَاب والأمراض الَّتِي تقدّمت. وَقد يكون العقم أَيْضا لَان المراة لَا تجامع دهرا فيبرد منيها وَيفْسد مزاج رَحمهَا إِلَى الْبرد وَمن كَثْرَة سيلان الطمث فيبرد لذَلِك الرَّحِم وَاسْتدلَّ على الرُّطُوبَة بِسَائِر دَلَائِل الْخراج وبكثرة مَا يسيل من الرَّحِم من النداوة وَاسْتدلَّ على اليبس بجفاف فَم الرَّحِم وصلابته وَيكون العقم من كَثْرَة اللَّحْم. قَالَ: إِذا كَانَ الأسقاط فِي الشَّهْر الثَّانِي وَالثَّالِث فَإِنَّهُ من أجل الرّيح الغليظة والبلغم فِي عروق الرَّحِم وخاصة الرّيح والإسقاط فِي الرَّابِع إِلَى السَّادِس يكون من اجل الرُّطُوبَة والبلغم الغليظ ويعالج مَا كَانَ من أجل البلغم وَالرِّيح الغليظ بِمَاء الْأُصُول ودهن الخروع وَيُعْطى كل ثَلَاثَة أَيَّام من حب المنتن فَإِن لم تستقها دهن الخروع فاسقها فِي كل خَمْسَة أَيَّام عشرَة أساتير من السكر الْعَتِيق مَعَ استارين من السمسم وَمَتى كَانَت ضَعِيفَة فَأَقل من ذَلِك بِقدر قوتها واسقها كل يَوْم غدْوَة قدر جوزة من الدحمرتا وشخزنايا أَرْبَعَة أَيَّام أوخمسة وأرحها يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة ثمَّ اسقها ايضا واعطها من دَوَاء الْمسك قدر حمصة وَمن جوارش البزور واحقن حبقن طاردة للريح: صعتر ونانخة وأبهل وكاشم وأعواد شبث وبابونج وسذاب وحسك وحلبة حفْنَة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى النّصْف وصف مِنْهُ رطلا وَأَقل وَاجعَل عَلَيْهِ من دهن الرازقي وسكرجة من دهن سمسم واحقنها فِي كل أَرْبَعَة ايام مرّة ودخنها أَيْضا بالدخن الحارة بالمقل والأشق وعلك الأنباط وشونيز مُفْردَة ومجموعة وتتحمل نفطا أسود ودهن نارين أوبلسانا تتحمله أَيَّامًا فَإِن هَذِه العلاجات جَيِّدَة للمراة الَّتِي تسْقط من الرطوبات وَالرِّيح خَاصَّة وعالج الَّتِي لَا تحبل من يبس فِي الرَّحِم بالحقن وتتحمل شَحم البط وأطعمها الاسفيذباج وَلُحُوم الجذاء وتسقى لبن الماعز حليبا وطبيخا وَمَا كَانَ لزوَال الرَّحِم إِلَى فَوق أوإلى جَانب فبالفصد من الصَّافِن لينزل وتفصد من النَّاحِيَة المائلة إِلَيْهَا الرَّحِم وتحتمل الْأَشْيَاء الملينة المسخنة والمدرة للطمث وَإِن كَانَ ذَلِك لزوَال الرَّحِم لَا من دم كثيرا اجْتمع فِي عروق الرَّحِم لَكِن لرطوبات وَيعرف ذَلِك من التَّدْبِير والسخنة والمزاج فانفضها بحب المنتن فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام وتتمرخ بدهن الرازقي وتحتقن بحقن حاارة لَطِيفَة كدهن الحلبة الخضراء أودهن الْجَوْز وطبيخ الحلبة. 3 (إسراع الْحَبل) تحْتَمل المراة إِ نفخة أرنب مسحوقة بدهن نبفسج وتحتمل بصوفة بعد الِاغْتِسَال من دم الْحيض أَو من مرَارَة الْأسد ومرارة الذِّئْب أومن مرَارَة الأرنب أَو من مرَارَة الْحمام من أَيهَا شِئْت نصف دِرْهَم مَعَ نارين حِين تَغْتَسِل من الْحيض وينفع من ذَلِك دخنة مر ولبنى وقنة بِالسَّوِيَّةِ تجْعَل قرصة بعد الدق بشراب وتبخر بمثقال مِنْهَا. أهرن: جوارش للحبلى الَّتِي ضعفت معدتها وكبدها وَيخَاف أَن تسْقط من الضعْف والرياح:

كمون منقع فِي خل مشوي بعد ذَلِك وبزر كرفس أُوقِيَّة نانخة زنجبيل جندبادستر من كل وَاحِد ثلث أُوقِيَّة سكر أوقيتان الشربة مِثْقَال أَيَّامًا وتغيب أَيَّامًا وتشرب أَيَّامًا بِمَاء بَارِد جوارش لذَلِك أَيْضا: مصطكى قاتلة كبابة قرنفل زنجبيل سك وَيُعْطى مِنْهُ. من كتاب الْحَبل لأبقراط: إِذا احببت ولادَة ذكر فعالج الرجل والمراة بِمَا يسخن مُدَّة وَلَا تجامع تِلْكَ الْمدَّة وَلَا تكْثر شرب المَاء بل تشرب الشَّرَاب قَلِيلا لإن الشَّرَاب يرق الْمَنِيّ وَلَا يسكر الْبَتَّةَ ولايجامع وَهُوَ شَارِب وَلَا ممتلئ بل فِي وَقت هُوَ خَفِيف فِيهِ إِلَى الْجُوع وليعالجا جَمِيعًا بحقنة مسخنة وباغذية كَذَلِك والحقن والمروخات المسخنة ابلغ. أبقراط: يتَوَلَّد الذّكر من الْمَنِيّ الغليظ الصلب. يغلظ بقلة الْجِمَاع وَقلة السكر وليتعاهد الرجل النّظر إِلَيْهِ فَمَتَى رَاه رَقِيقا يدبر حَتَّى يغلظ ثمَّ يُجَامع. أكل الْأَشْيَاء الحارة الْيَابِسَة يغلظ المنى وَإِن قل وَقَالَ: إِنَّمَا يكون الاشتمال إِذا كَانَت المراة تشْتَهي الْبَاءَة فَإِذا لم تشتهيه خرج مِنْهَا الْمَنِيّ وسال: وَقَالَ: قولا وَجب مِنْهُ إِن أَطَالَت الْمكْث والدوام فِي الْحمام يسْقط الْجَنِين وَإِن يضرّهُ الْهَوَاء الْحَار وَلَا يقوى بِهِ وَينْتَفع بالبارد لإنه زعم يستنشق مِنْهُ. وَقَالَ: المراة الَّتِي تحيض فِي كل اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا تَلد الذكران على الْأَكْثَر وَالَّتِي تحيض فِي كل ثَلَاثَة وَأَرْبَعين يَوْمًا تَلد الْإِنَاث. قَالَ: وَإِذا ولدت ذكرا وطهرها فِي أقل من ثَلَاثِينَ يَوْمًا فَلَيْسَ جَسدهَا بِصَحِيح وَأما الانثى فَفِي الاربعين وَقَالَ: الحبلى إِذا ولدت وَلم تستنق وتطمث بعد ذَلِك هَلَكت قَالَ: وَإِذا حملت وَلم تكن طمثت على مَا يَنْبَغِي بل كَانَت فَاسِدَة الطمث فَيجب للطبيب أَن يحتال فيسقيها بِلَا إفراط بعض المنقيه لَان الْجَنِين إِذا اغتذى غذَاء فَاسد هلك وَلَا تفرط فِي التنقيه وَشدَّة فتح الرَّحِم فَإِن الْغذَاء يخرج كُله فَيهْلك الْجَنِين لَكِن تلطف أَن يكون يخرج شَيْئا بعد شَيْء بِرِفْق من عنق الرَّحِم وَلَا تفتح فَمه.) قَالَ: وَاللَّبن يظْهر فِي اللينات الْأَبدَان أسْرع وَفِي الصلاب أَبْطَا. بولس: الْحمل يمْتَنع إِنَّمَا لانسداد فَم الرَّحِم وعلاجه مَذْكُور فِي بَابه وَإِمَّا لفساد مزاج مَعَ مَادَّة أَو بِلَا مَادَّة فاستدل عَلَيْهِ بالدلائل ثمَّ قَابل سوء المزاج بالمبدلة وَالَّذِي مَعَ مَادَّة بالإستفراغ وتبديل المزاج وَقد ذكرنَا دَلَائِل الرَّحِم والبارد وَالَّذِي بخلط خام غليظ بالدلائل وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم ولون الطمث ولين الْموضع. بولس: أَكثر مَا تعرض للحوامل كَثْرَة الفضول وتواترالقىء والتبزق والخفقان وَبطلَان شَهْوَة الطَّعَام. قَالَ: وينفع من ذهَاب شهوتين الْمَشْي المعتدل وَترك الطَّعَام الْحَار جدا وَشرب الشَّرَاب الْأَصْفَر الريحاني الْعَتِيق والفصد من كل مَا يشرب بقلة الشَّهْوَة وتبزق وقىء. قَالَ: أما من الْأَدْوِيَة: فعصى الرَّاعِي مَتى طبخ وَشرب طبيخه والشبث إِذا شرب طبيخه واسقيهن من الراوند صيني شَيْئا قَلِيلا قبل الطَّعَام وَبعده وتضمد فَم الْمعدة بورق الْكَرم والجلنار وَنَحْوهمَا مَعَ شبث وخل خمر عتيقة وَأما الخفقان يخفقه بتجرع المَاء الْحَار وَالْمَشْي الدَّقِيق وتدثير مَا دون الشراسيف بصوف لين. ولبطلان الشَّهْوَة تعرض عَلَيْهَا أَطْعِمَة

مُخْتَلفَة لذيذة ويعينهاعلى تَحْرِيك الشَّهْوَة الْحَرَكَة وَالسّفر الطَّوِيل وَتَنَاول الْأَشْيَاء الحريفة فِي بعض الاوقات وخاصة الْخَرْدَل فَإِنَّهُ نَافِع للحوامل الَّتِي بطلت شهوتهن وَمَتى كَانَت مترفة لَا تحْتَمل الحركات بغنة فَيَنْبَغِي أَن تعود قَلِيلا قَلِيلا بِقدر مَا لَا ينغي وَأما الورم المترهل فِي أقدامهن فاطلة بِمَا بَاب الترهل قَالَ: وَتَنَاول الْأَشْيَاء الحريفة الَّتِي قد بطلت شهوتهن. شرك قَالَ: اعصر الثوم واليابس وَيصب على مثله دهن حل ويطبخ حَتَّى يذهب المَاء فَإِنَّهُ جيد لإسراع الْحمل يحْتَمل مِنْهُ بصوفة فَإِنَّهُ جيد. للنقرس الْبَارِد وَجَمِيع الرِّيَاح الْبَارِدَة يحْتَمل دهن سوسن بصوفة ليَالِي كَثِيرَة وتمرخ بهَا الْعَانَة والدرز بِأَنَّهَا تحمل أَو يخلط مَعَ زيبق. شَمْعُون: مَتى كَانَت عروق رجل الْمَرْأَة الحبلى حَمْرَاء فإ نها تَلد غُلَاما وَإِن كَانَت سَوْدَاء فجارية وَمَتى عظم الثدي الْأَيْمن فغلام وَمَتى عظم الْأَيْسَر فجارية وَمَتى كَانَت حلمة ثدييها حَمْرَاء فغلام وَإِن كَانَت سَوْدَاء فجارية وَمَتى در اللَّبن من الْأَيْمن فغلام وَمن الْأَيْسَر فجارية وَقَالَ: مرها تَصُوم يَوْمهَا فَإِذا أمست أخذت من مَاء الْمَطَر سكرجة وَعَسَلًا نصف سكرجة فاضربها واسقها فان انعقل بَطنهَا فقد حبلت وَإِلَّا لم تحبل وَأَيّمَا امراة جَامعهَا الرجل فَوجدت من يَوْمهَا ضربانا ووجعا فِي بَطنهَا وظهرها وركبها فقد حبلت.) من الإختصارات: أَكثر من تسْقط من النِّسَاء فِي الشُّهُور الأول أَعنِي من الشَّهْر الأول غلى الثَّالِث فَإِنَّهَا تسْقط إِمَّا لريح تدفع النُّطْفَة وتزلقها اَوْ لسوء مزاج بَارِد يجمد أَو حَار يجفف فَيكون مِنْهُ شَيْء غير طبيعي فتدفعه الطبيعة وَأما من تسْقط من الرَّابِع إِلَى السَّادِس فَذَلِك من رُطُوبَة مزلقة فِي رَحمهَا لَا تحْتَمل لذَلِك ثقل الْجَنِين وَأما من تسْقط من السَّادِس الْحَبل فَإِنَّهُ من فَسَاد مزاج بَارِد. قَالَ: وَقد يعرض امْتنَاع الْحَبل لميلان الرَّحِم إِلَى الجوانب فَأمر الْقَابِلَة أَن تدخل إِنَّه من فَسَاد مزاج بَارِد. قَالَ: وَقد يعرض امْتنَاع الْحَبل لميلان الرَّحِم إِلَى الجوانب فَأمر الْقَابِلَة أَن تدخل إصبعها وَتنظر إِلَى أَي جَانب هُوَ مائل فَإِن كَانَ من الْجَانِب الَّذِي مَالَتْ إِلَيْهِ عروقه ممتلئة وَفِيه غلظ فافصد من رجلهَا المحاذية لذَلِك الْجَانِب وَإِن كَانَ هُنَاكَ تقلص وتكمش لاغلظ فالحقن والحمولات اللينة وَالْحمام والابزن. الطَّبَرِيّ: إِنَّمَا تَلد الذُّكُور إِذا كَانَ شبقا كثيرالمني وَالْمَرْأَة قَليلَة الْمَنِيّ فَإِن ذَلِك بعقب الْحيض إِذا حَاضَت قل منيها فَإِذا أَتَى عَلَيْهَا أَيَّام اجْتمع منيها أَيْضا. قَالَ: وَإِذا وَقع الْجِمَاع حِين تطهر من الْحيض كَانَ ذكرا وخاصة إِن كَانَت قَليلَة النُّطْفَة فِي الأَصْل. قَالَ: وَلَا تجامع الحبلى وخاصة فِي الشَّهْر الثَّامِن فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهَا من الْجِمَاع الْإِسْقَاط. قَالَ: الْحَامِل بِذكر إِذا قَامَت اعتمدت على الْيَد الْيُمْنَى وَكَذَلِكَ إِذا قعدت وبالضد. قَالَ:

علامات الاشتمال

ويسود حلمة الثدي الْأَيْمن أَولا ثمَّ يبتدأ فِي الْأَيْسَر ويتولد اللَّبن قبل فِي الْيَمين وَتَكون الْمَرْأَة حَسَنَة اللَّوْن سَمِينَة الْوَجْه قَليلَة الكلف والنمش فرحة وبالأنثى بالضد من هَذَا كُله. قَالَ: فَإِن كَانَ الْحمل ذكرا لم تشته الْجِمَاع وَإِن كَانَ انثى اشتهته. وَفِي كتاب الطَّبَرِيّ فِي بَاب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ قبل الْجِمَاع وَعند الْجِمَاع والتحذيرات وَالْأَحْوَال الَّتِي تحدثها فِي الْمَوْلُود أَشْيَاء كَثِيرَة: أوريباسيوس فِي صف الورم الْعَارِض فِي أرجل الحبالى أَشْيَاء قد كتبت فِي بَاب الورم الْحَار. ابْن ماسويه فِي علاج الْأَرْحَام: الْحَبل يمْنَع من فَسَاد مزاج أومن سدة أَو لإن فِي فضائه رُطُوبَة غَرِيبَة أَو من فَسَاد طمث أَو من ورم أَو لقرحة أَو لِكَثْرَة شَحم يعْطى عَلَيْهِ عَلَامَات الَّتِي لَا يحمل من الشَّحْم افصدها ورضها وقلل غذائها واعطها ثيارديطوس. قَالَ: وَالَّتِي تسْقط فِي الشَّهْر الأول إِلَى الشَّهْر الثَّالِث يكون من ريح وَمن الرّبع إِلَى السَّادِس من) رُطُوبَة فِي الرَّحِم ويزلق الْجَنِين لثقله وَمن السَّابِع إِلَى التَّاسِع لفساد مزاج بَارِد فِي الرَّحِم. عالج الَّتِي من ريح بدهن الخروع وَمَاء الحلبة وَحب الكسبينج والحرمل والحرف الْأَبْيَض المقلو ودهن خروع وشخزنايا ودحمرتا والحقن والدخن والفرزجات المعمولة بالنفط والصعتر والنانخة وتدخن بالسوسن والمقل وعلك البطم. قَالَ: وَإِذا سَالَ من الْحَبل دم كثير فَأَنا لَا نجسر على فصدها وَلَا على اسقائها مسهلا. قَالَ: النِّسَاء اللواتي لَا يحبلن من الشَّحْم عالجهن بعد الفصد بِهَذِهِ الفرزجات: عسل ماذى ودهن سوسن وَمر واحقنها بالحفن الحارة الَّتِي فِيهَا شَحم حنظل وتترك اللَّحْم الْبَتَّةَ والسمك والشحم. روفس فِي تهزيل السمين: الْمَرْأَة السمينة إِذا تفرغت الطوبة من رَحمهَا ويسخن الرَّحِم علقت وَأكْثر ذَلِك لَا تعلق فَإِن علقت أسقطت والمراة السمينة وَإِن لم تسْقط فَهُوَ ضَعِيف مهين. ميسوسن فِي القوابل قَالَ: إِذا اقْتَضَت الْبكر فأجلسها فِي شراب وزيت فَإِن أصَاب الْموضع جرح شَدِيد فضع فِيهِ مرهما بعد أَن تجْعَل أنبوبة فِي فَم الرَّحِم لِئَلَّا يلتصق الَّتِي تسرع بِالْوَلَدِ بنت خَمْسَة عشر عَاما إِلَى الْأَرْبَعين الَّتِي لَيْسَ رَحمهَا بجاس وَلَا مسترخ جدا وَلَا مفرط فِي الْحر وَالْبرد الَّتِي تحيض وَقت حَيْضهَا المعتدلة الْأكل وَالشرَاب الفرحة المسرورة من علقت قبل خمس عشرَة سنة خيف عَلَيْهَا الْمَوْت لِأَن رَحمهَا صَغِير فَلَا تَلد إِلَّا بِمَشَقَّة شَدِيدَة وَالْمَرْأَة الدائمة الْحزن وَالوهم لاتعلق وَالَّتِي تتخم كثيرا لَا تعلق أوفق الْوَقْت للعلوق فِي اخر الْحيض ونقصه. وَإِذا كَانَ الْجِسْم معتدلا لَيْسَ بممتلئ من الطَّعَام وَالشرَاب وَفِي أول وَقت الطمث لَا تعلق لِأَن الرَّحِم ممتلئة رُطُوبَة غير مُوَافقَة للجذب. 3 - (عَلَامَات الاشتمال) أَلا تَجِد الْمَرْأَة بللا فِي الْفرج بعد الْجِمَاع ثمَّ يَنْقَطِع الْحيض ويربو

علامات حمل الذكر

الثدي ويعظم الْبَطن ثمَّ يَتَحَرَّك الْجَنِين. يَنْبَغِي أَن تلْزم الْحَامِل فِي أول حملهَا السّكُون وتقلل الْغذَاء وَبعد ذَلِك تمشي قَلِيلا وَتلْزم الْحمام باعتدال لَا تبطئ وتتغذى بِكُل سريع النضج وتتجنب كل حريف وكل مر نافخ. تبدأ بالحامل الشَّهَوَات الرَّديئَة من الشَّهْر الثَّانِي وَالثَّالِث وَتبقى كَذَلِك إِلَى الرَّابِع وَالْخَامِس فَإِذا حدثت هَذِه الشَّهَوَات فلتلزم السّكُون وتقل الطَّعَام وَالْحمام إِلَّا باعتدال والأغذية المقوية لفم الْمعدة وتشرب شرابًا مرا بِالْمَاءِ الْبَارِد. الَّتِي يعرض لَهَا فِي الطَّعَام تغمر يداها ورجلاها بعد أكلهَا وضع على معدتها ضمادا فاترا وَتمسك فِي الْفَم حب رمان حامض. 3 - (عَلَامَات حمل الذّكر) أَن تكون حَسَنَة اللَّوْن حَمْرَاء وبالأنثى تكون مصفرة أَو مخضرة وَالذكر ثدييها الْأَيْمن أكبر من الْأَيْسَر والتوأمين ثدياها مَعًا عظيمان والحبلى الَّتِي ترى الدَّم من النِّسَاء الكثيرات الشّعْر الكثيرات الدَّم واللواتي يرين الدَّم فِي حبلهن إِن جومعن حملن حملا على حمل. الْمَرْأَة تعلق مَا دَامَت تطمث. الْجَنِين يتَوَلَّد فِي سبع وتسع وَإِحْدَى عشرَة. وَإِذا أصَاب الْمَرْأَة وجع فَيَنْبَغِي أَن تجْلِس على كرْسِي فَإِذا انْشَقَّ الصفاق الممتلئ بولا فليتزحرن حَتَّى يخرج. قَالَ: فعسر الْولادَة من أجل المشيمة على جِهَتَيْنِ: إِمَّا لِأَن المشيمة صلبة غَلِيظَة يعسر انشقاقها أَو رقيقَة تَنْشَق سَرِيعا وتسيل الرُّطُوبَة فتجف الرَّحِم ويعسر زلق الْجَنِين من الرَّحِم وَمن قبل أَن الرَّحِم يكون يَابسا أَو كثير الرُّطُوبَة فَلَا يقدر على ضم الْجَنِين فيدفعه أولان تكون أُنْثَى فَإِنَّهَا أعْسر خُرُوجًا أَو لإن الْجَنِين مَاتَ مُنْذُ أَيَّام أَو لإن الْفرج يَعْنِي فَم الرَّحِم ضيق أَو لِأَن الْفرج يَعْنِي فَم الرَّحِم ضيق أَو لِأَن الْمَرْأَة شَابة لم تَلد أَو لورم والمعي ولثفل يَابِس هُنَاكَ أَو لرقة خصر الْمَرْأَة أَو لشدَّة هزلها أَو لإنها سَاقِطَة الْقُوَّة أَو لخَبر يغم الْمَرْأَة فَإِنَّهَا إِذْ ذَاك يعسر ولادها أَو لبرد الْهَوَاء الْمُحِيط بهَا. 3 (خُرُوج الْجَنِين الطبيعي) أَن يخرج على رَأسه والمجنب والمنطوى وعَلى رُكْبَتَيْهِ وفخذيه هَذَا الْخُرُوج كُله غير طبيعي. إِذا انشقت المشيمة سَرِيعا وسالت الرُّطُوبَة قبل الْولادَة بِوَقْت كَبِير فادهن الرَّحِم وفرجها بشمع أَو بَيَاض الْبيض أَو بشحم إوز كَذَا افْعَل بِالَّتِي قلت رطوبتها. الْمَرْأَة الَّتِي مشيمتها غَلِيظَة لَا تَنْشَق سَرِيعا يجب أَن يدْخل الإصبع فِي طرفه حَدِيدَة خُفْيَة ويشق بِهِ المشيمة أَو بإبرة أَو مبضع. الَّتِي يعسر ولادها لكبرالجنين تدخل الْقَابِلَة يَدهَا فتجذب قَلِيلا قَلِيلا فَإِن لم يتَّفق ذَلِك فاربط من الْجَنِين مَا أمكن بحاشية ثوب لين ويمد فَإِن لم يخرج علق بكلاب ويمد فَإِن لم ينفذ قطع عضوا عضوا على مَا يُمكن وَيخرج كَمَا تواتى لِلْخُرُوجِ. والجنين الْمَيِّت يُبَادر باخراجه قبل أَن ينتفخ ويرم فَإِن لم يُمكن قطع وَإِذا كَانَ رَأسه

عَظِيما شقّ وَأخرج دماغه وخدشت الْفَخْذ ثمَّ يعلق بصنانير وَيخرج وَإِن عسر خُرُوجه لِأَن فِي رَأسه مَاء ثقب الرَّأْس حَتَّى يخرج المَاء فَإِن خرج بعد ذَلِك وَإِلَّا ربط عُنُقه بحاشية ثوب ثمَّ مدت فَإِن خرج خرج وَإِلَّا علق بصنارات. وَمَتى كَانَ شكل الْجَنِين غير مستو فهز الْمَرْأَة مَرَّات لَعَلَّه يَسْتَوِي ومرها أَن تقوم على سَرِير وارفع رِجْلَيْهَا إِلَى فَوق ويهز السرير بِقُوَّة فَإِن دخل الْعُضْو وَمَتى خرجت فاجهد على أَن ترده وهز الْمَرْأَة فَإِن اسْتَوَى وَرجع الْجَنِين إِلَى تجويف الرَّحِم وَإِلَّا قطع عضوا عضوا يدا كَانَ أَو رجلا. واحرص أبدا أَن تجْعَل راس الْجَنِين إِلَى أَسْفَل فَإِن لم يُمكن ذَلِك فَرد رجلَيْهِ إِلَى أَسْفَل. وَإِذا كَانَ الْجَنِين يخرج على جنبه فادفعه ثمَّ يدْخل الْيَد ويحول على الشكل الطبيعي فَإِن لم يُمكن فَإِذا هُوَ دخل فهز الْمَرْأَة فَإِنَّهُ يرجع إِلَى الشكل فَإِن لم يرجع فعلقه إدمان شم الطّيب يعسر الْولادَة وَذَلِكَ أَن الرَّحِم يتشمر إِلَى فَوق فَاسْتعْمل مِنْهُ مَا يرد الْقُوَّة فَقَط والمنتنة تعين على سهولة ذَلِك. وَالَّتِي تعسر وِلَادَتهَا للسمن فأجلسها على ركبتيها وتطأطأ رَأسهَا حَتَّى يرْتَفع الْبَطن عَن مَوضِع الرَّحِم فَيخرج الْجَنِين وَكَذَا فافعل إِذا كَانَ الورم أَو الجساء يضغطان الرَّحِم فَإِن السمينة الشَّحْم فِيهَا يضغط الرَّحِم فَإِذا شكل بِهَذَا الشكل لم يضغط على الرَّحِم. وَالَّتِي تعسر عَلَيْهَا الْولادَة من كَثْرَة الثفل فِي المعي وَالْبَوْل فِي المثانة فابدر بالحقن بِمَاء وَعسل وبورق ويدر الْبَوْل ثمَّ يجلس فِي المَاء الْحَار. والمستميتة الضعيفة تعان على التزحر بضغط المراق. وَالَّتِي فِي قبلهَا شئ يوجع من شقَاق أَو جرح فلتكمد وَيصب فِي رَحمهَا دهن كثير فان كَانَ بهَا بواسير توجع لذَلِك مَتى طلقت فانطله وأجلسها فِي مَاء حَار. وَإِن عسر) لبرد أَصَابَهَا فصب فِي الْقبل مَاء ودهنا مسخنا وادهن الْعَانَة والمراق وَالظّهْر بدهن الْغَار وَمَتى عسرت الْولادَة لِضعْفِهَا أَو لاسترخائها فأجلسها فِي بَيت ريح وروحها وأشمها الطّيب مَا دَامَت صَحِيحَة تستلذه وأغذها بصفرة بيض وخمر مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا احتجت أَن تسْتَعْمل الْحَدِيد فأجلسها على كرْسِي كَمَا تجْلِس عِنْد الْولادَة وَليكن خلف ظهرهَا شىء تستند إِلَيْهِ ويجثو المعالج على إِحْدَى ركبته ولتكن الْيُمْنَى ثمَّ يعْمل مَا يُرِيد وليفتح الْفرج باللولب فانه ينفتح مَعَه الرَّحِم وَتخرج المشيمة هَكَذَا تفتح الْمَرْأَة شدقها وَتدْخل من النَّفس أعظم مَا يكون وتعطس فان لم تخرج أدخلت الْيَد الْيُسْرَى مقلة الْأَظْفَار وتمد المشيمة قَلِيلا وَإِيَّاك والعنف فان لم تخرج وَخفت أَن تَنْقَطِع فاربط مِنْهَا مَا نَالَ يدك ثمَّ شده إِلَى فَخذ الْمَرْأَة شدا معتدلا واحقن الرَّحِم بمرهم باسليقون لتعفن المشيمة واسقها مَا يخرج المشيمة وَأَشد مَا على الحبلى خُرُوج الرجلَيْن وانفتاح الذراعين فِي الرَّحِم وَذَلِكَ أَن هَذَا يؤلم جدا. بولس قَالَ: والولاد الطبيعي اسهل على الْمَرْأَة وأسرع خُرُوجًا قَالَ وَيعلم أَن الْجَنِين متهيئ لِلْخُرُوجِ على الشكل الطبيعي آن ترى الْمَرْأَة تزحرها وَطَلقهَا يمِيل إِلَى اسفل وتشتاق

إِلَى شم الْهَوَاء فَحِينَئِذٍ اعْلَم أَن الْجَنِين على الشكل الطبيعي فإياك والغمز على بَطنهَا من الْجَانِبَيْنِ إِلَى فَم الرَّحِم فانه إِذا انْزِلْ على رَأسه نزلت مَعَه المشيمة وتنظفت الْمَرْأَة بِمرَّة. قَالَ: وَإِذا ربطت المشيمة بفخذها فعطسها بعد ذَلِك وَإِذا رَأَيْت لشق المشيمة وَجها فَشَقهَا واغمز بعد على الْبَطن وتتزحر الْمَرْأَة فَإِن الْجَنِين يخرج سَرِيعا وجلوس الواضعة أبدا على كرْسِي فَإِنَّهُ أوفق والتعطيس يُوَافق الحبلى إِذا كَانَ فِي تزحرها ورفعها تَقْصِير إِذا كثر النزف فعصب يَديهَا عصبي وَهَذِه الْأَدْوِيَة ضارة بل انفخ فِي الرَّحِم وتزرق فِيهِ وَحمل شيافا متخذا من عفص وكندر وشراب. سرابيون: عَلامَة الحبلى أَلا تَجِد رُطُوبَة بعد الْجِمَاع لَكِن يكون فَم الرَّحِم يَابسا نَاشِفًا فسل عَن ذَلِك وتحس فِي وَقت الْجِمَاع كَأَن غشيا اعتراها وتوجعها بعد ذَلِك عانتها وسرتها وَقبلهَا قَلِيلا وفم الرَّحِم يَنْضَم جدا وَلَا تشتاق غلى الباه ثمَّ ترْتَفع حَيْضهَا وتشتهي الأغذية الحامضة وتكلف وتنمش وَجههَا ويخضر وَتسود حلمة الثدي وينتفخ الثدي وَيكبر حجمه ويصفر بَيَاض عينيها وتسقى مَاء الْعَسَل على مَا ذكر أبقراط. من أقربادين حُبَيْش: حقنة للَّتِي تسْقط فِي الشُّهُور الأول لِكَثْرَة بلغم فِي الرَّحِم: خُذ حَنْظَلَة واملأها دهن سوسن بعد إِخْرَاج حبها واتركها يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ تجْعَل من غَد على رماد حَار) حَتَّى يغلى الدّهن فِيهَا ويبرد ويصفى ويحقن بِهِ وَهُوَ فاتر فَإِنَّهُ عَجِيب. الْمَرْأَة القليلة الْحيض النزرة غير مُوَافقَة للتوليد لِأَن ذَلِك يكون إِمَّا من قلَّة دم الْجِسْم أَو من تكاثف أَفْوَاه عروق الرَّحِم وَلَيْسَ مِنْهَا وَاحِد مُوَافق وتكاثف عروق الرَّحِم لَا تتَعَلَّق لَهَا مشيمة وَإِن تعلق خرج مِنْهُ دم كثير غليظ كَاف. الأولى من كتاب الْمَنِيّ: إِذا كَانَ الْمَنِيّ رَقِيقا لم يتهيأ أَن يكون صَاحب الغشاء الأول وَذَلِكَ أَنه فِي اجتذاب الرَّحِم لَهُ ينخرق وَيكون ذَلِك سَببا لخُرُوج الْمَنِيّ وسقوطه من الْأُنْثَى هَذَا بَاب فِي الْعلم فاعرفه أعالج اللواتي لَا يحبلن بالشيافات الحارة تدمن احْتِمَاله الْمُتَّخذ من البلسان ودهنه والبان والمسك وأظفار الطّيب وَنَحْوهَا وَيُعْطى المعجونات الحارة فَهَذَا علاجه على الْأَكْثَر فان أدمن عشرَة أَيَّام جومعت. قَالَ: اتخذ أقراصا من مر وميعة وَحب الْغَار وبخرها بِهِ كل يَوْم. القرابدين الْعَتِيق: يسكن غثى الْحَوَامِل لبن الْبَقر حليبا إِذا شربته سكن. عَلَامَات استخراجها حنين من كتب ج: زعم قوم أَن القوابل ينظرن إِلَى الْمَرْأَة فان رأين ثديها قد انبسط وَتغَير عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ علم أَنَّهَا حُبْلَى وَمَتى كَانَت الْعين غائرة وَفِي جفنها استرخاء وَكَانَت حادة النّظر صَافِيَة الحدقة ممتلئة بَيَاض الْعين غلظة حكم أَنَّهَا حُبْلَى فَأَما

تعرف الذُّكُور فَإِن القوابل ينظرن إِلَى بطن الْحَامِل فَإِن كَانَ ممتلئا مستديرا ترى فِيهِ صلابة وَكَانَت نقية اللَّوْن حكم أَنَّهَا ذكر وَإِن كَانَ فِيهِ طول واسترخاء وَكَانَ فِي لَوْنهَا كلف ونمش فالحامل انثى وَإِن تغير رَأس الثدي إِلَى الْحمرَة فَذكر وان تغير إِلَى السوَاد فانثى وَخذ لبن الْحَامِل بَين إِصْبَعَيْنِ فَإِن كَانَ غليظا شَدِيد اللزوجة فَذكر وَإِن كَانَ قَلِيل اللزوجة فانثى ويقطر من اللَّبن على مرْآة وتوضع فِي الشَّمْس بِرِفْق وَلَا يُحَرك سَاعَة فان اجْتمع وَصَارَ كانه اللُّؤْلُؤ فَذكر وان انبسط فانثى وتعرف عدد مَا يكون: إِن كَانَت السُّرَّة االمتصلة بالمشيمة وَإِن كَانَ فِيهَا التعجير وَالْعقد فبقدر ذَلِك التعجير تَلد وَإِن لم يكن فِيهَا شَيْء لم تَلد بعد فان أسقطت وَلَدهَا فَرُبمَا بَطل هَذِه الدّلَالَة. مسَائِل حنين: الْمَوْلُود لسبعة أشهر يكون لقُوَّة الْجَنِين يهتك الأغشية قبل الْوَقْت لإنه يصيبهم تغير عَظِيم وهم صغَار بعد. قَالَ: وَأكْثر المولودين لسبعة اشهر يَمُوت لانه يصيبهم تغير عَظِيم وتسوء حالتهم والاجنة فِي الثَّامِن يمرضون وتسوء حالتهم يدل على ذَلِك ان الْحَوَامِل اسوأحالا فِيهِ واثقل مِنْهُم فِي جَمِيع الشُّهُور وَحَال الْجَنِين فِيهِ تَابِعَة لحَال أمه وَلِهَذَا الْمَوْلُود فِيهِ لَا يعِيش وَتَمام هَذَا الْبَحْث فِي مسَائِل حنين فِي المولودين لثمانية أشهر وَالَّذِي يعرض للجنين فِي الثَّامِن انقلابه لانه) يصير رَأسه إِلَى فَوق وَفِي الثَّامِن يَنْقَلِب فَيصير راسه إِلَى أَسْفَل إِن كَانَ كَذَلِك فالمولود لتسعة أشهر تكون حَاله على الضِّدّ من هَذَا وَقَول حنين فِي هَذَا الْمَعْنى إِن كَانَ جَنِينا قَوِيا هتك اغشيته فِي السَّابِع وَخرج وَإِذا كَانَ دو ذَلِك انْقَلب فِي الثَّامِن فَيصير راسه إِلَى أَسْفَل وَلم يبلغ من شدَّة اضطرابه أَن يخرج حِينَئِذٍ فانه يكون ضَعِيفا جدا لانه لم يَتَحَرَّك بِقُوَّة شَدِيدَة كَمَا أَن الَّذِي فِي السَّابِع لَكِن إِنَّمَا كَانَت حركته لانقلابه بالطبع فاذا انْقَلب كَانَ كالميت وَيحْتَاج إِلَى أَن يبْقى فِي هَذَا الْعَالم إِلَى قُوَّة فاذا اجْتمع عَلَيْهِ الْخُرُوج بعقب الانقلاب وضررالخروج لم يُمكن ان يعِيش وَإِن لم يخرج بَقِي فِي الرَّحِم إِلَى أَن يقوى قَلِيلا وتتراجع قوته فيعيش. قَالَ: كل مَوْلُود لايخرج مرأسا فانه يصعب خُرُوجه وَتعرض من صعوبة الْخُرُوج اشكال مُخْتَلفَة وشرها الجنبية وَهَذِه الاشكال الرَّديئَة إِمَّا أَن تقتل الْجَنِين وَالأُم وان لم تقتل الْجَنِين وَالأُم تورم الْجَنِين بِشدَّة الْخُرُوج فيتورم خَارِجا وَيَمُوت فِي الْأَكْثَر إِلَّا أَن يسكن قبل ثَلَاثَة أَيَّام. قَالَ: واقوى المولودين واكثرهم تربية الَّذين يولدون لعشرة لانهم بعدوا من المرضى الَّذِي نالهم فِي الثَّامِن ولانهم أَيْضا قد عظموا فالعليل من هَؤُلَاءِ يبرأ. على مَا رَأَيْت لِابْنِ ماسويه: الْحَبل يمْتَنع إِمَّا لسوء مزاج بِالرجلِ وَالْمَرْأَة إِمَّا فِي جملَة الْجِسْم وَالْمَرْأَة إِمَّا فِي جملَة الْجِسْم وَإِمَّا فِي اعضاء التناسل فابحث أَولا عَن حَال التَّدْبِير بالعلامات الَّتِي تخص

ثمَّ عَن حَال أَعْضَاء التناسل مِنْهَا وَيعرف ذَلِك من كمية الْمَنِيّ وَكَيْفِيَّة وَالْحيض فانه مَتى كَانَ أحداهما نزرا قَلِيلا أَو منتنا أَو شَدِيدا الرقة أَو الغلظ استدلت بذلك على سوء المزاج الَّذِي يولده وَقد يمْنَع الْحَبل أَن يقْضِي الرجل حَاجته وَلَا تقضيه الْمَرْأَة فان الْحَبل لَهما يلتئم أَن يلتقى فِي وَقت وَاحِد فَيَنْبَغِي أَن يعرف ذَلِك الرجل من عَيْني الْمَرْأَة واسترخائها وتقضى حَاجته ذَلِك الْوَقْت وَقد يمْتَنع لِكَثْرَة مَا سَالَ من الطمث وَيحْتَاج إِلَى اسخان وَمن دشنيذ فِي فَم الرَّحِم وَيكون قد تقدمه بَوْل الدَّم ووجع وَمن السّمن والهزال الشَّديد ويحتاجان إِلَى الضِّدّ. جَوَامِع القوى الطبيعية: عَلامَة الْحَبل شدَّة انضمام الرَّحِم وتشمره الى فَوق ذكر الْحَوَامِل أَن فَم الرَّحِم يَتَقَلَّص إِلَى فَوق بِكَثْرَة التانيث يكون لغَلَبَة المنيين فاذا كَانَ مني الرجل اكثر كَانَ ذكرا وبالضد وَلذَلِك يَنْبَغِي ان يتوخى من يُرِيد توليد الذُّكُور أَن يكون شبقا غزير الْمَنِيّ وَالْمَرْأَة غير الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من ابيديميا: العلامات الْمُنكرَة للحامل: أَن يَأْتِي الطمث دَائِما إِلَى ان يمْضِي شَهْرَان اَوْ ثَلَاثَة وان تشْتَهي من الْأَطْعِمَة شَيْئا بَعيدا مِمَّا يشتهيه الْحَوَامِل اَوْ لَا يَتَحَرَّك الْجَنِين أصلا) فِي جَمِيع وَقت الْحمل وان يعرض وجع فِي الرَّحِم والنافض والحمى وضمور الثدي. ابْن ماسويه للحامل الَّتِي ترى الدَّم: تقوى الرَّحِم بِمثل هَذَا: عدس مقشر قشر رمان عفص آس يَابِس يخبل ويضمد وَيقْعد فِي هَذَا المَاء وَلَا يكون فِيهِ طيب. مسيح: تسْتَعْمل القوابل بخورات لمن لَا تحبل فِيهَا: زرنيخ أَحْمَر وَجوز السرو ويعجن بميعة سَائِلَة ويبخر فِي قمع ثَلَاثَة أَيَّام بعد الطُّهْر ثمَّ يُجَامع بعقب البخور أَو من ميعة سَائِلَة فِيهَا حب الْغَار يعجن بِعَسَل ويحبب ويبخر بدرهم مَرَّات ثَلَاثًا. الْمسَائِل الطبيعية: المدمنون الشَّرَاب وَالسكر لَا ينجبون. أبقراط من كتاب حَبل على حَبل: يَقع حَبل على حَبل بِالْمَرْأَةِ الَّتِي يفْسد فَم رَحمهَا نعما بعد الْحَبل وتريق مدا قَلِيلا فِي حبلها وَإِذا وَقع ذَلِك فانه إِن كَانَ الأول لم يتَصَوَّر عفن وَخرج من الرَّحِم وتهيج بهَا حمى ويتهبج الْوَجْه وأمراض رَدِيئَة إِلَى أَن تسْقط أَحدهمَا. عَلَامَات موت الْجَنِين بالبطن: أَن تأمرها أَن تنام على أحد جنبيها فَيسْقط إِلَى أَسْفَل كالحجر وَيكون المراق حول السُّرَّة بَارِدًا فانه مَا دَامَ الْجَنِين حَيا كَانَ حَار أَيّمَا امْرَأَة نزفت قبل خُرُوج الْجَنِين عسر خُرُوجه وَخيف أَن يَمُوت إِذا أَكثر من مجامعة الحبلى هان عَلَيْهَا إِذا عسرت الْولادَة جدا ثمَّ خرج حَيا فَلَا تقطع سرته حَتَّى يَبُول أَو يعطس أَو يبكي وَإِن لم يَتَحَرَّك سَاعَة طَوِيلَة فانه لَا يعِيش. يكون عين الْحَامِل غائرة عميقة وَفِي بَيَاض الْعين كمدة إِذا كَانَت الْمَرْأَة فِي حملهَا كالمستسقى استسقاء لحميا بَيْضَاء الْأذن وطرف الْأنف حَمْرَاء الشّفة فاما أَن تَلد مَيتا أَو يَمُوت فيعالج هَؤُلَاءِ بالفرزجات الطّيبَة الرَّائِحَة والأدوية

العطرية وَالشرَاب الريحاني والأغذية اللذيذة حَتَّى تحمر آذانهن وأنوفهن وَأي حَامِل أكثرت من الطين والفحم لصق ذَلِك بِرَأْس الْجَنِين والثدي الْأَعْظَم فِي ذَلِك الْجَانِب يكون الْجَنِين. الْجَوَارِي اللواتي لَا يطمئن من صغرهن لَا تجذب أرحامهن جذباً قَوِيا. الْمَرْأَة الْوَلُود إِذا صَارَت إِلَى ضد ذَلِك يَنْبَغِي أَن تفصد فِي السّنة مرَّتَيْنِ من يَديهَا ورجليها قد يمْتَنع الْحَبل لضيق فَم الرَّحِم فَاسْتعْمل ميلًا من أسرب قَلِيلا قَلِيلا وَيمْسَح بدواء ملين وتسقى شرابًا وَيكثر الْحمام وتستعمل الكرفس والكمون والكندر بِالسَّوِيَّةِ يشرب مِنْهُ على الرِّيق كل يَوْم ولتأكل كرنبا ويعين على الْحَبل الفرزجات الحارة وَالْجُلُوس فِي مياه حارة بعد تنقية الْجِسْم بالمسهل وَقد يمْتَنع الْحَبل من رُطُوبَة الرَّحِم وإملاسه وَيَنْبَغِي أَن تجفف بشياف حارة يسيل مِنْهَا) الرطوبات وتجلس فِي مياه قابضة وتمنع من كَثْرَة الشَّحْم وَيَنْبَغِي أَن تهزل بأدوية ملطفة وَيمْنَع الإنجاب من أجل السكر وَمن الشَّرَاب الْأَبْيَض الرَّقِيق والأحمر القوى الصّرْف فانه يمْنَع مِنْهُ وينفع من ذَلِك ترك الِاغْتِسَال بِمَاء حَار. الِاغْتِسَال بِمَاء بَارِد والأغذية السمينة القوية السريعة النضج الجيدة الْخَلْط وَمَا يُولد الذُّكُور أَن تُؤْتى من قبل الطُّهْر وتربط الخصية الْيُسْرَى وتولد الْإِنَاث بضد ذَلِك مَتى عرض للْمَرْأَة بعد ولادها وجع فاسقها مرقا الف ب متخذا من مَاء الشّعير وكراث وشحم عنز. د: احْتِمَال الانفحة مَعَ زبد بعد الطُّهْر يعين على الْحَبل وَقَالَ: بزر الأنجرة البرى إِذا شرب كَذَلِك بزر ساساليوس تسقى مِنْهُ الْمَوَاشِي الاناث ليكْثر النِّتَاج قَالَ: رب الحصرم يدبغ معد الْحَوَامِل وَيمْنَع الشَّهَوَات الردئية جيد للبطن. ابْن ماسويه: شراب الرُّمَّان الْمَعْمُول بالحبق نَافِع للحوامل الشيلم مَتى تبخر مَعَ مر وَسَوِيق شعير أَو زعفران أَو كندر أعَان على الْحمل من أحب أَن يعلق امْرَأَة سَرِيعا فلتحمل الْمَرْأَة ليَالِي كَثِيرَة صموغا متوسطة للحرارة كالمقل وَمَا لم يُجَاوِزهُ فِي الْحر وَأما الْقَيْء الْعَارِض للحوامل فاطلب علاجه فِي بَاب الْقَيْء فهناك تَجدهُ إِن شَاءَ الله. ابْن ماسويه فِي علاج الحبالى اللَّاتِي يسقطن لأربعة أَو خَمْسَة: تسْقط من اجل رُطُوبَة فِي رَحمهَا وَأما الَّتِي فِي السَّابِع وَالثَّامِن فَمن الرّيح وعلاجه من الرّيح بدهن خروع مَعَ مَاء حلبة والرازيانج وَحب السكبينج والحرف الْأَبْيَض المقلو مَعَ الأبهل وبزر الكرفس وَالسكر الْعَتِيق والدحمرتا والشخزنايا والحقن والدخن والفرزجات الحادة الَّتِي تعْمل من نفط أسود وصعتر ودهن بِلِسَان ونانخة وتدخن بالشونيز والمقل والزوفا وعلك الأنباط وَنَحْوهَا وَمَا جرى مجْراهَا فِي نفي الرّيح وطردها. وَإِذا ضعفت الْمَرْأَة لِكَثْرَة سيلان الدَّم فِي قوت الْولادَة فدبرها بِمَا يرد الْقُوَّة من تدبر الناقه واللاتي لاتجملن للشحم فافصلها واحقن بحقنة حارة مَرَّات فِيهَا شَحم الحنظل وزيت وملح وبورق وَحملهَا فرزجات من عسل وَمر ودهن سوسن. أسليمن قَالَ: مر الْمَرْأَة وَالصَّوْم يَوْمًا فَإِذا أمست فلفها فِي ثِيَاب ودخنها بالإجانة والقمع ببخور مَا يكون ذَلِك فِي رَحمهَا وَقد توثقت من حُرُوف الاجانة لِئَلَّا يخرج الدُّخان الْبَتَّةَ فان

خرج الدُّخان فَمن فمها فَلَيْسَ بهَا حَبل أَو تاكل بِالْغَدَاةِ أكلا قَلِيلا وَلَا تَأْكُل بَقِيَّة يَوْمهَا ذَلِك ثمَّ حملهَا) ثومة لَيْلهَا أجمع فان أُصِيبَت ريح الثوم فِي فمها فَلَيْسَتْ بعاقر. لتفورش الفلسفى: النِّسَاء فِي هبوب الْجنُوب يلدن إِنَاثًا أَكثر وَقد جرب ذَلِك الرعاء لرطوبة الْهَوَاء وَفِي الشمَال الذكران وَسن الشَّبَاب للذكران أَكثر والمشايخ وَالصبيان للأناث أَكثر وَإِذا كَانَ رِبَاط الذّكر قَصِيرا حَتَّى انه يعقب الذّكر ويقوسه كَانَ أقل انجابا لِأَنَّهُ يمْنَع من بروز المنى الْيَهُودِيّ: منى السَّكْرَان لَا يعلق فِي أَكثر الْأَمر لِأَنَّهُ يرطب جدا وَقد رَأَيْت الَّذين ينتجون إِذا أَرَادوا أَن يكون نتاجهم فحولة شدّ من الْفَحْل خصيته الْيُسْرَى لينزل المأمن الْيُمْنَى وبالضد وَقَالَ: ويسقى علا أوقيتين بِمثلِهِ من مَاء مطر عِنْد النّوم إِذا أَرَادَت أَن تعلم هَل هِيَ حُبْلَى أم لَا وَيمْتَنع الْحَبل ... ... ... ... . . الف ب رعشة ففصدت الصَّافِن فسكن مَا بهَا لِأَن رعشتها كَانَت لِأَن الدَّم لم يخرج وَكَذَا ورمها وَإِنَّمَا كَانَ للوجع وَكَثْرَة الدَّم. النُّفَسَاء رُبمَا عرض لَهَا حمى ووجع فِي الرَّحِم لورم يحدث إِمَّا لعسر الْولادَة أَو للاستفراغ يَنْبَغِي أَن تقعد فِي مَاء حَار وتسقى مَاء كشك الشّعير فانه يسكن وجعها وَيرد قوتها ويرطب بدنهَا وَجَمِيع الأغذية الْيَابِسَة لَهَا رَدِيئَة لِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن ترطب لنزف دَمهَا ويسهل خُرُوجه فتنقى وَمَاء الشّعير كَذَلِك وَهُوَ مَعَ ذَلِك يلطف ويرق وَلذَلِك يعين على سرعَة التنقية ودرور الدَّم وَيجب أَن يكون غليظا لِأَنَّهُ أغذأ وَيفرق عَلَيْهَا فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا فتستمريه استمراء كثيرا فان كَانَت الحبلى إِذا غمزت ثديها قطر اللَّبن فِي الْأَشْهر الأول فالجنين ضَعِيف وخاصة إِن قطر بِلَا عصر لِأَنَّهُ بدل على أَنه يجتذب غذَاء كثيراء وَإِن كَانَ الثدي مكتنزا فضل اكتناز فالجنين صَحِيح. ج فِي إبيذيميا: يظْهر فِي تشريح الْحَوَامِل فِي الْحَيَوَانَات أَن الذُّكُور فِي الْجَانِب الْأَيْمن على الْأَكْثَر وَأَن الدَّم الْجَارِي إِلَى الْأَيْمن من الرَّحِم بعد أَن تكون الْكُلية قد جذبت المائية الَّتِي فِيهَا فَأَما الْجَارِي إِلَى الْجَانِب الْأَيْسَر فَإِنَّهُ يَجِيئهُ وَلما تجذب الكلى مائيته بعد وَأما الْغُلَام حِين يدْرك تنتفخ بيضته الْيُمْنَى وتعظم قبل الْيُسْرَى فانه يُولد الذُّكُور أَكثر وبالضد. من إكثار المنى قَالَ: لما سَأَلت نسْوَة لَا أحصيهم كَثْرَة ذكرن أَنَّهُنَّ لم يمسكن المنى لَكِن إِذا سَالَ مِنْهُنَّ لَا يشتملن وَلَيْسَ مَتى أمسكن اشتملن لَكِن مَتى أحسسن مَعَ الاشتمال كَانَ الرَّحِم يدب دنبيبا ويتقلص وَيجمع نَفسه إِلَيْهِ وَرُبمَا وجد الرجل مِنْهُنَّ ذَلِك مثل شَيْء يمتص الذّكر وَأكْثر مَا يكون ذَلِك عِنْد قرب عهد الْمَرْأَة بِالْحيضِ فَإِن ذَلِك الْوَقْت يتشبث الرَّحِم بالمنى أَكثر) وَقد قَالَ أبقراط فِي كتاب الأجنة: إِن النِّسَاء يعلمن أَنَّهُنَّ إِذا حبلن لم يخرج منى الرجل بل يمسكنه روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: إِذا نَامَتْ الْمَرْأَة بعد الْجِمَاع فَهِيَ أَحْرَى أَن تعلق.

الْفُصُول: إِن اضطررت لهيجان أخلاط رَدِيئَة أَن تسقى الْحَامِل دَوَاء مسهلا مُنْذُ يَأْتِي على الْجَنِين أَرْبَعَة أشهر إِلَى أَن يَأْتِي عَلَيْهِ سَبْعَة وَلَا تسق فِي هَذَا الْوَقْت إِلَّا من ضَرُورَة وَأما من قبل الثَّلَاثَة أشهر وَبعد السَّبْعَة فَلَا إِذا كَانَ غرضك حفظ الْجَنِين لِأَن الأجنة مثل الثَّمَرَة فِي اتصالها بِالشَّجَرَةِ فَكَمَا أَن اتِّصَال الثَّمَرَة بِالشَّجَرَةِ ضَعِيفَة الرِّبَاط أول ابتدائها. وَأما فِي آخر أمرهَا فلعظمها تثقل فَتكون متهيئة فِي الْوَقْتَيْنِ جَمِيعًا للسقوط وكما تتوقى المسهل ج: لِأَن الْحمى المطبقة تحْتَاج إِلَى تَدْبِير مَتى دبرت بِهِ الْحَامِل هلك الف ب الطِّفْل لِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى الْإِمْسَاك عَن الْغذَاء والطفل أَيْضا من نفس حرارة الْحمى على خطر وَإِن غذوتها فِي غير أَوْقَاتهَا اتقاء على الطِّفْل قَتلهَا وَإِن كَانَت هَذِه الْأَعْرَاض كالتشنج والصرع لم تقو الْحَامِل عَلَيْهَا لِضعْفِهَا فَهَلَكت. وَمَتى أردْت أَن تعلم هَل الْمَرْأَة حَامِل أم لَا فاسقها عِنْد النّوم مَاء الْعَسَل وَيكون قجد تعشت فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فَمَتَى لحقها مغص فَهِيَ حَامِل وإلإ فَلَا يَنْبَغِي أَن يكون هَذَا المَاء وَالْعَسَل نيّا غير مطبوخ ليولد رياحا والامتلاء من الطَّعَام مَعَ شرب هَذَا المَاء وَالْعَسَل النَّيِّ فِي قوت سُكُون الانسان يهيج الرِّيَاح وَالرحم إِن كَانَ ممتلئا زاحم الأمعاء وأورث من تِلْكَ الرّيح مغصا وَإِن لم يكن ممتلئا فان طرق الرّيح مَفْتُوحَة إِذا كَانَت المراة حُبْلَى بِذكر حسن لَوْنهَا وبأنثى يحول لَوْنهَا هَذَا بِالْإِضَافَة إِلَى اللَّوْن الَّذِي كَانَ لَهَا قبل حملهَا لِأَن الْأُنْثَى أبرد من الذّكر وَهَذَا على الْأَكْثَر لِأَنَّهُ مُمكن أَن تبالغ المراة فِي حسن التَّدْبِير فَيحسن لَوْنهَا هِيَ حَامِل وبالضد وَكَذَا الْحَال فِي كَثْرَة الحركات فان الذّكر أَكثر حَرَكَة من الْأُنْثَى وَأقوى. الْحمرَة الْحَادِثَة فِي رحم الْحَبل من عَلَامَات الْمَوْت لِأَن الورم يقتل الطِّفْل وَأما الفلغموني وَغَيره فَيجب أَن ينظر فِيهِ إِذا حملت وَهِي شَدِيدَة الهزال فَتسقط قبل أَن تسمن لِأَن غذَاء الطِّفْل يقل وينصرف إِلَى الزِّيَادَة فِي لحم الْأُم إِذا كَانَت الْمَرْأَة وبدنها معتدل وَتسقط فِي الثَّانِي وَالثَّالِث بِلَا سَبَب ظَاهر فقعر الرَّحِم مَمْلُوء رُطُوبَة مخاطئة لَا تقدر بسبها على ظبط الطِّفْل فينزلق وَيخرج وأعنى بِالسَّبَبِ الظَّاهِر حمى واستفراغ أَو ورم أَو وثبة أَو فزعة أَو عصبَة أَو إمْسَاك عَن الْغذَاء فَإِذا كَانَت المراة تسْقط من غير هَذِه الْأَسْبَاب وَنَحْوهَا فان أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تَنْتَهِي إِلَى) الرَّحِم وَتسَمى النقر الَّتِي تتَعَلَّق بهَا المشيمة مَمْلُوءَة رُطُوبَة مخاطئة وَإِن كَانَت الْمَرْأَة بِحَال خَارِجَة عَن الطَّبْع من شدَّة السّمن فان الثرب يزحم فَم الرَّحِم وَلَيْسَ تحبل إِلَّا بعد أَن تهزل. الطِّفْل الذّكر: تولده فِي الْجَانِب الْأَيْمن فِي الْأَكْثَر وَالْأُنْثَى فِي الْأَيْسَر لِأَن هَذَا الْجَانِب يسخن بمجاورة الكبد وَمنى الْأُنْثَى أَيْضا الْخَارِج من بيضتها الْيُمْنَى من بيضتي الْمَرْأَة اسخن وَهُوَ عِنْد الْقرن الْأَيْمن من قَرْني الرَّحِم وَإِلَيْهِ ينحدر وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الدَّم الجائي إِلَى

الْجَانِب الْأَيْمن يكون قد تصفى من المائية لِأَن الْكُلية الْيُمْنَى فَوق الجائي إِلَى الْجَانِب الْأَيْسَر من الرَّحِم لِأَن فَم الرَّحِم من الحبلى منضم وَهُوَ أعظم دَلِيل على الْحَبل والقوابل يدخلن أصابعهن فيعرفن ذَلِك وَقد يَنْضَم فَم الرَّحِم من أجل ورم إِلَّا أَن الَّذِي من ورم مَعَه صلابة وَلَيْسَت للَّذي انْضَمَّ من أجل الْحَبل صلابة. إِذا أردْت أَن تعلم هَل الْمَرْأَة عَاقِر أم لَا تغطى ثِيَاب ويبخر تحتهَا فان امْتَلَأت منخراها فَلَيْسَتْ بعاقر يَنْبَغِي أَن تبخر بميعة وكندر مِمَّا رَائِحَته طيبَة فانه لَيْسَ يُمكن الف ب أَلا ينفذ الصَّدْر إِلَّا فِي الَّتِي رَحمهَا كثيف بَارِد وَلَا يصلح للحامل والتبخير يكون باجانة وقمع على أحكم مَا يكون لِئَلَّا يجْرِي غلظ إِذا كَانَت الْحَامِل يجْرِي طمثها وَهِي حَامِل على الْعَادة فَلَيْسَ يُمكن أَن يكون طفلها صَحِيحا يُجيب أَن يكون ذَلِك كثيرا غزيرا فِي مَرَّات كَثِيرَة فَإِن كَانَ مرّة أَو مرَّتَيْنِ دلّ على ضعف الطِّفْل. فَأَما إِذا كَانَ يجىء فِي أَوْقَات الطمث كُله وَلَو كمية صَالِحَة فَلَا يجوز أَن يكون الطِّفْل صَحِيحا. لي: يجب أَن تستثنى من هَذَا إِلَّا أَن تكون الْمَرْأَة فِي الْغَايَة من الْقُوَّة وَكَثْرَة الدَّم إِذا لم يجر الطمث فِي أوقاته وَلم تحدث لَهَا قشعريرة وَلَا حمى لَكِن عرض لَهَا كرب وغثى وخبث نفس فقد علقت وَإِنَّمَا اسْتثْنى بقشعريرة وَحمى لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون احتباس الطمث لخلط رَدِيء فِي الْجِسْم فَإِذا كَانَ كَذَلِك عرض مَعَه اقشعرار وَحمى مَتى كَانَ الرَّحِم بَارِدًا متكاثفا لم تحبل وَإِن كَانَ رطبا جدا لم تحبل لِأَن رطوبتها تغمر المنى وتجمده وتطفئه وَإِن كَانَت أخف مِمَّا يَنْبَغِي وَكَانَت حرارة محرقة لم تحبل لِأَن المنى يعْدم الْغذَاء فَيفْسد وَمَتى كَانَ مزاج الرَّحِم معتدلا كَانَت علوقا ولودا. قَالَ ج: إِذا غلب على الرَّحِم سوء مزاج بَارِد كَانَت أَفْوَاه العرمق الَّتِي فِيهِ فِي غَايَة الضّيق وَكَانَت الْمَرْأَة عافرا لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن تتصل بأفواه الْعُرُوق مشيمة وَلَو كَانَ ذَلِك لَا يُمكن أَن يتغذى) الطِّفْل على مَا يَنْبَغِي لِأَن الطمث فِي هَذِه الْحَال اما أَلا يخرج الْبَتَّةَ أَو يكون نزرا قَلِيلا رَقِيقا مائيا وَمثل هَذَا الرَّحِم قد يبرد المنى أَيْضا برداءة مزاجه. لي: قد أَتَى على الدَّلَائِل الَّتِي بهَا تعرف الرَّحِم الْبَارِد وَيعرف للمنى فِي الرَّحِم الرطب مَا يعرض للبزر فِي البطائح ويعرض فِيهِ فِي الرَّحِم الْيَابِس مَا يعرض لَهُ عِنْد عدم المَاء وَغَيره وعَلى هَذِه الْحَال فَافْهَم فَسَاد مزاج المنى. قَالَ: مَتى كَانَ المنى أَو الرَّحِم مائلين إِلَى فَسَاد مزاج فاختر لذَلِك الرجل امْرَأَة رَحمهَا مائل إِلَى ضد ذَلِك الْفساد وَبِالْعَكْسِ فان الْحَال تصلح بذلك وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يفعل هَذَا بعد أَن تعلم أَن العقم لَيْسَ للسدد وَلَا لشىء غير فَسَاد المزاج فَقَط وَاسْتدلَّ على فَسَاد مزاج الرَّحِم أَو اعتداله من بَاب المزاج والتبخير بالادوية الَّتِي هِيَ الأفاوية كَاف فِي ذَلِك وَذَلِكَ أَن الرَّحِم الْبَارِد الْيَابِس لَا ينفذ فِيهِ البخور حَتَّى يصل إِلَى الْفَم والمنخر لتكاثفه وَالرّطب ينفذ فِيهِ شىء

ضَعِيف لانه يغمر ذَلِك البخور ويضعفه وَأما الْحَار فانه يُغير كَيْفيَّة ذَلِك البخور إِلَى الرّيح وَهَذَا النَّوْع فَقَط يحْتَاج إِلَى أَن يضم إِلَيْهِ اسْتِدْلَال آخر لِأَن الدَّلِيل فِيهِ من بَاب البخور أَضْعَف ميلًا لرقته على أَن هَذَا المزاج قل مَا يعرض لبرودة النِّسَاء ورطوبتهن وَهَذَا المزاج إِنَّمَا يعرض للْمَرْأَة الأدماء الزباء القضيفة فضم هَذَا إِلَيْهِ وَإِذا حدث بالحامل زحير كَانَ سَببا لِأَن تسْقط لاتصال الرَّحِم بالمعى الْمُسْتَقيم وَشدَّة تَعب الْجِسْم بِكَثْرَة الف ب الْقيام وَشدَّة الوجع. مَجْهُول: مَتى سقيت الْمَرْأَة بَوْل الْفِيل حمات إِذا جومعت وَمَتى احتملت مرَارَة ظَبْي ذكر وَنصف أُوقِيَّة من خصى الثَّعْلَب وأوقية من عسل خَالص حبلت. من كتاب ابْن ماسويه: اللواتي يسقطن فِي الشَّهْر الاول وَالثَّانِي وَالثَّالِث يكون ذَلِك من أجل الرّيح واللواتي يسقطن فِي الشَّهْر الرَّابِع وَالْخَامِس وَالسَّادِس فَمن الرُّطُوبَة لِأَن الْجَنِين يثقل ويزلق وَالَّتِي تسْقط فِي السَّابِع وَالثَّامِن وَالتَّاسِع فَمن أجل الْبُرُودَة: فعالج الَّتِي تسْقط من الرّيح بدهن خروع مَعَ مَاء الحلبة والرازيانج وبزره وَأَصله وبحب السكبينج والحرمل والحرف المفلو مَعَ الابهل وبزر الكرفس وسكر الْعشْر والدحمرثا والشخزنايا والدخن والحقن والفرزجات الَّتِي عملت والصعتر ودهن البلسان والنانخة ودخنها بالشونيز والمقل وعلك الأنباط. فِي الْأَرْحَام: النِّسَاء اللواتي لَا يحملن من الشَّحْم: اقْطَعْ عرقها ثمَّ حملهَا فرزجة من عسل ودهن سوسن والمر يَجْعَل فرزجة ويعالج بالحقنة الَّتِي يدخلهَا شَحم البط ثَلَاث مَرَّات.) دَوَاء نَافِع من عسر الْولادَة: مر قنة جندبادستر جوشير مرَارَة بقر كبريت بالسواء يدق ويدخن بِهِ الْمَرْأَة بِمثل البندقة ثَلَاث مَرَّات وَمَتى عسرت الْولادَة وَلم يمت فِي الْبَطن فَأمرهَا بِأَن تتشمر وامرخها بالدهن الرازقي واسقها من مَاء الحلبة نصف رَطْل ودخنها بمسك وكهربا لتقوي نَفسهَا وقوها بِالطَّعَامِ وَالشرَاب والروائح وَالْكَلَام وَمَتى لم تنق من الْولادَة فدخنها بِعَين سَمَكَة مالحة وبرائحة حافر فرس فان هَذَا ينزل الْحيض وَيخرج المشيمة وَاحْذَرْ أَن تبقى المشيمة فَيصير ورما حارا فِي الرَّحِم وَإِن عسر فانفخ فِي أنفها دَوَاء معطسا. دَوَاء يخرج المشيمة: مَاء رماد القوى يذر عَلَيْهِ خطمى ويعطس بالكندس فان مَاتَ الْجَنِين وَقد مضى للحبل أَرْبَعَة أَيَّام فالصبي يَمُوت فِي هَذِه فاجهد فِي خلاص الْمَرْأَة فَقَط بأدوية قَوِيَّة بِمَاء السذاب ودهن حلبة مطبوخة بِتَمْر فاذا سقط فدخنها بحرمل وخردل ومقل وَنَحْو ذَلِك لِئَلَّا يغلط الدَّم وَيفْسد فيورث أوراما. مَا استخرج من كتب ج فِي أَمر الْحَبل: زعم قوم أَن القوابل ينظرن إِلَى الْمَرْأَة فان رأين رَأس ثديها منبسطا متغيرا عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ فَهِيَ حُبْلَى وَكَذَا إِن كَانَت عَيناهَا غائرتين مسترخيتي الجفون حادتى النّظر صافيتي الحدقتين ممتلئة بَيَاض الْعَينَيْنِ غَلِيظَة فَهِيَ حُبْلَى وَمَتى كَانَ بطن الْمَرْأَة مستديرا ممتلئا صلبا وَكَانَت نقية اللَّوْن حكمن أَنه ذكر وان كَانَت الْمَرْأَة قد اعيت من الْوُقُوف فشالت رجلهَا الْيُمْنَى أَولا فَهِيَ حُبْلَى بِذكر وبالضد. جربت أَنا هَذَا مَرَّات

فصح وَلَا آمن انها اتّفقت قَالَ: وَإِن كَانَ بطن الْمَرْأَة فِيهِ طول واسترخاء وَظهر فِي لَوْنهَا نمش وكلف حكمن أَنه أُنْثَى ولينظر إِلَى رَأس الثدي الف ب فان كَانَ إِلَى الْحمرَة فَذكر وَيُؤْخَذ لبن الْحَامِل بَين اصبعين فان كَانَ غليظا لزجا جدا فالحمل ذكر وبالضد ويقطر أَيْضا لَبنهَا على مرْآة حَدِيد وتوضع للشمس وضعا رَفِيقًا لِئَلَّا يَتَحَرَّك وَيتْرك سَاعَة فان اجْتمع وَصَارَ كَأَنَّهُ حَبَّة لُؤْلُؤ فَهُوَ ذكر وَإِن انبسط فأنثى ويعرفن مَا تَلد الْمَرْأَة بعد بكرها بِأَن تنظر إِلَى السُّرَّة الْمُتَّصِلَة بالمشيمة فان كَانَ فِيهَا تعجير وَعقد فبعدد ذَلِك العقد تَلد وَإِن لم يكن فِيهَا شَيْء لم تَلد بعد. وَإِن سَقَطت بكرها فَرُبمَا بطلت هَذِه الدّلَالَة. من مسَائِل أرسطاطاليس: السَّكْرَان فِي أَكثر الْأَمر لَا ينْتج. روفس: السمينة لَا تكَاد تعلق فان علقت اسقطت أَو عسر ولادها.) مَجْهُول: النُّطْفَة تفْسد لادمان الْجِمَاع والاعياء والتعب وإتيان الْجَوَارِي الَّتِي لم يبلغن والبهائم والاضراب عَن الْجِمَاع كثيرا وَترك الدسم وَأكله وَلُزُوم الحموضة والملوحة وَهَذَا وَشبهه يَجعله غير منجب والنطفة الرقيقة جدا والغليظة والمنتنة وَالَّتِي لَهَا لون غَرِيب وَالَّتِي يحس الإحليل بحرارتها إِذا خرجت كلهَا لَا تنجب والباردة اللَّمْس جدا والنطفة الصَّحِيحَة بَيْضَاء لزجة برّاقة يَقع عَلَيْهَا الذُّبَاب وينال مِنْهَا وريحها كريح الطّلع والياسمين فَهَذِهِ تنجب. ميسوسن: الْمَرْأَة تسرع الْعلُوق من خَمْسَة عشر عَاما إِلَى أَرْبَعِينَ وَلَيْسَ رَحمهَا بمائل إِلَى إِحْدَى الكيفيات ميل افراط وَالَّتِي تحيض فِي وَقت حَيْضهَا المعتدلة الطَّعَام الفرحة النَّفس. وَإِن علقت الْمَرْأَة قبل اثْنَتَيْ عشرَة عَاما هَلَكت لصِغَر رَحمهَا فِي الْأَمر الْأَكْثَر وقلّ مَا تعلق فالمرأة الحديثة المعمولة الدَّائِم ذَلِك عَلَيْهَا إِذا كَانَ شَدِيدا لَا تعلق وَالَّتِي لَا تتحم دَائِما لَا تعلق. أسْرع الْأَوْقَات: تعلق الْمَرْأَة فِيهِ فِي آخر حَيْضَتهَا وَإِذا كَانَ الْجِسْم معتدلا فِي الْغذَاء الْعلُوق بعقب الطُّهْر سريع لِأَن فَم الرَّحِم مَفْتُوح وَهُوَ حَار وعنقها خشن من قبل خُرُوج الدَّم مِنْهَا أَو إِلَى وَقت الطمث ومنتهاه غير مُوَافق للتعليق لِأَن الرَّحِم مَمْلُوء رُطُوبَة. عَلَامَات الاشتمال: أَلا يكون من الْمَرْأَة عِنْد الْجِمَاع بَلل وَلَا يرطب فَم الرَّحِم يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل الْحَامِل فِي أول حملهَا السّكُون وتقل من الطَّعَام وتمشى قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ تلْزم الْجِمَاع وَلَا تبطيء فِيهِ وتأكل أَطْعِمَة سريعة النضج وَتَدَع كل مالح وحريف وَإِذا عرض للحامل شهوات رَدِيئَة فألزمها أغذية لَطِيفَة جَيِّدَة وَالْحمام وَالطَّعَام المز المقوي للمعدة وَيشْرب شرابًا مزا بِالْمَاءِ فَإِن لم تدبر بذلك عرض لَهَا استطلاق وشهوة قَليلَة للطعام. إِذا قاءت الْحَامِل طعامها فاغمز رِجْلَيْهَا بعد أكلهَا وضع على معدتها ضمادا قَابِضا وَتمسك فِي فمها حبات رمان حامض. مَتى كَانَت الْمَرْأَة حَامِلا بِذكر كَانَت حَمْرَاء اللَّوْن وبأنثى صفراء أَو

خضراء أَو يكون ثديها الْأَيْمن أكبر الف ب والأيسر أَصْغَر وَمَتى كَانَ التوءمين كَانَا بالسواء. النِّسَاء اللواتي الْأدم هن كَثِيرَة الزب الواسعات الْعُرُوق يرين الدَّم فِي الْحَبل ويحبلن حبلا على حَبل إِن جامعهن الرِّجَال كثيرا. إِذا أصَاب الحبلى وجع شَدِيد فأجلسها على كرْسِي فاذا انْشَقَّ الصفاق الممتليء بولا فلتتزحر حَتَّى يخرج الْجَنِين. الرقيقة الخصر والضيقة الْفرج والحدثة الَّتِي لَا تَلد والمهزولة على خطر عِنْد) الْولادَة. الْبرد وَالْحر الشديدان تعسر مَعَهُمَا الْولادَة فَأَما الْبرد فَلِأَنَّهُ يجمده وَأما الْحر فَلِأَنَّهُ يرخيه وَمَتى اغتمت الْمَرْأَة بِخَبَر سمعته عسر ولادها. الَّتِي ترى يبسا شَدِيدا أَو الَّتِي تَنْشَق المشيمة ويسيل الرُّطُوبَة قبل وَقت الْولادَة بِوَقْت كَبِير حَتَّى تكون فِي وَقت الولاد يَابسا ادهن فَم الرَّحِم بشمع أَبيض وبنفسج أَو بَيَاض الْبيض وشحم الاوز وَمَاء حلبة واللعابات. إِذا كَانَت المشيمة صلبة لَا تَنْشَق فلتدخل حَدِيدَة لَطِيفَة وتنشق حَتَّى تسيل الرُّطُوبَة. إِذا كَانَ الْجَنِين عَظِيما وَعلم أَنه لَا يخرج فليعلق بصنانير وَيقطع أربا أربا حَتَّى يخرج الْجَنِين الْمَيِّت. لى: يجب أَن يخرج قبل أَن ينتفخ كَمَا وَصفنَا آنِفا إِذا كَانَ رَأس الْجَنِين عَظِيما وأخرجت قَصْعَة بالصنانير وَإِذا كَانَ عُنُقه مائلا سوى بِالْيَدِ فان لم يُمكن فليقطع إِذا مددت يَد الْجَنِين فَردهَا فان اسْتَوَت وَإِلَّا هز الْمَرْأَة هزا شَدِيدا فان اسْتَوَت وَإِلَّا فاقطعها. هز الْمَرْأَة يكون على أَن تنام الْمَرْأَة على سَرِير خَفِيف نوما مَنْصُوبًا نَحْو رَأسه ويهز السرير من نَاحيَة رِجْلَيْهَا هزا شَدِيدا وَقد شدت عَلَيْهِ لِئَلَّا تسْقط. اجهد أبدا فِي الأشكال المضطربة أَن تجْعَل رَأس الْجَنِين أَسْفَل فِي مَوَاضِع الْعسرَة الرَّديئَة الَّتِي يخَاف إِن حدرت أَن تَنْقَطِع أثقب الْعُضْو وَشد فِيهِ حَاشِيَة ثوب وثيق ثمَّ مده. الْمَرْأَة الْكَثِيرَة الشَّحْم يعسر ولادها من أجل ضغط الشَّحْم للرحم فأجلسها على ركبتيها ويطاطيء رَأسهَا حَتَّى يرْتَفع الْبَطن عَن مَوضِع الرَّحِم فَيخرج الْجَنِين وَكَذَلِكَ فافعل إِذا كَانَ فِي الْبَطن ورم وجساء يضْبط الرَّحِم. الْمَرْأَة الْعَجُوز عسرة الْولادَة لضعف قوتها وَيَنْبَغِي أَن تعان لِأَن تمد الْجَنِين باليدين. عسر الْولادَة قد تكون من امتلاء المثانة أَو من امتلاء المبعر فان تيقنت ذَلِك فاحقن واجلس فِي المَاء الْحَار حَتَّى يخرج النجو وَالْبَوْل وَإِذا كَانَ فِي الرَّحِم قرح وعسرت لذَلِك الْولادَة فكمدها وَاجعَل فِي الرَّحِم زيتا وشحما. وَمَتى عسرت الْولادَة من اليبس فَعَلَيْك بِالْمَاءِ العذب الْحَار الْجَنِين إِن تورم حيلته أَن تشكله بالشكل الطبيعي فان لم يتهيأ علقه بالصنانير المتخذة لهَذَا الشَّأْن وقطعه وَأخرجه بعهده جملَة.

أَمر الْجَنِين الْعسر: إِذا تعسرت الْولادَة من أجل ضعف الْقُوَّة فَعَلَيْك بالبيض الف ب) الرعّاد وَالْخمر وَالْمَاء الطّيب وَالْخبْز والسميذ قَلِيلا. مَتى تعسرت الْولادَة من أجل تخم فلتسق مَاء كمون بسذاب وَإِذا عسرت الْولادَة من برد الرَّحِم فادلكه بِزَيْت مسخن. إِذا عسرت الْولادَة من أجل الْحر والاسترخاء تروح فِي بَيت ريح ويرش عَلَيْهَا مَا دَامَت تستلذ ذَلِك عِنْد قطع الْجَنِين يَنْبَغِي أَن يفتح الْفرج باللولب فينفتح فَم الرَّحِم. فِي إِخْرَاج المشيمة: مرها بِفَتْح شدقيها وتكثر إِدْخَال الرّيح فِي جوفها وعطسها فان لم يخرج فَأدْخل يدك وجرها قَلِيلا قَلِيلا فان لم يخرج بالرفق فاياك والعنف وَلَكِن علق على الْموضع بحاشية ثوب أَو صنارة بخيط وَشد إِلَى فَخذ الْمَرْأَة ثمَّ احقن الرَّحِم بمرهم باسليقون فانه يعبن المشيمة وَيسْقط واسقها أَشْيَاء تخرج المشيمة. ذروق البازى إِذا أديف بطلاء وشربته العاقر حملت وَولدت. أطهورسفس: ذرق البط مَتى طلى على الذّكر بدهن ورد وجومعت الْمَرْأَة على الْقَفَا ثمَّ ضممت رِجْلَيْهَا وَأَمْسَكت نَفسهَا كَذَلِك سَاعَة حَتَّى تقبل المنى حبلت من ساعتها أَو شربت إنفحة الأرنب الذّكر بشراب حملت بِذكر وَإِن أُنْثَى فبأنثى. قَالَ: وَأي امْرَأَة شربت مرَارَة دب أُنْثَى حملت بأنثى وَمَتى شربت مرَارَة دب ذكر قدر باقلاه بعد أَن يرْتَفع طمثها ولدت ذكرا. الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: إِذا أحست الْمَرْأَة بثقل فِي جَمِيع الْجِسْم وَذَهَاب الشَّهْوَة واضطراب يقشعر لَهُ الْجِسْم وقلق وغثيان وشهوة للأطعمة الغريبة فَتقدم إِلَى الْقَابِلَة بِأَن تلتمس عنق الرَّحِم فان كَانَ مُنْضَمًّا بِلَا صلابة فانه يدل على الْحَبل. وَقَالَ: إِذا كَانَت الْمَرْأَة تسْقط لشهرين وَثَلَاثَة وَأَرْبَعَة فَاعْلَم أَن فِي أَفْوَاه عروق رَحمهَا رُطُوبَة بلغمية وَمن أجل هَذِه الرُّطُوبَة يكون اتِّصَال المشيمة بأفواه هَذِه الْعُرُوق ضَعِيفا فَلَا تحْتَمل ثقل الْجَنِين بل يتَخَلَّص وَيَنْقَطِع بسهولة. أوريباسيوس: أَكثر مَا يعرض للحوامل اجْتِمَاع الفضول فِي أبدانهن وَأَكْثَره الْقَيْء والبزاق ووجع الرَّأْس والمعدة والامتناع من الطَّعَام وَيصْلح ذَلِك بِالْمَشْيِ المعتدل والأطعمة غير الحلوة وَالشرَاب الريحاني الْعَتِيق باعتدال وبطبيخ برسيان دَارا وَيشْرب مَاؤُهُ وَكَذَا يشرب طبيخ شبث بشراب قبل الطَّعَام وَبعده وتضمد فَم الْمعدة بزهر الْكَرم والجلنار ويسكن مَا يجدن فِي الْمعدة بِمَا ذكرنَا فِي بَاب الْمعدة والنشا وَمَا يتَّخذ مِنْهُ مُوَافق للواتي يشتهين أكل الطَّعَام ويسمنهن الطَّعَام وَالْمَشْي والرياضة وَلَيْسَت توافقهن الْحَرَكَة القوية وَأكل الْأَطْعِمَة الحريفة أَحْيَانًا وخاصة بالخردل صَالح) وتضمد أقدامهن إِذا عرض فِيهَا الورم بورق الكرنب أَو قيموليا أَو نَبِيذ بخل أَو يطْبخ الأترج بِمَاء وتغسل بِهِ الْقدَم.

بولس: أَكثر مَا تعرض للحوامل كَثْرَة الفضول وتقلب النَّفس الف ب وخفقان الْقلب وَبطلَان الشَّهْوَة ويزيل هَذَا الْمَشْي والأطعمة الَّتِي لَيست حلوة وَالْخُمُور الصرفة الَّتِي لَيست حَدِيثَة بل العتيقة الريحانية فان العتيقة خَاصَّة توافقهن وتقلل السذاب من كل مشروب فان هَذِه كلهَا نافعة من كَثْرَة الفضول وَمن تَوَاتر الْقَيْء وَمن الْأَدْوِيَة عصى الرَّاعِي إِذا طبخ بِمَاء وَشرب طبيخه والشبث أَيْضا على هَذَا الْمِثَال واسقهن أَيْضا من الراوند الصيني شَيْئا قبل الطَّعَام وَبعده وضمدهم من خَارج بورق الْكَرم والجلنار والكرفس الرُّومِي وبزر الرازيانج مُفْردَة ومجموعة مَعَ قسب وخمر عتيقة ويضمد بِهِ رَأس الْمعدة وَأما الخفقان فيخففه تجرع المَاء الْحَار وَالْمَشْي الدَّقِيق وتدثير مَا دون الشراثيف بصوف لين. وَإِنَّمَا تعرض للحوامل فِي الشَّهْر الثَّالِث وَنَحْوه الشَّهَوَات الرَّديئَة لِأَن الفضول قد كثرت باحتباسها وَلَيْسَ يحْتَاج الْجَنِين لصغره إِلَيْهَا فتحتبس كلهَا فِي الْمعدة والتناول من الْأَشْيَاء إِذا كَانَت حريفة فِي بعض الْأَوْقَات وخاصة الْخَرْدَل هُوَ نَافِع للحوامل فِي رد شهواتهن من بطلت شهوتها وَأما الترهل الْعَارِض فِي أقدامهن فاطلبه فِي بَاب الأورام. من كتاب مَجْهُول: يحفظ الْجَنِين بالزرنباد والدرونج ودواء الْمسك والحقن المسخنة الَّتِي فِيهَا صعتر وبابونج وحلبة وشبث ونانخة ودهن الرازقي وَقَالَ: إِذا حَاضَت النُّفَسَاء فأدف الدَّقِيق بخل وأطله بَين جنبيها فانها تفيق ويسكن مَا بهَا من ساعتها. أبقراط فِي كتاب الْجَنِين: الْمَرْأَة الَّتِي لَا تحيض إِلَّا فِي اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا يكون من شكل من تَلد الذُّكُور وَالَّتِي تحيض فِي اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين يَوْمًا تَلد الاناث. لى: كلما كَانَت أسْرع حيضا دلّ على أَن طبعها أسخن وَيدل على أَن من كَانَت كَذَلِك أولى بتوليد الذُّكُور. الطَّبَرِيّ: لَا يَنْبَغِي إِذا ثقلت الْحَامِل أَن تكْثر الِاغْتِسَال فانها تسخن الْجَنِين. ابْن سرابيون فرزجة عَجِيبَة للَّتِي لَا تحمل: زعفران حَماما سنبل إكليل الْملك من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَنصف ساذج قردمانا أُوقِيَّة أُوقِيَّة شَحم الاوز وصفرة الْبيض أوقيتان دهن ناردين نصف أُوقِيَّة تحْتَمل بصوفة آسمانجونية بعد الطُّهْر والاغتسال ثَلَاثَة أَيَّام يحذر كل يَوْم ثمَّ يدنو) إِلَيْهَا وينفع لذَلِك شرب نشارة العاج فانه يفعل ذَلِك بِخَاصَّة وتحتمل إنفحة أرنب وبعره وَمِمَّا يعين على ذَلِك جدا الفرازيج المسخنة الطّيبَة الرّيح يحْتَمل وينام عَلَيْهَا كُله ويجامع شهرا. فرزجة: مر أَرْبَعَة دَرَاهِم إيرسا بعر الأرنب من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ تهَيَّأ فرزجة وتحتمل ويغير وَمن كَانَت يزلق مِنْهَا المنى وَيخرج عَنْهَا سَرِيعا اتخذ لَهَا فرزجة من المسخنة والقابضة وَأكْثر القابضة الطّيبَة لتجذب وتقوى على الْإِمْسَاك وَحملهَا أَيَّامًا الف ب مثل السنبل والزعفران والشبث والسك والمسك وَنَحْو ذَلِك وَالدَّار شيشعان عَجِيب لَهُ وَجوز السرو وَمر وميعة سَائِلَة وَحب الْغَار وبازرد اعجنها بشراب وَهَذِه تستعملها القوابل وَمن لَا تحْتَمل من الشَّحْم فافصدهن وأسهلهن وحملهن عسلا مصفى وسكنجبينا ومقلا ودهن سوسن وَمَرا فِي صوفة آسمانجونية واحقن قبلهَا بشحم

حنظل مطبوخ فانه يخرج مِنْهَا رُطُوبَة كَثِيرَة وَحملهَا صمغ كنكر فانه يخرج من رَحمهَا رُطُوبَة كَثِيرَة بِقُوَّة وتنقية. حقنة جَيِّدَة: الَّتِي فِي رَحمهَا رُطُوبَة كَثِيرَة وَتسقط لذَلِك وعلامته أَن ترى بعد الْجِمَاع بللا كثيرا جدا: قشور كندر وَسعد مرصوص جُزْء جُزْء مر نصف جُزْء يطْبخ بِسِتَّة أَمْثَاله مَاء حَتَّى يبْقى ربع المَاء يصفى ويحقن باربع أَوَاقٍ فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام ويحملن أَشْيَاء قابضة. قَالَ: يسْقط النِّسَاء فِي الشَّهْر الأول وَالثَّانِي من الرِّيَاح وَمن الرَّابِع إِلَى التَّاسِع من الرُّطُوبَة لِأَن الْجَنِين حِينَئِذٍ ثقيل فَأَما الْأَشْهر الْأَوَاخِر فَأَما لطفرة أَو وثبة وَنَحْوهمَا تعالج الرِّيَاح بدهن خروع ودحمرتا وشخزنايا وجندبادستر وزرنباد ودرونج ونانخة وصعتر ودهن بِلِسَان ويدخن بالشونيز والمقل وَنَحْوهمَا وَمَتى كَانَت من رُطُوبَة فَخذ حَنْظَلَة طرية فقورها واملأها دهن سوسن عَلَيْهَا رَأسهَا وطينها واشوها على جمر حَتَّى تغلى غليتين واحقن بِهِ الرَّحِم وَهُوَ فاتر فانه ينفع الرَّحِم الْبَارِد وَيخرج مِنْهُ رطوبات أَو خُذ ترياقا كترياق الْأَرْبَعَة أَو ترياق عزره أَو ترياق ميسوسن ودهن بِلِسَان وجندبادستر ودرونجا وزفتا رطبا فحملها. يسْتَدلّ على أَنَّهَا حَامِل أَنه لَا تشْتَهى الْجِمَاع وان فَم رَحمهَا يَنْضَم من غير ورم وَأَنَّهَا لَا تكون تُرِيدُ بعد الْجِمَاع لَكِن تَجِد نَفسهَا جافة ناشفة وانها أحست وَقت الْجِمَاع شبه عَسى مَاء قَلِيل ويوجعها قَلِيلا بَين السُّرَّة والقبل وق اخضر ثدياها وتنتفخ وَتعلق أَكثر من مقدارها قَدِيما ويصفر بَيَاض عينيها ويكدر ويكمد لَوْنهَا ويتنمش وتشتاق إِلَى الحموضة والأغذية الرَّديئَة وَهَذَا يكون فِي الشَّهْر الرَّابِع وأبقراط جعل علامته بِمَاء الْعَسَل قَالَ: يجب أَن تداف الْعَسَل بِمَاء فاتر وَلَا) يغلى لِئَلَّا تذْهب نفخته وَلَا تتحرك عِنْد أَخذه وَتَكون ممتلئة من الْغذَاء فانه إِن كَانَت حَامِلا لم تستطع الرِّيَاح تنبعث إِلَى المعي الْمُسْتَقيم لامتلاء الرَّحِم لِأَنَّهُ قد ضغط المعي فيدور فِي الأمعاء فيهيج المغص. واصلح مَا يسْتَعْمل الحبالى من الرياضة المعتدلة وإسهال الطبيعة بأغذية باعتدال وَالْخبْز النقي وَلُحُوم الطير والاسفيذباجات القليلة الدسم والشحم وَالشرَاب الْعَتِيق الرياحاني وَالزَّبِيب وَالرُّمَّان والسفرجل والكمثرى والقوابض والتفاح وتستعمل مَكَان الطين الحمص المقلو وَالْحِنْطَة المقلوة وتقل مِنْهُ وَتجْعَل على الْمعدة أضمدة قَوِيَّة طيبَة ألف ب الرّيح مثل اضمدة الكبد وتستعمل جوارش اللؤاؤ فانه جيد للحوامل وأوجاع الرَّحِم والرياح صفته: لُؤْلُؤ غير مثقوب عَاقِر قرحا دِرْهَم دِرْهَم زنجبيل مصطكى من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم زرنباد درونج بزر الكرفس شيطرج قاقلة جوزبوا بسباسة قرفة دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بهمن أَبيض وبهمن أَحْمَر وَدَار فلفل من كل وَاحِد ثَلَاثَة دارصيني خمس سكر سليماني مثل الْجَمِيع الشربة بعد السحق ملعقة أَو

اثْنَتَانِ بشراب ممزوج ولتستعمل لمن كَانَت ضَعِيفَة الكبد والمعدة جوارش السفرجل. دَوَاء يمْنَع الاسقاط الْبَتَّةَ: زرنباد درونج جندبادستر مسك حلتيث هيل بوا عفص طباشير دِرْهَم دِرْهَم زنجبيل عشرَة سكر عشرُون يجمع بِعَسَل الشربة مِثْقَال كل يَوْم بِمَاء بَارِد وَيصْلح الدحمرثا ودواء الْمسك. لي: فَأَما الترهل الْحَادِث فِي أرحامهن فَفِي بَاب الأورام الرخوة إِذا حدث بالنفساء إسهال فانها تَمُوت بِالَّتِي تسْقط. من مَنَافِع الْأَعْضَاء: مَتى امْتَلَأت الثديان سَرِيعا قبل الْوَقْت الْوَاجِب دلّ على أَن الْجَنِين ضَعِيف وَمَتى تكمش الثدى ودق ونهك فالمواد الَّتِي مِنْهَا غذَاء الْجَنِين فِي الرَّحِم قَليلَة وَإِذا كَانَت الْبَيْضَة الْيُمْنَى من الصَّبِي تنتفخ قبل الْيُسْرَى قبل الادراك فانه يُولد الذُّكُور. الْهِنْدِيّ: الذُّكُور تكون من كَثْرَة منى الرجل وَالْأُنْثَى من كَثْرَة منى الْمَرْأَة فان جومعت يَوْم غسلهَا حملت غُلَاما وَفِي الْخَامِس جَارِيَة وَفِي السَّادِس غُلَاما وَفِي السَّابِع جَارِيَة وَفِي الثَّامِن غُلَاما وَفِي التَّاسِع جَارِيَة وَفِي الْعَاشِر غُلَاما وَفِي الْحَادِي عشر بخنثى. قَالَ وعلامات الْحَبل أَلا يسيل المنى ويختلج الرَّحِم وتكسل وتنام وتقشعر قَلِيلا ثمَّ يضعف الصَّوْت وتغور الْعين وَتَقَع أشفار الْعين بعضه على بعض وَتسود الشّفة وحلة الثدي.) بختيشوع علاج للحبلى يدر طمثها قَالَ: إِذا كَانَ يَوْم طهرهَا اطبخ خمسين درهما من كماة باربعة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث فاغسل بِهِ الْفرج بِالْغَدَاةِ وَنصف النَّهَار وبالعشي وَتَأْخُذ من طرف الْمَوْلُود قد انقع فِي دهن زنبق كَقدْر ورق الياسمين فتحتمله وتجامع وَهِي مُحْتَملَة لَهُ فان كَانَ سزت غُلَام ولدت غُلَاما وَإِن كَانَت جَارِيَة فجارية والغيب لَا يُعلمهُ إِلَّا الله.

(مَا يسهل الْولادَة) (ويطرح الْجَنِين والمشيمة وَيمْنَع من الْحَبل وتدبير النُّفَسَاء والقوابل وعلامة عسر) (الْولادَة وسهولتها والإسقاط وَالْعلَّة الَّتِي تسمى بالرجاء وَهِي الْحمل الْكَاذِب) (وَالْعلَّة الَّتِي تعرض من شدَّة الطلق) الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: العطاس يسهل عسر الْولادَة ويطرح المشيمة. من السمُوم لج: الكردمانة بِمَاء حَار مَتى الف ب شربت مِنْهُ الحبلى زنة دانقين أَلْقَت وَلَدهَا من سَاعَته وأذاها بالحكة وَهِي شيبَة الْخَرْدَل فِي توليد الحكة والجرب. وَمن كتاب المنى: امْرَأَة علقت أمرهَا أبقراط أَن تثب وثبات وَتَكون الوثبات إِلَى خلف إِلَى نَاحيَة إليتها وتطفر طفرات فَسقط مِنْهَا المنى مثل بَيْضَة فِي غرقئها. الثَّانِيَة من ابيذيميا: الْولادَة فِي الْأَوْقَات والبلدان الْبَارِدَة أعْسر والاسقاط أَكثر وَكَذَلِكَ موت الحبالى من الْولادَة تَحْويل تَدْبِير الْحَامِل فِي قوت الولاد وتدبير النُّفَسَاء إِلَى هَاهُنَا. الأولى من الْفُصُول: مِمَّا يسهل الْولادَة لين الْجِسْم ورخاوته وَذَلِكَ يكون بالطبع فِي الْبِلَاد الحارة لي: فليتمثل ذَلِك بالعلاج بالآبزن والمرخ وَالْحمام وَنَحْوهَا قَالَ: يبلغ عسر الْولادَة فِي التقلب وَالْحَال الْبَارِد والجسم الصلب المتكاثف أَن يعرض مِنْهُ انْقِطَاع الْعُرُوق فِي الصَّدْر وَالرحم فَيعرض مِنْهُ السل والنزف وَانْقِطَاع الأعصاب والعضل لشدَّة الامتداد وَقلة المواتات فَيعرض الكزاز وَرُبمَا بلغ الْأَمر إِذا كَانَ الْجِسْم قوى التكاثف إِلَى أَن ينشق مراق الْبَطن. لي: فَلذَلِك يجب التمريخ وَالْمَاء الْحَار والتقدم فِي ذَلِك قبل الْولادَة بأيام لتلين جملَة الْجِسْم وَأَن يكون الْهَوَاء الْمُحِيط من الْحَرَارَة والجسم أبدا عرقا وَيدخل الْحمام وَيجْلس فِي الآبزن ويمرخ وتدلك دلكا رَفِيقًا المراق والخواصر وَالظّهْر والصدر مَرَّات وَاجعَل الأغذية كلهَا مسخنة ملينة وَالشرَاب فان هَذَا التَّدْبِير يخلص الصلبة الْجِسْم وَيجْعَل الرخوة لَا تشعر بِالْولادَةِ.) أهرن بخور يخرج الْوَلَد الْمَيِّت من الْبَطن وينقى الْمَرْأَة: مر وبازرد وكبريت

وجوشير فتعجن بمرار الْبَقر وَيجْعَل مِنْهُ مثل العفص وتبخر الْمَرْأَة بِهِ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا كل مرّة عفصة فانه قوى وَقد يسقى من هَذِه الصموغ أعنى المر والقنة دِرْهَم بطبيخ الكرفس فان عسرت الْولادَة وَلم يمت الصَّبِي فِي الْبَطن فَأمر الْمَرْأَة تتحشى وتتمرخ بالرازقي واسقها سكرجتين من مَاء الْحبَّة مطبوخة مَعَ سكرجة من الطلاء الْمَطْبُوخ دخنها بِشَيْء من سك وَقطعَة كهربا وقوها بِالطَّعَامِ وَالشرَاب والعطر وقوّ قَلبهَا بالْكلَام. لي: يعْطى هَذِه الاحساء الَّتِي تُعْطِي عِنْد الغشى وَهِي المتخذة من مَاء اللَّحْم والابازير والسنبل وَنَحْوهَا فان لم تنق الْمَرْأَة بعد الْولادَة أعنى مَا تردها على مَا يجب أَو بقيت المشيمة وأمرها لنقاء المشيمة بالقيء وَيحْتَاج إِلَى أَن ينظر فِي ذَلِك. لي: قَرَأت فِي غير كتاب: أَن الْجِمَاع للحبلى يسهل ولادها وَذَلِكَ قريب من أجل أَن الْجِمَاع يُحَرك دم الطمث جدا وينزله وَأَخْبرنِي صديق لي أَنه جَامع حُبْلَى قد حَان ولادها فضربها الطلق سَاعَة فرغ وَولدت بعد بسهولة. كتاب الْجَنِين الف ب لأبقراط قَالَ قولا أوجب فِيهِ أَن الْحمام مَتى أطيل فِيهِ الْمقَام أسقط الْجَنِين وَمَتى اسْتعْمل فِي قوت الْولادَة عجل خُرُوجه لِأَنَّهُ يغم الْجَنِين جدا لِأَن الْجَنِين ينْتَفع بالهواء الْبَارِد بتنشقه مِنْهُ ويضره الْهَوَاء الْحَار وَكَانَت امْرَأَة حبلت فَأمرهَا أَن تطفر طفرا شَدِيدا سَرِيعا متواليا ثمَّ تقع على العصعص فَلَمَّا وَثَبت كَمَا أمرهَا سقط مِنْهَا المنى. قَالَ: والوالدة للذّكر تطهر أَكثر شَيْء فِي حجر يَوْمًا وَإِذا لم تطل فَمن عشْرين يَوْمًا إِلَى خَمْسَة وَعشْرين يَوْمًا والوالدة للْأُنْثَى تطهر أَيْضا فِي أَبْطَا شَيْء فِي ح عو يَوْمًا فان لم تحتبس فالى خَمْسَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا. قَالَ: وَإِذا ولدت الْمَرْأَة ذكرا وطهرت قبل ثَلَاثِينَ يَوْمًا فَلَيْسَ ثديها بِصَحِيح فَأَما الْأُنْثَى فان قَالَ: إِذا ولدت المراة وَلم تستنق وتطمث بعد ذَلِك هَلَكت. قَالَ: يَنْبَغِي للنِّسَاء أَن يتعالجن بعد النّفاس بِمَا ينقى لِأَنَّهُنَّ مَتى لم ينقين مرضن وهلكن. قَالَ: وَينزل مِنْهُنَّ كل يَوْم من الدَّم قدر تسع أَوَاقٍ هَذِه الايام حَتَّى ينقين وَيخرج الدَّم كُله قَالَ: وَخُرُوج الْجَنِين مرتجلا مهلك وَخُرُوج رَأسه أَولا هُوَ الطبيعي وَإِنَّمَا يخرج مرتجلا من أجل سُكُون الْأَمر فِي أَوَان الْمَحِيض.) لي: رَأَيْت الاسقاط وكل جَنِين يخرج من قبل الثَّامِن يخرج مرتجلا وَذَلِكَ على أَن الْجَنِين يَنْقَلِب فِي الثَّامِن فَيصير رَأسه أَسْفَل. وَيصدق قَول أبقراط فِي ذَلِك قَالَ: وَالرَّأْس أثقل الْأَعْضَاء فَلذَلِك يسفل بالطبع فَإِذا خرج الرَّأْس أَولا سهل خُرُوج مَا بعده وَإِذا خرجت الرجل أَو الْيَد خَاصَّة كَانَ مهْلكا للْوَلَد وَالأُم وَأكْثر ذَلِك يكون من كَثْرَة تقلب الْمَرْأَة فِي ذَلِك الْوَقْت والاكثار من الْقيام وَالْقعُود

والاضطجاع. قَالَ: وَلَا يدر الطنمث وَيخرج حَتَّى تخرج المشيمة قَالَ: وَلَا يكون بَين التوأمين أَيَّامًا كَثِيرَة لأَنهم يكونَانِ من جماع وَاحِد لِأَن الرَّحِم إِذا انضمت على المنى انغلقت لم يدخلهَا منى آخر. الرَّابِعَة من الثَّامِنَة من ابيذيما قَالَ: امْرَأَة نفسَاء لم يجئها دَمهَا على مَا يَنْبَغِي فهاجت أوجاع شَدِيدَة ففصدت الصَّافِن فسكن مَا بهَا سَرِيعا وَكَانَ ولاد هَذِه الْمَرْأَة عسيرا فورم فرجهَا لشدَّة الوجع ورما حارا وفصدت وفقد حصل فِي الرَّحِم دم كثير لم يخرج مِنْهُ بالنفاس فسكن الفصد جَمِيع أوجاعها قَالَ: وفصد مأبض الرّكْبَة أقوى فِي ذَلِك وأسرع فعلا. لي: اعْتمد فِي إِخْرَاج الْوَلَد على الْأَدْوِيَة النخرجة للديدان يسقى ويحقن ويطلى بهَا الْبَطن. مِثَال: يُؤْخَذ من الافسنتين النبطي وعصارة السذاب وعصارة الحنظل الرطب أَو طبيخ الْيَابِس يطْبخ حَتَّى يغلط وتطلى بِهِ الْعَانَة إِلَى السُّرَّة وتغوص فِيهِ صوفة وتحتمل. بولس: عسر الْولادَة يكون إِمَّا من أجل الوالدة أَو من أجل الْمَوْلُود أَو من أجل المشيمة أَو من أجل الْأَشْيَاء الَّتِي من خَارج أما من أجل الوالدة فَأن تكون سَمِينَة أَو صَغِيرَة الرَّحِم أَو لم تَلد قطّ الف ب أَو لِأَنَّهَا حارة أَو لِأَن فِي رَحمهَا ورما أَو لِأَن رَحمهَا ضَعِيف لآ تقدر أَن تدفع وَأما من أجل الْمَوْلُود فَأن يكون خُرُوجه قبل الزَّمَان الَّذِي يجب أَو يكون عَظِيما أَو صَغِيرا جدا أَو كَبِير الرَّأْس أَو لَهُ خلقَة مشوهة أَو ميت أَو مَرِيض أَو لأَنهم كَثِيرُونَ أَو لِأَن شكله غير طبيعي والشكل الأجود أَن يكون رَأسه نَحْو فَم الرَّحِم ويداه مبسوطتين على فَخذيهِ غير مائل إِلَى جَانب وَالَّذِي يَلِيهِ أَن يكون مرتجلا إِلَّا أَنه يكون مائلا إِلَى قبالة فَم الرَّحِم وَتَكون يَدَاهُ غير معترضتين فَأَما غير هَذَا فَهُوَ غير طبيعي. وَأما 3 (من أجل المشيمة فَيكون إِمَّا لغلظها فَتَنْشَق بعسر وَجهد أَو لرقتها فتثق قبل الْوَقْت الَّذِي) 3 (يَنْبَغِي ويسيل المَاء فيجف الرَّجْم.)) وَأما من الْأَشْيَاء الْخَارِجَة كَالْبردِ المفرط وَالْحر الشَّديد فيرخى الْقُوَّة إرخاء شَدِيدا أَو لعَارض نفساني. وَإِذا كَانَ عسر الْولادَة ليبس أَو لظغط فَاسْتعْمل الأشيا المرخية وانطل الْمَوَاضِع وصب فِيهَا الدّهن الفاتر مَعَ طبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان أَو بَيَاض الْبيض فانه عَجِيب وادلك الْعَانَة والبطن كُله بِمثل ذَلِك وأجلسها فِي الْمِيَاه الَّتِي قد طبخ فِيهَا مَا يحلل ويلين كالبابونج وإكليل الْملك وَمَتى لم تكن حمى فحركها حَرَكَة يسيرَة لَيست بشديدة وعطسها وَأمر من لم تَعْتَد الطلق تَدْفَعهُ غلى أَسْفَل وقوها بالطيب وَإِذا أَخذهَا الغشى فاذا أفاقت فاطعمها. وَأما السمينة فلتستلق على وَجههَا وَتجْعَل ركبتيها تَحت الفخذين فان الْجَنِين يصير حِينَئِذٍ بحذاء الرَّحِم وامسح افرج بالملينات وَيفتح بالأصابع وَإِن كَانَ فِي الْبَطن ثقل وَلم يخرج فليتقدم بحقنة لينَة وَإِن لم تَنْشَق المشيمة شقها بالظفر أَو بمبضع وتحقن الرَّحِم بالأدهان وَمَتى كَانَ شكل الْجَنِين على غير الطباع دفع إِلَى دَاخل

وأميل وجذب حَتَّى يَسْتَوِي وَإِن خرج عُضْو فَلَا تجذب فانه رُبمَا انْقَطع بل يرد ويعالج وَمَتى انْضَمَّ الْجَنِين فِي فَم الرَّحِم رد إِلَى وَرَاء ولين بالدهن قبلا وَدفع إِلَى فَوق جدا وَكَذَلِكَ إِن كَانَت أجنة كَثِيرَة ردَّتْ إِلَى فَوق وَالْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي أَن تجْلِس الْمَرْأَة على الْكُرْسِيّ وَهُوَ إِذا لمس فَم الرَّحِم رئى قد انْفَتح وبدت الرُّطُوبَة تجئ وَإِن لم يخرج لِأَنَّهُ ميت أَو ضَعِيف جذب بالحديد. من كتاب غَرِيب للْمَرْأَة يَمُوت الْوَلَد فِي بَطنهَا: دَقِيق الشيلم حفْنَة تطبخ حَنْظَلَة بِالْمَاءِ حَتَّى تهترى وتمرس ويعجن بِهِ الدَّقِيق ويطلى بَطنهَا كُله من أَسْفَل السُّرَّة فانها ترمى بله على الْمَكَان وللمرأة النُّفَسَاء الَّتِي يرم بَطنهَا إِذا ولدت: سكبينج وصعتر ومصطكى بِالسَّوِيَّةِ يسقى مِنْهُ دِرْهَم معجونا بِعَسَل. لي: هَؤُلَاءِ يسقون الدحمرثا وَنَحْوهَا العرطنيثا مَتى احْتمل قتل الْوَلَد وفوة الصَّبْغ تقتل الْوَلَد. شَمْعُون ضماد يخرج الجننين والمشيمة: شَحم حنظل الف ب وَمر وورق السذاب بعجين بمررة الثور ويطلى بِهِ الْعَانَة والسرة وحواليها. من الاختبارات بخور ينفع مَعَ عسر الْولادَة وَيخرج المشيمة بِسُرْعَة: قبنة وَمر وجوشير بِالسَّوِيَّةِ يدق ويعجن بمرار الْبَقر وَتجْعَل بَنَادِق فِي عظم العفص وتبخر بِوَاحِدَة مِنْهَا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَيشْرب مِنْهَا بِمَاء السذاب وشم الْمسك يقوى نَفسهَا.) من اختيارات حنين: إِذا عسرت الْولادَة فَاسْتعْمل أَولا الروائح الطّيبَة والأطعمة الْخَفِيفَة اللذيذة كالدجاج المشوية وَنَحْوهَا لَا تمتلئ مِنْهُ وتشرب عَلَيْهِ أقداحا من شراب ريحاني طيب ثمَّ تشكل اشكالا مُخْتَلفَة وتتمشى وتتردد بِلَا إتعاب شَدِيد فان سهلت وَإِلَّا سقيت لعاب الحلبة وتلطخ بلعاب بزر الْكَتَّان والبزر قطونا الظّهْر والعانة ونواحيها فَإِن هَذَا لطوخ نَافِع للَّتِي ترى اليبس. تياذوق: مَتى أَبْطَأَ سُقُوط المشيمة فَلَا تمدها بل شدها إِلَى الفخذين وَخذ أَنْت فِي علاج مَا يسْقط من المشيمة من البخور والمشروب والتعطيس قَالَ: والمشيمة لَا تبقى بعد الولاد زَمَانا طَويلا لَكِن تنتن نَتنًا شَدِيدا أَو تعفن فَعَلَيْك بالأدوية المدرة للطمث. من كناش اسليمن قَالَ: إِن جعلت زراوندا على صوفة واحتملت ولدت مَكَانهَا وَمَتى سقيت أَرْبَعَة مَثَاقِيل من قشور الْخِيَار يابسة ولدت مَكَانهَا وَإِن عسر فدخنها بالمر واسقها الحلتيت والجندبادستر. قَالَ: وَإِن بقيت المشيمة فأجلبها فِي طبيخ الخربق فانه يخرج المشيمة فاذا خرجت فلتحمل دهن ورد. قَالَ: والقردمانا مَتى احْتمل أخرج الْوَلَد. من كتاب ابْن ماسويه فِي علاج الحبالى دَوَاء يخرج المشيمة: خُذ رَمَادا فصب عَلَيْهَا مَاء وَصفه وَتَأْخُذ مِنْهُ رطلا وذر عَلَيْهِ من الخطمى أُوقِيَّة واسقها وأمرها بالقيء وعطسها

دواء جديد من عسر احتباس المشيمة

فَإِذا مضى للحبلى أَرْبَعَة أَيَّام وَهِي تطلق فاجهد أَن تتخلص الْمَرْأَة فان الْجَنِين قد مَاتَ فعالج بالقوية مِمَّا يسْقط الْجَنِين فَخذ مَاء السذاب سكرجة مَعَ دهن الخروع أَو طبيخ الحلبة وَالتَّمْر ودخنها بِعَين سَمَكَة مالحة وحافر فرس فَإِذا سقط الْجَنِين فدخنها بمقل أَزْرَق وزوفرا وحرمل وعلك الأنباط لِئَلَّا يغلظ الدَّم ويشتد الوجع لقلَّة خُرُوجه. 3 - (دَوَاء جَدِيد من عسر احتباس المشيمة) وَيخرج الْوَلَد الْمَيِّت: مر وقنة وجوشير ومرارة الثور وكبريت بِالسَّوِيَّةِ يعجن بقطران وَيُؤْخَذ مِنْهُ بِقدر الجوزة مَرَّات واسقها من هَذِه ثَلَاثَة دَرَاهِم من قنة وجوشير بِمَاء الترمس فانه يَرْمِي بِالْوَلَدِ سَرِيعا. ولتسهيل الولاد: مرها تتمشى ومرخها بالرازقى واسقها سكرجة من مَاء الحلبة مطبوخة مَعَ طلاء ودخنها بالمسك والكهربا كي يقوى قَلبهَا الف ب وقوها بِالطَّعَامِ وَالشرَاب والعطر وَمَتى خفت أَلا ترى الدَّم فدخنها بِعَين سَمَكَة مالحة وحافر فرس وعطسها لِئَلَّا يحتبس الدَّم ويرم الرَّحِم. لي: على مَا رَأَيْت ليوسف التلميذ: حب الكردمانه يتَّخذ مِنْهُ مَعَ الأشق فرزجة وتحتمل فَإِنَّهَا تسْقط الْجَنِين سَرِيعا. لي: رَأَيْت أَنه لَا شَيْء أسْرع إخراجا للْوَلَد من الدَّوَاء بالحلتيت والمر والسذاب الْيَابِس وَليكن تركيبه هَكَذَا: حلتيت نصف دِرْهَم ورق السذاب الْيَابِس ثَلَاثَة دَرَاهِم مر دِرْهَم هَذِه شربة تُعْطِي بأوقية من مَاء الأبهل بِالْغَدَاةِ والعشي شربة فانه لَا يمْكث أَن يسْقط وترياق الْأَرْبَعَة يسْقط سَرِيعا ودهن الخروع يشرب مِنْهُ كل يَوْم خَمْسَة مَثَاقِيل اسقط سَرِيعا جدا وَهُوَ قوي وَمَاء الأفسنتين والشاهترج مَتى شربا أسقطا سَرِيعا. من المنقية لِابْنِ ماسويه: يمْنَع من الْحَبل سقمونيا شَحم حنظل وهزارجشان وخبث الْحَدِيد وكبريت وبزر الكرنب بالسواء يعجن بالقطران وَيحْتَمل بعد الطُّهْر فانه يمْنَع الْحَبل وتحتمل بعد الطُّهْر صوفة فِيهَا ورق الغرب مسحوقا وثمر الغرب ثَلَاثَة مَثَاقِيل ويلوث بِمَاء الغرب أَو بزر الكرنب النبطي زنة دِرْهَم وحرف دِرْهَم يدقان ويعجنان بقطران ويغمس بِمَاء الفودنج النَّهْرِي وَيحْتَمل بعد الطُّهْر أَو يحْتَمل الفلفل فان خاصته منع الْحمل إِذا احْتمل بعد الْجِمَاع. لي: على مَا رَأَيْت: إِذا عسرت الْولادَة جدا وَأَرَدْت أَن تسْقط الْجَنِين فلتستلق الْمَرْأَة وَاجعَل تَحت وركيها شَيْئا لترتفع وتشال ركبتها وتباعد كل وَاحِد عَن صاحبتها واملاً زراقة من مَاء السذاب أَو طبيخ الأفسنتين أَو دهن الخروع أَو طبيخ الأبهل بِحَسب الْحَاجة فانك إِذا أردْت إزلاق الْجَنِين كَانَت الْأَشْيَاء اللزجة أولى وَإِذا أردْت إِسْقَاطه وَقَتله فالأشياء الْمرة ثمَّ تزرق فِيهِ وَيكون أنبوبها طَويلا بِقدر مَا تدخل وَيكون أملس دَقِيق الرَّأْس خَاصَّة لِأَن فَم الرَّحِم يَنْضَم فِي الحبالى حَتَّى أَنه لَا يدْخل فِيهِ الْميل إِلَّا بِجهْد فليدفع حَتَّى يحس بِهِ قد وصل إِلَى مَوضِع فارغ ويحس) بِأَنَّهُ قد صَار إِلَى الرَّحِم فِي فضائه ثمَّ يزرق.

من كناش سياسة الصِّحَّة ينْسب إِلَى ج وَأَظنهُ لروفس قَالَ: إِذا حضرت وَقت الْولادَة فلتجلس الْمَرْأَة وتمد رِجْلَيْهَا مدا مستويا وتستلقي على قفاها ثمَّ تنهض ضرب بِسُرْعَة وتصيح وتزحر زحرا شَدِيدا وتأكل قَلِيلا كثير الْغذَاء وتشرب قَلِيلا شرابًا عتيقا. قَالَ: وَلَا شَيْء أضرّ على الْجَنِين وأسرع فِي الاسقاط من الاسهال وَكَثْرَة الْجِمَاع والعطاس. سرابيون: مَتى عسرت الْولادَة وَمَات الْجَنِين فحملها شيافا متخذا من خربق وجاوشير ومرارة الثور فانه يزله حَيا وَمَيتًا أَو بخرها بالبارزد والكبريت معجونا بمرارة الثور عصارة قثاء الْحمار تِسْعَة قراريط يعجن بمرارة الثور وَيحْتَمل فانه يحدر الأجنة احياء كَانُوا أَو امواتا. الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: الْحمى الحادة تقتل الأجنة فِي الْأَرْحَام الف ب فضلا عَن أَن يكون فِي الرَّحِم ورم حَار. لي: وَرَأَيْت الْحمى الحادة إِذا حدثت تبعها الاسقاط السَّرِيع الحلتيت إِذا أَخذ مِنْهُ بِقدر الجوزة أسْرع من كل شَيْء. الثَّالِثَة من القوى الطبيعية قَالَ: القوابل لَا يقعدن الْحَوَامِل على الْكُرْسِيّ وَلَا يغمزنهن كَمَا يصيبهن الطلق الانفتاح لَكِن بعد أَن يلسن فَم الرَّحِم فيجدنه قد انْفَتح وَأَقْبل يزْدَاد انفتاحه قَلِيلا تحرّك الْجَنِين قبل الْوَقْت الْوَاجِب من عَلَامَات عسر الْولادَة. لي: يعْنى بحركة فِي شهر الْولادَة لَا فِي غير ذَلِك حَرَكَة عتيقة توهم الولاد ثمَّ لَا يكون هَكَذَا كَانَ فِي فحوى كَلَامه. لي: عسر على امْرَأَة الولاد فِي شتاء شَدِيد الْبرد فأوقدت حذاءها فحما كثيرا ومرختها بدهن حَار كثير وَكَانَ الوجع شَدِيدا يغشى عَلَيْهَا مِنْهُ فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك أمرت أَن يُصِيب فِي الْفرج دهن مسخن فسكن الوجع ونامت على الْمَكَان. حب الْمسك لي عَجِيب يسكن الوجع فِي الْمَخَاض ويسهل الْولادَة: دَار صيني عشرَة مر خَمْسَة زراوند مدحرج مثله وَمن القرفة مثله سليخة فائقة أبهل عشرَة وَمن المر خَمْسَة وَمن الْقسْط خَمْسَة وَمن الميعة والأفيون اثْنَان اثْنَان وسك دانق يعجن وَيجْعَل حبا صغَارًا وَعند الْحَاجة يسقى مِنْهَا ثَلَاثَة مَثَاقِيل فِي ثَلَاث سَاعَات كل مرّة بأوقيتين من شراب عَتيق فانه بَالغ الْجَوْدَة وَيفْعل ذَلِك المرخ والتليين فاذا بَدَأَ بِالْمَرْأَةِ الطلق فلتأخذ من هَذَا الْحبّ فِي كل سَاعَة شَيْئا بعد شَيْء. جورجس: مَتى بخرت الْمَرْأَة بالخربق الْأَبْيَض أَو بخرو الْحمام أَو بالزرواند اسقطت المشيمة من ساعتها. قَالَ: وَالَّتِي قد حَان شهرها وَلَا تطلق فَحل لَهَا مرا فِي مَاء الْعَسَل واسقها طبيخ الحلبة) وَالتَّمْر وَمِمَّا يسْقط الْوَلَد حب الرمل يحْتَمل أَو يشرب وَمَتى علق على فَخذهَا الْأَيْمن قِطْعَة من زبد الْبَحْر عَظِيمَة ولدت من ساعتها وَمَتى بخرت بحوشير وصمغ السذاب الجبلى أخر ج الْجَنِين والمشيمة سَرِيعا وَمَتى علق عَلَيْهَا رجل الضبع الْيُمْنَى ولدت من ساعتها وَيسْقط الْوَلَد سَرِيعا والمشيمة أَن تتحمل خربقا أَبيض أَو عود حرمل رطب.

الثَّالِثَة من تَفْسِير الثَّانِيَة قَالَ: إِذا عسر الْولادَة على الْمَرْأَة قبل أَن ترى الدَّم فِي نَفسهَا وَذَلِكَ أَن ألات الْولادَة مِنْهَا ترم وَإِذا ورمت قل مَا ترى من الدَّم وَتعرض من ذَلِك أمراض وأورام متفننة. لي: على مَا رَأَيْت بزر الشيطرج يشبه الْحَرْف لَهُ رَائِحَة حريفة جدا يطْرَح الْوَلَد من سَاعَته والشيطرج يفعل ذَلِك أَيْضا. عهد أبقراط قَالَ: الأوجاع الْعَارِضَة عِنْد الاسقاط أَشد من الأوجاع الْعَارِضَة عِنْد الولاد وَذَلِكَ أَن الرَّحِم لَا يَنْضَم حسب ذَلِك الانضمام الطبيعي وتعترض من الْأَدْوِيَة المسقطة للجنين حِدة فِي الرَّحِم بلذع فَيعرض لذَلِك بالمشاركة فِي الرَّأْس تشنج الف ب وأعراض رَدِيئَة وَلَا يعرض فِي وَقت الولاد من ذَلِك شَيْء. قَالَ: ويجبأن تسْتَعْمل أدوية الاسقاط قبل وَقت الولاد إِذا كَانَت بكرا قد اسرع فِي اقتضاضها فحبلت وَهِي صَغِيرَة فلتستعمل إِسْقَاط الطِّفْل حِينَئِذٍ قبل أَن يعظم لِأَن الْحَامِل تهْلك مَتى لم تسْتَعْمل فِي من كَانَ فِي عنق الرَّحِم حَالهَا هَذِه الْحَال هَلَكت إِن تمّ الْجَنِين. لي: تَدْبِير حب يطْرَح الْوَلَد من سَاعَته: أبهل عشرَة دَرَاهِم سذاب خَمْسَة دَرَاهِم حب الحرمل أَرْبَعَة دَرَاهِم حلتيت أشق فوة من لكل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم يتَّخذ حبا وَيشْرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بأوقية طبيخ الأبهل وطبيخ الفوة والمشكطرامشير أَو عصير السذاب فَإِذا كَانَ نصف النَّهَار أكلت مَاء حمص أَو لوبيا بدهن حل وَقبل ذَلِك مَا تطفر طفرات كَثِيرَة وتتعب ظهرهَا وبطنها فَإِذا أمست تحملت صوفة منقعة فِي مَاء سذاب رطب وتمسكه اللَّيْل كُله فاذا أَصبَحت تبخرت بقمع بمر وبارزد وجوشير قد عجنت بمرار الْبَقر بمثقال من هَذَا وَأخذت الْحبّ فان عسر عَلَيْهَا هَذَا وَإِلَّا يُعَاد ويطلى ظهرهَا وسرتها بِمَاء السذاب قد عجن فِيهِ دَقِيق الشيلم فانها مَتى دبرت بِبَعْض هَذَا التَّدْبِير أسهلت الْولادَة. وَيسْقط سَرِيعا أَن يحْتَمل بخور مَرْيَم أَو قثاء الْحمار أَو ميويزج أَو كندش وَهُوَ قوى جدا يسحق ويلوث فِيهِ صوفة وَيرْفَع مَا أمكن وَمَتى عسرت الْولادَة جدا فاطبخ فِي قمقم فِيهِ مَاء) عشر حزم فوتنج وتجلس فِيهِ فَهُوَ جيد. حب جيد: أبهل دِرْهَمَانِ حلتيت نصف دِرْهَم أشق مثله فوة مثله وَهِي شربة. بولس: فرزجة عَجِيبَة فِي إِسْقَاط الأجنة: خربق أسود ميويزج زرواند مدحرج فربيون بخور مَرْيَم حب المارزيون شَحم الحنظل أشق يحل الأشق وَيجمع وَيحْتَمل فانه عَجِيب فِيهِ زِيَادَة فِي النُّسْخَة: مرَارَة ثَوْر مجففة جُزْء. لي: فرزجة عَجِيبَة: زراوند مدحرج فربيون بخور مَرْيَم كردمانا صَبر تجْعَل. فرازج عَجِيبَة جدا: نوشادر مسحوق عشرَة دَرَاهِم أشق ثَلَاثَة دَرَاهِم يحل الأشق ويعجن النوشادر ويتخذ فرازج ويتحمل اللَّيْل كُله وَيرْفَع رِجْلَيْهَا على محاذ حَتَّى يدْخل مَا ينْحل مِنْهُ إِلَى الرَّحِم فانها تحيض من غَد.

أسليمن قَالَ: إِذا خرجت المشمية فَحمل الْمَرْأَة بعد ذَلِك دهن ورد وَمِمَّا يسهل الْولادَة أَن تُعْطى الحبلى الَّتِي لشهرها كل يَوْم لعاب حب السفرجل وزن خَمْسَة دَرَاهِم ويتغذى بالملوكية والخبازى والفرازيج السمان تصنع من إسفيذباج وتستحم بِمَاء فارتر خَارِجا عَن الْحمام وألزمها الرَّاحَة والهدو وإمرخ الظّهْر والبطن بالدهن الفاتر المسخن. معجون لعسر الْولادَة لَيْسَ لَهُ نَظِير: مر جندبادستر ميعة مِثْقَال مِثْقَال دارصيني نصف مِثْقَال فلفل مثله أبهل مثله يعجن بِعَسَل ويسقى مِنْهُ مثقالان. لي: إِذا الف ب عسرت الْولادَة فأدف هَذَا الدَّوَاء بشراب واعطه دَائِما. مُفْردَة ج: الأبهل يخرج الأجنة الْأَحْيَاء والأموات الترمس يشرب طبيخة بالمرو السذاب فَيخرج الأجنة بِقُوَّة وَكَذَلِكَ مَتى احْتمل حب الحاشا يخرج الأجنة الفودنج النَّهْرِي مَتى يبس وَشرب بِمَاء الْعَسَل أ ... ... عصارته أَو احتملت أخرجت الأجنة بِقُوَّة والجبلى أقوى فِي ذَلِك وَمَتى طلى بِهِ الَّذين ... وَكَذَلِكَ مَتى احتملته الْمَرْأَة بعد الْجِمَاع وخاصة الحارة المزاج النحيفة الْيَابِسَة لِأَن السمينة اللحمية رُبمَا أعانها على الْحَبل فلتجعل النحيفة الحارة هَذَا وَأما الْبَارِد المزاج السمينة فحملها كافورا مسحوقا بِمَاء ورد فانه مجرب عَجِيب. ج: القطران مَتى احْتمل قتل الأجنة الْأَحْيَاء وَأخرج الْمَوْتَى وَمَتى تمسح بِهِ الذّكر وَقت الْجِمَاع كَانَ أبلغ الأدوبة كلهَا فِي منع الْحَبل. القنطوريون الْجَلِيل وَالرَّقِيق يخرج الأجنة الْمَوْتَى وَيقتل الْأَحْيَاء مَتى شرب طبيخ الأَصْل وَمَتى) احتملت الشَّوْكَة المتنتة الَّتِي تسمى قولو حدرت الطمث بعنف وَتخرج الأجنة مَتى شربت. لي: على مَا رَأَيْت لج: عصارة البصل مَتى طلى بِهِ الذّكر منع الْحَبل وَمَتى احْتمل مَاؤُهُ أحدر الأجنة بِقُوَّة. لي: وعصارة بخور مَرْيَم مَتى طليت على مراق الْبَطن أفسدت الْجَنِين شربت أَو احتملت وَتخرج المشيمة وَكَذَلِكَ طبيخ زهر الخيري الْأَصْفَر يخرج المشيمة والأجنة الْمَوْتَى مَتى جلس فِي مَائه وَمَتى شرب أفسد الأجنة الْأَحْيَاء وَمَتى احْتمل بِعَسَل أفسد الأجنة الْأَحْيَاء وَأخرج الْمَوْتَى. الإبرسا السرخس يقتل الْجَنِين مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل مَتى شرب عصارة قثاء الْحمار مَتى احتملت قتلت الأجنة وتحدر بمرارتها ولطافتها والحنظل أقوى فِي ذَلِك. المر يخرج الأجنة ويقتلها سنبل الْحِنْطَة الْبري قوى فِي إحدار المشيمة والأجنة. الايرسا يعْمل مِنْهُ فرزجات بِعَسَل فَتخرج الأجنة الْأَحْيَاء. القردمانا الحريفة الساطعة الرَّائِحَة يتبخر بهَا الْحَوَامِل تخرج الأجنة الْأَحْيَاء والأموات عَجِيبَة فِي ذَلِك. الدارصيني يسْقط الأجنة مَتى خلط بالمر شرب أَو احْتمل. لي: لِأَن الحبالى تغثى أَنْفسهنَّ كثيرا والأجود فِي هَذِه الْأَدْوِيَة مَا سكن الغثى مَعَ هَذَا الْفِعْل وَالدَّار صيني كَذَلِك فَاتخذ مِنْهُ قرصا وَمن الأبهل والقردمانا والمر تركيبه: أبهل عشرَة

دَار صيني تِسْعَة قردمانا مر خَمْسَة خَمْسَة الشربة ثَلَاثَة كل يَوْم فانه لَا يهيج غثيا ويسهل الْولادَة جدا وينقى رحم النُّفَسَاء وَيخرج المشيمة. دهن البلسان مَتى احْتمل أخرج الْجَنِين والمشيمة. المر مَتى جعل مَعَ الأفسنتين أَو مَعَ السذاب أَو ممع مَاء الترمس اخْرُج الْجَنِين. الْمقل مَتى بخرت بِهِ الحبلى سهلت وِلَادَتهَا وَفتح فَم الرَّحِم وجذب الحنين. قشر الْغَار إِذا شرب أخرج الْجَنِين. اللادن مَتى تدخن بِهِ أخرج الْجَنِين وَطرح المشيمة. الغرب مَتى شرب ورقه مَعَ الْحَبل. دهن زهر الكرنب إِذا احْتمل بعد الْحَبل قتل الْجَنِين. طبيخ رُؤْس الثوم وقصبه إِن جلس فِيهِ أخرج المشيمة وَكَذَلِكَ إِن بخر بِهِ. الْحَرْف مَتى شرب مِنْهُ مثقالان أخرج الْجَنِين. الفلفل يخرج الْجَنِين مَتى حمل بعد الْبَاءَة قطع الْحَبل. العرطميثا مَتى احْتمل أخرج الْجَنِين الف ب إخراجا قَوِيا سَرِيعا. أصُول بخور مَرْيَم مَتى شرب أَو احْتمل طرح الْجَنِين لَا شَبيه لَهُ فِي قوته فِي هَذَا وَزعم قوم أَن نَبَاته إِن تخطته حَامِل أسقطت وَمَتى دخن بِأَصْلِهِ حَامِل أسقطت وَمَتى شدّ الأَصْل فِي الرَّقَبَة منع الْحَبل. بزر اللوف مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثُونَ حَبَّة عددا بخل وَمَاء أسقط الْجَنِين وَيُقَال: إِن الحبلى مَتى شمت رَائِحَة هَذَا النَّبَات فِي الْوَقْت الَّذِي يبرز أسقطت وَأَصله مَتى عمل مِنْهُ شياف وَاحْتمل أسقط الأجنة. الجنطيانا مَتى احْتمل أَصله أخرج الْجَنِين. الزراوئد الطَّوِيل مَتى شرب مِنْهُ درخمى بِشَيْء من مر وفلفل نقى النُّفَسَاء من الفضول والمشيمة وأدر الطمث وَأخرج الْجَنِين واسْمه باليونانية الْبَالِغ فِي تنقية النُّفَسَاء والمدحرج يفعل ذَلِك. القنطوريون الصَّغِير يسْقط الأجنة ويحدر الطمث مَتى احْتمل فِي فرزجة وعصارة النعنع مَتى احتملت قبل وَقت الْجِمَاع منعت الْوَلَد. ورق الفوتنج مَتى احْتمل قتل الْجَنِين وأدر الطمث وَمنع الْحَبل. لي: على مَا رَأَيْت: السذاب الْبري مَتى احْتمل أخرج الْجَنِين من سَاعَته وَمَتى شرب من بزره نصف دِرْهَم طرح الْوَلَد من يَوْمه وثارت الحكة. د: من جمعه حمر يَدَيْهِ وأورمها. وَقَالَ:) الجاوشير مَتى ديف بِعَسَل وَشرب وَاحْتمل أخرج الْجَنِين السكبينج مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل أدر الطمث وَقتل الْجَنِين. القنة مَتى شربت أَو تدخن بهَا واحتملت أخرجت الْجَنِين بزر الخيرى الْأَصْفَر مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِعَسَل أَو احْتمل بِعَسَل أحدر الْجَنِين عِنْد الولاد. د: البابونج والشيح والبلنجاسف والمرزنجوش والحلبة والفودنج والمشكطرامشير والزراوند والعرطنيثاء مَا حضر من هَذِه يجب أَن يطْبخ فِي المَاء وتجلس الْحَامِل فِيهِ إِذا عسرت الْولادَة. الفوة مَتى احتملت عروقه طرح الْجَنِين. طبيخ الخطمى ينقى النُّفَسَاء مَتى جَلَست فِيهِ. البزر الْمُسَمّى بالفامى وينبت بَين الْحِنْطَة وَالشعِير وورقه شبه ورق الحمص وعلفه كعلف الخرنوب والبزر مر الطّعْم جدا مَتى سحق وَاحْتمل بِعَسَل قبل الْبَاءَة منع الْحَبل. د: البابونج ينقى النُّفَسَاء مَتى جَلَست فِي طبيخه. ابْن ماسويه: الدارصيني خاصته ان يسهل الْمَخَاض والطلق الشَّديد الْعَارِض عِنْد

الْولادَة مَتى لي تجربة: كَانَت امْرَأَة تطلق أَيَّامًا فسقيت دِرْهَمَيْنِ من زعفران فَولدت من ساعتها وجرب ذَلِك مرَارًا فَكَانَ كَذَلِك. ماسرجويه: الْحَرْف يقتل الأجنة بِقُوَّة مَتى سحق وَشرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَارهم وسحق أَيْضا وَاحْتمل. لي الخيرى كالسذاب فِي قوته فَلذَلِك يسْقط الأجنة. ابْن ماسويه: لبن اللقَاح مَتى أمسك فِي الْفرج أخرج الْوَلَد وَقَالَ: بزر الينبوت وورقه مَتى شرب بِخَمْر طرح الْوَلَد وَهُوَ قوى فِي ذَلِك لَا يعدله شَيْء. الخوز وَابْن ماسويه: الكماشير دَوَاء هندي فِي الرَّابِع من الْحَرَارَة أَخذ من الفربيون لَا مثل لَهُ فِي ذَلِك فِي إِسْقَاط الْوَلَد ابْن ماسويه وأرجنجانس: بزر الكرنب مَتى دق وَاحْتمل بعد الْجِمَاع الف ب أفسد المنى وَمنع الْحَبل. بولس: النسرين الْيَابِس إِذا شرب أخرج الْجَنِين وأدر الطمث. مهراريس: السليخة تطرح الْوَلَد بِقُوَّة قَوِيَّة. ماسرجويه: نَقِيع السمسم يطْرَح الْوَلَد. الدِّمَشْقِي: خَاصَّة الساساليوس إسهال الْولادَة لجَمِيع الْحَيَوَان.) ابْن ماسويه: شهِدت غير وَاحِد وَاجْتمعت الخوز على أَنه مَتى احتملت فرزجة من زبل الْفِيل القلهمان: الْقسْط مَتى بخر بِهِ فِي قمع أسقط الْوَلَد. روفس: الأرجوحة تسْقط الأجنة وَلَا ترتاض الْحَامِل بهَا. لي: بخور عَجِيب يسْقط الْجَنِين ويسهل الْولادَة: مقل أَزْرَق مر أبهل يعجن ويتخذ بَنَادِق فانه جيد فِي ذَلِك. من كتاب أبقراط: لَا شَيْء أضرّ للَّتِي حضر ولادها من التقلب فانه يعجل خُرُوج الْجَنِين مرتجلا ومجنبا وبأشكال رَدِيئَة وَأكْثر الأجنة الَّذين لَا يجيئون على الرَّأْس يموتون لِأَنَّهُ إِذا خرج بعض الْأَعْضَاء وَالرَّأْس من دَاخل اختنق وَكَانَت الْولادَة بكرهٍ ومشقةٍ. الثَّالِثَة من مسَائِل ابيذيما قَالَ: احتباس دم النّفاس عَظِيم الْقُوَّة فِي جلب الْمَوْت وَحكى قصَّة امْرَأتَيْنِ نفسَاء اختنق دم احداهن ودر دم الْأُخْرَى وَكَانَت سَائِر أمراضها قريبَة فَمَاتَتْ الَّتِي احْتبسَ دَمهَا وسلمت الثَّانِيَة. قَالَ. وَفِي الْأَكْثَر يرم الرَّحِم إِذا لم تنق بالنفاس. عهد أبقراط قَالَ: الأوجاع الْحَادِثَة عِنْد الاسقاط أصعب من الأوجاع الْحَادِثَة عِنْد الْولادَة وَذَلِكَ أَن الرَّحِم فِي وَقت الْولادَة تنضم بالطبع ويجتمع حول الْجَنِين ليدفعه وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي تضطر إِلَى إِسْقَاط الْجَنِين فيضطر الرَّحِم كثيرا إِلَى الدّفع والانضمام وينالها من ذَلِك ورم وحدة من لذع الْأَدْوِيَة وَتعرض مَعَه أَعْرَاض صعبة.

ابْن ماسويه بحدر الطمث بِقُوَّة: أشنان فَارسي شونيز عاقرقرحا سذاب رطب فراسيون فربيون مر قنة يحْتَمل فِي صوف أَبيض. مسيح: يجب أَن تعطس الْمَرْأَة بعد الْجِمَاع وَيمْسَح قبلهَا مسحا بليغا وَيحْتَمل عسلا وقطرانا اَوْ دهن بِلِسَان أَو إسفيذاجا أَو شَيْئا رطبا ولتتحمل شَحم الرُّمَّان. ابْن ماسويه: خَاصَّة الدارصيني تسهيل الْولادَة وينقى مَا فِي الرَّحِم بعْدهَا بِقُوَّة قَوِيَّة حب يسْقط الأجنة اسْتِخْرَاج على مَا قَالَ د فِي الزراوند الطَّوِيل: فلفل وَمر بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ حب ويسقى مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم كل يَوْم بأوقية من مَاء الترمس وَهَذَا الْحبّ يسهل الْولادَة. الخوز الَّتِي تَلد فيرم بَطنهَا: سكبينج وصعتر ومصطكى بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل وَيُعْطى مِثْقَالا يسكنهُ مَكَانَهُ قَالَ: وَمِمَّا يطْرَح الْوَلَد الْحَيّ: اعجن من الفيلزهرج قدر باقلاة بِعَسَل. يُؤْخَذ وَيخرج الْمَيِّت أَن تسقى طبيخ الفنجنكشت وَهُوَ بليغ وينفع من ذَلِك أَن يدق السذاب ويطلى) بمرار الْبَقر الْبَطن كُله وَيجْعَل فِي فَم الرَّحِم. فِي الطِّبّ الْقَدِيم: تطعم الْمَرْأَة عو يَوْمًا على الرِّيق الباقلى فَلَا تحبل مَا عاشت. وَمَتى أردْت تجريبه فأطعم الدَّجَاجَة الباقلى فانها لَا تبيض أبدا وَمَتى احتملت خرو الْفِيل لم تحمل أبدا وَمَتى سقيت مَاء البلنجاسف أسقطت على الْمَكَان. وَإِن شدت على فَخذهَا صرة كزبر فِي خرقَة جَدِيدَة أسقطت حب الف ب يطْرَح الْوَلَد: زراوند طَوِيل جنطيانا حب الْغَار مر قسط بحرى سليخة سَوْدَاء قُوَّة الصَّبْغ عصارة أفسنتين قردمانا طري حريف فلفل مشكطرامشير بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ حبا وَيُؤْخَذ عشرَة أَيَّام تباعا كل يَوْم مثقالان بِقَلِيل من السذاب ويتحمل عود سذاب وتمرخ السُّرَّة بمرار بقر. من تشريح الأجنة لأبقراط: الَّذين يموتون فِي الْأَرْحَام إِذا أردْت ذَلِك فغط وَجه الْمَرْأَة لِئَلَّا ترى مَا تفعل وَتَنَاول مَا برز من الْجَنِين فَصنعَ اللولب فِي ذارعه فاذا ظهر الْعظم فَشد أَصَابِع يَده لِئَلَّا يزلق اللَّحْم ثمَّ اقْطَعْ اللَّحْم عَن الْكَتف والمنكب ثمَّ أخرجهَا ثمَّ ضع الرَّأْس بعد ذَلِك وضعا طبيعيا واجذبه إِلَيْك قَلِيلا ثمَّ ادفعه إِلَى دَاخل قَلِيلا وَشد بالسكين عِنْد الأضلاع والترقوة حَتَّى يخرج الانتفاخ الَّذِي فِيهِ وينضم الْجَنِين ويهون إِخْرَاجه فان قدرت بعد ذَلِك على دفع رَأسه إِلَى دَاخل دفعا طبيعيا فافعل وَإِلَّا فاجذبه بالآلة ثمَّ صب على الْمَرْأَة مَاء حَار كثيرا ومرخها الدّهن ومرها بِالنَّوْمِ ولتلق إِحْدَى رِجْلَيْهَا على الْأُخْرَى واسقها خمرًا طيبَة الرّيح بَيْضَاء رقيقَة المزاج واسحق الزرنيج بالعسل وامرخه بِالْخمرِ واسقها إِيَّاه. وَرُبمَا لم يمت الْجَنِين لَكِن وَقع إِلَى جَانب فان هَذَا يكون إِذا الْتفت سرته على عُنُقه فيعوقه على الْخُرُوج وَتصير رَأسه عِنْد وركى أمه وَأكْثر هَؤُلَاءِ تخرج أَيْديهم وَيَمُوت أَكْثَرهم وَرُبمَا لم يخرج الْجَنِين الْبَتَّةَ لذَلِك أعنى التفاف السُّرَّة وَهُوَ خطر عَظِيم وأى امْرَأَة

كثر نزفها قبل الولاد فانها تطلق طلقا يَابسا ويعسر ولادها وبالضد ويجنب إِذا ظَنَنْت أَن الْولادَة قد عسرت لالتفاف السُّرَّة أَو لرداءة شكل الْجَنِين أَن يُؤْخَذ بيد الْمَرْأَة ورجليها ثمَّ يُحَرك تحريكا شَدِيدا عشْرين مرّة ليتقصع الْبَطن ثمَّ تشال رجلاها وتحرك كَمَا تحرّك عِنْد الْحَصَاة ثمَّ تنتصب وتحرك كتفاها مرَارًا كَثِيرَة وتضرب على فراشها وتحرك كتفاها لينزل الْجَنِين إِلَى السعَة فيصل إِلَى الْخُرُوج وَإِن كَانَ عنْدك مشكطرامشير اقريطشى فاسقها مِنْهُ واطبخ الجندبادستر بِخَمْر وأمرها تتحمله. بديغورس: الآذربون خاصته إِسْقَاط الاجنة.) د: الأبهل يسْقط الْجَنِين احْتمل أَو شرب أَو تدخن بِهِ. ج: إِن الأبهل يسْقط الْجَنِين الْحَيّ وَيخرج الْمَيِّت الغرب مَتى أَخذ ورقه مسحوقا وَحده بشراب منع الْحَبل وأصل الخوشا إِذا احْتمل أخرج الْجَنِين. بديغورس: انارغيون يسقى من ورقه درخمى بميبختج لإِخْرَاج الْجَنِين والمشيمة ويعلق على النِّسَاء اللواتي عسرت ولادتهن ولينزع إِذا ولدت على الْمَكَان. وَشرب الأنافخ يمْنَع من الْحَبل. الأشق مَتى شرب أخرج الْجَنِين. د: طبيخ البلنجاسف مَتى جلس فِيهِ أحدر المشيمة والجنين وَقَالَ: البلجاسف إِذا سقى من حبه ثَلَاث درخميات أخرج الْجَنِين. البابونج شرب أَو طبخ أَو جلس فِيهِ أخرج الْجَنِين عِنْد الْولادَة فَلذَلِك هُوَ من الادوية المسهلة للْوَلَد. د: أصل الجنطيانا مَتى احْتمل بالعسل قتل الْجَنِين وأصل شجرته تحْتَمل فتحدر الْجَنِين. أصل الجزر الْبري مَتى احْتمل أخرج الْجَنِين وَقَالَ: الدوقو يخرج الْجَنِين شرب أَو احْتمل فرزجة مَعَ مر. الدَّار شيشعان يسْقط الْجَنِين إِذا احْتمل فرزجة. صمغ الزَّيْتُون البرى اللذاع للسان يسْقط الأجنة. بعر الماعز وخاصة الجبلية مَتى شرب بِبَعْض الأفاريه أخرج الأجنة. زبل الرخم يُقَال إِن بخر بِهِ طرح الْجَنِين. والزراوند الطَّوِيل مَتى شرب مِنْهُ درخمى مَعَ فلفل وَمر أخرج الْجَنِين وَمَتى احْتمل فعل ذَلِك والمدحرج يفعل ذَلِك. دهن الحلبة تحقن بِهِ الْمَرْأَة الَّتِي يعسر ولادها من أجل كَثْرَة خُرُوج الرطوبات مِنْهَا وجفوفها ورق الْجَوْز مَتى شرب مِنْهُ بعد طهر الْمَرْأَة بخل منع الْحَبل. د: الْحَرْف البابلي يسْقط الأجنة. ج: طبيخ الحاشا مَعَ اسْتعْمل مَعَ عسل خرج الْجَنِين والمشيمة. وَقَالَ د: الحاشا يخرج ألجنة. وَقَالَ ج: شَحم الحنظل مَعَ أَنه يقتل الجنيني رُبمَا شفى ى الْمَرْأَة بقلته) غياهع. ونجار الْحَدِيد إِذا شرب منع الْحَبل. وَقَالَ الحمص يعين على غخراج الجنيني. د: دمعة اليبروج واصوله مَتى شرب مِنْهُ أوبولوس أحدر الْجَنِين. وَقَالَ ك مَتى احْتمل من الْملح قِطْعَة طرح الجنتيني. من تجربة ابْن داواد ك الكبريت إِذا تدخن بِهِ طرح الجدنيني وَقَالَ: سمريون مَتى حك اصله وَاحْتمل أحدر الجننيي. الكادريوس وطبيخه يحدران تلطنمث والجنيني. د: زهرَة الْملح مَتى احْتَلَمت قتلت الْجَنِين ن وَمَتى احتملت بعد الْجِمَاع منعت الْحَبل ن بزر الكرنب خَاصَّة كتى احْتمل بعد الطُّهْر منع الْحَبل.

ابْن ماسويه: ثَمَرَة لَو ف الْحَيَّة مَتى شرب مِنْهَا ثَلَاثُونَ حَبَّة بخل ممزوج اسقطت الجنيني وَمَتى شمت الْمَرْأَة رَائِحَة هَذَا النَّبَات بعد ذبول زههرته اسقطت. د: اصل لوف الْحَيَّة مَتى احْتمل بلاليط أخرج الجنيني نت وَقَالَ: وَمَتى احْتمل المر مَعَ ألأفسنتين أَو مَعَ مَاء الترمس أَو مَعَ عصارة السذاب اخْرُج الجنيني بِسُرْعَة. ج: يسْقط الجنيني مَتى احْتمل أَو تدخن بِهِ الْمقل الْيَهُودِيّ وَكَذَا يفعل المشكطرامشير شرب أتجدخن بِهِ وَمَتى احْتمل كَانَ اقوى عصارة النعنع مَتى احتملت فِي وَقت الْجِمَاع منعت الْحَبل النسرين يقتل الأجنة ويخرجها ن بولس: مَتى جعل مَعَ الإيرسا غسل قتبل وَأخرج الجنيني ودهنه يخرج الجنيني ألإيرسا نَفسه يفْسد ألجنة ويخرجها. ج: السقمونيا مَتى احْتمل فِي صوف قتل الجنيني السكبينج مَتى شرب بأدرومالي قتل الجنيني ن ساساليوس اصله وبزره يسقطان الجنيني الف ب السذالب خاصته إِفْسَاد المنى. ابْن ماسويه وروفس: السذاب يمْنَع الْحَبل اصل الفاشرا مَتى شرب مِنْهُ درخيمان أخرج الجنيني وَمَتى احتامل قفعل ذَلِك واخرج المشيبمة وطبيخة مَتى جدلس فِيهِ فعل ذَلِك الفلفل يحدر الجنيني ونظن بِهِ انه مَتى احجتمل بعد الْجِمَاع أفسد غالمنى إفسادج قَوِيا. ابْن ماسويه: خَاصَّة الفلفل بهعدالجماع إِفْسَاد المنى مَتى احْتمل. ولعسر الْولادَة وَإِخْرَاج الكمشيمة: كبريت اصفر وَمر أَحْمَر وقفر وجوشير وقنة بالسواء يتبخر بِهِ مَرَّات كَثِيرَة وتسقى الجوشير والقنة وتدخن بخرء الحجمام وسلخ الححية. قَالَ: وَأي أمْرَأَة تحملت زبل الْفِيل وبنجا معجونيني اَوْ زبل الْفِيل وَحده لم تحبل ابدا. قَالَ ك وداوا البعقل بادوية نتو الرَّحِم ويصيب النِّسَاء من) غفراط الْجِمَاع تَنْشَق فِي الرَّحِم وَقد يعتيرهم من ثقل الْحمل انْشِقَاق المثانة وَدَلِيله خُرُوج الْبَوْل للا إِرَادَة. من السمُوم لج: مَتى سقى من الشنان الْفَارِسِي ثَلَاثَة دَرَاهِم القى الْوَلَد من يَوْمه ن وَيُقَال: الخردمانج مَتى شرب نه دانقان أَلْقَت الْوَلَد ساعتها وآذمتها الحكة وَهُوَ شَبيه بالخردل فِي توليد الحكة والجرب. لى هَذَا عندى هُوَ الكردمانة. من الاهوية والبلدان قَالَ: إِنَّمَا تسهل الْولادَة على اللينات الابدان. الذُّكُور يولدون أسهل من الاناث وَإِذا عسرت الْولادَة وَلم تنق الْمَرْأَة لَان آلَات الْمَرْأَة ترم وَكَثِيرًا مَا يكون يعرض بعقبه للبطن مَا يعرض لمن انْقَطع عَنهُ دم البواسير والطمث. من كتاب المنى قَالَ أبقراط: لما اشْتَمَلت الْجَارِيَة المعنية امرتها أَن تطفر إِلَى نَاحيَة اليتها فطفرت سبع طفرات فَخرج مِنْهَا المنى. لى الطفر إِنَّمَا يكون إِلَى خلف وَلذَلِك يُمكن أَن ينزل لَان الطفر إِلَى قُدَّام وان زعزع المنى فانه يعلق نَحْو بطن الرَّحِم والطفر إِلَى خلف يَقع ضَرْبَة فِي فَم الرَّحِم. مَتى

مسحت البيضتان أَو سلتا أَو بردتا بالشوكران حَتَّى فسد مزاجهما لم يُولد الْفُصُول: إِن قصدت الْحَامِل أسقطت وخاصة إِن كَانَ حملهَا مذ عظم لَان الطِّفْل يعْدم غذاءه وَلذَلِك مَتى كَانَ الطِّفْل أعظم كَانَ إِلَى الْغذَاء الْكثير أحْوج فالطفل لذَلِك مَتى عظم كَانَ الفصاد وجوع أمه وَا ستفراغها بِهِ أضرّ. وَإِن أفرط على الْحَامِل الاسهال لم يُؤمن أَن تسْقط. وَإِذا كَانَ بِالْمَرْأَةِ خنق الارحام وعسر ولادها فأصابها عطاس فَذَلِك مَحْمُود. إِذا ضمر ثدي الْحَامِل أسقطت لَان ضمور الثدي يدل على قلَّة الدَّم فِي عروق الرَّحِم فَيَمُوت الطِّفْل من أجل نُقْصَان الْغذَاء. وَإِن كَانَ الْحمل ترءمين فضمر أحد الثديين اسقطت أحد الطفلين وَذَلِكَ يكون فِي الْجَانِب الَّذِي ضمر فِيهِ الثدي. لى. يُمكن أَن يسْتَدلّ فِي امْرَأَة حَامِل قد ضمر أحد ثدييها فَتَقول أَنَّهَا تسْقط غُلَاما أَو جَارِيَة. أَدخل دَوَاء معطا فِي الف ب الانف وَأمْسك المنخرين والفم فانه يسْقط المشيمة لانه يحدث للبطن عِنْد هَذِه الْحَال تمدد وتوتر يعين على سُقُوط المشيمة. إِذا جرى اللَّبن من ثدي الْحَامِل دلّ على ضعف طفلها لَان ذَلِك يدل على أَن الطِّفْل لَا يغتذى بالكفاية. واصلح أَحْوَال الثدي أَن يكون مكتنزا وَلَا يجْرِي اللَّبن فان هَذِه الْحَال متوسطة فَلَيْسَ يكون فِيهَا) الدَّم نَاقِصا فِي الْجِسْم كُله وَلَا أَن يكون الطِّفْل غير مغتذ إِذا كَانَت حَال الْمَرْأَة يؤول إِلَى أَن تسْقط وَأَن ثدييها يضمران فان كَانَ الْأَمر على خلاف ذَلِك أَعنِي أَن يكون ثدياها صلبين فانها يُصِيبهَا وجع الثديين أَو فِي الْوَرِكَيْنِ وَلَا تسْقط إِذا عرضت حمى لحامل وسخنت ثدياها سخونة شَدِيدَة من سَبَب ظَاهر فان ولادها يكون بعسر وخطر أَو تسْقط فَتكون على خطر لِأَنَّهُ قد يعرض للحوامل أخلاط رَدِيئَة تهيج مِنْهَا حميات وَلَا تقدر على تنقيتهن مِنْهُ من أجل الطِّفْل فَرُبمَا هَاجَتْ حميات قَوِيَّة تقتل الطِّفْل وَقد تجلب مِنْهَا حميات لينَة فَيكون الطِّفْل لذَلِك مسقاما وَكَذَلِكَ الْأُم فَلذَلِك تكون الْولادَة غير سليمَة من الْخطر لِأَن سَلامَة الْولادَة تحْتَاج إِلَى قُوَّة من الْحَامِل والمحمول جَمِيعًا. بخور مَرْيَم: زعم بعض النَّاس أَنه إِن علقته حَامِل أَو خطت عَلَيْهِ أسقطت وَمَتى شدّ فِي الرَّقَبَة والعضد منع الْحَبل. د وَقَالَ ج: إِن لعصارته من شدَّة الْقُوَّة مَا إِن طلى على الْبَطن أفسد الْجَنِين وَمَتى احْتمل فِي صوفة كَانَ أقوى الْأَدْوِيَة فِي إِخْرَاج الْجَنِين وَقَالَ: إِن لطخ من عصارته على مراق الْبَطن والخاصرة والسرة أخرج الْجَنِين. اسْتِخْرَاج: يطلى ويحقن بِهِ فِي الْقبل وَيحمل فَإِنَّهُ يفعل مثل هَذِه الْقُوَّة وَلَا يهيج حرارة. قَالَ د: إِن عصارة بخور مَرْيَم تقتل الْجَنِين قتلا قَوِيا. قُوَّة الصَّبْغ مَتى احتملت أسقطت الْجَنِين وَقَالَ: ورق الفودنج إِن احْتمل قتل الْجَنِين وعصارته تخرج الأجنة بِقُوَّة شرب أَو احْتمل.

ج: القرفير مَتى تبخر بِهِ أخرج المشيمة. د: القردمانا إِن تدخن بِهِ أسقط الْجَنِين وَقَالَ: دهن القيصوم يخرج المشيمة. وَقَالَ: عصارة قثاء الْحمار تقتل الْجَنِين مَتى احتملت. وخبرني من أَثِق بِهِ ان الْملح الدراني مَتى احْتمل اسقط الْجَنِين. جالينوس: عصارة قثاء الْحمار تفْسد الأجنة مَتى احتملت. أصل القنطوريون الْكَبِير مَتى احْتمل فرزجة أسقط الأجنة وعصارة القنطوريون الصَّغِير مَتى احتملت أخرجت الْجَنِين. القنة تخرج الْجَنِين احتملت أَو تدخن بهَا وَمَتى شربت مَعَ اللَّبن أخرجت الْجَنِين الْمَيِّت. القطران مَتى لطخ على الذّكر منع الْحَبل وَمَتى احتقن بِهِ أسقط الْجَنِين بِقُوَّة وَمَتى احْتمل قتل الأجنة الْأَحْيَاء وَأخرج الْمَوْتَى وَيفْسد النُّطْفَة إِذا مسح بِهِ الذّكر فِي وَقت الْجِمَاع وَهُوَ أبلغ الْأَدْوِيَة) كلهَا فِي منع الْحَبل وَيجْعَل من أدام اسْتِعْمَاله عقيما. اسْتِخْرَاج لي: يحقن بالقطران فِي الْقبل أَو الْمَرْأَة مستلقيه مديدة نصف الْوَرِكَيْنِ فانه بَالغ جدا فِي إِخْرَاج الْوَلَد الف ب وَكَذَلِكَ يعالج بالأشياء الَّتِي تفعل ذَلِك فاذا بقيت بِحَالِهَا سَاعَة وَقبلت الحقنة حملتها صوفة قد غمست فِيهِ فانه لايخلف. الزوفا الرطب مَتى احْتمل سهل خُرُوج الْجَنِين. الشبث مَتى جعل مِنْهُ شيئ فِي فَم الرَّحِم قبل الْجِمَاع أَو فِي وقته منع الْحَبل. د: قشر الينبوتة إِذا تدخن بِهِ أخرج المشيمة والجنين الترمس مَتى خلط بالمر وَالْعَسَل وَاحْتمل أخرج الْجَنِين وَقَالَ: وَذكر ذَلِك ج: إِن طبيخ الثوم مَتى جلس فِيهِ أخرج المشيمة وَقَالَ: وَيفْعل ذَلِك مَتى تدخن بِهِ. قشر أصل شجر الْغَار مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار تِسْعَة قراريط قتل الْجَنِين. وورق الغرب إِذا أكل منع الْحَبل وَإِن شرب من بزر الخيري الْأَصْفَر دِرْهَمَانِ أَو احْتمل من غير عسل أخرج الْجَنِين عِنْد الْولادَة. طبيخ زهرَة الخيرى المجفف يخرج المشيمة ج: وَيخرج الأجنة الْمَوْتَى وَمَتى شرب أفسد الأجنة لِأَنَّهُ شَدِيد المرارة وبزره يفْسد الأجنة الْأَحْيَاء وَيخرج الْمَوْتَى وأصوله تفعل ذَلِك. ج: الخربقان مَتى احتملا قتلا الْجَنِين وَالْأسود أقوى فِي ذَلِك. ابْن ماسويه لإِخْرَاج المشيمة: تمسك صوفة قد غمست فِي دهن بِلِسَان اَوْ يمسك مَعهَا دهن النمام ودهن المرزنجوش ودهن الناردين مَعَ المر وَقَالَ: لإِخْرَاج المشيمة تشرب طبيخ الخيري الْأَصْفَر. وَقَالَ الَّذِي يمْنَع من الْحَبل تمسك مَعهَا بعد طهرهَا صوفة بَيْضَاء فِيهَا ورق الغرب مدقوق وثمر الغرب من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل واغمسها فِي مَاء ورق الغرب وَيفْعل مثل ذَلِك بزر الكرنب النبطي مَعَ الْحَرْف من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يدقان ويعجنان بقطران ويغمسان فِي مَاء الفودنج وَيحْتَمل وَمِمَّا يمْنَع الْحَبل أَن تمسك الْمَرْأَة مَعهَا شَحم حنظل وسقمونيا وهزار جشان وسنسدان وخبث الْحَدِيد وكرنب وبزر الكرنب بِالسَّوِيَّةِ

بعد دقها واعجنها بقطران تمسك بعد الطُّهْر أَيَّامًا. مَجْهُول: يعجن دَقِيق الشيلم بِمَاء الكرنب وتحتمله. إِسْحَاق: إِذا عسر على الْمَرْأَة ولادها فَخذ برشياوشان فيداف بشراب وَهُوَ مسحوق وَشَيْء من دهن ويسقى من المشكطرامشير بشراب وَمَاء وينفعها التعطيس.) وَإِذا مَاتَ الطِّفْل فَخذ ثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء السذاب وحلبة وتينا مطبوخا وَثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الصعتر البرى فاسقها مِنْهُ فانه يخرج الطِّفْل. مَتى اخذت مِنْهُ واحقنت فِي قبلهَا بِمَاء سذاب أُوقِيَّة ومشكطرامشير وقطران وأبهل قد طبخ بِمَاء وينطل على سرتها وظهرها ويسقى بِمَاء الباذرونج ثَلَاث أَوَاقٍ فانه يمْنَع الْحَبل ويدهن الرَّحِم وَالذكر بدهن بِلِسَان فانها لَا تحبل وَتجْعَل قبل الْجِمَاع فَتِيلَة بدهة بِلِسَان. أبقراط د: الخربق الْأسود مَتى احْتمل فِي الرَّحِم نفض مَا فِيهِ. دَوَاء يسْقط المشيمة من كتاب ابْن ماسويه فِي علاج الحبالى: رماد يصب عَلَيْهِ مَاء ويصفى مِنْهُ رَطْل ويذر عَلَيْهِ أُوقِيَّة من الخطمى ويسقى مِنْهُ وقيئها وعطسها. قَالَ: وَإِذا مضى للحبل أَرْبَعَة أَيَّام وَلم تَلد فاحرص عَلَيْهِ نجاة الْأُم واحمل عَلَيْهَا الف ب بالأدوية القوية لَا تبال بالطفل مثل مَاء السذاب ودهن الحلبة وَمَاء الحلبة مطبوخا مَعَ تمر ودخنها بِعَين سَمَكَة مالحة مدقوقة وحافر فرس فَإِذا سقط الْجَنِين وَأَرَدْت أَلا يغلظ الدَّم فِي الرَّحِم فيؤذى ويشتد الوجع فدخنها بمقل وزوفرا أَو حرمل وعلك الأنباط وصعتر وخردل ابيض فانه هَذَا يمْنَع غلظ الدَّم. دَوَاء ينفع من عسر الْولادَة واحتباس المشيمة وَيخرج الْوَلَد الْمَيِّت: مر قنة جوشير كبريت مرار ثَوْر بِالسَّوِيَّةِ يجمع الْكل بقطران ويدخن مِنْهُ بِمثل الجوزة مَرَّات واسقها من المرو والقنة والجوشير درهما بِالسَّوِيَّةِ يجمع الْكل بِمَاء كرفس معصور وترمس مطبوخ. تَدْبِير الْحَامِل عِنْد ولادها: مرها تتمشى ومرخها بالرازقي مرخا رَفِيقًا وسقها سكرجة من مَاء حلبة مطبوخة مَعَ مثله طلاء. ودخنها بالمسك والكهرباء وقوها بِالطَّعَامِ وَالشرَاب والعطر والْحَدِيث الطّيب للنَّفس. وَإِذا أَحْبَبْت أَن تنزف دَمًا كثيرا أَو خفت من احتباسه فدخنها بِعَين سَمَكَة مالحة وحافر فرس وَإِن خفت أَن يضر من أجل احتباس الدَّم فأعد التدخين مَرَّات. أسليمن: لسرعة الْولادَة تدخل الْحمام وتنقع فِي المَاء الْحَار وتشرب وتحمتل لعابات لزجة ويطلى الْبَطن وَالظّهْر والأفخاذ ونواحيها بشمع اصفر ودهن وَكَذَلِكَ فقار الظّهْر كُله. وَتمسك فِي يَدهَا الْيُسْرَى مغنطيسا فانه عَجِيب وَإِن جعلت الزراوند على صوفة وحملتها ولدت من ساعتها. رماد حافر فرس أَو حمَار أَو دَابَّة يعجن ويطلى فانه عَجِيب فِي قوته يُخرجهُ حَيا كَانَ أَو مَيتا. ويعلق على الْفَخْذ الْأَيْمن زبد الْبَحْر.) وقشر القثاء الْيَابِس يسقى مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء سخن فانها تَلد ودخنها بالمر وَأقوى من ذَلِك أَن تسقى الجندبادستر أَو

الحلتيت أَو يعرض عَلَيْهَا من زبد الْبَحْر قِطْعَة كَبِيرَة فانها تَلد مَكَانهَا. مرهم يسهل الْبَطن وَيخرج الْوَلَد: عصير حنظل عشرَة لبن اليتوع دِرْهَم سقمونيا مثله شَحم الحنظل دِرْهَمَانِ قنة عشرَة تذاب القنة بدهن شرجنى وَيجمع الْجَمِيع ويطلى بِهِ وَمَتى طرح الخربق فِي المَاء وطبخ نعما وَقَعَدت الْمَرْأَة فِيهِ أخرج المشيمة وَإِذا خرجت فَيجب أَن تحمل دهن ورد. قَالَ: وعصير الحنظل قوى جدا فِي إِخْرَاج الْوَلَد وَكَذَلِكَ الحلتيت والقنة والقردمانا. مَجْهُول: قشور العليق يمْنَع الْحَبل إِذا شرب بعد الطُّهْر وَكَذَلِكَ ثَمَر الغرب وَكَذَلِكَ ان احْتِمَال فقاح الكرنب بعد الطُّهْر منع الْحَبل. الْكَمَال والتمام: يحْتَمل فقاح الكرنب وبزره بعد طهرهَا فانه يمْنَع الْحَبل وتسقى مَاء ورق الغرب أَو ثَمَرَته مَعَ المَاء القراح فانه يمْنَع الْحَبل. وَمِمَّا يخرج المشيمة: تقعد فِي طبيخ البلنجاسف وَيصب مَاؤُهُ على الرَّحِم وتبخر بالبلنجاسف. الْيَهُودِيّ: يعرض من شدَّة الطلق أَن تخرج ألف ب طَائِفَة من الرَّحِم إِلَى فرجهَا لانحلال العصب المطيف بعنق الرَّحِم فَتبقى هُنَاكَ وَتسَمى العفل. وَقَالَ: وَالْحَبل الْكَاذِب يُسمى بِالْفَارِسِيَّةِ بازردروند وتصيب مِنْهُ أَعْرَاض الْولادَة وتلد إِمَّا قِطْعَة لحم وَإِمَّا أَن تخرج مِنْهَا ريَاح وفضول فَقَط تستريح وَتسقط إِذا حبلت هَذِه وَرُبمَا ولدت ديبلة تلدها ولادَة. اسْقِ هَذِه دهن الكلكلانج ولوغاذيا واسق للدبيلة دهن اللوزين بِمَاء الْأُصُول وافصدها إِن أمكن وضمد الرَّحِم بِمَا يحلل ويلين والمحمول جَمِيعًا. قَالَ: إِن سقيت الْحَامِل أَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا فِي كل يَوْم أَرْبَعَة مَثَاقِيل من السذاب البستاني بِمَاء حَار أسقطت أَو تسقى أَرْبَعَة مَثَاقِيل من عصارته وَكَذَلِكَ مَتى أدمن عَلَيْهَا سقى عصارة السمسم أَو طبيخ اللوبيا الْأَحْمَر. لى: على مَا رَأَيْت قِيَاسا: ان احتملت الْمَرْأَة عصارة الحنظل الرطب أَو طبيخه الْقوي ودفعته نعما طرحت جَنِينهَا. وَمن اختيارات حنين: إِذا عسرت الْولادَة فأطعم الْمَرْأَة طَعَاما خَفِيفا كالفراريج مَا يشْبع. ولأبقراط فِي ذَلِك: وتشرب عَلَيْهِ نبيذا صلبا مِقْدَارًا صَالحا وتطيب نعما وتحرك عضلها أَحْيَانًا وتمشى مشيا رَفِيقًا من غير إفراط فان ولدت وَإِلَّا فاسقها مَاء الحلبة والطخ أَسْفَلهَا وَالظّهْر وَمَا يَلِيهِ أجمع بلعاب بزر قطونا فان هَذَا نَافِع للْمَرْأَة الَّتِي يعسر ولادها.) من مسَائِل المولودين: الْجَنِين المرتجل خُرُوجه غير طبيعي وَقد يعِيش كثير مِنْهُم وَلَا بُد أَن يتورم بعد الْخُرُوج فَمن سكن ورمه قبل الْيَوْم الثَّالِث والمولود لسبعة أشهرهم من الْأَطْفَال فِي غَايَة الْقُوَّة فِي الرَّحِم فيهتكون عَن أنفسهم إِذا انقلبوا وَيخرجُونَ وَلَا يلبثُونَ بعد الانقلاب إِلَّا كَمَا يبْقى المولودون فِي التَّاسِع والعاشر إِلَّا أَن هَؤُلَاءِ لطول مكثهم يزِيد فضل جثثهم على المولدين لسبعة وَأكْثر المولودين لسبعة يموتون لأَنهم قد خَرجُوا قبل اسْتِعْمَال الْقُوَّة أجمع لِأَن الْجَنِين يُرِيد الْبَقَاء بعد الانقلاب ايضاً مُدَّة الْمَوْلُود لتسعة يُؤْخَذ خصيبا ولسبعة ضَعِيفا ولعشرة أَيْضا خصيبا. قَالَ: الولاد الطبيعي أَهْون على الْمَرْأَة وأسرع خُرُوجًا

وَإِن أردْت أَن تعلم هَل الْجَنِين متهيئ على الشكل الطبيعي أم لَا فاغمز بَطنهَا فان الْجَنِين ينحدر من الرَّحِم وَينزل على رَأسه وتنزل المشيمة مَعَه وتتنظف من الفضول نعما وَقد يخرج الْجَنِين على غير الشكل الطبيعي لسوء تَدْبِير الْقَابِلَة ولحزن وَغَضب يعرض للحامل أَو من هم أَو من فزع أَو من أجل الْإِسْرَاع فِي الْولادَة وَإِذا عسرت الْولادَة شقى المشيمة وأمرها بالتزحر بعقب ذَلِك فانه يخرج رِجْلَاهُ فادفعه إِلَى فَوق ثمَّ حوله قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تجلسه ثمَّ خُذ بساقيه فمدهما قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ لَا الف ب تزَال تقلبه حَتَّى تجْعَل رَأسه أَسْفَل فاذا عسرت الْولادَة أَيْضا فأجلس الْمَرْأَة إِلَى شراسيفها فِي المَاء الفاتر وامرخها بالشمع والدهن وَحملهَا شيافة من مر فاذا لَبِثت سَاعَة فعطسها وَهِي على الْكُرْسِيّ واعصر أَسْفَل بَطنهَا فانتها ستولد وتقلب فِي الاشكال حسب مَا تَدْعُو إِلَيْهِ الطبيعة وتنزل مرّة وتستلقى أُخْرَى وتزعزع وتشكل أشكالا مُخْتَلفَة على نَحْو مَا تحْتَاج إِلَيْهِ. أطهورسفس: مَتى اخْرُج جَوف الأربيان وجفف وسحق وَسَقَى مِنْهُ مِثْقَال بشراب أَبيض بعد طهرهَا منع أَن تحبل. وَإِن بَكت الْمَرْأَة ثمَّ جومعت منع من الْحَبل. وحافر الْحمار مَتى تدخن بِهِ أسقط الْوَلَد الْمَيِّت وَقتل الْحَيّ. وَمن كتاب الْجَنِين لأبقراط: زَوَال خُرُوج الْجَنِين مرتجلا أَو مجنحا أَو غير ذَلِك مِمَّا هُوَ غير طبيعي إِنَّمَا يكون إِذا كثرت الْمَرْأَة عِنْد الْولادَة التحريك وَالْقِيَام وَالْقعُود والاضطجاع والاستواء. على بن ربن: إِذا كَانَ فِي حِين الْولادَة وجع فِي الْعَانَة سهلت الْولادَة وَإِذا وجدت الوجع فِي الظّهْر عسرت. قَالَ: وينفع إِذا حضرت الْولادَة أَن تجْلِس الْمَرْأَة وتمد رِجْلَيْهَا وتستلقي على ظهرهَا سَاعَة ثمَّ تقوم وتتردد وتصعد فِي الدرج والمراقي صعُودًا سَرِيعا وتنزل وتصيح بغضب وتهيج بالعطاس مرَارًا) كَثِيرَة. الطَّبَرِيّ: مَتى طبخ ورق الخطمى الرُّومِي بِسمن وَعسل وأطعمت فانه يسهل الْولادَة جدا جدا وَمَتى علق على فَخذ الْمَرْأَة الأصطرك الافريطشى لم يصبهَا وجع وَمَتى سحق الزَّعْفَرَان وعجن وَجعل مِنْهُ نصف جوزة وعلق على الْمَرْأَة بعد الْولادَة طرحت المشيمة. مَتى شدّ زبل الْخِنْزِير فِي صوفة وعلق عَلَيْهَا منع نزف الدَّم مِنْهَا. وَله صُورَة قد كتبناها فِي ذَلِك الْكتاب. وَمَتى بخرت الْمَرْأَة بقنة أَو كبريت أَو مر أَو جوشير فانه يسهل الْولادَة. وتبخر بالمسك والكهربا فانه ينقيها. وَمَتى أخذت مغنطيسا فِي يَدهَا ولدت سَرِيعا وَمَتى بخرت الْمَرْأَة بسرقين الدَّوَابّ طرحت الْوَلَد. وَيُؤْخَذ أبهل كف سذاب باقه وكمون وحمص أسود بِقدر الْحَاجة وَيُؤْخَذ وَتجْعَل على رَطْل مِنْهُ أوقيتين من دهن الْحبَّة الخضراء وأوقية عسل وَيشْرب. ابْن سرابيون: تعسر الْولادَة لصِغَر الرَّحِم فِي الْخلقَة أَو لِأَنَّهَا أول مَا ولدت أَو لسمن الْمَرْأَة أَو لِأَنَّهَا جبانة أَو لورم حَار فِي الرَّحِم أَو لِأَنَّهَا ضَعِيفَة الْقُوَّة أَو لِأَن الْوَلَد بِغَيْر الشكل

الطبيعي أَو بِغَيْر الْعظم أَو لِأَنَّهَا ولدت من غير الْوَقْت الْوَاجِب أَو لِأَن المشيمة تنخرق أَو لَا تنخرق قبل الْوَقْت فيجف الرَّحِم فِي وَقت الْحَاجة إِلَى الرُّطُوبَة أَو لِأَن عدد الأجنة كثير. وَمِمَّا يسهل الْولادَة إِذا كَانَت من شدَّة تقبض الْجَنِين: الْجُلُوس فِي الآبزن الَّذِي قد غلى فِيهِ بابونج وحلبة وبزر الْكَتَّان والكرنب وسكب مَاء الحلبة فِي الرَّحِم الف ب ويضمد الْموضع ببزر الْكَتَّان بِبَعْض الرطوبات فان عسر فليحرك حَرَكَة عنيفة وتعطس وَتمسك بِالنَّفسِ وتتزحر وَأما المشيمة فلتستلق على وَجههَا وتضم ركبتيها إِلَى فخذيها فان على هَذِه الْجِهَة يسهل عَلَيْهَا ويندى فَم الرَّحِم بالقيروطي والمشيمة إِذا لم تَنْشَق فلتشق بالظفر أَو بالسكين وَمَتى كَانَ الْجَنِين على غير الشكل الطبيعي فَرده واقلبه وَلَا تزَال بِهِ كَذَلِك حَتَّى يَسْتَوِي وَإِن كَانَ مَيتا فعلقه بصنارة وَأخرجه. شيافة لخُرُوج الْجَنِين حَيا وَمَيتًا: تَرَبد مر خربق جوشير مرار الْبَقر بِالسَّوِيَّةِ تجْعَل بلاليط وتحتمل وبخرها بزرنباد وكبريت قد عَجنا بمرار الْبَقر. ابْن سرابيون: عصارة قثاء الْحمار يعجن بمرار الْبَقر وَيحْتَمل فانه يحدر الْجَنِين بِقُوَّة.) لى: يُؤْخَذ شَحم حنظل مسحوق فيعجن بطبيخ شَحم الحنظل ويحتل فانه يحدر الْجَنِين. وَأَيْضًا قوي جدا: أوقيتان من طبيخ شَحم الحنظل يحقن بِهِ الْقبل وَهِي مُرْتَفعَة الورك فِي محقنة طَوِيلَة البزال لتجوز عنق الرَّحِم إِلَى فضائه ولتقعد قبل ذَلِك فِي المَاء الْحَار وتستحم مَرَّات كَثِيرَة وتحتمل المرو والميعة ودهن الْحِنَّاء والأدهان المرخية ودهن الْقطن والثنة حَتَّى ينفتح فَم الرَّحِم قَلِيلا ثمَّ تحقن بذلك فانها تخرجه من سَاعَته ان شَاءَ الله. انْتهى السّفر الثَّالِث من كتاب الْحَاوِي وَهُوَ السّفر الثَّامِن على مَا رتبه مؤلفة ابو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ رَحمَه الله ويتلوه فِي التَّاسِع فِيمَا يدر الطمث ومضار احتسابه وَالِاسْتِدْلَال بِهِ على حَال الْأَجْسَام وَمَا ينقى الْأَرْحَام وأرحام النُّفَسَاء وَالْعلم هَل يبزل الطمث أم لَا وَغير ذَلِك مِمَّا يَلِيق بِهِ مِمَّا انتسخ بِمَدِينَة طليطلة حرسها الله لخزانة الْوَزير الْأَجَل الأخصل الطَّالِب الأمجد الأطول أبي الْحجَّاج يُوسُف ابْن الشَّيْخ المرحوم المكرم أبي إِسْحَاق بن يحمش لَا زَالَت أَحْوَاله صَالِحَة وأموره ناجحة والمسرات لَدَيْهِ غادية ورائحة بمنّ الله وَيَمِينه. وَكَانَ الْفَرَاغ مِنْهُ يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس وَعشْرين مايو سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَألف لتاريخ الصفر بموافقة الْعشْر الْأَوَاخِر من شهر جُمَادَى الأولى عَام ثَلَاثَة وَعشْرين وسِتمِائَة على يَدي العَبْد الشاكر لله ذِي الْعِزَّة والجلال على كل الْأَحْوَال يُوسُف بن مُحَمَّد الطيوجي استنقذه الله ... . لَا رب سواهُ. بلغت الْمُقَابلَة بِالْأُمِّ المستنج مِنْهَا فَصحت على قدر الْجهد والاستطاعة وَالْحَمْد لله كثيرا كَمَا هُوَ أَهله. الف

ج بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم ... ... ... ... وَبِه الِاسْتِعَانَة ... ... ... . (الَّتِي تدر الطمث) ومضار احتباس الطمث وَحَال ... عِنْد احتباسه وَالِاسْتِدْلَال مِنْهُ على حَال الْبدن ... وَمَا ينقى الْأَرْحَام وأرحام النُّفَسَاء وَالْعلم هَل ينزل الطمث أم لَا السَّادِسَة من العضاء الألمة: يكون من احتباس الطمث ثقل فِي جَمِيع الْجِسْم وَذَهَاب الشَّهْوَة ... . وقشعريرة وقلق وغثيان وَزَوَال الرَّحِم إِلَى الجوانب وَرُبمَا ظهر فِي حالبها غلظ ظَاهر خَارج عَن الطَّبْع يدل على ورم فِي بعض الْأَعْضَاء وَرُبمَا جمع وَاحْتَاجَ إِلَى بط. قَالَ: وَيتبع ذَلِك وجع فِي الظّهْر والعنق وحمّيات محرقة وَبَوْل أسود مَعَ شَيْء من صديد أَحْمَر بِمَنْزِلَة مَاء اللَّحْم الْمَخْلُوط بفحم وعسر الْبَوْل وخراجات وأورام حادة وَإِذا كَانَ الطمث يجرى مجْرَاه فَلَا يكَاد يتبعهُ شَيْء من ذَلِك. قَالَ: وَكَثِيرًا مَا ينقى بِهِ الْجِسْم وَأكْثر مَا يكون ذَلِك فِي النِّسَاء الْبيض البلغميات. 3 (احتباس الطمث) الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: الطمث يحتبس إِمَّا لورم فِي الرَّحِم أَو من أجل التوائه وَيكون عِنْد الْولادَة أَكثر وَإِمَّا من أجل غلظ الدَّم وَإِمَّا لسدة فِي الْعُرُوق الَّتِي تَجِيء إِلَى الرَّحِم وَإِمَّا من

أجل انضمام أفواهها وَإِمَّا لتكاثف من جَوْهَر فِي الرَّحِم كُله وَأي هَذِه كَانَ أعنى الَّذِي بِسَبَب غلظ الدَّم وَمَا يَلِيهِ فالتكميد بالأفاوية يبرىء مِنْهُ لِأَنَّهُ يقدر أَن يرقق وَإِن كَانَ غليظا وَيفتح السدد وَيقطع ويلطف. وَقد يحتبس الطمث من غَلَبَة بعض الأخلاط الغليظة أَو الْبَارِدَة على الْجِسْم وَعند ذَلِك يحْتَاج إِلَى أَن يعرف من لون الطمث وَمن التَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَنَحْو ذَلِك ثمَّ تفصد لتنقيه الْجِسْم من تِلْكَ الأخلاط. وَإِذا كَانَ احتباس الطمث لغلظ الأخلاط فان الْجُلُوس فِي مَاء الأفاوية المطبوخة وَالتَّدْبِير الملطف المرقق للدم والفرزجات المتخذة من الفودنج وَنَحْوه من الملطفات تدره. وَإِذا كَانَ للْمَرْأَة لبن وَلَيْسَت وَالِدَة وَلَا حَامِلا فان طمثها يرْتَفع لِأَنَّهُ يدل على ميل الدَّم إِلَى فَوق وَالدَّم إِذا مَال إِلَى الثدي اسْتَحَالَ لَبَنًا. أبقراط: قد يحدث من احتباس الطمث أمراض ومضار. وَيكون احتباس الطمث من أجل انضمام أَو سدة فِي الْعُرُوق الَّتِي ينحدر فِيهَا الطمث أَو لغلظ الدَّم أَو لبرد أَو لسدة فِي أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي الرَّحِم حَتَّى لَا يقبل مَا يجْرِي إِلَيْهَا.) وَمَتى حدث من هَذِه الْأَسْبَاب قلَّة الطمث واحتباسه فَيَنْبَغِي ضَرُورَة على طول الْأَيَّام أَن يحدث بالرحم مِنْهُ آفَة إِمَّا من حبس الورم الْحَار وَإِمَّا من الْحمرَة وَإِمَّا من سقيروس وَإِمَّا من من كتاب الفصد قَالَ: إِذا أردْت ادرار الطمث فافصد الْمَرْأَة قبل الْوَقْت الَّذِي من عَادَتهَا أَن تحيض فِيهِ الصَّافِن واحجمها على السَّاق فاذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي فافصد الرجل الاخرى واحجمها واستفرغ من الدَّم شَيْئا صَالحا وَا جعل التَّدْبِير مِمَّا يدر الطمث بالأشياء الف ج ... ... . . وَسُحْقًا ... ... . . من سَاعَته وَأقوى من ذَلِك الأبهل والمشكطرامشير ... ... ... ... . . الأفاوية وخاصة إِذا كَانَ بالدارصيى. من كتاب السَّوْدَاء ... ... ... . . يَجِيء بعد النّفاس أَشد سوادا لانه قد مَال فِي الْأَيَّام أَعنِي الْحَبل إِلَى رداءة الْكَيْفِيَّة والسوداوية بالطبع. الثَّالِثَة من الثَّانِيَة قَالَ: حمرَة الْوَجْه جدا والثقل فِي الرَّأْس والاعياء فِي الْجِسْم والوجع فِي قَعْر الْعين من عَلَامَات احتباس الطمث ويدر الطمث لمثل هَذِه بالأدوية ولاسيما إِن كَانَ ذَلِك فِي وَقت طمثها. الأولى من السَّادِسَة إِذا لم يدر طمث الْمَرْأَة زَمَانا وَكَانَت بَيْضَاء رطبَة مائية ترهلت وَخيف عَلَيْهَا الاسْتِسْقَاء. الثَّالِثَة من السَّادِسَة: امْرَأَة كَانَ طمثها محتبسا مُدَّة طَوِيلَة فاختلت شهوتها للطعام وهزل بدنهَا فخاف الْأَطِبَّاء فصدها لاختلال شهوتها ونحافة جسمها وَرَأَيْت أَنا عروقها دارة مَمْلُوءَة دَمًا كمدا ففصدتها فَرَأَيْت الدَّم كالزفت السَّائِل وَإِذ رَأَيْته بِهَذِهِ الْحَال من السوَاد أكثرت من إِخْرَاجه فأخرجت فِي الْيَوْم الأول رطلا وَنصفا وَفِي الثَّانِي رطلا وَفِي الثَّالِث نصف رَطْل وَأكْثر فبرئت هَذِه الْمَرْأَة وعادت إِلَى حَالهَا واخصبّ بدنهَا. ابيذيميا: امْرَأَة كَانَت ولودا دهرا فارملت فاحتبس طمثها مُدَّة طَوِيلَة وَإِذ عرض لَهَا ذَلِك صَار بدنهَا إِلَى حَال أبدان الرِّجَال وَقَوي الشّعْر فِي بدنهَا كُله وَنبت لَهَا لحية وَصَارَ صَوتهَا صلبا خشنا ثمَّ مَاتَت. ج: أَكثر مَا ينَال هَذَا الْفساد الولودات واللواتي تَتَغَيَّر بِعَدَمِ الطمث كثيرا ثمَّ يدملن ويحتبس طمثهن. وَقد رَأَيْت الْأَطِبَّاء ذكرُوا أَن عددا من النِّسَاء نالهن من هَذِه الْأَسْبَاب إِمَّا مرض عَظِيم وَإِمَّا موت وَقد رَأَيْت أَنا ذَلِك.) أبقراط: وَعرض لأخرى هَذَا بِعَيْنِه فاحتلت أَن ينحدر طمثها فَلم يَجِيء وَهَذِه لم يطلّ لَبنهَا وَمَاتَتْ.

ج: إِذا انْتَقَلت الْمَرْأَة إِلَى طبع الرجل فَاعْلَم أَنه لاشيء من الاشياء يقوى على تَحْرِيك طبعها وَهَذَا الْعَارِض إِنَّمَا يعرض لمن كَانَ فِي النِّسَاء تشبه الرِّجَال وَأما زباء وَاسِعَة الْعُرُوق قَليلَة اللَّحْم. قَالَ: وَنسَاء رومة يشربن مَاء الثَّلج فَيفْسد طمثهن فَلَا ينقين وتكثر أمراضهن ويصرن لذَلِك عواقر. مَجْهُول لادرار الطمث: فربيون حَدِيث اسحقه بِمَاء على صلابة وَيجْعَل على قطنة وتحتمله سَاعَة لَا تَدعه كثيرا فينزف نزفا كثيرا. آخر قوي: خربق أسود وأصول حنظل يعجن بِمَاء بعد سحقه واجعله شيافا طوَالًا فانه يخرج أول مرّة رُطُوبَة كَثِيرَة ثمَّ يخرج مَعَ الدَّم. أهرن مَا احْتبسَ من الْحيض من اجل السن فَلَا علاج لَهُ لِأَن الدَّم من هَؤُلَاءِ ينقص ويبرد. وَالَّتِي تتعب من النِّسَاء من أجل أَن دَمهَا تحلل يقل حَيْضهَا ومنتهى انْقِطَاع الْحيض يكون بعد الْخمسين وَفِي بعض النِّسَاء بعد السِّتين وَقل مَا رَأينَا ذَلِك. وَقد يَنْقَطِع بعد الْأَرْبَعين. وَمَتى سمنت الْمَرْأَة الف ج بافراط قل حَيْضهَا لِأَن دَمهَا ينفذ فِي الْغذَاء و ... مِنْهَا ... . . قل طمثها فاذا لم يكن شَيْء من ذَلِك وَاحْتبسَ الْحيض فَذَلِك الْمَرَض ... . . وَالرَّأْس وَذَهَاب الشَّهْوَة فعالج عِنْد ذَلِك بِمَا ينزل الْحيض كالجندبادستر والقردمانا والحرف ... ... . . والسكبينج والحلتيت وَنَحْوهَا وتحتمل وتتبخر بهَا ويسقى مِنْهَا أَيْضا وَكَثْرَة الْعرق من تَعب كَانَ أَو ... ... . نزُول الْحيض وَالْبَوْل فَلذَلِك اذا سقيت أدوية تدر الطمث فتحر أَلا تعرق عرقا دَوَاء قوي ... ... . . الْحيض: أصل الكرفس ورازيانج وقشور أصل الْكبر وقسط وأصل الحنظل وَقُوَّة الصَّبْغ وَإِذ ... ... . . وشونيز ونانخة وقردمانا تطبخ نعما واسقه كل يَوْم سكرجة حَتَّى تحيض. 3 (انْقِطَاع الطمث لضعف الكبد) بولس: قد يَنْقَطِع الطمث لضعف الكبد ولاشتراك بعض الْأَعْضَاء ففتش عَن ذَلِك وافصد بالعلاج إِلَى ذَلِك الْعُضْو. قَالَ: وَإِذا علمت أَن الْعلَّة فِي الرَّحِم وَلم يكن مَانع فافصد الصَّافِن وَلَا تخرج مِنْهُ أقل من رَطْل وَلَا أَكثر من رطلين وَنصف وَيجب أَن يكون ذَلِك فِي وَقت عَادَة الطمث واعطهن ايارج شَحم الحنظل بعد اراحتهن ورضّ الْأَعْضَاء السُّفْلى واربط الرجلَيْن جَمِيعًا أَيَّامًا ثَلَاثَة قبل وَقت الطمث ثمَّ أمرهَا بِدُخُول الْحمام وضع الْأَدْوِيَة المحمرة على الصلب والعانة ثمَّ عد إِلَى التنقية بايارج شَحم الحنظل والفصد والحجامة على السَّاق وَحملهَا الخربق الْأسود والسقمونيا والقنطوريون وشحم الحنظل وصمغ الزَّيْتُون الْبري وعصارة السذاب وعصارة الأفسنتين فان هَذِه تدر الطمث بِقُوَّة وَتخرج الأجنة.

التَّذْكِرَة يُوسُف التلميذ فرزجة تدر الطمث: مقل أُوقِيَّة جوشير عسل اللبنى حرف قردمانا بزر جرجير جندبادستر دهن السوسن يتَّخذ فرزجة. وَمِمَّا يدر الطمث بِقُوَّة: مر فوة الصَّبْغ محروث فنجنكشت لوز مر صعتر يسقى بِمَاء الترمس أَو طبيخ المشكطرامشير. الْكَمَال والتمام فرزجة تدر الطمث: أشنان أَخْضَر عَاقِر قرحا شونيز سذاب رطب فربيون. يعجن بالقنة وَيحْتَمل فِي صوفة مغموسة بالزنبق. من كتاب ميسوسن فِي علاج الْحَوَامِل قَالَ: الْمَرْأَة الَّتِي لاتحيض من أجل أَن بدنهَا جاس يَابِس يجب أَن تلْزم الدعة وَالْحمام والأغذية الرّطبَة وَالشرَاب الْكثير المائي ثمَّ تحمل مَا يدر الطمث. الَّتِي لَا تحيض من كَثْرَة الشَّحْم فليجفف شحمها بالدلك بالنطرون ولطافة التَّدْبِير. ابْن سرابيون: يحتبس الطمث إِمَّا لِأَن الْجِسْم مَرِيض قَلِيل الدَّم أَو لِأَن فِي الرَّحِم ورما أَو لغلط الدَّم أَو لدم خرج كثيرا من بعض الْأَعْضَاء أَو لسمن خَارج عَن الِاعْتِدَال أَو لقروح حدثت فاندملت فانسدت أَفْوَاه الْعُرُوق ويهيج من ذَلِك سُقُوط الشَّهْوَة ووجع الظّهْر والورك والفخذ وَالرَّأْس وَالْعين وحميات وغثى وَسَوَاد الْبَوْل ودمويته وَرُبمَا حدث يبس الْبَطن وعسر الْبَوْل والأمراض السوداوية وَإِن كَانَ السَّبَب الورم فاعمل فِي حلّه فان كَانَ انضمام افواه الف ج ... ... ... . يكون بحجاب يحدث فِي الرَّحِم يعالج بالحديد. يشرب دِرْهَم حرتيت بِمَاء الْعَسَل أَو يُؤْخَذ فودنج جبلى وَمر بِالسَّوِيَّةِ يشرب بعد الْحمام) ... ... . . خربق أسود وأصل الحنظل وكندس بالسواء يسحق وَيحل ويعجن بمرار الثور وَيحْتَمل. آخر: شَحم حنظل أفسنتين بِالسَّوِيَّةِ يحْتَمل بمرار الثور. شيافة جَيِّدَة مجربة تدر الطمث بِقُوَّة: شَحم حنظل أفسنتين أسارون شونيز كندس وَج عرطنيثا فودنج جبلى إيرسا سذاب فلفل أسود مقل مر حلتيت يجمع بمرار وَيحْتَمل وَهُوَ مجرب وَهُوَ يحدر الأجنة. عصارة قثاء الْحمار إِذا عجنت بمرار الثور وَيحْتَمل فانه يدر الطمث وَيخرج الأجنة بِقُوَّة. دَوَاء يحدر الطمث وَلَا يضر الحبلى: جندبادستر وَج أنيسون بزر كرفس دِرْهَم دِرْهَم يشرب بشراب ممزوج فانه يُقَوي الْجَنِين وَلَا يُؤْذِيه ويدر الطمث. الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة: الَّتِي تدر الطمث السهل الدرور الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر اللَّبن فَأَما إِذا نقض جدا وَانْقطع الْبَتَّةَ فَلَا تنجع فِيهِ هَذِه بل يحْتَاج إِلَى الأبهل والمر والفودنج والمشكطرامشير والأسارون والقسط والمر والسليخة والدارصيني والحماما والزراوند. قَالَ: هَذِه المدرة للبول إِلَّا الْخَامِسَة من الْفُصُول: إِنَّمَا يحتبس طمث الحبلى لِأَن المشيمة الْمُتَعَلّقَة بِجَمِيعِ أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تلى الرَّحِم فَإِن جَاءَ مِنْهُ شَيْء قَلِيل فِي حَالَة فانه يَجِيء من الْعُرُوق الَّتِي فِي

رَقَبَة الرَّحِم وَهِي قَليلَة ضَعِيفَة فان كثر فقد تعلق المشيمة بالرحم وَلذَلِك تسْقط. ميسوسن قَالَ: الْمَرْأَة الَّتِي لَا تحيض من أجل حرارة طبعها تلْزم السّكُون وَالنَّوْم وَالْحمام والأغذية الرّطبَة شيافات وَالَّتِي لَا تحيض من كَثْرَة الشَّحْم يجفف بدنهَا بِالتَّدْبِيرِ ثمَّ تحمل الْأَدْوِيَة. لي: على مَا رَأَيْت فِي الأقربادين الْكَبِير علاج تَامّ قوى لادرار الطمث: فوة الصَّبْغ مشكطرامشير قردمانا سذاب أبهل: يطْبخ حَتَّى يجمد وَيُؤْخَذ من الحلتيت زنة نصف دِرْهَم فتجعل حبا وتسقى بأوقية وتحتمل فرزجة من الزراوند وَتجْعَل الْغذَاء مَاء حمص ولوبيا وأفاوية وإسفيذباج فَإِذا عملت ذَلِك أَيَّامًا وسخنت وأشرفت على الْحمى حجمت السَّاق الْيُمْنَى ثمَّ حجمت الْيُسْرَى بعد ثَلَاث اخر. الْمُفْردَات اكثر من كل شَيْء يدره: المشكطرامشير يدر الطمث بِقُوَّة الفوة تدر الطمث بِقُوَّة) الترمس مَتى شرب وَاحْتمل نفع وَيشْرب طبيخه مَعَ المر والسذاب فانه أقوى الحاشا قشور أصل الْكبر بدر بِقُوَّة السليخة تدر الطمث الَّذِي قد احْتبسَ بِسَبَب غلظ الأخلاط لي: البصل مَتى احْتمل أدر الطمث بزر الخيرى مَتى شرب مِنْهُ مثقالان كَانَ ابلغ الْأَشْيَاء كلهَا فِي احدار الطمث الكاشم الرازيانج الشونيز يدر الطمث الغليظ جدا بطراساليون الف ج جيد فِي احدار الطمث الفراسيون النانخة الاذخر ... كنت بعد ان أفصد الصَّافِن إِذا حجم السَّاق ... ... . . الجندبادستر مَعَ الفودنج الْبري أَو النَّهْرِي وَلَا أعلم إِلَّا أَنه يدر الطمث يَجْعَل ... . وَلَا يضر ... ... ... . كَانَت محمومة فضلا عَن غَيره بعد أَن تكون حماها لينَة وَكنت أسقيها مَاء الْعَسَل. د: الأسارون يدر الطمث الْقسْط الاذخر الدارصيني السذاب يدر الطمث وَالْبَوْل بزر الخيرى الْأَصْفَر إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ ... ... ... ... وَاحْتمل مَعَ الْعَسَل احدر الْجَنِين عِنْد الْولادَة. من الفلاحة: الكرنب يدر الطمث. ماسرجويه: مَتى احتملت الميعة أدرت الطمث. من كتاب حَبل على حَبل: قد يحتبس الطمث من كَثْرَة الْحَرَارَة وَمن يبس الْجِسْم. الاعضاء الألمة: يدل على احتباسن الطمث الثّقل فِي جَمِيع الْجِسْم وَذَهَاب الشَّهْوَة واضطراب يقشعر لَهُ الْجِسْم وصلابة فَم الرَّحِم ويعرض من ذَلِك النِّسَاء أوجاع وَرُبمَا عرضت أوجاع فِي الورك وعرجة وَرُبمَا أصابهن من ذَلِك خراج فِي الحالب يحْتَاج أَن يبط ويعرض مِنْهُ أَيْضا الشَّهَوَات الرَّديئَة والقلق والغثيان ووجع فِي الْقطن والعنق وَالرَّأْس وحميات محرقة وَبَوْل أسود مَعَ صديد أَحْمَر بِمَنْزِلَة مَاء اللَّحْم مخلوط وَحصر

الْبَوْل. قَالَ: فاذا رَأَيْت هَذِه العلامات فِي النِّسَاء فسل عَن الطمث فانك تَجدهُ محتسبا. مَجْهُول: القردمانا يحدر الطمث إِذا احتملت وَكَذَلِكَ المازريون ويحدره من سَاعَته. سرابيون: يحتبس الطمث إِمَّا لضعف فِي الْبدن وَقلة الدَّم أَو لسدة تحدث عَن قرحَة عولجت أَو نَحْوهَا فِي فَم الْمعدة فانسدت تِلْكَ المجاري وَلَا برْء لَهَا وَيتبع ثقل الْبدن وَسُقُوط الشَّهْوَة ووجع الْقلب والورك والفخذ وَالرَّأْس وأصل الْعُنُق وحميات من غشى وَسَوَاد الْبَوْل ونتنه وَرُبمَا يحدث عسر الْبَوْل ويبس الْبَطن والمالنخوليا وَسُوء التنفس والسرطان وَنَحْوهَا إِن كَانَ سَبَب) احتباسه ورم فأعن فِيهِ بِمَا يحلله وَإِن كَانَت سدد المجارى للبرودة أَو لغلظ الدَّم فألطف الدَّم بالغذاء أَولا وبالأدوية الملطفة ثَانِيًا وَحملهَا مِنْهُ وَإِن احْتبسَ للسمن فاجتهد أَن تهزل بالرياضة وَقلة الْغذَاء والحقن الحارة. وَمَتى حدث عَن ضعف فَعَلَيْك بِالتَّدْبِيرِ المنعش وَإِن حدث نَبَات لحم فِي فَم الرَّحِم فاقطعه بالحديد. فرزجة تدر الطمث للمترفات: جندبادستر ومسك يَجْعَل بلوطة بدهن البان وتحتمل. آخر: مر ج: وزهر الأقحوان يدر الطمث إِذا احْتمل وَقَالَ: الأقحوان الْأَبْيَض يقطع ويلطف الأخلاط الغليظة ولذللك يدر الطمث إِذا شربت اطرافه بشراب. بولس: والأحمر مِنْهُ يلطف وَيقطع فَلذَلِك يدر الطمث إِذا شرب. اطهورسفس: بَوْل الانسان إِذا عتق حَتَّى يعفن وتشتد رَائِحَته ثمَّ طبخ مَعَه كراث باقة وَاحِدَة وَجَلَست فِيهِ الْمَرْأَة نقي رَجمهَا فِي خَمْسَة أَيَّام. د: الأسارون يدر الطمث وَكَذَلِكَ الاذخر. د: الأبهل يدر الطمث أَكثر من كل شَيْء لِأَنَّهُ فِي غَايَة اللطافة. د: ورق الأنجرة إِذا دق الف ج مَعَ المر أدر الطمث وَإِن شرب بِشَيْء يسير من المر بطبيخ ورق الأنجرة أدر الطمث. وَقَالَ: أما الْجَوْز يسقى مِنْهُ درخمى بميبختج لاحدار الطمث. الأفسنتين مَتى احْتمل مَعَ الْعَسَل احدر الطمث وَشَرَابه نَافِع من احتباس الطمث. الأنسيون يحدر الرطوبات وَقَالَ: الحلتيت مَتى شرب بالمر والفلفل أدر الطمث ثَمَرَة الفنجنكشت مَتى شرب مِنْهُ درخمى بشراب أدر الطمث وَمَتى شربت هَذِه الثَّمَرَة مَعَ الفودنج البرى أَو احتملت أَو تدخن بهَا أدرث الطمث. وَقَالَ: مَاء البصل مدر للطمث. البلنجاسف مَتى جلس فِي طبيخه وَافق ادرار الطمث وَإِذا أَخذ مِنْهُ شَيْء كثير فطبخ وَجعل ضمادا وألزم أَسْفَل الْبَطن أدر الطمث. عصارة البلنجاسف إِذا دق مَعَ المر وَاحْتمل مَعَه أدر الطمث من الرَّحِم. وَأخرج مَا يحدره وَإِن شرب من حبه ثَلَاث درخيمات أدر الطمث. البابونج مَتى شرب أَو جلس فِي طبيخه أحدر الطمث وَقَالَ: كزبرة الْبِئْر يدر الطمث وينقى النُّفَسَاء. وَقَالَ: الجندبادستر مَتى شرب مِنْهُ مثقالان مَعَ فودنج بَرى أدر الطمث. ج: إِذا كَانَت الْمَرْأَة قد احْتبسَ طمثها فانى بعد فصد الصَّافِن أسقها الجندبادستر مَعَ

فودنج لأنى قد جربته فَوَجَدته فِي كل حِين يدر الطمث من غير أَن يُورث مضرَّة وأسقيها بِمَاء الْعَسَل. الجوشير مَتى أديف بِعَسَل أدر الطمث. د: ثَمَرَة الجوشير بزر الْجَوْز الْبري يدر الطمث دوقو يدر الطمث الجعدة تدر الطمث الدارصينيي يدر الطمث شرب أَو احْتمل مَعَ مر وهيوفاريقون. بديغورس: خاصته انزال الْحَيْضَة. صمغ الزَّيْتُون البرى اللذاع للسان يدر الطمث. د: 3 (بعر الماعز) وخاصة الجبلية مَتى شربت بِبَعْض الأفاوية أدرت الطمث. الزراوند الطَّوِيل مَتى أحتمل أدر الطمث وَمَتى شرب مِنْهُ درخمى بفلفل وَمر نقى النُّفَسَاء من الفضول المحتبسة فِي الرَّحِم والمدحرج مثله. أصل الزوفرا وبزره يدران الطمث. بولس: طبيخ الحلبة إِذا شرب مَعَ عسل أدر الطمث. ابْن ماسويه: الْحَرْف يدر الطمث. الحاشا يدر الطمث وطبيخه مَعَ عسل يدر الطمث. حب الحندقوقا يدر الطمث. ابْن ماسويه: الحمص يدر الطمنث. د: معة اليبروج وأصوله مَتى احْتمل مِنْهَا أبولوس احدر الطمث. بزر اللقَاح ينقى الرَّحِم وَمَتى شربت عصارة البيروج كَانَ أقوى فعلا من الدمعة. كمافيطوس مَتى احْتمل بِعَسَل نقي الرَّحِم والكرفس البستاني والبرى والمقدوني كُله يدر الطمث. برز الكرفس الجبلى قوى فِي احدار الطمث وَقَالَ: الكمادربوس قوى هُوَ حقيق بادرار الطمث مَتى احْتمل وَشرب وطبيخ الكرنب يدر الطمث مَتى احْتمل أَو شرب والكاشم وبزره يدران الطمث. وعصارة الكرنب مَتى خلطت بدقيق الشيلم أدرت الطمث. ج وَقَالَ د: جَمِيع اصناف الكراث النبطي يدر الطمث وكراث الْكِرَام قوى فِي ذَلِك. وَقَالَ د: قشور أصل الْكبر وثمرته يدران الطمث. ج ود: أصل شَجَرَة اللوز المر إِذا طبخ نعما وأنعم سحقه وَاحْتمل أدر الطمث. د: لبن الْخَيل يدر الطمث المحتبس من أجل الْحَرَارَة. الف ج ابْن ماسويه: أصل ابنانوبطس مَتى شرب بالجندبادستر ... ... ... ... ... ... ... ... ... الْأَحْمَر وَمَتى جلس فِي طبيخ شَجَرَة المر أدر الطمث. ج: أصل المر منى ... ... تدر الطمث مَتى شرب. ج: الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار يعين على ادرار الطمث. روفس: النمام يدر الطمث. بولس: النانخة تدر الطمث. ورق المرزنجوش الْيَابِس يدر الطمث مَتى احْتمل. د: المر مَعَ مَاء الترمس والسذاب يحْتَمل فيدر الطمث مَتى تدخن

بالنانخة مَعَ زرنيق نقت الرَّحِم. اساسا دَوَاء مَعْرُوف قوى فِي إدرار الطمث. السندروس مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل أدر الطمث. أصل السوسن يدر الطمث. وَقَالَ: الإيرسا مَتى شرب بشراب أدر الطمث. ج: السكبينج يسقى بِمَاء الْعَسَل فيدر الطمث. د: ساساليوس أَصله وبزره يحدران الطمث والاقريطشى قوى فِي ذَلِك. د وَج: السذاب يدر الطمث ابْن ماسويه: طبيخ الفاشرا مَتى جلس فِيهِ نقى الرَّحِم والفراسيون يدر الطمث. د: عصارة بخور مرم وَأَصله يدران الطمث شرب أَو احْتمل. د: أَن أَصله أَضْعَف من عصارته على أَنه قوى فِي ادرار الطمث جدا شرب أَو احْتمل. ج: فوة الصَّبْغ تدر الطمث مَتى احتملت. ورق الفودنج مَتى احْتمل أدر الطمث الفودنج يدر الطمث ادرارا قَوِيا شرب أَو احْتمل من أَسْفَل الصعتر يدر الطمث. ابْن ماسويه: الصدف مَتى سحق بِلَحْمِهِ وَاحْتمل أدر الطمث. ج ود: الْقسْط يدر الطمث وَقَالا: قصب الذريرة مَتى شرب أَو احْتمل أدر الطمث. ج قَالَ: يدْخل فِي الكمادات المدرة للبول والطمث ينفع نفعا عَظِيما. ج: طبيخ القيصوم أَو ورقه إِذا شرب يَابسا نفع من احتباس الطمث. د: دهن القيصوم يدر الطمث وَقَالَ: الزفت ان شرب بالجندبادستر وَالْخمر أدر الطمث. ج: وَقَالَ: عصارة قثاء الْحمار تدل الطمث مَتى احتملت. ج: أصل القنطوريون الصَّغِير وطبيخه مَتى احْتمل أحدر الْجَنِين. والقنة إِذا احتملت أدرت الطمث. طبيخ الراسن يدر الطمث والرازيانج يدر الطمث. ج ود يَقُولَانِ: ثَمَرَة السوسن اذا شربت مسحوقه بفلفل أدرت الطمث والسلجم يدر الطمث. ابْن ماسويه: عصارة الشقايق مَتى احتملت ادرت الطمث. د وَج: الشونيز مَتى أدمن شربه أدر الطمث. د: السونيز يحدر الطمث المحتبس الغليظ لغلظ الأخلاط وبردها لبن التِّين مَتى د: دَقِيق الترمس مَتى خلط بالمر وَالْعَسَل وَاحْتمل أدر الطمث. وَقَالَ: دَقِيق الترمس يخلط بالحاشا وَالْعَسَل وَيحْتَمل فيدر الطمث وَإِذا احْتمل مَعَ الجندبادرستر وَالْعَسَل والمر أدر الطمث. ج: الرازيانج مَتى خلط بالفرزج وَاحْتمل أدر الطمث. د: وطيخ الثوم مَتى جلس فِيهِ أدر الطمث وَيفْعل ذَلِك مَتى تدخن بِهِ. الثوم الْبري يدر الطمث. ج: الغاريقون مَتى أَخذ مِنْهُ ثَلَاث أبولسات أدر الطمث. د: طبيخ الخيرى الْأَصْفَر مَتى جلس فِيهِ أدر الطمث وَمَتى شرب من بزره الف ج ... ... ... . . طبيخ زهرَة الخيرى من أَنْفَع الْأَشْيَاء كلهَا فِي ادرار الطمث مَتى شرب مِنْهُ مثقالان أَو احْتمل ... ... ... ... . ج: طبيخ الخطمى ينقى فضول النّفاس مَتى جلس فِيهِ الْخمر البرى يدر الطمث. الخربق الْأَبْيَض يدر الطمث بِقُوَّة مَتى احْتمل. وَكَذَلِكَ الْأسود: وأصل الْخُنْثَى يدر الطمث.

ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة المنقية للرحم المدرة للطمث: الدارصينيي المر الصعتر الْبري أصل القنطوريون الدَّقِيق الجوشير حب الفنجنكشت اللوز المر قشور الْكبر فوة الصَّبْغ الكمافيطوس المحروث بالزوفا الْيَابِس عصارة قئاء الْحمار خربق أسود علك الأنباط أشنة بخور مَرْيَم يطافلن كمون نبطى نمام راس أنجرة قطران حلبة بازرد مرزنجوش مَاء الكراث مَاء البصل حرف بابلى هَذِه الْأَدْوِيَة جَمِيعًا مَتى شرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ بعد دقها ونخلها بِمَاء الكراث النبطي أَو بِمَاء الأفسنتين اَوْ بِمَاء الترمس الترمس أَو بِمَاء المشكطرامسير أَو بِمَاء الكراث يُؤْخَذ من أَيهَا كَانَ أوقيتان من المَاء ادد الطمث وَمَتى احْتمل فعل ذَلِك وَكَذَلِكَ يفعل السذاب وماؤه والشبث وماؤه. مَاء الصعتر البرى وَمَاء الجندبادستر وَمَاء الحاشا مَتى شرب من هَذِه الْمِيَاه من كل وَاحِد أوقيتان فعل مَا وصفناه والحندبادرستر يُؤْخَذ مِنْهُ دِرْهَم وبرز الكرفس والقاقلة الْكِبَار وَحب البلسان وَحب الفاوانيا والقنة تفعل ذَلِك. الايرسا شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء الْعَسَل مِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ والفوة والسعد والأسارون وقشور السليخة الدارصينى والمر والميعة جَمِيعًا والأفسنتين والحبق إِذا شرب مِنْهُ جَمِيع هَذِه دِرْهَمَانِ بِمَاء فوة الصَّبْغ ومقل الْيَهُود والجوشير) والدوقو والساساليوس والقطران مَتى احْتمل مَعَ جندبادستر والفراسيون والمشكطرامشير مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء الفودنج النَّهْرِي أَو بِمَاء السذاب المعصور قدر أوقيتين. اسحاق: مَتى احْتبسَ الطمث وَأَرَدْت ادراره فافصد قبل وقته بِثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة الصَّافِن ثمَّ احجم احدى السَّاقَيْن واحجم فِي الْيَوْم الثَّانِي الْأُخْرَى ولطف الْغذَاء فِي ذَلِك الْوَقْت وَقَبله باسبوع فاذا استفرغت الدَّم من أَسْفَل سقيت جندبادستر مَعَ فودنج نهري إِذا لم تكن حرارة وَلَا تعرض لَهَا حمى مَتى كَانَت حرارة. وَمِمَّا يعْمل ذَلِك عملا حسنا وَهُوَ دون مَا ذكرنَا فِي الْحر. الفودنج النَّهْرِي مَتى طبخ بِمَاء الْعَسَل وَسَقَى طبيخه وجفف ونثر عَلَيْهِ وَشرب أَو احْتمل أَجود مَا يكون مَا يحْتَمل بعقب الْحمام وأقواه فِي ذَلِك الْوَقْت وَأقوى من ذَلِك المشكطرامشير والأبهل مَتى اخذت على هَذِه الصّفة وايارج فيقرا نَافِع فِي ذَلِك والحاشا وقشور أصل الْكبر والسليخة والرازيانج والبطراس اليون وكزبرة الْبِئْر والحماما. دَوَاء يدر الْحيض الْمُنْقَطع من برد: حلتيت كرسنة نصف جوشير ربع دارصيني دانق أصُول السوسن أشق دانقان يجمع الْجَمِيع ويسقى بِمَاء قد طبخ فِيهِ درهما أسارون مِقْدَار أَربع أَوَاقٍ ويغلى حَتَّى يبْقى أُوقِيَّة فانه بَالغ جيد وكمد الْوَجْه بالفوتنج الجبلى والايرسا والسعد والأنيسون الف ج يطْبخ بِالْمَاءِ وتنطل بِهِ الرَّحِم حارا ويتحمل ثجير بعد أَن ... د ... ... ... ... ... ... ثَوْر دِرْهَم دِرْهَم ترمس ثَلَاثَة دَرَاهِم ورق دِرْهَم وقطف شَحم حنظل سكيبنج دِرْهَمَانِ وَنصف ... . يعجن بقطران وَيحْتَمل فان هَذَا ينزل الطمث الْمُمْتَنع أَو بدهن

الناردين. اخرى: عاقرقرحا ميويزج مشكطرامشير يعجن بقطران وَيحْتَمل فانه ينزله أُخْرَى: عاقرقرحا ميوزيج مشكطرامشير قردمانا حب بِلِسَان خَرْدَل جندبادستر أسارون قشر أصل التوت جوشير لبنى بصل النرجس يجْتَمع وَيحْتَمل. من الْجَامِع يدر الطمث المحتبس من أجل غلظ الدَّم: جندبادستر فلفل أَبيض مثله فودنج جبلى مشكطرامشير من كل وَاحِد خَمْسَة فراسيون أَرْبَعَة يسقى من جَمِيعهَا زنة دِرْهَمَيْنِ بِمَاء فاتر قد طبخ فِيهِ لوبيا أَحْمَر خَمْسَة دَرَاهِم مَاء عذب رَطْل يطْبخ حَتَّى يصير ربع رَطْل وَيشْرب على الرِّيق بعد فصد الصَّافِن من الرجل الْيُمْنَى.) من الْكَمَال والتمام يدر الْحيض وينقى الرَّحِم: مشكطرامشير خَمْسَة دَرَاهِم فراسيون أَرْبَعَة عاقرقرحا ثَلَاثَة فوة الصَّبْغ سبعه جعدة أَرْبَعَة سذاب يَابِس سِتَّة وَج ثَلَاثَة وَنصف فَقَالَ اذخر عود بِلِسَان قسط كمادريوس أسارون. وسقوريدوس: نانخة فلفل أسود فلفل أَبيض ثَلَاثَة ثَلَاثَة. بزر الكرفس ثَمَرَة الفنجنكشت بزر الرازيانج أنيسون من كل وَاحِد أَرْبَعَة. لوبيا أَحْمَر عشرَة: يطْبخ فِي خَمْسَة ارطال مَاء حَتَّى فرزجة قَوِيَّة جدا فِي إدرار الطمث: أشنان فَارسي عاقرقرحا شونيز وسذاب رطب وفربيون بالسواء: ينعم دقه ويخلط ويعتن بالقنة وَيجْعَل فِي جَوف صوفة مغموسة فِي الزنبق وتوضع فِي دَاخل الرَّحِم. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: مَتى أردنَا أَن ندر الطمث فكثيرا مَا نصْنَع المحاجم على الْعَانَة والحالبين. الْعِلَل والأعراض: الطمث يحتبس إِمَّا لِأَن الرَّحِم قد غلب عَلَيْهَا مزاج وَإِمَّا لِأَن الرَّحِم فِي خلقتها ملززة أَو عروقها ضيقَة. وَقد يعرض لَهَا أَيْضا من كَثْرَة اللَّحْم والشحم. أَو من سدد تضيق أَفْوَاه عروقها أَو تحتبس بِسَبَب غلظ الدَّم أَو قلته وقلته تكون من تَدْبِير لطيف أَو رياضة وَغلظ الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة: ويحتبس أَيْضا من أجل حركته إِذا كَانَ فِي مَكَان آخر مثل المقعدة والصدر وَنَحْو ذَلِك. الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يعرض من احتباس الطمث أورام أَو دبيلة فِي الرَّحِم يضيق مِنْهَا النَّفس وَيحدث من أَجله الصداع والوسواس وترهل واستقساء إِذا أفرط. ج فِي الفصد: من كَانَت عروقها ضيقَة من النِّسَاء سَمِينَة فالحجامة على السَّاق لادرار الطمث خير لَهَا من الفصد لِأَنَّهُ لضيق عروقها لَا يخرج مِنْهَا بالفصد مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وبالضد. قَالَ: إِذا أردْت أَن تدر الطمث فافصد قبل الْوَقْت الَّتِي يتَوَقَّع فِيهِ الطمث بِثَلَاثَة أَيَّام فافصد الصَّافِن واحجم الكعب وَأخرج دَمًا صَالحا ولطف التَّدْبِير فاذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي فافصد الرجل الف ج ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... الأغذية والأدوية الملطفة وَقد يدر الطمث ... ... ... ... . . طبيخ

الفودنج إِذا طبخ بِمَاء الْعَسَل وَشرب ذَلِك المَاء. أَو نثر مسحوقا على مَاء الْعَسَل وَأفضل أَوْقَات شرب هَذَا الدَّوَاء بعد الْخُرُوج من الْحمام وَأقوى من هَذِه الأبهل والمشكطرامشير يستعملان على مَا تقدم والايارج) الَّذِي فِيهِ مائية دِرْهَم من الصَّبْر وبحسبه الأفاوية وَأفضل مَا يكون مَتى خلط مَعَه الدارصيني وَاسْتعْمل هَذَا الدَّوَاء مَعَ هَذِه اذا احتجت إِلَيْهِ مَعَ الفصد. من سموم ج: الأشنان الْفَارِسِي نصف دِرْهَم مِنْهُ ينزل الْحيض ويحرك الْبَوْل. ابيذيما: يعرض من احتباس الطمث للنِّسَاء سعال وصرع وفالج وأمراض امتلائية رَدِيئَة كلهَا وَلَيْسَ بِكَثِير فِيهِنَّ الدَّم بل يفْسد أَيْضا لِأَن الَّذِي يسْرع مِنْهُنَّ دم رَدِيء. قَالَ: اذا عرض للْمَرْأَة حمرَة الْوَجْه وَحمى وقلق ونافض وأعيا الْجِسْم كُله ووجع فِي قَعْر الْعين وَثقل فِي الرَّأْس فانه ينزل حَيْضهَا وخاصة أَن كَانَ وَقت نزُول طمثها وَرُبمَا عفن وَقَالَ: الطمث إِذا تغير نظامه فِي الزَّمن فانه من شَأْنه أَيْضا أَن يُغير كميته حَتَّى يكون أقل أَو أَكثر وأجود مَا يكون اللَّازِم لنظامه الْجَارِي بِحَسب الْجِسْم الَّذِي يجرى. الْمَرْأَة الَّتِي يجرى طمثها مائيا مَتى احْتبسَ عرض لَهَا أورام بلغمية وترهل وَتَكون بَيْضَاء زعراء جدا. ابيذيما قَالَ: امْرَأَة كَانَ بهَا هزال وَاخْتِلَاف سوء وارتفع طمثها من غير حَبل فتهيب الْأَطِبَّاء فصدها وَلما نظرت رَأَيْت عروقها حارة مَمْلُوءَة دَمًا كمدا ففصدتها فَكَانَ دَمهَا أسود كالزفت الذائب فاستكثرت من استفراغه ثَلَاثَة أَيَّام فبرئت وعادت إِلَى حَالهَا وَذهب أَيْضا هزالها وَمِنْهَا ذكر امْرأ غَابَ عَنْهَا زَوجهَا زَمنا طَويلا فاحتبس طمثها فَلم ينحدر ونبتت لَهَا لحية وَعَاشَتْ مُدَّة يسيرَة ثمَّ مَاتَت. الْفُصُول: إِذا انْقَطع الطمث فالرعاف مَحْمُود إِذا كَانَ طمث الْمَرْأَة متغير اللَّوْن يَأْتِي فِي غير وقته دَائِما فان بدنهَا يحْتَاج إِلَى تنقية وَيجب أَن ينظر إِلَى لون الدَّم فتجعل التنقية من ذَلِك الْخَلْط فان مَكَان غليظا لَيْسَ شَدِيد السوَاد بل لزجا بلغميا فنقه من البلغم وَإِن كَانَ مائيا فَمن البلغم الرطب أَيْضا. وَإِن كَانَ أصفر رَقِيقا فَمن الصَّفْرَاء وَإِن كَانَ أسود غليظا فَمن السَّوْدَاء إِذا كَانَت الْمَرْأَة لَهَا لبن ولسيست بوالدة وَلَا بهَا حَبل فان طمثها قد انْقَطع. قَالَ الفلغموني أَو السرطان الطبيعيات: مَتى دخنت الْمَرْأَة بالحنظل حَاضَت من ساعتها. من كتاب ميسوسن فِي القوابل: الْمَرْأَة لأجل جساوة رَحمهَا الزمها السّكُون والدعة ولين بدنهَا بالدهن وَالْحمام والأطعمة الرّطبَة وَشرب المَاء وشيافات محدرة للطمث وَالَّتِي لَا تحيض من أجل الشَّحْم فجفف بدنهَا بِأَكْل الْخبز الْيَابِس فَقَط والدلك بالنطرون فِي الْحمام والزفت وَنَحْوه.

(نتوء السُّرَّة والمقعدة) والقروح الَّتِي تكون فِي الْفرج والمذاكير وَمَا حولهَا والدبر والعانة والاورام وبوراسير المقعدة وَالرحم وَمَا يردهَا وأوجاعها وَمَا يَليهَا من الْعَانَة والمذاكر والخصى والدبر ونتو الرَّحِم الف ج وَالَّذِي يُسمى العفل يحْتَمل من ... ... . نتو السُّرَّة فِي بَاب الفتق علاجه بالحديد ... ... . بولس: هَذَا يعالج بالحديد وَقد برأَ بالأدوية خلق كثير وَمن أدويته يُؤْخَذ من ... ... . وَمن دردى الشَّرَاب ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَمن الْورْد الْيَابِس عشرَة دَرَاهِم وَمن العفص الْفَج دِرْهَمَانِ ... ... ... بِالشرابِ حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل ويطلى بِهِ السُّرَّة وَيُوضَع عَلَيْهَا البنفسج مغموس بخل وَمَاء ويربط. أُخْرَى: برادة رصاص دِرْهَم عصارة طراثيث مثله يسْتَعْمل على مَا ذكرنَا. لسوء المقعدة وَخُرُوجه: ثَمَرَة ينبوت وعفص واسفيذاج وقاقيا وعصارة طراثيث ولحا الصنوبر وكندر ذكر بِالسَّوِيَّةِ ينعم سحقه وَيعْمل المقعدة بشراب ويذر عَلَيْهَا وَترد. لي: هَؤُلَاءِ يحب أَن يطعموا إِذا عولجوا أغذية قَليلَة الشفل سهلة الْخُرُوج يشْبع قليلها كاللوز. بولس قَالَ: الرَّحِم ينتو وَيخرج إِلَى خَارج وَمَا أقل ذَلِك ويعرض إِذا عرض إِمَّا من سُقُوط الْمَرْأَة من مَوضِع عَال فَتَنْشَق الصفاقات الَّتِي تحبس الرَّحِم وَإِنَّمَا يجذب المشيمة بعنف فيجذب الرَّحِم مَعهَا كَمَا يكون فِي عسر الْولادَة وجذب الْجَنِين الْمَيِّت على غير حزن أَو لاسترخاء الْجَسَد كُله لفزع شَدِيد وَذَلِكَ أَكثر مَا يكون فِي النِّسَاء المسنات وَإِنَّمَا يزلق بعض الرَّحِم. وَقَالَ بعض النَّاس: إِنَّه قد يخرج كُله وَلم ار أَنا ذَلِك وَلَا أَدْرِي كَيفَ يُمكن أَن يثبت وَيرجع إِذا زلق كُله. قَالَ: أول علاجهن الحقنة وَإِخْرَاج الْبَوْل لِئَلَّا تضغط الرَّحِم شَيْء من نواحيه ثمَّ تَأمر الْمَرْأَة أَن تستلقى على ظهرهَا وَيكون عجزها مرتفعا ثمَّ خُذ فَتِيلَة صوف شكلها بِمِقْدَار قبل الْمَرْأَة وَيصير عَلَيْهَا خرقَة رقيقَة وتغمس فِي عصارة الْقرظ والطراثيث وَقد أديف بِخَمْر عفص وَيرْفَع بهَا الرَّحِم وَمَتى نتا رد بِرِفْق وَيُوضَع فَوْقه على الْخرق والعانة اسفنج قد غمس فِي خل مَاء وتستلقى الْمَرْأَة وَقد لفت سَاقيهَا وتوضع

المحاجم قَرِيبا من السُّرَّة والمراق. وتشم أَشْيَاء طيبَة الرَّائِحَة وتترك الصوفة الَّتِي بالعصارة الَّتِي تهَيَّأ لرد الرَّحِم ثَلَاثَة أَيَّام فَإِذا كَانَ فِي الثَّالِث اجلست الْمَرْأَة فِي خمر سوادء عفصة مفترة قَلِيلا أَو فِي مَاء القمقم قد غلى فِيهِ آس وإذخر وقشور) الرُّمَّان. ثمَّ تخرج تِلْكَ الصوفة وتبدل بِأُخْرَى بِمثل ذَلِك العلاج ويضمد من خَارج بأضمدة على أَسْفَل الْبَطن مُهَيَّأ من قشر الرُّمَّان وَسَوِيق الشّعير وخل وَمَاء حَتَّى إِذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث عولجت أَيْضا وَلَا تزَال كَذَلِك حَتَّى تَبرأ تَاما فان عفن مَا نتا فانتزعه وَلَا تخف فانه قد أخرج الرَّحِم كُله بعد ان فسد وَعَاشَتْ الْمَرْأَة بعد ذَلِك. شَمْعُون قَالَ: إِ ن نتت المقعدة وبرزت وبقى ورمها وَلم يرجع فكمدها أَولا ليذْهب الورم ثمَّ ردهَا بَان تلطخها بأَشْيَاء لزجة. لي: اطله بأَشْيَاء لزجة وذر عَلَيْهَا أَشْيَاء قابضة لتَكون اللزوجة يسهل رُجُوعهَا والقابضة تمنع من خُرُوجه بعد تَقْوِيَة فان القابضة لَا يظْهر فعلهَا سَرِيعا الف ج ... ... ... . . عمل الجلنار عمله وَقد دخلت المقعدة فامتنعت من الْخُرُوج ... ... ... إِذا نتت المقعدة أَو الرَّحِم ومكثا بُرْهَة طَوِيلَة لم يرجعا حَتَّى يكمدا. ابْن سرابيون: إِذا نتت ... ... ... الثفل أَولا بحقنة: وتفرغ الْبَوْل كُله ثمَّ مرها بَان تستلقى وَتجْعَل رَأسهَا أَسْفَل من وركيها وَضم سَاقيهَا وصب على الرَّحِم دهن ورد فاترا كثيرا وضع عَلَيْهِ بعد ذَلِك صُوفًا وَقد شربته مِنْهُ وحواليه ثمَّ خُذ قاقيا مذابا قبل فِيهِ خرقَة بشراب عفص أوبماء الآس ثمَّ اجْعَلْهُ على الرَّحِم وارفعه فَذا دخل فدعها بِحَالِهَا ثمَّ اقعدها فِي طبيخ القوابض وَحملهَا الشياف الْقَابِض. لي: رُبمَا خرجت المشيمة وتعفنت فَظن الْجُهَّال أَنَّهَا الرَّحِم والمشيمة رقيقَة دقيقة الْعُرُوق رقيقَة الجرم وَهِي منخرقة. 3 (الأقربادين الْقَدِيم) رُبمَا نتت المقعدة وورمت وَلم ترجع فاذا كَانَ ذَلِك فأجلسه فِي طبيخ الخطمى والكرنب إِلَى أَن يَلِيق الورم ثمَّ اطبخه برغوة الخطمى وصفرة الْبيض وَمَاء الكثيرا أَو لعاب بزر السفرجل وَأدْخلهُ فاذا دخل فشده ثمَّ اجلسه فِي مَاء القمقم يستعان بِبَاب امساك الْحيض وَدم البواسير الأقاقيا يرد نتو المقعدة طبيخ الآس بوافق خُرُوج المقعدة وَالرحم. قَالَ: ورق الأنجرة مَتى وضع وَهُوَ طرى على الرَّحِم الَّتِي نتت ردهَا إِلَى دَاخل. وورق البنفسج مَتى ضمد وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير نفع من نتو المقعدة. د: اخثاء الْبَقر إِذا بخر بهَا تصلح حَال الرَّحِم الَّذِي قد نتا. وَقَالَ: طبيخ شَجَرَة المصطكى على مَا فِي بَاب نفث الدَّم جيد لنتو السُّرَّة وَالرحم مثل لحية التيس وَهُوَ الطراثيث. د وَج قَالَا: هُوَ نَافِع لخُرُوج الرَّحِم والمقعدة جدا كالهيوفسطيداس. السَّمَكَة المحدرة مَتى احتملت شدت المقعدة الَّتِي تخرج إِلَى خَارج طبيخ العفص يرد نتو المقعدة إِذا جلس فِيهِ. د:

العفص مَتى طبخ وضمدت بِهِ المقعدة قوى النَّفْع فِي نتوها. ج: عصارة بخور مَرْيَم مَتى احْتمل أَو تدخن بِهِ الْخلّ يرد نتو الرَّحِم وَالصَّوْم. ابْن ماسويه: طبيخ العفص يرد نتو المقعدة. ابْن ماسويه الَّتِي ينفع من خُرُوج المقعدة من الْأَدْوِيَة: مَاء حب الآس وَمَاء الجلنار وَمَاء ورد مطبوخ مَاء قشور الرُّمَّان طبيخ العفص طبيخ قشور شَجَرَة البطم طبيخ قشور شَجَرَة مَرْيَم يجلس فِيهِ. اسحاق: العفص الْأَحْمَر النضيج مَتى طبخ بِالْمَاءِ حَتَّى يتهرى وينضج ويسحق وضمدت بِهِ المقعدة الَّتِي تخرج نَفعهَا. مَجْهُول: الْقعُود فِي طبيخ ورق السذاب وورده نَافِع لخُرُوج المقعدة إِذا كَانَ مَعَ برودة وَإِذا كَانَ مَعَ حر فَفِي طبيخ السرو وَجوزهُ وورقه والأبهل. طبيخ لنتو الرَّحِم والمقعدة: جوز السرو وجلنار جَفتْ بلوط قشور رمان ورد بأقماعه يطْبخ. وتسحق هَذِه الأخلاط كلهَا كالكحل وَتَذَر على المقعدة وتلطخ بصفرة بيض وَتدْخل ثمَّ تقعد فِي هَذَا المَاء وتحتمل على المَاء ضمادا قَوِيا جدا. الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يعرض نتو الرَّحِم من شدَّة الطلق وَيُسمى عفلا فداو مِنْهُ فِي أول الْأَمر بالورد وكمد الظّهْر مَرَّات ثمَّ الف ج ذَر عَلَيْهِ أعنى فَم الْجرْح قاقيا وعفصا وجلنارا ... ... ... . مَتى خرجت المقعدة وورمت فاقبل عَلَيْهَا بالحمام وَالْمَاء الفاتر ثمَّ ادلك بدهن شيرج واعطسه ليرْجع إِلَى مَكَانَهُ وَأطْعم الْقَلِيل صفرَة الْبيض وخبزا قَلِيلا بِمِقْدَار مَا لَا يكون لَهُ ثفل ليمكن أَن يبْقى اربعا وَعشْرين سَاعَة واكثر لِئَلَّا يقوم إِلَى الْخَلَاء فان ذَلِك ذَلِك ملاكه: وَإِن خرج أَيْضا فأعد الْأَمر على ذَلِك وَإِن شِئْت فاغذه بِبَعْض اللعابات اللزجة وَمَتى كَانَ مفرطا فِي الرخاوة فذر عَلَيْهِ قاقيا مسحوقا فِي الْغَايَة وذره من خَارج وملاكه أَلا يقوم إِلَى الْخَلَاء زَمَانا طَويلا وان يكون إِذا كَانَت الطبيعة لينَة وَيجب أَن يعْطى لب الخيارشنر ودهن اللوز باعتدال. الميامر: ينثر على المقعد خبث الرصاص وسماق ونزر الْورْد بعد أَن يغسل بشراب عفص. من مداواة الاسقام وَهُوَ طب الْمَسَاكِين لج: يحرق العفص ويطلى رمادة على السُّرَّة الناتية أَو اعجن بَيَاض الكندر بيض والزمه السُّرَّة وَشدَّة برباط جلّ مَا يعرض خُرُوج المقعدة للصبيان) سرابيون: مَتى زلقت الرَّحِم وَخرجت من مَكَانهَا فِي ولاده أَو غَيرهَا فلتستلق الْمَرْأَة على ظهرهَا وَيكون رَأسهَا إِلَى أَسْفَل ووركها عَالِيا واسكب على الناتى من الرَّحِم دهنا فاترا كثيرا وكمد حول الْقبل اجْمَعْ بصوف مشرب بدهن ورد فاتر افْعَل ذَلِك سَاعَة ثمَّ خُذ قاقيا فأدفه فِي

مَاء فاتر حَتَّى ينْحل فِيهِ ثمَّ يشربه خرق كتَّان أَو عصارة لحية التيس أدفها بشراب قَابض أسود فانه اصلح اَوْ بِمَاء ألآس واجعهلها على الْخبز الثَّانِي وادفعها إِلَى دَاخل وَمر الْمَرْأَة أَن تضم سَاقيهَا ودعها إِلَى تِلْكَ الْحَال مُدَّة ثمَّ اجلسها فِي طبيخ القمقم وَقبل أَن تعالج بِهَذَا يجب أَن تكون قد أخرجت مَا فِي الْمَعْنى من الثفل بحقنة لينَة وَمَا فِي الْبَوْل ليتسع الْموضع. د: دهن الأقحوان يُوَافق أورام المقعدة الصلبة إكليل الْملك إِذا تضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ صفرَة بيض ودقيق الحلبة أَو دَقِيق بز رالكتان أَو غُبَار الرَّحَى أَو خشَاش لين أورام المقعدة الصلبة لَا سِيمَا الحارة وان طبخ بشراب وتضمد بِهِ سكن أوجاعها وَكَذَلِكَ الْحَادِثَة فِي الْأُنْثَيَيْنِ. الفنجنكشت مَتى خلط بِسمن وورق الْكَرم لين جساء الْأُنْثَيَيْنِ وثمره مَتى تضمد بِهِ المَاء نفع الوجع الْعَارِض من شقَاق المقعدة طبيخ دَقِيق الباقلى مَتى طبخ بشراب أَو تضمد بِهِ أَبْرَأ وجع الخصى. ج: دَقِيق الباقلى ضماد جيد لورم الْأُنْثَيَيْنِ ببياض الْبيض وَقَالَ: إِن موقعه عَظِيم فِي قُرُوح هَذِه الْأَعْضَاء. وَقَالَ: ضماد إكليل الْملك نَافِع من ورم المقعدة جيد فِي هَذَا الْموضع بعد السلق أَو الشَّيْء بزر البنج مَتى دق وتضمد بِهِ نفع جدا من أورام الخصى الحارة. دهن الحلبة نَافِع من أورام المقعدة. د: المشمش يسْتَعْمل وَحده وَمَعَ الْأَدْوِيَة المسكنة المغرية وخاصة التوتيا المغسول فِي أوجاع المقعدة من صديد حاد يجْتَمع فِيهِ أوقرحة سرطانية. ج: وَكَذَلِكَ فِي الأورام الْحَادِثَة فِي الْعَانَة الف ج ... ... ... . مَتى تضمد بِهِ سكن الورم الْحَار الْعَارِض فِي المقعدة. د: الْملح إِذا خلط بفودنج جبلى ... ... نضج الأورام البلغمية الْعَارِضَة فِي الْأُنْثَيَيْنِ. وَقَالَ: مرَارَة الثور مَعَ عسل تصلح لوجع الْفرج وكيس البيضتين أصل السوسن مَتى سحق وَحده وخلط بخل أَو مَعَ ورق البنج ودقيق الْحِنْطَة سكن الأورام الحارة الْعَارِضَة للأنثيين. د وَج قَالَا: مَتى طبخ العفص وَحده وسحق وضمد بِهِ كَانَ دَوَاء نَافِعًا. قوى النَّفْع لجَمِيع) الأورام الْحَادِثَة فِي الدبر: العدس المسلوق مَتى خلط مَعَ إكليل الْملك والسفرجل أَو قشر رمان أَو رَود يَابِس ودهن ورد. ضماد جيد لقروح المقعدة وأورامها: الصَّبْر نَافِع من الأورام الحارة الْحَادِثَة فِي هَذَا الْموضع وَقَالَ: ضماد الأسرب والعصارات الْبَارِدَة على مَا فِي كتاب الصَّنْعَة جيد للأورام الْحَادِثَة فِي هَذَا الْموضع جدا. ج: شَحم الْخِنْزِير جيد لوجع المقعدة الخطمى إِذا ضمد بِهِ وَحده لَو بعد طبخه بشراب حلل ورم المقعدة الحارة.

د: الشبث يصلح لأوجاع الْفرج. د: الزفت الرطب يحلل الصلابات والخراجات الكائنة فِي المقعدة. د: الخروع جيد للأورام فِي المقعدة. وَقَالَ: أصل الْخُنْثَى مَتى خلط بدردى الْخمر وتضمد بِهِ نفع أوجاع الخصى. ابْن ماسويه مِمَّا ينفع من الصلابة فِي الْأُنْثَيَيْنِ: بزر العقد خَمْسَة دَرَاهِم دَقِيق باقلى عشر دَرَاهِم زبيب منزوع الْعَجم خَمْسَة عشر كمون نبطي خَمْسَة دَقِيق الحمص عشرَة يدق ويخلط وينخل ويدق الزَّبِيب مَعَ شَحم البط أَو شَحم الْعجل مِقْدَار أوقيتين يذوب مَعَ ذبيب وَتجمع الْأَدْوِيَة وتلين بِشَيْء من دهن السوسن وَيُوضَع على الورم الصلب هَذَا إِذا كَانَ من برودة فان كَانَ مَعَ حر فَخذ برسيان دَار وعنب الثَّعْلَب ودقيق شعير وأصل الخطمى وَمَاء الكزبرة وَبَيَاض الْبيض ودهن حل. 3 (الورم فِي المقعدة والأنثيين) إكليل الْملك يطْبخ بميبختج الْعِنَب حَتَّى يتهرى ويخلط مَعَه صفرَة بيض ودقيق حلبة وبرز كتَّان مدقوق وغبار رحى ودقيق باقلى وبابونج وبنفسج وَيُوضَع على الورم نَافِع وينفع الرَّحِم. اسحاق: إِذا كَانَ ورم فِي المقعدة مَعَ حِدة وحرارة فَخذ كسرة سميذ واطبخها بِمَاء ودهن ورد ثمَّ اسحقه فِي هاون نظيف مَعَ صفرَة بَيْضَة مسلوقة وَتَكون مشوية واطله عَلَيْهَا أَو خُذ من الْورْد الْيَابِس ثَلَاثَة مَثَاقِيل وصفرة بيضتين مشويتيين أنعم سحقه وألق عَلَيْهِ شمعا مذاباً بدهن ورد ويطلى على المقعدة وَتصْلح لَهَا التوتيا والرصاص المحرق واسفيذاج الرصاص مَجْمُوعَة ومفردة والشمع ودهن الْورْد وَإِذا كَانَ الوجع فِي المقعدة من برد فَاسْتعْمل الأدهان الحارة وَالْجُلُوس على مَوَاضِع حارة مثل طابق الْحمام وَغَيره. مَجْهُول للوجع: شَحم دجاجا مخ الْبَقر أُوقِيَّة شمع أَبيض ثَلَاثَة أُوقِيَّة دهن ورد خام أُوقِيَّة اسفيذاج الرصاص أوقيتان مرادسنج مربا مغسول بِالْمَاءِ العذب نصف أُوقِيَّة بَيَاض بَيْضَة تجمع بِهِ وَهَذَا مرهم جيد للشقاق والوجع. للحكة فِي المقعدة مَعَ حرارة: يتَّخذ ضماد من عِنَب الثَّعْلَب ودهن ورد وَبَيَاض بيض وطين خوزى وَقَلِيل كافور وَأَيْضًا اسفيذاج الرصاص كافور مَاء عِنَب الثَّعْلَب شمع دهن يَجْعَل مرهما الف ج ويطبخ فِي طبيخ الْورْد والبنفسج وَخلاف وعوسج وخشخاش ... ... ... وخطمى ... . وللوجع برد فَيُؤْخَذ كراث وزفت وَرطب وموميائي وشمع أَحْمَر ودهن ناردين أَو دهن سوسن يتَّخذ ضمادا وَيقْعد قد طبخ فِيهِ حب الْغَار وورقه وبابونج واكليل الْملك ومرزنجوش ونمام. 3 (للوجع الْحَادِث عَن قطع البواسير) يضمد بكراث مسلوق مَعَ السّمن والبصل السليق مَعَ السّمن ويفتر مرّة بعد مرّة ويخبص عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ للرحم وَمَتى كَانَ هُنَاكَ حِدة وحرارة فيخبص بعنب الثَّعْلَب مطبوخا

الأدوية المفردة لوجع المقعدة

مَعَ دهن ورد يطبخان وَيجْعَل ضمداا مَعَ دهن ورد ويخبص والحارة أبلغ فِي تسكين الوجع وإكليل الْملك نَافِع جدا يسلق ويخبص وَيُوضَع عَلَيْهَا مَعَ دهن ود وَإِن كَانَت الحكة فِي المقعدة من ديدان صغَار فعلاجها فِي بَاب الديدان والحيات. لبُطْلَان حس الْمعدة والخدر فِيهَا: يحقن بِمَاء الْملح من الْجَامِع: للشقاق فِي المقعد والأورام الحارة الَّتِي من حِدة الوجع والمرة الصَّفْرَاء جيد جدا: يُؤْخَذ مرادسنج وخبث الْفضة من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ اسفيذاج الرصاص سِتَّة دَرَاهِم يدق وينخل بحريرة ويعجن بدهن ورد وموم الْيَهُودِيّ: مرهم للورم الْحَار فِي الأثنين ونواحيها: يطْبخ عدس وَورد وقشر رمان طبخا نعما وَيضْرب مَاؤُهُ مَعَ دهن ورد ومخ الْبيض ويطلى عَلَيْهِ فِي الحكة فِي الأنثين يطلى شياف ماميثا بدهن ورد ويحجم فِي بَاطِن الْفَخْذ. 3 (للورم الْمُقِيم فِي الْأُنْثَيَيْنِ) يُؤْخَذ باقلى وحلبة مطبوخان وبابونج ومسحوق وَسمن بقر وميبختج ويضمد بِهِ الورم الْعَظِيم فِي الْأُنْثَيَيْنِ. آخر عَجِيب يسْتَعْمل مَتى أعيت المراهم: رماد نوى الصرفان جزءان خطمى جُزْء يسحق بخل ويضمد بِهِ الورم الْعَظِيم فِي الْأُنْثَيَيْنِ. آخر عَجِيب: يسْتَعْمل أَيْضا بنقيع التِّين بشراب وَكَذَلِكَ الْمقل ويجمعان ويضمد بِهِ وينفع التمرخ بدهن العقارب وَأخذ البزور اللطيفة. لى: اسْتِخْرَاج على مَا فِي الميامر للشقاق فِي المقعدة والورم الْحَار والضربان مَعَ حرارة شَدِيدَة: ودهن ورد عصارة عِنَب الثَّعْلَب فَيلقى فِي هاون أسرب ويسحق حَتَّى يغلظ ويسود ثمَّ يلقى عَلَيْهِ اسفيذاج الرصاص مغسولا وَقيل كافور ويشون فِي الهاون حَتَّى يصير مرهما فانه عَجِيب. وَمَتى كَانَ الوجع شَدِيدا فَخذ شَيْئا من أفيون فألقه مَعَه فانه عَجِيب جدا وَإِن كَانَ فِيهِ اشتعال ولهيب قوي فَخذ بَيَاض الْبيض فاسحقه مَعَ الكافور فِي الهاون وبرده على الثَّلج والزمه وَاحِدًا بعد وَاحِد. 3 - (الْأَدْوِيَة المفردة لوجع المقعدة) من بواسير وَغَيره: تغسل النورة بِالْمَاءِ العذب سبع غسلات ثمَّ يضْرب ببياض الْبيض ويطلى. ينفع من القروح فِي الْفرج وَغَيره: أَن تغسل ببول الانسان بعد أَن يعْتق كَمَا ذكر اطهورسفس وديسقوريدس. ج: قد استعملته فِي مداواة هَذِه الْأَعْضَاء إِلَّا أَنَّهَا لَا تَنْفَع نفعا بَينا لما هِيَ عَلَيْهِ من الْحَرَارَة والرطوبة. اسْتِخْرَاج الف ج لى: اسفيذاج الرصاص وَشَيْء من افيون يحل بخل وَمَاء الهندباء وَيكون الْخلّ قَلِيلا ويطلى على هَذِه إِذا كَانَت شَدِيدَة الْحمرَة والحرارة والضربان فانه بَالغ جدا اَوْ تبرىء أَيْضا بِمَاء الهندباء مَتى جف فاذا جف لطخ ثَانِيَة. ج: الحضض يسْتَعْمل فِي القروح الْحَادِثَة فِي الدبر الحمص الْأسود مَتى طبخ

بحضض وضمد بِهِ مَعَ خل صلح لأورام الخصى الحارة. الحمص الكرمي مَتى طلى بِهِ الأورام الْحَادِثَة فِي البيضتين ج: القيموليا مَتى لطخ على الأورام الجاسية الْحَادِثَة فِي البيضتين نفع. د: طين ساموس يسكن الأورام الحارة فِي الْأُنْثَيَيْنِ والثديين ويحللها وَكَذَلِكَ فِي جَمِيع الْأَعْضَاء العديدة. أوريباسيوس: ثَمَرَة الْكَرم الَّتِي مَتى خلطت بزعفران وَعسل ودهن جيد للقروح الساعية الخبيثة فِي الْفرج. الكندر مَتى تجْعَل فَتِيلَة بِلَبن وأدخلت فِي القروح الخبيثة فِي المقعدة منعهَا من السَّعْي. د: الكزبرة مَتى ضمد بهَا أبرأت ورم البيضتين الحارة. د: الكمون د: السذاب مَتى ضمد بِهِ مَعَ ورق الْغَار نفع من الورم الْعَارِض فِي الْأُنْثَيَيْنِ. العدس اذا سلق ثمَّ جعل مَعَ اكليل الْملك والسفرجل ودهن ورد ضمادا نفع أورام المقعدة وقروحها والفروج وَإِن كَانَت هَذِه غائرة فليجعل مَعَ الْورْد الْيَابِس وقشور رمان ويطبخ مَعَ عسل وَقَالَ: مرَارَة الثور تبريء قُرُوح المقعدة وَقَالَ: الصَّبْر ينقي القروح الَّتِي فِي الْفروج ويدمل القروح وخاصة مَا كَانَ فِي الدبر وَالذكر. أصل الشبث إِذا أحرق ورماد القيصوم جيدان للقروح الْحَادِثَة فِي القلفة. ج: عصارة حب الرُّمَّان الحامض نافعة من القروح مَتى طبخت مَعَ الْعَسَل. وَقَالَ: حكاك الأسرب مَعَ دهن ورد نَافِع من القروح فِي المقعدة وَقَالَ: ضماد الأسرب والمياه الْبَارِدَة عَجِيب جدا. ج: رماد الشبث نَافِع من القروح الْحَادِثَة فِي اعضاء التناسل. وَقَالَ: رماد الشبث نَافِع جدا من القروح الْحَادِثَة فِي القلفة يدملها على مَا يَنْبَغِي. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه جيد للقروح الرّطبَة وخاصة مَا كَانَ فِي جلدَة الاحليل. والزوفا الرطب إِذا خلط باكليل الْملك والزبد صلح ذَلِك للقروح الَّتِي فِي المقعدة وَإِذا خلط) بشحم الاوز جيد للقروح فِي الْفرج مَتى احْتمل. 3 (للقروح فِي الذّكر) وَمَا حوله للورم الْحَار فِي الخصى: عِنَب الثَّعْلَب ودهن ورد وصفرة بيض يحاد ضربانه وَيجْعَل عَلَيْهِ وَإِن شِئْت سلقت الْبيض ودققت عِنَب الثَّعْلَب وَحَمَلته بدهن الْورْد. للورم الْحَار فِي الْأُنْثَيَيْنِ: يضمد بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والرجلة والكزبرة الرّطبَة ودقيق الشّعير ودقيق الباقلي ودهن ورد يَجْعَل عَلَيْهِ. مَتى كَانَ فِي الاحليل خراج فاحرق الأسرب بالكندر وَاسْتَعْملهُ جيد جدا. 3 (للأورام الحارة فِي الخصى) عِنَب الثَّعْلَب والرجلة والكزبرة الرّطبَة ودقيق الشّعير ودقيق الباقلي ودهن ورد وَاسْتَعْملهُ مرهما. من الْكَمَال والتمام للورم الْحَادِث الف ج فِي المذاكر والمقعدة وَالرحم: اطبخ إكليل الْملك بميبختج ويخلط بميبختج ... ... . . ودقيق الْحِنْطَة ويضمد بِهِ الْموضع. للورم الْحَار فِي

هَذِه الْمَوَاضِع وخاصة فِي المذاكر يطلى بقيموليا مَعَ ... ... . وزعفران. وَإِذا كَانَ مَعَ برد طلى بمقل منقع فِي ميبختج مَعَ اسفيذاج أَبيض. القروح الخبيثة إِذا عرضت فِي المذاكر والدبر كَانَت أردى لِأَنَّهَا يشرع إِلَى العفونة لحرارتها ورطوبتها وَلِأَنَّهَا فِي مجاري الفضول وَأَنا أَقُول أَن الْفَم حَاله فِي العفونة كَذَلِك لحرارتها ورطوبتها وَقَالَ فِيهِ: والقروح الْحَادِثَة فِي الذّكر والمقعدة يجب أَن تداوى بِهِ بدواء مدمل وَيكون أَزِيد يبسا من المدملة بِحَسب يبس هَذِه الْأَعْضَاء على مَا بَينا فِي قوانين الخراجات والقروح الَّتِي فِي الاحليل بَعْضهَا أحْوج إِلَى اليبس وَهِي مَا كَانَ مِنْهَا قد أَخذ الاحليل كُله مَعَ طرفه البارز عَنهُ الْمُسَمّى كمرة وَالَّتِي تكون فِي القلفة تحْتَاج إِلَى أقل فِي اليبس من هَذِه القروح الرّطبَة فِي الكمرة ونواحيها تداوى بدواء القرطاس المحرق لِأَنَّهُ يجفف تجفيفا قَوِيا وَمَا كَانَ من هَذِه القروح عديم الرُّطُوبَة قريب الْعَهْد فالصبر وَحده من جيد أدوية بعد أَن ينعم سحقه وينثر عَلَيْهَا وَهُوَ يبريء القروح الكائنة فِي المقعدة وأشبه شَيْء بِالصبرِ فِي هَذِه الْمَوَاضِع فِي قوته القليميا المغسول بشراب والمر تَكُ أَيْضا قريب وَبعد المر تَكُ المولد بدانا والتوتيا فان كَانَت هَذِه القروح أرطب فعالجها بلحاء شجر الصنوبر الَّذِي يُثمر حبا صغَارًا وبالشاذنة كل وَاحِد على حِدته) فان كَانَ لَهَا غور فَمن بعد تجفيفها بِمَا وصفت فاخلط مَعَ الْأَدْوِيَة دقاق الكندر مِقْدَار مَا يَكْتَفِي بِهِ فِي انبات اللَّحْم. عِنَب الثَّعْلَب دَقِيق شعير دهن ورد وخل خمر صفرَة بَيْضَة بِالسَّوِيَّةِ يجمع ويضمد بِهِ. الْيَهُودِيّ: مَتى ظَهرت الحكة والبثر فِي نَاحيَة فَبعد الفصد يحجم فِي بَاطِن الْفَخْذ وبالقرب مِنْهُ والخبيثة فِي كيس البيضتين حَتَّى يسْقط السوَاد بسلق وَسمن وينقى كيس البيضتين مُعَلّقا ثمَّ يعالج بالمراهم حَتَّى يرجع وَيبرأ وَقَالَ: عالج قُرُوح الذّكر وَمَا حوله بالشاذنة وَالصَّبْر والقرع المحرق وَرَأَيْت خلقا أَصَابَتْهُم خبيثة فِي كيس البيضتين فتأكلت وَسَقَطت وَبقيت البيضتان معلقتين ثمَّ عاود اللَّحْم ونبتت شَيْء صلب كالكيس الأول إِلَّا أَنه يقوم مقَامه. تمّ الْجُزْء التَّاسِع بمنه وَكَرمه ويليه ان شَاءَ الله الْجُزْء الْعَاشِر فِي القروح الَّتِي فِي الكلى فِي مجاري الْبَوْل والمثانة وباطن الْقَضِيب والحكة فِي بَاطِن الْقَضِيب وَبَوْل الدَّم والمدة وَغَيرهَا. م الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (الْجُزْء الْعَاشِر)

أمراض الكلى ومجاري البول

(أمراض الكلى ومجاري الْبَوْل)

(فارغة)

أمراض الكلى ومجاري البول

(أمراض الكلى ومجاري الْبَوْل) (القروح الَّتِي فِي الكلى) ومجاري الْبَوْل والمثانة وباطن الْقَضِيب والحكة فِي بَاطِن الْقَضِيب وَبَوْل الدَّم والمدة وحرقة الْبَوْل والأورام وَالشعر الَّذِي يبال والتقطير الَّذِي مَعَ حرقة وَيكون لأجل حِدة الْبَوْل أَو لثقله على المثانة وَسَائِر أوجاع الكلى والمثانة إِلَى الخصى والأورام فِي الكلى والمثانة وَالْفرق بَينه وَبَين وجع القولنج وَالْفرق بَين قُرُوح الكلى والمثانة ومجاري الْبَوْل والمثانة والقضيب وأوجاع الكلى وَمن بَوْل علق الدَّم والمدة إِذا جمدت وَفِيمَا يمْنَع من بَوْل الدَّم وَمن ضروب المنقيات الَّتِي تنقي الْأَعْضَاء وَالَّذِي يتَوَلَّد فِي هَذِه إِنَّمَا هُوَ هُوَ فَسَاد مزاج وَيجب أَن يكون هُوَ الَّذِي فِي الْبَاب هُوَ بِعَيْنِه عَن أورام الكلى ثمَّ القروح وَيجب أَن يكون لكل وَاحِد بَاب قَالَ جالينوس فِي الرَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء: إِنَّا مَتى كَانَت قُرُوح فِي هَذِه الْمَوَاضِع خلطنا بالأدوية الَّتِي نعالج بهَا بعض الْأَدْوِيَة المدرة للبول لتوصلها وتنفذها. الْخَامِسَة: أَنه مَتى كَانَت القروح فِي الكلى والكلى والمثانة خلطنا بالأدوية الَّتِي نعالجها بهَا شَيْئا من عسل والأدوية الَّتِي تدر الْبَوْل وَقَالَ: قل مَا ينبعث من هَذِه دم بحريّة وَشدَّة قُوَّة وَلكنه إِن لم يكن جرى الدَّم من هَذِه خطرا) من أجل قُوَّة جريته فَإِنَّهُ قد يكون خطراً من أجل دَوَامه وثباته ينظر فِي قوانين القروح الْبَاطِنَة. 3 - (الْأَعْضَاء الآلمة) الْأَجْزَاء الشبيهة بالصفايح مَتى انحدرت مَعَ الْبَوْل دلّ أَن القرحة فِي المثانة والأجزاء الشبيهة بِقطع اللَّحْم تدل على أَن القرحة فِي الكلى لَا تحس للورم الْحَار المائل ثقلاً لِأَنَّهُ لايجيئها عصب يوغل فِيهِ بل يتفرق فِي غشائها وَهُوَ قَلِيل. السَّادِسَة مِنْهَا قَالَ: إِذا رَأَيْت الْمَرِيض يجد وجعاً فِي نَاحيَة الكلى وَمَعَهُ نافض مُخْتَلف فِيمَا بَين فترات ويحم مَعَ ذَلِك حميات على غير تَرْتِيب فابطح العليل على بَطْنه ثمَّ سَله هَل يجد ثقلاً مُعَلّقا فَإِنَّهُ إِذا كَانَت الْكُلية الْيُمْنَى فِيهَا ورم أحس حِين ينَام على الْيُسْرَى بثقل مُعَلّق وبالضد فَإِن كَانَ يعرض ذَلِك للعليل فَاعْلَم أَنه فِي كلاه جرحا وَإِذا نضج وقاح وانفجر بَال العليل مُدَّة وَيجب أَن تحرص كل الْحِرْص على سرعَة ادمالها لِأَنَّهَا مَتى ازمنت عسر اندمالها عسراً شَدِيدا وَقَالَ: وَصَارَت عسرة الْبُرْء عسراً كثيرا جدا والعلامات الدَّالَّة على أَن القرحة بَاقِيَة بعد هِيَ بَقَاء الْقَيْح فِي الْبَوْل وحس الوجع ويحم وقشور القروح وَرُبمَا خرج مِنْهَا أَيْضا الدَّم وَإِذا خرج الدَّم بعد أَن كَانَ قد خرج الْقَيْح فَهُوَ يدل على أَن القرحة دَائِما يتأكل وَقد

يكون بَوْل الدَّم إِذا انصدع عرق فِي الكلى من صربة أَو سقطة قَالَ: وَأَصَح العلامات على قُرُوح الكلى 3 (طاقات الشّعْر) قَالَ: وَأما الْأَجْسَام الشبيهة بطاقات الشّعْر فَإِنِّي قد رَأَيْت فِي بعض الْأَوْقَات تبال وَطول الْوَاحِد شبر وَأَقل وَأكْثر وَإِنِّي لأعجب أَن يكون شَيْء هَذَا طوله يتَوَلَّد فِي الكلى وظننت أَن تولدها فِي الْعُرُوق على الْعُرُوق المدنية وَأَظنهُ يكون عَن خلط غليظ لزج يستحجر ويجف فِي الْعُرُوق وَقد داويتها بالمدرة للبول وأبرأتها وَلَا ... . أَنِّي رَأَيْت أحدا ناله مِنْهُ هُوَ الْبَتَّةَ وَلَا رَأَيْت أحدا ناله من استفراغ قيحٍ كثيرٍ بالبول أضرّ بِوَاحِد من الْآلَات بل الْأَمر فِي هَذِه الْأَعْضَاء فِي الصَّبْر على مَا يمر بهَا من غير أَن يضر بهَا كالأمر فِي الأمعاء فَإِنَّهُ لَا ينالها من الإستفراغ الكائنة من الكبد وَلَو كَانَت مَحْضَة خَالِصَة رَدِيئَة كَبِير ضَرَر إِلَّا أَن يطول ذَلِك جدا كَمَا أَن المثانة إِذا طَال بهَا مُرُور بَوْل الصديد الدَّم الرَّقِيق. قَالَ: وَمن علل الكلى عِلّة يَبُول صَاحبهَا فِيهَا صديد دم رَقِيق وَهِي نظيرة لِلْعِلَّةِ الكبدية الكائنة من ضعفها إِلَّا أَن هَذَا الصديد أَكثر دموية من ذَلِك قَلِيلا ويعرض بِسَبَب فِي الكلى شَبيه بِالسَّبَبِ الْكَائِن فِي الكبد أَعنِي ضعف الكلى ويعرض أَيْضا بِسَبَب اتساع أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تصفي الْبَوْل من الْعرق الأجوف. لى ضعف الْجِسْم وتحوله عَلَيْهِ وصفرة الْبَوْل لِأَن ذَلِك استفراغ من الدَّم الَّذِي يغتذى بِهِ الْجِسْم وعلامة الَّذِي من الكلى أَلا يكون مَعَه ذَلِك لِأَن تِلْكَ الدموية إِنَّمَا هِيَ حينئذٍ غذَاء للكلى وَحدهَا لَا غذَاء للبدن وَأَيْضًا فَإِن هَذَا أقل وَذَلِكَ أَكثر ويعرض مَعَه عَلَامَات ضعف الكلى وَهُوَ ضعف الْقطن وَالرّجلَيْنِ وَكَثْرَة الْبَوْل وَرُبمَا فسد بِهِ المزاج. تقطير الْبَوْل مَعَ حرقة قَالَ تقطير الْبَوْل الَّذِي يكون للذعه وحدته قد يكون عِنْدَمَا تدفع الكلى أَو غَيرهَا من الْأَعْضَاء الَّتِي يُمكن فِيهَا أَن تدفع فضولها بالبول خلطاً حاراً إِلَى المثانة أَو قيح أَو أخلاط حارة تكون فِي الْعُرُوق تدفعها الطبيعة على جِهَة التنقية للجسم. قَالَ: والمثانة تقذف بالبول إِمَّا لحدة الْبَوْل وَإِمَّا لثقله عَلَيْهَا والمثانات الضعيفة هَذَانِ الْأَمْرَانِ إِلَيْهَا أسْرع وتضعف المثانة لسوء مزاج ويعرض أَيْضا لكثير من النَّاس إِذا بردت أبدانهم أَن يثقل الْقَلِيل من الْبَوْل على المثانة حَتَّى يجب دَفعه وَلم يجْتَمع مِنْهُ كثير شَيْء. معرفَة الْمدَّة من أَيْن قَالَ: إِذا رَأَيْت بَوْل الدَّم والمدة فتوقف وَاسْتدلَّ فَإِن كَانَ الَّذِي يَبُول الْقَيْح قد وجد قبل ذَلِك وجعاً فِي قطنه وَكَانَ يُصِيبهُ اقشعرار على غير نظام ونافض يسير مَعَ حمى) علمت أَنه من الكلى وَإِن كَانَ وجد الوجع فِي المثانة مَعَ النافض والحمى الْمَخْصُوص بهَا المثانة فَفِي المثانة وَإِن كَانَ الوجع كَانَ فِي الْحجاب أَو فِي الكبد يدل مِمَّا يدل على أَن خراجاً كَانَ فِيهَا فان بَوْل الدَّم دَلِيل على أَنه من ذَلِك الْعُضْو ويستدل أَيْضا من اخْتِلَاط الْقَيْح بالبول فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يكون مختلطاً اختلاطاً شَدِيدا حَتَّى يكون الْبَوْل كُله كَأَنَّهُ

علامات القروح في القضيب

قد ضرب بِهِ فَإِن كَانَ كَذَلِك يدل على أَنه يَجِيء من فَوق وَإِن كَانَ دونه فِي الإختلاط فَمن مَوَاضِع أَسْفَل مِنْهُ ضم إِلَى ذَلِك مَكَان الوجع وَسَائِر الدلالات وَإِن كَانَ يخرج بِلَا بَوْل أَو قبل الْبَوْل فَذَلِك دَلِيل على أَنه فِي المثانة واختلاط الْمُتَوَسّط يدل على أَنه يَجِيء من الكلى. وَإِن خرجت قشرة قرحَة فاستدل بهَا فِي شكلها وَفِي اختلاطها على نَحْو مَا قُلْنَا فِي قُرُوح الأمعاء والخارجة من الكلى والخارجة من المثانة قشور قَالَ: وَقد يكون بَوْل الْمدَّة فِي الْأَحَايِين من خراج الرئة والأحايين من خراج كَانَ فِيمَا دون الْحجاب فَذَلِك فِي الندرة فاستدل عَلَيْهِ بالوجع وَدلَالَة الْخراج فِي ذَلِك الْعُضْو فإمَّا تنقية حدبة الكبد ونواحيها بالبول من خراج كَانَ فِيهَا فَإِنَّهُ يكون دَائِما وَتَكون الْمدَّة مختلطة بالبول جدا. 3 - (عَلَامَات القروح فِي الْقَضِيب) أَن يكون الوجع فِيهِ ويبرز الْقَيْح خَالِصا قبل الْبَوْل وللقروح الَّتِي تكون فِي الْقَضِيب لذع بَين فِي وَقت الْبَوْل لاسيما إِذا نثرت مِنْهَا القشرة والوسخ. لى قد يكون فِي الكلى ونواحيها عَن القروح نواصير وَلَا تَبرأ الْبَتَّةَ القشرة والوسخ لَكِن مَتى امْتَلَأَ الْبدن جرت الْمدَّة وبالضد حَتَّى يكون أَنه قد برأَ ثمَّ يسيل أَيْضا إِذا امْتَلَأَ وَلَا علاج لَهُ إِلَّا الإستفراغ والحذر من الامتلاء وَإِذا كَانَ مَا يسيل مُدَّة جَيِّدَة فَلَا خوف مِنْهُ وَلَا يَتَّسِع وَلَا يتأكل وبالضد وَالَّذِي يَتَّسِع وَيقتل سَرِيعا وَعَلَيْك باسقاء مَا يمْنَع العفن والتكمد بِهِ وبالضد. الأولى من جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: الصديد الشبيه بِمَاء اللَّحْم إِذا خرج بالبول دلّ على أَن الْجَانِب المحدب عليل وَإِذا خرج بالإسهال فالجانب المقعر. جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة الْمقَالة الأولى: إِذا كَانَت الْعلَّة فِي الكلى يكون الوجع فِي الْقطن وَهُوَ وجع ثقيل فَإِن كَانَ مَعَ الثّقل فِي الْقطن التهاب وعطش فَإِن فِي الكلى ورماً حاراً وَإِن كَانَ مَعَ الثّقل تمدد لَا التهاب فَهُوَ ورم بلغمى الْخراج إِذا انفجر من المثانة خرج الْبَوْل لايخالطه شَيْء وَسكن فِي أَسْفَله شَيْء شَبيه بالصفائح وَكَانَ الوجع فِي الْعَانَة والدوادر.) لى فَيَنْبَغِي أَن يَقُول: يخرج الْقَيْح مخالطاً للبول. قَالَ: وَإِن انفجر فِي الكلى كَانَ الوجع فِي الْقطن وَخرج مخالطاً للبول وَخرج مَعَه فتات لحم وَإِن كَانَ يَجِيء من حدبة الكبد كَانَ الوجع فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَخرجت الْمرة مختلطة جدا وَقد مازجت الْبَوْل وتكدر بهَا وَإِن كَانَ يَجِيء من الصَّدْر كَانَ الْبَوْل غير كدر وَكَانَ الوجع والقرحة فِيمَا تقدم. لى وَإِنَّمَا يكون غير كدر لِأَنَّهُ يخرج فِي مسالك ضيقَة قَلِيلا قَلِيلا ممازجاً للبول فيتشابه حَاله حَتَّى كَأَنَّهُ جُزْء مِنْهُ. لى على مَا رَأَيْت فِي السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض: من ضروب بَوْل الدَّم ضرب يَبُول فِيهِ العليل صديداً كَمَاء اللَّحْم المغسول دَمًا كثيرا وَيكون ذَلِك من ذوبان الْجِسْم لَا من أَن عرقاً انصدع وَلَا قرحَة وَلَا غَيره وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بانحلال الْجِسْم وذوبانه. اسْتَعِنْ بِبَاب نفث الدَّم وبالسابعة من الميامر فَإِن هُنَاكَ أقراصاً نافعة من سيلان الدَّم من الْجِسْم

دواء للكلى والمثانة

وقانون تأليفها القابضة والمغرية والمخدرة وَإِذا ألفت لخُرُوج الدَّم من آلَات الْبَوْل فَدُثَّ فِيهَا مَدَرَة للبول لتوصلها مِثَال ذَلِك قرص ينفع من بَوْل الدَّم قاقيا جلنار بزر بنج بزر كرفس أنيسون أفيون طين مختوم يعْمل أقراصاً ويسقى. للقروح فِي الكلى والمثانة وعسر الْبَوْل مَعَ خُرُوجه: بزر كتَّان وخشخاش أَبيض وكثيراء ونشا يعْمل أقراصاً ويسقى. الْعَاشِرَة فِي الميامر 3 - (دَوَاء للكلى والمثانة) إِذا كَانَ فِيهَا ورم أَو قُرُوح خُذ الْأَدْوِيَة المنقية للحصى وَذَلِكَ أَن هَذِه الْأَدْوِيَة يجب أَن تكون مسكنة لِأَنَّهَا تبلغ موضعهَا ويخلط بهَا مَا يدر الْبَوْل. وَقَالَ: من أدويته حب الصنوبر الْكِبَار ولوز حُلْو وكتيراء وَرب السوس وبزر بطيخ وبزر خِيَار وبزر القثاء والخشخاش وبزر الشوكران وأفيون وبزر الكرفس والرازيانج وَالشرَاب الحلو وَاللَّبن وبزر البنج يؤلف بِقدر الْحَاجة. لى رب البنفسج والجلاب وطبيخ أصُول السوس. للدم الَّذِي يخرج من المثانة: شب يمانى مِثْقَال كتيراء مثقالان صمغ مِثْقَال يسقى بشراب حُلْو. آخر: طين أرميني صمغ طرائيث مِثْقَال مِثْقَال أفيون ربع دِرْهَم يجمع بشراب حُلْو وَيُؤْخَذ والأدوية الَّتِي عددناها جَيِّدَة للورم الْحَار فِي هَذِه الْأَعْضَاء. قَالَ: وَمِمَّا يبلغ فِي شِفَاء علل الكلى غَايَة الْبلُوغ طبيخ قضبان الْكَرم أَو قضبان يقطع مِنْهُ وَيشْرب مِنْهُ مِقْدَار أُوقِيَّة كل يَوْم على الرِّيق تِسْعَة أَيَّام وينثر عَلَيْهِ شَيْء من ملح فَإِنَّهُ يذهب علل الكلى غَايَة الإذهاب. الأولى من تقدمة الْمعرفَة: مَتى حدث عَن الورم الْحَار فِي الكلى مَعَ الْحمى اخْتِلَاط الْعقل أَو لابست لعظمها الْحجاب فَإِنَّهُ قتال فَانْظُر فِي الدَّلَائِل الرَّديئَة فَإِنَّهُ إِن وجد مَعَ ذَلِك دَلِيل ردىء هلك العليل الْبَتَّةَ فَأَما إِن كَانَت مَعَه دَلَائِل جَيِّدَة فَإِنَّهُ يتقيح. وَمَتى كَانَت المثانة صلبة مؤلمة فَإِنَّهَا رَدِيئَة فِي جَمِيع الْأَحْوَال واقتل مَا يكون إِذا كَانَت مَعهَا حمى دائمة وَذَلِكَ أَن آلام المثانة بِغَيْر أورام حارة وخراجات تقوى على أَن تقتل والبطن لَا يتعب فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَن الْمَرِيض يمْنَع من البرَاز لضغط المعي فِي تِلْكَ الْحَالة المثانة وَشدَّة الوجع وينحل ذَلِك بالبول وَفِيه ثقل راسب قَالَ جالينوس: إِذا أقبل الورم الَّذِي فِي المثانة النضج انصبت الأخلاط الصَّحِيحَة إِلَى فضاء المثانة فسكن فِي الْبَوْل رسوب جميد فَإِن لم ينبعث الْبَوْل أصلا وَلم يكن الورم ودامت الْحمى فتوقع الْهَلَاك قَالَ: وَهَذَا يُصِيب الصّبيان من أَبنَاء سبع إِلَى خمس عشر لِكَثْرَة أكلهم على غير التَّرْتِيب ولكثرة اجْتِمَاع الْخَلْط الخام فيهم فينحدر إِلَى نَاحيَة المثانة فَيحدث عَنْهَا فِي بعض الْأَوْقَات حِجَارَة وَفِي بعض الْأَوْقَات إِذا كَانَت فِي المثانة عِلّة ورم حَار وَإِنَّمَا يعرض ذَلِك إِذا ألمت المثانة بِكَثْرَة مُرُور هَذِه بهَا. الرَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: أَكثر مَا تكون القرحة فِي مجْرى الْبَوْل إِذا كَانَت حَصَاة فِي

الكلى فمرت بهَا فسججت الْموضع. قَالَ: وَمن بَال الْمدَّة يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَيمكن أَن يكون خراج فِيمَا) فَوق انفجر فَسَالَ إِلَى نَاحيَة الْبَوْل فَأَما مَتى دَامَ بَوْل الْمدَّة أَيَّامًا كَثِيرَة وشهوراً فَذَلِك يدل على قرحَة فِي الكلى أَو فِي المثانة الشّعْر. قَالَ: وَأما الشّعْر الطَّوِيل الَّذِي يبال وَهُوَ أشبه شَيْء بالشعر الْأَبْيَض فَأنى رَأَيْت مِنْهُ مَا طوله نصف ذِرَاع باله رجل كَانَت قصَّته أَنه أدمن عَاما أكل الباقلى المطحون والجبن الرطب واليابس وَآخَرُونَ قَالُوا: هَذَا الشّعْر كلهم كَانَ قد تقدم لَهُم أَطْعِمَة غَلِيظَة. قَالَ: فَهَذَا الْخَلْط الغليظ مَتى عملت فِيهِ حرارة حَتَّى تجففه الكلى تولد فِيهِ مثل هَذَا الشّعْر. وعلاج هَذَا الدَّاء يشْهد على صِحَة الْقيَاس فَإِن الَّذين أَصَابَهُم هَذَا الدَّاء إِنَّمَا كَانَ برؤهم بالأدوية الملطفة الْمُقطعَة ويرطب الْغذَاء وَالتَّدْبِير المرطب. قَالَ هَاهُنَا: إِن الْأَدْوِيَة الملطفة لَا تَنْفَع القروح الَّتِي فِي هَذِه الْأَعْضَاء ويهيج وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّمَا يخلط الدرة للبول لِأَن توصل المغذية أَو يسْتَعْمل حَتَّى تنقى القرحة ثمَّ يتْرك. 3 (من بَال دَمًا) بَغْتَة فَإِن عرقاً فِي كلاه انصدع. قَالَ: لَيْسَ يُمكن أَن يكون ذَلِك من أجل المثانة وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يُمكن فِي عرق المثانة أَن ينصدع من أجل كَثْرَة دمٍ ينصب إِلَيْهَا كَمَا يعرض ذَلِك فِي الكلى وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يتصفى الدَّم فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي المثانة كَمَا يتصفى فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي الكلى وَإِنَّمَا يَجِيء من الدَّم إِلَى المثانة مَا يكفيها فَقَط وتتغذى بِهِ فَأَما الكلى فَلِأَن الدَّم يتصفى فِيهَا وَقد يَجِيء إِلَيْهَا عروق كبار وَدم كثير فضلا عَن غذائها كثيرا جدا وَمَعَ ذَلِك فَإِن الْعُرُوق الَّتِي فِي المثانة لَيست مكشوفة وَلَا غير مُعْتَمدَة مثل الْعُرُوق الَّتِي تدخل إِلَى بَاطِن الكليتين الَّتِي قد يحدث فِيهَا التقيح والتصدع من أجل كَثْرَة الأخلاط وَالْعُرُوق إِذا انصدعت استفرغ مِنْهَا دم كثير صَحِيح فَأَما إِذا انتفخ فَلَيْسَ يخرج مِنْهُ دم كثير دفْعَة وخاصة إِذا كَانَ انتفاخه عَن انتفاخ أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي يتصفى فِيهَا الدَّم يَسِيرا لكنه يرشح مِنْهُ أرقه قَلِيلا قَلِيلا فترى الْبَوْل قد خالطه شَيْء من الدَّم وَقد يكون بَوْل الدَّم من المثانة لَكِن يكون ذَلِك إِذا تآكلت حَتَّى يبلغ التآكل الْعُرُوق وَلذَلِك تتقدم عَلَامَات القرحة فِي المثانة وَهُوَ بَوْل قشور وَبَوْل مُدَّة ووجع فِي الدرادر والعانة فَأَما بَوْل الدَّم بَغْتَة خَالِصا غزيراً بِلَا سَبَب ظَاهر فَذَلِك يكون من انصداع عروق فِي الكلى لامتلائه من الدَّم وَقد يكون ذَلِك من وثبة أَو سقطة. من بَال دَمًا وقيحاً وقشوراً وَكَانَت رَائِحَة بَوْله مُنْتِنَة فَأن ذَلِك يدل على قرحَة فِي المثانة. الدَّم والقيح إِذا بيلا مشتركين فَجَمِيع آلَات الْبَوْل إِذا كَانَت فِيهَا قرحَة وَأما الرَّائِحَة الْمُنكرَة) فخاصة بقرحة المثانة وَلم يقل لم. قَالَ: وَأكْثر مِنْهَا القشور. لى ينظر لم الرَّائِحَة الرَّديئَة خَاصَّة بالمثانة. الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: تقطير الْبَوْل هُوَ أَن يَبُول الْإِنْسَان مَرَّات كَثِيرَة مرَارًا مُتَوَالِيَة قَلِيلا قَلِيلا وَذَلِكَ يكون إِمَّا من ضعف الْقُوَّة الماسكة الَّتِي فِي المثانة أَو من حِدة

الْبَوْل وحدة الْبَوْل تكون إِمَّا لمُدَّة وَدم فِي الكلى ونواحيها وَإِمَّا لِأَن مائية الدَّم تَجِيء وَهِي حارة لحدة جملَة الدَّم فِي الْجِسْم. أبقراط: إِذا حدث فِي طرف الدبر أَو فِي الرَّحِم ورم تبعه تقطير الْبَوْل قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذا تقيحت الكلى تبع ذَلِك تقطير الْبَوْل قَالَ: أما تقطير الْبَوْل الْحَادِث عِنْد طرف الدبر وَالرحم فلمشاركة السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ: مَتى حدث ورم فِي الكلى ثمَّ كَانَ ذَلِك الورم مِنْهَا فِي الْمَوَاضِع اللحمية كَانَ الوجع ثقيلاً وَذَلِكَ أَن العليل يتَوَهَّم أَن ثقلاً مُعَلّقا فِي قطنه وَمَتى كَانَت الْعلَّة إِنَّمَا هِيَ فِي الغشاء الْمُحِيط بالكلى فِي تجاويفها وَالْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب الَّتِي فِيهَا ومجاري الْبَوْل كَانَ وجعاً حاداً ناخساً. الْعِلَل الَّتِي تكون فِي الكلى والمثانة يعسر برؤها وخاصة فِي الشُّيُوخ. يعسر برؤ هَؤُلَاءِ لِأَنَّهَا لَا تسكن عَن أفعالها والفضول تمر بهَا. والأعضاء الَّتِي تحْتَاج إِلَى أَن تَبرأ تحْتَاج إِلَى هدوء وَسُكُون لَا يمر بهَا مَا يلذعها ويهيجها من الفضول الَّتِي تمر بِهَذِهِ الْأَعْضَاء يهيج قروحها أورامها وَهِي فِي المثانة أعْسر برءاً لِأَن الْعِلَل الْغَيْر عسيرة الْبُرْء عسيرة فِي الْمَشَايِخ فَكيف العسيرة الْبُرْء فِي الْمَشَايِخ وَهَذِه إِذا لَزِمَهُم إِلَى أَن يموتوا. السَّابِعَة من الْفُصُول: مَتى شهِدت من الْبَوْل شَوَاهِد تدل على عِلّة فِي الكلى ثمَّ حدث بِهِ وجع فِي عضل صلبة فَإِنَّهُ يخرج بِهِ خراج فِي نواحي كلاه فَإِن كَانَ الوجع مائلاً إِلَى خَارج فَإلَى خَارج يمِيل الْخراج وَإِن كَانَ غائراً فالخراج يمِيل إِلَى دَاخل. من بَال دَمًا غلبظاً وَكَانَ بِهِ تقطير الْبَوْل وَبِه وجع فِي نواحي الْفرج والعانة دلّ على أَن مَا يَلِي مثانته وجع لى على مارأيت فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان: قد يعرض لمن يتْرك كداً وَعَملا كَانَ معتاداَ لَهُ بَوْل غليظ يشبه الْمرة وَلَا بَأْس عَلَيْهِ مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يزَال كَذَلِك حَتَّى ينهك قوته. من كتاب الفصد: الْعِلَل الَّتِي فِي الكلى تحْتَاج مرّة إِلَى فصد فِي الْيَد وَمرَّة من الرجل من مابض الرّكْبَة وتحتاج إِذا كَانَ فِيهَا ورم حَار قريب الْعَهْد إِلَى فصد الباسليق وَأما فِي الْعلَّة الَّتِي تدعى خَاصَّة وجع الكلى فاليفصد الصَّافِن وَالَّذِي فِي مابض الرّكْبَة.) من الْمَوْت السَّرِيع قَالَ: من كَانَ بِهِ وجع الخصى وورمه وَظهر بوركه الْأَيْمن شامة لون مَاتَ فِي الْيَوْم الْخَامِس صَاحب هَذَا الوجع يُصِيبهُ شَهْوَة الْخمر من كَانَ بِهِ وجع المثانة فَظهر تَحت إبطه الْأَيْسَر ورم شبه السفرجلة واعتراه فِي السَّابِع ذَلِك مَاتَ فِي الْخَامِس عشر. السَّادِسَة من الثَّانِيَة من إبيذيميا: أَصْحَاب الْأَبدَان المرارية الَّتِي أبوالها أبدا حارة لذاعة مستعدون لحدوث القروح فِي مثاناتهم. لى يجب حفظ هَؤُلَاءِ بِمَاء الشّعير وترطيب المزاج فَإِنَّهُ جيد فِي الْحَالَتَيْنِ.

الأولى من السَّادِسَة: 3 (الوجع الَّذِي يكون فِي الكلى) من كَثْرَة الأخلاط الَّتِي تَجْتَمِع فِي الْعُرُوق إِذا غاصت فِي الكلى فَإِنَّهُ لَا ينْحل إِلَّا بالفصد على الْمَكَان لكثافة جرم الكلى وَلِأَن قُوَّة الأضمدة الَّتِي تُوضَع على الكلى لاتصل بِسُرْعَة إِلَيْهَا لِأَن بَينه وَبَينهَا أجراماً كَثِيرَة وَقد يحله الْقَيْء وَيُشبه وجع القولنج. قَالَ: وَرُبمَا اتَّسع رَأس المجرى الَّذِي يحمل مائية الدَّم إِلَى الكلى وَيكون الدَّم رَقِيقا لَا غلظ لَهُ وَلَا لزوجة فَيكون الْبَوْل حينئذٍ دموياً. لى اجْعَل لهَذِهِ عَلامَة وعلاجاً. الْخَامِسَة من السَّادِسَة: الْجِمَاع يضر بالكلى. السَّادِسَة من السَّابِعَة قَالَ: لم أر أحدا جَاوز الْخمسين برأَ من علل الكلى برءاً تَاما. الْيَهُودِيّ: لَا يُوجد شَيْء لتشحيم الكلى وتسمينها وإسخانها أفضل من دهن الْجَوْز يُؤْكَل ويحتقن بِهِ. قَالَ: وَمن قلَّة شَحم الكلى يهيج الصداع وَضعف الْبَصَر والبخارات الرَّديئَة الَّتِي تورث فِي الرَّأْس شبه الأخلاط والدبيلة فِي الكلى. قَالَ: اسْقِ صَاحبهَا دهن اللوزين وموما ينَام عَلَيْهِ ويستحم حَتَّى ينضج فَإِذا انفجرت هَاجَتْ الحكة فِي المثانة بحدة الْمدَّة وَجَاء نافض فبالأدوية المدرة للبول لتنقى عَاجلا والألم تَبرأ. اسْتدلَّ على الْمدَّة والصديد من أَيْن يَجِيء فِي هَذِه الْأَمَاكِن مِمَّا يسْتَدلّ عَلَيْهِ فِي قُرُوح الأمعاء من الِاخْتِلَاط وَمن سرعَة الْخُرُوج بعد الوجع وَنَحْو ذَلِك فَإِن أفرط فِي حَال فِي المثانة فاطلها بأقراص الْكَوْكَب. لى ينفع من سوء مزاج المثانة الْحَار: بزر الخبازى إِذا سقى والبزر قطونا والأضمدة المبردة وَمن الْبَارِد الأفاوية يسقى ويضمد بهَا ويمرخ بالأدهان الحارة وللدبيلة يمْنَع تكونها فِي حدثانها بالفصد وَغَيره فَإِذا بادرت إِلَى الْجمع أَعنِي على ذَلِك بالتخبيص ثمَّ يسقى مَا) يدر الْبَوْل كي ينقى الْقَيْح وينفع من استرخاء المثانة شرب الأفاوية القابضة ويضمد بهَا. أهرن: إِذا خرج فِي آلَات الْبَوْل خراج وجد العليل ثقلاً مُعَلّقا فِي ذَلِك الْجَانِب فَإِن أردْت أَن تعلم فِي أَي جَانب يجد الثّقل فنومه على يَمِينه مرّة وعَلى يسَاره أُخْرَى وسله فِي أَي جَانب يجد الثّقل فَفِي ذَلِك الْجَانِب هُوَ. لى وعلاجه بالتكميد والتخبيص فَإِذا انفجرت الْمدَّة فِي الْبَوْل وَالدَّم وَصَارَ فِيهِ حرقة شَدِيدَة. لى وَقد يحس بخراج فِي الكلى وعلامته وجع الْقطن والتهاب وعطش وَكَثْرَة الْبَوْل يسقى الربوب الْبَارِدَة وتبرد الْموضع مَا أمكن ويسقى بزر الْخِيَار ليسيل الصديد وَلَا يسخن حَتَّى يضمد بالقوية ويفصد فَإِذا غلبت هَذِه وَلم ينفع فَعَلَيْك حينئذٍ بالإنضاج فاسقه المَاء الفاتر وَالشرَاب الْأَبْيَض وانطله وكمده وخبصه حَتَّى إِذا نضج وعلامته سُكُون الوجع فأعطه مَا يفجر كَالدَّارِ صيني والحرف والبزور المدرة للبول حَتَّى إِذا انفجر فَعَلَيْك بِمَا ينقي الْمدَّة سَرِيعا وتغسل القرحة بالبزور وَمَاء الْعَسَل فَإِن كَانَت حمى فحب القثاء مَعَ شراب البنفسج فَإِذا تنقت الْمدَّة فَعَلَيْك سَرِيعا بِمَا يلحمها وَإِيَّاك أَن

تتوانا فَإِنَّهُ يعسر وَإِيَّاك أَن تبطئ فِي تنقية الكلى من الْقَيْح سَرِيعا لِأَنَّهُ يخَاف عَلَيْهَا التأكل فَإِذا خرج الدَّم من الكلى بِلَا قيح وَلم يكن مَعَه وجع وَلَا حرارة شَدِيدَة وَلَا حمى فَإِنَّهُ من انتفاخ الْعُرُوق وانشقاقها وَمَا كَانَ من خراج فَإِنَّهُ يخرج مَعَ الْمدَّة. وَقد يخرج من الكلى مَاء رَفِيق كغسالة اللَّحْم الطري وَذَلِكَ يكون لضعف الكلى. لي هَذَا يكون إِذا لم تميز الكلى من مائية الدَّم الْبَوْل الَّذِي فِيهِ لَكِن أدته إِلَى المثانة كَمَا هُوَ وَذَلِكَ يكون لضعف قوتها الطابخة والهاضمة. قَالَ: عالج من سوء المزاج الْحَار فِي الكلى بالحقن وبالأدهان الحارة واللينة والكماد والضماد والأطعمة المسكنة من ذَلِك أَن يُؤْخَذ سمن الْبَقر وَمن دهن الْجَوْز ودهن اللوز وَمر وَمَاء الحلبة والشبث ويحقن بِهِ فَإِن هَذِه نافعة لبرد الكلى ويبسها وتزيد فِي المَاء وعالج للحار بألبان الأتن وَمَاء الْجُبْن والحقن الَّتِي من الألعبة والمياه والأدهان الْبَارِدَة وَمَا كَانَ من وجع الكلى لريح غَلِيظَة. لى علامته أَلا يكون مَعَه عَلَامَات الْحَصَى وَلَا يكون عَلَامَات القولنج وَيكون وجع نحف مَتى جاد الهضم وتعب فاحقن فِي هَذِه الْعلَّة بطبيخ البزور اللطيفة. قَالَ: وعالج دبيلة الكلى بِمَا ينضح وبالبزور اللينة قبل النضج فَإِذا نضج فِيمَا يفجر الْخراج كدهن اللوز بطبيخ الحلبة أَو طبيخ التِّين وَإِن كَانَ شَدِيد الْحَرَارَة والالتهاب فاسقه لعاب البزر قطونا وضمده بِهِ دَائِما وَالَّذِي يخبص بِهِ ليفتح الكرنب والخطمى والتين والحلبة يَجْعَل يوضع عَلَيْهِ. وَإِذا كَانَ فِي الكلى ورم حَار فاسقه الْخِيَار شنبر) وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب واسقه البزور اللينة وَإِذا انخرق الْخراج وسال قيحه فَإِنَّهُ ينفع من أَن يسقى اللَّبن المقطر ويحقن بِاللَّبنِ وَمَا كَانَ من دم يسيل من الكلى فعالج بالقوابض والمغريات وَجَمِيع أَقْرَاص البزور نَافِع من أورام الكلى وَإِن كَانَت حرارة شَدِيدَة فَاجْعَلْ مَعهَا أفيوناً وينفع خَاصَّة إِذا اشتدت حرقة الْبَوْل أَن يَجْعَل فِيهَا المخدرات. لى مِثَال: بزر قرع بزر خِيَار وبزر رجلة بزر بطيخ لوز حُلْو بزر بنج أَبيض خشخاش يَجْعَل أقراصاً بلعاب البزر قطونا ويسقى فِي هَذِه الْحَال اللَّبن لِأَنَّهُ يجلو وَيغسل ويعدل المزاج فَإِذا سكنت الحرقة ترك اللَّبن. وَأما أَقْرَاص الكاكنج فَإِنَّهُ يُزَاد فِي البزور الكاكنج ولوز مر وبزر كرفس وبزر الشهدانج وبزر الْكَتَّان لتَكون القرصة أسخن قَلِيلا وَأعْرض وَهَذِه البزور كلهَا تسقى للورم وَالْخَرَاج والقروح فِي الكلى وَيجْعَل مَعَ هَذِه رب السوس وَحب الصنوبر وقشور اليبروج وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك برودة دخل مَعهَا الزوفرا والأنيسون واللوز المر والقسط وَنَحْوهَا وعالج الدَّم الَّذِي مثل مَاء اللَّحْم بالفصد وضمده بالأضمدة الَّتِي تقوى مَا وصفت للكبد وامنعه الْجِمَاع والتعب وَاجعَل أطعمته سريعة الهضم. قَالَ: اسْتدلَّ على القرحة فِي الكلى هِيَ أم فَوق أم أَسْفَل كَمَا يسْتَدلّ فِي قُرُوح الأمعاء أَعنِي مَوضِع الوجع وَشدَّة اخْتِلَاط الْمدَّة بالبول والأشياء الَّتِي تكون فِي الْبَوْل فَمَا خرج من الْمدَّة بعد أَن يتوجع العليل سَاعَة جَيِّدَة فَإِن ذَلِك

من فَوق ومكانه أبعد على حسب طول الْوَقْت وبالضد وَإِن كَانَ فِيهِ قشور فَإِنَّهُ من المثانة وَإِن كَانَ فِيهِ قطع لحم فَإِنَّهُ من الكلى وَإِن كَانَت فِيهِ الْمدَّة شَدِيدَة الِاخْتِلَاط بالبول فَمن فَوق وبالضد فَإِذا كَانَ فِي الاحليل ثمَّ يخْتَلط الْبَتَّةَ لَكِن تخرج الْمدَّة قبل الْبَوْل خَالِصَة. قَالَ: وعالج سوء المزاج فِي المثانة وَسَائِر أمراضها مثل مَا عَالَجت الكلى فعالج الْبرد فِيهَا بالرازقى ودهن الناردين وَنَحْوه تزرقه فِيهَا وتمرخه بهَا وبالكماد والآبزن والحقن الحارة اللينة أَعنِي الَّتِي عَالَجت بهَا الكلى كطبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان والأدهان الحارة واسق الحارة مِنْهَا بزر قطونا وَحب القثاء وَالْخيَار والطباشير وعالج الورم الَّذِي فِيهَا بالخيارشنبر وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب سقيا وتضميداً من خَارج الْمرة بعد الْمرة وَمرَّة ببزر الْكَتَّان والخطمى وَنَحْوه بِقدر الْحَاجة وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي حَال فِي الكلى والمثانة من ورم أَو قرحَة أَو غير ذَلِك فَعَلَيْك بِمَا يسكن الوجع وبالفلونيا وأقراص الْكَوْكَب يسقى ويطلى على المثانة نَحْو علاجك فِي قُرُوح الكلى وبتلك الْأَدْوِيَة بِعَينهَا وازرق فِيهَا اللَّبن دَائِما ودهن الْورْد والشياف الْأَبْيَض واسق اللَّبن وأقراص الكاكنج. وَاعْلَم أَنه يتبع الورم الْحَار فِي المثانة حمى حادة وسهر وعطش وهذيان وقيء الْمرة وَحصر الْبَوْل فابدأ) بالفصد فِي أول غَلَبَة الباسليق فَأَما فِي آخرهَا فَفِي الصَّافِن وَسكن وَجَعه وبرده مَا أمكن وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فَعَلَيْك بتسكينه فِي الآبزن وَمَا يرخى بالدهن وَمَا يحلل الورم فَهُوَ الشبث والبابونج وبزر الْكَتَّان والخطمى والحلبة والكرنب تقعده فِي طبيخها وتنطل عَلَيْهِ وتضمده. لى الورم الْحَار فِي المثانة يحْتَاج إِلَى الإرخاء مُنْذُ أول الْأَمر خلاف سَائِر الْأَعْضَاء لِأَنَّهُ عصبي وَلَا يحْتَاج إِلَى القوابض والمغريات. قَالَ: وَمَتى خرج دم غليظ من المثانة فاحقنها بالقرصة الَّتِي يَقع فِيهَا القرطاس المحرق وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ النتن أقل كَفاهُ مَاء الْجُبْن وَمَاء الْعَسَل فِي جلائها وتنقيتها. لى جملَة الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل فِي حرقة الْبَوْل: بزر بطيخ بزر خِيَار وبزر قثاء بزر قرع لوز مر وحلو ونشا وبزر كتَّان وخشخاش بزر بنج كثيراء رب السوس فانيز بزر الكرفس حب الصنوبر كاكنج ويسقى من بَوْل الدَّم أَقْرَاص الكهرباء. وَيجْعَل مَعهَا بعض البزور. من كتاب هندي: الزحير يخرج من بلغم وخام قَلِيل وَلَا برَاز الْبَتَّةَ. قَالَ: وَحبس الْغَائِط وَالرِّيح يُورث مَشى الدَّم. لى يخص الزحير أَنه لَا يكون فِيهِ فَقل الْبَتَّةَ. 3 (من اختصارات الْكِنْدِيّ لتسمين الكلى) قد ذكرته فِي بَاب سَلس الْبَوْل والفالج فِي المثانة فِي بَاب الفالج. مَجْهُول قَالَ: اجْعَل قُرُوح الذّكر والمثانة بِمَاء البرسيان دَارا وبماء عِنَب الثَّعْلَب وبدهن الْورْد وألبان النِّسَاء مَعَ شَيْء من زعفران وأدف مرهم اسفيذاج بدهن ورد واحقنه بِهِ واحقنه بالشياف الْأَبْيَض يداف اللَّبن وَمن بَوْل الدَّم من المثانة يحقن بالطين الْمَخْتُوم مَعَ عصارة لِسَان الْحمل وأقاقيا وَقد تحقن قُرُوح المثانة بالأزروت وَاللَّبن والنشا والاسفيذاج وَإِذا كَانَ فِي المثانة ورم حَار فان مَعَه حمى وسهراً وقيئاً وعسر الْبَوْل واختلاط

الْعقل فافصد من ساعتك فِي الباسليق وكمد المثانة بدهن الشبث وأصول الخطمى واحقنه بحقنة لينَة تهَيَّأ من الخشخاش وَالشعِير وشحم البط. قَالَ: وَأَنا أعالج بِأَن آخذ فِي هَذِه الْحَالة ربع دِرْهَم من الأفيون وأديفه بدهن بنفسج ثمَّ أخلط بِهِ قَلِيل زعفران وأشربه خرقَة وأحمله فِي الدبر فَإِنَّهُ يجد لذَلِك رَاحَة ويسكن الوجع وينام مَكَانَهُ وَكنت أكمد مَعَ ذَلِك وأحقن وأجلس فِي الآبزن. لى قد يُمكن أَن تتَّخذ شيافاً أَبيض يَقع فِيهِ أفيون فيحقن بِهِ فَإِنَّهُ جيد لَكِن لَا تسْتَعْمل حقن المثانة عِنْد الورم وَلَا التوبل لِأَن ذَلِك كُله يهيج الوجع بمدخل الْآلَة لَكِن إِذا طليت عَلَيْهِ الأفيون خَارِجا اشْتَدَّ الوجع جدا. قَالَ: وَمِمَّا يعظم نَفعه لبرد الكلى والمثانة: شرب الدَّوَاء الكموني ويمرخ الْعُضْو بدهن الميعة. قَالَ: وللحرارة والبثر يخرج فِي دَاخل) الْقَضِيب والمثانة وتداف بِمَاء الكافور بِمَاء ورد ويحقن بِهِ فِي الإحليل. بولس قَالَ: وَيعرف الورم الْحَار فِي الكلى والمثانة بالالتهاب فِي الْموضع وَثقل وتمدد ووجع وَحمى وهذيان وسهر وعسر بَوْل فافصدهم وانطلهم بِمَا يرخى كطبيخ الشبث والحلبة وأصول الخطمى ويحقن بالزيت والأفيون وشحم البط واسقهم المَاء الْحَار وَالْعَسَل قبل سَائِر العلاج واسقهم مِمَّا يدر الْبَوْل وَمن كَثْرَة الشّرْب إِلَّا أَن تكون الرُّطُوبَة المرية قد ضمرت فيهم فاسقهم حِينَئِذٍ المَاء وَحده مَعَ شَيْء يدر الْبَوْل باعتدال كَبِير والبطيخ وبزر الكرفس وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فِي الْموضع فضع عَلَيْهِ مَاء ورد وسذابا ودهن بابونج وخل أَو عصارة الرجلة مَضْرُوبَة وَلَا يَأْكُلُوا شَيْئا حاراً لِأَنَّهُ يهيج الوجع ثمَّ يؤول الْأَمر إِلَى جمع الْمدَّة. وَلَا الْبَارِد جدا لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى ورم جاس. وَلَا يدخلُوا الْحمام عِنْد الالتهاب ودبرهم تَدْبِير أَصْحَاب الْحمى. قَالَ: الاقشعريرات الْمُخْتَلفَة المختلطة تدل على خراج فِي الكلى والمثانة وَيفرق بَينهمَا بِموضع الوجع وَإِذا اسْتلْقى العليل على الْجَانِب الصَّحِيح يجد وجعاً فِي الْجَانِب الَّذِي بحذائه وثقلاً مُعَلّقا وَيجب فِي هَؤُلَاءِ اسْتِعْمَال الآبزن والأضمدة المرخية والمنضجة كالتين وزبل الْحمام أَو دَقِيق الكرسنة مَعَ الْعَسَل. لى يجب أَن يسْتَعْمل هَذَا بعد الْيَأْس من يمكنك أَن تدفع التقييح فَأَما فِي أول الْأَمر فافصد وامنع من التقيح وَلَا يجب أَن يكون التَّدْبِير كثيرا فيورث ورما جاسياً بل زن الْأَمر فَإِن كَانَ بالورم من الحدة والحرارة والعظم مَالا يُمكن أَن ينْدَفع بِلَا تقيح فأعن على التقيح وبادر إِلَيْهِ وبالضد فَإِن سَالَتْ الْمدَّة فقد انفجر الْخراج وَقد تكون قُرُوح فِي هَذِه الْمَوَاضِع من انْشِقَاق الْعُرُوق وَمن ممر حَصَاة وَغير ذَلِك. قَالَ: الْخراج الَّذِي فِي الكلى الوجع فِيهِ فِي الظّهْر مَعَ ثقل والمدة مختلطة بالبول وفيهَا أَجزَاء لحمية صغَار وَالَّذِي فِي المثانة الوجع فِي الْعَانَة وأسفل الْبَطن وَمَعَهُ عسر الْبَوْل وَترى شبه الْمدَّة بعد أَن يبولوا فِي أَسْفَل القارورة وَفِيه قشور صفائحية رَدِيئَة الرّيح وَإِذا كَانَ فِي مجاري الْبَوْل كَانَ اخْتِلَاط الْمدَّة بالبول متوسطاً وَكَانَ الوجع فِي الْمَوَاضِع الَّتِي فِيمَا بَين الكلى والمثانة وَخرج بالبول أَشْيَاء شبه الشّعْر وَإِذا

كَانَ الدَّم والمدة يخرجَانِ بِلَا بَوْل فالخراج فِي الْقَضِيب وَإِن أردْت أَن تنضج الْخراج فِي هَذِه الْمَوَاضِع أَو تفجره فبماء حَار وَعسل وطبيخ الحلبة وَمَاء الْعَسَل وبزر القثاء مَعَ ميبختج وَشرب اللَّبن نَافِع لهَؤُلَاء وَلمن يَبُول الْمدَّة وينفع الَّذين يَبُولُونَ الْمدَّة البزور الملينة والكثيراء والنشا مَعَ مَا يدر الْبَوْل فَإِن هَذِه تنقي القروح وَمثل هَذَا بزر بطيخ وَخيَار وَحب الصنوبر ونشا وكثيراء وبزر الكرفس بِالسَّوِيَّةِ يسقى والخشخاش) الْأَبْيَض جيد وخاصة إِذا اشْتَدَّ عسر الْبَوْل فليسق مِنْهُ دِرْهَم وَنصف بطيخ السنبل والاذخر وأصل السوس. قَالَ: وضمد الْعَانَة وأسفل الْبَطن بشمع ودهن ورد بشحم الإوز وَلبن الرهبان. لى هَذَا إِذا أردْت أَن تفتح وتنقى. قَالَ: وَإِن حدث فِيهِ تَأْكُل فاحقن بالحقن الْمُتَّخذ بالقرطاس المحرق ويضمد خَارِجا بِالتَّمْرِ وَالزَّبِيب والأقاقيا والعفص والطراثيث والشبث فَإِن كَانَ انبعاث دم فاحقن بِمَا يمسك الدَّم قَالَ: وَكَثِيرًا مَا يضعف الكلى فتتسع مجاريها ويفلت مِنْهَا شَيْء من الدَّم الَّذِي فِيهَا ويحقن لَهُ بِشَيْء فَإِنَّهُ رُبمَا انْقَطع سَرِيعا فَإِن دَامَ فافصد وَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة القاطعة للدم وضمد والمثانة بدقيق الشّعير والخل وَالتَّمْر والأقاقيا والطراثيث يطْبخ مَعَ خمر عفصة أَو بخل وَمَاء وَمَتى كَانَ نزف الدَّم من المثانة فعلق المحاجم على الخواصر والأوراك والعانة واعرف الْموضع الَّذِي يَجِيء مِنْهُ الدَّم بالعلامات الَّتِي بهَا يعرف مَجِيء الدَّم من مَوضِع الوجع واختلاط الدَّم بالبول وَمَتى احْتبسَ الْبَوْل بعقب الدَّم فَاعْلَم أَن الدَّم قد جمد فِي المثانة فَاسْتعْمل مَا يحلل الدَّم وَأما الأورام الغليظة والجساء فِي الكلى فَإِنَّهُ لَا وجع مَعهَا بل يظنّ أَنه شَيْء يتَعَلَّق من نَاحيَة الخواصر ويعرض لَهُم خدر فِي الْأَوْرَاك واضطراب فِي السُّوق ويبولون بولاً قَلِيلا وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن حَالهم شَبيهَة بِحَال من بِهِ ابْتِدَاء استسقاء وامرخ هَؤُلَاءِ بالشمع والدهن وبالأشياء الملينة والتمريخ وأنواع الكماد ويعطون أَشْيَاء تدر الْبَوْل وتلين الْبَطن بالحقن. بلاذريوس فِي الْفَصْل الَّذِي أَوله قُرُوح المثانة والكلى عسرة الْبُرْء قَالَ: القرحة لَا تكون من الكلى فِي لَحمهَا بل فِي صفائحها. بولش: إِذا كَانَت بثرة وقرحة فِي الْقَضِيب والمثانة بِخُرُوج مُدَّة فاحقن أَولا بِمَاء الْعَسَل ثمَّ اللَّبن ثمَّ بالشياف الْأَبْيَض وَمَتى كَانَت حرقة شَدِيدَة مَعَه فاسحق عِنَب الثَّعْلَب فِي صلابة رصاص أَو أسرب واحقنه بِهِ. الاسكندر قَالَ: إِذا كَانَ ورم فِي الكلى فافصد الباسليق إِذا كَانَ الْجِسْم ممتلئاً وَإِلَّا فاسهل الْبَطن. لى ينظر فِيهِ واجتنب الْأَشْيَاء الحارة واللذاعة فَإِنَّهَا تزيد فِي الوجع فيزيد الورم وَعَلَيْك بالأشياء اللطيفة كَمَاء الشّعير والسمك الصغار وَلَا تعطه مَا يكثر الْبَوْل لِأَنَّهُ يزِيد فِي الوجع فيزيد فِي الورم وَعَلَيْك بميل الأخلاط نَحْو الكلى. وَإِن كَانَ الورم عَظِيما

أورث كَثْرَة ميل الْبَوْل إِلَيْهِ وجعاً شَدِيدا وتشنجاً فِي الأول مَا يمْنَع فَإِذا بلغ النِّهَايَة فِيمَا يسكن الوجع كالبابونج وإكليل الْملك وبزر الْكَتَّان يتَّخذ مِنْهُ أضمدة وَاتَّقِ شدَّة الْحَرَارَة والبرودة بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة لِأَن شدَّة) الْحَرَارَة تميل الورم إِلَى التقيح فَيصير دبيلة والبرودة تَجْعَلهُ ورماً جاسياً بتوسط وَإِيَّاك وَالْمَاء الفاتر وَالْحمام إِلَّا بعد النضج والإنتهاء فحمه فِي حمات سخنة باعتدال فَإِن جَاءَت حميات ونافض مختلط ونخس شَدِيد فالورم يجمع فَإِذا جمع وَفرغ سكنت الحميات وخف الوجع فَإِذا انفجر هاج نافض بَغْتَة وَيعلم أَنه قد جمع وَفرغ سُكُون النافض والحمى وَمن أَن العليل إِذا نَام على الْجَانِب الصَّحِيح أحس بثقل فِي الْجَانِب الآخر. قَالَ: الْمدَّة الَّتِي فِي المثانة بَيْضَاء تطفها فَوق المَاء وَالَّتِي من الكلى فِيهَا حمرَة وَهِي مختلطة أَو راسبة فَإِذا صَارَت مُدَّة وانفجرت فأعط مَاء الْعَسَل وَمَاء الشّعير وكزبرة الْبِئْر وبزر القثاء وَلبن الأتن عَجِيب أَيْضا فِي إِخْرَاج الْمَادَّة ووجع الكلى والمثانة والكاكنج وَالزَّبِيب واللوز والصنوبر والميبختج وَالشرَاب الحلو والأبيض النيمرشت إِلَى الرقة نَافِع جدا ويسكن وجع القروح فِي المثانة والكلى سَرِيعا وَتَأمل الْمدَّة فَإِن كَانَت رقيقَة لذاعة سهلة الْخُرُوج فَعَلَيْك بِهَذِهِ الَّتِي تبرد وتطفىء قَلِيلا قَلِيلا مِمَّا وصفت. فَإِذا كَانَت غَلِيظَة فإياك أَن تُعْطِي شَيْئا مغلظاً بَارِدًا. وَإِذا لم يكن مَعهَا لذع وَلَا حِدة فاعط الترمس والحلبة والبزور الحارة وخاصة إِن كَانَت غَلِيظَة وَاتَّقِ كل طَعَام غليظ. قَالَ: وَإِذا رَأَيْت فِي الْبَوْل النخالة وَلم يكن ذَلِك من الْعُرُوق فَاعْلَم أَن فِي المثانة حرقة فأعطه لبن الأتن أَو لبن الماعز والاطرية وَاللَّبن وَالْبيض الرَّقِيق ولب القثاء وصنوبر وَلبن الخشخاش والنشا وَرب السوس. شَمْعُون: إِذا لم يغن مَا يشرب وَكَانَ فِي المثانة حرقة شَدِيدَة فاحقنه بالزراقة بِاللَّبنِ الحليب والشياف الْأَبْيَض أَو لعاب البزر قطونا وَحب السفرجل. لى حَيْثُ الحرقة اللعابات وَحَيْثُ ادمال الْجرْح الاسفيذاج والكحل وَنَحْوه. قَالَ: وينفع من شدَّة احتراق المثانة أَن يزرق فِيهَا دهن الْحل فاتراً فيسكن الوجع على الْمَكَان. قَالَ: وأنفع الْأَشْيَاء للكلى أَن تفرغه أَو تنفض الفضول مِنْهَا دَائِما لِأَن جلّ أوجاعها إِنَّمَا يكون فِي ارتباك الأخلاط وقشورتها فَلذَلِك يحْتَاج كل حِين إِلَى الْأَدْوِيَة المفتحة الدسمة لتغيرها ويغذوها الْغذَاء الدسم بدسمه مثل الحقن الزَّائِدَة فِي الباه قَالَ: ومجرى الْبَوْل لَا يكَاد يعرض فِيهِ شَيْء لِأَن الْبَوْل يمر بهما فِي كل حِين فَلَا يكَاد فيهمَا سدد وَلَا ارتباك خلط غليظ فَإِن كَانَ فعلاجه علاج الكلى وأبلغ الْأَشْيَاء فِي تسكين الوجع فِي الورم فِي المثانة الآبزن الَّذِي قد طبخ فِيهِ الملينات المحللات وكمد المثانة بالسلجم المسلوق أَو بالكرنب وبالخطمى والنخالة واطبخ فِي الآبزن حسكا وحلبة وكرنباً وخطمياً وكمدة بالرطبة مسلوقة. قَالَ: والقروح العتيقة فِي المثانة الَّتِي قد أعيا أمرهَا اسْقِهِ لبن الأتن وَاحِدًا وَعشْرين يَوْمًا ونق بدنه) قبل ذَلِك بالإسهال. كناش الاختيارات: إِذا كَانَ مَعَ قُرُوح الكلى والمثانة لذع شَدِيد فأعط البزور اللينة

والكثيراء والنشا درهما درهما بشراب بنفسج وأطعمه مرق فروج سمين والبقول اللينة وامرخ مَوضِع العجان والعانة بشحم البط والميعة السايلة واسقه اللَّبن وَقد يعرض فِي الكلى ورم جاس فيوهم أَنه حَصَاة وَيَنْقَطِع مَعَه الْبَوْل. قَالَ: وَقد يحدث مِنْهُ كثيرا فتق فِي الحالبين. لى وَلم يُعْط عَلامَة والعلامة أَن تكون فِي الْبَوْل مَعَ ذَلِك دلايل الْحَصَاة. قَالَ: يعالج هَؤُلَاءِ بالمراهم اللينة والأدهان والكماد وإدرار الْبَوْل والحقن المسهلة. وعالج عسر الْبَوْل الَّذِي من القروح فِي الكلى والمثانة بالبزور اللينة الْبَارِدَة وَلبن الأتن وَلبن الْمعز والحقن الملينة المسهلة المعمولة بالبنفسج أوريباسيوس: يَقُول: أَنا أسْتَعْمل المحمرة للجسم فِي وجع الكلى المزمن. وَقَالَ: قَالَ: قد تَنْشَق مجاري الْبَوْل وتضعف الكلى حَتَّى يخرج فِي الْبَوْل دم وأخلاط غَلِيظَة وَتَنْفَع أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة الأغذية القابضة وَالشرَاب الْأسود والامتناع من الْجِمَاع وَشرب الْأَدْوِيَة النافعة من انفجار الدَّم وضع المبردة القابضة على الظّهْر. قَالَ: وَكثير مِمَّن يَبُول الدَّم بأدوار من الْأَيَّام مَعْلُومَة ويعرض لَهُ قبل ذَلِك ثقل ووجع شَدِيد فَإِن بَال الدَّم خف ذَلِك فليفصد هَؤُلَاءِ من الرتق قبل وَقت الدّور وَيُدبر تدبيراً لَا يجمع امتلاء. لى يعْطى هَذَا. قَالَ: وَيتبع الورم الْحَار خطر شَدِيد واختلاط وَحمى حادة وسهر وقيء مرار صرف واحتباس الْبَوْل فبادر إِلَى فصد من يتهيأ فصده وَلَا تبطىء بذلك واحقنهم بحقن لينَة وَحَملهمْ فرزجاً لينًا مخدراً وأجلسهم فِي الآبزن. قَالَ: وَأما أَنا فَإِنِّي كنت أجلسهم أفيوناً وزعفراناً فَكَانَ يسكن الوجع عَنْهُم وينامون. تياذوق قَالَ: إِذا كَانَت القرحة فِي الْقَضِيب فَإِن صَاحبهَا يظنّ أَنه يحْتَاج إِلَى أَن يَبُول أبدا ويحس الْموضع فيدلكه أجمع بِاللَّبنِ والأغذية اللينة والحقن اللينة. يُوسُف التلميذ حقنة من تَذكرته وَهِي نافعة من قرحَة المثانة والقضيب رغوة البزور بزر خطمى وبزر سفرجل وبزر قطونا وإسفيذاج وصمغ عَرَبِيّ وَبَيَاض الْبيض وَلبن النِّسَاء يزرق فِيهِ. طين أرميني وطين رومي وَدم الْأَخَوَيْنِ وقاقيا وكباربا وكندر وبزر الْبِطِّيخ وصمغ ونشا وَورد ويدام عَلَيْهِ وأجود مَا يشرب بِهِ بِمَاء لِسَان الْحمل. 3 (من التَّذْكِرَة للريح الغليظة فِي المثانة) نانخة وَجوز السرو ويسقى بِمَاء حَار. آخر: ينفع القروح فِي المثانة طين أرميني وكهرباء وَيسْتَعْمل. من التَّذْكِرَة قَالَ: إِذا كَانَ ورم فِي الكلى بنخس فَإِنَّهُ حَار فافصد الباسليق واسق مَاء الشّعير ودهن اللوز الحلو وَإِذا كَانَ بِلَا نخس فَإِنَّهُ بَارِد فَلَا تفصد لَكِن اسْقِ مَا يلين ويحلل

مسائل الحنين في البول

واحقنه بِهِ مثل الفانيز والبزور وَمَتى كَانَت حرقة الْبَوْل شَدِيدَة فاعط بَنَادِق البزور بشراب الخشخاش وَمَتى كَانَ فِي الْبَوْل دم فَاسق الألبان والألعبة والطين الأرميني. الْكَمَال والتمام قَالَ: إِذا اشتدت الحرقة فِي الْبَوْل من ألم القروح فَعَلَيْك بالألبان والألعبة يديمها. المنجع حساء لمن كَانَ فِي كلاه ومثانته حرقة. نشا الْحِنْطَة ودقيق الباقلى وطبيخ التِّين وبزر الْبِطِّيخ المقشر المدقوق وسكر يتَّخذ حساء بدهن اللوز وَاحْذَرْ الحامض والمالح والحريف والقابض. ابْن ماسويه قَالَ: الَّتِي تضر بالكلى والمثانة فَهِيَ الحمص والكراث الشَّامي والأنجدان والفراسيون. قَالَ: وينفع من القروح فِي المثانة رب السوس كثيراء صمغ اللوز الحلو بزر الخطمى بزر الْخِيَار نشا خيارشنبر مَتى كَانَ مَعَ ذَلِك برودة. ميسوسن قَالَ: قد تجرب المثانة وَرُبمَا جربت حَتَّى ينثقب كلهَا وَهُوَ عرض رَدِيء وَرُبمَا جرب بَعْضهَا وَيكون ذَلِك من رطوبات رَدِيئَة وَمن قلَّة الْغذَاء وعلاج ذَلِك أَن تحقن المثانة بِاللَّبنِ وضمد المراق والصلب بأضمدة قابضة لتمنع الأمشاج الرَّديئَة أَن تنزل إِلَيْهَا. وعلامة الجرب فِي المثانة أَن تسيل مِنْهَا رطوبات تضرب إِلَى الْبيَاض أَو دم وَرُبمَا سَالَ مِنْهَا كالقشور. كَانَ بِرَجُل حرقة فِي الْبَوْل شَدِيدَة وَلم تنجع البزور وألزمه اللَّبن والكثيراء وَالسكر فبرأ. 3 - (مسَائِل الحنين فِي الْبَوْل) الَّتِي انتزعها من كتاب أبقراط وَقَالَ: يفرق بَين الْمدَّة الْخَارِجَة من الكلى والمثانة وَبَين الَّتِي من فَوق أَعنِي الكبد وَالطحَال وغبره من الدبيلات وَالَّتِي تَجِيء من الكلى والمثانة تدوم مِنْهَا مُدَّة طَوِيلَة وَالَّتِي تَجِيء من فَوق إِنَّمَا تَجِيء يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ لى رَأَيْت خلقا بالو دَمًا كثيرا نقياً فتفقدهم فَكَانَ ذَلِك عَن الكلى وَلَا يكَاد يكون عَن المثانة بَوْل دم. سرابيون فِي الصلابة الْحَادِثَة فِي الكلى قَالَ: إِن حدث فِي الكلى ورم صلب متحجر لم يحدث مَعهَا وجع بل يحس العليل كَانَ شَيْئا ثقيلاً مُعَلّقا من كليتيه وَإِن كَانَ فِي الْيُمْنَى فَمن جَانبهَا وَإِن كَانَ من الْيُسْرَى فَمن جَانبهَا وَيكون هَذَا الثّقل فِي الْقطن ويتبعه ضعف فِي السَّاق وخدر فِي الورك وَيكون الْبَوْل مائلاً قَلِيلا جدا لِأَنَّهُ يتصفى كالمصفى وَيحدث لذَلِك ترهل فِي الْجِسْم وَفَسَاد مزاج يجب أَن يعالج هَؤُلَاءِ بالأدوية الَّتِي من شَأْنهَا تليين الصلابة وتفشي الورم وَنَحْو الأدهان والأضمدة الَّتِي ذَكرنَاهَا والتكميد والتمريخ والحقن اللينة واسقهم الْأَدْوِيَة الساكنة وَهِي الَّتِي تدر الْبَوْل ادراراً سهلاً فَإِن بِهَذَا التَّدْبِير يتخلصون من الاسْتِسْقَاء. قَالَ: وَهَذَا مرض آخر من أمراض الكلى وَهُوَ أَن تتسع المجاري الَّتِي يتصفى فِيهَا الْبَوْل أَنه يَجِيء إِلَى الكلى وَفِيه دموية فَيكون فِي المَاء دموية ورطوبات أخر غَلِيظَة فتميز أَن يتْركهُ يسْتَقرّ مُدَّة وَيكون فَوق المَاء شبه بزبد المَاء وَلَا يكون مَعَه وجع إِلَّا شَيْء يسير فَإِن

كَانَ الهضم فِي الْجِسْم كُله ضَعِيفا لم يرسب فِي المَاء شَيْء لكنه يكون مائياً. قَالَ: وَقد يكون مثل هَذَا المَاء الدموي عِنْد البحران فَالْفرق بَينهمَا أَن الْجِسْم يجِف على هَذَا وَهُوَ ينهك ويهزل من الأول قَالَ: وَهَؤُلَاء ينهكون سَرِيعا وخاصة إِن برز مَعَ المَاء دم كثير وَكَانَ البرَاز أَيْضا مُخْتَلف الْأَوْقَات غير مُرَتّب. لى هَذَا ضرب من الذبول أَيْضا نَحْو ديباطش. قَالَ: أشرف علاج هَؤُلَاءِ السّكُون والدعة وَذَلِكَ أَن الْحَرَكَة توسع المجرى وتهيج الانصباب وليستعملوا الأغذية القابضة كالكمثرى والسفرجل والزعرور والبسر والقسب والعدس والإوز وَنَحْوهَا وَشرب الشَّرَاب الْأسود الْقَابِض وَيمْنَعُونَ بِالْجُمْلَةِ من جَمِيع مَا شَأْنه إدرار الْبَوْل وَمن الْجِمَاع خَاصَّة وَيسْتَعْمل من دَاخل وخارج الْأَدْوِيَة القابضة الَّتِي تُعْطى لانبعاث الدَّم ويسقون مَاء البطباط مَعَ صمغ عَرَبِيّ وطين أرميني ويضمد بالأضمدة والأطلية المتخذة بسويق السفرجل وَالشعِير والمياه القابضة الَّتِي تُعْطى لانبعاث الدَّم وَيَشْرَبُونَ بِآخِرهِ لبن النعاج فَإِنَّهُ ينعشهم ويعظم نَفعه لَهُم ويخلط بِهِ شَيْء من الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة) للدم فَإِن كَانَ يحدث بَوْل هَذَا الدَّم بأدوار فافصد قبل الدرز وَلَا تهمله الْبَتَّةَ فيكثر وَتسقط بِهِ الْقُوَّة لَكِن أكب عَلَيْهِ بالعلاج المسدد الْمَانِع على مَا وَصفنَا. لى هَذَا أَيْضا مرض يذبل مثل ديباطش لِأَنَّهُ يخرج الدَّم عَن الْبدن وعلاجه قريب من علاج ديباطش إِلَّا أَنه يجب أَن يكون فِيهِ تجفيف أَكثر وَإِن احْتمل العليل فأعط الأغذية الْمُغَلَّظَة للدم كلحم الْبَقر الْمَطْبُوخ بخل حاذق جدا.

(القروح الْحَادِثَة فِي آلَات الْبَوْل) قَالَ: إِذا كَانَ فِي هَذِه القروح حدث بَوْل الْمدَّة وَالدَّم أَيَّامًا مَعَ عسر الْبَوْل وَيعرف أثر القرحة مِمَّا يبرز مَعَ الْبَوْل فَإِنَّهُ إِن كَانَت القرحة فَوق الكبد ونواحيها صَار الْبَوْل كَأَنَّهُ مَضْرُوب مَعَ الْمدَّة وَلم يدم أَيَّامًا كَثِيرَة وَإِن كَانَ فِي الْبَوْل قطع لحم فَإِنَّهُ من الكلى وَإِن كَانَ فِيهِ قشور فَإِنَّهُ من المثانة أَو مجاري الْبَوْل إِلَيْهَا والفصل بَينهمَا أَن مَعَ الَّتِي من المثانة نَتن ريح وَلَيْسَ مَعَ الَّتِي من مجاري الْبَوْل نَتن فَإِن احْتبسَ الْبَوْل فَإنَّك تعرف ذَلِك من مَكَان الوجع وشدته فَإِن القرحة فِي الكلى يكون الوجع مَعَ الْقطن وَالَّتِي من مجاري الْبَوْل يكون فِي الحالبين وَالَّتِي فِي المثانة فِي الْعَانَة والدرز وعسر الْبَوْل يكون إِذا كَانَت القرحة فِي المثانة فَأَما إِذا كَانَت فِي الكلى كَانَ الْبَوْل يجْرِي بسهولة فَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فالقرحة فِي المثانة وَمَتى كَانَ متوسطاً فَفِي مجاري الْبَوْل وَإِن لم يكن وجع فَفِي الكلى إِلَّا أَن الثّقل لَازم وَمَتى حدث الْمدَّة فَلَا بَوْل فَإِن القروح بِالْقربِ جدا. قَالَ: وقروح الكلى تَبرأ بِسُرْعَة وَأما قُرُوح المثانة فَإِنَّهَا عسرة لِأَن جوهرها عصبي وتلذعه أبدا الفضلة الحارة والكلى لحمية الْجَوْهَر وَالْبَوْل لَا لذع لَهُ بعد فِيهَا. علاج القروح قَالَ: اسْتعْمل المنقية المدرة والوسخ فِي القرحة حَتَّى إِذا نقيت عدت إِلَى القابضة ويمكنك مَتى لم تكن القرحة كَثِيرَة الرداءة أَن تسْتَعْمل بزر القثاء وبزر الْبِطِّيخ مَعَ الْعَسَل وَمَاء الْعَسَل الْمَعْمُول ببزر الكرفس فَإِن لم يبلغ هَذَا سقيت البرشيا وشان بِمَاء الْعَسَل ومقل محول فِي الشَّرَاب الْمَعْمُول وَمن عسل وعلك البطم مَعَ بطراساليون وشراب الْعَسَل فَإِن عسر واحتجت إِلَى مَا هُوَ أقوى فالايرسا والفراسيون والزوفاء بِمَاء الْعَسَل وضمد من خَارج بالورد الْيَابِس والعدس وَحب الكرسنة ودقيق شعير مطبوخة بالخل وَالشرَاب فَإِن هَذَا يمْنَع من عفن القرحة واتساعها ويلقى مَعهَا مصطكى وسنبل وَسعد لتغوص قواها وَاجعَل طَعَام الْمَرِيض من شعير ونشا ونخالة ودقيق الحوارى واحتباس اللَّبن واطريه مَعَ شَحم الدَّجَاج وَإِن طَال الْأَمر) وكادت الْقُوَّة تسْقط فأعطه لُحُوم الطير والجداء مطبوخة مَعَ الْبُقُول المنقية وَأَنت عَالم برداءة القرحة وَكَثْرَة وضرها وعفنها من كَثْرَة مَا يبرز فِي الْبَوْل وكدرته ونتنه وسواده ورداءة الْمدَّة وخضرتها ورقتها وصفرتها وجودتها بأضداد ذَلِك وسهولتها على العليل وَقلة الوجع. لى وَإِن اشْتَدَّ الوجع فِي حَالَة ملت إِلَى مَا يسكن من المخدرة فَإِنَّهَا تجفف أَيْضا فتنفع. قَالَ: وَإِذا ذهبت الْمدَّة وغسلت الْموضع غسلا شافياً فمل إِلَى القوابض وَاجعَل فِي شرابهم رب الحصرم وأعطهم الطين الْمَخْتُوم مَعَ شَيْء من نشا

وكثيراء وبزر الْبِطِّيخ ليصل ويبلغ وَتصْلح لَهُم قشور اليبروج والبنج والأفيون لاسيما مَتى كَانَت الْمدَّة الحريفة من القرحة ثَابِتَة والوجع شَدِيدا فأعط مِنْهَا مَعَ الملحمة أَعنِي الطين وَنَحْوه مَعَ شَيْء من المدرة للبول لكَي تصل قَالَ: فَهَذَا قانون تركيب الْأَدْوِيَة فأفضل المركبة أَقْرَاص الكاكنج فَإِذا كَانَ الْأَمر مختلطا فَقلت الْمدَّة أدويتك من البزور اللينة وَالَّتِي تدر الْبَوْل وَالَّتِي تلحم مثل هَذَا لي طين مختوم وَدم الْأَخَوَيْنِ وكندر ونشا وبزر كرفس وبزر القثاء وبزر القرع وَرب السوس وَلَك وراوند صيني ولوز الصنوبر وخشخاش وبزر بنج يسقى بميبختج فَإِن هَذَا الدَّوَاء الَّذِي مثل هَذَا التَّرْكِيب ينفع فِي جمع أَوْقَات الْعلَّة لِأَنَّهُ مركب مِمَّا يصلح فِي كل حَالَة وَهُوَ بَالغ. قَالَ: وَأفضل ماتسقى بِهِ هَذِه الْأَدْوِيَة: لبن الأتن فَإِن لَهُ تعديلا وتنقية مَعًا فِيهِ. وَإِن كَانَت 3 (القروح فِي الإحليل) حقن بِلِسَان الْحمل أَو دهن بنفسج أَو شياف أَبيض فِيهِ أفيون مداف بِلَبن جَارِيَة واخلط فِيهِ شاذنة وإقليميا ومرتك مغسول فَإِن كَانَت القروح رَدِيئَة عفنة فاخلط فِيمَا تحقنه بِهِ مَاء الْعَسَل وأقراص القرطاس المحرق وَيعرف ذَلِك برداءة الَّتِي تخرج مَتى انْبَعَثَ فِي حَال من المثانة دم كثير فَبعد الفصد العلاج أَحَق بالمثانة فاحقنها بطبيخ السماق والآس والورد والطين الأرميني والجلنار والأفيون فَإِنَّهُ جيد يداف فِي هَذِه ويحقن بهَا ويسقى القابضة ويضمد بهَا وَمَتى لم تحْتَمل التضميد طلاها طلا يُؤْخَذ جلنار وقاقيا وصمغ وعفص وطين يطلى بهَا والقيء الدَّائِم يبرىء هَذِه القروح سَرِيعا وَلَا يكون بإزعاج وحركة شَدِيدَة وَلَا يتحركون أَيْضا حركات شَدِيدَة فَإِنَّهَا مَانِعَة من برْء القروح ويحذرون الْجِمَاع خَاصَّة فَإِنَّهُ رَدِيء القروح من الكلى وَمَعَ أَنه لَيْسَ يجيد لشَيْء من القروح. قَالَ: وَإِذا سكنت الْحمى والحدة فَعِنْدَ ذَلِك غذهم بلحوم الجداء فَأَما مَا دَامَت حِدة وحرارة ونتن فِي القرحة فالبقول وَإِن ضعفوا فالطير وَيصْلح لَهُم من الْفَوَاكِه حب الصنوبر وَلحم الزَّبِيب والفستق واللوز والقسب وليحذروا التِّين فَإِنَّهُ رَدِيء للقروح ويأكلون القثاء والطبيخ النضيج ويستعملون عِنْد النَّقَاء الكمثرى والسفرجل وَنَحْوهمَا. قَالَ: وَاعْلَم أَن اللَّبن أشرف مَا يعالج بِهِ هَذِه القروح وأظهرها نفعا فَإِن كَانَت القرحة تحْتَاج إِلَى تنقية فَاسق لبن الآتن فَإِنَّهُ ينقي ويعدل المزاج وَيعْمل فِي الإلحام مَعَ ذَلِك فَإِن كَانَت القرحة نقية والجسم منهوكاً فَاسق لبن الْبَقر فَإِن احتجت إِلَى الْحَالين فلبن الْمعز ونق قبل ذَلِك الْجِسْم بالمسهلة الَّتِي فِيهَا رفق وَلَا تهيج القرحة وكمية اللَّبن من أَربع أَوَاقٍ إِلَى تسع أَكْثَره وَاجعَل مَعَه بعض الأفاوية الجيدة المنقية فِي وَقت وجميعها فِي وَقت وشيئاً مِمَّا ينقي الْبَوْل كالأ نيسون فَإِن طَال وَقفه فِي الْمعدة فألق فِيهِ قَلِيل ملح.

(الورم فِي الكلى) قَالَ: إِذا ورمت الكلى أحس بِهِ فِي أَسْفَل مراق الْبَطن مَعَ وجع غير شَدِيد فَإِن ورم غشاء الكلى ومجاري الْبَوْل لم يحس لَكِن هاج وجع شَدِيد حَار وَلَا يَسْتَطِيع العليل أَن ينْتَصب قَائِما وَلَا يمشي فَإِن عرضت لَهُ حَرَكَة مَا وسعال وعطاس هاج وَلَا يُمكنهُ النّوم على بَطْنه بل يستريح إِلَى النّوم على ظَهره وَإِن ورمت الكلى وَكَانَت مِنْهُمَا الْيُمْنَى كَانَ الوجع والورم عِنْد الكبد لِأَنَّهَا تلاصق الكبد وَمَتى ورمت الْيُسْرَى كَانَ الورم أَشد تسفلاً من المراق. قَالَ: وَقد يألم مَعَ ورم الكلى الورك وتبرد الرجل وَيكون الْبَوْل ثمَّ يجس وَيحْتَاج أَن يسْرع فِي علاجه لِأَن الورم الصلب يسْرع إِلَى الكلى فَرُبمَا لم تَبرأ الْبَتَّةَ وينهك ويهيج مِنْهُ الدق. وَإِذا استحكم الورم الصلب فِي الكلى رقت الْأَوْرَاك وهزلت وذابت الإلية وضعفت السَّاق. قَالَ: والورم فِي الكلى يخْشَى أَن يصير إِلَى ورم صلب وَإِن كَانَ الوجع فِي الْعَانَة والنفخ فِي الثنة وَكَانَ مَعَه لهيب شَدِيد وقيء مري وعطش وعسر الْبَوْل وتبرد الْأَطْرَاف فَلَا تسخن إِلَّا بِجهْد ويعرض للشاب والمراهقين حمى حادة وَحُمرَة الْوَجْه وَالْعين وسهر وشخوص وَشدَّة الوجع من كل حَار حريف علاجها: إِن أمكن فابدأ بالفصد وَإِن لم يكن الدَّم كثير الحراقة أَو الرداءة فَأَقل الشَّرَاب وَجَمِيع مَا يدر الْبَوْل لتسكن هَذِه الْأَعْضَاء وتستريح وَعَلَيْك بالأضمدة المبردة والأغذية الَّتِي هِيَ كَذَلِك فَإِن كَانَ فِي الْعُرُوق دم حَار حريف وَيعرف ذَلِك من حِدة الوجع من الْبَوْل ورداءته فاسقه شرابًا كثيرا مائياً بِمَاء كثير فَإِنَّهُ يعدل ذَلِك الدَّم الردئ فتقل حِدته ويكافيه لهَذِهِ الْأَعْضَاء إِذا سقى مَاء الْعَسَل الْقَلِيل وَالْعَسَل فأغذه بالأشياء المعدلة لَهُ مثل الأمراق المغرية اللينة إِلَى أَن ينضج فَعِنْدَ ذَلِك خُذ فِي إبراز الْبَوْل واسهل الْبَطن بالحقن اللينة ويعظم نفعهم بِمَاء الكشك وَاسْتعْمل بعد للين الْبَطن الكماد بصوف ودهن مسخن بلين كدهن البابونج والشبث وضمد بالأضمدة المحللة اللينة لِئَلَّا يصير ورماً صلباً. قَالَ: وعلامة النضج أَن يغلظ الْبَوْل وَيكثر الرسوب الخشن فَإِن بقى مُدَّة طَوِيلَة المَاء مائياً فَاعْلَم أَن هضمه مُتَأَخّر وَعند ذَلِك ظن أَنه إِمَّا أَن يصير إِلَى ورم صلب وَإِمَّا أَن يجمع فَأَما إِذا أسْرع الهضم فَإِنَّهُ لَعَلَّه أَن ينْحل وَيبرأ. الدُّبَيْلَة: إِن جمعت فِي الكلى مُدَّة فَإِنَّهُ يعرض وجع فِي الْقطن ونتو فِيمَا دون

الشراسيف وَإِذا نَام على جنب أحس بثقل مُعَلّق وَيتبع ذَلِك حمى مختلطة ونافض وَيكون بَوْله نارياً فَإِذا انفجرت الْمدَّة سكنت الْحمى والنافض الْبَتَّةَ ثمَّ تعلم حَال القرحة من جودة الْمدَّة ببياضها) وتوسطها فِي الغلظ والرقة وَلَا تكون مُنْتِنَة وَإِن مَال إِلَى المثانة فَذَلِك أصلح مَوضِع يمِيل إِلَيْهِ وَإِن مَال إِلَى الأمعاء كَانَ شرا من الأول إِلَّا أَنه أصلح من أَن ينصب إِلَى الْمَوَاضِع الخالية يَعْنِي حول الأحشاء وَدَلِيل ذَلِك أَلا يسيل لَا من المثانة وَلَا من الأمعاء وَقد سكنت الْحمى والأعراض. قَالَ: وأشر من هَذَا أَن تلبث الْمدَّة فِي الكلى فَلَا تنْحَل وتحتاج عِنْد ذَلِك إِلَى بط وكي وعلاج. قَالَ: إِذا علمت أَن الورم يجمع فأعنه بالأضمدة ليسرع ذَلِك ويضمد بِالتِّينِ المسلوق وبماء الْعَسَل فَإِن أَحْبَبْت أَن يفوق الضماد فاخلط فِيهِ أصُول السوسن وهزارجشان وَمَا زريون فَإِذا نضج فَاسق من بزر الْفَقْد والوج فَإِنَّهَا تنفجر فَإِن لم تنفجر اسْتعْمل الحقن الحارة فَإِذا تقيح وانفجر فَعَلَيْك بِمَا ينقى الْمعدة واكب عَلَيْهَا لتنقى القرحة بِسُرْعَة فَإِنَّهُ كلما تنقت أسْرع كَانَ خيرا فَإِذا تنقت الْمدَّة فَعَلَيْك بالملحمة بِسُرْعَة فَإنَّك إِن أَبْطَأت فَلَا تلتحم الْبَتَّةَ. الْعِلَل والأعراض السَّادِسَة: قد يعرض من بَوْل الدَّم إِذا حدث فِي الْجِسْم ذوبان اللَّحْم أَو رقة الدَّم وكل مَا يذوب رَقِيقا والكلى قَوِيَّة فَإِنَّهُ عِنْد هَذِه الْحَال تستنظف الكلى مَا ذاب وتدفعه إِلَى المثانة دفعا متوالياً. 3 (من تقدمة الْمعرفَة لأبقراط) قَالَ: من بَال دَمًا فِي الندرة بعد الندرة بِلَا حمى وَلَا وجع فَلَا بَأْس عَلَيْهِ وَإِنَّمَا ذَلِك لتعب مِنْهُ فَإِن بَال الدَّم مرَارًا مَعَ حمى فاعلمه أَنه سيبول مُدَّة. الْأَعْضَاء الألمة الأولى قَالَ: إِنَّه كلما ضعف الْجَانِب المقعر من الكبد كَانَ اخْتِلَاف شَبيه بِمَاء اللَّحْم وَكَذَلِكَ مَتى اعتل الْجَانِب المحدب بَال مثل مَاء اللَّحْم. لى هَذَا نوع من بَوْل الدَّم فاستدل عَلَيْهِ بِسوء السحنة واللون وَإِيَّاك فِي هَذِه الفصد لِأَن هَذَا الضعْف دَال على برد الكبد لَكِن اسْتدلَّ عَلَيْهِ ثمَّ أقبل عَلَيْهِ بِمَا يُقَوي الكبد كاللك والراوند وَمَا يسخنها كالسنبل والاذخر والمصطكي لى على مَا فِي الرَّابِعَة من الْفُصُول: الْأَدْوِيَة المدرة للبول مَتى كَانَت القرحة أوسخ كَانَ اسْتِعْمَالهَا أوجب فَإِذا بقيت تقية قَليلَة الْمدَّة أَو شَدِيدَة الْحمى فَإِنَّهُ تنفر مِنْهَا جدا وَيحْتَاج إِلَى المغرية وَقَلِيل من هَذِه بِقدر مَا ينْحل فَقَط. لى إِذا سكنت الحميات وَوجد صَاحب الْخراج فِي الكلى ثقلاً مُعَلّقا من أحد جانبيه إِذا اضْطجع فقد قرب أَن ينفجر مِنْهُ وَقد جمع مُدَّة. جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة إِذا كَانَ ثقل فِي الْقطن ووجع فالعلة فِي الكلى وَإِذا كَانَ مَعَه احتباس فِي) الْبَوْل فالعلة بَوْل كثير قد احْتبسَ فِيهِ وَإِن كَانَ مَعَ الوجع والثقل حمى وعطش والتهاب فَفِي الكلى ورم حَار وَإِن كَانَ ثقل وتمدد بِلَا حمى وَلَا عَطش فالعلة غلظ

وورم بلغمي وَإِن كَانَ تمدد بِلَا ثقل فالعلة ريح غَلِيظَة فِيهِ وَمَتى كَانَ ثقل وصلابة مَعَ فَسَاد المزاج وَقلة الْبَوْل فالعلة ورم صلب فِي الكلى. السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: أَصْحَاب المزاج الَّذين ينْحل فيهم بخار حَار دخاني ويلذعهم الْبَوْل بحدته دَائِما قد يحدث لَهُم ورم مَتى لم يدمنوا الْحمام والترطيب فِي المثانة وَكَانَ بَوْله أبدا حاراً يلذعه إِذا لم يُبَادر بالحمام ثمَّ أَنه بِآخِرهِ اما شاخ ودامت بِهِ حِدة الْبَوْل عرضت لَهُ قرحَة فِي مثانته مَاتَ مِنْهَا. لى للحرقة الشَّدِيدَة بزر بطيخ وبزر قثاء وخشخاش أَبيض وبزر القرع نشا رب السوس صمغ عَرَبِيّ بزر بنج يسقى مِنْهُ بشراب متخذ من الخشخاش وَلم تكن حمى وَاحْتمل مَاء الْجُبْن وَإِن كَانَت حمى فماء الشّعير والغذاء: الأمراق اللينة بدهن لوز وشحم الدَّجَاج والآبزن الدَّائِم وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي حَالَة فأعطه المخدرات القوية إِذا خفت الغشى وَكَذَلِكَ فِي الْحَصَى وأسهل الْبَطن صفراء لينقلب ميل الْخَلْط إِلَى الأمعاء وَليكن بِمَاء الْجُبْن. لى قد يحدث من الصَّفْرَاء فِي سلوكها فِي هَذِه المجاري سحوج كَمَا يحدث فِي الأمعاء وَقد كَانَ شَاب أكل ثوماً كثيرا فَبَال دَمًا مَعَ حرقة شَدِيدَة جدا ثمَّ بعد ذَلِك ظَهرت بِهِ أَعْرَاض ورم الكلى فحدست أَن خلطاً حاراً سحج تِلْكَ الْمَوَاضِع ويجد عرقاً ثمَّ ورم. وَالَّذِي ينفع من هَذِه الْحَالة المغرية مَعَ المدرة للبول كَمَا ينفع فِي السحج من ذَلِك: الصمغ والكثيراء والنشا واللوز وَاللَّبن لحار وَكَذَلِكَ فافعل إِذا عرض من حر الأدهان الْبَارِدَة والبزور الْبَارِدَة واسق للورم الْحَار فِي المثانة: مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَخيَار شنبر ودهن لوز وضمدها بعنب الثَّعْلَب وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فاطل خَارِجهَا بأقراص الْكَوْكَب وَغَيرهَا مِمَّا يخدر وَمَتى احْتبسَ الْبَوْل فعالجه من بَابه وداو استرخاء المثانة بأقراص الأفاوية يسقى ويطلى واحقن المثانة بالزنبق والمسك والنفط الْأَبْيَض وبدهن الناردين والبلسان أَو بدهن السوسن هَذَا إِذا كَانَ فِيهَا برد واسترخاء وتمدد ويحقن الإحليل للبثر والقروح بلعاب حب السفرجل وَلبن حليب ودهن ورد وَيقْعد فِي طبيخ الخطمى والبنفسج ويقطر فِي الاحليل شياف أَبيض. من الْمَوْت السَّرِيع: من انخرقت مثانته مَاتَ. انذار عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ وجع فِي المثانة فَظهر بِهِ تَحت إبطه الْأَيْسَر ورم شبه السفرجلة واعتراه السبات مَعَ ذَلِك مَاتَ فِي الْيَوْم) الْخَامِس عشر. 3 (تقطير الْبَوْل) يعرض إِمَّا لضعف المثانة وَإِمَّا لاسترخاء العضل وَضعف المثاتة يكون من الْبرد فقد ترى المثانة تبرد فَيعرض على الْمَكَان تقطير الْبَوْل. تقدمة الْمعرفَة قَالَ: مَتى كَانَ فِي المثانة فلغمونى فَهُوَ رَدِيء قتال فِي جَمِيع الْأَحْوَال وأقتل مَا يكون مَعَه حمى دائمة والبطن يعتقل فِي هَذِه الْحَالة لِأَن ورم المثانة

يزحم المعي الْمُسْتَقيم فَيمْنَع العليل من التبرز لشدَّة الوجع وَيجْعَل هَذَا الوجع الْبَوْل إِذا بيل بِمَنْزِلَة الْقَيْح وَفِيه ثقل راسب أَبيض لِأَن ذَلِك يدل على أَن الورم قد نضج وانفجر إِلَى أقْصَى المثانة فَإِن لم ينبعث هَذَا الْبَوْل ودامت الْحمى وصلابة المثانة فتوقع الْهَلَاك فِي الدّور الأول وَهَذَا الصِّنْف يُصِيب الصّبيان وخاصة من سَبْعَة سِنِين إِلَى خَمْسَة عشر عَاما لتخليط الصّبيان وتجتمع الأخلاط الْكَثِيرَة فِي أجسامهم فتقذف الطبيعة هَذِه الأخلاط دَائِما إِلَى نواحي المثانة فَرُبمَا استحجرت فَكَانَ مِنْهَا الْحَصَى وَقد يكون الْخَلْط حاراً فيرم فِي بعض الْأَوْقَات وَذَلِكَ أَن هَذِه الأخلاط لمرورها فِي هَذِه الْمَوَاضِع دَائِما يتَوَلَّد فِيهَا كَهَذا الورم الْحَار. الْفُصُول: تقطير الْبَوْل يكون إِمَّا لعرض مثل مَا يكون من قرحَة فِي المثانة أَو خراج وَنَحْو ذَلِك وَإِمَّا من مرض مثل استرخاء عضلة وَإِمَّا من سوء مزاج المثانة وَيكون على ثَمَانِيَة أضْرب فَإِنَّهُ يكون من كل مزاج مفرط يضعف قُوَّة المثانة الماسكة للبول أَو سوء مزاج الْبَوْل وحدته على الْأَكْثَر من المزاج الْحَار ثمَّ من الرطب يكون أَيْضا من ضروب آخر من سوء التَّدْبِير. لى يَنْبَغِي أَن تَقول هَاهُنَا أَن نُقْصَان الْقِسْمَة إِذا لم يكن علاجه مُفردا خَاصّا لم يضر. الْفُصُول: إِذا عرض فِي طرف الدبر أَو الرَّحِم ورم تبعه تقطير الْبَوْل. لِأَن الورم فِي هَذِه الْمَوَاضِع لمشاركة المثانة فِي الوجع يتضعف والقرحة يسيل مِنْهَا مُدَّة إِلَى المثانة تلذعها فَيكون سَبَب تقطير الْبَوْل قُرُوح المثانة عسرة الْبُرْء خَاصَّة فِي الْمَشَايِخ لِأَن الفضول تمر بهَا دَائِما وَلَا يَدعهَا تسكن وتلتحم وَالْعَمَل الطبيعي فِي الْمَشَايِخ أَضْعَف. الميامر لعلل الكلى والمثانة: بزركتان بزر خشخاش أَبيض بزر الرجلة بزر قثاء كثيراء نشا يَجْعَل أقراصاً ويسقى للقروح فِي وعسر الْبَوْل وحرقته. آخر للقروح: حب الصنوبر الْكِبَار ثَلَاثُونَ حَبَّة لوز مر مقشر عشرُون لوزة تمر لحم خَمْسَة عشر كثيراء أَرْبَعَة مَثَاقِيل رب السوس مثله) زعفران سدس مِثْقَال يعجن بميبختج وَيسْتَعْمل. لى هَذَا دَوَاء عَجِيب فاعرفه. آخر: بزر القثاء جزءان بنج أَبيض نصف أفيون سدس زعفران مثله بزر الكرفس نصف بزر الْخِيَار سدس سليخة مثله لوز حُلْو عشرَة إِذا كَانَت هَذِه مَثَاقِيل يعجن بميبختج فِي بعض النّسخ: شوكران نصف. أَبُو جريج: الموميائي نَافِع من وجع الكلى والمثانة والإحليل شرب أَو حقن بِهِ الْقَضِيب. لى هَذَا عَجِيب للشق الطري. ميسوسن: مَتى عرض للمثانة من الرِّجَال وَالنِّسَاء جرب وَهُوَ: أَن تظهر القشور ويدوم اللذع والحرقة فنق الْجِسْم والزم الْعَانَة أدوية قابضة وأدم حقن المثانة بِاللَّبنِ الحليب. الْأَعْضَاء الألمة: تضعف المثانة لسوء مزاج أَو لأورام تحدث فِيهَا وَمن برد يُصِيب الْجِسْم فَإِن المثانة فِي حَال برد الْجِسْم لَا تمسك وَلَا قَلِيل الْبَوْل. المثانة يحدث فِيهَا سَلس

الْبَوْل وعسره والقروح والأورام فَاجْعَلْ الكلى وَأخذ باقا. قَالَ: التقطير يكون مَعَ حرقة وَلَا عَطش مَعَه فَإِن ذَلِك يكون إِمَّا لحدة الْبَوْل أَو لضعف المثانة وَإِمَّا لخلط رَدِيء قيحي يخالط الْبَوْل وَإِمَّا لثقل الْبَوْل عَلَيْهَا. لى خُرُوج الْبَوْل يكون إِمَّا لإِرَادَة وَإِمَّا بِغَيْر إِرَادَة وَالَّذِي بِلَا إِرَادَة فَإنَّا نذكرهُ ديباطش وَالَّذِي بِإِرَادَة فَمِنْهُ مَا هُوَ بحرقة وَمِنْه مَا هُوَ بِغَيْر حرقة وَإِنَّمَا نذْكر هَاهُنَا مَا هُوَ بحرقة لِأَنَّهُ أخص أَولا بالأورام والقروح. جَمِيع علل المثانة يحْتَاج أَن يبْحَث فِيهَا عَن السَّبَب البادي. الساهر: لبن الأتن ينقي المثانة من الْمدَّة والأخلاط الغليظة وَلبن الْمعز يَنُوب عَنهُ للحرقة: حب الْقلب صمغ الأجاص بزر القرع الحلو بزر رجلة بزر بطيخ: كافور خشخاش أسود. الطَّبَرِيّ: الزادرخت يَبُول الدَّم الجامد الَّذِي فِي المثانة. من المنجح يخدر الحمص صَاحب قرحَة المثانة فَإِن لَهُ جلاء قَوِيا. حسو جيد للقروح فِي المثانة والقضيب: نشا ودقيق باقلي تطبخ إِن لم تكن حمى بِاللَّبنِ وَإِلَّا فبماء نخالة السميذ وَالسكر الْأَبْيَض الْجَعْد وَيجْعَل فِيهِ دهن اللوز يكون غذائه. لى دَوَاء بَارِد على مارأيت للقروح فِي الْقَضِيب وحرقة الْبَوْل بزر خِيَار وبزر بطيخ رب السوس ورق النيلوفر بزر الخشخاش بزر خس بزر هندباء بِالسَّوِيَّةِ وسكر مثلهَا ويستف الأورام الَّتِي تكون فِي المثانة والكلى تحْتَاج إِلَى علاج خَاص مُفْرد لِأَن خُرُوج الْفضل المائي الَّذِي يتَوَلَّد فِي هَذِه إِنَّمَا هُوَ فَسَاد مزاج وَيجب أَن يكون الَّذِي فِي الْبَاب هُوَ بِعَيْنِه عَن) أورام ثمَّ قُرُوح ثمَّ حِجَارَة وَيَنْبَغِي أَن يكون لكل وَاحِد بَاب من الْبدن ونفوذه إِنَّمَا يكون بِهَذِهِ الْأَعْضَاء وَلذَلِك مَتى كَانَ هَذَا الْفضل حاراً ثمَّ كَانَ فِي جَمِيع الْجِسْم فَلَا يجب أَن يسْتَعْمل فِي علاجه شَيْء من الْأَدْوِيَة المدرة للبول لما يحدث من الْمضرَّة يجذبها الأخلاط اللذاعة إِلَى هَذِه الْأَعْضَاء العليلة فَإِن لم يكن هَذَا الْفضل شرب بِلَبن أَو ميبختج كَانَ جيدا لقروح المثانة. الكراث الشَّامي يضر بالمثانة والكلى الَّتِي فِيهَا قرحَة والحمص أَيْضا يضر بالكلى والمثانة إِذا كَانَ فِيهَا قرحَة. رب السوس مَتى شرب وَافق جرب المثانة وينفع المثانة الَّتِي ينزل مِنْهَا شبه القشور. الكثيراء مَتى شرب مِنْهُ درخمى بميبختج كَانَ بَالغا لحرقة المثانة والكلى وَمَتى خلط بقرن ايل محرق مغسول أَو شب يمَان كَانَ جيدا للقروح الَّتِي فِيهَا. الأنجدان ضار بالمثانة.

أَبُو جريج: بزر الرجلة يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: إِنَّهَا نافعة من خشونة المثانة والكلى وَمن القروح والأورام الحارة فِيهَا. ماسرجويه: لعاب بزر الْكَتَّان جيد للوجع يسكنهُ مَتى حقن بِهِ الذّكر مَعَ دهن ورد. الكزبرة نافعة لحرقة المثانة وورمها. روفس: اعْتمد فِي أَصْحَاب قُرُوح الكلى والمثانة على الإسهال بِمَاء الْجُبْن وَلَا يطْرَح فِيهِ فِي هَذِه أَبُو جريج: الموميائي نَافِع من قُرُوح الإحليل والمثانة وسيلان الدَّم مِنْهُ إِن حقن بِهِ هَذِه الْأَعْضَاء وَشرب وَأمره فِي تسكين الوجع غَايَة. روفس: التَّمْر مَتى أَكثر مِنْهُ أسحج المثانة وأقرحها. شندهشار: النارجيل نَافِع من أوجاع المثانة. ابْن ماسويه خَاصَّة السكر النَّفْع من حرقة المثانة والكلى وَمن حرقة الْبَوْل. ماسرجويه: الكثيراء جيد لقروح المثانة. من كتاب سياسة الصِّحَّة: أما أمرنَا بالأطلية المبردة على الكبد وعَلى الظّهْر قَالَ: لَا تسرف فِيهَا لِأَنَّهَا تضر الكلى وتورثها عللا. من الكيموسين: إِن الكلى عُضْو ضيق المجاري فَلذَلِك تجْعَل الأغذية اللزجة فِيهَا تمرداً كَمَا تورث الكبد ذَلِك ويحس الْإِنْسَان عِنْد الْإِكْثَار مِنْهَا بثقل وتمدد ووجع فِي هذَيْن الكيموسين وَإِن لم بالملطفات رُبمَا ورم حَتَّى عفنت تِلْكَ الأخلاط المحتبسة فِيهِ. لى الكلى لَا تحْتَاج إِلَى أَن تبرد لِئَلَّا يبطل فعلهَا وَلَا يكون فِي الدَّم لزوجة كَثِيرَة لِئَلَّا تنسد وَلذَلِك توافقها الملطفات فِي كل حَالَة إِلَّا أَن يكون قد سخنت أَو ورمت. فِي الميامر فِي الكبد: رب السوس يدر الْبَوْل. أهرن: الْبَوْل الدموي الَّذِي ينزل من الكلى لِأَن المجاري اتسعت لَا تقطعه بالأدوية لَكِن أفصده وأطعمه الْأَطْعِمَة الْكَثِيرَة الْغذَاء والباه والنقب البزور التَّامَّة. لحرقة الْبَوْل: بزر بطيخ وَخيَار وقرع وخطمى وبطيخ هندي ولوز الصنوبر وبزر) بنج أَبيض ورجلة ولوز حُلْو ونشا وكثيراء وَرب السوس تسقى بِمَاء الْجُبْن والجلاب. فِي أقربادين حنين لعلاج من يشرب ذراريح لعضة الْكَلْب فأعقبه حرقة فِي الْبَوْل ووجع شَدِيد فِي هَذِه النواحي. قَالَ: يتحسى اسفيذباجا دسماً ويحذر الْبرد والندى ثمَّ إِن اشْتَدَّ الوجع فِي الْعَانَة جلس فِي آبزن قد طبخ فِيهِ شبث وَمَتى لم يسكن أكل خساً مسلوقاً وَإِن لم يسكن يشرب عصارة الخس أُوقِيَّة فَإِن سكن هَذَا الوجع فَإِنَّهُ يتَحَوَّل سَرِيعا زحيرا فِي الْأَكْثَر فليسق من سمن الْغنم أُوقِيَّة وَنصف سكرجة بشراب فَإِنَّهُ يبرأ. لى رَأَيْت قوما يصيبهم من القروح فِي هَذِه الْمَوَاضِع أوجاع صعبة جدا على مِثَال مَا يكون عَلَيْهِ الطلق فِي النِّسَاء سَاعَة بعد سَاعَة وَيجب فِي هَؤُلَاءِ أَن يلزموا المغرية فيسقى اللَّبن وتحسيه مرق اسفيذاج ودجاجة سَمِينَة وَيشْرب اللَّبن مَتى عَطش أَو جلاب أَو شراب البنفسج وَإِذا كَانَ مَعَ هَذِه القروح وجع شَدِيد فَاسق البزور مَعَ بزر بنج وخطمى واسق اللَّبن وغذه بالشحم شَحم الدَّجَاج بالزبد والمر واسقه مَاء الْخِيَار والبطيخ الْهِنْدِيّ مَا يشرب فَإِنَّهُ يذهب لذع الْبَوْل ويسكن الوجع وينتقل بلوز وخشخاش وسكر وأقصد فِي هَؤُلَاءِ إِلَى تسكين الوجع أَولا بِهَذِهِ ثمَّ خُذ فِي علاج القرحة ووجعهم يسكن فَإِن بَوْلهمْ مائي.

كَانَ بِابْن دَاوُد قرحَة فِي مجاري بَوْله يُصِيبهُ مِنْهُ وجع شَدِيد شبه الطلق فسقيته ربع دِرْهَم من بزر البنج وقيراطاً من الأفيون ودرهماً من بزر الْخِيَار وَدِرْهَم بزر خس وَنصف دِرْهَم تياذوق قَالَ: مَاء الْأُصُول ينقي الْقَيْح والعفن من المثانة والكلى وينفع من قُرُوح هَذِه المثانة النَّفْل الْأسود إِذا صنع مِنْهُ حب وابتلع. لى يسهل صَاحبه بحبه. قَالَ: وينفع من الرّيح فِي الكلى والمثانة دهن البلسان مثقالان طبيخ بزر الكرفس أُوقِيَّة وَيشْرب. وَأما الورم فِي المثانة إِذا كَانَ حاراً فَإِنَّهُ يهيج مِنْهُ الْحمى والاختلاط فَأقبل على الْموضع بعد الفصد بالإرخاء بِمَا يسكن الوجع كدهن الشبث وشحم البط والحقن من هَذَا النَّحْو بالمخدرات وَالدُّخُول فِي الآبزن. أَمر المثانة والحالبين وَالرحم والأعضاء العصبية فِي هَذَا بِخِلَاف الْأَعْضَاء اللحمية فَانْظُر فِي خراجات العصب. 3 (الحكة فِي بَاطِن الْقَضِيب) قَالَ: أدف الصَّبْر بِمَاء واحقنه وأدف شياف ماميثا بخل وَمَاء واحقنه بلعاب بزر قطونا. الرَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء فِي خلال كَلَامه: إِنَّه قد تكون حرقة الْبَوْل من كَثْرَة الْجِمَاع وَالسَّبَب فِيهِ أَن الرُّطُوبَة الَّتِي فِي الغدد تندي دَائِما مجْرى الْبَوْل ليسهل خُرُوجه وليوقيه حِدة الْبَوْل وَهَذِه تخرج مَعَ المنى كثيرا جدا فَإِذا فنيت وجد الْموضع حِدة الْبَوْل وَقد تفنى هَذِه الرُّطُوبَة من نحول الْبدن. وعلاج الأول الْإِمْسَاك عَن الباه وَالثَّانِي ترطيب الْبدن وَهُوَ جيد لَهما جَمِيعًا. مسيح قَالَ: وَينْتَفع من القرحة العتيقة فِي المثانة سقِِي لبن الأتن مَعَ الحقن لَهَا بِمَا يصلح على مِقْدَار القرحة. ابْن ماسويه حب الآس نَافِع من حرقة الْبَوْل. الْإِذْخر مَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة درخميات أَبْرَأ وجع الكلى أصل المنتجوشه يسقى بِمَاء البقراطن لوجع الكلى وَإِلَّا فلونيا. يَقُول: إِنَّه مبرد وَهُوَ نَافِع لوجع الكلى. عصير أناغاليس جيد لوجع الكلى. شراب الأفسنتين جيد نَافِع من وجع الكلى. بَوْل الْحمار جيد لوجع الكلى. قَالَ: صفرَة الْبيض مَتى جعلت فِي حد مَا يتحسى وتحسيت نَفَعت من قُرُوح الكلى. الرجلة تَنْفَع من لذع الكلى. بولس: وَيجب أَن يكون مَعَ دهن لوز بِلَا ملح. 3 (الدَّوَاء) ابْن ماسويه: شراب البنفسج مَعَ الدارصيني نَافِع من وجع الكلى. الهليون وخاصة أَصله وبزره يفتح سدد الكلى وَقَالَ: أَنا فِي أوجاع الكلى العتيقة المزمنة زبل الْحمام الراعية مَعَ بزر الْحَرْف كي يقوم مقَام ضماد الْخَرْدَل. زبد الْبَحْر الفرفري اللَّوْن الْورْد الشكل

يصلح لأوجاع الكلى. طبيخ الحماما مَتى شرب نفع من أوجاع الكلى. سومغروطين كَانَ فِي الْأُم يسقى لوجع الكلى. مَاء الحمص الْأسود ينقي الكلى مَتى طبخ مَعَ الفجل والكرفس وصب عَلَيْهِ خمس لوز حُلْو وَشرب. سرابيون: كَمَا فيطوس يسقى لوجع الكلى. بزر المقدوليس جيد لوجع الكلى دهن اللوز المر نَافِع من أوجاع الكلى اللَّبن نَافِع لقروح الكلى. ورق لِسَان الْحمل يشرب بالطلاء لوجع الكلى. ورق لِسَان الْحمل وأصوله يسْتَعْمل فِي السَّادِسَة الْحَادِثَة وَأقوى المر مَتى شرب مسحوقاً بِالْمَاءِ سكن الوجع الْعَارِض من احتقان الفضول. مَاء الْمَطَر جيد لوجع الكلى إِذا شرب بَدَلا من المَاء. أصل اللوف الْجَعْد يحلل سدد الكلى. روفس: الناردين مَتى شرب بِالْمَاءِ الْبَارِد نفع من وجع الكلى. الناردين القليطي مَتى شرب بِالْخمرِ نفع من وجع الكلى وَقَالَ: قشور الكفرى نَافِع لوجع الكلى وَقَالَ: السليخة نافعة من أوجاع الكلى وَقَالَ: شراب السفرجل نَافِع لوجع الكلى وَقَالَ: السكر الَّذِي يجمد على الْقصب نَافِع من أوجاع الكلى. ابْن ماسويه: عصارة سَاق الساساليون الاقريطش نَافِع من وجع الكلى وبزره إِذا كَانَ طرياً وَشرب مِنْهُ ثَلَاث أبولسات ميبختج عشرَة أَيَّام أَبْرَأ وجع الكلى وَقَالَ: السكر الَّذِي بحلب من الْحجاز شبه الْملح الدراني وسكر الْعشْر نافعان من أوجاع الكلى. ابْن ماسويه: عصارة السوس نافعة من وجع الكلى لادرارها الْبَوْل وتنقى الكلى دَائِما مَتى اسْتعْمل. مَتى أَخذ بزر الْبِطِّيخ مقشراً وطحن وخلط بِمثلِهِ سكرا واقتمع مِنْهُ كل يَوْم نقى الكلى ابْن ماسويه: الْعنَّاب نَافِع لوجع الكلى وَقَالَ: ثَمَرَة الكاكنج قد حل فِي أدوية الكلى لِأَنَّهَا تدر الْبَوْل. يَقُول جالينوس: الزَّبِيب نَافِع لوجع الكلى. ابْن ماسويه: الفجل جلاء لما فِي الكلى. الفوة تنقي الكلى حَتَّى إِنَّهَا تحرّك بولاً دموياً. بولس: أصل الفارنيا مَتى شرب مِنْهُ قدر لوزة وَهُوَ منخول بحريرة بِمَاء الْعَسَل نقى الكلى. حب الصنوبر مَتى شرب مِنْهُ نفع بزر القثاء نفع من قُرُوح الكلى. حب الصنوبر الْكِبَار جلاء للخلط الغليظ والقيح فِي الكلى. ابْن ماسويه: القردمانا مَتى شرب بِخَمْر نفع من وجع الكلى. الكثيراء مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم بميبختج نفع من أوجاع. قصب الذريرة مَتى جعل

الأعضاء الآلمة

الشل ببزر الكرفس نفع من وجع الكلى. لحم الْقُنْفُذ الْبري مَتى شرب نفع من أوجاع. الرازيانج بقله وبزره نافعان لوجع الكلى وَقَالَ الرازيانج يفتح سدد الكلى. ابْن ماسويه: التِّين الْيَابِس جيد للكلى وَيخرج أَصْحَاب وجع الكلى زبلاً كثيرا بِقُوَّة جلائه. فِي كتاب الْغذَاء: إِنَّه يلطف وينقي الكليتين. الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم نفع من وجع الكلى. وَقَالَ: الغاريقون يفتح سدد الكلى. بديغورس: خاصته من وجع الكلى مَتى طبخت الملوخيا بدهن ورد وضمد بهَا الورم الْحَادِث فِي الكلى نفع. ابْن ماسويه فِي الْكَمَال والتمام: الْأَدْوِيَة الَّتِي تنقي الكليتين: بزر الكوفس بزر الرازيانج بزر الجزر الْبري بزر الكرفس الْجبلي الأسارون فقاح الاذخر النانخة والكاشم انيسون ساساليون وَج هَذِه أجمع أَن شرب من كل وَاحِد مِنْهَا دِرْهَمَانِ بعد حلهَا بِمَاء الفجل وبماء الكرفس أَو الرازيانج أَو مَاء الحمص الْأسود فتحت السدد الْعَارِضَة فِي الكلى وينفع الكلى فِي وَقت هيجان الْعلَّة مِمَّا قد ذكرنَا فِي بَاب المثانة قَالَ: وجع الكلى يمْنَع من هضم الطَّعَام. أركاغانيس فِي أوجاع الكلى: إِنَّه يَضرهَا الْمَشْي الْكثير وَالرُّكُوب وَالْمَاء الْبَارِد والأطعمة الغليظة وَالشرَاب الصّرْف قَالَ: والعدس المقشر ينقي الكلى. للورم فِي الكلى من التَّذْكِرَة: الحقن بِاللَّبنِ الحليب مَعَ شَحم بط. فِي حِيلَة الْبُرْء: مَتى ابْتَدَأَ بالكلى ورم فافصد الْعُرُوق الَّتِي فِي مابض الرّكْبَة فَإِن لم يظْهر فالصافن. هَاهُنَا أَيْضا التحجر يسْرع إِلَى الكلى وخاصة إِن كَانَ بهَا ورم حَار ثمَّ اسْتعْمل صَاحبه الْأَطْعِمَة اللزجة وَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الجلاءة والقطاعة قَالَ: وعلاجها عسر وَبَعضهَا علل لاتبرأ الْبَتَّةَ. فِي التَّدْبِير المسمن: يَنْبَغِي أنة تسْأَل صَاحبه هَل يجد مس ثقل فِي بَطْنه فَإِن وجد ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَوَلَّد فِي كلاه حَصَاة هَكَذَا يجب أَن يتَعَاهَد من يُرِيد أَن تحفظ عَلَيْهِ صِحَّته فِي كلاه فَإِن وجدت ذَلِك فأعطه من سَاعَته الْأَدْوِيَة القاطعة الملطفة قبل الطَّعَام ولطف تَدْبيره حَتَّى يذهب ذَلِك. فِي حفظ الصِّحَّة: إِن شدَّة برد الْأَشْيَاء الَّتِي ينَام) عَلَيْهَا ويفترش تضر بالكلى. فليغريوس: يعرض لأوجاع الكلى وجع فِي الظّهْر والورك والقطن وَثقل وَرُبمَا عرض غشى واسر وَيكون بَوْله رملياً أَو دموياً وَرُبمَا عرض لَهُ مَعَه حمى ودوار وتتابع الْقَيْء. 3 - (الْأَعْضَاء الآلمة) إِذا عرض مَعَ وجع الْقطن ثقل والتهاب وعطش وَحمى فَذَلِك فِي الكلى ورم حَار وَمَتى كَانَ ثقل وتمدد فَقَط فَهُوَ خلط بلغمي فِي الكلى وَمِنْه يكون وجع الكلى كَأَنَّهُ شَيْء يثقب بمثقب وَيكون مَعَه حصر الْبَوْل وَبَوْل رمل وحصى يخرج وَرمل وَدم وَالْفرق بَين الْحَصَى فِي الكلى ووجع القولنج أَنه لايظهر فِي القولنج رمل وَلَا دم فِي الْبَوْل وَلَا عسر وَلَيْسَ فِيهِ نفخة وَلَا تمدد الْبَطن وَلَا يتقدمه عدم الشَّهْوَة والهضم وَلَا يكون

الوجع وَلَيْسَ مَعَه مغص وَلَا تخم وَلَيْسَ مَعَه غشى دَائِم من غير قيء كَمَا مَعَ القولنج وَلَا يكون فِيهِ الرجيع منتفخاً وَقد يعرض مَعَ وجع القولنج والكلى جَمِيعًا قلَّة الِاسْتِمْرَار والغثيان وَبطلَان الشَّهْوَة إِلَّا أَنه إِن كَانَت الْعلَّة فِي المعي الْمُسَمّى قولن كَانَ الوجع يتمدد وَيَأْخُذ موضعا أكبر وَمَعَهُ احتباس الْبَطن ورياح كَثِيرَة وأخلاط بلغمية وَمَعَ وجع الكلى اسر وَرمل فِي الْبَوْل. فِي القوى الطبيعية: النَّاس يعْملُونَ إِذا عسر بَوْلهمْ وَاحْتبسَ الْبَتَّةَ مَعَ وجع الكلى وَبَوْل وَرمل إِن كلاهم فِيهَا خَاصَّة عِلّة. الْيَهُودِيّ: يطْبخ ورق الْخَبَّازِي الْبري وَيجْعَل فِي طبيخه سمن وَعسل ويسقى مِنْهُ شَيْء كثير فِي نوبَة وجع الكلى فَإِنَّهُ يزلق الْحَصَى ويدر الْبَوْل وينفع عسر الْبَوْل والقولنج. لى المزلقات لَهَا فِي نوبَة الوجع عمل وَلَا يُمكن أَن يسْتَعْمل فِي ذَلِك الْوَقْت غَيرهَا من دَاخل والتمريخ والآبزن من خَارج. الْيَهُودِيّ: صَاحب وجع الكلى يسهله يسير الْأَدْوِيَة المسهلة وَصَاحب القولنج لَا يسهله وَلَا الْأَدْوِيَة القوية وتضره الحقن والقولنج يَنْفَعهُ ذَلِك وَصَاحب وجع الكلى يُصِيبهُ فِي ابْتِدَاء وَجَعه عسر الْبَوْل والألم فِي الفقار ويخف وَجَعه فِي آخر الْأَمر وَصَاحب القولنج وَجَعه فِي مقدم الْبَطن وَلَا يخف إِلَّا بانحدار الْبَطن أَو خُرُوج الرِّيَاح ووجع الْحَصَى مُدَّة زَمَانه أَكثر من وجع القولنج ووجع الكلى لَازم والقولنج منتقل وَقد يعرض فِي الكلى الدُّبَيْلَة كَمَا تعرض فِي سَائِر الأحشاء وَيكون مَعَه حمى برد فَمر صَاحب ذَلِك إِذا أردْت أَن تعرفه بِالنَّوْمِ على أحد جَنْبَيْهِ وَانْظُر هَل يجد ثقل شَيْء مُعَلّق فِي شقَّه الْأَعْلَى ثمَّ لينم على الْجَانِب الآخر فَإِن لم يجد ثقلاً) فَلَيْسَتْ بِهِ دبيلة وَمَتى وجد الثّقل ثمَّ خف الثّقل وَوجد حكة فِي مجْرى الْبَوْل فقد انفجرت وَيتبع ذَلِك بَوْل الْمدَّة فبادر بتنقية الكلى مِمَّا فِيهَا. وَيفرق بَين خُرُوج الدَّم من ثقب عرق فِي الكلى وَغير ذَلِك مِمَّا لَيْسَ من أجل خراج أَن يَجِيء دم صرف صَاف كثير ضَرْبَة غير مختلط بالثقل وَلَا يكون مَعَه حمى وَلَا برد الْأَطْرَاف وَفِي الَّذِي يَجِيء من خَارج يخرج مَعَ الدَّم قيح وَيكون مَعَه حمى وَبرد الْأَطْرَاف وَيخرج مَعَ الْبَوْل قطع لحم صغَار وَقد يخرج الدَّم مِنْهَا من ضعف قَالَ: وَقد يُصِيب الْإِنْسَان من قلَّة شَحم الكلى ضعف الْبَصَر والصداع وَقلة إمْسَاك الْبَوْل وَضعف الْجِمَاع وَبرد الْأَطْرَاف والقطن فليحقن بدهن الكلى فَإِن لَهُ خَاصَّة فِي ذَلِك لَا تُوجد لغيره فِي تسمين الكلى وَيزِيد فِي الباه زِيَادَة كَثِيرَة ويحقن بِهِ ليَالِي كَثِيرَة مَعَ دهن لوز مر وَسمن بقر وَقد يكون ذهَاب شَحم الكلى من حرارة فَإِن عرضت فليسق لَبَنًا حليباً بسكر طبرزد واحقن بِمَاء شعير ودهن القرع ليَالِي مُتَوَالِيَة. وَإِن كَانَ فِي الكلى ريح غَلِيظَة فاحقن بدهن البزور واسق للدبيلة قبل أَن تنخرق

دهن لوز حُلْو جُزْء ودهن لوز مر سدس جُزْء مِنْهُمَا جَمِيعًا ثَلَاثَة دَرَاهِم بطبيخ الحلبة ومخيطاً وتيناً فَإِن كَانَ مَعَ حرارة كَثِيرَة وورم يعسر مَعَه الْبَوْل فَاسق من الخيارشنبر أَرْبَعَة مَثَاقِيل أدفه بِأَرْبَع أَوَاقٍ من مَاء عِنَب الثَّعْلَب ودرهمين من دهن لوز حُلْو وَنصف دِرْهَم من دهن لوز مر وَافْعل ذَلِك أَيَّامًا وضمد الفقار بكرنب مسلوق وخطمى وشيرج فَإِذا انفجر فَاسق مَا يدر الْبَوْل من البزور الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ حَتَّى يذهب المَاء واحقن بِاللَّبنِ أَيْضا. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فبالحقن اللينة والكمادات اللينة وَالْحمام والآبزن والتمريخ بالأدهان والأطعمة اللينة الْخَفِيفَة نافعة لأَصْحَاب الكلى الوجعة. الْمَوْت السَّرِيع: من انخرقت كلاه مَاتَ. ابيذيميا قَالَ: أَشد ماتكون أوجاع الكلى عِنْد التملي من الطَّعَام وامتلاء الأمعاء من الثّقل. ورم الكلى إِذا كَانَ لمزاحمة الأمعاء انحل بالفصد على الْمَكَان وَكَذَلِكَ بالأضمدة وينفعهم الْقَيْء وتسكن أوجاعهم وهم يتقيؤن فِي أول الْأَمر بلغماً ويتقيؤن إِذا دَامَت بهم الْحمى والسهر والامتناع من الطَّعَام والوجع الَّذِي يعرض فِي الرجلَيْن والخدر من أوجاع الكلى لِأَن بَين الرجل والكلى بالعرق الأجوف وبالعرق الضَّارِب الْأَعْظَم مُشَاركَة وَذَلِكَ أَنه يتشعب من هذَيْن العرقين شعبتان إِلَى الكلى ثمَّ تتشعب شعبًا صغَارًا فَتَصِير إِلَى الْقطن ثمَّ تَنْقَسِم بَاقِي هذَيْن العرقين على قسمَيْنِ فَيصير كل وَاحِد إِلَى رجل وَاحِدَة. قَالَ: وَمَا يعم نَفعه لجميعهم الرياضة وَترك التملي) من الطَّعَام. وَمن كَانَ قد أزمن بِهِ هَذَا الوجع وَكَانَ سقى الخربق وَمن كَانَ دَمه كثيرا أفصد أَولا ثمَّ اثن بِسَائِر العلاج وتفصد الصَّافِن أَو من مابض الرّكْبَة ودرور الْبَوْل نَافِع لَهُم جدا. وَيجب إِذا عزمت على سقِِي الخربق أَن تتقدم فتلطف الأخلاط فتهيها للقيء وتلين الْجِسْم لِأَنَّهُ إِن لم تلطف الأخلاط لم يُؤمن مَعَ الخربق التشنج وانصداع الْعُرُوق لقُوَّة الخربق وَشدَّة تمديده وَهَذَا علاج الاحتراس من تولد الْحَصَاة فِي الكلى. ابيذيميا: الدوالي تسقى من أوجاع الكلى. أبقراط: لم أر أحدا مِمَّن جَاوز الْخمسين سنة برِئ من عِلّة الكلى إِذا كَانَت. جَوَامِع النبض الصَّغِير: يتبع ورم الكلى إِن قل عسر الْبَوْل وَإِن أفرط احتباسه الْبَتَّةَ. من تقدمة الْمعرفَة: الأوجاع الَّتِي فِي الْقطن مَعَ حمى فَإِنَّهَا مَتى ارْتَفَعت إِلَى فَوق نَاحيَة الْحجاب أحدثت اخْتِلَاط عقل فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك دَلِيل ردئ مَاتَ العليل وَإِن كَانَت الدَّلَائِل محمودة فليقو رجاؤك فَإِن ذَلِك الوجع سيذهب. لى هَذَا خراج فِي مَوضِع الكلى والدلائل المحمودة والردئة الَّتِي تؤحذ هَاهُنَا من هَذَا الْموضع. الْفُصُول: مَتى حدث فِي الكلى ورم حَار كَانَ فِي أَجْزَائِهَا اللحمية كَانَ الوجع ثقيلاً يَعْنِي أَنه يحس صَاحبه مَعَ الوجع شَيْئا ثقيلاً وَمَتى كَانَت الْعلَّة إِنَّمَا هِيَ فِي الغشاء الْمُحِيط بالكلى والتجويف الَّذِي فِيهَا وعروقها الضوارب وبباب مجْرى الْبَوْل كَانَ الوجع حاداً. الْعِلَل الَّتِي تكون فِي الكلى والمثانة يعسر برؤها فِي الْمَشَايِخ. القروح الْحَادِثَة فِي هَذِه الْمَوَاضِع لَا تندمل لِأَنَّهُ يمر فِيهَا فضول حادة تهيجها وَلَا

تدعها تندمل وَهُوَ فِي الْمَشَايِخ أعْسر لضعف الْأَفْعَال الطبيعية فيهم. من كَانَت بِهِ علل فِي الكلى وَعرضت لَهُ الْأَعْرَاض الَّتِي يَقع دَمهَا فِي الْبَوْل إِن حدث بِهِ وجع فِي صلبه فَإِن بِهِ فِي كلاه دبيلة تُرِيدُ الانفجار إِلَى خَارج وَإِلَيْهِ تنفجر وَإِن كَانَ الوجع فِي الْمَوَاضِع الدَّاخِلَة فَإلَى دَاخل تنفجر وَقد تعرض أوجاع فِي الْقطن وَيكون الْخراج فِي العضل الَّذِي فَوق الخرز الَّذِي عِنْد الكلى وَإِذا كَانَ ذَلِك لم تكن عَلَامَات دَالَّة على خراج الكلى. الميامر: قَالَ رجل يوثق بِهِ: إِنَّه يُؤْخَذ قصبان الكرنب فتعصر وَيشْرب من ذَلِك المَاء على الرِّيق قوانوسين وينثر عَلَيْهِ شَيْء من ملح تِسْعَة أَيَّام فَإِنَّهُ يبلغ فِي شِفَاء علل الكلى غَايَة الْبلُوغ. من كتاب ينْسب إِلَى أرسطاطاليس فِي الْمسَائِل الطبيعية: كَثْرَة الْبَوْل يضعف الكلى لِأَنَّهُ يفرغ) شحمها ورطوبتها الْخَاصَّة وَكَذَلِكَ كَثْرَة الْجِمَاع لروفس قَالَ: فِي الكلى تضعف عِنْد الشيخوخة الْهَرم وَمن ركُوب الْخَيل بَغْتَة من غير عَادَة وَمن ضَرْبَة تعرض للصلب والتعب الشَّديد وانتصاب طَوِيل للشمس وَالسّفر الْبعيد فَفِي هَذِه الْأَحْوَال تقبل قوى الجاذبية للبول وَقد ينحدر فِي هَذِه الْأَحْوَال شَيْء من رطوبات دموية فَرُبمَا كَانَت سَببا للتقرح. الْأَعْضَاء الألمة: مَتى ابْتَدَأَ وجع فِي الكلى دفْعَة فَإِنَّهُ يكون لحصاة ذَات قدر إِمَّا فِي بطُون الكلى وَإِمَّا فِي مجاري الْبَوْل وَعند الوجع يشبه وجع القولنج ويفصل بَينهمَا لِكَثْرَة التهوع وشدته وَإِن الَّذِي يخرج بالقيء شَيْء بلغمي وَمَعَهُ مرّة وجزء من الطَّعَام الَّذِي أكل وَقد يفرق بَينهمَا أَيْضا بالموضع إِذا كَانَ وجع القولنح عَالِيا وَأما إِذا كَانَ سافلاً فَلَا وَأَيْضًا فَإِن وجع الكلى مرتكز ووجع القولنج يَمْتَد إِلَى مَسَافَة أبعد وَيَأْخُذ من الْبَطن موضعا أكبر وَلَا يخرج من العليل ريح فضلا عَن سواهُ فَإِن خرج مَعَ الْبَوْل رمل أَو حَصى فَلم يبْق فِي الْأَمر شَيْء من الْبَحْث. وَكثير من النَّاس مَتى اعتل هَذِه الْعلَّة أحس بوجع يسير فِي أول الْأَمر مرّة إِلَى جَانب الْعَانَة وَلَا يَكُونُوا بعد قد بالوا بولاً رملياً وَمن أَصَابَهُ ذَلِك فَإِنِّي أسقيه دَوَاء يفت الْحَصَى فِي الكلى فاجمع لذَلِك أَن تعرف الْعلَّة تعرفاً صَحِيحا ولتكن مداواته بالرفق واللين وَذَلِكَ إِذا وجدت بعد الدَّوَاء رملية فِي الْبَوْل علمت أَن الْعلَّة فِي الكلى وسقيته فِيمَا تقدم من تِلْكَ الْأَدْوِيَة بِأَعْيَانِهَا وَإِذا كَانَ علمك قد تقدم فَإِن الكلى عليلة فَرَأَيْت العليل يُصِيبهُ وجع مَعَه نافض مُخْتَلف فِيمَا بَين فترات وَعم مَعَ ذَلِك حميات لَا يجْرِي أمرهَا على نظام فابطحه على بَطْنه وسله هَل يجد مس شَيْء من الثّقل مُعَلّقا من بَطْنه واقلبه أَيْضا على جنبه مرّة مرّة وسله هَل يجد ثقلاً مُعَلّقا فِي الْجَانِب الْأَعْلَى فَإِنَّهُ إِن كَانَ فَاعْلَم أَن خراجاً فِي ذَلِك الْموضع وَإِذا نضج هَذَا الْخراج وبال قَيْحا استراح من ذَلِك الوجع إِلَّا أَن الكلى تكون على وَجل من تِلْكَ القرحة وَلذَلِك يجب أَن تعرض وتجتهد فِي خَتمهَا وإدمالها لِأَنَّهَا إِن لم تدمل صَارَت عسرة الْبُرْء عسراً كثيرا جدا والعلامات الدَّالَّة على أَن القرحة بَاقِيَة هُوَ مَا خرج مَعَ الْبَوْل من الْقَيْح ودام الوجع وَفِي الْحِين يخرج مِنْهُم قشر قرحَة وَقد يخرج دم أَيْضا وَإِذا

خرج الدَّم فَهُوَ يدل على أَن القرحة متأكل. قَالَ: وَقد ينخرق فِي بعض الْأَوْقَات عرق فِي الكلى من أجل كَثْرَة الدَّم أَو من أجل سقطة أَو ضَرْبَة فيبول العليل دَمًا كثيرا وَرُبمَا انْفَتح فِيهَا عرق وَأما قُرُوح الكليتين فأصح علاماتها حبيبات لحم صغَار خرج فِي الْبَوْل وَهِي أَجزَاء من جَوْهَر الكلى خُرُوجهَا من القرحة نَفسهَا من كَثْرَة التآكل وَأما الْأَجْسَام السليخة) بطاقات الشّعْر فَإنَّا قد رأيناها وَأَنا أرى أَن الْأَقْرَب من الْإِقْنَاع أَن يتَوَلَّد هَذِه فِي جَوف الْعُرُوق على نَحْو تولد الْعرق الْمدنِي وَهَذِه الشعرات تكون عَن خلط غليظ لزج يجمد بالسخونة فِي جَوف الْعُرُوق. قَالَ: وَقد شفيتها بالأدوية الَّتِي تدر الْبَوْل. قَالَ: وَلست أفهم الْعلَّة فِي طولهَا. قَالَ: وَجَمِيع من عرض لَهُ هَذَا الْعَارِض لم يعرض لَهُ مَكْرُوه فِي الكلى وَلَا بعد فَإِن شربوا الْأَدْوِيَة المدرة للبول برؤا وَلم ينلهم شَيْء من الْمَكْرُوه فِي كلاهم وَلَا مثاناتهم وَلَا رَأَيْت الَّذين يستفرغ مِنْهُم الْقَيْح الْكثير بالبول إِذا كَانَ ذَلِك يَجِيء من فَوق الكلى أضرّ بِشَيْء من آلَات الْبَوْل كَمَا أَنه لَا يضر الإستفراغ الْكَائِن عَن الكبد بالأمعاء على أَنه قد تكون أَشْيَاء رَدِيئَة حادة فِي بعض الْأَوْقَات وكما أَن المرار إِذا مر بالأمعاء مُدَّة سحجها كَذَلِك الْبَوْل الحاد إِذا مر وقتا طَويلا بِهَذِهِ أحدث فِيهَا قرحَة. قَالَ: 3 (من علل الكلى) عِلّة يَبُول صَاحبهَا بولاً منتناً بمائية الدَّم المغسول اللَّحْم الطري كَمَا قلت فِي عِلّة الكبد إِلَّا أَنه أَكثر مِنْهُ فِي ذَلِك قَالَ: وَهَذِه تعرض بِسَبَب ضعف الكلى فِي قوتها الماسكة كَمَا يعرض ذَلِك من أجل ضعف الكبد ويعرض أَيْضا لاتساع أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تصفي الْبَوْل من الْعرق الأجوف. لى نحتاج أَن نقُول: تعرض فِي الكلى والمثانة مِمَّا يشْتَرك القَوْل فِيهِ كَيْت وَكَيْت. سرابيون: إِذا كَانَ فِي الكلى ورم فِي لَحمهَا نَفسه كَانَ مِنْهُ وجع ثقيل تحس بِهِ فِي الْمَوَاضِع الخالية وَإِن كَانَ فِي الغشاء الْمُحِيط بهَا كَانَ مِنْهُ وجع ناخس وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي تجويفه أَو مجْرى الْبَوْل فَإِنَّهُ يحدث فِي ورم هَذِه وجع حاد لَا يَسْتَطِيع العليل أَن ينصب قامته وَلَا ينْهض فَإِن عرضت لَهُ عطة أَو شعلة صَاح من شدَّة النخس وَلَا يَسْتَطِيع النّوم على بَطْنه فِي ورم الكلى وَغَيره مِمَّا ذَكرْنَاهُ بل يجب أَن ينَام على الْقَنَاة لِأَن الْأَعْضَاء الوارمة تكون مُسْتَقِرَّة فَإِذا نَام على الْبَطن كَانَت مُتَعَلقَة ووجع الكلى يَمْتَد مرّة إِلَى الكبد ومة إِلَى الثنة والمثانة حَتَّى أَنه رُبمَا بلغ الإحليل وَإِن كَانَ الورم فِي الْكُلية الْيُمْنَى فَإِن الوجع يكون فِي نَاحيَة الكبد لِأَنَّهَا أرفع من الْيُسْرَى وَهِي تماس الكبد وَإِن ورمت الْيُسْرَى كَانَ الوجع إِلَى أَسْفَل والأعضاء السُّفْلى أميل وَإِن ورمتا جَمِيعًا ورمت لورمها جَمِيع المثانة وامتد الوجع إِلَى الإحليل وتألم مَعَه الْأَوْرَاك وتبرد الْأَطْرَاف وخاصة من الرجل وَيكون الْبَوْل فِي الِابْتِدَاء مائياً ثمَّ يحمر بِآخِرهِ لِأَن الصلابة تسرع إِلَى أورام الكلى) فَمِنْهَا مَا لَا يبرأ

الْبَتَّةَ بل تطول مدَّته حَتَّى ينتهك الْجِسْم وتدق الْأَوْرَاك وتبرد الْأَطْرَاف وتهزل وتذوب الإلية وتضعف السَّاق جدا هَذَا إِذا ثَبت الورم وَلم يجمع فَإِن هُوَ جمع فَإنَّا نذْكر أخيراً وَأما الأورام الْحَادِثَة فِي المثانة فَإِنَّهُ يكون مَعهَا ورم فِي الْعَانَة والدرور وانتفاخ الثنة وتلهب شَدِيد وقيء مري وعسر الْبَوْل والربو وعطش قوي وتبرد الْأَطْرَاف وَلَا تسخن إِلَّا بِجهْد وَقد يعرض للشباب والغلمان وَقت نَبَات الْعَانَة وَقَبله بِقَلِيل وَيكون مَعَ ورم المثانة حمى وصداع وسهر وَحُمرَة الْعين وَالْوَجْه والشخوص والتأذي بِكُل حريف غذَاء كَانَ أَو دَوَاء وَكَذَلِكَ فِي الكلى فِي جَمِيع الْمَادَّة فِي الكلى فِي هَذِه النواحي وتعرف ذَلِك من انتفاخ الْمَوَاضِع الخالية وأوجاع فِي الْقطن وَإِذا اضْطجع العليل على جَانب أحس فِي الْجَانِب الْأَلَم بثقل مُعَلّق مِنْهُ وَيكون مَعَ ذَلِك حمى مختلطة لَا نظام لَهَا ونافض وتلهب شَدِيد بعده وَبَوْل نَارِي فَإِذا انفجرت الْمدَّة نقصت هَذِه الْأَعْرَاض وخاصة إِن كَانَ حَال الْخراج حَالا حميدا وَيعرف حَمده ورداءته من أَن تكون الْمدَّة بَيْضَاء نقية متوسطة فِي الرقة والغلظة غير مُنْتِنَة فَإِذا كَانَ ميل الْمدَّة إِلَى المثانة فَهُوَ أَجود وَإِن كَانَ نَحْو الأمعاء فَهُوَ أردى وأشر من هَذِه أَن تلبث الْمدَّة فِي الكلى فَلَا تنْحَل عَنْهَا وَيحْتَاج أَن يعان ببط أَو كي فاحتل بِكُل حِيلَة إِن كَانَ الْخراج لَيْسَ بِموضع أَن ينْحل بِأَن تنضجه بالتكميد الدَّائِم والأضمدة المتخذة من دَقِيق الْحِنْطَة والتين بِمَاء الْعَسَل وَمَتى احتجت تقويته فاخلط فِيهِ أصُول السوسن والمازريون واسق من دَاخل الْأَدْوِيَة الحارة المدرة للبول كالوج وَحب الْفَقْد فَإِن هَذِه تعين على النضج وتنقى هَذِه الْأَعْضَاء بالبول فَإِن لم تدر المدرة فِي الْبَوْل وَاسْتعْمل الحقن الحارة وَلَا تفتر عَن التكميد والضماد فَإِن كَانَ مَعَ هَذَا تلهب فَلَا تسْتَعْمل الحارة بل اللينة مِنْهَا وَكَذَلِكَ فِي الحقن فَاسْتعْمل اللَّبن وَمَاء الشّعير والبزور والآبزن فَإِن بقيت الْمدَّة فأسرع فِيهَا بِلَحْم الْجرْح فَإنَّك مَتى غفلت عَنهُ لم يبرأ الْبَتَّةَ. لى اسْقِهِ الطين الأرميني والرومي والكهرباء والأفيون والجلنار والصمغ وضمد بالقوابض وَاجعَل القوابض مجففاً ودع الشَّرَاب مَا أمكنك وحض على أَقَله فَإِن هَذَا تَدْبِير إلحام القرحة وَمَتى طبخت اللَّبن حَتَّى تفنى مائيته ثمَّ جعلت فِيهِ طيناً أرمينياً وَنَحْو ذَلِك وسقيته كَانَ جيدا وَإِن كَانَ فِي المثانة فزرق فِيهَا مَا تحْتَاج إِلَيْهِ. قَالَ: القروح فِي آلَات الْبَوْل إِمَّا فِي الكلى وَإِمَّا فِي مجاري الْبَوْل أَو فِي المثانة أَو الْقَضِيب ويلزمها بَوْل الدَّم والمدة وَإِن كَانَت فِي الكلى كَانَ الوجع من خلف فِي الْقطن وَإِن كَانَت فِي المثانة فَفِي) الثنة من قُدَّام وَإِن كَانَت فِي مجاري الْبَوْل أحس بالوجع فِي الْوسط وَإِن بَال العليل عسر الْبَوْل مَعَ ذَلِك وتقطيره فَإِن القرحة فِي المثانة وَإِمَّا فِي مجاري الْبَوْل وَإِذا جرى بسهولة فالقرحة فِي الكلى وَإِن كَانَ الْبَوْل غليظاً أَو متوسطاً فِي الغلظ وَإِن كَانَت القرحة فِي المثانة كَانَ الْبَوْل منتناً وَكَانَت فِيهِ قشور وَإِن كَانَ فِي المجاري كَانَت

علاج القروح

القشور وَلم يكن النتن وَإِذا كَانَت القرحة فِي المثانة كَانَ الوجع أَشد حسا أَو فِي الكلى يكون الوجع أقل لِأَن حسها ضَعِيف ومجاري الْبَوْل متوسطة والأوجاع فِي المثانة لَهَا قُوَّة شَدِيدَة وتمدد. وَالَّتِي فِي الكلى لَيست لَهَا شدَّة وجع بل ثقل وأوجاع مجاري الْبَوْل تشبه أوجاع المثانة والأوجاع الْحَادِثَة فِي هَذِه أجمع إِذا كَانَت متقرحة فَهِيَ أقل مِنْهَا إِذا كَانَت وارمة لم تنضج وَإِذا كَانَ بَوْل الدَّم بعد ضَرْبَة فَلَا تشك أَنَّك أصبت السَّبَب وَهُوَ انصداع عرق وَحِينَئِذٍ تعلم مَوْضِعه بِكَثْرَة الدَّم فَإِنَّهُ إِن كَانَ كثيرا دلّ على أَنه فِي الْأَعْضَاء الْعلي ويحس الوجع أَيْضا فِي مَوضِع الضَّرْبَة وَمَتى كَانَت الْمدَّة شَدِيدَة الِاخْتِلَاط مَعَ الْبَوْل جدا فَإِن ذَلِك إِمَّا أَن يكون مِمَّا فَوق الكلى فَإِن جرت الْمدَّة بِلَا بَوْل فَإِن القرحة إِمَّا فِي الْقَضِيب وَإِمَّا بِالْقربِ فَهُوَ فِي المثانة وَانْظُر حِينَئِذٍ فِي مَوضِع الوجع وقروح الكلى تَبرأ بِسُرْعَة بِالْإِضَافَة إِلَى قُرُوح المثانة لِأَنَّهَا لحمية والمثانة عصبية وَلِأَن المثانة يقرعها الْبَوْل خلاف قرعه للكلى لِأَنَّهُ يجمع إِلَى الكلى قَلِيلا قَلِيلا وَلَيْسَ بعد بفاسد حريف. 3 - (علاج القروح) فِي هَذِه: الْوَاجِب تنقية القرحة أَولا بالأدوية الَّتِي تدر الْبَوْل وتنقي الْمدَّة والقيح كَمَاء الْعَسَل والبزور ثمَّ تعود بعد ذَلِك إِلَى الْأَدْوِيَة القابضة. وَإِن كَانَت الْمدَّة أعْسر احتجت إِلَى أصل السوسن مغلي بِمَاء الْعَسَل وبطراساليون وفراسيون وزوفا وَدون هَذِه طبيخ عابجون مَعَ مَاء الْعَسَل وَاسْتِعْمَال الأضمدة من خَارج بِمَا يمْنَع العفن ويوسع القرحة كدقيق الكرسنة مطبوخاً بِالشرابِ أَو تَأْخُذ وردا يَابسا وعدساً وَحب الآس فضمد بِهِ فَإِن هَذِه تمنع من عفن القرحة وتوسعها فَإِذا نقيت فَعَلَيْك بالقابضة المغرية والنضوج وَاجعَل الْغذَاء لُحُوم الطُّيُور الجبلية إِن أكل ذَلِك لضَعْفه والأجود أَلا يَأْكُل ذَلِك إِن احْتمل وَإِيَّاك السمين والأمراق بل اللَّحْم المهزول الْأَحْمَر شداً واعط الأحساء المدرة للبول مثل الحساء الَّتِي يتَّخذ من مَاء الشّعير وَالسكر وشحم الدَّجَاج فَإِن هَذِه تنقى وتسكن الوجع واللذع والحرقة فَإِن كَانَ الَّذِي يبرز من القرحة منتناً لذاعاً أسود والعليل قَلِيل الِاحْتِمَال لَهُ فَذَلِك دَلِيل على رداءة القرحة فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يحْتَاج إِلَى مَا ينقى ويجفف بِقُوَّة لِئَلَّا يتأكل فأعطه كرسنة مَعَ شراب حُلْو وضمد بدقيق الكرسنة مطبوخاً بشراب واحقنه أَيْضا بِهَذِهِ وَإِذا أردْت إدمال الْقرح فمل إِلَى القابضة وَاجعَل شرابهم رب الحصرم وأعطهم لحية التيس والطين الْمَخْتُوم والأرميني واخلط بهَا مَا يغري كَا لنشا والكثيراء وَبَعض البزور كبزر الْبِطِّيخ وبزر الكرفس أَيْضا كي يصل ويغوص وقشور اليبروج والأفيون وبزر البنج جيد لهَؤُلَاء خَاصَّة إِن كَانَت مَادَّة هُوَ ذَا ينصب إِلَى القروح أَو كَانَ الوجع شَدِيدا واخلط بهَا بعض الْأَدْوِيَة الحارة المدرة للبول لكَي ينبعث سَرِيعا بسهولة إِلَى مَوضِع الْأَلَم كبزر الكرفس الْجبلي وَغَيرهَا وَمن أفاضل هَذِه الْأَدْوِيَة أَقْرَاص الكاكنج وَهَذَا الدَّوَاء: بزر بطيخ بزر خِيَار بزر قرع حُلْو مقشر وخشخاش وصمغ اللوز ونشا وكثيراء وبزر الخطمى وبزر الرجلة وبزر الخبازى وَلَك مغسول

وراوند صيني خَمْسَة خَمْسَة طين مختوم عشرَة لب الصنوبر الْكِبَار المقشر وبزر الكاكنج الْجبلي ثَلَاثَة عصارة السوس وسكر طبرزه وبزر قطونا عشرُون عشرُون الشربة خَمْسَة دَرَاهِم بجلاب أَو ميبختج وَأفضل مَا يشرب لبن الأتن وَإِن كَانَت القروح فِي الإحليل والمثانة فاحقنه بِمَاء لِسَان الْحمل ودهن بنفسج أَو شياف أَبيض وَلبن جَارِيَة أَو دَقِيق ببياض الْبيض ومرهم الأسفيذاج أَو احقنه بشاذنة واسفيذاج ومرتك ومرفا ونورة مغسولة أَيهَا شِئْت وَإِن كَانَت رَدِيئَة عفنة فاحقنه بأقراص قرطاس المحرق فَإِذا تنقى فعد إِلَى القابضة) المغرية. وَمَتى انْبَعَثَ من المثانة دم فاحقنه بطبيخ السلق والورد وَمَاء الرجلة والطين الْمَخْتُوم وطراثيث وَنَحْو ذَلِك بِمَا يلزق ويلحم الْجرْح سَرِيعا وَاجعَل مَعَه أفيوناً وَأَجْلسهُ فِي طبيخ جوز السرو والعفص وَنَحْوهَا وضمد الثنة بِمثل هَذِه أَو خُذ جلناراً وقاقياً فاسحقه بِمَاء صمغ واطل الثنة والدرادر وَأعد عَلَيْهِ الطلي مَرَّات حَتَّى يقوى ويخف عَنهُ فَإِنَّهُ نَافِع جدا فَإِن احْتَاجَ إِلَى استفراغ فاجعله بالقيء لَا بالإسهال لَكِن اجْعَل أغذيتهم بِمَا يلين الطبيعة فَقَط وأظن أَن اسْتِعْمَال الْقَيْء دَائِما لَا يحْتَاج مَعَه شَيْء آخر فِي علاج قُرُوح الكلى وأوجاعها وَاحْذَرْ الحركات القوية فَإِنَّهَا تمنع اندمال القروح وَاحْذَرْ الْحمام جدا فَإِنَّهُ ضار لأوجاع الكليتين وقروحها وَإِذا سكنت عَنْهُم الْحمى فأعطهم حينئذٍ لحم الدَّجَاج والجداء وأعطهم الفستق واللوز وَاحْذَرْ التِّين فَإِنَّهُ رَدِيء للقروح فِي هَذِه الْأَعْضَاء وأعطهم السفرجل والزعرور وَهَذِه جملَة قُرُوح أَعْضَاء الْبَوْل. قَالَ: لَيْسَ أشرف مِمَّا عولج بِهِ القروح فِي أَعْضَاء الْبَوْل وأظهرها نفعا كاللبن الرَّقِيق وَمثل لبن الماعز وَلبن الأتن فَإِن هَذِه تنقي الْبَوْل تنقية كَامِلَة ويسهل اندماله ويعدل الفضول المنصبة إِلَيْهَا وَإِن كَانَ الْجِسْم مَعَ ذَلِك مُحْتَاجا إِلَى تغذية وتسمين فَاسق لبن الْبَقر فَإِنَّهُ مَعَ تسكين الحدة يعدل ويخصب وينعش العليل فَإِذا سقيت اللَّبن فَلَا تعد دون أَن ينهضم وَلَا تسق إِلَّا والجسم نقي وَيكون من أَربع أَوَاقٍ إِلَى تسع أَكْثَره وصير مَعَه حينا من البزور مَا ينقي وحيناً مَا يدر وَاجعَل مَعَه الْأَشْيَاء الملطفة لتوصله كالكرفس وَنَحْوه وَمَتى أَبْطَأَ اللَّبن فِي الْمعدة فَاجْعَلْ مَعَه شَيْئا من ملح. 3 (الورم الصلب فِي الكلى) مَتى حدث فِي الكلى ورم صلب متحجر لم يحدث مَعَه وجع بل يحس العليل كَأَن ثقلاً مُعَلّقا فِي قطنه وَيتبع ذَلِك ضعف السَّاق وخدر الورك وَيكون الْبَوْل قَلِيلا أَبيض من أجل شدَّة ضيق الأوعية وَيحدث لذَلِك استسقاء لِأَن مائية الدَّم ترجع إِلَى الْجِسْم فعالج هَؤُلَاءِ بالملينة والمحللة والتكميد والتمريخ والحقن الملينة والأدوية الساكنة المدرة للبول إدراراً سهلاً فَإِن بِهَذَا التَّدْبِير يُمكن أَن يتَخَلَّص من الإستسقاء. ابْن ماسويه: لبرد الكلى يحقن بدهن جوز أَو دهن البطم أَو دهن الإلية أَيهَا شِئْت الْأَدْوِيَة المقوية للمعدة تقَوِّي الكلى والمثانة مَتى ضمدت بِهِ. قَالَ: وَإِيَّاك وَحبس بَوْل الدَّم. لى هَذَا إِنَّمَا يحس فِي أول الْأَمر حَيْثُ تكون الْمَادَّة قَوِيَّة فَحِينَئِذٍ افصد وعالج لقطع

الْمَادَّة فَأَما إِذا قلت الْمَادَّة وَذهب الإبتداء فَاسْتعْمل القابضة. قَالَ: وَإِن حقنت صَاحب وجع المثانة بدهن الْخلّ سكن وَجَعه على الْمَكَان وَإِن حقنت بِهِ سكن وجع الكلى. روفس فِي كِتَابه لوجع الكلى: مِمَّا يسكن حرقة الْبَوْل: مرق الدَّجَاج السمين والحسو الفاتر بِاللَّبنِ وَاللَّبن نَفسه والبقلة اليمانية والسرمق والهليون والقرع والخس والسمك الصخري وَمَاء الشّعير. قَالَ: والتين رَدِيء لهَذِهِ الْعلَّة لِأَنَّهُ ينزل بولاً حريفاً حامضاً والكمون الَّذِي يشبه بزر الشونيز نَافِع جدا لمن يَبُول علق الدَّم. وَيجب أَن يشرب بعد بزر الكرفس الكارباء فَإِنَّهُ يقطع بَوْل الدَّم من الكلى. ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة الَّتِي تخرج الدَّم من الكلى والمثانة إِذا انتقدت شرب مِنْهَا مِثْقَال بِثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء الكرفس أَو قردمانا وزن مِثْقَال بِمَاء حَار أَو عود الفاوينا وزن دِرْهَمَيْنِ أَو حبه أَو عوده مَتى طبخ بِالْمَاءِ وَحب البلسان دِرْهَمَانِ وأظفار الطّيب بِمَاء حَار هُوَ مثل ذَلِك وانفحة الأرنب أَو كندر الْحمار أَو غاريقون أَو ساساليوس أَو مرَارَة السلحفات الْبَريَّة والزراوند الطَّوِيل زنة مِثْقَال وَمن الحلتيت نصف مِثْقَال وأطعمه مَاء حمص فَقَط. أركاغانيس إِن حدث بَوْل الدَّم من ضَرْبَة على الظّهْر فَذَلِك لِأَن عرقاً فِي الكلى تصدع فافصده أَولا وضمد الظّهْر بأدوية مبردة قَوِيَّة كأضمدة الْمعدة. الْعِلَل والأعراض: إِذا حدث الذوبان فِي الأخلاط مَالَتْ نَحْو الكلى فَإِن الْبَوْل يكون صديدياً. لى يتَقَدَّم هَذَا مايوجب ذوبان الأخلاط كالحميات المحرقة والتعب وَنَحْو ذَلِك.) الْأَعْضَاء الألمة: بَوْل الدَّم يكون إِمَّا لانتفاخ فَم عرق أَو تَأْكُله وَإِمَّا لخرق عرق وَإِمَّا لضعف الْمُغيرَة فِي الكلى. لى هَذَا إِذا كَانَ فِي الكلى ويستدل على التأكل بالمدة وقشور القرحة وعَلى الْخرق بِأَن يتقدمه ضَرْبَة وعَلى الانتفاخ فَإِنَّهُ لاوجع مَعَه. لى وَهَذَا قانون فِي المثانة وَنَفث الدَّم. مَجْهُول: إِذا كَانَت القرحة فِي مجاري الْبَوْل كَانَ الْقَيْح شَدِيد الِاخْتِلَاط بالبول وَكَانَ الوجع فَوق وَلم يَجِيء قيح إِلَّا مَعَ بَوْل وَإِذا كَانَت فِي المثانة كَانَ الوجع أَسْفَل وَكَانَ الِاخْتِلَاط دون ذَلِك وَإِذا كَانَ فِي الْقَضِيب جَاءَ الْقَيْح بعد الْبَوْل وَقبل أَوْقَات الْبَوْل. الْأَعْضَاء الألمة: الْخراج الَّذِي ينفجر ويبال مِنْهُ الْمدَّة إِن كَانَ فِي المثانة كَانَ الوجع فِيهَا وَخرج الْبَوْل لَا تخالطه الْمدَّة ورسب فِي أَسْفَله ثفل شَبيه بالصفائح وَإِن انفجر فِي الكلى كَانَ الوجع فِي الْقطن وَخرج مَعَه فتات من اللَّحْم وَإِن كَانَ الْخراج إِنَّمَا انفجر فِي الْجَانِب المحدب من الكبد كَانَ فِي الْجَانِب الْأَيْمن وجع قبل خُرُوج الْبَوْل المرى وَإِن انفجر فِي الصَّدْر وَلم يكن الْبَوْل كدراً وَقد تستفرغ الْمدَّة من الرئة فِي بعض الْأَوْقَات

وطريقها هُوَ الْعرق الضَّارِب الْأَعْظَم وَفِي بعض الْأَوْقَات بالبراز وَطَرِيقه الْعرق الأجوف. الْيَهُودِيّ. قَالَ: اسْقِ من جمود الدَّم فِي المثانة بزر القثاء ودهن القرع الحلو بالسكنجبين واسق انفحة أرنب ورماد شبث بسكنجبين أَو صب دهن لوز على مَا فِي طبيخ بابونج واسقه وَإِذا كَانَ العليل سَاعَة يجد الوجع تخرج مِنْهُ الْمدَّة فَإِنَّهَا تَجِيء من الْقَضِيب وَإِذا كَانَ يَجِيء بعد الوجع بساعة جَيِّدَة فالوجع قوي فَاسْتعْمل فِيهِ قوانين قُرُوح الأمعاء وَمَتى كَانَت القرحة فِي الاحليل لم تختلط الْمدَّة بالبول لَكِن تخرج الْمدَّة أَولا ثمَّ يتبعهَا الْبَوْل وَإِذا كَانَ فَوق فعلى قدر اخْتِلَاطه بعده وتعرف ذَلِك أَيْضا من مَوضِع الوجع وَمن سرعَة الْخُرُوج بعد الوجع أَو بطئه. الْفُصُول: إِذا كَانَت قرحَة فِي الكلى والمثانة ثمَّ كَانَت مِنْهَا فِي مَوضِع عرق ذِي قدر وخاصةً مَعَ تَأْكُل فَإِنَّهُ يتبعهُ بَوْل مُدَّة وَحدهَا وَقد تبال الْمدَّة وَالدَّم من مجْرى الْبَوْل وَهَذَانِ المجريان متوسطان بَين الكلى والمثانة وَأكْثر مَا تعرض القرحة فِي هذَيْن المجريين بِسَبَب حجر يمر فِيهَا من الكلى فيسحجها وَأما القروح الَّتِي تكون فِي نفس الاحليل فقد يخرج مِنْهَا الدَّم والقيح من غير بَوْله دم وَرُبمَا خرجت الْمدَّة مَعَ الْبَوْل عِنْد انفجار خراج فِي بعض الْمَوَاضِع الَّتِي فِي أعالي الكلى والمثانة فقد يُمكن مَتى انفجر خراج إِلَى نَاحيَة آلَات الْبَوْل أَن يَبُول صَاحبه مِنْهُ مُدَّة يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَأَما مَتى دَامَ الْبَوْل أَيَّامًا كَثِيرَة أَو شهرا فَإِن ذَلِك يدل على قرحَة فِي الكلى أَو فِي المثانة) ويميز فِي أَي مَوضِع القرحة مِمَّا يخرج من آلَات الْبَوْل. الميامر قَالَ: لمن يَبُول الدَّم: شب يماني مِثْقَال كثيراء مثقالان صمغ سدس مِثْقَال يسقى بشراب حُلْو. مسَائِل حنين فِي بَوْل الْمدَّة الَّتِي تجْرِي من الكلى والمثانة تزمن مُدَّة طَوِيلَة وَمَتى تَجِيء من فَوق تَجِيء يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة. الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: وَالَّذِي يَبُول الْقَيْح إِن كَانَ قد وجد قبل ذَلِك وجعاً فِي قطنه وَكَانَ يُصِيبهُ مَعَ ذَلِك قشعريرة على غير نظام فِي بعض الْأَوْقَات ونافض يسير مَعَ حمى فَإِن ذَلِك من خراج انفجر فِي كلاه وَإِذا كَانَ الوجع فِي نَاحيَة المثانة قبل أَن يَبُول الْقَيْح فالخراج الَّذِي يَجِيء مِنْهُ الْقَيْح الْآن كَانَ فِي المثانة وَإِذا كَانَ الوجع قبله فِي الْحجاب والصدر فِي أَي مَوضِع كَانَ أَو فِي نَاحيَة الكبد فَفِيهِ خراج وَيضم إِلَى ذَلِك سَائِر الدَّلَائِل الَّتِي تخص الخراجات فِي هَذِه الْأَعْضَاء وَقد يدلك أَيْضا اخْتِلَاط الْقَيْح بالبول فَإِنَّهُ إِن كَانَ شَدِيد الإختلاط كَأَنَّهُ مَضْرُوب فَإِنَّهُ يَجِيء من الْأَعْلَى وَإِذا كَانَ أَيْضا قَلِيل الِاخْتِلَاط أَو ممتداً فِي نواحيه فَإِنَّهُ من أَسْفَل على مِثَال مَا ذكرنَا فِي الأمعاء. قَالَ: وَإِذا خرج الْقَيْح وَحده من غير بَوْل فَإِن ذَلِك يدل دلَالَة صَحِيحَة على أَن مخرجه من المثانة أَو دونهَا وَأما الْقَيْح الْمُخْتَلط بالبول اختلاطاً شَدِيدا فَهُوَ يَجِيء من فَوق نَاحيَة الكبد والحجاب وَأما الْمُتَوَسّط الِاخْتِلَاط فَمن الكلى ويستدل بِشَيْء آخر إِن خرج مَعَ ذَلِك مثل لحم أَو قشرة مِمَّا تعرف بِهِ خُصُوصِيَّة ذَلِك الْعُضْو الَّذِي مِنْهُ يخرج يسْتَدلّ على أَن الْخراج فِيهِ وَذَلِكَ أَن القشور الَّتِي تتقشر وَتخرج من

المثانة دقاق صفائحية وَالْأُخْرَى الَّتِي تخرج من الكلى عميقة لحمية قَالَ: والجانب المحدب من الكبد والأعضاء الَّتِي فَوْقهَا تتنقى بالبول وَأما الْجَانِب المقعر من الكبد والأمعاء والمعدة وَالطحَال فَإِنَّهَا تتنقى بالبراز والصدر بالسعال وَهَذِه طرقها الْمَعْرُوفَة وَرُبمَا كَانَ فِي الندرة لَهَا طرق بِخِلَاف الْعلَّة لَا يصدق الْأَطِبَّاء بهَا مثل إِذا كَانَ يستنقى الصَّدْر فِي الْغَائِط والمواضع الَّتِي دون الْحجاب بالبول وَقد رَأَيْت خراجاً كَانَ فِي الرئة استنقى من مدَّته بالبول وخراجاً كَانَ فِي الصَّدْر تنقى من مدَّته بالغائط قَالَ: وقيء الْقَيْح من الرئة إِلَى الكليتين لَيْسَ فِيهِ شكّ وَلَا ريب أصلا وَذَلِكَ كَمَا أَنه يلين الكلى شعب من الْعرق الأجوف كَذَلِك تجيئها شعب من الْعرق الْأَعْظَم الضَّارِب إِلَّا أَن هَذَا يكون قَلِيلا يسْبق نُفُوذه فِي إِلَى أَقسَام قَصَبَة الرئة إِلَّا أَنه قد يكون فِي الندرة استفراغ الْمدَّة المتولدة فِي الرئة بالبول وَأما السَّبَب فِي استفراغ مَا فِي الرئة بالغائط فَإِنَّهُ يظْهر فِي التشريح مرّة فِي الْحِين وَذَلِكَ أَن بعض الْأَبدَان قد يُوجد الْعرق الأجوف مُشْتَركا مَعَ الْعرق الشبيه بساق الشَّجَرَة مواصلاً لَهُ بعرق آخر متوسط) بَينهمَا وَلذَلِك قد يُمكن أَن يكون الْقَيْح يجْرِي مِمَّا فَوق الْحجاب إِلَى الْقلب وَيخرج بالغائط وَأَن يكون الْقَيْح الَّذِي أَسْفَل الْحجاب يمر إِلَى الكلى وَيصير بعد إِلَى المثانة وَلَكِن لِأَن هَذِه الهيئات فِي أبدان قَليلَة جدا إِنَّمَا يكون ذَلِك فِي الندرة وَقد يعرض من جمود الدَّم فِي المثانة صفرَة اللَّوْن وَصغر النبض والغشى وَلَكِن أدل دَلِيل على ذَلِك احتباس الْبَوْل بعقب بَوْل الدَّم. قَالَ: وَأَنا أشفي من هَذِه حَالَة الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى وَاجعَل شرابه السكنجين وَقد عَالَجت مِنْهُم كثيرا وخذها من بَابه فِي الْبَاب الَّذِي يحل الدَّم الجامد فِي الْمعدة واقعده فِي آبزن قد طبخ فِيهِ تِلْكَ الحشايش وازرق فِي مثانته من طبيخها وادهن خَارِجهَا بدهنه وَحمله مِنْهَا وَمن الدّهن بقطنة فِي معدته. قَالَ القرحة تحدث فِي الإحليل فعلامتها وجع يكون فِيهِ شَيْء يخرج فِي الْبَوْل من الْأَشْيَاء الْمَانِعَة للقرحة وَهَذِه يكون خُرُوجهَا قبل الْبَوْل فَأَما الَّتِي من المثانة فَإِنَّهُ يكون مخالطاً للبول مَعَ أَن القروح الَّتِي تكون فِي الإحليل تلذع لذعاً شَدِيدا عِنْد خُرُوج الْبَوْل لاسيما إِذا كَانَت نقية وتقشرت مِنْهَا القشرة. ثَمَرَة الآس وَهُوَ حبه يُؤْكَل رطبا ويابساً لحرقة المثانة وعصارته ذكر أَنَّهَا تفعل ذَلِك. وَقرن الايل المحرق مَتى شرب مِنْهُ فلنجاران مَعَ كثيراء منع وجع المثانة فِيمَا قَالَ وَقَالَ: الرجلة تذْهب لذع المثانة. الْبَيْضَة إِذا جعلت فِي حد مَا يتحسى نَفَعت من خشونة المثانة وملاستها. بولس: يجب أَن يتحسى صفرَة الْبيض مَعَ دهن لوز حُلْو بِلَا ملح. إِذا قشرت الْبَيْضَة وتحسيت نَفَعت من قرحَة المثانة جدا. الجوشير يذهب بجرب المثانة والزبد نَافِع من الورم فِي المثانة أَو الحرقة إِذا احتقن بِهِ. اسْتِخْرَاج: الكاربا يقطع بَوْل الدَّم. الحندقوقا الْبري مَتى انْعمْ دقه وَشرب بشراب إِمَّا وَحده

وَإِمَّا مَعَ مَاء وَمَاء خِيَار نفع من أوجاع المثانة. الحمص الْأسود ينقي المثانة وخاصة مَتى طبخ مَعَ فجل وكرفس وصب عَلَيْهِ دهن لوز حُلْو وَشرب بزر المقرونس جيد لأوجاع المثانة وَاللَّبن جيد لقروحها وجراحها وَقَالَ: ورق لِسَان الْحمل يشرب لوجع المثانة. وَقَالَ: المر مَتى شرب بعد سحقه بِمَاء يسكن الوجع الْعَارِض من احتقان الفضول فِي المثانة. الناردين القفليطي مَتى شرب بِالْخمرِ نفع من أوجاع المثانة. وقشر الكهرباء نَافِع لوجع المثانة. وَقَالَ: أصل النيلوفر يضمد بِهِ لوجع المثانة وَقَالَ: دهن السفرجل يقمع حرقة الْبَوْل إِذا حقن بِهِ الذّكر. ورق السذاب والسرو إِذا شرب مسحوقاً بطلاء نفع المثانة الَّتِي تصل إِلَيْهَا الفضول. السكر الَّذِي يجمد على الْقصب مثل الْملح نَافِع لوجع المثانة. وَقَالَ: قصب السكر مَتى مص) يذهب بحرقة المثانة. وَقَالَ: قصب السكر مَتى مص يذهب بحرقة المثانة. ابْن ماسويه: عصارة السوس نافعة لوجع المثانة ج ورد إِن رب السوس وعصارته تجْلِس الحشكريشة فِي المثانة وَلحم الذبيب إِذا أكل نفع من وجع المثانة. وَقَالَ حب الصنوبر مَتى شرب ببزر قثاء نفع من وجع المثانة. ابْن ماسويه: الْعنَّاب نَافِع من وجع المثانة وَقَالَ: الكاكنج يسْتَعْمل فِي أدوية المثانة. الفجل جلاء لما فِي المثانة. حب الصنوبر الْكِبَار جلاء للخلط اللزج فِي المثانة وقروحها. ابْن ماسويه: وَمن الْقَيْح فِيهَا أَن يسحق بغطائه وَيشْرب مَعَ شَيْء من المر أَبْرَأ وجع المثانة. الكثيراء مَتى انقع فِي ميبختج وَشرب نفع من حرقة المثانة. وَقَالَ: القثاء يُوَافق المثانة. بزر القثاء إِذا شرب بِلَبن أَو بطلا نفع لقرحة المثانة. وَقَالَ: الراوند مَتى شرب نفع من وجع الكلى. الرازيانج ينقي المثانة. ابْن ماسوية: التِّين الْيَابِس جيد للمثانة يجلوها وَيخرج مَا فِيهَا من الفضول. يُقَال إِن ورق ذَنْب الْخَيل قد الحم جِرَاحَة وَقعت بالمثانة طبيخ أصل الثيل نَافِع من قُرُوح المثانة. وطبيخ ورق الْغَار إِذا جلس فِيهِ نفع أمراض المثانة وَقَالَ: الْخِيَار نَافِع للمثانة وَقَالَ: بزر الْخِيَار البستاني مَتى طبخ مَعَ بزر الحندقوقا البرى وَشرب بشراب سكن أوجاع المثانة. ابْن ماسوية: بذر الخيارونباته أجمع نَافِع مَحْمُود للمثانة من الخشونة الْحَادِثَة فِيهَا وَإِن طبخت الملوكية بدهن ورد وضمد بِهِ الورم الْحَادِث فِي المثانة نفع. وَله فِي الْكَامِل الْأَدْوِيَة المنقية للمثانة والمحللة للسدد الْعَارِضَة. طبيخ الأسارون وطبيخ الوج ودهن الأقحوان وَحب العرعر واللوز المر إِذا شرب من كل وَاحِد مِنْهَا مثقالان بعد دقها ونخلها بِمَاء أصل الخطمى أَو مَاء اصل كزبرة الْبِئْر جلاء مَا فِي المثانة وَكَذَلِكَ يفعل خرؤ الديك إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء ورق الفجل وَكَذَلِكَ يفعل بذر القطف وعنب الثَّعْلَب وطبيخ البرنجاسف إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاث أوراق وبذر القطف مَعَ بذر القيصوم والزراوند الطَّوِيل والمدحرج إِذا شرب من كل وَاحِد من هذَيْن مثقالان بعد سحقهما ونخلهما بِمَاء المكرفس وبماء الرازيانج وَمَاء الفجل قدر ثَلَاث أوراق وَمَاء الرجلة إِذا شرب مِنْهَا أوقيتان مَعَ مَاء

الأفسنتين وَمَاء الأبهل وَكَذَلِكَ يفعل حب البلسان ومقل الْيَهُودِيّ وَحب البان وبذر الفنجنكشت وهزار جشان وفاشرشنين وأصل السوس والفوذتج الْبري وَحب الفاوينا) ومشكطرامشير من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بعد السحق وَالنَّخْل وَيشْرب بِمَاء الكرفس يفعل مَا ذكرنَا وَكَذَلِكَ يفعل طبيخ الأفسنتين إِذا شرب مِنْهُ مِقْدَار أوقيتين أَو ثَلَاث أَوَاقٍ وطبيخ فوة الصباغين وَمَاء النمام وَمَاء الفوذنج النَّهْرِي وَمَاء النعنع المدقوق المعصور مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ فعل مَا وصفناه ونقى المثانة وَالَّذِي ينفع للريح الغليظة فِي المثانة: جوز السرو مِثْقَال بِمَاء حَار وَمن بذر الكاكنج مِقْدَار دِرْهَمَيْنِ وَمِمَّا ينفع حرقة المثانة: التِّين وطبحنية وَرب السوس وصمغ اللوز والكثيراء والأطرية وَالْخيَار والقطف والبقلة اليمانية وَالرُّمَّان الحلو والبنفسج وَنَحْوهَا. اسْتِخْرَاج: وَتَنْفَع هَذِه الكلى فِي وَقت هيجان الْعلَّة وينفع من القرحة فِي المثانة: رب السوس وَأَصله وصمغ اللوز الحلو وبزر الْخِيَار والخطمى والنشا والجوشير إِذا كَانَت الْعلَّة من رُطُوبَة. ابْن ماسوية قَالَ روفس: الْخراج الْحَادِث فِي المثانة لَا يكَاد يبرأ. للحرقة الْحَادِثَة فِي الْقَضِيب والمثانة: رغوة الْبذر قطونا رغوة حب الْخِيَار والسفرجل لبن جَارِيَة وشياف أَبيض يحقن بِهِ ويحقن بِلَبن أَو بَيَاض بيض ودهن ورد بمحقنة الأحليل وَقد يحقن أَيْضا بِشَيْء من المخدرات وَإِذا كَانَ فِي الأحليل خراج دَاخِلا فَأحرق الأسرب بالكندر وَاسْتَعْملهُ فِيهِ فَإِنَّهُ نَافِع وَمن بَال قَيْحا وَمُدَّة فليسق أَقْرَاص الكاكنج إِذا كَانَت علته قد غلظت فَأَما إِن كَانَت قشرته مبتدئة فينفعه البذور نَحْو بذر الْكَتَّان وبذر القثاء والخشخاش الْأَبْيَض والكثيراء والنشا يقرص ويسقى لماء بَارِد لحرفة الأحليل من تذكرة عَبدُوس: رغوة بذر قطونا بذر خطمي بذر سفرجل صنع عَرَبِيّ اسفيذاج بَيَاض بيض طري وَلبن النِّسَاء يزرق فِيهِ. لورم المثانة يحقن بِلَبن حلتيت وشحم بط وَمَاء الثَّعْلَب وَنَحْوه. الْأَعْضَاء الألمة: تقطير الْبَوْل يكون إِمَّا من حِدة الأخلاط وَإِمَّا من قرحَة حدثت من حِدة الْبَوْل وَإِمَّا من ضعف الْقُوَّة الماسكة وحدة الأخلاط تكون إِمَّا من أجل الكلى وَإِمَّا من الكبد وَإِمَّا من أجل الْعُرُوق. إِذا دفعت إِلَى المثانة خلطاً حاداً أَو مُدَّة والقرحة الْحَادِثَة عَن حِدة الْبَوْل تعرف من أَن يكون فِي الْبَوْل شَبيه بالصفائح وَضعف الْقُوَّة الدافعة إِمَّا لأجل ورم وَإِمَّا لسوء مزاج بَارِد. الْيَهُودِيّ: الدَّلِيل على ورم المثانة رَاحَة العليل إِلَى الكماد. قَالَ: وَقد يعرض مَعَ ورمها أَو الوجع فِيهَا حمى وسهر وعطش وهذيان وقيء الْمرة وَأسر الْبَوْل فَإِذا ظَهرت هَذِه مَعَ أسر الْبَوْل) والمثانة ألمة فَمَتَى أمكن فاقصد الباسليق والصافن وكمده بِمَاء البابونج والشبث والخطمى والحلبة والكرنب واحقنه بحقنة لينَة فَإِنَّهُ يبرد الورم يتَّخذ من لبن النِّسَاء

أَو شَحم البط وَإِن كَانَ يخرج من المثانة دم صَاف فاحقنها بِبَعْض الْمِيَاه القابضة والمغرية وضمدها بِهِ وأمل التَّدْبِير إِلَيْهِ بالسقي والضماد وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه وَإِن كَانَ فِيهَا قرح مزمن فاحقن بأقراص القرطاس المحرق وَإِن كَانَت قرحَة وبثرة غير مزمنة فاحقن بِاللَّبنِ وَمَاء الشّعير وَمَا يسكن وشياف أَبيض فَإِذا عرض فِي المثانة الْفساد من برد فاحقن بالأدهان بذر القثاء والبطيخ ودهن القرع وشحوم الدَّجَاج وَالْخبْز والسميذ وبذر الْكَتَّان وبذر الخطمى وَمن الْأَشْرِبَة الْجلاب وشراب البنفسج وينفع الْبيض الرعاد. معجون لحرقة الْبَوْل عَجِيب: بذر بطيخ مقشر وخشخاش أَبيض وَحب الصنوبر أَجزَاء سَوَاء وكثيراء ربع جُزْء وسكر كالجميع يدق وَيحل السكر فِي الْجلاب ويطبخ حَتَّى يصير مثل الْعَسَل ثمَّ يدق بِهِ ويعجن وَيرْفَع الشربة خَمْسَة دَرَاهِم. وينفع مِنْهَا اللوز بنج بدهن اللوز والفالوذج الدَّقِيق بدهن لوز. وينفع للحرقة مَعَ حرارة: مَاء الهندباء وَمَاء القرع وينفع مِنْهُ أَن يصب وزن دِرْهَمَيْنِ من دهن لوز على أُوقِيَّة ميبختج وَيشْرب كل يَوْم. السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: قد رَأَتْ دَمًا جمد فِي المثانة فَأصَاب صَاحبه غشي وصفرة اللَّوْن وَصَارَ النبض من أَجله ضَعِيفا كَمَا يعرض عِنْد جموده فِي الْمعدة وسخن العليل واسترخى فسقيته دَوَاء يفت الْحَصَى مَعَ سكنجبين وَجعلت شرابه السكنجبين وَلم يفلت مِنْهُم أحد إِلَّا من 3 (من مسَائِل الْفُصُول) يفرق بَين الْمدَّة الَّتِي تَجِيء فِي الْبَوْل من الكبد وَبِالْجُمْلَةِ مَا فَوق الكلى فَإِنَّهَا تَجِيء يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثمَّ تَنْقَطِع وَالَّذِي من الكلى والمثانة يَدُوم مُدَّة طَوِيلَة. يحْتَاج أَن يعرف لم هَذَا فَإِنِّي قد شاهدته بالتجربة حَقًا لِأَنِّي رايت قوما كَانَت بهم دبيلات عَظِيمَة فِي نَاحيَة الكبد والصدر بالوا مُدَّة يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَقَط وَقوم كَانَ بهم خراج فِي كلاهم نفج فبالوا مُدَّة شَهْرَيْن وَأكْثر وَمِنْهُم من لم يبله حَتَّى مَاتَ بعد سِنِين وخاصة من امتلاء بدنه وأحسب أَنه ناصور ويضمد حينا وَيجمع حينا كَسَائِر النواصير فَإِنَّهَا كلهَا تضمد مَا دَامَ الْجِسْم قَلِيل الأخلاط فَإِذا ابْتَدَأَ من الرَّأْس هَذَا فِيمَا لم يكن مِنْهَا ملتزقة التزاقاً محكماً فَإِنَّهُ يكون كَالصَّحِيحِ مادام الْجِسْم قَلِيل الأخلاط فَأَما على مَا فَوق فأحسب أَن ذَلِك إِنَّمَا يكون من أجل تِلْكَ الْأَعْضَاء إِنَّهَا تدفع الْمدَّة إِلَى طرق الْبَوْل دفعا غَرِيبا بالفش فِي بعض الْأَحَايِين فَإِنَّهُ كَذَلِك نجده يكون وَذَلِكَ لِأَنَّك لَا ترى خراجاً فِي الصَّدْر ينقى بالبول إِلَّا فِي الندرة فَإِذا انْدفع ذَلِك مرّة فِي الْحِين بالقسو انْدفع شَيْء كثير يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ فَإِذا خف الحفز رَجَعَ إِلَى طرقه الَّتِي تخصه وَإِذا بَال الْإِنْسَان بَغْتَة دَمًا فاقصده فِي الْمُخَالف أعْطه الطين القبرسي والنشا وَدم الآخوين والكهرباء والكندر وبزر الْخِيَار ولاتعطه بزوراً مَدَرَة للبول لِأَنَّهُ لاخير فِيهَا ويبول الدَّم إِمَّا لضربة وَإِمَّا لأكل شَيْء حريف وَإِمَّا لامتلاء فِي الْجِسْم وَكَثْرَة الشّرْب وضمد الكلى بالقوابض. لى على مَا رَأَيْت أقراصاً للقرحة الطرية فِي آلَات الْبَوْل: طين مختوم وكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وكهرباء وصمغ عَرَبِيّ بِالسَّوِيَّةِ بزر بطيخ مقشر

نصف جُزْء بزر كرفس ربع نصف جُزْء أفيون مثله الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم غدْوَة وَعَشِيَّة وَهَذَا يصلح لالحام القروح والنواصير فِي هَذِه الْمَوَاضِع فَمَتَى أردْت منع الدَّم الْقوي فزد فِيهِ عصفا فجا. كناش ابْن ماسوية: إِذا أردْت أَن تعلم أَن فِي كلى العليل ورماً أَولا فمره أَن ينبطح على بَطْنه ويشيل صَدره من الأَرْض قَلِيلا فَإِنَّهُ يحس بثقل مُعَلّق وَإِن لم تكن مَعَ ذَلِك حمى مختلطة وَلَا كَثْرَة بَوْل فَلَيْسَ ثمَّ ورم حَار وَلَا شَيْء يجمع فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك خدر فِي الورك وَقل الْبَوْل واقشعر أَحْيَانًا وَلم يحم بعقبه فَفِي كلاه ورم صلب وَينْتَفع بعد ذَلِك بالملينة ضماداً وحقناً وشرباً وَمِمَّا يدر الْبَوْل بِرِفْق. لي فِي المارستان: إِذا كَانَت حرقة الْبَوْل شَدِيدَة فافصد الباسليق وَإِن كَانَت مزمنة فالصافن ومنعوه من الحريف والمالح والحامض والقوابض والزموه اللَّبن مَتى لم تكن حمى مَعَ البروز وَإِن كَانَت حمى فماء الشّعير والبزور وَإِذا كَانَ الْبَوْل مَعَ ذَلِك منصبغاً) سقوه مَا يسهل الصَّفْرَاء وَزَادُوا فِي البزور مَا يُطْفِئ كبزر الرجلة وبزر قطونا وَإِذا كَانَ أَبيض قَالُوا هَذَا هُوَ البلغم المالح فسقوا بزر الكرفس وَمَاء الْأُصُول مَعَ البزور ولايفصدون. لي يجب عِنْد حُدُوث الأورام فِي الكلى والمثانة أَن يفصد ثمَّ أسهل بالأشياء اللينة وَأصْلح شَيْء مَاء الْجُبْن فَإِنَّهُ يجمع أحدار الصَّفْرَاء ومائيتها عَن آلَة الْبَوْل إِلَى الأمعاء فتقل حِدة الْبَوْل وتعدله أَيْضا وَهُوَ غَايَة مَا يحْتَاج إِلَيْهِ حَتَّى إِذا ظهر الهضم فأدر حِينَئِذٍ الْبَوْل باعتدال. لي لاشيء أصلح فِي هَذِه من مَاء الْجُبْن وَكَذَلِكَ فِي القروح فِي هَذِه الْأَمَاكِن فَإِنَّهُ يغسل هَذِه الْمَوَاضِع أَيْضا غسلا قَوِيا حَتَّى يبيض المَاء وَهُوَ جيد أَيْضا للقروح فِي هَذِه على أَن القروح تحْتَاج مَا يدر الْبَوْل لتنقى الْمدَّة وَأصْلح شَيْء مَا يخرج الصَّفْرَاء ويدر الْبَوْل ويعدل الحدة وَذَلِكَ كُله مُجْتَمع فِي مَاء الْجُبْن. 3 (مُفْرَدَات) اللوز المر يفتح وينقى بطُون الكلى وينفع من الوجع الْحَادِث عَن ارتباك أخلاط غَلِيظَة مِنْهَا. لي قد يكون حرقة الْبَوْل عَن شدَّة حرقته فِي عنق المثانة فَلَا سدة وَلَا ورم وَذَلِكَ يكون لِأَنَّهُ إِذا أدام الْبَوْل الْخُرُوج أوجع جدا فَأمْسك عَن قبض المثانة فَلم تزرق الْبَوْل لذَلِك لَكِن يتقطر كَالَّذي أصَاب الشَّيْخ فَإِنَّهُ يكون مَعَ السدة امتلاء المثانة وَمَعَ الورم وجع فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَإِن لم يدم الْبَوْل وَفِي هذَيْن وَاجِب تقليل الْبَوْل مَا أمكن وَأما فِي هَذَا فَإِنَّمَا يهيج الوجع عِنْد مَا يُرِيد الْإِنْسَان الْبَوْل فَمَتَى قبض فِي المثانة كَانَ كَأَنَّهُ تزحر فَإِذا نزل سكن الوجع وَالْبَوْل يسيل قطراً وَكَانَ رجلا صَابِرًا فَأَمَرته أَن يحْتَمل شدَّة الوجع ويشد نَفسه ويجتهد فِي دفع الْبَوْل زرق وبال كالحال الطبيعية لِأَنَّهُ لَا مَانع لَهُ وَهَذَا أعظم عَلَامَات هَذَا الصِّنْف ويعالج بتبريد الْجِسْم فَيكون غير لذاع ويغير بِهِ الْموضع بِمَا يرْزق فِيهِ. لى وَأعلم أَن كَثْرَة إدرار الْبَوْل يُورث قروحاً فِي الْقَضِيب والمثانة وخاصة إِذا كَانَ حاراً. مُفْرَدَات: أصُول السوس تملس خشونة المثانة. المر إِذا سجق وعجن بِعَسَل وَشرب سكن الوجع الْعَارِض من احتقان الفضول فِي الكلى والمثانة حب الصنوبر إِذا شرب

مَعَ بزر القثاء بميبختج سكن حرقة الْبَوْل جدا حب الآس جيد لحرقة الْبَوْل ويدر الْبَوْل ويعصر وَهُوَ رطب وَيرْفَع. لى هَذَا جيد حَيْثُ يحْتَاج مَعَ ذَلِك إِلَى إمْسَاك الْبَطن التِّين مُوَافق للكلى والمثانة بزر القثاء البستاني مَتى فِي جَمِيع الْجِسْم خلط رَدِيء فليسق العليل مَاء الْعَسَل كثير المزاج وَذَلِكَ أَنه يحلل الأورام من غير لذع لاستفراغ الأخلاط الَّتِي قد لججت فِي الْأَعْضَاء وَهُوَ أَيْضا يقطع ويلطف) ويحلل وَقد يفهم مَا ذكرت من مَاء الْعَسَل فِي جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تلطف من غير لذع وكما أَن الهدوء والسكون ينفع جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي قد يحدث فِيهَا ورم فَكَذَلِك كَانَ يجب أَن تمكن هَذِه الْأَعْضَاء إِذا حدث فِيهَا ورم فَلَمَّا لم يُمكن ذَلِك فِيهَا إِذا كَانَت آلَة الْبَوْل فَيَنْبَغِي أَن يقلل من الشّرْب مَا أمكن لتمكن مُدَّة أَكثر وتفقد وَاحْذَرْ أَلا يكون فِي الْجِسْم فضول حارة فَإِنَّهُ إِن كَانَ الْأَمر كَذَلِك ثمَّ كَانَت تنحدر إِلَى المثانة رطوبات كَانَ ينَال هَذِه الْأَعْضَاء من الْأَذَى بِسَبَب تقليل الشَّرَاب أَكثر لِأَن الفضول الحادة تنكسر لِكَثْرَة المَاء وتحتد بقلته وخاصة إِذا خلط بِالشرابِ الْأَشْيَاء المسكنة للذع وَأما فِي وَقت تولد الأورام فَيجب أَن تسْتَعْمل الأضمدة والأدهان وَسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي تحلل الورم. دَوَاء ينفع الورم الْحَار فِي الكلى والمثانة: بزر كتَّان مثقالان نشا مِثْقَال يعْطى مِنْهَا ملعقة مَعَ المَاء وَإِذا رَأَيْت فِي الْعَانَة وجعاً وَعرض للعليل اقشعرار مُخْتَلف وقتا بعد وَقت وَلَحِقت ذَلِك حمى مختلطة تَأْخُذ على غير نظام فَهَذِهِ تدل على أَن خراجاً سيخرج فِي الكلى فَإِذا نضج هَذَا الْخراج وانفجر خرجت الْمدَّة فِي الْبَوْل وَحدث عَن ذَلِك قرحَة تحْتَاج إِلَى الْمُبَادرَة فِي الإدمال وَذَلِكَ أَنَّهَا مَتى لم تندمل بِسُرْعَة عسر علاجها. فِي الصلابة تكون فِي الكلى من قَول روفس حكى عَنهُ اوربياسوس فِي كِتَابه قَالَ: أما الصلابة الَّتِي تكون فِي الكلى لَا تحدث وجعاً لَكِن يجد الْإِنْسَان بثقل مُعَلّق فِي الْمَوَاضِع الخالية ويخدر مِنْهُم الورك وينتفخ السَّاق ويضعف ويقل الْبَوْل وَتصير سخنتهم كسخنة من بِهِ فَسَاد المزاج وَيَنْبَغِي أَن تعالج بالقيروطى والمراهم الملينة والدلك والكمادات وادرار الْبَوْل فِي تنقية الْبَطن بالحقن. روفس فِي كتاب وجع الخاصرة والكلى وَالْحِجَارَة فِيهَا قَالَ: لَا يُمكن صَاحب وجع الكلى أَن ينَام على بَطْنه لِأَن الكلى مَوْضُوعَة على الخاصرة وَإِن كَانَ الوجع فِي الْكُلية الْيُمْنَى ألهبت الكبد مَعهَا ويبلغ الوجع إِذا كَانَ صعباً إِلَى الصلب ومراق الْبَطن وتبرد الْأَطْرَاف ويبول بولاً كثيرا مُتَتَابِعًا وألم ووجع وَيكون بَوْله فِي أَكثر الْأَمر مائياً رَقِيقا فَإِذا اشْتَدَّ الورم احمر غليظاً وَفِي هَذِه الْحَال تدق عَجزه وتضرب ساقاه وَتَكون هَذِه العلامات أَيْضا فِي قُرُوح الكلى وعلاج أورام الكلى أَن يضجع على فرَاش لين وَلَا يحم حمى شَدِيدَة فَإِنَّهَا ضارة لجَمِيع الأورام ويسقى المَاء ويدر بَوْله إِلَّا أَن يحْتَاج إِلَى ذَلِك وَلَا يسهل بَطْنه لِأَن جذب الْموَاد فِي هَذِه الْحَال عَن هَذَا الْعُضْو أولى وَإِن احتجت إِلَى تليين بَطْنه

فاحقنه بحقنة لينَة لعابية وَإِيَّاكُم والقوية) الحارة واحقنه بِمَاء الشّعير وزيت وطبيخ بزر الْكَتَّان وخطمى وَنَحْو ذَلِك فَإِن سكن الوجع فانطلاق الْبَطن وَإِلَّا فكمده بالزيت الْحَار فِي صوف وَضعه على مَوضِع الوجع وَيجب أَن يكون قد طبخ فِي الزَّيْت سذاب وبلنجاسف وخطمى فَإِن لم يكف الوجع فافصد من الْمرْفق وضمد الْموضع بضماد مسكن للوجع من بزر كتَّان ودقيق الْحِنْطَة وَمَاء الْعَسَل وَمَتى احْتَجَبت أَن تقوى الضماد فَخذ كندرا وراتينجا وجعدة وكرسنة وشمعا ودهن السوسن وهئ مِنْهُ ضماداً والزمه الكلى فَإِن بَقِي الوجع محجمة فِيمَا بَين الْقطن والصلب فِي الخاصرة واشرطه شرطا خَفِيفا وكمده بعد الشَّرْط باسفنجة أقعده بعد ذَلِك فِي آبزن قد طبخ فِيهِ خشخاش وياسمين وقصب الذريرة وفقاح الاذخر ثمَّ كمد بِزَيْت حَار وَأَشْيَاء ذَلِك من الكمادات الدسمة والزم الْمَوَاضِع المراهم واللصوقات المرخية والشمع ودهن الْحِنَّاء واسقه أدوية تسكن الأوجاع كالرازيانج والجوشير اسْقِهِ مِنْهُ ثَلَاث ابولسات وبزر خشخاش وشيرج وبزر قثاء وبزر كرفس قدر مَا تحمل ثَلَاث أَصَابِع واسقه أفيوناً مثل الكرسنة تسقيه هَذَا بطلاء وَمَاء حَار. وَأَنا أَقُول: إِن دَوَاء فيلن عَجِيب هَاهُنَا فَإِذا سكن الوجع مِمَّا يَغْزُو الْبَوْل كالرطبة والمر وَالدَّار صيني وَإِذا كَانَ رَقِيقا لطيفاً فالوجع لم ينضج قَالَ: وَإِن كَانَ فِي الكلى ورم صلب فَإِنَّهُ يضعف السَّاق وَيفْسد المزاج وَيجب أَن تديم إغزار الْبَوْل خوف الاسْتِسْقَاء. فِي الْفرق بَين وجع القولنج والكلى والمثانة: يعم هذَيْن الوجعين احتباس الْبَطن فِي الِابْتِدَاء والوجع الشَّديد وَذَهَاب الشَّهْوَة ورداءة الهضم والمغص ويخص القولنج إِن هَذِه أجمع فيهمَا أَشد وَفِي وجع الكلى أخف والوجع فِي القولنج فِي النَّاحِيَة الْيُمْنَى من المراق أَكثر ويتصاعد الوجع إِلَى الْمعدة والكبد وَالطحَال وَيحبس الثّقل حبسا شَدِيدا حَتَّى أَنه لَا يخرج وَلَا ريح أَيْضا وَإِن أجهدوا أنفسهم وَإِن خرج مِنْهُم ذبل يكون منتفخاً مثل أقثاء الْبَقر وَقد يخرج مِنْهُم بَوْل كثير. فَأَما فِي وجع الكلى فَإِنَّهُ يحس بالوجع دَائِما على الكلى نَفسهَا شَبِيها بالشوك المغروز وتألم الخصية الَّتِي بحذاء الْكُلية العليلة وَرُبمَا حركت الْبَطن من غير شَيْء بحركة ريَاح وَشَيْء مري وَالْبَوْل قَلِيل فِيهِ شَيْء كالرمل كثير ويجد حرقة فِي مجْرى الْبَوْل والاحليل فَهَذِهِ ترتكن الْحَصَاة فِي الكلى. بولس قَالَ: يعرف الورم الْحَار الْعَارِض فِي الكلى والمثانة بالتهاب الْموضع مَعَ ثقل ووجع وَحمى وهذيان وَقذف مراري صرف واحتباس الْبَوْل مَعَ هَذِه تدل على أَن الورم الْحَار فِي المثانة) فاليقصد من سَاعَته إِلَى الأضمدة والنطول الَّتِي تسكن وتقوى مثل الْمَعْمُول بِالشرابِ والحلبة وأصول الخطمى وَاسْتعْمل الحقن اللينة بالزيت وحشيش الأفيون أَيْضا وشحم الاوز وَفِي التهاب المثانة اجْعَل فِيهِ من الأفيون قدر قِيرَاط وَنصف مَعَ مر وزعفران وزيت ويحتقنون بِهِ ويسقون مَاء حاراً وَالْعَسَل قبل سَائِر العلاج وَيمْنَعُونَ من إدرار الْبَوْل جدا وَكَثْرَة الشّرْب إِلَّا أَن تكون الرُّطُوبَة المرية كثرت فيهم فَحِينَئِذٍ شرب المَاء وَحده الْكثير يَنْفَعهُمْ أَو مَعَ شَيْء يدر الْبَوْل بِلَا لذع مثل بزر الكرفس فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ مِنْهُ جزءان

ونشا ستج جُزْء ويسقون مِنْهُ ملعقة بِمَاء وبز قثاء وبطيخ وَإِن كَانُوا يحسون بَينهمَا يَلِي الكلى بحرارة والتهاب فلتضع على تِلْكَ الْمَوَاضِع خرقاً مبلولة بشراب أَو دهن ورد أَو بِمَاء وردا وبماء التفاح وشمع ودهن ورد وزعفران وَورد ودهن بابونج ومخ الْبيض قد خلطت مَعَ شَيْء من الْخلّ أَو مَعَ عصارة عصى الرَّاعِي وَاسْتعْمل بِآخِرهِ مرهم ديا خيلون مَعَ دهن بابونج وامنعهم من الْأَشْيَاء الحارة جدا لِأَنَّهَا تهيج الالتهاب وتولد الْمَادَّة وَمن الْأَشْيَاء الْبَارِدَة جدا لِأَنَّهَا تولد ورماً سَرِيعا وامنعهم من الاستحمام مَعَ الورم الْحَار مَا دَامَ الالتهاب وَأَن يستعملوا تَدْبِير المحمومين. 3 (الجسأ فِي الكلى) وَأما الجسأ فِي الكلى فَإِنَّهُ لَا وجع مَعَه بل يظنّ صَاحبه أَنه شَيْء مُعَلّق من نَاحيَة الخواصر وتخدر مِنْهُم الْأَوْرَاك وتضطرب مِنْهُم السُّوق ويبولون بولاً قَلِيلا وَبِالْجُمْلَةِ تكون حالتهم شَبيهَة بِحَال من ابْتَدَأَ بِهِ الإستسقاء وَيَنْبَغِي أَن تلين هَؤُلَاءِ بالشمع والدهن والأشياء الملينة والتمريخ وأنواع الكماد ويعطون أَشْيَاء تدر الْبَوْل ولين الْبَطن بالحقن. من كتاب مَجْهُول قَالَ: قُرُوح الكلى علاجها البزور وَشرب لبن الآتن وَمَاء الْجُبْن والحقن بِالْمَاءِ الفاتر ودهن البنفسج ولعاب بزر قطونا ويضمد خَارِجا بالخطمى والبنفسج الْيَابِس والكرنب والحلبة بدهن البنفسج وَمَا كَانَ مَعهَا برد فاحقن بِسمن ودهن ولوز الكرنب والحلبة بدهن البنفسج ويضمدون خَارِجا بالحلبة والشبث وَمِمَّا ينفع القروح الكاكج والجنار والبطيخ والقرع والرجلة والكثيراء وبزر البنج واللوز الحلو وبزر الْخِيَار وَرب السوس واخلط مَعهَا إِن أردْت أَن تلطفها أفيوناً وسليخة وبزر كرفس. 3 (لوجع المثانة والكلى) يحقن بدهن حل يسكن من سَاعَته. ابْن ماسويه لبرد الكلى: يحقن بدهن الْجَوْز والبطم والإلية والناردين أَيّمَا شِئْت يُمَيّز بَين القروح الْحَادِثَة فِي هَذِه الْأَعْضَاء من فعلهَا وَمن خَاصَّة جوهرها وَمن قواها ووضعها فَإِن المشاجة إِذا كَانَت فِي المثانة كَانَ الوجع فِي الْعَانَة وَفِي النَّاحِيَة السُّفْلى من الْبَطن وَمَتى كَانَت فِي الكلى والوجع فِي الجنبين وَرَاء الْبدن وَإِن كَانَت القرحة فِي المثانة حدث عَن ذَلِك تقطير الْبَوْل وعسره وَإِذا كَانَت فِي الكلى جرى الْبَوْل دَائِما فَإِن كَانَت فِي الكلى خرجت قطع لحم وَتخرج من المثانة قشور لحم مُنْتِنَة والمثانة ألمها يكون ألماً شَدِيدا والكلى تألم أقل ويحس فِيهَا بثقل وعلامات القرحة الَّتِي فِي المجاري الَّتِي بَين الكلى والمثانة ممزوجة من هَذِه. روفس فِي كتاب وجع الخاصرة قَالَ: إِذا كَانَ فِي الكلى ورم قد قاح عرض ورم فَوق الانثيين وحر شَدِيد بِخِلَاف وجع الورم الَّذِي لم يقح فَإِنَّهُ شَدِيد جدا وحميات على غير نظام مَعَ قشعريرة وَيَنْبَغِي إِذا كَانَ فِي الكلى برد أَن ينفتح يعان على ذَلِك بِأَن يضمد الْموضع بِالتِّينِ وأصل السوسن ويسقى الْأَدْوِيَة المدرة للبول فَإِن لم ينفجر الورم فاحقنه بحقن حادة نَحْو هَذِه: خربق أسود وفجل وقثاء الْحمار يطْبخ بِمَاء وَيجْعَل عَلَيْهِ زَيْت ويحقن بِهِ

ويمسكه مَا أمكن فَإِنَّهُ يفجر الورم فَإِذا انفجر فَإِن الوجع يسكن وضمده بضمادات لينَة إِلَى أَن يتم سُكُون الوجع ثمَّ اسْقِهِ الْأَدْوِيَة المدرة للبول حَتَّى يتنقى الْقَيْح كُله ويصفو الْبَوْل فَإِن لم يصف الْبَوْل ودامت الْحمى فاحقنه بطبيخ السوسن وبالعسل وَحده وَنَحْو ذَلِك من الحقن القوية الْعَسَل واسقه من فَوق مَا يُقَوي الْجرْح كَمثل كمون كرماني مَعَ طلاء وسذاب بِعَسَل أَو قاقلة مَعَ سذاب أَو بزر كراس مَعَ السذاب وضمده من خَارج بدقيق كرسنة معجون بشراب أَو عسل أَو ضماد من ورد يَابِس وعدس وَحب الآس يعجن بِعَسَل. وللورم الصلب هَذَا الضماد فَإِنَّهُ نَافِع من قُرُوح الكلى والزمه مَعَ الصلب الأرية وفوقها بِقَلِيل. وَمَتى كَانَ الْجرْح متأكلاً فاحقنه بالحقن الَّتِي تحقن بهَا من ذوسنطاريا الْفَاسِدَة وَإِن كَانَ الْقَيْح غليظاً لَا يسيل فأجلسه فِي مَاء حَار واسقه طبيخ الرازيانج والكرفس والفوذنج فَإِذا سقيته ذَلِك فاسقه بعد أَيَّام لبن الاتن وَعَسَلًا فَإِن هَذَا اللَّبن ينقي الْجرْح تنقية جَيِّدَة فَإِذا نقص الْقَيْح وَبَقِي العليل يجد فِي الْبَوْل حرقة فالزمه لبن الْغنم فَإِنَّهُ جيد للقروح فِي الكلى وَهُوَ يبرد الْجِسْم الَّذِي نهك من هَذَا الوجع لِأَن الْجِسْم يصير من جرح) الكلى كَمَا يصير من جرح الرئة فَإِذا تنقى الْقَيْح واستقل العليل فغذه بالأغذية السريعة النضج شبه اللَّبن والأحساء والكشك والنشا وحسه مِنْهَا من دَقِيق وَلبن والأطرية ثمَّ بعد ذَلِك من دَجَاج سمين وحسه بعد ذَلِك حسا تتَّخذ من الكرسنة والباقلى وأطعمه بعد ذَلِك الهليون والخس والسرمق والبقلة اليمانية والقثاء فَإِن هَذِه الأغذية تسكن لذع الْبَوْل وتلين الْبَطن والفراريج والسمك الصخري والبندق والصنوبر واللوز ويجتنب التِّين فَإِنَّهُ رَدِيء لهَذِهِ الْعلَّة وَيتْرك المالح والحامض والحريف وَيلْزم السّكُون والدعة والغمز والاستحمام وَمَتى أفرط فِي الْأكل فليتقيأ وَلَا يقرب إسهال الْبَطن الْبَتَّةَ والقيء نَافِع لهَذَا السقم جدا لِأَنَّهُ مجتذب الفضول إِلَى فَوق فَإِذا اسْتعْمل أَكثر فليمش قَلِيلا قَلِيلا فِي مَكَان أملس مستوي وَيَتَّقِي الاحضار والوثب وَالرُّجُوع فَإِذا قوي فضل قُوَّة فليزد فِي مشيته وَيرجع إِلَى الْعَادة وَمَتى كَانَ رَأس الْخراج مائلاً إِلَى خَارج فَإِنَّهُ ينتفخ إِلَى خَارج وعلاجه وَاحِد فِي علاج القروح والخراجات. بولس الاقشعرارات الْمُخْتَلفَة والحميات الَّتِي لَا نظام لَهَا تدل على خراج فِي الكلى ويستدل على خراج المثانة بِمَا ذكرنَا وَبِأَن الوجع يعرض مِنْهُ فِي مَوضِع المثانة وَإِذا كَانَ فِي الكلى فَإِن الْإِنْسَان إِذا اضْطجع على الْجَانِب الصَّحِيح يجد وجعاً فِي الْجَانِب الَّذِي بحذاء الصَّحِيح ويحس بِالْكُلِّيَّةِ كَأَنَّهَا معلقَة وَيجب فِي هَؤُلَاءِ اسْتِعْمَال الآبزن مَعَ الزَّيْت والضماد بغبار الرَّحَى وَالزَّيْت وعلك البطم وبدقيق الكرسنة مَعَ عسل وَإِن كَانَ غائراً زبل الْحمام والتين الْيَابِس وَمَتى خرجت مُدَّة كَثِيرَة مَعَ الْبَوْل دلّ على انفجار الْخراج وَقد تحدث القروح فِي آلَات الْبَوْل من عرق ينشق أَو تَأْكُل أَو حَصَاة تسحج. وَالْفرق بَين الْجرْح فِي الكلى والمثانة أَو فِي مجاري الْبَوْل: أَن الَّذِي فِي الكلى يَجدونَ الوجع فِي الظّهْر مَعَ ثقل وَلَا يصيبهم من الْبَوْل شَيْء وَتَكون الْمرة شَدِيدَة الإختلاط مَعَ الْبَوْل وفيهَا أَجزَاء لحمية صغَار وَإِذا كَانَ فِي المثانة وجد ألماً شَدِيدا فِي الْعَانَة وأسفل الْبَطن وَعرض عبر الْبَوْل وترسب الْمدَّة

دواء جيد يمنع الدم من المثانة

بعد أَن ينزل أَسْفَل القارورة لِأَنَّهُ لَيْسَ جيد الِاخْتِلَاط وَتَكون قشور رَدِيئَة الرَّائِحَة كالصفائح وَأما الرسوب النخالي فَيدل على جرب المثانة وَإِن كَانَ الْجرْح فِي مجاري الْبَوْل يكون اخْتِلَاط الْبَوْل بالمدة متوسطاً وَيكون فِي المَاء شبه الشّعْر وَيكون الوجع فِيمَا بَين الكلى والمثانة وَأما إِن كَانَ خُرُوج الدَّم والمدة من غير خُرُوج الْبَوْل فالجرح فِي الْقَضِيب وَيشْرب الَّذين بهم جرح فِي مجاري الْبَوْل مَاء حَار وَعَسَلًا أَو طبيخ الحلبة مَعَ عسل وبزر قثاء مَعَ ميبختج واعط الَّذين يَبُولُونَ الْمدَّة الطين الأرميني وَاللَّبن أَيْضا ينفع نفعا عَظِيما وَهَذِه) الْأَدْوِيَة: بزر كتَّان نشا جزءان تجْعَل أقراصاً وَخذ حب الصنوبر عشْرين حَبَّة وَمن القثاء أَرْبَعِينَ حَبَّة ونشا دِرْهَمَانِ وَنصف فاسقها أجمع بِمَاء قد إِلَى فِيهِ ناردين يكون مِقْدَاره ثَمَانِيَة أَو بزر الكرفس كَهَذا الْمِقْدَار وَمن المَاء مِقْدَار رَطْل وَنصف وَقد تسقى هَذِه الْأَدْوِيَة مَعَ اللَّبن. فَأَما أَنا فأستعمل هَذَا الدَّوَاء وَهُوَ كَاف فِيهَا: يُؤْخَذ كَمَا دريوس أَرْبَعَة أسارون اثْنَان فلفل أَبيض مثله دَار صيني دِرْهَم يسقى مِنْهَا ملعقتان بعد جودة السحق بميبختج وَإِن كَانَ محموماً فبماء وَقد يسكن اللذع والوجع الْحَادِث من العفن أَن يُؤْخَذ من النشا ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن القثاء خمس عشرَة حَبَّة وتضمد الْعَانَة واسفل الْبَطن بشمع ودهن مَعَ صوف الزوفا وشحم الإوز وَلبن رمان واحقن المثانة بِمَاء فاتر وَعسل أَو لبن وَعسل قَلِيل أَو بَيَاض الْبيض مَعَ بزر قثاء مقشر أَو مَعَ شَيْء مِمَّا ذكرنَا وَمَتى كَانَ فِي القرحة أكال فليحقن بالقرص الْمَعْمُول بالقرطاس المحرق ويضمد بِالتَّمْرِ وَالزَّبِيب مَعَ عفص أَو قاقيا وطراثيث وشب والقرحة فِي الْقَضِيب تعالج أَولا بِمَاء وَعسل رَقِيق بمحقنة ليغسل بِهِ ثمَّ يعالج بِلَبن ثمَّ يخلط بِهِ شياف أَبيض وقرص كاكنج بعد أَن يسحق فِي صلاية رصاص وتغمس فِيهِ فَتِيلَة رقيقَة وَتدْخل فِيهِ أَيْضا والعفص والنشا بِالسَّوِيَّةِ يسحق بعصارة لِسَان الْحمل ودهن ورد. 3 - (دَوَاء جيد يمْنَع الدَّم من المثانة) شب يمَان مِثْقَال كثيراء مثقالان صمغ خمس أبولسات يشرب جَمِيع ذَلِك بشراب حُلْو. دَوَاء نَافِع من القروح فِي المثانة حب الصنوبر الْكِبَار عشرُون حَبَّة بزر القثاء البستاني أَرْبَعُونَ حَبَّة نشاستج مِثْقَال بزر كرفس خَمْسَة مَثَاقِيل سنبل مِثْقَال بطبيخ السنبل وبزر الكرفس بِالْمَاءِ وتخلط سَائِر الْأَدْوِيَة بطبيخها وَيُؤْخَذ مِنْهَا مِثْقَال بقوانوشين من الطبيخ وَقد ذكرنَا فِي بَاب الكلى أَشْيَاء تحْتَاج إِلَى أَن تلاحظها من أَمر المثانة. وَأما الجرب الْحَادِث فِي المثانة: إِذا خرج فِي الْبَوْل قشور نخالية فَإِن ذَلِك دَلِيل على جرب فِي الْعُرُوق أَو فِي المثانة ويفصل بَينهمَا فَإِن الَّذِي يكون من قشور مَعَ بَوْل غليظ تدل على أَنَّهَا فِي المثانة وَمَا يكون رَقِيقا يدل على الْعُرُوق. فَأَما الورم الْحَادِث فِي المثانة فمهلك أَو خطر وَذَلِكَ أَن أَصْحَابه يحْمُونَ حمى حادة ويسهرون ويصيبهم اخْتِلَاط الذِّهْن ويتقيؤن شَيْئا مرارياً صرفا وَلَا يَبُولُونَ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يُبَادر فِي الفصد إِن أمكن وَلَا يُؤَخر وَيصب على مَوضِع الورم الْأَشْيَاء المسخنة مثل الزَّيْت الَّذِي قد طبخ فِيهِ سذاب وأصل خطمى وَإِن طبخ مَعَ الزَّيْت خشخاش

وذوب فِيهِ شَحم الإوز وشحم الدَّجَاج كَانَ أَجود ويحقنون بحقنة لينَة. وَأما أَنا فَكنت آخذ أفيوناً نصف أبولوس وأديفه بِزَيْت مَعَ مر وزعفران وأحمل العليل فرزجة فَكَانَ الْأَلَم يهدأ ويسكن من سَاعَته وينام العليل والكمادات أَيْضا نافعة لهَذَا وآبزن المَاء الْحَار الَّذِي قد طبخ فِيهِ بزر كتَّان وحلبة وَحب البلسان الَّذِي يتَّخذ بالزوفا الرطب والجندبادستر إِذا وضعت على الْموضع. وَأما الخراجات الَّتِي تخرج فِي المثانة فتحتاج أَن تنضج وَيَنْبَغِي أَن تقصد لتحليل مَا كَانَ مِنْهَا قَوِيا عَظِيما فِي ابْتِدَائه لِئَلَّا يصير أمره إِلَى التقيح فَإِن لم يكن ذَلِك فلينضج على مَا وَصفنَا فِي بَاب الكلى وبالحرف ودقيق الكرسنة مَعَ الْعَسَل وخرو الْحمام والتين الْيَابِس والكمادات وعلاج القروح الْحَادِثَة هُوَ بِعَيْنِه علاج القروح الَّتِي تحدث فِي الكلى وتخصها أَعنِي قُرُوح المثانة إِن شرب اللَّبن يعظم نَفعه فِيهَا وتسكن هَذِه القروح بالأدوية تطلى على الْعَانَة كالقيروطي الْمُتَّخذ بالزوفا الرطب وَالسمن والميعة وشحم الإوز ويحقن الإحليل بِمَاء الشّعير وَاللَّبن ودهن الْورْد المسخن وتحقن الأمعاء بِمَاء الشّعير وَالسمن وبزر القثاء مسخن مَعَ لبن ويقطر على كل وَاحِد مِنْهُمَا دهن ورد ويحقن العليل بهَا وَهُوَ بَارك على رُكْبَتَيْهِ وَذَلِكَ أَن المثانة تنتفخ حينئذٍ وتتسع الأمعاء وَتقبل الحقنة بسهولة وَيدخل فِي آبزن حَار مرَارًا مُتَوَالِيَة ويعالج بِسَائِر) علاجات قُرُوح الكلى وَقد تنفعها الْأَدْوِيَة الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي بَاب المقعدة غير أَنَّهَا تحْتَاج أَن تنفذها إِلَيْهَا وَمن الزَّعْفَرَان والتوتيا وَالصَّبْر ويخلط بدهن ورد أَو عصارة لِسَان الْحمل وتحقن بهَا المثانة. روفس فِي كتاب الخاصرة قَالَ: الفلغمونى فِي المثانة يكون من فضلَة الدَّم ويعرض مَعَه حمى لهبة جدا وسهر شَدِيد واختلاط الدَّم وقيء الصَّفْرَاء الْمَحْضَة واحتباس الْبَوْل وَيكون فَوق المثانة جاسياً ووجع شَدِيد وضربان وتبرد أَطْرَافه وَجل مَا يعرض للمراهقين وَيقتل سَرِيعا إِن لم يتقيح ويسيل وعلاجه الفصد وَالْقعُود فِي مَاء قد طبخ فِيهِ سذاب وشبث وأصول الخطمى والحقن اللينة تسكن وَجَعه وخاصة إِن كَانَت الحقن من خشخاش وشحم دَجَاج وأفيون قَلِيل فَإِنِّي قد جربته فَوَجَدته نَافِعًا وضمده بِمثل هَذِه الأضمدة فِي تسكين الوجع وَاللَّبن مَعَ قَلِيل تخدير وَأَجْلسهُ فِي الآبزن دَائِما ومره يَبُول فِيهِ واطبخ فِي المَاء بزر كتَّان وحلبة وَنَحْو ذَلِك من الْأَشْيَاء اللينة فَإِنَّهَا تلين الورم وَتخرج الْبَوْل وتضمد إِن اشْتَدَّ الوجع فالبنج واليبروج والخشخاش يعجن بزبيب ويضمد بِهِ الْموضع الوجع فَإِذا مكثت مُدَّة فهيء ضماداً من زوفا وشمع وجندبادستر وَضعه عَلَيْهِ وَلَا تدخل فِي الإحليل مرودا فَإِن ذَلِك يهيج الوجع جدا وَمَتى احْتبسَ الْبَوْل بعقب دم جدا من الْبَوْل فَذَلِك لِأَن فاحقنه بِشَيْء يذيب الدَّم الجامد وعلامة جمود الدَّم أَن يعرض للسقيم عرق كثير وَبرد فِي الْأَطْرَاف ويسقى أَيْضا مَا يحلل الدَّم ويطلى فَإِن لم يحل المزاج بط وَأخرج وَإِن خرج فِي المثانة خراج فاجهد أَن تفشه وتحلله فَإِن امْتنع فاجهد أَن تفتحه بالأضمدة وَسَائِر العلاجات

الَّتِي ذكرت فِي بَاب الكلى والضماد المهيأ من زبل الْحمام والتين اجْعَلْهُ على عمق المثانة فَإِن الْخراج أَكثر مَا يكون هُنَاكَ وَتعلم ذَلِك أَن مَوْضِعه يجسو فَإِن كَانَ مائلاً إِلَى خَارج فَإِنَّهُ ينفجر إِلَى خَارج فَإِن كَانَ مائلاً إِلَى دَاخل فَإلَى دَاخل فَإِذا انفجر إِلَى دَاخل فَلَا يكَاد يبرأ لِأَن المثانة عصبية وَالْبَوْل يماسها دَائِما وَهُوَ جلاء مالح فعالجه بعلاج الكلى فَإِذا تنقى فاللبن والأغذية لِئَلَّا يكثر الْبَوْل اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تحدث أخلاط غَلِيظَة ثَقيلَة فَإِن جرحت المثانة فعلامتها القشور الَّتِي تخرج فِي الْبَوْل فَيجب أَن تداوى نعما فَإِنَّهُ إِن أزمن أورث جرحا وَهَؤُلَاء يبرؤن وَلَكِن تسكن أوجاعهم على حَال وعلاجهم الْمَنْع من الأغذية الحريفة فَإِن ذَلِك يسكن وجعهم وألزمهم الْأَطْعِمَة اللينة ومرق الدَّجَاج والرجلة والقرع والسرمق وَسَائِر مَا ذكرنَا والطلاء الْحَار ونقيع التَّمْر وأحساء من سميذ وَلبن والسمك والبقول الَّتِي تغزر الْبَوْل وأعطهم مَاء الشّعير) وبزر الْخِيَار والقرع وبطيخ وَنَحْو ذَلِك من الَّتِي لَيست مفرطة الْحَرَارَة وَإِيَّاك والملوحة والحراقة فَإِنَّهَا تجرحهم وأطعمهم السراطين والأصداف والإوز وَلَيْسَ لَهُم علاج غير هَذَا. 3 (خلع المثانة) خلع المثانة يكون أَكثر ذَلِك من ضَرْبَة قَوِيَّة على الظّهْر يحزل عَلَيْهَا صلبه ووركه وينحف ساقاه ويهزلان وَرُبمَا سَالَ بَوْله دَائِما وَرُبمَا احْتبسَ وعلاجه: الصنوبر والاحضار وليدهن بدهن قثاء الْحمار والسوسن والغار ويتدلك بالنطرون والخل ودهن الْحِنَّاء ويحقن بحقن قَوِيَّة كالمهيأة من خربق وشونيز وقثاء الْحمار والقنطوريون فَإِن هَذِه الْأَدْوِيَة تَنْفَع هَذَا السقيم نفعا بَينا ويسبح فِي مَاء الْبحار واسقه أدوية حارة كالجوشير والفنجنكشت والكمون وَيلْزم الْقَيْء بالخربق ويدهن مراق صلبه وبطنه بعصارة تافسيا وَاجعَل مِنْهُ ضماداً وَاجعَل مَعَه أَشْيَاء طيبَة للريح وألزمه الأغذية الحارة وامنعه الْبَارِدَة وَكَذَلِكَ فلتعالج المثانة الَّتِي لَا تحبس الْبَوْل لِضعْفِهَا. بولس: إِذا كَانَ ريح فِي المثانة إِمَّا أَن يحس الْبَوْل إِذا كَانَ فِي العضلات الَّتِي تعين على فَم المثانة وَإِمَّا أَن تَنْطَلِق إِذا كَانَ العضلة الممسكة لفم المثانة وَيجب أَن تقصد بالعلاج إِلَى الْعَانَة والحالبين فتمسحها وتضمدها بالأضمدة المحمرة وامرخها بالأدهان الحارة واحقن الدبر بدهن السذاب ودهن قثاء الْحمار مَعَ سمن وجندبادستر أَو قنة وجوشير وحلتيت وَإِن حقنت بِهَذِهِ الْأَشْيَاء المثانة من ثقب الإحليل بمحقنة الإحليل عظم النَّفْع وَقد برِئ بِهِ خلق كثير وَاسْتعْمل أَيْضا حقنة تغسل الأمعاء بالقنطوريون والحنظل مَعَ دهن قثاء الْحمار ثمَّ شرب مَا يدر الْبَوْل وَشرب الجندبادستر بعده وَأما خُرُوج الْبَوْل بِغَيْر إِرَادَة فَاجْعَلْ فِي الضماد قوابض والأغذية الْيَابِسَة والأضمدة المحمرة والاستحمام بالمخدرات ببجة الْبَارِدَة.

دواء يفت الحصى

(الْحَصَى فِي الكلى والمثانة) وَغَيرهمَا وانعقاد الدَّم فِي المثانة نذكرهُ فِي بَاب عَام لجمود الدَّم فِي التجاويف الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: عَلَامَات الْحَصَى أَن يتَقَدَّم بَوْل يترسب فِي أَسْفَله رمل وَلَا يزَال يعبث وَيحك احليله ويزبل ويتوتر دَائِما ويعسر الْبَوْل. قَالَ: تولد الْحَصَاة قد يكون فِيمَا زعم قَوْلهم فِي القولن. السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: وجع الخاصرة فِي حَال النّوبَة إِنَّمَا يحْتَاج أَن يداوى بالأشياء الَّتِي تسكن الأوجاع فَإِذا سكنت نوبَة الوجع عولج بِمَا يخرج الْحَصَاة. قَالَ: قد وَصفنَا عَلَامَات الْحَصَى فِي بَاب القولنج وَالْخَاص بِهَذِهِ الْعلَّة ارتكاز الوجع فِي مَوضِع وَاحِد لَا يبرح وَيكون مَوْضِعه صَغِيرا كَأَنَّهُ مملأة وَالْبَوْل المائي وَإِن كَانَ صَاحبه قبل ذَلِك يَعْتَرِيه فَذَلِك أدل على ذَلِك. وَأَنا إِذا رَأَيْت الوجع فِي جَانب الحالب والعانة وحرست أَنَّهَا حَصَاة سقيت الدَّوَاء الَّذِي يفت الْحَصَى الَّتِي تكون فِي الكلى فَإِن رَأَيْت الْبَوْل بعد ذَلِك رملياً أيقنت أَن الوجع للحصاة لَا للقولنج وَصَارَ ذَلِك مَعَ الْعَلامَة وأدمنت سقِِي هَذِه الْأَدْوِيَة إِذا كَانَ فِي الْقطن ثقل مَعَ وجع مشبه بنخس المسبال فَإِن هُنَاكَ فِي الكلى خَاصَّة حَصَاة وَإِذا كَانَ الوجع ينْتَقل حَتَّى يبلغ إِلَى الأربية وَيكون فِي الحالبين فَإِن الْحَصَاة فِي مجاري الْبَوْل النافذة من الكلى. لى إِذا رَأَيْت بعقب الوجع الشَّديد فِي الكلى والعلامات الدَّالَّة على الْحَصَاة أَنَّهَا قد صَارَت إِلَى فرنجى الْبَوْل نزل الوجع من الْقطن إِلَى الْجَانِب فَإِذا سكن الوجع من هُنَاكَ أَيْضا فقد صَارَت فِي المثانة. الْعَاشِرَة من الميامر: أدوية الْحَصَى يجب أَن تكون جلاءة قَاطِعَة من غير أَن يتَبَيَّن لَهَا قُوَّة اسخان وَأكْثر هَذِه مُدَّة. 3 - (دَوَاء يفت الْحَصَى) وَهُوَ سر عَظِيم وَله خير يَنْبَغِي أَلا يكون على من فِي بدنه خَاتم حَدِيد: وَلَا فِي رجله خف فِيهِ مسامير حَدِيد وَلَا فِي بدنه ذَلِك فَإِنَّهُ يفت الْحَصَى ويخرجها قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يخرج الْبَتَّةَ وَلَا تتولد بعْدهَا بزر دوقو كرفس جبلي مر بزر القثاء. وَفِي أُخْرَى: بزر الكرسنة سِتَّة سِتَّة سليخة سَوْدَاء دَار صيني سنبل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم ينعم سحقه ويسقى مِنْهُ مِقْدَار ترمسة فِي كل يَوْم ثَلَاثِينَ يَوْمًا مَعَ ثَلَاثَة قوانوس مفت للحصى: حب

بِلِسَان وَحجر الاسفنج وبزر بنج وبزر خِيَار وبادروج يَابِس يدق ويخلط ويسقى ملعقة ثَلَاثِينَ يَوْمًا والأجود أَن يسقى المفتة للحصى كل يَوْم بعد دُخُول الْحمام. 3 (الشَّرَاب المعسل) جيد لمن يتَوَلَّد فِي كلاه حَصَاة وَيَنْبَغِي أَن يلقى فِيهِ مَا يدر الْبَوْل وَمَا يفتت الْحَصَاة. الثَّالِثَة من الأخلاط: الْمِيَاه النقية الَّتِي تمر بالمعادن. لى والكدرة الشَّدِيدَة من كتاب مَا بَال الْحَصَى يكون من كَثْرَة الْملح فِي الْبَوْل. لى قد جربت فَوجدت الْملح فِي أَبْوَال الصّبيان أَكثر وَيكون أبدا كدرة والكدرة تكون أبدا لقُوَّة النشى فيهم لِأَن النّفُوذ فيهم شَدِيد جدا قوي لِكَثْرَة التَّحَلُّل مِنْهُم فَأَما الْملح فلشدة الطَّبْخ مَعَ المكدر. الْفُصُول الثَّانِيَة: فِي الْحَصَى فِي الكلى فِي الْمَشَايِخ لَا يبرأ لِأَن النضج فيهم ضَعِيف جدا والعلل الَّتِي يعسر نضجها فِي الشَّبَاب لَا تنضج الْبَتَّةَ فِي الْمَشَايِخ وَمِنْهَا قد تكون الْحَصَاة خَاصَّة بِالسِّنِّ من ثَلَاثَة إِلَى اثْنَي عشر عَاما لِكَثْرَة تخليطهم لِأَن بَوْلهمْ يغلظ وحرارتهم تتحجر. وَمن الرَّابِعَة: من كَانَ يَبُول ويرسب فِيهِ شبه الرمل وَالْحِجَارَة تتولد فِي كلاه أَو مثانته. من تشريح الْأَمْوَات قَالَ: قد يعرض من شقّ الْحَصَاة على غير الْوَاجِب نزف الدَّم أَو جري الْبَوْل دَائِما أَو ذهَاب النَّسْل لِأَن الْقطع إِذا وَقع على أوعية المنى انْقَطع النَّسْل وَإِن وَقع فِي الْجُزْء العصبي من المثانة لم يلتحم وَمَتى وَقع على شريان تولد نزف الدَّم وَمن كَانَ عَارِفًا من تشريح الْمَيِّت لوضع المثانة والموضع الَّذِي يتَّصل بِهِ من عُنُقهَا أوعية الْمَنِيّ والموضع اللحمي من المثانة وَمَوْضِع الشريان لم يلْحقهُ شَيْء من هَذَا. ايبذيميا الثَّالِثَة من الثَّانِيَة قَالَ: تولد جَمِيع الْحَصَى فِي الْبدن فِي الكلى والمثانة والمفاصل تكون من مواد لزجة تعْمل فِيهَا حرارة وَاحِدَة على نَحْو مَا تتولد فِي قدور الحمامات لِأَن هَذِه) اللزوجة تحْتَاج إِلَى حرارة نارية قَوِيَّة حَتَّى تقدر أَن تهيء وتفنى مَا فِي ذَلِك من الرطوبات اللطيفة وطبخ الْبَاقِي. الأولى من السَّادِسَة: أَصْحَاب الْحِجَارَة فِي الكلى يصيبهم أَشد مَا يكون من الوجع فِي تولدها وَفِي وَقت مرورها ونزولها إِلَى المثانة خَاصَّة وَأما فِي سَائِر الْأَوْقَات فَإِنَّمَا يَجدونَ شَيْئا ثقيلاً مَوْضُوعا فِي مَوضِع الكلى وَمن ظن أَن الْحَصَى يتَوَلَّد فِي بطُون الكلى فَإِن الوجع عِنْده لَا يكون فِي وَقت التوليد وَإِنَّمَا يكون فِي وَقت الْمُرُور وَمن ظن أَنه يتَوَلَّد فِي لحم الكلى بِمَنْزِلَة مَا يتَوَلَّد فِي المفاصل فَيتم هَذَا الْكَلَام. قَالَ: وَلَيْسَ يمْتَنع أَن يكون تولد الْحَصَى فِي الكلى على الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَأَشد مَا تكون أوجاع الكلى فِي الْوَقْت الَّذِي يمتلئ أَصْحَابه من الطَّعَام وخاصة فِي الْوَقْت الَّذِي ينزل فِيهِ الثّقل إِلَى الأمعاء من أجل ضغط

المعي للكلى وَحين تخرج الفضول من أَسْفَل يخف الوجع بل يسكن أصلا ويتقدم تولد الْحَصَى فِي الكلى رسوب فِي الْبَوْل وَيكون لون الرسوب بِقدر حَال الدَّم فِي حرارته وبرودته وَيُشبه هَذَا الرسوب رسوب يكون من وجع الكبد. لى يفرق بَينهمَا بالأعراض لِئَلَّا يظنّ فِي كل رسوب يكون أَنه من وجع الكبد. لى يفرق بَينهمَا بتفقد اللَّوْن وَمَكَان الوجع لتعلم ذَلِك فَأَما بَوْل الرمل الْأَصْغَر الَّذِي مثل الشهلة فَلَا يكون إِلَّا من الأثقال. قَالَ: وَإِذا اتَّسع المجرى الَّذِي يحمل مائية الدَّم إِلَى الكلى دخل فِيهِ شَيْء غليظ فَإِذا انْفَلق فِي بطُون الكلى وانطبخ بالحرارة فَإِذا جمد مرّة أمكن أَن يتَعَلَّق بِهِ أبدا مَا يَجِيء حَتَّى تعظم الْحَصَاة قَالَ: وَلَيْسَ يتَوَلَّد الْحَصَى فِي الكلى مَتى عنيت بالرياضة وَاجْتنَاب الامتلاء من الطَّعَام والأدوية المدرة للبول فَأَما الشَّبَاب وَمن قد أزمن بِهِ هَذَا وَأَرَدْت أَن تعالجه فنقه بِهِ الخربق بعد أَن تقوه لَهُ فَإِن تلطف اخلاطه وترفقها وتجعلها مواتية لجذب الخربق مِنْهَا لى الْقَيْء نَافِع للْمَنْع من تولد الْحَصَاة. قَالَ: وَمن كَانَ فِي عروقه دم غليظ كثير فابدأ بفصد مابض الرّكْبَة والصافن ثمَّ قيئه وَإِنَّمَا يسْتَعْمل الْقَيْء بالخربق بعد الازمان وَبعد مَا تُرِيدُ استيصال عِلّة الكلى رجل عِنْدَمَا يَبُول كل شَهْرَيْن حَصَاة وَقبل أَن يبولها تَجف طَبِيعَته فَلَا يخرج مِنْهُ برَاز أصلا كالحال فِي القولنج ويصيبه وجع شَدِيد ويبول حَصَاة وَالصَّوَاب فِي هَؤُلَاءِ أَن تَبرأ كَمَا يهيج الوجع بالآبزن ودلك الخواصر وَالذكر بالدهن بِالْمَاءِ الفاتر ليتسع وخاصة الذّكر فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ احرى أَلا ينتشب الْحجر ل افي مجاري الْبَوْل إِلَى المثانة وَلَا فِي الاحليل لَكِن سهل خُرُوجه وشكله أَيْضا وحركه أشكال مُخْتَلفَة لتزعزع الْحَصَاة واحقنه بِمَاء يخرج الثفل ولايأكل) إِلَّا غذَاء لَا يثقل ويغذون كثيرا وَيجب أَن يطْلب لمن تَجف طَبِيعَته صَاحب الْحَصَى فِي الكلى وَلَا يهيج القئ وَأَنا أرى أَن ذَلِك يكون لِأَن المعي يتجع أَن يمر بهَا الثفل للوجع قَالَ: وَيمْنَع من تولد الْحَصَى فصد الصَّافِن ومابض الرّكْبَة والقئ وتلطيف التَّدْبِير نَافِع فِي علل الكلى وَمَا يدر الْبَوْل. الثَّانِيَة من السَّادِسَة للصبيان يَبُولُونَ بولاً غليظاً وَغلظ الْبَوْل هُوَ السَّبَب الْأَقْوَى وَالْأول فِي تولد الْحَصَاة ثمَّ بعد كَثْرَة الْحَرَارَة الْكُلية قَالَ: وَهِي فِي الصّبيان كَثِيرَة. قَالَ: وَإِذا اتّفق فِي وَقت مَا أَن ينقى بَقِيَّة من ذَلِك الْخَلْط فِي المثانة عملت فِيهِ الْحَرَارَة الغريزة وصلب وَإِذا صلب مده سهل أَن يجْتَمع إِلَيْهِ ويلتزق بِهِ من الْبَوْل الشَّيْء الغليظ ويجتمع وَيصير حجرا كَمَا تتولد فِي قدور الحمامات. قَالَ: فغلظ الْبَوْل هُوَ السَّبَب الْأَعْظَم فَأَما الْحَرَارَة فقد يَكْتَفِي مِنْهَا أَن تكون فاترة وَلذَلِك ترى يُولد فِي قدور الْحمام وَإِن كَانَ المَاء فاتراً. قَالَ: ويعين على غلظ الْبَوْل فِي الصّبيان كَثْرَة أكلهم وعدوهم بعقبة وَمن شرب مِنْهُم اللَّبن فاللين حِينَئِذٍ أسْرع شَيْء إِلَى توليد الْحَصَى وَإِذا أَكثر من الْجُبْن ولد الْحَصَى فِي الكلى والحصى يكون فِي الكلى فِي الكهول أَكثر وَذَلِكَ لِأَن الْأَفْعَال الطبيعية فيهم قد ضعفت ونقصت فالمائية الَّتِي تنفصل من الدَّم الَّذِي فيهم لَيست فِي غَايَة الرقة والانطباخ لَكِن فِيهَا غلظ مَاء فَلذَلِك يتحجر فِيهَا شَيْء فِي بطُون الكلى فِي بعض الْأَحْوَال. لى وَفِي بعض الْأَحْوَال يتَوَلَّد

فِي نفس جرم الكلى كَمَا يتَوَلَّد فِي المفاصل إِذا كَانَ غذاؤها من شئ غليظ خام. قَالَ: فَأَما الصّبيان فَإِن مائية الْبَوْل الَّذِي تحقن بِهِ الكلى فيهم على غَايَة النضج فَلذَلِك لَا ينقى وَلَا يتحجر مِنْهَا فِي الكلى شَيْء لِأَنَّهُ رَقِيق نضيج فَإِذا بلغ المثانة فَإِنَّهُ لسعة فضاء المثانة وَلِأَنَّهُ بعد عَن مَعْدن الْحَرَارَة الْكَثِيرَة ويبرد فيغلظ لذَلِك أَكْثَره وَيُمكن فِيهِ أَن يلزق بعضه بالمثانة. لى ينظر فِي عِلّة الكلى وتستقصى إِن شَاءَ الله فَإِن بَين الكهول وَالصبيان اخْتِلَافا كثيرا من أجل الكلى. آخر يفت الْحَصَى بِقُوَّة: زجاج أَبيض يسحق فينحل بحريرة ثمَّ يشوى فِي التَّنور بِنَار قَوِيَّة مَرَّات ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة وَمن العقارب خَمْسَة وَمن الذراريج دِرْهَم وَمن دم التيس المجفف خَمْسَة دَرَاهِم وَمن خرؤ الْحمام ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الدوقوا خَمْسَة يجمع الْجَمِيع ويسقى. الأهوية والبلدان قَالَ: من كَانَ بَطْنه لينًا سهلاً ومثانته غير شَدِيدَة الْحَرَارَة وعنق مثانته غير ضيق فَإِنَّهُ يَبُول بولاً بِغَيْر عسر. وَلَا يبْقى كدر بَوْله فِي المثانة بل يخرج بِسُرْعَة وَمن كَانَ بطن مثانته حاراً فَإِن عنق المثانة مِنْهُ يكون حاراً باضطرار فَإِذا كَانَت المثانة مجاورة لطبعها فِي) الْحَرَارَة ورم عُنُقهَا وَلم يبل مِنْهَا كدر الْبَوْل لضيق المجرى فَيخرج اللَّطِيف ويجمد الكدر ثمَّ يلصق بِهِ دَائِما حَتَّى تعظم الْحَصَاة فَتقبل حِينَئِذٍ إِلَى فَم المثانة فيسده فيهيج بذلك وجع شَدِيد وَتَأْخُذ حكة فِي المذاكر. لى إِنَّمَا قد يكون فِي الْقَضِيب لِأَن الْحَصَاة الْوَاقِعَة فِي عنق المثانة تزعزع بَاطِن الْقَضِيب حَيْثُ أَصله فيمد ذَلِك اللذع فِي جَمِيع جرم الْقَضِيب باتصاله فَإِذا حكه وجد لَهُ لَذَّة وَلذَلِك أَنه يَتَحَرَّك ويلتوي حركات يستريح إِلَيْهَا. قَالَ: ويعرض من شرب الْمِيَاه الكدرة والغليظة وَإِنَّمَا يعرض للصبيان لِأَن الْأَعْنَاق الَّتِي لمثاناتهم ضيقَة وَلَا تنفذ فِيهَا الرُّطُوبَة الغليظة الكدرة. قَالَ: بَوْل الصّبيان إِذا كَانَ مائياً دَلِيل على انه يتَوَلَّد فيهم الْحَصَاة فَأَما الرِّجَال فأعناق مثاناتهم وَاسِعَة وَإِنَّمَا تتولد الْحِجَارَة فِي المثانة لَيْسَ بِضيق فمها فَقَط لَكِن لشدَّة حرارة المثانة وَلم يفك عِلّة ترتضى فِي سَبَب سخونة مثانات الصّبيان وَلَا كلى الكهول. قَالَ: وَاللَّبن الْحَار المايل إِلَى الصُّفْرَة يُولد الْحِجَارَة فِي مثانات الصّبيان لِأَنَّهُ يسخن الْبَطن كُله والمثانة مِنْهُم. قَالَ ابقراط: فَإِنَّهُ علاج يشرب الشَّرَاب الرَّقِيق نَافِع للأطفال لِأَنَّهُ لَا يخرق وَلَا يتفتحها وَلم يُفَسر جالينوس ذَلِك الْبَتَّةَ فَكَأَنَّهُ يُرِيد بِهِ أَن ذَلِك يمْنَع من تولد الْحَصَاة وَلَا يبلغ أَن يضر بالأطفال. قَالَ: النِّسَاء لَا تتعول فِيهِنَّ الْحَصَى لِأَن مثاناتهم عراض وأفواهها وَاسِعَة لَيست لَهَا أَعْنَاق طوال منفرجة ضيقَة فَيجْرِي الْبَوْل الكدر بسهولة وَلَا يحتبس الْبَتَّةَ ويمكنهن أَن يلمسن عنق مثاناتهن بأصابعهن وأفواه مثاناتهن وَاسِعَة وَلَا يعبثن بهَا وَلَا يحككنها كَمَا يعبث

الرجل. جَاءَنَا رجل إِلَى المارستان فَقَالَ أَنه يَبُول فِي كل ثَمَانِيَة أشهر حَصَاة وَأَنه يَأْخُذ عَلَيْهَا يبس شَدِيد حَتَّى يبولها وَفِي الثَّانِيَة من مسَائِل ابيذيميا: فِي الصّبيان وَجَدتهمْ يكون فِي عنق المثانة ضيق حَتَّى يمْنَع نُفُوذ الْبَوْل الكدر وَفِيهِمْ تكون المثانة فِي غَايَة الْحَرَارَة وَمن كَانَ من الصّبيان لَا يخرج الثفل من بَطْنه على مَا يجب وعنق مثانته ضيق وَهِي حارة فَهُوَ مستعد للحصى. 3 (حرارة المثانة) يكون من حرارة الْمعدة وَاللَّبن الَّذِي يسخن الْمعدة جدا من كَانَ من الصّبيان يتَوَلَّد فِيهِ الْحَصَى يَنْفَعهُ الشَّرَاب الَّذِي فِي غَايَة الرقة ممزوجاً رَقَبَة مثانة الْجَوَارِي فصيره وَاسِعَة والتواؤها يكون قَلِيلا وبولهن أرق لِأَنَّهُنَّ أقل شَرها وحرارتهن أقل لذَلِك لَا تكَاد الْحَصَاة تتولد فِيهِنَّ. الأغذية الأولى أعظم الْأَسْبَاب فِي تولد الْحِجَارَة فِي الكلى حرارة مزاج الكلى إِذا كَانَت حارة نارية. وَقَالَ هَاهُنَا أَيْضا عِنْد ذكر الحمص: إِن الحمص الْأسود الصغار يفت الْحَصَى الْمُتَوَلد فِي الكلى تفتيتاً بليغاً وَيجب أَن يشرب طبيخه فَقَط. الْيَهُودِيّ قَالَ: الْحَصَى يكون من الْبَوْل الْكثير الْملح. اهرن مَا يفت الْحَصَى: العقارب المحرقة والشربة قيراطان فالشراب الَّذِي يُسمى حنديقون وَتحرق بِقدر مَا تسخن وتلقى أَيْضا فِي الزَّيْت ويحقن بهَا الإحليل ويتحمل مِنْهُ بصوفة فِي المقعدة وتمرخ بِهِ الْعَانَة والدرز. قَالَ: والعقارب ضد الْحَصَاة وَمِمَّا يفت الْحَصَى قشور الكندر والكندر دِرْهَم. دَوَاء يفت الْحَصَى وَلَا تعود قشور أصل الْكبر وأصل الجوشير واشقيل وثوم دقه واعجنه الطَّبَرِيّ عَن اطهورسفس الشربة من العقارب المحرقة دانقان إِلَى نصف دِرْهَم وَهُوَ نَافِع جدا. اهرن إِذا كَانَ الْإِنْسَان يَبُول بولاً أَبيض خاواً ثمَّ بَال بعد ذَلِك رملاً فَأَخذه وجع شبه القولنج فَفِي كلاه حَصَاة وَتَكون فِي حَصَاة الكلى ممراً أبدا وَفِي المثانة لَا تكون ممراً قَالَ: ويستدل على الْحَصَاة فِي مثانة الصَّبِي أَنه يَبُول بولاً أَبيض رَقِيقا فِي أول مرّة شبه المَاء ثمَّ لَا يزَال يحك احليله ويتوتر ويذبل. اهرن احقن الْحَصَاة فِي المثانة بطبيخ الْأَدْوِيَة الَّتِي يفتها تزرقها فِي الإحليل فَإِنَّهُ ابلغ مَا يكون من ذَلِك: مَاء السذاب وَمَاء المرزنجوش والنفط الْأَبْيَض إِذا لم يكن وجع شَدِيد وَلَا حرارة ودهن البلسان أَو دهن الناردين.

دلائل الحصى في الكلى

من اختيارات الْكِنْدِيّ قَالَ: يعصر الفجل بِلَا ورق ويسقى مِنْهُ على الرِّيق أُوقِيَّة أَيَّامًا لتفتيت الْحَصَى الْكِبَار وَالصغَار الَّتِي فِي المثانة وَيفْعل ذَلِك بِخَاصَّة عَجِيبَة. وَأَيْضًا مجرب: تُؤْخَذ أم جَنِين وَهُوَ الدويبة الْمعينَة الظّهْر بنفط سود تكون فِي الثفل والرطوبة فتبلغ صحاحا فَإِنَّهُ يذهب بالحصاة وَلَا تعود.) من كتاب الْكِنْدِيّ ومسيح الدِّمَشْقِي: اسْقِ للحصاة مثقالين من دم تَيْس مجفف بزنة اثْنَي عشر مِثْقَالا من مَاء سخن تُؤْخَذ الدُّود الَّتِي تضيء بِاللَّيْلِ فتجفف فِي إِنَاء نُحَاس ثمَّ ارْمِ رَأسهَا بولس 3 - (دَلَائِل الْحَصَى فِي الكلى) وجع لَازم مرتكز لَا يبرح وَبَوْل بورقية رملية وتألم احدى الخصيتين وتخدر إِحْدَى الفخذين وَهُوَ بحذاء الْكُلية العليلة وأعراض تشبه أَعْرَاض القولنج وَأما الْحَصَاة فِي المثاتة فدلائلها الْبَوْل المائي الرَّقِيق الْأَبْيَض وَفِيه رمل وحك المذاكر كثيرا وَمد الْقَضِيب وَطلب الْبَوْل وعسر خُرُوجه والانتشار. قَالَ: وَمِمَّا يفت الْحَصَى فِي الكلى كَثْرَة اسْتِعْمَال الْحمام والآبزن يشرب سَاعَته فَيخرج شَيْئا يفت الْحَصَى. ويفت الْحَصَى الصراصر الميبسة بِلَا أَجْنِحَتهَا وريشها وعصفورالصباح ممدوح جدا وَهُوَ عُصْفُور صَغِير لَونه بَين الرَّمَادِي والأخضر ومنقاره حاد وَيكون فِي الْحِيطَان فَإِذا ملح وَأكل دَائِما نيا بَوْل الْحَصَى وَإِن احْرِقْ بريشه وَسَقَى رماده مَعَ فلفل وساذج هندي بِمَاء الْعَسَل حاراً فت الْحَصَى وبولها وَقد يخلط مَعَ هَذِه الْأَدْوِيَة دم التيس وَالْقلب وَدم التيس المجفف يفت الْحَصَى فِي إبان الوجع اسْتعْمل الآبزن والمخدرة مَتى اضطررت إِلَيْهَا وَكَثِيرًا مَا فصدنا فَكَانَ ذَلِك سَببا لسرعة خُرُوج الْحَصَى وخف الوجع فَأَما الإحتراس من تولدها ثَانِيَة فبالأغذية اللطيفة القليلة وَترك الْحُبُوب والجبن وَاللَّبن وَالشرَاب الْأسود وَترك كَثْرَة اللَّحْم وَبِالْجُمْلَةِ فَليدع مَا يُولد الْخَلْط الغليظ وكل حريف أَيْضا كالثوم والبصل والأشياء الحادة جدا وَيَشْرَبُونَ سكنجبينا بِمَاء قد طبخت فِيهِ الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى كل يَوْم أَو يَوْمَيْنِ بعد الْخُرُوج من الْحمام وليتجرعوا بعد الْخُرُوج من الْحمام قبل كل شَيْء من مَاء فاتر وليشربوا فِيمَا بَين غذائهم مَاء بَارِدًا وَإِن أحسوا بامتلاء اسهلوا وفصدوا. من كتاب الطلسمات قَالَ: إِن أكلت الْعَقْرَب فتت الْحَصَاة وَإِن شربت الخراطين بعد سحقها فتت الْحَصَاة فِي المثانة. الاسكندر قَالَ: جلّ علاج الْحَصَى فِي الكلى الحمامات والآبزن ومرخ الخواصر بدهن البابونج ويسقى المفتتة للحصاة والأشياء اللينة وَهُوَ فِي مَاء الْحمام ويستحم فِي الْيَوْم مَرَّات وَإِن كَانَ صيفاً فليستحم بِمَاء الرُّمَّان ويلج بالآبزن والمروخ بدهن البابونج واجعله فِي وَقت الرَّاحَة من الآبزن وألح فِي ذَلِك وَلَا تَدعه سَاعَة بِلَا علاج واحقنه بحقنة لينَة مسكنة للوجع بطبيخ الحلبة) والخطمى والنخالة والبابونج ودهن البابونج فَإِن كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة فَمن الشّعير المقشر والبنفسج والخطمى والنخالة والبابونج وَإِن الحاك الوجع إِلَى

إِعْطَاء المخدرات فاعط الفلونيا والمخدرات وَاعْلَم أَنه لَا دَوَاء أفضل للحصى من دم التيس قد امتحنت ذَلِك وجربته فليؤخذ تَيْس من أَربع سِنِين ويذبح وَيُؤْخَذ أَوسط الدَّم وَيجْعَل فِي إِنَاء نظيف قد غسل وجفف مَرَّات واعط مِنْهُ فلنجارين بشراب حُلْو وليعط بورق الرازيانج لكَي تطيب رَائِحَته أَو يخلط بِمَا يطيب رَائِحَته فَإِنِّي قد فتت بِهِ حَصى عظاماً وَمَعَ ذَلِك يُخرجهَا بِلَا وجع وَلَا أَذَى وَإِذا رَأَيْت الْحَصَى مرتبكة جدا وَرَأَيْت الْحَرَارَة كَثِيرَة والجسم ممتلئاً قَوِيا وحدست أَنه قد عمل ورماً للوجع فابدأ بتشريح الباسليق فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك نفدت الْأَدْوِيَة والعلاجات فِيهِ أسْرع وَأكْثر وأسهل لخُرُوج الْحَصَى وَلَا تسْتَعْمل الحرارات كثيرا فِي هَؤُلَاءِ فِي وَقت الرَّاحَة لِأَنَّهُ يعين على تولد الْحَصَى إِذا كَانَ هُنَاكَ بلغم مستعد للتحجر وَمِمَّا يمْنَع تولد الْحَصَى شرب المَاء الْحَار على الرِّيق وتعاهد الْقَيْء والأطعمة اللطيفة وَترك اللَّبن والجبن وَالشرَاب الْأسود والحبوب اللزجة وَلَا ينَام على فرَاش الريش وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا تسخن الْحَصَى جدا ويحجر الْمَادَّة وَطول الْقيام على الرجلَيْن يعين على تولدها. قَالَ: فَأَما حَصى المثانة فاطل بِدَم التيس فِي الْحمام فَوق المثانة مَرَّات كَثِيرَة وَعَلَيْهَا وحواليها. شرك الْهِنْدِيّ دَوَاء مجرب للحصى قد بلوته غير مرّة: بزر بطيخ وقرطم وزعفران وقلب. قَالَ: وجعا يكسر الْحَصَى فِي المثانة ويخرجها ركُوب دَابَّة قطوف خشن ركضها. مَجْهُول قَالَ: إِذا رَأَيْت الوجع فِي مَوضِع الكلى مرتكزاً لَا يبرح فَهُوَ وجع الكلى وَإِذا رَأَيْته يحول فِي الْبَطن وَكَانَ فَوق مَوضِع الكلى وَمن قُدَّام فَإِنَّهُ وجع القولنج. قَالَ: ويعالج وجع القولنج بالحقن اللينة شَمْعُون: العقارب المحرقة لَا يعرف دَوَاء الْبَتَّةَ أنفذ مِنْهَا فِي الْحَصَى يفتها إِذا شرب مِنْهَا قيراطان بالحنديقون فَإِن تقدم فِي شربه أَو من تولد الْحَصَاة والدودة الَّتِي تُوجد فِي اللَّيْل وتضيء تُؤْخَذ فتجفف فِي إِنَاء نُحَاس فِي شمس حارة ثمَّ ارْمِ برأسها واسحق سَائِر جَسدهَا واسق مِنْهَا وَاحِدَة فِي ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهَا تذيب الْحَصَى الْبَتَّةَ. قَالَ: وَهِي فِي نَحْو الذراريج إِلَّا أَنَّهَا أقوى مِنْهَا وَاحِد. كناش الإختصارات قَالَ: فِي وَقت نوبَة الْعلَّة وشدتها أقعد العليل فِي آبزن قد طبخ فِيهِ المحللات واسقه مَاء اليقراطين وَمَاء الحلبة والكثيراء والنشادر درهما بِمَاء الْعَسَل أَو شراب البنفسج أَو) بالميبختج وَمَا أشبه هَذَا من التَّدْبِير حَتَّى تزلق الْحَصَى. قرصة تسْتَعْمل فِي هَذَا الأوان: بزر الْبِطِّيخ وبزر الخطمى وكثيراء ونشا يجمع بلعاب البزر قطونا ويسقى بشراب بنفسج. قَالَ: وامرخ الظّهْر والعانة ونواحيها بشحم البط وأطعمه اسفيذباجا يعْمل بفروج سمين وَالسمن والبقول اللينة فَإِذا خرج فحينئذٍ يسْتَعْمل مَا يسقى. لى وَقد يسقى فِي هَذَا الْوَقْت مَا يفت الْحَصَى فَإِنَّهَا تعين على ذَلِك. قَالَ: وعلامة الْحَصَى أَن يخرج الْبَوْل فِي بَدْء خُرُوجه أبدا رَقِيقا يشبه المَاء مَعَ وجع وحكة فِي الذّكر وَأَن يبوله وقروح المقعدة وَيخرج بعده شَيْء غليظ يجد لِخُرُوجِهِ رَاحَة. قَالَ: وَيكون قضيبه دَائِم الْقيام.

مسائل ابيذيميا

قَالَ: وأنفع العلاج لَهُ مداومة الْحمام فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ويسقى مَتى خرج مَاء الحرشف وَمَاء ورق الفجل والفجل الدقاق فَإِنَّهُ يمْنَع أَن تكمل الْحَصَى فَإِن اشْتَدَّ الْأَمر سقى دم التيس المجفف وَإِن اشْتَدَّ أَيْضا الوجع فِي حَالَة سقى دانقى فلونيا. من اختيارات حنين دَوَاء للحصى يذهب بهَا الْبَتَّةَ إِن كَانَت وَيمْنَع تولدها مَتى لم تكن اسحق دِرْهَمَيْنِ من ذرق الْحمام بِمثلِهِ من سكر وَيشْرب بِمَاء وللصبي نصف دِرْهَم مَعَ مثله من سكر. 3 - (مسَائِل ابيذيميا) السَّادِسَة يعرض فِي وَقت نُفُوذ الْحَصَى فِي الكلى أصعب الأوجاع وأشدها وَأما فِي وَقت تتولد سدداً وورما فَإِنَّهُ إِنَّمَا يعرض كَأَن ثقلاً مُعَلّقا فِي مَوضِع الكلى. لى لَا دلَالَة أصح فِي التَّفْرِيق بَين وجع القولنج والكلى من أَن يكون قد تقدم ذَلِك ثقل وتمدد بِلَا وجع فِي الْقطن مُدَّة طَوِيلَة فِي ذَلِك الْوَقْت الَّذِي يُرِيد أَن يَبُول الْحَصَى لَا شَيْء تزيد فِي الوجع من أَن تكون الْمعدة والأمعاء ممتلئة ففرغها بالقيء والإسهال وَاجعَل الْغذَاء كثير الْغذَاء قَلِيل الكمية لِئَلَّا يكون ضغط وَلَا تسْقط الْقُوَّة وَقد يكون وجع شَدِيد من امتلاء الْعُرُوق من الدَّم وعلامة ذَلِك أَن يكون الوجع شَدِيدا مَعَ خلاء الْمعدة والأمعاء وَأَن يكون التَّدْبِير قبل ذَلِك مولد الدَّم فافصد هَؤُلَاءِ فَإِنَّهُ يسكن عَنْهُم أَكثر الوجع بعد مُدَّة. قَالَ: وَيحدث فِي وجع الكلى خدر فِي الرجل المحاذية لتِلْك الْكُلية. لى هَذَا أَيْضا فرق بَينه وَبَين القولنج وَيَنْبَغِي أَن تحول جَمِيع العلاجات إِلَى هَاهُنَا. لى من رَأَيْته يتَوَلَّد فِي كلاه الْحَصَاة وَاسع الْعُرُوق كثير الدَّم فافصده من مابض الرّكْبَة وَمن رَأَيْته أَبيض ناعم الْجِسْم فاقصد الْقَيْء وَالتَّدْبِير الملطف والرياضة وَأما الألوان فَلَا تلطف تدبيرهم جدا بل رطبهم مَا أمكن وبردهم فَإِنَّهُم إِنَّمَا يتَوَلَّد فِي هَؤُلَاءِ من أجل الْحَرَارَة وَفِي الْأَبدَان السمينة لأجل الرطوبات الغليظة. قَالَ: إِذا كَانَ الْفضل الَّذِي ينْدَفع إِلَى الكلى لَيْسَ بشديد اللزوجة حَتَّى يلصق بالكلى لصوقاً يعسر قلعه مِنْهُ خرج مَا جمد أَولا فأولاً فَيصير مِنْهُ الرسوب الرَّمْلِيّ وَإِذا كَانَ بالضد لم يخرج وَلم يجْتَمع إِلَيْهِ شَيْء بعد شَيْء حَتَّى يصير جملَة عَظِيمَة وَغير هَذِه الْحَالة تحْتَاج إِلَى المدرة للبول لتقلع ذَلِك مَا دَامَ صَغِيرا وتنقى الكلى أَكثر مِمَّا تحْتَاج إِلَيْهِ فِي حَال بَوْل الرمل. بولس: يجب أَن يُؤْخَذ دم تَيْس فتي السن حِين يبْدَأ الْعِنَب بزهر فيجفف ويسقى مِنْهُ ملعقة مَعَ دِرْهَم ميبختج. تياذوق قَالَ: عَلامَة وجع الكلى أَن يعرف مَكَان الكلى وَمَوْضِع الْجرْح فَمن بَال من ذكره قَلِيلا وَجرى بَوْله من الْجرْح كثيرا فَإِنَّهُ يدل على أَنه سيعرض لَهُ رشح الْبَوْل. قَالَ: وَإِذا عرضت الْكُلية فِي هَذَا الْجرْح وَتمّ ذَلِك فَلَا برءة لَهُ وَأما إِن ضَاقَ خَارِجا وَلم يلتحم دَاخِلا فوسعه خَارِجا وضع الْأَدْوِيَة افْعَل ذَلِك مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا وَإِيَّاك والتواني عَنهُ فَإنَّا قد رَأينَا مَا انْشَقَّ مرَّتَيْنِ وَمن بعد شهر وشهرين فبرؤا. قَالَ: وَإِذا عرضت حَصَاة أُخْرَى بعد ذَلِك فَاعْلَم أَنَّهَا من الكلى لَا من المثانة واحقن المثانة بالبورق وَنَحْوه فَإِنَّهُ سيفتها وَيخرج الْبَوْل وَلَا يحقن

علامة من به حصى في المثانة

بذلك إِلَّا) بعد سُكُون الورم والوجع فَأَما الْحَصَاة فِي النِّسَاء فعلاجها علاج الذُّكُور وَلَكِن تحس الْحَصَى من الْبكر فِي المقعدة وَالثَّيِّب فِي الرَّحِم. لى الثّقل يكون كَأَن شَيْئا مُعَلّقا من الكلى يكون حِين يتَوَلَّد السدد وَحين يتَوَلَّد الْحَصَى والأورام وَالْفرق بَينهمَا أَن مَعَ الورم الحميات المختلطة ونافض وَكَثْرَة الْبَوْل ودروره وَمَعَ السدد قلَّة الْبَوْل وصفاؤه وَمَعَ الْحَصَى صفاء الْبَوْل ورملية فِيهِ الْعَلامَة الَّتِي تطلب الْبَطن يحتبس مَعَ الْحَصَى لَا يجاع المعي ويهيج الْقَيْء لِأَنَّهُ إِذا امْتنع من أَسْفَل صَار إِلَى فَوق. تياذوق: عَلامَة وجع الكلى أَن تعرف مَوَاضِع الكلى حَتَّى تبدر الْحَصَى ثمَّ حل الرطوبات ونقى الدَّم الجامد الَّذِي يكون فِي الشق وَأَيْضًا يرْبط الرِّبَاط خلف الْحَصَى لِئَلَّا ترجع إِلَى خلف وتمد الْجلد إِلَى رَأس الْقَضِيب وشده ليَكُون إِذا فتحناه وجع الْجلد ويغطي الْجرْح لى توهم هَذَا غلط وَذَلِكَ أَنه إِذا يغطى الْجراح منع سيلان الدَّم وَلَكِن لَيْسَ بغلط لِأَن الصديد لَهُ مسيل إِلَى افطيلش قَالَ: قد يعرض شرب الْمِيَاه الكدرة وَمن سوء الهضم فَإِن الْبَوْل يكدر وَإِذا كدر الْبَوْل رسب مِنْهُ فِي قَعْر المثانة شَيْء بعد شَيْء والتحم بعضه على بعض وانطبخ بالحرارة فتحجر وَلذَلِك يعرض للصبيان أَكثر الكدر لتخليطهم وشربهم. قَالَ: وَقد ظن بعض النَّاس أَن الْحَصَاة تثبت لاصقة بالمثانة وَلَيْسَ كَذَلِك لِأَنَّهَا لَيست لاصقة بالمثانة الْبَتَّةَ وَلذَلِك تقع من مَكَان إِلَى مَكَان مَتى تجمعت وعظمت. 3 - (عَلامَة من بِهِ حَصى فِي المثانة) أَن مِنْهُم من يَبُول فِي آخر الْبَوْل بِلَا إِرَادَة ويوجعه طرف الذّكر ويحكه وَمَتى تَعب وارتاض أحس فِي الذّكر تحدر وَرُبمَا انسد بَوْلهمْ وَإِذا هُوَ بَال اشْتهى أَن يَبُول بعد الْفَرَاغ من الْبَوْل أَو يَبُول أَيْضا وَأحب ذَلِك وَإِنَّمَا يتجع الذّكر وَيحك باشتراك المثانة كَمَا تجمع الأربية إِذا نكيت بالإصبع وَأما شهوتهم أَن يبولوا بعد خُرُوج الْبَوْل كُله فَلِأَن المثانة تهيج لدفع مَا فِيهَا من الْحَصَى كَأَنَّهُ يُؤَيّد إِخْرَاجه لِكَثْرَة الْبَوْل. قَالَ: وَإِذا كَانَت الْحَصَاة عَظِيمَة أَو خشنة فَإِنَّهَا كثيرا مَا يَبُول صَاحبهَا الدَّم وَأما الصَّغِيرَة الملساء فَلَا يَبُول صَاحبهَا الدَّم وَيكون عسر الْبَوْل مَعَ الصَّغِيرَة أَكثر مِنْهُ مَعَ الْكَبِيرَة لِأَن الصَّغِيرَة يُمكن أَن تقع فِي فَم المثانة وَبَوْل الْحَصَى فِي الصّبيان أسهل لِأَن قضيبهم رطب لين. قَالَ: وَمن أَصْحَاب الْحَصَى من تخرج مقعدته وتحس بثقل فِي حالبيه وخصيتيه. قَالَ: وَإِذا كَانَ فِي المثانة حصاتان أَو ثَلَاثًا دفع بَعْضهَا بَعْضًا ويبول الرمل. قَالَ: وَالَّذين تصير الْحِجَارَة مِنْهُم فِي عنق المثانة يَبُولُونَ بِلَا وجع على هَذِه الأشكال: أَحدهَا أَن يركب رجلا ويمر بَطْنه على صلبه وَهُوَ مثنى أَو يكبه ويركب رُكْبَتَيْهِ وَيضم نَفسه مَا أمكن فيضطر ذَلِك عنق المثانة إِلَى دفع الْحَصَاة إِلَى خلف وَيجْعَل رجله على الْحَائِط وَيمْسَح أَسْفَل الْبَطن إِلَى فَوق أَو يضعون أَيْديهم تَحت ركبهمْ ويدنونها من صُدُورهمْ فيسهل بِهَذِهِ الْأَشْيَاء عَلَيْهِم الْبَوْل. لى وَمَا ذكر جالينوس من شيل الرجلَيْن وَأَمرهمَا قَالَ: وَقد يُؤْخَذ نصف مِثْقَال من

زجاج أَبيض مسحوق كالكحل يشرب بزنة اثْنَي عشر مِثْقَالا من المَاء السخن. قَالَ: وَقد يكون الْحَصَاة فِي الذُّكُور أَكثر لِأَن عنق المثانة مِنْهُم قصير وَاسع مستو فَلَا يحتبس فِيهَا الكدر. عَلامَة الْحَصَى حكاك فِي المذاكر وَرُبمَا بَال قَلِيلا بعسر وَرُبمَا كَانَ دَمًا إِذا كَانَت خشنة ويهزل صَاحبهَا وَيدخل الإصبع فِي الْحلقَة فيلمس الْحَصَاة. قَالَ: مَاء الحمات يفت الْحَصَى. قَالَ: إِذا كَانَت الْمَرْأَة بكرا فَأدْخل الإصبع فِي الدبر وَإِن كَانَت ثَيِّبًا فَفِي الْقبل وعصر الْيَد الْأُخْرَى وادلك المراق أَو السُّرَّة حَتَّى تنزل الْحَصَاة إِلَى فَم المثانة ثمَّ شقّ عَن الْحَصَا شقاً بالوارب قَلِيلا قَلِيلا وَإِيَّاك أَن تصيب الْقَضِيب. قَالَ: فَإِن عرض من الشق عَن الْحَصَاة ورم فَاسْتعْمل الْجُلُوس فِي الْمِيَاه الملينة والحقن. قَالَ: يُؤْخَذ نصف مِثْقَال من الزّجاج الْأَبْيَض مسحوقاً كالكحل يشرب بزنة اثْنَي عشر مِثْقَالا من المَاء الْحَار. من التَّذْكِرَة للحصى: نصف دِرْهَم من عقارب محرقة فِي كوز جَدِيد وقردمانا وَحب الْغَار ولوز مر وَسعد وقفل الْيَهُودِيّ وَحب الْقلب يسقى بِمَاء الفجل أُوقِيَّة وَقد يسقى بِمَاء الكرفس وَمَاء الحسك وَمَاء كزبرة الْبِئْر ويسقى نصف دِرْهَم من عقارب محرقة مَعَ دِرْهَم من حب الْقلب بِمَاء الفجل أُوقِيَّة. روفس إِلَى الْعَوام قَالَ: من بَال بولاً أسود بِلَا مرض وَلَا وجع كَانَ يبوله فَإِنَّهُ مستولد فِي كلاه حَصَاة بعد زمَان يسير وخاصة إِن كَانَ شَيخا فليبادر الطَّبِيب فيعطيه إِمَّا مليناً وَإِمَّا الْأَدْوِيَة المدرة للبول وَأمره بِالسُّكُونِ لِأَن كَثْرَة التَّعَب يُولد الْحَصَى فِي الكلى. ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة المنقية قَالَ: الَّتِي تفتت الْحَصَاة قردمانا حب الْغَار سعد لوز مر وحلو مقل الْيَهُود مَتى أَخذ مِنْهَا دِرْهَمَانِ بِمَاء برنجاسف أَو بِمَاء أصل الخطمى مطبوخاً أَو بِمَاء الحسك أَو بِمَاء كزبرة الْبِئْر أَو نصف دِرْهَم من العقارب المحرقة يشرب بِمَاء ورق الفجل أَو ثَلَاثَة دَرَاهِم من حب الْقلب مَتى شرب بِمَاء الفجل أَو بِمَاء الفوذنج. افطيلش: إِذا كَانَ صَاحب الْحَصَاة يَبُول رملاً فَإِن ذَلِك يدل على أَن حَصَاة رخوة متفركة وَهَذِه متوانية التفرك بالأدوية وَإِذا كَانَ الْبَوْل شَدِيدا لصقاً جدا فَذَلِك دَلِيل على حجر أملس صلب لَا يواتي التفرك بالأدوية الْبَتَّةَ. بولس دَلَائِل الْحَصَى: الْبَوْل المائي الَّذِي فِيهِ ثفل رملي مَعَ حك الْقَضِيب وصلابته وانتشاره لَا لعِلَّة وعبث العليل بِهِ كَأَنَّهُ يفتشه وَلَا سِيمَا إِن كَانَ صَبيا ويحتبس الْبَوْل بَغْتَة بعقب هَذِه العلامات فَذَلِك لِأَن الْحَصَاة وَقعت إِلَى عنق المثانة. قَالَ: ويسهل برْء الصّبيان إِلَى أَن يبلغُوا) أَرْبَعَة عشر عَاما للين أجسامهم ويعسر برْء الْمَشَايِخ ليبس المزاج الَّذِي لَهُم وَمَا بَينهم من الْأَسْنَان فبحسب ذَلِك وَمن كَانَت حصاته عَظِيمَة يكون مَا يعرض لَهُم من الْأَعْرَاض مِنْهَا أقل لأَنهم لعظم الْحَصَاة وخشونتها قد اعتادوا الآلام والأوجاع فَلَا يسْرع إِلَيْهِم الورم من الوجع وَإِذا أردْت العلاج فَإِن كَانَ صَغِيرا فَمر الخدم ينقضونه ويحركونه وَإِن كَانَ العليل صَبيا يُمكنهُ الْوُثُوب فمره بالوثوب وَالظفر من مَوضِع مُرْتَفع لتصير الْحَصَاة فِي

عنق المثانة ثمَّ أقعده منتصباً وَتجْعَل يَدَيْهِ تَحت فَخذيهِ لتصير المثانة كلهَا مائلة إِلَى أَسْفَل ثمَّ جس الْموضع والمسه خَارِجا وَإِن أحسست الْحَصَاة وَإِنَّهَا نشبت بالظفر فِي عنق المثانة شقّ عَلَيْهَا من ساعتك وَمَتى لم تحس بالحصاة باللمس خَارِجا فامسح الإصبع خَارِجا بدهن أما السبابَة وَأما الْوُسْطَى على قدر سنّ الْغُلَام من الصغر وَالْكبر وأدخلها فِي الدبر وفتش عَن الْحَصَاة بالإصبع وانقلها قَلِيلا قَلِيلا إِلَى عنق المثانة فَإِن رفعتها هُنَاكَ فاكبس عَلَيْهَا بالإصبع تدفعها إِلَى خَارج جدا وَمر خَادِمًا آخر يمد بِيَدِهِ الْيُمْنَى الْأُنْثَيَيْنِ نَاحيَة عَن الْموضع الَّذِي يكون فِيهِ الشق ثمَّ اربط عَن الْحَصَاة بعمادين وَيكون الشق مُؤْذِيًا ليَكُون خَارِجا فِي اللَّحْم وَاسِعًا وَإِمَّا دَاخِلا فِي المثاتة فضيق بِقدر مَا يُمكن أَن تخرج مِنْهُ الْحَصَاة فَقَط فَرُبمَا ضغطت الإصبع فَوَثَبت لذَلِك فَإِن لم تخرج لذَلِك فأخرجها بالمجرة وَبعد ذَلِك إِن هاج نزف الدَّم فَاجْعَلْ عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة الَّتِي تقطع الدَّم كالصر والكندر والزاج وَمَا أشبه ذَلِك حَتَّى إِذا كف النزف فَاجْعَلْ على الْموضع رفافد مبلولة بزبد أَو سمن ويستلقى العليل وبل الرفافد فِي كل قَلِيل وَحل الرِّبَاط فِي الْيَوْم الثَّالِث وأنطل الْموضع بِمَاء وزيت كثير ويعالج بمرهم الباسليقون وَيحل فِي كل قَلِيل لمَكَان الْجراحَة للبول فَإِن عرض ورم حَار فَاسْتعْمل الأضمدة والنطولات الَّتِي تصلح لذَلِك وصب فِي المثانة دهن ورد ودهن بابونج أَو سمن وَإِن لم يمْنَع من ذَلِك مَانع ورم حَار وَكَذَلِكَ مَتى صَار فِي الْخراج أكال أَو فَسَاد آخر فليعالج كل نوع بعلاجه حَتَّى إِذا ذهب الورم الْحَار فجعهم وَاسْتعْمل المراهم اللينة على الصلب وَالظّهْر وأسفل الْبَطن وَفِي جَمِيع أَوْقَات العلاج اربط الفخذين مَعًا وَالرّجلَيْنِ كي تلبث الْأَدْوِيَة وَلِئَلَّا يَتَحَرَّك ويجود التحام ويسرع فَإِن كَانَت الْحَصَاة صَغِيرَة وَصَارَت إِلَى مجْرى الْقَضِيب فَلَا يقوى العليل على بولها فَخذ جلد الْقَضِيب إِلَى قُدَّام واربط من طرف الكسرة ثمَّ شدّ خَافَ الْحَصَاة الْقَضِيب شداً جيدا ثمَّ شدّ بحذاء الْحَصَاة من تَحت الْقَضِيب. قَالَ: وَقد يكون فِي الْإِنَاث حَصَاة ويحسونها بأصابعهن وَتظهر سَائِر الدلايل من أجل فَم الرَّحِم فِي عنق المثانة فَإِن كَانَ) العليل صَبيا أقعده رجلا على كرْسِي مُرْتَفع لتحاذي رُكْبَتَيْهِ اربتيه وَيجْلس العليل على رُكْبَتَيْهِ ويمسك يَدَيْهِ كلتيهما كل وَاحِدَة بصاحبتها وَليكن للخادم شَيْء على فَخذيهِ وَشَيْء على بَطْنه من الثِّيَاب ليضطر العليل إِلَى الانتعاظ فِي مَوضِع ضيق لِأَنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ ايسر لمسها فَإِذا فعلت ذَلِك فجس الذّكر واصله والمثانة فَإِن الْحَصَاة رُبمَا اندفعت بِهَذَا الضغط إِلَى أصل الْقَضِيب فَإِن لم تحس خَارِجا بثنى من ذَلِك فامسح الإصبع بلزوجة الْكَثِيرَة أَو نَحْوهَا وادخلها فِي الدبر أَو فتش عَن الْحَصَاة وامسك الْحَصَاة بالإصبع الَّتِي فِي المقعدة ثمَّ امسح بِالْيَدِ الْيُمْنَى الْعَانَة إِلَى أَسْفَل واحصر الْحَصَاة حصراً جيدا مستوثقاً بَين الْكَفّ الْيُمْنَى الَّتِي تمسح بهَا وَبَين الْأَصَابِع الدَّاخِلَة فِي المقعدة وَإِن احتجت أَن تدبر الْحَصَاة فحرك الْمفصل الأول من إصبعك لتدفعه بِهِ وتجعله حَيْثُ شِئْت. قَالَ: وللحصاة أشكال يعسر دَفعهَا ويسهل فِي بعض فَمَا كَانَ عريض الزوايا فليحصر جيدا فَإِنَّهُ لَا ينْدَفع

بِسُرْعَة وَأما مَا كَانَ شَبيه البلوط فَإِنَّهُ ينْدَفع بِسُرْعَة حَتَّى يَأْتِي عظم الْعَانَة. قَالَ: وَإِن عسر فِي حَال دفع الْحَصَاة إِلَى عنق المثانة بالإصبع فَلَا تشق لَكِن انْظُر اتدعها من تِلْقَاء نَفسهَا وَعَلَيْك بالظفر والوثوب فَإِنَّهَا تَدْنُو من هَذَا الْمَكَان ضَرُورَة فَأَما الرجل فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يجلس رجلَانِ على كرْسِي ويشدا فخذيهما لِئَلَّا يزولا ثمَّ يجلس الرجل على فخذيهما فَتكون جَمِيع حَاله حَالَة الصَّبِي. قَالَ: وليغمر أَسْفَل الْبَطن خدم كَمَا يَأْمر الطَّبِيب لِأَن الطَّبِيب يحْتَاج أَن يسْتَعْمل يَدَيْهِ. قَالَ: فلَان الثفل رُبمَا منع من جس الْحَصَى ومسها فَيَنْبَغِي أَن يحقن العليل قبل ذَلِك وخاصة إِن حبست فِي أمعائه رجيعاً ينشاء لِأَن الأمعاء إِذا فرغت مَا فِيهَا سهل جس الْحَصَى وَسَهل غمر الْبَطن فَإِن كَانَ العليل إِذا امسك بِهَذِهِ الصّفة تمتد عضلاته وتمتد مثانته فتحول بَينهَا وَبَين المجسة فاضجع العليل على ظَهره ثمَّ جسه لِأَن العضلات لَا تمتد فِي هَذِه الْحَالة فَإِذا أحسناه على هَذِه الصّفة واصلناه إِلَى عنق المثانة أقمناه حِينَئِذٍ وأجلسناه على كرْسِي نَحْو مَا ذكرنَا. قَالَ: وَإِن كَانَت أَكثر من وَاحِدَة فادفع الْكَبِير أَولا إِلَى فَم المثانة ثمَّ شقّ عَلَيْهَا ثمَّ ادْفَعْ الْأُخْرَى. قَالَ: وتعرف ذَلِك بإصبعك لِأَنَّهَا تخشخش فتعرف ذَلِك. فِي الشق عَن الْحَصَاة اجْتهد فِي حصر الْحَصَاة لِأَنَّك قصرت فِي ذَلِك كَانَ علاجها بَاطِلا وَإِن كَانَ ذَلِك عسيراً فَأمر خَادِمًا أَن يضغط الْعَانَة ويعصرها وَآخر أَن يجر الْقَضِيب إِلَى فَوق ويشيله ويمده مَعَ ذَلِك خلاف جِهَة الشق ثمَّ يشق بالعمادين الَّذِي هُوَ لَيْسَ يمحكم الاستدارة ليمكن أَن) يغوص فشق عَن الْحَصَاة الْكَبِيرَة شقاً معوجاً وَعَن الْحَصَاة الصَّغِيرَة شقاً مستوياً فَإِن وَقع الشق فِي عنق المثانة التحم لِأَنَّهَا لحمية وَإِنَّمَا يعرض تقطير الْبَوْل وَإِلَّا يلتحم إِذا وَقع الشق فِي بدن المثانة حَيْثُ هِيَ رقيقَة جودية وَأما فِي الْعُنُق فَلَا. قَالَ: فَمَا ارْتَفَعت من المقعدة إِلَى فَوق فَإِنَّهُ يبعد من جرم المثانة ويجئ نَحْو رَأسهَا وَهُوَ أصلح وبالضد. قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا فَقَط لكنه لَا يهيج مِنْهُ وجع وَلَا تشنج وَجُمْلَة فليدفع إِلَى فَوق الْعَانَة غَايَة مَا يُمكن الدّفع فَإِذا نشبت فِي مَكَان وَلم تنْدَفع أَكثر مِنْهُ فَحِينَئِذٍ يضْطَر إِلَى ذَلِك الشق فِي ذَلِك الْموضع ضَرُورَة. وَرُبمَا نشبت لعظمها فِي مَوضِع لَيْسَ بالجيد فيضطر إِلَى البط عَنْهَا هُنَاكَ. قَالَ: واكبسها جهدك لتبدر إِذا شققت وتثب. قَالَ: وَانْظُر أَن يكون الشق فِي الْجلد وَاللَّحم بِقدر مَا تخرج عَنهُ الْحَصَى بسهولة فَأَما فِي عنق المثانة فبقدر مَا لَا يخرج إِلَّا بِشدَّة وَجهد لِأَن ذَلِك إِن عظم أهاج تقطير الْبَوْل. قَالَ: وَإِذا كَانَت صَغِيرَة ستثب من الشق لغمز الْأَصَابِع لَهَا من دَاخل وَإِن كَانَ لَهَا من الْعظم مَا لايثب فجرها بالكلبتين الَّتِي تشبه مجْرى السِّهَام فَإِذا بلغ أمرهَا أَن تكون عَظِيمَة جدا فَإِنَّهُ جهل أَن تشق شقاً عَظِيما فيهيج لذَلِك تقطير الْبَوْل وَلَا يلتحم الْبَتَّةَ وَلَكِن ادفعها حَتَّى تخرج أحد جوانبها واقبض عَلَيْهَا بِهَذِهِ الْآلَة حَتَّى تنكسر وَلَا تحل عَنْهَا ثمَّ ادفعها واقبض عَلَيْهَا حَتَّى تكسرها على هَذَا قطعا حَتَّى تخرجها. افطيلش: إِذا خرجت الْحَصَى فتفرس لَعَلَّ فِي المثانة بَقِيَّة فَإِن كَانَت فأخرجها فَإِنَّهَا مَتى بقيت فِي المثانة أهاجت وأكلت ودعت وَكَانَ الْمَوْت ينظر فِي هَذَا إِن شَاءَ الله. قَالَ: إِذا

كَانَت الْحَصَى ملساً لصغرها فَحِينَئِذٍ ادخل الإصبع فِي المقعدة وادفعها إِلَى فَم المثانة وشق إِذا شققت فَحِينَئِذٍ فادفع الْحَصَاة إِلَى عمق المثانة فَإِنَّهَا تنشب فِي الشق وَلَا تتْرك فِيمَا تدبر بِهِ بعد البط. قَالَ: إِن كَانَ البط بِلَا وجع شَدِيد بعده وَلَا نزف دم أَخذنَا على الْمَكَان بعد خُرُوج الْحَصَاة سمناً مذاباً فصببناه فِي الْموضع أَو شَحم الإوز والدجاج وَإِن كَانَ مَعَ خُرُوج الْحَصَاة وجع شَدِيد جدا صببنا طبيخ الملوخيا وبذر الْكَتَّان والبابونج فاجلس العليل فِيهِ فاتوا ثمَّ إِذا سكن الوجع تُقِيمهُ وتصب فِيهِ السّمن إِن كَانَ شتاءً وَإِن كَانَ صيفاً بدهن ورد فَإِن تبع ذَلِك نزف الدَّم أجلسناه فِي طبيخ الْأَشْيَاء القابضة إِلَى سرته وَاجعَل فِيهَا ملحاً قَلِيلا وَإِن كَانَ صيفاً أجلسه فِي المَاء والخل وَليكن بَارِدًا جدا ثمَّ أمره بعد أَن تشده أَن يمشي قَلِيلا لترجع المثانة إِلَى شكلها الطبيعي وَفِي أول يَوْم يوضع عَلَيْهَا رفافد بدهن ورد قَلِيل وخل حَتَّى يسكن الوجع ثمَّ خُذ فِي) علاج مَا ينْبت اللَّحْم وَإِن أسرف نزف الدَّم فانفع سحق الزاج والكندر وَالصَّبْر وانثره عَلَيْهِ فَإِن جاشى مُسْرِف فأجلسه فِي خل حاذق فَإِن لم يَنْقَطِع فضع المحاجم على السُّرَّة والأنثتين فَإِن لم يَنْقَطِع فافصد الباسليق وَإِن جمد دم فِي المثانة وهيج عسر الْبَوْل وتعرف ذَلِك من خُرُوج الْبَوْل قَلِيلا قَلِيلا فَادْخُلْ الإصبع فِي الشق وَأخرج الدَّم الجامد ثمَّ صب فِيهِ ملحاً وخلاً حَتَّى تنقيه بالعسل وَإِيَّاك أَن تدع الدَّم فِيهَا فَإِنَّهَا تَدْعُو مَعَ ذَلِك إِلَى فَسَاد المثانة وعفونتها فَإِذا غسلته بالخل وَالْمَاء وَالْملح فقد أمنت العفن وعالجه بعد بِشرب الكندر وَنَحْوه. قَالَ: إِذا اشْتَكَى العليل وجعاً شَدِيدا فعالجه فِي الرّبيع والخريف بِالْمَاءِ والدهن وَفِي الشتَاء بِالْخمرِ والدهن وَفِي اليقظ بدهن ورد وَمَاء وَأَجْلسهُ فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث فِي المَاء والدهن. قَالَ: فَإِن احتجت أَن تزيد يَوْمًا آخر من أجل الوجع فعلت ذَلِك ثمَّ خُذ فِي الالحام من لم يعرض لَهُ وجع وَلَا نزف وَلَا عرض ردي حللت فِي الْيَوْم الثَّالِث وَوضعت عَلَيْهِ اللبان وَنَحْوه فَإِن عرض ورم بعد البط فضمده بالخبز وَغَيره دَائِم لِأَنَّهُ يفْسد بالبول كل حِين فَإِن كَانَ الورم عَظِيما فَإنَّك تعرف ذَلِك فَإِن ترى فَوق الشد أَحْمَر وارماً فأجلسه والشد عَلَيْهِ فِي مَاء فاتر قد طبخ فِيهِ حلبة وبزر كرفس وكتان وخطمى وضع على المثانة دهن ورد وَسمنًا. قَالَ: وَإِذا أردْت إنبات اللَّحْم فَشد الفخذين والعانين بعضهما بِبَعْض لتسخن فضل سخونة فتكثر نَبَات اللَّحْم فَإِن عرضت أَكلَة وازدت أَن تعرض وعلامتها ورم أَحْمَر جدا صلب فاشرط الورم من ساعتك وعمق الشَّرْط ويسيل الدَّم ثمَّ ضمده بِمَاء وملح وخل وضع فَوْقه خرقَة كتَّان مبلولة بِمَاء. قَالَ: وتخوف الْأكلَة على من لم يخرج مِنْهُ عِنْد الْجرْح دم كثير. قَالَ ويعرض جودة العلاج وردائته وَحسن الْحَال وردائتها من حسن عقل الْمَرِيض وَحسن لَونه وَقيام الشَّهْوَة وَأما الْأَعْلَام الرَّديئَة فَمن برودة الْأَطْرَاف ووجع تَحت السُّرَّة ونافض وَحمى حادة جدا ويبس

اللِّسَان وخشونته وحركة الرَّأْس وتتابع قيء الْمرة فَأَما من قرب مِنْهُ الْمَوْت فَإِن الفواق يعرض لَهُ وَشدَّة الوجع فِي الْموضع وتشنج فِي عضل الْبَطن فِي الْيَوْم الْخَامِس. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن لَا تغفل أَن يكون الْبَطن لينًا فَإِنَّهُ لَا تضغط المثانة وَلَا تجع ويقل الْبَوْل. قَالَ: واترك جَمِيع مَا يدر الْبَوْل فَإِنَّهُ إِذا أقل الْبَوْل أسْرع التحام ومرخ المثانة بالزيت الْمَطْبُوخ فِيهِ شراب وسخنها بالدثار لِأَن المثانة إِذا سخنت لم يهيج الْبَوْل بل فيدر الْبَوْل عَنْهَا وَلَا يجْتَمع إِلَيْهِ بِكَثْرَة. قَالَ: وَإِذا أَرَادَ العليل أَن يَبُول فليكثر المحاجم على الرفادة لِئَلَّا تصيبه الْبَوْل الْبَتَّةَ إِذا كَانَت الْحَصَاة قد صَارَت فِي مجْرى الْبَوْل) ونشبت فَأَما وادامته فِي الكلى تكون فِي الظّهْر وأقعد العليل فِي الآبزن الَّذِي قد طبخ فِيهِ حلبة وخطمى وشبث وبابونج فَإِنَّهُ يسكن الوجع ويسهل خُرُوج الْحَصَى وَإِن انعقل الْبَطن وَجب أَن تلينه تليناً بتا لِئَلَّا يضغط الكلى الأمعاء فيشتد الوجع جدا وَلينه بالحقن فَإِن صَاحب هَذِه الْعلَّة لَا يسْتَقرّ فِي جَوْفه شَيْء من المسهلة لَكِن نقه وأدم الأضمدة بالشحوم والحلبة والخطمى وبزر كتَّان وبابونج وشبث ورطبه فَأن شَأْنهَا تسكين الوجع وتسكين المجاري وَقد يحدث مَعَ الْحَصَى ورم فيعظم الوجع ويشتد وَقد يحدث مَعهَا ريح فَانْظُر فَإِن كَانَ الْحَادِث ورماً فَإِن أمكن الفصد فَلَا تُؤخر وَأَقْبل عَلَيْهِ بالنطولات والضمادات ليرخى الورم ويفشه إِلَّا أَن يكون الْجِسْم شَدِيد الإمتلاء فَإِنَّهُ حينئذٍ يجب أَلا تسرف فِي هَذِه وَاسْتعْمل مَعَه شَيْئا من المقوية. لى يُعْطي عَلامَة الورم وَالرِّيح مَعَ الْحَصَى وَإِذا كَانَ ورم يحْتَاج فِيهِ إِلَى تنقية فأسهل بِقُوَّة بالأشياء المخرجة لذَلِك الْخَلْط فَإِن ظَنَنْت أَن هُنَاكَ ريح غَلِيظَة وَهِي تعين على الوجع خلطت بالأضمدة السذاب والأنيسون والشبث والنانخة والكمون والكرويا والشونيز يخلط مَعَ المَاء الَّذِي يخلط فِيهِ الآبزن يكمد أَيْضا بكماد يَابِس وَيسْتَعْمل المحاجم واسق مِنْهَا الَّتِي تدر الْبَوْل فَهَذَا تَدْبِير الْحَصَى الناشبة فِي الكلى ومجاري الْبَوْل وَأما حَصى المثانة فَلَا تهيج وجعاً إِلَّا أَن تنشب فِي فَم الإحليل الدَّاخِل فحينئذٍ تحْتَاج من النطول والآبزن وَالْمَاء الْحَار إِلَى أَضْعَاف مَا تحْتَاج إِلَيْهِ الكلى لِأَن ذَلِك الْعُضْو أبرد وأصلب وَأَقل مواتاما وتمرداً فأطبخ فِي الآبزن أَشْيَاء أقوى ومرخ المثانة بالأدهان القوية فِي تسكين الوجع وَحمل الْأَشَج والمقل خاضة فِي الدّهن ومرخ بِهِ المثانة وضمدها أَيْضا وَمَتى ظَنَنْت أَن المرخيات قد أبلغت فَلَا تذر إِن تمرخها بِبَعْض مَا يرد قوتها على دفع مَا فِيهَا كدهن الناردين وَنَحْوه لِأَن كَثْرَة الإرخاء يضعف قُوَّة الْعُضْو الدَّافِع. قَالَ: الْأَدْوِيَة البسيطة الَّتِي تفت الْحَصَى الَّتِي هِيَ أَضْعَف. اصل الثيل وسقولوقندريون وبزر الخطمى وكزبرة الْبِئْر ومزمار الرَّاعِي والسعد والحسك والكمون وبزر الْبِطِّيخ وطبيخ قنطافلن وطبيخ أصل الْقصب وَمَاء السلق وخل الإشقيل وَأما المقوية فحجر الإسفنج والكمافيطوس وَالنَّار مشك والجعدة والحمص الْأسود وأصل الهليون والمقل الْعَرَبِيّ وقشور السعد الْمصْرِيّ وأصل الفليق وقشر الْغَار وبزر الفجل والزجاج المحرق وَالْقلب وَدم التيس ورماد العقارب وَأفضل من هَذِه

دواء يفت الحصى مجرب

اجْمَعْ عُصْفُور الاخصاص لَونه رمادي إِلَى الصُّفْرَة فِي جناحيه تخطيط ومنقاره دَقِيق وَفِي ذَنبه نقط بيض كثير لذنبه يصفر دَائِما وَمَا أقل مَا يسْتَعْمل هَذَا الطَّائِر) الطيران بل النهوض الْخَفِيف وَيظْهر فِي الشتَاء خَاصَّة وَينزل على الْحِيطَان والسباخات وقوته أفضل من كل دَوَاء يفت الْحَصَى الَّتِي قد تولدت وَيمْنَع مَا لم تتولد يُؤْخَذ فيملح ويسحق وَيُؤْخَذ وَيحرق ويخلط رماده بفلفل وساذج وَيسْتَعْمل بِالشرابِ الصافي قَالَ: وَيسْتَعْمل مَعَ المفتتة للحصى المدرة للبول الغليظ كالفوة وقشور أصل الْكبر والأشق وَالَّتِي تبول بولاً كثيرا جدا كالوج والدوقوا والنانخة والأنيسون والرازبانج فليستعمل مَعَ تحذر شَدِيد ويطرح مَعَه أَيْضا العطرية وتخلط بهَا أَيْضا مَا يسْرع النّفُوذ كالفلفل والساذج فَمن هَذِه تركيب الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى أَعنِي مَا يدر بولاً كثيرا وَمِمَّا يدر بولاً غليظاً وَمِمَّا يُقَوي آلَات الْبَوْل مَعَ ادرار ويفتت الْحَصَاة. 3 - (دَوَاء يفت الْحَصَى مجرب) بزر بطيخ بزر الْقلب زجاج محرق مشكطرامشير بطيخ زرق الْحمام كندس بِالسَّوِيَّةِ يسقى بِمَاء الفجل ويسقى من رماد العقارب قيراطان بالحنديقون. آخر: خَمْسَة دَرَاهِم من البورق يعجن بالعسل وَيقسم ثَلَاث شربات كل يَوْم ثَلَاثَة بأوقيتين مَاء الفجل وَلزِمَ الورم فَإِنَّهُ لَا يلتحم إِلَّا بِجهْد وأشدها التحاماً من عشر إِلَى ثَلَاث عشر فَأَما الْمَشَايِخ والشبان فصعب علاجهم وَالْحجر الْكَبِير وَالصَّغِير عسير الْخُرُوج. المفردة الْخَامِسَة الْأَدْوِيَة الَّتِي تفت الْحَصَى يَنْبَغِي أَن تكون بليغة التقطيع من غير أَن يكون لَهَا اسخان ظَاهر لِئَلَّا تؤذي مَوضِع الْجرْح فَمن بَال من ذكره قَلِيلا وَجرى بَوْله من الْجرْح كثيرا فَإِن ذَلِك يدل على أَنه سيعرض لَهُ رشح الْبَوْل قَالَ: وَإِذا عرضت لَهُ أَكلَة فِي هَذَا الْجرْح وَتمّ ذَلِك فَلَا برْء لَهُ فَأَما إِذا ضَاقَ خَارِجا وَلم يلتحم دَاخِلا فوسعه خَارِجا وضع الْأَدْوِيَة افْعَل ذَلِك مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا وَإِيَّاك والتواني عَنهُ فَإنَّا قد رَأينَا مَا شقّ مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا من بعد شهر وشهرين فبرؤا. قَالَ: وَإِن عرضت حَصَاة أُخْرَى بعد ذَلِك فَاعْلَم أَنَّهَا من الكلى لَا من المثانة فاحقن المثانة بِمَاء البورق وَنَحْوه فَإِنَّهُ سيفتها وَتخرج فِي الْبَوْل وَلَا تحقن بذلك إِلَّا بعد سُكُون الورم والوجع وَأما الْحَصَاة فِي النسوان فعلاجها علاج الذُّكُور وَلَا تجس الْحَصَاة من الْبكر إِلَّا فِي المقعدة وَمن الثّيّب فِي الرَّحِم. لى الثّقل يكون كَأَن شَيْئا مُعَلّقا من الكلى يكون حِين تتولد السدد وَحين تتولد الْحَصَى والأورام وَالْفرق بَينهمَا أَن مَعَ الورم الحميات المختلطة والنافض وَكَثْرَة الْبَوْل ودروره وَمَعَ السدد قلَّة الْبَوْل وصفاؤه وَمَعَ الْحَصَى صفاء الْبَوْل أَولا ورملية فِيهِ. العلامات الَّتِي تطلب:) الْبَطن يحتبس فِي وجع الخصى لَا يجاع المعاء يهيج الْقَيْء لِأَنَّهُ إِذا امْتنع من أَسْفَل ثار إِلَى فَوق. ميسوسن قَالَ: تكون الْحَصَاة فِي الذُّكُور أَكثر لِأَن عنق المثانة مِنْهُم طَوِيل ضيق معوج فَلَا تخرج الفضول اللزجة مِنْهَا بسهولة وَأما النِّسَاء فعنق المثانة مِنْهُم قصير وَاسع مستو فَلَا تحتبس فِيهِنَّ الكدرة.

علامات الحصى

3 - (عَلَامَات الْحَصَى) حكاك فِي المذاكر وَرُبمَا بَال قَلِيلا بعسر وَرُبمَا بَال دَمًا إِذا كَانَت خشنة ويهزل صَاحبه وَيدخل الإصبع فِي الْحلقَة فتلمس الْحَصَاة. قَالَ: مَاء الْحمة يفت الْحَصَاة. قَالَ: إِذا كَانَت الْمَرْأَة بكرا فَأدْخل الإصبع فِي الدبر فَإِن كَانَت ثَيِّبًا فَفِي الْقبل واعصر بِالْيَدِ الْأُخْرَى والخدم للمراق والسرة حَتَّى تنزل الْحَصَاة إِلَى فَم المثانة ثمَّ شقّ عَن الْحَصَاة شقاً بالوارب قَلِيلا وَإِيَّاك وإصابة العصب. قَالَ: وَإِن عرض فِي الشق عَن الْحَصَاة فَاسْتعْمل الأغذية الحريفة فَإِذا سكن الورم فَاسْتعْمل من الْمسَائِل الَّتِي انتزعها حنين فِي الْبَوْل من كَانَ يَبُول رملاً: فَإِن الْحَصَاة لَا تَنْعَقِد فِي كلاه وَذَلِكَ أَنه يدل أَن الْمَادَّة لَيست شَدِيدَة الغلظ فِي الْغَايَة حَتَّى أَن الَّذِي ينْعَقد مِنْهُ مَا يخرج وَأما إِذا كَانَت الْمَادَّة شَدِيدَة الغلظ لم يخرج مَا انْعَقَد مِنْهَا قَلِيلا قَلِيلا لَكِنَّهَا تنضم بَعْضهَا إِلَى بعض حَتَّى تصير حجرا كَبِيرا. لى لَيست الْعلَّة فِيهِ عِنْدِي هَذِه بل إِذا كَانَت الْمَادَّة الَّتِي تسيل إِلَى الكلى وتنحجر وتجيء قَلِيلا قَلِيلا خرج أَولا أَولا فَإِن كَانَ يسيل إِلَيْهَا ضَرْبَة شَيْء كثير تولدت حَصَاة لَا يُمكن أَن يخرج بسهولة وَأَنه لَا يندمل إِلَّا غليظاً. ابْن سرابيون وحنين جَمِيعًا يزعمان: إِن الْجُبْن الرطب أعون على توليد الْحَصَى من الْيَابِس. ابْن سرابيون قَالَ: إِذا علمت أَن فِي الكلى حَصَاة يابسة وَيعرف ذَلِك من الوجع الراسخ الثَّابِت فَلَا يَنْبَغِي أَن تزيلها بالمدرة للبول والتنقية للحصى إِلَّا بعد اسْتِعْمَال التكميد والأضمدة المرخية المسهلة وَلَا تفرط فِي اسْتِعْمَال هَذِه وترخي الْموضع إرخاء قَلِيلا فاعط هَذِه. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْحجر ينْتَقل من مَوضِع إِلَى مَوضِع فدليل على أَن الوجع يشْتَد مرّة ويسكن أُخْرَى فأدم النطول والتضميد بالأشياء الحارة بِالْفِعْلِ وانطل الْعَانَة والأربية أَيْضا فَإِن هَذِه إِذا اتسعت من الْحَرَارَة سهل خُرُوج الْحَصَاة وَزَاد فِي التمدد والوجع بِكَثْرَة الْبَوْل وَقد يَنْبَغِي أَن تعنى فِي التحذر من الْحَصَاة وَيمْنَع تولد فَسَاد الهضم والتخم وَيسْتَعْمل الْقَيْء واترك الأغذية الغليظة واعمل فِي تسخين الكلى سخونة شَدِيدَة بتعب أَو غَيره. قَالَ: وَإِن اشْتَدَّ الوجع فِي حَالَة فَاسْتعْمل المخدرة) والمرخية فِي الكلى والتضميد بعد اسْتِعْمَال المرخية وضع على الْمَوَاضِع المحاجم بالنَّار فَإِن شَأْنهَا أَن تزيل الْحجر سَرِيعا ويسكن الوجع بِسُرْعَة وَتصير أَولا بِالْقربِ من الكلى فَوق ثمَّ يحط قَلِيلا باعوجاج حَتَّى تصير إِلَى أَسْفَل فِي الْموضع الَّذِي يحس العليل فِيهِ بالوجع والوجع يكون فِي الْعَانَة يخف تَخْفِيفًا شَدِيدا بل كلما كَانَت مَعَ هَذِه التقطيع أقل حرارة فَهَذَا أَجود لِأَن الْحَرَارَة تجمع الْحَصَاة وتشدها وَلَا تفتتها وأجود هَذِه أصل الهليون. لى كَانَ هَذَا الشوك الَّذِي يُسمى اشباراعورش وَتَفْسِيره الهليون وَأَحْسبهُ غَلطا لِأَن الهليون لَيْسَ بشوكي بل إِنَّمَا هُوَ أصل الحرشف وَهُوَ أبلغ فِي ذَلِك يدر بولاً غليظاً جدا والتقطيع فِيهِ أظهر وأبلغ وأصل الحشيشة الَّتِي تسمى قسطرن والجعدة والزجاج المحرق وخل العنصل.

من كتاب الدلائل

الْفُصُول السَّادِسَة: الْقطع الْحَادِث فِي بدن المثانة كلهَا ينفذ إِلَى فضائها لَا يكَاد يبرأ لِأَنَّهَا رقيقَة عديمة الدَّم عصبية فَأَما رقبَتهَا فَلِأَنَّهَا لحمية قد تَبرأ من الْقطع الَّذِي للحصاة سَرِيعا كثيرا. لى ملاك الْأَمر أَن يَقع الْقطع مَا أمكن فِي الْعُلُوّ فَإِنَّهُ يلتحم. 3 - (من كتاب الدَّلَائِل) بَوْل أَصْحَاب الْحَصَى رَقِيق لِأَن مَا فِيهِ من عكر يسْرع التجميع إِلَى مَا قد اجْتمع من الْحَصَاة. لى على مَا فِي مسَائِل الأهوية والبلدان: إِذا رَأَيْت بَوْل الصَّبِي قد دَامَ على الرقة فبادر بإعطائه الشَّرَاب الْأَبْيَض الرَّقِيق والبزور فَإِن حَصَاة تتولد وَكَثِيرًا إِذا رَأَيْت الْحَصَاة فِي الكلى من المسنين قلَّة الرسوب فِي بَوْلهمْ وصفت من غير تلطيف فِي التَّدْبِير فأسرع بالأدوية المدرة للبول الغليظ. لى أخص دَلِيل بالحصاة على مَا جربت ومخرجوها يَقُولُونَ ذَلِك خُرُوج المقعدة وَقد يكون فِي المثانة مِنْهَا كثير وَقد تبلغ عشر حجارات وَتَكون فِي الْعظم مِقْدَار تفاحة وأكبر وَحدثت أَنه خرجت حَصَاة من قرحَة كَانَت فِي الخاصرة وَأما نَحن قد نرى أبدا حِجَارَة فِي السّلع وَقد رَأَيْتهَا فِي الحنك ورأيتها خرجت من مَوضِع الْخَنَازِير صلبة مستحكمة. لى العلامات الْخَاصَّة بحصى المثانة: الْبَوْل الرَّقِيق الْأَبْيَض ودلك الذّكر دَائِما وتوتره وتقطير الْبَوْل وَإِذا بَال أحدث مَعَه أَو خرجت مقعدته. من الدَّلَائِل على الْحَصَاة فِي الكلى: خدر فِي إِحْدَى الفخذين أَعنِي المحاذية للكلية العليلة وَكَذَلِكَ الورم فِيهَا لِأَنَّهَا تشترك الرجل بعروق عِظَام الَّذِي صَحَّ عندنَا أَنه خرج من رجل سبع حَصَيَات كل وَاحِدَة كالبندقة وَأخرج من آخر كأعظم مَا يكون من بيض الدَّجَاج واللواتي تكون فِي المثانة) فِي أَكثر الْأَمر ملساء والواحدة على الْأَكْثَر خشنة. فِي الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة: أَنه كَانَ بِهِ وجع فِي قطنه حَيْثُ يرتج الْبَوْل إِلَى المثانة شبه مثقب يثقب وَإنَّهُ كَانَ يظنّ كَأَن حَصَاة لَا حجَّة فِي هَذَا الْموضع لكنه لما احتقن بِزَيْت قَامَ بخلط زجاجي فسكن عَنهُ الوجع وَهَذَا دَلِيل قوي فِي اشْتِبَاه هذَيْن الوجعين. من التَّدْبِير الملطف: قد برأَ خلق كثير مِمَّن بهم أوجاع الكلى بِالتَّدْبِيرِ الملطف فَقَط. من كتاب حنين فِي الْحَصَاة قَالَ: لِأَن الْأَفْعَال الطبيعية فِي الصّبيان قَوِيَّة لشدَّة حرارتهم الغريزية لانزال الأخلاط بهم رقيقَة سيالة لَا يجد مِنْهَا شَيْء فِي الكلى لِكَثْرَة حرارتهم هُنَاكَ حَتَّى إِذا جَاءَ إِلَى المثانة كَانَ فِي هَذَا الْموضع الْحر أقل فَيمكن أَن يرسب الشَّيْء الغليظ لِأَن الْحَرَارَة إِذا كَانَت كَثِيرَة لم يرسب الشَّيْء الغليظ فِي الشَّيْء الَّذِي فِيهِ تِلْكَ الخشونة الشَّدِيدَة وَأما فِي الكهول فالأخلاط فيهم لبردهم ترسب فِي الكلى لِأَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ من الْحَرَارَة مَا فِي الصّبيان وَلَا يكون فِي المثانة لِأَنَّهُ يسْبق فَتكون هُنَاكَ. ج فِي كِتَابه عهد ابقراط قَالَ: نجد خلقا كثيرا يحدث فِي المثانة مِنْهُم ورم متحجر أَو ورم حَار فتعرض لَهُم مِنْهَا أسر الْبَوْل والأعراض الَّتِي تعرض لأَصْحَاب الْحَصَى. لى يفرق بَين هَذِه. بَنَادِق عَجِيبَة تسقى للصبيان فتدر الْبَوْل وتسكن الحرقة وتفت الْحَصَى: بزر بطيخ مقشر دِرْهَم بزر الحسك نصف دِرْهَم بزر الْقلب نصف دِرْهَم بزر الفجل مثله بزر الكرنب مثله حب الصنوبر الْكِبَار

مقل عَرَبِيّ صمغ لوز بزر الخطمى من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يجمع الْجَمِيع ويعجن بسكر ويعطون. لى جملَة علل الْحَصَاة كدرة الْبَوْل أعظم الْأَسْبَاب فِي تولد الْحَصَاة فَأَما الْحَرَارَة فيكفيها الْيَسِير أَعنِي حرارة الْجَسَد وَهُوَ بِحَالَة الطبيعية وتولدها فِي الكهول لِأَن الْحَرَارَة الغريزية فيهم فِي نَاحيَة الكلى لَيست ببالغة الْقُوَّة فَيمكن أَن تغلظ فيهم هُنَاكَ مَا يَجِيء وَأما فِي الصّبيان فَإِن فِي نواحي كلاهم حرارة دائمة فَمَا كَانَ هُنَاكَ بَقِي دَائِما رَقِيقا منثوراً حَتَّى إِذا جَاءَ إِلَى المثانة كَانَت حَال المثانة فِي الصّبيان كَحال الكلى للكهول لِأَن المثانة قد بَعدت عَن أصل الْحَرَارَة الغريزية بعدا كثيرا فَيمكن هُنَاكَ أَن يبرد فيستقل لِأَن بَوْلهمْ غليظ وَيكثر ذَلِك بهم أَكثر من سَائِر الْأَسْنَان وبولهم غليظ من كَثْرَة الْأكل والحركات بعده وَكَثْرَة الْعظم ومادة أغذيتهم وَفِي الْإِنَاث لَا ينْعَقد كثيرا لقصر رَقَبَة المثانة وَسُرْعَة فوهته وَإنَّهُ إِذا بيل خرج ضَرْبَة كدورة مَا فِيهِ. ابْن سرابيون: يمْنَع من تولد الْحَصَى ترك الْمُغَلَّظَة فَاسْتعْمل مَا يدر الْبَوْل إدرارا لينًا كل يَوْم) وَاسْتعْمل مَا يدر بِقُوَّة فِي الْأُسْبُوع مرّة وَترك التخم فَإِنَّهَا أَكثر مَا فِي بَاب توليد الْحَصَى والقيء بعد الطَّعَام يعين على قلَّة تولد الْحَصَى فِي الكلى وَترك جَمِيع مَا تسخن الكلى سخونة شَدِيدَة كالأشربة الحارة والتوابل والتعب الشَّديد. لى الْحَصَى تكون فِي الكلى صَغِيرَة ولينة من أجل أَن بطونها صَغِيرَة فتمتلئ فتلزق لسطوحها الداخلية فَلذَلِك تلين وَأما فِي المثانة فَلِأَنَّهَا وَاسِعَة تلاصق سطح المثانة فَإِنَّهَا تخشن من تراكب مَا يَجِيء بَعْضهَا على بعض. قَالَ: وَالصبيان الصغار جدا يموتون إِذا شقّ عَلَيْهِم للحصاة لضعف قواهم والشباب يموتون للأورام الحارة الَّتِي تتبع ذَلِك فَأَما أوفقهم فَمن جَاوز عشرَة إِلَى دون الْعشْرين وَأما الكهول فيبرؤن مِنْهُ بِسُرْعَة لِأَنَّهُ لَا يحدث بهم من الشق ورم حَار وَلَا أَجْسَادهم بَارِدَة بِمرَّة فَلَا تلتحم قروحها وَأما الْمَشَايِخ فَلَا يبرؤن لِأَن قروحهم لَا تجيب إِلَى الالتحام. لى بزر فجل عشرَة دَرَاهِم حرمل وَسعد وقشور الْكبر وزراوند وجنطيانا وَحب الْغَار وَحب البلسان مر سقولوقندريون خَمْسَة خَمْسَة زجاج عشرَة دوقوا أبهل وأنيسون خَمْسَة خَمْسَة يعجن بدهن بِلِسَان وَعسل. 3 (مُفْرَدَات) أصل الثيل مَتى طبخ وَشرب مَاؤُهُ فت الْحَصَى. كزبرة الْبِئْر تفت الْحَصَى إِذا شربت وَهُوَ معتدل فِي الْحر وَالْبرد. البلنجاسف مُوَافق للحصى فِي الكلى. لى لم يقل إِذا شرب أَو جلس فِيهِ وَأَحْسبهُ جيدا لَهما والسقولو قندريون يفت الْحَصَى كالثيل وحرارتهما يسيرَة. لى لم يقل الَّتِي فِي الكلى والمثانة وَأَحْسبهُ جَمِيعًا لِأَنَّهُ قَالَ: إِنَّه لطيف وَلَا حرارة لَهُ وَهَذَا طبع الْأَشْيَاء القوية التقطيع. أصل الفليق فِيهِ مَعَ قَبضه جَوْهَر لطيف فَهُوَ لذَلِك يفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى. الْمقل الْعَرَبِيّ وَهُوَ الْيَابِس الصافي يظنّ أَنه يفت الْحَصَى فِي الكلى وَأما سربيون وَأَظنهُ مزمار الرَّاعِي قد جربت أَصله إِن طبخ وَشرب فت حَصى الكلى. لحى أصل شَجَرَة الْغَار لِأَنَّهُ مركب من المر والقابض يفت

الْحَصَى. بزر الخطمى يفت حَصى الكلى وَفِيه مَعَ ذَلِك تسكين فليستعمل فِي البزور اللينة الَّتِي تدر الْبَوْل وَتَنْفَع من الحكة. طبيخ الحمص الْأسود يفت حَصى الكلى. ذَنْب الْخَيل قد يحدث النَّاس أَنه الحم جِرَاحَة وَقعت فِي المثانة فَأَما أَنه يشفي جراحات العصب والأعضاء العصبية فَظَاهر وَذَلِكَ أَنه فِي غَايَة التجفيف وَلَا يلذع. لى تعتصر عصارته وتجفف وتخلط بالمراهم حِين يعالج شقّ الْحَصَى وَيُوضَع مِنْهُ فَوق المراهم على المثانة فَإِنَّهُ نَافِع بَالغ. قَالَ: وَيقرب من فعله الثيل الَّذِي يَسْتَعْمِلهُ الصباغون. القاقلة تَنْفِي الْحَصَى من الكلى.) أصل القنطريون يفت الْحَصَى. السعد قطاع يفت الْحَصَى. بزر الرازيانج الْبري يفت الْحَصَى. الحسك الْبري يفت الْحَصَى فِي الكلى. الْحجر الْيَهُودِيّ يحك على مسن ويسقى بِمَاء سخن وَوَحدهُ نَافِذا فِي حَصى الكلى غير نَافِذ فِي حَصى المثانة. حجر الإسفنج يفت حَصى الكلى وَلَا يبلغ أَن يفت حَصى المثانة. وَالْحجر الْمَعْرُوف بِحجر الْحَيَّة مَتى أحرق قوته تفت وتكسر مثل قُوَّة الزّجاج فَإِن الزّجاج يفت الْحَصَاة المتولدة فِي المثانة تفتيتاً شَدِيدا إِذا شرب بشراب أَبيض رَقِيق. لى قد شهد أَن الْأَشْيَاء الَّتِي تحرق مِمَّا لَيست لَهَا حِدة تفارقها عِنْد النَّار تزداد حِدة ولطافة والزجاج كَذَلِك يَنْبَغِي أَن يحرق مَرَّات ثمَّ يسْتَعْمل فَإِنَّهُ بليغ جدا وأحسب أَن أبلغ فِي ذَلِك جدا حَتَّى أَنه يفت الْحَصَاة من يَوْمه وَلَو كَانَ عَظِيما. اطهورسفس: دم الْإِبِل يفت الْحَصَى الشربة مِثْقَال أَولا ثمَّ يُزَاد أسبوعا دانق يشرب بشراب. قَالَ: دم التيس إِذا طلي بِهِ المغنطيس فته أَحْسبهُ يُرِيد الماس القردمانا يشرب فِي الخريف مِنْهُ دِرْهَم مَعَ نصف دِرْهَم من قشر أصل شَجَرَة الْغَار فيفت الْحَصَى. صمغ اللوز المر واللوز المر نَفسه يفت الْحَصَى. أصل الحماض مَتى طبخ بشراب وَاحِد يفت الْحَصَى فِي المثانة. قشر أصل الْكبر حب الْغَار حب البلسان زجاج جنطيانا اسارون قردمانا أصل العرطنيثا عقارب دم تَيْس حجر الْيَهُودِيّ حجر الإسفنج اذخر سعد وسقولوقندريون صمغ اللوز بزر الفجل حرمل زراوند هَذِه كلهَا نافعة من الْحَصَاة. وأصل العرطنيثا مَتى شرب مَعَ الخيارشنبر وأصل الْكبر بَوْل الْحَصَى. سقولوقندريون إِذا شرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا فت الْحَصَى. أصل الخطمى يفت الْحَصَاة إِذا شرب بشراب. الأبنوس يفت الْحَصَى فِي المثانة. أَبُو جريج: بزر الرجلة إِذا لم يقلى يدر الْبَوْل ويعين على فت الْحَصَا. ابْن ماسويه: خَاصَّة بزر الْبِطِّيخ تنقية الكلى من الزبل وَالْحِجَارَة وجدت مَاء الْبِطِّيخ الْهِنْدِيّ يدر الْبَوْل وينقي الكلى. ماسرجويه: الحسك النَّابِت فِي أَرض يابسة لَا الَّذِي فِي المَاء مَتى عصر وَشرب مَاؤُهُ فت الْحَصَى.

الَّتِي تعْمل فِي الْحَصَى وَلَيْسَت بحارة: بزر الْبِطِّيخ بزر القثاء بزر الحسك بزر الْقلب سقولوقندريون حكاك الآبنوس كزبرة الْبِئْر دم الْأَخَوَيْنِ أصل الفليق صمغ الأجاص بزر الخطمى أصل الحماض الْحجر الْيَهُودِيّ حجر الإسفنج رماد العقارب محرقة الدِّمَشْقِي حب المحلب يفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى. الطَّبَرِيّ: مَاء ورق الفجل يفت الْحَصَى. لى ليطبخ فِي الآبزن بولس: الْقلب يفت الْحَصَى.) ميسوسن: شرب مَاء الحمات يفت الْحَصَى. لى مَعَ الْجُلُوس فِيهِ. ميسوسن: قَالَ: لَا يشق عَن الْحَصَى حَتَّى تسقى مَاء الحمات فَإِنَّهَا فِي أَكثر الْأَمر تفتها فَإِن لم تفتها مَاء الحمات فَعَلَيْك بالشق. لى كل الحمات لَا تستوي فِي هَذَا الْفِعْل وأجودها الكبريتية والنوشادرية فَأَما الشبية الَّتِي يغلب عَلَيْهَا الْقَبْض فَلَا. ميسوسن: إِذا شققت عَن الْحَصَى فأخرجها بالجفت وَنَحْوه مِمَّا يشد الضَّبْط عَلَيْهِ. لى هَذَا خير من الْجَرّ لِأَنَّهُ يحرق وَيجب أَن تكون آلَة شبه كلبتي السِّهَام فَإِنَّهُ أَجود. قَالَ: إِذا بططت وهاج ورم فَعَلَيْك بِالْجُلُوسِ فِي طبيخ المرخيات واحقن الذّكر. لى يَنْبَغِي أَن يحقن فِي الشق لِأَن إِدْخَال المحقنة فِي الذّكر تهيج وجعاً وَيزِيد واحقن الذّكر لذَلِك الورم. قَالَ: واحقن بِاللَّبنِ وبطبيخ الحلبة أَو بزر الْكَتَّان وَإِيَّاك وإكثار شرب المَاء وَمَا يدر الْبَوْل وَالشرَاب فَإِذا سكن جَوَامِع الأهوية والبلدان: إِذا كَانَت طبيعة الصَّبِي أبدا يابسة اجْتمعت فِي بدنه فضول يُمكن أَن يتَوَلَّد مِنْهَا حَصَاة. لى الاحتراس أَن يلين الْبَطن دَائِما ويدر الْبَوْل ويجتنب اللزوجات اللينة ويتدارك بالمقطعات وَمن رَأَيْت من الصّبيان يخرج بَوْله رَقِيقا فَإِن ذَلِك يدل على ضيق فَم المثانة وَهُوَ مستعد للحصاة وخاصة إِن كَانَ أكل أَشْيَاء غَلِيظَة وغذاء بعد الْأكل كثيرا وَكَانَت مثانته مَعَ ذَلِك حارة بالطبع وعلامة ذَلِك شدَّة سخونة بَوْله ومثانته إِذا لمس ونتنه وَهَذَا إِذا بَال بولاً رَقِيقا فقد أخذت الْحَصَاة يتَوَلَّد فِيهِ. قَالَ: والمثانة تكتسب سوء المزاج الْحَار الناري من الْمعدة والكبد فاستدل بذلك أَيْضا على حَال مزاج المثانة. قَالَ: وَإِذا كَانَ مزاج اللَّبن الَّذِي يرضع الصَّبِي حاراً جدا فَإِنَّهُ يتَوَلَّد حَصَاة وَيمْنَع من تولد الْحَصَاة أَن يسقى الصَّبِي شرابًا أَبيض رَقِيقا ممزوجاً لِأَنَّهُ يدر الْبَوْل وَلَا يسخن. الْمَوْت السَّرِيع الْحَصَى فِي الكلى يعرض للسمان من النَّاس تفقدت فَوجدت ذَلِك الْأَمر الْأَكْثَر يتَوَلَّد فِي النحفاء فِي المثانة. لى الدَّوَاء الَّذِي يعرف بالجداثينة قد اجْتمع عَلَيْهِ أَنه يفت الْحَصَى وَأكْثر مَا فِيهِ دهن

البلسان وَلَيْسَ يتَوَهَّم لشَيْء من أخلاطه فعل فِي تفتيت الْحَصَى لَعَلَّ لدهن البلسان فِي ذَلِك قُوَّة عَظِيمَة ولحبه وعيدانه إِلَّا أَن اللَّبن أقوى. لى كَانَ صديق لي سميناً جدا من رِسَالَة فليغريوس فِي الْحَصَى قَالَ: لون الْحَصَى الَّذِي يتَوَلَّد أصفر أَبيض لَا يحْتَاج إِلَى الفصد بل إِلَى الإسهال بالسقمونيا لثقل الصَّفْرَاء والفصد فِي الأغذية لِئَلَّا يتَوَلَّد البلغم وَقد تستحجر) الفضلة إِلَى أَعْضَاء أخر بالدلك والكماد وَنَحْوه إِذا كَانَ الْأَمر مهولاً. تياذوق قَالَ: يُؤْخَذ للحصاة العقارب الْبيض والشربة نصف نواة بحنديقون. قَالَ: رَأَيْت رجلا بَال بولاً شَدِيدا أَيَّامًا ثمَّ بَال بولاً كثيرا وَكَانَ بِهِ وجع شبه القولنج غير أَن الطبيعة كَانَت لينَة وَكَانَ يجد غثياً فَبَال حَصَاة وَسكن وَجَعه. روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: من بَال بولاً أسود وَهُوَ صَحِيح فَإِن الْحَصَاة يتَوَلَّد فِي بدنه. شرك قَالَ: يَنْبَغِي أَن يكون مَعَ من تروم لَهُ بط حَصَاة حالبة وتكمد مثانته ثمَّ أَدخل الإصبع والمس بِهِ الْحَصَاة وادفع حَتَّى تَزُول عَن الدرز وَليكن إِلَى يسرة الدرز وَإِيَّاك والشق على الدرز فَإِنَّهُ رَدِيء وَانْظُر أَلا يكون عِنْد دفع الْحَصَاة للمثانة تَقْصِير فَإِن البط يَقع عِنْد ذَلِك وَاسِعًا فِي المثانة جدا أوسع مِمَّا خَارِجا وَلَا يبرأ فَإِن دفعت الْحَصَاة إِلَى خَارج فبط إِلَّا أَن يظْهر انكسار الْعين وتدلي الْعُنُق وَلَا يتَكَلَّم وَلَا يَتَحَرَّك فَإِن ظَهرت هَذِه فَإِنَّهُ يَمُوت من سَاعَته فَلَا تبط وَليكن الشق نَاحيَة الْيَسَار عَن الدرز بِمِقْدَار شعيرَة فَإِن ظَهرت عَن يَمِين الدرز فَهُوَ أردى من الأول لَكِن يصلح ويتنحى أَيْضا عَن الدرز بِمِقْدَار شعيرَة وَاعْلَم أَن الدرز مقتل مسيح: حب البلسان قوي فَاسق مِنْهُ مِثْقَالا يفت الْحَصَى فِي الكلى بِقُوَّة قَوِيَّة وينفع من الْحَصَى فِي الكلى والوجع فِيهَا: بزر الرازيانج وَالزَّيْت الغسيل من كل وَاحِد عشرَة اساتير لبن الْبَقر مَاء قراح قسط يطْبخ حَتَّى يبْقى الدّهن ويحقن بأوقية من هَذَا الدّهن مَعَ أُوقِيَّة مَاء الحسك. قَالَ: وينفع بِخَاصَّة عَجِيبَة البراغة وَهِي الفراشة الَّتِي تظهر فِي اللَّيْل كالنار وطبعها كالذراريح إِلَّا أَنه أقوى تُؤْخَذ فتجعل فِي إِنَاء وَتجْعَل فِي الشَّمْس حَتَّى تَجف ثمَّ تُؤْخَذ رؤوسها ويسقى العليل ثَلَاث رُؤُوس بِمَاء قد حل فِيهِ حلتيت وصفى فَإِنَّهُ يفت الْحَصَاة الَّتِي فِي المثانة. لى أَحسب أَن للذراريح فعلا عجيباً وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يجرد المثانة جردا عجيباً حَتَّى أَنه ينقيها. الخوز: الآبنوس يفت الْحَصَى فِي المثانة. قَالَت: للحصاة مجرب: حب المحلب مقشر وَحب البلسان وخولنجان وسليخة يعجن بِعَسَل ويسقى بِمَاء الفجل كل يَوْم جوزة. الْأَدْوِيَة المختارة قَالَ: إِذا دخنت صَاحب الْحَصَاة تَحت إحليله بشوك الْقُنْفُذ بولها كلهَا. قَالَ: اسْقِ الْأَدْوِيَة الَّتِي تفت الْحَصَى فِي الكلى مَعَ رطوبات مائية رقيقَة لتغسل هَذِه الْأَعْضَاء وتسقى أدوية مَعَ لغاب بزر قطونا وجلاب. قَالَ: يجب أَن تسكن حرارة الكلى لِئَلَّا

تولد الْحَصَاة ويجتنب الأغذية الغليظة لِئَلَّا تَجِد مَادَّة وَيَنْبَغِي أَلا يتَحَمَّل الْعَطش بل يشرب حِين يعطش مَاء) على الطَّعَام وعَلى الرِّيق سكنجبينا. قَالَ: وليكثر المراخ ويتجنب الرياضة وخاصة مَا يتعب الظّهْر لَا سِيمَا بعد الْأكل وَكَذَا الْجِمَاع ودع مَا غلظ من اللَّحْم والحلواء وَأما المَاء فَلْيَكُن مروقاً صافياً من أرق مَا تقدر عَلَيْهِ وَإِن كَانَ قطر الْحبّ كَانَ أحسن فَإِن لم يقدر عَلَيْهِ فامزجه بشراب رَقِيق صَاف جدا وَمن يتَوَلَّد فِيهِ حَصَاة لَا تكَاد تكون كلاه بَارِدَة إِلَّا فِي الندرة فاسقه لتبريد كلاه مَاء رمان حُلْو وَخِلَافًا وبزر قطونا على بِقدر مَا يحْتَمل وَاجعَل على بَطْنه قيروطاً مشوياً بِبَعْض اللعابات والعصارات الْبَارِدَة والقطن والكرسنة والكبينج والكمة والأطرية والجبن وَمَا جرى وَرَاءَهَا تولد الْحَصَاة. لى رَأَيْت أَنه يَنْبَغِي أَن يستلقي صَاحب الْحَصَاة على قَفاهُ ويشيل رجلَيْهِ وَيضْرب بالكف على أصل الذّكر مرّة بعد مرّة إِلَى فَوق وعَلى هَذِه النواحي كلهَا بِشدَّة فَإِنَّهُ ينحي الْحَصَاة عَن عنق المثانة. من كتاب أبي خَالِد الْفَارِسِي: دهن الْحبَّة الخضراء إِذا شرب مِنْهُ على الرِّيق فت الْحَصَى وَمَاء الحمص إِن شرب وَأكل بِهِ الْخبز واتخذته أبدا فت الْحَصَى. بختيشوع: اسْقِ أدوية الْحَصَى وَهُوَ فِي الآبزن وَمن جيدها: حب المحلب وقشور الْكبر ولوز مر وورق الشّجر مجفف حب بِلِسَان بازرد جاؤشير راسن وليأكل الزَّيْتُون الْفَج والراسن والحمص الْأسود ويتنقل حب المحلب. للهندي: المر نَافِع للحصى إِذا شرب بِمَاء حَار. من الْفَائِق: يفت الْحَصَى قشور الْكبر وجنطيانا وزراوند مدحرج وَحب محلب ولوز مر وبزر الجزر وبزر الجرجير وَحب الصنوبر وراسن ونانخة يسقى بِمَاء الكرفس والحندقوقا وَمِمَّا يفت الْحَصَى أكلت أَو شربت بِمَائِهَا: العقارب المحروقة وزن دانق إِلَى دانقين. الأقحوان إِذا شرب يَابسا بِغَيْر زهره كَمَا يشرب الأفتيمون نفع من الْحَصَاة. وَقَالَ: الاذخر يفت الْحَصَى الَّذِي فِي المثانة. قَالَ: وصمغ الأجاص مَتى شرب بشراب فت الْحَصَى. الْحجر الْمَوْجُود فِي الإسفنج يفت الْحَصَى الَّذِي فِي المثانة إِذا شرب بِالْخمرِ. لحجر الإسفنج قُوَّة تفت الْحَصَى إِذا شرب إِلَّا أَنَّهَا لَا تبلغ إِن تفت الْحَصَى فِي المثانة وَقد كذب واصفها بذلك ويفت حَصى الكلى وَهَذَا يدل على أَنه ملطف من غير أَن يسخن اسخاناً مَعْلُوما. قَالَ: قُوَّة حجر الإسفنج تفت الْحَصَى فِي المثانة. لبن النِّسَاء مَتى مزج بِالشرابِ وَشرب فت الْحَصَى فِي المثانة. فِيمَا ذكر اطهورسفس: بَوْل الْخِنْزِير الْبري يفت الْحَصَى ويبولها. وَقَالَ: بزر الْبِطِّيخ ينفع) الكلى الَّتِي يتَوَلَّد فِيهَا الْحَصَى. وَقَالَ: طبيخ البلنجاسف يفت الْحَصَى. البلنجاسف مُوَافق للحصى فِي الكلى. البابونج يَبُول الْحَصَى إِذا شرب وَجلسَ فِي طبيخه. الفرفيرى الزهرة أقوى فعلا من الْحَصَى. قَالَ:

أَنه يفت الْحَصَى وَأَنه يفت مِنْهَا مَا كَانَ فِي الكلى فَقَط وزبل الفأر إِن شرب بالكندر وَمَاء الْعَسَل فت الْحَصَاة وبولها. قَالَ: الزّجاج يفت الْحَصَى الَّتِي فِي المثانة تفتيتاً شَدِيدا إِذا أنعم سحقه وَشرب بشراب أَبيض رَقِيق زبد الْبَحْر الَّذِي فِيهِ فرفيرية يصلح لاخراج الرمل الَّذِي فِي المثانة. الحسك مَتى شرب نفع من الْحَصَى فِي الكلى والمثانة. ثَمَرَة الحسك الْبري تفت الْحَصَى فِي الكلى إِذا شرب طبيخ الحمص الْأسود الصغار يفت الْحَصَى فِي الكلى. أصل الحماض إِذا طبخ بِالشرابِ فت الْحَصَاة فِي المثانة مَتى شرب مَا يتَحَلَّل من الْحجر الْيَهُودِيّ مِقْدَار حمصة بِثَلَاث ابولسات مَاء فت الْحَصَى فِي المثانة. وَقَالَ جالينوس: وجدت الْحجر الْيَهُودِيّ نَافِذا فِي حَصى المثانة. حجر الْحَيَّة مَتى احْرِقْ فقوته مفتتة للحصى الَّتِي فِي المثانة. الرشح الَّذِي يخرج من قضبان الْكَرم الطرية مَتى شرب فت الْحَصَى وصمغه أَيْضا بِفعل ذَلِك والدستج أقوى. الكمون الَّذِي يشبه الشونيز نَافِع من الْحَصَاة وَيَنْبَغِي أَن يشرب بعد بزر الكرفس الكبابة تنقي الكلى من الْحَصَى. دهن اللوز المر نَافِع من الْحَصَى. اللوز المر إِذا شرب بالميبختج فت الْحَصَى. صمغ اللوز المر مَتى شرب بشراب فت الْحَصَى. الْمقل الْيَهُودِيّ يفت الْحَصَى. يظنّ بالمقل الْعَرَبِيّ أَنه يفت الْحَصَى فِي الكلى مزمار الرَّاعِي قَالَ: جربت أُصُولهَا فِي طبخها فت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى. الشمام الْبري إِذا شرب بزره نفع من الْحَصَى. السعد يدر الْبَوْل لصَاحب الْحَصَى. السعد يفت الْحَصَى. سقولوقندريون يفت حَصى المثانة. قَالَ: يفت الْحَصَى. لى مَتى أكل مطبوخاً وَغير مطبوخ فت الْحَصَى وأخرجها بالبول. إِنَّه يفت الْحَصَى فِي الكلى حكى لي رجل أَنه أَصَابَته حَصَاة وَأَجْلسهُ طبيبه فِي طبيخ الكرنب ويسحق لَهُ بزر الْبِطِّيخ مَعَ السكر وَأمره أَن يقتمح مِنْهُ أُوقِيَّة فبدرت مِنْهُ الْحَصَى فِي بَوْله. أصل الفليق يفت الْحَصَى فِي الكلى. حب الصنوبر الْكِبَار نَافِع للحصى. ابْن ماسويه: صفراطون طَائِر هُوَ اسْمه بالعجمية الأفرنجية تُؤْخَذ أمعاؤه فتنظف وتجفف وتشرب قَلِيلا قَلِيلا فتفت الْحَصَى. القردمانا يشرب مِنْهُ درخمى مَعَ قشر أصل الْغَار يفت الْحَصَى. حب الْقلب يفت الْحَصَى.) بولس: صمغ الفراسيا مَتى شرب بشراب صرف فت الْحَصَى. أصل الرازيانج الْعَظِيم بزره إِن شربا مَعًا فتتا الْحَصَى. الرازيانج الْكَبِير الْمُسَمّى رازيانج الْجَبَل يُمكن فِيهِ أَن يفت الْحَصَى. الشيطرنج يفت الْحَصَى. بولس: الشمريلا نوعها مَعًا يفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى. بولس قَالَ: التِّين يخرج من بِهِ رمل فِي كلاه رملاً كثيرا إِذا أكله. طبيخ أصل

الثيل يفت الْحَصَى. أصل الثيل إِذا جفف كَانَ فِيهِ لذع ولطافة فَلذَلِك يفت الْحَصَى طبيخه. قشر أصل الْغَار مَتى شرب مِنْهُ تِسْعَة قراريط فت الْحَصَى. وَقَالَ: لحي أصل شَجَرَة الْغَار لِأَنَّهَا أقل حرارة وَأكْثر مرَارَة من حبه وَفِيه مَعَ ذَلِك قبض يفت الْحَصَى والشربة مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم بشراب ريحاني وَتَكون الْخمر ابْن ماسويه. الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى فِي الكلى والمثانة هِيَ قردمانا حب الْغَار سعد لوز مر وحلو ودهنهما مقل الْيَهُود مَتى أَخذ من هَذِه الْأَدْوِيَة دِرْهَمَانِ بعد السحق بِمَاء البرنجاسف أَو بِمَاء أصل الخطمى أَو بِمَاء الحسك أَو بِمَاء كزبرة الْبِئْر يفت الْحَصَى فِي المثانة والكلى وَكَذَلِكَ تفعل العقارب المحرقة مَتى شرب مِنْهَا نصف دِرْهَم بعد إحراقها فِي كوز جَدِيد وسحقها ونخلها بِمَاء ورق الفجل يفت الْحَصَى فِي المثانة والكلى. وَكَذَا يفعل بزر الْكَتَّان وَحب الْقلب إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الرازيانج أَو بِمَاء الفجل أَو بِمَاء الحمص الْأسود أَو بِمَاء الفودنج الْبري. مَجْهُول: يُؤْخَذ كلس بيض طري فيسقى الْقوي دِرْهَمَيْنِ والضعيف درهما وَالْقَوِي جدا أَرْبَعَة دَرَاهِم بطبيخ الحسك فَإِنَّهُ ينقيها فِي مرار قَليلَة وَهُوَ نَافِذ فِي ذَلِك وَيُؤْخَذ زبل الْحمام الَّتِي تعتلف القرطم فينقع فِي مَاء حَار سَاعَة ثمَّ يصفى ويسقى مِنْهُ أوقيتان أَيَّامًا فَإِنَّهُ يبولها أجمع. مَجْهُول: مَتى مَا بَال الْإِنْسَان رملاً أَو حَصى فاسقه المقطعات كأصل الهليون وكزبرة الْبِئْر وأصل الخطمى والحمص الْأسود. دَوَاء يفت الْحَصَى جيد: جندبادستر أفيون فربيون مِثْقَال انجدان طيب سرخس مثقالان كسبرة أَو مَاء خَمْسَة مَثَاقِيل تنخل بحريرة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة نصف دِرْهَم بِمَاء السذاب. اركاغانيس فِي الْأَمْرَاض المزمنة: العقارب مَتى أكلت مشوية فتت الْحَصَى وَذَلِكَ يدل على أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يستقصى حرقها. قَالَ: وَأَجْنِحَة الإوز إِذا أحرقت وَسَقَى رمادها فتت الْحَصَى. قَالَ: واللوز المر يفت الْحَصَى والفريون يفتها والصمغ المر يفتها ودمعة قضبان الْكَرم وَبَوْل الْخِنْزِير وأصل الْكبر والرازيانج وَحب الخروع ولسان الْحمل والفراسيون وأصل العوسج والنانخة وَهَذَا أجمع يفت الْحَصَى. فليغريوس فِي كِتَابه إِلَى جريج فِي الْحَصَى: من بَال حَصَاة فَلَا تفصده لَكِن) اسهله صفراء ومره يمشي وسطا ولطف غذائه وَيكون مَعَ ذَلِك بَارِدًا. مَجْهُول قَالَ: تعلف الْحمام بزرالكتان ويقتمح من ذوقها رَاحَة أَو راحتين أَيَّامًا فَإِنَّهُ يفتها كلهَا. ابْن ماسويه فِي الْجَامِع: إِن العقارب المحرقة يَنْبَغِي أَن تحرق بنوشادر. فِي حفظ الصِّحَّة: إِذا كَانَت الْحَصَى تتولد فِي الكلى مَعَ نحافة الْجِسْم فَإِنَّهُ يحْتَاج

إِلَى تَدْبِير ملطف من أجل الْحَصَى لَكِن يحْتَاج مَعَ ذَلِك إِلَى مَا لَا يجفف وَلذَلِك اسْقِهِ مَاء كشك الشّعير وأطعمه السّمك الرضراضي وَسَائِر مَا لَا لزوجة لَهُ والطيور الجبلية لِأَن الطُّيُور المسخنة مضارة لَهَا جدا وأجود الْأَشْيَاء لَهُم الحجل الْجبلي والذراج والزرازير والطيور الصخرية بعد الجبلية والعصافير وَيمْنَعُونَ جَمِيع الألبان خلا لبن الآتن وَيجب أَن يكون تدبيرهم متوسطاً فِي التلطيف بالغاية. فلغريوس قَالَ: ليحذروا اللَّحْم فَإِنَّهُ أصل تولد هَذِه الْعلَّة واسقهم طبيخ الشونيز والحلتيت فَإِن الْأَعْضَاء الألمة: وعلامة الْحَصَى أَن يكون الْبَوْل أَبيض رَقِيقا فِي أَسْفَله رمل وَيحك الدرز ويتوتر الْقَضِيب من غير عِلّة تَدْعُو إِلَى ذَلِك وَإِذا كَانَت الْحَصَى فِي الكلى كَانَ الوجع فِي الْقطن مَعَ بَوْل فِيهِ رمل ووجع يظنّ صَاحبه أَنه ينخس. قَالَ: الْحَصَاة إِمَّا فِي الكلى وَإِمَّا فِي المثانة وَإِمَّا فِي المعي الْمُسَمّى قولن وَإِمَّا فِي المفاصل. الْيَهُودِيّ: حَصى الكلى أصفر وأحمر صغَار وَرمل وحصى المثانة أَبيض. قَالَ: اسْقِ للحصى مثروديطوس وشخرنايا فَإِنَّهُمَا جَمِيعًا يفتان الْحَصَى واحقن الإحليل بِزَيْت العقارب وادهن المثانة وَكَذَلِكَ مَوضِع الكلى وَإِذا كَانَ فِي الكلى فَحَمله يقطنه واحقن بِهِ واسق من العقارب المحرقة زنة قيراطين. من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: الْحَصَى فِي الكلى يعرض للسمان فَيَنْبَغِي أَن يحقن الإحليل بزراقة الإحليل وَتَكون محقنة لَطِيفَة رقيقَة وَتدْخل حَتَّى تعلم أَنَّهَا قد انْتَهَت إِلَى فضاء المثانة ثمَّ يزرق فِيهَا من جَوف الزراقة وَإِنَّمَا يدْخل أنبوب الزراقة فِي الإحليل من الصّبيان ويزرق فِيهَا دهن العقارب مَعَ شَيْء من العقارب المحرقة والأشياء القوية فِي تفتيت الْحَصَى فَإِنَّهَا من هَاهُنَا أقوى فِي الْفِعْل ويدام ذَلِك ويدمن فِي الْيَوْم مَرَّات مَتى يخرج الْبَوْل أُعِيد وخاصة بِاللَّيْلِ وَيمْنَع أَن يَبُول بعده زَمنا فَإِن هَذَا تَدْبِير عَجِيب يفت الْحَصَى لَا محَالة. فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن خرو الفأر يفت الْحَصَى الَّذِي فِي المثانة. وَالْعَقْرَب مَتى أكلت مَعَ الْخبز فت الْحَصَى وَكَذَا تفعل الخراطين. الأهوية والبلدان: من كَانَ بَطْنه لينًا ومثانته غير شَدِيدَة الْحَرَارَة وعنق مثانته غير ضيق فَإِنَّهُ لَا) تصيبهم الْحَصَاة وَهَذِه الْخِصَال لَا تكون فِي الصّبيان فَلذَلِك تصيبهم الْحَصَاة وَالرِّجَال عنق مثاناتهم وَاسِعَة فَلذَلِك لَا يحتبس فيهم من ذَلِك الكدر شَيْء وحرارة بطن المثانة لَا يتبع كَثْرَة الدَّم وحرارته فَأَما الكلى فقد تسخن بَطنهَا بِسَبَب كَثْرَة الدَّم وحرارته فَلذَلِك يُصِيب الرِّجَال أَكثر ذَلِك فِي الكلى. اللَّبن الْحَار يُولد الْحَصَى فِي الْأَطْفَال لِأَنَّهُ يسخن الْبَطن والمثانة وينفعهم من ذَلِك شراب بِمَاء كثير جدا لِأَنَّهُ لَا يخَاف عَلَيْهِم مِنْهُ. لى إِنَّمَا ذكر الشَّرَاب بِالْمَاءِ لينقي دَائِما مَا يتَوَلَّد فِي مثاناتهم من الكدر وَإِنَّمَا أَكثر مزاجه لِئَلَّا يضر بهم وَالْأولَى عِنْدِي أَن ينحى الطِّفْل عَن مثل هَذَا اللَّبن وَلَا يعرض للشراب وَإِذا كَانَ لَهُ أدنى سنّ فَإِن أعطي بزر بطيخ مَعَ سكر يَأْكُلهُ نقى مثانته دَائِما وتعاهده بالإنقاع فِي المَاء الْحَار فِي

كل ثَلَاثَة أَيَّام ودلك المثانة ومرخها بالبنفسج وعصرها مِمَّا يمْنَع أَن يتَوَلَّد بهَا حَصَاة. ويبول الصَّبِي قَائِما فَإِنَّهُ أَجود وتضغط المثانة من أَسْفَل حَيْثُ الدرز يشال إِلَى فَوق نعما وَلَا يجب أَن يتْرك يعبث بهَا كثيرا وَلَا يدمن أَيْضا دلكه لِأَنَّهُ يسخن ويولد الْحَصَى على مَا ذكر أبقراط لَكِن مَتى بَال الطِّفْل عصر مثانته ويشيل درزه نعما من قُدَّام وأنفع فِي المَاء الْحَار فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام وأدر بَوْله بِمَا ينقي مثانته من كَانَ أزب كثير الشّعْر ومفرط الْحَرَارَة فِي الْجِسْم أَن لم تكن كلاه وَاسِعَة المجاري تولد الْحَصَى فِيهَا كثيرا. ابيذيميا قَالَ: فِي وَقت تولد الْحَصَى فِي الكلى تنالهم أوجاع صعبة وَفِي وَقت نفوذها تنالهم ماهو أصعب وَأَشد من ذَلِك فَأَما سَائِر الْأَوْقَات فَإِنَّهُم يَجدونَ ثقلاً فِي مَوَاضِع الكلى. قَالَ: وَقد يتَوَلَّد الْحَصَى من قُرُوح تكون فِي الكلى فَتَصِير فِيهَا مُدَّة وتغلظ حَتَّى تتحجر وعَلى حسب الْخَلْط الَّذِي يتَوَلَّد مِنْهُ يكون لون الرمل الَّذِي يثقل فِي الْبَوْل فَرُبمَا كَانَ رمادياً إِذا كَانَ وَرُبمَا كَانَ إِلَى الصُّفْرَة واصفر مشبعاً وَإِلَى الْحمرَة القانية. قَالَ: والكلى تجذب إِلَيْهَا مائية الدَّم فَإِذا اتسعت المجاري الَّتِي فِيهَا تجذب هَذِه المائية جذبت مَعَ ذَلِك شَيْئا لَهُ غلظ فَأَما إِذا سخن الْفضل فِي بطُون الكلى تحجر هَذَا أَيْضا ضرب من تكون الْحَصَى وَإِذا الزرق هَذَا الْفضل مرّة وَاحِدَة لم يزل يتَعَلَّق بِهِ مَا يجانسه ويتحجر حَتَّى يعظم فِي أَكْثَرهَا وَلَا عروقهم يَتَّسِع مِنْهُ هَذَا المجرى وَيصير الْبَوْل دموياً وَذَلِكَ أَنه ينفذ فِيهِ شَيْء كثير من مائيه الدمز قَالَ: وَلَيْسَ يتَوَلَّد الْحَصَى فِي الكلى مَتى اسْتعْمل الْقَيْء أَو لطف التَّدْبِير والرياضة وإدرار الْبَوْل. قَالَ: الصّبيان يَبُولُونَ بولاً غليظاً مَا يكون فَإِذا اتّفق أَن يجْتَمع مِنْهُ شَيْء فِي المثانة لَا يخرج مرّة وَاحِدَة سهل بعد ذَلِك أَن يستوى بِهِ فِي جوانبه. قَالَ: فغلظ الْبَوْل هُوَ السَّبَب الأول فِي تولد الْحَصَى وَأما) الْحَرَارَة فَيَكْفِي مِنْهَا الْمِقْدَار الْيَسِير إِذْ كَانَت الْحَصَى قد تتولد فِي مَاء الْحمام والحمات وَإِن كَانَت فاترة. قَالَ: وانعقاد الْحَصَى فِي المثانة تكون من بعد الْبَوْل وإنعقاده فِي الكلى يكون قبل الْبَوْل ويتولد فِي الصّبيان فِي المثانة وَفِي الكهول فِي الكلى إِن يكون ذَلِك لضعف حرارتهم ولقوة أخلاطهم وَالصبيان لقُوَّة حرارتهم تبعد تِلْكَ الْموَاد عَن بطُون كلاهم وَهِي رقيقَة فَإِذا بلغ المثانة بردت الأمعاء لِأَنَّهَا بَارِدَة عصبية غشائية وَلِأَن فِي جوفها فضاء كَبِير وَذَلِكَ يعين على بردهَا فتعقد هُنَاكَ وَلَعَلَّ هَذَا الْبَوْل فِي الصّبيان أَشد لزوجة لانطباقه بالحرارة لقُوَّة أفعالهم الطبيعية وَغلظ بَوْلهمْ وَسبب غلظ بَوْلهمْ كَثْرَة أكلهم وتخليطهم وحركتهم بعد الطَّعَام وَاللَّبن عون عَظِيم فِي ذَلِك وَهُوَ من أعون الْأَشْيَاء على تولد الْحَصَى وَلذَلِك يتَوَلَّد الْحَصَى فِيمَن يَأْكُل الْجُبْن من الرِّجَال فِي كلاه. روفس إِلَى الْعَوام قَالَ: من بَال بولاً أسود بوجع أَو غير وجع فَإِنَّهُ يتَوَلَّد الْحَصَى فِي كلاه بعد زمن يسير وخاصة إِن كَانَ شَيخا فليتدارك بِشرب مَاء اللَّبن أَو بالمدرة للبول وَقلة التَّعَب لِأَن كثرته يُولد هَذَا الدَّاء.

مسَائِل الأهوية والبلدان قَالَ: الْحَصَى تتولد فِي مثانة الصّبيان خَاصَّة لِأَن أعماق مثاناتهم أعنى الذُّكُور مِنْهُم ضيقَة جدا والفضول فِي بَوْلهمْ كَثِيرَة ومثاناتهم أحد الْأَسْبَاب وَهَذِه الْأَسْبَاب الَّتِي تولد الْحَصَى وَيسلم بَعضهم من ذَلِك لِأَن هَذِه الْأَسْبَاب لَا تَجْتَمِع لَهُ وَالصَّبِيّ الَّذِي لَا يكون خُرُوج الثفل من بَطْنه سهلاً يجْتَمع فِيهِ هَذِه الفضول الْغِلَاظ أَكثر وحرارة المثانة النارية تكون عَن حر الْمعدة وَاللَّبن المفرط الْحَرَارَة يصير مَادَّة للحصى وَكَذَلِكَ الْمِيَاه الْمُخْتَلفَة وَالْبَوْل يصفو مَعَ تولد الْحَصَى لِأَن الثفل يرسب وينقى فَيكون مَادَّة للحصى وَإِنَّمَا يختنق الْبَوْل من الْحَصَى فَإِن يَقع فِي عُنُقهَا وتدفعه إِلَى العمق دفع الْبَوْل وَيَدْعُو الصَّبِي أَن يدلك ذكره لِأَنَّهُ يظنّ أَن ذكره هُوَ سَبَب وَجَعه الصّبيان الَّذين تتولد فيهم الْحَصَاة لَا يجب أَن يسقوا النَّبِيذ وَلَكِن يجب أَن يكون ذَلِك الَّذِي هُوَ فِي غَايَة الرقة لِأَنَّهُ أوفق فِي إدرار الْبَوْل فِي أَلا يسخنهم وَلَا يجففهم وَلَا يتَوَلَّد فِي الْجَوَارِي كَمَا يتَوَلَّد فِي الذُّكُور لحَال قصر رَقَبَة المثانة واستوائها وسعتها وإنهن أقل شرباً للْمَاء وأبرد مثانة وَالْمَاء تخْتَلف أَنْوَاعه يُولد الْحَصَى فِي الكلى أَيْضا وَأَسْبَاب تولد الْحَصَى فِي الكلى هِيَ أَسبَاب تولدها فِي المثانة. الميامر: أدوية الْحَصَى كلهَا يَنْبَغِي أَن تقطع من غير إسخان وَهَذِه كلهَا مرّة المذاق وينفع مِنْهُ أَن) يسقى من دَوَاء الذراريح والميويزج كل يَوْم بندقة ثَلَاثِينَ يَوْمًا فَإِنَّهُ يفتها. من اختيارات الْكِنْدِيّ: للحصى يذهب بهَا كَأَن لم تكن الْبَتَّةَ دِرْهَمَانِ من زبل الْحمام مَعَ مثله من السكر الطبرزد يشرب بِمَاء وللصبي نصف دِرْهَم. ميسوسن صَاحب كتاب القوابل: مِمَّا يفت الْحَصَى أَن يدمن شرب مياه المسخنة وَالْجُلُوس فِيهَا. قَالَ: وَإِذا خرجت الْحَصَاة بالبط فاحذر التورم بِأَن تجْعَل على الْعُضْو الْأَشْيَاء المسكنة للوجع من كتاب ينْسب إِلَى هرمس: إِن شويت الخطاطيف وأطعمتها حارة أخرجت الْحَصَى الْبَتَّةَ. اطهورسفس: الخراطين مَتى سحقت وجففت بشراب فتت الْحَصَى. وَقَالَ: دم الأيل يفت الْحَصَى كَمَا أَن دم التيس يفت الْحَصَى والمغنطيس. الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: إِذا كَانَ الْبَوْل تضرب فِيهِ رملية إِلَى المائية وَلَا يزَال يحك الْعَانَة والقضيب وَالذكر يتوتر ويزبل ثمَّ احْتبسَ الْبَوْل بَغْتَة فَاعْلَم أَن الْحَصَاة قد صَارَت إِلَى عنق المثانة. انطيلش قَالَ: إِذا تحرّك صَاحب الْحَصَى وَمَشى وتعب اشْتَدَّ وَجَعه وَإِذا سكن خف وَجَعه وَلَيْسَت الْحَصَاة اللاصقة بالمثانة. قَالَ: وَمن علامتها أَن يَشْتَهِي الْبَوْل دَائِما بعد بَوْله وَرُبمَا خرجت مقعدته إِذا كَانَت الْحَصَاة عَظِيمَة. قَالَ: وَالصَّغِيرَة يعسر حَبسهَا بالإصبع لِأَنَّهَا رُبمَا فَارَقت المثانة وَوَقعت فِي عُنُقهَا إِلَى مجْرى الْبَوْل وَيَنْبَغِي أَلا تكون فِي وَقت جس الْحَصَى المعي ممتلئة لِأَن ذَلِك مِمَّا يفْسد الجس لَكِن احقنها قبل ذَلِك ليفرغ مَا فِي المعي والعظيم جدا تعسر مجسته وجره إِلَى أَن يتَخَلَّص فِي مَكَان. قَالَ: وأقعد العليل على كرْسِي

وَيدخل الْحمام وَيَده تَحت رُكْبَتَيْهِ وَيجْعَل الشق مائلاً عَن الدرز إِلَى نَاحيَة الْيَسَار وتحر أَن يَقع فِي عنق المثانة مُسْتقِلّا إِلَى فَوق فِي جرمها فَإِن ذَلِك عسر الالتحام وَأما عُنُقهَا فَإِنَّهُ يلتحم سَرِيعا وتحر أَن تجْعَل ذَلِك الشق أقل مَا يُمكن لِأَن ذَلِك آمن وأجود عَاقِبَة وَإِن وَقع الشق فِي جرم المثانة لَا فِي عُنُقهَا لم تلتحم فِي الْأَكْثَر وَإِن وَقع الشق فِي المثانة عرض من ذَلِك سيلان الْبَوْل وَمَتى كَانَت الْحَصَاة كَبِيرَة لَا يكفيها قدر الَّذِي شققت لعظم الْحَصَاة فَإِن احْتَاجَ إِلَى شقّ عَظِيم جدا فَخذ الْحَصَاة بالكلبتين واكسرها خَارِجا قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تخرج وَلَا تتفتت دَاخِلا واجهد أَلا يعظم الشق وَشد عَلَيْهَا بالإصبع من دَاخل لتبرز كثيرا إِلَى خَارج وَليكن دفعك بالوسطى من الْيُسْرَى تدْخلهَا فِي المقعدة فِيهَا وفتش بهَا وَبهَا تجس فَإِذا جرتها إِلَى عنق المثانة فامسح الْعَانَة ويغمز عَلَيْهَا غَيْرك ويعينك حَتَّى تشمرها فِي مَكَان ثمَّ عِنْد ذَلِك شقّ فَإِن كَانَت الْحَصَاة صَغِيرَة فَإِنَّهَا) تطفو من شدَّة غمزك لَهَا من دَاخل وَإِن كَانَت عَظِيمَة احتجت إِلَى مجر تخرجها بِهِ حَتَّى تخرج. قَالَ: وَإِذا تشمرت الْحَصَى بالقضيب فَشد خلفهَا بخيط لِئَلَّا ترجع فِي المثانة وَمد الْجلد إِلَى نَاحيَة الكمرة وَشد ليَكُون البط مُمكنا ثمَّ بط عَنْهَا وأخرجها فَإِن تشمرت فِي رَأس الإحليل فإياك أَن تضغطها إِلَى الْخُرُوج بالغمز فيوشك أَن ينخرق عَنْهَا اللَّحْم وتهيج مِنْهُ قُرُوح وأوجاع شَدِيدَة لَكِن شقّ طرف الذّكر وأخرجها. قَالَ: وَأما بعد إِخْرَاج الْحَصَى فَإِن كَانَ ووجع شَدِيد فأجلس الْمَرِيض فِي طبيخ الملوخيا وبزر الْكَتَّان فِي مَاء ودهن مفتر حَتَّى تلين قوته ويسخن ويسكن الوجع ثمَّ أخرجه وضع على الْموضع سمناً مفتراً فِي قطنة تصبه فِيهَا وضع القطنة عَلَيْهِ وَإِذا لم يكن الوجع شَدِيدا فيكفيه السّمن المفتر تصبه فِيهِ تفعل ذَلِك يَوْمًا وضع فَوق السّمن قطنة عَظِيمَة مبلولة بخل وَمَاء وَمَتى كَانَ سَبَب النزف عرقاً بتراء فادفعه بالشد فَإِن لم يبرأ فأجلسه فِي خل حاذق فَإِن لم يَنْقَطِع الدَّم فضع على الْعَانَة والأربيتين المحاجم وافصده وَإِن كَانَ بعد النزف عسر الْبَوْل فَاعْلَم أَن علقَة دم جمدت فَأدْخل يدك فِي البط وأخرجها وعالجه بالخل وَالْمَاء وَالْملح حَتَّى ينقى الْموضع وَمن شكى وجعاً شَدِيدا فأجلسه فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث فِي المَاء والدهن المفترين وَمن لَا يوجعه فَحله فِي الثَّالِث وَإِن عرض الورم فأدم جُلُوسه فِي طبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان فَإِن أحس بلذع فصب فِي المثانة مَاء الْعَسَل واغسلها بِهِ وَاجعَل عَلَيْهِ ضماداً فِيهِ كمون وَحمل فِي المقعدة دهن السذاب. قَالَ: وَالَّذين لَا يجيئهم دم كثير عِنْد البط يخَاف عَلَيْهِم الْفساد فَإِذا رَأَيْته أسود أَحْمَر فأشرطه من ساعتك وضمده بخل وملح فِي خرقَة كتَّان حَتَّى يمْنَع الْفساد وَمن أحس بوجع تَحت السُّرَّة وَبرد الْأَطْرَاف وَذَهَاب الشَّهْوَة والنافض والحمى الحادة فَإِنَّهُم بِحَال سوء فَإِذا قرب مَوْتهمْ أَخذهم الفواق ووجع الْموضع الَّذِي بط وحركة مُنكرَة فِي الْبَطن وَالَّذين حَالهم صَالِحَة فعقولهم ثَابِتَة ولونهم حسن وشهوتهم جَيِّدَة وَاجعَل أغذيتهم مَا لَا يعقل الْبَطن الْبَتَّةَ لَكِن

يلينه وتسخن المثانة بدهن السذاب وَنَحْوه فَأَما إِن كَانَت سخنة قل الْبَوْل وَلَا يقرب مَا يدر الْبَوْل وَنَحْوه مَا يقلهُ وَإِذا كَانَ وَقت الْبَوْل أمرت الْخَادِم أَن يغمز على الرِّبَاط لِئَلَّا يُصِيب الْبَوْل مَوضِع الشق وَلَا يخرج مِنْهُ الْبَتَّةَ فَإِن بِهَذَا التَّدْبِير يبرأ. لأهرن: يسقى من رماد العقارب درهما. ابْن سرابيون قَالَ: الْحَرَكَة بعد الطَّعَام وَجَمِيع مَا يغلظ الْبَوْل يعين على تولد الْحَصَاة والأغذية الغليظة الْبَارِدَة وخاصة الْجُبْن الرطب ويستدل على الْحَصَاة فِي المثانة بالبول المائي والرسوب) الرَّمْلِيّ والحكة الدائمة والعبث بالقضيب والانعاظ بِلَا سَبَب ووجع فِي الدرز والعانة وَرُبمَا حدث بعد ذَلِك أسر الْبَوْل فَأَما الْحَادِثَة فِي الكلى فَإِنَّهَا أَصْغَر لصِغَر بطُون الكلى وَهِي أَيْضا لينَة فَأَما لينها فَإِنَّهَا لَا تلبث مُدَّة طَوِيلَة كَمَا تلبث الْحَصَاة الَّتِي فِي المثانة وَلذَلِك هِيَ أقل صلابة. فِي التَّحَرُّز من الْحَصَاة: يَنْبَغِي أَن يمْنَع من أكل كل مَا يغلظ الْبَوْل وَمِمَّا يُولد فِي المثانة حرارة نارية فَإِن هذَيْن هما سَبَب تولد الْحَصَى ويتغذى بالأشياء اللطيفة ويعنى بالهضم فَإِن كَثْرَة الشِّبَع وَسُوء الهضم يحدثان هَذَا الوجع واترك الأغذية الغليظة اللزجة كاللبن وَالْبيض السليق وخبز السميذ والأطرية القصيدة والفالوذج وَأكْثر من ذَلِك الْخبز وَلَا سِيمَا الحَدِيث والسمك الطري الغليظ الْكَبِير وَمن الْفَوَاكِه الْعسرَة الهضم كالتفاح وَلحم الاترج وَالْخُمُور الْغِلَاظ السود. قَالَ إِذا بدأت الْحَصَاة تتولد فَاسْتعْمل الْقَيْء بعد الطَّعَام مرَارًا كَثِيرَة والأدوية المدرة للبول وَاجعَل الأغذية كلاه وَإِن كَانَ وَلَا بُد بالمهزولة اللطيفة الْخَفِيفَة وَالشرَاب الْأَبْيَض الرَّقِيق وَترك المَاء الكدر الْبَتَّةَ وشربه بعد مرّة حَتَّى إِنَّه مولد كَذَلِك يجنب الشَّيْء المالح فِي المشكطرامشير والجعدة والكمافيطوس وأصل الثيل وطبيخ الحسك وأصل كزبرة الْبِئْر والسقولو قندريون والكمون الْبري وبزر الخطمى فَإِن هَذِه تمنع من تولد الْحَصَاة وتفتت الصغار وتخرجها بالبول فِي الْأَيَّام وَمَتى أحسست أَن فضلا كثيرا غليظاً فاغذه بقلايا ملطفة والمرخ وَالْحمام لتهيئه للإستفراغ ثمَّ استفرغ بدواء قوي يمْنَع من تولد الْحَصَى وَيحل الْقَرِيبَة وَكَثِيرًا مَا يتحجر الْحَصَى عَنهُ. فلغموني: يحدث فِي هَذِه الْأَعْضَاء وَيحدث الْحَصَى المَاء الكدر الْأَدْوِيَة الحادة تسقى فِي الْأَمْرَاض المزمنة لِأَنَّهَا تتحجر الفضول فِي الكلى والمثانة. قَالَ: إِن لم الْحَصَى فِي الكلى وَلم تكن فِي المثانة وَكَانَت لَا تزعزع وَيعلم هَذَا من ثبات الوجع فِي مَوضِع فِي الخاصرة لَا ينْتَقل وَلَا يَزُول فَلَا برْء لَهَا بالأدوية المدرة للبول أَو المنقية للحصى قبل أَن تسْتَعْمل المرخيات والأضمدة

بالقيروطات تستعملها أَيْضا بِكَثْرَة وضع ارخا يضعف قوته يتهيأ أَن تعين على دفع مَا فِيهِ وَلَا تقصر أَيْضا فَيعرض أَلا تزيلها بالأدوية لشدَّة انتشابها فِي الأوعية فَإِن كَانَ الْحجر ينْتَقل وَدَلِيل ذَلِك أَن هُنَاكَ وجع يشْتَد مرّة ويسكن أُخْرَى فَاسْتعْمل التكميد بخرق على الْموضع دهن السذاب ودهن بابونج وَمَتى كَانَ الوجع بَارِدًا فاخلط بِهِ جندبادستر وَيصْلح الْخبز الْمَطْبُوخ بِالشرابِ مخبصًا بدهن البابونج ودقيق الْحِنْطَة مطبوخاً بِمَاء ودهن الْخلّ وأدم التضميد لتصل حرارته إِلَى القعر وَاجعَل هَذِه الأضمدة) والسكوبات على الْموضع الَّذِي فِيهِ الْحَصَى وَهُوَ الْموضع الَّذِي يحس فِيهِ بالوجع فَإِن هَذِه الْمَوَاضِع إِذا استرخت اتسعت مجاريها وتسهل على الْأَدْوِيَة المدرة للبول دفع الْحِجَارَة فِيهَا وَإِن كَانَ بالوجع صعوبة شَدِيدَة جدا فانتقل إِلَى المخدرة فاستعملها فِي الأضمدة والسقي واعط الفلونيا وَاسْتعْمل بعد أَن تسْتَعْمل ضماداً مرخياً نصب المحجمة بالنَّار فَإِن من شَأْنهَا أَن تزيل الْحِجَارَة سَرِيعا وتسكن الوجع وتوضع أَولا بِالْقربِ من الكلى ثمَّ تحط قَلِيلا باعوجاج حَتَّى يصير إِلَى أَسْفَل فِي الْموضع الَّذِي يحس فِيهِ العليل بالوجع واقعد العليل فِي الآبزن الَّذِي قد طبخ فِيهِ الحلبة والخطمى والشبث والبابونج واخلط بِالْمَاءِ دهناً ليسكن الوجع ويسهل انحطاط الْحجر وَمَتى انعقل الْبَطن فلينه تليناً شافياً لكيلا يضغط فيسد مجاري الْبَوْل فيؤول الْأَمر إِلَى الغشي من صعوبة الوجع ولين الْبَطن بالحقنة لِأَن من بِهِ هَذَا الوجع لَا يَسْتَطِيع أَخذ المسهلة وَاجعَل ضمادك المرخي من دهن حل وشحم بط ودهن الحلبة ودهن الخطمى والشبث فَإِن من شَأْن هَذِه أَن ترخي الْأَجْسَام وَتوسع المجاري وَيصْلح أَن تضمد بالحلبة وبزر الْكَتَّان مَعَ بعض الشحوم فَلَا يزَال لَازِما للتضميد والسكون والأضمدة المرخية مَا دَامَ الوجع شَدِيدا وَإِن سكن الوجع أَو بَقِي قَلِيلا فَلَا تفرط فِيهَا فيضعف الْعُضْو وَمن المرخية أَيْضا المسكنة الضماد الْمُتَّخذ بالبابونج والخطمى بقيروطى متخذ بِبَعْض الشحوم والعصارات الملينة فَإِذا سكن الوجع استعملنا الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى حِينَئِذٍ والمدرة للبول إِلَى أَن تبرز الْحَصَاة فَهَذَا تَدْبِير الْحِجَارَة فِي الكلى وَمَتى حدث مَعَ ذَلِك ورم وإلتهاب فاخلط التَّدْبِير فَمَتَى إحتجت فافصد ودبر بِقدر مَا ظهر لَك وَهَذِه الأورام إجعل عَلَيْهَا فِي البدء مَا يسكن الوجع ويرخى قَلِيلا. روفس: الحمات الكبريتية تفت الْحَصَى جدا. مَجْهُول: يُؤْخَذ سَبْعُونَ حَبَّة فلفل فينعم سحقها ويعجن بسبعة قراريط حجر يَهُودِيّ ويعجن وَيعْمل مِنْهَا أَقْرَاص سَبْعَة يشرب كل يَوْم فَإِنَّهُ يبولها. الْحَصَى فِي المثانة: ينفعها ذرق الْحمام وفلفل وملح ويسقى كل يَوْم بطبيخ المشكطرا مشير. آخر: قشور محلب وأصل الهليون وخرؤ الْحمام وَسعد يعجن الشربة ثَلَاثَة مَثَاقِيل. الْقلب يفت الْحَصَى. ابْن سرابيون قَالَ: اسْتعْمل دَائِما فِي وَقت نوبَة الوجع الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع وَفِي فترات

نوبَة الوجع المفتتة للحصى والمدرة للبول إِلَى أَن تبرز الْحَصَاة فَإِذا برزت فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك ورم وَكَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فافصد وَإِلَّا اسْتعْمل الأضمدة والملينة الورم أَو ينضج فَإِذا نضج فاخلط بهَا) المحللة من خَارج وَمن دَاخل فَإِن كَانَ الورم أغلب حفزاً فَاجْعَلْ مَا يحلل ويفش اغلب على الضماد وَإِن كَانَت أَعْرَاض الْحجر أَشد حفزاً فَاجْعَلْ المفتتة أَكثر وَقد تكون مَعَ الْحَصَاة ريح يكون سَبَب وجع أَكثر فَإِن حدست ذَلِك فاخلط بالأدوية والأضمدة المشروبة السذاب والأنيسون والنانخة والشونيز وَنَحْوه واسق طبيخها وأضفها إِلَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تفت الْحَصَى فَهَذِهِ جملَة التَّدْبِير للحصى الَّتِي فِي الكلى فَأَما الَّتِي فِي المثانة فَلَا يحدث بهَا وجع لسعة بطن المثانة إِلَى أَن ينبعث إِلَى رَقَبَة المثانة والإحليل فتشبث فَإِنَّهُ فِي هَذِه الْحَال يهيج عسر الْبَوْل وَلِأَن المثانة بَارِدَة قَليلَة الدَّم تحْتَاج إِلَى أدوية أقوى من أدوية الكلى وأجلس العليل فِي طبيخ الشبث وإكليل الْملك والبابونج وأصل الخطمى وبزر الْكَتَّان والحلبة وسنبل وكزبرة الْبِئْر وورق فنجنكشت ومزمار الرَّاعِي ومرزنجوش وبلنجاسف ومرخ الْقَضِيب وعنق المثانة بالأدهان المرخية ويخلط بهَا الشمع والشحوم المسكنة للوجع وَقد تحْتَاج أَن تذيب البازرد أَو الْمقل بِبَعْض هَذِه الأدهان وخاصة الْمقل الْعَرَبِيّ واطل بِهِ وحمهم بالماءالعذب فَإِنَّهَا تسكن الوجع الْحَادِث على الْحَصَى فِي الكلى والمثانة لِأَنَّهُ يُرْخِي ويوسع وَلَا تفرط فِيهِ لِأَنَّهُ يُرْخِي قُوَّة الْأَعْضَاء لَكِن اسْتَعْملهُ عِنْد الْحَاجة وبقدر وَاسْتعْمل مَعهَا عِنْد هدوء الوجع المروخ بالأدهان الَّتِي تحفظ قُوَّة الْأَعْضَاء كدهن الْحِنَّاء الَّذِي قد طبخ فِيهِ السنبل الْهِنْدِيّ فَإِن لم تثبت الْحَصَى وَلم تخرج شققت الإحليل من فَوق مُعَارضَة فِي الْموضع الَّذِي تثبت فِيهِ وأخرجها وَلَا تسْتَعْمل إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة. وَمن أدوية الْحَصَى الَّتِي تعْمل فِيهَا باعتدال. أصل الثيل وسقولوقندريون وبزر الْقلب وبزر الخطمى وكزبرة الْبِئْر ومزمار الرَّاعِي وَسعد وأصل الحسك الْبري وكمون وبزر القثاء والبطيخ وطبيخ القسطافلن وأصل الْقصب وخل الإشقيل وطبيخ السلق فَأَما الَّتِي هِيَ أقوى من هَذِه فحجارة الإسفنج والكمافيطوس والنارمشك والجعدة وطبيخ الحمص الْأسود وأصل الهليون والمقل الْعَرَبِيّ والسعد الْمصْرِيّ وأصل الفليق وقشر أصل الْغَار وبزر الفجل والزجاج المحرق وَالْحجر الْيَهُودِيّ والدواء الْهِنْدِيّ الْمَعْرُوف بِالْقَلْبِ وَدم التيس إِذا جفف وسحق وَشرب مَعَ مَاء الْعَسَل ورماد العقارب وَأفضل من هَذِه كلهَا العصفور الصَّغِير الْمَعْرُوف بطرغلوس وَهُوَ أَصْغَر العصافير كلهَا خلا الْمَالِكِي وَهِي رمادية اللَّوْن إِلَى الصُّفْرَة فِي جناحيها تخطط وَهِي رقيقَة المنقار فِي ذنبها نقط بيض كَثِيرَة الْحَرَكَة بذنبها تصفر دَائِما وَأَقل مَا تطير وتستعمل النهوض الْخَفِيف وتسكن فِي الْحِيطَان والسباخات وَتظهر فِي الشتَاء خَاصَّة فَإِن قوتها عَجِيبَة فِي تفتيت) الْحَصَى لَا من الكلى فَقَط لَكِن من المثانة وتمنع حُدُوث

الْحَصَى وَقد يسْتَعْمل جسمها كَمَا هُوَ وَيسْتَعْمل رماده وَحده وَمَعَ الفلفل والساذج وَقد يخلط بأدوية الْحَصَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر الْبَوْل الغليظ الكدر كالفوة والساذج وَقد يخلط بهَا قشور أصل الْكبر وكرفس المَاء فَمَتَى لم تكن ثمَّ أخلاط غِلَاظ فاخلط الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر بولاً كثيرا كالوج والداوقوا والأسارون والنانخة والكاشم وَنَحْو ذَلِك والذراريح وَاسْتَعْملهُ مَعَ تحرز واخلط بِهَذِهِ أدوية لَطِيفَة كالفلفل والساذج كي تسرع أَيْضا إِلَى المفتتة وَقد تخلط بهَا القابضة العطرية كالسنبل وقصب الذريرة والحماما دَوَاء مركب يفت الْحَصَى: بزر بطيخ قلب زجاج محرق دوقوا بِالسَّوِيَّةِ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الحمص الْأسود. آخر: ذرق الْحمام كندس بِالسَّوِيَّةِ يسقى مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء الفجل. آخر: ذرق الْحمام دِرْهَم وَنصف كندس دِرْهَم ذراريح دانق يسقى بشراب. آخر: يُؤْخَذ عقارب فتحرق بِنَار لينَة فِي قدر جَدِيد وَيشْرب مِنْهَا قيراطان فيسقيهم بمرق كل يَوْم أَيَّامًا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يحفظ الْجِسْم أَن تتولد فِيهِ الْحَصَاة. آخر: بورق أرميني خَمْسَة دَرَاهِم يعجن بِعَسَل ثمَّ حل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمِقْدَار أوقيتين من مَاء الفجل وَيشْرب حَتَّى يسْتَوْفى ثَلَاثَة أَيَّام. دَوَاء عَجِيب لفليغريوس قَالَ: يفت الْحَصَى وَيمْنَع من تولدها ويسكن وجع الكلى من ورم حَار أَو غَيره وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك وَيصْلح لحجارة الكلى جدا: إِذا أبتدأ الْعِنَب يسود فَخذ مِقْدَار فخار فصب فِيهِ مَاء وغله ثمَّ صب عَنْهَا وجففها وَاذْبَحْ تَيْسًا لَهُ أَربع سِنِين وَخذ من الدَّم الْأَوْسَط فأودعه الْقدر واتركه إِلَى أَن ينْعَقد ثمَّ قطعه صغَارًا صغَارًا فِي الْقدر وَأَجْعَل عَلَيْهِ خرقَة مهلهلة واتركه تَحت السَّمَاء فِي الشَّمْس وَالْقَمَر جَمِيعًا حَتَّى يجِف جدا وَاحْذَرْ أَن تصيبه ندوة مطر أَو غَيره فَإِذا استحكم جفافه فاسحق مِنْهُ شَيْئا مَعَ قَلِيل سنبل بِقدر مَا قطعت رَائِحَته بِهِ واسق مِنْهُ ملعقة بشراب حُلْو تفعل ذَلِك فِي إبان سُكُون الوجع فَإنَّك تعجب من فعله. فِي شقّ الْحَصَى قَالَ: وَقد كَانَ قوم من القدماء يشقون عَن حَصى الكلى خلف الْقطن وَفِي ذَلِك خطر. فَأَما شقّ المثانة فَيسلم فِيهِ الْأَكْثَر فَالَّذِينَ لحومهم رطبَة وَمن لم يعرض لَهُم ورم وقاحت مِنْهُ جراحاتهم فَإِنَّهُم يتخلصون بسهولة فَأَما من ورم فأعسر والشباب يعرض لَهُم مِنْهُ ورم حاد عِنْد الشق والمشايخ لَا يلتحم جرحهم والكهول لَا يعرض لَهُم ورم ويلتحم جرحهم فَلذَلِك هُوَ أسلم فيهم وَالْحجر الْعَظِيم يسهل بظه ويعسر إِخْرَاجه وَالصَّغِير بِالْعَكْسِ والمتوسط) يسهل خُرُوجه وَإِذا كَانَت الْحَصَى خشنة كَانَ صَاحبهَا على الشق أقوى من غَيره وَلِأَنَّهُ قد اعْتَادَ احْتِمَال الوجع وَإِذا كَانَت لينَة فبالضد. فِي التبويل يجب أَن يسْتَعْمل التبويل إِذا لم يكن هُنَاكَ ورم وَلَا وجع شَدِيد إِلَّا أَن يكون الورم عَن حجر أَو علق دم فَإِنَّهُ حينئذٍ يسكن الورم إِذا نحيت هذَيْن عَن المجرى وَمَتى عسر الْأَمر جدا وَلم يُمكن الإحتمال بالمبولة فَيجب ان يشق فِيمَا بَين الشرج والخصى شقاً صَغِيرا وَاجعَل فِيهِ أنبوباً ليخرج بِهِ الْبَوْل فَإِن عَيْش هَكَذَا خير من أَن يَمُوت. لى الصَّبِي المستعد للحصى هُوَ الَّذِي بَطْنه فِي الْأَكْثَر يَابِس ومعدته حارة وكبده.

(أسر الْبَوْل) (الْبَتَّةَ وعسر خُرُوجه وقلته وَاسْتِعْمَال المبولة والتقطير الَّذِي يعسر والتعريف) (وَالسَّبَب والتقسيم والعلاج والاستعداد والإنذار والاحتراس.) قَالَ: فِي آخر الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء فَأَما العلاج بالقاثاطير وَهِي الْآلَة الَّتِي يَبُول بهَا أَصْحَاب حصر الْبَوْل فلست أحتاج إِلَى أَن أَقُول أَنه لن يَسْتَطِيع أحد أَن يعالج بهَا علاجاً جيدا دون أَن يكون عَارِفًا بِموضع المثانة وخلقتها معرفَة حَقِيقِيَّة. الْأَعْضَاء الألمة الأولى: إِذا احْتبسَ الْبَوْل فنحتاج إِلَى أَن نَنْظُر هَل ذَلِك عَن الكلى ومجاري الْبَوْل مِنْهَا إِلَى المثانة أم فِي المثانة أم فِي مجْرى الْبَوْل من المثانة فَإِن كَانَ فِي الْعَانَة نتو مستدير فَإِن المثانة مَمْلُوءَة وحينئذٍ يَنْبَغِي أَن تنظر هَل الفضاء مسدود أَو فعل العضلة الَّتِي تقصر هِيَ تخرج الْبَوْل. لى يجب أَن ترجع لِأَن خُرُوج الْبَوْل إِنَّمَا يكون بانضمام المثانة عَلَيْهِ بِشدَّة وكف العضلة عَن فعلهَا وَأَنه قد نطل وَيفرق بَين ذَلِك أبدا إِن كَانَ لبُطْلَان العضلة إِنَّك إِن نصبت العليل نصبة تكون عَن مثانته إِلَى أَسْفَل وغمزت بِيَدِك على مَوضِع الانتفاخ در الْبَوْل بذلك وَإِلَّا فمنفذ الْبَوْل مسدود فَدلَّ على أَنه لَا يكون عَن استرخاء العضل المطوف على فَم المثانة وَحصر الْبَوْل إِذا استرخت لَكِن تقطيره بِلَا إِرَادَة وَعند ذَلِك يجب أَن ننظركم من ضرب ينسد المجرى الَّذِي للمثانة وَهُوَ ثَلَاثَة اضْرِب إِمَّا ورم وَإِمَّا شَيْء ينْبت فِيهِ أَو شَيْء يقف فِيهِ من حَصى أَو مُدَّة أَو ورم جامد وَاللَّحم النَّابِت والقيح يكون عقب قرحَة والحصى تكون علاماتها قد تقدّمت وَهِي فِي بَاب الْحَصَى فَإِن شهِدت لَك عَلَامَات الْحَصَى فاضجعه على قَفاهُ وشيل رجلَيْهِ حَتَّى تجعلها مُرْتَفعَة وحركه تحريكاً مُخْتَلفا فِي النواحي ثمَّ مره أَن يجْهد فِي أَن يَبُول فَإِن لم يبل فأعد ذَلِك مَرَّات فَإِن لم يبل فَعَلَيْك بالمبولة وَإِن كَانَت وَقعت على الْقطن والعانة فَتوهم أَن سَبَب) ذَلِك ورم فَلَا تدخل المبولة لِأَن الورم يزِيد حرارة لَكِن الأجود أَن تصب على الْموضع مَاء فاتراً ومرخه بالدهن أَربع سَاعَات أَو أَكثر أَو أقل حَتَّى يلين الورم ويسترخي فَإِذا لَان الورم واسترخى كَانَ الوجع يقل فَأمره ان يجْهد نَفسه فَرُبمَا بَال. 3 (عِنْد قطع البواسير) لى عسر الْبَوْل الَّذِي يعرض عِنْد قطع البواسير هُوَ من جِهَة الورم فَيَنْبَغِي أَلا تبول بل

الأعضاء الآلمة

اعْتمد فِيهِ على تسكين الوجع بالدهن وَالْمَاء الْحَار يجلس فِيهِ والضماد بالبصل والكراث وَالسمن حاراً على المقعدة ليسكن الوجع وَقلة الشَّرَاب لِئَلَّا يَجِيء الْبَوْل إِلَى المثانة وَقلة الْأكل يَوْمَيْنِ لتسكن جلّ الْعَوَارِض ثمَّ ترجع إِلَى الْعَادة. قَالَ: وَإِذا لَان الورم بِالْمَاءِ الْحَار والدهن فاغمز المثانة بِيَدِك ويتزحر العليل فَإِنَّهُ يَبُول إِن لم يكن الورم عَظِيما. لى امتلاء المثانة يدل على احتباس الْبَوْل من اجل المجرى الْأَسْفَل فَإِذا كَانَ الْبَوْل محتبساً والمثانة فارغة فَعِنْدَ ذَلِك تكون الْعلَّة إِمَّا من الكلى وَإِمَّا من مجاري الْبَوْل وَيجب عِنْد ذَلِك أَن يقْعد فِي الآبزن وتضمد الْبَطن بالأضمدة المرخية وتطبخ فِي الآبزن ورق الكرنب وَنَحْوه ويسقى المدرة للبول وينفع من ضَرْبَة الضَّرْبَة على الْقطن إِذا لم يكن ذَلِك لورم والورم يتقدمه ثقل فِي الْقطن ووجع وَحمى وَذَلِكَ إِذا كَانَ ورماً حاراً وَكَذَلِكَ الورم فِي المثانة فَإِنَّهُ يتبعهُ الْحمى إِذا كَانَ ورماً حاراً وَإِن كَانَ قد بَال قبل ذَلِك دَمًا فَيمكن أَن يكون لِأَن دم أَو قيح وقف فِي مجْرى الْبَوْل الْأَعْلَى وَعند ذَلِك تَنْفَع الضَّرْبَة والأدوية المدرة للبول لِأَنَّهَا تكْثر الْبَوْل فتدفع عِنْد ذَلِك. قَالَ: وَخُرُوج الْبَوْل من المثانة تكون بتقلص المثانة وتقبضها باستدارة على الْبَوْل وَكَثِيرًا مَا يُعينهُ على ذَلِك العضل الَّذِي على مراق الْبَطن إِذا كَانَ الْبَوْل قَلِيلا جدا والمثانة ضَعِيفَة. قَالَ: وَإِن احْتبسَ الْبَوْل والمثانة فارغة فَإِن احتباسه من فَوق مجاري الْبَوْل ممدودة أَو فِيهَا دم أَو فِي الكلى حَصَاة أَو ورم أَو خلط غليظ فابحث عَن إِلَى المثانة حَال الْجِسْم أَيهَا يُوجب من هَذِه. من آخر الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: رُبمَا احْتبسَ الْبَوْل من تمدد المثانة لِكَثْرَة الْبَوْل الَّذِي فِيهَا إِذا لم يبل الْإِنْسَان وَصَارَ ذَلِك بِشدَّة فِي محفل فِيهِ نَاس أَو لنوم غرق فيمدد الْبَوْل المثانة تمديداً شَدِيدا فتضعف لذَلِك قوتها الدافعة فَلَا يُمكنهَا الضَّبْط على الْبَوْل على مجْرى الطَّبْع فيعسر الْبَوْل لذَلِك. لى يحْتَاج إِلَى علاج هَذَا وَهُوَ الْقَبْض على المثانة بطبيخ ورد مَعَ دهن ناردين فالزمه الْأَشْيَاء الحارة مَعَ قبض.) 3 - (الْأَعْضَاء الآلمة) حصر الْبَوْل إِمَّا لِأَن المثانة لَا تقدر أَن تقبض على الْبَوْل من جَمِيعهَا وَإِمَّا لِأَن المجرى مَمْدُود أَو لِأَن العصب الَّذِي يَلِي المثانة من النخاع يبطل فعله وحينئذٍ لَا يُمكن المثانة أَن تنضم وَلَيْسَ السَّبَب فِي ذَلِك ضعفها بل سُقُوط الْقُوَّة الإرادية عَنْهَا. قَالَ: وينفع حصر الْبَوْل وَالْبرَاز الْكَائِن عَن ضعف الأمعاء والمثانة الغمز بِالْيَدِ ليعين العضل الضَّعِيف على فعله. قَالَ: وَلَا تدع أَن تمل عَن السَّبَب فِي هَذِه الْعلَّة أبدا. قَالَ: كَانَ رجل غَار مَوضِع من حرز صلبه إِلَى دَاخل من سقطة فاحتبس بَوْله فِي الْيَوْم الثَّالِث عِنْدَمَا استحكم ورم المثانة لضغط الفقار لَهَا وَكَانَ مَوضِع مثانته يوجعه فداويناه بمداواة من بِهِ ورم وَكَثِيرًا

مَا ينَال المثانة الآفة عِنْدَمَا يصير التمدد لقوتها القابضة عَن الْبَوْل وَذَلِكَ يكون لمبس الْبَوْل بِإِرَادَة وَفِي النّوم إِذا طَال الْأَمر بذلك مرّة بعد مرّة صَارَت المثانة عسرة الْحس أَيْضا فَصَارَ من هَذَا الْوَجْه أَيْضا لَا تدفع الْبَوْل على الْإِرَادَة. جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة وَمن الأولى: حصر الْبَوْل إِمَّا من أجل الْعُضْو الْبَاعِث وَهُوَ الكلى ومجاري الْبَوْل مِنْهَا إِلَى المثانة وَتَكون حينئذٍ المثانة خَالِيَة وَالْبَوْل محتبساً وَإِن كَانَ من أجل الكلى وجد العليل وجعاً مَعَه ثقل فِي الْبَطن وَإِن كَانَت لبرانج الْبَوْل النابتة من الكلى وجد الوجع فِي الحالبين وَهُوَ شَبيه بالوخز وَإِمَّا من أجل المثانة وَيكون ذَلِك لِضعْفِهَا عَن الإنقباض عَن الْبَوْل فعلامته أدل وَهِي فِي تِلْكَ الْحَال متزعزعة وَإِذا أَنْت غمزت عَلَيْهَا در الْبَوْل لِأَنَّهُ لَيْسَ بهَا إِلَّا الضعْف من أجل المجاري الَّتِي فِي المثانة وَهَذَا يكون إِمَّا لحصاة وَإِمَّا لثولول أَو ورم أَو علق دم وَزَوَال خرز الصلب إِلَى دَاخل يكون مِنْهُ عسر الْبَوْل. السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: قد يفْسد مجْرى المثانة من يبس كثير يعرض فِي عنق المثانة وَيكون فِي الحميات المحرقة الْيَابِسَة جدا الَّتِي تبلغ من يبسها أَلا يُمكن العليل أَن يتَكَلَّم حَتَّى يبل فَمه بِالْمَاءِ. وَمِنْهَا: فصد الصَّافِن يحل عسر الْبَوْل الَّذِي سَببه ورم حَار وَكَثْرَة الدَّم فِي الْجِسْم وَقد رَأَيْت خلقا كثيرا أشرفوا على الْمَوْت وَبَعْضهمْ مَاتَ من احتباس الْبَوْل وَكَانَت المثانة ترى فِي جَمِيعهم مَمْلُوءَة ممتدة. السَّابِعَة: تقطير الْبَوْل وعسره يحلهما شرب الشَّرَاب والفصد وَيجب أَن تقطع الْعُرُوق الدَّاخِلَة. قَالَ: عسر الْبَوْل إِن كَانَ مَعَه وجع يكون إِمَّا من ورم حارة وَإِمَّا من خراج وَإِمَّا من قرحَة وَإِمَّا من خراج خَارج عَن الإعتدال مُخْتَلف وَإِمَّا من ريح غَلِيظَة وَإِن كَانَ إِنَّمَا هُوَ عسر فِي الْحَرَكَة) فَهُوَ يكون إِمَّا لضعف الْقُوَّة وَإِمَّا من ورم من هَذِه الْعِلَل كلهَا إِمَّا لبرد فيشفي مِنْهُ شرب الشَّرَاب فيعني بِشرب الشَّرَاب فِي هَذَا الْموضع أَن يكثر النَّبِيذ ويقل مزاجه ويشفى أَيْضا من الورم إِذا حدث من دم غليظ من غير امتلاء فِي الْجِسْم وَأما الورم الْكَائِن من غير نُقْصَان فِي الْجِسْم وَإِن لم يكن امتلاء بعد أَن تكون بِهِ الْقُوَّة قَوِيَّة والفصد يشفي مِنْهَا وَيجب أَن يفصد الصَّافِن. من الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ أسر الْبَوْل فَعرض لَهُ زحير شَدِيد مَاتَ فِي الْيَوْم السَّابِع فَإِن عرضت لَهُ حمى لم تكن قبل ذَلِك وَكثر بَوْله برِئ. الثَّالِثَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: أَتَى رجل مهزول وَكَانَ لَا يُمكنهُ أَن يَبُول حَتَّى يجْتَمع فِي مثانته بَوْل كثير فحدست أَن سَبَب ذَلِك شدَّة جفاف أَعْضَائِهِ وَأَن مجْرى بَوْله قد جف وقحل فانضم فَهُوَ لذَلِك يحْتَاج أَن يجْتَمع فِي مثانته بَوْل كثير حَتَّى تقدر أَن تدفع دفعا قَوِيا وتفتح انضمام المجرى فداويناه بالمروخ والأشياء اللينة والأدهان المرطبة والأغذية المرطبة وَالْحمام فبرأ من علته فِي خلال كَلَامه أَن ذَلِك يكون أَيْضا أَن كَثْرَة الْجِمَاع وَسَببه

أَن الرُّطُوبَة الَّتِي يولدها الْغذَاء عَن جَنْبي أوعية المنى يجِف وَلَا ترسل رُطُوبَة وَعند الْجِمَاع تفنى هَذِه الرُّطُوبَة بِكَثْرَة مَا يخرج فَإِن لم يصبهَا فِي نَفسهَا جفاف من قحولة الْجِسْم. قَالَ: وَقد يكون عسر الْبَوْل من أَن تَجف هَذِه الْآلَات بإفراط الْجِمَاع وَقد كَانَ يدْخل ذَلِك فأمرناه بالامتناع من الْجِمَاع فبرئ. ابيذيميا السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: عسر الْبَوْل يحله الفصد إِذا كَانَ من امتلاء وورم حَار. لى على مَا رَأَيْت وَقد فسرت قصَّته فِي القولنج إِنَّمَا صَار الْجُلُوس فِي المَاء الْحَار نَافِعًا لاحتباس الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يكون مَعَ ورم ظَاهر فِي الكبد عسر الْبَوْل لِأَن الوريد الَّذِي يَأْخُذ المَاء يَنْضَم. لعسر الْبَوْل: يحقن بخرو الْحمام فِي موميائي وتطبخ رطبَة حَتَّى تنسلق وَثمّ تُؤْخَذ وتكمد المثانة بهَا حارة فَإِنَّهَا تطلق الْبَوْل وأقعد العليل فِي آبزن طبيخ الحمص والكرنب والحلبة ومرخ الظّهْر والمثانة بأدهن مُخْتَلفَة كدهن السوسن والمرزنجوش. قَالَ: ولاشيء أَنْفَع لعسر الْبَوْل من الآبزن الدَّائِم والكماد الرطب والمرخ بالدهن. قَالَ: وَإِن أدخلت شعر الزَّعْفَرَان الإحليل أدر الْبَوْل من سَاعَته وَإِن حقنته بِزَيْت العقارب أدر الْبَوْل. لى رَأَيْت فِي مَوضِع أَنه إِن أدخلت قملة فِي ثقب الإحليل ادر الْبَوْل من سَاعَته. مَجْهُول: رجل عسر عَلَيْهِ الْبَوْل فَلم ينْتَفع شَيْء من الْأَدْوِيَة فَجَاءَهُ رجل فسحق درهما من قشر بَيْضَة منقى من الغرقى وأنعم سحقه وصير مَعَه مثله سكرا طبرزداً وسقاه فَبَال من سَاعَته. أهرن: الدَّلِيل على احتباس الْبَوْل أَنه من ورم يبس) الطبيعة واحتباس الْبَوْل يسْتَدلّ على أَنه من ضعف المثانة عَن الانضمام على الْبَوْل فَإِن تسْأَل هَل حقن بَوْله مُدَّة طَوِيلَة وتعرف هَل ذَلِك لفالج فِي عضله فَإِن تسْأَل هَل حدث عَلَيْهِ هُنَاكَ ضَرْبَة وَنَحْوهَا والكائن من الْحَصَاة والمرة وَالْخَرَاج فدلائلها ظَاهِرَة. قَالَ: عالج ضعف المثانة بدهن الناردين أَو الْغَار والناردين الرازقي واخلط مَعهَا بعض القوابض. سذاب وحسك وَيُؤْخَذ من مَائه قَلِيلا إِذا كَانَت المثانة منتفخة وَالْبَوْل محتبس حَتَّى إِذا غمزت عَلَيْهَا در الْبَوْل وَخرج ثمَّ يعود الْبَوْل يحتبس وَلَا يخرج إِلَّا بِالْعقدِ عَلَيْهَا فَإِن ذَلِك لضعف المثانة عَن الانضمام عَن الْبَوْل لدفعه وَإِيَّاك أَن تسْتَعْمل فِي شَيْء من أسر الْبَوْل مَعَ ورم أَو وجع حاد شَدِيد جدا المبولة لَكِن عَلَيْك بِالْمَاءِ الْحَار والدهن والتليين والإرخاء وتسكين الوجع فَإِن الوجع يسكن بِهَذِهِ الْأَشْيَاء وَإِذا خف الوجع فاغمز حِينَئِذٍ على المثانة إِن كَانَت وارمة غمزاً لينًا من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا وَلَا تغمز وخاصة حقوه مادام الوجع شَدِيدا وَلَكِن افصد للإرخاء والتليين ليسكن الوجع أَولا ثمَّ اغمز لتدر الْبَوْل وَيخرج فَإِن اضطررت إِلَى استعمالك المبولة فَبعد ذَلِك أَيْضا.

علاج أسر البول الذي لضعف المثانة

اهرن: حصر الْبَوْل تِسْعَة اضْرِب إِمَّا لورم فِي المجرى ويستدل عَلَيْهِ بِشدَّة الْأَلَم والوجع فِي ذَلِك الْموضع الَّذِي فِيهِ الورم وَأَن يخرج فِي الْبَوْل أَشْيَاء صديدية وَإِمَّا لورم فِي المعي فيضغط المثانة ويمنعها عَن فعلهَا ويستدل على ذَلِك بِأَن مَعَه أَعْرَاض المعي أَعنِي احتباس الرجيع وَنَحْوه من الوجع والغثي وأعراض الزحير وَنَحْوه وَالَّذِي من ضعف المثانة عَن الانضمام على الْبَوْل ويستدل عَلَيْهِ بِالسَّبَبِ البادي على حقن بَوْله فتمددت مثانته وَبِأَنَّهُ إِذا غمزت عَلَيْهِ بَال. وَالْآخر لفالج فِي عضلة تستدل عَلَيْهِ بِالسَّبَبِ البادي إِن جلس على شَيْء بَارِد جدا أَو أَصَابَته ضَرْبَة وَالَّذِي يكون من جمود الْقَيْح ويستدل عَلَيْهِ بِأَنَّهُ قبل ذَلِك يخرج قيح وَكَذَلِكَ فِي الدَّم وَالَّذِي من الْحَصَاة تعرفه من دَلَائِل الْحَصَاة. 3 - (علاج أسر الْبَوْل الَّذِي لضعف المثانة) اسْتعْمل الطيوب القابضة المسخنة قَلِيلا كَالدَّارِ صيني والسعد والبسباسة والسليخة والقرنفل والسنبل يعْطى مِنْهَا كالنبقة واطبخ هَذِه وَاجْعَلْهَا ضماداً واسقه اميروسيا والقفى وَمن دَوَاء الكركم زنة دِرْهَم من كل وَاحِد واطله من هَذِه أَيْضا وينفع من دهن الناردين ودهن البان وَبَعض الأدهان الحارة ويطبخ فِيهَا بعض القوابض. لعسر الْبَوْل بالطفل: تسقى الربة مِمَّا يدر الْبَوْل. بولس قَالَ: وَيكون من الفالج فِي المثانة عسر الْبَوْل وَقَالَ: إِذا عسر الْبَوْل وَلم يكن ورم حَار وَلَا حَصى وَلَا علق دم وَلَا خراج وَلَا شَيْء من هَذَا النَّحْو فَانْظُر فَإِن كَانَ فِي الْبَوْل حرافة وَدلّ المزاج وَسَائِر المزاجات على أَن فِي الْجِسْم مرّة فَإِنَّهُ قد يكون عسر الْبَوْل من الْمرة فَاسْتعْمل الْأَشْيَاء الَّتِي تعدلها كَمَاء الشّعير والسمك والحمامات والأشياء المرطبة ويدع الْأَشْيَاء الحريفة وَالشرَاب الْبَتَّةَ والرياضة وَالنّصب وَإِذا كَانَ الْبَوْل رَقِيقا أَبيض وَكَانَت الْأَسْبَاب تدل على سوء مزاج بَارِد فَاسْتعْمل الشَّرَاب الْحَار والأدوية المدرة للبول والآبزن فَإِن كَانَ مَعَ بياضه غليظاً فَاعْلَم أَن ذَلِك من خلط بلغمي قد سد منافذ الْبَوْل وعنق المثانة فَعَلَيْك بالسكنجبين والزوفا والصعتر والعرطنيثا والحاشا والمحروث وَلَا تسْتَعْمل المبولة فِي الورم الْحَار والإلتهاب وَأما عسر الْبَوْل يعرض فِي الحميات فليطل بدهن السذاب ودهن الشبث وَمَتى احْتبسَ الْبَطن حقنوا. وَقد يعرض من الفالج فِي المثانة عسر الْبَوْل مرّة وسلسه أُخْرَى وَذَلِكَ فِي بَاب الفالج. الاسكندر قَالَ: إِذا كَانَ الْبَوْل عسر الْخُرُوج ورأيته أَبيض أَو غليظاً فَإِن ذَلِك من الْبرد وَكَثْرَة الاستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد فأعطه مدرات الْبَوْل باعتدال ومره بالاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار وَالشرَاب السخن والثوم جيد هَاهُنَا وَمَتى كَانَ أَحْمَر رَقِيقا لذاعاً فابدأ بتعديل المزاج والفصد وبزر الْبِطِّيخ وَالْخيَار والخشخاش وَالْحمام العذب المعتدل وَانْظُر إِذا عسر الْبَوْل هَل مَعَ ذَلِك مرّة أَو حرافة أَو تقدمته حرقة أَو ورم ثمَّ عالج بِحَسب ذَلِك.

شَمْعُون قَالَ: ادلك الْقطن مِمَّن عسر عَلَيْهِ الْبَوْل بالأدهان المسخنة كدهن السوسن والنرجس والزنبق وَأَقْعَدَهُ فِي مَاء الحسك والحلبة والكرنب والخطمى واللفت وكمد الْعَانَة بالرطبة المسلوقة واحقنها بالموميائي واسقه مَا يدر الْبَوْل. لى على مَا رَأَيْت لشمعون: الْبَوْل يعسر إِمَّا لحصاة وَإِمَّا لعلق دم أَو مرّة وَإِمَّا لخام جامد وَإِمَّا لورم حَار وَإِمَّا لورم بَارِد وَإِمَّا لورم فِي المعي وَإِمَّا) لفالج فِي العضل والحصاة تعرف بعلاماتها وعلق الدَّم والمدة فَإِنَّهُ يتقدمه قُرُوح وجمود الدَّم يغلظ الْبَوْل وَكَانَ عدم إِعْلَام القروح والحصاة والوجع والورم الْحَار واللهيب وَسُرْعَة وُرُود الْعلَّة والورم الْبَارِد فَإِنَّهُ جَاءَ قَلِيلا حَتَّى اشْتَدَّ ورم الأمعاء أَعنِي ورم المعي الْمُسْتَقيم بامتناع الزبل. من الاختصارات: عسر الْبَوْل إِذا كَانَ من أجل لحم صلب مستدير ينْبت فِي المجرى لَا برْء لَهُ الْبَتَّةَ وَمَا كَانَ فِيهِ فِي الْبَوْل رملية وصفرة وَحُمرَة فعسره عَن الكلى وَمَا كَانَ فِيهِ بَيَاض وخثورة فَعَن المثانة. قَالَ: وَطَرِيق دفع عسر الْبَوْل عَامَّة الآبزن وَالْحمام والكماد والمدرة للبول ويطلى الْموضع بالعاقرقرحا والبورق والخردل وَالْعَسَل وَيكون ذَلِك فِي الْحمام ويطيلون اللّّبْث فِيهِ حَتَّى يعرق عرقاً شَدِيدا فَهَذَا علاج عسر الْبَوْل الَّذِي يكون من غير حَصَاة وَلَا من قرحَة وَهُوَ الَّذِي من ورم فَأَما الَّذِي من قُرُوح فعلاجه البزور الْبَارِدَة كبزر الْبِطِّيخ وبزر الْخِيَار والألبان لبن الْمعز وَلبن الأتن والحقن اللينة والأضمدة الْبَارِدَة. قَالَ: وينفع من الْأسر أَن يحقن الإحليل بدهن بِلِسَان. لى هَذَا ينفع الضَّرْب المثانة مثل طول عسر الْبَوْل وينفع من الْأسر أَن يحقن بِزَيْت قد انقع فِيهِ فِي نصف رَطْل عشر عقارب بيض ويحقن بقضيب فضَّة وينفخ فِيهِ بعد ليسرع فيصل. مَجْهُول لعسر الْبَوْل عَجِيب: أَدخل العليل الْحمام وَأَجْلسهُ فِي الْحَوْض الْحَار وَيكون قد جففت قشور الْبِطِّيخ وسحقتها كالكحل واسقه وَهُوَ فِي الْحمام فَإِنَّهُ يَبُول مَكَانَهُ. لى إِن أسرف الْبَوْل الْخَامِسَة من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: ويعرض ضرب من عسر الْبَوْل فِي الحميات الحادة وَيكون من يبس مفرط. لى يعالج هَذَا بالآبزن والمروخ والأغذية اللينة. تياذوق: قد يكون نوع من قلَّة الْبَوْل عَن انحلال عروق الكبد. لى عَلامَة ذَلِك لين الْبَطن وَلَا يكون مَعَه الوجع فِي الْقطن والمثانة. قَالَ: إِذا كَانَ الْأسر عَن ورم فَإِنَّهُ يكون قَلِيلا قَلِيلا وَالَّذِي يعسر الْبَوْل ضَرْبَة فَإِنَّهُ حَصَاة أَو علق دم أَو مُدَّة أَو حَصَاة فليجلس العليل على بتكة على عصعصه فَقَط ويمسك من خَلفه لِئَلَّا يَقع وَتُؤْخَذ صوفة فيشد وَسطهَا بخيط وَيدخل الْخَيط الْأَسْفَل من رَأس المبولة ويمد حَتَّى يخرج من الْجَانِب الآخر ثمَّ يقطع مَا فضل كُله بعد أَن يمدها وَلَا تكون

من كتاب في البول

عسرة المواتات لِلْخُرُوجِ من المبولة لكَي تخرج إِذا جذب الْخَيط وَإِنَّمَا يَجْعَل الصُّوف هُنَاكَ ليمنع أَن يسْبق إِلَى فَم المبولة علق دم أَو مُدَّة. قَالَ: وَتدْخل المبولة على هَذَا: يجلس العليل على مَا وَصفنَا على بتكة على عصعصه ويمسك من خَلفه وَيرْفَع رُكْبَتَيْهِ قَلِيلا إِلَى فَوق الأربيتين وَيبعد كل وَاحِدَة مِنْهُمَا عَن صاحبتها. قَالَ: فَإِنَّهُ إِذا جلس على عظم الظّهْر اسْتَوَى) تقليب المثانة أَكثر مَا يكون ثمَّ يدْخل القاثاطير بعد أَن يحم العليل إِن أمكن وتنطله بِالْمَاءِ الفاتر وتمرخه بالدهن ليلين نعما ثمَّ تدخل القاثاطير إِلَى الْجَسَد إِلَى أَسْفَل الذّكر بعد أَن تمسحه بالدهن والألعبة اللزجة. قَالَ: وَإِذا بلغ إِلَى أَسْفَل الذّكر بعد أَن تمسحه بالدهن والألعبة اللزجة أقمناه وأملناه إِلَى السُّرَّة وتدفعه على ذَلِك قَلِيلا بِقدر عقد أَو عقدين فَإِذا دخل هَذَا الْمِقْدَار فَذَلِك غلط وَهَذَا الْموضع المنفرج يحْتَاج بعد ذَلِك وَلَا سِيمَا إِن عسر دُخُوله وَيرجع أَن يمِيل الذّكر رَقَبَة المبولة إِلَى أَسْفَل فَإنَّك ترده إِلَى حَاله واشده استعلاء وَيتبع فِي ذَلِك أبدا سهولة الذّهاب وَقلة الوجع لِأَن ذَلِك يدل على حسن الذّهاب حَتَّى إِذا وصل إِلَى مَوضِع فضاء يحبس ذَلِك بِمد الْخَيط لتخرج الصوفة ويتبعها الْبَوْل وَلِأَنَّهُ رُبمَا دخل بعد ذَلِك علق دم أَو مُدَّة فِي القاثاطير أَو ركب رَأسه فَمنع من خُرُوج الْبَوْل فَيَنْبَغِي أَن يكون ميل يدْخلهُ فِي القاثاطير وَيكون لَهُ عَلامَة إِنَّا نعرفها يكون قد وصل إِلَى رَأس القاثاطير وَلَا يكون مَعَ ذَلِك حاد الرَّأْس وَفضل قَلِيلا من رَأس القاثاطير قدر نصف شَعْرَة. قَالَ: وَكَذَلِكَ فاحقن المثانة إِذا احتجت إِلَى ذَلِك فَإِن تشد على القاثاطير كيساً تجْعَل فِيهِ دواءك وأوفق الأكياس مثانة قد عركت نعما ونقيت. لى المبولة الَّتِي يستعملها المحدثون أَجود من هَذِه لِأَن رَأس تِلْكَ وَله ثقب فِي جوانبه صغَار كَثِيرَة لَا يدْخل مِنْهَا علق الدَّم والمدة الْبَتَّةَ لصغرها وَهِي كَثِيرَة فَإِن ركب بَعْضهَا شَيْء دخل الْبَوْل من الآخر وَلِأَنَّهُ رُبمَا دخل فِي هَذَا الثقب وَإِن كَانَ عسيراً قطع مُدَّة وَاجْتمعَ فِي أنبوب الْآلَة فَإِن لَهُ ميلًا يدْخل فِيهِ وَهَذَا الْميل وَإِن كَانَ لَا ينفذ حَتَّى يخرج ذَلِك الدَّاخِل عَن الْآلَة فَإِنَّهُ يَدْفَعهُ وينحيه وَالَّذِي قدرت أَنا أصلح من ذَلِك كُله وَهِي مبولة تتَّخذ من أسرب ليعوج ويلتوي شكل الثقب وَإِيَّاك والوجع فَإِنَّهُ كثيرا يُورث التبويل قروحاً وأوجاعاً لذَلِك. افطيلش: وَيحْتَاج أَن يهيأ مبولة لكل سنّ وخلقة مبولة على مَا يصلح. 3 - (من كتاب فِي الْبَوْل) ينْسب إِلَى ج قَالَ: وَيكون ضرب من عسر الْبَوْل الغليظ لغلظ الرطوبات. لى دَلِيله أَن يخرج فِي الْبَوْل. ابْن سرابيون: إِذا عسر الْبَوْل وَكَانَ ورم عَظِيم فِي المثانة لَا يتهيأ من أَجله اسْتِعْمَال المبولة وَاشْتَدَّ الْبَوْل على العليل وأشرف على التّلف وَخيف من المبولة زِيَادَة الوجع فشق شقاً صَغِيرا نَاحيَة الدرز بجنبه وَأدْخل فِيهِ أنبوباً ليخرج الْبَوْل فَإِن اشْتَدَّ مَا فِيهِ أَلا يلحم وَذَلِكَ خير من إِسْلَام العليل إِلَى التّلف. قَالَ: وضع عَلَيْهِ المرخية. قَالَ: عسر الْبَوْل لمن كَانَ مَعَ وجع فَإِنَّهُ يكون من ورم أَو قرحَة أَو شَيْء يسد

المجرى فَإِن كَانَ بِلَا وجع فَإِنَّهُ لذهاب حس المثانة لسوء مزاج بَارِد وَبطلَان قُوَّة عضلها كَالَّذي يحدث إِذا أمسك الْبَوْل مُدَّة طَوِيلَة فَإِن كَانَ مَعَ احتباس الْبَوْل المثانة فارغة فالآفة فَوق. قَالَ: وَإِن انْعَقَد الدَّم فِي المثانة لم يسْتَدلّ على ذَلِك بِأَن الْبَوْل احْتبسَ بعقب خُرُوج الدَّم وَلَكِن بِأَنَّهُ يهيج مَعَ ذَلِك صغر النَّفس وصفرة اللَّوْن وَصغر النبض والغشى والاسترسال. قَالَ: عسر الْبَوْل إِذا كَانَ مَعَ ورم عولج بالآبزن والنطول والتمريخ بدهن البابونج وَإِن كَانَ لغظ الْبَوْل وأخلاط فالقوية فِي إدرار الْبَوْل المرققة للدم ويطبخ لَهُم فِي الآبزن البلنجاسف والغار والمرزنجوش والكرنب والحلبة والشبث وإكليل الْملك والحرمل وذرق الْحمام ويضمدون أَيْضا بهَا ويسقى مَاء الفجل وطبيخ المشكطرامشير والفوة والوج وتدهن اللثة بدهن العقارب واسقهم السكنجبين العنصلي وَإِن شَأْنه أَن يقطع ويلطف وَهَذَا ينفع من جمود الدَّم فَأَما عسر الْبَوْل الْحَادِث فِي الحميات فعالجه بالنطول ودهن الشبث وآبزن قد طبخ فِيهِ الخطمى والبابونج والبنفسج والحسك وَمَتى حدث أسر الْبَوْل عَن ريح غَلِيظَة سقى دهن الخروع بِمَاء الْأُصُول وتمسح اللثة بدهن الناردين ودهن الياسمين أَو البلسان وَيصب مِنْهُ فِي الإحليل مَعَ شَيْء من جندبادستر ومسك وَمَاء السذاب فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك. لى يعْطى عَلامَة الأولى من القوى الطبيعية. قَالَ: جَمِيع النَّاس إِذا عسر عَلَيْهِم الْبَوْل وجدوا مَعَ ذَلِك وجعاً فِي الْمَتْن وبالوا مَعَ ذَلِك رملاً قَالُوا إِن وجعهم فِي الكلى. لى 3 (تَقْسِيم تَامّ لاحتباس الْبَوْل) يحتبس إِمَّا لِأَن الكلى تجذبه وعلامته أَن يكون الْبَوْل محتبساً وَلَيْسَ فِي الظّهْر وجع ثقيل وَلَا فِي الخاصرة والحالب وَلَا فِي المثانة شَيْء يكره وَلَا فِي عنق المثانة ضرب من ضروب السدة على مَا سنبين وَأَن يكون مَعَ ذَلِك الْبَطن لينًا وَقد حدث فِي الْجِسْم ترهل واستسقاء أَو كَثْرَة عرق وَإِمَّا أَن يكون مَعَ الكلى فَتكون محتبسة الْبَتَّةَ وَفِيه الْمَرَض وَذَلِكَ ورم أَو حجر أَو علق دم أَو مُدَّة ويعمه كُله أَن يكون الوجع فِي الْقطن مَعَ فرَاغ المثانة إِلَّا أَنه إِن كَانَ حَصَاة ظَهرت دَلَائِل الْحَصَاة قبل ذَلِك وَإِن كَانَ ورماً حاراً كَانَ مَعَ الوجع شَيْء من ضَرْبَان وَإِن كَانَت أوجاع الكلى إِنَّمَا هِيَ ثقل فَقَط وَإِن كَانَ ورماً صلباً لم يحتبس الْبَوْل ضَرْبَة لَكِن قَلِيلا وَإِن كَانَ ثقل فَقَط وَإِن كَانَ علق دم أَو مُدَّة فيتقدمه قرحَة وَإِن كَانَ احتباسه من أجل مجاري الْبَوْل من الكلى تكون المثانة فارغة والوجع فِي الحالب حَيْثُ هَذَا المجرى مَعَ نخس ووخز فَإِن وجع المجرى ناخس لَا يفتر وَعند ذَلِك اسْتعْمل سَائِر الدَّلَائِل فِي الدَّلَائِل فِي الكلى وَإِن كَانَ من أجل المثانة فإمَّا أَن يكون لِضعْفِهَا عَن دفع الْبَوْل فَعِنْدَ ذَلِك فاغمز عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدر والمثانة مرتكزة فَإِن لم يدر فالآفة فِي رَقَبَة المثانة وحينئذٍ فَاسْتعْمل الدَّلَائِل الْمَذْكُورَة وَمَتى كَانَ الوجع لورم حَار فِي هَذِه الْمَوَاضِع تبع ورم المثانة حمى مَوْصُولَة وورم الكلى حمى مُتَّصِلَة وَقد تنضم رَقَبَة المثانة من انضمام يَقع

لَهُ وَيكون للبرد واليبس من ثولول يخرج فِيهِ وَيكون قَلِيلا قَلِيلا وينسد بخلط غليظ فِي هَذِه المجاري. عَلامَة التَّدْبِير الغليظ. لى إِذا كنت تعالج حصر الْبَوْل من الورم فِي المثانة فَلَا تسْتَعْمل على اسْتِعْمَال المَاء الفاتر والتعريق بالدهن الفاتر مُدَّة يسيرَة لَكِن أَدَم ذَلِك وَأكْثر عَلَيْهِ إِلَى أَن يلين الورم ويسكن الوجع فَإِنَّهُ فِي تِلْكَ الْحَال يُمكن أَن يَبُول ومره حينئذٍ أَن يجْهد نَفسه على الْبَوْل فَإِن لم يبل فاعصر المثانة حَتَّى يَبُول. من الأقربادين الْقَدِيم قَالَ: إِذا احْتبسَ الْبَوْل صير فِي دبره شَيْئا من ملح فَإِنَّهُ يَبُول مَكَانَهُ وصيره فِي الذّكر مَعَ طَاقَة من شعر زعفران. ابْن ماسويه من الكناش قَالَ: إِذا اشْتَدَّ عسر الْبَوْل لورم فَأكْثر التمريخ بالدهن والتنطيل وأدم الْجُلُوس فِي الْحمام حَتَّى يعرق عرقاً كثيرا شَدِيدا وَإِن اشْتَدَّ فأجلسه فِي طبيخ الكرنب والإذخر وخرو الْحمام واطل الْقطن والعانة وَالذكر بالبول والعاقرقرحا والخردل حَتَّى يَبُول. قَالَ: وَإِذا كَانَ بِإِنْسَان قرحَة ثمَّ قلت الْمدَّة وَأَقْبل الْبَوْل يعسر يَوْمًا فيوماً فَاعْلَم أَن لَحْمًا هُوَ ذَا ينْبت فبادر لِئَلَّا) ينسد المجرى الْبَتَّةَ فبادر فَأدْخل المبولة لكَي تفرغه وَإِن ثَبت وسد المجرى فشق المثانة شقاً صَغِيرا. 3 (مُفْرَدَات) النانخة تدر بولاً عَظِيما. تدر بولاً كثيرا حَتَّى إِنَّه يَبُول الدَّم. الأبهل يَبُول الدَّم. الدوقو يدر بولاً كثيرا وَهُوَ أَنْفَع الْأَدْوِيَة فِي ذَلِك. بطراساليون يدر بولاً كثيرا. الأشق يَبُول الدَّم. فوة الصَّبْغ تدر بولاً كثيرا حَتَّى إِنَّهَا تبول الدَّم. الحاشا والكمون الْبري يدران الْبَوْل إدراراً كثيرا والكرويا والقاقلى والسعد والكاشم يدر الْبَوْل. الكرسنة مَتى أَكثر مِنْهَا بولت الدَّم. البطراساليون دَوَاء كثير فِي إدرار الْبَوْل. السنبل يدر الْبَوْل. السذاب يستفرغ الْبدن بالبول وَهُوَ جيد فِي ذَلِك. الساساليون يدر الْبَوْل إدراراً سَرِيعا. بزر الْبِطِّيخ والقثاء يدران الْبَوْل. النانخة والحرشف مَتى سلق أدر بولاً كثيرا. الْإِذْخر والبطم يدر الْبَوْل. المراق سحق وضمد بِهِ عانة الصَّبِي أدر الْبَوْل وَإِن سحق وَأطْعم حل عسر الْبَوْل جدا. السعد يدر الْبَوْل من صَاحب الْحَصَى. والجبن والغاريقون جيد لعسر الْبَوْل. القردمانا مَتى شرب نفع من عسر الْبَوْل جدا. الهليون يدر الْبَوْل وطبيخ أَصله وبزره جيدان لعسر الْبَوْل. طبيخ المرزنجوش جيد لعسر الْبَوْل شرب أَو جلس فِيهِ. النانخة تدر الْبَوْل بِقُوَّة. الذراريح تطرح مَعَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر الْبَوْل ليسرع حلّه لعسر الْبَوْل. لى على مَا رَأَيْت هُنَالك بزر بطيخ وبزر كرفس ونانخة ودوقو بطراساليون أَجزَاء سَوَاء ذراريح ربع جُزْء الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم يحل عسر الْبَوْل من سَاعَته إِذا كَانَ احتباسه عَن الكلى. البلنجاسف يطْبخ وَيجْلس فِيهِ فيدر الْبَوْل وتضمد الْعَانَة فتفعل ذَلِك بِقُوَّة. مَتى عسر الْبَوْل جدا فاطبخ بلنجاسفا وشيحا ومرزنجوشا ونماما ونانخة وخطميا

وكرنبا ورطبة وفودنجا وحاشا وَنَحْوهَا وَيجْلس فِيهِ العليل وضمد بِهِ الْعَانَة بِمَاء طبيخ الخطمى فَإِنَّهُ مَتى جلس فِيهِ حل عسر الْبَوْل. بديغورس: الزيدرخت خَاصَّة النَّفْع من عسر الْبَوْل. اطرَح الْهِنْدِيّ شرب اللَّبن يحل عسر الْبَوْل الشَّديد. ابْن ماسويه: النانخة خاصتها إدرار الْبَوْل العسير. جَوَامِع حفظ الصِّحَّة قَالَ: يحدث) ضرب من عسر الْبَوْل عَن أكل الْأَشْيَاء القابضة مَتى أدمنت وَعَن الْأَشْيَاء المسخنة المجففة لِأَن هَذِه تضم أَفْوَاه الأوعية وعلاج الأول أكل الْأَشْيَاء المدرة المرطبة فِي بَاب ليثرغس أَنه يدر الْبَوْل بِقُوَّة إِن مرخت فِي المثانة ونواحيها بدهن السذاب ودهن قثاء الْحمار. لى كثيرا مَا يخرج الْبَوْل بِأَن تدخل فِي الإحليل شَيْء وينفخ فِيهِ. فِي تجارب مُحَمَّد بن خَالِد لحصر الْبَوْل وخاصة فِي الصّبيان: شَحم الْفِرَاخ يذاب فِي شَيْء نظيف ثمَّ يصب فِي قدح نَبِيذ وَيشْرب فيطلق الْبَوْل من سَاعَته. جِبْرِيل بن بختيشوع لعسر الْبَوْل وَهُوَ منجح سريع: حب المحلب مقشر دِرْهَمَانِ بزر بطبيخ مقشر دِرْهَم سكر ثَلَاثَة دَرَاهِم يشربه وَهُوَ منقع فِي آبزن قد طبخ فِيهِ شبث وبابونج وخرو زهر الأقحوان يدر الْبَوْل. الأسارون يدر الْبَوْل. والاذخر وَحب الآس. الأبهل يدر الْبَوْل أَكثر من كل شَيْء يدره. أَنا غاليس قَالَ: إِنَّه وورق الأنجرة مَتى طبخ مَعَ بعض الأصداف وتحسيت مرقته أدر الْبَوْل. الأفسنتين وَشَرَابه قَالَ: ينقى مَا فِي الْعُرُوق من الْخَلْط المراري بإدرار الْبَوْل. وَقَالَ: دهن البلسان يدر الْبَوْل. والبادروج يدر الْبَوْل. وَاللَّبن. ابْن ماسويه: البادروج يدر الْبَوْل. وَاللَّبن بِقُوَّة. ثَمَرَة الفنجنكشت يدر الْبَوْل وَاللَّبن مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم بشراب البلوط يدر الْبَوْل. أصل البادروج وأصل البادرد يدران الْبَوْل. لحم الْبِطِّيخ يدر الْبَوْل. بزر الْبِطِّيخ والقثاء يدران الْبَوْل. ابْن ماسويه: الْبيض مَتى سلق وَأكل أدر الْبَوْل. البابونج شرب أَو جلس فِي طبيخه يدر الْبَوْل والأبيض الزهرة مِنْهُ أَشد إدراراً للبول. بزر الجرجير يدر الْبَوْل والبرى أقوى فِي ذَلِك وثفلة يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: أصل الجرز البرى يدر الْبَوْل. الجعدة والدوقو يدران الْبَوْل. هُوَ فِي إدرار الْبَوْل من أقوى الْأَدْوِيَة اعني الدوقو. والجعدة يدر الْبَوْل. طبيخ الوج يدر الْبَوْل. وَقَالَ: الزَّعْفَرَان يدر. صمغ الزَّيْتُون الْبري الَّذِي يلذع اللِّسَان يدر الْبَوْل وصمغها أَيْضا. الحاشا يدر الْبَوْل. الحرمل الحندقوقا حب البلسان يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: كشك الْحِنْطَة مَتى طبخ مَعَ بزر الرازيانج وَجعل حسا أدر الْبَوْل. الحمص يدر الْبَوْل وَالْأسود أَكثر إدراراً من سَائِر الحمص. الأبهل يَبُول الدَّم. الاشق يخرج مَعَ الْبَوْل دَمًا.

ودقيق الكرسنة يَبُول الدَّم. الكمون الْكرْمَانِي يدر الْبَوْل المراري شَيْئا كثيرا. الكبابة تدر الْبَوْل. الفوة) تدر الْبَوْل. والكرفس وبزره أقوى فِي ذَلِك. أصل الكرفس الْجبلي وثمرته يدران الْبَوْل وَقَالَ: يدر الْبَوْل بِقُوَّة وَكَثْرَة. كماريوس هُوَ حقيق بإنزال الْبَوْل. كرويا تدر الْبَوْل. أصل الكاشم وبزره يدران الْبَوْل. الكراث يدر الْبَوْل جَمِيع أَنْوَاعه وكراث الْكَرم أقوى فِي ذَلِك. وَقَالا قشور أصل الْكبر وثمره يدران الْبَوْل وَالثَّمَرَة أَضْعَف. اللوز المر يدر الْبَوْل إِذا شرب. وَقَالا: اصل اللوف إِن أكل بعد الشَّيْء بِعَسَل أدر الْبَوْل. أصل ليناطوس يدر الْبَوْل إِذا شرب بِخَمْر. مَتى سلقت شَجَرَة المر وضمد بهَا عانة الصَّبِي أدر الْبَوْل. جالينوس: أصل المر يدر الْبَوْل. الْمقل الْيَهُودِيّ يدر الْبَوْل. الملوخ مَتى شرب مِنْهُ درخمى بِمَاء الْعَسَل أدر الْبَوْل. وَاللَّبن. ناردين قوته مَدَرَة للبول. النمام يدر الْبَوْل. النانخة تدر الْبَوْل وَكَذَلِكَ السعد وهما قويان فِي ذَلِك. السليخة تدر الْبَوْل. ساذج يدر الْبَوْل. السفرجل يدر الْبَوْل إِذا ربى الْعَسَل أدر الْبَوْل ودهن الايرسا يدر الْبَوْل وأصل الساساليوس وَأكْثر من ذَلِك أَصله وبزره وهما يدران الْبَوْل سَرِيعا. السذاب لتقطيعه يستفرغ الْبدن بالبول. روفس: حب العرعر يدر الْبَوْل. إِنَّه يدر الْبَوْل إدراراً معتدلاً. الْعَسَل يدر الْبَوْل. وَقَالَ روفس: إِن شرب بِالْمَاءِ غزر الْبَوْل وأدره. وَقَالَ: الكاكنج الْأَحْمَر الزهرة قوي فِي إدرار الْبَوْل وَالْحيض. الفجل مدر للبول. بزر الفجل مَتى شرب بالخل أدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: قُلُوب لباب الفاشرا فِي أول مَا يطلع إِذا أكلت مَدَرَة للبول. إِنَّهَا تدر الْبَوْل باعتدال. الفلفل يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: فوة الصَّبْغ تدر الْبَوْل الغليظ كثيرا وَقد يَبُول الدَّم. الهليون يَبُول بولاً كثيرا. وَقَالَ: أصل الغاريقون والفاوانيا يَبُول. أَصله إِذا أنعم دقه وَأخذ مِنْهُ مِقْدَار لوزة وَشرب بِمَاء الْعَسَل فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل. طبيخ الفودنج يدر الْبَوْل. حب الصنوبر مَتى شرب مَعَ القثاء أدر الْبَوْل. وَقَالَ: الصعتر يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: الْقسْط يدر الْبَوْل. حب الْقلب يدر الْبَوْل. القاقلى مدر للبول. ارجيجانس: قصب الذريرة يدر الْبَوْل. وجالينوس يَقُول: قصب الذريرة يدر الْبَوْل إدراراً يَسِيرا. القاقلة يدر الْبَوْل. طبيخ الراسن يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: الرُّمَّان الحامض أَشد إدراراً للبول من غَيره للطاقة حمضته. الرازيانج يدر الْبَوْل. طبيخ حَبَّة الشبث وبزره يدران الْبَوْل. مَاء كشك الشّعير يدر الْبَوْل. وَقَالَ: الفقاع الْمُتَّخذ من مَاء الشّعير يدر الْبَوْل. وَقَالَ: قُلُوب السلجم إِذا أكلت وسلقت تدر الْبَوْل. الشاهترج يدر الْبَوْل وَهَذَا ثَبت. ابْن ماسويه: الشيطرج يدر الْبَوْل. بولس: الشونيز إِذا شرب أدر الْبَوْل. التوت يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: أصل شَجَرَة الترمس مَتى شرب طبيخه أدر الْبَوْل. قَالَ: يلقى من الرازيانج يسير فِي أدوية إدرار الْبَوْل. الثوم الْبري يدر الْبَوْل. بزر الثيل الْكَبِير الْوَرق يدر الْبَوْل إدراراً شَدِيدا. الخراطين مَتى أنعم دقها وشربت بطلاء أدرت الْبَوْل. الخس يدر الْبَوْل. أصل الْخُنْثَى يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: الَّتِي تدر الْبَوْل الوج والسعد وسنبل الطّيب

وقشور السليخة وَالدَّار صيني وَحب البلسان والراسن وَحب الْكَتَّان وَحب العرعر واللاذن والخرنوب الشَّامي الفجل والشاهترج والجرجير وبصل الفار واللافسنتين والفودنج النَّهْرِي والكرويا وبزر الكرفس الْبري والحمص الْأسود هَذِه كلهَا تدر الْبَوْل إِذا شرب من كل وَاحِد مثقالان بِمَاء الرازيانج أَو بِمَاء الكرفس أَو بِمَاء الحمص الْأسود. روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام قَالَ: البسد الرطب يدر الْبَوْل وينقي الدَّم السوسن الفرفيري الزهرة مَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة درخميات أَبْرَأ عسر الْبَوْل. حب البلسان نَافِع إِذا شرب نفع من عسر الْبَوْل. بذر البادروج إِذا شرب والبادروج نَفسه يدر الْبَوْل. البسد الْأَحْمَر نَافِع جدا من عسر الْبَوْل. الدويبة الَّتِي تستدير إِذا مشت تكون تَحت جوَار المَاء كَثِيرَة الأرجل تَنْفَع من عسر الْبَوْل إِذا شربت بشراب. أصل الهليون مَتى طبخ وَشرب طبيخه نفع من عسر الْبَوْل. بديغورس: زبد الْبَحْر الدودي الشكل الَّذِي فِي لَونه فرفيرة يصلح لعسر الْبَوْل. الْحجر الْيَهُودِيّ) مَتى حك مِنْهُ قدر حمصة وَشرب بِثَلَاثَة ابولسات مَاء حَار نفع من عسر الْبَوْل. وَقَالَ: دَقِيق الكرسنة مَعَ الْخلّ يُبرئ عسر الْبَوْل. وَقَالَ: كمافيطوس وكما دريوس يسقيان لعسر الْبَوْل. وَقَالَ: بزر الكرفس نَافِع لعسر الْبَوْل. دهن اللوز المر مَعَ ميبختج ينفع من عسر الْبَوْل. لعسر الْبَوْل يحقن الإحليل بزنة نواة من الْملح المحلول جيد بَالغ. مَجْهُول: المر مَتى شرب مسحوقاً نفع من عسر الْبَوْل. وطبيخ المرزنجوش نَافِع من عسر الْبَوْل. الْأَعْضَاء الألمة: حصر الْبَوْل يكون إِمَّا لقلَّة حسن المثانة والسدة تحدث لحصاة أَو ورم أَو قيح أَو خلط غليظ أَو غلظ الدَّم وَقد يحدث عَن زَوَال خرز المثانة إِلَى دَاخل عسر الْبَوْل وَقلة حسن المثانة يكون كَمَا يكون عِنْد النّوم فتمتلئ وَلَا تدفع وغما لِأَن يتمدد تمدداً مفرطاً إِذا احْتبسَ الْإِنْسَان بَوْله بإرادته. الْيَهُودِيّ: وَيكون عسر الْبَوْل بورم المعي الْمُسْتَقيم فيضغطها كَمَا يكون ذَلِك فِي قطع البواسير فَاسق خرو الْحمام واحقن بِهِ مَعَ موميائي فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل ومرخ الْبَطن والعانة بأدهان حارة وَأَقْعَدَهُ فِي طبيخ الحلبة واللفت والحسك والكرنب. دَوَاء عَجِيب مجرب لأسر الْبَوْل من برد وَغلظ: عاقرقرحا وخردل وبورق يعجن بِعَسَل ويطلى الدرز والعانة. دَوَاء هندي مجرب لأسر الْبَوْل: جوز هندي وعفن وكبريت فيبخر بِهِ تَحت قمع فضَّة قد أَدخل طرفه فِي الإحليل. قَالَ: بزر الخشخاش والخس والكتان يدر الْبَوْل إِذا عسر عَجِيب فِي ذَلِك يسقى بطلاء فَإِن أَدخل شعر زعفران فِي ثقب الإحليل أدر الْبَوْل وَمن احْتبسَ بَوْله فليتزحر إِذا بَال تذحراً شَدِيدا ليخرج جَمِيع مَا فِي المثانة. الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ أسر الْبَوْل فَعرض لَهُ زحير شَدِيد مَاتَ فِي السَّابِع فَإِن عرضت لَهُ حمى لم تكن قبل ذَلِك الْبَتَّةَ وَكثر بَوْله برأَ.

ابيذيميا: عسر الْبَوْل إِذا كَانَ من امتلاء وحرارة يحله الفصد فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي مَا بض الرّكْبَة قد يحل أسر الْبَوْل إِذا كَانَ بِسَبَب ورم دموي. لى يَنْبَغِي أَن ينظر فِي ذَلِك فَإِن الباسليق فِي ابْتِدَاء هَذَا أوفق وَالرجل فِي آخِره من حدثت بِهِ تقطير الْبَوْل القولنج الْمَعْرُوف بايلاوس فَإِنَّهُ يَمُوت فِي أُسْبُوع إِلَّا أَن يحدث بِهِ حمى فَيخرج مِنْهُ الْبَوْل. مَا رَأَيْت مَرِيضا على هَذِه الصّفة وَلَعَلَّ ابقراط قد رأى ذَلِك. معجون نَافِع لعسر الْبَوْل جدا وَالْحِجَارَة أوجاع الكلى أجمع والكبد: خَمْسُونَ سنبل اقليطي) ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ دوقوا أَرْبَعَة وَأَرْبَعُونَ سليخة أَربع وَعِشْرُونَ حَماما اثْنَان وَثَلَاثُونَ بزر كرفس جبلي اثْنَان وَثَلَاثُونَ أصل السوسن اثْنَان وَثَلَاثُونَ أسارون ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ فلفل أسود اثْنَان وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا دهن بِلِسَان مثله حب بِلِسَان مثله ميويزج سِتَّة عشر مِثْقَالا فوة الصَّبْغ اثْنَان وَثَلَاثُونَ يجمع الْجَمِيع بنقيع عشرَة دَرَاهِم كثيرا فِي شراب وَيجْعَل بَنَادِق ويسقى. من الميامر ولى فِيهِ اصلاح هَذَا دَوَاء عَجِيب فاعرفه. من الْأَعْضَاء الألمة: إِذا عسر الْبَوْل وَرَأَيْت فِي الْعَانَة انتفاخاً مستديراً فَاعْلَم أَن الْبَوْل حَاصِل فِي المثانة وَلَيْسَ سَبَب احتباسه لَا الكلى وَلَا المجاري وَإِنَّمَا يحْتَاج أَن تعلم حينئذٍ هَل هُوَ من سدة أَو من ضعف عضل المثانة فاغمز الإنتفاخ فَإِن أدر الْبَوْل فالسبب لضعف وَإِن لم يدر فالسبب مُدَّة فتحتاج ان تنصبه نصبا يكون عنق المثانة إِلَى أَسْفَل ويغمز على الانتفاخ فَإِن أدر الْبَوْل وَإِلَّا فَاعْلَم أَن السَّبَب فِي احتباسه لَيْسَ من أجل ضعف العضل الَّذِي يغمز على الْبَوْل وَيبقى أَن مجْرى الْبَوْل مسدود وانسداده يكون على ثَلَاثَة أوجه إِمَّا لورم فِي عنق المثانة وَإِمَّا لشَيْء ينْبت فِيهِ وَإِمَّا لشَيْء يقف فِيهِ حَصَاة أَو مُدَّة أَو علق دم دفْعَة فَاعْلَم أَن الْحَصَاة قد وَقعت فِي عنق المثانة فأضجعه على قَفاهُ وشل رجلَيْهِ حَتَّى تصير أرفع من سَائِر جِسْمه ثمَّ هز رجلَيْهِ هزاً شَدِيدا مُخْتَلفا فِي النواحي ثمَّ مره أَن يَبُول بعد أَن يَسْتَوِي فَإِن خرج الْبَوْل وَإِلَّا فأعده فهز هزاً قَوِيا فَإِن لم يخرج الْبَوْل فدونك المبولة وَإِن كَانَ إِنَّمَا ظهر قبل ذَلِك بَوْل دم وَمُدَّة فَيمكن أَن يكون علق الدَّم مجتمعاً وَيُمكن أَن يكون ذَلِك وَإِن لم يتقدمه بَوْل مُدَّة وَذَلِكَ أَنه قد يُمكن أَن تكون مُدَّة القرحة قَليلَة وانعقدت هُنَاكَ أَو ثَبت شَيْء من قرحَة كَانَت فِي مجْرى الْبَوْل والمبولة توضح لَك هَذَا كُله وَإِن كَانَت هَذِه كلهَا مَعْدُومَة وَظهر لَك أَن التَّدْبِير كَانَ بَاطِلا مولداً للخلط فَإِن الَّذِي يسْبق إِلَى الظَّن أَن الممانع للبول قِطْعَة خلط غليظ خام وَإِن كَانَ الاحتباس للبول بِسَبَب باد مثل ضَرْبَة اَوْ سقطة على المثانة فَاعْلَم أَن السَّبَب فِي ذَلِك ورم وَإِيَّاك فِي هَذِه الْحَال حَال المبولة فَإِنَّهُ يزِيد فِي الورم لَكِن عالجه بِالْمَاءِ الفاتر والدهن حَتَّى يلين التمدد ويسترخي ومره فِي الِاجْتِهَاد فِي الْبَوْل وأعنه بالغمز على المثانة بِرِفْق فَإِنَّهُ يَبُول وَإِلَّا فأعد التليين والإرخاء

والعلاج بِمَا يحلل الورم حَتَّى يَبُول. قَالَ: خُرُوج الْبَوْل فِي الْحَال الطبيعية يكون بانقباض المثانة باستدارة على الْبَوْل وَكَثِيرًا مَا يُعينهُ على ذَلِك العضل الَّذِي على مراق الْبَطن إِذا كَانَ الْبَوْل الَّذِي فِي المثانة يَسِيرا والمثانة ضَعِيفَة والدلك يكون عسر الْبَوْل من ضعف العضل الَّذِي يقبض) المثانة على الْبَوْل. لى علاج هَذَا فِي وقته الغمز حَتَّى يخرج الْبَوْل فَأَما بعد هَذَا فتقويه تِلْكَ الْمَوَاضِع. قَالَ: وَقد يعرض استرخاء هَذَا العضل لمن يحتبس بَوْله مُدَّة طَوِيلَة إِذا كَانَ يزعجه ويؤذيه لِأَن المثانة فِي هَذِه الْحَال تتمدد تمدداً شَدِيدا ويضعف فعل هَذَا العضل بعد ذَلِك. لى عسر الْبَوْل يكون إِمَّا من الكلى وَإِمَّا من المثانة وَإِمَّا من مجاري الْبَوْل فَالَّذِي من الكلى مَعَه وجع فِي العضل وَثقل شَدِيد فِيهِ وَالَّذِي من مجاري الْبَوْل مَعَه وجع شَدِيد فِي الحالبين وَفِي هَاتين الْحَالَتَيْنِ لَا ورم فِي الْعَانَة وَأما الَّذِي يكون من المثانة فعلى الْعَانَة ورم مستدير وَيكون إِمَّا لضعف العضل الدَّافِع وَيعرف ذَلِك من هَذَا السَّبَب البادي الَّذِي ذَكرْنَاهُ وَمن أَنه إِذا عسر عَلَيْهِ يخرج وَمن أجل المجرى وَهُوَ يكون للورم وَاللَّحم النَّابِت والعلق والحصاة أَن يسْتَعْمل فِيهَا من الدَّلَائِل والعلاج مَا قد مضى. سرابيون: قَالَ: تقطير الْبَوْل مَعَ حرقة وعسره يكون إِمَّا من حِدة الْبَوْل أَو ورم أَو قرحَة أَو لكيموس فَاسد يجْتَمع فِي آلَات الْبَوْل. قَالَ: وعسر الْبَوْل الْبَتَّةَ إِذا كَانَ مَعَ وجع فَذَلِك فِي آلَات الْبَوْل لألم أَو لمُدَّة جامدة أَو قرحَة أَو ريح نافخة غَلِيظَة وَإِذا كَانَ بِلَا وجع فَذَلِك إِمَّا لذهاب حسن المثانة أَو لضعف عضلها الدَّافِع للبول أَو هَذَانِ يكونَانِ إِمَّا لطول لبث الْبَوْل الْكثير فِي المثانة أَو لفساد مزاج بَارِد وَإِذا كَانَ عسر الْبَوْل بِلَا انتفاخ فِي المثانة فَإِن ذَلِك من الكلى وَفَوق ذَلِك إِمَّا لورم أَو سدة بعلق دم أَو حَصى وَيفرق بَينهمَا بعلامات بَيِّنَة قد ذكرت إِذا كَانَ يؤل الْبَوْل عَن حِدته والكيموس الْحَار فِيهِ فعالج بِمَاء الشّعير والخس والهندباء والقرع والملوخيا وَالْحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر والامتناع من كل حريف والراحة والسكون واسقهم دَائِما بزر قطونا مَعَ دهن ورد وَإِذا كَانَ عسر الْبَوْل عَن ورم يزحم المثانة أَو مجْرى الْبَوْل فأقعده فِي طبيخ البابونج والشبث وأصل الخطمى والمرخ دَائِما بدهن البابونج ودهن الحسك وَإِن كَانَ عَن حِجَارَة فِيهَا فَفِي بَابهَا وَمن عسر الْبَوْل عَن رُطُوبَة غَلِيظَة أَو مُدَّة جامدة أَو نَحْو ذَلِك فأعطه الْأَدْوِيَة الَّتِي تفتح تفتيحاً قَوِيا كالفوة والمر والأنيسون والسنبل وبزر الرازيانج والقسط والحماما والكرنب والعنصل وَنَحْو ذَلِك وانقعه فِي الْمِيَاه الَّتِي قد طبخ فِيهَا بلنجاسف ومرزنجوش وبابونج واكليل الْملك وحلبة وكرنب نبطي وحرمل وذرق الْحمام وضمده بأضمدة متخذة من الحلبة والأشج والقنة وينفع من عسر الْبَوْل الْكَائِن عَن رطوبات غَلِيظَة جدا: حب الْغَار شبث إكليل الْملك دَقِيق الحمص الْأسود بابونج عشرَة عشرَة بزر جزر بري فجل بري بزر كرفس كرفس بستاني) وجبلي سِتَّة وَسِتَّة وحماما عشرَة يعجن بِمَاء الكرنب النبطي ودهن السوسن وَشَيْء من دهن بِلِسَان ويضمد

بِهِ اللثة ويسقى على أَثَره مَاء الكرفس وَمَاء ورق الفجل المغلي المروق وَمَاء السذاب بدهن لوز مر اَوْ دهن القنة أَو دهن العقارب فَإِن هَذَا ينفع من علق الدَّم والمدة والخلط الغليظ الَّذِي يسد المجرى نفعا بليغاً فَإِن كَانَ سَبَب عسر الْبَوْل من جمود الدَّم فَاسق الْأَدْوِيَة الَّتِي تحل الدَّم الجامد وَالَّتِي تفت الْحَصَى والسكنجبين دَائِما لَا يقطع وَأما أسر الْبَوْل الْحَادِث فِي الحميات فاسكب عَلَيْهَا دهن الشبث والبابونج ودهن السذاب وَأَقْعَدَهُ فِي طبيخ هَذِه ودهن قثاء الْحمار وتمرخ الثنة فَإِن حدث عسر الْبَوْل عَن ريح غَلِيظَة نافخة فاسقه دهن الخروع وَمَاء الْأُصُول ومرخ الثنة بِمَاء الناردين ودهن البلسان واسكب فِي الإحليل بعض هَذِه مَعَ الجندباستر. الجاؤشير ينفع من تقطير الْبَوْل: طبيخ الوج يمْنَع تقطير الْبَوْل. وَقَالَ: ثَمَرَة الْجَوْز إِذا شرب مِنْهَا مِثْقَال نفع من تقطير الْبَوْل الكمون الَّذِي يشبه الشونيز نَافِع من تقطير الْبَوْل. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يشرب بعد بزر الكرفس النمام الْبري إِذا شرب بزره بشراب نفع من عسر الْبَوْل. النانخة مَتى شرب بشراب نفع من عسر الْبَوْل وَيخرج مَعَ الدَّوَاء الدرونج والذراريح لتضاد عسر الْبَوْل. وَقَالَ: ورق السرو مَتى شرب مسحوقاً مَعَ شَيْء من مر بطلاء نفع من عسر الْبَوْل. سقولوقندريون نَافِع من عسر الْبَوْل. ساساليوس بزره وَأَصله يشربان لتقطير الْبَوْل. وَقَالَ: ساساليوس اقريطش ينفع إِذا سقى بشراب لعسر الْبَوْل. وَقَالَ: حَدثنِي من أَثِق بِهِ أَنه كَانَ بِهِ عسر الْبَوْل فَجَلَسَ فِي طبيخ الكرنب وَهُوَ حَار وَسَقَى أُوقِيَّة من بزر بطيخ مقشر مسحوق مَعَ مثله من السكر اقتمحه فدر بَوْله. الْحَيَوَان الَّذِي يُسمى فسافس مَتى جعل فِي ثقب الإحليل أطلقت الْبَوْل من ساعتها وَكَذَلِكَ تفعل القملة. القردمانا مَتى شرب بِخَمْر نفع من عسر الْبَوْل. قصب الذريرة إِذا شرب يخمر نفع من عسر الْبَوْل وَمَتى جعل مَعَ الثيل وبزر كرفس نفع من عسر النَّفس وَمن عسر الْبَوْل. طبيخ القيصوم وورقه نَافِع من عسر الْبَوْل الْعَارِض من برد. ابْن ماسويه: مَاء الرازيانج الْعَظِيم الْغَيْر بستاني نَافِع من تقطير الْبَوْل. ثَمَرَة الشونيز نافعة من التقطير. الشاذنة تشرب بِخَمْر لعسر الْبَوْل مَعَ طبيخ أصل الثيل نَافِع من عسر الْبَوْل. الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ درخمى نفع من وجع الكلى. وَقَالَ: أصل الخطمى مَتى شرب بِالْمَاءِ بعد طبيخه بِهِ نفع من عسر الْبَوْل. لتقطير الْبَوْل اسْقِهِ مَاء الجوشير والساساليون من كل وَاحِد زنة دِرْهَم بِمَاء حَار على الرِّيق وأياماً. ابْن ماسويه مَجْهُول: لعسر الْبَوْل يبخر بحرادة. مَجْهُول لعسر الْبَوْل) مَعَ برد: حاشا صعتر بري سكبينج وبزر ملوخيا ثَلَاثَة ثَلَاثَة سذاب راسن خَمْسَة خَمْسَة نعنع سِتَّة بزر الحسك سَبْعُونَ كمون نبطي مر افسنتين ثَلَاثَة وَنصف من كل وَاحِد بزر بطيخ وَخيَار مقشر أَرْبَعَة أَرْبَعَة بزر الرازيانج دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ زعفران دِرْهَم وَنصف تلث بدهن بِلِسَان وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِثَلَاث أَوَاقٍ من الميبختج وَيطْعم فجلية فِيهَا

حمص اسود وتوابل وتؤكل بالخردل وَالشرَاب بميبختج وَيقْعد فِي آبزن قد طبخ فِيهِ خرو الْحمام وتعلف القرطم والكرنب والصعتر الْبري وتدبر بذلك فَإِنَّهُ جيد وَمَعَ ذَلِك يفت الْحَصَى. لعسر الْبَوْل مَعَ حرارة: بزر الثيل وبزر بطيخ وبزر قثاء مقشر من كل وَاحِد ثَلَاثَة ثَلَاثَة حسك وَحب الْقلب وبزر قرع حُلْو مقشر خَمْسَة خَمْسَة بزر الرجلة أَرْبَعَة حمص أسود ذراريح عشرَة يسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم على الرِّيق بجلاب وَيقْعد فِي طبيخ قشور الْبِطِّيخ وحبه وعنب الثَّعْلَب ورازيانج وكرنب وسلق وبابونج وبنفسج وتمسح المثانة بدهن لوز حُلْو إِذا خرج من الآبزن ويحقن الدبر بدهن بطيخ معصوراً وَإِذا كَانَ مَعَ برد حقن الذّكر مَعَ دهن الْغَار وبدهن السكبينج يطْبخ فِيهِ وَنَحْوه من طبيخ الصموغ والعقاقير الحارة فِي الدّهن يحقن بِهِ وتمرخ الْعَانَة والمثانة والحالب بِهِ. اسْتِخْرَاج: يسْتَعْمل دهن بزر الْبِطِّيخ بِأَن يشرب وَحده قدر ثَلَاث أَوَاقٍ أَو أَكثر وَيسْتَعْمل فِي الطَّعَام فَإِنَّهُ جيد لهَذِهِ الْعلَّة. لتقطير الْبَوْل مَعَ وجع المثانة: سمن الْبَقر وَعسل على الرِّيق شَيْئا صَالحا وَيصير عَلَيْهِ وَبعد ذَلِك فَإِنَّهُ جيد لهَذِهِ الْعلَّة جدا لعسر الْبَوْل الْكَائِن بَوْل يسير والدواء الحاد تطلى خاصرته وسرته بدهن حنظل ودهن زنبق قبل أَن يعالج وَبعده يدخن بالثوم معجوناً بِسمن الْبَقر مَعَ قشره. 3 (من الْجَامِع لعسر الْبَوْل) إِذا كَانَ مَعَ ورم فِي المثانة وَهُوَ مَعَ أَنه يدر الْبَوْل معتدل إِلَى الْبرد مَا هُوَ لَا يهيج الورم بل يَنْفَعهُ: دَقِيق شعير ثَلَاثُونَ درهما بزر الْبِطِّيخ وبزر القثاء مدقوقة منخولة وخطمى ابيض منخول وبزر الكرنب النبطي منخول عشرُون عشرُون أصل السوسن مقشر منخول بزر نيلوفر بزر السلق بزر الْخِيَار ثَمَانِيَة ثَمَانِيَة بزر القرع الحلو اثْنَا عشر درهما يجمع بطبيخ التِّين الْأَبْيَض وَيجْعَل عَلَيْهَا دهن بنفسج ويخبص بِهِ المثانة وَهُوَ فاتر مسكنة من قُدَّام وَمن خلف فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات وَأكْثر ويشد شداً رَقِيقا. لعسر الْبَوْل والمغص يسقى مَاء الثيل المعصور. من الْكَمَال والتمام فليغريوس قَالَ: أسْتَعْمل تكميد الْعَانَة وَالْحمام والآبزن والدهن وتوضع على الْعَانَة اسفنجة بِمَاء حَار وتغمزه وتدلكه بِقُوَّة إِلَّا أَن يكون مَعَه وجع شَدِيد فَعِنْدَ ذَلِك تغمزه بِرِفْق وَكَذَلِكَ يدلك وَبعده يصب فِي الاحليل زنبق. الْعِلَل والأعراض قَالَ: قد يلْحق استرخاء المثانة عسر الْبَوْل وَمِنْه أَيْضا عسر الْبَوْل يكون إِمَّا لبُطْلَان الْقُوَّة الدافعة وَإِمَّا من ضيق المجرى وَإِمَّا مِنْهُمَا وَقد يعرض هَذَانِ السببان جَمِيعًا أعنى فَوت الْقُوَّة وضيق المجرى لمن يحتبس بَوْله مُدَّة طَوِيلَة وَقد يكون ضيق المجرى من حَصَاة أَو دم جامد أَو ثولول أَو شَيْء نابت فِيهِ أَو مُدَّة غَلِيظَة أَو من يبس شَدِيد كَالَّذي يعرض فِي الحميات المحرقة.

الْأَعْضَاء الألمة: عسر الْبَوْل يكون إِمَّا من الْعُضْو الْبَاعِث وَهُوَ الكلى ويستدل على ذَلِك بِأَن الْبَوْل يحتبس والمثانة خَالِيَة فِي هَذِه الْحَالة وَيتبع إِذا كَانَ ذَلِك فِي الكلى وجع فِي الْقطن ثقيل وَإِذا كَانَ فِي المجاري الَّتِي يجرى مِنْهَا الْبَوْل إِلَى المثانة فَيكون الوجع فِي الحالب لِأَن هَذِه المجاري هُنَاكَ وَإِمَّا من أجل الْعُضْو الْقَابِل للبول وَهِي المثانة ومجاريها وَفِي هذَيْن تكون المثانة مرتكزة فالحصاة الْحَادِثَة من أجل المثانة تعلمه أَنْت إِذا نصبت الْمَرِيض النصبة الَّتِي ينبغى وغمزت على مثانته خرج الْبَوْل والعارض من انسداد مجاري المثانة لَا يخرج إِذا غمزت عَلَيْهِ وَحِينَئِذٍ مجْرى المثانة مسدود لحصاة أَو علق دم أَو مُدَّة أَو ورم فاعرف الْحَصَاة لعلاماتها من الْحَصَاة وعلق الدَّم بِأَن يكون قد تقدم ذَلِك بَوْل الدَّم وَكَذَلِكَ الْمدَّة وَإِذا شيلت رجل صَاحب حَصى المثانة وهززته هزاً شَدِيدا رُبمَا تنحت الْحَصَى من عنق المثانة فَبَال فَإِن لم ينجع ذَلِك وَعلمت أَن احتباس الْبَوْل إِنَّمَا هُوَ لأجل مجْرى المثانة فَعَلَيْك بالمبولة وَإِذا كَانَ عسر الْبَوْل عَن الكلى كَانَ الوجع فِي) الْقطن وَإِذا كَانَت الْعلَّة فِي مجارى المثانة فَإِن الوجع يَمْتَد ويبلغ إِلَى أَسْفَل الْبَطن. الفلاحة الفارسية: إِن الْبَوْل المتقطر الْمُنْقَطع يسلله ويدره أكل الثوم عَجِيب فِي ذَلِك يشفى بِهِ. اطهورسفس. الاسرة فرض وخلط مَعَ ثوم أَو بصل وطلى على الاحليل أدر الْبَوْل من سَاعَته وطين عش الخطاطيف مَتى ديف بِمَاء وَشرب نفع من الْبَوْل من سَاعَته وَمَتى أخذت قملة وأدخلت فِي ثقب الاحليل خرج الْبَوْل من سَاعَته عسر الْبَوْل الَّذِي يعرض فِي الحميات يعرض من شدَّة اليبس علاجه الآبزن واحقنه بِاللَّبنِ وَشرب مَاء الشّعير وَمَاء القرع وَإِن كَانَت الْحمى قد سكنت فاللبن. الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: حصر الْبَوْل يكون إِمَّا عِنْدَمَا لَا تقدر المثانة أَن تنقبض على الْبَوْل قبضا محكماً حَتَّى تضغطه وَإِمَّا لسَبَب سدة أَو ورم أَو حَصَاة أَو شَيْء آخر فِي مجْرى الْبَوْل وَقد يعسر الْبَوْل لسَبَب عسر المثانة وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ العصب الْخَاص بالمثانة عليلاً والعصب الَّذِي يأتى العضلة الَّتِي فِي عُنُقهَا بِحَالَة يكون قَوِيا. قَالَ: جَمِيع أَسبَاب المثانة تحْتَاج إِلَى الْبَحْث عَن السَّبَب البادئ من ذَلِك انه قد وَقع إِنْسَان على صلبه فغار شَيْء من عظم الصلب إِلَى دَاخل فَعرض من ذَلِك بعد الْيَوْم الثَّالِث عشر إِن احْتبسَ الْبَوْل عِنْدَمَا تورمت المثانة إِنَّهَا كَانَت توجعه من غير ان تلمس فَمَتَى لمست أوجعت وجعاً شَدِيدا جدا وداويناه بمداواة الأورام فبرأ. وَآخر اصابه مثل هَذَا فعسر بَوْله لَا من أَن مثانته ورمت بل من أجل أَن العصب الَّذِي يجيئها فِي نَفسهَا صَار غليظاً فَصَارَت المثانة فِي عسرة الْحس فاستدل على ذَلِك بِأَن مثانته

لى اسْتدلَّ على هَذَا لقلَّة الوجع قَالَ: وَقد يعرض عسر الْبَوْل عِنْدَمَا يفرط الْإِنْسَان فِي حقن الْبَوْل وَذَلِكَ أَنَّهَا تمدد تمدداً شَدِيدا فَيصير لذَلِك بِقُوَّة العضل الَّذِي يضمها ويقبضها على الْبَوْل من جَمِيع النواحي فَإِذا رام بعد ذَلِك الْبَوْل عسر لذهاب فعل هَذَا العضل بِشدَّة التمدد المضاد لحركة فعله لِأَن حَرَكَة فعل هَذَا العضل قبض على المثانة. قَالَ: وَآخر سقط وبال دَمًا كثيرا وَكَانَ خُرُوج بَوْله لَا لعِلَّة بِهِ ثمَّ احْتبسَ بَوْله فحدست أَنه علقَة جمدت فِي مجْرى الْبَوْل. وَآخر: كَانَت بِهِ حرقة فِي مثانته يَبُول مِنْهَا مُدَّة فاحتبس بَوْله فحدست ان مُدَّة انْعَقَدت فِي المجرى وَإِذا جمد الدَّم فِي المثانة اصفر اللَّوْن وَصغر النبض وتوتر وَضعف وَحدث الغشى وسخن العليل واسترخى وحدست على رجل أَن الدَّم جمد فِي مثانته فسقيته الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى. قَالَ: وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يقْتَصر على العلامات الْحَاضِرَة فِي تَمْيِيز هَذِه الْعلَّة وَسَائِر علل المثانة حَتَّى) تسئلوا مَعهَا عَن الْأَسْبَاب الْمُتَقَدّمَة فَإِن الْحَاضِرَة لَا تفي بِمَا تحْتَاج إِلَيْهِ من الدّلَالَة هَا هُنَا وَقد يكون مَعَ جمود الدَّم فِي المثانة هَذِه العلامات: غشى وَصغر النبض وَضَعفه وصفرة اللَّوْن واسترخاء العضل وسخونته وعلاج ذَلِك فِي بَاب الْحَصَى. الْعِلَل والأعراض: مَتى احْتبسَ الْبَوْل والمثانة مملؤة فَذَلِك إِمَّا لضعف قُوَّة المثانة الدافعة للبول وَإِمَّا لسدة فِي المجرى والسدة تكون من ورم وحصاة وعلق دم وَغَيره وثولول نابت وَلحم زَائِد وَيكون من يبس عنق المثانة هَذَا اليبس هَذَا الْعَارِض فِي الحميات اللهيبة المحرقة حَتَّى الَّذِي يحْتَاج الْإِنْسَان لشدَّة يبسها أَن يرطب مِنْهُ دَائِما. صفة التبويل من كتاب انطيلش: يتَّخذ زر من حَرِير موثق بخيط ابريشم وَيدخل الْخَيط فِي القاثاطير ويمد حَتَّى يقوم الزر فِي فَم القاثاطير وَيكون الزر إِذا جذبته بِفضل قُوَّة جَاءَ وَخرج بل المبولة بلعاب بعض الْأَشْيَاء أَو بدهن تمسحها بِهِ وَيجْلس الْمَرِيض فِي بتكة على عصعصة وَيَأْمُر بإمساكه من خَلفه لِئَلَّا يَقع على قَفاهُ وَيرْفَع رُكْبَتَيْهِ قَلِيلا إِلَى فَوق ويفحجها وَيدخل المبولة وَهِي مائلة إِلَى فَوق إِلَى أصل الذّكر فاملها إِلَى أَسْفَل قَلِيلا وَحملهَا فَمَا دَامَت الْآلَة فِي الاحليل فاقم الاحليل إِلَى النَّاحِيَة من السُّرَّة فَإِذا قَارب ثقب الْعَانَة رددت الاحليل إِلَى أَسْفَل فَإِذا وصل جذبت الْخَيط ليخرج دلك الزر من جَوف المبولة فَإِن المبولة تتبعه لِأَنَّهُ يجذب كالزراقة فَإِن كَانَ فِي بعض الْأَحَايِين إِذا خرج الْبَوْل احْتبسَ أَيْضا فَإِنَّهُ قِطْعَة لحم أَو غَيره دخل فِي فَم الْآلَة فَلَا تخرجها لَكِن أَدخل فِي تجويفها ميلًا رَقِيقا بِقدر مَا تعلم أَنه مثل تَقْدِير المبولة لَا تزد عَلَيْهَا لِئَلَّا يصدم جرم المثانة فَإنَّك تدفع ذَلِك الشَّيْء. انطيلش قَالَ: وَمن الأشكال الَّتِي تخرج الْبَوْل من صَاحب الْحَصَى أَن يتْركُوا على ركبهمْ وَضم أعضائهم بَعْضهَا إِلَى بعض وَمِنْهُم من يدْخل إصبعه فِي المقعدة فينحى الْحَصَى عَن عنق المثانة. قَالَ: وَآخَرُونَ يضمون أَيْديهم تَحت ركبهمْ ويدنونها من صُدُورهمْ ويتشكلون أشكالاً آخر فَهَذِهِ تبعثهم عَلَيْهَا الطبيعة وَهَذِه الأشكال كلهَا تنحى الْحَصَاة من المثانة. لى تقطير الْبَوْل مرّة يكون لسلاسة الْبَوْل وَيكون هَذَا من غير حرقة لِأَنَّهُ لَا يحتبس

فِي المثانة وَهَذَا من جنس ذيابيطش وعلاجه علاجه أَو من جنس الذرب ويعالج بالبلوط وَنَحْوه وَقد يكون لحدة الْبَوْل وَيكون مَعَ هَذَا حرقة ويعالج بالبزور وَيكون تقطير الْبَوْل لعسر الْبَوْل فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يتقطر الْبَوْل قَلِيلا قَلِيلا وَيحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى النّظر فِي ذَلِك من غير عِلّة هُوَ ورده إِلَى) مَوْضِعه فعلى هَذَا يقسم تقطير الْبَوْل فَإِنَّهُ يكون لسلس الْبَوْل ولعسره ولحدته القاتلة تدر الْبَوْل إِذا عسر إِن سقى مِنْهُ مثقلان وَكَذَلِكَ إِن بخر بزر الكشوث مَرَّات. مَجْهُول من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: رَأَيْت رجلا يعسر عَلَيْهِ الْبَوْل إِلَى أَن يجْتَمع مِنْهُ فِي مثانته شَيْء كثير وَكَانَ نحيلاً جدا يَابسا قشفاً فحدست أَن ذَلِك لِأَن مجْرى بَوْله قد جف وَذَلِكَ أَن غدداً مَوْضُوعَة عِنْد المجرى تبله وتنديه كَفعل سَائِر الغدد فِي الحنجرة وَغَيره فَإِذا نحف الْبدن يُمكن أَن تخف هَذِه الغدد وبرأ هَذَا الرجل بالأشياء المرطبة والأدهان المرطبة والتدابير المرطبة وخاصة فِي هَذَا الْموضع من بدنه. قَالَ: وَقد يكون من الإفراط فِي الْجِمَاع عسر الْبَوْل لجفاف هَذِه الغدد بِأَعْيَانِهَا وعلاج ذَلِك هَذَا العلاج بِعَيْنِه وَترك الْجِمَاع بتة مُدَّة طَوِيلَة.

المقالة الأولى من الأعضاء الألمة قال قد يكون

(الدَّاء الْمُسَمّى ديابيطش) وتقطير الْبَوْل وجريه بِلَا إِرَادَة وَلَا حرقة وَلَا ثقل على المثانة والعضيوط وَمن يَبُول فِي الْفراش وَمن يَبُول رجيعة بِلَا إِرَادَة واتساع مجاري الكلى. 3 - (الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: قد يكون) 3 - (فالج المثانة) عَن استرخاء العضلة الملقمة لعنق المثانة فيقطر الْبَوْل بِلَا إِرَادَة. لى إِنَّمَا يكون تقطير الْبَوْل لِأَن مَا يجِئ يخرج أَولا فأولاً وَلَا يجْتَمع ديابيطش السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: صَاحب هَذِه الْعلَّة يعطش جدا وَيشْرب ويبول مَا يشربه سَرِيعا كَهَيْئَته وَهَذِه الْعلَّة من الكلى بِمَنْزِلَة زلق الأمعاء وَمَتى أردْت أَن تعرف السَّبَب فَاسْتَعِنْ بِهَذِهِ الْمقَالة نَحْو الثَّلَاثِينَ مِنْهَا وَجُمْلَة ذَلِك أَن الكلى يحدث بهَا مزاج حَار يضطرها إِلَى اجتذاب الرُّطُوبَة ويضعف قوتها الماسكة فيضطرها إِلَى نَقصه عَنْهَا بِسُرْعَة إِلَى المثانة لِأَن المثانة لَيست بجاذبة للبول من الكلى بل الكلى دافعة عَنْهَا فيجذب أَولا مَا فِي الْعُرُوق من الكبد والكبد من الْمعدة والأمعاء فَحِينَئِذٍ يهيج الْعَطش وَيعود الْأَمر أَيْضا إِلَى مَا كَانَ. قَالَ: وبرؤها عسير. لى الْعلَّة بِالْحَقِيقَةِ فِي هَذِه الْعلَّة هُوَ مزاج حَار ويعرض للكلى حَتَّى يصير كَأَنَّهُ نارى فَإِن هَذَا المزاج يجتذب الرُّطُوبَة جدا وَلَا ينقى لِأَن مِقْدَار الْحَرَارَة يكون زَائِدا على مِقْدَار عظم الجرم فَإِذا جذبت الكلى عَنْهَا بحرارتها فَوق مَا تطيقها دَفعته عَنْهَا بِسُرْعَة لثقله عَلَيْهَا وَأَقْبَلت تجذب فَإِذا أضرت بهَا الرُّطُوبَة دفعتها أَيْضا وَلَو كَانَت تجذب بِقدر مَا تُطِيقهُ لم تلجأ إِلَى) الدّفع بِقُوَّة وَبِزِيَادَة الْحَرَارَة أَيْضا تقل قُوَّة الماسكة وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن مداواتها بالمبردات وبالكافور وَنَحْوه. لى هَذِه الْعلَّة مَتى طَالَتْ أورثت الْبدن هزالًا شَدِيدا ونحولاً. لى قَالَ: إِذا استرخت العضلة المطوقة على فَم المثانة وَالَّتِي على المعي الْمُسْتَقيم عرض للبول والثقل أَن يخرجَا قَلِيلا قَلِيلا من غير إِرَادَة. فالج قَالَ: سقط رجل على قطنه فأعقبه أَن بَوْله يخرج بِلَا إِرَادَة فقصدنا لذَلِك إِلَى عظم الصلب بالمداواة لأننا علمنَا أَن العضلة الَّتِي تأتى عضل المثانة نالتها آفَة. فالج جَمِيع الْأَعْضَاء الألمة قَالَ فِي السَّادِسَة: زَوَال خرز الصلب إِذا كَانَ إِلَى خَارج تبعه خُرُوج الْبَوْل بِلَا إِرَادَة لى احسب وَالْبرَاز لِأَن النخاع يعتل. السَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: تقطير الْبَوْل بِلَا عسر بل سَلس قد يكون من حِدته وَيكون من ضعف الْقُوَّة الماسكة الَّتِي فِي المثانة وَذَلِكَ لضعف يكون من سوء مزاج مفرط وخاصة

فِي المزاج الْبَارِد. لى قد صَحَّ هَاهُنَا أَن تقطير الْبَوْل الْكَائِن بالمشايخ يكون من المزاج الْبَارِد فِي الْأَكْثَر 3 (التقطير الَّذِي من برد المثانة) من ابيذيميا قَالَ: قد نرى قوما يغلب على نواحي المثانة مِنْهُم الْبرد فَيعرض لَهُم على الْمَكَان تقطير الْبَوْل فَإِذا سخنت تِلْكَ الْمَوَاضِع مِنْهُم سكن ذَلِك. ديباطيش على مَا رَأَيْت ينفع من ديباطيش الْجُلُوس فِي مَاء بَارِد عذب إِلَى أَن يحضر الْجلد ويكمد لِأَنَّهُ يشد عصب المثانة ويبرد الكلى ويسكن الْعَطش. لى قرص بليغ: طباشير نصف دِرْهَم رب السوس مثله كثيراء مثله كافور قِيرَاط افيون مثله يسقى بِمَاء التَّمْر الْهِنْدِيّ ويقرص بِمَاء بزر قطونا. العضيوط وَمِمَّا ينفع العضيوط أَن يكون طَبِيعَته يابسة ويتبرز قبل الْجِمَاع ثمَّ يتَحَمَّل على مقعدته ثلجاً حَتَّى يشْتَد دبره. الْيَهُودِيّ: قَالَ: ينفع من ديباطش أَنهم يطْعمُون اسفيذباجات دسمة ويسقون بزر قطونا بدهن ورد. لِكَثْرَة الْبَوْل بِلَا عَطش وتقطير الْبَوْل وكثرته: بلوط ينقع فِي خل ثَقِيف ويجفف وكندر وَسعد أَو مصطكي يستف مِنْهُ ويبيت بِاللَّيْلِ على الاطريفل الصَّغِير. العضيوط قَالَ: وَحمل العضيوط دهن الآس مَعَ قاقيا ورامك. لى يَنْبَغِي أَن يسقى العضيوط أَقْرَاص عجم الزَّبِيب ويتبرز قبل ذَلِك نعما وأخل بَطْنه وجلسه فِي مَاء القمقم وَيحمل هَذِه اهرن طَعَام صَاحب ديابيطش: دراج بِمَاء حصرم وسمك نحل والإوز والمصوص والسفرجل ونبيذ الذبيب وينفع مِنْهُ رب االحماض الاترجي ويعرق فِي الْحمام المجفف ويضمد قطنه وبطنه) بالأضمدة الْبَارِدَة القابضة وينفعهم الفصد وينفعهم نفعا عَظِيما ادهان مَاء الْفَوَاكِه القابضة. كَثْرَة الْبَوْل بِلَا عَطش من تقطير الْبَوْل الدَّائِم: بلوط حب الآس كندر جلنار يسقى بِمَاء وخل حَتَّى أَن الرّيح يخرج مِنْهُم بِغَيْر إِرَادَة وخاصة إِذا سعلوا أَو صاحوا وَيكون فِي الخصيان لغَلَبَة الْبُرُودَة والرطوبة عَلَيْهِم وعلاجهم علاج يحْمُونَ الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة الرّطبَة والسمك والألبان والبقول والفواكه وَشرب المَاء الْبَارِد واعطهم الترياق والانقرديا والفلافلى واحقنهم بالحقن الحادة والكمادات ويغتذون بِمَا فِيهِ خَرْدَل وفلفل وصعتر وكمون وَيَشْرَبُونَ الشَّرَاب الْعَتِيق الصّرْف أَو نَبِيذ الْعَسَل. الاختصارات: وَقد يكون خُرُوج الثفل بِلَا إِرَادَة من حرارة وَذَلِكَ لشدَّة حرارة الْبَوْل وَلَكِن ذَلِك يكون بِأَن يشْعر حِدته ولذعه ثمَّ تجلبه لشدَّة ذَلِك عَلَيْهِم. 3 (الْحَادِث فِي الْحَامِل) وَقد يُصِيب الْحَامِل خُرُوج الْبَوْل وَذَلِكَ لضغط الرَّحِم المثانة. قَالَ: وَالَّذِي يعرض من حِدة الْبَوْل للشباب مَعَ لذع وحرقة فَإِنَّهُنَّ يبرأن مَتى ولدن. قَالَ:

أَصْحَاب ديباطش أَجود علاجهم أَن يحقنوا بالأدهان والأسمان والشحوم واسقهم مَاء الشّعير واطعمهم الأدمغة والمخاخ وَلُحُوم الجداء والألبان الدسمة وسمك الطري والبقول الْبَارِدَة وَمَتى كَانَت الْقُوَّة مُحْتَملَة فابدأ بالفصد أَولا. الْفُصُول تَفْسِير افلاذيوش قَالَ: مَتى حدث فِي الرَّحِم أَو فِي السُّرَّة ورم مؤلم تبع ذَلِك تقطير الْبَوْل. 3 (من اختيارات حنين) الَّذِي يَبُول فِي الْفراش بِاللَّيْلِ: خولنجان يشرب بِمَاء فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك. القلهمان: العدس يقل الْبَوْل ويحبسه لِأَنَّهُ يغلظ الدَّم. لى لتقطير الْبَوْل: قد يكون من سوء مزاج وَمِنْه ضرب لَا يكَاد صَاحبه يشفى مِنْهُ وَمَتى ظن أَنه قد شفي مِنْهُ قطر مِنْهُ أَيْضا قطرات وَيكون من اخْتِلَاط حاد وَبَوْل غليظ وعلاجه يسحق المثانة وينضج الأخلاط الْبَتَّةَ وينفع من تقطير الْبَوْل للشيوخ أَن يُؤْكَل الثوم وَأَن يحقن بالجندبادستر وادهن الثنة ويحقن بِسَائِر الأدهان الَّتِي تسخن الكلى وتقويها. تياذوق قَالَ: ينفع من كَثْرَة الْبَوْل مَعَ الْعَطش طبيخ حب الآس والكمثرى الْيَابِس وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وتموهيروق وَيشْرب مِنْهُ كل يَوْم أوقيتان على الرِّيق وَتَنْفَع مِنْهُ هَذِه القرصة. أخلاطها: أقاقيا مِثْقَال ورد يَابِس مثقالان جلنار مِثْقَال صمغ نصف مِثْقَال يسقى مِنْهُ قرص فِيهِ مِثْقَال وَيشْرب مَعَه أوقيتان من المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ عَجِيب لديباطيش وَيُزَاد فِيهِ طين مختوم وَمِمَّا يعظم نَفعه لَهُم طبيخ الْفَوَاكِه القابضة وَمَاء التَّمْر الْهِنْدِيّ اعْتمد فِي أدوية ديباطش على مَا يسكن الْعَطش ويغلظ الدَّم ويبرد المزاج. قرصة لديباطش: يُؤْخَذ من الْورْد جُزْء وَمن رب السوس نصف جُزْء وَمن بزر القرع الحلو والطباشير وبزر الْخِيَار وبزر الخس المقشر والجلنار والكثيراء والطراثيث والصندل والكافور ويقرص الشربة دِرْهَمَانِ بأوقيتين من المَاء والخل قد مزجا والغذاء الرجلة والخس والقرع وَالشرَاب الغليظ الْأسود إِن لم يكن مِنْهُ برْء. هَذِه قرصة تعقل الْبَوْل: جلنار وقاقيا وكندر وبلوط وَحب المحلب يقرص ويسقى مِنْهُ دِرْهَم. اوريباسيوس قَالَ: أعظم شَيْء نفعا لهَؤُلَاء شرب المَاء الْبَارِد ثمَّ يتقيؤنه على الْمَكَان وَأكل الْبُقُول وَشرب مَاء السويق وَلَا يقرب مَا يدر الْبَوْل فَإِنَّهُ أفضل علاجه ويسقى الأقراص الَّتِي يسقى فِي الْحمى المحرقة ويضمد بِتِلْكَ الأضمدة وَاجعَل شرابه نَقِيع التَّمْر وَحب الآس والكمثرى وينفع فِي أَوَائِل الْعلَّة فصد الْعرق من الْمرْفق وليستعمل فِي بعض الْأَوْقَات المخدرة سقيا وحملاً. مَجْهُول قَالَ: ينفع من الْبَوْل فِي الْفراش أَن يسقى الحلتيت والزعفران يشرب مِنْهُ مَا يحمل الظفر تياذوق قَالَ: وينفع لديباطيش أَن يسقى كل يَوْم أَربع أَوَاقٍ من لبن بِنصْف أُوقِيَّة سكر

إِلَى ان يبرأ وليحذر الْجِمَاع ويعتمد على مَا يبرد من الأغذية وَاللَّبن والرايب جيدان لَهُ مَعَ برد. قَالَ: فَإِن اشْتَدَّ برد الكلى والمثانة حَتَّى لَا يمسك الْبَوْل فليشرب الكمونى ويتمرخ بدهن الناردين أَو) دهن الْقسْط أَو الْمُسَمّى ميغلا أَو دهن السوسن أَو دهن السذاب وينفع أَن يذاب شَحم ودهن ناردين ويذاب اشق بشراب وَيجمع إِلَى القيروطى ويلقى عَلَيْهِ شَيْء من جندبادستر وتطلى بِهِ المثانة أَو الكلى إِن كَانَ ذَلِك مِنْهَا. لى يَنْبَغِي أَن يفرق بَينهمَا. نياذوق لمن لَا يملك بَوْله: بلوط ينقع فِي خل خمر ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يجفف وَيُؤْخَذ مِنْهُ جُزْء كندر نصف جُزْء مر ربع جُزْء سرو مثله يَجْعَل أقراصاً ويسقى. من رِسَالَة فليغريوس فِي ذيابيطس: اقصد فِي الأول لتسكين الْعَطش بِأَن تسقيه مَاء الْورْد أَو عصير الْورْد فِي ابانه اسْقِهِ قدر قوطولين ولتكن فِي هَوَاء بَارِد أَو مَوضِع كنين رطب جدا وضمده بالأضمدة الْبَارِدَة واغذه بهَا حَتَّى يسكن عطشه وَإِذا سكن فَعَلَيْك بالاحقن المسهلة وتليين الْبَطن. قَالَ: واجلب لَهُ النّوم بِكُل حِيلَة. قَالَ: وَمَتى أزمن السهر والتخم وَالسكر وَشرب المَاء الْبَارِد وَبرد الْجِسْم كُله وَضعف الكبد وَلم يَأْتِ فِي ذَلِك بعلة مقنعة وَأمر أَن يعالج بعد سُكُون الإسهال بحب الصَّبْر بعد الحقن وبلوغاذيا بعده وَاسْتِعْمَال الْقَيْء وضماد الْخَرْدَل وَلم من معجون الصُّحُف معجون جيد لاسترخاء المثانة حب الْغَار وورقه ثَلَاثَة ثَلَاثَة جندبادستر مِثْقَال أرميني مِثْقَال تجمع بدهن الصنوبر ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِثْقَال وَالطَّعَام قلية وشواء ويحقن بطبيخ الفنجنكشت والسذاب والكمون ودهن السوسن. للتقطير الْبَارِد من المنقية لِابْنِ ماسويه: النافعة من تقطير الْبَوْل يسقى من الجوشير والساساليوس من كل وَاحِد دِرْهَم على الرِّيق بِمَاء حَار أَيَّامًا. وللتقطير والبلل قَالَ انطيلش فِي بَاب الْحَصَى: مرخ المثانة بدهن السذاب وَنَحْوه فَإِن المثانة مَتى سخنت قل الْبَوْل وَقل الْقيام الْبَتَّةَ. لى هَذَا علاج يعرض للمشايخ. قَالَ: وَحمله فِي مقعدته مِنْهُ وَمن سَائِر مَا يسخن فَإِن الْبَوْل يقل. سرابيون قَالَ: الْبَوْل يسلس إِمَّا لضعف عضل المثانة أَو لضعف قوتها الماسكة أَو لفساد مزاج فِيهَا وَأكْثر مَا يعرض سوء المزاج لحدة الْبَوْل من حِدة الأخلاط أَو لقروح مَعَ حرقة. قَالَ: مَتى حدث خُرُوج الْبَوْل مَعَ حرقة ووجع وَكَانَ ذَلِك لَيْسَ لقرح بل لحدة الأخلاط فَعَلَيْك بِمَاء الشّعير والخس والهندباء والاستحمام بالمياه العذبة الفاتر وَترك الحريفة بعد اسهال الصَّفْرَاء مَرَّات ويسقون دَائِما بزر قطونا ودهن ورد. وللبرودة قَالَ: إِذا حدث خُرُوج الْبَوْل عَن فَسَاد مزاج بَارِد فِي المثانة كَمَا يعرض للشيوخ اسْتعْملت الْخمر والأنقرذيا والمثروديطوس وينفعهم نفعا عَظِيما: الاطريفل الصَّغِير إِذا مزج بالشخزنايا والاطريفل إِذا دق فِيهِ كندر وكمون كرماني وَسعد وَمَاء)

دواء لمن يبول في الفراش

3 - (دَوَاء لمن يَبُول فِي الْفراش) اهليلج كابلى بليلج املج عشرَة بلوط منقع بخل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة مقلوا سَبْعَة دَرَاهِم كندر سعد وآس ميعة يابسة كسيلا خَمْسَة خَمْسَة مر ثَلَاثَة يعجن بِعَسَل الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم وينفع من ذَلِك نفعا عجيباً قَوِيا الشونيز وَمَاء السذاب. حب مجرب لِكَثْرَة الْبَوْل فِي الْفراش: اهليلج جندباستر وقسط مر حاشا جَفتْ البوط عَاقِر قرحاً بِالسَّوِيَّةِ ويعجن بِعَسَل ويحبب وَيُؤْخَذ مِنْهُ عِنْد النّوم دِرْهَم. ديباطش قَالَ: عَلَيْك فِي ديباطش بترطيب الْجِسْم جهدك أعْطه الأغذية الْعسرَة الْغَيْر الْبَارِدَة لِئَلَّا يلطف وَيحدث عَنْهَا بخارات بِسُرْعَة لِأَن الكبد من هَؤُلَاءِ قَوِيَّة يجذب مَا فِي الْمعدة من الرُّطُوبَة فأعطهم مَاء الشّعير وَالْخيَار وَيكون شرابهم مَاء القرع وَمَاء الرُّمَّان الحامض والريباس والأجاص وَرب الحصرم ويسقون بزر قطونا بِمَاء الْخِيَار ودوغ الْبَقر وأقراص الطباشير وَهَذِه نافعة: قاقيا دِرْهَمَانِ ديابس ثَلَاثَة دَرَاهِم جلنار أَرْبَعَة دَرَاهِم صمغ دِرْهَم يعجن بلعاب البزر قطونا وَيشْرب بِمَاء بَارِد واجتنب الْعرق جهدك واطل الكلى بالصندل والأقاقيا والكافور والبنج بِمَاء الْورْد فَإِنَّهُ عَجِيب وَهُوَ أصلح من الضماد وَمَاء الثَّلج لَهُم عَجِيب النَّفْع جدا. وَقَالَ فِي ضعف الكلى: وَهِي عِلّة شبه هَذِه الْعلَّة فِي وُجُوه اِسْقِهِمْ لبن النعاج فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا وَهَؤُلَاء يَبُولُونَ بولاً دموياً. لى وَالْحَال فِيهِ فِي هَذِه الْعلَّة عِنْدِي كَذَلِك فَاسْتَعْملهُ فَإِنَّهُ لَا مثل لَهُ. الثَّامِنَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الَّذِي يمْنَع الْبَوْل الْقَابِض والمسدد. لسابور بن سهل مِمَّا ينفع خُرُوج الْبَوْل من برد وَيُسمى ضعف المثانة: يزرق فِي المثانة دهن الناردين فَإِذا غلظ الْأَمر فَخذ درهمي مقل أَزْرَق فَيحل بِمَاء السذاب ويقطر عَلَيْهِ دهن زيبق ثَلَاث قطرات وَيشْرب فَإِنَّهُ عَجِيب. لى صنوف مَا يشكوه النَّاس من كَثْرَة الْبَوْل بِلَا حرقة إِمَّا بَوْل كثير بِلَا عَطش دَائِم وَإِمَّا بِلَا عَطش وَإِمَّا أَن يَبُول فِي النّوم وَإِمَّا أَن يكثر بَوْلهمْ إِذا برد الْهَوَاء وَإِمَّا أَن يقطر دَائِما بِلَا إرادتهم فَالْأول ديباطش وَالَّذِي يَبُول فِي النّوم علاجه أَن يقل شرابه عِنْد النّوم حَتَّى ينَام عطشاناً ويجفف التَّدْبِير وَقلة الطَّعَام لِئَلَّا يثقل نَومه فَإِن الْبَوْل فِي النّوم إِنَّمَا يعرض إِذا كثر الْبَوْل وَغلظ الْحس كَمَا يعرض للسكارى وَالصبيان فليجفف تَدْبيره ويسخن قَلِيلا لِئَلَّا يثقل نَومه وَأما الَّذِي يَبُول إِذا بردت المثانة كالمشايخ فالتمريخ بدهن الناردين والتين وَالزَّيْت وَحب المحلب) والكندر والشخزنايا وَأما الَّذين يَبُولُونَ مَرَّات كَثِيرَة بِلَا برد يصيبهم فَإِن ذَلِك يكون لرقة الدَّم فعلاجهم مَا يغلظ الدَّم ويبرده ويسد ويغرى لِأَن هَذِه ضد المدرة للبول. مِثَال ذَلِك: كزبرة وطين ارميني وكهربا وجفت البلوط واقاقيا وجلنار وَحب الآس ويسقون ويطعمون مثل ذَلِك مِمَّا يغلظ الدَّم ويبرده. الْيَهُودِيّ: ينفع من تقطير الْبَوْل بِلَا إِرَادَة أَن يحقن بدهن الْجَوْز والحبة الخضراء

والمرزنجوش والناردين مَعَ مَاء السذاب ليَالِي مُتَوَالِيَة واطل الْقطن بالقابضة الحارة. جورجس قَالَ: من يَبُول بِاللَّيْلِ وَمن يكون بَوْله بِلَا حرقة انههم عَن الْبُقُول والفواكه وَجَمِيع الأغذية والأشربة الْبَارِدَة الرّطبَة وليميلوا إِلَى مَا يجفف مَعَ إسخان وليأكلوا الْخَرْدَل والفلفل واللحوم المشوية وَالشرَاب الْعَتِيق وينفعهم جدا خبث الْحَدِيد والإهليلج الْأسود. لى سفوف لذَلِك: يُؤْخَذ بلوط وكندر وَمر وهيوفسطيداس وكزبرة وخبث الْحَدِيد منقع بخل وإهليلج أسود وَسعد ويستف مِنْهُ. الطِّبّ الْقَدِيم لِكَثْرَة الْبَوْل بِلَا حرقة: يسقى من حب المحلب كل يَوْم درهما بِمَاء بَارِد فَإِنَّهُ جيد وَلُحُوم الأرانب جَيِّدَة. لى فِي الْأَدْوِيَة المفردة: بلوط كندر سعد وَج خولنجان حب المحلب وخبث الْحَدِيد وكزبرة وكلى معز والمر جيد بَالغ مَشْهُور لَهُ. اقربادين حنين لِكَثْرَة الْبَوْل اكائن عَن استرخاء المثانة وَشدَّة الْبرد: حب الْغَار وورقه ثَلَاثَة جندبادستر اثْنَان بورق ارميني وَاحِد حب الصنوبر الْكِبَار ثَلَاثَة يلت بدهن الناردين ويعجن بِعَسَل ويسقى مِنْهُ وَليكن الطَّعَام شواء وقلايا وَالشرَاب عسل ويحقن بطبيخ الشونيز والقنطوريون والفودنج الْبري والسذاب وبزر السلجم ودهن سوسن لَيْلًا ويمسك مَا أمكن وتمرخ المثانة بدهن السوسن والناردين جزءان والقيء نَافِع فِي هَذَا. سفوف لمن يَبُول على الْفراش: بلوط وَمر وكندر ولبنى الرُّمَّان وفودنج جبلي يدق بزر السذاب ويلت الْجَمِيع بمائه وَيشْرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء الراسن الرطب. لى راسن يَابِس وكندر وَمر وبلوط ويستف. علاج تَامّ لديباطش: يسقى الدوغ الحامض مستقصى إِخْرَاج الزّبد وَيَأْكُل خبزه بِهِ وتضمد كلاه بِمَا يبرد فِي كل سَاعَة وَيجْعَل أبدا فِي فِيهِ مصلاً كي يسكن الْعَطش ويسقى مَاء الشّعير ويحقن بِمَاء الْورْد ولعاب البزر قطونا كل يَوْم واسقه أَقْرَاص الكافور وَيطْعم الْفَوَاكِه والبقول الْبَارِدَة. من الاقربادين الْكَبِير للبول فِي الْفراش مَعَ حرارة: اهليلج اصفر وأسود وَورد بأقماعه وجفت) البلوط وكزبرة يابسة ومثانة محرقة. دَوَاء مارستاني تَامّ لسلس الْبَوْل: حب الآس جلنار دِرْهَمَانِ كندر وقشور كندر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ حب المحلب نصف دِرْهَم جَفتْ بلوط دِرْهَم اهليلج اصفر دِرْهَم بلوط ثَلَاثَة دَرَاهِم خبث الْحَدِيد مغسول بخل أَربع مَرَّات نصف دِرْهَم وَمن السماق وكزبرة يابسة دِرْهَمَانِ الشربة دِرْهَمَانِ وَإِن كَانَ الْبَوْل كثير الْمِقْدَار فِي نَفسه بِلَا عَطش فاسقه أَمْثَال هَذِه لتضم المسالك وَإِن كَانَ يسير الْمِقْدَار سقِِي شخزنايا وَنَحْوه مِمَّا يسخن فَإِن ذَلِك حِينَئِذٍ يبرد الْجَسَد ومرخ المثانة والقطن بدهن الزنبق والجندباستر وَرُبمَا تركبنا فَركب العلاج وَيطْعم تيناً بِزَيْت ويحقن الذّكر بدهن بَان وسك أَو بدهن ناردين ويمرخ بِهِ أَيْضا. لي كَثْرَة الْبَوْل يكون إِمَّا لحدته وَإِمَّا لسوء مزاج بَارِد وَمَعَ

الأول حرقة فَعَلَيْك فِيهِ بإسهال الصَّفْرَاء بِمَاء الشّعير والبزر قطونا والبزور اللينة الَّتِي تدر الْبَوْل فَإِن ذَلِك بُرْؤُهُ وَأما الَّذِي بِلَا حرقة فَإِنَّهُ يعرض للمشايخ كثيرا وعلاجه البزور المسخنة والقابضة وإسخان المثانة بالمروخات. 3 (مُفْرَدَات) لد نَافِع من تقطير الْبَوْل: قشر الصنوبر إِذا شرب أمسك الْبَوْل حَتَّى أَنه يعسر وخاصة قشر التنوية الَّتِي تثمر ثمرا صغَارًا أَو قشور اللاذن. والجاؤشير جيد لتقطير الْبَوْل والسقولو قندريون نَافِع من تقطير الْبَوْل جدا والساساليوس نَافِع لتقطير الْبَوْل. ابْن ماسويه: السعد خاصته تقليل الْبَوْل الْعَارِض بِسَبَب برد فِي المثانة. الطَّبَرِيّ: من أَكثر من أكل التِّين قوي على حبس الْبَوْل جدا. لى رَأَيْت أهل المارستان يطْعمُون من مثانته بَارِدَة وَيكثر بَوْله لذَلِك التِّين بالزيت. لى أمرت رجلا بِهِ ديابيطش أَن يَجْعَل مَأْوَاه سرداباً بَارِدًا نديًا ويستلقي على الأَرْض الْبَارِدَة وورق الْخلاف قد رش عَلَيْهِ مَاء ثلج وليتعمد أَن يضع أَسْفَل الظّهْر عَلَيْهِ ويمسك فِي فِيهِ مصلاً وَلَا يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ لِئَلَّا يعود يتَحَلَّل مِنْهُ شَيْء فبردت كلاه لما دَامَ استلقاؤه على الْأَشْيَاء الْبَارِدَة وَسكن أَكثر مَا بِهِ وَيحْتَاج أَن ينظر فِيهِ كَيفَ يَسْتَحِيل فِي هَؤُلَاءِ الكيلوس إِلَى الدَّم وَالْمَاء يمر بِهِ فِي تِلْكَ الْعُرُوق وكل سَاعَة لَا يفتر وليحذر ذَلِك. ابْن ماسويه لمن يَبُول فِي فرَاشه بِاللَّيْلِ: اهليلج كابلى بليلج املج بلوط منقع بخل يَوْمَيْنِ مقلواً قَلِيلا من كل وَاحِد جزءان سعد كندر راسن ميعة سَائِلَة أَو يابسة كسيلا جُزْء مر ربع جُزْء يعجن بِعَسَل ويسقى بِمَاء قد غمس فِيهِ الْحَدِيد المحمى. للتقطير يسقى كمون وقنطوريون أَيَّامًا بِمَاء) حَار. من اختيارات الْكِنْدِيّ علاج لمن بردت كلاه ومثانته فَلم يقدر على حبس الْبَوْل. من كتاب ابقراط زعم: يسقى الكمون بالطلاء وَالْمَاء السخن اسبوعاً فَإِنَّهُ يسخن كليتيه وظهره فَإِن نقى وَإِلَّا فاحقنه. يُؤْخَذ شبث بابونج سذاب حلبة قسط صعتر اذخر سكبينج مقل يطْبخ بِالْمَاءِ وَتحل الصموغ بطلاء وَعسل ويخلط بِهِ دهن الْحبَّة الخضراء مَا يَكْفِي وتمرخ بالأدهان الحارة عَلَيْهَا وَيجْعَل طَعَامه بدهن الْجَوْز. شندهشار قَالَ: الْقَيْء نَافِع من سَلس الْبَوْل. تياذوق قَالَ: اعْتمد فِي ديباطش على الأغذية والأشربة القابضة الحامضة مَعًا كالحصرم وَنَحْوه وعَلى الْبَارِدَة الرّطبَة كَمَاء الشّعير والبقول وعَلى المغرية كالصمغ والطين الأرميني وليدخل فِي المَاء الْبَارِد مَرَّات فِي الْيَوْم ويضمد أَسْفَل الْبَطن كَمَا يَدُور بالأشياء الْبَارِدَة القابضة. قَالَ: وينفع من كَثْرَة الْبَوْل بِلَا عَطش أَن يطْبخ البلوط بخل ثَقِيف ثمَّ يجفف ويدق ويخلط مَعَ مثل ثلثه مرو نصفه من اللبان ويسقى وَمَتى جعل مَعَه ورق الْحِنَّاء كَانَ جيدا وينفع من برد المثانة الَّتِي لَا تمسك الْبَوْل قيروطي بدهن الناردين يخلط فِيهِ جندبادستر ويطلى بِهِ المثانة.

لى كَانَ بِغُلَام عِلّة الْبَوْل فِي الْفراش فعولج بِكُل مَا يعالج بِهِ الْأَطِبَّاء فَلم ينجح حَتَّى حقن بِالَّتِي تمسك الْبَوْل وزرق فِي مثانته مِنْهَا مَعَ المسخنة كل لَيْلَة عِنْد النّوم وَإِن أَخذ من حب المحلب زنة دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثَلَاثَة اذْهَبْ كَثْرَة الْبَوْل وينفع من كَثْرَة الْبَوْل سذاب بري يَابِس يعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ مِنْهُ. وينفع من ديابيطس سكر طبرزد وَلبن الْمعز يشرب ويدام ذَلِك وينفع من كَثْرَة الْبَوْل وَبرد المثانة دَار صيني يجمع بقنة وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل لَيْلَة نصف دِرْهَم وينفع مِنْهُ أَن تغسل الحلبة وتجفف فِي الظل وتسحق كالكحل وتعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم زنة دِرْهَمَيْنِ وَنصف. ولديابيطا مجرب: ينقع بِثَلَاث بيضات فِي خل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يكسر ويتحسى. دَوَاء نَافِع من الأبردة وَبرد المثانة: حب المحلب ولوز الصنوبر والحبة الخضراء وحلبة وحسك بِالسَّوِيَّةِ حب الْغَار وكندر وخولنجان وميعة يابسة وقشر الصنوبر وراسن مجفف نصف نصف يعجن بعصير التِّين وَيُؤْخَذ رغوته كل لَيْلَة بميبختج أَو بعصير التِّين إِن شَاءَ الله. قَالَ: وَمِمَّا يحبس الْبَوْل وَيذْهب بالإبردة رَطْل حسك يصب عَلَيْهِ أَرْبَعَة أَرْطَال من المَاء ويطبخ يَوْمًا ثَانِيًا حَتَّى يصير رطلا وَيصب على ذَلِك المَاء رَطْل دهن حل ويطبخ حَتَّى ينضب المَاء ثمَّ أحقنه بِثُلثي رَطْل فَإِنَّهُ بليغ. لى يسْتَخْرج مَاء) الحسك ولعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَمن دهن بَان ودهن الْغَار ودهن المحلب ودهن حب الصنوبر أُوقِيَّة أُوقِيَّة ودهن نارجيل ودهن الْجَوْز نصف نصف يعالج بِهِ. قَالَ: إِذا كَانَ الْإِنْسَان يكثر الْبَوْل فاسقه أَرْبَعَة دَرَاهِم كندر بِمَاء حَار ثَلَاثَة أَيَّام فَإِنَّهُ يبرأ. قَالَ: وَهَذَا دَوَاء عَجِيب مجرب: مر كندر بلوط سعد بِالسَّوِيَّةِ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم ودرهمين أَيَّامًا يُبرئهُ الْبَتَّةَ. آخر: دقاق الكندر صعتر شونيز خولنجان بِالسَّوِيَّةِ وَمثل الْجَمِيع حلبة مقلوة يعجن بِعَسَل الشربة مثقالان وَيَأْكُل فجلية بِلَحْم سمين. من الْأَدْوِيَة المختارة حقنة لمن رقت كلاه وَكَثْرَة الْبَوْل وَقلة النُّطْفَة: مَاء الحسك الْمَطْبُوخ القوى وشحم كلى مَاعِز وودك ومخ ضَأْن وخصى كَبْش تنضج وتطبخ وَيُؤْخَذ من الودك بِالسَّوِيَّةِ وَمن اللَّبن الحليب بِقدر ربع الْجَمِيع وبقدر اللَّبن سمن إلية مذابة ودهن البطم يضْرب ويحقن بِهِ. قَالَ: وينفع من التقطير وَكَثْرَة الْبَوْل ان يتحسى فِي كل يَوْم خمس بيضات على الرِّيق فَإِنَّهُ نَافِع. من الكناش الْفَارِسِي لِابْنِ أبي خَالِد قَالَ: حَبَّة الخضراء أَو دهنها يسخن الكلى وَيمْنَع كَثْرَة الْبَوْل وَمن أَجود مَا يمْنَع الْبَوْل: الحسك الْيَابِس المربا بِمَاء الحسك الرطب حَتَّى يزِيد ثَلَاثَة أَمْثَاله ثمَّ يلت بدهن الْحبَّة الخضراء ويعجن بفانيذ وَهَذَا آخر: كندر وَاحِد بلوط ثَلَاثَة مر ثَلَاثَة يلتان بدهن الْحِنَّاء وَيُؤْخَذ ثَلَاثَة غدْوَة وَثَلَاثَة عَشِيَّة. وَحب الزلم نَافِع جدا من ذَلِك يعجن بِعَسَل بعد أَن يغلى بِلَبن ثمَّ يلت بِسمن ويفتر قَلِيلا وَيُؤْخَذ مِنْهُ كالبيضة غدْوَة وَعَشِيَّة. للْحرّ فِي الكلى والأمعاء وَالْبَوْل: مَاء الشّعير وبزر خِيَار لبن دهن ورد بالسواء. مَجْهُول: الْعَسَل يذهب بتقطير الْبَوْل قَالَ: وخاصة دهن الخروع النَّفْع من وجع المثانة وَكَانَ فِي كَلَامه دَلِيل على أَنه يسخنها جدا. 4 (البلوط)

بختيشوع: يُؤْخَذ رَطْل بلوط فيطبخ بِسِتَّة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يحمر ويصفى وَيشْرب مِنْهُ كل يَوْم ربع رَطْل مَعَ درهمي كندر يسخن المثانة وَيُقَوِّي الْمعدة وَيذْهب بِشَهْوَة الطين. ابقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: قد يكون من شدَّة سخونة الرَّأْس كَثْرَة الْبَوْل لِأَن البلغم يذوب وعلامته أَن يكون مَعَه نَوَازِل إِلَى الصَّدْر فَأَما إِلَى الْأنف فَلَا محَالة وَأَن عرض مَعَ تقطير الْبَوْل وكثرته الصداع الشَّديد والهوس وخدر فِي الرَّأْس وعزوب الذِّهْن فكمد الرَّأْس تكميداً دَائِما وقيئه بِمَاء حَار شَدِيد الْحَرَارَة وادلك الْجَبْهَة وَالْوَجْه بعد حلق الرَّأْس واحقنه بحقنة حارة وانفخ فِي انفه مَا يعطس فَإِن جرى مَاء مِنْهُ أَو من أُذُنه فقد تخلص فَعِنْدَ ذَلِك فحمه إِذا ثخن النزل كف الضربان وأطعمه سلقاً وعدساً واسقه مَاء الْعَسَل واسهله واكوه لِئَلَّا يعاود مُؤخر 4 (حب المحلب المقشر) مَجْهُول معجون يزِيد فِي الباه ويقل الْبَوْل: حب المحلب المقشر والحبة الخضراء وَحب الصنوبر الْكِبَار ونارجيل وحسك وحلبة وتودرى وشقاقل عشرَة عشرَة هليلج أسود وأملج وبليلج وقشر الصنوبر وكندر وبلوط وكهربا وراسن وكسيلا وكزمازك وَسعد وطين أرميني خَمْسَة خَمْسَة خولنجان قسط مر قرنفل فودنج جندبادستر بزر السذاب حب البلسان حب البان ميعة رماد المثانة جوشير دِرْهَمَيْنِ وَنصف من كل وَاحِد يعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ دِرْهَم مَعَ قِيرَاط بزربنج. 4 (عصير ورق السرو) للهند لمن يَبُول فِي فرَاشه خاصية للنِّسَاء: سكرجة عصير ورق السرو وسكرجة دهن سمسم يسقى ثَلَاثَة أَيَّام غدْوَة وَعَشِيَّة وَحين ينَام مثل ذَلِك وَلَا يَأْكُل الحموضة والبقول. وينفع من ذَلِك نفعا عَظِيما: الشحوم إِذا أكلت وَشرب عَلَيْهَا مَاء بَارِد فَإِن ذَلِك ينفع من لَا يُمكنهُ أَن يحبس بَوْله ولشحم القبج فِيهِ خاصية فليسق بِمَاء بَارِد فَإِنَّهُ يبرأ إِن شَاءَ الله. من الْفَائِق مِمَّا ينفع من الْبَوْل فِي الْفراش خَاصَّة: بلوط ورق الآس الْيَابِس وشب وحناء وكندر وَمر وجلنار بِالسَّوِيَّةِ يستف بخل حامض. حقنة تذْهب بتقطير الْبَوْل وتزيد فِي الباه: زَيْت ودهن البطم وَسمن بقر من كل وَاحِد نصف رَطْل وَمن الزنبق الْجيد أوقيتان وَمن الْعَسَل مثله وَمن عصير السذاب أُوقِيَّة وَمن الْبِطِّيخ الحلبة وطبيخ بذر الْكَتَّان من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ يسحق الْجَمِيع ويطيب بِشَيْء من مسك ويحقن بِنصْف رَطْل مِنْهُ بِاللَّيْلِ وَيشْرب النَّبِيذ الْقوي وَيَأْكُل اللَّحْم السمين. وينفع من برد المثانة وَكَثْرَة الْبَوْل: أَن يدق الفلفل بالزبيب يعجنه وَيَأْخُذ مِنْهُ جِبْرِيل بن بختيشوع لديابيطا أَجود علاجه لبن الْبَقر وَلبن النعاج ويحقن بدوغ الْبَقر أسبوعاً كل يَوْم بِثُلثي رَطْل وَيشْرب المَاء فِي هَذِه الْعلَّة أَحْمد من الشّرْب. روفس 4 (السماق مَتى شرب بشراب قَابض قطع ذرب الْبَوْل. د: قشر الينبوت إِذا شرب) 4 (امسك الْبَوْل. للبول فِي الْفراش مَعَ حر: اطريفل يَجْعَل فِيهِ جَفتْ بلوط ورد بأقماعه) 4 (ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء بَارِد وثلج وشراب الرُّمَّان أَو خُذ هليلجا أصفر وقاقيا وقشور) 4 (الكندر والبلوط المقلو

لمن يَبُول فِي الْفراش: اسْقِهِ فوذنجا نهريا قبل الْعشَاء وَلَا يتعشى) 4 - (وَلَا يشرب مَاء بعد الْعشَاء الْبَتَّةَ أَو قَلِيلا جدا وَيُقَال أَنه إِن أحرق مثانة عنز أَو نعجة) 4 - (ويسقى مِنْهَا بخل ممزوج مَاء نفع. من اشليمن لسلس الْبَوْل الَّذِي يعطش ويبول) 4 - (كثيرا يكون من شدَّة حرارة الكلى والكبد والمعدة يسقى أَقْرَاص طباشير وَيَأْكُل لحم) 4 - (الْخِيَار والقثاء ويضمد الْمعدة والكبد باضمدة بَارِدَة وخاصة الكلى إِن كَانَ الْعَطش) 4 - (لَيْسَ بشديد فَإِن كَانَ الْعَطش شَدِيدا فضمد الْمعدة والكبد ويحقن بدهن النيلوفر) 4 - (والبنفسج مَعَ مَاء شعير ويسقى مخيض الْبَقر الحامض وَمَاء قرع مَعَ دهن ورد ويسقى) 4 - (ويحقن بِهِ وتضمد كلاه بحرارته وكبده ومعدته ويحقن أَيْضا بمخيض الْبَقر ودهن الْورْد) ) 4 - (بِالْغَدَاةِ والعشي ويدام على أَقْرَاص الطباشير بِالْغَدَاةِ والعشي وَاجعَل طَعَامه البوارد.) 4 - (للَّذي يَبُول فِي الْفراش: يسقى مِثْقَال خولنجان بِمَاء بَارِد فَإِنَّهُ لَا يعاوده. اركاغانيس من) 4 - (ذرب الْبَوْل قَالَ: يسكن عطشة وتضمد معدته باضمدة بَارِدَة وتجذب رطوباته إِلَى) 4 - (خَارج بالأدوية الحارة القوية والرمل الْحَار وَالْحمام وبماء الثَّلج.) فِي ذيابيطا من كتاب فليغريوس قَالَ: هَذَا الدَّاء يكون من ضعف الكبد وَبرد الْجِسْم كُله من تخمة أَو سهر وَشرب المَاء الْبَارِد ويعرض مَعَه عَطش قوي جدا. قَالَ: فَعَلَيْك بتسكين الْعَطش وَقد ذكرنَا مَا ذكر لذَلِك فِي بَاب تسكين الْعَطش فَإِذا سكن الْعَطش فاحقنه بالحقن المسهلة اللينة مَرَّات ثمَّ أسهله بحب الصَّبْر يكون كالحمص إِحْدَى عشر حَبَّة فَإِنَّهُ يسهل إسهالاً جيدا ثمَّ دَعه ثَلَاثًا ثمَّ اسْتعْمل الْقَيْء بعد الطَّعَام بالفجل والمحاجم الحارة على جَمِيع الْجِسْم والكماد والدخن ولاسيما أَطْرَاف الْبدن وَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة المحمرة ثمَّ أرحه أَيَّامًا وَاسْتعْمل الرّكُوب باعتدال والدلك خَاصَّة فِي أَطْرَاف الْجِسْم وَالْحمام وَيشْرب الشَّرَاب الْيَسِير فَإِنَّهُ يُبرئهُ برءاً تَاما. من جَوَامِع ابْن ماسوية: بلوط مقلو بذر حماض مقلو طباشير ورد صمغ الْقرظ طراثيث راسن جَفتْ بلوط عفص بذر البلوط كهرباء جلنار طين أرميني كندر جُزْء جُزْء كافور نصف جُزْء يسقى بِمَاء رمان مز فليغريوس ينفع من يخرج زبله بِغَيْر إِرَادَة: الْقعُود فِي الْمِيَاه القابضة والضمادات بثفلها والأغذية القابضة والحقن وَذَلِكَ الصلب دَائِما والرياضة وَالْقعُود فِي مَاء الشب. (الْعِلَل والأعراض) قَالَ: يحدث خُرُوج الْبَوْل بِغَيْر إِرَادَة إِذا استرخى العضل المتلقم لفم المثانة. الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: بعض علل خُرُوج البرَاز وَخُرُوج الْبَوْل بِغَيْر إِرَادَة وَهُوَ استرخاء العضل الَّذِي على فَم المثانة والمقعدة وَهُوَ يسترخى إِمَّا من طول الْجُلُوس على شَيْء بَارِد جدا أَو استحمام بِمَاء بَارِد أَو ضَرْبَة تقع بِهِ أَو بط كَمَا يعرض عِنْد السقطة أَو البط عَن الْحَصَاة. لى إِذا عرض النواصير

الْأَعْضَاء الألمة: ذرب الْبَوْل يكون من نارية فِي الكلى تقوى قوتها الجاذبية أَولا وطبعها كَذَلِك وقوتها الماسكة ضَعِيفَة الْعَطش يتبعهُ لاستفراغ الرطوبات. قَالَ: وَهُوَ عسر الْبَوْل. وَقد يحدث عَن زَوَال خرز الْقطن إِلَى خَارج خُرُوج الْبَوْل بِلَا إِرَادَة. الْيَهُودِيّ قَالَ: احقن صَاحب هَذَا الدَّوَاء بِاللَّبنِ الحليب ودهن اللوز الحلو ودهن القرع واسقه بذر قطونا وأطعمة الإسفيذباجان اللينة الدسمة باللحوم الْفتية والأشربة الرقيقة الْبيض واسقه لبن الْمعز الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ لى واجلسه فِي الآبزن الْبَارِد. قَالَ: وَقد تصيب الكلى ضَرْبَة وَيكثر مِنْهَا الْبَوْل وَقد يخرج مَعَه بَوْل دموي فَاسق هَذَا أدوية حبس الدَّم وأطعمه الإسفيذباجان اللينة وضمده بأضمدة قابضة وضمد أَصْحَاب ذرب الْبَوْل بالبقول الْبَارِدَة على الْبَطن والقطن وَأدْخلهُ الْحمام الْيَابِس الَّذِي رَأسه برأَ وَرُبمَا فصدناهم إِذا كَانَ اللهيب شَدِيدا ونسقيهم مَاء الشّعير. قمحة للبول الَّذِي يقطر من غير إِرَادَة: بلوط كندر سماق جلنار سعد مصطكى يستف مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم ويبيت بِاللَّيْلِ على لعقة اطريفل وَمَتى انقع البلوط بالخل وجفف كَانَ أَجود فَإِن لم ينْتَفع بهَا وَكَانَ مَعَ برد فاحقنه بدهن الْجَوْز والحبة الخضراء ودهن المرزنجوش ودهن فِي العضيوط قَالَ الْيَهُودِيّ: هَؤُلَاءِ يكونُونَ شديدي الشبق سريعي الإمناء كثيري اللحوم عريضي الْأَجْسَام وَيكون إِذا كَانَت عضلة المقعدة تسترخي مَعَ عضلة الممسكة للمني. قَالَ: وَحمل العضيوط الأدهان القابضة بالرامك والقاقيا وَنَحْوه. لى يَنْبَغِي لهَؤُلَاء أَن لايطعموا وَلَا يشْربُوا قبل أَن يهتموا بِالْجِمَاعِ ويأخذوا من الخرنوب والكمثرى وَحب الرُّمَّان وَنَحْو ذَلِك واملهم إِلَى القوابض من الْأَطْعِمَة وَكَذَلِكَ من الْفَاكِهَة وَإِن أكلو الْبُسْر المقلو فِي ذَلِك الْيَوْم فليفعلوا وليحتملو واحقنهم بالحقن لِئَلَّا يصيبهم القولنج ينظر فِيهِ. جورجس فِي ديابيطا قَالَ: تَنْفَعهُ الأمخاخ والأدمغة إِذا أكلهَا وَلُحُوم الجداء والأكارع والقثاء وَالْخيَار والملوخيا والخس أخص الْأَدْوِيَة بِهِ من نَفعه دهن الْورْد وَالْبذْر القطونا وَاللَّبن والآبزنات) والتمريخ بالسمن وَشرب مَاء الشّعير والحقن الدسمة المبردة. الْأَعْضَاء الألمة: من علل الكلى عِلّة يُقَال لَهَا ديابيطش وَلم أرها إِلَى هَذِه الْغَايَة إِلَّا مرَّتَيْنِ فَقَط وَإِنَّمَا تعرض فِي الندرة وَيكون مَعهَا عَطش شَدِيد يتَجَاوَز الْمِقْدَار ويبول مايشرب سَرِيعا وَمحل هَذِه الْعلَّة من الكلى مَحل زلق الأمعاء من الأمعاء. قَالَ: وَذَلِكَ يكون إِذا تزيدت قُوَّة الكلى الجاذبة جدا فتجذب مَا فِي الكبد من الرُّطُوبَة المائية ويجتذب الكبد من الأمعاء والمعدة فيجف لذَلِك فَم الْمعدة فيتوق العليل إِلَى الشّرْب. قَالَ: وَقد يكون درور الْبَوْل وَخُرُوج الْغَائِط فِي غير وَقتهَا وَبلا إِرَادَة من استرخاء العضلة المطوقة لعنق المثانة والدبر وَمن أخص العلامات باسترخاء العضلة خُرُوج الْبَوْل وَالْبرَاز بِغَيْر إِرَادَة. قَالَ: وَمَتى استرخت هَذِه العضلة وَوَقع مَعَ ذَلِك سدة فِي مجْرى الْبَوْل عسر تعرف العلتين جَمِيعًا واحتيج إِلَى استقصاء وَبحث شَدِيد عَن الْأَسْبَاب الْبَادِيَة.

لى خُرُوج الْبَوْل بِكَثْرَة إِمَّا بِلَا إِرَادَة وَإِمَّا بِإِرَادَة فَالَّذِي بِلَا إِرَادَة هُوَ استرخاء عضل المثانة وتحتاج إِن تسئل عَن الْعِلَل الْبَادِيَة وَأما الَّذِي بِإِرَادَة فإمَّا أَن يكون بحرقة أَو بِلَا حرقة وَأما الَّذِي يكون بِلَا حرقة إِمَّا أَن يكون مَعَ عَطش وَإِمَّا من غير عَطش وَأما خُرُوج الْبَوْل مَعَ حرقة فَإنَّا نذكرهُ فِي بَاب قُرُوح المثانة وأورامها وَأما الآخر فهاهنا. قَالَ: وَرجل سقط على قطنة فَكَانَ يخرج بَوْله بِلَا إِرَادَة فَعلمنَا أَن العضلة الملتقمة لعنق المثانة قد أضرت السقطة بالعصب الَّذِي يجيئها. لى ذرب الْبَوْل مَتى كَانَ مَعَ عَطش فَهُوَ ديابيطا وَإِن كَانَ بِلَا عَطش وَلَا حرقة فَهُوَ استرخاء العضل الَّذِي على المثانة وخاصة إِن كَانَ بعقب ضَرْبَة أَو برد شَدِيد وَإِن كَانَ مَعَ حرقة فَيكون لحدة الْبَوْل وَأما لقروح. سرابيون: قد يحدث ضرب من ذرب الْبَوْل لَا عَطش مَعَه وَلَا حرقة وَيخرج مِنْهُ بَوْل غليظ وَقد يكون فِيهِ دموية فِي الْأَكْثَر ويسكن إِذا وَقع مِنْهُ رسوب كثير وَرُبمَا جمد عَلَيْهِ شبه زبد الْبَحْر وَذَلِكَ يكون على حد بحران وَقد يكون حَادِثا لاتساع المجاري الَّتِي تنجذب فِيهَا مائية الدَّم إِلَى الكلى وَيحدث للبدن عَن ذَلِك نحول وهزال وَضعف واكثر مَا يكون بأدوار وكنحو مَا يكون عَنهُ اموريدس ويهزل الْجِسْم اكثر إِذا كَانَ هَذَا الْبَوْل غليظاً وخاصة إِن كَانَ فِيهَا دموية. وعلاج ذَلِك: أَشْرَاف علاج لَهُم السّكُون وَترك جَمِيع الحركات لِأَنَّهَا توسع المجاري وهم يَحْتَاجُونَ إِلَى ضد ذَلِك ويستعملون الْأَدْوِيَة والأضمدة والأشربة القابضة ويحذرون من جَمِيع مَا يدر الْبَوْل وَمن الْجِمَاع ويبردون الْقطن والبطن) وَيَشْرَبُونَ الْأَدْوِيَة النافعة لنزف الدَّم وَيَشْرَبُونَ لبن النعاج الَّذِي طبخ قَلِيلا أَو غير مطبوخ فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ وينعشهم وَيدْفَع هزالهم وَهُوَ عَظِيم النَّفْع جدا لهَؤُلَاء. وَإِن كَانَ يحدث بادوار فافصد قبل الدّور ثمَّ اسْتعْمل مَا ذكرنَا وَإِن كَانَ يحدث بِلَا أدوار فقاومه بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة وَالْجُلُوس فِي المَاء الْبَارِد فَإنَّك مَتى توانيت عَنهُ أدّى إِلَى الذبول وَإِن كَانَ ذَلِك يحدث لبحران فعلامته الْخُف الَّذِي يجده الْمَرِيض وَسُكُون الْمَرَض فَإِن دَامَ بعد البحران فقاومه أَيْضا فَإِنَّهُ قد صَار مَرضا ردياً. سرابيون: هَذَا يحدث مَعَه عَطش ويبول مَا شرب على الْمَكَان وَيحدث عَن شدَّة حر الكلى والتهابها وَضعف برده وتلززه وعلاج ذَلِك لِأَن هَذَا يكون من سوء مزاج حَار يَابِس يجب أَن تضمد الكلى بالمبردات ويسقى مِنْهَا وَلِأَن الْجِسْم فِي هَذِه الْعلَّة قد جف لِكَثْرَة الِاخْتِلَاف وَاسْتعْمل الشَّرَاب أَكثر من الْعَادة لِئَلَّا يتْرك للعطش موضعا للحدوث وأغذهم بالأحساء المتخذة من الْبر وَالشعِير وَمَاء الشّعير والقرع وَالْخيَار وضمد أكبادهم لتبرد فَتعين على تسكين الْعَطش واسقهم رب الحصرم وحماض الاترج والريباس وَمَاء القرع والبزر قطونا عَظِيم النَّفْع ودوغ الْبَقر والأدوية القابضة أَيْضا يُؤْخَذ من الاقاقيا دِرْهَمَانِ وَورد يَابِس ثَلَاثَة دَرَاهِم جلنار أَرْبَعَة صمغ وَاحِد كثيراء نصف رب السوس نصف يعجن بلعاب البزر قطونا وَقد يَجْعَل فِيهِ كافور وَيشْرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء بَارِد واجتذب عرقهم واطل كلاهم بالقابضة المبردة. فِي تقطير الْبَوْل بِلَا حرقة وَلَا وجع قَالَ: إِذا كَانَ تقطير الْبَوْل بِلَا إِرَادَة فَإِن ذَلِك

حَادث عَن ضعف عضل المثانة وَأكْثر مَا يكون ذَلِك للبرد فَإِن المثانة إِذا بردت أَصَابَهَا ذَلِك وَقد يحدث لضعف عضل المثانة فعالج ذَلِك يُؤْخَذ حب رمان وَحب الآس والبلوط وقشور الكندر وكمون كرماني بِالسَّوِيَّةِ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بشراب عَتيق أَو يُؤْخَذ بلوط وينقع بخل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يغلى ويدق وَيُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم واهليلج أسود وكابلى وبليلج واملج مقلو سَبْعَة دَرَاهِم قشار كندر خَمْسَة دَرَاهِم حب الآس دِرْهَم الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الحدادين. دَوَاء جيد لمن يَبُول فِي الْفراش: اهليلج كابلى بليلج املج عشرَة عشرَة بلوط منقع بخل خمر مقلو سَبْعَة دَرَاهِم سعد كندر راسن ميعة يابسة كسيلا خَمْسَة خَمْسَة مر ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق ويعجن بِعَسَل الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم وَقد جرب هَذَا الْحبّ للبول فِي الْفراش وتقطيره من الْبرد: جندبادستر قسط مر حاشا جَفتْ بلوط عاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِمَاء الآس الرطب ويحبب) وَيُؤْخَذ مِنْهُ عِنْد النّوم دِرْهَم أقل وَأكْثر بِقدر الْحَاجة وأناس يسقون شونيزاً وبزر السذاب. لى وَقد يعْطى لذَلِك تين ملوث بالزيت. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: مَتى حدث تقطير الْبَوْل عَن فَسَاد مزاج بَارِد ويرخي الْقُوَّة الماسكة استعملنا الْخمر والمعجونات الحارة كالانقرديا والمثروديطوس وينفعهم نفعا عَظِيما الاطريفل الصَّغِير يمزج بالشخزنايا بِالسَّوِيَّةِ وَينْقص وَيُزَاد على حَيْثُ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من ظُهُور الْبرد والبلوط والكندر نَافِع لَهُم والأدوية الَّتِي كتبناها فَوق والكندر قوي ثمَّ ذكر هَذَا الدَّوَاء الَّذِي أَوله حب رمان. مَجْهُول قَالَ: مِمَّا يعظم نَفعه لهَذِهِ الْعلَّة الحقن الدسمة الَّتِي فِيهَا قبض وَأما هَذِه فتهيأ من أمراق وقوابض وَشرب اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحديد وينفعهم مَاء الرُّمَّان والتفاح والسفرجل وَمَاء الشّعير قد طبخ فِيهِ الزعرور وَالْحمام الْيَابِس أَيْضا نَافِع لَهُم وضمد بطونهم بالسويق والخل وينفعهم الفصد والقئ ونبيذ التَّمْر والكمثرى. لى تياذوق الفها لسلس الْبَوْل: يُؤْخَذ بلوط قد انقع ثَلَاثَة أَيَّام بخل عشرَة دَرَاهِم وَمن حب الآس ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الْورْد الْيَابِس مثله وَمن الطباشير ثَلَاثَة دَرَاهِم بزر حماض مقلو دِرْهَمَانِ جلنار مثله عفص مثله طين أرميني ثَلَاثَة دَرَاهِم صمغ الْقرظ أَو صمغ السماق دِرْهَمَانِ كزبرة يابسة منقعة بخل ثَلَاثَة دَرَاهِم كاربا دِرْهَمَانِ بزر قطونا خَمْسَة دَرَاهِم كافور دِرْهَم يسقى بِرَبّ الريباس أَو مَاء الرُّمَّان الحامض أَو رب حماض الاترج الشربة مثقالان بِالْغَدَاةِ وَمثله بالْعَشي وَالطَّعَام حصرمية فَإِن هَذَا يقطع ديابيطش ويعتد مَعَ هَذَا أَن يمضغ تمراص هندياً فِي فِيهِ مرّة بعد مرّة أَو مصلاً أَو نَحوه ليقطع عطشه ويصابر الْعَطش جهده وضمد معدته وكبده بضماد بَارِد. من الكناش الْفَارِسِي مِمَّا يسْتَعْمل لتقطير الْبَوْل الَّذِي للمشايخ من برودة: حب المحلب وخولنجان وابهل وراسن. قَالَ: وَمِمَّا يمسك الْبَوْل جدا الأفيون. لى إِذا كَانَ يدر الْبَوْل مَا ارق الدَّم فالأفيون يمْنَع من ذَلِك وَلذَلِك يجب أَن يخلط بالبنادق الَّتِي ألفتها ويخلط بهَا أَيْضا كزبرة مقلوة وبزر قطونا وَنَحْو ذَلِك.

(القروح الْحَادِثَة فِي الذّكر) (والدبر والانثيين وكيسهما والأورام الحارة فِيهَا وَأما غير الحارة فَفِي بَاب) (الْقبل والبثور والحكة فِيهَا وتقرح القطاة فِي بَاب الاستلقاء اسْتَعِنْ بقوانين) (الْجِرَاحَات.) قَالَ فِي الْمقَالة الأولى من قاطيطريون: إِن الطَّبِيب قد يضْطَر كم من مرّة إِلَى أَن يقطع إِحْدَى الانثيين إِذا كَانَت قد عفنت فَيَرْمِي بهَا. 3 (القرع المحرق ورماد الشبث) الْيَهُودِيّ: عالج قُرُوح الإحليل بالقرع المحرق ورماد الشبث وبالاسفيذاج والمرتك والتوتيا وبالشادنة يذر عَلَيْهِ ذراً وبالصبر الْأَحْمَر. مرهم العدس للورم الْحَار فِي الانثيين ونواحيهما: عدس مقشر وَورد وقشور رمان ينعم طبخه وَخذ المَاء فَاضْرِبْهُ مَعَ دهن ورد نعما واطله عَلَيْهِ ودق الأثفال نعما واحمل مَعَه دهن ورد وضمد بِهِ فَإِنَّهُ نَافِع للورم الْحَار فِي الانثيين وَمَا جاورهما. دَوَاء نَافِع للقروح فِي الإحليل والأنثين الْعسرَة الْبُرْء الردئة مِنْهَا: قرع مسحوق ومرداسنج واسفيذاج الرصاص وشب يماني وَقِرْطَاس محرق واقليميا أصفر وقشور الغرب وكندر وشادنة بِالسَّوِيَّةِ يسحق نعما ويعالج بِهِ وينفع من الْحَرَارَة والحكة فِي الانثيين أَن يطلى بماميثا بخل وَمَاء. لى وينفع من الالتهاب المفرط فِيهِ: يُؤْخَذ عصير عِنَب الثَّعْلَب وشوكران فيطلى عَلَيْهِ وَمَتى لم تَجِد شوكران فادف فِيهِ افيوناً واطله. وللحكة فِي الانثيين: دَقِيق الباقلى ودهن ورد وسماق وَبَيَاض بيض يضْرب ويطلى عَلَيْهِ وَله وللورم الْحَار: مَاء عِنَب ثَعْلَب وَبَيَاض بيض ودقيق شعير ويطلى عَلَيْهِ. قَالَ: وَقد رَأَيْت من سَقَطت جلدَة بيضته كلهَا فعريت وَلم يبْقى عَلَيْهَا شَيْء فدوى بالصندل والورد والكافور مَعَ حجر الماس المحكوك بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب فبرئ. دَوَاء نَافِع للقروح الرَّديئَة فِي الذّكر والقبل ونواحيه: عفص وشياف ماميثا وانزروت وجلنار وَورد يَابِس وأقماع الرُّمَّان ومرتك وصبر وكندر يسحق وَيسْتَعْمل. آخر ينفع القروح المتأكلة فِيهَا: قرطاس محرق شبث يَابِس محرق وقرع محرق واقليميا واسفيذاج الرصاص ومرتك وقشور الغرب وشادنة وتراب الكندر بِالسَّوِيَّةِ ويعالج بِهِ. وينفع من الأورام الحارة فِيهَا: ورد يَابِس وعدس مقشر وقشور رمان يطْبخ بِالْمَاءِ حَتَّى ينضج ثمَّ يَجْعَل مَعَه دهن ورد ويضمد. وَإِن شِئْت أَن يبرد أَكثر فحى الْعَالم وَنَحْوه.)

مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء قَالَ: جَوْهَر قضيب الذّكر جَوْهَر الرباطات وَلذَلِك يحْتَمل الكي بالنَّار بالأدوية الحارة القوية من غير أَن يتَأَذَّى بِهِ والقروح الَّتِي تعرض فِيهِ كثيرا مَا تعفن إِن لم يُبَادر فِي تجفيفها بالأدوية القوية قَالَ: وجسم الْقَضِيب لَيْسَ فِيهِ شَيْء من الأعصاب الحساسة الْبَتَّةَ. قَالَ: والقروح الْحَادِثَة فِي العضل الَّذِي فِي أَسْفَل الذّكر والحادثة فِي المقعدة عسرة الْبُرْء وَذَلِكَ لِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى تجفيف قوي وَهَذَا الْموضع لَهُ فضل حس لِأَنَّهُ بجنبه عصب حساس لَا يُمكنهُ ذَلِك لفضل حس فِيهِ. قَالَ: وَقد يتعفن القروح الَّتِي تعرض فِي الْفرج وَالذكر سَرِيعا مَتى لم يُبَادر بتجفيفه. الطَّبَرِيّ: مَتى خرج خراج فِيمَا بَين الدبر والإنثيين وَخفت أَن يتقيح فضع عَلَيْهِ دَقِيق الْأرز معجوناً بِالْمَاءِ وَكلما سخن ضع عَلَيْهِ غَيره فَإِنَّهُ يمْنَع من التقيح. لى هَذَا مَوضِع مجوف لِأَنَّهُ عِنْد المثانة فَلذَلِك هَاهُنَا التقيح رَدِيء. من كناش مَجْهُول قَالَ: إِذا كَانَت قُرُوح فِي الْفرج وَالذكر والدبر وَلم يكن مَعهَا ورم فَعَلَيْك بِمَا يجفف كالقرطاس المحرق والقرع المحرق والشبث المحرق يدق وينفخ فِيهِ فَإِن جَفتْ القروح ثمَّ ابتلت بعد ذَلِك فذر عَلَيْهَا صبرا وشاذنة وَمَتى كَانَ فِيهَا نُقْصَان وَأَرَدْت انبات اللَّحْم فاخلط مَعَ هَذِه قشور كندر. بولس فِي فصد الْعرق من الكعب ويضمدون مَتى كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة بالبنج ودقيق الشّعير وبالقرع الني وبورق الْقصب ودهن الْورْد ودقيق الباقلى وَمَتى كَانَت الْعلَّة مَعَ جساوة فالحلبة وبزر الْكَتَّان مَعَ شراب أَو مَعَ عسل أَو مَعَ دَقِيق الايرسا وَإِذا تقرحت جلدَة الخصى من الْعرق فاسحق عفصاً أَو شيا وذره على شَحم ولطخ بِهِ وَمَتى حدث فِي جلد الخصى قلاع فاطلها بقيموليا بِمَاء بَارِد ودعها عَلَيْهِ حَتَّى تَجف ثمَّ اغسلها بِمَاء حَار ثمَّ ضمدها بِمَاء الكرفس وَأما اللَّحْم الناتئ الَّذِي يعرض للانثيين فاعجن رماد خشب الْكَرم بِمَاء وضمد بِهِ وَمَتى عرضت حكة فِي جلدَة الخصى فاطله فِي الْحمام بخل الْخمر ودهن الْورْد والنطرون والشبث والفلفل والميويزج فَإِذا خرج من الْحمام لطخه ببياض الْبيض مَعَ عسل. بولس: القروح الْحَادِثَة فِي المذاكر والمقعدة إِذا لم يكن مَعهَا ورم حَار يحْتَاج إِلَى أدوية تجفف جدا مثل الَّذِي يهيأ بالقرطاس المحرق والشيث والقرع المحرق وَأما الخراجات الْحَادِثَة الَّتِي لَيْسَ مَعهَا رطوبات كَثِيرَة فَإِن الصَّبْر مَتى سحق كالغبار ونثر عَلَيْهَا جففها وَمَتى كَانَت شَدِيدَة) الرُّطُوبَة ينفعها لحى شجر الصنوبر والشادنج وَمَتى كَانَ لَهَا عمق فاخلط مَعَهُمَا كندرا وَإِن كَانَ فِيهَا تَأْكُل فاضمده بعدس وخل وقشر رمان. وَإِذا كَانَ فِي الذّكر ورم فشده إِلَى فَوق وضمده بورق الْكَرم وَإِن حدث فِيهِ ترهل أَو جساء فانطله بِمَاء ملح واترك الْحَرَكَة فِي أورام الذّكر. انطيلس: مَتى كَانَ فِي الذّكر الخبيثة وعفن فليقطع وينثر عَلَيْهِ مَا يدمل ولمنع النزف:

الزنجار وزاج وَمَتى اشْتَدَّ النزف فاكو الْموضع. قَالَ: وَقد يخرج على الذّكر توتة وَرُبمَا خرج على الكمرة وعَلى غَيرهَا مِنْهُ فَمَا كَانَ رَدِيء الْمَذْهَب فاكوه بعد الْقطع وَمَا لم يكن رَدِيء الْمَذْهَب فاقطعه وانثر عَلَيْهِ الزنجار والزاج. ابْن سرابيون: فِي 3 (الحكة فِي الخصى) اسقيناج الرصاص سِتَّة كبريت أَبيض دِرْهَم أفيون نصف دِرْهَم يطلى عَلَيْهَا بخل ممزوج. آخر للحكة الْعَارِضَة فِي الخصى ويرشح شَيْء يشبه المَاء: أقاقيا ماميثا نصف نصف نوشادر دانق صَبر دانق زعفران نصف دِرْهَم اشنان مثل الْجَمِيع يدق وينخل ويخلط الْجَمِيع بالياسمين فَإِنَّهُ عَجِيب. بولس: إِذا بَدَت القطاة تحمر لطول الاستلقاء فَاتخذ دوارة من صوف لين. لى تتَّخذ من خرق كتَّان شيزى لين وتوضع تَحت الْموضع وتمرخ بدهن ورد وشمع ويذر عَلَيْهِ مرداسنج وآس فَإِن كَانَ ورماً حاراً فليضمد بعنب الثَّعْلَب وَنَحْوه وَإِن تَأْكُل وَصَارَ جرحا رديئاً فليضمد بعدس مَعَ قشور رمان. لى لَا شَيْء اجود إِذا بدا هَذَا الْموضع يحمر من أَن ينوم العليل على سَرِير قد نزع مِنْهُ فِي هَذَا الْموضع لوح وكشف هَذَا الْمَكَان مِنْهُ ويغطى بدوارة متخذة من خرق كتَّان ليصيب الْموضع وَإِن شِئْت رششت تَحْتَهُ المَاء الْبَارِد وفرشت الْخلاف وينفع مِنْهُ أَن ينوم العليل على الجاورس فَإِنَّهُ وطى وَلَا يحمى. 3 (مُفْرَدَات) الصَّبْر يدمل القروح الْعسرَة وخاصة مَا كَانَ مِنْهَا فِي الدبر وَالذكر وينفع من الأورام الْحَادِثَة فِي هَذِه الْمَوَاضِع. رماد الشبث ينفع القروح الرهلة الْكَثِيرَة الصديد إِذا نثر عَلَيْهَا وخاصة مَا حدث مِنْهَا فِي أَعْضَاء التناسل ويدمل القروح الرهلة الَّتِي تزمن وَهِي الَّتِي تكون فِي القلفة على مَا يَنْبَغِي ورماد القرع كَذَلِك. العفص مَتى طبخ وضمد بِهِ كَانَ نَافِعًا غَايَة النَّفْع لجَمِيع الأورام الْحَادِثَة فِي الدبر فلتطبخ إِن شِئْت إِلَى شدَّة الْقَبْض بشراب وَإِلَّا فبماء. بليغ النَّفْع للورم الْحَار فِي الانثيين: الحضض نَافِع للقروح فِي الدبر والديفروحس نَافِع جدا للقروح فِي الدبر وَهُوَ وكوهاسك وورق الآس إِذا سحق بِقَلِيل مَاء ودهن ورد وشراب وضمد بِهِ الأورام الحارة فِي الانثيين والشرى والبواسير نفع جدا. دَقِيق الباقلى مَتى طبخ بشراب وضمد بِهِ أَبْرَأ ورم الانثيين. ضماد مسكن للوجع جدا يوضع على الأورام الفلغمونية: إكليل الْملك يطْبخ بِالْمَاءِ مِقْدَار مَا يلين وَلَا يكثر المَاء ثمَّ يلقى عَلَيْهِ بعد الدق صفرَة بيض مسلوقة ودقيق بزر الْكَتَّان يعجن الْجَمِيع بميبختج ويضمد بِهِ. وينفع من الحكة والاشتعال والحرارة فِي الكلى والمثانة: بزر خشخاش بزر الْخِيَار بزر قرع بزر حمقاء رب السوس نشا كثيراء حب كاكنج لوز بطيخ ويعجن بلعاب بزر قطونا وَإِن كَانَ جرح مَعَ حِدة جدا فزد صمغاً وطيناً واعجنهما بِمَاء لِسَان الْحمل.

3 - (تقرح القطاة من طول الْمَرَض) إِذا ابتدأت تحمر هَذِه الْمَوَاضِع فَخذ صُوفًا لينًا وهيئ مِنْهُ شَيْئا شَبِيها بقرص كثير الْمِقْدَار وَيجْعَل تَحْتَهُ وَيكون كالدائرة على نَحْو مَا يَسْتَعْمِلهُ الحمالون واعمد إِلَى قيروطى بدهن ورد أَو دهن الآس وَيجْعَل فِيهِ مرداسنج واسفيذاج الرصاص وَيصير على الْموضع فَإِن عرض ورم حَار فليضمد بِخَمْر مَعَ عِنَب الثَّعْلَب أَو مَعَ البرسيان دَارا أَو مَعَ لِسَان الْحمل أَو مَعَ كرنب طري فَإِن عرضت فِيهِ قرحَة خشنة يبط عَنهُ ويضمد بعدس مَعَ قشر رمان. بولس: يتَّخذ دوارة عَظِيمَة من صوف لين وَيجْعَل تَحت الْموضع ويدهن بشمع ودهن الآس والورد مَعَ مرداسنج واسفيذاج. اوربياسوس: مَتى كَانَ تَأْكُل يطلى على الْموضع بعدس وقشر رمان.

العلل والأعراض

(القيل والفتوق) (والادرة وادرة المَاء وارتفاع الخصى إِلَى فَوق وصغرها وعظمها ونتو السُّرَّة) (وعلاج الخصى الَّتِي تمد وتجذب وتنجع والأورام الْبَارِدَة فِيهَا واسترخاء) (جلدتها والأورام الحارة فِيهَا.) فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: إِن المَاء الَّذِي فِي القيلة يستفرغ بأنبوب يدْخل فِيهِ. قَالَ: وَيقطع فِي علاج القيلة جُزْء من الصفاق. لى يَعْنِي من باريطاؤن لِأَنَّهُ ينزل إِلَى كيس البيضتين. 3 - (الْعِلَل والأعراض) الثَّانِيَة قَالَ: قيلة الأمعاء وقيلة الثرب يكونَانِ فِي أَكثر الْأَمر إِذا اتسعت المجاري النافذة من الصفاق إِلَى الخصيتين وَفِي الْأَقَل خرق يحدث فِي الصفاق فَيعرض أَن يكون الثرب أَو بعض الأمعاء ينزل فَيصير إِمَّا فِي ذَلِك الْخرق وَإِمَّا فِي كيس البيضتين. وَمن جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: إِذا رطب الصفاق وترهل لرطوبته يتوسع مِنْهُ مجاريه الَّتِي تنحدر إِلَى البيضتين حَتَّى ينحدر فِيهِ بعض الأمعاء إِلَى كيس البيضتين. لى علاج هَذَا القابضة المسخنة الصفاق مَمْدُود على الأحشاء كلهَا ولباس كيس البيضتين الدَّاخِل هُوَ مِنْهُ والبيضتان فِي جَوْفه كَمَاء الحشاء فِي جَوْفه. من محنة الطَّبِيب: قيلة الثرب والأمعاء مرض قوي عسير وَلَو كَانَ حجمه صَغِيرا وقيلة المَاء اسهل وَلَو كَانَ حجمه كَبِيرا. لى لم يعطنا هُوَ الْفرق وَلَا العلاج. وَقَالَ: هُوَ من علاج أَصْحَاب الْحَدِيد وَالْفرق بَينهمَا أَن قيلة المَاء لَا تدخل وَهُوَ لينَة لابثة ثَقيلَة لَهَا فتحس المَاء وَقيل الثرب والأمعاء يدْخل وخاصة قبل المعي فَإِن قيل الثرب يُمكن أَن لَا يدْخل وَقد رَأَيْت فِي المارستان شَابًّا لَهُ قيلة عَظِيمَة لَا تدخل إِلَى دَاخل وَكَانَ عظمها كالخريطة الْعَظِيمَة فَسَأَلته هَل يخرج برازه على مَا يجب فَقَالَ: أَنه لَا يُنكر من خُرُوج برازه شَيْئا الْبَتَّةَ وَلَو كَانَت مَعَ ذَلِك بعض أمعائه قد خرجت على ذَلِك الْعظم لَكَانَ بعض أمعائه أَو أَكثر من وَاحِد مِنْهَا قد سَقَطت فِي كيس القيلة فحدست أَن السَّاقِط فِي كيس القيلة الثرب أَكْثَره أَو كُله وأحتاج أَن اسْأَل مثله هَل أحس مُنْذُ حدث بِهِ ذَلِك بِنُقْصَان الهضم فَإِن قَالَ نعم فَذَلِك الثرب لَا شكّ. لى الصفن يعظم إِمَّا لنزول الثرب أَو المعي إِلَيْهِ وَلَا يعالج بالأدوية الَّتِي تضمد وعلامته أَن يرجع بالعصر وَإِمَّا لمائية وعلامته الثّقل والبريق وعلاجه

كتاب العلامات

الضماد بأدوية الاسْتِسْقَاء يضمد بهَا وَإِمَّا لريح وعلاجه أضمدة محللة كالأشق والميعة وَإِمَّا لورم صلب وعلاجه الشحوم والمخاخ والمقل والأشق وَكَانَ فِي المارستان رجل بِهِ صفن كَبِير وورم صلب 3 - (كتاب العلامات) قَالَ: يستلقي صَاحب قيلة السُّرَّة على قَفاهُ ويغمز فَإِن كَانَ ذَلِك امعاء وجع مَعَ وجع يسير وَعَاد بطيا وَإِن كَانَ ريحًا دخل بِلَا وجع شَدِيد وَعَاد سَرِيعا وَهُوَ أعظم مِمَّا كَانَ وَإِن كَانَ لَحْمًا ناتياً وَهُوَ الَّذِي رفع السُّرَّة لم يبرح. قَالَ: والأدر إِذا قَامَ كثيرا أَو اغْتسل عظمت أدرته وَإِذا جلس وَلم يغْتَسل صغرت وَمَتى غمزت سمع لَهَا قرقرة وَقد يعرض مثل ذَلِك للنِّسَاء فِي الأرابي. قَالَ: والفتق الَّذِي ينحدر فِيهِ إِلَى كيس البيضتين رُبمَا نزلت الأمعاء وَرُبمَا نزل الثرب وَإِذا غمزت عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَتى كَانَ ثرباً رَجَعَ بِلَا صَوت وَلَا قرقرة والأمعاء مَعَ صَوت وقرقرة. قَالَ: وَيجب للطبيب أَن يلقِي العليل على قَفاهُ ليرْجع وَيَأْخُذ مَوضِع الفتق بِيَدِهِ ويحتال لَهُ ليلحمه. قَالَ: وقيلة الأمعاء صلبة المجس مَعهَا وجع عِنْد الغمز وقرقرة وقيلة الثرب رخوة الملمس وَلَا وجع مَعهَا عِنْد الرُّجُوع وَلَا صَوت. قَالَ: وَمن بِهِ رُطُوبَة فِي جلدَة البيضتين فَإِنَّهُ ترى الرُّطُوبَة فِيهِ نيرة براقة إِذا عصرت المذاكر. قَالَ: ويعرض من ارْتِفَاع الخصى حَتَّى يبلغ مراق الْبَطن وَيبين هُنَاكَ أَن يشق وَهَؤُلَاء إِذا أَرَادوا أَن يبولوا عرض لَهُم وجع شَدِيد وتقطير قَلِيل. قَالَ: وَيحدث استرخاء فِي جلدَة البيضتين حَتَّى يكون كالخرقة لينًا وسماجة. تجارب المارستان: إِذا احتجت إِلَى رد البلس وَلم يرجع فِي الصفن خَاصَّة فَإِنَّهُ أَكثر مَا يتعسر وَلَا يرجع مَا نزل إِلَيْهِ فأجلسه فِي مَاء حَار وضمده حَتَّى يلين جدا ثمَّ رده وألحمه. 3 (الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة) نزُول الأمعاء إِلَى كيس البيضتين يكون إِمَّا لإنخراق باريطاون وَإِمَّا من اتساع المجرى الَّذِي ينحدر من ذَلِك الغشاء إِلَى كيس البيضتين. لى القيل أَربع: قيلة المَاء وقيلة ريح وقيلة الثرب وقيلة الأمعاء والماهرون يبطون قيلة الأمعاء بمبضع ثمَّ يكوونه وكيه: أَن تحمى المكاوي نعما وَتدْخل فِي البط وتدار فِي كيس البيضتين وَقد شيلت البيضتان إِلَى فَوق إدارة حميدة وَإِن عولجوا بالأدوية الحادة فيسحق الدَّوَاء الحاد كالغبار وينفخ فِيهِ نعما مَرَّات ويهد من العلاجين جَمِيعًا يتشنج الباريطاون وَلَا يدْخلهُ مَا بعد ذَلِك. الثَّالِثَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: الْبَيْضَة الْيُسْرَى أَضْعَف من الْبَيْضَة الْيُمْنَى وَيحدث أبدا اتساع الْعُرُوق واسترجاع الْجلد أَكثر مِمَّا يعرض فِي الْيُمْنَى. وَقد يكون فِي بعض الْأَوْقَات أَن يتَّفق فِي الْخلقَة أَن تكون الْيُسْرَى أقوى من الْيُمْنَى. لى من اخْتِلَاف الْأَعْضَاء الشبيهة الْأَجْزَاء: إِنَّمَا تحدث الفتوق فِي أَسْفَل السُّرَّة لِأَن فِي تِلْكَ النَّاحِيَة الصفاق لَيْسَ فَوْقه شَيْء من آثَار العضل الممتد على الْبَطن وَمَا فَوق السُّرَّة فَإِنَّهُ يَمْتَد على الصفاق العضل الممتد فِي عرض الْبَطن ويدغمه ويقويه ويغلظه.

الأولى من الثَّانِيَة من ابيذيميا قَالَ: ورم الانثيين قد يحدث كم من مرّة بالسعال يحدث لِأَن الْفضل ينْتَقل مِنْهَا إِلَى الصَّدْر بالآلات الْمُشَاركَة لَهَا وَقد ذكرنَا هَذِه الْمُشَاركَة فِي تشريح الْعُرُوق. الأولى من الثَّانِيَة من ابيذيميا قَالَ أبقراط: الفتوق الَّتِي تكون فِي المراق مَا كَانَ مِنْهَا فَوق السُّرَّة فَهُوَ مؤلم موجع رَدِيء يُورث كروبا وقيء الرجيع لِأَن ذَلِك مَوضِع الأمعاء الدقاق فَإِن برز مِنْهَا شَيْء من ذَلِك الفتق تبعه مَا ذكرنَا وخاصة إِذا كَانَ فِي الْجَانِب الْأَيْمن لِأَن ذَلِك مَوضِع الْأَعْوَر وجزء من القولن. لى هَكَذَا فسره حنين وَلَيْسَ من هذَيْن الدقاق. والفتوق الَّتِي نَحْو الْعَانَة وأسفل من السُّرَّة هِيَ فِي أول الْأَمر أسهل لِأَنَّهُ لَا يحدث عِنْد هَذِه الْأَشْيَاء لسعتها لِأَنَّهَا لسعتها لَا تمنع من مُرُور الثفل كَمَا تمنع من الدقاق وَلكنهَا فِي آخر الْأَمر تصير أشر وَذَلِكَ أَن فِيهَا تتسع دَائِما وَتعرض الفتوق من حَرَكَة شَدِيدَة والأمعاء ممتلئة. فتوق الرّيح لَا تدافع الْيَد وفتوق الأمعاء تدافع. السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ:) تعرض من الْبَيْضَة الْيُسْرَى وَأكْثر من الْيُمْنَى وَهِي بِالْجُمْلَةِ أَضْعَف من الْيُمْنَى لِأَن الْعُرُوق الَّتِي تَجِيء إِلَى الْبَيْضَة الْيُسْرَى لنفوذها تَجِيء من الْكُلية الْيُسْرَى وَالْعُرُوق الَّتِي تَجِيء الْكُلية الْيُسْرَى تنْبت من مَوضِع من الْعرق العميق قبل أَن يتنقى الدَّم من المائية الَّتِي فِيهِ وَأما مايجيء إِلَى الْكُلية الْيُمْنَى فَلَا. الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: المعي الْأَعْوَر أسْرع الأمعاء وقوعاً فِي الصفن لِأَنَّهُ مُطلق مخلى لَيْسَ بمربوط بالأغشية والجداول الَّتِي تسمى ماسريقا. الْيَهُودِيّ قَالَ: 3 (الفتق) يكون من الْجِمَاع على الشِّبَع وَمن تَوَاتر التخم وَمن الوثبة ويوجع مَتى كثرت الرِّيَاح فِي الْبَطن ويخف مَتى خفت. قَالَ: وإمساك المنى مُتَعَمدا عِنْد الْجِمَاع وصعود الْمَرْأَة فَوق الرجل يُورث الادرة وورم البيضتين. لى حدث بِي ورم فِي الْبَيْضَة الْيُمْنَى فاستعملت القئ فَكَانَ ينقص حَتَّى استعملته نقصا بَينا إِلَّا أَنِّي لم أستقصه لِأَنَّهُ لم يكن موجعاً وأدمنته مَرَّات حَتَّى اقلع بعد ذَلِك أَصله الْبَتَّةَ وَلم أرى شَيْئا أبلغ وأسرع وَأظْهر نفعا مِنْهُ. 3 (للورم الصلب فِي الأنثين) باقلى وحلبة وبابونج وَسمن وعقيد الْعِنَب أَو شيرج التِّين يضمد بِهِ. وَله إِذا أعي وَطَالَ: يُؤْخَذ رماد نوى التَّمْر الصرفان جزءان خطمى جُزْء يسحقان بخل ويضمد بِهِ. وللورم الصلب فِي الْأُنْثَيَيْنِ خمس تينات تنقع فِي خل خمر وَتَأْخُذ خَمْسَة دَرَاهِم من الْمقل الْأَزْرَق فانقعه فِي خل قَلِيل ثمَّ اجمعه سحقاً واطله عَلَيْهِ. وللورم فِي البيضتين: حمص أسود جُزْء مويزج جُزْء جُزْء عقارب محرقة يضمد بِهِ. وللادرة وَالرِّيح: مصطكى وأنزروت وكندر بِالسَّوِيَّةِ وغراء فأدف الغراء بنبيذ زبيب ثمَّ اجْمَعْ الْجَمِيع واطله وضع فَوْقه كاغذا وشده.

مرهم للفتق: صَبر وغراء وكندر بِالسَّوِيَّةِ يحل الغراء بخل احمه واطله على المجرى الَّذِي تنزل مِنْهُ الأمعاء مَرَّات كَثِيرَة. مرهم جيد لأدرة الصّبيان: ينقع الْمقل فِي نَبِيذ وَيجْعَل مَعَه قَلِيل زنبق ويطليه. لارْتِفَاع الخصى فَوق: ادخل العليل الْحمام سَبْعَة أَيَّام مُتَوَالِيَة وَأدْخل كل يَوْم فِي احليله أنبوباً من فضَّة وانفخ فِيهِ نفخاً شَدِيدا حَتَّى ينتفخ الحالبان فتنزل الخصى وعالج النفخة الكائنة فِي جلد الذّكر بقشر رمان وعفص وجلنار وأنزروت وطين مختوم وشياف ماميثا بِالسَّوِيَّةِ. أهرن للأدرة: جوز السرو وكندر وأقاقيا وجلنار وأنزروت وَدم الْأَخَوَيْنِ وحضض ومرو وأبهل فأنعم سحقه واعجنه بصمغ وألزقه على الْبَيْضَة ودعه حَتَّى يسْقط من ذَاته. وينفع من الورم الصلب فِي الْبَيْضَة أَن يُؤْخَذ من التِّين وورق السرو والأبهل جُزْء جُزْء وأشق وشحم البط يجمع بنبيذ ويضمد بِهِ وَيحل الْمقل بالزنبق ويطلى وَهُوَ جيد للصبيان. وينفع من الورم فِي الْأُنْثَيَيْنِ: باقلى وحلبة وبابونج يجمع بِسمن ويتضد بِهِ وَيحل الْمقل بالزنبق ويطلى وَهُوَ جيد. وَهَذَا دَوَاء جيد لما قد أعيا من الورم: رماد التَّمْر جزءان خطمى جُزْء اسحقه بخل وضمد بِهِ فَإِنَّهُ يبدد الورم. لى اخْرُج لَهُ من الأضمدة أضمدة محللة ولورم الْأُنْثَيَيْنِ يصب فِي الإحليل قَلِيل دهن زنبق فَإِنَّهُ عَجِيب أَو يعلق عَلَيْهِ فوة الصَّبْغ. من كتاب حنين قَالَ: ينفع من الأدرة دهن الخروع والشخزنايا. قَالَ: يُؤْخَذ مقل وكندر وأشق وصبر وَمر وأنزروت وقاقيا بِالسَّوِيَّةِ وغراء الْجُلُود جزءان يداف بالخل وَيجمع ويستلقي الأدر وَترد أدرته إِن رجعت ويطلى عَلَيْهَا يلزق بِهِ مِنْهُ فِي حريرة ويشد وَلَا يحل ثَلَاثًا ويقل الْغذَاء وَيَأْكُل كل لَيْلَة دِرْهَم شخزنايا بِمَاء بَارِد. ضماد يحل المَاء من الأدرة: فلفل حب الْغَار بورق بولس: هَذَا فِي الصّبيان قد يبرأ فِي الْأَدْوِيَة وَإِذا كَانَ الفتق نَحْو الأربية يُسمى قيلة الأربية وَإِذا) كَانَ نَاحيَة الخصى سمي قيلة الخصى وَمن أدويته: يُؤْخَذ قشر رمان عشرَة دَرَاهِم عفص فج خَمْسَة دَرَاهِم يطْبخ بشراب قَابض وزن خَمْسَة أَوَاقٍ وَيُوضَع عَلَيْهِ وَقبل ذَلِك رد المعي إِلَى دَاخل وانطل الْموضع بِمَاء بَارِد وبخل فِي كل عشرَة أَيَّام مرّة فَإِنَّهُ يلتحم فِي الصّبيان لرطوبة الصفاق فيهم وَيكون العليل مُسْتَلْقِيا ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَيشْرب مَاء قد غلى فِيهِ جوز السرو مَعَ شراب أَو يسقى جوز السرو عشرَة قراريط بشراب فَإِن هَذَا علاج نَافِع جدا. آخر: جوز السرو والعفص من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَنصف وَمن قشور الرُّمَّان ثلث أُوقِيَّة وَمن غراء الْجُلُود ثَلَاث أَوَاقٍ وَمن دقاق الكندر نصف أُوقِيَّة وَمن الحلزون مَعَ صدفه أُوقِيَّة وَمن الصَّبْر السقوطري نصف أُوقِيَّة وَمن الجلنار نصف أُوقِيَّة يطْبخ جوز السرو وقشر الرُّمَّان بِالشرابِ وَيجمع بِهِ الْبَاقِي ويضمد بِهِ وَهَذَا يصلح للكبار وَإِذا لم يصبر على الاستلقاء لم يقم إِلَّا وَقد أحكم شده وليدع الْأَدْوِيَة الَّتِي تنفخ وَكَثْرَة الشَّرَاب وَالْحمام وَالْحَرَكَة السريعة والصياح وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: وَأما الأدرة فَهُوَ اجْتِمَاع رُطُوبَة فِي جلد الخصى فليؤخذ من

النطرون ثَلَاثُونَ درهما وَمن الشمع سِتّ أَوَاقٍ وزيت خمس أَوَاقٍ فلفل مائَة حَبَّة حب الْغَار ثَمَانُون حَبَّة يَجْعَل ضماداً ويضمد بأضمدة الطحال وَالِاسْتِسْقَاء الحارة ويكمد بِشَيْء حَار بِالْغَدَاةِ والعشي ثمَّ يضمد بِهِ. يُؤْخَذ من سورج الْملح سِتَّة عشر درهما زبيب منزوع الْعَجم ثَلَاث أَوَاقٍ كمون هندي أُوقِيَّة نطرون أَحْمَر أُوقِيَّة كبريت أُوقِيَّة يَجْعَل ضماداً وَيُوضَع عَلَيْهِ رماد أصُول الكرنب قد عجن بشحم عَتيق مملح. ثمَّ قَالَ: وَلِئَلَّا يعود المَاء فافعل وَلم يذكر العلاج فاطلبه فِي نُسْخَة أُخْرَى وَأَنا أرى أَنه يحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة المغرية وَالتَّدْبِير المجفف. مَجْهُول للأدرة: كندر مقل اثْنَان أشق صَبر انزروت أقاقيا غراء بِالسَّوِيَّةِ يجمع بخل ويطلى بِهِ دفْعَة وَيلْزم ويستلقي على ظَهره وَلَا يَأْكُل إِلَّا قَلِيلا غير منفخ وَلَا يشرب مَاء إِلَّا قَلِيلا وَيَأْخُذ شخزنايا كل يَوْم وَلَيْلَة وَهَذَا ينفع الفتق فَوق الخصى أَيْضا. قَالَ: وينفع من الورم الْبَارِد فِيهَا كمون وَعسل بالزبيب يضمد بِهِ أَو بزر كتَّان وَمر نصف جُزْء ويضمد بِهِ أَو بابونج وشبث ورماد الكرنب بشحم يضمد بِهِ. لى هَذَا يحْتَاج إِلَى تَحْلِيل. شَمْعُون قَالَ: سَبَب ارْتِفَاع الخصى إِلَى فَوق ضعف الْحَرَارَة الغريزية فعالجه بالحمام أسبوعاً متوالياً فَإِن لم تنزل فَأدْخل فِي الْقَضِيب أنبوباً وانفخ فِيهِ بِشدَّة أبدأ حَتَّى ينتفخ الحالبان مثل الزق فَينزل الخصى. للخصى إِذا جربت فوجعت: عسل الزَّبِيب وكمون وشمع وَمَاء التفاح بِالسَّوِيَّةِ أَو) دهن بابونج أَو سمن بقر يمرخ بِهِ. من الاختصارات قَالَ: إِذا لم يرجع الفتق إِلَى مَوْضِعه فكمده حَتَّى يرجع ثمَّ ضع عَلَيْهِ الاكر 3 (حنين لورم الخصى بِلَا حرارة وَلَا جَمْرَة) يصب فِي الإحليل زنبق ويقطر فِيهِ مَرَّات فَإِنَّهُ جيد مجرب أَو يعلق عَلَيْهِ فوة الصَّبْغ أَعنِي من بِهِ ورم فِي الخصية فَإِنَّهُ ينفع أَو يُؤْخَذ مصطكى وأنزروت فينقع فِي طلاء أَو زنبق طليه على الْبَيْضَة أَو يَأْخُذ من النَّبِيذ وَمن التِّين وشحم البط جُزْءا جُزْءا وَمن ورق السرو وأشق من كل وَاحِد نصف جُزْء يجمع الْجَمِيع بطلاء عَتيق ويطلى بِهِ. من اختيارات حنين قَالَ: قد اجْمَعْ قدماء الْأَطِبَّاء على نفع جوز السرو من الفتق وَأما المحدثون فَإِنَّهُم يستعملون العفص الْفَج مطبوخاً بالنبيذ مسحوقاً ويضمد بِهِ ويشد على مَوضِع الفتق وَلَا يحل إِلَّا فِي الشَّهْر ويسقى العليل طبيخ جوز السرو وَقد مزج بِشَيْء من نَبِيذ. قَالَ: والقدماء أَيْضا يستعملون لَهُ ضماداً من الجلنار والبزر قطونا للصبيان وأصل السوسن الْبري ينفع من بِهِ هَذِه الْعلَّة من الصّبيان إِذا شرب. قَالَ: والبنطافلن نَافِع من هَذِه الْعلَّة شرب أَو ضمد بِهِ. أوريباسيوس مرهم للفتق: جوز السرو صغاره وطريه وقشور الرُّمَّان من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ فيطبخ بِزَيْت ويمد بِهِ إِلَى أَن ينْحل انحلالاً خَالِصا ثمَّ يدق فِي هاون حَتَّى يصير كالطين ويخلط بِهِ شَحم بقر عَتيق مَا يصير بِهِ كالمرهم ويعصر الأمعاء حَتَّى ترجع ويلطخ

الدَّوَاء على خرقَة وتوضع عَلَيْهِ وترفد وتشد وَتحل فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام مرّة. أَو خُذ زيتاً جُزْءا وكموناً نصف جُزْء ونطروناً ربع جُزْء فاجعله مرهماً بالدق وشده وَلَا تحله أسبوعاً حَتَّى يبرأ تعيد عَلَيْهِ مَرَّات. قَالَ: ولأدرة المَاء ضمده بِمَا ينشفها كَمَا يكون فِي الاسْتِسْقَاء أَحدهَا هَذَا: نطرون ونانخة وكبريت يجمع بالزييب بِلَا عجم ويطلى فينشف المَاء وَاسْتعْمل فِيهِ الأضمدة كالأضمدة الَّتِي تسْتَعْمل فِي الاسْتِسْقَاء. اطلاوس قَالَ: حل الْمقل بِالْمَاءِ حَتَّى يكون غليظاً كالمرهم وَضعه على القيلة أَو خُذ ورق السرو وأنعم دقه واجعله ضماداً بشراب فَإِنَّهُ يذهب برطوبة القيلة. من التَّذْكِرَة للصلابة الْعَارِضَة فِي الخصى: برنجاسف ودقيق الباقلى ودقيق الحمص وَالزَّبِيب وشحم أيل وشحم البط وشمع ودهن سوسن فَإِن كَانَ الورم مَعَ حرارة فدقيق الباقلى ودقيق) الشّعير وأصل الخطمى ودهن ورد وشمع. ولورم خصى الصّبيان: حل الكمون بطلاء وَتجْعَل مَعَه قَلِيل دهن ويطلى. ولورم الخصى من الْكِبَار وَالصغَار: باقلى مقشر مطبوخ وحلبة مطبوخة بابونج سمن الْبَقر ونبيذ مطبوخ يجمع الْجَمِيع ويطلى. وللورم فِيهِ الَّذِي لَا يتَحَلَّل يضمد برماد التِّين مَعَ نصفه من الخطمى المعجون معجوناً بالخل. 3 (المنقية للصلابة فِي الْأُنْثَيَيْنِ) بزر الْفَقْد خَمْسَة دَرَاهِم دَقِيق باقلى عشرَة زبيب بِلَا عجم خَمْسَة عشر كمون نبطي خَمْسَة دَرَاهِم دَقِيق الحمص عشرَة يدق الزَّبِيب مَعَ شَحم البط أَو مَعَ شَحم الأيل أَو شَحم الْعجل زنة أوقيتين وتدق الْأَدْوِيَة وتخلط جَمِيعًا بدهن سوسن وتوضع على الْموضع الوارم إِذا لم تكن حرارة فَإِن كَانَت حرارة فعنب الثَّعْلَب وبرسيان دَارا ودقيق الشّعير وأصل الخطمى وَمَاء الكزبرة ودهن حل. قَالَ: وينفع من الرّيح الغليظة الْعَارِضَة فِي الخصى أَن يسقى جوز السرو وبزر النانخة زنة دِرْهَمَيْنِ بِمَاء حَار أَيَّامًا. بولس وانطولس فِي 3 (نتو السُّرَّة) قَالَا: قد يعرض فِي السُّرَّة نتو وَغلظ لفتق أَو غَيره قَالَ: شقّ الصفاق فِي بعض الْأَوْقَات فِي مَوضِع السُّرَّة يخرج الثرب والأمعاء وَرُبمَا كَانَ ذَلِك بِلَا فتق هَذَا المعي لَكِن من رُطُوبَة بَارِدَة تَجْتَمِع هُنَالك كالحال فِي الاسْتِسْقَاء وَرُبمَا نبت هُنَاكَ لحم فضل فَكَانَ نتو السُّرَّة عَنهُ وَرُبمَا كَانَ ذَلِك ريحًا تَدْفَعهُ الطبيعة وَرُبمَا كَانَ فتق شريان كالحال فِي انورسما أَو فتق عرق عَظِيم. لورم مثل لون الْجَسَد وَيكون لينًا بِلَا وجع وَيكون مُخْتَلف الْموضع وَإِن كَانَ الَّذِي يَدْفَعهُ معي يكون شكله أَكثر تغيباً واختلافاً وَإِذا كبسته بالأصابع غَابَ وَرُبمَا غَابَ بقرقرة ويعظم كثيرا عِنْد الدُّخُول إِلَى الْحمام والدلك وَإِذا كَانَ الَّذِي يدْفع السُّرَّة شَيْء رطب يكون لمسه لينًا وَلَا يغيب إِذا كبس بالأصابع وَلَا ينقص وَلَا يزِيد أَيْضا وَإِن كَانَ الَّذِي يدْفع السُّرَّة دَمًا فَإِنَّهُ مَعَ مَا وَصفنَا من دَلَائِل الرُّطُوبَة يكون لون النتو إِلَى السوَاد وَإِن كَانَ الورم من لحم نابت يكون الورم جاسياً صلباً لَازِما لعظم وشكل وَاحِد وَإِن كَانَ من ريح ونفخة فَإِن لمسه يكون أَلين.

والعلاج: أما مَا كَانَ من فتق شريان أَو عرق عَظِيم أَو من ريح فَلَا تعالجهم وَأما سَائِرهمْ فأقم العليل وَأمره أَن يمد قامته ويمسك نَفسه وَيقف متمدداً ثمَّ أرشم حول ورم السُّرَّة كُله دَائِرَة بمداد) ثمَّ أمره أَن يستقلي وَخذ بالغمادين حول الورم كُله حَيْثُ رشمت ثمَّ مد وسط الورم إِلَى فَوق بصنارة ثمَّ أَدخل فِيهِ إبرة بخيط ثمَّ أجعَل فِي وسط الورم عُرْوَة بأنشوطة لتتمكن بِهِ من الْمَدّ ثمَّ بط وسط الورم وَأدْخل السبابَة وَانْظُر هَل صَار الْخَيط تَحت الثرب أَو تَحت المعي فَإِن كَانَ صَار تَحت المعي أرخيت الْخَيط وَدفعت المعي إِلَى الْأَسْفَل وَمَتى كَانَ ثرباً مده واقطع فضلته بعد شدّ رُؤُوس مَا فِيهِ من الشرايين وَالْعُرُوق إِن كَانَ هُنَاكَ. لى تحر فِي إِدْخَال الإبرة أَن تمر فِي المراق فَقَط لِئَلَّا تحْتَاج إِلَى مَا ذكرنَا وَذَلِكَ يكون بِلَا تعمق ثمَّ خُذ إبرتين بِقدر عظم الورم بخيوط ممدودة فِيهَا مستوية الرأسين فأدخلهما فِي الورم من الطّرف إِلَى الطّرف على شكل الصَّلِيب ثمَّ اقْطَعْ الخيوط حَتَّى يصير لَهَا أَرْبَعَة رُؤُوس ثمَّ اجزمه فِي كل مَوضِع حَتَّى يسْقط اللَّحْم وَيَمُوت. ثمَّ خُذ فِي الأدمال واحرص أبدا أَن تكون تدمله وَهُوَ متقعر غير ممتلئ فَإِنَّهُ اجود ليشبه شكل السُّرَّة فَأَما انطيلش فَزَاد فِيهِ قَالَ: إِذا كَانَ الدَّافِع للسرة الثرب فَلَا وجع مَعَه وَإِن كَانَ المعي فمعه وجع وريح قَالَ: وَإِن كَانَ ريح فَإنَّك إِذا ضَربته سَمِعت مِنْهُ صَوت الطبل فِي الغمز. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تَأمر العليل أَن ينْتَصب ويمد قامته ويثنيها إِلَى خلف مَا أمكن وَيحبس نَفسه مَا قدر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ بِهَذَا الْوَجْه يظْهر كل هَذَا الورم. قَالَ: وَإِن كَانَ هَذَا الدَّافِع للسرة مَاء أَو ورم فبط وَسطه مَعَ العروة وأفرغه ثمَّ أدمله لِأَن باريطاون غير مثقوب فَأَما أنورسما فماء وريح. انطيلش: إِنَّه قد يعالج أَيْضا لَكِن بِالْقطعِ والخياطة أَيْضا. ابْن سرابيون قَالَ: على الْبَطن حجابان الثرب والصفاق. قَالَ: الصفاق إِذا بلغ الاربيات يكون مِنْهُ ثقبان برنجان من كل جَانب وَاحِد يبلغان إِلَى الخصى ثمَّ ينفتحان وينبسطان وَيصير مِنْهُمَا كيس وَاحِد يحوي البيضتين وَيُسمى هَذَا لكيس باليونانية ابلوطروايداس وَهَذِه البرانج رُبمَا اتسعت بِسَبَب رُطُوبَة تبلها وترخيها أَو تنخرق فِي هَذَا الْموضع أَو غَيره من وثبة أَو صَيْحَة وَنَحْوهَا لَا سِيمَا بعد الإمتلاء فَإِن اتسعت أَو انخرقت نزل الثرب أَو نزلت مَعَه الأمعاء إِلَى كيس الخصى فَإِن كَانَ قَلِيلا والفتق صَغِيرا حَتَّى أَنه ينزل شَيْء قَلِيل من الثرب قيل قيلة الثرب وَإِن كَانَ عَظِيما حَتَّى ينزل فِيهِ من الأمعاء شَيْء صَالح قيل لَهُ قيلة الأمعاء وَمَتى لم يكن شَيْء من ذَلِك اجْتمع فِي كيس الخصى رُطُوبَة كَمَا يجْتَمع فِي الاسْتِسْقَاء قيل لَهُ قيلة الأمعاء. العلاج قَالَ: إِذا كَانَت القيلة صَغِيرَة فِي الأربية فَإِن الماهين يشيلون المعي إِلَى فَوق قَلِيلا وَتَكون) الأربية الألمة لتكاثف الثقب الَّذِي ينزل فِيهِ الأمعاء بالكي فَإِن كَانَت كَثِيرَة فَإِنَّهُم يشيلون المعي ويربطونه بلجام قوي لِئَلَّا يرجع ثمَّ يكوون مَوضِع الفتق وَلَا يحلونَ اللجام حَتَّى يبرأ وَأما الفتوق الصغار جدا فِي أجسام الصّبيان والأجسام اللينة فتعالج

بالقابضة مثل جوز السرو وورقة والأبهل فَإِن هَذِه تجفف تِلْكَ الْأَجْسَام الَّتِي استرخت من الرُّطُوبَة والأقاقيا والطراثيث وَالصَّبْر والمر والمصطكى وتراب الكندر وقشور الرُّمَّان وغراء السّمك والعفص الْفَج وسماق الدباغة والشب وَنَحْوهَا ويخلطون بهَا مَا يحلل الرِّيَاح كالأبهل والكمون وَالَّتِي لَهَا مَعَ حل الرِّيَاح قبض وَمَا يلين الأورام ويسكنها كالراتينج والمقل وعلك البطم. وَأما قيلة المَاء فَإِنَّهُم يفصدونها وَيخرجُونَ المَاء ثمَّ يجْعَلُونَ فِي الثقب أدوية حارة لتنقى الْكيس الَّذِي يحتبس فِيهَا وَلَا يَأْتِيهِ لَكِن يتبدد. لى هَذَا هُوَ الْكيس الَّذِي من الصفاق ثمَّ يدملونه وَآخَرُونَ يقطعونه بالحديد اعني ابلوطروايداس حَتَّى يتبدد المَاء فِي الْهَوَاء. لى إقرأ مَا فِي انطيلش فِي القيل فَإنَّك تفهمه الْآن وَحَوله إِلَى هَاهُنَا. سَابُور للفتق: مصطكى وقشر الكندر وَجوز السرو وورقة وَمر وعنزروت وغراء السّمك من كل وَاحِد جُزْء يذاب الغراء بالخل وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وتستعمل فَإِنَّهُ عَجِيب جيد بَالغ. قَالَ فِي الْخَامِسَة من التشريح قولا أوجب مِنْهُ: إِن الفتق إِنَّمَا يعرض لاسترخاء أوتار العضل الَّتِي على الْبَطن وَهِي أوتار غشائية تضبط جَمِيع الْموضع اللين من الْبَطن وتبلغ إِلَى الْعَانَة والحالب وَفِي هذَيْن ثقب لينزل مِنْهُ الباريطاون قَالَ: فَإِذا استرخت هَذِه الأوتار وَعرض من ذَلِك قيلة وَهُوَ الفتق والقرو. لى هَذَا حق لِأَن الباريطاون رَقِيق جدا يَقُول: إِنَّه شَبيه بنسج العنكبوت الرَّقِيق فَالْحق أَن يكون الضَّابِط للأمعاء هَذِه الأوتار الغشائية. قرابادين سَابُور الْكَبِير لورم خصى الصّبيان وَغَيرهم: ينقع الْمقل ثمَّ يطلى على الْبَيْضَة الوارمة. جيد لورم الخصية: باقلى مقشر وحلبة يغليان غلية بِالْمَاءِ حَتَّى يلين ثمَّ يلقى عَلَيْهِ بابونج مسحوق وَيجمع بِسمن ويضمد بِهِ وَقد يُزَاد فِيهِ مقل وطلاء ودهن زنبق مَتى احْتِيجَ إِلَيْهِ. الْيَهُودِيّ قَالَ: اسْقِ أَصْحَاب الفتق الشخزنايا وكل مَا يبدد الرِّيَاح وَشد الفتق وامرخه بدهن الناردين وَلَا تعطهم منفخاً. لى مصلح أوريباسيوس التسع مرهم للفتق الَّذِي يخرج إِلَيْهِ الثرب والمعي: يُؤْخَذ جوز السرو وصغار وطرية وقشور الرُّمَّان من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ يطْبخ بشراب أسود قَابض ويمد بِهِ أبدا قَلِيلا قَلِيلا إِلَى أَن يتهرأ ثمَّ يدق فِي هاون دقاً جيدا ويخلط بِهِ) شَيْء من أنزروت ويلطخ على خرقَة وَيرد المعي ويلصق بِهِ وَلَا يحل وَلَا يَأْكُل إِلَّا فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام مرّة. وَمن أدوية الفتق جوز السرو والعفص والسعد والسنبل وعجم الزَّبِيب والكندر والأقاقيا وبزر الأنجرة والكمون والغراء والأنزروت والمرزنجوش. وَمن أدوية قيلة المَاء: النطرون والمرقشيشا والعاقرقرحا والمقل والنانخة ودهن الزنبق وَسَائِر المحللات. أوريباسيوس: ضماد النخالة جيد فِي الورم الصلب فِي المذاكر خَاصَّة وَفِي جَمِيع الْأَعْضَاء يُعَاد على النخالة الدق مرّة بعد مرّة وينخل بِشَيْء صفيق وَيحل أشق بسكنجبين ويعجن بِهِ وَيلْزق بالموضع وَهُوَ حَار معتدل ويعاد عَلَيْهِ شَيْء آخر حَار أبدا فَإِنَّهُ عَجِيب. لى إِذا بَدَأَ الفتق بِلَا طفرة وَلَا صَيْحَة إِن كَانَ طَويلا فَإِنَّهُ قيلة وَإِن كَانَ أَسْفَل عِنْد الحالب فَإِنَّهُ توسع البرانج وَتَنْفَع مِنْهُ الأضمدة الموصوفة غَايَة النَّفْع وَهِي الَّتِي تجفف غَايَة التجفيف

جوامع التدبير الملطف

وَإِذا كَانَ مستديراً وَكَانَ فَوق هَذَا الْموضع يوجع إِذا نَام على الْقَفَا أَو غمز بِالْيَدِ فَهُوَ انخراق الصفاق وَلَا ينفع فِيهِ الضماد وملاكه الشد. معجون للفتق: يسقى مَا يحل النفخ ويلين الْبَطن تُؤْخَذ ورق السذاب الْيَابِس ودوقوا وكمون ونانخة وبزر الفنجنكشت وفودنج وبورق أَجزَاء سَوَاء وَمن الافتيمون مثلهَا اجْمَعْ السَّادِسَة من الميامر: المر يصل إِلَى عمق الْأَعْضَاء لِأَن طَبِيعَته لَطِيفَة حَتَّى تَبرأ الْأَعْضَاء الوارمة ويستقصى برؤها. لى لذَلِك من أدوية الفتق ويخلط بالقوابض فيوصلها. 3 - (جَوَامِع التَّدْبِير الملطف) قَالَ: إِذا كَانَ فِي الصفن ورم صلب أَو فِي الأربية سمي قيلة اللَّحْم وَإِذا كَانَ فِي الصفن مَاء قيل لَهُ قيلة المَاء وَإِذا كَانَ فِيهِ الثرب والأمعاء قيل لَهُ قيلة الثرب والأمعاء وَإِذا حدث فِيهَا دوال قيل قيلة الدوالي. 3 - (تجارب المارستان) صَاحب الفتق يَنْبَغِي أَلا يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ إِذا تَأْكُل وَلَا يَأْكُل بقولاً وَلَا حبوباً منفخة ويتعاهد مَا يحل النفخ ويدمن الشد. وَمن خِيَار ضماده الَّتِي تعْمل فِي المارستان: جوز السرو ويسحق كالكحل وقشور الكندر وأنزروت بالسواء وَيحل غراء السّمك فِي خل يغلى وَيجمع بِهِ وتطلى بِهِ خرقَة ويضمد ويحذر الصياح والوثب والطفر. جالينوس: من النَّاس من يلين الْمقل الْعَرَبِيّ بريق إِنْسَان لم يَأْكُل شَيْئا حَتَّى يصير كالمرهم ثمَّ يضمدون بِهِ قيلة المَاء. الحمص الْأسود يحلل أورام البيضتين. مُفْردَة: ذَنْب الْخَيل ينفع من الفتق جدا السرو ينفع من الفتق جدا لِأَنَّهُ يجفف فيقوي الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة ويقويها ويصل قَبضه إِلَيْهَا إِذا كَانَ مَعَه حرارة قَليلَة توصل الْقَبْض وَلَا تبلغ أَن تلذع لى الْمقل إِذا لين ببزاق صَائِم وضمد بِهِ قيلة المَاء أبرأها. جوز السرو إِذا ضمد بِهِ وَحده أَبْرَأ القيلة والأدرة. الكمون مَتى خلط مَعَ دَقِيق الباقلى أَو لحم الزَّبِيب أَو بقيروطى أَيهَا شِئْت وضمدت بِهِ الْأُنْثَيَيْنِ اللَّتَيْنِ فيهمَا ورم صلب حلله. الكزبرة إِذا خلط بِلَحْم الزَّبِيب أَو بالعسل أَبْرَأ ورم البيضتين الصلب وَغَيره. ابْن ماسويه: دَقِيق الحمص يحل الورم الصلب فِي الْأُنْثَيَيْنِ والثدي. ماسرجويه والخوز: الْمقل الْأَزْرَق يحلل الأورام الصلبة فِي الْأُنْثَيَيْنِ إِذا ضمد بِهِ. الخوز وماسرجويه: دم السلحفات وبولها بليغ النَّفْع جدا لفتق الصّبيان إِذا حقن بِهِ الإحليل وَحده أَو خلط بِهِ شَيْء يسير من مسك وقطر فِي الإحليل أَو طبخ هَذَا الْحَيَوَان بِالْمَاءِ وَيجْلس الصَّبِي فِيهِ. ينفع نفعا عَظِيما أَن يسحق الصدف أَو مَعَ رُطُوبَة أَو رطوبته مَعَ مر وكندر وقاقيا وغبار الرَّحَى ويضمد بِهِ الفتق بعد أَن تدخله فَإِنَّهُ يلْزمه وَلَا يُفَارِقهُ. مسَائِل ايبذيميا الثَّانِيَة: الفتوق الَّتِي تكون فَوق السُّرَّة أَكثر وجعاً مِمَّا تكون تَحت

السُّرَّة إِلَّا أَن الَّتِي أَسْفَل السُّرَّة أشر عَاقِبَة لِأَنَّهَا تزداد دَائِما اتساعاً لِأَن الأمعاء تدفع الصفاق فِي ذَلِك الْموضع دفعا عَظِيما وَأما إِلَى فَوق فأكثرها ألماً مَا لم يكن فَوق السُّرَّة بِكَثِير لَكِن بِالْقربِ مِنْهَا وَمَا كَانَ) بِالْقربِ مِنْهَا وَمَا كَانَ مائلاً إِلَى نَاحيَة الْيَمين وَهَذِه أعنى الَّتِي هِيَ فَوق أَلين مغمزاً وَأَشد اندفاعاً إِذا غمزت لِأَنَّهَا فِي الْأَكْثَر إِنَّمَا تكون فِيهَا ريح وَإِن كَانَ فِيهَا فِي بعض الْأَحْوَال شَيْء من المعي فَإِنَّهَا تنْدَفع بِسُرْعَة لِأَن مَكَانَهُ لَيْسَ مَنْصُوبًا إِلَى أَسْفَل كالحال فِي السُّفْلى وَلَا تدافع الغمز لثقله الطبيعي إِلَّا قَلِيلا. كَانَ رجل يُصِيبهُ وجع فِي حالبيه ثمَّ ينزل إِلَى بيضته الْيُمْنَى فَيصير ورماً صلباً فَكَانَ يذهب ذَلِك الورم إِذا جَامع وَيبرأ مِنْهُ أبدا دَائِما. لى إِنَّه رُبمَا وَقعت الرّيح فِي الفتق فَاشْتَدَّ الوجع جدا. وعلاجه فِي هَذِه الْحَال: احْتِمَال الحمول المهيأ من ورق السذاب وَالْعَسَل والكمون والنطرون يسحق نعما بِعَسَل حَتَّى يرق وتلطخ صوفة وَيحْتَمل فَإِنَّهُ يفش الرِّيَاح واسقه مِثْقَالا من الكمون بطبيخ الخولنجان فَإِن سكن وَإِلَّا أَدِيم الكماد وَالْحمام وَإِن بقيت فِيهِ بقايا انتفاخ وضع عَلَيْهِ محاجم وضمد بالسذاب والكمون وَحب الْغَار والمرزنجوش وَنَحْوهَا مِمَّا يفش ويحلل الرّيح وَأما الاحتراس من ذَلِك فَترك الْبُقُول والحبوب وَالشرَاب الممزوج الرَّقِيق والفواكه والتخم وَاسْتِعْمَال الشد عِنْد الْحَرَكَة وامتلاء الْبَطن وَلَا يتزحر إِلَّا وَهُوَ مشدود وَلَا يَتَحَرَّك إِذا أكل الْبَتَّةَ وَتَكون طَبِيعَته أبدا لينَة بالتمرى والكمونى وَنَحْوهمَا. الأولى من الْعِلَل والأعراض قَالَ: رُبمَا تزيد الأنثيان أَو إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى بِلَا عِلّة فِيهَا الْبَتَّةَ أَلا تزيد فِي جرمها من جنس الخصب فَقَط من الغلظ الْخَارِج عَن الطَّبْع. قَالَ: قيلة اللَّحْم هُوَ سقيروس حَادث فِي الْأُنْثَيَيْنِ. لى تكبر الخصى إِمَّا لشَيْء يدْخل إِلَى كيسه وَهُوَ ثَلَاثَة: المعي وَالْمَاء وَالرِّيح وَإِمَّا لورم فِي الخصى وكيسه أَو فِي إِحْدَاهمَا وَهُوَ إِمَّا دموي وَإِمَّا بلغمي وَإِمَّا مسيح دَوَاء نَافِع لقرو الصّبيان: يحل الْمقل بشراب ويطلى عَلَيْهَا. خَالِد للفتق: تسحق كماة يابسة وأدفئها بغراء سمك ويبرد ويطلى بِهِ بِخرقَة وَتلْزم وتشد. قَالَ: إِن كَانَ الورم فِي الخصى أَبيض فقطر فِيهِ نفطاً أَبيض فَإِنَّهُ يبرأ وَإِن كَانَ أَحْمَر فاطله بتوتيا بخل. من كتاب جِبْرِيل للورم فِي الخصى: دَقِيق الحلبة والباقلى يعجن بدهن سوسن وضمده وقطر فِي الإحليل مسكاً يَسِيرا بدهن زنبق فَإِنَّهُ أقوى العلاج. الْيَهُودِيّ: قد يحدث الفتق من الْجِمَاع على الإمتلاء وعَلى تخمة وريح فِي الْبَطن كَثِيرَة. لورم الخصى: شَحم كلى مَاعِز مصفى جُزْء دهن السوسن نصف جُزْء دَقِيق الباقلى مثله شمع أصفر ثلث وَتجمع الْكل. 3 (مُفْرَدَات)

دهن الأقحوان ينفع من ورم الخصى وَالذكر أَن يطلى باذروان بخل خمر قَالَ: يستعان بثبات ورم المقعدة والمذاكير وبجميع مَا يحلل الأورام. قَالَ: دهن الأقحوان ينفع من أدرة المَاء بعد ان يسقى بزر قطونا مَتى ضمد بِهِ قيل الأمعاء الْعَارِضَة للصبيان والسرر الناتية أبرأها. وَقَالَ: يجب أَن تَأْخُذ اكسونافن فينعم دقه ثمَّ يَجْعَل فِي قوطولين من مَاء فَإِذا أجمد المَاء ضمد بِهِ وَقَالَ: دهن الدَّارَقُطْنِيّ إِذا خلط بالقردمانا جيد لأدرة المَاء ثمَّ تمسح بِهِ سومقروطن يوضع على الفتق جالينوس وَقَالَ: الطحلب الَّذِي يُسمى عدس المَاء مَتى ضمدت بِهِ قيلة الصّبيان أضمرها وَقَالَ: الْمقل الْيَهُودِيّ إِذا أذبت بريق صَائِم نفع من أدرة المَاء. قَالَ جالينوس: الْمقل الْعَرَبِيّ يَسْتَعْمِلهُ خَاصَّة فِي قيل المَاء بِأَن يلين بريق صَائِم حَتَّى يصير كالمرهم. جوز السرو إِذا طبخ بخل ودق ويضمد بِهِ أضمر الأدرة والفتق وورقه يفعل ذَلِك جوز السرو وورقه ينفع أَصْحَاب الفتق لِأَنَّهُ يجفف الْعُضْو مَعَ تَقْوِيَة الْعُضْو ويصل قَبضه للحرارة القليلة الَّتِي فِيهِ إِلَى عمق الْأَعْضَاء. الجلنار يضمد بِهِ الفتق. قَالَ: الراوند نَافِع للفتق وَكَذَلِكَ ذَنْب الْخَيل. بولس: يُقَال: إِن ورق ذَنْب الْخَيل مَتى شرب بِالْمَاءِ أضمر قيلة الأمعاء. الريوند نَافِع للفتق وَكَذَلِكَ ذَنْب الْخَيل ينفع الفتق الَّذِي ينحدر فِيهِ الأمعاء إِلَى كيس البيضتين. ملاك الفتق والقيلة أَن يوضع عَلَيْهَا الضماد وينام صَاحبه جهده مَا أمكن. للقيلة جيد نَافِع: عُصْفُور خَمْسَة زعفران دِرْهَمَانِ جلد خف محرق خلق قشر رمان حُلْو صفرَة بيضتين كندر ثَلَاثَة دَرَاهِم عصارة لحية التيس وقاقيا خَمْسَة غراء السّمك زفت رطب صَبر صمغ دهن الآس عنزروت أذب مَا يذاب واجمع الْبَاقِيَة إِلَيْهِ بنقيع غراء السّمك وَيلْزق بِهِ وينام جهده ثمَّ اغسله بطبيخ أَشْيَاء قابضة وخاصة جوز السرو ثمَّ أعد عَلَيْهِ مَرَّات. من الْجَامِع: اسْقِ للْمَاء الَّذِي فِي كيس البيضتين الْأَدْوِيَة المدرة للبول وَاجعَل الطَّعَام فجلية وشراب السكنجبين وجلاباً ممزوجين بِمَاء. اسْتِخْرَاج: واطل الْموضع بأخثاء الْبَقر والطين وَنَحْو ذَلِك من أضمدة الْجَبْر. من الْكَمَال والتمام: للقيلة تُؤْخَذ الكمأة الميبسة فتسحق نعما وتداف بِمَاء غراء السّمك ويطلى الْموضع. وَقَالَ فِي الْعِلَل والأعراض: تعرض الرُّطُوبَة للغشاء المحتوي على الأحشاء ان يَتَّسِع المجرى الَّذِي ينحدر مِنْهُ إِلَى البيضتين حَتَّى ينحدر فِيهِ الأمعاء إِلَى الْأُنْثَيَيْنِ فَتحدث الْقلَّة. ضماد للفتق عَجِيب: مصطكى قشور الكندر جوز السرو وورقة وَمر وعنزروت وغراء السّمك من كل وَاحِد بِالسَّوِيَّةِ يذاب الغراء بخل خمر وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وتستعمل جَوَامِع الْعِلَل مَتى كَانَ الورم الصلب الْمُسَمّى سقيروس فِي الْأُنْثَيَيْنِ سمى قيلة اللَّحْم وَمَتى كَانَ فِي الصفن مَاء سمى قيلة المَاء وَمَتى انحدر الثرب إِلَى الصفن سمى قيلة الثرب أَو قيلة الأمعاء إِذا انحدرت إِلَى المعي وَإِذا كَانَ فِي الصفن دوالي قيل قيلة الدوالي. لى وَتَكون قيلة فِي قَصَبَة الرئة وَفِي الْعُرُوق الضوارب وَيَنْبَغِي أَن نصف أَصْنَاف الفتوق والقيل.

لى إِذا انحدر الثرب كَانَ بِلَا وجع وَإِذا انحدرت الأمعاء كَانَ مَعهَا وجع شَدِيد وتأذ بالرياح. الْيَهُودِيّ قَالَ: الفتق يحدث من الْجِمَاع على الشِّبَع والتخم المتواترة وَالْحمل الثقيل والطفر والعدو على الامتلاء ويخف وَجَعه مَتى خفت الرِّيَاح فِي الْجوف وبالضد يسقى للفتق الشخزنايا بِمَاء) الحلبة وتمرخ بطونهم بدهن الْغَار. للفتق والأدرة: غراء أنزروت كندر بِالسَّوِيَّةِ يذاب الغراء وَيجمع وَيلْزم ويشد نعما. لأدرة الصّبيان: تطليه بمقل قد حل فِي شراب أَو فِي دهن زنبق. لى هَذَا يطلى بِهِ الورم فِي خصى الصّبيان فَإِنَّهُ يحلله وَلَا يقرب مَوضِع الفتق فَإِنَّهُ يوسعه. الْيَهُودِيّ قَالَ: مر من ارْتَفَعت خصيتاه وَغَابَتْ أَن يدْخل الْحمام أسبوعاً متوالياً كل يَوْم وَأدْخل فِي احليله أنبوب فضَّة وانفخ فِيهِ نفخاً شَدِيدا حَتَّى ينتفخ حالباه فَينزل الخصى وَإِذا كَانَ فِي جلد الْأُنْثَيَيْنِ تهيج ونفخة فاطله بقشور رمان وعفص وجلنار وطين وشياف ماميثا حَتَّى تقويه من محنة الطَّبِيب: القيلة الَّتِي قد نزل فِيهَا الغشاء الَّذِي على الْمعدة أَو الأمعاء وَالَّذِي يُقَال لَهُ الثرب مرض صَعب قوي وَإِذا كَانَ حجمها لَيْسَ بالعظيم المنظر وَالَّتِي فِيهَا مَا مرض يسير وَإِن كَانَت عَظِيمَة المنظر وَأَشد مِنْهَا مَا ينزل فِيهَا المعي نَفسه. إنذار قَالَ: عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: إِذا كَانَ بِوَاحِد وجع الخصيتين وورمها وَظَهَرت بوركه الْأَيْمن شامة لون السَّمَاء مَاتَ فِي الْخَامِس صَاحب هَذَا الوجع تصيبه شَهْوَة الْخمر. الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: انحدار المعي إِلَى كيس البيضتين يكون إِمَّا لخرق يحدث فِي الغشاء المغشي على الأمعاء وَإِمَّا لاتساع ذَلِك المجرى الَّذِي ينحدر من ذَلِك الغشاء إِلَى كيس البيضتين واصلاحه يكون بتضيق مَا اتَّسع. ابيذيميا: الفتق الْحَادِث فَوق السُّرَّة قَلِيلا فِي الْجَانِب الْأَيْمن مؤلم مكرب يُورث قيء الرجيع وَأما الَّتِي نَحْو الْعَانَة فَإِنَّهَا فِي أول الْأَمر على الْأَكْثَر لَا يلْحقهَا ضَرَر لِأَن ذَلِك الفتق يكون فِي الأمعاء الدقاق وَهَذِه فِي الْغِلَاظ. ويعرض الفتق من ضَرْبَة وَمن طفرة وَمن رفع شَيْء ثقيل جدا وَالَّتِي من الأمعاء الْغِلَاظ فَهِيَ فِي أول الْأَمر أقل ضَرَرا حَتَّى إِذا أزمن صَار رديئاً لِأَنَّهُ يعظم ويثقل مَا فَوق. يصب فِي الإحليل للورم فِي الْبَيْضَة شَيْء من زنبق مرَارًا فَإِنَّهُ مجرب وَمَتى علقت فوة الصَّبْغ على من بِهِ ورم فِي الخصى نَفعه جدا. آخر لورم الخصى: مصطكى أنزروت ينقعان فِي طلاء أَو زنبق وتطلى الْبَيْضَة الوارمة. وضمدها بورق السرو والأبهل مَعَ شَحم البط وَاحْذَرْ أَن يتقرح. اختيارات حنين قَالَ: ذكر سورانس: إِن الباقلى مَتى طبخ ثمَّ دق مَعَ زبيب وضمد

بِهِ نفع من الفتق نفعا عجيباً. قَالَ: وَأما قيلة المَاء فليؤخذ كمون وميويزج فليدق بزبيب منزوع الْعَجم حَتَّى) يصير مرهماً ويضمد بِهِ قَالَ: وَذكر جالينوس أَن قصب الذريرة ينفع الفتق الريحي وقصب السرو وورقه وَجوزهُ ينفع الفتق الَّذِي تنحدر فِيهِ الأمعاء إِلَى الصفن لِأَنَّهُ يجفف وتكتسب الأحشاء قُوَّة لِأَن قبضهَا يغوص إِلَى دَاخل الْجِسْم وَلَا لذع مَعَه مَعَ ذَلِك. وَجَمِيع الْأَطِبَّاء يَقُولُونَ فِي السرو هَذَا القَوْل. حنين: الحشيشة الَّتِي تسمى بنطافلن نافعة فِي هَذِه الْعلَّة شربت أَو تضمد بهَا وَيَقُول فِي هَذِه: إِن أَصْلهَا يجفف تجفيفاً قَوِيا بِلَا لذع. وَقَالَ: أصل السوسن الْبري الْأَعْلَى مِنْهُ ينفع هَذِه الْعلَّة إِذا كَانَت بالصبيان إِذا شرب مَعَ المَاء والبزر قطونا نَافِع من هَذَا الدَّاء للصبيان خَاصَّة إِذا ضمد بِهِ وَمن أَتَى بعد جالينوس يستعملون العفص الْفَج مطبوخاً بشراب عفص يسحق ويضمد بِهِ ويشد وَلَا يحل إِلَّا فِي الشَّهْر مرّة وليسق العليل طبيخ جوز السرو ويمرخ بِشَيْء من نَبِيذ. وَقد اتّفق وَغَيره فِي علاج أدرة المَاء على الْمقل الْعَرَبِيّ مبلولاً بريق إِنْسَان قبل أَن يطعم شَيْئا يَجْعَل عَلَيْهِ وَوَضَعُوا أَيْضا الأشراس مَعَ سويق الشّعير وَكَذَلِكَ بزر الْكَتَّان والحلبة الرّطبَة وتوضع عَلَيْهِ. أطهورسفس قَالَ: مَتى وضع الْجُبْن على الإنتفاخ الْحَادِث فِي الخصى حلله من مداواة الأسقام قَالَ: حل الْمقل بخل حَتَّى يكون مثل المرهم وَضعه على الأدرة أَو دق ورق السرو وضمد بِهِ. الْعِلَل والأعراض قَالَ: قيل الثرب وَقيل الأمعاء إِنَّمَا يكونَانِ فِي الْأَكْثَر عِنْدَمَا يَتَّسِع المجريان النافذان من الصفاق إِلَى البيضتين وَفِي الْأَقَل عِنْدَمَا تنفتق أَو يحدث ثقب فِي هَذَا الصفاق فَيعرض أَن يكون الثرب أَو وَاحِد من الأمعاء ينزل فَيصير إِمَّا فِي ذَلِك الْخرق أَو المجرى نَفسه الَّذِي هُوَ مجْرى الصفاق إِلَى البيضتين وَإِمَّا أَن يصير فِي كيس البيضتين. وَأما الفتوق فَتكون ذَلِك عِنْدَمَا ينشق الصفاق فتنتؤ الأمعاء ويسفل المراق كَمَا تنتؤ الرئة إِذا خرج الصَّدْر والعنية إِذا انخرقت القرنية. الساهر للقيلة: يسحق كمأة يابسة بغراء سمك مذوب وتطلى القيلة. مَجْهُول فايق: قَبْضَة قيصوم يطْبخ برطل وَنصف مَاء ويشد رَأسه فِي قدر من حجر وَضعه فِي تنور لَيْلَة حَتَّى يبْقى رَطْل وَاحِد وَيشْرب غدْوَة وَلَا يُؤْكَل إِلَى الْعَصْر افْعَل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهُ يَتَقَلَّص الفتق والقيلة الطَّبَرِيّ: إِذا عظمت الخصية وورمت فقطر فِي احليله دهن زنبق مرَارًا فَإِنَّهُ عَجِيب وَإِن علقت عَلَيْهِ فوة الصَّبْغ عظم نَفعه. للريح فِي خصى الصّبيان: يسقى كل يَوْم مَا حمل الظفر من ورق السذاب مسحوقاً بِلَبن أمه فَإِنَّهُ يُبرئهُ.)

ابْن سرابيون قَالَ: على آلَات الْغذَاء غشاءان أَحدهمَا يُسمى اسلس وَهُوَ الثرب الطافي وَهُوَ فَوق الأحشاء يسخنها وَالْآخر يُسمى باريطاون وَهُوَ حجاب يمْنَع الأحشاء أَن تنْدَفع إِلَى خَارج إِلَى الْمَوَاضِع الخالية وليعصر الأمعاء والمعدة مَعَ الْحجاب فيعين على خُرُوج الثفل وَإِذا بلغ باريطاون إِلَى الأربية كَانَ فِيهِ ثقبتان مثل البرنجين يصير مِنْهُمَا جَمِيعًا كيس البيضتين وَهَذِه البرانج رُبمَا اتسعت من رُطُوبَة تبلها وَرُبمَا تفتقت من وثبة أَو صَيْحَة وَنَحْو ذَلِك وشيل الْحمل الثقيل وخاصة بعد التملي من الطَّعَام ينزل الثرب مَعَه أَو الأمعاء إِلَى حَيْثُ الفتق وَيُسمى قيلة الثرب أَو قيلة الأمعاء وَإِن نزلت فِيهِ مائية سمي قيلة المَاء. قَالَ: وَأَصْحَاب العلاج بِالْيَدِ إِذا كَانَ الفتق فِي الأربية وَكَانَ صَغِيرا يشيلون المعي إِلَى فَوق ويكوى مَوضِع الفتق لتكاثف ذَلِك الثقب وَلَا ينزل مِنْهُ المعي ويشدونه بلجام حَتَّى يبرأ مَوضِع الكي ويصلب ثمَّ يحلونه لِئَلَّا ينْدَفع لهَؤُلَاء والكي بعد قرحَة رطبَة فينطل وَمَتى كَانَ فِي أبدان الصّبيان وَنَحْوهم اكتفوا بجوز السرو وورقه وَالصَّبْر والمر والمصطكى وتراب الكندر وغراء السّمك والعفص الْفَج فَإِن هَذِه تصلب الْموضع وتضيق وتمنع من نزُول المعي ويخلطون بهَا وَرُبمَا يُؤْكَل مَا يحل الرِّيَاح ويخلطون بالضماد الأبهل والكمون والراتينج فَأَما قيلة المَاء فَمن النَّاس من يثقب الْموضع وَيخرج المَاء وَيجْعَل على مَوضِع الثقب الْأَدْوِيَة الحادة السالكة الَّتِي المَاء محتبس فِيهَا حَتَّى لَا تَجْتَمِع مائيته ثمَّ يدملون الْموضع. وَقوم آخَرُونَ يقطعون جُزْءا من الفضاء الدَّاخِل من كيس البيضتين وَهُوَ من باريطاون لِئَلَّا يجْتَمع المَاء ثَانِيَة لِأَنَّهُ ينفش فِي الْهَوَاء. لى إِنَّمَا يجْتَمع المَاء هَاهُنَا وَفِي المستسقى تَحت باريطاون لصلابته كَمَا يجْتَمع المَاء تَحت الفرنى. ضماد جيد للقيلة المعوية: أشق وكندر وصبر ودبق ثَلَاثَة ثَلَاثَة مقل دِرْهَمَانِ قاقيا أنزروت دِرْهَم دِرْهَم ترض فِي هاون بخل ويبل وَيتْرك لَيْلَة فَإِذا كَانَ من غَد انْعمْ سحقه ويسحق أبهل وَيشْرب الْجَمِيع قطنة وَيجْعَل على الْموضع وَيكون الْخلّ قد انْدفع فِيهِ أبهل فَإِنَّهُ جيد. لى ضماد جيد بَالغ: قاقيا وَجوز السرو وأبهل وقشور رمان وصبر يسحق الْجَمِيع نعما ويطلى الْموضع بِمَاء الصمغ وَيُوضَع فَوْقه ويشد فَإِنَّهُ عَجِيب. لقيلة الصّبيان: يسحق مقل بشراب عفص ويشد على الْموضع. وللصبيان تجفف كمأة وتسحق وتغمس وتعجن بغراء السّمك وتطلى. لى الْجِرَاحَات فِي أدرة المَاء الْعَظِيمَة تشيل البيضتين وتعصرهما إِلَى فَوق وترفق جلدَة الخصى بالعصر وتفصد بالمبضع وَيبقى الدرز لَا يفصد مِنْهُ لَكِن يمنة أَو يسرة وَلَا تزَال تعصره حَتَّى ينقى وَيخرج المَاء كُله ويجتمع هَذَا أَيْضا بعد أشهر) فَيحْتَاج إِلَى الفصد ثَانِيَة فَمَتَى احب أَلا يعاود كواه وكيه أَن تحمى حَدِيدَة شبه مَا يحلج بهَا الْقطن وادق مِنْهَا يشيل البيضتين إِلَى فَوق جيدا ويشدهما هُنَاكَ ثمَّ تدخل هَذِه الحديدة فِي

مَوضِع الفصد وتديرها مَرَّات وَمَتى احْتَاجَ أَن يوسعه فافعل ذَلِك ثمَّ عالجه بعد حَتَّى تسْقط الخشكريشة ويدمله فَإِنَّهُ لَا يعاود وَرُبمَا حشاه بدواء حاد والبيضة فَوق مشدودة حَتَّى تعْمل فِيهِ عملا كثيرا ثمَّ تعالجه فَلَا يعود والأحزم أَن توسع وتقطع من باريطاون قِطْعَة كَبِيرَة ويكوى بعد وَاجعَل على الحالب والدرز أدوية قابضة قَوِيَّة وَيمْنَع شرب المَاء ويصابر الْعَطش ويعرق وَيُدبر تَدْبِير المستسقى. مَنَافِع الْأَعْضَاء: الأدرة أَكثر مَا تقع فِي الْبَيْضَة الْيُسْرَى لِأَنَّهَا أَضْعَف بالطبع.

(نتو الذّكر الدَّائِم) (وسيلان المنى وَقطع الباه وضرره فِي الْبدن واللزوجة الَّتِي تسيل مِنْهُ وتلزق) (بِالثَّوْبِ واختلاج الذّكر الدَّائِم اسْتَعِنْ بِبَاب الزِّيَادَة فِي الباه لتضاده.) فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: يتَوَلَّد انتفاخ الذّكر الدَّائِم من ريح بخارية وتذهبها الْأَدْوِيَة الْمُطلقَة للبطن والقيء والدلك الْكثير والحركات الْكَثِيرَة وَالْحمام وخاصة الْأَشْيَاء المحللة والإمساك عَن الْغذَاء وطلي الْأَدْوِيَة الحارة على الْبدن وكل دَوَاء مَا يسخن ويجفف واستفرغ بدنه ثمَّ ضع على الْجِسْم إِن كَانَ أسخن مِمَّا لم يزل عَلَيْهِ وَاحِد من الْأَدْوِيَة المبردة وَإِن كَانَ لم يسخن الْعُضْو فضع عَلَيْهِ فِي أول الْأَمر دَوَاء يبرد تبريداً معتدلاً وَاجعَل تَدْبِير الْعلَّة كلهَا تدبيراً يحل الرِّيَاح وَهَذِه الْعلَّة تعرض للشباب وأجود الْأَشْيَاء لَهُم إِخْرَاج الدَّم وَقد عَالَجت رجلا بِأَن فصدته وألزمت قطنه وَذكره القيروطى الْمُتَّخذ بِالْمَاءِ الْبَارِد فبرأ هَذَا الرجل فِي ثَلَاثَة أَيَّام وَآخر فصدته ثمَّ ألزمته الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالبابونج وَكنت اسقيهم النيلوفر والفنجنكشت وَمَتى طَالَتْ الْعلَّة أطعمته سذاباً كثيرا فَإِنَّهُ قَامَ فِي آخر الْأَمر وَتَنْفَع هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف وتسخن بِقُوَّة. قَالَ: وَمَتى أردْت أَن تنقي الْجِسْم فالقيء فِي هَذِه الْعلَّة أَحْمد من الإسهال بِحَسب مَوضِع الْعُضْو. من السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: تقطير الْبَوْل يكون بِلَا إِرَادَة وَلَا توتر الإحليل فَأَما رسمس فَهُوَ توتر الْقَضِيب دَائِما من غير شَهْوَة وَلَا حرارة مكتسبة كَمَا يعرض عِنْد الاستلقاء على الْقَفَا. قَالَ: تقطير المنى يكون إِمَّا لِأَن المنى رَقِيق وَإِمَّا لِأَن مجاريه ضَعِيفَة على امساكه وَعلة ماشرمس ريح نافخة يكون ذَلِك لشيئين أَحدهمَا أَن يَتَّسِع أَفْوَاه الْعُرُوق الضوارب الَّتِي) تَأتي الذّكر وَإِمَّا أَن يتَوَلَّد فِي الْعصبَة الْعَظِيمَة المجوفة الَّتِي مِنْهَا تركيب الإحليل. قَالَ: وَهُوَ من انتفاخ هَذَا العصب أَكثر ويتقدم ذَلِك إِذا كَانَ من أجل ريح نافخة تولد فِي هَذِه الْعصبَة اخْتِلَاج الذّكر دَائِما فَإِذا لم يكن فِيهِ اخْتِلَاج الذّكر فَإِنَّهُ يشبه أَن يكون بِسَبَب اتساع أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تَحْتَهُ وَقد رَأَيْت من عرضت لَهُ هَذِه الْعلَّة من أجل اتساع أَفْوَاه الْعُرُوق وَكَانَ قد تقدم ذَلِك أَن أحدهم كَانَ امْتنع من الْجِمَاع مُدَّة طَوِيلَة على غير عَادَة لترك الْجِمَاع وَآخر تنَاول أَطْعِمَة تولد أخلاطاً حارة حريفة وَآخر عرض لَهُ بعد أَن شدّ وَسطه فِي سفر على غير عَادَة مِنْهُ لشد الْوسط فَعلمنَا بالحدس أَن أَفْوَاه الْعُرُوق من

جوامع العلل والأعراض

هَؤُلَاءِ تفتحت فِي بَعضهم من كَثْرَة الْمَنِيّ وَآخر من شدَّة الْوسط للحرارة الَّتِي تولدت هُنَاكَ وَآخر لِأَن الأخلاط الحارة فتحتها. قَالَ: مِمَّا يُؤْكَل وَيُوضَع من خَارج على الْقطن والأنثيين والدبر كلهَا مَا يطرد الرِّيَاح وَيحل النفخ وَالَّتِي تبرد أَيْضا والامتناع من الْجِمَاع يُولد هَذِه الْعلَّة لِأَنَّهُ يجمع فِي الْبدن منياً كثيرا فَمن أضْرب عَن الْجِمَاع الْبَتَّةَ وَكَانَ يتَوَلَّد فِيهِ مني كثير وَلم ينقص فضل الدَّم بالرياضة والاستفراغ هَاجَتْ بِهِ هَذِه الْعلَّة وَأكْثر فِي ذَلِك لمن يتفكر فِي الباه وَمن يكثر من الْأَطْعِمَة المولدة للمني. وَقد كَانَ رجل امْتنع من الْجِمَاع فَجعل إحليله يغلظ وينتفخ فأشرت عَلَيْهِ أَن يستفرغ الْمَنِيّ وَهَذِه المجاري فِي المستعملين للجماع أوسع فَلذَلِك يهيج بهم إِذا تَرَكُوهُ فَأَما الَّذين تفنى فضولهم بالرياضة القوية كالمصارعين وَلَا يتفكرون فِي الْجِمَاع الْبَتَّةَ وَلَا يسمعُونَ حَدِيثه فَإِن الذّكر مِنْهُم يبْقى ضامراً كذكور الشُّيُوخ وَإِذا دَامَ بهؤلاء ذَلِك الْحَال تَأَكد فِيهَا لِأَن الْأَعْضَاء الَّتِي تفقد رياضتها وأعمالها تضعف أفعالها وتنسد مجاريها. الرَّابِعَة من 3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض) قَالَ: إِذا كَانَ سيلان الْمَنِيّ من ضعف الْقُوَّة الماسكة أَو رقة الْمَنِيّ كَانَ بِلَا إنعاظ وَإِن كَانَ عَن تشنج يعرض فِي آلَات الْمَنِيّ كَانَ مَعَ إنعاظ. السَّادِسَة من حفظ الصِّحَّة: اسْتَعِنْ بجوامع حفظ الصِّحَّة قَالَ: وَيجب أَن تروض الْأَعْضَاء الْعَالِيَة من الَّذين يتَوَلَّد بهم مني كثير جدا ويطلى الحقو بعد الْحمام بدهن مبرد وعصارة حى الْعَالم وَنَحْوه والبزر قطونا قَالَ: وَشد صحيفَة رصاص على الظّهْر لى قد جربته فَوَجَدته نَافِعًا لدفع الِاحْتِلَام وَالنَّوْم على الثِّيَاب الْبَارِدَة وعَلى الفنجنكشف وَورد يظْهر فعله من ليلته وليتوقوا أَن تدهنوا بدهن الخشخاش أَو دهن اللفاح أَو يفرشوا تَحْتهم الخشخاش وَكَذَلِكَ ليحذروا الْأَشْيَاء القوية الْبرد لِأَنَّهُ يخَاف أَن تضر كلاهم. لى اسْتعْمل هَذِه عِنْد الافراط وعندما يكون الْمَنِيّ حاراً جدا بافراط واسقهم مِنْهُ أَيْضا. قَالَ: وَقد أمرت رجلا أَن يفترش الْورْد فَانْتَفع بِهِ وَلم يضرّهُ ذَلِك فِي كلاه سقط بعد هَذَا شَيْء صَالح من الْكتاب فصحح الْكتاب وألحقه قَالَ: وَالَّذين يضرهم ترك الْجِمَاع جدا وتضرهم المجامعة هم أَفْرَاد من النَّاس فَأَما الْأَكْثَر والتوسط فِي ذَلِك فموجود فِي النَّاس وَهُوَ لَا يضرهم ذَلِك جدا وَلَا يَنْفَعهُمْ. الرَّابِعَة من الثَّانِيَة: 3 (الْجِمَاع يضر بالعصب) مضرَّة شَدِيدَة وَيسْقط الْقُوَّة ويبليها. الثَّانِيَة من السَّادِسَة: ابيذيميا: الْمَشَايِخ يعرض لَهُم من الْجِمَاع 3 - (مسَائِل الأهوية والبلدان) كَثْرَة الرّكُوب يذهب الباه لِأَن أوعية الْمَنِيّ ترتض

وتكل. قطع الْعُرُوق الضوارب الَّتِي خلف الْأذن تجْعَل الرجل عقيماً وتورثه طبعا يَابسا. الْيَهُودِيّ: قد تسيل من الإحليل لزوجة تلتزج بِالثَّوْبِ هُوَ دَاء رَدِيء يسيل دَائِما وينهك الْبدن ويهزله. قَالَ: وينفع مِنْهُ حقنة الراسن والأكارع وانفع مِنْهُ دهن الإلية ودهن جوز ودهن الْحبَّة الخضراء وَسمن بقر وَمَاء السذاب يحقن بِهِ ثَلَاث لَيَال ويطلى أَسْفَل الظّهْر بقاقيا وَدم الْأَخَوَيْنِ ورامك. قَالَ: الْجِمَاع يسْقط الْقُوَّة جدا وَمن أَكثر مِنْهُ فَلْيقل اخراج الدَّم وإدمان الْجِمَاع ينهك الْبدن ويضعف الْبَصَر. قَالَ: وَحبس الْمَنِيّ عِنْد الْجِمَاع يُورث الأدرة ويرخي الْأُنْثَيَيْنِ وَرُبمَا أورث الورم فيهمَا وَرُبمَا غيب إِحْدَى البيضتين إِلَى فَوق. واستعلاء الْمَرْأَة على الرجل يورثه الأدرة والانتفاخ والقروح فِي الاحليل والمثانة وَرُبمَا سَالَ منيها فِي الإحليل وَهُوَ حَار. قَالَ: عالج من سيلان الْمَنِيّ وَمن الَّذِي يلتزق بِالثَّوْبِ بفصد الأكحل وبالمبردات على الظّهْر والقطن واعطه الاطريفل واحمه الْغذَاء الْكثير وَالشرَاب الْبَتَّةَ قَالَ: وَمِمَّا يحرق الْمَنِيّ الْبَتَّةَ ويهلكه: الفنجنكشت والسذاب والحزاء والحندقوقا والفودنج والمر الْأَبْيَض لِأَنَّهَا لَطِيفَة يابسة والكزبرة تفعل ذَلِك والخل أهرن 3 (قرصة نافعة من سيلان الْمَنِيّ) يُؤْخَذ من الجندبادستر دِرْهَمَانِ وَمن السذاب ومرزنجوش وبزر بنج وأنيسون دِرْهَم دِرْهَم وَمن حب الرُّمَّان خَمْسَة عشر حَبَّة الشربة دِرْهَم وَمَتى سقيت من حب القثاء المقشر درهما فعل ذَلِك. لى المرزنجوش يدْخل فِي عداد الفنجنكشت فِي هَذَا الْفِعْل. أهرن: ورق الْحِنَّاء يجفف المَاء وَقد يقطع الْمَنِيّ المفرط الْخُرُوج مَتى شرب عصير السذاب مَعَ الْخلّ أسبوعاً أَو يجلس فِي طبيخ الاذخر والزوفا إِلَى الْعَجز وَالْجُلُوس فِي المَاء الْبَارِد واطل الحقو ونواحيه بهيوقسطيداس وقاقيا بخل ويطلى بعصير الفنجنكشت. لى واسقه هَذَا الدَّوَاء وأصول الْقصب الْيَابِس والحبق الْجبلي والمر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ فربيون نصف دِرْهَم بزر السذاب الحزاء وفنجنكشف ومرزنجوش يجمع ويسقى درهما ويطلى ببزر الخس والشيح. لى دَوَاء مبرد: بزر خس وبزر بنج وبزر خِيَار وبزر هندباء وبزر قطونا ونيلوفر مجفف وكزبرة يابسة يستف مِنْهَا رَاحَة أَيَّامًا تباعا وَيَنْبَغِي أَن يسقى هَذِه حَيْثُ الْحَرَارَة كَثِيرَة وَتلك حَيْثُ الْحَرَارَة قَليلَة وَالرِّيح كَثِيرَة وَكَانَ رجل جَاءَنَا إِلَى مارستان يشكو كَثْرَة الانعاظ فتفقدته فَوَجَدته كثير أهرن: دَوَاء لانتشار الْكثير المفرط بالفصد والأضمدة المجففة كبزر الفنجنكشت والسذاب والحذاء والمرزنجوش اسْقِهِ وضمده وقيئه وأسهله ونومه على الْفراش الْبَارِد والأوراق الْبَارِدَة وعَلى ورق الخس والفنجنكشت واحقنه بطبيخ السذاب والفنجنكشت واحمه اللَّحْم والنبيذ.

الطَّبَرِيّ: اسْتِعْمَال الصَّوْم والجوع والعطش فَإِنَّهُ كَاف فِي تقليل الْمَنِيّ وَقَالَ: إِن شرب من بزر الخس رَاحَة وافرة بِمَاء بَارِد قطع الباه. أهرن لقطع الْمَنِيّ: جوارش الكمون والخل. لى يسقى جوزة من جوارش الكمونى بالخل إِذا كَانَت حرارة وبماء السذاب إِذا لم تكن أَو بِمَاء الفوتنج. لى أقرصه نافعة لقذف الْمَنِيّ مَعَ حرارة: بزر قثاء وبزر خس دِرْهَم دِرْهَم كافور طسوج دهن نيلوفر ودهن الْخلاف نصف دِرْهَم جلنار مثله أفيون قِيرَاط هَذِه شربة وَاحِدَة يعْطى بشراب النيلوفر. قرصة لَهُ مَعَ حرارة: يُؤْخَذ لَهُ من السذاب والأنيسون المجفف فنجنكشت مرزنجوش جندبادستر ثلث جُزْء وَمثله بزر بنج وَمن الجلنار جُزْء يجمع وَيُعْطى. لى يحمى لسيلان المنى اللَّحْم والنبيذ وَيطْعم العدس بالخل وَنَحْوهَا وعالج من كَثْرَة الانتشار بِمثل علاج سيلان المنى ومل على مَا يحل الرِّيَاح الْبَتَّةَ من الأغذية والأدوية وادمن عَلَيْهِ القئ والاسهال لتخرج عَنهُ تِلْكَ الرطوبات الْكَثِيرَة الَّتِي لَهَا تِلْكَ) البخارات المنعظة ونومه على الْفراش الْبَارِد واطله بالأضمدة الْبَارِدَة وَاجعَل طَعَامه الْخلّ وَمَا من كناش مَجْهُول قَالَ: مِمَّا ينفع سيلان المنى الاستنقاع فِي الْمِيَاه القابضة كَمَاء القمقم واطل الظّهْر بالقابضة والآبزن الْبَارِدَة وَمَاء الثَّلج والعيون الْبَارِدَة وَأكْثر الْأَطْعِمَة القابضة والحامضة وتشد منْطقَة بفلوس اسرب وَتَكون الْفُلُوس مماسة لصلبة ويجوع ويعطش وَيكثر الرياضة. وَاعْلَم أَن دوَام شدَّة الشَّهْوَة والانتشار يكون لخرق أوعية المنى وَعند ذَلِك ينبسط الذّكر فَلَا ينقبض وينتفخ الْبَطن ويجئ الْعرق الْبَارِد كَمَا يكون فِي التشنج وَيهْلك سَرِيعا وَهَذَا الدَّاء قَلِيلا مَا يكون فِي الرِّجَال وَيكثر فِي النِّسَاء وَإِذا رَأَيْت ذَلِك فابدأ بالفصد وغذه بالملطفات والخل واسهله واسقه الْأَدْوِيَة الكاسرة للرياح. قَالَ: ولكثرة الاختلاج اطل الظّهْر بعصير الكزبرة أَو ورق الكزبرة والبقلة الحمقاء بخل وضمده بِهِ. بولس: مَتى خرج المنى بِلَا إِرَادَة ولاإنتشار فَذَلِك لضعف أوعية المنى فليستعمل صَاحبه الهدوء والسكون وضمد الظّهْر بالأضمدة الْبَارِدَة القابضة وَيجْلس فِيهَا أَو فِي طبيخها وَيسْتَعْمل الأغذية الَّتِي تجفف. وَأما الاختلاج فِي الذّكر إِذا كَانَ دَائِما فَيعرض من ورم حَار فِي أوعية الْمَنِيّ وينتشر مَعَه الذّكر وَإِن لم يكن سَرِيعا صَار إِلَى امتداد أوعية الْمَنِيّ وينتفخ الْبَطن ويعرق عرقا بَارِدًا وَيهْلِكُونَ فَإِذا رَأَيْت الانتشار مَعَ اخْتِلَاج وتمدد فافصد سَاقيه من سَاعَته واسهله مَرَّات بِرِفْق وَإِيَّاك أَن تعطيه مسهلاً قَوِيا ضَرْبَة واحقنهم بحقن لينَة مسهلة وأدم ذَلِك واجتنب مَا يدر الْبَوْل وضمد الصلب بالأشياء المبردة القوية الْبرد كالشوكران والبنج وعنب الثَّعْلَب والرجلة وَكَذَلِكَ اطل مَا حول الْعَانَة وليصبر على الْعَطش فِي الَّذين بهم كَثْرَة الْمَنِيّ يكثرون اخراج الدَّم. وَأما الإنتشار الدَّائِم الَّذِي بِلَا اخْتِلَاج فَإِنَّهُ من كَثْرَة الْمَنِيّ وَالرِّيح فأعطهم بالعشى مَا

يفش الرِّيَاح وَمَا يبطل الْمَنِيّ ويفرغ بالقيء ويلطف التَّدْبِير ويعطون مَا يقطع الْمَنِيّ كأصول النيلوفر وبرسياوشان وأصول السوسن والسذاب وسطرونيون. الاسكندر: تفقد الْمَنِيّ الَّذِي يسيل فَإِن كَانَ غليظاً فَخذ فِي الَّتِي تقل الْمَنِيّ وَإِن كَانَ رَقِيقا فَاعْلَم أَنه يقطر لضعف فِي الْعُضْو ولرقته وَإِن كَانَ يلذع فلرداءة كيفيته فَخذ حينئذٍ فِيمَا يغلظ الْمَنِيّ. والسذاب يقل الْمَنِيّ ويغلظه جَمِيعًا فَإِن لم يكن مَعَه لذع فَعَلَيْك بِهِ وَإِلَّا فبالأشياء الغليظة المبردة قَالَ: وبزر النيلوفر وَأَصله إِن ادمن شربه يقْطَعَانِ الباه وَرُبمَا يَجْعَل الرجل عقيماً إِلَّا أَنه يُورث أمراضاً ردية بَارِدَة.) مَجْهُول قرص لِكَثْرَة الْمَنِيّ يقطعهُ: بهمنان جزءان بزر الْفَقْد إيرسا نصف جُزْء من كل وَاحِد يعجن بعصير السذاب ويقرص الشربة دِرْهَم. آخر ورد قاقيا عفص بزر رجلة يستف بعصير الكراث. لى اعْتمد فِي هَؤُلَاءِ على التجفيف بِالتَّدْبِيرِ والأغذية وَمن كَانَ مِنْهُم كثير الرُّطُوبَة فَإنَّك تحْتَاج إِلَى الْأَشْيَاء المسخنة لِأَنَّهُ لَا يجفف بهَا إِلَّا كأصحاب الْأَبدَان الرّطبَة الشحيمة الْبَارِدَة المزاج فَاسْتعْمل فيهم السذاب وَنَحْوه وَأما الَّذين بهم ذَلِك من حِدة الْمَنِيّ ورقته فأطعمهم المغلظات. مَجْهُول مِمَّا يقطع الامذاء وسيلان الْمَنِيّ: دَقِيق البلوط يسقى أَيَّامًا متتابعة فَإِنَّهُ مجرب. قَالَ: والسذاب الْجبلي والجندبادستر يقطع سيلان الْمَنِيّ. لى الجندبادستر دَاخل فِي جملَة الشَّدِيدَة التجفيف المحللة للرياح. قَالَ: والبنج يقطع سيلان الْمَنِيّ قَالَ: واطل الظّهْر بالأقاقيا والمر والبنج والأفيون ولينم على الفنجنكشت. من الاختصارات قَالَ: اجْعَل طَعَام هَؤُلَاءِ المصوص والقريض والهلام والعدس المقشر والخل وَيسْتَعْمل مَاء الْورْد والكافور والصندل. وَمِنْهَا: إِذا توتر الذّكر وَبَقِي بِحَالهِ بِلَا شَهْوَة للباه ودام ذَلِك فعالجه فِي أول الْأَمر بالفصد وبالأشياء الْبَارِدَة حَتَّى تقل الْمَادَّة وتجمد ثمَّ بالأشياء المجففة للمني فَاسْتعْمل فيهم الْقَيْء لتجذب الْمَادَّة إِلَى فَوق ويتعاهد من الْحمام ليستفرغ تِلْكَ البخارات الغليظة الَّتِي مِنْهَا كَانَ ذَلِك الانعاظ الدَّائِم. لى قد صَحَّ من هَاهُنَا أَن الْحمام والتعرق رَدِيء للباه. قَالَ: وَلَا يتوانى بِهِ فَإِنَّهُ رُبمَا انْتقل إِلَى أَن يعرض مِنْهُ ورم حَار فِي أوعية الْمَنِيّ فَيهْلك. قَالَ: وَإِذا حدث بِصَاحِب هَذِه الْعلَّة انتفاخ الْبَطن والعرق الْبَارِد هلك. قَالَ: وَلَا نقصر فِي أول الْأَمر فِي الفصد وَالْحمام والقيء والمبردات والأطلية الْبَارِدَة على الْقطن وَالذكر وَالْمَنْع من النّوم على الْقَفَا ثمَّ سقِِي الْأَدْوِيَة المجففة للمني فَإِن دَامَ ذَلِك فاسقه من الكافور نصف دانق. لى لَيْسَ شَيْء أبلغ لهَذَا من الفصد والجوع وَالْحمام والجوع أبلغ. السَّادِسَة من مسلئل ابيذيميا قَالَ: الْحمام يجفف الْبدن دَائِما كَمَا يفعل السهر فَإِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة اسخنه مَعَ ذَلِك بالسخونة الغريزية لِأَنَّهُ لحركتها يشعلها وينميها وَمَتى كَانَت الْحَرَارَة الغريزية ضَعِيفَة اسخنه فِي وَقت اسْتِعْمَاله لَهُ بِالْعرضِ فَإِذا كَانَ بعد ذَلِك آل بِهِ إِلَى تَدْبِير قوي. قَالَ: الْجِمَاع يضر الْأَبدَان الساقطة الْقُوَّة جدا ويبلغ بهَا إِلَى غَايَة الْبُرُودَة

ويضر من هُوَ فِي النمو وَيمْنَع مِنْهُ لتجفيفه. لى تسقى الأقراص لقطع الباه بطبيخ العدس.) من المنقية لِابْنِ ماسويه قَالَ: لسيلان الْمَنِيّ إيرسا وبزر السذاب وفودنج بري وحاشا يشرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ على الرِّيق. 3 (حنين فِي الباه) قَالَ: الشَّهْوَة تقل إِمَّا لقلَّة الْمَنِيّ وَإِمَّا لبرده فَالَّذِي يمْنَع الشَّهْوَة إِذا إِمَّا مايبرد تبريداً شَدِيدا فاحمه حَتَّى يقل لذعه ودغدغته كالخس والرجلة واليمانية والقرع والسرمق والتوت وَالْخيَار والقثاء والبطيخ وَإِمَّا مَا يلطف ويفش الرِّيَاح كالسذاب والشبث وَنَحْوهمَا. من الْمسَائِل أرسطاطاليس فِي الباه: الْجِمَاع يضر بِالْعينِ ويهزله ويذهبه ويهزل الخاصرة وَينْقص الدِّمَاغ ويسمن الكلى قَالَ: ويجفف الدَّم. قَالَ: وَيعلم ضَرَره بالدماغ أَنه يُورث كسلاً واسترخاء الحركات والصلع قَالَ: وَالْمَشْي حافياً يذهب شَهْوَة الباه قَالَ: وَالَّذين يفرطون فِي الباه يضرهم جدا لأَنهم مثل من يتقيأ أَو يسهل أَكثر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ وَأما من جَامع بِقدر شبقة للباه فَإِنَّهُ كمن تخرج فضوله بِقدر الْحَاجة. قَالَ: الْجِمَاع يجفف الْجِسْم وَيقبض الْبَطن وَيكثر الْبَوْل وَيَرْمِي شعر الرَّأْس واللحية والأشفار ويسرع الصلع. ابْن سرابيون قَالَ: سيلان الْمَنِيّ يكون من رقته أَو ضعف الْآلَات أَو تشنجها كَمَا يعرض فِي الصرع فَإِن أوعية الْمَنِيّ إِذا تشنجت زرفت بالمني فَأَما عضل المثانة والمقعدة فَإِنَّهَا مَتى تشنجت منعت الْغَائِط وَالْبَوْل فَلذَلِك لَا يخرج فِي الصرع إِلَّا فِي آخِره عِنْد الرَّاحَة من النّوبَة قَالَ: وافصدهم وقيئهم مَتى احتاجوا إِلَى ذَلِك لامتلاء يظْهر وَلَا تسهلهم وَلَا تدر بَوْلهمْ لِأَنَّك تجذب إِلَيْهَا مَادَّة ونومهم على فرَاش بَارِد وَلَا يستلقون على الْقَفَا إِلَّا على المبردات وضمد الْقطن بالأدوية المبردة واسقهم النيلوفر بشراب أسود قَابض وَمَاء العدس وبزر الخس وَمَتى لم تكن حرارة ظَاهِرَة فبحب الْفَقْد والسذاب الرطب وَحب الشهدانج يكثر مِنْهُ. قَالَ: وَلَا تعط حب الْفَقْد والسذاب فِي أول الْعلَّة لَكِن فِي آخرهَا فَإِنَّهُ حينئذٍ ينفع. دَوَاء شرِيف لذَلِك: أصل الْقصب الْفَارِسِي الْيَابِس وفودنج جبلي وبزر بنج وبزر الخس وبزر السذاب وَحب الْفَقْد وَورد أَحْمَر بِالسَّوِيَّةِ دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بخل ممزوج. سفوف وَصفه حنين لمن يسيل مِنْهُ الْمَنِيّ مَعَ حرارة شَدِيدَة: بزر قطونا بزر الخس دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر رجلة ثَلَاثَة كزبرة يابسة دِرْهَم وَنصف يشرب على الرِّيق بجلاب. من أقربادين حنين لسيلان الْمَنِيّ أَقْرَاص عَجِيبَة: أصُول الْقصب الْيَابِس فودنج جبلي بزر الْفَقْد) وبزر اللفاح دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر الخس بزر بنج دِرْهَم دِرْهَم فلفل ساذج هندي نصف دِرْهَم أفيون ربع دِرْهَم يعجن بِمَاء السذاب الطري وَيشْرب نته زنة مِثْقَال وَهُوَ يحبس الْبَوْل أَيْضا وَأما النِّسَاء الشديدات الشَّهْوَة فتحتمله أَيْضا. لى الْأَدْوِيَة الحارة الَّتِي تقطع الْمَنِيّ: الايرسا والسذاب والفودنج والفنجنكشت والحزاء وَأما الْيَابِسَة فالاهليلج والاملج وَأما الْبَارِدَة فالخس والكزبرة والنيلوفر والمخدرات وأصول الْقصب. مَجْهُول: كَثْرَة الباه يُورث دقة الْعِظَام ووجع الكلى وَالظّهْر وأبردة وهزالاً وتشنجاً.

المقالة الأولى من

3 - (الْمقَالة الأولى من) 3 - (الْمَنِيّ) قَالَ: إِذا كثر الباه اجتذبت البيضتان بِقُوَّة قَوِيَّة جَمِيع ماهو فِيهَا محتبس من رُطُوبَة فِي الْمَنِيّ وَهَذِه الرُّطُوبَة فِي هَذِه الْعُرُوق يسيرَة تخالط الدَّم مُخَالطَة الطل لما يَقع عَلَيْهِ وتحتاج الْعُرُوق إِلَى مثل هَذِه الرُّطُوبَة كي تغتذي بهَا فَإِن دوَام الْجِمَاع يضعف الْجِسْم كُله لِكَثْرَة مَا يتفرغ مِنْهُ من ذَلِك الْخَلْط الَّذِي بِهِ يكون تغذية الْعُرُوق وقوتها من الرّوح من الشرايين وَتعين على ذَلِك اللَّذَّة فَإِنَّهَا وَحدهَا تَكْفِي بِأَن تكْثر التَّحَلُّل من الْبدن بِقُوَّة قَوِيَّة جدا فَإِذا كَانَ ذَلِك من الاستفراغ للشَّيْء الْجيد فَلَيْسَ بعجيب ان تكون كَثْرَة الْجِمَاع تضعف لِأَنَّهُ يفرغ أَجود الدَّم ويفرغ روحاً حيوانياً كثيرا فِي الْمَنِيّ خفِيا والتحلل الْخَفي يكون عِنْد اللَّذَّة وَقد يعرض لقوم غشي شَدِيد عِنْد الْجِمَاع لضعف قوتهم والطائفة من الرّوح الحيواني تخرج مِنْهُم يَعْنِي بِالروحِ هُنَاكَ البخار الْخَارِج مَعَ الْمَنِيّ وَقوم يخرج مِنْهُم هَذَا الرّوح كثيرا فيضعفون لذَلِك ضعفا كثيرا. الثَّانِيَة من 3 (اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء) قَالَ: ابدأ أبدا فِي كَثْرَة الْمَنِيّ إِذا غلظ أمره بالفصد والقيء الدَّائِم إِن رَأَيْت الْجِسْم يحْتَاج إِلَى استفراغ وَترك الأغذية المولدة للمني وَاسْتعْمل المجففة للمني. لى ينفع مِنْهُ الفصد والتعب الرَّابِعَة من 3 (تَدْبِير الأصحاء) يحدث من كَثْرَة الْجِمَاع مَا يحدث من كَثْرَة الرياضة لِأَنَّهُ يجفف الْجِسْم وَيحل الْقُوَّة. لى ويبرده ويسخنه سخونة قَوِيَّة غَرِيبَة وَيَنْبَغِي ان يكون طَعَام من أسرف فِي الْجِمَاع كثير الرُّطُوبَة لكَي ينهضم انهضاماً جيدا وَيصْلح اليبس الْحَادِث عَن الْجِمَاع وَيكون إِلَى الْحَرَارَة لِأَن الْجِسْم قد يخلخل وَبرد ويبس وَضعف عَن الْجِمَاع فَيجب من ذَلِك أَن يكْشف وَيُقَوِّي ويرطب ويسخن. لى يزْعم: أَن فِي الْعُرُوق والشرايين رُطُوبَة تشبه الْمَنِيّ محدودة كَثِيرَة وَمِنْهَا تغتذي وينسب ضعف الْإِنْسَان بعقب الْجِمَاع وَكَثْرَة الباه إِلَى البيضتين تجتذب ذَلِك إِذا لم يبْق فِيهَا شَيْء لقُوَّة شَدِيدَة حَتَّى تحمى مِنْهَا الْعُرُوق والشرايين فتسترخي بذلك لِأَن بِهَذِهِ غذائها وخاصة الشرايين فَإِنَّهُ يستفرغ مِنْهَا ذَلِك روح كثير واللذة أَيْضا تعين على الضعْف والرياضة وليجعل السَّبَب فِي ذَلِك الدَّم وَهُوَ أشبه لِأَن الْإِنْسَان يستفرغ من الدَّم أَضْعَاف ذَلِك ولايضعف بل يشبه أَن يكون هَذِه الرُّطُوبَة كَأَنَّهَا زبد يَجِيء فِي اللَّبن وَأَنَّهَا تقوى وتغتذى الْعُرُوق وَأَنَّهَا لاتستكمل نوع الْمَنِيّ إِلَّا فِي أوعيته بحرز ذَلِك. من مسَائِل أرفطاطاليس فِي الباه: إدمان الْجِمَاع يضر بِالْعينِ ويهزلها وَكَذَلِكَ بالخواصر لي ليجتنب الْإِكْثَار من الباه من خاصرته ومراقه رَقِيق وهضمه ضَعِيف. مُفْردَة: بذر الْفَقْد وشجرته يقْطَعَانِ الباه إِذا أكلا أَو افترش ورقة بزر الخس إِذا شرب قطع تقطير الْمَنِيّ. الشهدانج مَتى أَكثر مِنْهُ جفف الْمَنِيّ. بزر الخس والنيلوفر إِذا شربا قطعا سيلان الْمَنِيّ. السذاب يقطع الباه لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً شَدِيدا فِي الْغَايَة وَيحمل النفخ

جدا. مَتى شدّ على ظهر صفيحة أسرب قطعت الأمذاء والإحتلام. وَيجب أَن تطرق حَتَّى ترق ثمَّ تشد على الْعَانَة. د: أَلا يرسا مَتى شرب بالخل قطع الامذاء الْكَائِن بِلَا جماع. الرجلة تقطع شَهْوَة الباه. بزر الخس مَتى شرب مِنْهُ قطع شَهْوَة الباه والاحتلام الدَّائِم. السذاب مَتى شرب قطع شَهْوَة الباه) وأذهب الْمَنِيّ. بزر الشبث يقطع الْمَنِيّ. أصل النيلوفر أَو بزره مَتى شرب مِنْهُمَا مرّة قطع الِاحْتِلَام فَإِن شرب وأدمن أَيَّامًا أَضْعَف الذّكر وقلصه وأذهب الشَّهْوَة الْبَتَّةَ. ابْن ماسويه: الحزاء يقطع الباه ماسرجويه: مَاء العدس إِذا شرب قطع الانعاظ مَاء الكزبرة الْيَابِسَة مَتى شربت نقيعاً مَعَ السكر قطعت الِاحْتِلَام بالوا شربت مَعَ سكر. الخوز: كشت بركشت خاصته قطع شَهْوَة الباه. ماسرجويه: البدسكان يَابِس لطيف بديغورس يَقُول: هُوَ مثل كشت بركشت فِي الْقُوَّة وَلَيْسَ بِهِ. مسيح وماسرجويه: الكافور يقطع الباه. لى أَخذ رجل بلغمى سِتَّة مَثَاقِيل من الكافور فِي ثَلَاث مَرَّات فِي أقل من خَمْسَة عشر يَوْمًا فَانْقَطع عَنهُ الباه الْبَتَّةَ وَبقيت شَهْوَته بِحَالِهَا وضعفت معدته حَتَّى لم تكن تهضم طَعَاما شهرا ثمَّ صلح وَلم يبداه سوء غير هَذَا. مسيح: الايرسا يقطع الامذاء. شرك: الفلفل يجفف الْمَنِيّ. روفس: الفودنج يقطع الباه بِقُوَّة قَوِيَّة. سندهشار: الْقلب يجفف الْمَنِيّ. الرُّمَّان الحامض يجفف الْمَنِيّ. لى أَقْرَاص ألفتها على مَا رَأَيْتهَا فِي مَوَاضِع كَثِيرَة لسيلان الْمَنِيّ مَعَ حرارة وحدة: ورد احمر مطحون عشرَة دَرَاهِم بزر الخس خَمْسَة دَرَاهِم بزر القثاء ثَلَاثَة دَرَاهِم ورد النيلوفر مجفف ثَلَاثَة دَرَاهِم زهرَة الْخلاف مجففة كافور دِرْهَم الشربة مِثْقَال بأوقية مَاء بَارِد. قرص آخر: ورق السذاب بزر الفنجنكشت فودنج جلنار الشربة مثقالان. لى شكا رجل امذاء شَدِيدا وَكَانَ يسكن عَنهُ فِي الصَّيف عِنْد كَثْرَة الْعرق فألزمته الْحمام فسكن كُله ضَرْبَة. والطباشير يقطع الباه. دَوَاء بَارِد: طباشير ورد بزر القثاء بزر الخس طين خرساني عدس مقشر صندل أصفر بزر الرجلة أصل النيلوفر وبزر القرع سماق جلنار بِالسَّوِيَّةِ كافور قَلِيل قدر دانق فِي الشربة يسقى ثلث دِرْهَم فِي كل يَوْم أَرْبَعَة. دَوَاء حَار: ورق السذاب بزر الفنجنكشت بزر الشبث شهدانج ايرسا كشت بركشت فلفل يستف مِنْهُ. من كتاب روشم فِي الصَّنْعَة: مَاء الْعنَّاب يذهب الانعاظ. لى شراب يذهب ذَلِك يتَّخذ من مَاء الْعنَّاب والعدس والخل ويعلق فِيهِ بعد الْفَرَاغ واقطر الطرخون فِي ذَلِك وَيشْرب.

مسيح: ينفع الامذاء الفصد وَترك الشَّرَاب وَاللَّحم وَاسْتِعْمَال الْقَيْء والاسهال وطلي الحقو ونواحيه بالمبردات بعصارة عِنَب الثَّعْلَب والبنج مَعَ الاسفيذاج والقيموليا ويدمن أكل الشاهترج فَإِنَّهُ يجفف الْمَنِيّ ويستف دَقِيق البلوط بشراب عفص زنة دِرْهَمَيْنِ كل يَوْم وَيدخل المَاء الْبَارِد) كل يَوْم. قَالَ: قد يعرض للنِّسَاء شَهْوَة الباه حَتَّى يحتك قبلهن فيحككنه فَإِذا جومعن أفرط عَلَيْهِنَّ ويعالجن بِمَا يقل الْمَنِيّ وَيكسر حِدته ولذعه. دَوَاء آخر لذَلِك: شهدانج وصمغ بِالسَّوِيَّةِ أَرْبَعَة دَرَاهِم ثمَّ يشرب بِمَاء الرجلة قوي لقطع الْمَذْي الرَّقِيق أما الرِّجَال فيسقون بزر السذاب جلنارب فنجنكشت وَأما النِّسَاء فليسقين بزر الشبث زنة دِرْهَم بِمَاء حَار أَيَّامًا كَثِيرَة. فِي النَّاس مستفاض: مَتى لبس الْيَاقُوت الْأَحْمَر منع الِاحْتِلَام الْبَتَّةَ. ثَمَرَة الفنجنكشت تقل الْمَنِيّ شرب أَو افترش بِهِ والزهاد يفترشونه لذَلِك قَالَ: بزره يقطع الباه كَيفَ أكل مقلواً وَغير ذَلِك. وَقد وثق النَّاس بِهِ فَإِنَّهُ يقطع الباه إِذا أكل بل إِذا افترش ورقه. الرجلة تذْهب شَهْوَة الباه مَتى أكلت أَو عصرت وَشرب مَاؤُهَا. الكست يقل الباه خَاصَّة فِيهِ. بديغورس: إدمان شرب المَاء الْبَارِد يقطع الباه. روفس: أصل النيلوفر يقطع الباه مَتى شرب قطع الِاحْتِلَام وَمَتى أدمن شربه أَيَّامًا أَضْعَف الذّكر وبزره يفعل ذَلِك. جالينوس: قَالَ: أصل النيلوفر وبزره يقطع سيلان الْمَنِيّ والاحتلام والأبيض الأَصْل من النيلوفر قوي فِي ذَلِك. الايرسا نَافِع من الامذاء من غير جماع الايرسا نَافِع من سيلان الْمَنِيّ. بزر الخس مَتى شرب بِالْمَاءِ سكن الانعاظ وَكَذَلِكَ طبيخ العدس. السذاب خاصته ييبس الْمَنِيّ ويجففه. ابْن ماسويه قَالَ جالينوس: السذاب نَافِع من شدَّة شَهْوَة الْجِمَاع والسذاب قَاطع للمني مَتى أكل وطبيخ العدس إِذا شرب سكن الانعاظ قَالَ جالينوس: حكى ذَلِك قوم. عِنَب الثَّعْلَب يقطع الباه. روفس: الفوتنج يقطع الباه والسذاب يقطعهُ والشهدانج إِن أَكثر من أكله يقطع الْمَنِيّ. السذاب يقطع الباه لشدَّة تجفيفه وإحراقه وحله الرِّيَاح فَهُوَ إِذا أَكثر مِنْهُ جفف الْمَنِيّ وَمَتى شدّ الأسرب على الظّهْر أذهب كَثْرَة الِاحْتِلَام إدمان أكل الشبث يجفف الْمَنِيّ. إِن دق الشوكران بورقه وضمد بِهِ الْأُنْثَيَيْنِ أذهب بِكَثْرَة الِاحْتِلَام. وَإِن ضمد بِهِ المذاكير أرخاها قَالَ: جالينوس: خصى الْكَلْب الصَّغِيرَة مِنْهُ الْيَابِس يمْنَع الباه. بزر الخس إِذا شرب نفع من كَثْرَة الِاحْتِلَام وَقطع شَهْوَة الباه وماؤه يقطع الباه. بزر الخس يذهب تقطير الْمَنِيّ ويشفي كَثْرَة الِاحْتِلَام. يُقَال إِن أَكثر الْأَشْيَاء مضرَّة للباه بزر الخس إِذا شرب بِالْمَاءِ. ابْن ماسويه مِمَّا ينفع من سيلان الْمَنِيّ: بزر الفنجنكشت وبزر السذاب من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ جلنار دِرْهَم وَنصف وَيشْرب بِمَاء حَار بعد سحقه أَيْضا وَيُؤْخَذ من الايرسا مِثْقَال وَمن بزر السذاب الْبري دِرْهَم جلنار دِرْهَم يشرب مِنْهُ أَيَّامًا شربة وَاحِدَة. لتجفيف الْمَنِيّ:

يُؤْخَذ أصل الْقصب الْفَارِسِي) يَابسا وَمن الفودنج الْجبلي والمر وبزر السذاب من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ فربيون نصف دِرْهَم بزر الخس بزر بنج أَبيض ورد منقى من أقماعه دِرْهَم دِرْهَم جلنار فنجنكشت ثَلَاثَة ثَلَاثَة يقرص بِمَاء الفنجنكشت القرص دِرْهَمَانِ ويسقى وَاحِد بِمَاء فنجنكشت رطب أَو طبيخه. آخر يُؤْخَذ بزر السذاب أنيسون دِرْهَم دِرْهَم جند بادستر بزر بنج أَبيض دِرْهَمَانِ ورد بأقماعه جلنار ثَلَاثَة ثَلَاثَة يقرص ويسقى دِرْهَمَيْنِ بِمَاء ورد وَمَاء الخس. اسْتِخْرَاج: بزر الخس بزر بقلة الحمقاء أصل النيلوفر جلنار بزر بنج أَبيض كافور بزر قطونا يَجْعَل أقراصاً بِمَاء الخس ويسقى بِمَاء بَارِد. آخر: بزر الرجلة صندل أَحْمَر يَجْعَل أقراصاً. روفس: إدمان الرّكُوب يقطع الباه وَقد رَأَيْت من زعم كثيرا مِمَّن لزم الرّكُوب كثيرا صَارُوا شبه الخصيان عقماً لَا يَنْسلونَ. أركاغانيس فِي كِتَابه فِي الْأَمْرَاض المزمنة لسيلان الْمَنِيّ: الزموه الْأَطْعِمَة الغليظة وقووا بدنه فَإِذا قوي بدنه انْقَطع عَنهُ ذَلِك وحجموه بعد فِي الْكَاهِل والقطن ودلكوا مَوضِع الْحجامَة بالملح بعد الْفَرَاغ ثمَّ استعملوا الْأَدْوِيَة المحمرة فِي كل خَمْسَة أَيَّام على الْقطن. فِي فلسفة أرسطاطاليس قَالَ: الْجِمَاع يهرم سَرِيعا لِأَنَّهُ يجفف الْجِسْم. من الْكَمَال والتمام لقطع شَهْوَة الْجِمَاع الَّذِي يصلح لذَلِك يسقى فِي كل يَوْم بزر الخس دِرْهَمَيْنِ أَو بزر السذاب مدقوق بِمَاء بقلة الحمقاء أَو بزر بقلة الحمقاء دِرْهَمَيْنِ بزر الخس والشبث من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بزر السذاب دِرْهَم وَنصف يُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم دِرْهَمَانِ وَاجعَل الطَّعَام مَا يُوَافق ذَلِك أَو بزر السذاب ثَلَاثَة دَرَاهِم جلنار خَمْسَة دَرَاهِم يشرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار على الرِّيق وطبيخ العدس وتضمد المذاكر بحشيش الشوكران والبنج فَإِن هَذَا يمْنَع الْمَنِيّ المفرط فِي خُرُوجه أَو يكثر أكل الشهدانج. وللامذاء اسْقِهِ بزر الخس أَيَّامًا بِمَاء بَارِد وَيسْتَعْمل الطَّعَام من عدس مقشر وخل وكزبرة. ولبطلان شَهْوَة النِّسَاء: تسقى الْمَرْأَة بزر الشبث دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار أَيَّامًا كَثِيرَة. الْعِلَل والأعراض قَالَ: الْعلَّة الَّتِي ينتفخ فِيهَا الْقَضِيب وينعظ دَائِما تكون من ريح غَلِيظَة نافخة. فِي حِيلَة الْبُرْء: انتفاخ الذّكر دَائِما يكون إِذا امْتَلَأت الْعصبَة الَّتِي تَجِيء إِلَى الذّكر من ريح بخارية فاستفرغ الْجِسْم أَي ضرب من الاستفراغ أوفق لَهُ ثمَّ ضع على الْعُضْو نَفسه إِن كَانَ أسخن مِمَّا لم يزل عَلَيْهِ وَاحِد من الْأَدْوِيَة المبردة وَاجعَل مِقْدَاره فِي التبريد بِقدر الْحَرَارَة فِي الْعُضْو وَإِن لم يكن قد صَار أسخن مِمَّا كَانَ فِي حَاله الطبيعي وضع عَلَيْهِ فِي ابْتِدَاء الْأَمر دَوَاء يبرد تبريداً معتدلاً وَأما فِي آخر الْأَمر فَلَيْسَ يضْطَر إِلَى أَن يضع عَلَيْهِ مثل هَذَا الدَّوَاء وَكَذَلِكَ) فَالْزَمْ فِي الْقطن كُله دَوَاء قوته مثل هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا وَاجعَل تَدْبِير الْمَرَض كُله تدبيراً يُولد النضج وَيحل الرِّيَاح ويجفف وَهَذِه الْعلَّة تعرض للشباب خَاصَّة أَكثر وأنفع الْأَشْيَاء لأصحابها إِخْرَاج الدَّم وَقد رددت أَنا رجلا إِلَى حَاله الطبيعية فِي ثَلَاثَة أَيَّام بِإِخْرَاج الدَّم وَبِأَن عملت لَهُ قيروطاً بدهن ورد وشربتهما مَاء بَارِدًا وألزمتهما الذّكر

والقطن وَكنت أَسْقِي أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة من النيلوفر ثمَّ أسقيهم بعد ذَلِك الفنجنكشت وَمَتى طَالَتْ الْعلَّة أطعمتهم شرابًا كثيرا فَإِنَّهُ قانون عَام أَن يسْتَعْمل فِي أَكثر الْأَمر فِي آخر الْعِلَل الردية فِي جَمِيع الْأَعْرَاض أدوية تسخن وتيبس وَمَعْلُوم أَنه إِذا كَانَ الذّكر هُوَ الوارم فالاستفراغ لَا يجب أَن يكون بادرار الْبَوْل والاسهال والحقن لَكِن بالقيء والفصد. من تَدْبِير الأصحاء قَالَ: وَمن الْأَبدَان الردية المزاج أبدان يتَوَلَّد فِيهَا مني كثير حَار يَدعُوهُم إِلَى نفضه فَإِذا نفضوه ضعفوا وقضفوا وَغَارَتْ عيونهم واصفرت ألوانهم. وَمَتى أَمْسكُوا عَن الْجِمَاع ثقلت رؤوسهم ومعدهم وَعرض لَهُم غثيان وقيء وَكثر احتلامهم وأصابهم مِنْهُ من الضعْف وَنَحْو ذَلِك وَمِنْهُم من يحس بمنيه حاراً لذاعاً وتحس النِّسَاء مِنْهُ بذلك وَيجب أَلا يَأْكُل هَؤُلَاءِ المولدة للمني ويستعملوا المجففة لَهُ ويروضوا أعالي أبدانهم بلعب الكرة الصَّغِيرَة وَرفع الْحِجَارَة وامرخ حقوبه وَمَا دونهمَا بعد الاستحمام بالأدهان المبردة كدهن الْورْد ويتخذ لَهُم مِنْهَا مَالا يسيل على أبدانهم بِسُرْعَة مثل قيروطى بدهن ورد مشربَة مَاء الخس وعصارة حَيّ الْعَالم وعنب الثَّعْلَب وتشد صفيحة رصاص على الْقطن فَيمْنَع الِاحْتِلَام وجربته وَهُوَ صَحِيح وَأمرت آخر بِأَن افترش الفنجنكشت والسذاب الطري فأحس بنفعها على الْمَكَان وَكَذَلِكَ إِن افترش الْخلاف والورد والبنفسج والنيلوفر. فليغريوس: الَّذين يخرج مِنْهُم منيهم بِلَا إِرَادَة يهزلون جدا ويضعفون ويموتون إِذا دَامَ بهم ذَلِك وعلاجهم الْجُلُوس فِي مياه قابضة واطل الظّهْر والعانة بشوكران وادلك الْجِسْم دَائِما وأغذيه قابضة والزمهم الرياضة والتعب وَترك الدعة والأطعمة الحلوة الدسمة ويتجوعوا كثيرا فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا. من الْعِلَل والأعراض: الامذاء الدَّائِم يكون إِمَّا من ضعف الْآلَة الَّتِي للمني عَن امساكه وَهَذَا يكون من غير إنعاظ وَإِمَّا عَن التشنج يحدث فِي تِلْكَ الأوعية فيمددها ويهيج الْقُوَّة الدافعة لدفع الْمَنِيّ كَالَّذي يعرض لَهُ فِي الصرع وَهَذَا يكون مَعَ إنعاظ.) الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يخرج بعد هَذَا الْبَوْل شَيْء لزج يتَعَلَّق بِالثَّوْبِ للزوجته وَإِنَّمَا هُوَ شَحم الكلى وَهُوَ إِذا تعرض ينهك الْبدن. وَقَالَ: خُرُوج الْمَنِيّ يكون إِمَّا لِأَنَّهُ حَار حاد مفرط الحدة وَإِمَّا لطول الْعَهْد بِالْجِمَاعِ فتضعف الْآلَة بِكَثْرَة الْمَنِيّ أَو لاسترخاء العضل الممسك للمني وَإِمَّا لرقته. قَالَ: عالج مِنْهُ إِذا أمكن الزَّمن وَالسّن بفصد الأكحل وتبريد الْعَانَة والقطن والورك بعنب الثَّعْلَب وعصير البنج واعطه الاطريفل الْأَصْغَر واحمه المولدة للمني وَالشرَاب. قَالَ: والسذاب والفنجنكشت والحزاء والحندقوقا والمرو الْأَبْيَض محرقة للمني وَكَذَلِكَ الفودنجات والعنبر. جورجس قَالَ: يذهب الباه أكل الطباشير. من الأهوية والبلدان قَالَ: كَثْرَة الرّكُوب يضعف الباه وَيُورث العقم لِأَنَّهُ يرض أوعية الْمَنِيّ. لى كَثْرَة الرّكُوب لَا يضعف الباه فِي أَصْحَاب الأمزجة الْبَارِدَة والرطبة بل يزِيد فِيهِ

لِأَنَّهُ يسخن الكليتين وأوعية الْمَنِيّ وَأما أَصْحَاب الأمزجة الحارة الْيَابِسَة فَهُوَ يضرهم لِأَنَّهُ يضعف أوعية الْمَنِيّ. فِيمَا ذكر أَبُو جريج: مَتى أَدِيم أكل الرجلة أذهب الشَّهْوَة. من مسَائِل أرسطاطاليس: إدمان الباه يذهبه. الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: قد يكون استفراغ الْمَنِيّ من غير إِرَادَة وَلَا توتر الإحليل فَيكون ذَلِك إِمَّا لرقة الْمَنِيّ وَإِمَّا لضعف الْقُوَّة الماسكة. قَالَ: فَأَما الْعلَّة الَّتِي تسمى فريافيسيموس فَهِيَ أَن ينعظ الْإِنْسَان وَيبقى دَائِما من غير شَهْوَة الْجِمَاع وَقد يكون من كَثْرَة ريح نافخة توتره مَتى وصلت فِي الْعصبَة المجوفة أَو من أجل أَفْوَاه الْعُرُوق الضوارب الْجَارِيَة إِلَى الْقَضِيب إِذا اتسعت وَيكون من أجل اتساع الْعُرُوق أَكثر لِأَن ذَلِك أسهل وَمن كَانَ بِهِ فِيمَا سلف اخْتِلَاج متواتر فِي إحليله كَانَ سَبَب علته ريحًا نافخة وَمن كَانَ ذَلِك بِهِ من أجل اتساع الْعُرُوق فَلَا يحدث ذَلِك بِهِ وَرُبمَا حدث هَذَا الضَّرْب الَّذِي من اتساع الْعُرُوق من الِامْتِنَاع من الْجِمَاع مُدَّة طَوِيلَة وَمن أَطْعِمَة تولد أخلاطاً حارة أَو من اسْتِعْمَال شدّ الْوسط كثيرا على غير عَادَة ويصيب من يكثر منيه وَيمْتَنع من الْجِمَاع والارتياض ويفنى دَمه بِضَرْب آخر وَيَنْبَغِي لهَؤُلَاء أَن يستفرغوا الْمَنِيّ بِالْجِمَاعِ ويأخذوا مَا يقل الْمَنِيّ ويتباعدوا عَن الْأَحَادِيث الَّتِي تهيج الباه. الْعِلَل والأعراض: مَتى كَانَ سيلان الْمَنِيّ مَعَ انتشار الْقَضِيب فَإِن ذَلِك يكون لعِلَّة تشبه التشنج تحدث فِي أوعية الْمَنِيّ وَإِذا كَانَ الْقَضِيب مسترخياً فَمن ضعف أوعية الْمَنِيّ الماسكة. أهرن: ينفع من الحكة فِي الرَّحِم وانتفاخه من شدَّة الشَّهْوَة الفصد من الأكحل ثمَّ الصَّافِن) والأدوية الَّتِي تمشي الْمرة. لى هَذِه تعالج بعلاج الرِّجَال وتنوم على الفنجنكشت وَتلْزم الحامض فِي طعامها. من كتاب الْحُدُود: سيلان الْمَنِيّ يهزل الْبدن وَيفْسد لَونه. ابْن سرابيون: عالج الامذاء وسيلان الْمَنِيّ بتلطيف التَّدْبِير وَالنَّوْم على الْفرش الْبَارِدَة وَترك الإسهال وإدرار الْبَوْل وَاسْتِعْمَال الْقَيْء فَإِنَّهُ جيد لَهُ وَلَا تستفرغ من أَسْفَل فَإِنَّهُ يجذب إِلَى أَسْفَل مَادَّة وَلَا ينَام على الْقَفَا فَإِنَّهُ ينعظ ولينم على الْخلاف ويشد على قطنه عِنَب الثَّعْلَب وَيَأْكُل الفرفير وَيشْرب النيلوفر مَعَ السذاب الْأسود الْقَابِض وَمَاء العدس وَمَاء الفرفير وبزر الخس وَإِن لم تكن حرارة ظَاهِرَة فَاسق حب الْفَقْد والسذاب وَحب القنب يجفف الْمَنِيّ إِذا أَكثر مِنْهُ. دَوَاء قوي لذَلِك: أصل الْقصب الْفَارِسِي وفودنج جبلي وبنج أَبيض وبزر الخس وبزر السذاب وفنجنكشت وَورد أَحْمَر بِالسَّوِيَّةِ الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء ممزوج بخل خمر وَإِن لم تكن حرارة نفع من ذَلِك الكمون. كَثْرَة الْجِمَاع يعقل الْبَطن وَيُورث القولنج ويبرد الْجوف تبريداً شَدِيدا. الْهِنْدِيّ: الزَّبِيب يقل الْمَنِيّ.

من كتاب روفس فِي الباه قَالَ: الْجِمَاع يبرد الْجِسْم الْحَار وَيزِيد الْبَارِد برودة وَلَا يكَاد يَصح النضج لمدمن الْجِمَاع وتعلوهم صفرَة والصفرة من غير حمى لَا تكون إِلَّا من عِلّة بَارِدَة وَلَا تكون أَبْصَارهم حادة وَلَا سمعهم وَلَا شَيْء من حواسهم ويغلب عَلَيْهِم السهر والارتعاش وتضرب عَلَيْهِم المفاصل وينفث بَعضهم الدَّم الْكثير وَيصير إِلَى وجع الكلى والمثانة وَمِنْهُم من ينتن فَمه ويوجعه أَسْنَانه ويتورم لِسَانه فَإِذا رَأَيْت هَذِه العلامات فليتقدم بالامساك عَن الْجِمَاع وَكَثْرَة الْجِمَاع بِالرِّجَالِ أضرّ لِأَن تعبهم فِيهِ أَشد ومزاجهم أخف وَلِأَنَّهُم فِي حَال الباه يَمْتَد العصب مِنْهُم أبدا ويحمى الْجِسْم فيخاف أَن يتشنج بعض أَعْضَائِهِ الداخلية وَيَنْقَطِع مِنْهُم عرق قَالَ: وَكَثْرَة الْجَنَابَة أَشد إضعافاً من كَثْرَة المجامعة فَلذَلِك إِذا الحت أرخت الْجِسْم فَيَنْبَغِي أَن يُجَامع لثقل الْجَنَابَة وَمن أَكثر مِنْهُ وَهُوَ شيخ أَو يَابِس المزاج عطب والأغذية الْبَارِدَة الْيَابِسَة كلهَا تذْهب النُّطْفَة وَالْجِمَاع على التَّعَب يورم الحقوين. وينفع من كَثْرَة الِاحْتِلَام قلَّة الْغذَاء ويبسه وبرده وَألا يتعب فَإِن من تَعب استرخى بدنه وَأَكْثَره الِاحْتِلَام يكون لمن استرخى بدنه فَإِذا نَام احْتَلَمَ وَالنَّوْم على الْجَانِب الْأَيْمن يذهبه ويساره يهيجه لاسيما الاستلقاء والانبطاح على فرَاش حَار وينفع أَن يطلى الحقو باسفيذاج وخل وكزبرة أَو شوكران. من كتاب الاغتذاء: قلَّة الْأكل) وَكَثْرَة التَّعَب يقلل اللَّبن والمنى وَالدَّم. أبقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: يعرض للمكثرين الْجِمَاع دق ويجدون شَبِيها بدبيب النَّمْل من الرَّأْس إِلَى الصلب ويحتلمون دَائِما ويضعفون وتطن آذانهم ثمَّ يعرض لَهُم حمى حادة فيهلكون فاسقهم اللَّبن واحمهم التَّعَب وَالْحمام وَالسكر.

(مَنَافِع الْجِمَاع فِي الْبدن) (وإنهاض الشَّهْوَة والانعاظ وَالزِّيَادَة فِي الْمَنِيّ وَمَا يحْتَاج أَن يتدبر بِهِ قبله وَبعده) (والرعدة تصيب الْإِنْسَان بعد الْجِمَاع والبخار الشَّديد يصعد إِلَى الرَّأْس بعد) (الْجِمَاع والتعظيم والتضيق والملذذة وَالَّتِي ترى ماءاً كثيرا عِنْد الْجِمَاع وَالَّتِي) (تمنع سيلان الرطوبات والطمث فِي وَقت الْجِمَاع والمني الَّذِي يغلظ حَتَّى) (يخرج كالخيط من غلظه وَقد ذكرنَا هَذَا فِي بَاب الْمَذْي.) السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: الفتيان الْكثير الْمَنِيّ إِذا لم يجامعوا ثقلت رؤوسهم وقلقوا وحموا وَقلت شهوتهم واستمراؤهم وَأعرف قوما كَانُوا كثيري الْمَنِيّ فَلَمَّا منعُوا أنفسهم من الْجِمَاع لضرب من التفلسف وَغَيره بردت أبدانهم وعسرت حركاتهم وَوَقعت عَلَيْهِم الكأبة بِلَا سَبَب وَعرضت لَهُم أَعْرَاض المالنخوليا وَقلت شهوتهم وهضمهم وَرَأَيْت رجلا ترك الْجِمَاع وَقد كَانَ قبل ذَلِك جَامع مجامعة متواترة فقد شَهْوَته للطعام فَصَارَ وَإِن أكل الْقَلِيل لم يستمرئه وَمَتى حمل على نَفسه فَأكل فضلا قَلِيلا تقيأه من سَاعَته وَلَزِمتهُ أَعْرَاض المالنخوليا فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى 3 (الأنعاظ) الإستلقاء على الْقَفَا على فرش لينَة حارة يزِيد فِي الانعاظ عكس قَول ج فِي كَلَامه فِي انتفاخ الذّكر: شدّ الْوسط الدَّائِم يهيج الانعاظ والأدوية المسخنة والنافخة إِذا شربت وَإِذا طليت على الْقطن وعَلى الْأُنْثَيَيْنِ والدبر والأطعمة المولدة للمني الْكثير وَترك الْجِمَاع مُدَّة مَعَ كَثْرَة حَدِيثه وَالسَّمَاع لما يتشوق إِلَيْهِ يُقَوي الانعاظ وَقلة إِخْرَاج الدَّم وَترك الرياضة وَكَثْرَة الْفِكر وَلَا يغيبه بِمدَّة طَوِيلَة إِذا كَانَ قَادِرًا عَلَيْهِ لِأَن الْأَعْضَاء إِذا فقدت أفعالها ضعفت قواها وانسدت مجاريها وَلذَلِك المعتادون للجماع الْكثير أقوى عَلَيْهِ وهم عَلَيْهِ أَصْبِر وَهُوَ لَهُم أقل ضَرَرا فَأَما ترك الْجِمَاع مُدَّة طَوِيلَة والإضراب عَن ذكره فَإِنَّهُ يقلص الذّكر ويجعله شبه ذكر الشُّيُوخ واستعماله كثيرا يُوسع هَذِه الْعُرُوق ويسهل انصباب الأخلاط إِلَيْهَا وَيكثر لَهُ توليد الْمَنِيّ وتكثر لذَلِك الشَّهْوَة. 3 (مَنْفَعَة الْجِمَاع) قَالَ: من كَانَ مُعْتَادا للجماع ثمَّ تَركه فَإِنَّهُ رُبمَا عرضت لَهُ الْعلَّة الْمُسَمَّاة بارسموس وَهُوَ توتر الذّكر دَائِما. لى قَوْلنَا الضَّرْب عَن الْجِمَاع لم يغن مُدَّة طَوِيلَة كَمَا

يضْرب عَنهُ من يُرِيد قطعه الْبَتَّةَ لَكِن بِقدر مَا يجْتَمع الْمَنِيّ وَيكثر وَهُوَ فِي ذَلِك يكثر حَدِيثه والإشتياق إِلَيْهِ وَلكُل مَا يُولد الْمَنِيّ واستعماله خَارِجا وَبَاطنا مَا سَنذكرُهُ بعد هَذَا لمن كَانَ ضَعِيف الإنعاظ فَإِذا قوي إنعاظه فليتدرج إِلَيْهِ بِالْعَادَةِ فَإِنَّهُ إِن أَكثر مَا جرت لَهُ بِهِ الْعَادة قوي الْعُضْو على ذَلِك وجلب لنَفسِهِ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ بِحَسب مَا قد جرت لَهُ من الرياضة وَالْحَرَكَة. من الثَّانِيَة من تَدْبِير الأصحاء: قد يحدث عَن الْجِمَاع فِي الْبدن من اليبس مَا يحدث لَهُ من كَثْرَة الرياضة. قَالَ: يحدث عَن الْجِمَاع فِي الْبدن وَلذَلِك يَنْفَعهُ الرياضة الْيَسِيرَة وَالْحمام والغذاء الرطب وَيكون إِلَى الْحَرَارَة إِن برد الْبدن بِالْجِمَاعِ وَإِلَى الْبُرُودَة إِن سخن وَلَا يُفَارق الترطيب فِي الْحَالين. من كتاب مابال: ركاب الْخَيل يعتريهم شَهْوَة الباه أَكثر ويعظم أنثييهم. من كتاب بولس فِي الفلاحة قَالَ: كل خبز يخبز بِلَا خمير فَإِنَّهُ يُحَرك الْجِمَاع جدا. الأولى من تَفْسِير الثَّانِيَة من ابيذيميا قَالَ: الْجِمَاع يحل الإمتلاء ويمنعه لكنه يوهن قُوَّة الْمعدة جدا وَترك الْجِمَاع أبلغ شَيْء فِي حفظ قُوَّة الْمعدة.) الْخَامِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: الْإِكْثَار من الباه ينفع الْأَمْرَاض الَّتِي تكون من البلغم. إِنَّمَا ينفع مِنْهُم من قوته قَوِيَّة فَأَما الضُّعَفَاء فَإِنَّهُم إِذا أَكْثرُوا من الباه وبهم أمراض البلغم صَارُوا إِلَى الْغَايَة القصوى من الضعْف وَالْبرد فيضرهم فَأَما من كَانَت قوته قَوِيَّة والحرارة الغريزية فِيهِ كَثِيرَة فَإِن الْإِكْثَار من الباه لَا يُضعفهُ ويحط الباه من البلغم الَّذِي قد كثر فِي بدنه فَإِن اسْتِعْمَال الباه يجفف الْبدن كَمَا يفعل السهر لِأَنَّهُ يزِيد فِي تَحْلِيل الأخلاط فَمَتَى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فَإِن الباه يسخن الْجِسْم وَمَتى كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة فَإِن الباه يسخن الْجِسْم فِي وَقت اسْتِعْمَاله ثمَّ أَنه بعد يبرد تبريداً قَوِيا. قد يظْهر أَن قَول من قَالَ: إِن الْجِمَاع كَمَا أَنه يجفف دَائِما كَذَلِك يبرد صَحِيح. قَالَ: وَالْمَنْفَعَة الَّتِي ينَال الْإِنْسَان من الْجِمَاع إِنَّمَا ينالها بتبريده بدنه وَذَلِكَ أَن الْجِمَاع لَا ينفع إِلَّا من كَانَ فِي بدنه بخار دخاني لغَلَبَة سوء مزاج حَار بالطبع عَلَيْهِ فَقَط فَإِن هَؤُلَاءِ إِذا احتقن فيهم ذَلِك البخار الدخاني فَلم يتَحَلَّل ضرهم ذَلِك مضرَّة عَظِيمَة فَهَؤُلَاءِ هم الَّذين يَنْتَفِعُونَ بالباه مَتى استعملوه فِي وَقت الْحَاجة وبالمقدار الَّذِي يَنْبَغِي الْجِمَاع يشد الطبيعة مَا لم يفرط حَتَّى تضعف الْقُوَّة فَإِذا أَضْعَف الْقُوَّة فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك ينْطَلق الْجوف لفساد الهضم. لى رَأَيْت فِي كتاب سوء التنفس فِي الثَّالِثَة شَيْئا يُوجب: أَنه قد يعرض عَن الْإِمْسَاك عَن الْجِمَاع مَعَ شدَّة الْحَاجة إِلَيْهِ شَبيه بِمَا يعرض للنِّسَاء الْمُسَمّى اختناق الْأَرْحَام. الْيَهُودِيّ: عاقرقرحا مِثْقَال دارصيني دِرْهَم فربيون نصف دِرْهَم ينعم سحقه جدا ويطرح فِي نصف أُوقِيَّة من الزنبق الْخَالِص ويمرخ بِهِ الإحليل والخصيتان والعجان وأسفل الرجلَيْن وَيكون المرخ شَدِيدا حَتَّى تحمى تِلْكَ الْمَوَاضِع. السّمك المشوي مَتى أكل مَعَ البصل زَاد زِيَادَة بَيِّنَة فِي الْجِمَاع وَيجب أَن يكون حاراً فَأَما الْبَارِد فَلَا ينفع.

دواء الحسك لأهرن

الْيَهُودِيّ: قد رَأَيْت من أَصَابَته فِي رَأسه ضَرْبَة يذهب عَنهُ شَهْوَة الباه وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعلم أَن الدِّمَاغ فِي ذَلِك أعظم الْخطر فَلذَلِك مَتى ضعف الدِّمَاغ قل الباه وعلاجه السعوط بدهن اللوز والروائح الطّيبَة ليسمن الدِّمَاغ وعلامة ذَلِك أَلا يكون بِالْقَلْبِ والكبد والكلى عِلّة والباه نَاقص وَالْعين مَعَه تكون غير سخن وَلَا رطب. الدغدغة تصيب الْإِنْسَان عِنْد الْجِمَاع وَبعده: اسْقِهِ أَيَّامًا دِرْهَم جوشير بأوقية من مرزنجوش مطبوخ. قَالَ: من النَّاس من يصعد إِلَى رَأسه بعد الْجِمَاع بخار شَدِيد وعلاج هَؤُلَاءِ أَن يتْركُوا شرب النَّبِيذ الصّرْف الْكثير فَإِنَّمَا يُؤْذونَ مِنْهُ. مَجْهُول: للباه بزر حندقوقا كيلجة دقه واعجنه بِعَسَل وَاجعَل جوزات وتأكل جوزة مَتى أردْت) ذَلِك. دَوَاء جيد ملذذ فِي بَاب النحب يعظم الذّكر: يدلك ويمرخ شَحم الورل فَإِنَّهُ يعظم وَيكون ذَلِك شَدِيدا وَليكن الدَّلْك شَدِيدا. حمول مسخن: يُؤْخَذ الكرمدانج ينخل بحريرة صفيقة ويتحمل مِنْهُ قَلِيلا مَعَ دهن زنبق فَإِنَّهُ يسخن حَتَّى يفْطن أَنه علاج إِن أَكثر مِنْهُ جدا فَلَا يكثر مِنْهُ. علاج يطيب ويضيق الرَّحِم عجب فِي ذَلِك سك ومسك قَلِيل زعفران يطْرَح فِي شراب ريحاني ويغلى ويغمس فِيهِ خرقَة كتَّان حَتَّى تشربه ويرفعها عنْدك وَعند الْحَاجة تقطع مِنْهَا قِطْعَة وتحتمل سَاعَة فَإِنَّهُ يطيب رِيحه ويضيق. عَجِيب حَتَّى لَا يشْبع الرجل مِنْهُ مشهٍ. 3 (ضعف الْمَنِيّ من الدِّمَاغ) أهرن: إِذا كَانَ الْمَنِيّ ضَعِيفا فَإِن ذَلِك عَن الدِّمَاغ. وَإِذا كَانَ الإنتشار ضَعِيفا فَذَلِك عَن الْقلب وَإِذا كَانَت شَهْوَة الباه ضَعِيفَة كَانَ عَن الكبد والكليتين ويهيج الباه أكل البصل المشوي والمثروديطوس جيد لَهُ. وَإِذا كَانَ ذَهَابه لغم الْقلب فدواء الْمسك. الطَّبَرِيّ للباه قَالَ: يدْخل الْحمام أَو تُوضَع الرجل فِي مَاء حَار سَاعَة ثمَّ يُؤْخَذ عاقرقرحا وفربيون فيجاد سحقه ويعجن مَعَه قَلِيل مسك ويعجن بدهن زنبق ويطلى بِهِ بَاطِن الْقدَم والمذاكر والعجان فَإِنَّهُ مجرب قوي وَيكون ذَلِك بعد الأغذية الجيدة والحقن فَإِنَّهُ جيد بَالغ. لى يجب أَن يحقن مَرَّات وَيَأْكُل مَا يهيج الباه أَيَّامًا كَثِيرَة وَيمْنَع من الباه ثمَّ يمسح بِهَذَا. قَالَ: وينفع من استرخاء الذّكر أَن يدهن بدهن بِلِسَان أَو بدهن الْخَرْدَل. قَالَ وَفِي كتاب الْهِنْد: إِنَّه مَتى نقصت النُّطْفَة جدا فسد اللَّوْن وتوجع الذّكر وَكَانَ صَاحبه ميت الْقلب. البوزيدان يزِيد فِي الباه وَكَذَلِكَ الناركيو والبهمنان. لى تجربة: دهن السعد يصلب الذّكر والتمسع بالسعد يفعل ذَلِك حَتَّى أَنه إِن مسح بِهِ ذَلِك نفع من سَاعَته. لى رَأَيْت مَتى كثر النفخ فِي الْبَطن وَلم يبلغ أَن يكون مرجعه اشْتَدَّ الإنعاظ. 3 - (دَوَاء الحسك لأهرن) يُؤْخَذ حسك رطب فيجفف فِي الظل وينخل بحرير ثمَّ يعصر الحسك الرطب واسقه مِنْهُ وَزنه وجففه فِي الظل ثمَّ اسْقِهِ أَيْضا وجففه افْعَل ذَلِك حَتَّى يشرب ثَلَاثَة أوزانه ثمَّ اجْعَلْهُ أقراصاً والشربة مثقالان بسكرجتين من حليب فِيهِ شَيْء من زنجبيل. أَبُو هِلَال الْحِمصِي قَالَ: يجب أَن يكون الْجِمَاع بعد الهضم وَقبل خلاء الْمعدة

والإكثار مِنْهُ يضر بالبصر إِضْرَارًا قَوِيا وَشرب المَاء بعده يُرْخِي الْجِسْم وَيكثر البهر والتنفس والرعدة وَلَا يَنْبَغِي أَن يُجَامع على الإمتلاء لِأَنَّهُ يُولد فِي الْبدن أخلاطاً نِيَّة وَلَا يعقب الْحمام والتعب ويدع كل الحركات الشَّدِيدَة من حركات الْجَسَد وَالنَّفس مثل الغيظ وَالْغَضَب والاستفراغ بالقيء والفصد وَبعد التخم فَإِن ذَلِك كُله يُرْخِي الْجِسْم وينهك الْقُوَّة. من كتاب مسيح قَالَ: سخونة الظّهْر تعين على الباه كَمَا أَن تبريده وَالنَّوْم على الأوراق الْبَارِدَة ينقص الباه. للزِّيَادَة فِي الباه عَجِيب: يطْبخ لبن النوق بِلَبن الْبَقر الحليب الطري وَيجْعَل ذَلِك غذاءه. تربية الحسك وَهُوَ عَجِيب للباه: يقطع الحسك الرطب ثمَّ ينقع فِي عصير الحسك الرطب فَإِذا أنشف اعيد عَلَيْهِ سِتَّة أشهر. ولاسترخاء الذّكر: يطلى بدهن البلسان فَإِنَّهُ عَجِيب. بولس قَالَ: وَقد يبطل فعل الذّكر من فالج يعرض لربطة وَهَؤُلَاء يشتهون وَلَا ينتشرون فِي حَال وعلاج هَؤُلَاءِ علاج الفالج فِي بعض الْأَعْضَاء بالأشياء المسخنة والمروخ. مَجْهُول: يُؤْخَذ ذكر ثَوْر هرم فجففه ثمَّ اسحقه وانثر مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا على بَيْضَة نيمبرشت وتحسى فَإِنَّهُ أَمر عَجِيب جدا وَأَيْضًا يُؤْكَل ثَلَاثَة دَرَاهِم من بزر الجرجير بِسمن الْبَقر. قَالَ: وَإِن استف قدر البلوطة من بزر الكراث الشَّامي أَكثر الباه. ابْن ماسويه قَالَ: ليجتنب الْجِمَاع على الْخمار فَإِنَّهُ يهيج بخاراً كثيرا فِي الرَّأْس كَمَا يكون عِنْد الإمتلاء لكنه يكون أخوف وَأحد. من كناش مَجْهُول مؤلف فِي الباه دَوَاء يزِيد فِي الباه زِيَادَة كَثِيرَة يُؤْخَذ لبن بقر حليب زنة رطلين فيطبخ بحقنتين من ترنجبين حَتَّى يغلظ كالعسل وادفعه واشرب مِنْهُ أُوقِيَّة على الرِّيق فَإِنَّهُ ينعظ حَتَّى يتَأَذَّى بِهِ ويسكن إنعاظه بعنب الثَّعْلَب والهندباء وَيُؤْخَذ مِنْهُ بعد الطَّعَام أَيْضا. ويجفف ذكر ثَوْر وينعم سحقه وينثر مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل على بيض ويحس. آخر جيد بَالغ يكثر الباه وَهُوَ يصلح للنحفاء: يُؤْخَذ رطلان لبن حليب من بقر ويسحق خَمْسَة دَرَاهِم من الدارصيني أَجود) مَا يكون واطرحه فِيهِ واشرب مِنْهُ سكرجة حَتَّى يَأْتِي عَلَيْهِ وخضخضه كل سَاعَة فِي يَوْمك وَخذ ذَلِك أسبوعاً وَيكون الطَّعَام طياهيج واشرب نبيذاً فَإنَّك ترى عجبا. أُخْرَى عَجِيبَة: يغلى عسل بلاذر مَعَ عسل النَّحْل وبسمن بقري حَتَّى يغلظ ويختلط وَلَا يغلي وَيُؤْخَذ مِنْهُ قدر حمصة عِنْد النّوم فَإِنَّهُ يهيج الباه اللَّيْل كُله وَهُوَ عَجِيب جدا. لتعظيم الذّكر: يُؤْخَذ علق فَيجْعَل فِي نارجيلة فِيهَا مَاء وَيتْرك أسبوعاً وَمَا زَاد حَتَّى يجِف ثمَّ اسحقها واطلها بِهِ فَإِنَّهُ يعظم. للإنعاظ: بورق أَحْمَر وحلتيت بِالسَّوِيَّةِ فينعم سحقه ويخلط بِعَسَل ويدلك بِهِ أصل الذّكر وَحَوله والمراق وباطن الْقدَم وافتق عاقرقرحا فِي زنبق وَاسْتَعْملهُ. ولتعظيم الذّكر: يدلك طرفِي النَّهَار ثمَّ يمسح بِلَبن الضَّأْن الغليظ فَإِنَّهُ يعظم ويبلغ مِقْدَار ماتزيد ويصابر على الدَّلْك أَو خُذ الحلبلاب وَهِي شَجَرَة لَهَا لبن فادلكه واطله بلبنها فَإِنَّهُ يعظم ويشتد مَا شِئْت. ولتغليظه: تُؤْخَذ خراطين فتجفف بعد غسلهَا

وتسحق نعما وتداف فِي دهن سمسم ويطلى بِهِ فَإِنَّهُ يغلظ جدا. ملذذة: لى الكبابة مَتى مضغت وَجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تحدد اللِّسَان والفم وَاسْتعْمل لُعَابهَا لذذت لَذَّة عَجِيبَة. شرك الْهِنْدِيّ: إِذا كثر الْمَنِيّ اشْتَدَّ الشبق جدا ويهم فِي الْجِمَاع. قَالَ: لَا تجامع وَقد حركك الْبَوْل والرجيع وَلَا الطامث وَلَا الْمَرِيضَة والحدثة والهرمة والعاقر وَلَا عِنْد الْجُوع والعطش وَالْغَم والسهر والرمد والخمار وَالْمَشْي والقيء. قَالَ: وَإِذا أَدِيم أكل العصافير السمان وَشرب اللَّبن مَتى عَطش لم يزل كثير الْمَنِيّ منتشر الذّكر وَيزِيد فِي الْمَنِيّ زِيَادَة كَثِيرَة. بيض السّمك وَلبن الْبَقر عَجِيب يزِيد فِي الْمَنِيّ زِيَادَة كَثِيرَة ويسمن الْجِسْم: لحم الدَّجَاج المسمن وكل طَعَام يتَّخذ من الدَّجَاج المسمن وَقَالَ: ليؤخذ المخ من الْعِظَام ويطبخ مَعَ سمن الْبَقر وَلحم ويذر عَلَيْهِ أفاوية الطّيب ويؤكل فَإِنَّهُ بليغ النَّفْع زَائِد فِي الْمَنِيّ جدا وَكَذَلِكَ لحم السّمك الطري ويؤكل بالملح والحلتيت زَائِد فِي الْمَنِيّ وليشرب اللَّبن مَتى عَطش فَإِنَّهُ بليغ. قَالَ: وَجَمِيع الْأَطْعِمَة الحلوة والدسمة تزيد فِي الْمَنِيّ ومباشرة النِّسَاء فِي سنّ الحداثة يضر بالباه. من كتاب تياذوق قَالَ: يشرب للجماع مَاء الْعَسَل الْغَيْر منزوع الرغوة بِلَا أفاوية بل يَجْعَل فِيهِ زعفران قَلِيل قدر مَا يلونه وَلَا تطبخه ويدمن شربه فَإِنَّهُ يزِيد فِي الإنعاظ. مجرب لى لِأَنَّهُ ينْفخ جدا. شَمْعُون دَوَاء يضيق ويشهى الْمَرْأَة بِالْجِمَاعِ: اغمس خرقَة فِي مَاء الشب الْيَمَانِيّ قد حل بِمَاء ثمَّ لوثها فِي سعد وسليخة وعفص مسحوقة بالكحل وَحملهَا قبل الْجِمَاع بساعتين أَو) دق بزر الحماض نعما ويتحمله فَإِنَّهَا تصير كالعذراء. فَإِن كَانَت تَجِد رُطُوبَة فاسحق عفصاً جزءين وإثمدا جُزْءا وانعم سحقها بطلاء وتحتمله. للتضييق وتطيب الرَّائِحَة: عود وراسن وَسعد وقرنفل ورامك ومسك قَلِيل يسحق الْجَمِيع وتلوث صوفة فِيهِ قد غمست فِي ميسوسن وَحملهَا فَإِنَّهُ عَجِيب. لى ولتشهية الْجِمَاع والتسخين حملهَا عسل والزنجبيل أَو فلفل وَشد الظّهْر بالمناطق اللينة الحارة فَإِنَّهَا تهيج الإنعاظ إِذا أدمن جدا. لى يَنْبَغِي أَن تتحذ منْطقَة خرق وتبل بدهن ناردين وَبَان بكر وتشد على الظّهْر أَو تضمد وتشد. قَالَ: وَكَثْرَة الشَّرَاب وخاصة الحلو والحنديقون يهيج الباه. قَالَ: وللإنعاظ يحْتَمل شيافة من شَحم حمَار فَإِنَّهُ عَجِيب من الْعجب وألبان الْبَقر يزِيد فِي الباه جدا وَالْمَاء الَّذِي يطفى فِيهِ الْحَدِيد المحمى مَتى سقِِي لمن يسترخي ذكره لم يزل ينعظ اللَّيْل كُله. ابْن ماسويه للباه: يشرب مِثْقَال حلتيت بنبيذ صلب. الطَّبَرِيّ: الَّتِي تزيد فِي الباه زِيَادَة كَثِيرَة الْأرز الْمَطْبُوخ بِاللَّبنِ وَسمن الْبَقر وَالسكر يكثر لمن أدمنه وَالَّذِي يهيج المباضعة بِهِ شرب دهن شيرج على نَبِيذ صلب وَيَأْكُل الكباب من لحم الضَّأْن ويتعاهد الزنجبيل المربى. ابْن ماسويه: يهيج الإنعاظ بِقُوَّة أَن يفتق الجندبادستر والفربيون والعاقرقرحا والفلفل فِي دهن النرجس والسوسن ويمرخ بِهِ كل لَيْلَة الْقطن أجمع فَإِنَّهُ إِذا أَدِيم يَنُوب عَن الحقنة.

روفس فِي كِتَابه فِي ذكر أبقراط: إِنَّه كَمَا أَن الْمَرْأَة الَّتِي تُرِيدُ بَقَاء لَبنهَا دَائِما يحلب مِنْهُ دَائِما فَإِنَّهُ إِن تركته جف كَذَلِك حَال من أدمن الْجِمَاع فَإِنَّهُ يقوى عَلَيْهِ أَكثر وَيكثر تولد الْمَنِيّ فِيهِ. من اختيارات حنين دَوَاء ملذذ: عاقرقرحا ميويزج دارصيني بِالسَّوِيَّةِ ينخل بحريرة ويعجن بِعَسَل قد ربى فِيهِ زنجبيل ويحبب أَمْثَال الفلفل وَتمسك مِنْهُ حَبَّة فِي الْفَم عِنْد الباه وَيمْسَح الذّكر مِنْهُ والقبل فيوجد لَهُ لَذَّة عَجِيبَة. آخر: حلتيت مسحوق يصب فِي قَارُورَة وَيصب عَلَيْهِ دهن زنبق وَيتْرك أَيَّامًا ثمَّ يمسح بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وَيدخل الرجل يَده تَحت ظهر الْمَرْأَة مِمَّا يَلِي الْعَجز ويرفعها إِلَيْهِ ويشد فَخذيهِ فَإِنَّهُ ينالهما لَذَّة عَجِيبَة. من اختيارات حنين لاسترخاء الذّكر: قنطوريون وزفت وقيروطى بدهن السوسن أَو دهن خيرى وشمع مصفى يجمع ويطلى بِهِ الذّكر ونواحيه وَيحْتَمل بِهِ فِي قطنه. قَالَ: وَالَّذين لَا يقدرُونَ على الْجِمَاع ليدلكوا المذاكر دلكا مُتَتَابِعًا بِشَيْء من الشحوم وَقد خلط شَيْء من أصل النرجس أَو حب المازريون أَو عاقرقرحا أَو ميويزج أَو قريض وليشربوا الفلفل وخصى الثَّعْلَب وليكثروا ذكر الباه.) السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا: الْأَبدَان الَّتِي يعرض لَهَا عِنْد الْجِمَاع النافض والإقشعرار فِيهَا أخلاط ردية مرارية فَيعرض لَهُم من حَرَكَة الْجِمَاع مثل مَا يعرض فِي الْحمام وَمِنْهُم من يشْتم مِنْهُ فِي وَقت الْجِمَاع رَائِحَة مُنْتِنَة وَهَؤُلَاء فيهم أخلاط عفنة وَمِنْهُم من تعرض لَهُم ريَاح فِي أَجْوَافهم وَهَؤُلَاء قد ضعفت مِنْهُم الْحَرَارَة الغريزية وَأَكْثَرهم أَصْحَاب الْعلَّة المراقية الْمَعْرُوفَة بالنافخة وشهوتهم للباه شَدِيدَة. لى يعالج هَؤُلَاءِ بِمَا يحل الرِّيَاح ويجيد الهضم وَإِلَّا ولين بالإستفراغ. قَالَ: وَالْجِمَاع ينفع من كَانَ يتَوَلَّد فِي بدنه بخار دخاني لغَلَبَة سوء المزاج الْحَار عَلَيْهِ بالطبع فَإِن هَؤُلَاءِ من صَبر مِنْهُم على هَذَا البخار وَلم يُجَامع أضرّ بهم جدا وَالْجِمَاع باعتدال يروح أبدانهم فينتفعون بذلك. أوربياسيوس قَالَ روفس: الْجِمَاع يفرغ الإمتلاء ويخف بِهِ الْجِسْم ويحركه إِلَى النمو والنشو ويكسب جلدا ويشده وَيحل الْفِكر ويسكن الْغَضَب وَلذَلِك هُوَ دَوَاء لمالنخوليا يبلغ من نَفعه ذَلِك مبلغا عَظِيما وللجنون وفقد الْعقل وَهُوَ علاج قوي للأمراض البلغمية كلهَا وَرُبمَا هيج شَهْوَة الطَّعَام. وَلَا تحتمله الْأَبدَان الْيَابِسَة وَيجب أَن يتدبر من يُرِيد الْإِكْثَار مِنْهُ تدبيراً مسخناً مرطباً فيرتاض باعتدال وَيسْتَعْمل الْجِمَاع باعتدال فَإِنَّهُ إِذا اسْتعْمل الْعُضْو أَكثر انجذب إِلَيْهِ والأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء والغليظة المنفخة كالجزر والسلجم والجرجير والباقلى والحمص واللوبياء وَإِنِّي لِأَحْمَد الْعِنَب حمداً كثيرا فِي هَذَا الْبَاب لِأَنَّهُ يرطب ويملأ الدَّم ريحًا وَالرِّيح ينعظ وَمن هُوَ مرمع أَن يُجَامع فَلَا يتملأ من الطَّعَام وَسُوء الهضم والإكثار مِنْهُ رَدِيء مَعَ كَثْرَة من الأخلاط الردية فِي الْجِسْم وأوفق مَا يكون بعد غذَاء معتدل لَا يثقل فَإِن ذَلِك لَا يسْقط الْقُوَّة وَلَا يبرد مَعَه الْجِسْم وليحذر بعقبه التَّعَب والقيء والإسهال فَأَما الإسهال المزمن فَإِنَّهُ يقطعهُ وَيَنْبَغِي للمنهوكين ان يضبطوا أنفسهم.

أوريباسيوس: يُؤْخَذ من المر والكرنب ولب القرطم جُزْء جُزْء وَمن الشونيز جزءان وَمن العاقرقرحا نصف جُزْء وَمن الفلفل إِذا كَانَت تِلْكَ دِرْهَم ثَلَاثُونَ حَبَّة وَمن الكردمانة عشرُون حَبَّة يداف شمع يسير بدهن خروع وَعسل وَيجمع بالأدوية وتدلك بِهِ المذاكر وَمَا حولهَا. قَالَ: الَّذين لَا يقدرُونَ على الإنعاظ يدام مسح الذّكر والعجان بِبَعْض الشحوم وَقد خلط بِشَيْء يسير من الْحبّ الْمُسَمّى فسدس أَو ميويزج أَو عاقرقرحا أَو بزر الأنجرة وَقد ينعظ الحلتيت مَتى جعل مِنْهُ فِي ثقب الإحليل. قَالَ: وَمن أشرف على نَفسه فِي الباه فليتدبروا بتسخين ويطيلون النّوم) لترجع قوتهم. قَالَ: وَقد يسْتَعْمل شياف من قنطوريون وزفت وَيسْتَعْمل لاسترخاء الذّكر. روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: الْجِمَاع يتعب الصَّدْر والرئة والعصب وَالرَّأْس وَفِيه أَيْضا مَنَافِع لِأَنَّهُ يطيب النَّفس وَيصْلح للمالنخوليا وَالْجُنُون قَالَ: وَهُوَ فِي الخريف وَفِي الوباء ضار مهلك وَليكن قبل النّوم فَإِنَّهُ أَجود لراحة الْجِسْم وللحمل أَيْضا وَهُوَ رَدِيء أَن يُجَامع فِي آخر اللَّيْل قبل التبرز وَخُرُوج الثفل وَألا يسْتَعْمل على الإمتلاء من الشَّرَاب وعَلى الْخَلَاء من الْغذَاء وَلَا بعد الْقَيْء والإسهال والتعب والكائن مِنْهُ قبل الطَّعَام والإستحمام أقل تعباً ليسترد الْقُوَّة بالدلك والأغذية المقوية وَالنَّوْم وليسخن الْجِسْم وليسترح. من كتاب حنين فِي الْمعدة ضماد ينعظ: عاقرقرحا وحسك وبزر القريظ وجرجير وَدَار فلفل وعكر الزَّيْت يضمد بِهِ الْقطن. قريطن للتضيق والرطوبة عِنْد الْجِمَاع: قشور الصنوبر مدقوقة أَرْبَعَة أَجزَاء شب جزءان سعد جُزْء يطْبخ بشراب ريحاني عفص حَتَّى يغلظ وتبل بِهِ خرق كتَّان وَيرْفَع فِي إِنَاء زجاج مشدود الرَّأْس وَعند الْحَاجة تمسك مِنْهَا وَاحِدَة. آخر يخفى اللواتي اقتضضن: عفص فج جزءان فقاح إذخر جُزْء يدق وينخل بمنخل صفيق واجعله فِي إِنَاء يكون فِيهِ خرق مبلولة بشراب وَيُؤْخَذ مِنْهَا وَاحِدَة بعد أَن تَجف وَتمسك وَأما اللواتي يشكين كَثْرَة الرُّطُوبَة فليدمن الإستنجاء بِمَاء القمقم ويحتملن من هَذِه. صفة للَّتِي تَشْكُو الْبرد والرطوبة: عفص فج أَربع أَوَاقٍ حب فسدس نصف أُوقِيَّة فلفل مثله سعد أُوقِيَّة دق ذَلِك وانخله واعجنه بمطبوخ وارفعه وَعند الْحَاجة انْعمْ سحقه واخلط بِهِ شَيْئا من دهن الْورْد وَيحْتَمل وَقت الْحَاجة إِلَى الْجِمَاع. آخر شب عفص جُزْء جُزْء فلفل أَبيض عاقرقرحا ربع جُزْء ربع جُزْء يعجن بدهن ورد حَتَّى يصير قوامه كالعسل وَيحْتَمل وَقت الْحَاجة قبل وَقت الْجِمَاع. من كناش حنين فِي الباه قَالَ: الْقُوَّة على الباه تكون إِذا كَانَ الْمَنِيّ كثيرا حاراً وَيكون ذَلِك إِذا كَانَ مزاج الْأُنْثَيَيْنِ حاراً رطبا لِأَن تولد الْمَنِيّ إِنَّمَا يكون فيهمَا فَإِذا يبس مزاجهما قل الْمَنِيّ وَضعف صَاحبه عَن الباه لقلَّة الْمَنِيّ وَإِذا كَانَ مزاجهما بَارِدًا كَانَ الْمَنِيّ الَّذِي يتَوَلَّد فيهمَا سَاكِنا جَامِدا لَا لذع مَعَه وَلَا حَرَكَة غائراً فِي قعور أوعيته فَلم يهج وَلم

يلذع. قَالَ: وَيتبع حرارة مزاج الْأُنْثَيَيْنِ شدَّة الشبق والإنجاب وتوليد الذُّكُور وَسُرْعَة نَبَات الْعَانَة وَكَثْرَة الشّعْر فِيهَا وغلظه فِي نواحيه. وَالدَّلِيل على برده ضد ذَلِك وَدَلِيل رطوبته كَثْرَة الْمَنِيّ ورقته وَدَلِيل يبسه قلته وغلظه فَإِذا كَانَ المزاج حاراً يَابسا كَانَ الْمَنِيّ غليظاً جدا وَيكون صَاحبه منجياً جدا كثير) الشبق ويحتلم سَرِيعا وتنبت عانته سَرِيعا وتكثر حَتَّى تبلغ السُّرَّة وتنحدر إِلَى الفخذين وَصَاحب هَذَا المزاج سريع إِلَى الباه إِلَّا أَنه يَنْقَطِع سَرِيعا من أجل اليبس وَمَتى أكره نَفسه أضره ذَلِك وَمَتى اجْتمعت مَعَ حرارة مزاج الْأُنْثَيَيْنِ رُطُوبَة كَانَ الشّعْر فِي الْعَانَة كثيرا إِلَّا أَنه دون الأول وَلم تكن الشَّهْوَة بِأَكْثَرَ من شَهْوَة صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس إِلَّا أَنه أضرّ عَلَيْهِ وضرره لَهُ أقل وَرُبمَا أضرّ بِهَذَا المزاج الْإِمْسَاك عَن الباه فَإِن كَانَ المزاج بَارِدًا رطبا كَانَ الشّعْر فِي الْعَانَة رَقِيقا بطيء النَّبَات والإحتلام بطيئاً والشبق قَلِيلا والمني رَقِيقا مائياً وَصَاحبه غير منجب ومولداً لإناث وَإِذا كَانَ بَارِدًا يَابسا كَانَ كَحال صَاحب المزاج الرطب إِلَّا أَن الشّعْر أَكثر والمني أغْلظ وَأَقل. لى يحول فِي المزاج إِن شَاءَ الله. قَالَ: إِذا حدث ضعف عَن الباه لم يعهده فَانْظُر فَإِن كَانَ الْمَنِيّ قل مَعَ ذَلِك فالسبب فِيهِ عوز الْمَنِيّ وَإِذا كَانَ على مالم يزل عَلَيْهِ فالسبب أَنه برد وَإِن كَانَ غلظ فالسبب فِيهِ أَنه يبس وَإِن كَانَ رق فَإِنَّهُ رطب وَذَلِكَ لمزاج الْأُنْثَيَيْنِ الْمُسْتَفَاد فعالج كل وَاحِد بضده وَأما الْأَمر الْكُلِّي فَإِن الضعْف عَن الباه يكون إِمَّا لقلَّة الْمَنِيّ وَإِمَّا لبرده فأدمن مَا يُقَوي عَلَيْهِ فَأَما مَا يُولد الْمَنِيّ فَيحْتَاج إِلَيْهِ إِذا نقص الْمَنِيّ وَأما مَا يسخنه فَيحْتَاج إِلَيْهِ إِذا برد فقد بَان إِذا أَن الَّذِي يقطع الْمَنِيّ ضَرْبَان إِمَّا ماينقصه وَإِمَّا مَا يبرده ويجمده وَالَّذِي يُولد الْمَنِيّ مَا احْتِيجَ فِيهِ أَن يكون الْغذَاء الْكثير الْغذَاء مولداً للرياح حاراً ملائماً لجوهر الْمَنِيّ فَمَتَى لم يجْتَمع ذَلِك فِي شَيْء فضم ذَلِك من غَيره مِثَال ذَلِك: الباقلى قَلِيل الْغذَاء ينْفخ لكنه لَيْسَ بِكَثِير الْغذَاء فَإِذا ضم إِلَيْهِ اللَّحْم السمين اجْتمع فِيهِ مَا يُرَاد مِنْهُ. لى إِذا أكل السّمك الطري المشوي فَإِنَّهُ أفضل وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الحلتيت وَمن علم أَن الصنوبر حَار كثير الْغذَاء إِلَّا أَنه لَا ينْفخ علم أَنه يحْتَاج أَن يضم إِلَيْهِ عقيد الْعِنَب وَنَحْوه مِمَّا يُولد ريحًا وَكَذَلِكَ الأدمغة وصفرة الْبيض ومخ الْعِظَام يحْتَاج أَن يضم إِلَيْهَا مَا يسخن والحمص قد اجْتمعت فِيهِ الْخلال الثَّلَاثَة لى إِلَّا أَنه لَيْسَ يُبَالغ فِيهَا ثلثتها. قَالَ: ومزاجه وَحده بَقِي بتوليد الْمَنِيّ لِأَنَّهُ قريب من مزاج الهريسة والسلجم وبصل الزير وَأما الجرجير فَإِنَّهُ أَكثر إسخاناً من السلجم وَهُوَ منفخ إِلَّا أَنه أقل غذَاء مِنْهُ فَلذَلِك يُولد الْمَنِيّ أقل إِلَّا أَن يكون مَعَ غَيره وَكَذَلِكَ الجزر والنعنع إِلَّا أَن الجزر أَكثر غذاءاً من النعنع وَكَذَلِكَ الكراث والبطم وَالْعِنَب وَلَكِن فِي الْعِنَب فضل رُطُوبَة وغذاء كثير وَنفخ كثير فَهُوَ لذَلِك أقوى الْفِعْل والكراث والبطم يعينان على الباه. قَالَ: فَجَمِيع مَا يهيج الباه يكون إِمَّا لِأَنَّهُ يُولد الْمَنِيّ) وَإِمَّا لِأَنَّهُ يسخنه وَإِمَّا لِأَنَّهُ إِذا وَقع مَعَ سَائِر الْأَطْعِمَة ولد شَيْئا يحْتَاج إِلَيْهِ. قَالَ: والأدوية الَّتِي تعين على الباه: بزر الجرجير وبزر السلجم والقسط الحلو والزعفران والسقنقور مِمَّا يَلِي كلاه إِذا شرب مِنْهُ مُفردا زنة مِثْقَال بِثَلَاث أَوَاقٍ من نَبِيذ ريحاني قوي والكزبرة الْيَابِسَة إِذا شرب مِنْهَا زنة دِرْهَم مَعَ

من كتاب المسائل

عقيد الْعِنَب لَهُ مِقْدَار وبزر الْكَتَّان إِذا أكل مَعَه الْعَسَل الْمَعْقُود والحرف وبزر الأنجرة والأنيسون إِذا شرب مِنْهُ زنة دِرْهَمَيْنِ بنبيذ ولب القرطم إِذا خلط بالأطعمة وَقد يخالط بالحقن المسخنة المرطبة وبالأدهان الَّتِي تمرخ بهَا الكلى ونواحيها وأفضلها دهن الخيري يخلط بِشَيْء يسير من بصل النرجس والعاقرقرحا والميويزج وبزر الأنجرة والجندبادستر وَنَحْوه. 3 - (من كتاب الْمسَائِل) الْمَنْسُوب إِلَى أرسطاطاليس قَالَ: الْإِكْثَار من إدرار الْبَوْل ينقص الْمَنِيّ لِأَنَّهُ يهزل الكلى وَينْقص شحمها. قَالَ: وَمن جَامع بِقدر شَهْوَته فَإِنَّهُ كمن ينقص طَبِيعَته وينقي بِقدر الْحَاجة وبالضد. قَالَ: إِذا كَانَت المثانة ممتلئة أَو الْبَطن ممتلئاً كَانَ خُرُوج الْمَنِيّ أعْسر. قَالَ: مدمنو ركُوب الْخَيل أقوى على الباه من غَيرهم الْجِمَاع يُخَفف الْجِسْم وَيكثر الْبَوْل. قَالَ: وَتعرض شَهْوَة الباه للرِّجَال فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة فِي الشتَاء وللنساء بالضد. قَالَ: الكثيرو االشعر أقوى على الْجِمَاع وَأَصْحَاب الْمرة السَّوْدَاء يهيج فيهم الباه كثيرا بِسَبَب النفخ والمقعدون أَكثر جماعاً لقلَّة تعبهم لأَنهم لَا يَمْشُونَ كثيرا. من كتاب روفس فِي تهزيل السمين قَالَ: السمان لَا يشتهون الباه وَلَا يقوون على الْإِكْثَار مِنْهُ. مَجْهُول الحقنة الْكَبِيرَة: رَأس حمل حولى سمين وأكارعه وجنبه الْأَيْمن يرض رضَا شَدِيدا ويغلى فِي قدر برام أَو نُحَاس مرصص وَيجْعَل مَعَه حِنْطَة مهروسة خمسين درهما وحمص مرضوض ثَلَاثِينَ درهما وحسك حَدِيث ثَلَاثِينَ وقرطم مرضوض وحلبة عشرَة عشرَة بزر الشبث بزر الجزر بزر البصل بزر الكراث بزر الهليون بزر اللفت بزر الجرجير بزر الأنجرة بزر الرّطبَة سَبْعَة سَبْعَة شقاقل عشرَة بزر الكرفس نانخة وخصى الثَّعْلَب ثَلَاثَة ثَلَاثَة يطْبخ بِخَمْسَة وَعشْرين رطلا مَاء ماحور الرَّأْس حَتَّى يتهرأ وينحل الْبَتَّةَ ويساط نعما ثمَّ يصفى وَيُؤْخَذ من المرق نصف رَطْل وَمن الدسم ثلث رَطْل وَيجْعَل مَعَه دهن خيرى أصفر خَالص ودهن الْجَوْز والحبة الخضراء وَبَان عشرَة عشرَة وَعسل خَمْسَة عشر درهما وَسمن عشرَة ويحقن بِهِ. ابْن سرابيون الَّتِي تنعظ بزر الأنجرة وبصل الزير وبزر اللفت والجزر وبزره والنعنع والجرجير) والحمص والباقلى والسمك الْكثير الأرجل وَحب الصنوبر والتودرى وأصل اللوف وكلى الاسقنقور وبيض الحجل والقسط إِذا شرب بشراب عسل وخصى الثَّعْلَب والبصل والهليون وأدمغة العصافير. سفوف يهيج الباه: بزر هليون شقاقل زنجبيل خَمْسَة خَمْسَة درونج أَحْمَر وأبيض بهمن أَحْمَر وأبيض ثَلَاثَة ثَلَاثَة بزر الرّطبَة وبزر اللفت وبزر الفجل وبزر الجرجير وبزر الأنجرة دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ إشقيل مشوي سرة الاسقنقور ثَلَاثَة ثَلَاثَة رشاد خَمْسَة أَلْسِنَة العصافير دِرْهَم سكر أَربع الشربة دِرْهَم بطلاء آخر إِن كَانَ يسْتَعْمل الْهِنْدِيّ حسك يَابِس يدق وينخل بحريرة ويعتصر مَاء الحسك الرطب فِي إبانه وَيصب عَلَيْهِ وَيجْعَل فِي الشَّمْس حَتَّى تنشفه فيوزن وَيكون وَزنه يَابسا ثَلَاثَة أضعافه فَإِنَّهُ إِذا زَاد فِيهِ ثَلَاثَة أضعافه جَاءَ عجيباً فَخذ مِنْهُ حينئذٍ

ثَلَاثَة أَجزَاء وعاقرقرحا جُزْء سكر طبرزد أَرْبَعَة أَجزَاء الشربة خَمْسَة دَرَاهِم فَإِنَّهُ عَجِيب وَيشْرب دِرْهَمَيْنِ أَيْضا. آخر يعتصر مَاء البصل الرطب نصف رَطْل ويطرح عَلَيْهِ نصف رَطْل من الْعَسَل ويطبخ بِنَار لينَة إِلَى أَن ينضب مَاء البصل وَيرْفَع وَيُؤْخَذ مِنْهُ عِنْد النّوم قدر أُوقِيَّة فَإِنَّهُ جيد. آخر: يُؤْخَذ عسل فيطبخ حَتَّى يغلظ قَلِيلا ثمَّ ينثر عَلَيْهِ حب الصنوبر لبه الْكِبَار وبزر الجزر وَدَار فلفل وشقاقل وبزر الجرجير وَدَار صيني وَيحْتَمل مثل جوارش النارمشك ويعقد ويدام أكله بعد الطَّعَام كل يَوْم قرصة فِيهَا أُوقِيَّة شراب. يُحَرك الباه: لفت وجزر وتين بِالسَّوِيَّةِ يطْبخ بِمَاء ويصفى ويطبخ فِيهِ ثَانِيَة زبيب منزوع الْعَجم ثمَّ يصفى ثَانِيَة ويخلط مَعَه فانيذ وَيتْرك حَتَّى يغلي وَيصير نبيذاً وَيشْرب مِنْهُ وَيسْتَعْمل فِي الْأكل وَالشرب وَالنَّقْل والحلواء وكل مايحرك الباه وَيجْعَل ثلثه ملح السقنقور. دَوَاء مجرب للباه مَجْهُول: مَاء الحسك المعصور وَمَاء البصل المعصور وَمَاء الجرجير الرطب وَسمن وَعسل بِالسَّوِيَّةِ يجمع وَيجْعَل فِي شمس حَتَّى يغلظ بعد أَن يضْرب بعضه بِبَعْض ويطبخ قَلِيلا حَتَّى يخلط بِنَار لينَة ويلعق مِنْهُ قدر أوقيتين فِي كل يَوْم فَإِنَّهُ أبلغ مَا يكون. بولس قَالَ: من أحب ان يستكثر من الباه فليكثر فِي بدنه أبدا فضلا من الْغذَاء وليتغذى أغذية كَثِيرَة الْغذَاء لذيذة. أقرابادين حنين حقنة جَيِّدَة تزيد فِي الباه جدا: حسك طري خمس حزم وكف حلبة وكف بزر اللفت والجزر والجرجير الْبري والهليون ونخاع تَيْس وخصيتاه مرضوضتان ودماغه يصب) عَلَيْهِ رطلان من مَاء وَلبن حليب زنة رطلين ويطبخ جدا حَتَّى يغلظ ويحقن بِأَرْبَع أَوَاقٍ مَعَ أُوقِيَّة من دهن البطم يحقن بِهِ ثَلَاثَة أَيَّام على الرِّيق بعد التبرز. وَله جوارش البزور: تجمع البزور وتلت بالزنبق الرصاصي الْجيد ثمَّ يعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الجوزة بأوقيتين من لبن حليب وَنصف أُوقِيَّة من السكر أَيَّامًا فَإِنَّهُ أبلغ. لى على مَا رَأَيْت لَهُ معجون اللبوب يزِيد فِي الباه: لوز بندق مقشر وفستق ونارجيل مقشر محكوك ولوز الصنوبر حب الفلفل حب الزلم وحبة الخضراء أَجزَاء سَوَاء ونارمشك وَدَار فلفل وزنجبيل من كل وَاحِد عشر جُزْء بِمِقْدَار مَا يكون لَهُ أدنى حرافة يدق نعما ويعجن بِمِقْدَار مَا يجمعه فانيذ سجزى وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الْبَيْضَة كل يَوْم وَيشْرب لَبَنًا قد أنقع فِيهِ تمر ويمسك عَن الباه فَإِذا كثر المَاء شرب الْأَدْوِيَة الحارة الجافة. من منجح ابْن ماسويه للإنعاظ: يشرب مِثْقَال حلتيت بنبيذ صلب أوقيتين. لى دَوَاء الحلتيت: زنجبيل دَار فلفل شقاقل بالسواء حلتيت نصف جُزْء يعجن بِعَسَل وَيشْرب وَهَذَا يصلح لِأَنَّهُ دَوَاء حَار جدا. بولس لِكَثْرَة الإنعاظ: يحرق اسفلانوطس ويسحق وَيصب عَلَيْهِ دهن ويلطخ بِهِ إِبْهَام الرجل الْيُمْنَى فَإِنَّهُ ينعظ مَا شِئْت فَإِذا أردْت أَن يكف غسل. لى وجدت هَذَا فِي كتاب العلامات فِي أَوله فِي ذكر الْهَوَام أَنَّهَا العظاية الَّتِي لَوْنهَا إِلَى السوَاد وَعَلَيْهَا نقط تكون فِي الخراب وتصعد فِي الْحِيطَان.

من كتاب مُخْتَار وصف دَوَاء الترنجبين قَالَ: يتَّخذ على هَذِه الصّفة: رطلان من حليب وَنصف رَطْل من الترنجبين الْجلَال يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى يصير كالعجين غلظاً ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ فَإِنَّهُ أَجود مَا رَأَيْت يُجَامع حَتَّى يضجر وتسكينه أَنه يقْعد فِي المَاء الْبَارِد لى هَذَا المزاج الْحَار هَذَا يصلح لأَصْحَاب الأمزجة الحارة الْيَابِسَة المحتاجين إِلَى مَا يرطب. أوربياسيوس مسوح لروفس ينعظ جدا: مر كبريت لم يطفأ ولب القرطم دِرْهَمَانِ من كل وَاحِد عاقرقرحا أبولسان فلفل أسود ثَلَاثُونَ حَبَّة قردمانا عشرُون حَبَّة يدق مَعَ دِرْهَم من بصل العنصل دقاً نعما كل وَاحِد على حِدة ثمَّ تجمع ثمَّ يذاب شمع ودهن وَيصب على الْأَدْوِيَة ويسحق حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل وتمسح بِهِ المقعدة والقطن والعجان قبل الْوَقْت بساعة ثمَّ يغسل مرّة بعد الْجِمَاع ويدهن بدهن ورد. جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: النّوم على الْقَفَا وَشد الحقو ينعظ اسْتِعْمَال كَثْرَة الْجِمَاع يغلظ الذّكر ويملؤه وقلته يقلصه ويرقه لِأَن كل عُضْو يرتاض ينمى.) الرَّابِعَة من طيماوس قَالَ أفلاطن: إِن المخ يزِيد فِي الْمَنِيّ قد يظْهر قَول أبقراط أَيْضا أَنه كَانَ يرى أَن زِيَادَة المخ تزيد فِي الْمَنِيّ. قَالَ: الْمَنِيّ إِذا كثر أحب الْحَيَوَان إِخْرَاجه. لى لذَلِك يزِيد فِي الْمَنِيّ أكل اللبوب بالسكر. من مسَائِل ارسطاطاليس فِي الباه قَالَ: الهضم الْجيد يكثر مَادَّة الْمَنِيّ. لى جربت فَوجدت النفخ فِي الْبَطن والثقل الَّذِي لَيْسَ بمفرط فِي الْبَطن ينعظ مَالا ينعظ عِنْد الْخُف من الْغذَاء وَعدم النفخ فِي الْبَطن والباه ينقص شعر الحاجبين وَالرَّأْس وأشعار الْعَينَيْنِ وَيكثر شعر اللِّحْيَة وَسَائِر الْبدن وَيكثر شعر الأشفار سَرِيعا. قَالَ: والأبدان الحارة الرّطبَة هِيَ مستعدة للحقن فَإِذا منعت الْجِمَاع جدا عفن فِيهَا الْمَنِيّ وعفن لذَلِك الدَّم فَصَارَ الْبَوْل وَالْبرَاز مرارياً وعلامة الْمَنِيّ العفن الْمُتَغَيّر الرَّائِحَة واللون. من الأقربادين الْكَبِير دَوَاء الحسك: حسك يَابِس يسحق كالكحل رَطْل وَيصب عَلَيْهِ رطلان من مَاء ويطبخ حَتَّى يهترأ ثمَّ يصب عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَرْطَال من مَاء الحسك الرطب ويطبخ حَتَّى يصير كاللعوق بِنَار لينَة ثمَّ يُؤْخَذ عاقرقرحا جُزْء وَمن هَذَا الطبيخ ثَلَاثَة أَجزَاء فانيذ مثله يشرب فِي كل لَيْلَة أَرْبَعَة دَرَاهِم عِنْد النّوم فَإِنَّهُ عَجِيب. مُفْردَة: بزر الأنجرة مَتى عجن بعقيد الْعِنَب وَأخذ هيج الباه. بصل الزير يهيج الباه مَتى أكل وَلَا يهيج حرارة. بزر السلجم وَأَصله يزِيد فِي الْمَنِيّ. الجزر وبزره والنعنع يُحَرك الباه قَلِيلا. البصل يهيج الباه والقسط يُحَرك الباه مَتى أَخذ بشراب. خصى الثَّعْلَب يهيج الباه والجرجير وبزره إِذا أَكثر مِنْهُمَا هاجا الباه والحرف يهيج الباه وبدله الْخَرْدَل وبزر الجرجير بِالسَّوِيَّةِ يهيجان الباه. والبلبوس يُحَرك الباه وَلَا يجب أَن يكثر مِنْهُ من عصبه ضَعِيف لِأَنَّهُ يضر بالعصب بزر الكزبرة مَتى شرب بالميبختج ولد الْمَنِيّ. أصل شَجَرَة الأنجدان منفخ

مسخن لى فَهُوَ جيد إِذا لهَذَا. قَالَ: والحلتيت صمغه وَهُوَ أقوى مِنْهُ نافخ. ورق الأنجدان أقوى من الأَصْل والصمغ أقوى من الْوَرق. خصى الثَّعْلَب مَتى أمسك فِي الْيَد هاج الباه وَمَتى شرب حركه أَكثر. وشحم البط يزِيد فِي الباه وَكَذَلِكَ لَحْمه. سندهشار: لحم الدَّجَاج يزِيد فِي الباه. ابْن ماسويه: لحم الدَّجَاج يزِيد فِي الْمَنِيّ. الخوز: الوج يزِيد فِي الباه. ابْن ماسويه: زعفران يزِيد فِي الباه. ابْن ماسويه وشرك الْهِنْدِيّ والخوز وماسرجويه: الزنجبيل يزِيد فِي الباه. الخوز: الحلبة يزِيد فِي الباه. سندهشار: الحسك يزِيد فِي) الباه. ابْن ماسويه: حب الزلم يزِيد فِي الباه جدا وَهُوَ طيب المذاق دسم. الهليون والكنكر يزيدان فِي الباه. الخوز الحلبة بقله وبزره يهيجان الباه. ابْن ماسويه: مَتى انقع الحمص وَشرب مَاؤُهُ على الرِّيق زَاد فِي الإنتشار جدا. الخوز: يشرب مَاؤُهُ ويؤكل الحمص فَإِنَّهُ ينعظ إنعاظاً بليغاً وَليكن المَاء قَلِيلا قَلِيلا ليَكُون أقوى. وليستعمل دَائِما كل يَوْم قدر نصف ربع من المنقى الْكِبَار مِنْهُ. الجوزجندم يزِيد فِي الْمَنِيّ. الكردمانا النِّسَاء يستعملنه ليسخن الْفرج فيسخن جدا حَتَّى يفْطن أَنه علاج. لى يسخن ويضيق ويطيب لب الكردمانا وسك فيلوث فِيهِ خرقَة كتَّان بنبيذ زبيب عَتيق وَيحْتَمل فَإِنَّهُ عَجِيب. الفلاحة: الكرفس يهيج الباه من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَلذَلِك يمْنَع مِنْهُ الْمُرْضع. شرك: اللَّبن يزِيد فِي الباه جدا وَيَنْبَغِي أَن يدمنه من يدمن الْجِمَاع. الخوز: لِسَان العصافير زَائِد فِي الباه. ماسرجويه: سمن الْبَقر جيد للباه ويسمن الكلى. وَقَالَ: اللعبة تزيد فِي الباه جدا. بزر المغاث يزِيد فِي الباه جدا. الخوز: الموز يُحَرك الباه. ابْن ماسويه: مَاء النارجيل يُحَرك الباه. وَقَالَ: السرطان النَّهْرِي مَتى شوي وَأكل هاج الباه. سندهشار: السّمك الطري يزِيد فِي الباه. الخوز: مَتى شرب مِمَّا يَلِي كلى السقنقور ثَلَاثَة مَثَاقِيل أنعظ حَتَّى يحْتَاج أَن يشرب لَهُ نَقِيع العدس وَمَتى خلط بالأدوية انْكَسَرت شدَّة قوته. هَذَا السّمك خاصته أَن يهيج الباه. القلهمان: السكبينج الْأَصْبَهَانِيّ يزِيد فِي الباه. الفلاحة: الفجل يزِيد فِي الباه لِأَنَّهُ يسخن وينفخ. الخوز: الفجل يزِيد فِي الْمَنِيّ والإنعاظ جَمِيعًا. لب القرطم يزِيد فِي الباه القلقاس يزِيد فِي الباه وخاصة مَتى خلط بالسمسم وَعسل الْقصب أَو الفانيذ. الذوبيان الطري يزِيد فِي الباه. الربيثا يهيج الباه. سندهشار: الثوم جيد لمن قل منيه من كَثْرَة الْجِمَاع وَيكثر الْمَنِيّ جدا السّمن وَاللَّبن يكثران الْمَنِيّ.

الخوز: الخولنجان يزِيد فِي الباه جدا. الْحبَّة الخضراء تزيد فِي الباه. مَجْهُول: يسحق الْخَرْدَل ويغلى فِي الدّهن ويتمسح بِهِ بعد أَن يصفى فَإِنَّهُ ينعظ جدا.) ابْن ماسويه: الشقاقل زَائِد فِي الباه. قريطن: للبرد والرطوبة وَالنَّتن وَالسعَة فِي الْفرج: عفص وَمر وَسعد وسليخة وفلفل وسنبل وقندس يسحق ويتحمل فِي خرقَة. لى على مَا استخرجته لميسوسن وَغَيره. وَإِذا كَانَت الْمَرْأَة ترى مَاء كثيرا فاحقن الرَّحِم بِمَا شَأْنه إسهال المَاء مَرَّات وجفف التَّدْبِير وَحمل شيافات جازبة للْمَاء. فأبلغ مَا جرب فِي ذَلِك الشياف المتخذة من شَحم الحنظل والشبرم ثمَّ بعد ذَلِك يحمل ويحقن بالقوابض كطبيخ العفص والآس والسك وَنَحْوه. لى مِمَّا وَقع فِي ذَلِك بالتجربة بِخِلَاف ظَنِّي الكردمانا فَإِنِّي ظَنَنْت أَنه يحدث المَاء فَإِذا هُوَ يجفف الرَّحِم ويسخنه اسخاناً شَدِيدا لَا بعده حَتَّى أَن النِّسَاء بالتجربة يستعملنه لقطع الطمث وَأَنا من كتاب روفس وَحكى عَنهُ قسطاً أَيْضا: أَن الْجِمَاع إِذا كَانَ مَعَ الغلمان كَانَ أَشد إتعاباً للجسم وَذَلِكَ أَن الْآلَة غير مُوَافقَة تحْتَاج إِلَى تَعب لينزل الْمَنِيّ وَلَيْسَ من الْحر واللين والرطوبة على مِثَال الْفرج وَلذَلِك يتعب أَشد إِلَّا أَن يكون الْفَاعِل شَدِيد الشبق جدا فيبدر منيه بسهولة. لى رَأَيْت فِي مَوضِع آخر أَن مجامعة الغلمان لَا تخرج من الْمَنِيّ مَا تخرج من مجامعة النسوان وَلذَلِك هُوَ أقل إنهاكاً للجسم وَيجب ان يحرز ذَلِك. مسَائِل أرسطاطاليس قَالَ: الكلى والقضيب يسخن بسخونة الْقَدَمَيْنِ. لى إِذا دلكت بدهن مسخن هاج الإنعاظ. مسَائِل الرَّابِعَة من السَّادِسَة من ابيذيميا: الباه يجفف دَائِما وَلَا يسخن أَي يبرد دَائِما لكنه مَتى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة أَعنِي ان تكون الْحَرَارَة الغريزية فِي الْبدن كَثِيرَة أسخنه وَمَتى كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة والحرارة الغريزية يسيرَة أسخن وَقت اسْتِعْمَاله ثمَّ أَنه يبرد تبريداً شَدِيدا قَوِيا وَمَتى كَانَ فِي الْجِسْم بخار دخاني برد أَيْضا. حمل الرجل شيافة فأنعظ ليلته كلهَا حَتَّى أخرجهَا وَإِنَّمَا كَانَ حملهَا لبواسير كَانَت بِهِ. قَالَ: وَكلما رق لحم الكلى كَانَ امْتنَاع الْمَنِيّ أَشد وَكَانَ الإنعاظ أَشد لى احسبه يحْتَاج مَتى رقت آنِية الْمَنِيّ وَلذَلِك نجد قوما أرقاء نحفاء شديدي الإهتياج للباه ويضرهم لقلَّة أخلاطهم ورقة أبدانهم. بليناس فِي الطبيعيات: من أحب أَن يُجَامع وَلَا يُؤْذِيه فليشرب بزر الكراث مَعَ شراب. خلف: يحقن بحقنة الراسن ثَلَاث لَيَال كل شهر ويتحسى كل يَوْم صفر خمس بيضات مَعَ درهمي بزر جرجير وَيَأْكُل عجه بهليون وَسمن وصفر بيض ثمَّ ذَر عَلَيْهَا دَار فلفل وزنجبيل وَيَأْخُذ كل يَوْم من الشقاقل قِطْعَة.

أرسطاطاليس: يَنْبَغِي أَن يُجَامع بِقدر الشبق فَإِنَّهُ حينئذٍ تخرج الفضلة فَقَط وَلَا ينزل مَعَ الشبق) فَإِنَّهُ كَمَا أَن من بِهِ غثى يحْتَاج أَن يتقيأ ليخرج الْفضل وَمن لَا غثى بِهِ لَا يحْتَاج أَن يتقيأ كَذَلِك الْحَال فِي الْمَنِيّ. قَالَ: وَخُرُوج الْمَنِيّ مَعَ خف الْبَطن أسهل كثيرا وَكَثْرَة الرّكُوب يهيج الباه وَكَثْرَة الباه يجفف الْبَطن ويسهل الْبَوْل ويبرد الْبَطن كُله. مَجْهُول للتضييق: رامك وقنة وصمغ عَرَبِيّ أُوقِيَّة أُوقِيَّة رب السوس مثقالان سك مثله بسباسة ثَلَاثَة مرداسنج مِثْقَال عود أُوقِيَّة زجاج شَامي ينخل بالحريرة ثمَّ يسحق بِمَاء السنبل ويقرص وَعند الْحَاجة يسحق بالميسوسن ويتعالج بِهِ يَجِيء عجيباً وَإِن شِئْت قرصه بِمَاء الآس لبن بقر حليب رَطْل دَار فلفل أَرْبَعَة دَرَاهِم مسحوق يداف مِنْهُ وَيشْرب أسبوعاً قَالَ: وَهُوَ قوي جدا فِي الإنعاظ دَوَاء الترنجبين وَاللَّبن مثله أقوى حَتَّى أَنه يتَأَذَّى بالإنعاظ وليدع البقل والخل فَإِنَّهُمَا يغيران الشَّهْوَة. قَالَ: وَلَا شَيْء أبلغ فِي الإنعاظ من مرخ الذّكر وحواليه بِمَا يلذع كالبورق وَالْعَسَل بورق الْخبز وعاقرقرحا وبزر الكرفس والأدهان الحارة وَكَذَلِكَ الشيافات. فربيون عاقرقرحا عنصل مشوي يداف مِنْهَا بِالسَّوِيَّةِ وزن سِتَّة دَرَاهِم فِي أُوقِيَّة زنبق وشمسه أسبوعاً ثمَّ اسْتَعْملهُ. ولقلة المَاء من يبس: رَطْل ميبختج يلقى عَلَيْهِ مثل الْبَيْضَة من سمن بقر خَالص وَيشْرب على الرِّيق أسبوعاً. حقنة لذَلِك: سكرجة دهن جوز وَمثله سمن الْبَقر وَمثله من مَاء الكراث الَّذِي لم يغسل يحقن بِهِ وَأَيْضًا رَطْل لبن بقر حليب نصف رَطْل من سمن الْبَقر رَطْل عسل تغليه وألق عَلَيْهِ من دَقِيق الحمص مَا يغلظ وَيصير عصيدة وكل مِنْهُ كل يَوْم كالرمانة ثَلَاث مَرَّات وَلَا تجامع أَيَّامًا. وَاعْلَم أَن الْمَشْي حافياً يقطع الإنعاظ. قَالَ: خُذ رطلا من لبن الضَّأْن وَعشرَة دَرَاهِم من السكر واشرب أَيَّامًا أَو خُذ رطلين من لبن الضَّأْن ورطلاً من التَّمْر وَنصف رَطْل من الْحبَّة الخضراء مدقوقين فانقعه فِيهِ ثمَّ كُله واشرب اللَّبن عَلَيْهِ فِي يَوْمَيْنِ أَو كل يَوْم عشْرين تَمْرَة قد أنقعت بِلَبن فِيهِ لرطل خَمْسَة دَرَاهِم دَار صيني أَو خُذ دجَاجَة سَمِينَة ففصلها وألق مَعهَا كف حمص مرضوض وَعشر بصلات بيض وَقَلِيل ملح واطبخها وَكلهَا وتحسى المرق وَاجعَل حلواءك ترنجبينا قد طبخته فِي لبن الْبَقر حَتَّى صَار كاللبأ وكل بعده مِنْهُ رطلا. قَالَ: وَإِذا دلكت الذّكر بالأدوية الحارة رَبًّا فِي إنعاظه وَعظم وَمِمَّا يفعل ذَلِك العلق والخراطين والحبوب وشجرة تسمى بالحجاز السطاح ودود النَّحْل يذاب فِي الزنبق. وَمِمَّا يكثر الْمَنِيّ وَالْولد بَيَاض الْبيض وبزر الفرفير يزِيد فِي الْمَنِيّ ولب وَحب الْقطن ينعظ إِذا ديف فِي رازقى وتمرخ بِهِ وَيُؤْخَذ حب الْقطن وعاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ ينعم دقه وأدفه فِي دهن رازقى واطل بِهِ أصل الذّكر) والحالبين وباطن الْقَدَمَيْنِ وَلَا يُصِيب من الذّكر إِلَّا أَصله وَتَأْخُذ بورقاً من الَّذِي يلقى فِي الْخبز غير شَدِيد الْبيَاض مِثْقَالا فاعجنه بِعَسَل واعصر الحلبوب وَهُوَ اللبلاب العريض واخلطه ثمَّ امرخ بِهِ الذّكر والحالبين واستدخل مِنْهُ بأصبعك قَلِيلا فَإِنَّهُ ينعظ ويربو ويعظم ويصلب جدا ويسخن حَتَّى يكَاد يحرق مَا مَسّه وَمِمَّا يَنْفَعهُ جدا حَاضر: يشرب مِثْقَال خولنجان بنبيذ صلب حِين تأوي إِلَى فراشك وَمِمَّا يزِيد فِي الْمَنِيّ: بندق يدق لبه وَتُؤْخَذ مِنْهُ سكرجة وَلبن حليب

ثَلَاث سكرجات تطبخ حَتَّى يذهب الثُّلُث ويحسوه على الرِّيق أَيَّامًا وينفعه أَن يَأْخُذ كل غَدَاة سكرجة مَاء الجرجير معصوراً مَعَ رَطْل نَبِيذ صلب جدا ويغتذي بأغذية مُوَافقَة فَإِذا أويت إِلَى فراشك وضعت قَدَمَيْك فِي مَاء حَار سَاعَة ثمَّ أخرجهُمَا وامسحهما بدهن زنبق. لقلَّة الْمَنِيّ: يُؤْخَذ بصل قد شوي فِي رماد حَار ثمَّ ينظف ويدق ويعجن بِسمن وَعسل وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الْبَيْضَة ثَلَاث مَرَّات فَإِذا أكل الْغذَاء أكل كشك الشّعير مطبوخاً بِاللَّبنِ على عمل أرز بِلَبن أَيَّامًا أَو رض بصلاً رطبا حريفاً وصب عَلَيْهِ غمرة لبن وامرسه فِيهِ واشرب ذَلِك اللَّبن أسبوعاً فترى الْعجب أَو افْعَل ذَلِك بِمَاء الجرجير الرطب وَخذ بندقاً مبزراً فَإِذا جف فَخذ بزره وورقه واطرح عيدانه وَعند الْحَاجة تستف مِنْهُ بنبيذ صلب وَلَا يَأْكُل خمس سَاعَات واعمل هَذَا العلاج وَهُوَ أَن تَأْخُذ ديكاً أَيَّام الرّبيع فاذبحه وارم بأحشائه واحشه ملحاً وعلقه فِي الظل حَتَّى يجِف ثمَّ اطرَح جلده وعظمه واسحق اللَّحْم وَالْملح واجعله فِي قَارُورَة وَاخْتِمْ عَلَيْهِ وَتَأْخُذ مِنْهُ عِنْد الْحَاجة مثل حَبَّة الحنظل أَو أَكثر قَلِيلا فَإِنَّهُ عَجِيب. لى أَحسب أَن هَذَا أقوى من المائي. قَالَ: دَوَاء الترنجبين كل مِنْهُ مَا قدرت واشرب عَلَيْهِ شرابًا صلباً بزر الرّطبَة يدق ويعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الْبَيْضَة غدْوَة وَعَشِيَّة. دَوَاء اللبوب لذيذ نَافِع: يُؤْخَذ بندق مقشر من قشريه وَجوز هندى ولوز وَجوز مقشر وَحب صنوبر وَحب الفلفل وَحب الزلم والحبة الخضراء وفستق أوقيتان من كل وَاحِد وسمسم وخشخاش وشقاقل وتودرى وبهمنان بِالسَّوِيَّةِ زنجبيل دَار فلفل خولنجان قرفة نارمشك من كل وَاحِد ثلث جُزْء وسكر مثل الْجَمِيع يذاب بِمَاء ويعجن بِهِ ويؤكل كل يَوْم مثل الْبَيْضَة. قَالَ: يغلى رطلين من لبن حليب فِي برنية ثمَّ يلقى فِيهِ حفنتان من ترنجبين واغله بِنَار لينَة حَتَّى ينْعَقد ثمَّ يَأْكُل مِنْهُ أسبوعاً على الرِّيق واطل أَسْفَل قَدَمَيْهِ بِمَاء السلق. وَمِمَّا نَفعه حَاضر أَن يمرخ الورك والعانة ونواحيها بزنبق ويتحمل مِنْهُ بقطنة.) دَوَاء يغلظ وينعظ: يخرج دهن حب الْقطن ثمَّ اسحق بورقاً وأدفه وامسح بِهِ الذّكر ونواحيه. قَالَ: وأجود من هَذَا كُله أَن تُؤْخَذ ثَلَاثَة أَرْطَال من اللَّبن الحليب فَيلقى فِيهِ نصف رَطْل ترنجبين وَنصف رَطْل من الْحبَّة الخضراء مدقوقة واغله غلية وامرسه نعما وَصفه وَخذ مِنْهُ نصف رَطْل فألق عَلَيْهِ نصف دِرْهَم خولنجان واشرب مِنْهُ رطلا وَنصف على هَذِه الصّفة أَيَّامًا فَإِنَّهُ نَافِع. يُؤْخَذ بزر بنج فيغلى بِمَاء بِرِفْق حَتَّى يتهرأ ثمَّ يتَحَمَّل مِنْهُ بقطنة ينعظ جدا. الخوز: الحندقوقا بقله وبزره يهيجان الباه. عَجِيب جدا للإنعاظ: فربيون عاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ أُوقِيَّة أُوقِيَّة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء ويصفى وَيصب عَلَيْهِ دهن ويغلى حَتَّى ينضب ثمَّ يمرخ بِهِ الذّكر فَلَا يسكن إنعاظه. لى افتق فربيوناً فِي دهن زنبق وامرخ بِهِ وَاذْكُر جِرَاحَة الْقَضِيب. الْهِنْدِيّ: من أَصَابَهُ ضعف أَو مرض لِكَثْرَة الْجِمَاع فاللبن شفاؤه.

من كتاب روفس فِي الباه: الْإِنْزَال على خلاء الْبَطن أسهل إِلَّا أَنه يضعف وَهُوَ على الشِّبَع رَدِيء وعَلى السكر أردى وَالْجِمَاع يفرغ الإمتلاء ويجفف الْبدن ويجعله مذكراً حركاً لَا نفح فِيهِ وَلَا استرخاء وَيذْهب الْفِكر وينفع من المالنخوليا والصرع وَثقل الرَّأْس. قَالَ: وَقضى أبقراط على كل مرض يكون من البلغم أَن الْجِمَاع نَافِع مِنْهُ وَكثير من المرضى برؤا على الْجِمَاع لِأَن أبدانهم تنفست بعد أَن كَانَت منقبضة وَرجعت شهوتهم للطعام بعد سُقُوطهَا لِأَنَّهُ يسخن. قَالَ: وَالْحَرَكَة وَالرُّكُوب يضران بالذين أمزجتهم حارة يابسة وينفع الَّذين مزاجهم بَارِد رطب لِأَنَّهُ يسخن الحقو والكلى والأنثيين وَمن قد ضعف عَن الباه لِكَثْرَة ضَبطه لنَفسِهِ عَنهُ فَيَنْبَغِي أَن يدرج نَفسه إِلَيْهِ قَلِيلا قَلِيلا ويتغذى بِمَا يزِيد فِي الْمَنِيّ وَلَا بُد لمن يُرِيد كَثْرَة الباه من اسْتِعْمَال الْأَشْيَاء الزَّائِدَة فِي النُّطْفَة وَيزِيد فِيهَا من كل حَار رطب وكل منفخ منعظ وَلذَلِك أمدح الْعِنَب. والإنعاظ وَالْجِمَاع رَدِيء فِي حَال التملي جدا كَمَا أَن جَمِيع الحركات فِي هَذِه الْحَال ردية وَكَذَلِكَ على الخوى المفرط لِأَنَّهُ يُورث ضعفا شَدِيدا وعَلى التُّخمَة وَقبل التبرز وَالْبَوْل فَإِنَّهُ إِن جَامع على الإمتلاء من هَذِه الْأَعْضَاء أورث ضَرَرا فَلذَلِك ينْهَى عَنهُ نصف اللَّيْل لِأَن الْبَطن لم يخف بعد وَلم ينحط عَنهُ الطَّعَام وَفِي الصُّبْح قبل التبرز وَيُورث بعد الْحمام والتعب ضعفا عَظِيما وَهُوَ على الطَّعَام الْيَسِير صَالح وَمَتى أَرَادَ إِنْسَان بعد الطَّعَام فليمسك حَتَّى ينتشر عَن معدته الطَّعَام وَمن طلب الْوَلَد فليجامع بعد أَخذ الطَّعَام وَالشرَاب الْيَسِير ويحذر بعده الْقَيْء والإسهال المفرط وَأما إسهال الْبَطن الدَّائِم الَّذِي لعِلَّة رطبَة فالجماع يقطعهُ وليحذره من) صَدره عليل أَو ضَعِيف فَإِن بَين هَذِه الْأَعْضَاء والعصب مُشَاركَة قَوِيَّة جدا وَالْجِمَاع أضرّ شَيْء بالعصب وَزِيَادَة شَهْوَة الباه المفرطة تنذر بالصرع والمالنخوليا والفالج وَيَنْبَغِي أَلا يُجَامع عِنْد التشوق بالتصور النَّفْسِيّ بل عِنْد هيجان الْجِسْم لَهُ لَا النَّفس فَإِن الْجِسْم يهتاج لَهُ حِين يهتاج إِلَى قذف هَذَا الْفضل فَأَما النَّفس فتهتاج لَهَا لذكر اللَّذَّة. قَالَ: والشاب قوي على الباه وَالنّصف بعده وَالشَّيْخ أسوأهما حَالا فِيهِ. قَالَ: وَكَانَ رجل يَشْتَهِي الْجِمَاع وَلَا ينزل مِنْهُ شَيْء الْبَتَّةَ بل يخرج مِنْهُ وَقت الْفَرَاغ ريح فعالجته بالأغذية الرّطبَة فبرئ. وَآخر كَانَ لَا ينزل وَقت الْجِمَاع ثمَّ كَانَ يَحْتَلِم بِمني كثير فِي النّوم. فَعلمت أَنه يحْتَاج إِلَى إسخان لِأَنَّهُ فِي حَال النّوم كَانَ يسخن جَوْفه فَأَمَرته بركض الْخَيل والطلي بالجندبادستر أَو تسخين هَذِه الْمَوَاضِع وألزمته الأغذية الحارة الْيَابِسَة. الخوز دَوَاء لمن يبس بدنه وفقد الْجِمَاع وَيصْلح فِي الصَّيف: ترنجبين عشرَة دَرَاهِم لبن أَرْبَعُونَ يصفى الترنجبين ثمَّ يُعِيد فيطبخه على النّصْف ثمَّ يحسوه بِمرَّة يفعل ذَلِك أسبوعاً فَإِنَّهُ يزِيد فِي الْمَنِيّ والدماغ ويرطب الْجِسْم. بختيشوع: الق فِي الحقنة خصيتي فَحل الضَّأْن مرضوضة مشرحة فَإِنَّهُ أَجود. وَهَذِه حقنة جَيِّدَة جدا تزيد فِي الباه وتسكن وجع الظّهْر: خُذ خصيتي تَيْس ونخاعه ودماغه وسكرجة مَاء كراث وسكرجة مَاء بصل معصور وحفنة تودرى وحفنة لِسَان العصافير يطْبخ

بِخَمْسَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رطلان ويصفى وَيجْعَل فِيهِ أُوقِيَّة من السّمن وَنصف أُوقِيَّة بَان ميسوسن وَربع أُوقِيَّة زنبق. من كتاب الْفَائِق: الأدمغة تزيد فِي الْمَنِيّ وخاصة أدمغة العصافير والبط والفراريج وأدمغة الحملان إِذا أخذت مَعَ الْملح وبزر الجرجير والزنجبيل. وينبه الشَّهْوَة جدا: أَن يسقى من جوارش البزور ثَلَاثَة مَثَاقِيل بأوقية من مَاء الجرجير الرطب ثَلَاثَة أَيَّام وَيكون طَعَامه حمصاً وبصلاً ودجاجة وحلواه عسلاً وَسمنًا بقرياً فَإِنَّهُ جيد. مَجْهُول إِلَّا أَنه مجرب: يُؤْخَذ من الجزر فَيقطع ويطبخ بِمثل كَيْله مَاء بعد أَن يقطع مثل الدَّرَاهِم فَإِذا نضج صفى المَاء وَطرح عَلَيْهِ ثلثه من عسل وأعيد طبخه حَتَّى ينقص ثلثه ثمَّ يرفع حَتَّى يدْرك وَقد طرح فِيهِ بسباسة وجوزبوا وَيسْتَعْمل بالغدوات والعشيا أقداحاً فيعظم نَفعه. وَمن أقوى مَا يهيج الإنعاظ: أَن يسحق دِرْهَم بورق أرميني بِثَلَاثَة دَرَاهِم زنبق وتدلك بِهِ المذاكر) وحواليها. ولتعظيم الذّكر: يطلى بِمَاء البادروج. طَعَام ينعظ: يفقص الْبيض وَيضْرب ضربا جيدا ويصيب فِيهِ مثل ربعه من مَاء البصل المدقوق المعصور وَيجْعَل رعاداً ويتحسى. آخر: اطحن البصل بِسمن بقر وَيصب عَلَيْهِ بيض وينثر عَلَيْهِ ملح وحلتيت ويؤكل. أَيْضا: يُؤْخَذ من الترنجبين رَطْل وَمن لبن الْبَقر رطلان فيعقد فِي طنجير وينثر عَلَيْهِ من التوذرى والشقاقل المسحوق وَقَلِيل دَار صيني ويؤكل. بزر الأنجرة مَتى شرب بطلاء حرك الباه. بزر الأنجرة يهيج إِذا شرب مَعَ عقيد الْعِنَب. بديغورس: خَاصَّة الأنجرة أَنه يهيج الباه. أريباسيوس: بزر الأنجرة يُحَرك الباه ولاسيما مَتى شرب بشراب حُلْو. اقْرَأ تَدْبِير الأمزجة لتعلم مِنْهُ فعل الْجِمَاع فِي الأمزجة. ابْن ماسويه: بزر الأنجرة يهيج الباه إِن أكل مَعَ البصل ومخ بيض. الأنيسون يهيج الباه. بديغورس: بوزيدان خاصته الزِّيَادَة فِي الْمَنِيّ. البصل يزِيد فِي الْمَنِيّ. البلبوس وَكَذَلِكَ قَالَ فِيهِ الجرجير إِذا أَكثر أكله يُحَرك الباه وبزره يفعل ذَلِك. ابْن ماسويه: خَاصَّة الجرجير أَنه يُحَرك الإنعاظ. أصل الجزر الْبري يهيج الباه وَفعل البستاني فِي ذَلِك أَضْعَف. ابْن ماسويه: الهليون والزعفران والزنجبيل تعين على الباه. وَقَالَ الْحبَّة الخضراء والحرف يزيدان فِي الباه. الحمص يزِيد فِي الباه وتوليد الْمَنِيّ وَلذَلِك يعظم مِنْهُ فحولة الْخَيل. الحمص مَتى انقع وَشرب مَاؤُهُ على الرِّيق زَاد فِي الإنتشار وقوى الذّكر. ابْن ماسويه: بزر كتَّان مَتى جعل مَعَه فلفل وَعسل ولعق وَأكْثر مِنْهُ حرك الباه. الكزبرة الْيَابِسَة إِذا شربت بالميبختج ولدت الْمَنِيّ. وَقَالَ: الكراث النبطي يُحَرك الباه. ابْن ماسويه: بزر كتَّان مَتى جعل مَعَه عسل غير مطبوخ حرك الْجِمَاع. ابْن ماسويه: أصل لوف لحية التيس إِذا شوي أَو شرب حرك الباه.

مَجْهُول: خَرْدَل مسحوق نعما يغلى فِي الدّهن ثمَّ يصفى ويمرخ بِهِ الإحليل وَمَا يَلِيهِ فَإِنَّهُ ينعظ جدا. لِسَان العصافير قَالَ بديغورس: إِن لَهُ خَاصَّة فِي الزِّيَادَة فِي الْجِمَاع. المغاث لَهُ خَاصَّة فِي الزِّيَادَة فِي الْمَنِيّ. بديغورس: النعنع يهيج الباه. مَاء النارجيل مَتى شرب زَاد فِي الباه. ابْن ماسويه: السّمك الْكثير الأرجل يهيج الباه. روفس سقنقور إِذا شرب مِمَّا يَلِي كلاه زنة دِرْهَم بشراب أنبض الشَّهْوَة والباه حَتَّى يحْتَاج إِلَى تسكينه. بديغورس: السّمك خاصته الزِّيَادَة فِي الْجِمَاع. أدمغة العصافير مَتى أكلت بالزنجبيل والبصل) الرطب وَالدَّار فلفل أَكثر الْمَنِيّ وهاج الإنعاظ. الْقسْط يُحَرك الباه وَمَتى شرب بِعَسَل يُحَرك شَهْوَة الباه يعين على الباه مَتى شرب بشراب. حب الفلفل زَائِد فِي الباه وخاصة إِن خلط بسمسم وعجن بالفانيذ. ابْن ماسويه: الربيثا يهيج الباه. السلجم مَتى سلق وَأكل هاج الباه وبزره يهيجه. قَالَ: أصل السلجم أَكثر تهيجاً للباه من بزره. الشقاقل المربى يهيج الباه. ابْن ماسويه: خصى الثَّعْلَب يسقى مِنْهُ وَهُوَ رطب بِاللَّبنِ للجماع. قَالَ جالينوس: الْكثير مِنْهُ يُحَرك الباه وخصى الثَّعْلَب وَأَصله يفْعَلَانِ ذَلِك. الْأَدْوِيَة الَّتِي تزيد فِي الباه: ابْن ماسويه: الْقسْط الحلو والزعفران والنعنع والحرف والهليون والجرجير والبصل الطري والجزر والسلجم والزنجبيل وَالدَّار فلفل وملح الاسقنقور وصفرة الْبيض. مَجْهُول: يُؤْخَذ لبن حليب يَجْعَل فِيهِ ترنجبيل أَبيض طبرزد مثل ربع اللَّبن ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم أوقيتان فَإِنَّهُ ينعظ إنعاظاً شَدِيدا. ويسكن إنعاظه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب رطبا أَو ينقع يابسة فِي المَاء وَيشْرب ويتنقل حب الصنوبر الْكِبَار وَحب الزلم وَحب الفلفل تَأْخُذ رطلي حليب من لبن بقر فتي واطرح فِيهِ عشرَة دَرَاهِم من الدارصيني مسحوقاً كالكحل واشرب مِنْهُ قدحاً سَاعَة بعد سَاعَة وخضخضه حَتَّى لَا يثقل واشربه حَتَّى تَأتي عَلَيْهِ. افْعَل ذَلِك فِي كل يَوْم أسبوعاً وكل طياهيج واشرب نبيذاً قَوِيا فَإِنَّهُ عَجِيب فِي الزِّيَادَة فِي الْمَنِيّ. وَأَيْضًا اخلط عسل البلادر بِسمن بقر وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الباقلى فَإِنَّهُ عَجِيب. وادلك أَسْفَل الذّكر ببورق وحلتيت مسحوق كالكحل فلوثه بِعَسَل وادلك بِهِ المراق أَيْضا وباطن الْقدَم فَإِنَّهُ جيد. ويتخذ كل يَوْم حساء من دَقِيق الحمص بِاللَّبنِ وَيُؤْخَذ بزر الحندوقا كيلجة دقه ويعجن بِعَسَل أَمْثَال الْجَوْز وَتَأْخُذ مَتى أَحْبَبْت ذَلِك وَتَأْخُذ عاقرقرحا وميويزج مسحوقين نعما فيمسح بِهِ مَعَ دهن الْورْد ويدهن بِهِ المراق والمذاكر والورك فَإِنَّهُ ينْهض الباه. حقنة جَيِّدَة جدا: تُؤْخَذ ألية فتشرح وَيجْعَل فِي تشريحها نصف دِرْهَم جندبادستر يقسم فِي تشاريحها وَيجْعَل تَحت شَيْء ثقيل وَيتْرك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يقطع ويذوب من غير أَن يخرج

الجندبادستر مِنْهَا ويحفظ دهنه ثمَّ يُؤْخَذ سكرجة من ذَلِك الدّهن وَنصف سكرجة من سمن الْبَقر وَنصفه من مَاء الكراث وَمثله من طبيخ الحلبة فاحقنه بِهِ عِنْد الْعَصْر ودعه إِلَى أَن يمْضِي) من اللَّيْل ثَلَاث سَاعَات فَإِذا أَرَادَ أَن ينَام فاحقنه كَمَا حقنت واتركه ينَام وَافْعل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام وجنبه النِّسَاء والتعب وَالرُّكُوب فَإِنَّهُ عَجِيب. لتقوية الذّكر: مرَارَة ثَوْر وَعسل منزوع الرغوة يخلطان ويطلى بِهِ الذّكر. ولاسترخاء الذّكر الشَّديد: عاقرقرحا دِرْهَم جندبادستر نصف دِرْهَم يطلى بدهن ياسمين. آخر فربيون فلفل جزءان اثْنَان عاقرقرحا ميعة سَائِلَة ويابسة نصف نصف إشقيل ربع جُزْء مصطكى جُزْء حب بِلِسَان وشونيز من كل وَاحِد نصف جُزْء يجمع الْكل بدهن خيرى وَيجْعَل مَعَه جندبادستر جُزْء ويطلى بِهِ المذاكر وَمَا حولهَا. وَمَتى شرب ثَلَاثَة مَثَاقِيل من كلى الاسقنقور خَالِصا أَو وَحده من غير شَيْء مَعَه بشراب هيج الباه حَتَّى يحْتَاج أَن يشرب لَهُ طبيخ العدس وَمَاء الْورْد وَإِن أَخذ مَعَ الْأَدْوِيَة لم تكن لَهُ هَذِه الْقُوَّة. للجماع من تذكرة عَبدُوس: رَأس ضَأْن وَثَلَاث أَو أَربع من خصاه وَقطعَة ألية وحمص يَجْعَل فِي تنور وَيُؤْخَذ مَاؤُهُ ودهنه وَهُوَ فِي غَايَة الْقُوَّة وَاجعَل عَلَيْهِ دهن جوز ودهن الْحبَّة الخضراء وشحم الاسقنقور يذاب فِي هَذِه الأدهان ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب. حقنة اسْتِخْرَاج على مَا فِي الْجَامِع: بزر البصل وبزر السلجم وبزر الجزر وبزر الجرجير وبزر الهليون وحلبة ولوبيا وبزر الفلفل وَحب الزلم وحمص وشقاقل وبزر الأنجرة وبزر كتَّان وشبث وحرف وبزر كراث ونعنع ودر فلفل يطْبخ بِالْمَاءِ وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ ودهن الألية ودهن جوز الْكَمَال والتمام: إِذا كَانَ الْجِمَاع مُنْقَطِعًا من أجل الْبرد واليبس وَقل الإنعاظ وَالْمَاء والشهوة كلهَا فعلاجه الحقن الحارة الرّطبَة كالمعمول من رَأس ضَأْن حولى ومقاديمه وجنبه الْأَيْمن والحمص وهليون وسلجم وجرجير وحنطة وترنجبين وَيُؤْخَذ ذَلِك ويطبخ وَيجمع إِلَى الأدهان وَيجمع الْكل ويتعالج بهَا وَهِي حارة فِي الشَّهْر تسع لَيَال ثَلَاث فِي أَوله وَثَلَاث فِي وَسطه وَثَلَاث فِي آخِره يجدد المَاء كل مرّة وَيقدم قبل ذَلِك حقنة وَيغسل الْموضع من السلق والنخالة وَنَحْوهَا والمري والبورق والتين والشبث والبابونج وَاجعَل الطَّعَام لحم ضَأْن حولى ورؤس الضَّأْن بالبصل والشبث والنعنع والهليون والموز والجوز والجزر. وَيسْتَعْمل صفر الْبيض والشقاقل والزنجبيل المربى وبزر الجرجير والبصل والسلجم وتمسح الأنثيان بدهن البان ودهن السوسن قد فتق فِيهَا عاقرقرحا وجندبادستر غدْوَة وَعَشِيَّة وبدهن البلسان وَيُؤْخَذ هَذَا الدَّوَاء: حب الفلفل جيد حب الزلم سمسم مقشر من كل وَاحِد عشرُون درهما زنجبيل دَار فلفل خَمْسَة خَمْسَة ورق النعنع عشرَة خصى الثَّعْلَب خَمْسَة عشر بزر الهليون بزر السلجم بزر الجرجير بزر الجزر من كل) وَاحِد عشرَة دَرَاهِم بزر الرازيانج عشرَة بزر الفجل الشَّامي ثَمَانِيَة لِسَان العصافير عشرَة ملح الاسقنقور وسرته عشرَة عشرَة بزر الأنجرة ثَمَانِيَة

شقاقل يَابِس خَمْسَة عشر قسط حُلْو ثَمَانِيَة سِتَّة بهمن أَحْمَر وأبيض وخردل أَبيض ثَمَانِيَة ثَمَانِيَة يلت بدهن لوز حُلْو ويعجن بِعَسَل الطبرزد والشربة مِثْقَال إِلَى إثنين عِنْد النّوم وَيَأْكُل الدَّجَاج المسمنة بالأرز وَالْحِنْطَة مطبوخة بِلَبن حليب وَيسْتَعْمل دَائِما الشقاقل المربى ويتنقل حب الصنوبر الْكِبَار وَحب الزلم المقشر وَحب الفلفل وَيجْعَل فِي طَعَامه وملحه زنجبيلاً مَا أمكن. وَإِذا انْقَطع من الْحر واليبس فَإِنَّهُ كثير الإنعاظ والشهوة قَلِيل الْإِنْزَال وَالْمَاء فأطعمه نَبَات الشبابيط وَاللَّبن والبطيخ وَالْخيَار والقرع والبقلة اليمانية وَاجعَل لَهُ حَقنا مرطبة من رُؤُوس الضَّأْن على مَا وَصفنَا وشعير مقشر وَسَائِر الْحُبُوب وشحم الدَّجَاج وَمَتى انْقَطع من الْبرد والرطوبة فَإِنَّهُ قَلِيل الشَّهْوَة والإنعاظ كثير المَاء رقيقَة فعالجه بالشخزنايا والزنجبيل والمثروديطوس والفلفل ومعجون الجرجير ومعجون الكاشم وَحب الفلفل والخردل وَالدَّار صيني والعصافير والحلتيت والترياق وَاجعَل لَهُ حقنة حارة يابسة كالمتخذة من بزر الأنجرة والفجل والجزر والجرجير والهليون والشبث والبابونج والمرزنجوش وبزر الأنجرة ودهن السوسن والنرجس والزنبق والخيرى الْأَصْفَر والزنجبيل وَنَحْوهَا وتمسح بدهن الْقسْط والناردين وعاقرقرحا وجندبادستر ومسك وفربيون وَعَنْبَر وَغير ذَلِك. تَدْبِير الأصحاء الْجِمَاع يحل الْجِسْم ويبرده ويضعفه ويجففه فيسخن الْجِسْم يكثفه ويقويه ويرطبه فَالَّذِينَ يستعملون الْجِمَاع وهم ضِعَاف إِمَّا من أجل السن أَو شَيْء آخر فَإِنَّهُ يجب ضَرُورَة أَن يضعفوا وَيجب أَن يستعملوا رياضة الإسترداد وَأما الَّذين ينالهم عِنْد الْجِمَاع تخلخل الْبدن وَخُرُوج الْعرق بسهولة فليستعملوا الرياضة وَإِن كَانَ الزَّمن لَهُم مُمكنا فالإستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد وَاجعَل أغذيتهم قَليلَة الكمية رطبَة الْكَيْفِيَّة لكَي تستمرئ على مَا يجب وَيكون بِهِ شِفَاء اليبس الْعَارِض من الْجِمَاع وَليكن معتدلاً أَو مائلاً إِلَى الْحَرَارَة قَلِيلا فَهَذَا يجب أَن تعْمل إِذا ضعف الْبدن بعقب الْجِمَاع. الْعِلَل والأعراض: الَّذين تفرط عَلَيْهِم اللَّذَّة فِي الْجِمَاع تبرد أبدانهم أَكثر حَتَّى أَنه رُبمَا طفئت الْحَرَارَة الغريزية لإفراط مَا يتَحَلَّل مِنْهُم من جَمِيع الْبدن عِنْد الشدَّة من اللَّذَّة وَذَلِكَ أَن اللَّذَّة وَالسُّرُور يحركان الْحَرَارَة الغريزية إِلَى خَارج. فليغريوس: يعالج الْعنين برياضة الْأَعْضَاء السُّفْلى ودلكها ودلك الأربية والفخذ واطل عانته) وَذكره بأدوية لذاعة قَوِيَّة كالفلفل والفربيون واسقهم شرابًا ريحانياً وأطعمهم حب الصنوبر الْكِبَار وخصى الثَّعْلَب ويديم النّظر إِلَى ذَوَات الْجمال وَلَا يقربهن حَتَّى تشتد غلمته. الْيَهُودِيّ: قَالَ: من أَكثر من الْجِمَاع فَلْيقل إِخْرَاج الدَّم. قَالَ: وَيجب أَن يُجَامع فِي وَقت تكاثف الْمَنِيّ وعلامته أَن يهيج الْإِنْسَان من غير نظر إِلَى شَيْء يهيجه فَفِي هَذِه الْحَال يَنْبَغِي أَن يُجَامع لِئَلَّا يكْسب تكاثف الْمَنِيّ خفقان الْفُؤَاد والرجف وضيق الصَّدْر والهوس والدوار. قَالَ: النِّسَاء يشتهين فِي الصَّيف وَالرِّجَال فِي الشتَاء. قَالَ: الإلحاح على الْجِمَاع ينهك الْجِسْم ويضعف الْبَصَر وَحبس الْإِنْزَال عِنْد الْجِمَاع يُورث الأدرة وَرُبمَا أورث ورماً

حاراً وصعود الْمَرْأَة على الرجل يكسبه قروحاً فِي المثانة والإحليل والأدرة والإنتفاخ. دَوَاء خَفِيف جيد جدا يهيج الباه: يُؤْخَذ خشخاش ابيض أُوقِيَّة بزر جرجير نصف أُوقِيَّة عاقرقرحا دِرْهَمَانِ يعجن الْجَمِيع بِعَسَل وميبختج وَيجْعَل أَمْثَال الباقلى وَيُؤْخَذ بِالْغَدَاةِ والعشي. ويمرخ الإحليل بِأَن يُؤْخَذ عاقرقرحا دِرْهَمَانِ وفربيون نصف دِرْهَم ينعم سحقه وَيضْرب بأوقية من زنبق ويمرخ الإحليل محمية وشده ليحمى وأسفل الْقدَم وَيزِيد فِي الْمَنِيّ أَن يتحسى بيضًا رعاداً بملح الاسقنقور. السّمك الْحَار المكبب على البصل يهيج الباه وَيزِيد فِي الْمَنِيّ والمالح كُله يهيج الباه. والرؤس والهريسة ونبيذ التَّمْر والحسك يزِيد فِي الباه. قرصة الحسك تزيد فِي الباه: يُؤْخَذ حسك ذكر فينعم دقه واعجنه بِمَاء الحسك الرطب كل قرص ثَلَاثَة دَرَاهِم الشربة قرصة بِمِقْدَار أَربع أَوَاقٍ من اللَّبن الحليب وأوقية من الْعَسَل وَالسمن أَيَّامًا وَيطْعم لَحْمًا سميناً. دَوَاء جيد عَظِيم النَّفْع: يُؤْخَذ كلى الاسقنقور جُزْء شقاقل وخولنجان وزنجبيل وَدَار فلفل وعاقرقرحا وبزر جرجير وسلجم وبزر بصل وخشخاش أَبيض من كل وَاحِد جُزْء ودقيق الطّلع الذّكر ثَلَاثَة أَجزَاء أدمغة العصافير خَمْسَة أَجزَاء وبيض العصافير ثَلَاثَة أَجزَاء وخصى الديوك ثَلَاثَة أَجزَاء يعجن الْجَمِيع بِعَسَل قد طبخ بِمَاء البصل الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بطلاء. دَوَاء جيد يُؤْخَذ مَاء البصل المعصور وَلبن حليب بِالسَّوِيَّةِ وَعسل وَسمن من كل وَاحِد سدس جُزْء ترنجبين مثل ذَلِك يجمع ويعقد وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم. قَالَ: وَيجب أَن يُقَوي الدِّمَاغ وَالْقلب والكبد إِن كَانَ وَاحِد مِنْهَا ضعبفاً فَأَما الكبد فبذبيد الكركم والأميروسيا وَالْقلب بدواء الْمسك والمثروديوطوس والدماغ بسعوط دهن اللوز. قَالَ: وَقد رَأينَا من ضرب على دماغه فضعف انتشاره.) قَالَ: ويعالج من الرعدة تصيب الْإِنْسَان بعد الْجِمَاع بِأَن تسقيه من الجوشير زنة دِرْهَم بِمَاء مرزنجوش ثَلَاثَة ايام وَمن النَّاس من يصعد إِلَى رؤوسهم إِذا جَامعا مثل الدُّخان وتثقل عَلَيْهِم رؤوسهم وَهَؤُلَاء يشربون الشَّرَاب صرفا فمرهم يمزجوه. الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: الْجِمَاع قد ينْتَفع فِيهِ كثير من الشَّبَاب وَالْحَد المعتدل فِيهِ أَن يكون بَين أوقاته مَا لَا يحس بعده باسترخاء وَلَا ضعف بل يحس بِأَن بدنه بعد اسْتِعْمَاله أخف وَنَفسه أَجود واستعماله وَقد سخن الْبدن وَإِن كَانَ غير مُوَافق خير لَهُ من اسْتِعْمَاله وَقد برد واستعماله وَهُوَ ممتلئ خير من اسْتِعْمَاله وَهُوَ حَار واستعماله وَهُوَ رطب خير مِنْهُ وَهُوَ يَابِس. فِي الأهوية والبلدان مِمَّا يُقَوي الباه: رُطُوبَة المزاج وَاسْتِعْمَال الْبَارِد دَائِما وإدمان ركُوب الْخَيل وَأهل الْبِلَاد الْبَارِدَة نَحْو التّرْك والصقلب وَغَيرهمَا يقل حَبل نِسَائِهِم لذَلِك الوصائف وخاصة اللواتي يتعبن فِي الْأَعْمَال يعلقن سَرِيعا لهزال أبدانهم وَقُوَّة حرارتهم. جورجس: مِمَّا يكثر مَاء الصلب الطَّعَام الَّذِي يصنع من الْحِنْطَة وَاللَّبن وَنَحْو بزر الجرجير وأصوله والأنجرة والاشقيل المشوي والخشخاش والبهمنان والبوزيدان والشقاقل.

قَالَ: والعصافير والبلبوس والدواء الْمُسَمّى محسنيا والمسمى هما وأحضرها نفعا لحم السقنقور والعصافير الْخضر وخصى السَّبع وخصى الدَّوَابّ كلهَا وخاصة خصى حمير الْوَحْش والحقنة الدسمة. لى للجماع: يُؤْخَذ خصى الضَّأْن السمين فيكبب فِي الْخمر وَيكثر الْأكل مِنْهُ فَإِنَّهُ طيب الطّعْم لذيذ الْكل يزِيد فِي الباه زِيَادَة كَثِيرَة. قَالَ: وَيجب أَن يكون الْجِمَاع على اعْتِدَال الْبدن بعد التبرز وَلَا يكون ثقل كثير فِي الْجوف. ابيذيميا: كَثْرَة الْجِمَاع يُورث الرعشة يجب أَن ينْهَى عَنهُ الضَّعِيف العصب وَالْقُوَّة. قَالَ: وَهَذَا أبلغ شَيْء فِي إضعاف قُوَّة الْمعدة والإمتناع مِنْهُ حَافظ لقُوَّة الْجِسْم ويفرغ الإمتلاء ويحطه إِذا أَكثر اسْتِعْمَاله إفراغاً قَوِيا والإمتناع مِنْهُ إِذا كَانَ مَعَه اسْتِعْمَال الرياضة لَا يُولد الإمتلاء. قَالَ: كَثْرَة الْجِمَاع تضر بالدماغ والعصب وتوهن الْقُوَّة وتضعفها. ابيذيميا: من يُصِيبهُ عِنْد الْجِمَاع نافض فَفِي بدنه أخلاط ردية وَأكْثر هَؤُلَاءِ شباب. روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: الْجِمَاع يتعب الرَّأْس أَكثر والصدر والرئة والعصب وَفِيه مَنَافِع لِأَنَّهُ يطيب النَّفس وَيجْعَل أَصْحَاب المالنخوليا وَالْجُنُون مُقْبِلين إِلَى الْفَهم ويضعف مَتى أَكثر مِنْهُ وليتوق عِنْد الإمتلاء من الطَّعَام وَيمْتَنع من الْجِمَاع الْبَتَّةَ النحفاء وَبعد التَّعَب المفرط والقيء) والإسهال قبله وَبعده وَفِي الخريف خَاصَّة وَفِي الوباء وَأما الشَّيْخ فَإِنَّهُ يهرمه وَإِذا كَانَ قبل الطَّعَام وَقبل الإستحمام فَهُوَ أَهْون وَأَقل تعباً وَإِذا كَانَ قد يتعب وَيعلم ذَلِك أَنه لَا يتهيأ للْإنْسَان بعده أَن يعْمل أَعماله على مَا جرت بِهِ الْعَادة وَمن جَامع قبل الإستحمام فليتدلك ويستحم ثمَّ يَأْكُل طَعَاما نَافِعًا واجعله أَيْضا قبل النّوم وَذَلِكَ أَن النّوم يسكن تَعبه وَالْجِمَاع نصف اللَّيْل رَدِيء وَذَلِكَ أَن الهضم لم يكمل فيسخن الْجِسْم وينجذب إِلَيْهِ من الْغذَاء غير منهضم وبالغداة قبل أَن يتبرز ردئ. من كتاب عَليّ بن ربن فِي إِثْبَات الطِّبّ قَالَ: يستعان على الْجِمَاع بالقلقاس. من اختيارات حنين للرعشة بعد الْجِمَاع: يشرب جاوشير بِمَاء المرزنجوش المعصور أَيَّامًا تباعا. من اختيارات حنين لاسترخاء الذّكر: قنطوريون وزفت وقيروطى بدهن السوسن أَو دهن الخيرى يجمع ويطلى مِنْهُ الذّكر وَيحْتَمل مِنْهُ أَيْضا فِي فَتِيلَة فَإِنَّهُ ينعظ ويقوى. قَالَ: وَيجب لمن ينعظ قَلِيلا أَن يدلك المذاكر دَائِما بشحم الْأسد مَعَ بزر الأنجرة وَيَأْكُل الفلفل وخصى الثَّعْلَب وَيكثر حَدِيث الْجِمَاع. الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة: اسحق البورق بِعَسَل ولطخ بِهِ المذاكر والأنثيين فَإِنَّهُ يلهب الذّكر وينبهه بيض الشفانين يلهب الشَّهْوَة. مَتى شرب مَاء الحدادين أنعظك بِقُوَّة. من الْمسَائِل الطبيعية: المدمن للباه تضعف عَيناهُ وخاصرتاه أما خاصرتاه فلضعف

كلاه واما عَيناهُ فلكثرة مَا يجِف بدنه وَذَلِكَ بَين على الْعين أَكثر. قَالَ: كَثْرَة الْجِمَاع يجحظ الْعَينَيْنِ وَيرْفَع النَّاظر كَالَّذي يكون عِنْد الْمَوْت لِأَن الْجِمَاع وَالْمَوْت يجففان الدِّمَاغ. وَلَا يجب أَن يُجَامع إِلَّا عِنْد الشبق لِأَنَّهُ حينئذٍ يخرج الشَّيْء الضار للبدن وَإِذا لم يكن شبقاً فالشيء النافع كَمَا أَنه من لَا غثى بِهِ لايحتاج أَن يتقيأ وَإِن تقيأ فَإِنَّمَا يخرج من الْجِسْم مَا تَركه أصلح. وَاعْلَم أَن خُرُوج الْمَنِيّ وَالْبدن فارغ يكون أسْرع مِنْهُ والجسم ممتلئ ومدمنوا ركُوب الْخَيل أَكثر منياً وَأقوى على الْجِمَاع من غَيرهم لى هَذَا خلاف لما قَالَ أبقراط إِلَّا أَنه قد قَالَ: إِن من ترتاض مِنْهُ رِجْلَاهُ وقطنه وكلاه فَيصير الهضم فِيهَا وَتصير مَادَّة للمني فَيمكن أَن يكون الإلحاح على الرّكُوب هُوَ الْقَاطِع والتوسط هُوَ الزَّائِد. قَالَ: الإلحاح على الْجِمَاع يبرد الْجِسْم ويضعف الهضم وَيجْعَل الدَّم ردياً والعرق منتناً ويجفف الطبيعة ويدر الْبَوْل ويتساقط شُعُورهمْ الْأَصْلِيَّة القليلة النَّبَات كالحاجب والأشفار ويصلعون سَرِيعا. فَأَما شعر الْبدن واللحية فَإِنَّهُ ينْبت أَكثر لهيجان الْحَرَارَة الغريزية) والبخارات وَأما تِلْكَ فَإِنَّمَا تنقص من أجل نُقْصَان الرُّطُوبَة الطبيعية. الضُّعَفَاء الباه لَا تستيقظ شهوتهم إِلَّا أَن ينكحوا فلينكحوهم فَأَما الأقوياء فيكفيهم الحَدِيث حَتَّى يتوتر قضيبهم. الَّذين طبائعهم مفرطة الْحر والرطوبة مَتى أَمْسكُوا عَن الْجِمَاع أسرعت إِلَيْهِم أمراض العفن. الكثيرو الشّعْر أقوى على الْجِمَاع من غَيرهم. إدمان الْجِمَاع يذهب الْبَصَر على الْأَمر الْأَكْثَر. روفس فِي تهزيل السمين: الرجل السمين لَا يشتاق إِلَى الباه كثيرا وَلَا يقوى عَلَيْهِ وَإِن اشتاق فِي الْأَقَل على شَيْء قَلِيل. مَجْهُول للهند: الحامض والمالح إِذا أدمنا أذهبا الباه وَكَذَلِكَ العفص والقليل الدسم وَالْخبْز الْكثير البورق وَكَثْرَة شرب المَاء والتخم المتواترة وإتيان الْحَائِض والجواري اللواتي لم يبلغن وَالْمَرْأَة الَّتِي لم تؤت حينا كثيرا فاعتراها ريَاح الْأَرْحَام فَكل هَذِه يكسر الذّكر ويوهن قُوَّة الباه. لى لون يكثر المَاء على مَا رَأَيْت: يُؤْخَذ فراخ سمان قد زقت بالحمص والباقلى واللوبيا وربيت بِهِ فتفصل وَيُؤْخَذ حمص مرضوض وَمَاء البصل وملح الاسقنقور وَيجْعَل ملح الْقدر أجمع وَتَكون الْقدر مالحة ويلقى فِيهَا شَحم ثَلَاثَة اَوْ أَرْبَعَة أفرخ لتجئ دسمة ثمَّ يشرب خبْزًا نقياً من هَذَا المرق ويؤكل ويحسى وَلَا يشرب عَلَيْهِ المَاء سَاعَة ثمَّ يشرب عَلَيْهِ النَّبِيذ ويديم ذَلِك أَيَّامًا فَإِنَّهُ عَجِيب فَإِذا بَقِي فِي عصارته مرقة فصب فِيهَا شرابًا واشربه. آخر طيب: يتَّخذ هريسة من حِنْطَة نقية بِلَبن الْبَقر وَيجْعَل دسمها شَحم الْفِرَاخ وملحها ملح لى رَأَيْت فِي كتب الْهِنْد أَنهم يعتمدون فِي الباه على الحلتيت وَهُوَ عِنْدِي علاج قوي لِأَنَّهُ حَار جدا وَهُوَ مَعَ ذَلِك منفخ. من كتاب الفلاحة الفارسية: إِن عمد إِلَى ذَنْب الْخَيل وأحرق كَمَا هُوَ إِلَّا شعره الطَّوِيل وعجن رماده بشراب شَدِيد وطلى الْقَضِيب والعانة والمذاكر أورث من نشاطه مَا يتَأَذَّى بِهِ.

أطهورسفس: بيض العصافير مَتى أكلت هيجت الباه وَكَذَلِكَ أجسامها إِذا أدمنت وَالْبيض أقوى. قضيب الأيل أَو خصاه إِذا جفف وحك وَشرب مِنْهُ أنعظ جدا. الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: الَّذين منيهم كثير مَتى لم يجامعوا ثقلت رؤوسهم وحموا وقلقوا وَقلت شهوتهم للطعام واستمراؤهم فَإِن ضبط أَمْثَال هَؤُلَاءِ أنفسهم عَن الْجِمَاع ضبطاً شَدِيدا بردت أبدانهم وعثرت حركاتهم وَوَقعت عَلَيْهِم الكآبة وأصابهم سوء الفكرة كَمَا يعرض لصحاب مالنخوليا.) فرزجة جَيِّدَة تزيد فِي الباه من أقربادين ابْن سرابيون: شَحم الاسقنقور عاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ ولب حب الْقطن يحْتَمل شيافة وَيحْتَمل بدهن الرازقى. لى أتوهم على مَا رَأَيْت فِي الْكتب أَن الشيافة الَّتِي يستعملها الرِّجَال عَن اللعبة البربرية لِأَن هَذَا يثير حرارة شَدِيدَة جدا مَعَ انتفاخ دموي كثير جدا لَيْسَ كحرارة العقاقير الحارة الحادة وَمَتى أكلت أَيْضا فعلت وَرَأَيْت إمرأة سقيت هَذِه اللعبة فرأيتها من ساعتها قد احمر وَجههَا وَدرت عروقها واوداجها حَتَّى كَاد عَيناهَا تنتوان بإفراط فِي ذَلِك شَدِيد جدا. الساهر قَالَ: يتعالج بِهَذِهِ الحقنة بعض النخاسين فيزيد منيه: يُؤْخَذ رَطْل دهن جوز وَيجْعَل فِي طنجير ويلقى عَلَيْهِ رَطْل من الحسك الذّكر وَثَلَاثَة ارطال من لبن بقر وأوقية زنجبيل وأوقية سكر ويغلى غليات وَيصب عَلَيْهِ أوقيتان من الزنبق الرصاصي ودهن بَان ودهن رَأس ضَأْن ويحقن بِهِ كل لَيْلَة ثَلَاث أَوَاقٍ ثَلَاث لَيَال وَلَا يُجَامع عشر لَيَال. من كتاب أبقراط فِي الْجَنِين: قَالَ: المدمنون للحم تكْثر شهوتهم للجماع. المغاث يزِيد فِي الْجِمَاع. وَيزِيد فِي الإنعاظ أَن يَمْرُق الْقطن بدهن حَار وينام على الْقَفَا وَتَحْت قطنه شَيْء حَار وطئ كالمرعزى والفرا وَنَحْوه فَإِنَّهُ ينعظ فِي ساعتين إِذا سخنت الكلى. ابْن سرابيون مِمَّا يُحَرك الباه: بزر الأنجرة وبصل الزير وبزر اللفت واللفت والجزر وبزره والنعنع والجرجير والحمص والباقلى والسمك الْكثير الأرجل وَحب الصنوبر الْكِبَار واللوف وكلى الاسقنقور وبيض الحجل والقسط والحلو مِنْهُ وخصى الثَّعْلَب والبصل والهليون وأدمغة العصافير. سفوف يكثر الْمَنِيّ: بزر الهليون وشقاقل وزنجبيل خَمْسَة خَمْسَة بوذرنج أَحْمَر وأبيض وبهمنان ثَلَاثَة ثَلَاثَة وبزر الرّطبَة وبزر اللفت وبزر جزر وبزر الفجل وبزر جرجير وبزر الأنجرة زنة دِرْهَمَيْنِ من كل وَاحِد إشقيل مشوي سرة الاسقنقور ثَلَاثَة ثَلَاثَة حب الرشاد لِسَان العصافير خَمْسَة خَمْسَة سكر أَرْبَعُونَ درهما الشربة خَمْسَة دَرَاهِم يطلى دَوَاء كَانَ يَسْتَعْمِلهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمهْدي بِاللَّه: حسك يَابِس بِقدر الْحَاجة يدق وينخل وَيُؤْخَذ الحسك الرطب فِي وقته فيعصر مَاؤُهُ وَيصب مِنْهُ على الْيَابِس واجعله فِي شمس وتسقيه مِنْهُ حَتَّى تزيد ثلثه بِالْوَزْنِ إِذا جف وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاثَة أَجزَاء وعاقرقرحا جُزْء وسكر طبرزد أَرْبَعَة أَجزَاء يدق وينخل الشربة درهما بِمَاء فاتر فَإِنَّهُ فتْنَة قنة لَا شَبيه لَهُ الْبَتَّةَ آخر:

بصل أَبيض مقشر يعصر وَيُؤْخَذ من العصارة نصف رَطْل ويطرح عَلَيْهِ من الْعَسَل رَطْل ويطبخ بِنَار لينَة إِلَى) أَن ينضب مَاء البصل فيحفظ ذَلِك الْعَسَل فِي إِنَاء زجاج ويذر فِيهِ كلى سقنقور وَيُؤْخَذ مِنْهُ ملعقتان عِنْد النّوم فَإِنَّهُ عَجِيب قَالَ: وحقنة الرَّأْس والأكارع وَالْجنب السمين يسْتَعْمل ثَلَاثَة أَيَّام وَأكْثر بعد غسل المعي بحقنة أُخْرَى فَإِنَّهُ عَجِيب. من الْكتاب الْمُؤلف فِي وجع المفاصل: الْجِمَاع جيد للوسواس والصداع الْمُتَوَلد من بخارات كَثِيرَة وَمن الْجُنُون وصفاء الصَّوْت والحنجرة. قَالَ: الْجِمَاع يفرغ الإمتلاء ويجفف الْجِسْم ويكسبه جلدا وَيحل الْفِكر الشَّديد ويسكن الْغَضَب الشَّديد وَمن أجل ذَلِك فَهُوَ نَافِع بَالغ الْمَنْفَعَة للجنون والمالنخوليا وَهُوَ علاج قوي فِي الْأَمْرَاض الْعَارِضَة من البلغم. وَمن النَّاس من إِذا اسْتَعْملهُ كثر عَلَيْهِ غذاؤه وَأكله وَيذْهب بِكَثْرَة الإحتلام. والأمزجة الحارة الرّطبَة أجمل لَهُ وأردأها لَهُ الْيَابِسَة وَيصْلح لَهُ رياضة معتدلة وأطعمة غَلِيظَة منتفخة كالسمك الْكثير الأرجل والنعنع والجرجير والسلجم والبقلة الَّتِي تسمى أوفش والباقلى والحمص واللوبيا لِأَنَّهَا تنفخ فَأَما السذاب وَنَحْوه وَشبهه مِمَّا يحل النفخ فضار لَهُ وَإِن الْعِنَب لعَظيم النَّفْع فِيهِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يغلي الدَّم ويكسبه ريحًا بخارياً ويرطب الْجَسَد وينهض الشَّهْوَة والباه وَلَا يجب أَن يُجَامع بعد الإمتلاء من الطَّعَام بِوَقْت يسير مَعَ سوء الهضم لِأَنَّهُ رياضة وَلَا إِذا كَانَ فِي الْجِسْم فضول ردية لِأَنَّهُ يعْمل عمل الرياضة على مَا ذكرنَا وَاسْتعْمل بعد الرياضة والإستحمام بعد أَن يُؤْكَل قبله شَيْء قَلِيل يسْتَردّ الْقُوَّة فَإِن ذَلِك أوفق وَأَحْرَى أَلا يعرض بعد الْبرد الْعَارِض بعقبه وَيجب أَن يحذر بعقب التَّعَب والقيء والدواء المسهل والذرب النَّاقة والمسلول واليابس الْجِسْم. قَالَ: وَمِمَّا يذهب شَهْوَة الْجِمَاع ويميتها التَّعَب. لمن لَا يقدر على الْجِمَاع: يمسح الذّكر دَائِما بِبَعْض الشحوم قد خلط فِيهِ شَيْء يسير من أصل النرجس والعاقرقرحا والميويزج والأنجرة. وَقد ينعظ حلتيت قَلِيل مَتى جعل فِي ثقب الإحليل يجب أَن يُؤْكَل قبل الطَّعَام بصل البلبوس الْأَحْمَر الصغار مِنْهُ مشوياً مَعَ ملح وزيت وأصل اللوف مشوي مَعَ طريخ أَو شَيْء يسير من بصل الأشقيل قد جفف قَلِيلا. وَالْجِمَاع ضار لِذَوي الْأَبدَان الْيَابِسَة المزاج بالطبع. الْجِمَاع ضار للصدر والرئة وَالرَّأْس والعصب وَهُوَ ينْقل الْحَرَكَة والطيش إِلَى الهدوء والسكون ويبلغ من فعله فِي ذَلِك أَنه يسكن الوسواس السوداوي وَالْجُنُون الْفَاحِش وينقض عشق العاشق وَإِن كَانَ مَعَ غير من يعشق وَلَا يجب أَن يُجَامع على الإمتلاء وخاصة من الشَّرَاب وَلَا مَعَ الْخَلَاء والهيضة والتعب والإعياء ويقل مِنْهُ فِي الخريف وَفِي وَقت فَسَاد الْهَوَاء) وَتَكون الْأَمْرَاض العامية وَالْوَقْت الْمُوَافق لَهُ هُوَ بعد الطَّعَام قبل النّوم وَذَلِكَ أَن الْإِنْسَان إِذا نَام بعد الْجِمَاع سكن الإعياء الْحَادِث عَنهُ وَلَا يكون بعد الطَّعَام الْكثير والتملي وانتفاخ الْبَطن وَقد يحدث الإمتناع من الْجِمَاع فِي الَّذين منيهم كثير الإسترخاء وغؤور الْعين وَثقل الرَّأْس وَالْكرب وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ أَن يتقوا

الْأَشْيَاء المكثرة للمني وَأَن يَأْخُذُوا مَا يقلله وليدهنوا الْقطن بدهن ورد والسفرجل وَمَا أشبه ذَلِك مخلوطاً بِبَعْض العصارات المبردة طلاء تَجْعَلهُ قيروطاً وَفِي الهاون على مَا تعلم. وصفيحة رصاص على الْقطن جيد وأقراص الفنجنكشت وَأكل السذاب وَيجب أَلا يفرط فِي تَدْبِير الظّهْر بالأطلية فَيضر بالكلى. يهيج الْجِمَاع: بزر الأنجرة وبزر اللفت وأصل الجزر وبزره والنعنع والقسط الحلو مَتى شرب مَعَ شراب الْعَسَل وخصى الثَّعْلَب والجرجير والحمص والباقلى والسمك الْكثير الأرجل وَحب الصنوبر الْكِبَار والأنيسون واللوف الْمَأْكُول وكلى السقنقور وبيض القبج وبزر الكراث إِذا شرب مِنْهُ ملعقة أحدث انتشاراً صَحِيحا لَا مُضر فِيهِ. الَّتِي تمنع الباه: الفنجنكشت المقلو وَمر مقلو وورقه وفقاحه الشَّجَرَة والإفتراش لَهُ والسذاب والعدس والرجلة والخس وبزره. مَجْهُول: بورق ينعم سحقه وأدفه بِعَسَل واطل بِهِ الْقَضِيب والشرج والعانة فَإِنَّهُ يقوم حَتَّى يضجر واغسله بشراب. بولس الْجِمَاع بليغ النَّفْع فِي الْأَمْرَاض البلغمية مَتى كَانَت الْحَرَارَة الغريزية مَعَ ذَلِك قَوِيَّة. بولس قَالَ: لمن لَا يقدر على الْجِمَاع يدبر بِمَا أَمر أوريباسيوس. وَزَاد فِيهِ حب النّيل والزارقي واسقه شَيْئا من الفلفل أَو خصى الثَّعْلَب وبزر الجرجير ولباب القرطم. وللإفراط فِي الْجِمَاع: التدبر وَالنَّوْم والتغذي والمعاودة للنوم والدثار. من صفة رجل. لى مِمَّا كَانَ يعْمل للمتوكل على الله: دِرْهَم فربيون حَدِيث قوي وَنصف دِرْهَم من العاقرقرحا وَنصف دِرْهَم من الْمسك وَنصف أُوقِيَّة من الزنبق الْخَالِص فتجعل هَذِه فِيهِ وَيتْرك وَيخْتم رَأسه بعد سحقها وَيرْفَع وَيمْسَح بِهِ عِنْد الْحَاجة المراق والمذاكر فَإِذا أنعظ غسله أَو دهن بدهن ساذج وَورد وشمع قَلِيل. بولس: قد يبطل الإنتشار من استرخاء الْآلَات والشهوة قَائِمَة وَالْعلَّة فِي ذَلِك إِمَّا استرخاء الْآلَات وَإِمَّا قلَّة الْمَنِيّ. وَيسْتَعْمل فِي استرخاء هَذَا الْعُضْو مَا ذكرنَا فِي استرخاء المثانة وَنَحْوه. لِكَثْرَة الْجِمَاع: يحرق الْحَيَوَان الْمُسَمّى سقلانوطس ويسحق وَيصب عَلَيْهِ دهن ويلطخ بِهِ إِبْهَام الرجل الْيُمْنَى فَإِذا أردْت أَن يكف فَغسل. دَوَاء ينعظ: يسقى على الرِّيق فلفل وَحب الصنوبر) وبزر كرفس جبلي وجرادة ذكر أيل وعلك البطم بِالسَّوِيَّةِ ويخلط بِعَسَل وَيُؤْخَذ على الرِّيق. من كتاب مَجْهُول يضعف الباه: مَاء السذاب والخل يشرب أَيَّامًا ويطلى على الحقو بعصارة لحية التيس والقاقيا والبنج والفنجنكشت وبزر خس وَقرن أيل محرق وَالنَّوْم على شَيْء بَارِد جدا وَشرب مَاء الكزبرة وطلى الظّهْر بِهِ وَمن جيد أدويته: قرن الأيل المحرق شرب أَو طلى بِهِ وَهُوَ يجمد الْمَنِيّ. ابْن ماسويه: كَثْرَة الباه يضعف الْبَصَر جدا وَالْجِمَاع فِي الصَّيف ردئ لِأَنَّهُ ييبس الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة أَكثر.

دواء يجفف المرأة الرطبة

(تَطْوِيل القلفة وتقصيرها) (وَالْفرق بَين الثّيّب وَالْبكْر وَمَا تدبر بِهِ الْبكر بعد الاقتضاض وَمَا يبطئ) (بالإنزال والتعظيم.) مَتى مرست القلفة بعد الْخُرُوج من الْحمام بالعسل ولطختها بِهِ وَفعل ذَلِك شهرا أطالها. مَجْهُول: تُؤْخَذ العلق فتجعل فِي نارجيلة فِيهَا مَاؤُهَا ودعها أسبوعاً ثمَّ أخرجهَا واسحق العلق واطل بِهِ الذّكر فَإِنَّهُ يعظم جدا تفعل ذَلِك أَيَّامًا. وَمِمَّا يعظمه أَن تدلكه فِي الْيَوْم عشر مَرَّات بِلَبن الضَّأْن دلكا طَويلا فَإِنَّهُ يعظم جدا يفعل ذَلِك أَيَّامًا. ويطلى الذّكر بِلَبن شَجَرَة تدعى الحلبلاب فَإِنَّهُ يغلظه ويشده مَا شِئْت أَو خُذ الخراطين واغسلها ويبسها واسحقها ثمَّ اخلطها بدهن سمسم وادهن بِهِ الذّكر فَإِنَّهُ يغلظ. والدلك الدَّائِم يغلظ الذّكر جدا وَيجب أَن يكف عَنهُ إِذا بَدَأَ ينتفخ ويحمر حَتَّى يسكن سكوناً تَاما ثمَّ يعود ذَلِك فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات. اسْتِخْرَاج. لى تُؤْخَذ الكردمانة فتنخل بحريرة صفيقة وتستدخل الْمَرْأَة مِنْهُ قَلِيلا مَعَ دهن زنبق وَلَا تكْثر فَإِنَّهُ يبلغ من السخونة مَا يفْطن بِهِ أَنه علاج من أَكثر ذَلِك. علاج لتطيب الرّيح والتضييق: سك ورامك وَقَلِيل مسك وَشَيْء من زعفران وعود فيطرح فِي شراب ثمَّ يغلى فِي برام أَو حَدِيد ثمَّ يُؤْخَذ خرقَة فَتَشرب هَذَا المَاء وتقطع وَتحمل مَتى أَحْبَبْت قِطْعَة مِنْهُ فَإِنَّهُ عَجِيب جدا فِي التطييب والتضييق. 3 - (دَوَاء يجفف الْمَرْأَة الرّطبَة) عفص فج بزر حماض دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ كحل نصف دِرْهَم خبث الْحَدِيد نصف دِرْهَم ويطبخ فِي المَاء جلنار وجفت البلوط وَيشْرب صوفة وتلوث بالدواء وتحتمل اللَّيْل كُله. فِي حِيلَة الْبُرْء: إِذا كَانَت القلفة مقصرة عَن طرف الإحليل فَإِنِّي أَتَّخِذ قالباً من رصاص رَقِيق فَأدْخلهُ تَحت القلفة وأجعله بِإِزَاءِ رَأس الكمرة ثمَّ أمد القلفة عَلَيْهِ مَا امتدت وَألف عَلَيْهَا سحاءة وألزق طرفها بصمغ. فَإِن عالجتها بالدلك وَحده إِذا لم يكن فِيهَا كثير تَقْصِير أجزى. الْيَهُودِيّ: دم الكبد لَا يخرج وَلَا ينغسل بالملح وَلَا بحماض الأترج وَسَائِر الدِّمَاء تنغسل. لى قد يكون بِالنسَاء رتق وَهَذِه لَا يُمكن أَن تقتض حَتَّى تشق بالحديد. وَقد يصير فِي بَعضهنَّ هَذَا اللَّحْم قَوِيا فرنياً فَيجب أَلا تفاجئها بِالْجِمَاعِ بِشدَّة ضَرْبَة لكَي تعلم هَل هِيَ كَذَلِك أم لَا لِئَلَّا يُصِيب الذّكر مِنْهُ بلية.

بسم الله الرحمن الرحيم

3 - (من الطبيعيات لنتن الْفرج) يُؤْخَذ طين لابى فيطين بِهِ خَارج قمع جُلُود وَأدْخلهُ ثمَّ تستدخل الْمَرْأَة طرفه وتبخر تحتهَا باللك حَتَّى تَجِد طعم الدُّخان فِي فمها تفعل ذَلِك عِنْد طهرهَا مَرَّات. وَقَالَ: مَتى سحقت الخراطين وطليت على الذّكر عظم جدا. قريطن للرطوبة فِي الْفرج: قشور صنوبر أَرْبَعَة آس جزءان سعد جُزْء يصب عَلَيْهِ شراب عفص ريحاني وتبل مِنْهُ خرق كتَّان وَيرْفَع يَوْمًا وَيُدبر عِنْد الْحَاجة بِهِ. لى يجب أَن يصب على هَذَا طبيخ العفص والرامك وقردمانا وَهَذَا يضيق الْفرج تضيقاً شَدِيدا ويطيبه وَمَتى جعل فِي هَذِه الحمولات حب القريص أسخن جدا. لى القردمانا قد اتّفق عَلَيْهِ أَن يسخن الْفرج. اختيارات حنين: يُؤْخَذ حلتيت فيسحق وَيصب عَلَيْهِ دهن زنبق فِي قَارُورَة وَيتْرك أَيَّامًا ثمَّ يمسح بِهِ فَإِنَّهُ يلذذ الرجل وَالْمَرْأَة لَذَّة عَجِيبَة. وَيدخل الرجل يَده تَحت ظهر الْمَرْأَة مِمَّا يلى الْعَجز ويرفعها إِلَيْهِ ويشد فَخذيهِ فَإِنَّهُمَا يلتذان جَمِيعًا لَذَّة عَجِيبَة. أُخْرَى مللذة عاقرقرحا وميويزج ودارصيني سَوَاء ينخل بالحريرة ويعجن بِعَسَل الزنجبيل المربى ويحبب أَمْثَال الفلفل. ثمَّ اجْعَل مِنْهُ وَاحِدَة تَحت اللِّسَان وَيمْسَح بالريق الذّكر فَإِنَّهُ عَجِيب يلذذ لَذَّة عَجِيبَة وخاصة للْمَرْأَة. ميسوسن. أَجْلِس المقتضة فِي زَيْت وشراب فَإِن كَانَ قد جرح الْموضع وضع عَلَيْهِ مرهم بعد أَن يَجْعَل فِيهِ أنبوبة ليخرج مِنْهَا الْبَوْل وَلَا يلتحم الْجَمِيع.) انْتهى السّفر التَّاسِع من كتاب الْحَاوِي لصناعة الطِّبّ تأليف أبي بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ رَحمَه الله ويتلوه فِي الْعَاشِر فِي الْحَيَّات والديدان فِي الْبَطن والمقعدة والأدوية الَّتِي تقتل الديدان وَتخرج حب القرع والحيات. (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (وَعَلِيهِ أتوكل وَبِه أستعين)

(فارغة) (الْجُزْء الْحَادِي عشر)

(الْحَيَّات والديدان فِي الْبَطن والمقعدة)

(فارغة)

كتاب العلامات

(الْحَيَّات والديدان فِي الْبَطن والمقعدة) (والأدوية القاتلة للديدان والمخرجة لحب القرع والحيات) الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: (الديدان من الْأَشْيَاء الْخَارِجَة عَن الطبيعة) وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تخرج أصلا عَن الْبدن. وَإِنَّمَا يُمكن إخْرَاجهَا عَنهُ بعد قَتلهَا فَإِنَّهَا مَتى دَامَت إحْيَاء تنشب بالأمعاء فَإِذا مَاتَت خرجت بالبراز. وَإِنَّمَا يَقْتُلهَا الْأَدْوِيَة الْمرة مثل الأفسنتين وَمَا شابهه. حب القرع فَأَما حب القرع فَإِنَّهَا تحْتَاج إِلَى أدوية أقوى من الأفسنتين كالسرخس. الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة: 3 (الديدان لَا تتولد إِلَّا فِي الأمعاء) الثَّانِيَة من الْفُصُول: الدُّود الصغار الدقاق تتولد فِي المعي الغليظ عِنْد فَسَاد الهضم. وَأما الْعِظَام المستديرة فَإِنَّهَا تتولد فِي الأمعاء الْعليا حَتَّى إِنَّهَا تصعد كثيرا إِلَى الْمعدة وتولد هَذَا الْجِنْس فِي الصّبيان أَكثر من تولد الدُّود العراض وَهِي حب القرع وَأما العراض وَهِي حب القرع فقليلا مَا تتولد فِي الصّبيان وَهَذِه أَكثر مَا تتولد فِي الأمعاء كلهَا وَهَذِه أطولها كلهَا. 3 - (كتاب العلامات) يعرض لصَاحب الْحَيَّات كَثْرَة الْأكل وينحف مَعَ ذَلِك الْجِسْم ويضعف ويجد نخسا على فُؤَاده ونخسا عِنْد سرته وخاصة إِذا خلا من الطَّعَام وخاصة إِذا كَانَ من الطَّعَام هَذِه الْحَيَّات العراض وَأما المدورة فَإِنَّهَا تكون فِي الشَّبَاب أَكثر مِنْهَا فِي الشُّيُوخ وَفِي الصّبيان أَكثر مِمَّا تكون فِي الشَّبَاب ويعرض مَعهَا لذع فِي المعي ومغس وغثى حَتَّى يضْطَر صَاحبهَا إِلَى إِدْخَال يَده فِي فِيهِ وَذَلِكَ عِنْد صعودها إِلَى فَم الْمعدة ويستطلق بَطْنه مِنْهَا وَرُبمَا خرجت من فَوق بالقيء ويعرض لَهُ ضعف شَدِيد وَقلة شَهْوَة الطَّعَام وصفرة وهزال وسعلة يابسة وَرُبمَا غشي عَلَيْهِ وَرُبمَا عرض للصبيان الِاضْطِرَاب فِي النّوم وصرير الْأَسْنَان وَالنَّوْم على بطونهم من شدَّة الْأَلَم وَرُبمَا عرض مَعَه التشنج والحمى والسبات ويحم وُجُوههم ويبرد أَطْرَافهم ويلقون بِأَيْدِيهِم إِلَى النواحي من الكرب ويعرقون عرقا بَارِدًا وَإِذا لمست بطونهم وجدت شَيْئا جاسيا وَرُبمَا تحركت تَحت الْيَد ويأخذهم مَعَ ذَلِك مغس ومجستهم ضَعِيفَة مُخْتَلفَة وَرُبمَا خرجت من الْأنف وَقل مَا تخرج بالقيء عِنْد شدَّة الْحمى وَالِاضْطِرَاب وَأما فِي حَال لَا حمى فَتخرج من أَسْفَل وَيُشبه بعض أعراضها قرانيطس إِلَّا أَنهم لَا يلقطون زئبر الثِّيَاب وَلَيْسَ فِي رؤوسهم وجع وَلَا فِي آذانهم طنين لكِنهمْ

يَجدونَ مغسا ولذعا ونخسا وَالِاخْتِلَاف فيهم مُنْقَطع سَاعَة بعد سَاعَة وتنقطع أَصْوَاتهم سَاعَة فساعة. ويميز بَينهَا وَبَين الصرع بوجع الْبَطن وَأَنه لَا وجع بهم فِي الرَّأْس وتميزه من القولنج أَن بطونهم لَيست معتقلة الْبَتَّةَ وألوانهم صفر وينبطحون على وُجُوههم. وَيفرق بَينهم وَبَين تصرير أسنانهم من النّوم فَإِن تصرير الْأَسْنَان من الْحَيَّات إِنَّمَا يكون حينا فحينا. وَإِذا خرجت من المرضى ميتَة كَانَت من عَلَامَات الْمَوْت وَإِذا خرجت حَيَّة كَانَ دَلِيلا صَحِيحا على الْقُوَّة. وَأما الديدان الصغار الَّتِي تكون فِي المقعدة فَإِن صَاحبهَا يجد حكاكا فِي المقعدة وَقد يشْتَد ذَلِك حَتَّى يغشى عَلَيْهِ ويجد قبل أَن يتبرزها ثقلا تَحت شراسيفه وَفِي صلبه. قَالَ: وَإِذا) خرجت الْحَيَّات من المحموم ميتَة دلّت على مَوته وَمَتى خرجت بِلَا حمى وَهِي حَيَّة مَعَ دم فَهُوَ ردي وَمَتى اخْتلف الْمَرِيض حيات وَهِي حَيَّة دلّت على صِحَة قوته وَمَتى خرجت بالقيء دلّت على أخلاط ردية فِي معدته وَخُرُوج الْحَيَّات أجمع فِي الحميات ردي إِلَّا أَن الْحَيّ خير من الْمَيِّت. وَإِذا خرجت مِنْهُ قبل الهبوط فَذَلِك ردي وَمَتى خرجت بعد الهبوط فَصَالح يدل على قُوَّة الطبيعة وَقبل الهبوط يدل على ضعف وَسُقُوط الْقُوَّة وعَلى أخلاط ردية. الأولى من الثَّانِيَة من ايبذيميا: الديدان تولد فِي الخريف من أجل الْفَوَاكِه أَكثر. وَقد تتولد فِي سَائِر الْأَوْقَات من أجل فَسَاد الْأَطْعِمَة. والديدان أَنْفسهَا من شَأْنهَا أَن تتحرك فِي الْأَزْمَان وتهيج فِي الخريف عِنْد الْمسَاء بالْعَشي. السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: 3 (الْحَيَّات تحدث من التخم) المتواترة وَأكل الْأَشْيَاء الَّتِي قد شابتها عفونة وَالْخبْز الخشن والحيات تحدث ألم الْفُؤَاد واختلال الشَّهْوَة والسبات واختلاط الذِّهْن والسهر والحمى وتصرير الْأَسْنَان فِي النّوم لى والصرع وانطلاق الْبَطن وتحدث مثل هَذِه الْأَعْرَاض عِنْد الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام وتتولد الْحَيَّات أَيْضا فِيمَن يكثر من الطَّعَام فَإِذا كثرت فِي الْجِسْم أفرط عَلَيْهِ الهزال وانطلاق الْبَطن. وَإِذا رَأَيْت شَيْئا من هَذِه الْأَعْرَاض فَلَا تحكم بِأَن تِلْكَ الْعلَّة ذاتية حَتَّى تسْأَل عَن أَمر الدُّود وتفقد بعناية لَا يُمكن أَن تكون عارضة فِيهِ. الْيَهُودِيّ فِيمَا عد لنا مِمَّا يخرج الْحَيَّات: الباقلي والحمص أَنَّهُمَا يخرجَانِ الْحَيَّات. قَالَ: وَبَعض النَّاس يسْقِي لَبَنًا حليبا أَيَّامًا ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة حَتَّى تأنس إِلَيْهِ الْحَيَّات ويغتذي بِهِ فَإِذا كَانَ فِي الْيَوْم الرَّابِع أَخذ سرخسا وأبرنجا مقشرا وشيحا وقنبيلا وتربدا ضعفها وترمسا أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِلَبن حليب. والأبرنج المقشر مَتى أَخذ مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم أسقط كيس حب القرع الْبَتَّةَ. قَالَ: فَإِن أردْت معرفَة هَل الْحَيَّات فِي الْبَطن فرش على معدة العليل ماءا بَارِدًا بِالْغَدَاةِ فَإِنَّهُنَّ يجتمعن إِلَى ذَلِك الْموضع شبه الكبة. مَجْهُول: مَتى شربت دَوَاء الْحَيَّات فَشد منخريك شدا شَدِيدا جدا وَلَا تفتحهما حَتَّى

أصناف الدود

تتمضمض وَيذْهب طعم الدَّوَاء الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ من الأجود أَن تحبس فِي النَّفس إِذا شربت الْأَدْوِيَة الَّتِي تخرج الْحَيَّات. قَالَ: وَحب النّيل يخرج الْحَيَّات.) الطَّبَرِيّ: الحمص الْأسود مَتى أنقع بخل ثمَّ أكل مِنْهُ على الرِّيق وصبر عَلَيْهِ قتل الدُّود فِي الْجوف. وَله دَوَاء يخرج الْحَيَّات: يشرب ثَلَاثَة أَيَّام لَبَنًا حليبا بِالْغَدَاةِ ويتحسى أسفيذباجا بعد ذَلِك بساعات ثمَّ يُؤْخَذ سِتّ مَثَاقِيل أبرنج وَثَلَاثَة دَرَاهِم من سرخس وقنبيل ثَلَاثَة فتدق وتداف بخل خمر حامض ثمَّ يمص أَولا الكباب لِأَن الدُّود تبارد إِلَى ذَلِك وَإِلَى طلب اللَّبن وتعلى رؤوسها وتفتح أفواهها وَبعد ذَلِك اتبعهُ الدَّوَاء فِي الْحِين. أهرن قَالَ: 3 (حب القرع) مَتى خرجت بالبراز فَإِنَّهُ دَلِيل على الْحَيَّات الْكِبَار. 3 - (أَصْنَاف الدُّود) بولس: الدُّود ثَلَاثَة أَصْنَاف: المستدير والعريض وَالصغَار الَّتِي تكون فِي المقعدة وَكلهَا تكون من البلغم العفن وَتَكون فِي الَّذِي يكثر من الْأكل للأشياء الرّطبَة اللزجة وَلَا يكون الدُّود من الْمَرَّتَيْنِ الْبَتَّةَ لِأَنَّهُمَا قاتلتان للحيوان فضلا عَن أَن يتَوَلَّد مِنْهُمَا وَمَتى خرج فِي بعض الْأَحَايِين مَعَ الدُّود مرّة صفراء أَو مرّة سَوْدَاء فَاعْلَم أَن الْمرة فِي حيّز آخر. قَالَ: والدود الطوَال تكون فِي الأمعاء الدقاق وبالقرب من الْمعدة وَلذَلِك كثيرا مَا تتصاعد إِلَى الْمعدة وَقد خرجت من بعض النَّاس من الْأنف والفم وَتَكون فِي الصّبيان والأطفال أَكثر من غَيرهم وَتَكون أَكثر ذَلِك مَعَ حمى. ويعرض لمن بِهِ دود مستدير لذع فِي الأمعاء والبطن وسعال قَلِيل يَابِس ويعرض لبَعْضهِم يرقان وخفقان وانتباه على غير مَا يَنْبَغِي وينتبه بَعضهم مَعَ صياح ثمَّ يغمى عَلَيْهِم وَيخْتَلف النبض وتعظم الحميات وتشتد على غير نظام مَعَ برد الْأَطْرَاف وتغور أَعينهم. وَابْتِدَاء الدُّود ثَلَاث أَو أَربع مَرَّات فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة على غير تَرْتِيب ويعرض مضغ اللِّسَان وَنَحْوه وتبريد الْأَسْنَان ويغمضون أَعينهم ويريدون السُّكُوت فَإِذا انتبهوا اشْتَدَّ ذَلِك عَلَيْهِم وَتظهر فِي أَعينهم دموية وتحمر وجناتهم ثمَّ تَتَغَيَّر حَتَّى تصير كمدة وَتَكون هَذِه الْأَشْيَاء أوقاتا قَليلَة وَتَكون فِيمَا بَينهَا مُدَّة من الزَّمَان وَرُبمَا صَار هَذَا الدُّود إِلَى الْمعدة فَيكون غثى ولذع وَذَهَاب الشَّهْوَة فَإِن أَخذ شَيْئا تقيأ وَرُبمَا عرض إسهال الْبَطن وانتفاخه وتمدده كالطبل ويتمدد سَائِر الْجِسْم على غير قِيَاس لَا من جوع كَانَ وَلَا من استفراغ مفرط. وَلَا يَنْبَغِي أَن تطلب كل هَذِه الدَّلَائِل بل بَعْضهَا وَرُبمَا أصبت أَكْثَرهَا. وَإِنَّمَا يعرض مَا ذكرنَا من أجل أَن الدُّود تلتوي فِي الأمعاء فتلذعها وَلِأَنَّهُ) تتصاعد إِلَى الدِّمَاغ من الرُّطُوبَة العفنة الَّتِي تَجْتَمِع فِي الْبَطن بخارات فَتكون حمى فأعن فِي بعض الْأَوْقَات بِإِخْرَاج الدُّود فِي بعض الْأَعْرَاض على قدر الْأَمر فَإِن أَكثر تَوَاتر فِي إِخْرَاجه فَأكل الدُّود أمعاءهم واعتراهم نخس فِي هَذِه الْأَعْضَاء ثمَّ اعتراهم تشنج أَو مَاتُوا. وَزعم قوم أَنهم رَأَوْا الدُّود قد ثقب الْبَطن وَخرج مِنْهُ فضمد الْبَطن بالأفسنتين ودقيق الترمس والشيح وقشور الرُّمَّان والعفص. وَمن أدويته: الراسن وَحب الْغَار والسليخة والحاشا والفودنج والسعد والبسبايج والأيرسا والقرطم والفلفل يُؤْخَذ مِنْهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم أَجزَاء سَوَاء يطْبخ النعنع أَو تُؤْخَذ عصارة أصل التوت ولطخ على معدهم الصَّبْر بشراب تفاح فَإِنَّهُ ينْهض شَهْوَة الطَّعَام

وَالْحَاجة إِلَيْهِ فِي هَذَا الْبَاب شَدِيدَة. ولتخلط بِهِ فِي بعض الْأَوْقَات الأفسنتين وأطل بِهِ على السُّرَّة مرَارَة ثَوْر وَشَيْء من الْأَدْوِيَة الْمرة وأدهن السُّرَّة كثيرا بالدهان الَّذِي يعْمل بالدفلى وضمد بورق الخوخ الْجوف كُله والطخ بالشونيز مَعَ دهن الْورْد أَو يعجن الترمس بعصير الشَّيْخ أَو يعجن بعض هَذِه الْأَدْوِيَة بمرارة ثَوْر ويلطخ أَو يطْبخ الأفسنتين. وأحقنهم بِالْمَاءِ الفاتر وَالْعَسَل كي تنزل الدُّود فِي طلب حلاوة الْعَسَل إِلَى أَسْفَل الأمعاء وَمَتى كَانَت تصعد بخارات ردية فأسهلهم أَولا بإيارج فَيقْرَأ ثمَّ أسهلهم بِمَا يسهل الدُّود. قَالَ: وَأما الدُّود العريض فَإِنَّهُ يُغير الصفاق الَّذِي دَاخل الأمعاء حَتَّى يصير دودا عريضا ويعرض مِنْهُ اللذع الدَّائِم فِي الْجوف والشهوة الشَّدِيدَة للطعام وَذَلِكَ أَن هَذَا الْحَيَوَان يتغذى بِمَا يصير إِلَيْهِ غذَاء سَرِيعا فتحتاج الكبد إِلَى الاجتذاب من الْمعدة وَإِن لم يطعموا عرض لَهُم لذع فِي المعي الصَّائِم وهزال فِي الْجَسَد وَضعف وكسل وَيخرج فِي الثفل دَائِما مِنْهَا ويعالج هَؤُلَاءِ بِأَكْل الثوم والأدوية الْمرة وَمَتى كَانَ ذَلِك مَعَ حمى فأعطهم طبيخ السبستان ويأكلونه أَيْضا وأسقهم عصارة الهندباء والمر وبزر الكزبرة الْيَابِسَة بعد الدق. قَالَ وليحسوا فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام زَيْت إِنْفَاق فَإِنَّهُ لمرارته يَقْتُلهَا وبلزوجته يزلقها وَمَتى كَانَ مَعَ ذَلِك ورم حَار فِي الأحشاء فليستعمل الضماد الْمَعْمُول فِي دَقِيق الترمس والأفسنتين والفاشرا وأنطل الْمَوَاضِع الَّتِي تَحت الشراسيف بدهن الأترنج وثمر الأفسنتين وَالصَّبْر وَمَتى لم تكن الْحمى قَوِيَّة فأعط الْأَدْوِيَة القوية فِي إِخْرَاج الدُّود كالقردمانا والحرف وبزر الجرجير والأفسنتين وَحده كَاف فِي ذَلِك واسقهم درهمي صَبر فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وَأما الَّذين يتأذون بالدود مَعَ إسهال الْبَطن فأعطهم لِسَان الْحمل يَابسا أَو عصارته أَو أعطهم طبيخ القنطوريون.) صفة أُخْرَى إِذا لم تكن حمى: سرخس أوقيتان وَنصف نطرون ثَلَاثَة دَرَاهِم يسقى مِنْهُ الثُّلُث مَعَ شَيْء من سقمونيا وَيذْهب بهَا الْبَتَّةَ. الترياق: مَتى لم تكن حمى فأعطهم إِيَّاه مَعَ عدم الْحمى. قَالَ: وَأما الدُّود الصغار فَإِنَّهَا تكون فِي آخر المبعر وتتولد من فَسَاد هُنَاكَ فَاسْتعْمل للأطفال شياقة بملح وبورق وَأما الرِّجَال فاحقنهم بِمَاء شَدِيد الملوحة أَو بطبيخ القنطوريون وَعسل بطبيخ الحنظل والأفستين قَالَ: وَلَا يحقن بِهَذِهِ إِلَّا بعد لطخ المقعدة بالأقاقيا والطراثيث والسماق مَعَ شراب كي تقوى أَو بشبث وشراب وَأما الَّذين يَجدونَ من هَذِه قبضا شَدِيدا فلتلطخ بالطين الأرمني أَو الرومى مَعَ شراب فَاعْلَم أَنه مَتى جَاع الْإِنْسَان كثر لذع الدُّود لَهُ لِأَنَّهَا تجوع فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يغدوا كل قَلِيل وليأكل قَلِيلا ليسلم من اللذع إِذا كَانَ مُؤْذِيًا وغذهم فِي وَقت الرَّاحَة قبل اللذع لكَي لَا يعرض لذع وَإِن عرض مَعَه سيلان الْبَطن وزلق الأمعاء فأعطهم أغذية قَوِيَّة واطل الْبَطن بالأطلية القابضة وَمَتى كَانَ هضمهم بطيئا فيهيج اللذع لذَلِك فأعطهم الأحساء وَنَحْوهَا مِمَّا يسْرع الانحدار.

لى يكون من الديدان أمراض كالصرع والجوع الشَّديد الَّذِي لَا يسكن ويتبعه غشي مَتى لم يَأْكُل وَقد ذكر فِي بَاب قوليموس وخفقان الْقلب ووجعه: حَتَّى أَنه رُبمَا قتل. الاختصارات: أطْعم الصّبيان للديدان شيحا وَتَمْرًا. قَالَ: وَالَّذِي فِي المقعدة يلطخ بصوف بنفط أَبيض وَحَملهمْ. شندهشار: علامته فِي الْبَطن: حميات لينَة مختلطة وَذَهَاب اللَّوْن وخفقان الْفُؤَاد وَرُبمَا اعترى الصرع وَضعف فِي الشَّهْوَة وفتور وكسل ودوار وقيء واستطلاق لَا وَجه لَهُ. يُوسُف الساهر مسهل للحيات عَجِيب: أبرنج خَمْسَة دَرَاهِم حب النّيل دِرْهَمَانِ يشرب الْجَمِيع بِلَبن فَإِنَّهُ يخرج الْحَيَّات أجمع. الْكَمَال والتمام للديدان: سرخس قنبيل من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم دَاخل الأترنج خَمْسَة دَرَاهِم ترمس سَبْعَة دَرَاهِم شيح أرمني عشرَة دَرَاهِم تَرَبد أَبيض خَمْسَة عشر درهما ملح هندي بِخَمْسَة دَرَاهِم قسط مر سَبْعَة دَرَاهِم الشربة خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء الراسن الرطب قدر أُوقِيَّة ويسقى قبل هَذَا لَبَنًا حليبا ثَلَاثَة أَيَّام على الرِّيق. دَوَاء يخرج الْحَيَّات لمن لَا يَسْتَطِيع على الْأَدْوِيَة الحارة من المحمومين والمحرورين: كزبرة يابسة) وميبختج يشرب ثَلَاثَة أَيَّام وَلَاء أَو يعجن الشونيز بِمَاء الحنظل الرطب قدر أُوقِيَّة ويطلى على الْبَطن. قَالَ: وَيخرج الْحَيَّات أَن يسقى من مَاء الفودنج أوقيتين. أَبُو جريج الراهب: الْحَيَّات تتولد من أجل الْأَشْيَاء الفجة واللينة كالقبح والبقول واللوبيا والحمص وَأكل اللَّحْم النيّ وسف الدَّقِيق. قَالَ: وَإِذا أزمن حب القرع صَار لَهَا عش منظم فَمَتَى لم يتعالج صَاحبه أصفرّ لَونه وَنحل جمسه وَقل لَحْمه وَظهر فِي بَطْنه عروق مثل مَا يكون فِي صَاحب المَاء الْأَصْفَر وَعند ذَلِك يحدث بِصَاحِبِهِ الْعَطش لَا يرْوى من أَجله وترم أنثياه مَعَ أوجاع ردية يُخرجهَا الشيح والأبرنج والسرخس والترمس وَالْعَسَل ولحى شَجَرَة التوت وَشَجر الرُّمَّان وأسرع مَا رَأَيْت لَهُ نفعا حَتَّى أَنه يلقِي عشه كَمَا هُوَ كَامِلا ثمَّ لَا يعود: عشرَة دَرَاهِم أبرنج مدقوقة منخولة قد ديفت بِلَبن حليب فَإِنَّهُ يَرْمِي عشه كُله ويخرجه أَحْمَر كلون البقّم. من كتاب الْمعدة لحنين: إِنَّه ينفع من الْحَيَّات أَن يتعب حِين يشرب دواءها تعبا شَدِيدا بإحضار وركوب مُتْعب شَدِيد فَإِنَّهُ ملاك الْأَمر فِي إلقائها وإخراجها وَقد رَأَيْت نَاسا كثيرا تخرج مِنْهُم إِذا تعبوا حيات بِلَا دَوَاء يستعملونه بل التَّعَب فَقَط. ابْن سرابيون قَالَ: الْحَيَّات تتولد من البلغم لِأَن الدَّم لَا ينصب فِي المعي وَلَيْسَ مَعَ ذَلِك وَلَو انصب بمستعد أَن ينخلق مِنْهُ فَأَما المرتان فَإِنَّهُمَا يقتلان الْحَيَّات المكونة فضلا عَن

الأدوية المفردة

أَن تتخلق مِنْهَا دود وَلذَلِك أَكثر تولدها فِي الصّبيان والمبلغمين والشرهين والطوال تولدها فِي المعي الْأَعْلَى وَحب القرع فِي الْأَعْوَر والقولن وَالصغَار جدا فِي الْمُسْتَقيم فِي طرفه والطوال لَا تخرج إِلَّا بِجهْد. فَأَما حب القرع فَتسقط من ذَات أَنْفسهَا وَسُقُوط حب القرع يدل على المستطيلة وَالدَّلِيل على كَون الْحَيَّات: اللذع والغثى ومغس ويتولد من طول السهر والتخم والأغذية الغليظة وَإِذا هَاجَتْ صغّرت النبض وبرّدت الْأَطْرَاف وأحدثت تصرير الْأَسْنَان واختلاج الشّفة وتصعد كثيرا مَعَ الْقَيْء وَالَّذين بهم ديدان صغَار يحسون بحكة فِي المقعدة والعلاج التَّام إخْرَاجهَا ثمَّ التَّدْبِير الملطف لِئَلَّا تعود. 3 - (الْأَدْوِيَة المفردة) الأفستين والشيح والأفتيمون والترمس والفودنج والنعنع والحبة السَّوْدَاء وبزر الكرنب وَنوى الخوخ مَتى ضمد بِهِ الْبَطن والمر والسعد والبسبايج والقرطم والقسط والمر والكمون وقشور الرُّمَّان والكافور وَأما الصغار فعصارة الفودنج تحمل أَو طبيخ شَحم الحنظل وَمَاء الزَّيْتُون والمالح والمري يحقن بِهِ ويمسك سَاعَة فَإِن لم ينجع بِالِاحْتِمَالِ فطبيخ الأفستين. وَأما العراض فالسرخس والقسط والمر وقشور أصل التوت والأبرنج والقنبيل. دَوَاء يخرج حب القرع بِلَا أَذَى: يعصر الراسن الرطب وَيشْرب ثَلَاث أَوَاقٍ فَإِنَّهُ عَجِيب. آخر: قسط مر أَرْبَعَة شونيز دِرْهَمَانِ تَرَبد ثَلَاثَة مقشر سرخس أَرْبَعَة دَرَاهِم يشرب بِلَبن أَو بخل أَو بمري بعد صَوْم يَوْم وجوع شَدِيد. كتاب الدَّلَائِل يدل على الْحَيَّات مغس فِي الْبَطن وَغشيَ وصفرة اللَّوْن وفزع فِي النّوم وتوثب مَعَه بَغْتَة ونبض صَغِير وتتولد من أكل الْخبز الخشن الْوَسخ الجشب. لى رُبمَا اجْتمع حب القرع أَسْفَل المعي وَيُورث قولنجا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَابه. 4 (الشيح البرنج) الأفتيمون الأفستين الترمس القنبيل العرطنيثا الكندس الْقسْط الشونيز الْحَرْف الصعتر الكزبرة الْملح الْأسود الفوة. القرابادين الْقَدِيم قَالَ: يسْقط الديدان أَن يمرس سماق فِي المَاء ثمَّ يصفى ويخلط مَعَ بزر البقلة الحمقاء. لى هَذَا جيد حَيْثُ تكون حرارة. وَأكل الثوم ينفض حب القرع. والقردمانا مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال أخرج الدُّود. للدود الصغار فِي المقعدة يحْتَمل دهن الخروع أَو نفط أَبيض وَهُوَ أَجود وَمَاء الكراث فَإِن أزمنت يحقن بهَا إِن شَاءَ الله. القرابادين الْقَدِيم قَالَ: يسْقط هَذِه أَن يحْتَمل دهن الخزوع أَو طبيخ الأفسنتين فِي صوفة أَو ملح نفطي. مُفْردَة ج: 4 (القيصوم) ردي لفم الْمعدة إِلَّا أَنه يقتل الدُّود. 4 (النعنع) 4 (الفودنج) النَّهْرِي يقتل الدُّود مَتى شرب أَو احتقن بِهِ القردمانا والقطران يقتلان الدُّود فِي المقعدة والبطن مَتى احْتمل. الْقسْط قتال حب القرع. بزر الكرنب

وخاصة الْمصْرِيّ مَتى أَخذ أخرج الدُّود والحيات. الشونيز يقتل الدُّود. ورق الخوخ يقتل الدُّود مَتى سحق وَوضع على السُّرَّة. لمى شجر التوت يقتل الدُّود العريض. أصل السرخس مَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل أخرج حب القرع. المر يقتل الدُّود. د: 4 (القردمانا) يخرج حب القرع. ودهن الخروع مَتى شرب أخرج الدُّود. القطران يقتل الدُّود كلهَا احتقن أَو احْتمل. طبيخ شَجَرَة الرُّمَّان يخرج حب القرع. طبيخ أصل الخوخ أَن شرب طبيخه بِالْمَاءِ أخرج حب القرع الثوم يخرج حب القرع والحيات. الْحَرْف أَن شرب أَرْبَعَة دَرَاهِم أخرج حب القرع والحيات طبيخ الفودنج وعصارته وورقة مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل وَالْملح أخرج الدُّود. الحاشي يطْبخ بِمَاء الْعَسَل وَالْملح فَيخرج الدُّود الطوَال. مَاء السذاب يخرج الْحَيَّات وطبيخه بالزيت أَن شرب. الكزبرة الْيَابِسَة مَتى شربت بالشيح أخرجت الدُّود الطوَال. الشونيز مَتى لطخت بِهِ السُّرَّة مَعَ خل أخرج الْحَيَّات. ابْن ماسويه: 4 (البقلة الحمقاء) مَتى شربت تخرج حب القرع. الفلاحة: 4 (الجرجير) يخرج الدُّود. الخوز: 4 (الجعدة) خاصتها إِخْرَاج حب القرع. وَقَالَ: دَوَاء يُقَال لَهُ حلدواح جيد لإِخْرَاج الْحَيَّات. ابْن ماسوية وَابْن ماسة قَالَا: مَتى سحق من الْحَرْف زنة خَمْسَة دَرَاهِم وَشرب بِمَاء حَار أخرج الدُّود وَحب القرع خَاصَّة. الخوز وَابْن ماسوية وَابْن ماسة: دَوَاء يُقَال لَهُ: حيلب وَيُقَال لَهُ: هيلب يسهل اسهالا شَدِيدا مفرطا وخاصة الديدان وَهُوَ خِيَار لَا يُوجد للديدان أقوى مِنْهُ. الطَّبَرِيّ: ينقع الحمص بالخل لَيْلَة ثمَّ يُؤْكَل على الرِّيق وَلَا يَأْكُل شَيْئا إِلَى الْعَصْر يقتل الدُّود فَإِن الدُّود تخرج مَعَ البرَاز. وخبرني الْقَرَوِي أَنه طلى على الْبَطن الشونيز بِمَاء الحنظل على السُّرَّة فَأخْرج الْحَيَّات. ابْن ماسويه: طبيخ الكرنب النبطي مَعَ الترمس يشرب فَيخرج حب القرع. وَقَالَ: خَاصَّة الكرويا إِخْرَاج حب القرع من الْبَطن. الخوز: قَالَت: يسقى من الكاشم دِرْهَمَيْنِ بشراب للحيات. المازريون يسهل حب القرع مَعَ حب النّيل ابْن ماسويه الخوز الْهِنْدِيّ: الْعَتِيق مِنْهُ يخرج حب القرع. الخوز: النفط الْأسود جيد للديدان فِي المقعدة إِذا احْتمل. ابْن ماسويه: القنبيل يسهل حب القرع والروبيان يُخرجهَا. وَقَالَ: ورق الخوخ مَتى عصر وَشرب أخرج حب القرع والحيات بالإسهال. الديدان مَتى خرجت بالمسهل عَادَتْ بعد شَهْرَيْن مَتى أكل صَاحبهَا يَوْم الدَّوَاء وَبعده أَيَّامًا دسما وَيخَاف مِنْهَا مَتى لم يَأْكُل وَالَّذِي

يسقى بِهِ دَوَاء الْحَيَّات الدوغ الحامض أَو خل أَو لبن مفرط أَو مري والبسبايج قوى فِي إِسْقَاط الْحَيَّات وَمَتى أسرف فِي الدسمة والتخم عَادَتْ بعد شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة. وَقد يحقن بالأدوية القاتلة للحيات إِذا كَانَ مُعظم الوجع أَو النخس أَسْفَل وينفع مِنْهُ أرياج فيقرا. قَالَ: وَرُبمَا مَاتَت الْحَيَّات وَبقيت فِي الْبَطن فَيَنْبَغِي أَن يسْرع فِي إخْرَاجهَا لِأَنَّهَا مَتى تعفنت صعد مِنْهَا إِلَى الدِّمَاغ بخار ضار بِهِ جدا وَالصَّبْر يُخرجهَا. وَإِذا كَانَت الْحَيَّات حب القرع احتكت المقعدة وَرُبمَا أَدخل العليل إصبعه فأخرجها والحقنة أوجب إِذا أخرجتها فَليَأْكُل الْقَلِيل من الكرنب واللبلاب والسلق لى وَالزَّيْتُون والمالح والبري وَالْكبر قبل طَعَامه كل يَوْم أَو يشرب المري فَإِن ذَلِك يمْنَع من عودتها وَكَذَلِكَ الدّهن مَتى شرب قبل الطَّعَام.) صفة لمن لَا يحب أَن يَأْكُل دَوَاء: يتجوع ويتعب تعبا شَدِيدا ثمَّ يَأْكُل حمصا منقعا بنبيذ يفعل ذَلِك مَرَّات فَيخرج الدُّود كُله. الخوز دهن الْجَوْز مَتى شرب مِنْهُ مَرَّات كل يَوْم أُوقِيَّة يطْرَح الدُّود. لى الدسم يُولد الدُّود فَلْيَكُن دسم صَاحبه دهن الْجَوْز أَو يتعب ثمَّ يقتمح وزن عشرَة دَرَاهِم من قشر الرُّمَّان أَو يشرب عَلَيْهِ مَاء حَار أَو يشرب مَاء السماق الْمَطْبُوخ بعد التَّعَب فَإِنَّهُ يطرحه أَو يشربه بزر الكراث بِمَاء أَو يشرب عصارة السذاب أَو يستف الكمون بِمَاء حَار. الْهِنْدِيّ: الفانيذ يُولد الدُّود وَالزَّيْت يَقْتُلهَا. الخوز: مَتى شرب سكرجة من عصارة الآس فَإِنَّهُ من كتاب الْفَائِق الْمخْرج من كتاب أهرن: مَاء الباقلي يخرج الدُّود الطوَال. ج: النَّوْع من الشنجار الَّذِي هُوَ أَشد مرَارَة يخرج حب القرع مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال وَنصف مَعَ حرف أَو قردمانا. الأفسنتين مَتى طبخ وَحده أَو مَعَ الْأرز وَشرب بِعَسَل قتل الدُّود الَّذِي يُسمى أسفارندس. الخوز: الرجلة مَتى أَكثر من أكلهَا أخرجت حب القرع. بديغورس: الجعدة خاصتها إِخْرَاج حب القرع وخاصة الصُّغْرَى مِنْهَا. الزَّيْت مَتى طبخ بشراب وَشرب مِنْهُ تسع أَوَاقٍ بِمَاء حَار أخرج الدُّود. د: كل حريف مخرج للحيات فِي الْبَطن الْحَرْف يخرج حب القرع. ابْن ماسويه: طبيخ الحاشا مَعَ الْعَسَل يخرج الدُّود الطوَال. د: عصارة حَيّ الْعَالم إِذا شربت أخرجت الدُّود المستطيل. د: كبابة تخرج الدُّود وَحب القرع. الكزبرة مَتى شربت يابسة بالميبختج أخرجت الدُّود الطوَال. وَقَالَ: بزر الكرنب الْمصْرِيّ يقتل الدُّود لمرارته وَقَالَ: وَافقه عَلَيْهِ جالينوس. والكرويا يخرج حب القرع. د: عصارة النعنع مَتى شربت بالخل أخرجت الدُّود الطوَال.

ابْن ماسويه: المر يقتل الدُّود. د: النارجيل الْعَتِيق يخرج حب القرع. ابْن ماسويه: سرخس إِذا شرب من أَصله أَرْبَعَة درخميات بِمَاء الخراطين أخرجت حب القرع فَمَتَى خلط بِهِ أبولسان من خريق أَو سقمونيا كَانَ أبلغ وَيجب لمن أَرَادَ شربه أَن يتَقَدَّم فِي أكل الثوم وَقَالَ ج: مَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل فعل ذَلِك وَقتل الأجنة أَيْضا وَلَيْسَ ذَلِك مِنْهُ بعجب لمرارته وَفِيه شَيْء من الْقَبْض. السذاب مَتى إِلَى بالزيت وَشرب أخرج الدُّود. كماشير وَهُوَ عقار هندي حَار فِي الرَّابِعَة يسْقط الأجنة مَتى شرب مَعَ أصل الْكَرم أسهل الدُّود. دو بولس: عصارة الفودنج مَتى شربت مَعَ الْعَسَل أَو الْملح أخرجت جَمِيع) أَصْنَاف الدُّود وَكَذَلِكَ إِذا شربت مُفْردَة أَو احتقن بهَا. ج: القردمانا إِن شرب بِالْمَاءِ أخرج حب القرع. د: الْقسْط مَتى شرب أخرج الدُّود وَحب القرع. د وَج: القلقنت مَتى لعق مِنْهُ دِرْهَم بِعَسَل قتل حب القرع. د: أصل شَجَرَة الرُّمَّان إِذا طبخ وَشرب طبيخه قتل حب القرع وَقَالَ: قشر أصل الرُّمَّان مَتى طبخ بنبيذ وَشرب نفع من الدُّود فِي الْبَطن وَحب القرع. ابْن ماسويه: القطران مَتى احتقن بِهِ قتل الدُّود. د: الشونيز مَتى ضمدت بِهِ السُّرَّة مسحوقا بِالْمَاءِ أخرج الدُّود الطوَال وَهِي تقتل شرب أَو تضمد بِهِ. وَقَالَ: الشيح قوي فِي قتل الديدان. د: قشر أصل شَجَرَة التوت مَتى طبخ وَشرب طبيخه أخرج حب القرع. د وَج: دَقِيق الترمس مَتى لعق بشراب قتل الْحَيَّات. د: وَكَذَلِكَ مَتى أكل غير مُطيب أَو شرب طبيخه. ج: إِنَّه يفعل ذَلِك مَتى أَخذ بِعَسَل أَو خل ممزوج بِمَاء أَو ضمد بِهِ. الثوم مَتى أكل أخرج حب القرع. د: دهن الخروع يخرج الدُّود مَتى شرب. قضبان شَجَرَة الخوخ وورقها يقتل الدُّود مَتى ضمدت بِهِ السُّرَّة. ابْن ماسويه: مَتى دق ورق الخوخ وفقاحه وعصر وَشرب أخرج الْحَيَّات وَحب القرع. الخباز الصَّغِير الَّذِي يَدُور مَعَ الشَّمْس مَتى شربت ثَمَرَته مَعَ نطرون وزوفا وحرف قتل الدُّود. بولس وَقَالَ ابْن ماسويه المخرجة للحيات وَحب القرع: قردمانا مثقالان بِمَاء الشيح الأرمني المعصور ثَلَاث أَوَاقٍ أَو بنقيع الترمس أَو مثقالان من قسط بِهَذِهِ الرُّطُوبَة أَو دهن الخروع مثقالان أَو مَاء قشور أصل الرُّمَّان بعد طبخه أَو اسْقِهِ مَاء الكراث النبطي وَمن مَاء الرجلة مثل ذَلِك مَعَ حرف مسحوق زنة خَمْسَة دَرَاهِم وزوفا يَابِس مثقالين أَو اسْقِهِ مَاء الفودنج الْبري زنة أَربع أَوَاقٍ مَعَ حاشا مسحوق منخول زنة مثقالين أَو مَاء السذاب بِمِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ أوقيتين من عسل فَإِنَّهُ نَافِع. وَمِمَّا يخرج حب القرع أَن يجوع جوعا شَدِيدا مفرطا ثمَّ يطعم رغيفا حارا مَعَ رَطْل دوشاب فَتخرج. للديدان الصغار فِي المقعدة: خربق كندس ميوبزج ملح نبطي وأفسنتين يَجْعَل فِي المقعدة أَو يَجْعَل فِيهِ قطنة قد غمست فِي مَاء الأفسنتين أَو بِمَاء شاهترج أَو غَيره من الْأَشْيَاء الْمرة أَو يحْتَمل زَيْت أَخْضَر فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ أَو يطْبخ فِي الزَّيْت بعض هَذِه وتحتمل فِي قطنة. للحيات إِذا كَانَت فِي الْبَطن الْأَسْفَل: أحقن بِبَعْض الْأَدْوِيَة الَّتِي تقتل الديدان.

علامات الحيات

3 - (عَلَامَات الْحَيَّات) من كتاب ج الْمَنْسُوب إِلَيْهِ فِي العلامات: كَثْرَة الْأكل مَعَ مُضَافَة ويضعف ويجد أبدا نخسا على معدته هَذِه العلامات للعراض فَأَما المدورة فَإِنَّهَا تكون فِي الشَّبَاب أَكثر مِنْهَا فِي الشُّيُوخ ويعرض مَعهَا لذع فِي المعي ومغس قوي وغثى كالشيء الصاعد إِلَى فَم الْمعدة حَتَّى يزِيد الْقَيْء وصفرة وهزال وَرُبمَا اضْطر إِلَى أَن ينَام على الْبَطن من شدَّة الوجع وَرُبمَا أحس بحركته تَحت الْيَد وَرُبمَا خرج مَعَ الْقَيْء والرجيع وَرُبمَا عرض لشدَّة وَجَعه غشي واختلاط. مَجْهُول: يكون من التخم وَالَّتِي تكون فِي الأمعاء الدقاق طوال. وَالَّتِي فِي الْغِلَاظ عراض وَتخرج العريضة مَتى احتقن بِمَاء وملح وَأكل الثوم يُخرجهَا. من الْكَمَال والتمام لمن لَا يقدر على الْأَدْوِيَة القوية الحارة: بزر الكزبرة ويخلط بميبختج وَيشْرب ثَلَاثَة أَيَّام وَلَاء. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الْحَيَّات لَا تخرج عَن الْبدن إِلَّا أَن تقتل لِأَنَّهَا مَتى دَامَت حَيَّة فَإِنَّهَا تتَعَلَّق بالأمعاء أَو تصير كالميتة بِأَن تسكن وتسدر والأدوية القاتلة لَهَا الأفسنتين وَمَا شابهه وَأما حب القرع فتحتاج إِلَى أدوية أقوى من الأفسنتين كالسرخس وَنَحْوه. 3 - (الْعِلَل والأعراض) الديدان تتولد فِي الأمعاء. ضماد يخرج الديدان: أسحق الشونيز بِمَاء الحنظل الرطب أَو مطبوخه ويطلى على الْبَطن والسرة. 3 - (دَوَاء يخرج الْحَيَّات) من قرابادين سَابُور الْأَوْسَط: بودرنج وسرخس وقنبيل وترمس وَتَربد وأفسنتين الشربة خَمْسَة دَرَاهِم بأوقيتين لبن حليب قَتله ثمَّ يشرب هَذَا الدَّوَاء بأوقيتين من مَاء الشيح. الْيَهُودِيّ: يسْقِي جوزة هندية عفنة فَإِنَّهَا تخرج حب القرع بكيسه. فِي الترياق إِلَى قَيْصر لج: الأربيان يستفرغ حب القرع. أبيذيميا: يتَوَلَّد فِي وَقت أكل الْفَاكِهَة خَاصَّة. وَقد يتَوَلَّد فِي فَسَاد مَا يُؤْكَل وَهِي ثَلَاثَة أَصْنَاف أَحدهَا كدود الْخلّ تكون فِي المعي الْأَسْفَل وَالثَّانيَِة كالحيات مستديرة طوال غِلَاظ تكون فِي الأمعاء الدقاق والعراض وَهِي حب القرع تكون فِي الْغِلَاظ. قَالَ: وَأكْثر حركاتها من السّنة فِي الخريف وَمن النَّهَار فِي آخِره وَبعد الْعشَاء. من الْمَنْسُوب لج فِي العلامات: يعرض لصَاحب الْحَيَّات العراض كَثْرَة الْأكل ونحافة الْجِسْم والضعف والنخس على الْفُؤَاد عِنْد الْخَلَاء من الطَّعَام وَعند شرب المَاء الْبَارِد وَقد تكون من هَذِه الْحَيَّات مَا طوله ثَلَاثَة أَذْرع أَعنِي العراض فَأَما المدورة فَإِنَّهَا فِي الصّبيان أَكثر مِنْهَا فِي الشَّبَاب وَفِي الشَّبَاب أَكثر مِنْهَا فِي الْمَشَايِخ وَأكْثر مَا تكون من الحميات الحارة

والطويلة ويجد صَاحبهَا لذعا فِي المعي والبطن ومغسا قَوِيا وغثيا حَتَّى يُرِيد الْقَيْء فَلَا يقيء ويحس بِشَيْء صاعد إِلَى فَم الْمعدة حَتَّى يُرِيد إِدْخَال يَده وإخراجها وتقل الشَّهْوَة وَتَعْلُو الصُّفْرَة والهزال وَرُبمَا كَانَ مَعَه سعال يَابِس وغثي وَرُبمَا أوجع حَتَّى يعرض مِنْهُ الغشي وَالنَّوْم على الْبَطن والصرير بالأسنان والتشنج والحمى الحادة جدا والتقلب وَبرد الْأَطْرَاف والعرق الْبَارِد وَمَتى لمست الْأَطْرَاف والبطن فِي أَسْفَله وجدت شَيْئا جاسيا تَحت الْيَد أَو متحركا ويهيج مَعهَا مغس شَدِيد وَأكْثر مَا يخرج بالقيء إِذا اشتدت الْحمى فَأَما عِنْد سُكُون الْحمى فَيخرج من أَسْفَل ويعرض مِنْهُ مثل أَعْرَاض البرسام والليثرغس وَيفرق بَينهمَا أَن هَؤُلَاءِ يتوجعون من الْبَطن وينامون فِي تِلْكَ الْحَال على بطونهم وتختلط عُقُولهمْ سَاعَة بعد سَاعَة ويحفظون مَا يتَكَلَّم بِهِ بحضرتهم. وَإِذا خرجت فِي هَذِه الْحمى هَذِه الْحَيَّات ميتَة دلّت على موت العليل (ألف ج) وَمَتى خرجت من غير حمى وَهِي حَيَّة مَعَ دم فَهُوَ مَكْرُوه وَمَتى اخْتلف الْمَرِيض حيات وَهِي حَيَّة دلّت على صِحَة وقوته وَمَتى قاءها دلّت على أخلاط ردية فِي معدته والحيات أجمع مَعَ الحميات ردي إِلَّا أَن الْحَيّ خير من الْمَيِّت وَإِذا خرجت ميتَة فِي شدَّة السقم خيف على العليل وَمَتى) خرجت فِي الهبوط فَهِيَ عَلامَة صَحِيحَة على الصّلاح وَجُمْلَة فَإِن الْحَيَّات مَتى خرجت فِي الِابْتِدَاء تدل على ضعف وَفِي وَقت الهبوط تدل على قُوَّة الطَّبْع. جورجس: يكون من الدُّود أيلاوس ودواؤه: شرب الخربق وَشرب الْحَرْف الْأَبْيَض بِالشرابِ الصّرْف وَالْخمر وَحدهَا نافعة لهَذَا الوجع جدا وَأما الصغار الَّتِي فِي المقعدة فيتخمل النفط الْأَبْيَض. قَالَ: الْحَيَّات المتولدة فِي الْبَطن تحدث ألم الْفُؤَاد واختلاط الشَّهْوَة والسبات واختلاط الذِّهْن والسهر والحمى وصرير الْأَسْنَان. أَبُو جريج: الْحَيَّات تتولد من أكل الْأَشْيَاء الرّطبَة كالفول والقمح واللوبيا اللينة أكل لُحُوم الْحمير وسف الدَّقِيق فَمَتَى أزمنت صَار صَاحبهَا كالمستسقى وَيحدث لَهُ عَطش لَا يرْوى مَعَه من المَاء وورم البيضتين وأوجاع ردية وَمِمَّا يُخرجهَا: نَقِيع الشيح والأبرنج والتربد والترمس والقنبيل ولحى شَجَرَة التوت. وأسرع مَا رَأَيْت نفعا لَهُ: عشرَة دَرَاهِم أبرنج مدقوقا منخولا بشراب مداف بِلَبن حليب فَإِن هَذِه أما أَن ترمى بعش حب القرع وَإِمَّا أَن يبوله أَحْمَر كالبقّم. أَبُو جريج: القطران يخرج الْحَيَّات شرب أَو احتقن بِهِ أَو صلي بِهِ. من الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة: ترمس أفسنتين شونيز بِالسَّوِيَّةِ يعجن بمرار الْبَقر ويطلى الْبَطن بِهِ فَإِنَّهُ يخرج الْحَيَّات وَيخرج الْجَنِين أَيْضا فليغربوس قَالَ: نبضهم ضَعِيف عِنْد الوجع فَإِذا اشْتَدَّ الوجع فَرُبمَا بَطل الْبَتَّةَ وسقطوا وتشنجوا والتووا كالمصروعين لشدَّة الوجع على أَن عُقُولهمْ مَعَهم وَرُبمَا تقيوها أَو مَشوا بهَا. وَهِي تعرض من فَسَاد الهضم وَالْغسْل بِالْمَاءِ بعد الطَّعَام كثيرا. قَالَ: ويخرجها أَن يدهن الظّهْر والبطن وأسفل السُّرَّة بالقطران. ويقتلها أَيْضا الشليثا والمثروديطوس والترياق يَقْتُلهَا

أَيْضا. والكرنب والترمس والحمص مَتى أنقع فِي خل لَيْلَة وَأكل من الْغَد على الرِّيق وصبر عَلَيْهِ نصف يَوْم قتل الدُّود فِي الْبَطن. الطَّبَرِيّ وَابْن سراييون: الْمَادَّة الَّتِي تتولد مِنْهَا الْحَيَّات بلغم مَعَه لزوجة وَلَا يكون من غَيره لِأَن الدَّم لَا ينصب إِلَى الأمعاء فَيكون مِنْهُ دود والمرتان لَا يكون عَنْهُمَا دود بل يقتلان سَائِر الْحَيَوَان وَيعلم ذَلِك أَيْضا أَن الْحَيَّات تتولد فِي الْأَطْفَال والأبدان القليلة المرار وَالَّذين يشرهون إِلَى أَطْعِمَة كَثِيرَة غَلِيظَة بَارِدَة ويواترون ذَلِك فانه يكون بهم دَائِما سوء هضم وَالْفَاعِل للديدان حرارة وعفونة وَهِي طوال وعراض وصغار والطوال تتولد فِي الأمعاء الدقاق والعراض) تتولد فِي الْأَعْوَر والقولن وَالصغَار الَّتِي ألف ج فِي حِكَايَة دود الْخلّ فِي المعي الْمُسْتَقيم. فِي علاج تولد الدُّود قَالَ: فِي المعي الْأَعْلَى بالتفافه تحتبس فِيهِ رطوبات فِي جوانبها فَإِذا عفنت يكون مِنْهَا دود طوال وَأما الأمعاء الْغِلَاظ فَإِن الرطوبات اللزجة فِيهَا اكثر لبردها وسعتها وَإِن المرار المنصب إِلَى الأمعاء يكون عَن ضعف إِذا جاءها فَإِن مَادَّة الدُّود تكون فِيهَا كَثِيرَة ولكثرتها يتكون ديدان كَثِيرَة لَا وَاحِدَة وَلَا اثْنَتَيْنِ فَلذَلِك تكون الْحَيَّات العراض أشر لِأَنَّهَا تكون من مَادَّة اكثر. فَأَما فِي المعي الْمُسْتَقيم فَإِنَّهُ لما كَانَ كَأَنَّهُ معبر وَيكون الثفل إِذا بلغ إِلَيْهِ قد قلت رطوباته لم تكن فِيهِ مَادَّة كَثِيرَة لتوليد الدُّود فَكَانَ مِنْهُ ديدان صغَار جدا وَإِنَّمَا تولد الديدان لِأَن الطبيعة لَا تدع مَادَّة متهيئة لِأَن يكون مِنْهَا حَيَوَان وَلَا تولده. والحيات العراض وَالصغَار تقف عَلَيْهَا بِسُرْعَة لِأَنَّهُ لَا بُد لمن كَانَت بِهِ أَن تستفرغ مِنْهُ فِي البرَاز إِلَّا أَنَّهَا ضَعِيفَة لصغرها وَهِي قريبَة من الدبر فَلذَلِك لَا يقدر أَن يتشبث بالأمعاء. فَأَما الطوَال فَلِأَنَّهَا عَظِيمَة وَهِي قَليلَة أَيْضا وبعيدة من الدبر تتشبث فَتبقى لذَلِك مُدَّة وَلَا تخرج مِنْهُ فَيُوقف عَلَيْهَا بالعلامات وَهِي أَن يعرض لذع وغثي ومغس وَلَا تكتفي بِهَذِهِ الْحَال لِأَن هَذِه تكون من غير الديدان لَكِن إِن كَانَ التَّدْبِير قبل ذَلِك تدبيرهّم وشره وسهر مَعَ حُدُوث اللذع والغثى عِنْد الْجُوع لِأَن ذَلِك يدل على أَنَّهَا قد اضْطَرَبَتْ عِنْد الْحَاجة إِلَى الْغذَاء فمضت مَا هُنَاكَ ولذعت واضطربت فعفنت. وَإِذا عظمت بليتها سقط النبض فصارصغيرا متواترا وَبرد ظَاهر الْجِسْم واصطكت الْأَسْنَان وصرت وجاشت النَّفس كثيرا وَقد تصعد بالقيء. وَأما الدُّود الصغار فيحس صَاحبهَا بحكة فِي المقعدة. علاج الْحَيَّات: إِنَّهَا تكون من مَادَّة رُطُوبَة لزجة فَعَلَيْك بالأدوية اللطيفة الْيَابِسَة الْمرة فَإِنَّهَا تقتل هَذِه الْحَيَّات والأغذية الَّتِي لَهَا جلاء وتلين مَعَ ذَلِك الْبَطن فَإِن هَذِه تقتل هَذِه الديدان وَإِذا قتلتها خرجت. وَمِمَّا يَقْتُلهَا: الأفسنتين والشيح والأفتيمون والنعنع والترمس والفودنج والقردمانا وبزر الكرنب وخاصة الْمصْرِيّ والحبة السَّوْدَاء وورق الخوخ شرب أَو تضمد بِهِ والحاشا والسعد والبسبايج وأصول السوسن وطبيخ قشر الرُّمَّان وَمَاء الْخلاف والقسط والمر والكمون والكافور وقشر أصل التوت. ويحقن للديدان الصغار فِي المقعدة بعصارة الفودنج وَيحْتَمل القطران وطبيخ شَحم الحنظل والقنطوريون وَمَاء الزَّيْتُون المملح إِذا

حقن بِهِ والمري وطبيخ الأفسنتين والأبرنج والقنبيل. يخرج حب القرع ويطرح بِلَا أَذَى: يُؤْخَذ من الراسن فيعصر مَاؤُهُ) ويسقى مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ فَإِنَّهُ يُخرجهَا. دَوَاء يخرج الْحَيَّات: قسط مر أَرْبَعَة شونيز دِرْهَمَانِ أبرنج مقشر ثَلَاثَة دَرَاهِم سرخس أَرْبَعَة دَرَاهِم تَرَبد عشرَة دَرَاهِم الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم بِلَبن أَو بِمَاء فجل أَو بمري بعد أَن يحتمي يَوْمًا. لى يطْبخ أفسنتين وزيت أَخْضَر (ألف ج) وَيحْتَمل مِنْهُ للدود الصغار فَلَا يحْتَاج إِلَى غَيره أَو يحْتَمل دهن خروع أَو دهن سمسم أَو دهن نوى الخوخ فَإِنَّهَا جَيِّدَة نافعة. الْأَعْضَاء الألمة: الْحَيَّات لَا تتولد إِلَّا فِي الأمعاء. من كنائس الْإِسْكَنْدَر: يكون لصَاحب الْحَيَّات سهر شَدِيد وَقلة هضم ويشتهي الطَّعَام الغليظ الْكثير وَالْحمام كثيرا ويجد مغسا شَدِيدا وَأَحْيَانا يذهب لَونه وَأَحْيَانا يرجع ويحمر وَقد تثور فِي وَجهه حمرَة فِي الْأَحَايِين وَيكون نبضه دَقِيقًا وَنَفسه منتنا وَإِذا اشْتَدَّ الْأَمر عَلَيْهِ صرت أَسْنَانه وعرق عرقا بَارِدًا مَعَ نفس شَدِيد وَمَتى كَانَ بِهِ مَعَ ذَلِك حمى فعالجه بالأشياء اللينة المزلقة وبالهندباء والخس المرين فَإِنَّهُمَا نافعان وبالكرفس المنقع بخل وَالْكبر بخل والبطيخ وَلحم الْحمام ينفع من هَذَا الدَّاء. وَمن لَا حمى بِهِ فدواه بالأشياء الْمرة كالأفسنتين وَنَحْوه وينفع مِنْهُ أَن يشرب مِنْهُ بعد التَّعَب الشَّديد والجوع الْأَشْيَاء المزلقة وَالْمَاء وَالزَّيْت أَو عصارة الرجلة مِقْدَار رطلين بعد تَعب شَدِيد فَإِنَّهُ يُخرجهَا. زعم أَنه يسقى مَرَّات كَثِيرَة بمرارة بقر ودقيق الترمس تحتمله طلاء على السُّرَّة. ودهن الخروع يقتل الدُّود. والجوز مَتى أَكثر من أكله قتل حب القرع وَيُؤْخَذ على الرِّيق. وطبيخ القردمانا والزوفا والشيح والجوز والحبق والنعنع والهندباء المر والكمون والشونيز إِذا طلي على السُّرَّة أخرجه. وأصل قثاء الْحمار يُخرجهُ شرابًا وضمادا. يَنْبَغِي أَن يشرب شراب التفاح. وَمَتى طبخت الكزبرة الْيَابِسَة بشراب وشربت أخرجت الدُّود. والقطران يُخرجهَا مَتى حقن بِهِ أَو طلي. وَمَتى أَكثر من أكل الثوم قَتلهَا وأخرجها ونحاته الساج تخرجها. الْفُصُول: الدُّود الدقاق تتولد خَاصَّة فِي أَسْفَل الأمعاء الغليظة وَيكون ذَلِك إِذا كَانَ بالغذاء لَا يستمرأ حسنا وَتَكون فِي الْجِسْم مَعَ ذَلِك حرارة كَمَا يظْهر ذَلِك فِي الدُّود إِذا لم يستمرأ غذاؤها. وَأما الْحَيَّات المستديرة الْعِظَام فتتولد فِي أَعلَى الأمعاء وَرُبمَا صعدت إِلَى الْمعدة. والحيات تتولد فِي الصّبيان أَكثر من الدُّود فَأَما حب القرع فَقل مَا يتَوَلَّد فِي الصّبيان وَهَذَا النَّوْع هُوَ أطولها كلهَا وَكَثِيرًا مَا تستدير فِي الأمعاء كلهَا.

علل المقعدة عسرة البرء

(البواسير والشقاق والسحوج فِي المقعدة) (والقروح الْحَادِثَة فِي الدبر وَالذكر وَمَا يليهما والورم الْحَار فيهمَا ونتوها) (والنواصير وأمورنداس حَبسهَا وَفتحهَا والتعقد فِي هَذِه الْمَوَاضِع وَفِي البثور) (والحكة فِيهَا وَأما الورم الصلب فَفِي بَاب القيل وَفِيمَا يفتح البواسير وافواه) (الْعُرُوق والبواسير الدامية وَغير الدامية وأرواحها وَمَا يقبلهَا وكل شَيْء يتَّصل) (بالبواسير والنواصير فِي المقعدة) التَّاسِعَة من الميامر قَالَ: 3 - (علل المقعدة عسرة الْبُرْء) لِأَن الثّقل يمر بهَا وَلِأَنَّهَا كَثِيرَة الْحس وَلِأَن الْأَدْوِيَة (ألف ج) لَا يُمكن أَن تُوضَع عَلَيْهَا وتحتاج إِلَى القابضة وَهِي لَا تحتملها لنكايتها إِيَّاهَا بقبضها وَهِي لشدَّة حسها تألم ألما شَدِيدا وَلذَلِك صَارَت تنْتَفع بِهَذِهِ المعدنية المغسولة. دَوَاء نَافِع للشقاق: اسفيذاج مرداسنج خَمْسَة خَمْسَة شب يمَان كندر ثَلَاثَة ثَلَاثَة زعفران نصف مِثْقَال دهن ورد وشراب على قدر الْحَاجة. وَمن أدويته: الزوفا ومخ الأيل والأقاقيا ودهن الْورْد والورد وإكليل الْملك والخشخاش والأفيون وصفرة الْبيض ولسان الْحمل والتوتيا. آخر: توتيا مغسول ورد اسفيذاج الرصاص مرتك مغسول جُزْء جُزْء زعفران ثلث جُزْء إكليل الْملك جُزْء أفيون جُزْء زوفا رطب جُزْء صفرَة الْبيض مشوي دهن ورد مَا يَكْفِي يَجْعَل مرهما وَهَذَا جيد لتسكين الوجع فِي المقعدة والحكة فِيهَا والشقاق. آخر 3 (للشقاق والوجع) شَحم بط وشحم دَجَاج وكندر ومخ عِظَام الأيل وبزر الْورْد وتوتيا وإقليميا مغسول وإسفيذاج الرصاص وأبار محرق مغسول وأفيون وزوفا رطب وعصارة الهندباء وعنب الثَّعْلَب ودهن ورد. آخر: لبن أفيون وصفرة بيض يَجْعَل طلاء فَإِنَّهُ جيد. لى للشقاق نَافِع جدا: زوفا رطب ومخ عجل وَإِلَيْهِ ونشا مغسول وشحم بط أَو دَجَاج يديم التمسح بِهِ وإسفيذاج الرصاص فَإِنَّهُ جيد والشحوم والأوداك دَوَاء جيد لَهُ. للنتو فِي المقعدة دَوَاء جالينوس: ثَمَر الطرفاء عفص إسفيذاج أقاقيا طراثيث قشور الصنوبر كندر مر يذر على المقعدة بعد الْغسْل بشراب عفص. فِي قلب المقعدة بالدواء: فلفل وبورق يسحق وَيحْتَمل فَإِنَّهُ يَنْقَلِب. آخر: ميويزج ونطرون ومرارة ثَوْر وعصارة بخور مَرْيَم وَعسل يعْقد بِهِ وَيحْتَمل بورق وميويزج ويعجن بِعَسَل ويطلى بصوفة وَيحْتَمل فَإِنَّهُ يطْلب البرَاز وينقلب

المقعدة لى إِذا انقلبت شدها بخيط سير وثيق ودعه سَاعَة حَتَّى ترم ثمَّ حلّه واعمل بِهِ مَا شِئْت. وَهَذِه الْأَدْوِيَة تفتح أَفْوَاه عروق البواسير الْعَمى وَالْقلب بالقدح أسلم وَأفضل. ج: قد يعرض من هَذِه خُرُوج المقعدة ثمَّ تبقى ناتية فأصلحها بعد ذَلِك بالأدوية الَّتِي تصلح لذَلِك. الثَّانِيَة من 3 (الأخلاط) الَّذين تنفتح فيهم أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي السفلة لَا تصيبهم ذَات الْجنب والرئة والأكلة وَالْجُنُون والحمرة والجاورسية وتقشير الْجلد والجرب والقوابي والجذام والسرطان وَنَحْوهَا فَإِن عولجوا على غير مَا يجب عرضت لَهُم هَذِه فأهلكتهم إِلَّا أَن يدمنوا الاستفراغ من ذَلِك الْخَلْط وتنقية الْجِسْم وجودة التَّدْبِير. السَّادِسَة من الْفُصُول: من عولج من بواسير مزمنة حَتَّى يبرأ مِنْهَا وَلم يتْرك لَهُ وَاحِدَة ينفى بهَا لم يُؤمن عَلَيْهِ الوسواس والسل ووجع الكبد وَغَيره من أمراض السَّوْدَاء كالجرب المتقشر والسرطان وداء الْفِيل وَنَحْوه. أما الاسْتِسْقَاء فَلِأَن ذَلِك الدَّم السوداوي الَّذِي كَانَ يخرج عَن الْجِسْم لَا يخرج فتنقي وَلَا ينقى الكبد مِنْهُ فَيحدث فِيهِ على (ألف ج) الْأَيَّام ورم صلب وسدة فَيفْسد مزاجه. وَأما السل فَلِأَن الْجِسْم ممتلئ من الدَّم لذَلِك وَرُبمَا تدفع الكبد لامتلائها من الدَّم إِلَى الرئة دفعا كثيرا فتتصدع عروقها بامتلائها وَلذَلِك يجب أَن تتْرك وَاحِدَة من البواسير تنقى بهَا الكبد وخاصة إِذا كَانَ مزمنا لِأَن ذَلِك يكون قد صَار عَادَة. ج: لَيْسَ يُمكن أَن تحدث البواسير دون أَن تنفتح أَفْوَاه الْعُرُوق إِلَى المقعدة بِسَبَب كَثْرَة الدَّم وغلظه لدفع الكبد إِلَيْهَا الدَّم العكر السوداوي. لى فَلذَلِك يجب أَن يجتنبوا كل مولد لمثل هَذَا الدَّم وينفعهم استفراغ الْخَلْط الْأسود والفصد وَالتَّدْبِير الَّذِي يُولد دَمًا قَلِيلا رَقِيقا. الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ أمورنداس وَظهر بركبتيه بثر كثير سود مَاتَ فِي الْعشْرين. من اختصارات حِيلَة الْبُرْء قَالَ: فِي جسم المقعدة من عصب الْحس شَيْء يسير وَذَلِكَ مِنْهَا فِي العضل الَّذِي على المقعدة وَلذَلِك القروح الْحَادِثَة فِي هَذَا العضل عسرة الْبُرْء إِذْ تحْتَاج إِلَى اليبس القوى لفضل يبسها لِأَنَّهَا عصيبة وَلَا تحْتَمل الْأَدْوِيَة القوية التجفيف لفضل حسها. السَّادِسَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء: العضلة الَّتِي تضم طرف الدبر لمنع الزبل مَوْضُوعَة عَلَيْهَا بِالْعرضِ لكيما يَنْضَم طرف المعي الْمُسْتَقيم ويجمعه جمعا محكما. لى النواصير الْعَارِضَة فِي المقعدة مَا كَانَ مِنْهَا قَرِيبا من تجويف المقعدة فالخطر فِيهِ أقل لِأَنَّهُ لَا يذهب مَعَه كل العضلة بل قِطْعَة مِنْهَا فَلَا يذهب فعل هَذَا العضل الْبَتَّةَ. وَأما مَا كَانَ بَعيدا من تجويف المقعدة فالخطر فِيهِ عَظِيم لِأَنَّهُ يَنْقَطِع العضلة كلهَا عِنْد الحزم فَلَا يُمكن صَاحبه إمْسَاك الْغَائِط.

3 - (حَرَكَة العضل) الْمقَالة الأولى مِنْهَا: العضلة الَّتِي على تجويف المقعدة تحرّك نَفسهَا بِأَن تنضم وَهِي بِمَنْزِلَة الأكياس الَّتِي تفتح وتشرح. وَقَالَ فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من هَذَا الْكتاب: كثيرا مَا يسرف فِي قطع العضلة الَّتِي على المقعدة فَتخرج الْفُصُول بِلَا إِرَادَة. لى قَوْله هَاهُنَا يسرف يدل على أَنه لَيْسَ يعرض هَذَا الْعَارِض فِي الْأَمر الْأَكْثَر إِلَّا أَن يَقع سرف فِي الْقطع جدا. لى للبواسير: يعتصر مَاء الخرنوب الرطب ويغمس فِيهِ صوفة وترفع عِنْد الْبَاسُور دَائِما فَإِنَّهُ يذهب بِهِ الْبَتَّةَ وَإِن حك ودلك بِهِ نعما كَانَ أسْرع إذهابا بِهِ وَالدَّلِيل على ذَلِك الثآليل. الثَّالِثَة من السَّادِسَة من أبيذيميا: انفتاح أَفْوَاه عروق المقعدة تَنْفَع من ذَات الْجنب وَذَات الرئة والأكلة وَالْجُنُون والبثور وتقشر الْجلد وَمن علل كَثِيرَة وَيكون سَببا للبرد لِأَن أبدانهم تنقى بذلك كَمَا تنقى الْمَرْأَة بِالْحيضِ وَمَتى أسرف أفسد المزاج ورهل الْجِسْم. الْخَامِسَة من السَّادِسَة قَالَ: انفتاح عروق المقعدة إِذا كَانَ الدَّم الَّذِي يسيل مِنْهُ أسود يستفرغ السَّوْدَاء قَالَ: وَقد رَأَيْت كثيرا من النَّاس يهيج بهم الوسواس السوداوي مَتى احْتبسَ عَن هـ (ألف ج) إِلَّا أَن يتَقَدَّم بفتحه أَو يشرب دَوَاء يسهل السَّوْدَاء وَلذَلِك يجب أَن يظنّ أَن الْجِسْم يَنْفِي من السَّوْدَاء بِهَذَا الدَّم إِذا كَانَ أسود وَلكنه لَيْسَ يكون فِي حَال أسود وَذَلِكَ أَنه قد يكون أَحْمَر وَحِينَئِذٍ يكون الامتلاء فِي الْجِسْم من دم جيد أَن كَانَ ابْتِدَاء وَأما أَن جَاءَ الْأَحْمَر بعد الْأسود فَإِنَّهُ قد يكون أَن يستفرغ الْأسود ثمَّ لنفتاح فَم الْعرق يَجِيء مِنْهُ الْأَحْمَر حَتَّى لَا تنضم أَفْوَاه الْعُرُوق وَيكون أَيْضا لِأَن الدَّم فِي الْجِسْم أَكثر وَلِأَن دَمًا غاص إِلَى تِلْكَ الْعُرُوق من غير أَن يكون دَفعته إِلَيْهِ الطبيعة لنفع الْجِسْم لى: إِذا كَانَ أَحْمَر وَكَانَ يضعف عَلَيْهِ الْجِسْم فَهُوَ دم خرج من غير إِرَادَة وَلَا دفع عَن الطبيعة فأقطعه مَكَانك. الْمقَالة الأولى من الأهوية والبلدان: أَكثر مَا تعرض البواسير من السَّوْدَاء وَمن البلغم أقل ذَلِك. لى رَأَيْت من البواسير الَّتِي فِي المقعدة ضروبا مُخْتَلفَة جدا وأعجب مَا رَأَيْت مِنْهَا شَيْئا يشبه النفاخات الَّتِي فِي بطُون السّمك. الْيَهُودِيّ: البواسير إِذا حزمتها فاحمل فِي لين الطبيعة فَإِن اليبس يُولد وجعا شَدِيدا وورما حارا وَمَتى اشْتَدَّ وَجَعه فضمد بكراث وَسمن ودخنة بمقل وسنام من الحزم كَانَ الوجع أَو من الْقطع وَمَتى استرخت المقعدة بعد الحزم فَأقْعدَ فِي مَاء القمقم. قَالَ: وَحب الْمقل يقطع دم) أمورنداس جدا. والقمحة السَّوْدَاء جَيِّدَة لَهُم إِذا كَانَ فيهم خلفة وَإِذا عرض لَهُم خفقان فَعَلَيْك بدواء الكركم ودواء الْمسك فَإِن ذَلِك يكون لِكَثْرَة الدَّم الَّذِي يخرج مِنْهُ. مَجْهُول مجرب للبواسير: يُؤْخَذ قثاء الْكبر الرطب فيكسر ويلطخ بِمِائَة وتدلك البواسير مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا يذهب الْبَتَّةَ. آخر: يُؤْخَذ أصل الينبوت وأصل الْكبر وأصل قثاء الْحمار وَاصل الحنظل وفاشرشنين بِالسَّوِيَّةِ ينقع بعد النّخل بالحريرة فِي مَاء الكراث ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يعجن بدهن الخروع أَو دهن المشمش وَيجْعَل بلاليط ويتحمل كل يَوْم فَإِنَّهُ يجفف البواسير فَإِذا جَفتْ فأطلها بالسمن الْعَتِيق فَإِنَّهَا تسْقط وتبرأ.

أهرن: أَمَر أَن يذر على البواسير قلقيدون وَإِذا كواها فسكن وَجَعه بسمسم محرق ويطلى عَلَيْهِ بدهن ورد. قَالَ: وامسح بالزيت وذر عَلَيْهِ أشنانا أَخْضَر مسحوقا أَيَّامًا فَإِنَّهُ يقطعهَا. وَأما مَا يسكن وجعها فالكراث المسلوق والدخنة بسنام الْجمل والمقل وَنَحْوهمَا. مسيح: ينفع من البواسير الَّذين تشبه وُجُوههم لون الْآبَار: خبث الْحَدِيد المعجون جيد لَهُم وَيكون فِيهِ هليلج أسود ومقل وبرادة الأبر منقع بخل أسبوعا ثمَّ يقلى قلوا شَدِيدا ثمَّ ينعم سحقه ويخلط ويعجن بالعسل وَسمن بقر يُؤْخَذ من خبث الْحَدِيد المدقوق جُزْء وَمن الهليلج الْأسود المنزوع النَّوَى والهليلج الكايلي والأملج بِلَا نوى بِالسَّوِيَّةِ وأصل السوسن جُزْء الشربة ملعقة بأوقية من طلاء ممزوج. بولس للشقاق: وينفع من الشقاق الَّذِي فِي المقعدة والمذاكر: الراتينج المقلو إِذا سحق مَعَ دهن ورد حَتَّى يصير لزجا ويخلط مَعَه صفرَة الْبيض وافيون. دَوَاء يُقَوي المقعدة وَيكسر حِدة الأوجاع: قدميا (ألف ج) محرقة وَورد يسحق ويذر عَلَيْهِ. وَأما التعقد الْحَادِث فِي هَذِه الْمَوَاضِع فضع عَلَيْهِ الْأَشْيَاء الملينة وَالشرَاب وَالزَّيْت. لى فَأَما التوث والثآليل فَإِن الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب جذبا قَوِيا يقلعها وَالَّتِي تعفن تموتها. وَمِمَّا عرف من علاجها: عصارة قثاء الْحمار مَعَ ملح يوضع أَو تين فج مَعَ خل ونطرون ودقيق يلطخ بِلَبن التِّين أَو لبن اليتوع. قَالَ: وَإِذا كَانَت بثرة تُرِيدُ أَن تعظم فَإِن رماد خشب الْكَرم والخل إِذا ضمد بِهِ ورماد لحى الْخلاف يمْنَع أَن تزيد. للشقاق الَّذِي مَعَ التهاب ووجع شَدِيد وحرارة قَالَ: يشرب قيروطي بدهن ورد وَمَاء عِنَب) الثَّعْلَب ثمَّ الق عَلَيْهِ الإسفيذاج والأفيون وَبَيَاض الْبيض وَاضْرِبْهُ نعما حَتَّى يصير مرهما وأطل عَلَيْهِ بَارِدًا. وَكَانَ رجل يَهُودِيّ ينثر على البواسير ديك برديك فيحم عَلَيْهِ صَاحبهَا ثمَّ يبرأ الْبَتَّةَ وَإِن كَانَ دَاخِلا قلب المقعدة وينثر عَلَيْهَا مِنْهُ. 3 (للوجع الشَّديد من قطع البواسير) الدياخيلون بدهن الْورْد وَشَيْء من زعفران وافيون وميبختج بالسواء يُسَوِّي بالسحق ويضمد بِهِ أَو أَخذ إكليل الْملك وفودنجا ونانخة وشبثا فيطبخ بشراب ويسحق مَعَ لب الْخبز وَيجْعَل ضمادا لينًا ويضمد بِهِ. لى اعْتمد فِي الْحَرَارَة على مَاء عِنَب الثَّعْلَب ومرهم الإسفيذاج والأفيون وَنَحْو هَذِه وَأما فِي الَّتِي لَا حرارة فِيهَا وَلَا حرقة فلعاب بزر الْكَتَّان والحلبة والبابونج والشحوم والصموغ الحارة وَمَاء الكراث والبصل المخبص بالسمن. قَالَ: البواسير مِنْهَا مَا يسيل مِنْهَا الدَّم وَمِنْهَا مَا لَا يسيل وَتسَمى الْعَمى لِأَنَّهُ لَا يخرج مِنْهَا دم. وَالَّتِي لَا يسيل مِنْهَا دم وتوجع فيسيل مِنْهَا دم وَالَّتِي يسيل مِنْهَا إِن أفرط فأمسكه. وَمِمَّا يلقى البواسير بِرِفْق: أَن يُؤْخَذ من أم غيلَان وَمن قثاء الْحمار والشيطرج والعفص

دواء عجيب في تسكين وجع المقعدة

والشب يطْبخ فِي المَاء وَيجْلس فِيهِ أَيَّامًا حَتَّى يذبل وَيَمُوت. لى وَإِذا خَرجُوا من المَاء ذَر عَلَيْهَا عفص ونوشادر وَيعود فِي المَاء حَتَّى يذبل ويكويها كيا مستقصى ثمَّ ضمدها بِمَا يرخى حَتَّى تسْقط. وَمَتى هاج وجع فسكنه بالأشياء المسكنة لذَلِك مِمَّا قد وَصفنَا. لى طبيخ جيد جدا لهَذَا: أبهل وقشور الكندر وأطراف الطرفاء وبخور مَرْيَم وَسعد خرنوب الشوك يطْبخ فِي المَاء وَيجْلس فِيهِ أبدا وينثر عَلَيْهِ إِذا خرج عفص ونوشادر وَيتْرك ثَلَاث سَاعَات وَيعود حَتَّى تَمُوت ثمَّ تُؤْخَذ بالقالب وتضمدها بِسمن وكراث حَتَّى تسْقط. وَمِمَّا يعظم نَفعه للوجع والورم فِي المقعدة: أَن يسلق الكراث سلقة خَفِيفَة ويخبص بِسمن ويضمد بِهِ أَو يُؤْخَذ بابونج وكرنب وبزر كتَّان وحلبة وشبث فتطبخ الْبُقُول وَتجْعَل كلهَا ضمادا بالسمن وتخبص. مَجْهُول ينفع من الشقاق فِي المقعدة: زَيْت وشحم مَاعِز ودهن حل يجمع وَيحْتَمل فَإِنَّهُ عَجِيب. ويسكن وجعها وورمها أَن يجلس العليل فِي دهن حل فاتر مِقْدَار مَا يضع مقعدته فِيهِ فَإِنَّهُ يسكن. وينفع من الورم والنفخة: أَن يدق الزَّبِيب بِلَا عجم وشحم بِالسَّوِيَّةِ وتسخنه وتضعه عَلَيْهِ. 3 (دخن البواسير) نَوْعَانِ: نوع يُسْقِطهَا وَهِي الْأَشْيَاء (ألف ج) المجففة كقشور أصل الْكبر وأصول الحنظل والأبهل وَنَحْوهَا وَمِنْهَا مَا يسكن الوجع وَهِي الْمقل والسنام وَنَحْوهمَا. للورم والوجع فِي المقعدة: عصير الكراث وَسمن الْبَقر وَقَلِيل دهن ورد يذر فِيهِ دَقِيق الباقلي ويطبخ قَلِيلا حَتَّى يخْتَلط ويطلى وَيلْزق فاترا. شَمْعُون قَالَ فِي علاج الزحير: مَتى اشْتَدَّ وجع المقعدة فكمدها بالدهن المفتر ودخنها بِالْكبرِ والسنام. لى فقد صَحَّ من هَاهُنَا أَن الْمقل والسنام وَالْكبر يدخن بهَا لتسكين الوجع وَأَن كل شَمْعُون فِي الخزم: أَمر أَن تقلب المقعدة وتخزم البواسير قَالَ: وَأَجْلسهُ فِي مَاء قشور الرُّمَّان فَإِنَّهُ يمْنَع أَن ترم مقعدته من الْقطع والخزم. يمْنَع من شدَّة الوجع: الدّهن المسخن والتكميد. للورم قَالَ: وَهَذَا جيد للورم الَّذِي يكون فِي المقعدة: إكليل الْملك يطْبخ بمطبوخ ويخبص بدهن الْورْد ويضمد أَو أطبخ كراثا بِسمن الْبَقر وضمده أَو ضمده بمح بيض مسخن. لى جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي لَا تلذع إِذا فترت وَوضعت على المقعدة النافذة وَالَّتِي قطع مِنْهَا ناصور سكن الوجع. قَالَ: فَإِن كَانَ فِي المقعدة لذع شَدِيد فضمدها بمح بيض سليق حَار. 3 - (دَوَاء عَجِيب فِي تسكين وجع المقعدة) شَحم البط وعلك البطم وإكليل الْملك السليق بِالشرابِ خبصه وضمده بِهِ. مرهم لوجع المقعدة مَتى ورمت أَو قطع مِنْهَا بواسير فورمت: مراداسنج خَمْسَة دَرَاهِم نشا ثَمَانِيَة إسفيذاج الرصاص دِرْهَمَانِ موم ثَلَاث أَوَاقٍ سمن أوقيتان شَحم البط مثله دهن الْحل مَا يَجْعَل على الْجَمِيع وَيعْمل مِنْهُ مرهم فَإِنَّهُ غَايَة. وَإِذا رَأَيْته يرم ورما شَدِيدا فاطبخ قشور الرُّمَّان بطلاء حَتَّى ينضح ثمَّ اعجنه بدهن ورد وخبصه وضمد بِهِ. 3 (مِمَّا ينفع للبواسير) الْخبث.

المقالة الثانية من مسائل أبيذيميا

وَمن كتاب الاختصارات قَالَ: قد يحدث التزحر من ورم حَار فِي المقعدة من أَنَّهَا تخرج ثمَّ ترم وَلَا ترجع إِلَّا بالتكميد وَمن الشقاق والبواسير قَالَ: فَاسْتعْمل للورم الْحَار: عِنَب الثَّعْلَب ودهن الْورْد وَمَا أشبهه وَالَّذِي من الشقاق بمرهم الإسفيذاج وَسقي المقلياثا وَإِن كَانَ من بواسير: سقِِي خبث الْحَدِيد الْمَطْبُوخ بالبزور والأطريفل الْأَصْغَر وَحب الْمقل وتضمد المقعدة بالمقل والسنام وَاجعَل طَعَامه الجوذاب والأشياء الدسمة فَإِن لم ينجع ذَلِك قطعت. ابْن ماسوريه قَالَ: قد تكون البواسير من دم سوداوي والإكثار من الأغذية المولدة للسوداء كالعدس والباذنجان والتمشكوز وَالتَّمْر والجبن وَلحم الْبَقر وَاللَّبن وَالسمن والإكثار من الحلو. فلتترك من هَذِه وَتَأْخُذ هَذَا الْحبّ فِي الْجُمُعَة مرَّتَيْنِ فَإِنَّهُ عَجِيب: إهليلج أسود وكابلي وبليلج وأملج خَمْسَة عشر خَمْسَة عشر بزر الكراث النبطي خَمْسَة دَرَاهِم جنطيانا رومي أَرْبَعَة دَرَاهِم مقل الْيَهُودِيّ عشرَة دَرَاهِم سكبينج أَرْبَعَة دَرَاهِم ينقع الْمقل والسكبينج فِي مَاء الكراث مصفى مدقوقا يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يسحق نعما بالأدوية ويحبب كالحمص الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم ويتمسح بدهن البان وبدهن الْجَوْز ودهن نوى المشمش ويتعاهد فِي (ألف ج) الْأَيَّام الأطريفل الصَّغِير ويبخر بِهَذَا البخور صفته: أصل الْكبر وأصول شَحم الحنظل وبزر الكراث وحرف بابلي ومقل أَزْرَق ينقع الْمقل بِمَاء الكراث يجمع ويبندق ويبخر بِهِ وَليكن فِي طَعَامه الكراث والحمص والجوز وَيشْرب نبيذا عتيقا صافيا وَعند الوجع ضمد بالكراث النبطي قد سلق وخبص بِسمن. لقطع دم أمورنداس: عصارة لحية التيس وجلنار وكندر ينعم سحقه وَيحْتَمل بقطنه. من اختيارات حنين للبواسير مجرب: يسقى وزن دِرْهَم من قنة يابسة بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ يُبرئهُ فَإِن) سقِِي ثَلَاث مَرَّات لم يعد إِلَيْهِ أبدا. 3 (معجون للبواسير من اختيارات حنين) يسكن الوجع ويصحح الْجِسْم: يُؤْخَذ من الداذي جزءان وَمن الخولنجان ثَلَاثَة أَجزَاء يخلطان بعد النّخل بالحرير ويعجنان بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء سخن ويلت قبل الْعَسَل بِمثل خمس الدَّوَاء من سمن بقر. من تركيب الْهِنْد للبواسير: إهليلج أسود وكابلي جزءان حرمل جُزْء مقل صَاف جيد وشونيز وزوفا وقشر عروق الْكبر وأفاوية الأيارج ونانخة من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة يلت بدهن المشمش ثمَّ يعجن بِعَسَل صَاف عَجنا جيدا وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم أَرْبَعَة دَرَاهِم بنبيذ التَّمْر فَإِنَّهُ جيد بَالغ. 3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة من مسَائِل أبيذيميا:) 3 - (من أفرط عَلَيْهِ نزف الدَّم) أما أَن يبيض أَو يصفر أَو يصير رصاصيا لِأَن الدَّم إِذا قل مِقْدَاره غلب عَلَيْهِ إِمَّا البلغم فبياض وَإِمَّا الصَّفْرَاء فيصفر وَإِمَّا السَّوْدَاء فَيصير رصاصيا. أوريباسيوس مرهم للورم الْحَار الْحَادِث فِي المقعدة: زعفران أفيون دِرْهَم دِرْهَم صفرَة بيض مشوية كثيرا قَلِيل بِقدر مَا يجمع بِهِ المَاء.

أنواع البواسير

فليغريوس فِي كِتَابه الصَّغِير مرهم عَظِيم النَّفْع لوجع المقعدة: صفرَة بَيْضَة مشوية تسحق بشراب قَابض ويخلط بشمع ودهن ورد وَيرْفَع أَو يطْبخ الْخبز بِمَاء وَيجْعَل ضماد مَعَ صفرَة بيض ودهن ورد أَو اسحق صفرَة بيض مسلوق ودهن ورد سحقا نعما ويضمد بِهِ مَعَ دهن ورد. قَالَ فِي صفة هَذَا: دَوَاء ينفع من علل المقعدة مَعَ حرارة وَهُوَ عَظِيم النَّفْع وَهُوَ أَن يطلى بشحم بط وصفرة بَيْضَة ودهن بنفسج لى فَهَذَا يسْتَعْمل إِذا كَانَت الْحَرَارَة غالبة. وَأما الأورام الَّتِي عَن البواسير وَنَحْوهَا فالبصل والكراث المسلوق والبابونج وينفع من هَذَا ضماد إكليل الْملك والبابونج وبزر الْكَتَّان ودهن البابونج. للتواجع من البواسير: يغلى من الثوم سِنِين أَو ثَلَاثَة مقشرا لى فَتِيلَة تحْتَمل لوجع البواسير: سَنَام الْجمل بزر الكراث مقل أَزْرَق دهن سمسم شَحم الدَّجَاج يَجْعَل شيافة وَيحْتَمل. وينفع مِنْهُ أَن تحْتَمل بصلَة قد سلقت ولوثت بدهن سمسم حَار وَأَن يتمسح بدهن المشمش والبزر هَذَا كُله يسكن الوجع. الْكَمَال والتمام لورم المقعدة عَجِيب يسكن الوجع: يطْبخ إكليل الْملك بميبختج ويخبص مَعَ) صفرَة بَيْضَة مشوية ودقيق الْحِنْطَة ويضمد بِهِ. وَمِنْه أَيْضا فِي الحقنة الَّتِي تسكن وجع المقعدة وَالرحم والبيضتين: يطْبخ إكليل الْملك بعقيد الْعِنَب حَتَّى يتهرأ ثمَّ يخلط مَعَ صفرَة الْبيض ودقيق الحلبة وبزر الْكَتَّان ودقيق الباقلى وبنفسج ضمد بِهِ الْموضع الوارم. تياذوق مِمَّا يقطع دم البواسير قطعا (ألف ج) بليغا: الأطريفل الصَّغِير إِذا خلط بِهِ جُزْء خبث الْحَدِيد وَقد أنقع فِي الْخلّ أسبوعا وأنعم سحقه قبل ذَلِك الشربة مِنْهُ كل يَوْم مثقالان. وَيَنْبَغِي أَن ينقع خبث الْحَدِيد فِي الْخلّ أسبوعا وأنعم سحقه نعما بعد أَن يصفى الْخلّ عَنهُ ويغلى على مغلى حَتَّى يَسْتَوِي نعما ثمَّ يسحق حَتَّى يتْرك هباء لَا جرم لَهُ. الْخَامِسَة من قاطاجانس أَقْرَاص تقطع دم أمورنداس: زرنيخان بِالسَّوِيَّةِ نورة أرمني مثلهمَا أقاقيا مثل أحد الزرنيخين يسحق بالخل أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَيجْعَل أقراصا ويطلى بهَا الْموضع عِنْد الْحَاجة. لى هَذَا يَقُول: إِن الدَّوَاء الحاد يمْنَع سيلان الدَّم وَهُوَ كَذَلِك لِأَنَّهُ يكوي الْموضع. آخر: قلقطار أقاقيا قشور الرُّمَّان صَبر إسفيذاج قلقنت يَجْعَل أقراصا ويلطخ بخل. لى خبرني غير وَاحِد أَنه لم يَنْقَطِع دم البواسير المفرط الَّذِي لم تعْمل فِيهِ الْأَدْوِيَة إِلَّا بخبث الْحَدِيد وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه القابضة وَقد طرح فِيهَا زرنيخ ونورة أَيْضا عَجِيب والحمة الزاجية والشبية وَمَاء الحدادين جيد جدا. ابْن سرابيون: 3 - (أَنْوَاع البواسير) ثَلَاثَة: طوال شَبيه بالفجل الَّتِي تسمى الفجلية وَمِنْهَا عراض تشبه حب الْعِنَب وَمِنْهَا مَا يشبه التوت. وشرها النَّوْع الأول وشرها أَيْضا مَا قرب من الذّكر لِأَنَّهُ إِذا توجع احْتبسَ الْبَوْل فَأَما الَّتِي إِلَى خلف فَهِيَ أقل رداءة وَكَذَلِكَ مَا كَانَ خَارِجا من الشرج أَو قَرِيبا مِنْهُ فَإِنَّهُ أسهل والداخلة أشر. وَمِنْهَا عمى وَهِي الَّتِي لَا يسيل مِنْهَا شَيْء. فاحتل فِي فتح هَذِه فَإِنَّهَا توجع حَتَّى إِذا انْبَعَثَ مِنْهَا الدَّم سكن الوجع الْبَتَّةَ

وَفتحهَا يكون بِأَن تطليها بعصارة بخور مَرْيَم أَو بعصارة البصل الْأَبْيَض وَنَحْوهمَا. ويسكن الوجع عَنْهُم أَن تسقيهم هليلجا أسود وَقد طجن بِسمن الْبَقر والإهليلج المربى وَمَاء الكراث المعصور مَعَ دهن السمسم أَو دهن الْجَوْز يَنْفَعهُمْ يكون مَاء الكراث أوقيتين ودهن الْجَوْز دِرْهَمَيْنِ وَكَذَلِكَ حب الْمقل والأطريفل الصَّغِير وَهَذَا: إهليلج أسود مطجن بِسمن الْبَقر وبزر الرازيانج ويخلط مَعَه بعد االدق رشاد كالجميع وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم ملعقة بشراب ممزوج. أَو يُؤْخَذ خبث الْحَدِيد مدقوقا منخولا ثَلَاثَة دَرَاهِم وحرف أَبيض دِرْهَم يشرب بأوقية مَاء الكراث دهن جوز بِقدر الْحَاجة ويضمد الْموضع بكراث مسلوق مطجن بِسمن الْبَقر وبخر السّفل بِأَصْل الكب وببزر الكرنب وأصل الحنظل الَّذِي قد أنقع بِمَاء الكراث المجفف بعد ذَلِك. وَهَذَا 3 (بخور ينثرها الْبَتَّةَ) أصل الْكبر وأصل الكرفس وورق الدفلة وأصل الشَّوْكَة الْمَعْرُوفَة بالإيرسا وَهُوَ الخاخ ومحروث وأصل السوسن وبلادر بِالسَّوِيَّةِ دق الْجَمِيع وأدهنه بدهن زنبق وبندقه كل بندقة من دِرْهَم وَعند الْحَاجة أوقد بعر الْجمال وَإِذا سكن دخانه والتهب بخره ببندقة مِنْهَا بقمع غدْوَة وَعَشِيَّة حَتَّى ينتثر فِي مَرَّات. حب يحبس الدَّم وَهُوَ عَجِيب جدا: إهليلج أسود وبليلج وشير أملج من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم زاج دِرْهَمَانِ مقل مثله يحل بِمَاء الكراث ويحبب. قَالَ: والبخور الدَّائِم بالبلاذر يُسْقِطهَا وَكَذَلِكَ بالخردل وَكَذَلِكَ بالمقل. ويسكن الوجع قعُود العليل فِي نَبِيذ الداذى. وَمَتى صَعب الوجع مسح بدهن مشمش ودهن نوى الخوخ فَإِنَّهُ يسكن (ألف ج) تسكينا عجيبا. قَالَ: وَإِن هاج فِي المعي الْمُسْتَقيم ورم وتمدد شَدِيد فاحقن بدهن حل مفتر وتمسكه سَاعَة فَإِنَّهُ يحلل الورم ويسكن الوجع تسكينا فِي الْغَايَة وَأَقْعَدَهُ فِي طبيخ أصل الخطمي والبابونج وبزر الْكَتَّان فَإِنَّهُ يحل الورم ويسكن الوجع. وَمَتى حدث ورم ملتهب حَار فضمده بعنب الثَّعْلَب ودهن ورد ومح بيض. قَالَ: والعفص مَتى طبخ ضماد قوي للورم والنتو الحادثان فِي الشرج: يطْبخ بِمَاء مَتى لم ترده شَدِيد الْقَبْض أَو بشراب عفص مَتى أَرَادَتْهُ قَوِيا فَإِن حدث فِي الشرج سقيروس فَخذ شَحم الأوز وزعفرانا وصفرة بيض ودهن ورد وَاسْتَعْملهُ وَإِن أزمن فضم إِلَيْهِ مقلا ومرهم اللعابات. وَمَتى نتا الشرج وَكَانَ فِيهِ قرح فَخذ أسربا محرقا وإسفيذاجا وَدم الأخويين ووردا فأنثره عَلَيْهِ بدهن ورد وَأَقْعَدَهُ فِي مَاء القمقم. 3 (للشقاق إِذا لم تكن مَعَه حرارة) عَجِيب جدا بَالغ: مخ سَاق الْبَقر زفت رطب بِالسَّوِيَّةِ يذاب وَيحْتَمل أَو يمسح بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب مجرب. وللحرارة: إسفيذاج ومخ سَاق الْبَقر ودهن ورد خام أَو شمع ومرداسنج جوارش للبواسير: كمون قد أنقع فِي خل يَوْمًا وَلَيْلَة مقلو وإهليج أسود مقلو بِسمن وبزر كراث مقلو وبزر كتَّان مقلو ويسقى مِنْهُ ثَلَاثَة أَيَّام. لى رَأَيْت الْخبث الَّذِي فِي البروز يزِيد فِي سيلان دم البواسير وَذَلِكَ وَاجِب لِأَن الْغَالِب عَلَيْهِ بزور تلطف الدَّم وترقه. لى لسابور مسوح مسكن لوجع البواسير جيد بَالغ: يُؤْخَذ أُوقِيَّة من دهن نوى

الأدوية الفتاحة

المشمش فَيجْعَل فِيهِ زنة دِرْهَم من ميعة سَائِلَة ودرهمي مقل أَزْرَق ويتمسح بِهِ لى مسوح مسكن لدم البواسير: مقل لبن ومخ سَاق الْبَقر ولوز المشمش مقشر ولبني يدق حَتَّى يصير مرهما رطبا ويرطب بدهن المشمش ويتمسح بِهِ. ولسابور قتيلة تمسك الدَّم الْجَارِي من المقعدة: كندر وَمر وأفيون وزعفران يعجن بِمَاء لِسَان الْحمل وَيحْتَمل. آخر: مروقاقيا صمغ بزربنج يعْمل بلوطة. لى أقاقيا وطين أرمني وجلنار وإسفيذاج الرصاص وأفيون يَجْعَل بلوطة بِمَاء الصمغ وَيحْتَمل بدهن ورد. بلوطة تفتح فَم البواسير: عرطنيثا وبخور مَرْيَم وبورق وَاجِب الرَّأْس يَجْعَل بلوطة وتحتمل بمرار الْبَقر وَهُوَ قوي يقلب المقعدة وَيدخل فِيهَا. لحبيش فَتِيلَة تدر الدَّم وتسكن الوجع من البواسير: شَحم حنظل ثَلَاثَة دَرَاهِم لوز مر أَرْبَعَة دَرَاهِم يعْمل فَتِيلَة طَوِيلَة ويمسك فِي المقعدة. وَمَتى هاج مِنْهَا بعض الحدة أمسك بعض دهن ورد ويمسك سَاعَة وتبدل الفتيلة ليَكُون أحدّ فَتخرج الدَّم خمس سَاعَات بِخمْس فتل. فتل تقطع الدَّم: كهرباء وزرنيج أَحْمَر لقاقيا كزمازك من كل وَاحِد دِرْهَم شب أفيون دانقان من كل وَاحِد دم الْأَخَوَيْنِ دِرْهَم يتَّخذ فَتِيلَة جَيِّدَة بَالِغَة. الرَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: 3 - (الْأَدْوِيَة الفتاحة) طبعها طبع غليظ حَار أَرَاضِي وَلَكِن لَا تبلغ الحدة أَن تحرق مثالها (ألف ج) فعلا ميسورا وَهُوَ العرطنيثا وبخور مَرْيَم والثوم والبصل ومرارة الثور وثفل كل دهن مُطيب وثفل دهن السوسن والأقحوان فَإِن هَذِه تفتح أَفْوَاه البواسير. 3 - (أَسبَاب البواسير) السَّادِسَة من الْفُصُول: البواسير تكون أما بِسَبَب حِدة الدَّم أَو لكثرته أَو لغلظه أَو لَهما جَمِيعًا. لى جربت ذَلِك فَوَجَدته يكثر فِي الْأَبدَان الْكَثِيرَة الغليظة الدَّم. وَكَلَام جالينوس فِي حَرَكَة العضل: إِنَّه رُبمَا يعرض من علاج البواسير خُرُوج الْغَائِط من غير إِرَادَة من أَن يَنْقَطِع جُزْء من العضلة أَو كلهَا أَو جلها فتضعف أَو يبطل انضمامها لِأَن هَذِه العضلة مَوْضُوعَة بِالْعرضِ لَا بالطول وَلَو كَانَت بالطول مَا كَانَ ينالها من جرم الْبَاسُور آفَة لِأَنَّهُ كَانَ يَنْقَطِع ليفها بالطول وَإِنَّمَا تعرض هَذِه إِذا كَانَ الْبَاسُور الَّذِي يقطع بَعيدا من الشرج واحتيج فِي خزمه أَن يقطع كل العضلة أَو أَكْثَرهَا وَأَنت تعلم ذَلِك بِأَن تنظر إِلَيْهِ وتأمر العليل بِضَم شرجه وتفقد مَوضِع الْحَرَكَة فَإِن كَانَ الْبَاسُور أقرب إِلَى المقعدة ووراءها إِنَّمَا يَتَحَرَّك بِضَم العليل شرجه أجساما كَثِيرَة فَإِن الخزم لَا يضرّهُ وَإِن كَانَ على حد الْحَرَكَة أَو بعْدهَا فَإِن فِي خزمها إبطالا لفعل هَذِه العضلة الْبَتَّةَ. وَيجب أَن تنظر فِيهِ: هَل يُمكن أَن تلزق أم لَا. لى جربت فَوجدت لَا شَيْء أَنْفَع فِي وجع المقعدة وورمها الَّذِي يهيج من ذَاته وبعقب الخزم وَقطع البواسير من الفصد للباسليق وَذَلِكَ أَنه ورم حَار فيسكن ذَلِك على الْمَكَان وَذَلِكَ أَنه يجب بعد ذَلِك أَن يضمد بالأضمدة المحللة الملينة وَلَو كَانَ ورما فِي غَايَة الْحَرَارَة فَإِن الْبَارِدَة هَاهُنَا تهيج وجعا شَدِيدا وَيصْلح الْقعُود فِي المَاء الْحَار فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين وجع المقعدة الورامة والبصل وَالسمن. فَإِن خرج مِنْهُ دم سكن وَجَعه وبمقدار عظم الوجع وشدته وَعظم

الورم وَطول إمْسَاك صَاحبه عَن الْقَصْد فَلْيَكُن إخراجك الدَّم مِنْهُ فَإِنَّهُ يسكن وَجَعه على الْمَكَان بذلك أَو يخف وَبعد الفصد فَخذ فِي تكميده بِالْمَاءِ الْحَار وتضميده. لى من كتاب العلامات قَالَ: إِنَّمَا ترم الْحلقَة إِمَّا لشقاق وَإِمَّا لبواسير تسد أفواهها فَإِنَّهُ إِذا أنسدت أَفْوَاه البواسير ورمت وجست وَاشْتَدَّ وجعها. لى الفصد أَكثر نَفعه إِذا كَانَ ذَلِك لانسداد أَفْوَاه الْعُرُوق وَاسْتدلَّ على ذَلِك بالمتلاء فِي الْجِسْم وباستعمال الأغذية السوداوية وبمزاج) الْمَرِيض. وَقد ترم من الشقاق إِلَّا أَن هَؤُلَاءِ يكون بهم وجع قبل الورم وحكة. والفصد فِي كلتا الْحَالَتَيْنِ نَافِع وَلكنه فِي الشقاق أقل نفعا. وَمن كتاب غَرِيب مجرب: تبخر البواسير بالطرفاء ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهَا تَجف وتذبل وتنتثر بعد ذَلِك مجرب. من اختصارات حِيلَة الْبُرْء الأولى قَالَ: يقطع دم البواسير وضع المحاجم على الْبَطن. لى وفصد الباسليق يقطع الدَّم ويسكن الوجع. وللوجع فِي المقعدة ضماد نَافِع: مقل لبن وشحم بط يدق مَعَ بزر الْكَتَّان والحلبة ومخ الْبَقر (ألف ح) يلين الْمقل بِاللَّبنِ وَيجمع الْجَمِيع ثمَّ يوضع عَلَيْهِ. وينفعه جدا أَن يمسح بقير وطي بشحم الدَّجَاج والبط فَإِنَّهُ يبلغ فِي تسكين الوجع أمرا عجيبا ويضمد بحب الخروع إِن لم تكن حرارة أَو تشد عَلَيْهِ إِلَيْهِ. لى رَأَيْت التوتات تكون من دم عكر فعالجها بعلاج التوت الْخَارِج أَعنِي بالفصد قبل ثمَّ أسهل الْخَلْط الْأسود مَرَّات ثمَّ أجعَل عَلَيْهِ القليقديون مَتى كَانَ منبسطا أَو غائرا ويحزم وَيقطع إِن كَانَ ناتيا. وَمَتى قطع جعل على الْموضع زاج وضمد حواليه وفوقه بالسمن لِئَلَّا يهيج الورم فأعرف هَذَا الْبَاب فِي علاج كل عُضْو عصبي قطع. لى ليكن تقدمك على من قد ضعف من النزف جدا وَصغر نبضه بالأفيون أقل فَإِنَّهُ يسْقط مَا بَقِي من قواهم لَكِن أغذهم وسخّتهم أَولا. الْيَهُودِيّ: إِذا عرض فِي المقعدة من البواسير ورم عَظِيم حَتَّى تنْقَلب المقعدة فضمد بكراث مسلوق مَعَ سَنَام الْجمل أَو سمن الْبَقر وَنَحْوه وغذه فِي الْيَوْم بالسمن مَرَّات ولطف الْغذَاء. قَالَ: وَيَنْقَطِع دم البواسير بحب الْمقل وَإِن كَانَ بَطْنه لينًا: القميحة السَّوْدَاء. وَمَتى إِصَابَة من كَثْرَة خُرُوج الدَّم بهر وَنَفس ضيق فأعطه دَوَاء الكركم وَإِن إِصَابَة خفقان فدواء الْمسك. لى صَحَّ مرَارًا كَثِيرَة إِن الوجع يكون يزِيد وينتفخ فَحَمله عرطنيثا لينفتح. لى إِن رَأَيْت الْبدن يزِيد تولد هَذَا الْخَلْط فِيهِ فالأجود أَن تفتح لَهُ بواسير ليسيل وَإِلَّا فأفصده فَإِن يسكن وَجَعه وَإِن كره ذَلِك كَارِه فتعاهد فصده وإسهال الْخَلْط الْأسود. وَالَّذِي ينْتَفع بِهِ من دم البواسير مَا دَامَ أسود فَإِذا رق واحمر فَمن الْوَاجِب قطعه. ويقطعه نعما القلقطار والقلقنت والعفص والشب مسحوقة فتحتمل وَيجْلس فِي مَائِهَا وَإِن أفرط فَلَيْسَ إِلَّا أَن يَجْعَل عَلَيْهِ قلقديون حاد كَذَا وصف فِي قاطاجانس فِي السَّادِسَة. من الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ: تكون البواسير من خلط الدَّم السوداوي إِذا أَكثر من لحم الْبَقر والأرانب والسمك والجبن والباذنجان والعدس والنمكسود وَالتَّمْر وَكَثْرَة صنوف) الْحَلْوَاء فليترك ذَلِك كُله.

لى من شكا إِلَيْك من الْعَامَّة بواسير فمره أَن يُرِيك اختلافه فَإِن كَانَ كثيرا تكون بِهِ قُرُوح فِي أمعائه. وَقد شكا إِلَى ذَلِك رجل وَلما بحثت عَن أمره كَانَت بِهِ قرحَة مزمنة فحقنته بحقن الرازيانج فبرأ. لى إِذا أردْت خزم البواسير فَانْظُر فَمَا كَانَ مِنْهَا لَا ينفذ الْميل فِيهِ وَلَا يصل إِلَى الإصبع إِلَّا فَوق كثيرا فتوقه فَإنَّك أَن خزمته استرخت المقعدة لِأَن فِي ذَلِك قطع العضلة كلهَا وَمَا كَانَ يصل إِلَيْهِ إصبعك أَسْفَل فَلَا تهبه فَإِنَّهُ لَا يَنْقَطِع من العضلة إِلَّا قَلِيل. وَقد تخزم البواسير أَيْضا إِذا أردْت ذَلِك فَلْيَكُن خزمك بهَا بِشعر مفتول على مثل مَا يعْمل الصيادون بالجعر فَإِنَّهُ أبلغ وأسرع فَإِن لم يتهيأ فبالزبر فَإِنَّهُ جيد بَالغ وتوق كل مَا كَانَ بَعيدا يحْتَاج أَن يدْخل فِي وسط لحم كثير فَإِذا خزمت فَلَا تشد أول يَوْم وَاسْتعْمل جُلُوس الْمَرِيض فِي المَاء الْحَار والمرخ بالدهن والضماد المرخي والدهن الْكثير وتواتر ذَلِك وضمده قبل ذَلِك لِئَلَّا (ألف ج) يحدث على العليل التشنج. فَإِذا رَأَيْت أَنه يُرِيد أَن يحدث أَعْرَاض ردية فَحل الحزم وَمَتى لم يعرض عَارض ردي فَشد كل يَوْم إِلَى أَن يفرغ. لى قَول جالينوس فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: من حَرَكَة العضل كثير مَا يسرف فِي قطع هَذِه العضلة فَتخرج هَذِه الفضول بِغَيْر إِرَادَة يدل على أَن الخزم أبدا يَقع فِي شَيْء من العضلة فَإِذا كَانَ مَا قطع مِنْهَا كثيرا جدا عرض خُرُوج البرَاز بِلَا إِرَادَة وَإِن كَانَ قَلِيلا بِالْبَاقِي من العضلة بِفِعْلِهَا فَلم يعرض ذَلِك. ويستدل فِيهِ أَيْضا على مَا قُلْنَا قبل وَذَلِكَ أَن هَذِه العضلة لَيْسَ لَهَا من الذّهاب فِي عرض الْجِسْم كثير عمق وَلَا يكَاد يَقع عَلَيْهِ باسور إِلَّا خَارِجا عَنْهَا فَإِذا خزم قطع العضلة فِي عرض الْبدن فَقَوْل ج: إِسْرَاف فِي قطع العضلة إِنَّمَا هُوَ فِي طول الْجِسْم لَا فِي عرضه ويستدل على ذَلِك من أَن الْإِنْسَان إِذا شدّ هَذِه العضلة رَآهَا تجذب المقعدة إِلَى فَوق جذبا شَدِيدا وَهَذَا فعلهَا لِأَن هَذِه العضلة خلقت هَاهُنَا لمَنْفَعَة أَن تغلق الدبر وَأَن تشيل المقعدة إِذا خرجت فَيدل ذَلِك على أَن جلّ فعلهَا للنواصير يضمرها حَتَّى يكون كَالصَّحِيحِ. حب الْمقل: إهليلج كابلي بليلج أملج بِالسَّوِيَّةِ خبث الْحَدِيد نصف مِثْقَال مقل جزءان يسحق حبا ويتعاهد وللحكة فِي المقعدة يحمل بخل خمر ودهن ورد أَو تمسح بِهِ ويحجم على العصعص. لى الْمرة السَّوْدَاء انْظُر فِي الدَّم السَّائِل من البواسير فَمَا دَامَ أسود غليظا إِذا هُوَ) جمع فِي إِنَاء فَدَعْهُ يسيل فَإِن رَأَيْته رَقِيقا أَحْمَر فاحبسه على الْمَكَان. وَإِنَّمَا يتَوَلَّد فِي الأمزاج الَّتِي يكثر فِيهَا تولد السَّوْدَاء فَإِن أردْت استصلاحهم فبرّدهم ورطّبهم وأسهلهم سَوْدَاء فَإِنَّهُم يصلحون. لى إِذا كَانَ النزف فِي باسور ظَاهر فَقَطعه ثمَّ يَجْعَل عَلَيْهِ زاج مسحوق وصبر فَإِنَّهُ يلتحم وَلَا ينزف مِنْهُ شَيْء كَذَلِك مَتى كَانَ أفواهه ظَاهِرَة. وَرُبمَا كَانَت

تجارب المارستان

توتة غائرة فَلْيَكُن علاجها بالأدوية الكاوية فَإِن لم تَرَ المجاري الَّتِي يخرج مِنْهَا الدَّم فعلاجها احْتِمَال الْأَدْوِيَة الكاوية شياف وَغَيره مختلطة بالقابضة فَإِن هَذِه تلحم تِلْكَ الأفواه. وَأما فتحهَا فَيكون بالأشياء الحادة الَّتِي لَا تجفف كعصير البصل وَعسل البلاذر وَكلهَا تفتح سَرِيعا. من كتاب العلامات فِي كل باسور وخاصة فِي الشرج: إِن كَانَ نَافِذا نفاذا مستويا كَانَ مَا يخرج مِنْهُ قَلِيلا وَكَانَ يَابسا فِي أَكثر الْأَمر وَمَتى كَانَ كثير التفاريج معوجا فبقدر ذَلِك يكون كَثْرَة مايسيل مِنْهُ وَاخْتِلَاف ألوان السَّائِل لِأَنَّهُ يخرج من أَمَاكِن مُخْتَلفَة. الأقربادين الْقَدِيم فرزجة تمسك دم البواسير: كندر دم الْأَخَوَيْنِ وقاقيا وعفص فج وكحل وأفيون وَيجْعَل ذَلِك شيافا بِمَاء الخرنوب ويمسك اللَّيْل كُله. 3 - (تجارب المارستان) نواصير المقعدة مَتى لم تكن نَافِذَة جعل فِيهَا دَوَاء حاد ثمَّ سمن ثمَّ مرهم أسود حَتَّى يبرأ والنافذة يخرج مِنْهَا الزبل وَالرِّيح تحْتَاج أَن تخزم فَإِن كَانَت لَهُ أَفْوَاه عدَّة فأخزم بَعْضهَا إِلَى بعض ويدع اللَّحْم الصلب ثمَّ إِن كَانَ نَافِذا فأخزم أفربها إِلَى المقعدة وَإِلَّا فدع ثمَّ عالج فَإِنَّهُ يبرأ. الساهر مرهم الإسفيذاج للشقاق قَالَ: تُؤْخَذ أُوقِيَّة قيروطي وَنصف أُوقِيَّة إسفيذاج وَدِرْهَم وَنصف (ألف ج) مراداسنج وَمثله إقليميا الْفضة وَنصف دِرْهَم كثيراء وَنصف دِرْهَم مخ سَاق الْبَقر ببياض الْبيض دِرْهَم يجمع فَإِنَّهُ عَجِيب بولس: أطرح مَعَه نشا وكثيراء وَبَيَاض الْبيض. لى تأليف: قيروطي بدهن ورد خام أُوقِيَّة نشا كثيراء من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ إسفيذاج أَرْبَعَة دَرَاهِم بَيَاض بَيْضَة وَاحِدَة نصف دِرْهَم أفيون يجمع فَإِنَّهُ غَايَة. وَقد يكون شقَاق يَابِس قحل يوجع فَخذ لَهُ صفرَة الْبيض ومخ سَاق الْبَقر وشمع ودهن حل ونشا وكثيراء وامسحه بِهِ. 3 (مُفْردَة) ج: مَتى احْتمل فتخ أَفْوَاه البواسير. لبن التِّين عَجِيب فِي ذَلِك أَن أحتمل. قَالَ جالينوس فِي الثَّانِيَة: أَنا نجد النواصير وخاصة الَّتِي فِي المقعدة أَنَّهَا إِذا انْقَطع وسخها لطيّت وانقبضت حَتَّى تظن إِنَّهَا قد بَرِئت وَلَا تزَال كَذَلِك حَتَّى يمتلئ الْبدن ثمَّ ترشح وَقَالَ: التوتيا مَتى غسل كَانَ أَشد تجفيفا من كل دَوَاء مجفف بِلَا لذع مَعَ ذَلِك وَلذَلِك هُوَ مُوَافق للقروح فِي المقعدة والمذاكر والعانة إِذا كَانَ يجفف جدا بِغَيْر لذع لى هَاهُنَا يحْتَاج أَن يلقِي فِي مرهم الإسفيذاج مَعَ القليميا فَيكون غَايَة. ج: المرارات وخاصة مرَارَة الثور إِذا احتملت أدرت دم البواسير وأبلغ المرارات الَّتِي فِيهَا مرَارَة حَمْرَاء اللَّوْن. أطهورسفس: السّمن يسكن وجع البواسير. د: الْوَسخ الْمُجْتَمع على حيطان الحمامات جيد للشقاق فِي المقعدة مَتى طلى بِهِ والبواسير إِذا لطخ بهَا الزفت الرطب جيد للشقاق فِي المقعدة إِذا طلي بِهِ. والحضض جيد للشقاق والسحج فِي المقعدة إِذا طلي بِهِ. مَاء الْورْد الْعَتِيق رماد التِّين والبلوط يحقن بِهِ من كَثْرَة سيلان الدَّم من البواسير إِذا أزمنت. لى هَذِه كاوية وينفع من ذَلِك الشيافات المعمولة

بالنورة والقلقطار والراتينج وَيَنْبَغِي أَن يعْمل للعتيق المزمن البصل نَفسه الَّذِي هُوَ مِنْهُ إِلَى الطول والحمرة فَإِنَّهُ أحرف ويغمس فِي زَيْت وَيحْتَمل فِي المقعدة فَيفتح أَفْوَاه البواسير. وَالصَّبْر مَتى ديف بميبختج وطلي على البواسير الناتية والشقاق الَّتِي فِي المقعدة أبرأها وَقطع نزف الدَّم مِنْهَا. إكليل الْملك مَعَ ميبختج وصفرة بيض يسكن وجع المقعدة من ورم حَار يضْرب وَرُبمَا خلط فِيهِ بزركتان ودقيق الحلبة. لى المستعملة فِي تسكين وجع البواسير وورم المقعدة الَّتِي تضرب: الشيث البابونج إكليل الْملك بزر الْكَتَّان صفرَة الْبيض ميبختج شَحم البط مخ الْعجل أفيون زعفران حَماما المَاء الْحَار التكميد الْيَابِس البصل السليق الدياخيلون د: ورق الخطمي وأصوله صالحان جدا للورم الْحَار فِي المقعدة وتسكين الوجع لى اعْتمد عَلَيْهِ قَالَ: وَلِأَنَّهُ يحلل وينضج ويسكن كل وجع. الخطمي مَتى طبخ بعصير الْعِنَب وَجعل مَعَ شَحم البط ضمادا وَاسْتعْمل سكن وجع البواسير الوارمة غَايَة السّكُون. شرك والخوز وَابْن ماسويه: الإهليلج الْأسود جيد للبواسير. الحلبة نافعة للبواسير. الْمقل نَافِع للبواسير. لى يتَّخذ أطريفل فِيهِ داذي وطاليسفر وإهليلج أسود ومقل وَمَاء الكراث. بزر الكراث مَعَ الْحَرْف ينفع من البواسير. الدِّمَشْقِي: الطاليسفر نَافِع من أَرْوَاح البواسير الخوز: الداذي نَافِع من أَرْوَاح البواسير سَماع لثقة لَا لَا اسْم حشيشة تجلب من مَكَّة إِذا تدخن بهَا نثرت البواسير نثرا وسكنت الوجع عجينة فِي ذَلِك. أَبُو جريح: الْمقل الْأَزْرَق يقطع دم البواسير مَتى شرب وَإِن طلي عَلَيْهِ وَشرب على نَبِيذ داذي. دهن الخوخ ينفعان أَيْضا كَذَلِك. ابْن ماسويه: السعد جيد للبواسير. ماسرجويه: السندروس مَتى بخر بِهِ أضمر البواسير الَّتِي فِي المقعدة. أَبُو جريح: السكبينج ينفع البواسير مَتى شرب مُفردا أَو مؤلفا مَعَ الْأَدْوِيَة. الخوز: ريحَان سليمن يشبه عيدَان الشبث الرطب نَافِع للبواسير جدا. سندهشار: الثوم ردي للبواسير. قريطن: طلي جيد لوجع المقعدة والشقاق: صفرَة بيض مشوية ومرداسنج وشمع ودهن وشحم بط وَلبن يجمع ويسحق بِاللَّبنِ ويطلي عَلَيْهِ أَو أسحق صفرَة الْبيض بِلَبن وأطله عَلَيْهِ. لي ينفع الَّذين قد بردت أبدانهم ومعدهم وقاربوا الاسْتِسْقَاء من أسرف البواسير: القنجتوش وَهُوَ ضرب من خبث الْحَدِيد جيد جدا. لي على مَا رَأَيْت لميسوسن وَغَيره: يَنْبَغِي إِذا خزمت توثة أَن تقعد العليل غي المرخيات. لي أَدخل الْميل فِي الْبَاسُور وَأدْخل السبابَة من الْيَد الْيُسْرَى فِي الْحلقَة حَتَّى تلبس رَأس المجس ثمَّ أَمر العليل أَن يضم مقعدته بِقُوَّة وتفقد كَيفَ قُوَّة الضَّم فَوق إصبعك وادفعها إِلَى فَوق فَإِن رَأَيْت أَن فَوق مَوضِع أقْصَى الْبَاسُور مَوضِع كَبِير من العضلة القابضة فَإِنَّهُ مِمَّا يجوز أَن يخزم وبالضد.

بولس طلاء جيد للوجع والشقاق: صفرَة بَيْضَة ودهن ورد وشحم دجَاجَة يجمع الْكل ويطلى. وَقَالَ أبقراط حَكَاهُ عَنهُ بولس: الْجِرَاحَات الَّتِي فِي جَانب المقعدة بطّها قبل النضج وَلَا ينْتَظر لِئَلَّا يمِيل إِلَى دَاخل فَيحدث بواسير. الثَّانِيَة من الْفُصُول: النافع من دم البواسير مَا كَانَ تنجلب قَلِيلا قليلاَ حَتَّى يعرض لَهُ بإبطائه أَن يسود فَهَذَا أصل من الَّذِي يخرج على سَبِيل الانفجار دَفعه لى الْجيد النافع مِنْهُ أَن يَجِيء دم أسود غليظ فَإِذا جَاءَ دم رَقِيق أَحْمَر فاقطعه لِأَنَّهُ يتبع ذَلِك سُقُوط قُوَّة. ماسرجويه: إِذا تدخن صَاحب البواسير بالسندروس أضمرها ولطاها وجففها كي لَا تخرج مِنْهُ بلة الْبَتَّةَ. لى يجلس فِي القوابض وسخن فِيهَا السندروس والمر وبزر الكراث.) ماسرجويه: بزر الكراث يجفف البواسير إِذا بخرت بِهِ. محتضر حِيلَة الْبُرْء: وَإِذا أسرف أمورنداس فَشد الْيَدَيْنِ على مَا تعلم وضع المحجمة على الْبَطن واسق القوابض والمخدرة. لى وَأَجْلسهُ فِي مَائِهَا وَحمله مِنْهَا وَمَتى اضطررت إِلَى الكاوية فَعَلَيْك بهَا. لى كَانَ لرجل فِي مقعدته بواسير على عظم الحمص ثَلَاثَة وَكَانَ بِهِ وجع شَدِيد فطليت مِنْهَا أعظمها وأشدها حمرَة وامتلاء بغرطنيثا وعصارة البصل مَرَّات وأمرته بِالصبرِ على ذَلِك فَسَأَلَ مِنْهُ دم قَلِيل ثمَّ أقبل يكثر ويسكن الوجع وضمرت الْبَاقِيَة وَصَارَ هَذَا الْوَاحِد أَيْضا متقلصا يدمنه دم بِلَا وجع. لى إِذا قطعت بواسير فأجلس صَاحبهَا فِي خل وَمَاء مطبوخ فِيهِ عفص فَإِنَّهُ لَا يدمي. لى إِذا كَانَ إِنْسَان يتعاهده (ألف ج) ورم المقعدة ووجع فَحَمله مَا يفتق الدَّم ويدره واختر على فصد الْيَد هَذَا. وَإِذا كَانَ إِنَّمَا هاج بِهِ هَذَا مرّة فافصده الباسليق وقوّ معدته وخاصة إِن لم يكن فِيهَا نتو الْبَتَّةَ وَلَا كَانَ بدنه مِمَّا لَهُ دم مراري لِأَن الدِّمَاء المرارية لَا بُد تولد البواسير فَفَتحهَا أصلح. الْمرة السَّوْدَاء لَا تمنع دم البواسير إِذا كَانَ عَنْهَا. والعلامة مَا دَامَ أسود وَحين يرق فامنع. المارستان: إِن كَانَت البواسير ظَاهِرَة فبروها بالقالب جيد واقطعوها. وَمَتى كَانَت دَاخِلَة فاقلبوا المقعدة بالمحجمة ثمَّ اقطعوها واتركوا الدَّم يسيل بِمِقْدَار صَالح ثمَّ ذَروا عَلَيْهَا قلقطارا وأحكموا شدها وامنعوا العليل من الْغَائِط يَوْمًا وَلَيْلَة خَاصَّة إِذا كَانَ نزف قوي فَإِن خلا وَجَاء الدَّم أجكموا الشد أَيْضا فَإِذا لم يجيءالدم حَتَّى يتبرز عجلوا فِي تليين بَطْنه باعتدال لِأَن القرحة إِنَّمَا تَبرأ وتنقي بِمَا يمر بهَا من الثفل. وَمَتى حدث عَن ذَلِك أسر الْبَوْل اعلموا فِي حل الورم وتسكين الوجع. للشقاق عَجِيب: شمع ودهن ورد مخ سَاق الْبَقر سَنَام الْجمل مقل كثيراء نشا يتَّخذ مرهما. مسيح أدوية البواسير: الْمقل بزر الكراث السندروس. لى الداذي قشور الكندر سَنَام الْجمل سكبينج. قَالَ: إِذا كَانَ فِي المقعدة ورم محرق ومؤذ فلتؤخذ صفرَة بَيْضَة مشوية فيحقن بهَا بعد

سحقها بِمَاء ودهن ورد ويطلى فَإِنَّهُ يسكن من سَاعَته. وللشقاق: رماد الصدف ونشا بِالسَّوِيَّةِ ورق الزَّيْتُون نصف وشمع ودهن ورد يجمع ويطلى فَإِنَّهُ يسكن من سَاعَته. وللبواسير: يذر عَلَيْهَا توبال الْحَدِيد ورصاص محرق فَإِنَّهُ يجففها ويبطلها الْبَتَّةَ. ولفتح أفواهها: أدهنه بدهن سوسن) واسقه أقحوانا يَابسا. ولضيقها: أطله بالأفاويه والإسفيذاج والنعنع. ولنتو المقعدة: اغسلها بشراب قوي ثمَّ ذَر عَلَيْهَا القابضة. لى اقم ذَلِك مقَام دهن الْورْد فاترا قَالَ وامسحها بِهِ ثمَّ ذَر عَلَيْهَا القوابض. وَهَذَا عَجِيب للورم مَعَ شقَاق: اسْقِ كندر ذكر شادنة عفص زعفران دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ علك الأنباط خَمْسَة شمع أَبيض أُوقِيَّة دهن ورد نصف أُوقِيَّة يجمع جيد بليغ. وَأَيْضًا: مراداسنج إسفيذاج شَحم الإوز بِالسَّوِيَّةِ زعفران مر نصف نصف دهن ورد شمع بِقدر مَا يَكْفِي جيد للشقاق والقروح. قَالَ: إِذا أردْت أَن تلطخ الْبَاسُور بدواء حاد فَخذ عنزروتا فاعجنه بِمَاء ولطّخ حواليه ثمَّ اسْتعْمل الحادة. لى الصمغ يصلح. معجون جيد للبواسير: إهليلج أسود وكابلي وأملج بالسواء داذي نصف يعجن بدهن نوى المشمش حَتَّى ينعصر مِنْهُ ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيسْتَعْمل. آخر: نانخة بزر الكرفس مصطكى خولنجان قرفة من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم أبهل خَمْسَة عشر حرف مقلو عشرَة يدق خلا الْحَرْف ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيسْتَعْمل الشربة دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثَلَاثَة. للشقاق والوجع الشديدي: يسحق فِي القيروطي ثلثه حناء نعما ويتمزج ابْن ماسويه وماسرجويه والخوز: الأملج جيد للبواسير يُقَوي الشرج. سندهشار: بقلة الحماض ينفع من البواسير مَتى أكلت. الدِّمَشْقِي: الطاليسفر جيد لأرواح البواسير. (ألف ج) الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ: دخن البواسير بورق الشاهترج وبزره أَو بحب الحرمل أَو حب الْقطن وَنوى الهليلج الْأسود ونانخة وَورد يَابِس وكندر. وَمِمَّا يسكن وَجَعه: نفط أسود وشحم الكلى ودقيق الشّعير يتَّخذ مرهما. ولوجع المقعدة: اسلق الكرنب ثمَّ خبصه بِسمن ويضمد أَو يقْعد فِي طست قد صب فِيهِ دهن حل أَو يسلق الشبث بِمَاء كثير ودهن حل وَيقْعد فِيهِ ساعتين فَإِنَّهُ يسكن الوجع. وَمِمَّا يسكن الوجع: بخور لب حب الْقطن ومخ عِظَام الإيل أَو مخ عِظَام سوق الْبَقر يحبب ويبخر بِهِ. وَمِمَّا يسكن الوجع وينفع البواسير الْبَاطِنَة أَن يصب من القطران الشَّامي الَّذِي يشرب دِرْهَمَانِ ودهن نوى المشمش دِرْهَمَانِ فَيصب على مَاء الهليلج الْأسود وَيصب ثَلَاثَة أَيَّام فَإِنَّهُ يتَبَيَّن نَفعه فِي يَوْمَيْنِ فَإِن تأذيت بحره فضع دهنا على رَأسك وكل نصف النَّهَار إسفيذباجا بِلَحْم سمين أَو سمن واحتم الْخلّ والبقل وَاللَّبن. قَالَ: وينفع من البواسير التِّين ويضرها التَّمْر والتين الْأسود أَجود. وينفع مِنْهَا اللبنى عسله) وقشوره تدخل فِي حب الْمقل والحرف والنانجة وبزر الكراث والسكنجبين. قَالَ: إِذا اشْتَدَّ الوجع فِي البواسير فاحقنه بِسمن مذاب ودهن جوز وَمَاء الكراث واحقنه بدهن حل مسخن واحقنه بلعاب بزر الْكَتَّان والبابونج والحلبة. قَالَ: وليدع صَاحب البواسير

لحم البط والدجاج وَالْبَقر والسمك وطير المَاء وَالْبيض والخردل والثوم والفجل والأشربة القوية فَإِن هَذِه أجمع تهيج البواسير. ويوافقها الكراث وَالسمن وَلحم الْمعز وَلَا يُوَافقهُ لحم الضَّأْن. حب عَجِيب: إهليلج أسود عشرُون درهما مقل عشرَة سكبينج وقنة خَمْسَة خَمْسَة الشربة دِرْهَمَانِ. من مَسْأَلَة سُئِلَ عَنْهَا حنين قَالَ: البواسير تكون من فضلات تسيل من الْمعدة والأمعاء إِلَى أَسْفَل فترتبك هُنَاكَ لَا تخرج قَالَ: وَفَوق الْحلقَة لحم رطب رهل فَلذَلِك أَكثر مَا تعرض هُنَاكَ. لى من هَذَا يجب أَن تجفف أغذيتهم وَتخرج الفضول. الْهِنْدِيّ: الْحَرْف يذهب بالبواسير. قَالَ: وَالزَّيْت ينفع من البواسير. دَوَاء سُهَيْل: أصل الْكبر وسلخ الْحَيَّة وأصل الشوك أَعنِي شوك الْجمال وأصل الحنظل وورق الدفلى ومقل وسكبينج يسحق بِمَاء الكراث عشْرين يَوْمًا كَا يَوْم سَاعَة ثمَّ يبندق كالبندق الَّذِي يرْمى بِهِ ويبخر بِهِ مَرَّات فَإِنَّهُ عَجِيب جدا يُسْقِطهَا ويضمرها. من ششماهي بختيشوع: بعر الْجمال الراعية وقشور عروق التوث وقشور أصل الْكبر د: إِذا طبخ ورق الآس وخبص وضمدت بِهِ البواسير نفع. دهن الآس وأصل الأنجدان مَتى طبخ بخل فِي قشور رمان وضمد بهَا ذهبت البواسير الناتية فِي المثعدة. بقلة الحمقاء نَافِع للبواسير الدامية. صفرَة الْبيض إِن خلط بعد سلقه بإكليل الْملك نفع من البواسير. د: رماد الْجُلُود الخلفة الَّتِي يرْمى بهَا الأساكفة جيّد للبواسير. الهليلج الكابلي المربى وَغير المربى ابْن ماسويه: نَافِع لأرواح البواسير. الزرنيخ مُوَافق إِذا خلط بدهن ورد للبواسير الناتية فِي المقعدة. زنجار الْحَدِيد نَافِع من البواسير الناتية فِي المقعدة. د: رماد قصب الْكَرم ورماد ثجير الْعِنَب يبرئان المقعدة الَّتِي قلع مِنْهَا البواسير وَقَالَ: إِذا تضمد بِهِ مَعَ خل. الكراث النبطي مَتى سلق وطجن بعد وضمد بِهِ البواسير نفع وَمَتى أكل مِنْهُ نفع ابْن ماسويه: وَإِنَّمَا ينفع البواسير الْعَارِضَة من الرُّطُوبَة. بزر الكراث مَتى قلى مَعَ الْحَرْف نفع من (ألف ج) البواسير إِذا شرب. وَقَالَ: اللَّبن يسْتَعْمل مَعَ التوتيا المحرق المغسول فِي تسكين وجع البواسير إِذا قطعت.) ج: لبني بوطش مَتى ضمد بعد دقه البواسير سكنها. د: يُؤْخَذ أصل الخرنوب النبطي الْبري فِي مَوضِع لَا يسقى وَلَا يكون بَين الحروث فقشره من قشره وجففه فِي الظل ثمَّ امسح الْبَاسُور وكل ثؤول ونتو فِي المقعدة بدهن خطر أَو دهن الرازقي ودخنه بقمع على مَا تعلم مَرَّات فَإِنَّهُ يسْقط. ابْن ماسويه: زهر النّحاس يذوّب البواسير مَتى احْتمل. السفرجل الْمَطْبُوخ بِمَاء الْعَسَل كَانَ جيدا للبواسير مَتى ضمد بِهِ. سماق الدباغة يُبرئ البواسير مَتى خلط بفحم خشب البلوط مسحوقا وتضمد بِهِ البواسير فيبرئها.

د: الصَّبْر إِذا ديف بشراب حُلْو شفى البواسير الناتية وَقَالَ: حكاك الأسرب مَعَ دهن ورد نَافِع من البواسير الدامية وَغير الدامية وَقَالَ: ضماد حكاك الأسرب والعصارة الْبَارِدَة نَافِع جدا فِي ذَلِك. جالينوس: يبخر الْبَاسُور بِأَصْل الكرفس الْيَابِس مَرَّات يرْمى بِهِ. دَوَاء جيد للبواسير: يُؤْخَذ حب محلب ينعم سحقه وَيجْعَل مَعَه سدسه شعر زعفران ينعم دقة وَيجْعَل شياقة بدهن مشمش يقشر من قشريه وَيحْتَمل. دَوَاء عَجِيب مجرب للبواسير: مَتى كَانَت ظَاهِرَة فامسحها بدهن ورد ودخنها تدخينا دَائِما بالشوك الْمُسَمّى بالخاخ وَفِي مجمرة وقمع مَتى كَانَت دَاخِلَة وَمَتى كَانَت خَارِجَة فَلَا يحْتَاج أَن يدْخل زَيْت الْقَمْح فِي المقعدة فَإِنَّهَا تنتثر فِي ثَلَاثَة أَيَّام. وَمَتى كَانَت صغَارًا ضامرة كَثِيرَة فأجلس فِي طبيخ الخاخ وامسح عَلَيْهَا دهن ورد. وايضا يشرب الإطريفل وَحب الْمقل وخبث الْحَدِيد إِن كَانَ مطبوخا فَثَلَاث أَوَاقٍ وَمَتى كَانَ معجونا فمثقال وَاجعَل طَعَامه مرّة فِي النَّهَار وأدمه لحم ضَأْن وتبخر المقعدة بخور لَهُ جيد: أفيون فربيون زرنباد سندروس كندر شَحم الحنظل وورقه وورق الْكبر وحسك وأصل الْكبر وبزر الكراث وأنزروت ومقل وقيصوم وكبريت أصفر وشعير وزبل خِنْزِير قفر يَهُودِيّ سَنَام جمل يتبخر بِهِ بخور آخر: سندروس أصل شَحم الحنظل وورقه وورق الْكبر وَأَصله مقل سَنَام الْجمل يتخل بحريره وَأمره يدهن بدهن مشمش وبخره. وَأما الأوجاع الْحَادِثَة عَن الْقطع والخزم فقد ذَكرنَاهَا فِي بَاب أورام المقعدة وأوجاعها. البواسير مَتى كَانَت ناتية أخذت بالقالب وَقطعت وَجعل عَلَيْهَا زاج مسحوق وَإِن كَانَت عَظِيمَة خزمت فِي مَوَاضِع بالباندورة وَكَذَلِكَ يخزم مَا اصله اغلظ من رَأسه والمستوية مَعَ) سطح المقعدة والمقعدة تحْتَاج أَن تكوى وتعالج بالدواء الحاد. مَجْهُول: دُخان البلاذر يسْقط التوثة. من التَّذْكِرَة للبواسير مَعَ برد: أصل الْكبر داذي آس يغلي بدهن ورد. مَجْهُول قَالَ سَأَلته عَن البواسير فَقَالَ: البواسير تكون عَن غليان الدَّم وكثرته فَعَلَيْك بِكُل شَيْء ينقص الدَّم (ألف ج) ويسكن الْحَرَارَة ويلين الْبَطن. طلاء للبواسير يثرها: تُؤْخَذ حَنْظَلَة رطبَة فتشق على أَربع قطع وَتجْعَل فِي إِنَاء وَيصب عَلَيْهَا أَبْوَال الْإِبِل الراعية غمرها وَشد رَأسه وَضعه فِي الشَّمْس القيظ كُله وَمَتى نقص الْبَوْل فأمده ثمَّ أطل بِهِ البواسير فَإِنَّهُ ينثرها أَو أطلها بالمرمرات فَإِنَّهُ يَأْكُلهُ كُله أَو ذَر عَلَيْهَا شونيزا فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك يرْمى بهَا كلهَا. وَإِن كَانَت دَاخِلَة فلطخ قطنة بِعَسَل ولوّثها فِي شونيز محرق ويتحمله. وَله: ينثر عَلَيْهَا زاج فَإِنَّهُ يجففها وتتناثر إِذا عسر الْبَوْل ثمَّ احترس لِئَلَّا يعسر. دخنة تدخن بهَا البواسير: يعجن البلاذر أقراصا ويدخن بِهِ فَإِنَّهُ جيد ودخن بِأَصْل

الحنظل أَو أصل الْكبر أَو الخرنوب النبطي أَو بالراسن أَو بزر الكراث وأحقن صَاحب البواسير بِمَاء الكراث مَعَ الْمقل. شياقة يمْسِكهَا صَاحب البواسير مَتى كَانَت طَبِيعَته يابسة: مقل ثَلَاثَة حنظل دِرْهَم يتَّخذ شيافة بِمَاء الكراث. إنذار من كتاب الْمَوْت السَّرِيع: إِذا كَانَ بِإِنْسَان أمورنداس وَظهر بَين كَتفيهِ بثر كثير سود مَاتَ فِي الْيَوْم الْعشْرين. قَالَ فِي كتاب الأهوية والبلدان: أَكثر مَا تعرض البواسير من السَّوْدَاء وَمن البلغم أقل من ذَلِك. أبيديميا: من انفتحت أَفْوَاه عروق مقعدته ل تصيبه ذَات الْجنب والرئة والأكلة والبثور والتقشر والقوابي وَنَحْو ذَلِك. فَإِذا قطعت بواسيرهم كلهَا ثمَّ لم يتعاهدوا بالفصد والإسهال حدث بهم ذَلِك سَرِيعا. الْفُصُول: خُرُوج الدَّم من المقعدة لَا يجب أَن يتْرك يفرط وَلَا يجب أَن ينقص إِذْ الحالتان جَمِيعًا مضرتان. وَمِنْهَا: من قطعت لَهُ بواسير مزمنة فبرأ مِنْهَا فَلم يتْرك وَاحِدَة مِنْهَا لم يُؤمن إِن يحدث بِهِ استسقاء أَو سل لِأَن الدَّم الْأسود الَّذِي كَانَ يسيل وَيخرج إِذا لم يخرج كثيرا وَاحْتبسَ فِي الكبد) وأحدث ورما صلبا فِي الكبد فَلَا يزَال كَذَلِك حَتَّى تُطْفِئ حَرَارَتهَا فَإِن دفعت الكبد ذَلِك الدَّم إِلَى الرئة انصدع فِيهَا عروق فَيحدث لذَلِك السل فَلذَلِك يحْتَاج أَن يتْرك مِنْهَا وَاحِدَة لتنقي الكبد من عكر الدَّم. لى رُبمَا دفعت الكبد ذَلِك بِكَثْرَة إِلَى الطحال فَعظم لَكِن إِذا كثر لم يقبل الطحال أَيْضا فَعَاد الْأَمر إِلَى ضعف الكبد أَيْضا. أَبُو جريج الراهب: مَتى طبخت عصارة قثاء الْحمار فِي دهن حل وطليت بِهِ البواسير الظَّاهِرَة أبرأها وَإِن طبختها فِي الزُّور وجففتها ونثرتها كلهَا. وَقَالَ: الْمقل يقطع الدَّم السَّائِل من البواسير وينفعها وَيقطع مادتها. السكبينج قَالَ أَبُو جريج: وَهُوَ ينفع البواسير إِذا شرب. من اختيارات حنين للبواسير: يسقى دِرْهَمَيْنِ من قنة يابسة بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ يبرئها وَمَتى سقِِي ثَلَاث مَرَّات لم تعد إِلَيْهِ. لى أصبت هَذَا صَحِيحا فِي اختيارات حنين والكندي وَلَا يصلح اسْتِعْمَاله فِي محرور فتوقف عَنهُ. من اختيارات الْكِنْدِيّ مِمَّا ركبناه للبواسير وَهُوَ عَجِيب: إهليلج كابلي (ألف ج) وأسود جزءان وحرمل جُزْء ومقل صَاف جيد وجندبادستر وزوفا وقشر عروق الْكبر وأفاويه الأرياج ونانخة من كل وَاحِد نصف جُزْء يلت الْجَمِيع بدهن مشمش ثمَّ يعجن بِعَسَل غليظ جيد صَاف منزوع الرغوة عَجنا قَرِيبا من اللت لَا يعرق وَلَا يكثر مِنْهُ وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم أَرْبَعَة دَرَاهِم بنبيذ تمر بَالغ لَا حلاوة فِيهِ وَلَا حموضة وَيكون نبيذا تمريا قَوِيا.

آخر من اخْتِيَاره وَلَيْسَ من تركيبه بزر حماض وَهُوَ قاقلي الْجمال وبزره شَبيه بالشونيز جُزْء وَمن الناتجة جُزْء يقليان بِسمن بقر عَتيق بعد الدق ويعجنان بِعَسَل منزوع الرغوة علك صَاف عَجنا يَابسا وكل غَدَاة يُؤْخَذ مِنْهُ كالجوزة الْعَظِيمَة ويتحسى عَلَيْهِ حسوات من نَبِيذ تمر على مَا أخبرنَا. وَيجب أَن لَا يكون النَّبِيذ حلوا وَلَا حامضا بل قَوِيا بَالغا صافيا عتيقا فَإِنَّهُ نَافِع للبواسير وَغَيرهَا. وَمن اخْتِيَاره يسكن الوجع وَيصِح الْجِسْم: يُؤْخَذ من الداذي جزءان وخولنجان ثَلَاثَة أَجزَاء ينخلان بالحريرة وَتُؤْخَذ هَذِه الْأَجْزَاء بعد النّخل وينعم خلطها مَعًا نعما ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار ويلت بِسمن الْبَقر قبل العجن بالعسل مثل عشر الدَّوَاء وَهُوَ مجرب جيد جدا. لى رَأَيْت كثيرا من التوتات إِذا خزمت ذَابَتْ وانحلت حَتَّى تضمحل فِي أَيَّام بعد أَن ترشح دَائِما حَتَّى تبطل وَبَعض لَا تذوب لَكِن أقطعها بالخزم وَكلهَا لَا بُد أَن تذبل) بالخزم وَرَأَيْت الَّتِي تذوب بالخزم الْحمر الَّتِي كَأَنَّهَا علق الدَّم الرهلة الرّطبَة. الطَّبَرِيّ: مَتى هَاجَتْ البواسير وَضربت فاسلق كراثا واجعله عَلَيْهَا مَعَ سمن بقر ودخنها بالمقل وعروق الْكبر وسنام الْجمل. قَالَ الْأَعْوَر لرجل كَانَ قد قطعت بواسيره وَبِه وجع أَنه يحْتَاج أَن يحْتَمل مرهم إسفيذاج وَيجْعَل على الْموضع فَوق ذَلِك دياخيلون فَإِنَّهُ يلين ويسكن الوجع وَكَذَلِكَ وجدت فِي بولس فِي بَاب الْحَصَى إِن الدياخيلون يسكن الوجع. قَالَ: وَيدخل الْحمام فَيَضَع مقعدته على الطابق الْحَار ليسكن وَجَعه. لى هَذَا تكميد فَلَا تبال أَن تكمد بِهِ والأجود البصل والكراث وَالسمن مسخنة تكميدا أَولا. وَمِمَّا يسكن وجع البواسير: دُخان سَنَام الْجمل بالمقل فَإِنَّهُ عَجِيب. وَمِمَّا يسكن الوجع: فَتِيلَة تتَّخذ من أفيون وكندر وَاحْتِمَال الشحوم اللطيفة والمقل عَجِيب فِي ذَلِك تجْعَل مِنْهُ فَتِيلَة وتحتمل وَيُزَاد فِيهِ عِنْد شدَّة الوجع أفيون. ابْن سراييون فِي البواسير قَالَ: أَنْوَاع البواسير ثَلَاثَة أَنْوَاع مِنْهَا: طَوِيلَة تشبه الفجل وَهَذِه أردأها وَمِنْهَا: مُدَوَّرَة شَبيهَة بالعنبة فِي الشكل واللون ارجوانية الثَّالِثَة: شَبيهَة بالتوت وأردأها مَا ينْبت من أصل الذّكر وَذَلِكَ أَنه إِذا عظم سد مجْرى الْبَوْل. فَأَما الَّذِي يكون إِلَى أَسْفَل فَإِنَّهُ يكون أقل رداءة. لى إِذا قطع أَيْضا فَالَّذِي يقرب من الذّكر أعظم خطرا. وَرُبمَا كَانَ مِنْهُ ورم المثانة واحتباس الْبَوْل أَكثر. وَأما الْخَارِجَة من الشرج فَإِنَّهَا أقل رداءة. والبواسير الْعَمى هِيَ الَّتِي لَا يسيل مِنْهَا شَيْء بل تكون كَأَنَّهَا ثؤول وَهَذِه يهيج مِنْهَا وجع شَدِيد فَإِذا نقيتها أَو (ألف ج) فتحتها سَالَ مِنْهَا دم وَسكن الوجع فَإِن شِئْت فاثقبها بحديدة وأطلها بدواء حاد كعصارة بخور مَرْيَم وَالْملح بِنَار. وَمِمَّا ينفع أَصْحَاب البواسير: الهليلج المربى الْأسود المقلو بِسمن الْبَقر وَمَاء الكراث ودهن الْجَوْز يكون دِرْهَمَيْنِ وَمَاء الكراث أوقيتين وَحب الْمقل والأطريفل الصَّغِير والمقلياثا. دَوَاء جيد: إهليلج أسود مطجن بِسمن الْبَقر وبزر رازيانج بِالسَّوِيَّةِ يدق وينخل ويخلط بِهِ مثله من حب الرشاد وَيُؤْخَذ ملعقة كل

يَوْم مَعَ شراب ممزوج أَو يُؤْخَذ خبث الْحَدِيد منخولا ثَلَاثَة دَرَاهِم حرف أَبيض دِرْهَمَانِ يشرب بأوقية من مَاء الكراث مَعَ دِرْهَمَيْنِ من دهن الْجَوْز ويضمد الْموضع بكراث مسلوق مطجن بِسمن الْبَقر ويبخر بأصول الْكبر وأصل الحنظل وبزر الكراث. بخور جيد للبواسير: أصل الْكبر وأصل الكرفس وَاصل الدفلي وَاصل الشوك الطَّوِيل الَّذِي) يعرف بالأرسيا ومحروث وأصل السوسن وثمر البلاذر بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل البلاذر ويؤلف بدهن زنبق وَيجْعَل أقراصا من دِرْهَم دِرْهَم يبخر بِهِ على بعر الْجمال الموقدة الَّتِي لَا دُخان لَهَا بخور آخر: هرند وزرنيخ أَحْمَر وبلاذر يبخر بِهِ أَو يُؤْخَذ أصل الحنظل وأصل الحرمل وأصل الْكبر وبلاذر وفربيون يبخر بِهِ فَإِنَّهَا تسْقط. لى وَأما مَا يسكن الوجع من البخور فالمقل وبزر الكراث وسنام الْجمل وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: أَو بخره بالبلاذر يبخر بِهِ وَحده فَإِنَّهُ يَرْمِي بهَا ونبيذ الداذي جيد لَهُ أَن يقْعد فِيهِ عِنْد شدَّة الوجع. ودهن نوى المشمش وَنوى الخوخ يسكن وجعها تسكينا عجيبا. لى يبخر ببزر بنج أَو كبريت وَحده مَرَّات فَإِنَّهُ يصسقطها. وَاعْلَم أَن علاج البواسير الدامية منع الدَّم إِذا أسرف فَخذه من بَابه. وعلاج الْعَمى بتحريك ذَلِك الدَّم وإدارة وَإِلَّا اشْتَدَّ الوجع. دَوَاء يحبس دم البواسير: إهليلج أسود وبليلج وأملج عشرَة عشرَة حلزون مغسول محرق كهرباء دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ مقل عشرُون درهما ينقع الْمقل بِمَاء الكراث وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة الشربة دِرْهَمَانِ إِلَى ثَلَاثَة بِمَاء بَارِد وشراب. وَهَذَا أَيْضا مجرب: خبث الْحَدِيد بزر الكراث نانخة دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ حب الْكبر الْيَابِس أَرْبَعَة دَرَاهِم الشربة دِرْهَم على مَاء الكراث قدر أُوقِيَّة. وَيصْلح فِي أطعمتهم السماق وعصير الكراث. مَنَافِع الْأَعْضَاء: العضل الَّذِي يضْبط فَم المعي الْمُسْتَقيم وَيمْنَع الثفل أَن يخرج إِلَّا بارادة هُوَ مَوْضُوع بِالْعرضِ. لى إِذا كَانَ هَذَا هَكَذَا فَلَا بُد فِي خزم البواسير من ان يَنْقَطِع لِيف هَذَا العضل بِالْعرضِ ولسنا نرى أَنه يلْزم كل خزم بطلَان فعل هَذَا العضل فَبَقيَ أَن تكون رُبمَا كَانَت البواسير قريبَة من فضاء المقعدة وَهَذَا لَا يَنْقَطِع فِيهِ كل لِيف العضلة لَكِن بعضه وَرُبمَا كَانَ بَعيدا حَتَّى أَنه يكون من خلف العضل كُله وَهَذَا إِذا خزم انْقَطع لِيف العضلة اجْمَعْ بِالْعرضِ فِي مَوضِع الْقطع فَيجب أَن يكون توقيك وإقدامك بِحَسبِهِ. لى البواسير ضَرْبَان: نَافِذ وَغير نَافِذ فَغير النَّافِذ يُسمى منكوسا وعلامته أَن لَا يخرج مِنْهُ (ألف ج) ريح وَلَا ثفل وَأما النَّافِذ فَيخرج مِنْهُ الرّيح والزبل والمنكوس يحْتَاج أَن يدْخل فِيهِ الإصبع وَيحبس ويشق حَتَّى يَتَّسِع ثمَّ يعالج بالمرهم الْأسود. والنافذ يخزم بالمنجل ويعالج أَيْضا بالمرهم الْأسود. لى علاج البواسير المنكوسة: تلف خرقَة خشنة على ميل وَتدْخل فِيهِ وَيحك حَتَّى يدمى نعما ثمَّ يتْرك يَوْمه ثمَّ يُعَاد عَلَيْهِ الإدماء والحك ثَلَاث مَرَّات وَكلما كَانَ أعتق احْتِيجَ

أَن يستقطى ذَلِك عَلَيْهِ أَكثر لِأَن اللَّحْم الثؤلولي فِي جَوْفه أَكثر وأصلب فَإِذا بلغ مَا تُرِيدُ فَخذ صبرا وقشور كندر وَمَرا) وعنزروتا وإيريسا ودقيق الكرسنة ولحى نَبَات أصل الجوشير مسحوقة وَدم الْأَخَوَيْنِ فاحشه فِيهِ فَإِنَّهُ يلحمه. ج فِي الْأَدْوِيَة المفردة: أَن النواصير وخاصة مَا فِي المقعدة إِذا انْقَطع اللَّحْم الصلب الَّذِي داخلها فَإِنَّهَا تضمر وتنطبق وتجف بدواء مجفف يَجْعَل فِيهَا وَهَذَا دَلِيل على مَا قُلْنَا فأعرفه. دَوَاء عَجِيب للبواسير: خَمْسَة دَرَاهِم من ورق الدفلى يسحق وَيصب عَلَيْهِ فِي طنجير ثَلَاثُونَ درهما من الزَّيْت الركابي يغلي غليان ثمَّ يصفى وَيحْتَمل فِي صوفة إِن كَانَت دَاخِلَة وَإِن كَانَت ظَاهِرَة لطخ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ الْبَتَّةَ لَا يحْتَاج إِلَى غَيره. لى أَيْضا للناصور فِي المقعدة: ادخل فِيهِ المجس وحكه وَيكون المجس خشنا كالمبرد فتدخله وتحكه ثمَّ أَدخل فِيهِ فَتِيلَة بمرهم زنجار حاد مَرَّات وتحكه كل مرّة فَإِذا نقصت العلاج فَأدْخل فِيهِ صبرا وكندرا فَإِنَّهُ يلْزمه ويلحمه. من الكناش الْفَارِسِي الْهِنْدِيّ: بخر البواسير بورق الدفلى وأدم بخورها بورق أَو بالينبوت فَإِنَّهَا تسْقط. لى يحْتَمل مَاء الخرنوب الرطب مَرَّات وَإِن كَانَ ظَاهرا ذَلِك فَإِنَّهَا تذْهب الْبَتَّةَ. مَجْهُول: يُؤْخَذ بزر كراث وبزر فجل وبزر جزر بري وبزر جرجير وداذي وإهليلج أسود ومقل الْيَهُود وَيعْمل معحونا فَإِنَّهُ عَجِيب. لِسَان الْحمل يقطع سيلان الدَّم. القسب إِذا أكل منع دم البواسير. الفليق مَتى تضمد بِهِ أَبْرَأ سيلان الدَّم من البواسير. د: البقلة الحمقاء الكاربا الطراثيث الجلنار لِسَان الْحمل يقطع الدَّم من البواسير عصارة طبيخ ورق شَجَرَة مصطكى على مَا فِي بَاب نفث الدَّم يقطع سيلان الدَّم من البواسير. د: البلح إِذا شرب بخل خمر عفص منع سيلان الدَّم من البواسير. الغبيراء مَتى ديف بشراب حُلْو قطع الدَّم السَّائِل من البواسير. د: ابْن ماسويه الَّتِي تَنْفَع من سيلان الدَّم من المقعدة: تدخن المقعدة بالسماق وَيشْرب الودع المحرق بعد نَخْلَة زنة دِرْهَمَيْنِ بِمَاء سفرجل وَيَأْكُل سماقية. وَإِذا انفتحت عروق المقعدة فَخذ قاقيا جُزْءا وكثيراء نصف جُزْء وبرادة رصاص جُزْء ينعم سحقه على حِدة ثمَّ يجمع الْجَمِيع ويعجن بِمَاء ويضمد بِهِ الْموضع ويشد بلجام وأطعمه الرجلة واسقه ماءها فَإِنَّهَا نافعة جدا واسق ماءها مَعَ الجلنار والطين الرُّومِي. وَيصْلح لذَلِك قرن الأيل محرقا يشرب مَعَ خل ممزوج وبزر الخشخاش الْأسود إِذا شرب بشراب عفص حَدِيث وبزر الْورْد وَيحْتَمل الحضض والعفص والكندر وَيجْلس فِي طبيخ القوابض والمخدرة. وتضمد المقعدة بعد الْخُرُوج من ذَلِك المَاء) يُؤْخَذ عفص وجلنار وقشر رمان وقشر خشخاش فيطبخ ويعالج بِهِ لقطع دم البواسير والطمث: جلنار وشب زاج كحل طين أرمني (ألف ج) قرطاس محرق وسخ السفّود يلوث فِيهَا صوقة بِمَاء الآس وَيحْتَمل.

من تذكرة عَبدُوس: ينفع مِنْهَا الصَّبْر السمجاني والإقليميا والكحل والخبث. مَجْهُول: مِمَّا يقطع دم المقعدة سَرِيعا أَن يذر عَلَيْهَا زراوند مسحوق فَإِنَّهُ يقطعهُ من سَاعَته. أَقْرَاص لقطع نزف الدَّم: بسد جزءان كندر ذكر جُزْء صمغ عَرَبِيّ خمس جُزْء يعجن ببياض الْبيض القرص دِرْهَم يسْقِي بِبَعْض مَا يعين. الْيَهُودِيّ: أَحْمد الدَّم الَّذِي يسيل من البواسير الْأسود الثخين على قدر بعده من هَذَا يكون ضَرُورَة واضره الرَّقِيق الْأَحْمَر الَّذِي كَدم الغزال. لى قد يكون فِي المقعدة التوت ونزف الدَّم وينفع من ذَلِك أَن تكون الطبيعة لينَة والجسد غير ممتلئئ فَهِيَ تقطع وتخزم فالخزم إِذا كَانَت عَظِيمَة شَدِيدَة الْحمرَة مجوفة أَن تنزف مَتى قطعت فَمَا كَانَت ظَاهِرَة عولجت وَمَا كَانَت باطنة وضع على المقعدة المحجمة بِنَار أَو مص حَتَّى تنْقَلب وَتظهر فَإِذا انقلبت المقعدة تركت المحجمة عَلَيْهَا زَمَانا حَتَّى ترم لِئَلَّا ترجع المقعدة فَتبقى البواسير ظَاهِرَة فاقطعها واخزمها وقطعها أَن تأخذها بالقالب واقطعها من أَصْلهَا بعد شدها إِلَيْك نعما وَتجْعَل على الْموضع بعد أَن تدع الْموضع يسيل مِنْهُ الدَّم حَتَّى يضعف ويحتبس: الصَّبْر والكندر مسحوقين وَدم الْأَخَوَيْنِ وشياف مامثيا وقاقيا وَنَحْو ذَلِك. وَمَتى كَانَ الدَّم غَالِبا فالقلقطار والعفص ذرهما عَلَيْهِ وشده إِن كَانَ غَالِبا. وَمَتى اضطررت أَن تغلي الزَّيْت وتغمس فِيهِ قطنة وتقطر عَلَيْهِ لتكويه فيحتبس الدَّم فعلت ثمَّ ضع عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة وَلَا تعالج بِهَذَا إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة مَعَ أَنه لَا يتخوف مَعَه من التشنج وعالج ببياض الْبيض ووبر الأرنب يلوث فِي ذرور ج وشده نعما وَلَا تحله مَا أمكن. والخزم أَن كَانَ صَغِيرا فأخزم حوله وَإِن كَانَ كَبِيرا فَأدْخل إبرة فِي وَسطه واخزمه بنصفين أَو على قدر مَا ترى فَإِذا خزمت فضع عَلَيْهِ كراثا أَو بصلا مسلوقا قد خبص بِسمن لِئَلَّا يرم ويوجع وجعا شَدِيدا ودخنه بسنام الْجمل والمقل وَأَجْلسهُ فِي الْمِيَاه القابضة كَمَاء القمقم فَإِنَّهُ يمْنَع أَن ترم مقعدته وَتسود البواسير وَتسقط سَرِيعا. وَمَتى ورمت المقعدة من بواسير وَاشْتَدَّ وجعها فدخنها بالمقل والسنام وضمد بالبصل والكراث المسلوق المخبص بِسمن حَتَّى يسكن الوجع وَلَا تخزم وَلَا تقطع حَتَّى يسكن الوجع ويهدأ. وَإِن كَانَ شكل التوثة منبسطا أَو منحفرا فَإِنَّهَا تعالج) بالدواء الحاد وَيجْعَل عَلَيْهِ وَهَذَا إِن كَانَ عَظِيما كَانَ محرقا من الدَّوَاء الْحَار وَيجْعَل أَحْمد الْأَشْيَاء لَهَا الْجُلُوس فِي الْمِيَاه القابضة فِي الْيَوْم مَرَّات وَأَن ينثر عَلَيْهَا العفص والزاج لتصلب وَلَا تتسع وَذَلِكَ برؤها لِأَن هَذَا الدَّوَاء الحاد فِي هَذَا الْموضع مخوف. وَمن جيد أدويتها أَعنِي البواسير: حب الْمقل والقميحة السَّوْدَاء وَإِذا كثر خُرُوج الدَّم حَتَّى يضعف فأقراص الكهرباء وَنَحْوهَا والفلونيا والعماد على المقوية والقابضة والمخدرة وَالطَّعَام سماقية وحصرمية وَشرب مَاء الثَّلج وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه القابضة. وَإِذا مَا عظم الضعْف مِنْهُ حَتَّى يخْفق الْفُؤَاد فالمقوية للقلب والمعدة ودواء الْمسك وَالشرَاب الْقَلِيل الريحاني وَمَاء اللَّحْم. ويذر (ألف ج) عَلَيْهَا أَيْضا العفص والزاج وَسَائِر الْأَشْيَاء إِذا لم يُمكن العليل من قطع وَلَا خزم أَو لم

يتهيأ ذَلِك فَإِذا كَانَ الدَّم يجْرِي بِقدر لَا يضعف الْجِسْم بل يَنْفَعهُ فَلَا تحبسه فَإِنَّهُ شِفَاء لِأَشْيَاء كَثِيرَة وَإِذا قطعت البواسير فاترك وَاحِدَة وَمَتى قطعتها اجْمَعْ فزد فِي تنقية الْجِسْم وفصده. مِمَّا يبخر تحتهَا ليسقطها زَعَمُوا: قشور أصل الْكبر وأصل الحنظل والأبهل والبلاذر وَنَحْوهَا. فَأَما مَا يعالج بِهِ من الحرقة والوجع فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الشقاق الورم فِي المقعدة. وَمَا يعالج بِهِ استرخاؤها فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب نتو المقعدة وَالرحم. الْيَهُودِيّ: مَتى كره العليل العلاج بالحديد فأنثر عَلَيْهَا دواءا حادا وضع عَلَيْهَا قطنة فَإِن اشْتَدَّ وَجَعه حَتَّى لَا يقدر أَن يحْتَملهُ فأجلسه فِي الْمِيَاه القابضة ثمَّ أخرجه وأطله بمرهم مرداسنج وإسفيذاج وشمع ودهن ورد وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَبَيَاض الْبيض حَتَّى يسكن وَجَعه وَيذْهب الورم ثمَّ عاود الدَّوَاء الحاد والعلاج مَرَّات حَتَّى تقطع وَتسقط. مِمَّا يسكن البواسير: سمسم محرق يتَّخذ مرهما بدهن ورد فَإِذا وَقعت البواسير من خزم فذر على مَكَانهَا ذرورا أصفر أَو نَحوه وَأَقْعَدَهُ فِي الْمِيَاه القابضة أَيَّامًا إِلَى أَن يستحكم بُرْؤُهُ. الميامر قَالَ جالينوس: الْعِلَل الَّتِي فِي السفلة عسرة لَا تَبرأ لِأَن هَذَا الْعُضْو كثير الْحس فَلذَلِك ينكأها الْأَدْوِيَة الَّتِي فِيهَا شَيْء من الحدة أَو من الْقَبْض وَإِن البرَاز يمر بِهَذَا دَائِما. والأدوية الَّتِي تداوى بهَا لَا تثبت عَلَيْهَا والقابضة تلذع السفلة وَلَا تحْتَمل هَذِه لذعها لما هِيَ عَلَيْهِ من فضل الْحس وَلذَلِك مَا تَنْفَع القوابض لهَذِهِ الْعلَّة الَّتِي لَا عفونة فِيهَا لِأَن هَذِه لَا تحدث فِيهَا خشونة كَمَا تحدث سَائِر الْأَشْيَاء العفصة. دَوَاء نَافِع لعلل السفلة لأندروماخس: حضض طري هندي أوقيتان زوفا أُوقِيَّة شمع دسم) أصفر أوقيتان دهن ورد على قدر الْحَاجة تهَيَّأ وَيسْتَعْمل. آخر: ورد طري أَو يَابِس توتيا مغسول إسفيذاج مرتك مغسول زعفران إكليل الْملك زوفا أفيون من كل وَاحِد مثقالان زوفا رطب مِثْقَال صفرَة بَيْضَة مشوية تسْتَعْمل. بعد لم أؤلفه أَنا وَهَكَذَا هُوَ فِي الْكتاب. آخر للشقاق والأورام والأوجاع: شَحم البط مطبوخ على المَاء أَو غير ذَلِك شمع وكندر مخ الأيل بزر الْورْد توتيا إقليميا آبار محرق إسفيذاج الرصاص من كل وَاحِد جُزْء دماغ الكركي ربع جُزْء أفيون مثله زوفا رطب جُزْء وَربع عصارة الهندباء قوطولي إِذا كَانَت هَذِه مَثَاقِيل دهن ورد نصف قوطولي. آخر: ورد طري ثَمَانِيَة مَثَاقِيل أَو بنفسج وَلبن النِّسَاء قوطولي مرتك أَرْبَعُونَ مِثْقَالا أفيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل بيضتان ثِنْتَانِ زوفا رطب سِتَّة عشر مِثْقَالا سمن مثله عفص مثله يسْتَعْمل. دَوَاء يقلب المقعدة لتظهر البواسير: فلفل وبورق تعالج بِهِ المقعدة: أَو نطرون ومرارة ثَوْر ميويزج أَو عصارة بخور مَرْيَم وَعسل. آخر قوي: عصارة قنطريون شب رطب زاج ميويزج يعجن بالعسل وتطلى بِهِ المقعدة أَو يحْتَمل فِي صوفة فَإِنَّهُ يهيج البرَاز وَإِذا تبرز (ألف ج)

ظهر الْبَاسُور. دَوَاء جيد لما يحدث عَن هَذِه فِي المقعدة من الخشونة وَالْجرْح والسلخ: إسفيذاج الرصاص أُوقِيَّة مرتك ثَمَان أَوَاقٍ إقليميا مثله أُوقِيَّة كندر دهن الآس عشر من مدواة الأسقام لج: خُذ زرنيخا وكلسا وقاقيا وزاجا واسحقها بخل وأطل بِهِ البواسير وَأعد عَلَيْهَا فَإِنَّهَا تَجف مَتى تتناثر. وَمَتى كَانَت رطبَة فِي بدن صبي أَو امْرَأَة فاطلها بالزاج فَإِنَّهَا تجففها. حقنة جَيِّدَة للبواسير: مَاء الكراث سكرجة سمن بقر نصف سكرجة مقل زنة دِرْهَم يحل فِيهِ ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ جيد. شيافة جَيِّدَة للبواسير: يُؤْخَذ مقل يَهُودِيّ فَيحل فِي مَاء الكراث ثمَّ يعقّد وَيحْتَمل مِنْهُ بدهن نوى المشمش. من أقربادين ابْن سرابيون دَوَاء يجفف الرُّطُوبَة ويسكن اللذع: هليلج أسود مقلو بِزَيْت إِنْفَاق خَمْسَة دَرَاهِم كاربا دِرْهَمَانِ داذي ثَلَاثَة دَرَاهِم عفص فج دِرْهَم مقل خَمْسَة دَرَاهِم زاج دِرْهَم ينعم سحقه بِمَاء الكراث وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وَيُؤْخَذ دِرْهَمَانِ أَو يعْطى دِرْهَمَانِ من الداذي بِمَاء حَار فَإِنَّهُ عَجِيب أَو يُؤْخَذ فِيهِ قميحة سَوْدَاء فَإِنَّهُ عَجِيب. وَله حب الْمقل يَقع فِيهِ زاج عَجِيب: هليلج وبليلج وأملج دِرْهَم دِرْهَم مقل خَمْسَة يحل بِمَاء الكراث وَيجْعَل حبا.) وَمِنْه حقنة للبواسير: مَاء الكراث يحل فِيهِ مقل وَيجْعَل عَلَيْهِ دهن نوى المشمش ويحقن بِهِ. ويحقن بِهَذَا أَيْضا: طبيخ الحلبة وعصارة الكراث وَسمن الْبَقر د: دهن الآس نَافِع. ثَمَر الفنجنكشث يضمد بِهِ مَعَ المَاء فينفع. جالينوس: وسخ الْحمام جيد للشقاق فِي المقعدة. د: بولس: الحضض نَافِع من الشقاق فِي المقعدة. د: السرطان النَّهْرِي يُبرئ شقَاق المقعدة. بولس ود: رُؤُوس السّمك الصغار مَتى أحرقت وَجعلت على شقَاق المقعدة أبرأتها. د: قَالَ ج: قد رَأَيْت رجلا كَانَ يعالج برؤوس السّمك الصغار المملحة للشقاق الْعَارِضَة فِي المقعدة. الصَّبْر إِذا أديف بشراب حُلْو شفي الشقاق فِي المقعدة. د: ضماد الأسرب والعصارات الْبَارِدَة عَجِيبَة لدلك جدا. ج: الزفت الرطب مَتى لطخ على شقَاق المقعدة نَفعهَا. د: الخيري الْأَصْفَر مَتى خلط بقيروطي أَبْرَأ الشقاق الْعَارِضَة فِي المقعدة. د: أسخن للشقاق الْعَارِضَة فِي المقعدة: يُؤْخَذ رماد خرقَة كتَّان جُزْء نشا جُزْء ورق الزَّيْتُون طري يعصر ويسحق بِهِ الدَّوَاء ويطلى على الشقاق زفت وشمع يجمعان ويجعلان على تورم المقعدة جيد نَافِع. من الْكَمَال والتمام: يبس الْبَطن دَائِما يُولد السلخ والشقاق فتوقه للورم الْحَار فِي المقعدة: اعْمَلْ من عصير ورق عِنَب الثَّعْلَب وإسفيذاج ودهن ورد وشمع. وللوجع من بواسير تقطع أَو ترم: كراث أَو بصل مسلوق يخبص بالسمن وَيُوضَع عَلَيْهِ فاترا ويعاد مَرَّات.

قَالَ د: دهن الأقحوان يفتح أَفْوَاه البواسير إِذا دهن بِهِ المقعدة وأفواه الْعُرُوق. د: الْإِذْخر يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق والبواسير والبصل يفعل ذَلِك إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ فِي فتحهَا قشر وغمس فِي زَيْت ج قَالَ: البصل لغلظه وحره مَتى أَدخل فِي المقعدة فتح أَفْوَاه البواسير وادر الدَّم مِنْهَا. د: دهن الْحِنَّاء يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. د: السعد يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. د: دهن الإيرسا يفتح أَفْوَاه البواسير. وَقَالَ: الْعَسَل يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. د: عصارة بخور مَرْيَم تفتح أَفْوَاه الْعُرُوق فِي المقعدة. (ألف ج) ج: لبن التِّين يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق د: ورق التِّين ولبنه يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق فِي المقعدة. جالينوس: الطَّعَام الَّذِي يعمله النَّصَارَى من الزَّيْتُون والجوز والثوم يفتح أَفْوَاه البواسير ويعمله أَيْضا أهل فَارس. دهن الْغَار يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. د: المرارة مَتى احتملت فتحت أَفْوَاه البواسير. د: دهن الْغَار يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. من الكناش الْفَارِسِي الْهِنْدِيّ للبواسير وأرواحها: يحقن بالية مذابة زنة أوقيتين ومثقالي) جندبادستر أَو يُؤْخَذ سكرجة من مَاء كراث وَنصف سكرجة من دهن السمسم فيحقن بِهِ وَإِن شكا مَعَ ذَلِك بردا شَدِيدا جعل فِيهِ مَاء السذاب وجندبادستر لى يَجْعَل فِي هَذَا مقل وَمَاء الكراث ودهن نوى المشمش ويحقن بِهِ.

(الحدب ورياح الأفرسة ووجع الظّهْر) (الْعَتِيق يحول مَا فِي وجع الظّهْر من بَاب المفاصل إِلَى هَاهُنَا فَإِنَّهُ مِثَال عَزِيز) الْمقَالة الثَّانِيَة من الْفُصُول: 3 (الحدب يكون من الأخلاط الْبَارِدَة الغليظة) إِذا عرض تشنج لم يبرأ لِأَن برأه فِي الشَّبَاب يعسر فضلا عَن الشُّيُوخ. (السَّادِسَة:) 3 (من أَصَابَته حدبة) من ربو أَو سعال قبل نَبَات الْعَانَة فَإِنَّهُ يهْلك لِأَن من تصيبه حدبة بِلَا ضَرْبَة وَلَا سقطة وَلَا سَبَب ظَاهر إِنَّمَا يكون ذَلِك لخراج دَاخل يجذب خرز الصلب وَهَذَا الْخراج مَتى كَانَ من خلط غليظ غَايَة الغلظ لَا ينضج الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ يقتل على هَذِه الْجِهَة فَإِنَّهُ إِذا حدث فِي هَذَا الْوَقْت منع الصَّدْر لِأَن يَتَّسِع ويبلغ مِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الرئة وَالْقلب فِي التنشق فَيقْتل لذَلِك بِضيق النَّفس. وَإِن نضج زعم أَنه وَقت سيلانه يقتل صَاحبه لى لصِغَر السن ولج فِي هَذَا الْفَصْل كَلَام جملَته: أَن الحدبة إِمَّا أَن تكون من ضَرْبَة وَنَحْوهَا وَإِمَّا من خراج دَاخل الصلب صلب غليظ يجذب إِلَيْهِ الخرز فَإِن جذب خرزة وَاحِدَة أَو خَرَزَات عدَّة بعد أَن تكون مُتَوَالِيَة حدث تَقْصَعُ فِي الصلب فَقَط وَإِن جذب خرزا غير مُتَوَالِيَة كَانَ من ذَلِك حدبة لِأَن الْمَوَاضِع الَّتِي لم تنحدب ترى أحدب. والحدبة إِلَى دَاخل مَعْنَاهُ التقصع وَإِلَى خَارج مَعْنَاهُ الحدب فَإِن الْخراج الْعَظِيم إِذا حدث بِالصَّبِيِّ حَتَّى يجذب الخرز منع الصَّدْر والأضلاع أَن ينمى فَضَاقَ لذَلِك على الرئة وَالْقلب سَرِيعا بِضيق النَّفس. من كتاب الذبول قَالَ: من رام علاج الحدبة إِلَى قُدَّام فَإِنَّهُ جَاهِل بِنَوْع هَذِه الْعلَّة. لى الحدبة إِلَى قُدَّام هُوَ التقصع. الأولى من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ فِي كتاب المفاصل: أَنه مَتى حدثت خراجات بطيئة النضج فِي الفقار حدثت مِنْهَا حدبة فَإِن برْء تِلْكَ الحدبة يكون كثيرا باخْتلَاف الدَّم لى مصلح الْيَهُودِيّ ادهن صلب صَاحب الحدبة بدهن الجندبادستر يُؤْخَذ جندبادستر وعاقر قرحا وشحم حنظل وفربيون وفلفل يفتق فِي الدّهن ويشمس (ألف ج) فِي الرطل أُوقِيَّة مِنْهَا بِالسَّوِيَّةِ ثَلَاث مَرَّات ويصفى ويعصر ويشمس كل مرّة أسبوعين أَو ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة فَإِنَّهُ عَجِيب فِي الْحَرَارَة قوي أهرن: الحدب إِنَّمَا يعرض أما فِي فقار الظّهْر أَو الصَّدْر وَإِنَّمَا يكون من الرّيح الغليظة والرطوبة يلْزم ذَلِك الْمَكَان فَلَا ينهضم. قَالَ: وعلاجه وعلاج الشبخ وَاحِد. لى من

أهرن دهن نَافِع للحدبة والرواسي: أبهل وراسن وشيح وقردمانا واذخر وسليخة ومرزنجوش وإكليل الْملك وعاقر قرحا وَجوز السرو يطْبخ نعما بِالْمَاءِ ويصفى وَيصب عَلَيْهِ دهن ويطبخ ويعاد عَلَيْهِ مَرَّات ثمَّ يطْرَح فِيهِ جندبادستر وفربيون وأبهل المسحوق وَيرْفَع ويدلك الْموضع دلكا جيدا فَإِنَّهُ يفشي الرطوبات ويحلل الرِّيَاح وَيُقَوِّي الْعُضْو. لى وَاعْتمد فِي هَذِه الأذهان على الملطفة القوية مَعَ قبض مِثَاله: دهن السذاب مَعَ جوز السرو. مَجْهُول: للأفرسة: يُؤْخَذ ثَمَانِيَة عشر درهما من شَحم الحنظل وَعشرَة دَرَاهِم من المر الْأَحْمَر الْجيد وَسِتُّونَ درهما من الْملح الْأسود وَعِشْرُونَ من بزر الحرمل وشونيز عشرُون حب البان عشرُون وانزروت سَبْعَة وبورق خَمْسَة ينعم سحق الْجَمِيع ويدق ثَمَر خروع مقشر ولوز مر. ثمَّ يدق الْجَمِيع وَيجْعَل بلوطا بالعسل ويدهن بدهن خروع وَيحْتَمل بِاللَّيْلِ عِنْد النّوم فَإِنَّهُ يقيمه ليلته وَمن غَد أَرْبَعَة مقاعد ويخفف الوجع وَيتْرك صَاحبه الْخلّ والبقل والمالح وَيكون غذاؤه لَحْمًا إسفيذباجا وَيشْرب نبيذا عتيقا. شَمْعُون: الحدب يكون على سَبِيل التشنج إِمَّا ليبس العضلات وَإِمَّا لرطوبة كَثِيرَة. ابْن سرابيون: الحدبة تكون إِمَّا لضربة أَو سقطة أَو خراج عَظِيم يخرج على عظم الصلب دَاخِلا وخارجا أَو رُطُوبَة لزجة تبل رباطات الفقار أَو لريح غَلِيظَة تسكن تَحت الفقار. الَّتِي من سقطة تعالج بالشد والأضمدة الصَّالِحَة لذَلِك. وَالَّتِي من الخراجات بعلاج الخراجات وَأما الَّتِي تكون من الرطوبات فبالأدوية المجففة المسخنة كحب الشيطرج وَمَاء الْأُصُول والإيارج وَالَّتِي من) الرِّيَاح الغليظة بحب السكبينج ودهن الخروع وَمَاء الْأُصُول والبزور. دَوَاء لجبريل لرياح الأفرسة: وَج ناردين أسارون مصطكى دارصيني خَمْسَة خَمْسَة مر عشرَة زرنباد درونج ثَلَاثَة بزر الكرفس بزر الحرمل ثَلَاثَة ثَلَاثَة يعجن بِعَسَل الشربة دِرْهَم بِمَاء فاتر. وللحدبة الريحية ضماد: لبني يَابِس قسط قصب الذريرة أبهل أُوقِيَّة أُوقِيَّة فربيون دِرْهَم دهن النادرين على قدر الْحَاجة. آخر: راسن وَج جوز السرو أبهل يطْبخ ويضمد بِهِ أَو يضمد بترياق الْأَرْبَعَة فَإِن لم ينجع هَذَا كويت الْموضع كي تَجف تِلْكَ الرُّطُوبَة ويصلب الْموضع وينقبض وَيمْنَع الْفضل أَن يزْدَاد استرساله وَيكثر تقلبه. لى يعْطى عَلَامَات على الَّتِي للرطوبة وَالرِّيح وَالْخَرَاج دَاخِلا ويستقطى العلاج على الَّتِي لخراج من خَارج وداخل. وَالَّتِي لسقطة أقرابادين (ألف ج) سَابُور الْكَبِير قَالَ: ينفع مِنْهُ دهن الفربيون ودهن العاقر قرحا. لى رَأَيْت فِي المارستان صَبيا بَدَت بِهِ حدبة فضمد الطَّبِيب ظَهره بالمقوية فبرأ مِنْهَا وَاسْتَرْخَتْ رِجْلَاهُ ابْن سرابيون: الحدبة فِي الصّبيان صعبة جدا. الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة: الحدب إِنَّمَا هُوَ انجذاب الخزر إِلَى الدَّاخِل فَمَتَى انجذبت خرزة وَاحِدَة أَو عداد خزار غير منجدبة ظَهرت الحدبة هَذَا إِذا كَانَ الانجذاب إِلَى دَاخل فَأَما إِذا كَانَ الانجذاب إِلَى الْجَانِب الْأَيْمن أَو الْأَيْسَر فَإِن الصلب يعوج من ذَلِك. لى

الحدب كُله إِنَّمَا هُوَ أَن يتقطع بعض الخرز وَيبقى فِي الْوسط مِنْهَا شَيْء غير متقصع وَمَتى مَا كَانَ مَا بَقِي غير متقصع أَكثر كَانَت أَكثر فَلذَلِك الحدب ردي يضيق الصَّدْر لِأَن الخرز تنجذب إِلَى دَاخل فيضيق الفضاء. قَالَ: وَقَالَ إبقراط فِي كتاب المفاصل: لَيْسَ يصير الْإِنْسَان من أجل زَوَال الخرز إِلَى دَاخل مفلوجا فَأَما بِسَبَب زَوَالهَا إِلَى جَانب فَيكون فالج يبلغ الْيَدَيْنِ وَلَا يتَجَاوَز إِلَى أَسْفَل الْجِسْم وَقد فسره جالينوس وَتَفْسِيره فِي بَاب الفالج قَالَ: والخرز تميل أما لسقطة أَو ضَرْبَة أَو لورم غليظ يمددها. الطَّبَرِيّ: مَتى ضمدت الصلب الَّذِي فِيهِ وجع عَتيق بالباقلي أَبرَأَهُ. ابْن ماسويه: خَاصَّة الهليون النَّفْع من وجع الظّهْر الْبَارِد. قَالَ: والحمص ينفع من وجع الظّهْر الْبَارِد. بختيشوع لوجع الظّهْر الْعَتِيق: يشرب نَقِيع الحمص الْأسود مِقْدَار رَطْل مَعَ أَرْبَعَة دَرَاهِم من) السّمن وَدِرْهَم عسل أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فيبرئ وجع الظّهْر والوركين. للهندي دَوَاء لوجع الظّهْر الدَّائِم وَقلة الباه وَضعف الكلى وَإِخْرَاج الخام: كف من الْحبَّة الخضراء وكف زنجبيل وكف بزر جرجير يعجن بِعَسَل وَتَأْخُذ مِنْهُ حِين تنام كالجوزة وَبعده مثل ذَلِك فينفع جدا ويصفي اللَّوْن وَيُقَوِّي الْمعدة. من جَامع ابْن ماسويه ضماد نَافِع من الحدبة: وَج وسنبل رومي وقسط دِرْهَم دِرْهَم سنبل الطّيب وصبر سمجاني دِرْهَم وَنصف من كل وَاحِد مر نصف دِرْهَم ورد أَحْمَر بأقماعه وطين أرمني من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم لإذن دِرْهَمَانِ قصب الذريرة قاقيا رامك ثَلَاثَة ثَلَاثَة حب الْغَار عشرَة ماش مقشر سَبْعَة آس يَابِس وَجوز السرو عشرَة عشرَة كافور خَمْسَة جلنار وجفت بلوط ثَلَاثَة ثَلَاثَة يعجن بِمَاء الآس ويضمد بِهِ. اسْتِخْرَاج: يحْتَاج إِلَى قابضة وَإِلَى لَطِيفَة غواصة وَإِلَى مسخنه محللة وَمن هَذَا يجب أَن تركب أدويته نَحْو هَذَا: جلنار وقاقيا وَجوز السرو ورامك وقصب الذريرة وَحب الْغَار وورق الدفلي وأشنة يعجن بِمَاء الآس ويضمد بِهِ بِمَاء السرو. من الْكَمَال والتمام: ينفع من الحدبة الدحمرثا والأدوية القوية الْحَرَارَة الَّتِي تسقى للمفلوجين. لى سَمِعت بعض مَشَايِخنَا يَقُول: إِنَّه ضمد ظهر صبي بِهِ ابْتَدَأَ حدب بضماد مقو فَزَالَ حدبه وَاسْتَرْخَتْ رِجْلَاهُ من وركيه وأحسب أَنه لما قوي ذَلِك الْموضع اندفعت تِلْكَ الْمَادَّة إِلَى هُنَاكَ. وَأَنا أَقُول: إِنَّه كَانَ يجب أَن يفعل ذَلِك بعد تنقية فَإِن كَانَ الصَّبِي لَا يحْتَمل التنقية (ألف ج) يقلل ذَلِك الْخَلْط بِالْجُوعِ والرياضة. الْأَعْضَاء الألمة: زَوَال الفقار مَتى كَانَ إِلَى خَارج فَهِيَ حدبة من خَارج وَإِن كَانَ إِلَى دَاخل فَهِيَ حدبة من دَاخل وَمَتى كَانَ إِلَى جَانب فَهُوَ التواء وَيكون ذَلِك إِمَّا من

خَارج مثل سقطه أَو ضَرْبَة وَنَحْوه وَمن دَاخل لِأَن الْأَسْبَاب الغليظة اللزجة تحدث التمدد وَإِمَّا من أجل ورم حَار وَيحدث فِي العضل الَّتِي هُنَاكَ. وَإِذا حدث خُرُوج فقاره على زَاوِيَة حدث لذَلِك استرخاء وَإِن خرجت فقارات حَتَّى لَا تعْمل زَاوِيَة تخرج على استدارة لم يحدث ذَلِك. الترياق نَافِع للحدب فِيمَا ذكر جالينوس عَن ديمقراطيس فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء. الْيَهُودِيّ: ينفع مِنْهُ دهن الجندبادستر سقيا وتمريخا. أبيذيميا: تكون الحدبة من خراجات بطيئة النضج تخرج على الفقار نَفسهَا. وَقد تَبرأ هَذِه) الحدبة باخْتلَاف الدَّم. الْفُصُول: من أَصَابَته حدبة من ربو أَو سعال قبل نَبَات الشّعْر فِي الْعَانَة فَإِنَّهُ يهْلك. قَالَ: الحدبة تعرض فِي الصلب من ضربه أَو سقطه أَو خراج صلب يخرج فِي ظَاهر وَذَلِكَ أَن الْخراج يحدب حدبا إِلَى الظّهْر فَيصير بَاطِنه غائرا وَكَذَلِكَ تكون الحدبة إِلَى ظَاهر مَا دَامَ زَوَال الظّهْر متواليا وَكَانَ إِلَى الظَّاهِر وَإِن كَانَت لَيست مُتَوَالِيَة حدثت الحدبة بَاطِنه لِأَنَّهُ بِمِقْدَار مَا يجذب ذَلِك الْخراج بعض الخرز إِلَى الظَّاهِر ينجذب الآخر إِلَى بَاطِن وَإِنَّمَا صَار من إِصَابَة الحدبة من ربو أَو سعال قبل وَقت نَبَات الشّعْر فِي الْعَانَة يهْلك سَرِيعا لِأَن صَدره لَا يقبل النمو مَعَ سَائِر بدنه فَيحدث لآلة النَّفس مِنْهُ ضيق شَدِيد. وَجَمِيع من تصيبه الحدبة بِلَا ضَرْبَة وَلَا سقطة فسبب حدبته خراج صلب وَبَين هَذِه الخراجات بون بعيد فِي مِقْدَار الصلابة وَعظم الورم والموضع الَّذِي يحدث فِيهِ. الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: إِذا انجذبت خرزة وَاحِدَة أَو كَثِيرَة مُتَّصِلَة بَعْضهَا بِبَعْض حدث للصلب التقطع. فَأَما إِذا كَانَ بَين المنجذبة وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ سليمَة حدثت من ذَلِك الحدبة. وَإِن كَانَ الانحداب إِلَى جَانب مَا تعوج الصلب قَالَ: وَذَلِكَ يكون أما لسقطة أَو ضَرْبَة وَإِمَّا لخراج دَاخل قوي صلب يمدد تمديدا شَدِيدا قَوِيا. الطَّبَرِيّ: للحدبة وَزَوَال حل المفاصل والخرز من رُطُوبَة وَعمل وَنَحْوه: آس وَفِي أُخْرَى بذل الآس: راسن وَج وأبهل يطْبخ بشراب ويسحق الْمقل بِالَّذِي قد طبخ حَتَّى يصير مرهما وَيُوضَع. ابْن سرابيون: الحدبة أما لضربة وَنَحْوهَا وَإِمَّا لرطوبة غَلِيظَة تصير بَين الفقار وتبل رباطها وَإِمَّا لخراج يخرج دَاخِلا يجذب الفقار وَإِمَّا لريح غَلِيظَة تسكن الفقار فتدفعها وتخرجها علاج مَا كَانَ من سقطه: الرياضة وأضمدة الْجَبْر وَالَّتِي من خراجات فبعلاج الديبلات وَمَا كَانَ مِنْهَا من رطوبات غَلِيظَة فبحب الشيطرج وَمَاء الْأُصُول والإيارج وَالَّتِي من ريَاح غَلِيظَة فيشرب حب المنتن ودهن الخروع والبروز المسخنة وخاصة هَذَا الدَّوَاء

دَوَاء لجبريل جيد لرياح الأفرسة: وَج نارين أسارون مصطكي دارصيني خَمْسَة خَمْسَة مر عشرَة زربناد درونج ثَلَاثَة ثَلَاثَة بزر كرفس بزر حرمل ثَلَاثَة ثَلَاثَة يعجن بِعَسَل الشربة دِرْهَم بِمَاء فاتر (ألف ج) فَإِنَّهُ عَجِيب. للحدبة عَن الرّيح: لبني يَابِس قسط قصب الدريرة وأبهل أُوقِيَّة أُوقِيَّة فريبون دِرْهَم دهن النارين على قدر الْحَاجة يضمد بِهِ أَو يطْبخ راسن ووجّ مرضوض ويضمد) بِهِ أَو يضمد بترياق الْأَرْبَعَة. فَإِن لم تنجع هَذِه كويت الْموضع فَإِنَّهُ يصلب وَيمْنَع من زِيَادَة الْفضل.

(النقرس ووجع المفاصل والورك) (وعرق النسا والرياح الَّتِي تشبك الرجلَيْن ووجع الرُّكْبَتَيْنِ وَالظّهْر وتقفع) (الْأَصَابِع وَالْفرق بَينه وَبَين دَاء الْفِيل والأوجاع الَّتِي تهيج فِي الْقَدَمَيْنِ فِي الشتَاء) (والوجع الْحَادِث فِي أَسْفَل الْقدَم والأطراف والقطن التَّعْرِيف وَالسَّبَب والتقسيم) (والعلاج) والاحتراس والاستعداد والانذار الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات قَالَ: إِن من هَذِه مَا تَدور بأدوار محدودة. ج فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: يسْتَعْمل فِي أوجاع المفاصل الْأَدْوِيَة الَّتِي تلطف غَايَة التلطيف وَالَّتِي تدر الْبَوْل غَايَة الإدراركبزر السذاب والزراوند المدحرج والقنطوريون الدَّقِيق والجعدة والبطراس اليون وَنَحْوه. وملح الأفاعي بلطف غَايَة التلطيف فَهَذِهِ تفرغ الْبدن دَائِما بالعرق وَالْبَوْل والتحليل الْخَفي وتفني الْفُصُول وَلَكِن اسْتعْمل هَذِه فِي الْأَبدَان الضخمة العلبة فَإِن كثيرا من المهزولين والمتوسطين عطبوا باستعمالها لِأَن دِمَاءَهُمْ احترقت وَإِنَّمَا دعاهم إِلَى اسْتِعْمَال هَذِه إِنَّهُم رَأَوْا قوما استعملوها فَذهب عَنْهُم مَا كَانُوا يَجدونَ من وجع المفاصل وَلم يفهموا أَن مزاج أُولَئِكَ كَانَ بَارِدًا بلغميا لِأَن من بدنه عبل غليظ لَا يتخوف ضَرَر هَذِه الْأَدْوِيَة. الْعَاشِرَة من الميامر: 3 (وجع النقرس والمفاصل وعرق النسا من جنس وَاحِد) وَذَلِكَ أَن الوجع إِذا كَانَ فِي المفاصل سمي وجع المفاصل هُوَ بِعَيْنِه وَإِذا كَانَ فِي الورك سمي عرق النسا وَإِذا كَانَ فِي الْقَدَمَيْنِ سمي نقرسا. قَالَ: والنقرس إِنَّمَا يَبْتَدِئ من مفصل وَاحِدًا فَإِذا عتق وَطَالَ مكثه انْتَشَر فِي المفاصل كلهَا. وَقَالَ: هَذِه الْعِلَل تكون من أفراط الكيموس على الْمفصل إِذا امْتَلَأَ عرض لَهُ أَن يتمدد ويوجع وَكَثِيرًا مَا يكون ذَلِك الْخَلْط دمويا وَأما فِي الْأَكْثَر فَيكون بلغميا أَو مختلطا من بلغم وصفراء. وعَلى التَّحْقِيق إِنَّمَا يكون من جنس الخام الغليظ الشبيه بالمدة فَإِذا طَال مكثه يزِيد غلظه وَرُبمَا تحجر. قَالَ: وَيعرف الْخَلْط الْغَالِب على المفاصل من لون الْمفصل على أَهْون رسل. وَإِذا كَانَت الْمَادَّة من جنس الْمرة فَإِنَّهُ يحدث للْمَرِيض حرارة كَثِيرَة وتقلقه الْأَدْوِيَة الحارة ويستريح إِلَى الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة. وَانْظُر فِي تَدْبِير (ألف ج) العليلي إِلَّا فِي خلط يُوجب أَن يتَوَلَّد وَإِن كَانَ قد ترك الرياضة وأدمن دُخُول الْحمام بعد الشِّبَع وَانْظُر فِي السن وَالْعَادَة والمزاج وَالْوَقْت فابتدئ أَولا باستفراغ الكيموس الغلب وَإِن كَانَ الْجِسْم ممتلئا فأفصده أَولا ثمَّ أسهل ثمَّ عالج الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ مُنْذُ أول مرّة بالمانعة بعد الإسهال فَأَما الورك فَلَا لِأَنَّهُ ينْدَفع الْفضل كُله إِلَى حق الورك

فعالجه إِذا فِي الِابْتِدَاء بِمَا يسكن الوجع من القليلة الإرخاء وَلَا تبذر أصلا وَلَا تقصد إِلَى أدوية تسخن أسخانا قَوِيا كَالَّتِي تحْتَاج إِلَيْهَا فِي آخر الْأَمر فَإِن هَذِه تبلغ من أمرهَا أَن تزيد فِي التحلب. 3 (عرق النسا) قَالَ: عرق النسا يكون من كَثْرَة الدَّم وَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك فعلاجه سهل: فصد الْعرق الَّذِي تَحت منثنى الرَّكية أَو الْعرق الَّذِي إِلَى جَانب الكعب. قَالَ: وَأعظم الْأَشْيَاء ضَرَرا ترك الفصد وَوضع الْأَدْوِيَة الحارة على الورك والجسم ممتلئ مِمَّا يزِيد بالانجذاب إِلَيْهِ وَينْعَقد فِيهِ شَيْء كثير فأبدأ أَولا بالفصد والاستفراغ بالإسهال مَرَّات ثمَّ ضع الْأَدْوِيَة الحارة. استفرغ الَّذِي تُرِيدُ فصده وأفصد أَولا من الباسليق وَالَّذِي تُرِيدُ وضع الْأَدْوِيَة عَلَيْهِ بالقيء الدَّائِم وَقلة الْغذَاء أَولا والإسهال أَيْضا فِيمَا بَين كل مرَّتَيْنِ الْقَيْء والحقن ثمَّ أطله بالخردل بعد أَن تعلم أَنه لَيْسَ فِي الْبدن شَيْء يُمكن أَن ينجذب وَلَا تسْتَعْمل المسخنة والأدوية الحارة فِي الْوَقْت الَّذِي يكون قد رسخت الأخلاط وَأما قبل ذَلِك فَلَا لِأَنَّك أما أَن تجذب وَإِمَّا أَن تجفف مَا فِي الورك بالأدوية القوية التجفيف فَيصير الْبَاقِي حجريا. لى تدبر تَدْبِير الورم الغليظ وعلاج الورك بالأدوية الحارة قبل استفراغ الْجِسْم تجْعَل الْعلَّة عسرة الْبُرْء عَظِيمَة أما عظمتها فلكثرة مَا ينجذب وَأما عسرة فَلِأَنَّهُ يزيدها أَيْضا غلظا ولزوجة لِأَنَّهَا تجتذب مِنْهَا دَائِما لطيفها وتحلله وَلِأَن استفراغ الْبدن فِي هَذِه الْحَالة عَظِيم النَّفْع فَلَا تبدأ بِشَيْء غَيره وَلَا تقتصر على الفصد من الرجل بل من الْيَد قبل والقيء أَيْضا نَافِع لعلاج عرق النسا أَكثر من الإسهال فَاسْتَعْملهُ أَولا بعد الطَّعَام ثمَّ بعد ذَلِك بالأدوية المنقية فَإِن لحجت بالورك إخلاط غَلِيظَة عسرة فَذَلِك الْوَقْت هُوَ الْوَقْت الَّذِي يجب أَن تسْتَعْمل فِيهِ المحجمة ويعظم نَفعهَا جدا وَحِينَئِذٍ تَنْفَع الحقن القوية الَّتِي يَقع فِيهَا شَحم الحنظل وتمشى الدَّم لِأَن هَذِه تقلع الْمَادَّة من مَكَانهَا. وَأما المراهم الَّتِي تصلح لاجتذاب مَا فِي الورك فقوية حارة رَأَيْت أوجاعها تهيج فِي الْفَخْذ والساق مَعَ حرارة فِي لمس هَذِه الْمَوَاضِع ويصيب الناقهين كثيرا. وينفع من الَّذِي من دَاخل فصد الصَّافِن وَمن الَّذِي من خَارج فصد النسا وَقد ذكر جالينوس: أَنه لَا يَجِيء إِلَى الرجل عرقان كَمَا يَجِيء إِلَى الْيَد وَأَن الْقِسْمَة تكون عِنْد الرّكْبَة وَلَكِن التجربة تشهد لما قلت. ضماد يُؤْخَذ بزر السذاب الْبري حب الْغَار انجذان نطرون شيح أرمني قردمانا شَحم الحنظل نانخة من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل بسذاب طري ثمن منا زفت ثمن منا صمغ ثمن منا اشق ثمن منا بازدر سِتَّة مَثَاقِيل جاوشير أَرْبَعَة مَثَاقِيل كبريت لم تصبه النَّار أَرْبَعَة مَثَاقِيل تهَيَّأ مرهما قَالَ ج: هَذَا قوى يُمكن أَن يجتذب الأخلاط من عمق الورك. آخر: (الف ج)) يتَّخذ من شمع وعصارة ثافسيا وزيت. وَمن هَذِه الْأَدْوِيَة الكبريت والبورق وَحب الرَّأْس والعاقر قرحا. والدبق والمر والقنة وزهر وَحجر اسيوس والبورق وَنَحْوهَا. ضماد جيد يسكن الوجع تسكينا كثيرا وَيقطع وجع الورك: ميويزج رَطْل وَنصف بازر نصف رَطْل دردي محرق رطلان عَاقِر قرحا

نصف رَطْل حرف رَطْل وَنصف كبريت نصف رَطْل بورق نصف رَطْل زَيْت ثلث قوطولي صمغ الصنوبر يشوي مَعَ البازرد حَتَّى يشتوي. وَيجْعَل الْجَمِيع مرها أَو يوضع عَلَيْهِ أَو يُؤْخَذ زفت وكبريت يدق كالكحل واجمعه واطله على الورك: وألزق فَوْقه قرطاسا واتركه ألى أَن يسقطا من قبل نَفسه. 3 (ضماد للنقرس ووجع النسا والمفاصل) عالج عرق النسا بِهَذَا العلاج فَإِنَّهُ ينفع من سَاعَته: تُؤْخَذ حلبة فتطبخ بخل خمر ممزوج بالماءحتى يتهرأ وتنحل ثمَّ تصفيه وتلقى على الثفل عسلا وشيئا من ذَلِك المَاء وأدفه ثمَّ اطله وضع فَوْقه خرقَة ثمَّ شده على الورك وَغَيره ودعه ثَلَاثَة أَيَّام وَثَلَاث لَيَال. لي هَذَا يعالج بِهِ فِي أول الْأَمر أَيْضا. وَاعْلَم أَن ضماد الأنجذان وَهُوَ الْمُتَقَدّم قوى جدا بليغ فِي ذَلِك. آخر قوي للورك: يُؤْخَذ زفت رطب وشمع ثَلَاثَة أَرْطَال: ويورق أَحْمَر رَطْل وَنصف كبريت رَطْل ميويزج رَطْل عاقرقرحا نصف رَطْل حرف رَطْل وَنصف يذاب الشمع والزفت ويدق الْيَابِس وينخل وَيسْتَعْمل. 3 (عرق النسا) عالج عرق النسا بنبات الشيطرج قَالَ: خُذْهُ وَهُوَ ناضر فِي الصَّيف لِأَنَّهُ فِي الشتَاء أَضْعَف وأنعم دقة فَإِنَّهُ عسر الدق واسحقه نعما مَعَ شَيْء من شَحم ثمَّ ضَعْهُ على حق الورك وَالرجل كلهَا واربطه ودعه أَربع سَاعَات إِلَى سِتّ ثمَّ أدخلهُ الْحمام فَإِذا ندى بدنه أدخلهُ الآبزن ثمَّ خُذ عَنهُ الضماد وضع على الْموضع صُوفًا تغطيه بِهِ وَلَا يحْتَاج إِلَى شَيْء آخر فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ الْبَتَّةَ فَإِن بَقِي شَيْء فعاوده مرّة أُخْرَى فَقَط وَفِي الْأَكْثَر لَا يبْقى شَيْء الْبَتَّةَ وَلَا تعده إِلَّا بعد عشرَة أَيَّام ثمَّ أرحه فِي الْوسط. قَالَ: وَهَذَا الضماد يُغني عَن العلاج بالثافسيا والخردل. فِي النقرس والمفاصل ضماد يسْتَعْمل عِنْد هيجان الوجع: يُؤْخَذ أفيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل وزعفران مثله يسحق بِلَبن الْبَقر ويسقى عَلَيْهِ لباب الْخبز السميذ حَتَّى يصير لينًا مستلذا ويضمد بِهِ ويسمح الْعَامِل يَده بدهن ورد وَيجْعَل فَوْقه ورق السلق أَو ورق الخس ليحفظه فِي هيجان الْعلَّة فَإِنَّهُ عَجِيب فِي هيجانها. وَقد يسحق الأفيون والزعفران بِاللَّبنِ ويطرح على قيروطي بدهن ورد وَيسْتَعْمل. أَو خُذ من الميعة مثقالين وَمن الأفيون مِثْقَالا وَيسْتَعْمل على مَا وَصفنَا قبل. آخر: بزر الشوكران سِتَّة أفيون وَاحِد زعفران وَاحِد شراب حُلْو مَا يعجن بِهِ يخلط بقيروطي بدهن ورد. قرص جيد يسْتَعْمل لهَذِهِ الْعلَّة: يُؤْخَذ صَبر عشرَة أفيون مثله عصارة الشيح سِتَّة لفاح عشرُون زعفران أَرْبَعَة يطْبخ اللفاح بخل حَتَّى يتهرأ وَيصب على الْأَدْوِيَة ويقرص ويطلى بقرص وَقت الْحَاجة. لي خُذ بزر بنج وأفيونا وبزر قطونا وقاقيا ومغيثا اجْعَلْهَا أقراصا بعد سحقها واطل مِنْهَا بِلَبن الْبَقر ورطبه (الف ج) ابدأ بِهِ وضع فَوْقه ورقة رطبَة أَو خرقَة تحفظ عَلَيْهِ رطوبته وَإِذا انْقَطع السيلان أَو عِنْد الْعِلَل الْبَارِدَة فَاسْتعْمل الضمادات الَّتِي تمص الرطوبات من عمق المفاصل

مِمَّا قد ذَكرنَاهَا المتخذة من النطرون والدبق والأشق والنورة فَأن هَذِه تجتذب الرُّطُوبَة وتمصها فيسكن الوجع. لي يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي هَذِه الأوجاع مَا يسْتَعْمل فِي أوجاع القولنج من الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع. والبزور الحارة عَظِيمَة النَّفْع جدا للنقرس الَّذِي فِي الْأَبدَان البلغمية على مَا ذكر فليخلط بهَا فِي وَقت نوبَة الوجع أفيون وبزر بنج ومغاث وَنَحْوهَا ليسكن الوجع فَإِذا سكن عَنْهَا طرح عَنْهَا الْبَتَّةَ واسق الملطفة فَقَط وَأما فِي النقرس الْحَار) فاستعملها مَعَ بزور تدر الْبَوْل وَلَا تسخن اسخانا كثيرا. مِثَال ذَلِك: يُؤْخَذ بزر بطيخ وبزر خِيَار وسورنجان أَبيض ومغاث وحرف جُزْء جُزْء وَمن الأفيون ثلث جُزْء وَتجمع الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم مَعَ مثله من السكر يسكن الوجع وينفع من سَاعَته وَأما الْبَارِدَة: فالحنظل والفوة ونانخة وزراوند وفودنج وورق سذاب وبورق وسورنجان وبوزيدان. وَمَا هِيَ زهره ومغاث وأفيون يركب على مَا يَنْبَغِي ويسقى. الْخَامِسَة من حفظ الصِّحَّة قَالَ: من كَانَ يُصِيبهُ وجع المفاصل والنقرس فَإِن الشَّرَاب المعسل جيد لَهُ مَتى طرح فِيهِ بزر كرفس. المقاله الأولى من الأخلاط قَالَ وَكَانَ بَوْله غليظا فَإِنَّهُ يتَخَلَّص بذلك لِأَنَّهُ يستفرغها فَإِن لم تخرج هَذِه بالبول لَكِن كَانَ الْبَوْل رَقِيقا قَلِيلا أحدث فِي مفاصلهم أوراما وخاصة أَن تعبوا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تدر من هَؤُلَاءِ بولا غليظا كثيرا وَذَلِكَ يكون بالمقطعة والمدرة للبول يحثها على الْمَجِيء نَحْو المثانة والكلى فَأَما مَتى كَانَ الْبَوْل رَقِيقا مراريا فَلَا تقرب للبدن شَيْئا من هَذِه لَكِن اجْتهد أَن تستفرغ فضول المرارات بالبراز بِمَا لَا يسخن. لي إذاحدست أَن فِي الْجِسْم مثل هَذِه الأخلاط فامنع من التَّعَب حَتَّى تستفرغ أَولا. قَالَ: رَأَيْت رجلا بِهِ وجع المفاصل يستريح رَاحَة عَظِيمَة مَتى غمزت مفاصله غمزا رَفِيقًا بأيدي حارة لينَة وَذَلِكَ لِأَن علته كَانَت عَن انصباب أخلاط كَثِيرَة إِلَى مفاصله بَعْضهَا دموية وَبَعضهَا مرارية وبلغمية وَبِالْجُمْلَةِ نيّة غير نضيحة. لى فِي خلال هَذَا الْكَلَام هَاهُنَا إِن هَذِه الأخلاط تحْتَاج أَن يسكن صَاحبهَا ويماسها شَيْء لَهُ حرارة فاترة لينَة فَإِنَّهُ ينضجها ثمَّ أَنه يحللها بعد. الثَّانِيَة من الأخلاط: من كَانَت بِهِ أورام أَو أَعْضَاء ضَعِيفَة فليتوق الْحمام وَشرب الشَّرَاب وَالْغَضَب فَإِنَّهُ يسهل مَعَ هَذِه انصباب الفضول إِلَى الْأَعْضَاء الضعيفة وَيزِيد الأورام جدا جدا. لى وَالْجُلُوس فِي الشَّمْس والرياضة وَنَحْوهَا مِمَّا يحمي الْجِسْم ويرق الدَّم. وَمِنْهَا صَاحب وجع المفاصل لما أَصَابَهُ قولنج ذهب وجع المفاصل عَنهُ فَلَمَّا برِئ من وجع القولنج عَاد وجع مفاصله. ج: يُمكن أَن يكون ذَلِك لِأَن الوجع الشَّديد يغمر الضَّعِيف حَتَّى لَا يحس وَيُمكن أَن يكون ذَلِك لِأَن الْخَلْط الَّذِي كَانَ ينصب إِلَى المفاصل انصب إِلَى الأمعاء.) لى على مَا رَأَيْت فِي الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة: النَّوَازِل إِنَّمَا تكْثر فِي المفاصل لسعتها ودوام حركتها فَهِيَ من هَذِه الْجِهَة أَضْعَف الْمَوَاضِع.

من كتاب مَا بَال قَالَ: الغلمان لَا يصيبهم وجع المفاصل ويوجع (ألف ج) الشَّبَاب أَشد والمشايخ يوجعهم أقل وَلَا يبرؤن مِنْهُ. لى كثير من الْجُهَّال ينتظرون زَعَمُوا فِي وجع المفاصل بالاستفراغ النضيج وَكَانَ صديق لي ينْتَظر بِهِ ذَلِك فَكَانَ فِي وجع شَدِيد جدا حَتَّى دفعت طَبِيعَته عشْرين مَجْلِسا مرّة صفراء حَتَّى سحجته سحجا قَوِيا فسكن الضربان على الْمَكَان الْبَتَّةَ بعد أَن استفرغ عشرَة مجَالِس حَتَّى كَأَن لم يكن وبرأ مِنْهُ مُدَّة أطول من سَائِر المدد الَّتِي عهدها. الْمقَالة الثَّالِثَة من الْفُصُول: النقرس والنسا ووجع المفاصل وَنَحْوهَا من الْعِلَل إِذا كَانَت من رطوبات غَلِيظَة فِي الْمَشَايِخ لَا يبرأ لِأَن هَذِه يعسر نضجها فِي الشَّبَاب فضلا عَن الشُّيُوخ. الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: المَاء الْبَارِد يسكن أوجاع المفاصل والنقرس الْكَائِن من غير قرحَة ابْن ماسويه: لَا شَيْء أنجع للنقرس وأوجاعه من جسم الْمَادَّة بالاستفراغ. المقلة السَّادِسَة قَالَ: 3 (الأوجاع الَّتِي تنحدر من الظّهْر) 3 (إِلَى الْمرْفقين يحلهَا فصد الْعرق لِأَن ذَلِك يكون من خلط ينْتَقل وإقباله إِلَى حَيْثُ مَا) 3 (يدل على ميله إِلَى ذَلِك الْجَانِب فاستفرغ من حَيْثُ هُوَ مائل إِلَيْهِ.) قَالَ: الخصيان لَا يعرض لَهُم النقرس. قَالَ ج: قد يكون ذَلِك على عهد إبقراط فَأَما الْآن فَلَمَّا قد غلب على النَّاس من الترفة والخفض والإكثار من الشَّهَوَات فَلَا. قَالَ: وَقد يجب أَن يكون من يعرض لَهُ النقرس قدماه بالطبع ضعيفتان وَلَيْسَ يجب لَا محَالة أَن يُصِيبهُ الوجع إِذا لم يسْتَوْف التَّدْبِير فقد يمكنك أَن تعلم أَن ضعف الْعُضْو وَحده لَا يَفِي باخْتلَاف الْعلَّة من الْوَقْت الَّذِي بَين نوبتي النقرس فَإِن الْعلَّة والضعف غير موجودين فِي ذَلِك الْوَقْت فَإِن كَانَ إِنَّمَا يوجعهم إِذا جرى إِلَيْهَا شَيْء فَإِن الْجِسْم إِذا كَانَ دَائِما نقيا من الْفضل لم يُمكن أَن يجْرِي إِلَيْهَا شَيْء كالحال فِي غلية النّوبَة وَلم يجر وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ يرتاض باعتدال ويستمرئ غذاءه استمراء جيدا وَلذَلِك السّكُون الدَّائِم والهم يضر بأصحاب هَذِه الْعلَّة وتضرهم أَيْضا الْخمر القوية الْكَثِيرَة وخاصة إِن شربوا قبل أَن برزوا من الطَّعَام فَإِن الشَّرَاب مَتى أَخذ على هَذِه الْجِهَة أسرعت نكايته للعصب ويضرهم أَيْضا الْجِمَاع وَالْحمام بإفراط والخصيان أبعد مِنْهُ من الفحول وَكَذَلِكَ النِّسَاء ويبلي الخصى بِهِ إِذا أَكثر اسْتِعْمَال النَّبِيذ والنهم. وَكَذَلِكَ القَوْل فِي أوجاع المفاصل فَإِنَّهُ فِي أَكثر الْأُمَرَاء إِنَّمَا يعرض أَولا لجَمِيع أَصْحَاب وجع المفاصل النقرس ثمَّ يصيرون مِنْهُ إِلَى وجع المفاصل وَيكون ذَلِك أَكثر وأوكد إِذا ولدُوا على مَا كَانَ فِي آبَائِهِم. قَالَ: إِنَّمَا يكثر وجع المفاصل لمن لَا يسْتَعْمل الرياضة وَلَا يستمرء الْغذَاء وَيكثر السكر وَشرب النَّبِيذ على الرِّيق والإفراط فِي الْجِمَاع وَالْحمام.

قَالَ إبقراط: الْمَرْأَة لَا تنقرس إِلَّا أَن يَنْقَطِع طمثها لِأَن أبدانهن تستسقى بالطمث فَلذَلِك لَا يعرض لَهُنَّ النقرس ألف ج) إِلَّا أَن يخطئن خطأ عَظِيما فِي التَّدْبِير على مَا ذكرنَا. قَالَ: والغلام لَا يُصِيبهُ النقرس قبل أَن يَبْتَدِئ بمجامعة النِّسَاء. قَالَ ج: للجماع فِي توليد النقرس قُوَّة عَظِيمَة جدا وَيعرف ذَلِك من بعد. الصّبيان من النقرس قَالَ: قد رَأَيْت خصيانا أَصَابَهُم النقرس وَأما صبياننا فَمَا رَأَيْت أحدا أَصَابَهُ وَإِن كَانَ يصيبهم فَإِنَّمَا يصيبهم انتفاخ فِي مفاصلهم عِنْد اجْتِمَاع لحم كثير فِي أبدانهم. لى فِي أَن الخصيان وَالنِّسَاء والغلمان يعسر حُدُوث النقرس بهم فَإِذا حدث دلّ على أَن فِي الدَّم) ج: 3 (الْفرق بَين الْعُرُوق) الْعرق الدَّاخِل عِنْد الكعب يَعْنِي الصَّافِن والعرق الْخَارِج يسير وَذَلِكَ إنَّهُمَا جَمِيعًا ينقسمان من عرق وَاحِد حَيْثُ مابض الرّكْبَة وَإِنَّمَا يَجِيء الرجل عرق وَاحِد غير ضَارب يَنْقَسِم مِنْهُ جَمِيع عروق الرجل فينقسم فِي مابض الرّكْبَة ثَلَاثَة أَقسَام. قَالَ حنين: الْعُرُوق على هَذَا إِلَّا أَن التجربة تشهد أَن صَاحب عرق النسا ينْتَفع بفصد عرق النس نفعا عَظِيما وَلَا ينْتَفع بفصد الصَّافِن إِلَّا نفعا قَلِيلا. قَالَ: وجع المفاصل مَا كَانَ مَعَه أورام حارة فَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم فِي حفظ الصِّحَّة مِنْهَا مَعَ ورم وعلاجها فِي وَقتهَا بالفصد وإسهال الصَّفْرَاء وَمَا كَانَ مِنْهَا مَعَ أورام بَارِدَة فَيحْتَاج إِلَى نقص الأخلاط البلغمية وَالتَّدْبِير الملطف. قَالَ: وجع المفاصل مَا كَانَ مِنْهَا مَعَه حرارة شَدِيدَة فتحتاج أَن ينقص مِنْهُ الأخلاط الَّتِي من جنس الصَّفْرَاء وَالَّتِي مَعَ أورام بَارِدَة فأسهل الأخلاط البلغمية. قَالَ: وَمَا كَانَ من النقرس مَعَ ورم حَار فَإِن ورمه يسكن فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا. ج: إِن الورم فِي النقرس يكون من فضل ينحدر إِلَى مفاصل الْقَدَمَيْنِ وَأول مَا يقبل ذَلِك الْفضل مَوضِع المفاصل وَجب ضَرُورَة أَن تماط الرطوبات الَّتِي تحيط بِتِلْكَ المفاصل من خَارج فَأَما العصب والأوتار فَلَا تشبه أَن تكون ترم فِي صَاحب النقرس وَإِنَّمَا يحدث فِيهَا الوجع بتمددها مَعَ المفاصل فَقَط ويستدل على ذَلِك أَنه لم ير أحد قطّ إِلَى هَذِه الْغَايَة من المنقرسين حدث بِهِ النقرس تشنج والتشنج يعرض كثيرا عِنْد حُدُوث الورم فِي العصب والأوتار. قَالَ: 3 (الْغَرَض فِي علاج المنقرسين) هُوَ الْغَرَض الْعَام فِي علاج ورم وَذَلِكَ أَنه يحْتَاج أَن يحلل مَا حصل فِي الْقَدَمَيْنِ وتحليله يكون مَتى كَانَ رَقِيقا فِي مُدَّة أقل وَمَتى كَانَ غليظا فَفِي مُدَّة أَكثر وَلَكِن لَيْسَ يجاور على حَال هَذَا الورم أَرْبَعِينَ يَوْمًا حَتَّى ينْحل وَيبرأ أَن أفعل الطَّبِيب جَمِيع مَا يَفْعَله بِالصَّوَابِ. وَأما الورم الْحَار الْحَادِث فِي الْأَعْضَاء اللحمية فحد انقضائه فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَذَلِكَ أَن جَوْهَر اللَّحْم أَشد تخلخلا وجوهر هَذِه أَعنِي الرَّبْط

علل المفاصل والنقرس تتزيد في الربيع

وَنَحْوهَا كثيفة وكما يبطئ فِي قبُول الْفضل كَذَلِك يبطئ فِي التَّحَلُّل عَنهُ فَلهَذَا حد انحلال الورم عَنهُ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا لِأَن الرطوبات الَّتِي فِي المفاصل تحْتَاج أَن تصير بخارا أَو تنفذ فِي الرباطات المحيطة بالمفاصل وَكَذَلِكَ مَا قد دَاخل تِلْكَ الرطوبات المحيطة بالمفاصل من ذَلِك الْفضل. وَعلل النقرس تتحرك فِي الرّبيع والخريف على الْأَمر الْأَكْثَر. ج: 3 - (علل المفاصل والنقرس تتزيد فِي الرّبيع) قَالَ: وَبَين أَن النقرس يدْخل فِي عداد أوجاع المفاصل وَرُبمَا هاج فِي الخريف فِي الَّذِي يجْتَمع فِيهِ فِي (ألف ج) الصَّيف فِي وَقت الْفَوَاكِه خلط ردي وَأكْثر مَا يهيج فِي الرّبيع فِي من كَانَ تَدْبيره فِي الشتَاء كثيرا رديا. قَالَ إبقراط: من كَانَ بِهِ وجع النسا فَكَانَ وركه ينخلع ثمَّ يعود فَإِنَّهُ قد حدثت بِهِ رُطُوبَة مخاطية. قَالَ ج: كثيرا مَا يجْتَمع فِي المفاصل كيموس بلغمي وَهُوَ الَّذِي سَمَّاهُ إبقراط مخاطيا فتبتل بِهِ رطوبات ذَلِك الْمفصل فيسترخي وَلذَلِك يخرج الْعظم من النقرة الْمركب فِيهَا خُرُوجًا سهلا وَيرجع إِلَيْهَا رُجُوعا سهلا سَرِيعا. الورك قَالَ من اعتراه وجع فِي الورك مزمن فَكَانَ وركه يخرج وينخلع فَإِن رجله كلهَا تضمر وتعرج مَتى لم يكوها. قَالَ جالينوس: من كَانَ فَخذه ينخلع من نقرة وركه للرطوبة الَّتِي قد حصلت فِي نقرة وركه فَإِنَّهُ إِن لم يكو مفصل وركه كَيْمَا تنفذ تِلْكَ الرُّطُوبَة البلغمية الَّتِي قد حصلت كَذَلِك ويشتد بالكي الْموضع كُله وَتذهب رخاوته فتمنع مفصل الورك أَن يَزُول وَإِلَّا حدثت عَن ذَلِك عروجة لَا محَالة وَتبع ذَلِك أَلا تغتذي رجله على مَا يجب فتضمر وتنتقص كَمَا يعرض للأعضاء الَّتِي تعدم حركاتها من حركاتها الطبيعية. لى يَنْبَغِي أَن يكوى بعد أَن يرد الْفَخْذ فِي مَكَانَهُ حَتَّى يَسْتَوِي الْمفصل كالحال الطبيعية وَإِلَّا كَانَ رده بعد الكي غير مُمكن وَكَانَت حَيَاته عَظِيمَة. قَالَ) وَإِنَّمَا يعرض لهَؤُلَاء انخلاع رَأس الْفَخْذ لِأَن رباطات مفصل الورك المحيطة بِهِ تبتل وَتَسْتَرْخِي تِلْكَ الرُّطُوبَة وتمتلئ النقرة أَيْضا رُطُوبَة. لى قد تحدث أوجاع فِي الْفَخْذ والساق شبه أوجاع المفاصل وَهِي من جنس دَاء القيل وَيفرق بَينهمَا بِأَن ميل هَذَا الورم لَا يكون إِلَى الْمفصل وَحده لَكِن إِلَى جَمِيع الْموضع الَّذِي بَين المفصلين وعلاجه إمالة الْمَادَّة وتلطيف التَّدْبِير والشد والطلي بالمحللة المقوية. الْمقَالة الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: قد رَأينَا كثيرا من الأخلاط الَّتِي تنصب إِلَى المفاصل أَو الْقدَم فِي علل النقرس إِذا انقلبت من هُنَاكَ إِلَى بعض الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة مَاتَ العليل. وَإِنَّمَا يُرْجَى لَهُ حِينَئِذٍ الْخَلَاص بِوَاحِدَة فَقَط وَهُوَ أَن يُمكن جذب تِلْكَ الأخلاط ثَانِيَة إِلَى المفاصل. قَالَ فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن رَأس الطَّائِر الْمُسَمّى أقطيس إِذا جفف ودق وَأخذ مِنْهُ مَا يحمل ثَلَاثَة أَصَابِع وَسقي المنقرس بِالْمَاءِ شفَاه. لى الرجل صَاحب الرّكْبَة المزمنة شرب أَكثر من خمسين شربة من أصطماخيقون وحقن غير مرّة بالقنطوريون أَشرت عَلَيْهِ بالإدمان على الْأَدْوِيَة المدرة للبول الملطفة وَكَانَ رطب المزاج بارده فبرأ لما استعملها مُدَّة.

من كتاب الفصد قَالَ: من كَانَ بِهِ نقرس أَو وجع فِي المفاصل يَنْبَغِي أَن يستفرغوا فِي أول الرّبيع بالفصد أَو بالإسهال فَإِنِّي قد أبرأت خلقا مِنْهُم بالاستفراغ فِي الرّبيع وتعاهد الاستفراغ حَيْثُ يحسون بنوبة الْعلَّة. قَالَ: وَمن الْبَين أَن جَمِيع هَؤُلَاءِ يجب أَن يكون تدبيرهم معتدلا فِي اللطافة وَذَلِكَ أَن من كَانَ من هَؤُلَاءِ مختلطا فِي تَدْبيره مكثرا لشرب الشَّرَاب فَلَيْسَ ينْتَفع كَبِير نفع بالإسهال وَلَا بالفصد لِأَن الأخلاط الْبَتَّةَ تَجْتَمِع فِي بدنه كثيرا سَرِيعا لسوء تَدْبيره وَمن كَانَ كَذَلِك فَلَا يقرب علاجه أصلا وَأما من كَانَ مُطيعًا فَإِنَّهُ يعظم نَفعه بالفصد (ألف ج) والإسهال فِي أول الرّبيع ثمَّ اسْتِعْمَال الرياضة بعد ذَلِك وتلطيف التَّدْبِير. 3 (الفصد) وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب أَنِّي لأعْلم أَنِّي قد أبرأت غير مرّة الْعلَّة الَّتِي تسمى النقرس باستفراغ الدَّم من الرجل وَذَلِكَ يكون مَتى لم تكن الْعلَّة من برد لَكِن كَانَت من أجل امتلاء فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي الورك وَلذَلِك صَار انْتِفَاع من بِهِ هَذِه الْعلَّة بفصد الْعرق الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة أَكثر من انتفاعه بفصد الصَّافِن. وَأما الْحجامَة فَلَا يكَاد يكثر نَفعهَا لَهُم. لى ج: لَا يذكر عرق النسا الْبَتَّةَ كَأَنَّهُ شَيْء لَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويستغني عَنهُ بالفصد من مابض الرّكْبَة وَمَا مَحل عرق النسا عِنْدِي إِلَّا مَحل الأسليم من الباسليق فَإِن الأسليم أَيْضا يستبان لَهُ فضل نفع على الباسليق وَإِن كَانَ يتشعب مِنْهُ وَيُقَال: أَن ذَلِك لطول الجذب والنسا يفضل على الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة كَذَلِك وَلِأَنَّهُ خَارج فَكَأَنَّهُ أجذب من الورك. وَالْأَمر بَينه وَبَين الْعرق الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة قريب النَّفْع فَأَما الصَّافِن فبعيد كَمَا قد شهد بِهِ حنين. من الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ وجع الورك فَظهر بفخذه حمرَة شَدِيدَة قدر ثَلَاث أَصَابِع لَا توجعه واعترته فِيهِ حكة شَدِيدَة واشتهى مَعَ ذَلِك أكل الْبُقُول المسلوقة مَاتَ فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين. قَالَ: يعرض للمنقرسين الورم أَو وجع الْقدَم فَيبْدَأ الوجع مرّة من إِبْهَام الرجل وَمِنْهُم من يبْدَأ بِهِ من الْعقب أَو من أَسْفَل الْقدَم والورم الْكَائِن فِي الْقدَم رُبمَا تغير لَونه عَن لون الْبدن وَرُبمَا كَانَ بلونه وَرُبمَا كَانَ الوجع مَعَ حرقة وَرُبمَا كَانَ بِلَا حرارة الْبَتَّةَ وَرُبمَا كَانَ مَعَ برودة شَدِيدَة وَقد يكون فِي الْقَدَمَيْنِ جَمِيعًا وَرُبمَا بلغت شدَّة الوجع إِلَى السَّاقَيْن وَالركبَة وَإِلَى المثانة والمقعدة وَمِنْهُم من تطول خصيتاه فَإِذا طَال بِهِ هَذَا السقم انتفخت ساقاه وفخذاه. فَأَما أَصْحَاب وجع المفاصل فَإِنَّهُ قد يكون بهم فِي جَمِيع المفاصل ورم ووجع فِي الصلب وَرُبمَا نبت اللَّحْم فِيمَا بَين مفاصلهم وخاصة بَين الْأَصَابِع وتلتوي الْأَصَابِع وتمتد وتلتوي مفاصلها ويشتد الوجع حينا ويخف حينا ويزمن وَيطول بهم وجع الظّهْر فَأَما وجع الظّهْر فَإِنَّهُ يكون فِي العضلات الدَّاخِلَة والخارجة وَفِي الخرز ويعرض لَهُم من الأكباب على الحقو وَالْحمل الثقيل ويعرض أَن يمْتَنع صَاحبه من الانحناء وَمن بسط الصلب جدا ويدمن وَرُبمَا لم يدمن وَإِذا كَانَ بِهِ الورم فِي العضل الظَّاهِر وجد

وجعا إِذا جس ظَهره وَإِذا كَانَ فِي العضلات الْبَاطِنَة فَلَا بل يجد مس الوجع إِلَّا دَاخِلا شَبيه وجع صَاحب الكلى.) عَلَامَات وجع عرق النسا قَالَ: يعرض لصَاحبه وجع فِي الورك وتفل وإبطاء فِي الْحَرَكَة ومجسته ضَعِيفَة صَغِيرَة كثيفة جدا. وَرُبمَا عرضت لَهُ الْحمى فَلَا يقدر أَن يَنْقَلِب على جَانِبه وَرُبمَا بلغ الوجع من الورك إِلَى الرّكْبَة وَرُبمَا بلغ إِلَى الكعب وَرُبمَا لم ينزل من حد الأربية وَإِذا طَال هَذَا السقم هزل هَذَا الْعُضْو هزالًا شَدِيدا بوجع وألم شَدِيد وينطلق الْبَطن ويجد إِذا غمز رَاحَة كَثِيرَة ويشتد عَلَيْهِ الْمَشْي فِي أول علته فَإِذا أزمنت قل توجعه لَهُ. وَمِنْهُم من يمشي على أَطْرَاف أَصَابِعه ويمد صلبه وَلَا يقدر أَن يركب وَمِنْهُم من (ألف ج) يركب وَيَمْشي مُتكئا وَلَا يقدر أَن يُسَوِّي قامته. قَالَ: وَهَذَا يكون فِي عضلات الْفَخْذ والصلب والأربية. قَالَ: ويعرض أَعْرَاض تشبه هَذِه للنِّسَاء من قبل الْأَرْحَام ويميز ذَلِك فِي بَابه. لى إِذا كَانَ الوجع يعرض من الورك إِلَى الْقدَم كالقضيب الْمَمْدُود فَإِنَّهُ امتلاء عرق الورك من الدَّم وشفاؤه استفراغ ذَلِك الدَّم فَأَما الأوجاع الَّتِي عرضهَا أَكثر من طولهَا فَإِنَّهَا من أخلاط غَلِيظَة بلغمية وَأما الأوجاع الَّتِي تحوج إِلَى الانحناء فَإِنَّهَا تكون من ورم جاس وعلاجها التليين والتحليل. وَأما الَّتِي تكون مَعَ شدَّة انتصاب الظّهْر وامتداده فَإِنَّمَا هِيَ فِي العضلات الَّتِي فَوق وَلذَلِك لَا يقدر العليل أَن ينصب ظَهره من اجل الوجع. الْمقَالة الثَّانِيَة من قَالَ: النَّاس يدلكون الْأَعْضَاء الَّتِي يحدث بهَا النقرس ووجع المفاصل بملح مسحوق مَعَ شَيْء من زَيْت يسير ويفعلون ذَلِك فِي وَقت فَتْرَة الْعلَّة لَا فِي وَقت نوبتها يُرِيدُونَ بذلك أَن يخففوا ويحللوا ذَلِك الْفضل كُله ويكسبوا الْأَعْضَاء الضعيفة بفعلهم هَذَا حسن حَال ويقويها. الأولى من تَفْسِير السَّادِسَة من أبيذيميا: قد يحدث ضرب من وجع الورك للنِّسَاء عَن وجع الْأَرْحَام إِذا أزمنت وَبقيت عشرَة أشهر. الثَّانِيَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ: قد يبرأ وجع الورك بالكي. الْخَامِسَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ: الْجِمَاع يضر بالمنقرسين والمفاصل. فِي مسَائِل الأهوية والبلدان: إدمان الرّكُوب ضار لوجع الْأَوْرَاك لِأَنَّهُ ينصب إِلَيْهَا شَيْء كثير. الْيَهُودِيّ قَالَ: إِذا لَقِي اليبروج وزن دانقين كل يَوْم يشرب بطلاء وَعسل سكن وجع النقرس. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنِّي لم أر للنقرس دَوَاء أَنْفَع من دهن الكلكلانج إِذا سقِِي مَعَ دهن لوز حُلْو) قَلِيل ومرهم الشحوم مجرب قوى الْفِعْل فِي تسكين وجع النقرس. شَحم الْأسد وشحم حمَار الْوَحْش ودهن سوسن ودهن الناردين ودهن الْقسْط وشحم البط وَإِلَيْهِ تذاب وَتجمع وتطلى.

لعرق النسا: أدهنه بدهن الحنظل وَإِذا لم تَنْفَع العلاجات فاكوة فِي الورك حَيْثُ يحس بالوجع وَفِي الْفَخْذ حَيْثُ يحس وَفِي السَّاق ظَاهرا حَيْثُ يحس بالوجع وَفِي الْقدَم عِنْد الكعب وكية أُخْرَى فِي خنصر الرجل عميقة رقيقَة فَإِن هَذَا علاجه وبرؤه. حقنة نافعة عجينة لعرق النسا والنقرس أَيْضا مِمَّا يعظم نَفعهَا: مَا هِيَ زهره قشور عروق الْكبر وخربقان وحرمل وصعتر وسورنجان وشحم حنظل وأسارون ومازريون وَوَج وجندبادستر وسكبينج وَمر ومقل مِثْقَال مِثْقَال يصب عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَرْطَال نَبِيذ ويطبخ حَتَّى يصير رطلا وَخذ مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ وَيصب عَلَيْهِ شَيْء من عسل وَسمن واحقنه بِهِ ثَلَاث مَرَّات. لى إِذا أعياك الْأَمر فِي النقرس ووجع الورك وَالركبَة وَالظّهْر فأدم المدرة للبول فَإِنَّهُ قانونه. أهرن: مِمَّا يعظم نَفعه للنقرس ووجع الورك وَالركبَة وَالظّهْر: أيارج هرمس وَيشْرب فِي الرّبيع وَمن شربه أَيَّامًا يَبْتَدِئ (ألف ج) فِي تعرق رِجْلَاهُ ومفاصله الوجعة عَجِيب فِي ذَلِك. لى هَذَا دَوَاء لطيف جدا لَا يسهل إِلَّا أَنه ينقي الْبدن بالبول جدا فاعتمد عَلَيْهِ وينفع عِنْد هيجان الوجع عروق اليبروج والسورنجان. وينفع من وجع الورك الأضمدة الحارة الحادة القوية كالمتخذة بالشيطرج والخردل والكبريت وَنَحْوهَا مَا ينفض الْبدن ويصبر العليل عَلَيْهَا مَا أمسكن ويغسله فِي الْحمام. وَيَنْبَغِي أَن يعالج هَذِه الأوجاع الْبَارِدَة إِذا أزمنت وتقادمت بالتنقية على مَا يَنْبَغِي إِن كَانَ غرضك أَن تفرغ مَا فِي الْعُضْو فَقَط. قَالَ: وينفع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ الَّذِي يكون من الْبرد إِن يسحق الفربيون وَيجْعَل مَعَ قيروطي بدهن نرجس أَو دهن سوسن وَيجْعَل عَلَيْهِ. لى هَذَا يحل وجع الْأَوْرَاك المزمنة وَجَمِيع المفاصل الَّتِي قد أزمنت من خلط غليظ يعرض فِيهَا. آخر ينفع من جفوف الرُّكْبَتَيْنِ خَاصَّة وَجَمِيع المفاصل: يُؤْخَذ حب الخروع المنقى أوقيتين يسحق بِسمن الْبَقر نعما وَشَيْء من عسل على قدر مَا يلزجه ويضمد عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وعالج بِهِ مَا يبس من المفاصل من يبس وَمن خراجات. ضماد مبرد جيد خَفِيف: أنقع بزر قطونا فِي مَاء حَار فَإِذا رَبًّا فَاضْرِبْهُ بدهن ورد وَضعه على الْموضع وأدم تَدْبيره بِهَذِهِ المبردات إِذا كَانَ من حرارة. وينفع من وجع الورك أَن) يشرب الأنزروت ودهن الْجَوْز أَيَّامًا والإيارج مَعَ دهن الخروع وَمَاء الحسك والشبث أسبوعا واترك الْحمام الْبَتَّةَ وَالشرَاب وَالْجِمَاع. حقنة جَيِّدَة لوجع الورك مصلحَة على مَا رَأَيْت: يُؤْخَذ مَا هِيَ زهره وقنطريون وزراوند وبورق وقشر الْكبر وخربق أسود وورق الحرمل وصعتر وحاشا وسورنجان وحنظل وأشنان ومازريون وَحب الشبرم بِالسَّوِيَّةِ فاطبخه بالنبيذ حَتَّى ينتصف ثمَّ بعد أَن تنقعه فاحقن مِنْهُ بِنصْف رَطْل مَعَ أوقيتين من زَيْت. الطَّبَرِيّ قَالَ: من الْأَمْرَاض مَا لَا يبرأ برءا صَحِيحا وَلَا علاج لَهُ كالسرطان والنقرس وإيلاوس. قَالَ: قد وصفت لغير وَاحِد قد كَانَت الرّيح شبكتهم فاقعدهم فِي دهن الحندقوقا

فَانْطَلَقت أَرجُلهم وصحوا يشرب مِنْهُ ويتمرخ بِهِ صفته: يُؤْخَذ من الحندقوقا الَّذِي قد برز فَيجْعَل فِي طنجير وَيصب عَلَيْهِ زَيْت مَا يغمره وشراب مثله ويطبخ وَيُؤْخَذ مِقْدَاره حَتَّى يبْقى الدّهن ثمَّ يمرس ويصفى وَيرْفَع والشربة ثلث دِرْهَم وَأَقل. الطَّبَرِيّ قَالَ: وجع الورك يكون من فَسَاد الصَّفْرَاء وَيكون من كَثْرَة الْقيام فِي الشَّمْس فتجف لذَلِك رُطُوبَة الورك. وينفع من وجع الورك قطع العرقين اللَّذين عِنْد خنصر الْقدَم والحقن وَالْحمام والأضمدة الملينة أَولا ثمَّ المحللة قَالَ: فَإِن لم ينفع ذَلِك كوي على العصب الَّذِي فِي الظّهْر إِلَى جَانب الْكُلية وعَلى الفخذين أَربع كيات وعَلى الرُّكْبَتَيْنِ أَربع كيات وعَلى كل سَاق بالطول موضِعين وَأَرْبع كيات عِنْد الكعب وَأَرْبع على أَصَابِع الرجلَيْن. وَقَالَ فِي كتب الْهِنْد أَنه أَن زَاد الدَّم زَاد النقرس. أهرن: اسْتدلَّ على الْخَلْط الْغَالِب فِي هَذِه الأوجاع من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم. قَالَ: وَمن أفضل علاج الورك نفض الجمد بِمَا يقلل فضوله ويقلل غذاءه وينقيه. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْفضل حارا يخالطه ريَاح فَأَنا نقطع بعد قطع الأكحل الْعرق الَّذِي عِنْد خنصر الْقدَم وَبَعض عروق (ألف ج) الْقدَم الظَّاهِرَة. وَالطَّعَام بالأدوية الْقَيْء عَجِيب جدا لوجع الورك فعوّده الْقَيْء أَولا بعد الطَّعَام الورك قَالَ: وَمن شرب لوجع الورك الْأَدْوِيَة الحارة فَصَارَ الْفضل ناشبا فِي وركه فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ أَن يجحم على الورك والحقن القوية الَّتِي تخرج الدَّم كالمري وطبيخ الحنظل والقنطوريون ويعالج بِهَذِهِ الحقن وَيُوضَع عَلَيْهِ خَارِجا مَا يجذب بِقُوَّة وَإِذا أوجع فبمَا يسكن ثمَّ يعاود ذَلِك. لى يعرف انتشار الْفضل فِي الورك إِذا لزم وجع الورك وَلم يبح الْبَتَّةَ فَاجْعَلْ مَا تعطيه من) المسهلة فِيهَا شَحم الحنظل وقنطوريون أَو عصارة قثاء الْحمار وصموغ وبزور لَطِيفَة وماهي وهره وشيطرج. من سوء المزاج الْمُخْتَلف قَالَ: مَتى كَانَ الورم الدموي شَدِيد الالتهاب فَاعْلَم أَن الدَّم فِي جَمِيع الْجِسْم مراري. لى وَلذَلِك يحْتَاج بعد الفصد إِلَى إسهال الصَّفْرَاء. دَوَاء ينفع من وجع الْوَرِكَيْنِ والنقرس: يُؤْخَذ ثَلَاثَة دَرَاهِم من الأنزروت الْأَحْمَر وَمن السورنجان مثله ودهن مائَة جوزة يسحق ويخلط وَيصب على شَيْء من مَاء الشبث الْمَطْبُوخ ويسقى الْمَرِيض فَإِنَّهُ يمْشِيه من غير أَن يُؤْذِيه ويسكن الوجع. آخر: وينفع أَن يُؤْخَذ من البسد مِثْقَال وَنصف وقرنفل خَمْسَة دَرَاهِم مر وقاقيا وَحب الشبث أُوقِيَّة أُوقِيَّة وَمن الجعدة اثْنَتَا عشرَة نواة وراوندان من كل وَاحِد أوقيتان يسقى مِنْهُ نواة بِمَاء الآس وَلَا يَأْكُل تسع سَاعَات وَيشْرب عشرَة أَيَّام وَلَاء فَإِنَّهُ يذهب بالأوجاع العتيقة الشَّدِيدَة. دَوَاء آخر من الْعِظَام يشرب كل ثَلَاثَة ايام من أَيَّام السّنة كلهَا وَفِي بعض الْأَحَايِين فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام فيستأصل الْعلَّة:

يُؤْخَذ كمادريوس ثَمَانِيَة أَو قنطوريون ثَمَانِيَة أَو زراوند وجنطيانا ع هـ هيوفاريقون خَمْسَة بطراسياليون ع هـ ح هـ مر ثَلَاثَة غاريقون جُزْء فوى يعجن بِعَسَل قد نزعت رغوته الشربة دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ على قدر الْمَرَض والجثة يشرب بِمَاء الْعَسَل. لى هَذِه أدوية ملطفة وتستأصل أوجاع المفاصل الغليظة الْبَارِدَة وملاكه إِلَّا يَأْكُل بعده عشر سَاعَات ثمَّ يَأْكُل أطْعمهُ ملطفة وَلَا يشرب شرابًا كثيرا وَاعْتمد فِي هَذِه على أيارج هرمس فَإِنَّهُ أَجودهَا. دَوَاء يسكن وجع النقرس يُؤْخَذ قشور أصل اليبروج مسحوقة فيسقى مِنْهَا نواة بِمَاء الْعَسَل فَإِنَّهُ يسكن الوجع. وينفع من وجع الورك أَن تدلكه ثمَّ تمرخه بالأدهان الحارة جدا الجاذبة مثل الْمَطْبُوخ بِالْقِسْطِ والعاقر قرحا والفربيون والجندبادستر. وَمن الأضمدة الجاذبة: يُؤْخَذ كبريت وبورق وحرف وعاقر قرحا وميوبزج وذرق الْحمام الْبري يجمع بالزفت فَإِن لم يحضر فالشمع وَالزَّيْت الْعَتِيق وَيجْعَل مرهما. لى وَقد ينفع فِي هَذِه الميويزج والذراريح. وأنفع مَا يكون إِذا انبثر الورك وَجعل فِيهِ نفاخات وَلَا يسْتَعْمل شَيْئا من هَذِه إِلَّا بعد التنقية جدا وَبعد أَن يطول الْمَرَض وَيقف وَلَا تكون الْموَاد طلاء جيد يحل وجع الورك والنقرس فِي آخِرَة: يُؤْخَذ رَطْل بورق ورطل زَيْت يطْبخ حَتَّى يغلظ ويطلى عَلَيْهِ. ولى (ألف ج) لتحليل الورم فِي آخر الْأَمر: يُؤْخَذ من لعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان يضربان بدهن شيرج ويطبخ حَتَّى يغلظ كالعسل ويطلى وأخف من هَذَا أَن تشربه قيروطي فَإِنَّهُ أخف وأجود وتقويه إِن شِئْت بِمَا تُرِيدُ. للورك وينفع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ: إِن يسحق فربيون بدهن سوسن ويطلى عَلَيْهِ. وينفع من يبس الرُّكْبَتَيْنِ وتشنجها من القروح والجمر يكون فِيهَا أَن يُؤْخَذ حب الخروع المقشر ثَلَاث أَوَاقٍ بِسمن بقر أُوقِيَّة وَعسل مثله وخل نصف أُوقِيَّة يَجْعَل ضمادا فَإِنَّهُ جيد. أهرن قرصة عجينة: شياف ماميثا وعصارة لحية التيس وبزر البنج وأصل اللفاح وأفيون اعجنها بلعاب البزر قطونا وارفعها وَعند الْحَاجة اسحقه بخل قوي واطل بِهِ وضع فَوْقه خرقَة رطبَة تبردها مَتى سخنت فَإِنَّهُ جيد جدا. لى قرصة أُخْرَى آخر الْأَمر: يُؤْخَذ دَقِيق الحلبة وبزر الْكَتَّان وبزر الكرنب وَمر ومقل وبزر الخطمي وبزر الشبث وبزر السلجم ولب حب الصنوبر وبزر السذاب وأشق وَقَلِيل بورق وكبريت وعاقر قرحا يَجْعَل قرصا من بعض هَذِه أَي قرصة شِئْت وتعجن وَعند الْحَاجة تسحق بطبيخ إكليل الْملك والكرنب والشبث

والبابونج ويطلى وَاسْتعْمل البزور. وَمَتى أردْت أقوى فزد فِيهِ الْإِذْخر وَإِذا لم يحضر شَيْء من هَذِه فاسحقه بشراب أَو بميبختج لى المغاث يلين الدشبد والصلابة فِي المفاصل وَهُوَ جيد للنقرس. والسورنجان يجفف المفاصل وينفعها. وَقَالَ ماسرجويه: يجب لمن أَكثر من اسْتِعْمَال السورنجان أَن يكثر من تليين مفاصله) وترطيبها فَإِنَّهُ يمْنَع النَّوَازِل ويعصر مَا قد نزل فِيهَا فَلذَلِك يجب اسْتِعْمَاله مَعَ المغاث طليا وشربا. بولس قَالَ: ينفع أَصْحَاب عرق النسا أَن يُعْطوا بورقا وخردلا كي يقيؤا بِهِ فَإِنَّهُ نَافِع جدا. من كتاب غَرِيب أَظُنهُ لمسيح الدِّمَشْقِي للنقرس الْبَارِد: شمع وزيت خَمْسَة فربيون خَمْسَة يسوى وَيُوضَع عَلَيْهِ. أَو يدق ورق البنج الرطب وَيُوضَع عَلَيْهِ. وللمادة الَّتِي تنجلب إِلَى الْأَعْضَاء والمفاصل: يُؤْخَذ بورق وفنيك وعاقر قرحا وميويزج ونورة يخلط الْجَمِيع ويطلي مفاصله بالعسل وينثر عَلَيْهِ من هَذَا لى مثل هَذِه الْأَدْوِيَة تحْتَاج إِلَيْهَا عِنْد تَحْلِيل الفضلات الْعسرَة. وَوصف لوجع الْمَتْن أضمدة كالصموغ الحارة والأذهان الحارة اللطيفة متل الجاوشير والوشق والمقل والحندبادستر وَحب الْغَار والسذاب والشمع وَالزَّيْت الْعَتِيق يهيأ مِنْهَا ضماد وَفِي بَعْضهَا فربيون ودهن الميعة وَأمر أَن يدلك فِي الْحمام بالدواء الْمُتَقَدّم الَّذِي يغسل وَيشْرب من أصُول الْكبر وترياق الْأَرْبَعَة وَمن الْأَدْوِيَة: الجنطيانا والزرواوند المدحرج وبزر السذاب يشرب بِمَاء فاتر وَيشْرب دهن الخروع بِمَاء الكرفس ويدهن الظّهْر بدهن الخروع يذاب بشمع وَيسْتَعْمل حب المنتن ويديم الْحمام. وَمن وجع الرُّكْبَتَيْنِ: مر وصبر وأشق وكندر وَيحل بالطلاء ويطلى بِهِ. قَالَ وَقد قَالَ الْعَالم إبقراط: إِن المَاء الْبَارِد يذهب وجع المفاصل الَّذِي مَعَ ورم وَلَا قُرُوح مَعهَا وينفع من ذَلِك نفعا بليغا. قَالَ: وَلَا ينصب إِلَى المفاصل (ألف ج) شَيْء إِلَّا وَالسَّبَب فِيهِ الْحَرَارَة. قَالَ: والنقرس لَا يحدث بِالنسَاء مَا استقام حيضهن وَلَا بالخصيان إِلَّا فِي الندرة وَأما فِي الصّبيان فَلَا. فَإِن رَأَيْت صَبيا بِهِ نقرس فَذَلِك عَجِيب وَهُوَ مِيرَاث. حب جيد لوجع الورك: جندبادستر جاوشير شَحم الحنظل مقل سكبينج الشربة مثقالان بأوقية مَاء سخن يشرب عِنْد النّوم وَمن أول اللَّيْل. آخر: جندبادستر وجاوشير أُوقِيَّة أُوقِيَّة أفيثمون ثَلَاث أَوَاقٍ سكبينج أوقيتان فربيون مثقالان يشرب بأوقية من المَاء الْحَار من أول اللَّيْل فَإِنَّهُ عَجِيب وينفع مِنْهُ الزراوند المدحرج زنة نصف مِثْقَال كل لَيْلَة بِمَاء حَار وَمَا يدر الْبَوْل جدا. قَالَ: تغلي المَاء غليانا شَدِيدا جدا زَمَانا طَويلا حَتَّى ينقص الثُّلُثَانِ ثمَّ يلقِي فِيهِ ثَعْلَب

مَذْبُوح بدمه ويطبخ حَتَّى يَنْفَسِخ ويصفي المَاء وَيجْعَل فِيهِ زَيْت وَيُوضَع الْعُضْو فِيهِ أَو يجلس فِيهِ فَإِنَّهُ) يفش الْمَادَّة كلهَا وَهُوَ جيد لوجع العصب. قَالَ: وأوجاع الصلب والركبتين من جنس أوجاع المفاصل وَمن تِلْكَ الْموَاد وَعَامة هَذِه الْموَاد الْخَلْط الخام فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يستفرغ الْجِسْم مِنْهُ إِلَّا أَن ترى أَكْثَره دَمًا فيفصد أَولا. قَالَ: والقيء ينفع من وجع الظّهْر نعما. أفلادنوس قَالَ: النقرس يهيج من الْجِمَاع على الامتلاء وَالسكر. للريح المشبكة الَّتِي تشبك الْإِنْسَان الْعسرَة الصعبة: يطْبخ الْخَرْدَل الْأَبْيَض والفنجنكشت والخروع وَيجْلس فِيهِ. لى ليجلس فِي طبيخ هَذِه الْأَشْيَاء الحارة الحريفة. بولس قَالَ: عرق النسا أحد أوجاع المفاصل وَيكون الوجع من خلط غليظ بلغمي يحتقن فِي مفصل الورك وَيكون الوجع من حق الورك وَمَا يَلِي الأربية وَإِلَى الرّكْبَة وَكَثِيرًا مّا يَنْتَهِي الوجع إِلَى الْقدَم والأصابع. قَالَ: وَأول علاجه أَن تحقنه وتفصده من الْيَد المجاذبة وتفشه. وَمَتى كَانَت الْعلَّة مزمنة فصدناه من عقبَة وَيسْتَعْمل فِي أَوْقَات النّوبَة وحدّة الوجع التنطيل والتكميد

مثل هَذَا الدّهن: يُؤْخَذ من دهن الْحِنَّاء نصف رَطْل وخل نصف رَطْل نطرون ربع رَطْل قاقلة أُوقِيَّة وَنصف يغمس فِيهِ صوف الزوفا الرطب أَعنِي الصُّوف الَّذِي فِيهِ وضح وتسخن بِهِ الْمَوَاضِع. ويضمد بدقيق الترمس مَعَ سكبينج أَو بالميويزج مَعَ زرنيخ أَو أصُول قثاء الْحمار ونطرون وفودنج وقاقلة وَحب الْغَار والفودنج وَحده نَافِع إِذا تضمد بِهِ مَعَ سكبينج واسقهم على الرِّيق مَعَ الحلتيت قدر باقلاة وَمن جندبادستر مِقْدَار دِرْهَم وَنصف مَعَ نصف مِثْقَال من قبَّة. وَاصل الْكبر جيد لَهُم شرب أَو احتقن بطبيخه أَو ضمد بِهِ. وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي حَال فَاسْتعْمل المخدرة كالفونيا. قَالَ: واحقنه بالحقن القوية الحريفة وَهِي حارة. وَمَتى حقنت فكمد المقعدة بأَشْيَاء حارة لتحتبس الحقنة سَاعَة طَوِيلَة فَإِنَّهُ مَتى أخرج أخلاطا لزجة مخاطية ودموية فَإِنَّهُ يعظم نَفعه من يَوْمه. وَمِمَّا يعظم فِي ذَلِك القنطوريون والحرف وعصارة قثاء الْحمار وَالْمَاء المالح الَّذِي يمصل من السّمك المالح وَالَّذِي يمصل من الزَّيْتُون الَّذِي يطيب بالملح أَو بِالْمَاءِ وَالْعَسَل والنطرون: من المَاء زنة أوقيتين وَمن الْعَسَل أُوقِيَّة وَمن الْعَسَل أُوقِيَّة وَمن النطرون نصف أُوقِيَّة وتوضع المحاجم على الورك بِشَرْط وَبلا شَرط. فَهَذَا مَا يعالج بِهِ من أول الْعلَّة. فَإِن أزمنت فَاسْتعْمل الإسهال بشحم الحنظل الْخَالِص أَو بأرياج. روفس قَالَ: اسْقِهِ من شَحم الحنظل درهما (ألف ج) وَنصفا مَعَ شراب عسل مِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ ينظر فِي شَحم الحنظل. والقيء نَافِع جدا والأضمدة المحمرة والحمات الحارة. وَهَذَا) ضماد جيد إِذا أزمن: فربيون إذارقي خربق أسود عَاقِر قرحا نطرون فلفل ميويزج أَجزَاء سَوَاء وَبعد كل شَيْء فالضماد بالخردل والتين. وَيذْهب بِهِ الْبَتَّةَ العلاج بالشيطرج. قَالَ: فليوضع عَلَيْهِ إِلَى أَن يسود الْجلد ويكمد ثمَّ يُؤْخَذ ويستحم العليل ويمرخ الْموضع بالدهن والخل والجاوشير والشمع لِأَن هَذَا يسكن ويجذب وَلَا يدع اسْتِعْمَال المراهم الجاذبة مثل الَّذِي وَصفنَا. وينفع مِنْهُ الْأَدْوِيَة المدرة للبول الَّتِي تشرب السّنة كلهَا مثل هَذَا: يُؤْخَذ كمادريوس وكمافيطوس وجنطيانا من كل وَاحِد تسع أَوَاقٍ بزر السذاب الْيَابِس سبع أَوَاقٍ يدق وينخل وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم ملقعة على الرِّيق بعد هضم الطَّعَام مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ من المَاء الْبَارِد وَيشْرب مِنْهُ سنة تَامَّة حَتَّى يكف السقم الْبَتَّةَ. وليلطف التَّدْبِير ويرتاض. قَالَ: وَرُبمَا نضح الْموضع وَرُبمَا ابتل الرِّبَاط واسترخى وَعرض مِنْهُ خلع العضل فَإِن أزمنت هَذِه الْعلَّة فليكو المفاصل فِي ثَلَاث أَو أَربع مَوَاضِع على مَا فِي بَاب علاج الْيَد وَلَا يتْرك الخراجات تندمل أَيَّامًا كَثِيرَة. قَالَ: وَأما الْخَلْط الَّذِي يكون مِنْهُ وجع المفاصل فَإِنَّهُ فِي الْأَكْثَر من كيموس مري يتَوَلَّد من كَثْرَة الْأَطْعِمَة والتخم وَقلة الرياضة وَقد يكون أَيْضا مريا ودمويا وسوداويا وَقد يكون مختلطا من ذَلِك أجمع فيعسر عِنْد ذَلِك تعرفة وعلاجه وَلَا يكَاد يبرأ. قَالَ: وَأكْثر مَا تهيج هَذِه الْعلَّة من تَعب أَو مشي مفرط أَو اسْتِعْمَال مَاء كثير وَقد يكون شرب المَاء الْبَارِد والأغذية الْبَارِدَة وَكَثْرَة الشَّرَاب سَببا لَهُ وَقد حدث هَذِه الْعلَّة بِبَعْض النَّاس من عَثْرَة عثرها وضربة ضربهَا على مفصل وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا مستعدين لذَلِك لِأَن الْخَلْط كَانَ فِي بدنهم لكنه كَانَ سَاكِنا فَلَمَّا حركها السَّبَب البادي ثار وَقد يهيج أَيْضا من الأخزان والسهر ويستدل على الْخَلْط السَّائِل إِلَى المفاصل من لون الْمفصل ولمسه فَإِن إِن كَانَ مريا كَانَ لَونه أصفر أَو أَحْمَر ولمسه حَار ويتقشر فِي الْجلد سَرِيعا بِلَا ورم كثير ويهيج من الشَّيْء الْحَار ويسكن بالبارد واستعن بالمزاج وَالتَّدْبِير وَأما الدموي فَإِن لون العليل دموي والموضع وارم حَار متمدد وَأما السوداوي فَإِنَّهُ أسود وورمه قَلِيل عسر اللَّوْن وَفِي المزاج السوداوي وَأما البلغمي فَإِنَّهُ بطيء التورم بل لَا يكَاد يتورم وَهُوَ أَبيض بلون الْجَسَد. قَالَ: فابدأ فِي علاج المري بِمَا يسهل الْمرة مثل الْجلاب بسقمونيا أَو السفرجل بسقمونيا أَو إيارج فيقرا وضع على الْعُضْو بعد دلكه بدهن الْورْد وَقَلِيل شراب عصارة عِنَب الثَّعْلَب وَحي الْعَالم وبقلة الحمقاء أَو أنقع خبز فِي خل وَمَاء واطله وَبدل كل سَاعَة إِذا فتر فَإِن كَانَ فِي المفاصل ورم حاد وَحُمرَة شَدِيدَة فَإِن قشور القرع الطري إِن) وضع عَلَيْهِ يسكن ذَلِك تسكينا سَرِيعا بَينا وَكَذَلِكَ يفعل لحم الْبِطِّيخ والقثاء وبزر قطونا يسكن تسكينا عجيباً ودقيق الباقلي مَعَ بعض العصارات الْبَارِدَة. وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فالأشياف الَّتِي تهَيَّأ بالماميثا والزعفران والصندل والأفيون وَالْخبْز المنقع بخل وَمَاء مَعَ بزر قطونا بخل وَمَاء وَلَا تدع المبردات زَمنا طَويلا فَإِنَّهَا تحدث عواقب ردية وأوراما عسرة لَكِن كَمَا يسكن الوجع فانتقل إِلَى دهن البابونج والدياخيلون الْمُذَاب بدهن البابونج وَاجعَل أغذيتهم مبردة لَطِيفَة رطبَة وَلَا يشْربُوا شرابًا عتيقا وليستعملوا الْحمام العذب المَاء ويصبوا مِنْهُ على الْعُضْو وَلَا يَأْكُلُوا حريفا وَلَا يغضبوا وَجُمْلَة لَا يتدبروا يُولد مرّة. وَلَا يتعبوا وَلَا يجامعوا وَلَا يصيبهم سوء هضم. وَإِن كَانَت النزلة من امتلاء من دم فافصد عرق النسا وَلَا تُؤخر ذَلِك وَكَذَلِكَ إِن كَانَ الامتلاء من بلغم وَإِن كَانَ من السَّوْدَاء وَذَلِكَ أَن أخلاط هَؤُلَاءِ أبدا فِي الْعُرُوق وَلَكِن لَا تخرج الدَّم من الْأَجْسَام الْبَارِدَة كثيرا فَإنَّك تضرها جدا وَتجْعَل عللها لَا

تنضج الْبَتَّةَ ثمَّ أسهلهم وَالْحب الَّذِي يعْمل بِالْحجرِ الأرمني هُوَ خَاص لوجع المفاصل. قَالَ: والسورنجان جيد إِلَّا أَنه ردي للمعدة وخاصة أَنه يغشى وَيذْهب شَهْوَة الطَّعَام لكنه يخلف سَرِيعا ذَلِك الْخَلْط وَيقطع النزلة أَكثر ذَلِك بعد يَوْمَيْنِ ويكف الوجع الْبَتَّةَ حَتَّى أَن العليل يتَصَرَّف فِي حَوَائِجه. وَقد يطْبخ ويسقي طبيخه مَعَ البروز المدرة للبول فَيكون عجيبا فِي ذَلِك وَلَا يكون لَهُ رداءة فِيمَا ذكر. وقوّ الْمعدة بعد اسْتِعْمَاله بِمَا لَهُ تَقْوِيَة وإسخان قَلِيل. وَرجل الْغُرَاب أَجود مِنْهُ فِي ذَلِك وَلَا يُؤْذِي الْمعدة. قَالَ: وَأما الْأَشْيَاء الَّتِي تجْعَل على الْموضع إِذا كَانَت الْعلَّة من البلغم والوجع متوسط فالكرنب الرطب والكرفس. وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فليؤخذ دَقِيق الحلبة ثَلَاثَة أَجزَاء ودقيق الإيرسا ودقيق الحمص جُزْء ويضمد بشراب الْعَسَل وبشراب لطيف فِي قوته مَعَ شَيْء من دهن الْحِنَّاء ورماد الكرنب مَعَ شَحم. وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فشحم طري. وَإِذا كَانَ عِنْد التَّحْلِيل فشحم عَتيق. وَإِذا ظهر لَك أَن الكيموس من السَّوْدَاء لَا تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف بل اسْتعْمل مَا يرفق ويحلل. قَالَ: وَإِذا كَانَت الدَّلَائِل مختلطة فَاجْعَلْ الدَّوَاء كثير التَّرْكِيب مُخْتَلفا فَإِن أَمْثَال هَؤُلَاءِ إِنَّمَا يَنْتَفِعُونَ بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة. وانتقل فِي مثل هَذِه الْعلَّة (ألف ج) من دَوَاء إِلَى دَوَاء مَا لم تَرَ الأول ينجح فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُوَافق النافع وَمن علاج إِلَى علاج مُخَالف أَو مضاد وَلَا تدمن على) علاج وَاحِد لَا سِيمَا إِذا لم ير العليل فِي ذَلِك خفَّة فَإِنَّهُ كثيرا مَا ينفع الدَّوَاء عضوا وَاحِدًا وَلَا ينفع عضوا آخر بِهِ تِلْكَ الْعلَّة بِعَينهَا. وأعجب من ذَلِك أَنه رُبمَا نفع الدَّوَاء الْعُضْو الْوَاحِد مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ يضرّهُ بعد قَلِيل ويلهب فِيهِ ورما حارا. فَأَما فِي الْعلَّة الدموية فَلَا تحْتَاج إِلَّا إِلَى الفصد. قَالَ: وَمِمَّا يمْنَع اجْتِمَاع الأورام المتحجرة: دَقِيق الترمس والسكنجبين أَو مَعَ الْخلّ وَالْمَاء وأصول المحروث وأصل البرشياوشان. وَهَذَا الدَّوَاء يحلل بِلَا أَذَى: حضض وأشنج بِالسَّوِيَّةِ يسحق بشراب عَتيق وزيت انفاق ويخلط بِهِ دَقِيق الباقلي جُزْء ويطبخ طبخا وسطا بِالشرابِ وَالزَّيْت ويضمد بِهِ حارا وَإِذا سكنت الأوجاع الْبَتَّةَ وَبَقِي الورم وَخفت التحجر فضمد بالبلوس يدق وَيضْرب بِالْمَاءِ حَتَّى يصير كالدبق ويخلط بِهِ سريق وانطل بطبيخ إكليل الْملك والبابونج والخطمي والقنطوريون. وَقد ينفع طبيخ أصل الْكبر أَو يُؤْخَذ حاشا وصعتر بري وفودنج يطْبخ بخل ثَقِيف وينطل بِهِ الْموضع الْأَلَم مَرَّات كَثِيرَة كل يَوْم فَإِنَّهُ قد نفع خلقا كثيرا علتهم بلغمية وصفراوية أَيْضا. قَالَ: وَمِمَّا يدْفع السيلان عَن الْعُضْو من سَاعَته أَن يطْبخ البلوط بعد دقة طبخا شَدِيدا وينطل بِهِ سَاعَة طَوِيلَة فِي ابْتِدَاء الْعلَّة ويكمد باسفنج قد غمس فِيهِ بعد ذَلِك فَإِنَّهُ يدْفع الْمَادَّة عَنهُ من سَاعَته وَهُوَ جيد للمواد الصفراوية أَيْضا. قَالَ: وينفع أَصْحَاب الْعِلَل الصفراوية التنطيل بِالْمَاءِ العذب الفاتر القراح. وَأما الأوجاع الَّتِي تكون من برد شَدِيد وسدد فِي المفاصل فَإِن هَذَا علاج قوي: يُؤْخَذ من الزَّيْت الْعَتِيق رَطْل وَنصف وَمن النطرون الإسْكَنْدراني رَطْل وَمن علك البطم مثله وَمن الفربيون أُوقِيَّة أيرسا أوقيتان دَقِيق

الحلبة رَطْل وَنصف. وينتفعون بالأضمدة الَّتِي لعرق النسا. وَكَثِيرًا مَا يسْتَعْمل فِيمَن قد برد عضوه: التِّين والخردل وَسَائِر الْأَشْيَاء المحمرة دون الذراريح وَهَذِه تعقب مضرَّة إِلَّا أَن يسْتَعْمل مَعهَا بعض الْأَشْيَاء الملينة مثل دهن البلاطي ودهن الْجَوْز الرُّومِي والأدوية المذهبة للأعياء يسْتَعْمل بعده. قَالَ: واما الأورام الرخوة فيصلح لَهَا الكماد والتنطيل بِمَاء الْبَحْر الْحَار وَوَضعه عَلَيْهِ بعد ذَلِك بإسفنج والمراهم المعمولة بالملح والرماد والنطرون وَنَحْوهَا من الأضمدة وَليكن بعد ذَلِك الِانْتِهَاء وَليكن تدبيرهم وغذاؤهم مجففا قَلِيل الرُّطُوبَة وليمسكوا عَن الطَّعَام وَالْحمام وَالشرَاب مَا أمكن وَمَتى استحموا فليدلكوا بالنطرون وَنَحْوه وليستعملوا فِي أَوْقَات الرَّاحَة الرياضة ودلك الْأَطْرَاف خَاصَّة ومياه الحمات والاندفان فِي الرمل الْحَار والقيء بالفجل والخربق والإسهال) الدموي بطبيخ ورق الْكَرم يدق وَيصب عَلَيْهِ دردي الْخلّ ودهن ورد قَلِيل واسحقه نعما وضمده واحمهم. قَالَ: وَاجعَل غذاءهم مِمَّا هُوَ قَلِيل الْغذَاء مجفف مبرد وليتركوا الشَّرَاب وخاصة الْأسود. وَقد رَأَيْت (ألف ج) خلقا كثيرا تركُوا النَّبِيذ فبرؤا من النقرس الْبَتَّةَ أَو ضعفت علتهم جدا فَانْظُر إِن أمكن العليل أَلا يعرض لَهُ من ترك الشَّرَاب آفَة فليتركه عمره كُله وَإِن لم يُمكن فليدعه مُدَّة وليعتد تَركه قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: وَيجب لمن ترك شرب الشَّرَاب أَن يشرب بدله طبيخ الأفيثمون والبروز المقوية للمعدة وليدع الْفَاكِهَة وَسَائِر مَا يُولد أخلاطا بَارِدَة وَالْجِمَاع. وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي تشرب السّنة فَإِنَّهَا تريح المبلغمين رَاحَة تَامَّة. وَأما الَّذين طبائعهم حارة يابسة فَإِنَّهُ مهلك وَلَا تسرف فِي منع الْمَادَّة فِي أول الْأَمر قبل الاستفراغ فَإِنَّهُ كثيرا مَا يزدْ الْمَادَّة إِلَى عُضْو شرِيف إِلَى الْجنب أَو إِلَى الرئة فَيهْلك. قَالَ: وترياق الْفَارُوق فَإِنَّهُ مَتى أَخذ فِي الشتَاء كل يَوْم بعد الهضم وَيُؤْخَذ فِي الصَّيف غير متوال فَإِنَّهُ أما أَن يقطع السقم أَو يوهنه. قَالَ: والدواء الَّذِي يعْمل بالبسد قد حلل مَرَّات أوراما جاسئة عرضت للمفاصل. وَأما الأورام الصلبة فالملينات والمحللات بِقُوَّة كمرهم الزرنيخ وَالَّذِي يعْمل بزهرة الْملح فَإِنَّهُ يحلل وَيذْهب لِأَن النطرون وَالْملح وأشباهها تجفف وتنشف وتبرئ الْأَلَم وَتذهب الأورام الرخوة. وَأما الْمقل والأشق والميعة وَالزَّيْت الْعَتِيق فَإِنَّهُ يلين ويحلل الأورام الصلبة. فِي التَّحَرُّز من النقرس: النُّقْصَان من الْغذَاء وَأَن تكون سريعة الهضم قَليلَة الفضول وَقلة الشَّرَاب وَالزِّيَادَة فِي الرياضة وَترك الْجِمَاع ودلك الْأَعْضَاء بالملح المسحوق وبالزيت وَجَمِيع المفاصل فَإِن ذَلِك نَافِع جدا. الاحتراس من النقرس أَلا يكون قد غلب عَلَيْهِ سوء

مزاج يَابِس جدا وليستعمل الدّهن بِالْغَدَاةِ والعشي فِي جَمِيع عمره عِنْد الرَّاحَة وَعند نُقْصَان الْعلَّة. تنظر فِي ذَلِك. الْإِسْكَنْدَر قَالَ: النقرس دَار عياء لَا يكَاد يُصِيب الْأَطِبَّاء علاجه إِذا كَانَ من أخلاط كَثِيرَة ومجتمعة. قَالَ: وَقد يكون من دم كثير سخن يمْلَأ المفاصل وتمتد الْعُرُوق فليقون وجعا شَدِيدا أَو من مرّة حارة أسخنت الْعُرُوق وَرُبمَا كَانَ من بلغم وَرُبمَا كَانَ من السَّوْدَاء. قَالَ: إِذا كَانَت المفاصل حارة شَدِيدَة الْحَرَارَة بِلَا ورم ولونه لون الورم الَّذِي يعرف بالحمرة وَلَا) امتداد فِيهِ وَلَا ثفل ويستريح جدا إِلَى إِلَى المبردات فَاعْلَم أَن ذَلِك من قبل الصَّفْرَاء وسل عَن التَّدْبِير فَإِذا ساعد ذَلِك فَلَا تفصد لَكِن فرّغ الصَّفْرَاء مَرَّات كَثِيرَة وعدّل الدَّم وبرده وَانْظُر أَن يكون مَا يسهل بِهِ لَيْسَ بحار وَهُوَ الَّذِي يكون من عصارة الْورْد: يُؤْخَذ من عصارة الْورْد رطلان وَمن الْعَسَل أَرْبَعَة أَرْطَال وَمن السقمونيا المشوي أُوقِيَّة فأطبخه والشربة بعد أَن يكون لَهُ قوام من فلنجارين إِلَى ثَلَاث قلنجارات أَو يُؤْخَذ سفرجل وَعسل وسقمونيا فاعمل مِنْهُ مسهلا. لى يُؤْخَذ من عصارة السفرجل رَطْل وَمن خل خمر ثَلَاث أَوَاقٍ وَمن السكر رَطْل والسقمونيا إِذا فرغت مِنْهُ لكل ثَلَاثَة دَرَاهِم والشربة من نصف أُوقِيَّة إِلَى أُوقِيَّة وَنصف. قَالَ: وَأَقْبل سَرِيعا على تبريد الْعُضْو لِأَنَّك مَتى تركته على حماه جذب إِلَيْهِ جذبا كثيرا. قَالَ: وَمِمَّا يُطْفِئ ويسكن الوجع فبياض الْبيض يضْرب بدهن الْورْد جيدا وَيُوضَع عَلَيْهِ. لى هَذَا يسكن الوجع مَعَ ذَلِك لِأَنَّهُ لين سَاكن اللِّقَاء لَا يحس. وَمَتى ضرب اللَّبن مَعَ دهن الْورْد (ألف ج) كَانَ كَذَلِك. قَالَ: وَأصْلح أغذيتهم وَاجْعَلْهَا بقولاباردة واترك الحريف الْبَتَّةَ وَالدَّسم والمالح واعطهم لُحُوم الطير والسمك الصغار. قَالَ: وَكَثِيرًا مَا يَنْفَعهُمْ الأغذية الغليظة الْبَارِدَة كبطون الْبَقر والخل وخاصة اذا كَانَت الطبيعة حارة من الأَصْل وليأكلوا الْعِنَب الجاشئ اللَّحْم غير الشَّديد الْحَلَاوَة والخوخ والأجاص والتفاح وَالرُّمَّان ولايقربوا الْيَابِسَة الْبَتَّةَ لِأَنَّهَا تولد المرار وَلَا يكثروا الْحَرَكَة وَلَا يتعبوا الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ ضار لَهُم ويتمشوا قَلِيلا قَلِيلا غير مُتْعب الْبَتَّةَ أَن نشطوا لذَلِك لِأَن الْحَرَكَة تكْثر الْمرة وتجريها الى المفاصل وليستحموا بِالْمَاءِ العذب وَبعد الْأكل فانه يكثر البلغم وَيذْهب بحدة الْمرة وليصب على المفاصل الوجعة فِي الْحمام مَاء بَارِدًا اَوْ يشرب بعد الْخُرُوج من الْحمام وَقبل دُخُوله وَفِي وَسطه وَخُرُوجه وَيصب عَلَيْهِ سَاعَة جَيِّدَة مَاء بَارِدًا. وَيشْرب بعد الْخُرُوج من الْحمام مَاء الشّعير وَيَأْكُل مَا وَصفنَا من الأغذية وَيشْرب فِي وسط طَعَامه مَاء بَارِدًا. واطله بعنب الثَّعْلَب والرجلة والبنج والشوكران وَحي الْعَالم والطحلب يسحق بسويق الشّعير بِبَعْض هَذِه العصارات فانه يبرد ويطفىء تطفئة محكمَة والقيروطي بدهن ورد تسقى بِهَذِهِ العصارات وَإِن برح الوجع وَاشْتَدَّ فَاسْتعْمل المخدرة وَلَا تطل اسْتِعْمَالهَا لَكِن اذا اسْتَغْنَيْت عَنْهَا فانتقل سَرِيعا الى الملينة كالبابونج وبزر الْكَتَّان والخطمى والحلبة وَنَحْوهَا ومرهم الألعبة فانها تسكن بذلك عَادِية مَا عملته المبردات وتريح المفاصل من الْقَبْض والشدة.)

قَالَ: فاذا برىء العليل فَاسْتعْمل للتحرز الأطلية القابضة على المفاصل. وَمِمَّا هُوَ عَظِيم النَّفْع هَذَا الطلاء: اقاقيا وهيوفسطيداس وماميثا وحضض ويطلى عَلَيْهِ فِي حَال الصِّحَّة ليقوى الْموضع وَلَا يسْرع الى قبُول النَّوَازِل. لى هَذِه اذا كَانَت الْمَادَّة قَليلَة وَالْبدن نقيا وَلم تخف من رُجُوع الْمَادَّة امرارديا. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْأَمر بالضد وَكَانَ الْبَارِد يضرّهُ وساعدت الْأَشْيَاء الملتئمة فأسهل بِمَا يخرج البلغم بِقُوَّة وَلَا تعْمل مثل مَا يعْمل بعض النَّاس الَّذين يسقون ادوية قَليلَة الْقُوَّة فِي اخراج البلغم فانه يسكن البلغم وَلَا يُخرجهُ فيزيد ضَرَره. وَقَالَ: وَكَثِيرًا مَا يخْتَلط البلغم وَالدَّم فافصده حِينَئِذٍ أَولا ثمَّ اسهل. قَالَ: وَإِذا اردت ان تسهل لوجع المفاصل والنقرس البلغمي فَبِهَذَا الْحبّ: صَبر اوقية قشور الخربق الْأسود وسقمونيا أُوقِيَّة أُوقِيَّة فربيون نطرون نصف اوقية نصف اوقية اعجنه بعصارة الكرنب ونق بِهَذَا الْحبّ البلغم الغليظ والسوداء فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا فانه ينفع جدا وَيبْطل اصل الدَّاء الْبَتَّةَ ويسقون بعد ذَلِك الْأَدْوِيَة المسخنة الملطفة فَإِنَّهَا عَظِيمَة النَّفْع لهَؤُلَاء شَدِيدَة الْأَذَى لأَصْحَاب الأجساد الحارة الْيَابِسَة. قَالَ: وَلم ار فِي هَذِه الْأَشْيَاء انفع من دَوَاء البسد وَهُوَ مَعَ ذَلِك لَا يجفف الْبدن ويسخنه كَمَا يفعل غَيره وَيشْرب هَكَذَا يبْدَأ فِي شربه فِي كانون (الف ج) الآخر فيشرب فِي كل يَوْم سِتَّة قراريط بِمَاء سخن وَيتْرك حَتَّى ينتصف النَّهَار ثمَّ يَأْكُل وَيشْرب خمسين يَوْمًا وَلَاء ثمَّ تَدعه خَمْسَة عشر يَوْمًا ثمَّ تشربه خمسين يَوْمًا وتريح خَمْسَة عشر يَوْمًا حَتَّى اذا اتت لَهُ مِائَتَا يَوْم فليشربه يَوْمًا ويدعه يَوْمَيْنِ حَتَّى يتم ثَلَاث مائَة شربة وَيَتَّقِي الْغَضَب وَالْجِمَاع وَالشرَاب الْحَار الْعَتِيق وَكَثْرَة الْحَلَاوَة والبقول واللحوم الغليظة فانه يستريح من الوجع بِمرَّة وَيزِيد فِي الشربة وَينْقص بِقدر السن والمزاج. وَإِذا بَدَأَ الوجع من وَجَعه فليتعاهد الإسهال ويحذر الامتلاء لِئَلَّا يعود عَلَيْهِم الوجع. قَالَ: وَإِن لم يسْتَطع الرجل ان يشرب هَذَا سنة فَنصف سنة من وسط الخريف إِلَى وسط الرّبيع قَالَ: وَهَذَا نطول مسكن للوجع مَا من النزلات: صعتر أوريعانس وحبق فاطبخهما بالخل حَتَّى ينضج ويتهرأ ثمَّ انطل بِهِ مَوضِع الوجع فِي الْيَوْم مَرَّات فانه عَجِيب فِي ذَلِك وَفِي النقرس الْحَار أَيْضا.) قَالَ: وَقد رَأَيْت الأوجاع الْبَارِدَة سكنت سَرِيعا جدا بقيروطى مَعَ فربيون ونطرون لِأَن هَذَا جاذب مفش للأرواح مَذْهَب للأوجاع الشَّدِيدَة وَقد رَأَيْته يسكن بضماد الْخَرْدَل والتين يسكنهَا تسكينا عجيبا إِذا أَدِيم عَلَيْهِ حَتَّى يحمر وَالْحمام بِالْمَاءِ العذب لهَؤُلَاء ردي فَأَما لمن بِهِ ذَلِك من مرار فَإِنَّهُ جيد لِأَنَّهُ يرطبهم ويعدل المرار. قَالَ: وأجود مَا يكون إِذا نفّط الْموضع وتفقأت تِلْكَ النفاطات وَخرج مِنْهَا شَيْء كَهَيئَةِ المَاء وَتفعل ذَلِك الْأَدْوِيَة المحمرة كلهَا الَّتِي فِيهَا الْخَرْدَل والذراريح. قَالَ: والثوم أَيْضا مَتى

ضمد بِهِ. وَآخَرُونَ يكوونها وَأَنا لَا أَحْمد هَذَا العلاج لِأَنَّهُ إِنَّمَا يسكن أَن يفش شَيْئا مَا ويعقد الْبَاقِي ويحجره وَلَيْسَ كالأشياء الحارة اللينة الَّتِي تنضج وتهضم. قَالَ: فَمن عالج بِهَذِهِ وَحدهَا من غير أَن يَجْعَل مَعهَا مَا يلين ويرخي فَإِنَّهَا تجْعَل المنقرسين فِي آخر عمرهم كَهَيئَةِ الْمَقْعَدَيْنِ. وَإِذا لم يكن بُد أَن يعالج بذلك لشدَّة الوجع وَغَيره فليعالج بِهَذِهِ الملينات لترجع المفاصل إِلَى طبائعها. قَالَ: وينوب عَن الْأَدْوِيَة المحمرة وَلَا تُؤثر أثر سوء المتخذة بالشمع وَالزَّيْت الْعَتِيق والفربيون والأشق والمقل والقنة والجندبادستر والنطرون وشحم البط وَبِالْجُمْلَةِ الْأَشْيَاء المسخنة مَعَ الملينة. قَالَ: وَهَذَا علاج البلغم الغليظ الَّذِي يكون لون الْمفصل فِيهِ لون التُّرَاب وَهُوَ صلب قوي. فَأَما الورم الرخو فَإِنَّهُ يكون من بلغم رَقِيق وريح يدْخل فِيهِ الْأصْبع فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ لصوق الصَّبْر والكماد بالملح وَالْحمام السخن الْيَابِس نَافِع لَهُم جدا بعد أَن يكمدوا بنطرون مسحوق وملح وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب الرطوبات من المنافس وينفع مِنْهُ الْخلّ إِذا وضع عَلَيْهِ وطلي بِهِ. لى دردي الْخمر وشحم عَتيق ونورة تجْعَل ضمادا فَإِنَّهُ نَافِع للورم الرخو وعظيم نَفعه إِذا كَانَ فِي الرّكْبَة وَالرُّمَّان الحامض مَتى طبخ حَتَّى يتهرأ وألصق عَلَيْهِ بعد أَن يَجْعَل مرهما وَالشرَاب مَتى شرب بعصير الخس. لى قَالَ إبقراط فِي الْفَصْل الَّذِي أَوله صَاحب الإعياء فِي الْحمى أَكثر من يخرج بِهِ الْخراج إِلَى جَانب اللحين قولا يجب مِنْهُ (ألف ج) أَن التَّعَب يهيج بهم وجع المفاصل. لى الشَّرَاب ينفع كَمَا قَالَ. قَالَ: فَأَما المفاصل الوجعة من كَثْرَة الدَّم فافصد وَإِن فصدت فدبر العليل بعد بِمَا لَا يكثر الدَّم. وَمِمَّا يكثر الدَّم أكل اللَّحْم والأشياء الحارة الحلوة وَالشرَاب وَقلة الرياضة فَإِن أمكنهم أَن يدعوا هَذِه الْأَشْيَاء الْبَتَّةَ إِلَّا فليدعوه فِي الرّبيع والصيف فَإِنَّهُ أولى ألاّ) ينزل فِي مفاصلهم نزلات دموية. قَالَ: وَمِمَّا يعظم نَفعه للنزلات البلغمية التعرق فِي الْحمام فِي وَقت الرَّاحَة وتدلك المفاصل بالنطرون وَالْملح والأشياء الجاذبة القوية. قَالَ: فَأَما السوربحان فَإِن النَّاس يَقُولُونَ إِنَّه يسكن عَنْهُم الوجع من سَاعَته لِأَنَّهُ يخرج من الْجوف خلطا مائيا لكنه ضار للمعدة. وَقد ظن النَّاس أَنه شَدِيد الْبرد جدا فَلذَلِك خلطوا بِهِ زنجبيلا وفلفلا وكمونا ومصطكى وَآخَرُونَ خلطوا بِهِ فربيونا. قَالَ: وَأَنا أَقُول أَنه لَيست لَهُ برودة كَثِيرَة وَلَو كَانَ كَذَلِك لم يكن ليمشي وَلكنه بَارِد وكل من يشرب مِنْهُ لم يشته فِي ذَلِك الْيَوْم الطَّعَام. فَأَما خلط الكمون بِهِ والزنجبيل فَإِنَّهَا صَالِحَة لِأَنَّهَا تمسك الْمعدة وَلَا تدعها يُفْسِدهَا السورنجان. وَأفضل من هَذِه كلهَا الصَّبْر مَتى خلط بِهِ لِأَنَّهُ يُعينهُ فَإِذا أردْت أَن تمشي بِهِ فأخلط بِهِ صبرا وسقمونيا فَإِنَّهَا نافعة. وَإِذا لم تَرَ ذَلِك فأخلط بِهِ كمونا وزنجبيلا فَإِنَّهَا نافعة. قَالَ: دق الثوم نعما وضمد بِهِ النقرس الَّذِي من خلط غليظ ودعه ينتقط ثمَّ حلّه

واغسله بِمَاء وملح فَإِنَّهُ جيد وَله أَشْيَاء طبيعية فِي الْخَواص. لى أرى أَن مَادَّة الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة لنزول النزلات إِلَى المفاصل بَارِدَة يابسة لتبرد مزاج الْأَعْضَاء القوية وتوهنها فتمنع من دفع الْفضل عَنْهَا. لى على مَا رَأَيْت ضماد المغاث: مغاث جُزْء سورنجان جزءان قشر أصل اللفاح نصف جُزْء أفيون ربع جُزْء إسفيذاج الرصاص نصف جُزْء وعفص ربع جُزْء يجمع الْجَمِيع ويعجن وَيجْعَل بَنَادِق وَعند الْحَاجة يطلى فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين الوجع. شرك الْهِنْدِيّ قَالَ: من أقعدته الرّيح فَلَا يقدر على الْقيام فليؤخذ جلد شَاة سَاعَة تسلخ ويلبس عَلَيْهِ وليطبخ لبن بقر حليب ودهن ورد ويلطخ بِهِ ويعصب بذلك الْجلد مَرَّات فَإِنَّهُ نَافِع. قَالَ: النقرس يعرض لمن ترك شرب المسهلة والمقيئة. قَالَ: بِالنَّهَارِ يهيج النقرس. قَالَ: وأسهل صَاحب النقرس بالإهليلج المربى بِمَاء الهليلج أَو بالربد الْمَطْبُوخ بِلَبن بقر. مَجْهُول قَالَ: يعتصر من مَاء الرجلة سكرجة وتصب عَلَيْهِ مثل ربعه دهن لوز وَيشْرب أسبوعا يبرأ من وجع المفاصل الْبَتَّةَ. قَالَ: ينفع للريح فِي الرّكْبَة وَالظّهْر والمفاصل خَمْسَة دَرَاهِم من السورنجان وَعشرَة دَرَاهِم من المرزنجوش الْيَابِس وَمثله من السكر يستف مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم على الرِّيق فَإِنَّهُ نَافِع مِمَّا ذكرنَا. لى يُؤْخَذ سورنجان وبوزيدان وماهي زهرَة ونانخواة وأنيسون) وكمون يستف من الْجَمِيع شربة. مَجْهُول لعرق النسا: يَنْفَعهُ الدَّلْك للورك بالحنظل الرطب مِنْهُ وَيحرق العرطنثيا ويضمد (ألف ج) برماده بالخل أَو تَسْقِي الفوة بِمَاء الْعَسَل أَو يمرخ بدهن الْقسْط فَإِنَّهُ جيد لَهُ. لوجع الرّكْبَة عَجِيب: يطلى بزبل الْبَقر بخل فَإِن لَهُ قُوَّة عَجِيبَة فِي جذب مَا يحصل فِي مفصل الرُّكْبَتَيْنِ وينفع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ من الْبُرُودَة والخام أَن يُؤْخَذ مقل أُوقِيَّة جاوشير شَحم مذاب يجمع وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يسحق أفيثمون بالقيروطي وَيُوضَع عَلَيْهِ ويحقن بحقن لينَة قَوِيَّة مسخنة مثل حقن عرق النسا فَإِنَّهُ نَافِع وينطل عَلَيْهَا وعَلى سَائِر المفاصل الَّتِي تَشْتَكِي هَذَا النطول وَنَحْوه مرزنجوش وشب وورق الْغَار وسذاب وصعتر وكمون يطْبخ وينطل بِهِ. لى يحْتَاج إِلَى مَا يجذب وَإِلَى مَا يحلل بِقُوَّة مثل أضمدة الورك. طلاء للنقرس جيد: ميعة وأفيون بِالسَّوِيَّةِ يطلى عَلَيْهِ. وللنقرس الملتهب: يحل الصندل بخل خمر ثَقِيف. وينفع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ أَن يدق ورق الدلب ويضمد بِهِ أَو يُؤْخَذ إكليل الْملك والبابونج ونمام وشيح وفودنج يطْبخ وينطل ويضمد الْبَاقِي. لى أطريفل يسْتَعْمل كل يَوْم مرّة لمن بِهِ أوجاع المفاصل وَهُوَ: هليلج أصفر عشرُون درهما سورنجان وبوزيدان من كل وَاحِد ثَلَاثَة بزر كرفس وأنيسون دِرْهَمَانِ يعجن بسكر مذاب الشربة كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ. وللبارد يُؤْخَذ: سورنجان وبوزيدان وماهي زهرَة وفلفل وزنجبيل وأنيسون ودوقو يعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ كل يَوْم. الطَّبَرِيّ حب نَافِع من وجع الظّهْر والركبتين والساقين والباردة وجع المفاصل

والنقرس: سورنجان وبوزيدان وماهي زهره وشحم الحنظل وَتَربد وسقمونيا وزنجبيل وَدَار فلفل وحلتيت ومقل يعجن ويحبب وقنطوريون وسكبينج وأشج عَرَبِيّ على مَا يجب. شَمْعُون قَالَ فِي عرق النسا: تُوضَع المحاجم على الْموضع الَّذِي ينجع. قَالَ: وَهُوَ اتساع هَذَا الْعرق وامتلاؤه من الدَّم المراري مَتى كَانَ دم الْجِسْم مراريا وَأما من بلغم قَالَ: فَإِن لم يسكن الوجع فاكوه وكيه ان تكويه كَيَّة على الورك حَيْثُ يحس بالوجع وَفِي الفخذين حَيْثُ يحس بالوجع ذَاهِبًا مَعَ ذهَاب الوجع وَفِي السَّاق كَيَّة حَيْثُ يحس بالوجع فِي الْجَانِب الوحشي وكية تَحت الكعب وكية دقيقة عميقة فِي رَأس الْأصْبع الصُّغْرَى فانه يبرأ. فان لم يسكن وَاشْتَدَّ الْأَمر فشق عَنهُ وعلقه بصنارة واقطعه بترا واكوه حَتَّى يَنْقَطِع اكثره فانه يبطل وَجَعه وَإِذا كويت فَلَا تلحمه بل ضع عَلَيْهِ ادوية مقرحة لتبقى آثَار الكي مُدَّة طَوِيلَة. المشبكة قَالَ: والرياح الَّتِي تشبك) الْإِنْسَان فِي الظّهْر والمفاصل اجلسه فِي حُفْرَة قد احميت حَتَّى يسيل مِنْهُ الْعرق فَهُوَ بُرْؤُهُ. الاختصارات قَالَ: وجع المفاصل يكون أما من دم قد اسخنته الصَّفْرَاء أَو من بلغم قد سخن ولطف اَوْ من مرّة سَوْدَاء قد سخنت. قَالَ: وَلَا يكَاد يُصِيب النِّسَاء وَلَا الصّبيان وَلَا الخصيان واما النِّسَاء فلبرد امزجتهن وتنقيتهن بالطمث وَأما الصّبيان فَلِأَن التَّحَلُّل مِنْهُم كثير فيفش الحرارات وَأما الخصيان فلبرد امزجتهم لَا يسخن دمهم وَلَا بلغمهم وَلَا يتَوَلَّد فيهم سَوْدَاء. واذا هَاجَتْ فِي الصَّيف وَالربيع أسْرع انقضاؤها وبالضد. قَالَ: اسْقِ فِي الحارة طبيخ الهليلج والخيارشنبر بعد الفصد ثمَّ اسْقِهِ مَاء الْجُبْن وَفِي الْبَارِدَة طبيخ السورنجان والشيطرج ثمَّ المعجونات الحارة والأضمدة الحارة. قَالَ: عرق النسا افصده اولا بَين خنصر الرجل والبنصر واسقه نَقِيع الْبر ودهن الخروع ثمَّ خُذ فِي الْمِيَاه والحمات المحللة فان سكن وَإِلَّا فالحقن فان سكن وَإِلَّا فالقيء. لى (الف ج) يرى أَن الفصد نَافِع على كل حَال لِأَن ذَلِك الْعرق يقل امتلاؤه من أَي خلط كَانَ امْتَلَأَ. ابْن ماسويه لوجع الظّهْر: يدهن بدهن الْقسْط المر مَعَ الميعة السائلة وَيجْعَل فَوْقه قرطاسا وَيلْزمهُ اياما ويسقي مَاء الحمص الْأسود اَوْ يحقن بدهن الخروع على مَاء الحسك والحلبة ودهن السوسن. أَو يشرب لَهُ دِرْهَم سكبينج وبزر كرفس أَو يشرب حب الشيطرج أَو يشرب الْخبث بمخيض الْبَقر. ابْن ماسويه: أَجود دَوَاء للنقرس معجون هرمس وَكَذَلِكَ الورك. قَالَ: فَمن أدمن عَلَيْهِ برأَ برءا تَاما كَامِلا. وَقَالَ: تكون أوجاع المفاصل أما من دم حاد أَو بلغم فأبدأ فِي علاج الدموي بالفصد أَولا ثمَّ بالإسهال بِمَا أشبه ذَلِك ثمَّ بعد ذَلِك اسْقِ مَاء الْبُقُول وَمَا يطفىء حِدة الدَّم. لى اسْقِ نَقِيع التَّمْر الْهِنْدِيّ وَمَتى يَبِسَتْ الطبيعة فَاجْعَلْ فِي مَاء الْبُقُول خيارشنبر واسقه لتَكون الطبيعة منطلقة وأطمعه الْبُقُول والفراريج. وَأما البلغمي فَإِنَّهُ يعتري الرطوبين والمشايخ وورمه بلون الْجَسَد فأسهله بحب المنتن والشيطرج والقيء وَالْحمام والتمريخ

بالأدهان الحارة ويغلى ورق الباذنجان وَيقْعد فِي مائَة. لى هاج بحار لنا صفراوي الزاج وجع النقرس فِي رجله ففصدته فسكن عَنهُ وَصَارَ فِي الرجل الْأُخْرَى ففصدته بعد أَرْبَعَة أَيَّام فسكن أَكْثَره ثمَّ غذوته بالعدس والخل حَتَّى سكن كل مَا كَانَ بِهِ فِي ثَلَاثَة أَيَّام وبرأ برءا تَاما. والعدس والخل جيدان فِي هَذِه لِأَنَّهُمَا يغلظان الدَّم جدا وَيصْلح لَهُم فِي الصَّيف عدسية صفراء بِقطع القرع.) السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ: تبين فِي وجع المفاصل كَثْرَة الْمَادَّة فان كَانَت كَثِيرَة فَلَا تقدم على تبريد الْموضع بالأضمدة دون الاستفراغ وَإِلَّا انحصرت الْمَادَّة وهاجت وجعا شَدِيدا. لى يسْتَدلّ على ذَلِك مَتى علمت إِن الورم حَار وَوضعت الأضمدة المبردة فَزَاد الوجع فَاعْلَم انه قد زَاد التمدد فاستفرغ ثمَّ عد إِلَيْهَا. وَمَتى كَانَ الوجع حارا فِي الْغَايَة فِي الْكَيْفِيَّة دون مَادَّة أَو من كَثْرَة الأخلاط أَو من غلظها وَذَلِكَ إِن التبريد من شَأْنه تكشيف السطوح من خَارج فيزيد فِي تمدد الْعُضْو ويمنعه التَّحْلِيل وَيزِيد فِي الوجع. لى لذَلِك يجب إِن يعالج هَذَا بخرق مبلولة تلفهَا فَوق الْعُضْو. قَالَ: الاحتراق فِي الشَّمْس وأوجاع النقرس إِذا كَانَ الْفَاعِل لَهما مَادَّة رقيقَة حارة فَيحْتَاج إِلَى التبريد الشَّديد للعضو نَفسه. لى قد يكون فِي المفاصل تلهب شَدِيد بِلَا ورم وَهَؤُلَاء لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى الاستفراغ بل إِلَى المطفيات والأطلية. وَمَتى غلظ الْأَمر فليسهل صفراء. بولس صفة الدَّوَاء الْمَعْمُول بِرَجُل الْغُرَاب يعْمل عمل السورنجان وَهُوَ جيد للمعدة: زنجبيل دِرْهَم فلفل نصف دِرْهَم غاريقون خَمْسَة دَرَاهِم لب القرطم دِرْهَمَانِ أصل رجل الْغُرَاب ثَلَاثَة دَرَاهِم الشربة ثَمَانِيَة عشر قيراطا. وَمن كَانَ يَابِس الطبيعة يشرب (ألف ج) ثَلَاثَة وَعشْرين قيراطا يخلف سَبْعَة مجَالِس ويستحم بعده وَيَأْكُل خبْزًا وبيضا فَإِنَّهُ بَالغ. صفة دَوَاء البسد قَالَ: معنى البسد هَهُنَا إِنَّمَا هُوَ زهر الخيري الْأَحْمَر الزهر وَهُوَ يُسمى البسد وَهَذِه صفته: تَرَبد فاوانيا مر سنبل أوقيتان من كل وَاحِد ساذج هندي أُوقِيَّة قرنفل خَمْسَة عشر حَبَّة خيري أَحْمَر الزهر الْمُسَمّى بالبسد نصف أُوقِيَّة زراوندان بِالسَّوِيَّةِ ثَمَان أَوَاقٍ الشربة سِتَّة قراريط كل يَوْم بعد انهضام الطَّعَام نعما وَيجب أَن يبْدَأ فِي شربه من الاسْتوَاء الخريفي وَيُؤْخَذ مِنْهُ إِلَى خمسين يَوْمًا ثمَّ يقطع خَمْسَة عشر يَوْمًا يفعل ذَلِك أبدا حَتَّى تتمّ ثَلَاث مائَة وَخَمْسَة وَسِتُّونَ يَوْمًا وَيمْتَنع من شربه فِي جَمِيع الْأَيَّام الحارة عِنْد طُلُوع الْكَلْب لأربعة وَعشْرين يَوْمًا تمْضِي من تموز إِلَى انسلاخ آب وَيتْرك اللَّحْم وخاصة الغليظ والمالح والنمكسود والمري والسلق والجزر والنعنع والقثاء والبطيخ وَبِالْجُمْلَةِ كل مَا يُولد خلطا مائيا أَو غليظا وليترك الشَّرَاب وخاصة الْأسود وَلَا يكثر مِنْهُ إِن لم يكن بُد ويستحم كل يَوْم ويرتاض بِالْمَشْيِ أَو الرّكُوب ويتجنب الْغَضَب. وَمن كَانَت طَبِيعَته أميل إِلَى اليبس فَإِنَّهُ إِن تدبر تدبيرا أوسع من ذَلِك لم يضرّهُ لَهُ.)

بولس: طلي بعر الْمعز بالخل الثقيف على ورك صَاحب عرق النسا يعْمل عمل الْخَرْدَل بل هُوَ أفضل مِنْهُ لَهُ. أوريباسيوس قَالَ: الَّذين تعرض لَهُم أوجاع المفاصل مَعَ حرارة فأسهلهم فِي الرّبيع المحرور صفراء وَإِذا كَانَت بِلَا حرارة فأسهلهم كيموسات نِيَّة أَعنِي الخام. بولس وَقَالَ أوريباسيوس: قَالَ جالينوس أَنا أسْتَعْمل الأضمدة المحمرة فِي علل النقرس إِذا لم يكن هُنَاكَ تحجر. قَالَ: يُؤْخَذ زَيْت عَتيق فيطبخ حَتَّى يغلط ثمَّ ينثر عَلَيْهِ نطرون ويخلط بِهِ وَيُوضَع على المفاصل لى عِنْد التَّحْلِيل. مسوح لعرق النسا قوي الْفِعْل: فربيون أُوقِيَّة فلفل سِتّ أَوَاقٍ نطرون خَمْسَة أَوَاقٍ مرزنجوش أوقيتان عَاقِر قرحا أَربع أَوَاقٍ كندس مثله يجمع بشمع وزيت عَتيق وضمد بِهِ أَو مسح بِهِ وَهُوَ رَقِيق حَتَّى يتنقط يُزَاد فِيهِ ميويزج وتفسيا فَإِنَّهُ يجذب من عمق المفاصل بِسُرْعَة. قَالَ: وَهَذِه هِيَ الْأَدْوِيَة الْمُغيرَة للمزاج. أوريباسيوس قَالَ: هَذَا دَوَاء فَاضل للنقرس وعرق النسا وَبِالْجُمْلَةِ لأوجاع المفاصل مَتى أدمن شربه سنة يلطف جَمِيع الْحَواس بِرِفْق وينفض الفضول كلهَا بالبول: يُؤْخَذ كمادريوس وكمافيطوس من كل وَاحِد تِسْعَة قنطوريون ثَمَانِيَة زرواند طَوِيل سَبْعَة جنطيانا لَا ثقب فِيهِ سِتَّة هيوفاريقون خَمْسَة بطراساليون ثَلَاثَة فوّ وَاحِد موّ وَاحِد راوندصيني اثْنَان غاريقون وَاحِد عسل ثَمَانِيَة عشر اجمعها بعد النّخل بالحرير بالعسل وَاجْعَلْهَا أقراصا يكون زنة القرص درهما وليشرب فِي السَّاعَة الثَّالِثَة من النَّهَار بعد التغوط وَإِلَّا يكون فِي الهضم تَقْصِير قرصا وَاحِدًا بقوانوس من المَاء الْحَار. وَيسْتَعْمل الْمَشْي وَالرُّكُوب ويبتدئ فِي شربه من الشتَاء وَلَا يَأْكُل بعد ثَلَاث سَاعَات وَلَا يشرب مَعَ فَسَاد الهضم وَلَا فِي الْأَيَّام (ألف ج) الحارة وَيتم شربه بِثَلَاث مائَة وَخمْس وَسِتِّينَ يَوْمًا وَيكون غذاؤه لطيفا جدا. وَقَالَ أوريباسيوس: أَنا أرى للَّذين بهم وجع المفاصل أَن يَأْكُلُوا الكرنب فَإِن لَهُ خَاصَّة فِي مضادة هَذَا الْمَرَض. قَالَ: وليشرب العليل بعد الطَّعَام بِقَلِيل مزاج مَاء. لى أَنِّي أرى أَن العدس والكرنب وحماض الأترج وَجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تضَاد الْخمار وتغلظ الدَّم نافعة فِي أوجاع المفاصل بِأَنَّهَا تمنع النَّوَازِل لَا بِأَنَّهَا تدفع الْخَلْط. وَقَالَ: ضماد يحل الورم الصلب الَّذِي يبْقى فِي المفاصل: يُؤْخَذ أصل الخيري فيسحق بخل وتضمد بِهِ هَذِه الأورام الصلبة فِي المفاصل فَيذْهب بهَا أَو رماد) الكرنب وشحم عَتيق يذهب بِهِ. قَالَ: وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي تخلص من هَذِه الْعلَّة إِذا أزمنت فأسهلها بِهَذَا: كمادريوس رَطْل جنطيانا سبع أَوَاقٍ زراوند مدحرج تسع أَوَاقٍ بزر السذاب رَطْل وَنصف وينخل وَيُعْطى على الرِّيق ملعقة بعد الهضم الْجيد بقوانوس من المَاء الْبَارِد فَهَذَا هُوَ الدَّوَاء الَّذِي يعْمل من

أَرْبَعَة أدوية. وَله آخر يعْمل من تِسْعَة أدوية وَهَذِه صفته: أوفاريقون أُوقِيَّة قنطوريون ثَلَاث أَوَاقٍ كمافيطوس ثَلَاث أَوَاقٍ جنطيانا خمس أَوَاقٍ زراوند مدحرج أُوقِيَّة غاريقون ثَلَاث أَوَاقٍ بطراساليون أُوقِيَّة عسل جيد خَمْسَة أَرْطَال يسحق ويعجن بِهِ الشربة مِثْقَال بقوانوسين مَاء. قَالَ: وَيمْنَع من حُدُوث النقرس أَن يسحق الْملح بالزيت ويمرّخ بِهِ طول عمره غدْوَة وَعَشِيَّة إِلَّا أَن يكون بِهِ سوء مزاج بَارِد وَيسْتَعْمل أَيْضا فِي وَقت انحطاط الْعلَّة ونقصانها. فِي الترياق إِلَى قَيْصر قَالَ: الْأَدْوِيَة الَّتِي تشرب للنقرس إِنَّمَا هِيَ أدوية تمنع من انحدار الْفضل إِلَى الْقَدَمَيْنِ وَلَا تسْتَعْمل إِلَّا بعد استفراغ مَادَّة الْعلَّة وَلذَلِك لست أرى اسْتِعْمَال هَذِه لِأَنَّهَا رُبمَا جعلت الْمَادَّة فِي عُضْو شرِيف فقد رَأَيْت خلقا كثيرا لما شَرِبُوهَا حصل الْفضل فِي رئاتهم وأكبادهم وَقُلُوبهمْ فماتوا لَكِن أدمن على الترياق بعد التنقية فَإِنَّهُ يستأصل الوجع بِإِخْرَاجِهِ مادته بالتحليل عَن الْبدن. تياذوق قَالَ: وجع الظّهْر من جنس وجع المفاصل وَمن تِلْكَ الْمَادَّة تكون فاعتمد على الأضمدة والأدهان المسخنة كدهن السذاب ودهن الفسط والفربيون والأضمدة المتخذة بالخندروس والصموغ والحقن الحارة والإسهال بِمَا يخرج البلغم وتلطيف التَّدْبِير لِأَنَّهُ فِي الْأَكْثَر يكون من أخلاط فجة. وَقد يكون فِي بعض الْأَحَايِين من الْحَرَارَة فينفع مِنْهُ فصد الرّكْبَة وضد هَذَا التَّدْبِير. فليغريوس من رسَالَته فِي النقرس قَالَ: وَقد يكون ضرب من النقرس من يبس العصب مَعَ رُطُوبَة قَليلَة مؤذية لَطِيفَة لذاعة وشفاء هَذَا النَّوْع الْحمام الدَّائِم. قَالَ: وَيذْهب بورم الْقَدَمَيْنِ الأدهان الحارة وَالْملح والدلك. وَمن رسَالَته فِي عرق النسا قَالَ: يعسر علاجه إِذا عرض فِي الشتَاء وَفِي الأمزجة الرّطبَة اللحمة وَفِي الورك الْأَيْسَر. قَالَ: وَلَا تضمد بالأضمدة الحارة قبل استفراغ الْجِسْم وَإِلَّا جذبت إِلَيْهِ (ألف قَالَ: فافصد فِي الْيَد الْمُقَابلَة وقيئه ثمَّ ضع عَلَيْهِ الأضمدة الحارة واكوه على مَا أصف واحقنه) بِالَّتِي تمشي الدَّم كالقنطوريون والحنظل وقثاء الْحمار حَتَّى يخرج الدَّم فَإِذا خرج الدَّم فاحقنه بِشَيْء لين يسكن عَنهُ اللذع فَإِن سكن وَإِلَّا فَعَلَيْك بالأضمدة الحارة والقيء وأبدأ بِهَذَا الطبيخ: اطبخ ثافسيا فِي المَاء حَتَّى يَأْخُذ قوته ويغلظ المَاء ثمَّ بل فِيهِ صوفة وألزمه الورك وَهُوَ حَار ودعه سَاعَة بِقدر مَا يبرد وَأعد فعل ذَلِك حَتَّى يحمر ثمَّ خُذ قِطْعَة رق بِقدر الورك فأسخنها حَتَّى يذوب زفته والزقه عَلَيْهِ ودعه خَمْسَة أَيَّام أَو أسبوعا ثمَّ خُذْهُ فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ فَإِن نفع ذَلِك وَإِلَّا فضع عَلَيْهِ الْخَرْدَل حَتَّى يتنقط فَإِنَّهُ يُبرئهُ. وَقد يكون كَذَا: تدير حول الورك عجينا ويملأ ملحا مسلوقا وَيصب عَلَيْهِ زَيْت فاتر ثمَّ أَشد مِنْهُ حَتَّى يصب مَا لَا يصبر عَلَيْهِ ثمَّ نحّه وادلكه بذلك الْملح دلكا نعما. لى خير الْأَشْيَاء هَهُنَا مرهمنا الْأسود الَّذِي

يقرح فاعتمد فِي هَذِه كلهَا عَلَيْهِ فَإنَّك لَا تحْتَاج إِلَى غَيره الْبَتَّةَ ويغنيك عَن الكي وَغَيره فَإِنَّهُ ينفط لَك الْموضع من سَاعَته وَإِذا نفطه فاثقب النفاطات وانثر عَلَيْهِ المجففات فَإِن برِئ وَإِلَّا فإعد عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُبرئهُ. فليغريوس: أقسم بِاللَّه مَا يعالج بِهَذَا الدَّوَاء أحدا إِلَّا برِئ وينفع مِنْهُ أيارج روفس والترياق الْكَبِير فاعتمد عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ اعْتمد على أيارج روفس. الْكِنْدِيّ: السورنجان نَفعه تسكين الوجع فِي وَقت النّوبَة لَا تَقْدِيمه للِاحْتِرَاز لِأَن خاصته منع قسطا فِي كِتَابه فِي اسْتِحَالَة الأخلاط قَالَ: أخذت من عصارة قثاء الْحمار جزءين وزيتا عتيقا جُزْءا فطبخته حَتَّى بَقِي الزَّيْت فمرخت بِهِ صلب رجل فِيهِ ريح مزمنة فورم ثمَّ برأَ الْبَتَّةَ وَهُوَ عَجِيب للركبة وكل مَوضِع يحْتَاج أَن يسخن. لى اعْمَلْ بدلة طبيخ الحنظل. التَّذْكِرَة للنقرس من عمل الراهب: سورنجان ثَلَاثُونَ شَحم الحنظل عشرَة يطبخان بِخَمْسَة عشر رطلا من مَاء حَتَّى تبقى ثَلَاثَة أَرْطَال مَاء ويسقى مِنْهُ كل يَوْم ثَلَاث أَوَاقٍ بسكر فَإِنَّهُ عَجِيب. الْكَمَال: مَتى وجد فِي عرق النسا اشتعال وحرارة وامتلاء الْعُرُوق فليفصد وَإِلَّا فَلَا وليعالج بالإسهال والقيء. لى لِأَن هَذِه الأغذية تكْثر مِنْهَا فضول غير مستحيلة إِلَى الدَّم فَتكون مَادَّة إِلَى الْفضل الَّذِي تَدْفَعهُ الْأَعْضَاء. المنجح طبيخ الهليلج نَافِع لوجع المفاصل البلغمي والدموي الغليظ: إهليلج أصفر خَمْسَة عشر مِثْقَالا شاهترج عشرَة بزر كرفس وبزر رازيانج وانيسون ومصطكى وقرنفل وفوة الصَّبْغ وسورنجان وبوزيدان مِثْقَال مِثْقَال يطْبخ بِسِتَّة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويصفى وَيُؤْخَذ) مِنْهُ أَربع أَوَاقٍ فيذاب فِيهِ دِرْهَم تَرَبد وَنصف دِرْهَم من الإيارج. من كتاب روفس فِي أوجاع المفاصل قَالَ: أَصْحَاب وجع المفاصل مَتى تعبوا تعبا شَدِيدا وتمددت عضلاتهم جدا أدهم ذَلِك إِلَى النقرس فأجعل رياضتهم معتدلة. لى قد رَأَيْت الَّذين بهم وجع المفاصل يهيج (ألف ج) عَلَيْهِم إِذا تعبوا وَإِنَّمَا يكون ذَلِك لِأَنَّهُ ينصب إِلَيْهَا شَيْء خَاصَّة إِذا كَانَ الْجِسْم ممتلئا لِأَن المفاصل تتعب كثيرا فِي الْحَرَكَة وَلَا شَيْء أَنْفَع لَهُم من الْحَرَكَة وَلَكِن يَنْبَغِي أَن يتدرجوا إِلَيْهِ قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يحمل أحد مِنْهُم نَفسه على مل لم يعتاده مِنْهُ ضَرْبَة لَكِن يعْتَاد قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ إِذا تدرج فِيهَا احْتمل الشَّدِيدَة وَذهب أصل الوجع الْبَتَّةَ. قَالَ: وَيجب أَن يتْركُوا الْجِمَاع وَالْحمام فَمَتَى استحموا فالحمات إِلَّا فِي الْحر الشَّديد وَحين يكون وجع المفاصل خَرِيفًا فَإِنَّهُ يجب أَن يستحم بِمَاء عذب. قَالَ: وينفعهم الْحمام الْيَابِس والدفن فِي الرمل وَوصف الْحمام الْيَابِس ومدحه قَالَ: وليحذروا الأغذية الرّطبَة السريعة الْفساد. قَالَ: واللحوم كلهَا تَضُرهُمْ لِأَنَّهَا رطبَة كَثِيرَة

الْغذَاء فَلْيقل مِنْهُ وَيَأْكُل أيبسها. لى لِأَن هَذِه الأغذية يكثر مِنْهَا فضول غير مستحيلة إِلَى الدَّم فَتكون مَادَّة للفضل الَّذِي تَدْفَعهُ الْأَعْضَاء. قَالَ: وَإِذا كَانَ فِي المفاصل ورم حَار فليمنع اللَّحْم وَالشرَاب والرياضة وَالْحمام وأسهلهم وغذهم بالبقول ونقّ الْجِسْم قبل الرّبيع وقيئهم قبل هيج الْعلَّة وَقبل أَن تسخن الأخلاط وترق وتسيل إِلَى المفاصل وَفِي الخريف أَيْضا. قَالَ: يَحْتَاجُونَ إِلَى مَا يسهل الْمرة والبلغم وأسهلهم بالخربق الْأسود وَالصَّبْر والبسبايج لِأَنَّهَا تحدر بلغما وَمرَّة والحنظل مُوَافق لَهُم. قَالَ: والأدوية المدرة للبول تستأصل هَذِه الْعلَّة وَمن اعتادها فَلَا يَدعهَا ضَرْبَة بل قَلِيلا قَلِيلا مَعَ زِيَادَة فِي الرياضة وَقلة من الْغذَاء لِئَلَّا يجْتَمع الْفضل وَقد ذهبت عاديته أَن ينصب إِلَى المفاصل فَيصير إِلَى عُضْو رَئِيس فَإِن رجلا كَانَ شرب من هَذِه لما برأَ من وَجَعه ترك شربه بَغْتَة فأسكت. قَالَ: وأفصد مِنْهُم كل من يجد فِي مفاصله حرارة فَأَما من يجد برودة فاكوه فَإِنَّهُ يجفف الْفضل نعما. قَالَ: وضع الأضمدة الْمَانِعَة فَوق الْموضع إِذا أردْت أَن تمنع وَذَلِكَ بعد الإفراغ فَإِن كَانَ فِي الْقدَم فعلى السَّاق فَإِن كَانَ فِي مفصل الزند فعلى الذِّرَاع. قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل التَّعَب الْبَتَّةَ فِي أوجاع المفاصل الحارة وَلَا تتركه فِي الْبَارِدَة وضماد الْخَرْدَل فِي الْبَارِدَة بعد الاستفراغ) عَجِيب وَلَا تقربه فِي الحارة. لى قد يطلى عفص وسورنجان وطين أرمني فَوق العضل فَيمْنَع النزلة الْبَتَّةَ. قَالَ: ط وَلَا تعطهم بقولا وَلَا فَاكِهَة رطبَة إِلَّا حِين يزمعون على الْقَيْء هَذَا لأَصْحَاب أوجاع المفاصل الْبَارِدَة. الْكَامِل لِابْنِ ماسويه قَالَ: ينفع من عرق النسا غَايَة النَّفْع أَن يطْبخ الْحَرْف ويحقن بِمِائَة قدر نصف رَطْل أَو يطْبخ الْحَرْف والحنظل وأصل الْكبر والقنطوريون وقشر الحنظل وقثاء الْحمار وشيطرج وفوة ويحقن بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ عَجِيب ويضمد الورك بالثفل. من كتاب فليغربوس فِي النقرس قَالَ: إِذا كَانَ يهيج وجع بِلَا ورم مَعَ حرقة شَدِيدَة وحرارة مفرطة فاترك التَّعَب والأشياء المسخنة وَعَلَيْك بالمبردة المقوية المسكنة كالقطف وَالْخيَار وَنَحْوهمَا لِأَن ذَلِك من الصَّفْرَاء ودع السهر والحزن وَبِالْجُمْلَةِ (ألف ج) كل مَا يحد المزاج وأسهل الصَّفْرَاء وألزم النّوم بعد الْغذَاء الْجيد وَالْحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر مَرَّات فِي الْيَوْم يدْخل فِيهِ وَيصب عَلَيْهِ. قَالَ: والكثمري جيد للنقرس فَأَما سواهُ من الْفَاكِهَة فردي. قَالَ: واشرب اللَّبن وكل الْجُبْن الطري. لى قد يكون نَحْو من أوجاع المفاصل يحْتَاج فِي علاجه إِلَى ترطيب الْجِسْم فَقَط. قَالَ: واحفظ الدَّم على اعتداله فَمَتَى سخن فبادر بإسهال الصَّفْرَاء خُذ من السقمونيا كعظم الباقلي مَعَ شَيْء يسير من الْملح فِي السّنة مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا بِقدر حَاجَتك وَتقدم بذلك قبل

نوبَة الوجع فَإِنَّهُ أما أَن لَا يهيج وَإِمَّا أَن يكون ضَعِيفا وَهَذَا علاج النقرس الْعَارِض مَعَ حرارة وحرقة شَدِيدَة بِلَا ورم وتوضع على الْقدَم فِي حَال الوجع بزر قطونا والرجلة ودهن ورد وأفيون ويبروج تطليها عَلَيْهَا بخل فَإِنَّهَا عَجِيبَة وَمَتى مَا تعبت أَو تحركت فبادر إِلَى الْقَدَمَيْنِ بالتبريد قَالَ: وَلَا تفصد فَإِن هَذَا لَيْسَ من الدَّم ولآن مَعَ الدموي ورما إِلَّا أَن تَجِد ممتلئا وَعَلَيْك بالتنطيل بِالْمَاءِ العذب ودهن الْورْد وشمع والعصارات الْبَارِدَة تسكن الحرقة والحرارة. قَالَ: ودهن البابونج يسكن الوجع الْكَائِن من التَّعَب فِي المفاصل فادهن بِهِ المفاصل. كَانَ رجل من أصدقائي يُصِيبهُ النقرس الْحَار فَإِذا لطخه بالصندل وَنَحْوه اشْتَدَّ الوجع عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ يحس بِأَنَّهُ يتَأَذَّى بِشدَّة قبضهَا وَكَانَ وَجَعه يسكن إِذا طليته بالمغاث والأفيون والشمع ودهن الْورْد.) من السَّابِعَة من قاطاجانس مسوح يتمسح بِهِ كل يَوْم للنقرس فيحفظ مِنْهُ: ملح نفطي شب يماني دردي الشَّرَاب يسحق بِزَيْت عَتيق ويرقق بِهِ ويتمسح بِهِ. ابْن سرابيون قَالَ: مِمَّا يُولد النقرس كَثْرَة التخم والراحة الطَّوِيلَة وَالْجِمَاع المفرط الْكثير وَترك الاستفراغات والمزاج الْبَارِد بالطبع أَو بِالْعرضِ وَالْحمام وَالْحَرَكَة بعد الْغذَاء وَبِالْجُمْلَةِ جَمِيع مَا يسيء الهضم ويولد خلطانيا وَالشرَاب الْكثير وَالسكر الدَّائِم يهيجان النقرس وَالشرَاب الصّرْف قبل الْغذَاء يهيجه لِأَن الشَّرَاب مضاد للعصب والنقرس يتناسل. قَالَ: ومفاصل الْأَوْرَاك وَالرجل إِذا ألحت عَلَيْهَا هَذِه الْعلَّة وأدمن لم ترجع إِلَى الْحَال الطبيعية وَأما سَائِر المفاصل فَإِنَّهَا رُبمَا بَرِئت برءا تَاما وخاصة إِذا كَانَت الْمَادَّة دموية وَإِن بَرِئت الْأَوْرَاك وَالرجل فَإِنَّهَا تعود سَرِيعا لأدنى عِلّة ويستدل على الْمَادَّة من الْأَسْبَاب المتلثمة وَمن لون الورم وحاله وَجُمْلَة علاج هَذِه هُوَ استفراغ ذَلِك الكيموس. فِي عرق النسا قَالَ: إِذا كَانَ من دم غليظ فَإِنَّهُ يبرأ من فصد عرق النسا. قَالَ: وَينْتَفع بِهَذَا الْعرق أَكثر من الصَّافِن لِأَن هَذَا الْعرق غائص غائر وَهَذِه الْمَادَّة غائصة غائرة فَانْظُر إِن احْتمل العليل أَن تَمنعهُ الْغذَاء يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثمَّ تفصد هَذَا الْعرق فَإِن نَفعه حِينَئِذٍ يعظم جدا ويسكن عَنهُ من سَاعَته فَبعد الفصد أسهل الْخَلْط الْغَالِب بِمَا يُخرجهُ فَإِن سكن وَإِلَّا فاحقنه بِهَذِهِ الحقنة وَهِي ماهودانه شواصرا قنطوريون (ألف ج) دَقِيق زراوند أصل الْكبر خربقان حرمل وسورنجان عَاقِر قرحا حنظل مازريون لب القرطم شب يطْبخ نعما وَيُؤْخَذ من مَائِهَا رَطْل وَيصب عَلَيْهِ من دهن الناردين زنة أوقيتين ويحقن بِهِ فاترا فَإِن وجد مِنْهَا تلهبا فاحقنه بعْدهَا بحقنة مطفئة وكمد المقعدة كي تبقى الحقنة مُدَّة طَوِيلَة فَإِن شَأْن هَذِه الحقنة أَن تخرج رطوبات مخاطية وَرُبمَا خرج مَعهَا شَيْء من الدَّم فيعظم نَفعه فاطل الورك بعد ذَلِك بِهَذَا: ورق الْغَار عشْرين عَاقِر قرحا خَمْسَة قسط سَبْعَة حرف أَرْبَعَة بورق ثَلَاثَة يدق وينخل ويذاب نصف رَطْل من الزفت الرُّومِي بأوقيتين من دهن الياسمين يخلط ويطلى بِهِ

قرطاس وَيلْزم الورك أَو خُذ صُوفًا نقيا فشربه دهن سذاب ثمَّ انثر عَلَيْهِ بورقا وعاقر قرحا ورش عَلَيْهِ خلا وشده على الورك فَإِن لم ينقص بعد بالعلاج أَعنِي بالإسهال والحقن مرَارًا فَإِنَّهُ ينقص بعد أَن تريحه فِيمَا بَينهَا والقيء عَظِيم النَّفْع فِي هَذَا الوجع فَاسْتَعْملهُ أَولا بعد الطَّعَام ثمَّ بالأدوية إِذا يعود ذَلِك فَإِن بلغ الْأَمر إِلَى أَن يتخوف على العليل أَن يقلب الرمانة من موضعهَا) وتنخلع الورك فاكوه فِي ثَلَاثَة أَو فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع وَلَا تدعها تَبرأ سَرِيعا بالأدوية لينصب مِنْهَا صديد كثير ولطف تَدْبيره وَاحْذَرْ عَلَيْهِ الامتلاء وَالسكر المفرط وَالْجِمَاع وَالْحَرَكَة بعد الطَّعَام أَو كلما يُولد خلطا نيا. قَالَ: إِذا كَانَ وجع المفاصل دمويا فابدأ بالفصد على جَمِيع الْأَحْوَال ثمَّ إِن كَانَ الدَّم مَعَ ذَلِك رديا فأسهل بِمَا يخرج الْخَلْط الْغَالِب فِيهِ ثمَّ ضمد بضماد حَيّ الْعَالم الْمَوْصُوف فِي بَاب الورم الْحَار وينفع مِنْهُ أَن تَأْخُذ ورق الكرنب المسلوق المدقوق مَعَ صفرَة الْبيض الني ودردي الْخمر أَو خل خمر فَإِن دردي الْخلّ هَهُنَا أَجود من الْخلّ وَقد جربنَا فَرَأَيْنَا بزر قطونا إِذا ضرب بدهن ورد وخل وَوضع عَلَيْهِ وَبدل مَتى فتر فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين الوجع والخطمي مَتى ضرب بالخل وَوضع عَلَيْهِ وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي ذَلِك الْحَال اسْتعْمل المخدرة بِمِقْدَار مَا يسكن الوجع فَإِذا سكن فانتقل عَنهُ لِأَنَّهُ يحدث مَتى طَال اسْتِعْمَاله عسر حركات العضل فَإِن حدث عَنْهَا عسر الْحَرَكَة فَخذ الدياخيلون وأدقة بدهن البابونج واطله عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يحدث هضما وَيرد الْحَرَارَة وَأما النقرس الْحَادِث عَن الصَّفْرَاء فابتدئ بإسهال الصَّفْرَاء ثمَّ بترطيب الْبدن وتسكين الحدة واللذع بالأغذية الْبَارِدَة الرّطبَة والأطلية الَّتِي تعالج بهَا الْحمرَة وأسهل مَرَّات كَثِيرَة وأجود مَا تسهل بِهِ الشَّرَاب الْمُتَّخذ من الْورْد وَالسكر والقمونيا الْمَعْرُوف بشراب الْورْد المقوي وجوارش السفرجل ولتكن الأضمدة والأطلية مبردة مرطبة والغذاء وَالْحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد العذب وَهَذَا هُوَ مثل الْحمرَة وعلاجها وَإِن اضطررت فَاسْتعْمل المخدرة فَأَما البلمغي فاستفرغ البلغم مَرَّات بالقيء أَكثر وبالمسهل والحقن القوية الَّتِي ذكرت (ألف ج) فِي بَاب عرق النسا واعطه حب السورنجان والشيطرج والمنتن وَحب النجاح أَجودهَا مَرَّات واعطه بعد ذَلِك معجون هرمس وَاعْتمد على إدارة الْبَوْل دَائِما ودق الكبريت وَضعه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يعظم نَفعه ودقيق الشليم الْمَطْبُوخ بِالشرابِ المخبص بدهن الناردين ودهن السذاب فِي الانحطاط فإمَّا مَاء البابونج والحرمل وإكليل الْملك وَنَحْوهَا فَإِنَّهُ نَافِع فِي الانحطاط وانفع مَا اسْتعْمل فِي النقرس البلغمي الفربيون والعاقر قرحا والنطرون إِذا خلطت بالقيروطي وَغَيره وَإِن كَانَ الوجع لَا يسكن بالأضمدة فَعَلَيْك بِهَذِهِ النطولات بطبيخ خل ثَقِيف جدا مَعَ حاشي وصعتر وفودنج وحرمل وورق الْغَار وأصل الْكبر وقنطوريون وبابونج وإكليل الْملك ثمَّ يصفى ونطل عَلَيْهِ مَرَّات كَثِيرَة وَإِن رَأَيْت الورم يصلب فَلَا تلح بالتحليل وأسهل السَّوْدَاء وَرطب الْعُضْو بالملينة ثمَّ حلل على هَذَا أبدا. فَإِن) كَانَ النقرس من أخلاط مُخْتَلفَة فَإِن دلائله تختلط وتشتبه فَلَا

ينْتَفع بالأدوية وَرُبمَا لم ينْتَفع بِمَا كَانَ انْتفع بِهِ مرَارًا وَهُوَ أعظم دَلِيل على أَن الْمَادَّة مختلطة غير مُفْردَة فَاجْعَلْ تَدْبيره وأدويته ممتزجة بِحَسب تخمينك وَبِالْجُمْلَةِ فَمن كَانَ بِهِ نقرس بلغمي فالعماد فِي تَدْبيره على مَا يلطف ويحلل بِقُوَّة. فِي التَّحَرُّز: توخ أَلا يكون الامتلاء فِي الْبدن واستفراغ الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ تهيج الْعلَّة وخاصة وَقت النّوبَة وَالْجِمَاع لَا يضر من كَانَ مِنْهُم يُصِيبهُ هَذِه الْعلَّة على الإمتلاء وَأما غَيرهم مِمَّن يُصِيبهُ من كيموس حَار أَو خام أَو سوداوي فيضره والرياضة تضر من كَانَ يَنَالهُ ذَلِك عَن الصَّفْرَاء وَعَن السَّوْدَاء وينفع من كَانَ يُصِيبهُ ذَلِك عَن البلغم وَالدَّم غير الْحَار وبشرط أَلا يَكُونَا من الْكَثْرَة على الْغَايَة وَمن كَانَ يُصِيبهُ الوجع عَن مواد دموية فاجتهد أَلا يمتلئ فَإِن امْتَلَأَ فافصد وَالَّذِي يُصِيبهُ من خلط بلغمي فَأكْثر رياضته ولطف تَدْبيره وسخنه واعطه أغذية ملطفة وأدمن ادرار الْبَوْل وقيئه والسوداوي رطبه وَلينه لِئَلَّا يجْتَمع فِي بدنه هَذَا الْخَلْط. وَمن اسْتعْمل نطل مَاء الْملح على تِلْكَ الْأَعْضَاء حفظهَا وَكَذَلِكَ إِن سكب عَلَيْهِ دَائِما وَكَذَلِكَ أَن ضمد الرجل بالملح المسحوق بالزيت. قَالَ: وَالْجِمَاع فِي سَائِر الأمزجة الَّتِي تحدث النقرس ردي جدا لِأَنَّهُ يثور الْبدن ويبرده ويملأ الْأَعْضَاء الضعيفة ويجفف الْبَاقِيَة فَأَما من كَانَ يحدث بِهِ ذَلِك من امتلاء فَإِنَّهُ لَا ينكأه وَأعظم نكايته لمن كَانَ داؤه حَدِيثا. لي الَّتِي تعْمل فِي النقرس بِخَاصَّة السورنجان والبوزيدان والماهي زهره وَرجل الْغُرَاب ورعي الْحمام والقنطريون والحنظل. قرابادين حُبَيْش لوجع الظّهْر الدَّائِم بالمشايخ والمرطوبين: أشق وسكبينج وجاوشير وأنزروت يحل فِي دهن الْجَوْز أَو دهن السذاب وَيجْعَل مَرَّات وينفع مِنْهُ الحقن المسخنة. (ألف ج) لَهُ دهن يحلل الأخلاط الراكدة فِي الرّكْبَة وَالظّهْر والمفاصل: يطْبخ شَحم الحنظل بِالْمَاءِ حَتَّى يتهرأ وَيصب على الدّهن الزَّيْت مثله ويطبخ. قَالَ: وَيُقَوِّي الجندبادستر والميعة والفربيون ودهن الميعة يفعل ذَلِك. مسَائِل الْفُصُول قَالَ: يحدث فِي حَال يبس الْهَوَاء الْأَمْرَاض الكائنة من احتداد الأخلاط كوجع المفاصل. لى قد يكون ضرب من وجع المفاصل إِنَّمَا سَببه احتداد الدَّم فَقَط لَا كثرته وَإِنَّمَا يكون ذَلِك لِأَن الْأَعْضَاء الرئيسة تدفع شَرّ مَا فِيهَا عَن أَنْفسهَا وعلامة هَذَا النَّوْع أَنه يلْحق) الْأَبدَان المرارية أبدا وَفِي الْأَحْوَال الَّتِي يتدبرون فِيهَا تدبيرا يُولد الصَّفْرَاء ويتعبون ويقلون الْغذَاء ويكثرون الباه وَنَحْو ذَلِك فأقصد لهَؤُلَاء الباسليق بتعديل الأخلاط والأغذية المرطبة وَالْحمام فَإِنَّهُ برؤهم وَهَؤُلَاء ضد الَّذين تعتريهم أوجاع المفاصل من أجل كمية الأخلاط والوجع فِي أُولَئِكَ يكون للتمدد وَفِي هَؤُلَاءِ لرداءة الْخَلْط فَلَا جرم أَن الورم فِي هَؤُلَاءِ أقل وَفِي أُولَئِكَ أعظم وَقد يكون هَذَا الوجع لِاجْتِمَاع هذَيْن وَغَيرهمَا وَيجب أَولا الاستفراغ ثمَّ التَّعْدِيل. وَقَالَ فِي الْمسَائِل: مَتى يكون حُدُوث وجع المفاصل أَكثر قَالَ فِي حَالَة الْهَوَاء الْيَابِس

الْحَار. لى طلاء عَجِيب للنقرس إِذا كَانَ حارا: قشور أصل اليبروج ومغاث وطين أرمني وأفيون وشياف ماميثا وصندل أصفر وفوفل وكافور يجمع الْجَمِيع ويتخذ أقراصا وَعند الْحَاجة يسحق ويطلي بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو الخس أَو مَاء الْورْد ويلقي فَوْقه خرقَة رطبَة بَارِدَة أبدا. السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ: وجع النقرس إِنَّمَا يكون الْفضل فِيهِ فِي المفاصل ويتمدد لذَلِك الرباطات الَّتِي عَلَيْهَا ويرسخ أَيْضا فِي اللَّحْم فيرم فَأَما العصب والأوتار فَهِيَ فِي هَذِه الْعلَّة سليمَة من الورم ويستدل على ذَلِك أَنه لم نر أحدا إِلَى هَذِه الْغَايَة حدث بِهِ تشنج من نقرس وَإِنَّمَا يتوجعوا لِأَنَّهَا تتمدد أَيْضا فَقَط. لى جملَة كَلَام ج فِي الميامر: يَنْبَغِي أَن يبْدَأ فِي وجع الورك إِذا كَانَ دمويا بفصد الباسليق مرَّتَيْنِ وتقليل الْغذَاء حَتَّى تعلم أَن الدَّم قد نقص فِي الْبدن وَذَلِكَ فِي عشرَة أَيَّام ثمَّ أفصد الصَّافِن أَو من مابض الرّكْبَة وَلَا تعالج هَذَا النَّوْع بأدوية تُوضَع على الورك فَأَما فِي البلغمي فأبدأ بالقيء بعد الطَّعَام ثمَّ بِلَا طَعَام وبالإسهال فِيمَا بَينهمَا وضع على الورك الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع الْحَار مثل الشبث والبابونج وإكليل الْملك ودقيق الشّعير وَنَحْوه وَلَا تجَاوز واحقن بحقنة لينَة فَإِذا طَال السقم وأزمن فَحِينَئِذٍ اسْتعْمل الحقن الَّتِي تمشي الدَّم وَقبل أَن تعْتق الْعلَّة وَفِي وَقت يكون فِي الْبدن امتلاء وَقبل إستفراغ الْبدن بالقيء فإياك وَهِي المحللة والأطلية الخردلية والمنفطة. لى أَجود مَا خلق (ألف ج) الله موفقا فِي هَذَا الْوَقْت يقوم مقَام الكي أَن يطلي الورك بِعَسَل البلاذر حَتَّى تصير نفاطات وتفقأ ليسيل مَاؤُهَا وتمنع أَن تندمل مُدَّة حَتَّى يسكن وجع الورك. وَهَذَا يَنُوب عَن الكي أَيْضا ويطلي على البلاذر على خرقَة وَيلْزم الْموضع ساعتين حَتَّى ينبسط ويتنفط فَإِن لم يستحكم تنفطه فأعد عَلَيْهِ. طلاء لأواخر النقرس الْحَار استخرجته على مَا فِي كتاب الترياق إِلَى قَيْصر وَيصْلح للورم الملتهب: شمع أَبيض ودهن ورد) يذابان ويذاب شَحم البط ويصفى ثمَّ يمزج ويطلى الْموضع فَإِنَّهُ يحلل ويسكن. آخر اكثر تحليلا مِنْهُ واكثر حرارة: يطْبخ الشبث والبابونج فِي دهن حل ثمَّ يذاب مَعَ الشمع الْأَصْفَر وشحم البط. من أقرابادين سَابُور الْكَبِير لعرق النسا: شَحم حنظل وبورق يجمع بِقَلِيل فلفل وَيجْعَل شيافا طوَالًا ويمسك ويعاد حَتَّى يسحجه ويحقن بدهن شَحم الحنظل وَهُوَ أَن يطْبخ ذَلِك المَاء بالدهن ويحقن بِهِ ويمرخ مِنْهُ جيد بَالغ ان شَاءَ الله. أوريباسيوس مرهم للنقرس بَالغ التَّحْلِيل: يطْبخ زَيْت عَتيق حَتَّى يغلظ ثمَّ يذر عَلَيْهِ نطرون مسحوق ويضمد بِهِ. لى سَمِعت كَاتب إِسْمَاعِيل. يَقُول: إِن وَجَعه لَا يسكن إِلَّا بِأَن يطلى عَلَيْهِ ميعة بزنبق فانه عَجِيب فِي ذَلِك ووجعه بلغمي بَارِد. من الْكَمَال والتمام لورم الرّكْبَة يُؤْخَذ بعر الشَّاة ودقيق شعير يطليان عَلَيْهَا بخل خمر فَإِنَّهُ يحلل مَا فِيهِ.

الرَّابِعَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يعالج بالتبريد للورم الْمُسَمّى حمرَة والصداع الْحَادِث من حر الشَّمْس أَو حمى محرقة وَبِالْجُمْلَةِ إِذا كَانَ الوجع الَّذِي فِي الْعُضْو لَيست مَعَه مَادَّة تحْتَاج أَن تحلل فان أَنْت منعتها مددت فِي ذَلِك الْعُضْو مَادَّة حارة رقيقَة فَأَما حَيْثُ يكون خلطان فَلَا تكْثر المبردة. لى قد رَأَيْت كثيرا مَا يطلى بالمبردات فيزيد فِي الوجع فَإِذا رَأَيْت الورم فَعَلَيْك بالاستفراغ ثمَّ بالتكميد والتحليل من الْعُضْو بالأشياء المرخية وَأما إِذا كَانَ الوجع الوجع شَدِيدا والورم لينًا وَهُوَ قَلِيل فَحِينَئِذٍ أطل بالمبردات. جورجس قَالَ: افصد فِي هَذَا الوجع الْعرق الَّذِي عِنْد إِصْبَع الرجل الصُّغْرَى وَأخرج الدَّم عَشِيَّة أَيْضا فَإِن لم يقْلع ذَلِك فافصده عرق النسا وَمن كَانَ يتَعَاهَد هَذَا الوجع فَلَا شَيْء أصلح لَهُ من الكي وَاحِدَة على الورك ثمَّ أُخْرَى على الْفَخْذ ثمَّ على السَّاق. السَّابِعَة من قاطاجانس مسوح يقْلع النقرس الْبَتَّةَ: ملح وشب ودردى الشَّرَاب وبورق هش أُوقِيَّة من كل وَاحِد زَيْت رطلان يلقى فِيهِ ويمرخ الْعُضْو بِهِ كل يَوْم مرخا جيدا ان شَاءَ الله تَعَالَى وَقد يُزَاد فِيهِ عاقرقرحا وفلفل من كل وَاحِد ثلث أُوقِيَّة فَيكون أبلغ. السَّادِسَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ ج: إِن استعمالنا لتبريد الْأَعْضَاء الوجعة أقل وتسخيننا لَهَا لتسكين الوجع أَكثر وَذَلِكَ أَن المبردة يكثف سطحها وَيمْنَع من تحلل تِلْكَ الْموَاد مِنْهَا فتزيد (ألف ج)) تمددا وَلَيْسَ يشفى التمدد إِلَّا سوء المزاج الْحَار بِلَا مَادَّة كالصداع الْكَائِن من الشَّمْس. لى انْظُر ابدا فان رَأَيْت الوجع مَعَه غلظ ومادة فَعَلَيْك بإمالة الْخَلْط عَن الْعُضْو حَتَّى إِذا فعلت ذَلِك فَخذ فِيمَا يستخف الْجلد قَلِيلا فَإنَّك بذلك تسكن الوجع وَقد جربت الْأَدْوِيَة الْكَثِيرَة الْبرد فِي النقرس الوارم الدموي فرأيتها كلهَا لَا تسكن الوجع بل رُبمَا زَادَت فِيهِ فاجتنبها وَإِذا رَأَيْت الْعُضْو ينخس وَلَيْسَ بِهِ غلظ وَلَا تمدد فَعِنْدَ ذَلِك برده وَكَذَلِكَ إِذا رَأَيْته بالضد فسخنه وَرَأَيْت صب طبيخ البابونج يسكن هَذَا الوجع سَرِيعا. لى جربت فَوجدت أَنه مَتى هاج الوجع فِي الرجل فاستعملت الإسهال زَاد الوجع وجربت فَرَأَيْت النقرس الْحَار إِذا أسهلت صَاحبه وَقد هاج بِهِ الوجع زَاد فِيهِ لَكِن يجب فِي ذَلِك الْوَقْت أَن تَأْخُذ فِي تَبْدِيل الزاج بِمَاء الشّعير والبقول والسويق وَالسكر عَجِيب فِيهِ فَإِنَّهُ إِذا سكنت حرارته وأبيض مَاؤُهُ سكن وَجَعه الْبَتَّةَ ثمَّ فِي حَال الرَّاحَة تَأْخُذ فِي استفرغه وَأما فِي الرجل فَإِنَّهُ كَانَ بَارِدًا احْتَاجَ إِلَى الْقَيْء وانتفع بِهِ جدا جدا وَقد جربته فِي ذَلِك وَفِي الورك فرأيته عجيبا. من كتاب روفس فِي اوجاع المفاصل قَالَ: إِذا تقيحت مَوَاضِع النقرس عسر برؤها وسالت مِنْهَا ألوان مُخْتَلفَة. لى على مَا رَأَيْت فِي الْعَاشِرَة من الميامر ينفع من الأوجاع الَّتِي تهيج فِي الْقَدَمَيْنِ فِي الشتَاء مَعَ تعقد فِيهَا ان تضمد بالأضمدة الحارة المتخذة من النورة والنطرون والعاقر قرحا وشحم البط وَالزَّيْت الْعَتِيق فانه يمتص مَا هُنَاكَ ويسكن الوجع.

لى وَتَنْفَع الميعة والزنبق وَكنت أرى رجلا يُصِيبهُ هَذَا ثمَّ إِذا جَاءَ الرّبيع خرج من تِلْكَ الْأَمْكِنَة قطع دم جامد يَابِس تَدْفَعهُ الطبيعة وَيبرأ الصَّيف كُله ثمَّ يعود فِي الشتَاء وخاصة إِذا مَشى على أَرض ندية بَارِدَة وَإِنَّمَا كَانَ لشدَّة مَا يُصِيبهُ فَيصير فِي وسط اللَّحْم الخبيثة فَيجب لهَؤُلَاء أَن يدهنوا أَرجُلهم فِي الشتَاء بالميعة والزنبق ويدهنوا بدهن الثوم فَإِنَّهُ بَالغ ويتوقون السّفر فِي اللَّيْلَة الْبَارِدَة فَإِنَّهُم مستعدون للخبيثة. الْعَاشِرَة من الميامر قَالَ: إِذا تولدت الْعلَّة فِي المفاصل فَلَيْسَ فِي رُجُوع المفاصل إِلَى حَالهَا الطبيعية حِينَئِذٍ مطمع. لى لم يذكر جالينوس فصد عرق النسا الْبَتَّةَ إِنَّمَا قَالَ: أفصد مابض الرّكْبَة أَو الصَّافِن لعرق النسا وَلَا كِتَابَة فِي الفصد ذكر عرق النسا الْبَتَّةَ على أَنه قد ذكر هَذِه) الْعلَّة وَقَالَ: قد أبرأت مِنْهَا بفصد مابض الرّكْبَة. الثَّامِنَة قَالَ: أيارج فيقرا نَافِع من عرق النسا. لى أَحسب أَن نَقِيع الصَّبْر وَالصَّبْر نَفسه إِذا أَدِيم سقيه حَتَّى يسحج نفع أَيَّامًا. التَّدْبِير الملطف قَالَ: رَأَيْت أَقْوَامًا كثيرا مِمَّن بهم وجع (ألف ج) المفاصل إِلَّا أَنهم لم يبلغُوا أَن تمتلئ مفاصلهم من الْحِجَارَة برؤا من عللهم بإدمان التَّدْبِير الملطف. قَالَ ج: أَصْحَاب عرق النسا يَنْتَفِعُونَ بفصد مابض الرّكْبَة أَكثر وأبلغ مِنْهُ بالصافن. مَجْهُول قَالَ: يتَجَنَّب الباه ويطليه بالميعة والزنبق واللخالخ الحارة وَيكثر الْحمام وَلَا يَأْكُل مَا يُولد دَمًا غليظا الْبَتَّةَ. لى رَأَيْت مَشَايِخ وشبابا بهم أوجاع المفاصل الحارة الفلغمونية جلهم تهيج عَلَيْهِ الْعلَّة والبثور مَتى تعبوا وَمَشوا مِنْهُم الأخوان سوَادَة وَمُسلم. فِي جَوَامِع حفظ الصِّحَّة قَالَ: تليين الْبَطن جيد لكل من يجْتَمع فِي بدنه أخلاط نِيَّة. لى رَأَيْت خلقا كثيرا سمانا مِمَّن لَا تمكنهم الرياضة فَكَانَ إِنَّمَا يُمكن أَن يحفظوا من وجع المفاصل بِأَن يسهلوا كل أُسْبُوع مرّة وَمن فعل ذَلِك بِهِ مِنْهُم لم يعتده الوجع وَذَلِكَ أَنه لم يكن يبْقى مَا يُمكن أَن ينْدَفع إِلَى مفاصلهم. من مقَالَة ج فِي صبي يصرع قَالَ: فَأَما الرياضة فَمَتَى كَانَت بعد الْوَقْت الَّذِي يَبْتَدِئ بِهِ الأعياء فَإِنَّهَا تذيب اللَّحْم وَتجمع فِي المفاصل والعضل فضولا. لى قد صَحَّ من هَهُنَا مَا يَقُول فليغريوس فِي النقرس وَقَالَ: لَا تجْعَل الأضمدة الْبَارِدَة على الورم الْحَار مَعَ مَادَّة فَإِنَّهَا تكثف الْجلد فَلَا ينْحل فيزيد الوجع. لى يجب أَن تجْعَل الأضمدة فَوق الْموضع فَأَما الْموضع نَفسه فَيتْرك بِحَالهِ ويرخى قَلِيلا. وَقَالَ: دهن البابونج جيد جدا للوجع الَّذِي يهيج من التَّعَب. الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة قَالَ: ضع فَوق العضل خرقَة مبلولة فِي خل وَمَاء أَو ضماد الْخلّ فَإِنَّهُ يمْنَع الْمَادَّة بعد النفض وَأما الورك فابدأ فقيئه مَرَّات كَثِيرَة وأفصده من فَوق ثمَّ أسهله وأفصده من أَسْفَل وَاجعَل تَدْبيره لطيفا فَإِنَّهُ ملاكه.

القرابادين الْكَبِير للنقرس الْحَار جيد جدا: سقمونيا ربع دِرْهَم أفسنتين دِرْهَم يَجْعَل حبا وَيشْرب بجرعة جلاب أَو شراب الْورْد وليحذروا الحلو والحريف والتعب الْبَتَّةَ وأدخلهم الْحمام إِذا برد وسكنت فورته بعد أَن يَأْكُلُوا شَيْئا قَلِيلا بَارِدًا وَيكون ذَلِك بالعشيات واسقهم بزر) بنج أَبيض من دِرْهَم إِلَى دِرْهَم وَنصف وَيصب على الْموضع المَاء الْبَارِد وتوضع عَلَيْهِ خرقَة قَالَ وليأكلوا لحم الْبَقر بالخل وَالزَّيْت والأجاص والتفاح وحماض الأترج وَلَا يتحركوا الْبَتَّةَ وَلَا يجامعوا. من كناش ابْن ماسويه قَالَ: يهيج عرق النسا من الْجُلُوس على الْأَشْيَاء الصلبة وَمن كَثْرَة الباه وَلَا يكَاد يعرض للغلمان ويعرض للشباب والكهول وَمَتى أزمنت هَذِه الْعلَّة عرج صَاحبهَا وَهِي فِي الْجَانِب الْأَيْسَر أَشد وينفع مِنْهَا أيارج شَحم الحنظل وَالْقعُود فِي الْحمة الحارة والمحاجم بالنَّار على الورك وَرُبمَا سرح على الورك العلق فنفع وَإِذا كَانَ بِهِ من دم فالفصد من الْيَد ثمَّ من الرجل يُبرئهُ. قَالَ: وَرُبمَا كثرت الْمَادَّة (ألف ج) الَّتِي يكون مِنْهَا وجع المفاصل حَتَّى ينصب إِلَى الفقار واللحيين وَالْأُذن والعينين والأسنان وَالْحلق. الثَّعْلَب الْمَطْبُوخ يمرخ بدهنه المنقرس وطبيخ الضبع العرجاء يقْعد فِيهِ يَقُول ذَلِك جَمِيع الْأَطِبَّاء. تجارب المارستان مَتى كَانَ مَعَ وجع الرّكْبَة وَنَحْوهَا تفرقع فَإِنَّمَا هِيَ رطوبات. لعرق النسا يحقن قبل النّوبَة بحقنة تغسل المعي من الثفل ثمَّ يحقن بالقوية. لى كَانَ رجل بدين لَازِما للراحة كثير الْأكل لاتتهيأ لَهُ حَرَكَة بِهِ وجع المفاصل فالزمته الفصد فِي كل تسعين يَوْمًا والإسهال اللين فِي كل أُسْبُوع مرّة بِمَا يقيمه أَرْبَعَة مجَالِس أَو خَمْسَة وَفِي كل شَهْرَيْن إسهالا أعنف من هَذَا وَفِي كل يَوْم البزور المدرة للبول والتقدم بالفصد والإسهال فِي أَوْقَات النوائب فَخفت علته وقارب الصِّحَّة على أَنه لم يحتم الْبَتَّةَ. الْعَاشِرَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: من كَانَت رجله ضَعِيفَة أَو مفاصله كَذَلِك فَإِنَّهُ يسهل قبُولهَا للفضل الَّذِي فِي الْبدن عِنْد دُخُول الْحمام وَذَلِكَ أَن الرطوبات الَّتِي فِي بدنه ترق والمجاري تتسع وَتَسْتَرْخِي حَتَّى تجْرِي فِيهَا بسهولة. بولس فِي السَّابِعَة عِنْد ذكر ضماد الْخَرْدَل قَالَ: كثيرا مَا يكون بعر الماعز مَعَ الْخلّ مَتى ضمد بِهِ أنجح من الْخَرْدَل لَا سِيمَا فِي عرق النسا. لى يعلم من قَول إبقراط أَن النِّسَاء لَا يعرض لَهُنَّ النقرس لاستنقائهن بالطمث والخصيان وَالصبيان لَا يعرض لَهُم النقرس أَن النقرس إِنَّمَا حُدُوثه أما من كَثْرَة الدَّم وَإِمَّا من حِدته فَانْظُر أبدا أَن يكون تدبيرك للأبدان المرارية بالترطيب ليصير فِي مزاج الصّبيان والخصيان فَإِنِّي رَأَيْت) النقرس يحدث فِي ثَلَاثَة أمزجة: فِي الَّذين يمتلؤن سَرِيعا من الدَّم

وَفِي الْأَبدَان الَّتِي يخالط دَمهَا مرار أصفر كثير وَفِي الْأَبدَان الَّتِي تخالطها فضول نِيَّة كَثِيرَة جدا. وَرَأَيْت هَذَا قل مَا يحدث وَإِن كَانَ الْأَطِبَّاء قد قَالُوا بضد ذَلِك أوصيك أَن تدبر هَذِه الْأَبدَان بالترطيب دَائِما لتَكون دمائها رطبَة لَا حرارة لَهَا. مُفْردَة ج: فِي السَّابِعَة قَالَ: إِن الأشق قوته ملينة جدا وَلذَلِك يحل الصلابات الثؤلولية الَّتِي تَنْعَقِد فِي المفاصل. لى مَا أَكثر مَا تكون هَذِه فِي مفصل الرّكْبَة فاعتمد على الأشق والخل والشحوم والمخوخ وَسَائِر الملينات. لى قَالَ ج فِي السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة: أَن البقلة الحمقاء تبرد فِي الثَّالِثَة وترطب فِي الثَّانِيَة فَلذَلِك لَا عديل لَهَا فِي النَّفْع لمن يجد لهيبا فِي جَوْفه أَو احتراقا إِذا وضع على بَطْنه وَلذَلِك أقدر أَنَّهَا نافعة جدا فِي أوجاع المفاصل الحارة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا كَبِير ورم الملتهبة جدا فاعتمد عَلَيْهَا وعَلى لعاب بزر قطونا ومل إِلَيْهَا حَيْثُ الورم حمري أَو قَلِيل الرُّطُوبَة لِأَنَّهَا ترطب مَعَ أَنَّهَا لَا تضر مَعَ ذَلِك لى الَّتِي تحلل باعتدال (ألف ج) وتستعمل فِي آخر النقرس الْحَار: الخطمي الحلبة البابونج الشبث الكرنب بزر كتَّان الشحوم الأمخاخ الأشق الزَّيْت الْعَتِيق اللوز المر. مُفْردَة ج: الزراوند المدحرج نَافِع للنقرس مَتى شرب بِالْمَاءِ. الراسن يحمر بِهِ الورك كالأدوية المحمرة وَهُوَ مَعَ ذَلِك يشفى من انخلاع الورك الَّذِي من رُطُوبَة. فوّة الصَّبْغ من النَّاس من يسْقِي أَصْحَاب عرق النسا مِنْهَا فتبولهم دم وينتفعون بِهِ. ويسقى بِمَاء الْعَسَل دَقِيق الترمس فيضمد بِهِ الورك فِي الشتَاء فينفع جدا ويحمر. الفودنج النَّهْرِي يوضع على الورك يضمد بِهِ فَيكون عَظِيم النَّفْع لِأَنَّهُ يجذب من عمق الْجِسْم ويسخن العضل كُله إِلَّا أَنه يحرق الْجلد أحراقا بَينا. وَقَالَ فِي ذَلِك د وَعظم أمره قَالَ: يعرض وجع النسا والساقين حاروغير حَار وَلَا يكون فِي الْمفصل بل فِي الزندين وَهُوَ عسير لَا يكَاد يبرأ وَلَا يكون من فضل فيندفع إِلَيْهِ أبدا. وَقد رَأَيْت من إِذا حمى بدنه بشراب أَو غير ذَلِك أوجعهُ على الْمَكَان فَإِذا سكن لم يوجعه وعلاجه تجنب الْأَشْيَاء المهيجة لَهُ وَلَا أرى تقويته فَإِنَّهُ يهيج حمى مَتى قوى وَالْفرق بَينه وَبَين وجع المفاصل أَنه لَيْسَ فِي مفصل. حدث بِرَجُل ورم فِي فّخذه حَار يضْرب ففصدته وضمدت بالمانعة فَكَانَ وَجَعه أخف وَلم يسكن حَتَّى ضمدت بالمحللة الملينة فسكن وانحل الورم فَانْظُر فَإِذا سكن اللهيب وَرَأَيْت الوجع قَائِما والعضو متمددا فَخذ فِي المحللة والملينة. د: قشر أصل الْكبر ينفع من وجع الورك إِذا شرب بخل وَعسل وَقد يجدر شَيْئا دمويا أَو يبوله) فيخف الوجع على الْمَكَان وينفع غَايَة النَّفْع أَيْضا مَتى ضمد بِهِ الورك وورقة يدق وتحمر بِهِ الورك. والقنطوريون الدَّقِيق يحقن بطبيخه أَصْحَاب عرق النسا فيسهل خلطا غليظا دمويا وَذَلِكَ أَنه إِذا أسهل كثيرا سكن الوجع. الحنظل الرطب مَتى ذَلِك بِهِ الورك انْتفع بِهِ نفعا عَظِيما. أصُول الخيري يضمد بهَا الأورام الَّتِي تصلب وتتحجر فِي المفاصل فينفع.

لى خُذ مَادَّة هَذِه من الملينة. وورق الدلب مَتى دق وضمدت بِهِ الرّكْبَة الَّتِي فِيهَا ورم حَار نفع نفعا عجيبا ويجفف. لى هَذَا يصلح لتِلْك الأورام الَّتِي تعرفها. الهيوفاريقون يسقى لوجع الورك. كمافيطوس يطْبخ بِمَاء الْعَسَل ويسقى لوجع الورك. قَالَ ج: الْحِجَارَة الَّتِي تسمى غاغاطيس تَنْفَع الوجع فِي الرُّكْبَتَيْنِ وَلَا سِيمَا من الرّيح. مَاء الكراث نَافِع من ذَلِك. ج قَالَ: عجنت جبنا عتيقا بطبيخ أكارع مملوحة عتيقة وَكَانَ الْجُبْن قد أَتَى عَلَيْهِ سنُون كَثِيرَة لَهُ حراقة وحدة شَدِيدَة فعجنت من ذَلِك الْجُبْن بِمَاء تِلْكَ الأكارع وضمدت بِهِ رجلا فِي مفاصله صلابات متحجرة فانشقت جلدَة الْموضع وَجعل يخرج من الحجارات شَيْء بِلَا أَذَى وَلَا مؤونة. لى خُذ أحرف مَا تقدر عَلَيْهِ من الْجُبْن وَأَشد صفرَة وعتقا وَخذ شحما عتيقا مالحا اعْتِقْ مَا يكون فاطبخه واعجن ذَلِك بِهِ وَاسْتَعْملهُ فَإِنَّهُ يَجِيء أبلغ من ذَلِك. (ألف ج) بعر الماعز قَالَ: هُوَ حَار مُحَلل وَقد حللت بِهِ ورما مزمنا كَانَ فِي الرّكْبَة بِأَن اتَّخذت ضمادا من دَقِيق الشّعير وألقيت فِيهِ من بعر الْمعز فَكَانَ بَالغا. لى هَذَا جيد للركبة والمفاصل الَّتِي تنصب إِلَيْهَا رطوبات وريح فَيَجِيء الورم عَظِيما مثل الَّذِي بطه عَبدُوس فَإِنَّهُ يفش تِلْكَ الأورام سَرِيعا والمسحوق فِيهِ أبلغ وَقَالَ جالينوس: أَنه يزْدَاد لطافة وَلَا يزْدَاد كَبِير حِدة. الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثعالب والضباع كثير التَّحْلِيل وَلذَلِك صَار يشفي أَصْحَاب أوجاع المفاصل فِي أَكثر الْأَمر وَذَلِكَ أَنه يستفرغ استفراغا كثيرا جَلَسُوا فِيهِ أَو تمرخوا بِهِ وَذَلِكَ أَنه يجتذب من عمق الْجِسْم جذبا شَدِيدا ويستفرغ مَا جذب وَمَتى كَانَت الْعلَّة قَوِيَّة يَجْلِسُونَ فِي ذَلِك الزَّيْت وَهُوَ فاتر ويمكثون فِيهِ زَمنا طَويلا فتحلل مَا فِي المفاصل تحليلا بليغا وَلَا ينصب بعد ذَلِك إِلَى الْمفصل شَيْء لِأَن الْجِسْم يستفرغ بِهِ فَهَذَا العلاج أما إِن يبرئهم الْبَتَّةَ وَإِمَّا أَن يعاودهم معاودة ضَعِيفَة. ج: المري يحقن بِهِ من وجع الورك فينفع جدا. د: الإيرسا يطْبخ ويهيأ مِنْهُ حقنة نافعة لعرق النسا. القردمانا مَتى شرب جيد لعرق النسا. الأسارون جيد إِذا سقِِي لعرق النسا يسقى بِمَاء) الْعَسَل مِنْهُ سِتَّة مَثَاقِيل فَإِنَّهُ يسهل خلطا لزجا ويعظم نَفعه. دهن الشبث جيد لوجع المفاصل جدا وَعَمله أَن يلقِي رَطْل فِي عشرَة من دهن وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يجدد ثَلَاث مَرَّات أَيْضا وَيُقَال أَنه الغرب قَالَ: طبيخ ورقة يصب على رجل المنقرس فيعظم نَفعه لَهُم جدا. الْخَيْر لَهُ خَاصَّة فِي تلطيف الورم الْعَارِض فِي أَسْفَل الْقدَم. د: ضماد بَالغ جدا لما يحْتَاج إِلَى تبريد يُؤْخَذ: مَاء الهندباء وخل وإسفيذاج الرصاص فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين وجع النقرس الْحَار جدا. الْخَرْدَل مَتى ضمد بِهِ مدقوقا مَعَ تين إِلَى أَن يحمر الْجلد وينتقط كَانَ نَافِعًا لعرق النسا وجر الوجع إِلَى خَارج والمادة. والحرف مَتى حقن بطبيخه مَشى الدَّم وَأَبْرَأ مِنْهُ. الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أبولسات بسكنجين كَانَ جيدا لعرق النسا ووجع

المفاصل. القنطوريون الصَّغِير يهيأ من طبيخه حقنة لعرق النسا يسهل دَمًا ويخفف الوجع. قَالَ: الفوة يسسقى كل يَوْم مِثْقَال صَاحب عرق النسا أَو يدْخل الْحمام كل يَوْم فيتولد دم فيبرئه الْبَتَّةَ ويسقى بِمَاء الْعَسَل. الأشق يبلغ من تليينه وتحليله أَن يحل الصلابات المتحجرة فِي المفاصل. لى اسْتعْمل دهن شِيث وشمع وأشق للمفاصل الصلبة المتحجرة. ابْن ماسويه: خَاصَّة الهليون النَّفْع من وجع الظّهْر الْبَارِد. الخوز وماسرجويه والسندهشار: عود هندي مَعْرُوف لَا شَبيه لَهُ فِي النَّفْع من النقرس والرياح الغليظة فِي الظّهْر وَالركبَة وَنَحْوهَا. ابْن ماسويه: الكركم نَافِع جدا للنقرس الْبَارِد. ماسرجويه قَالَ: الماهي زهره نَافِع (ألف ج) جدا لمن بِهِ نقرس ووجع مفاصل وَلم يشتبك أَصَابِعه خَاصَّة جدا. لى إِنَّمَا يدعونَ الماهي زهره مَتى عقدهم اللاعية فَقَط. أَبُو جريح: الميعة نافعة من تشبك الْأَعْضَاء من الرّيح شربت أَو طلي بهَا. ابْن ماسويه: دهن النارجيل يَجْعَل على مَاء الْأُصُول ويسقى لوجع الظّهْر والورك. أَبُو جريج: السورنجان جيد لوجع المفاصل شرب نَفسه أَو طبيخه وَيحبس النزلات الَّتِي تنزل إِلَى المفاصل أَن تنزل فِي وَقت ابتدائها والإكثار مِنْهُ يحْجر العضلات وينفع المفاصل وَلذَلِك يجب لمن أدمنه أَن يكثر من المَاء الْحَار والدهن والملينات على مفاصله. أَبُو جريج وَابْن ماسويه: خَاصَّة الفودنج النَّفْع من الرِّيَاح الغليظة فِي الظّهْر والوركين والمفاصل القلهمان: خَاصَّة بزر الفجل النَّفْع من وجع المفاصل. لى ليدْخل فِي عداد الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر) الْبَوْل. وَقَالَ: الصَّبْر دَوَاء جيد لوجع المفاصل جدا يسهل الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ يحدث. الخوز: النفط الْأَبْيَض عَجِيب مَتى شرب لوجع الظّهْر والورك وَالركبَة والمفاصل الْبَارِدَة. الخوز: التبريد يخرج الخام من الرُّكْبَتَيْنِ. بولس قَالَ: الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثَّعْلَب الْمَذْبُوح مَتى جلس فِيهِ سَاعَة طَوِيلَة أَبْرَأ من وجع المفاصل مَتى كَانَت عِلّة مبتدئة وَمَتى كَانَت مزمنة خففها. لى على مَا رَأَيْت للخوز: حب جيد لوجع الظّهْر وَالركبَة يُسمى مُقيم الزمني: شَحم حنظل ربع دِرْهَم تَرَبد نقي حَدِيث لين دِرْهَم قنطوريون دَقِيق نصف دِرْهَم زنجبيل ثلث دِرْهَم جندبادستر ربع دِرْهَم سكبينج دانقان حب النّيل ثلثا دِرْهَم وَليكن مقشرا وَهِي الشربة الْكَامِلَة. الرَّابِعَة من السَّادِسَة من أبيديميا: وجع النقرس يسكن وجع القولنج ووجع القولنج وجع المفاصل. لى قد رَأَيْت كثيرا مَا يعتري صَاحب وجع المفاصل قولنج وَصَاحب القولنج وجع المفاصل. الدّهن الْمَعْمُول من الشَّجَرَة التدمرية الَّتِي تكون مِنْهَا الأومالي قَالَ د: أَنه نَافِع من أوجاع المفاصل. طبيخ ورق الغرب يصب على أرجل المنقرسين فينفعهم

جدا. عِظَام النَّاس محرقة قَالَ ج: أعرف رجلا يسقيها فيشفي خلقا بهم وجع المفاصل. وَقَالَ د: أحرق ابْن عرس كَمَا هُوَ واطل رماده بخل على النقرس فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ. ج: قد قَالَ قوم إِن رماد ابْن عرس مَتى عجن بالخل وطلي على النقرس ووجع المفاصل نفع لِأَنَّهُ يحلل تحليلا شَدِيدا. ج ود: رماد ابْن عرس يعجن بالخل وينفع لِأَنَّهُ يحلل تحليلا كثيرا جدا. وَمَتى شرب من الأشق دِرْهَم أَبْرَأ وجع المفاصل د: وَإِذا ضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل وَالزَّيْت حلل الفضول المتحجرة فِي المفاصل. ج: الأشق مُحَلل جدا وَلذَلِك يحلل الصلابة المتحجرة فِي المفاصل. حب البان يضمد بِهِ للنقرس. دَقِيق الباقلي مقشر قَالَ جالينوس: قد استعملته مَرَّات كَثِيرَة فِي علل النقرس بعد أَن طبخته بِالْمَاءِ وخلطت مَعَه شَحم الْخِنْزِير. والبلبوس مَتى ضمد بِهِ (ألف ج) وَحده أَو مَعَ الْعَسَل نفع لوجع المفاصل والنقرس. د: بزر بنج مَتى ضمد بِهِ بعد دقه نفع من النقرس. بزر قطونا مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ ودهن) الْورْد وَالْمَاء نفع من وجع المفاصل الحارة. ج: أخذت جبنا عتيقا حريفا وعجنته بِمَاء قد طبخت فِيهِ أكارع خِنْزِير مملحة مزمنة وَوَضَعته على صلابات متحجرة كَانَت فِي مفاصل رجل فانشقت من تِلْقَاء أَنْفسهَا وَخرج مِنْهَا كل يَوْم شَيْء من تِلْكَ المتحجرات من غير أَذَى. مَتى تضمد بالجاوشير مَعَ الزَّيْت وَافق النقرس. د: دَوَاء الديك الْعَتِيق الَّذِي فِي بَاب القولنج مَعَ البسبايج والقرطم نَافِع لوجع المفاصل إِذا تعود الإسهال بِهِ جدا لِأَنَّهُ يخرج خلطا أسود. لى يَنْبَغِي أَن يلقى فِي هَذَا المرق بعض مَا يصلح لهَذِهِ الْعلَّة كالسورنجان وَرجل الْغُرَاب وَإِن عمل لوجع النسا كَمَا يصلح لَهُ فَإِنَّهُ جيد إِن شَاءَ الله تَعَالَى. الهندباء يعْمل مِنْهُ ضماد نَافِع للنقرس. د: هشت دهان خاصته النَّقْع من النقرس. بديغورس: عكر الزَّيْت إِذا سخن وصب على النقرس ووجع المفاصل نفع. د: بعر الماعز مَتى تضمد بِهِ مَعَ شَحم خِنْزِير نفع من النقرس. ج: أَنا أسْتَعْمل فِي الأوجاع العتيقة المزمنة وَفِي علل المفاصل والنقرس الضماد المحمر الَّذِي فِي بَاب عرق النسا مَا لم يتَوَلَّد فِي المفاصل حِجَارَة. ج: الزراوند المدحرج مَتى شرب بِالْمَاءِ نفع من النقرس. د: طبيخ الحماما نَافِع إِذا شرب من النقرس. زنجار الْحَدِيد مَتى لطخ على النقرس نفع مِنْهُ. د: دَقِيق الْحِنْطَة مَتى ضمد بِهِ أَسْفَل الْقدَم حلل الوجع الَّذِي يكون فِيهِ وَقَالَ: حَيّ الْعَالم جيد للنقرس مَتى ضمد بِهِ. وَقَالَ: الطحلب نَافِع من النقرس الْحَار. وَقَالَ: أصل اليبروج مَتى خلط بسويق الشّعير وضمد بِهِ سكن وجع المفاصل. وَمَتى خلط الكرنب مَعَ

نطرون بِمَاء على النقرس نَفعه وينفع مِنْهُ أَيْضا أَن يدخن بِهِ. وعصارة الكرنب مَتى خلطت بدقيق الْحِنْطَة والخل وتضمد بِهِ نفع من أوجاع النقرس ووجع المفاصل. د: لبن النِّسَاء وقيروطي بدهن ورد وأفيون مَتى جعل طلاء نفع من وجع النقرس. وَقَالَ: اللوف السبط مَتى تضمد بِأَصْلِهِ جيد للنقرس. المر مَتى عجن بعد سحقه بالعسل وَشرب مِنْهُ نفع من أوجاع المفاصل. د: الْملح مَتى خلط بِزَيْت وَوضع على النقرس نفع المَاء أَجود لصَاحب النقرس من الشَّرَاب. روفس: المَاء الكبريتي نَافِع لأوجاع المفاصل. وَقَالَ: بصل النرجس مَتى ضمد بِهِ مَعَ عسل أَبْرَأ أوجاع المفاصل المزمنة.) د: السكنجبين الْمَعْمُول بِمَاء الْبَحْر مَتى شرب أسهل أخلاطا وينفع من وجع المفاصل. بديغورس خَاصَّة السورنجان النَّفْع من وجع المفاصل. بولس: هُوَ مسهل جيد لأَصْحَاب وجع المفاصل وَكَذَلِكَ طبيخه. د: طبيخ السذاب الرطب والشبث الْيَابِس مَتى شرب نَافِع لوجع المفاصل. وَقَالَ: لحم الزَّبِيب مَتى تضمد بِهِ بالجاوشير نفع من النقرس العدس مَتى طبخ بخل وتضمد بِهِ مَعَ دَقِيق (ألف ج) الشّعير سكن وجع النقرس وَقَالَ فلسطاربون: خاصته النَّفْع من النقرس. فلقمويه يَقُول بديغورس: خاصته النَّفْع من النقرس الْبَارِد. عصارة بخور مَرْيَم ينفع من النقرس. د: الصدف مَتى سحق بِلَحْمِهِ وتضمد بِهِ سكن أوجاع النقرس وأورامه. قَالَ بولس: مَتى أَخذ حلزون وسحق وهونيّ بِلَحْمِهِ وَوضع على مفاصل من بِهِ وجع المفاصل وَترك حَتَّى يتبرأ من ذَاته نفعهم جدا وَقَالَ: إِن هَذَا يعسر قلعة لقُوَّة تجفيفه وَلذَلِك يجب أَن يتْرك عَلَيْهَا حَتَّى يسْقط من ذَاته إِذا ضمد بالفقد مَعَ دَقِيق الشّعير والنطرون والموم نفع من النقرس ووجع المفاصل. د: القرع نَافِع مَتى تضمد بِهِ من النقرس مَتى طبخ أصل قثاء الْحمار بالخل وتضمد بِهِ نفع من النقرس ووجع المفاصل. وَقَالَ: دهن الشبث نَافِع من وجع المفاصل. د: شَحم النسْر مَتى عجن بِهِ بعر العنز والزعفران وَوضع على النقرس نفع دَقِيق الشّعير مَتى ضمد بِهِ مَعَ السفرجل بعد أَن يدافا بالخل وَجعل ضمادا نفع من الأورام الْعَارِضَة من النقرس. دَقِيق الشّعير مَتى ضمد بِهِ مَعَ السفرجل بعد أَن يدافا بالخل وَجعل ضمادا سكن النقرس الْحَار طبيخ السلجم يصب على النقرس ويضمد بِهِ فينفع مِنْهُ وَمن وجع المفاصل. ابْن ماسويه: لبن التِّين مَتى خلط بدقيق الحلبة نفع من وجع النقرس. جالينوس: الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثَّعْلَب حَيا كَانَ أَو مَيتا ويطيل العليل الْجُلُوس فِيهِ إِمَّا أَن يُبرئ وجع المفاصل جملَة وَإِمَّا أَن يعظم نَفعه لَهُم لِأَنَّهُ يحلل تحليلا قَوِيا قَالَ: أبدان

أَصْحَاب وجع المفاصل ممتلئة وَمَتى استفرغوا ثمَّ عَادوا إِلَى التبريد المولد للامتلاء عَاد إِلَيْهِم الدَّاء بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَ لِأَن مفاصلهم قد اعتادت نزُول الْموَاد إِلَيْهَا قَالَ: وَهَذَا الزَّيْت لَا يسكن الوجع دَائِما لِأَنَّهُ إِنَّمَا يشفي من وجع المفاصل مَا كَانَ الْفَاعِل لَهَا محتقنا فِي بَاطِن الْعُضْو بِسَبَب خلط غليظ بَارِد أَو خلط كثير الحدة أَو ريح نافخة لَا تَجِد مخلصا فَهُوَ ينفع من هَذِه. بولس: الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثَّعْلَب حَيا أَو مَيتا إِذا جلس فِيهِ سَاعَة طَوِيلَة من بِهِ وجع المفاصل إِن كَانَت علته مبتدئة أذهبها وَإِن كَانَت مزمنة خففها عصارة الثافسيا مَتى اسْتعْملت طلاء نَفَعت من وجع) المفاصل المزمن. د: الغاريقون مَتى شرب ثَلَاث أبولسات بسكنجبين كَانَ صَالحا لوجع المفاصل وَقَالَ: طبيخ ورق الغرب ولحائه يصب على أرجل المنقرسين فيعظم نَفعه وَقَالَ: مَتى ضمد بعروق الخيري الْأَصْفَر مَعَ خل كَانَ صَالحا للنقرس أصُول الخيري تداوى بهَا الأورام الَّتِي فِي المفاصل مَتى صلبت وتحجرت. ج: خزف التَّنور والأتون الْقَرِيب الْعَهْد بالنَّار إِذا طلي بخل على النقرس نفع نفعا قَوِيا. د: مَتى خلط بالخل شَيْء من الكبريت وصب وَهُوَ حَار على النقرس نفع مِنْهُ الإسهال بالخربق الْأسود نَافِع من أوجاع المفاصل. د الْكَامِل من الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من النقرس الْبَارِد: (ألف ج) أسق من الحماما مثقالين بِمَاء ثَلَاثَة مَثَاقِيل سورنجان مطبوخ ثلثا رَطْل حَتَّى يبْقى من المَاء الثُّلُث وغل ورق الغرب مَعَ الشويلا بِمَاء عذب وصبه على الرجل وضمدها بشحم الْمعز وثربه أَو بشحم التيس مَعَ بعر الْغنم معجونا بِمَاء الكرنب مَعَ شَيْء من خل واسقه فودنجا بريا. ابْن ماسويه: النقرس وأوجاع المفاصل تتولد من سوء الهضم. قَالَ روفس: وجع المفاصل يعرض لأَصْحَاب التخم والدعة وَترك الرياضة ويعرض للنِّسَاء من احتباس الطمث وللرجال من احتباس دم البواسير كَثْرَة الْجِمَاع يُولد وجع المفاصل والحار مِنْهُ أسهل علاجا من الْبَارِد وَقد تهيج وَجَعه أَيْضا مَتى ترك صَاحبه الطَّعَام الْبَتَّةَ وَرُبمَا هاج من تَعب أَو ضَرْبَة. طبيخ إهليلج نَافِع لوجع المفاصل: إهليلج أصفر قدر الْحَاجة بزر الكرفس رازيانج فوة الصَّبْغ سورنجان بوزيدان مِثْقَال مِثْقَال يطْبخ ويسقى بالتربد وَالْملح وَالصَّبْر. إِسْحَاق: يجب أَن تتقدم قبل الرّبيع بِأَن تمنع أَصْحَابه من التملي وخاصة من الْأَطْعِمَة والأشربة الغليظة وَالْجِمَاع وَقَالَ: من أَصَابَهُ نقرس أَو وجع المفاصل فاستفرغ بدنه أَولا بالفصد إِن كَانَ الدَّم قد كثر فِي بدنه أَو بالإسهال مَتى كَانَت سَائِر الأخلاط وَإِن لم تكن كَثِيرَة ظَاهِرَة فاستفرغ بدنه أَولا بالفصد مَتى كَانَ الدَّم ظَاهرا وَمَتى لم يكن فاستفرغه على كل حَال وضع على الْقدَم فِي علل النقرس فِي مبدأ الْأَمر وَكَذَلِكَ على وجع المفاصل أدوية قابضة فَإِن اشْتَدَّ الوجع فَاجْعَلْ مَعهَا مخدرة مثل أفيون وزعفران وَمر وَلبن الْبَقر فَإِن تحجرت المفاصل فاطبخ ثعلبا حَيا أَو مَيتا بِزَيْت واجعله فِي آبزن وَأَقْعَدَهُ فِيهِ وَمَتى حدث

الورم فِي المفاصل ضمده بدقيق باقلي بعد طبخه بِالْمَاءِ وأصول الخيري يعجن بخل وَيسْتَعْمل ورق الدلب الطري مَتى سحق وَوضع على الرّكْبَة الوجعة خَاصَّة نَفعهَا إِذا كَانَ فِيهَا ورم حَار.) مَجْهُول: مَتى كَانَت الْمَادَّة تَجِيء بعد فافصد من الْمُقَابلَة وَإِن كَانَت قد انْقَطَعت فَمن الْعُضْو العليل. والنقرس يَبْتَدِئ من الرجل ووجع المفاصل من الْيَد ويسقي مَا يسْقِي أَصْحَاب الكبد الحارة من مَاء الْبُقُول ولب الخيارشنبر وضمده بالمبرادت وَاعْتمد عَلَيْهَا وعَلى المخدرة فِي شدَّة الوجع ويتجنب الشَّدِيدَة الْقَبْض ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهَا تزيد فِي الوجع وَاسْتعْمل فِي الِابْتِدَاء مَا دَامَت الْمَادَّة فِي الانصباب وَمَتى رَأَيْت حرارة من غير ورم فأسهل صفراء بِأَن تَأْخُذ ربع دِرْهَم من السقمونيا وَدِرْهَم أفسنتين يدافان فِي جلاب وَيشْرب أُوقِيَّة وغذه بالبوارد وَاحْذَرْ الحارة وغذه بالسمك الصغار وَلحم الْبَقر بخل الْبَقر وخاصة بطونها والباقلي والخوخ والأجاص وَلَا يستحموا فِي حمام شَدِيد الْحر الْحر وَلَا يصابروا الْعَطش والجوع الشديدين فَإِن ذَلِك يهيج بهم الْحَرَارَة وَمَتى كَانَ الوجع حارا جدا فاسقهم (ألف ج) بزر بنج أَبيض درهما وَنصفا وضمد بِوَرَقَة ويطلى بالأفيون وَمَاء اللفاح. دَوَاء للنقرس الْبَارِد: كمادريوس رَطْل جنطيانا ثَمَان أَوَاقٍ زراوند مدحرج سبع أَوَاقٍ بزر السذاب الأهلي خمس أَوَاقٍ زعفران خَمْسَة دَرَاهِم أسارون صَبر سقرطري شيطرج قسط وَج كمون نبطي أُوقِيَّة أُوقِيَّة سورنجان بوزيدان إيارج فيقرا خربق أسود شبث بزر كرفس بزر حندقوقا أُوقِيَّة وَنصف أُوقِيَّة وَنصف من كل وَاحِد سكر نصف الْأَدْوِيَة يسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء فاتر على الرِّيق. وَله أَيْضا: كمون فودنج فلفل وفاشرا وعنزروت أَحْمَر ونانخة زنجبيل وصعتر زرنباد فلفل ورق الْكبر خطاطيف محرقة فاشرشين مصطكى زعفران بزر بنج. للنقرس الَّذِي من رُطُوبَة: حب الأترج عشرَة تَرَبد سَبْعَة مغاث خَمْسَة كمون نبطي أَرْبَعَة يعجن بِعَسَل الشربة دِرْهَمَانِ إِلَى ثَلَاثَة على الرِّيق. ملح يَأْكُلهُ المنقرس: فلفل أسود خَمْسَة نانخة زنجبيل كمون مغاث من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ ملح هندي عشرُون يجمع وَيجْعَل فِي خبْزَة شَيْء من البزور المدرة للبول. للنقرس الْحَار: يُؤْخَذ أَطْرَاف الْقصب الرطب فينعم دقة ويعجن بِلَبن بقر وَيُوضَع عَلَيْهِ فيوجد لَهُ من سَاعَته رَاحَة الْأَبدَان المستعدة لوجع المفاصل هِيَ الواسعة الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب. طلاء لوجع الرّكْبَة وثقلها يتَّخذ من بزر الْكَتَّان وفلونيا وخبث الْحَدِيد وكرسنة وبورق وشيطرج) وَثَمَرَة الطرفاء وبزر الْفَقْد وشعير أَبيض وميعة الرهبان بِمَاء الشويلا. من تذكرة عَبدُوس قَالَ أرجنجانس فِي كِتَابه فِي الْأَمْرَاض المزمنة: أَنه يَنْبَغِي أَن يدْخل صَاحب النقرس الْحمام فِي كل حِين مرّة.

مَجْهُول لمن يوجعه ظَهره: يوضع عَلَيْهِ محجمة بِنَار أَو يمص شَدِيدا بِلَا شَرط مَرَّات عشرا فَإِنَّهُ جيد. من صفة الراهب للنقرس من التَّذْكِرَة: سورنجان ثَلَاثُونَ شَحم حنظل عشرَة يطْبخ بِخَمْسَة عشر رطلا من مَاء حَتَّى يبْقى ثَلَاثَة أَرْطَال ويسقى مِنْهُ بعد تصفيته رطلا فِي خَمْسَة أَيَّام شربة وَهِي رَطْل مَرَّات بِثَلَاث أَوَاقٍ سكرا وَهُوَ مسخن جدا. الْكِنْدِيّ: من خاصيته السورنجان منع النَّوَازِل فَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي وَقت الْعلَّة لِأَنَّهُ يمْنَع النَّوَازِل فيحصر فِي الْأَعْضَاء الرئيسة فضولا لَا يَنْبَغِي أَن تَنْحَصِر لى اسْتِخْرَاج لى يسْتَعْمل يَنْبَغِي اسْتِعْمَاله فِي الاحتراس مَتى كَانَ الْجِسْم قَلِيل الفضول وَيسْتَعْمل بعده الْأَدْوِيَة المدرة للبول. قسطا قَالَ: أخذت من عصير قثاء الْحمار جزءين وَمن الزَّيْت الْعَتِيق جُزْءا فطبخته بِرِفْق حَتَّى تحلل المَاء ومرخت بِهِ صلب رجل كَانَت بِهِ ريح غَلِيظَة فِي خرز صلبه فورم ثمَّ زَالَ عَنهُ وَهُوَ عَجِيب لتسخين الْمَوَاضِع المحتاجة إِلَى ذَلِك. وثافسيا مَتى اسْتعْملت عصارته لطوخا نفع من الوجع المزمن فِي الْقدَم. اسْتِخْرَاج لى اعْتمد فِيمَا يحْتَاج إِلَى استفراغ من الأوجاع الْعَارِضَة فِي الْأَطْرَاف على شَحم الحنظل فَإِنَّهُ يجذب من (ألف ج) الْأَطْرَاف. كناش لِسُلَيْمَان لوجع الرُّكْبَتَيْنِ الْبَارِد والنقرس: تطبخ الخنافس بالزيت ويطلى بِهِ النقرس فَإِنَّهُ عَجِيب. وَهَذَا جيد للنقرس الْبَارِد وَالرِّيح الْبَارِدَة وَالْبرد فِي الْأَعْضَاء: يُؤْخَذ طلاء ودهن المرزنجوش من كل وَاحِد سِتَّة وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا جندبادستر أَرْبَعَة مَثَاقِيل يطْبخ جَمِيعًا حَتَّى يبْقى الدّهن ويتدهن بِهِ. حب جيد جدا فِي الْغَايَة للنقرس الْبَارِد: جاوشير سكبينج أشق حرمل سورنجان خربق أَبيض شَحم حنظل بِالسَّوِيَّةِ مقل ربع جُزْء حناء ثَلَاثَة أَربَاع جُزْء يحبب بِمَاء الكراث الشربة دِرْهَمَانِ وَيجب أَن يشرب قبل ذَلِك أُوقِيَّة دهن خروع كل يَوْم زعم أَيَّامًا. فليغربوس فِي النقرس إِذا كَانَ لَا ورم مَعَه فَإِن أَذَاهُ بالكيفية فَقَط وَإِذا كَانَ لَا ورم فِي الْمفصل لَكِن لذع وحرقة فبرده ليرْجع إِلَى حَاله الطبيعية وَاسْتعْمل النّوم بعد الطَّعَام فَإِنَّهُ يبرد وَالْمَاء العذب فالزمه فَإِنَّهُ يبرد تبريدا شَدِيدا كَافِيا فِي الْيَوْم مَرَّات ويغذى بالسمك والخس وأسهله) بالسقمونيا وضماد حَيّ الْعَالم والأفيون وَنَحْوه فَإِذا سكن المضض والحرقة فَاسْتعْمل ضمادا من بابونج أَو أفسنتين أَو سلق أَو خبازي أَو خطمي فَإِن هَذِه بعد بَدْء الوجع جَيِّدَة وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى الفصد مَتى كَانَ مَعَ الْعلَّة ورم. فليغريوس فِي النقرس قَالَ: قد يكون ضرب من النقرس من يبس فِي العصب مَعَ رُطُوبَة قَليلَة يَا مؤدّية للعضو شفاؤها الْحمام الدَّائِم. قَالَ: وَيذْهب بورم الْقَدَمَيْنِ الأدهان الحارة وَالْملح والدلك ويبس تيبيسا شَدِيدا الْملح ورماد الصفصادف ورماد الطرفاء وضمد بِهِ سَاعَته: سورنجان مِثْقَال منخول يشرب بنبيذ الْبُسْر خير لَهُم ولعرق النسا من الشَّرَاب.

حب لوجع المفاصل: صَبر أَرْبَعُونَ درهما هليلج أصفر سورنجان عشرَة عشرَة سقمونيا خَمْسَة يعجن بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب فَمَتَى لم تقدر عَلَيْهِ فبماء هندباء فَإِن لم يكن فبسكنجبين الشربة دِرْهَمَانِ. حب للنقرس قوى: إهليلج عشرَة شيطرج ماهي زهرَة سقمونيا خَمْسَة خَمْسَة بِهن أَحْمَر وأبيض سورتجان ثَلَاثَة ثَلَاثَة بوزيدان دِرْهَم إيارج اثْنَا عشر درهما يعجن بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب. اسْتِخْرَاج فائق جدا حسن التَّرْكِيب: يَقع فِيهِ أرجح من دانق سقمونيا فِي الشربة وأرجح من دانقين سورنجان وَمثله من إهليلج وَدِرْهَم ودانق من الصَّبْر فيصلح الصَّبْر والإهليلج مضرَّة السورنجان والسقمونيا وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب يصلح مَا يحدد السقمونيا من الكبد وَهُوَ عَجِيب جيد فاحفظه. قَالَ: قد يتضمد النقرس بالسورنجان فينفع نفعا عَظِيما. جَامع ابْن ماسويه قَالَ: تذبح الضبع العرجاء وَيُؤْخَذ دَمهَا فِي شَيْء تقطع وتلقى مَعَ دَمهَا فِي قدر وَيصب عَلَيْهِ من المَاء مَا يغمره وَمن الزَّيْت الركابي عشر المَاء وَمن الحمص الْأسود والسلجم أَن أصبت وَمن الكرنب وَمن الكراث والرازيانج والكرفس وَمن بزرهما (ألف ج) ويهرى بالطبخ ويصفى بالطبخ ثمَّ يصفى الطبيخ مَعَ الدسم وَيجْلس فِيهِ حارا مُمكنا ويسخن فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث مَتى احْتِيجَ إِلَيْهِ والطبخة تصلح لثلاث جلسات تفعل فِي أول الشَّهْر وَفِي وَسطه وَآخره ثَلَاثَة أَيَّام كل مرّة. لوجع المفاصل الْحَار الصفراوي: تسقية للاحتراس مِنْهُ مَاء الْجُبْن بالهليلج الْأَصْفَر أَيَّامًا إِذا بقيت بقايا من الْمَادَّة بعد الإسهال والفصد فاطفئها بِمَاء الهندباء مغلي وبالسكنجبين يسقى كل يَوْم أَربع أَوَاقٍ أَيَّامًا فَإِنَّهُ يلطف ويبرد بقاياه. إِذا كَانَ النقرس مَعَ مَادَّة فابدأ أَولا بالفصد ثمَّ بالإسهال وَبِالْعَكْسِ وعلامة مَا هُوَ مَعَ مَادَّة الورم.) الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ: حب الصنوبر الْكِبَار خَمْسَة صمغ اللوز الحلو أَرْبَعَة إيرسا لوز مر مقشر من قشريه وصعتر بري وفودنج ومصطكى من كل وَاحِد مثقالين يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِثْقَال بِمَاء فاتر. لِبَقَايَا الْحمرَة الْبَاقِيَة من النقرس الْحَار مَتى كَانَت قَليلَة وَمَعَهَا حِدة فاعجن دَقِيق شعير بِمَاء كرفس وضمده وَإِن كَانَت أَكثر فَخذ صمغا عَرَبيا وزعفرانا وَمَرا فاطله بِمَاء الكرنب أَو بِمَاء الهندباء إِن كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة بعد أَو بِمَاء إكليل الْملك أَو طبيخ الخطمي. لورم الرُّكْبَتَيْنِ: اطل عَلَيْهِ بعر الشَّاة ودقيق الشّعير بخل. قَالَ: إِذا كَانَ وجع المفاصل مبتدئا حارا فَاسق فِي الْأُسْبُوع الأول وَالثَّانِي مَا يُطْفِئ ويبرد فَقَط فَإِذا جَاوز الْأَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَاسق مَاء الرازيانج فَإِذا جَاوز الْعشْرين وانحطت الْعلَّة فَاسق الأيارج وطبيخ الهليلج وطبيخ الأيارج والفصد فِي أوائلها جيد صَالح ودبر صَاحب وجع المفاصل الْحَار بعناية إِلَى الْأَرْبَعين يَوْمًا وَإِن كَانَ برد مَعَ وجع المفاصل فاسقه حب الشيطرج والمنتن ودواء قاقيا وإكليل الْملك مَعَ دهن خروع وليدمن الْقَيْء قبل شربه ودهن الخروع بعده وَدخُول الْحمام ويمرخ بعد الْخُرُوج من الْحمام بدهن الخروع والبابونج والناردين وَيجْعَل الطَّعَام مَاء حمص

بكمون ومري ويطلى عَلَيْهِ المغاث وإكليل الْملك والبابونج وَالصَّبْر والزعفران بِمَاء الكرنب النبطي. لى اسْتِخْرَاج: هَذَا جيد لتحليل مَا فِي الورم الْحَار أَيْضا والمغاث فِي ذَلِك عَجِيب وليدمن النفض بحب الشيطرج وَأخذ دَوَاء قباد الْملك والقيء بعد الامتلاء. للفضلة الَّتِي قد اعتادت الأنصباب إِلَى المفاصل: اسْقِ العليل دِرْهَمَيْنِ من الْعِظَام المحرقة بِمَاء حَار قَالَ: وَإِذا كَانَ وجع المفاصل قد استحكم وتناهى فافصد الصَّافِن وأسهله بِمَاء الْجُبْن والهليلج الْمُتَّخذ بالسكنجبين وَإِذا كَانَ النقرس الْبَارِد من غير مَادَّة بل من سوء مزاج فَلَا تسهل الْبَتَّةَ لَكِن اسْقِ المسخنة المبدلة للمزاج وَإِن كَانَ مَعَ مَادَّة فأسهل بحب الشيطرج والسورنجان حب شيطرج تأليف (ألف ج) يحيى بن ماسويه نَافِع جدا للنقرس الْبَارِد والقولنج ووجع الظّهْر والوركين: سورنجان وبوزيدان وماهي زهره خَمْسَة خَمْسَة فوة الصَّبْغ سَبْعَة دَرَاهِم تَرَبد خَمْسَة عشر درهما إيارج فيقرا عشرَة دَرَاهِم شَحم حنظل سَبْعَة كثيراء أَرْبَعَة حرمل زنجبيل وَج صعتر بري فلفل أَبيض ثَلَاثَة ثَلَاثَة بزر كرفس ونانخة وأنيسون دِرْهَمَانِ من كل وَاحِد سكبينج ومقل خَمْسَة خَمْسَة تنقع الصموغ فِي مَاء الكرنب النبطي ويحبب الشربة) دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار والنقرس الْبَارِد يطلى عَلَيْهِ اللَّبن مَعَ صفرَة بيض وي لتحليل بقايا النقرس: بعر الشَّاة وشحم يطلى عَلَيْهِ. وللنقرس الْحَار: أفيون وزعفران قَلِيل وَلبن النِّسَاء عَجِيب فِي ذَلِك يطلى عَلَيْهِ. للبارد: لحم الزَّبِيب يدق بالسذاب والبثور ويضمد بِهِ. حب النقرس: إهليلج أصفر تَرَبد بابونج بو زَيْدَانَ بِالسَّوِيَّةِ ملح هندي ثلث جُزْء يجمع بعنب الثَّعْلَب وَمَاء اللبلاب الشربة مثقالان. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الْأَدْوِيَة القطاعة تسْتَعْمل لوجع المفاصل مثل بزر السذاب الْبري والزراوند المدحرج والقنطوريون الصَّغِير والجنطيانا والجعدة والقوية فِي إدرار الْبَوْل فَإِن هَذِه تستفرغ الْجِسْم بالبول وَتوسع المسام وتحلل التَّحْلِيل الْخَفي فتنقض عَن الْجِسْم فضوله. وملح الأفاعي يلطف غَايَة التلطيف وَخلق كثير مِمَّن بدنه وسط فِي السحنة عطب بِاسْتِعْمَالِهِ هَذِه الْأَدْوِيَة بِسَبَب أَن بدنه تشيط وَاحْتَرَقَ وَإِنَّمَا دعاهم إِلَى اسْتِعْمَالهَا إِن رَأَوْا قوما استعملوها فَذهب عَنْهُم مَا كَانُوا يجدونه من وجع المفاصل الْبَتَّةَ وَلم يعلمُوا أَن أُولَئِكَ كَانُوا أَصْحَاب مزاج بَارِد بلغمي لِأَن من بدنه غليط عبل لَا يتخوف عَلَيْهِ من هَذِه الْأَدْوِيَة. قَالَ: الحمات الملحية وَالْمَاء الْمُتَّخذ بزهر الْملح نَافِع لمن فِي بدنه فضل مائي كثير. ج فِي حفظ الصِّحَّة من كَانَ من أَصْحَاب هَذِه الْعِلَل سمينا ممتلئا فَلَا تجزع أَن تحمل عَلَيْهِ بالأدوية أَن تحمل عَلَيْهِ بالأدوية الملطفة وَإِن كَانُوا مهلوسين فإياك وَذَلِكَ فَإِن أبدانهم كلهَا تيبس من ذَلِك وَرُبمَا صَارَت إِلَى حَال أردأ من الْأَلَم.

أفيديميا: الدوالي تشفى من النقرس وأوجاع المفاصل وَكَذَلِكَ يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق السُّفْلى. فليغريوس: مَتى أزمن النقرس لم يكد يبرأ وَمَتى تدورك فِي ابْتِدَائه برأَ برءا تَاما فَيَنْبَغِي إِذا أحسن الْإِنْسَان فِي رَحْله بوجع أَو فِي إبهامه أَو فِي عقده من غير ضَرْبَة وَلَا وثي وَنَحْوهمَا أَن يدع من سَاعَته الشَّرَاب ويقل الْأكل ويبيت أَكثر عمره جائعا ويحذر التخم والباءة ويلطف أغذيته ويتقيأ فِي الشَّهْر مَرَّات بالفجل وَيسْتَعْمل غمز جسده ودلكه دَائِما قبل طَعَامه وَيكثر الْمَشْي فَإِنَّهُ لَا يعاوده وَمَتى كَانَ مزمنا ثمَّ تعالج بِهَذَا العلاج حفظ مِنْهُ مَعَ إسهال الْبَطن. لى رَأَيْت إتفاقا فِي أَن أوجاع المفاصل من أعظم النَّفْع لَهَا إدرار الْبَوْل والأشياء الَّتِي تبول بولا كثيرا حَتَّى أَنَّهَا تبول بولا غليظا أَو دمويا تستأصل وجع المفاصل) والورك وَلَكِن (ألف ج) من الْوَاجِب وَضعهَا حَيْثُ يَنْبَغِي ويجتنب ذَلِك فِي المحرور المزاج سقمونيا ثَلَاثَة طساسيج حب النّيل ربع دِرْهَم سورنجان. الْيَهُودِيّ اسْتدلَّ على الْفضل بلون الورم وحرارته وتدبير العليل ومزاجه وَنَحْو ذَلِك وأبدأ بالاستفراغ إِمَّا للدم أَو لغيره ثمَّ سَائِر العلاج وَقَالَ: الْجِمَاع على الشِّبَع يُولد وجع المفاصل على هَؤُلَاءِ وَقد يُولد على الأصحاء وجع المفاصل لِأَنَّهُ يسخن وَالْبدن مَمْلُوء فيجتذب مِنْهُ. لى أَنا أَقُول إِنَّه على السكر والخمار أنفذ مَا يكون فِي ذَلِك. قَالَ: وتتابع التخم يُولد النقرس. وَإِذا كَانَ وجع المفاصل فِي الْبدن كَانَ حارا جدا وَقَالَ: يُقَال إِنَّه إِذا شرب العليل من الزراوند الطَّوِيل زنة دِرْهَمَيْنِ وعجن بزنة نصف أُوقِيَّة من الْعَسَل وَشرب أَيَّامًا فِي الشَّهْر قلع النقرس وقشور أصل اليبروج يَجْعَل فِي السّمن ويمرخ بِهِ مَوضِع النقرس فيسكن الوجع وَمَتى شرب من اليبروج كل يَوْم زنة دانقين بطلاء أَيَّامًا نفع من النقرس. الْيَهُودِيّ: وَلم أر شَيْئا أَنْفَع للنقرس من دهن الكلكلانج إِذا صير مَعَه ثلثه من دهن اللوز الحلو فَإِنَّهُ نَافِع للنقرس والمفاصل والوركين جدا وَيذْهب عرق النسا. وعالج المنقرسين بعد الاستفراغ بمرهم الشحوم: شَحم أَسد وشحم حمَار وَحشِي وأيل وبقر ودب وجندبادستر ودهن الناريكر ودهن السوسن والبابونج ودهن الْقسْط وموم أصفر ولعاب الحلبة والتين اجْعَل من هَذِه أَيهَا حضر ضمادا فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين الوجع والمخاخ أَحْمد من الشحوم وَهَذِه المراهم تسكن وَجَعه الْبَتَّةَ فَإِن لم تَنْفَعهُ هَذِه العلاجات سقِِي دهن الكلكلانج. لطوخ لوجع المفاصل والنقرس: جندبادستر أفيون مرو زعفران يطلي بِمَاء الكزبرة. قَالَ: والنقرس يكون فِي الْأَطْرَاف كلهَا لبرد طبيعتها وَإِذا أزمن صَاحبهَا رعش رعشة شَدِيدَة وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ إِلَى ضماد الْخَرْدَل.

قَالَ جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن دماغ الطَّائِر الْمُسَمّى إقطيس إِذا جفف وسحق وَأخذ مِنْهُ مَا تحمل ثَلَاث أَصَابِع وَسمي بِالْمَاءِ شفي النقرس. وَمِنْه: وَلَا يشرب المنقرسون الْأَدْوِيَة الَّتِي تمنع انصباب تِلْكَ الْمَادَّة إِلَى الْقَدَمَيْنِ لِأَنَّهَا ترجع وتنصب إِلَى الرئة أَو غَيرهَا فتحنق الْإِنْسَان وَلَكِن ألزمهُ الترياق الْأَكْبَر فَإِنَّهُ قد أَبْرَأ خلقا كثيرا حِين لزموه حَتَّى استراحوا مِنْهُ بِوَاحِدَة. من العلامات المنسوبة إِلَى جالينوس: من أَصْحَاب النقرس من تطول خصيتاه. الأخلاط: مَتى كَانَ فِي الْجِسْم اخلاط كَثِيرَة نِيَّة فَإِن بَال صَاحبهَا بولا غليظا دَائِما فَإِنَّهُ ينقي تِلْكَ) الأخلاط وَإِلَّا أحدثت أوراما فِي المفاصل وَيجب مَتى حدست على ذَلِك أَن تعطيه المقطعات روفس فِي أوجاع المفاصل قَالَ: يحدث وجع المفاصل لرطوبة فِيهَا زَائِدَة وَالْحر واليبس ناقصان وَيجب أَلا يتوانى فِي تحليلها من المفاصل لِأَنَّهَا مَتى بقيت زَمنا عسر تخلصها مِنْهُ وَصَارَت متحجرة وخاصة فِيمَن لَا يتعب فَإِنَّهُ لَا تكَاد تِلْكَ الرُّطُوبَة أَن تحلل من مفاصل من لَا يتعب وَلَا يَقع فِي وجع المفاصل من يتعب وَأكْثر من يَقع فِي وجع المفاصل الَّذين يتركون التَّعَب تركا تَاما وَكَثِيرًا مَا تعود الْموَاد من المفاصل إِلَى الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة (ألف ج) إِذا كَانَت ضَعِيفَة فتولد أمراضا رَدِيئَة فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تحرص على تحليلها وتجفيفها وامنع صَاحبهَا من كَثْرَة الطَّعَام لِئَلَّا يكثر الدَّم فيهيج فيهم وافصدهم واحقنهم من يَوْمك فَإِن هَذِه الثَّلَاثَة تقاوم هَذَا الدَّاء مقاومة كَثِيرَة وَيقبل بِهِ أبدأ مرّة إِلَى الرياضة وَتجْعَل أطعمته إِلَى اليبس مَا هِيَ وَإِن تعاهده الوجع فِي المفاصل العلياء فرض السُّفْلى وبالضد وَمَتى كَانَ فيهمَا جَمِيعًا فادلكهما وَلَا ترض هَؤُلَاءِ بالرياضة القوية لِأَن أَصْحَاب وجع المفاصل إِذا اشْتَدَّ عصبهم فَوق الطَّاقَة أورثهم هَذَا الدَّاء وأداهم إِلَى النقرس وَيَنْبَغِي أَن يتْرك الاستحمام فَإِن كَانَ اضْطر إِلَيْهِ من أجل تَعب أَو سوء هضم فليستحم بِقدر مَا تسخن الْبَطن وجنبه الْجِمَاع تجنيبا شَدِيدا فَإِن استحموا بِمَاء الشب وَالْملح وَاجعَل لَهُم الْحمام الْيَابِس الَّذِي يهيأ للمستسقين فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا وَإِن يدْفن فِي الرمل الْحَار فَهُوَ جيد ويوافقهم لحم الطير الْيَابِس وَلَا تطعم أَصْحَاب وجع المفاصل والنقرس شَيْء من اللحمان لِأَنَّهَا تغذو غذَاء كثيرا رطبا وَكلما كَانَ أغذأ وأرطب فَهُوَ أشر وَاجعَل خبزهم مختمرا من حِنْطَة عتيقة وشرابهم عتيقا وَمَتى كَانَ فِي المفاصل ورم فدع الشَّرَاب وَاللَّحم والرياضة والأدوية الحارة. وَمن الْوَاجِب أَلا يستحموا بعد الطَّعَام لِأَنَّهُ يجذب إِلَى مفاصلهم مرَارًا كثيرا وأسهلهم وَاجعَل طعامهم الْبُقُول فإمَّا الَّذين بهم ذَلِك من غير ورم وَلَا حرارة فَلَا تعطهم بقولا وَلَا تغذهم سمكًا وَإِذا أَعطيتهم فأعطيهم قَلِيلا قَلِيلا وَفِي مَرَّات كَثِيرَة وَلَا تتركهم يَنَامُوا بعد الْغذَاء ونق أبدانهم فِي الرّبيع قبل أَن تسخن الكيموسات قتسيل إِلَى مفاصلهم ونقهم أَيْضا أَيْضا فِي الخريف قبل دُخُول الشتَاء وأسهلهم بلغما وصفراء فَإِنَّهُ ملاك أَمرهم وَلَا تسهلهم بلغما فَقَط فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ أَولا ثمَّ يضرهم وَلَا تسهلهم بالسقمونيا واليتوع وصمغ الْكَرم البرى والفربيون وَنَحْوه فَفِي هَذَا خطر

لى فِي هَذَا نظر لِأَن غير السقمونيا نَافِع جدا فِي هَذِه الْعلَّة قَالَ: ويوافقهم الإسهال بالخربق مِقْدَار دِرْهَم وَمن الصَّبْر ثَلَاثَة أبولسات لِأَن هَذِه الشربة تحدر) بلغما ومرارا باعتدال واسقهم البسفايج فَإِنَّهُ يجذب مرّة وبلغما باعتدال وَمِقْدَار دِرْهَم من الحنظل مُوَافق لَهُم وَهَذَا دَوَاء مُوَافق لَهُم: شَحم الحنظل غاريقون كمادريوس من كل وَاحِد عشرَة عشرَة جاوشير سكبينج من كل وَاحِد ثَمَانِيَة بزر كرفس جبلي زراوند فلفل أَبيض خَمْسَة خَمْسَة دَار صيني سنبل مر زعفران أَرْبَعَة أَرْبَعَة يتَّخذ معجونا بِعَسَل قد نزعت رغوته ويدام الْأَخْذ مِنْهُ فَإِنَّهُ ينقي الْجِسْم قَلِيلا قَلِيلا فِي مهل وَيخرج الفضول من موَاضعهَا والشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم بشراب الْعَسَل وَمَتى خلط فِيهِ صَبر كَانَ أبلغ وَأكْثر نفعا وتنقية وَإِذا كَانَ الوجع فِي الرجل فالقيء أَنْفَع لَهُ فليتعاهده وَإِذا كَانَ فِي العلياء فالإسهال والقيء نافعان لأوجاع المفاصل وقيئهم دَائِما قبل الْأكل بالفجل والسكنجبين والأفسنتين فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا لِأَنَّهُ يعين على الهضم ويدر الْبَوْل وَهَاتَانِ خصلتان (ألف ج) نافعتان فِي وجع المفاصل فليعطوا من عصارته قدر باقالاة بِثَلَاث أَوَاقٍ من المَاء. وَبَين وجع المفاصل ووجع القولنج نِسْبَة حَتَّى أَن قوما مِنْهُم قد عرض لَهُم إسهال أماتهم وَقوم مِمَّن بهم القولنج عرض لَهُم وجع المفاصل بِشدَّة والأدوية المدرة للبول نافعة لَهُم جدا وَيجب أَن يطاول وَلَا يتْرك سَرِيعا فَإِنَّهَا تقطع الأخلاط على الْأَيَّام وتدرها بالبول وَمن اعْتَادَ شرب هَذِه مِنْهُم فَلَا يقطعهَا ضَرْبَة فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ أَن تصير تِلْكَ الْموَاد الَّتِي كَانَت تخرج إِلَى عُضْو شرِيف وَيخَاف مِنْهُ السكتة والسل وَنَحْوه بل يَتْرُكهَا بتدرج إِذا أحب ذَلِك وَمَعَ رياضة وتقليل من الْغذَاء إِلَى أَن يعْتَاد تَركهَا قَالَ: وَقد عرض لرجل كَانَ يَأْخُذ هَذِه الْأَدْوِيَة وَتصْلح عَلَيْهَا حَاله فقطعها بَغْتَة وَعرضت لَهُ سكتة وَهلك وَآخر عرضت لَهُ فَاسْتعْمل الحقن القوية فنجا وَيجب أَن يفصدوا بعد ذَلِك وَإِن لم يحتاجوا إِلَيْهِ كي يأمنوا من ذَلِك. من كَانَ وَجَعه بَارِدًا فليكو مفاصله فَإِن الكي أعمل فِي يبس المفاصل وَيجب فِي ابْتِدَاء الْعلَّة أَن يضمد مَا فَوق الوجع لمنع التحلب بالقوية الْمَنْع وَإِن كَانَ فِي الزند فأطل الذِّرَاع وَإِن كَانَ فِي الْعقب فالساق وَمَتى أزمن الوجع وَكَانَ الْجِسْم نقيا فالطلاء بالحرف والخردل. والأدوية المحمرة نافعة فِي الوجع الْبَارِد وَأما الأوجاع الحارة فَأول تدبيرهم الهدوء والراحة ثمَّ الحقن اللينة وتقليل الْغذَاء جملَة والقيء والفصد وَإِن كَانُوا ذَوي امتلاء فضمد الْموضع بالزعفران والأفيون وَلَا تفرط فِي تبريد الْمفصل وَلَا سِيمَا مَتى أردْت التَّحْلِيل وللوجع الْبَارِد: بزر كتَّان ودقيق حلبة ودقيق حمص وشراب الْعَسَل وَشَيْء من خَرْدَل وضمادات الرّطبَة مِنْهَا جَيِّدَة لمن يشكو صلابة وَأما الضمادات الْيَابِسَة فكالسعد والخل ودقيق الشّعير والزفت فَإِن هَذِه تجفف بِقُوَّة) وَكَذَلِكَ دَقِيق العدس المقلو فَأَما

المفاصل الَّتِي تنصب إِلَيْهَا رُطُوبَة كَثِيرَة فضمد بورق اليبروج وَنَحْو ذَلِك وَلَا تسرف وَإِن كَانَ صَاحب الفغلموني فِي المفاصل سَاكِنا فليلطف تَدْبيره وَيتْرك الشَّرَاب لِأَنَّهُ إِن لم يفعل أَصَابَته أوجاع آخر رَدِيئَة الفضول. الخصيان لَا يعرض لَهُم الصلع وَلَا النقرس. قَالَ جالينوس: أما الصلع فَلَا يعرض للخصيان وَأما النقرس فَالْآن قد غلب على النَّاس من الترفة والشره مَا لَيْسَ هَذَا القَوْل يَصح قَالَ: وَيجب أَن تكون الْقدَم من أَصْحَاب النقرس ضَعِيفَة بالطبع كَمَا يحدث فِي الَّذين يحدث لَهُم الصرع أَن تكون ادمغتهم ومعدهم ضَعِيفَة وَإِن لم يسيؤا التَّدْبِير لم يجب ضَرُورَة أَن تصيبهم الْعلَّة وَلَا يجْرِي إِلَى أَقْدَامهم فضل إِذا كَانَ الْجِسْم نقيا من الفضول وَالْبدن إِنَّمَا يكون نقيا من الْفضل إِذا كَانَ يرتاض ويستمرئ غذاءه فَلذَلِك صَار السّكُون الدَّائِم والنهم يضر أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة ويضرهم أَيْضا شرب الْخمر الْكثير الصّرْف الْقوي خَاصَّة قبل الطَّعَام لِأَن النَّبِيذ مَتى شرب بِهَذِهِ الْحَال أسرعت نكايته للعصب ويضرهم أَيْضا الْجِمَاع وَالسكر وَشرب النَّبِيذ على الرِّيق وَكَثْرَة الاستحمام والخصيان قل مَا يصيبهم وَلَكِن لأَنهم فِي هَذَا الزَّمَان يستعملون الالحاح (ألف ج) على النَّبِيذ فَإِنَّهُم يصيبهم هَذَا السقم لذَلِك وَالْقَوْل فِي النقرس هُوَ القَوْل فِي وجع المفاصل وَإِذا كَانَ المنقرس ابْن منقرس كَانَ أوكد لأَنهم إِذا كَانُوا مولودين من آبَاء ضعفاء الْأَبدَان والمفاصل والأقدام بالطبع كَانَ ذَلِك فيهم أَضْعَف وأوكد وَالْمَرْأَة لَا يُصِيبهَا النقرس إِلَّا ان يَنْقَطِع طمثها من طَرِيق الاستفراغ بالطمث الْغُلَام لَا يُصِيبهُ النقرس قبل أَن يبتدىء فِي المباضعة لِأَن لاستعمال الْجِمَاع قُوَّة عَظِيمَة فِي تولد النقرس وَلذَلِك قل مَا يعرض للخصيان وَقد رَأَيْت الخصيان أَصَابَهُم النقرس فَأَما الصّبيان فَمَا رَأَيْت ذَلِك وَإِن اصابهم ذَلِك فانما يعرض لَهُم انتفاخ فِي مفاصلهم من تخم كَثِيرَة مَا كَانَ من أوجاع النقرس مَعَه ورم حَار فان ورمه يسكن فِي اربعين يَوْمًا. قَالَ جالينوس: النقرس يكون من فضل ينحدر إِلَى مفاصل الْقَدَمَيْنِ وَأول مَا يقبل ذَلِك الْفضل مفاصل الرجلَيْن ثمَّ الى جَمِيع مَا حول ذَلِك إِلَى الْجلد وَإِذا كَانَ الْفضل يمْلَأ موضعا من الْمَوَاضِع فانه يمدد الرباطات الَّتِي تحيط بِتِلْكَ المفاصل من خَارج فَأَما العصب والأوتار فَلَا يشبه ان ترم فِي صَاحب النقرس وَإِنَّمَا يحدث فِيهَا الوجع من أجل تمديدها للرباطات مَعَ المفاصل من خَارج وَيدل على ذَلِك أَنه لم ير أحد أَصَابَهُ من وجع النقرس تشنج وَذَلِكَ يحدث كثيرا عِنْد حُدُوث الورم فِي العصب والأوتار وَالْغَرَض فِي علاج النقرس وعلاج كل ورم غَرَض عَام وَذَلِكَ أَنه انما يحْتَاج أَن يتَحَلَّل مَا) يجْرِي الى الْقَدَمَيْنِ وتحليله مَتى كَانَ رَقِيقا يكون فِي مُدَّة أقل وَمَتى كَانَ غليظا أَو لزجا فَفِي مُدَّة أطول وَإِن كَانَ قد جمع اللزوجة والغلظ فَهُوَ أَحْرَى أَن يحْتَاج إِلَى مُدَّة أطول لَكِن لَيْسَ تجَاوز على حَال الْأَرْبَعين يَوْمًا حَتَّى يتَحَلَّل وَيبرأ اذا كَانَ الطَّبِيب يفعل جَمِيع مَا يَفْعَله بِالصَّوَابِ وَإِنَّمَا تطول هَذِه الْمدَّة لِأَن الورم فِيهِ فِي أغشية وربط فَأَما الورم الْحَار الَّذِي يحدث فِي الْمَوَاضِع اللحمية فقد ينقص فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا لِأَن جَوْهَر اللَّحْم اسخف

وَأَشد تخلخلا. علل النقرس تتحرك فِي الرّبيع والخريف على الْأَمر الْأَكْثَر. قَالَ: أَكثر مَا يتَوَلَّد هَذِه وَعلل المفاصل فِي الرّبيع. ج: النقرس دَاخل فِي عداد أوجاع المفاصل وَإِنَّمَا تهيج هَذِه الْعلَّة فِي الخريف لمن يكثر من الْفَاكِهَة فيكثر اجْتِمَاع هَذَا الْخَلْط الردي فِيهِ وتهيج فِي الرّبيع فِيمَن كَانَ تَدْبيره فِي الشتَاء رديئا لِأَن الأخلاط تذوب وتتحلل. الميامر قَالَ: عرق النسا والنقرس هما جَمِيعًا من جنس وجع المفاصل وَذَلِكَ لِأَن الأوجاع إِذا كَانَت فِي المفاصل كلهَا لاتخص وَاحِدًا أبدا فَهِيَ وجع المفاصل وَإِذا كَانَ يخْتَص مفصل الورك سمى عرق النسا وَإِذا كَانَت فِي الْقدَم سميت نقرسا الْعلَّة الَّتِي تسمى بالنقرس إِنَّمَا ابْتِدَاؤُهَا من مفصل وَاحِد فاذا عتقت وقدمت انتشرت فِي المفاصل كلهَا وَكلهَا تكون من إفراط الكيموس على الْمفصل العليل ويعرض للمفصل (الف ج) إِذا امْتَلَأَ أَن يتمدد مَا يطِيف بِهِ من العصب فَيعرض من ذَلِك وجع شَدِيد وَفِي أَكثر الْأَمر يكون هَذَا الْخَلْط بلغميا وَكَثِيرًا مَا يكون دمويا ومختلطا من بلغم وصفراء وَرُبمَا خالطها أَيْضا دم وَإِن تقصيت الْكَلَام قلت الْغَالِب فِي وجع المفاصل فِي اكثر الْأَمر الْخَلْط الخام وَالْحِجَارَة مِنْهُ تتولد فِي المفاصل وَإِذا تولدت الْحِجَارَة فَلَيْسَ فِي رُجُوع الْمفصل إِلَى الْحَال الطبيعية مطمع وَيعرف طبع الْخَلْط المؤذي بِأَهْوَن الرُّسُل من لون الْمفصل وَمن الْأَعْرَاض الْعَارِضَة لَهُ. وَمِمَّا تقدم من الْأَدْوِيَة وَالتَّدْبِير: فَانْظُر هَل كَانَ الْمَرِيض اسْتعْمل عطلة وَترك الرياضة واستحم كثيرا وَأكل كثيرا على غير نقاء وَمَا كَيْفيَّة الطَّعَام والمزاج وَالْوَقْت وَخذ استدلالك من جَمِيع مَا قدرت عَلَيْهِ ثمَّ اقدم فاستفرغ أَولا مَا يدلك عَلَيْهِ فان كَانَ امْتَلَأَ فابدأ أَولا بالفصد ثمَّ بالاسهال ثمَّ بعلاج الْموضع نَفسه على التَّرْتِيب الْوَاجِب فعالج الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ فِي أول الْعلَّة بِمَا يمْنَع ويصد ثمَّ الاسهال ثمَّ التَّحْلِيل فَأَما الورك فاياك وَذَلِكَ لِأَن مَوضِع هَذَا الْمفصل غائر فاذا وضعت عَلَيْهِ هَذِه دفع تِلْكَ الرطوبات إِلَى قَعْر الْمفصل فيتولد مِنْهَا مَا يكون عسر التَّحَلُّل وَرُبمَا ولد خلع الْمفصل قَالَ: لَكِن عالج الورك فِي الِابْتِدَاء بِمَا يسكن) وَهَذِه تكون معتدلة فِي الْحَرَارَة فَإِن هَذِه لَا تجذب الْخَلْط وتفشي بِرِفْق وتسكن الوجع فَأَما فِي آخر الْأَمر فَإِن الورك تحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة قَالَ: قد قلت إِنَّه مَا دَامَت هَاتَانِ العلتان شديدتين فامنع بعد الاستفراغ وَصد فَإِذا انْقَطع السيلان فَعَلَيْك بالتحليل لما قد حصل. ضماد مسكن نَافِع لوجع النقرس ووجع المفاصل: اسْتعْمل وَقت هيجان الوجع من الأفيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران مثقالان يسحق بِلَبن الْبَقر أَو الْمعز ويلقى عَلَيْهِ لباب الْخَبَر ويخلط ويدق حسنا حَتَّى يلتئم مِنْهُ ضماد لين تستلذ لمسه نعما وَالْيَد ممسوحة بدهن الْورْد وضمد بِهِ وضع فَوْقه ورقة سلق لتحفظه أَو ورقة الخس وَرُبمَا طرحنا الأفيون والزعفران المسحوقين بِاللَّبنِ على قيروطي ودهن ورد ووضعناه عَلَيْهِ ليذْهب الوجع وينفع بعد الاستفراغ أَن تُوضَع على الْبدن أضمدة تنفط الْموضع ويصبر عَلَيْهَا مَا أمكن ثمَّ تفتح وتفقأ النفاطات

وتكمد بِمَا يسكن الوجع ويعاد الْعَمَل فَإِنَّهُ نَافِع وينفع أَن يوضع على الْبدن أضمدة تنفط فِي وَقت سُكُون الْعلَّة مَا يقْلع ويجذب مَا فِي المفاصل وَهِي الأضمدة الحارة القوية وضع هَذَا على النقرس الْبَارِد وَعند مَا يكون الْبدن نقيا. قَالَ أَبُو جريج الراهب: للبرنج خاصية فِي قطع البلغم من المفاصل وَقَالَ: الأنزروت خاصته إسهال البلغم الَّذِي يجْتَمع فِي الرُّكْبَتَيْنِ والوركين والمفاصل وَقَالَ: السكبينج خاصته إسهال البلغم الغليظ الْمُجْتَمع فِي المفاصل والورك والجاوشير يخرج من الْبَطن الخام وَيحل أوجاع المفاصل. اختيارات حنين للورم الَّذِي يظْهر ويزمن وتطول مدَّته: يُؤْخَذ من الأبهل الْيَابِس ربع كيلجة فَيصب عَلَيْهِ مَا يغمره من المَاء ويطبخ بِنَار (ألف ج) لينَة حَتَّى يسود المَاء ثمَّ يصفى وَيُؤْخَذ مِنْهُ رَطْل وَيصب عَلَيْهِ ثَلَاث أَوَاقٍ من دهن شيرج ويشربه العليل وَيَأْكُل عَلَيْهِ حصرمية أَو مَاء حصرم بشيرج فليغريوس فِي وجع النقرس قَالَ: ذكرت أَنه لَيْسَ فِي قَدَمَيْك ورم وَأَنَّك تحس فيهمَا بحرقة فَعَلَيْك بِكُل مَا يخرج الصَّفْرَاء ويطفيها واستحم بِالْمَاءِ العذب فَإنَّك يخف بِهِ وجعك وَخذ من السقمونيا كالباقلي فاخلط بِهِ من الْملح زنة الباقلي أَيْضا واشربه فِي السّنة مَرَّات لتخرج عَنْك الصَّفْرَاء وَافْعل ذَلِك قبل الزَّمن الَّذِي تنْتَظر فِيهِ وجعك فَإِنَّهُ إِمَّا أَن لَا يعرض إِذا فعلت ذَلِك وَإِمَّا أَن يعرض واهنا ضَعِيفا وتغذ بالأغذية المبردة واطل قَدَمَيْك بعنب الثَّعْلَب والبنج والأفيون بخل وَلَا تتعبها فَإِنَّهُ يهيج الوجع يعقب ذَلِك قَالَ: وَلَا تفصد فَإِن وجعك لَيْسَ من زِيَادَة الدَّم. لى هَذَا إِذا لم يكن مَعَ الوجع الْحَار فِي الْمفصل ورم بَرِيء إِلَّا بفصد لِأَن الْعلَّة) صفراوية والفصد أبلغ شَيْء فِي تَخْفيف ذَلِك الوجع وَإِن كَانَ لَيْسَ بدموي لِأَن الدَّم فِي تِلْكَ الْحَال صفراوي فينقص بِهِ الصَّفْرَاء ويبرد الْجِسْم كُله بِإِخْرَاجِهِ. من كتاب ينْسب إِلَى هرمس: شَحم الثَّعْلَب مَتى أذيب مَعَ دهن الْورْد ودهن بِهِ النقرس برأَ. لى قد يطْبخ الثَّعْلَب كَمَا هُوَ فِي الدّهن وَيجْلس فِيهِ لهَذِهِ الْعلَّة وَلَعَلَّ لهَذَا الشَّحْم فضل تَحْلِيل قوي أَو خاصية. أطهورسفس: الخراطين تسحق وَيُؤْخَذ مِنْهَا عشرُون درهما ويضاف إِلَيْهَا عسل زنة أَربع أَوَاقٍ وَيجْعَل كالمرهم وَيمْسَح بدهن ورد ويضمد بِهِ. الساهر: طبيخ الضعب العرجاء وَلحم حمَار وَحشِي عَجِيب للرجل إِذا كَادَت أَن ترم وهزلت الْأَعْضَاء لدوام النقرس ووجع المفاصل: تُؤْخَذ ضبعة فتذبح وتلقي بدمها كَمَا هِيَ فِي قدر ويلقى مَعهَا لحم حمَار وَحشِي شَيْء صَالح وزيت ركابي رَطْل سذاب باقة صَالِحَة كرنب باقتان كراث مثله وَمن بزر الكرنب وبزر الكراث وَمن بزر الجرجير من كل وَاحِد دِرْهَم

مرضوضا وبزر كرفس ويغمر بِالْمَاءِ وَيُزَاد حَتَّى يتهرأ الْجَمِيع ويلقى عَلَيْهِ حمص أسود ربع رَطْل ويصفى وَيجْلس فِيهِ وهوحار أَكثر مَا يُمكن من الْحَرَارَة ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يسخن مَتى جلس فِيهِ ثمَّ يجدد ذَلِك الطبيخ وَيفْعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات فِي الشَّهْر ثَلَاثَة أَيَّام فِي أَوله وَثَلَاثَة فِي وَسطه وَثَلَاثَة فِي آخِره. لى سَمِعت أَشْيَاء عَجِيبَة مِنْهَا أَن طَبِيب سعيد بن بكسي يسْقِي للنقرس من السورنجان وزن مثقالين مَعَ نصف دِرْهَم من أفيون وَثَلَاثَة دَرَاهِم من سكر فيسكن الوجع من سَاعَته وأحتاج أَن أجرب ذَلِك. الطَّبَرِيّ قَالَ: سقيت غير وَاحِد مِمَّن كَانَت الرّيح تشبكه وأزمن بِهِ دهن الحندقوقا فعوفوا وَصفته: حندقوقا مِمَّا قد بزر يغمر فِي زَيْت بِأَرْبَع أَصَابِع مَضْمُومَة وأوقد تَحْتَهُ نَارا لينَة وصب عَلَيْهِ من المَاء مثله واتركه إِلَى أَن يذهب المَاء كُله ثمَّ ينعم مرسه ويصفى الشربة ثَلَاثَة (ألف ج) دَرَاهِم. الطَّبَرِيّ: المغاث نَافِع من النقرس أَحْسبهُ يُرِيد طلاء. أهرن: مِمَّا ينفع النقرس شرب أصُول قشور اليبروج المربا فِي السّمن سنة يشرب مِنْهُ كل يَوْم نصف دِرْهَم سنة فَإِنَّهُ يقْلع أصل النقرس وَمَتى شرب من الزراوند المدحرج زنة دِرْهَمَيْنِ بِمَاء الْعَسَل فِي الرّبيع والشتاء مَرَّات أذهب بدوره أَو شرب أصل اليبروج بطلا وَعسل مِقْدَار نواة مَرَّات فَإِنَّهُ يسكن الوجع ويقلعه وينفع مِنْهُ دهن الخفافيش: يُؤْخَذ عصير ورق المرحور وزيت) عَتيق رَطْل وَاثنا عشر خفاشا وَمن الزراوند أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الجندبادستر ثَلَاثَة دَرَاهِم وقسط ثَمَانِيَة دَرَاهِم فأجمع الْجَمِيع والخفافيش مذبوحة واطبخه حَتَّى يبْقى الدّهن ثمَّ يصفى الدّهن واسحق الثفل نعما وصب عَلَيْهِ الدّهن وارفعه فَإِذا احتجت إِلَيْهِ فمرخ مِنْهُ مَوضِع الوجع أَو صب رَطْل زَيْت عَتيق على عشر أَوَاقٍ بورق وحلتيت ثمَّ مرخ بِهِ الْموضع أَو خُذ مَاء شَحم الحنظل الْمَطْبُوخ بِهِ دهن ورد حَتَّى يذهب المَاء واطله بِهِ. مرهم نَافِع من تشنج الرُّكْبَتَيْنِ وتشبكهما من الرّيح يُؤْخَذ من حب خروع منقى حفْنَة وأوقيتان من سمن بقر وأوقية من عسل وَنصف أُوقِيَّة من دهن الْحل يجمع الْجَمِيع وألزمه فَإِنَّهُ يُطلق الْموضع الجافة. ابْن ماسويه يعْتَمد فِي كِتَابه فِي وجع المفاصل الصفراوي على شراب ورد بسقمونيا وَمَتى كَانَت الْمعدة ضَعِيفَة فسقمونيا مشوية فِي سفرجل مَعَ سفرجل وَعسل قَالَ وَهَذَا هُوَ الْملاك قَالَ وَمن يكون بِهِ أوجاع المفاصل من برد فَلَا يكون أَحْمَر ظَاهر الْجِسْم وَلَا أصفر اللَّوْن وَلَكِن رصاصيا كمدا. ابْن سراييون قَالَ لَيْسَ عِلّة وجع المفاصل والنقرس وعرق النسا ضعف المفاصل فَقَط لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لكَانَتْ الْعلَّة دائمة وَلَكِن امتلاء الْجِسْم لِأَنَّهُ إِنَّمَا يمِيل الْفضل إِلَى هَذِه

الْمَوَاضِع فِي أَوْقَات تصادف من الْجِسْم فضل امتلاء وَهَذِه الفضلات تَجْتَمِع فِي الْجِسْم من السكر والنهم وَسُوء الهضم وَطول الرَّاحَة وَمن الْجِمَاع الْخَارِج عَن الِاعْتِدَال وَترك الاستفراغ الْمُعْتَاد وَقد يعين على تولد هَذِه الفضلات الَّتِي يكون مِنْهَا النقرس سنّ الشيخوخة والمزاج الْبَارِد والحركات العنيفة بعد الطَّعَام وَالْحمام بعد الطَّعَام وَشرب الشَّرَاب الْكثير أَو الصّرْف وَالشرَاب قبل الْأكل لِأَن الشَّرَاب يضر بالعصب ويتوراث قَالَ وَإِذا ألمت المفاصل من خلط سوداوي وخلط غليظ خام لَا تكَاد ترجع إِلَى حَالهَا الطبيعية وخاصة الْأَوْرَاك ومفاصل الرجل وَأما غَيرهَا من المفاصل وَغير هَذِه من الأخلاط فقد تَبرأ مِنْهَا برءا تَاما وخاصة مَتى كَانَت الْمَادَّة دموية قَالَ: أعرف الْخَلْط الْفَاعِل للوجع بلون الْعُضْو فَإِن اللَّوْن دَال فِي هَذِه الْعلَّة على الْخَلْط الْفَاعِل أَكثر مِنْهُ فِي كل عِلّة لِأَن الرباطات وَاللَّحم يبتل ويتشرب ذَلِك الْخَلْط فَيرى لَونه وَضم إِلَى ذَلِك التَّدْبِير والمزاج وَغير ذَلِك جملَة هَذِه الأوجاع الاستفراغ إِمَّا للدم أَولا إِن كَانَ هُوَ الْغَالِب وَإِمَّا للخلط وابتدئ من المسهلة والمنقية بالألين فَإِذا انهضم فالأقوى (ألف ج) ثمَّ تعود إِلَى علاج الْمَوَاضِع أَنْفسهَا بالضماد) وَاحْذَرْ من الأضمدة مَا شَأْنه أَن يجفف تجفيفا قَوِيا لِأَنَّهُ يحْجر الفضلات فِي المفاصل وَيفْعل ذَلِك كل مفرط الْحر وكل مفرط الْبرد فَإِن الْقوي الْحَرَارَة يحْجر الْمَادَّة فِي المفاصل وَالْقَوِي الْبرد يجمعها ويجمدها وَيحدث مَعَ ذَلِك فِي المفاصل وَيحدث فِيهَا خدرا وعسر حَرَكَة وحس فاجتنب بِهَذِهِ علاج هَذَا الْمفصل قَالَ إِن كَانَ وجع المفاصل من صفراء فَاسق طبيخ الاهليلج والشاهترج والأفسنتين والأجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وَمَتى كَانَت هُنَالك حمى وَفِي المفاصل ورم حَار فَاسق مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء مَعَ لب خيارشنبر واللبلاب والبنفسج فَإِذا سكنت الْحمى وَظهر النضج فضم إِلَى الْبُقُول مَاء الكرفس والرازيانج وشيئا من الصَّبْر وَمَتى كَانَ الْخَلْط بلغميا فَاسق حب المنتن وَحب الشيطرج أَو هَذَا: تَرَبد غاريقون شَحم حنظل سورنجان بوزيدان مَا هيزهرة شيطرج صَبر حرمل فوة فاشرا فاشرستين ملح هندي عَاقِر قرحا مقل أشق وَنَحْوهَا. وَرُبمَا كَانَت الْمَادَّة تنصب من عُضْو وَاحِد بِعَيْنِه فَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك فواظب على ذَلِك الْعُضْو نَفسه واحرص على تَبْدِيل المزاج وامنع أَن ينصب مِنْهُ شَيْء بالأضمدة الَّتِي تلْزمهُ وَإِن كَانَ قد حصل فِي الْمفصل خلط دموي كثير فعلاجه بعد الفصد الضماد بالأدوية الَّتِي تبرد الْعُضْو وتجفف الْمَادَّة مثل حَيّ الْعَالم وقشر الرُّمَّان والسماق ودقيق الشّعير لِأَن هَذِه تجفف الرُّطُوبَة الْحَاصِلَة فِي المفاصل أما فِي الشتَاء ففاتر وَأما فِي الصَّيف فبارد فَإِن لم يحْتَمل العليل الضماد فَهَذَا الطلاء: صندل أَحْمَر مامثيا طين أرميني اعجنه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو عدس مقشر مسحوق منخول بحريرة ويعجن بِمَاء الكزبرة الرّطبَة ويطلى مَعَ كافور فَإِن كَانَ سَبَب الوجع كيموسا بلغميا فَاتخذ ضمادا من بابونج وإكليل الْملك وحلبة وبزر الْكَتَّان وورق الْغَار وحرمل وورق الكرنب ومغاث وراسن ودهن ناردين أَو من الصَّبْر والمر والحضض والزعفران وعصارة الكرنب

وَقَالَ النقرس الْحَادِث عَن كيموس دموي وصفراوي تضرب البزر قطونا بِمَاء وخل ويطلى على الْعُضْو فَإِنَّهُ يُطْفِئ الالتهاب ويعظم نَفعه ويغمر دَائِما بِمَاء عذب بَارِد يوضع أبدا فَإِن كَانَ كَانَ الوجع أقل حرارة فالخطمى إِذا ضرب بالخل وطلى جيد فَإِن خفت من شدَّة الوجع الغشي فَعَلَيْك بالمخدرة وَإِذا طفئ الوجع وَذهب فدعها فَإِنَّهَا تضر بحركة الْمفصل وَمَتى حدث فِي الْمفصل عسر حَرَكَة فَاسْتعْمل الدياخيلون أذبه بدهن بابونج واطله فَإِن شَأْن هَذَا الضماد مَتى اسْتعْمل بِهَذَا الدّهن أَن يحدث هضما وَيرد الْحَرَارَة العزيزية إِلَى الْأَعْضَاء الَّتِي بردتها الْأَدْوِيَة المخدرة. قَالَ: النقرس الْحَادِث من حِدة صفراوية لَا ورم مَعَه فَلَا عَلَيْك من التطفئة وَالْوَاجِب) فِي هَذَا التطفئة وترطيب الْجِسْم وتعديل مزاج ذَلِك الْخَلْط واستفرغ مَرَّات بشراب الْورْد المسهل ويجوارش السفرجل وضمد بالطحلب والفرفير وبزر قطونا (ألف ج) والنيلوفر والبنفسج وَإِن شِئْت فاخلط مَعَه أفيونا وَمَاء ثلج فبرد الضماد بالثلج دَائِما وَاجعَل التَّدْبِير كُله بَارِدًا رطبا وَمَتى كَانَ النقرس من خلط بلغمي كثير فِي الْبدن فَاسْتعْمل الْقَيْء والإسهال بعصارة قثاء الْحمار وشحم الحنظل واحقن بهَا وبالقنطوريون ولطف التَّدْبِير وألزمه فِي وَقت الرَّاحَة المعجونات الملطفة والكرنب مَتى وضع على النقرس البلغمي نَفعه وَإِذا انحط فضع عَلَيْهِ الأضمدة القوية الْحَرَارَة الغريزية كالمتخذة من حرمل وإكليل الْملك وأنفع شَيْء يسْتَعْمل فِي ذَلِك الفربيون والعاقر قرحا والنطرون وَجَمِيع المحللة وَمَتى خفت الوجع فِي حَالَة فنطل عَلَيْهِ طبيخ الحاشا والصعتر والفوتنج والحرمل وورق الْغَار والبابونج والشبث وإكليل الْملك وأصل الْكبر والقنطوريون يطْبخ بخل أَو بِمَاء وشراب فِي الأحيان وَمَتى كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل سوداويا فَلَا تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الحارة القوية التجفيف لِأَنَّهَا تحجره تحجيرا لَا ينْحل لَكِن انطل الْعُضْو بِمَا يسخن وَاتبعهُ بأدوية فِيهَا تَحْلِيل وتليين مَعًا واستفرغهم بِمَا يخرج السَّوْدَاء وَأَقْبل على ترطيب الدَّم. وَاعْلَم أَن الأخلاط رُبمَا اجْتمعت فِي الْأَلَم فَكَانَت الدَّلَائِل غير بَيِّنَة وخاصة إِذا رَأَيْت العليل ينْتَفع بأضمدة مُخْتَلفَة فيضره مَا كَانَ نَافِعًا لَهُ حينا وَبِالْعَكْسِ فَلَا تشك فِي اخْتِلَاف الأخلاط وَيحدث النقرس من كَثْرَة البطالة أَو من إِسْرَاف الكبد أَو من سوء التَّدْبِير الَّذِي يَقع إِمَّا فِي الْغذَاء وَإِمَّا فِي النّوم وَإِمَّا فِي الْجِمَاع فَإِذا كَانَت هَذِه على مَا يجب وَحدث فَإِنَّمَا يحدث لسوء حَال الْجِسْم ولفساد أخلاطه وَيحدث دَائِما أما لفساد مزاج الأخلاط وَإِمَّا لكثرتها فَلذَلِك يجب أَن تَعْنِي أبدا أَن تكون الأخلاط جيادا معتدلة فِي الْكَيْفِيَّة والكمية ومل على من يُصِيبهُ ذَلِك من الامتلاء بالتلطيف والإفراغ وَقلة الْغذَاء وَكَثْرَة الرياضة لِئَلَّا يمتلئ وَمن يُصِيبهُ ذَلِك من سوء مزاج مَا فالمضاد لذَلِك السوء المزاج حَتَّى يذهب والفصد والإسهال قبل هيجان الوجع على نَحْو مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَيجب لذَلِك الْخَلْط الَّذِي يكون من سَببه الوجع وَالْجِمَاع غير ضار لمن يحدث بِهِ هَذَا الدَّاء من امتلاء دموي فإمَّا لغَيرهم فرديء جدا لِأَنَّهُ يمْلَأ الْأَعْضَاء الضعيفة ويجفف غَيرهَا من الْأَعْضَاء وخاصة لمن كَانَ ذَلِك حَادِثا بِهِ قَرِيبا فَإِنَّهُ أضرّ عَلَيْهِ.

وَاعْلَم أَن سكوب مَاء الْملح دَائِما على الرجلَيْن والمفاصل يمْنَع كَون النقرس وَكَذَلِكَ مَتى سحق) الْملح وَجعل فِي الدّهن ودلك بِهِ الْموضع ثمَّ ضمد بِهِ غليظا فَإِنَّهُ يمْنَع كَون النقرس فِي ذَلِك الْعُضْو وَهَذَا التَّدْبِير يمْنَع أَن يحدث فِي الْأَعْضَاء فضل أَو ورم. الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: النَّاس يدلكون بالملح الْكثير وَالزَّيْت الْيَسِير الْأَعْضَاء الَّتِي فِيهَا النقرس فِي وَقت فَتْرَة الْعلَّة لَا فِي وَقت نوبتها ليحللوا بذلك الْفضل كُله ويكسبوا الْأَعْضَاء حسن حَال. من كتاب ثَابت فِي وجع المفاصل قَالَ: اسْتعْمل لوجع الورك (ألف ج) الْقَيْء وَإِذا أزمن حقن بشحم الحنظل وَالشرَاب وَالْجِمَاع على الامتلاء رَدِيء لهَذِهِ الْعلَّة وينفع من النقرس الاستنقاع فِي مَاء الْبَحْر وطلى المفاصل لحفظ صِحَّتهَا بالنطرون ومياه الحمات جَيِّدَة للنقرس جدا. من الْكتاب الْمَجْمُوع فِي وجع المفاصل قَالَ اسْتعْمل لوجع الورك الْقَيْء وَقَالَ: يكون وجع المفاصل فِي الْجُمْلَة من فَسَاد الهضم وَيكون أمره من كل الأخلاط وَإِذا كَانَ من وَاحِد لم يخف دَلِيله ويسهل علاجه وَإِذا كَانَ الْخَلْط المنصب إِلَى المفاصل خلطين عسر تعرفه وعلاجه أَكثر وَإِن كَانَت ثَلَاثَة صَعب أَكثر فَإِن كَانَت أَرْبَعَة عسر جدا تعرفه وعلاجه وَدَلِيله أَنه يسكن حينا بِبَعْض الْأَدْوِيَة ويهيج بهَا حينا وَقد يهيج بِبَعْض الْأَدْوِيَة يهيجه التَّعَب الشَّديد وَالْجِمَاع وَشرب المَاء الْبَارِد لمن لم يعْتد والأطعمة الغليظة وَكَثْرَة الشَّرَاب وخاصة من الشَّرَاب الغليظ وَمن صدمة وَمن ضَرْبَة تقع بالعضو إِذا كَانَ الْجِسْم مستعدا قَالَ: فتعرف الْخَلْط الْفَاعِل من لون الْعُضْو إِذا كَانَ الْجِسْم مستعدا قَالَ يعرف الْخَلْط الْفَاعِل من لون الْعُضْو وَمن حَال الضربان واللمس والورم وأحوال العليل فِي النبض وَالْبَوْل وَالنَّوْم والعطش وَسَائِر الدَّلَائِل الْحَاضِرَة الَّتِي يسْتَدلّ بهَا على أخلاط الْجِسْم وَمن الدَّلَائِل الَّتِي سبقت من الْغذَاء وَالتَّدْبِير والخفض والتعب فَإِن من ذَلِك يعرف الْخَلْط وَمن أَرَادَ أَن يسْرع الشِّفَاء مِنْهُ إِذا كَانَ صفراويا فيبتدئ بِمَا يسهل الصَّفْرَاء بِقُوَّة قَوِيَّة كالسقمونيا وَالصَّبْر والأطلية الْبَارِدَة الرّطبَة كجرادة القرع وَلحم القثاء ولعاب الأسفيوس مَضْرُوبا بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والطحلب والبنج والأفيون وَنَحْو ذَلِك. وَاعْلَم أَن دهن البابونج والقيروطي المتخذة من الشمع الْأَبْيَض يرِيح من ذَلِك الوجع جدا. ضماد مسكن للوجع جدا: شمع ودهن بابونج يتَّخذ قيروطا ويسحق مَعَ دَقِيق الباقلي وَيُوضَع عَلَيْهِ. لى آخر مُحَلل مسكن: شمع ودهن بابونج ولعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان يجمع حَتَّى يصير وَاحِدًا وَيُوضَع عَلَيْهِ قَالَ وَبعد اسْتِعْمَال المخدرات اسْتعْمل قيروطي بدهن بابونج ولعاب) الخطمي وعصارته وأمل صَاحب الْمَادَّة الصفراوية إِلَى مَا يبرد من الْغذَاء ويرطب ويستحم بِالْمَاءِ العذب مَرَّات ويحذر الْجِمَاع والتعب وَالشرَاب قَالَ وَالْحجر الأرمني لَهُ خَاصَّة فِي النَّفْع من وجع المفاصل قَالَ والسورنجان مُفسد للمعدة مغث مضعف للشهوة

إِلَّا أَنه عِنْد شدَّة الوجع مُوَافق إِذْ يسكن الوجع جدا وَإِن طبخ السورنجان مَعَ البزور كالأنيسون والكرفس وَسقي نفع طبيخه وَلم يضر حِينَئِذٍ الْمعدة والاسكندر يزْعم أَن رجل الْغُرَاب أَجود من السورنجان فِي إذهاب الوجع وَهُوَ مَعَ هَذَا لَا يضر الْمعدة. ضماد جيد مُحَلل مسكن للوجع: رماد الكرنب وشحم طري يوضع على عِلّة العليل إِذا كَانَت بلغمية وللحرارة فِي آخرهَا فَإِنَّهُ يعظم نَفعه وللتحليل فِي آخر الْأَمر: بعر الماعز ودقيق الشّعير وخل وَمَا يَجْعَل ضمادا قَالَ وَإِذا كَانَت الْعلَّة مختلطة فانتقل فِي الْأَدْوِيَة (ألف ج) وَاجْعَلْهَا مركبة بِحَسب مَا تتوهم وينفع من التحجر والورم الصلب يبْقى فِي المفاصل: بصل الزير يضمد بِهِ مُفردا أَو مَعَ لب الْخبز ودعه عَلَيْهِ حَتَّى يحمر والنطول بطبيخ الحلبة والبابونج وإكليل الْملك والقنطوريون وَقد ينطل بطبيخ الْكبر وَأقوى من هَذِه بطبيخ الصعتر والفودنج بالخل وينطل بِهِ فَإِن هَذَا عَجِيب قوي فِي فعل يحل الورم الغليظ وَيَنْبَغِي لمن يَعْتَرِيه هَذَا من بلغم أَن يسْتَعْمل الأغذية الْيَابِسَة وَالصَّوْم وَيتْرك الْجِمَاع وَالْحمام إِلَّا بِمَاء الْبَحْر وَيسْتَعْمل الْقَيْء بالفجل وبالخربق مَتى احتمله. ضماد للنقرس الدموي: اتَّخذهُ من قشور رمان وسماق وَحي الْعَالم ودردي الْخلّ والعدس وَيَأْكُل العدس والكرنب وَالرُّمَّان ويمسك عَن الشَّرَاب الْبَتَّةَ قَالَ وَترك شرب النَّبِيذ الْبَتَّةَ يرِيح من النقرس فَإِن لم يتْركهُ عمره كُله فليتركه سنة أَو سنتَيْن لينقطع عَنهُ ثمَّ يَأْخُذ مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا وَكَذَلِكَ الْجِمَاع قَالَ: وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي تتَنَاوَل أَيَّام السّنة كلهَا أَو أَكْثَرهَا لهَذِهِ الْعلَّة فَإِنَّهَا تقطع هَذِه الْعلَّة إِذا كَانَت بلغمية الْبَتَّةَ وَأما الْأَبدَان المرارية فَإِنَّهُم يموتون مِنْهَا فَجْأَة وَذَلِكَ أَنه تميل الْمَادَّة وَقد اجتذب إِلَى بعض الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة وَيحدث بهم عِلّة خبيثة حادة قاتلة قَالَ وليتركوا الشَّرَاب وَذَلِكَ يجب إِذا كَانَت الْعلَّة دموية أَو صفراوية قَالَ وَالَّذين بهم هَذِه الْعلَّة من بلغم إِذا شربوا الترياق وأدمنوا عَلَيْهِ قلع الْعلَّة عَنْهُم الْبَتَّةَ وَلم يصبهم ضَرَر قَالَ ودواء البسد أقوى من هَذِه كلهَا فِي قلع هَذِه الْعلَّة وَيذْهب بالتحجر الَّذِي يصير فِي المفاصل وزيت الثعالب والضباع إِذا نطل بِهِ حارا أذهب التحجر ويدهب بِهِ جَمِيع الملينات القوية كالشحوم العتيقة والأشق) والمقل وَالزَّيْت الْعَتِيق والميعة. للتحجر: زرنيخ أَحْمَر يسحق بالخل ويطلى عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك وَإِذا طبخ المرداسنج بِزَيْت حَتَّى يغلط وذر عَلَيْهِ زرنيخ أصفر فاصربه حَتَّى يَسْتَوِي وَاسْتَعْملهُ. صفة دَوَاء أبروقليوس الْمَوْصُوف بقلع أوجاع المفاصل وعرق النسا الْبَتَّةَ مَتى شرب مِنْهُ سنة وَيُقَوِّي الْمعدة ويجلو الْبَصَر وَيذْهب النسْيَان وَيخرج الفضول بالبول ويطرد الْعِلَل البلغمية وَيذْهب الصرع والصداع الْقوي وَالطحَال والكبد الجاسيين فَأَما وجع المفاصل فَإِنَّهُ يذهب بِهِ الْبَتَّةَ مجرب مختبر: فوة ثَلَاثَة كماذريوس تِسْعَة قنطوريون دَقِيق زراوند طَوِيل جنطيانا رومي حَدِيث سِتَّة هيوفاريقون خَمْسَة فطراساليون أَرْبَعَة غاريقون جيد أَبيض خَفِيف لين اثْنَان مر وَاحِد لتكن هَذِه الْأَدْوِيَة جبلية فَإِنَّهَا أقوى ولتكن حَدِيثَة وَيُؤْخَذ مِنْهَا الْوَزْن

بعد الدق وَالنَّخْل بحريرة وَتحفظ ثمَّ تسحق أَيْضا ثَانِيَة وَتجْعَل أقراصا القرص من دِرْهَم وَيشْرب على ثَلَاث سَاعَات من النَّهَار (ألف ج) إِذا كَانَ لَيْسَ فِي الْمعدة بَقِيَّة طَعَام فَإِن أحس بثقل لم يشربه بِمَاء فاتر ويتمشى قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يَأْكُل ثَلَاث سَاعَات حَتَّى يذهب الدَّوَاء ثمَّ يَأْكُل طَعَاما جيدا ويتوفى الامتلاء فَإِنَّهُ يبطل نَفعه ويشربه فِي الشتَاء أَو أَوَاخِر الخريف ليخرج إِلَى الصَّيف وَقد اعتاده فَإِن التدوية فِي الصَّيف رَدِيء جدا لِأَنَّهُ يذوب الْبدن جدا قَالَ والكرنب جيد لأَصْحَاب وجع المفاصل وَقَالَ قَالَ الْإِسْكَنْدَر: وَأكْثر مَا يعرض وجع المفاصل من الصَّفْرَاء قَالَ وَيجب أَن يدمن إسهاله وترطيبه واجعله سهل الجرية بالغذاء وَالْمَاء الفاتر قَالَ واوافق مَا يسهل بِهِ ورد وسقمونيا وسكر يسقى مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يفْسد الْمعدة أَو عصارة سفرجل وخل وسقمونيا وسكر يتَّخذ خلطا فيسهل بِهِ أَو اتخذ حبا من أفسنتين وسقمونيا: أفسنتين ثَلَاثَة سقمونيا وَاحِد يجمع بجلاب ويسقى مِثْقَالا قَالَ وَلُحُوم الْبَقر وبطونها نافعة بالخل هَاهُنَا ويستحمون بِالْمَاءِ العذب ويصبون بعده المَاء الْبَارِد على الْموضع الوجع شَيْئا كثيرا وَيُؤْخَذ لعاب بزر قطونا فَيضْرب مَعَ دَقِيق شعير وَيُوضَع ويلقى فَوْقه خرقَة بَارِدَة وتترك فَإِنَّهُ يسكن الضربان نعما وَإِذا لم تكن الْحَرَارَة شَدِيدَة الالتهاب اسْتعْملت الْأَدْوِيَة المعتدلة: قيروطي ودقيق باقلي ودهن بابونج فَإِنَّهَا تسكن الوجع نعما إِذا لم تكن حِدة والتهاب قَالَ: وَإِن كَانَت الْمَادَّة بلغمية فابدأ بالإسهال بحب النّيل وَحب الْمُلُوك وَلبن الشبرم وَالصَّبْر وشحم الحنظل والفربيون وَنَحْوهَا قَالَ وَشرب دَوَاء البذ كل يَوْم فِي شَهْرَيْن ثمَّ بعد ذَلِك فِي كل يَوْمَيْنِ مرّة أَو كل ثَلَاثَة فِي) الصَّيف ويتوفى الامتلاء والنبيذ وَالْغَضَب وَلَا يشرب هَذَا إِلَّا بعد أَن نقيت الْجِسْم بالإسهال ويدع الْجِمَاع قَالَ: وَمن شرب هَذِه الْأَدْوِيَة فليشربها على نقاء وَلَا يَأْكُل ثَلَاث سَاعَات وَلَا يغْضب وَلَا يهتم وَيجْلس فِي الظل وَلَا يقطعهُ أقل شَيْء من سِتَّة أشهر فَإِنَّهُ يعظم نَفعه فَإِذا تمّ شربه فليتمرخ بالدهن وخاصة المفاصل والعضلات وَيَمْشي ويكشف مفاصله يفعل ذَلِك أَيَّامًا ويتعب قَلِيلا لتنمرج العضلات وتفوز من بدنه قَالَ: وانطل مفاصل من علته بلغمية بطبيخ الصعتر بالخل الحاذق فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وينفع علل الصَّفْرَاء أَيْضا نفعا بليغا قَالَ وادهن المفاصل للتحليل بشحم العصافير وَالزَّيْت فَإِنَّهُ مُحَلل لطيف وبقيروطي الفربيون قَالَ وَلَا تَأذن للبلغمي فِي الْحمام وَلَا تمنع الصفراوي قَالَ: وضماد الْخَرْدَل والتين رَأَيْت من عالج بِهِ النقرس البلغمي فِي وَقت الضربان فَأَبْرَأهُ وَكَذَلِكَ بضماد الثوم وضماد الزرنيخ وكل مَا ينفط المفاصل ثمَّ تفقأ النفاطات وتسيل ويسكن الوجع قَالَ وَالشرَاب أَيْضا إِنَّمَا يضر أَصْحَاب الْعِلَل الدموية وَقد رَأَيْت خلقا كثيرا تَرَكُوهُ فبرؤا فَإِن لم يُمكن تَركه الْبَتَّةَ فليترك فِي الرّبيع والصيف وَيجْعَل أطعمته مقللة للدم ويجعلها (ألف ج) قَليلَة ليقل الدَّم فِي بدنه فَإِنَّهُ يَأْمَن الْعلَّة قَالَ: وَفِي الْعِلَل البلغمية

أَدخل العليل الْحمام فَإِذا عرق فادلك جسده كُله بالنطرون وزبد الْبَحْر وَالْملح دلكا جيدا شَدِيدا فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ وادلك مفاصله خَاصَّة دَوَاء يسكن الوجع: سورنجان عشرُون قيراطا كمون مثله رجل الْغُرَاب سِتَّة قراريط يسحق وَيُؤْخَذ بِمَاء فاتر دَوَاء يحيى بن خَالِد للنقرس: سورنجان عشرَة سنا خَمْسَة أسارون زنجبيل كمون كرماني دَار فلفل وَج من كل وَاحِد دِرْهَم يعجن بِعَسَل الشربة مثقالان بِمَاء فاتر قد جربناه فوجدناه نَافِعًا جيدا وَهُوَ جيد جدا. من كتاب الْفَائِق دَوَاء جيد لوجع الورك وَالظّهْر الغليظ المزمن والركية خَرْدَل وحرف وعاقر قرحا وميويزج وحلتيت وخرء الْحمام وبورق وكبريت من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة وَمن الحلبة نصف رَطْل وَيُؤْخَذ رَطْل من عروق السلجم فيطبخ وَيكون مَا يطْبخ فِيهِ بخل ويدق بِهِ الْأَدْوِيَة ويلقى عَلَيْهِ رَطْل من دهن السوسن ويتخذ مرهما ويضمد بِهِ وينفع من غلظ الرُّكْبَتَيْنِ قيروطي بدهن سوسن وفربيون وينفع من الورم فِيهَا أَن تضمد بترمس مسحوق بسكنجين أَو باقلي وَمر أَو باقلي مَعَ لب حب المنتن إِذا لم يُوجد الترمس وينفع من تشنجهما من ورم أَو قرحَة حب الخروع يعجن بِسمن الْبَقر ودهن حل أَو عسل يحل الورم سَرِيعا وَفِي الْقَدَمَيْنِ: بعر الماعز الْيَابِس وَنصفه دَقِيق شعير يطْبخ بخل ودهن حل وتوضع عَلَيْهِ أَو أخثاء الْبَقر وكبريت وبورق ويطبخ) بخل ودهن حل ويطلى أَو ينطل بطبيخ الحرمل أَو يسحق الحرمل المرطب بِسمن بقر ويضمد بِهِ قَالَ والنقرس البلغمي ينْتَفع بصب الْمَار الْحَار على الْعُضْو وَفِيه يجب أَن يسقى الْحُبُوب المتخذة بسورنجان وبوزيدان وماهي زهره حول فِي مَوْضِعه فليغريوس من رسَالَته إِلَى سقيروس فِي النقرس قَالَ: إِذا نفضت الْجِسْم بإدرار الْبَوْل فَاسْتعْمل حِينَئِذٍ الأضمدة المقوية للمفاصل مثالها أبهل وَجوز السرو وَعِظَام محرقة بِالسَّوِيَّةِ شب سدس جُزْء زاج مثله غراء السّمك مثله وخل مَا يَكْفِي. قَالَ وَكَثْرَة الأضمدة القوية التَّحْلِيل تجفف العصب وتقفع الْأَصَابِع وتورث المفاصل فَإِذا أَكثر ذَلِك عَلَيْهَا فَعَلَيْك بِكَثْرَة الملينات عَلَيْهِ مِثَاله أشق مقل وميعة سَائِلَة مخ إبل يذاب الْجَمِيع بِزَيْت عذب وَيسْتَعْمل قَالَ وَاحْذَرْ الباه جدا وَكَانَ قَوْله هَذَا فِي علاج نقرس بلغمي وَفِيه نظر قَالَ ودع الْحمام أَو أقل مِنْهُ. لى رَأَيْت التقفع إِنَّمَا يحدث بأصحاب الأمزاج الشَّدِيدَة الْحَرَارَة فَمن نقرس من هَؤُلَاءِ تقفعت أَصَابِعه وَذَلِكَ لفرط جفاف الْعُضْو وَيجب فِي هَؤُلَاءِ إدمان التليين للعضو وَلَا يسخن الْبَتَّةَ أَو باعتدال. من رِسَالَة ثَابت فِي وجع المفاصل إِنَّه قد يسْتَعْمل الْأَدْوِيَة المنفطة على مفصل الْيَد وَالرجل إِذا أزمن وَمِثَال ذَلِك ضماد حَكَاهُ: قشور أصل الْكبر مازريون يطلى بدردي الشَّرَاب وَيلْزم الْعُضْو وَهُوَ حَار (ألف ج) وَيتْرك ساعتين ثمَّ تثقب النفاطات وَيصب عَلَيْهَا مَاء بَارِد ثمَّ يُعِيد عَلَيْهَا

وَهُوَ بَارِد وَيتْرك على الْعُضْو ثَلَاث سَاعَات قَالَ وَإِذا رَأَيْت صَاحب النقرس الْحَار يتَأَذَّى بالأضمدة الْبَارِدَة أَو الْبَارِد بالحارة فَذَلِك للتمدد فضع عَلَيْهَا حِينَئِذٍ المرخية وَيصْلح لذَلِك ميبختج ودهن ورد مذاب بالشمع وضع فَوق الْموضع إسفنجة قد غمستها فِي خل وَمَاء وَكَذَلِكَ إِذا اسْتعْملت المحللة فضع فَوق الْموضع شَيْئا يدْفع وَاحْذَرْ المحمرة والمحاجم وَالشّرط وَنَحْو ذَلِك مَا دَامَ فِي الْعُضْو وجع أَو حرارة وَالشرَاب وَالْجِمَاع على الامتلاء شَرّ شَيْء لهَذِهِ الْعلَّة وخاصة للورك والاكثار مِنْهُ للباه على الامتلاء أجلب شَيْء لهَذَا الوجع وينفع مِنْهَا للتحرز دلك الْأَعْضَاء بالنطرون وَالْملح وَسَائِر مَا يجفف وَمَاء الْبَحْر والحمات فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع لهَذِهِ الْعلَّة وَإِذا طَالَتْ تنْحَل الرمانة الكائنة فِيهَا وينفع لوجع الورك الْقَيْء فَإِذا أزمن فحقن شَحم الحنظل تياذوق قَالَ: من شرب الْأَدْوِيَة الْكَثِيرَة الاستيصال للنقرس فليأخذوها غدْوَة وَلَا يَأْكُل ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يَأْكُل عشرَة مَثَاقِيل خبز بشراب وَمَاء قَلِيل وَيدخل الْحمام على سِتّ سَاعَات فاغتسل بِمَاء حَار ثمَّ أغذه بِمَا يصلح المزاج ويعدله كلحوم الضَّأْن والفراريج وينقي مَا فِيهِ لين) والمالح وَلُحُوم الصَّيْد حَتَّى القبج وَلَا يَأْكُل إِلَّا الملطفة قَلِيلا ويدع الْفَوَاكِه والبقول اللينة رطبها جورجس قَالَ: وجع الظّهْر ينفع مِنْهُ كل مَا ينفع وجع المفاصل الْبَارِدَة فينفع مِنْهُ دهن الخروع وَحب المنتن والشيطرج والحقن المسخنة وَالْحمام والآبزن والأدهان المحللة المذيبة للفضل الغليظ. لى كَانَ بِرَجُل وجع الظّهْر وَهُوَ أَبُو نصر الْخُرَاسَانِي فأشرت عَلَيْهِ أَن يدهنه بدهن السوسن بعد إسخان الظّهْر بالنَّار والدلك وينام عَلَيْهِ لَيْلَة ويستحم من غَد فبرئ فِي ثَلَاث لَيَال. لى حقنة لوجع الورك: بابونج حسك نخالة قزطم مدقوق كف كف شَحم حنظل قنطوريون قشر الْكبر كف كف يطْبخ وَيجْعَل فِي ثَلَاثِينَ أُوقِيَّة مري وأوزقية دهن لوز مر أَو نوى المشمش وَثَلَاثَة دَرَاهِم من البورق ويحقن بِهِ ويكمد المقعدة ليطول إِمْسَاكه فَإِن أخلف دم ولزوجات وَإِلَّا أعده وَحمل شياف شَحم الحنظل والبورق والمقل حَتَّى يسحج فَإِنَّهُ يبرأ. مسيح قَالَ: وجع الظّهْر من جنس وجع المفاصل وعلاجه الْقَيْء والأضمدة الملينة المسخنة والأطريفل الْكَبِير والمربيات الحارة وينفع مِنْهُ هَذَا الحمول: مر زنجبيل عنزروت كندر مِثْقَال مِثْقَال شَحم الحنظل مثقالان حب البان عشرُون حَبَّة مقشرة يتَّخذ فَتلا بِعَسَل وينفع مِنْهُ الْحمام والتضمد برماد الكرنب والحلبة والترمس والبابونج والمرزنجوش وَنَحْوه والنطل بِالْمَاءِ الْحَار والمرخ بالأدهان الحارة قَالَ ينفع من النقرس الشَّديد الضربان: كمون وبزر الكرفس وأنيسون وزنجبيل دِرْهَم دِرْهَم مصطكى فلفل نصف نصف سورنجان خَمْسَة (ألف ج) دَرَاهِم ضماد عَجِيب يسكن الوجع من سَاعَته: حلبة تسلق بخل ممزوج حَتَّى يتهرى ثمَّ يصب عَلَيْهِ عسل ويطبخ حَتَّى ينْعَقد ويطلى بعد أَن يسحق على صلابة حَتَّى يصير كالغالية ويطلى

على خرقَة كتَّان وَيلْزم الْموضع يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَإِن جف الضماد لين بدهن ورد إِن كَانَ يحس بَحر وَإِلَّا بخيري وَهَذَا جيد فِي أَوَائِل الْعلَّة وتصاعدها. لى رَأَيْت أَنه إِذا قطعت الْمَادَّة فالأشياء المسكنة للأوجاع أَجود من الْمَانِعَة خَاصَّة إِذا لم تَرَ الرّوم يتزايد تزايدا مفرطا. ضماد يحل الصلابات: يطْبخ الزَّيْت الْعَتِيق بشحم بط حَتَّى ينْعَقد بِنَار لينَة ثمَّ يذر عَلَيْهِ نطرون ومدقوق ويسحق حَتَّى يصير مرهما وَيلْزم أَو يذاب شمع بِزَيْت ويلقى عَلَيْهِ نطرون وملح وَيلْزم فَإِنَّهُ جيد للورم الرهل أَيْضا وَيمْنَع من حُدُوث النقرس: الْقَيْء على الامتلاء ثَلَاث مَرَّات فِي الشَّهْر وتلطيف التَّدْبِير وَترك السكر ومرخ الْأَعْضَاء بالزيت وَالْملح وَمِمَّا ينفع من وجع الرّكْبَة وورمها: بعر معز جزءان دَقِيق شعير جُزْء يطْبخ بخل وزيت عَتيق ويضمد بِهِ أَو ينطل بطبيخ) الحرمل أَو يخبص الحرمل بِسمن ويضمد بِهِ أَو يضمد بشحم الحنظل أَو ذرق الْحمام. حقنة نافعة للورك عجينة: كف حرف وكف حرمل وكف أشنان أَخْضَر تطبخ بِمَاء ويصفى ويلقى على مِقْدَار الْحَاجة شيطرج يحقن بِهِ. الْأَشْيَاء الَّتِي تحْتَاج أَن يَدعهَا صَاحب النقرس: الحمص الترمس الزَّيْتُون الْأسود الأجاص الْأسود الْعِنَب والتين الأسودان الْخِيَار القثاء الشَّرَاب الْأسود النعنع الفجل الباذنجان الخس البصل الكمأة الْفطر الجرجير الكراث الكرنب الْبُقُول الحريفة السّمك الْخلّ اللَّبن الصحناة الربيثاء الروبيان لحم الْبَقر والمعز القطا الرؤوس الأكارع الْبيض الصلب الشيّ لُحُوم الصَّيْد طير المَاء وَبِالْجُمْلَةِ مَا يُولد خلطا غليظا أَو حريفا وَدخُول المَاء الْبَارِد بعقب المَاء الْحَار. الْكِنْدِيّ فِي رسَالَته فِي النقرس مَعَ وجع الْمعدة دَوَاء يشرب فِي أول الْعلَّة فيسكن الوجع وَفِي آخرهَا يحللها: سورنجان حَدِيث اثْنَا عشر فلفل دَار فلفل زنجبيل حناء مكي كمون كرماني ورق الْكبر دِرْهَم دِرْهَم ملح نفطي نوشادر زبد الْبَحْر ميعة يابسة دانق وَنصف من كل وَاحِد عسل ثلث الدَّوَاء كُله منزوع الرغوة الشربة خَمْسَة دَرَاهِم يداف فِي مَاء سخن وَيُؤْخَذ مِنْهُ وَيُؤْخَذ بعده يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ صفة: هليلج كابلي أسود وأصفر بِالسَّوِيَّةِ رازيانج نصف جُزْء فقاح إذخر ربع جُزْء فأنيذ الطبرزد نصف جُزْء يشرب مِنْهُ ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَيُؤْخَذ ليدفع غائلة السورنجان للمعدة فَإِنَّهُ لَا يعرف دَوَاء لتسكين الوجع كالسورنجان الطَّبَرِيّ الدفلي ينفع من وجع الظّهْر الْعَتِيق وَلَا يعرف دَوَاء مثله. ابْن ماسوية خَاصَّة الهليون النَّفْع من وجع الظّهْر الْبَارِد. الخوز مِمَّا يسكن وجع النقرس: أَن يدق حب الطبيخ نعما ويطلى بدهن خيري أَو يحرق بزر كتَّان (ألف ج) قَلِيلا فِي مقلي ثمَّ حب يُقيم الزمني وَمن قد شبكته الرّيح فِي ظَهره وركبته: شَحم حنظل وقنطوريون وماهي زهره تَرَبد شبرم بِالسَّوِيَّةِ شيطرج أبهل وَج خَرْدَل جُزْء جُزْء زنجبيل جاوشير سكبينج أشق

جزءان جزءان من كل وَاحِد نفط أَبيض ربع الْجَمِيع ينقع ويحبب الشربة دِرْهَمَانِ وَنصف وَأَقل وَيشْرب بِاللَّيْلِ عِنْد النّوم ليَالِي وَيتْرك فِي الْوسط أَيْضا حَتَّى يعافى وَالطَّعَام مَاء حمص من الْأَدْوِيَة المختارة مغاث خطمي سورنجان أَبيض دَقِيق شعير بِالسَّوِيَّةِ يعجن بدهن حل ومخ الْبيض وَقَلِيل خل وَيلْزم تجربة أَيْضا يحرق بزر كتَّان بِقدر مَا ينسحق ويسحقه بدهن بنفسج ويطلى قَالَ إِذا غمزك النقرس فَاشْرَبْ هَذَا الدَّوَاء بِمَاء حَار حِين تنام ثَلَاثَة دَرَاهِم وَلَا تزد) الْبَتَّةَ: سورنجان ومصطكى وسكر أَبيض بِالسَّوِيَّةِ وَإِن كَانَ بَارِد المزاج فزد كمونا وزنجبيلا وَقد يشرب للحار: سورنجان يوزيدان ورد احمر بِالسَّوِيَّةِ الشربة مِثْقَال وَنصف فَإِنَّهُ يمْنَع الوجع أَن يهيج ويسكن مَا هاج. مَجْهُول قَالَ للوجع فِي أَسْفَل الْقدَم يدق خزف التَّنور وَيضْرب بالبيض ويطلى. لى كَانَ بِأبي عبد الله وَكَانَ يسكنهُ بالحجامة على الْعقب. ج: دَقِيق الْحِنْطَة يضمد بِهِ الْقدَم فيسكن الوجع. الْهِنْدِيّ: خَاصَّة دهن الخروع النَّفْع من وجع الورك وَالظّهْر. أَيُّوب الطاهري: ينفع من وجع المفاصل الْحَار الطلاء بالمغاث وعنب الثَّعْلَب. بختيشوع لوجع الْوَرِكَيْنِ وورمهما: يطْرَح حب الحرمل مدقوقا رَطْل فِي سِتَّة أَرْطَال من الْخلّ وتحمي حِجَارَة وتطرح فِيهِ وتقام الرّكْبَة فَوْقه وفوقها كسَاء لِئَلَّا تبرد سَرِيعا حجرا بعد حجر فَإِنَّهُ يجفف من سَاعَته. قسطا من كِتَابه فِي البلغم قَالَ يجْتَمع فِي الصلب وخرزه فضول من التخم فيهيج وجع شَدِيد وَرُبمَا أهاج حدبة ينفع من ذَلِك: حب السكبينج والاسهال الْمُتَوَاتر بشحم الحنظل وَإِن كَانَ أَسْفَل فِي الْقطن فينفع مِنْهُ الحقن اللطيفة والمرخ بالأدهان اللطيفة كالمتخذة من الحسك والجاوشير والسكبينج والحلبة ودهن البطم ودهن الفجل قَالَ: وعرق النسا فِي ابْتِدَائه رُبمَا لم يصل إِلَى الرّكْبَة والساق ثمَّ يصل وَإِذا لم يصل إِلَى أَسْفَل فَأَما أَن الْمَادَّة قَليلَة أَو هُوَ ابتداؤه وَإِذا وصل وصُولا تَاما فالمادة كَثِيرَة وينفع مِنْهُ جدا الإسهال الْمُتَوَاتر بشحم حنظل وَأما الشَّبَاب فأكثرهم ينْتَفع بفصد الْعرق قَالَ وَلم أر الكي أَبرَأَهُ قطّ وَالْحمام ينفع مِنْهُ الْقَيْء خَاصَّة والضمادات ضَعِيفَة الْفِعْل فِيهِ لِأَن الْعُضْو عميق وَإِن كَانَ وَلَا بُد فالمحمرة كالخردل أَو زبل الْحمام والأدهان اللطيفة كدهن الْقسْط قَالَ: والنقرس البلغمي ينْتَفع بصب المَاء الْحَار على الْعُضْو وَفِيه يَنْبَغِي أَن يسْقِي الْحُبُوب المتخذة بالسورنجان وبوزيدان والماهي زهره. د: الأسارون جيد لمن بِهِ عرق النسا. قَالَ: وَإِن طرح مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل فِي اثْنَي عشر قوطولي عصير وَترك شَهْرَيْن وروق بعد وَسقي نفع من عرق النسا ووجع الورك (ألف ج) وهيوفاريقون وَقَالَ: إِنَّه إِن شرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا مُتَوَالِيَة أَبْرَأ عرق النسا وَقَالَ د: إِن شرب من

بزر أندورسامن زنة دِرْهَمَيْنِ أسهل الْبَطن وَأَبْرَأ عرق النسا خَاصَّة وَيَنْبَغِي أَن يتجرع بعده جرع مَاء حَار بعد الإسهال الدارقن نَافِع من عرق النسا وَقَالَ ج: الدارقن نَافِع للعلل المحتاجة إِلَى إسخان من خَارج فَأَما من) دَاخل فَلَا يُورد الْجِسْم لفرط قوته قوته وَإِذا اسْتعْمل خَارِجا لكسر قوته بِشَيْء يخلط بِهِ. لى: خل العنصل نَافِع لعرق النسا أصل الأنجدان إِذا خلط بقيروطي مَعْمُول بدهن الإيرسا ودهن الْحِنَّاء وتضمد بِهِ نفع عرق النسا وَمَتى شرب من الأشق زنة دِرْهَمَيْنِ أَبْرَأ عرق النسا د: قَالَ وَمَتى خلط بِهِ نطرون وخل ودهن حناء وتضمد بِهِ أَبْرَأ عرق النسا وَقَالَ حب البلسان إِذا شرب نفع من عرق النسا الجاوشير يلطخ على عرق النسا وَقَالَ مَتى ألقِي من أصل الجاوشير عشر درخميات ويسقي فِي جُزْء من شراب وَترك شَهْرَيْن ثمَّ سقِِي مِنْهُ نفع من عرق النسا. وَقَالَ حب البلسان إِذا شرب نفع من عرق النسا. ج: الدبق يجذب من قَعْر الْبدن الرطوبات جذبا قَوِيا الرقيقة مِنْهَا والغليظة ويحللها وَيفْعل ذَلِك فِي مُدَّة طَوِيلَة كَمَا يفعل التافسيا وَغَيره وَأَنا أَقُول إِنَّه يُمكن أَن يتَّخذ ضماد من التافسيا وَغَيره يعجن بالدبق ويضمد بِهِ الورك فينفع نفعا عَظِيما طبيخ أصل الهليون نَافِع من عرق النسا وبزره أَيْضا يفعل ذَلِك. وهيوفاريقون قَالَ ج: إِنَّه يسْقِي لوجع الورك. المَاء الَّذِي ينصل من زيتون المَاء إِذا ربى أقوى من مَاء الْملح جيد لعرق النسا إِذا حقن بِهِ. بولس: أخثاء الْبَقر الراعية مَتى سخنت وطليت على الورك نَفَعت من عرق النسا نفعا بَينا. د: الكي الَّذِي ببعر الماعز على مَا فِي الْكتاب إِذا أَدِيم اسْتِعْمَاله وزبل الْحمام الراعية مَعَ بزر الجزر بعد نخلهما يقومان مقَام الْخَرْدَل والضمادات المحمرة على مَا ذكرت الْأَطِبَّاء فِي وجع الورك الزاج السوري الْأَحْمَر مَتى احتقن بِهِ مَعَ الخس نفع من عرق النسا. د: إِذا شرب من ثَمَرَة الْجَوْز مِثْقَال نفع من عرق النسا. د: الْحَرْف إِذا خلط بخل وَسَوِيق الشّعير وتضمد بِهِ أَبْرَأ عرق النسا وَمَتى احتقن بِهِ أسهل دَمًا وَقَالَ: الْحَرْف البابلي إِذا احتقن بِهِ نفع عرق النسا بِأَن يسهل شَيْئا يخالطه دم وَقَالَ إِن الْحَرْف يقوم مقَام الْخَرْدَل مَتى احتقن بِهِ وَهُوَ نَافِع لوجع الورك الصلب ابْن ماسويه: الحاشا مَتى خلط بسويق وعجن بشراب وَوضع على عرق النسا نَفعه. د: الحنظلة مَتى جففت وخلطت بِبَعْض الحقن نَفَعت من عرق النسا الحنظلة إِذا كَانَت خضراء بعد فادلك بشحمها عرق النسا فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ وَشهد بذلك جالينوس وَصَححهُ وأكده. بديغورس: خَاصَّة شَحم الحنظل النَّفْع من عرق النسا. بولس: مَتى دلك بعصارة شَحم الحنظل وَهُوَ رطب ورك من بِهِ عرق النسا نفع. الكمافيطوس) مَتى شرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا مُتَوَالِيَة أَبْرَأ عرق النسا. د: سمرينون جيد لعرق النسا مَتى شرب بِالشرابِ. د قشور أصل الْكبر وثمره مَتى شرب بالسكنجبين ثَلَاثَة أَيَّام بشراب نفع عرق النسا. د قَالَ ج: إِن قشور (ألف ج) أَصله وثمره مَتى شرب بالسكنجبين قطع الأخلاط الغليظة تقطيعا بليغا وأخرجها بالبول وَالْبرَاز وَرُبمَا وَأخرج

مَعَ الْغَائِط خلطا دمويا فَخفف وجع الورك من سَاعَته. ابْن ماسويه قَالَ: الْكبر نَافِع من وجع الورك الْملح إِذا حل بِالْمَاءِ وحقن بِهِ نفع من عرق النسا المزمن والمري يحقن بِهِ لعرق النسا المزمن. ابْن ماسويه: خاصته النَّفْع من وجع الورك أكل أَو احتقن بِهِ دهن النارجيل نَافِع من الرّيح الْعَارِضَة فِي الورك إِذا شرب مَعَ دهن نوى المشمش أَو الخوخ. ابْن ماسويه: الإيرسا يتَّخذ مِنْهُ حقنة نافعة لعرق النسا مَاء السّمك المالح إِذا احتقن بِهِ نفع من وجع الورك وعرق النسا. جالينوس: لِأَنَّهُ يجذب الأخلاط الْحَاصِلَة فِي الورك ويخرجها وَأكْثر مَا يستعل فِي ذَلِك مَاء الجدي والسمكيات الصغار والصحنا السكنجبين الْمَعْمُول بِمَاء الْبَحْر الَّذِي يصفه ديسقوريدوس مَتى شرب أسهل خلطا غليظا ونفع من عرق النسا. د: طبيخ السذاب الرطب والشبث الْيَابِس مَتى شرب نفع من عرق النسا أصل السقمونيا مَتى طبخ بالخل وأنعم دقه مَعَ شعير وَعمل مِنْهُ ضماد نفع عرق النسا. وَقَالَ: أَخذ بعض أَصْحَابنَا جوارش التَّمْر فأسهله مَرَّات وأسحجه سحجا خَفِيفا وأبرأه من عرق النسا كَانَ بِهِ عياءه بالأدوية والفصد فوة الصَّبْغ إِذا سقيت بِمَاء الْعَسَل نَفَعت عرق النسا. د: وَقَالَ ج: إِنَّه يسْقِي لذَلِك الفربيون مَتى شرب بِبَعْض الْأَشْرِبَة المعمولة بالأفاويه وَافق عرق النسا. د: ورق الفودنج مَتى تضمد بِهِ لعرق النسا حمر الْجلد وَبدل مزاج الْعُضْو. وَقَالَ جالينوس: الفودنج النَّهْرِي يوضع على الورك لعرق النسا على أَنه دَوَاء عَظِيم النَّفْع لِأَنَّهُ يجذب من العمق ويسخن الْمفصل كُله إِلَّا أَنه يحرق الْجلد إحراقا بَينا الصحناة جَيِّدَة لوجع الورك البلغمي. ابْن ماسويه: الصَّبْر نَافِع من وجع الورك أكل أَو ضمد بِهِ خَارِجا مَعَ الْحِنْطَة المهروسة والمري أقوى.) ابْن ماسويه: القردمانا مَتى شرب بِالْمَاءِ نفع من عرق النسا. د: الْقسْط يصلح لعرق النسا مَتى دلك بِهِ الورك بِزَيْت. بولس قَالَ: قَالَ ج إِنَّه يصلح لِأَن يسخن بِهِ الْعُضْو الْبَارِد الَّذِي يحْتَاج إِلَى إسخان ويجذب شَيْئا من العمق طبيخ القيصوم مَتى شرب أَو ورقة مسحوقا يَابسا نفع من عرق النسا. د: القفر مَتى شرب بالجندبادستر بِالْخمرِ نفع من عرق النسا وَقَالَ طبيخ قثاء الْحمار حقنة نافعة لعرق النسا جدا وَقَالَ بولس: عصارة قثاء الْحمار مَتى حقن بهَا أخرجت الخام وَرُبمَا أخرجت الدَّم القنطوريون الدَّقِيق يهيأ من طبيخه لعرق النسا فيسهل دَمًا ويخفف الوجع من سَاعَته. د: القنطوريون الدَّقِيق يحقن بطبيخه وعصارته صَاحب عرق النسا فَيخرج أخلاطا غَلِيظَة ردية مرارية وَإِذا كثر عمله حَتَّى يخرج خلطا دمويا كَانَ أَنْفَع لَهُ.

ج: ورق الراسن مَتى طبخ بِالشرابِ وضمد بِهِ عرق النسا نفع مِنْهُ د: إِن الراسن قد يحمر بِهِ الْأَعْضَاء للورك وَغَيره الريوند ينفع من عرق النسا مَتى شرب. د: الشليم مَتى طبخ بِمَاء الْعَسَل وضمد (ألف ج) بِهِ نفع عرق النسا وَقَالَ: الشيطرج لِأَنَّهُ مقرح حاد يعْمل مِنْهُ ضماد لعرق النسا فَيدق نعما ويخلط بالراسن وَيسْتَعْمل بِأَن يضمد بهما الورك ربع سَاعَة وَقَالَ دَقِيق الترمس مَتى خلط بالعسل والخل وتضمد بِهِ سكن وجع عرق النسا. ج: العاريقون إِذا أَخذ مِنْهُ ثَلَاثَة أبولسات بسكنجبين كَانَ صَالحا لعرق النسا. د: الْخَرْدَل يضمد بِهِ مَعَ التِّين صَاحب عرق النسا وَقَالَ أصل الخطمي مَتى ضمد بِهِ بشراب فتر عرق النسا وَإِن خلط بشراب وَشرب نفع من عرق النسا. د: الخشخاش الْبري مَتى طبخ أَصله بالمايء إِلَى أَن يذهب النّصْف وَشرب أَبْرَأ عرق النسا. ابْن ماسويه مِمَّا ينفع عرق النسا إِذا كَانَ من بلغم لزج مِمَّا يحتقن بِهِ وَيشْرب: يرض من اصول السوسن الآسمانجوني أوقيتان ويغلي برطل مَاء حَتَّى يذهب النّصْف ويحتقن بِهِ وَإِن شرب مثقالان مِنْهُ بِمَاء الْعَسَل على الرِّيق وَكَذَلِكَ يفعل بالكمافيطوس وَكَذَا الهيوفاريقون والقنطوريون الدَّقِيق وَحب البلسان إِذا شرب مِنْهُ أَو إِذا دهن بدهنه نفع مِنْهُ وينفع مِنْهُ إِذا كَانَ من البلغم وَالرِّيح الغليظة: دَقِيق الكرسنة ودقيق الترمس خَاصَّة إِذا شرب من أَحدهمَا ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل ثَلَاث أَوَاقٍ وَكَذَا الراوند الصيني والقنطوريون الدَّقِيق والفودنج والحاشا والسذاب والفوة) والكمافيطوس كل هَذِه نافعة إِذا شرب من كل وَاحِد مِنْهَا مثقالان بِمَاء الْعَسَل والحرف والخردل وَاصل الكمون وأصل الْكبر مَتى طبخت وضمد بهَا الْموضع نَفَعت وَكَذَلِكَ يفعل الشيطرج الْهِنْدِيّ والفوة والجاوسير وَإِذا تضمد بِهِ أَو شرب نفع وينفع أَن يُؤْخَذ من الْحَرْف النبطي والبابلي فيطبخان بِمَاء ويحقن بِهِ بِقدر نصف رَطْل اسْتِخْرَاج لى: خُذ من عصارة قثاء الْحمار وشحم الحنظل وَمن العنزروت وَمن البورق واجعله شيافا كالبلوط وَيحْتَمل من أول اللَّيْل ويدافع بِهِ إِذا حركه مَا أمكن فَإِذا أجهده قَامَ ورد آخر مَكَانَهُ يفعل ذَلِك ليَالِي ينقلع مِنْهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى. إِسْحَاق أفصد الباسليق من جَانِبه أَو يسهل إِن كَانَت الأخلاط الْغَالِبَة فَإِذا عملت ذَلِك فافصد عرق النسا والعرق الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة وضمد الورك الوجع بدقيق ترمس مطبوخ بِمَاء وخل إِن كَانَت الْعلَّة حارة أَو بخل وَعسل إِن كَانَت بَارِدَة غَلِيظَة وَيُؤْخَذ فودنج نهري ويسحق أَيْضا ويضمد بِهِ وَهُوَ قوي حاد وَمثله قشور أصل الْكبر إِذا ضمد بِهِ أَو شرب وَمن حقنة الحقنة الَّتِي فِيهَا قنطوريون وقشور الحنظل ومري وَسَائِر الأخلاط وَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم إِلَى أَصْحَابهَا قبل الرّبيع فيمنعهم من التملئ وخاصة من الْأَطْعِمَة الغليظة والأشربة وَمن الْجِمَاع خَاصَّة لوجع الْوَرِكَيْنِ أطلهما بالدهن المربى بشحم الحنظل على مَا فِي بَاب الإسهال فَإِنَّهُ يمشي مقاعد صَالِحَة ويسكن الوجع إِن شَاءَ الله تَعَالَى وينفعهم وينفع مِنْهُ حقنة اللوز المر وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب وجع الظّهْر الريحي والبلغمي

ابْن ماسويه الهليون خاصيته الْخَاصَّة بِهِ النَّفْع من وجع الظّهْر المزمن الْعَتِيق الريحي والبلغمي. قَالَ جالينوس أَنا أسْتَعْمل فِي وجع الظّهْر زبل الْحمام الراعية مَعَ بزر الْحَرْف منخولين يقومان مقَام (ألف ج) الْخَرْدَل ودهن المرزنجوش نَافِع من وجع الظّهْر. روفس: دهن النارجيل نَافِع من وجع الظّهْر إِذا شرب مَعَ دهن المشمش والخوخ. ابْن ماسويه حقنة جَيِّدَة لوجع الظّهْر والورك والقولنج. من تذكرة عَبدُوس: بابونج لب القرطم شبث سلق كراث كرنب قنطوريون لوز سكبينج يطْبخ ويخلط بالطبيخ عسل ومرار الْبَقر ودهن الناردين. فَتِيلَة جَيِّدَة لَهُ شَحم حنظل وأنزروت وفانيذ يحْتَمل. أركاغانيش قَالَ: إِن هَذَا الدَّاء قد يكون كثيرا من طول الْجُلُوس وَمن قلَّة اسْتِعْمَال الباه ويعرض) أَكثر ذَلِك للشيوخ والشباب فَأَما الْأَحْدَاث فقلما يعرض لَهُم فَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب الْأَيْسَر كَانَ اشد وجعا وَأَبْطَأ برءا وَرُبمَا انحل هَذَا السقم بِأَن يحدث لصَاحبه بواسير أَو دوالي أَو يرقان أَو اخْتِلَاف دم أَو خراج أَسْفَل الورك وعلاجه ترك التَّعَب وكمده فِي أول أمره بالزيت المسخن فَإِن هَذَا يسكن الوجع لكنه يعود وَبعد الْيَوْم الثَّالِث أفصده من يَده مُقَابل الشق وَأخرج دَمًا قَلِيلا فِي ذَلِك الْيَوْم فَإِذا كَانَ من غذ فَأخْرج أَيْضا فَإِن رَأَيْت الوجع قد خف قَلِيلا فَأخْرج لَهُ أَيْضا بالْعَشي دَمًا صَالحا فَإِن هاج فَاتْرُكْهُ أَرْبَعَة أَيَّام واحجمه على سَاقه بِشَرْط عميق وَأكْثر إِخْرَاج الدَّم وأدم تكميد الْموضع وَإِيَّاك أَن يُصِيبهُ الْبرد ثمَّ ألزم الْموضع محجمة حَتَّى يرم وينتفخ ثمَّ أشرطه شرطا غائرا ومصه مصا قَوِيا وَقد اسْتعْمل بعض الْأَطِبَّاء بدل المص العلق. وَاعْلَم أَن الإلحاح بالتكميد يسكن الوجع وَإِيَّاك وكية الكي العنيف فَإِنَّهُ رُبمَا أهاج وجعا لَا برْء لَهُ واكوه بالزيت وَنَحْو ذَلِك وبالشحم وَخذ تافسيا ودفه بِمَاء واطله ودعه ثَلَاث سَاعَات ثمَّ اغسله فَإِذا وجدت الْموضع قد ورم فضع عَلَيْهِ إسفنجة بِمَاء حَار ثمَّ اشرطه بِرِفْق وَلَا تعنف وضع خرقا مغموسة فِي زَيْت وشراب ودعه يَوْمه كُله أَو خُذ من زق الميعة إِن قدرت عَلَيْهِ أَو غَيره من الزقاق الَّتِي فِيهَا رقة فانثر عَلَيْهِ تافسيا أَو ملحا مَتى لم تَجِد التافسيا وألزمه الورك خَمْسَة أَيَّام فَإِنَّهُ يستأصل الوجع فَلَا يعود واحقنه الحقن القوية مثل مَاء الخيري وطبيخ القنطوريون فَإِذا أَصَابَهُ مِنْهُ لذع شَدِيد فَخذ صُوفًا فاغمسه فِي دهن سوسن مفتر أَو لبن حليب مفتر وكمد بَطْنه وأربيتيه وقطنه فَإِنَّهُ يسكن لذعه إِذا أَدِيم ذَلِك وعد إِلَى الورك بِالشّرطِ العميق والمحاجم مرّة بعد مرّة والدواء المحمر فَإِنَّهُ يستأصل الوجع فَلَا يعود وانفضه دَائِما بارياج شَحم حنظل فِي الشَّهْر ثَلَاث مَرَّات والتكميد عَلَيْهِ دَائِما وألزمه الْقَيْء أَيْضا والكي يرِيح من هَذَا الدَّاء فَإِذا كويته فاحفظ الْجراحَة لَا تلتحم زَمَانا طَويلا لكَي تسيل مِنْهَا الرطوبات العفنة.

فليغريوس قَالَ: يعسر علاجه إِذا كَانَ فِي بدن بَارِد وزمان بَارِد وخاصة إِن كَانَ لحميا وَهُوَ فِي الْأَيْسَر أصعب وَأَشد وَلَا تضع على الورك أدوية حارة قبل النفض بالفصد والحقن فَإِذا فصدت الباسليق من نَاحيَة الْعلَّة والحجامة والعلق وحقنته فَخذ (ألف ج) تافسيا أَو ملحا فاطله بِهِ طليا ثخينا سَاعَات واغسله وَقد ينضج الرُّطُوبَة بدقيق وَوضع خرقَة فِي زَيْت وشراب وألزق عَلَيْهِ قطعه رق مزمنة ثمَّ سخنه حَتَّى يذوب الزفت وانثر عَلَيْهِ تافسيا أَو ملحا وتلزقه ودعه خَمْسَة أَيَّام ثمَّ اقلعه وَإِذا أمشت الحقن دَمًا بَرِيء وأجودها لذَلِك مَاء قثاء الْحمار) والحنظل ومرار الْبَقر فَإِن هَذِه تمشي دَمًا كثيرا فَإِذا سَالَ مِنْهُ الدَّم ولحقه لذع فَاجْعَلْ على الورك الْأَدْوِيَة المحمرة حَتَّى تتنفط كالخردل وَلبن التِّين وَلبن اليتوع فَإِنَّهُ يُبرئهُ والكي الَّذِي نَسْتَعْمِلهُ نَحن فَإنَّا نَذِير حول الْموضع عجينا ثمَّ نملؤه ملحا مسحوقا وَنصب عَلَيْهِ زيتا مسخنا قَلِيلا ثمَّ أسخن مِنْهُ إِلَى أَن لَا يُقَوي عَلَيْهِ ثمَّ اتركه بذلك الْموضع واربطه وَقد أقسم بِاللَّه تَعَالَى أَنه مَا تعالج بِهَذَا أحد إِلَّا برِئ وينفع مِنْهُ إيارج روفس والترياق نفعا عَظِيما. مَجْهُول يسْقِي طبيخ أصُول الْكبر كل يَوْم أوقيتين فَإِنَّهُ يُبرئهُ فِي أُسْبُوع وعلامته أَن يشْتَد وَجَعه ثمَّ يُبرئهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى ويحقن بطبيخ الأبهل وطبيخ الأبهل إِذا شرب كَانَ نَافِعًا جدا. من الْكَمَال والتمام لوجع الورك البلغمي: يحقن بطبيخ الْحَرْف البابلي وَحده أَو يسقى مَاء قشور الحنظل الْمَطْبُوخ أَو يسْقِي فوة الصَّبْغ وقشور أصل الْكبر وحرف بخل إِن شَاءَ الله. حقنة لوجع الظّهْر البلغمي والورك والقولنج: سكبينج ثَلَاثَة أشق مثله مقل خَمْسَة قنطوريون دَقِيق سَبْعَة قنطوريون جليل عشرَة لوز مر مقشر من قشريه عشرَة دَرَاهِم سِتَّة عشر درهما من دهن بابونج خَمْسَة عشر درهما من شَحم الحنظل سِتَّة دَرَاهِم من الحلبة وبزر كتَّان عشرَة عشرَة تين يَابِس سمين حب الخروع مرضوضا عشرَة دَرَاهِم خطاطيف سِتَّة عدد قرطم بستاني وبري عشرَة عشرَة بزر حسك عشرُون بزر كرفس نانخة خَمْسَة خَمْسَة ثخالة سميد عشرُون كمون سَبْعَة سذاب رطب ثَلَاث أَوَاقٍ جندبادستر عَاقِر قرحا ثَلَاثَة يطْبخ بِخَمْسَة عشر رطلا من المَاء حَتَّى يبْقى من المَاء خَمْسَة أَرْطَال ويصفى وَيُؤْخَذ مِنْهُ نصف رَطْل فخلط بأوقية عسل ومري أُوقِيَّة ومرار الثور دِرْهَمَانِ ودهن بَان نصف أُوقِيَّة دهن ناردين نصف أُوقِيَّة دهن السوسن مثله دهن الْجَوْز مثله يعالج بِهِ فاترا إِن شَاءَ الله ويسقى هَذَا الْمَطْبُوخ بدهن الخروع: فوة شيطرج سورنجان بوزيدان خَمْسَة خَمْسَة حلبة عشرَة زبيب منقى من عجمه عشرَة أصولالكرفس والرازيانج سَبْعَة سَبْعَة زنجبيل ثَلَاثَة مصطكى وأنيسون دِرْهَمَانِ من كل وَاحِد أصُول الْإِذْخر ثَلَاثَة دَرَاهِم يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى الرّبع وَينزل عَن النَّار ويصفى وَيشْرب مِنْهُ ثلث رَطْل كل يَوْم بدهن الخروع زنة مثقالين قَالَ: وَإِن وجد مَعَ عرق النسا اختراق واشتعال فافصد وَإِلَّا فَلَا وخاصة إِن وجد خدرا وبردا واسقه حب المنتن والشيطرج واحقن بالحقن القوية بطبيخ أصُول قثاء الْحمار بخل ويضمد الورك. فليغريوس قَالَ إِذا أزمن هَذَا الوجع فتوانى صَاحبه بِهِ آل الْأَمر بِهِ إِلَى أَن يعرج واما الوجع

الْعَارِض فِي الظّهْر وَلَا يبلغ الْفَخْذ) والورك فَإِنَّهُ من جنسه أَيْضا وَمَتى أزمن فَعَلَيْك بالدلك الْقوي وَالْحمام وَبِالْجُمْلَةِ فليعالج بعلاج عرق النسا وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي حَالَة فِي الظّهْر أَو الورك فألزمه المحاجم والأدوية المحمرة. حنين فِي كتاب (ألف ج) الفصد: عرق النسا مَتى امْتَلَأَ دَمًا اشْتَدَّ ضربانه على صَاحبه قَالَ إِذا امْتَلَأَ عرق النسا دَمًا ضغط العصب الَّتِي إِلَى جَانِبه فَلذَلِك يوجع شَدِيدا قَالَ: فَإِن أردْت أَن يذهب الوجع الْبَتَّةَ فاكوه مَوضِع الفصد فَإِنَّهُ ملاكه. لى الْأَشْيَاء الَّتِي تدر الْبَوْل الغليظ وَالْبَوْل الدموي تستأصل وجع الورك على مَا رَأَيْت فِي كتاب جالينوس. الْيَهُودِيّ قَالَ: عرق النسا الَّذِي من دم يرم ويحمي ويحمر مَكَانَهُ ويمتلئ قَالَ والقيء نَافِع لهَؤُلَاء أَكثر من الإسهال وَإِذا أردْت إسهاله فقيئه أبدا ثمَّ أسهله ثمَّ احقنه اسْقِ من عرق النسا دهن الكلكلانج وَحب الشيطرج ومره بالحمام واحقنه بحقنة الأدهان وضع المحاجم على الفخذين من غير شَرط وامرخه بدهن الحنظل وَإِن أعيا فاكوه من الورك إِلَى الْقدَم فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يحس فِيهَا الوجع ويجتنب عضل السَّاق وَتَكون كَيَّة دقيقة عميقة فِي رَأس الْأصْبع الَّتِي تحس الوجع قد انْتهى إِلَيْهَا فَإِنَّهُ يُبرئهُ بِإِذن الله تَعَالَى وَلَا تدع الكيات تلتحم أَيَّامًا إِن شَاءَ الله وحذره الْعشَاء بِاللَّيْلِ. حقنة جَيِّدَة لعرق النسا والنقرس الْبَارِد: يُؤْخَذ ماهي زهرَة وعرق اللصف وخربق أَبيض وأسود وحرمل وصعتر نبطي وسورنجان وشحم حنظل وأشنان ومازريون وجندبادستر وسكبينج وَمر ومل مِثْقَال مِثْقَال يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال نَبِيذ حَتَّى يصير رطلا ويحقن مِنْهُ بِثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ أُوقِيَّة سمن وأوقية عسل فَإِن لم يسهله فاحقنه فِي الْيَوْم الثَّانِي بست أَوَاقٍ. ج: إِن الْعلَّة الْمُسَمَّاة عرق النسا تَبرأ فِي يَوْم بفصد عرق الرجل مَتى كَانَت الْعلَّة بِسَبَب امتلاء الْعُرُوق الَّتِي فِي الورك لَا من الْبرد وَلذَلِك صَار انْتِفَاع هَؤُلَاءِ بفصد الْعرق الَّذِي فِي بَاطِن الرّكْبَة أَكثر مِنْهُ بالصافن وَأما الْحجامَة فَلَا تكَاد تنفعهم نفعا بَينا. قَالَ ج: فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: إِنِّي قد أبرأت خلقا من عرق النسا مَرَّات بالإسهال فَقَط. إنذار من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ وجع الْوَرِكَيْنِ فظهرت بفخذه حمرَة شَدِيدَة قدر ثَلَاث أَصَابِع وَلم توجعه فاعترته حكة شَدِيدَة واشتهى مَعَ ذَلِك أكل الْبُقُول المسلوقة مَاتَ فِي الْيَوْم الْخَامِس وَالْعِشْرين. من كتاب العلامات لج قَالَ: إِذا أزمن الوجع بِهَذَا الْعُضْو اشْتَدَّ هزاله) واعتراه استطلاق الْبَطن. جورجس قَالَ: يحقن لعرق النسا بطبيخ الخفافيش ويكوى على الظّهْر تَحت الكلى كيتين وعَلى كل فَخذ كَيَّة وعَلى السَّاق بالطول كَيَّة وعَلى الرّكْبَة فِي جَانب العرقوب وعَلى أَربع أَصَابِع الرجلَيْن الصغار

أفيذيميا قَالَ: الكي على الورك ينفع عرق النسا. روفس فِي أوجاع المفاصل حقنة قَوِيَّة للنقرس والمفاصل وعرق النسا عَجِيبَة: يُؤْخَذ طبيخ الحنظل وخربق أسود وأفسنتين وشيح أرمني وقنطوريون وإيرسا ونطرون وملح وَعسل وزيت عَتيق قَلِيل وشراب اتخذ مِنْهُ حقنة واحقن قبلهَا بحقنة لينَة من نخالة وَغَيرهَا مِمَّا يغسل ويجلو ثمَّ ثنه بِهَذَا وَانْظُر فِي الْقُوَّة فَإِن هَذِه الحقنة تفرغ بِقُوَّة وَرُبمَا أفرغت الدَّم وَأمره يتحسى من غَد لَبَنًا لتسكن (ألف ج) حرقة الحقنة والحقن فِي عرق النسا خير من الإسهال ونفعها لما دون الرُّكْبَتَيْنِ قَلِيل. حنين فِي كتاب الْفُصُول قَالَ: إِن جالينوس يقلل الْفرق فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي الرجل بَين الَّتِي فِي الْجَانِب الوحشي وَهُوَ عرق النسا وَالَّذِي فِي الْجَانِب الأنسى وَهُوَ الصَّافِن لِأَن فِي التشريح: كَمَا يخرجَانِ جَمِيعًا من الْعرق الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة إِلَّا أنّا نرى بالتجربة أَن فصد عرق النسا ينفع صَاحب وجع النسا نفعا عَظِيما وفصد الصَّافِن لَا يَنْفَعهُ كثير نفع من كَانَ بِهِ وجع النسا فَكَانَ وركه تنخلع ثمَّ تعود فَإِنَّهُ قد حدثت فِيهِ رُطُوبَة مخاطية قَالَ كثيرا مَا يجْتَمع فِي المفاصل رطوبات مخاطية فتبتل بِهِ رباطات الْمفصل فتسترخي وَيخرج الْعظم لذَلِك من النقرة المركبة فِيهَا بسهولة فترجع إِلَيْهَا بسهولة وَلَيْسَ يَعْنِي بانخلاع الورك نفس الورك بل عظم الْفَخْذ الْمركب فِيهِ من اعتراه وجع فِي الورك مزمن وَكَانَ وركه تنخلع فَإِن رجله كلهَا تضمر وتعرج إِن لم تَبرأ. ج يُرِيد بِهَذَا أَن صَاحب وجع النسا الَّذِي يعرض من أجل كَثْرَة الرُّطُوبَة البلغمية فِي الورك وتنخلع فَخذه ثمَّ تعود إِلَى موضعهَا فتضمر وتنتقص فَخذه إِن لم يُبَادر إِلَى تجفيف تِلْكَ الرُّطُوبَة بالكي وَيجب أَن يكوي مفصل الورك كَيْمَا تنفذ تِلْكَ الرطوبات البلغمية وتشتد بالكي رخاوة الْجلد فِي الْموضع الَّذِي يقبل مِنْهُ الْمفصل تِلْكَ الرُّطُوبَة وتمنعه النقلَة عَن مَوْضِعه فَإِن مفصل الورك إِذا لبث مُدَّة منخلعا من كَثْرَة الرُّطُوبَة البلغمية ودام ذَلِك حدثت من قبل ذَلِك عرجة لَا محَالة وَيتبع ذَلِك ضَرُورَة إِلَّا تغتدي الرجل على مَا يجب فتضمر لذَلِك وتنقص كَمَا يعرض لسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي تعدم حركاتها الطبيعية. لى يَنْبَغِي أَن تعلم أَن هَذَا الْخلْع لَيْسَ بخلع الْأَشْيَاء الَّتِي لَهَا أَسبَاب خَارِجا لَكِن على الْبَاب الَّذِي قد وصفت فِي بَاب الْخلْع وَلذَلِك لَا يكون فِي هَذَا من) القلق والوجع مَا فِي ذَلِك. الميامر قَالَ جالينوس هَذِه الْعلَّة قد تكون كثيرا من قبل كَثْرَة الدَّم فِي الْبدن جدا وَإِذا كَانَ كَذَلِك فعلاجها يسهل ويسرع وَهُوَ فصد الْعرق الَّذِي فِي منثنى الرّكْبَة وَالَّذِي إِلَى جَانب الكعب ويعظم الضَّرَر أَن تعالج الورك بالأدوية الحريفة قبل الاستفراغ لِأَنَّهُ يَجْعَل الْعلَّة عسرة الْبُرْء من طَرِيق أَنه يجذب إِلَيْهَا أخلاطا كَثِيرَة وتتحجر بِتِلْكَ الْأَدْوِيَة أَيْضا فَتَصِير فِي حد مَا لَا تنْحَل واستفراغ الْجِسْم فِي هَذِه الْعلَّة عَظِيم بَين الْأَثر فأبدأ فِيهِ وَلَا تقتصر

على استفراغ الدَّم من الرجل بل وَمن الْيَد قبل ذَلِك وَاسْتعْمل الْقَيْء فَإِنَّهُ يمِيل الأخلاط إلأى النَّاحِيَة العلياء وَاجعَل الْقَيْء فِي أول الْأَمر بعد الطَّعَام حَتَّى يعْتَاد ويسهل ثمَّ اجْعَلْهُ بالأدوية وأبدأ بألينها ثمَّ تدرج فَإِذا لحج الْخَلْط فِي الورك لخطأ الْأَطِبَّاء فالمحجمة عَظِيمَة النَّفْع جدا والحقن القوية بِمَنْزِلَة حقنة شَحم الحنظل. ضماد يَجْعَل على الورك: كبريت رَطْل بورق رَطْل وَنصف ميويزج رَطْل وَنصف قسط نصف رَطْل عَاقِر قرحا نصف رَطْل دردي الشَّرَاب محرق رطلان تجمع هَذِه فِي الزفت الرطب مَا يكون دَوَاء قَوِيا وألزقه على الورك فِي الْوَقْت الَّذِي تحْتَاج إِلَيْهِ. ضماد نَفعه أَخذ بِالْيَدِ لعرق النسا والنقرس والمفاصل: تطبخ الحلبة بخل حَتَّى تتهرأ على نَار جمر فَإِذا طبخت نعما فَخذهَا وألق عَلَيْهَا عسلا واطبخها طبخة أُخْرَى ثمَّ أنزلهُ واسحقه نعما حَتَّى يندبق واطله على خرقَة كتَّان وألزمه الْموضع وَمَتى احتجت إِلَى رُطُوبَة فَاسْتعْمل الْخلّ الَّذِي طبخته (ألف ج) فِيهِ ويلقي من الْعَسَل مَا يُعْطِيهَا قوما يطلى على خرقَة ويشد على الْموضع ثَلَاثَة أَيَّام. ضماد قوي أنجدان سذاب بري حب الْغَار مثقالان مثقالان شَحم حنظل بورق شيح قردمانا تجمع بالزفت وَهُوَ قوي جدا وَإِن كَانَ الْبدن لينًا فَخذ كزبرة يابسة فاحرقها وادفها بدهن الْحِنَّاء واطل بِهِ الورك ثمَّ ألزمهُ هَذِه الأضمدة. لى لَيْسَ لهَذَا كَبِير معنى لِأَن تقرح الورك نَافِع جدا فِي آخر قوي: حرف دردي خل محرق بورق أَحْمَر ميويزج عَاقِر قرحا تجمع بالزفت. قَالَ اقتلع نَبَات الشيطرج وخاصة فِي الصَّيف فَإِنَّهُ أقوى وَأما إِذا جف فِي الشتَاء وَالْبرد فَإِنَّهُ أَضْعَف ودقه نعما فَإِنَّهُ عسر الدق ثمَّ أنعم سحقه مَعَ شَيْء من شَحم وَضعه على حق الورك وعَلى الرجل كلهَا فاربطه ودعه على النسا ساعتين وعَلى الرجل أَربع سَاعَات أقل شَيْء وَإِن تركت أَكثر إِن احْتمل فَهُوَ أَجود وَلَا بُد مِنْهُ ثمَّ ادخل العليل الْحمام وَلَا تمسحه بدهن وَلَا بِغَيْرِهِ) بتة فَإِذا بَدَأَ يعرق فَادْخُلْهُ الآبزن وأمسكه فَإِنَّهُ يعرض لَهُ لذع على الْأَكْثَر فَإِذا أَقَامَ قَلِيلا فِيهِ فَحل الرِّبَاط عَنهُ فِي الآبزن فَإِنَّهُ مَتى أَدخل مَحْمُولا خرج على رجلَيْهِ ثمَّ خُذ زيتا كثيرا وَشَرَابًا قَلِيلا فامسح بدنه بِهِ كُله ثمَّ اسْقِهِ من الدَّوَاء والدهن وضع على مَوضِع الْعلَّة صُوفًا خَفِيفا غَايَة الخفة ولينصرف فَإِنَّهُ علاج تَامّ لَا يحْتَاج أَن يعاود فِي الْأَكْثَر وَإِن بقيت بَقِيَّة فِي الْأَقَل فعاوده بعد عشْرين يَوْمًا لَا أقل من ذَلِك. وَقَالَ ديمقراطيس إِنَّه قد يشفي بِهَذَا العلاج جَمِيع الأدواء الَّتِي تحْتَاج لَهَا إِلَى الْأَدْوِيَة المحمرة أَعنِي ضماد الْخَرْدَل والتافسيا وَنَحْوه وَهُوَ يزْعم أَنه قد أَبْرَأ بِهِ الصداع الْعَتِيق. أرخيجانس يذكرهُ للطحال وَقد ذَكرْنَاهُ. قَالَ فِي الْعِلَل والأعراض: إِن مفصل الورك وَجَمِيع المفاصل الَّتِي تنخلع من أجل الرُّطُوبَة لَيْسَ تنخلع لِأَن الرطوية تصير فِي النقرة لَكِن لِأَن الرُّطُوبَة يطول مقَامهَا فتبل الرَّبْط وترخيها فَيصير لذَلِك الْمفصل ينخلع من أدنى حَرَكَة.

الطَّبَرِيّ قَالَ: وجع الورك يكون من فَسَاد الصَّفْرَاء وَمن كَثْرَة الْقيام فِي الشَّمْس فتجف لذَلِك رُطُوبَة الورك يكوي الْمَتْن فِي جَانب الظّهْر حَيْثُ الوجع وعَلى الفخذين أَربع كيات وعَلى الرُّكْبَتَيْنِ أَربع وعَلى كل سَاق بالطول أَربع كيات واربع فِي الكعب وَأَرْبع بَين الْخِنْصر والبنصر من الرجل. أهرن: الْقَيْء خير للورك من الإسهال وخاصة فِي الِابْتِدَاء وينفع مِنْهُ بعد فصد الأكحل فصد الْعرق الَّذِي بَين الْخِنْصر والبنصر من الرجل وَبَعض عروق الْقدَم وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْفضل حارا فِيهِ ريَاح فَإِن الفصد حِينَئِذٍ نَافِع جيد وَيطْعم الطَّعَام اللَّطِيف الْقَلِيل الفضول. ابْن ماسويه: يعرض النسا من إدمان الْجُلُوس وَالنَّوْم على غير وَطْء وَمن كَثْرَة الْجِمَاع وَمن حدث بِهِ ذُو شنطاريا برأَ مِنْهَا والكي على الورك نَافِع لَهُم. ابْن سرابيون قَالَ: وَأما (ألف ج) وجع الورك فَلِأَن الكيموس فِي القعر يجب أَن يعده لطافة وسهولة جري ثمَّ اسْتعْمل بعد ذَلِك الْأَدْوِيَة القوية الإسهال والقوية التَّحْلِيل بالضماد وَلَا تسْتَعْمل فِي تسكين أوجاع الورك فِي حَال من الْأَحْوَال الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة لِأَن هَذِه إِنَّمَا تسْتَعْمل فِي مفاصل غير هَذِه وانح نَحْو الْمَادَّة فضاد مزاجها وَمَتى اضطررت فِي حَال إِلَى اسْتِعْمَال المخدرة لشدَّة الوجع وَخَوف الغشي مِنْهُ فاخلط بهَا الجندبادستر وَسَائِر الملطفات. قَالَ: وجع الورك مرّة يحدث من دم غليظ وَمرَّة من كيموسات غَلِيظَة والحادث من ورم عَظِيم يَنْفَعهُ الفصد فَإِنَّهُ رُبمَا برأَ مَعَ الفصد بِلَا زمن وَأفضل العرقين لفصده هَذَا الْعرق العميق يَعْنِي عرق النسا لِأَن هَذَا الدَّم غائر شَدِيد الْقُوَّة وأجود مَا يكون إِن احْتمل العليل أَن يَصُوم يَوْمَيْنِ) وأمكنته الْقُوَّة ثمَّ أعْطه قَلِيلا من الْغذَاء قبل الفصد شَيْئا قَلِيلا قدر مَا لَا يغشى عَلَيْهِ وأفصده فَإِن هَذَا أَنْفَع التدابير لجذب الكيموس الغائر فَإِن كَانَ الْفضل حريفا فاسقه مَاء الْبُقُول بعد الإسهال بِمَا يشبه هَذَا وَإِن كَانَ الوجع من أخلاط غَلِيظَة فأعطه حب المنتن والشيطرج وَحب السورنجان وَحب النجاح واحقنه بحقنة منقية للثفل من النخالة والسلق والبورق ثمَّ اتبعهُ بحقنة من طبيخ القنطوريون والمقل والحنظل ودهن الناردين وَنَحْوهَا. حقنة جَيِّدَة لعرق النسا: ماهودانه وبلنجاسف وقنطوريون دَقِيق وزراوند وأصل الْكبر وخربق أسود وسورنجان وعاقر قرحا وحنظل ومازريون ولب القرطم وشبث يُؤْخَذ من مَائِهَا رَطْل بعد أَن يطْبخ الرطل مِنْهَا فِي تِسْعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل بِنَار لينَة وَخذ من هَذَا الطبيخ رطلا وَمن دهن الناردين أوقيتين فاحقنه وكمده لكَي تبقى الحقنة مُدَّة طَوِيلَة وَإِن وجد بعْدهَا لهيبا فاحقنه بعد ذَلِك بحقنة مطفئة قَالَ هَذِه الحقنة إِن طَال مكثها أخرجت رطوبات غَلِيظَة وأخلاطا دموية وَعظم نَفعهَا ويطلى على الورك هَذَا الطلاء: ورق الْغَار عشرُون درهما وعاقر قرحا خَمْسَة دَرَاهِم قسط سَبْعَة دَرَاهِم حرف أَرْبَعَة دَرَاهِم بورق ثَلَاثَة دَرَاهِم ينخل وَيُؤْخَذ زفت رومي نصف رَطْل فيذاب باوقيتين من دهن ياسمين ويخلط بِالْجَمِيعِ ويطلى على قرطاس وَيلْزم الْموضع آخر: يُؤْخَذ صوف نقي فينفع فِي دهن سذاب أَو دهن قثاء الْحمار وينثر عَلَيْهِ بورق وعاقر قرحا ورش عَلَيْهِ بخل وألزمه الْموضع فَإِن ثَبت الوجع

فعد فِي التنقية والأضمدة وَالتَّدْبِير مَرَّات بعد أَن تريحه فِي الْوسط وتسترد قوته وَلَا تسقطها والقيء نَافِع فِي هَذَا الوجع يسْتَعْمل أَولا بعد الطَّعَام حَتَّى يعتاده ويسهل ونأجزه بالأدوية الَّتِي من شَأْنهَا أَن تقيئ وأبدأ فِيهَا بأضعفها ثمَّ بالأقوى وَاحْذَرْ كل الحذر من أَن تتخلع الرمانة تفلت من موضعهَا فَإِن خفت على العليل ذَلِك فاكوه (ألف ج) على الورك فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع أَو أَرْبَعَة وَلَا تدع مَوضِع الكي أَن يلتحم سَرِيعا بل احفظه بالأدوية المفتحة الأكالة أَيَّامًا كَثِيرَة حَتَّى ينصب مِنْهَا صديد كثير فَإِذا انصب مِنْهَا صديد كَثِيرَة فَعِنْدَ ذَلِك فادملها وَفِي الْجَمِيع من التَّدْبِير فالتلطيف وأعن بِسُرْعَة الهضم وجودته وَترك التملئ والمسكر وَالْجِمَاع وَالْحَرَكَة بعد الطَّعَام. انْقَضى بَاب النقرس.

العلل والأعراض

(الدوالي وداء الْفِيل) (والرهصة إِذا حدثت فِي هَذِه قُرُوح فَاسْتَعِنْ بِبَاب البلخية) قَالَ ج فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: الْعُرُوق الَّتِي تغلط وتتسع فِي السَّاقَيْن والخصيتين تقطع وتسل وتستأصل. 3 - (الْعِلَل والأعراض) الْعُرُوق الَّتِي تسمى فرسوس تسل وَتخرج عَن الْبدن. لى يَنْبَغِي أَن يشق اللَّحْم حَتَّى تظهر الدالية ثمَّ يدْخل المجس تحتهَا وتسل ثمَّ تشق بالطول شقا وَاسِعًا وَإِيَّاك وَالْعرض والتأريب واتركه حَتَّى يسيل مَا فِيهِ من الدَّم أجمع فَإِذا سَالَ فالو المجس حَتَّى ينجر مَا امكن ثمَّ ابتراه وَمَا أمكنك أَن تسله بالكي بعد البتر فَهُوَ أَجود وَكَذَلِكَ فافعل بشريان الصدغين. لى يجب أَن يفصد صَاحب الدوالي من يَدَيْهِ أَولا الباسليق وتسقيه بعد مَا تخرج السَّوْدَاء مَرَّات ثمَّ تفصده الْعُرُوق أجمع ودعه يسيل كل مَا فِيهَا ثمَّ تتعاهد نفض بدنه من الْخط الْأسود فِي كل قَلِيل وَيتْرك الأغذية والأشربة الْمُغَلَّظَة للدم والمكثرة لَهُ جملَة وَالْمَشْي لَهُ جملَة ردي ويروض أعضاؤه الْعليا فَإِن عاوده مَعَ هَذَا التَّدْبِير فسلها وَإِذا سللت الدوالي فَلَا تدع تعاهد الْبدن بالفصد وتفض الْخَلْط الْأسود فِي كل قَلِيل وَإِلَّا خيف عَلَيْهِ أمراض ردية من الْمرة السَّوْدَاء. قَالَ: دَاء الْفِيل والدوالي تكون من الْخَلْط الْأسود فَإِذا لم تكن مَعَه حرارة وَلم تكن مفرط الرِّدَاء شَدِيد الْميل إِلَى السوَاد الْخَالِص يعرض من هَذَا دَاء الْفِيل الَّذِي لَونه إِلَى الْحمرَة وَإِذا طَال مكثه أسود لَونه. قَالَ: وَقد عرض لكثير من النَّاس لما أقلعت عَنْهُم الدوالي المالنخوليا. لى إِذا قطعت دالية أَو بواسير فتعاهد بعد ذَلِك فصد الباسليق وإسهال السَّوْدَاء وَترك الأغذية السوداوية قَالَ: من النَّاس من يكثر فِيهِ الدَّم الْجيد الصَّحِيح فَيصير بِهِ دوالي فِي ساقية وبطنه لِأَن هَذِه الْعُرُوق أَضْعَف من الطَّبْع وَلَيْسَت دوالي ردية وَلَا يعرض من قلعهَا مالنخوليا. لى أعرف هَذَا من لون الْجِسْم ولون هَذِه الدوالي وعالجهم بالفصد فَقَط. ج (فِي كتاب الْمرة السَّوْدَاء) إِن رجلا سلت لَهُ دوالي فعسر الالتحام لجرحه سنة بالأدوية فَبعد سنة صَار إِلَى معلمي ففصده فَلَمَّا رأى الدَّم أسود كثيرا أخرج لَهُ مِنْهُ شَيْئا كثيرا وَأخرج لَهُ أَيْضا فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث وَالرَّابِع ثمَّ أسهله ثَلَاث مَرَّات بِشَيْء يخرج السَّوْدَاء ثمَّ عالج القرحة فبرئت بِأَهْوَن لى إِذا حدث فِي دَاء الْفِيل والدوالي قُرُوح فَهَذَا علاجها وعلاج البلخية. من كتاب العلامات (ألف ج) قَالَ: الدوالي تعرض فِي السَّاقَيْن فِي الْأَكْثَر وَقد تعرض فِي الْبَطن. السَّادِسَة من

التشريح الْكَبِير قَالَ: اسْتعْمل فِيهِ صنارات كَمَا يسْتَعْمل فِي الدوالي فَإِن الدوالي تعلق بصنانير وتشال ثمَّ ترْبط وتسل أَو تقطع. أبقراط فِي الرَّابِعَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا: إِذا حدثت فِي الْبَيْضَة الْيُمْنَى أَو فِي السَّاق الْيُسْرَى حدثت رقة الصَّوْت وأبرأه وَلم يحققه جالينوس. الْيَهُودِيّ قَالَ: قد تصيب بعض النَّاس رهصة من أَن يطَأ على حجر أَو شَيْء صلب فَيَمُوت الدَّم فعبد ثَلَاث سَاعَات وَنَحْوهَا يُصِيبهُ وجع شَدِيد يشْتَد يَوْمًا فيوما فاكوه بِالذَّهَب الْأَحْمَر كيا شَدِيدا حَتَّى يخرج الدَّم مِنْهُ وَيجْرِي. أهرن قَالَ: الدوالي وداء الْفِيل يتولدان من كَثْرَة الشَّحْم. الاختصارات: دَاء الْفِيل لَا يبرأ لِأَنَّهُ سرطاني مِنْهُ مادته وَلَا ينْتَفع بِهِ إِلَّا بِقِطْعَة إِن أمكن من الأَصْل. أشليمن قَالَ: ينفع من دَاء الْفِيل فصد السَّاقَيْن فِي الصَّافِن ودوام النفض بِمَا يسهل السَّوْدَاء وينفع مِنْهُ نفعا بَينا أَن يشرب مِنْهُ كل يَوْم نصف مِثْقَال من إيارج فيقرا أَو يطلى الْمَكَان بِزَيْت قد طبخ فِيهِ شبت ورماد الكرنب دَائِما أَو تدق الطرفاء الْيَابِسَة وتدهن الرجل بِزَيْت وتذره عَلَيْهِ وَيصب عَلَيْهِ مَاء الترمس الْمَطْبُوخ نعما إِن شَاءَ الله أنطيلس قَالَ: صَاحب القرسوس أَدخل صَاحبه الْحمام ويربط ذَلِك الْعُضْو الَّذِي هُوَ فِيهِ ليشتد ظُهُوره ثمَّ يشق اللَّحْم عَنهُ ويعلق بصنانير ويفصد ويسيل مَا فِيهِ ثمَّ يدْخل الْميل تَحْتَهُ ويلوي أَيْضا أبدا حَتَّى يَنْقَطِع ويسيل مِنْهُ مَا أمكن. الْمقَالة الأولى من كتاب الأخلاط قَالَ: إِذا مَالَتْ مَادَّة إِلَى إِحْدَى الرجلَيْن فَإِنِّي أفصد الباسليق من الْيَد الْمُقَابلَة ثمَّ أَضَع عَلَيْهَا الأطلية الْمَانِعَة وأعصبها من أَسْفَل إِلَى فَوق من الكعب إِلَى الأربية وَأَجْعَل أَشد الرِّبَاط فِي الِابْتِدَاء وأضع على الرجل الْأُخْرَى المسخنة لكَي أجتذب) الْمَادَّة. لى فَإِن كَانَ فِي الرجلَيْن فصد الباسليقان وربطا جَمِيعًا وَاسْتعْمل الْقَيْء. قَالَ: وَإِن أزمن فصد الصافتان ليخرج مَا أرتبك ويدام نفض الْبدن بالقيء مَتى كَانَ الدَّاء قريب الْعَهْد وَكَانَ أَبيض اللَّوْن وَفِي بعض الْأَحَايِين بِمَا يخرج البلغم بفوة ويلطف التَّدْبِير فَإِن كَانَ مزمنا وَكَانَ الْخَلْط أسود فَإِنَّهُ يجب أَن يكثر الإسهال بالأفتيمون وتواتره وَيجْعَل الأغذية لَطِيفَة رقيقَة ويديم فصد الباسليق ويضمد ويعصب وَإِن كَانَت دوالي سلت وَهَذَا جملَة علاج دَاء الْفِيل وَإِذا كَانَ الدَّاء مزمنا فيستعمل الطلاء بالأشياء المحللة أَيْضا حينا وحينا. لى الرهصة: تضمد عندنَا فِي المارستان بجوز السرو والمغاث مسحوقين بشراب د: القطران أَن لعق أَو لطخ نفع من بِهِ دَاء الْفِيل. لى الدوالي الْحمر الجيدة إِن علظ أمرهَا فأفصد وَأَقل الْغذَاء وَأما الدوالي الردية فالأحزم لمن يتَوَلَّد فِيهِ وَلَا يُمكنهُ التفرغ لنَفسِهِ أَن يسلها لَكِن أفصدها وأسل من دَمهَا واعصرها لتَكون قد أَمْسَكت فعل الطبيعة فِي أَصْحَاب البواسير الْمرة السَّوْدَاء.

جوامع العلل والأعراض

3 - (دَاء الْفِيل) مَا دَامَ مبتدئا يمنعهُ من الزِّيَادَة إسهال السَّوْدَاء الْمُتَوَاتر فَإِذا استحكم فَلَا برْء لَهُ كالسرطان إِلَّا أَن يقطع أَصله كُله. لى علاج تورم السَّاقَيْن وَابْتِدَاء دَاء الْفِيل: أفصد إِن رَأَيْت فِيهِ حمى ووجعا وَإِلَّا فَاسْتعْمل الْقَيْء ولطف (ألف ج) التَّدْبِير فَإِذا علمت أَنَّك قد استفرغت الْبدن فافصد الدالية أَو الصَّافِن ولتكن أبدا مشدودة من الكعب إِلَى الرّكْبَة وخاصة عِنْد الْحَرَكَة وَاسْتعْمل فِيهِ إِن احتجت إِلَى التَّحْلِيل والتليين أَن تحلل بدقيق الباقلي والترمس ورماد الكرنب والنطرون والدوسر وبعر الماعز ودقيق الحلبة وبزر الْكَتَّان والشبث وبزر الفجل وبزر الجرجير والكرنب وَالزَّيْت الْعَتِيق وَنَحْوهَا يلين حينا ويطلى بِهَذَا الدَّوَاء وَبِمَا يحلل الْخَنَازِير والورم الرخو حينا إِلَى أَن يتَحَلَّل كُله إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَهَذَا الدَّاء يعرض فِي الْأَكْثَر بعقب مرض حَار تصير مادته إِلَى هَهُنَا وَيبقى وَلَا يتَحَلَّل وَقد يعرض ابْتِدَاء على طَرِيق أوجاع المفاصل إِلَّا أَن الْفرق فِيمَا بَينهمَا أَن الغلظ يكون فِيمَا بَين المفصلين من الْعُضْو لَا فِي الْمفصل نَفسه وَكَانَ بِرَجُل هَذَا لَا أَنه أَبيض فَكَانَ ينْتَفع بحب الماهياني وَهُوَ حب فِيهِ شَحم حنظل واشياء جاذبة للبلغم وَإِذا كَانَ أسود فَعَلَيْك بِمَا يجذب الْخَلْط الْأسود وَاعْلَم بِالْجُمْلَةِ أَنه دَاء عسر الْبُرْء جدا لَا يكَاد يبرا لَكِن) إِن تعاهد صَاحبه النفض والقيء خَاصَّة لم يزدْ وَبَقِي عمره كُله لَا يزِيد شدَّة مَتى أَرَادَ التَّعَب. الْمَوْت السَّرِيع: الساقان اللَّتَان ينحدر إِلَيْهِمَا الكيموس برؤهما عسير لَا تبرءان الْبَتَّةَ. لى فِي خلال كَلَامه: إِن الْمَادَّة الَّتِي نزلت على طَرِيق البحران إِلَى السَّاق وَكَانَت كَثِيرَة حَتَّى عفن الْعُضْو لَا تَبرأ وَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك فكم بالحري أَن يكون غَيره مِمَّا حدث أبدأ لَا يبرأ وَجُمْلَة فاعمل من هَذَا على أَلا يزِيد وملاكه الْقَيْء بعد الإسهال والشد وجذب الْمَادَّة إلأى الرجل الْأُخْرَى. 3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض) إِذا قطعت الدوالي هزل الْعُضْو من أجل أَنه بعيد عَن طَرِيق الْغذَاء. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الْوَالِي تحْتَاج أَن تقطع ويستأصل مَوضِع الْعلَّة وتسل مَعَه عروقه الواسعة وتقطع كلهَا وَإِذا لم يكن عَظِيما فليسل الْعرق فَقَط. لى أخْبرت أَنه قد برأت غير مرّة بفصدها وإفراغ مَا فِيهَا وَأرى أَنه يَنْبَغِي أَن تفصد أَولا ويسل مَا فِيهَا بعد الفصد من فَوق مَرَّات فَإِذا ضمرت وسال مَا فِيهَا أجمع تبرت وعلق الرجل أَيَّامًا وَاسْتعْمل بعد ذَلِك دَائِما إِخْرَاج الدَّم من الْيَد وَإِخْرَاج السَّوْدَاء بالإسهال وَمَتى عَاد فأعد وارتك الْمَشْي الْبَتَّةَ شهورا إِلَى أَن يبرأ ويستحكم. الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: يحدث فِي أسافل الْجِسْم الدَّم السوداوي لِأَن رسوبة يكون بالطبع إِلَى هُنَاكَ. قَالَ فِي الْمرة السَّوْدَاء: إِذا تطاولت هَذِه الْعلَّة أسود الْجلد فِي مَوضِع هَذِه الْعُرُوق وَيكون من الطبيعة ينقى الْجِسْم من الْفضل الْأسود وَكَثِيرًا مَا تتسع هَذِه وَلَا ينصب فِيهَا دَامَ أسود لَكِن يكون الدَّم أَحْمَر وَذَلِكَ يكون لسعة هَذِه وضعفها وَمثل هَذِه الْعُرُوق كثيرا مَا يشرف صَاحبهَا مِنْهَا على الْوُقُوع فِي المالنخوليا إِذا كَانَ مَا فِيهَا كيموسا

أسود وَقَالَ: إِن قرسوس قلع فِي بعض القروح فطالت (ألف ج) مُدَّة برئه بالمراهم وَلم يبرأ حَتَّى عولج بعد سنة بِأَن فصد من يَدَيْهِ فَلَمَّا كَانَ أسود ثني لَهُ وَثلث وَربع إِلَى الْيَوْم الثَّالِث وَالرَّابِع وأسهل مَرَّات بِمَا يخرج الكيموس الْأسود وغذي بأغذية جَيِّدَة الدَّم فيبرئ بِسُرْعَة بعد ذَلِك بالمراهم. لى على مَا رَأَيْت فِي أبيذيميا: من كَانَ طحاله رديا ممتلئا دَمًا سوداويا فكثرة الْمَشْي يعقبه إِمَّا د: القطران مَتى لعق ولطخ بِهِ نفع من دَاء الْفِيل. زقال فِي الْعِلَل والأعراض: إِنَّه إِن قطعت اللهاة أَو سلت الْعُرُوق الْمُسَمَّاة قرسوس قَالَ ذَلِك يكون مَرضا من نُقْصَان وَفِي هَذِه أَن مَحل سل هَذِه مَحل سل الأصداغ وَقطع اللهاة وَنَحْوهَا مِمَّا لَا خطر فِيهِ.) إنطليس: الْوَالِي تشق وتعصر ثمَّ يشق موضعهَا وتسل أجمع ثمَّ تعالج بِمَا يلحم مَاء الْجُبْن يصلح أَن يسهل بِهِ اصحاب دَاء الْفِيل لأَنهم لَا يحْتَملُونَ الإسهال بدواء حاد. ج: لِسَان الْحمل ينفع من دَاء الْفِيل إِذا ضمد بِهِ وَقَالَ د: مرَارَة التيس إِذا لطخ بهَا دَاء الْفِيل ذهبت بالزيادات الْعَارِضَة فِي مَوضِع الورم. وَقَالَ: ورق الفودنج مَتى شرب وَشرب بعده مَاء الْجُبْن أَيَّامًا نفع من دَاء الْفِيل يشرب على نَحْو مَا يشرب مَاء الْجُبْن أَيَّامًا مُتَوَالِيَة لحم الْقُنْفُذ الْبري مَتى شرب وَهُوَ مملح بسكنجبين نفع من دَاء الْفِيل. القطران إِذا لعق أَو لطخ بِهِ نفع من دَاء الْفِيل. من كناش أشليمن: أفصد الصَّافِن وليدم الإيارج وَمَا ينْقض السَّوْدَاء ويلطف وَيمْتَنع من الْمَشْي وينفع مِنْهُ نفعا عَظِيما مَتى شرب كل يَوْم نصف مِثْقَال إيارج فيقرا ويطلي على الْموضع بِزَيْت ورماد الكرنب دَائِما أَو يدهن بِزَيْت ويذر عَلَيْهِ الطرفاء مسحوقة فَإِنَّهُ جيد جدا وَأما الترمس فَمَتَى طلى عَلَيْهِ فَإِنَّهُ جيد. فِي الْمرة السَّوْدَاء قَالَ: دَاء الْفِيل إِذا كَانَ الكيموس السوداوي لَيْسَ بمفرط الرِّدَاء كَانَ مخالطا للدم فَدَفَعته الطبيعة لتنقي الدَّم لِأَن الطبيعة تحب تنقية الدَّم دَائِما كَانَ مِنْهُ دَاء الْفِيل الَّذِي لَونه مائل إِلَى الْحمرَة إِلَّا أَنه يسود مَتى طَال مكثه قَالَ: وَهَذَا ينفع مِنْهُ الفصد وإسهال السَّوْدَاء نفعا عَظِيما فِي الْغَايَة. فِي الْعُرُوق الْمَدِينَة من كتاب العلامات قَالَ: تعرض تَحت الْجلد تنساب كَمَا تنساب الْحَيَّة وَجل مَا يعرض فِي السَّاقَيْن وَفِي الْقطن وَفِي الْجنب ويعرض الصاحبه مِنْهُ حكة قَالَ: وَنحن نقُول إِنَّه يعرض من فَسَاد العصب وَلذَلِك يطن الظَّان أَنه يَتَحَرَّك. الْيَهُودِيّ: تكون الْعُرُوق الْمَدِينَة من جفاف الدَّم فَإِن كَانَ مَعَ حِدة كَانَ مؤلما حارا جدا وَيَنْبَغِي أَن يحترس مِنْهُ بترطيب الْجِسْم وفصد الصَّافِن والأكحل وَشرب الهليلج والترطيب فَمَتَى صَارَت الْحَيَّات لم يكن لَهَا علاج إِلَّا إخْرَاجهَا. بولس قَالَ: يتَوَلَّد بِالْهِنْدِ ومصر يعرض فِي الْأَعْضَاء العضلية مثل المعصمين والساقين والفخذين وَأما فِي الصّبيان فقد يعرض فِي الجنبين وَكَونهَا تَحت الْجلد وتتحرك حَرَكَة بَينه

حَتَّى إِذا أزمنت ينتفخ الْموضع الَّذِي يكون فِيهِ طرف هَذَا الْعرق وينفتح الْجلد وَيخرج مِنْهُ طرف الْعرق فَإِن مد عرضت عَنهُ أوجاع شَدِيدَة وخاصة إِن انْقَطع وَلذَلِك يعلق بعض النَّاس (ألف ج) بطرفه رصاصة وتلفه عَلَيْهَا لِئَلَّا يَنْقَطِع وَيخرج مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا بثفل الرصاص حَتَّى يخرج عَن) آخِره وَيسْقط ويعصر الْعُضْو وينطل بِالْمَاءِ الْحَار ليسهل خُرُوجه ثمَّ يرفع بالأصابع قَلِيلا قَلِيلا يمسح وَيخرج قَالَ: فَإِن انْقَطع أَو لم يخرج بط حَتَّى يُوصل إِلَيْهِ وَيخرج ثمَّ يعالج بعلاج الْجِرَاحَات. الاختصارات قَالَ: قد يكون فِي الْبلدَانِ الحارة وبشرب الْمِيَاه الردية وَيكون من بلغم حَار يحتد قَالَ: إِذا بدأت فضمد الْموضع وَبرد جهدك بالصندلين والكافور وَنَحْوهمَا مِمَّا يطلى بِهِ فَإِن ظَهرت رؤوسها فلتجذب بِرِفْق لِئَلَّا تَنْقَطِع وأربطها فِي قطعه أسرب وَتلف كل يَوْم مَا يخرج مِنْهُ ويسهل خُرُوجه المَاء الفاتر فَإِذا أخرجته أجمع فعالج الْموضع بالمرهم الْبَارِد كمرهم الإسفيذاج وَإِن انْقَطع فَإِن كَانَ فِي مَوضِع يُمكن بطه فبطه فَإِنَّهُ يُولد ورماه وعفنا وَأخرجه وعالجه وَمَتى لم يكن بطة فعفنه بالسمن إِلَى أَن يعقن مَا فِيهِ وَيخرج وعالجه وَمَتى لم يُمكن بطه فعفنه بالسمن إِلَى أَن يعفن مَا فِيهِ وَيخرج واجتنب الْأَدْوِيَة الحارة فِي هَذِه الْعلَّة فَإِنَّهَا تحدد الدَّاء وَتُؤَدِّي إِلَى الآكلة. لى رَأَيْت فِي المارستان شَيْئا انْقَطع فبططناه وَلم نلتفت إِلَى طلب الْعرق لَكِن فتقنا الْجرْح بالإصبع فتقا نعما فعالجناه فبرأ برءا تَاما. ابْن ماسويه قَالَ: اطل على ورم الْعرق الْمدنِي بالأشياء المبردة قبل خُرُوجه وسرح عَلَيْهِ العلق واطله بدقيق الشّعير والرجلة ودهن الْورْد وعنب الثَّعْلَب والكزبرة أَو لطخه باعتدال بالصندل وبزر قطونا والمر وَاللَّبن الحليب أَو اصل الورم بِالصبرِ والكافور إِلَى الْبَطن فَإِن كَانَ شتاء فضمده بالخمير وَالسمن إِلَى أَن يعفن مَا فِيهِ واجتنب الْأَدْوِيَة الحارة فِي هَذِه الْعلَّة يبرأ إِن شَاءَ الله. 3 (من اختيارات حنين) إِذا تنفط مَوضِع الْعرق الْمدنِي وابتدأ يخرج فَاشْرَبْ لَهُ أول يَوْم نصف دِرْهَم من الصَّبْر وَفِي الْيَوْم الثَّانِي زنة دِرْهَم وَفِي الثَّالِث دِرْهَمَيْنِ فَإِنَّهُ يَمُوت وَيبْطل أَذَاهُ واطل على مَوْضِعه لزوجة الصَّبْر الرطب: تشق الورقة وَتُؤْخَذ اللزوجة الَّتِي فِي بَاطِنهَا فتطلى عَلَيْهِ فَيَمُوت ويسكن جَمِيع ألمه مجرب جيد يحول إِلَيْهِ مَا فِي كناش جورجس. لى خبرني ابْن عَم الْحُسَيْن بن عدويه إِنَّه كَانَ يتَأَذَّى بالعرق الْمدنِي وبطه غير مرّة ثمَّ أَن رجلا من أهل الْحجاز علمه أَن يَأْخُذ نصف دِرْهَم من الصَّبْر ثَلَاثَة أَيَّام فَفعل ذَلِك فَبَطل أَذَاهُ وَلم يخرج فِي ذَلِك الْوَقْت وَلَا بعده إِلَى هَذِه الْغَايَة شَيْء وَهَذَا الرجل محرور وَاسع الْعُرُوق أزب عضل. لى رَأَيْت الْعرق الْمدنِي لَا يكَاد يخرج بالأبدان الرّطبَة اللَّحْم وَإِنَّمَا يخرج بالعضلة والنحيفة وَلَا بِمن أدمن الاستحمام وَالدُّخُول فِي المَاء وَشرب الشَّرَاب والتوسع فِي الأغذية وَمِمَّا قد أَجمعُوا عَلَيْهِ أَنه أَن ذَلِك مَا وَرَاء الْموضع الَّذِي قد خرج فِيهِ بالثلج بعد قَلِيلا قَلِيلا وأدمن الدَّلْك وَالْمدّ خرج كُله. وَقد قيل: إِنَّه إِذا طلب من خَلفه إِلَى أَكثر مَا يُمكن ثمَّ شقّ عَنهُ وَأدْخل تَحْتَهُ الْميل وَرفع على عضل الصدغ وَمسح الْموضع ودلك (ألف ج) بالثلج قَلِيلا قَلِيلا وَمد خرج كُله فِي سَاعَة. قَالَ وَيجب أَيْضا إِذا رَأَيْت عَلَامَات الْعرق قبل أَن يظْهر الرَّأْس أَن تعالجه بِهَذَا العلاج فَإِنَّهُ مَا لم يطلّ بِهِ الزَّمَان لَا يكون لَهُ كَبِير طول وَلَا يزِيد على ذِرَاع لَا شَيْئا قَلِيلا وَكَثِيرًا مَا يكون أَصْغَر مِنْهُ وَأما إِذا طَال فكثيرا مَا يكون الْإِنْسَان فِيهِ أشهرا وَيكون طَويلا جدا.

قسطا فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ: يحدث فِي الْبِلَاد اللطيفة الْهَوَاء الحارة وَفِي الْأَبدَان الرّطبَة المترفة إِذا انْتَقَلت إِلَيْهَا أَو كَانَت فِيهَا فقد تولد فِي الْمُوفق عِنْد مقَامه بِمَكَّة قَالَ: وَقد رَأَيْت بسامري رجلا تولد فِي بدنه أَرْبَعُونَ عرقا وتخلص من جَمِيعهَا قَالَ: فِي أول ابْتِدَائه يَنْبَغِي أَن يمرخ بدهن الخيري أَو الزنبق أَو البان حَتَّى يسهل خُرُوجه وبروزه عَن الْجِسْم ثمَّ يحفظ لِئَلَّا يَنْقَطِع وَينْتَفع بحب القوقايا. فِي الْأَعْضَاء الألمة قَالَ ج: لَيْسَ يمكنني أَن أتفكر فِيهَا فكرة صَحِيحَة لِأَنِّي لم أرها قطّ. من كتاب مَجْهُول قَالَ: يكون من دم غليظ لزج وَالْفَاعِل لَهُ الْحَرَارَة المفرطة ويستطيل لطول الْعرق الَّذِي يكون فِيهِ حَتَّى يتشكل بشكله ويعرض من الْحَرَارَة الْيَابِسَة وَمن الأغذية الْيَابِسَة القليلة كالدخن وَنَحْوه ويعالج باخراج الدَّم من الْعُضْو الَّذِي فِيهِ والاسهال بالاهليلج والأطعمة المرطبة والفراريج وَيُوضَع على الْعرق نَفسه الأسفيوس ودقيق الشّعير) والخطمى ودهن البنفسج والنيلوفر لتليين العضلة وسلها واستخرجها بِرِفْق وبسهولة بعد تنقية الْبدن. بولس: يتَوَلَّد فِي بِلَاد الْهِنْد وأعالي مصر وَفِي الْأَعْضَاء العضلية كالمعصمين والفخذين والساقين وَقد يتَوَلَّد فِي الصّبيان فِي الجنبين وَلها تَحت الْجلد حَرَكَة حَتَّى اذا أزمنت ينتفخ الْموضع الَّذِي فِيهِ طرف هَذَا الْعرق وينفتح الْجلد فَيجب ان لَا يقطع فانه يعرض عَنهُ اوجاع شَدِيدَة بل يسخن الْموضع بِمَاء حَار ويمدد بالأصابع بعد مَسحه قَلِيلا قَلِيلا والنطول بِمَاء حَار وَقد أجمع على ذَلِك جَمِيع أَصْحَاب الْجِرَاحَات وَقد تسْتَعْمل فِيهِ الأضمدة الَّتِي تعْمل بالعسل وَالْمَاء الْحَار ودقيق الْحِنْطَة وَالشعِير وَيصْلح فِيهَا المراهم الَّتِي تعْمل بحب الْغَار وَالَّتِي تعْمل بالعسل فان هَذِه الأشياءتميت هَذَا الْعرق ويسقطه فان لم ينفتح وَيسْقط فشق الْعرق حَتَّى تكشفه وانزعه ثمَّ عالج الْموضع بالفتل وَسَائِر علاج الْجِرَاحَات. وَقَالَ فِي جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: انما يتكون فِي تجويف الْعُرُوق. حنين فِي كتاب الفصد: انه يجب ان يبرد يبزر قطونا وَنَحْوه فاذا انْتهى فمرهم باسليقون جيد لَهُ. أَبُو جريج: مرهم الزفت انفع مَا يكون للعرق الْمدنِي. من اختيارات الْكِنْدِيّ قَالَ: اذا تنفط الْموضع وَبَدَأَ يخرج من الْجَسَد فَاشْرَبْ لَهُ اول يَوْم نصف دِرْهَم من الصَّبْر وَفِي الْيَوْم الثَّانِي درهما وَفِي الْيَوْم الثَّالِث درهما فانه يبطل اذاه الْبَتَّةَ وَيَمُوت وتطلى على مَوْضِعه لزوجة الصَّبْر: تشق الورقة وَتُؤْخَذ اللزوجة الَّتِي فِي بَاطِنهَا فتطلى عَلَيْهِ فانه يَمُوت ويسكن اذاه هَذَا مجرب (الورم الْمُسَمّى سقيروس) (والأورام الصلبة السوداوية والبلغمية خلا السرطان فِي اللَّحْم والعضل الَّذِي) (يخرج فِي المفاصل فَيمْنَع انقباضها وانبساطها يَنْبَغِي أَن يحول إِلَيْهِ.) من الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء من كتاب العلامات قَالَ: سيقروس روم جاس لَا

وجع مَعَه لَونه لون الْجَسَد ممتد شَدِيد فَوْقه شعر يشبه الزغب يتواقع مِنْهُ سَرِيعا وَلَيْسَ لَهُ برْء الْبَتَّةَ وَقد يكون ورم أَحْمَر يُسمى فولوس وَهُوَ صلب أملس بلون الْجَسَد وَرُبمَا انْتقل من عُضْو إِلَى عُضْو هَهُنَا ضرب آخر لَا ينْتَقل وَهُوَ يشبه الْعظم فِي صلابته إِلَّا أَن لَونه لون الْجَسَد وَإِذا وَقع هَذَا الورم فِي مجْرى سَده لم يبرأ الْبَتَّةَ. من الْغَلَط الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: الورم الْمُسَمّى سقيروس نَوْعَانِ يَشْتَرِكَانِ جَمِيعًا فِي أَنَّهُمَا جَمِيعًا صلبان وَفِي أَنَّهُمَا يحدثان من أول الْأَمر وَقد يلحقان أَيْضا الفلغموني والسوداوي أسود اللَّوْن. الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة: الورم الصلب الَّذِي لَا حس لَهُ يتَوَلَّد من خلط غليظ بَارِد إِمَّا من السَّوْدَاء الَّتِي لَا رداءة مَعهَا وَإِمَّا من بلغم قد صلب صلابة كَثِيرَة والأورام الصلبة كلهَا لَا تَخْلُو من أَن تكون سوداوية أَو بلغمية أَو مركبة مِنْهُمَا والورم الْحَادِث من البلغم الَّذِي قد يبس جف كثيرا مَا يحدث فِي رُؤُوس العضل والوترات وَهُوَ يعالج بالأدوية الملينة فاما الورم السوداوي فَإِنَّهُ من جنس السرطان فَهُوَ لذَلِك ينفر ويهيج بالأدوية الملينة. لى هَذَا إِذا كَانَ خلطه حارا رديا وَانْظُر أبدأ فِي الورم الصلب السوداوي إِلَى مِقْدَار حرارته باللمس وَهل فِيهِ ضَرْبَان وَهل حواليه عروق فَبِهَذَا الْمِقْدَار يكون قربه من السرطان وَهَذِه هِيَ الَّتِي لَا تنفر من الْأَدْوِيَة الَّتِي يلها حرارة ولذع مَا. بولس: سقيروس المستحكم لَا حس لَهُ الْبَتَّةَ وَلَا الْبُرْء وَأما الآخر فعسير الْحس عسير الْبُرْء وَذَلِكَ أَنه يكون من خلط غليظ يتشبث بالعضو وَقد يحدث أَولا وَيحدث عَن الأورام الحارة إِذا بردت فَوق الْمِقْدَار وَلَا يَنْبَغِي أَن يحمل عَلَيْهِ بالمحللات لِأَنَّهُ ينقص مِنْهُ فِي زمن قَلِيل مِقْدَار كثير إِلَّا أَن الَّذِي يبْقى مِنْهُ يتحجر وَلَكِن ليحلل حينا ويلين حينا ويلين بمخاخ الأيل والعجل والشحوم شحوم الْجَوَارِح كالأسد وَالنُّمُور والدببة والنسر وشحوم الطير بالأشج والمقل والميعة السائلة والمصطكى مُفْردَة ومركبة فَإِن كَانَ سقيروس فِي رُؤُوس العضل والرباطات فليحم حجر مرقشيثا إِن وجد وَإِلَّا فَغَيره ثمَّ رش عَلَيْهِ خل خمر فائق ويمسك الْعُضْو على بخاره ويردد عَلَيْهِ مَلِيًّا ثمَّ يطلى بالأدوية الملينة ولينطل بالدهن كل يَوْم وَيكون حارا قد طبخ فِيهِ أصل قثاؤ الْحمار وأصل الخطمي) وليمنعوا من الْحمام والإدمان عَلَيْهِ. لى ينظر فِي هَذَا وَقد ذهب عِنْدِي إِلَى أَن الْحمام يحلل شَيْئا ويصلب الْبَاقِي ولرداءته للعصب قَالَ: حَتَّى إِذا بدا (ألف ج) الاسقيوروس يلين يداف أشج بخل قوي فائق الحموضة ويطلى بِهِ أَيَّامًا كَثِيرَة ثمَّ يضمد بالدواء الملين وَيجْعَل مَعَه جاوشير وقنة دسمة وَسَائِر الأضمدة الَّتِي تحل الْخَنَازِير. ج إِلَى أغلوقن: هَذَا الورم مَتى كَانَ خَالِصا كَانَ مَعَ صلابته عديم الْحس أصلا وَمَتى لم يكن خَالِصا فَلَا يكون عديم الْحس لكنه يكون قَلِيل الْحس لَا محَالة فَمَا كَانَ مِنْهُ عديم الْحس فَلَا برْء لَهُ وَمَا كَانَ قَلِيل الْحس فَإِنَّهُ يبرأ لكنه يعسر لِأَنَّهُ يكون من خلط غليظ فيرسخ فِي الْعُضْو ويعسر تَحْلِيله لذَلِك وَرُبمَا ابْتَدَأَ هَذَا الورم ابْتَدَأَ هَذَا الورم قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يزِيد حَتَّى

يستحكم وَرُبمَا عمله الْأَطِبَّاء بِسوء تدبيرهم الورم الْحَار لشدَّة تبريدهم لَهُ وَإِن كَانَ اسْتعْمل فِي هَذَا الورم الْأَدْوِيَة المقوية المحللة نقصت فِي أول الْأَمر نقصا كثيرا إِلَّا أَنه تبقى مِنْهُ بَقِيَّة متحجرة لَا تتحلل الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يتَحَلَّل مَا لطف مِنْهُ ويتحجر الْبَاقِي فَلذَلِك يجب أَن تكون أدويته حارة قَلِيلا وَفِيه رُطُوبَة قَليلَة لِأَن الْكَثِيرَة الرُّطُوبَة لَا تحلل أصلا والقليلة الرُّطُوبَة تجفف تجفيفا أَشد مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَهَذِه هِيَ الْأَدْوِيَة الملينة والأمخاخ والشحوم والمقدم على جَمِيعهَا مخ الأيل ويتلوه مخ الْعجل وَمن الشحوم شَحم البط من جَمِيع الشحوم الَّتِي للطير وَمن الآخر شَحم الْأسد والنمر والدب والثور وَيَتْلُو شَحم البط شَحم الدَّجَاج قَالَ: وَقد عَالَجت صَبيا كَانَ بِهِ ورم صلب فِي فَخذه بالدهن اللَّطِيف الَّذِي لَا قبض مَعَه ومنعته الدُّخُول إِلَى الْحمام وَبعد النطول كنت أضمده بالأمخاخ والشحووم فَكنت أخلط مَعهَا شَيْئا من الْمقل الصّقليّ والمصطكى الْمصْرِيّ والأشق اللين الحَدِيث واللعبة اللينة فَلَمَّا لينت الورم بذلك مُدَّة أذبت أَلين مَا قدرت عَلَيْهِ من الأشق بأثقف مَا يكون من الْخلّ وطليته على الْفَخْذ بجلد ثَوْر وَجعلت أخلط مَعَه فِي الْأَيَّام شَيْئا من جاوشير أَلين مَا يكون وَهُوَ أحدثه وَأمرت الْغُلَام أَن يحجل على الرجل الصَّحِيحَة كَيْمَا ينبعث الْغذَاء أَكْثَره إِلَيْهَا ثمَّ أَنِّي باخرة لما رَأَيْت ذَلِك الورم قد ضمر وخف وَخفت أَن تبقى مِنْهُ بَقِيَّة لَا تحلل اسْتعْملت ضد هَذَا وَذَلِكَ أَنِّي كنت أستجر إِلَيْهِ الْغذَاء وأطليه بالزفت وأرخى وألين فَكَانَ الورم يزِيد فِي هَذِه الْحَال وَلَا ينقص وَينْقص فِي الْأَحْوَال الَّتِي كنت أسْتَعْمل فِيهَا الْأَدْوِيَة الَّتِي بالخل ثمَّ عدت إِلَى التَّحْلِيل فبرأ ذَلِك الصَّبِي وَلم تبْق مِنْهُ بَقِيَّة صلبة وَلَو اقْتصر على أحد هذَيْن العلاجين لم يتم بُرْؤُهُ وَمَتى كَانَ هَذَا الورم فِي العضل ورؤوسها فَإنَّك إِن اسْتعْملت أَولا التليين ثمَّ حميت) المرقشيثا ورششت عَلَيْهِ خلا وأقمت فِي بخاره وَيكون الْخلّ فِي غَايَة الثقافة وَرجح الْعُضْو على ذَلِك البخار فَأَنِّي قد رَأَيْت أَعْضَاء كَانَت قد تقفعت أصلا وَثبتت فِيهَا الرمانة بَرِئت برءا تَاما بِهَذَا العلاج وَهِي بعد ترجح على ذَلِك البخار حَتَّى تكَاد أَن تكون بِهَذَا العلاج كالسحر والرقية لَكِن يَنْبَغِي أَن تكون هيئ ذَلِك الْعُضْو قبل ولين بالملينة وَقبل ذَلِك البخار قد نطل بدهن كثير مسخن لطيف وَإِن كَانَ قد طبخ فِيهِ الشبث وخاصة الطري (ألف ج) فَهُوَ أَجود فَإِن لم يحضر مرقشيثا فَاسْتعْمل حجر الرَّحَى. أطلاوش قَالَ: يُؤْخَذ للورم الصلب شَحم الثور ومخه وأشق ومقل وميعة رطبَة فألزمه فَإِذا لِأَن فضمد بدقيق الحلبة أَو ببعر الماعز يعجنان بسكنجبين فَإِنَّهُ يحلل تحليلا بليغا. أنطيلس قَالَ: سقيروس كثيرا مَا يعرض بعقب الورم الحاد وَيكون صلبا وينثر الشّعْر الَّذِي عَلَيْهِ وَيبْطل حسه وَيكون صلبا جدا وَهُوَ من جنس السرطان وَالْفرق بَينهمَا أَنه لَيْسَ مَعَ سقيروس ألم وَلَا حس وَلَا حرارة وَلَا عروق ساعية قَالَ: وَلَا يقطع الْبَتَّةَ وَلَو عرض فِي الْأَطْرَاف كالأصابع وَالْأنف والشفة لِأَن قِطْعَة يهيج بلَاء عَظِيما إِلَّا أَن يكون أكالا سرطانيا فَعِنْدَ ذَلِك

الأدوية المفردة

فليقطع ويقور أَصله كُله ويكوي نَحْو علاج السرطان قَالَ: وَقد يعرض فِي المفاصل صلابة تمنع من انثناء الْمفصل وَبسطه قَالَ: وَهَذَا يكون نَوْعَيْنِ أَحدهمَا عصبي وَالْآخر لحمي وَالْفرق بَينهمَا أَن العصبي مَعَه عسر حَرَكَة وخدر مَا فِي ذَلِك الْعُضْو وَلَا يعالج بالحديد الْبَتَّةَ وَلَا بِنَار لِأَنَّهُ مَتى قطع أورث التشنج وَذَهَاب الْحس فَأَما اللحمي فَيقطع ويرفق بعلاجه ليَكُون اندماله لطيفا وَلَا يكون فِيهِ أثر غلظ فِي منع حَرَكَة المفاصل الْحَال الأولى قَالَ: وَهَذَا يعرض تَحت الْعُنُق حَتَّى يعسر أَن يمد الرَّأْس إِلَى قُدَّام وَفِي سَائِر الْمَوَاضِع. الْمقَالة السَّابِعَة من قاطاجانس قَالَ: أقوى الْأَدْوِيَة الملينة كلهَا مَا كَانَ يشفي الصلابة الَّتِي قد قاربت أَن تتحجر مِثَال ذَلِك: مخاخ الْعِظَام الْمُخْتَلفَة ونوعا الميعة وَبعد هَذِه الشحوم وَأما مخ الْعِظَام فأفضلها مخ عِظَام الأيل وَالثَّانِي بعده مخ الْعجل والعلك والصمغ والمصطكى وصمغ الصنوبر وإكليل الْملك أَيْضا فِيهِ إلانة وَكَذَلِكَ فِي بزر الحلبة فَإِن بزر الحلبة أَيْضا إِذا طبخ لين تَلْيِينًا شَدِيدا وَلَا سِيمَا إِن خلط مَعَ شَحم والدهن الَّذِي لَا قبض فِيهِ ووسخ الْحمام ودهن السوسن وَالسمن وطبيخ الخطمي ووسخ الكوارة والأشق والمقل الصّقليّ أبلغ فِي التليين وَهُوَ أَلين والبارزذ والجاوشير مَعَ مَا هما عَلَيْهِ من التليين والتحليل لَهما إلانة والجاوشير أبلغ فِي التليين وَفِي الإنضاج. قَالَ: وَالْقَوِي مِنْهَا الميعة السائلة والأشق والمقل ووسخ الكوارت والبارزذ وشحم) الثور ومخ ساقية واضعفها الشَّحْم والدهن والزوفا وَنَحْوهَا وَمن الملينة دهن الْحِنَّاء ودهن السوسن. لى رَأَيْت وجربت أَن الخروع فِي الطَّبَقَة الأرفع من الملينة وَأَنه يلين الصلابات كلهَا. ابْن سرابيون ملين جدا قوي: يُؤْخَذ عكر البزور وعكر دهن الْحل وحلبة فيغلي غليا يَسِيرا بِلَبن ثمَّ يصب عَلَيْهِ الية مذابة وَيسْتَعْمل. 3 - (الْأَدْوِيَة المفردة) الْأَدْوِيَة الملينة الْغَيْر مفرطة الْحَرَارَة والمقل والميعة والأشق وَعسل اللبني والبارزذ والمخاخ وَالزَّيْت الْعَتِيق دهن الخروع (ألف ج) 4 - (أصل الخطمي) وأصول قثاء الْحمار والملوخيا السمسم وَلَا يجب أَن يكون فِي الملينات ملح لِأَن الْملح يجفف تجفيفا قَوِيا. لى على مَا رَأَيْت فِي قاطاجانس: إِذا كَانَ الورم غليظا أَدخل فِي الأضمدة الْخلّ لِأَنَّهُ يضعف الْعُضْو وخاصة إِن كَانَ عصبيا فيكثر التَّحَلُّل مِنْهُ وأضمد بِهِ من الْخلّ والأشق والبارزذ والمقل والعاقر قرحا والنطرون وَنَحْوهَا من الملينة والمحللة. ج: فِي الْخَامِسَة من تَفْسِير السَّادِسَة: من كَانَ بِهِ ورم فَكَانَ مَا يدْخلهُ بدنه قَلِيلا يحلل من الورم أَكثر مِمَّا يصير إِلَيْهِ فَيبرأ على طول الْمدَّة وبالضد.

المقل الأسود

الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: الْأَدْوِيَة المفردة الملينة للورم الصلب يَنْبَغِي أَن تكون أسخن من مزاج الْإِنْسَان كثيرا. ج: الرؤوس تشفي من الأورام الَّتِي قد ابتدأت تصلب التودري قَالَ: عَجِيب فِي حل الأورام الصلبة وخاصة الَّتِي فِي الثديين والأنثيين المزمنة مِنْهَا الأشق قوته ملينة جدا وَلذَلِك يحل الصلابات الثؤلولية الْحَادِثَة فِي المفاصل الدّهن الَّذِي يطْبخ فِيهِ الشبث الْيَابِس ملين مُحَلل للورم. لى تليين جيد وَيحل الورم الصلب: شمع أصفر عشرَة دَرَاهِم دهن الشبث مُكَرر الطَّبْخ أَربع أشق ومقل خَمْسَة خَمْسَة لعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان سَبْعَة سَبْعَة يجمع الْجَمِيع ويضمد بِهِ وَقد يسْتَعْمل مثل ذَلِك بدهن الخطمي تطبخ شَجَرَة الخطمي فِي الزَّيْت الْعَتِيق ثَلَاث مَرَّات.) ج: 4 - (الْمقل الْأسود) اللين بليغ فِي الإلانة جدا البهار الْمُسَمّى عين الثور أَكثر تحليلا من البابونج حَتَّى أَنه يشفي الورم الصلب إِذا خلط بالقيروطي الأشنة تحلل وتلين وَهِي قريبَة من الفتورة دَقِيق الترمس مَتى طبخ بخل وضمدت بِهِ الأورام الصلبة حللها ورق الْكبر وقشر أَصله خَاصَّة يحل الورم الصلب سَرِيعا وَيَنْبَغِي أَن يخلط بالمقل وَنَحْوه القنطوريون الصَّغِير يلين الأورام الصلبة اللاذن يلين تَلْيِينًا نعتدلا ويحلل الكرنب يحلل الأورام الَّتِي قد صلبت وَصَارَت فِي حد مَا يعسر انحلاله ورماده مَتى خلط بشحم عَتيق أَبْرَأ الورم الصلب المزمن المصطكى الْأسود ملين للأورام الصلبة التِّين الَّذِي فِيهِ شَيْء من لبنه مَتى ضمد بِهِ الأورام الصلبة حللها السمسم يلين ويسخن إسخانا معتدلا الميعة تلين وتنضج التِّين يحل ويلين الورم الصلب إِذا ضمد بِهِ الحلبة تلين وتحلل السّمن يلين ويحلل وخاصة الأورام الَّتِي فِي أصل الْأذن والغدد شَحم الاسد والنمر ينفع الأورام الصلبة ويحلها غَايَة الْحل شَحم البط كثير الْحل مَعَ التليين وَلذَلِك ينفع الورم الصلب مخ الْعِظَام يلين الصلابات والتحجر فِي الرباطات والأوتار والأحشاء وَالَّذِي جربته فَوَجَدته ينفع نفعا عَظِيما مخ عِظَام الأيل وَبعده مخ الْعجل. ج: الْمقل يلين الصلابة الكائنة فِي الأعصاب مَتى حل بشراب وضمدت بِهِ السمسم إِذا دق وضمد بِهِ لين الأعصاب الغليظة المرزنجوش يلين الأورام الصلبة وخاصة الَّتِي فِي الدبر والأثنيين مَتى (ألف ج) طبخ بالميبختج وخاصة مَتى خلط بِهِ صفرَة بيض ودقيق الحلبة أَو دَقِيق بزر الْكَتَّان أَو غُبَار الرَّحَى قَالَ: الألية تحل الورم الجاسي وتلين العصب القلهمان: دهن البان يلين العصب الصلب جدا وَكَذَلِكَ ثجيره. الخوز والقلهمان: ورق الدفلى مَتى طبخ وضمدت بِهِ الأورام الصلبة حللها بِقُوَّة بليغة. لى قد قَالَ دج فِيهِ: إِنَّه كثير التَّحْلِيل جدا. الخوز قَالَت: الزفت الرطب أَجود شَيْء للمثانة وَالرحم الَّتِي فِيهَا سقيروس وخاصة مَعَ الشَّحْم والمخاخ. لى وَحب البان والمقل والأشق. 4 (صمغ البطم) يلين تَلْيِينًا كَافِيا ويحلل باعتدال. الكنكرزذ د: يحلل جَمِيع الأورام الصلبة سَرِيعا. ماسرجويه: المغاث يلين صلابة الدشبد فِي المفاصل إِذا طلي عَلَيْهِ قَالَ: وصلابة العصب الممتد. أَبُو جريج: الشمع يلين الأعصاب الممتدة إِذا طلي

عَلَيْهَا مَعَ دهن. قَالَ: وَحب القرع أبلغ الملينات للعقدة الممتدة. إِسْحَاق: الَّذِي يصلح لهَذِهِ مَا كَانَ يجمع التليين والتحليل وَيجب أَن يبْدَأ بالملينة كمخ الأيل وشحم التيس وأشق ومقل وأصطرك فَإِذا لَان فَاسْتعْمل المحللة كالحلبة وبعر التيس وخل ممزوج وَنَحْو ذَلِك من المراهم المحللة. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الْخَلْط الْفَاعِل لهَذِهِ الأورام وأشباهها لَا يَخْلُو من أَن يكون إِمَّا لزجا وَإِمَّا غليظا وَإِمَّا جَامعا للأمرين وَيجب أَن يسخن ويرطب فليلا ليلين ثمَّ يحلل فَإِن حمل عَلَيْهِ بالمحللة قبل أَن يلين نقص نقصا كثيرا وَظن أَنه قد قرب من الْبُرْء فِي أَيَّام يسيرَة إِلَّا أَنه يبْقى مِنْهُ بَقِيَّة متحجرة وَلَا تنْحَل الْبَتَّةَ لِأَن رَقِيق الْخَلْط أجمع قد انحل واستحجر لذَلِك الْبَاقِي كَمَا يستحجر فِي المفاصل وَكَذَلِكَ لَا تَنْفَع هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تسخن وتجفف بِقُوَّة وَإِنَّمَا تحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تنفى مَعَ التليين بالتحليل بِمَنْزِلَة مخ الأيل والعجل وشحم الْبَقر والتيس والأسد والأشق ونوعي الْمقل وخاصة الصقلى والميعة السائلة أفضل فِيهِ من الْيَابِسَة وَيخْتَلف استعمالك لهَذِهِ بِحَسب الْأَعْضَاء فَإِذا كَانَ الورم الصلب فِي وتر فاخلط مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء المحللة شَيْئا مِمَّا يقطع وَخذ من هَذِه وَهُوَ قوي الْخلّ يسْتَعْمل فِي أورام كَثِيرَة فِي الورم الصلب وَأما فِي لج الْوتر والرباط إِذا كَانَ فِيهِ ورم صلب يسْتَعْمل الملينة ثمَّ الْخلّ فَإِن اسْتعْمل الْخلّ فَهَكَذَا: تَأْخُذ حجرا فاحمه بالنَّار ثمَّ يطفي بالخل وَإِن أمكن أَن يكون الْحجر مرقشيشا فَهُوَ أَجود فَإِن لم يتهيأ فحجر الرَّحَى وَأمر العليل أَن يُحَرك ذَلِك الْوتر والرباط فِي بخار ذَلِك الْخلّ ثمَّ أعد عَلَيْهِ الدَّوَاء الملين وصب عَلَيْهِ مُنْذُ أول العلاج إِلَى آخِره فِي كل يَوْم زيتا وَلَا تصب مَاء وَيكون زيتا لطيفا لَا قبض فِيهِ الْبَتَّةَ وَكَثِيرًا مَا يطْبخ فِي الزَّيْت أصُول الخطمي وأصول قثاء الْحمار وَغير ذَلِك مِمَّا أشبهه فَأَما العلاج بالخل فَإِنَّمَا يصلح (ألف ج) وينفع عِنْد طول الْمدَّة من الْعلَّة بعد أَن تتقدم فتأهب لَهُ بتهيئة الْعُضْو بالأدوية الملينة وَقد اتخذ أدوية يَقع فِيهَا خل فضع مِنْهَا على الْعُضْو فِيمَا بَين الْأَيَّام وضع عَلَيْهَا الْأَدْوِيَة الملينة يَوْمًا وَاحِدًا وَذَلِكَ أَن قُوَّة الْخلّ مَتى اقتصد فِيهِ) بليغة هُنَا لِأَنَّهُ يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة ويذيبها فَإِن أفرط فِيهِ أَو اسْتعْمل فِي الْوَقْت الَّذِي لَا يجب فَإِنَّهُ يسلب لطيف الْخَلْط وَلَا يسلم الْبَاقِي من التحجر مَعَ أَنه مَتى أدمن اسْتِعْمَاله زَمنا طَويلا أضرّ بجوهر العصب وأنكاه وَلَا يَنْبَغِي اسْتِعْمَال الْخلّ فِي مداواة الرباطات والأوتار فِي أول الْأَمر وَلَا أَن يكثر مِنْهُ وَلَا فِي زمن طَوِيل وَأما فِي ورم الطحال الصلب والأعضاء اللحمية فَاسْتعْمل الْخلّ فَإِنَّهُ مَأْمُون الْعَاقِبَة وَقد اسْتعْملت أَنا لَهَا الْخلّ والأشق فِي مداواة العضل الصلب فِيمَا بَين كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة وَفِي سَائِر الْأَيَّام الْأَدْوِيَة الملينة وَلم أجد للأدوية الملينة أثرا وَحدهَا إِلَّا أَنَّهَا مَتى اسْتعْملت أياماثم طلي يَوْمًا بالأشق والخل نفع النَّفْع الْعَظِيم وحسبك اسْتِعْمَاله يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثمَّ تعاود الملينة أَيَّامًا كَثِيرَة ثمَّ عاوده أَيْضا بالأشق والخل وَلَا يَنْبَغِي أَن تتوانى عَن التليين لِأَنَّك مَتى توانيت صلب الورم صلابة لَا تنْحَل وَلذَلِك أَنا أسْتَعْمل الضماد بِأَصْل الخطمي لِأَن أصل الخطمي إِذا سحق مَعَ شَحم الضَّأْن جَاءَ دَوَاء مَحْمُودًا فِي أَمْثَال هَذِه الأورام وَيجب أَن يكون الشَّحْم شَحم البط وَإِن لم يتهيأ فشحم الدَّجَاج وورق الخباز الْبري مَتى سحق مَعَ احدهما نفع قَالَ وأعني بِقَوْلِي ورم صلب: الَّذِي يجمع صلابة وَعدم الوجع فَلَيْسَ بِوَاجِب أَن يكون مَا

هُوَ عديم الوجع عديم الْحس أبدا فَإِن كَانَ كَذَلِك فَلَا برْء لَهُ أصلا وَكلما كَانَ هَذَا الْعُضْو من عدم الْحس أبعد فَهُوَ أسْرع برءا وأسهل وَبِالْعَكْسِ بعد أَن يكون الْعُضْو فِي نَفسه ذَا حس جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة: سيقروس قد يحدث من بلغم غليظ وَمن دم سوداوي وَهُوَ صلب غير مؤلم وَقد يحدث إِمَّا ابْتِدَاء وَإِمَّا بعقب الورم الرخو إِذا برد تبريدا مفرطا والحادث عَن البلغم يكون لَونه إِلَى الْبيَاض أميل والحادث عَن السَّوْدَاء إِلَى السوَاد. من كتاب العلامات قَالَ: وَلَا وجع لهَذَا الورم ولونه لون الْجِسْم وَفِيه شيبَة الأوتار وَعَلِيهِ شعر شبه الزغب ينْبت سَرِيعا وينتثر سَرِيعا وَلَا برْء لَهُ الْبَتَّةَ. من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: أحد نَوْعي سقيروس يتَوَلَّد عَن البلغم اللزج الغليظ والصنف الثَّانِي عَن عكر الدَّم وَهَذَا الَّذِي يتَوَلَّد عَن العكر صنفان: أَحدهمَا عَن العكر فَقَط وَهُوَ سقيروس وَالْآخر عَن السَّوْدَاء وَهُوَ السرطان. وَيفرق بَين سقيروس السوادوي والبلغمي باللون وهما جَمِيعًا صلبان غير مؤلمين ويتولد إِمَّا فِي أول الْأَمر وَإِمَّا بعقب الفلغموني والترهل إِذا أسرف عَلَيْهِمَا بالتبريد أَو يبردان من ذاتهما (ألف ج) بردا شَدِيدا. الورم الصلب إِمَّا أَن يكون بعقب الورم الْحَار وَإِمَّا بعقب الورم البلغمي الجاسي مِنْهُ إِمَّا سيقروس الْكَائِن من دم سوداوي وَإِمَّا من) الْمرة السَّوْدَاء الْخَالِصَة وَهُوَ السرطان. أغلوقن: سيقروس مَتى كَانَ خَالِصا كَانَ مَعَ صلابته عديم الْحس وَإِذا لم يكن خَالِصا فَلَا بُد أَن يكون قَلِيل الْحس والعديم الْحس لَا برْء لَهُ والقليل الْحس عسر الْبُرْء لِأَن هَذَا الورم يكون من خلط غليظ يرسخ رسوخا يعسر تحلله وَرُبمَا ابْتَدَأَ هَذَا الورم قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يتزايد حَتَّى يستحكم وعَلى أَكثر الْأَمر يحدثه الْأَطِبَّاء عَن تبريد الفلغمونيات وتقبيضها قبضا شَدِيدا وَمَتى اسْتعْمل فِي هَذَا الورم الَّذِي يحلل بِقُوَّة نقص فِي أول الْأَمر نقصا قَوِيا وتحجر بَاقِيه فَصَارَ لَا برْء لَهُ فَكَذَلِك يجب أَن يكون الدَّوَاء الَّذِي يداوى بِهِ هَذَا الورم لَيْسَ يجفف جدا لَكِن تكون فِيهِ حرارة فاترة وَيكون معتدلا فِي الرُّطُوبَة واليبس وَذَلِكَ أَن المفرط الرُّطُوبَة لَا يحلل اصلا والقليل الرُّطُوبَة يجفف بِأَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي فَيَنْبَغِي أَن ينَال هَذَا الورم من الدَّوَاء مَا ينَال الشمع من الشَّمْس فَإِنَّهُ يحلله وَلَا تبلغ أَن تجففه وَهَذِه هِيَ الملينة والمقدم عَلَيْهَا هُوَ مخ الأيل ثمَّ مخ الْعجل وَمن الشحوم شحوم الطير وخاصة شَحم البط وَمن ذَوَات الْأَرْبَع شَحم الْأسد خَاصَّة وشحم الدب ثمَّ شَحم الثور. مِثَال: بَقِي فِي فَخذ صبي من فلغموني كَانَ بِهِ سيقروس فِي جَمِيع فَخذه فنطلت فذخه بالدهن وأجلسته فِي زَيْت لطيف ومنعته الْحمام وَبعد النطل كنت أعَالجهُ بِهَذِهِ الأمخاخ والشحوم وأخلط مَعهَا شَيْئا من الْمقل الصّقليّ والمصطكى الْمصْرِيّ والأشق اللين الَّذِي لم يعْتق وَذَلِكَ أَنِّي لما تقدّمت فهيأته للتحليل بِهَذِهِ الْأَشْيَاء حللت الأشق بعد بأثقف مَا يكون من الْخلّ فطليته عَلَيْهِ ثمَّ جعلت أخلط مَعَه فِي الْأَيَّام جاوشيرا أدسم مَا يكون لَبَنًا حَدِيثا وَكَذَلِكَ كنت أخْتَار لَهُ الأشق والقنة وَتَقَدَّمت إِلَيْهِ

بَان يحجل على الرجل الصَّحِيحَة كَيْمَا ينبعث الْغذَاء إِلَيْهَا أَكثر مِنْهُ إِلَى العليلة ثمَّ لما رَأَيْت ذَلِك الورم قد ضمر وَخفت أَن يبْقى مِنْهُ بَقِيَّة لَا تنْحَل رجعت فسلكت ضد هَذَا الطَّرِيق فَكنت أطليه بدواء الزفت فَكَانَ ذَلِك الورم الصلب عِنْد استعمالي الأطلية المتخذة بالخل ينقص نقصا بَينا وَعند استعمالي الأطلية الَّتِي ترخي وتلين وَلَا ينقص لَكِن جعلت أسْتَعْمل هَذِه مرّة وَهَذِه أُخْرَى بالمقدار الَّذِي يجب فبرأ ذَلِك الصَّبِي وَلَو اقْتصر مقتصر على أحد هذَيْن العلاجين مَا برأَ وَمَتى كَانَ الورم الصلب فِي أَطْرَاف العضل أَعنِي فِي الأوتار فَإنَّك إِن اسْتعْملت الملينة أَولا ثمَّ اسْتعْملت بعده العلاج بِالْحجرِ الْمَعْرُوف بالمرقشيثا رَأَيْت مِنْهُ نفعا عَظِيما جدا يجب أَن يحمي ذَلِك الْحجر بالنَّار ثمَّ يرش عَلَيْهِ خل فِي غَايَة الثقافة ويعلق الْعُضْو على بخاره ويرجح (ألف ج) عَلَيْهِ بغطاء حَتَّى يلقِي ذَلِك البخار الصلب وينحل بِهِ) ورمه فقد بَرِئت أَعْضَاء كَثِيرَة قد كَانَت تعفنت أصلا وَثبتت فِيهَا الرمانة بِهَذَا العلاج برءا تَاما وَهِي بعد ترجح فِي بخار ذَلِك الْخلّ حَتَّى يكون نفع هَذَا الدَّوَاء كَأَنَّهُ بِالسحرِ والرقي أشبه لكنه يَنْبَغِي أَن يهيأ الْعُضْو أَولا تهييئا جيدا بالملينة قبل ذَلِك نعما وبنطل بالدهن نظلا كثيرا وَيكون دهنا مسخنا لطيفا كالزيت الشَّامي وَلَا بَأْس أَن يطْبخ فِيهِ الشبت بِوَرَقَة وخاصة الطري مِنْهُ فَإِن لم يجد المرقشيثا فَاسْتعْمل حجر الرَّحَى. الْأَدْوِيَة المفردة لِجَالِينُوسَ قَالَ: الصلابة تحدث للعضو إِمَّا لامتلائه وَإِمَّا ليبسه وَإِمَّا من أجل أَنه قد دبر فجمد فالممتلئ يستفرغ والجامد يسخن واليابس يرطب وَكَذَلِكَ الْحَال فِيهَا إِذا تركبت تركب العلاج لى ابحث أَولا عَن الصلابة من أَي جنس هِيَ ثمَّ عالج وعلامة الصلابة الْحَادِثَة عَن برودة الْعُضْو ضموره وكمدته والحادثة عَن الامتلاء ترفعه وتنفخه والحادثة عَن اليبس قحله ويبسه وسل عَن الْأَسْبَاب ثمَّ أقصد العلاج. قَالَ: والورم الصلب إِنَّمَا يكون عِنْد مَا تلحج مَادَّة غَلِيظَة فِي بعض الْأَعْضَاء وينفش عَنْهَا ألطف مَا فِيهَا وأرقها وَيبقى الغليظ وَلذَلِك لَا يحْتَاج أَن يعالج بأدوية قَوِيَّة الأسخان وَلَا قَوِيَّة التجفيف لِأَن هذَيْن جَمِيعًا يحجرانه بل شفاؤه بالأدوية الملينة وَهَذِه تلينه أَولا أَولا وتحلله أَولا أَولا والأدوية الملينة كَأَنَّهَا فِي الثَّانِيَة من الأسخان فَأَما يبوستها فَأَقل من ذَلِك بِمَنْزِلَة الْمقل وَعسل اللبني والميعة والأشق وشحم الأيل وشحم الْبَقر قَالَ: والورم الصلب مِنْهُ بِلَا وجع يكون مَعَه أَو يكون عسر الْحس قَلِيل الوجع وَكَثِيرًا مَا يحدث فِي رُؤُوس العضل وَهِي أورام سرطانية وتحدث عَن السَّوْدَاء والبلغم الغليظ أَو عَنْهُمَا مَعًا وَهَذِه تهيجها الْأَدْوِيَة الملينة كَمَا أَنَّهَا تهيج السرطان قَالَ وَسَنذكر علاج هَذِه فِي حِيلَة الْبُرْء. لى قد ذكره وَهُوَ علاج بخار الْخلّ وَمَا يتَّصل بِهِ. قَالَ: وَأما الأورام الصلبة الَّتِي حدثت عَن أخلاط غَلِيظَة. لى هَذَا هُوَ الَّذِي فِي آخر الأورام الحارة. قَالَ: فَيَنْبَغِي أَن تكون أدويته مَا يسخن فِي الثَّانِيَة إِلَى آخرهَا أَكثر شَيْء وَلَا تجفف الْبَتَّةَ أَو تجفف قَلِيلا كمخ الأيل وشحمه والأشق وَعسل اللبني والبارزذ والمقل الصّقليّ ولتكن حَدِيثه لِأَن الْعَتِيق أَكثر تجفيفا وخاصة

الشحوم فَإِنَّهَا إِذا عتقت كَانَت أَكثر تجفيفا وَالزَّيْت الْعَتِيق ودهن السوسن وأصول الخطمي وأصول قثاء الْحمار وورق الْخَبَّازِي وشحم الْخِنْزِير الْعَتِيق بِلَا ملح وبالواجب يَنْبَغِي أَن تكون الملينات حارة من أول الثَّانِيَة إِلَى وسط الثَّالِثَة لَا تجوزها وَتَكون يسيرَة اليبس مَا أمكن وَلها شَيْء من تغرية لَا تكون كَثِيرَة لِأَنَّهَا مَتى كَانَت كَثِيرَة قَوِيَّة التَّعْزِيَة سدت المسام فَلم تحلل) الْبَتَّةَ. ابْن سرابيون: وَهُوَ نَوْعَانِ: مِنْهُ مَا لَا حس لَهُ وَلَا علاج لهَذَا وَمِنْه مَا يحس حسا ضَعِيفا وَهُوَ صَعب العلاج وعلاجه يتم بالأدوية الملينة وَمِمَّا لَا يشْتَد إسخانها لِأَن هَذِه تحلل تحليلا كثيرا ثمَّ تتحجر الْمَادَّة فَيجب أَن يكون إسخانها فِي آخر الثَّانِيَة وتحليلها فِي الأولى لِأَنَّهَا إِن كَانَت أسخن من هَذِه حجرت الْمَادَّة وَإِن لم تكن يابسة فِي الأولى لم تتحلل لِأَن الرُّطُوبَة لَا تحلل فَاسْتعْمل المخاخ والشحوم وَأقوى مِنْهَا الأشق والمقل الْأَزْرَق فَإِنَّهُ (ألف ج) أرطب والميعة السائلة وَالزَّيْت اللَّطِيف الْعَتِيق وَإِذا حدث فِي الرباطات والعصب فاخلط مَعَ الملينة الْمُقطعَة زنجار الْخلّ نَافِع فِي هَذِه الْمَوَاضِع ورش على حجر مرقشيثا وَحجر الرَّحَى محمي وَاجعَل الْعُضْو قبالته سَاعَة ثمَّ يضمد بالأضمدة وَالزَّيْت اللَّطِيف ويطبخ فِيهِ أصُول قثاء الْحمار ودهن الشبث والأشق يحل بالخل ويطلي الْعُضْو فَإِنَّهُ جيد فَإِن الْخلّ مقطع وَلَا تكْثر اسْتِعْمَال الْخلّ فِي الْمَوَاضِع العصبية وَأما فِي الْأَعْضَاء اللحمية إِذا حدث فِيهَا سقيروس فَاسْتَعْملهُ بِلَا حذر وخاصة الاعضاء الممتدة. حِيلَة والبرء الأولى: إِذا حدثت القرحة عَن الورم الصلب فَإِنَّهُ يقْصد إِلَى ذَلِك الورم بالتنطيل وَالشّرط والأدوية المحللة. لى إِذا أزمن الورم الصلب شَرط ثمَّ ضمد بالمحللة القوية. لى الملينة العطرية: الأشنة الميعة دهن الميعة دهن البان اللاذن حب المحلب المصطكى دهن الْحِنَّاء دهن السوسن المرزنجوش العنبر المر. ج: فِي الْمقَالة الثَّامِنَة: ورق الدفلى وورده قوي التَّحْلِيل جدا. ماسرجويه والخوز: مَتى طبخ ورقه وَوضع على الورم الصلب حلله. د: خاصته تَحْلِيل الورم الصلب. الْهِنْدِيّ: المرطبة تحل كل ورم قَالَ: وَكَذَا يفعل الجرحير الرطب وَهُوَ أقوى. وَقع الْفَرَاغ من طبع هَذَا الْجُزْء يَوْم الْجُمُعَة الثَّانِي وَالْعِشْرين من شهر جُمَادَى الْآخِرَة سنة هـ سمبر سنة م ويتلوه الْجُزْء الثَّانِي عشر أَوله فِي السرطان والقروح السرطانية.

الجزء 4

(أمراض السرطان والأورام) (والدماميل والدبيلات وَمَا يحلل جسأ القروح والدشبد وَغَيرهَا) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (السرطان والقروح السرطانية) 3 (فِي ظَاهر الْجِسْم والسرطان المتأكل المتعفن) حكى جالينوس عَن ديسقوريدوس: أَن أريسمن مَتى اسْتعْمل كالضماد نفع من السرطان الَّذِي لَا تقرح مَعَه. وَقَالَ بولس: أَنه ينفع من السرطان الْخَفي إِذا ضمد بِهِ عَلَيْهِ. ج: إِن قُوَّة هَذَا النَّبَات ملهبة وطعمه شَبيه بطعم الْحَرْف وَيصْلح للأورام الصلبة الَّتِي فِي أصل الْأذن والصلابات المزمنة فِي الثديين والأنثيين. ج: 3 (الأبخرة تشفي السرطان) 3 (المتأكل لِأَنَّهَا تجفف بِقُوَّة من غير لذع. د: دَاخل الْجَوْز الزنخ يوضع على الورم) اسْتِخْرَاج لي السرطان المتقرح الشَّديد البثور والضربان الْحَار جدا يسكن حرارته وضربانه: يُؤْخَذ إسفيذاج الأسرب وَمَاء الهندباء وخل وَشَيْء من أفيون يهيأ مِنْهُ لطوخ فَإِنَّهُ جيد بَالغ مَحْمُود بِإِذن الله. اسْتِخْرَاج لي وَكيد جيد: لُحُوم الأفاعي مَتى أكلت مطبوخة بِمَاء وملح وشبث وشراب ريحاني أوقفت السرطان المبتدىء ونفعته وملح الأفاعي يفعل ذَلِك. الحمص مَتى تضمد بِهِ بعد طبخة بِالْمَاءِ نفع من القروح السرطانية. دوج: 3 (اللَّبن جملَة) يعالج بِهِ وَحده وَمَعَ الْأَدْوِيَة المسكنة المملة جَمِيع القروح السرطانية الَّتِي تحْتَاج إِلَى تسكين وجعها وأجود الْأَدْوِيَة الَّتِي يسْتَعْمل مَعهَا: التوتيا المحرق المغسول وَقَالَ: لَو فقر غش يجْرِي هَذَا المجرى وَهُوَ ألف ج سَاكن اللِّقَاء للجسم أسكن فِي ذَلِك من جَمِيع الْأَدْوِيَة الحجارية الَّتِي قد أحكم عَملهَا. ج: مرهم حكاك الأسرب والعصارات الْبَارِدَة عَجِيبَة الْفِعْل جدا فِي السرطان المتقرح. جالينوس: الأسرب المحرق جيد للقروح السرطانية والسرطان المتأكل وَمَتى غسل كَانَ أَجود. ج دَوَاء يذر على السرطان المتقرح: خشب الْخلاف الْعَتِيق فَهُوَ خير يدق وينخل ويذر على القروح السرطانية غدْوَة وَعَشِيَّة وَيغسل بِمَاء قد طبخ فِيهِ ورق الدلب وَيُوضَع عَلَيْهِ بعد الْغسْل ورق الخباز البستاني. أشليمن: السرطان يسهل بِمَا يخرج السَّوْدَاء ويغذي بِمَا يرطب الْجِسْم وينفع مِنْهُ الترياق والمثروديطوس وَلبن الأتن جيد لَهُ ويطلى بالمراهم الملينة الَّتِي لَيست بحارة. ج

جوامع الغلظ الخارج عن الطبيعة

3 - (حِيلَة الْبُرْء) السرطان يكون من خلط سوداوي وتعرفه فِي ابْتِدَائه يعسر وَيجب استفراغ السَّوْدَاء بالاسهال ثمَّ يمْنَع من اجْتِمَاع هَذَا الْخَلْط فِي الْعُرُوق وتولده أَن امكن وَمَتى لم يُمكن استفرغناه فِي كل أَيَّام مَعْلُومَة واقصد لتقوية الْعُضْو ونفضه بالأفيثمون يسقى مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْجُبْن أَو بِمَاء الْعَسَل أَو بالدواء الَّذِي ألفته أَنا من حجر دَوَاء مُفْرد وتحتاج الْأَدْوِيَة الَّتِي تُوضَع عَلَيْهِ أَن تكون معتدلة الْقُوَّة فِي التَّحْلِيل وَذَلِكَ أَن الضعيفة تعجز عَن تَحْلِيله والقوية إِنَّمَا تحلل لطيفه وتحجر الْبَاقِي وَيجب أَن تكون مَعَ اعتدالها غير لداعة فَإِن هَذِه الْعلَّة لرداءتها تنفر وتهيج من الْأَدْوِيَة اللذاعة ومادة هَذِه الْأَدْوِيَة المعدينة المغسولة فَإِن السرطان مَا دَامَ فِي ابتدائة يبرأ بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة مَتى اسْتعْمل مَعهَا بعض النفض للجسم باسهال السَّوْدَاء فَأَما مَا كَانَ من السرطان أعظم من هَذَا فقصاراه مَنعه من التزيد فَإِن أَنْت أقدمت على علاجه بالحديد فابدأ أَيْضا أَولا بالاستفراغ للسوداء ثمَّ استقص على الْموضع حَتَّى لَا يبْقى لَهُ أصل الْبَتَّةَ واترك الدَّم يسيل وَلَا تعجل فِي حَبسه واعصر مَا حوله من الْعُرُوق من الدَّم الغليظ الَّذِي فِيهَا وَبعد ذَلِك داو القرحة وَقَالَ: السرطان وَجَمِيع القروح الَّتِي لَا برْء لَهَا يجب أَن يقْلع أَصله بِقطع الْعُضْو الَّذِي هُوَ فِيهِ. 3 - (جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة) السرطان يحدث عَن الدَّم السوداوي وَلذَلِك يكون لون دَمه أسود ولمسه لَيْسَ بحار والأوعية الَّتِي فِيهِ أَشد امتلاء مِنْهَا فِي الورم الْحَار وَكَذَلِكَ نرى عروقه كمدة سَوْدَاء ومجسته حارة فَإِن كَانَ حاراً متقرحاً فَهَذَا عِنْد ذَلِك ردى وَمَتى لم يتقرح فرداءته أقل. الْيَهُودِيّ: أَكثر تولد السرطان إِنَّمَا هُوَ فِي الرَّحِم والثدي وَالْعين. ج 3 - (الْأَدْوِيَة المسهلة) جورجس: السرطان يعرض فِي الرَّحِم إِذا سَالَ مِنْهُ مُدَّة طَوِيلَة دم رَقِيق لِأَنَّهُ يبْقى غلظه وَكَذَلِكَ فِي الثدي إِذا سَالَ مِنْهُ دَائِما لبن رَقِيق. من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: السرطان يعرض من خلط السَّوْدَاء وَإِن كَانَ حاراً يقرح وَهَذِه الأورام وَنَحْوهَا أَكثر سواداً من الأورام الحارة وَأَقل حرارة وَالْعُرُوق مِنْهَا تمتلىء وتتمدد أَكثر مِنْهَا فِي الأورام الحارة لِأَن الَّذِي يرشح مِنْهَا ألف ج الْخَلْط قَلِيل الغلظ وَلَا تكون الْعُرُوق الَّتِي فِيهَا بيضًا وحمراً كَمَا تكون فِي الفلغموني لَكِن تكون خضرًا وسوداً بلون الْخَلْط المولد لَهَا السرطان إِذا كَانَ متقرحاً وَكَانَ صَغِيرا فِي عُضْو غير خطر أمكن أَن تسهله مَرَّات وتفصده ثمَّ تجْعَل عَلَيْهِ الدَّوَاء الحاد حَتَّى تستأصله من ابيذيميا: وَإِذا كَانَ على غير هَذَا فَلَا. 3 (الْفُصُول) إِذا حدث السرطان الْخَفي فالأصلح أَلا تعالج فَإِنَّهُ إِن لم يعالج بَقِي صَاحبه زَمنا طَويلا وَإِن عولج هلك سَرِيعا. السرطان الْخَفي هُوَ الَّذِي لَا قرحَة فِيهِ وَالَّذِي هُوَ فِي بَاطِن الْبدن. ج: إِنَّمَا أَمر أَن يعالج السرطان بالكي وَالْقطع وبهذين يكون علاج مَا

يبرأ مِنْهُ فَأَما الَّتِي تغسل صديد القرحة إِذا كَانَ مَعَ السرطان فالأشياء الَّتِي لَا تهيج وَلَا تعفن فَإِن ذَلِك يجب أَن يسْتَعْمل مَتى كَانَت مَعَ السرطان قرحَة. وَقد علم أَن السرطان الْبَاطِن لَا يبرأ فِيمَا أعلم وَلَا أعلم أحدا عالجه إِلَّا كَانَ إِلَى تهيجه أسْرع مِنْهُ إِلَى إبرائه وَقتل صَاحبه سَرِيعا فَإِنِّي قد رَأَيْت قوما قطعُوا وكووا سرطاناً حدث فِي أَعلَى الْفَم وَفِي المقعدة وَفِي الْفرج فَلم يقد أحد على ادمال تِلْكَ القرحة وعذبوا الأعلاء بالعلاج وَلم يزَالُوا كَذَلِك حَتَّى مَاتُوا وَقد يُمكن بمشية الله أَن لَو لم يعالجوا بِهَذَا العلاج أَن يبقوا مُدَّة طَوِيلَة وَلَا ينالهم من أَذَاهُ مَا نالهم فَمَا كَانَ من السرطان هَذِه حَاله فَلَا تعرض لعلاجه إِلَّا أَن تغسل عَنهُ صديده على مَا وصفت إِن كَانَ متقرحاً فَأَما مَا كَانَ من السرطان فِي ظَاهر الْجِسْم فاقصد مِنْهُ لعلاج مَا يُمكن قطعه مَعَ أَصله جَمِيعًا فأصوله هِيَ الْعُرُوق الَّتِي ترَاهَا ممدودة مِنْهُ إِلَى مَا حواليه مَمْلُوءَة دَمًا أسود. وَقد نهى أَيْضا عَن قطع هَذِه كثير من جلة الْأَطِبَّاء وَلم يأذنوا إِلَّا فِي قطع مَا كَانَ مَعَه قرحَة مؤذية جدا فاشتهى صَاحبه ذَلِك وَكَانَ فِي الْأَعْضَاء الَّتِي يُمكن قطعه بأصوله وكيه بعده. صمغ الْجَوْز مَتى سحق ونثر على السرطان المتقرح نفع مِنْهُ جدا أَبُو جريج: هُوَ نَافِع من القروح السرطانية. أطهورسفس: مَتى أحرقت سلحفاة بحريّة حَتَّى تبيض حرقاً وسحقت مَعَ السّمن وطليت على شَيْء وَوضعت على السرطان المتقرح نقت أوساخه وألحمته ومنعته أَن يعود ثَانِيَة وَهُوَ أولى بِأَن تبرىء جَمِيع القروح وَحرق النَّار. قَالَ: فَإِن طليت انفحة الأرنب رَأَيْت الْعجب قَالَ: قرن من كتاب الْعين: السرطان رُبمَا يبرأ فِي ابْتِدَائه وَذَلِكَ عسير قَلِيل وَأما بعد استحكامه فَإِنَّهُ لَا يبرأ إِلَّا بِالْقطعِ وقطعه نَفسه خطر لثلاث خلال: إِحْدَاهَا النزف الْقوي وخاصة مَتى كَانَ الْعُضْو كثير الْعُرُوق عَظِيما وَالثَّانيَِة لما يحدث من ألم الْأَعْضَاء الرئيسة مَتى سَالَتْ رطوبات الْعُرُوق وَالثَّالِثَة أَنه لَا يُمكن فِي كل مَوضِع أَن يكون بعد الْقطع لِأَنَّهُ رُبمَا كَانَ مجاوراً لعضو شرِيف وَأما فِي أول ابْتِدَائه فَإِن علاجه تَعْدِيل الْبدن وإفراغ الْعُضْو الوارم بالفصد أَولا وبالطمث وَكَثْرَة إسهال السَّوْدَاء بالأفيثمون وَمَاء الْجُبْن. والأغذية يجب أَن تكون رطبَة لَطِيفَة بَارِدَة مسكنة) لحرقة السَّوْدَاء كَمَاء الشّعير وَمَاء الْجُبْن والسرمق ألف ج والقرع والسمك الصغار فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك إِمَّا أَن يبرأ وَإِمَّا أَن يتَوَقَّف. أغلوقن قَالَ: كثيرا مَا يكون السرطان فِي ثدي النِّسَاء إِذا لم تنق ابدانهن بالطمث فَإِنَّهُ إِن كَانَت التنقية على مَا يَنْبَغِي لم تزل الْمَرْأَة صَحِيحَة من غير أَن ينالها شَيْء من الْأَمْرَاض أصلا. قَالَ: وَهَذِه تكون من فضول سوداوية وتتولد هَذِه الفضول إِذا كَانَت الكبد مستعدة لتوليدها وَهِي الأكباد الحارة والأغذية مِمَّا يتَوَلَّد عَنْهَا الدَّم الغليظ العكر وَالطحَال بِحَال من الضعْف يعجز عَن جذبه من الكبد فَإِنَّهُ إِذا اجْتمعت هَذِه الْأَحْوَال غلظ الدَّم وتكدر وَعند ذَلِك رُبمَا دفعتها الْعُرُوق إِلَى السفلة وَكَانَ مِنْهَا البواسير وَإِلَى الرجل واتسعت عروقها

وَكَانَ مِنْهَا الدوالي واندفع إِلَى الْجلد فَكَانَ مِنْهَا الجذام أَو انْدفع إِلَى عُضْو ورسخ فِيهِ فَكَانَ مِنْهُ السرطان. وَرَأَيْت الْعُرُوق الَّتِي فِي ذَلِك الْعُضْو ممتلئة من الدَّم الكمد الغليظ وَكلما كَانَ الدَّم أغْلظ وَأَشد سواداً فالعلة أردى وَجُمْلَة شكل هَذَا الورم كثيرا كشكل السرطان وَذَلِكَ أَنه كَمَا أَن أرجل ذَلِك الْحَيَوَان عَن جَنْبي بدنه كَذَلِك تكون عَن جَنْبي هَذَا الورم عروق كَثِيرَة متواترة حَتَّى تكون كَأَنَّهَا أرجل وَهَذِه الْعلَّة فِي بدئها تَبرأ فَأَما إِذا صَار لورمها عظم ذُو قدر فَمَا من أحد وصل إِلَى علاجها إِلَّا بعلاج الْحَدِيد وَالْغَرَض فِيهِ بالحديد استئصاله بأسره كَمَا يَدُور إِلَى أَن يبلغ الْموضع الصَّحِيح إِلَّا أَنه إِن كَانَ فِي الْموضع الَّذِي فِيهِ عروق غِلَاظ وَلَا سِيمَا إِذا كَانَت ضوارب فَلَا يومن النزف على الْمَكَان وَمَتى شددنا تِلْكَ الْعُرُوق ألم بمشاركتها مَا يتَّصل بهَا من الْأَعْضَاء النفيسة وَمَتى أردْت أَن تكوي الْموضع كَانَ فِي ذَلِك خطر لَيْسَ باليسير إِذا كَانَ الكي يقرب من الْأَعْضَاء النفيسة فَأَما فِي ابتدائها عالجناها وبرئت وَلَا سِيمَا إِذا لم يكن الْخَلْط مفرط الغلظ فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك برأَ بالأدوية المسهلة بسهولة وَبِه يكون بُرْؤُهُ وَهَذِه هِيَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تستفرغ الأخلاط السوداوية وَيَنْبَغِي أَن تواتره حَتَّى يعود الْعُضْو إِلَى حَالَته الطبيعية عودا صَحِيحا وَيكون مَعَ ذَلِك التَّدْبِير الَّذِي يُولد دَمًا مَحْمُودًا فَإِن التَّدْبِير فِي هَذِه الْعلَّة عَظِيم الْخطر وابدأ بالفصد وإدرار الطمث وضع على مَوضِع الْعلَّة مَاء عِنَب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ من أبلغ دَوَاء فِي مثل هَذِه الْعِلَل فَإِن لم يتهيأ ذَلِك فضع عَلَيْهِ مرهم التوتيا يعالج بِهِ السرطان المتقرح وَاجعَل أَكثر غذائه كشك الشّعير وَمن الْبُقُول الخباز والبقلة الحمقاء والبقلة اليمانية والقرع وَلُحُوم الطير الاجامية والسمك الصخري.) إنطليش قَالَ: هَذَا الورم يكون مستديراً وحواليه عروق ممتلئة غائصة كَأَنَّهَا أرجل لَهُ والهائج مِنْهُ يكون وَجَعه بوخز ونخس والخاصة الَّتِي لَا تفارق السرطان أَن يكون وَجَعه بوخز ونخس والخاصة الَّتِي لَا تفارق السرطان أَن يكون إِذا جسته طَويلا أحسست بحرارة تصعد مِنْهُ إِلَى يدك وَالْعُرُوق الَّتِي حواليه وأرمة منتفخة وَأما المتقرح فَإِن تقرحه وتأكله مائل إِلَى دَاخل وصديده سَائل ردى وَله شفَاه حمر غِلَاظ فَإِنَّهُ إِن كَانَ متثبتاً غائراً وَفِي عُضْو لَا يُمكن قطع أَصله فَلَا تعرض لَهُ إِلَّا بتسكين الوجع وَمَتى كَانَ فِي طرف الْأنف وَبَعض الْأَصَابِع والثدي أَو كَانَ فِي عُضْو يحْتَمل أَن يقْرض حَتَّى لَا يبْقى من أَصله ألف ج شَيْء فاقطعه من أَصله الْبَتَّةَ حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء وسل عروقه واكوه ثمَّ عالجه وَإِلَّا فَلَا تعرض لَهُ. ابْن سرابيون: السرطان يحدث فِي الْأَمر الْأَكْثَر فِي اللَّحْم الرخو كالثدي وَنَحْوه لإن نزُول مادته لغلظها لَا تَسْتَقِر إِلَّا فِيهِ وَإِذا انصبت إِلَيْهِ وحصلت فِيهِ عسر جريها مِنْهُ. قَالَ: وابدأ فِي علاجها فِي الأول بالاستفراغ وَيجب أَن يكون استفراغ صَاحب السرطان دَائِما قَلِيلا قَلِيلا بِمَاء الْجُبْن والأفيثمون وَلَا تسهل مرّة الْبَتَّةَ بل يدام عَلَيْهِ بالاسهال بِهَذِهِ قَالَ: ويسقى أَرْبَعَة مَثَاقِيل أفيثمون مَعَ مَاء الْجُبْن واسقه ذَلِك مَرَّات كَثِيرَة وَإِذا استفرغت الْبدن حِينَئِذٍ ضع عَلَيْهَا مَا لَا يلذع وَلَا يهيج وَلَا تبرده ويطفىء مَعَ تَحْلِيل لين فَإِن هَذَا ملاكه وَإِن

أَنْت قطعته فاستأصل جدا وأسل عروقه واعصر الْعُضْو جدا ثمَّ عالجه بِمَا يجفف وَلَا يلذع فَإِن ورم فَاجْعَلْ عَلَيْهِ المبردة كعنب الثَّعْلَب وَنَحْوه وَأما السراطين الْبَاطِنَة فَلَا تعرض لَهَا وَلَا برْء لَهَا بل يجب أَن تحري أَلا يهيج بالأغذية اللينة المسكنة كالسرمق والسمك الصغار والرجلة والبقلة اليمانية وَليكن قصارى أَمرك أَلا يهيج فليجلب الوجع الشَّديد. إنطليش قَالَ: قد قطع بعض القدماء سرطاناً مزمناً فِي الثدي واستأصل الثدي الْبَتَّةَ ودمى بِهِ فَخرج بِهِ سرطان فِي الثدي الآخر لِأَن الْمَادَّة اندفعت إِلَيْهِ. الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: 3 (ابْتِدَاء السرطان) 3 (يفوت أَكثر الْأَطِبَّاء فَلَا يعلمُونَ أَنه سرطان وَيكون من انصباب الدَّم السوداوي العكر) 3 (إِلَى عُضْو مَا فَإِذا علمت ذَلِك فافصد على الْمَكَان لاستفراغ هَذَا الْخَلْط بالمسهلة ثمَّ) 3 (افصده لِأَن تمنع تولد هَذَا الْخَلْط فِي الْعُرُوق فَإِن لم يكن ذَلِك فاستفرغه فِي كل أَيَّام) 3 (مَعْلُومَة واقصد مَعَ ذَلِك تَقْوِيَة الْعُضْو وَاجعَل الاسهال بِمَا يجذب السَّوْدَاء واسق من) 3 (الأفيثمون وزن أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْجُبْن أَو بِمَاء الْعَسَل أَو بالدواء الَّذِي ألفته أَنا جُزْء) 3 (حجري مُفْرد وَلَيْسَ تعْمل فِي هَذَا الْخَلْط الْأَدْوِيَة المحللة لِأَنَّهَا لَا تقدر على تَحْلِيله بل) 3 (على تلطيفة وتحجر كثيفه أَو تقرحه فَيصير شرا فَيحْتَاج إِلَى أدوية لَا لذع مَعهَا معتدلة) 3 (الطَّبْع بالأدوية المعدنية المحرقة المغسولة وَإِن السرطان مَا دَامَ مبتدئاً يبرأ بالنفض الدَّائِم) 3 (وطلى هَذِه الْأَدْوِيَة فَأَما مَا قد كبر وَعظم فَإِنَّهُ يمْنَع من التزيد وَإِن اجترأت أَن تعالجه) 3 (بالحديد فانفض الْجِسْم أَولا ثمَّ استقص قطع مَوضِع الْعلَّة حَتَّى لَا يبْقى لَهُ أصل الْبَتَّةَ) 3 (ودع الدَّم يسيل واغمز على مَا حوله من الْعُرُوق واعصرها من الدَّم الغليظ الَّذِي فِيهَا ثمَّ) 3 (حوالي القرحة. لي إِن من الورم الصلب مَا يشبه السرطان وَهُوَ جِنْسَانِ: أَحدهمَا لَا) 3 (حس لَهُ وَالْآخر تحس فافرق بَينهمَا وَبَين السرطان فَإِن الورم الصلب أَكثر ذَلِك يتبع) 3 (الورم الْحَار وَلَا يكَاد يحدث ابْتِدَاء وَيتبع الورم البلغمي أَو نَحْو ذَلِك فَيكون أبدا تَابعا) 3 (لشَيْء والسرطان يحدث ابْتِدَاء وَإِن تِلْكَ الأورام حواليها عروق ممتدة وَإِنَّهَا كلهَا أقل) 3 (حرارة عِنْد المجس من السرطان فَأَما الَّذِي لَا يحس فَلَا عَلامَة أَجود من هَذِه لِأَن) 3 (السرطان يحس وخاصة إِن كَانَ أسخن.) الْمقَالة الأولى ألف ج من كتاب الأخلاط قَالَ: قد ابرأت مرَارًا كَثِيرَة من السرطان بالاسهال وَحده من غَيره شَيْء آخر. الْفُصُول السَّادِسَة: إِذا حدث بِإِنْسَان سرطان خَفِي فالأجود أَلا يعالج لِأَنَّهُ مَتى عولج هلك سَرِيعا وَمَتى لم يعالج بَقِي مُدَّة طَوِيلَة ج: يَعْنِي أَن يعالج بِالْقطعِ والكي وَنَحْو ذَلِك فَأَما إِن كَانَ مَعَ السرطان الدَّاخِل وَالْخَارِج تقرح فيحب أَن يعالج بِالْقطعِ أَو بالمياه الَّتِي تغسل ذَلِك الصديد وتسكن اللذع وَلَا تهيج الْبَتَّةَ فَأَما غير المتقرح فَلَا يحْتَاج إِلَى هَذَا. قَالَ: وَالْقطع والكي فَقَط يكونَانِ برْء السرطان مَتى أمكن ذَلِك فِيهِ والسرطان الْبَاطِن لَا يبرأ بِهَذَا العلاج وَلَا أعلم أحدا رام برْء السرطان الْبَاطِن إِلَّا كَانَ إِلَى تهيجه) أقرّ مِنْهُ إِلَى برئه

من كتاب العلامات

وَقتل صَاحبه سَرِيعا فَإِنِّي قد رَأَيْت قوما قطعُوا وكووا سرطاناً حدث فِي أَعلَى الْفَم وَفِي المقعدة والفرج فَلم يقدر أحد مِنْهُم على ادمال تِلْكَ القرحة وعذبوا العليل حَتَّى ذاب وَمَات بعد ذَلِك وَقد يُمكنهُم لَو لم يعالجوهم أَن يبقوا مُدَّة طَوِيلَة وَيكون مَا ينالهم من الْأَذَى اقل فَمَا كَانَ من السرطان هَذِه حَاله فَلَا تلتمس علاجه. وَمَا كَانَ من السرطان فِي ظَاهر الْبدن فافصد مِنْهُ لعلاج مَا يُمكن قطعه من أُصُوله أَعنِي بِهِ الْعُرُوق الَّتِي ترَاهَا ممدودة إِلَى مَا حواليه مَمْلُوءَة دَمًا سوداوياً وَكثير من الْأَطِبَّاء الأجلة قد نهوا عَن قطع هَذَا وَلم يأذنوا إِلَّا فِي قطع السرطان المتقرح الْعَظِيم الْأَذَى الَّذِي يخْتَار صَاحبه قطعه وَكَانَ مَعَ ذَلِك فِي عُضْو يُمكن أَن يقطع بأصوله ويكوى بعد وَنهى قوم عَن قطع هَذَا أَيْضا وأشاروا إِلَى أَن يحذر فِي كل سرطان جَمِيع العلاج الشَّديد فَإِن كَانَ السرطان الظَّاهِر لَا يكَاد يبرأ فأحرى بالباطن. السَّادِسَة قَالَ: أَنا أستفرغ بدن امْرَأَة فِي كل سنة إِذا دخل الرّبيع وَكَانَ يعرض لَهَا من جنس السرطان ورم جاس فاتر فأبرأتها مِنْهُ بدواء قوي مسهل للسوداء فَإِن تغافلت عَن إسهالها فِي الْوَقْت أَصَابَهَا ذَلِك الوجع فيسكن إِذا سقيتها. 3 - (من كتاب العلامات) السرطان يكون ابتداؤه ورما صَغِيرا بشبه الباقلي أَو الجلوزة ثمَّ ينْتَقل من مَكَان إِلَى مَكَان وَرُبمَا عظم حَتَّى يصير كالجوزة وَرُبمَا عظم جدا وَلَا يبرح من مَوْضِعه إِذا عظم وَيكون جاسياً جدا وَيضْرب إِلَى حمرَة مُخَالفَة للون الْجَسَد وَرُبمَا كَانَ على لون الْأَبَّار وأصفر وَيكون مَعَه وجع يشبه النخس وحرقة وينفر من كل دَوَاء يوضع عَلَيْهِ وَله حِدة وحرافة وَرُبمَا انفجر من ذَاته فيوجد جَوْفه ردياً عفناً يسيل مِنْهُ دم كالدردي يَأْكُل مَا حوله ويفسده وَيكون كثير الْحس فَإِن وضعت عَلَيْهِ فِي هَذِه الْحَال أدوية لَهَا قُوَّة عرض مِنْهُ التشنج والحمى والغشى والنافض والمدة الَّتِي تسيل من هَذِه القرحة تلذع اللَّحْم الصَّحِيح وَرُبمَا اقرحته. من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة: السرطان يحدث عَن السَّوْدَاء وورمه أسود ولمسه لَيْسَ بحار وَالْعُرُوق الَّتِي فِي الْعُضْو أَكثر امتلاء فِي جَمِيع الأورام وَتَكون مَعَ ذَلِك خضرًا وسوداً وَمَتى كَانَ الْخَلْط حاراً أقرح وَكَانَت رداءته حِينَئِذٍ أَكثر وَإِذا لم تكن مَعَه حِدة لم يتقرح وسمى سرطاناً خفِيا. من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: وَأما السراطين الَّتِي هِيَ فِي ابْتِدَاء كَونهَا فَاعْلَم أَنا قد منعتها من التزيد) باستفراغ الكيموس الْأسود وَذَلِكَ أَنه فِي ابْتِدَاء السرطان يكون هَذَا الكيموس من بعد مخالطاً للدم وَيَجِيء مِنْهُ الشي بعد الشَّيْء إِلَى الْعُضْو فَأَما ألف ج إِذا لحج شَيْء كثير فارتبك فِي الْعُضْو فَإِنَّهُ يعسر أَن يستفرع بالاسهال لي وَفِي هَذِه الْحَالة وَإِن لم ينقص مَا حصل فَإِنَّهُ يمْنَع من التزيد وَعَلَيْك بادمان الفصد والاسهال للخلط الْأسود وأمل الْغذَاء إِلَى مَا يُولد دَمًا رَقِيقا بَارِدًا وامنع فِي الْجُمْلَة ابدا كَيفَ كَانَت الْحَال من تزيد الجذام والسرطان أبقراط فِي السَّادِسَة من الثَّانِيَة من ابيذيميا: السرطان لَا يَكْتَفِي باسهال السَّوْدَاء ثَلَاث

مَرَّات وَلَا أَرْبعا إِلَّا أَكثر فأسهل السَّوْدَاء مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ ضع عَلَيْهِ زنجاراً محرقاً حَتَّى يحمر فَإِن لم يكن متقرحاً وَوضعت عَلَيْهِ بعد ذَلِك زنجاراً أَو دَوَاء حاراً وَوضعت فَوْقه خرقَة بَارِدَة رطبَة بِحَيْثُ يسيل إِلَيْهِ الْخَلْط فَإِن ابقراط يَرْجُو بذلك أَن يَأْكُل أَصله وَيكون علاجاً لَهُ وَأما أَنا فَإِنِّي أعلم أَن رَأَيْته ينفر مِنْهُ وَيزِيد فِي مطروهه لي اسْتعْمل هَذَا بِحَسب الْأَعْضَاء فَفِي أَي مَوضِع يمكنك أَن تتلاحق شَره جربه وَقد ذررت أَنا زنجاراً على سرطان فِي أصل ذقن رجل فَكَانَ يَأْكُلهُ قَلِيلا قَلِيلا وَلم ينفر كثير نفور ورجوت أَنه يُمكن أَن يبرأ بِهِ. ج: مَتى كَانَ السرطان المتقرح مبتدئاً فَلَا عَلَيْك أَن تعالجه بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة بعد الاسهال والفصد وضع فَوق الدَّوَاء على الْعُضْو إسفنجاً مبلولا بِمَاء بَارِد وَشد فَوق الْعُضْو جيدا ليمنع سيلان الْيَهُودِيّ للسرطان المتقرح: نشا وإسفيذاج وكندر وصبر وطين ارمني اتَّخذهُ مرهماً بدهن ورد واجعله عَلَيْهِ وَمَتى كَانَ رطبا وَمَتى كَانَ شَدِيد الرُّطُوبَة فذر عَلَيْهِ يابسه فَإِنَّهُ جيد. اهرن للسرطان المقترح: وَهُوَ أَن يُؤْخَذ نشا وإسفيذاج الرصاص وطين أرمني فاسحقه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ودهن ورد واطله عَلَيْهِ وَمَتى كَانَ رطبا رهلاً فذر عَلَيْهِ الدَّوَاء فَإِن هَذَا الدَّوَاء جيد لَهُ. 3 (السرطان فِي النِّسَاء أَكثر) بولس: السرطان كَونه فِي النِّسَاء أَكثر لرخاوة ابدانهن فَتقبل الفضلة أسْرع لِأَن هَذِه الفضلة عَظِيمَة الغلظ والأبدان الجاسية لَا تكَاد تقبلهَا وَيكون فِي الْعُنُق والثدي والمواضع العصبية أَكثر قَالَ: والسرطان يكون من مرّة سَوْدَاء تغلى والمسهلة لَا يُمكنهَا استفراغها من الْعُضْو والأدوية اللينة إِذا وضعت عَلَيْهِ لم تعْمل فِيهِ شَيْئا والأدوية القوية تنفره وتهيجه وَفِي ابْتِدَائه يمن مَنعه فليبدأ بافصد ثمَّ بِمَا يسهل السَّوْدَاء: يسْقِي نصف أُوقِيَّة من الفيثمون بِمَاء الْجُبْن أَو بِمَاء الْعَسَل فاتراً وبايارج الخربق الْأسود وَاجعَل على السرطان خرقَة قد غمست فِي عصارة عِنَب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ علاج نَافِع للسرطان الَّذِي مَعَ ضَرْبَان أَو جرح ورطبها مَتى جَفتْ وَكَذَلِكَ أَيْضا أطله بعصارة الخس أَو بعصارة عِنَب الثَّعْلَب أَو حَيّ الْعَالم مَعَ اسفيذاج مسحوق فأيها حضر أَو اسحق طيناً أرمنيا بعصارة هَذِه الْأَشْيَاء واطله وَاجعَل اغذيته مَا يبرد ويرطب وَلَا يكون غليظاً كالخيار والقثاء وَمَاء الشّعير وَمَاء الْجُبْن والسماق والبقلة الحمقاء والسمك وَالطير الصغار. الثَّانِيَة من مسَائِل ابيذيميا: إِذا كَانَ فِي فَم صَاحب السرطان مَادَّة فَإِنَّهَا من الصَّفْرَاء ألف ج الْمُحْتَرِقَة وَيجب فِي ابْتِدَاء السرطان بعد الفصد أَن يسهل بِمَا يخرج السَّوْدَاء مَرَّات وَاعْتمد على الاسهال فِيهِ أَكثر من الفصد لِأَن هَذِه الْعلَّة من كَيْفيَّة الدَّم لَا من كميته.

اوريباسيوس دَوَاء السرطان الشَّديد التأكل المفرط الْفساد عَجِيب فِي نَفعه: يُؤْخَذ شراب قَابض وسماق الدباغة نصف عشره وعفص غير مثقوب وسليخة من كل وَاحِد ربع ينقع فِي الشَّرَاب أَرْبَعَة أَيَّام ثمَّ يطْبخ بعد ذَلِك حَتَّى يغلي غليات ويحرك بخشب السرو ثمَّ يعصر ويصفى ويعاد طبخ مَا صفيت حَتَّى يصير فِي قوام الْعَسَل ثمَّ يرفع فِي إِنَاء زجاج وَمَتى ثخن فأدفه بِالشرابِ وَيسْتَعْمل طلاء عَلَيْهِ وعَلى الآكلة فَإِنَّهُ عَجِيب. وَمَتى كَانَ فِي السرطان ضَرْبَان شَدِيد فأدف هَذَا الدَّوَاء بِاللَّبنِ وَهُوَ يبرىء القروح الساعية برءاً عجيباً. لي إِذا كَانَ فِي السرطان ضَرْبَان فَعَلَيْك بِمَا يسكن الوجع كمرهم حكاك الأسرب وَإِذا اردت مَنعه من التأكل فَهَذَا وَنَحْوه لي السرطان ورم مستدير فِي أَكثر الْأَمر لَازم الأَصْل فَهُوَ فِي الْعُضْو أَكثر مِنْهُ خَارج لَهُ أصل كَبِير وعروق ممتدة مِنْهَا خضر وَفِي مجسته حرارة على الْأَمر الْأَكْثَر وَله ضَرْبَان مَا وَرُبمَا كَانَ أَشد وَيكون صَغِيرا ثمَّ يكبر قَلِيلا قَلِيلا ويعرض فِي الْأَكْثَر فِي الْأَعْضَاء العصبية وَإِن تقرح) أَو بط انقلبت وغلظت شفاهه احمر وَصَارَ وحشاً وَلم يبرأ البته إِلَّا باستئصاله وسل عروقه. اغلوقن: الْعِلَل الَّتِي بهَا يكثر الْخَلْط الْأسود فِي الْبدن ثَلَاثَة: إِمَّا لِأَن الكبد فِي غَايَة الْحَرَارَة فيكثر توليد الدَّم السوداوي وَإِمَّا لِأَن الطحال لَا يجذب وَإِمَّا لِأَن الأغذية مُوَافقَة لذَلِك. قَالَ: والأغذية المركبة والاسهال الْمُتَوَاتر للسوداء والفصد وإدرار الطمث يبرىء هَذِه الْعلَّة فِي ابتدائها فَأَما إِذا عظم ونشبت أرجله أعنى عروقه واستدارته وَتمكن أَصله فَلَا يبرأ إِلَّا بِانْقِطَاع أَصله وَلَا يجوز ذَلِك إِذا كَانَ فِي عُضْو خطير فَإِن كَانَ متقرحاً فضع عَلَيْهِ دَوَاء التوتيا وَنَحْوه من المسكنة وَإِن كَانَ غير متقرح فداوم الاسهال للخلط الْأسود وَرطب الْجِسْم بالغذاء واجعله مَاء الشّعير والسرمق والخباز والقرع والسمك الصخري فَإِنَّهُ لَا يزِيد وَيقف. بولس قَالَ: السرطان ورم جاس غير مستوى الشكل ردي المنظر مائل إِلَى السوَاد مؤلم وَرُبمَا كَانَت مَعَه قرحَة وَله عروق ممتدة من كل جَانب. وَمَتى عرض فِي عُضْو يُمكن قطعه الْبَتَّةَ من أَصله وكيه فَرُبمَا برأَ. ارطناش قَالَ: هُوَ ورم مستدير الشكل مِنْهُ مَا يرم وَمِنْه مَا لَا يرم ورماً كثيرا وَقد يهيج إِذا عولج فَأَما الْحَرَارَة فَإِنَّهَا لَازِمَة بالسرطان إِذا وضعت يدك عَلَيْهِ طَويلا احست بحرارة تصعد إِلَيْك وَتَكون حوله عروق ممتلئة وَيكون أَكثر جِسْمه ورمه فِي العمق أَكثر وَأما المتقرح فَإِن الرُّطُوبَة الَّتِي تسيل مِنْهُ صديدية رقيقَة مُنكرَة الرّيح وتأكل مَا حوله وَيكون تَأْكُله فِي النَّاحِيَة الدَّاخِلَة فِي الْجِسْم فِي عمق اللَّحْم فَلذَلِك قد يهيج مِنْهُ كثيرا انفجار الدَّم وَهُوَ صلب مَعَ ذَلِك صلب الشفتين احمرها منقلبها. قَالَ: وَنحن لَا نعالج بالحديد مِنْهُ إِلَّا مَا كَانَ فِي الْأَطْرَاف كطرف الْأنف والثدي والأصابع

وَحَيْثُ يُمكن أَن يقطع أَصله وَأما سَائِر الْأَعْضَاء فَإِنَّهُ مَتى كَانَ ألف ج غائراً فِي عمق الْجِسْم امتنعنا من علاجه بالحديد وَإِن أمكن أَن يقور كُله بِأَصْلِهِ حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى اللَّحْم الصَّحِيح بِلَا خوف لِقَاء عُضْو شرِيف قطعناه قطعا مستديراً وقطعنا مَعَه جُزْءا من اللَّحْم الصَّحِيح لِئَلَّا يعود الْبَتَّةَ وَتعلم أَنَّك قد وصلت إِلَى اللَّحْم الصَّحِيح من لين اللَّحْم وَذَهَاب الصلابة ثمَّ تكويه بعد ذَلِك ثمَّ ضع عَلَيْهِ مَا يسْقط الخشكريشه وعالجه بعد ذَلِك بالمراهم. اوريباسيوس قَالَ: السرطان أقل حرارة وَحُمرَة من الفلغموني إِلَّا أَن الْعُرُوق الَّتِي حوله أَشد امتلاء. قَالَ: وجيد مَا يسهل بِهِ إبارج فيقرا قد ركب فِيهِ خربق لي على مَا رَأَيْت فِي إبيذيميا علاج كَامِل للسرطان: يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الاسهال الْمُتَوَاتر كل أُسْبُوع وَيجْعَل الْغذَاء كل رَقِيق رطب ويقلل إِلَى أَن تسْقط الْقُوَّة ثمَّ تسترجعها ثمَّ تعاود وَمَتى كَانَ بِالْقربِ) عرق عَظِيم فصدته أَو سللته وينطل كل يَوْم ويضمد بالأشياء اللينة التَّحْلِيل وَلَا يبلغ أَن ينفر أَو يسخن وَيكثر الاستحمام بِالْمَاءِ الفاتر العذب فَإِنَّهُ على هَذِه الْجِهَة يقل كل يَوْم حَتَّى يفنى على الدَّهْر. ابقراط: السرطان اسهله مَرَّات ثمَّ ضع عَلَيْهِ زنجاراً قد أحرق حَتَّى احمر وضع فَوْقه خرقَة بَارِدَة واربطه. لي إِذا حدث السرطان اسهله كل اسبوع مرّة عشر مَرَّات وَرطب التَّدْبِير فِيمَا بَين ذَلِك ثمَّ انْظُر هَل فَوق الْموضع عرق عَظِيم فَإِن كَانَ فافصده أَو سَله ثمَّ ضع على الْموضع دَوَاء محللاً قَوِيا جدا كالمعتدلة وضع فَوق الْموضع اطلية بَارِدَة وخرقاً مبلولة تُعَاد ابداً حَتَّى يكون مَا حوله إِلَى السرطان بَارِدًا والدواء الْقوي التَّحْلِيل يعْمل فِيهِ وَالْبدن نقي جيد الدَّم ورطبه فَإِن هَذَا أبلغ فِي علاجه وَلينه حينا وحلله حينا على علاج سقيروس. فَإِن تقرح فَعَلَيْك بِهَذَا التَّدْبِير: وانثر عَلَيْهِ مَا يَأْكُل بِرِفْق مَعَ قبض كالقلقطار والزنجار واجهد أَلا يشْتَد الوجع وَأَن تمنع انصباب الْمَادَّة. ج ود: التودري نَافِع مَتى ضمد بِهِ السرطان الْغَيْر المتقرح يضمد بِالْمَاءِ وَالْعَسَل. جالينوس أَنه عَجِيب فِي حل الأورام الصلبة جدا وخاصة فِي الثدي والأنثيين: بزر اللوف لِأَنَّهُ شَدِيد اليبس يشفي السرطان المزمن ج: إِن سحقت بعض العصارات الْبَارِدَة فِي هاون أسرب وَشد فِي الشَّمْس وخاصة عصارة لِسَان الْحمل رَأَيْت مِنْهُ الْعجب فِي نفع السرطان المتقرح والقروح السرطانية. والتوتيا إِذا غسل صَار مِنْهُ دَوَاء مجفف أَشد من كل دَوَاء مجفف وَلَا يلذع فَهُوَ لذَلِك نَافِع مُوَافق للقروح السرطانية جدا. ج: اورسمن أَن لَهُ وَرقا شبه ورق الجرجير وأغصان دقاق وزهر صفر وعَلى الْأَطْرَاف غلف شَبيه بالقرون دقاق مثل غلف الحلبة فِيهَا بزر صَغِير يشبه بزر الْحَرْف يلذع اللِّسَان فَهُوَ عَجِيب للسرطان غير المتقرح وَجَمِيع الأورام الصلبة.

مَجْهُول: الكنكرزد يضمد بِهِ السرطان مَعَ لعاب بزر الْكَتَّان فيحللها. الخوز: دَقِيق الحمص ينفع السرطان إِذا ضمد بِهِ السرطان. مَجْهُول قَالَ: يحرق أصُول الكرنب النبطي ويعجن رماده بشحم ويضمد بِهِ السرطان فَإِنَّهُ يحلله أَولا أَولا وَمَتى نفر فامسحه بالشحم شَحم الدَّجَاج أَيَّامًا حَتَّى يسكن ثمَّ أعد عَلَيْهِ التضميد وَعَلَيْك بالفصد ألف ج والاسهال والغذاء المرطب وَالْحمام. لي اصبت فِي بعض نسخ الاسكندر إِن لِسَان الْحمل مَتى ضمد بِهِ السراطين حلل أَكْثَرهَا. لي على مَا رَأَيْت فِي إنطليش: إِذا شَككت فِي شَيْء شبه السرطان فِي الْعُنُق والابط) فضع عَلَيْهِ يدك زَمَانا طَويلا فَإِن السرطان يحس مِنْهُ بحرارة تصعد إِلَى يدك لي والخنازير ابرد من الْجَسَد أَو مثله. قسطا: ارجنجانس: تُؤْخَذ سراطين نهرية يلقِي مثلهَا من القليميا وتعجن حَتَّى تصير كالمرهم ويضمد بِهِ الْموضع الَّذِي فِيهِ ابْتَدَأَ السرطان فينفع أَو تحرق يلقى رمادها على شمع ودهن ويضمد بِهِ الْموضع. وَأما المتقرحة فالطين الْمَخْتُوم يداف بخل قد سحق فِيهِ على صلاية الأسرب ويطلى بِهِ وينفع مِنْهُ مَاء عِنَب الثَّعْلَب بِخَاصَّة. لي اجْعَل بدل صلاية الأسرب قَلِيل إسفيذاج الأسرب.

(الأورام البلغمية والنفخية والرخوة) (والأورام النفخية وَهِي أورام فِيهَا فضل من الرُّطُوبَة وَالرِّيح والتهبج فِي) (الْأَطْرَاف والنفخة وَمَا يعرض فِي أرجل الحبالى والناقهين فَيَنْبَغِي أَن يحول إِلَى) (هَهُنَا مَا فِي الرَّابِعَة عشر من الورم البلغمي وَلَا يعْتَمد على مَا فِي بَاب قانون) (الأورام من الأورام من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة) قَالَ جالينوس: البلغم مَتى كَانَ رَقِيقا فِي قوامه قَلِيل اللزوجة أحدث التهيج وَهَذَا الورم رخو أَبيض يبْقى فِيهِ أثر الْأصْبع لَا وجع مَعَه وَمَتى كَانَ غليظاً لزجاً أحدث الورم الصلب الْمُسَمّى سقيروس الْأَبْيَض اللَّوْن. الثَّانِيَة من السَّادِسَة من ابيذيميا إِذا ترهل عُضْو مَا فابدأ بدلكه بالدلك الصلب بالمناديل وانثر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المجففة وامنعه المَاء أَن يصب عَلَيْهِ. من كتاب مسيح: ورق النيلوفر يسلق نعما ويعصر وَيُوضَع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب. لبولس فِي الأورام البلغمية كَلَام جيد قد حول فِي بَاب النقرس حَيْثُ ذكر الورم الرخو فَانْظُر فِيهِ. وَقَالَ إِن هَذِه تكون بِالْعرضِ فِي الاسْتِسْقَاء والسل وَقَالَ: وَهَذِه لَا تحْتَاج إِلَى علاج الْبَتَّةَ يَكْتَفِي مِنْهَا بدلك السَّاقَيْن ومسحها بالزيت أَو بدهن الْورْد والخل وَفِي بعض الْأَوْقَات اجْعَل مَعَ الزَّيْت ملحاً وَقد يجمع الْخلّ وَالْملح ودهن الْورْد وَأما الورم البلغمي الْحَادِث لذاته فَرُبمَا اكْتفى فِي علاجه بِأَن يُؤْخَذ إسفنج ويغمس فِي خل وَمَاء وَيُوضَع عَلَيْهِ ويربط بالرباط من النَّاحِيَة السُّفْلى وَيَنْتَهِي عِنْد النَّاحِيَة الْعليا فَإِن لم يحضر إسفنج جَدِيد فاغسل مَا حضر مِنْهُ بالنطرون أَو بِمَاء) الرماد فَإِن لم يسكن الوجع بِهَذَا فَاجْعَلْ مَعَ الْخلّ وَالْمَاء شَيْئا من الشب وشياف ماميثا أَيْضا جيد فِي هَذَا الْموضع فَإِن كَانَ الورم مزمناً فادهن الْعُضْو بالزيت أَولا ثمَّ يوضع عَلَيْهِ اسفنج مبلولا بِمَاء الرماد ويربط فَإِنَّهُ يُبرئهُ على الصِّحَّة وَجَمِيع الأطيان يفش ويبدد هَذِه الأورام ألف ج الرخوة إِذا لطخ عَلَيْهَا من الطين سِيمَا الطين الْمصْرِيّ. لي الورم الرخو تغمس خرقَة بطاقين فِي مَاء رماد وَيُوضَع عَلَيْهِ وَمَتى جف أُعِيد إِلَيْهِ فَإِنَّهُ جيد بَالغ وَإِن كَانَ عَظِيما فاغمسه فِي مَاء النورة فَإِنَّهُ بَالغ للاسكندر فِي ذَلِك كَلَام جيد فِي بَاب النقرس فاقرأه.

بولس فِي الترهل الْعَارِض فِي اقدام النِّسَاء الْحَوَامِل قَالَ: يغمس حمل الْقصب الَّذِي من المسكنة بالخل وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يدق ورق الكرنب ويضمد بِهِ أَو يطلى بالقيموليا والخل والشب أَو تطبخ قشور الأترج بِمَاء وينطل بِهِ أَو يطْبخ الشبث. اوريباسيوس قَالَ مثل ذَلِك اغلوقن قَالَ: الورم الْمُسَمّى الترهل هُوَ الورم الرخو لَا وجع مَعَه وَيكون أما من بلغم رَقِيق وَإِمَّا من ريح بخارية كَالَّذي يتَوَلَّد فِي جنوب الْمَوْتَى حَتَّى ينتفخ وَهَذَا يتَوَلَّد فِي الْأَطْرَاف كثيرا فِي علل الاسْتِسْقَاء والسل وَنَحْوهَا من الْعِلَل الَّتِي يفْسد فِيهَا مزاج الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فَسَادًا قادحاً فِي تِلْكَ الْحَال هَذَا الورم عرض تارع لتِلْك الْعِلَل. قَالَ: وَقد يسكن الورم بالدلك فَقَط بدهن ورد مخلوط بخل وَرُبمَا اسْتعْمل فِيهِ الْملح مَعَ الدّهن والمح مَعَ دهن الْورْد الْمَضْرُوب بالخل. قَالَ: فَأَما مَتى كَانَ الورم من أجل خلط بلغميى فَرُبمَا سكنه إسفنج مبلول بِمَاء فِيهِ شَيْء يسير من الْخلّ فَمَتَى لم يسكنهُ ذَلِك زبد فِيهِ من الْخلّ فليل وَاسْتعْمل الْقَلِيل المزاج من الْخلّ فِي الْأَبدَان اللينة الرّطبَة وَالْكثير الْخلّ فِي الصلبة والقوية وفيمن اسْتعْمل الرَّقِيق المزاج فَلم ينْتَفع بِهِ وَيكون الاسفنج حَدِيثا فَمَتَى لم يحضر الْجَدِيد فاغسله بِمَاء الرماد فَإِن لم يسكن الانتفاخ بِهَذَا فألق فِي المَاء الَّذِي مزج بِهِ شَيْئا قَلِيلا من الشب فَإِن كَانَ فِي الرجلَيْن وَالْيَدَيْنِ شدهما من أَسْفَل إِلَى فَوق وَيكون الرِّبَاط فِي شده رِبَاط الْكثير فَإِن الْغَرَض فِي هَذَا الورم شَيْئَانِ: أَحدهمَا أَن يحلل مَا فِي الورم وَالثَّانِي شدّ جَوْهَر الْعُضْو وتقويته فَإِن اسْتعْملت هَذِه فَلم تنجح فَاسْتعْمل من المحللة الممزوجة مَا هُوَ أقوى من هَذِه وَأما أَنا فقد عَالَجت ورماً قَرِيبا مزمناً من هَذَا النَّحْو فَإِن دهنته بالزيت أَولا ثمَّ وضعت عَلَيْهِ إسفنجاً مبلولاً بِمَاء الرماد وشددته شداً وثيقاً فبرأ برءاً تَاما وَإِن طَالَتْ أَكثر فَاسْتعْمل المحللة وَحدهَا. اطلاوس قَالَ: شرب صوفة خلا وَضعهَا عَلَيْهِ وشدها من أَسْفَل إِلَى فَوق فَإِن لم ينْحل فَحل) الشب فِي الْخلّ أَو مَاء الرماد وأدف حضضاً بخل واطله عَلَيْهِ فَإِن طَال الورم فادهنه بالزيت ثمَّ ضع عَلَيْهِ صُوفًا قد شرب بخل وشده عَلَيْهِ شداً جيدا أَو يدق ورق الصفصاف وَيُوضَع عَلَيْهِ وشده فَإِنَّهُ يحلله. من رِسَالَة فليغريوس فِي النقرس قَالَ: يذهب الورم فِي الْقدَم والأطراف الدَّلْك بالزيت وَالْملح وَأقوى من ذَلِك البلح ورماد الطرفاء والصفصاف يضمد بِهِ فَإِنَّهُ يجفف تجفيفاً قَوِيا. اشليمن قَالَ: للورم الْحَادِث فِي أرجل الحبالى والناقهين: خل وملح ودهن ورد يجاد ضربه ويطلى أَو برماد الكرنب وزيت وبورق يضمد بِهِ أَو يدلك بالملح وَالزَّيْت ألف ج قَالَ: وينفع الورم الرخو إِذا عسر أَن يحرق الطرفاء ويدهن بالزيت ويذر عَلَيْهِ أَو يطلى بالزيت ورماد الكرنب دَائِما أَو ينطل دَائِما بطبيخ الكرنب فَإِنَّهُ عَجِيب. من التَّذْكِرَة قَالَ: والتهبج اطله بِالصبرِ والحضض ورماد الكرنب بِمَاء الكرنب وَإِن

ازمن فزد فِيهِ بزر حرمل وفربيونا. قَالَ: وَإِذا اعيا فلطخه برماد التِّين وخطمي نصفه وخل. الْكَمَال والتمام: للورم الْعَارِض فِي أَطْرَاف المستسقين: خل خمر ودهن ورد يضْرب ويطلى عَلَيْهِ وَيُوضَع عَلَيْهِ ورق الفجل ويشد أَيَّامًا حَتَّى يسكن المنجح: ضماد يحلل الأورام البلغمية الغليظة: ورق الأقحوان وأصل الكرنب النبطي وبزره وبابونج وحلبة وبزركتان وحرف وأصل الخطمي وَحب الْغَار وحرمل وشيح ومقل وَمر تجمع مَعَ قَلِيل زعفران ودهن السوسن أَو دهن الناردين ويطلى غدْوَة وَعَشِيَّة. ابْن سرابيون: 3 (الْفرق بَين الورم النفخي وَبَين الورم الرهل) إِن النفخي يدافع الْأصْبع وَله صَوت إِذا ضَربته فَأَما الرهل فَإِن الْأصْبع تدخل فِيهِ وَتبقى مَكَانَهُ وَلَا صَوت لَهُ. علاج الورم الرخو الْأَبْيَض الَّذِي لَا يوجع إِن حدث عَن مرض كَمَا يحدث فِي الاسْتِسْقَاء والسل فعلاجه علاج الْعلَّة لِأَنَّهُ عرض فَإِن دعت الْحَاجة إِلَى علاجه فعالج النفخي بخل الْخمر ودهن الْورْد مَعَ ملح قَلِيل يمرخ بِهِ فَأَما الَّذِي هُوَ ترهل البلغم فَإِنَّهُ يعالج بِمَا يشدد وَبِمَا يحلل مَعًا: تبل خرقَة بخل وَمَاء الرماد وتربط من أَسْفَل إِلَى فَوق قَالَ: يصلح للترهل فِي أرجل الحبالى إِن ينقع البردي فِي الْخلّ ثمَّ ضمد بِهِ أَو تمسح الرجلَيْن بالخل ودهن الْورْد مَعَ ملح وقيموليا أَو كرنب محرق وملح مقلو يسحق بِزَيْت ويطلى بِهِ إِذا كَانَ قَوِيا أَو يسلق ورق الكرنب ويضمد بِهِ أَو يطلى عَلَيْهِ حضض بِمَاء الكرنب أَو يطلى بالزيت وَالصَّبْر والصندل 3 (طلاء شرِيف للورم البلغمي) ذكره فِي بَاب النقرس: مر وصبر وحضض وشياف ماميثا وصندل أَحْمَر وزعفران دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ ورماد الكرنب أَرْبَعَة دَرَاهِم ويطلى. سَابُور قَالَ: ينفع من التهبج أَن يطلى بأخثاء الْبَقر. ج فِي الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ قولا وَجب مِنْهُ أَن الْملح فِي غَايَة النَّفْع للأورام البلغمية وَذَلِكَ أَنه قَالَ أَنه فِي غَايَة التجفيف. جَوَامِع اغلوقن: التهبج الضَّعِيف يَكْفِيهِ وضعك عَلَيْهِ صُوفًا قد غمص فِي مَاء الرماد والخل ويشد والصعب يحْتَاج أَن يدهن بِزَيْت ثمَّ يوضع عَلَيْهِ صوف مغموس فِي مَاء الرماد ويشد من أَسْفَل إِلَى فَوق. لي التهبج الْغَالِب يشفيه الدَّلْك بالملح وَالزَّيْت وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك فَلْيَكُن الرِّبَاط أَشد على مَوضِع الورم ثمَّ يرخى ليسترح قَلِيلا قَلِيلا تَأمر أَن يرفع إِلَى فَوق ويمعن بِهِ إِلَى فَوق امعاناً صَالحا فَإِن هَذَا الرِّبَاط يمْنَع من أَن يقبل الْموضع الوارم شَيْئا. ج: الباداورد مَتى وضع على الأورام الرخوة نفع جدا وأضمرها وَكَذَلِكَ الشكاعى وكل مَا قبض قبضا معتدلاً وجفف وَقَالَ: الصَّبْر من شَأْنه أَن يمْنَع مَا ينزل فِي الأورام ويحلل مَا قد حصل وعَلى هَذَا فَإِنِّي أَحسب أَنه جيد الْأَدْوِيَة للورم الرخو. قَالَ فِيهِ: إِنَّه

جيد لورم الْعين وَقد رَأَتْ من فعله مَعَ الحضض فِي الأورام النفخية الَّتِي فِي الأجفان فعلا قَوِيا وَلست أَشك أَنه يفعل مثل ذَلِك فِي التهبج الْكَائِن فِي جَمِيع الْأَعْضَاء وَقَالَ: النّيل البستاني يضمر الأورام الرخوة اضماراً كثيرا لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً قَوِيا بِلَا لذع الطين الْحر مَتى طلي بِهِ الورم الرخو عظم نَفعه.) د: 3 (ورق الدلب الطري يفش الأورام البلغمية) والطرفاء وثمرته مَتى تضمد بهَا أَبْرَأ الأورام البلغمية وورقه إِذا تضمد بِهِ أضرّ الأورام البلغمية وَكَذَلِكَ طبيخه. د: دَقِيق الشّعير مَعَ مَاء الْعَسَل يحلل الورم البلغمي وورق الكرنب مَتى دق وضمد بِهِ جيد للورم البلغمي الصعتر مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ حل الورم البلغمي الحَدِيث المرزنجوش مَتى تضمد بِهِ الأورام البلغمية مَعَ قيروطي حللها السوسن مَعَ الْخلّ يحلل الأورام البلغمية الَّتِي قد ازمنت. ابْن ماسويه قَالَ: مَتى ضمدت الأورام البلغمية بالكرنب حللها قَالَ: تطلى بِمَاء الكرنب فيحللها. روفس: الشّعير جيد للترهل دَقِيق العدس جيد للترهل طلاء جيد للترهل سعد وطين ودقيق الشّعير والعدس مقلوين وشب بِالسَّوِيَّةِ يطلى بِمَاء الرماد والخل وَيسْتَعْمل إِن شَاءَ الله فليغريوس فِي رسَالَته فِي النقرس: مصلح. لي تَدْبِير جيد للترهل: انطله بِمَاء الْبَحْر سخنا نطلاً جيدا ثمَّ دَعه ينفش سَاعَة فَإِذا رَأَيْت قد تفشى فانطله بطبيخ قشور الرُّمَّان لِئَلَّا يقبل فضلا آخر أَو بطبيخ ورق الآس أَو بخل وَمَاء وَقد يحلله الدَّلْك الْيَابِس بخرق خشنة يدلك حينا وينفش حينا. 3 (مَجْهُول للترهل والورم البلغمي) يدلك بخل خمر ودهن ورد وَيُوضَع عَلَيْهِ ورق الفجل ويشد. يتاذوف للترهل فِي جَمِيع الْجِسْم: يوضع عَلَيْهِ صوف يشرب خلا ممزوجاً أَو يسحق البورق بِمَاء الرماد ويطلى عَلَيْهِ أَو يطلى بالماميثا بخل أَو برماد البلوط أَو يسحق الشب بخل ويطلى عَلَيْهِ أَو يطلى عَلَيْهِ البعر والأخثاء بخل وَمَتى جعل مَعَه شَيْء من الكرنب كَانَ أقوى وينفع مِنْهُ الجمة الشبية والكبريتية وينفع مِنْهُ مَاء الكراث والكرنب وجرمهما. بختيشوع: إِن كَانَ الورم يتَحَوَّل من مَوضِع إِلَى مَوضِع فَإِنَّهُ ريح فبخره باللبان والأشنان وصب عَلَيْهِ مَاء حاراً. د: الاسفنج الْجَدِيد يقبض الأورام البلغمية. ج: اناغورس ورقه إِذا تضمد بِهِ وَهُوَ طري حلل الأورام البلغمية أصل الباذاورد يتضمد بِهِ للأورام البلغمية ج: إِن ضمد بِهِ الأورام الرخوة أضمرها. د: عين الثور الْمُسَمّى بهاراً إِذا سحق بقيروطي حل الأورام البلغمية وَقَالَ: بزرقطونا مَتى ضمد بِهِ مَعَ الْخلّ ودهن الْورْد وَالْمَاء نفع الأورام البلغمية إِن تضمد بالدوقو حل الأورام البلغمية ورق الدلب الطري مَتى طبخ بِخَمْر وضمد بِهِ الورم البلغمي فشه الدردي دردى الْخلّ أَو الشَّرَاب غير محرق إِن اسْتعْمل مَعَ الآس قبض الأورام البلغمية. د: الحضض خاصته النَّفْع من الأورام البلغمية الرخوة والنفاخات.

بديغورس: الحاشي مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ حلل الأورام البلغمية الحديثة. د: 3 (النخالة تحل الأورام المتولدة من البلغم) ابْن ماسويه: مَتى ضمد بهَا بعد طبخها بِالْمَاءِ والارندفان فِي الرمل الْحَار الَّذِي على شط الْبَحْر يجفف اللَّحْم المترهل الشبيه بِالْمَاءِ مَتى دفن فِيهِ الْعُضْو. ج: ثَمَرَة الطرفاء مَتى تضمد بهَا أبرأت الأوارم البلغمية. د: وقشر الطرفاء يفعل فعل الثَّمَرَة. د قَالَ: رَأَيْت أَقْوَامًا طلوا ابدانهم وَهِي متهبجة بالطين مَرَّات كَثِيرَة فانتفعه بذلك نفعا عَظِيما. سرابيون: يحل الأورام البلغمية مَتى تضمد بِهِ فِي ابتدائها. د: ورق الكرنب مَتى انْعمْ دقه وتضمد بِهِ نفع الورم البلغمي. وَقَالَ: الكرنب الْبري يحل الأورام البلغمية. وَقَالَ: إِن طلي بِمَاء الكرنب الأورام البلغمية حللها. وَقَالَ: الكاشم مُوَافق للأورام البلغمية وَقَالَ: ليناطوطس مَتى تضمد بِهِ رطبا حل الأورام البلغمية وَقَالَ: ورق المرزنجوش يوضع يَابسا مَعَ القيروطي يحل الأورام البلغمية. لي اسْتِخْرَاج: أَظن أَن أَجود مَا اسْتعْمل فِي الأرجل الوارمة بعقب الْمَرَض أَن يطلي فِي الْيَوْم مَرَّات كَثِيرَة بالطين وَالْملح ويخلط بالزيت ويتمسح بِهِ جيد للأورام البلغمية فَمَتَى عَايَنت أَصْحَاب هَذِه انتفعوا بذلك نفعا عَظِيما. د: مزمار الرَّاعِي قَالَ ج: زعم د: إِن أَصله يحل الأورام البلغمية الرخوة. ج: النّيل البستاني يضمر إضماراً كثيرا الأورام الرخوة الترمس مَتى طبخ ورقه بشراب وضمدت بِهِ الأورام البلغمية حللها. د: السرو وَجوزهُ وورقه يفنى مَا كَانَ مجتمعاً فِي الْعين من الْعِلَل الرهلة. ج: أصل القثاء مَتى تضمد بِهِ مَعَ سويق شعير حلل كل ورم بلغمي عَتيق. د: شَحم الْخِنْزِير مَتى خلط بالنورة أَو بالرماد حلل الأورام البلغمية د: اسْتِخْرَاج تخيره سَابُور: الشحوم تفعل ذَلِك لِأَن الرماد يحلل والنورة تحلل مثل هَذِه الأورام لكنه قوي فَيحْتَاج إِلَى مَا يُضعفهُ دَقِيق الشّعير مَتى طبخ بِمَاء الْعَسَل أَو بطبيخ التِّين وضمد بِهِ حلل الأورام البلغمية المزمنة. الشونيز مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ حل الأورام البلغمية المزمنة الشبت تلطخ بِهِ الأورام البلغمية فينفع ج أصل خصى الْكَلْب الْأَعْظَم يحل الأورام البلغمية الخطمي مَتى تضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِالشرابِ حل الأورام البلغمية النفخية. اسحق: الورم الرخو يكون من أخلاط بغلمية وَهُوَ رخو غير مؤلم وعلاجه أَن يغسل قِطْعَة اسفنج ببورق أَو بِمَاء الرماد واغمسها فِي خل ممزوج أَو فِي مَاء الرماد وَضعهَا عَلَيْهِ أَو اربطها وشدها فَإِنَّهُ ملاكه اضغط ضغطاً رَفِيقًا لَا تزعجه وتبتدئ بالرباطات من أَسْفَل إِلَى الْأَعْلَى فَإِن لم يحضر اسفنج فَاسْتعْمل بدله قطنة فَإِن لم ينْحل فاخلط بذلك شَيْئا من الشب. وَمِمَّا يصلح لَهُ: الماميثا إِذا بللته بِبَعْض الرطوبات المحللة وطليته) عَلَيْهِ مثل مَاء الاسداريا. فَإِن طَال مكثه فامسحه بِبَعْض الأدهان المحللة وبل قطنة بِمَاء الرماد وارفدها وشدها فضل شدّ. البنج البستاني يحله بِقُوَّة شَدِيدَة.

اسْتِخْرَاج: قطن خلق يلقى فِي شمس حارة أَيَّامًا ويغمس فِي مَاء الشبت ثمَّ يجفف ثمَّ يسْتَعْمل بدل الاسفنج للتهبج. من التَّذْكِرَة: بزر الحرمل صَبر فرييون حضض مر رماد الكرنب يعجن بِمَاء الكرنب ويطلى عَلَيْهِ رماد الكرنب أَو بِمَاء الرماد. اشليمن قَالَ: للورم الرخو الْكَائِن فِي أَقْدَام الحبالى والناقهين: خل وملح ودهن ورد يجاد ضربه ويطلى بِهِ أَو يطلى بِمَاء الكرنب وزيت أَو بملح وزيت. من الْكَمَال والتمام للورم فِي الْيَد وَالرجل: يُؤْخَذ خل خمر ودهن ورد بِالسَّوِيَّةِ يخلطان ويطلى على الْمَوَاضِع المتورمة وَيُوضَع عَلَيْهَا ورق الفجل ويدمن ذَلِك أَيَّامًا. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: وَهُوَ رخو المجسة لَا وجع مَعَه وَقد يحدث شَيْء من هَذَا الْجِنْس فِي أرجل المستسقين والمسلولين إِلَّا أَن هَذَا فِي هَؤُلَاءِ عرض تَابع لِلْعِلَّةِ ومداواته مداواة الْعلَّة وَمَتى احتجت فِي بعض الْأَوْقَات أَن يفنى فيكفيك دلك السَّاقَيْن بدهن ورد مرّة وبملح وزيت أُخْرَى وبدهن ورد وخل خمر أُخْرَى فَأَما إِذا حدث الورم الرخو بِأحد الْأَعْضَاء من أجل بلغم ينصب إِلَيْهِ فقد يَكْتَفِي كم من مرّة بِأَن تضع عَلَيْهِ اسفنجة مبلولة بِمَاء قد مزج بخل يسير حَتَّى أَنه قد يُمكن أَن يشرب أَو يُزَاد فِيهِ فضل قَلِيل مَاء وَشد الاسفنجة برباط يكون ابتداؤه من أَسْفَل وانتهاؤه إِلَى فَوق وَيجب أَن تنظر فِي الْأَسْفَل والفوق هَهُنَا وَيَنْبَغِي أَن تكون الاسفنجة جَدِيدَة مَتى أردْت أَن يكون الْعَمَل قَوِيا نَافِعًا فَإِن لم يتهيأ فاغسلها ببورق ونطرون أَو بِمَاء الرماد فَإِن فعلت هَذَا وَلم ينخفض الورم وَسكن فعاود الشد باسفنجة جَدِيدَة مبلولة على مَا وصفت وألق فِيهَا مَا يبلها بِهِ شَيْئا قَلِيلا وَإِن وجدت الْجَوْهَر الَّذِي يُقَال لَهُ خيميون اللين مِنْهُ الَّذِي يكون مِنْهُ بِمَنْزِلَة مَا يجلب من طرسوس فَاسْتَعْملهُ فَإِنَّهُ أَجود من الاسفنج فاغمسه فِي الْخلّ وَالْمَاء والشب وشده من أَسْفَل إِلَى فَوق على مِثَال مَا تشد الْعِظَام الْمَكْسُورَة تجْعَل لَهَا للسفلى أَشد ثمَّ ارخه بعد ذَلِك حَتَّى تفرغ وَلَا كل الإرخاء لِئَلَّا تضطرب والماميثا من أَجود الْأَدْوِيَة لهَذِهِ الْعلَّة إِذا ديفت وَهَا بخل ممزوج وَأفضل مِنْهَا فِي ذَلِك الدَّوَاء الَّذِي ألفته أَنا نع فِيهِ مَا ميثا وَقد يَكْتَفِي بالأدوية المركبة وتختلف مداواة الورم الرخو بِحَسب الأعظاء لِأَنَّهُ مَتى حدث بمراق الْبَطن لم تَجِد أحد من النَّاس يَجْعَل عَلَيْهِ اسفنجة مبلولة بخل ممزوج بِمَاء بَارِد وَلَا تَجِد حدا يطْبخ افسنتينا بِزَيْت وتجعله) على ركبة وارمة قَالَ: وَلَيْسَ علاج الورم الرخو وعلاج الورم النفخي علاجاً وَاحِدًا وَلَا نوعهما وَاحِد لِأَن الورم الرخو يحدث عَن البلغم فَإِذا غمزت عَلَيْهِ بالأصبع انخفض لَهُ عمق كَبِير وَأما انتفاخ فَإِنَّمَا يحدث عِنْدَمَا تَجْتَمِع فِي مَوضِع من الْبدن ريح نفخية عني ريحًا بخارية وَهَذِه تَجْتَمِع مرّة تَحت الْجلد وَمرَّة تَحت الأغشية لمغشية للعظام والعضل وَقد تَجْتَمِع كم من مرّة فِي الْمعدة والأمعاء وَفِيمَا بَين الأمعاء والغشاء المستبطن للعضل وَالْفرق بَين الورم الريحي والورم الرخو أَن الورم الرخو ينغ ويتأثر بِالْيَدِ والانتفاخ لَا ينخفض

وَمَتى ضربت بِيَدِك عَلَيْهِ سَمِعت لَهُ كصوت الطبل فَإِن كَانَت هَذِه النفخ فِي التجاويف الْكِبَار نَحْو الْمعدة والأمعاء فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب النفخ فَأَما إِن كَانَ فِي الْيَد أَو فِي الرجل أَو فِي عضل تَحت الْجلد أَو فِي بعض الأغشية المغشية على الْعِظَام فَإِنَّهُ إِن كَانَ لَا وجع مَعَه فَإِن بعض الْأَشْيَاء السة اللطيفة الْأَجْزَاء تفي باشفائه بِمَنْزِلَة الرماد الَّذِي يُقَال لَهُ: سالبطي فَإِن كَانَ مَعَه وجع فَيجب أَن يمرخ الْعُضْو بمروخ تلين وترخى وأمثال هَذِه الْعِلَل تحدث عَن ضَرْبَة ترض وتفسخ بعض العضل أَو بعض الأغشية الَّتِي على الْعِظَام إِلَّا أَنه مَتى عرض الرض لعضلة يَنْبَغِي أَن يداوى بِمَا يسكن الوجع وَقد ذَكرْنَاهُ فِي من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة التهبج ورم رخو يبْقى فِيهِ أثر الْأَصَابِع لَا وجع مَعَه وَيحدث عَن بلغم رَقِيق. وَمِنْه: إِن حدث التهبج وَهُوَ الورم الرخو عَن بلغم رَقِيق إِن لم تبرز الأورام البلغمية. أَبُو جريج وَقَالَ حنين فِي كتاب الْعين: 3 (الْخَلْط المائي يحدث ورماً) (يُسمى الانتفاخ) وَأما البلغمي الرَّقِيق فَإِنَّهُ يحدث ورماً يُسمى التهبج قَالَ: وعلاج الورم النفخي بالأدوية المركبة مِمَّا يلطف ويحلل وَيقبض ويسدد وَأما التهبج فعالج فِي الِابْتِدَاء بأدوية مركبة تشد وتحلل كالخل الممزوج والشب مَعَ الْملح والبورق وَمَاء الرماد وَيجب أَن تسْتَعْمل أَولا الدون من هَذِه فَإِن لم ينجح فَاسْتعْمل الْأَقْوَى فَإِن طَال مكثه اسْتعْملت الْأَدْوِيَة الَّتِي تقطع وتحلل فَقَط وتربط رِبَاطًا أَسْفَله أَشد من أَعْلَاهُ. لي الَّذِي يحدث عَن البلغم صنوف من الأورام: أَحدهَا الترهل وَالثَّانِي هُوَ الرخو وَالثَّالِث الجسأ وَهُوَ ورم صلب وَهَذَا إِذا كَانَ فِي اللَّحْم الرخو فَهُوَ خنازير وَثَلَاثَة أضْرب من الدبيلات العسلي والشحمي والأرد هالجي. أغلوقن قَالَ: اوديما ورم رخو لَا وجع مَعَه أَبيض كلون الْجِسْم وَيكون من جَوْهَر بلغمي وريح بخارية مثل مَا يتَوَلَّد فِي جنوب الْمَوْتَى حَتَّى ينتفخ مِنْهَا ويتولد فِي الْأَطْرَاف فِي الاسْتِسْقَاء فَأَما الْحَادِث للمستسقين فَلَا يحْتَاج إِلَى علاج يَخُصُّهُ وَقد يسكنهُ الدَّلْك بدهن الْورْد والخل ممزوجين أَو بالملح والدهن وَمَتى كَانَ من أجل كيموس بلغمي سَالَ إِلَى عُضْو فَرُبمَا سكنه اسفنج مبلول بِمَاء وَشَيْء يسير من خل فَإِن لم يسكن فزد فِي الْخلّ وَلَا تجَاوز مِقْدَار مَا يُمكن شربه وعَلى قدر صلابة الْأَبدَان فَيكون الاسفنج جَدِيدا مغسولاً بالنطرون أَو بِمَاء الرماد فَإِن لم يسكن فضع عَلَيْهِ اسفنجاً قد سقى شَيْئا يَسِيرا من مَاء الشب وَإِن كَانَ فِي أَعْضَاء يُمكن أَن تشدها فشدها وابدأ من أَسْفَل وانته إِلَى فَوق وَيكون الرِّبَاط مثل الرِّبَاط الَّذِي للكسر فَإِن الْغَرَض فِي هَذِه الْعِلَل غرضان: أَحدهمَا أَن تحلل شَيْئا من جوهرها وَالْآخر أَن نجمع جَوْهَر الْعُضْو وتشده قَالَ: وَأما أَنا فقد عَالَجت ورماً من هَذَا الْجِنْس بِأَن مسحته بالدهن أَولا ثمَّ وضعت عَلَيْهِ اسفنجاً مبلولاً بِمَاء الرماد وشددته شداً فِيهِ فضل قُوَّة فبرأ برءاً تَاما.

جَوَامِع اغلوقن قَالَ: الورم الْمَعْرُوف بالتهبج هُوَ ورم رخو لَا وجع مَعَه وحدوثه يكون أما من ريح بخارية وَإِمَّا من بلغم ينصب إِلَى بعض الْأَعْضَاء والتهبج الْعَارِض من الرّيح يذهب سَرِيعا وَلَا يحْتَاج إِلَى مداواة فَإِن احْتِيجَ إِلَى مداواة فَإِنَّهُ يسهل ذَلِك لِأَنَّهُ يذهب ويتحلل سَرِيعا والدلك بالخل ودهن الْورْد إِمَّا وَحده وَإِمَّا مَعَ ملح وَأما الْحَادِث عَن البلغم فَإِنَّهُ يداوى باشياء تشد وتحلل مَعًا فَيُوضَع عَلَيْهِ اسفنج جَدِيد مغموس بخل لِأَن الاسفنج الْجَدِيد يحلل والخل يدْفع فَإِن) لم ينفع فزد فِي القوتين جَمِيعًا بِأَن يخلط مَعَ الْخلّ شب وَيشْرب الاسفنج مَاء الرماد فَإِن طَال الْأَمر بِهِ فاطرح الدافعة الْبَتَّةَ وَاسْتعْمل الْمُقطعَة واربطه رِبَاطًا يَبْتَدِئ من أَسْفَل الْعُضْو رخواً وَيصير إِلَى فَوق وَهُوَ صلب وَهُوَ الرِّبَاط الْمَعْرُوف برباط الْعظم المكسور كَيْمَا لَا يقبل الْعُضْو شَيْئا مِمَّا ينصب إِلَيْهِ قبولاً مفرطاً. الساهر قَالَ لورم السَّاق والقدم: دهن ورد وملح وخل وَاجعَل فَوْقه ورق السلق أَو ورق الفجل. ابْن سرابيون قَالَ: يَكْتَفِي الترهل الْحَادِث فِي الرجل وَالْيَد أَن يعالج بدهن ورد وخل خمر وَشَيْء من ملح يدلك بِهِ والورم البلغمي بالاسفنج المشرب بخل وَمَاء ويشد من أَسْفَل إِلَى فَوق وَيكون الشد على ارخاء وينفع الرماد مَعَ قيروطي ودهن الشبث فَإِنَّهُ يحلل هَذِه الأورام وَقَالَ: لترهل أرجل الحبالى ينفع رماد البردي بخل ويضمد بِهِ أَو يضْرب الْخلّ بدهن الْورْد ويطلى بِهِ أَو ملح وخل أَو قيموليا بخل. وللورم الجاسي البلغمي: رماد الكرنب وملح مقلو يسحق بِزَيْت ويطلى عَلَيْهِ أَو يسلق الكرنب ويضمد بِهِ أَو يطلى على الورم الرخو أَيْنَمَا كَانَ قيموليا يعجن بِمَاء الكرنب أَو يُؤْخَذ صَبر وفوفل وصندل أَحْمَر يبل بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ويطلى هَذَا يصلح للعين إِن شَاءَ الله.

(الدماميل والدبيلات) (الْبَاطِنَة وَالظَّاهِرَة والبثور والخراجات وعلامات التقيح والمقيحة والطرق الَّتِي) (فِيهَا تَأْخُذ الْمدَّة والقيح إِذا خرج عَن الْبدن والتصاق الْجلد والسلع وَمَا يصلح) (لذَلِك وجودة الْمدَّة ورداءتها وحس الخراجات والبط والطاعون وَمَا يجب أَلا) (يبط بالحديد بل بالأدوية) من الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: 3 (الدُّبَيْلَة) تكون عِنْد انطباق ورم حَار عَظِيم فِي مِقْدَاره فَيكون فَتحه إِذا نضج كَأَنَّهُ فِي جراب وَالْآخر لَا يتقدمه ورم حَار لَكِن رُطُوبَة لَيست بحراة تنصب إِلَى بعض الْمَوَاضِع وَتوسع لنَفسهَا مَكَانا لكثرتها وتمديدها وتكتسب بطول مكثها عفونة وتوجد فِيهَا أَشْيَاء بديعة كالشعر والخزف والأظفار وضروب الطين والدردي وعكر الزَّيْت وَرُبمَا كَانَ لَهَا ريح مُنكرَة جدا. وَالْأَكْثَر من الدبيلات تجْرِي مِنْهَا ثَلَاثَة أَشْيَاء مِنْهَا مَا يجْرِي مِنْهَا كالأردهالج وَالثَّانِي الشحمي وَالثَّالِث العسلي وَالْغَرَض فِي علاجه أَنه رُبمَا حللت وَرُبمَا عفنت وَرُبمَا قطعت بالحديد والأردهالجي إِمَّا أَن يعفن وَإِمَّا أَن يقطع والشحمي يعالج بالحديد فَقَط لِأَنَّهُ لَا يُمكن فِيهِ أَن يعفن وَلَا أَن يتَحَلَّل. وَأما الْبَاطِنَة وخاصة فِي الأحشاء فَإِن الْأَدْوِيَة المتخذة بالأفاويه نافعة لَهَا وَفعل هَذِه الْأَدْوِيَة أَن تحل وتذيب الرُّطُوبَة المجتمعة وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي سَبِيلهَا هَذِه السَّبِيل كَثِيرَة وأحسنها كلهَا اثر الترياق الْكَبِير والأميروسيا وَأما سهلة الْوُجُود فأفضلها كلهَا المتخذة بالفوذنج النَّهْرِي. فِي كتاب الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: وَأما الطّرق الَّتِي يَأْخُذ فِيهَا الْقَيْح والمدة الَّتِي فِيهَا تجاويف تشترك فَإِن تنقية الْمدَّة تكون فِيهَا فِي الْأَمر الْأَكْثَر كَمَا تنقى فِي خراجات الصَّدْر بالنفث وَالَّتِي فِي الْمعدة بالقىء وَالْبرَاز وَالَّتِي فِي الأمعاء بالبراز وَالَّتِي فِي مقعر الكبد بالبراز أَيْضا وَالَّتِي فِي حدبة الكبد بالبول وَكَذَلِكَ الخراجات الَّتِي فِي الكلى ومجاري الْبَوْل والمثانة بالبول. قَالَ: وَهنا أمراض يعرض فِيهَا ضروب لَا تعرض إِلَّا فِي الندرة لَا يكَاد يصدق بهَا مثل مَا يعرض إِذا استنقت مَوَاضِع الصَّدْر بالغائط ومواضع الْمعدة والأمعاء بالبول. قَالَ: وَقد رَأَيْت خراجاً كَانَ فِي الرئة استقى بالبول وخراجاً كَانَ فِي الصَّدْر تنقى بالغائط قَالَ: ومجيء الْقَيْح من الرئة إِلَى الكلى لَهُ طرق وتجاويف مَوْقُوفَة عَلَيْهَا وَذَلِكَ أَنه كَمَا تَأتي الكلى شعب من الْعرق الأجوف) كَذَلِك تجيئها شعب من الْعرق الضَّارِب الْأَعْظَم فاستفراغ الْقَيْح من

جوامع الأعضاء الآلمة

الرئة بالبول قد يعرض فِي الاجانين وَهَذَا طَرِيقه وَأما استفراغ قيح الرئة بالغائط فقد يظْهر بالتشريح بالاجانين وَذَلِكَ لِأَن الْعرق الأجوف قد يُوجد فِي بعض الْأَحْوَال مُشْتَركا مَعَ الْعرق الشبيه بساق الشَّجَرَة مواصلاً لَهُ بعرق آخر متوسط بَينهمَا وَهَذَا أَيْضا يُمكن أَن يصير الْقَيْح الَّذِي أَسْفَل الْحجاب إِلَى المثانة إِلَّا أَن هَذِه الْأَشْيَاء إِنَّمَا تكون فِي الاجانين لِأَن هَذِه الأشكال تتفق فِي الاجانين. لي وَلِأَن عللاً تقع فِي المجاري الْمُعْتَادَة مَانِعَة فتضطر الطبيعة عِنْد ذَلِك إِلَى اسْتِعْمَال سواهَا وَلَقَد قَرَأت فِي بعض الْكتب أَنه لَو لم يكن بَين العضوين إِلَّا عصب أَو عظم لدفع إِلَيْهِ فِي ذَلِك العصب والعظم فضلا عَن اللَّحْم بالاضافة إِلَى هَذِه فَإِن الدّفع فِي اللَّحْم لَا يجب أَن يتعجب مِنْهُ الْبَتَّةَ وَذَلِكَ لِأَن فِيهِ مجار كمجاري الاسفنج وَإِن لم تكن تمر على استقامة. 3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة) حُدُوث النافض أبدا خَاص بانفجار الخراجات الْبَاطِنَة وبتكون فورة الْحمى الحارة وشدتها خَاص بِأَن الْمدَّة قد كَانَت وفرغت وَشدَّة هيجان الحميات خَاص بِأَن الْمدَّة فِي الْكَوْن مَعَ شدَّة الوجع وَلذَلِك يتكون الوجع فَيكون خَاصّا بِأَن الْمدَّة قد كَانَت. السَّابِعَة من الميامر: الدبيلات الْبَاطِنَة تنفعها الْأَدْوِيَة اللطيفة المجففة كالدارصيني والمرو نَحْوهمَا. قَالَ: وَالشرَاب اللَّطِيف الرَّقِيق إِذا شرب قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: الورم الَّذِي من جنس الدبيلات إِذا كَانَت فِي الْبَطن فِي آلَات التنفس أَو آلَات الْغذَاء يحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة الملطفة المجففة وَينْتَفع بِشرب الشَّرَاب الْعَتِيق اللَّطِيف الرَّقِيق مَتى شرب مِنْهُ شَيْء يسير لِأَنَّهُ يجفف ويلطف وتحتاج الدبيلات الْبَاطِنَة إِلَى مَا يجفف ويلطف وأنفع مَا يكون إِذا كَانَت مَعَ ذَلِك أفاويه. الْمقَالة الأولى من تقدمة الْمعرفَة: 3 (الأورام الَّتِي تحدث فِي مراق الْبَطن) إِن كَانَت فِي المراق فَقَط وَكَانَت الأحشاء الَّتِي وَرَاءَهَا سليمَة لم يُمكن أَن تقتل إِلَّا أَن تكون عَظِيمَة جدا وَيَقَع فِي تدبيرها خطأ وَأما الَّتِي تكون فِي الأحشاء الَّتِي وَرَاءَهَا أَعنِي فِي الكبد وَالطحَال والمعدة والحجاب وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا ردية قاتلة إِلَّا أَن يكون لَهَا بحران برعاف وتدفعها الطبيعة. قَالَ: فَأَما الأورام الْحَادِثَة فِي المراق الَّتِي مَعهَا حمى فَإِنَّهَا مَتى لم تنفش كلهَا أَو ينفش بَعْضهَا أَو يتحجر الْبَعْض لَكِن يبْقى مَعَه الْحمى فَإِنَّهَا تتقيح وَمُدَّة تقيحها مَتى كَانَت فلغمونيا تكون فِي عشْرين يَوْمًا وَإِن كَانَت أوذيما فَفِي سِتِّينَ يَوْمًا وَإِن كَانَت متوسطة فَفِي أَرْبَعِينَ أَحْمد هَذِه الخراجات مَا كَانَ مِنْهَا مائلاً إِلَى خَارج الذيليس لَهُ رَأس محدد وَبِالْجُمْلَةِ فالمائل إِلَى الْخَارِج وَهُوَ مروس محدد الرَّأْس صَغِير وأرداها العريض الْعَظِيم الْقَلِيل الْميل إِلَى خَارج جيد بالاضافة إِلَى المائل إِلَى دَاخل وَإِن لم يكن جيدا بقياسه إِلَى بعض المائلة إِلَى خَارج فَأَما المائل إِلَى خَارج فَالَّذِي كَأَنَّهُ صنوبرة أَجودهَا كلهَا لِأَنَّهُ يدل على قُوَّة الْقُوَّة الدافعة للمدة وعَلى أَن الْخراج لم يفْسد موضعا كَبِيرا فَأَما المائل إِلَى دَاخل فَمَا لم يمل الْبَتَّةَ

إِلَى خَارج وَيكون لاطياً لَا وجع مَعَه وَلَا يرى فِي الْموضع الْخَارِج فِي مَكَانَهُ كثير تغير على أَنه لَيْسَ من المائلة إِلَى دَاخل حميد الْبَتَّةَ وَذَلِكَ أَنه تنْدَفع من الأخس إِلَى الْأَشْرَف وَلِأَنَّهُ إِذا انْفَتح لم يُمكن أَن يوضع عَلَيْهِ دَوَاء لِأَنَّهُ لَا يرى وَلَا يظْهر وَلِأَنَّهُ ينصب إِلَى أَعْضَاء شريفة فَإِن الْمدَّة إِذا انفجرت إِلَى المعي الغليظ رُبمَا سحجته وَمَتى انصبت إِلَى المعي الصَّائِم والأمعاء الدقاق سدت نُفُوذ الْغذَاء وَمَتى انصبت إِلَى فضاء الْمعدة أفسدت الاستمراء وأردى من هَذِه مَا انفجر إِلَى الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا لِأَنَّهُ قد جمع الْحَالَتَيْنِ الرديتين كلتيهما وَلَا يكون من ذَلِك للطبيعة حِينَئِذٍ مَوضِع يبتدىء مِنْهُ نَبَات اللَّحْم فتجعله لَهَا بِمَنْزِلَة الأساس فَأَما الْمدَّة فأحمدها الْبَيْضَاء الملساء الَّتِي لَيْسَ لَهَا رَائِحَة مُنكرَة والمضاد لَهَا فِي غَايَة الرداءة لِأَن الرَّائِحَة الْمُنكرَة تدل على أَن تغير الْخَلْط كَانَ بالعفن لَا بالنضج وَأما بَيَاض اللَّوْن فَلِأَن الشَّيْء الَّذِي يَسْتَحِيل إِذا كَانَ مَغْلُوبًا على الْحَقِيقَة وَالِاسْتِقْصَاء يشبه بلون الْمُحِيل وَلِأَن الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة بيض والمدة لَا تبلغ وَلَو كَانَت فِي غَايَة الْجَوْدَة أَن تكون فِي بَيَاض المنى واستوائه لِأَنَّهُ الْحَرَارَة الَّتِي تنضج الْخَلْط حَتَّى تَجْعَلهُ مُدَّة لابد أَن يشوبها شَيْء من عفن وَلَيْسَت حرارة طبيعية خَالِصَة كَالَّتِي تنضج الدَّم حَتَّى يصير منياً لَكِن مَا كَانَت فِي ذَلِك أَكثر فَهُوَ أَجود وَكَذَلِكَ مَتى كَانَت أقل فِي الرَّائِحَة الْمُنكرَة فَهِيَ أَجود لِأَن هَذِه الرَّائِحَة) تحدث إِذا كَانَت العفونة أقوى من الهضم فَأَما إِذا كَانَت الْحَرَارَة الَّتِي تنضج ذَلِك الدَّم فِي غَايَة الْحَرَارَة فَإِنَّهُ يتَوَلَّد مِنْهَا عفن كالعفن الَّذِي يكون فِي أبدان الْمَوْتَى وَمِقْدَار غَلَبَة هَذِه الْحَرَارَة الردية تكون بميل الْمدَّة عَن الْحَال الحميدة قَالَ: وَقد بيّنت فِي كتاب سوء المزاج الْمُخْتَلف: أَن الدَّم الَّذِي يحصل فِي الْعُضْو عِنْد الورم الْحَار قد خرج عَن الأوردة الصغار الَّتِي هِيَ موَاضعه الَّتِي تخصه بالطبع وَأَنه لَا يُمكن أَن يرجع إِلَى طَبِيعَته الأولى أَعنِي الدموية أَو إِلَى مَكَانَهُ ولابد لَهُ من الاستحالة والتعفن بِمَنْزِلَة جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تسخن سخونة شَدِيدَة فِي مَوضِع غير موَاضعهَا إِلَّا أَنَّهَا مَتى سخنت فِي هَذَا الْموضع الْغَيْر الْخَاص بهَا سخونة شَدِيدَة جدا عفن كعفن جنوب الْمَوْتَى وَمَتى سخنت سخونة معتدلة نَضِجَتْ وَكَانَت مُدَّة جَيِّدَة. وَإِن كَانَ الْأَمر متوسطاً توسطت فِي ذَلِك فَإِن الْمدَّة الجيدة متوسطة بَين الأخلاط الطبيعية وَغير الطبيعية. لي يَعْنِي بالطبيعة المنى وَاللَّبن وَسَائِر مَا يتَوَلَّد استحالته إِلَى الْحَال الطبيعية والغير الطبيعية. لي الصديد والفضول. الْمقَالة الثَّانِيَة: الخراجات تطول مُدَّة نضجها بِحَسب الْأَعْضَاء وبحسب الْخَلْط الْغَالِب وَالسّن وَالزَّمَان فَمَتَى كَانَ الْعُضْو أَلين والخلط أسخن وَالزَّمَان وَالْمَكَان أَيْضا كَذَلِك كَانَ النضج أسْرع وَمَا حدث عَن خلط أبرد وَفِي عُضْو أَصْلَب وزمان وَسن باردين يابسين كَانَ النضج أبعد. لي رَأَيْت الفصد مُوجبا أَن يُؤَخر نضج الخراجات فَإِذا أردْت نضج خراج فَلَا تخرج الدَّم لِأَنَّهُ يضعف نضجه وَالدَّلِيل على أَن الْخراج الْبَاطِن قد تفتح وَجمع الْمدَّة إِذا استحكم ذَلِك فِيهَا أَن تسكن الحميات وَشدَّة الوجع ويصيرفي مَكَان الوجع والنخس ثقل وَالدَّلِيل على انفجاره أَن يهيج نافض يتبعهُ حمى ثمَّ

يقوم الثّقل بعد ذَلِك. وَقد قَالَ فِي تقدمة الْمعرفَة قولا مُخَالفا لهَذَا فَلْينْظر فِي ذَلِك وَذَلِكَ أَن جالينو قَالَ: إِذا عرض النافض والحمى بعقبه تَجِيء أَشد من الْعَادة وأحس بثقل فِي الْمَكَان فَفِي ذَلِك الْوَقْت قد طَالَتْ الْمدَّة واستحكمت وَمن هَذَا الْوَقْت إِذا سكن الثّقل وَبَطل هَذَا فقد انفجر الْقَيْح. لي الْمقَالة الثَّانِيَة من الْفُصُول: إِذا كَانَ من الخراجات مَا يبرز مراريا فَاعْلَم أَن الدَّم كُله رَدِيء فَاسْتعْمل الاستفراغ وَإِذا كَانَ مَا يبرز من الْجِسْم كَمَا يبرز من الْجِسْم الصَّحِيح فَلَيْسَ الْجِسْم بعليل وَيجب حِينَئِذٍ بالتقدم على تغذيته وَحفظ الْقُوَّة فَقَط بالأغذية الجيدة وعلاج ذَلِك الْموضع فَأَما من دَاخل فَلَا قَالَ: البثور والخراجات إِنَّمَا تكون عِنْد مَا يسخن الدَّم من المرار الْأَصْفَر. وَمِنْهَا: فِي وَقت تولد الْمدَّة يعرض الوجع والحمى أَكثر مِمَّا يعرض بعده تولده قَالَ ج: لِأَن الدَّم) الَّذِي يُرِيد أَن يصير مُدَّة يهيج الوجع ويمدد الْعُضْو وَفِي وَقت مَا يكون قد صَار مُدَّة يكون قد قل كميته فيقل تمديده وَفِي وَقت تولد الْمدَّة أَيْضا فِي الْعُضْو يعرض سخونة شَدِيدَة بهَا يصير الدَّم مُدَّة وَيكون عَنْهَا حمى لشدى السخونة يتَأَذَّى الْقلب بهَا وَإِذا صَارَت الْمدَّة سكنت تِلْكَ الْحَرَارَة لِأَنَّهَا تكون بِمَنْزِلَة نَار قد طفيت. وَمن السَّادِسَة من الْفُصُول: مَا كَانَ من الخراجات أَشد ارتفاعاً وإشرافاً وَأَشد تحدد رَأس فالخلط الْمُحدث لَهُ حَار وَمَا كَانَ أَخفض وألطأ وَأعْرض فالخلط الْمُحدث عَنهُ أبرد. وَمِنْهَا قَالَ: لَا تتبين للحس فِي الخراجات إِمَّا لغلظها وَإِمَّا لِكَثْرَة اللَّحْم الَّذِي فَوْقهَا وَإِمَّا لَهما. قَالَ: بَين الخراجات فرق كَبِير فِي الْموضع والخلط حَتَّى إِن من الخراجات مَا لَا يتقيح عمر صَاحبه الْبَتَّةَ لَكِن يبْقى بِحَالهِ لغلظ ذَلِك الْخَلْط وَيَردهُ كالخراجات الَّتِي تخرد فتجذب خرز الصلب وَيُورث الجذب. وَمن السَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ ابقراط: إِذا انفجر خراج إِلَى دَاخل حدث عَن ذَلِك سُقُوط قُوَّة وذبول نفس وقيء ج: يَعْنِي بالخراج الدُّبَيْلَة وبالانفجار إِلَى دَاخل إِلَى الْمعدة لِأَنَّهُ إِنَّمَا يكون الْقَيْء إِذا كَانَ انفجاره إِلَيْهَا فَأَما انفجاره إِلَى الصَّدْر والرئة فَلَا يحدث قيئاً لكنه يحدث ضَرُورَة سعالاً وَرُبمَا أحدث اختناقاً وانفجاره إِلَى الأمعاء يحدث اخْتِلَاف الْمدَّة ويعم كل وَمن السَّابِعَة أَيْضا: يَنْبَغِي أَن تعلم أَن ابقراط يرى أَن الطبيعة مَتى كَانَت قَوِيَّة لم يعجزها طَرِيق ينفذ فِيهِ الشَّيْء تُرِيدُ انفاذه وَإِن كَانَ الشَّيْء الَّذِي تُرِيدُ إِنْفَاذه غليظاً وَكَانَت المجاري الَّتِي فِي ذَلِك الْموضع رقيقَة ضيقَة أَو كَانَ يَقُول: إِن الفضول قد تدفعها الطبيعة فِي الْعظم وَقد نرى نَحن الْمدَّة تنفذ فِي الفضاء الَّذِي فِيمَا بَين الرئة والصدر إِلَى الصَّدْر وَالدَّم من الْجلد الصَّحِيح عِنْد

الرطوبات فِي الْجنب. لي اجْعَل عنايتك فِي الدُّبَيْلَة تَقْوِيَة الْقُوَّة فَإِن بِهِ يكون التنقية وَبِه لَا يحدث الْعشي وجلهم يَمُوت بالغشي إِذا مَاتَ وَإِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة نفت الطبيعة الْمدَّة. الثَّانِيَة من طبيعة الانسان قَالَ: من ينفث مُدَّة وخلطاً غليظاً شبه الْمدَّة أَو يبولها أَو من تخرج من برازه اخلاط ردية من غير أَن تكون بهم حمى بِمن قد جَاوز خمْسا وَثَلَاثِينَ سنة فَإِنَّهُم قد كَانُوا فِيمَا تقدم أَصْحَاب كد ثمَّ تَرَكُوهُ فاكتسبوا لَحْمًا رهلاً وامتلاء فينصب مِنْهُم صديد إِلَى الأفضية مِمَّا قد انصب إِلَى الْمعدة والأمعاء خرج بِسُرْعَة وَكَانَ مثل مَا يخْتَلف الدَّم وَمَا انصب إِلَى الصَّدْر وَغَيره وعفن فَصَارَ مثل الْمدَّة وَلَا خوف على هَؤُلَاءِ من هَذِه الاستفراغات لَكِنَّهَا) تنغص أبدانهم وتنقي مِنْهَا فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَو شهرا أَو فِي سنة تَامَّة. من سوء المزاج الْمُخْتَلف: إِذا كَانَ الورم مَا يتقيح فَأَحْمَد مَا يكون أَن يمِيل التقيح إِلَى أعظم تجاويف الْعُضْو وأسهله وبالضد فَإِذا كَانَ فِي تجاويف الْمعدة فأسله أَن يمِيل إِلَى تجويفها وَكَذَلِكَ يكون فِي الْأَكْثَر فَإِنَّهُ إِلَى هُنَالك ينفجر وَأما إِن انفجر إِلَى الفضاء الَّذِي دون الصفاق فَإِنَّهُ ردي. وَإِن كَانَ الْخراج فِي نواحي الدِّمَاغ فَإِن مَال الْجمع والتقيح إِلَى التجويفين المقدمين كَانَ أَحْمد لي لِأَنَّهُ يسيل من الْأنف والحنك. قَالَ: وَالْجمع تَحت أم الدِّمَاغ وَفِي التجويف الْمُؤخر ردي فَأَما الَّتِي تكون فِي الأضلاع ونواحيها فانفجارها فِي الْأَكْثَر يكون إِلَى فضاء الصَّدْر والكائنة فِي سَائِر الْأَعْضَاء فانفجارها يكون إِمَّا إِلَى أكبر تجاويف فِيهَا وَإِمَّا إِلَى بعض الْعُرُوق وَإِمَّا إِلَى خَارج نَحْو الأغشية المحيطة. من محنة الطَّبِيب: صَاحب الدُّبَيْلَة فِي الأحشاء يغذى بأغذية فِي غَايَة اللطافة وَأما إِن كَانَت الدُّبَيْلَة فِي مراق الْبَطن والأحشاء سليمَة فَلَا. من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: الخراجات تكون إِمَّا عَن انطباخ الفلغموني وَإِمَّا لخلط تَدْفَعهُ الطبيعة فِي اللَّحْم حَتَّى إِذا بلغ الْجلد لم يُمكن أَن ينفذ وأسكنها فِي ذَلِك ألينها. قَالَ: وتوجد فِي الخراجات أَشْيَاء عَجِيبَة متفننة قَالَ: وَهَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي تكون فِيهَا هَذِه الْأَشْيَاء البديعة تخص باسم السّلْعَة وأكثرها يجْرِي فِي غشاء يَخُصُّهُ بِمَنْزِلَة الْكيس وَأما الآخر فيخص باسم الدُّبَيْلَة وَيكون مَا فِي جَوْفه ضروباً من الْمدَّة مُخْتَلفَة اللَّوْن والقوام وَقد يُوجد فِيهَا شَيْء مثل اللحوم وَمثل الحساء وَمثل العصيدة قَالَ: فَإِذا بططت هَذِه وَخرج مَا فِيهَا يجب أَن يُبَادر بلصق الْجلد بِاللَّحْمِ سَرِيعا فَإنَّك إِن لم تفعل ذَلِك صلب على طول الْمدَّة وَلم يُمكن أَن يلصق إِلَّا أَنه قد ينقبض ويلطأ إِذا جففت بالأدوية وَالتَّدْبِير الملازم حَتَّى تظن بالعضو أَنه قد صَحَّ وبرأ وَمَا دَامَ صَاحبه يتحذر فِي تَدْبيره بَقِي ذَلِك المخبأ منقبضاً لاطياً وَمَتى خلط فِي تَدْبيره بعض التَّخْلِيط حَتَّى يجْتَمع فِي بدنه امتلاء فَيبْدَأ المخبأ من الرَّأْس وَعَاد الْخراج فَإِذا تفرغ الْخراج حدث أَيْضا المخبأ. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ أَيْضا فَإِنَّهُ يصير ناصوراً. الدمل يحدث عَن دم غليظ فَمَتَى كَانَ غلظه انقص قرب من الْجلد وَكَانَ مكروهه أقل وَمَتى كَانَ غلظه أَزِيد بعد عَن الْجلد وَصَارَ فِي غور الْجِسْم فَيكون عِنْد ذَلِك خبيثاً ردياً.

من اختصارات حِيلَة الْبُرْء: أَنا لَا اسمى دبيلة إِلَّا الَّتِي لَا تجمع مُدَّة بل تكون فِيهِ اخلاط آخر) فَأَما الثَّانِي فأسميه خراجاً وَلَا شح فِي الْأَسْمَاء. قَالَ: علاج الدُّبَيْلَة الظَّاهِرَة مَتى كَانَ مَعهَا فلغموني فَمَا يسكن الفلغموني فَإِذا لم يكن مَعهَا فالأدوية المحللة المجففة فَإِن لم يتَحَلَّل بِهَذَا التَّدْبِير فالعلاج بالحديد بطها وَإِخْرَاج مَا فِيهَا وإدمالها. قَالَ: وَأما الْبَاطِنَة فالتي تشرب لَهَا من الْأَدْوِيَة مَا يلطف ويحلل ويفش كالترياق والمثروديطوس والأمروسيا. الأولى من التشريح الْكَبِير: اجْعَل ابدا البط ذَاهِبًا مَعَ لِيف العضل اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تُرِيدُ أَن تبطل فعل ذَلِك العضل للخوف من تشنج فَإنَّك حِينَئِذٍ تقطعه عرضا لينقطع ليفه عرضا وَيسلم بذلك الرَّابِعَة: 3 (العضلة العريضة) الْمَوْضُوعَة تَحت جلدَة الْجَبْهَة تمتد فِي طول الْجِسْم وعملها أَن تشيل الحاجبين والجهال من أَصْحَاب علاج الْيَد يجْعَلُونَ الْقطع فِيهَا بِالْعرضِ فَيعرض إِذا قطعوها قطعا عَظِيما وخاصة بِالْقربِ من الحاجبين أَن تقع بعد ذَلِك الحاجبان على الْعَينَيْنِ فيعسر فتحهما وتنقلهما. ابيذيميا الأولى من الثَّانِيَة ابقراط: الْمدَّة والفضول تنْدَفع من عُضْو إِلَى عُضْو لَا فِي الْأَعْضَاء المجوفة تجويفاً محسوساً فَقَط وَلَكِن فِي الْأَعْضَاء الصلبة كالعصب والأوتار وَالْجَلد وَالْعِظَام. ج: قد رَأَيْت قوما كَانَت بهم مُدَّة فِي فضاء الصَّدْر فبالوا مُدَّة وتنقوا بذلك وَآخَرين قَامُوا مُدَّة فَسَلمُوا بذلك وَقد رَأَيْت ذَلِك غير مرّة. الأولى من السَّادِسَة من ابيذيميا: أَحْمد الخراجات مَا كَانَ ميله إِلَى خَارج حَتَّى يكون تزيده بَينا من خَارج وَمَا كَانَ محدد الرَّأْس فَإِن هَذِه أَحْمد من العريض لِأَنَّهُ يكون من خلط أسخن وأرق فَهُوَ لذَلِك أسْرع نضجاً وتقيحاً وَأما العريضة المفرطحة فَتكون عَن اخلاط بَارِدَة ونضجها عسير وَتَكون أبدا إِلَى العفونة أقرب مِنْهَا إِلَى التقيح على طول الْمدَّة ويجمد أَيْضا مَا تقيح جَمِيعه باستواء لِأَن مَا تقيح بعضه وَلم يتقيح بعض فَإِنَّهَا طَوِيلَة الْمدَّة عسرة وعلاجها أصعب وَذَلِكَ أَن الْمَوَاضِع الَّتِي لم تتقيح تحْتَاج إِلَى شَيْء وَالَّتِي قد تقيحت إِلَى علاج آخر فتختلف وَمَا كَانَ مِنْهَا لَيْسَ مَا حوله صلب فَهُوَ أَحْمد مِمَّا كَانَ حوله صلباً أَعنِي مَا كَانَ وَسطه لينًا وحواليه صلب بطيء النضج أَو لَا ينضج الْبَتَّةَ ويجمد أَيْضا إِلَّا أَن يكون رَأسه الَّذِي أسْرع إِلَى التقيح فِي أَسْفَل مَوضِع مِنْهُ لِأَنَّهُ لَا يحمل حِينَئِذٍ كيساً إِذا انفجر وَمَا كَانَ لَهُ رَأس وَاحِد فَهُوَ أَحْمد وَأسلم لِأَنَّك تَجِد دَائِما مَا بَين الرأسين من اللَّحْم غير سليم كَاللَّحْمِ الصَّحِيح وَلَا ينتفخ بل) صلب غير متقيح وَلَا سليم والصلب مِنْهَا فبحسب لينه جودته. لي ينظر فِي ذَلِك فِي الْجَوَامِع فَإِن النُّسْخَة عِنْدِي غلط. قَالَ: وَأما المائلة إِلَى دَاخل فالأجود أَلا تميل إِلَى خَارج ليَكُون انفجاره إِلَى مَوضِع وَاحِد. قَالَ: والخراجات الَّتِي تسيل مِنْهَا وتنفجر إِلَى دَاخل مِمَّا يحدث

فِي مراق الْبَطن وتنور الصَّدْر لِأَن هَهُنَا تجويفاً يتهيأ للخراج أَن يمِيل مِنْهُ إِلَى دَاخل فَأَما فِي الْأَعْضَاء الصلدة كالقحف فَلَا يتهيأ أَن يمِيل رَأسه إِلَى دَاخل. الثَّانِيَة من السَّادِسَة: إِنَّمَا يَنْبَغِي لَك أَن تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة المقيحة حَيْثُ ترجو التقيح. قَالَ: وَالْخَرَاج يمْتَنع من التقيح لعلتين أما لِأَن مَا فِي ذَلِك الْعُضْو من الْحَرَارَة الغريزية قد ضعفت جدا حَتَّى لَا تقدر الْبَتَّةَ على نضج ذَلِك الْفضل وَإِمَّا لِأَن الْخَلْط نَفسه ردي خَبِيث. قَالَ: وَفِي مثل هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ لَا تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة المغرية الَّتِي ذكرت إِنَّهَا مقيحة لِأَنَّهَا رُبمَا عفنت الْعُضْو لَكِن اسْتعْمل فِي هَذِه الْحَالة الشَّرْط الغائر والبط والأدوية الَّتِي هِيَ فِي غَايَة التجفيف. لي هَذَانِ النوعان من الخراجات أَحدهمَا مَا يختنق فِيهِ دم كثير كالحال فِي الخبيثة فَهَذَا يحْتَاج أَن يُبَادر بِالشّرطِ الغائر ليسيل مِنْهُ الدَّم لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي وسع الطَّبْع أَن يحل وينضج ذَلِك كُله وَإِن أَنْت وضعت على هَذِه الْأَدْوِيَة المغرية زِدْته اختناقاً وضيف مسام وأعنت على عفن الْعُضْو كُله وَالْآخر الخراجات الَّتِي تجمع إِلَّا أَن جمعهَا يكون ردياً مُنْكرا كالمدة الرقيقة الحريفة المنتنة وَذَلِكَ يكون لرداءة الْخَلْط من الأَصْل لَا لِكَثْرَة كميته كالحال فِي الأولى وَهَذَا أَيْضا يحْتَاج أَن يُبَادر فِي بطه ليخرج مِنْهُ ذَلِك الْخَلْط الردي وَلَا يَنْبَغِي أَن تضع عَلَيْهَا المغرية لِأَنَّهَا تحصره أَكثر وَهُوَ حَار حريف فَيكون سَببا إِلَى توسع الْخراج وَأكله مَا حواليه وَعند وَقت انفجار الْمدَّة إِلَى الْبَطن يحدث استطلاق بطن يظنّ بِهِ نجح يعرض بِهِ سحج شَدِيد وَذَلِكَ أَن الْمدَّة تلذع الأمعاء وتهيجها. السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: قد يعرض فِي الرّكْبَة ورم عَظِيم ويوهم إِن فِيهِ رُطُوبَة كَثِيرَة مجتمعة فَإِذا بط لم يكن فِيهِ شَيْء الْبَتَّةَ لَكِن تُوجد العضلة إِمَّا منتفخة وَإِمَّا مبلولة برطوبة كَثِيرَة وَإِمَّا بالحالين جَمِيعًا لي قد رَأَيْت فِي المارستان هَذَا وبط فَلم يخرج مِنْهُ شَيْء الْبَتَّةَ وَمَات العليل الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: وَقد يحدث مثل هَذَا فِي جَمِيع المفاصل فيغر الْأَطِبَّاء وَإِذا بطوه لم يكن فِيهِ شَيْء الْبَتَّةَ. اهرن: الدُّبَيْلَة قد تعرض من الخرز فِي الْمعدة وَأكْثر مَا تتولد من فَسَاد الهضم فِي بعض أَعْضَاء) الْجَسَد فتجتمع فِيهِ أَولا أَولا ثمَّ يصير دبيلة إِذا عفن. أَبُو هِلَال الْحِمصِي قَالَ: الْخراج فِي الْجوف يحْتَاج أَولا إِلَى الْأَشْيَاء الدافعة والمميلة للمادة مثل الفصد أَولا ثمَّ أَقْرَاص الْورْد والطباشير لكَي تدفع فَإِذا كَانَ بعد الِابْتِدَاء بِالْقربِ من النضج فأقراص الأفسنتين والغافث والسنبل وَنَحْوه وَفِي الْوَقْت الثَّالِث يُعْطي الترياق والأدوية الحارة المسهلة. من اختيارات الْكِنْدِيّ للسلع نَافِع جدا يُؤْخَذ عنزروت فيطلى على خرقَة وتوضع عَلَيْهَا ويدمن ذَلِك فَإِنَّهُ يحللها وَتبطل الْبَتَّةَ مجرب. قَالَ: ولبدء الْخراج يسحق الترمس ويعجن بِالْمَاءِ وَيلْزق عَلَيْهِ فَإِنَّهُ إِن كَانَ مِمَّا يجمع أسْرع بِهِ وَإِلَّا حلله.

للدمل ينضجه سَرِيعا وَهُوَ خَفِيف: يدق الْخَرْدَل بِالتِّينِ أَو بِالتَّمْرِ دقاً نَاعِمًا حَتَّى يتعجن وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو دق الحلبة بِالتَّمْرِ وَضعه عَلَيْهِ أَو دق بزر الْكَتَّان بِالتَّمْرِ والتين وَضعه عَلَيْهِ أَو دق بزر المرو أَو بزر الكرنب دقاً نَاعِمًا بشيرج التِّين أَو التَّمْر وَضعه عَلَيْهِ. بولس: عَلامَة ذهَاب الورم الْحَار الَّذِي فِي بَاطِن الْبدن إِلَى التقيح أَن يعرض قشعريرات وحميات لَا تَرْتِيب لَهَا وأوجاع شَدِيدَة وَتَكون القشعريرة فِي أول الْأَمر أطول زَمَانا حَتَّى إِذا استحكمت الْمدَّة خفت الحميات والأقشعريرة والأوجاع قَلِيلا حَتَّى إِذا حضر وَقت انفجار الْمدَّة عَادَتْ الأوجاع وَصَارَت حريفة ناخسة وَتَكون فِي أَوْقَات الحميات مؤذية امتداداً شَدِيدا حَتَّى إِذا انفجر عرض بَغْتَة نافض وسالت الْمدَّة بعد ذَلِك ويسكن الثفل والوجع الْبَتَّةَ. بولس: انطل الْعُضْو إِذا أردْت تفتح بطبيخ أصل الخطمي وَنَحْوه وَإِذا كَانَ عسر الْجمع فضع عَلَيْهِ تيناً يَابسا خلوا دسماً يطْبخ حَتَّى يتهرأ ويخلط بِهِ دَقِيق الشّعير واخلط فِيهِ ملحاً مقلواً فَإِنَّهُ يكون قَوِيا قَالَ: مِمَّا يفتح الخراجات سَرِيعا أَن يسحق النرجس مَعَ مَاء وَعسل ثمَّ خبصه بدهن سوسن وضمد بِهِ أَو يغلى الْقصب الطري بِالْمَاءِ وتغليه غلية جَيِّدَة ثمَّ تسحقه مَعَ عسل وَإِن أخذت من الزفت جُزْءا وَمن وسخ الكوائر جُزْءا انضج الخراجات. قَالَ: وَإِذا بط الْخراج فَلَا تقربه مَاء وَلَا دهناً وَلَا شَيْئا من نَحْوهمَا وَلَا مرهماً يَقع فِيهِ شَحم لِأَنَّهُ الْخراج يحْتَاج إِلَى مَا يجفف لَا إِلَى مَا يرطب. قَالَ: إِمَّا ورم حَار عَظِيم يتقيح وَإِمَّا بِلَا ورم حَار بل خراج بِلَا وجع وَلَا ضَرْبَان. قَالَ: وَإِذا كَانَت) الدُّبَيْلَة فِي عُضْو رَئِيس كَانَ مَعهَا حمى وأكثرها بِاللَّيْلِ وقشعريرات على غير نظام وَلَا تَرْتِيب حَتَّى إِذا استحكمت الْمدَّة سكن الوجع وَصَارَ شَبِيها بالحسكة وَسكن الوجع مثل سُكُون الْعُضْو قد خدر وَيصير لَهُ رَأس وينجذب إِن كَانَ ظَاهرا وَكَانَ يُرِيد أَن يتفجر إِلَى خَارج. بولس: الدماميل تكون من خلط غليظ وأشرها أعمقها الَّتِي تصعد من مَكَان غائر بعيد وينضج الدمل لحم الزَّبِيب مَعَ ملح قد دق نَاعِمًا والخمير وبزر الْكَتَّان مَعَ عسل يلزق عَلَيْهِ. لي وَلم يذكر لَهُ جالينوس علاجاً غير الانضاج الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ توهم أَنه لابد للدمل من النضج وَلذَلِك يجب أَن تبادر إِلَيْهِ وَأما أَنا فَمَا رَأَيْت دملاً إِلَى هَذِه الْغَايَة تحلل وَلم ينضج وَلَو كَانَ صَغِيرا بعد أَن يكون دملاً خَالِصا لَهُ أصل وضربان فَلذَلِك الرَّأْي أَن تنضجه مَا أمكن وَهُوَ سليم القرحة لِأَن خلطه لَيْسَ بردي وَرَأَيْت دماميل صغَارًا فِي رجل طمعت فِي سُكُون وجعها وانفشاشاها بِلَا تقيح فَلم يُمكن ذَلِك وَمَا زَالَت تضرب حَتَّى تقيحت. لي على مَا رَأَيْت: كَانَ رجل من الماهين كَانَ مَعَه دَوَاء ذراريح فَلم أر شَيْئا أسْرع فِي التقيح مِنْهُ وعالج بِهِ دملاً وَقد بَدَت كميته فأقرحه فِي نصف يَوْم: يُؤْخَذ ذراريح بِلَا رُؤُوس وَلَا أَجْنِحَة فينعم سحقها ثمَّ يغلى بِزَيْت عَتيق مرداسنج حَتَّى ينْحل ويسود حَتَّى يصير لَهُ قوام مَا ثمَّ يذر عَلَيْهِ الذراريح ويشاط

قَالَ: الدبيلات ثَلَاثَة أَصْنَاف فالتي تخرج رطوبات عسلية رقيقَة قد يُمكن أَن يتَحَلَّل وَلَا تعالج بالحديد وَأما الَّتِي فِي جوفها شَيْء كالعصيدة فَإِنَّهُ يسْتَعْمل فِيهَا علاجان أَعنِي التَّحْلِيل والبط على قدر مَا يكون غلظ مَا يحويه وَذَلِكَ إِن مِنْهَا مَا يُمكن أَن يتَحَلَّل وَمِنْهَا مَا لَا يتَحَلَّل وَأما الَّتِي تحوي شَيْئا من الشَّحْم فَإِنَّهُ غير مُمكن تحللها لَكِن يعالج بالبط وَمَا يحل الْخَنَازِير يحل الدُّبَيْلَة العسلية ويخصها أَن تكمد أَولا بِشَيْء حَار يَابِس ثمَّ تضمد بزبيب منزوع الْعَجم فَإِنَّهُ يحلل مَا فِيهِ أَو خُذ لاذنا ومقلاً وقنة وأشقا ووسخ الكوارات وعلك البطم بِالسَّوِيَّةِ يدق وَيُسَوِّي ضماداً فَإِنَّهُ جيد لَهَا وللخنازير أَيْضا وَالَّتِي تعرض فِي أصُول الآذان والدماميل كلهَا. قَالَ: وَاعْلَم أَن الْأَدْوِيَة كلهَا لَا يُمكنهَا أَن تحلل مَا فِي جَوف الدُّبَيْلَة وَالْجَلد على الْعُضْو فَلذَلِك يجب أَن يكشط الْجلد من الدُّبَيْلَة والخنازير بالأدوية الَّتِي تحرق أَعنِي الحارة حَتَّى تشوي الْجلد وتهيجه ثمَّ ضع عَلَيْهَا المحللة وأسهلها هَذَا: يُؤْخَذ نورة ورماد وصابون ينعم سحقها ويضمد بِهِ حَتَّى يكشط الْجلد ثمَّ يطلى وَيُوضَع عَلَيْهِ المحللات أَو دق هَذَا الدَّوَاء بِمَاء الرماد واطله عَلَيْهِ وَهُوَ مثل الْعَسَل مَتى أردْت ذَلِك وَكَذَلِكَ سَائِر الْأَدْوِيَة الحارة.) شرك الْهِنْدِيّ قَالَ: الدُّبَيْلَة تكون من الاكثار من الطَّعَام وَالشرَاب خَاصَّة وَمن حبس الرجيع وَالْبَوْل وَمن الْغم وَالنَّوْم الْكثير أَو تَعب شَدِيد أَو ركُوب دَابَّة خشنة جدا. ومواضعها الْخَاصَّة بهَا أَرْبَعَة: الثنة والسرة والمعدة والأضلاع. وَقَالَ فِي كتاب شرك: إِن الخراجات الَّتِي تكون فِي مَوَاضِع هائلة ردية مخوفة يجب أَلا تبط بالحديد بل تفجر بالأدوية وَوصف أدوية تفجرها عندنَا خير مِنْهُ. لي يجب أَن يتوقى بط الْخراج إِذا كَانَ مجاوراً لعضو شرِيف يخَاف أَن يماسه بالحديد فِي بطه فَأَما إِذا لم يكن ذَلِك فالحديد أَحْمد عَاقِبَة وَذَلِكَ أَن الَّذِي يفتح بالأدوية لابد أيفسد قِطْعَة من الْجلد ويعفنه فَيحْتَاج لذَلِك كثيرا إِلَى اسْتِعْمَال القص بالمقراض. وَقَالَ شرك: كل خراج فِي الجنبين والمراق وَالْحلق ومواضع العضلات فإياك والمبضع وَلَا سِيمَا فِي الْأَطْفَال والشيوخ فَلَا تعالج هذَيْن بالمبضع. ابْن ماسويه: ضماد ينضج الدماميل: تين يطْبخ حَتَّى يتهرأ بِمَاء قَلِيل ثمَّ يلقى عَلَيْهِ ربعه من بورق وينعم دقه ويخبص بِزَيْت أَو بِسمن أَو بثيرج ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ جيد بَالغ. لي على مَا رَأَيْت فِي السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا: من كثر بِهِ خُرُوج الدماميل فليلزم تسخيف الْبدن بالرياضة وَالْحمام. وَقَالَ: انْظُر إِذا خرج الْخراج فَإِن رَأَيْت الْحَرَارَة الغريزية قَوِيَّة والخلط لَيْسَ بشديد الرداءة فَيمكن فِيهِ إِذا انضجته أَن يَسْتَحِيل إِلَى مُدَّة جَيِّدَة فضع عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المنضجة وَهِي إِمَّا المسددة المغرية كدقيق الْحِنْطَة وَإِمَّا الَّذِي لَهُ قبض يسير كالزعفران فَإِن رَأَيْت الْحَرَارَة الغريزية ضَعِيفَة والخلط ردياً فاحذر أَن تنضجه لِأَنَّك مَتى فعلت ذَلِك تولد فِي الْعُضْو عفونة لَكِن اسْتعْمل حِينَئِذٍ الشَّرْط والحروف الغائرة فِي مَوَاضِع وضع عَلَيْهِ من الْأَدْوِيَة مَا هِيَ فِي غَايَة التجفيف والتحليل. لي تعلم أبدا رداءة الْخَلْط من

لون الْخراج وَشدَّة أَذَاهُ وَضعف الْحَرَارَة الغريزية من ابطاء النضج. مسَائِل ابيذيميا السَّادِسَة: يسْتَدلّ على انفجار الْخراج إِلَى الأمعاء من انطلاق الْبَطن المزعج الَّذِي مَعَه لذع وحركة دائمة لطلب خُرُوج الثفل لِأَنَّهُ يلذع الأمعاء. لي من السّلع سلْعَة عَظِيمَة لَا يحْتَمل أَصْحَابهَا أَن تسلخ وَلَا أَن ينثر فِيهَا دَوَاء حاد فَإِن فعل ذَلِك بهم حموا وعلاجهم أتشقها وَتخرج مَا خرج مِنْهَا وتصب فِيهَا كل يَوْم سمنا مفتراً فَإِن من شَأْنه أَن يرخى الْكيس العفن على طول الْمدَّة حَتَّى يعفن وَيخرج كُله بِلَا وجع. اغلوقن قَالَ: إِذا جمع الورم واحتجت إِلَى بطه فبط وَإِيَّاك أَن تسْتَعْمل فِي الْخراج مَاء وَلَا دهناً بل اسْتعْمل مَاء الْعَسَل والخل الممزوج بِالْمَاءِ وَالشرَاب. وَإِن كَانَ قد بَقِي فِي الْخراج ورم بعد فضع) حواليه الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة المجففة فضع فَوْقه خرقَة مبلولة بِمَاء وخل وَاحْذَرْ أَن يدنو من الخرراج شَيْء من المراهم الدسمة كالباسليقون وَنَحْوه وَذَلِكَ أَن هَذِه إِنَّمَا تحْتَاج إِلَى أَن تجفف تجفيفاً قَوِيا. (سقط: إِلَى آخر الصفحة)

علامات التقيح

(سقط: من بداية الصفحة إِلَى بداية الْفَقْرَة الْأَخِيرَة) 3 - (عَلَامَات التقيح) سُكُون الوجع والحميات وتهيج الْحَرَكَة فِيهِ والخدر فَإِن كَانَ ظَاهرا صَار لَهُ رَأس محدد أَبيض لين المجسة تغور الْأصْبع فِيهِ وَتَكون الْجلْدَة الَّتِي على رَأسه تمتد إِذا مد. قَالَ: وَإِذا كَانَت الدُّبَيْلَة فِي جَانب توجع صَاحبهَا من النّوم على الْجَانِب الْمُقَابل لَهُ وَذَلِكَ أَنه يتَعَلَّق فيهيج التمدد والوجع والبط بِحَسب الْموضع إِذا كَانَ عِنْد الْعين فبطه بطاً يشبه وضع الْعين وَفِي الْأنف بطول الْأنف وَفِي الفك وَقرب الْأذن بشق مستو لِأَن تركيب هَذَا الْموضع مستو وَيعرف ذَلِك من أجساد الشُّيُوخ وَأما خلف الْأذن فبط مستوياً والذراع والساق والفخذ والعضد كُله مستوياً يصير بالطول وَكَذَلِكَ فِي عضل الْبَطن وَفِي الظّهْر وَفِي الأربية والابط واجعله بطاً يَأْخُذ من الْعرض أَيْضا لِئَلَّا يصير فِيهِ مخبأ يصير ناصورا وَكَذَلِكَ مَا كَانَ قرب المقعدة فَخذ فِيهِ من الْعرض أَيْضا لِئَلَّا يحدث مخبأ فَيصير ناصورا والأنثيين والقضيب مستوياً بالطول وَفِي الْجنب والأضلاع هَذَا بِالْعرضِ أَيْضا ليَكُون مقرناً لِأَن وضع هَذَا الْعُضْو أَعنِي الأضلاع كَذَلِك وَاللَّحم الَّذِي عَلَيْهَا. قَالَ: وتفقد أَيْضا وضع لحم الْموضع ولف عضلته لأَنا إِنَّمَا نحرص على أَن نبط بأتباع الْموضع لِئَلَّا يحدث قطع ولكي يكون مَوضِع الالتحام حسنا غير وَحش وَليكن فِي كل حَال من همك أَلا تقطع شرياناً أَو عرقاً عَظِيما أَو عصبَة أَو ليفاً يكون لعضلة بِحَسب عظم الْخراج مَتى كَانَ صَغِيرا يسيل مَا فِيهِ من

مَوضِع فشق فِي ذَلِك الْموضع وَإِن كَانَ عَظِيما فبطه هَكَذَا ادخل اصبعك السبابَة الْيُسْرَى فِيهِ وبطه حَيْثُ يَنْتَهِي رَأسه ثمَّ ادخل فِي البط الثَّانِي أَيْضا وعَلى ذَلِك حَتَّى تَأتي عَلَيْهِ وَمَتى كَانَ للخراج مَوضِع متسفل يُمكن أَن يخرج مَا فِيهِ مِنْهُ بططناه فِي ذَلِك الْموضع وَمَتى كَانَ مستديراً أَو لَهُ شكل لَا يخرج مَا فِيهِ من بطة وَاحِدَة بططناه فِي أَسْفَله فِي موضِعين أَو ثَلَاثَة بِقدر مَا تعلم إِن كل مَا يجْتَمع فِيهِ يسيل فِي الْوَقْت. قَالَ: إِذا كَانَ الْخراج فِي مفصل أَو عُضْو شرِيف أَو مَوضِع قريب من الْعظم أَو غشاء أَسْرَعنَا فِي بطه قبل استحكامه بالنضج لِئَلَّا يفْسد الْقَيْح شَيْئا من هَذِه الْأَعْضَاء. انطيلس فِي السّلع قَالَ: مد أَولا الْجلد الَّذِي فَوق السّلْعَة بِيَدِك الْيُسْرَى أَو خَادِم يمده لَك على) نَحْو مَا يستمكن لِأَنَّك تحْتَاج أَلا تشق الْكيس من السّلْعَة فيمنعك ذَلِك من تقصي الكشط فَإذْ امددت إِلَيْك الْجلد نعما فشقه بِرِفْق لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون حجاب السّلْعَة امْتَدَّ فِي الْأَحْوَال فتأن حَتَّى يظْهر لَك حجاب السّلْعَة ثمَّ مد الْجلد من جانبين بصنانير وَخذ فِي كشط الْكيس عَن اللَّحْم فَإِنَّهُ رُبمَا يُمكن كشطه وَرُبمَا كَانَ ملتزقاً بِهِ فَعِنْدَ ذَلِك فاسلخه بالقمادين حَتَّى يخرج الْكيس صَحِيحا بِمَا فِي جَوْفه فَإِن ذَلِك أحكم مَا يكون فَإِذا أخرجته إِن كَانَ الْجلد لَا يفضل عَن مَوضِع الْجرْح لصِغَر السّلْعَة فامسح الدَّم واغسل الْجرْح بِمَاء الْعَسَل وخطه وألحمه وَإِن كَانَ يفضل عَلَيْهِ كثيرا لعظم السّلْعَة فاقطع فَضله كُله ثمَّ عالج وَإِن كَانَت السّلْعَة تجَاوز عصباً أَو عرقاً وَكَانَت مِمَّا تنكشط فَلَا بَأْس بكشطها وَإِن كَانَ مِمَّا يحْتَاج أَن يسلخ بالقمادين وَخفت أَن تقطع شَيْئا من ذَلِك فَأخْرج مِنْهُ مَا خرج وَاجعَل فِي الْبَاقِي دَوَاء حاداً وَلَا تلحمه حَتَّى تعلم أَنه لم يبْق فِيهِ شَيْء من الْكيس لِأَنَّهُ مَا بَقِي فِيهِ فَإِنَّهُ يعود. لي إِذا فتحت سلْعَة عَظِيمَة فاحشها بالقطن وعالجها بالدواء. بولس قَالَ: إِذا كَانَت الدُّبَيْلَة مائلة إِلَى خَارج لَهَا رَأس ظَاهر يَقع عَلَيْهِ الْحس فَإِنَّهُ يعلم أَنه قد نضج بالحس فبطه حِينَئِذٍ وَإِذا كَانَت غائرة فَوْقهَا لحم كثير فَاعْلَم نضجها وتولد الْمدَّة على التَّمام من سُكُون الوجع والحمى ونقصان الْحمرَة والضربان وَيصير وجعها شبه حكاك وَذَهَاب جَمِيع عَلَامَات الورم الْحَار أَعنِي الالتهاب والوجع والتمدد الصلب فبطه حِينَئِذٍ وعمق بِحَسب ذَلِك. قَالَ: وَاعْلَم أَنَّك تحْتَاج فِي بعض الْأَحَايِين أَن تبطه قبل استحكام نضجه وَذَلِكَ إِذا كَانَ قَرِيبا من المفاصل أَو شَيْء من الْأَعْضَاء الرئيسة لِئَلَّا يفْسد بالنضج التَّام شَيْء مِنْهَا وَقد أَمر ابقراط أَن تبط الخراجات الَّتِي تكون قَرِيبا من المقعدة الْبَتَّةَ قبل أَن تنضج على التَّمام من خيفتنا التقيح إِلَى دَاخل. قَالَ: وَاتبع فِي البط أبدا فِي الْأَعْضَاء الخطوط الطبيعية مثل الأسرة فِي الْجَبْهَة وَفِي الْمَوَاضِع الَّتِي فِيهَا عضلات فَاجْعَلْ الشق بالطول وَفِي بعض الْمَوَاضِع إِلَى الجيت بِسَبَب عُضْو رَئِيس تهرب من مَسّه بالحديد فاجعله بِالْعرضِ وَإِن كَانَ مَا يَعْلُو تجويف الْخراج سميناً غليظاً فشق مِنْهُ أَسْفَله وشده فَإِنَّهُ يلزق وَمَتى كَانَ نحيفاً رَقِيقا مهزولاً فسقه من أَوله إِلَى آخِره لِئَلَّا يلتزق.

الأدوية المفردة

وَقَالَ انطيلس: وَقد يكون نوع من السّلع فِيهِ رُطُوبَة عسلية وَأكْثر مَا يعرض فِي مابض المفاصل وَيجب أَن تتحفظ لِئَلَّا ينخرق كيس هَذِه لِأَنَّهُ مَتى انخرق لم تقدر على اخراجه فَإِن انخرق) فحطه فَإِن خرج من الْخياطَة فألصق عَلَيْهَا أَشْيَاء تَمنعهُ واحتل فِي ذَلِك حَتَّى تنقى مَا فِي غشائها فَإنَّك بذلك تقدر على اخراجها. وَاعْلَم أَنه قد يعرض فِي الرَّأْس والجبهة وَفِي مَوَاضِع أخر شَيْء يشبه السّلْعَة وَلَيْسَ سلْعَة وَلكنه الْمُسَمّى بِعقد العصب وعلامته أَنه ينْدَفع الغمز يمنة ويسرة وَلَا ينْدَفع فِي طول الْجِسْم وعلاجه إِذا كَانَ الْغَرَض فِي هَذِه الْمَوَاضِع اخراجه كَمَا تخرج السّلع إِن شِئْت كَذَا. قَالَ انطيلس: وَإِن شِئْت رضه وَشد عَلَيْهِ شَيْئا ثقيلاً وَإِذا كَانَ فِي الْيَد والساق فَلَا يخرج الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يكْسب تشنجاً لَكِن شدّ عَلَيْهِ شَيْئا ثقيلاً بعد رضه. وَله عَلامَة أُخْرَى وَهِي أَنَّك إِذا غمزت عَلَيْهِ حدر الْعُضْو. الأولى من التشريح قَالَ: الأجود أَن يكون الْقطع أبدا يذهب مَعَ وضع لِيف العضل والأشر أَن 3 - (الْأَدْوِيَة المفردة) الْخَامِسَة قَالَ: الدَّوَاء المقيح لَا يجب أَن تبلغ حرارته إِلَى أَن تحلل من الْجِسْم لَكِن تكون بِمِقْدَار مَا يسخن الْجِسْم اسخاناً شَبِيها بِهِ وَيكون بِهِ مَعَ ذَلِك تغرية ليحفظ على الْجِسْم رطوبته وَمَتى كَانَ الْجِسْم أسخن من الْبدن المعتدل كَانَ الدَّوَاء المقيح بِحَسب ذَلِك الاسخان. قَالَ: وأبلغ الْأَدْوِيَة المقيحة خبز الْحِنْطَة مَعَ المَاء وَالزَّيْت لِأَن هَذَا الضماد حَار رطب والشحوم الَّتِي لَيست بشديدى الْحَرَارَة والزفت الْمُذَاب مَعَ شَيْء من دهن الْورْد وَإِن كَانَ الورم بِهِ اللهب وَإِن كَانَ سَاكِنا بَارِدًا فأدفه بدهن الخروع ودهن الفجل وَالزَّيْت الْعَتِيق والشمع يذاب بِبَعْض هَذِه الأدهان فَإِن الشمع تغريته تفنى بالتقيح لَكِن حرارته تقصر عَن ذَلِك فَلذَلِك يجب أَن يكون يذاب بِبَعْض هَذِه الأدهان المسخنة. محنة الطَّبِيب: كَانَ بِرَجُل ورم فِي مراق بَطْنه فَتوهم الْأَطِبَّاء أَن بِهِ دبيلة فِي أحشائه فَلَمَّا لم يكن فِي نبضه دَلِيل لذَلِك بل كَانَ صلباً أعلمته أَنه لَيْسَ إِلَّا فِي المراق. قَالَ: وَقد كَانَ الْأَطِبَّاء لطفوا تَدْبيره كَمَا يفعل بِمن بِهِ دبيلة فأنهكوه. لي تفقد فِي هَذِه الْمَوَاضِع المشتبهة صلابة النبض. الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ: مَتى كَانَ فِي الخراجات الْحَرَارَة الغريزية قَوِيَّة وقدرت أَنَّهَا تستحيل إِلَى الْمدَّة فأعنه إِن احتجت إِلَى ذَلِك بالمقيحة وَمَتى رَأَيْت الْحَرَارَة خَفِيفَة والخلط رديا وَلم ترح أَن يَسْتَحِيل إِلَى مُدَّة جَيِّدَة فإياك والمقيحة فَإِنَّهَا تعفن الْعُضْو. لي يعْطى عَلَامَات الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: مَتى وجدت وجعاً أَو ثقلاً أَو انتفاخاً ووجعاً فِي مَوضِع عُضْو من الْأَعْضَاء وَوجدت مَعَه نافضاً وحميات على غير نظام فِي) مَوضِع الكلى كَانَ أَو فِي الْجنب أَو فِي المثانة أَو فِي الْحجاب فَاعْلَم أَن خراجاً كَانَ بهم فِي الْموضع الَّذِي كَانَ يوجعهم فانفجر. لي مَا دَامَت حميات مختلطة فَإِن الْخراج لم ينفجر

حَتَّى إِذا انفجر جَاءَ نافض شَدِيد على قدر حَال الْموضع الَّذِي ينصب إِلَيْهِ وسكنت الحميات الْبَتَّةَ وهاج ذَلِك الْعُضْو لدفع الْمدَّة. وَقد رَأَيْت ذَلِك فِي ذَات الْجنب وَفِي الكلى فِي غير مَوضِع تكون على هَذَا. الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: الْأَدْوِيَة المقيحة يجب أَن تكون حَرَارَتهَا مُسَاوِيَة لحرارة الْجِسْم وَيكون مَعَ ذَلِك لَهَا تغرية وَلَا يجب أَن تسخن أَكثر من ذَلِك لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تحلل وَلَيْسَ شَيْء أسْرع فِي التقيح مِمَّا مزاجه وقوامه هَذَا القوام لِأَن مَا هَذَا سَبيله لَا يحلل من الْعُضْو شَيْئا وَيمْنَع رطوباته بلزوجته أَن تتحلل مِنْهُ. قَالَ: وَالَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ أَن يقيح شَيْئَانِ: أَحدهمَا اللَّحْم الَّذِي ينشرح وَالثَّانِي الْخَلْط الْفَاعِل للورم وَلَا يجب أَن تكون حَاله مجففة لِأَن هَذِه تحلل من الورم رطوبات كَثِيرَة وَلَا تنضج لَكِن معتدلة فِي الْحَرَارَة مغرية تسد المسام وتحصر البخار فَلذَلِك أبلغ وَمن الأضمدة دَقِيق الْحِنْطَة الْمَطْبُوخ قَلِيلا بِالْمَاءِ وَالزَّيْت وَالْخبْز الْمَطْبُوخ كَذَلِك والشحوم الْغَيْر اللطيفة بل الغليظة والزفت والراتينج المذوب بِزَيْت أَو دهن خروع إِذا كَانَ الورم بَارِدًا غليظاً فَإِن كَانَ حاراً يغلي فليذوب بدهن الْورْد وَقد يفتح هَذَا الشمع ودهن الْورْد ولباب الحلبة والشمع يذوب بدهن السوسن جيد مفتح للأورام الحارة. لي يجب أَن تعلم أَن الدَّوَاء المقيح لَيْسَ هُوَ المقرح لِأَن المقيحة إِنَّمَا تحلل مَا قد حصل خَارِجا عَن الطَّبْع إِلَى الْمدَّة وَهَذِه لَا يحْتَاج أَن تكون محللة فَأَما المقرحة فقوية الاسهان كالكبيكج والشيطرج والعنصل والتافسيا فَإِن هَذِه تقرح اللَّحْم الصَّحِيح. جالينوس: الخطمي ينضج الخراجات الْعسرَة نضجاً تَاما. د: النعنع مَتى تضمد بِهِ مَعَ دَقِيق الشّعير حل الدبيلات الَّتِي تحْتَاج إِلَى شقّ. لي اسْتعْمل ذَلِك فِي الْمَوَاضِع المخوفة. ج: علك البطم ينضج الخراجات. ابْن ماسويه: الْحَرْف ينضج ويفتق الدبيلات الدَّاخِلَة مَتى شرب.

(مَا يحلل جسأ القروح) 3 (والدشبد والمفاصل الصلبة من الْكسر وَمَا يحلل تعقد العصب ويلينه) قَالَ د: 3 (قشر الغرب) مَتى أحرق وعجن بخل وتضمد بِهِ حل جسأ القروح الزوفا الرطب يحل جسأ القروح ويلين جفافها. د: قشر الغرب مَتى أحرق وطلي على الْموضع حلل جسأ القروح فِي السمسم مَتى تضمد بِهِ حلل غلظ الأورام. من الْكَمَال والتمام للدشبد ووجع الْوَرِكَيْنِ يُؤْخَذ بعر الشَّاة ودقيق الشّعير ويطلي بخل عَلَيْهِ يدلك الدشبد بورق الحماض الرطب وورق الْجَوْز ورماد الْقصب قصب الْكَرم إِذا تضمد بِهِ مَعَ شَحم عَتيق أَبْرَأ تعقد العصب الْمقل مَتى تضمد بِهِ حلل عقد الأعصاب. د: مخ سَاق الأيل يحل الصخر فِي العضل وَالْوتر والرباط فضلا عَن غَيرهَا. ج: 3 (دهن السوسن) يلين تعقد العصب السمسم ان تضمد بِهِ حلل ورم الأعصاب. د: الزوفا الرطب يلين ذَلِك اسْتِخْرَاج جيد اسْتَعِنْ بِبَاب الْخَنَازِير فَإِن فِيهِ مراهم ملينة. لي لتليين المفاصل: شدّ عَلَيْهَا قِطْعَة آلية حَتَّى تلين ثمَّ ترفع. فِي 3 (السّلع والعق) السّلع خراجات تكون فِي أغشية وعلامتها أَلا تكون لَازِمَة الْأُصُول بل تَجِيء وَتذهب كَأَنَّهُ نفاخة تَحت ثوب أَو غُدَّة تَحت جلد يشق ويسلخ غشاؤها أجمع حواليها بذنب المجس وَتعلق بالصنانير وتشال حَتَّى تخرج وَرُبمَا كَانَت مِنْهَا عسلية وضروب رطوبات ومجستها تخْتَلف وَرُبمَا كَانَ فِيهَا حجر وَالْحجر فِي جلدتها إِلَى فَوق صلب رَقِيق لَازم ومجسته مجس حجر وَيكون التعقد يذهب إِذا غمزته وعلاجه أَن يغمز وَيمْسَح يَده فَإِن ذهب فشده وَاجعَل على مَوْضِعه خميرة أَيَّامًا فَإِنَّهُ لَا يعود. لي رَأَيْت امْرَأَة ضربت بعصا على زندها فَحصل هُنَاكَ شَيْء غددي غمزناه فَذهب سَرِيعا لِأَنَّهُ كَانَ قريب الْعَهْد وَلم يكن قد جمد جموداً شَدِيدا وشددناه فبرأ وَهَذِه كلما كَانَت أقرب عهدا كَانَ يفشيها الغمز أسْرع. انطيلس قَالَ: يبط بطاً مستديراً ويعنى بِهِ أَن يقور فِي موضِعين وَأما إِذا كَانَ رَأس الْخراج عفنا كُله فَإِن ذَلِك الْموضع كُله يجب أَن يكشط وَأما إِذا كَانَ مَا يعلوه جلد فَقَط لَا

جوامع الاسطقسات

ثخن لَهُ لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ ان بططت مستوياً احتجت أَن تقور الْجلد بعد ذَلِك وَإِلَّا اجْتمع تَحْتَهُ شَيْء وَلَيْسَ هُوَ مِمَّا يلصق لرقته فتقويره من أول الْأَمر أصلح. 3 - (جَوَامِع الاسطقسات) قَالَ: من عَلَامَات النضج الردي أَن يكون السَّائِل من الْخراج أَشْيَاء مُخْتَلفَة فِي القوام واللون والرائحة. 3 (الدماميل) تكون من زِيَادَة مَعَ غلظ وَأعظم مكروهها أَن تخرج فِي مَوضِع خطر وَقد يكون الدَّم الَّذِي يصير إِلَيْهَا ردياً فَيكون مِنْهُ خراج ردي مؤذ وَيكون فِيمَن يكثر التَّعَب بعد الأكحل خَاصَّة إِذا كَانَ الدَّم فِي ذَلِك الْجِسْم حريفاً وَهُوَ أبدا يكون فِيمَن يكثر الشَّرَاب وَالْأكل ويدمن البطالة ثمَّ يتعب تعباً على غير نظام العلاج: الفصد وتلطيف الْغذَاء والاسهال الْمُتَوَاتر بِمَاء الْفَوَاكِه والأغذية الحامضة القابضة وَترك الحلو وَالشرَاب. مصلح لي الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ: الأورام الَّتِي تعرض فِي المفاصل كلهَا إِذا اجْتمعت تكون مخاطية وَفِي مَكَان وَاسع فَتحدث رهلاً وَلَيْسَت منضغطة متكاثفة فَتحدث عفناً. لي إِذا كَانَ خراج شَدِيد الضربان فِي مَوضِع فِيهِ عرق ضَارب عَظِيم فَلْيَكُن ثقتك بتفجيرك أقل لِأَن الضربان يكون من أجل ذَلِك الْعرق لَا من أجل شدَّة حرارة ذَلِك الْخراج عِنْد اللَّمْس. اهرن: مِمَّا يفجر الدُّبَيْلَة: دَقِيق الكرسنة والزرواند والخردل والفلفل والحرف والقردمانا والجاوشير والقسط والسليخة والدارصيني وأشباهها من الْأَدْوِيَة. محنة الْأَطِبَّاء قَالَ جالينوس: إِن الْأَطِبَّاء كَانُوا يتوهمون على مَرِيض أَن بِهِ دبيلة فِي جَوْفه فَكَانُوا لذَلِك يغذونه بألطف الأغذية وَقَالَ فِي مَكَان آخر: أَن الدُّبَيْلَة يُعْطي صَاحبهَا أدوية ملطفة محللة. لي هَذَا بعد الِانْتِهَاء يرى لَهُ تَحْلِيل ذَلِك إِن لم يكن قد جمع فَإِن هَذَا إِمَّا أَن يحلله وَإِمَّا أَن يفجره. من كتاب ينْسب إِلَى ج فِي أَمر الْحجامَة والمبضع: إِذا كَانَ دمل غير التقيح سَاكن الْحَرَارَة فاحجمه بعد فصد الْعرق الَّذِي يسقى ذَلِك الْموضع وَلَا يكون ذَلِك فِي ابْتِدَاء ظُهُور الدمل وَالْخَرَاج والدبيلات فَإِن فِي ذَلِك الْوَقْت يغلظ الدَّم الَّذِي فِي ذَلِك الْمَكَان فَيصير قرحَة خبيثة وَيخرج الدَّم الرَّقِيق فَقَط. د: مَتى تضمد بالأبخرة مَعَ الْملح أَبْرَأ الخراجات والدبيلات دَقِيق الباقلي إِذا خلط بدقيق الحلبة وَعمل حلل الدبيلات والدماميل البرسياوشان يحل الدبيلات والدماميل. د: الدبق مَتى خلط براتينج وموم بِالسَّوِيَّةِ كلهَا انضج كل الأورام الظَّاهِرَة إِذا وضع) عَلَيْهَا. د: دردي الشَّرَاب إِذا طلي على الخراجات حللها. وَقَالَ: دهن الزَّعْفَرَان يفتح. وَقَالَ: الشبرمة إِذا طلي على الخراجات حللها. د: وورق الزَّيْتُون الْبري مَتى ضمد بِهِ جَمِيع الأورام الحارة حللها وَقَالَ: الحماما ينضج الأورام الحارة. قَالَ: ودهن الحلبة ينضج الدُّبَيْلَة الْحَرْف يفجر الأورام الْحَرْف البايلي يفجر الدبيلات الْبَاطِنَة إِذا شرب. ج:

3 - (خمير دَقِيق الْحِنْطَة) يلطف الأورام الغليظة الْعَارِضَة فِي أَسْفَل الْقدَم وينضج سَائِر الأورام وَمَتى خلط بِالْمَاءِ أنضج الدماميل وَفتح أفواهها. ج: الْحِنْطَة مَتى طبخت بِالْمَاءِ وتضمد بهَا فجرت الأورام. ابْن ماسويه: بزر الْكَتَّان والحلبة أَيهمَا خلط بالعسل وَالزَّيْت وَالْمَاء الْحَار حل الأورام وأنضجها ظَاهِرَة كَانَت أَو باطنة. السّمن لِأَنَّهُ يُرْخِي وينضج إِن اسْتعْمل فِي الأورام الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن والأربية ج: لِسَان الْحمل مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْملح نفع من الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي أصُول الْأذن الَّتِي تسمى فوجيلا. وَقَالَ: القرويون يَمْضُغُونَ الْحِنْطَة ويضعونها على الْخراج تحلل الورم وتنضجه سَرِيعا. الْملح إِذا تضمد بِهِ مَعَ الزَّيْت وَالْعَسَل حل الدماميل. د: 3 (بصل النرجس) مَتى خلط بدقيق الكرسنة وَالْعَسَل وأنعم دقة فجر الدبيلات الْعسرَة النضج. د: النعنع مَتى تضمد بِهِ مَعَ دَقِيق حل الدبيلات. وَقَالَ: النطرون مَتى خلط بصمغ البطم فجر الدماميل. د: النورة مَتى خلطت بالشحم أنضجت وَفتحت. د: مَتى دق بزر السرمق مَعَ ورقه وَعمل مِنْهُ ضماد بشراب وضمد بِهِ نفع لكل خراج فِي وَقت تزيده وانتهائه قبل أَن يتقيح. ج: أصل الفاشرا مَتى تضمد بِهِ مَعَ شراب فجر الدُّبَيْلَة. د: أصل قثاء الْحمار مَتى تضمد بِهِ مَعَ صمغ البطم فجر الدُّبَيْلَة. وَقَالَ: القنة يتضمد بهَا الدماميل. وَقَالَ: الزَّيْت الَّذِي طبخ فِيهِ الشبث ينضج الأورام. ج: 3 (دَقِيق الشّعير) مَتى طبخ بِمَاء حَتَّى يصير فِي قوام الحسو الرَّقِيق ثمَّ يطْبخ مَعَ زفت وزيت وَجعل على الأورام وَفتحهَا وَمَتى خلط بالراتينج والزفت وخرء الْحمام انضج الأورام الصلبة. د: الشيلم إِذا طبخ مَعَ بزركتان وخرء الْحمام بِالشرابِ قيح الأورام الَّتِي لَا تكَاد تنضج إِذا وَقعا فِي الأضمدة وَالرّطب أقوى فِي ذَلِك. التِّين الْيَابِس مَتى طبخ ودق نعما وضمد بِهِ لين الدماميل وأنضج الأورام الحادة وخاصة الكائنة فِي اللَّحْم الرخو وَلَا سِيمَا إِن خلط بِهِ الايرسا والنطرون أَو النورة. د: لبن التِّين يفتح جدا حَتَّى إِنَّه يفتح اللَّحْم الصَّحِيح وَكَذَلِكَ عصارته إِذا لم يكن قد ظهر ورقه بعد. التِّين الْفَج مَتى جعل مَعَه موم حل الدماميل. د: مَاء رماد التِّين المثلث الْعَتِيق جيد جدا فِي التقريح. وَقَالَ جالينونس: التِّين السمين يَفِي بانضاج الأورام الصلبة وَيجب مَتى أردْت أَن تخلط بِهِ دَقِيق الشّعير بعد طبخه بِالْمَاءِ ويخلط دَقِيق الشّعير بشيرجه. عصارة التافسيا إِن خلط بالكرنب وطلي على الخراجات فجرها. د: الخطمي مَتى تضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِالشرابِ حل الدبيلات. د: الخطمي يفجر الأورام. د: الخطمي ينضج الخراجات الْعسرَة النضج. د: أصل الْخُنْثَى مَتى خلط بدردي الْخمر وتضمد بِهِ نفع الدماميل. د: يضمد الدمل بدقيق الكرسنة ملح وَسمن وكرنب مدقوقة يفجره وَيخرج مَا فِي جَوْفه. ابْن ماسويه قَالَ: يتَوَلَّد من فَسَاد الهضم دماميل.

دواء يقوم مقام الحديد

مَجْهُول: الدُّبَيْلَة الْبَاطِنَة يسقى بِمَاء الكرنب النبطي ثَلَاث أَوَاقٍ وَعسل ماذني أُوقِيَّة فيفجرها. ضماد ينضج سَرِيعا: شيلم الْحِنْطَة تين شَحم الأيل دَقِيق الشّعير دَقِيق الحلبة شيرج قدر مَا) يعجن بِهِ فَإِنَّهُ يفجر الدُّبَيْلَة. د: 3 - (دَوَاء يقوم مقَام الْحَدِيد) فِي تفجير الدُّبَيْلَة وكل ورم صلب يحْتَاج أَن يبط: مرداسنج أُوقِيَّة افيذاج الرصاص اوقيتان بَيَاض أوقيتان قنة دِرْهَمَانِ ملح نفطي دِرْهَم بورق أرمني نصف دِرْهَم دهن خيري أصفر ثَلَاث أَوَاقٍ ثَلَاث أَوَاقٍ قلقديس نصف أُوقِيَّة تُرَاب الزئبق أَرْبَعَة دَرَاهِم نورة حَيَّة خَمْسَة دَرَاهِم بَوْل الايل أُوقِيَّة جاوشير دِرْهَمَانِ اشنان فَارسي خَمْسَة قشر أصل الْكبر سِتَّة دهن شيرج أُوقِيَّة وَنصف زَيْت ركابي أُوقِيَّة مرَارَة ثَوْر نصف أُوقِيَّة يَجْعَل الْكل قيروطياً بشمع أصفر وَيجمع الْجَمِيع مرهما ويضمد بِهِ. اسحق: امضغ حِنْطَة وَضعه عَلَيْهِ أَو خُذ زبيباً فانزع عجمه ودقه واخلطه بملح مسحوق زنته وضع عَلَيْهِ أَو خُذ من التِّين التِّين الْيَابِس فاطبخه بِمَاء واسحقه نعما واخلط مَعَه صمغ البطم وَضعه عَلَيْهِ. ضماد يفجر الْخراج: يُؤْخَذ خمير وثوم وموم قَلِيل وَشَيْء من خل يغلي فِي مغرفة ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ يلين جدا حَتَّى يُمكن البط وَإِن ترك أَكثر فجرة أوخذ أشقا وخميراً وَعَسَلًا بالسواء فاسخنه بالنَّار واجعله على الْخراج. اسحق: إِذا رَأَيْت الورم قد أَخذ فِي طَرِيق جمع الْمدَّة فاطبخ الْخبز أَو دَقِيق الشّعير أَو كرنباً على حسب مَا ترى من حِدة الورم وبلادته وضمده ليعينه على التقيح وَذَلِكَ بعد الْبَأْس من تَحْلِيله وَإِذا رَأَيْته يعسر تقيحه فَخذ شيرج التِّين الْأَبْيَض السمين واجعله مَعَ دَقِيق الشّعير والخطمي ضماداً وَرُبمَا جعل مَعَه فوذنج أَو حشيش الزوفا ليَكُون أقوى. مرهم ينشف الْمدَّة من الخراجات الَّتِي قد نَضِجَتْ حَتَّى إِنَّه يصاب عَلَيْهِ إِذا رفع مُدَّة ويحلل مَا لم ينضج مِنْهَا حَتَّى لَا يبْقى مِنْهَا شَيْء: تُؤْخَذ المرقشيشا فتسحق وتعجن بِمَاء صمغ عَرَبِيّ ويطلى على جلد ويشده وَلَا يقْلع حَتَّى يَقع من ذَاته. من تذكرة عَبدُوس دَوَاء ينضج الدماميل والحدر: دَقِيق الخشكار مَعَ الحلبة وبزر الْكَتَّان وبزر المرو مدقوقة بشيرج التِّين. قسطاً فِي كِتَابه فِي علل الدَّم إِن الدماميل تحدث من دم معتدل الطبيعة زَائِد الكمية. مَجْهُول: ضماد يفجر الدبيلات والدماميل: خمير بورق ملح حناء حاشى خرء الْحمام تجمع) بِزَيْت. وَأَيْضًا: تين وورق الكرنب يسلقان ويدقان مَعَ بورق وَيجْعَل ضماداً بدهن السوسن. اسْتِخْرَاج: يجب أَن يَجْعَل على كل ورم إِذا أردْت فَتحه مَا يَنْبَغِي: فَاجْعَلْ على الورم الْحَار جدا بزر قطوناً ولبناً وعَلى مَا هُوَ أقل حرارة: بزر مرو ولبناً وعَلى مَا هُوَ دون هَذَا: شيرج

التِّين ولعاب الْخَرْدَل وحلبة بزر الْكَتَّان وَسمن وعَلى مَا هُوَ أعْسر من هَذَا: شيرج التِّين ولعاب الْخَرْدَل ودهن السوسن وَهُوَ أقوى مرهم يحلل وَيفتح أَعنِي الدياخيلون. من الْكَمَال والتمام للدبيلة من دَاخل: طرخشقوق دِرْهَم بزر مرو دِرْهَم وَنصف حلبة مدقوقة دِرْهَم سكر ثَلَاثَة دَرَاهِم لبن النعاج وَلبن الماعز ثَلَاث أَوَاقٍ يشرب أَيَّامًا فَإِنَّهُ جيد غَايَة. دَوَاء نَافِع للدبيلة الدَّاخِلَة مُحَلل لَهَا مسكن للوجع مخرج للقيح الْكَائِن بسهولة مَتى انفجرت إِلَى دَاخل: بزر مرو وبزر خطمي وبزر الْخِيَار خَمْسَة خَمْسَة كثيراء سِتَّة دَرَاهِم يعجن بعد الدق بدهن اللوز الحو ودهن البنفسج ويسقى بِالْغَدَاةِ ثَلَاثَة أَيَّام ثَلَاثَة دَرَاهِم وبالعشي دِرْهَمَيْنِ بِمَاء الطرخشقوق قدر ثَلَاث أَوَاقٍ فَإِن لم تكن حمى فَإِن أَحْبَبْت أَن تفجرها سَرِيعا فاخلط بالشربة كل يَوْم من الصَّبْر السقوطري دانقاً وَمن الزَّعْفَرَان دانقين. دَوَاء جيد يفجر بِقُوَّة من غير وجع وَلَا أَذَى ويمحق اللَّحْم الزَّائِد: يُؤْخَذ دبق فيقشر ويمضغ وَيُؤْخَذ بوزنه من الصابون ويدق بِهِ فِي هاون نعما حَتَّى يتلزج فَإِذا تلزج طرح عَلَيْهِ من الْعُرُوق المنخولة ربع دِرْهَم واجعله على مَا تُرِيدُ. 3 (مِمَّا تفجر الأورام الصلبة) بصل النرجس. وَمِمَّا ينفع الدُّبَيْلَة بعد انفجارها إِلَى دَاخل أَن يسقى العليل بزر قطونا وبزر مرو وبزر الخطمي والخبازي وكثيراء ونشا وبزر بطيخ وطين أرمني ويسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء بَارِد وَشَيْء من دهن بنفسج بِالْغَدَاةِ ودرهمين بالعشى ويحسى حساء متخذاً من أرز مغسول ونشا وشعير مقشر مَعَ ضمغ البطم وَاجعَل طَعَامه الحماض والخبازي والسرمق وَالشرَاب بالسكر وَرب الآس إِن كَانَ الْبَطن مُسْرِف اللين وَمَتى كَانَت الدُّبَيْلَة فِي الأسافل حقن بصمغ وصفرة الْبيض ودهن ورد ورغوات البزور اللينة. ج قَالَ: إِذا كَانَ الضربان فِي الورم قَوِيا جدا فَلَيْسَ يُرْجَى أَن يبرأ دون أَن يتقيح فأعنه على ذَلِك بالأضمدة الَّتِي تسخن وترطب كدقيق الشّعير الْمَضْرُوب بالزيت وَالْمَاء الْحَار وينطل بِمَاء حَار حَتَّى يبرأ والمرهم الْمُتَّخذ من أَرْبَعَة أدوية وَهُوَ الباسليقون وَقَالَ: مرهم الْأَرْبَعَة ينضج الأورام. قَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الورم الْمَعْرُوف بالخراج صنفان أَحدهمَا يكون عِنْدَمَا يقيح الورم الْحَار فيجتمع الْقَيْح كُله فِي وعَاء وَالْآخر يكون عِنْدَمَا يجْتَمع أما فِي عُضْو من الْأَعْضَاء من غير أَن يكون قد تقدم هُنَاكَ ورم حَار وَهَذِه الرطوبات تكون فِي الْحَالَات الْمُخْتَلفَة على أَنْوَاع مُخْتَلفَة إِلَّا أَنَّهَا على حَال رُطُوبَة لَيست بحارة وتقشط مَا حولهَا من الْأَجْسَام حَتَّى تجْعَل لنَفسهَا موضعا وَإِمَّا فِيمَا بَين صفاقين وَإِمَّا من وَرَاء غشاء من الأغشية وقشطها لهَذِهِ الْأَجْسَام بِسَبَب أَنَّهَا تمدد الْأَجْسَام وتضربها لكثرتها وَرُبمَا كَانَ ذَلِك لِأَنَّهَا تكتسب بطول مكثها حِدة وعفونة فَإِذا بطت هَذِه الدبيلات وجد فِيهَا أَشْيَاء كَثِيرَة بديعة لَيست من أَصْنَاف الرطوبات فَقَط لَكِن من أَجنَاس الْأَجْسَام الصلبة تشبه الْأَظْفَار والخزف وَالشعر وفتات الْعِظَام والحصاة والطين ودردي الشَّرَاب وَقد يكون فِي الندرة مِنْهَا شَيْء مُنكر الرَّائِحَة جدا وقليلاً مَا يكون ذَلِك وَأما أَنْوَاعه الَّتِي تعرض فِي الْأَكْثَر فَثَلَاثَة الأردهالجي

جوامع الغلظ الخارج عن الطبيعة

والشحمي والعسلي وَتسَمى بِهَذِهِ لشبه الرطوبات الَّتِي تحويها بِهَذِهِ وَالْغَرَض فِيهِ أَن تحلل الشَّيْء المحتقن فِيهَا أَو تعفنه أَو تقطعه وَبَعض الدبيلات تحْتَاج إِلَى هَذِه الثَّلَاثَة الْأَغْرَاض مَعًا وَهِي العسلية وَالَّتِي تكون مَا فِيهَا أرق وألطف وَبَعضهَا يحْتَاج إِلَى غرضين بِمَنْزِلَة الأردهالجية فَإِن هَذِه قد يجوز أَن تقطع وَيجوز أَن تعفن وَإِنَّمَا تعالج بالحديد فَقَط إِذا كَانَت لَا يُمكن أَن تعفن وَلَا تحلل وَأما الدبيلات الْحَادِثَة فِي بَاطِن الْجِسْم وخاصة فِي الأحشاء فَإِن الْأَدْوِيَة المتخذة بالأفاويه نافعة لَهَا جدا وَفعل هَذِه الْأَدْوِيَة هُوَ أَن تحل وتذيب) الرُّطُوبَة المجتمعة وتحللها والأدوية الَّتِي سَبِيلهَا هَذَا السَّبِيل كَثِيرَة وأجودها ترياق الأفاعي والأمروسيا وفائق أدويته هُوَ أَن يحل ويذيب الرُّطُوبَة المجتمعة ويحللها وَأما من الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة 3 - (جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة) قَالَ: إِذا دفعت الطبيعة خلطاً وَوَقع الاندفاع فِي عُضْو لَيْسَ لَهُ مجْرى محسوس دَفعته حِينَئِذٍ فِي المسام نَفسهَا حَتَّى إِذا صَار إِلَى سطح الْجِسْم وَكَانَ ذَلِك الْموضع أكثف ارتبك وَجعل لنَفسِهِ خللاً وَفرق بَين ذَلِك الْموضع وَمَا يَلِيهِ وَصَارَ فِي تجويفه فَتكون مِنْهُ الدُّبَيْلَة وتوجد فِيهِ أَشْيَاء مُخْتَلفَة المنظر مثل الْأَظْفَار وَالشعر والحصاة والعصيدة وَغير ذَلِك. وَقَالَ: إِذا فرغت مَا فِي الدُّبَيْلَة فبادر إِلَى إلصاق الْجلد الَّذِي فِي تجويفه بِاللَّحْمِ الَّذِي تَحْتَهُ لزق وَلزِمَ وبرأ برءاً صَحِيحا وَإِن توانيت عَن ذَلِك صلب على طول المجة وَلم يُمكن أَن يلصق إِلَّا أَنه ينقبض ويلطأ مَتى جفف بالأدوية وَالتَّدْبِير وَمَا دَامَ صَاحبه يلطف التَّدْبِير فَهُوَ صَالح وَمَتى غلظ التَّدْبِير حَتَّى يمتلىء بدنه مِنْهُ امْتَلَأَ ذَلِك المخبأ من الرَّأْس وَعَاد الْخراج وَلَكِن يكون وَجَعه فِي هَذِه الْمدَّة أقل. الدمل يحدث من دم غليظ فَمَتَى كَانَ غلظه أقل قرب من الْجلد وَكَانَ أقل مَكْرُوها وبالضد وَالْكثير الغلظ كثير الْغَوْر خَبِيث ردي. دَوَاء ينضج الدمل والدبيلة: خمير ثَلَاثَة بورق جُزْء خرء الْحمام جُزْء يعجن بالزيت وَيلْزم. آخر: تين يَابِس مطبوخ يلقى عَلَيْهِ بورق ويدق ويخبص بالزيت وَيسْتَعْمل. من جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: إِذا بططت الدبيلات رَأَيْت فِي داخلها أنواعاً مُخْتَلفَة: أجساماً رطبَة وصلبة يُوجد فِيهَا شبه الحمأة وَالْبَوْل وَالْعَسَل والمخاط وَالْعِظَام وَالْحِجَارَة والأظفار وَقطع اللَّحْم وحيوانات عَجِيبَة كالحيوانات العفونية وكالعصيدة والشحم وَالْعَسَل ويحوي هَذِه الرطوبات فِي أَكثر الْأَمر غشاء شَبيه بالحجاب وَمَتى انفجرت الدُّبَيْلَة إِلَى الْمعدة أَو الصَّدْر فَإِنَّهُ يلْزمه وَيلْزم كل انفجار إِلَى دَاخل ذبول النَّفس والغشي وَسُقُوط الْقُوَّة. وَقد يحدث من الْعَظِيمَة إِذا انفجرت إِلَى الصَّدْر اختناق. من محنة الطَّبِيب: اصحاب الدبيلات فِي الْبَطن يغذون بأغذية لَطِيفَة. قَالَ ج: فِي التَّدْبِير الملطف: إِن الْأَشْيَاء الحريفة كلهَا تفجر الدماميل. وَقَالَ فِي الْمرة السَّوْدَاء: إِن الطبيعة تروم أبدا تصفية الدَّم من جَمِيع مَا يعرض فِيهِ من الرداءة فتدفعه إِلَى مَوَاضِع مُخْتَلفَة فَيكون فِيهَا ضروب الخراجات والقروح.)

جورجس قَالَ: تكون الدُّبَيْلَة من الْحزن الشَّديد وَمن التخم المتتابعة. لي مرهم مفتح الفته فاخر جدا وَهُوَ أنفذ من الْحَدِيد: يُؤْخَذ قلي ونورة فينقع الْجَمِيع فِي المَاء ويعاد عَلَيْهِ مَرَّات حَتَّى يقوى ثمَّ يصفى وَيصب المَاء على ظرف وَيُؤْخَذ لعابه ثمَّ يُؤْخَذ هَذَا اللعاب فيغلى حَتَّى يذهب أَكثر مَائه ويميل إِلَى الغلظ ثمَّ يعْقد الْجَمِيع مَعَ المرداسنج وَالزَّيْت وَمَتى احْتِيجَ إِلَى شَيْء يَفْتَحهُ بِسُرْعَة تفتيحاً قَوِيا فدق الدياخيلون بلعاب الْخَرْدَل وَضعه عَلَيْهِ أَو خُذ خردلاً وتيناً وعلكاً فدقه حَتَّى ينعلك ثمَّ ضَعْهُ عَلَيْهِ أَو خُذ صابوناً فدقه مَعَ تين وَضعه عَلَيْهِ. الميامر قَالَ: ينفع الدبيلات الْبَاطِنَة شرب الشَّرَاب اللَّطِيف الرَّقِيق مِقْدَارًا يَسِيرا لِأَنَّهُ يلطف وَإِلَى هَذَا يَحْتَاجُونَ. قَالَ: الدبيلات تحْتَاج إِلَى أدوية تجفف وتلطف فَلذَلِك أوفق الْأَدْوِيَة لَهَا الأفاويه. أَبُو جريج: الأشق يفتح الأورام الصلبة. اطهورسفس: مَاء الْعَسَل إِذا شرب ينفع الدُّبَيْلَة المتحجرة جدا. وَقَالَ: خرء الْحمام مَتى خلط بِالتِّينِ الْيَابِس ودقيق الشيلم والخل وَالْعَسَل وضمد بِهِ الدُّبَيْلَة والخنازير نفع جدا. حنين فِي كتاب الْعين: مَتى كَانَ البلغم رَقِيقا ولد الورم الرخو وَمَتى كَانَ الورم لَهُ غلظ وعفن ولد ورماً فِي جَوْفه لزوجة مثل الْعَسَل وَمَتى كَانَ أغْلظ من هَذَا أَو أخف ولد ورماً فِي جَوْفه شَيْء شَبيه بالشحم وَإِن كَانَ فِي غَايَة الغلظ واليبس ولد الجسأ وَإِن كَانَ هَذَا الجسأ فِي اللَّحْم الرخو سمى خنازير. اغلوقن قَالَ: الدُّبَيْلَة تكون من أخلاط وتجتمع وتفترق بَين مَوَاضِع من الْجلد مُتَّصِلَة وَقد تحدث عَن الفلغمونيات وَقد تحدث عَن جَوْهَر ريحي يفرق بَين طَبَقَات اللَّحْم ثمَّ يحدث فِيهَا على طول الْأَيَّام فِي ذَلِك الفضاء رُطُوبَة فَتَصِير دبيلة وَإِذا حصلت هَذِه الرُّطُوبَة فِي هَذِه الأفضية تولدت عَنْهَا استحالات مُخْتَلفَة كَثِيرَة حَتَّى أَنه يُوجد فِيهَا مثل الْحِجَارَة والخشب وَاللَّحم والطين والدردي. وَالظَّاهِرَة يسهل تعرفها باللمس وتعالج بأَشْيَاء تُوضَع عَلَيْهَا. قَالَ: وَمن قد لمسها مَرَّات وَحفظ صورتهَا فِي نَفسه قدر أَن يعلم مَا فِي تجويفها. وَإِذا كَانَت تحتوي رُطُوبَة قَالَ: فَلْيَكُن طريقك فِي هَذَا الورم إِذا رَأَيْته قد حدث وَفرق بَين طَبَقَات اللَّحْم وَكَانَ عَظِيما فَإِنَّهُ ابْتِدَاء الدُّبَيْلَة الارخاء وتسكين الوجع بارخاء ذَلِك التمدد فِي أول الْأَمر فَإِذا استحكم الْأَمر وَطَالَ وانتقل إِلَى الانضاج والتقيح وَقد وصفت ذَلِك الطّرق فِي الْمقَالة) الثَّامِنَة من الْأَدْوِيَة المفردة فقد ينفع حِينَئِذٍ أَن تمعن فِي صب المَاء الْحَار ابدا على الْعُضْو الَّذِي فِيهِ الورم وغرقه بالدهن المسخن وضمد بدقيق الْحِنْطَة بعد أَن يطْبخ بِمَاء ودهن طبخاً معتدلاً فَإِن هَذَا الضماد أسْرع تقيحاً من الْمُتَّخذ من الْخبز وَذَلِكَ أَن الْمُتَّخذ من الْخبز أبلغ فِي التَّحْلِيل لما فِي الْخبز من الْملح والخمير. قَالَ: وَإِذا أَنْت رمت مداواة ورم حَار قد أَخذ فِي التقيح ثمَّ رَجَوْت أَن تَمنعهُ من التقيح فاطبخ الْخبز وَبَالغ فِي طبخه بعد بله بِمَاء ودهن وَليكن المَاء أَضْعَاف الدّهن وأبلغ من هَذَا الضماد فِي منع التقيح

الضماد الْمُتَّخذ من دَقِيق الشّعير مَتى طبخ على هَذَا الْمِثَال وَليكن هَذَا المَاء الَّذِي يطْبخ فِيهِ دَقِيق الشّعير قد طبخ بطبيخ أصل الخطمي. فَإِن كَانَ فِي الْجلد الْمُحِيط بالعضو الَّذِي فِيهِ الورم قد تمدد تمدداً شَدِيدا فاشرطه شرطا غير غائر ثمَّ اطبخ دَقِيق الشّعير كَمَا وصفت وألزمه عَلَيْهِ وَاعْلَم أَن الشَّرْط الْغَيْر الغائر قَلِيل النَّفْع والغناء والغائر يستفرغ من الورم دَمًا كثيرا أَكثر مِمَّا يجب حَتَّى يكَاد يغشى عَلَيْهِ. وَيحْتَاج إِلَى مداواة خَاصَّة بِهِ وَالَّذِي بَين الشَّرْطَيْنِ سليم من الآفتين فَلذَلِك أَشرت اسْتِعْمَاله دَائِما إِلَّا أَنه مَتى كَانَ الورم عسر التَّحْلِيل عسر النضج فقد تعلم أَن الأخلاط اللاحجة فِي ذَلِك الْعُضْو فِيهَا فضل غلظ ولزوجة فَفِي مثل تِلْكَ الْحَال يصلح اسْتِعْمَال الشَّرْط الغائر. لي هَذَا الْكَلَام هَهُنَا هُوَ فِي الأورام الَّتِي يرام تحليلها لَا انضاجها وَذَلِكَ أَنه لَا يجب لَك أَن تروم إنضاج هَذَا الورم إِلَّا بعد الْيَأْس من تحلله. قَالَ: وَيصْلح فِي هَذِه الأورام الضماد الْمُتَّخذ بِالتِّينِ الْيَابِس الْمَطْبُوخ يطْبخ وَيُؤْخَذ طبيخه بِعَسَل وَيجب أَن يكون اسمن التِّين ثمَّ يُؤْخَذ ذَلِك المَاء بعد أَن جعلته فِي قوام الْعَسَل الرَّقِيق فاخلط بِهِ مرّة دَقِيق الشّعير وَمرَّة خبز الخشكار وَمرَّة دَقِيق الْحِنْطَة فَإِن الَّذِي من دَقِيق الشّعير تكون فِيهِ قُوَّة محللة وَالَّذِي من دَقِيق الْحِنْطَة مفتح وَالْخبْز فِيمَا بَينهمَا. قَالَ: والمتخذ من دَقِيق الشّعير من أبلغ الأضمدة فِي التَّحْلِيل والمتخذ من دَقِيق الْحِنْطَة من أبلغ الأضمدة فِي التَّحْلِيل والتقييح والمتخذ من الْخبز فِيمَا بَين هذَيْن كَمَا أَن دقيقه بَين هذَيْن. وَإِن رَأَيْت الورم إِلَى التَّحْلِيل أميل مِنْهُ إِلَى التقيح إِلَّا أَنه يقصر عَمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ من التَّحْلِيل فاطبخ فِي طبيخ التِّين من الزوفا الْيَابِس والفودنج. وَإِن احتجت أَن تسْتَعْمل فِي الورم مَا يجفف تجفيفاً أقوى فألق فِي مَاء التِّين شَيْئا من ملح ثمَّ اعجن بِهِ دَقِيق الشّعير بعد اخراج جَمِيع نخاله واطبخه وضمد بِهِ. وَمَتى رَأَيْت الورم عسر التَّحْلِيل فاحذر أَن يبْقى مِنْهُ بَقِيَّة متحجرة وَيجب لَك أَن تتفقد الورم عِنْد كل حلَّة تحلها فتنظر إِلَى مَا آل أمره إِلَيْهِ لِأَن العلاج بالأضمدة الَّتِي تجفف) تجفيفاً قَوِيا قد تصلب الورم وَأَنت تعرف ذَلِك باللمس عِنْد كل حلَّة تحل الضماد عَن الْعُضْو فقس حَاله بِالْحَال الأولى فَمَتَى خفت على الورم أَن يصلب فَاجْعَلْ المَاء الَّذِي تعجن فِيهِ دَقِيق الشّعير طبيخ أصل قثاء الْحمار وأصل الخطمي واخلط بالضماد لبن التِّين أَو عسله والشحوم والمخاخ وخاصة شَحم البط فَإِن الضماد حِينَئِذٍ يحلل وَلَا يصلب وَكَذَلِكَ مَتى جعلت المَاء الَّذِي تعجن بِهِ دَقِيق الشّعير طبيخ أصل اللوف أَو الفاشرا وَلَا تضع هَذَا فَإنَّك مَتى حملت على الْعُضْو المحللة وَلم تلينه تحجرت مِنْهُ بَقِيَّة برجع من هَهُنَا إِلَى التقيح. قَالَ: وَإِذا يئست من تحلل الورم فَاسْتعْمل الأضمدة المتخذة بدقيق الْحِنْطَة فَإِن هَذِه تعين على التقيح مَعُونَة بَالِغَة ثمَّ بعد أَن تبطها أَن رَأَيْت مَا حول مَوضِع البط نقياً من الورم أصلا فَاسْتعْمل المرهم وَيجب أَن تكون قُوَّة هَذِه المراهم قُوَّة مجففة لَا لذع مَعهَا وَلَا تركيبها من أدوية قابضة لَكِن يكون تركيبها أما من أدوية محللة فَقَط لَيْسَ مَعهَا فِي ذَلِك عنف وَلَا مَكْرُوه وَإِمَّا من أدوية فِيهَا مَعَ التَّحْلِيل شَيْء من الْقَبْض. وَقد اسْتعْملت مرَارًا كَثِيرَة فِي مثل هَذِه الْأَحْوَال مرهم الخمير

ومرهم القلقطار المحرق ومرهم القلقطار بدهن ثمَّ انزله من النَّار واتركه حَتَّى يبرد قَلِيلا ثمَّ ألقه على صلابة ورش عَلَيْهِ شَيْئا من نَبِيذ وادلكه بكفيك. وَرُبمَا صَار من هَذَا ناصوراً فَاسْتعْمل مَا قُلْنَا فِي بَاب النواصير. الْأَعْضَاء الألمة: الدَّلِيل الْخَاص إِذا أصَاب الانسان نافض فِي عروقه مَعَ حمى حارة فَإِن الْخراج والدبيلة الْبَاطِنَة تتقيح وَإِذا سكن النافض وَذهب الْأَلَم فقد كَانَ بعد التقيح. لي على مَا رَأَيْت هَذَا المرهم يقوم مقَام الْحَدِيد عَجِيب فعله فِي ذَلِك جدا: زفت سَائل رطب جُزْء وَعسل البلادر جزءان يجمع فِي قدر على نَار لينَة حَتَّى ينْعَقد كالمرهم الْأسود وَيُوضَع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وَاسْتعْمل بدل الدَّوَاء الحاد هَذَا فِي النواصير وَمَا تُرِيدُ آخر: يُؤْخَذ ذراريح منزوعة الرؤوس والأرجل والأجنحة فَأَلْقِهَا فِي دهن مَا يغمرها واقلها وشطها حَتَّى تصير كالقطران وضع مِنْهَا على الْموضع. وَمَتى كنت فِي مَوضِع لَا تَجِد هَذِه فَاسْتعْمل لبن اللواعي الَّتِي تحمر الْجِسْم إِذا طليت عَلَيْهِ والصابون ولعاب الْخَرْدَل وَلبن التِّين وَنَحْو ذَلِك. الطَّبَرِيّ مِمَّا يقيح تقييحاً قَوِيا: الجرجير السليق بِالْمَاءِ المخبص بالسمن لَا يصب مَاؤُهُ وَلَكِن يطْبخ حَتَّى يجْتَمع الْجَمِيع. مَجْهُول للدبيلة الدَّاخِلَة يفجرها. يُؤْخَذ بزر مرو بزر خطمي دِرْهَم دِرْهَم حرف دِرْهَمَانِ) صَبر دانق زعفران دانقين اسْقِهِ بِثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء الطرخشقوق مَتى لم تكن حمى. مرهم قوى فِي التقيح: يُؤْخَذ زَيْت قد طبخت فِيهِ ذراريح حَتَّى صَار كَأَنَّهُ عسل وَعسل البلادر فيذر عَلَيْهِ كبيكج ويعقد بِهِ ويعالج بِهِ فَإِنَّهُ حَار سريع التقيح جدا وَمَتى أردته أسْرع فاسحق الكبيكج واخلط بالشمع والدهن شَيْئا صَالحا وَاجعَل عَلَيْهِ وأجود مَا يعْمل أَن يخلط بصابون. وَمَتى ضمدت الْموضع بذرق العصافير أَو ذرق البط قرحه سَرِيعا جدا أَو اعقد مرداسنجا بِزَيْت وانثر عَلَيْهِ ميويزجا فَإِنَّهُ سريع التقيح جدا. لَيست الْأَدْوِيَة المقيحة هِيَ الْأَدْوِيَة المقرحة لِأَن المقرحة هِيَ الَّتِي تولد مُدَّة وَهَذِه تحْتَاج أَن تكون معتدلة الْحَرَارَة لزجة علكة كَمَا يذكر جالينوس لأَنا إِنَّمَا نُرِيد أَن نَحْفَظ على الْعُضْو بخاره كَيْلا يتَحَلَّل مِنْهُ شَيْء فَقَط وَأما المقرحة فَهِيَ الَّتِي تبلغ من شدَّة تحليلها أَن تنقض الِاتِّصَال. الْأَدْوِيَة المقيحة تصلح إِذا احتجت أَن تنضج خراجاً حَتَّى تصير مُدَّة والمقرحة إِذا أردْت أَن تقرحه حَتَّى يَنُوب عَن الْحَدِيد. قَالَ جالينوس: من أبلغ الْأَدْوِيَة للتقيح دَقِيق الْحِنْطَة الْقَلِيل النخالة الَّذِي قد طبخ بِالْمَاءِ وَالزَّيْت وخبز السميذ الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ وَالزَّيْت أبلغ وأسرع انضاجاً. قَالَ: وَيصْلح أَيْضا الزفت والراتينج الْمُذَاب بالزيت إِن كَانَ الورم قَلِيل الْحَرَارَة وَإِن كَانَ كثير الْحَرَارَة فالمذاب بدهن الْورْد. والشمع الْمُذَاب بِبَعْض الأدهان يقيح وَاجعَل الدّهن فِي حرارته وبرودته بقد حَال الورم فَإِن كَانَ قَلِيل الجرارة فأذبه بالأدهان الحارة لي دَوَاء يحل الْمدَّة: اسحق المرقشيشا كالكحل ثمَّ اعجنه بِمَاء قد جعل فِيهِ قنة مذابة ويضمد بِهِ فَإِن القنة وَحدهَا تفي بتحلل الْمدَّة فِيمَا ذكر أَبُو جريج والمرقشيشا كَذَلِك وَأما مَا ذكر القدماء أَن المرقشيشا بِمَاء صمغ تحل الْمدَّة فَكيف هَذَا

قَالَ انطيلس: إِذا كَانَ الْخراج فِي الرَّأْس فشقه شقاً مستوياً وبكون مَعَ أصل نَبَات الشّعْر لَا يكون متعرضاً فِيهِ لكَي يغطيه الشّعْر وَلَا يتَبَيَّن إِذا برأَ. قَالَ: وَإِن كَانَ فِي مَوضِع الْعين فَإنَّا نبطه مورباً وَمَتى عرض فِي الْأنف بططناه مستوياً بِقدر طول الْأنف وَإِن كَانَ يقرب الْعين بططناه بطاً يشبه رَأس الْهلَال وصيرنا الاعوجاج إِلَى أَسْفَل وَمَتى عرض فِي الْكَفَّيْنِ شققناه شقاً مستوياً لِأَن تركيب هَذَا الْموضع مستو وَيعرف ذَلِك من أجساد الشُّيُوخ. فَأَما خلف الْأذن فَإنَّا نبطه مستوياً وَأما الذراعان والمرفقان وَالْيَدَانِ والأنامل والأربيتان فَإنَّا نبطها إِلَى الطول. قَالَ: وَإِن كَانَ بِقرب الفخذين بططناه بطاً مستديراً والبط المستدير هُوَ الَّذِي يَأْخُذ فِي طول الْجِسْم شَيْئا) من عرضه. قَالَ: لِأَن هَذَا الْموضع مَتى لم يبط مستديراً أمكن أَن يجْتَمع فِيهِ الْموَاد وَيصير ناصوراً وَكَذَلِكَ أَيْضا يبط مَا كَانَ بِقرب المقعدة لمَكَان الرُّطُوبَة الَّتِي تَجْتَمِع ثمَّ وَفِي الْجنب والأضلاع يبط مورباً وَأما الخصى والقضيب فيبطان مستوياً. قَالَ: واحرص أبدا أَن يكون البط تَابعا للشكل الكياني مَا قَدرنَا عَلَيْهِ. فَأَما الساقان والعضلات فلتشق بالطول وَتحفظ من إِصَابَة العصب. لي البط يجب أَن يكون إِذا لم يمْنَع مَانع بِحَسب لِيف الْبدن الَّذِي هُوَ سداه وَهَذَا يَقع أبدا فِي طول الْعُضْو وَلَكِن لما كَانَت الْأَعْضَاء كَثِيرَة تشق مُخَالفَة كالحالب والمراق وكل مَوضِع يَقع أسره فَاتبع فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع الأسرة. وَأما بِحَسب الْعلَّة فتحر أَن يكون الْبَاب إِلَى أَسْفَل والكيس إِلَى فَوق لتَكون الْمدَّة مصبوبة مَا أمكنك. لي مجس الْمدَّة الرقيقة يُخَالف مجسة الْمدَّة الثخينة كَأَنَّهَا لَا تقرح للجس فِي سرعَة الرقيقة وَلَا ترجع إِلَى مَكَانهَا أَيْضا فِي سرعَة رُجُوع الرقيقة وَتعلم فِي الْخراج غثى أم لَا بالتزحزح تَحت الْأَصَابِع وأجود مَا تعرف بِهِ التزحزح أَن تغمزه بِبَعْض الْأَصَابِع وتفقد بِالْيَدِ الْأُخْرَى فتنظر هَل يتزحزح بِسُرْعَة رُطُوبَة رقيقَة. مِثَال ذَلِك: تزحزح زق دوشاب أَو زق فِيهِ بعض اللزوجات واللعابات يدْخل فِيهَا الْيَد كدخولها فِي الزّبد وَلَا يتزحزح لِأَنَّهُ لين لزج فَهَذِهِ لعابات فاستدل من لون الْجلد على مَا فِي تجويف الْخراج فَإِن الْجلد الَّذِي إِلَى البنفسجية يدل على أَن الْحَاصِل دم فَإِن كَانَ يتزحزح سَرِيعا فَهُوَ دم رَقِيق وَهَذَا كثيرا مَا يكون من الْمَرَض وَإِذا كَانَ لون الْجلد أَبيض وَله غلظ ومتانة فَإِن فِيهِ مُدَّة ثخينة وَإِذا كَانَ لون الْجلد أَخْضَر أَو أصفر وَلَيْسَ بمجسته كثير مدافعة فَفِيهِ مُدَّة رقيقَة ومائيته صفراء أَو خضراء بِحَسب الْجلد وَإِذا كَانَ الْجلد أَبيض ومجسته فِيهَا لين فَفِيهِ لعاب أَبيض وعَلى ذَلِك فقس. فِي الْأَعْضَاء: مَتى انْقَطع من الْأذن وَالْأنف شَيْء وكوى لم ينْبت فَإِن الغضاريف والأعصاب والأربطة لَا ترجع وَلَا يرجع إِلَّا اللَّحْم وَقد ترجع الْعُرُوق وَلَا ترجع الشرايين لِأَنَّهَا أَصْلَب.

جوامع الأعضاء الآلمة

(الْخَنَازِير والأدوية المحللة) (القوية للصلابات وبقايا الأورام والفوجيلا والورم فِي الغدد كلهَا الملينات) (جَمِيعًا فِي بَاب سقيروس وَمَا جرى من السّلع مجْرَاه من الخراجات وَمَا يحلل) (الْمدَّة وعلق الدَّم وَغير ذَلِك والخراجات الْمُسَمَّاة فوجيلا فِي أصل الْأذن والغدد) (أجمع. الأربية وَغَيره وَمَا جرى مجْرَاه يستعان فِي هَذَا بِبَاب الدبيلات وَمَا) (جرى مجْرَاه. الأورام الَّتِي فِي الغدد أجمع كالأربية والابط وَغير ذَلِك وَمَا) (جرى مجْرَاه) قَالَ جالينوس فِي الثَّانِيَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: الورم الصلب الْحَادِث فِي الغدد هُوَ الْخَنَازِير وَهُوَ عسير الْبُرْء. فِي الرَّابِعَة عشر مِنْهُ: 3 (الْخَنَازِير تحدث عِنْد حُدُوث الورم) الصلب فِي الغدد وَهَذَا اللَّحْم الرخو إِنَّمَا هُوَ دعامة وحشو فِي مَا بَين الْأَعْضَاء وَالْفرق فِي مَا بَينه وَبَين اللَّحْم الرخو الَّذِي لَهُ مَنَافِع عَظِيمَة مثل اللَّحْم المولد للبن والمولد للمنى والمولد للريق إِن فِي ذَلِك عروقاً كَثِيرَة وَهَذَا لَا عرق فِيهِ فَإِذا حدث الورم الصلب فِي هَذَا اللَّحْم الصلب الشريف فعالجه كَمَا يعالج الورم الصلب بالأدوية والتحليل والتليين فَإِذا حدث فِي اللَّحْم الَّذِي هُوَ حَشْو فَقَط فاقصد إِن لم يمكنك تَحْلِيله إِلَى قلعه من اللَّحْم الَّذِي حدث فِيهِ وَذَلِكَ يكون إِمَّا بِأَن يقطع بالحديد ويستأصل نعما حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء وَذَلِكَ يكون إِمَّا بِأَن يقطع بالحديد ويستأصل نعما حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء وَإِمَّا أَن تعفنه بالأدوية. لي تفقد مَوضِع الْخَنَازِير فَمَتَى رَأَيْت فِيهِ عروقاً كَثِيرَة فعالجه بِمَا يلين ويحلل واترك الْحَدِيد والأدوية الحارة. الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: كَانَ رجل يعالج خنازير غائرة فَقطع العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق وأعدم صَاحبه الصَّوْت وَرُبمَا لم يقطع هَذَا العصب إِلَّا أَنه يتَّفق أَن ينْكَشف للهواء الْبَارِد فيبرد فَيذْهب الصَّوْت وَيحْتَاج أَن يعالج حَتَّى يسخن ليعود. الْمقَالة الأولى من 3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة) قَالَ قولا يجب مِنْهُ هَذَا الَّذِي أَقُول: إِذا حدث قرحَة أَو فِي الْيَد تورم الابط والأربية فاعمل أَلا يبْقى ذَلِك الورم لَكِن يتَحَلَّل سَرِيعا فَإِنَّهُ رُبمَا بَقِي ذَلِك الورم بعد برْء القرحة وأزمن فَصَارَ ورماً صلباً فَتكون خنازير وعنايتك بذلك تكون بِأَن يسكن الوجع عَن الْموضع وابتدأ القرحة مَعَ تَقْوِيَة لَهُ من أَسْفَل

فَإِذا سكنت فورة القرحة وَلم يسكن الوجع ترخيه بالأدهان لِئَلَّا ينْعَقد ذَلِك الورم. الْخَنَازِير لَا يكون فِيهَا ضَرْبَان لِأَنَّهَا لَيست بورم حَار. فِي الفوجيلا الثَّانِيَة من الميامر قَالَ: رماد الحلزون مَتى عجن بشحم عَتيق غير مملح أبلغ الْأَدْوِيَة فِي تَحْلِيل الأورام العتيقة وَلَو كَانَ تولدها عَن مَادَّة تجلب دَائِما إِلَى الْموضع الوارم وَهَذَا يحلل الفوجيلا من أصل الْأذن أَو اسحق عَاقِر قرحاً بِالتِّينِ الْيَابِس وَيلْزم الصلابات والفوجيلا وَنَحْوهَا بعد أَن لَا يكون فِيهَا وجع أَو تُؤْخَذ نورة وتخلط بِعَسَل وتوضع على الفوجيلا وَمَا شابهه بِدَم ابْن عرس فَإِنَّهُ يحلله أَو تصب على الفوجيلا والأورام الصلبة خلا قد غلى ثمَّ ضع عَلَيْهَا اسفنجة مغموسة فِي مَاء الْملح. قَالَ ج: هَذَا لَا يصلح إِلَّا لأبدان العولج وَلَا تحتمله الْأَبدَان الناعمة: يُؤْخَذ رماد ابْن عرس فيخلط بقيروطي قد اتخذ من دهن السوسن وعالج بِهِ يحلل الفوجيلا بعد أَن يعْتق ويصلب ويعسر انحلاله وَهَذَا يحل الْخَنَازِير تحليلاً عجيباً. وَمَا كَانَ من هَذِه الأورام لَا مُدَّة فِيهِ وَلَا صلابة شَدِيدَة فِيهَا فمرهم دياخيلون ومرهم مياساوس ومرهم كشك الشّعير يبرئها وَمَا كَانَ أمرهَا أسهل وَأَقل هَذَا فالمرهم الْمُتَّخذ بالزوفا الرطب وَالسمن وَنَحْوه يُبرئهُ. من كتاب مَا بَال قَالَ: الْخَنَازِير تكون فِي الصّبيان أَكثر مِنْهَا فِي سَائِر الْأَسْنَان وَفِي الْمَشَايِخ أقل مَا) تكون وَهِي فوران وغليان الدَّم وَهِي فِي الْأَبدَان الحارة الرّطبَة كَثِيرَة. قَالَ جالينوس فِي محنة الْأَطِبَّاء: أَن رجلا كَانَت بِهِ خنازير عَظِيمَة فِي رقبته من كلا الْجَانِبَيْنِ فَقطع بعض المعالجين ذَلِك بِجَهْل فأورثه بِسوء فعله بردا فِي العصبتين المجاورتين للعرقين الضاربين قَالَ: وَهَاتَانِ العصبتان تنبتان فِي أَعْضَاء كَثِيرَة وَتَأْتِي مِنْهُمَا شُعْبَة إِلَى فَم الْمعدة مِنْهَا ينَال فَم الْمعدة الْحس كُله وَطَائِفَة قَليلَة من هَذَا العصب تحرّك آلَات الصَّوْت فأورث ذَلِك الرجل من ذَلِك أَن عدم صَوته وَذَهَبت شَهْوَته للطعام وَلما علمت ذَلِك وضعت على رقبته دَوَاء مسخناً فبرأ فِي ثَلَاثَة أَيَّام. من كتاب العلامات قَالَ: مَكَانهَا فِي الابطين والأربيتين والعنق وَهِي جاسية فِي نَفسهَا وَمِنْهَا مَا تَزُول وتتحرك من مَكَانهَا إِلَى مَكَان آخر وَرُبمَا كَانَت لَا تتحرك وَرُبمَا كَانَت مستديرة وَرُبمَا كَانَت مستطيلة ولونها لون الْجِسْم. لي الْخَنَازِير إِذا كَانَت جاسية وَمَعَهَا حرارة وَإِن لم ترد أَن تنضج لَكِن تُرِيدُ أَن تتحل قَلِيلا قَلِيلا مَعَ أَمن من انجذاب الْمَادَّة: يُؤْخَذ مر جُزْء حضض جزءان أعجنها بِمَاء الكزبرة الرّطبَة واطل عَلَيْهِ مَرَّات ثمَّ زد فِي المر وانقص الحضض مَتى أردْت أَن يكون التَّحْلِيل أَكثر. لي رَأَيْت خلقا بهم ابْتَدَأَ خنازير فاحتجوا فاستحكم ذَلِك بهم وصاروا مِنْهُ إِلَى أَمر غليظ وقوماً كَانَت بهم خنازير قد بَرِئت بالعلاج احتجموا فَعَادَت أشر مِمَّا كَانَت وَلذَلِك لَا

يجب أَن يقرب الْحجامَة من بِهِ لطخ من هَذِه الْعلَّة ويفصد القيفال وَلَا يجب لَهُ أَن يكون وضع رَأسه مَنْصُوبًا وَلَا موجعاً لَهُ الْبَتَّةَ وَلَا يُطِيل السُّجُود وَلَا الصياح وَلَا جَمِيع (سقط: من بداية الصفحة إِلَى صفحة 55)

من كتاب العلامات

من تذكرة عَبدُوس: دهن المرزنجوش نَافِع لوجع الأربية. قَالَ ج: اسْتعْملت عرق المصارعين فِي أربية وأرمة فبرئت سَرِيعا. اسليمن: للورم الصلب يسحق بعر الْغنم بدهن الشبث ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تَحْلِيل الورم. 3 - (من كتاب العلامات) الْمَنْسُوب إِلَى ج: الْخَنَازِير تكون فِي الْعُنُق والابط والأربية وَتَكون بلون الْجِسْم وَمِنْهَا مَا تتحرك كالسلع وَمِنْهَا مَا لَا تتحرك وَمِنْهَا مستديرة وَمِنْهَا مستطيلة. مَجْهُول ضماد للخنازير: رماد أصل الكرنب النبطي وَمثله من الزفت الرطب يجمع مَعَه وَيجْعَل عَلَيْهَا نَافِع. ضماد دياخيلون عَجِيب قوي على مَا رَأَيْت يصلح فِي الْمَوَاضِع الْبَارِدَة قوي جدا:

لعاب بزر الْكَتَّان ولعاب بزر الخطمي ولعاب حب الرشاد ولعاب الحبلة والخردل وبزر مرو وَحب الأبخرة وَحب الْغَار وورق الدفلي وأصول قثاء الْحمار تنقع هَذِه فِي المَاء وَيُؤْخَذ مَاؤُهَا ولعابها ويلقى عَلَيْهِ لكل ثَلَاثَة أَرْطَال أوقيتان من المرداسنج المربى وَمثله من الصابون وَمثله من دهن السوسن وأوقيتان من شَحم عَتيق أَو دهن الْجَوْز تحل الصموغ بالدهن وتعقد الْجَمِيع وَيسْتَعْمل وَيُزَاد فِي هَذَا رماد الكرنب ورماد الشبث أوقيتان من كل وَاحِد. دياخيلون بَارِد: لعاب بزر قطونا وَحب السفرجل وبزر كتَّان وأصل الخطمي وأصل الْخَبَّازِي ولعاب بزر الشاهسفرم وبنفسج يَابِس ينقع بِمَاء حَار وتعقد هَذِه الألعبة بِزَيْت مغسول ومرداسنج. من الْجَامِع دَوَاء يحل الْخَنَازِير: زفت وبورق أرمني وَحب الْغَار وأصل السوسن الآسمانجوني ثَلَاثُونَ ثَلَاثُونَ قنة خَمْسَة عشر فلفل أَبيض سِتَّة دَرَاهِم نورة خَمْسَة دَرَاهِم شَحم الثور ودهن السوسن مَا يَكْفِي يجمع وَيجْعَل عَلَيْهَا وَيلْزم اللَّيْل وَالنَّهَار فَإِنَّهُ يحلهَا حلا قَوِيا. من الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع جيد للخنازير: دَقِيق شعير وزفت رطب ودردي الْبَوْل يَجْعَل ضماداً ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تحليلها. أَو ضمدها بأصول الْكبر والمقل والفلفل مَعَ الزفت. وللأورام البطيئة النضج الْحَادِثَة فِي الْعُضْو: اخلط الضفادع مَعَ الزَّيْت وَالْملح واطل عَلَيْهَا. قَالَ ج: فِي حِيلَة الْبُرْء: الْخَنَازِير ورم صلب يعرض فِي اللَّحْم الرخو ومداواتها من حَيْثُ هِيَ ورم صلب عَامَّة لَهُ وللورم الصلب فَأَما على طَرِيق الْعُضْو الَّذِي هِيَ فِيهِ فَإِنِّي أَقُول: أَن اللَّحْم الرخو ضَرْبَان أَحدهمَا: الَّذِي يُولد اللَّبن والريق والمنى والرطوبات وَالْحَاجة إِلَى هَذَا اللَّحْم عظمية وَالثَّانِي: اللَّحْم الَّذِي جعل حَشْوًا فِيمَا بَين الأعصاب وَالْعُرُوق كي يدعمها) فَلَيْسَ يَقع هَذَا بِكَثِير الْعظم وجوهر اللَّحْم الرخو المولد للرطوبات أسخف من الثَّانِي. وَإِذا حدث الورم الصلب فِيهِ فليداو كَمَا تداوى سَائِر الْأَعْضَاء وَأما إِذا حدث فِي اللَّحْم اللين الَّذِي عمل للحشو والدعامة فاقصد مَعَ ذَلِك إِلَى قلع الدَّاء مَعَ الْعُضْو الردي الَّذِي حل فِيهِ مَعًا وَيتم إِمَّا بِقطعِهِ بالحديد وَإِمَّا بتعفينه. قَرَأت فِي كتاب جالينوس إِلَى أغلوقن بِنَقْل قديم: أَن الْفرق بَين الْخَنَازِير والخراجات أَن الْخَنَازِير تكون أَشد تفرطحاً وَأَشد بَيَاض لون وَلَا يكون لَهَا رَأس محدد وَلَا يُبَادر إِلَى الْجمع وَذَلِكَ أَنَّهَا من خلط بلغمي بَارِد والخراجات الحادة بِخِلَاف ذَلِك. الْأَعْضَاء الألمة: الْخَنَازِير لَا ضَرْبَان مَعهَا لِأَنَّهَا لَيست من جنس الورم الْحَار. دَوَاء يفش الْخَنَازِير جيد جدا: رماد أصل الكرنب النبطي يذاب الزفت الرطب ويلقى عَلَيْهِ وَيضْرب حَتَّى يَسْتَوِي نعما وَيجْعَل على جلد وَيلْزم الدياخيلون. من محنة الطَّبِيب قَالَ: قد يحدث لسوء الِاحْتِيَاط فِي قطع الْخَنَازِير وَغَيرهَا مِمَّا فِي

الرَّقَبَة آفَات بالعصب المجاور للعرق النابض وَهَذَا العصب ينبث أَكْثَره فِي الْمعدة فَيعرض لَهُ لذَلِك ضرب الشَّهْوَة وَغَيره من آفَات الْمعدة وآفات الصَّوْت أَيْضا فَلذَلِك يجب أَن تعرف مَكَان هَذَا العصب ويتوقى. قَالَ: وَعرض لرجل قروي دوى من خنازير بِالْقطعِ ضَرَر فِي الشَّهْوَة لمَكَان هَذَا العصب فَلَمَّا علمت ذَلِك وضعت على رقبته دَوَاء مسخناً فبرأ فِي مُدَّة ثَلَاثَة أَيَّام. لي إِنَّمَا ينَال هَذِه الْعصبَة الْبرد فِي حَال كشفها فِي العلاج فيغلظ جوهرها ويقل حسها فَلذَلِك الترياق إِلَى قَيْصر السرطان النَّهْرِي إِذا سحق وَجعل على الورم الجاسىء فشه. من كتاب جالينوس الْمَعْرُوف بقاطاجانس: يجب أَن يكون الْمُتَوَلِي لتحليل الأورام الجاسئة عَارِفًا بطبيعة الْجِسْم وطبيعة الْعُضْو الَّذِي يعالجه وَيسْتَعْمل الدَّوَاء فِي أول أمره بالحدس المقرب وَيفهم بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة يحْتَاج أَن يزِيد أَو ينقص قَالَ: بزر الحلبة مَتى طبخ وخلط بشحم لين تَلْيِينًا صَالحا فَإِذا أردْت أَن تضع شَيْئا مِنْهَا على الْجَسَد فعرق الْموضع أَيْضا بالزيت ثمَّ ضع عَلَيْهِ وتحر أَن تكون لزوجة تعلق بالجسد. الملينة فِي الطَّبَقَة الأولى: السّمن والفلونيا والراتينج والشمع الْأَبْيَض والوج وشحم الدَّجَاج والبط وَنَحْوهَا. مرهم ملين: أشق شمع من كل وَاحِد سِتَّة وَثَلَاثُونَ أُوقِيَّة علك البطم ثَمَان أَوَاقٍ مقل الْيَهُود مثله كندر وَمر أَربع أَوَاقٍ من كل وَاحِد بارزذ ثَمَان أَوَاقٍ دهن الْحِنَّاء أَرْبَعَة قوطولات ينقع الْمقل والكندر والمر بشراب وَيحل الأشق بخل ويدق الْجَمِيع وَيمْسَح الراتينج بدهن الْحِنَّاء حَتَّى يندق الْجَمِيع وينخل وَهُوَ دَوَاء مَشْهُور فائق. آخر: يُؤْخَذ شمع علك البطم أشق مقل مر وسخ الكور أصل السوسن ميعة سَائِلَة بِالسَّوِيَّةِ دهن السوسن المطيب وشراب مَا فِيهِ الْكِفَايَة. قَالَ أَبُو جريج: صمغ السذاب مَتى سعط مِنْهُ صَاحب الْخَنَازِير فِي الْعُنُق والابط ابرأه. وَقَالَ: الْمقل يحل الْخَنَازِير والقنة تبلغ أمرهَا إِلَى أَن تحلل الْمدَّة وتحلل الْخَنَازِير ومرهم الزفت الرطب يبدد الْخَنَازِير جدا. وَقَالَ: الموم يحل الأورام الصلبة. أَبُو جريج من اختيارات الْكِنْدِيّ قَالَ: يحرق مشاش قرن الماعز ويسقى من بِهِ خنازير زنة دِرْهَمَيْنِ كل أُسْبُوع يفعل ذَلِك شَهْرَيْن فَإِنَّهُ يبرأ من الْخَنَازِير برءاً تَاما. اطهورسفس قَالَ: مَتى أحرقت الْحَيَّات الَّتِي تكون فِي الْبيُوت وسحقت وخلط رمادها بِزَيْت وطلي على الْخَنَازِير فشها الْبَتَّةَ وَقد جربه زعم فَوَجَدَهُ نَافِعًا. قَالَ: الشحوم مَتى

خلطت مَعَ عسل وراتينج وَوضعت على الْخَنَازِير فتحتها وأبرأتها. قَالَ: وحافر الْحمار مَتى أحرق وسحق بِزَيْت وطلي على الْخَنَازِير بردهَا بِقُوَّة قَوِيَّة. من كتاب الْعين: الْخَنَازِير ورم بلغمي من بلغم غليظ تحدث فِي اللَّحْم الرخو يعالج إِمَّا بالتعفنة وَإِمَّا بِالْقطعِ إِذا لم تعْمل فِيهِ المحللات) من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: الْخَنَازِير قد تكون أَيْضا عَن قُرُوح كَانَت فِي اللَّحْم الرخو عولجت بالتعفين فبرئت وَبَقِي الورم فَيصير خنازير. قَالَ: وَكَانَ رجل يعالج خنازير لَهَا فضل غور بالحديد وَكَانَ يتوقى أَن يقطع عصباً أَو شرياناً فَكَانَ فِي الْأَكْثَر يكشط مَا يظْهر لَهُ من الأغشية بأظفاره فَقطع مِنْهَا وَهُوَ لَا يشْعر العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق فبرأ الْغُلَام من الْخَنَازِير إِلَّا أَنه أعدمه الصَّوْت وَآخر أعدمه نصف صَوته لِأَنَّهُ كَانَ من جَانب وَاحِد. لي يجب أَن يحذر مَوضِع هَذَا العصب هَهُنَا وَمِقْدَار غوره. انطيلس قَالَ: يتَوَلَّد من وَاحِد مِنْهَا كَثِيرَة وَيكون فِي حجب مُحِيطَة بهَا. الطَّبَرِيّ قَالَ: الْخَنَازِير فِي الصّبيان سليمَة وَفِي الشَّبَاب عسرة وَأكْثر مَا تكون فِي الصّبيان. قَالَ: دلكت الْخَنَازِير بخصي الثَّعْلَب الَّذِي هُوَ الْحَيَوَان أبرأها. لي يجب أَن يكون إِذا فَرغْنَا من كلامنا نقُول إِن لهَذِهِ الْعلَّة أَشْيَاء تَنْفَع بِخَاصَّة فِي كتاب الْخَواص. الطَّبَرِيّ: ورق الْكبر وَأَصله يحل الْخَنَازِير إِذا ضمد بِهِ. وَقَالَ: حيات الْبيُوت مَتى أحرقت وسحق رمادها مَعَ الزفت وطلي على الْخَنَازِير حللها وأذهبها مجرب صَحِيح. ابْن سرابيون قَالَ: الْخَنَازِير سقيروس يحدث فِي لُحُوم غددية وعلاجه قطعه وإفناؤه بالأكالة لِأَن هَذِه اللحوم لَا مَنْفَعَة عَظِيمَة لَهَا. وَمِمَّا يحلل: دَقِيق الترمس المعجون بسكنجبين وأخثاء الْبَقر المطبوخة بخل يضمد بهَا فَإِنَّهُ يحللها. وَهَذَا عَجِيب لذَلِك وَهُوَ أوقى من الدياخيلون وَمن كل شَيْء يسْتَعْمل فِيهِ: يُؤْخَذ أصل الكرنب فيحرق ويعجن رماده بالزيت ويضمد بِهِ. لي إِذا كَانَت الْخَنَازِير عَظِيمَة جدا لم تَبرأ إِن عسر ذَلِك مِنْهَا وَقد رَأَيْت صَبيا كَانَ فِي عُنُقه كَمَا يَدُور ورم غليظ قوي جدا فَلم يعالجه أَصْحَاب الخراجات لِأَن الْخَنَازِير غرضها أَن تذاب وتؤكل بالأدوية الحادة حَتَّى تتأكل فَإِذا كَانَت على مثل هَذَا الْعظم لم يُمكن أَن تعالج لَا بحديد وَلَا بدواء حاد فأصحاب الخراجات لَا يعالجون أَصْحَاب هَذِه ويرون إِن المدافعة أفضل. وَأما أَنا فَأرى أَلا يداوى أَمْثَال هَؤُلَاءِ كَيْلا تنقرح فَإِن تقرحت عسر أمرهَا وقلل لَهُم الْغذَاء جدا جدا واطل برماد الْحَيَّات. الأبخرة مَتى تضمد بهَا مَعَ الْملح أبرأت الفوجيلات.) جالينوس: دَقِيق الباقلي مَتى خلط بدقيق الحلبة وَعسل حل الأورام الْعَارِضَة فِي

أصل الْأذن والأربية. د: البزر قطونا إِن ضمد بِهِ مَعَ خل وَمَاء ودهن ورد نفع من الخراجات الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن. دردي الشَّرَاب إِذا طلى على الفوجيلا حلله. ورق الزَّيْتُون الْبري إِن ضمد بِهِ الأورام الْحَادِثَة فِي الغدد حللها. بعر الْمعز ضماد نَافِع للخراجات الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن إِذا أزمن. الراوند يحلل الأورام فِي أصل الْأذن إِذا أزمن. الراوند يحلل الأورام فِي أصل الْأذن والأربية. جالينوس: السّمن يشفي ذَلِك. جالينوس: دهن الْحِنَّاء جيد للأورام الَّتِي فِي الأربية. الحمص الكرسني يذهب لورم الْحَادِث فِي أصل الْأذن. جالينوس: طين شاموس يسكن جَمِيع الأورام الَّتِي فِي الغدد. اريبلسيوس: السّمن لِأَنَّهُ يُرْخِي وينضج يسْتَعْمل فِي الأورام الْحَادِثَة فِي أصل الأربية وَالْأُذن. وَقَالَ ج أَيْضا: لِسَان الْحمل مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْملح نفع من الأورام الحارة الْحَادِثَة فِي أصُول الْأذن الَّتِي تسمى فوجيلا. د: السرمق إِن طبخ وضمد بِهِ حلل الفوجيلا. وَقَالَ: عِنَب الثَّعْلَب مَتى أنعم دقه وخلط بالملح وضمد بِهِ حل الأورام الَّتِي تعرض فِي أصل الْأذن. ج: الرُّطُوبَة الْمَوْجُودَة فِي الحلزون مَتى خلطت بِالصبرِ والمر والكندر كلهَا أَو بَعْضهَا حَتَّى تصير فِي ثخن الْعَسَل وَجعلت على الأورام المخاطية الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن حللها. وَقَالَ: الزوفا الْيَابِس مُحَلل للخراجات الَّتِي تكون فِي الغدد مائلة إِلَى خَارج الكائنة من الصَّفْرَاء. د: القفر إِذا طبخ ثمَّ أنعم دقه وضمد بِهِ حلل الورم الْعَارِض فِي أصل الْأذن. إِن صب الْخلّ وَهُوَ فاتر على الورم الْمُسَمّى فوجيلا أَو شرب صوفة وَوضع عَلَيْهِ اذهبه. انذار من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: إِن عرض لَا مرئي وجع كلمح الْبَرْق فِي أربيته من غير سَبَب مَعْرُوف مَاتَ فِي الثَّالِث. الميامر قَالَ: يعالج الخراجات النفخية فِي أصل الْأذن بالأدوية الجاذبة. وَإِن لم يتَبَيَّن لهَذِهِ أثر حميد استعملنا المحاجم وَذَلِكَ أَن غايتنا أَن نجذب الْخَلْط المؤذي إِلَى ظَاهر الْجِسْم وخاصة إِن كَانَ على سَبِيل بحران أَو عِلّة فِي الرَّأْس فَإِنَّهُ يجب أَن تعان على الطبيعة حَتَّى يستحكم ذَلِك المزاج وَإِن كَانَ الطَّبْع قَوِيا وَرَأَيْت الورم قوي الْكَوْن ترك وَذَلِكَ أَنَّك مَتى جذبت حِينَئِذٍ بدواء وَوضعت محجمة عرض من الوجع أَمر صَعب لَا يحْتَمل لِأَن فِي تِلْكَ الْحَالة لِكَثْرَة الانصباب يجْرِي إِلَيْهِ وَيُورث شدَّة الوجع سهراً وَزِيَادَة حمى وانحلال الْقُوَّة فاقصد فِي) مثل هَذِه الْحَال إِلَى تسكين الوجع لَا للجذب بالأدوية ولتكن الْأَدْوِيَة المسكنة معتدلة الْحَرَارَة والرطوبة فَإِن هَذِه مُوَافقَة فِي هَذِه الْحَال فَإِذا أجمع فبطه وَانْظُر إِذا كَانَت هَذِه الخراجات تبتدئ بوجع وصعوبة فَاعْلَم إِن الْميل قوي وحار فضع عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع وحسبك أَن تبلغ هَذِه فتسرع فِي جمع الْمدَّة وَإِن كَانَت تبتدئ بِضعْف

وهيئة بِلَا وجع فَهَذِهِ بطيئة الْجمع فأعن الطَّبْع فَإِن أردْت تحليلها فَعَلَيْك بمرهم اللعابات وَهُوَ الدياخيلون ومرهم الزوفا الرطب ومرهم ساساوس. اطهورسفس: كبد الْحُبَارَى يرفع فَإِن احتجت إِلَيْهِ يسحق بدهن الناردين وقطره فِي الْأذن فَإِنَّهُ نَافِع من الورم الْحَادِث فِي أصل الْأذن الظَّاهِر ويسكن الوجع من سَاعَته ويجلب النّوم وليقطر مَرَّات كَثِيرَة إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع. جَوَامِع اغلوقن: الخراجات الَّتِي تسمى فوجيلا مركبة من الفلغموني والحمرة تحدث فِي اللَّحْم الرخو وَيحْتَمل الْأَدْوِيَة القوية لحدوثها فِي اللَّحْم.

(خراجات العصب) (والعضل وَالْوتر والربط والتشنج والهتك والوهن فِي العضل والورم وَنَحْوهَا) (وهتكها وانقطاعها الْبَتَّةَ والأورام الَّتِي تضر بالحركات وَفِي التواء العصب) (وفسوخ العضل والعصب من ضَرْبَة ووهنها وجراحاتها وحصرها وتعقدها) (وتمددها) قَالَ ج فِي الثَّالِثَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: مَتى أَصَابَت رَأس العضلة جِرَاحَة أَو وجبة فتبع ذَلِك تشنج وَلم تقدر على دَفعه بِشَيْء مِمَّا يداوى بِهِ هَذَا التشنج احتجت إِلَى قطع تِلْكَ العضلة عرضا فتدفع بذلك التشنج وَتبطل فعل تِلْكَ العضلة. قَالَ: وَكَذَلِكَ مَتى أَصَابَت عصبَة وجبة أَو نخست فقد يضْطَر الْأَمر إِلَى بترها وَذَلِكَ عِنْدَمَا ترى العليل قد أشرف على التشنج أَو على اخْتِلَاط الْعقل بِسَبَب تِلْكَ الوجبة وَكِلَاهُمَا عِلَّتَانِ عسرة الْقبُول للعلاجات جَوَامِع مَا فِي القانون إِلَى هُنَا. لي لَا يجب أَن يقطع العضلة إِلَّا إِذا لم تَنْفَع العلاجات واضطررت. 3 (الخراجات الْعَظِيمَة) فِي العضلة تتبعها حمى وصفرة اللَّوْن والنبض الصَّغِير الضَّعِيف الْمُتَوَاتر ويسخن العليل ويسترخي. قاطيطريون الْمقَالة الأولى مِنْهُ قَالَ: احذر فِي علاج جراحات العصب أَن يكون العليل فِي حِين تعالجه فِي مَوضِع بَارِد وتهب عَلَيْهِ ريح بَارِدَة. الْمقَالة الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: 3 (القروح) الَّتِي يحدث بِسَبَبِهَا تشنج لَا تتقيح. السَّادِسَة قَالَ: وَمَتى حدثت الْجراحَة فِي العصب والأوتار والرباط وَنَحْوهَا ورمت فِي بطء وَكَانَ نضجها كَذَلِك وَكَثِيرًا مَا يعرض التشنج مَتى ورم العصب أَو الْوتر فَأَما الورم غَيرهَا فَلَا. وَقَالَ: القروح فِي هَذِه الْأَعْضَاء أَبْطَأَ نضجاً وتحللاً كَمَا أَنَّهَا أَبْطَأَ قبولاً لتلززها. الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة قَالَ: وَأما تفرق الِاتِّصَال الْكَائِن فِي العصب والأوتار فَإِنَّهُ بِفضل حس هَذِه الْأَعْضَاء وَلَا تصالها بالدماغ يحدث التشنج سَرِيعا لَا سِيمَا إِذا لم تنْحَل الفضول الَّتِي فِيهِ إِلَى خَارج وَذَلِكَ يكون إِذا انسد شقّ الْجلد فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يفتح هَذَا الشق ويجفف القرحة بدواء جوهره لطيف يُمكن أَن يغوص ويصل إِلَى عمق الشق. من اختصارات حِيلَة الْبُرْء: توق فِي جراحات العصب مس المَاء للجرح غَايَة التوق

ورم العضل

حَيْثُ لَا يدنو مِنْهُ مَاء الْبَتَّةَ وَكَذَلِكَ كل ضماد يطْبخ بِالْمَاءِ وَيجب أَن يقطر عَلَيْهِ الزَّيْت وَحده مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فِي الْيَوْم وَليكن من الزَّيْت اللَّطِيف أَو دهن الخروع ويقطر على الْعصبَة الَّتِي نالتها الآفة من الزَّيْت ويغمس صوف فِي زَيْت حَار وتضعه على الْجرْح وَهَكَذَا عالج مَا وَقع بِهِ جرح من الأعصاب. وَأما إِذا انْكَشَفَ مِنْهَا عِنْد الْجِرَاحَات وَلم يَنْقَطِع اتِّصَاله فِي نَفسه فليعالج من أدوية العصب بِمَا هُوَ أقل قُوَّة من هَذَا لِأَنَّهَا نَفسهَا تلقى العصب بارزاً ظَاهرا فَأَما الأعصاب الَّتِي ينالها النخسة فتحتاج إِلَى أدوية أقوى لِأَن كيفيتها تُرِيدُ أَن تنفذ إِلَى العصب مثل دَوَاء الفربيون. فَإِن حدث فِي جِرَاحَة العصب والأعضاء العصبية فلغموني وَكَانَ الفلغموني ملتهباً جدا فَاسْتعْمل فِي العلاج الْأَدْوِيَة الَّتِي تتَّخذ بالخل والأحجار المعدنية الَّتِي قد ذكرتها وَأَكْثَرت مِنْهَا.) الثَّالِثَة من قاطاجانس: يُؤْخَذ من قلقيدس دِرْهَم وَربع وَمن الزاج سَبْعَة دَرَاهِم وَمن توبال النّحاس أوقيتان ودرهمان وَنصف وَمن قشار الكندر أُوقِيَّة وَنصف وَمن البارزد أُوقِيَّة وَمن الشمع تسع أَوَاقٍ وَمن الزَّيْت تسع أَوَاقٍ وَمن الْخلّ الثقيف رطلان وَربع تسحق الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة بالخل عشرَة أَيَّام ويذوب مَا يذوب ويبرد ويخلط الْجَمِيع فِي قدر ويحرك تحريكاً مستقصي حَتَّى يذوب وَيَسْتَوِي وليقطر على الْعُضْو العليل من الزَّيْت مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فِي الْيَوْم وَعند وضع هَذَا الدَّوَاء عَلَيْهِ يجب أَن يوضع عَلَيْهِ من خَارج صوف قد بل بخل وزيت مسخنين معتدلي الْحَرَارَة فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْء أصلا أضرّ بالأعصاب العليلة وَلَا أردى عَلَيْهَا مِمَّا كَانَ بَارِدًا. فَإِن احتجت تضمد هَذِه الْأَعْضَاء فِي حَال بالضماد الْمُتَّخذ بالعسل والخل والرماد فَلْيَكُن الضماد مطبوخاً وَأَن يكون دقيقه دَقِيق الكرسنة وَمَتى لم يحضرك فَاسْتعْمل دَقِيق الباقلي ودقيق الشّعير. من التشريح الْكَبِير: أخوف الْجِرَاحَات الَّتِي تقع فِي العصب أَن يتشنج مِنْهَا العليل والنخصة الَّتِي تقع فِي العصب أَو العضل فِي الْجُزْء العصبي وخاصة فِي رَأس وترها وَإِن كَانَت الْجراحَة نخسة أَو وجبة فَإِن هَذِه قد تضطر فِيهَا إِلَى بتر العضل. 3 - (ورم العضل) من الْمقَالة الأولى من حَرَكَة العضل قَالَ: قد يعرض من ورم العضل اخْتِلَاط الْعقل والتشنج وَبَعض هَؤُلَاءِ صَادف طَبِيبا حكيماً فَقطع ذَلِك العصب الْمُتَّصِل بذلك العضل فأراح العليل بذلك من هَذِه إِلَّا أَنه يفْسد لَا محَالة بعض الحركات أَن انبترت العضلة الَّتِي تنبسط انقبض الْعُضْو وَلم ينبسط وبالضد وَأما إِن ورم فَإِن الورم إِذا كَانَ فِي العضل الَّذِي يقبض الْعُضْو انقبض الْعُضْو وَلم ينبسط فَإِن كَانَ فِي الَّذِي ينبسط لَا ينقبض. وَذَلِكَ إِن الورم الَّذِي يزِيد فِي تمدد العضلة فَيكون الجذب أبدا فِي الْجَانِب الوارم. الرَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: من أَصَابَهُ جرح فِي مفصل الرّكْبَة من قُدَّام عِنْد الْعظم الْمَعْرُوف بالرضفة الَّتِي فَوْقه حَيْثُ تجْرِي وترات العضل الَّتِي فِي الفخد فبعضهم مَاتَ وَبَعْضهمْ لم يكد مَا تخلص. وَذَلِكَ أَن الرُّكْبَتَيْنِ عيا عَن الْمَشْي فِي حَال الصِّحَّة فضلا عَن الْمَرَض أَكثر من سَائِر المفاصل.

اهرن قَالَ: إِذا حدثت فِي العصب فإياك والمبادرة بالحام الْجراحَة لَكِن عَلَيْك بتسكين الوجع بالدهن المسخن حَتَّى إِذا سكن الورم وَأمنت انصباب الفضول والورم فالفصد وَغَيره فَعِنْدَ ذَلِك فَخذ فِي إلحام الْجراحَة. بولس قَالَ: إِذا وَقع فِي العصب جِرَاحَة ونخسة مَعَ ذَلِك وجع وَرُبمَا تبعه ورم حاد وَلذَلِك يعرض فِي جراحات العصب حميات وامتداد واختلاط فِي الْعقل وَرُبمَا ظَهرت الأورام فِي مَوَاضِع غير مَوضِع الْجراحَة فَوْقهَا وَلذَلِك يجب أَن يتْرك الْجلد مَفْتُوحًا لتسيل مِنْهُ الرطوبات وَمَتى كَانَ الْخراج فِي الركب وَلم يكن وَاسِعًا فلتشق شقين متقاطعين وَإِن كَانَ الْجَسَد ممتلئاً وَكَانَ الورم عَظِيما فابدأ بالفصد وَإِن كَانَ ردي المزاج فالاسهال وَاجعَل حول الْخراج من الْأَدْوِيَة مَا يسكن الوجع وانطله وامسحه بدهن فاتر وعَلى الْجرْح نَفسه مَا لَا يلتحم الْفَم للسيلان وخاصة إِذا لم يُوسع. وَاعْلَم أَن المَاء الْحَار على أَنه مُوَافق لسَائِر الأورام ردي لهَؤُلَاء فانطلهم بدله بدهن لطيف الْأَجْزَاء حَار مَا أمكن لَيْسَ فِيهِ قبض الْبَتَّةَ وَذَلِكَ أَن الْبَارِد والحار جدا ضار لَهُم. وَيَكْفِي الصّبيان والنسوان من الْأَدْوِيَة الَّتِي تُوضَع عَلَيْهِ علك البطم فَإِنَّهُ من أدوية جِرَاحَة العصب. وَفِي الَّذين أَجْسَادهم أَصْلَب اخلط مَعَه الفربيون. وَإِن عرض فِي جراحات العصب ورم حَار وعفونات فَاسْتعْمل دَقِيق الشّعير أَو دَقِيق الكرسنة) أَو دَقِيق الباقلي قد طبخت بِمَاء الرماد أَو بِمَاء السكنجبين يوضع على الْموضع مَوضِع العفن وَيفتح الْفَم أبدا وَإِذا أَصَابَت فِي العصب نخسة وَلم يكن هُنَاكَ ورم حَار وَلَا عفن فَاسْتعْمل مرهم الفربيون أَو خرء الْحمام على مَا ذكر جالينوس وزد وانقص بِحَسب الْجِسْم. وَمن أدوية العصب: الباسليقون بعد أَن يُزَاد عَلَيْهِ نطرون ونورة وفربيون أَو كبريت أصفر أَو زبل الْحمام أَو جاوشير أَو سكبينج أَو حلتيت أَو جندبادستر أَو المراهم الَّتِي تسْتَعْمل لحفظ جِرَاحَة عضة الْكَلْب بعد أَلا يكون مَعهَا ورم حَار وَلَا ضَرْبَان ويلقى فِي الرطل من مرهم الباسليقون أُوقِيَّة وَمن هَذِه الَّتِي ذكرنَا فَإِنَّهُ جيد فِي جراحات العصب وخاصة فِي النخسة والجراحات الضيقة. وَإِذا لم يُوجد شَيْء من هَذِه فليؤخذ الخمير ووسخ الكوارات أَو لبن اليتوع يخلط بِسمن. 3 (خراجات العصب) قَالَ: واجتنب الأضمدة المرخية فِي خراجات العصب. لي ينظر فِيهِ. قَالَ: فَأَما إِن كَانَ الْجرْح وَاسِعًا حَتَّى أَنه يرى العصب ظَاهرا سليما كَانَ فِي نَفسه أَو كَانَ مجروحاً وَكَانَ الشق فِي طول العصب فَلَا تسْتَعْمل حِينَئِذٍ الْأَدْوِيَة القوية لِأَن العصب المكشوف لَا يحْتَمل شدَّة هَذِه بل اسْتعْمل الكلس الَّذِي قد رطب بِزَيْت كثير مَرَّات كَثِيرَة ومرهم الْعَسَل وَلَا يمس الْجرْح شَيْء بَارِد لِأَن العصب مُتَّصِل بالدماغ وَلَا تنطل بالزيت لِأَنَّهُ يشنج بل امسح رطوباته بصوفة لينَة. قَالَ: فَإِذا رَأَيْت الْجراحَة فِي اقبال لم تخوف أَن ترطبه بميبختج حُلْو وَأما فِيمَن لَهُ قُوَّة جَيِّدَة فَاسْتعْمل المكشوف يلحمه وضع بعد أَن تغطيه على الْجرْح من خَارج شَيْئا من الْأَدْوِيَة الَّتِي

تسْتَعْمل فِي نخس العصب وشده بِخرقَة عريضة تَأْخُذ من الْموضع الصَّحِيح شَيْئا كثيرا. قَالَ: وَأما أَن يكون الْجرْح بِالْعرضِ فلتكن أَكثر حرصاً فِي أَن تتغطى العصب لِأَن اللَّحْم لَا يرجع فَوْقه كَمَا يرجع فَوق الَّذِي يرجع بالطول فَلذَلِك يسْتَعْمل فِيهِ الحدب الْخياطَة وَيجب أَن يكون عمقه قَلِيلا وتوق نخس العصب ثمَّ عالج بعلاج الدَّافِع بالطول وَاسْتعْمل فِي جَمِيعهم التَّدْبِير اللَّطِيف والفراش الوطىء وَاسْتعْمل الدّهن المسخن على الابطين والعنق وَالرَّأْس. وَإِذا كَانَ الْجرْح فِي السَّاق يصب الدّهن المسخن على الأربية والعانة والمواضع الْقَرِيبَة من الْجراحَة. وعَلى هَذَا الْقيَاس فامنع من الْحمام الْبَتَّةَ حَتَّى يُؤمن الورم وينحط وَلَا يقرب شَيْئا من المَاء الْبَارِد إِلَى ذَلِك الْعُضْو. وَإِن لم يكن فليتوثق شده وَيحْتَاج أَلا يقرب الْعُضْو المَاء وَلَا يصل إِلَيْهِ ويستحم وَأما) رض العصب فَإِن كَانَ عرض للجلد مَعَه جرح فَاسْتعْمل الضماد الْمَعْمُول بدقيق الباقلي والسكنجبين وَرُبمَا زيد عَلَيْهِ دَقِيق الكرسنة وأصل السوسن فَإِن كَانَ الورم بِلَا جرح فانطله بدهن مُحَلل وَهُوَ سخن تنطيلاً كثيرا مثل دهن الشبث والسذاب والأقحوان. فَإِن انبتر العصب الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ لَا يتخوف مِنْهُ بلايا مثل الَّذِي يتخوف من انشداخه لَكِن يذهب حس الْعُضْو الَّذِي يَجِيئهُ وحركته أَو هما مَعًا فَاسْتعْمل فِيهِ سَائِر علاجات الْجِرَاحَات. قاطاجانس الثَّانِيَة: كَانَ معلمي يضعون على جراحات العصب الْأَدْوِيَة الَّتِي تلحم القروح الطرية فَإِن حدث فِيهَا ورم نطلوه بِالْمَاءِ الْحَار نطلاً كثيرا وضمدوا بالمراهم المقيحة. قَالَ: وَهَذَا أشر مَا يكون من العلاج وَذَلِكَ أَن العصب يتَحَلَّل بِالْمَاءِ الْحَار حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة الْمَطْبُوخ وفم الْجرْح يلتصق ويجتمع الصديد فيورث الوجع والتشنج والعفونة. قَالَ: وَأَنا لما رَأَيْت مَا يورثه علاجهم هَذَا بالمرخيات المرطبات من العفن علمت أَن العفن إِنَّمَا يكون من الْحر والرطوبة عزمت على أَن أعالج جراحات العصب بالباردة الْيَابِسَة ثمَّ لما علمت أَن الْبَارِد عَدو للعصب كَمَا قَالَ أبقراط علمت أَن أَنْفَع الْأَدْوِيَة للعصب مَا يجفف وَيكون معتدلاً فِي الْحر وَالْبرد أَو يكون إِلَى الْحَرَارَة قَلِيلا وَتَكون لَطِيفَة الْجَوْهَر ليمكن أَن تصل. قَالَ ج: إِذا توليت علاج جرح فِي العصب أعَالجهُ مرّة بأدوية رطبَة القوام وَمرَّة بمراهم بعد أَن أَضَع عَلَيْهِ من خَارج صُوفًا من غزل لين غَايَة اللين مبلولاً بِزَيْت حَار وَأحل الْجرْح مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فِي النَّهَار وأعرقه بدهن زَيْت مسخن وَإِن كَانَ اللَّيْل طَويلا حللته بِاللَّيْلِ وَأكْثر مَا أفعل ذَلِك إِذْ كَانَت القرحة تلذعها الْأَدْوِيَة فَأَما إِذا لم يصب العليل لذع وَلَا تمدد فَإِنِّي أحل جرحه مرَّتَيْنِ فِي كل يَوْم بِالْغَدَاةِ والعشي وَيكون الدّهن المسخن بِقدر مَا لَا تؤذي العليل سخونته فَإِنَّهُ كَمَا أَن الْبَارِد فِي هَذِه الْعلَّة لَا يُوَافق فَكَذَلِك الفاتر لَيْسَ فِي غَايَة الْمُوَافقَة وَلَا أقرب من الْعُضْو مَاء وَمَتى احتجت إِلَى أَن أغسله من الدَّم غسلته بالزيت فَإِذا خف مَا بالعليل وَدلّ الْحمام لم آذن لَهُ أَن يدْخل ذَلِك الْعُضْو العليل فِي المَاء وَذَلِكَ أَن أَكثر مَا يَقع جراحات العصب بالكفين.

قَالَ: وَكَانَ رجل أَصَابَته جِرَاحَة مثل هَذِه فِي يَده احتراق الوجع سكن عَنهُ فِي الْيَوْم الرَّابِع غَايَة السّكُون وَرَأى أَن عضوه الْمَجْرُوح لَيْسَ بوارم فَخرج عَن منزله إِلَى عمل اضْطر إِلَيْهِ فِي وَقت برد شَدِيد فَأَبْطَأَ فِي الْعَمَل ثمَّ انْصَرف إِلَى منزله وَهُوَ يحس بتمدد فِي يَده كلهَا إِلَى الرَّقَبَة وَرجع وأتاني رَسُوله فَعرفت مَا كَانَ فِيهِ فَأَمَرته أَن يَرْمِي مَا كَانَ مَوْضُوعا على جرحه من الصُّوف) لِأَنَّهُ قد برد جدا وعرقت يَده كلهَا بِزَيْت مسخن وعرقت الْموضع المحاذي ليده من رقبته وكمدته بصوف مبلول بِزَيْت وَوضعت على الْجرْح دَوَاء رطبا يَقع فِيهِ فربيون وجندبادستر فهدأ ونام من سَاعَته وَلم يزل نَائِما إِلَى الْعشي وأتيته وَقد بَطل جَمِيع الْأَعْرَاض الَّتِي بِهِ. قَالَ: وَأمر العليل مَتى كَانَ شَابًّا بِلُزُوم الْبَيْت إِلَى الْيَوْم الْخَامِس أَو السَّابِع وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ العليل إِلَى السَّابِع لَا يظْهر فِيهِ ورم وَلم يكن هُنَاكَ وجع الْبَتَّةَ وَكَانَ الْمَرِيض لَا يحس بامتداد لم يتخوف عَلَيْهِ بعد ذَلِك وَليكن الزَّيْت لَا قبض فِيهِ. قَالَ: وَأما مرّة فَلم يحضرني الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالفربيون وضعت على جرحة وسخ الكوارات وَمرَّة وضعت عَلَيْهِ خميراً عتيقاً وَحده وَآخر عالجته بلين اليتوع مخلوطاً بخمير وَرُبمَا اسْتعْملت خلا ثقيفاً بليغاً فِي ذَلِك اخلطه بِزَيْت وأسخنه وأبل فِيهِ صوفة وأضعها على الْجرْح سَاعَة ورفعته ووثقت بالخل لِأَنَّهُ كَانَ بَالغا فِي ثقافته. وَأما رجل آخر فَإِنِّي صادفته وَقد بردت جراحته لِأَنَّهُ أَصَابَهُ رض فِي عصبه قبل أَن يلقاني بساعة أَو أَكثر من سَاعَة امرته بِأَن يعرق عُضْو الْمَجْرُوح بِزَيْت. وَفِي بعض الْأَوْقَات خلطت مَعَ الزَّيْت خلا لِأَن الْوَقْت كَانَ صائفاً. وَكم مرّة عجنت دَقِيق الشّعير أَو دَقِيق الباقلي بِمَاء الرماد وضمدت بِهِ الْجراحَة فِي أول أمرهَا. وَفِي بعض الْأَحْوَال جَاءَنِي رجل يذكر أَنه أَصَابَهُ عفن فِي وتر من أوتار يَدَيْهِ فَدفعت إِلَيْهِ فربيونا وأمرته أَن يسحقه بِزَيْت حَتَّى يصير فِي ثخن القيروطي الرطب ويضعه على مَوضِع العفن فَسَأَلته بعد سَاعَات: هَل يجد قفي الْموضع مسا من حرارة كَثِيرَة فَزعم أَنه يحس بلذع لَكِن يحس شَبِيها بالحركة والدغدغة فَتركت الدَّوَاء على الْجرْح إِلَى اللَّيْل فَلَمَّا أمسينا وأخدت الدَّوَاء على الْجراحَة رَأَيْت أَن الْحَرَارَة الَّتِي حدثت فِيهَا حرارة معتدلة وَأَن فَم الْجرْح مَفْتُوح لم يَنْضَم رَأَيْت أَن الصَّوَاب إِذا الدَّوَام على اسْتِعْمَال ذَلِك نَفسه ثمَّ أَنِّي عالجته بذلك إِلَى أَن انْقَضتْ علته. فَذهب انسان رَأْي فعلى فعالج مثل تِلْكَ الْعلَّة بفربيون فأحدث فِي الْموضع حرارة ووجعاً ولذعاً فحللت الْجرْح وَأخذت عَنهُ الدَّوَاء وعرقته بالزيت وَوضعت عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالخل. وَلَو لم يتهيأ لي لَكُنْت أَضَع عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالفربيون بعد أَن أخلط بِهِ شمعاً ودهناً كثيرا. وبقد قُوَّة الفربيون بعد أَن يخلط من القيروطي أما قَلِيلا وَإِمَّا كثيرا الْحَد للْحَدِيث نصف سدس والعتيق سدس وَأكْثر من ذَلِك. قَالَ: وَيَقَع فِي هَذَا القيروطي وسخ الكوارات فَإِنَّهُ جيد لِأَنَّهَا تجذب من العمق.

قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فَجَمِيع الْأَدْوِيَة الجاذبة مُوَافقَة لجراحة العصب وَلَكِن لِأَن مَعَ كثير من هَذِه) يكون مَعَه لذع أَو حمضة يجب أَن يعدل ذَلِك. قَالَ: والأجود أَن لَا يقرب العليل الْحمام وَالْمَاء إِلَى أُسْبُوع أَو أَرْبَعَة أَيَّام. قَالَ: فَإِن لم يكن بُد وَلم يطعك فلف عَلَيْهِ خرقاً كَثِيرَة مبلولة بِزَيْت وعرقها بعد ذَلِك بالزيت وجود شدها ثمَّ يستحم. قَالَ: وجراحة العصب إِذا وَقعت بِالْعرضِ احْتَاجَت إِلَى خياطَة لِأَن الَّتِي بالطول يجمع شَفَتَيْه الرِّبَاط. قَالَ: وَقد يحدث عَن جراحات العصب والعضل والوترات آفَات عَظِيمَة غَلِيظَة. وَأما الرِّبَاط فَلَا يعرض فِيهِ شَيْء لِأَن نَبَاته من الْعظم. قَالَ: وَكَانَ صبي أَصَابَهُ نخس فِي الْجَانِب الْأَيْسَر من عضده فِي العضل فَوضع عَلَيْهِ طَبِيب دَوَاء قد امتحنه فِي جراحات أخر فتشنج الْغُلَام وَمَات لِأَن جراحته لم تكن وَاسِعَة لَكِن كَانَت نخسة وَهَذَا شَيْء يجب أَن تعلمه أَن الْجراحَة الَّتِي العصب فِيهَا ظَاهر مَكْشُوف لَا يَنْبَغِي أَن يكون فِي قُوَّة الدَّوَاء الَّذِي يوضع على النخسة وَيجب أَن تَعْنِي بالنخسة الضيقة أَن يكون الْجرْح أبدا مَفْتُوحًا ليَكُون الصديد يسيل بعضه ويتحلل الْبَعْض. وَإِذا وَقعت النخسة بِجنب عصب أَو على عصب عَظِيم كَانَت شَدِيدَة الْخطر وَيجب أَن يكون الْعِنَايَة بِهَذَا أَشد. قَالَ: وَاحْذَرْ فِي علاج العصب الْأَدْوِيَة القابضة وَعَلَيْك بالجاذبة إِلَّا أَن يكون العصب شَدِيد الانكشاف جدا فَعَلَيْك حِينَئِذٍ بِمَا يَقع فِيهِ القوابض وتغلب عَلَيْهِ الجاذبة أَو يعتدل كأقراص أندرون تذاب بعقيد الْعِنَب حَتَّى تصير كالعسل وتغمس فِيهِ صوفة وتوضع على العصب الْبَارِد المكشوف فَإِذا وضعت عَلَيْهِ وغطيته بهَا فضع فَوق ذَلِك بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا العصب وَهِي المتخذة بألبان الشّجر المتخذة بالفربيون وَالَّذِي يتَّخذ بخرء الْحمام والأشياء الْأُخَر نَحْو وسخ الكوارات والأشياء اللينة الَّتِي تسْتَعْمل فِي علاج العصب المكشوف الَّذِي لَا يواريه شَيْء الْبَتَّةَ وتعرق أعالي الْموضع إِلَى مَسَافَة طَوِيلَة بالنطول مرَّتَيْنِ بِالنَّهَارِ أَو ثَلَاثًا مَتى احْتِيجَ إِلَى ذَلِك ويستعان بِهَذِهِ الْمقَالة وَهِي الثَّالِثَة. وَمَتى رَأَيْت الْعُضْو قد نفر من الْأَدْوِيَة الَّتِي وضعت عَلَيْهِ فعرقته بعد ذَلِك بالشحوم فَإِنَّهُ يسكن اللذع وَيرجع إِلَى الْحَالة الطبيعية وَمَتى لم تَجِد الفربيون فَاسْتعْمل بدله خرء الْحمام أَو حلتيتا. قَالَ: النخسة تعالج بِمَا تعالج مَخَافَة أَن ينضج فَم الْجرْح فَأَما المكشوف فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يعالج بأدوية لَهَا قبض يسير وفيهَا مَعَ ذَلِك قُوَّة تحلل وَلَا تسرع.) قَالَ: وَمَتى وَقعت ضَرْبَة فِي العضل بالطول فَإِن الرِّبَاط تفي بِضَم فَم الْجرْح. وَأما وَقعت ضَرْبَة بِالْعرضِ علمت أَنَّهَا قد عملت إِلَى دَاخل كثيرا فَلِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى خياطَة لِأَنَّهَا مَتى لم تخلط لم تَجْتَمِع نعما وَمَتى خيطت اطرافها فَقَط لم تلتحم مَا كَانَ مِنْهَا بَاطِنا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن لَا تكون الْخياطَة غائرة منقعرة إِلَّا أَنه رُبمَا كَانَ هُنَاكَ أوتار عريضة كالحال فِي

الأدوية

الأوتار الَّتِي عِنْد الرّكْبَة أَسْفَل الفخذين من قُدَّام وَالَّتِي عِنْد جلدَة الْكَتف وَهَذِه الأوتار تشبه الأغشية فِي الْعرض. وَمَتى خيطت مَعَ العضل جلبت زمانة وبلايا. وَأما الأغشية فَلَيْسَ فِي خياطتها مَكْرُوه. وَإِنَّمَا تفرق من هَذِه من عاقبها وَعرف نوعها بالتشريح على أَن هَذِه الأوتار وَإِن فَإِنَّهَا على حَال أغْلظ وأصلب من الأغشية وَهَذِه الأوتار الدقيقة إِنَّمَا هِيَ فِي مَوَاضِع من الْجِسْم قد ذكرتها فِي بَاب التشريح. لي إِذا انْكَشَفَ شَيْء يشك فِيهِ أَنه وتر أَو غشاء أَو عضل فَاعْلَم أَن الْوتر إِذا تفرست فِيهِ وجدت ليفه طولا وَلَا يكون اندماجه كاندماج الغشاء لِأَن الغشاء متشابه الْأَجْزَاء فِي كل أَحْوَال النبض وَالْوتر لَا يَخْلُو أَن ترى فِيهِ مسالك الليف. وَأَيْضًا أَنه إِن كَانَ غشاء لم يزل يتَّصل بِقطعِهِ وَلَا عفونته وَلَا لَهُ أَيْضا إِذا نخس حس الْوتر وَإِذا أَنْت مددته لم يحدث لَهُ شَيْء وَهُوَ أَشد صلابة أبدا من الغشاء. قَالَ: والعضل الَّذِي يتَّصل بالعقب وَالَّذِي يتَّصل بالمرفق كل وَاحِد مِنْهُمَا يشْتَرك مَعَه فِي الآفة مَا فَوق الْموضع الْمَوْقُوف حَتَّى يبلغ الدِّمَاغ الْأَلَم وَكَذَلِكَ العضل الَّذِي فِي الْفَخْذ. الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: وجع العصب يَمْتَد فِي مَوضِع دَقِيق غائر فِي طول الْجِسْم وَإِن امْتَدَّ إِلَى فَوق حَتَّى يبلغ الرَّأْس حدث التشنج. لي مَتى رَأَيْت فِي جراحات العصب ووتره قديداً وجع فِي طول الْبدن وَأخذ فِي الْعُلُوّ نَاحيَة الرَّأْس فَخذ فِي النطول والمروخ قبل أَن يحدث التشنج. 3 - (الْأَدْوِيَة) ج: ذَنْب الْخَيل يلحم الْجِرَاحَات العصبية والأعضاء العصبية. والخراطين قد وَقع الاجماع على الحامها لقطع العصب. قَالَ د: دهن الأقحوان مُوَافق لالتواء العصب إِذا بل بِهِ صوف وَوضع عَلَيْهِ مَتى ضمد بِهِ. والأبخرة مَتى ضمد بِهِ مَعَ ملح. ثَمَرَة الفنجنكشت وورقه مَتى ضمد بِأَحَدِهِمَا أَو بهما التواء الأعصاب ابرأه. البلبوس مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل أَو وَحده جيد لالتواء العصب. بزر قطوناً مَتى تضمد بِهِ مَعَ خل ودهن وَمَاء نفع من أورام التواء الأعصاب. ج قَالَ: اسْتعْملت دَقِيق الباقلي بعد أَن طبخته بِعَسَل فِي فسوخ العضل وهتكه. بزر قطونا مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل أَو وَحده جيد لالتواء العصب وَإِذا ضمد بِهِ مَعَ خل ودهن ورد وَمَاء نفع من أورام التواء الأعصاب. البسبايج أَصله مَتى تضمد بِهِ جيد لالتواء العصب. اوريباسيوس قَالَ: إِذا اسْتعْملت دَقِيق الباقلي فِي فسوخ العضل والعصب فاعجنه بخل. د: عصارة الجنطيانا مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ نفع من وَهن العضل خلا أطرافها والتواء العصب. وَقَالَ: الجاوشير يشرب بِمَاء القراطن أَو بشراب وَافق وَهن العضل وأطرافه. طبيخ الوج نَافِع من شدخ العضل. وَقَالَ: زبل الْخِنْزِير الْبري مَتى تضمد بِهِ مَعَ موم ودهن ورد أَبْرَأ التواء العصب. وَقَالَ: الزراوند المدحرج مَتى شرب نفع من شدخ العضل ووهنه. وَقَالَ: إِذا شرب الزراوند المدحرح بِالْمَاءِ هُوَ من أقوى الْأَدْوِيَة لفسوخ أوساط العضل وأطرافها.

جالينوس: سقومرطين يشرب مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل لفسوخ العضل والعصب. رماد ثجير الْعِنَب أَو رماد قضبان الْكَرم مَتى ضمد بِهِ مَعَ خل التواء العصب أَبرَأَهُ. د: رماد قضبان الْكَرم إِذا ضمد بِهِ مَعَ شَحم عَتيق أَو مَعَ زَيْت نفع من شدخ العضل. وَقَالَ: الكمادريوس مَتى شرب أَو طبيخه وَهُوَ طري نفغ من شدخ أَطْرَاف العضل. د قَالَ: قشور أصل الْكبر مَتى شرب بِالشرابِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا كل يَوْم زنة دِرْهَمَيْنِ نفع من وَهن العضل. د: ثَمَرَة الْكبر وقشور أَصله تَنْفَع من هتك رُؤُوس العضل وأطرافها. أصل لوف الْحَيَّة ينفع من وَهن العضل. د: بزر لينابوطس إِن خلط بدقيق شيلم وخل وتضمد بِهِ وَافق شدخ العضل وأطرافها. وَقَالَ: ورق المرزنجوش الْيَابِس يعجن بقيروطي وَيُوضَع على التواء العصب. وَقَالَ: الْمقل نَافِع من شدخ أوساط العضل. ج: يظنّ بِهِ أَنه يشفي فسوخ العضل. الملوخ مَعْرُوف بِالشَّام مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل نفع من شدخ العضل. وَقَالَ: شراب عنصل نَافِع من شدخ أَطْرَاف العضل. وَقَالَ: البلبوس مَتى سلق وَأكل بالخل كَانَ صَالحا لوهن أوساط العضل ردي لوهن أطرافها. وَقَالَ: الأفسنتين نَافِع من خضرَة لحم العضل. وَقَالَ: الْملح مَتى خلط بالدقيق وَالْعَسَل نفع من التواء العضل. وَقَالَ: بصل النرجس مَتى سحق بِعَسَل وتضمد بِهِ نفع من انفتال الأوتار الَّتِي فِي العقبين. وَقَالَ: النمام نَافِع من ورم العضل مَتى تضمد بِهِ. وَقَالَ: النطرون يضمد بِهِ مَعَ قيروطي نَافِع لالتواء العصب. وَقَالَ: أصل السوسن مَتى خلط بالعسل أَبْرَأ التواء الأعصاب. وَقَالَ: الايرسا جيد للْفَسْخ والهتك فِي العضل. ج: السكبينج جيد لخضرة العضل والأوتار. د: 3 (حب العرعر) مُوَافق لشدخ العضل. وَقَالَ: الفاشرا مِنْهُ يهيأ مَعَ الْعَسَل لعوق نَافِع لشدخ العضل. وَقَالَ: ورق الفاشرا مَتى تضمد بِهِ مَعَ الشَّرَاب وَافق التواء العصب. وَقَالَ: عصارة بخور مَرْيَم ينفع من التواء العصب. وَقَالَ: طبيخ الفوذنج نَافِع من رض العضل فِي أَطْرَافه. الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من شدخ أوساط العضل هِيَ الَّتِي تَنْفَع من رض اللَّحْم وَالَّتِي تَنْفَع من رض أَطْرَاف اللَّحْم هِيَ الَّتِي تَنْفَع من رض العصب. الْقسْط مَتى شرب بِخَمْر وألسنتين نفع من شدخ العضل. د: الْقسْط نَافِع من الْفَسْخ والهتك فِي العضل. جالينوس: قصب الذريرة مَتى أَخذ مَعَ بزر الكرفس والنيل أَبْرَأ شدخ العضل. وَقَالَ: أصل الْقصب الْفَارِسِي مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ سكن وجع انفتال العصب ووجع الصلب. وَقَالَ: مَتى شرب ورقه مجففاً مسحوقاً أَو شرب طبيخه نفع من حَضْرَة لحم العضل وأطرافه. وَقَالَ: القنطوريون الْكَبِير مَتى أعطي من أَصله من لَا حمى بِهِ مَعَ الشَّرَاب زنة دِرْهَمَيْنِ وَمن بِهِ حمى دِرْهَمَيْنِ بِالْمَاءِ نفع من وَهن العضل. أصل القنطوريون الْكَبِير نَافِع من الْفَسْخ والهتك فِي العضل. وَقَالَ: القنة تُؤْخَذ لخضرة العضل. وَقَالَ: الراوند يشفي الفسوخ الْحَادِثَة فِي العصب والعضل.

ثَمَرَة الشونيز نافعة من شدخ العضل. الزفت الْيَابِس جيد لورم العضل. مرق الضفادع المطبوخة بِمَاء وملح وزيت مُوَافق للأورام المزمنة الْعَارِضَة فِي الأوتار. ذَنْب الْخَيل نَافِع من شدخ أوساط العضل مَتى سقِِي مِنْهُ ثَلَاثَة قراريط. وَقَالَ: الثوم مَتى شرب شفي فسوخ العضل والعصب. وَقَالَ: الغاريقون مَتى سقِِي مِنْهُ ثَلَاثَة قراريط كَانَ صَالحا لوهن أوساط العضل. وَقَالَ: مَتى جعل من الأسرب صفيحة وَوضع على الغدة الْمَعْرُوفَة بتعقد العصب اذهبته. د: وَرَأَيْت أَنا هَذِه تدق بالمرطقة دقاً جيدا فَذَهَبت بِهِ. الخطمي مَتى ضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِالشرابِ نفع من تمدد الأعصاب وتعقدها لِأَنَّهُ يلين وَيحل ويرخي. د: أصل الخطمي مَتى طبخ بِالشرابِ وَشرب نفع من شدخ أوساط العضل. وَقَالَ: مَتى أَخذ دِرْهَم من أصل الْخُنْثَى نفع من وَهن العضل. وَقَالَ: الْوَسخ الْمُجْتَمع على أبدان المصارعين نَافِع من التعقد الْكَائِن فِي البراجم. مرهم ملين للعصب الَّذِي فِيهِ صلابة: لعاب بزر الْكَتَّان بزر خطمي حلبة بزر قطوناً ثَلَاثَة أَرْطَال شمع أصفر أَرْبَعَة أَرْطَال علك سِتّ أَوَاقٍ زَيْت رطلان يطْبخ اللعابات حَتَّى يغلظ وَيجْعَل عَلَيْهَا العلك وَالزَّيْت والشمع ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيرجع إِذا برد كالدياخيلون وَيسْتَعْمل. وَأَيْضًا مثله: عصارة بنج وشحم وشمع وارتينج بِالسَّوِيَّةِ يعْمل مرهماً للضربة والسقطة على العصب. ورق الخطمي الرطب يوضع عَلَيْهِ وينفع من التشنج وينفع من الرض الْحَادِث فِي الْأَعْضَاء العصبية وَالْقطع. لحم الصدف وغبار دَقِيق الرَّحَى إِذا خلط مَعَ المر والكندر وضمد بِهِ نفع. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: إِذا حدث الرض فِي العضلة فعالجه بدواء يسكن وَإِن كَانَ قد حدث بِهِ ورم تفجر فَلَا تعالجه بِمَا يحل الورم المتفجر كالرماد وَغَيره لَكِن اقصد إِلَى تسكين الوجع فَاسْتعْمل حِينَئِذٍ الْعِنَب مَعَ شراب وخل يسير وزيت بِمِقْدَار قصد وأسخن هَذِه اسخانا معتدلاً واغمس فِيهَا صُوفًا وسخا وَهُوَ صوف الزوفا الرطب وَضعه عَلَيْهِ فَمَتَى لم تقدر على هَذَا الصُّوف فألق مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء شَيْئا من الودج وَهُوَ الزوفا الرطب نَفسه وعالجه بِهِ بصوف وَيجب أَن تسكن وجع المفاصل المرضوض أبدا بدواء قوي مركب مِمَّا ينضج ويحلل وَيقبض قبضا معتدلاً فَإِنَّهُ إِن كَانَ لَا قبض فِيهِ أصلا فكثيراً مَا يزِيد فِي الورم وَلَا سِيمَا فِي الْأَبدَان الممتلئة. وَانْظُر أبدا فِي رض العضل فَمَتَى كَانَ الوجع أَشد من غَيره فاقصد لتسكينه وَمَتى لم يكن هُنَاكَ وجع فَاسْتعْمل العلاج الأبلغ فِي حَال الورم والعلاج الأبلغ يكون بالأدوية القوية جدا كَمَاء الرماد والخل وَبعد هذَيْن الشَّرَاب وَمَتى كَانَت العضلة لَا وجع فِيهَا فقد يمكنك أَن تطرح بدل مَاء الرماد بورقاً أَبيض زبدياً. وَمَتى كَانَ الانتفاخ فِي العضل قد كال مكثه من أجل توان كَانَ عَنهُ فِي المداواة فَيجب أَولا على مَا وصفت أَن يداوي صَاحبه بالدواء الْمُتَّخذ بِمَاء الرماد ثمَّ ثق بِوَاحِد من الْأَدْوِيَة الدَّاخِلَة فِي بَاب المراهم وَمثل ذَلِك يُؤْخَذ من وسخ الْحمام فغله ثمَّ صفه أَو لَا حَتَّى يصفو ثمَّ اجْعَلْهُ فِي

طنجير ويلقى عَلَيْهِ نورة مسحوقة قد صَارَت كالدقيق بِمِقْدَار مَا يصير فِي ثخن الطين. والدواء الْمُتَّخذ بالخمير أَيْضا يُوَافق لهَؤُلَاء وَغَيره مِمَّا أشبهه. الْيَهُودِيّ: مَتى أصَاب العصب هتك وشق فأسمنه دَائِما واحفظ أَلا يلتحم حَتَّى يسكن وَجَعه فَإِنَّهُ مَتى انْضَمَّ قبل سُكُون وَجَعه وينحل مَا فِيهِ عفن. وَقَالَ فِي قاطاجانس: حانى مَتى أَصَابَهُ) رض بِقرب من مفصل اصبعه من شقَّه الْيُمْنَى فَرَأَيْنَا مَا حول الْعصبَة العليلة قد صَار من الرُّطُوبَة إِلَى التعفن فضمدت هَذَا الْموضع بضماد متخذ من دَقِيق الشّعير معجوناً بِمَاء الرماد الْقوي وعرقت الْموضع الَّذِي لم يكن قد حدث فِيهِ عفونة لَكِن كَانَ قد تمدد بِزَيْت سخن يسْقِيه وَوضعت عَلَيْهِ بعد ذَلِك قيروطي الفربيون. وَقَالَ: من شَأْن النَّاس أَن يسموا الْفَسْخ فِي هَذِه الْأَعْضَاء أَيْضا جراحات العصب والكائن أَيْضا فِي الأوتار والرباط والأعضاء العضلية والعضل هُوَ جراحات العصب وكل هَذِه الْجِرَاحَات يتحد بِعَيْنِه. لي كَذَلِك قد جعلنَا البَاقِينَ وَاحِدًا ثمَّ جعلت من غَد فِي ضماده مَكَان دَقِيق الشّعير دَقِيق الكرسنة معجوناً بِمَاء الرماد فَأصْبح فِي الْيَوْم الثَّانِي أصلح حَالا. وَلما عالجته فِي الْيَوْم الثَّالِث مثل ذَلِك سكن وَجَعه الْبَتَّةَ إِلَّا أَنه ظهر فِي الْموضع الَّذِي كَانَ تعفن جسم شَبيه بالعصب غليظ فساعة حركته سقط لِأَنَّهُ كَانَ قد عفن فَظن الْحَاضِرُونَ أَنه وتر الْأصْبع وَأما أَنا فَعلمت أَن هَذِه الأوتار تلين الْأَصَابِع وَعَلَيْهَا أغشية غَلِيظَة علمت أَن تِلْكَ هِيَ ذَلِك الغشاء وَرَأَيْت الْوتر تَحْتَهُ سليما فعمدت لذَلِك إِلَى بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي أَحدهَا أَقْرَاص بوليداس واندرون فأدفته بعقيد الْعِنَب وطليت الْموضع المكشوف مِنْهُ ثمَّ ضمدته على الْمِثَال الأول وضعت عَلَيْهِ قيورطي الفربيون كَمَا كنت أفعل فَكنت انْتظر أَن تَبرأ الْعصبَة من الورم ثمَّ الحم الْجرْح. وَإِن لم يكن مَا بِهِ من الورم عالجته بِبَعْض المجففات فَلَمَّا برأَ الورم الحمت الْجرْح فَسلم من كل آفَة حَادِثَة لجراحات العصب. وَأما رجل آخر فَإِنِّي طليت الْمَوَاضِع المكشوفة من جراحته بِهَذِهِ الأقراص مدافة بعقيد الْعِنَب وَوضعت فَوق ذَلِك قيوطي الفربيون حَتَّى برأَ. لي هَذَا إِذا لم يكن فِي حول الْجراحَة ورم فَلذَلِك لم نعرقه بالزيت وَلَا كَانَ ورم عصبه أَيْضا كثيرا فَلذَلِك لم نضع عَلَيْهَا ضماد الكرسنة. قَالَ: وَجُمْلَة علاجي للجراحة فِي العصب أعالجها بأدوية بطيئة القوام ذائبة وَمرَّة أداويه بأدوية ازم قوما مِنْهَا. لي هَذَا على نَحْو سَعَة الْموضع وضيقه. قَالَ: وأضع خَارج المرهم صوف مَاعِز لينًا مبلولاً بِزَيْت حَار وأحله فِي النَّهَار وَاللَّيْل مَرَّات ثَلَاثًا أَو أَرْبعا وأعرقه بالزيت. وَأكْثر مَا يسْتَعْمل الْحل عَن القرحة كل قَلِيل إِذا كَانَت الْأَدْوِيَة تلذعها فَإِن لم تلذع فَإِنَّمَا احله مرَّتَيْنِ فِي يَوْم وَلَيْلَة بِالْغَدَاةِ والعشي. وَالزَّيْت الَّذِي كنت أعرق بِهِ يكون مفتراً فَإِنَّهُ كَمَا أَن الْبرد فِي غَايَة المضادة لهَؤُلَاء كَذَلِك الفتورة فِي غَايَة الْمُوَافقَة. فَأَما الدّهن الْحَار فإياك وإياه فَإِنَّهُ يقحل اللَّحْم) وييبسه والبارد يمدده والفاتر مُوَافق جدا وأهرب أَن يُصِيب الْعُضْو مَاء الْبَتَّةَ. وَأكْثر مَا يَقع جراحات العصب فِي الْكَفَّيْنِ. وَكَانَ رجل قد أَصَابَته جِرَاحَة

فِي يَده واعتر بِأَن سكن عَنهُ الوجع فِي الْيَوْم الرَّابِع غَايَة السّكُون وَذهب الورم فتصرف فِي حَاجته فَأَصَابَهُ برد شَدِيد فِي يَده فَانْصَرف وَهُوَ يحس بتمدد فِي يَده يبلغ إِلَى الرَّقَبَة فصرت إِلَيْهِ فَأَمَرته أَن يعرق يَده بِزَيْت مسخن والموضع المحاذي من رقبته وكمدته بصوف مبلول بذلك الزَّيْت وَوضعت مِنْهُ على الْجرْح دَوَاء رطبا يَقع فِيهِ الفربيون وجندبادستر فهدأ من سَاعَته فَنَامَ وأتيته وَقد بطلت تِلْكَ الْأَعْرَاض عَنهُ وألزم الْمَرِيض الْبَيْت مَتى كَانَ مِنْهُ خَمْسَة أَيَّام وَإِيَّاك أَن يُصِيبهُ ريح بَارِدَة الْبَتَّةَ وَذَلِكَ أَنه إِن بَقِي إِلَى السَّابِع لَا يوجعه وَلَا يتمدد وَلم يتخوف عَلَيْهِ بعد ذَلِك الْبَتَّةَ يَنْبَغِي أَن يوضع فَوق الزَّيْت دثار يمْنَع الْعُضْو من الْبرد وَيجب أَلا يكون فِي الزَّيْت قبض الْبَتَّةَ وَقد وضعت على بعض هَذِه وسخ الكور حَيْثُ ظَنَنْت أَن الخمير لَا يبلغ من اسخانه مَا يحْتَاج إِلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ طرياً وَكَانَ هَذَا اللَّبن قَرِيبا منى وخلطت أَيْضا زفتاً رطبا بخمير وَوَضَعته عَلَيْهِ. فَأَما الأضمدة المتخذة بالخل وَالْعَسَل ودقيق الشيلم والترمس فقد استعملتها دَائِما فِي المدن لَا فِي الْقرى وَعند الضرورات فِي جراحات العصب واقتصرت مَرَّات كَثِيرَة حَيْثُ لم يتهيأ. لي شَيْء آخر: إِن ضربت خلا فائق الثقافة بِزَيْت وَوَضَعته بصوف على الْجراحَة سَاعَة وَقعت وأتاني رجل من أهل بيتى قد عرض لَهُ عفن فِي بعض أوتاره فَدفعت إِلَيْهِ فربيوناً عتيقاً وأمرته أَن يخلطه بقيروطي ويضعه على مَوضِع العفن فَلَمَّا رجعت من حَاجَتي سَأَلته: هَل وجد لذعاً فَزعم أَنه وجد فِيهِ دغدغة فَقَط وَتركته كَذَلِك إِلَى أَن أمسيت فَلَمَّا أخذت الدَّوَاء عَن الْموضع رَأَيْت أَن الصَّوَاب اسْتِعْمَال ذَلِك الدَّوَاء بِعَيْنِه وَلم أزل أعَالجهُ إِلَى أَن برأَ. لي غَرَض جراحات العصب أَلا تعفن أَولا وَألا تبرد وَلَا ترم لِأَنَّهُ إِن عفن زمن وَإِن ورم أَو برد تشنج فَلذَلِك يحْتَاج أَن تعالجه بالأدوية الحارة الْيَابِسَة وبالمحللة اللينة الفاترة ليصيبه تجفيف يمنعهُ من قبُول مَادَّة ترطب وتعفن ويتحلل عَنهُ الورم وَلَا يبرد وَإِلَّا يَنْضَم فَم الْجرْح لِأَنَّهُ إِذا اجْتمع ذَلِك الصديد حول الْعصبَة عفنها وَاشْتَدَّ الوجع. فَيَنْبَغِي أَلا يلتحم فَم الْجرْح حَتَّى يسكن ورم الْجرْح ويجف جفوفاً محكماً وَلَا تخشى ورماً وَلَا وجعاً ثمَّ يلحم. قَالَ: وَذهب إِنْسَان رأى فعلى فعالج مثل علاجي بفربيون حَدِيث قوي وخلط بالقيروطي بِمثل ذَلِك الْوَزْن فأحدث فِي الْجراحَة لذعاً ووجعاً شَدِيدا وَلما جىء بِهِ أخذت عَنهُ ذَلِك الدَّوَاء وَوضعت عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالخل لِأَنَّهُ قد كَانَ) أحمى بالفربيون الحَدِيث وَذَلِكَ يجب أَن يتَعَاهَد فَإِن كَانَ اللذع قَوِيا أقللت من الفربيون والدواء الْحَار الَّذِي تستعمله وَإِن قصر عَمَّا تريده زِدْت وَإِن وجدته يحدث حرارة معتدلة اقررته على حَاله فِي الفربيون وَبَين الْعَتِيق والْحَدِيث بون بعيد جدا. وَكَانَ الَّذِي دفعت إِلَيْهِ أَتَى عَلَيْهِ خمس سِنِين وَهَذَا قدير الْقُوَّة وليخلط من الحَدِيث جُزْءا وَعشرَة من القيروطي فَاجْعَلْ الفربيون ضعفيه أَو ثَلَاثَة أضعافه وَإِذا أردْت أَن يكون الدَّوَاء ثخيناً فاحفظ هَذَا الْوَزْن وزد فِي اشمع وَأدْخل فِي

الدَّوَاء علكاً وَنَحْو ذَلِك وَيكون وزن الشمع وَالزَّيْت إِذا أردته ثخيناً بِالسَّوِيَّةِ وَمَتى أردته غليظاً أدخلت فِيهِ علك البطم قدر مَا يكون القيروطي على مَا تحْتَاج إِلَيْهِ ثمَّ تزن بالميزان نصف سدسه من الفربيون واخلط بِهِ وجرب هَذَا المرهم بِأَن تضعه على ساقك ودعه ثَلَاث سَاعَات فَإِن اسخنك اسخاناً معتدلاً فَإِن تأليفه جيد وَإِن كَانَ لَا يسخن الْبَتَّةَ فزد فربيوناً وَإِن كَانَ يلذع لذعاً شَدِيدا جدا فزد فِي القيروطي وَمَتى قدرت على وسخ الكور فاجعله بدل العلك فَإِنَّهُ اخود من جَمِيع العلوك وتجنب الرطوبات الردية والرياح البخارية من عمق القرحة إِلَى ظَاهرهَا فَيصير الدَّوَاء لذَلِك فِي غَايَة الْجَوْدَة وَلِأَنَّهُ هُوَ وَحده عَالَجت بِهِ جراحات العصب وَمَعَ لبن اليتوع وَوَجَدته نَافِذا جدا وَقد عَالَجت أَيْضا هَذِه الْجِرَاحَات بمرهم الباسليقون بعد أَن خلطت فِيهِ كبريتاً لم يطفأ ونطرونا وزهرة البورق أَو زهر حجر اسيوس وَنَحْو ذَلِك أَو رغوة البورق وَبِالْجُمْلَةِ فَكل الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب الرطوبات من عمق الْجِسْم إِلَى ظَاهره مُوَافقَة لجراحات العصب بعد أَلا يكون مَعهَا حرارة مفرطة وَلَا برودة مفرطة وَلَا حموضة أَو يخلط مَعهَا مَا يعمع هَذِه من غير أَن يفْسد قواها. قَالَ: والأجود أَلا يستحم صَاحب هَذِه الْعلَّة فَإِن لم يقبل مِنْك فلف على مَوضِع الْجراحَة طاقات كَثِيرَة من خرق مشربَة زيتاً وَإِذا خرج فارم بهَا وَبِمَا على الْجرْح اجْمَعْ وجدد لَهُ العلاج. وَيحدث عَن عِلّة الأوتار تشنج إِن عفنت عفن مَعهَا. وَيجب مَتى وَقعت الضَّرْبَة على الْوتر بِالْعرضِ أَن تقطع بَاقِي الْوتر لتأمن التشنج وَكَذَا كنت أفعل وَكنت أَدِيم التعرق بالزيت وَلَا أقرب مِنْهُنَّ المَاء فابرأتها فِي أَيَّام يسيرَة. د: مُوَافق لجراحات العضل مَتى بل بِهِ صوف وَوضع عَلَيْهِ وأصل الاذخر. ج: قد اسْتعْملت دَقِيق الباقلي مَرَّات بعد أَن طبخت دقيقه بالعسل فِي جراحات العصب) وهتكه وفسوخه. اوريباسيوس قَالَ: إِذا اسْتعْملت دَقِيق الباقلي فِي فسوخ العصب وجراحاته فاعجنه بخل وَعسل. ج: دهن الْجَوْز لِكَثْرَة تَحْلِيله يداوي بِهِ جراحات العصب. عصارة الجنطيانا مَتى شرب مِنْهَا زنة دِرْهَمَيْنِ نفع من وَهن العضل خلا أطرافها. د: وفوة الصباغين مَتى أنعم دقها وخلطت بخل فَإِنَّهَا لقبضها توَافق جراحات الأعصاب. وَقَالَ: الزّبد يَقع فِي أدوية جراحات العصب وحجب الدِّمَاغ وفم المثانة. بصل النرجس إِذا تضمد أفرق خراجات الأعصاب. جالينوس قَالَ: يبلغ من قُوَّة بصل النرجس أَن يلحم الْجراحَة فِي الأوتار. ج: النّيل البستاني يلحم الْجِرَاحَات وَلَو كَانَت فِي رُؤُوس العضلات أصُول السوسن مَتى سحقت وخلطت بالعسل أبرأت انْقِطَاع الأعصاب.

د: الدَّوَاء الْمَعْمُول من عصارة السوسن بالخل وَالْعَسَل على مَا فِي انبات اللَّحْم جيد من جراحات العصب. ج: لحم الصدف مَتى سحق مَعَ كندر وَمر الزق الْجِرَاحَات الَّتِي تقع فِي الأعصاب. ج: قد اسْتعْملت لحم الحلزون مرّة فِي قَرْيَة بِأَن سحقته وَوَضَعته على غُبَار الرَّحَى على جِرَاحَة كَانَ مَعهَا قطع وَفسخ فِي العصب فاندملت حسنا وَلم يحدث فِي الْعصبَة ورم. حب الْقرظ لِأَنَّهُ يجفف من غير لذع يصلح جراحات الأعصاب. ج: الخراطين مَتى أنعم دقها وضمدت بهَا الأعصاب المنقطعة ألحمها وَيجب أَلا يحلهَا ثَلَاثَة أَيَّام. د وَج: زعم أَقوام أَنهم جربوا الخراطين مَتى سحقت وَوضعت على العصب الْمَقْطُوع نَفَعت من ساعتها. ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة النافعة لجراحات العصب: قردمانا قسط مر وحلو أصل الاذخر قصب الذريرة راسن اقحوان قنة مَعَ دهن السوسن مقل الْيَهُود حب العرعر غاريقون راوند صيني زراوند طَوِيل قنطوريون علك ايرسا فوتنج. الْيَهُودِيّ: هَذِه جَمِيعًا مَتى شرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ نَفَعت من ذَلِك.) من تذكرة عَبدُوس لقطع العصب: يضمد بالخراطين المدقوقة أَو بِلَحْم الصدف مَعَ غُبَار الرَّحَى ج: فِي حِيلَة الْبُرْء: مَتى أَصَابَت العصت نخسة فَلَا بُد لَهُ ضَرُورَة لفضل جسا أَن يَنَالهُ وجع شَدِيد أَكثر من سَائِر الْأَعْضَاء وَأَنه لَا محَالة يرم مَتى لم يحتل فِي تسكين وَجَعه وَمنع حُدُوث الورم فَلذَلِك رَأَيْت أَن الصَّوَاب أَلا يلحم فِي النخسة بل يمْنَع الالتحام كي يخرج مِنْهَا الصديد وينقي الْجِسْم من الفضول واحرص كل الْحِرْص أَلا يحدث فِي الْعُضْو وجع والحزم أَن توسع الْموضع إِن كَانَ ضيقا واستفرغ جملَة الْجِسْم بفصد الْعرق إِن كَانَ فِي الْقُوَّة محمل وَمَتى كَانَ الْجِسْم ردي الْخَلْط نقيته بالدواء المسهل تبادر بِهِ فِي أول الْأَمر واجتنب المَاء الْحَار فِي جراحات العصب وَذَلِكَ أَن قد شقّ جَوْهَر العصب من مَادَّة رطبَة تجمدها الْبُرُودَة وكل شَيْء يكون قوام جوهره هَذَا القوام فَهُوَ ينْحل ويتعفن من الْأَشْيَاء الحارة الرّطبَة مَعًا وَلِهَذَا يَنْبَغِي أَن لَا يقرب مِنْهُ المَاء الْحَار الْبَتَّةَ واطله بالزيت مفتراً وَيكون الزَّيْت لَا قبض مَعَه أصلا. فَأَما أدويته فلتكن لَطِيفَة الْأَجْزَاء معتدلة الْحَرَارَة تَجف تجفيفاً لَا أَذَى مَعَه فَإِن هَذِه وَحدهَا تقدر على اجتذاب الصديد من عمق الْجِسْم من غير أَن تثور وتهيج وتلذع الْعُضْو الذب تعالج بِهِ وَلِهَذَا جعلت أول شَيْء استعملته علك البطم وَحده مَعَ شَيْء من الفربيون أما وَحده فَفِي الْأَبدَان الرّطبَة وَمَعَ فربيون فِي الْأَبدَان الْيَابِسَة وَكَذَلِكَ وسخ الكور وَحده مَعَ الفربيون وَمَتى تهَيَّأ أَن يكون الْوَسخ صلباً فاعجنه بِزَيْت لطيف غير قَابض فَأَما الْأَبدَان الشَّدِيدَة الصلابة فقد اسْتعْملت فِيهَا السكبينج مَعَ الزَّيْت وعلك البطم والجاوشير أَيْضا فقد اسْتعْملت هَذِه وَأرى أَن الحتيت أَيْضا نَافِع مَتى اتخذ مِنْهُ دَوَاء إِلَّا أَنِّي

لم أسخنه بعد والكبريت لِأَنَّهُ لطيف الْأَجْزَاء وَلَيْسَ من جنس الْحِجَارَة ينفع جراحات العصب يخلط مَعَه من الزَّيْت بِمِقْدَار مَا يصير لَهُ الْجَمِيع فِي ثخن وسخ الْحمام فَإِن أَنْت عَالَجت بِهَذَا الدَّوَاء بدناً صلباً فاجعله أثخن وَقد خلطت لهَذِهِ الْعلَّة أَيْضا نورة مغسولة بِزَيْت فنفع وأنفع مَا تكون النورة إِذا غسلت بِمَاء الْبَحْر فِي الصَّيف الْحَار وَإِن غسلتها غسلات كَانَ أَجود وأنفع وَقد عَم النَّاس اسْتِعْمَال الدَّوَاء الَّذِي ألفته واستعملته وَهُوَ مركب من شمع وراتينج وفربيون وزيت والعلك والزفت من كل وَاحِد نصف جُزْء وَمن الشمع جُزْء وَإِن لم يتهيأ علك البطم فَاجْعَلْ مَكَانَهُ راتينجاً. فَأَما الفربيون فَلْيَكُن نصف سدس الشمع وَمَتى أردته أقوى فَأكْثر قَلِيلا فَإِن كَانَ العلك يَابسا قَوِيا بِمَنْزِلَة العلك الْمَطْبُوخ فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ حِينَئِذٍ شَيْء يسير من الزَّيْت وَصفَة هَذَا الدَّوَاء مَكْتُوبَة فِي) المراهم. وَبِالْجُمْلَةِ فمداواة الْعصبَة الَّتِي يُصِيبهَا نخس ووجبة أَو ينتقص اتصالها بِأَيّ ضرب كَانَ يجب أَن يكون أدويتها تحدث حرارة فاترة وتجفف تجفيفاً غَايَة التجفيف وَيكون جوهرها حَادِثا لطيف الْأَجْزَاء وَيجب أَن تزيد فِي قُوَّة الدَّوَاء وتنقص مِنْهُ وتبقيه على حَاله بِقدر مَا تروم أمره إِذا حللته كل مرّة فَإِن رجلا من الْأَطِبَّاء قد كَانَ داوى بمرهمي مرهم الفربيون النخس الْوَاقِع بالعصب مَرَّات فأنجح ثمَّ أَنه داوى بِهِ رجلا فَلم ينجح وَحدث بالعضو وجع وورم فَسَأَلت العليل: هَل أحس فِي الْيَوْم الَّذِي وضع عَلَيْهِ مرهم بِمَسّ حرارة شَبيهَة بحرارة شمس لينَة فَذكر: أَنه لم يجد ذَلِك. وَسَأَلت الطَّبِيب فَإِذا هُوَ قد اتخذ مِنْهُ أرجح من سنة وَكَانَ الَّذين داواهم بِهِ صبياناً وشباناً وفكرت فِي هَذَا أَن الفربيون نَاقص عَمَّا يَنْبَغِي فزدت فِي مِقْدَاره ووسعت فمي الْجرْح لِأَنَّهُ كَانَ ضيقا وعرقت الْعُضْو بالزيت اللَّطِيف الَّذِي لَا قبض مَعَه وَأمرت أَن يحل بالْعَشي وَأَن يعالج بالزيت اللَّطِيف الَّذِي لَا قبض مَعَه الَّذِي عالجته بِهِ مَعَ الدَّوَاء وَأمرت العليل أَن يمسك عَن الطَّعَام فَلَمَّا فعل ذَلِك أصبح العليل وَقد سكن الوجع عَنهُ وتبرد الورم فَإِن كَانَ الْخرق الْوَاقِع بالعصب لَيْسَ يحسه بل هُوَ خرق فَانْظُر: أهوَ ذَاهِب فِي عرض الْعصبَة أَو فِي طولهَا وَكم مِقْدَار مَا انخرق من الْجلد الَّذِي يعلوها وَانْظُر أَن الْجلد قد انخرق خرقاً بَينا حَتَّى أَن الْعصبَة بقيت مكشوفة وخرقها بالطول فَلَيْسَ يجب أَن تقرب هَذِه الْعصبَة شَيْئا من الْأَدْوِيَة الَّتِي تتَّخذ بالفربيون وَأَمْثَاله لِأَن الْعصبَة لَا تحْتَمل قُوَّة هَذِه الْأَدْوِيَة وَهِي مكشوفة كَمَا كَانَت تحتملها عِنْدَمَا كَانَ بَينهَا وَبَين الْجلد والأجود هَهُنَا أَن تعجن النورة المغسولة بِزَيْت كثيرا وعالجها والدواء الْمُتَّخذ بالتوتيا جيد فِي مثل هَذَا الْموضع مَتى ديف بدهن ورد يخلط بِهِ ملح وَجُمْلَة غرضك فِي مداواة الْعصبَة المكشوفة أَن تجففها تجفيفاً لَا لذع مَعَه وأجود مَا يكون مِنْهَا النورة إِذا غسلت مَرَّات كَثِيرَة بِمَاء عذب فِي وَقت وَاحِد والتوتيا إِذا فعل بِهِ ذَلِك لِأَنَّهُ يسلخ حدتها فِي المَاء والمرهم الْمُتَّخذ بالعسل وَيجب أَن يكون شمعه مغسولاً ودهن ورد لَا ملح فِيهِ. وَإِن وَقع فِي هَذِه الْأَدْوِيَة علك فَلْيَكُن معتدلاً. وَإِن كَانَ العيل نقي الْبدن أمكن أَن يداوي بالأدوية المغسولة المقوية فَإِنِّي داويت شَابًّا معتدل الطَّبْع إِلَّا أَنه كَانَ عرض لبدنه احتراق من الشَّمْس كَانَ قد عرض لَهُ خرق وَاسع

فِي زنديه وعصبه فَأخذت شَيْئا من أَقْرَاص بوليداس فأدفنها بعقيد الْعِنَب وسخنتها على مَاء حَار وغمزت فِيهِ فَتِيلَة وَجَعَلته فِي الْجرْح) وَيجب أَن يكون هَذَا مِمَّا لَا تَفْعَلهُ وَهُوَ أَلا يلقى لموْضِع الْجرْح والعصبة وَشَيْء من الْخرق من الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة. جملَة يُؤمن إِن كَانَ هَذَا العصب من عصب عضلة أَن يحدث التشنج فِي أسْرع الْأَوْقَات وَقد يعرض التشنج أَيْضا عِنْدَمَا يُصِيب الأوتار آفَة فَلَمَّا وضعت على مَوضِع الْجراحَة وعَلى مَوَاضِع كَثِيرَة مِمَّا حوله وفوقه من الدَّوَاء جعلت أعرق مَوضِع الرَّقَبَة والإبطين وَالرَّأْس بِزَيْت حَار لن الْجراحَة كَانَت فِي الْيَد تعريقاً متواتراً وأخرجت أَيْضا دَمًا من فصد فِي الْيَوْم الأول فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِع حسنت حَاله وضمدت قُرْحَته وانقبضت وَبرئ فِي السَّابِع برءاً تَاما وَمَا كَانَ من القروح فِي مثل هَذِه الْحَال فَلَيْسَ يجب أَن يصب عَلَيْهَا زَيْت لِأَن الزَّيْت مضاد لقُوَّة هَذَا التَّدْبِير الَّذِي ذكرته وَهُوَ مَعَ هَذَا يوسخ القرحة وَلَا تستعمله فِي القروح الْكَبِيرَة كَمَا تستعمله فِي القروح الصَّغِيرَة الَّتِي الْعصبَة فِيهَا مغطاة بِالْجلدِ فَإِن احتجت أَن تغسل الْعصبَة من صديدها فنشفها بصوفة على طرف ميل وَإِن احتجت أَن تبله بِشَيْء لكَي لَا يلقى القرحة وَهِي يابسة فبلها بعقيد الْعِنَب وبالشراب الحلو الْبعيد من الْقَبْض واللذع واترك المَاء دَائِما واهرب مِنْهُ فِي علاج العصب نخسة كَانَت أَو خرقاً وَكَذَلِكَ اهرب من الضماد المرخى فَإِن اسْتعْملت الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالقلقطار فَإِنَّهُ قريب من الأقراص الَّتِي ذكرت فأدف هَذَا أَيْضا فِي الصَّيف بدهن ورد وَفِي الشتَاء بِزَيْت لطيف وأقراص أندرون وفراسيون تقوم مقَام هَذَا الدَّوَاء الَّذِي ألفناه نَحن وَهُوَ أقوى من كلهَا وَقد قلت: أَن الْأَبدَان القوية يجب علاجها بالأدوية القوية وَبِالْعَكْسِ وَمَتى وَقعت الْجراحَة فِي عرض الْعصبَة فَإِن هَذَا أَشد خطراً وَأقرب من أَن يُصِيب صَاحبهَا تشنج وَذَلِكَ أَن الورم يصل الشظايا المقطوعة الَّتِي لم تَنْقَطِع فَيحدث لذَلِك التشنج وعلاج الْجرْح هَهُنَا هُوَ ذَلِك بِعَيْنِه إِلَّا أَنه يجب لصَاحِبهَا أَن يخرج لَهُ من الدَّم بِلَا زحمة أَكثر مِمَّا أخرج لذَلِك ولطف تَدْبيره أَكثر ويحفظه على الهدوء والسكون ولينوم على فرَاش وطىء ويعرق إبطه ورقبته بِزَيْت حَار فَإِن كَانَت الْجراحَة فِي الرجل فليعرق الحالبين ويمرخ عظم الصلب كُله حَتَّى تصير إِلَى الرَّقَبَة وَالرَّأْس وَأما رض العصب فَإِن كَانَ عه رض فِي الْجلد أَو قرحَة فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أدوية غرضها أَن تجفف تجفيفاً كثيرا وَتجمع وتشد الْأَجْزَاء الَّتِي قد استرخت من أجل الرض. فَأَما أَن اصاب الْعَضُد رض غير أَن يرض مَعَه الْجلد وَمَا أقل مَا يكون ذَلِك فصب عَلَيْهِ زيتاً حاراً منزيت قوته محللة صبا متواتراً واعن عَن أَمر الْجِسْم جملَة مثل مَا وَصفنَا وَهُوَ يبرأ فِي أسْرع الْأَوْقَات بصب الزَّيْت وَأما رض العصب مَعَ الْجلد فقد يكون كثيرا) وَأَصْحَاب الصِّنَاعَة قد علمُوا بالتجربة مداواته بدقيق الباقلي وخل وَعسل. وبالحق ان هَذَا دَوَاء جيد. وَمَتى كَانَ مَعَ الرض وَجمع فاخلط مَعَه زفتاً عِنْد طبخه وضمد بِهِ وَهُوَ حَار. وَمَتى أردْت أَن يكون تجفيفه أَشد فاخلط مَعَه دَقِيق الكرسنة وَمَتى أَحْبَبْت تجفيفه أَكثر فاخلط مَعَه الْعَسَل وأصول السوسن. والعناية بِأَمْر الْجِسْم كُله يعم هَذَا وَغَيره. فَإِن انْقَطَعت الْعصبَة فابترها بِلَا خوف على من أَصَابَهُ ذَلِك إِلَّا أَن الْعُضْو الَّذِي كَانَ يَتَحَرَّك بِهِ يفلج

ومداواته مداواة سَائِر القروح. فَأَما الرباطات فَإِنَّهَا وَإِن كَانَ نوعها من أَشد شَيْء فقد يحْتَمل من المداواة مَا هُوَ أَشد وَأقوى لِأَنَّهَا تتصل بالدماغ وَلِأَنَّهَا عديمة الْحس. وَأما الأوتار فَلِأَنَّهَا تشارك العصب لِأَنَّهَا من عصب ورباط فقد يحدث من أجلهَا التشنج وتعرف هَل الْجراحَة فِي عصب أَو وتر أَو رِبَاط من جنس تفرك بجوهر كل وَاحِد مِنْهَا بالتشريح وَإِذا أصَاب الرِّبَاط جِرَاحَة فَإِن كَانَ رِبَاطًا ينْبت من عظم ويتصل بِعظم فَلَا مَكْرُوه فِيهِ وَيجوز مداواته بِمَا شِئْت وَإِن فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: إِن الْجراحَة الْوَاقِعَة فِي الأوتار والعصب والعضل لفضل حسها واتصالها بالدماغ تورث التشنج سَرِيعا لَا سِيمَا مَتى لم يتحل الفضول الَّتِي فِيهِ إِلَى خَارج وَذَلِكَ لانسداد فَم الْجرْح فَلذَلِك يجب فِي مداواة هَذِه أَن تفتح فَم الْجرْح وتجفف القرحة بدواء جوهره جَوْهَر لطيف يُمكن أَن يغوص ويصل إِلَى الْعُضْو حَتَّى يصل إِلَى الْعصبَة الَّتِي نالها الشق. قاطيطريون: اهرب عِنْد علاج هَذِه أَعنِي العصب من الْبرد وَالرِّيح. وَمن هَذَا الْكتاب: مَتى كَانَ سُقُوط الْأَجْسَام العصبية من الْجِسْم فِي القروح بعد أَن يتقيح الْموضع كَانَ سليما لَا خطر فِيهِ وَيكون فِي مُدَّة أطول قَلِيلا فَإِذا استكرهت الْعصبَة الوترة الَّتِي تحْتَاج أَن تقطع بالآلات والأدوية ومددتها حدث عَن ذَلِك أورام وتشنج وحميات فِي بعض الْمَوَاضِع. قاطاجانس: جراحات العصب لَيست تحْتَاج إِلَى أدوية تقبض بل أدوية تجتذب مَا فِي عمق الْمَوَاضِع من الشَّيْء المؤذي اجتذاباً كَافِيا وَتخرج إِلَى خَارج. قَالَ: وَكنت أرى معلمي يعالجون الْجِرَاحَات الْوَاقِعَة بالعصب بعلاج الْجِرَاحَات الطرية وَهُوَ العلاج الملحم وَكَانُوا يضعون عَلَيْهَا فِي الْأَكْثَر الْأَدْوِيَة الملزقة يُرِيدُونَ بذلك إلزاق الْجراحَة وَإِن كَانَ مَعَ الْجراحَة ورم صبوا عَلَيْهِ مَاء فاتراً كثير الْمِقْدَار ويعرقونه بالزيت ثمَّ يضمدونه بضماد دَقِيق الْحِنْطَة الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ وَالزَّيْت ورأيتهم يعالجون من أصبته جِرَاحَة على ركبته أَو عِنْد الْوتر العريض بِهَذَا العلاج بِعَيْنِه وَهُوَ فَوق عين) الرّكْبَة بِقَلِيل وَهَذَا بِأَن يكون قَاتلا أولى مِنْهُ بِأَن يكون علاجاً لَهُ فَإِنَّهُ كَانَ حيلهم مِنْهُم يموتون وَمِنْهُم من يتَخَلَّص بعرج وَكَذَلِكَ جَمِيع من عالجوه فِي أوتار كَفه تعقدت أوتارهم كثيرا وعفنت الْجراحَة ببعضهم كثيرا فَلَمَّا رَأَيْت كَثْرَة العفن فِي هَذَا العلاج حكمت أَنه يجب أَن يعالج بالبرد والبنج ثمَّ مَا رَأَيْت الْبرد عدوا للعصب علمت بِأَن أدود أدوية العصب مَا كَانَ يجفف مَعَ توَسط بَين الْحَرَارَة والبرودة وَإِن كَانَ أَيْضا جاراً جَازَ بِأَن يكون بَالغ التجفيف وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن التعفن من العديم الرُّطُوبَة وَعلمت أَيْضا أَن الَّذِي يجب أَن يعالج بِهِ الْعصبَة وَهِي مكشوفة غير مَا يَنْبَغِي أَن تعالج بِهِ وَهِي متوارية إِذا كَانَت هَذِه يسيرَة لَا يلقاها الدَّوَاء بل إِنَّمَا الْوَاصِل إِلَيْهَا قوته فَلذَلِك يجب أَن تكون ألطف وَأقوى وَلَا يكن مَعَ هَذَا أَن يكون هَذَا الدَّوَاء بَالغ الْحَرَارَة لِأَن حرارته تنفذ قبل الْوُصُول إِلَى الْمَوَاضِع.

قَالَ: وَرَأَيْت رجلا أَصَابَته ضَرْبَة على عضل فَخذه حَيْثُ هِيَ قريب من الرّكْبَة بِالْعرضِ فقور فِيهِ فعزمت أَن أخبطه لِأَن الرِّبَاط إِذا كَانَت الضَّرْبَة بِالْعرضِ لم تضبط فَم الْجرْح وامتنعت من التغرية لِأَنِّي علمت أَن الْأَجْزَاء اللحمية من العضل لَا بَأْس عَلَيْهَا من ذَلِك فأمنت بذلك هَذِه الْجراحَة من جَمِيع المعايب وَذَلِكَ أَن بَعضهم كَانَ يخيط فَم الْجرْح ظَاهرا فَيبقى مَا وَرَاءه غير ملتحم وَكَانَ يخيط الأوتار مَعَ اللَّحْم فَكَانَ يُورث أَشْيَاء ودية من تشنج وَغَيره وَهَذِه الأوتار الَّتِي هَهُنَا عريضة فَأَما الرِّبَاط فَلَيْسَ من جراحته مَكْرُوه مثل مَا فِي جِرَاحَة الْوتر لِأَن منبته من الْعظم. لي فِيهِ استرخاء الْمفصل وزواله عَن مَوْضِعه وَإِذا كَانَت الْجراحَة الَّتِي فِي العصب فالعصب مِنْهَا مَكْشُوف وتحتمل أَن تُوضَع عَلَيْهَا الْأَدْوِيَة الحارة لِأَنَّهَا معراة مكشوفة فَأَما الَّتِي هِيَ تحس فَلَيْسَتْ الْعصبَة فِيهَا ظَاهِرَة فَإِنَّهَا تُوضَع عَلَيْهَا ويحذر التحامها وَمَتى احتجت إِلَى توسعها إِن كَانَت فِي غَايَة الضّيق فوسعها بشقين يتقاطعان على زَوَايَا قَائِمَة لِأَن النخسة إِذا التحم رَأسهَا وَاجْتمعَ الصديد دَاخِلا على العصب حدث بَغْتَة تشنج قَاتل. فِي تأليف أدوية جراحات العصب: احذر القابضة وخاصة فِي النخسة فِي العصب فَأَما مَا كَانَ يجلو كتوابل النّحاس فَهُوَ مُوَافق واسحق مَعَه المعدنية بالخل ليلطف جوهرها وَليكن خلا غير قَابض عتيقاً جدا والزاج والقلقطار والزنجار وأقراص الدرون وَنَحْوهَا تطلى على العصب المكشوف بعقيد الْعِنَب. لي هَذَا يجفف العصب وَيُوضَع فَوْقهَا الدَّوَاء الْحَار يسحق على مَا قيل.) قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل هَذِه الأقراص إِلَّا فِي الْأَبدَان الرُّخْصَة لَكِن بعض الْأَدْوِيَة الْأُخَر ثمَّ ضع فَوْقهَا المراهم وعرق الْمَوَاضِع الْعَالِيَة فَوق الْجراحَة بالزيت مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا بِالنَّهَارِ مثل الدَّوَاء المغري الَّذِي لي رَأَيْت العقد الَّتِي تكون فِي ظَاهر الْكَتف الَّذِي يذهب الْفَسْخ مَتى شدت وَوضع عَلَيْهَا خميرة قَوِيَّة الْقَبْض أَيَّامًا لم تعد وَإِن عَادَتْ أقوى مَا يكون: قلقطار محرق جُزْء وَمن الزاج جُزْء توبال النّحاس ثَلَاثَة أَجزَاء هَذَا أقوى مَا يكون فَإِن جعلت الزاج والقلقطار جُزْءا جُزْءا جعلتهما محرقين وتوبال النّحاس أَرْبَعَة أَجزَاء فَهَذِهِ أَضْعَف مَا يكون وَالْوسط أَن تَأْخُذ زاجاً وقلقطاراً محرقين كلهما جُزْءا جَزَاء وتوبال النّحاس ثَلَاثَة أَجزَاء فاسحقهما بالخل كَمَا وصفت وَخذ الدَّوَاء الْأَقْوَى مثلَيْهِ ومقل مثل الشمع مرّة وَنصف زَيْت فِي الْأَوْسَط من هَذَا القيروطي بِهَذَا الْوَزْن مثل الْأَدْوِيَة المعدنية مرَّتَيْنِ وَربع وَفِي الأضعف مرَّتَيْنِ وَنصف ثمَّ عالج كل بدن بِمَا يحْتَملهُ مِنْهَا وَانْظُر الزَّيْت أَن يكون لَا قبض فِيهِ. قَالَ: وألق على المعدنية مثل نصفهَا من الكندر وعلك البطم وَإِن أردْت أَن يكون الدَّوَاء أقوى فَأَقل من النّصْف وَمثل نصف الكندر وبارزد إِن كنت تداوي بِهِ عصبَة مكشوفة فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ ينفع نفعا عَظِيما لِأَنَّهُ يسكن الوجع وَإِن كنت لَا تداوي عصباً مكشوفاً لَكِن نخسة

فَلَيْسَ يَضرك أَن تطرح البارزد وَإِن كَانَ عنْدك أَيْضا شَحم الإوز والدجاج وَنَحْوه من الشحوم اللطيفة فاخلط فِي بعض الْأَحَايِين حِين تُرِيدُ تسكين الوجع. وَفِي قيروطي الفربيون مَنْفَعَة وَصفه: فربيون حَدِيث جُزْء وَمن الشمع ثَلَاثَة أَجزَاء وزيت اثْنَي عشر جُزْءا تجمع وضع عَلَيْهِ مِنْهُ حَتَّى يحس الْعصبَة بِثِقَة واتكال وَإِن كَانَ الفربيون ضَعِيفا فزد فِيهِ بِحَسب ذَلِك إِلَى أَن يلقى ثَلَاثَة أَجزَاء فِي هَذِه الْأَجْزَاء من الشمع وَالزَّيْت فَإِن حكى الْمَرِيض أَنه شَدِيد اللذع وَرَأَيْت الْموضع الَّذِي حول النخسة حاراً وَقد اتَّسع وتجببت شفتاها ورمت فزد فِي القيروطي وَإِلَّا فزد فِي قُوَّة الدَّوَاء وَإِن اعتدل فَدَعْهُ وَمَتى أَحْبَبْت أَلا تسْقط عَن الْجلد سَرِيعا فَألْقى مَعَه شَيْئا من عروق الشّجر. دَوَاء متوسط لجراحات العصب: اسحق سكنجبينا بالخل حَتَّى ينْحل فِي هاون ثمَّ ألق عَلَيْهِ علك البطم مَرَّات ووسخ الكور وَبَعض الشحوم. آخر: وسخ الكور وعلك وشحم اجمعها فَهَذَا أَلين جدا لهَذِهِ الْعلَّة وَإِن شِئْت خُذ دَوَاء الفربيون بِأَن تجْعَل مِنْهُ مَكَان الفربيون خرء الْحمام إِذا عدمت الفربيون وَهَذَا أقل لطافة من) الفربيون وَإِنَّمَا يصلح أَن تعالج بِهِ الْأَبدَان الجافية. وَقد ألقيت مَكَان الفربيون الحلتيت بِطيب رِيحه بِمثل الأدهان الطّيبَة إِذا اتخذته لذَلِك. قَالَ: النخسة فِي العصب يَنْبَغِي أَن تحفظ لَا تنضم وَأما الْعصبَة المكشوفة فَإِن من الْوَاجِب أَن تعالج بأدوية لَهَا قبض يسير وفيهَا مَعَ ذَلِك قُوَّة تحلل بِلَا لذع. مرهم لم يؤله جالينوس إِلَّا أَنه رضيه لجراحات العصب: شمع سِتّ أَوَاقٍ زَيْت تسع أَوَاقٍ زاج سِتَّة مَثَاقِيل قلقطار أَرْبَعَة مَثَاقِيل توبال النّحاس أوقيتان كندر أُوقِيَّة وَنصف بارزد أُوقِيَّة تسحق المعدنية بخل ثَقِيف سحقاً نعما وتذاب الذائبة ثمَّ تطرح عَلَيْهَا أَو تجمع. قَالَ: وَقد وصفت علاج العصب والعضل الْمَجْرُوح إِذا كَانَ عَارِيا من الورم وَهُوَ علاجه مَعَ الورم قَالَ: مَتى أَصَابَت عضلة أَو عصبَة جِرَاحَة وأصابت غشاء بِقرب من عظم طعنة وجدت فِي الْموضع بعد الْيَوْم الرَّابِع وجعاً دَائِما مُتَّصِلا وورماً وَحمى مَعَ عوارض ردية أَعنِي سهراً كثيرا واختلاط الْعقل وعطشاً وجفاف اللِّسَان وتزداد الْجراحَة فِي كل يَوْم حرا وَيجْرِي مِنْهَا صديد وعكر خاثر كالدردي وَيكون لون الْجراحَة أَحْمَر وَمَا حولهَا منتفخاً متمدداً فَهَذَا حَكَاهُ جالينوس عَن غَيره وشفاؤه الْأَدْوِيَة الملينة تُوضَع عَلَيْهِ. مِمَّا يَعْتَقِدهُ ج رَأيا لنَفسِهِ قَالَ: قد تشنج خلق كثير من جراحات العصب من غير أَن يَكُونُوا أحسوا بألم شَدِيد فَدلَّ ذَلِك على أَن الورم فِي عصبهم لم يكن عَظِيما فَإِن لم يكن الوجع عَظِيما يسلم من مضرَّة ذَلِك بالتليين. بختيشوع: الخراطين ينعم دقها وتوضع على العصب الْمُنْقَطع وَلَا تحل ثَلَاثَة أَيَّام فَإِنَّهَا تلزقه. الألية تحل تعقد العصب وَرَأَيْت المخبرين يستعملون فِي التليين التَّمْر والشيرج. دَوَاء ينفع من وَهن العصب واضطراب المفاصل وتعقد العصب: يُؤْخَذ حطب الْكَرم

فيحرق وَلَا يستقصي حرقه ثمَّ يلقى عَلَيْهِ من المَاء مَا يغمره وَيتْرك أَيَّام ثمَّ ينطل مِنْهُ بعد أَن يصفي على الْمَوَاضِع الْوَاهِيَة من العصب. ضماد يلين العصب جيد جدا: سمسم مقشر عشرُون يدق مَعَ عشرَة دَرَاهِم من ورق مرزنجوش ويضمد بِهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى. ضماد نَافِع للمواضع الصلبة العصبية الَّتِي يحدث فِيهَا غلظ: مقل يَهُودِيّ عشرَة ينقع بِمَاء حَتَّى ينْحل وَيُؤْخَذ عشرَة دَرَاهِم من أصل الخطمي المسحوق وَقد نخل بحريرة يعجن ويلين بعقيد) الْعِنَب وَيلْزم الْموضع. ضماد نَافِع من التواء العصب: أصل السوسن ينعم دقه ويخلط بعقيد الْعِنَب ويضمد بِهِ الْموضع واستعن بِبَاب التشنج وبباب الاسترخاء مَتى أردْت مِنْهُ شَيْئا. شراب نَافِع من تعقد العصب ويلين حركته: يطْبخ عشرَة دَرَاهِم حاشا منخولة بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويصفي ويلقى عَلَيْهِ سكر نصف رَطْل وَعسل مثله ويطبخ كالجلاب وَتُؤْخَذ رغوته ويسقى مثل الْجلاب. أَبُو جريج: الفربيون يحل الأعصاب الجاسية. وَكَذَلِكَ الموم. اطهورسفس: مَتى سحقت الخراطين وَوضعت على العصب الْمُنْقَطع ألحمته وَمَتى ضمد بهَا الْأَعْضَاء الألمة: يعرض مَعَ جراحات العضل غشي وصفرة اللَّوْن وَضعف النبض وصغره وتواتره ويسترخي العليل ويسخن. من التشريح الْكَبِير قَالَ: قد يضْطَر مَرَّات كَثِيرَة إِلَى قطع لِيف العضل بِالْعرضِ إِذا أصابتها نخسة فِي الْجُزْء العصبي مِنْهَا وخاصة إِذا كَانَ ذَلِك فِي رَأس وترها وَكَانَت الْجراحَة ضيقَة فيخاف أَن يلتحم ظَاهر الْجراح وَلَا يلتحم بَاطِنه. من مَنَافِع الْأَعْضَاء: الْأَمْرَاض الْحَادِثَة فِي الغضاريف أما أَلا تَبرأ وَإِمَّا أَن يعسر برؤها.

(انْقِطَاع الشرايين وَالْعُرُوق) (الَّتِي فِي ظَاهر الْجِسْم والجراحات الَّتِي تَنْقَطِع فِيهَا الْعُرُوق وَالدَّم المنبعث من) (غشاء الدِّمَاغ وفتق الشريان الَّذِي يُسمى أَبُو رسما والقروح الَّتِي لشدَّة) (ضربانها يتفجر مِنْهَا الدَّم وتمنع نزف العلق وَالَّتِي تقطع النزف بِقُوَّة من أَيْن كَانَ) (وقوانين خُرُوج الدَّم من أَي عُضْو كَانَ والفتق الْحَادِث عَن الْحر وَالْبرد والعرق) (الضَّارِب وَمَا يقطع نزف الدَّم الْحَادِث من جِرَاحَة فيستعان بِالَّتِي دَاخل الْبدن) قَالَ ج فِي الثَّالِثَة من حِيلَة الْبُرْء: إِن الشريان مَتى بتر عرضا الْبَتَّةَ لم يُمكن أَن يتَّصل بعد ويلتحم وَانْقطع الدَّم الْجَارِي مِنْهُ. فِي الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: مَتى شقّ عرق ضَارب أَو غير ضَارب فَلَا بُد أَن يعرض عَنهُ انبثاق عَظِيم وَمَتى كَانَ هَذَا الشق عَظِيما فِي عرق ضَارب عسر التحامه وَإِن كَانَ عرق ضَارب يخَاف أَلا يلتحم بِحَسب مَا قد قضي بِهِ قوم من الْأَطِبَّاء. قَالَ: مَتى حدث انبثاق الدَّم فاحتل لشد الْعرق وأمل الدَّم إِلَى نَاحيَة الضِّدّ وَذَلِكَ أَنه إِن قَالَ: 3 (الْخرق الَّذِي فِي الْعُرُوق) وَلَا يُمكن أَن يخاط فَبَقيَ أَن يكون فوهة الْعرق تنسد أما بِدَم يجمد فِيهِ أَو بِأَن يضبطه بِالْيَدِ أَو بالرباط أَو بأَشْيَاء تجْعَل عَلَيْهَا من خَارج والذب يُمكن أَن يلقى عَلَيْهَا من خَارج فِي بعض الْأَحَايِين إِذا كَانَت الْحَرَارَة عَزِيمَة وَلم يُمكن فصده وَنَحْوه لحم الْجراح وَالْجَلد والأشياء الَّتِي احتالها الْأَطِبَّاء كالفتائل والأدوية الَّتِي تعلق وتنشب بالخرق وتعرى وتنسد من أجل مَا لَهَا فِي طبعها من الغلظ والأشياء الَّتِي تحدث عَن فَم الْجرْح قشرة محترقة بالكي والأدوية الشبيهة بالكي فَإِن القدماء إِنَّمَا احْتَالُوا بِهَذِهِ القشرة كي يكون طبقًا لسده. قَالَ: وَمن عَظِيم المداواة أَن تجْعَل الْعُضْو الَّذِي تنزف مِنْهُ الدَّم مَنْصُوبًا نصبة مُوَافقَة واقصد أَلا يَنَالهُ وجع وَأَن يكون الْموضع الَّذِي مِنْهُ ينبعث الدَّم عَالِيا فَإِن ضد هذَيْن أغْنى أَن يكون الْعُضْو الَّذِي ينزف نَصبه إِلَى أَسْفَل ونصبه لشدَّة وَجَعه بِمَا يحدث انفجار الدَّم وَلَو لم يُمكن فِيهِ أَن تزيد فِيهِ. قَالَ: إِذا حضرت موضعا قد انفجر مِنْهُ الدَّم فَأول مَا تَفْعَلهُ بِأَن تضع

اصبعك على الْخرق من الْعرق واغمزه غمزاً رَفِيقًا وَأقرهُ سَاعَة فَإنَّك تدمج فِيهِ أَمريْن أَحدهمَا أَن تستبقي شَيْئا من الدَّم وَلَو مُدَّة وَالثَّانِي أَنه يجمد مِنْهُ شَيْء فَيصير فِي فوهة الْعرق فَيمْنَع الدَّم فَإِن كَانَ الْعرق غائراً بَعيدا فاستقص النّظر حَتَّى تعلمهَا أَيْن مَوْضِعه وَكم مِقْدَار عظمه وضارب هُوَ أَو غير ضَارب فَإِذا علمت ذَلِك مِنْهُ فعلقه بصنارة ومده إِلَى فَوق وافتله فَتلا يَسِيرا فَإِذا انْقَطع الدَّم بِتِلْكَ الْعرق فدم إِن كَانَ عرقاً غير ضَارب قطع الدَّم من غير أَن تربطه بِبَعْض الْأَدْوِيَة الَّتِي تقطع الدَّم وأفضلها مَا كَانَ لَهُ تغرية وتمديد الورم وَهِي الَّتِي تؤلف من العلك الْمَطْبُوخ وغبار الرَّحَى والجبسين وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ شرياناً فَإِنَّمَا يُمكن قطع الدَّم أما بربطه وَإِمَّا ببتره بنصفين وَقد يضْطَر مرَارًا كَثِيرَة إِلَى شدّ الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب برباط مَتى كَانَت عَظِيمَة وَكَثِيرًا مَا تحْتَاج إِلَى بترها وَذَلِكَ إِذا كَانَت تصعد من مَوضِع بعيد الْغَوْر صعُودًا مستوياً منتصباً وخاصة إِذا كَانَ الْموضع من الْبدن ضَعِيفا أَو عضوا من الْأَعْضَاء الألمة. لي على مَا ذكر: فَإِن شقّ الودج الَّذِي فِي الْعُنُق خطر مَتى كَانَ شقاً عَظِيما. قَالَ: فَإِن الْعرق إِذا انبتر تقلص من جانبيه وتكمش وَضبط اللَّحْم عَلَيْهِ من جانبيه واحزم الْأُمُور أَن تربطه فِي الْموضع الَّذِي يَلِي أَصله ثمَّ تبتره. قَالَ: وأصل الْعُرُوق وَهُوَ الْجَانِب الَّذِي يَلِي الكبد وَالْقلب وَهُوَ فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ الْجَانِب) الْأَعْلَى وَفِي الرّقية الْجَانِب الْأَسْفَل وَفِي كل عُضْو بِحَسب مَا يتعرفه من أمره بالتشريح. لي مَتى شَككت فِي شَيْء من هَذَا فاربط ثمَّ اقْطَعْ فَإِذا فعلت ذَلِك فبادر بانبات اللَّحْم فِي الْجراحَة قبل أَن يسْقط الرِّبَاط من الْعرق فَإِنَّهُ إِن تبادر اللَّحْم فَيغسل مَا حول مَوضِع الْخرق من الْعرق الضَّارِب وَبَقِي حول الْخرق مَوضِع خلا حدث فِي ذَلِك الْموضع شَيْء يُقَال لَهُ ابورسما وَهُوَ فتق الدَّم وَهُوَ لين المجسة فِي جَوْفه دم مخالط للدم الَّذِي فِي الْعرق الضَّارِب فاربط هَذَا الفتق مَتى أَصَابَته آفَة كَانَ كالحال الأول وَيُسمى بعض النَّاس هَذَا أم الدَّم وَلذَلِك أرى أَن اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة المنبتة للحم أَجود من اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الَّتِي تكوى وَتحرق لِأَن هَذِه تنْبت اللَّحْم فَيكون حبس الدَّم أوثق وَأبْعد من الْخطر والأدوية الَّتِي تكوى لَا تؤمن إِن سَقَطت القشرة الْمُحْتَرِقَة قبل وَاللَّحم ينْبت إِن يسكن الدَّم ثَانِيَة وَأفضل مَا علمناه لذَلِك مِمَّا استعملنا لذَلِك أَيْضا فِي انبعاث الدَّم من الغشاء المغشي على الدِّمَاغ وَلَا خطر فِيهِ: يُؤْخَذ من الكندر جُزْء وَمن الصَّبْر نصف جُزْء فَإِذا احتجت إِلَيْهِ فاخلطهما ببياض الْبيض بعد سحقهما كالغبار بِقدر مَا يصير الدَّوَاء فِي ثخن الْعَسَل وَتَأْخُذ من وبر الأرنب شَيْئا لينًا فلوثه فِيهِ وضع على الْعرق المنخرق والقرحة كلهَا وَأكْثر مِنْهُ واربطه بِخرقَة تلفهَا على مَوضِع الْخرق ثَلَاث مَرَّات أَو أَرْبعا أَو خمس مَرَّات ثمَّ يمر بهَا إِلَى أصل الْعرق المنخرق فِي الْأَعْضَاء الَّتِي يمكنك أَن تمدها إِلَيْهِ وَهَذَا مُمكن فِي جَمِيع الْمَوَاضِع خلا غشاء الدِّمَاغ ثمَّ حل ذَلِك الرِّبَاط بعد ثَلَاثَة أَيَّام وَانْظُر فَإِن رَأَيْت الدَّوَاء لَازِما للجرح محكماً فَلَا تقلعه

لَكِن ضع حوله من الدَّوَاء شَيْئا آخر كَأَنَّهُ يندى بِهِ الْوَبر ثمَّ اربطه أَيْضا كَمَا ربطت وَإِن تَبرأ الْبر الأول من القرحة من تِلْقَاء نَفسه فاغمز بأصبعك غمزاً يَسِيرا على أصل الْعرق كي لَا يسيل مِنْهُ دم واقلع الْوَبر الأول وضع مَكَانَهُ وَبرا آخر وَلَا تزَال تفعل ذَلِك أَيَّامًا حَتَّى ينْبت حول الْعرق لحم واحفظ الْعُضْو فِي علاجك منتصباً إِلَى فَوق وَإِيَّاك أَن يكون مفرطاً فتوجع فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَزِيد فِي الورم وانبعاث الدَّم من الوجع. وَمَا كَانَ من الْأَبدَان صلباً فَاجْعَلْ من أدويته صبرا أَكثر وَرُبمَا كَانَ أَلين فَلْيَكُن الكندر فِيهِ أَكثر. والدواء الَّذِي فِيهِ الصَّبْر أَكثر قبضا وَالَّذِي فِيهِ الكندر أَشد تغرية وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ طَلَبك شدَّة التغرية فاطلب كندرا شَدِيد العلوكة وَهُوَ مَا كَانَ من الكندر أَشد بَيَاضًا وألين إِذا مضغ لم ينفت سَرِيعا. قَالَ: وَمَتى أردْت أَن تكون قَوِيَّة الْقَبْض وَلم تمل إِلَى التغرية كثير ميل فَاجْعَلْ بدل الكندر دقاق) الكندر وَالَّذِي اركب من هَذَا الدَّوَاء مرّة على مَا وصفت وَمرَّة بِالسَّوِيَّةِ وأزيد فِي الكندر شَيْئا يَسِيرا. قَالَ: وَلست أعرف دَوَاء أفضل مِنْهُنَّ وَلذَلِك اسْتَعْملهُ أَنا فِي انبعاث الدَّم من الغشاء المغشي على الدِّمَاغ والجراحات الْحَادِثَة فِي الرَّقَبَة حَتَّى أعالج بِهِ انبعاث الدَّم من الْأَوْدَاج لِأَنَّهُ يقطع الدَّم المنبعث من الودج من غير أَن يرْبط الودج برباط. قَالَ: وَيجب لمن تولى علاج الودج أَلا يُبَادر كَمَا يفعل كثير من معالجي الْجِرَاحَات المجانبين لَكِن يترفق فَيَضَع إِحْدَى يَدَيْهِ على الْخرق الْأَسْفَل من الْعرق ويعصره ويضبطه ضبطاً شديداُ حَتَّى يَنْقَطِع الدَّم وَيَضَع بِالْيَدِ الْأُخْرَى الدَّوَاء على الْجرْح ويربطه من فَوق إِلَى أَسْفَل لِأَن ميل الْعرق هَهُنَا إِلَى أَسْفَل وَكَذَلِكَ يجب أبدا أَن يرْبط ليمر الرِّبَاط نَحْو أصل الْعرق فَيمْنَع انبعاث الدَّم. قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تفعل هَذَا النَّحْو من الْفِعْل دَوَاء أَجود مِنْهُ لِأَنَّهُ يسْرع انبات اللَّحْم من جَمِيعهَا وَهَذَا هُوَ الْمَطْلُوب فَأَما الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب قشرة محرقة فَإِنَّهَا تغري الْعُضْو وتصلب اللَّحْم عِنْد سُقُوط تِلْكَ القشرة فَأكْثر مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ فَلَا يُؤمن انبعاث الدَّم أَيْضا. لي الكي عِنْد جالينوس إِنَّمَا يقطع الدَّم بِأَن يجذب غشاء وطبقاً على الْخرق الَّذِي يظْهر من قُوَّة فعله يدل على أَنه يفعل شَيْئا أَكثر وَأقوى من هَذَا وَهُوَ أَنه يكمش الْعرق نَفسه ويزوي اللَّحْم الَّذِي فِيهِ ويصلب الْموضع كُله حَتَّى يَنْضَم ويضيق الْجَمِيع ضيقا شَدِيدا جدا وَتبطل المسالك الَّتِي ينبعث مِنْهَا الدَّم بِشدَّة التكميش وتزوي كَمَا يعرض للجلد فِي النَّار. قَالَ ج: فَيجب للرجل أَن يتَوَقَّف فِي مثل هَذِه الْمَوَاضِع وَينظر أَي الْأَبْوَاب أسلم وَأبْعد من الْخطر وَيسْتَعْمل سَائِر الْأَبْوَاب من اضْطر إِلَيْهَا. قَالَ: وَأعظم الْآفَات أَن تضطر إِلَى الكي بالنَّار أَو بالأدوية الكاوية مَتى كَانَ النزف إِنَّمَا هُوَ من أجل آكِلَة وَقعت فِي الْعُضْو وَليكن قصدك فِي الْأَدْوِيَة المحرقة أَن يكون فِيهَا مَعَ حدتها قبض بِمَنْزِلَة القلقطار والقلقنت والزاج. وَأما الَّتِي متخذة بنورة غير مطفأة فَهِيَ لعمري

أقوى من هَذِه الْأَدْوِيَة إِلَّا أَنه لَا يكون للقشرة الَّتِي تحدث عَنْهَا بَقَاء وَتسقط سَرِيعا. وَأما القشرة الَّتِي تتولد عَن الْأَدْوِيَة القابضة فَإِنَّهَا تمكث مُدَّة طَوِيلَة فتسبق اللَّحْم فينبت قبل سُقُوط القشرة وَلذَلِك يجب أَن لَا تبادر فِي قلع القشرة كَمَا يفعل كثير من المعالجين قبل أَن ينْبت اللَّحْم وَمَتى بادرت إِلَى كشطها بَقِي الْموضع الَّذِي يضطرك إِلَى الكي عفناً فَقَط. قَالَ: فَأَما مُحَصل جملَة كَلَامي كُله فَأَقُول: إِن الدَّم المنبعث يَنْقَطِع أما من أجل أَن مَجِيئه لتِلْك الْعُرُوق يَنْقَطِع وَإِمَّا) من قبل أَن الْخرق ينسد وَإِمَّا من الْأَمريْنِ جَمِيعًا وَهُوَ أَجود ومجيء الدَّم إِلَى مَوضِع الْخرق يَنْقَطِع إِمَّا لغشي يعرض لصَاحب الْعلَّة أَو باجتذاب الدَّم إِلَى نَاحيَة الْخلاف أَو بنقله عَن تِلْكَ الْمَوَاضِع إِلَى غَيرهَا وتبريد جملَة الْبدن وخاصة ذَلِك الْعُضْو الَّذِي بِهِ الْجرْح. وَكَثِيرًا مَا يقطع انبعاث الدَّم شربة مَاء بَارِد أَو صب المَاء الْبَارِد على الْبدن والخرق وتنسد أما بقشره وَإِمَّا بالفتل والأدوية وَإِمَّا بعلق الدَّم. لي قَالَ ج: إِنِّي لأجد تبريد الْعُضْو الَّذِي ينزف الدَّم من جِرَاحَة لِأَن ذَلِك يدْفع الدَّم إِلَى بَاطِن الْجِسْم وتملأ بِهِ الْعُرُوق فَيكون النزف الَّذِي من دَاخل لذَلِك أقوى. وَقد رَأَيْت قوما كثيرا رعفوا اضرهم تبريد الرَّأْس وَإِذا كَانَ هَذَا الْحَال فِي النزف الَّذِي من دَاخل فَإِن تبريد الْعُضْو ظَاهر الْجِسْم فِي النزف الَّذِي من ظَاهر الْبدن جيد بَالغ لِأَنَّهُ يدْفع الدَّم من ظَاهر الْجِسْم إِلَى بَاطِنه فَإِن الْخراج الْحَادِث فِي الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب فَإِن مداواتها كمداواة القروح الْحَادِثَة فِي اللَّحْم وَقد وصفناه وكتبناه نَحن فِي قوانين القروح. قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّهَا إِن كَانَت إِنَّمَا حدثت عَن ضَرْبَة قريبَة الْعَهْد فَمن الْوَاقِعَة أَن القروح إلحامها بالأدوية الملحمة وَإِن كَانَت إِنَّمَا حدثت على جِهَة الْأكلَة فَمثل مَا ذكرت هُنَاكَ فِي القروح الخبيثة الردية ثمَّ عالج بِحَسب مَا تحْتَاج إِلَيْهِ وَكَذَلِكَ فَمَتَى ربطت الْعرق برباط أَو داويته بأدوية من شَأْنه قطع الدَّم أَو كويته بالنَّار وَكَانَ غرضك أَن تنْبت فِي شفتي الْجرْح لَحْمًا فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تعلمت بِالطَّرِيقِ الصناعي استعاملها فِي مداواة القروح الغائرة وَبِالْجُمْلَةِ فعلاج القروح الْحَادِثَة فِي الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب مثل الْحَادِثَة فِي اللَّحْم. قَالَ: وَأما الْجرْح الْحَادِث فِي الشرايين فقد ظن قوم من الْأَطِبَّاء أَنه مِمَّا يُمكن التحامه وَبَعْضهمْ ظن أَنه مِمَّا لَا يُمكن التحامه وَبَعْضهمْ يستشد فِي ذَلِك بالتجربة وَبَعْضهمْ يستشهد بِالْقِيَاسِ فَيَقُولُونَ: إِن الضَّارِب أحد صفاقي الشريان صلب غضروفي والأجسام الصلبة لَا تلتحم وَذَلِكَ أَنا لم نجد غضروفاً قطّ اتَّصل بغضروف وَلَا عظما التحم بِعظم بل إِنَّمَا يلتزق الْعِظَام بَعْضهَا بِبَعْض بالدشبد. وَأَنا أَقُول: إِنِّي رَأَيْت شرايين التحمت وَنبت حول خرقها لحم أما فِي الصّبيان وَالنِّسَاء فَفِي الْجَبْهَة والعنق وَالْكَفَّيْنِ والرسغ وَأما فِي رجل شَاب فَإِن رجلا فصد الشريان على أَنه عرق ضَارب فبادرت إِلَى شفتي الْجرْح فجمعتهما باستقصاء وَوضعت عَلَيْهِ من الْأَدْوِيَة المغرية المسددة وَوضعت فَوق الدَّوَاء اسفنجة لينَة رطبَة وَتَقَدَّمت إِلَيْهِ أَن يرطب الاسفنجة وينديها)

فِي كل يَوْم وَلَا يحله إِلَّا فِي الْيَوْم الرَّابِع بحضرتنا فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الرَّابِع حللناه فَوَجَدنَا مَوضِع الْخرق قد التحم التحاماً محكماً فأعدنا عَلَيْهِ الدَّوَاء وربطناه أَيَّامًا أخر فبرأ خرق الْعرق الضَّارِب من هَذَا الرجل دون سَائِر من رَأَيْته فصد من مأبضه شرياناً فَأَما سَائِر من فصد من مأبضه شريان فكلهم عرضت لَهُم الْعلَّة الَّتِي تسمى ابورسما إِلَّا أَنَّهَا كَانَت فِي بَعضهم أعظم وَفِي بَعضهم أَصْغَر. قَالَ ج: وَذَلِكَ أَن الَّذِي برأَ من غير فتق كَانَت الضَّرْبَة الَّتِي وَقعت بالشريان غير عَظِيمَة. لي وَأَنا أَظن أَيْضا أَن الفتق يكون عظمه وصغره على حسب الضَّرْبَة بل لَا أَشك فِي ذَلِك. قَالَ ج: صفة الشريان صلب عسر الالتحام إِلَّا أَنه لم يبلغ من صلابته أَلا يلتحم الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي صلابة الغضاريف بل هُوَ أَلين وَأقرب من طبيعة اللَّحْم مِنْهُ كثيرا فَلذَلِك لَيْسَ هُوَ من الصَّوَاب أَن ييأس الْإِنْسَان عَن التحام جُزْء يَقع مِنْهُ إِذا كَانَ الْجُزْء يَسِيرا وَكَانَ الْجِسْم لينًا رطبا والتجارب تشهد للْقِيَاس وَذَلِكَ أَنِّي قد رَأَيْت خروقاً وَقعت فِي عدَّة عروق ضوارب بأبدان نسَاء وصبيان فالتحمت لرطوبة أبدانهم ولينها والتحم أَيْضا فِي الشَّاب الَّذِي ذكرت أمره والعرق الضَّارِب مَتى انخرق فبرؤه أعْسر من برْء الْغَيْر الضَّارِب إِلَّا أَن اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا هَذَانِ العرقان لَيْسَ بمختلف اخْتِلَافا كثيرا بل نوع وَاحِد وَإِنَّمَا الْخلاف بَينهمَا من طَرِيق الْعُضْو وَذَلِكَ أَن الْعرق الضَّارِب يحْتَاج إِلَى أدوية ايبس بِحَسب فضل نَفسه على غير الضَّارِب بالطبع فَأَما إِن احتاجا إِلَى أَن ينْبت حول خرقها لحم فكلاهما يحْتَاج إِلَى أدوية وَاحِدَة بِعَينهَا لِأَن تولد اللَّحْم حول هذَيْن على نَحْو مَا بَيناهُ فِي الْعُرُوق الغائرة. وَقَالَ فِي الثَّانِيَة من قاطيطريون: قد تدخل الفتل وَحدهَا وملوثة فِي الْأَدْوِيَة فِي الْجِرَاحَات الَّتِي ينفجر فِيهَا الدَّم. لي إِذا كَانَ هَذَا هَكَذَا فَلَيْسَ للخوف من ادخال الفتيلة فِي مَوضِع الفتيلة يمْنَع الالتحام لِأَن اللَّحْم الَّذِي ينْبت لَا يزَال يدْفع الفتيلة قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى ينْبت فَالَّذِي عمله ذَلِك الطَّبِيب الَّذِي حكى لنا عَنهُ الْمخبر هُوَ صَوَاب وَذَلِكَ أَنه فتل فَتِيلَة على مجسة ولوثها فِي دَوَاء ودسها دساً جيدا فِي شريان قد فصد وربطه فالتحم وَإِدْخَال الفتيلة فِي هَذَا الْموضع أعون على قطع الدَّم من كل شَيْء فلوثا فِي بَيَاض الْبيض وَالصَّبْر والكندر وأدخلها فِيهِ واربطه فَإِن هَذَا أحكم مَا يكون لَهُ. قَالَ: وأجود شَيْء لَهُ أَلا يتبرأ وَيسْقط هَذِه الْأَدْوِيَة عَن الْجرْح الَّذِي تحشى فِيهِ لكَي يلصق بِهِ الأولى من الْفُصُول قَالَ: قد يلْحق الضربان الشَّديد فِي القروح انفجار الدَّم فَإِذا لحقها كَانَ) انفجار الدَّم ردياً لِأَن الطبيعة قد دَفعته بِقُوَّة. من كتاب الفصد: 3 (الْأَطِبَّاء يهربون من فصد الشريان) لعسر احتباس دَمه وَأَنَّهُمْ إِن

الأدوية المفردة الأولى

حبسوه لم يلتحم لَكِن يحدث الفتق الَّذِي عاقبه مَخَافَة الشريان. وَأما أَنا فقد ألحمت مرَارًا كَثِيرَة الشريان وَلم يحدث هَذَا الفتق. قَالَ: وَقد يعرض مثل هَذَا فِي الْبرد الشَّديد من الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب فِي بعض الْأَحْوَال وَقد يحدث من القوابض دَائِما. قَالَ: وَإِذا اضطررت من أجل النزف بترته بنصفين ضَارِبًا كَانَ أَو غير ضَارب. قَالَ: وَكَانَ رجل أَصَابَته ضَرْبَة فِي عُنُقه فأصابت شرياناً فعسر قطع الدَّم فبترت الشريان وَوضعت على الْموضع دَوَاء الصَّبْر والكندر وَبَيَاض الْبيض ووبر الأرنب فالتحم وَلم يحدث شقّ. لي أَصْحَابنَا فِي المارستان يستعملون الكمون والقلقطار والنورة وَقد انْفَتح شريان عَظِيم فَأَما من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: مَتى انبثق دم من جِرَاحَة فَإِن ضم شفتيها برفائد والرباط برأسين يقطع الدَّم وَمَتى خيطت الْجراحَة كَانَ أَجود مَعَ ذَلِك وَمَتى حشيت الْجراحَة بخرق مبلولة بخل قطع الدَّم وبالفصد فِي الْجَانِب الْمُخَالف باستفراغ دم كثير فِي مَرَّات كَثِيرَة فَإِن هَذَا النَّحْو أبلغ فِي جذب الدَّم. قَالَ: والرباط أَيْضا من فَوق مَوضِع الْجرْح نعم العون على قطع الدَّم وَيجب أَن لَا يكون سلساً فَإِنَّهُ لَا ينفع وَلَا شَدِيدا جدا فَإِنَّهُ ينفع ويوجع. لي أما سَاعَة بِمِقْدَار مَا تعالج أَنْت مَوضِع الْجرْح بِمَا تُرِيدُ من شَيْء يحبس فِيهِ أَو تخيطه وتربطه وَنَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ يجب أَن تشده شداً شَدِيدا ليقطع انبعاث الدَّم الْبَتَّةَ فَإِذا فرغت مِمَّا تحْتَاج إِلَيْهِ من علاج الْجرْح لم تحل الرِّبَاط ضَرْبَة لَكِن ترخيه قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يصير بِحَالَة يقدر العليل أَن يحْتَملهُ وَإِذا رَأَيْت أَن الدَّم قد انْقَطع أرخيته أَيْضا مَا قدرت عَلَيْهِ حَتَّى يصير غير مؤذ الْبَتَّةَ ثمَّ دَعه بِهَذِهِ الْحَالة مُدَّة فَإِن هَذَا التَّدْبِير نعم العون على قطع الدَّم بل لَا يُمكن بِغَيْرِهِ الْبَتَّةَ. وَذَلِكَ أَنه مَا دَامَ يزرق فِي وَجهه لَا يمكنك أَن تستمكن من حَشْو الْجراحَة وَلَا خياطتها وَلَا من وضع دَوَاء عَلَيْهَا وَلَا من شدها وَلَا غير ذَلِك من العلاج.) 3 - (الْأَدْوِيَة المفردة الأولى) الكي إِنَّمَا يقطع بِهِ القشرة الصلبة الَّتِي يحدثها. قَالَ: وَلذَلِك نستعمل الكي فِي وَقت نزف الدَّم بمكاو قد أحميت غَايَة الإحماء لِأَنَّهُ مَا لم يكن كَذَلِك فَإِنَّهُ مِمَّا لَا ينْتَفع بِهِ من منع الدَّم فقد يزِيد انبعاثه لِأَنَّهُ لَا يبلغ أَن يحدث قشرة عميقة قَوِيَّة ويبلغ أَن يسخن الْمَكَان اسخاناً شَدِيدا. قَالَ ج فِي الثَّانِيَة من آراء ابقراط وأفلاطن: إِن الْعُرُوق الضوارب مَتى بترت يَنْبَغِي أَن تشد قَلِيلا مِمَّا يَلِي الْقلب وَمن قريب النَّاحِيَة الْأُخْرَى أَيْضا وَأَنا أرى أَنه يحْتَاج إِلَى ذَلِك لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون يتَّصل من أَسْفَله شريان آخر فَيكون لَهُ اتِّصَال بِالْقَلْبِ فَلذَلِك من الحزم شده من الناحيتين.

الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من ابيذيميا: الشد الْغَيْر الشَّديد يهيج انبعاث الدَّم والشديد جدا إِذا كَانَ فَوق الْجراحَة قطعه. قَالَ: جَمِيع أَصْنَاف العلاج الَّتِي يعالج بهَا نزف الدَّم الظَّاهِر الْأَدْوِيَة والفتل حَيْثُ يُمكن والرطوبة البيضية وَشد الْعرق نَفسه والكي. فَإِذا كَانَ ضَرْبَان أَو وجع حاد أَو وجع شَدِيد لم يُمكن فِيهِ لَا دَوَاء حاد وَلَا رِبَاط وَلَا السَّابِعَة من الثَّامِنَة قَالَ: إِذا حدث الغشي انْقَطع جرية الدَّم. والمحجمة تقطع الدَّم من الرعاف وَمن الرَّحِم وَمن المقعدة وَمن جَمِيع الْمَوَاضِع إِذا وضع بحذائها وَشد الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وَأَنا أعلق المحجمة على الْقَفَا مَتى أسرف الرعاف وأبرد الرَّأْس جُزْءا وَذَلِكَ بعد الفصد والمحاجم أَسْفَل. قَالَ: وَقد رَأَيْتُمُونِي كَيفَ أَشد وَذَلِكَ أَنه يجب أَن يوضع أول الشد فِي الْموضع الَّذِي يجْرِي مِنْهُ الدَّم ويشد ويمد بِهِ إِلَى الْمَوَاضِع الَّتِي مِنْهَا ينصب. قَالَ: وَرُبمَا أكتفي بِحَبْس الدَّم إِذا كَانَ ضَعِيفا بِأَن تُوضَع الْيَد على فَم الْجراحَة أَو الْعرق سَاعَة جَيِّدَة فيجمد علق الدَّم فِي فوهة الْجرْح وَيصير مَانِعا لجري الدَّم. الْيَهُودِيّ قَالَ: مَتى سَالَ من إِنْسَان دم كثير من رُعَاف أَو عرق انفجر وَتبع ذَلِك غشي وفواق مَاتَ سَرِيعا فَإِن لم يعرض الغشي لَكِن عرض فوَاق وقيء وخلفة وَتبع ذَلِك رُعَاف مَاتَ أَيْضا. فِي كتاب الْهِنْد: مِمَّا يحبس الدَّم أَن ينعم دق زبد الْبَحْر وينثر عَلَيْهِ ويشد. بولس قَالَ: إِذا كَانَ النزف من عرق صَغِير فرم قطعه بالأدوية وَإِن كَانَ لَهُ عظم كَبِير فشقه وعلقه بصنارة والوه وَإِن شدّ مَا يَلِي الكبد ثمَّ ضع على الْموضع الدَّوَاء الملتحم) وَكَذَلِكَ فِي الشريان إِلَّا أَن يكون عَظِيما فيضطر إِلَى قطعه بنصفين وَإِنَّمَا يقطع بنصفين إِذا كَانَ يرْتَفع من عرق كَبِير فِي عُضْو لحم فَإِنَّهُ يَتَقَلَّص حِينَئِذٍ وينضم اللَّحْم عَلَيْهِ من طَرفَيْهِ. انطيلس فِي فتوق الشريانات قَالَ: إِن الشريانات تنفتق فِي الْعُنُق والأربية والمأبض فَيعرض من ذَلِك ورم لين تدخل الْأصْبع إِذا غمز وَيرجع وَله نبض الشريان وَقد يعرض ذَلِك من الفصد إِلَّا أَن الْعَارِض من الفصد مستدير وَالْآخر مستطيل. قَالَ: وَالَّذِي من الفصد إِذا غمز عَلَيْهِ دخل بِصَوْت. قَالَ: والعارض مِنْهُ فِي الْإِبِط والأربيتين والعنق مَكْرُوه خطر العلاج لعظم هَذِه الشرايين. فَأَما الْعَارِض فِي الْأَطْرَاف وَفِي الرَّأْس فَإنَّا نعالجها. قَالَ: وَإِذا كَانَ مِقْدَاره عَظِيما أَيْن كَانَ فعلاجه خطر وَتَركه أصلح. قَالَ: يشق الشريان فِي موضِعين خلف الورم وقدامه ويشق الْجلد ويمدد بالصنانير ويكشف عَن الشريان غشاؤه ويمدد إِلَى فَوق وَتدْخل فِيهِ ابره بخيط كتَّان ثمَّ يقطع الْخَيط حَتَّى يصير لَهُ أَرْبَعَة رُؤُوس ويشد شداً محكماً يفعل ذَلِك عَن جَنْبي الورم وَبعد ذَلِك يفصد الورم حَتَّى يخرج مَا فِيهِ من الدَّم وَيقطع فضل الْجلد وَإِن كَانَ كثيرا ويعالج الْجَمِيع بالمراهم.

لي أَنا أرى أَلا يقرب هَذَا العلاج الْبَتَّةَ والنفع فِي هَذَا أَن يعرف هَذِه الفتوق وَتحفظ ويتولى عَلَيْهَا الشق. بولس: وَقد تعرض هَذِه الفتوق قَصَبَة الرئة وعلاماتها هَذِه العلامات بِأَعْيَانِهَا من رُجُوع الدَّم وَخُرُوجه فَامْتنعَ من علاجه بالحديد لِأَن هَذِه أوردة وَاسِعَة قَوِيَّة النفخ. وَقد تكون على قَصَبَة الْخَامِسَة من قاطاجانس: أَنه يقطع الدَّم قطعا عجيباً قلقطار عشرُون دقاق الكندر ثَمَانِيَة عشر علك يَابِس ثَمَانِيَة صَبر مثله راتينج أَرْبَعَة جبسين مسحوق منخول بحريرة خَمْسَة عشر نورة أَرْبَعَة ينعم سحقه ويعالج بِهِ. الثَّانِيَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: مَتى انثقب وَاحِد من الْعُرُوق الضوارب الَّتِي فِي الْفَخْذ وَالرجل ثقباً وَاسِعًا لم يُمكن أَن يعِيش صَاحبه. 4 (مَنْفَعَة النبض) قَالَ: وَأي غرق ضَارب ذِي قدر شقّ فَإِنَّهُ يستفرغ مِنْهُ جَمِيع الدَّم الَّذِي فِي الْبدن إِن لم يمْنَع. لي لَيْسَ يرى أَنه يستفرغ من الصغار وَكَذَلِكَ رَأَيْنَاهُ نَحن فَإنَّا رَأينَا شرايين صغَارًا كَثِيرَة لَا يزَال يخرج مِنْهَا الدَّم حَتَّى يضعف ثمَّ يسْتَقرّ وَلَا يخرج مِنْهُ دم. الثَّامِنَة من صناعَة التشريح قَالَ: قطع الْعُرُوق عرضا يقطع نزف الدَّم الْبَتَّةَ إِن كَانَ الْموضع لحيماً كثير اللَّحْم وَذَلِكَ أَن الْعرق يَتَقَلَّص وَيصير ذَلِك اللَّحْم بِوُقُوع بعضه على بعض غطاء من التشريح قَالَ فِي التَّاسِعَة: الدَّم الَّذِي ينبعث من قطع الشرايين الَّتِي خَارج قحف الرَّأْس يقطع بِأَهْوَن شَيْء بِأَن تشده. لي وَكَذَلِكَ كل شريان عَظِيم. من الْخَامِسَة من قاطاجانس: شب سِتَّة عشر مِثْقَالا عفص سِتَّة عشر مِثْقَالا زاج ثَمَانِيَة مَثَاقِيل زرنيج أصفر خَمْسَة نورة ثَمَانِيَة مذا الدَّوَاء يحرق ويكوي وَيمْنَع الدَّم منعا قَوِيا من الْأنف والمقعدة وَنَحْوهَا. قَالَ جالينوس: اسْتعْمل فِي نزف الدَّم الفتيلة حَيْثُ يُمكن. لي فَلذَلِك يَنْبَغِي فِي فصد الشريان أَلا يقتصلا على أَن تضع دَوَاء جالينوس وضعا على الْعرق وَلَكِن تتَّخذ فَتِيلَة على المجس ولوثها فِيهِ واغمزها فِي الْجرْح أَكثر مَا تهَيَّأ ثمَّ ضع فَوْقهَا الرِّبَاط وعالج على مَا ذكرنَا. مُفْردَة جالينوس: الباقل مَتى شقّ بنصفين وَوضعت انصافه على الْمَوَاضِع الَّتِي علق عَلَيْهَا العلق قطع نزف الدَّم مِنْهَا بعد أَخذ العلق. ماسرجويه: دم الْأَخَوَيْنِ يحبس الدَّم. لي مَتى رَأَيْت الْعرق الضَّارِب بعد مَا تشد بخيط أَو تضع الْيَد عَلَيْهِ من نَاحيَة الْقلب

ينبض فَاعْلَم أَنه يتَّصل بِهِ شريان من فَوْقه فشده من الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا. وَإِن سكن نبضه الْبَتَّةَ فيكفيه الشد من نَاحيَة الْقلب فَقَط. آراء ابقراط السَّادِسَة قَالَ: الدَّم الَّذِي فِي الشريان على الْأَكْثَر أرق وَأَشد حمرَة وَرُبمَا كَانَ فِي الندرة أغْلظ وَأَشد سواداً وَهُوَ فِي جَمِيع الْحَالَات أَشد حرارة من الَّذِي فِي الْعُرُوق.) قَالَ: وَالدَّم الَّذِي فِي الْبَطن الْأَيْمن من الْقلب مثل الَّذِي فِي الْعُرُوق لِأَنَّهُ لم يقبل تغير الْقلب بعد فَأَما الَّذِي فِي الْأَيْسَر فعلى مَا وَصفنَا فِي الشرايين. لي على مَا رَأَيْت: أَن الشد الَّذِي يَأْمر بِهِ قدماء الْأَطِبَّاء أَن تشد الْيَد من الْكَفّ إِلَى الْإِبِط وَالرجل من الْقدَم إِلَى الأربية على مَا فهم عَنْهُم المحدثون خطأ عَظِيم وَذَلِكَ أَن الْقَصْد فِي هَذَا أَن يحتبس دم كثير فِي هَذِه الْعُرُوق فَإِذا شددت هَذِه اجْمَعْ زَاد النزف لِأَنَّهُ يعصر جَمِيع الدَّم إِلَى مَوضِع أضيق لَكِن يشد عِنْد الْإِبِط وَيتْرك الْعَضُد وَسَائِر الساعد وَكَذَلِكَ الرجل فَإِن بِهَذَا الْوَجْه يمتلىء عروق هَذِه دَمًا كثيرا فَيقبل النزف ضَرُورَة. لي لَا شَيْء أصلح حَيْثُ يُمكن أَن تدخل فَتِيلَة فِي رَأس الْجرْح وَيكون تملؤها مَلأ محكماً فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وخاصة فِي فصد الشريان وَرَأَيْت مرّة شرياناً فصد فَوضع رجل اصبعه على فَم الْعرق مُدَّة طَوِيلَة نَحْو ثَلَاث سَاعَات وصابر ذَلِك فَلَمَّا رفع عَنهُ لي يسل الدَّم وَكَانَ قد جمد فِي الفوهة علقَة صلبة. وَلَيْسَ يُمكن بالشد هَذَا لِأَن الشد إِذا لم يكن شَدِيدا سَالَ الدَّم وَإِن كَانَ شَدِيدا هاج الوجع حَتَّى لَا يُمكن أَن يَزُول إِلَّا بالمبردة. لي الإسفنج الْخلق قَالَ ج: إِن رجلا من معلميه كَانَ يسْتَعْمل الإسفنج الْخلق المحرق فِي الْجرْح الْعَارِض عِنْد الْإِبِط فَكَانَ يعده ليَكُون يتهيأ لَهُ فِي وَقت حَاجته وَهُوَ يَابِس لَا نداوة فِيهِ الْبَتَّةَ وَقد كَانَ أَكثر ذَلِك يَسْتَعْمِلهُ فِي هَذِه الْجِرَاحَات بِأَن يغمسه فِي الزَّيْت ويشعل فِيهِ النَّار ويضعه عَلَيْهِ ليقوم مقَام الكي وَيصير رماد الإسفنجة مَانِعا من النزف فيجتمع الْأَمْرَانِ جَمِيعًا. بَوْل الْإِنْسَان إِذا عتق وَجعل على رماد الْكَرم وَوضع على مَوضِع سيلان الدَّم قطعه فِيمَا قَالَ اطهورسفس. القرطاس المحرق فِيمَا ذكر بديغورس يقطع الدَّم البرشياوشان يقطع نزف الدَّم. د: جبسين وغبار الرَّحَى بَيَاض الْبيض ووبر الأرنب يتَّخذ ضماداً لنزف الدَّم. ج: الْحجر إِن سحق وذر على مَوضِع النزف قطع الدَّم. الطين الْمَخْتُوم وطين ساموش الْمُسَمّى بالكوكب قَالَ جالينوس من كل وَاحِد يسْتَعْمل فِي انفجار الدَّم. د: الكندر يقطع نزف الدَّم من أَي مَوضِع كَانَ من حجب الدِّمَاغ. وَقَالَ: الكزبرة الْيَابِسَة مَتى قليت وسحقت ونثر مِنْهَا على مَوضِع جرى الدَّم حَبسته بِخَاصَّة فِيهَا عَجِيبَة.

ابْن ماسويه: ورق النّيل يمْنَع سيلان الدَّم. د: ورق السرو مَتى انْعمْ دقه وضمد بِهِ الْجِرَاحَات قطع الدَّم وَكَذَلِكَ الاهرنج. وَقَالَ: العفص المحرق المطفأ بالخل وَالْملح يقطع نزف الدَّم. رماد العفص قَاطع للدم وَيجب أَن يحرق على فَحم ثمَّ يطفأ بخل. نسج العنكبوت يقطع الدَّم من أَيْن سَالَ. د: عصارة عصى الرَّاعِي يقطع نزف الدَّم إِذا شرب من حَيْثُ كَانَ. وَقَالَ: حكاك الأسرب يقطع نزف الدَّم الشب يقطع نزف الدَّم. ورق الينبوت إِذا ضمدت الْجِرَاحَات بِهِ مدقوقاً قطع نزف الدَّم من الْجراح الطرية. رماد الضفادع مَتى ذَر على الْجراحَة قطع الدَّم. د: مَتى ضمد بورق الْخلاف الطري منع انفجار الدَّم. وَقَالَ: الْخلّ قَاطع لنزف الدَّم شرب أَو جلس فِيهِ أَو صب عَلَيْهِ. وَقَالَ: مَتى صب الْخلّ الَّذِي فِيهِ ملح كثير وَقد عتق أَيَّامًا وَهُوَ سخن منع النزف. اسحاق: مَتى انفجر الدَّم من أَي عُضْو كَانَ فضع الْيَد على فَم الْجرْح عرقاً كَانَ أَو غير ذَلِك واكبسه كبساً رَفِيقًا لَا يؤلمه والبث كَذَلِك مُدَّة طَوِيلَة فَإِنَّهُ يجمد عَلَيْهِ علقَة تقطع الدَّم فَإِن لم يَنْقَطِع بذلك فأجود مَا تقطعه بِهِ وأحمده عَاقِبَة: كندر جُزْء صَبر نصف جُزْء يجمعان ويعجنان ببياض الْبيض حَتَّى يصير فِي قوام الْعَسَل ثمَّ يغمس فِيهِ وبر الأرنب الَّذِي فِي غَايَة اللين وَيُوضَع مِنْهُ شَيْء كثير على الْموضع كُله الَّذِي فِيهِ الْجرْح ويشد بعصابة تلف أَولا أَربع لفات أَو خمْسا على ذَلِك الْعُضْو نَفسه مَوضِع الْجراحَة ثمَّ يمر بالشد نَحْو أصل الْعرق وَلَا يحل ثَلَاثَة أَيَّام فَإِن وجدت بعد الثُّلُث الدَّوَاء مُتَعَلقا بِالْجرْحِ وضعت أَيْضا حوله كَمَا يَدُور من الدَّوَاء تذره عَلَيْهِ ببياض الْبيض أَو تبله وَتَذَر عَلَيْهِ الدَّوَاء وَمَتى وجدته قد تَبرأ من نَفسه فضع يدك على أصل الْعرق واغمز عَلَيْهِ بِرِفْق لِئَلَّا يخرج مِنْهُ شَيْء وبل الدَّوَاء قَلِيلا قَلِيلا وضع عَلَيْهِ وَليكن هَذَا دأبك حَتَّى ينْبت اللَّحْم فِي فيمَ الْعرق. وَمِمَّا يقطع الدَّم: العفص المحرق والجبسين إِذا خلطا ببياض الْبيض وغبار الرَّحَى وَجعل عَلَيْهِ مَعَ قطن أَو وبر الأرنب. يقطع الدَّم الْجَارِي من فصد فِي الْفَم أَو جِرَاحَة بطبيخ العفص والسماق والخل وَالْملح الْعَتِيق وَمن المقعدة مَا ذَكرْنَاهُ فِي بَابه وَكَذَلِكَ من الرعاف. وَإِن كَانَ الدَّم فِي عُضْو لَا يلْحقهُ الْيَد فالأجود فِيهِ أَن ينصب شكله وَلَا يكون مؤلماً. دَوَاء يقطع الدَّم من الْجِرَاحَات يتَّخذ من الصَّبْر وقشور الكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وأنزروت ببياض الْبيض وَشعر أرنب. مخدر لانفجار الشريان: انزروت مر دم الْأَخَوَيْنِ يجمع ويحشى ويشد. من الْكَمَال والتمام: استخراد يُؤْخَذ صَبر وقشور الكندر بِالسَّوِيَّةِ وزاج نصف جُزْء وَقِرْطَاس محرق مثله وطين مختوم ثلث جُزْء وأفيون خمس جُزْء وقافيا نصف جُزْء مر ثلث جُزْء وَيصير على الْموضع بنسج العنكبوت ويكبس بِهِ ثميغمس وبر الأرنب فِي بَيَاض الْبيض

ويلوث فِيهِ ويشد نعما وَلَا يحل مَا أمكن فِي الشتَاء خَاصَّة فَأَما فِي الصَّيف فَيجب أَن لَا تبطىء لشدَّة الْحر. وَمن عِنْدِي ببياض بيض ونورة لم تطفىء فَتضْرب ولوث فِيهِ وبر الأرنب وخيوط ثوب كتَّان. قَالَ: وَيجْعَل على الْموضع ويطلى بِهِ خرقَة نعما وَيجْعَل فَوْقه ويشد فَإِنَّهُ عَجِيب جدا. من الْكَمَال والتمام: يغمس خرقَة كتَّان فِي بَيَاض الْبيض وينثر عَلَيْهَا صَبر وقشور كندر بِالسَّوِيَّةِ وَيجْعَل مِنْهَا فِي فَم الْجرْح ثمَّ تُوضَع الْخِرْقَة عَلَيْهِ أَو اجْعَل على الْجرْح رماد الضفادع. قَالَ: إِذا كَانَ الشق فِي عرق ضَارب أَو غير ضَارب بعد أَن يكون عَظِيما نَفعه انبثاق الدَّم. وَإِن كَانَ فِي غير ضَارب عسر التحامه وَإِن كَانَ فِي ضَارب فَلَيْسَ يُمكن على رَأْي بعض الْأَطِبَّاء أَن يلتحم. وَالدَّم يخرج من الْعُرُوق أما لِأَن أطرافها تتفتح وَإِمَّا لِأَن صفاقها يخرق وَإِمَّا لِأَن الدَّم يرشح مِنْهَا. وصفاق الْعرق يخرق أما لقطع أَو فسخ أَو تَأْكُل. وانفتاح أَطْرَافه يكون أما بِسَبَب ضعف الْعُرُوق وَإِمَّا لِأَن دَمًا كثيرا سَالَ إِلَى جِهَة أَسْفَلهَا دفْعَة وَإِمَّا لِأَن شَيْئا حاراً من خَارج يلقى هَذِه الْأَطْرَاف. وَرشح الدَّم يكون إِمَّا عِنْد مَا يتخلخل ويتسخف صفاق الْعُرُوق أَو يرق ويلطف الدَّم وَقد يكون ذَلِك فِي بعض الْأَوْقَات من أجل أَن عروقاً صغَارًا تنفتح أفواهها والأسباب الَّتِي يعرض مِنْهَا الْقطع والتخلخل كلهَا حارة وَالَّتِي يعرض مِنْهَا الرض ثَقيلَة وَالَّتِي يعرض مِنْهَا الْفَسْخ تكون على جِهَة التمدد والتمدد يكون لشدَّة الْفِعْل مثل حمل ثقيل أَو صَيْحَة أَو لِكَثْرَة مَا فِي تجويف الْعُرُوق أَو لشَيْء يَقع عَلَيْهَا فَإِنَّهُ يعرض للعرق إِذا وَقع عَلَيْهِ شَيْء مثل مَا يعرض للركوة المملؤة إِذا أرسل عَلَيْهَا حجر عَظِيم فَأنْظر فَإِن كَانَ السَّبَب الْفَاعِل لخُرُوج الدَّم عَن الْعُرُوق قد بَطل فاقصد للمرض فَقَط. وَإِن كَانَ بَاقِيا فاقصد إِلَيْهِ. مِثَال ذَلِك: إِن خُرُوج الدَّم إِذا كَانَ من ضَرْبَة أَو صَيْحَة بَطل السَّبَب فَعَلَيْك بعلاج الْمَرَض وَإِن) كَانَ من امتلاء فَيجوز أَن يكون الْعرق فِي ذَلِك الْوَقْت دَائِما فَيفْسخ مَا دَامَ ذَلِك الامتلاء مَوْجُودا فاقصد فِي هَذَا السَّبَب إِلَى استفراغ دم كثير أَولا ثمَّ صر إِلَى علاج الْموضع. وَقطع الدَّم يكون إِمَّا بِأَن تحتال للجرح أَن يَنْضَم أَو ينْتَقل الدَّم عَن الْعُضْو الَّذِي يسيل إِلَى غَيره وَذَلِكَ أَنه إِن دَامَت جرية الدَّم على حركته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا مُنْذُ أول أمره وَبقيت فوهة الْعرق مَفْتُوحَة مَاتَ العليل قبل انْقِطَاع الدَّم. وفوهة الْجراحَة وَالْعُرُوق تنضم إِمَّا بضَمهَا بِالْيَدِ إِذا وصل إِلَيْهَا وَإِمَّا بالرباط وَإِمَّا بالأدوية الْبَارِدَة القابضة وتكشط إِذا جمد فمها وَإِمَّا بأَشْيَاء تلقى عَلَيْهَا من خَارج مثل الْأَدْوِيَة المغرية. وَالَّتِي تحدث محترقة إِمَّا بالبارد وَإِمَّا بالأدوية الكاوية. وَأما نقل الدَّم عَن الْعُضْو فَيكون مرّة إِلَى أقرب الْمَوَاضِع إِلَيْهِ وَمرَّة إِلَى جِهَة الْخلاف. مِثَال ذَلِك: أَنه إِذا كَانَ الدَّم يسيل من الْفَم فاجتذابه إِلَى أقرب الْمَوَاضِع يكون بِأَن تميله

إِلَى الْأنف أَو إِلَى الْجِهَة الْمُخَالفَة بِأَن تميله إِلَى أَسْفَل مثل الْعَضُد فِي الْيَد أَو إِلَى الرجل وَذَلِكَ يكون بِغَيْب الاستفراغ أَيْضا بالجذب فَقَط كَمَا تُوضَع المحجمة على أَسْفَل الْبدن لدرور الطمث وعَلى الطحال والكبد للرعاف. فَإِن المحجمة الْعَظِيمَة إِذا علقت على الطحال والكبد للرعاف قطعته. فالتي من الْجَانِب الْأَيْمن للكبد وَالَّتِي من الْجَانِب الْأَيْسَر للطحال. وَمَتى كَانَت من الْجَانِبَيْنِ قطعت من الْجَانِبَيْنِ. وَإِن ان الرعاف لم يجِف بِالْقُوَّةِ فصد العليل من مأبض الْيَد المحاذية للمنخر الَّذِي يخرج مِنْهُ الرعاف وَيخرج لَهُ من الدَّم مِقْدَار يسير وينتظر بِهِ سَاعَة ثمَّ يخرج لَهُ أَيْضا وينتظر ثمَّ يعاود بِحَسب مَا يكون من الْقُوَّة. وَمن عَظِيم علاج نزف الدَّم أَن ينصب الْعُضْو فَوق بعد أَلا يكون عَلَيْهِ من هَذِه النصبة وجع وَلَا يكون الْعُضْو منكباً وَمَتى خضرت قطع عرق ظَاهر فضع اصبعك من ساعتك عَلَيْهِ واغمزه غمزاً رَفِيقًا لَا يوجع وامكث سَاعَة فَإِن ذَلِك ربح أَمريْن أَحدهمَا أَن يبْقى الدَّم فِي الْبدن وَالثَّانِي أَنه إِذا احْتبسَ الدَّم عَن جريته انْعَقَد مِنْهُ فِي الْموضع الَّذِي انخرق فَصَارَ علقَة. فَإِن كَانَ الْعرق غائراً بعيد الْموضع فأجد الْبَحْث مِنْهُ حَتَّى تعلم أضارب هُوَ أم غير ضَارب وَأَيْنَ مَوْضِعه ثمَّ علقه بصنارة ومده إِلَى فَوق وافتله قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا انْقَطع الدَّم بفتاك إِيَّاه فَانْظُر فَإِن كَانَ غير ضَارب فرم قطع سيلان الدَّم بالأدوية من غير رِبَاط الْعرق. وَأفضل الْأَدْوِيَة مَا كَانَ لَهَا) تغرية وسد وَلُزُوم مثل الَّذِي يؤلف من العلك الْمَطْبُوخ وغبار الرَّحَى والجبسين وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ الْعرق ضَارِبًا فَأَما يَنْقَطِع مِنْهُ الدَّم بِأحد أَمريْن أما بِأَن يستوثق مِنْهُ برباط وَإِمَّا بِقطع يبتر نِصْفَيْنِ وَقد يضطرنا الْأَمر مرَارًا كَثِيرَة إِلَى شدّ الْعُرُوق وَإِن كَانَت غير ضوارب مَتى كَانَت عظاماً وَكَثِيرًا مَا يضطرنا إِلَى بترها أَيْضا وَإِنَّمَا يضْطَر إِلَى ذَلِك إِذا كَانَ يصعد من مَوضِع بعيد الْغَوْر صعُودًا مستوياً منتصباً وخاصة إِذا كَانَ ذَلِك فِي مَوضِع من الْجِسْم ضيق وَفِي غير عُضْو من الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة الجليلة الْخطر فَإِن الْعرق إِذْ انبتر تكمش جانباه فيتغطى مَوضِع الْخرق بِمَا يصير فَوْقه من الْأَجْسَام والأحزم أَن ترْبط أصل الْعرق ثمَّ تبتره أَعنِي بِأَصْل الْعُرُوق الْموضع الَّذِي بلي الكبد وَالْقلب وَهَذَا فِي الرَّقَبَة هُوَ الْجُزْء الْأَسْفَل وَفِي الْيَد الْجُزْء الْأَعْلَى وَفِي سَائِر الْأَعْضَاء على مَا تبين فِي التشريح فَإِذا فعلت ذَلِك فبادر فِي انبات اللَّحْم فِي الجروح قبل أَن يسْقط الرِّبَاط من الْعرق فَإِنَّهُ لم يسْبق اللَّحْم النَّابِت فيسفل مَا حول مَوضِع الْخرق من الْعرق الضَّارِب من الدَّم وَبَقِي حول الْخرق مَوضِع خَال حدث فِي ذَلِك الْعُضْو تنولين المجسة فِي جَوْفه دم مخالط لما فِي الْعرق الضَّارِب من الدَّم إِن بط انْبَعَثَ مِنْهُ دم حَاله حَال الأول فِي عسر الاحتباس وَيُسمى ابورسما وَأم الدَّم لذَلِك أرى اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الَّتِي تسد وتغري أَكثر من الَّتِي تكوي وتحدث قشرة وتغطي مَوضِع الْجرْح لِأَن تِلْكَ الْأَدْوِيَة تنْبت اللَّحْم فِي الْجراحَة أسْرع وَيكون مَا ينبته أبعد عَن الْخطر وَأقرب إِلَى الْأَمْن وَذَلِكَ أَن الْأَدْوِيَة المرحقة إِذا اسْتعْملت فِي هَذَا الْموضع كَانَ الْإِنْسَان على خطر إِذا وَقعت تِلْكَ الْعسرَة أَن ينبعث الدَّم ثَانِيَة فأفضل هَذِه الْأَدْوِيَة مِمَّا

اسْتِعْمَاله مَعَ هَذَا فِي انبعاث الدَّم من غشاء الدِّمَاغ لَا خطر فِيهَا أَن يُؤْخَذ كندر جُزْء وصبر نصف جُزْء فتجعلهما ببياض الْبيض كالعسل بعد جودة السحق وَيُؤْخَذ من وبر الأرنب شَيْء لين فلوثه فِيهِ وَضعه على الْعرق المخروق وعَلى القرحة كلهَا وَأكْثر مِنْهُ واربطه بِخرقَة تلف على الْموضع لفات أَولا ثمَّ اذْهَبْ نَحْو أصل الْعرق فِي الْأَعْضَاء الَّتِي يُمكن ذَلِك فِيهَا وَلَا يُمكن فِي كل عُضْو إِلَّا فِي غشاء الدِّمَاغ ثمَّ حل الرِّبَاط بعد الثَّالِث فَإِن رَأَيْت الدَّوَاء لَازِما للجرح لزماً محكماً فَلَا تقلعه وَلَكِن ضع حوله شَيْئا آخر كَأَنَّك تشوى بِهِ فِي ذَلِك الْوَقْت الْوَبر الَّذِي هُنَالك من وبر الأرنب ثمَّ اربطه كَمَا ربطته فِي الْمرة الأولى فَإِن بتر الْوَبر الأول من تِلْقَاء نَفسه من القرحة فاغمز بأصبعك غمزاً يَسِيرا على أصل الْعرق حَتَّى لَا يسيل مِنْهُ دم واقلع الْوَبر الأول وضع مَكَانَهُ آخر وَلَا يزَال هَذَا دأبك حَتَّى ينْبت حول الْعرق لحم بعد أَن تحفظ الْعُضْو فِي هَذَا) الْوَقْت كُله أَن يكون منصباً بِلَا وجع فَإِنَّهُ لَا شَيْء اجلب للنزف والورم من الوجع وَاجعَل هَذَا الدَّوَاء مرّة على مَا وَصفته وَمرَّة اجْعَلْهَا بِوَزْن سَوَاء أَو تزيد فِي الكندر قَلِيلا قَلِيلا أَو اجْعَل مَكَان الكندر قشوره فَإِنَّهُ اقبض والكندر ابلغ فِي اللُّزُوم والتغرية وَمَا كَانَ من الْأَبدَان صلباً فَاجْعَلْ فِي هَذَا الدَّوَاء الصَّبْر أَكثر وَمَا كَانَ أرطب فالكندر أَكثر وَأحد هذَيْن الدواءين يكون أَشد قبضا وَالْآخر أَشد تغرية وَهَذَا أفضل الْأَدْوِيَة وَلِهَذَا أمرت بِاسْتِعْمَالِهِ دَائِما فِي العلاج لانبعاث الدَّم من غشاء الدِّمَاغ وانبعاثه من جراحات الرَّقَبَة حَتَّى إِنِّي استعملته فِي الدَّم المنبعث من الودج من غير أَن اربط الْعرق برباط وَيجب أَن تعالج هَذَا العلاج بتؤدة ورفق وتبتدئ فتضع الْيَد على أصل الْعرق وتضبطه شَدِيدا وضع بعد ذَلِك الدَّوَاء على الْخرق واربطه إِلَى نَاحيَة أصل الْعرق وَالْغَرَض هَهُنَا هُوَ أَن يكون قد نبت حول الْعرق لحم عِنْد مَا يسْقط عَنهُ الدَّوَاء. فَأَما الْأَدْوِيَة الَّتِي تحدث قشرة فَإِنَّهَا تقوى الْعُضْو وتصلبه وتلحمه أَيْضا عِنْد سُقُوط القشرة بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَ فِي الطَّبْع وَكَثِيرًا مَا يعود انبعاث الدَّم عِنْد سُقُوطهَا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن نَخْتَار الطَّرِيق الأول إِذا كَانَ أَجود عَاقِبَة إِلَّا أَن يضْطَر إِلَى هَذَا بِأَكْثَرَ مِمَّا يضْطَر إِلَيْهِ إِذا كَانَ انبعاث الدَّم بِسَبَب آكِلَة وَقعت فِي الْعُضْو فَإِن الكي هَهُنَا أبلغ وَذَلِكَ أَن اللَّحْم هَهُنَا لَا ينْبت فِيهَا. وَمن هَذِه الْأَدْوِيَة المحرقة فأفضلها لهَذَا العلاج مَا كَانَ مَعهَا مَعَ ذَلِك قبض كالزاج والقلقنت فَأَما الَّتِي لَا قبض فِيهَا كالمتخذة بنورة لم يصبهَا مَاء فَهُوَ أقوى فِي احداث القشرة إِلَّا أَن قشرتها تسْقط سَرِيعا والمتولدة عَن حرق الْأَدْوِيَة القابضة تبقى زَمَانا طَويلا لاصقة بِالْجرْحِ وَهَذَا اصلح كثيرا لِأَن القشرة مَتى طَال مكثها يسْبق نَبَات اللَّحْم تحتهَا قبل سُقُوطهَا فَصَارَت ضماما لفم الْعرق وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن لَا تبادر فِي كشط القشرة وقلعها فَإِن اضطررت إِلَى كشطها فَحَيْثُ يضطرك إِلَى الكي العفن فَقَط واقول: إِن الدَّم المنبعث من الْعُرُوق إِنَّمَا يَنْقَطِع أما لِأَن مَجِيئه إِلَيْهَا يَنْقَطِع وَإِمَّا لِأَن خرقها ينسد وَإِمَّا لَهما جَمِيعًا وَهُوَ أَجود مَجِيء الدَّم فِي الْعُرُوق وَيَنْقَطِع عَنْهَا بغشى يعرض للعليل أَو باجتذاب الدَّم إِلَى ضد النَّاحِيَة أَو تنقله

إِلَى عُضْو آخر وتبريد جملَة الْجِسْم وخاصة الْعُضْو الَّذِي فِيهِ الْخرق وَكَثِيرًا مَا يَنْقَطِع الدَّم من شربة مَاء بَارِد أَو صب الْخلّ الممزوج من خَارج أَو شَيْء مِمَّا شَأْنه أَن يقبض ويبرد. والعلاج فِي الدَّم المنبعث فِي الْعُرُوق الْبَاطِنَة اجتذاب الْمَادَّة إِلَى خلاف النَّاحِيَة ونقلها إِلَى مَوضِع آخر والأطعمة والأشربة المقوية والأدوية القابضة المبردة وَيسْتَعْمل ذَلِك بِحَسب الْأَعْضَاء.) وَقل مَا يعرض أَن يكون انبعاث الدَّم من المثانة والكلى والأرحام قَوِيا كثيرا إِلَّا أَنه من جِهَة طول مكثه لَا يُؤمن سوء عاقبته وَأعرف امْرَأَة كَانَت تنزف أَرْبَعَة أَيَّام فَلم يَنْقَطِع عَنْهَا بِشَيْء من العلاج حَتَّى عولجت فِي الرَّابِع بعصارة لِسَان الْحمل فَإِنَّهَا مَعَ علاجنا لَهَا انْقَطع النزف الْبَتَّةَ. وَهَذِه العصارة نافعة من انبعاث الدَّم إِذا كَانَ بِسَبَب آكِلَة وَيَنْبَغِي أَن يخلط بهَا فِي بعض الْأَوْقَات أَشْيَاء قَوِيَّة بِحَسب مَا ترى وَيُؤْخَذ الدَّلِيل على ذَلِك من كَثْرَة الدَّم لِأَنَّهُ إِن كَانَ ينبعث من عرق عَظِيم فقد يحْتَاج فِي مداواته إِلَى أَشْيَاء قابضة كالجلنار ولحية التيس وسماق وعصارة الحصرم والعفص الغض وقشور الرُّمَّان فَإِن كَانَ انبعاث الدَّم إِنَّمَا هُوَ من عروق صغَار فَهُوَ قَلِيل قَلِيل فَإِن دقاق الكندر ولحي شجر الصنوبر والطين الْمَخْتُوم وَثَمَرَة الشوك الْمصْرِيّ والزعفران وشاذنة وَنَحْوهَا مَعَ شراب اسود قَابض من خِيَار الْأَدْوِيَة ولسان الْحمل وعنب الثعب فَإِن لم تتهيأ هَذِه فَخذ أَطْرَاف الشّجر الْقَابِض فاطبخها وَاسْتعْمل طبيخها وَاسْتعْمل طبيخ حب الآس والزعرور. وَإِذا كَانَ انبعاث الدَّم حدث عَن آكِلَة فَإِنَّهُ فِي أَكثر الْأَمر لَا يكون انبعاثه قَوِيا لكنه قَلِيلا قَلِيلا وَاسْتعْمل فِي هَذَا الْموضع اقراص اندرون وأقراص فراسيون وأقراص بولونداس والأقراص الَّتِي الفتها أَنا فَإِنَّهَا من جنس هَذِه إِلَّا أَن هَذِه أقوى وَذَلِكَ لِأَن هَذِه الأقراص تقطع الآكلة وتدفعها واعن مَعَ ذَلِك بجملة الْجِسْم وَإِن كَانَ انبعاث الدَّم قَوِيا فَاسْتعْمل من الْأَدْوِيَة القابضة جدا حَتَّى تقطع ذَلِك قُوَّة الانبعاث ثمَّ اخلط مَعَ هَذِه الْأَدْوِيَة الأقراص الَّتِي ذكرتها ثمَّ استعملها وَحدهَا بِبَعْض العصارات والمياه المطبوخة وَلَيْسَت أَحْمد الْأَدْوِيَة الَّتِي تُوضَع خَارِجا لانبعاث الدَّم مِمَّا يقبض ويبرد من غير أَن يقبض جدا مُطلقًا لَكِنَّهَا كثيرا مَا تفعل جلاء وَيحْتَاج إِلَيْهِ بِأَن تدفع الدَّم إِلَى ظَاهر الْبدن وتملأ الْعُرُوق الْبَاطِنَة. وَأعرف قوما مِمَّن كَانَ الدَّم ينصب من رثاتهم اضربهم تبريد صُدُورهمْ اضرارا بَينا. وَكَذَلِكَ كَانَ قوم ينفثون الدَّم لما بردت معدهم من خَارج اضر ذَلِك بهم وعَلى هَذَا الْمِثَال كثير مِمَّن أَصَابَهُم الرعاف اضر بهم تبريد الرَّأْس اضرارا بَينا وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن تبرد الْأَعْضَاء الَّتِي ينبعث مِنْهَا الدَّم إِلَّا بعد أَن يكون قد رَوَت الدَّم وقلبته إِلَى أَعْضَاء أخر. مِثَال ذَلِك أَنه إِن كَانَ الدَّم ينبعث من المنخرين فصدت صَاحبه أَولا واستعملت فِيهِ الدَّلْك وغمز الْأَطْرَاف وربطها وَتَعْلِيق المحاجم على جَنْبَيْهِ. وَإِذا فعلت ذَلِك ايضا فَلَا تبادر تبريد الرَّأْس لَكِن اجذب مَا قد حصل فِي الرَّأْس إِلَى خلاف الْجِهَة الَّتِي يجْرِي مِنْهَا بِأَن تضع المحاجم) فِي مُؤخر الرَّأْس ثمَّ برد الرَّأْس بعد ذَلِك فَاسْتعْمل فِي إلحام خرق الْعرق

جوامع الغلظ الخارج عن الطبيعة

الطّرق الَّتِي تستعملها فِي إلحام القروح الَّتِي هِيَ خرق اللحوم والخروق الْحَادِثَة عَن عرق ضَارب. وَقد عرف بِالتِّجَارَة انه عسير الالتحام وَمن الْقيَاس. وَذَلِكَ أَن أحد صفاقي الْعرق الضَّارِب شَدِيد اليبس على أَنِّي قد رَأَيْت خرق عرق ضَارب التحم فِي النِّسَاء وَالصبيان فِي الْجَبْهَة والعينين والكعبين والرسغين فَأَما رجل شَاب فَإِنَّهُ لما أحب أَن يفتصد أَكثر عضوه اتّفق ان انْفَتح عرقه الضَّارِب وَظهر فَرَأَيْت الدَّم يثب من سَاعَته وثبا نبضيا وَهُوَ أَحْمَر مستو فبادرت إِلَى شفتي الْجرْح فجمعتهما جمعا شَدِيدا بعناء واستقصاء ثمَّ وضعت عَلَيْهِ دَوَاء مِمَّا يلزق ويغري وَجعلت فَوْقه اسفنجة رطبَة وربطته وأمرته أَن لَا يحل إِلَّا فِي الرَّابِع بحضرتي وتبدل تِلْكَ الإسفنجة كل يَوْم فَلَمَّا حللته وجدت خرق الْعرق نَفسه قد التحم التحاما محكما فَأَمَرته أَن يُعِيد عَلَيْهِ ذَلِك الدَّوَاء بِعَيْنِه والرباط وَلَا يحله أَيَّامًا كَثِيرَة فبرأ هَذَا الرجل. فَأَما سَائِر من رَأَيْته مِمَّن وَقعت بِهِ ضَرْبَة فِي الْعَضُد بالعرق الضَّارِب فكلهم أَصَابَهُم الْعلَّة الَّتِي تعرف بأبورسما فعالج خروق الْعُرُوق الضوارب فغنه لم يبلغ بس صفاقها إِلَى أَلا يلتحم الْبَتَّةَ وخاصة إِن كَانَت فِي ابدان رطبَة. والتحام الْعُرُوق الضوارب اعسر من الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب وأدويتها يجب أَن تكون أجف من أدوية الْغَيْر الضوارب بِفضل يبسه عَلَيْهَا وَكِلَاهُمَا يحتاجان إِلَى أدوية وَاحِدَة بِعَينهَا إِلَّا أَنه يجب أَن يكون أَحدهمَا ايبس. قَالَ جالينوس: قشور الكندر قَوِيَّة التجفيف جدا وَلذَلِك يَسْتَعْمِلهُ فِي انبعاث الدَّم. لي خبرت أَن امْرَأَة قطعت لَهَا جهارك فعولجت ليرقأ دَمهَا فَامْتنعَ فجَاء رجل بثلج فَجعل يُعْطِيهَا قِطْعَة بعد قِطْعَة إِلَى أَن خدر فمها فَأمْسك الدَّم فَاسْتعْمل ذَلِك فِي جَمِيع الْمَوَاضِع وَفَوق الْعُضْو والعرق الَّذِي ينزف لِأَنَّهُ يشد ويكثف وَيَنْبَغِي أَن يجمد الْعُضْو ويخدر حَتَّى يعْمل فِي ذَلِك. وَفِي الرعاف الشَّديد يَنْبَغِي أَن يلْزم ذَلِك الفتق اجْمَعْ وَالرَّأْس الدُّخُول فِي مَاء الثَّلج إِلَى أَن يخضر جملَة الْجِسْم قَاطع للنزف جدا جدا. 3 - (جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة) هَذَا يحدث عِنْدَمَا يلتحم الْجلد الَّذِي فَوق الْعرق الضَّارِب وَلَا يكون خرق الْعرق الضَّارِب قد التحم وانسد وتعرفه من أَنه ينبض وَهُوَ كالفتق يرجع إِذا وضعت الْيَد عَلَيْهِ الدَّم لِأَن ذَلِك الدَّم اجْمَعْ يرجع إِلَى الْعرق. وَيمْنَع الشريان من الالتحام أَشْيَاء مِنْهَا: صلابة جرحه فَإِنَّهُ صلب غضروفي لِأَن نَبَاته من مَوضِع صلب وَهُوَ الْقلب فَكَذَا احْتِيجَ إِلَيْهِ وَلِأَنَّهُ يَتَحَرَّك وَيدْفَع دَائِما وَلَا يَتَحَرَّك يسْتَقرّ فِيهِ وَلَا يزَال يضْربهُ الدَّم كَمَا يضْرب الموج وَلِأَن الْحَرَارَة فِيهِ كَثِيرَة جدا. من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: وَإِذا بَقِي ابورسماعسر حبس الدَّم كالحال فِي الأول. وَقَالَ فِي ابيذيميا: مَتى كَانَ مَعَ انبعاث الدَّم فِي الْعُضْو ورم حَار يضْرب ضربا مؤلما قَوِيا فَلَيْسَ يجب أَن يَجْعَل عَلَيْهِ أدوية تكوى وَلَا شَيْء يلذع أصلا وَلَا أَن يعلق الْعرق بالصنارة فيربط بالخيط وَلَا أَن تدخل فِي الْجرْح فَتِيلَة وَلَا أَن تشد شدا عنيفا وَلَا يُمكن أَن يعالج بِشَيْء إِلَّا بالمغرية والقابضة والشكل الْمُوَافق وَمَتى اجْتمع أَن تكون نصبة الْعُضْو

إِلَى فَوق تهيج الوجع احتجت أَن تجْعَل النصبة بِحَسب ذَلِك فتميل الْعُضْو نَحْو أصعب الْأَمريْنِ أَو تتوسطه فِي ذَلِك وَأَشد مَا يهيج الْعُضْو للوجع إِذا كَانَ فِي الْعُضْو ورم حَار. قَالَ: والشد إِذا لم يكن صلبا جدا فَإِنَّهُ يجلب الدَّم إِلَى الْعُضْو كالحال فِي الفصد فَإِن شدّ شدا جدا منع الدَّم من الجري. قَالَ: الشريان يخزم. لي قد فَكرت فِي هَذَا فيربط حَتَّى يظْهر الشريان ثمَّ يغلق ويشد فِيمَا يَلِي الْقلب فِي موضِعين أَو ثَلَاثَة لتَكون أوثق وَإِن شِئْت خطت مَوضِع الْخرق مِنْهُ ثمَّ جعلت عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة الملحمة وشددته إِلَى أَن يعفن الْخَيط وَتخرج الأخلاط. قَالَ: النّوم يسكن نزف الدَّم من جِرَاحَة. لي الْأَشْيَاء المخدرة تسكن نزف الدَّم وتجلب النّوم مَعًا فَاعْلَم الفضول مَتى خرج من الْبدن دم كثيرا فَإِذا عَرفته فتوقف بِرِفْق حَتَّى تعود هضمه إِلَى مَا يجب ثمَّ اعد إِلَيْهِ بِالْقدرِ الْمُعْتَاد وَذَلِكَ انك إِذا غدوته من أول مرّة قبل الْبُرْء لانت طَبِيعَته أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي لضعف حرارته الغريزية وَفَسَد هضمه. الْفُصُول: إِذا تبع خُرُوج الدَّم الْكثير من الْجِسْم تشنج فَذَلِك من عَلَامَات الْمَوْت لِأَن هَذَا التشنج من استفراغ. وَإِذا حدث بعد نزف الدَّم اخْتِلَاط الذِّهْن وتشنج فَذَلِك ردي وَهَذَا الِاخْتِلَاط) لَيْسَ يكون كثيرا قَوِيا لكنه يشبه الهذيان وَمَتى اجْتمع إِلَى هَذَا الهذيان تشنج فَلَيْسَ يبرأ صَاحبه الْبَتَّةَ واختلاط الذِّهْن وَحده دَلِيل ردي وَأكْثر من رداءة التشنج وَإِن كَانَ الِاخْتِلَاط فليغريوس قَالَ: وبر الأرنب خُذْهُ من بطن الأرنب فَإِنَّهُ الْجيد الناعم. لي حَدثنِي رجل إِنَّه أَصَابَهُ فصد وَاسع فِي شريانه فجَاء رجل فلف قطنة على مجسة ثمَّ لوثه بريقه فِي الذرور الْأَصْفَر ودسه فِي الْجراحَة دسا جيدا ثمَّ ضمه برفادتين من الناحيتين وشده شدا بِضَم الرفادتين وَتَركه فالتحم وتخلص وَأَنا أرى أَن يكون بدل الْقطن وبر الأرنب ويبل ببياض الْبيض ويلوث فِي الصَّبْر والكندر وَمَتى لم يُوجد وبر الأرنب فَإِن نسج العنكبوت مثله وأجود مِنْهُ ثمَّ يَجْعَل فَوْقه أَيْضا مِنْهُ ثمَّ يضم بالرفائد ويشد وَإِن شِئْت فلف نسج العنكبوت على مجس ولوثه فِي بَيَاض الْبيض والنورة ودسه فِيهِ وَأَنا أرى أَن تقعد من قد أَصَابَهُ نزف فِي مَاء الثَّلج حَتَّى يخدر بدنه واسقه افيونا وَنَحْوه مِمَّا يبرد جدا ويغلظ الدَّم. لي اذكر حَدِيث هَاشم فِي وضع الثَّلج على آخر الدِّمَاغ. انْتهى السّفر الرَّابِع من كتاب الْحَاوِي وَهُوَ السّفر التَّاسِع والعاشر على مَا رتبه مُؤَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ ويتلوه فِي الْحَادِي عشر فِي القروح الَّتِي تتعفن والقروح الخبيثة والقروح الردية والودكة وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا انتسخ بِمَدِينَة طليطلة حرسها الله لخزانة الْوَزير الْأَجَل الخضل الطَّالِب الْأجر الأطول أبي الْحجَّاج يُوسُف بن الشَّيْخ المرحوم المكرم أبي إِسْحَاق بن نخميش. انْتهى الْجُزْء الثَّانِي عشر وَقد وَقع الْفَرَاغ من طبعه يَوْم الْخَمِيس الْخَامِس وَالْعِشْرين من شهر شعْبَان الْمُعظم سنة هـ راير سنة م وَصلى الله تَعَالَى على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه اجمعين آمين

(فارغة)

بسم الله الرحمن الرحيم

(الْجُزْء الثَّالِث عشر) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (فِي الرض وَالْفَسْخ والقروح فِي أَعْضَاء التناسل وَغَيرهَا)

(فارغة)

(الرض وَالْفَسْخ) (الَّذِي ينشق مِنْهُ دَاخِلا وعلاج القروح فِي أَعْضَاء التناسل) (والمقعدة وَفِي جراحات العصب والعضل وَالْوتر والربط وَفِي علاج) (رض العصب وَفِي خياطَة جِرَاحَة الْبَطن والمراق والأمعاء وَفِي)) (الثرب والقرحة الَّتِي جنب الشريان وَفِي إدمال القروح وَفِي تولد) (الْعُرُوق فِي القروح وَفِي عسر التحام الْجِرَاحَات وسهولتها بِحَسب) (الْأَعْضَاء وعلاج الْعِظَام الْفَاسِد وَفِي خُرُوج الثرب وجمل الْعِلَل) (المراقية من برْء القروح وَفِي جراحات الدِّمَاغ والخراجات الْحَادِثَة) (فِي دَاخل الْأذن وَفِي قوانين علاج القروح الْبَاطِنَة ونزف الدَّم من) (بَاطِن الْبدن وَفِي الآكلة فِي الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة وَبَعض القَوْل فِي نزف دم) (الطمث وعلاج طفر الدَّم ورشحه وَبَعض القَوْل فِي قُرُوح الصَّدْر) (والرئة وَفِي تنقية الْمدَّة الَّتِي فِي فضاء الصَّدْر وَفِيه قوانين علاج) (القروح الْبَاطِنَة عَامَّة وَفِي القروح الْحَادِثَة فِي قَصَبَة الرئة وَشرب) (اللَّبن لقروح الرئة وَفِي علاج من أَصَابَهُ نفث الدَّم من نزلة وَفِي الدَّم) (وَخُرُوجه من أَسْفَل وَفِيه علاج حرق النَّار وَالْمَاء الْحَار والنفط) (والنفاخات وعلاج الكي وَمَا يقْلع الخشكريشة وَفِيه علاج الْخلْع) (وَالْكَسْر فِي جَمِيع الْأَعْضَاء والوثي.) ألف د ا (الرض وَالْفَسْخ الَّذِي ينشق مِنْهُ دَاخِلا) يَنْبَغِي أَن تجتهد فِي تَحْلِيل ذَلِك الدَّم اللاحج بَين الجلدين حول الْجرْح بالأدوية المرخية وبالتي هِيَ أجف مِنْهَا قَلِيلا وَلَا يكون فِيهَا لذع وَلَا تهيج وَمَتى كَانَ هَذَا الدَّم أبعد من سطح الْبدن جعلت الْأَدْوِيَة أقوى وَأَشد قُوَّة وتقطيعاً وَبِالْجُمْلَةِ يَنْبَغِي أَن تكون الْأَدْوِيَة أقوى فعلا بِمِقْدَار غور الدَّم الْفَاسِد وَمَا كَانَ من هَذِه الْعلَّة على هَذِه الصّفة فالمحجمة تَنْفَعهُ وَذَلِكَ أَنَّهَا تجتذب بِقُوَّة وعنف فَإِذا تحلل الدَّم الَّذِي خرج عَن مَوْضِعه فَأقبل حِينَئِذٍ على الشق الَّذِي مَعَ الْفَسْخ بالأدوية المجففة والربط وَبِالْجُمْلَةِ فتجمع مَا ترجو بِهِ التحام تِلْكَ الشقوق الْحَادِثَة عَن الرض وَإِن تحلل ذَلِك الدَّم الَّذِي خرج عَن مَوْضِعه سَرِيعا التحم ذَلِك اللَّحْم الَّذِي انْفَسَخ فِي أسْرع الْأَوْقَات وَإِن لم يتَحَلَّل ذَلِك إِلَّا فِي زمَان طَوِيل تولد فِي الْفَسْخ على طول الْمدَّة وضر كثير وَصَارَ فِيمَا بَين شفتي الشقوق الَّتِي فِيهِ تمنع من التحام الْفَسْخ التحاماً جيدا فَلَا يَنْبَغِي أَن يغرك ذَلِك الإلحتام الضَّعِيف فَإِنَّهُ مَتى عرض للعليل أَن يحم أَو يعْمل ذَلِك الْعُضْو عملا شاقاً يجد فِيهِ من سَاعَته وجعاً وَذَلِكَ أَن شفتي الشقوق الْحَادِثَة فِي الْفَسْخ لم تلتحم بل إِنَّهَا نشبت أَحدهَا بِالْأُخْرَى على طَرِيق الْمُجَاورَة وَلِهَذَا صَارَت تفترق من أدنى سَبَب وَيخرج مِنْهَا صديد رَقِيق يبْقى بَين الجلدين على مِثَال مَا خرج فِي أول الْأَمر الدَّم وَلذَلِك تكون هَذِه الْعلَّة الْأَخِيرَة تنْحَل أسْرع من الأولى لرقة ذَلِك الصديد. ألف د لي وَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن هَذَا الْفَسْخ هُوَ الَّذِي يعرض للحم دَاخِلا أَن يتفرق اتِّصَاله وَأما ظَاهر الْبدن وَالْجَلد فيتصل على حَاله فَيكون فِي الْمثل كلهَا حركات باطنة والأدوية المجففة تُوضَع عَلَيْهِ بعد أَن ينْحل ذَلِك الدَّم لِئَلَّا يعسر وَيمْنَع تحلل ذَلِك الدَّم لِأَن ذَلِك الدَّم اللاحج إِن بَقِي عفن وَصَارَت مِنْهُ قرحَة فتريد أَن تحلل ذَلِك الدَّم ثمَّ تضع على الْعُضْو أدوية مجففة حَتَّى تلتحم تِلْكَ الشقوق الَّتِي عرضت فِي اللَّحْم وَلَيْسَ هَذَا مثل الَّذِي ذَكرْنَاهُ وَلَا الَّذِي يَفْتَحهُ لِأَن ذَلِك هُوَ جِرَاحَة وشق ظَاهر من فسخ. جمل مَا تقدم الْمقَالة الْخَامِسَة قَالَ جالينوس: أُرِيد أَن أذكر جمل مَا قَتله فِي الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة بإيجاز فَأَقُول: أَن القرحة الغائرة الَّتِي تحْتَاج إِلَى أَن ينْبت فِيهَا لحم تحْتَاج إِلَى أدوية تجفف تجفيفاً يَسِيرا وتجلو باعتدال والقروح الَّتِي تحْتَاج إِلَى أَن تلتحم أَعنِي الَّتِي إِنَّمَا هِيَ شقّ فَقَط تحْتَاج إِلَى أدوية أَشد تجفيفاً من المنبتة للحم وَأَن يكون عديمة الْجلاء يسيرَة الْقَبْض وَالَّتِي تحْتَاج إِلَى أَن تدمل تحْتَاج إِلَى مَا يجفف تجفيفاً قَوِيا وَيقبض قبضا شَدِيدا أَشد من الملحمة. فَأَما الَّتِي فِيهَا) لحم زَائِد فتحتاج إِلَى أدوية حادة أكالة وَهِي ضَرُورَة حارة

يابسة. فَإِن كَانَ مَعَ القرحة عرض آخر وَلم تكن ساذجة بسيطة فاستخرج المداواة من نفس ذَلِك الْعرض فَإِن كَانَ وضرا مجتمعاً فِيهَا فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أدوية تقلعه وتستنظفه وَمَا هَذِه سَبيله. يَنْبَغِي أَن يكون أَكثر جلاء من المنبتة للحم. وَإِن كَانَت فِي القرحة رُطُوبَة كَثِيرَة ظَاهِرَة فَلْيَكُن الدَّوَاء أَشد تجفيفاً وَلَكِن لَا يبلغ من التجفيف أَن يُفَارق نوع الْخَاص بِهِ. فَأَما إِن كَانَ فِي لحم القرحة سوء مزاج فَيَنْبَغِي أَن يقْصد أَولا لعلاج ذَلِك السوء ألف د المزاج. فَإِن كَانَ اللَّحْم قد يبس بِأَكْثَرَ من طبعه رطبته وَكَذَلِكَ فَافْهَم فِي جَمِيع الكيفيات مُفْردَة ومركبة وَأَن الْعُضْو الأيبس يَنْبَغِي أَن يجفف أقل فَأَما القرحة الَّتِي هِيَ أرطب فتحتاج إِلَى أَن تجفف أَكثر وَأَن المداواة تقع بِحَسب ذكاء حس الْعُضْو وبلادته وخطره وَضَعفه وَوَضعه وشكله. كتبنَا جَمِيع مَا فِي هَذِه الْمقَالة الْخَامِسَة من بعد هَذَا الْموضع وَهُوَ ابْتِدَاؤُهَا إِلَى آخرهَا هَذَا الَّذِي مِنْهُ يَبْتَدِئ الْآن فِي قوانين القروح الْبَاطِنَة وفيهَا علاج نزف الدَّم من الْعُرُوق ظَاهرا وَبَاطنا.

(القروح فِي أَعْضَاء التناسل والمقعدة) قَالَ: كَانَ رجل يداوي قرحَة رطبَة فِي الكمرة بالأدوية الَّتِي تداوى بهَا القروح فِي سَائِر لحم الْبدن فَلم تنجح فَأَمَرته أَن يداويه بالأدوية الْيَابِسَة يبساً أَكثر فاستعملها فبرأ. وَقَالَ: القروح الَّتِي تحدث فِي الْفروج من الرِّجَال وَالنِّسَاء من غير ورم فليداووا بدواء دامل فضل يبسه على يبس الْأَدْوِيَة الداملة بِحَسب يبس هَذِه الْأَعْضَاء على اللَّحْم وَبَعض القروح الْحَادِثَة فِي الإحليل أحْوج إِلَى كَثْرَة التجفيف وَهُوَ مَا كَانَ قد أَخذ الإحليل كُله مَعَ الكمرة وَبَعضهَا تحْتَاج إِلَى تجفيف أقل وَهِي الَّتِي تكون فِي القلفة وَالَّتِي تكون فِي سَائِر جلدَة الإحليل تحْتَاج إِلَى تجفيف أَكثر من تجفيف الَّتِي تكون فِي القلفة. قَالَ: وَهَذِه القروح الَّتِي فِي الكمرة إِذا كَانَت رطبَة إِنَّمَا تَبرأ بالدواء الْمُتَّخذ بالقرطاس المحرق والشب المحرق والقرع الْيَابِس المحرق وَنَحْوه من الْأَدْوِيَة القوية التجفيف فَأَما الَّتِي من هَذِه قَلِيل الرُّطُوبَة قريب الْعَهْد فالصبر يبرئها وَهُوَ من جِيَاد الْأَدْوِيَة ينثر عَلَيْهَا بعد أَن يسحق يَابسا وَهُوَ أَيْضا يُبرئ القروح الجافة الَّتِي ألف د تكون فِي المقعدة وأشبه شَيْء بِالصبرِ فِي فعله هَذَا القيموليا المغسول بشراب وَإِذا عولج بِهِ يَابسا أَيْضا يقرب مِنْهُ. والمولوندلنا والتوتيا مَعَ إِنَّه لَا قَالَ: فَإِن تهَيَّأ أَن تكون القروح أرطب فعالجها بلحاء شجر الصنوبر الَّتِي تحمل حبا صغَارًا) وبالشاذنة. لي يَعْنِي بأرطب هَهُنَا فِي أبدان أرطب. قَالَ: فَإِن كَانَت قُرُوح لَهَا غور فَبعد أَن تجففها بِمَا وصفت يَنْبَغِي لَك أَن تخلط مَعَ الْأَدْوِيَة من دقاق الكندر مَا يكْتَفى بِهِ فِي إنبات اللَّحْم.

المقالة السادسة

(الْمقَالة السَّادِسَة) (الوجبة والخرق وجراحات العصب) قَالَ: أنزل أَن إنْسَانا أَصَابَته وجبة لم تخرق الْجلد وَجلده بإبرة أَو إشفي أَقُول: أَن هَذَا الرجل إِن كَانَ تَبرأ قروحه وتلتحم سَرِيعا فَإِنَّهُ إِن لم يوضع على هَذِه الوجبة شَيْء لم يندهه مِنْهَا سوء وَإِن كَانَ مِمَّن لَحْمه رَدِيء وَهُوَ الَّذِي لَا يبرأ قروحه إِلَّا بعسر فَأول شَيْء يُصِيبهُ أَن الْعُضْو الَّذِي وَقعت بِهِ الوجبة يوجعه ثمَّ يحدث فِيهِ بعد ذَلِك ضَرْبَان وورم. وَالْعلَّة فِي طيب اللَّحْم بطء حس الْبدن وَقلة امتلاء الْبدن وجودة الأخلاط. وبالضد قد كَانَ لم يحس وتملؤ الْبدن ورداءة الأخلاط. فَإِن مَا كَانَ من الْأَبدَان فِيهِ هَذِه الْخلال أَو بَعْضهَا فَهُوَ مَتى أَصَابَته وجأة يثقب الْجلد فَلَا بُد أَن يحدث لَهُ ورم وَإِذا علمنَا هَذَا نَحن بِهِ لم تضع على الوجأة مَا يلحم كَمَا يوضع على الْجِرَاحَات الطرية لَكِن تضع عَلَيْهِ بعض الْأَشْيَاء المسكنة عَن أَن يوجع ويؤلم وَذَلِكَ أَنه مَتى حدث فِي الْبدن جرح عَظِيم الْخرق فَيَنْبَغِي أَن تخرص الْجلد كُله عَن أَن تداويه بأدوية مَعهَا فضل يبس وَجمع شفتي الْخرق ليلتحم ويندمل فَأَما مَتى حدث فِي الْبدن ثقب ألف د بِرَأْس إبرة أَو نَحْوهَا فمما يَنْبَغِي أَن يعْنى بِهِ بِوَاحِدَة وَهُوَ أَن لَا يدام الْموضع.

3 - (فِي جراحات العصب والعضل وَالْوتر والربط ووضعها) قَالَ: أصَاب رجلا وجأة بحديدة دقيقة الرَّأْس فجرحت الْجلد ووصلت إِلَى بعض عصب يَده فَوضع علها طَبِيب مرهماً ملحماً قد جربه فِي إلحام الْجِرَاحَات الْعَظِيمَة فِي اللَّحْم فورم الْموضع فَلَمَّا ورم وضع عَلَيْهِ أدوية مرخية كضماد دَقِيق الْحِنْطَة وَالْمَاء وَالزَّيْت فعفنت يَد الرجل وَمَات. قَالَ: فَأَما نَحن فَلم تصب أحدا مِمَّن أَصَابَته وجأة فِي عصبه فبادر فتداوى بالأدوية الَّتِي استخرجناها نَحن لجراحات العصب تشنج وَذَلِكَ أَنِّي بنيت فِي علاجها على أَمر قد فهمته وَهُوَ أَنه إِذا أصَاب العصب نخسة فَلَا بُد ضَرُورَة لفضل حسه أَن يَنَالهُ وجع شَدِيد أَكثر مِمَّا ينَال سَائِر الْأَعْضَاء لفضل حسه وَأَنه لَا بُد أَن يرم إِن لم يحتل فِي تسكين الوجع وَمنع حُدُوث الورم وَلذَلِك رَأَيْت أَن الصَّوَاب فِي أَن استنقي وأشقه خوف الالتحام ليخرج مِنْهُ مَا يرشح من مَوضِع) النخسة من الصديد وَأَنا أبادر فأنقي الْبدن من الفضول وأجهد الْجهد كُله أَن لَا يحدث فِي الْعُضْو الَّذِي وَقعت بِهِ الوجأة وجع وَلذَلِك اجتلب أدوية غرضي فِيهَا تسكين الوجع وتفتح الطَّرِيق الَّذِي يجْرِي فِيهِ الصديد. وأحزم الْأُمُور فِي هَذَا الْموضع أَن يُزَاد فِي خرق الْجلد ويوسع مَوضِع الْجرْح ويستفرغ جملَة الْبدن بالفصد إِن كَانَ فِي الْقُوَّة محمل. وَإِن كَانَ الْبدن رَدِيء الأخلاط فلينق بدواء مسهل فبادر فِيهِ فِي أول الْأَمر فَأَما المَاء الْحَار فَإِنَّهُ على أَنه مسكن لوجع سَائِر الأورام غَايَة التسكين فَيَنْبَغِي لَك أَن تعلم أَنه من أضرّ الْأَشْيَاء لجراحات ألف د العصب وَذَلِكَ لِأَن جَوْهَر العصب مَادَّة رطبَة تجمدها الْبُرُودَة وَجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي لكَونهَا كَذَلِك تعفن وتنحل من الْأَشْيَاء الحارة الرّطبَة تبعا وَهَذَا لم أزل أمنع من إِصَابَته هَذِه الْعلَّة من المَاء الْحَار وَلَا أَدَعهُ يقربهُ الْبَتَّةَ وَرَأَيْت أَن النطول إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يكون بِزَيْت حَار لِأَن الزَّيْت إِذا كَانَ بَارِدًا تشبث الْبدن وسد مسامه وَمَتى أدنى إِلَيْهِ وَهُوَ حَار حلل مِنْهُ واخترت من الزَّيْت اللَّطِيف غَايَة اللطف واجتنبت زَيْت الْإِنْفَاق المعصور من الزَّيْتُون الْفَج لِأَن مَعَه قبضا وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنِّي أكره كل زَيْت قَابض هَهُنَا واخترت مِنْهُ مَا يكون قد أَتَت عَلَيْهِ سنتَانِ أَو ثَلَاث لِأَن هَذَا يحلل تحليلاً كثيرا وَلَا يبلغ بِهِ الْأَمر إِلَى أَن يخرج عَن أَن يكون مسكنا للوجع فَأَما مَا كَانَ أعتق من هَذَا فَإِنَّهُ يحلل أَكثر ويبلغ إِلَى أَنه يصير أقل تسكيناً للوجع. وَأما الْأَدْوِيَة فقصدت مِنْهَا إِلَى أَن يكون معتدلة الْحَرَارَة لَطِيفَة الْأَجْزَاء تجفف تجفيفاً لَا

أَذَى مَعَه فَإِن الْأَدْوِيَة الَّتِي حَالهَا هَذِه الْحَال هِيَ وَحدهَا دون سَائِر الْأَدْوِيَة تقدر على اجتذاب الصديد عَن عمق الْبدن من غير أَن تثور وتهيج وتلذع الْعُضْو الَّذِي يعالج بهَا وَلِهَذَا جعلت أول شَيْء استعملته من الْأَدْوِيَة علك البطم وَاسْتَعْملهُ وَحده وَمَعَ شَيْء يسير من الفربيون أما وَحده فَفِي أبدان النِّسَاء وَالصبيان والأبدان الناعمة وَأما مَعَ فربيون فِي الْأَبدَان الجافة الصلبة اللَّحْم وَكَذَلِكَ اسْتعْملت وسخ الكور وَحده أَيْضا وَمَعَ فربيون وَإِذا تهَيَّأ أَن يكون الْوَسخ صلباً عجنته بِبَعْض أَنْوَاع الزَّيْت اللطيفة وَأما الْأَبدَان الْكَثِيرَة الصلابة فاستعملت فِيهَا السكبينج مَعَ الزَّيْت مرّة وَمرَّة خلطته مَعَ علك البطم وعَلى هَذَا الْمِثَال اسْتعْملت الجاوشير وَأرى ألف د أَن الحلتيت نَافِع أَن اتخذ مِنْهُ دَوَاء لازق على مِثَال مَا اتخذنا نَحن الدَّوَاء الَّذِي يَقع فِيهِ فربيون إِلَّا أَن الحلتيت دَوَاء لم امتحنه بعد بالتجربة لكنه دَاخل فِي جملَة الطَّرِيق الَّذِي بِهِ استخرجت الْأَدْوِيَة الَّتِي قد) امتحنها وَالْقِيَاس سائق فِي اسْتِخْرَاج هَذِه ثمَّ تحقق التجربة ذَلِك فِي ذَلِك وَبِهَذَا الطَّرِيق ظَنَنْت بالكبريت الَّذِي هُوَ لم تصبه نَار أَنه فِي غَايَة لطافة الْأَجْزَاء فَهُوَ نَافِع فِي جراحات الأعصاب فخلطت مَعَه من الزَّيْت مِقْدَار مَا صَار بِهِ فِي ثمن وسخ الْحمام وعالجت بِهِ. وَإِن أَنْت عَالَجت بِهَذَا الدَّوَاء بدناً لَهُ فضل صلابة فَجَعَلته بالزيت فِي ثخن الْعَسَل نفعته بذلك وَقد امتحنت ذَلِك فَوَجَدته نَافِعًا وَقد خلطت النورة المغسولة بِزَيْت وأداويها بِهِ وأنفع مَا تكون النورة إِذا غسلت بِمَاء الْبَحْر فِي عنفوان الْحَرَارَة فِي الشَّمْس وَإِن غسلتها غسلات جَعلتهَا قَالَ: وَقد لزم النَّاس الْيَوْم اسْتِعْمَال الدَّوَاء الَّذِي ألفته أَنا من جُزْء شمع وَنصف جُزْء علك البطم وَنصف جُزْء زفت وَرُبمَا جعلت مقدارهما أَكثر من الشمع وَمن الفربيون نصف سدس الشمع أدقه وأنخله وأجمعه مَعَ الْأَدْوِيَة وَهِي ذائبة وتأليف هَذَا الدَّوَاء فِي قاطاجانس بِأَحْكَام قَالَ: وَجُمْلَة أَن المداواة العصب الَّذِي تصيبه وجأة أَو نخسة أَو ينْتَقض اتصالها بِضَرْب آخر أَي الضروب كَانَ وَيكون بأدوية تحدث حرارة فاترة وتجفيفاً غَايَة التجفيف وَيكون جوهرها جوهراً جاذباً لطيف الْأَجْزَاء وَيَنْبَغِي أَن يكون عَالما بِوُجُوه المداواة. من ذَلِك أَن رجلا وضع دَوَاء الفربيون على وجأة فِي العصب سَاعَة وَقعت وَكَانَ جربه مَرَّات فأنجح فِي جراحات ألف د العصب فَأرَانِي الْعُضْو فِي الثَّالِث وَقد ورم فَسَأَلت أَنا الْمَرِيض: هَل وجدت فِي أول يَوْم وضع الدَّوَاء عَلَيْهِ فِي ذَلِك شبه حرارة شمس فاترة فَذكر أَنه لم يجد شَيْئا من ذَلِك فَسَأَلت الطَّبِيب فَذكر عمل الدَّوَاء وَذكر أَن عمله مُنْذُ سنة وَسَأَلته عَمَّن عالجهم بِهِ فَقَالَ: غلامان وفتى وَسَأَلته عَن حَال أبدانهم فَقَالَ: كَانَت بيضًا رخصَة فَعلمت أَن الفربيون كَانَ نَاقِصا عَن مِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ مزاج هَذَا العليل فَأَمَرته أَن يَجِيء

بِشَيْء من هَذَا الدَّوَاء وَشَيْء من فربيون مِقْدَار مَا ظَنَنْت أَنه يَكْفِي فسحقته غَايَة السحق وخلطته بِهِ ثمَّ أخذت من الزَّيْت اللَّطِيف فسخنته تسخيناً معتدلاً وعرقت بِهِ الْعُضْو العليل ووسعت فَم الْجرْح قَلِيلا لِأَنَّهُ كَانَ ضيقا وَوضعت الدَّوَاء عَلَيْهِ وَأمرت العليل بالإمساك عَن الطَّعَام وَأمرت الطَّبِيب أَن يحله بالعشى وَيُعِيد العلاج فَأصْبح العليل وَقد سكن وَجَعه وتبدد ورمه. فَإِن كَانَ لم تصب العصب نخسة فَقَط لَكِن انخرق خرقاً بَينا فَانْظُر إِلَى الْخرق إِذا ثقب فِي طول الْعصبَة أَو فِي عرضهَا وَكم مِقْدَار مَا انخرق من الْجلد الَّذِي يعلوها فَانْزِل أَن الْجلد قد) انخرق كثيرا حَتَّى تكون الْعصبَة مكشوفة وَيكون خرقها بالطول أَقُول: أَنه لَيْسَ يَنْبَغِي أَن يقرب هَذَا الْجرْح شَيْء من الْأَدْوِيَة الَّتِي ذكرت مِمَّا يتَّخذ بالفربيون وَأَمْثَاله من الْأَدْوِيَة الحارة وَذَلِكَ لِأَن الْعصبَة بِسَبَب أَنَّهَا مكشوفة لَا تحْتَمل قُوَّة هَذِه الْأَدْوِيَة كَمَا كَانَت تحتملها عِنْد مَا كَانَ بَينهَا وَبَينهَا الْجلد وَلِهَذَا صَار الأجود فِي هَذَا الْموضع أَن تعجن نورة مغسولة بِزَيْت كثير وتعالجها بِهِ. والدواء الْمُتَّخذ ألف د بالتوتياء جيد فِي هَذَا الْموضع إِذا ديف بدهن لم يخالطه ملح لِأَن جملَة غرضك فِي مداواة العصب المكشوف يَنْبَغِي أَن يكون تجفيفها بِلَا لذع وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تغسل النورة مَرَّات بِمَاء عذب فِي وَقت وَاحِد ولتغسل التوتياء أَيْضا وَذَلِكَ أَن الْأَدْوِيَة المعدنية كلهَا إِذا أُرِيد مِنْهَا أَن تجفف بِلَا لذع فَيَنْبَغِي أَن تغسل كلهَا وَجَمِيع مَا يدْخل فِي مداواة العصب من الْعِلَل وَغَيره فليغسل وَإِن كَانَ العليل قَوِيا وَكَانَ بدنه نقياً من الفضول فقد يمكنك أَن تداويه بِبَعْض الْأَدْوِيَة الَّتِي مَعهَا فضل قُوَّة لي يَعْنِي فِي التجفيف كَمَا فعلت أَنا فِي بعض الْأَوْقَات بشاب كَانَ أَصَابَهُ حرق فِي زنده وَكَانَ فِي بدنه وَسَائِر حالاته جيد البنية إِلَّا أَنه كَانَ قد أحرقت الشَّمْس بدنه فَأخذت شَيْئا من أَقْرَاص بولوانداس فدفته بعقيد الْعِنَب وسخنته على رماد حَار وغمست فِيهِ فَتِيلَة ووضعتها فِي الْجرْح فَإِن هَذَا من أهم الْأُمُور أَن يكون لَا يقرب مَوضِع الحرق من العصب وَلَا يلقاه شَيْء بَارِد لِأَن العصب شَدِيد الْحس وَهُوَ مَعَ هَذَا مُتَّصِل بالدماغ ومزاج العصب بَارِد وَالْبرد يُؤثر فِيهِ سَرِيعا ويوصل مَا يَنَالهُ إِلَى الدِّمَاغ فَإِن تهَيَّأ مَعَ هَذَا أَن تكون الْعصبَة وَاحِدَة من العصب الَّتِي تتصل بالعضل فَإِنَّهُ ستحدث تشنجاً فِي أسْرع الْأَوْقَات وَلما وضعت هَذَا الدَّوَاء فِي خرق الْعصبَة وَوَضَعته أَيْضا على مَوَاضِع كَثِيرَة من فَوْقه جعلت أعرق جَمِيع مَوَاضِع الإبطين والرقبة وَالرَّأْس بِزَيْت حَار تعريقاً متواتراً وأخرجت لَهُ أَيْضا دَمًا من عرق فصدته لَهُ فِي الْيَوْم الأول فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِع حسنت حَال الْفَتى وضمرت قُرْحَته وانقبضت وَرَأَيْت أَن لَا أَحْدَاث فِيهَا حَدثا إِلَى السَّابِع فبرأ فِي السَّابِع برءاً ألف د تَاما. وَمَا كَانَ من القروح على هَذِه الْحَال فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يصب عَلَيْهَا زَيْت وَلَا سِيمَا مَتى عولجت بِمثل هَذَا العلاج الَّذِي وَصفته هَهُنَا لِأَن الزَّيْت مضاد لقُوَّة هَذَا الْعرض الَّذِي ذكرته وَهُوَ مَعَ هَذَا يوسخ القرحة ويوضرها.

وَذَلِكَ أَن الْأَمر فِي أَن تعالج الْعصبَة بِزَيْت وَهِي مكشوفة وفى أَن تعالج بِهِ وَهِي مغطاة بِالْجلدِ) لَيْسَ بِأَمْر وَاحِد وَلِهَذَا يَنْبَغِي فِي مثل هَذَا الْموضع أَن تغسل الْعصبَة وتنظف من صديدها بِأَن تنشفها أَولا بصوفة ملفوفة على طرف ميل وَأَن اجْتنب بعد ذَلِك أَن تبل الصوفة بِبَعْض الْأَشْيَاء الرّطبَة كَيْلا تلقى القرحة وَهِي يابسة فحسبك أَن تبلها بعقيد الْعِنَب تغمها فِيهِ وتعصرها فَإِن لم يتهيأ فبشراب حُلْو فِي غَايَة الْبعد أَن تلذع لَا حِدة لَهُ. فَأَما إِذا صَارَت القرحة إِلَى حد الِانْدِمَال فأنواع الشَّرَاب الصَّادِق الْبيَاض والرقة الْقَلِيل الِاحْتِمَال للْمَاء العديم الرَّائِحَة أفضل أَنْوَاع الشَّرَاب. فَأَما اسْتِعْمَال المَاء فاهرب مِنْهُ وجنبه دَائِما فِي علاج العصب. وَإِذا أَصَابَته وجأة حرق فَيجب الضماد المرخى. قَالَ: والدواء الْمُتَّخذ بالقلقطار يقرب فعله من فعل الأقراص الَّتِي ذكرتها فدفه فِي الصَّيف بدهن ورد وَفِي الشتَاء بِزَيْت لطيف وأقراص اندرون وأقراص فراسيون أَيْضا استعملها. لي هَذِه الْأَدْوِيَة تسْتَعْمل إِذا كَانَ العصب مكشوفاً فِي الْجراحَة الَّتِي تقطع العصب عرضا. قَالَ: فَأَما الْجِرَاحَات الَّتِي تقطع العصب عرضا فَإِنَّهَا أَشد خطراً وَأقرب من أَن يُصِيب صَاحبهَا تشنج وَذَلِكَ لِأَن الورم يصل من الشظايا المقطوعة ألف د الَّتِي لم يَنْقَطِع مِنْهَا وعلاج القرحة فِي هَذَا الْموضع أَيْضا هُوَ ذَلِك العلاج بِعَيْنِه إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن يخرج لصَاحِبهَا الدَّم بِلَا زحمة أَكثر مِمَّا يخرج لغيره وَيُدبر تدبيراً ألطف مِمَّا يدبر بِهِ غَيره ويحفظ على غَايَة الهدوء والسكون وينوم على فرَاش وطئ لين وتعرق إبطاه ورقبته بِزَيْت حَار كثير. فَإِن كَانَت الْعصبَة المقطوعة فِي الرجل فَكَمَا إِنَّهَا إِذا كَانَت فِي الْيَد فَيَنْبَغِي أَن تعرق الإبطان بالزيت كَذَلِك يَنْبَغِي إِذا كَانَت فِي الرجل تعرق الجنبين بِزَيْت كثير ويمرخ عظم الصلب حَتَّى يصير إِلَى الرَّقَبَة وَالرَّأْس.

3 - (رض العصب) فَأَما رض العصب فَإِن كَانَ مَعَه قرحَة فَإِنَّهَا تحْتَاج إِلَى أدوية تجفف تجفيفاً كثيرا وَتجمع بشد الْأَجْزَاء الَّتِي قد نفرت بِسَبَب الرض فَإِن أصَاب العصب رض من غير أَن يرض مَعَه الْجلد فَيَنْبَغِي أَن تصب عَلَيْهِ زيتاً حاراً من زَيْت قوته محللة صبا متواتراً وأعن فِي جملَة الْبدن بِمَا وَصفنَا وَمَا أعلم أَنِّي رَأَيْت هَذَا إِلَّا مرّة وَاحِدَة وداويته فِي أسْرع الْأَوْقَات بصب الزَّيْت. وَأما رض العصب مَعَ رض الْجلد فقد رَأَيْته مرَارًا شَتَّى وَأَصْحَاب الرياضة يداوونه بالضماد الْمُتَّخذ من دَقِيق الباقلى وخل وَعسل وَحقا أَن هَذَا دَوَاء جيد. فَإِن كن الرض وجعاً فَيَنْبَغِي أَن يخلط مَعَه زفت ويطبخ طبخاً جيدا ويضمد بِهِ وَهُوَ حَار فَإِن أردْت أَن يكون أَشد تجفيفاً فاخلطه مَعَ دَقِيق الكرسنة وَإِن أَحْبَبْت أَن تجفف أَكثر فاخلط مَعَه أصل السوسن وَأما الْعِنَايَة بِأَمْر الْبدن كُله فَإِنَّهَا تعم هَذَا وَغَيره. فَإِن كنت الْعصبَة ... قطعا فَلَيْسَ مِنْهَا خوف الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يكون الْعُضْو الذب كَانَ يَتَحَرَّك بِتِلْكَ الْعصبَة يزمن ومداراة سَار القروح أَيْضا. ألف د لي يَعْنِي غير قُرُوح العصب لِأَنَّهُ لَا يخَاف من هَذَا وجع وَلَا ورم وَلَا غَيره وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يلحم الْجرْح ويدمل الرِّبَاط فَأَما الرباطات فَإِنَّهَا تحمل من المداواة مَا هُوَ أَشد تجفيفاً وَأقوى لِأَنَّهَا لَا تتصل بالدماغ وَلِأَنَّهَا عديمة الْحس فَأَما الأوتار فَلِأَن جوهرها مركب من عصب ورباط صَار قد يحدث بِسَبَبِهَا تشنج من طَرِيق ومشاركتها للعصب وَلِأَن الرباطات المدورة تشبه الأعصاب فِي خلقتها. كثيرا مَا يغلط جهال الْأَطِبَّاء فيلقونها وَهِي أَصْلَب كثيرا من العصب محسا وَيَنْبَغِي أَن تكون عَارِفًا بِنَوْع كل وَاحِد مِنْهُمَا لتقدر أَن تفرق بَينهمَا عِنْد الْحَاجة وَأما الرباطات العريضة فَمن طَرِيق عرضهَا قد يعرفهَا أَكثر الْحَاجة وَأما الرباطات العريضة فَمن طَرِيق عرضهَا قد يعرفهَا أَكثر الْأَطِبَّاء ويجهلها الْبَعْض والعارف بخلقة هَذِه ووصفها يعرف بسهولة هَل الْمَجْرُوح عصبَة أَو رِبَاط أَو وتر.

فِي جراحات الرِّبَاط قَالَ: مَتى أصَاب الرِّبَاط جِرَاحَة تخرقه إِن كَانَ وَاحِد من الرباطات الَّتِي تنْبت من عظم وتتصل بِعظم آخر فَلَيْسَ على صَاحبه مَكْرُوه. وَإِن أَحْبَبْت أَن تداويه بِأَيّ الْأَدْوِيَة شِئْت لم يضرّهُ شَيْء. وَإِن كَانَ من الرباطات الَّتِي تتصل بالعضل فَهُوَ دون العصب وَالْوتر فِي مَا يتخوف مِنْهُ إِلَّا أَنه أَشد خطراً من سَائِر الرباطات

(خياطَة الْبَطن فِي الْجراحَة الْوَاقِعَة بالبطن) (وبالمراق والأمعاء) قَالَ: أَن انخرق مراق الْبَطن حَتَّى خرج بعض الْأَعْضَاء فَيَنْبَغِي أَن تعلم كَيفَ تضم المعي وَتدْخل وَإِن خرج شَيْء من الثرب فَيحْتَاج أَن تعلم هَل يَنْبَغِي أَن تقطع أَو لَا وَهل يَنْبَغِي أَن ترْبط برباط وثيق أَو لَا وَهل تخاط الْجراحَة أَو لَا ألف د وَكَيف السَّبِيل فِي خياطته. وَذكر جالينوس تشريح المراق وَذَكَرْنَاهُ نَحن فِي التشريح. قَالَ: وَلما قد ذكرنَا فِي التشريح فموضع الخاصرتين أقل خطراً إِذا انخرق من مَوضِع البهرة والبهرة وسط الْبَطن والخاصرتان من الْجَانِبَيْنِ بِقدر أَربع أَصَابِع عَن البهرة قَالَ: لِأَن الشق إِذا وَقع فِي مَوضِع البهرة خرجت مِنْهُ الأمعاء أَكثر وردهَا فِيهِ يكون أعْسر. وَذَلِكَ أَن الشَّيْء الَّذِي كَانَ يضبطها إِنَّمَا كَانَ العضلتين المنحدرتين من طول الْبدن اللَّتَيْنِ تنحدران من الصَّدْر إِلَى عظم الْعَانَة. وَلذَلِك مَتى انخرقت وَاحِدَة من هَاتين العضلتين فَلَا بُد أَن يخرج بعض الأمعاء وتنتأ من ذَلِك الْخرق. وَذَلِكَ لِأَن العضل الَّتِي فِي الخاصرتين تضغطه وَلَا يكون لَهُ فِي الْوسط عضلة قَوِيَّة تضبطه. فَإِن تهَيَّأ أَن تكون الْجراحَة عَظِيمَة خرج عدَّة من الأمعاء فَيكون إدخالها أَشد وأعسر. وَأما الْجِرَاحَات الصغار فَإِن لم تبادر بِإِدْخَال المعي من ساعتها انتفخت وغلظت وَذَلِكَ لما يتَوَلَّد فِيهَا من الرّيح فَلَا تدخل فِي ذَلِك الْخرق. وَلذَلِك أسلم الْجِرَاحَات الْوَاقِعَة بالمراق مَا كَانَ معتدل الْعظم. قَالَ: وتحتاج هَذِه الْجِرَاحَات إِلَى أَشْيَاء: أَولهَا أَن ترد المعي البارزة إِلَى الْموضع الَّذِي هُوَ لَهَا خَاصَّة. وَالثَّانِي أَن تخاط وَالثَّالِث: أَن يوضع عَلَيْهَا دَوَاء مُوَافق. وَالرَّابِع أَن يجْهد أَن لَا ينَال شَيْئا من الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة من أجل ذَلِك خطر. فَانْزِل أَن الْجراحَة من الصغر بِحَال لَا يُمكنهَا لصغرها أَن تدخل المَاء الْبَارِد وَعند ذَلِك لَا بُد أَن يحلل ذَلِك الرّيح وَأما إِن توسع الْخرق فَإِن الرّيح أَجود أَن قدرت عَلَيْهِ وَالسَّبَب فِي انتفاخ المعي هُوَ برد الْهَوَاء فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تغمس إسفنجة فِي مَاء حَار وتعصرها وتكمد بهَا. وَالشرَاب الْقَابِض إِذا سخن كَانَ أَيْضا نَافِعًا فِي هَذَا الْموضع ألف د وَذَلِكَ أَنه يسخن أَكثر من إسخان المَاء وَيُقَوِّي الأمعاء فَإِن لم يحل هَذَا العلاج انتفاخ الأمعاء فليستعمل لتوسع الْجراحَة أوفق الْآلَات لهَذَا الشق الْآلَة الَّتِي تعرف بمبط) النواصير. فَأَما سكاكين البط الحادة من الْجِهَتَيْنِ والمحددة الرَّأْس فلتحذر.

وَأصْلح الأشكال وَالنّصب للْمَرِيض أَن كَانَت الْجراحَة متجهة إِلَى النَّاحِيَة السُّفْلى فالشكل والنصبة إِلَى فَوق وَإِن كَانَت الْجراحَة متجهة إِلَى فَوق فالشكل والنصبة المتجهة إِلَى أَسْفَل. وَلَكِن غرضك الَّذِي تقصده فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا أَن لَا تقلع بِسَائِر الأمعاء على المعي الَّتِي برزت فتنقله وَإِذا أَنْت جعلت هَذَا غرضك علمت أَنه إِن كَانَت الْجراحَة فِي الشق الْأَيْمن فَيَنْبَغِي أَن تَأْخُذ الْمَرِيض بالميل إِلَى الشق الْأَيْسَر وَإِن كَانَت فِي الْأَيْسَر أَخَذته بالميل إِلَى الْأَيْمن وَيكون قصدك دَائِما أَن تجْعَل النَّاحِيَة الَّتِي فِيهَا الْجراحَة أرفع من النَّاحِيَة الْأُخْرَى فَإِن هَذَا أَمر يعم جَمِيع هَذِه الْجِرَاحَات. فَأَما حفظ الأمعاء فِي موَاضعهَا الَّتِي هِيَ لَهَا خَاصَّة بعد أَن ترد إِلَى الْبَطن إِذا كنت الْجِرَاحَات عَظِيمَة فتحتاج إِلَى خَادِم جزل وَذَلِكَ أَنه يَنْبَغِي أَن يسمك مَوضِع الْجراحَة كُله بِيَدِهِ من خَارج فتضمه وتجمعه وَتكشف مِنْهُ شَيْئا بعد شَيْء للمتولي لخياطتها وتعمد إِلَى مَا قد خيط مِنْهَا أَيْضا فتجمعه وتضمه قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تخيط الْجراحَة كلهَا خياطَة محكمَة وَأَنا واصف لَك أَجود مَا يكون من خياطَة الْبَطن فَأَقُول أَنه لما كَانَ الْأَمر الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ هُوَ أَن تصل مَا بَين الصفاق والمراق قد يَنْبَغِي لَك أَن تبتدئ فَتدخل الإبرة فِي الْجلد من خَارج إِلَى دَاخل وَإِذا نفذت الإبرة فِي الْجلد وَفِي العضلة الذاهبة ألف د على استقامة فِي طول الْبَطن تركب الحافة فِي الصفاق فِي هَذَا الْجَانِب لَا تدخل فِيهِ الإبرة وأنفذت الإبرة فِي حافته الْأُخْرَى من دَاخل إِلَى خَارج من المراق فَإِذا أنفذته فأنفذها ثَانِيَة فِي هَذِه الحافة نَفسهَا فِي المراق أَو من خَارج إِلَى دَاخل ودع حافة الصفاق الَّذِي فِي الْجَانِب وأنفذ الإبرة فِي حافته الْأُخْرَى من دَاخل إِلَى خَارج وأنفذها مَعَ إنفاذك لَهَا فِي الصفاق فِي حافة المراق الَّتِي فِي ناحيته حَتَّى تنفذها كلهَا ثمَّ ابتدئ أَيْضا من هَذَا الْجَانِب نَفسه وخطه مَعَ الحافة الَّتِي من الصفاق فِي الْجَانِب الآخر وَأخرج الإبرة من الْجلْدَة الَّتِي تقربه ثمَّ رد الإبرة فِي تِلْكَ الْجلْدَة وَخط حافة الصفاق الَّتِي فِي الْجَانِب الآخر مَعَ هَذِه الحافة من المراق وأخرجها من الْجلْدَة الَّتِي فِي ناحيته وَافْعل ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى إِلَى أَن تخيط الْجراحَة كلهَا على ذَلِك الْمِثَال. فَأَما مِقْدَار الْبعد بني الغرزتين فتوق الْإِسْرَاف فِي السعَة والضيق لِأَن السعَة لَا تثبت على مَا يَنْبَغِي والضيق يتَعَذَّر وَالْخَيْط أَيْضا إِن كَانَ وترا أعَان على التغرز وَإِن كَانَ رخواً انْقَطع فاختر اللين الصلب. وَكَذَلِكَ إِن عمقت الغرز فِي الْجلد فَإِن كَانَ أبعد من التغرز) إِلَّا أَنه يبْقى من الْجلد لَا يلتحم فاحفظ الِاعْتِدَال هَهُنَا أَيْضا. قَالَ: وَاجعَل غرضك فِي خياطَة الْبَطن الزاق الصفاق بالمراق فَإِنَّهُ بكد مَا يلتزق لِأَنَّهُ عصبي. وَقد يخيطه قوم على هَذِه الْجِهَة: يَنْبَغِي أَن تغرز الإبرة فِي حَاشِيَة المراق الْخَارِج وتنفذه إِلَى دَاخل وَتَدَع حاشيتي الصفاق جَمِيعًا ثمَّ ترد الإبرة وتنفذها ثَانِيَة ثمَّ تنفذ الإبرة فِي حاشيتي الصفاق وَترد الإبرة من خلاف الْجِهَة الَّتِي ابتدأت ثمَّ تنفذها فِي الحافة الْأُخْرَى من حاشيتي المراق على هَذَا وَهَذَا الضَّرْب من الْخياطَة أفضل من الْخياطَة العامية ألف د الَّتِي تشبك الْأَصَابِع فِي غرزة. وَذَلِكَ إِنَّهَا بِهَذِهِ الْخياطَة أَيْضا الَّتِي ذكرنَا قد يستبين الصفاق وَرَاء المراق ويتصل بِهِ استبانة محكمَة.

قَالَ: ثمَّ اجْعَل عَلَيْهِ من الْأَدْوِيَة الملحمة وَالْحَاجة إِلَى الرِّبَاط فِي الْجِرَاحَات أَشد ويبل صوف مَرْعَزِيٌّ بِزَيْت حَار قَلِيل ويلف على الإبطين والحالبين كَمَا يَدُور حفْنَة بِشَيْء ملين أَيْضا مثل الأدهان والألعاب. وَإِن كَانَت الْجراحَة قد وصلت إِلَى الأمعاء فعرفته بِالتَّدْبِيرِ مَا قد ذَكرْنَاهُ إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن يحقن بشراب أسود قَابض فاتر وخاصة إِن كَانَت الْجراحَة قد بلغت إِلَى أَن تقرب الأمعاء حَتَّى وصل الْخرق إِلَى تجويفه. والأمعاء الدقاق أعْسر برءاً والغلاظ أسهل والمعي الصَّائِم لَا يبرأ الْبَتَّةَ من جِرَاحَة يَقع بهَا لرقة جرمه وَكَثْرَة مَا فِيهِ من الْعُرُوق وقربه من طبيعة العصب وَكَثْرَة انصباب المرار إِلَيْهِ وَشدَّة حرارته لِأَنَّهُ أقرب الأمعاء من الكبد. وَأما أسافل الْبَطن فَإِنَّهُ لما كَانَت من طبيعة اللَّحْم صرنا من مداواتها على ثِقَة. لي يَعْنِي الْمعدة لَيْسَ لِأَنَّهَا لحمية فَقَط بل وَلِأَن الْأَدْوِيَة تثبت فِيهَا زَمَانا طَويلا وَأما فَم الْمعدة فيمنعه من الْبُرْء كَثْرَة الْحس. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تقْرَأ كتاب أبقراط فِي القروح وَكتابه فِي الْجِرَاحَات المتلفة فَإنَّك تستفيد حِينَئِذٍ من هَذَا الْكتاب قُوَّة عَظِيمَة. (الثرب) قَالَ: وَأما الثرب فَإِذا برد فَإِن لم يخضر ويسود فليرد إِلَى مَكَانَهُ وَأما إِن اخضر واسود فليستوثق مَعًا دون الخضرة برباط ليؤمن نزف الدَّم فَإِن فِيهِ عروقاً ضوارب وَغير ضوارب ثمَّ اقْطَعْ مَا دون الرِّبَاط وارم بِهِ فَإِن مَنْفَعَة الثرب فِي الْبدن لَيست مَنْفَعَة جليلة لَازِمَة فِي بَقَاء الْحَيَاة قَالَ: وَاجعَل طرفِي الْخَيط الَّذِي تربطه ألف د بِهِ خَارِجا من أَسْفَل الْجراحَة الَّتِي خيطت ليمكنك سَله وإخراجه بسهولة إِذا سقط وفاحت الْجراحَة. 3 (قرحَة لجنب الشريان) الْمقَالة الثَّالِثَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: مَتى حدثت قرحَة إِلَى جنب عرق عَظِيم ضَارب أَو غير ضَارب فَإِن اللَّحْم الرخو يرم فِي أسْرع الْأَوْقَات وَيظْهر ذَلِك الْعرق كم مرّة فِي ذَلِك الْعُضْو وَإِن مسست الْعُضْو اشْتَدَّ وَجَعه. فَإِن كَانَ مَعَ هَذَا فِي الْبدن امتلاء أَو خلط رَدِيء عسر علاجه فَإِن كَانَ الْبدن سليما مِنْهُمَا فعلاجه سهل فَيَنْبَغِي لَك أَن تسخن بجملة الْعُضْو وتربطه حَتَّى لَا يجد مس الوجع الْبَتَّةَ بالأدوية الفاعلة وتضع على مَوضِع القرحة مرهم الْأَرْبَعَة مدافا بدهن ورد وَتلف على الْعُضْو كُله يدا كَانَ أَو رجلا صُوفًا مبلولاً بزيد مسخن وضمد فَوق القرحة بضماد متخذ من دَقِيق الْحِنْطَة وَالْمَاء وَالزَّيْت وَإِن شِئْت فضع على القرحة الباسليقون الَّذِي يدْخلهُ كندر.

علاج خراج يصلح

فَأَما مَتى كَانَ فِي الْبدن امتلاء وأخلاط رَدِيئَة فَلَيْسَ يُمكن أَن تعالج بِهَذَا العلاج وَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن تستفرغ الدَّم من جِهَة الضّر ثمَّ خُذ فِي منع الورم حَتَّى إِذا سكن عولجت القرحة. 3 - (علاج خراج يصلح) قَالَ: إِذا نضج الورم الْحَار وَأكْثر مَا ينضج ذَلِك فِي الخراجات القوية الضربان الشَّدِيدَة الْحمرَة المحددة الرَّأْس فرم أَن تحلل الْقَيْح بالأدوية فَإِن طَال الْقَيْح كثيرا فبطه وَليكن غرضك فِي البط أَن يَقع منتهاه فِي أَسْفَل مَوضِع لتسيل الْمدَّة إِن تكن فِي مَوضِع. وَأما ابتداؤه فليقع فِي أَعلَى مَوضِع مِنْهُ وَأَشد نتوءاً وَذَلِكَ أَن الْجلد فِي هَذَا الْموضع أرق وَاجعَل فِي الْموضع الْأَدْوِيَة المجففة بِلَا لذع. وَإِن وَقع البط فِي الأربية فليذهب بِالْعرضِ مَعَ شدَّة الْجلد أبدا. قَالَ: وضع على الْعُضْو من الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع ألف د بقر مَا ترَاهُ كَافِيا فتعرقه بالدهن وتضع عَلَيْهِ مرهماً مرخياً لِئَلَّا يكون بِهِ وجع. (الإدمال) قَالَ: وَلَا تبتدئ بإدمال القرحة حَتَّى يَسْتَوِي اللَّحْم مَعَ سطح الْجَسَد قبل ذَلِك لِئَلَّا يَعْلُو ذَلِك فَإنَّك إِذا تركته حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ أدملت علا. قَالَ: وَلَكِن قبل أَن يَسْتَوِي اللَّحْم وَفِيه غور فضع عَلَيْهِ بعض الْأَدْوِيَة المدملة رطبا لَا يَابسا ثمَّ إِذا عالجته بذلك مرّة فأحرقه وضع عَلَيْهِ يَابسا تمّره عَلَيْهِ بِطرف الْميل فَقَط. لي هَذَا العلاج يجمع مُدَّة كَمَا يفعل سَائِر العلاجات عِنْد الإدمال لِأَن الْمدَّة إِنَّمَا تجمع عِنْد الإدمال إِذا بودر باليابس ونثر عَلَيْهَا شَيْء كثير فَيصير طبقَة فَوْقهَا مَانِعَة الرُّطُوبَة أَن تنْحَل جَامِعَة لَهَا تَحْتَهُ فَإِذا جففت بالمرهم وَهُوَ رطب حينا ثمَّ كَانَ الَّذِي ينثر عَلَيْهِ من الْيَابِس شبه الْغُبَار لم يعرض شَيْء من ذَلِك. 3 (تولد الْعُرُوق) قَالَ فِي الرَّابِعَة عشر: قد رَأَيْت مَرَّات عروقاً تولدت فِي القروح وَغَارَتْ تنْبت لَحْمًا كَمَا ينْبت اللَّحْم. قَالَ: فَأَما الْجلد فَإِن اللَّحْم الَّذِي يصلب يَنُوب عَنهُ وَلَكِن لَا يرجع نوع الْجلد الْبَتَّةَ وَالدَّلِيل على

(عسر التحام الْجِرَاحَات وسهولتها) (بِحَسب الْأَعْضَاء) قَالَ: قد وَقع البط فِي القولون غير مرّة فبرأ بسهولة وَأما البط الْوَاقِع بالأرحام فعسر مَا يبرأ. قاطيطريون الْمقَالة الثَّانِيَة: قد رَأينَا قوما كثيرا التحمت أَصَابِعهم بِسَبَب قرحَة كَانَت وقوماً التحمت مِنْهُم الشفتان والجفنان. قَالَ: وتحتاج فِي وَقت نَبَات اللَّحْم أقل مَا يكون من الرِّبَاط وأخفها. قَالَ: كَانَ بِرَجُل جرح كَانَ غوره قَرِيبا من الأربية وفوهته ألف د قَرِيبا من الرّكْبَة فأبرأناه بِلَا بط الْبَتَّةَ بِأَن جعلنَا تَحت ركبته مخاد ونصبناه نصبة صَارَت فوهته مَنْصُوبَة بسهولة وَكَذَلِكَ علمنَا بجروح كَانَت فِي السَّاق والصاعد فبرئت كلهَا بسهولة. قَالَ: من عانى التجربة يعلم أَن الخراجات الَّتِي تحْتَاج أَن تصير مُدَّة لأمكنه دَاخل إِلَى أَن يتَغَيَّر مَعَه سَائِر مَا هُنَاكَ أَجود وأسرع للتغير مَعًا. الخراجات المتبرئة المتباعدة الشفتين تحْتَاج أَن تجمع برباط يجمع شفتيها إِلَّا أَن يكون عَلَيْهَا من ذَلِك وجع أَو تكون وارمة فيتجمع لذَلِك وَلَو كَانَ بِرِفْق أَو تكون عضلة قد أبترت عرضا فَإِنَّهُ قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذا شققنا جلدَة الرَّأْس وَضعنَا بني الشفتين شَيْئا يملؤه وَرُبمَا انقبضت جلدَة الشّفة إِلَى دَاخل القرحة فتحتاج حِينَئِذٍ أَن تروم بالرباط أَن تجذبه إِلَى خَارج. الْمقَالة الأولى من كتاب الأخلاط قَالَ: ينْتَفع كثيرا بِخُرُوج الدَّم من الخراجات الرّطبَة وخاصة إِذا كَانَ الْبدن ممتلئاً فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ مَا استفرغ الدَّم أَكثر كَانَ أَنْفَع وآمن للحمرة والورم وَمَتى لم يجر فِي مثل هَذِه الْحَالة من أَحْوَال الْبدن دم كثير حدث أعظم مَا يكون من الورم. الثَّالِثَة من كتاب الأخلاط قَالَ: القروح الرهلة تجْعَل اللَّحْم الَّذِي حولهَا عديماً للشعر لِأَن أصُول الشّعْر الَّتِي حولهَا تعفن.

شَرّ مَا يكون حَال القروح العفنة عِنْد الْهَوَاء الْحَار الرطب وهبوب الْجنُوب واستعداد الْبدن) لذَلِك. من كتاب مَا بَال قَالَ: من يكد وَينصب تخرج بِهِ القروح الَّتِي بالحبالى وَأَصْحَاب الطحال عسرة لِأَنَّهُ ينصب إِلَيْهَا مِنْهُم فضول رطبَة ألف د رَدِيئَة. الْمقَالة الثَّانِيَة: من تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة قَالَ فِي تَصْحِيح الْعَادة والتغيرات: إِن رجلا لَو عرضت لَهُ فِي رجله يحْتَاج أَن يسكن ويدع الْمَشْي فَلم يفعل ذَلِك لكنه جعل يمشي مشياً رَفِيقًا كَانَ الضَّرَر الَّذِي يَنَالهُ أقل من ضَرَر من لم يمشي وَترك الْحَرَكَة الْبَتَّةَ أَيَّامًا ثمَّ أَخذ يمشي بعقبه فِي لي القروح الَّتِي فِي الرجل تحْتَاج أَن يسْتَقرّ صَاحبهَا وَلَا يَتَحَرَّك فَإِن اسْتعْمل التحرك فَلِأَن يَسْتَعْمِلهُ قَلِيلا قَلِيلا مُنْذُ أول الْأَمر خير من أَن يمسك عَن الْحَرَكَة أَيَّامًا ثمَّ يَتَحَرَّك حَرَكَة شَدِيدَة. قَالَ ج: من كَانَت القروح الَّتِي تعرض لَهُ سليمَة وَكَانَت الَّتِي عرضت لَهُ فِي سَاقه صَغِيرَة بسيطة إِن اسْتَقر وَسكن فِي الْأَيَّام بَرِئت قُرْحَته وَإِن مَشى لم يضرّهُ ذَلِك وَإِن كَانَت فِي بدن رَدِيء القروح وَكَانَت عَظِيمَة خبيثة ثمَّ مَشى عظم ضَرَره. الْمقَالة الثَّالِثَة من الْفُصُول: الصَّيف الرمد الجنوبي وَالرّطب يحدث القروح العفنة فَاسْتَعِنْ بِبَاب الأهوية. الْمقَالة الثَّالِثَة من الْفُصُول: القروح الَّتِي فِي أبدان الْمَشَايِخ يعسر برؤها لقلَّة الدَّم فيهم. لي هَذِه القروح أَنْوَاع: القروح الْبيض العديمة الدَّم الَّتِي تحْتَاج إِلَى الدَّلْك والحكة الشَّدِيدَة فالمراهم الَّتِي مَعهَا جذب الدَّم وحرارة مثل الباسليقون. الْمقَالة الْخَامِسَة من الْفُصُول قالِ: المَاء الْحَار يفتح القروح السليمة الَّتِي لَا خبث لَهَا وتفتح المَاء الْحَار الخراجات أعظم الدلالات وأوثقها على سَلامَة الْخراج وبراءته من الرداءة وَذَلِكَ أَن القروح إِذا كَانَت متعفنة أَو كَانَت تنصب إِلَيْهَا فضول رَدِيئَة لم يحدث الْحَار فِيهَا ألف د تقيحاً لكنه يَضرهَا مضرَّة عَظِيمَة. قَالَ: وتولد الْحَرَارَة فِي القرحة من أعظم الدَّلَائِل على سلامتها بالدواء المقيح كَانَ ذَلِك أَو بِنَفسِهَا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن تكون القرحة الَّتِي تتولد فِيهَا مُدَّة عَارِية وَلَا مَكْرُوهَة فَإِن القروح الَّتِي يحدث بِسَبَبِهَا التشنج لَا تتقيح وَكَذَلِكَ القروح الَّتِي عفنت والعسرة الِانْدِمَال مثل السرطانية والخيرونية وطيلافيون والآكلة فَإِن جَمِيع هَذِه مِمَّا لَا يتقيح فالتقيح إِذا من أعظم العلامات دلَالَة على الثِّقَة والأمن فِي القرحة وَلذَلِك إِذا لم تقيح القرحة الحارة فَهِيَ بخيفة. لي وَبِالْجُمْلَةِ مَحل التقيح من الخراجات مَحل النضج من الْأَمْرَاض وَأَنه لَا يخْشَى من) الْمَرَض بعد النضج عَادِية وَلَا آفَة فَكَذَلِك هَذَا. الْخَامِسَة من الْفُصُول: من حدثت بِهِ قرحَة فَأَصَابَهُ بِسَبَبِهَا انتفاخ فَلَا يكَاد يُصِيبهُ تشنج وَلَا

جُنُون فَإِن عَاد الانتفاخ دفْعَة ثمَّ كَانَت القرحة من خلف عرض لَهُ تشنج أَو تمدد وَإِن كَانَت من قُدَّام عرض لَهُ جُنُون أَو وجع فِي الْجنب أَو تقيح أَو اخْتِلَاف دم أَو كَانَ ذَلِك الانتفاخ أَحْمَر. قَالَ جالينوس: أفهم من قَوْله انتفاخ ورم فَيكون قَوْله على هَذَا إِذا حدثت بِإِنْسَان قرحَة فَحدث بِسَبَبِهَا ورم فَلَا يكَاد يعرض لَهُ تشنج وَلَا جُنُون فِي الْأَكْثَر وَيُمكن أَن يعرض ذَلِك فِي الندرة إِن كَانَ الورم عَظِيم الكمية أَو رَدِيء الْكَيْفِيَّة جدا. فَإِن عرض لذَلِك الورم أَن يغيب بَغْتَة ثمَّ كَانَت القرحة من خلف عرض لَهُ تشنج أَو تمدد فِي الظّهْر. وَإِن كَانَت القرحة من قُدَّام عرض لصَاحِبهَا الْعِلَل الَّتِي ذكرتها لِأَن جلد الْبدن عصبي وَقُدَّام الْغَالِب عَلَيْهِ الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب فَإِذا ألف د تراقى إِلَى مَوضِع القرحة ذَلِك الْخَلْط الَّذِي أحدث الورم فَإِنَّهُ إِن كَانَت القرحة فِي الْمَوَاضِع العصبية من خلف حدث التشنج والتمدد. وَإِن كَانَ فِي مقدم الْبدن فَإِنَّهُ إِن ارْتقى إِلَى الدِّمَاغ ولد جنوناً وَإِن صَار إِلَى نواحي الصَّدْر ولد وجع الْجنب وكثراً مَا يصير صَاحب هَذِه التقبيح إِذا لم تخَلّل ذَلِك الْخَلْط فَإِن صَار ذَلِك الْخَلْط إِلَى الأمعاء حدث اخْتِلَاف الدَّم إِن كَانَ ذَلِك الورم الْأَحْمَر من غير قرحَة فِي الأمعاء. قَالَ وَكَلَام أبقراط فِي خلف الْبدن وقدامه مُطلق على جَمِيع الْبدن وَأَنا أَقُول: إِن ذَلِك لَيْسَ يجب مُطلقًا لِأَن فِي مقدم الْفَخْذ الْوتر الَّذِي يَنْتَهِي إِلَى الرّكْبَة الْعَظِيم جدا وَيحدث بِسَبَبِهِ تشنج أَكثر مِمَّا يحدث بِسَبَب العضل الْمَوْضُوع فِي وَرَاء الْفَخْذ لِأَن هَذَا العضل الَّذِي من وَرَاء الْفَخْذ كُله الْغَالِب عَلَيْهِ اللَّحْم وَكَذَلِكَ فِي الْيَدَيْنِ أرى بِأَنَّهُ يَقُول: إِن القروح الْحَادِثَة فِي الْمُقدم أَشد جلباً للتشنج. قَالَ أبقراط: إِذا حدثت خراجة عَظِيمَة خبيثة وَلم يحدث مَعهَا ورم فالبلية عَظِيمَة. قَالَ ج: يعين بحَديثه الَّتِي تكون فِي رُؤُوس العضل أَو مُنْتَهَاهَا وخاصة مَا كَانَ من العضل الْغَالِب عَلَيْهِ العصب لَا برؤوس العضل يتعقل العصب وأطرافها الَّتِي تَنْتَهِي عِنْد مَا تنْبت الأوتار وكما أَنه فِي القَوْل الْمُتَقَدّم الأورام الَّتِي نقيت بَغْتَة كَذَلِك فِي هَذَا القَوْل أَن لَا يحدث مَعَ مثل هَذِه إِذا لم يكن مَعهَا ورم أَن تكون الأخلاط الَّتِي كَانَت يجب أَن تنصب إِلَى مَوضِع الْجراحَة ينصب إِلَى مَوضِع أشرف وَأكْثر مَا يكون ذَلِك إِذا كَانَ الْأَطِبَّاء يغلطون أَيْضا فيضعون على مَوضِع هَذِه الْجراحَة ألف د مَا يمْنَع ويردع وَيقبض قبضا شَدِيدا.) قَالَ: والوجع يعرض خَاصَّة فِي الخراجات الَّتِي فِي الْأَعْضَاء العصبية وَمَا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ يعالج بالأدوية المسخنة المجففة. وَمَا كَانَ من الأورام الَّتِي تَنْفَع الخراجات رخواً فَإِنَّهُ حميد والصلب رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن الطبيعة لم تنضج ذَلِك الْخَلْط. الْمقَالة السَّادِسَة: قَالَ: أَي قرحَة انتثر الشّعْر مِمَّا حواليها فَإِنَّهَا قرحَة رَدِيئَة وَكَذَلِكَ إِذا تنثر مِمَّا حواليها الْجلد فَاعْلَم أَنه يجْرِي إِلَى تِلْكَ القرحة أخلاط رَدِيئَة تحدث فِي تِلْكَ القرحة تأكلاً وتمنعها من الإندمال وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن أَن يكون خلط يفْسد الشّعْر وَيَأْكُل مَا حول القرحة ويدع القرحة تندمل.

القروح الَّتِي فِي أبدان أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء يعسر برؤها لِأَن القروح لَا تدمل حَتَّى تَجف جفوفاً بليغاً وَلَا يسهل ذَلِك فِي المستسقين لِكَثْرَة الرُّطُوبَة فيهم. لي يَعْنِي أَن يطلي حوالي قُرُوح هَؤُلَاءِ بالطين وَنَحْوه مِمَّا يجفف بِقُوَّة وَيعلم أَن القروح فِي الْأَبدَان الرّطبَة المزاج أَبْطَأَ اندمالاً بالتجربة وانتهاؤها فِي الْأَبدَان الْيَابِسَة باعتدال. قَالَ أبقراط: إِذا حدث فِي المثانة خرق أَو فِي الدِّمَاغ أَو الْقلب أَو الكلى أَو بعض الأمعاء الدقاق قَالَ جالينوس: قد يُمكن أَن يسلم بعض هَؤُلَاءِ فِي الندرة وَمِمَّا قد اتّفق عَلَيْهِ أَن الْجراحَة إِذا وصلت إِلَى الْقلب فالموت نَازل بصاحبها لَا محَالة فَأَما غَيره من الْأَعْضَاء فَلَيْسَ يجب ضَرُورَة أَنه مَتى نالته جِرَاحَة تبعها الْمَوْت لَا محَالة لَكِن مَتى كَانَت غائرة عَظِيمَة وَخلق أَن يكون عَنى أبقراط بقوله خرق الْعَظِيمَة الغائرة حَتَّى تكون تدْرك بدن ألف د المثانة كُله حَتَّى يصل الْقطع إِلَى الفضاء فِي جوفها وَكَذَلِكَ لم يُمكن أَن تلتحم وتتصل وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الْموضع العصبي من الْحجاب والأمعاء الدقاق. فَأَما الْمعدة فقد اخْتلف فِيهَا فَقَالَ قوم أَنه مَتى حدث بهَا مثل هَذَا الْخرق قد سلم مِنْهُ فِي الندرة. فَأَما الكبد فقد قَالُوا فِيهَا إِن الْجِرَاحَات الغائرة قد تحدث فِيهَا فِي مَوضِع زوائدها فتبرأ وَقد تسْقط بعض زوائدها الْبَتَّةَ فتبرأ والجراحة لَا تتصل فِي الْقلب لدوام حركته وَكَذَلِكَ فِي الْحجاب وَفِي المثانة لِأَنَّهَا عصبية عديمة الدَّم وَلذَلِك ترى رقبَتهَا تبدأ كثيرا من الْقطع الَّذِي يَقع فِيهَا لاستخراج الْحَصَاة من قبل أَن فِيهَا لحمية. فَأَما الكبد فَيحدث من الْجراحَة الْوَاقِعَة بهَا انفجار الدَّم فَلذَلِك يَمُوت صَاحبهَا قبل أَن يلتحم جراحته وَإِنَّمَا يكون ذَلِك إِذا كَانَ قد وصل) إِلَى عرق عَظِيم فَانْقَطع وَلذَلِك يظنّ النَّاس أَنهم قد يبرؤون من جراحات الكبد مَا لم تكن وَأما الْجراحَة الَّتِي تقع بالدماغ فقد رَأَيْت مرَارًا كَثِيرَة برءها وَقد رَأَيْت جِرَاحَة غائرة عَظِيمَة فِيهِ برأت إِلَّا أَن هَذَا يكون الندرة. فَأَما مَا يبلغ إِلَى أَن يُسمى خرقاً لعظمه وغوره فَإِنَّهُ يجلب فِيهِ الْمَوْت ضَرُورَة فقد اتّفق النَّاس على أَن الْجِرَاحَات الَّتِي تبلغ إِلَى بعض بطُون الدِّمَاغ مميتة لَا محَالة. وَأما الأمعاء الدقاق وَأكْثر مِنْهَا الْمعدة فَإِن طبيعتها فِيهِ لحمية كَثِيرَة فَلذَلِك إِن حدثت فِيهَا جراحات وَلم تكن خارقة غائرة فكثيراً مَا تلتحم. فَأَما إِذا خرق ألف د إِلَى جوفها فَلَا يكَاد يلتحم إِلَّا فِي الندرة. قَالَ أبقراط: مَتى انْقَطع عظم أَو غضروف أَو عصبَة أَو الْموضع الرَّقِيق من اللحى أَو القلفة لم ينْبت وَلَا يلتحم.

قَالَ ج: يَعْنِي بقوله ينْبت أَن يخلف شَيْئا مثل مَا ذهب وَبِقَوْلِهِ يلتحم أَن تلتزق شفتا الْجرْح. لي قد رَأَيْت الجفن شقّ من بَاطِنه وأخرجت مِنْهُ سلْعَة فالتحم سَرِيعا أسْرع من ظَاهره مثلا وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يخَاف وَلَو انْشَقَّ الجفن كُله لِأَنَّهُ يلتحم وَرَأَيْت الْأذن لَا تزيد حَتَّى يرجع كلهَا وَلَكِن قد يُمكن أَن تعلو علوا كَبِيرا إِذا أَدِيم حكيماً كل يَوْم وعولجت بالمرهم الْأسود وَرَأَيْت طرفِي الْأنف الورقتين يلتحمان فِي سَاعَة وَلَا يُمكن أَن يمْنَع من التحامهما إِلَّا بِجهْد شَدِيد فتجعل فِيهِ مرهماً أَخْضَر وَنَحْوه مِمَّا يَأْكُل فَلَا ينجع ذَلِك إِلَّا أَقَله ويلتحم على حَال أَو يُبَادر إِلَى الالتحام حَتَّى يحْتَاج أَن يدْخل فِيهِ ريش وأنابيب ليخرج النَّفس. 3 (عِظَام فَاسِدَة) الْمقَالة السَّادِسَة قَالَ: القروح الَّتِي تطول مدَّتهَا فَلَا تندمل الْبَتَّةَ أَو تنقبض بعد الِانْدِمَال من غير خطأ من الْأَطِبَّاء فَإِنَّهُ إِمَّا أَن تجْرِي إِلَيْهَا رطوبات رَدِيئَة وَإِمَّا أَن تكون قد اكْتسب مَوضِع القرحة بِعَيْنِه حَالا رَدِيئَة بِسَبَب تِلْكَ الرطوبات الرَّديئَة وَإِن كَانَت قد انْقَطَعت وَإِمَّا لعظم فسد فِي ذَلِك الْموضع والصنفان الْأَوَّلَانِ يزدادان عظما ورداءة وَكَانَ الْأَوَائِل يسمونها باسم جَامع آكِلَة ثمَّ أَنه فرقت أسماؤها بعد. قَالَ: فَأَما أَنا فَإِنِّي أسمي كلما كَانَت تسْعَى إِلَّا أَنَّهَا فِي الْجلد قرحَة من جنس النملة وَالنَّار الْفَارِسِي وَمَتى كَانَت تسْعَى فِي اللَّحْم حَتَّى تفسده فَإِنِّي أسميها آكِلَة. وَأما القرحة الَّتِي يسميها بعض النَّاس المتعفنة فَلَيْسَ هِيَ قرحَة بسيطة لَكِنَّهَا ألف د عِلّة مركبة من قرحَة وعفونة. وَإِذا حدثت الْجراحَة بالدماغ تبعها دم وقيء مرار. 3 (خُرُوج الثرب) قَالَ أبقراط: إِذا خرج الثرب من الْبَطن فِي جِرَاحَة فَلَا بُد أَن يعفن مَا خرج مِنْهُ وَلَو لبث زَمَانا قَلِيلا وَهُوَ فِي ذَلِك أَشد من الأمعاء والكبد لِأَن المعي وأطراف الكبد أَن لم يبْق خَارِجا مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى تبرد بردا شَدِيدا فَإِنَّهَا إِذا دخلت إِلَى الْبَطن والتحم الْجرْح يعود إِلَى طبائعها. فَأَما الثرب فَإِنَّهُ وَإِن لبث أدنى مُدَّة فَلَا بُد إِن دخل الْبَطن مَا بدا مِنْهُ أَن يعفن وَلذَلِك يُبَادر الْأَطِبَّاء فِي قطعه وَلَا يدْخلُونَ مَا بدا مِنْهُ إِلَى الْبَطن الْبَتَّةَ. وَإِن كَانَ قد يُوجد فِي الثرب خلاف هَذَا فَذَلِك قَلِيل جدا لَا يكَاد يُوجد. السَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: إِذا حدث عَن الضربان الشَّديد فِي القروح انفجار الدَّم وَذَلِكَ يلْحقهُ كثيرا فَهُوَ رَدِيء وَإِنَّمَا يلْحق ذَلِك لشدَّة الضربان وَشدَّة الضربان إِنَّمَا هُوَ شدَّة نبض الْعُرُوق الضوارب مَعَ ضيق الْموضع عَلَيْهَا لشدَّة الورم. وَلذَلِك يوجع. فَإِذا حدث عَنهُ انفجار دم كَانَ شَدِيدا مستكرهاً.

إِن انْقَطع شَيْء من الغضروف أَو الْعظم لم يتم بعده. مَتى انْقَطع عظم أَو غضروف أَو عصبَة أَو الْموضع الدَّقِيق من اللحى والقلفة لم يلتحم وَلم ينْبت. وللقروح أزمان: ابْتِدَاء وانحطاط يحْتَاج فِيهِ بِحَسب ذَلِك إِلَى علاجات مُخْتَلفَة وَقد بَينا) (البلخية بِحَسب الْأَعْضَاء) من الْمَوْت السَّرِيع قَالَ: من ظَهرت بِهِ قرحَة من حصب أَو لذعة دَابَّة فَصَارَت شبه النواصير لم يقدر على علاجه. من كتاب العلامات: القروح فِي الدِّمَاغ إِذا وصلت إِلَيْهِ عرض مِنْهَا السكتة وَالْمَوْت سَرِيعا وَالَّذِي فِي أغشيته تهيج مِنْهُ حمرَة ألف د الْعَينَيْنِ والورم واختلاط الْعقل وقيء الصَّفْرَاء والتشنج والحمى وَرُبمَا عرض مِنْهَا الاسترخاء وتعتل فِي الْأَكْثَر وتفسد عظم القحف. 3 (الخراجات بِحَسب الْأَعْضَاء) وَإِذا كَانَت القرحة فِي فَم الْمعدة عرض مَعهَا الْعرق الْكثير وَصغر النَّفس والغشي وَبرد الْجَسَد والقيء الْكثير وعسر البلع وَيَمُوت سَرِيعا فِي الْأَكْثَر وَإِن كَانَت فِي الْمعدة كَانَ الْقَيْء كثيرا ووجع شَدِيد فِي الْمعدة. وَإِن كَانَت القرحة فِي الْقلب مِمَّا يَلِي التندوة الْيُسْرَى سَأَلَ من المنخرين دم كثير أسود وَمَات سَرِيعا. وَإِذا كَانَت فِي الرئة خرج بالنفث دم كثير أشقر شبه الزّبد وَيَأْخُذهُ سعال وفواق وخناق. إِن احْتبسَ الدَّم فِي الرئة عرض من ذَلِك أَن ترم رقبته وتنحدب. وَإِن كَانَت القرحة فِي الْحجاب عرض وجع شَدِيد مؤذ وضيق نفس وَيكون أَكثر الوجع فِي الْجَانِب الْأَيْسَر. وَإِن كَانَت القرحة فِي المراق كَانَ ورم ظَاهر وَلم يكن وجع شَدِيد غائر. وَإِن كَانَت القرحة فِي الطحال عرض الوجع فِي الْأَيْسَر حَتَّى يبلغ الترقوة مَعَ ضيق النَّفس وَإِن كَانَت فِي الكبد كَانَ الوجع فِي الْجَانِب الْأَيْمن ويبلغ الترقوة ويعرض مَعَه قيء الْمدَّة واختلافها واليرقان فِي بعض الْأَحْوَال وَيَمُوت سَرِيعا. وَإِن كَانَت فِي الباريطاون حدث بِهِ الفتق. وَإِن كَانَت فِي الأمعاء اخْتلف بِحَسب اختلافها فَرُبمَا احْتبسَ الثفل الْبَتَّةَ وَرُبمَا أَصَابَهُ زلق الأمعاء وَرُبمَا اخْتلف الدَّم والمرة واللزوجات. وَإِن كَانَت فِي المثانة ورمت الْعَانَة وَخرج فِي الْبَوْل قيح. وَإِن كَانَت فِي الرَّحِم خرج الصديد من الْقبل وَعرض لَهَا صداع وكزاز وأوجاع مؤذية.

علامة الوسخ

قَالَ: يعرف الْجرْح ألف د الطرئ من أَن لَا يكون وارماً وَلَا شَدِيد الوجع وَالْقَدِيم ممتدحاً غليظ الشّفة وارماً أَحْمَر وأسود كمداً. 3 - (عَلامَة الْوَسخ) القرحة الوسخة تعرف من أَن يكون عَلَيْهَا رطوبات جامدة وتضرب إِلَى الْبيَاض أَو إِلَى السوَاد ويسيل مثل الدردى وَنَحْوه من الصديد الرَّدِيء. قَالَ: وَمن القروح قُرُوح إِذا أدملها الطَّبِيب احتكت وانتقصت وَذَلِكَ يكون إِذا أدملها وفيهَا وسخ وَلم يستقص تنقيتها قبل إنبات اللَّحْم والإدمال فَيَنْبَغِي أَن تستقص التنقية وَلَا تدع الْجرْح يلتئم إِلَّا وَهُوَ نقي. من الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة قَالَ: إِذا كَانَ مزاج اللَّحْم الَّذِي فِيهِ القرحة فَاسِدا وَكَانَ تجْرِي إِلَيْهِ مَادَّة فاعمل أَولا فِي منع الْمَادَّة وَإِصْلَاح المزاج ثمَّ فِي إنبات اللَّحْم فِي القرحة وَإِلَّا لم يتم غرضك فِيهِ وَكَذَلِكَ إِن كَانَ مَعَ القرحة ورم حَار أَو صلب أَو رخو أَو شدخ فاقصد أَولا لعلاج ذَلِك ثمَّ عد إِلَى علاج القرحة. كتاب الْمَنِيّ قَالَ: إِذا قطع من الْبدن لحم أَو شَحم تولد مرّة ثَانِيَة. وَإِن ذهب عرق شريان أَو عصب أَو غضروف أَو غشاء أَو رِبَاط أَو وتر أَو عظم لم يتَوَلَّد ثَانِيَة لِأَن كَون هَذِه من الْمَنِيّ. فَأَما الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب فَإِنَّهَا رُبمَا تولدت فِي القروح الْعَظِيمَة ورأينا نَحن أَيْضا قد تولدت مرَارًا كَثِيرَة إِلَّا أَنه لَيْسَ عَام أَن يتَوَلَّد دَائِما. وَلَا يتَوَلَّد مِنْهَا شَيْء لَهُ عظم كبر وَلَا شريان وَلَا عصب يُمكن أَن يتَوَلَّد الْبَتَّةَ فَإِنَّمَا تولدت الْعُرُوق الصغار لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن تُوجد فِي الْبدن من مَادَّة الْمَنِيّ مَا يتَوَلَّد مِنْهَا لِأَنَّهُ قَلِيل. فَأَما الشريان فَلِأَنَّهُ ثخين ألف د غليظ لَا يُمكن أَن يُوجد فِي الدَّم من مَادَّة الْمَنِيّ ذَلِك الْقدر الَّذِي يَفِي بتوليده وَأبْعد مِنْهُ فِي ذَلِك سَائِر مَا ذكرنَا. فَإِذا لم يُوجد فِي الدَّم مَادَّة من الْمَنِيّ غزيرة كَثِيرَة سبقها تولد اللَّحْم قبل أَن يتَوَلَّد مَا يتَوَلَّد من من رسم الطِّبّ بالتجارب قَالَ: مِثَال الشَّيْء الْكَائِن دَائِما اتِّبَاع الْمَوْت للجراحة تقع بِالْقَلْبِ. قَالَ: فَأَما الشَّيْء الَّذِي يكون وَلَا يكره فَمثل نزُول الْمَوْت مَعَ الْجراحَة يَقع بِالْأُمِّ الغليظة من أم الدِّمَاغ وَأما الشَّيْء الْكَائِن فِي الندرة فَمثل السَّلامَة إِذا لحقت جِرَاحَة حدثت بِنَفس الدِّمَاغ. 3 (جمل الْعِلَل الْمَانِعَة من برْء القروح) من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء قَالَ: لَا يُمكن أَن يتَوَلَّد لحم فِي القرحة الَّتِي مَعهَا أَعْرَاض أخر حَتَّى تبطل تِلْكَ الْأَعْرَاض فَإِنَّهُ لَا يتَوَلَّد فِي القرحة الوضرة لحم حَتَّى ينقى وضرها وَلَا فِي الَّتِي مَعهَا ورم أَو فَسَاد مزاج مَا أَو قلَّة الدَّم أَو رداءته وَنَحْو ذَلِك فَانْظُر أبدا فِي القرحة فَإِن كَانَت سليمَة فرم إنبات اللَّحْم فِيهَا وَإِلَّا فَكُن فِي علاج الْعرض الرَّدِيء الَّذِي مَعهَا ثمَّ خُذ فِي إنبات اللَّحْم.

(القروح الْعسرَة الْبُرْء) قَالَ: الْعِلَل الَّتِي تعرض للقروح فتمنع من إنبات اللَّحْم والالتحام والإندمال أَولهَا الورم الْحَار وَيَنْبَغِي أَن يعالج أَولا ثمَّ تعالج القرحة فَإِنَّهُ لَا يتهيأ فِي القرحة الَّتِي فِيهَا ورم إِلَّا أَن تلتحم وَلَا أَن ينْبت فِيهَا لحم وَلَا أَن يدْخل حَتَّى يذهب الورم الْحَار أَو فَسَاد مزاج لحم القرحة وَهُوَ شَرّ من الورم الْحَار وَيَنْبَغِي أَن ترد أَولا اللَّحْم إِلَى مزاجه بالأدوية المضادة. وانصباب كيموس رَدِيء إِلَى القرحة من الْأَعْضَاء الَّتِي تَلِيهَا وَذَلِكَ يكون فِي بعض النَّاس لِأَن الْبدن كُله بِحَال سوء وَلِأَن الكبد وَالطحَال عليلان أَو لِأَن عضوا فَوق القرحة رَدِيء عليل أَو رَدِيء المزاج أَو لِأَن فَوْقه ألف د دالية فَيَنْبَغِي أَن يصلح إِمَّا فَسَاد الْبدن كُله أَو مزاج الْعُضْو أَو يمْنَع مَا ينصب من ذَلِك الْعُضْو أَو تقطع الدالية أَو لِأَن حافته أَو شفته تصلب أَو تغلظ أَو تعرض لَهما جَمِيعًا أَو تسود أَو تكمد فَأَما القروح الَّتِي يعرض فِيهَا الورم الصلب الْمُسَمّى سقيروس فاقطع أَولا تِلْكَ الحافات وَأما مَا كَانَت حافته جاسئة متلبدة فداو حَافَّاته بالأدوية الملينة. لي الحافات الَّتِي فِيهَا سقيروس هِيَ الَّتِي لَا تحس الْبَتَّةَ وَقد صلبت جدا وَقد بَطل حسها أَو ضعف جدا. قَالَ: فَأَما القروح الَّتِي حافاتها كمدة فَيَنْبَغِي أَولا أَن تشرط تِلْكَ الحافات ثمَّ تضمد بالأضمدة المحللة لِأَن لَحمهَا أجمع يصير كمداً أَو يصير رَدِيء المزاج وَذَلِكَ يكون على ثَلَاث جِهَات: إِمَّا أَن يكون هَذَا الْفساد مزاجاً فِي القرحة وحولها وَالْبدن لَيْسَ برديء الأخلاط وَلَا عُضْو فَوْقه وَلَا تَحْتَهُ فِي الْجُمْلَة رَدِيء لَكِن الدَّم الَّذِي يَجِيء القرحة دم جيد لسوء مزاج لَحمهَا يحيله إِلَى الرداءة وَإِمَّا أَن يكون الدَّم الَّذِي يكون فِي الْبدن أَو فِي الْعُضْو الَّذِي فَوق القرحة رديئاً فتكتسب القرحة الرداءة من ذَلِك وَإِمَّا أَن يكون يجْتَمع الْأَمْرَانِ جَمِيعًا أَعنِي أَن يكون لحم القرحة ومادتها جَمِيعًا رديئين.) قَالَ: وَإِذا كَانَ الْفساد فِي القرحة نَفسهَا فَإِنَّهَا تعالج نَفسهَا بالأدوية القوية التجفيف مثل أَقْرَاص أندرون وَنَحْوهَا من القوية التجفيف. فَإِن لم تنْتَفع بِهَذِهِ فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الدافعة فَإِن لم تغن شَيْئا فاقطع اللَّحْم الْفَاسِد كُله وَاسْتعْمل فِيهِ الكي فِي بعض الْأَوْقَات وعَلى هَذِه الْجِهَة إِن تعفن الْموضع المتقرح فَيَنْبَغِي أَن تقطع مَا تعفن ألف د مِنْهُ فَإِن كَانَ سوء حَال العليل يَسِيرا فعالجه بالأدوية المركبة من الدافعة والقوية المحللة مَعًا بعد أَن يكون صنفا الْأَدْوِيَة جَمِيعًا قويين كالنحاس المحرق وتوبال النّحاس والشب الْيَمَانِيّ المحرق والزنجار وبورق الصاغة والتوتياء والقلقديس المحرق وَيسْتَعْمل هَذِه مَعَ الشمع والراتينج أَو مَعَ دهن الخروع أَو زَيْت عَتيق أَو الْخلّ الثقيف يَجْعَل مِنْهَا مراهم قَالَ: وَقد كتبت هَذِه المراهم فِي الرَّابِعَة من قاطاجانس.

وَإِن كَانَ لحم القرحة غير رَدِيء والخلط فِي الْبدن رديئاً فاقصد إِلَى إصْلَاح الدَّم إِمَّا فِي جملَة الْبدن وَإِمَّا فِي الْعُضْو الَّذِي ينصب مِنْهُ إِلَى القرحة أَو مَنعه من أَن ينصب. وَإِن كَانَ اللَّحْم رديئاً والأخلاط رَدِيئَة فاجمع العملين جَمِيعًا. قَالَ: وَقد بقيت حَالَة من أَحْوَال القروح تعسر جدا لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن تجتذب الْخَلْط اللاحج فِيهَا حَتَّى صلح مزاج لَحمهَا بالإسهال كَمَا تهَيَّأ ذَلِك إِذا كَانَ فَسَاد اللَّحْم لمزاج صفراء مختلط بِالدَّمِ لِأَن الَّذِي يفْسد مزاج الدَّم حِينَئِذٍ السَّوْدَاء. قَالَ: وَلَا يجب إِلَى التَّحْلِيل إِنَّمَا يوضع عَلَيْهِ فِي نَفسه لغلظه إِلَّا بالأدوية القوية فَإِن وضعت عَلَيْهِ القوية هاج ونفد مِنْهَا جدا. وَإِن وضعت عَلَيْهِ الضعيفة لم تُؤثر فِيهِ لِأَنَّهَا لَا يتهيأ لَهَا أَن تحلل مِنْهُ شَيْئا وَلذَلِك لَجأ الْأَطِبَّاء أمره إِلَى قطع الْعُضْو العليل كُله إِذا أمكن وكيه بعد الْقطع إِمَّا بالنَّار وَإِمَّا بالأدوية المحرقة لي قد بَقِي من هَذَا التَّقْسِيم نُقْصَان وَذَلِكَ إِن من الْقرح الْعسرَة الْبُرْء مَا يعسر برؤها لغور الدَّم وَهَذِه تجدها بَيْضَاء قَليلَة الدَّم وَيَنْبَغِي أَن تعالج هَذِه بالحك الدَّائِم وَيكثر الدَّم فِي الْبدن وبالمراهم الحادة ألف د الَّتِي تجذب الدَّم وَمن القروح مَا يعسر برؤها بِسَبَب أَنَّهَا شَدِيدَة الرمل كَثِيرَة الرُّطُوبَة وَإِن كَانَت هَذِه الرُّطُوبَة لَيست رَدِيئَة وَهَذِه تحْتَاج إِلَى مَا يجفف تجفيفاً قَوِيا بِلَا لذع وَمن القروح قُرُوح لَا تَبرأ لغَلَبَة اليبس عَلَيْهَا وَهَذِه تَجِد لَحمهَا أبدا يسْرع إِلَى الخشكريشة وعلاجها حك الخشكريشة عَنْهَا والنطول بِالْمَاءِ الْحَار ومرهم الباسليقون وَيَنْبَغِي أَن يتمم جَمِيع ذَلِك ويلتقط من أماكنه إِن شَاءَ الله.) قَالَ فِي مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء: وَليكن غرضك عِنْد انخراق الْبَطن مَعَ الصفاق أَن تخليطها خياطَة تلتزق الصفاق بالمراق لِأَنَّهُ عصبي بطيء الالتحام بِغَيْرِهِ وَذَلِكَ يكون بتوع الْخياطَة الَّتِي ذكرنَا لِأَنَّهَا تجمع وَتلْزم فِي عُرْوَة الصفاق بالمراق. قَالَ: والأمعاء إِذا خرجت فَادع بشراب أسود قوي فيسخن ويغمس فِيهِ صوف وَيُوضَع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يبرد انتفاخه ويضمره وَإِن لم يحضر فَاسْتعْمل نفض الأمعاء بالقوية الْقَبْض مسخناً فَإِن لم يحضر فكمده بِالْمَاءِ الْحَار حَتَّى يضمر فَإِن لم تدخل مَعَ ذَلِك وسع الْموضع. فَأَما الثرب فَإِنَّهُ وَلَو بَقِي قَلِيلا من الزَّمَان خَارِجا فكمد لَونه وَلَا بُد من قطعه فَشد فَوق الْقطع لتأمن نزف الدَّم ثمَّ اقطعه وَخط الْبَطن واترك الْخَيط الَّذِي بِهِ شددت الثرب خَارِجا لتسلة إِذا التحم. من التشريح الْكَبِير قَالَ: اختر للأعضاء المجروحة من الْمَوَاضِع أبعدها من الوجع وأوفقها لصب الصديد. الثَّالِثَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: من انخرق مِنْهُ الغشاء الَّذِي تَحت المراق وَلم يحكم خياطته أَعنِي خياطَة بَطْنه ألف د عرض لَهُ إِذا التحم العضل أَن يدْخل عِنْد كل نفخة أَو ظفرة أمعاؤه خَارج الصفاق فيوجعه وَيمْتَنع من رفع الثّقل.

من قطع مِنْهُ الثرب عِنْد انخراق الْبَطن قل هضمه وَبَردت معدته وَاحْتَاجَ بعد ذَلِك إِلَى أَشْيَاء تسخنه بِالْفِعْلِ فضعها على معدته. لي أَصْحَاب الْجِرَاحَات ... ... على أَن كل تجويف يَنْبَغِي أَن يكْشف وَلَيْسَ ذَلِك على الْحَقِيقَة كَذَلِك لَكِن يَنْبَغِي أَن ينظر إِلَى مَا يسيل مِنْهُ وَإِلَى الْموضع فَيعْمل بِحَسبِهِ فَإِنَّهُ جَاءَنَا رجل إِلَى المارستان وَفِي مرفقه جرح ضيق يدْخل فِيهِ الْمجْلس كُله فَأمر بَعضهم أَن يكْشف وَكَانَ الَّذِي يسيل من هَذَا الْجرْح دمويا فِيهِ غلظ كَأَنَّهُ لحم منحل لَيْسَ برديء الرّيح فرقدناه آنِفا وأمرته أَن ينصب زراعه وَجَعَلنَا على فَم الْجرْح قطنة لَا يمْنَع مَا يسيل وأمرته إِن هُوَ أحس بِشَيْء ينزل أَن يُعينهُ بالعصر فَعَاد إِلَيْنَا من غَد وَقد لزق وَقرب من الْبُرْء والتام فَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن تبادر إِلَى كشف أَمْثَال هَذِه إِلَّا أَن تكون مزمنة قد تنضرت وصل بِاللَّحْمِ الَّذِي فِي جوفها مَعَ رداءته وَلَا يُمكن أَن ينصب نصبة يسيل مِنْهُ مَا فِيهِ أَو يكون مَا يسيل مِنْهُ رديئاً خبيثاً وَيكون مِنْهُ عظم فَإِن هَذِه لَا يُمكن أَن تلتحم الْبَتَّةَ إِلَّا بَان تكشف نعما وتعالج بعد ذَلِك. شدّ الرجل لما ترك بالتواء خَلفه من الْفَرَاغ شَيْء فألجئ إِلَى بطه لِأَن الَّذِي وَقع عَلَيْهِ الشد) التحم سَرِيعا جدا وبطه بعد يَوْم فَخرج مِنْهُ شَيْء كثير جدا وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ لحم قريب الْعَهْد بالجمود ومصل هَذَا اللَّحْم مستعد لِأَن يصير مُدَّة بِسُرْعَة فَلذَلِك الرَّأْي أَن تبتدئ بالشد من خلف الْفَرَاغ بِشَيْء صَالح وَإِلَّا كَانَ مِنْهُ مثل هَذَا. من تشريح الْمَوْتَى قَالَ: طعن رجل بِالْمِنْشَارِ الدَّقِيق ألف د فِي مراق بَطْنه وَكَانَ جرحا ضيقا والثرب ظَاهر مِنْهُ إِذا نظر فِيهِ وَكَانَ من لَا يعرف صُورَة الثرب لَا يعلم أَن الباريطاون قد انخرق وَكَانَت جِرَاحَة قَليلَة الْخطر عِنْد من لَا يدْرِي قَالَ: وَنحن وسعناه. قَالَ: وَرجل آخر طعن خرجت من جراحته مرّة صفراء فَعلم أَن الضَّرْبَة وصلت إِلَى مجاري الْمرة وَآخر كَانَت الرّيح تخرج من جراحته فَعلم أَن الغشاء المستبطن للأضلاع انخرق. قَالَ: وَقد رَأَيْت خُرُوج الزبل عَن جِرَاحَة وتخلص. وَرَأَيْت رجلا أَصَابَته ضَرْبَة حَيْثُ عظم الْكَاهِل فَخرج الْبَوْل من مقعدته فمعلوم أَن هَذَا قد انخرق مِنْهُ المعي الْمُسْتَقيم والمثانة. قَالَ: وَإِذا وَقعت الْجراحَة حَيْثُ تشك أَنه قد وصلت إِلَى فضاء الصَّدْر فَإِنَّهُ يجب أَن يشكل الْإِنْسَان أشكالاُ مُخْتَلفَة وَيُؤمر بالتنفس الشَّديد. من نَحْو الْقطع والبط قَالَ: كثير من الْجُهَّال بعلاج الْحَدِيد قطعُوا عصباً صَغِيرا وعصباً يخفى على الْحس نَفعهَا فِي الْبدن عَظِيم جدا وَكثير مِنْهُ قطعُوا عروقاً وشرايين نفيسة جليلة وَكثير مِنْهُم يقطعون العضل بِالْعرضِ وَكثير يخرجُون الْحَصَاة فيورث العليل نزف الدَّم أَو سيلان الْبَوْل أَو عدم التناسل وَذَلِكَ كُله لجهلهم بالتشريح لأَنهم لَا يعْرفُونَ الْموضع

الَّذِي تتصل فِيهِ أوعية الْمَنِيّ بعنق المثانة فيوقعون الْقطع عَلَيْهَا وَيَقَع الْقطع فِي مَوضِع الْعُرُوق والشرايين الْعِظَام أَو يَقع الْقطع فِي الْمَوَاضِع الَّتِي لَيست لحمية من المثانة الَّتِي لَيْسَ من شَأْنهَا أَن تلتحم. الْمقَالة الأولى من آراء أبقراط وأفلاطن: كَانَ غُلَام فِي صَدره ألف د قد بلغ إِلَى الْعظم الَّذِي فِي وسط قصه وكشفنا عَن عظم القص جَمِيع مَا يُحِيط بِهِ فوجدناه قد أَصَابَهُ فَسَاد فاضطررنا إِلَى قطعه وَكَانَ الْموضع الْفَاسِد مِنْهُ الْموضع الَّذِي عَلَيْهِ مُسْتَقر غلاف الْقلب فَلَمَّا رَأينَا ذَلِك توقفنا توقفاً شَدِيدا فِي انتزاع الْعظم الْفَاسِد وَكَانَت عنايتنا باستبقاء الغشاء المغشى عَلَيْهِ من دَاخل وَحفظه على سَلَامَته بِكُل مَا اتَّصل من هَذَا الغشاء بالقص كَانَ قد عفن أَيْضا َ قَالَ: وَكُنَّا نَنْظُر إِلَى الْقلب نظرا بَينا مثل مَا نرَاهُ إِذا كشفنا عَنهُ بالتعمد فِي التشريح. قَالَ: فَسلم) ذَلِك الْغُلَام وَنبت اللَّحْم فِي ذَلِك الْموضع الَّذِي من القص حَتَّى امْتَلَأَ واتصل بعضه بِبَعْض وَصَارَ يقوم من ستر الْقلب وتغطيته بِمثل مَا كَانَ يقوم بِهِ قبل ذَلِك بغلاف الْقلب قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا لي هَذِه الْقِصَّة نذكرها فِي مَوَاضِع بحولها كلهَا إِلَى هَهُنَا وأجمعها إِن شَاءَ الله. الأولى من الثَّانِيَة من ابيذيميا: من لم يلْتَزم صفاقه لمراقه فِي خياطَة الْبَطن أَصَابَهُ فِي مراقه انتفاخ كالفتق. قَالَ: القروح الرَّديئَة الْعسرَة تعرض للَّذين يفرط عَلَيْهِم الْبيَاض وَفِي أَصْحَاب النمش فِي قرحَة الْجَارِيَة الَّتِي فِي المارستان فَإِنَّهَا قرحَة صَغِيرَة جدا إِلَّا إِنَّهَا ... ... لم ينْبت فِيهَا لحم الْبَتَّةَ ولون هَذِه الْجَارِيَة أَبيض أصفر قَلِيل الدَّم كَالَّذي يكون من فَسَاد الكبد هَذِه القرحة الْبَيْضَاء تحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة فِي إنبات اللَّحْم وَمَعَهَا جذب الدَّم وَيَنْبَغِي أَن يضمد حَتَّى يجتذب من بعد هَذَا بِقَلِيل. هَذَانِ الصنفان من الْأَبدَان يعسر برْء قروحها: الْأَبدَان الَّتِي فِيهَا نمش والأبدان ألف د الْبيض المفرطة القليلة الدَّم لرداءة الكبد لِأَن هذَيْن هما السَّبَب فِي عسر برْء جَمِيع القروح أَعنِي أَن يكون اخلط الرَّدِيء يَأْكُل مثل الْحَال الَّتِي فِي النمش وَالْحَال الَّتِي من نُقْصَان الدَّم والغذاء كالحال فِي الْأَبدَان الْبيض. لي هَذِه القرحة أَمر جالينوس أَن يجتذب إِلَيْهَا الدَّم بالتكميد.

جراحات الدِّمَاغ الثَّانِيَة من الثَّالِثَة من ابيذيميا قَالَ: الْجِرَاحَات الَّتِي تصل إِلَى غشاء الدِّمَاغ تحدث استرخاء فِي الْجَانِب الَّذِي هِيَ فِيهِ وتحدث تشنجاً فِي الْجَانِب الْمُقَابل. من كَانَت بِهِ قرحَة فَحدث بِهِ بِسَبَبِهَا ورم رخو مُنَاسِب لعظم القرحة أَو أَكثر مِنْهَا فقد أَمن أَن يحدث من تِلْكَ القرحة تشنج وتمدد وَإِن كَانَت من قُدَّام عرض جُنُون ووجع حاد فِي الْجنب وَاخْتِلَاف دم إِن كَانَ الورم أَحْمَر. وَقد يحدث التشنج مَعَ الورم الصلب الْحَار فَأَما مَعَ الرخو فَلِأَن ذهَاب ذَلِك الورم ضَرْبَة يدل على انْتِقَاله لَا على تحلله فَإِن كَانَ من خلف انْتقل إِلَى النخاع فجَاء تشنج وَإِن كَانَ من قُدَّام إِمَّا أَن ينْتَقل إِلَى الْبَطن الْأَعْلَى فَيحدث وجع الْجنب وجنون بِسَبَب مُشَاركَة الْحجاب وَإِمَّا إِلَى أَسْفَل فَيحدث اخْتِلَاف الدَّم. وَإِذا كَانَ الورم أَحْمَر قانياً ثمَّ غَابَ فتوقع إِمَّا جنوناً وَإِمَّا وجعاً فِي الْجنب وَإِمَّا اخْتِلَاف دم. الأول من السَّادِس من ابيذيميا: القروح المستديرة العميقة فِي الصّبيان قاتلة وَذَلِكَ أَن من بِهِ هَذِه) القروح وجعها شَدِيد وعلاجها شَدِيد عسر وَالصبيان لَا يحْتَملُونَ ذَلِك. الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: مَتى أردنَا الزاق شفتى قرحَة أَو ... استعملنا الحك لتخشن فَإِن بالتخشن وبالأدوية الَّتِي تخشن وَهَذَا ألف د الْجلاء يكون لُزُومه. الْخَامِسَة من السَّادِسَة: من تَعب وَفِي بدنه أخلاط رَدِيئَة حدثت بِهِ قُرُوح. السَّادِسَة من السَّادِسَة: يَنْبَغِي فِي القروح الرَّديئَة وَفِي جَمِيع الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج أَن تستأصل بِالْقطعِ أَو بالكي أَو بالدواء الحاد أَن يقطع ذَلِك كُله وتكويه إِلَى أَن لَا يبْقى من اللَّحْم العليل شَيْء الْبَتَّةَ ويبلغ الصَّحِيح. قَالَ: فَمَا أمكنك فِيهِ هَذَا فَذَلِك وَمَا لم يُمكن فِيهِ ذَلِك فانثر عَلَيْهِ بعد علاجك دَوَاء أكالاً ليَأْكُل الْبَقِيَّة لي الْحَد فِي الْقطع والكي إِن كَانَ على عظم أَن يظْهر الْعظم وَإِن كَانَ تَحْتَهُ صَحِيحا لم يظْهر وَاللَّحم الصَّحِيح تعرفه بنوعه وبجودة الدَّم السَّائِل مِنْهُ بِكَثْرَة الْحس. الخراجات الْحَادِثَة فِي دَاخل الْأذن تقيح خَمْسَة أَيَّام والحادثة فِي سَبْعَة أَيَّام ضَعِيفَة. السَّابِعَة من السَّادِسَة: القروح الَّتِي ينتثر الشّعْر ويتقشر الْجلد مِمَّا حواليها قُرُوح رَدِيئَة خلطها خلط حريف أكال.

الْيَهُودِيّ: جَاءَنِي إِنْسَان وَجب فَخرج من الوجبة ريح مثل مَا ينْفخ الْإِنْسَان وَخرج مَعَه رُطُوبَة وزبد مَاتَ بعد ثَلَاثَة أَيَّام. جَمِيع القروح الصلبة الَّتِي تخضر وَتسود مهلكة لِأَنَّهُ يدل على أَن الدَّم قد اسْتَحَالَ إِلَى الْخَلْط الْأسود والقروح الرخوة الَّتِي ترشح شَيْئا اصفر حاراً تقرح الْموضع الَّذِي تصيبه رَدِيئَة مهلكة لَهَا ينثر الشّعْر حول القرحة أذن بالإقبال وكل قرحَة تحْتَاج إِلَى سُكُون وراحة. من الْكتاب الْمَنْسُوب إِلَى جالينوس فِي الحبن قَالَ: إِذا تَبرأ بعض اللَّحْم أَو عُضْو من الْبدن فاقطعه واكو الْموضع بالزيت بعد ذَلِك وَإِيَّاك أَن ترد المتبرئ على مَكَانَهُ وتشده فَإِنَّهُ يصير خبيثة لي كَذَلِك يفعل أَصْحَاب الْجِرَاحَات ألف د لأَنهم قد عرفُوا بالتجربة أَنه يصير خبيثة فيقطعونها أبدا والكي بالزيت بعد ذَلِك أَحْمد لِأَنَّهُ يمْنَع أَن يصير مَا بَقِي قرحَة رَدِيئَة لَكِن تصير خشكريشة ثمَّ تسْقط وتبرأ بِإِذن الله. بولس قَالَ: الْجرْح الْبَسِيط يَنْبَغِي أَن يرْبط هَكَذَا إِن كَانَ أحد شَفَتَيْه مائلاً إِلَى نَاحيَة أَن يشد بالرباط من تِلْكَ النَّاحِيَة وَيذْهب بِهِ إِلَى الْجِهَة الْمُقَابلَة وَإِن كَانَ مَكْشُوف الْفَم جدا وَاسِعَة) . الشفتين فاربطه برباط تبتدئ من جانبين فَإِنَّهُ هَكَذَا يلتحم إِمَّا إِن لم يَقع فِي مَا بَين شقيه شَيْء. وَإِن كَانَ الْجرْح عَظِيما لَا يجمعه الرِّبَاط فاجمعه أولاُ بالخياطة ثمَّ بالرباط. قَالَ: وَيصْلح للخراجات فِي أبدان الْمَشَايِخ مرهم مُهَيَّأ من شمع ودهن ورد وشعير محرق أَو يُؤْخَذ قيروطى بدهن الآس ثَلَاثَة أَجزَاء وإسفيذاج الرصاص جُزْء فَيجْعَل مرهماً. قَالَ: المفاصل أَشد يبساً من سَائِر الْأَعْضَاء اللحمية فَلذَلِك تحْتَاج القروح الَّتِي تقع فِيهَا إِلَى أدوية شَدِيدَة اليبس وَيصْلح فِي ذَلِك أَقْرَاص بولوانداس تسحق بشراب حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل ويلطخ وَمَا يجفف كجفوفها مثل أَقْرَاص أندرون وَنَحْوهَا وَكَثِيرًا مَا نطلناها بِمَاء الْبَحْر قَالَ: القروح يعسر برؤها فِي الْأَبدَان الْبيض والبرش أما البرش فلرداءة أخلاطها وَأما الْبيض فلقلة الدَّم فِيهَا. اذكر حَال الْمَرْأَة الشَّدِيدَة الْبيَاض العديمة الدَّم كَانَ بهَا قرحَة فِي وَجههَا فعولجت سِنِين فِي المارستان فَلم تَبرأ وَكَانَت قريحة صَغِيرَة حَتَّى أمرت بتكميد وَجههَا حَتَّى احمر ودلكه وأمرتها بالشرب وخنق الازدراد فبرئت. وبرئت قرحَة مثل هَذِه بمرهم الزنجار. على مَا رَأَيْت فِي مسَائِل ابيذيميا: الْأَبدَان ألف د الْخضر الكمدة قَليلَة الْحَرَارَة الغريزية قَليلَة الدَّم وتعسر قروحها وتحتاج إِلَى إسخان ومراهم لَهَا إسخان وحك وحركة الْيَدَيْنِ ويشتغل. الْأَبدَان الْبيض قَليلَة الدَّم لَحمهَا كلحم السّمك وتحتاج إِلَى إسخان وجذب الدَّم. والأبدان الصفر تعسر قروحها من رداءة الدَّم وتحتاج إِلَى إسهال وتعديل الدَّم

والأبدان الشَّدِيدَة النحافة تعسر قروحها لقلَّة الْمَادَّة وَأحمد الْأَبدَان للقروح الْبيض الْحمر فَإِن هَذِه سريعة نَبَات اللَّحْم. قَالَ: إِذا وَقعت الْجراحَة بالطول فالرباط يَفِي بجمعها جمعا محكماً وَإِذا كَانَت بِالْعرضِ احْتَاجَت إِلَى الْخياطَة وبقدر غور الْجرْح يكون غور الْخياطَة. قَالَ: رُبمَا اضطررنا أَن نزيد فِي سَعَة الْجرْح إِذا كَانَت نخسة وخفنا أَن يكون لغورها يلتحم أَعْلَاهَا وَلَا يلتحم قعرها وَيكون الْعُضْو الْمَجْرُوح فِي وَقت الْجرْح على شكل يكون إِذا عَاد إِلَى استوائه لم يُمكن أَن تسيل مِنْهُ مُدَّة وَلَا يدْخلهُ دَوَاء وَإِن رد إِلَى شكله حِين خرج هاج وجعاً فيضطر أَن يشق شقاً مُوَافقا. قَالَ: إِذا كَانَت القروح وارمة فَلَا يَنْبَغِي أَن ترْبط وَكَذَلِكَ لَا تحْتَاج إِلَى الرِّبَاط إِذا كَانَ الْجرْح يُرِيد أَن يتقيح وَإِذا نضج فَإِنَّهَا مَا دَامَت تحْتَاج أَن تنقى أَو تبنى لَحْمًا فَإِنَّهَا تحْتَاج من الرِّبَاط إِلَى) أقل مَا يكون وَفِي مثل هَذَا الرِّبَاط لَيْسَ تكتفي الْأَجْزَاء المتفرقة لِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى رِبَاط يضْبط عَلَيْهَا وَيلْزق بَعْضهَا بِبَعْض. الخراجات الطرية تحْتَاج إِلَى رِبَاط مُحكم شَدِيد يكون شده عَلَيْهَا بجمعها ثمَّ يذهب قَلِيلا قَلِيلا إِلَى فَوق لِئَلَّا يمِيل إِلَيْهَا الْموَاد وتلتزق وَلَا ترم والجراحات الَّتِي تحْتَاج أَن تنقى وَقد أمنت أَن يَجِيء إِلَيْهَا شَيْء تحْتَاج إِلَى رِبَاط يعصرها نَحْو الفوهة وَالَّتِي تُرِيدُ أَن ينْبت فِيهَا لحم يَنْبَغِي أَن يكون الرِّبَاط رخواً وخاصة نَحْو مجْرَاه إِلَى فَوق لِئَلَّا يمْنَع انصباب الدَّم ألف د فَإِنَّهُ لَا شَيْء أضرّ من أَن ينحف الْعُضْو ويضمر فِي وَقت نَبَات اللَّحْم وَيزِيد فِي مدَّته قَلِيلا قَلِيلا كل يَوْم بِمِقْدَار مَا يلزق الجزءين بعضهما بِبَعْض ليَقَع الالتحام. وَقَالَ: الأجود أَلا تبادر إِلَى بط الْخراج وَقد بَقِي مِنْهُ شَيْء لم يستحكم نضجه لِأَن مكث الْمدَّة هُنَاكَ إِلَى أَن يستحكم جَمِيع مَا تُرِيدُ أَن ينضج وَيصير مُدَّة أسْرع وأبلغ. بططنا غير مرّة خراجات على النّصْف من النضج فَكَانَت لَا تنقى إِلَّا بِجهْد ويسيل مِنْهَا أَيَّامًا صديد رَدِيء وقدرت أَن ذَلِك هُوَ مَا كَانَ أزمع أَن يصير مُدَّة وَرَأَيْت الخراجات المستحكمة النضج تنقى وتدف سَرِيعا فالأجود أَن تتْرك حَتَّى يجود النضج إِلَّا أَن يكون عِنْد مفصل أَو عظم أَو عُضْو شرِيف. مَتى ورم دَاخل القرحة أَو نقص أَو تقبض أَو تكمش شفتاها إِلَى دَاخل وَمَتى ورم خَارِجهَا انقلبت شفتاها وَإِذا دخلت شفتا القرحة إِلَى دَاخل بِسَبَب نُقْصَان يكون فِي الدَّاخِل كَانَ ضَرُورَة شفتا القرحة رقيقتين مهزولتين كَأَنَّهُمَا خرقَة رخوة. قَالَ: إِن بللت خرقَة بِالْمَاءِ العذب ووضعتها على القروح رطبتها ورهلتها فَإِن كن مَاء ملحاً أَو مَاء بَحر جففها فَأَما الَّذِي يخالطه الشب فَأَنَّهُ ينفع القروح كلهَا إِلَّا أَنَّهَا للَّتِي ينجلب إِلَيْهَا شَيْء من الْموَاد أعظم وأسرع نفعا بتجفيفه لَهَا كلهَا.

كَانَ رجل قد خرجت أمعاؤه فَلم تدخل وَهُوَ مستلق على قَفاهُ فَأمر رجل أَن تُؤْخَذ يَدَاهُ وَرجلَاهُ وتشال فيقوس ظَهره وَدخلت الأمعاء. قَالَ فِي الخراجات الَّتِي تنضج قَالَ: الأورام الَّتِي تذْهب إِلَى النضج يَنْبَغِي أَولا أَن يسكن عَنْهَا الوجع بالنطولات والضمادات المرخية ليجمع ذَلِك تسكين الوجع والتقيح ثمَّ يبط فَإِن بَقِي شَيْء من الورم حول الْجرْح أَو وجع ضمد بِمثل تِلْكَ حَتَّى إِذا سكن الوجع كُله أخذت ألف د فِي) تنقية القرحة وتجفيفها وَبِنَاء اللَّحْم ثمَّ أخذت فِي الإدمال. قَالَ: وَلَا تستعجل بالبط وَإِخْرَاج الْمدَّة لِأَن مكثها دَاخِلا إِلَى أَن يتَغَيَّر مَعَه سَائِر مَا هُنَاكَ أَجود وأسرع للتغيير. اسْتدلَّ على أَن الْكَهْف قد لزق بِأَن لَا يسيل مِنْهُ شَيْء أَو يكون قَلِيلا غليظاً وَيكون ضامراً وبالضد وعلاج الْكَهْف على هَذِه الصّفة: تغسله بِمَاء الْعَسَل إِن احْتَاجَ إِلَى ذَلِك ثمَّ ترزق فِيهِ مرهماً ينْبت اللَّحْم وتطلي مرهماً قوي التجفيف لطيف الْأَجْزَاء مَعَ ذَلِك غواصاً على خرقَة وَيُوضَع خَارِجا على الْكَهْف كَمَا هُوَ ثمَّ يوضع فَوق مَوضِع الْكَهْف خرقَة مبلولة بشراب قَابض ثمَّ يشد شداً يُرْخِي نَحْو فَم الْكَهْف وَيجْعَل على فَم الْكَهْف خرقَة لَا تملؤه مطلية بالمرهم وَلَا تجْعَل إِلَّا بعد الثَّالِث فَإِن سَالَ مِنْهُ فِي الْيَوْم الأول صديد رَقِيق فَلَا بَأْس فِي التحامه وَإِن سَالَ شَيْء صديدي فِي الْيَوْم الثَّالِث فَإِنَّهُ لم يلتحم فأعد التَّدْبِير عَلَيْهِ. قَالَ: رَأَيْت رجلا أَصَابَته ضَرْبَة بَين أضلاعه السُّفْلى خرج مِنْهَا غَائِط لِأَنَّهُ كَانَ دون فضاء الصَّدْر فنجا وَآخر مثله برِئ أَيْضا. قَالَ: وَآخر لم يخرج مِنْهُ ثفل وَبرئ أَيْضا وَمَعْلُوم أَن الْأَوَّلين تخرقت مِنْهُم بعض الأمعاء أَيْضا. قَالَ: ورجلاً جرح حَيْثُ عظم الْكَاهِل فَخرج مِنْهُ بَوْل فَعلمنَا أَن معاه الْمُسْتَقيم انخرق. ورجلاً قَالَ: القروح الْعَارِضَة فِي أبدان الْمَشَايِخ يعسر برؤها لقلَّة الدَّم فِي أبدانهم هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى أَن يكمدوا وَتجْعَل أدويتهم الَّتِي تنْبت اللَّحْم حارة كالزفت فَإِنَّهُ عَجِيب. وَكَانَت امْرَأَة فِي المارستان فِي وَجههَا قرحَة حولهَا لحم كلحم السّمك عديم الدَّم كَانَت بَيْضَاء صفراء رَدِيئَة ألف د الكبد بالبرد فعولجت سنة فَلم تَبرأ فَأمرت أَن يدلك ذَلِك الْموضع ويضمد وَيُزَاد فِي الدَّوَاء زراوند ونورة وَيُزَاد فِي الْغذَاء وَيشْرب فبرئت. البط كُله بالطول إِلَّا تَحت اللحى وَفِي الحالب. المرهم الْأسود يلين الْجرْح جيد للمواضع العصبية فِي الشتَاء رَدِيء للقروح الحامية وخاصة فِي الصَّيف والأبيض جيد لهَؤُلَاء وَمَتى كَانَ بِالْقربِ عظم مَكْشُوف

فالأبيض. مَتى رَأَيْت على قرحَة وضراً كثيرا بِأَكْثَرَ مِمَّا تسْتَحقّ هِيَ فِي نَفسهَا لصِغَر مقدارها فقس بالمجس فَإِن تحتهَا كهفاً. النواصير الذاهبة على عَمُود لَا تبط بل الدَّوَاء الحاد. اللَّحْم الْأَحْمَر صلب والرخو الَّذِي يشبه لحم الرئة الرهل رَدِيء يحْتَاج إِلَى أَن يُؤْكَل بِالْجلدِ. الْمدَّة لَا يَنْبَغِي أَن تطول مدَّتهَا خَاصَّة بِحَيْثُ مفصل أَو عظم إِذا بدأت الْجراحَة تَبرأ بِعَمَل النَّافِذ) إِلَى جَوف الصديد وَالَّذِي قد خرق الأمعاء لَا يبرأ. والناصور الَّذِي يخرج مِنْهُ الْبَوْل لَا يبرأ. الْأذن والشفة يَنْبَغِي أَن تحك أبدا وَلَا تتْرك تندمل لِئَلَّا تَجِيء نَاقِصَة بِمدَّة وطرف الْأنف يندمل بِسُرْعَة ويلتزق حَتَّى يحْتَاج أَن يمْنَع بمرهم أَخْضَر. إِذا كَانَت الْجلْدَة رقيقَة شبه خرقَة حَمْرَاء أَو بنفسجية لم تلتزق وَإِذا كَانَت بَيْضَاء غَلِيظَة سَمِينَة فلتحك وَيحك الْموضع ويشد فَإِنَّهُ يلْزم. القروح الرَّديئَة إِذا ضربهَا حمرَة صلحت بعد ذَلِك. والناصور الَّذِي فِي الفك علاجه قلع ذَلِك الضرس الَّذِي يخرج مِنْهُ مُدَّة فَإِنَّهُ يبرأ. توق الشق فِي المفاصل فَإِن عِنْدهَا أبدا تكون شرايين عظاماً ظَاهِرَة. يَنْبَغِي أَن احتجت أَن تَأْخُذ سلْعَة أَو تبط بطاً عَظِيما أَن يكون بعد استقصاء النّظر بحضرتك دَوَاء جالينوس وَبَيَاض الْبيض ووبر ألف د الأرنب أَو ريش مقرض وتفقد جهدك فِي النّظر لِئَلَّا يَقع عرق عَظِيم فَإنَّا كُنَّا نخرج سلْعَة فَعِنْدَ السّلع انْقَطع عرق فانبعث علينا من الدَّم مَا منع واحتجنا بِسَبَبِهِ إِلَى ترك الْعَمَل وَإِذا حدث مثل هَذِه الْأَشْيَاء بادرت إِلَى إمْسَاك الدَّم بِهَذِهِ والأجود أَن تكون المكاوي حاضرتك وتضع الإصبع على الشق سَاعَة ثمَّ تضع عَلَيْهَا الكي إِن كَانَ أمرا غَالِبا شَدِيدا. قَالَ: يَنْبَغِي فِي شقّ النواصير ومراق الْبَطن أَن تتَّخذ لَهُ رقيقَة حادة من جَانب وَاحِد وَغير محددة الرَّأْس كَمثل السكين وَهَذَا يصلح لنواصير الْأنف. قَالَ: رُبمَا قطع الْقَضِيب كُله والأنثيان مَعَه إِذا تعفن. الكيموسين قَالَ: إِذا بَقِي دم فِي الْجِرَاحَات الغائرة وجمد وَصَارَ علقاً وعفن قد عفن الْعُضْو كُله لذَلِك يَنْبَغِي أَن تستقصي ذَلِك. قَالَ أبقراط: كل قرحَة طرية أَي قرحَة كَانَت سوى القرحة الَّتِي تكون فِي الْبَطن فَيَنْبَغِي أَن تجْرِي من الْجرْح نَفسه دم إِمَّا كثير وَإِمَّا قَلِيل فَإِنَّهُ إِذا جرى من القرحة كَانَ تورمها وتورم مَا حولهَا أقل. إِذا قصر الدَّم فِي الْجِرَاحَات الضيقة أَن يجْرِي فِي هَذِه الْجراحَة أَشد فَيَنْبَغِي أَن يبل صوف مَرْعَزِيٌّ لين فِي زَيْت حَار ويلف على مَا بَين الْإِبِط إِلَى الْجَانِب كَمَا يَدُور وَلَا بَأْس أَن تحقنه بِشَيْء هَذَا سَبيله فَإِن كَانَت الْجراحَة قد وصلت إِلَى المعي واعتقر وَاحِد مِنْهَا فعالجه كَمَا وصفت فَأَما الحقنة فاحقنه بشراب أسود قَابض فاتر وخاصة إِن كَانَ الْجرْح قد

أبلغ إِلَى المعي) حَتَّى صَار نَافِذا إِلَى جَوْفه. والأمعاء الْغِلَاظ أسهل برءاً والدقاق أعْسر والمعي الصَّائِم خَاصَّة لَا برْء لَهُ إِذا خرج لِكَثْرَة مَا فِيهِ من الْعُرُوق وعظمها ورقة ألف د جرمها وقربه من طبيعة العصب وَلِأَنَّهُ ينصب إِلَيْهِ المرار وَهُوَ صرف حَار بعد خَالص فَهُوَ من هَذَا أقرب الأمعاء كلهَا إِلَى الكبد فَأَما المعي السفلي فَإِنَّهَا لما كَانَت طبيعة اللَّحْم صرنا من مداواتها على ثِقَة والأدوية أَيْضا تقف فِيهَا وتلبث لَازِمَة لَهَا مُدَّة طَوِيلَة. وَإِن برز الثرب واسود واخضر مَا برز مِنْهُ فأوثق مَا اخضر مِنْهُ برباط ثمَّ أقطع مَا اخضر مِنْهُ وَأدْخلهُ إِلَى دَاخل وَخط المراق ودع طرفِي الْخَيط الَّذِي ربطت بِهِ الثرب خَارِجا لكَي تمده إِذا عفن وقاحة الْجراحَة بسهولة وَلَا تخش من قطع الثرب فَإِنَّهُ لَيْسَ يُشْرك العصب مُشَاركَة توجب مَكْرُوه خطر وَلَا الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب ومنفعته فِي الْبدن أَكثر. وَإِنَّمَا يسخن الْبَطن وَقد يقل الهضم بِقطع الثرب وخاصة إِن كَانَ العليل نحيفاً. أبيذيميا: الخراجات الْحمر المحددة الرؤوس تدل على خلط حَار لطيف وَالْبيض العراض على خلط غليظ بَارِد. قَالَ: وَمَا عفن من الْأَعْضَاء فاقطعه واكوه وارم بِهِ. كثيرا مَا ترم الرّكْبَة فَلَا يكون فِيهَا إِذا بطت شَيْء وَلَكِن تكون الفضلة إِمَّا إسفنجية وَإِمَّا مبلولة برطوبة كَثِيرَة وَإِمَّا اجْتِمَاع الْحَالين. القروح الَّتِي ينتثر الشّعْر حولهَا ويتقشر الْجلد قُرُوح خبيثة أكالة رَدِيئَة النواصير تنتقص إِمَّا للامتلاء وَإِمَّا لرداءة الأخلاط وَإِمَّا لحركة مفرطة فِي الْعُضْو الذب هِيَ فِيهِ. طيماوس قَالَ: إِذا صَار الْبدن عسر التَّحَلُّل فَلَا ينْحل مِنْهُ شَيْء الْبَتَّةَ بِسَبَب تكاثف قوى حدث عَلَيْهِ فَإِن الْعُضْو الَّذِي يتنفس من ذَلِك الْعُضْو يعفن فَيعرض من ذَلِك للحم وَالْعِظَام شقاقلوس وَهِي الخبيثة. لي الَّذين يصيبهم الْبرد ينضغط ألف د أَولا ذَلِك الْموضع انضغاطاً شَدِيدا ثمَّ يجيئها بعقب ذَلِك دم كثير لِأَنَّهَا توسعت بِالْفَسْخِ فَلَا يُمكن أَن تحلل جَمِيع مَا يجيئها لِأَنَّهُ يجيئها فرق مَا يُمكن أَن يتَحَلَّل من منافسها لِأَن منافسها أَيْضا قد ضَاقَتْ فَوق الْحَال الطبيعية فيعفن مَا جَاءَ وَيُسمى بِفساد ذَلِك الْعُضْو فَالرَّأْي فِي منع الخبيثة أبدا أَن يشرط الْعُضْو الَّذِي كثرت فِيهِ الْمَادَّة أَو يسخفه بالمحللة مَا أمكن كَمَا يفعل بالمضروب من النَّاس جلد الْكَبْش حاراً. وَإِذا كَانَت الْمَادَّة كَثِيرَة وَالْجَلد مكتنز كالحال فِي الْبرد فَلَيْسَ يَعْنِي إِلَّا الشَّرْط فَأَما) فِي الضَّرْب فَإِنَّمَا صَار يبرأ بِالْجلدِ لِأَن الْجلد هُنَاكَ فِيهِ خرق كَثِيرَة.

قَالَ: مَتى حدثت جِرَاحَة فَأَرَدْت أَن تستفرغ الدَّم فَاجْعَلْ الشكل الَّذِي شكل بِهِ الْمَرِيض مَنْصُوبًا إِلَى أَسْفَل وبالضد وَالَّذِي ينفع استفراغه فِي الْجِرَاحَات إِذا كَانَ الْبدن ممتلئاً لِأَنَّهُ عِنْد ذَلِك إِن لم يجر دم كثير حدث ورم عَظِيم جدا. وَمَتى كَانَ الدَّم فِي الْبدن قَلِيلا فَيَنْبَغِي أَن تعْمل بالضد فتقلعه وَقس على ذَلِك جَمِيع الاستفراغات فمهما أردْت أَن تستفرغ فصوب شكله إِلَى أَسْفَل وبالضد. قاطيطريون: إِذا كَانَ الْأَصَابِع قُرُوح فَاجْعَلْ بنيها خرقاً لِأَن قوما قد التحمت أَصَابِعهم بالقروح فِيمَا بَينهَا وَأحذر فِي القروح الغائرة أَن تزحمها بالرباط وَبِمَا يؤلمها ألماً يُورث الورم. قَالَ: وَإِنَّمَا يحْتَاج الْجرْح إِلَى الرَّبْط الْجَامِع للشفتين إِذا أُرِيد الالتزاق والالتحام. فَأَما إِذا كَانَ يحْتَاج أَن ينْبت فِيهِ لحم وَأَن يبْقى سَائِر ذَلِك فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَى الرِّبَاط الْجَامِع للشفتين لَكِن مرّة الرِّبَاط الَّذِي يصب الوضر من فِيهِ وَمرَّة رِبَاط بِقدر مَا يمسك الدَّوَاء عَلَيْهِ. قَالَ: ألف د وَيُجزئ أَن تكون فوهة الْجرْح لمَكَان ينصب الوضر مِنْهُ دَائِما بطبعها إِمَّا بِأَن يُوقع البط هُنَاكَ وَإِمَّا بِأَن يشكله بذلك الشكل فَإِنِّي قد أبرأت جرحا كَبِيرا كَانَ غوره حَيْثُ الرّكْبَة وفوهته فِي الْفَخْذ من غير أَن جعلت لَهُ فوهة أَسْفَل عِنْد الرّكْبَة لَكِن نصبت الْفَخْذ نصبة كَانَ القعر فَوق الفوهة أَسْفَل فبرأ من غير بط فِي الْأَسْفَل وَكَذَلِكَ قد علقت الساعد والكف وَغَيرهمَا تَعْلِيقا تكون الفوهة أبدا إِلَى أَسْفَل. قَالَ: الجروح الغائرة يَنْبَغِي أَن تداوى بدواء قوي التجفيف والتنقية حَتَّى تصير جافة نقية إِذا كَانَ مَعَ الْجِرَاحَات ورم فتوق أَن تثقلها بالخرق والأضمدة توقياً شَدِيدا. من كتاب الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: من عرضت لَهُ قرحَة فِي سَاقه فَإِنَّهُ يسكن وَلَا يمشي فَهُوَ أَجود لَهُ وَإِن هُوَ سكن أَيَّامًا ثمَّ مَشى بِأخرَة فضرره لَهُ أعظم من أَن يكون قد عودهَا الْمَشْي مُنْذُ أول الْأَمر. قاطاجانس قَالَ: أَنا أسمي القروح الَّتِي تتجلب إِلَيْهَا مَادَّة إِمَّا كَثِيرَة وَإِمَّا حارة من غير أَن تكون قد أفسدت مزاج الْعُضْو العليل وصيرته فِي حد مَا يفْسد مَا يصير إِلَيْهِ وَلَو كَانَ خلطاً جيدا بِسوء مزاجه قروحاً عسرة الإندمال. فَأَما الَّتِي هِيَ بِالصّفةِ الثَّانِيَة فَهِيَ قُرُوح خبيثة. قَالَ: وَيصْلح لَهَا من الْأَدْوِيَة مَا يجفف بِقُوَّة من غير لذع وَذَلِكَ إِن أَكثر هَذِه القروح تكون غائرة) مُفْردَة من أجل أَنَّهَا تحدث عَن رُطُوبَة لذاعة رَدِيئَة فَهِيَ لذَلِك تحْتَاج أَن ينْبت فِيهَا لحم. قَالَ: طبيعة القروح العفنة غير طبيعة القروح الْعسرَة الإندمال وَذَلِكَ أَن العفنة تدب والعسرة تنحاز انحياز لَا تجاوزه والآكلة تَأْكُل مَا يتَّصل بموضعها من غير أَن تعفنه وَمن غير أَن تحدث مَعهَا حمى لَازِمَة لَهَا. ألف د

من تقدمة الْمعرفَة: أَحْمد الْمدَّة الْأَبْيَض المستوي الأملس الَّذِي لَا رَائِحَة لَهُ مُنكرَة وبالضد من هَذَا فَهُوَ رَدِيء لِأَن الرَّائِحَة الشَّدِيدَة تدل على النضج. فَأَما بَيَاض لَوْنهَا فَيدل على جودة النضج وَذَلِكَ أَن النضج إِنَّمَا هُوَ تشبه الشَّيْء بلون الْأَعْضَاء الَّتِي تجيئه. ولون الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة الَّتِي تحيل الْخَلْط إِلَى الْمدَّة أَبيض. والمدة إِنَّمَا تكون عَن الدَّم الَّذِي يبرز وَيخرج إِلَى خَارج الْعُرُوق فَإِن انطبخ بحرارة نارية شَدِيدَة عفن عفناً بِمَنْزِلَة مَا يكون فِي أبدان الْمَوْتَى وَإِن انطبخ بحرارة معتدلة لم يحدث فِيهِ من الحدة مَا يحدث من الهضم كالحال فِي الْمَنِيّ وَلَكِن يَنْبَغِي أَن تعلم أَن الْمدَّة لَا يُمكن أَن يبلغ حَال الْمَنِيّ فِي عدم الرَّائِحَة الرَّديئَة وَشدَّة الْبيَاض لِأَنَّهُ لَا بُد أَن يكون فِيهِ من العفونة شَيْء صَالح فَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن أصلح حالاته قَالَ: وكل خراج يتقيح إِلَى خَارج وَإِلَى دَاخل فرديء جدا لِأَنَّهُ لَا يكون للطبيعة مَوضِع تبتدئ مِنْهُ بإنبات اللَّحْم. الْفُصُول: فِي وَقت تولد الْمدَّة يعرض الوجع والحمى أَكثر مِمَّا يعرضان بعد تولدها. إِن الْمدَّة إِنَّمَا تتولد من دم يتَغَيَّر فَيصير إِلَى حَال بَين الجيدة والرديئة. والتغير الرَّدِيء هُوَ الَّذِي يكون إِلَى العفونة. والتغير الْجيد هُوَ الَّذِي يتَغَيَّر فِيهِ إِلَى التَّشَبُّه بالأعضاء. فَأَما الْمدَّة فتتغير بِتَغَيُّر متوسط فَإِنَّهُ لَيْسَ يكون من الْحَرَارَة الْخَارِجَة من الطَّبْع وَحدهَا وَلَا من الْحَرَارَة الغريزية وَحدهَا لِأَن تغير الدَّم إِلَى الْمدَّة كَأَنَّهُ متولد من بَين الحرارتين والوجع يكون فِي الْعُضْو الوارم بتمديده وإسخانه وتتبع ذَلِك الْحمى لِأَن الْقلب يسخن بسخونة الْعُضْو الوارم وَهَذَانِ الْأَمْرَانِ يعرضان أَشد عِنْدَمَا يعرض للدم من الاستحالة الشبيهة بالغليان والاحتراق فَإِذا اسْتكْمل هَذِه الاستحالة خفف الوجع والأعراض لِأَن جالينوس قد بَين أَن الوجع يكون مَا دَامَت تجارب. فِي كِتَابه فِي سوء المزاج الْمُخْتَلف: والقروح فِي أبدان الْمَشَايِخ لَا تكَاد تَبرأ لقلَّة الدَّم فِي أبدانهم وَلَيْسَ يُمكن أَن يتكون القروح الَّتِي تتولد فِيهَا الْمدَّة خبيثة عَارِية وَفِي تولد الْمدَّة فِي القروح غَايَة الثِّقَة والأمن من فَسَاد القرحة. القروح الَّتِي يحدث من أجلهَا التشنج لَا تجمع مُدَّة والآكلة والقروح السرطانية والخيرونية) من حدثت لَهُ قرحَة فَأَصَابَهُ بِسَبَبِهَا انتفاخ فَلَا يكَاد أَن يُصِيبهُ من أجلهَا تشنج أَو تمدد وَإِن كَانَت القرحة من قُدَّام عرض لَهُ جُنُون أَو وجع فِي الْجنب أَو تقيح أَو اخْتِلَاف دم إِن كَانَ ذَلِك الانتفاخ أَحْمَر. قَالَ: جالينوس يَقُول: إِنَّه إِذا حدثت بِأحد قرحَة فَأَصَابَهُ بِسَبَبِهَا ورم فَلَا يكَاد يُصِيبهُ من أجلهَا تشنج وَلَا جُنُون إِلَّا فِي الندرة إِذا كَانَ الورم عَظِيما جدا وَكَانَت خبيثة رَدِيئَة وَإِنَّمَا يعرض إِذا كَانَت من خلف التشنج لِأَن مَا خلف من الْبدن يَعْنِي الظّهْر عصبي وَأما قُدَّام الْغَالِب عَلَيْهِ الْعُرُوق الشرايين فَإِذا برأَ فَإِن ذَلِك الْخَلْط مَال إِلَى بعض الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة إِن

كَانَت أَعْضَاء عصبية حدث تشنج وَإِن كَانَ فِي مقدم الْبَطن فكثيراً مَا يصير إِلَى الصَّدْر وَيحدث التقيح وَإِن صَارَت إِلَى الأمعاء حدثت قُرُوح الأمعاء. إِذا حدثت جراحات عَظِيمَة وَلم يظْهر مَعهَا ورم فالبلية الَّتِي تكون فِي رُؤُوس العضل وَفِي منتهاه وخاصة ألف د فِي العضل الْكثير العصب عَظِيمَة فَإِذا لم يحدث مَعَ هَذِه الْجِرَاحَات ورم أَو غلط الْأَطِبَّاء فمنعوه بالأدوية الْمَانِعَة وَرُبمَا رَجَعَ ذَلِك العضل إِلَى عُضْو شرِيف فأحدث بلايا وَهَذِه الْجِرَاحَات تحْتَاج أَن تعالج بالأدوية المسخنة المجففة والأورام الرخوة فِي هَذِه محمودة والصلبة ذميمة لِأَن الصلبة تدل على أَن خلطه فج عسر النضج. إِذا رَأَيْت القرحة ينتثر الشّعْر من حواليها ويتقشر من الْجلد قشور فَاعْلَم أَنه يجْرِي إِلَى الْعُضْو أخلاط رَدِيئَة تحدث فِي تِلْكَ القرحة تأكلاً وتمنعها من الإندمال وَذَلِكَ أَنَّهَا تَأْكُل أصُول الشّعْر وَلَا تدع القرحة تندمل. القروح الْعَارِضَة فِي أبدان المستسقين عسرة الْبُرْء. قَالَ جالينوس: لَا تَبرأ حَتَّى تَجف جفوفاً محكماً وَلَيْسَ يسهل فِي المستسقين ذَلِك لفرط رطوباتهم. الْخرق إِذا حدث فِي المثانة أَو الدِّمَاغ أَو الْقلب أَو الكلى أَو بعض الأمعاء الدقاق أَو فِي الْمعدة أَو فِي الكبد فَإِنَّهُ قتال. قَالَ جالينوس: قد يُمكن أَن يسلم من هَذِه فِي الْأَقَل وَأما فِي الْقلب فَإِنَّهُ قَاتل لَا محَالة. قَالَ: وَإِذا انْقَطع بدن المثانة أَيْضا كلهَا إِلَى أَن وصل الْقطع فِي الفضاء الَّذِي فِي جوفها فقد اتّفق النَّاس أَنه لَا يُمكن أَن يلتحم وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الْأَعْضَاء العصبية والأمعاء الدقاق فَأَما الْمعدة فقد اخْتلف النَّاس فِيهَا هَل تَبرأ إِذا حدث فِيهَا جِرَاحَة غائرة وَقَالَ بعض النَّاس: أَنَّهَا تَبرأ وَيبرأ) الكبد وَلَو أَنه قطعت مِنْهَا إِحْدَى زوائدها وَالسَّبَب فِي أَنه لَا يلتحم الْقطع فِي الْقلب وَفِي الْحجاب دوَام الْحَرَكَة وَفِي المثانة رقتها وعصبيتها وَعدمهَا للدم وَلذَلِك تَبرأ رقبَتهَا كثيرا من الْقطع الَّذِي يحدث فِيهِ لاستخراج الْحَصَى لِأَن رَقَبَة المثانة لحمية. وَأما الكبد فَيحدث من ألف د جراحتها الْمَوْت لِأَن الدَّم يكثر مِنْهُ فرجه جدا فَلذَلِك يَمُوت صَاحبهَا قبل أَن تلتحم إِذا كَانَت الْجراحَة قطعت فِيهَا عرقاً وَلذَلِك تخْتَلف بِتَصْدِيق الَّذين يَقُولُونَ: إِن بعض جراحاته تَبرأ وَذَلِكَ إِذا لم يقطع عرقاً وَإِن قطعت زَائِدَة مِنْهَا فَإِنَّهُ يبرأ صَاحبهَا مرَارًا كَثِيرَة وَأما الْجِرَاحَات الَّتِي تقع بالدماغ فقد برأَ صَاحبهَا فِي الندرة وخاصة إِن كَانَت صَغِيرَة فَإِن كَانَت عَظِيمَة جَاءَهُ الْمَوْت الْيَقِين. فَأَما الْجِرَاحَات الَّتِي تنفذ إِلَى بعض بطُون الدِّمَاغ فقد اتّفق جَمِيع النَّاس على أَنَّهَا تجلب الْمَوْت فَأَما الأمعاء الدقاق وَأكْثر مِنْهَا فِي ذَلِك طبيعة الْمعدة فَإِن فِيهَا منم الْجَوْهَر اللحمي مِقْدَارًا لَيْسَ باليسير وَلذَلِك إِذا حدث فِيهَا الْجراحَة فَلم تكن غائرة جدا فكثيراً مَا تلتحم فَأَما مَتى انخرق حَتَّى ينفذ الْخرق إِلَى فضائها فَلَا يكَاد صَاحبه يبرأ إِلَّا فِي الندرة. وَالسَّبَب الْأَعْظَم فِي امْتنَاع برْء هَذِه فِيمَا احسب لَيْسَ طبيعة الْعُضْو بل إِنَّه لَا يتهيأ أَن يلْزم الْأَدْوِيَة كَسَائِر الْأَعْضَاء.

مَتى انْقَطع عظم أَو غضروف أَو عصبَة أَو الْموضع الدَّقِيق من اللحى أَو القلفة لم ينْبت وَلم يلتحم. قد اتّفق النَّاس أَن الْعظم والغضروف لَا يتولدان إِذا ذَهَبا. وَأما أَن لَا يلتزقا وَلَا يلتحم. قد اتّفق النَّاس أَن الْعظم والغضروف لَا يتولدان ذَا ذَهَبا. وَأما أَن لَا يلتزقا وَلَا يلتحما فقد اخْتلفُوا فِيهِ. والعظم لَا يلتحم بِالْحَقِيقَةِ وَإِنَّمَا يشده دشبد وَإِن شرحت الْحَيَوَان المكسور الَّذِي كل دم يخرج عَن أوعيته إِلَى فضاء آخر فَلَا بُد أَن يفْسد إِمَّا أَن يسود وَإِمَّا أَن يعفن وَإِمَّا أَن يصير مُدَّة. من بط من المتقيحين والمستسقين فَجرى مِنْهُ من الْمدَّة أَو المَاء شَيْء ألف د كثير دفْعَة هلك لَا محَالة كَذَلِك فِي الدبيلات الْعَظِيمَة وكل خراج عَظِيم. الْمدَّة المتولدة لَا تظهر للحس إِمَّا لغلظها نَفسهَا وَإِمَّا لغلظ مَا عَلَيْهَا من اللَّحْم وَغَيره وَإِمَّا لَهما جَمِيعًا. إِذا مَضَت للقرحة سنة أَو مُدَّة أطول من ذَلِك وَجب ضَرُورَة أَن يبرز مِنْهَا عظم وَأَن يكون مَوضِع الْأَثر بعد اندماله غائراً. قَالَ جالينوس: القروح الَّتِي تطول مدَّتهَا إِمَّا أَن لَا تندمل الْبَتَّةَ وَإِمَّا أَن هِيَ اندملت انتقصت) من غير أَن يكون الْأَطِبَّاء يخطؤن فِي علاجها فَإِنَّمَا يعسر برؤها ضَرُورَة إِمَّا لِأَنَّهُ يجْرِي إِلَيْهَا رطوبات تفْسد مزاج الْعُضْو لطول جري تِلْكَ الرطوبات وَإِمَّا لعظم يفْسد فِي ذَلِك الْموضع. قَالَ: والآكلة تتسع دَائِما. قَالَ: وَقد اخْتلف فِي أسمائها فَأَما أَنا فأسمي مَا كَانَ سَعْيه فِي الْجلد نملة وَالنَّار الفارسية وَمَا كَانَ يسْعَى مَعَ ذَلِك فِي اللَّحْم غائراً آكِلَة والتجربة تشهد بِصِحَّة قَول أبقراط وَكَثِيرًا مَا تندمل القروح. من حدث بِهِ فِي دماغه جِرَاحَة فَلَا بُد أَن يحدث بِهِ حمى وقيء مرار أما الْحمى فَلِأَن الورم يحدث فِي الدِّمَاغ إِذا حدثت فِيهِ حرارة وَيتبع الورم فِي كل عُضْو رَئِيس حمى وَأما قيء المرار فلمشاركة فَم الْمعدة للدماغ فِي الْعلَّة. وَقد يعرض قيء المرار إِذا وَقعت الْجراحَة بالغشاء الصلب من أغشية الدِّمَاغ أَيْضا. إِذا بدا الثرب فَلَا بُد أَن يعفن. قَالَ جالينوس: إِذا بدا الثرب وَهُوَ الغشاء الْمُتَوَسّط على الْمعدة والأمعاء من مزاجه وَبَقِي خَارِجا فضل بَقَاء فَلَيْسَ يبْقى صَحِيحا بطبعه كَمَا يبْقى المَاء. والزائدة من زَوَائِد الكبد إِذا كَانَت من مزاجه فَإِن هَذِه إِن لم يطلّ بَقَاؤُهَا خَارِجا جدا حَتَّى تبرد بردا شَدِيدا فَإِنَّمَا تعود إِلَى حَالهَا الأولى بعد اندمال الْجرْح. فَأَما الثرب فَإِنَّهُ لَو وثب خَارِجا مُدَّة يسيرَة ألف د فَإِنَّهُ إِذا أَدخل وخيط عفن دَاخِلا وَلذَلِك يقطع الْأَطِبَّاء مَا يَبْدُو مِنْهُ فِي أقل الْحَالَات يكون أَلا يعفن وَذَلِكَ إِذا لم يبْق إِلَّا قَلِيلا جدا. إِذا حدث خراج إِلَى دَاخل حدث من ذَلِك سُقُوط الْقُوَّة وذبول النَّفس. إِذا حدث عَن الضربان الشَّديد فِي القروح انفجار الدَّم فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يدل إِن انفجاره من عروق ضوارب لحفز من الطبيعة لدفع مَا يؤلمه.

لي على مَا رَأَيْت فِي كتاب المزاج: الْأَبدَان الْيَابِسَة التحام قروحها أعْسر وَأَبْطَأ لِأَن التحام الْأَشْيَاء الرّطبَة أسهل وَيعرف ذَلِك من أَن الشريان ليبسه لَا يسهل التحامه. وَإِذا شقّ للصبيان حنين قَالَ فِي كتاب الْعين كتبناه لاجتماعه واختصاره ولي فِيهِ إصْلَاح: كل قرحَة إِمَّا أَن تكون بسيطة وَإِمَّا مركبة فَإِن كَانَت بسيطة أَعنِي أَن تكون شقاً فَقَط فَإِنَّهَا إِن كَانَت صَغِيرَة تحْتَاج إِلَى ثَلَاثَة أَشْيَاء: ضم الشفتين وحفظها على الانضمام بالربط أَو الْخياطَة وَالْحِفْظ لِأَن لَا يَقع بَين الشفتين شَيْء كالدهن وَالْغُبَار وَإِن كَانَت عَظِيمَة لم يقدر على جمع الشفتين لِأَنَّهُ يبْقى فِي عمق الْجرْح فارغة وتجتمع فِيهَا رُطُوبَة لضعف الْعُضْو والوجع فَيحْتَاج حِينَئِذٍ الْجرْح إِلَى دَوَاء مجفف) يفني الرُّطُوبَة ويملأ القرحة لَحْمًا. فَإِن كَانَت القرحة مركبة أَعنِي أَن يكون مَعهَا وجع أَو ورم أَو سوء مزاج أَو شَيْء يسيل إِلَيْهَا فأقصد لذَلِك فَإِن كَانَ يسيل شَيْء فأفرغ الْبدن وَأصْلح الْغذَاء وقلله وزد فِي تجفيف القرحة بِالَّتِي تجفف بِقُوَّة وَإِن كَانَ مَعهَا وجع فاقصد لتسكين الوجع وتجفيف مَا يَجِيء من الرُّطُوبَة من أجل الوجع. ألف د وَإِن كَانَ مَعهَا ورم فاقصد لحل ذَلِك الورم وَإِن كَانَ مَعهَا سوء مزاج فليدفع ذَلِك السوء المزاج عَن الْبدن بأسره وَعَن الْعُضْو ثمَّ عَن مَوضِع الْقُوَّة بِمَا يبطل قوتها بِمَا يمْنَع مَجِيء تِلْكَ الرطوبات أَو ذَلِك الدَّم الرَّدِيء إِلَيْهِ فَإِن هَذِه أَعْرَاض تحْتَاج إِلَى أَن تتقدم قبل أَن تَأْخُذ فِي إلحام القرحة فَإِن كَانَ بعد هَذَا لم يذهب من جَوْهَر الْعُضْو شَيْء فاقصد الْقَصْد الأول وَهُوَ إلحام فَقَط وَإِن كَانَ قد ذهب شَيْء من جوهره فاقصد لإخلافه بإنبات اللَّحْم وإنبات اللَّحْم يكون بالأدوية الَّتِي تجفف وتجلو أما التجفيف فلنفي الرُّطُوبَة الَّتِي تَجْتَمِع فِي القرحة الَّتِي تمنع الطبيعة من إنبات اللَّحْم وَأما الْجلاء فلتنقي القرحة من الْوَسخ وَذَلِكَ لِأَن فضلتين دائمتي الاستفراغ من مسام الْجلد لَطِيفَة وَهِي الْعُرُوق وغليظة وَهِي الْوَسخ لِأَنَّهُ لَا يُمكنهُ أَن يغتذي بِمَا يَجِيئهُ فَيحْتَاج فِي ذَلِك إِلَى دَوَاء يَابِس جلاء ليفني بيبسه الرُّطُوبَة ويجلي بِهِ الْوَسخ. وَإِذا نظرت فِي الْأَعْرَاض الَّتِي ذكرت فَإِن كَانَت القرحة إِنَّمَا ذهب مِنْهَا الْجلد فَقَط فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة المدملة وَهِي الَّتِي تغير سطح اللَّحْم فتصلبه حَتَّى تكون كالجلدة وَهَذَا يَفْعَله إِمَّا الْأَدْوِيَة القابضة فبجوهرها وَإِمَّا بِالْعرضِ فكالأدوية الحارة فَإِن قليلها يدمل وكثيرها ينقص اللَّحْم. وَإِن كَانَ الَّذِي ذهب لَحْمًا فَقَط فَيحْتَاج إِلَى مَا ينْبت اللَّحْم ثمَّ يلزق اللَّحْم بِالْجلدِ وَإِن كَانَ مَا ذهب لَحْمًا وجلداً فَيحْتَاج إِلَى مَا ينْبت اللَّحْم ثمَّ مَا يدمل. وكل دَوَاء تعالج بِهِ قرحَة فَهُوَ لَا محَالة يَابِس إِلَّا أَنه إِن كَانَ مِمَّا يَبْنِي اللَّحْم فَهُوَ أقلهَا تجفيفاً لِأَن الإفراط فِي التجفيف يمْنَع الطبيعة من إنبات اللَّحْم فَيَنْبَغِي أَن يكون يبسه قَرِيبا من الأول ليجفف الفضلة وَلَا يجفف اللَّحْم وَيَنْبَغِي أَن يكون جلاء ليجلو ألف د مَا بَقِي فِي القرحة من الْوَسخ وَأما الدَّوَاء الَّذِي يلصق الْجلد بِاللَّحْمِ فَيَنْبَغِي أَن يكون أَشد تجفيفاً وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون جلاء وَأما المدمل فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يكون أجفها ليصلب اللَّحْم فَيَجْعَلهُ جلدَة فَهَذِهِ جملَة علاج القروح الَّتِي لَا رداءة مَعهَا.

اغلوقن قَالَ جالينوس: إِذا أَنْت بططت الفلغمونى إِذا جمع فإياك أَن تقربه بعد ذَلِك مَاء ودهناً لَكِن اجْعَل غسله إِذا احتجت إِلَى ذَلِك بِمَاء الْعَسَل أَو بالخل وَالْمَاء وَإِن كَانَ قد بَقِي فِي الْجرْح) من الورم شَيْء فضمده فَوق بالعدس وَنَحْوه وضع عَلَيْهِ المراهم المجففة مثل مرهم القلقطار وَنَحْوه وضع فَوْقه على الْعُضْو صُوفًا مبلولاً بشراب عفص أَو خل ممزوجين مزاجاً يتهيأ شربه وَإِيَّاك فِي مثل هَذِه الْجراحَة والمراهم اللدنة مثل الباسليقون وَنَحْوه لِأَن هَذِه ترخي وَهَذَا الْجرْح يحْتَاج أَن يجفف بِأَكْثَرَ مِمَّا يكون. كل قرحَة عريضة الْأَسْفَل فَهِيَ من خلط بَارِد لَا يكون فِيهَا حكة وَإِن كَانَت حادة الْأَسْفَل فَفِيهَا حكة وعفن. قَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء: إِذا ذهب من الْجراحَة عظم فَلَيْسَ يمتلئ امتلاء محكماً لكنه يبْقى بعد اندماله غائراً. وَقَالَ أَيْضا هَهُنَا: أَن الزَّيْت إِن صب فِي قرحَة غائرة وضرها وَإِن كَانَ الْوَقْت حاراً وَالْبدن مستعداً لم يُؤمن عَلَيْهِ أَن يتعفن ذَلِك الْعُضْو. والزنجار وَحده يَأْكُل مَعَ وجع شَدِيد ولذع وورم حَار وَإِن طَالَتْ الْمدَّة بِهِ أصَاب العليل مِنْهُ تشنج. وَقَالَ: الشَّرَاب دَوَاء جيد لجَمِيع القروح لِأَنَّهَا كلهَا تحْتَاج أَن تجفف وتقبض يَنْبَغِي أَن ينظر فِي وَقَالَ: مَتى كَانَ اللَّحْم الَّذِي فِيهِ القرحة أَشد حرارة أَو برودة مِمَّا يَنْبَغِي أَن ألف د يكون عَلَيْهِ عرض ذَلِك قبل حُدُوث القرحة أَو بعده فَيَنْبَغِي أَلا يقْتَصر بالدواء على مِقْدَار مَا تحْتَاج إِلَيْهِ القرحة من التجفيف فَقَط لَكِن تَجْعَلهُ مَعَ ذَلِك يسخن أَو يبرد بِالْقدرِ الَّذِي فِيهِ الْبدن عَن مزاجه الطبيعي لِأَنَّهُ محَال أَن تميل القرحة وتلتحم وتندمل على طَرِيق مَحْمُود جيد مَا دَامَ تحتهَا لحم رَدِيء المزاج فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يعْنى أَن يكون لحم القرحة فِي خلال الإدمال وإنبات اللَّحْم بِحَالهِ الطبيعي فَكَمَا أَنه إِذا كَانَ فِي القرحة ورم حَار فَإِنِّي لم أجد أحدا يروم إلحامها حَتَّى يقْصد أَولا لدفع الورم كَذَلِك فِي سوء المزاج الآخر فَمن هَهُنَا لَيْسَ يَنْبَغِي أَن يقْتَصر على أدوية القروح بِمَا تحْتَاج إِلَى أَن تكون مجففة فَقَط فَإِن كَانَ التجفيف عَاما لَهَا فتأخذ مِنْهَا مَا يجمع إِلَى التجفيف مَا تحْتَاج إِلَيْهِ فِي غرضك هَذَا من الإسخان أَو التبريد بِقدر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ وتجتنب مَا تجَاوز ذَلِك فيسخن أَو يبرد كثيرا لِأَن البنج واليبروج وَنَحْوهمَا وَإِن كَانَت تجفف القرحة بِمِقْدَار مَا تحْتَاج إِلَيْهِ فَإِنَّهَا تبرد تبريداً مفرطاً وَكَذَلِكَ الراتينج والزفت وَالْخمر فَإِن هَذِه وَإِن كَانَ تجفيفها قصدا فَإِنَّهَا تسخن أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي وَلذَلِك لَا تسْتَعْمل هَذِه مُفْردَة دون أَن تخلط بهَا مَا يعدلها وَيَنْبَغِي مَعَ ذَلِك أَن تنظر إِلَى مزاج الجو فتستعمل فِي الحارة أدوية أبرد وَبِالْعَكْسِ كَمَا إِنَّه) قد بَان فِي الْأَدْوِيَة المدملة أَن الْأَبدَان الَّتِي مزاجها أبرد تحْتَاج إِلَى أَن تكون أدويتها مَعَ ذَلِك أبرد وَبِالْعَكْسِ فتأخذ الِاسْتِدْلَال على الشَّيْء الطبيعي بِخِلَاف الشَّيْء الْخَارِج عَن الطبيعة لتمد الطبيعي بشكله وتقابل الْخَارِج عَن الطبيعة بضده

فَيَنْبَغِي أَن تَأْخُذ من كل وَاحِد من هَذِه اسْتِدْلَالا فَأول مَا تَأْخُذهُ من مزاج جملَة الْبدن ثمَّ مزاج الْعُضْو الَّذِي فِيهِ القرحة ثمَّ حَال القرحة فِي رطوبتها ألف د وَغير ذَلِك ثمَّ حَال الْهَوَاء. وَرُبمَا اجْتمعت استدلالات متضادة فَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن تَأْخُذ فِيهَا بِهَذَا القَوْل والقانون. فَأنْزل أَن مَرِيضا مزاجه أرطب من المعتدل فَهُوَ يحْتَاج إِلَى أدوية أقل تجفيفاً إِلَّا أَن القرحة فِي عُضْو يَابِس مثل الْأَعْضَاء القليلة اللَّحْم كالأنف والأذنين وَنَحْوهَا وبعكس ذَلِك فَإِن الِاسْتِدْلَال حِينَئِذٍ من مَوضِع الْعلَّة خِلَافه من جملَة الْبدن فَيجب حِينَئِذٍ إِن كَانَ فضل يبس الْعُضْو بالدواء الَّذِي يداوى بِهِ إِذا كَانَت القرحة فِي بدن معتدل المزاج فِي عُضْو معتدل مِنْهُ فَإِن كَانَ الْعُضْو الَّذِي فِيهِ القرحة مجاوراً فِي اليبس للاعتدال بِأَكْثَرَ من مجاورة الْبدن فِي الرُّطُوبَة للاعتدال فزد بذلك الْمِقْدَار وَكَذَلِكَ فَافْهَم فِي الْحَرَارَة والبرودة. وَإِن تضَاد الاستدلالات فَرُبمَا عطل أَحدهمَا إِذا لم يُمكن أَن يكون إِلَّا بعد كَون الدَّاء يعطل مِثَال ذَلِك: أَن القرحة إِذا كَانَ فِيهَا ورم حَار وَيكون لَهَا غور وفيهَا وضر فَإِن الْمَأْخُوذ من تقوير القرحة وَهُوَ إِنَّهَا تحْتَاج أَن تملأ والمأخوذ من الوضر وَهُوَ أَن تحْتَاج أَن تنقى يتعطلان لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن تملأ إِلَّا بنبات اللَّحْم وَلَا يُمكن أَن ينْبت لحم إِلَّا بعد تنقية الوضر وَلَا يُمكن تنقية الوضر إِلَّا بعد أَن تدفع الْحمرَة فَإِذا ذهبت الْحمرَة تعطل وَاحِد وَهُوَ أَن تملأ لَحْمًا وَأَقْبَلت على التنقية فَإِذا نقيت تعطل الإدمال لِأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَن تدمل حَتَّى تملأ وعَلى هَذَا فقس وَكَذَلِكَ إِن كَانَ فِي الْعُضْو تَأْكُل أَو فَسَاد مزاج اللَّحْم كَانَ الِابْتِدَاء بِهِ لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يَبْتَدِئ نَبَات للحم إِلَّا من اللَّحْم الصَّحِيح السَّلِيم الَّذِي ألف د تَحْتَهُ وَلَيْسَ يُمكن للحم وارم أَو فَاسد المزاج أَن يتَوَلَّد مِنْهُ لحم طري وَأَيْضًا إِذا كَانَ بعض الْأُمُور أعظم خطراً بدأت بِهِ مِثَال ذَلِك: إِن أَصَابَت رَأس عضلة وجأة فتبع ذَلِك تشنج وَلم تَنْفَعهُ الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا التشنج واختلاط الْعقل اضطررنا إِلَى قطعهَا وكذاك مَتى عرض فِي مفصل من المفاصل الْكِبَار خلع مَعَ قرحَة قصدنا نَحن إِلَى علاج القرحة حَتَّى تَبرأ وَتَركنَا الْخلْع لَا يبرأ وَذَلِكَ أَنا مَتى رمنا أَن نبرئ الْخلْع أَيْضا أصَاب العليل تنج فِي الْأَكْثَر.) وَقَالَ: القرحة الَّتِي هِيَ شقّ فَقَط تحْتَاج إِلَى إلحام مزمنة كَانَت أَو قريبَة الْعَهْد والقرحة الَّتِي لَهَا غور ذَاهِب يخفى على الْبَصَر فَانْظُر هَل ذَلِك الْغَوْر من فَوق فَيمكن أَن يسيل مِنْهُ الصديد أَو أَسْفَل فيحتقن فِيهِ فَإِن كَانَ سَبِيل خُرُوج الصديد أَسْفَل فعالجها علاج القروح وَإِن كَانَ صديدها يحتبس فاحتل لَهَا حِينَئِذٍ فِي ذَلِك ضَرْبَيْنِ: فَمرَّة سل غور القرحة كُله وَمرَّة تفتح فِي أسلفه فتحا وطبيعة الْموضع وَعظم القرحة يدلك على أَنا نَفْعل ذَلِك

وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ الْغَوْر عَظِيما أَو فِي مَوضِع سَعَة مخاطرة فالأجود أَن تفتح من أَسْفَله بِالْعَكْسِ وَاجعَل الرِّبَاط يَبْتَدِئ من أَعلَى القرحة وَيَنْتَهِي إِلَى أَسْفَلهَا. القرحة الَّتِي تكون ذَاهِبَة فِي عرض العضلة فشفتها أبدا أَشد تباعداً وَمن أجل ذَلِك تحْتَاج إِلَى أَن تجمع شفتيها باستقصاء أَشد وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تخاط أَمْثَال هَذِه وترفد بعد الْخياطَة فَأَما الذاهبة فِي طول العضلة فَإِن ربطتها برباط يَبْتَدِئ من رَأْسَيْنِ لم تحتج مَعَه إِلَى خياطَة وَلَا إِلَى رفائد. وَمَا كَانَ من القروح عَظِيما فعالجه بأدوية أَشد تجفيفاً وَبِالْعَكْسِ وَمَا كَانَ من القروح كثير الْغَوْر فَهُوَ يحْتَاج ألف د إِلَى رِبَاط يَبْتَدِئ من رَأْسَيْنِ وَأَن تضم شَفَتَيْه ضماً محكماً جدا. وَمَا كَانَ مِنْهَا طَويلا غائراً فَهُوَ يحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة التجفيف من أجل الْغَوْر والعظم وَإِلَى ربط وَضم الشفتين شَدِيدا من أجل الْغَوْر والطول والعظم وَإِلَى رِبَاط يَبْتَدِئ م رَأْسَيْنِ وَإِلَى خياطَة عميقة وعَلى هَذَا الْمثل فَخذ الِاسْتِدْلَال على العلاج إِذا صادفت قروحاً مركبة الْأَصْنَاف من علاج أصنافها المفردة فَإِن كَانَت استدلالات غير متضادة فاستعملها أجمع وَإِن كَانَت متضادة فأجد الشد وَالنَّظَر. كل قرحَة غائرة كَانَت أَو غير غائرة فتحتاج أَن يكون اللَّحْم الَّذِي فِيهَا بَاقِيا على طباعه وَألا يسْقط فِيمَا بَين شفتي القرحة شعر أَو غُبَار أَو دهن أَو وضر أَو شَيْء آخر مِمَّا يمْنَع التحام القرحة وَمحل بَقَاء اللَّحْم على حَاله مَحل السَّبَب الْفَاعِل وعَلى هَذِه مَحل الْعَارِض الْمَانِع من الْفِعْل فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تَعْنِي بِحِفْظ مزاج اللَّحْم وَأَن يكون الدَّم الَّذِي يَأْتِي القرحة طبيعياً وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ هَذَا الدَّم خَارِجا عَن الطَّبْع فَإِنَّهُ قد يكون كم مرّة سَببا لتأكل الْعُضْو وفساده فضلا أَن يكون مَادَّة لإنبات اللَّحْم وَيَنْبَغِي أَن يكون مَعَ اعْتِدَال مزاجه معتدلاً فِي كمية لِأَنَّهُ إِن كثر أَكثر الصديد فِي القرحة فلهذه الْأَسْبَاب الثَّلَاثَة يعسر برْء القروح أَحدهَا فَسَاد اللَّحْم الَّذِي هيئ بِخُرُوجِهِ عَن الطَّبْع وَالثَّانِي: رداءة الدَّم الَّذِي يحمه وَالثَّالِث: من قبل مِقْدَار ذَلِك الدَّم وَخُرُوج) اللَّحْم عَن الطبيعة وَرُبمَا كَانَ مَعَ حس مَا حدث وَرُبمَا كَانَ فِي كيفيته فَقَط فَهَذِهِ الْأَسْبَاب المفردة الَّتِي يعسر برْء القروح من أجلهَا. وَقد تتركب أَيْضا فَنَقُول: إِن رداءة مزاج اللَّحْم يداوى إِن ألف د كَانَ يَابسا قحلاً بِالْمَاءِ المعتدل الْحَرَارَة يصب عَلَيْهِ إِلَى أَن يجْرِي الْعُضْو قد أَحْمَر وانتفخ وَيقطع عَنهُ سَاعَة قد بَدَأَ اللَّحْم ينتفخ وَذَلِكَ أَنه إِن جَاوز هَذَا جليل مَا قد جذبه الْعُضْو إِلَيْهِ من الرُّطُوبَة فنضع مَا قد حصل فِيهِ ونجعل الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا أقل تجفيفاً فَإِن كَانَ اللَّحْم الرطب مِنْهُ فِي الْحَال الطبيعية وَبِالْعَكْسِ فلك أَن تزيد فِي تجفيف الْأَدْوِيَة وَإِن احتجت إِلَى غسل القرحة فاغسلها بشراب أَو بخل ممزوج واجتنب المَاء القراح أَو بِمَاء قد طبخ فِيهِ الحشائش القابضة. وعَلى هَذَا الْمِثَال مَتى أفرط على اللَّحْم الْحر فبرده وَبِالْعَكْسِ فَيعرف ذَلِك من اللَّحْم وَمن اللَّمْس وَمن حس الْمَرِيض وَذَلِكَ أَن الْمَرِيض يجد مرّة التهاباً فِيهِ وَمرَّة برودة ويستريح إِلَى الْبُرُودَة مرّة وَإِلَى الْحَرَارَة أُخْرَى ويجد القروح تعلق بَعْضهَا حمرَة خَفِيفَة رقيقَة وَبَعضهَا

يضْرب لَونه إِلَى الْبيَاض أَكثر مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ فِي الصِّحَّة ونقول: إِنَّه مَتى كَانَ مَعَ القرحة وَحدهَا قد تَغَيَّرت إِمَّا فِي لَوْنهَا وَإِمَّا فِي صلابتها تغيراً شَدِيدا فاقطعها إِلَى اللَّحْم الصَّحِيح فَإِن كَانَ قد أمعن ذَلِك الجسوء أَو التَّغَيُّر وَذهب فِي اللَّحْم مَسَافَة طَوِيلَة فَيَنْبَغِي أَن تتَوَقَّف وَتنظر هَل يَنْبَغِي أَن يستقصى على ذَلِك كُله أَو يتعالج لَهُ فِي طول الزَّمَان وارجع فِي ذَلِك إِلَى مَا يهواه الْمَرِيض فَإِن المداواة تتمّ بهما جَمِيعًا. مَتى كَانَ الدَّم الَّذِي ينصب إِلَى الْعُضْو الَّذِي فِيهِ القرحة لَيْسَ بالكثير الْخُرُوج عَن الطَّبْع فيكفيك أَن تقبض وتبرد مَا فَوق الْعُضْو والرباط يَبْتَدِئ من أَسْفَل القرحة وَيذْهب نَحْو أَعْلَاهَا وَتجْعَل أدويتها أَشد تجفيفاً فَإِن كَانَ لَا يتحلب إِلَى الْعُضْو مِقْدَارًا ألف د لَا تقدر الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا نفس الْعُضْو على قهره فابحث عَن السَّبَب فِي ذَلِك فَإِن كَانَ ضعف الْعُضْو الَّذِي فِيهِ القرحة فاقصد لعلاجه وَضَعفه إِنَّمَا يكون لسوء مزاج مَا وأحسب أَنه الرُّطُوبَة أَو مَعَ الْحَرَارَة أَو مفردتين وَإِن كَانَ السَّبَب فِي ذَلِك امتلاء أَو رداءة جَمِيع الْبدن وامتلاء عُضْو فَوق الْعُضْو الَّذِي فِيهِ القرحة فَأصْلح ذَلِك فَإِن كَانَ قد حدث فَوق القرحة عروق قد اتسعت وَهِي الَّتِي تسمى الدوالي أَو انفسد الطحال أَو الكبد فاقصد لعلاجه ثمَّ عد لمداواة القرحة ورداءة أخلاط الْبدن كلهَا والامتلاء ليمنع أَيْضا من التحام القروح. قَالَ: يَنْبَغِي أَن تقطعها. وَقَالَ: كل قرحَة خبيثة رَدِيئَة فَهِيَ من أول أمرهَا تكون عَارِية عميقة لِأَنَّهَا إِنَّمَا تحدث عَن) تَأْكُل. قَالَ: أنزل أَن بثرة خرجت بِرَجُل فحكها فَلَمَّا انفجرت صَارَت بثرة وتأكلت تأكلاً غير مُسَاوَاة وَأَن هَذَا كُله كَانَ فِي ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة أَقُول: إِن هَذِه قُرُوح أَخبث من جَمِيع القروح وَإِنِّي لَا أريب إِذا رَأَيْت هَذَا أَن أستدل على الْخَلْط الْغَالِب مِمَّا يظْهر فِي القرحة وَفِي جملَة الْبدن فأقصد على الْمَكَان لاستفراغه بدواء مسهل وَلَا انْتظر بِهِ فَيصير حَاله على حَالَة رَدِيئَة. قَالَ: القرحة الرَّديئَة الخبيثة يُمكن أَن تَبرأ مَا دَامَت مبتدئة فِي أَيَّام يسيرَة وَإِذا أزمنت عسر برؤها فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تبادر بعلاجها. قَالَ: طول مكث القرحة يدل على أَنَّهَا خبيثة وَطول مكثها يدل على رداءة الأخلاط. قَالَ: وَقَالَ أبقراط: مَتى كَانَ مَعَ القرحة الورم الْمَعْرُوف بالحمرة فاستفرغ الْبدن كُله بدواء مسهل. قَالَ: وَكَذَلِكَ مَتى كَانَ مَعَ القرحة ورم أسود وتهيج فاقصد لإنقاء ذَلِك الورم. كل قرحَة يَنْبَغِي أَن تجفف لِأَن الْيَابِس ألف د أقرب إِلَى الصَّحِيح. والقروح الَّتِي مَعهَا فسخ ورض فاحرص على أَن تفتحها بِسُرْعَة لِأَنَّهُ إِذا عاجلها الْفَتْح كَانَ تورمها أقل وَلَا بُد ضَرُورَة أَن يتقيح اللَّحْم المترضض فَإِذا تقيح وَخرج الْقَيْح لم ينْبت اللَّحْم الطري أَن يَبْدُو والقروح

الَّتِي من قبل أَن تنقى جيدا تبدأ بنبات اللَّحْم فِيهَا فَهِيَ أَحْرَى أَن ينْبت فِيهَا لحم فضلا وَأما الَّتِي بعكس هَذِه فعكس ذَلِك. وكل القروح تحْتَاج إِلَى أَن تجفف إِلَّا الكائنة من رض أَو فسخ فِي اللَّحْم فَإِن هَذِه تحْتَاج إِلَى أَن ترطب وتسخن لتقيح الْمَادَّة سَرِيعا والإسهال بالدواء نَافِع لجَمِيع القروح الْعسرَة الَّتِي تؤول إِلَى فَسَاد الْعُضْو وَكَذَلِكَ الْقَيْء وَأي جِرَاحَة نفذت إِلَى تجويف الصَّدْر أَو الْبَطن فصاحبها على خطر وخاصة إِن خرقت بعض الأحشاء وَالَّتِي تصيب المفاصل أَيْضا تصير إِلَى حَال رَدِيئَة فِي أسْرع الْأَوْقَات وَذَلِكَ أَنه حَيْثُ كَانَ من الْبدن أوتار أَو عصب. مَوَاضِع مَعْرُوفَة عديمة اللَّحْم كَثِيرَة الْعِظَام كَانَ من أَصَابَهُ جِرَاحَة فِيهِ مشرفاً لشدَّة الوجع على التشنج والسهر واختلاط الْعقل فَمثل هَذِه الْجِرَاحَات كلهَا تحْتَاج إِلَى الإسهال الْقوي والقيء. والقروح الَّتِي تُرِيدُ أَن يؤول أمرهَا إِلَى فَسَاد الْعُضْو مَعهَا أبدا ورم حَار وَالَّتِي تدب وتنتشر تتولد من صفراء وَالَّتِي تزمن إِنَّمَا تزمن لرداءة الأخلاط فَلذَلِك ينفعها كلهَا الإسهال وكل قرحَة تكون مَعهَا حمرَة فاستفرغ الْبَطن لَهَا إِمَّا بالإسهال وَإِمَّا بالقيء من النَّاحِيَة الَّتِي هِيَ أصلح وأوفق للقرحة تجذب الْمَادَّة إِلَى جِهَة الْخلاف أَو إِلَى مَوضِع غير الْموضع الَّذِي قد مَال إِلَيْهِ وَمَا) دَامَ الْفضل ينصب فالجذب يَنْبَغِي أَن يكون إِلَى جِهَة الْخلاف فَإِن كَانَت القرحة ألف د فَوق جعلنَا استفراغ الْبَطن من أَسْفَل وَإِن كَانَت أَسْفَل فالقيء وَإِن كَانَت الْمَادَّة قد انْقَطَعت جذبناها إِلَى مَوضِع قريب لِأَن ذَلِك أمكن وَكَذَلِكَ استفراغ الدَّم. قَالَ: إِذا كَانَ فِي القرحة ورم فَلَيْسَ يُمكن أَن ينْبت اللَّحْم مَا دَامَت القرحة وارمة. قَالَ جالينوس: إِذا أردْت أَن تبط الْخراج فشقه فِي أَشد مَوضِع فِيهِ نتوءاً فَإِن هَذِه الْموضع أرق وتوخ أَن يكون البط إِلَى النَّاحِيَة الَّتِي تكون مسيل الْقَيْح إِلَى أَسْفَل ثمَّ ضع عَلَيْهِ بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب بِلَا لذع. وَإِن وجدت شَيْئا من الْعُضْو قد تعفن فَلَا بُد من قطعه وَإِذا كَانَ البط فِي الأربية والإبط فَلْيَكُن ذَاهِبًا مَعَ ذهَاب الْجلد بالطبع عِنْد مَا يبْنى وَعند البط فاملأ الْموضع بدقاق قشور الكندر فَإِن فِيهِ قبضا يَسِيرا فَهُوَ لذَلِك أفضل من الكندر هَهُنَا فَإِن الكندر الدسم بِسَبَب إِنَّه لَا قبض فِيهِ يقيح قَلِيلا وَأما قشاره فَإِنَّهُ يجفف بِقُوَّة قَوِيَّة وَقبل ذَلِك سكن وجع الْعُضْو بتعريقه بالدهن وَتجْعَل على الفتائل الَّتِي تُوضَع فَوق دقاق الكندر الَّتِي حشوت بهَا القرحة فِي أول الْأَمر الْأَدْوِيَة المقيحة ثمَّ الْأَدْوِيَة المنقية ثمَّ إِن كَانَ فِي القرحة بعد غور فعالجها بِمَا ينْبت اللَّحْم وَإِن لم وَإِذا كَانَ الورم الْحَار والقرحة فِي الرجل فَلَا يقم على رجلَيْهِ ويدلك بدنه ويحركها وَهُوَ جَالس وَإِذا كَانَ فِي الْيَد فالمشي صَالح لَهُ وَذَلِكَ السَّاقَيْن لِأَن القانون اجتذاب الْمَادَّة إِلَى ضد الْجِهَة. قَالَ جالينوس هَهُنَا أَيْضا: إِنَّا رُبمَا قَطعنَا من عظم السَّاق جُزْءا عَظِيما فَإِذا فعلنَا ذَلِك فقد نبت مَكَانَهُ لحم صلب فِي أول الْأَمر ثمَّ أَنه يصلب حَتَّى يَنُوب عَن الْعظم. وَكَذَلِكَ إِذا قطع سلامى من سلاميات ألف د الْأَصَابِع رَأينَا أَنه ينْبت مَوضِع تِلْكَ السلامى جَوْهَر آخر شَبيه بالجوهر الَّذِي ذكرته قبل فِي الصلابة حَتَّى أَنه يَنُوب عَن تِلْكَ السلامى.

قَالَ: وَقد رَأَيْت الْعُرُوق مَرَّات تتولد فِي القروح ويتبين من كَلَامه أَن كَانَ قرحاً هُوَ أغور فَإِنَّهُ يكون من خلط مِثَال ذَلِك السرطان وَمَا كَانَ من الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ يكون الطف فَإِنَّهُ يكون أقرب إِلَى سطح الْجَسَد مِثَال ذَلِك: إِمَّا الْحمرَة فَإِنَّهَا للطافتها تخرق اللَّحْم حَتَّى إِنَّهَا لَا تكون إِلَّا فِي الْجلد والنملة للطافتها لَا تكون إِلَّا فِي سطح الْجلد الَّذِي هُوَ فِي الغشاء الْأَعْلَى. من أَصْنَاف الحميات قَالَ: كَمَا أَن الهضم الْجيد والرديء فِي دَاخل الْبدن فِي جَوف الْعُرُوق يسْتَدلّ عَلَيْهِ بالبول الراسب والثفل الْأَبْيَض الأملس المستوي كَذَلِك من خَارج يسْتَدلّ على هضم) الطبيعة للخلط العفن الْحَادِث فِي بعض الْأَعْضَاء بالمدة الْبَيْضَاء الجيدة ويستدل على غَلَبَة العفونة بالمدة الرَّديئَة الرقيقة المنتنة والاستحالة المركبة يسْتَدلّ عَلَيْهَا بتركيب الْحَالين فِي الْمدَّة. وَقَالَ فِي كتاب أزمان الْأَمْرَاض: إِن القروح مَا دَامَت مبتدئة يخرج مِنْهَا صديد رَقِيق وَلَا يزَال يغلظ حَتَّى تخرج مِنْهَا مُدَّة رقيقَة ثمَّ إِن تِلْكَ الْمدَّة تقبل الغلظ وتقل وَذَلِكَ الْوَقْت وَقت مُنْتَهَاهَا فَإِذا قلت فَهُوَ انحطاطها وَلَيْسَ يُمكن أَن تَبرأ هَذِه أَيْضا دون أَن تستوي أَوْقَاتهَا. لي قد قَالَ فِي الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قولا كتبناه فِي بَاب الدُّبَيْلَة: يُوجب أَن يكون إِذا بططت الْخراج لم تطاول بِدفع ذَلِك الْجُزْء من اللَّحْم عَمَّا تَحْتَهُ لَكِن تبادر بالزاقه وربطه حَتَّى يلتحم جَمِيعًا فَإِن المدافعة بِهَذَا تجْعَل ذَلِك الْجُزْء جوفياً يحْتَاج ألف د إِلَى بعض فِي أَكثر الْأُمُور وَالَّذِي عِنْدِي أَن تبادر يَوْم تحطه بتنظيف مَا فِي جَوْفه فَإِن كَانَ صَغِيرا أدخلت فِيهِ خرقَة وحككته نعما ورفدته رفداً محكماً وضبطته بالشد وَإِن كَانَ عَظِيما حشوته وَجعلت الرِّبَاط من بعد الْجرْح رخواً وَإِذا انْتهى إِلَى فَمه سَلس ليسيل وَمن الْغَد تدخل فِيهِ خرقَة وتنظف وتبادر برفائد الطين وَإِن احتجت أَن تنظر فِي الْكَهْف دَوَاء يَابسا ملحماً إِلَّا أَن يكون الوضر كثيرا وَفِي الْجُمْلَة فاشقق على ذَلِك الْجُزْء فَإِن فِيهِ أَمريْن عظيمين أَحدهمَا: أَن لَا يلجأ إِلَى قصه بالمقراض. وَالثَّانِي: أَنه إِذا التحم هَذَا الالتحام الثَّانِي الَّذِي بعد أَن يجِف بعض فضل جفوف فَإِنَّهُ غير حَدِيد وَمن أدنى امتلاء ومادة إِذا انْدفع إِلَيْهِ شَيْء امْتَلَأَ ذَلِك التجويف بسهولة واندفع لما يَدْفَعهُ فَافْهَم ذَلِك وَكَذَا قَالَ جالينوس فِي الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة. الْيَهُودِيّ قَالَ: القروح الَّتِي فِيهَا حرقة وحكة وأصولها حارة فَهِيَ من خلط حريف وَالَّتِي أُصُولهَا عريضة وبالضد وكل قرحَة ينتثر الشّعْر من حواليها فَهِيَ قرحَة سوء رَدِيئَة خبيثة ونبات الشّعْر بِالْقربِ مِنْهُ يدل على سرعَة برئه. من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: إِن كَانَت بامرئ أورام وقروح لينَة جدا فذهل عقله مَاتَ وَإِذا ظَهرت قرحَة من حصف أَو لذعة دَابَّة فَصَارَ شبه النواصير لم يقدر على علاجه.

قَالَ فِي الْمرة السَّوْدَاء: إِن الطبيعة تروم تنقية الدَّم أبدا فَيكون عَن دَفعهَا مرّة أخلاط حارة وغليظة ورقيقة فتدفع ذَلِك إِلَى ظَاهر الْجَسَد وباطنه فَيكون من ذَلِك ألف د من الحارة الْحمرَة والآكلة وَغير ذَلِك من نَحوه وضروب الْجِرَاحَات والقروح وَمن الغليظة دَاء الْفِيل والسرطان والدوالي والقروح الرَّديئَة وَذَلِكَ أَن الطبيعة تحب دَائِما أَلا يحصل فِي الْأَعْضَاء) الرئيسة دم رَدِيء وَهِي أَيْضا تدفع عَن نَفسهَا ذَلِك. وَقَالَ قولا أوجب هَذَا الَّذِي أوفي أَنه يَنْبَغِي فِي القروح الْعسرَة أَن يَجْسُر على الْخَلْط الْغَالِب فيفصد وَينظر إِلَى لون الدَّم فَإِن كَانَ أسود أفرغته مرَارًا كَثِيرَة وَإِن كَانَ غير ذَلِك حَبسته وأسهلت بعد مَا يفرغ الكيموس الْأسود أَو الْخَلْط الَّذِي بَان ذَلِك أَنه الْغَالِب على الْبدن حَتَّى يبْقى مِنْهُ ثمَّ غذوت بأغذية حميدة تصلح حَال الدَّم ثمَّ تصير إِلَى علاج تِلْكَ القروح بالمراهم. قَالَ: ونعرف ذَلِك من الدَّم ومزاج الْبدن وَحَال القرحة فَإِن الرهلة الْكَثِيرَة الرُّطُوبَة والحارة يدل الأول على البلغم وَالثَّانِي على الصَّفْرَاء. فَأَما الرَّديئَة جدا المزمنة الكمدة فسوداوية. قَالَ جالينوس: والقروح الْعَارِضَة من الْمرة السوداوية لَا برْء لَهَا إِلَّا أَن يقور موضعهَا كُله حَتَّى لَا يبْقى من ذَلِك اللَّحْم شَيْء الْبَتَّةَ. أبيذيميا قَالَ: القروح الرَّديئَة إِذا كَانَ لون الْبدن مَعهَا أَبيض أصفر فَالْكَبِد فَاسِدَة وَإِذا كَانَ مَعهَا نمش فِي اللَّوْن فالطحال فَاسد وَالدَّم سوداوي. قَالَ: وَهَذَانِ التدبيران رديئان. قَالَ: والقروح إِمَّا أَحدهَا فلقلة الدَّم لَا نُقْصَان الْغذَاء يمْنَع من برْء القروح وَأما النمش فلرداءة الْخَلْط لِأَنَّهُ يمْنَع نَبَات اللَّحْم وَلَا يزَال يُؤْكَل. وَقد يكون للقروح الرَّديئَة بحران إِمَّا بقروح أخر تخرج من عُضْو آخر وَإِمَّا بانصباب تِلْكَ الْموَاد إِلَى عُضْو آخر مثل اخْتِلَاف الْمدَّة وَالدَّم وَنَحْو ألف د ذَلِك يَنْبَغِي أَن لَا يخْتم الْجرْح حَتَّى يتنظف جَمِيع مَا فِيهِ من الرُّطُوبَة وَإِلَّا انْتقصَ غَرِيب الْعُرُوق النابضة صلبة لِأَن نباتها من الْقلب وَهُوَ صلب وَغير الضوارب أَلين لِأَنَّهَا من الكبد فبحسب ذَلِك يكون التحامها أسْرع. أبيذيميا: من كَانَ بِهِ مَعَ القرحة ورم رخو فَإِنَّهُ لَا يُصِيبهُ بِسَبَبِهِ تشنج وَلَا جُنُون وَأما إِذا كَانَ مَعَ القرحة ورم دموي أَحْمَر فَرُبمَا أصَاب من أَجله تشنج وَمَتى كَانَ مَعَ القرحة هَذَا الورم الْأَحْمَر ثمَّ غَابَ دفْعَة فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي مُؤخر الْبدن أحدث التمدد لِأَنَّهُ ينَال النخاع بِسَبَبِهِ آفَة وَإِن كَانَ فِي مقدم الْبدن رُبمَا أحدث اخْتِلَاف الدَّم إِذا كَانَ أَسْفَل وَنَفث الدَّم إِن كَانَ فَوق الْحجاب وَأما اخْتِلَاط عقل الْجراحَة على مَوضِع الرّكْبَة فَوْقهَا من قُدَّام عسرة جدا وتحتها أَيْضا وَفِي الْجُمْلَة فِي هَذِه النَّاحِيَة لِأَن هُنَاكَ أوتاراً عظاماً. أَو يوضع

إسفنج بِمَاء بَارِد أَو ضماد مبرد فَوق الْعُضْو الَّذِي يَجْعَل عَلَيْهِ الدَّوَاء الحاد جيد يمْنَع من انصباب الْموَاد فِي تِلْكَ الْحَال.) أبيذيميا: أَحْمد الخراجات المائلة إِلَى خَارج المحددة الرَّأْس فَأَما مَا كَانَ مِنْهَا يُرِيد أَن ينفجر إِلَى دَاخل فأحمدها مَا لم يلابس ظَاهر الْبدن الْبَتَّةَ لِأَن الأجود للمائل إِلَى دَاخل أَن يكون ميله كُله إِلَى دَاخل وللخارج أَن يكون إِلَى خَارج والخراجات المرؤوسة المحددة أَحْمد لِأَن نضجها يكون أسْرع والعريضة تكون عَن أخلاط غَلِيظَة لزجة مائلة إِلَى الْبرد ويعسر نضجها لذَلِك وَيكون لطول مدَّتهَا إِلَى العفونة أقرب مِنْهُ إِلَى النضج. وَقد يحمد أَيْضا من هَذِه الخراجات المحمودة مَا كَانَ تقيحه مستوياً وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ الْبَعْض قد تقيح ألف د وَالْبَعْض لَا صَارَت أطول مُدَّة وَأَبْطَأ نضجاً من الَّتِي تتقيح بجملتها دفْعَة ويعسر علاجها وَذَلِكَ إِن التقيح مِنْهَا يحْتَاج إِلَى غير الْأَدْوِيَة الَّتِي يحْتَاج إِلَيْهَا غير المتقيح وَمَا لم يكن أَيْضا حواليه صلب فَهُوَ أَحْمد مِمَّا كَانَ حوله صلباً ويعنى مَا كَانَ حوله صلباً مَا كَانَ وَسطه لينًا نضيجاً وَمَا كَانَ يستدير عَلَيْهِ صلب بطيء النضج لَا يُمكن تقيحه. ويحمد أَيْضا مَا كَانَ تقيحه وَرَأسه إِلَى أَسْفَل جَوَانِب الْجرْح لِأَن مدَّته تسيل بسهولة وَالَّذِي يتقيح باستواء وَرَأسه إِلَى اسفل جوانبه أحمدها. وَالَّذِي لَهُ رَأس وَاحِد أَحْمد مِمَّا لَهُ رأسان وَالَّذِي يكون فِي الرأسين من اللَّحْم لَا يسلم من الرداءة لكنه فِي الْأَكْثَر صلب غير متقيح فَيكون لذَلِك من جنس الَّذِي لَا يتقيح باستواء. قَالَ: القروح المستديرة العميقة رَدِيئَة وخاصة فِي الصّبيان لأَنهم لَا يقوون على أوجاعها وَلَا على علاجها. قَالَ: إِنَّا نحتاج أَن نحبس شفتي الْجرْح إِذا أردنَا إلتزاقها وَجَمِيع لحم المحي إِذا أردنَا التحامه. الْأَعْضَاء الألمة: إِذا عَالَجت جِرَاحَة فَبَقيَ الْعُضْو بعْدهَا عسر الْحَرَكَة أَو الْحس أَو كَبِيرا فَاعْلَم أَن العصب قد بَقِي فِيهِ ورم أَو ضَرَر فضع عَلَيْهِ أدوية ملينة ومسخنة محللة. لي أصَاب رجلا وجأة فِي بَطْنه عَظِيمَة خرقت مراقه وبرزت أمعاؤه فانتفخت وورمت وَلم ترجع فَأمر الطبي بِأَن يحضر رفادات حارة وَجعل يغشيها بهَا وَاحِدًا بعد وَاحِد وَسَائِر الأحشاء فَلم يزل يضمر ورمها ويجف حَتَّى أَعَادَهَا فَلَمَّا عادها خاط الْبَطن ثمَّ نوم الرجل على الطَّبَرِيّ: الخراجات الَّتِي فِي المفاصل عسرة وخاصة الَّتِي فِي الْإِبِط والأربية ألف د والعنق لِكَثْرَة مَا ينصب إِلَيْهَا ورقيتها.

قَالَ: وكل خراج حوله حمرَة فَإِنَّهُ لَا يبرأ حَتَّى تذْهب تِلْكَ الْحمرَة من حواليه وَمن كَانَ بِهِ خراج) فِي رَأسه فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ فِي الْيَوْم الرَّابِع أَو السَّابِع أَو الْحَادِي عشر مُنْذُ ظهر ذَلِك الْخراج فَهُوَ رَدِيء. جالينوس فِي الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: الشب جيد لجَمِيع القروح خَاصَّة لِأَنَّهُ يجففها تجفيفاً سَرِيعا. فِي مَا يسكن وجع الخراجات يستعان بِبَاب مَا يسكن الوجع دَقِيق الترمس إِذا خلط بخل سكن وجع الخراجات. إِسْحَق مِمَّا يسكن وجع الخراجات وورمها: أَن يُؤْخَذ رمان حُلْو فيطبخ بِالشرابِ الحلو وَيُوضَع عَلَيْهَا فَإِنَّهُ ينفع نفعا عَظِيما من ذَلِك فِي جَمِيع أوجاع الخراجات وخاصة الْحَادِثَة فِي الرَّأْس وَالْعين. قوانين علاج القروح الْبَاطِنَة ونزف الدَّم من بَاطِن الْبدن من آخر الْمقَالة الرَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: أُرِيد أَن أذكر الِاسْتِدْلَال الْمَأْخُوذ من وضع الْأَعْضَاء وخلقتها فَأَقُول أَنه من هَذَا الِاسْتِدْلَال مَتى كَانَت قرحَة فِي الْمعدة وسقينا صَاحبهَا أدوية وَمَتى كَانَت فِي المريء لم يُعْط صَاحبهَا الدَّوَاء فِي مرّة وَاحِدَة بل قَلِيلا قَلِيلا دَائِما وَذَلِكَ لِأَن المريء إِنَّمَا ينَال الِانْتِفَاع بالأدوية فِي مرورها بِهِ إِذا كَانَ لَيْسَ يُمكن أَن تَلقاهُ الْأَدْوِيَة وقتا طَويلا كَمَا تلقى الْمعدة وَمن هَهُنَا أَيْضا علمنَا أَن الْأَدْوِيَة الَّتِي يداوى بهَا المريء يَنْبَغِي أَن تكون أَشد لزوجة وَأَغْلظ لِأَن المريء إِنَّمَا هُوَ مجْرى ومنفذ للأشياء الَّتِي تُؤْكَل وتشرب ألف د فَاحْتَاجَ لذَلِك إِلَى أدوية يُمكن أَن تلزج وتتشبث وتجمد عَلَيْهِ لَا إِلَى مَا يكون يزلق عَنهُ ويجوزه سَرِيعا وَأما القروح الْحَادِثَة فِي الأمعاء فَمَا كَانَ مِنْهَا فِي الأمعاء الْغِلَاظ فأكثرها تحْتَاج إِلَى أدوية تحتقن بهَا لِأَنَّهَا إِلَى المقعدة أقرب وَمَا كَانَ فِي الدقاق فتحتاج إِلَى أدوية من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَذَلِكَ إِن بعْدهَا عَن الْفَم والمقعدة سَوَاء. قَالَ: ويستدل دلَالَة عَامَّة من طبائع الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة كلهَا وَهِي الأحشاء أَنه يَنْبَغِي أَن تداوى قروحها بالأدوية الْقَرِيبَة إِلَى طبع الْحَيَوَان يَعْنِي الأغذية الَّتِي قد ألفها غَايَة الْألف وتجنب مَا خَالف ذَلِك وتتوقاها هَذَا على أَن القروح الْحَادِثَة فِي ظَاهر الْبدن قد تعالج بالأدوية الَّتِي يحذر مِنْهَا على القروح الْبَاطِنَة فَلَا يندهها مِنْهُ أَذَى وَلَا مضرَّة مثل الزنجار والروسختج وتوبال النّحاس ولقليميا والتوتياء والمرتك والإسفيذاج فَإِن هَذِه الْأَدْوِيَة وَنَحْوهَا لَا يَنْبَغِي أَن تعالج بهَا القروح الْحَادِثَة فِي بطن الْبدن. لي لَا يَنْبَغِي أَن تعالج بِهَذِهِ من نَاحيَة الْفَم فَأَما من نَاحيَة الدبر فكثيراً مَا تعالج بهَا فعلى هَذَا فَافْهَم.)

قَالَ: واختر من النافعة للقروح الْبَاطِنَة من الْأَدْوِيَة والأغذية مَتى أردْت أَن تدمل القرحة وتختمها وتلزقها وتلحمها مَا كَانَ قَابِضا غير لذاع وَمَتى أردْت أَن تنقي القرحة فاختر مَا فيا جلاء يسير. قَالَ: وَقد علمنَا أَن أفضل هَذِه الأغذية وأمثلها كلهَا الْعَسَل. لي يَعْنِي عِنْد الْحَاجة إِلَى التنقية. قَالَ: فَأَما الْأَشْرِبَة والأغذية القابضة فنافعة لهَذِهِ القروح يَعْنِي فِي حَال خَتمهَا وإدمالها ونزف الدَّم مِنْهَا ومثالها لحية التيس والجلنار والعفص وقشور الرُّمَّان وطين الْكَوْكَب الْمُسَمّى شاموس والطين الْمَخْتُوم وعصارة السماق والحصرم وَمَاء ألف د الْورْد والأقاقيا وَسَائِر مَا أشبهه وَيَنْبَغِي أَن تستعملها بطبيخ الْأَشْيَاء القابضة مثل طبيخ السفرجل والعليق وَالْكَرم وَحب الآس أَو بِبَعْض الْأَشْرِبَة القابضة. وَيَنْبَغِي أَن تجتنب الْأَشْرِبَة القابضة وَيَنْبَغِي أَن تجتنب الشَّرَاب إِذا كَانَ هُنَاكَ ورم حَار. فَأَما إِذا لم يكن فَلَا مَانع وَمن اسْتِعْمَاله وتعجن هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي وصفناها بِبَعْض هَذِه الرطوبات الَّتِي وصفناها ويخلط مَعهَا الكثيراء والصمغ وَلَا سِيمَا مَتى أردْت أَن تعالج بهَا قروحاً فِي المريء وَيَنْبَغِي إِذا كَانَت القرحة فِي الْحلق والنغانغ أَن يكون علاج العليل بهَا بالتغرغر. وَإِذا كَانَت فِي قَصَبَة الرئة فَتقدم إِلَى العليل إِن يضطجع على قَفاهُ ويمسك الدَّوَاء فِي فِيهِ ويرخي جَمِيع مَا هُنَاكَ من العضل ويطلقه فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك سَالَ من الدَّوَاء شَيْء إِلَى قَصَبَة الرئة وَنزل فِيهَا نزولاً ظَاهرا محسوساً وَيَنْبَغِي أَن تتوقى أَن ينزل إِلَيْهَا شَيْء كثير دفْعَة فيهيج السعال فَإِنَّهُ مَا دَامَ مَا ينزل فِيهَا ينزل عَلَيْهَا كَمَا ينزل المَاء على الْحَائِط فَلَيْسَ يحدث سعال. وَإِذا ذهب يهوي جَوف القصبة هاج السعال لِأَنَّهُ فِي طَرِيق التنفس وَقد ينزل دَائِما فِي حَال الضجرة فِي قَصَبَة الرئة شَيْء مِمَّا يشرب على مِثَال السيلان عَلَيْهَا فَلَا يهيج ذَلِك سعالاً الْبَتَّةَ. قَالَ: واخلط الْعَسَل فِي جَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا القروح الْحَادِثَة فِي الرئة والصدر وَذَلِكَ إِنَّك إِن عَالَجت هَذِه الْأَعْضَاء بالقوابض وَحدهَا أَبْطَأت فِي الْمعدة وَطَالَ مكثها فِيهِ فَلذَلِك الْعَسَل يقوم لهَذِهِ الْأَدْوِيَة مقَاما مركبا منفذاً سَرِيعا حَتَّى يوصلها وَفِي الْعَسَل مَعَ هَذَا إِنَّه لَا يضر بالقروح وَكَذَلِكَ أَيْضا ألف د مَتى كَانَت القرحة فِي الكلى والمثانة خلطنا بالأدوية الَّتِي نعالج بهَا الْعَسَل وَبَعض مَا يدر الْبَوْل.)

المقالة الخامسة

(الْمقَالة الْخَامِسَة) (نزف الدَّم) (الْكَائِن عَن فسخ الْعُرُوق أَو فتحهَا فِي بَاطِن الْبدن) قَالَ: مَتى انْشَقَّ عرق أَو شريان فَلَا بُد أَن يتبع ذَلِك انبثاق دم عَظِيم شَدِيد فَإِن حدث فِي عرق عسر التحامه وَإِن عرض فِي شريان كَاد أَن لَا يلتحم. قَالَ: الَّذِي يخرج عَن الْعُرُوق الشرايين إِمَّا لِأَن أطرافها تتفتح وَإِمَّا لِأَن صفاقها يخرق وَإِمَّا لِأَن الدَّم يرشح مِنْهَا وصفاق الْعُرُوق ينخرق من قطع أَو رض أَو فسخ أَو تَأْكُل. وأطرافه تتفتح إِمَّا بِسَبَب ضعف الْعُرُوق وَإِمَّا بِسَبَب دم كثير مَال إِلَيْهَا دفْعَة وَإِمَّا بِسَبَب كَيْفيَّة حادة تلقاها من خَارج. وَأما رشح الدَّم فَيكون عِنْد مَال يتَحَلَّل ويخفف صفاق الْعُرُوق ويرق ويلطف الدَّم وَقد يكون فِي بعض الْأَوْقَات بِسَبَب أَن عروقاً صغَارًا تنفتح أفواهها. قَالَ: وَالَّتِي تقطع الْعُرُوق من خَارج كَانَ أَو من دَاخل فحاره من دَاخل يقلعها الآكلة وَالَّذِي يرضها ثقيل صلب والأشياء الَّتِي يفسخها ويهتكها يفعل بهَا على جِهَة التمدد والتمدد يعرض من الْأَعْمَال الشاقة الصعبة أَو من كَثْرَة الدَّم فِي تجويفها أَو لسُقُوط من مَوضِع مشرف أَو لوُقُوع شَيْء ثقيل عَلَيْهَا فَأَما الصَّيْحَة الشَّدِيدَة والوثبة والإحضار الشَّديد المسرع فَكلهَا تسْتَقْبل الْعُرُوق بالتمدد إِلَّا أَنه إِن كَانَ التفسخ والسل من قبل صَيْحَة أَو سقطة أَو رض فقد بَطل السَّبَب الْفَاعِل وَهَذِه وَإِن كَانَ إِنَّمَا حدث من قبل امتلاء فقد يجوز أَن تكون الْعُرُوق فِي ذَلِك الْوَقْت دَائِما تَنْفَسِخ بعد مَا دَامَ السَّبَب الْفَاعِل للْفَسْخ ثَابتا وَلِهَذَا يَنْبَغِي أَن تبادر إِذا كَانَ السَّبَب ذَلِك إِلَى استفراغ الدَّم ألف د ليقل الامتلاء أَولا ثمَّ تَأْخُذ فِي علاج مَا يسيل بعد ذَلِك وَبعد علاجك لما يسيل يداوى الْخرق ليلتحم فَأَما مَتى لم يكن مَعَ الْفَسْخ والسل السَّبَب الْفَاعِل مَوْجُودا فَأول مَا يَنْبَغِي أَن تبتدئ بِقطع الدَّم ثمَّ مداواة القرحة بعد ذَلِك. جالينوس يُسَمِّي خرق الْعُرُوق هَهُنَا قرحَة. قَالَ: وَقطع الدَّم يكون بِأَن يحتال للدم أَن ينْتَقل ويميل عَن ذَلِك الْموضع إِلَى أَعْضَاء أخر وَأَن تشد القروح الَّتِي لم يخرج مِنْهَا الدَّم وَذَلِكَ أَنه إِن دَامَ الدَّم حمية جذبته إِلَى ذَلِك الْموضع وَيبقى الْموضع الَّذِي يخرج مِنْهُ بِحَالهِ مَاتَ من أَصَابَهُ ذَلِك قبل أَن يَنْقَطِع انبثاق الدَّم. وَهَذِه الفوهة الَّتِي فِي الْعُرُوق الْبَاطِنَة أَيْضا يُمكن أَن تجمع وتشد بالأدوية القابضة فَأَما الدَّم فَإِنَّهُ يمال عَن) الْموضع إِمَّا إِلَى جِهَة بعيدَة مُخَالفَة وَإِمَّا إِلَى مَوضِع قريب مَكَان ذَلِك. أَنه إِن كَانَ الدَّم يسيل من أَعلَى الْفَم فنقله إِلَى أقرب الْمَوَاضِع يكون بإزالته عَن ذَلِك الْموضع إِلَى المنخرين واجتذابه إِلَى نَاحيَة الْخلاف وَيكون تمييله

إِلَى أَسْفَل. وَإِن كَانَ الدَّم يخرج من المقعدة فنقله يكون بإزالته عَنْهَا إِلَى الْأَرْحَام واجتذابه باستدعائه إِلَى فَوق فَإِن هَذَا تَجدهُ يكون بالطبع. فِي الدَّم قَالَ: وَهَذَا قد يكون بالطبع كَمَا قَالَ أبقراط: إِن الْمَرْأَة إِذا تقيأت الدَّم قدر طمثها سكن عَنْهَا ذَلِك الْقَيْء. فِي الطمث: وَبِهَذَا السَّبَب صرنا مَتى أفرط بِالْمَرْأَةِ انحدار دم الطمث أَو انْبَعَثَ من الْأَرْحَام شَيْء على غير جِهَته علقنا تَحت الْيَدَيْنِ محجمة عَظِيمَة. الرعاف: وَلذَلِك صَار الدَّم المنبعث من الْأنف تقطعه المحجمة الْعَظِيمَة تعلق على ألف د نَاحيَة الكبد إِن كَانَ الرعاف من الْأَيْمن وعَلى الطحال إِن كَانَ الرعاف من الْأَيْسَر وَعَلَيْهَا جَمِيعًا إِن كَانَ من الْجَانِبَيْنِ وَإِن كَانَ الرعاف لم يحجف بالعليل فاقصده من مأبض الرّكْبَة من الْجَانِب الَّذِي يرعف مِنْهُ وَأخرج لَهُ من الدَّم مِقْدَارًا يَسِيرا وينتظر بِهِ سَاعَة ثمَّ تخرج أَيْضا شَيْئا قَلِيلا وينتظر بِهِ ثمَّ تعاود بِحَسب مَا يحْتَمل قوته. قَالَ: ونصبة الْعُضْو نصبة قَائِمَة عون عَظِيم على منع الاستفراغ. 3 (قانون نزف الدَّم أَيْضا من بَاطِن الْبدن) قَالَ: نزف الدَّم من بَاطِن الْبدن إِنَّمَا يمكننا أَن نعالجه باجتذاب الدَّم إِلَى نَاحيَة الْخلاف أَو نَقله إِلَى عُضْو قريب أَو بالأطعمة والأشربة القابضة المبردة وَيخْتَلف العلاج اخْتِلَافا جزئياً بِحَسب الْأَعْضَاء فَلذَلِك يسْتَعْمل اتِّصَال هَذِه الْأَدْوِيَة إِلَى الْأَعْضَاء الْمُخْتَلفَة بِحَسب مَا هُوَ أوفق فتوصل إِلَى الْأَرْحَام بمحقنة الرَّحِم وَإِلَى الأمعاء بالمحقنة الْمَعْرُوفَة وَإِلَى المثانة بالقاثاطير وَليكن وَاسع الثقبة. لي أرى أَن الذراقة هَهُنَا أَجود. قَالَ: وَقل مَا يعرض للدم أَن ينبعث من هَذِه الْمَوَاضِع انبعاثاً قَوِيا إِلَّا أَنه كثيرا مَا يكون استفراغه وَإِن لم يكن من جِهَة قُوَّة انبعاثه خطر فَإِنَّهُ خطر من جِهَة طول مكثه ودوامه وَلَا يُؤمن سوء عاقبته. الطمث: وَإِنِّي لأعرف امْرَأَة مكثت أَرْبَعَة أَيَّام تنزف فَلم يَنْقَطِع نزفها بِشَيْء من الْأَشْيَاء الَّتِي يداوى بهَا حَتَّى عالجناها فِي الْيَوْم الرَّابِع بعصارة لِسَان الْحمل فَإِنَّهَا لما عولجت بِهِ انْقَطع عَنْهَا النزف الْبَتَّةَ. وَهَذِه العصارة نافعة من انبعاث الدَّم الْحَادِث بِسَبَب آكِلَة تقع فِي الْعُضْو. وَمن عادتي إِذا عَالَجت بِهِ أَمْثَال هَذِه الْعِلَل أَن أخلط مَعهَا بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي هِيَ أقوى مِنْهَا وأخلط مَعهَا مِنْهَا فِي وَقت دون وَقت دَوَاء دون دَوَاء بِحَسب الْعرض الْمَأْخُوذ من الْعُضْو الْحَالة ألف د الْحَاضِرَة. مِثَال ذَلِك: أَنه مَتى حدث انبعاث دم من المثانة أَو من الأمعاء فقد يَنْبَغِي لَك أَن تنظر أَولا فِي كمية الدَّم لتكسب من ذَلِك دَلِيلا وَلَا تضيع أَن تنظر هَل السَّبَب من عرق انخرق أَو انْفَسَخ أصغير هُوَ ذَلِك الْعرق أم عَظِيم فَإِنَّهُ إِن كَانَ انبعاث الدَّم من عرق عَظِيم انفجر

انفجاراً وَاسِعًا فَإنَّك تحْتَاج فِي مداواته إِلَى أدوية قابضة مثل الجلنار ولحية التيس والسماق والأقاقيا والعفص وَإِن كَانَ انبعاث الدَّم إِنَّمَا هُوَ من عرق صَغِير انفجر انفجاراً يَسِيرا فَصَارَ لذَلِك الدَّم المنبعث قَلِيلا كَفاك الكندر والطين الْمَخْتُوم والشاذنة والزعفران وَنَحْوهَا مَعَ شراب أسود قَابض فَإِن الشَّرَاب الْأسود الْقَابِض من جِيَاد الْأَدْوِيَة فَإِن لم يتهيأ شراب على هَذِه الصّفة وَلَا لِسَان الْحمل وَلَا عِنَب الثَّعْلَب فَإِن هذَيْن نافعان أَيْضا فاستعملها بطبيخ السفرجل وَحب الآس وأطراف الشّجر القابضة وأنفع مِنْهَا طبيخ حب الآس والزعرور.

(الآكلة فِي بعض الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة) فَإِن كَانَ انبعاث الدَّم إِنَّمَا حدث بِسَبَب آكِلَة وَقعت فِي الْعُضْو فَإِنَّهُ فِي أَكثر الْأَمر لَا يكَاد يكون انبعاث الدَّم قَوِيا لكنه يكون يَسِيرا قَلِيلا قَلِيلا وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل فِي هَذَا الْموضع أَقْرَاص أندرون وأقراص بولوانداس الَّتِي ألفتها أَنا فَإِنَّهَا أقوى من هَذِه وَذَلِكَ إِن هَذِه الأقراص تقطع الآكلة وتوقفها. وَيَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك مَعَ الْعِنَايَة بِأَمْر جَمِيع الْبدن فَإِن كَانَ انبعاث الدَّم قَوِيا فَيَنْبَغِي لَك أَن تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة القابضة جدا حَتَّى تقطع قُوَّة ذَلِك الانبعاث ثمَّ تخلط مَعَ هَذِه الأقراص وَحدهَا مَعَ وَاحِدَة من العصارات أَو وَاحِدَة من الْمِيَاه المطبوخة ألف د الَّتِي وصفتها لَك. قَالَ: فَأَما الْأَشْيَاء الَّتِي يداوى بهَا انبعاث الدَّم بِأَن يوضع على الْعُضْو الَّذِي مِنْهُ ينبعث من خَارج مِمَّا يقبض أَو يبرد من غير تقبض فلست أحمدها حمداً مُطلقًا لكني أَقُول: إِنَّهَا كثيرا مَا تفعل خلاف مَا تحْتَاج إِلَيْهِ أَعنِي أَنَّهَا تدفع الدَّم إِلَى بَاطِن الْبدن وتملأ بِهِ الْعُرُوق الْبَاطِنَة وَأعرف مِمَّن كَانُوا ينفثون الدَّم من رئاتهم أضرّ بهم تبريد صُدُورهمْ ضَرَرا بَينا وَكَذَلِكَ قوم كَانُوا ينفثون الدَّم لما بردت معدهم من خَارج أضرّ ذَلِك بهم وعَلى هَذَا الْمِثَال فِي الرعاف. وعَلى هَذَا الْمِثَال كثير مِمَّن أَصَابَهُم الرعاف أضرّ بهم تبريد الرَّأْس إِضْرَارًا بَينا وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن تبرد مَا حول الْأَعْضَاء إِلَّا بعد أَن تكون قد رددت الدَّم عَن الْعُضْو أَولا إِلَى أَعْضَاء أخر. مِثَال ذَلِك: أَنه إِن كَانَ الدَّم ينبعث من الْأنف فصدت لصَاحب ذَلِك الْعرق على مَا وصفت واستعملت الدَّلْك وغمز الرجلَيْن وَالْيَدَيْنِ ونطلهما وعلقت على جنبه المحاجم فَإِذا فعلت ذَلِك أَيْضا فَلَا تبادر إِلَى وضع شَيْء بَارِد من ساعتك على الرَّأْس والجبهة بعد أَن تجتذب الدَّم أَيْضا بِضَرْب آخر إِلَى نَاحيَة الْخلاف بِأَن تضع على فأس الرَّأْس محجمة فَإِن للرعاف ناحيتين من جِهَة الْخلاف أَحدهمَا إِلَى نَاحيَة الْقَفَا وَالْآخر بالفصد إِلَى أَسْفَل وَذَلِكَ لِأَن الْأنف فَوق من قُدَّام وَخلاف قُدَّام خلف وَخلاف الْعُلُوّ السّفل.

3 - (رشح الدَّم وطفر الدَّم) قَالَ: وتعالج هَذِه الْعلَّة بالأشياء المبردة القابضة. وَإِن عرضت هَذِه الْعلَّة فِي وَقت مَا بِسَبَب رقة الدَّم فَإِنَّهَا تَعَالَى بِالتَّدْبِيرِ المغلظ للدم وَقد وَصفنَا ذَلِك التَّدْبِير فِي التَّدْبِير الملطف. وَأما الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب إِذا انْقَطَعت فَإِنَّهَا تحْتَاج إِلَى مَا يحْتَاج إِلَيْهِ غَيرهَا من الْعُرُوق ألف د الظَّاهِرَة وعَلى مَا بَيناهُ فِي بَاب نزف الدَّم الظَّاهِر وَيَنْبَغِي أَن تداف هَذِه بِبَعْض العصارات مثل عصارة لِسَان الْحمل وَنَحْوه ويحقن بِهِ فاتراً. وَمن جِيَاد هَذِه الْأَدْوِيَة الزَّعْفَرَان والتوتياء وَالصَّبْر والأدوية الَّتِي تعرف بأدوية الرَّأْس وَأما فِي أول وَقت نَبَات اللَّحْم الْمُتَّصِل بِانْقِطَاع الدَّم فَإِن الطين الْمَخْتُوم من خِيَار هَذِه الْأَدْوِيَة.

3 - (نفث الدَّم وقروح الصَّدْر والرئة) قَالَ: فَأَما القروح الْحَادِثَة فِي الرئة فمداواتها أنكر وأعسر من مداواة غَيرهَا وَبَعض النَّاس قد ظن أَنَّهَا ممتنعة المداواة وَاسْتشْهدَ على ذَلِك بالتجربة الْقيَاس فَقَالَ: إِن الرئة عُضْو دَائِم الْحَرَكَة من أجل التنفس. والأعضاء الَّتِي يُرَاد أَن تلتحم جراحاتها تحْتَاج أَن تهدأ وتسكن فَأَما أَصْحَاب التجارب فَإِنَّهُم لم يرَوا زَعَمُوا قطّ أحدا مِمَّن أَصَابَهُ ذَلِك برأَ مِنْهُ قطّ وَأما نَحن فَإنَّا قد رَأينَا خلقا كثيرا عرض لَهُم من صَيْحَة شَدِيدَة وَمن سقطة وضربة إِن أَصَابَهُم سعال شَدِيد فِي أسْرع الْأَوْقَات ونفثوا مَعَ السعال قدر قوطولي وَاحِد أَو قوطوليين وَبَعْضهمْ أَكثر من ذَلِك دَمًا وَكَانَ بَعضهم يجد مس الوجع فِي صَدره وَبَعْضهمْ لَا يجد ذَلِك وَكَانَ الَّذِي نفثه من يجد وجعاً فِي صَدره لم يخرج دفْعَة وَلَا كَانَ مِقْدَار مَا نفث من الدَّم مِنْهُ كثيرا وَكَانَ يسير الْحَرَارَة فَكَانَ ذَلِك يدل على أَنه يَجِيء من مَوضِع بعيد وَالدَّم الَّذِي نفثه ة من كَانَ لَا يجد مس الوجع كَانَ يجْرِي دفْعَة وبمقدار كثير وَكَانَت حمرته وحرارته ظاهرتين فَدلَّ ذَلِك مرّة على أَنه لَيْسَ يَجِيء من مَوضِع بعيد وَهَذَا يدل على أَن ذَلِك كَانَ يَجِيء من الرئة وَقد برِئ مِنْهُم خلق كثير. ألف د

3 - (دُخُول الْمدَّة وَالدَّم إِلَى الرئة) 3 (من فضاء الصَّدْر) قَالَ: وَقد كَانَ بَين الْأَطِبَّاء مُنَازعَة كَيفَ يُمكن أَن يدْخل الدَّم والمدة من فضاء الصَّدْر إِلَى الرئة. وَقد نرى أَن الْمدَّة الَّتِي تكون فِي ذَات الْجنب إِنَّمَا تنصب إِلَى فضاء الرئة وَقد يصعد كُله بالنفث وَبِه ينقى الصَّدْر من الْمدَّة. وَلما رأى الْأَطِبَّاء ذَلِك لم يُمكنهُم أَن يَقُولُوا: أَنه لَا يدْخل شَيْء مِمَّا فِي فضاء الصَّدْر إِلَى الرئة وَلَكنهُمْ أقرُّوا بذلك وَجعلُوا يطْلبُونَ لَهُ طَرِيقا غير نُفُوذه فِي الغشاء المغشى على الرئة فَقَالُوا فِي ذَلِك أقوالاً سمجة. قَالَ: وَنحن نرى عيَانًا فِيمَن بِهِ دبيلة فِي صَدره قد عفنت مَعَ مَا عفنته شَيْئا من الصَّدْر أَيْضا. إِن مَاء الْعَسَل الَّذِي يرْزق فِيهِ لينقى بِهِ يصعد بالسعال.

3 - (تنقية الْمدَّة فِي فضاء الصَّدْر إِذا عفن الصَّدْر) وَهَذِه الْعلَّة كثيرا مَا تعرض فيعفن شَيْء من عِظَام الصَّدْر فيضطر إِلَى قطعه فِي أَكثر الْأَمر وَيُوجد ملبساً على الضلع العفن من الغشاء قد عفن أَيْضا بعفونة الضلع. وَلم تزل الْعَادة تجْرِي فِي علاجنا لمن هَذِه حَاله إِن يزرق فِي هَذِه القرحة مَاء الْعَسَل وَيَأْمُر العليل أَن يضطجع على جَانِبه العليل ويسعل ومراراً كَثِيرَة يهزه هزاً رَفِيقًا. فِي بعض الْأَوْقَات إِذا غسلنا نعما وَبَقِي مِنْهُ فِي القرحة بَقِيَّة أخرجنَا مِنْهُ مَا يبْقى فِي جوفها من مَاء الْعَسَل بالزراقة لِأَن تنقى القرحة كلهَا وَيخرج الصديد كُله مَعَ مَاء الْعَسَل ثمَّ يدْخل حِينَئِذٍ فِيهِ الْأَدْوِيَة. قَالَ: فَإِن بَقِي من ذَلِك المَاء أَعنِي مَاء الْعَسَل شَيْء فِي مَا بَين فضاء الصَّدْر والرئة وجدنَا عيَانًا يصعد بالسعال من ساعتها. قَالَ جالينوس: وَالْعجب مِمَّن يمْتَنع عِنْده دُخُول الدَّم والمدة ألف د من غشاء الرئة إِلَى أَقسَام قصبتها كَيفَ لَا يعجب من الدَّم الغليظ الَّذِي يخرج من الْجلد عِنْد مَا ينْعَقد مَوضِع الْكسر من الْعظم المكسور فَإِن هَذَا الدَّم ينصب إِلَى ذَلِك الْموضع لَيْسَ فضل غلظه على غلظ الدَّم الطبيعي بِيَسِير وجوهر الْجلد أغْلظ من الصفاق الْمُحِيط بالرئة بِمِقْدَار كثير جدا. قَالَ: فَيَنْبَغِي أَن تصدق أَنه مَتى عرض للْإنْسَان من سقطة أَو صَيْحَة أَن ينفث دَمًا كثيرا حاراً أَحْمَر يصعد دفْعَة مَعَ سعال بِلَا وجع فِي صَدره إِن عرقاً فِي رئته قد انْقَطع وانفسخ وتداويها على مَا داويناها نَحن مَرَّات كَثِيرَة فأجل غرضنا إِلَّا فِي الندرة التؤدة وَذَلِكَ بِأَن تَأمر العليل) أَلا يتنفس نفسا عَظِيما وَأَن يلْزم الْقَرار والهدوء دَائِما فافصده من ساعتك الباسليق وَأخرج الدَّم مرّة ثَانِيَة وثالثة لتجذب الدَّم عَن نَاحيَة الرئة. وأدلك يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وأغمزها واربطها برباط تبتدئ من فَوق إِلَى أَسْفَل على مَا قد جرت الْعَادة فَإِذا فعلت ذَلِك فاسقه أَولا خلا ممزوجاً بِمَاء مزاجاً كثيرا كَيْمَا إِن كَانَ قد جمد فِي الرئة دم فَصَارَ عبيطاً يذوب وَيخرج بالنفث وَلَا مَانع أَن تفعل مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فِي مَقْعَدك عِنْده أَو فِي نَحْو ثَلَاث سَاعَات وأعطه بعد ذَلِك بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي تسد وتغرى وتقبض وأعطه ذَلِك فِي أول الْأَمر مَعَ خل ممزوج مزاجاً كثيرا وَمَعَ طبيخ السفرجل أَو حب الآس أَو غير ذَلِك من الْأَنْوَاع القابضة وبالعشى أعْطه من هَذَا الدَّوَاء على هَذَا الْمِثَال وامنع الْمَرِيض من كل طَعَام إِن كَانَ قَوِيا فَإِن لم يكن قَوِيا فحسه من الحساء قدر مَا يَكْتَفِي بِهِ وَإِن أَنْت أخرجت لَهُ دَمًا فِي الْيَوْم الثَّانِي ألف د بعد أَن تحتمله قوته كَانَ أَجود والأجود والأصلح أَن تغذوه من الْغَد أَيْضا بالحساء نَفسه واسقه تِلْكَ الْأَدْوِيَة على ذَلِك الْمِثَال إِلَى الْيَوْم الرَّابِع ويعرق الصَّدْر كَمَا يَدُور فِي الصَّيف بدهن الْورْد أَو دهن السفرجل وَفِي الشتَاء بدهن الناردين. وَإِن أَحْبَبْت أَن تعالجه

بِبَعْض الْأَدْوِيَة الَّتِي تدخل فِي بَاب المراهم فالدواء الَّذِي ألفناه من الْخمر والخل وَسَائِر الْأَدْوِيَة وَهُوَ من المراهم السود الموصوفة بإلحام الْجِرَاحَات الطرية فَإِن هَذَا الدَّوَاء فَاضل جدا. وَإِن كَانَ صَبيا أَو امْرَأَة أَو رطب المزاج فحسبك أَن تعالجه بمرهم القلقطار وَهِي فِي الأولى قاطاجانس فَإِن هَذَا طَرِيق قد عَالَجت بِهِ خلقا كثيرا مِمَّن صَار فِيهِ سَاعَة ينكب وَهَذَا هُوَ أجل مَا فِي هَذَا الْبَاب وأعظمه إِن تبادر بالعلاج سَاعَة ينكب العليل وَلَا يُؤَخر ذَلِك الْبَتَّةَ ليلتحم ذَلِك الْجرْح قبل أَن يَبْتَدِئ يرم فَإِنَّهُ إِن ورم قل الطمع فِي التحامه وَطَالَ مكثه دهراً طَويلا لِأَن ذَلِك الورم يجمع وَيفتح وَيحْتَاج أَن تغسل القرحة من قيحها وصديدها وَلَيْسَ للصدر طَرِيق ينفذ مِنْهُ ذَلِك الصديد إِلَّا بالسعال. لي هَذَا ينقى بِمَاء الْعَسَل يسقاه فَأَما إِذا كَانَ الْخراج فِي الصَّدْر وبط فَإِنَّهُ يزرق فِيهِ مَاء الْعَسَل وَذَلِكَ يُمكن أَن ينقى من مَوضِع البط فَهُوَ لذَلِك أسلم من هَذَا وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ أَن لَا يتكلموا فضلا عَن أَن يسعلوا بل يَحْتَاجُونَ أَن يتنفسوا نفسا صَغِيرا وَأَن لَا يتكلموا الْبَتَّةَ ليندمل الْجرْح ويلتحم وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَأَي مطمع لَهُم فِي التحام القرحة مَعَ السعال وَلذَلِك بودر فِي علاجه سَاعَة يحدث. التحم واندمل مَتى عولج بِالطَّرِيقِ الَّذِي وَصفته ألف د فَأَما إِن حدث هُنَاكَ قبل العلاج ورم عسر علاجه جدا بل امتنغ لِأَن الصديد لَا يستفرغ إِلَّا) بالسعال وَمَتى تحرّك السعال هاج الورم وَمَتى ورم احْتَاجَ أَن ينضج أبدا ويقيح. 3 (الْحَادِثَة فِي الصَّدْر) فَإِنَّهَا أسهل من الْحَادِثَة فِي الرئة لخلال: مِنْهَا أَن عروق الصَّدْر أَصْغَر مقادير من عروق الرئة جدا. وَمِنْهَا: أَن الصديد الْمُتَوَلد فِي قُرُوح الصَّدْر ينصب إِلَى الفضاء الَّذِي فِي دَاخل الصَّدْر. وَمِنْهَا: إِن جملَة الصَّدْر أَكثر لَحْمًا من جملَة الرئة وَذَلِكَ إِن فِي الرئة من أَقسَام قصبتها شَيْئا كثيرا وَهَذِه الْأَقْسَام صلبة غضروفية فِي غَايَة اليبس. قَالَ: وَرُبمَا نَالَ أَقسَام الرئة فسخ فِي الْوَقْت الَّذِي ينَال فِيهِ الْعُرُوق ذَلِك. قَالَ: الْوَقْت الَّذِي ينَال فِيهِ الْعُرُوق ذَلِك فَإِن الدَّم إِن كَانَ يخرج من الرئة لَا يكون أَحْمَر وَلَا حاراً وَلَا كثير الْمِقْدَار وَمَا كَانَ من هَذِه الْعلَّة على هَذَا النَّحْو فقد يخيل فِي أول الْأَمر أَنه أقل صعوبة لِأَنَّهُ يؤلم الْإِنْسَان وَلَا يدهشه بِكَثْرَة استفراغ الدَّم لكنه بِالْحَقِيقَةِ شَرّ وأردأ وَذَلِكَ إِن الدَّم الَّذِي يجمد فِي مَوَاضِع الفسوخ يمْنَع من الالتحام وَذَلِكَ إِن هَذَا الدَّم يبْقى حَيْثُ وَقع الْفَسْخ لِأَنَّهُ لَا يجد طَرِيقا وَاسِعَة ينفذ فِيهَا إِلَى أَقسَام قَصَبَة الرئة على مثل مَا يَمُوت الدَّم ظَاهرا فِي الفسوخ فَلَا يخرج عَن الْموضع إِلَّا بعسر فَلذَلِك لَا بُد أَن يقيح وَتَقَع البلية الَّتِي مِنْهَا يخَاف. لي يَنْبَغِي أَن تعلم أَن هَذَا النَّوْع الَّذِي يكون مَعَه فسخ قَصَبَة الرئة شَرّ لِأَنَّهُ مثل القرحة الَّتِي مَعَ فسخ وكما أَن القرحة الَّتِي مَعَ فسخ الْأَبدَان تقيح ذَلِك المنفسخ كَذَلِك الْحَال هَهُنَا وَإِنَّمَا يهرب من التقيح لِلْعِلَّةِ الَّتِي قد ذكرت وَهَذَا النَّوْع ألف د من الْعلَّة قد سَقَطت عَنهُ العلامات

الفاصلة بَين نفث الدَّم من عروق الصَّدْر وعروق الرئة لِأَنَّهُ لَيْسَ بِكَثِير وَلَا أَحْمَر وَلَا مشرق وَلَا حَار فَإِنَّمَا بَقِي من العلامات وَاحِدَة وَهُوَ أَن يوجع الصَّدْر فَإِن هَذَا خَاص بالرئة أَن يكون مَعَه وجع وَيَنْبَغِي أَن تعلم مَتى يحدث الورم فِي هَذِه الخروق وَمَا علامته فَإِنَّهُ نَافِع جدا فِيمَا يحْتَاج إِلَيْهِ لذَلِك عِنْدِي أَنه مَا دَامَ لم تظهر الْحمرَة فِي الْوَجْه والحرارة والتلهب وخاصة التلهب وَالزِّيَادَة فِي الْحَرَارَة فاعتمد على النبض وَالنَّفس فَمَا دَامَ لم تخرج هَذِه الْأَشْيَاء عَن الْعَادة خُرُوجًا كثيرا فَإِنَّهُ لم يرم وَإِن كَانَ ورم فَلَيْسَ يُمكن أَن يسكنهُ الْخلّ وَالْمَاء الَّذِي يعالج بِهِ وَلَا يضر الْبَتَّةَ. وَإِن كَانَت هَذِه الْأَعْرَاض مستوية فقد حدث ورم لَا بُد لَهُ أَن يتقيح وَعند ذَلِك فقد سقط الْغَرَض الأول من أغراض علاج قُرُوح الرئة وَهُوَ إلحامها قبل أَن ترم وَبَقِي الْغَرَض الثَّانِي وَهُوَ تجفيف القرحة مَا أمكن ليبقى العليل مُدَّة طَوِيلَة فيحيى.) قَالَ: فَأَما الخراجات الْحَادِثَة فِي الْأَجْزَاء العصبية من الْحجاب فَإِنَّهَا لَا تَبرأ فالخراجات الْحَادِثَة فِي أَجْزَائِهِ اللحمية أَيْضا عسرة الْبُرْء وَإِن حدث قبل التحامها ورم وَلَيْسَ هَذَا شَيْئا هُوَ فِي الْحجاب وَحده فَقَط لَكِن وَفِي جَمِيع مَا وَرَاء الْحجاب أَيْضا وَذَلِكَ لِأَن صديده إِنَّمَا يذهب إِلَى وَرَائه يُرِيد أَنه الصَّدْر لي فِي الْكَلَام هَهُنَا شُبْهَة وَقد شكّ فِيهَا حنين. قَالَ جالينوس: وَلَكِن يَنْبَغِي لَك أَن تحتال فِي التجفيف بِكُل حِيلَة بالأدوية الَّتِي تُوضَع من خَارج وبالأدوية الَّتِي تشرب إِمَّا بِالْمَاءِ وَإِمَّا بِالشرابِ الرَّقِيق وأبلغ الْأَدْوِيَة كلهَا مَنْفَعَة الْأَدْوِيَة المتخذة بالبزور ألف د الْمَعْرُوفَة لهَذِهِ الْعلَّة والدواء الْمُتَّخذ بالسليخة الْمُسْتَعْمل فِي خراجات الصَّدْر وَهِي فِي الْأَدْوِيَة المفردة.

قوانين أيضا للقروح الباطنة عامة

(قوانين أَيْضا للقروح الْبَاطِنَة عَامَّة) قَالَ: من معرفتنا أَيْضا بطبيعة الْأَعْضَاء ووضعها استخرجنا أَن القروح الْحَادِثَة فِي الْمعدة والصدر والرئة يَنْبَغِي أَن تداوى بِمَا يُؤْكَل وَيشْرب وَالَّتِي تحدث فِي الأمعاء إِن كَانَ فِيمَا هُوَ مِنْهَا قريب من الْمعدة فليداو بِمَا يُؤْكَل وَيشْرب وَإِن كن قَرِيبا من المقعدة فبالحقن إِذا كَانَ لَيْسَ يُمكن أَن يصل شَيْء من الْأَدْوِيَة من الْفَم إِلَى الأمعاء السُّفْلى وقوته بَاقِيَة وَبِهَذَا السَّبَب صَارَت القروح الْحَادِثَة فِي الصَّدْر والرئة يعسر برؤها أَكثر من الَّتِي فِي الْمعدة لِأَن الصَّدْر والرئة موضعهما بعيد يبلغ من بعده أَن قُوَّة الدَّوَاء تضعف قبل أَن يصل إِلَيْهِمَا فَصَارَ لذَلِك يحْتَاج أَن يكون مَا يشرب لَهَا وَمن الْأَدْوِيَة أقوى كثيرا مِمَّا لَو كَانَت تِلْكَ الْأَدْوِيَة تشرب لقرحة فِي الْمعدة وَلذَلِك احْتَاجَ الْأَطِبَّاء أَن يَكُونُوا مَتى احتاجوا إِلَى تنقية الصَّدْر والرئة من قيح فيهمَا سقوا العليل أدوية قَوِيَّة جدا قطاعة تكون من شدَّة الْقُوَّة بِحَالَة لَو أَنه يداوى بهَا قرحَة فِي الْمعدة لهيجها وبددها وَكَذَلِكَ أَيْضا مَتى كَانَ فِي الْمعدة قرحَة تحْتَاج إِلَى تنظيفها من قيحها فتنظفها على نَحْو مَا تنظف الْمعدة من بلغم يكون فِيهَا بالسكنجبين والفجل فمخاطرة الَّذِي يجلو ذَلِك البلغم خطر عَظِيم لَا يُؤمن سوء عاقبته والأجود فِي ذَلِك أَن يجلى ذَلِك الْقَيْح بِشَيْء يَدْفَعهُ إِلَى أَسْفَل وَذَلِكَ أَنه لَا يُؤمن أَن يكون الَّذِي يهيج القرحة ويجذب إِلَيْهَا من حوليها شَيْئا كثيرا رديئاً فَلهَذَا بِعَيْنِه ألف د تعسر معالجة قُرُوح الرئة إِذا قاحت لِأَن قيحها ينقى بالعسال والعسال يهيج الورم والورم ينضج ويقيح وَيحْتَاج إِلَى أَن ينقى فيقعون فِي بلَاء يَدُور فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعلم أَنه مَتى انْفَسَخ فِي الرئة عرق فَلم يلتحم قبل أَن يرم صَار فِي حد مَا لَا يبرأ.)

3 - (فِي القروح الْحَادِثَة فِي قَصَبَة الرئة) فَأَما القروح الْحَادِثَة فِي قَصَبَة الرئة فِي الغشاء الدَّاخِل خَاصَّة إِذا كَانَت قَرِيبا من الحنجرة أَو فِي الحنجرة نَفسهَا فقد يُمكن أَن تَبرأ وَقد داوينا نَحن جمَاعَة مِمَّن أَصَابَهُ ذَلِك فبرأ. قَالَ: فَتى ابْتَدَأَ بِهِ سعال يسير ثمَّ سعل من غَد سعالاً أَشد وَقذف مَعَ ذَلِك شَيْئا يُقَال لَهُ القشور ويحس حسا بَينا أَن القرحة فِي قَصَبَة رئته فِي مَوضِع قريب من اللبة ففتحت فَاه وتفرست فِي حلقه عَسى القرحة فِيهِ فَلَمَّا استقصيت النّظر لم أر فِي حلقه شَيْئا من الْعلَّة وَقع فِي وهمي أَنه لَو كَانَت الْعلَّة فِي الْحلق لَكَانَ الْمَرِيض مَتى مر فِي حلقه شَيْء مِمَّا لَهُ حِدة مِمَّا يُؤْكَل وَيشْرب وجد لذَلِك حسا وألماً وَلم أَرض بِهَذَا حَتَّى أطعمته أَشْيَاء مِمَّا تتَّخذ بالخل والخردل لأصحح تعرفي فَلم يلذعه مِنْهَا شَيْء وَكَانَ يحس حسا بَينا أَن القرحة فِي رقبته وَكَانَ يجد فِي ذَلِك الْموضع مضضاً يضطره إِلَى السعال فأشرت عَلَيْهِ أَن يحْتَمل ذَلِك المضض ويصبر مَا أمكن وَلَا يسعل فَفعل لِأَن المضض كَانَ يَسِيرا واحتلت فِي إدمال القرحة وَكَانَت أَضَع على الْموضع من خَارج الْأَدْوِيَة المجففة وأضجع الْفَتى على قَفاهُ وأعطيه دَوَاء يَابسا مِمَّا يصلح بِمثل هَذِه القروح وأتقدم إِلَيْهِ أَن يمسِكهُ فِي فِيهِ ويدع أَن ينزل مَعَه شَيْء بعد شَيْء إِلَى رئته فَلَمَّا فعلت ذَلِك جعل الْمَرِيض يَقُول: أَنه يجد فِي القروح مس قبض ألف د الدَّوَاء يحسه حسا بَينا ثمَّ أَن هَذَا الْفَتى سَافر إِلَى الْقرْيَة لشرب اللَّبن.

3 - (شرب اللَّبن لقروح الرئة) قَالَ: للبن فِي مثل هَذِه الْعلَّة قُوَّة وَفعل عَجِيب حَقًا وَلَيْسَ يمدح بَاطِلا وَاللَّبن يخْتَلف بِحَسب أَنْوَاعه وَمَوْضِع حيوانه فَارْجِع إِلَى الْكتاب لتعرف حَال ذَلِك الْحَبل الممدوح لبن حيوانه. قَالَ: وَأما القدماء فَإِنَّهُم يأمرون أَن يرضع من بِهِ قرحَة فِي رئته من ثدي امْرَأَة وَأَنا أقبل مِنْهُم هَذَا لِأَنَّهُ أشبه الألبان بالإنسان ويصل إِلَى الْبَطن قبل أَن يبرد. وَهَذَا مَا يَنْبَغِي أَن يكون أهم الْأُمُور إِلَيْك أَلا يبرد اللَّبن وليشربه وَالْحَيَوَان حَاضر سَاعَة يحلب وَيَنْبَغِي أَن تجْعَل مَعَ اللَّبن عسلاً فَإِنَّهُ يمْنَع من التجبن فِي الْمُعْتَدَّة. فَإِن أَحْبَبْت أَن تسرع الانحدار عَن الْمعدة فألق فِيهِ ملحاً. قَالَ: وَأما رجل آخر فَإِنَّهُ دَامَت بِهِ نزلة إياماً كَثِيرَة فأعقبه ذَلِك أَن نفث مَعَ السعال دَمًا أَحْمَر حاراً لَيْسَ بِكَثِير الْمِقْدَار ثمَّ رمى بعد ذَلِك بِجُزْء من الغشاء المغشى على قَصَبَة الرئة فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك زكنت وحدست من غلظ ذَلِك الْجُزْء الَّذِي رمى بِهِ وَمن حس الْمَرِيض بِموضع الْأَلَم أَن ذَلِك هُوَ الْجِسْم الَّذِي فِي دَاخل الحنجرة وَصَحَّ ذَلِك أَن نغمات الْفَتى وصوته فسد لَكِن برأَ هَذَا الْفَتى بعد كد. وَأكْثر من يُصِيبهُ ذَلِك بعقب الْأَمْرَاض الوبئية يكون أمره أسهل وَذَلِكَ فِيمَا أَحْسبهُ لِأَن أبدانهم تكون قد يَبِسَتْ قَالَ: والتجربة وَالْقِيَاس يَشْهَدَانِ جَمِيعًا أَن القروح تحْتَاج أَن تجفف.

علاج من أصابه نفث الدم من نزلة

(علاج من أَصَابَهُ نفث الدَّم من نزلة) كَانَت امْرَأَة نفثت دَمًا وَقد كَانَت سمعتني أَقُول: أَن ملاك علاج هَذِه الْعلَّة أَن تتدارك قبل أَن ترم وَإنَّهُ إِن فَاتَ ذَلِك الْوَقْت لم ألف د ينْتَفع بالعلاج وَإِن هَذَا هُوَ السَّبَب الْأَعْظَم فِي عطب من يعطب وَكَانَ بهَا نزلة فَلَمَّا صرت إِلَيْهَا لم أفصدها لِأَنَّهَا كَانَت تَأْكُل مُنْذُ أَرْبَعَة أَيَّام بِسَبَب النزلة إِلَّا مَا لَا بَال لَهَا بِهِ وَلَكِن أَمَرتهَا بالحقنة وبدلك الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ بدواء حَار زَمَانا طَويلا وَأَن ترْبط اليدان وَالرجلَانِ ربطاً شَدِيدا وَأَن يحلق رَأسهَا وَيجْعَل عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بخرء الْحمام الْبَريَّة ويركنه على رَأسهَا قَرِيبا من ثَلَاث سَاعَات ثمَّ أَمَرتهَا أَن تستحم فِي الْحمام وَلَا يقرب رَأسهَا الدّهن وَأمرت بعد خُرُوجهَا من الْحمام أَن تغطي رَأسهَا بِشَيْء وسط يشبه الرُّمَّان ثمَّ غذوتها بخس وَحده وأطعمتها بعض الْفَوَاكِه القابضة وسقيتها عِنْد النّوم ترياق الأفاعي مِمَّا عمل مُنْذُ أَرْبَعَة أشهر لِأَن مثل هَذَا الترياق لقرب عَهده بالأفيون قوته قَوِيَّة بعد وَمَا كَانَ مِنْهُ قد عتق فَإِن قُوَّة الأفيون فِيهِ تضعف وَلِهَذَا السَّبَب صَار الترياق الطرئ يجلب النّوم وَيمْنَع الْموَاد المتجلبة ويغلظ بعض الغلظ فَلَمَّا انْقَضتْ النزلة وسكنت الْبَتَّةَ علمت من نوع النَّفس الَّذِي كَانَت تنفسه وَمن صَوت سعالها أَن الرئة تحْتَاج إِلَى تنقية إِلَّا أَنِّي لم أجد فِي تنفسها فِي الْيَوْم الثَّانِي لكني حَفظتهَا بِكُل مَا قدرت عَلَيْهِ من السّكُون وَالسُّكُوت وَأمرت بدلك يَديهَا ورجليها وربطها وَأمرت أَن تدلك سَائِر أعضائها خلا الرَّأْس فَإِنَّهُ كَانَ حاراً من قبل الدَّوَاء الَّذِي وضعت عَلَيْهِ ثمَّ سقيتها بالْعَشي قدر باقلاة من الترياق وَكَانَت الشربة الَّتِي سقيتها فِي الْيَوْم الأول أَكثر من هَذَا الْمِقْدَار كثيرا فنامت لَيْلَتهَا هَذِه أَيْضا نوماً حسنا وبكرت فِي الْيَوْم الثَّلَاث فسقيتها عسلاً كثيرا مطبوخاً ألف د وحفظتها على الهدوء والسكون فَلَمَّا تَعَالَى النَّهَار أمرت بدلك بدنهَا كلهَا وَتَقَدَّمت أَن تجْعَل غذاءها مَاء الشّعير مَعَ شَيْء يسير من الْخبز وَلما كَانَ فِي الرَّابِع سقيتها بِالْغَدَاةِ ترياقاً قد بلغ عنفوانه من السنين مَعَ عسل كثير وَوضعت على رَأسهَا أَيْضا من الدَّوَاء المسخن المجفف إسخاناً وتجفيفاً قَوِيا ثمَّ أدخلتها الْحمام وغذوتها بغذاء قصد وَفِي الْيَوْم الْخَامِس رمت أَن أنقي رئتها تنقية أبلغ لي لِأَنَّهَا كَانَت قد أمنت من الورم ثمَّ إِنِّي مرّة ثَانِيَة وثالثة بعد أَن كنت أريحها فِي مَا بَين العلاجين كنت أَضَع على رَأسهَا ضماداً وَهُوَ قيروطي وثافسياً وَجعلت تدبيرها تَدْبِير النَّاقة بالركوب والدلك وَالْمَشْي وَقطعت الاستحمام الْبَتَّةَ وَتَنَاول الْغذَاء الْجيد الْيَسِير فبرئت برءاً تَاما تحتج إِلَى شرب اللَّبن.) قَالَ: وَأما فَتى آخر هاج بِهِ سعال من قبل برد وصل إِلَى أَعْضَاء تنفسه شَدِيد فنفث نصف قوطولي من دم ففصدته من سَاعَتِي وأخرجت دَمه مرَّتَيْنِ من يَوْمه وَمن غَد مرَّتَيْنِ

وعالجته فِي الثَّلَاث بدلك الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وربطتهما ثمَّ سقيته بالْعَشي من دَوَاء البزور وَفِي الْيَوْم الثَّانِي بعد إِخْرَاج الدَّم وضعت على بدنه كُله القيروطي الْمُتَّخذ بالينبوت وأخذته عَنهُ بالْعَشي لِئَلَّا يسخنه أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي. وَوَضَعته عَلَيْهِ فِي الثَّالِث نَحْو ثَلَاث سَاعَات ثمَّ أدخلته الْحمام وغذوته الثَّلَاثَة الْأَيَّام الأول أما الْيَوْمَيْنِ فبالحسو وَأما فِي الْيَوْم الثَّالِث فسقيته أَولا مَاء الشّعير ثمَّ أطعمته بعد ذَلِك سمكًا خَفِيفا سريع الانهضام وإسفيذباجا وسقيته فِي عشي ذَلِك الْيَوْم دَوَاء البزور وَفِي عشي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث أَيْضا كَذَلِك لِأَنَّهُ دَوَاء يجلب النّوم ويسكن ألف د الوجع ويخفف فَلَمَّا رجعت أَعْضَاء النَّفس مِنْهُ إِلَى مزاجها المعتدل وتنظف ونقي بدنه كُله وَلم يبْق هُنَاكَ شَيْء توهم أَنه فِي الْعُرُوق المنفسخة شَيْء من الورم ابتدأت بتنقيته فسقيته من الترياق مَا هُوَ فِي عنفوانه ثمَّ بعثت بِهِ إِلَى سطاما ليشْرب اللَّبن. قَالَ: فَبِهَذَا الطَّرِيق عَالَجت جَمِيع من قلدني علاجه فِي أول يَوْم من علته فَأَما من أَتَى بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَلم يبرؤوا كلهم فَأَما من كَانَت قُرْحَته قد تورمت قبل أَن جَاءَنِي ورماً أَخَذته مِنْهُ الْحمى فَلَا أعلم أَن أحدا مِنْهُ برأَ أصلا. قَالَ: من لزم بعد أَن كَانَ حدث بِهِ الورم وحم مِنْهُ التَّدْبِير الْمُسْتَقيم فِي جَمِيع الْأَمر فيبست لذَلِك قُرْحَته وجفت فَإِنَّهُ ينْتَفع بذلك مَنْفَعَة بلغت لَهُ أَن قُرْحَته لم تتسع وَلم تعظم لَكِنَّهَا عِنْد مَا يَبِسَتْ وصلبت بَقِي صَاحبهَا يعِيش دهراً طَويلا. وَأرى أَن من هُوَ من هَؤُلَاءِ فِي حد من لَا برأَ لَهُ وَإِنَّمَا هم الَّذين يجد بَعضهم وَيَقُول: أَنه يحس بطعم كطعم مَاء الْبَحْر لِأَن إصْلَاح الأخلاط الرَّديئَة يحْتَاج إِلَى زمَان طَوِيل وَيجب إِذا طَال الزَّمَان أَن يعرض للقرحة أحد أَمريْن: إِمَّا أَن يجِف فيصلب فَيصير فِي حد مَا لَا يبرأ وَإِمَّا إِن هِيَ لم تَجف وتصلب عفنت أَولا ثمَّ سعت العفونة إِلَى مَا حولهَا تتعفن الرئة بأسرها على طول الزَّمَان.

3 - (الاحتراس) قَالَ: وَخلق كثير مِمَّن كَانَ فِي بدنه أخلاط هَذِه حَالهَا لما ينزفوا بالسعال وَكَانُوا لم ينفثوا بعد عنيناً بأمرهم فبرؤوا برءاً تَاما وَالَّذِي يَنْبَغِي أَن تصرف عنايتك إِلَيْهِ من أَمر هَؤُلَاءِ وتهتم بِهِ أَكثر من جَمِيع الْأَشْيَاء أَن لَا يسعلوا وَلَا ينحدر من ألف د رؤوسهم إِلَى صُدُورهمْ شَيْء وَذَلِكَ يكون بِثَلَاثَة أَشْيَاء: الإسهال والدواء الْمُتَّخذ بالبزور المحمر أَو غَيره من السمخنات على الرَّأْس وَليكن المسهل مؤلفاً من أدوية مُخْتَلفَة ليخرج أخلاطاً مُخْتَلفَة كَالَّذي ألفنا نَحن من الصَّبْر والسقمونيا وشحم الحنظل والغاريقون ومقل الْيَهُود والصمغ وَإِن احتجت فِي آخر الْأَمر أَن تسهل الْمرة السَّوْدَاء فافعل وَأما الرَّأْس فَيَنْبَغِي أَن تداويه بِأَن تجْعَل عَلَيْهِ القيوطي الْمُتَّخذ بالينبوت فَهَذَا مَا تَفْعَلهُ فِي أول الْأَمر وَأما بعد ذَلِك فَيَنْبَغِي أَن تدبر العليل تَدْبِير النَّاقة فتغذيه أغذية تولد دَمًا جيدا وتدلك يَدَيْهِ وتغمزه وتحركه بِالْمَشْيِ وتدخله الْحمام وَاعْلَم أَن هَؤُلَاءِ أحْوج النَّاس إِلَى شرب اللَّبن يَعْنِي الَّذين يخَاف عَلَيْهِم السل من أخلاط مالحة حريفة فِي أبدانهم وَقد وَقَعُوا فِيهِ قَالَ: وَإِن لم يشربوه بلغو الْغَايَة من حد مَا لَا يبرأ. قَالَ: فَأَما الفصد فَمن كَانَ قَلِيل الدَّم مِنْهُم فدبره أَولا بِالتَّدْبِيرِ المولد للدم الْجيد ثمَّ أفصده بعده وأغذه أَيْضا بعد الفصد بالمولد للدم الْجيد ثمَّ أفصد إِن احْتَاجَ إِلَى ذَلِك. وأحوج النَّاس إِلَى ذَلِك من كَانَ فِي دَمه عكر وثفل راسب غليظ فَأَما من كَانَ قَوِيا كثير الدَّم فافصده فِي أول الْأَمر. قَالَ جالينوس: جَمِيع مَا ذكرته هُوَ مِمَّا قد جربته وامتحنته. قَالَ: وبهذه الثَّلَاثَة الْأَشْيَاء ينجو هَؤُلَاءِ الْقَوْم من السل أَعنِي بإسهال الْبَطن وإسخان الرَّأْس والفصد لي يَعْنِي من فِي بدنه أخلاط رَدِيئَة. فَإِن نزلت نزلة إِلَى صَدره وتقيحت عفن. قَالُوا: وَلَا يَنْبَغِي أَن تسوف الْأَيَّام فِي عِلّة السل وَلَا تقدم أَولا التَّدْبِير ألف د الضَّعِيف لَكِن ابدأ سَرِيعا فِي أول الْأَمر بالعلاج الْقوي لِأَنَّهُ لَا يحْتَمل إِلَّا ذَلِك فبادر إِذا رَأَيْت نفث الدَّم بالفصد وَالتَّدْبِير الَّذِي ذكرنَا أَعنِي المسهل وتجفيف الرَّأْس. لي هَذَا إِذا كَانَ عرض نفث الدَّم عَن نزلة. قَالَ: وَلَا تَظنن أَنه لَا بُد ضَرُورَة أَن يلْزم قُرُوح الرئة ورم فِي الِابْتِدَاء ضَرُورَة فَإنَّك قد ترى خَارِجا خراجات كبارًا تلتحم قبل أَن ترم وَنحن أَيْضا قد أبرأنا خلقا كثيرا مِمَّن انْفَسَخ فِي رئاتهم عروق قبل أَن يرم وَالدَّلِيل على أَن الرئة قد) ورمت الْحمى لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن ترم الرئة وَلَا تهيج حمى على قربهَا من الْقلب وَأَيْضًا أَن ينفث العليل صديداً أَو قَيْحا.

قَالَ: وَلَيْسَ يُمكن أَن تَبرأ قرحَة فِي الرئة إِذا ورمت الرئة وَمَتى ورمت الرئة حم صَاحبه وَإِذا تفقأ الورم نفث بصاقاً قبيحاً فَإِذا كَانَ الغليل لَا يحم لَا يسعل وَلَا ينفث قَيْحا وَلَا بِهِ ورم فِي رئته. لي يتَحَصَّل أَسبَاب السل فِي الصَّيْحَة والسقطة والضربة وإمساك النَّفس الطَّوِيل بِقُوَّة والأعمال الشاقة وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يمدد عروق الرئة فينفث الدَّم وَفِي الخراجات الَّتِي تخرج فِي نواحي الصَّدْر مِمَّا تنصب مدَّتهَا إِلَى فضاء الصَّدْر والهواء الْبَارِد جدا الَّذِي يضغط الرئة الَّتِي تعفن الرئة برداءتها وَمَعَهَا نفث الدَّم أَيْضا. وَأَشد النَّاس اسْتِعْدَادًا للسل من النزل الَّذين دِمَاؤُهُمْ حريفة حارة. وَأَشد النَّاس اسْتِعْدَادًا للسل حِين يسعلون أَصْحَاب الصُّدُور الضيقة.

فِي الدَّم وَخُرُوجه أَسْفَل قَالَ: كثير من النَّاس قطعت يَده أَو رجله أَو ترك رياضة قَوِيَّة أَو احْتبست عَادَة كَانَ يستفرغ بهَا بدنه انْبَعَثَ مِنْهُم دم إِمَّا من حُلُوقهمْ أَو مَقَاعِدهمْ بدور نَوَائِب وَلَيْسَ عَلَيْهِم فِيهِ بَأْس وَكَثِيرًا مَا يكون ذَلِك بالقيء ألف د وَيكون ذَلِك أَيْضا لامتلاء أبدانهم وَلَيْسَ عَلَيْهِم فِيهِ مَكْرُوه وَهَذِه الْحَال غير رَدِيئَة وَلَا يخرج بوجع. الرَّابِعَة من الميامر: إِذا كَانَ نفث الدَّم من الْمعدة ونواحيها سقينا القابضة والمغرية والمخدرة وَإِذا كَانَ من الصَّدْر والرئة جعلنَا مِنْهَا اللطيفة الحارة لتوصلها وَإِن كَانَت هِيَ فِي نَفسهَا غير مُوَافقَة لهَذِهِ الْعلَّة. مِثَال ذَلِك: هيوفسطيداس وَحب الآس وخرنوب وطين أرمني وصمغ عَرَبِيّ ونشا وأفيون هَذَا للمعدة ونواحيها فَإِن كَانَ الصَّدْر رديئاً زِدْنَا مَعَه مرا ودارصينى وسليخة وَنَحْوهَا. الْمقَالة الأولى من كتاب الأخلاط قَالَ: جَمِيع استفراغ الدَّم وَغَيره يقطعهُ أَو يوهن جريته أَن ينصب الْعُضْو إِلَى فَوق وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ من المعي والأرحام فَاجْعَلْ فرَاش العليل مرتفعاً ُ مِمَّا يَلِي أَسْفَل منخفضاً مِمَّا يَلِي فَوق. الثَّانِيَة: من كَانَت بِهِ أورام باطنة وظاهرة فليتوق الْحمام وَالشرَاب وَالْغَضَب فَإِنَّهُ يسهل مَعَ هَذِه انصباب الأخلاط جدا جدا إِلَى جَمِيع الأورام والأعضاء الضعيفة.) من مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الفصد وَإِخْرَاج الدَّم مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا علاج فِي غَايَة الْقُوَّة فِي منع نزف الدَّم إِذا جعلت فِي الْمُقَابلَة والمحاجم على الْمُقَابلَة ونصبة الْعُضْو تصير مُرْتَفعَة. أوريباسيوس قَالَ: ينفع النزف الْبَاطِن أَن يسقى مَاء الكراث مِقْدَار قوانوسين. لي مقَام هَذَا فِي الْبَاطِن مقَام الكاوية خَارِجا وَلها مَوضِع يجب أَن تسْتَعْمل فِيهِ. لي الْمُفْردَات الَّتِي تمنع الدَّم وَتصْلح أَن تشرب وَلها إلحام القروح: ألف د الكندر والساذج والسادوران والكهرباء والصمغ وَدم الْأَخَوَيْنِ والأقاقيا والهيوفسطيداس وصمغ الْجَوْز.

(حرق النَّار) 3 (وَالْمَاء الْحَار والتنفط والنفاخات) (الَّتِي فِيهَا دَقِيق من ذَات نَفسه والمحرقات بِالْقُوَّةِ) الطَّبَرِيّ: يضْرب مح بيض ودهن ورد وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يُؤْخَذ هندباء ودقيق شعير مغسول ومح بيض ودهن ورد يَجْعَل مرهماً وَيُوضَع عَلَيْهِ. وينفع مِنْهُ مرهم النورة تغسل النورة تسع مَرَّات كل مرّة بِمَاء آخر ثمَّ تضرب بالزيت المغسول ويعالج بِهِ وينفع مِنْهُ اللَّبن. الْكِنْدِيّ فِي التنفط كُله وَحرق النَّار: يُؤْخَذ صندل وفوفل وآجر أَبيض جَدِيد يطلى بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء ورد فَإِنَّهُ جيد بَالغ لي اجْعَل بدله خزفاً أَبيض جيدا إِذا لم يُوجد. وَقَالَ: أطل حرق النَّار بِاللَّبنِ سَاعَة يَقع مِنْهُ أَن يتنفط ويتقرح وروه فَإِن قرح فَلَا شَيْء أَنْفَع لَهُ من مرهم النورة. بولس قَالَ: النفاخات الَّتِي يكون فِيهَا شَيْء رَقِيق فلتشق وتعصر رطوبتها. وينفع التنفط أَن يضمد بعنب مطبوخ أَو تحمى أَغْصَان شَجَرَة الرُّمَّان فِي رماد حَار وتكوى بهَا النفاخات فَإِن صَار مَا تَحت النفاخات قرحَة فاسحق قيروطياً وشربها بطبيخ الإيرسا وضع عَلَيْهِ المرداسنج وشحماً. لي انصب مَاء حَار مغلي فاحمر من سَاعَته كَمَا انصب فَأَمَرته سَاعَته تِلْكَ فطلاه بصندل وكافور وَمَاء ورد ثمَّ أَمرته أَن يتعاهده يَوْمه أجمع بخرق مبلولة بِمَاء الثَّلج وَمَتى انغسل الطلاء أَعَادَهُ وَوضع الْخِرْقَة فَفعل ذَلِك وَلم يتنفط الْبَتَّةَ وبرأ. بولس قَالَ: الْموضع الَّذِي يَحْتَرِق بالنَّار يحْتَاج إِلَى أدوية تجلو قَلِيلا من غير ألف د أَن تسخن أَو تبرد بِقُوَّة مثل القليمياء وكل طين خَفِيف إِذا لطخ بخل وَمَاء. وَيمْنَع من التنفط أَن يطلى من سَاعَة يَقع بميعة قد سحقت بأسرها حَتَّى صَارَت مرهماً وَذَلِكَ أَنَّهَا تجفف بِلَا لذع) أَو يضمد بعدس مطبوخ بِمَاء وخل واطله أَو يطلى بالمراد وَأما الحرق الَّذِي يكون من المَاء الْحَار فبادر من قبل أَن يتنفوا فاطل عَلَيْهِ مَا يمصل من الزَّيْتُون المملوح فضمده أَيْضا بِهَذَا الزَّيْتُون بعد أَن يسْتَحق مَعَ سويق أَو اسحق شباً يَمَانِيا بخل واطله أَو اطله بِاللَّبنِ أَو بالمري. فَأَما مَا يتنفط فاسحق سماقاً وسويقاً بخل وضمده أَو خُذ رَمَادا حَدِيثا لم يرطب بِالْمَاءِ واخلطه مَعَ شمع ودهن وابسطه على خرقَة وَضعه عَلَيْهِ. وَأما الْمَوَاضِع الَّتِي قد تقرحت فضمدها بكراث مسحوق أَو إِسْحَق البقلة الحمقاء مَعَ

سويق وضمده ولف زبل الْحمام فِي خرقَة وَأحرقهُ وأسحق رماده مَعَ زَيْت ولطخ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ دَوَاء عَجِيب جدا وانثر عَلَيْهِ ورق الآس قد أحرق وسحق. أَو ريباسيوس قَالَ: الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا حرق النَّار يَنْبَغِي أَن تكون مِمَّا تجلو جلاء معتدلاً وَلَا يكون لَهَا تبريداً وَلَا تسخين قوي قَالَ والطيف الْمَعْرُوف بالقمولياء وَجَمِيع الطين الْخَفِيف الْوَزْن يداف بخل مخروج ويلطخ يمْنَع التنقط وَكَذَلِكَ صفرَة الْبيض وَبَيَاض لِأَنَّهُ يبرده يبريداً شَدِيدا وَلَا يلذعه. والمداد إِذا لطخ عَلَيْهِ نفع. والعدس إِذا طبخ وسحق بالخل وطلي عَلَيْهِ نفع. لي إِنَّمَا يمْنَع التنفط بالأشياء الَّتِي تبرد جدا وَلَا تلذع وَذَلِكَ يجب فِي أول الْأَمر فَإِذا تنفط فَعندهَا يحْتَاج إِلَى مَا يجلو. قَالَ أوريباسيوس: فَأَما إِذا تنفط فضمده بزيتون المَاء مَعَ سويق شعير أَو سماق مَعَ سويق شعير وخل أَو اخلط رَمَادا ألف د لم يصبهُ المَاء بقيروطي وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو احْرِقْ خرء الْحمام ودقه بِزَيْت واطله فَإِنَّهُ عَجِيب. فَأَما حرق المَاء الْحَار فَقبل أَن يتنفط الْموضع صب عَلَيْهِ مَاء زيتون المَاء صبا دَائِما ثمَّ اسحق زيتون المَاء وَضعه عَلَيْهِ وأعمد إِلَى شب فاسحقه بخل ولطخ عَلَيْهِ. الساهر لحرق النَّار: مَاء ورد ودهن ورد ونورة مغسولة وقيموليا وَبَيَاض الْبيض يجمع مرهما فَإِنَّهُ عَجِيب وخل خمر قَلِيل. آخر: نورة مغسولة وَمَاء السلق والكرنب وشمع ودهن ورد يعْمل مرهماً. أَو يطلى بالطين آخر: دهن ورد وشمع ونورة مغسولة وإسفيذاج وأفيون وَبَيَاض الْبيض أَو يطلى بِاللَّبنِ فَإِنَّهُ جيد. مرهم النورة: تغسل عشر مَرَّات ثمَّ تعجن بِمَاء ورد وتضرب بدهن الْورْد حَتَّى تصير مرهماً) فتمنع من التنفط. وَإِن يسحق الصمغ ببياض بيض ويطلى عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يمْنَع التنفط. لي انْظُر فِي عِلّة الحرق وَمَا يُوجب أَن يُقَابل من التَّدْبِير وَقد أَجمعُوا أَن مرهم مرداسنج الْأَبْيَض أَعنِي مرهم الْخلّ لحرق النَّار جيد جدا. الْمقَالة الأولى من قاطاجانس قَالَ: لَيْسَ الكندر والعلك والشحم وَنَحْوهَا مُوَافقَة لحرق النَّار وَإِنَّمَا ينفع مِنْهُ مَا يجفف بِلَا لذع وَلَيْسَت لَهُ دسومة. ابْن سرابيون قَالَ: تحْتَاج هَذِه القروح الْحَادِثَة عَن حرق النَّار إِلَى مَا كَانَ من الْأَدْوِيَة معتدل الْجلاء غير أَن يسخن أَو يبرد فَلذَلِك يصلح لَهُ القيموليا وَجَمِيع أَصْنَاف الطين الْخَفِيف الْوَزْن إِذا طلي بِهِ بخل قد مزج مزاجاً كثيرا. وَمِمَّا يسكن وَيمْنَع التلهب: بَيَاض الْبيض إِذا طلي من سَاعَته مَضْرُوبا مَعَ دهن الْورْد

فَإِن هَذَا يبرد ويجفف ويسكن اللذع وَأفضل من هَذَا أَن يُؤْخَذ ألف د ورق الخمطي الرطب أَو ورق الْخَبَّازِي بِمَاء عذب ثمَّ يسحق وينقى من خيوطه ويطرح عَلَيْهِ مرداسنج وإسفيذاج الرصاص من كل وَاحِد أوقيتان وَنصف ودهن ورد أَربع أَوَاقٍ وَمَاء كزبرة رطبَة وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب أُوقِيَّة أُوقِيَّة يسحق الْجَمِيع سحقاً محكماً ويضمد بِهِ. وَيصْلح أَيْضا أَن يُؤْخَذ عدس مقشر وَورد فيسلقان ويسحقان مَعَ دهن ورد ويضمد. وأنفع مِنْهَا هَذَا: تُؤْخَذ نورة مغسولة بِالْمَاءِ العذب سبع غسلات مجففة أَربع أَوَاقٍ شمع مصفى أوقيتان ودهن ورد سِتّ أَوَاقٍ يجمع الْجَمِيع. وَمن النَّاس من يَأْخُذ الكلس المغسول والإسفيذاج ودهن الْورْد وَبَيَاض الْبيض فَيجمع فَإِن كَانَ الاحتراق إِنَّمَا هُوَ من مَاء حَار فَقبل أَن تجفف النفاخات فاسكب عَلَيْهِ مَاء الزَّيْتُون أَو مَاء الرماد أَو مريا أَو بِنَا. وَإِذا تنفط فَاسْتعْمل حِينَئِذٍ مرهم الإسفيذاج ومرهم النورة وَهَذِه نسخته: اغسل النورة ثمَّ اضربها بدهن ورد حَتَّى يَسْتَوِي فَإِن لم تَجف النفاخات وعسر اندمالها فانثر عَلَيْهَا قرن الأيل المحرق أَو الينبوت المحرق. وينفع مِنْهُ هَذَا خَاصَّة وَلكُل قرحَة عسرة: تُؤْخَذ برادة النّحاس وَالْحَدِيد تعجن بالطين الْأَحْمَر وَتجْعَل فِي الأتون حَتَّى تحترق وينسحق وَيكون أقراصاً وَعند الْحَاجة أسحق وانثر على الْموضع بعد أَن تطليه بدهن ورد فَإِنَّهُ مجرب لَهُ وللجدري وَإِن شِئْت فاطله مَعَ دهن ورد.) لي فِي التنفط: قد يكون قوم تنصب إِلَى أعضائهم مَادَّة حريفة فتتنفط وتسيل مِنْهَا مُدَّة وصديد أصفر وَمَا دَامَ لَا يتنفط وَلَا يسيل فَإِنَّهُ يوجع حَتَّى إِذا سَالَ سكن الوجع مثل ابْن الْكُوفِي وَابْن عبدويه ألف د ويعالج ذَلِك بمرهم الإسفيذاج مَعَ كافور كثير فَإِنَّهُ جيد جدا. وَإِذا أردْت أَن يتنفط سَرِيعا فَلَا يتنفط الْجلد فَإِنَّهُ أَجود وَيَنْبَغِي أَن يجرب وَقد عَالَجت مِنْهُ بغاية التبريد وإسهال الصَّفْرَاء الدَّائِم فبرئوا مِنْهُ وَقد صحّح جالينوس ظَنِّي فِي ذَلِك فِي كتاب الأخلاط فِي الْمقَالة الأولى. السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: إِذا كثر فِي عُضْو من الْأَعْضَاء الْفضل السيال الَّذِي يكون مِنْهُ الاسْتِسْقَاء الزقي تولد فِيهِ النفاخات. الْكَمَال والتمام دَوَاء يمْنَع حرق النَّار: يحل صمغ ببياض الْبيض ويطلى عَلَيْهِ. لي تطلب عِلّة الحرق لم صَار يتنفط وَتخرج النفاخات فِيهَا مَا الْعلَّة فِي ذَلِك أَن الْموضع يسخف جدا فتميل رطوبات كَثِيرَة ليتحلل ثمَّ لَا يُمكنهَا ذَلِك لكثافة الْجلد فتشيله وتجتمع تَحْتَهُ فَلذَلِك يمْنَع من التنفط مَا يسخف الْجلد وَيمْنَع بِقُوَّة قَوِيَّة. قَالَ جالينوس فِي الْأَدْوِيَة المفردة: إِن دَوَاء كَيْت وَكَيْت يشفي حرق النَّار لِأَنَّهُ يحلل وَفِيه مَعَ ذَلِك منع وَدفع. لي هَكَذَا يحْتَاج إِلَيْهِ هَهُنَا لِأَنَّهُ يحصل أَشْيَاء رقيقَة يمْنَعهَا الْجلد فيتنفط فَيحْتَاج إِلَى تحليلها وَفِيه مَعَ ذَلِك منع وَدفع. لي هَكَذَا يحْتَاج إِلَيْهِ هَهُنَا لِأَنَّهُ يحصل أَشْيَاء رقيقَة يمْنَعهَا الْجلد فيتنفط فَيحْتَاج إِلَى تحليلها وَيَنْبَغِي أَن يمْنَع مجيئها مَعَ ذَلِك. ج زهرَة اللبلاب الْكَبِيرَة إِذا سحقت مَعَ القيروطي كَانَت أَنْفَع شَيْء لحرق النَّار. لي أَحْسبهُ مجففه.

أصل السوسن الْأَبْيَض بليغ النَّفْع من حرق المَاء الْحَار لِأَن مثل هَذَا الحرق يحْتَاج إِلَى دَوَاء يجمع التجفيف والجلاء المعتدل. وَأفضل الْأَدْوِيَة لحرق النَّار أَن يُؤْخَذ أصل هَذَا السوسن فيسحق بدهن ورد ويضمد مَوضِع حرق المَاء الْحَار حَتَّى يبرأ. ورق الْحِنَّاء يطْبخ ويصيب على حرق النَّار فينفع جدا لِأَنَّهُ يمْنَع ويحلل مَا فضل.) لحاء شجر الصنوبر يشفي حرق ألف د المَاء الْحَار. جوز الدلب إِن اسْتعْمل مَعَ الشَّحْم شفى حرق النَّار. الهيوفاريقون إِن ضمد بِوَرَقَة أَو عصيره حرق النَّار شفَاه. القيموليا نَافِع لحرق النَّار لِأَنَّهُ مركب مِمَّا يمْنَع ويجلو وَلَا يسخن وَلَا يبرد وَهُوَ يجفف فليطل الحرق من سَاعَته بخل ممزوج. وكل طين هش خَفِيف الْوَزْن ينفع حرق النَّار إِذا طلي من سَاعَته بِالْمَاءِ والخل وَيمْنَع أَن يتنفط. المداد يجفف تجفيفاً شَدِيدا وَإِذا خلط بِالْمَاءِ وطلي على حرق النَّار نفع من سَاعَته وَإِن كَانَ مَعَه خل كَانَ أَنْفَع. بَيَاض الْبيض إِن طليته على الحرق من المَاء الْحَار وَغَيره عظم نَفعه فليوضع فَوْقه أَيْضا فِي صوفة لينَة. اطهورسفس قَالَ: غراء الْجُلُود إِن طلي مِنْهُ على حرق النَّار وَالْمَاء الْحَار منع التنفط. د: الكندر إِذا سحق وخلط بشحم الدَّجَاج ابرأ القروح الْعَارِضَة من حرق النَّار. الأقاقيا إِذا لطخ ببياض الْبيض على حرق النَّار لم يَدعه يتنفط. زيتون المَاء إِن سحق لَحْمه وضمد بِهِ منع حرق النَّار أَن يتنفط. عصارة ورق الآس إِذا ديفت بشراب وعصير تبرئ حرق النَّار. ورق التوت إِذا دق وخلط بِهِ زَيْت وضمد بِهِ ابرأ حرق النَّار. د: قَالَ: إِن دق الصدف ونثر على حريق النَّار بعد أَن يلطخ برطوبة الصدف لزق بِهِ وَلم يُفَارِقهُ لي تغسل النورة وتضرب مَعَ بَيَاض الْبيض الرَّقِيق ويطلى بِهِ الحرق من سَاعَته بريشة وَيتْرك عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَا يُفَارِقهُ إِلَّا عَن برئه. ورق السلق إِذا سلق يُبرئ حرق النَّار إِذا ضمد بِهِ. الأشق إِذا حل بِالْمَاءِ ولطخ بِهِ لم يدع حرق النَّار أَن يتنفط. د: ورق الخطمي يسحق كالكحل وَيضْرب مَعَ شَيْء قَلِيل من مَاء ورد ويطلى على حرق النَّار جيد بَالغ. ألف

د ماسرجويه قَالَ: رماد الطرفاء يجفف كل القروح الْعسرَة وخاصة الْحَادِثَة عَن حرق النَّار.) الفلاحة قَالَ: عصير الكرنب يخلط بَيَاض الْبيض ويطلى على حرق النَّار فيبرئه. المداد الْمُتَّخذ من دُخان الصنوبر وَمثل ثلثه صمغاً إِذا عجن بِالْمَاءِ ثخيناً وطلي على حرق النَّار لم يُؤْخَذ عَنهُ وَلم يسْقط إِلَّا عَن برئه وَمنع تنفطه. ورفس: الْخلّ أبلغ الْأَدْوِيَة فِي منع حرق النَّار أَن يتنفط. لي لبطل عَلَيْهِ بطين. بليناس فِي الطبيعيات: من احْتَرَقَ بدنه فَأَرَادَ أَلا يتنفط فليسحق العفص بالخل ويعجنه بِمَاء ويطله قبل ذَلِك فَإِنَّهُ يُبرئهُ الْبَتَّةَ. لي اتّفق أَن عالج عبد الرَّحْمَن حرق النَّار بالمرهم الْأَبْيَض فَكَانَ أنجح من كل شَيْء رَأينَا ثمَّ داوم على ذَلِك فَكَانَ نَافِعًا أبدا وَينْهى الْقيَاس بعد ذَلِك وَذَلِكَ أَن المرهم عفص حُلْو دسمي لين اللِّقَاء وقوته التجفيف من غير لذع الْبَتَّةَ. قَالَ د: الإثمد إِذا خلط بِبَعْض الشحوم الطرية ولطخ على حرق النَّار لم يعرض لَهُ خشكريشة وَإِذا خلط بالموم وَشَيْء يسير من اسفيذاج الرصاص أدمل مَا يعرض فِيهِ من قُرُوح حرق النَّار الخشكريشة وقيروطي فشربه عصير ورق الآس أَو يسحق مَعَه ورق الآس الْيَابِس وَقد جعل ضماداً يُبرئ حرق النَّار فِيمَا زعم. والأقراص الَّتِي تعْمل من البنك الَّذِي يكون فِي سَاق الآس أقوى كثيرا فِي ذَلِك: يُؤْخَذ البنك الَّذِي يكون فِي سَاق الآس فينعم دقه وتعجن بشراب عفص وتتخذ قرصة وينفع. ودهن الآس قَالَ د: نَافِع لحرق النَّار إِن لطخ. الأقاقيا ببياض الْبيض إِن لطخ على حرق النَّار لم يَدعه يتنفط. وَقَالَ ديسقوريدوس: أصل الأنجوسا إِذا أغلي بالزيت ثمَّ جعل من ذَلِك الزَّيْت قيروطي كَانَ جيدا لحرق النَّار. القسي إِذا تضمد بورقه نفع حرق النَّار. أوفاريقون قَالَ: أَنه إِن تضمد بورقه ابرأ حرق النَّار. اندروسامن إِن تضمد بورقه ابرأ حرق النَّار. وَقَالَ ج: قُوَّة ورق هَذَا يجفف ويجلو فَلذَلِك قد وثق النَّاس بِأَنَّهُ يُبرئ حرق النَّار. قَالَ: إِن ضمدت حرق النَّار ببيضة كَمَا هِيَ نِيَّة نَفَعت جدا وَإِن ضمدته ببياضها فَقَط بصوفة نفعته وَكَذَلِكَ الصُّفْرَة لِأَنَّهَا تبرد وتجفف تجفيفاً لَا لذع مَعَه وَبَيَاض الْبيض إِن جعلته على حرق) النَّار لم يَدعه يتنفط إِن طليته فِي أول مَا يعرض.

الْجُلُود الْخلقَة الَّتِي ترمي بهَا الأساكفة من النِّعَال وَغَيرهَا قَالَ د: إِن أحرقت وسحقت وذرت على حرق النَّار أَبرَأته وَشهد بذلك جالينوس وَقَالَ بولس: إِنَّهَا تَنْفَع حرق النَّار حَقًا. ثَمَرَة الدلب الطرية مَعَ شَحم خِنْزِير يُبرئ حرق النَّار. د قَالَ جالينوس: جوز الدلب مَعَ شَحم ينفع حرق النَّار. نَبَات الهيوفاريقون إِذا دق مَعَ ورقه وضمد بِهِ مَوضِع حرق النَّار أدمله. ج: لحم زيتون المَاء إِذا تضمد بِهِ بعد سحقه لم يدع حرق النَّار يتنفط. د: بعر الضَّأْن إِذا خلط بقيروطي ودهن ورد ابرأ حرق النَّار. زبل الْحمام إِذا سحق بالزيت ثمَّ طلي بِهِ حرق النَّار أَبرَأَهُ. د: جالينوس قَالَ: كَانَ رجل يداوي الْجِرَاحَات الْحَادِثَة عَن حرق النَّار ببعر الكباش مَعَ قيروطي فيدملها وببعر الْمعز المحرق ويخلط قَلِيله مَعَ كثير من القيروطي. طبيخ ورق الْحِنَّاء يصب على حرق النَّار. ج: حَيّ الْعَالم نَافِع لحرق النَّار. القيموليا إِذا ديف بخل ولطخ على حرق النَّار فِي أول مَا يعرض منع من التنفط. د: الطين الَّذِي فِي حيطان الأتون مثل القيموليا فِي ذَلِك. د جالينوس: طين سالي وطين قبرس من أفضل الْأَدْوِيَة لحرق النَّار لِأَنَّهُمَا يجففان من غير لذع وَلَا إسخان ألف د وَلَا تبريد ظَاهر ويجلوان جلاء يَسِيرا وَإِلَى هَذَا تحْتَاج القروح الْحَادِثَة عَن حرق النَّار. ج: القيموليا نَافِع لحرق النَّار إِذا طلي عَلَيْهِ بخل كثير المزاج بِالْمَاءِ. وَقَالَ: كل طين زبدي خَفِيف الْوَزْن ينفع حرق النَّار إِذا طلي عَلَيْهِ من سَاعَته بخل وَالْمَاء ويمنعه أَن يتنفط وَاجعَل مِقْدَار الْخلّ بِحَسب الْبدن ويبوسته. الكندر إِن خلط بشحم البط ابرأ القروح الْعَارِضَة من حرق النَّار. د: لِسَان الْحمل إِذا تضمد بِهِ مَعَ الْملح نفع من حرق النَّار. قَالَ ابْن ماسويه: خَاصَّة اللبلاب إِنَّه إِن دق وخلط بالموم الْمُصَفّى ودهن ورد ابرأ حرق النَّار. ج قَالَ: زهرَة هَذَا اللبلاب إِذا سحقت مَعَ القيروطي أَنْفَع شَيْء لحرق النَّار.) ج قَالَ: زهرَة هَذَا اللبلاب إِذا سحقت مَعَ القيروطي أَنْفَع شَيْء لحرق النَّار. دُخان خشب الصنوبر وَمثل ثلثه صمغاً يعجن بِالْمَاءِ ثخيناً ويطلى عَلَيْهِ وَلَا يُؤْخَذ حَتَّى يسْقط من نَفسه فَإِنَّهُ لَا يسْقط حَتَّى يندمل. د قَالَ جالينوس: المداد يجفف تجفيفاً شَدِيدا وَإِن ديف بِالْمَاءِ وطلي على حرق النَّار نفع من سَاعَته إِن كَانَ بخل قد انقع وَإِذا خلط بِزَيْت وَوضع على حرق النَّار لم يَدعه يتنفط.

د: بصل النرجس إِن سحق بالعسل وَوضع على حرق النَّار نفع مِنْهُ. د: أصل السوسن إِن طبخ بدهن ورد وَاسْتعْمل ابرأ حرق النَّار. أصل السوسن الْأَبْيَض البستاني وورقه لَا يجلو ويحلل باعتدال نفع حرق النَّار وَالْمَاء الْحَار لِأَن حرق المَاء يحْتَاج إِلَى دَوَاء يجمع التجفيف والجلاء المعتدل فأفضل الْأَدْوِيَة لَهُ السوسن إِذا شوي وسحق مَعَ دهن ورد وَوضع على الْموضع الَّذِي احرقه المَاء الْحَار وَالنَّار ألف د وَيتْرك حَتَّى يبرأ الشريج إِذا خلط بقيروطي ابرأ حرق النَّار. د: السمسم يُبرئ حرق النَّار. قشر شَجَرَة الصنوبر الصَّغِير الْحبّ يدمل قُرُوح حرق المَاء الْحَار. ج: صدف الفرفير إِذا أحرق ثمَّ أنعم سحقه وَجعل مِنْهُ جعل مِنْهُ على حرق النَّار وَترك عَلَيْهِ حَتَّى يسْقط من ذَاته سقط بعد اندماله على شَحم الْخِنْزِير جيد لحرق النَّار. د: الشب إِن لطخ بِالْمَاءِ على حرق النَّار نفع. قشر السويه إِذا حك بِهِ مرداسنج ودقاق كندر وَافق حرق النَّار وَإِن اسْتعْمل هَذَا القشر بقيروطي ودهن الآس نفع من ذَلِك أَيْضا. د: ورق التوت إِن دق وسحق وخلط بِزَيْت وتضمد بِهِ ابرأ حرق النَّار. د: الغراء الْمَعْمُول من جُلُود الْبَقر إِذا أذيب بِالْمَاءِ ولطخ بِهِ منع حرق النَّار أَن يتنفط. إِن طبخ ورق الْخَبَّازِي البستاني وأنعم دقه وخلط مَعَ زيتون وضمد بِهِ حرق النَّار نفع مِنْهُ. قَالَ بولس: إِن النطول بطبيخ الْخَبَّازِي البستاني ينفع من حرق النَّار. الْخلّ يُطْفِئ حرق النَّار أسْرع من كل شَيْء. ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة من حرق النَّار مَا أصف: أطل الْموضع بدهن الآس المغلي أَو بدهن الْورْد أَو أطل الْموضع بقيموليا مَعَ بَيَاض الْبيض أَو ضع عَلَيْهِ نورة مغسولة بِمَاء الْمَطَر مَعَ بَيَاض الْبيض ودهن الآس الْمُتَّخذ بدهن ورد أَو ادهنه بدهن ورد مَعَ شَيْء من أقاقيا أَو صمغ) الإجاص أَو أحرق نعل الْخُف وذره عَلَيْهِ أَو ذَر عَلَيْهِ هيوفاريقون بعد حرقه أَو أطل الْموضع إِسْحَاق: ينفع حرق النَّار وَالزَّيْت وَالْمَاء القيموليا وَحده مَعَ خل ممزوج بِالْمَاءِ وَالْبيض إِذا فَقص وغمست فِيهِ قطنة وَوضعت عَلَيْهِ. والمداد إِذا طلي عَلَيْهِ. ألف د والكندر الْأَبْيَض إِذا سحق وطلي عَلَيْهِ بعد سحقه بِالْمَاءِ حَتَّى يُمكن من الطلاء وَهَذِه الْأَدْوِيَة تَنْفَع فِي الْمُبْتَدَأ وتمنع أَن يتنفط وَإِذا تنفط فاخلط سماقاً بسويق الشّعير وأسحقها وبلها بخل واجعله عَلَيْهِ

أَو خُذ مَاء قد أطفئ فِيهِ نورة فاخلطه بشمع ودهن ورد واجعله عَلَيْهِ فَإِن كَانَت النَّار قد أبلغت حَتَّى أحدثت قرحَة وَلم يكن مَعهَا حمرَة وَلَا حرارة فاسحق شياً من كرات وَضعه عَلَيْهِ فَإِن كَانَت فِيهِ حمرَة فالبقلة الحمقاء مَعَ سويق شعير بضماد وَيصْلح أَيْضا إِذا لم تكن حرارة وَحمى أَو يُؤْخَذ خرء الْحمام فَيصير فِي خرقَة كتَّان وَيحرق حَتَّى يصير رَمَادا ويخلط بدهن ويطلى عَلَيْهِ فَإِنَّهُ دَوَاء عَجِيب النَّفْع. وَمِمَّا يدمل أَيْضا حرق النَّار: البرسياوشان الْيَابِس إِن سحق ونثر عَلَيْهِ وأطراف الآس محرقة إِن نثرت عَلَيْهِ أَو عمل مِنْهُ مرهم. وَمِمَّا يوضع عَلَيْهِ قبل أَن يتنفط: الزَّيْتُون المملوح وَيصب عَلَيْهِ أَيْضا مَاء الزَّيْتُون المملوح أَو يلطخ عَلَيْهِ شب يمَان بخل. ولحرق المَاء الْحَار: تضمد بصفرة الْبيض ودهن ورد بقطنة فَإِذا احْتِيجَ إِلَى تجفيفه فلنحرق شبكة صياد عتيقة وَيُؤْخَذ رمادها وشعير محرق وغربال عَتيق محرق وجلنار ويذر عَلَيْهِ مُفْردَة أَو مركبة بدهن ورد مَرَّات. من تذكرة عَبدُوس لحرق النَّار وَحرق النورة: يُؤْخَذ شعير محرق وجلنار وودع محرق وشبكة الصياد الْخلقَة محرقة وصدف محرق ومرداسنج يطلى بدهن الْورْد ودهن الآس مَعْمُول من دهن ورد وَبَيَاض بيض لخرق النورة يطلى عَلَيْهَا على الْمَكَان. طين حز مغسول بِمَاء شَدِيد الْبرد فَإِنَّهُ يسكن. لي تجربة من الْجَامِع مرهم أَبيض لحرق النَّار: يُؤْخَذ خثي الْبَقر الرَّاعِي ألف د الْيَابِس وقشور شَجَرَة الصنوبر ومشكطرامشيع عشرَة عشرَة ومرداسنج ثَلَاثَة وخبث الْفضة دِرْهَمَانِ خبث الرصاص أَرْبَعَة دَرَاهِم نورة قد غسلت غسلات بِمَاء بَارِد خَمْسَة دَرَاهِم وقيموليا خَمْسَة دَرَاهِم اسفيذاج الرصاص وطين قبرسي أَو رومي من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم وعصا الرَّاعِي) مدقوق عشرَة مداد فَارسي أَو صيني وزن سِتَّة دَرَاهِم توتياء أَخْضَر سَبْعَة دَرَاهِم بعر الضَّأْن عشرَة دَرَاهِم حب اللبلاب وورقة من كل وَاحِد خَمْسَة عشر درهما خبث الْحَدِيد وعصارة ورق الخطمى وعصارة ورق الْخِيَار من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم وسوسن إزاد وبصله وسوسن آسمانجوني وزعفران من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم كافور أَرْبَعَة دَرَاهِم موم ودهن ورد ومخ أيل وَإِذا كَانَ مَعَ الحرق حرارة وَحُمرَة فَاجْعَلْ النورة المغسولة بِمَاء الْمَطَر وإسفيذاج الرصاص وحناء مكي وعصارة عِنَب الثَّعْلَب ورغوة بزر قطوناً وَبَيَاض الْبيض وشمع أَبيض ودهن ورد خام يَجْعَل عَلَيْهِ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مرَّتَيْنِ فَإِنَّهُ عَجِيب. من الْكَمَال والتمام لحرق النَّار: قيموليا يسحق ويخلط مَعَه دهن ورد وَبَيَاض بَيْضَة

وَشَيْء من خل خمر يطلى بريشة أَو تُؤْخَذ نورة فتغسل عشر مَرَّات وتخلط بدهن ورد وَبَيَاض بيض وإسفيذاج الرصاص وخبث الْفضة أَو يطلى الْموضع بطين أرمني بخل وَمَاء ورد فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع وَإِن سحق الصمغ ببياض الْبيض وطلي عَلَيْهِ منع أَن يتنفط أَو يَجْعَل الآس محرقاً مَعَ شمع ودهن ورد وَيجْعَل عَلَيْهِ. صفة دَوَاء يشرب فينفع من حرق النَّار: يشوى أصل السوسن الْأَبْيَض ألف د فِي الْعَجِين ويسحق ويسقى مَعَ شَيْء من دهن ورد أَو يَجْعَل عَلَيْهِ بعر الْغنم بدهن ورد أَو ورق الخطمي ارطب مَعَ دهن ورد أَو أصُول النرجس تدق بِعَسَل وَيجْعَل عَلَيْهِ أَو يعجن الشب بِمَاء ورد ويطلى عَلَيْهِ. مرهم لحرق النَّار وَالْمَاء الْحَار: تُؤْخَذ نورة مغسولة وَبَيَاض الْبيض ودهن ورد وشمع أَبيض ومرتك مبيض اجْعَلْهُ مرهماً وعالج بِهِ. من الفلاحة الفارسية قَالَ: لحرق النَّار دهن الْورْد وخل مَضْرُوب بعضه بِبَعْض جيد نَافِع جدا. اطهورسفس قَالَ: إِن دق لحم الصدف بِلَا عظمه وَوضع على حرق النَّار نَفعه جدا. وَقَالَ: غراء السّمك إِن ديف بِالْمَاءِ وطلي على حرق النَّار نفع جدا. من مداواة الأسقام قَالَ: خُذ بيضًا وكندراً ومداداً فاطله عَلَيْهِ أَو ضع عَلَيْهِ عدساً مطبوخاً ودقيق الشّعير مَعَ بيض ني أَو خُذ سويقاً فاسحقه بِمَاء وَضعه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يمْنَع أَن ينتفط أَو ضع عَلَيْهِ سماقاً وسويقاً مسحوقين بخل فَإِذا تنفط الْجرْح فَخذ كارباً فأنعم دقه وألزمه الْجرْح أَو) دق بقلة حمقاء وألزمها الْجرْح أَو اسحق الشب بِعَسَل واطله عَلَيْهِ أَو انقع غراء البقة بِمَاء واطل من ذَلِك المَاء. ابْن سرابيون: الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ المحترق بالنَّار الْأَدْوِيَة المعتدلة الْجلاء من غير أَن تسخن أَو تبرد فَمن هَذَا القانون أصلح مَا اسْتعْمل القيموليا وَجَمِيع الطين الْخَفِيف الْوَزْن إِذا طلي بِهِ مَوضِع الحرق مَعَ خل وَمَاء. وَيمْنَع التلهب والتنفط بَيَاض الْبيض ودهن الْورْد إِذا طلي عَلَيْهِ من سَاعَته. ألف د وَأفضل مِنْهُ ورق الخطمي الرطب وورق الْخَبَّازِي يسلق حَتَّى يتهرأ بِمَاء عذب ثمَّ ينقى ليفه ويخلط بمرداسنج مربى وإسفيذاج الرصاص أوقيتان مِنْهَا لرطل من المسلوق وَأَرْبع أواقي دهن ورد وَمَاء الكزبرة الرّطبَة وعنب الثَّعْلَب أُوقِيَّة أُوقِيَّة يحكم سحق الْجَمِيع حَتَّى يصير كالطرار ويضمد بِهِ. وينفع من هَذَا أَن تُؤْخَذ نورة مغسولة بِمَاء عذب سبع مَرَّات مجففة أَربع أَوَاقٍ وشمع مصفى أوقيتان دهن ورد سِتّ أَوَاقٍ يذاب الشمع والدهن

ويسحق مَعَ الكلس ويطلى بِهِ وَقد تسْتَعْمل الكلس والدهن وَبَيَاض الْبيض وإسفيذاج قَلِيل وَيكرهُ الشمع بعض النَّاس. لي فِي احتراق المَاء الْحَار: يَنْبَغِي أَن ينطل عَلَيْهِ قبل أَن يتنفط مَاء الزَّيْتُون أَو مَاء الرماد أَو مرى أَو بن يطلى عَلَيْهِ فَإِن لم يُدْرِكهُ إِلَّا وَقد تنفط فَحِينَئِذٍ يسْتَعْمل مرهم الإسفيذاج ومرهم النورة فَإِنَّهُ يسكن ويجفف البثور. فَإِن ضعف جفوف النفاخات واندمالها فانثر عَلَيْهِ ورق الأثل المحرق أَو ورق الينبوت. وَإِن عسر أَكثر فانتثر عَلَيْهِ الإكسير بالطين الْأَحْمَر فِي بَاب القروح الْعسرَة الِانْدِمَال.

3 - (الكي وَمَا يقْلع الخشكريشة) الْيَهُودِيّ قَالَ: أكو صَاحب الرهصة بِالذَّهَب الْأَحْمَر واكو الآكلة بِالْفِضَّةِ أَو النّحاس. قَالَ بولس: مِمَّا يقْلع خشكريشة الكي ضماد دَقِيق الْحِنْطَة بِمَاء وزيت ومرهم الباسليقون أَو خس يدق مَعَ كرفس أَو باذروج وَيُوضَع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ أقواها كلهَا وَأي دَوَاء شِئْت مِمَّا ينْبت اللَّحْم إِذا عجن بِعَسَل وَوضع عَلَيْهِ مثل الإيرسا والزراوند وَالْعَسَل نَفسه. لي السّمن والشيرج يُجزئ عَن هَذَا كُله. قَالَ: ويقلع أثر الكي من أَصله الفجل مسحوقاً بخل ثَقِيف. لي ينظر فِي هَذَا ألف د فَإِن الخشكريشة تحْتَاج إِلَى المرخيات فَقَط. أنطيلس: إِذا احتجت أَن تكوى شَيْئا مثل الْأنف أَو الْفَم أَو دَاخل الْأذن فَخذ أنبوبة من صفر فَأدْخلهَا فِيهِ وَأدْخل المكوى فِي جَوف الأنبوبة. لي لَو كَانَ مَعَ أبي الْحُسَيْن فِي الْيَوْم الَّذِي كوي صَاحب التوتة فِي أصل الضرس أنبوبة وَاسِعَة يلقمها فَاه لم يَحْتَرِق لِسَانه وشفتاه وَقد كَانَ يسهل عَلَيْهِ أَن يَأْخُذ فِي ذَلِك الْوَقْت قِطْعَة رمح وسالة هَذَا الشكل. تجارب المارستان: إِذا كويت بلخية أَو توتة فَاجْعَلْ المكوى كَالدَّمِ ثمَّ ضع على مَا تحْتَاج إِلَيْهِ من الشكل فَإِذا احْتَرَقَ فحكه بِخرقَة خشنة حَتَّى يسْقط مَا احْتَرَقَ أَو اجرده ثمَّ ضع الكي عَلَيْهِ أبدا حَتَّى يصل إِلَى لحم صَحِيح يوجع أَشد الوجع أَو إِلَى عظم فَإِذا وصلت إِلَى عظم فاكوه ليسقط عَنهُ قشره إِذا كَانَ فَاسِدا وبقدر فَسَاده يحْتَاج إِلَى شدَّة الكي وَأحذر مجاري الأعصاب ورؤوس العضل والربط وَشر أماكنها المفاصل. الأولى من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: إِذا كوينا عضوا ينزف الدَّم كويناه بمكاو قد حميت غَايَة الْحمى لِأَن مَا لم يكن كَذَلِك لَا ينفع لِأَنَّهُ يحدث قشرة غَلِيظَة ويضره لِأَنَّهُ لَا يبلغ أَن يحدث قشرة عَظِيمَة ويحمي الْموضع فيهيج انبعاث الدَّم أَكثر. من كتاب ينْسب إِلَى جالينوس فِي الفصد قَالَ: أَجود مَا يكوى بِهِ الذَّهَب الإبريز لِأَنَّهُ لَا ينفط مَوضِع الكي وَيبرأ سَرِيعا.

من الأهوية والبلدان: الكي لَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي الْأَزْمِنَة المفرطة الطبيعة كالقيظ والشتاء. أنطيلس قَالَ: إِذا أردْت أَن تكوي شَيْئا فِي تجويف مثل الْفَم وَالْأنف والتجاويف للقروح فَاتخذ) ألف د للمكاوي أنبوباً من صفر تدخل فِيهِ وتبرز مِنْهُ قدر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ من المكوى المحمى. من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: إِذا أردْت أَن تكوي لنزف الدَّم فَيَنْبَغِي أَن تكوي بمكاو فِي غَايَة الْحمى لِأَن تحدث قشرة غَلِيظَة محترقة فَإِن الَّتِي لَا تفعل ذَلِك لَا تقطع الدَّم بل تهيجه بالحرارة وتزيده.

(الْخلْع وَالْكَسْر) (وَالْفَسْخ والوثء والأدوية) والعلاجات الملطفة للدشبد والمحللة لِبَقَايَا الغلظ من الأعصاب والمفاصل وَالَّتِي تلين العصب الصلب الممتد وَالَّتِي تشد المفاصل الرخوة وَالَّتِي تلين الْعرق الممتد والربط والسلع الْمُسَمَّاة تعقد العصب وَالَّتِي تلين المفاصل الَّتِي قد امْتنعت من الانبساط والجبر وتصلب المفاصل وتليينها بعد الْجَبْر وَمَا تضمد بِهِ الْأَعْضَاء الواهنة والكسيرة وَمَا يصلب كسور الْعِظَام الَّتِي لم تَجِد التحامها وَالْخلْع الَّذِي يكون من سقطة وَالَّذِي يكون من رُطُوبَة المفاصل وتليين الْعُنُق الممتد. الثَّالِثَة من حِيلَة الْبُرْء: 3 (عِظَام الرَّأْس) قَالَ: مَتى عرض فِي مفصل كَبِير خلع من قرحَة قصدنا نَحْو القرحة حَتَّى تَبرأ وَتَركنَا الْخلْع لَا يبرأ وَذَلِكَ أَنا مَتى رمنا أَن نعالج الْخلْع أَيْضا حَتَّى يبرأ أصَاب العليل ألف د تشنج فِي أَكثر الْأَمر. الْمقَالة الرَّابِعَة قَالَ: أبقراط يَأْمر أَن يَبْتَدِئ الرِّبَاط من مَوضِع الْكسر وَيذْهب حَتَّى يبلغ الْموضع السَّلِيم. قَالَ: وَقد نجد أَصْحَاب التجارب وَذَلِكَ هُوَ الصَّوَاب مَتى حدث تشنج أَو رض شَدِيد بَادرُوا إِلَى إِخْرَاج الدَّم وَإِن كَانَ الْبدن لَا امتلاء فِيهِ. الرض إِذا لم يكن عَظِيما جدا منفسخاً كَفاهُ أَن يفصد ويطلى بالأدوية الْمَانِعَة حَتَّى إِذا سكنت شرته حلل مَا بَقِي من أثر الدَّم بالأدوية الَّتِي تفعل ذَلِك وَهِي الَّتِي تحلل الدَّم الْمَيِّت وَإِن كَانَ شَدِيدا وَمَعَهُ ضَرْبَان شَدِيد وورم لم يكن بُد من أَن يتقيح فَيَنْبَغِي أَن تبادر فِي تقييحه فَإنَّك تستدرك بذلك غرضين: أَحدهمَا أَن شدَّة الوجع تسكن وَالثَّانِي أَنه يُبَادر إِلَى التقيح الَّذِي لَا بُد لَهُ مِنْهُ ثمَّ يعالج بعلاج القروح فَيكون أسْرع مُدَّة وَذَلِكَ إِن الْأَجْزَاء المترضضة إِذا تقيحت ذَابَتْ وانحلت وَصَارَت صديداً ثمَّ يبْدَأ اللَّحْم ينْبت من الْموضع الصَّحِيح الَّذِي تحب وَإِن كَانَ مَعَ الْفَسْخ شقّ فقد ذكر علاجه فِي قوانين القروح.

الْمقَالة السَّادِسَة قَالَ: الْكسر يَقع فِي الْعظم إِمَّا عرضا وَإِمَّا طولا وَالْوَاقِع بِالْعرضِ يبين فِيهِ أحد الجزءين فقد فَارق الآخر وَالْوَاقِع بالطول لَا يتَبَيَّن فِيهِ ذَلِك لِأَنَّهُ إِنَّمَا يكون شبه الشق فَقَط. قَالَ: عِظَام الصّبيان يُمكن أَن تلتحم فَأَما عِظَام الفتيان والشيوخ فَلَا وَأما إِن يجْتَمع على الجزءين المكسورين شَيْء يلزقهما فَذَلِك يكون. قَالَ: وَسبب ذَلِك أَن الْعظم يغتذي بغذاء يشاكله فيجمد على طرفِي العظمين من فضلَة غذَاء الْعظم شَيْئَانِ يلتزقان بِهِ. قَالَ: وَمَا كَانَ من الْكسر مُنْفَصِلا بعضه من بعض بِالْعرضِ فَإِن أحد الجزءين يَزُول عَن محاذاة الآخر وَإِلَّا نَتنًا ألف د فَيَنْبَغِي أَن تقومها على الاسْتقَامَة بانتقال كل وَاحِد إِلَى خلاف الْجِهَة الَّتِي مَال إِلَيْهِ وَتجْعَل الدستور فِي ذَلِك الْجُزْء السَّلِيم الْبَاقِي على صِحَّته فَإِن هَذَا الْجُزْء يدل على مثل مَا يمال إِلَى نَاحيَة مَال وَإِلَى أَيْن يَنْبَغِي أَن ينْقل.) قَالَ: وَفِي رفع جزئي الْعظم إِلَى خلاف جِهَتهَا إِذا كَانَا منفصلين بِالْكَسْرِ خوف أَن تنكسر شظاياهما وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يكون فيهمَا أملس بل لَهُ زَوَائِد. قَالَ: وَإِن انْكَسَرت هَذِه الزَّوَائِد لم ينجبر الْعظم جبرا محكماً لِأَن تِلْكَ الزَّوَائِد إِمَّا أَن تبقى بَين العظمين المكسورين فتمنع وَإِمَّا إِن هِيَ لم تبْق لم يكن لَهُ وثاقة لِأَن الوثاقة إِنَّمَا تكون إِذا كَانَ لكل قَالَ: وَإِذا انْكَسَرت الزَّوَائِد أَيْضا فَلَا بُد أَن يبْقى بَين العظمين فضاء يجْتَمع فِيهِ صديد على طول الْمدَّة وَيصير سَبَب العفن فِي الْعُضْو كُله فقليلاً يحدث انكسار الشظايا بالخالبة لهَذِهِ البلايا. يَنْبَغِي أَن يمِيل جزئي المنقصف المتبرئ من كل وَاحِد إِلَى الْموضع الَّذِي تُرِيدُ وهما متباعدان لَا يماس أَحدهمَا الآخر وَهَذَا لَا يُمكن دون أَن يمد الْعُضْو المكسور من ناحيتين مختلفتين وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تمدده إِن كَانَ صَغِيرا بِيَدِك وَإِلَّا فبحبلين وَإِلَّا فَمَعَ الْحَبل بالآلات الَّتِي علمناها أبقراط حَتَّى إِذا تمدد أَو حاذيتهما وهما متباعدان ثمَّ أرخيت الْحَبل قَلِيلا قَلِيلا وَتركت العضل يكون هُوَ الْجَامِع لَهُ وَيَنْبَغِي فِي ذَلِك الْوَقْت أَن تمسها فَإِن رَأَيْت شَيْئا ناشراً أصلحته وسويته ثمَّ تَعْنِي بِأَن تسكن ذَلِك الْعُضْو غَارة التسكين لِئَلَّا يذبل مَا قومت فَلَا بُد لذَلِك من الرِّبَاط والرباط الرخو لَا يحفظ والصلب يحدث فاختر التَّوَسُّط. قَالَ: وَلَو كَانَت الْأَعْضَاء ألف د مُتَسَاوِيَة الْعظم لَكَانَ الرِّبَاط العريض أَجود لِأَنَّهُ يلْزم الْعظم المكسور من كل جَانب ويشده شداً مُتَسَاوِيا وَلَكِن لِأَن الْأَمر لَيْسَ كَذَلِك يُمكن فِي الصَّدْر رِبَاط عريض وَلَا يُمكن فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ أَو فِي الترقوة أَو يلف عَلَيْهَا مثل هَذَا الرِّبَاط.

الأجود فِي هَذِه أَن يلف عَلَيْهَا رِبَاط دَقِيق لَا يُسَاوِي لِأَنَّهُ يطلى على الْجلد إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن تزيد فِي لفاته فِي ذَهَابه إِلَى فَوق وأسفل الْكسر أَكثر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي الرِّبَاط العريض بِحَسب نقصانه عَنهُ فِي الوثاقة لدقته وَلِأَن كل رِبَاط يعم على اللَّحْم فَمن شَأْنه أَن يعصر الأخلاط ويوركها فِي الْموضع الَّذِي يَنْتَهِي عِنْده صَار الصَّوَاب أَن تبتدئ بلف الرِّبَاط على الْموضع المكسور ثمَّ تمد ذَاهِبًا إِلَى آخر الْعُضْو الصَّحِيح. لي وَيكون فِي الْموضع المكسور أَشد لِأَن مَا كَانَ من الرِّبَاط على خلاف هَذَا فَهُوَ يعصر الدَّم من الْمَوَاضِع السليمة ويوردها إِلَى مَوضِع الْكسر والرباط الَّذِي يَبْتَدِئ من مَوضِع الْكسر وَيَنْتَهِي إِلَى الْموضع السليمة لَا يدع أَن يحدث فِي مَوضِع الْكسر وروم. هَذَا أَمر يجب أَن يعْنى بِهِ غَايَة الْعِنَايَة وَذَلِكَ أَنه لَا يُؤمن أَن يحدث فِي هَذَا الْعُضْو عِنْد تقويمه أورام عَظِيمَة وَقبل الْمَدّ أَيْضا لِأَن) الْأَسْبَاب الَّتِي تحدث الْكسر تنكى اللَّحْم وترضه قَالَ: وَلست أبعد أَن يعرض للعظم نَفسه شَيْء شَبيه بالورم فَإِنَّهُ قد يعرض لَهُ إِذا لم يعالج على مَا يَنْبَغِي أَن يرى إِذا كَانَ مكشوفاً أرطب مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ فِي طبعه وَترى ذَلِك عيَانًا إِذا كَانَ مَعَ الْكسر حرج وَفَسَاد الْعظم لَيْسَ يكون فِي شَيْء إِلَّا من هَذَا الْعَارِض وَلذَلِك فَلَا شَيْء يَنْبَغِي أَن يعْنى بِهِ أَكثر من أَن تكون الرُّطُوبَة تنعصر من مَوضِع الْكسر إِلَى النواحي وَذَلِكَ يكون بِأَن يلف عَلَيْهِ الرِّبَاط على الْموضع الكسير لفات ثمَّ يذهب بِهِ نَحْو الْموضع الصَّحِيح ألف د فَإِن هَذَا يمْنَع أَن يجْرِي الدَّم من الْأَعْضَاء السليمة إِلَى مَوضِع الْكسر ويعصر أَيْضا مَا فِي مَوضِع الْكسر من الدَّم ويدفعه وَلِأَن الْموضع المكسور على ناحيتين يُمكن أَن يجْرِي إِلَيْهِ مِنْهَا الفضول أَعْلَاهُ وأسلفه وَالَّذِي. يُمكن أَن يجْرِي إِلَيْهِ مِنْهُ أَكثر من أَعْلَاهُ لِكَثْرَة الْأَعْضَاء هُنَاكَ فَأَما من أَسْفَله فَلَا لِأَنَّهَا نَاحيَة الْأَطْرَاف. يَنْبَغِي أَن يذهب الرِّبَاط الْوَاحِد من مَوضِع الْكسر إِلَى فَوق وَالْآخر من مَوْضِعه إِلَى أَسْفَل. لي يَنْبَغِي أَن يكون الذَّاهِب إِلَى فَوق ارْفُقْ بِحَسب الْعرض الَّذِي ذكرنَا وَلِأَن الرِّبَاط يَنْبَغِي أَن يكون لَازِما احْتِيجَ إِلَى الرفائد. قَالَ: واحتال أبقراط للْمَنْع من الورم بالقيوطي الرطب وَيجب أَن تخْتَار للعضو نصبة لَا وجع مَعهَا الْبَتَّةَ لِئَلَّا يحدث ورم وَهَذِه النصبة الَّتِي يُمكن العليل أَن يبْقى العليل عَلَيْهَا مُدَّة طَوِيلَة فِي حَال الصِّحَّة بِلَا وجع وَهِي النصبة الَّتِي هِيَ للعضو بالطبع وَهِي فِي الْيَد مائلة إِلَى الْبَطن وَفِي الرجل أَن تكون قريبَة من الممدودة وَانْظُر أَيْضا فِي عَادَة العليل فِي ذَلِك وَلَا تربطه على شكل ثمَّ تنقله بعد الرِّبَاط على شكل آخر فَإنَّك تفْسد بذلك تَقْوِيم مَا قومت وتجلب أَيْضا وجعاً لِأَن الْعظم يلتوي لِأَنَّهُ لَا بُد عِنْد مَا يتَغَيَّر شكل الْعُضْو أَن يتَغَيَّر حَال وضع الشكل فيسترخي بعض ويتوتر بعض وَيصير الرِّبَاط لذَلِك رخواً فِي مَكَان وصلباً جدا فِي مَكَان وتمدد الْعظم وَيحدث الوجع.

قَالَ: وأبقراط يَأْمر أَن يحل الرِّبَاط يَوْمًا وَيَوْما لَا لِئَلَّا يُصِيب العليل قلق وَلَا يُصِيبهُ حكاك فَإِنَّهُ قد يسكن عِنْد الشد فِي الْموضع رُطُوبَة يعرض مِنْهَا لقوم حكة مؤذية مقلقة وَكَثِيرًا مَا يكون أَن تصير صديداً يَأْكُل الْجلد فيقرحه ألف د وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تحله وتصب عَلَيْهِ المَاء الْحَار بِقدر مَا يحلل ذَلِك الصديد. قَالَ: فَهَذَا تدبيرك إِلَى الْيَوْم السَّابِع وَإِذا حللت الْكسر فِي الْيَوْم السَّابِع وَوجدت مَا حوله سليما) من الورم أمنت أَن يحدث حَادث وَرُبمَا وجدت هَذِه الْمَوَاضِع أَشد تعرقاً وَأَقل لَحْمًا مِمَّا كَانَت عَلَيْهِ وَعند ذَلِك يمكنك أَن يلْزمه قطع العيدان وَحدهَا وتحله فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة وَذَلِكَ أَنه فِي أول الْأَمر حَيْثُ كَانَ الْغَرَض وَالْقَصْد ... بَقَاء الورم ... . مَعَه أَكثر ... وَجب فالحزم ... تحفظ الْعُضْو ... . مَعَ تقطع العيدان وَهِي الجبائر وَأما الْآن فَإِن كَانَ الورم قد سكن وَذهب وَبَقِي الْعظم مكسوراً يحْتَاج إِلَى شَيْء يدعمه ويضبطه ويثبته فَمن الصَّوَاب أَن تسْتَعْمل الجبائر وَأَن تحل الرِّبَاط فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام فَأَما قبل هَذَا الْوَقْت فَلَا لِأَن الْموضع الْآن لَا حَاجَة بِهِ إِلَى أَن يخرج مِنْهُ صديد وانعقاد الدشبد على مَوضِع الْكسر أَيْضا أَجود مَا يكون إِذا أَبْطَأت بِحل الرِّبَاط وَلم يبطل الْعُضْو وَيصب عَلَيْهِ مَاء حَار لِأَن ذَلِك دَاعِيَة إِلَى أَن ينْحل بعض ذَلِك الشَّيْء الَّذِي يُرِيد أَن يعْقد الْعظم وَلَا يَنْبَغِي أَن تتْرك الْحل وبتطئ زَمَانا طَويلا فيغيب عَنْك جبر الْكسر الْبَتَّةَ. وَقد يحدث أَيْضا مِمَّن ذَلِك مَرَّات كَثِيرَة أَن يجِف الْعظم جفوفاً شَدِيدا عسراً. قَالَ: وَلذَلِك يَنْبَغِي لَك فِي مثل هَذَا الْموضع أَن تحل الرِّبَاط كل ثَلَاثَة أَيَّام وتصب على الْموضع من المَاء الْحَار بِقدر مَا ترى الْعُضْو قد أَخذ ينتفخ ويحمر وتقطعه حِينَئِذٍ وَلَا تنْتَظر وتطيل الصب عَلَيْهِ إِلَى أَن ترى أَن الْحمرَة والانتفاخ الحادثان أخذا فِي السّكُون لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يحلل بِأَكْثَرَ مِمَّا يجلب وَإِذا كَانَ فِي الْموضع رُطُوبَة تمنع الالتحام فصب عَلَيْهِ مَاء حَار يَسِيرا ثمَّ أربطه ربطاً يرفع إِلَى الطَّرفَيْنِ فَإِن المَاء الْحَار هُنَا يرقق تِلْكَ الرُّطُوبَة فيسهل دفع الرِّبَاط لَهَا. وَمِمَّا لَا خَفَاء بِهِ أَنه إِذا كَانَ غرضك أَن يعصر الرِّبَاط مَا فِي الْعُضْو ألف د ويخرجه أَن يكون الْخرق مَتى بَعدت من مَوضِع الْكسر استرخت وَألا يلْزم حَوَاشِي الْخرق مُلَازمَة شَدِيدَة بل تكون إِلَى الرخاوة وَإِذا أردْت أَن تجلب إِلَى الْموضع شَيْئا يغتذى بِهِ فَلَا تقصر فِي الاستيثاق من أَطْرَاف الْخرق وَاجعَل لفاتها كلهَا أرْخى. لي أفهم هَذَا فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يكون حَوَاشِي الْخرق لَازِمَة ووسطه رخوة. قَالَ: وَأما التَّدْبِير فَإِنَّهُ فِي أول الْأَمر يَنْبَغِي أَن يكون فِي غَايَة اللطافة. لي ليأمن الورم وَكَثِيرًا مَا يحْتَاج بل فِي الْأَكْثَر تفصده وتسهله وَأما فِي وَقت تولد الدشبد على الْعظم فأغذه بأغذية تولد دَمًا جيدا وتغذو غذَاء كثير وَتجمع مَعَ جودة الدَّم لزوجة فَإِن الشَّيْء الَّذِي يجْبر

الْعظم إِنَّمَا يتَوَلَّد وَيكون من مثل هَذَا الدَّم لِأَن الدَّم الرَّقِيق الشبيه بِالْمَاءِ لَا يتَوَلَّد عَنهُ مثل هَذَا الْجَوْهَر) الشبيه بطبيعة الْعظم وَالدَّم الَّذِي يكون غليظاً إِلَّا أَنه مَعَ غلظه لَا لزوجة لَهُ وَلَا دسومة قد يتَوَلَّد مِنْهُ الدشبد سَرِيعا إِلَّا أَن ذَلِك الدشبد يكون قحلاً يَابسا ينكسر سَرِيعا فَيكون لذَلِك غير حريز. فَأَما مِقْدَار تولد هَذَا الْجَوْهَر فَيَنْبَغِي أَن يكون مِقْدَار مَا يضْبط الْعظم وَلَا يفرط حَتَّى يزحم العضل فيوجع وَلذَلِك يَنْبَغِي لَك أَن تتفقد بمعناته فَإِن رَأَيْته نَاقِصا فأعلن الطبيعة على فعله وَإِن رَأَيْته بِمِقْدَار الْحَاجة فاقطع تزيده ويمكنك أَن تقطع ذَلِك بِكَثْرَة صب المَاء الْحَار حرارة جَيِّدَة وَقلة الْغذَاء وَقلة لزوجته بالأدوية الَّتِي تُوضَع عَلَيْهِ خَارِجا فَإِن الْأَدْوِيَة المغرية المسددة إِذا جمعت إِلَى ذَلِك أَن تسخن قَلِيلا أعانت على توليد هَذَا الْجَوْهَر الَّذِي يتجبر بِهِ الْعظم. وَأما الْأَدْوِيَة المحللة ألف د فَإِنَّهُ ينقص مِنْهَا. لي قد بَين هَهُنَا عِلّة الْقَوْم الَّذين يحدث بهم وجع فِي مفاصلهم بعد الكسور والرض وَبَين علاجهم وَهُوَ مَا يلطف الدشبد. قَالَ: فَإِن أردْت أَن يكون هَذَا الْجَوْهَر على مَا لَهُ أَن يكون فِي الطَّبْع لَا تزيد فِيهِ وَلَا تنقص مِنْهُ فَعَلَيْك بالأدوية اللاحمة فَإِن هَذِه لِأَنَّهَا تجفف تجفيفاً معتدلاً صَارَت تعْمل هَذَا الْجَوْهَر قَالَ: وَأما الْكسر الْوَاقِع بالطول فَيَنْبَغِي أَن يزحم الْعُضْو بالشد إِلَى دَاخل بعناية أَشد. فَأَما الْكسر الْمُخْتَلف المتفنن وخاصة مَعَ قرحَة فَإِنَّهُ فِي أَكثر الْأَمر يكون كَذَلِك فَيَنْبَغِي أَن تلف عَلَيْهِ الرفادة الطَّوِيلَة على مَا أَمر أبقراط بعد أَن تغمس فِي شراب أسود قَابض وخاصة فِي الصَّيف فَإِن اسْتِعْمَال القيروطي فِي الصَّيف فِي الْكسر الَّذِي مَعَ قرح يخَاف أَن يجلب للعضو عفونة لِأَن هَذَا النَّحْو من الْكسر هُوَ أحْوج الْحَاجة إِلَى التجفيف لما هُوَ عَلَيْهِ من عظم الْعلَّة وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يداوى بالمجففة وَيكون قدر قوتها بِمِقْدَار اللاحمة ثمَّ ذكر البرانج وكسور القحف وَقد تَرَكْنَاهُ لنَنْظُر فِيهِ. من السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: قَالَ أبقراط فِي كتاب المفاصل: الَّذين يتخلع مِنْهُم رَأس الْفَخْذ إِلَى خلف وَهُوَ شَيْء إِنَّمَا يعرض للنفر الْيَسِير فَإِنَّهُم لَا يقدرُونَ أَن يبسطوا أَرجُلهم لَا فِي الْموضع المخلوع وَلَا فِي مَوضِع منشأ الرّكْبَة وَبسط هَذَا أَشد امتناعاً عَلَيْهِم بِكَثِير. قَالَ جالينوس: مفصل الرّكْبَة على أَنه لَا عِلّة بِهِ لَا يُمكن أَن يبسط لمشاركة الأربية. الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: إِذا وَقع الْكسر فِي مفصل فانرضت حُرُوف الحفرة الَّتِي) يدْخل فِيهَا رَأس الْمفصل صَار ذَلِك الْمفصل مستعداً للإيجاع سَرِيعا. قَالَ: وَإِذا عرض فِي الْمفصل ورم ألف د فيتحجر عسرت حركته بِسَبَب مَا يحدث فِي

وَفِي النَّاس قوم نفر مفاصلهم فِي الْخلقَة غير عميقة وَهَؤُلَاء مستعدون لخلع المفاصل. وَقوم تنصب إِلَى مفاصهلم رطوبات لزجة ويسهل انقلاب عنق الْعظم لرخاوة الرِّبَاط ورطوبة الحفرة. فِي المفاصل المسترخية قَالَ جالينوس: فِي المفاصل المسترخية لابتلال رطوبتها برطوبات مَا يصلحها ويردها إِلَى حَالهَا الْأَدْوِيَة القابضة. لي قد ذكر جالينوس فِي غير مَوضِع أَن القابضة اللطيفة تغوص وتبلغ غور الْعُضْو فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تكون هَذِه إِمَّا من القوابض الحارة كالسرو والأبهل وَنَحْوه إِذا ضمدت بِهِ هَذِه الْأَعْضَاء. الأولى من قاطيطريون قَالَ: أعظم الدَّلَائِل وأسهلها تعرفاً على خلع الْعَضُد أَن يكون فِي الْإِبِط نتوء مدور صلب لِأَن هَذَا لَا يُمكن أَن يكون دون أَن يقلب رَأس الْعَضُد من مَوْضِعه وَيصير إِلَى الْإِبِط فَأَما الانخفاض والغور الَّذِي يكون فِي العاتق فَهُوَ عَلامَة تعم خلع الْعَضُد وَالْقلب الصَّغِير الْمُسَمّى رَأس الْكَتف وَقد يَنْبَغِي لنا أَن نثبت أَولا فِي رَأس الْكَتف السَّلِيم الْبَاقِي على حَاله الطبيعية كم مِقْدَار ارتفاعه ثمَّ نقيس إِلَيْهِ الآخر العليل فَإِذا وَجَدْنَاهُ على غير انحلال الطبيعة فلنعلم أَن الْعَضُد مخلوع. قَالَ جالينوس: فَهَذِهِ الْعَلامَة لَيست مسلوبة للأولى إِلَّا فِي الصِّحَّة. صِحَة الدّلَالَة لِأَنَّهَا قد تكون لانخلاع رَأس الْكَتف وَلَا ألف د فِي سهولة التعرف. قَالَ: وَأبين من هَذَا أَيْضا أَلا يقدر الْإِنْسَان أَن يشيل عضده إِلَى رَأسه وَذَلِكَ أَن هَذَا قد يعرض أَيْضا من الفسوخ فِي العضل الَّذِي فِي الْعُضْو والأورام وَغير ذَلِك المجبرون عندنَا يتعرفون زَوَال رَأس الْعَضُد بِالنّظرِ دون اللَّمْس وَذَلِكَ أَنهم يرَوْنَ رَأس الْعَضُد منخفضاً مُنْقَطِعًا وَمن يعرفهُ مِنْهُم يطْلب النتوء تَحت الْإِبِط لم يكن عِنْدهم دونا وَإِذا لمسوه أَيْضا فَأكْثر مَا يلمسون نفس مَوضِع رَأس الْعَضُد فَإِذا رَأَوْهُ خَالِيا غير ممتلئ علمُوا أَنه زائل وَلَيْسَ مَتى زَالَ عَنْهُم بلغ أَن يتَبَيَّن فِي الْإِبِط إِلَّا أَن يكون ذَلِك عَظِيما شَدِيدا ويسمون ذَلِك الناسب. قَالَ: كل إِنْسَان قد زَالَ مِنْهُ رَأس الْكَتف عَن مَوْضِعه ثمَّ عرض لَهُ بعد ذَلِك بِزَمَان طَوِيل أَن) عضده انخلع عَن الْيَد الْأُخْرَى فَلَمَّا نظر الْمُجبر إِلَى قلبِي كتفه متشابهين قضى بِأَن عضده لم تنخلع وَأَن الَّذِي بِهِ صدمة أحدثت فسخا أمره أَن يُبَادر إِلَى الْحمام ويمرخ الْعُضْو بدهن كثير ويبطئ فِي الْجُلُوس فِي الآبزن وَيَضَع بعد خُرُوجه على الْموضع شمعاً وزيتاً وَيلْزم الرَّاحَة والسكون يَنْبَغِي أَن تنظر أَيجوزُ أَن تعالج الفسوخ على هَذَا فَإِن جالينوس قد رَضِي هَذَا التَّدْبِير للْفَسْخ ولعمري أَنه إِذا لم يخف سيلان مَادَّة فَإِن هَذَا وَجه تسكين الوجع وَتَحْلِيل مَا حصل.

قَالَ جالينوس: فَلَمَّا قبل الرجل ذَلِك فَلَمَّا لم يسكن الوجع بذلك أمره أَن يصب عَلَيْهِ مَاء سخناً كثيرا ويغرقه مَعَ المَاء بالزيت ويلف على الْموضع بِزَيْت سخن ويدوم على الرَّاحَة والسكون فَلَمَّا لم ينْتَفع الْمَرِيض بذلك أَيْضا بعث إِلَيّ فَلَمَّا نظرت إِلَى العليل أدخلت إصبعي تَحت إبطه فَرَأَيْت فِيهِ رَأس الْعَضُد ظَاهرا فَلم أقتصر على ذَلِك ألف د حَتَّى أدخلت أصابعي فِي الْإِبِط. الآخر لتَكون أوكد وَأَصَح فَلم أجد يه ذَلِك النتوء قلت: إِن الْعَضُد مخلوع إِلَّا إِن الْأَطِبَّاء غلطوا من أجل قياسهم هَذِه الْكَتف بِالْأُخْرَى وَكَانَت الْأُخْرَى قد عرض لَهَا أَن انخفض بِمَا كَانَ عرض لَهُ فسألوا العليل فَأقر أَنه كَانَ سقط عَن دَابَّته فأصابت ذَلِك الْموضع صدمة سكن وجعها سَرِيعا فِي ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة بِأَن وضع عَلَيْهِ صوف مغموس فِي زَيْت. لي إِنَّمَا كتبت هَذَا لتعلم أَنه يداوي الصدمة والضربة بِهَذَا النَّوْع فتسكن سَرِيعا وَأَيْضًا إِن علاج هَذَا الْعظم هَذَا مِقْدَاره فَإِنَّهُ لَا شَيْء أفضل للصدمة من الإرخاء فَلْيَكُن وَالْبدن نقي فَإِنَّمَا سُكُون وَجَعه فِيهِ يكون. قَالَ: الانخفاض والغور الْحَادِث فِي مُعظم لحم الْكَتف وَهُوَ شَيْء عَام لزوَال رَأس الْكَتف عَن مَوْضِعه ولخلع مفصل الْعَضُد فَأَما الَّذِي تَحت الْإِبِط فَهُوَ لَا يُخطئ فِي ذَلِك والعضد المنخلعة أَيْضا لَا تَدْنُو من الأضلاع لِأَن رَأس الْعَضُد إِذا دخل إِلَى دَاخل كَانَ فِي أدنائك الْعَضُد إِلَى قَالَ أبقراط: قد أمرنَا أَلا يرد الْمفصل المخلوع إِلَى مَوضِع فِي الْيَوْم الثَّالِث وَالرَّابِع. قَالَ: فِي الْكسر تمد الْعُضْو من جِهَتَيْنِ متضادتين وتقومه وتشده فِي الْخلْع تمد الْعُضْو إِلَى خلاف النَّاحِيَة الَّتِي خرج مِنْهَا وَيرد رَأس الْمفصل فِي الْموضع الَّذِي خرج وتربطه رِبَاطًا تحفظها على ذَلِك من هَذَا. من الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ: مَتى كَانَ الْعظم قد انْكَسَرَ بِالْعرضِ كُله فَإنَّا نجْعَل الرِّبَاط يَأْخُذهُ من جَمِيع النواحي بالسواء ألف د وَمَتى كَانَ الْكسر مائلاً إِلَى جَانب جعلنَا الرِّبَاط يعصر) على الْجِهَة المضادة لتِلْك الْجِهَة فِي هَذَا الْموضع ذكر صنوف الرِّبَاط بِحَسب الْأَعْضَاء وَلَيْسَ فِيهِ كَبِير فَائِدَة. قَالَ: الرِّبَاط الَّذِي يَبْتَدِئ من وَجْهَيْن هُوَ أَن تضع وسط الْخِرْقَة الَّتِي ترْبط بهَا على مَوضِع الْعلَّة وَتَأْخُذ بِكُل وَاحِد من النصفين إِلَى نَاحيَة الْموضع الْمُخَالف لَهُ. قَالَ: الرِّبَاط يحفظ الْعُضْو المكسور على مَا هُوَ مِنْهُ وَيمْنَع الورم وَلَا تتمّ لَهُ هَذِه الْأَفْعَال إِلَّا بِأَن يبْقى لَازِما لموضعه وَذَلِكَ لَا يكون دون أَن تجْعَل لَهُ بالأعضاء مُتَعَلقا لَا يَدعه أَن يَزُول فِي الْأَعْضَاء الَّتِي يقلب فِيهَا الرِّبَاط وَيَزُول فأحكم فِي هَذِه الْمَوَاضِع ليقوم عَلَيْهِ وَلَا يَزُول عَنهُ. قَالَ: ولتكن خرق الرِّبَاط لَطِيفَة رقيقَة خَفِيفَة أما لَطِيفَة فَلِأَنَّهُ يحدث عَن الْوَسخ لذع وحكة وَأما رقيقَة فلكي تطليه بِشَيْء بعد وَأما خَفِيفَة فلئلا تثقل على الْعُضْو فَإِن جَمِيع هَذَا عون على منع الورم وأضدادها على حُدُوثه.

قَالَ: الرِّبَاط الَّذِي يَبْتَدِئ من رَأْسَيْنِ يكون الْعَمَل باليدين كلتيهما فِي وَقت وَاحِد على مِثَال وَاحِد وَأما فِي سَائِر الرباطات الْأُخْرَى فاليدان تعملان فِيهَا كلتاهما فِي كل وَقت إِلَّا أَن عملهما لَا يكون على مِثَال وَاحِد لِأَنَّهُمَا أدهاما فالواحدة أشرف أَجزَاء الرِّبَاط لِأَنَّهَا الْخِرْقَة وتديرها وَالْأُخْرَى تكون عوناً لهَذِهِ ونافعة لَهَا فِيمَا يحْتَاج إِلَيْهِ. لي الرِّبَاط الَّذِي يَبْتَدِئ من وَجْهَيْن هُوَ أَن تضع وسط الْخِرْقَة على الْموضع الَّذِي تُرِيدُ وَتلف عَلَيْهِ لفاً شَدِيدا لفتين أَو ثَلَاث ثمَّ تمر بِأحد الطَّرفَيْنِ إِلَى فَوق وتمر بِالْآخرِ إِلَى أَسْفَل مِثَال ذَلِك: كَانَ الْكسر حدث فِي وسط الساعد فَأخذت عِصَابَة فجعلتها نِصْفَيْنِ ثمَّ وضعت مَوضِع النّصْف ألف د مِنْهَا على مَوضِع الْكسر ولففت عَلَيْهِ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ثمَّ ذهبت بِأحد الطَّرفَيْنِ لفاً نَحْو الرسغ وتأخذهما نَحْو الْمرْفق. والرباط الَّذِي من رَأْسَيْنِ هُوَ أَن تضع وسط الرِّبَاط على الْموضع ثمَّ تمدهما جَمِيعًا بالتعاقب كَمَا تفعل الضفائر. قَالَ: ليكن طول الْخرق وعرضها بِحَسب الْبدن والعضو فَاسْتعْمل فِي الصّبيان والأبدان قَالَ: إِذا كَانَ الشكل معوجاً وَلم يشْتَد عقد الْعظم بعد ولواه حَتَّى يردهُ إِلَى حَاله الطبيعية وَإِن صادفه وَقد انْعَقَد جيدا نطل عَلَيْهِ مَاء وزيت كثير ثمَّ مده بعد ذَلِك مدا شَدِيدا حَتَّى يفكه ويكسره فَيصير كَمَا كَانَ ثمَّ يقومه على شكله الطبيعي ثمَّ أسلمه إِلَى الطبيعة ليعقد عَلَيْهِ) اللَّحْم. لي قد بَين جالينوس هَهُنَا كَيفَ يكسر الْعظم المعوج وَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يكسر بالجنون وَقلة المبالاة كَمَا يفعل مجبرونا الْيَوْم لأَنهم يضربونه حَتَّى يكسروه كَيفَ جَاءَ. وَفِي هَذَا خلال رَدِيئَة: مِنْهَا أَنه رُبمَا خرق وَمِنْهَا أَنه فِي الْأَكْثَر لَا يكسر من حَيْثُ كَانَ الْكسر لَكِن فِي مَوضِع آخر أَيْضا فَيكون بذلك الْغَلَط إِذا عقد أَكثر وَلَكِن الْوَاجِب على مَا قَالَ إِن لَا يزَال تنطله بِالْمَاءِ الْحَار والدهن والشيرج وترخيه وتلينه دَائِما بِعَمَل قوي جدا حَتَّى يُبَالغ فِيهِ ثمَّ تمده من وَجْهَيْن مدا شَدِيدا حَتَّى يَنْفَكّ لِأَن الدشبد يلين باستعمالك هَذِه الْأَشْيَاء وينحل وخاصة بِلُزُوم المَاء الْحَار لَهُ فَإِن المَاء الْحَار يحل الدشبد الْبَتَّةَ فَإِذا لِأَن الدشبد فِي الناحيتين يَنْفَكّ وَإِن رَأَيْت أَنه لَا يَنْفَكّ بسهولة رجعت إِلَى المَاء الْحَار أَيَّامًا ثمَّ امتحنت ذَلِك أَيْضا فَإِن هَذَا أَجود مَا يكون وأسلمه. قَالَ: فك الْعظم الصَّغِير ألف د بِرَأْس الْكَتف فَإِنَّهُ يربطه رِبَاطًا يضغطه ويستكرهه حَتَّى يضْطَر الهز وَالَّذِي نشر وارتفع مِنْهُ إِلَى الانخفاض لِأَن مثل هَذَا الضغط لَيْسَ يحدث عَنهُ شَيْء مُنكر كَمَا يحدث عَن ضغط الترقوة إِذا كَانَت قد نشرت ونتأ أحد حروفها نتوءاً كَبِيرا إِلَّا على حَال

يضغط الترقوة بالرباط وَلَكِن أقل مَا يضغط رَأس الْكَتف. وَأما فِي سَائِر كسور الْعِظَام فإمَّا أَن نجْعَل الضغط أقل مَا يكون وَإِمَّا أَلا نضغط أصلا تخوفاً من الورم. قَالَ: تَعْلِيق الساعد فِي الْعُنُق يَنْبَغِي أَن يكون بِخرقَة عَظِيمَة تحتوي على الساعد كُله. قَالَ: إِذا انْكَسَرَ الزندان كِلَاهُمَا أَو الْأَسْفَل وحدر وعلق بعد الشد بِخرقَة ضيقَة وَجعل أَكثر الْخِرْقَة فِي مَوضِع مكسر الْعظم وبعينه سَائِر الْيَد من جَانِبي الْكسر مُتَعَلقَة لَيْسَ لَهَا شَيْء يضبطها التوى ضَرُورَة عظم هَذَا وَيكون التواؤه إِلَى فَوق فَإِن كَانَ الْكسر على مَا وَصفنَا وَكَانَ الْكَفّ مَوْضُوعا فِي خرقَة والموضع الَّذِي هُوَ الْمرْفق وَكَانَ مَا فِي الساعد مُتَعَلقا صَار التواء الْعظم إِلَى النَّاحِيَة السُّفْلى وَإِذا كَانَ الْأَمر على هَذَا فَالصَّوَاب أَن يكون أَكثر الساعد مَعَ الْكَفّ مُعَلّقا بالسواء بِخرقَة لينَة من الْعرض مَا يُحِيط بذلك. قَالَ: وَيُمكن أَن تجْعَل هَذَا علاجاً يصلح بِهِ الْعم الملتوي. فَانْزِل أَن إنْسَانا التوى ساعده إِلَى نَاحيَة أَسْفَل فَنحْن إِذا أردنَا إصْلَاح هَذَا وَضعنَا تَحت الْموضع الَّذِي التوى إِلَى أَسْفَل خرقَة صفيقة يعلق الساعد بهَا. لي نقُول نجْعَل العلاق على ذَلِك الْموضع الَّذِي الْعظم فِيهِ مائل إِلَى أَسْفَل ليكن العلاق دَائِما) يجذب إِلَى فَوق فيشيله فَإِن كَانَ الساعد التوى فَوق استعملنا فِيهِ تَعْلِيقا يلويه إِلَى أَسْفَل وَهُوَ التَّعْلِيق الَّذِي يكون فِيهِ مَا يَلِي الْكَفّ ألف د وَمَا يَلِي الْمرْفق معلقتين بعلاقين يضبطهما وَيبقى الْموضع الْمُتَوَسّط مُتَعَلقا لَا شَيْء لَهُ يسْتَقرّ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ أَيْضا إِن كَانَ عِنْد الرسغ مَكَان قد التوى ربطناه وعلقناه برباط يلويه إِلَى أَسْفَل وَهُوَ العلاق الَّذِي يضْبط مَا يَلِي الْمرْفق ويدع مَا يَلِي الرسغ لَا يسْتَقرّ على شَيْء. وعَلى هَذَا الْمِثَال أَيْضا مَتى كَانَ التواء مِمَّا يَلِي الْمرْفق إِلَى نَاحيَة فَوق علقناه بعلاق وَيبقى مَعَه هَذَا الطّرف وَحده مُتَعَلقا لَا يسْتَقرّ على شَيْء وَهُوَ الَّذِي لَو كَانَ الْعظم لم يلتو لَكَانَ يلويه إِلَى أَسْفَل وَبِالْجُمْلَةِ كل رِبَاط ومعلاق يلتوي بِهِ مَوضِع قد كَانَ غير ملتو فَهَذَا يرد الملتوي إِلَى ضد تِلْكَ النَّاحِيَة ويصلحه. وعَلى قِيَاس مَا وصفت من أَمر الساعد يَقع الْخَطَأ والإصلاح أَيْضا من التواء السَّاق والفخذ بِوَضْع جملَة الرجل لِأَن الْوَضع يقوم للرجل مقَام التَّعْلِيق لليد. الْمقَالة الثَّالِثَة قَالَ: فَأَما الرفادة فَلْيَكُن طولهَا مُسَاوِيا للرباط لِأَنَّهَا إِنَّمَا تحْتَاج لِأَن يوثق بهَا الرِّبَاط. قَالَ: ليكن عرض الْعِصَابَة ثَلَاث أَو أَربع أَصَابِع وَثَلَاث أَو أَربع لفات وَحَيْثُ يكون الْكسر أَشد فلتكن اللفات أَكثر والخرق أثخن وَيلْزم ويكن عرضهَا قدر ثَلَاث أَو أَربع أَصَابِع وَيكون تحتهَا حَيْثُ تحْتَاج إِلَى وثاقة أَكثر أَربع طاقات وَإِلَّا ثَلَاث وَإِذا كَانَ الْكسر أعظم فتحتاج إِلَى وثاقة أَكثر وَليكن عدد الرفائد بِمِقْدَار مَا يَدُور حول الْعُضْو فَلَا يفضل وَلَا يقصر عَنهُ ليلزم الرِّبَاط ويعمد بالتواء

لي لَيْسَ يُمكن أَن تقع الرفائد كل مَوضِع بطول الرِّبَاط وَذَلِكَ أَن مَوَاضِع كَثِيرَة تحْتَاج أَن تُوطأ برفائد صغَار لتستوي بذلك جملَة شكل الْعُضْو وَلَكِن أبقراط أَرَادَ بذلك مَا يوضع فَوق هَذِه الرفائد بعد التوطئة ولعمري ألف د إِن هَذَا أَجود أَن يكون سَوَاء يسوى شكل الْعُضْو برفائد ثمَّ تُوضَع رفائد بطول الرِّبَاط ثمَّ الجبائر فَوْقهَا والعصائب فَإِن هَذَا أَجود مَا يكون وأحكمه وَأقله وجعاً لِأَنَّهُ فِي غَايَة الْوَطْء. قَالَ: وَمن عادتنا إِذا وَقع الْكسر فِي الترقوة أَن نضع عَلَيْهِ رفادتين يتقاطعان على هَذَا الشكل ونجعل مَوضِع التاقطع على مَوضِع الْكسر ثمَّ نجْعَل فوفها وَاحِدَة فِي الطول يضْبط عَلَيْهَا ونجعله فِي طول الْبدن على هَذَا الشكل لِأَن نمسك ونشدها بَين الرفادتين وتدعم مَوَاضِع كسر الترقوة دَاخِلا.) وَقَالَ ج: شدّ الرفائد نَوْعَانِ وَلَهُمَا منفعتان النَّوْع الأول: يُرَاد بِهِ أَن يَسْتَوِي بِهِ تقعر الْعُضْو وتحدبه وَالثَّانِي أَن نغطي بِهِ الرِّبَاط ونسويه تَسْوِيَة ثَانِيَة ليدور الرِّبَاط وَيلْزم على الاسْتوَاء لِأَنَّهُ إِن كَانَ مَوضِع أَشد وَمَوْضِع أرْخى أحدث ضروباً من الاسترخاء. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تُعَاد بالرفائد الأولى أَن يكون فِيمَا بَينهَا فروج وَأَن لَا يَقع بَعْضهَا على بعض بل يكون فِي غَايَة الاسْتوَاء حَتَّى تَجِيء إِلَى فَوْقهَا كَذَلِك فَعِنْدَ ذَلِك يكون الرِّبَاط فِي غَايَة الاسْتوَاء. وَقَالَ: أبقراط يُرِيد بالرباط الَّذِي من أَسْفَل العصائب الَّتِي تلف على الْعُضْو أَولا قبل الرفائد. قَالَ: هَذِه تكون عصابتان إِحْدَاهمَا تلف على مَوضِع الْكسر ثمَّ يذهب بِهِ إِلَى فَوق وَمَنْفَعَة هَذَا الرِّبَاط أَن يمْنَع أَن ينصب إِلَى الْعُضْو شَيْء من الرطوبات وَيدْفَع أَيْضا بعض مَا قد حصل فِيهِ إِلَى فَوق وَيجب أَن يكون أَصْلَب لفاته على مَوضِع الْكسر ثمَّ يمر إِلَى نَاحيَة أَسْفَل وَهِي نَاحيَة الْأَطْرَاف على نَحْو مَا قد حددنا من اللف. قَالَ: وَمَنْفَعَة هَذَا أَن يدْفع مَا حصل فِي الْعُضْو إِلَى أٍ سفل وَلَهُمَا جَمِيعًا نفع يعمه ألف د وَهُوَ حفظ الْعُضْو المجبور على تقويمه. قَالَ: قَالَ أبقراط: مَوضِع الْعلَّة يَنْبَغِي أَن يكون وَفِي الطَّرفَيْنِ إِمَّا أقل مَا يكون وَإِمَّا سَائِر الْمَوَاضِع فِيمَا بَينهمَا فعلى هَذَا الْقيَاس. لي هَذَا ملاك الْأَمر كُله فِي الْجَبْر فاحفظ بِهِ وَعَلَيْك أَولا قبل كل شَيْء تعمله أَن تلف على الْموضع عصائب تذْهب إِلَى فَوق ثمَّ تلف على الْموضع أَيْضا عصائب تذْهب إِلَى أَسْفَل وَيكون الْحَال فِي الغمز والضبط على مَا قد حدوا حفظهَا بِأَن تلصق أطرافها بخيط أَو ضماد الْجَبْر فَإِذا فعلت ذَلِك فَإِن هَذَا أول شَيْء يَنْبَغِي أَن تَفْعَلهُ بعد تَقْوِيم الْعُضْو فَحِينَئِذٍ خُذ فِي مَوضِع الرفائد الَّتِي هِيَ كالجسر وَالَّتِي كالمسامير وَالَّتِي هِيَ وطاء ثمَّ خُذ فِي الجبائر والعصائب الَّتِي تتمّ لَهَا جملَة الرِّبَاط. قَالَ جالينوس: الْعلَّة فِي أَن الرِّبَاط يَنْبَغِي أَن يكون غمزه على مَوضِع الْعلَّة أَشد أَنه

كَذَلِك يعصر مَا فِيهِ إِلَى الْعُضْو الَّذِي الرِّبَاط أرْخى وَلَا تدع أَيْضا أَن يَجِيء من تِلْكَ الْمَوَاضِع إِلَيْهِ شَيْء الْبَتَّةَ. قَالَ أبقراط: الرِّبَاط يَنْبَغِي أَن يَأْخُذ من الْموضع الصَّحِيح شَيْئا كثيرا. قَالَ ج: إِنَّمَا يكون ضبط الْعظم المجبور أصلح وأجدر وأوثق وانعصار الرُّطُوبَة من الْعُضْو العليل إِلَى مَا حوله إِنَّمَا يكون أَكثر وَامْتِنَاع تجلب مَا يتجلب إِلَيْهِ أَكثر بِأَن يَأْخُذ الرِّبَاط من الْموضع الصَّحِيح شَيْئا كثيرا.) قَالَ ج: أبقراط يُسَمِّي الرِّبَاط الْأَسْفَل العصائب الَّتِي تلف على الْعُضْو أَولا قبل وضع الرفائد والرباط الْأَعْلَى الَّذِي يلف فَوق الرفائد وعَلى الجبائر. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يكون طول الرِّبَاط الْأَعْلَى بِمِقْدَار مَا يَتَحَرَّك مَعَه الْموضع المكسور الْبَتَّةَ شياً من حركاته بِأَن يكون كَأَنَّهُ قِطْعَة مصمتة والجبائر يَنْبَغِي أَن لَا يكون لَهَا غمز شَدِيد جدا ألف د ب وَمَتى كَانَ الرِّبَاط أقصر مِمَّا يَنْبَغِي صَار للجبائر غمز وَيَنْبَغِي أَن لَا تضع من الجبائر قدر مَا يثقل على العليل فَعَلَيْك بالتحفظ من ضغط الجبائر وكميتها وَكن إِلَى النُّقْصَان أميل مِنْك إِلَى الزِّيَادَة إِلَى أَن تقف على الِاعْتِدَال الَّذِي يحْتَملهُ العليل وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون الرِّبَاط يلوي الجبائر فتنحرف. وَأحذر أَيْضا أَن تكْثر الرفائد الَّتِي تَحت الجبائر جدا وَبهَا إِذا أفرطت كَانَت الجبائر ضَعِيفَة رخوة لِكَثْرَة مَا تحتهَا من الْخرق وَليكن بِمِقْدَار لف الْعِصَابَة فِي مراته على مَوضِع الْكسر مِقْدَارًا يَأْمَن بِهِ أَن يلتوي أَو يَتَحَرَّك. قَالَ أبقراط: لَا يَنْبَغِي أَن يكون للجبائر غمز وَلَا ثقل وَلَا انحراف أَكثر الفوقانية والسفلانية جَمِيعًا لِأَن منع الورم مِنْهُ يكون بِأَن يفعل ذَلِك بالسفلى وَمنع أبقراط بِكَثْرَة لف الفوقانية عَلَيْهِ. قَالَ أبقراط: أما طول الْخرق فَثَلَاث أَو أَربع إِلَى سِتّ وَأما عرضهَا فَمن ثَلَاث أَصَابِع إِلَى سِتّ أَصَابِع وَاسْتعْمل أَعنِي الرباطات فِي الْوَقْت الَّذِي يكون فِيهِ الْعُضْو على غَايَة السَّلامَة من الورم وَيحْتَاج مِنْهَا إِلَى وضع الجبائر. لي مجبرونا الْيَوْم يضعون الجبائر مُنْذُ أول الْأَمر أبدا وَلَا يلتفتون إِلَى شَيْء آخر ولعمري أَنه إِذا كَانَ الْعُضْو سليما من الورم والخرق فَإِنَّهُ أحدب لكِنهمْ كثيرا مَا يخطؤون فيهيجون حمى ونفاطات وبلايا كَثِيرَة وَالصَّوَاب أَن تسْتَعْمل الجبائر حَيْثُ لَا يكون هيجان وَلَا وجع وَلَا امتلاء مُنْذُ أول الْأَمر وَأما غَيره فَدَعْهُ أَيَّامًا ليسكن الثائرة واحفظ الْعُضْو برباط سَلس وَبِمَا يسكن الأوجاع من الأطلية فَإِذا أمنت الورم فَعَلَيْك حِينَئِذٍ بالجبائر. قَالَ أبقراط: ألف د يَنْبَغِي أَن تكون ملساء مستوية منحوتة الْأَطْرَاف أقطر من الرِّبَاط وَأَغْلظ مَا يكون حَيْثُ الْكسر مائل.

قَالَ جالينوس: جَمِيع مَا يُحِيط بالعضو أَرْبَعَة أَشْيَاء إِمَّا من دَاخل فالرباط الْأَسْفَل وَهُوَ أول شَيْء يلقاه الْعُضْو ومنفعته أَن يحفظ الْعظم الْمُجبر والمصلح وَيمْنَع الْعُضْو العليل أَن يتورم وَبعد هَذَا الرفائد الَّتِي تسوي الْعُضْو تقعيره بتحدبه من الَّذِي يضْبط الرفائد حَتَّى لَا يتشوش ثمَّ بعد) هَذَا رِبَاط الجبائر وَهِي الَّتِي تثبت الْجَمِيع بِحَالِهَا وَيَنْبَغِي أَن تكون ملساء وَلَا تكون ملتوية فَإِن ذَلِك أَنْفَع الْأَشْيَاء للكسر والملتوي شَرّ لِأَنَّهُ يلوي الرِّبَاط فيلتوي مَعَه الْعظم المكسور وَيَنْبَغِي أَن تكون أطرافها أرق من أوساطها ليَكُون غمزها على الْأَطْرَاف أقل مَا يكون أَو لَا يكون الْبَتَّةَ وَيكون تغمزه على الْوسط على مَوضِع الْكسر أَشد مَا يغمز ثمَّ يخف غمزها قَلِيلا قَلِيلا إِلَى نَاحيَة الْأَطْرَاف وَيكون أقصر من الرِّبَاط لِئَلَّا يلقى الْجلد العاري. قَالَ: وأحوج مَوضِع إِلَى أَن يغمز عَلَيْهِ الجبائر مَوضِع الْكسر فَإِن هَذَا مَوضِع تحْتَاج أَن تعصره جدا وتوق أَن يلقى بالجبائر مَوضِع معرق أَو مَوضِع فِيهِ عِظَام ناتئة وأوتار لَكِن اجْعَلْهَا قَصِيرَة لَا تبلغ الْبَتَّةَ. لي إِذا احتجت أَن تضع على هَذِه الْمَوَاضِع جبائر فَيَنْبَغِي أَن تغطيها نعما وَاجعَل شدَّة الرِّبَاط من أول الْأَمر أقل شدَّة وَإِذا أخْبرك الْمَرِيض أَنه لم يجد حس ضغط أصلا فيمكنك أَن تزيد فِيهِ مَا احْتمل. لي ينظر فِي ذَلِك. قَالَ: وَاسْتعْمل القيروطي صافياً أملس لينًا نقياً على الْعُضْو وعَلى الرِّبَاط الْأَسْفَل لِأَنَّهُ يسكن الوجع وَيحْتَاج إِلَيْهِ لذَلِك وخاصة إِن لم يُمكن الطَّبِيب أَن يُقيم عِنْد العليل. لي لِأَنَّهُ إِذا كَانَ عِنْده فَتحه مَتى أوجع ألف د أَو أرخاه. قَالَ ج: جَمِيع الْأَطِبَّاء ينطلون على مَوضِع الْكسر عِنْد حلّه بعد الربطة الأولى مَاء حاراً وَإِنَّمَا فعلوا ذَلِك لأَنهم جربوا الِانْتِفَاع بِهِ تجربة وَاضِحَة وَيَقَع الْخَطَأ فِي اسْتِعْمَال المَاء الْحَار فِي الْكَيْفِيَّة والكمية فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تصب على العليل قدر مَا لَا يُؤْذِيه ويحتمله وَإِلَى أَن ينتفخ الْعُضْو ويربو وَمَا دَامَ لَا يضمر ويتقلص كَمَا أَن الْأَعْضَاء الَّتِي تعلق تحْتَاج أَن يكون تَعْلِيقهَا يشيلها باستواء كَذَلِك الْأَعْضَاء الَّتِي لَا تحْتَاج أَن تعلق يَنْبَغِي أَن تُوضَع على شَيْء مستو وطئ لِئَلَّا يضغط بعض الْمَوَاضِع وَيتَعَلَّق بعض فَيعرض مِنْهُ التواء واعوجاج ويعرض من الضغط وروم وَيَنْبَغِي أَن يكون الْعُضْو مائلاً إِلَى فَوق فِي التَّعْلِيق والوضع لِأَنَّهُ يمْنَع انصباب الْموَاد إِلَيْهِ. وَالتَّعْلِيق والوضع الْمَنْصُوب تسيل الْموَاد إِلَيْهِ وَيكون سَببا للورم وَالتَّعْلِيق إِلَى فَوق وَكَذَلِكَ الْوَضع الَّذِي يكون إِلَى فَوق يمْنَع الورم فَأَما الْأَعْضَاء الناتئة البارزة عَن الْبدن بِمَنْزِلَة الْعقب والورك فأفضل قَالَ: والعقب والورك خَاصَّة لتكونا على شَيْء وطئ لين مستو جدا. قَالَ: وَأحذر أَن يكون وضع الْعُضْو أرفع مَا يَنْبَغِي فَإِنَّهُ يعرض مِنْهُ أَن يتعقف الْعُضْو

إِلَى فَوق) وَمَتى كَانَ اخْفِضْ عرض أَن ينثني ويتعقف إِلَى أَسْفَل وَمَتى كَانَ كل شَيْء أَصْلَب عرض لَهُ أَن ينرض وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ من ذَلِك مرتفعاً. قَالَ: القالب الَّذِي يَجْعَل على الرجل إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا كَانَ الْكسر عَظِيما جدا مفرط الرداءة فاحتيج لذَلِك أَن لَا يَتَحَرَّك الرجل الْبَتَّةَ بل تبقى فِي غَايَة من السّكُون فَإِذا لم يكن الْكسر بِهَذِهِ ألف د الْحَالة من الصعوبة فَلَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَإِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ فَيَنْبَغِي أَن تَأْخُذ من الْعقب إِلَى الورك لتبقى الرجل جَمْعَاء لَا تتحرك. فَأَما القالب الَّذِي يكون إِلَى الرّكْبَة فَلِأَنَّهُ لَا يعظم نَفعه ويقلق الْمَرِيض مَعَ ذَلِك كاقلاق سَائِر القوالب وَرُبمَا أحدث ضغطاً وضرراً وَيَنْبَغِي أَن تجتنبه حَيْثُ تَسْتَغْنِي عَنهُ فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَت مضرته عَظِيمَة. لي بَان من الْكَلَام فِي هَذَا الْموضع أَن هَذِه القوالب إِنَّا هِيَ أَلْوَاح عِظَام تَأْخُذ من الْعقب إِلَى الورك كَأَنَّهَا جبيرَة وَاحِدَة وَلها مضار عَظِيمَة إِذا لم تُوضَع موضعهَا وإقلاق وَجهد لعظمها. وَإِنَّمَا تحْتَاج إِلَيْهَا حَيْثُ يكون الْكسر فأرح للأوقات الَّتِي يحْتَاج الْمَرِيض أَن يحول من فرَاش إِلَى فرَاش أَو يَتَحَرَّك لِئَلَّا تتحرك الرجل الْبَتَّةَ. وَرَأى أبقراط فِيهَا متوسط بَين الذَّم وَالْحَمْد. وَأَنا أرى أَن عَنْهَا غناء بِمَا يحتال ويترفق فِي نقل العليل. قد صحّح أبقراط قَوْلنَا فِي هَذِه القوالب أَنَّهَا أَلْوَاح وتوضع فِي الْجَانِبَيْنِ فِي آخر الثَّانِيَة من هَذَا الْكتاب عِنْد هَذِه الْعَلامَة. وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك قبل أَن يرم لِأَن الْعُضْو إِذا ورم لم يحْتَمل غير الرِّبَاط المعتدل فضلا عَن الْكسر. إِذا ربط رِبَاطًا يقبض مَوْضِعه وَيذْهب إِلَى فَوق كثيرا وَإِلَى أَسْفَل أقل يَنْبَغِي أَن تلْزم الشد وَلذَلِك قَالَ: الْمَدّ إِذا كَانَ الْعُضْو كَبِيرا فَإلَى الْجِهَتَيْنِ وَإِذا كَانَ صَغِيرا جدا فيكفيه أَن تمد بِهِ إِلَى أَسْفَل فَقَط إِذا كَانَ بِهِ من الصغر مَا لَا يحْتَاج أَن يمد من فَوق. لي مثل الْأَصَابِع وَنَحْوهَا ليكن غرضك فِي وضع الْأَعْضَاء وتعليقها أَن تشكلها أشكالاً لَا وجع مَعَه. قَالَ: وَذَلِكَ فِي الْيَد هُوَ الشكل الَّذِي بَين المكبوبة على وَجههَا والملقية على قفاها وتميل قَلِيلا إِلَى الانكباب على وَجههَا. لي أَحسب أَن ألف د هَذَا غلط وَإِنَّمَا يحْتَاج أَن تكون بالضد أَعنِي أَن تكون مائلة إِلَى الْقَفَا لِأَن الشكل الَّذِي لَا ألم مَعَه هُوَ هَذَا وعَلى هَذَا شده مجبروناً لَا بل أَن علقت الْيَد على) أَنَّهَا تكون مائلة إِلَى الانكباب هاج وجع عِنْد طرف الْيَد فِي الرسغ وَلم يجِئ مستوياً عِنْد حل قَالَ ج بعد هَذَا الْكَلَام بِقَلِيل: أبعد الأشكال فِي الْيَد أَن يؤلم الشكل الْمُتَوَسّط الْقَرِيب من بَين الانقباض والانبساط والمستلقي والمنكب إِلَّا أَنه زائل إِلَى الانبساط. لي هَذَا مِمَّا يُحَقّق مَا قُلْنَا وَذَلِكَ أَن الانبساط هُوَ تنحي الْبدن عَن الأضلاع وزوالها إِلَيْهِ هُوَ مَجِيء إِلَى الاستلقاء.

قَالَ: وَفِي الرجل أبعد الأشكال أَن يؤلم الشكل الْمُتَوَسّط بَين الانقباض والانبساط. لي هَذَا الْمَدّ وَالْقَبْض زائل إِلَى الانبساط. قَالَ: فَإِن هَذَا الشكل هُوَ الَّذِي قد ألفناه وَالَّذِي يمكننا أَن تبقى عَلَيْهِ مُدَّة أطول. قَالَ ج: لما امتحنت بالتجربة بعد أَن فَكرت فِي قُوَّة الْعَادة رَأَيْت أَن من كَانَ مُعْتَادا لَا يكون رجله جَمْعَاء مبسوطة يَنْبَغِي أَن يكون فِي وَضعهَا فضل بسط وَفِي من لَا يزَال قَابِضا لَهَا نَهَاره أجمع أجعلها قَليلَة الْبسط وَكَذَلِكَ رَأَيْت أَن أجعَل شكل الْيَدَيْنِ أبدا قَرِيبا من الْمَدّ وأزيد وأنقص بِحَسب الْعَادَات الْجَارِيَة. لي قد صَحَّ أَن الْيَد يَنْبَغِي أَن تكون مائلة إِلَى الاستلقاء على الْقَفَا فَارْجِع إِن شِئْت واقرأ ذَلِك الْفَصْل. قَالَ: الْأَعْضَاء الَّتِي هِيَ أعظم تحْتَاج أَن تمد أَكثر والأصغر أقل والفخذ تحْتَاج إِلَى مد أَكثر وَبعدهَا الْعَضُد ثمَّ السَّاق وَبعدهَا الساعد ثمَّ عِظَام تحْتَاج إِلَى مد أَكثر وَبعدهَا الْعَضُد ثمَّ السَّاق وَبعدهَا الساعد ثمَّ عِظَام الْكَفّ والقدم على أَنا قد تركنَا ذكر عِظَام الْكَلْب. وَإِذا كَانَت الآفة حلت بالزندين جَمِيعًا كَانَ الشد قَوِيا وَإِذا حل بالزند الْأَعْلَى ألف د فقليل وَإِذا حل بالأسفل فأقوى كثيرا مِمَّا يحل بالزند الْأَعْلَى. قَالَ: مد الْأَعْضَاء إِذا كَانَ أقل مِمَّا يَنْبَغِي حدث عَنهُ فِي الكسور أَن لَا يتم الْجَبْر والتسوية وَفِي الخلوع أَن لَا يتم رد الْمفصل إِلَى مَكَانَهُ فَأَما آفَة أُخْرَى فَلَا فَأَما الْمَدّ المفرط فَإِنَّهُ يعرض عَنهُ وجع ثمَّ أورام وحميات وتشنج وَكَثِيرًا مَا يحدث عَنهُ استرخاء وَهُوَ فِي الْأَبدَان الرّطبَة وخاصة فِي الصّبيان أقل مضرَّة لِأَن لِيف أعضائهم لَا ينهتك بِالْمدِّ بل يؤاتى وَفِي الرِّجَال وخاصة الصلاب الْأَبدَان أعظم ضَرَرا قس الْعُضْو إِلَى الْعُضْو الَّذِي هُوَ نَظِيره أبدا إِلَّا أَن يكون قد حدث عَن النظير آفَة أحدثت بِهِ غلظاً أَو عوجا كَضَرْبَة كَانَت أَو نَحْوهَا. يَنْبَغِي أَن يحس العليل بضغط) الرِّبَاط فِي الْوسط أَكثر وَفِي الطّرف لَا يجد لَهُ ضغطاً الْبَتَّةَ أَو أقل مَا يكون. يَنْبَغِي أَن تروم تَحْرِيك الْعُضْو العليل إِذا كَانَ سليما من الوجع والورم عِنْد حكك لَهُ بِقدر مَا يُمكن وَلَا تمهل تحريكه الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ يحدث عَنهُ شَيْء شَبيه بِالْمَوْتِ والهتك والمغص. يَنْبَغِي أَن تجتنب أَن يكون الْعُضْو الْمُعَلق أَو الْمَوْضُوع مَنْصُوبًا إِلَى أَسْفَل لِأَن ذَلِك عَظِيم الْمضرَّة وبالضد. إِذا حدث ورم أَو ترهل أَو حمرَة فَاجْعَلْ الرِّبَاط أَشد مَا يكون عِنْد طرفه الْأَعْلَى وَيَنْبَغِي أَن يذهب من مَوضِع الْكسر الورم إِلَى فَوق ذَهَابًا أَكثر فَأَما فِي نَاحيَة أَسْفَل فقليل جدا وأعن بِأَن يكون مَا ذهب فَوق يَسِيرا لتمنع بذلك أَن ينزل شَيْء الْبَتَّةَ لِأَن الْكسر إِذا ربط من سَاعَته قبل أَن يحدث عَلَيْهِ شَيْء فَأَما هَهُنَا فَيَنْبَغِي أَن لَا يسيل من فَوق شَيْء وَكَذَلِكَ ألف

د فاربط إِذا كَانَ فسخا وفدعاً وَاجْعَلْهَا خرقاً رقيقَة قَوِيَّة نظيفة وانطل عَلَيْهَا بعد المَاء الْحَار إِذا كن فدع ليتحلل من الدَّم المحتقن فِي الْعُضْو أَو غَيره من الْخَلْط وَلَا يحْتَاج فِي ربط الفدع وَالْفَسْخ إِلَى جبائر وَتَكون الْخرق رقيقَة لَطِيفَة ليصل إِلَيْهِ النطول ليتحلل الدَّم الْمَيِّت تَحت الْجلد وَذَلِكَ أَن هَذِه لَا تحْتَمل غير الرفائد عَلَيْهَا وَلَا تحْتَاج إِلَى لف خرق كَثِيرَة عَلَيْهَا بل تحْتَاج إِلَى لف شَيْء قَلِيل يسيل مِنْهُ النطول وَيكون لَهُ قُوَّة مَعَ سُكُون لَهَا فِي ربطه الْأَعْضَاء المعوجة ضع عَلَيْهَا اللَّوْح فِي الْجَانِب المضاد وَلَا تدفعها وتضغطها بِمرَّة لَكِن قَلِيلا قَلِيلا واربطه وانطل عَلَيْهِ مَاء حاراً بِمِقْدَار مَا يلين بِهِ. قَالَ: صَاحب المَاء هَهُنَا أقل مِنْهُ عِنْد تَحْلِيل دم الْفَسْخ لِأَنَّك إِنَّمَا تحْتَاج إِلَيْهِ بِمِقْدَار مَا يلين الْعُضْو فيجيب إِلَى الاسْتوَاء وَلَا يتَحَلَّل والدهن والمرخية وَهَذَا فعلك وتزيد فِي الغمز قَلِيلا قَلِيلا سَاعَة حَتَّى يَسْتَوِي فانطل المَاء على الرِّبَاط أَيْضا مَتى أردْت. قَالَ: رِبَاط الْكسر وَالْفَسْخ وَحصر الدَّم وَنَحْوه هُوَ الَّذِي يَبْتَدِئ اللف من مَوضِع الْعلَّة أَشد مَا يكون وَيَنْتَهِي فِي الْأَطْرَاف أرْخى مَا يكون وَهَذَا الرِّبَاط هُوَ يمْنَع عَن الْأَعْضَاء الورم لِأَنَّهُ يمْنَع مَجِيء الدَّم إِلَيْهَا. وَأما الرِّبَاط الْمُخَالف وَهُوَ الرِّبَاط الأسمان فَإِنَّهُ يَبْتَدِئ من الْموضع الصَّحِيح بشده وَيَجِيء قَلِيلا قَلِيلا يرخى إِلَى الْموضع العليل وَهَذَا الرِّبَاط يجلب الدَّم إِلَى الْموضع. لي مرهم جيد للمفاصل الْعسرَة الْحَرَكَة الَّتِي صلبت وغلظت من الْجَبْر: أشق جُزْء شمع جُزْء مقل الْيَهُود نصف جُزْء مر ربع جُزْء لإذن نصف جُزْء دهن الْحِنَّاء وشحم البط نصف جز ألف د تذاب الصموغ وَيجمع الْجَمِيع وينقع الْمقل فِي شراب ويحلل الْبَقِيَّة أَيْضا بِهِ وَيجمع) وَيسْتَعْمل. لي على مَا رَأَيْت فِي آر أَيْضا: يُؤْخَذ لعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان ولعاب قثاء الْحمار وأشق ولاذن وزوفاً رطب وشمع ودهن سوسن وشحم البط ومقل لين والسذاب جيد لَهَا إِذا حل مَعَ دهن ومخ الْعجل وَاسْتعْمل فِيهِ فَإِنَّهُ يلين والألعبة جمع وخاصة الحارة ونطل المَاء الْحَار وتدبيره أَن تنطله بِالْمَاءِ الْحَار وتضع هَذِه عَلَيْهِ وَلَا تمكنه أَن يتقرح والألية وَالتَّمْر والشيرج من هَذَا النَّحْو تديرها حرارة مَتى كَانَ غلظ الدشبد أقوى وَأعظم. الْمقَالة الثَّالِثَة من الْفُصُول قَالَ: عِظَام الْأَطْفَال القريبي الْعَهْد بِالْولادَةِ لينَة شَبيهَة بالشمع لينًا. لي فَلذَلِك قد يُمكن أَن يَسْتَوِي كل شكل رَدِيء يعرض فِيهَا وَقد زعم مجبرونا أَنهم

شدوا أطفالاً من الَّذين يخرجُون ويمشون على ظهر الْقدَم بِأَن قلبوا الْقدَم إِلَى الْحَال الطبيعية وشدوها فَاسْتَوَى ذَلِك وخاصة مَا كَانَ أرطب وَيَجِيء وَيذْهب سلساً. قَالَ أبقراط فِي الْخَامِسَة من الْفُصُول: المَاء الْبَارِد يسكن وجع الفسوخ الْحَادِث فِي الْمَوَاضِع العصبية إِذا لم تكن مَعهَا قُرُوح. قَالَ: إِذا صب عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْء كثير دَفعه. الْمقَالة السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ: الْعظم لَا يلتحم إِذا انْكَسَرَ لَكِن تلتزق جزءاه من ظاهرهما بدشبد يضمه ويمكنك أَن ترى ذَلِك فِي بعض الدَّوَابّ إِذا انْكَسَرَ مِنْهَا عظم فِي مَوضِع من الْمَوَاضِع فَارْتَبَطَ بدشبد فَإنَّك إِن عَمَدت إِلَى دَابَّة من تِلْكَ الدَّوَابّ فشرحتها رَأَيْت الدشبد قد احتوى على مَوضِع الْكسر من الْعظم واستدار عَلَيْهِ حَتَّى ضَبطه وشده ألف د وَجمع الجزءين المفترقين من الْعظم بِمَنْزِلَة الرِّبَاط فَإِن أَنْت كشطت ذَلِك الدشبد وقلعته رَأَيْت بَاطِن الْكسر وَمَا فِي العمق مِنْهُ غير مُلْتَزم وَلَا ملتحم. الْمقَالة السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ: إِذا قيل انخلع الورك فَافْهَم مِنْهُ أَنه انخلع رَأس الْفَخْذ من النقرة الَّتِي فِي عظم الورك وَإِذا قيل انخلع الْكَتف فَافْهَم فَإِنَّهُ انخلع رَأس عظم الْعَضُد من نقرة قَالَ: وَقَالَ أبقراط: وَلَا أعلم الْعَضُد تنخلع إِلَّا على جِهَة وَاحِدَة. لي فِي قُوَّة كَلَام جالينوس فِي هَذَا الْموضع إِن جَمِيع المفاصل المنخلعة إِذا كَانَ فِيهَا رُطُوبَة سهل ردهَا كَمَا يسهل خلعها. وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن صَاحب عرق النسا إِذا حصلت رُطُوبَة فِي نقرة وركه ينخلع رَأس فَخذه بِأَهْوَن سعي وَيرجع بِأَهْوَن سعي مَرَّات كَثِيرَة.) الْمقَالة الأولى من كتاب طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: أبقراط يَأْمر فِي الْكسر الَّذِي مَعَ جرح أَن يشد الْكسر من الْجَانِبَيْنِ وَيتْرك مَوضِع الْجراحَة لَا يشد. الْمقَالة الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: قد ينخلع مفصل الرّكْبَة عِنْد الْمَشْي فِي بعض الْأَحْوَال وينخلع اللحى عِنْد التثاؤب. فِي أزمان الْأَمْرَاض قَالَ: قد قَالَ أبقراط فِي خلع الْكَتف وَلَيْسَ يَصح عِنْدِي على الْحَقِيقَة أَنه ينخلع أَو لَا ينخلع على أَنِّي أقدر أَن أَقُول فِي ذَلِك أَشْيَاء كَثِيرَة. لي هَذَا القَوْل أَحْسبهُ لأبقراط لَا لِجَالِينُوسَ. ابْن اسوبولس قَالَ: إِذا انْكَسَرَ عظم فِي الرَّأْس قطعناه وَإِن كَانَ فِي الْعَضُد والساعد قومناه وشددناه. من كتاب أبقراط فِي الْكسر تَفْسِير سنقليوس قَالَ: الْعظم إِذا انْكَسَرَ لم تكن

القطعتان متقابلتين لَكِن تميل وَاحِدَة إِلَى فَوق وَآخر إِلَى أَسْفَل فينقلب شكلها الطبيعي فَيعرض من ذَلِك وجع وَيكون من الوجع نزلة وَمن النزلة ورم فَلذَلِك يَنْبَغِي قبل ألف د أَن تحدث النزلة والورم أَن يجْبر الْكسر فَإِذا أردتم ذَلِك فمدوا الْموضع مدا مستوياً ومداً مُخَالفا يمد اثْنَان إِلَى فَوق وَاثْنَانِ إِلَى أَسْفَل وَإِن لم يقم على تَسْوِيَة فاستعينوا بالحبال والسيور حَتَّى تردوا الْعظم وتسووه إِلَى أَن يرجع إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ أَولا فَإِذا فعل بِهِ ذَلِك فليسووا الْيَدَيْنِ أَيْضا تَسْوِيَة جَيِّدَة حَتَّى يلْزم مَوْضِعه لُزُوما جيدا فَإِذا فَعلْتُمْ ذَلِك فاربطوه بخرق لينَة فَإِن الرِّبَاط الرَّقِيق يحفظ التَّسْوِيَة وَلَا يَدعهَا تَزُول ثمَّ ضَعُوا الْعُضْو وَضعه الطبيعي أَعنِي بشكله الطبيعي والشكل الطبيعي هُوَ الَّذِي لَا وجع مَعَه كوضع الْيَد على الصَّدْر وضعا منزوياً فَإِن هَذَا الشكل هُوَ طبيعي لَا يحدث مِنْهُ وجع وَلَا ألم وَذَلِكَ أَن الزند الْأَسْفَل وَهُوَ الوحشي يكون مائلاً إِلَى الأَرْض والزند الْأَعْلَى إِلَى فَوق فَيكون لذَلِك عضد الذِّرَاع الدَّاخِلَة غير مائلة إِلَى خَارج وَلَا الْخَارِجَة مائلة إِلَى دَاخل فَأَما إِذا كَانَت الذِّرَاع على بَطنهَا فَإِنَّهُ شكل رَدِيء وَكَذَلِكَ على ظهرهَا. قَالَ: إِذا عرض فِي الْجَبْر خطأ فَلِأَن يمِيل الْعُضْو إِلَى الْبَطن أقل ضَرَرا من ميله إِلَى ظَهره. قَالَ: فَإِذا رفعت الْيَد إِلَى الرَّأْس جيدا دخل رَأس الْعَضُد كُله فِي نقرة الْكَتف. لي فَلذَلِك هَذَا دَلِيل إِذا ارْتَفع على أَن الْعَضُد لم تنخلع من مَكَانهَا وكما أَن نفي الْكَتف من الرسغ إِلَى خلف وَإِلَى قُدَّام بِمِقْدَار مَا فِي الطَّبْع يدل على أَنه لَيْسَ بمفصل الرسغ عِلّة إِذا كَانَ قد) تحرّك كل مَا لَهُ أَن يَتَحَرَّك كَذَلِك مفصل المأبض إِذا انزوى حَتَّى تُوضَع الْأَصَابِع على الْمنْكب وامتد حَتَّى تنبسط الْيَد فَلَا عِلّة بِهِ لِأَن هَذَا غَايَة امتداده الطبيعي وحركته ومفصل الْكَتف غَايَة امتداده ألف د إِلَى فَوق أَن تنصب الْيَد كالعضد على الْمنْكب وامتداده إِلَى أَسْفَل أَن ينبسط مَعَ الذِّرَاع انبساطاً وَاحِدًا وَبِالْجُمْلَةِ فَكل مفصل تحرّك فِي الْجِهَات الَّتِي يَتَحَرَّك فِيهَا حركته الطبيعية فَلَا عِلّة بِهِ. الرِّبَاط الرخو يعي شَيْئا والصلب يوجع ويورم. لي رَأَيْت طول الشد يزمن ويوهن ويجفف الْعُضْو وَذَلِكَ أَن مجبراً كَانَ يشد الْعُضْو والزند أشهراً كَثِيرَة فَكَانَ يزمن خلقا كثيرا. قَالَ: إِذا وَقع الْكسر بالزند الْأَعْلَى فَهُوَ شَرّ من وُقُوعه بالزند الْأَسْفَل فَإِن وَقع بهما جَمِيعًا فَهُوَ رَدِيء. قَالَ: الْكسر فِي الزند الْأَسْفَل رَدِيء جدا لِأَنَّهُ حَامِل والزند الْأَسْفَل يُسمى الساعد فَأَما الْأَعْلَى فزنداً. قَالَ: وَالْخَطَأ أَيْضا يبين فِي الزند الْأَسْفَل أَشد وَأكْثر لِأَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ لحم كثير يغطيه كَمَا على الزند الْأَعْلَى. قَالَ: إِذا انْكَسَرَ الزند الْأَعْلَى فيكفيه مد يسير لِأَنَّهُ لين الانقياد ينقاد سَرِيعا وَإِن انْكَسَرَ الْأَسْفَل فَيحْتَاج أَن يمد مدا إِلَى الشدَّة فَإِن انكسرا جَمِيعًا فَإِنَّهُ إِن يمدا مدا شَدِيدا وَليكن الْمَدّ

أَيْضا بِحَسب لين الْأَبدَان فَإِن بدن الصَّبِي إِن مد بِشدَّة أَعْوَج لِأَن أعضاءه لينَة. قَالَ: انْظُر حسنا إِلَى أَي النواحي مَال الْعظم المكسور فَإِنَّهُ يكون الْموضع الَّذِي مَال إِلَيْهِ منحدباً وَالَّذِي مَال عَنهُ عميقاً وَيعرف ذَلِك أَيْضا باللمس وَذَلِكَ إِنَّك تَجِد موضعا حدبة وموضعاً تقعيراً وَيسْأل العليل أَيْضا عَن مَوضِع الوجع فَإِن الوجع يكون مائلاً إِلَى الْعظم فبهذه الثَّلَاثَة تعرف صِحَة الْكسر. قَالَ: الْخرق الجدد تهيج حكة ووجعاً والأجود أَن تكون لينَة ناعمة فِي أحْسنه يَعْنِي أطهر مَا كَانَ. لي سطح الْبدن وَبِالْعَكْسِ. قَالَ: إِذا أردْت تَسْوِيَة الزندين فَمد الْيَد قَلِيلا حَتَّى تستوي وتوكأ على أصل الْكَفّ أَعنِي على الْكُوع وَاجعَل الرِّبَاط خرقاً متوسطة فِي الْجدّة والخلق وَاجْعَلْهَا لَطِيفَة ألف د لاطئة لَازِمَة وَانْظُر إِلَى ميل الْعظم فابدأ من هُنَاكَ بالرباط والفف الرِّبَاط على ذَلِك الْموضع مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا حَتَّى تشد الْعظم وَيرجع إِلَى وَضعه ثمَّ انته بالرباط من مَوضِع) الْكسر إِلَى الْموضع الصَّحِيح فَهَذَا الرِّبَاط الأول ثمَّ ابدأ بالرباط الثَّانِي فآته على مَوضِع الْكسر مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ثمَّ أنته إِلَى أَسْفَل وأرخ الرِّبَاط قَلِيلا قَلِيلا كلما تسافلت حَتَّى تبلغ الْموضع الَّذِي قَالَ: وَاجعَل عرض الرِّبَاط معتدلاً وَأحذر أَن يتشنج فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يحدث وجعاً إِن كَانَ شَدِيدا وَإِمَّا أَن يسترخي ويعوج سَرِيعا والمرهم الَّذِي تطليه بدل طلاء الْجَبْر: شمع وزيت فِي بعض الْأَحْوَال ومصطكى وأشق فِي بعض الْأَحْوَال. قَالَ: إِذا ربطت فَلَا تحل إِلَّا فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام إِلَّا أَن يعرض لَهُ وجع أَو ورم وَإِن لم يجد العليل من الرِّبَاط وجعاً الْبَتَّةَ فَإِن الرِّبَاط السهل جدا رَدِيء لَا ينفع وَإِن ورمت أَطْرَاف الْأَصَابِع ورماً يَسِيرا وَوجد وجعاً قَلِيلا فَإِن الرِّبَاط المعتدل جيد. فَإِن كَانَ الورم والوجع مفرطين فَحل الرِّبَاط وَلينه فَإِن لم ترم مِنْهُ الْكَفّ الْبَتَّةَ فَاعْلَم أَن الرِّبَاط الرخو لَا ينفع فَحله وشده قَلِيلا وَإِذا ورمت الْكَفّ ورماً يَسِيرا فالرباط الشَّديد جيد فَإِذا مَضَت سَبْعَة أَيَّام فَاجْعَلْ شدّ الرِّبَاط أرْخى قَلِيلا لِئَلَّا يمْنَع عَن الْعُضْو غذاءه وَاسْتعْمل بعد ذَلِك الجبائر. لي هَؤُلَاءِ يستعملون الجبائر بعد أَن تمْضِي أَيَّام ويؤمن الورم الْبَتَّةَ وَيقبل الدشبد ينْعَقد وَأَنا أَظن أَن الْعُضْو لَا يَسْتَوِي إِلَّا بالجبائر وعَلى هَذَا رَأينَا المجبرين. قَالَ: إِن كَانَت الْيَد تعالج فَلْيَكُن العليل ألف د على كرْسِي وَإِن كَانَت الرجل فَلْيَكُن مُضْطَجعا وَإِن كَانَ صَاحب الْيَد قواراً جَازَ أَن يضطجع. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْعُضْو وارماً فَأَرَدْت أَن تفش الورم فَاجْعَلْ القيروطي بدهن بابونج وَإِن احْتَاجَ يَنْبَغِي إِذا شددت الْيَد بالعنق أَن لَا تكون الْكَفّ منسفلة منصبة فتميل إِلَيْهَا الْموَاد وَلَا عالية جدا فَإِنَّهَا توجع بل تكون مستوية أَي مَوضِع كَانَ هُوَ أَخْمص فاملأه بالخرق ثمَّ الفف عَلَيْهِ الرِّبَاط لِئَلَّا يَجِيء الرِّبَاط مضطرباً.

قَالَ: الشَّرَاب يفش الورم ويحله بحرارته وَيمْنَع النَّوَازِل بِقَبْضِهِ. قَالَ: فالرباط الْجيد أَيْضا يحلل الورم الَّذِي قد كَانَ وَيمْنَع أَن يرم. قَالَ: الجبائر تصلح لَا تلْزم الرفائد وَيَنْبَغِي أَن تكون الْجَبِيرَة الأولى غَلِيظَة وَأَن تُوضَع على مَوضِع الْكسر ثمَّ ضع الجبائر حول الْكسر وَلست أقدر أَن أحد لَك غلظ الجبائر لِأَنَّهَا تكون على مِقْدَار غلظ الْيَد ودقتها فَأَما طولهَا فَيَنْبَغِي أَلا تلمس أصل الْأَصَابِع وَهِي الأشاجع لِأَن ذَلِك الْموضع قَلِيل الْحلم عصبي فَإِذا وَقعت عَلَيْهِ الجبائر جرحته وَلَا تلمس الْمرْفق لِئَلَّا يجرحه.) قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن لَا تحل بعد وضع الجبائر إِلَّا فِي كل عشْرين ويماً إِلَّا أَن يعرض شَيْء يضْطَر أَعنِي حكة واعوجاج عظم فَإِن عرضت حكة فَحلهَا وصب عَلَيْهَا مَاء حَار فَإِنَّهُ يفش الرِّيَاح ويسكن لذع الأخلاط وَإِن لم يعرض عَارض فَلَا تحله وَلَا تنْزع الجبائر قبل الْعشْرين يَوْمًا أَو الثَّلَاثِينَ غير أَنه يَنْبَغِي أَن لَا تشد الجبائر جدا فتضيق المجاري وَلَا يسيل إِلَيْهَا الدَّم لِأَن الْكسر يحْتَاج إِلَى الدَّم ليغتذي ويهيئ مِنْهُ الدشبد الَّذِي يجْبر بِهِ الْكسر وَمِمَّا يَنْبَغِي لَك أَن تعلم أَن عظم الساعد إِذا انْكَسَرَ وجبر يقوى فِي ثَلَاثِينَ أَو فِي خَمْسَة وَثَلَاثِينَ وَرُبمَا قوي فِي ثَمَانِيَة وَعشْرين يَوْمًا بِقدر ألف د الزَّمَان وَالْقُوَّة وَحَال الدَّم فَإِنَّهُ يحْتَاج أَن يكون الدَّم غليظاً كثيرا والعليل شَابًّا ويبطئ فِي الصغار والمشايخ والضعفاء القليلي الدَّم. قَالَ: فَأَما الشَّاب فَيبرأ سَرِيعا ويقوى عظمه وَحيا لِأَن قوته قَوِيَّة واليبس فِي الشَّبَاب قوي بِسَبَب الصَّفْرَاء وعَلى حسب الْغذَاء. قَالَ: فَأَما الْغذَاء فَإِذا لم يكن مَعَ الْكسر جرح فَلْيَكُن غليظاً لزجاً. وَإِن كَانَ مَعَ جرح فليلطف التَّدْبِير وَعَلَيْك بالبقول والسمك الصغار. وَإِن كَانَ الْجرْح عَظِيما فلطف التَّدْبِير أَشد. قَالَ: وعلق الْيَد بِخرقَة عريضة تَأْخُذ من الزند إِلَى المأبض لِأَن الَّذين يعلقون العلاقة فِي مَوضِع فَقَط يعوجون الْيَد. قَالَ: والجبائر لَيست تسْتَعْمل للُزُوم الرفائد فَقَط لَكِن وتشد الْعظم المجبور فَإِن رَأَيْت الْعظم قد اشْتَدَّ واستوى عِنْد مَا يحل الرِّبَاط فَلَا تسْتَعْمل حِينَئِذٍ الجبائر. لي الصَّوَاب والحزم أَن لَا يُفَارق الجبائر الْيَد إِلَّا بعد الْبُرْء الْكَامِل لِأَنَّهُ رُبمَا عرض اضْطِرَاب وَنَحْو ذَلِك وَالْكَسْر لم يقو نعما فَيبرأ أَيْضا وَقد ذكر الْمُجبر أَن قوما يرفعون الجبائر ثِقَة بعلمهم قبل الْأَرْبَعين على الزندين فيتعوجان بالجبائر وَإِن كَانَت مَانِعَة للغذاء فَإِن لُزُومهَا أصوب وَيَنْبَغِي أَن يسلس بِقدر مَا يقوى ليجمع بذلك الْأَمْن من الاعوجاج وَلَا يمْنَع الْغذَاء وَقد يذوب ويلطف بالجبائر الغلظ والاعوجاج الشَّديد فَإِنَّهُ يَدُور وَيَسْتَوِي ويحسر بعض السماجة والغلظ إِذا اسْتعْمل مُدَّة طَوِيلَة. قَالَ: ولطف التَّدْبِير فِي أول الْكسر أَيَّامًا وَأما بعد عِنْد الْأَمْن من الورم فِي آخر الْعلَّة فَليَأْكُل اللَّحْم وَيشْرب الشَّرَاب.)

قَالَ: فَإِن كَانَ العليل صَبيا أَو رطب الْبدن فالجبر نَفسه يَكْتَفِي أَن يمده وَأما الْأَبدَان الصلبة فتحتاج ألف د إِلَى شدّ شَدِيد وَإِن عجزت قُوَّة الرجل مد بالحبل الخشن والحبال. قَالَ: وَعظم الْعَضُد إِذا انْكَسَرَ إِنَّمَا يمِيل إِلَى خَارج فِي الْأَكْثَر فلف الرِّبَاط على مَوضِع الْكسر بعد أَن تسويه مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا واذهب بِهِ إِلَى فَوق ثمَّ ألفف الرِّبَاط الثَّانِي أَيْضا على مَوضِع الْكسر فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى أَسْفَل ثمَّ اربط برباط ثَالِث من أَسْفَل إِلَى فَوق وعلق الْيَد بشكل مَرْوِيّ وَأحذر أَن يكون مدلاة وَلَا تحلها إِلَى السَّابِع والعاشر ثمَّ بعد ذَلِك إِذا حللتها وَأَرَدْت ربطها ثَانِيَة فَاسْتعْمل الجبائر. والعضد تقوى فِي أَرْبَعِينَ وَإِيَّاك أَن يُفَارِقهُ الشد قبل الْأَرْبَعين. قَالَ: وغذاء هَذَا العليل لَا غليظ وَلَا لطيف. قَالَ: وَإِذا انْكَسَرَ عظم الْعقب عسر علاجه فَإِذا برأَ صَاحبه وَبَدَأَ يمشي أوجعهُ إيجاعاً شَدِيدا وَذَلِكَ أَن الْبدن كُله مَحْمُول عَلَيْهِ. قَالَ: وَاعْلَم أَن عِظَام الْأَصَابِع الصغار من الْيَد وَالرجل لَا تنكسر لَكِنَّهَا تنْتَقل من موضعهَا وَذَلِكَ أَنَّهَا صلبة صغَار فَكلما حدث عَلَيْهَا كَانَ إِلَى تنقلها من موضعهَا أسْرع مِنْهُ إِلَى أَن يكسرها. قَالَ: وَإِذا عرض لَهَا الْخلْع فإياك أَن تمدها كَمَا تمد الْعِظَام الْمَكْسُورَة لَكِن شدّ عَلَيْهَا أصابعك واضغطها فَإِنَّهَا ترجع إِلَى مَكَانهَا ثمَّ اربطها على مَا وَصفنَا فِي سَائِر الرباطات وَعِظَام الْمشْط فِي الْيَد وَالرجل إِنَّمَا تنخلع إِلَى ظَاهر الْكَفّ وَالرجل وَيَنْبَغِي إِذا ربطت إِن كَانَ فِي الرجل أَن لَا يمشي صَاحبه الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يرم من شدَّة الوجع وَهَذِه الْعِلَل تَبرأ فِي عشْرين يَوْمًا. وَعظم الْعقب ينكسر إِذا وَقع الْإِنْسَان من مَوضِع عَال على عقبه فينرض الْعقب والعضلات الَّتِي حوله وَرُبمَا انفجر بعض الْعُرُوق ألف د أَيْضا ويسيل الدَّم فِي بطن العضل ويجمد فِيهِ ويضر بِهِ وَرُبمَا أورث تشنجاً فِي جَمِيع الرجل وارتعاشاً وَحمى واختلاط الْعقل فَهَذِهِ البلايا تعرض من كسر الْعقب. قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الْعقب كمد اللَّوْن فسل عَنهُ هَل كَانَ بِهِ قبل ذَلِك ورم حَال فَإِن قَالُوا: نعم فَهُوَ عَلامَة رَدِيئَة جدا لِأَنَّهُ قد أَخذ فِي طَرِيق الْمَوْت وَأما إِذا كَانَ الْعقب وارماً ورماً مدافعاً للأصابع فَإِن ذَلِك جيد لِأَنَّهُ يُرْجَى أَن يتقيح فينجو الْإِنْسَان. قَالَ: إِن سقم الْعقب جعلنَا الرِّبَاط عَلَيْهَا وعَلى الرجل وَتَركنَا الْعقب مَفْتُوحَة.) قَالَ: إِذا سقم الْعقب فَإنَّا نربطها ونأتي بالرباط إِلَى أَطْرَاف الْأَصَابِع لكيما تنْدَفع النَّوَازِل من النواحي كلهَا. قَالَ: انطلوا الْعظم المكسور بِمَاء حَار كثير. لي يَعْنِي عظم الْعقب وَلِهَذَا وَقت يَنْبَغِي أَن يحذر.

قَالَ: وكما أَن وضع الساعد المجبور مَمْدُود فَلْيَكُن وضع الرجل ممدوداً على اسْتِوَاء فَإِن ذَلِك لَهَا طبيعي. قَالَ: وَقد يشرط الْعقب وَلَا يَنْبَغِي أَن يعمقه ليسيل الدَّم الْمَيِّت من الرض فيستعمل الْقَيْء. قَالَ: وَعظم الْعقب إِذا لم ينجبر على مَا يَنْبَغِي لم يقدر العليل أَن ينْتَفع بِهِ الْبَتَّةَ. قَالَ: وكل عظم لَا ينجبر على مَا يَنْبَغِي لِأَنَّهُ يتحدب وَلَا يقبل غذاءه على مَا يَنْبَغِي. قَالَ: وَإِن انْكَسَرَ الْعظم الْكَبِير فِي السَّاق فَهُوَ رَدِيء وَالصَّغِير أَسْفَل. قَالَ: وَاسْتعْمل وضع الجبائر بعد خَمْسَة أَيَّام أَو سَبْعَة أَو تِسْعَة أَو أحد عشر على نَحْو عظم قَالَ: البرانج فَإِنَّهُ انفع إِذا احْتَاجَ العليل أَن ينْتَقل ويتحرك وَلها مضرَّة لِأَنَّهَا ينخسان الرّكْبَة ويوجعان فإمَّا أَن لَا يسْتَعْمل الْبَتَّةَ وَإِن اسْتعْمل فليستعمل وَاحِد يبلغ من لدن الورك إِلَى طرف الرجل. قَالَ: وَإِذا ربطت السَّاق فَمدَّهَا مدا ألف د مستوياً فَإِن ذَلِك شكلها الطبيعي وَيُسمى هَذَا البرانج سوان وتفسيرها الْعِصَابَة فَدلَّ أَنَّهَا جبارَة لَا برانج وَقَالَ: إِن الضارة مِنْهَا مَا كَانَ بقطعتين وَاحِدَة على السَّاق وَالْأُخْرَى على الْفَخْذ لِأَنَّهَا تضغط الرّكْبَة فِي الْوسط والنافعة مَا كَانَت بِقِطْعَة وَاحِدَة من لدن الورك إِلَى الْقدَم ومنفعتها الْكُبْرَى لقِيَام العليل وتحويله من مَكَان إِلَى مَكَان. قَالَ: والفخذ إِذا انْكَسَرت تحْتَاج إِلَى مد قوي شَدِيد ثمَّ سووها واربطوها على مَا ذكرنَا ثمَّ ضعوها وَضعهَا الطبيعي وَهُوَ أَن تكون خَارِجَة محدبة وداخلة غائرة قَلِيلا فَإِن الطبيعة كَذَلِك جبلتها وَاجْعَلُوا بَين الفخذين شبه الكرة من خشب لِئَلَّا يعوج الْعظم وتعاهدوا فِي كل مَا تَعْمَلُونَ الورم والوجع والحكة. لي إِنَّمَا تكون الْفَخْذ منحدبة قَلِيلا وَاجعَل تحتهَا شَيْئا تُوضَع عَلَيْهِ فَخذ بهَا قَلِيلا وَأما السَّاق فَلَا تحْتَاج إِلَى ذَلِك لِأَن شكلها مستو. قَالَ: وَاعْلَم أَن الورم الَّذِي يكون فِي الْفَخْذ يكون عَظِيما على قدر عظم الْعُضْو لِأَن النَّوَازِل) تسرع إِلَيْهِ وَإِذا رَأَيْتُمُوهُ قد ورم فَأَسْرعُوا حلّه حَتَّى ينفش ويتبدد الورم والأعراض مِنْهُ أَعْرَاض رَدِيئَة وخذوا خرقاً وبلوها بشراب وضعوها على الورم فَإِن ذَلِك يطرد النَّوَازِل ويفش الورم فاستعملوا البرانج فِي كسر الْفَخْذ لَا غير وَالْمدّ الشَّديد يحْتَاج إِلَيْهِ ضَرُورَة فِي كسر الْفَخْذ لِأَنَّهُ عُضْو عَظِيم والورم فِيهِ يَنْبَغِي أَن يتَعَاهَد لِأَنَّهُ تعرض مِنْهُ أَعْرَاض رَدِيئَة. قَالَ: فَأَما الْجرْح مَعَ الْكسر وَالْخلْع فَإِن عولجت الْجراحَة أَولا فَهُوَ خطأ لِأَن الْجرْح لَا يبرأ فِي أَيَّام قَليلَة وَإِذا برِئ الْجرْح يكون الْعظم قد صلب فإمَّا أَن يتْرك معوجاً وَإِمَّا أَن

يحْتَاج إِلَى مد شَدِيد وَكثير فتعرض مِنْهُ أَعْرَاض رَدِيئَة مؤذية وَهَهُنَا أَيْضا ألف د علاج رَدِيء وَهُوَ أَن تُوضَع أَطْرَاف الرِّبَاط على الْمَوَاضِع الصَّحِيحَة أَشد ثمَّ يجاء بِهِ نَحْو الْجرْح وَهُوَ رخو حَتَّى يكون مَوضِع الْجرْح أرْخى مَوضِع فِيهِ فَإِن هَذَا العلاج يصب إِلَى خَارج فضولاً رَدِيئَة وَتعرض فِيهِ أَعْرَاض رَدِيئَة وَأما العلاج الْجيد فَهُوَ أَن تمد الْعُضْو المكسور الْمَجْرُوح بِرِفْق وَلَا تعنف ويسوى فيربط بِرِفْق وَيجْعَل ابْتِدَاء الرِّبَاط من مَوضِع الْجرْح ثمَّ يذهب بِهِ إِلَى أَسْفَل وَإِلَى فَوق كَمَا ذكرنَا فِي الرِّبَاط وَيسْأل العليل عَن الوجع وَيحل كل يَوْم لَا يبرأ كَالَّذي لَا جرح مَعَه وَيَنْبَغِي أَن ترد الْعظم ثمَّ ادخلوه. قَالَ أبقراط: إِنَّكُم أَن مددتم الساعد والعضد مدا شَدِيدا رَجَعَ الْعظم إِلَى مَوْضِعه من يَوْمه وَليكن الرِّبَاط الَّذِي للكسر مَعَ جرح وليحل فِي كل يَوْم وعالج الْجرْح بالمراهم فَإِذا انْفَتح الْجرْح وظننتم أَن فِيهِ قشوراً عظاماً فعلاجه علاج الْكسر مَعَ جرح إِلَّا أَنه لَا يَنْبَغِي أَن تشدوا الرِّبَاط وَلَا تغمزوه باليدين غمزاً شَدِيدا وَلَا تضغطوه بالجبائر وَلَا تستعملوا الجبائر لَكِن استعملوا بدلهَا خرقاً كَثِيرَة. قَالَ: ودع رَأس الْجرْح مكشوفاً ليسيل الْقَيْح وبلوا الرفائد بِالشرابِ لتقي الْعُضْو وتمنع الورم وضعُوا المراهم الزفتية أَو مَا يحْتَاج إِلَيْهِ على الْجرْح أَولا ثمَّ ضَعُوا الْخرق الملوثة بِالشرابِ فَوق المرهم وَإِن كَانَ صيفاً فبلوا الرِّبَاط أبدا حَتَّى لَا يسخن وانصبوا الْعُضْو نصبة ليسيل قيحه. وَالْجرْح فِي الْفَخْذ مَعَ الْكسر فَيحْتَمل الشد أَكثر لعظم الْعُضْو وَإِيَّاك أَن تَدعه أَيَّامًا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يخَاف أَن يجْتَمع فِيهِ قيح كثير وَيفْسد فَسَادًا عَظِيما. قَالَ: واجبر الْعظم المكسور من يَوْمه وَالْيَوْم الثَّانِي وَلَا يقربهُ فِي الثَّالِث فَإِن تعرض مِنْهُ أَعْرَاض رَدِيئَة. لي أَظن أَن هَذَا الَّذِي مَعَ جرح فَأَما غَيره فَلَا وَيَنْبَغِي أَن تنظر فِي ذَلِك نَظرنَا فِيهِ وَصَحَّ أَنه) يعسر إِذا كَانَ مَعَ جرح وَأَن الْأَصْلَح أَن يجْبر من ألف د سَاعَته قبل الورم فَأَما إِذا ورم فعلاجه رَدِيء وَيَنْبَغِي أَن يتْرك على حَاله ويعرض مِنْهُ فَسَاد الْعُضْو وعفنه إِن جبر وَشد وَهُوَ وارم وَذكر هَهُنَا الى لَة الَّتِي تسمى السرم وَينظر فِيهِ. قَالَ: من المجبرين من يجْبرهُ فِي الْخَامِس وَفِي التَّاسِع فَيعرض من ذَلِك الكزاز وَنحن لَا نرى بعد الورم والوجع وامتداد العضلات أَن نعالج الْعظم لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى مد وربط وَزِيَادَة فِي الوجع فَإِن فعلت ذَلِك وأدخلت الْعظم فِي مَوْضِعه عرض الكزاز وَإِن أدخلت مرّة عظما إِلَى مَوْضِعه الطبيعي فَاشْتَدَّ بالعليل لذَلِك الوجع وقدرت أَن تخرجه عَن مَوْضِعه الطبيعي حَتَّى يكون بحالته الأولى فافعل تريح السقم وقومته من الْخطر الْعَظِيم وَإِن لم يُمكن فِي حَالَة رد الْعظم إِلَى مَكَانَهُ الطبيعي فانشره إِن كَانَ ناتئاً فَإِن الْعظم رُبمَا كَانَ مُؤْذِيًا ناخساً. إِذا انْكَسَرَ عظم فأسرع بجبره من يَوْمه فَإِن لم ينفذ الْعظم وَيدخل فَدَعْهُ بِحَالهِ فَإِنَّهُ أَجود من أَن يدْخل على السقم ثمَّ يشده بعد الْمَدّ جهداً شَدِيدا فتصيبه مِنْهُ أَعْرَاض رَدِيئَة لِأَن فِي الْفَخْذ عضلات كَثِيرَة وَيكون إِدْخَاله أعْسر إِذا هُوَ لم يدْخل من يَوْمه.

قَالَ أبقراط: ميل الْعظم المكسور إِلَى خَارج خير من ميله إِلَى دَاخل لِأَن الْعظم المكسور إِن مَال إِلَى دَاخل نخس هُنَاكَ عصباً عَظِيم الْقدر لِأَن فِي الْفَخْذ عضلات كَثِيرَة شريفة وأحدث تشنجاً وَحمى. وَيَنْبَغِي للمجبر إِذا علم أَن رد الْعظم إِلَى مَوْضِعه تحدث مِنْهُ حمى أَو تشنج وَأَن تَركه بِحَالهِ يحدث سماجة شَدِيدَة من اعوجاج. قَالَ: مفصل الرّكْبَة سهل الْخُرُوج ومفصل الْعَضُد لَا يكون يتخلع لِشِدَّتِهِ وَبعده مفصل الورك فَأَما مفصل الْأَصَابِع فَلَا ينخلع ألف د بل ينكسر قبل أَن ينخلع وكل مفصل يعسر انخلاعه يعسر رده لِأَنَّهُ موثق جدا قصير الأربطة. قَالَ: مفصل الرّكْبَة جعل سَلس الرِّبَاط لمنافع فَلذَلِك هُوَ يخرج من أدنى عِلّة وَيرجع أَيْضا رُجُوعا سهلاً وَلذَلِك جعلت عَلَيْهِ الفلكة لتمنعه من الْخُرُوج ولولاها لخرج لزجاً والمربط الْمُحِيط بِهِ سَرِيعا جدا فَأَما مفصل الْمرْفق فَإِنَّهُ موثق برباط وثيق فَلذَلِك لَا يخرج سَرِيعا وَلَا يدْخل سَرِيعا إِذا خرج فَلذَلِك إِذا رَأينَا مفصل الرّكْبَة قد انخلع لم نتخوف لضعف رباطه وَإِذا رَأينَا مفصل الْمرْفق قد انخلع تخوفنا حِينَئِذٍ لشدَّة رباطه وَعلمنَا أَنه لَا يرجع إِلَّا بِشدَّة وعسر. قَالَ: وَجل مَا يمِيل مفصل الرّكْبَة إِلَى دَاخل فَأَما إِلَى خَارج فتمنعه الفلكة وَرُبمَا خرج إِذا) كَانَت الْعلَّة قَوِيَّة. قَالَ: إِذا أردْت أَن ترد مفصل الرّكْبَة إِذا انخلع فَأقْعدَ العليل على كرْسِي قريب من الأَرْض وَارْفَعُوا رجلَيْهِ قَلِيلا ثمَّ تَأْتُوا برجلَيْن فتأمروا أَن يمدوا يديهما مدا قَوِيا من فَوق وَمن أَسْفَل ثمَّ يَأْتِي الطَّبِيب فَيدْخل الْمفصل فِي مَوْضِعه وَيَردهُ إِلَيْهِ ثمَّ يربطه ربطاً محكماً على مَا وَصفنَا وَفِي أَكثر الْأَحْوَال إِن أَدخل الْعظم فِي مَوْضِعه على الكرة عرض من ذَلِك حمى وكزاز وَإِن لم يدْخل عرض من ذَلِك حمى فَقَط. قَالَ أبقراط: إِذا انْكَسَرَ الْعظم من أَسْفَله وَمَال إِلَى خَارج كَانَ علاج ذَلِك أَهْون من علاج مَا قَالَ: إِذا انْكَسَرَ الْعظم ونتأ نتوءاً يَسِيرا وَلم يرم وَلم تكن هُنَاكَ عضلة يتخوف مِنْهَا أدخلنا حِينَئِذٍ الْعظم إِلَى مَوْضِعه نَحوه وَإِن نتأ الْعظم جدا وورم الْعُضْو فَلَا يَنْبَغِي أَن تروم إِدْخَاله إِلَى مَوْضِعه لِأَنَّهُ تعرض مِنْهُ الْأَعْرَاض الَّتِي وَصفنَا. قَالَ: ويعرض للمفاصل إِمَّا ميل وَإِمَّا انخلاع والميل يعرض ألف د إِمَّا إِلَى دَاخل وَإِمَّا إِلَى خَارج والانخلاع هُوَ زَوَاله إِلَى جَمِيع النواحي زوالاً كثيرا. قَالَ: وَخُرُوج الْمفصل من مَكَانَهُ يكون ظَاهرا للرَّدّ وللجس لِأَن الْموضع الَّذِي مَال إِلَيْهِ يكون محدباً وَالَّذِي مَال عَنهُ متقعراً. علاج ميلان مفصل الْمرْفق قَالَ: شكل الْيَد شكلاً منزوياً على بَطنهَا وليبصروا حسنا فَإِن كَانَ الميلان إِلَى دَاخل فشكلوا الْيَد على بَطنهَا وَإِن كَانَ إِلَى خَارج فشكلوا الْيَد على ظهرهَا. قَالَ: علاج انخلاع المفاصل: مدوا الْعَضُد والساعد من جانبين مُخْتَلفين مدا شَدِيدا حَتَّى يرْتَفع الْعظم ثمَّ أدخلوه

قَالَ أبقراط: إِنَّكُم إِن مددتم الساعد والعضد مدا شَدِيدا يرجع الْعظم إِلَى مَوْضِعه وَإِن لم يرم المعالج إِدْخَاله من تِلْقَاء نَفسه. وَإِن انخلع الذِّرَاع من مفصل الْمرْفق إِلَى خلف فَإِنَّهُ صَعب وَقل مَا يكون ذَلِك لِأَن هُنَاكَ عصباً كثيرا وعروقاً وغضاريف فَيعرض من ميل الْعظم إِلَيْهَا أسقام رَدِيئَة وتمدد. قَالَ: عالجوا إِدْخَال الْعظم إِلَى مَوْضِعه قبل أَن يرم فَإِن لم يتَّفق فَلَا تعالجوه إِلَّا بعد أَن يسكن قَالَ: علاج رض اللَّحْم أَشد من علاج كسر الْعظم لِأَن الْعظم لَا حس لَهُ. فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة قَالَ: الرجلَيْن المنقلبتين إِلَى خَارج أَو إِلَى دَاخل وَالرَّأْس المسفط أما فِي الْأَطْفَال حِين يولدون مَا دَامَت أعضاؤهم رطبَة فَيمكن أَن ترد إِلَى حَالهَا الطبيعية بالشد والتسوية وَإِمَّا فِي الْأَبدَان الَّتِي قد يَبِسَتْ فَلَا. وَقَالَ: الْعظم اللين فِي الْأَطْفَال إِذا انْكَسَرَ يُمكن أَن يلتحم التحاماً مستوياً.) قَالَ: وَمَا دَامَ الْبدن فِي النشء فَيمكن أَن يصلح شكل أَكثر أَعْضَائِهِ فَإِذا اسْتكْمل لم يُمكن أَن يصلح. قَالَ: وَليكن غرضك فِي الْأَعْضَاء الَّتِي ألف د اعوجت الَّتِي يُمكن إصلاحها أَن تردها من الْجِهَة الَّتِي مَالَتْ إِلَيْهَا إِلَى خلَافهَا وَمَتى كَانَ فَسَاد الشكل فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ من قبل كسر لم يسو على مَا يَنْبَغِي ثمَّ كَانَ الْعظم المكسور قد انجبر انجباراً محكماً فَلَا يعرض لَهُ فَإِن كَانَ انجباره لم يستحكم بعد وَلم يشْتَد فاكسره ثمَّ سوه واحتل فِي أَن ينْبت عَلَيْهِ الدشبد بالغذاء والشد. من رسم الطِّبّ بالتجارب قَالَ: قد رصد أَن من كَانَ بِهِ خلع مَعَ جرح إِن رد مفصله فِي مَكَانَهُ تشنج. من مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الْفَسْخ والفدع والرض فَإِنَّهُ يكون فِي عمق الْبدن فِي الْجُزْء اللحمي من العضلة وَأما الهتك فَإِنَّهُ يكون فِي الْأَعْضَاء العصبية إِذا انتهك الليف الَّذِي فِيهَا أَي انْقَطع وتفرق مِنْهُ وَأما الفك فَإِنَّهُ زَوَال العصب عَن مَوْضِعه الْمَوْضُوع عَلَيْهِ وَهُوَ أقلهَا حدوثاً وَأكْثر مَا يعرض لطرف الْمنْكب. من الْمقَالة الثَّانِيَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: مفصل الرسغ قوي الرباطات قوي الرُّكْن وبهذين يكون شدَّة الْمفصل وقوته وَلذَلِك يعرض لَهُ الْخلْع أقل مِمَّا يعرض لمفصل الْمنْكب لِأَن مفصل الْمنْكب قد عدم الْأَمر من وثاقة الرُّكْن وصلابة الرباطات وَلَكِن الحركات القوية تعرض فِي الرسغ أَكثر مِمَّا تعرض فِي الْمنْكب وَلذَلِك يوثق فِي الْخلقَة مِنْهُ أَكثر وَكَذَلِكَ لَا ينخلع أَيْضا كثيرا. وَقَالَ: لَا يُمكن أَن ينخلع أحد الزندين إِلَّا بِأَن تبَاعد عَن الثَّانِي بعدا كثيرا.

لي اسْتَعِنْ بحركة المفاصل بالعضل وبجراحات الأعصاب فَلذَلِك أَكثر مَا يعرض خلع الزند الْأَسْفَل مَعَ كسر الْأَعْلَى لِأَنَّهُمَا جَمِيعًا مربوطان بَعْضهَا بِبَعْض برباط وثيق جدا. قَالَ فِي الثَّالِثَة: لما كَانَ أبقراط عَالما بنصبة الْفَخْذ وشكلها تقدم إِلَى من يتَوَلَّى ألف د جبرها إِذا انْكَسَرت أَن يَدعهَا على نصبتها وشكلها وَلَا يلويها وَلَا يردهَا على التعويج الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ إِلَى الاسْتقَامَة والنصبة المستوية. قَالَ: وَجَمِيع من تكون قَصَبَة فَخذه بالطبع مُسْتَقِيمَة يعرض لَهُ فِي ركبته الفحج والفحج رَدِيء فِي الْحَضَر وَالْمَشْي والثبات.) لي هَذَا العوج هُوَ يجذب الْفَخْذ إِلَى وَحشِي الْبدن وَمن كَانَ فِيهِ هَذَا التحدر أقل كَانَ أَشد فحجاً. الْمقَالة الثَّانِيَة عشرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: إِذا كثرت الرُّطُوبَة فِي نقر المفاصل ورباطها ابتلت وانخلعت سَرِيعا وَإِذا غلب على الرِّبَاط والنقر اليبس عسر حركتها. وَقَالَ: مفصل الْكَتف ينخلع أَكثر من انخلاع سَائِر المفاصل لِأَن نقرته لَيست مقعرة ورباطاته رقيقَة سلسة وَإِنَّمَا عمل كَذَلِك لِأَنَّهُ احْتَاجَ إِلَى تغير الحركات وَلم يُمكن ذَلِك إِلَّا بذلك. قَالَ: فَأَما مفصل الورك فَإِن نقرته حَقًا مقعرة ورباطه مُدَوَّرَة قَوِيَّة موثقة لِأَن مفصل الورك احْتَاجَ إِلَى الثَّبَات والتمكن أَكثر مِمَّا احْتَاجَ إِلَى تغير الحركات. وَقَالَ: إِن حدث على الْمفصل الأول أغْنى الخرزة الأولى من خرز الْعُنُق الَّذِي يلتئم مَعَ الرَّأْس خلع مَاتَ الْحَيَوَان من سَاعَته بِعَدَمِ التنفس لِأَن العصب الْفَاعِل للنَّفس يمسك عَن فعله. لي فِي تعقد العصب قد يظْهر على الْيَد وَالرجل وبالقرب من المفاصل شَيْء شَبيه بالسلع وَفِي الْأَكْثَر يكون بعقب التَّعَب الشَّديد وَيفرق بَينهَا وَبَين السّلع بِأَنَّهَا ألزم لمكانها من السّلع ولمسها لمس عصب وَإِذا غمز عَلَيْهَا بِشدَّة تبددت وَذَهَبت ثمَّ يعود بَعْضهَا وعلاجها أَن يغمز عَلَيْهَا فَإِن تتبدد بالغمز وَإِلَّا فَمِنْهَا مَا يدق بِمِطْرَقَةٍ وخشب فتبدد ثمَّ تُوضَع عَلَيْهِ جبيرَة وتشد فَإِنَّهَا لَا تعود وَإِن كثرت أَو عظمت فتحتاج أَن تنقى ألف د الْبدن وَرُبمَا كَانَت عَظِيمَة إِلَّا أَنَّهَا تكون مفرطحة كَمَا كَانَ فِي مأبض ركبة امْرَأَة فَإِنَّهُ قد كَانَ فِي عظم الهوزة فبددت بالغمز ثمَّ شدت فَذَهَبت فَإِذا رَأَيْت ذَلِك واشتبه عَلَيْك فسل هَل حدث بعد تَعب وَانْظُر هَل مجسته عصبية وأغمزه وَانْظُر هَل يُؤثر الغمز فِيهِ حَتَّى تقف عَلَيْهِ. السَّابِعَة عشرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: إِذا عرفت مَا يحدث عَن الْخلْع وَالْكَسْر ضَرُورَة فتقدمت بِمَا يكون بَرِئت من الذَّم. مِثَال ذَلِك إِنَّك إِذا تقدّمت فِي الْخلْع الَّذِي يكون مَعَ قرحَة أَنَّهَا لَا تَبرأ أَو فِي خلع الورك وَإِن لم يكن مَعَ قرحَة أَنه يزمن الرجل اضطراراً. لي رُبمَا استرخت ربط المفاصل فَيكون الْعُضْو مسترخياً وَهُوَ غير منخلع لِأَنَّهُ بَاقٍ على استوائه وعلاجه شده شداً يشيله والأشياء القابضة مَعَ حرارة. وَقد رَأَيْت غُلَاما كَانَ

مَنْكِبه كَأَنَّهُ يتَعَلَّق فَإِذا شلت مرفقه إِلَيْهِ بالمنكب صَار كالطبيعي وَإِذا تركته امْتَدَّ الْعَضُد وباين الْمنْكب حَتَّى تدخل فِيهِ الإصبع وَأمره الْمُجبر أَن يشد مرفقه إِلَى فَوق ليرْفَع رَأس الْعَضُد ويلزقه نعما) بالمنكب وَقد يعرض مثل هَذَا فِي الورك فتطول إِحْدَى الرجلَيْن وَكَذَلِكَ إِذا عرض فِي الْيَد طَالَتْ. فَأَما الْخلْع فَإِنَّهُ يقصر بِهِ وَأما الْأَصَابِع الصغار إِذا انخلعت فَإِنَّمَا تتخلع إِلَى دَاخل الْكَفّ وتعسر لذَلِك. التَّاسِعَة من آراء أبقراط قَالَ: قَالَ أبقراط فِي كتاب المفاصل: يَنْبَغِي أَن تتعرف الْخلْع بِهَذِهِ العلامات: إِحْدَاهَا أَنه لما كَانَت الْيَد وَالرجل فِي النَّاس منتهياً عَن تَعْدِيل فقد يَنْبَغِي أَن تقيس بالشَّيْء الصَّحِيح بعد أَن تنظر فِي مفاصل غَرِيبَة لَكِن فِي مفاصل الْمَرِيض نَفسه فتقيس العليل مِنْهَا بِالصَّحِيحِ. قَالَ: وَمن عَلَامَات انخلاع رَأس الْعَضُد أَن ترى ألف د رَأْسِي الْعَضُد تَحت الْإِبِط أَكثر من رَأس الْعَضُد الصَّحِيح وَيكون قبله الْكَتف المخلوعة فِيهَا غور أَكثر مِنْهُ فِي الساعد وَترى الْعظم الصَّغِير الَّذِي لرأس الْكَتف مبائناً لِأَن ذَلِك يغور ويغوص إِلَى أَسْفَل وَهَذِه الْعَلامَة قد تكون والعضد غير مخلوعة. قَالَ: وَإِن مرفق الْعَضُد المخلوعة يكون أَكثر تباعداً من الْجنب الصَّحِيح فَإِن استكره على الدنو مِنْهَا رُبمَا يوجع شَدِيدا وَلَا يُمكنهُ أَن يشيل يَده على استقامة إِلَى جَانب أُذُنه والمرفق مبسوطة كَمَا يُمكن فِي الْيَد الصَّحِيحَة وَلَا يُمكن أَن تديرها إِلَى هَهُنَا. قَالَ: وَقلة الْكَتف تكون غائرة أَيْضا فِي من ينخلع مِنْهُ الْعظم الصَّغِير الْمُسَمّى رَأس الْكَتف لَكِن هَذَا لَا يكون لَهُ نتوء فِي الْإِبِط وَلَا تتباعد عضده من الأضلاع وَلَا يعسر عَلَيْهِ أَن يرفع يَده إِلَى رَأسه ويديرها. قَالَ: وَقد تنخلع الفقارات الَّتِي قُدَّام فينخفض ذَلِك الْموضع كانخفاض من تنكسر سناسنه وَكسر السناسن يسهل وخلع الفقار مهلك لِأَن الفقارة الَّتِي تنخلع إِمَّا أَن تهتك النخاع الْبَتَّةَ وَإِمَّا أَن تضغطه وَإِن ذهبت تَدْفَعهُ احْتَاجَ إِلَى شدَّة شَدِيدَة وَشَيْء عَظِيم يسْقط عَلَيْهِ فَإِن سقط عَلَيْهِ شَيْء عَظِيم أَو دَفعته بِدفع شَدِيد انْكَسَرَ سنسنه الَّذِي عَلَيْهِ قبل أَن يدْخل الفقار. لي اسْتَعِنْ بِقِرَاءَة هَذَا الْموضع واطلب كتاب المفاصل لأبقراط. وَقَالَ: قوم يدعونَ مَوضِع القرحة فِي الْكسر مكشوفاً وَهَذَا علاج رَدِيء لِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن تضع الْخرق والشد على مَوَاضِع تحْتَاج إِلَيْهَا. قَالَ: وَلَا بُد ضَرُورَة لمن يرطب هَذَا الرِّبَاط من أَن ينْدَفع ورمه إِلَى القرحة فَإنَّك لَو ربطت) لَحْمًا صَحِيحا رِبَاطًا تَأْخُذهُ من الْجَانِبَيْنِ وتترك وَسطه غير مربوط لورم الْموضع الَّذِي لَا يرْبط ألف د واستحال لَونه فَيجب من ذَلِك أَن تجْعَل القرحة الرَّديئَة اللَّوْن ويسيل مِنْهَا شَيْء وَلَا

يمْنَع مده وَيكون الْعِظَام وَلَيْسَ هِيَ زَمعَة السُّقُوط تتساقط وَتصير القرحة ذَات ضَرْبَان وَذَات حمى ثمَّ يضطرون بِسَبَب الورم والوجع إِلَى حل الرِّبَاط. لي يَنْبَغِي أَن تعلم أَنه لَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي يَفْعَله مجبرونا لَكِن أَن يشد إِنْسَان بعصابتين وَاحِدَة من أَسْفَل إِلَى مَوضِع القرحة وَأُخْرَى من أَسْفَل القرحة وَيتْرك مَوضِع القرحة بِلَا شدّ الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يتْرك رَأس القرحة فَقَط مكشوفاً وَفِيه شكّ لِأَن أبقراط قَالَ بِهَذَا اللَّفْظ هَكَذَا وَهَهُنَا قوم آخَرُونَ يعالجون بِأَن يشدوا بالخرق وَيدعونَ مَوضِع القرحة يتنفس ويتروح ويضعون على القرحة بعض الْأَدْوِيَة ورفائد مبلولة بشراب وَهَذَا علاج سوء يتبعهُ فَسَاد القرحة وسيلان الرطوبات وتساقط الْعِظَام يَنْبَغِي أَن ينظر فِي ذَلِك. قَالَ: كَانَ أحنف فعالجه الْمُجبر فَاسْتَوَى وَبَقِي فِيهِ شَيْء قَلِيل لَا بَال لَهُ وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ مَحَله خَاصَّة عِنْد شدَّة الوجع إشفاقاً عَلَيْهِ وَهَذَا الصَّبِي لما كَانَ قَلِيلا يرسم ثمَّ أَنه مَال رَأسه إِلَى جَانب الْيَسَار بتشنج الْوتر. قَالَ: الْمُجبر يَنْبَغِي أَن يلين بعصابة وَيقوم رَأسه ثمَّ يوضع فِي الْموضع مخدة محشوة جيدا ويشد لتَكون المخدة تدفع دَائِما إِلَى الرَّأْس إِلَى الْجِهَة الَّتِي مَال إِلَيْهَا فَيكون التليين وَالدَّفْع الدَّائِم يسوى الرَّأْس. وَقد عالج غير وَاحِد هَكَذَا فبرؤوا ويعالجون خلع الخرز إِلَى خلف بِأَن يضبطه كَمَا يضْبط الحمامي وَيَضَع ركبته فِي ظَهره ويدفعه بِشدَّة وَجلد فَيرجع أَو ينومه على بَطْنه يقوم بكعبه عَلَيْهِ ألف د قَالَ: إِن زَالَ الخرز إِلَى الْبَطن فَلَا علاج لَهُم الْبَتَّةَ. قَالَ: الْكسر إِذا كَانَ مدوراً ثمَّ كَانَ أحمل فَإِنَّهُ عسر اللُّزُوم وَقد رَأينَا مِنْهُ عدادًا لَهُ شدّ وَأكْثر لَا يلْزم الْبَتَّةَ. لي عِنْد مثل هَذِه الْحَالة تحْتَاج إِلَى شدّ يبقي عَلَيْهِ زَمَانا طَويلا والأطعمة المولدة للدشبد والموميائي والأيابس فقد رَأينَا مَا لزم بعد أشهر فَاسْتَوَى وبرأ مِنْهُ. أَكثر مَا يَقع أَن لَا يلْزم الْكسر وَلَا يعْقد فِي الْعَضُد وَقد يَقع فِي الزندين إِذا انكسرا فِي وسط الساعد جَمِيعًا وَيَقَع فِي السَّاق أقل وتختلف الْأَبدَان فِي زمَان العقد رَأَيْت عضد احْتَاجَت أَن تشد أَرْبَعَة أشهر حَتَّى لَزِمت وَمَا) بِهِ وَأَقل وَأكْثر فِي الْعَضُد والساق كسر لَا ينكسر وَفِي هَذِه الْحَالة يفزع المجبرون إِلَى الجبائر الطوَال يضعون على طول الْعظم كُله وَذَلِكَ صَوَاب لِئَلَّا يَقع زَوَال الْبَتَّةَ وَيبقى بِحَالهِ وَلَا يتَنَحَّى ويتسوس اللزوجة وينفزع فِي كل مَا يَتَحَرَّك الْعُضْو فَإِن كَانَ فِي السَّاق وضعُوا عَلَيْهِ

جبائر طولهَا من الكعب إِلَى الرّكْبَة وَفِي الساعد من الْكَفّ إِلَى الْمرْفق وَفِي الْعَضُد من الْمرْفق إِلَى الْإِبِط وَمنعُوا من الْحَرَكَة وتوقوا وَرَضوا عقد الْحل لَا يجذبونه. لون يصلح لتِلْك يَأْكُلهُ حِين يُرِيد أَن يعْقد كَسره: يُؤْخَذ خروف فِي خبز سميذ ودقيق أرز وصدور القبج فتتخذ ودقيق الْأرز وَلبن فتتخذ هريسة ويجود ضربهَا حَتَّى تَنْعَقِد وَيطْعم مِنْهُ ولينتقل بالشاهبلوط وَيَأْكُل أَيْضا من جلد الجدي وَيكثر مِنْهُ وَقد طبخ اسفيذباج مَعَ أرز حَتَّى يغلظ ويلتزج فَإِنَّهُ ملاكه وَيَأْكُل من أَطْرَافه وَيجْعَل شرابه شرابًا قَابِضا غليظاً ويتوق الرَّقِيق والأصغر الْحَار فَإِنَّهَا ترق الدَّم وَلَا يستحم وَلَا يجود وَلَا يعْمل شَيْئا مِمَّا يرق الدَّم ويسخن المزاج ويحذر الْجِمَاع الْبَتَّةَ والموضع الْحَار وَليكن بدنه بَارِدًا أبدا فِي مَكَان ريح فَإِن جَمِيع مَا يغلظ الدَّم جيد لَهُ وَفِي هَذَا الْوَقْت يسْتَعْمل الموميائي وَنَحْوه من الْأَشْيَاء وَيُزَاد ألف د فِي الأضمدة جوز السرو وغراء وأقاقيا وكثيراء وَنَحْوهَا مِمَّا لَهَا قُوَّة قَوِيَّة فِي الْقَبْض والغوص فِي التغرية وَالْحِفْظ للعضو بِحَالهِ وَإِن استرخى الرِّبَاط أما فِي أول الْأَمر فَيجب أَن يكون التَّدْبِير لطيفاً جدا مبرداً حَتَّى يَأْمَن الورم والحدة وَلَا يشد عضوا نَافِذا الْبَتَّةَ فِيهِ حِدة وورم حَتَّى يسكن ورمه وَلَو بَقِي لَا ينجبر فَإِنَّهُم كَذَا يَفْعَلُونَ وَهَذَا وَجهه فَإِن لم يجد بدا فقومه على لوح واعقد عَلَيْهِ طاقاً وخرقة بِقدر مَا يُمكنهُ على تقويمه وَلَا يضغط الْبَتَّةَ وَلَا يمْنَع الالتحام فَإِن كَانَ ذَلِك تولدت خبيثة إِذا شكّ فِي الْكَتف أَو الأضلاع غَيرهَا وضع أُذُنه عَلَيْهَا هَل يسمع فرقعة الْعظم وَكَذَلِكَ يعْمل فِي ظهر الْكَتف وَنَحْوه فَإِن سمع فرقعة الْعظم علم أَنه مكسور والغمز الشَّديد يَسْتَعْمِلهُ ليستدل بِهِ على أَشد مَوضِع يوجع العليل فنقصده بالشد والضماد. قَالَ: والورك إِذا انخلعت قصرا الرجل. وَقَالَ: أَكثر مَا تنخلع إِلَى بر وَقل مَا تنخلع إِلَى دَاخل وردهَا أَن تمد بِشدَّة من أَسْفَل أَو من فَوق ثمَّ يغمز الْمُجبر بِيَدِهِ عَلَيْهِ يردهُ إِلَى حَيْثُ مَال عَنهُ بشده فَإِنَّهَا تدخل وَأما خلعها إِلَى دَاخل فَإِنَّهُ يلقِي مِنْهُ بلَاء قوي فِي أصل الحالب ويمدها رجل جلد وَهُوَ رَاكِع بِقُوَّة وَقد أمسك العليل بمده الرجل إِلَى بر وَيرْفَع الْمُجبر بِيَدِهِ رَأس الْفَخْذ حَيْثُ الرّكْبَة إِلَى دَاخل بِشدَّة فَإِنَّهُ يدْخل وَقد ترد الْفَخْذ إِذا انخلعت أَيْضا بِضَرْب آخر إِذا انخلعت) إِلَى خَارج فَليرْفَعْ رجل قوي طرف الْفَخْذ حَيْثُ الرّكْبَة إِلَى بر بِشدَّة وَآخر يدْفع حَيْثُ الرّكْبَة إِلَى دَاخل وينخلع إِلَى دَاخل وبالضد. الآخر الْأَعْلَى يكون بمنديل أَو حَبل وعَلى هَذَا الْوَجْه أَعنِي بِهَذَا الْوَجْه أَن يغمزوا رَأس الْعُضْو غمزاً مُخَالفا حَتَّى يغمزوا وَاحِدَة إِلَى دَاخل ألف د وَآخر إِلَى خَارج يُمكن أَن يرد جَمِيع المفاصل الَّتِي لَهَا عظم السَّاق والعضد الَّذِي قَالَ فِي اللحى المكسور أَنه يُسَوِّي الْأَسْنَان بَعْضهَا مَعَ بعض ويشدها بخيط ذهب وثيق ويلويه بالجفت خَارِجا حَتَّى يبْقى على التَّقْوِيم وَيجْعَل لَهُ حساء يصب فِي فِيهِ من مَاء لحم ونبيذ وَأما غَيره فسووه بالجبائر والرفائد وَلَيْسَ بِحسن وَلكنه يعْمل بِهِ وَأما أَنا فَأرى هَذَا خطأ لِأَن وضع الثَّنية على الثنايا شكل خَارج عَن الطَّبْع وَإِذا بَقِي مُدَّة هاج من

الوجع أَمر عَظِيم جدا والشكل الطبيعي إِنَّمَا هُوَ أَن يكون الْأَسْنَان الَّتِي فِي اللحى الْأَسْفَل دَاخِلا وَالَّتِي فِي الْأَعْلَى خَارِجا. قَالَ: رِبَاط الورك قد يسترخي بِمَا يسترخي رِبَاط الْعَضُد وعلاجه أَن يمد الرجل وَيُؤْخَذ لَهَا ثوب عريض عرضه شبر أَو يَأْخُذ الْقدَم كلهَا فَيلقى فِي الْقدَم ويمد بِهِ إِلَى الظّهْر ويشد شداً على هَذَا حَتَّى تكون الرجل كَأَنَّهَا قد ضمرت فِي الْحَائِط بسير شَدِيد فَإِنَّهُ يلْزم وَقد أَقبلت خلق بِهَذَا التَّدْبِير من الزمانة. الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا: إِذا انخلع فقار الصلب إِلَى دَاخل ضغط المثانة فأورث ورماً واحتباس الْبَوْل وورم المعي الْمُسْتَقيم أَولا واحتباس الرجيع وَإِذا لم ينخلع الفقار هَكَذَا لَكِن حدث فِي النخاع النَّابِت مِنْهُ الأعصاب الَّتِي تَجِيء إِلَى هَذِه شَيْء خرج الْبَوْل وَالْبرَاز بِغَيْر إِرَادَة وَأكْثر من يتزعزع نخاع ظَهره تضعف حَرَكَة رجلَيْهِ ويحتبس بَوْله. الكسور إِذا وَقعت عِنْد المفاصل قريبَة مِنْهَا عسر بعد جبرها ثني المفاصل لِأَن غلظ الدشبد يصير عَلَيْهِ وَيحْتَاج إِلَى مُدَّة وأصحابنا يلزمونه التليين مُدَّة طَوِيلَة أشرهاً ويأمرون ببسطه وَقَبضه حَتَّى يَتَّسِع وَأَنا أرى أَن يحتال فِيهِ بِمَا يلطف الدشبد فَإِن ذَلِك الضّيق فِي المفاصل إِنَّمَا جَاءَ من أجل غلظ الدشبد الْكسر ألف د الْقَرِيب مِنْهُ. وَأما الْعِظَام الصغار مثل عِظَام الْأَصَابِع فَإِنَّهُ لصغرها أَيْن وَقع الْكسر ضَاقَ الْمفصل وَلَكِن إِذا وَقع الْكسر من الكعب عِنْد الْمفصل فَأَنِّي رَأَيْت كثيرا يَقع الْكسر بالكعبين الأول وَالثَّانِي فَلَا تنضم الْأصْبع بعد الانجبار وَجَهل أَصْحَابنَا من المجبرين الصانعين على ذَلِك وَذَلِكَ أَن مثل هَذَا يحْتَاج أَن يكون إِذا انجبر أدنى انجبار وخاصة الْأَصَابِع لِأَنَّهُ لَا يَقع عَلَيْهَا كَبِير تَعب وَلَيْسَت) عظاماً كبارًا أَن يتْرك الشد وَيُؤْخَذ فِيمَا يلطف الدشبد لِئَلَّا يكون دشبدها كَبِيرا غليظاً لِأَن الْحَاجة هَهُنَا إِلَى ثني الْمفصل أَكثر مِنْهَا إِلَى الوثاقة. وَأما فِي الْعِظَام الْكِبَار فَيكون ميلك فِي ذَلِك باعتدال لِأَنَّهُ كَمَا يحْتَاج إِلَى الْبسط وَالْقَبْض كَذَلِك تحْتَاج إِلَى الوثاقة. وَأما وسط الْعظم بالبعد من الْمفصل فصل إِلَى قُوَّة الدشبد كُله لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى الوثاقة وَلَا يحْتَاج إِلَى أَن يبسط ويتقبض. السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: إِذا كَانَ عظم مكسور ينخس العضلة ويهيج الوجع فَلَا تمله أَن تقطعه أَو تسويه مَا أمكن وتفصد العليل وتسقيه الدَّوَاء وتسكن وَجَعه. لي وَلَا تشد حَتَّى تأمن الورم. رَأَيْت رجلا بِهِ كسر خارق فَقطع بعضه وَبَقِي نافراً شهرا وَأكْثر فَلم يجبروه الْبَتَّةَ وَلم يشدوه انْتِظَار السّكُون والتعقد والورم وَجُمْلَة فَإِنَّهُم لَا يشدون شَيْئا نافراً وَلَا سخنا. لي غُلَام جَاءَنَا بالمارستان ووركه منخلعة إِلَى خَارج فَكَانَت رجله العليلة أقصر كثيرا نَومه على جَانب وَرفع رَأس الرّكْبَة فِي جِهَة الصَّدْر وَوضع الْيَد على إليته وَكَانَ رَأس الورك

قد جعل فِي الألية حدبة وَدفعه فَرجع فشده وَشد ركبته وعقبيه بإبهاميه مَعًا ألف د وَأمره أَن جاءتنا امْرَأَة إِلَى المارستان فَكَانَ عضدها قد تَبَاعَدت من أضلاعها جدا فَقَالَ الْمُجبر: إِنَّهَا مخلوعة الْعَضُد فَلَمَّا نَظرنَا رَأينَا الْعظم الَّذِي يوازي الترقوة الْمُسَمّى حَبل العاتق وَرَأسه يُسمى الزرقين وَهُوَ لاصق بفكة الْكَتف قد خرج وَأرى أَن هَذَا الْعظم هُوَ الَّذِي يُسَمِّيه جالينوس الْعظم الصَّغِير الَّذِي فِي رَأس الْكَتف وَشد هَذَا هُوَ أَن تُوضَع عَلَيْهِ رفادة ويشد حَتَّى يلطأ ويلتزق وَلَا علاج لَهُ وَلَا شدّ غير هَذَا وشده: يوضع الرِّبَاط على الْعظم وَيُؤْخَذ تَحت الْمرْفق مبتدئه وَيكون الْعَضُد لاصقة بالجنب وَإِن شِئْت أدرت الرِّبَاط إِلَى تَحت الْإِبِط الآخر ليَكُون أوفق. يَنْبَغِي إِذا حللت هَذَا الرِّبَاط أَن يضع وَاضع يَده على رَأس الزرقين وَهُوَ حَيْثُ يتَّصل طرف هَذَا الْعظم بالمنكب أَنه إِن لم يفعل ذَلِك وحللته حَرَامًا أَن يَقع الْعظم لِأَنَّهُ فِي شده لَا يلتزق التزاقاً محكماً فيرتفع وَيكون الْحَال فِي كل شدَّة وينخلع الورك إِلَى خَارج ينَام على الْجَانِب المخلوع وَيجْعَل جُلُوسه على مَنْكِبه فَإِن ذَلِك يعين على جودة رُجُوعه واستقراره فِي مَكَانَهُ وَيمْنَع من خُرُوجه بعد الرَّد. أهرن ضماد للمفاصل الَّتِي قد زمنت يحلهَا ويلطفها: يُؤْخَذ حب الخروع مقشراً فَيدق) بالسمن مثل نصفه وَمن الْعَسَل مثل ربعه وَيلْزم الْموضع. وَأَيْضًا: يتَّخذ قيروطي بدهن السوسن وألزمه الْموضع واستعن بِبَاب المفاصل. الطَّبَرِيّ قَالَ: قد أَقمت غير وَاحِد مِمَّن اقعده وشبكته الرّيح بدهن الحندقوقي وَصفته فِي بَاب الْمفصل. لزوَال الْمفصل عَن مَوْضِعه من البلغم وَالرِّيح: راسن ووجع يطبخان ويجعلان ضماداً على الْموضع كلما كَانَ الْبدن أرطب عظاماً كَانَ أسْرع التحاماً. لي ضماد يلين العصب ألف د المتعقف: أشج ومقل أُوقِيَّة أُوقِيَّة بزر كتَّان وحلبة ثلث أُوقِيَّة كل وَاحِد لبنى أُوقِيَّة شَحم الْعجل أَو مخ سَاقه أُوقِيَّة تمر وطين وخطمي من كل وَاحِد ثلث أُوقِيَّة شمع ودهن حناء مَا يجمع بِهِ هَذِه الْأَدْوِيَة إِسْحَق الْجَمِيع بعصير عِنَب أَو شيرج التِّين قَلِيلا ثمَّ اجمعه جَمِيعًا وضمد بِهِ. قَالَ: وَأحذر على العصب الموثوء المَاء وَعَلَيْك فِيهِ بالأدهان الَّتِي قد طبخت بالأشياء القابضة والرياحين اللطيفة وَلَا تغرقه بالدهن إِلَّا مسخنا. قَالَ: وَإِذا حدث وثء فِي عُضْو عصبي فَلَا يقربهُ مَاء حَار وَلَا بَارِد وَعَلَيْك بالدهن الْمَطْبُوخ فِيهِ أفاويه قابضة وَيكون مسخناً يوضع عَلَيْهِ بليد فَوْقه ويفصد ويسهل ويحقن فَإِن كَانَ شقّ فَلَا تتركه يلتحم الْبَتَّةَ وَإِلَّا ورم وعفن الْعُضْو لَكِن تتعاهد رَأسه مَفْتُوحًا أبدا حَتَّى يسكن الوجع ويأمن مِنْهُ فَإِذا سكن ذَلِك فَعِنْدَ ذَلِك فاجبره إِن شِئْت.

من كتاب ينْسب إِلَى جالينوس قَالَ: الْعظم يُصِيبهُ الْكسر وَهُوَ أَن يندق بِاثْنَيْنِ والرض هُوَ أَن ينكسر قطعا صغَارًا حَتَّى تتخشخش والقصم هُوَ أَن ينشق بالطول قَالَ: وَهُوَ أيسر علاجاً من الرض وَالْكَسْر. قَالَ: وَأما مَا يَقُول النَّاس فِي انْقِطَاع المخ فِي الْعظم أَنه مهلك فَبَاطِل لِأَن المخ لَا يَنْقَطِع فِي بَاطِن الْعظم لِأَنَّهُ هُنَاكَ أبدا ذائب مُتَّصِل. قَالَ: وَقعت صَخْرَة على طرف منْكب رجل فخرقت الْجلد وَاللَّحم حَتَّى ظهر طرف الْعَضُد عَارِيا وخلع رَأس الترقوة وَأَخذه بعض الْجُهَّال فسوى الْعظم ورد اللَّحْم وَالْجَلد عَلَيْهِ وضمده وشده فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِث أنتن اللَّحْم وأخضر الْعظم وَإِنَّمَا كَانَ الصَّوَاب أَن يقطع ذَلِك اللَّحْم كُله ويكوى بالزيت المغلي فافعل فِي ألف د كل لحم بَان. قَالَ: وَإِذا عجز عَن ذَلِك إِلَّا أَنه أقل فَإِنَّهُ وثء والوثء هُوَ أَن يَزُول الْعُضْو من مَوْضِعه شَيْئا) يَسِيرا أقل من الْخلْع وَلَا ينخلع انخلاعاً تَاما والوهن هُوَ أَن يكَاد يلْحق الْعُضْو الزَّوَال وَهُوَ أيسر من الوث فَهَذِهِ الثَّلَاثَة من جنس الْخلْع. لي مَا يحدث فِي الْعِظَام والمفاصل شبه الْكسر والرض والقصم وَأما فِي المفاصل فالخلع والوثء والوهن. قَالَ: وَإِذا انْقَطع عِنْد الْخلْع رُؤُوس شظايا العضل الملتزق للعظم بالعظم لم يرجع ذَلِك الْبَتَّةَ بالجبر إِلَى حَاله الطبيعية وَأكْثر مَا يكون ذَلِك فِي الورك وَقد يكون فِي رَأس الْعَضُد وَفِي زندي الْقدَم عِنْد الْكَعْبَيْنِ. قَالَ: والجبر يسْرع التحامه فِي الْأَطْفَال وَفِي الصّبيان والشباب ويبطئ فِي الْمَشَايِخ لِأَن لحمهم قَلِيل والرطوبات الَّتِي فِي نقر المفاصل قَليلَة جدا. قَالَ: وَإِذا حدثت الْعلَّة بالأطفال فتعرف موضعهَا بالوجع والحمرة والورم وحد التزاق الْعِظَام فالدشبد أَن يعسر ويبطئ فِي الْمَشَايِخ أَكثر من ذَلِك كثيرا ويسرع فِي الصّبيان. قَالَ: فَإِن كَانَ من سقط ممتلئاً فبادر بالفصد فِي الْجِهَة الضِّدّ وَاجعَل الطلاء المبردة والمقوية كالصبر والفوفل والصندلين والكافور والطين الأرمني. قَالَ: وَمن كَانَ بِهِ فِي كَسره جرح فَيَنْبَغِي أَن يجْبر جبرا رَقِيقا جدا ويرصف الجبائر على حُدُودهَا وَيتْرك فِي مَوضِع الْجرْح مكشوفاً ثمَّ يعالج بالفتل والمراهم وترفد برفائد فَوْقه ثمَّ يغطى كُله من فَوق الشد تَغْطِيَة تعمم الْجَبْر وَالْجرْح وَيحل ذَلِك عَنهُ غدْوَة وَعَشِيَّة إِن احْتَاجَ إِلَى ذَلِك وَلَا يحل رِبَاط الْكسر. قَالَ: وَالْمَاء الْحَار والدهن ينفعان الْكسر فِي أول الْأَمر لِأَنَّهُمَا يلينان الْعُضْو ويعدانه

للجبر والعلاج أَعنِي قبل أَن يجْبر ويشد وَكَذَلِكَ ينفع بعد الْبُرْء حل الرِّبَاط لِأَن الرِّبَاط يحدث يبساً فِي الأعصاب ألف د وَقلة الْحَرَكَة وصلابة وعسر حَرَكَة الْعُضْو فَيحْتَاج أَن يلين بالدهن والموم ومخ الْبَقر. فَأَما فِي وسط الْكسر فَلَا يقربن الْعُضْو مَاء حَار وَلَا دهن فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يفْسد بإرخائه إِلَّا الْأَطْفَال وَالصبيان فَإِن الضماد إِذا جف عَلَيْهِم جفوفاً شَدِيدا ألمهم فادهن مَوضِع الوجع مِنْهُم ثمَّ ارفده واجبره وَإِذا سكن الوجع فَلَا يقربهُ الدّهن وَكَذَلِكَ الْمَشَايِخ فَإِنَّهُ يَحْتَاجُونَ إِلَى ذَلِك وَلَا يقرب صَاحب الْكسر الَّذِي لَا وجع بِهِ الدّهن وَالْمَاء الْحَار من بعد ثَلَاثَة أَيَّام إِلَى أَن يبرأ وَيحل رباطه.) قَالَ: وَيَنْبَغِي للمجبر أَن يمد يَده على مَوضِع الْكسر فِي كل حلَّة يحلهَا مصاعداً ومنحدراً إمراراً رَفِيقًا لِئَلَّا يفْسخ شَيْئا رخصاً وَلَا يخفى عَلَيْهِ شظية أَو عوج إِن كَانَ بَقِي. قَالَ: وَرُبمَا رام الْمُجبر كسر الْموضع ليعيده فَيكون دشبده صلباً عَظِيما جدا فيكسر من مَوضِع غير ذَلِك فَيحدث كسر آخر وَيبقى الأول المعوج. اعْمَلْ فِي هَذَا بِحَسب الدشبد فِي صلبته وعظمه وَبعد زَمَانه فَإِن اضطررت إِلَى ذَلِك فلين أبدا حَتَّى يسترخي الدشبد ثمَّ الْكسر وَيَنْبَغِي أَن يشد جبائر إِلَّا على مَوضِع الْكسر لكَي إِذا غمزته لم ينكسر الْبَتَّةَ إِلَّا من مَوضِع الْكسر الَّذِي لَا شدّ عَلَيْهِ. قَالَ: فَشد على ذَلِك الْموضع جلد الألية يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة حَتَّى ينتن أَو الحلبة ولب حب الْقطن وبزر الْكَتَّان المدقوق بِاللَّبنِ الحليب أَو التَّمْر المعجون بالسمن يلْزم ذَلِك قَالَ: إِذا حرقت شظية اللَّحْم فَلَا توسعها كَمَا يفعل جهال الْأَطِبَّاء لَكِن يمد رجلَانِ يجذبان الْعُضْو على استقامة لَا يعوجانه الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ رَدِيء أَحدهمَا ألف د إِلَى فَوق وَالْآخر إِلَى أَسْفَل جذباً جيدا ثمَّ قَومهَا نعما وامسحها وَأدْخل تِلْكَ الشظية بِشدَّة فَإِن لم تدخل الشظية بِهَذَا العلاج فَلَا توسع الْجرْح الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ رَدِيء لَكِن خُذ قِطْعَة لبد فخرق وَسطه خرقاً وَأدْخل الشظية فِيهَا وضع فَوق اللبد جلدا أَيْضا من نطع مثل اللبد ثمَّ أغمز الشظية غمزاً جيدا من جوانبها حَتَّى تبرز الشظية نعما وتنتؤ فَوق بِمِقْدَار غلظ اللبد وَالْجَلد ثمَّ اقطعها بمنشار أَصْحَاب الأمشاط. لي قِطْعَة نطع تَكْفِي فِي هَذَا الْموضع تكون واقية اللَّحْم. قَالَ: فِي كسر الْأنف اتخذ أميالاً ثَلَاثَة غليظاً ووسطاً ودقيقاً وَأدْخل الْميل فِي المنخر إِلَى أَن يبلغ الخياشيم وأمسكه بِإِحْدَى يَديك وأمرر الْأُخْرَى على قَصَبَة الْأنف حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ ضمده بِخرقَة صَغِيرَة فَوق بِلَا جبائر إِلَّا فَتِيلَة من دَاخل وَرُبمَا حدث مِنْهُ إِذا لم يعالج انسداد الْأنف. وَأما كسر الجبين فضع كرة خرق بَين الرباعيات ثمَّ أَدخل أصابعك إِلَى دَاخل الْعُمر فاغمزه وأمررها عَلَيْهِ من خَارج حَتَّى يَسْتَوِي نعما ثمَّ ضع الضماد بِخرقَة على قدر مَوضِع الْكسر وضع عَلَيْهِ جبائر تَأْخُذ من الْموضع الصَّحِيح أَيْضا قِطْعَة صَالِحَة وشده.

فِي خُرُوج خرز الْعُنُق قَالَ: إِذا وَقع الْإِنْسَان على رَأسه رُبمَا خرجت خرز عُنُقه. قَالَ: فأضجع العليل على قَفاهُ ثمَّ مد رَأسه إِلَى فَوق مدا رَفِيقًا وتسوي خرزه حَتَّى يَسْتَوِي بِالْمَسْحِ والغمز ثمَّ ضع عَلَيْهِ الضماد واحشه بالخرق وضع عَلَيْهِ جبيرَة طَوِيلَة من حد القذال إِلَى آخر خرز الْعُنُق وتشده إِلَى الرَّأْس) لِئَلَّا يَقع الرِّبَاط على الْحُلْقُوم وحله كل ثَلَاثَة أَيَّام. قَالَ: وَاجعَل الْخَيط أبدا حَاشِيَة ثوب فَإِن المدور لَا خير فِيهِ يضغط وَيرجع وضع تَحت الْإِبِط الَّتِي ترقوتها مَكْسُورَة مخدة ألف د تشيل تِلْكَ الترقوة. لي إِذا كَانَت الَّتِي تلِي الْعَضُد عالية فَإِنَّهَا لَا تحْتَاج إِلَى مخدة لِأَنَّك إِنَّمَا تُرِيدُ أبدا أَن تردها إِلَى استوائها. وَأما لوح الْكَتف فأقم يَده على عَارضه ثمَّ أغمز اللَّوْح وأقلبه أبدا إِلَى ضد النَّاحِيَة الَّتِي مَال إِلَيْهَا وقسه بالكتف الْأُخْرَى حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ ضمده. وَأما عِظَام الصَّدْر الَّتِي بَين الثندوتين فَمَا أقل مَا تنكسر فترجع إِلَى حَالهَا فنومه على وَجهه على ثوب مطوي واغمز الْكَفّ حَتَّى تستوي الْعِظَام نعما ثمَّ ضمدها وضع عَلَيْهَا جبائر وشدها. قَالَ: وَأحكم جبر الترقوة فَإِنَّهَا فِي الْأَكْثَر تنفك إِذا حمل صَاحبهَا شَيْئا ثقيلاً. قَالَ: وضع على الذِّرَاع والعضد والساق والفخذ جبيرتين طويلتين متقابلتين والباقية كَمَا تَدور الْعِظَام. 3 (خلع الزند) قَالَ: ادْفَعْ الذِّرَاع إِلَى رجل جلد يجذبها واجذب أَنْت الْكَفّ على استقامة ثمَّ ارْفَعْ الْيَد والزند حَتَّى تسويه ثمَّ مد أَصَابِع ذَلِك الْكَفّ إصبعاً فإصبعاً مدا جيدا وابدأ بالإبهام وامددها بالوسطى والسبابة من إصبعك فَإِنَّهُ يَسْتَوِي بِهِ الزندان ثمَّ ضمده وأرفده وضع الجبائر. وَأما الكعاب الصغار فِي الْكَفّ والقدم فارفعها أبدا إِلَى ضد جِهَتهَا الْمُقَابلَة وَإِن كَانَت ناتئة فاغمزهما ثمَّ ضمدها وَإِن نتأ فِي ظهر الْقدَم والكف نتوء فَلَا تتركه لَكِن ضع عَلَيْهِ الأسرف وألزمه الشد بعد أَن تدقه وتفدغه وشده أسبوعين أَو ثَلَاثَة حَتَّى ينطل الْبَتَّةَ وتأمن عودته. وَأما خرز الظّهْر فابطح العليل على وَجهه وسو الخرز بِالدفع فَإِن كَانَ قد زَالَ إِلَى ذَلِك الْجَانِب فالأجود أَن تضع جبيرتين فِي جَانِبي الخرز وَإِن مَال إِلَى فَوق فضع جبيرَة وَاحِدَة فَوق فاغمزها إِلَى أَسْفَل ألف د وَتَكون الجبائر من الحقو إِلَى الْكَتف ثمَّ شده.

وَأما الأضلاع فَإِذا انْكَسَرت إِلَى دَاخل فأطعم العليل منفخة ثمَّ يمسك النَّفس وَلَا يضطرب فَإِنَّهُ وَأما الْعظم العريض الَّذِي فَوق العصعص فَإِنَّهُ إِذا انْكَسَرَ أَو تقطعت شظايا عضله لم ترجع وتنقص إِحْدَى الْوَرِكَيْنِ. وعلاجه إِذا تقلب أَن تبطح العليل ويمد فَخذيهِ رجلَانِ كل فَخذ مدا شَدِيدا وَاحِد من يَده لِئَلَّا ينزل نحرهم واغمز أَنْت وَآخر مَعَك يغمز الرُّكْبَتَيْنِ أَحدهمَا أَنْت وَالْآخر هُوَ غمزاً شَدِيدا وَذَلِكَ الْموضع فَإِذا اسْتَوَى فضع عَلَيْهِ الضماد وَاجعَل تَحْتَهُ شَيْئا صلباً تَدْفَعهُ إِذا نَام عَلَيْهِ وَهُوَ مستلق مثل كبة من خرقَة. وَأما العصعص فَأدْخل إصبعك فِي الدبر الإصبع الْوُسْطَى واغمزه إِلَى فَوق وسو من خَارج بِالْيَدِ الْأُخْرَى حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ ضمده ويقل الْأكل ليقل غائطه وَيكون أَيْضا سهلاً لينًا وَلَا يحْتَاج يحل كثيرا وَأما الشد فَأَنت ترى عِنْد الْعَمَل وَجهه. قَالَ: والورك الَّتِي تَنْقَطِع شظايا عضلها تسترسل أَولا ثمَّ إِنَّهَا تنقص. وَأما فلكة الرّكْبَة فابسط الرجل ورد الفلكة ثمَّ املأ مأبض الرّكْبَة خرقاً لِئَلَّا ينثني وَأحكم جبائره وَضعه فِي الْجَانِب الَّذِي مَال لتدفعه وَلَا يمِيل فَإِذا برأَ وَاشْتَدَّ فلثثته قَلِيلا قَلِيلا وَلينه بِسُرْعَة. فَأَما الذّكر فَإِنَّهُ قد ينكسر عصبه وخاصة عِنْد اقتضاض الْبكر فَانْظُر أبدا مَوضِع الورم والوجع فامسحه نعما ثمَّ ضمده وارصف عَلَيْهِ جبائر خفافاً وشده ثمَّ شده إِلَى الحقو ليَكُون) منتصباً وحله كل يَوْمَيْنِ وَإِن بقيت فِيهِ عقدَة فَإِنَّهَا لَيست بضائرة وَلَا رَدِيئَة إِلَّا أَن أَقبلت تعظم. وَجَمِيع المفاصل مدها وأرفعها إِلَى ضد الْجَانِب ألف د المائل إِلَيْهِ. قَالَ: وَإِن انخلع بعض عِظَام الْقدَم ونتأ فَوق ذَلِك يكون إِذا سقط الْإِنْسَان على قدمه فأقمه وضع أَخْمص قدمك عَلَيْهِ وَتَحْته ثوب ملفوف واغمزه حَتَّى يدْخل واجذب الْأَصَابِع كَمَا عملت فِي الْكَفّ ثمَّ ضمده فَإِن تجذبت الْأَصَابِع حَتَّى ترجع الكعاب إِلَى موَاضعهَا وَكَذَلِكَ فافعل فِي كعاب مشط الْكَتف. قَالَ: والضماد يسْرع ويجعله أَصْلَب وَأقوى لِأَن الدشبد الَّذِي ينْبت من غير أضمدة لَا يكون صلباً. والجبائر إِمَّا القنى وَإِمَّا خشب الدفلى وَإِمَّا من نَحْوهمَا مِمَّا يؤاتيك كَيفَ تُرِيدُ وَأما الأضمدة فقد كتبناها مستقصاة غزيرة فِي بَاب السقطة والضربة. وَأما الملينات فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَيْهَا بعد الْبُرْء. إِذا قحل الْعُضْو من كَثْرَة الرِّبَاط فمرهم بِاسْتِعْمَال مخ الْبَقر والموم ودهن الخيري ودهن الْحل ودهن البان وَالْحمام واجتنب الْحمام فِي آخر الْعلَّة وأولها وَكَذَلِكَ المَاء الْحَار وَالْمَاء الْبَارِد جيد فِي أول الْأَمر ووسطه. والأطفال يَحْتَاجُونَ إِلَى شَيْء من دهن يطلون بِهِ قبل الضماد لِأَن لحومهم رطبَة فيشتد وجعهم والمشايخ لضعفهم ويبسهم.

من كتاب مسيح أَو تياذوق للعنق الصلب: يُؤْخَذ زوفاً رطب وشمع وعلك غير مطبوخ ودهن الحلبة يوضع على عصب الْعُنُق. بولس قَالَ: وَقد يكون التواء العصب إِمَّا من ضَرْبَة أَو من تَعب فِي مَوَاضِع كَثِيرَة من الْجَسَد وَلَا سِيمَا فِي الْأَطْرَاف. قَالَ: وأرجنجانس يعالج ذَلِك النورة وشحم البط وعلك البطم يوضع عَلَيْهِ. قَالَ: وتشد عَلَيْهِ رصاصة ثَقيلَة فَإِنَّهُ يتَحَلَّل فِي أَيَّام يسيرَة هَذَا هُوَ الَّذِي يشبه السّلْعَة. قَالَ: وَيصْلح فِي التواء المفاصل ورضها صوف وسخ يغمس فِي ألف د دهن وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يمسح بالشمع ودهن الْورْد وينطل بِالْمَاءِ العذب الفاتر ويسكن ويسكن عَنهُ وَجَعه بالدلك والغمز من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: الْفَسْخ رض اللَّحْم والهتك انْقِطَاع لِيف الْعُضْو العصبي والفك زَوَال العصب عَن مَوْضِعه وَهُوَ صَحِيح.) بولس قَالَ: قد يحدث فِي المفاصل تعقد لشد أَو ضغط وَيحْتَاج إِلَى المرخية ويعمها سَائِر علاج الورم الجاسي وَيصْلح بالتنطيل بِالْمَاءِ الفاتر وَالزَّيْت الَّذِي قد طبخ فِيهِ خطمي وحلبة وبزر كتَّان وأصل قثاء الْحمار وورق الْغَار ودهن قثاء الْحمار ويعالجون بعد النطول بالأدوية المذهبة وَهَذَا جيد صفته: يُؤْخَذ شَحم عجل ومخه وأشق وأصل السوسن من كل وَاحِد كف جاوشير أُوقِيَّة وقاقلة وأصطرك وكدر من كل وَاحِد ... ... أَوَاقٍ فلفل سِتُّونَ وَمِائَة حَبَّة شمع رَطْل علك البطم نصف رَطْل مقل دهن السوسن وشراب مَا يجمع بِهِ الْجَمِيع ويضمد بِهِ. وَقد تسترخي المفاصل فِي الْأَمْرَاض المزمنة فِي الحميات وَفِي علل القولنج والفالج إِذا غلبت فِيهَا رداءة مزاج حَار رطب فَيفْسد لذَلِك حركتها وتمتنع وَيَنْبَغِي فِي هَؤُلَاءِ أَن ينطل أعضاؤهم بطبيخ الأقاقيا والعليق والآس وأطراف الْأَشْجَار القابضة وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف بِقُوَّة وتضمد أَيْضا بأضمدة هَذِه قوتها. قَالَ: وَكثير من النَّاس من يظنّ أَن هَذَا الاسترخاء يكون من برد فيستعمل الْأَشْيَاء الحارة فَتكون الْمضرَّة من ذَلِك أَشد. لي على مَا رَأَيْت للإسكندر لتعقد المفاصل المزمن الَّذِي قد صَار شبه التعقد: يُؤْخَذ شمع أصفر ودهن خروع ألف ومقل لين وجندبادستر وأصل قثاء الْحمار وقطران ودهن الْحِنَّاء أُوقِيَّة وصمغ البطم وميعة ودهن البان وفربيون يتَّخذ لصوقاً. وَاعْتمد فِي هَذَا الْبَاب على هَذَا

الْمِثَال أَعنِي الْأَشْيَاء القوية الإسخان مَعَ الَّتِي فِي الْغَايَة من التليين وَانْظُر أَن لَا تكون فِي الْعُضْو حرارة الْبَتَّةَ. شَمْعُون قَالَ: إِذا كثر بالإنسان السّلع العصبية الَّتِي تَنْعَقِد فاسقه دهن خروع وَحب الشيطرج وَنَحْوهَا وعالجه بالحقن وَدخُول الْحمام وَالْمَاء السخن والأدهان وضع عَلَيْهِ من الخروع محرقاً قد خلط بالموم ودهن السوسن ودهن الحلبة وحذره التخم وَالْعشَاء فَإِن بَقِي مِنْهُ شَيْء فضع عَلَيْهِ قالب أسرف وشده. الْمقَالة الثَّانِيَة من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: تفرق الِاتِّصَال إِن كَانَ فِي اللَّحْم سمي قرحَة وَإِن كَانَ فِي غضروف سمي فكاً وَإِن كَانَ فِي عصبَة أَو طرف عضلة سمي هتكاً وَإِن كَانَ فِي وسط العضل سمي فسخا وَإِن كَانَ فِي الْعظم سمي كسراً فَإِذا كَانَ فِي عظم الرَّأْس فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي الْعظم فِي الرَّأْس نَفسه سمي شدخاً وَإِن لم يغر كَبِير غور سمي رضَا وَإِن انْشَقَّ فَقَط) سمي صدعاً وَإِن تَبرأ بعض من بعض سمي قلعاً وَإِن كَانَ فِي عرق ضَارب سمي أم الدَّم. انطيلس قَالَ: السّلْعَة الْمُسَمَّاة عنقيلاً هُوَ تعقد العصب ويعرض من ضَرْبَة أَو سقطة أَو إعياء ويعرض أَكثر ذَلِك فِي ظُهُور الْكَفَّيْنِ والقدمين والمفاصل والساقين والمفاصل الْكَثِيرَة الْحَرَكَة وَهُوَ صلب يكون ينْدَفع يمنة ويسرة وَلَا ينْدَفع فِي الطول الْبَتَّةَ وَإِذا غمزها غامز أحس العليل بخدر فِي الْعُضْو وَلَا يعرض فِي العمق بل تَحت الْجلد ظَاهرا. قَالَ: والعارضة مِنْهَا فِي السَّاقَيْن وَالْيَدَيْنِ والذراعين لَا تقطع لِأَنَّهُ يتخوف تشنج ألف د العصب لَكِن رضها بالدق وَتجْعَل عَلَيْهَا أسرباً وتشدها والحادثة فِي الرَّأْس وَبَين الْعَينَيْنِ فَإنَّا نشق الْجلد عَنْهَا ثمَّ نضمدها بالقالب ونقطع أَصْلهَا ونخرجها. لي كَانَ بصديق لي فِي إصبعه فِي آخر مفاصلها حَتَّى أَنه كَانَ إِذا ثناها يعسر عَلَيْهَا بسطها حَتَّى يحْتَاج أَن يبسطها بِالْيَدِ الْأُخْرَى بِأَن يمدها ويبسطها مَعَ صَوت وفرقعة وصرير فِي مفاصل أَصَابِعه كلهَا وَكَانَ الرجل بَارِد المزاج مرطوباً فَلم يكن يظْهر فِي الْمفصل غلظ الْبَتَّةَ وأقدر أَن ضماد الْخَرْدَل ينفع من هَذَا نفعا فِي الْغَايَة وَيَنْبَغِي أَن يجذب قبل ذَلِك بالقوية التليين مثل الأشق والمقل والميعة ودهن السوسن وشحم الثور والأسد فَإِن أنجح وَإِلَّا فَاسْتعْمل الْخَرْدَل وخرء الْحمام لِأَنَّهُمَا يقدران أَن يجذبا تِلْكَ الرُّطُوبَة من عمق الْمفصل وَاعْتمد فِي المفاصل الْعسرَة الْبسط لغلظ فِيهَا على الملينات من بَاب سقيروس وَمن السَّابِعَة من قاطاجانس ومادة الملينات مثل الأشق والميعة ومخ سَاق الْبَقر وشحم الثور والقنة ودهن الْحِنَّاء ودهن السوسن والجاوشير والزوفا الرطب والشمع الْأَصْفَر ووسخ الكور والألعبة: لعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان وَنَحْو هَذِه: ثجير حب البان وهجير حب الخروع إلية وتمر هندي وَهَذَانِ الثجيران بالغان وسخنان أَيْضا ويبسط العصب بالنطول الْكثير بِالْمَاءِ الْحَار وبالدهن الفاتر ويحركه حَرَكَة دائمة وَآخر الْأَمر إِذا كَاد يُؤمن ينجر بالخل على المرقشيثا ويطلى بالملينات فَهَذَا آخر مَا فِيهِ وَالتَّمْر والألية إِذا دقا وضمد

بِهِ جيدا وأقواها الأشق والمقل والميعة وثجير الخروع والبان ودهن السوسن والحناء. وَإِذا كَانَ الْعُضْو قد برد فألق مَعَه ألف د السكبينج والقنة والمر والجندبادستر فَإِنَّهَا تسخن العصب وتبسط الْعُضْو بسطاً جيدا قَوِيا. مرهم قوي جيد للورك الَّتِي فِيهَا عرج وَغلظ إِذا تطاول أمرهَا ولامتناع المفاصل من الانبساط وللاسترخاء وَهُوَ قوي: زبيب عَتيق رطلان دهن سوسن نصف رَطْل ميعة سَائِلَة ربع رَطْل) دهن الْغَار نصف رَطْل شمع أصفر نصف رَطْل علك البطم أوقيتان فربيون أوقيتان أشق ثَلَاث أَوَاقٍ جندبادستر فلفل جاوشير بازرد من كل وَاحِد أوقيتان مخ عظم الأيل أَربع أَوَاقٍ تذاب الذائبة وتلقى عَلَيْهِ الْيَابِسَة أَو المسحوقة وتستعمل. تليين عَجِيب ابْن سرابيون: عكر دهن بزر الْكَتَّان وعكر دهن الْحل وحلبة يغلى بِاللَّبنِ غلياناً يَسِيرا ثمَّ تصب عَلَيْهِ ألية مذابة وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ يلين المفاصل الجاسئة. السَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: القالب دَوَاء الْكسر هَذَا صفته: يكون قالب طَوِيل بِقدر طول رجل الْإِنْسَان كَسَائِر القوالب الَّتِي تتَّخذ للفخذ والساق إِذا انكسرتا وَلِهَذَا القالب فِي أَسْفَله محور يَنْتَهِي إِلَيْهِ طرف اللفائف الَّتِي يشد بهَا الْعظم المكسور من فَوق الْكسر وَمن دونه رباطان وثيقان وَأصْلح الرباطات فِي هَذَا الْموضع الرِّبَاط المتضاعف فَيصير لكل وَاحِد من الرباطين أَرْبَعَة أَطْرَاف وَيجْعَل اثْنَان مِنْهَا فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَاثْنَانِ فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وَيُؤْتى بأطراف الرِّبَاط الْأَسْفَل إِلَى المحور فيربطه بِهِ لكيما يمد الْعظم المكسور بأسره إِلَى أَسْفَل. قَالَ: فَأَما أَطْرَاف الرِّبَاط الْأَعْلَى فَلَمَّا كَانَ أَعلَى الْكسر يَنْبَغِي أَن يمد فِي خلاف الْجِهَة الَّتِي يمد فِيهَا الْأَسْفَل فَإِنَّهَا ترفع إِلَى فَوق وتنفذ فِي الْكسر ثمَّ تجذب فتشد بالمحور فَإِذا دَار المحور عرض من ذَلِك أَن يَمْتَد ألف د الْعظم المكسور من الْجَانِبَيْنِ امتداداً سَوَاء إِذا كَانَ إِنَّمَا تجذب أَطْرَاف الرِّبَاط الْأَعْلَى والأسفل محوراً وَاحِدًا لِأَن أَطْرَاف الرِّبَاط الْأَسْفَل تمده إِلَى أَسْفَل وأطراف الرِّبَاط الْأَعْلَى تمده إِلَى فَوق وَإِلَى أَسْفَل فِي أَسْفَل القالب على استقامة ويعطف فِي أَعْلَاهُ. لي يقْرَأ من بولس وَمن حِيلَة الْبُرْء وَيثبت بنسخ إِن شَاءَ الله. قَالَ: انصداع عظم الْعَضُد صدعاً ينفذ مِنْهُ إِلَى المخ ثمَّ يرْبط رِبَاط الْعِظَام الْمَكْسُورَة فَإِنَّهُ يجْتَمع صديد فَيفْسد المخ ثمَّ الْعظم ثمَّ يفْسد اللَّحْم حَتَّى يصير قرحَة. لي على مَا يَقْتَضِي كَلَامه: فَإِن شدّ على مَا يجب أَعنِي أَن يكون مَوضِع الضَّرْبَة أَشد وَيذْهب إِلَى الجوانب أقل شدَّة منع أَن ينصب إِلَيْهِ شَيْء فيركب الشق من الْعظم دشبد يلتحم بِهِ. قَالَ جالينوس: وَلِأَنَّهَا لَا يتهيأ فِي كسر عظم الرَّأْس أَن يدْفع عَنهُ الْمَادَّة بالرباط اضطررنا أَن نخرج من الْعظم قِطْعَة ليسيل الصديد وَإِلَّا أفسد الغشاء الَّذِي على الدِّمَاغ والبرابخ الَّتِي تذكرها بربخان أَحدهمَا هُوَ الَّذِي يصلح للمد وَقد ذَكرْنَاهُ وَالثَّانِي يسْتَعْمل فِي الْوَقْت الَّذِي يكون) الْكسر فِيهِ هُوَ ذَا ينْعَقد للتحرز والسعفة لِئَلَّا يُمكن العليل أَن يلوي رجله وَلَا أَن يَتَحَرَّك لحاجاته فَيفْسد الْكسر ويتفرغ الدشبد وَالْمدّ والجبائر يَعْنِي عَنْهُمَا بحول الله.

الأذن المرضوضة

بولس فِي الْأنف قَالَ: علق الْأنف عظاً ويعرض فِيهِ السكر وَلَا يَنْبَغِي أَن يَقع عَلَيْهِ الرِّبَاط من فَوْقه فَإِنَّهُ يُورث فطسة إِلَّا أَن يكون أنف قد كَانَ لَهُ نتوء فِي حَال الصِّحَّة فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يَسْتَوِي. قَالَ: ادخل فِي الْأنف مروداً غليظاً وَليكن ذَلِك فِي الْيَوْم الأول من الْكسر إِن أمكن وَلَا يكون بعد الْعَاشِر لِأَن عِظَام ألف د الْأنف تلتحم وتصلب فِي سرعَة فَإِذا دخل المرود فِي الْأنف وَسوى م خَارج بالسبابة والإبهام حَتَّى يذهب كَانَ نتوء فَإِذا سويته فلف فتيلتين على إنبوب وبس محرق وَأدْخلهُ فِيهِ واتركه حَتَّى يصلب الْعظم وَيرجع واطله من خَارج بالدواء وضع عَلَيْهِ خرقَة وَلَا تشده لِأَنَّهُ يفطس إِلَّا أَن يكون ناتئاً على مَا ذكرنَا فَإِن عرض للأنف ورم حَار فافصد وأسهل ولطف التَّدْبِير وَخذ دياخيلون فدفه بدهن ورد قَلِيل وضمد بِهِ أَو خُذ سميذ حِنْطَة ودقاق كندر فاطبخه بِمَاء الْورْد وذر عَلَيْهِ رَمَادا وضمده بِهِ فَإِنَّهُ جيد. وَإِن عرض للأنف أَن يمِيل إِلَى جَانب فألصق عِصَابَة أَو سيراً فِي عرض إِصْبَع بغراء الْبَقر أَو قَالَ: فَإِن انرض عظم الْأنف وَصَارَ كسراً حادة فَإنَّك تعرف ذَلِك من النخس على التَّسْوِيَة والشج فشق عَنْهَا وأخرجها بالجفت ثمَّ خطّ الْموضع وذر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة وَلَا تتوان فَإِنَّهُ لَا يبرأ لَكِن يقيح حَتَّى يخرج الْعظم أبدا. 3 - (الْأذن المرضوضة) 3 - (فِي بَاب الْأذن يحول اللحى الْأَسْفَل يَعْنِي الفك) قَالَ: إِن انْقَطع الفك إِلَى دَاخل وَلم يتقصف بِاثْنَتَيْنِ فَأدْخل إِن انْكَسَرَ اللحى الْأَيْمن السبابَة وَالْوُسْطَى من الْيَد الْيُسْرَى فِي فَم العليل وَإِن انْكَسَرَ اللحى الْأَيْسَر فَمن الْيَد الْيُمْنَى وارفع بِهِ حدبة الْكسر إِلَى خَارج من دَاخل واستقبلها بِالْيَدِ الْأُخْرَى من خَارج وسوه وَيعرف استواؤه من مُسَاوَاة الْأَسْنَان الَّتِي فِيهِ. وَأما ان تقصف اللحى بِاثْنَتَيْنِ فأمدده من الناحيتين على الْمُقَابلَة بخادم يمده وخادم يمسك ثمَّ يصير الطَّبِيب إِلَى تسويته على مَا ذكرنَا واربط الْأَسْنَان الَّتِي ألف د تعوجت وَزَالَ بَعْضهَا بِبَعْض بخيط ذهب فَإِن عرض مَعَ الْكسر جرح أَو شظية عظم تنخس فشق عَلَيْهِ ووسعه وانزع الشظية وَاسْتعْمل الْخياطَة أَو الرفائد والأدوية الملحمة بعد الرَّد والتسوية. قَالَ: ورباطه يكون على هَذِه الْجِهَة: يَجْعَل وسط الْعِصَابَة على نقرة الْقَفَا وَيذْهب بالطرفين من الْجَانِبَيْنِ على الْأُذُنَيْنِ إِلَى طرف اللحى ثمَّ يذهب بِهِ أَيْضا إِلَى النقرة ثمَّ إِلَى اللحى على الْخَدين إِلَى اليافوخ ثمَّ مِنْهُ أَيْضا إِلَى تَحت الترقوة وليوضع رِبَاط آخر على الْجَبْهَة وَخلف الرَّأْس ليشتد جَمِيع اللف الَّذِي لف وَيجْعَل عَلَيْهِ جبيرَة خَفِيفَة.

وَإِن انْفَصل اللحيان جَمِيعًا من طرفيهما فليمدا بِكُل الْيَدَيْنِ قَلِيلا ثمَّ يقابلا ويؤلفا وَينظر إِلَى تألف الْأَسْنَان وتربط الثنايا بخيط ذهب لِئَلَّا يَزُول التَّقْوِيم وَيُوضَع وسط الرِّبَاط على الْقَفَا ويجاء بِرَأْسِهِ إِلَى طرف اللحى وَيُؤمر العليل بِالسُّكُونِ والهدوء وَترك الْكَلَام وَيجْعَل غذاءه الأحساء. وَإِن تغير شَيْء من الشكل فَحل الرِّبَاط إِلَّا أَن يعرض ورم حَار فَإِن عرض ورم حَار فَلَا تغفل عَن النطول والأضمدة الَّتِي تصلح لذَلِك مِمَّا يسكن ويحلل باعتدال وَعظم الفك يشْتَد كثيرا قبل ثَلَاثَة أسابيع لِأَنَّهُ لين وَفِيه مخ كثير يملؤه. 3 (الترقوة) قَالَ: الترقوة يتَّصل أحد رأسيها بالصدر وَالْآخر بِطرف الْمنْكب عِنْد مفصل الْكَتف فَيمسك الْعَضُد عَالِيا فَإِن انْكَسَرَ فِي النَّاحِيَة الَّتِي تلِي الْمنْكب نزلت الْقطعَة الْمَكْسُورَة مَعَ الْعَضُد فاسترخت إِلَى أَسْفَل إِن كَانَ كسراً مندقاً بِاثْنَيْنِ وَإِن كَانَ كسر ذُو شظايا غير متبرئ كَانَ نزُول الْعَضُد أقل وَكَانَ الوجع أَشد قَالَ: وَلِأَن تندق الترقوة بِاثْنَيْنِ ألف د أصلح من أَن تنكسر شظايا وَذَلِكَ أَن الَّتِي تنقصف بِاثْنَيْنِ تعود إِلَى شكله الطبيعي بِالْمدِّ وَالدَّفْع وَسَائِر أَنْوَاع الْكسر المشظاة عسرة التألف. لي إِن اندقت بِالْقربِ من القس كَانَ نزُول رَأس الْعَضُد إِلَى أَسْفَل أقل. قَالَ: إِذا اندقت الترقوة بنصفين فأجلس العليل على كرْسِي ويضبط خَادِم الْعَضُد الَّتِي فِيهِ الترقوة الْمَكْسُورَة ويمده إِلَى خَارج وَإِلَى فَوق أَيْضا ويمد خَادِم آخر الْعُنُق والمنكب الْمُقَابل بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويسوى الطَّبِيب بأصابعه مَا كَانَ ناتئاً يَدْفَعهُ وَمَا كَانَ متقعراً يجذبه ويجره. فَإِن احْتَاجَ فِي ذَلِك إِلَى مد أَكثر وضع تَحت الْإِبِط كرة عَظِيمَة من خرق ودع الْمرْفق حَتَّى تقربه من الأضلاع فَإِنَّهُ يَمْتَد على مَا تُرِيدُ. وَإِن انْقَطع طرف الترقوة إِلَى دَاخل كثيرا وَلم يجب يجذب الطَّبِيب وَلم يمد لِأَنَّهُ صَار إِلَى عمق كَبِير فالق العليل على قَفاهُ وَتَحْت مَنْكِبه مخدة تتَّخذ دونه واكبس مَنْكِبه إِلَى أَسْفَل حَتَّى يرْتَفع عظم الترقوة ثمَّ تسويه وَأَصْلحهُ بأصابعك وشده فَإِن وجد العليل نخساً من إمرار الْيَد عَلَيْهِ فَإِن شظية تنخسه بِحَسب الْموضع فشق الْموضع وانزع الشظية وَليكن ذَلِك مِنْك بِرِفْق وخاصة إِن كَانَت الشظية تَحت لِئَلَّا يخرق صفاق الصَّدْر وَأدْخل الْآلَة الحافظة للصفاق تَحت الْعظم ثمَّ اكسر الْعظم فَإِن لم يعرض ورم حَار فشق الشق والحمه وَإِن عرض ورم حَار فَبل الرفائد بالدهن. وَإِن نزل رَأس الْعَضُد عِنْد الْكسر مَعَ قِطْعَة الترقوة إِلَى أَسْفَل فَيَنْبَغِي أَن تعلق الْعَضُد برباط عريض وتشال إِلَى نَاحيَة الْعتْق وَإِن كَانَت قِطْعَة الترقوة تميل إِلَى فَوق وَقل مَا يكون ذَلِك فَلَا تعلق الْعَضُد وليستلق صَاحب الترقوة الْمَكْسُورَة ألف د على ظَهره ويلطف تَدْبيره وتشتد الترقوة فِي شهر وَأَقل.

3 - (الْكَتف) قَالَ: الْكَتف لَا ينكسر مِنْهَا الْموضع العريض وَإِنَّمَا يعرض الْكسر لحروفها وَرُبمَا يقطع إِلَى دَاخل إِذا انْكَسَرَ وَرُبمَا انْكَسَرت من حروفها شظية وَإِذا انْكَسَرَ وَانْقطع إِلَى دَاخل عرق من تقعير تَحت اللَّمْس إِذا أمرت الْيَد عَلَيْهَا وَمن الخرز الَّتِي تعرض الَّذِي يَلِيهِ. وَإِن عرض فِيهِ شقّ فَقَط فَإِنَّهُ يعرف بالوجع بِلَا تَقْصَعُ لَكِن شبه خشونة وَقلة اسْتِوَاء ويعالجان جَمِيعًا بالرباط وعلاج مِمَّا يسكن الورم الْحَار وَأما الشظايا فَإِن لم تكن خَارِجَة لَكِن كَانَت سَاكِنة لَازِمَة فَإِنَّهَا تلْزم بالرباط وتبرأ فَإِن كَانَت خَارِجَة ناتئة تنخس فليشق عَلَيْهَا ثمَّ تعالج بِمَا ذكرنَا وَليكن النّوم على الْكَتف بالجانب الصَّحِيح. 3 (عظم القس) قَالَ: إِن عرض لَهُ شقّ وَلم يمل إِلَى دَاخل فَإنَّك تعرف ذَلِك بالتفرقع تَحت الْأَصَابِع إِذا أمررت عَلَيْهِ يدك والوجع. يَنْبَغِي أَن يشد فَقَط. قَالَ: فَإِن عرض تصعصع وتغور إِلَى دَاخل فَإِنَّهُ تعرض أَعْرَاض رَدِيئَة من ضيق النَّفس والسعال والنفث وَرُبمَا تعفن الْحجاب وَفَسَد فألق العليل على ظَهره وَاجعَل مخدة مُرْتَفعَة بَين كَتفيهِ واغمز مَنْكِبَيْه إِلَى أَسْفَل واجمع أضلاعه من الْجَانِب حَتَّى يَسْتَوِي التقصع. 3 (الأضلاع) قَالَ: ضلوع الْخلف لَا يعرض لَهَا الْكسر إِلَّا من النَّاحِيَة الَّتِي تلِي الفقار فَأَما الأضلاع فَمن الْجَانِبَيْنِ فَإِن لم تكن متقصعاً غائراً فَإنَّك تعرفه من التفرقع وَقلة الاسْتوَاء تَحت الْأَصَابِع ويكفيه الشد وَمَا يسكن الورم الْحَار. وَأما إِن كَانَ مائلاً إِلَى دَاخل فقد قيل فِيهِ أَقْوَال لَا معنى لَهَا مِنْهَا: التملئ من الْغذَاء وَمِنْهَا: شدّ حصر ألف د النَّفس وَهِي ضَعِيفَة. وَأما المحاجم فَهِيَ أقوى لَكِن يخَاف أَن تحدث ورماً يَنْبَغِي أَن تضع المحجمة فَإِن ارْتَفع وَإِلَّا أخذت من ساعتها وأعيدت وَلَا تتْرك عَلَيْهَا الْبَتَّةَ لَكِن تُؤْخَذ كَمَا تعلق فَإِنَّهُ بِهَذَا الْوَجْه لَا يكون ورم. وَإِن عرضت شظية تنخس فَإِنَّهُ يهيج مِنْهُ شَيْء أَشد من الشوصة فَإِن اسْتَوَى بهَا وَإِلَّا فَإِنَّهُ إِن كَانَ النخس شَدِيدا مفرطاً يَنْبَغِي أَن يشق عَلَيْهِ وتنزع الشظية بعد أَن يتحفظ بالحجاب جدا. 3 (عظم الْعَانَة والورك) هَذِه تنكسر حروفها وتنشق أَيْضا فَإِن انشقت عرفت ذَلِك من قلَّة الاسْتوَاء تَحت الْأَصَابِع وَإِن عرض كسر وشظية اشْتَدَّ الوجع واخدرت السَّاق الَّتِي فِي جَانِبه وَيَنْبَغِي أَن تسوى بِالْمَسْحِ بالأصابع ثمَّ ترْبط فَإِنَّهُ فِي هَذِه وَحدهَا لَا تشق على الشظايا كَمَا يفعل فِي سَائِر الْمَوَاضِع لِأَنَّهَا لَيست ضَرُورِيَّة.

فِي خرز الصلب قَالَ: هَذِه أَعْرَاض لَهَا رض إِن بلغ إِلَى أَن يضغط النخاع عرضت رَدِيئَة فَإِن كَانَ ذَلِك فِي خرز الْعُنُق قتل سَرِيعا لِأَنَّهُ تحبس النَّفس فَفِي هَذِه أَعنِي الَّتِي تنخس النخاع اسْتعْمل الشق عَنهُ وَإِخْرَاج الْعظم الناخس. وَأما إِن لم يضغط فَعَلَيْك بِمَا يسكن الورم الْحَار. قَالَ: وَالَّذِي يحْتَاج أَن يخرج من كسر الْعِظَام أبدا مَا كَانَ مبرئاً الْبَتَّةَ أَو مَا كَانَ ينخس لِأَن ذَلِك يعفن على طول الْأَيَّام فيورث قرحَة وَهَذَا يهيج الوجع والورم. 3 (عظم الْكَاهِل) قَالَ: إِن تَقْصَعُ إِلَى دَاخل فَأدْخل الإصبع فِي المقعدة وَيرْفَع صَوته ويسوى خَارج الْعَضُد. قَالَ: وعلق الْيَد فِي الْعُنُق ليبقى لَهَا شكلها الطبيعي ثمَّ مر خادمين يجر أَحدهمَا فَوق وَالْآخر من أَسْفَله بِالْيَدِ فَإِن لم يجتزئ بِهَذَا الْمَدّ ألف د فيربط فَوْقه وأسفله ويجر برباطين ثمَّ قابلهما وأرخه وسوه ثمَّ يرْبط على مَا أَمر أبقراط. وَإِن عرض الْكسر بِالْقربِ من الْإِبِط يكون الْمَدّ بِلَا ربط وَإِن عرض بِقرب الْمرْفق فالمرفق حَبل فِي الْجَبْر يَنْبَغِي أَن يكون شدَّة الرَّبْط بِحَسب قلَّة حس الْبدن وشدته وَيَنْبَغِي أَن تلف الْخرق أشده على مَوضِع الْكسر ثمَّ يذهب بِهِ إِلَى الْجَانِبَيْنِ وَليكن الرِّبَاط أَيْضا مسترخياً إِن خفت ورماً أَو كَانَ هُنَاكَ وجع وَالْحَدَث من الْأَطِبَّاء يستعملون الجبائر بعد الرِّبَاط من سَاعَته ليمسك شكل مَا يسوى والقدماء كَانُوا يستعملون الجبائر بعد الرِّبَاط من سَاعَته ليمسك شكل مَا يسوى والقدماء كَانُوا يستعملون الجبائر بعد الْأُسْبُوع لأَنهم حِينَئِذٍ قد أمنُوا الورم وَيَنْبَغِي أَن تحل الرِّبَاط فِي أول يَوْم أَو فِي كل يَوْمَيْنِ وخاصة إِن عرضت حكة فينطل بِمَاء حَار حَتَّى تتحلل الرطوبات اللذاعة إِلَى الْيَوْم السَّابِع فَإِذا جاوزه فليحل فِي كل أَربع أَو خمس لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ قد أَمن الورم والحكة وَهُوَ أَجود لانحتام الْعظم وَيَنْبَغِي أَن تملأ الْمَوَاضِع العميقة ليستوي الرِّبَاط وضع الجبائر ولتوضع الجبائر حوالي الْكسر وَيكون الْبعد بَينهمَا إصبعاً وَلَا تبلغ الجبائر الْمفصل بل يكون فِيمَا يَلِي الْجَانِب الْأَيْسَر من الْمفصل أَصْغَر وأضعف ويكن أبدا فِي الجوانب الَّتِي تنجذب إِلَيْهَا الْكسر أغْلظ وأطول والأجود أَن تشد الْعُضْو مَعَ الصَّدْر تضم إِلَيْهِ لِئَلَّا يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ وخاصة إِن كَانَ الْكسر قرب الْمرْفق وَإِن عرض ورم حَار اسْتعْمل النطل بالزيت ولطف التَّدْبِير فِي أول الْأَمر وَغلظ بِآخِرهِ وَإِذا لزم واستحكم وحللته صلح المَاء الْحَار وَالْحمام والمرخ. قَالَ: وَعظم الْعَضُد والساق يشْتَد فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَة ثمَّ يحل وَيسْتَعْمل التليين وَإِن قصف الْعُضْو أرْخى الرِّبَاط. قَالَ: إِن انْكَسَرَ الْأَعْلَى فَهُوَ أسهل ألف د وَأسلم وَإِن انْكَسَرَ الْأَسْفَل فشر وَإِن انكسرا جَمِيعًا فشر فليمد ويسوى شكله ويشد ويعلق وَيكون شكل الْإِبْهَام فَوق الْخِنْصر أَسْفَل ويشد فِي ثَلَاثِينَ لَيْلَة ثمَّ يحل.

3 - (الْأَصَابِع والمشط وأطراف الْيَد) قَالَ: ليبسط العليل يَده على كرْسِي مستو ويمد أَصَابِعه خَادِم وَيُسَوِّي الطَّبِيب مَا نتأ من ذَلِك فاتكأ عَلَيْهِ وَيَضَع الْجَبِيرَة فِي الْجَانِب الَّذِي مَال إِلَيْهِ وَأما الْأَصَابِع فلتمد وتسوى برباط أبدا مَعَ منع الَّذِي يَليهَا ليقومها ويشدها. 3 (الْفَخْذ) قَالَ: اسْتعْمل فِيهَا الْمَدّ من الْجَانِبَيْنِ والتسوية فَإِن كَانَت شظايا غير مستوية فلتسو فَإِنَّهَا تلْزم فَأَما إِن كَانَت تنخس فلتشق وَتخرج وَأما الرِّبَاط فَلْيَكُن على مَا ذكرنَا فِي الْعَضُد ويشتد فِي خمسين لَيْلَة وَليكن وَضعهَا هَكَذَا. 3 (فلكة الرّكْبَة) قَالَ: قد يعرض لَهَا الرض أَكثر وَالْكَسْر أقل والشق تَحْتَهُ والتفتت وَيعرف ذَلِك من خشونة تَحت اللَّمْس والفرقعة وَالصَّوْت فلتمد السَّاق وَتجمع الفلكة إِن كَانَت تقلصت وتسوى الشظايا وَإِن كَانَت تنخس نخساً شَدِيدا أخرجت ثمَّ تُوضَع عَلَيْهِ تَحت الرّكْبَة كرة وتلاث السَّاق. 3 (السَّاق) إِن انْكَسَرت القصبتان جَمِيعًا مَالَتْ السَّاق إِلَى جَمِيع الْجِهَات وَإِن انْكَسَرت الْعليا وَهِي الأدق مَالَتْ السَّاق إِلَى دَاخل وَإِلَى خَارج وَإِلَى قُدَّام فَقَط وَإِن انْكَسَرت الغليظة مِنْهُمَا مَالَتْ إِلَى دَاخل وَإِلَى خَارج وَإِلَى خلف وتسويتها ومدها وشدها كمد الْعَضُد. 3 (عِظَام الْقدَم) قَالَ: الكعب لَا يعرض لَهُ الْكسر بِمَا يُحِيط بِهِ ويستره وَأما الْمشْط وأصابع الرجل فتنكسر وتعالج بعلاج الْكَفّ. 3 (الْكسر مَعَ جرح) ليقطع أَولا نزف ألف د إِن عرض ويسكن ورم حَار إِن كَانَ وَإِن عرض رض اللَّحْم الَّذِي حول الْكسر فليشرط لِأَنَّهُ يتخوف مِنْهُ الآكلة أَو تعالج بعلاج يمْنَع العفن فَإِن كن كسر صغَار من الْعظم تنخس فلتخرج فَإِن كَانَ عظم كَبِير قَرِيبا وخرق فَيَنْبَغِي أَن يدْخل ويسوى من سَاعَة يعرض أَو يَوْمه فَإِن لم يتَّفق ذَلِك قبل أَن يدم فَلَا يسوى حَتَّى يسكن الورم الْحَار وَذَلِكَ بعد الْيَوْم الْعَاشِر وَهَذِه الْعِظَام تدخل بالسرم الصَّغِير ليشتد الْعظم بِهِ ويتكأ عَلَيْهِ حَتَّى يدْخل ثمَّ يسوى وَإِن لم يدْخل بذلك فشر ويسوى ويشد شداً يكون فَم الْجرْح مَفْتُوحًا وَإِن عرض فِي حَالَة أَن يكون لحم الْجرْح رهلاً وَينصب مِنْهُ صديد رَقِيق فَاعْلَم أَن هُنَاكَ شظية فجففه حَتَّى تصل الْيَد إِلَيْهِ وَأخرجه واربط فَوق الْجرْح خرقَة تحفظ عَلَيْهِ الدَّوَاء تفتحه كل يَوْم وتعيد الدَّوَاء وَيكون رِبَاط الْكسر بِحَالهِ.

3 - (الدشبد الْعَظِيم الَّذِي يعرض) قَالَ: رُبمَا عرض دشبد عَظِيم يمْنَع الحركات وخاصة إِن كَانَ بالمفصل فَانْظُر فَإِن كَانَ الدشبد طرياً فضع عَلَيْهِ أدوية قَوِيَّة الْقَبْض وألزقه واربطه ربطاً شَدِيدا بجبيرة ورصاصة فَإِنَّهُ يلطأ وَإِن كَانَ الدشبد قد صلب وَكَانَ مُؤْذِيًا فشق عَنهُ واقطع مِنْهُ بأجود مَا أمكن ثمَّ عالج الْجرْح. 3 (الْعِظَام الَّتِي قد تعقد كسورها معوجة) قَالَ: قد يعرض من عوج شكل الْعظم زمانة. وَلَا يَنْبَغِي أَن يقبل قَول من زعم أَنه يكسر الْعظم لِأَنَّهُ يعرض من ذَلِك غَايَة العطب لَكِن إِن كَانَ التعقد طرياً فلينطل ويضمد بالمرخية الملينة ويدلك ويمال الْعُضْو الْجَانِب حَتَّى ينْتَقض اتِّصَال الدشبد ثمَّ يسوى وَإِن كَانَ صلباً وَلم ينْتَقض بذلك فليشق عَنهُ ثمَّ يقطع الدشبد حَتَّى ينْعَقد الْعظم ثمَّ يقوم مَكَانَهُ ويعالج علاج الْجرْح مَعَ كسر. ألف د 3 (من لَا ينْعَقد كسرهم) قَالَ: يمْتَنع انْعِقَاد الْكسر ويبطئ إِمَّا لِكَثْرَة حل الرطوبات وَإِمَّا لِكَثْرَة النطولات أَو لحركة كَانَت فِي غير وَقتهَا أَو لقلَّة الدَّم فِي الْبدن يَنْبَغِي أَن تضَاد هَذِه الْعِلَل وَأَن يجذب إِلَى الْعُضْو دَمًا بِأَن تطليه بأَشْيَاء حارة تجْعَل الْغذَاء غليظاً وَيلْزم العليل السرُور والفرح ليكْثر الدَّم فَإِن أَكثر شَيْء فِي منع الِانْعِقَاد قلَّة الدَّم وأبلغ مَا يسْتَدلّ بِهِ على التعقد ظُهُور الدَّم على خرق الرِّبَاط. 3 (الْخلْع) قَالَ: الْخلْع التَّام هُوَ أَن يَزُول الْمفصل عَن مَكَانَهُ زوالاً تَاما فَأَما زَوَاله قَلِيلا فيسمى زَوَال الْمفصل. الفك المنخلع قَالَ: إِمَّا أَن ينخلع انخلاعاً تَاما وَإِمَّا أَن يَزُول قَلِيلا وَالَّذِي يَزُول الْمفصل قَلِيلا فَإِنَّهُ يكون من استرخاء عضلاته عِنْد منع كثير أَو تثاؤب وَيرجع إِلَى مَوْضِعه من ذَاته بِلَا علاج. لي أَكثر من نفع الدّهن إِلَى خلف وسده قَالَ: فَأَما الْخلْع فَإِنَّهُ إِمَّا أَن ينخلع لحى وَاحِد وَإِمَّا أَن ينخلعا مَعًا وَإِن انخلع وَاحِد كَانَ الْأَسْنَان فِي ذَلِك الْجَانِب معوجة وينتأ الدقن وَإِن انخلعا جَمِيعًا كَانَ نتوء الذقن أَكثر وَأَشد وَلَا يُمكن صَاحبه أَن يطبق فَاه وَهُوَ أَشد بلية لَكِن لَا يكون لأسنان غير مُقَابلَة كَمَا يكون فِي خلع اللحى الْوَاحِد وَيَنْبَغِي أَن يسْرع برد اللحيين إِذا انخلعا فَإِن ذَلِك أوفق وأسهل فِي الرَّد فَإِنَّهُ إِن أبطئ بِهِ صلب وَاشْتَدَّ وهاج حميات لَازِمَة دائمة وصداعاً دَائِما لِكَثْرَة تمدد العضلات وَكَثِيرًا مَا ينْطَلق الْبَطن فضولاً مرية

لَا يخالطها شَيْء ويموتون فِي الْأَكْثَر فِي الْعَاشِر وعلاجه: يمسك بعض الأعوان الرَّأْس وَيدخل الْمُجبر الْإِبْهَام فِي الْفَم ويحرك اللحى فِي الجوانب يمنة ويسرة وَقد ألف د أرْخى العليل فكه وَأطْلقهُ سَاعَة ثمَّ يمد اللحى بِمرَّة وَيَردهُ فِي مَوْضِعه وَيدخل فِي مَوْضِعه بِأَن يدْفع إِلَى خلف فَإِذا دخل فِي مَوْضِعه واستوت الرباعيات أطبق الفكين وَلم يَكُونَا مفتوحين ثمَّ يوضع عَلَيْهِ رفادة بشمع ودهن ورد وَشد فَإِنَّهُ يبرأ بأسهل مَا يكون. وَإِن عسر وصلب فِي حَالَة فليكمد وينطل بِالْمَاءِ الْحَار والدهن وَالْحمام نطلاً كثيرا حَتَّى يسترخي ثمَّ يجلس الطَّبِيب من خلف العليل ويجذب فكه إِلَى خلف. الترقوة وَعظم الْمنْكب الصَّغِير الَّذِي يرْبط الترقوة بالمنكب قَالَ: الترقوة لَا تنخلع من نَاحيَة الصَّدْر لِأَنَّهَا مُتَّصِلَة بِهِ لَا مفصل بَينهمَا فَإِن ضربت ضَرْبَة شَدِيدَة هُنَاكَ تبرأت مِنْهُ وعلت وعلاجه أَن تُوضَع عَلَيْهِ رفادة كَثِيرَة اللفائف ويشد وَأما الطّرف الَّذِي يَلِي الْمنْكب فَلَا يزَال زوالاً كثيرا لِأَنَّهُ يمْنَعهَا من ذَلِك رَأس الْكَتف والعضلة الَّتِي لَهَا رأسان وَلَيْسَت أَيْضا مفصلا لَكِن شبه الِاتِّصَال فَإِن تبرأت ونشرت علت وتعالج بِأَن يوضع عَلَيْهَا رفادة غَلِيظَة ويكبس بالشد. وَأما الْعظم الصَّغِير الْمَوْضُوع على هَامة الْمنْكب فَإِنَّهُ إِذا زَالَ ظن من لَا درية لَهُ أَن الْعَضُد انخلعت وَذَلِكَ أَنه يرى رَأس الْكَتف حِينَئِذٍ أحد وَيرى مَوضِع الْعظم الَّذِي أَسْفَل مِنْهُ مقعراً. الْعَضُد قَالَ: رَأس الْعَضُد لَا ينخلع إِلَى فَوق لَان نتوء الْمنْكب يمنعهُ وَلَا ينخلع إِلَى نَاحيَة الظّهْر لِأَن الْكَتف يمنعهُ من ذَلِك وَلَا ينخلع إِلَى نَاحيَة الْبَطن إِلَى قُدَّام لِأَن العضلة ذَات الرأسين تمنع وَرَأس الْمنْكب أَيْضا لكنه ينخلع إِلَى الْجَانِب الْإِنْسِي والجانب الوحشي يَسِيرا جدا وتخلع إِلَى أَسْفَل نَاحيَة الْإِبِط خُرُوجًا كثيرا وَلَا سِيمَا فِي الَّذين لحومهم قَليلَة فَإِنَّهُ يخرج ألف د من هَؤُلَاءِ سَرِيعا وَيدخل أَيْضا سَرِيعا وَأما الكثيرو اللَّحْم فيعسر انخلاعه فيهم ويعسر رُجُوعه جدا. وللخلع عَلَامَات مِنْهَا: أَنَّك إِن قرنت بَين رَأْسِي الْمَنْكِبَيْنِ رَأَيْت المنخلع متقصفاً وَيكون الْمنْكب الطبيعية أحد من طرف الْمنْكب المنخلع وَيصير رَأس الْعَضُد تَحت الْإِبِط وَلَا يُمكن أَن يقرب الْعَضُد إِلَى الأضلاع إِلَّا بوجع شَدِيد وَلَا تصعد الْيَد إِلَى الرَّأْس وَلَا تديرها فِي سَائِر الحركات. وَإِن عرض هَذَا الْخلْع بصبي أَو فَتى رطب الْبدن وَكَانَ طرياً حِين حدث فَإنَّك إِن قدمت عضده وكبست إبطه بِشَيْء وَلَو بِيَدِك بعد أَن تقبض الْأَصَابِع وتدفع بالمفصل الْأَوْسَط كالحال عِنْد اللكم دخل الْمفصل بذلك وَأما المزمن فليستحم العليل وينطل نطلاً كثيرا. ثمَّ يستلقي على الْقَفَا وَيجْعَل تَحت إبطه كرة صوف محشوة جيد جدا معتدلة الْقدر وَيجْلس الطَّبِيب قباله مائلاً إِلَى نَاحيَة الْجنب العليل وَيجْعَل عقب رجله على

الكرة ويمد عضد العليل إِلَيْهِ إِلَى نَاحيَة الرجل ويشد الْعقب بالإبط وَقد جلس عِنْد رَأس العليل رجل يدْفع رَأسه إِلَى نَاحيَة الْخلاف لِئَلَّا يمِيل إِلَى الْجَانِب الَّذِي يمده الطَّبِيب وَيدخل أَيْضا بِأَن يَجْعَل خَشَبَة على وَسطهَا خرق) صلبة ناتئة تملأ إبط العليل ثمَّ تُوضَع تَحت إبطه ويمد طرفاها إِلَى فَوق خادمان وخادم يضْبط الْعَضُد إِلَى أَسْفَل وَيكون هَذَا يُعَارضهُ ألم إِلَّا أَنه يوضع تَحت العليل كرْسِي وَهُوَ قَائِم ثمَّ يخرج من تَحت رجله ليتعلق ويضبط الْمُجبر الْعَضُد وَهُوَ أصعب مِمَّا ذكرنَا وَيصْلح للشديد المزمن وَيصْلح للسهل أَيْضا الْوسط فِي ذَلِك أَن ينظر رجل أطول من العليل فَيدْخل مَنْكِبه ألف د تَحت العليل وَقد حشوته ويمد العليل على ظَهره ليتعلق بِهِ ويهز قباله يدْخل وَأَغْلظ مَا يكون وأصعبه يصلح للشديد المزمن أَن تتَّخذ خَشَبَة لَهَا رَأس يمْلَأ الْإِبِط ويلف عَلَيْهَا خرق وَيدخل فِي الْإِبِط وتشد الْيَد عَلَيْهَا فِي الْعَضُد والساعد والكف ثمَّ تدخل فِي عضادة سلم ويعلق العليل على مَا ذكرنَا وتمد الْيَد مَعَ الْخَشَبَة إِلَى أَسْفَل فَإِنَّهُ يدْخل. لي هَذَا اسْم أَيْضا لِأَن الْعَضُد لَا تكَاد تنكسر وَإِنَّمَا يُصِيب الشدَّة الْخَشَبَة الَّتِي تَحْتَهُ وَهُوَ يرد رَأس الْعَضُد ردا شَدِيدا جدا وَيَنْبَغِي أَن يكون بَاطِن الْخَشَبَة وظاهرها عريضة ليلزم وَلَا تكون مستديرة. قَالَ: إِذا دخلت الْعَضُد فلتوضع تحتهَا كرة وتشد إِن كَانَ ورم فلتغرق الكرة بالدهن. لي الأجود أَن تتَّخذ خَشَبَة لَهَا رَأس كرى ويلف عَلَيْهَا خرق وَتدْخل فِي الْإِبِط وتشد مَعَ قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تلقي عِصَابَة فِي طرف الْمرْفق تشال إِلَى فَوق بِشدَّة لِئَلَّا تنزل الْعَضُد ثَانِيَة وَتحل فِي الْيَوْم السَّابِع. لي يَنْبَغِي أَن تحل قبل أَن يمسك الْمرْفق مكبوساً إِلَى فَوق. قَالَ: وَلَا تحل قبل ذَلِك لِئَلَّا تَزُول ثَانِيَة. فَإِن كَانَ الْمفصل ينخلع مرّة بعد أُخْرَى بسهولة لرطوبة قد مَلَأت الحفرة وبلت رباطات فَاسْتعْمل الكي. لي بعد التَّسْوِيَة. قَالَ: وَاعْلَم أَنه انخلع الْعَضُد عِنْد الْولادَة أَو فِي النشء وَلم يرد لم يطلّ الْعُضْو حق طوله لَكِن تبقى قَصِيرَة كعضد ابْن عرس وَلَا تضر فِي الْعَمَل شَيْئا ويرق الْمرْفق وَكَذَلِكَ إِن انخلعت الْفَخْذ لم يطلّ حق الْفَخْذ وَحقّ السَّاق. المفرق مفصل الْمرْفق عسر الْخلْع عسر الدُّخُول لشدَّة الرباطات وقصرها وغمز الْبَقر وَقد يَزُول قَلِيلا وينخلع الْخلْع التَّام وينخلع إِلَى جَمِيع الْجِهَات وَمَعْرِفَة خلعه سهلة لِأَنَّهُ ينجذب أحد الْجَانِبَيْنِ ويتقصع الْبَاقِي ظَاهرا جدا وَيَنْبَغِي أَن يعالج من سَاعَته ألف د قبل أَن يعرض لَهُ ورم

حَار فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ إِن مد عرض عطب وَلم يبرأ. وَشر الْخلْع مَا انخلع إِلَى خلف وأكثرها وجعاً. فَإِن زَالَ الْمرْفق زوالاً يَسِيرا فَيَنْبَغِي أَن يمد مدا يسرا وَيدْفَع الطَّبِيب الْعظم بِأَصْل كَفه فَإِنَّهُ يَسْتَوِي وَأما الْخلْع إِلَى قُدَّام فَإِن أبقراط يردهُ بِأَن يثني الْيَد ضَرْبَة ثنياً يضْرب أصل كفها الْمنْكب الَّذِي يحاذيه. وَإِن انخلع إِلَى خلف فَإِنَّهُ يمده مدا شَدِيدا ضَرْبَة إِلَى خلف وَإِن لم يجب بذلك فليضبط الْعَضُد والساعد خدم ويمدونه جدا ويمرخ الطَّبِيب يَده بدهن وَيَأْخُذ فِي مَسحه بِشدَّة حَتَّى يدْخل. لي يَنْبَغِي أَن تنظر فِي النُّسْخَة فِي نُسْخَة أُخْرَى فِي جَمِيع الْمقَالة السَّادِسَة. خلع مفصل الْعظم والأصابع قَالَ: هَذِه سهلة الرُّجُوع يكفيها أدنى مد حَتَّى ترجع. لي أما مَا يَقُول مجبرونا فِي زَمَاننَا هَذَا فخلاف هَذَا جدا. زَوَال الخرز قَالَ: إِن زَالَت الخرزة إِلَى دَاخل احْتبسَ الْبَوْل والرجيع وَإِن كَانَ خرز الْعُنُق جَاءَ الْمَوْت سَرِيعا إِلَّا أَنه قد يكون أَن تنكسر السَّاق فيتقصع الصلب وَلَا تحدث هَذِه الْأَحْدَاث فيتوهم الْجَاهِل أَن ذَلِك زَوَال الخرز إِلَى دَاخل وَلَيْسَ كَذَلِك. لي وَقَالَ فِي إصْلَاح الحدبة قولا يشبه مَا يحْكى عَن الحى تحْتَاج أَن تنظر فِي نُسْخَة أُخْرَى. الورك قَالَ: يكون خلع الورك إِمَّا إِلَى دَاخل يَعْنِي الْجَانِب الْإِنْسِي وَإِمَّا إِلَى خَارج أَي الْجَانِب الوحشي وَإِمَّا إِلَى قُدَّام أَي جَانب الْبَطن وَإِمَّا إِلَى خلف أَي جَانب الظّهْر. قَالَ: وَإِن انخلعت الْفَخْذ إِلَى دَاخل يكون الرجل المخلوعة أطول إِذا قرنتا وَتَكون الرّكْبَة ناتئة أَكثر عَن الْأُخْرَى وَلَا يقدر العليل أَن يثني رجلَيْهِ من عِنْد الأربية وَتَكون أربيته منتفخة وارمة لِأَن رَأس ألف د الورك قد نشب فِيهَا. قَالَ: وَإِن انخلعت إِلَى خَارج تكون الرجل مِنْهُم أقصر وَتَكون الأربية عميقة وَمَا يحاذيها من خلف وارماً وَتَكون الرّكْبَة منقعرة إِلَى دَاخل. وَإِن انخلعت الورك إِلَى قُدَّام فَإِن العليل يُمكنهُ أَن يبسط سَاقه وَلَا يُمكنهُ أَن يثنيها بِلَا ألم وَلَا يُمكنهُ الْمَشْي لِأَنَّهُ لَا يتهيأ لَهُ أَن يرفع رجله إِلَى قُدَّام ويحتبس بَوْله وتتورم أربيته وَتَكون مشيتهم على الْعقب.

وَإِن انخلعت إِلَى خلف لم يقدر أَن يبسط السَّاق وَلَا يثنيها إِلَّا بِأَن يثني الأربية قَلِيلا وَتَكون رجله أقصر وأربيته مسترخية تَحْتَهُ وَيكون رَأس الْفَخْذ فِي مَوضِع الانخفاض بَينا. الَّذِي يعرض لَهُم إِلَى قُدَّام تكون الرجل أطول. قَالَ: فَمن عرض لَهُ خلع هَذَا الْمفصل مُنْذُ الصِّبَا أَو زمَان طَوِيل فَلَا علاج لَهُم. وَأما إِذا عرض فَيَنْبَغِي أَن تبادر فِي رده. لي لم ننسخ كل مَا قَالَه لأَنا لم نستحسن مِنْهُ إِلَّا هَذَا الصِّنْف الْوَاحِد وَيَنْبَغِي أَن يُعَاد النّظر فِي نُسْخَة أُخْرَى ويثقف إِن شَاءَ الله وَالْوَجْه هُوَ هَذَا وَهُوَ بإصلاح: يخضر لوح عَظِيم مثل خوان الخبازين وَتجْعَل فِيهِ نقر مُتَقَارِبَة أَو جرود لِئَلَّا يعْدم مَوضِع رَأس المبرم أَي سَبَب وَإِن اتخذ ذَلِك فِي أَرض صلبة جَازَ واللوح أصلح ثمَّ يوتد وتد وَيدخل فِي وسط رجل العليل وَقد لف عَلَيْهِ خرق فَإِن انخلعت الورك إِلَى خَارج وضع السّوم) فِي الخَنْدَق من خَارج وَدفعت بِهِ الْفَخْذ إِلَى دَاخل والوتد خَارج وَأما إِلَى الْجَانِبَيْنِ فينوم العليل على جنب ثمَّ يستعملون ذَلِك وَيَنْبَغِي أَن تنفقد ذَلِك ويتبين أَكثر إِن شَاءَ الله. الرّكْبَة قَالَ: ينخلع مفصل الرّكْبَة إِلَى جَمِيع النواحي مَا خلا قُدَّام لِأَن عين الرّكْبَة تَمنعهُ ويعالج بِالْمدِّ والإرسال والتسوية وَإِذا سوى فليربط وَلَا يحل أَيَّامًا كَثِيرَة. قَالَ: والكعب والعقب أَيْضا يزولان فيعالجان بِمد قوي وَرفع وَيمْنَع الْمَشْي أَرْبَعِينَ لَيْلَة ألف د أقل شَيْء لِئَلَّا ينْتَقض. قَالَ: وَإِذا عرض الْخلْع مَعَ جرح فَرد الْمفصل من سَاعَته قبل أَن يعرض الورم الْحَار ورده خطر لِأَن الْمفصل تحْتَاج إِلَى مد عنيف وخاصة إِن كَانَ مفصلا عَظِيما والعضلات المجروحة لَا تحْتَمل ذَلِك فَإِن دخل الْمفصل بتمدد قَلِيل فَذَاك. وَإِن احتجت إِلَى مد شَدِيد فَلَا يعرض لَهُ فَإِنَّهُ يكون تشنج وَمَوْت سريع وَإِن غفل عَنهُ فَلَا يعرض لَهُ إِلَى أَن يسكن الورم الْحَار فَإِذا سكن فَأدْخلهُ إِن دخل بِمد غير عنيف وَإِن لم يجب إِلَّا بِمد عنيف فَلَا يعرض لَهُ فَلِأَن يعِيش زَمَانا أصلح. قَالَ ج فِي الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: أَنه يرى على الرباطات عِنْد إنعقال الْعظم المكسور شَيْء من الورم. الثَّالِثَة من قاطيطريون قَالَ جالينوس قَالَ أبقراط: يَجْعَل الرِّبَاط على التربل والورم الْحَار من مَوضِع الورم وَيذْهب بِهِ إِلَى فَوق. لي كتب هَذَا فَوق على أَنه يكون الرِّبَاط من فَوق أَشد وَعند الورم الين وَلَيْسَ يجب

بِمَا قَالَ جالينوس ذَلِك لكنه يُمكن أَن يُرِيد بذلك أَن يكون الرِّبَاط وَإِن كَانَ يبتدأ من مَوضِع أَشد يذهب إِلَى فَوق وَقد صححت النّظر فِي الْكتاب فَكَانَ على مَا أَقُول يَنْبَغِي أَن يكون فِي نفس الورم أَشد وَيذْهب إِلَى فَوق وَهُوَ أَلين فقد قَالَ جالينوس: أَن الرِّبَاط الَّذِي يُرِيد أَن يمْنَع الانصباب من الْموضع يَنْبَغِي أَن يكون أَشد وَمَتى ذهب إِلَى فَوق أرْخى فَأَما الرِّبَاط الَّذِي يُرِيد أَن يجْبر بِهِ إِلَى الْعُضْو شَيْئا فَلْيَكُن من فَوق أَشد وَمَا جَاءَ إِلَى الْموضع الَّذِي تُرِيدُ أَن يَجِيء إِلَيْهِ يكون أرْخى مَوضِع فِيهِ الْموضع الَّذِي تُرِيدُ أَن تجْعَل فِيهِ الْمَادَّة وَهَذَا حق صَحِيح. وَقَالَ قولا أَيْضا أَن الْكسر والضربة قبل أَن ألف د ترم بالرباط يمْنَع عَنهُ الورم فَإِذا ورم فَإِنَّهُ لَا يحْتَمل الرِّبَاط) قَالَ: وَفِي هَذِه الْمقَالة من مَوَاضِع ربط الْكسر والوث وَمنع الورم واحتقان الدَّم تَحت الْجلد وتهزيل الْعُضْو يَبْتَدِئ وشده من الْموضع نَفسه وَيذْهب بِهِ إِلَى فَوق باسترخاء قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يكون إرخاؤه أَطْرَافه ورباط الأسمان وجر الْمَادَّة إِلَى الْعُضْو فيبتدئ من فَوق الْعَضُد أشده وَيكون إرخاؤه فِي الْموضع الَّذِي تُرِيدُ أَن تجذب إِلَيْهِ وَهَذَا هُوَ الرِّبَاط الَّذِي يُسمى الْمُخَالف. وَقَالَ: وَهَذَا يوضع ابتداؤه على الْموضع السَّلِيم ويشد بِقدر مَا لَا يوجع فَيحدث ورماً ثمَّ سلسل قَلِيلا حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى الْموضع الَّذِي يُرِيد أَن يحصل فِيهِ الدَّم وَمَا ابتدأت بِهِ من مَوضِع أطول كَانَ الدَّم الَّذِي يتجذب إِلَيْهِ أَكثر. تليين. يصلح للملوك: حرف حب البان ميعة سَائِلَة ولاذن رطب من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم وشمع أصفر ومصطكي لين من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم دهن البان أُوقِيَّة دهن السوسن نصف أُوقِيَّة يذاب الشمع والدهن وَيجمع سحقاً فِي هاون ويضمد وَقد يُزَاد فِيهِ حب المحلب وَهُوَ طيب الرّيح وَإِن أردْت أطيب جعلت فِيهِ عنبراً قَلِيلا. لي على مَا رَأَيْت فِي أربياسيس: إِذا كَانَ فِي مفصل أَو غَيره دشبد صلب جدا يُرِيد أَن يلين فاعمد إِلَى الملينات بالخل الْبَالِغ الثقافة اللَّطِيف جدا فَإِن لَهُ فِي إرخائها قُوَّة عَجِيبَة جدا وَكَذَلِكَ إِذا أردْت أَن تغير كسر الْعُضْو لتصلحه فاعتمد على هَذَا فِيهِ. مثالها: يُؤْخَذ أصُول الخطمى وأصول قثاء الْحمار ومقل وأشق وجاوشير تجمع بالخل الثقيف ويطلى بعد أَن يكمد بالخل تكميداً كثيرا فِي كل وَقت وَاسْتعْمل المرهم العاجي. من الثَّالِثَة من آر: وَإِنَّمَا سمي العاجي لِأَنَّهُ يلين بالعاج وَجَمِيع الْمِيَاه ألف د الَّتِي تحلل الْعِظَام ويلينها مثل خل اللاذن وخل الشّعير قَوِيَّة تحْتَاج إِلَيْهَا فِي هَذِه الْمَوَاضِع. دَوَاء يحلل وَيمْنَع الورم ويلين إِذا وَقعت ... وَكَانَ الْبدن ... . فَجعلت عَلَيْهِ ... . . لِأَنَّهُ يحلل مَا ... . . مَا يَجْعَل فِيهِ: يُؤْخَذ جُزْء خل وَأَرْبَعَة أَجزَاء زَيْت يكون

الْجَمِيع رطلا وحزمة قضبان الشبث يطْبخ حَتَّى يذهب الْخلّ ثمَّ يلقى على ذَلِك من الشمع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويجعله قيروطياً فَإِنَّهُ جيد بَالغ. تليين بَالغ: شمع أصفر ودهن السوسن وزوفاً رطب ومخ الأيل ومقل لين أَو لب حب الخروع ولعاب بزر الْكَتَّان وأصول الخطمي يجمع الْجَمِيع فَإِنَّهُ عَجِيب. لي الملينات: شمع شَحم مقل أشق جاوشير بارزذ ميعة اصطرك خروع عكر دهن بزر) الْكَتَّان عكر دهن السوسن زوفاً رطب سمن تمر دَهِين ألية مذابة خطمي بزر الْكَتَّان حلبة علك الصنوبر أصل قثاء الْحمار مصطكى ثجير حب البان هجير دهن الْحِنَّاء. أربياسيس: مرهم بَالغ للتليين جدا لَا شَيْء أبلغ مِنْهُ ينفع المفاصل الْعسرَة الْحَرَكَة وَيحل الغلظ كُله: أشق سِتّ وَثَلَاثُونَ أُوقِيَّة وشمع أصفر مثله صمغ البطم ثَمَانِي أَوَاقٍ مقل مثله قنة مثله كندر أَربع أَوَاقٍ دهن الْحِنَّاء مثله مر أَربع أَوَاقٍ ينقع المر والمقل والكندر والأشق بخل ويسحق بِهِ حَتَّى يلين وينحل ثمَّ يخلط الْجَمِيع بعد أَن يذاب الشمع مَعَ دهن الْحِنَّاء وصمغ البطم ويلقى فِي هاون وَيمْسَح الهاون والدستج بدهن السوسن ويدق حَتَّى يصير وَاحِدًا فَإِنَّهُ عَجِيب جدا. لي الرباطات إِن أردْت أَن تدفع من الْعُضْو الْمَادَّة فَشد على الْموضع المؤوف أَشد مَا يكون وأوحد قَلِيلا قَلِيلا ذَاهِبًا إِلَى نَاحيَة الكبد هَذَا يكون فِي الْجَبْر والجراحات الَّتِي تُرِيدُ أَن تدفع عَنْهَا مَا يَجِيء إِلَيْهَا. وَإِن أردْت أَن تجْعَل فِي الْموضع شَيْئا فَشد بِالْعَكْسِ ألف د من هَذَا وَإِن أردْت أَن تجذب عَن عُضْو إِلَى عُضْو مثل مَا تحْتَاج إِلَيْهِ فِي نزف الدَّم والورم والوجع فَشد الْعُضْو الْمُقَابل من نَاحيَة الكبد آخِذا إِلَى الْأَطْرَاف وَاجعَل الشد ابتداءه أَشد وأرخه نَاحيَة الْأَطْرَاف وَكَذَلِكَ فِي الْعَينَيْنِ. الْمقَالة الثَّالِثَة قَالَ: إِذا حدث رض أَو فسخ فاربطه وَليكن لفك على الْموضع نَفسه شَدِيدا جدا واذهب بالرباط إِلَى فَوق ذَهَابًا كثيرا. ويطلى عَلَيْهِ مَاء حَار كثير لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يحلل ذَلِك الدَّم الْمَيِّت وَيحْتَاج فِي إمعان ذهَاب الرِّبَاط إِلَى فَوق لِئَلَّا ينصب إِلَيْهِ شَيْء وَمَا ذهب إِلَى فَوق فَلْيَكُن أرْخى ولتكن خرقَة صلبة رقيقَة لتحتمل الشد وتسرع اتِّصَال النطول بِهِ وَينصب الْعُضْو إِلَى فَوق كَمَا يفعل فِي نزف الدَّم وَهَذَا علاج أَعنِي الرِّبَاط يَنْبَغِي أَن يكون قبل أَن يرم الْعُضْو لِأَن الْعُضْو إِذا ورم لم يحْتَمل غمز الرِّبَاط المعتدل فضلا عَن شدَّة الغمز فَلذَلِك يداوى حِينَئِذٍ بالأضمدة وبمواصلة صب المَاء الْحَار. صَحَّ أَمر القوالب أَنَّهَا أَلْوَاح وَهَهُنَا شَيْء مثل عَمُود فِي رَأسه كرة تُوضَع فِي الْإِبِط عِنْد رد خلع الْعَضُد ويشد.

لي أَجود الْأَشْيَاء فِي الْكسر الَّذِي مَعَ خراج أَن يلف الرِّبَاط على مَوضِع الْجرْح أَشد وخاصة نَاحيَة فَوق بعد أَن يدع فَم الْجرْح مكشوفاً بِقدر مَا يسيل ثمَّ يذهب بِهِ إِلَى فَوق وترخيه مَا ذهبت بِهِ إِلَى فَوق واربط رِبَاطًا آخر كشد مَوضِع الْجرْح من أَسْفَل أقل مِمَّا فَوق وَيذْهب بِهِ إِلَى) أَسْفَل برباط دَقِيق لين فَإِن كَانَ مَوضِع الْكسر هُوَ مَوضِع الْجرْح أَو بِالْقربِ مِنْهُ جدا كَفاك وَإِن كَانَ بالبعد مِنْهُ فاربط الَّذِي ذكرنَا على الْجرْح واربط فَوق ذَلِك رِبَاطًا للكسر فلف أشده على الْكسر وَيذْهب إِلَى فَوق وَإِلَى أَسْفَل ألف د على مَا بَين فَإِن هَذَا أحكم مَا يكون. ج: الراسن جيد للمفاصل الَّتِي تنخلع من الرُّطُوبَة. ج: الْعَاشِرَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: يغمز على الْعُضْو الملتوي وَهُوَ الَّذِي يُسمى تعقد العصب غمزاً قَوِيا ثمَّ ضع عَلَيْهِ صفيحة أسرف رقيقَة وتشد فِيهِ يذهب بِهِ جملَة بِخَاصَّة فِيهِ وَليكن الْجَوْز الْفَج جيد للمفاصل الرّطبَة يجففها بِقُوَّة قَوِيَّة. أَبُو جريج: الموميائي يسْرع التحام الْكسر ويكن وَجَعه بِخَاصَّة فِي ذَلِك عَجِيب وخاصة فِي تسكين الوجع ويسقى بنبيذ. مَا سرجويه: المغاث يلين صلابة الدشبد فِي المفاصل إِذا طلي عَلَيْهِ وصلابة العصب الممتد. لي إِذا بطلت حَرَكَة المفاصل أَو كن دشبد غليظ جدا واحتجت إِلَى تليين قوي فانطل الْموضع كل يَوْم مرَّتَيْنِ بِالْمَاءِ الْحَار نطلاً كثيرا حَتَّى يحمر ثمَّ عله بالملينات وَإِن كَانَ الغلظ شَدِيدا احتجت أَن تُقِيمهُ فِي بخار الْخلّ وَيجْعَل فِي الملينات خل وخاصة إِذا أردْت أَن تفك كسراً خطأ. من كتاب الْجَبْر لأبقراط قَالَ: أحذر عِنْد تَسْوِيَة الْكسر وَالْخلْع أَن يوجع العليل وجعاً شَدِيدا وخاصة إِذا كَانَ حامياً فَإِنَّهُ رَدِيء واجهد أَن يكون مدك للعضو المنخلع والمكسور بِأَقَلّ مَا يكون وجعاً. وَقَالَ: مَتى لم يؤات عظم الْعَضُد المكسرو بمدك أَو بِمد من يعينك بِالْيَدِ فَقَط فَاتخذ آلَة شبه دَرَجَة السّلم وأجلس العليل على كرْسِي مشرف حَتَّى يكون كَمَا قَالَ أبقراط شبه الْقَائِم وليخرج عَلَيْهِ يَده على تِلْكَ الْخَشَبَة يجذب الْقطعَة الْعليا الْعَضُد المكسور وَالشَّيْء الثقيل الْمُعَلق فِي الْمرْفق يجذب الْقطعَة السُّفْلى مِنْهُ ثمَّ سوهما بِيَدِك وأرخ الْمَدّ بر إِذا اسْتَويَا السَّابِعَة من مسَائِل السَّادِسَة: إِذا كَانَ عظم ينخس العضلة فبادر بشقه وإخراجه وَإِلَّا هاج وجعاً شَدِيدا. لي إِذا كَانَ ينخس العضلة وَلَيْسَ ألف د بمتبرئ فشق عَنهُ وانشر عَنهُ مَا ينخس أَو سوه ثمَّ اربطه بعد.

من رسم الطِّبّ بالتجارب قَالَ: انْزِلْ أَن رجلا انخلعت سَاقه وَمَعَ ذَلِك الْخلْع خرجت) فَصَاحب التجربة يَقُول إِنَّا لَا نرد الْخلْع لِأَنَّهُ قد شوهد أَنه إِن رده حدث تشنج. الثَّانِيَة من قاطيطربون قَالَ: وَقع بِرَجُل ضَرْبَة على ظَهره بلغ من توجعه مِنْهَا أَنه لم يُمكنهُ الْبَتَّةَ فبللنا خرقَة صوف بِزَيْت مسخن ووضعناها على خرزه وفرشناه على فرَاشه ثمَّ نومناه عَلَيْهَا ثمَّ بللنا طرفِي الْخِرْقَة وشددناه. لي إِنَّمَا كتبنَا هَذَا ليعلم قدر الإرخاء فِي هَذِه الْعلَّة فَإِنَّهُ حَيْثُ لَا يكون خلع وَلَا كسر بل فسخ وَلَا تقدم شَيْئا من العلاج بل لَا تعالج إِلَّا بِهَذَا وَحَيْثُ يكون الْكسر وخلع مثل خرق الرِّبَاط شمع ودهن انطله بعد الشد وَذَلِكَ أَنه يرى أَن الرِّبَاط إِذا ربط فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يبْدَأ فِي الشتَاء بدهن مسخن وَفِي الصَّيف بنطل عَلَيْهِ مَاء بَارِد كل يَوْم مَرَّات وَإِلَّا كَانَ دَاعيا إِلَى هيجان الورم الْحَار. وَأَنا أَقُول: إِن فِي الصَّيف يَنْبَغِي أَلا تفارق الرِّبَاط الشَّديد ليأمن الورم. فإمَّا فِي قَالَ: قد أَمر أبقراط فِي كِتَابه فِي الْكسر وَفِي كِتَابه فِي الْخلْع: أَن تبل خرق الرِّبَاط فِي قيروطي رطبَة ساذجة وَفِي القيروطي الَّتِي يَقع فِيهَا الزفت وَفِي الشَّرَاب الْأسود العفص لِأَن الْخرق الجافة فَإِنَّهَا مَعَ مَا تقدم من مَنْفَعَة النطول شَأْنهَا أَن تسخن الْعُضْو الَّذِي يَقع عَلَيْهِ سخونة نارية فتزيد فِي حرارته وتشعلها وَيصير سَببا لتجلب الْموَاد إِلَيْهِ وَهَذَا أعظم الْأَشْيَاء فِي إِحْدَاث الورم. قَالَ: وَإِن كَانَ فِي عُضْو مَا ابْتَدَأَ ورم حَار أَو بثور فَاجْعَلْ خرق الرِّبَاط أرق مَا يكون وألينه وأجفه وَأقله آفَات وَكَذَلِكَ الرفائد فَإِن ثقل هَذِه أجلب الْأَشْيَاء للورم الْحَار. من الْكَمَال والتمام للتشنج الْحَادِث بعد الْجَبْر وأوجاع ألف د المفاصل: أصل السوسن الْأَبْيَض يخلط بِعَسَل ودهن السوسن الْأَبْيَض ويضمد بِهِ ويمرخ بدهن السوسن وينطل بطبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان والإيرسا وإكليل الْملك وَيجْعَل الْغذَاء اسفيذاجاً دسماً ويسقى دهن اللوز على مَاء البزور وَالْأُصُول الملينة يُؤْخَذ سبستان وحلبة وتين وبزر كتَّان وأصول الخطمي يطْبخ وَيجْعَل فِيهِ دهن اللوز وَإِن كَانَ بردا فدهن الخروع على مَاء الْأُصُول. القلهمان قَالَ: دهن البان يلين العصب الجاسئ جدا. بولس قَالَ: إِذا انْكَسَرَ عظم القحف قطعناه وَإِن انْكَسَرت الْعَضُد والساعد مددناه وقومناه وجبرناه وربطناه. وَقَالَ فِي رسم الطِّبّ بالتجارب: إِنَّه إِذا كَانَ مَعَ الْخلْع جرح لم يرد إِلَى مَكَانَهُ لِأَنَّهُ إِن فعل ذَلِك تشنج.) من الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة قَالَ: الْعظم لَا يُمكن أَن يلتحم وَلَا بُد إِذا انْكَسَرَ الْعظم أَن يألم العضل وَاللَّحم مَعَه وَلِأَن انجبار الْكسر بالدشبد فَيَنْبَغِي أَن يكون الْغذَاء مِمَّا فِيهِ قُوَّة توليد للدشبد.

أبيذيميا قَالَ: من انْكَسَرَ مِنْهُ القحف وَاحْتَاجَ إِلَى نشر بِالْمِنْشَارِ فليبادر بذلك وَلَا ينْتَظر إِلَى أَن يحدث عَمَّا ينجذب إِلَى أم الدِّمَاغ صديد كَمَا يفعل قوم انتظاراً مِنْهُم لاستكمال التقيح كَمَا يُفَارق الْأُم الجافية المحجمة وَيَنْبَغِي أَن تنظر التقيح مَتى كَانَت الْأُم لَيْسَ يضغطها وَلَا يزحمها بِشَيْء فَأَما إِن كَانَ ينخسها شَيْء من الْعِظَام فَلَيْسَ يُمكن الْبَتَّةَ أَن تنظر وَإِن لم ينخسها شَيْء فَلْيَكُن انْتِظَار التقيح مِقْدَارًا معتدلاً حَتَّى لَا يُجَاوز الثَّالِث الْبَتَّةَ مُنْذُ أول الْعلَّة وَأَكْثَرهم يَنْبَغِي أَن يعالج فِي الثَّانِي. قاطيطريون: أعظم الدَّلَائِل على خلع الْعَضُد وأسهلها تعرفاً النتوء المدور الصلب الْكَائِن فِي الْإِبِط لِأَن هَذَا يُمكن أَن يكون دون أَن ينخلع رَأس الْعَضُد وَيصير إِلَى مَوضِع الْإِبِط. وَأما الانخفاض ألف د والغور الَّذِي يكون فِي قلَّة العاتق فَهُوَ عَلامَة تعم خلع الْعَضُد وَإِتْلَاف الْعظم الصَّغِير الْمُسَمّى رَأس الْكَتف وَيَنْبَغِي أَن يكْتب أَولا فِي رَأس الْكَتف السَّلِيم وَيعرف قدر ارتفاعه ثمَّ تقيس إِلَيْهِ العليل فَمَا وَجَدْنَاهُ فِي غير الْحَال الطبيعية علمنَا أَن الْعَضُد مخلوعة إِلَّا أَن هَذِه الْعَلامَة دون الأولى فِي الدّلَالَة فَوْقهَا فِي الصعوبة وأنقص هَذَا فِي الْقُوَّة الْعَلامَة الَّتِي تُوجد فِي الحركات وَذَلِكَ أَنه قد يعرض للْإنْسَان أَلا يقدر أَن يشيل عضده إِلَى فَوق عِنْد مَا يعرض فِي العضل الَّذِي هُنَاكَ فسخ أَو تمدد أَو ورم أَو مَا انهتك وَانْقطع فِي عمق هَذَا العضل شَيْء من شظايا العصب المبثوث فِيهِ. قَالَ: وَأعرف رجلا كَانَ قد زَالَ مِنْهُ رَأس الْكَتف عَن مَوْضِعه ثمَّ عرض لَهُ بعد ذَلِك بِزَمَان طَوِيل إِن عضده انخلعت من الْيَد الْأُخْرَى واصئابة فِي مَوضِع الصداع فَلَمَّا نظر الطَّبِيب إِلَى كلتى الْكَتِفَيْنِ متشابهتين حكم أَن مفصل الْعَضُد لم تنله آفَة وَأَن الْحَادِث إِنَّمَا هُوَ صدمة وَأَن الوجع من أَجله فَأمر أَن يُبَادر إِلَى الْحمام ويتمرخ فِيهِ بدهن كثير ويبطئ فِي الْجُلُوس فِي الآبزن فَإِذا خرج وضع على ذَلِك الْموضع صُوفًا مغموساً فِي قيروطي رطب ويستلقي وَيلْزم الدعة فَلَمَّا فعل ذَلِك أَقَامَهُ الوجع ليلته فَلَمَّا صرت إِلَيْهِ نظرت فَرَأَيْت أرفع مَوضِع فِي كتفه الَّتِي لَا توجعه وَهِي الَّتِي كَانَت قد زَالَت مُنْذُ زمَان طَوِيل أَخفض مِنْهُ فِي الْكَتف العليلة وَلِأَن ورم الْكَتف العليلة كَانَ قد تزيد تفقدت الْكَتف الَّتِي كَانَ يظنّ بهَا أَنَّهَا صَحِيحَة بعناية شَدِيدَة لِأَنِّي كنت) أرى رَأس الْكَتف مِنْهُ قد زَالَ إِلَى فَوق فدعاني مَا رَأَيْت من ذَلِك وَمن قلَّة انْتِفَاع العليل بِمَا عولج بِهِ أَن أدخلت أصابعي فِي إبط تِلْكَ الْكَتف الوارمة ألف د فَلَمَّا لمسته وجدت فِيهِ رَأس الْعَضُد ظَاهرا فَلم أقتصر على ذَلِك حَتَّى أدخلت أصابعي فِي الْإِبِط الآخر فَلَمَّا لم أجد شَيْئا من النتوء الَّذِي وجدته فِي الآخر قلت: إِن الْعَضُد مخلوعة إِلَّا أَنهم لم يعلمُوا أَن ذَلِك لأَنهم لم يدروا أَن رَأس الْكَتف من الْيَد الْأُخْرَى زائل عَن مَوْضِعه وقاسوا الْكَتف العليلة إِلَى تِلْكَ الَّتِي كَانُوا يرونها سليمَة على أَنَّهَا صَحِيحَة عِنْدهم وَقلت لَهُم: سلوا الْمَرِيض هَل أَصَابَته فِيمَا تقدم صدمة على رَأس كتفه من الْيَد الْأُخْرَى فَأقر بعد أَنه كَانَ سقط

عَن دَابَّته على ذَلِك الْموضع وَسكن وَجَعه سَرِيعا بالصوف المشرب بالزيت فَفِي الدَّلَائِل فرق كثير وبون بعيد من ذَلِك أَن مَا يعرض للْإنْسَان أَن يَسْتَطِيع أَن يمد يَده العليلة إِلَى فَوق يعم على الْأَكْثَر وَذَلِكَ أَنه مَتى عرض لوترات العضل الَّتِي هُنَاكَ أَو للعضل نَفسه أَن يحدث فِيهِ ورم صلب أَو ورم حَار أَو تفسخ أَو هتك فِي عمق الْموضع لم يُمكن رفع الْيَد إِلَى فَوق لشدَّة الوجع والانخفاض والغور الْحَادِث فِي مُعظم لحم الْكَتف عَام لخلع مفصل الْعَضُد ولزوال رَأس الْكَتف عَن مَوْضِعه فَأَما النتوء الْكَائِن فِي الْإِبِط المدور الصلب فَهُوَ عَلامَة كَافِيَة على الْعَضُد المخلوعة لِأَنَّهَا لَا تخطئ أصلا وَهِي مَعَ ذَلِك سهلة التعرف وَذَلِكَ أَن الْإِنْسَان إِنَّمَا يحْتَاج أَن يدْخل أَصَابِعه فِي الْإِبِط حَتَّى يلمس تِلْكَ الْعَضُد هُنَاكَ ظَاهِرَة. وَصَاحب الْقيَاس يُمكنهُ أَن يدْرك هَذِه العلامات سَرِيعا وَذَلِكَ أَنه يَأْخُذهَا من طبائع الْأَشْيَاء وَيحْتَاج أَن ينْتَظر التئامها لِأَنَّهُ إِنَّمَا توهم أَن الْعَضُد قد خرجت عَن موضعهَا الْخَاص بهَا وَصَارَت إِلَى مَوضِع الْإِبِط علم أَنه يُوجد فِي الْإِبِط نتوء على غَيرهَا من الْأَعْضَاء الَّتِي لَيست مستوية لَكِن فِيهَا مَوَاضِع لاطئة. قَالَ: إِنَّمَا يحْتَمل الْعُضْو الجبائر إِذا كَانَ سليما من الورم والرباط تجلب ألف د شَيْئا من فضول إِلَى الْعُضْو وَيمْنَع أَن ينصب إِلَيْهِ شَيْء وَيمْنَع الْعُضْو العليل أَن يرم وَأما الجبائر فلتكن ملساء مقعرة. الْأَطْرَاف نَاقِصَة عَن الرِّبَاط من الْجَانِبَيْنِ لَكِن يكون وسط الرِّبَاط أقوى وَأَشد غمزاً من طَرفَيْهِ وَيَنْبَغِي أَن لَا تلقي الجبائر الْبَتَّةَ موضعا معرى من اللَّحْم الناتئ. قَالَ: والأطباء يستعملون نطول المَاء الْحَار على الْموضع بعد أَن يحلوه من الشدَّة الأولى ليحدث مِنْهُ نَفعه وَيَنْبَغِي أَن يكون المَاء معتدلاً عِنْد العليل فَإِذا كَانَ بدنه نقياً فَإِن نطول المَاء الْحَار يحلل من الْعُضْو أَكثر مِمَّا يجلب إِلَيْهِ وخاصة إِن كَانَ زَمَانه زَمَانا طَويلا وَكَانَ الْبدن ممتلئاً فَإِنَّهُ) يجلب إِلَيْهِ أَكثر مِمَّا يحلل وخاصة إِن كَانَ زَمَانه قَصِيرا وَليكن مِقْدَار صبه عَلَيْهِ مَا دَامَ الْعُضْو يَرْبُو وينتفخ وَيقطع قبل أَن يَأْخُذ يضمر ويتخلص. وتمديد الْعُضْو بإفراط يجلب ورماً وَحمى وتشنجاً وَهُوَ فِي الصّبيان أسلم لرطوبتهم. قَالَ: وعلاج الْكسر أَن تمدد الْعُضْو من جِهَتَيْنِ متضادتين وتقومه وتجبره وتصلحه حَتَّى ترده ثمَّ تربطه على مَا يَنْبَغِي وَأما الْخلْع فَإِن يمد الْعُضْو خلاف النَّاحِيَة الَّتِي خرج مِنْهَا وَيدخل رَأس الْعُضْو المنخلع فِي مَوْضِعه من الْمفصل ويشد الْموضع برباط يكشفه كَمَا يَدُور مُوَافقا لَهُ قَالَ: رِبَاط الْكسر إِنَّمَا يُرَاد بِهِ أَن يدْفع الدَّم عَن الْموضع العليل لِأَنَّهُ بِهَذَا يُؤمن الورم. الْفُصُول قَالَ: قد ينخلع رَأس الْفَخْذ والعضلة من خَارج لَكِن لِأَنَّهُ يصير إِلَى تِلْكَ النقر رطوبات يَنْبَغِي أَن يكوى فِي هَذِه المفاصل ليجفف تِلْكَ الرُّطُوبَة الَّتِي فِي تِلْكَ النقر بالكي فَإِنَّهُ أبلغ مَا يكون فِي تجفيفها ويعسر تجفيفها بِغَيْر الكي ويقتبس الْجلد والمفصل بذلك قُوَّة بعد ذَلِك للدشبد الْمُتَوَلد مَوضِع الكي فَلَا يقبل أَيْضا بعد ذَلِك هَذِه الفضول. لي يَنْبَغِي أَن تعلم أَن هَذَا الانخلاع لَا يكون رَأس الْعَضُد قد زَالَ حَتَّى مد رباطه وَقَلبه إِلَى مَوضِع آخر كَمَا يكون عِنْد مَا يرم

رَأس ألف د الْعَضُد تَحت الْإِبِط لَكِن إِذا امْتَلَأت النقرة من الرطوبات وابتلت بِهِ الرباطات كَانَ رَأس الْمفصل من النقرة منبرزاً وسلساً ورباطه رخواً وارماً هَذَا يحدث بِسَبَب سَابق. لي فِي المارستان رؤيتي من المجبرين أخوف شَيْء ينكسر أَن لَا يلتحم وَلَا يصلب الْعَضُد ثمَّ الساعد وَأمر الْفَخْذ والساق أسهل لِأَنَّهُ قد يتهيأ أَن يبسطها فِي موضعهَا الْخلْع إِذا لم يوجع كَانَ أوحش من الْكسر فِي الْجُمْلَة للترقوة يصعب أمرهَا إِذا كَانَت قد انْكَسَرت إِلَى دَاخل لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يدبر ويلزمها الجبائر من دَاخل. الْخلْع يعرض فِي الزند الْأَسْفَل أَكثر لِأَنَّهُ يَجِيء وَيذْهب وَيكون سمجاً لِأَن فِي ربطه سَعَة. وَمَا الزند الْأَعْلَى فَإِنَّهُ مَوْصُول بالكف وصلا أضيق لَا يَتَحَرَّك إِذا غمزت عَلَيْهِ كَمَا يَتَحَرَّك الزند الْأَسْفَل. وَالْكَسْر يجفف فِيهِ أَكثر وخلعه أَيْضا لَا يكون كسماجة الآخر. اعْلَم أَن أَكثر مَا يحْتَاج أَن تتعاهد الرِّبَاط وتشده بعد الْعشْر أَو الْعشْرين لِأَنَّهُ فِي ذَلِك الْوَقْت يبْدَأ الدشبد يتكون وَلَا يغرنك أَن ترى الْعُضْو مستوياً فيتهاون بالرباط فَإِنَّهُ يرى كَذَلِك مادام عليلاً فَإِذا اسْتَوَى سكن الورم وَظهر اعوجاجه وسماجته فاستقصى ذَلِك وَإِذا كَانَ مَعَ الْخلْع وَالْكَسْر جِرَاحَة فَلْيَكُن الرِّبَاط خَفِيفا جدا إِلَى أَن يَأْمَن الورم الْعظم والجراحة وَلَا يضر ذَلِك فِي أول الْأَمر فَإِذا أمنت فَشد حِينَئِذٍ وَإِذا ربطت رِبَاطًا شَدِيدا الْكسر أَو الْخلْع) فَانْظُر إِلَيْهِ من الْغَد فَإِن رَأَيْته قد ورم ورماً كثيرا فنفسه وَالْكَسْر يرجع فِي أَرْبَعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ وَالْخلْع أسْرع وَإِذا لزم الْكسر وَبَدَأَ يعْقد فَاجْعَلْ مَوْضِعه من الرِّبَاط أسلس قَلِيلا قَلِيلا ليمكن فِيهِ أَن يعْمل دشبد كثيرا وَلِئَلَّا يَجِيء شَدِيد الرَّقَبَة. وَانْظُر أَلا تتوانى ويغرك فنترك الشد فِي حَاله وتترك اسْتِوَاء الْعُضْو وقوته بعد الْأَرْبَعين وَنَحْوه وَعند مقاربة الْبُرْء وَلَكِن الزم وَشد فِي هَذِه الْحَالة فَإِنَّهُ فِي تواني يَوْم يَجِيء معوجاً إِلَى أَن تعلم علما يَقِينا صلابته وقوامه وَانْظُر أبدا الْجِهَة ألف د المائلة إِلَيْهِ وضع الرفائد فِي مقابلتها واغمزه من هُنَاكَ قَالَ: رجل جبرت ... فَجَاءَت معوجة لَهَا خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ يَوْمًا فَقَالَ: لينها أَيَّامًا ليحتال تحسنها وَالَّذِي يحتال بعد أَن تلين أَيَّامًا بِالتَّمْرِ والشيرج ثمَّ تنظر جِهَة الْميل فتجعل الرفائد والجبائر عَلَيْهِ وتحكم شده حَتَّى يمِيل عَن تِلْكَ الْجِهَة وَتبقى على ذَلِك فتحس أَلا يكون قبيحاً بِمرَّة. الْعِلَل والأعراض: الرطوبات إِذا أمنت وأقامت فِي المفاصل بلت ربطها وأرخته فَصَارَ الْمفصل لذَلِك سهل الزَّوَال والانخلاع وَرُبمَا تَكَسَّرَتْ النقر الَّتِي فِيهَا تكون رُؤُوس الْعِظَام لعِلَّة مَا فَيصير العضل بعد ذَلِك سهل الانخلاع جدا وَرُبمَا كَانَ من نفس الخلعة هَذِه النقرة لَيست عميقة فَيكون صَاحبهَا مستعد لانخلاع المفاصل. من كتاب آراء أبقراط وأفلاطن: العلامات الصَّحِيحَة على انخلاع الْعَضُد من الْكَتف النتوء تَحت الْإِبِط وتباعد الْمرْفق من الأضلاع أَكثر من بعد الصَّحِيح وَلِأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يدنو الصَّحِيح إِلَّا بوجع يَعْنِي أَنه لَا يلتزق بهَا الترقوة وَلَا يُمكنهُ أَن يشيل يَده إِلَى رَأسه وعضده

فيبسط إِلَّا بوجع. قَالَ: وَرُبمَا انْكَسَرت السناسن فَيَنْقَطِع الصلب فيظن قوم أَن ذَلِك انخلاع خرز الصلب إِلَى دَاخل وَلَيْسَ كَذَلِك وانخلاع خرز الصلب إِلَى دَاخل متْلف مهلك وَأما كسر السناسن فَلَا خوف فِيهِ. لي الترقوة لَيست تَزُول أبدا إِلَى دَاخل وَإِنَّمَا يخَاف أَن تخرج إِذا انْكَسَرت أبدا إِلَى خَارج فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تُوضَع الْجَبِيرَة على الْموضع وتغمز وتشد أبدا. قَالَ: انخلاع الْعَضُد تحْتَاج أَن يعلق صَاحبه ويشد رسن فِي عضده ويشال إِلَى فَوق أَعنِي يمد عَن نَاحيَة الأضلاع وَرُبمَا انْكَسَرت الْعَضُد من شدَّة هَذَا الجذب من قبل أَن يخرج رَأس الْعَضُد من الْموضع الَّذِي قد تشب فِيهِ. آراء أبقراط وأفلاطن قَالَ أبقراط فِي كتاب الْجَبْر: وَهَهُنَا قوم يعالجون الْكسر الَّذِي مَعَ جِرَاحَة) بِأَن يشدوا من الْجَانِبَيْنِ وَيدعونَ ألف د مَوضِع القرحة بِلَا شدّ يتنفسون ويضعون عَلَيْهَا مرهماً وَهَذَا علاج سوء لِأَن الورم ينْدَفع إِلَى القرحة والأخلاط كلهَا فِي هَذِه الْحَالة تميل إِلَيْهَا بل لَو ربطت لَحْمًا صَحِيحا من الْجَانِبَيْنِ وَتركت وَسطه مكشوفاً لوجدته فِي هَذَا الْحَال يتعوج ذَلِك الْوسط قَالَ: فَتَصِير الْجراحَة لهَذَا العلاج رَدِيئَة اللَّوْن رَدِيئَة الصديد لَا تكون فِيهَا مُدَّة نضجة ويتولد فِيهَا عِظَام فَاسِدَة ضَرُورَة ويضطر الْأَمر فِي آخِره إِلَى أَن يحل ذَلِك الرِّبَاط بِشدَّة الضربان. لي يَنْبَغِي أَن يفهم من هَذَا إِذا كَانَ مَعَ الْكسر قرحَة فِي مَوْضِعه الْخَاص فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك فَيَنْبَغِي أَن تعالج القرحة أَولا فَإِن كَانَ بَعيدا مِنْهُ يحْتَمل أَن يعالج الْكسر بِهِ فَيَنْبَغِي أَن تعْمل بِحَسب مَا ترى فَإِن الْأُمُور فِي هَذَا مُخْتَلفَة. الطَّبَرِيّ قَالَ: إِن انْكَسَرَ الْأنف التحم فِي عشرَة أَيَّام والضلع فِي عشْرين يَوْمًا والذراع فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا والفخذ فِي خمسين يَوْمًا. قَالَ: وَمِمَّا يلين المفاصل الْمَكْسُورَة الَّتِي قد صلبت والوثء: التَّمْر والألية يدقان ويضمد بهما. وَقَالَ: دهن البلسان يلين العصب المنعقد. الطَّبَرِيّ قَالَ: دهن البان يلين العصب المنعقد. حِيلَة الْبُرْء: يَنْبَغِي أَن يحول إِلَى هَهُنَا مَا فِي آخر السَّادِسَة وَمن جملَة أَن أول مَا يَقع الْكسر يَنْبَغِي أَن يلطف التَّدْبِير ويبرد وَرُبمَا احتجت أَن تفصد لِئَلَّا يحدث الورم وَلَا يَنْبَغِي أَن يشد الورم شداً يوجع من أول الْأَمر فَإِذا أمنت الورم زِدْت فِي الشد. وَإِذا كَانَ بعد خَمْسَة عشر يَوْمًا وَأخذ الْعظم ينجبر فَاجْعَلْ الأغذية غَلِيظَة لزجة وَلَا تجعلها غير لزجة لِأَن ذَلِك الدشبد الْمُتَوَلد مِمَّا لَا لزوجة لَهُ ينكسر سَرِيعا فَيَعُود الْكسر. لي هَذِه هِيَ الترمس والأشياء القابضة وَأما ذَلِك الغليظ اللزج فَمثل الأكارع والبطون والهريسة وَالشرَاب الغليظ. قَالَ: من الدَّلِيل لَا بُد للكسر الَّذِي يخرق أَن يتْرك مَوضِع الْجرْح فَارغًا بِلَا شدّ وَيجْعَل

جملَة الشد أرْخى ويعالج الْعظم حَتَّى يخرج إِن كَانَت لَهُ شظايا بنشر وَإِن لم تكن شظاياً يحك وي ل عَلَيْهِ المراهم. ألف د الْكسر المدور أَعنِي بِهِ الَّذِي ميل الخرز إِذا اندق بِاثْنَيْنِ ينْعَقد بطيئاً جيدا وَيحْتَاج الْمُجبر أَن يُطِيل علاجه وَيَنْبَغِي لصَاحبه أَلا يحركه كتحريك سَائِر الكسور الَّتِي لَهَا شعب وشظايا فَإِن تِلْكَ كالغشاءين والتحامه أسْرع وأوكد وَإِذا بَدَأَ الْكسر ينجبر فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن ترخى الرِّبَاط قَلِيلا فَإِذا انجبر فعلامته أَن يكون إِذا جسست بِيَدِك وجدته) مثل خرزة تديرها بَين أَصَابِع يَديك ترى عَلَيْهِ نتوءاً صلباً وَذَلِكَ هُوَ الدشبد الَّذِي قد عقد على الْعظم يَنْبَغِي أَن يتَعَاهَد الْبَطن الرِّبَاط فَإِذا ذهب يرم لوجع أرخيته فَإِنِّي رَأَيْت صَبيا شدت يَده فتنفطت وعفنت وتستعمل الفصد أَن احتجت إِلَى ذَلِك وَإِن كَانَ نافراً شددت أدنى شدّ وَإِن كَانَت نافرة جدا وَخفت الورم أَو ورماً حِين تشده فدع الشد الْبَتَّةَ أَيَّامًا وَاسْتعْمل البط فِيهِ حَتَّى تسكن النائرة ثمَّ اسْتعْمل الشد وَلَا تبالي بالجبر فَإِن الْعظم لَا يلتحم فِي مُدَّة تِلْكَ الْأَيَّام الَّتِي تسكن فِيهَا تِلْكَ النائرة. وَإِن التحم أمكنك أَن تقويه بالرفائد. رَأَيْت رجلا نحيل الْبدن مسلولاً وَبِه كسر فِي عضده قد أَتَى عَلَيْهِ سِتُّونَ يَوْمًا ثمَّ لم تلْزم الْبَتَّةَ وَلم ينْعَقد عَلَيْهِ شَيْء وَلذَلِك قلَّة الدَّم أعون شَيْء على أَن لَا يلْزم المكسور لِأَن الطبيعة لَا تَجِد مَا تهيئ مِنْهُ دشبداً. قَالَ: إِذا رَأَوْا الْكسر لَا يلْزم إِلَّا لُزُوما ضَعِيفا دلكوا مَوْضِعه باليدين حَتَّى تنفرغ مَا على الْكسر من تِلْكَ اللزوجة الضعيفة الَّتِي لَا تَسَاوِي شَيْئا ويدمى وَتَحْته دم آخر ينْعَقد عَلَيْهِ ويشده وَمِقْدَار قُوَّة الْفَرْع والدلك بِقدر لحم الْبدن وقوته مَا كَانَ الحم فاجعله أَكثر وَأقوى هَذَا يقوم للجبر مقَام الْحل للقروح. قَالَ: وَيَنْبَغِي عِنْد الغمز وَالْمسح على عِظَام الْكسر الشظايا أَن يتَعَرَّض الساعد بالغمز لتستوي الْعِظَام وَيمْسَح مسحاً جيدا لترى الاسْتوَاء ثمَّ تضع على مَوضِع ألف د الْكسر نَفسه رفادة. قَالَ: وَلَيْسَ يجر الْأَصَابِع والغمز مَعًا إِلَّا على خلع تُرِيدُ أَن يجرع إِلَى مَوْضِعه أَو شظية عظم فَأَما الأدهان وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا تزيدها ألماً فَقَط. الْأَصَابِع إِذا انخلعت تدخل إِلَى دَاخل الْكَفّ لَا تنخلع إِلَى ظَاهر فَيرى رَأسهَا فِي بَاطِن الْكَفّ وَيرى الْغَوْر فِي الظَّاهِر وردهَا عسر وتحتاج إِلَى قُوَّة أَيْضا وَلَا يَنْبَغِي أَن تمد على اسْتِوَاء بل تقبض عَلَيْهَا وتشال بالسبابة من بدله الَّتِي تقع تحتهَا عِنْد الْقَبْض عَلَيْهَا ِأصلها إِلَى فَوق كَأَنَّك تقلعها من أماكنها فَإِنَّهَا تدخل إِلَى موضعهَا بِصَوْت أبح وَكَذَا ترجع المفاصل إِذا انخلعت بِصَوْت أبح. لخلع الْعَضُد يُؤْخَذ خَشَبَة فَيجْعَل على وَسطهَا خرقَة وتوضع تَحت الْإِبِط ويجر رَأسهَا رجلَانِ إِلَى فَوق ويكبس منْكب العليل الآخر الصَّحِيح إِلَى أَسْفَل لِئَلَّا يقوم العليل فيشيل نَفسه

ويمد) الرّجلَانِ الحويك ويشيل الْمُجبر الْعَضُد ويجرها إِلَيْهِ كَأَنَّهُ يقلعه من الْإِبِط فَإِنَّهُ يدْخل بِصَوْت أبح فَلَا تخرج الْخَشَبَة قَلِيلا ثمَّ أَدخل تَحت الْإِبِط كرة قَوِيَّة وشده وعلق الْيَد وَيكون الشد يرفع الْمرْفق ويحفظ رَأس الْعَضُد جيدا وَأَيْضًا لرده: تُؤثر رجلك فِي جنب العليل وتجذب عضده إِلَيْك كَأَنَّك تقلعها من الْإِبِط وَأَنَّهَا تدخل. وَأَيْضًا تعلق فِي السّلم وَهُوَ أصعبها وَيخَاف مِنْهُ وَمن الْحَرِيق كسر الْعَضُد فَإِن انْكَسَرَ احتجت أَن تعالج الْكسر ويبق الْخلْع أبدا. لي أعلم أَن الْحَرِيق وَالسّلم يخَاف مِنْهُ الْكسر إِذا لم يكن مَوْضُوعا تَحت رَأس الْعَضُد لَكِن على نصفه وَهَذَا يجهله المجبرون فَأَما إِذا كَانَ رَأس الْعَضُد على الْحَرِيق لم ينكسر الْبَتَّةَ وَلَو وَقع عَلَيْهِ أَشد مَا يكون من الْقُوَّة. الرجل النحيف الْبدن الَّذِي لم يلْزم كسر عضده بعد سِتِّينَ يَوْمًا أحدبدته عصب فَأقبل كَسره بِعقد ألف د وعقده. أهرن: مَا يرجع الْعَضُد المنخلع إِذا مسته فَكَانَت سلسة رخوة وَاسِعَة الْجلد كَانَ فِيهِ رُطُوبَة واليابسة القحلة الصلبة عسرة الرُّجُوع. رَأَيْت صبية بَقِي يَدهَا بعد الشد ممدودة لَا يثنى الْمرْفق فأمرتها بِأَن تعلق يَدهَا فِي رقبَتهَا وتضيق العلاق قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى ينظم نعما لِأَنَّهُ إِن ضيق العلاق من أول أمره اشْتَدَّ الوجع. القصبة الصُّغْرَى من السَّاق هِيَ فِي الْجَانِب الوحشي فَإِذا انْكَسَرت فَلَيْسَ فِيهَا كَبِير مَكْرُوه وصاحبها يمشي وَهُوَ مكسور فَإِذا جبرت تمّ أمرهَا فِي عشْرين يَوْمًا وَأَقل. لخلع الْعَضُد: تُؤْخَذ خَشَبَة مُدَوَّرَة الرَّأْس قدر شبر فليف عَلَيْهَا قطن وخرق فَإِذا رجعت الْعَضُد فَأدْخل هَذِه فِي الْإِبِط وشلها بعصابة شيلاً قَوِيا لتدفع أبدا الْإِبِط وَتَكون تَحْتَهُ وَيمْنَع أَن يرجع رَأس الْعَضُد فِيهِ وَيَنْبَغِي أَن يكون طول هَذِه كطول الْعَضُد وَيحكم شده وتلصق الْعَضُد بالجنب ويشده كَمَا يفعل فِي كسر الْعَضُد فَإِن التزقت الْعَضُد بالجنب رطبها جَمِيعًا فِي خلع الْعَضُد أَجود هُوَ رُجُوع رَأسه المنخلع إِلَى الْحَال الطبيعية. من كتاب أبقراط فِي الْكسر قَالَ: الْعظم إِذا انْكَسَرَ لم يبْق شكله على الاسْتوَاء لَكِن يمِيل بعضه إِلَى أَسْفَل وَبَعضه إِلَى فَوق فمدوه وقوموه على مَا كَانَ واربطوه. قَالَ: ويعرض لكسر الْعظم وجع شَدِيد لمؤخره للعضل فَيَنْبَغِي قبل الورم والنوازل أَن يقومه ويشده. لي الجبائر يَنْبَغِي أَن يكون وَضعهَا على مَوضِع الْكسر نَفسه وَفِي مُقَابلَته وبهذين الْمَوْضِعَيْنِ) يكون تقويمه فَإِن احترست وَأخذت بالوثيقة فضع أَيْضا على جَمِيع الْجِهَات ليَكُون الْكسر كَأَنَّهُ فِي قالب أَو بربخ وَرجع إِلَى كتاب أبقراط قَالَ: فَإِن لم تكفك فِي مد الْعظم المكسور قوتك فَاسْتَعِنْ بالحبال والسيور فَإِذا امْتَدَّ مَا تُرِيدُ فقومه بِيَدِك ألف د ثمَّ اربطه بخرق لينَة ثمَّ

تمسك الْعُضْو بِحَالهِ الطبيعية يدا كَانَت أَو رجلا وَهُوَ الشكل الَّذِي لَا وجع مَعَه وشكل الْيَد الَّذِي لَا وجع فِيهِ هُوَ أَن يكون بَاطِن الْيَد مواجهاً للصدر. لي مِمَّا رَأَيْت: الجبائر تُوضَع على الْكسر من أول سَاعَة يَقع الْكسر وَإِن كَانَ الْكسر قد عتق فضع عَلَيْهِ الملينات ثمَّ سوه بالجبائر تُوضَع على الْكسر من أول سَاعَة يَقع الْكسر واقصد أَن يعمد الْموضع المحدب. لي جَاءَنَا رجل يزْعم أَنه تنخلع عضده كل قَلِيل إِذا عمل بِيَدِهِ عملا فَقَالَ: قد دخلت فِي مفصل الْكَفّ رُطُوبَة وَيَنْبَغِي أَن تشد أَيَّامًا كَثِيرَة لتفنى تِلْكَ الرُّطُوبَة وَأَنا أَقُول: هَذَا يحْتَاج إِلَى الأضمدة بالقوابض الحارة وبآخره إِلَى أضمدة الْخَرْدَل والكي. إِذا رَجَعَ الْكسر فِي الزند الْأَعْلَى فَهُوَ هَين وَأما إِذا وَقع فِي الْأَسْفَل فرديء وَإِن وَقع فيهمَا فشر من ذَلِك. قَالَ: الزند الْأَعْلَى إِذا انْكَسَرَ فَلَا تحْتَاج أَن يمد بِشدَّة لِأَنَّهُ لين ينقاد سَرِيعا. فَأَما فِي الِابْتِدَاء فليمد مدا كثيرا لِأَنَّهُ جاس جدا فَإِن انْكَسَرَ جَمِيعًا فليمدا مدا شَدِيدا. وأعضاء الصّبيان لَا يَنْبَغِي أَن يشد مدها لِأَنَّهَا قد تعوج لشدَّة الْمَدّ لرطوبتها. وَقَالَ: يعرف مَوضِع الْكسر من ثَلَاث خِصَال: من أَن الْموضع الَّذِي مَال عَنهُ الْعظم عميق. وَالَّذِي مَال إِلَيْهِ أحدب وَهَذَا رُبمَا بِأَن بِالْعينِ فَإِن لم يبن بِالْعينِ فباللمس تَجِد أحد الْمَوْضِعَيْنِ عميقاً وَالْآخر منحدباً. وَمن الوجع فَإِنَّهُ يكون فِي الْموضع الَّذِي مَال إِلَيْهِ الْعظم. لي وَيعرف ذَلِك أَيْضا كثيرا من خشخشة الْعظم تَحت يدك فَاسْتَعِنْ بكلها على قدر الْموضع فَإِذا كَانَ الْكسر مفرطاً ألف د رَأَيْت الْعُضْو يلتوي وينقلب وخاصة إِن كَانَ مدوراً أَعنِي الَّذِي لَا شظايا لَهُ. قَالَ: ليكن الْخرق لَا جَدِيدَة وَلَا بالية. وابتدئ بالرباط على حَيْثُ مَال الْعُضْو فالفف عَلَيْهِ مَرَّات حَتَّى يثبت الْعظم الصَّحِيح وأرخ الرِّبَاط مَتى تبَاعد من مَوضِع الْكسر واربط ثَلَاث عصائب وَاحِدَة تبتدئ من مَوضِع الْكسر وَتَأْخُذ إِلَى فَوق. وَأُخْرَى تبتدئ من مَوضِع الْكسر) وَتَأْخُذ إِلَى أَسْفَل من الْكسر فِي الْموضع الصَّحِيح. وَأُخْرَى تبتدئ من أَسْفَل مَوضِع الرِّبَاط إِلَى أَن يَنْتَهِي إِلَى أَعلَى مَوضِع مِنْهُ. لي هَذَا يحفظ الرباطين الْأَوَّلين. قَالَ: وَأحذر أَن نسج العصائب وَذَلِكَ يصير رخوا سَرِيعا وَلَا تحل الرِّبَاط إِلَّا فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة إِلَّا أَن يعرض للسقيم وجع شَدِيد. أَصْحَابنَا لَا يحلونه الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يوجع ويرم ورماً كثيرا ويسترخي. رَجَعَ قَالَ: إِن ورمت أَطْرَاف الْيَد ورماً كثيرا فَاعْلَم أَنه كَانَ شَدِيدا وَإِن لم ترم التبة فَاعْلَم أَن الرِّبَاط ضَعِيف فأحكمه وَإِن ورمت ورماً يَسِيرا فَإِنَّهُ جيد على مَا يَنْبَغِي.

قَالَ: وَبعد السَّابِع اجْعَل الرِّبَاط أرْخى لِئَلَّا يمْنَع الْغذَاء. قَالَ: ثمَّ اسْتعْمل الجبائر بعد هَذَا. هَذَا نقض قَوْله لِأَن الجبائر تشد الرِّبَاط وتمنع الْغذَاء وأحوج مَا كَانَت إِلَيْهِ الجبائر فِي وَقت الْكسر قَالَ: إِنَّمَا ذكر أبقراط الجبائر أخيراً لتَكون أحكم للعلاج وَأَشد للعضو المجبور. قَالَ: إِذا علقت الْيَد بالعنق فَانْظُر أَن تَأْخُذ خرقَة تعرض مَا بَين الْمرْفق إِلَى الْأَصَابِع فعلقها بِهِ لِأَن ذَلِك الْخرق الدقاق إِن تعلق رَدِيئَة موهنة للكسر وتفقد الْكَفّ لَا تكون مائلة إِلَى أَسْفَل فَإِنَّهُ يسيل إِلَيْهَا مواد وَلَا فَوت فترجع. قَالَ: يَنْبَغِي أَن تكون الذِّرَاع محاذية للإبهام. يَنْبَغِي أَن تكون الْجَبِيرَة الأولى غَلِيظَة وتوضع سَائِر الجبائر ولتكون دون الأولى فِي الغلظ حول الْكسر ووطئ مَوضِع انتهائها وَلَا تحل إِلَى أَن تهيج حكة شَدِيدَة واعوجاج أَو وجع شَدِيد ألف د وورم مفرط. قَالَ: وَإِن عرض حكة شَدِيدَة فَحله وانطل عَلَيْهِ مَاء حاراً فَإِنَّهُ يسكن الحكة وينفش تِلْكَ الأخلاط. قَالَ: والساعد ينجبر فِي ثَلَاثِينَ يَوْمًا أَو خَمْسَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا وَرُبمَا برأَ فِي ثَمَانِيَة وَعشْرين يَوْمًا على قدر اخْتِلَاف الْأَبدَان فَإِنَّهُ مَتى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وَالَّذِي فِيهِ غلظ أسْرع الْجَبْر ويبطئ فِي الغلمان والمشايخ لرقة دم الغلمان وَإنَّهُ ينفذ مِنْهُ كثيرا فِي غذائهم وَضعف قُوَّة الْمَشَايِخ. وَإِذا كَانَ الْكسر مَعَ جرح فلطف التَّدْبِير وَإِن كَانَ بسيطاً فَاجْعَلْ الْغذَاء غليظاً. قَالَ: إِذا رَأَيْت الْعظم قد استواى وَعقد فَلَا تسْتَعْمل الجبائر. لي المجبرون قد جربوا أَنه إِن لم تدم الجبائر على الْعظم مُدَّة طَوِيلَة بعد انْعِقَاده أَعْوَج وَكَثِيرًا مَا يتهاون الْمُجبر بعد أَيَّام كَثِيرَة لَا يظنّ أَنه قد اسْتغنى عَن الجبائر فيعوج الْعظم وَاسْتعْمل فِي أول زمَان الْكسر الأغذية اللطيفة المبردة أَيَّامًا مثل السويق وَنَحْوه وَلَا يقرب اللَّحْم وَالشرَاب الْبَتَّةَ) ليأمن من الورم وانصباب الْموَاد. فَأَما فِي الْوسط وبآخره فَاسْتعْمل اللَّحْم وَالشرَاب والأغذية الغليظة. قَالَ: أَكثر ميل الْعَضُد إِذا انْكَسَرت إِلَى خراج فصادفها بالرفائد. قَالَ: وَعظم الْعَضُد يشْتَد فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا. قَالَ: وَإِيَّاك أَن تشد الجبائر بِقُوَّة فَإِنَّهُ لَا يلْزم الْبَتَّةَ لمنع الْغذَاء. قَالَ: عظم الْعقب إِذا انْكَسَرَ كَانَ علاجه عسراً.

قَالَ: الْعِظَام الصغار يَعْنِي عِظَام السلاميات لَا تنكسر لِأَنَّهَا صلبة جدا لَكِن تنخلع فَلَا تمدها كَمَا تمد الكسور لِأَنَّهَا لَا تنكسر لَكِن اضغطها وَشد عَلَيْهَا بأصبعك فَإِنَّهَا ترجع إِلَى أماكنها وَكَذَلِكَ الْحَال فِي عِظَام الرسغ وَيَنْبَغِي أَن تضع الْجَبِيرَة فَوْقهَا فَإِنَّهَا تنجذب خَارِجا كثيرا لِأَن الَّذِي تَحْتَهُ عضل صلب يمْنَع الْعظم أَن ينزل وتشيله وَهَكَذَا الْحَال فِي ظهر الْقدَم والكف وَيبرأ فِي عشْرين يَوْمًا وَإِن كَانَ فِي الرجل فَلَا يمس. ألف د قَالَ: وَقد يعرض مَعَ الْكسر الَّذِي مَعَ جرح كَبِير أَن يجمد الدَّم فِي تِلْكَ العضل فيورث كزازاً. لي هَذَا يعالج بِالْمَاءِ الْحَار. قَالَ: الْعظم إِذا لم يستو هزل ورق لِأَنَّهُ لَا يغتذي على مَا يَنْبَغِي. وَإِن انْكَسَرَ عظم السَّاق الْعليا سهل أمره وَأما السُّفْلى الْكَبِيرَة فرديء جدا. وَالصَّبِيّ يكفى أَن يمده الطَّبِيب وَحده وَأما الشَّبَاب فَيحْتَاج إِلَى أعوان يمدونه. قَالَ: فَإِذا أردْت جبر الْفَخْذ فَمدَّهَا شَدِيدا أَشد من مد كل عُضْو قَالَ: وَإِذا شددت الْفَخْذ فَاجْعَلْ بَين الفخذين كرة صوف لِئَلَّا يتعوج الْعظم وَإِن عرض ورم فبلوا صُوفًا بشراب وضعوه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يبرد الورم قَالَ: مدوا عظم الْفَخْذ مدياً قَوِيا لِأَنَّهُ عظم كَبِير وَلَا تجزعوا من شدَّة الْمَدّ وَلَا تتركوا كَسره متبرئاً زَمَانا طَويلا لِأَنَّهُ يسيل مَا بَينهَا رطوبات فتعفن ويعرض مِنْهُ عفن الْعُضْو كُله. قَالَ: وَإِذا كَانَ مَعَ الْكسر جرح فَلْيَكُن مده بِرِفْق وَإِيَّاكُم وَالْمدّ الشَّديد وَكَذَلِكَ فاربطوه بِرِفْق وتفدوا الورم والوجع. قَالَ: وَتحل كل يَوْم من أجل الْجرْح وَيكون العصائب أَكثر عرضا. قَالَ: وَيتْرك الْجرْح مَفْتُوحًا ليسيل الصديد وضع على الْجرْح مرهماً وضع حوله وَفَوق المرهم خرقاً مبلولة بشراب أسود قَابض فَإِن ذَلِك يمْنَع الورم.) قَالَ: وَاجعَل شكل الْعُضْو شكلاً يسل الصديد مِنْهُ وَاجعَل شدك الرِّبَاط على قدر عظم الْعُضْو من الْجرْح. لي الكسور إِذا وَقعت بِالْقربِ من المفاصل أضرت بحركة الْمفصل وعسرته لِأَنَّهَا تورث مَوضِع المفاصل غلظاً حِين يعْقد الدشبد وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن يكون أطول الشد فِي هَذِه أقل والتليين أسْرع وَأكْثر عِنْد مَا يَأْخُذ فِي الِانْعِقَاد. حكى الْمُجبر أَنه يسْتَعْمل الشمع والدهن بدل ضمادهم حَيْثُ ألف د يرى الوجع شَدِيدا والورم كثيرا فيسكن الورم والوجع وَيَحْمَدهُ العليل جدا جدا فَإِن ذَلِك شَرّ لَهُ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كتاب أبقراط فِي الْكسر وَالْخلْع. الجبائر تُؤْخَذ عَن الْعَضُد إِذا صلب العقد واستوى لِأَنَّهُ يُرَاد بالجبائر إِمَّا حفظ الْعُضْو على حَاله وَإِمَّا أَن يَسْتَوِي عوجه فَإِذا حصل الاسْتوَاء والصلابة فقد اسْتغنى عَنْهَا.

وَإِذا كَانَ الساعد يشْتَد عقده سَرِيعا فِي عشرَة أَو خَمْسَة وَعشْرين احْتَاجَ أَن يبْقى على الجبائر أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَمَتَى تَأَخّر العقد كَانَت مُدَّة الْحَاجة إِلَى الرفائد أطول وبالضد. وَالصَّوَاب فِي وَضعهَا أَن تُوطأ وَتجْعَل اللَّازِمَة للكسر يغمز عَلَيْهِ وَيُوضَع الْأَقْوَى إِلَى جِهَتَيْنِ متضادتين من الْكسر ثمَّ الأضعف فِي جَنْبي هَذَا الْمَكَان حَتَّى يكون الْعُضْو كَأَنَّهُ فِي قالب مثلا. قَالَ: الجبائر فِي الْموضع الَّتِي يخَاف أَن تَجِيء معوجاً مثل الشُّيُوخ والخدم والقصف الطوَال يَنْبَغِي لَهَا أَن يكون لَهَا فضل طول على الْعَادة لِأَن الجبائر الطوَال احفظ لِاسْتِوَاء الْعُضْو وَأَنا أرى أَن تكون الْجَبِيرَة أبدا من الْمفصل إِلَى الْمفصل فَإِن ذَلِك أَجود وأوفق. الْخلْع وَالْكَسْر فِي الورك لَا يكَاد يَجِيء صَاحبهَا أبدا الْأَعْرَج وَذَلِكَ إِذا كَانَ جبره جيدا وَلَا بُد أَن يَجِيء نَاقص الرجل نُقْصَانا تَاما يَنْبَغِي أَن نفر مِنْهُ أَو نعلمهُ ذَلِك وخاصة فِي شيخ وخادم. فِي مَا يصلب المفاصل المسترخية وكسور الْعِظَام الَّتِي لم نجد التئامها: طبيخ الآس وورقه وحبه والأقراص الَّتِي تَركه يَجْعَل نمائه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ نَافِع جدا ودهن الآس اجْعَلْهُ أبدا إِذا احتجت إِلَى دهن طبيخ شَجَرَة الأقاقيا إِذا صب على المفاصل المسترخية شدها. طبيخ ورق الدردار: إِن طبخ ورقه وصب ألف د على المفاصل الْمَكْسُورَة الحمها سَرِيعا. د: وَوَافَقَ على ذَلِك جالينوس وأربياسيوس. دهن الْحِنَّاء نَافِع من كسر الْعِظَام.) د: رماد الكرنب إِذا خلط مَعَ شَحم عَتيق وضمد بِهِ أَبْرَأ استرخاء المفاصل. د: طبيخ ورق شَجَرَة المصطكى إِذا صب على الْعِظَام الْمَكْسُورَة ألحمها. د: الماش إِن ضمدت بِهِ الْأَعْضَاء الواهنة نَفعهَا وَسكن وجعها وخاصة إِذا عجن بالمطبوخ د: قشور الكفري يشد المفاصل المسترخية. د: الْخلْع ضَرْبَان إِمَّا من سقطة أَو مد أَو غور وَإِمَّا من انصباب رطوبات فِي نقر الْعِظَام الَّتِي فِيهَا رُؤُوس المفاصل. الراسن إِذا تضمد بِهِ نفع من الْخلْع الَّذِي من رُطُوبَة. قَالَ: ابْن ماسويه: خاصته النَّفْع من خلع المفاصل من الرُّطُوبَة أكل أَو ضمد بِهِ وَقَالَ: المر ينفع من الكسور والوثء. صفة دَوَاء: سماق وماش مقشر عشرَة عشرَة حب الآس سَبْعَة أصل الراسن عشرَة ينخل ويعجن بِمَاء الأثل ويضمد الْموضع.

طلاء للكسر والوثء: مغاث ماش مقشر عشرَة عشرَة مر صَبر خطمى أَبيض أقاقيا خَمْسَة خَمْسَة طين أرمني عشرُون درهما يطلى ببياض الْبيض إِن كَانَ مَعَ ورم حَار. ضماد آخر جيد: ورق الأثل والسرو والآس وَالْخلاف يدق ويعصر وَيُؤْخَذ سك وَورد وبصل النرجس وَمن النرجس ومريافلون وصندل أَحْمَر وطين أرمني ولاذن وفوفل وقمحة وخطمي وماش وأقاقيا وإكليل الْملك ومرزنجوش وَإِن كَانَ مَعَ ورم فألق فِيهِ المرزنجوش وزد فِيهِ وردا وَإِن احتجت إِلَى الإسخان فألق فِيهِ مرزنجوشاً والراسن والسرو. للكسر والوثء مَعَ ورم حَار: ماش مقشر عشرُون مغاث خَمْسَة عشر طين أرمني عشرُون وَأَيْضًا: ماش مقشر مغاث جلنار أقاقيا يضمد بِهِ وَهُوَ قوي جدا. وَمن أدويته: المغاث والماش والسرو والورد ألف د واللاذن والرامك والسك وَنَحْوهَا. من تذكرة عَبدُوس: ورق الآس واللاذن والزعفران وطين جيد للرض والوهن. وَأَيْضًا نَافِع للكسر والوثء وَالْخلْع: مغاث ماش خطمي وأقاقيا وطين وَمر يطلى بِمَاء الآس. من الْكَمَال والتمام للمفاصل الزائلة عَن موضعهَا: يدق أصل الْقصب وورقه ويخلط مَعَه شَيْء من خل وَيُوضَع على الْموضع الْأَلَم. للمفاصل وَالْعِظَام الزائلة عَن موَاضعهَا وتسكين الوجع الْعَارِض فِيهَا: يخلط بصل النرجس ويضمد.) لانصداع الْعظم وكسره: تُوضَع عَلَيْهِ صوفة مغموسة فِي خل وزيت ويشد بِرِفْق. أَبُو جريج: الصمغ الْعَرَبِيّ يجْبر الْعِظَام الْمَكْسُورَة. أطهورسفس قَالَ: إِن دق لحم الصدف وعظمه وَوضع على الرض عظم نَفعه. الصدف والعظم المكسر المكس إِذا ضمد بِهِ كسر الْعِظَام الَّتِي قد تساقطت جبرها. لي أطهورسفس: يكلس الصدف ثمَّ يطلى على الْكسر بعد أَن يشوى برطوبة الصدف فَإِنَّهُ عَجِيب وَإِن شِئْت فَاجْعَلْ ذَلِك بالنورة وَبَيَاض الْبيض فَإِنَّهُ أعجب وَأحسن وأجود جدا لِأَنَّهُ يصير مثل الْحجر فَلَا يحْتَاج أَن وَقَالَ: شَحم الدب نَافِع جدا من الْخلْع والوثء والتعقد المزمن والرض فِي العصب ويلطف غلظ العصب جدا إِذا دلك بِهِ فِي الشَّمْس دلكا رَفِيقًا حَتَّى تتشربه الْأَعْضَاء وَهُوَ فِي غَايَة التليين. الطَّبَرِيّ: الأنزروت يجْبر الْكسر والوثء إِذا طلي مَعَ عسل.

خبرني الْمُجبر أَنه يتَّخذ طلاء من كثيراء يحله بِالْمَاءِ حَتَّى يصير طراراً ويحمره بزعفران ويعالج مِنْهُ الْكسر فَإِنَّهُ حسن جدا وَيجْبر ويقوى. رَأَيْت عجوزاً مخلوعة الْعَضُد جدا فَمدَّهَا بِيَدِهِ فَاسْتَوَى كَمَا مده وَلم يحْتَج إِلَى حويك وَلَا سلم وَلَا غَيره فَقَالَ: هَذَا لِأَنَّهَا عَجُوز ألف د ضَعِيفَة. وَرَأَيْت رجلا بِهِ غلظ شَدِيد وصلابة فِي عُنُقه فَقلت: أسقطت من مَوضِع عَال على عُنُقك فَقَالَ نعم. الْيَد وَالرجل المعوجة تكسر ثَانِيَة وتعاد وَالَّتِي يخَاف مِنْهَا أَن تخرق الْعظم عِنْد الْكسر فَإِنَّهُ إِن خرق وتقرح خرجت مِنْهُ قِطْعَة أَو قشرة فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يوضع تَحْتَهُ شَيْء وطئ وَيكسر عَلَيْهِ. فَأَما الْقطع الصغار من الْعظم فَإِنَّهُ وَلَو بقيت وتخشخشت بعد أَلا يكون مَعَه جرح فَإِنَّهُ يلتحم بَعْضهَا بِبَعْض ويصلب وعَلى قدر كسرة الْقطع الْمَكْسُورَة وتباعد بَعْضهَا عَن بعض يكون عظم الدشبد. وأضر مَا يكون ذَلِك على المفاصل وَعَلَيْك فِيهَا بشحم البط أَو شَحم الدب وَالْمَاء الْحَار فَإِنَّهُ يلطف ذَلِك. الترقوة إِذا انْقَلب رَأسهَا من حَيْثُ الْعَضُد فشده وَيَنْبَغِي أَن يكون قَائِما وَمعنى الشد الْقَائِم: الَّذِي يضم الْعَضُد إِلَى الأضلاع لِأَنَّهُ كَذَا يلْزم هَذَا الرَّأْس المنقلب أَجود وَإِذا انْقَطع من الْوسط لَا يشد كَذَا لِأَن هَذَا ينبعث على أَن ينتؤ أَكثر وَأَنا أَظن أَن الْقَائِم فِي ذَلِك أَيْضا خطأ لِأَن الْقيام) يرفع رَأس الترقوة ويخرجه وينحني بالعضد عَن الأضلاع بلطء الترقوة. كمل بنصر الله وعونه وتأييده ويتلوه إِن شَاءَ الله فِي الشجاج وكسور عِظَام الرَّأْس انْتهى الْجُزْء الثَّالِث عشر وَقد وَقع الْفَرَاغ من طبعه يَوْم الْجُمُعَة الثَّالِث من شهر صفر المظفر سنة هـ يوليو سنة م وَصلى الله تَعَالَى على خير خلقه سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ (اللَّهُمَّ صلي على مُحَمَّد وَآله وَسلم وأعن لاقوة إِلَّا بك.)

(فارغة)

(الْجُزْء الرَّابِع عشر) (الحميات وَالْبرَاز والقيء وَغَيرهَا)

(فارغة)

المقالة الحادية عشرة من حيلة البرء في

(الحميات وَالْبرَاز والقيء وَغَيرهَا) (الحميات) الَّتِي تكون مَعهَا أَعْرَاض غَرِيبَة يتَغَيَّر من أجلهَا التَّدْبِير عَن تَدْبِير الحميات 3 - (الْمقَالة الْحَادِيَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء فِي) 3 - (الحميات الغشية المضاهية للبلغمية) قَالَ: لَيست الحميات الَّتِي مَعهَا أَعْرَاض جِنْسا آخر من أَجنَاس الحميات لَكِن كَمَا تتركب حمى مَعَ حمى كَذَلِك يتركب فِي بعض الْأَوْقَات عرض مَعَ حمى. قَالَ: فَمَتَى كَانَت هَذِه الْأَعْرَاض عَظِيمَة عاقت التَّدْبِير أَن يجْرِي على ماينبغي بل احتجنا أَن نصرف العلاج كُله إِلَى الْعرض وَأَن كَانَ مِمَّا يزِيد فِي الْحمى فَأن كَانَت الْقُوَّة قد انْحَلَّت فَأَنا نصرف الْعِنَايَة إِلَى تقويتها ثمَّ إِلَى الْعرض ثمَّ إِلَى الْحمى إِلَّا أَن يكون هَذَا الْعرض هُوَ الَّذِي يحل الْقُوَّة فالقصد إِلَيْهِ وَأَن كَانَ الْعرض لايمكنه أَن يحل الْقُوَّة فِي مُدَّة مانقلع نَحن أصل الْمَرَض قصدنا لعلاج الْمَرَض. قَالَ: أَن قوما تبتدىء بهم الْحمى وَفِي أبدانهم خام كثير مُجْتَمع جدا وفم الْمعدة مِنْهُم ضَعِيف قد أضرت بهم التخم وَغَيرهَا وَمن هَذِه حَالَته ينتفخ بَطْنه وبدنه كُله بِأَكْثَرَ من الْمِقْدَار الطبيعي وَبَعْضهمْ يتَغَيَّر لَونه عَن طَبِيعَته إِلَى الْبيَاض والمائية وَبَعْضهمْ تحول ألوانهم إِلَى السوَاد والخضرة الْمُسَمّى اللَّوْن) الرصاصى ونبضهم كلهم صَغِير بِقِيَاس حرارتهم ضَعِيف مُخْتَلف أبدا فِي نبضة وَاحِدَة ومرات كَثِيرَة لَا يخْتَلف فِي نبضات كَثِيرَة ايضاً فَأن فصد لَهُم عرق وَقَعُوا فِي بلَاء عَظِيم على أَنهم يَحْتَاجُونَ إِلَى الاستفراغ إِلَّا أَنهم لَا يحْتَملُونَ أخراج الدَّم وَلَا أسهال الْبَطن أذا كَانَ الغشى يتجلاهم من غير أَن يفعل بهم ذَلِك وَلذَلِك مداواتهم نكرَة أذا كَانُوا يَحْتَاجُونَ إِلَى الأستفراغ وَلَا يحْتَملُونَ أَكثر مِمَّا يستفرغ بِهِ الْبدن. قَالَ وَأَنا أستفرغ هَؤُلَاءِ بالدلك وَيَنْبَغِي أَن يبْدَأ بِهِ مُنْذُ أول الْأَمر فِي مبدأ الْأَمْرَاض وَيكون أول شىء دلك الفخذين والساقين ويتعمد المدلك بِأَن يدلك من فَوق إِلَى أَسْفَل

بمناديل متوسطة الخشونة فَأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن يسخن الْجلد لِأَن الْمَرِيض يحْتَاج إِلَى أَن يسخن ويتحلل بدنه بذلك ثمَّ خُذ فِي دلك الْبدن من فَوق إِلَى أَسْفَل على ذَلِك الْمِثَال وابتدىء من الْمَنْكِبَيْنِ حَتَّى إِذا رَأَيْت الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ قد سخن سخونة بَالِغَة وَخفت أَن يُصِيبهُ شَبيه مايكون من الأعياء من مس المرضوضين فَاسْتعْمل التمريخ بدهن مرخ بِمَنْزِلَة الزَّيْت اللَّطِيف غير الْقَابِض وَإِن كَانَ الْوَقْت شتاء ًفافتر مَاله تَحْلِيل كدهن البابونج وَالزَّيْت اللَّطِيف جدا أَو زَيْت لطيف قد طبخ فِيهِ مَاء وشبت فِي أناء مضاعف فادلك بِهِ الْيَدَيْنِ والفخذين إِلَى الرجلَيْن على ماوصفت من فَوق إِلَى أَسْفَل ثمَّ امسح الدّهن من على الْبدن فَأَنَّهُ يُؤْذِي ويكرب ثمَّ خُذ فِي الدَّلْك للصلب بالمناديل يَابسا أولاعلى ذَلِك الْمِثَال ثمَّ بالدهن ثمَّ عد إِلَى الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ ثمَّ كرّ على الصلب ابدأ باليابس والدهن وَمسح الدّهن أفعل ذَلِك نهارك كُله فِي بَيت مضىء يَابِس معتدل الْحَرَارَة. قَالَ: وأنفع مايعطون مَاء الْعَسَل قد طبخ فِيهِ زوفا وَلَا تناولهم طَعَاما وَلَا تكْثر لَهُم من الشَّرَاب لَكِن يستعملون مَاء الْعَسَل وَحده ثَلَاثَة أَيَّام ويدلكون دلكا دَائِما يتداوله جمَاعَة وَلَا يقطع عَنْهُم الدَّلْك إِلَى أَن يَأْخُذهُمْ النّوم. قَالَ: وَلَا تَأذن لَهُم فِي طول النّوم فَأَنَّهُ يمْنَع التَّحَلُّل ويثقل الأحشاء ويحتاجون إِلَى النّوم المعتدل لِأَنَّهُ ينضج واليقظة تحلل فيحتاجون إِلَى هَذَا باعتدال وتداول. قَالَ: أَن كَانَ نبض هَؤُلَاءِ فِي الْغَايَة القصوى من الصغر والضعف وَكَانَ مَعَ هَذَا مُخْتَلفا اخْتِلَافا شَدِيدا قَوِيا فالبلية عَظِيمَة فِي الْغَايَة القصوى من الشدَّة وَأَن كَانَ للنبض قُوَّة وَعظم يسير وَلَا ضغط فِيهِ وَلَا اخْتِلَاف فتفقد حَال الْبَطن وَاسْتعْمل الحقنة بأتقان وثقة أَن كَانَ لَا يخرج من تِلْقَاء نَفسه خُرُوجًا جيدا كثيرا سهلاً وَمَاء الْعَسَل يعين على ذَلِك وَإِن كَانَ النبض بالحالة الأولى فَلَا) تعْمل عَلَيْهِ شَيْئا غير الدَّلْك. قَالَ: وَمَاء الْعَسَل يُمكن ان يستفرغ تِلْكَ الفضول استفراغاً نعما فَأن رَأَيْت أَن الْبَطن يجرى جيدا فزد فِي طبخ مَاء الْعَسَل فَأن أسهاله يكون أقل وَإِذا لم تطبخه كَانَ أسهاله أَكثر وغذاؤه أقل وَإِن كَانَ ينحدر إِلَى الْبَطن كثيرا فَاسق بدل مَاء الْعَسَل مَاء الشّعير وَإِذا دَامَ الإسهال فأعطه حسا وتفقد النبض فَأَنَّهُ رُبمَا مَال دفْعَة إِلَى الضعْف والأختلاف والصغر وَفِي ذَلِك الْوَقْت يَنْبَغِي أَن تطعمه خبْزًا مبلولاً بشراب ممزوج بعد أَن لَا يكون فِي الْبَطن ورم وَلَا فِي الكبد فَأَنَّهُ أَن كَانَ فِي أحد هذَيْن ورم وَالْبدن مَمْلُوء اخلاطاً فَلَيْسَ فِي الْمَرِيض مطمع بعد أَن يكون نبضه يتَغَيَّر هَذَا التَّغَيُّر فاخبر أَن هَذَا يَمُوت وَلَا تعالجه بعلاج قوي الْبَتَّةَ فَأَما من كَانَت بهم هَذِه الْعلَّة من غير ان يكون بِهِ ورم فِي بَطْنه فَأن أَنْت عالجته فَلَا شَيْء اسمج من أَن يتجلى الْمَرِيض غشى وَلم يتَقَدَّم فيمنعه فَأن كَانَ وَلَا بُد أَن يكون فقد تقدّمت فأنذرت بِكَوْنِهِ فأذا عَالَجت الْمَرِيض ثَلَاثَة أيامٍ وَلم يعرض مَكْرُوه فأدم العلاج إِلَى السَّابِع وَلَا تزِدْه على مَاء الْعَسَل وَحده قد طبخ فِيهِ زوفاً فَأن هَؤُلَاءِ يصبرون على الأمساك عَن الطَّعَام لِأَن

أبدانهم تغذى بِتِلْكَ الأخلاط الخامة وَإِن تهَيَّأ أَن تكون هَذِه الأخلاط لَيْسَ أَنما هِيَ نِيَّة فَقَط لَكِنَّهَا مَعَ ذَلِك ردية لَا يُمكن أَن تنضج فَلَيْسَ يُمكن من اصابه ذَلِك أَن يسلم فَأن احتجت فِي بعض هَذِه الْأَوْقَات بِسَبَب أَن بطن الْمَرِيض ينْطَلق أَو بِسَبَب أَنه يمل ناء الْعَسَل فاسقه مَاء الشّعير فَأن أَبَت نَفسه هَذَا أَيْضا فَاتخذ لَهُ حسا خندروس واسقه أَيَّاهُ بخل فَأن الْخلّ إِذا ألْقى فِي هَذَا نفع من هَذِه الْعلَّة وَإِن أَنْت أحسست فِي وَقت مَا أَن الأخلاط الخامة غَلِيظَة جدا فَاسق الْمَرِيض مَكَان مَاء الْعَسَل سكنجبينا دَائِما فَأن كرهه لِكَثْرَة شربه لَهُ فاسقه بدله مَاء الْعَسَل وَمَاء كشك الشّعير وَإِذا اسْتعْملت هَذِه أَيْضا مُدَّة فَارْجِع إِلَى السكنجين وَأكْثر شَيْء يجب أَن يتَوَهَّم مِنْهُ أَن الأخلاك بَارِدَة إِذا رايت نبض عرق الْمَرِيض صَغِيرا متفاوتاً بطيأً وَإِن كَانَ النبض كَذَلِك فَأن لون الْبدن يتَغَيَّر مِنْهُ على الْمَكَان تغيراً ظَاهرا وَيصير إِلَى مَا وصفت. لي هَذَا حِين يُرِيد أَن غشياً ونبض هَؤُلَاءِ أَشد نظاماً من نبض جَمِيع المحمومين فَأن كَانَ الزَّمَان صيفاً وَالْمَرِيض مُعْتَاد لشرب المَاء الْبَارِد فاسقه السكنجين بِالْمَاءِ الْبَارِد وَإِن كَانَ شتاء فالماء الْحَار مُعْتَادا كَانَ لشرب المَاء الْبَارِد أَو الْحَار وَكَذَلِكَ إِن كَانَ حر الصَّيف مفرطاً فِي عنفوانه فَاسق من لم يكن مُعْتَادا لشرب المَاء الْبَارِد أَيْضا المَاء الْبَارِد بعد أَن لَا يكون شَيْء فِي) أحشائهم مستعداً لقبُول الآفة سَرِيعا وَالْحمام فِي غَايَة المضادة لهَؤُلَاء وَكَذَلِكَ الْهَوَاء الْحَار غَايَة الْحَرَارَة والبارد غَايَة الْبُرُودَة وَلذَلِك لَيْسَ يَنْبَغِي أَن تدخلهم الْحمام وَاجعَل مَوضِع فرشهم فِي الصَّيف فِي هَوَاء طيب الرّيح وَفِي الشتَاء فِي مَوضِع دفىء فَأن الْأَمريْنِ جَمِيعًا إِذا أفرطا أضرا بهم وَذَلِكَ أَن الْحَرَارَة تذيب أخلاطهم المجتمعة فيهم وَإِن انصبت إِلَى الْبدن كُله لَا يُؤمن ان تصير إِلَى الرئة وَأَن ترْتَفع فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى الدِّمَاغ والأصلح لَهَا أَن تبقى لابثة فِي الكبد وَالْعُرُوق الْكِبَار فَأَما فِي الْبرد فَأَنَّهَا تبقى عسرة النضج وَأَن كَانَت فِي الكبد سدة يسيرَة زَادَت فِيهَا وَإِن لم تكن هُنَاكَ سدد ولدت فِيهَا سدداً إِذا هِيَ امْتنعت من النّفُوذ ولحجت بسب غلظها فَهَذَا علاجهم إِذا أَنْت دعيت ألى علاجهم من أول يَوْم فَإِن لم تدعى إِلَيْهِم أَلا بعد أَن يغشى عَلَيْهِم فَانْظُر فَأن لم يكن فِي الْبَطن ورم فأطعمهم خبْزًا يَسِيرا مَعَ شراب سريع النفوذحتى إِذا فاقوا فَخذ فِي الدَّلْك على الْوَجْه الَّذِي ذكرت فَأن كَانَ الزَّمَان صيفاً والبلد حاراً أَو راكد الْهَوَاء محتقناً شَدِيد الْحر فَاسق الشَّرَاب بِمَاء بَارِد فَأن لم يكن مَعَ هَذَا فَمَعَ مَاء حَار وَلَكِن على كل حَال فَاسق الْمَرِيض شرابه فِي الْمرة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة وَهُوَ حَار فَأن شرب الْحَار أفضل فِي جَمِيع المداواة الَّتِي مَعهَا يسْتَعْمل الدَّلْك لِأَن الْحَار يعين على نضج الأخلاط الخامة. قَالَ: فَأَما من أَصَابَهُ غشي بِسَبَب مرار اصفر يضر بِفَم معدته فاسقه شرابه بَارِدًا بِالْفِعْلِ واسق جَمِيع ضروب الغشى شرابًا طَبِيعَته حارة ونفوذه سريع وَذَلِكَ أَنه أَنما نُرِيد أَن ينفذ الطَّعَام الَّذِي يطعم أَيَّاهُ لَا أَن يبْقى وَاقِفًا فِي الْمعدة وَهَذَا يكون بِالشرابِ الْأَصْفَر الرَّقِيق الْعَتِيق

الريحاني وَلَا يَنْبَغِي أَن أَن يكون قد بلغ أَن يكون مرا فَأن المر رَدِيء للمعدة والكبد لَكِن اختر الَّذِي فِيهِ فِي جوهره من الأَصْل قبض وَقد ذهب عَنهُ ذَلِك الْقَبْض لعتقه فَأن هَذَا لذيذ المشرب سريع النّفُوذ مسكن سُورَة الْخَلْط وَمَتى تتَابع عَلَيْهِم الغشي فأعطهم أغذية قَلِيلا قَلِيلا فِي مَرَّات وَلَا يكون طَعَاما غليظاً وَلَا بَارِدًا واسقهم من الادوية الملطفة قدر مايمكن المحموم أَن يشربه وَالشرَاب المائي نَافِع لهَؤُلَاء مُنْذُ أول الْأَمر فِي حَال الغشي أَن كَانَت حماهم لَيست بالقوية على أَن الْحمى القوية لاتكاد تعرض على هَذِه الْجِهَة وَإِن كَانُوا شُيُوخًا فالشراب أَنْفَع لَهُم فَأَنَّهُ إِذا كَانَت هَذِه الْعلَّة بشيخ فَيَنْبَغِي أَن يسقى بعد الطَّعَام شرابًا وَهَذِه الحميات تنوب كل يَوْم عِنْد الْمسَاء أَو بِاللَّيْلِ لَا بِالْغَدَاةِ وَلَا إِلَى نصف النَّهَار. 3 (الْحمى الغشية المضاهية للغب) قَالَ: ولنأخذ الْآن فِي ذكر من علته ضد هَذِه أعنى أَن تكون أخلاط بدنه فِي غَايَة الرقة واللطافة فَهِيَ تنْحَل لذَلِك فِي أسْرع الاوقات وَإِن لم تتلافهم أَصَابَهُم الغشي فَيَنْبَغِي أَن تعالج هَؤُلَاءِ بالضد من علاج أُولَئِكَ وَذَلِكَ ان أُولَئِكَ إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن تستفرغ أبدانهم قَلِيلا قَلِيلا دَائِما مُتَّصِلا لأَنهم لَا يحْتَملُونَ الأستفراغ دفْعَة وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ أَن يغذوا قَلِيلا قَلِيلا وَإِن نَحن لحقناهم فِي أول أَمرهم وقوتهم قَوِيَّة فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن نغذوهم قَلِيلا قَلِيلا وَذَلِكَ أَنهم يقدرُونَ أَن يستمرؤا طعامهم حِينَئِذٍ فِي مرّة وَاحِدَة وكما أَن أُولَئِكَ الَّذين ذَكَرْنَاهُمْ مَتى كَانَ بهم مَعَ علتهم ورم فِي الْمعدة والكبد هَلَكُوا الْبَتَّةَ كَذَلِك هَؤُلَاءِ مَتى ورم أحد هذَيْن العضوين هَلَكُوا الْبَتَّةَ أَن كَانَت قوتهم سَاقِطَة وَذَلِكَ أَنا لَا نقدر أَن نغذوهم غذَاء مُتَّصِلا لِأَن غذاءهم إِنَّمَا يُمكن فِي وَقت انحطاط النّوبَة فَقَط وَلَا نقدر إِذا لم نغذهم أَن نخلصهم من العطب وَفِي مثل هَذِه الْعلَّة يصير وَجه الْمَرِيض شَبِيها بِوَجْه الْمَيِّت سَرِيعا أنف دَقِيق وَعين غائرة وصدغ لاطىء وَأَصْحَاب هَذِه الْعلَّة أَن أَصَابَهُم فضل أسهال أَو سهر أَو اغتموا ثمَّ لم يبادروا إِلَى الْغذَاء صَارَت وُجُوههم بِهَذِهِ الْحَال وَمَتى صَارَت وُجُوههم بِهَذِهِ الْحَال من بعض هَذِه الْأَشْيَاء فالبلية أقل من أَن تكون بِلَا هَذِه الْحَالة فَأن ذَلِك متْلف وخاصة مَتى كَانَ ذَلِك مُنْذُ اول الْمَرَض فَأن الْمَرِيض أذا صَار بِهَذِهِ الْحَال فِي أول مَرضه لم يُمكنهُ أَن يبْقى إِلَى أَن ينضج مَرضه وَلَا بُد لهَؤُلَاء من التغذية وتكثيف ظَاهر الْبدن بالضد من أُولَئِكَ فاختر لهَؤُلَاء موضعا بَارِدًا قَابِضا على ماوصفت فِي بَاب الدق ومرخ أبدانهم بمروخات قابضة وغذهم بأغذية لَا تسرع التَّحَلُّل وَلَا تغذهم بِمَاء الْعَسَل وَمَاء الشّعير وَلَكِن بالخبز والفاكهة القابضة الْعسرَة الْفساد وَحدهَا أَو مَعَ الْخبز وأعطهم صفرَة الْبيض وخصى الديوك المسمنة بِاللَّبنِ وأدمغة الحملان محكمَة الشي فَأن هَذِه الأدمغة إِذا لم يكن شيها محكماً كَانَت عَظِيمَة الْمضرَّة وَبِالْجُمْلَةِ فاعمل على تَغْلِيظ الأخلاط وتكثيف الْجلد وتشده وتمنع التَّحَلُّل وَلَا بُد لَهُم

ضَرُورَة من شراب مائي بعد الطَّعَام مُنْذُ أول أَمرهم فَأن كَانَت الْأُمُور كلهَا على ماترجوه وتحبه فأطعمهم شَيْئا من الأغذية الحمية وخاصة بعد الرَّابِع إِذا كَانَت الأخلاط المولدة للحمى قد نَضِجَتْ. قَالَ: وَلما عرضت هَذِه الْعلَّة على ماقلت لَك للفتى الَّذِي ذكرته فِي الْعَاشِرَة غذوته على ماوصفت كل يَوْم قبل نوبَة الْحمى ثمَّ قطعت عَنهُ الْغذَاء بالتعمد يَوْمًا فَجَاءَهُ ابْتِدَاء الدّور مَعَ) غشي فَأن كَانَ الْمَرِيض يتجلاه الغشي فاقصد نَحْو الْعرض اللَّازِم وَأَن كَانَ الْمَرِيض لم يبتدىء بِهِ الغشي فاقصد للآمرين كليهمَا واحتل للغشي أَلا يحدث وللمرض أَن ينْحل أَولا فأولاً وَلَوْلَا مَا نتخوفه من الغشي لَكنا نحتال للمرض ونقلعه فِي أسْرع وَقت وَذَلِكَ أَنا كُنَّا نقصد إِلَى من كثرت أخلاطه فِي بدنه حَتَّى صَارَت تؤذيه غَايَة الْإِيذَاء فنستفرغه فِي مرّة وَاحِدَة وَأما من بدنه سريع الأنحلال فَأَنا لم نَكُنْ نضطر لَوْلَا الغشي إِلَى أَن نغذوه قبل النّوبَة فَيطول بذلك مَرضه. الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة: كَمَا أَنه يعرض فِي مُنْتَهى الْحمى لقوم اخْتِلَاط الذِّهْن من قبل أَن حرارة الْحمى تشعل الرَّأْس وتلهبه كَذَلِك قد يُصِيب بعض النَّاس فِي ابْتِدَاء الدّور سبات وَيكون ذَلِك لِأَن الدِّمَاغ مستعد لقبُول هَذِه الْعلَّة بسهولة أَو لِأَن بِهِ سوء مزاج بَارِد لم يكن بِهِ من الْقُوَّة مَا يكون يظْهر فعله فأذا تزيد ذَلِك فِي وَقت النّوبَة ظهر فعله كَمَا أَن اخْتِلَاط الذِّهْن أَيْضا يكون فِي الأدمغة الحارة أَكثر عِنْد الحميات. لي السبات يحدث فِي الأبتداء لِأَن الْخَلْط بَارِد منتشر لم يحم بعد. فِي الْمقَالة الرَّابِعَة من تَدْبِير الأصحاء تدابير يصلح أَن يستعان بهَا فِي تَدْبِير صَاحب الْحمى الَّتِي من الْخَلْط الخام حَيْثُ ذكر الإعياء وَيصْلح للأحتراس من الْحمى وَذَلِكَ أَن فِيهِ علاج الإعياء والإعياء إِذا لم يعالج ولد حمى وَقد ذكر التَّدْبِير الْحَافِظ من الْحمى فِي بَاب الإعياء وَذكر كلَاما فِي هَذِه الْمقَالة حَيْثُ ذكر الإعياء. لي اسْتَعِنْ لتدبير الْحمى الغشية الَّتِي من الْخَلْط الخام بِبَاب الإعياء من حَيْثُ تَدْبِير الأخلاط الخامة وبهذه الْمقَالة من تَدْبِير الأصحاء. الثَّالِثَة من الأخلاط: الَّذين أبدانهم منتفخة ممتلئة وألوانهم رصاصية وَلَا يسخنون إِذا دلكوا فأنهم لَا يَحْتَاجُونَ أَن يغذوا إِذا حموا لِأَن فِي أبدانهم أخلاطا خامة نِيَّة كَثِيرَة وَأما الَّذين تغور أَعينهم سَرِيعا وتقحل جُلُودهمْ وحرارة حماهم لذاعة فأنهم يَحْتَاجُونَ إِلَى أَن يغذوا قَلِيلا قَلِيلا كل سَاعَة بغذاء مرطب. الأولى من تقدمة الْمعرفَة قَالَ: إِذا كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة والأخلاط رقيقَة وَالْبدن سهل التَّحَلُّل مرارياً بالطبع والحمى حارة سهل أَن يصير وَجهه عِنْد الْحمى بِالْحَال الَّتِي وصف

أبقراط: أنف دَقِيق وَعين غائرة وصدغ لاطىء لِأَنَّهُ يتَحَلَّل مِنْهُ بالتحلل الْخَفي شَيْء كثير جدا. قَالَ: فَأن كَانَ ذَلِك وفم الْمعدة فِيهِ ضعف فَأَنَّهُ يسهل وُقُوعه فِي هَذِه الْأَشْيَاء.) قَالَ: وغرض علاج هَؤُلَاءِ تَقْوِيَة الْمعدة وَالْقُوَّة بالأطعمة الْمُوَافقَة وتغليظ الأخلاط وَمنع التَّحَلُّل. قَالَ: وَهَذِه الحميات الَّتِي تجْعَل الْوَجْه بِهَذِهِ الْحَال تكون إِذا جسست العليل كَأَنَّهُ يرْتَفع من بدنه شرارات نَار تنفذ فِي يدك وَيَنْبَغِي أَن تطيل الجس لتعرف حِينَئِذٍ حَقِيقَة ذَلِك وَهَذِه الحميات لاتكون ابداً عَن أَسبَاب بلغمية وَلَا عَن امتلاء الْبدن من الدَّم بل من التَّعَب والجوع وَنَحْوه والمزاج المراري والسهر وَنَحْو ذَلِك. من كتاب مابال قَالَ: حميات الْأَطْفَال أَشد من حميات سَائِر الْأَسْنَان لِكَثْرَة الْحر والرطوبة فيهم. من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ: أَنا جسست عرق الْملك فَرَأَيْت عرقه بَرِيئًا من كل عظم فَدلَّ على ابْتِدَاء نوبَة حمى فِي سنّ من الْأَسْنَان. لي يَقُول أَن ابْتِدَاء النّوبَة يَجْعَل النبض أعظم وَقد قيل فِي مَوَاضِع أَن الأبتداء يضغط النبض من الفصد قَالَ: الَّذين فِي أبدانهم أخلاط نِيَّة كَثِيرَة مَعَ حمى وأبدانهم رطبَة يسْرع إِلَيْهِم الغشي فَلَا تستفرغهم بالفصد لَكِن بالدلك بالأدهان المعتدلة والإسخان بِشرب الْأَدْوِيَة الَّتِي تقطع وتسخن أسخاناً معتدلاً فَأن الْأَدْوِيَة الَّتِي تسخن اسخاناً شَدِيدا ترخي الْقُوَّة أرخاءً شَدِيدا بَغْتَة فَلَا يُمكن احْتِمَال العلاج وَلذَلِك يجب ان يكون قوي الْأَطْعِمَة والأشربة الَّتِي تقطع غلظ الأخلاط معتدلة فِي حَرَارَتهَا. من الْمَوْت السَّرِيع قَالَ: إِن كَانَ بأنسان حمى وخفق قلبه بَغْتَة وَأَخذه الفواق وانعقال الْبَطن بِلَا سَبَب مَعْرُوف مَاتَ وَإِن ظهر على الْأَصَابِع من الْيَدَيْنِ كلتيهما مَعَ أَي حمى كَانَت ورم أسود شَبيه حب الكرسنة فِيهِ وجع شَدِيد مَاتَ فِي الرَّابِع وَإِذا بدا بِهِ هَذَا الوجع عرض لَهُ ثقل وسبات شَدِيد. من كتاب العلامات: عَلَامَات المتهىء للحمى: أَن يجد ثقلاً فِي بدنه بِلَا عِلّة توجب ذَلِك وَيكون بطيء الْحَرَكَة ويجد فِي ظَاهر بدنه شبه نخس بالأبر وَتَكون حَالَة بدنه غير مستوية ويتثاءب كثيرا وَيكثر البصاق والمخاط ويثقل الرَّأْس والورك ويضطرب للنوم ويقلق فِي السهر فَمَا دَامَت هَذِه الْأَعْرَاض قَليلَة فَهِيَ دَالَّة على حمى سَتَكُون فأذا عظمت واشتدت التهبت الْحمى. قَالَ: وأذا رَأَيْت المجسة كثيفة شَدِيدَة فسل الرجل هَل أحضر أَو استحم أَو أَكثر الطَّعَام فَأن لم

قَالَ: وعلامات من تَأْخُذهُ الْحمى أَن يكون نَفسه مَكْرُوها عِنْد الطبيعة غير طيب الرَّائِحَة) ومرارة الْفَم ويبسه وظمأ وورم الْوَجْه وصفرته والغثى والتلهب والثقل والإبطاء فِي الحركات والعرق وقيء الْمرة وَكَثْرَة الْبَوْل وضربان الصدغين ووجع فِي الرَّأْس وَقلة الشَّهْوَة وضيق النَّفس أَو رداءته وامتداد الْعُرُوق وامتداد الشراسيف والتثاؤب والغشي وَضعف الْبدن. وَقَالَ: انْقِضَاء الحميات فِي الابدان المتكاثفة أَبْطَأَ لِأَنَّهَا لَا تنفش فيهم إِلَّا فِي زمَان طَوِيل. وعلامات هَؤُلَاءِ أَن يعسر فيهم الْبَوْل وَالْبرَاز والعرق والقيء وَغَيره من الأستفراغات وَأما المتخلخلوا الْأَبدَان فَأن فضولهم تخرج بالقيء والرجيع وَالْبَوْل إِلَّا أَنه قد تعرض لَهُم قشعريرة يسيرَة ومجسة صَغِيرَة وتنحف أبدانهم وَرُبمَا خرجت فضولهم فِي المجاري الْخفية فأقلعت حماهم سَرِيعا. قَالَ: وَأما من حم فحمى مزمنة فَتكون مجسته صَغِيرَة ضَعِيفَة كثيفة وبدنه إِلَى الصُّفْرَة ويعرض لَهُ عِنْد أَخذ الْحمى قشعريرة وَلَا تكون حرارة حماه شَدِيدَة جدا. قَالَ: عَلَامَات الْحمى الَّتِي مَعَ تخلخل الْبدن أَن يَتَحَرَّك فِيهَا الْقَيْء المتتابع الْكثير والعرق والأختلاف. وعلامة الَّتِي مَعَ كَثَافَة الْبدن أَن تشتد الْحمى مرّة وتخف أُخْرَى ويعرض مَعهَا فوَاق وجفاف الْبدن وخشونة اللِّسَان وتضعف هَذِه الْأَعْرَاض تَارَة وتقوى تَارَة. الْخَامِسَة عشرَة من النبض قَالَ: سرعَة الأنقباض عَلامَة تعم جَمِيع الحميات الكائنة عَن العفونة والحميات الورمية تزيد مَعَ ذَلِك فِيهِ صلابة النبض فَاسْتَعِنْ بِهَذِهِ الْمقَالة وَنحن نكتب ذَلِك فِي بَاب النبض فَأن فِيهِ عَلامَة الحميات يَنْبَغِي أَن تستعين بالخامسة عشرَة من النبض أَو بِبَاب النبض. قَالَ هَهُنَا: مَتى تغير النبض دفْعَة من غير طَعَام ولاشراب وَلَا عَارض من عوارض النَّفس وَلَا خلط انصب إِلَى الْمعدة فَأَنَّهُ قد ابتدأته نوبَة إِلَى أَي أَصْنَاف التَّغَيُّر كَانَ حرارة أَو برودة فَأَنَّهُ يتَغَيَّر إِلَيْهِمَا جَمِيعًا على حسب حَال الْقلب. لاتدع النّظر دَائِما فِي هَذِه الْمقَالة فَأن فِيهَا جلّ مايحتاج إِلَيْهِ من أَمر الحميات. وَقَالَ: فِي ابْتِدَاء بعض الحميات تنصب إِلَى الْقلب مَادَّة كَثِيرَة بَارِدَة يشرف العليل من أجلهَا على أنطفاء الْحَرَارَة الغريزية فَلذَلِك يصغر مِنْهَا النبض ويبطىء ويتفاوت وَإِن تبع هَذِه الثَّلَاثَة ضعف النبض ضعفا بَينا مَاتَ العليل الْبَتَّةَ وَإِن لم يحدث ضعف نبض جاهدت الطبيعة واشتعلت فِي تِلْكَ الْمَادَّة وألهبتها حَتَّى يصير النبض بعد ذَلِك سَرِيعا إِلَّا أَن انقباضه أسْرع بِمِقْدَار كثير. الأولى من أبيذيميا قَالَ: الحميات المختلطة تحدث عَن أخلاط مُخْتَلفَة.) الثَّالِثَة: برد الْأَطْرَاف جدا فِي الحميات يكون إِمَّا لورم عَظِيم فِي الأحشاء وَإِمَّا لِكَثْرَة أخلاط بَارِدَة.

الثَّالِثَة قَالَ ج: أَنِّي تفقدت مُنْذُ حداثتي إِلَى الْآن فَمَا رَأَيْت حمى تسع وَلَا سبع وَلَا سدس أَي تنوب فِي كل سَبْعَة أَيَّام أَو تِسْعَة أَيَّام أَو سِتَّة أَيَّام فَأَما خمس فقد رَأَيْته رُؤْيَة شكوك فِيهَا غير بَين مثل الرّبع وَالْغِب. قَالَ: وَلَا يكْتَفى فِي صِحَة ذَلِك أَن تَدور دوراً أَو دورين على كَثْرَة مَا أعنى بِالْمرضِ بل لم أجد ذَلِك قطّ وَلَا فِي الطبائع طبيعة توجب أَن يكون دور حمى فِي الْخَامِس وَالسَّادِس وَالسَّابِع وممكن أَن يدْفع ذَلِك وَقَالَ ابقراط: أَن ذَلِك يكون. قَالَ: أصعب الحميات وأشدها خطراً المطبقة والمفترة أَعنِي الَّتِي لَهَا نوبَة إِلَّا أَنَّهَا لَا تقلع حَتَّى ينقى الْبدن مِنْهَا وَأسلم الحميات الرّبع وَإِن كَانَت أطولها لِأَن الدائمة لاتنفتر فِي كد الطبيعة والنائبة بِقدر طول الفترة تكون رَاحَة الطبيعة وَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن الرّبع السليمة الَّتِي لَيست من ورم لأَنا قد رَأينَا من بِهِ ربع من طحال عَظِيم صلب استسقوا وماتوا وَأما الْخَالِصَة بِلَا ورم فسليمة وَقد تخلص من الصرع والوسواس والأمراض الوسواسية السوداوية. قَالَ: وَشطر الغب قد يكون مِنْهَا وض حاد وَهَذِه الْحمى أقتل الحميات وَيكون مِنْهَا أَيْضا أمراض السل وَغَيره من الْأَمْرَاض الطَّوِيلَة وَتسَمى المجانبة للغب وَلَا أَحْمد تَسْمِيَتهَا شطر الغب. قَالَ ج: وَهَذِه التَّسْمِيَة اصوب وَأما شطر الغب فَلَا أَحْمَده. قَالَ ب: الحميات الليلية أَي الَّتِي تنوب فِي بِاللَّيْلِ لَيست بالقتالة جدا وَهِي طَوِيلَة والنهارية أطول مِنْهَا وَرُبمَا مَالَتْ فِي بعض الْأَبدَان إِلَى السل وَإِنَّمَا صَارَت النهارية وَهِي الَّتِي تنوب أبدا بِالنَّهَارِ وتفتر لَيْلًا دَائِما أَخبث لِأَنَّهَا تنوب فِي وَقت فِيهِ المسام مفتحة والحرارة بارزة فَيدل ذَلِك أَن مادتها أَكثر وَأقوى وَأما اللَّيْلَة فبالضد وَجل تدبيرها يَقع فِي وَقت فترتها وَهُوَ اللَّيْل فَيحْتَاج أَن يسهر ويميل بذلك إِلَى السل لِأَنَّهُ ينحف وَيحْتَاج أَن يتدبر بِاللَّيْلِ وَيكون بِالنَّهَارِ محموماً. لي هَذَا صنفان من الحميات منفردان بأنفسهما فأفردهما. قَالَ ب: السَّبع طَوِيلَة وَلَيْسَت بقتالة وَالتسع أطول مِنْهَا وَلَيْسَت أَيْضا بقتالة. قَالَ ج: تفقد هَذَا بالتجربة بعد التَّحَرُّز وَذَلِكَ أَنه قد يُمكن أَن يحم عليل وَتذهب حماه فيدبر) تدبيراً يعاوده فِي السَّابِع ثمَّ يحفظ تَدْبِير ذَلِك الْخَلْط وَيلْزم ذَلِك التَّدْبِير فَيحدث لَهُ نوبَة أُخْرَى فِي السَّابِع وتنقضي ثمَّ يدبر أَيْضا كَذَلِك فتفقد ذَلِك لِئَلَّا يغلطك فأذا رَأَيْتهَا تنوب كَمَا تنوب الرّبع وَالْغِب وتدبير الْمَرِيض تَدْبِير صَحِيح جيد فَحِينَئِذٍ قد وَجدتهَا. قَالَ ب: الخماسيات أردأ الحميات لِأَنَّهَا تكون قبل حُدُوث السل وَبعده.

قَالَ ج: قولي فِي هَذِه كَقَوْلي فِي السَّبع. وَقَالَ ب: الحميات الدائمة والنائبة جَمِيعًا مِنْهَا مايبتدىء بلين ثمَّ يضعف وتشتعل عِنْد قرب البحران وَمِنْهَا مَا يبتدىء أَشد مَا يكون ولايزال يخف نَحْو البحران وَمِنْهَا مايكون بِحَالهِ إِلَى حِين البحران وَكَذَلِكَ الأوجاع كلهَا فضلا عَن الحميات قد تكون على هَذِه الْجِهَات الثَّلَاث. السَّادِسَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ قولا إوجب فِيهِ ذَلِك ضَرُورَة يَكْفِيك فِي تعرف الْحمى من أَي جنس هِيَ الأستدلال من شدَّة حَرَارَتهَا وحدتها لِأَن الَّتِي تكون قَوِيَّة الْبَتَّةَ تلذع الْكَفّ وَحمى يَوْم لاتبلغ حَرَارَتهَا أَن تلذع ولاتكون حمى قَوِيَّة الْحَرَارَة لذاعةً إِلَّا من عفن الأخلاط. الأولى من السَّابِعَة ذكر ج فِي الْحمى البلغمية فِي أَمر النافض ماقد ذَكرْنَاهُ فِي بَابهَا وبحسب ماينبغي أَن يكونك: النافض الْبَارِد الشَّديد الْبرد إِنَّمَا يكون فِي الرّبع وَفِي البلغمية فَأَما الغب فنافضها أَنما هُوَ لذع لابرد الْبَتَّةَ وَلَا تصطك فِيهِ الْأَسْنَان كَمَا تصطك فِي الرّبع وَأما البلغمية فَمَتَى رَأَيْت نافضاً شَدِيدا صعباً والتهبت بعده حمى شَدِيدَة الْحَرَارَة جدا وَكَانَ النافض أطول مُدَّة وصعوده بطيء فالحمى ربع وَإِذا كَانَ نافض بِهَذِهِ الْحَال إِلَّا أَن صُعُوده يعسر جدا وَإِذا صعد لم يسخن الْبدن جدا وَلم يهج عطشاً ولاكرباً وَلَا كَانَت حَرَارَتهَا شَدِيدَة فالحمى بلغمية. قَالَ: أخص أَصْنَاف الحميات ماأخذ مِنْهَا من نفس طبيعتها أَعنِي من الْحَرَارَة. قَالَ: والحميات مِنْهَا مايلذع الْبدن دَائِما وَمِنْهَا مايلذعه ثمَّ يخور وَمِنْهَا مالايلذع أَولا ثمَّ يلذع وَمِنْهَا طيبَة اللَّمْس دَائِما وَمِنْهَا ماحرارته يابسة وَمِنْهَا ماحرارته بخارية وَمِنْهَا مايحس فِيهِ شبه نفاخات ريح ترْتَفع وتلقي الْيَد مرّة بعد أُخْرَى. قَالَ: والحميات الَّتِي يغلب فِيهَا على الْبدن خضرَة وكمودة تدل على نُقْصَان الدَّم والحرارة الغريزية وَلذَلِك هِيَ قتالة. الثَّامِنَة من السَّادِسَة قَالَ: الحميات الَّتِي تَنْشَق فِيهَا الشّفة فَأَنَّهَا تغب وتفتر. الأولى من الأهوية والبلدان قَالَ: الحميات الليلية هِيَ الَّتِي تنوب فِي كل لَيْلَة وتنقضي وَتَكون هَذِه) من البلغم. الْيَهُودِيّ: ينفع من الْحمى المزمنة الْقَدِيمَة أَن يسقى نصف مِثْقَال لوغاذيا كل يَوْم بطبيخ الأفسنتين. اهرن: اسْتدلَّ بالنافض جملَة على أَن الْحمى حمى عفن خَارج الْعُرُوق وَانْظُر فِي نوع النافض لتعلم من أَي هَذِه الْأَنْوَاع هِيَ وَذَلِكَ ان نافض الغب يَجِيء بَغْتَة وبردها قَلِيل وحركتها شَدِيدَة وَبرد الرّبع يَأْتِي قَلِيلا ويسخن قَلِيلا ويبطىء فِي ذَلِك وَإِن عرضت الْحمى بعد وجع الْمعدة فَهِيَ فِي الْأَكْثَر بلغمية وَبعد وجع الطحال ربع.

لي وَبعد وجع الكبد غب. العفن أَنما يكون فِي الْبدن لأمتناع مَا يتَحَلَّل من الْبدن بِسَبَب سدد وَمن زِيَادَة حرارة ورطوبة على الْحَال الطبيعية وَذَلِكَ يكون إِمَّا لِأَن الْهَوَاء أسخن وأرطب أَو لأطعمة هَذِه حَالهَا أَو للمزاج. وَقَالَ: اقصد فِي حميات العفن كلهَا إِلَى أخراج ذَلِك الْفضل العفن فأنك إِذا فعلت ذَلِك لم تعاود الْعلَّة أَو تضعف الْبَتَّةَ. الْإِسْكَنْدَر قَالَ فِي الحميات الغشية المضاهية للبلغمية قَالَ: من هَؤُلَاءِ من قوته أقوى والبلغم فِي بدنه كثير حَتَّى أَنه قد ثقل على الطَّبْع وَكَاد يخنقه وَضعف عَن أنضاجه. قَالَ: فَاسق هَؤُلَاءِ مسهلاً قَلِيلا لتخف كَثْرَة البلغم ويخف عَن الطبيعة فَأن رَأَيْت أَنه قد قوي بعد ذَلِك على نضج الْبَاقِي وَإِلَّا فعد فِي الأسهال قَلِيلا قَلِيلا مادامت الْقُوَّة غير سَاقِطَة. وَقَالَ: فأذا كَانَت الْقُوَّة لاتحتمل الأسهال الْبَتَّةَ فَعَلَيْك بالدلك وتلطيف التَّدْبِير وَليكن الدَّلْك فِي شدته وَلينه وكثرته وقلته بِحَسب الْقُوَّة فَأن كَانَت الْقُوَّة ثَابِتَة فالدلك الشَّديد العنيف يُبرئهُ سَرِيعا لِكَثْرَة استفراغه وَإِن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة فَلَا. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ أَن الدَّلْك وَالْمَنْع من الْغذَاء وتلطيفه يَنْبَغِي أَن يكون بِحَسب الْقُوَّة فَمَا أمكنت الْقُوَّة من ذَلِك كَانَ أسْرع لبرء العليل. لي قَول الْإِسْكَنْدَر هَذَا فِي من يحم من بلغم كثير ني كَانَ فِي من يغشى عَلَيْهِ وَفِي من لايغشى قَالَ: وَقد امْر جالينوس بالدلك وَوصل الصَّوْم والأقتصار على مَاء الْعَسَل والزوفا وَلَيْسَ هَذَا فعل عَالم بالطب وَقد رَأَيْت رجلا هلك بدوام الدَّلْك وَالصَّوْم وَذَلِكَ أَن طبيبه أَمر رجَالًا يتداولونه بالدلك وصومه أَيَّامًا فأسقط قوته وَهلك وَأما أَنا فَأمر أَن يكون الدَّلْك قَلِيلا قَلِيلا) وليعطوا بعد ذَلِك غذَاء لِئَلَّا تسْقط الْقُوَّة نَحْو الْخبز المبلول بشراب وخاصة أَن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة وَإِلَّا فماء الشّعير فَأن بِهَذَا التَّدْبِير ينْحل البلغم الْبَتَّةَ. قَالَ: فَأَما من تنوب عَلَيْهِ حمى بلغمية ويغشى عَلَيْهِ كثيرا فَمر بدلك اليته ومثانته دلكا شَدِيدا وتدفئتهما بعد ذَلِك وتعصب سَاقيه وَيَديه وَلَا تَدعه ينَام وَأَن عرفت وَقت النّوبَة فابدأ بِهَذَا الْعَمَل قبل النّوبَة بساعتين وأطعمه قبل النّوبَة طَعَاما خَفِيفا وَإِن غشي عَلَيْهِ بَغْتَة فأعطه خبْزًا وَشَرَابًا قَلِيلا بِقدر ماتسترد قوته ثمَّ عد فِي التَّدْبِير. لي هَذَا تَدْبِير من بِهِ نافض لَا يسخن ويغشى عَلَيْهِ مَعَ ذَلِك. من كتاب شرك الْهِنْدِيّ قَالَ: لاينبغي أَن يسقى المحموم دَوَاء لقيء ويقيأ قبل

السَّابِع فَأَنَّهُ أَن تقيأ فِي فورة حماه أعتراه ألم الْمعدة والربو والنفخة فِي الْبَطن وعزوب الذِّهْن وَلَا تسرف فِي تَأْخِيره فَأَنَّهُ يدْخل ويمازج أخلاطه ممازجة عسرة لَا تنقلع. قَالَ: مر المحموم يتغرغر ويتمضمض وَيغسل فَمه حِين يُرِيد الطَّعَام مَرَّات كَثِيرَة ليغسل ذَلِك الطّعْم الرَّدِيء عَن فَمه ويجد طعم الْغذَاء وَيغسل كل مَحْمُوم فَمه بِمَا يُوَافق فَمنهمْ بالزيت وَمِنْهُم بشراب وَمِنْهُم بِمَاء فاتر. قَالَ: وَأما الحميات العفنة العتيقة والنافض من غير حمى فينفع مِنْهُ أكل الثوم على الرِّيق واللحوم الحارة اللطيفة. شَمْعُون قَالَ: اسْقِ للحميات الحارة إِذا عتقت بزوراً مَدَرَة للبول وللبلغمية الَّتِي تَأْخُذ بِاللَّيْلِ شخزنايا وفوذنج. وللربع والمختلطة العتيقة دَوَاء الكبريت وللحميات العتيقة المزمنة جدا ثبادريطوس واللوغاذيا. لي: الحميات إِذا أزمنت تحْتَاج إِلَى مايسخن وينضج ويدر الْبَوْل لينقي الدَّم. جملَة فِي تعرف نوع الْحمى أغلوقن قَالَ: إِذا حدثت حمى بنافض شَدِيد فَالْأولى أَن تظن بهَا أَنَّهَا غب لِأَن الغب مَعَ أول حدوثها تبتدىء بنافض شَدِيد وَأما ابْتِدَاء الرّبع فبنافض لَيْسَ بشديد ثمَّ يشْتَد فِيهَا النافض على الْأَيَّام مَعَ أَنَّهَا على الْأَكْثَر لاتكاد تبتدىء ابْتِدَاء لَكِن تحدث بعد حميات مختلطة والبلغمية ايضاً كَذَلِك أَعنِي أَنَّهَا لَا تبتدىء بنافض شَدِيد من أول الأبتداء وَإِذا كَانَ نافض شَدِيد فَهِيَ غب فَأن كَانَت بنافض يسير فَهِيَ ربع أَو بلغمية أَو شطر الغب فَارْجِع وَاسْتشْهدَ بالعلامات الْأُخَر والأعراض اللَّازِمَة لكل حمى والأسباب الملتئمة) وَذَلِكَ أَن النبض فِي الغب يكون عَظِيما قَوِيا قَلِيل الأختلاف والنافض كَأَن الْجلد ينخس مَعَ برد اقل فِي وَقت الصَّيف وبلاد حارة ومزاج حَار وَسن حارة ومهنة وتدبير يوجبان الْحَرَارَة وَإِن كَانَ قد عرض فِي ذَلِك الْوَقْت لكثير من النَّاس الغب فثق واحكم بالغب والقيء المراري والعطش الشَّديد يدلان دلَالَة ظَاهِرَة على الغب والهذيان فِي الصعُود. لي فرق بَينهَا وَبَين المحرقة بالنافض فِي الأبتداء. قَالَ: فأذا انحطت الْحمى وَرَأَيْت الأختلاف الْخَاص بالحمى مَعَ ذَلِك فِي النبض لابثاً فَاقْض بالغب كَمَا لَو رَأَيْتهَا قد دارت. قَالَ: فَأَما الرّبع فأعظم دلائلها دَلِيل يظْهر فِي أول نوبتها مادام النافض قَائِما بصاحبها وَذَلِكَ أَن نبضه يكون شَدِيد التَّفَاوُت والإبطاء فِي أول نوبتها مادام النافض قَائِما فِي ذَلِك الْوَقْت فَأَما عِنْد الصعُود فَلَا بُد أَن يسْرع ويتواتر إِلَّا أَنه يبْقى فِيهِ من ذَلِك بَقِيَّة إِذا قسته

بالنبض فِي صعُود الغب كَانَ دونه بِكَثِير والأختلاف فِي نبضه بَين جدا أبين مِنْهُ فِي الغب وَسَائِر الحميات وَذَلِكَ أَنا نجد اول الْحَرَكَة وَآخِرهَا أسْرع من وَسطهَا وَلَا نجد فِيهَا أَيْضا من شدَّة الْحَرَارَة واللهيب مَا فِي الغب فَهَذَا أعظم دلائله لَكِن لَا تدع مَعَ ذَلِك النّظر فِي الْأَسْبَاب الملتئمة أَعنِي السن والمزاج والمهنة والأمراض الْوَارِدَة وَعظم الطحال وحميات مختلطة وَلَا يكون فِي هَذِه وَلَا فِي البلغمية قيء مرار لِأَن ذَلِك من خَواص الغب فَأن رَأَيْت بعد سُكُون الْحمى النبض أَشد تَفَاوتا من النبض الطبيعي وَأَبْطَأ مِنْهُ فقد بَان بَيَانا وَاضحا بإنها ربع. فَأَما البلغمية فالنبض فِيهَا أَصْغَر من الرّبع بِحَسب صغر الرّبع عَن الغب وَكَذَلِكَ أَشد تَفَاوتا مِنْهُ وَيكون اللِّسَان والفم كَمَا يكونَانِ فِي الغب على غَايَة اليبس ويكونان فِي هَذِه رطبَة رهلة والقيء وَالْبرَاز بلغمي وتعتري ذَوي الْأَسْنَان والأمزجة البلغمية وَمَا رَأَيْت شَابًّا مرارياً قطّ حم هَذِه الْحمى بل أَنَّهَا أسْرع إِلَى الصّبيان وخاصة إِلَى الصغار مِنْهُم وَإِلَى المبلغمين بالطبع وَالتَّدْبِير فَأن كَانَت فِي ذَلِك الْوَقْت هَذِه الْحمى فضم هَذِه العلامات إِلَى ذللك. قَالَ: وَلَيْسَ يسكن الْعرق فِي هَذِه الْحمى كَمَا يسكن فِي الرّبع وَالْغِب وَلِهَذَا لَا تبقى فتراتها. قَالَ: وَالْبَوْل فِي ابْتِدَاء البلغمية إِمَّا رَقِيق أَبيض أَو غليظ أَحْمَر كدر مشبع الْحمرَة وَفِي الغب تَجدهُ إِمَّا مشبع الصُّفْرَة أَو دون المشبع بِقَلِيل وَفِي الرّبع مُخْتَلف الْأَحْوَال فِي اللَّوْن لكنه فِيهَا كلهَا غير نضج.) قَالَ: فَهَذِهِ دَلَائِل المفترة فَأَما اللَّازِمَة فأعظم دلائلها أَلا تَجِد شَيْئا من الدَّلَائِل الَّتِي ذكرنَا فِي المفترة وَأَن تمْضِي أَربع وَعِشْرُونَ سَاعَة وَلَا تحط وَيكون تزيدها مُخْتَلفا. لي لم يُعْط دَلِيلا بَينا وَلَكِن إِذا رَأَيْت الْحمى ابتدأت بِلَا سَبَب باد وَلَيْسَ فِيهَا نافض فَظن أَنَّهَا من اللَّازِمَة فَأن رَأَيْت تزيدها مُخْتَلفا بِلَا تَرْتِيب لَكِن تنقص وتخف مرّة وتشتد أُخْرَى ويدوم على ذَلِك أَو يطول التزيد حَتَّى يُجَاوز وَقت تزيد جَمِيع الحميات فاستيقن انها لَازِمَة. من جَوَامِع أغلوقن: جَمِيع الحميات غير المفترة لَا يكون فِي ابتدئها نافض وَلَا مَعهَا عرق فَأن كَانَ فِي وَقت مَا حمى دائمة فِي ابتدائها برد الْأَطْرَاف أَو قشعريرة فَذَلِك يكون لورم عَظِيم فِي الْجوف فتنضم الْحَرَارَة إِلَيْهِ فِي وَقت الْحمى أَو لِأَنَّهَا مركبة مَعَ حمى أُخْرَى تَدور. إِذا حدث فِي أول الْحمى نافض شَدِيد مرعد فَهِيَ غب وَمَعَ ذَلِك خَالِصَة لِأَن الغب غير الْخَالِصَة بِقدر قلَّة خلوصها يقل نافضها وتطول نوبتها. قَالَ: لَا يخلوا النافض أَن يجد صَاحبهَا مس الْبرد أَكثر كَمَا يكون ذَلِك فِي البلغمية وَجَمِيع أَصْنَاف النافض الَّتِي لَا تسخن وَأما مس الرض والتكسر كَمَا يكون فِي الرّبع وَأما مس اللذع والنخس كَمَا يكون فِي الغب.

الْعرق يكون فِي الأنحطاط فِي الغب وَالرّبع إِلَّا أَنه فِي الغب أسْرع أَعنِي أَنه متداولها وأعون للطاقة الْخَلْط وَسُرْعَة بروزه وَفِي الرّبع أقل وأعسر وَأما فِي البلغمية فَلَا يكون أَو عسر أما يكون لغلظ الْخَلْط وعسر نضجه. قَالَ: من الحميات ماالمادة فِيهَا أَكثر من غَلَبَة الْكَيْفِيَّة بِمَنْزِلَة حمى البلغم فَلذَلِك يحْتَاج إِلَى لي بَان من هَذَا الْكَلَام أَن قَول ج فِي المطبقة أَن تزيدها مُخْتَلف فَأَنَّهُ يُرِيد أَن تزيدها لَا يكون إِذا بدا مر على ماهو عَلَيْهِ كالحال فِي الرّبع وَالْغِب وَلَكِن يزِيد تَارَة ويسكن أُخْرَى. روفس إِلَى الْعَوام فِي التحفظ من الْحمى: إِذا كَانَ فِي الْبدن أعياء يَدُور فِي أَوْقَات فلطف التَّدْبِير وَلَا تَأْكُل إِلَّا بعد ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهُ مُنْذر بحمى ستحدث. لي احترس من حمى يَوْم بترك الْأَسْبَاب الْبَادِيَة وَمن حمى عفن بترك التملي وَمَا يُولد أخلاطاً نِيَّة فِي الْبدن تعفن كالفواكه ثمَّ تتْرك مَا يسخن ويثير الْحمى وتعاهد الأستفراغ وَالنَّظَر الدَّائِم إِلَى المَاء فِي لَونه وبحسب تغيره. من كتاب الحميات لِأَبْنِ ماسوية قَالَ: للحميات العفنة تسع خَواص أَحدهَا أَن تكون حَادِثَة من) سَبَب متقادم فِي الْأَكْثَر وَالثَّانِي أَن تكون مَعَ نافض وَالثَّالِث أَن الأختلاف فِي النبض لَازم للعرق فِي جَمِيع أَحْوَاله وَالرَّابِع ان تَدور أدواراً كَثِيرَة على الْأَكْثَر. وَالْخَامِس أَن تكون حَرَارَتهَا نارية يابسة لذاعة للبدن وَيكون النبض فِي الأبتداء صَغِيرا مُخْتَلفا وَإِذا رفعت الْيَد عَن الْبدن بقيت الْحَرَارَة فِي أصابعك سَاعَة. وَالسَّادِس أَن يكون الأنقباض أسْرع من الأنبساط. وَالسَّابِع أَن الْبَوْل فِيهِ غير نضج فِي الْيَوْم الأول. وَالثَّامِن أَن الْأَعْرَاض اللَّازِمَة للحمى مثل الْعَطش والصداع تكون فِيهِ لِأَن هَذِه الْأَعْرَاض لَا تلْزم حمى يَوْم وَإِنَّمَا تكون مَعَ حميات العفن. وَالتَّاسِع أَن الْعرق مابال: التدثر فِي ابْتِدَاء النّوبَة جيد لِأَنَّهُ يعين على سرعَة الصعُود وَفِي الْمُنْتَهى الْكَشْف أصلح أَن كَانَ الْهَوَاء معتدلاً. من مسَائِل الْفُصُول قَالَ: كل رُطُوبَة غَرِيبَة عَن طبيعة الْجِسْم لَا تصلح أَن تغذوه وَإِذا ثبتَتْ فِيهِ آل أمرهَا إِلَى العفونة ضَرُورَة ولاسيما إِن كَانَت فِي مَوضِع حَار. لي هَذِه الْعلَّة فِي تولد الحميات من اكل الْفَاكِهَة الْبَارِدَة كالمشمش وَغَيره. الثَّانِيَة من الْفُصُول: قد ظن قوم أَنه لَا يحدث من الأستفراغ مرض الْبَتَّةَ وَهَؤُلَاء يظنون أَنه لَيْسَ مرض إِلَّا الْحمى وَحدهَا.

لي كَانَ هَذَا قد واطأ جالينوس على أَنه لَا تحدث الْحمى من استفراغ فِي حَال الْبَتَّةَ. الْخَامِسَة عشرَة من الْفُصُول: اللَّبن ينفع أَصْحَاب الْحمى الطَّوِيلَة الضعيفة الَّتِي يذوب فِيهَا الْبدن أَكثر مِمَّا عَلَيْهِ حَال الْحمى فِي الشدَّة إِذا لم يكن بهم صداع أَو نفخة فِي الشراسيف أَو كَانَ مايختلفونه أَو يبولونه مرارياً وَبِالْجُمْلَةِ مَتى كَانَ يغلب المرار على الْبدن فَأَما من بِهِ حمى قَوِيَّة فَلَا تسقه لَبَنًا لِأَنَّهُ تستحيل فِيهِ لامحالة. الْخَامِسَة من الْفُصُول: إِذا كَانَت الْحمى تفارق وينقى مِنْهَا الْبدن فَأن كَانَت طَوِيلَة النوائب فَهِيَ على حَال سليمَة لِأَن مايفارق وينقى مِنْهُ الْبدن لَيْسَ يكون من ورم وَلَا عفونة خبيثة. الأولى من الحميات قَالَ: حر الْهَوَاء الشَّديد يُورث الحميات لِأَنَّهُ يسخن الْقلب بالتنفس جد فيلهب الْحمى فِي جَمِيع الْبدن. لي فا الْحمام الْحَار ايضاً يشعل أذن الْحمى وكل ماأحمى الْقلب. وَأما هَوَاء الموتان فَأَنَّهُ بعفنه يُؤَدِّي إِلَى الْقلب حَالا عفنة. لي على مابان فِي هَذَا الْكتاب أَن أَصْحَاب الأغذية الجيدة لَا تعرض لَهُم حمى إِلَّا من الأمتلاء) فَيَنْبَغِي أَن يتَعَاهَد فتح السدد ونفض الأمتلاء وعلامته أعياء عَارض فأذا عرض لَهُم فبادر بنفض الأمتلاء فَأَنَّهُ أَمَان من أَن يحم وَأما أَصْحَاب الأغذية الردية الحارة فيحمون لرداءة الأخلاط وَلَا يُمكن أَن يحترسوا من الْحمى لأَنهم يَحْتَاجُونَ إِلَى أسهال وتغذية بأغذية مرطبة بَارِدَة. وَقَالَ: العفونة الَّتِي تكون للأخلاط فِي جَوف الْعُرُوق كالعفونة الَّتِي تكون فِي الاورام والرسوب الَّذِي فِي الْبَوْل فِي هَذِه كالمدة من الْخراج. وعَلى حسب جنس الْمدَّة تكون حَالَة غَلَبَة الطَّبْع فِي الْخراج وقلته وَكَذَلِكَ بِحَسب حَال الرسوب تكون غَلَبَة النضج فِي الْعُرُوق وَقلة غَلَبَة العفن وَحَال الرسوب الرَّدِيء كَحال الْمدَّة الرقيقة المنتنة الخضراء وكما أَن الْمدَّة الجيدة وَاحِدَة والردية والعفنة ضروب بِلَا نِهَايَة كَذَلِك الرسوب الْجيد وَاحِد وَهُوَ الأملس الْأَبْيَض الَّذِي لانتن لَهُ وَمَا سوى ذَلِك لي العفن فِي الْعُرُوق يكون لِأَن لِأَشْيَاء فضلا يصير فِيهَا كَمَا يصير فِي الخراجات فَأن فِي ظَاهر الْبدن مادام الْجَارِي إِلَى الْعُضْو يلزق بِهِ مايلزق وَيخرج ويتحلل مالايلزق فَلَا يكون خراجاً فاذا حصل مِنْهُ شىء لَا يتَحَلَّل وَلَا يلزق كَانَ خراجاً ذَلِك يكون إِمَّا المنافرة فِي الطَّبْع أَو لِكَثْرَة وَكَذَا الحميات أَيْضا تكون إِمَّا لرداءة خلط أَو لكثرته فأذا عفن اشتعلت الْحَرَارَة وَإِذا نضج سكنت كَمَا أَنه خَارج أَشد مَا يكون الْحَرَارَة عِنْد تولد الْمدَّة فأذا تولدت سكنت الْحَرَارَة وَيكون هَذَا دَلِيلا على أَن الأنتهاء قد كَانَ وَأَنه لَا يُمكن أَن يكون أنتهاء

والحرارة تزيد لِأَنَّهُ يدل على أَن العفن بعد هُوَ دَاء يكون ويشتعل وكما أَنه يحترس من العفن من خَارج بالفصد والرداعة كَذَلِك من دَاخل ثمَّ من قبل أَن ينضج احتجت إِلَى أَن تعين عَلَيْهِ كَذَلِك دَاخل فيهم فتمم هَذَا الْكَلَام ببحث جيد وحرره أَن شَاءَ الله. لي قد وَقع الْإِجْمَاع من الْأَطِبَّاء على ان النبض فِي أَوَائِل حميات العفن يكون منضغطاً وَهُوَ الصَّغِير الْمُخْتَلف وَقد يكون هَذَا النبض أذا ثقل على الْمعدة شَيْء وَمن هَهُنَا يعلم أَن حَال ذَلِك الْخَلْط كَحال مايثقل على الْمعدة فَأن الْإِنْسَان إِذا تغذى انضغط نبضه ثمَّ يقبل يعظم كَذَلِك يعلم أَن الْخَلْط يبرد الْبدن أَولا ثمَّ تستوي عَلَيْهِ الْحَرَارَة. وَأَيْضًا أَن الحميات المطبقة يتقدمها أَيَّامًا انضغاط النبض حَتَّى تشتعل كَمَا أَنه يتَقَدَّم فِي النائبة بساعة وَنَحْوهَا انضغاط النبض. الأولى من الحميات قَالَ: التضاغط لَازم لابتداء نَوَائِب حمى العفن وَهَذِه الْأَشْيَاء يتبعهَا قشعريرة أَو برد الْأَطْرَاف أَو حَال شَبيهَة بِالْكَسَلِ والميل إِلَى النّوم وَاخْتِلَاف النبض مَعَ صفراء) وَضعف. 3 (الفصد فِي الْحمى) لي تَلْخِيص مااستقصيته من كتاب الفصد وحيلة الْبُرْء وتقدمة الْمعرفَة وَجَمِيع كتب ج فِي الفصد فِي الْحمى: من الحميات حميات يجب الفصد فِيهَا ضَرُورَة وَهِي الَّتِي يكون الْبدن فِيهَا مملوءاً من دم حَار يغلي مثل سونوخوس وَمِنْهَا مالايجب الفصد فِيهِ الْبَتَّةَ فَأن فصدت أما قتلت العليل وَإِمَّا اضررت بِهِ مثل الْحمى الَّتِي يكون الْبدن فِيهَا مملوءاً من خلط ني كثير الْمِقْدَار وَيعرف ذَلِك من شدَّة النافض أوطوله اومنهما وَمن أَن الْحَرَارَة بعد ذَلِك تكون ضَعِيفَة قَصِيرَة وَمن لون الْبدن الْأَبْيَض الْأَصْفَر ومزاجه وتدبيره وَهَذِه الحميات تكون بلغمية وأدوارها فِي الْأَكْثَر أدوار البلغم فَأن فِي هَذِه الحميات أذا فصدت أَن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة أضرّ بالعليل وَتَأَخر النضج فَقَط فَأن كَانَت الْقُوَّة خَاصَّة كَثِيرَة تخلص بعد طول وَإِلَّا هلك وَإِن كَانَت ضَعِيفَة غشي عَلَيْهِ وَمَات سَرِيعا وخاصة أَن كَانَ فَم الْمعدة ضَعِيفا وَأما سَائِر الحميات فمل إِلَى الفصد وَلَا تمل بِحَسب قربهَا من أحد هذَيْن وبحسب الْقُوَّة فَمَتَى وجدت النافض قَوِيا وطويلاً والحار قَصِيرا ضَعِيفا فَلَا تفصد وَمَتى وجدت الْحَار أطول وَأَشد وَالْبدن أميل إِلَى الْحمرَة مَعَ ثقل وامتلاء فافصد وَلَيْسَ مَتى وجدت الْحَار أَشد وَجب الفصد لِأَن هَهُنَا حمى لَازِمَة لايجب الفصد فِيهَا وَهِي الْحمى الَّتِي ينخرط مِنْهَا وَجه صَاحبهَا سَرِيعا وَهِي من المحرقات القوية الَّتِي تجْعَل الْوَجْه بِالْحَال الَّتِي وصف أبقراط فِي

كتاب تقدمة الْمعرفَة فَأن هَذِه الْحمى شَدِيدَة الْحَرَارَة جدا والأخلاط فِيهَا فِي غَايَة الرقة فَلذَلِك يستفرغ مِنْهَا شَيْء كثير جدا فِي كل يَوْم وأنما يحْتَاج إِلَى تَغْلِيظ وترطيب لَا إِلَى استفراغ لَكِن إِذا وجدت سَائِر الحميات العفنة مائلة إِلَى السونوخوسية فافصد أَعنِي أذا وجدت فِيهَا الْحَرَارَة كَثِيرَة مَعَ رُطُوبَة وامتلاء فِي الْبدن وَحُمرَة اللَّوْن وتمدد وَقُوَّة لِأَن فِي هَذِه إِذا فصدت خف نضج الْبَاقِي على الطبيعة وَإِذا وجدت الْحمى مائلة إِلَى المذيبة أَعنِي الَّتِي ينخرط فِيهَا الْوَجْه سَرِيعا وَهِي الشَّدِيدَة الْحَرَارَة القحلة الْيَابِسَة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا أثر رُطُوبَة وامتلاء فَلَا تفصد بل عالج بالترطيب وبالغذاء وَإِن وجدت الْحمى مائلة إِلَى النِّيَّة أَعنِي الطَّوِيلَة النافض اللينة الْكَثِيرَة الرُّطُوبَة الَّتِي لون الْبدن فِيهَا أَبيض أصفر وَكَانَ مَعَ ذَلِك ثقل وتمدد فَلَا تفصد وَعَلَيْك بالأنضاج. وَبِالْجُمْلَةِ فان الْخَاص بسونوخوس الفصد والأستفراغ حَتَّى يغشى عَلَيْهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْبدن شَيْء) آخر يحْتَاج أَن يعْنى بِهِ بعد الفصد فَأَما حميات العفن الَّتِي تقرب مِنْهُ وتشبهه فيفصد مِنْهَا وَلَا يفرط فِي أخراج الدَّم لِأَنَّهُ لَيْسَ علاجه ذَلِك فَقَط لَكِن تحْتَاج أَن تعالج العفن مُدَّة فَلهَذَا يَنْبَغِي أَن يبْقى من الدَّم بَقِيَّة تمده بالعلاج وبمقدار قربهَا وَبعدهَا من سونوخوس يكون كَثْرَة أخراج الدَّم قَالَ: ويستدل على الْأَبدَان الَّتِي فِيهَا خلط غليظ ني كثير بِأَن اللَّوْن مِنْهَا عديم الدَّم والنبض مُخْتَلف واكثره الصَّغِير البطيء. قَالَ: ولونهم رصاصي أَو بَين الصُّفْرَة وَالْبَيَاض وَغَيره من الألوان الكمدة أَي لون كَانَ غير الْأَحْمَر ونبضهم مُخْتَلف فِي السرعة والعظم وَأَكْثَره الصَّغِير البطيء ويعتريهم ثقل وكسل وإبطاء الْفَهم والحواس فَلَا تفصد هَؤُلَاءِ وَلَا تستفرغهم إِذا حموا أصلا وانتظر بالفصد ابداً انحطاط نوبَة الْحمى ونضج الطَّعَام. ويستدل على ذَلِك بالبول. لي على مارأيت فِي كتاب الدَّلَائِل: يَنْبَغِي أَن لايوافي النّوبَة طَعَاما ولاشراباً فِي الْمعدة لم ينضج فَأن ابْتِدَاء النّوبَة حِينَئِذٍ يطول ويعسر الصعُود وَيطول وَإِن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة كَاد أَن يختنق العليل لشدَّة الإنطفاء وَالْبرد وانضغاط النبض ثمَّ أَن قويت الْقُوَّة وتصاعدت الْحمى كَانَت الْحَرَارَة أَزِيد أضعافاً كَثِيرَة وَذَلِكَ بَين من أجل أَن مَادَّة الْحمى تشبه حَال الطَّعَام فِي تبريده للحرارة الغريزية ثمَّ اشتعاله بهَا وَكلما كَانَ ذَلِك الطَّعَام أغْلظ وَأَبْطَأ اسْتِحَالَة كَانَ ذَلِك كُله أَشد وأوكد وَإِن تقيأ فِي ذَلِك الْوَقْت لم يخرج الطَّعَام وَحده بل خرج مَعَه أَشْيَاء من مواد الْحمى وَذَلِكَ أَن رطوبات تنصب إِلَى الْمعدة فِي وَقت الْحمى فَيكون لذَلِك الِابْتِدَاء أقصر والأنتهاء أسْرع وَأقرب والحرارة أخف. قَالَ: وَمَا كَانَ من الحميات مَعَ نُقْصَان من الْبدن شَدِيد فالحاجة إِلَى التغذية اكثر حَتَّى أَنه رُبمَا احتجت إِلَى أَن تغذو فِي وَقت النّوبَة وَمَا كَانَ من الحميات من الامتلاء وَفِي الْبدن فضول كَثِيرَة فَفِي الْجُمْلَة حَاجته إِلَى الْغذَاء قَليلَة. قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي أَن تغذوه إِذا احْتَاجَ إِلَيْهِ

أَيْضا إِلَّا بالبعد من النّوبَة فَأن لم تكن نَوَائِب فَفِي أخف الْأَوْقَات عَلَيْهِ أَو ألطف أَوْقَات النَّهَار أَو وَقت عَادَته فِي الْأكل فِي الصِّحَّة هَذَا فِي المطبقة. جملَة استقصيتها فِي أَمر الْحمام مَعَ الْحمى: يسْتَعْمل الْحمام فِي المحموم وَيتْرك بِحَسب الْأَعْرَاض فالحمى المذيبة لاينبغي أَن يقرب فِيهَا الْحمام الْبَتَّةَ لَكِن الترطيب بِالْمَاءِ الَّذِي يبلغ فتورته إِلَى أَلا يحل من الْبدن شَيْء وَكَذَلِكَ فِي الدق وَلَا يقربُوا سخونة الْحمام وهواءه الْحَار ماأمكن لِأَنَّهُ) ضار بهم وَأما فِي الغب فَأَنَّهُ لايضر أَن يستحم قبل النضج لِأَنَّهُ لَا يخْشَى من هَذِه الْمَادَّة ارتباك وَلَا سدد وَأما فِي البلغمية وَالرّبع فَلَا تطلق لَهُ ذَلِك قبل النضج وَأطلق لَهُ بعد النضج. فَأَما الشَّرَاب فبقدر حرارة الْحمى وَالْعَادَة فَلَا تطلق لمن بِهِ حمى عفن قبل النضج لِأَنَّهُ يزِيد فِيهِ فأذا نضج فَأَطْلقهُ لَهُ فَأَنَّهُ ينضج الْمَادَّة واما حمى يَوْم فاطلق لَهُ الْحمام وَالشرَاب ويستقصى هَذَا فِي مَوْضِعه. لي على مارأيت فِي الْعَاشِرَة من حِيلَة الْبُرْء: الْحمى القحلة الَّتِي يحمها أَصْحَاب الأمزجة الْيَابِسَة من الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام والتعب وَنَحْوه لَيست حمى عفن الْبَتَّةَ وَإِنَّمَا هِيَ حمى تهيج من حمى الْبدن فَأن غذي صَاحبهَا سلم وإلاوقع فِي الدق وَلذَلِك يسقى مَاء بَارِدًا ويغذى فِي جَمِيع أَوْقَاتهَا وَهِي نوع من حميات يَوْم إِلَّا أَنَّهَا النَّوْع الْمُؤَدِّي إِلَى الدق كَمَا أَن الَّتِي من سدد تُؤدِّي إِلَى سونوخوس. الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات قَالَ كَثْرَة حرارة الْحمى أَنما يكون دَائِما بِحَسب كَثْرَة مايتحلل من الْبدن فَأَما عاديتها وَكَثْرَة حَرَارَتهَا فَتكون بِحَسب مامع الْخَلْط من الحدة فَلْيَكُن هَذَا فِيهِ أعظم دَلِيل على الْخَلْط المولد للحمى. أوريباسيوس وبولس: يَنْبَغِي فِي حميات العفن أَن لم يكن بِهِ تخمة وساعدت الْقُوَّة الفصد وَبعد الفصد فنق الْبدن من العفن بالإسهال وإدرار الْبَوْل والعرق فَأن مَالَتْ الفضول من ذَاتهَا إِلَى فَم الْمعدة فَاسْتعْمل الْقَيْء وَاسْتعْمل من هَذِه أقلهَا حرارة وَلَا تسْتَعْمل تخلخل الْبدن قبل الإستفراغ فَإِذا استفرغته تخلخله بدهن البابونج وَفِي هَذَا الْوَقْت ان تشرب شرابًا مائياً وتستحم باعتدال حلل وَأخرج مابقي من العفن وَأما فِي وَقت الصعُود الْكُلِّي فَلَا تسْتَعْمل الْحمام وَلَا شرابًا وَلَا تخلخل الْبدن. قَالَ: وَفِي الحميات الحارة جدا المحرقة أسق المَاء الْبَارِد بعد أَن يكون النضج ظَاهرا وَالْقُوَّة قَوِيَّة وَإِن كَانَ العليل خصيب الْبدن وَالْوَقْت صيفاً فحمه بِالْمَاءِ الْبَارِد وَأما إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة والنضج ظَاهر والحميات قد انحطت فينفع الْحمام وَشرب الشَّرَاب وتخلخل الْبدن بدهن البابونج وَنَحْوه. فِي الأدهان فِي الْحمى أريباسيوس وبولس قَالَا: أَن كَانَ الصداع فِي الْحمى فَاسْتعْمل صب الأدهان على الرَّأْس بعد نُقْصَان حِدة الدّور لي يَعْنِي الهبوط الجزئي قَالَ: بَارِدًا فِي الصَّيف) وفاتراً فِي الشتاءويكون دهن ورد وخل خمر.

من كتاب الدَّلَائِل: ماكان من الحميات مَعَ نُقْصَان الْبدن فالحاجة فِيهِ إِلَى الْغذَاء أَكثر بل رُبمَا غذونا العليل فِيهَا فِي وَقت الْحمى وَمَا كَانَ مِنْهَا مَعَ فضول فِي الْبدن وامتلاء فاحذر كَثْرَة الْغذَاء ولايكون إِلَّا فِي فتراتها وبمقدار مَالا تسْقط الْقُوَّة. السَّادِسَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل أبيذ يميا قَالَ: الْحمى الَّتِي يعرض مَعهَا نافض تكون أقوى وَأَشد حرارة. لي لهَذَا عِلّة تحْتَاج أَن تحذر والتجربة تشهد بِهَذَا فِي الْأَكْثَر. الثَّامِنَة من تَفْسِير السَّادِسَة قَالَ: الحميات الَّتِي تتقرح مَعهَا الشفتان تدل على أَنَّهَا من الحميات الفترة وخاصة الغب قَالَ: فَأن كَانَت فِي وَقت فِي اللَّازِمَة فَأَنَّهَا تدل على أَنَّهَا ستنحل وتفارق. لي الحميات الَّتِي تَأْخُذ بعقب الفصد والإسهال لاتخف مِنْهَا فَأَنَّهَا يومية لاعفنية وَيحْتَاج أَن يرطب الْبدن فِيهَا ويغذى بأغذية بَارِدَة رطبَة لتعدل الأخلاط الَّتِي تسخنها فيسكن بذلك وَأعظم الاشياء فِي نَفعهَا الضماد الْبَارِد على الْقلب والكبد. الأولى من أَصْنَاف الحميات: الحميات الحادة تحدث عِنْد طُلُوع الْكَلْب لشدَّة سخونة الجو فَأن الجو إِذا سخن يسخن الْقلب جدا والشرايين لما يجتذب مِنْهُ وَعند ذَلِك تستحيل حَرَارَتهَا إِلَى النارية. لي لست أرى الْحمام للمحموم صَوَابا فِي حَالَة وَإِذا احْتَاجَ إِلَى التَّحْلِيل لبدنه والترطيب كَانَ ذَلِك فِي آبزن فِي مَوضِع معتدل وخاصة لأَصْحَاب الْأَبدَان المرارية فَأَنَّهُ يسْرع إِلَيْهِم مِنْهُ الغشي. السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: الحميات ثَلَاث: الدق وَحمى يَوْم والعفن فحمى يَوْم عِنْد انحطاط نوبتها تنْحَل الْبَتَّةَ بالحمام والعفنة لَيْسَ كلهَا تنْحَل بالحمام لَكِن مَا كَانَ مِنْهَا الْخَلْط المولد لَهُ فِيهِ قد نضج انحطت الْحمى انحطاطاً كلياً وَأما الدق فيئس الْأَطِبَّاء فِي أدخال صَاحبهَا الْحمام نظر. لي أَقرَأ جملَة مافي الْعَاشِرَة من حِيلَة الْبُرْء فِي الْحمام فَأَنَّهُ يزْعم أَن جَوْهَر حمى يَوْم ينْحل فِي الْحمام وَلَيْسَ لَهَا علاج أفضل مِنْهُ وَكَذَلِكَ السددية لاغنى بهَا فِي فتح السدد عَن الْحمام. وَأما الدق فَأَنَّهُ يحْتَاج فِيهِ إِلَى المَاء الْبَارِد لَكِن يدْخلُونَ الْحمام لتسخن أبدانهم فَلَا يَضرهَا المَاء الْبَارِد إِذا لقيها دفْعَة لِأَنَّهَا منهوكة بَارِدَة فَأَما حميات العفن فتجتنب الْحمام فِي أول أمرهَا وصعودها) لِأَن الْجلد وَاللَّحم كثيف فيحرك الفضول وَلَا يخرج. وَأما فِي الأنحطاط وخاصة الْكُلِّي فَأَنَّهُ نعم العون على تَحْلِيل مَادَّة العفن. وَأما الَّتِي مَعَ أورام فَأَنَّهُ

يحذر فِيهِ من اسْتِعْمَال الْحمام وخاصة فِي ابْتِدَاء الدّور وَفِي تزيده فَلَا تستعمله. وَأما الشَّبَاب الخصيبوا الْأَبدَان فانهم إِذا حموا حمى حريفة فَلَا يكره لَهُم بعد الأنحطاط الجزئي الأستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد. لي الْحمام يهيج الْحَرَارَة وَيسْقط الْقُوَّة جدا فاستعماله حَيْثُ حرافة وحدة خطأ. وَأما حَيْثُ يحْتَاج إِلَى تخلخل سطح الْبدن فَلَا غنى بِهِ عَنهُ بتحرز. المسبتة الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: من النَّاس من يُصِيبهُ فِي ابْتِدَاء النوائب سبات شَدِيد أوضعف وَذَلِكَ يكون لِأَن الدِّمَاغ يبرد بردا شَدِيدا وَهَذَا يكون عَن استعداد فِيهَا لذَلِك لِكَثْرَة بلغم أَو سوء مزاج فَفِي وَقت النّوبَة يقوى ذَلِك حَتَّى يظْهر. لي هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ أَن يعطسوا أَو يغرغروا وتسخن رؤوسهم أذا كَانَ من سوء مزاج فَقَط وخاصة فِي وَقت النّوبَة. الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: فلَان الطَّبِيب لما انحطت حماه يَوْم كَانَت بِهِ ونقى عرقه وبدنه استحم وَلم يزل يتدبر تدبيراً لطيفاً إِلَى أَن جازه الْيَوْم الثَّالِث فَلَمَّا لم يحم فِي الثَّالِث رَجَعَ إِلَى عَادَته. لي هَذَا الْوَجْه الأجود فِي مَا يدبر بِهِ من حم وَإِنَّمَا صَار تلطيف التَّدْبِير إِلَى الثَّالِث لمضى نوبَة الغب والبلغمية وَلَا ينْتَظر أَرْبَعَة أَيَّام لِأَن الرّبع لَا تكَاد تحدث ابْتِدَاء. من كتاب الدَّلَائِل قَالَ: مِمَّا لَا يُفَارق الْحمى السرعة والتواتر فِي النبض وحرارة اللَّمْس الحاد وتواتر النَّفس. قَالَ: والحميات الَّتِي تكون من العفونة علاجها بعد نضج الأخلاط الْحمام وَكَذَا أَوْقَات شرب المَاء الْبَارِد يكون بعد النضج. من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ قولا يُوجب مِنْهُ ماأقول: من عرضت لَهُ حمى فَأن علم أَي نوع هِيَ فَذَلِك وَإِلَّا فليلطف التَّدْبِير إِلَى أَن يجوز الرَّابِع وَلَا يستحم ولايتعب وَلَا يَأْكُل يَوْم نوبَته حَتَّى يتَجَاوَز السَّاعَة الَّتِي تَأتي فِيهَا نوبتها. 3 (الْحمام فِي الحميات) من جَوَامِع أغلوقن: أطلق للعليل فِي الغب الْخَالِصَة أَن يستحم وَلَو قبل النضج وَإِن أحب ذَلِك وَكَانَ مُعْتَادا لَهُ أَن يَجعله مرَّتَيْنِ فليستحم ويسبح فِي المَاء لِأَنَّهُ لَيْسَ يخْشَى فِي هَذِه الْحمى أَن ينْحل مِنْهَا شَيْء كثير دفْعَة تَأتي نَاحيَة الْجلد فتورث سدداً لِأَن مادتها رقيقَة لَطِيفَة فَمَا يحلل مِنْهَا يتَحَلَّل من المسام. فاما الغب غير الْخَالِصَة والبلغمية وَالرّبع فَلَا يُطلق الأستحمام دون نضج لِأَن موادها غَلِيظَة تنْحَل بالحمام ثمَّ لَا تحلل من المسام فَتحدث

سدداً ثمَّ تسيل إِلَى بعض الْمَوَاضِع الشَّرِيفَة فأذا نضج فحمه وَالشرَاب لَا يسقى وَلَا فِي الغب قبل النضج فَأَنَّهُ يزِيد فِي مادتها وَبعد النضج يسقى فِي الْجَمِيع. من جَوَامِع الحميات على غير تَفْصِيل: بِقدر طول الفترة يكون بعد الْحمى عَن الْخطر وبالضد. لي فَلذَلِك أخطر الحميات اللَّازِمَة ثمَّ البلغمية ثمَّ الغب ثمَّ الرّبع. فَأَما الْخمس وَالسُّدُس فَأَقل خطراً من الرّبع. من كتاب العلامات: إِذا كَانَ فِي الْحمى قيء وعرق كثير وحرارة فِي ظَاهر الْبدن ونداوة فَاعْلَم أَنَّهَا لَيست من استحصاف الْبدن. لي إِذا رايت فِي حمى ربع أَو غب أَو بلغمية الْبدن ينقص ويذوب أَكثر مِمَّا كَانَ من عَادَته أَن يكون فِيهَا فَانْظُر حسنا فَأن مَعهَا حمى دق وتفقد حِينَئِذٍ البرَاز فَأن كَانَ دهنياً دسماً فاقصد الرَّابِعَة من الْفُصُول: اسخن الحميات المحرقة ثمَّ الغب الْمُفَارقَة. لي ثمَّ سونوخوس ثمَّ الرّبع ثمَّ بعض الحميات اليومية ثمَّ الدق ثمَّ البلغمية ويخالط سونوخوس واليوميات حرارة بخارية. فَأَما حميات العفن والدق وَإِن كَانَتَا لينتين فَأَنَّهُ إِذا طَال لمسك لَهما أحسست مِنْهُمَا بحرارة يابسة لذاعة. لي المليلة حَال مَا يتَقَدَّم الحميات أَو يتَأَخَّر وَرُبمَا أنذرت بهَا وَهِي حميات إِلَّا أَنه يبلغ من قلتهَا أَلا تحس أحساساً ظَاهرا وَأَن طَالَتْ مدَّتهَا أفسدت المزاج وصفرت اللَّوْن وأفسدته وَيكون أعراضها التكسر والإعياء وَنَحْوهمَا ويعالج بالنقوع والجلنجبين والورد خَاصَّة نَافِع لهَذِهِ الْحَال وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى نفض وَبِالْجُمْلَةِ يكون من خلط رَدِيء مستكن فِي الْبدن فاستفرغ وَبدل مزاجه. شرك: اهليلج أسود جيد للمليلة.) لي ينفع مِنْهُ سف الكزبرة مَعَ رَاحَة سكر كل يَوْم. ابْن ماسوية: الكشوف مخرج للفضلات الردية من الْعُرُوق وَيذْهب بالمليلة وَنَافِع من حميات الصّبيان إِذا شرب مَعَ السكنجين والحميات البطية اللينة المزمنة وَالَّتِي قد هيجت الأحشاء. أَبُو جريح: النانخواة تذْهب بالمليلة والحميات الطَّوِيلَة أرلخوز الغافت نَافِع جدا للحميات الحادة بولس: علاج حميات العفن إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فافصد من ساعتك إِلَّا أَن يكون فِي الْبَطن سوء هضم فَأن لم يكن فَانْظُر فِي الْقُوَّة وَبعد الفصد استفرغ بَاقِي الفضول العفنة

بالإسهال وإدرار الْبَوْل والعرق فَأن مَالَتْ الفضول من ذَاتهَا إِلَى فَم الْمعدة فأعن على الْقَيْء وَإِن لم تمل وَلم تهج غثياً فَلَا ولطف التَّدْبِير واجعله مِمَّا لَا يسخن كَمَاء الشّعير والسكنجين وَمَاء الْعَسَل وَإِن لم يستطلق الْبَطن حقن وَلَا تجْعَل الْبدن كُله متخلخلاً قبل الأستفراغ وَبعد الأستفراغ يُمكن أَن يتخلخل بِشَيْء فاتر الْحَرَارَة كدهن البابونج وَفِي هَذَا الْوَقْت إِن شرب شرابًا مائياً بِمَاء كثير يُحَرك جَمِيع الاستفراغات وَكَذَا يفعل الْحمام المعتدل فِي هَذَا الْوَقْت بِالْمَاءِ العذب فَأن كَانَت الْحمى قَوِيَّة عَظِيمَة فَلَا تسْتَعْمل شرابًا وَلَا حَماما وَلَا أدهاناً تخلخل الْجَسَد بل اسْقِ المَاء الْبَارِد أَن لم يمْنَع مَانع فَأَنَّهُ أَن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة والحمى حارة جدا محرقة والنضج بَين فنق واعط المَاء الْبَارِد. وَإِن كَانَ العليل مَعَ ذَلِك خصيب الْبدن وَالزَّمَان حَار فَأدْخلهُ المَاء الْبَارِد وَإِن كَانَت حرارة الْحمى لَيست قَوِيَّة وَالْقُوَّة قَوِيَّة والنضج بَين فَأَنَّهُ ينْتَفع جدا بالحمام وَشرب الشَّرَاب والأدهان المخلخلة للجسد. لي هَذَا تَدْبِير مَا كَانَ من حميات العفن حاراً كاللازمة وَالْغِب والمحرقة لَا الرّبع والبلغمية صفة لَهُ جَيِّدَة قَالَ: هَذِه حقنة تسكن الْحمى يُؤْخَذ صفرَة بيضتين زعفران اثْنَا عشر قيراطاً دهن ورد أوقيتان ميبختج ثَلَاث اوراق مَاء الشّعير ثَلَاث أوراق ويحقن بِهِ فَأن هَذِه الحقنة تسكن الْحمى تسكيناً عجيباً وتطفىء الْحَرَارَة واللهيب حَتَّى يعجب من ذَلِك. لي هَذِه الحقنة الْمُتَقَدّمَة من اختيارات حنين وخبرني بعض النَّاس أَنه جربها فِي حمى محرقة فَوَجَدَهَا تسكن اللهيب والعطش جدا. الْأَشْيَاء الَّتِي ألحقها بولس بالحميات فِي الْأَمْرَاض الوافدة فِي الَّذين يعرض لَهُم غشي من كَثْرَة الكيموسات النِّيَّة فِي الَّذين يعرض لَهُم الغشي لرقة أخلاطهم. فِي الغشي فِي الوجع فِي بعض الْأَعْضَاء مَعَ الْحمى فِي الذوبان وَهِي الْحمى المذيبة فِي السهر مَعَ الْحمى فِي السبات فِي الصداع) مَعَ الْحمى فِي القشعريرة والنافض فِي الْعرق فِي السعال مَعَ الحميات فِي بوليموس مَعَ الْحمى فِي الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة مَعَ الْحمى فِي الْعَطش مَعَ خشونة اللِّسَان فِي الغشي فِي الأستطلاق فِي الرعاف فِي الغشي فِي تقرح القطاة وَقد ذكرنَا نَحن فِي بَابه كلَاما على ماذكر وَمَا يَلِيق بِهَذَا الْمَوْضُوع فَفِي بَابه. لي على مارأيت فِي أغلوقن: إِذا كَانَ فِي النّوبَة المبتدئة تلهب كثير وعرق غزير فَلَيْسَتْ بلغمية الْبَتَّةَ والعرق دَلِيل على أَن الْحمى لَيست بلغمية فَعِنْدَ ذَلِك إِمَّا أَن تكون ربعا أَو غبا فَانْظُر فِي النافض والنبض خَاصَّة فَأَنَّهُ ان كَانَ صَغِيرا جدا وَلم يكن عرق كثير فربع وبالضد. فِي الْحمام من مسَائِل أبيذيميا قَالَ: اسْتعْمل فِي حمى يَوْم وحميات العفن الْحمام أَكثر لَكِن كَمَا أَنه يسْتَعْمل فِي اليومية الْحمام عِنْد انحطاط النّوبَة فَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي حميات العفن عِنْد الأنحطاط الْكُلِّي لَا قبل ذَلِك لِأَن فِي ذَلِك الْوَقْت تنْحَل الفضول اللذاعة الْبَاقِيَة ويودع الْبَطن رُطُوبَة عذبة.

مسَائِل أبيذيميا من كَانَ فِي عروقه أخلاط نِيَّة لَا يُطلق لَهُ التَّعَب وخاصة إِن لم يعتده فَأَنَّهُ يثير الْحمى لَكِن اجْتهد أَلا تعفن تِلْكَ الأخلاط بِالسُّكُونِ والدعة وتجنب الْأَشْيَاء الحارة إِلَى أَن تستفرغه فأذا استفرغته فَلَا تبال حِينَئِذٍ بالتعب. الثَّامِنَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل أبذيميا قَالَ: الحميات الَّتِي تتبثر مَعهَا الشّفة هِيَ حميات مقلقة وَفِي الْأَكْثَر الغب الْخَالِصَة وَحمى يَوْم وَذَلِكَ أَنَّهَا تدل على قلَّة الْمَادَّة وحدتها وخفتها على الطبيعة. من الْفُصُول: التَّدْبِير نَافِع لجَمِيع المحمومين لاسيما الصّبيان. الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: الْمَشْي والتعب جملَة والدلك والجوع والتكميد وكل مايهيج حرارة عَدو لمن بِهِ حمى. لي والإكثار من الْكَلَام. الْإِسْكَنْدَر قَالَ: الْحمى أَن لم تبادر فتغمر بالأشياء المرطبة وَإِلَّا ازْدَادَ العفن كل يَوْم وَقَوي فبادر بالترطيب والتبريد. قَالَ: وَقد قَالَ قوم أَن الحميات الدائمة تكون لِكَثْرَة الأخلاط لَا لِأَنَّهُ دَاخل الْعُرُوق. لي حدث لي بِبَغْدَاد حمى بنافض وتصاعد النبض ثمَّ حممت وَلم أعرق وَلم تعاود بعد) أنقضائها فَلهَذَا يَنْبَغِي أَن تعلم أَنه لَيْسَ مَتى كَانَت بنافض نقطع أَنَّهَا لَيست بيومية وبالضد. الْمسَائِل الطبيعية قَالَ: الْحَرَكَة تهيج الْحمى وتشعلها كالنفخ للنار. قَالَ: الْأَصْلَح فِي أول الْحمى التدثر فأذا حمى الْبدن فالتكشف أَن كَانَ الْهَوَاء طيبا ريحًا بِأَن يكون فِيهِ وَإِذا كَانَت ريح قَوِيَّة فَأن لَا تَلقاهُ مابين النوبتين فَيَنْبَغِي أَن يسخن الْبدن بالحمام أَو صب المَاء الْحَار على الْأَطْرَاف والدلك والمرخ فِي الحميات الطَّوِيلَة الفترات لَا سِيمَا المزمنة فان ذَلِك يكسر حِدة النّوبَة وَالثَّانيَِة يوهنها وَيقصر مدَّتهَا. الْهِنْدِيّ: عالج الحميات البلغمية بالقيء ودواء الْمَشْي. استكبره قَالَ: عالج الْحمى العفنة بدواء الْمَشْي. فِي المختلطة الَّتِي لَا نظام لَهَا وَلَا يُوقف مِنْهَا على شَيْء حميد فِي جمل الحميات تَأتي. قَالَ أطهورسفس: إِن زبل الْإِنْسَان الْيَابِس إِذا شرب بِخَمْر أَو عسل نفع من جَمِيع أدوار قَالَ ابْن ماسوية: البقلة الحمقاء نافعة فِي الحميات المستحكمة. قَالَ بديغورس: خَاصَّة الباداورد تنقية الْحمى الحادة. د: البابونج إِذا سحق بدهن ومرخ بِهِ نفع من الحميات الدائرة. ج قَالَ: وينفع من الحميات بعد استحكام نضجها وخاصة مَا كَانَ مِنْهَا من تكاثف الْبدن.

قَالَ ابْن ماسوية: الْجلاب نَافِع من الْحمى المتولدة من البلغم والمرة. مرق الديوك الهرمة الَّتِي فِي بَاب القولنج مَعَ البسبايج والقرطم نَافِع للحميات المزمنة النافضة وَغَيرهَا. لي إِذا احتجت فِي هَذِه الحميات إِلَى مسهل فأسهل بِهِ مَرَّات فَأَنَّهُ جيد. قَالَ د: أَنه يسهل خلطاً نياً وَإنَّهُ يكون بِهِ ذهَاب هَذِه الحميات وَهُوَ جيد للسوداء والحمى الرّبع خَاصَّة لِأَنَّهُ يسهل خلطاً أسود وَيَنْبَغِي أَن يسهل بِهِ فِي الرّبع مَرَّات ويقوى فِي البسبايج إِن شَاءَ الله والكشوث نَافِع من الحميات المزمنة وخاصة مَاؤُهُ نَافِع من الحميات الْعَارِضَة للصبيان إِذا شرب مَعَ السكنجين. ابْن ماسوية: سمرينون يشرب لأدوار الْحمى. د: الكرنب نَافِع من الحميات المزمنة والبلغمية الْخَالِصَة الَّتِي لَا صفراء مَعهَا. ابْن ماسوية: رب الحصرم جيد للحمى الحارة. د: الزراوند نَافِع من الحميات الدائرة.) د: والرازيانج أَن سقِِي بِمَاء بَارِد فِي الحميات سكن الغثي والتهاب الْمعدة وَهُوَ نَافِع من الحميات المزمنة. ابْن ماسوية: الْخَرْدَل يرض رضَا جريشاً نَافِع من الحميات الدائرة. ابْن ماسوية: الرازيانج أَن سقِِي بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي الحميات المزمنة نفع. قَالَ ب: لاينبغي أَن يسقى المحموم دَوَاء مسهلاً لِأَن لُحُوم المحمومين قبل الاربع عشرَة حارة جدا فَهِيَ تجذب الدَّوَاء إِلَيْهَا بِسُرْعَة فَأن كَانَ الدَّوَاء كثيرا قَتله سَرِيعا وَإِن كَانَ قَلِيلا زَاد فِي حماه وَطول مُدَّة مَرضه وأصابهم يرقان وَإِن كَانَ بالدواء المسهل من الْقُوَّة مَالا يقدر الْبدن على جذبه فَأَنَّهُ يسهل هَؤُلَاءِ اسهالا قَوِيا وأصابهم تشنج من شدَّة يبس أبدانهم فَأن نَجوا تَركتهم الْحمى بعقب النفض ثمَّ عاودتهم بعد فأهلكتهم فَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن تدني من المحمومين الأقوياء الْحمى دَوَاء مسهلاً قَوِيا وَلَا دَوَاء مسخناً إِلَّا أَن يضطروا إِلَى ذَلِك بل تعتمد فِيهِ على الحقن مَرَّات كثيرو وَكَذَا فِي زمن القيظ وَاسْتعْمل بدله الحقن. من الْكَمَال والتمام: طبيخ شاهترج ثَلَاثَة حشيش غافت أَرْبَعَة أصل كرفس أصل الرازيانج خَمْسَة خَمْسَة شكاعي وباداورد دِرْهَمَانِ يطْبخ برطل مَاء حَتَّى ينتصف ويسقى مِنْهُ كل يَوْم ج: فِي حِيلَة الْبُرْء الثَّامِنَة مِنْهَا قَالَ: الْحمى إِمَّا أَن يكون السَّبَب الَّذِي أثارها قد هدأ وَبَطل أَو يكون سَببه مُقيما وَهَذَا نَوْعَانِ نوع يعسر قلع سَببه وَهِي اقطيقوس وَنَوع لَا يعسر قلع سَببه وَهِي حميات العفن الَّتِي فِي الأخلاط. قَالَ: الْحمى من جِهَة أَنَّهَا شَيْء خَارج عَن الطبيعة يَنْبَغِي أَن يبطل وَمن أَنَّهَا مرض

سوء مزاج يَنْبَغِي أَن يداوى بأصلاح المزاج وَلِأَنَّهَا سوء مزاج حَار يَنْبَغِي أَن يداوى بتبريد المزاج الْحَار فَأن كَانَ السَّبَب الْفَاعِل قد بَطل فأنما بَقِي عرض وَاحِد وَهُوَ تبريد سوء المزاج الحارن فَأن كَانَ السَّبَب ثَابتا فَانْظُر فَأن كَانَ السَّبَب قَائِما والحمى بعد لم تتكون وَلم تستحكم قصد لقلع السَّبَب واستئصاله وَإِن كَانَ بعض الْحمى قد كَانَ واستحكم وَبَعضه تكون بِالسَّبَبِ قصد لقلع السَّبَب وتبديل المزاج جَمِيعًا إِلَّا أَنه يقدم أَولا قلع السَّبَب ثمَّ تكر على تَبْدِيل المزاج. حمى يَوْم وَحمى دق تشترك فِي السَّبَب الْفَاعِل لَيْسَ يكون بهَا دَائِما لكنه قدر فعل وَوَقع إِلَّا أَنه فِي حمى يَوْم كَانَ فعل قَلِيلا وَفِي حمى الدق فعل كثيرا بِمَنْزِلَة خَشَبَة تمكنت النَّار مِنْهَا تمَكنا قَوِيا وَفِي حمى يَوْم بِمَنْزِلَة خَشَبَة لم تتمكن النَّار مِنْهَا إِلَّا تمَكنا ضَعِيفا.) لي الحميات الْكَثِيرَة الْأَيَّام يحْتَاج إِلَى النّظر فِيهَا إِلَى قُوَّة الْمَرِيض وَأما حمى يَوْم فَلَا. اسْتِخْرَاج: لايستحق أَن تجْعَل أَجنَاس الحميات ثَلَاثَة لِأَن حمى دق وَحمى يَوْم يُقَال عَنْهَا أَنَّهَا حمى من حرارة بِلَا عفن فَهَذَا جنس لَهما كَمَا أَن الْحمى جنس للْجَمِيع من الحميات وَلَكِن الْحمى جِنْسَانِ: إِمَّا بعفن وَإِمَّا بِلَا عفن وَالَّذِي بِلَا عفن جِنْسَانِ: أما شَدِيدَة التأكل وَهِي حمى الدق وَإِمَّا قَليلَة التأكل وَهِي حمى يَوْم. وَحمى دق ثَلَاثَة أَنْوَاع: أما أَن يكون بِسوء مزاج قد قبله الْعظم وَنَحْوه من الْأَعْضَاء الصلبة وَهَذِه هِيَ الذبولية وَأما أَن يكون قد قبله اللَّحْم أويكون قد قبله الْأَعْضَاء الْقَرِيبَة الجمود. وَحمى يَوْم جِنْسَانِ: أما من دَاخل. وَهَذِه نَوْعَانِ: أما لرداءة كَيْفيَّة مثل الْأَطْعِمَة الحارة وَإِمَّا كَثِيرَة الكمية فَتكون عَنْهَا التُّخمَة وَإِمَّا من خَارج وَالَّتِي من خَارج إِمَّا نفسانية كالفرح والحزن وَالْغَم والسهر والهم وَالْغَضَب أَو طبيعية كالتعب وَتغَير الْهَوَاء والأستحمام بِمَاء قَابض أَو كبريتي. وَالَّتِي مَعَ عفن جِنْسَانِ: إِمَّا فِي كل الْبدن أَو فِي بعضه كالورم فِي بعض الْأَعْضَاء الَّتِي تسخن ماقاربها دَاخِلا كَانَ هَذَا الْعُضْو أَو خَارِجا فَأَنَّهُ لايمكن أَن يحم عُضْو وارم إِلَّا بعفونة وَلذَلِك أعد وجع الأربية حمى عفن وَإِن كَانَت سريعة الزَّوَال فأنما تَزُول بِزَوَال سَببهَا وَإِلَّا اقامت وعفنت جَمِيع أخلاط الْبدن وَأما عفونة فِي جَمِيع الْبدن فَأَما أَن تكون من خَارج الْعُرُوق وَهِي إِمَّا غب أوبلغمية دَائِرَة أوربع وَإِمَّا دَاخل الْعُرُوق وَهِي إِمَّا غب دائمة وَإِمَّا ربع فتشتد كل ثَالِث أَو دائمة. والدائمة ثَلَاثَة أَنْوَاع إِمَّا أَلا تزَال تشتد مُنْذُ ابتدائها إِلَى تَركهَا أَو تضعف مُنْذُ ابتدائها إِلَى تَركهَا أَو تبقى على حَالَة وَاحِدَة فَهَذِهِ هِيَ البسائط وَقد تنوب حميات خمْسا وستاً وَسبعا وَعشرا وَفِي كل شهر وَقد رَأَيْت ذَلِك وَإِمَّا المركبة فالتي يحدث فِيهَا حر وَبرد مَعًا فِي عُضْو وَاحِد وَالَّذِي يحدث فِيهِ حر فِي ظَاهر الْبدن وَبرد فِي بَاطِنه وَبِالْعَكْسِ أَو يتركب كل وَاحِد من حميات يَوْم والعفن والدق المتفردة مَعَ صاحبتها وَاحِدَة مَعَ وَاحِدَة

ممتزجة أَو متعاقبة تَجِيء أحداهما فِي أثر الْأُخْرَى أَو وَاحِدَة مَعَ اثْنَتَيْنِ أَو مَعَ ثَلَاث تَمام الْقِسْمَة. وَالَّذِي يسْتَحق أَن يذكر من المركبات لتغير علاجها شطر الغب وَهِي غب ودائمة وغب وَربع وَنَحْو هَذَا فَأَما غير ذَلِك فَلَا. قَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء: وَإِذا كَانَت أَسبَاب الْمَرَض قد بطلت فَلَيْسَ يُؤْخَذ مِنْهَا على مابه دَلِيل مثل حمى يَوْم من غضب وَإِذا كَانَ السَّبَب قَائِما لابثاً ويولد الْمَرَض فَخذ دَلِيل العلاج مِنْهُ وَمن الْمَرَض نَفسه أَيْضا كحميات العفن فَأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن يبتدأ بمداواة العفن وَلَا تغفل أَيْضا تبريد الْحمى) وتطفئتها فَأن كَانَت الْأَشْيَاء الَّتِي يداوى بهَا العفن مُوَافقَة لتبريد الْحمى أَيْضا تغنمت ذَلِك وبادرت إِلَيْهِ وَإِن كَانَ مايداوى بِهِ ماقد استحكم وَفرغ من الْحمى يزِيد فِي السَّبَب فاستقص النّظر حِينَئِذٍ على هَذَا الْمِثَال. وَلَا تَخْلُو من هَذَا أما أَن تداوى الْحمى وتترك السَّبَب الْفَاعِل لَهَا نَاحيَة أَو تقطع السَّبَب وَلَا تبال بِنَفس الْحمى أَو تجْعَل أَكثر قصدك لأحد هذَيْن الغرضين وَلَا تغفل الْأُخَر وَالْأول من هَذِه الْأَقْسَام غير مَحْمُود لِأَنَّك مَتى كنت تداوي مَا يحدث من الْحمى دَائِما بأَشْيَاء تزيد فِي السَّبَب الْفَاعِل لَهَا لم يَنْقَطِع كَونهَا وَلم ينقص عظمها لِأَن كَونهَا أبدا تَابع للسبب وَأما الثَّانِي وَهُوَ أَن تقطع السَّبَب وتترك أَمر الْحمى فَأَنَّهُ نَاقص لَا يجوز اسْتِعْمَاله فِي كل مَكَان وَذَلِكَ أَنه رُبمَا كَانَ بالحمى من الْعظم مَالا يُطيق العليل احْتِمَاله وَالصَّبْر عَلَيْهِ فَلَيْسَ يَنْبَغِي فِي هَذِه الْحَال أَن تقصد لقطع السَّبَب بِمَا يزِيد فِي حر الْحمى وَلَا ينقص مِنْهُ الْبَتَّةَ وَإِلَّا أطفيت الْحمى والمحموم وَإِن كَانَ بالحمى من الضعْف مَالا يتخوف مَعهَا أَن يحل قُوَّة الْمَرِيض فِي الْمدَّة الَّتِي يقْصد فِيهَا لمقاومة السَّبَب فَلَيْسَ هَذَا هُنَا بناقص وَلَا مَكْرُوه وَأما الضَّرْب الثَّالِث وَهُوَ أَن تقصد قصد أعظمها وَلَا تفعل الْبَاقِي فَأَنَّهُ مَحْمُود فِي الْأَكْثَر ولاينبغي أَن تركب غَيره إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة وَفِي الْأَكْثَر تَجِد السَّبَب أقوى وَرُبمَا كَانَ فِي الندرة بالحمى من الْعظم مَا إِن لم تقصد لدفعه أتلف الْمَرِيض فَفِي مثل هَذِه الْحَال فاقصد لتطفئة الْحَرَارَة وتبريدها ثمَّ أقصد بعد هَذَا لقطع السَّبَب الْفَاعِل لَهَا. وَخذ الْأَغْرَاض من هَذِه الثَّلَاثَة من الْقُوَّة والحمى وَالسَّبَب فالحمى تحْتَاج أَن تقلع وقلعها يكون بقلع السَّبَب وَالْقُوَّة تحْتَاج أَن تستبقى فَمَتَى رَأَيْت القوى تقاوم الْحمى قصدت لقلع السَّبَب وَمَتى رايت الْقُوَّة تقصر عَن ذَلِك قصدت لتقويتها أَولا ثمَّ عدت إِلَى قلع السَّبَب. قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي أَن تمْتَنع من الاستفراغ مَعَ ثبات الْقُوَّة وخاصة فِي الْحَيَّات القصيرة الْأَيَّام. وَقَالَ: حمى دق وَحمى يَوْم مداواتها مداواة الْحمى نَفسهَا فَأَما حميات العفن فتخالط مداواة الْحمى نَفسهَا الْقَصْد لقلع السَّبَب الْفَاعِل.

قَالَ: العفونة لَا تَخْلُو من أَن تكون فِي الْعُرُوق كلهَا بالسواء أَو فِي أعظمهاوأشرفها وَهِي الَّتِي فِيمَا بَين الحالبين والأبطين أَو فِي عُضْو وَاحِد أَصَابَهُ ورم أَو سوء مزاج حَار والعفن لَا يكون إِلَّا لعدم الْبدن بتحلل ماكان مِنْهُ يتَحَلَّل وَذَلِكَ يكون من سدد فِي أَفْوَاه الْعُرُوق أما لغلظ الأخلاط فِي جَوف الْعُرُوق أَو لكثرتها أَو للزوجتها عِنْدَمَا تميل إِلَى نَاحيَة سطح الْبدن دفْعَة أَعنِي الأخلاط) الَّتِي فِي جَوف الْعُرُوق وَإِنَّمَا تميل إِلَى هَذِه النَّاحِيَة دفْعَة أما لرياضة شَدِيدَة أَو سير عنيف أَو من تغير هَوَاء أَعنِي من شدَّة برد إِلَى حر أَو لغضب فَأَنَّهُ قد يعرض من هَذِه أجمع السدة الَّتِي ذَكرنَاهَا. لي جالينوس يعد حمى مَعَ ورم أَو مَعَ عفونة. قَالَ جالينوس فِي الصِّنَاعَة الْكَبِيرَة: إِن فَسَاد الْغذَاء فِي الحميات زَائِد فِيهَا لِأَنَّهُ يُولد أخلاطاً ردية وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعنى بالهضم فِي الحميات جدا أَشد الْعِنَايَة. وَقَالَ: إِذا بردت الْأَطْرَاف عِنْد ابْتِدَاء الدّور وَصغر النبض جدا وانقبض الدَّم نَحْو وسط الْبَطن فَأَنَّهُ دور قوي مؤذ جدا وَبِالْعَكْسِ فاجتهد فِي أسخان الْأَطْرَاف بالدلك. قَالَ فِي الْعِلَل والأعراض: إِذا كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل للنافض حاراً فشفاؤه إِن كَانَ بِلَا مَادَّة للتبريد وَإِن كَانَ بمادة فبالأستفراغ كالنافض الْحَادِث عَن صفراء فانه يحْتَاج إِلَى أستفراغ وَأَن كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل للنافض بَارِدًا وَكَانَ مَعَ مَادَّة فشفاؤه إِن كَانَ يَسِيرا بالإنضاج وَحده وَإِن كَانَ كثيرا فبالأستفراغ أَولا ثمَّ بالإنضاج لما بَقِي وَقد حصل أَن النضج هُوَ المنتهي بعد أَن تكون الطبيعة غالبة وَلذَلِك ترى الْأَمْرَاض الْبَارِدَة يطول مُنْتَهَاهَا لِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة لينضج الْخَلْط الَّذِي عَنهُ تكون كَحمى البلغم وَأما الْحمى المحرقة فَأَنَّهَا تَنْتَهِي قَرِيبا جدا وعَلى هَذَا فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن تنْتَظر بحمى الرّبع وَلَا بحمى الغب والبلغم النضيج ثمَّ تستفرغ الْبدن لَكِن أَن كَانَ السَّبَب ضَعِيفا فأنك لَا تحْتَاج إِلَى استفراغه الْبَتَّةَ وَيَكْفِي أَن تسخن الْبَارِد ليقبل الأنضاج لِأَن النضج إِنَّمَا هُوَ تَشْبِيه بالطبيعة وتبرد الْحَار ليغير الطبيعة وَأَن كَانَ كثيرا استفرغ وأنضج الْبَاقِي. وَلست أعرف للأمتناع من الأستفراغ بالمسهل فِي البلغم وَالْغِب والسوداء وَجها أَلا أَن يُقَال أَن الْأَدْوِيَة المسهلة تهيج حرارة وَهَذِه الْحَرَارَة تكون حرارة غَرِيبَة فَتكون أعون للحمى على الطبيعة أَعنِي الْحر الغريزي هَهُنَا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن لاتسقى دَوَاء مسهلاً بل تسقى دَوَاء بَارِدًا أَن خفت وَرَأَيْت الْحَرَارَة الغريزية قَوِيَّة أَو تدع الطبيعة بِحَالِهَا أَن رَأَيْتهَا تَعْنِي بِهِ إِلَى أَن تحيل الطبيعة أَكثر ذَلِك الْخَلْط وتقوى عَلَيْهِ وتستعمل جينئذ الأسهال لِأَن الْحَرَارَة الغريبة قد ضعفت وحرارة الدَّوَاء المسهل حِينَئِذٍ مَأْمُونَة وَفِي هَذَا وَجْهَان من أدخال الشَّك: أَحدهمَا أَن يُقَال إِذا كَانَت الطبيعة قد أحالت ذَلِك الخلطوأنضجته فَلَيْسَ يحْتَاج حِينَئِذٍ أَن يخرج عَن الْبدن لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ مَادَّة مُوَافقَة كالغذاء اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون يشكو كميتها وَذَلِكَ يُمكن أَن يسْتَدرك بالإمساك عَن الْغذَاء فَلَيْسَ) للأستفراغ بعد

النضج وَجه بتة لِأَنَّك حِينَئِذٍ إِنَّمَا تستفرغ المشاكل لَا الْمُخَالف. وَالثَّانِي أَنه قد تَجِد أدوية كَثِيرَة مسهلة لَا تهيج حرارة بل تمنع وتبرد وَأَيْضًا فَأن الدَّوَاء المسهل وَأَن كَانَ حاراً فَأَنَّهُ يبرد بِالْعرضِ أَكثر مِمَّا يسخن بالجوهر مِثَال ذَلِك: السقمونيا أَن أسخن بالجوهر فانه يبرد بِالْعرضِ أَكثر لِأَنَّهُ يخرج الصَّفْرَاء الَّتِي هِيَ مَادَّة الْحَرَارَة. فَأن أحدث حرارة فأنما يحدثها مُدَّة الأسهال فَقَط ثمَّ يؤول الْأَمر إِلَى الْبرد بِإِخْرَاجِهِ الْحَار عَن الْبدن وَخُرُوجه مَعَه وَيَنْبَغِي أَن نَحن تركنَا الْقيَاس أَلا نَدع العيان فَأَنا نجد الدَّوَاء الْحَار أذا لم يكن مسخناً أَن أَخذ مِنْهُ أسخن وَبَقِي أسخانه لابثاً لِأَنَّهُ لَا يعرض عَنهُ أَن يبرد بِعرْض فَأن كَانَ مَعَ أسخانه مسهلاً لخلط بَارِد فَأَنَّهُ حِينَئِذٍ يسخن بالجوهر وَالْعرض جَمِيعًا مِثَال ذَلِك أَنه أَن سقِِي فِي حمى غب شَحم حنظل فَأَنَّهُ يسخن اولاً بجوهره وَثَانِيا بِالْعرضِ لأخراجه البلغم. وَبعد فَكيف صرنا فِي حمى الدَّم نبادر بالإستفراغ وَلَا تنْتَظر النضج. فَأن قيل لأَنا قد نقدر أَن نستفرغ من غير أَن نسخن لأَنا نخرج الدَّم بالفصد. قيل فاجعلوا لنا أَولا على هَذَا الْقيَاس أَن نخرج الصَّفْرَاء والسوداء والبلغم فِي الحميات أَن قَدرنَا على أخراجها بادوية لاتسخن وَأَنْتُم تأبون ذَلِك فَمَا الْعلَّة فَأن قَالُوا: أَن الدَّم نضيج لَا يحْتَاج أَن ينْتَظر بِهِ النضج وَإِنَّمَا تؤذي كميته قُلْنَا لَهُم فأمسكوا عَن الأستفراغ فِي هَذِه الْحمى أَن كَانَ هَذَا الْخَلْط مُوَافقا ودعوا الطبيعة تغتذى بِهِ أَولا فأولاً فَأن قَالُوا: أَنا نَخَاف ان يخرج وَجه حرارة الْحمى عَن المزاج الْمُوَافق فيسخن فضل سخونة قيل لَهُم: الصَّفْرَاء أَحَق بِأَن تصير إِذا تركت أحد وأحر وأخبث وَبعد فَأن الصَّفْرَاء والسوداء جَمِيعًا أنضج من الدَّم لِأَنَّهُمَا تَكُونَانِ بعده. فَأن قَالُوا: أَن النضج إِنَّمَا هُوَ تشبه بالطبيعي والصفراء أسخن والسوداء ابرد من الطبيعي وَيحْتَاج أَن تعْمل الطبيعة فِيهَا حَتَّى تشبهها بهَا قيل: فأذا أشبهته قد استغني عَن الأستفراغ إِلَّا من بَاب الكمية لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ قد صَار دَمًا مُوَافقا فِي الْكَيْفِيَّة مُؤْذِيًا بالكمية وعَلى هَذَا الْقيَاس يجب أَن تدعى حمى الغب والسوداء والبلغم حَتَّى يَسْتَحِيل أخلاطها دَمًا مُوَافقا ثمَّ تفصدون أَن آذاكم كميته. وَأَنْتُم لاتفعلون ذَلِك وَلَو فعلتموه لَكَانَ مَعَ الْجَهْل والسخف أَشد خطأ وَذَلِكَ أَنا نرى العليل بعد مُنْتَهى هَذِه لَيْسَ إِنَّمَا يحْتَاج أَن يخرج دَمه بل يحْتَاج إِلَى زِيَادَة فِيهِ. وماتقولون أيمسك عَن اليرقان فَلَا تسهله بسقمونيا حَتَّى تنضج الطبيعة ذَلِك الْخَلْط. أَن فعلنَا هَذَا آل أمره إِلَى فَسَاد المزاج وَالِاسْتِسْقَاء وَمَا بالنا إِذا استفرغنا بسفمونيا لانجده بعد ذَلِك يزِيد فِي أسخانه وَكَثْرَة انتشار مراره وصبغ بَوْله واصفرار لَونه بل نجده ينقص فِي جَمِيع هَذِه) الْأَشْيَاء وجلها وَفِي جملَة القَوْل أَنه أَن كَانَ يَنْبَغِي أَن يتْرك الطبيعة الْأَمْرَاض إِلَى أَن تنضجها فَأَنَّهُ لَيْسَ بهَا بعد النضج حَاجَة إِلَى طَبِيب بتة لأانها قد جعلت الْخَلْط الْفَاعِل لذَلِك الْمَرَض طبيعياً بأحالته إِلَيْهَا وَفِي هَذَا بطلَان الطِّبّ وَقَوْلِي أَن النضج أَنما يحْتَاج أَن يتفقد لأمر الْغذَاء فَقَط لِأَن الْغذَاء قبل النضج يُطِيل الأنتهاء لعمل الطبيعة فِيهِ وَفِي الْمَرَض فأذا انْفَرَدت بِالْمرضِ كَانَ

أسْرع فَأَما المسهل الْمخْرج للخلط الْفَاعِل لِلْعِلَّةِ فَلَا يَنْبَغِي أَن يمْنَع مِنْهُ من أجل عمل الطبيعة فِيهِ وَفِي الْمَرَض فأذا انْفَرَدت بِالْمرضِ فَلَا يَنْبَغِي أَن نمْنَع من المسهل من أجل انْتِظَار النضج بل يُعْطي أَن أمكن الزَّمَان وَالْوَقْت وَالْحَال وَلَا تؤخره الْبَتَّةَ. قَالَ: وَقد سقيت مَرَّات فِي ابْتِدَاء الحميات الغب سقمونيا مَعَ اهليلج أصفر فَلَيْسَ أَنما خففت النّوبَة بعد ذَلِك فَقَط بل صَارُوا فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى أَن لم ترجع النّوبَة بعْدهَا وبرؤا برءاً تَاما وَكَذَلِكَ استفرغت بالقيء صفراء فَمِنْهُ مَا خفف النّوبَة وَمِنْه مَا قلعهَا وَقد سقيت فِي أول الرّبع أخلاطاً يخرج السَّوْدَاء فَلم يطلّ بِهِ فَانْتَفع بِهِ وبرأ بِسُرْعَة وَكَذَا استفرغت بالقيء صفراء فَخفف ذَلِك فِي يَوْم النّوبَة وَصرف الْحمى آخرا وسقيت فِي قيء ربع فاستفرغت السَّوْدَاء فبرؤا. أَي أستخراج من كتاب أَصْنَاف الحميات: الحميات إِمَّا أَن تكون من أَسبَاب نفسية إِذا أفرطت كالغم والسهر والفكر أَو من أَسبَاب طبيعية مثل أَخذ شَيْء حَار من دَاخل أَو خَارج أَو حَرَكَة حيوانية كالغضب أومن فَسَاد هَوَاء كالموتان أَو من امتلاء أَو من تخم أَو أورام حارة أَو أكثار شراب. من أَصْنَاف الحميات قَالَ: الْحمى هِيَ مرض من سوء مزاج وَهَذَا السوء مزاج يكون إِذا صَار فِي الْقلب حرارة خَارِجَة عَن المجرى الطبيعي وَهَذِه الْحَرَارَة تصير فِي الْقلب على ثَلَاثَة أَجنَاس إِمَّا فِي جرمه أوفي رطوبته أَو فِي أرواحه. 3 (الْفرق بَين حميات العفن وَغَيرهَا) قَالَ فِي كتاب أَصْنَاف الحميات: مماهو خَاص للعفونة أَلا يتقدمها سَبَب باد فَأن ذَلِك لَيْسَ لوَاحِد من الجنسين الآخرين يَعْنِي الدق واليومية لِأَن جَمِيع الحميات يتقدمها سَبَب باد وَأما حميات الدق فقد تكون عَن سَبَب بادوذلك يكون لِأَن حمى دق لاتبتدىء بِنَفسِهَا بل يتقدمها حمى يَوْم أَو حمى عفن. قَالَ ج: فَمَتَى حدث بِأحد حمى بِغَيْر سَبَب باد فحماه من عفن وَرُبمَا يتَقَدَّم سَبَب باد فأثار حمى يَوْم ثمَّ أثار حمى عفن إِذا كَانَ الْبدن مستعداً كثير الفضول وَذَلِكَ أَنَّهَا تسخن من حمى يَوْم فتعفن فتهيج حمى عفن بعد انْقِضَاء حمى يَوْم وَقد وصفت الْفرق بَينهمَا فِي حمى يَوْم وَمن دَلَائِل حمى عفن أَن يكون فِي ابتدائها نافض من غير أَن يكون أصَاب الْبدن حر شَدِيد ولابرد شَدِيد قبل حدوثها وَهَذَا خَاص بحميات العفن إِلَّا أَنه قد يعدمها فِي بعض الْأَوْقَات لِأَنَّهُ قد تكون حميات العفن لَا يكون فِي ابتدائها وَلَا فِي تزيدها أختلاف محسوس وَيكون فِيهِ تضاغط النبض وَمَعْنَاهُ صغر وَاخْتِلَاف فِي ابتدائها فَأَنَّهُ يكون مَعَ هَذِه وَلَا يفارقها بتة وَهُوَ خَاص لَهَا دون غَيرهَا إِلَّا أَن هَذَا النبض رُبمَا كَانَ عَن خلط رَدِيء فِي فَم الْمعدة فتفقده فَأن كَانَ فَم الْمعدة صَحِيحا فالتضاغط أَنما يكون للحمى وَأَن كَانَ أذا تقيأ بَقِي هَذَا الأختلاف فأنما هُوَ أَيْضا للحمى وَإِن كَانَ فِي فَم الْمعدة عِلّة.

لي قد حصل هَهُنَا دليلان أَلا يكون سَبَب باد وَهَذَا النبض. قَالَ: وَمن أعظم دَلَائِل حمى عفن أَنه لَيْسَ فِي حَرَارَتهَا شَيْء من اللَّذَّة والهدوء لَكِنَّهَا دخانية مؤذية هَذَا فِي وَقت انتهائها فَأَما فِي الأبتداء فَلِأَنَّهَا حِينَئِذٍ مغمورة مدفونة وَيكون فِي وَقت ابْتِدَاء نوبَة الْحمى النبض صَغِيرا غير سريع وَفِي مُنْتَهَاهَا عَظِيما سَرِيعا وأخص دَلَائِل العفنة أَن لَا يظْهر فِيهَا فِي الْبَوْل للنضج أثر أَو يظْهر أثر ضَعِيف. الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات: والحميات الَّتِي تنوب تكون إِذا كَانَ الْخَلْط جَارِيا متحركاً فِي الْبدن كُله وَأما الدائمة فأذا كَانَ الْخَلْط محصوراً فِي جَوف الْعُرُوق. وأصناف الحميات الْمُفَارقَة كلهَا ثَلَاثَة: الغب وَالرّبع والنائبة كل يَوْم وَمن الحميات مَا يُسمى مطبقة وَهِي الَّتِي لَا يكون فِيهَا فتور ونوائب وَمِنْهَا دائمة وَهِي الَّتِي يكون فِيهَا فترات ونوائب إِلَّا أَن فتراتها لَيست تكون بأنقضاء الْحمى بل بفتورها فَقَط ونوائبها أَيْضا لَيست كَحمى بَدْء لم) تكن لَكِن كَأَنَّهُ شَيْء يتزيد فِي ذَلِك الْوَقْت. والمطبقة ثَلَاث: أما أَن تتزيد من ابتدائها إِلَى انْقِضَائِهَا أَو تنقص كَذَلِك أَو تكون ذَات ابتواء كَذَلِك. وَأما الدائمة فنوائبها تَحت جنس المطبقة الَّتِي هِيَ من جِنْسهَا حَتَّى يَنُوب الغب فِي الثَّالِث وَالرّبع فِي الرَّابِع والبلغمية فِي الْوَقْت من أَمسهَا. 3 (الْفرق بَين الغب الْخَالِصَة والنائبة كل يَوْم) قَالَ: تضاغط النبض وصغره فِي الغب أقل مِنْهُ فِي البلغمية وأسرع ذَهَابًا ولايكاد يكون فِي الغب اخْتِلَاف وَفِي البلغم بِخِلَاف ذَلِك والحرارة فِي الغب تشتعل سَرِيعا بعقب النافض وَفِي البلغمية تبطىء وتتأخر وقتا وتطول مُدَّة صعودها وحرارة الغب نارية نقية خَالِصَة وحرارة البلغمية ضبابية كنار تشتعل فِي حطب رطب وَلذَلِك يكون الأستفراغ فِي البلغمية يَسِيرا وَوقت النّوبَة أطول من الصفراوية وَوقت الفترة لايبقى مِنْهَا مثل مايبقى من الغب لَكِن تبقى دَائِما فِي الْعُرُوق عَلَامَات العفونة وحرارة العفونة وحرارة الْبدن أَيْضا تبقى مِنْهَا بَقِيَّة والعلامة الدَّالَّة على العفونة فِي النبض تكون فِي البلغمية أبين مِنْهَا فِي الغب وَالْبدن لاينقى مِنْهَا فِي الفترة بِالْإِضَافَة إِلَى نقاء الغب والبلغم يعرض فِي الْأَبدَان والبلدان والاسنان وَالتَّدْبِير الْمُوجب لذَلِك ونوبتها كل يَوْم وبضد ذَلِك الغب نافض الغب كنخس الأبر ونافض البلغمية تبرد فِيهِ الْأَطْرَاف وتقشعر ونافض الرّبع يكون برده قَوِيا مَعَ تكسر شَدِيد. لي هَذَا ينْتَفع بِهِ فِي أَن يعرف نوع من أول نوبَة: حمى الغب تنحط فِي الْأَكْثَر مَعَ قيء مرار وعرق. قَالَ: كَثْرَة حَرَارَتهَا تكون بِحَسب كَثْرَة مَا يتَحَلَّل فأذا رَأَيْتهَا كَثِيرَة وَلم تكن مؤذية بكيفيتها لَكِنَّهَا إِلَى البخارية أميل فَهِيَ دموية وَأما الْحَرَارَة اللذاعة المفرطة فِي الْكَيْفِيَّة فَمن

الْمَرَّتَيْنِ فَمَتَى وجدت الْحَرَارَة ضَعِيفَة أول ماتلمس ثمَّ أحسستها يتزيد قَلِيلا قَلِيلا تلذيعها وفيهَا مَعَ ذَلِك اخْتِلَاف حر حَتَّى يخيل إِلَيْك كَأَنَّهَا تنفذ من مصفى أَو من منخل فَأن تِلْكَ الْحَرَارَة من بلغم قد عفن. قَالَ: وَذَلِكَ أَن هَذَا الْخَلْط كاللعاب الغليظ إِذا طبخته فانه يصير عَلَيْهِ كالنفاخات لَا تنفجر حَتَّى تَنْشَق فَيكون البخار غير مستو كَمَا يكون فِي المَاء إِذا طبخ لَكِن يكون فِي بعض الْمَوَاضِع بخار وَفِي بعضه لَا. من جَوَامِع الحميات إِذا احتقن البخار فِي الْبدن وَكَانَ الْبدن جيد الأخلاط حدث أمتلاء وَإِذا عفن حدثت حمى مطبقة. وَإِن كَانَ مَا يتَحَلَّل من جنس الدُّخان اللَّطِيف بِمَنْزِلَة مَا يتَحَلَّل من الْأَبدَان المرارية أحدث حمى غب وَأَن كَانَ مَا يتَحَلَّل كالدخان الغليظ بِمَنْزِلَة مايتحلل من الْأَبدَان البلغمية العفنة أحدث حمى بلغمية وَإِن كَانَ غبارياً أَو رمادياً بِمَنْزِلَة مايتحلل من الْأَبدَان السوداوية العفنة أحدث الرّبع. لكل حمى دَائِرَة حمى وَاحِدَة من جِنْسهَا وَإِنَّمَا يكون ذَلِك إِذا عفن ذَلِك الْخَلْط دَاخل الْعُرُوق. الحميات المطبقة مِنْهَا متزيدة وَهِي الَّتِي لَا تزَال تزيد إِلَى أَن تَنْقَضِي ببحران جيد أَو رَدِيء وَمِنْهَا منتقصة وَمِنْهَا الدائمة بِحَالِهَا. جَمِيع الحميات المفردة الْحَادِثَة عَن عفونة الأخلاط سبع: اثْنَتَانِ من الصَّفْرَاء أحداهما دائمة وَالثَّانيَِة نائبة وَكَذَا من كل خلط اثْنَتَانِ وَمن الدَّم وَاحِدَة إِذا عفن. من الْجَامِع غير الْمفصل: يسْتَدلّ على طول الحميات بطول النوائب والتزيد فحمى البلغم لما كَانَت نوبَة وَاحِدَة طَوِيلَة الْوَقْت جدا عسرة الأنتهاء والتزيد فَكَذَلِك جُمْلَتهَا وَكَذَلِكَ فاحكم على الصَّفْرَاء من نوبَة وَاحِدَة. وَذَلِكَ أَن انتهاءها وتزيدها الْكُلِّي بِحَسب الجزئي وعَلى هَذَا فقس فِي الرّبع. وَأما الحميات الدائمة فَأَنَّهَا تَنْقَضِي فِي أُسْبُوع وخاصة مَا كَانَ الدَّم فِيهَا أميل إِلَى الصَّفْرَاء والمحرقة تَنْقَضِي أسْرع. وَيفرق بَين الحميات من أَوْقَات ابتدائها وَكَيْفِيَّة حَرَارَتهَا وَالْوَقْت الْخَاص والمزاج وَالتَّدْبِير والنبض فأنك إِذا تفقدت ذَلِك كُله بِأَحْكَام بِمَا يخص كل وَاحِد علمت نوع الْحمى فِي أول نوبَة من لون الْبدن وَذَلِكَ أَن لَونه يكون بِحَسب غَلَبَة الْخَلْط وَطعم فَم العليل أَيْضا يعرف مِنْهُ غَلَبَة الْخَلْط. والنبض فِي ابْتِدَاء جَمِيع الحميات يصغر إِلَّا أَنه فِي الرّبع يفرط فِي ذَلِك حَتَّى يخيل أَن الْعرق مربوط برباط يجذبه إِلَى دَاخل حَتَّى يمنعهُ من الأرتفاع وَفِي الغب لَا يفرط بل يتباعد كثيرا عَن الْحَال الطبيعية فِي الْعظم والسرعة وَأما فِي ابْتِدَاء الرّبع فيشتبه نبض الشَّبَاب بنبض

الشُّيُوخ لميله إِلَى التَّفَاوُت والأبطاء والصغر بأفراط حَتَّى أَنه يمكنك أَن تحكم أَن هَذَا الأبتداء لَيْسَ إِلَّا للربع وَفِي الغب خَاصَّة أَنه لَا يكَاد يُوجد اخْتِلَاف فِي النبض دون سَائِر الحميات وَيكون فِي الصعُود) النبض عَظِيما قَوِيا مشرفاً سَرِيعا مستوياً وَأما فِي البلغمية فالأختلاف بَين فِيهَا من أَوله إِلَى وَقت تزيده وَلَا يكون عَظِيما وَلَا سَرِيعا وَيكون فِي الغب عَطش شَدِيد فِي وَقت الأنتهاء وَلَا يكون الصَّدْر من صَاحبهَا اسخن من الْأَطْرَاف وَإِذا وضعت كفك على بدنه لقِيت يدك أَولا حرارة عَظِيمَة مَعَ شَيْء من بخار ثمَّ أَنَّهَا تنهزم وتخور تَحت كفك وَلَا تتزيد دَائِما حَتَّى تهزم كفك بأذاها كالحميات المحرقة الخبيثة فَأن هَذِه مَتى طَال لبث الْكَفّ عَلَيْهَا كَأَن أحساسها بِالْحرِّ أَشد وَصَاحب الغب يشرب من أول نوبَة المَاء كثيرا وَإِذا انْتَهَت حماه ارْتَفع من جلده بخارية ويعرق وَلَا تجَاوز نوبتها اثنتى عشرَة سَاعَة أذا كَانَت خَالِصَة ويتقيأ صَاحبهَا ويبول بولاً رَقِيقا مرارياً وَكَذَا يخْتَلف بَطْنه اخْتِلَافا مرارياً. وانحطاطها يكون بعرق وبخار حَار فِي الْبدن. وَرُبمَا كَانَ الْعرق مستوياً فِي جَمِيع الْبدن وَرُبمَا لم يكن فِي جَمِيعه وَيكون عرقه بخارياً حاراً وَيكون نبضه فِي وَقت الفترة كالنبض الطبيعي إِلَّا أَنه أميل إِلَى السرعة والعظم والتواتر وَالْقُوَّة إِلَّا أَنه مستو غير مُخْتَلف ويتقدم قبلهَا السن والمزاج وَالتَّدْبِير وَأَن يكون قد كَانَ كثيرا فِي ذَلِك الوقتف هَذِه تصحح لَك أَنَّهَا غب. وَأما الرّبع فالنبض فِي الأبتداء على مَا وصفت لَك وَفِي الأنتهاء صَغِير بطيء بالأضافة إِلَى الغب ويتقدمه حميات مختلطة وَعظم الطحال وَالْبدن المولد للدم السوداوي وَفِي الْبَوْل المائي. وَأما النائبة فِي كل يَوْم فَلَا نافض فِي ابتدائها لَكِن قشعريرة وَإِذا تَمَادى الزَّمَان بصاحبها لم يعرض لَهُ إِلَّا برد فَقَط. لي لِأَن البلغم يكون قد عفن كُله وَلَا يعرض فِيهَا تلهب وَلَا عَطش وَلَا يضْطَر إِلَى أَن يكْشف ثِيَابه فِي وَقت الْحَرَارَة إِلَّا أَن يتنفس تنفساً قَوِيا متواتراً وَالْبَوْل فِيهَا أَبيض ويصحح ذَلِك الْبدن وَالسّن والمزاج وَالْوَقْت وَالتَّدْبِير والتخم وَلَا يكَاد يَخْلُو صَاحبهَا أَن تألم معدته وكبده مَعهَا وتنتفخ الْمَوَاضِع الَّتِي فِيمَا دون الشراسيف إِذا ابتدأت الْحمى ويتمدد وَيكون الْبَوْل مركبا من بَيَاض وصفرة ونوائبها أَكثر مَا تكون من أول النَّهَار. حمى يَوْم تكون عَن سَبَب باد وَلَا يخْتَلف النبض وَلَكِن يعظم ويسرع ويتبين النضج فِي الْبَوْل وحرارتها بخارية. لي يَنْبَغِي أَن تبدأ فَتفرق بَين أَجنَاس الحميات الأول بَعْضهَا من بعض ثمَّ تبين أَنْوَاعهَا مثل الغب فِي ذكر الغب ونفصل بَين كل هَذِه وسونوخوس الكائنة من غليان الدَّم وَفِي ذكر سونوخوس وَبَين الْحمى الدائمة الكائنة من دم وَبَين الكائنة من خلط غير الدَّم وَبَين الدائمة عَن غير خلط بِغَيْر) الدَّم.

فصل

3 - (فصل) 3 - (حرارة السل) فاترة بليدَة وَتَكون فِي الْأَبدَان الْيَابِسَة القليلة اللَّحْم وتتزيد الْحَرَارَة فِيهَا وَقت الأستمراء وتظن أَن بِهِ سباتاً وَعَيناهُ غائرتان وبدنه قحل ونبضه صلب دَقِيق ضَعِيف. لي: نجمل الدَّلَائِل فَنَقُول: يخص هَذِه الْحمى مُفْردَة كَيْت وَكَيْت مثل الْخَاصَّة الْحَقِيقَة ويخصها كَيْت وَكَيْت مثل الرَّسْم وَالْحَد فَنَقُول: أَن الْخَاصَّة ضَرْبَان أما مؤلف وَإِمَّا بسيط فأذا لم تصب بسيطاً طلبته مؤلفاً مثل الْحَيّ النَّاطِق الْمَيِّت. لي: وعَلى هَذَا يَنْبَغِي أَن تبتدىء فِي أول تَحْرِيك لكتابك فَتَقول: إِذا غلبت حرارة مؤذية فِي جَمِيع الْبدن فَذَلِك حمى وَإِنَّمَا قُلْنَا مؤذية لانه قد يحدث للسكران حرارة زَائِدَة فِي جَمِيع بدنه إِلَّا أَنَّهَا غير مؤذية لِأَنَّهَا حرارة بخارية إِنَّمَا تولدت من نَمَاء الْحَار الغريزي وتكثر فَهِيَ غريزية طبيعية. وَقد تسمى الْبُرُودَة إِذا كَانَت فِي جَمِيع الْبدن وَكَانَت مؤذية حمى أَيْضا على تَشْبِيه لَهَا بالحرارة الَّتِي فِي جَمِيع الْبدن وَهِي وَأَن كَانَت لَا تسْتَحقّ أَن تسمى حمى لِأَن اسْم الْحمى من الْحمى فَأَنَّهَا تشبه الْحمى فِي أَنه قد حدث فِي الْبدن كُله برودة مؤذية وَإِن كَانَت هَذِه الْحَرَارَة أَو الْبُرُودَة فِي عُضْو دون عُضْو فَلم تجر الْعَادة بتسميتها حمى لَكِن يُقَال عِلّة فِي ذَلِك الْعُضْو لِأَن الفلغموني والحمرة قد تكون فِي عُضْو فَلَا يُقَال: أَن فِي الْبدن حمى لَكِن عِلّة وَإِن قيل بذلك الْعُضْو حمى كَانَ أشبه. 3 - (فصل) 3 - (أَجنَاس الحميات الَّتِي مَعهَا حرارة) الأول جِنْسَانِ: إِمَّا أَن يكون مَرضا أَو عرضا وَالَّتِي تكون مَرضا جِنْسَانِ: إِمَّا عفنية وَإِمَّا بِلَا عفن وَالَّتِي بِلَا عفن أَو يومية أَو سونوخوس الكائنة من غليان الدَّم والعفنية تَنْقَسِم قسمَيْنِ: إِلَى سونوخوس الكائنة من عفونة الدَّم وَالْغِب الْمُفَارقَة واللازمة والبلغمية الْمُفَارقَة والدائمة وَالرّبع الْمُفَارقَة والدائمة وَإِلَى ماينوب فِي كل خمس أَو سبع أَو دون ذَلِك أَو أَكثر. الَّتِي تكون عرضا تَنْقَسِم إِلَى الَّتِي تكون مَعَ عِلّة وورم الكبد أَو الْمعدة أَو الرئة أَو الطحال أَو الْحجاب أَو المعي الصَّائِم أَو فِي الدِّمَاغ كالكائن من قرانيطس وليثرغس أَو عَن عِلّة أَو ورم آخر فِي بعض الْأَعْضَاء كالخراجات والدبيلات والأوجاع الَّتِي تستحر الْحمى. فَأن قيل: أَن حمى يَوْم الكائنة من تكاثف الْبدن وَنَحْوهَا كَانَ يَنْبَغِي على مَا وَصفنَا أَن نعدها فِي الْحمى الَّتِي هِيَ عرض لِأَن هَذِه إِنَّمَا تعرض عَن تكاثف الْبدن وتكاثف الْبدن سَببه البردفيكون الْبرد هَهُنَا سَببا وتكاثف الْجلد مَرضا والحمى اللاحقة لَهُ عرضا. قيل لَهُ: أَن الْمَرَض هُوَ مايضر بِالْفِعْلِ إِذا وجد بِلَا انْتِظَار لشَيْء وَلَا توَسط وَلَيْسَ تكاثف الْبدن كَذَلِك لِأَن التكاثف إِنَّمَا يضر بِالْبدنِ بحدوث الْحمى لَا بِنَفسِهِ.

وَمن الْعَجَائِب أَن يضع الْمَرَض لَا يضر بِالْفِعْلِ وَالْعرض يضر بِهِ وَيكون الْمَرَض منتظراً للعرض فِي الْإِضْرَار بِالْفِعْلِ فَلَيْسَ إِذا تكاثف الْبدن هَهُنَا مَرضا بل سَببا أَيْضا للحمى وَلَيْسَ يمْتَنع أَن يكون للحمى أَكثر من سَبَب وَاحِد إِمَّا قريبَة كلهَا مِنْهُ أَعنِي أَلا يكون أَحدهَا أقرب إِلَى الْمَرَض من الآخر مثل حمى يَوْم. ابْن ماسوية: عد سونوخوس الكائنة من غليان الدَّم فِي حمى يَوْم. الصَّوَاب فِي الْقِسْمَة الأولى ماعلمنا لِأَن جالينوس قَالَ: أَن أخص أَصْنَاف الحميات وأولاها بهَا ماكان من نفس طباعها يَعْنِي فبالواجب فصلنا أَولا فَقُلْنَا: الحميات مِنْهَا مرض وَمِنْهَا عرض فَأن هَذَا أَحْرَى أَن يكون ضبط الْأَجْنَاس على ماينبغي. ابْن ماسوية: الدَّلَائِل الْخَاصَّة بحميات العفن كلهَا أَلا يكون عَن سَبَب باد على الْأَكْثَر والأنقباض فِيهَا أسْرع من الأنبساط لِأَن الطبيعة فِي أخراج البخارات أحْوج مِنْهَا إِلَى الأستمداد من الْهَوَاء) لِكَثْرَة البخارات المؤذية وَالْبَوْل غير نضيج وَلَا تقلغ فِي أول نوبَة بعرق. فِي أزمان الْأَمْرَاض قَالَ ج: أول مَا يعرض فِي حميات الغب قشعريرة ثمَّ لَا تزَال تتزيد حَتَّى يبرد الْبدن كُله أَو أَكْثَره وَيصير النبض فِي ذَلِك الْوَقْت أَصْلَب مِمَّا كَانَ بالطبع وأسرع وتتبين السرعة فِي الأنقباض بَيَانا ظَاهرا وَيمْكث ذَلِك ساعتين أَو ثَلَاثًا أَو أقل أَو أَكثر ثمَّ يبْدَأ النبض يعظم ويسرع فِي الْحَرَكَة ويتواتر وَسَاعَة يعرض ذَلِك تشتد حرارة الْبدن فيحس فِي دَاخل الْبدن بتوقد شَدِيد والاطراف بعد بَارِدَة ويغلب على الْبدن فِي هَذَا الْوَقْت اضْطِرَاب لَيْسَ بِيَسِير وَهَذَا هُوَ وَقت الصعُود وعطش وَيخْتَلف بعد بِكَثْرَة الْحَرَارَة وَغير ذَلِك. لي: فِي معرفَة الْحمى فِي أول دور لنصنع أَن حمى حدثت ونريد مَعْرفَتهَا من أَي جنس هِيَ فَأَقُول: أَن أول ماتحتاج أَن تنظر إِلَيْهِ هَل كَانَ لَهَا سَبَب باد أم لَا وَهل حَال الْبدن وتدبيره فِي مَا مضى حَال مُوجبَة للعفن والأمتلاء وَهل ابتدأت بنافض وَكَيف نوع الْحمى وحرارتها وَحَال انْقِضَائِهَا أبعرق أم بِغَيْرِهِ وَكَيف صُورَة نافضها وَكَيف مزاج ذَلِك الْبدن وَمَا قد كثر أَن يعرض فِي ذَلِك الْوَقْت من الحميات فلنضع أَنَّهَا ابتدأت من سَبَب باد وَأَنَّهَا بِلَا نافض وَأَن حَرَارَتهَا بخارية وَأَن النبض غير متغير كثير تغير وَأَن النضج فِي الْبَوْل ظَاهر وَأَن التَّدْبِير تَدْبِير احتراس وَأَنَّهَا قد انْقَضتْ بعرق اَوْ ببخار يخرج من الْبدن كثيرا وَأَن العليل وجد بعْدهَا خفاً شَدِيدا حَتَّى كَأَنَّهُ لم يحس بهَا فمعلوم أَنَّهَا حمى يَوْم. ولنضع أَنَّهَا ابتدأت بِلَا نافض وَأَن التَّدْبِير كَانَ تدبيراً يُوجب الأمتلاء وَأَن عَلَامَات الأمتلاء ظَاهِرَة والنبض قوي عَظِيم عريض وَأَن المَاء أرجوراني وَالْعين ناتئة حَمْرَاء والأصداغ

منتفخة وَأَن التَّدْبِير كَانَ تدبيراً يُوجب الأمتلاء إِلَّا أَنه لَا يُوجب احتداد الدَّم وَأَن مَعهَا ربواً ولهباً وَلَا يظْهر فِي الْعُرُوق عَلَامَات العفن وَيكون الْحر مَعَ كثرته بخارياً أَعنِي ان يكون الأنقباض سَرِيعا فمعلوم أَنَّهَا سونوخوس الكائنة عَن سخونة الدَّم. ولنضع أَن هَذِه جَمْعَاء ظَهرت لَكِن كَانَ مَعهَا عَلَامَات العفن وَهُوَ أَن أنقباض الْعرق إِلَى دَاخل كثير وَالْبَوْل أَزِيد حِدة وَأَقل نضجاً وَنَوع الْحَرَارَة أَشد فِي الْكَيْفِيَّة وَكَذَا الْعَطش وَغير ذَلِك. والحرارة فِي الْبدن كُله مستوية أَو شَبيهَة بِهِ وَلَيْسَت كالأولى الَّذِي كَانَ بهَا فِي الْقلب والصدر أَكثر اللهب والحرارة وَالتَّدْبِير يُوجب العفن ودامت أَيْضا فَلم تنقض كَمَا تَنْقَضِي النائبة. ولنضع أَنَّهَا ابتدأت من غير سَبَب باد وابتدأت بقشعريرة وبنخس الْبدن فِيهَا كنخس الأبر) وَابْتِدَاء كَانَ الْعرق فِي ذَلِك الْوَقْت أَصْلَب وأسرع انقباضاً وصغراً مِمَّا عهدته ثمَّ ابتدأت الْحَرَارَة وَلم يطلّ الْأَمر حَتَّى استولى اسْتِيلَاء محكماً على جَمِيع الْبدن وَغلب اللهيب والعطش وَعرض مَعهَا قيء مرار أصفر وَكَانَت الْحَرَارَة يابسة دخانية وَالتَّدْبِير وَالزَّمَان يوجبان الصَّفْرَاء ثمَّ انحطت وَانْقَضَت بعد الْقَيْء وَعرض مَعهَا خفَّة فِي الرَّأْس وَالْبَوْل رَقِيق مراري فَأن هَذَا يقرب من النَّفس أَنَّهَا غب وخاصة أَن انْقَضتْ ونقي الْعرق مِنْهَا بعد اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة أَو قبل ذَلِك. ولنضع أَن هَذِه الْأَعْرَاض تظهر كلهَا إِلَّا النافض وَلَا يكون مَعهَا بَوْل أرجواني غليظ وَلَا نبض عريض لَكِن كنبض الغب وبوله وَنَوع الْحر فِيهِ كنوعه. أَقُول: أَن ذَلِك يقرب فِي النَّفس أَنَّهَا غب دائمة ويتحقق ذَلِك أَن خفت غبا. ولنضع أَنَّهَا ابتدأت بِبرد ضَعِيف إِلَّا أَنه خَالص غير ناخس ثمَّ طَال الْأَمر وعسر فِي انتشار الْحَرَارَة وَلما انتشرت أَيْضا لم تكن كَثِيرَة اللهيب وَلَا ظهر عَطش وتوقد وَظهر الصغر والإبطاء فِي النبض والأختلاف أَكثر مِمَّا ظهر فِي الغب وَكَانَ التَّدْبِير والمزاج وَالْوَقْت وَالْعَادَة قد جرت بحدوث حميات بلغمية وَكَانَت ايضاً من غير سَبَب باد فَهَذَا يقرب من النَّفس أَنَّهَا بلغمية وَتَكون نوبتها طَوِيلَة وَالْبَوْل أَبيض وَلَا ينقي الْعرق عِنْد الْمُفَارقَة لَكِن كَانَ مِنْهَا بَقِيَّة. فلنضع أَن هَذِه الْأَعْرَاض تُوجد إِلَّا الْبرد والإقلاع. أَقُول أَنَّهَا بلغمية دائمة وخاصة أَن خفت وثقلت فِي أَوْقَات نَوَائِب الْمُفَارقَة. ولنضع أَنَّهَا ابتدأت بعقب حميات مختلطة أَو بعقب عظم الطحال أَو بعض الْأَمْرَاض السوداوية وَكَانَ نافضها كَأَنَّهُ يرض الْعظم بصدقه وغوره فِي الْبدن وعسر أَن تسخن فَلَمَّا سخنت أَشْتَدّ سخونتها فِي الكمية والكيفية وَالْبَوْل عديم النضج والنبض كانه مربوط إِلَى دَاخل أَو يجذب إِلَى دَاخل جذباً مَعَ صغر وأبطاء وَنَوع الْحَرَارَة يابسة قشفة.

أَقُول: أَنَّهَا ربع وخاصة أَن كَانَت الْعَادة جرت بذلك. وَإِن ظَهرت هَذِه الْأَعْرَاض إِلَّا النافض وَكَانَ اللَّوْن أسود وَالْبَوْل مَعَ ذَلِك إِلَى السوَاد. أَقُول أَن هَذِه ربع دائمة لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن تعرض الرّبع الدائمة قبل أَن تمازج السَّوْدَاء الدَّم وَلذَلِك يَسْتَحِيل الدَّم إِلَى السوَاد والكمودة قبل ذَلِك بِزَمَان طَوِيل. وَكَذَا فأنهم فِي الغب والبلغمية الدائمتين فَأن فِي الغب يصفر اللَّوْن قبل ذَلِك بِزَمَان طَوِيل وَفِي البلغمية يخْتَلط بَين الصُّفْرَة والياض ثمَّ تبتدىء تِلْكَ الحميات ويغلب على الْبَوْل المرارية مُدَّة طَوِيلَة.) فَأَما السل فَلَيْسَ يُمكن أَن تكون ابْتِدَاء لَكِن بعد حميات تهيجها. فلنضع أَن حميات دائمة حاملة الْحَرَارَة لَا نافض فِيهَا الْبَتَّةَ وَلَا أقلاع قد دَامَت بعقب بعض الحميات وَأَن الْبدن يَابِس نحيف مراري وَأَنَّهَا قد دَامَت أَيَّامًا وَلَيْسَ جوهرها كجوهر سونوخوس والنبض صلب رَقِيق والحرارة كانها مدفونة وتستبان بعد حِين وتهيج الْحَرَارَة مَتى طعموا وَيرى مَوَاضِع الْعُرُوق الضوارب وَالْقلب أبدا أسخن من جَمِيع الْبدن ويبولون بولاً دهنياً أَو فِيهِ دهن ويتبرزون برازاً دهنياً وشحمياً. أَقُول: أم هَذِه حمى سل. وَإِن دَامَت هَذِه حَتَّى يظْهر اليبس والقحل ولطء الصدغ وامتداد جلدَة الْجَبْهَة وغؤور الْعين والرمص الْيَابِس والتغميض الدَّائِم للعين وَجرى الْبَطن وقشف الْجلد كُله فَهَذَا الذبول. فَأن دَامَ حَتَّى تظهر الْعُرُوق خَالِيَة من الدَّم ويدق الْعظم ويرق وييبس الْجلد ويتشنج وَيصير كأبدان الْمَشَايِخ فَهَذَا التفتت. قَالَ ج فِي الْعَادَات: إِن قوما يسخرون مِمَّن يتبع الْعَادة فِي الْأَمْرَاض حَتَّى أَنهم يَقُولُونَ لَهُ أئذن للمحموم فِي الأستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد إِن كَانَ مُعْتَادا لذَلِك. من كتاب الفصد قَالَ: الْقلب مَعْدن الْحَرَارَة الغريزية وَمِنْه سخونة الْجَسَد كُله ومادة هَذِه السخونة الدَّم وتقل وتكثر بِحَسب قلته وكثرته أَو مزاجه وكما أَن الْحَرَارَة الغريزية تتأدى إِلَى جَمِيع الْبدن من الْقلب كَذَلِك الْحَرَارَة الْخَارِجَة عَن الطبيعة لَا تشْتَمل على الْبدن كُله دون أَن الْيَهُودِيّ قَالَ: الحميات الْعَارِضَة من القروح والأورام حميات عرضية. من عرضت لَهُ حمى أَو حرارة شَبيهَة بالحمى فِي وَقت من النَّهَار أَو اللَّيْل فليحذر من غَد ذَلِك الْيَوْم أَو بعد غَد أَن يكون فِي ذَلِك الْوَقْت مَمْلُوء الْبَطن من الطَّعَام أَو نَائِما وليدع الْأكل وَالنَّوْم إِلَى أَن يجوز ذَلِك الْوَقْت فَأن ذَلِك يكون سَببا لاهتياج النّوبَة. الْمعرفَة بابتداء النّوبَة من النبض ينفع فِي أَلا يُؤذن للعليل فِي ذَلِك الْوَقْت بِالْأَكْلِ وَالْحمام. من كتاب الذبول: الحميات الَّتِي تكون من عفونة الأخلاط فعلاجها بعد أَن تنضج تِلْكَ الأخلاط الْحمام.

قَالَ فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: أنزل أَنه حدثت حمى مَعَ عفونة الأخلاط فأنك تحْتَاج أَن تستفرغ وتحدث تغيراً أما الأستفراغ فللجوهر الَّذِي عفن والتغيير فِيهِ ليمنع من العفن.) وَأما النّوم للمحموم فسنذكره فاقرأه فِي بَاب النّوم فَأَنَّهُ فِيهِ علاجاً كثيرا إِن شَاءَ الله. أبيذيميا قَالَ: حمى ربع لاتكاد تُوجد دائمة والبلغمية لاتكاد تنقى من الْبدن وَكَأَنَّهَا مطبقة وَالْغِب تكون كثيرا دائمة وَكَثِيرًا مقلعة. قَالَ ج أَنِّي لم أرى حمى تَدور سبعا وَلَا تسعا وَلم يرتض قَول أبقراط فِيهِ لِأَنَّهُ لَا يُمكنهُ أَن يَقُول من أَي خلط هِيَ. لي قد رَأينَا حمى تنوب فِي كل تِسْعَة أَيَّام مرّة وَفِي كل شهر مرّة فَأَما الَّتِي تنوب فِي كل شهر مرّة وبصاحبها صرع وَلَيْسَ لِأَنَّهُ لَا يدْرِي من أَي خلط هِيَ يكون مايبطل أَن تُوجد هَذِه. أبيذيميا: الْحمى الليلية لَيست بالقتالة جدا وَهِي طَوِيلَة والنهارية أردأ لِأَن الْبدن بِالنَّهَارِ ينتشر ويتحلل وتتسع مسامه أَكثر مِنْهُ بِاللَّيْلِ فأذا كَانَت الْحمى تنوب فِي هَذَا الْوَقْت فان مادتها أقوى وَأكْثر من الَّتِي تنوب إِذا انقبض الْبدن وتكاثفت مسامه وَغَارَتْ حرارته لِأَن هَذِه الْحَال مُعينَة للحمى وَأَيْضًا فَأَنَّهُ إِذا كَانَت النوائب بِالنَّهَارِ اضْطر أَن يكون تَدْبِير المحموم لإي أَوْقَات ردية من آخر اللَّيْل وَفِي الْأَوْقَات الَّتِي يجب ان ينَام فِيهَا وَلذَلِك ينتقص بدنه على طول الْأَيَّام وَيصير إِلَى السل لِأَنَّهُ لَا يكَاد يَسْتَوْفِي مِقْدَار نَومه بِالنَّهَارِ وَإِن استوفى لم ينب عَن نوم اللَّيْل فيجف الْبدن على طول هَذَا الْأَمر. قَالَ ب: والسبع وَالتسع أطول. قَالَ ج: يسمج أَن يكذب أبقراط فِي هَذَا وَيَنْبَغِي أَن يتفقد هَذَا مَعَ تحرز وَذَلِكَ أَنه قد يُمكن أَن يحم إِنْسَان حمى يَوْم وتنقضي بعد فَتْرَة فيعاود فِي التَّاسِع أَو السَّابِع وتنقضي مَرَّات على هَذَا النَّحْو فَإِذا سلم من هَذَا فقد صَحَّ الْأَمر. قَالَ ب: الحميات تنوب فِي خمس وَسبع وتسع قَالَ ب: وأردأ الحميات الْخمس لِأَنَّهَا تكون قبل قَالَ ج: ماقلت فِي السَّبع وَالتسع أَقُول فِي هَذِه وَيَنْبَغِي أَن تتفقد فِي هَذِه وَاحِدَة أَن لَا يكون بأصحاب السل حمى أُخْرَى توهم لذَلِك أَنَّهَا حمى تَدور خمْسا. قَالَ: الحميات الدائمة مِنْهَا مَا يبتدىء فِي أول يَوْم فِي غَايَة الْعظم الَّذِي تكون عَلَيْهِ وتخف نَحْو وَقت البحران وَرُبمَا كَانَت فِي أول يَوْم لينَة مدفونة ثمَّ تشتد أَولا فأولاً إِلَى وَقت البحران وَرُبمَا ابتدأت لينَة ثمَّ أخذت تتزيد حَتَّى تبلغ مُنْتَهَاهَا وَتَأْخُذ فِي التنقص ويدوم ذَلِك بهَا إِلَى وَقت البحران.)

فصل

إِن يبس الشفتين وَاللِّسَان فِي الحميات يدل على ان الْحمى قد أفنت الرُّطُوبَة المحمودة. العلامات الدَّالَّة على حُدُوث الْحمى الثّقل الْعَارِض فِي الْبدن من غير عِلّة ظَاهِرَة وبطء الْحَرَكَة ونخس فِي سطح الْبدن وتثاؤب دَائِم ويسيل الرِّيق ويثقل الرَّأْس والورك ويضطرب للنوم فأذا تزيدت هَذِه الْأَعْرَاض وَعظم النبض وأسرع من غير أحصار أَو شَيْء يُوجب ذَلِك فَأن الْحمى ستحضر فَإِذا تكاثف النبض فقد بَدَت الْحمى. 3 - (فصل) قَالَ: 3 (تنفر مِنْهُ الطبيعة لِشِدَّتِهِ. والحواضن يعرفن أَن الطِّفْل مَحْمُوم برِيح نَفسه وَإِذا) 3 (جسست العليل فلتكن يدك معتدلة وَإِلَّا غَلطت وأبدأ بجس يَده وصدره وَقد) 3 (عدلت يدك بوضعك أياها على صدرك وبطنك أَن كَانَت بَارِدَة حَتَّى تعتدل وَلَا) 3 (تتجاوز الِاعْتِدَال فَإِذا جسست يَده وصدره وجنبيه فالبث قَلِيلا ثمَّ أعد الجس) 3 (وَافْعل ذَلِك مَرَّات يستبن لَك وتقف على شَيْء وَاحِد وَإِذا كَانَت الْحمى فِي بدن كثيف) 3 (طَالَتْ أَكثر لِأَن تحللها أَبْطَأَ وبالضد.) قَالَ: إِذا خرجت الفضول من المجاري كثيرا أسْرع أقلاع الْحمى. وَفِي بَدْء الْحمى المجسة صَغِيرَة كثيفة وتبرد الْأَطْرَاف ويعرض تثاؤب دَائِم وكسل واسترخاء الْعُنُق وسبات وَغشيَ ويحمى الصدغان والصدر ويكمد لون الأظافر وتبيض الأرنبة وتبرد الْأذن وخاصة شحمتها بردا قَوِيا. فَأَما عَلَامَات الصعُود: فَعظم النبض وسرعته وَحُمرَة اللَّوْن وصفرته ووجع المفاصل والعطش وَعظم النَّفس والغثى والفواق. جورجس قَالَ: إِذا رَأَيْت فِي الْحمى الْقُوَّة تحْتَمل الأستفراغ فاستفرغ وَإِذا لم تحْتَمل فلطف وَبرد. وَقَالَ: وكما أَن مَعَ الغب فِي الْأَكْثَر وجع الرَّأْس وَمَعَ البلغمية وجع الْمعدة فَمَعَ الرّبع وجع الطحال. من كتاب البحران قَالَ: الْأَمْرَاض الَّتِي تتحرك حَرَكَة سريعة خبيثة لاسيما أَن كَانَ فِيهَا للريح والرطوبة حَرَكَة مضطربة فَهَذِهِ يَنْبَغِي أَن تستفرغ بالمسهل فِي الأبتداء لِأَن هَذِه الرطوبات سهلة المواتاة للمسهل فَأَما الرُّطُوبَة اللابثة الراكدة فَأَنَّهَا لَا تواتي المسهل إِلَّا بكد. وَاعْلَم أَن تعرف نوع الْحمى من أول نوبَة أعظم العون على تعرف مُنْتَهى الْمَرَض وتعرف مُنْتَهى الْمَرَض أعظم العون على صَوَاب التَّدْبِير وَيَنْبَغِي أَن تروض نَفسك فِي تعرف الْمُفْردَات ليسهل عَلَيْك تعرف المركبات.) قَالَ: وَحمى الغب أطول من المحرقة والبلغمية من الغب والسوداوية من البلغمية.

أبيذيميا قَالَ: وَمَتى كَانَ الْخَلْط العفن منتشراً فِي الْبدن كَانَ ابْتِدَاء النّوبَة نافضاً وقشعريرة وَفِي آخِره عرق وينقى الْبدن وَقت الرَّاحَة وبالضد. مَتى كَانَ العفن دَاخل الْعُرُوق فالغب ودائمتها قصيرتان والبلغمية ودائمتها طويلتان إِلَّا أَنَّهُمَا أقصر من السوداوية. لي كل دَائِم أقصر من المفارق الَّذِي من جنسه. أبيذيميا قَالَ ب: من غلب المرار عَلَيْهِ فاستفراغه خَاصَّة فِي الْحمى نَحْو الرجلَيْن. قَالَ ج: هَذَا القَوْل يُمكن ب أَن يَقُوله على طَرِيق المشورة بِمَا يَنْبَغِي أَن يفعل بِمن حم وَكَانَ مراري الطَّبْع وَيُمكن أَن تكون الطبيعة تَأتي فيهم بذلك. فنفول: يَنْبَغِي للطبيب أَن يلْزم عَادَة الطبيعة حَتَّى ينفض الْأَبدَان المرارية إِذا حدثت الْحمى مَرَّات أبيذيميا قَالَ: جَمِيع حميات يَوْم فَهِيَ بعد انحطاط النّوبَة تنْحَل بالأستحمام فَأَما الَّتِي من العفن فَمَا كَانَت الأخلاط فِيهَا قد نَضِجَتْ فَأَنَّهَا تنْحَل أَيْضا بالحمام واما الدق فَفِيهِ اخْتِلَاف بَين كبار الْأَطِبَّاء: هَل يَحْتَاجُونَ مَعَه إِلَى الْحمام أم لَا الأولى من أبيذيميا: اللَّوْن الْأَخْضَر والكمد فِي الحميات رَدِيء فاما الْأَحْمَر فَيدل على غَلَبَة الدَّم والأصفر على غَلَبَة الصَّفْرَاء وتفقد حِينَئِذٍ البرَاز فَأن وجدته أَبيض فَاعْلَم أَن ذَلِك لِأَن الْمرة انتشرت إِلَى الْخَارِج فَأن لم يكن كَذَلِك بل كَانَ يخالطه مرار كثير فَاعْلَم أَن هَذِه الْحمى صفراوية قَوِيَّة فِي ذَلِك وَهَذِه تجْعَل الْبدن فِي حَال الذبول إِن لم يُدْرِكهَا حُدُوث بحران بنافض وعرق فَأَما الحميات الَّتِي يكون الْبدن فِيهَا فِي غَايَة الْحمرَة فَهِيَ الحميات المطبقة وَأما الحميات الَّتِي يضْرب لون الْبدن فِيهَا إِلَى خضرَة وكمدة من قبل فَيدل أَن الدَّم نَاقص فِي هَذِه الْأَبدَان وتنقص مَعَه الْحَرَارَة الغريزية لذَلِك فَهِيَ ردية قتلة وَبَعض هَذِه الحميات تجلب الغشي وعلاجها الأستفراغ وَهَذِه الْحمى يقحل فِيهَا الْبدن ويقشعر وقتا بعد وَقت وَبِه صداع ووجع فِي الأحشاء ويتقيء مرَارًا وَإِذا هاج بِهِ الْمَرَض لم يقدر أَن يقل طرفه ويجف بَطْنه وَيصير لَونه أَخْضَر كمداً وَتسود شفتاه بِمَنْزِلَة من أكل التوت ويميل بَيَاض عَيْنَيْهِ إِلَى خضرَة وكمودة وتجحظ عَيناهُ كالمختنق وَرُبمَا تغير لَونه من الكمودة والخضرة إِلَى الصُّفْرَة. أبيذيميا ب قَالَ: اسْتعْمل المسهل فِي الْأَمْرَاض الحادة جدا إِذا كَانَ الْخَلْط هائجاً مُنْذُ أول يَوْم الْهياج والهائج هُوَ كل خلط على غَايَة الأستعداد لِلْخُرُوجِ فَأَنَّهُ يُبَادر إِلَيْهِ فَأن تَأْخِيره فِي مثل هَذَا) الْمَرَض رَدِيء يستفرغ الأخلاط الهائجة من قبل أَن تهيج الْقُوَّة وَأَن تتزيد حرارة الْحمى أَو تصير تِلْكَ الأخلاط المتحدة فِي الْبدن إِلَى عُضْو من الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة فَتمكن فِيهِ. قَالَ ج: قد ثَبت أَن الْحَرَارَة الغريزية أسخن على الأطلاق من الْحَرَارَة الغريبة. وتقرح الشفاه فِي الْحمى يكون فِي الْأَكْثَر فِي الغب وَفِي المفترة.

طيماش قَالَ: الأخلاط الَّتِي تولد الْأَمْرَاض رُبمَا كَانَت رقيقَة فِي الْأَعْضَاء المتخلخلة. وَرُبمَا كَانَت غَلِيظَة لَا حجَّة فِي الْأَعْضَاء فَأن رمت استفراغ الغليظة اللاحجة قبل أَن تنضح على طول الْمدَّة فأنك تثور الْبدن وَلَا يمكنك أَن تستفرغها. لي هَذَا قد دلّ أَن انْتِظَار النضج أَنما يَنْبَغِي أَن يكون فِي الأخلاط الغليظة. قَالَ بعد هَذَا بِقَلِيل: إِن الْأَمْرَاض المزمنة أَكثر ماتحدث من السَّوْدَاء وَهَذَا الْخَلْط يعسر تَغْيِيره وَيحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة لينضج فِيهَا فَأن دارأ الْإِنْسَان الْمَرَض الَّذِي هَذِه حَاله أمكن على طول الْمدَّة أَن ينضج وَإِن هُوَ حركه وهيجه بدواء محرك قبل النضج أحدث أمراضاً صعبة. وَقَالَ بعد هَذَا بِقَلِيل: وَاحْذَرْ على صَاحب هَذِه الْعلَّة التخم وَالْجِمَاع فأنهما يثوران هَذِه الأخلاط تثويراً شَدِيدا وَدَار فِي أول الْأَمر بالركوب وَالْمَشْي المعتدل والأغذية الحميدة الكيموس السريعة الهضم وَاحْذَرْ الْحَرَارَة والسهر وَشدَّة الْحَرَكَة. لي هَذَا تَدْبِير النضج قبل الرّبع من كتاب الأخلاط: النّوم رَدِيء فِي ابْتِدَاء نَوَائِب الْحمى جدا وخاصة إِذا كَانَ فِي الْعلَّة سبات. الأخلاط قَالَ: لَا يَنْبَغِي أَن يغذى العليل فِي وَقت النّوبَة وَلَا قبل ابتدائها بِوَقْت يسير إِلَّا التخوف من سُقُوط الْقُوَّة فِي الْغَايَة القصوى. وَاجعَل الأستفراغ فِي أَوْقَات النوائب من فَوق وَفِي أَوْقَات السّكُون من أَسْفَل لِأَن فِي أَوْقَات النّوبَة الأخلاط ثائرة ومائلة نَحْو الْعُلُوّ وَكَثِيرًا مايكون الْقَيْء والرعاف فِي الأستفراغ من فَوق وَحِينَئِذٍ يسهل ميل الأخلاط إِلَى هَذِه الْجِهَة فَأَما فِي وَقت الرَّاحَة فَأن الطبيعة سَاكِنة وَكَثِيرًا مَا يكون. مِنْهَا الأستفراغ بالبول وَالْبرَاز فامتثل لذَلِك. فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: لَيْسَ يَنْبَغِي أَن تعنى بأنضاج مايمكن فِيهِ النضج واستفرغ المحترق وَالْخَارِج عَن أَن يُمكن فِيهِ النضج فِي الحميات الْحَادِثَة من العفونة عناية يسيرَة. لي من هَذَا القَوْل يعلم أَنه لَا يَنْبَغِي أَن ينْتَظر بالأستفراغ النضج لشَيْء من الحميات خلا البلغمية لِأَن النضج أَنما يهيء الأخلاط لِأَن تكون دَمًا وَلَيْسَ وَاحِد من الأخلاط يُمكن أَن) يَسْتَحِيل دَمًا إِلَّا البلغم فَقَط. قَالَ فِي الْأَمْرَاض الحادة: النضج فِي الأخلاط المرارية انما هُوَ أَن يغلبها الطبيعة على مِثَال مايقهر الْخَلْط الصديدي فيحيله مُدَّة. لي: إِلَّا أَن تغذيه غذَاء مُوَافقا لِأَن ذَلِك يكون فِي البلغم فَقَط. الْفُصُول قَالَ ب: الأغذية الرّطبَة تَنْفَع جَمِيع المحمومين لاسيما الصّبيان والمعتادون الأغتذاء بالأغذية الرّطبَة

لي هَذَا يَنْفَعهُمْ من وَجْهَيْن وَذَلِكَ أَن هَذِه الأغذية مضادة لهَذَا الْمَرَض وموافقة للمزاج وَإِلَى هَذَا يحْتَاج وَذَلِكَ أَن الْمَرَض يَنْبَغِي أَن يُقَاوم بالضد وَالشَّيْء الطبيعي يحفظ بالمشاكلة. وَأما تغذية المحمومين جملَة فاقرأه فِي بَاب الْأَشْيَاء العامية أَعنِي العلاج الْعَاميّ وَإِن تحوله إِلَى هَهُنَا أَجود وأخص بِهِ فحوله إِلَى هَهُنَا وَلَا تؤخره فَأَنَّهُ فِي هَذَا كُله إِذا كَانَت نَوَائِب الْحمى لَازِمَة لدور فلاتعط الْمَرِيض شَيْئا فِي وَقت النوائب. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الدَّوَاء المسهل بعد أَن ينضج الْمَرَض فَأَما وَالْمَرَض ني فَلَا إِلَّا أَن يكون الْمَرَض مهتاجاً وعَلى الْأَكْثَر لَيْسَ يكون مهتاجاً. قَالَ معنى المهتاج: شدَّة حَرَكَة الْخَلْط وانتقاله وجولانه فِي الْبدن. قَالَ: فَمَتَى كَانَ كَذَلِك فاستفرغ أَي إِذا كَانَت لَهُ حَرَكَة بثقل وسيلان. قَالَ: وَمَتى كَانَ الكيموس ثَابتا راسخاً فِي بعض الْأَعْضَاء فَلَا تسهل حَتَّى تنضج فأذا نضج فَأن الطبيعة تكون قَالَ ج فِي كتاب الْفُصُول: انا رُبمَا فصدنا المحموم وَهُوَ مستلق لضَعْفه عَن الْجُلُوس والأنتصاب. قَالَ: قد نحتاج إِلَى أَن نستعمل المسهل فِي الْأَمْرَاض الحادة فِي أَولهَا فِي الندرة بعد أَن ندبر العليل قبل ذَلِك على ماينبغي. قَالَ ج: ب: يخبر أَنه رُبمَا ينْتَظر دَائِما بالإسهال حُدُوث النضج وَأما فِي الْأَمْرَاض الحادة فممكن إِذا كَانَت الأخلاط مهتاجة أَن تسْتَعْمل المسهل فِي ابتدئها وَتفعل ذَلِك بحذر وتحرز شَدِيد لِأَن الخطرفي اسْتِعْمَال المسهل فِي الْحمى عَظِيم لِأَن الْأَدْوِيَة المسهلة كلهَا حارة يابسة والحمى من جِهَة مَا هِيَ حمى لَيْسَ تحْتَاج إِلَى مَا يسخن ويجفف لَكِنَّهَا تحْتَاج إِلَى ضد ذَلِك وَلذَلِك لَيْسَ يسْتَعْمل الإسهال فِي الْحمى لمَكَان حَرَارَتهَا لانه من هَذِه الْجِهَة يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل مَا يبرد لَكنا نستعمل لمَكَان الكيموس الْفَاعِل للحمى فَيَنْبَغِي أَن يكون النَّفْع الَّذِي ينَال المحموم من استفراغ الكيموس الْفَاعِل للحمى أَكثر من الضَّرَر الَّذِي ينَال العليل من سخونة الدَّوَاء المسهل وَإِنَّمَا يكون) الأنتفاع بِهِ أَكثر إِذا استفرغ ذَلِك الكيموس الضار كُله بِلَا أَذَى وَلِأَن يكون ذَلِك كَذَلِك يَنْبَغِي أَن ينظر أَولا هَل الْبدن مستعد لذَلِك الأسهال وَأَن الَّذين كَانَ أول مرضهم من تخم كَثِيرَة اَوْ أَطْعِمَة لزجة غَلِيظَة وَالَّذين بهم فِي مادون الشراسيف تمدد وانتفاخ أَو حرارة شَدِيدَة مفرطة أَو هُنَاكَ أَعنِي فِي بعض الأحشاء ورم فَلَيْسَ بدن وَاحِد مِنْهُم متهيأ للإسهال فَيَنْبَغِي أَن لايكون شَيْء من هَذِه مَوْجُودا وَأَن تكون الأخلاط فيهم سهلة الجرية رقيقَة بِلَا لزوجة فِي الْغَايَة والمجاري الَّتِي تستفرغ مِنْهَا وَاسِعَة مَفْتُوحَة فَأن أردْت إسهال مثل هَذِه فهيىء الْخَلْط وَالْبدن كَمَا ذكرت لَك. قَالَ: إِلَّا أَنه فِي الْأَمْرَاض الحادة إِنَّمَا يجوز أَن تسْتَعْمل الإسهال مُنْذُ أول يَوْم إِذا كَانَ الْخَلْط مهتاجاً وَأما فِي الْيَوْم الثَّانِي أقصاه فَلَيْسَ يُمكن أَن تهيىء الْبدن مِنْهَا هَذِه التهيئة إِلَّا ان يَتَّسِع للعليل أَن يسقى

فِيهَا مَاء الْعَسَل فَلذَلِك تحْتَاج أَن تسْتَعْمل الإسهال فِي الْأَمْرَاض الحادة فِي الندرة لِأَنَّهُ لَا يكَاد أَن تكون الأخلاط فِيهَا مهتاجة أَولا فَأن كَانَت مهتاجة أمكن أَن يهيأ الْبدن فِيهَا إِلَّا أَن يمْنَع الْوَقْت لِأَن الْمَرَض الحاد لَا يمهلنا أَن نهيىء الْبدن للإسهال. لي قد صحّح وَقضى أَنه يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الإسهال إِذا كَانَ ضَرَره أقل من نَفعه فقد بَان أَنا أَن ركبنَا دَوَاء لَا يسخن مَعَ إسهال فقد أمنا الضَّرَر. النّوم فِي ابْتِدَاء الْحمى وخاصة فِي من يعرض لَهُم قشعريرة أَو نافض أَو برد فِي ظَاهر بدنه ضار جدا لِأَنَّهُ يَتَطَاوَل مَعَه ثبات هَذَا النافض وَلَا يَنْتَهِي إِلَّا بكد وَإِن كَانَ بعض الأحشاء وارماً زَاد فِيهِ وَحقّ لَهُ ذَلِك وَإِن كَانَ يتحلب إِلَى الْمعدة بعض الكيموسات فَلَيْسَ ضَرَره لَهَا أَنَّهَا لَا تنضج كَمَا تنضج فِي غير هَذَا من أَوْقَات النّوم فَقَط لَكِنَّهَا مَعَ ذَلِك تكون أَزِيد كثيرا وَتبقى غير نضيجة وَلذَلِك يتَقَدَّم إِلَى المرضى فِي الأنتباه فِي ابْتِدَاء النّوبَة ليقاوم ويميل إِلَى الدَّم والحرارة وَالدَّم وَالروح الْكَائِن فِي الأنتباه إِلَى ظَاهر الْبدن فِي ابْتِدَاء النّوبَة وَبعد ذَلِك من أعظم ماتداويهم بِهِ. واما النّوم الْكَائِن فِي وَقت انحطاط النّوبَة وَكَذَا فِي مُنْتَهَاهَا فنافع وَرُبمَا يَقع فِي آخر تزيد النّوبَة بِالْقربِ من الْمُنْتَهى إِلَّا إِذا عظم مَنَافِعه إِنَّمَا يكون فِي وَقت انحطاط الْحمى. جَمِيع الحميات يكون فِي الصَّيف أقصر مُدَّة لأنتشار الأخلاط ورقتها وَسُرْعَة تحللها وَذَلِكَ إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة والأخلاط متهيئة للتحلل تحللت وَسكن الْمَرِيض وغن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة فَأَنَّهَا تنْحَل مَعَ تحلل الاخلاط فَيكون الْمَوْت فِيهَا لذَلِك أَكثر. فَأَما فِي الشتَاء فبالضد لِأَن الأخلاط) اعسر انحلالاً لِأَن الْقُوَّة قَوِيَّة وقليلة التَّحَلُّل فَتبقى الْأَمْرَاض لَا تنْحَل وَلَا تَمُوت المرضى. من كَانَت بِهِ حمى متوسطة فِي الْقُوَّة والضعف فَأن كَانَ بدنه يبْقى بِحَالهِ ولايهزل فرديء لِأَنَّهُ يكون ذَلِك لتكاثف الْجلد وَغلظ الكيموسات وَقلة تحلل الْبدن وَرُبمَا كَانَ لضعف الْقُوَّة وتفقد فِي هَذَا حَال الْهَوَاء لِأَن الْبَارِد يزِيد فِي أَلا يهزل الْبدن فَتكون الدّلَالَة فِيهِ أَضْعَف وبالضد وَإِن كَانَ الْبدن يهزل فِي الشتَاء وَلَا يهزل فِي الصَّيف مَعَ هَذِه الْحمى فالدلالة أوكد واشد وَكَذَلِكَ فِي الْأَسْنَان فَأن الْمَشَايِخ وَالصبيان يكون انحلالهم فِي الحميات أسْرع والكهول أَبْطَأَ فَخذ مِنْهُ أَيْضا اسْتِدْلَالا وَانْظُر أَن لَا يكون هُنَاكَ استفراغ محسوس فَأَنَّهُ عِنْد ذَلِك لَا يحْتَاج أَن تنْسب النهوك إِلَى التَّحَلُّل الْخَفي وَكَثْرَة الْكَلَام جدا مِمَّا ينهك بدن المحموم وَكَذَا الْحَرَكَة فاعمل بِحَسب ذَلِك وأضداده يمْنَع التَّحَلُّل مادام الْمَرَض فِي ابْتِدَائه فَأن رَأَيْت أَن تحرّك شَيْئا فحرك فَإِذا انْتهى الْمَرَض فَلَا تحرّك الْمَرِيض ودعه يسكن فان جَمِيع الْأَشْيَاء فِي أول الْمَرَض وأخره وَفِي منتهاه أقوى. قَالَ: انا نستعمل الفصد خَاصَّة والإسهال فِي ابْتِدَاء الحميات وَلَا نستعمل وَلَا وَاحِد من هذَيْن فِي وَقت الْمُنْتَهى لِأَن نضج الْمَرَض يكون فِيهِ والأجود أَن تعين النضج وسرعته

وَخِفته على الطبيعة أَن تسْتَعْمل الأستفراغ فِي ابْتِدَاء الْمَرَض لثقل مادته وَيكون أنضاجه على الطبيعة أسهل فَأَما فِي الْمُنْتَهى فأذا نَضِجَتْ الطبيعة الْمَادَّة كلهَا أَو أَكْثَرهَا فالأستفراغ حِينَئِذٍ من الْفضل وَأَيْضًا فَأن الْقُوَّة النفسية حِينَئِذٍ أَضْعَف وَإِن كَانَت القوتان الأخريان أقوى لِأَنَّهُ كَمَا أَن فِي الأبتداء الْقُوَّة النفسية أقوى وَهَاتَانِ أَضْعَف كَذَا الْأَمر فِي النتهى بالضد والأستفراغ يعين على ضعف الْقُوَّة النفسية. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْخَلْط هائجاً سابحاً فِي الْبدن فَأن الطبيعة تهيج لدفعه وتحتاج أَن تعان على استفراغه ويسهل سلوكه إِلَى الْبَطن بالمسهل وَأما إِذا كَانَت الأخلاط ثَابِتَة راسبة فِي عُضْو وَاحِد فَلَا تحرّك بعد. قَالَ ب: من أَرَادَ أَن يستفرغ عضوا وارماً فِي الأبتداء بالمسهل فَلَا يسفرغ من الْعُضْو المتمدد شَيْئا لِأَن الْعلَّة لَا تواتي الدَّوَاء لِأَنَّهَا لم تنضج بعد وأنهك الْمَوَاضِع الصَّحِيحَة. لي قد أَشَارَ هَهُنَا إِلَى أَنه يَنْبَغِي أَن ينْتَظر بالمسهل النضج فِي الأورام فِي الأحشاء وَنَحْوهَا إِلَّا فِي الحميات لِأَن الْخَلْط فِي الحميات هائج سابح أبدا إِلَّا أَن تكون الْحمى عرضت من ورم مَا. قَالَ ج: فِي كتاب الأخلاط: الأخلاط إِن كَانَت رقيقَة مائية فاستفرغ على الْمَكَان من قبل أَن يطول لبثها فتجمد وَتصير لذاعة أكالة وَذَلِكَ أَنَّهَا تنْتَقل من حرارة الْحمى إِلَى هَذِه الْكَيْفِيَّة) سَرِيعا وَإِن كَانَت لزجة متمكنة فِي عُضْو مَا فاقصد لإنضاجها حَتَّى تجْرِي بسهولة. وَفِي هَذِه زعم قَالَ ب فِي الْفُصُول: اسْتعْمل الدَّوَاء بعد النضج وَقَالَ: بعض الأخلاط يَنْبَغِي أَن تستفرغ مُنْذُ أول الْأَمر بِسُرْعَة وَبَعضهَا ينْتَظر نضجها. قَالَ: استفرغ الأخلاط الرقيقة فِي أول الْمَرَض وانتظر بالغليظة النضج كالبلغم والسوداء. وَقَالَ: الْأَمْرَاض الَّتِي تزمن وَيكون انْقِضَائِهَا بالتحليل إِنَّمَا تَنْقَضِي قَلِيلا قَلِيلا بِأَن ينضج الأخلاط وَلذَلِك مَتى كَانَت هَذِه الأخلاط أقل كمية وأجود كَيْفيَّة كَانَ ذَلِك أسهل وَأقرب. لي من هَهُنَا يَصح أَن الأستفراغ يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا كَانَت الأخلاط كَثِيرَة وَلَو كَانَت نِيَّة غَلِيظَة. وَقَالَ: يَنْبَغِي أَن تستفرغ الأخلاط بِكَثْرَة فِي الْأَمْرَاض الحادة فِي الْمُبْتَدَأ. قَالَ ج: إِنَّمَا يكره الأستفراغ من حرارة الْأَدْوِيَة المسهلة لِأَن قوما استفرغوا على مَا يَنْبَغِي فأورثتهم حرارة المسهلة حميات محرقة فَيَنْبَغِي ان يسعمل فِي الْأَمْرَاض الحادة الأستفراغ إِذا قَالَ ج: أَن ب يَأْمر أَن تستفرغ هَذِه الأخلاط فِي الحنيات الحادة قبل ان تزيد حرارة الْحمى وتضعف الْقُوَّة وَتصير هَذِه الأخلاط الهائجة إِلَى عُضْو شرِيف فيتمكن فِيهِ وَهَذِه الْأَمْرَاض هِيَ الَّتِي حد بحرانها الْأُسْبُوع الأول.

لي إِذا كَانَ يجب أَن يسْتَعْمل الأستفراغ فِي مثل هَذِه على حدتها وحرارتها فكم بالحرى يجب فِي الَّتِي تَجِيء فِي الرَّابِع عشر والمنفصلة. فِي الأمتناع من الْغذَاء. قَالَ: الأمتناع من الْغذَاء مَعَ الْحمى دَلِيل رَدِيء. الْفُصُول قَالَ: كَانَ القدماء لَا يسمون الحميات الْحَادِثَة مَعَ ورم فِي عُضْو مَا مَرضا لَكِن عرضا وَكَانُوا لَا يَقُولُونَ أَن مرض الْإِنْسَان حمى إِلَّا من حم من سَبَب باد أَو حمى عفونة. ميامر قَالَ: الصَّبْر المغسول إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يسقى المحموم الْمُحْتَاج إِلَى نفض وَقد سقى الْأَطِبَّاء أيارج فيقرا غير مغسول الصَّبْر للمحمومين فَمَا أضرّ ببعضهم الْبَتَّةَ وَهَؤُلَاء كَانُوا من كَانَ فيهم رطوبات كَثِيرَة وَلم يكن بهم سوء مزاج فَأَما من بِهِ سوء مزاج حَار بِلَا مَادَّة فالصبر يُؤَدِّيه إِلَى الذبول وَكَذَلِكَ كَانَت حَال الْجُهَّال من الْأَطِبَّاء لما سقوا الأيارج بعض المحمومين فنفعهم سقوا غَيرهم على غير تحذير فَعظم ضَرَره. لي وَهَذَا شَاهد أَيْضا على أَن الْأَدْوِيَة وَإِن كَانَت حارة فَأَنَّهَا لَا تضر حَيْثُ تكون الأخلاط وَقد قَالَ ج: إِن الصَّبْر يُؤَدِّي من بِهِ سوء مزاج حَار بِلَا مَادَّة إِلَى الذبول فَفِي جَمِيع الْوُجُوه) لَيْسَ فِي التَّوَقُّف عَن الأستفراغ إِذا كَانَت الأخلاط مَوْجُودَة ومواتية معنى: وَقَالَ فِي ذكر الأيارج: لَيْسَ يَنْبَغِي أَن يسقى من بَطْنه ورم أيارج قبل أَن ينضج الورم وينحط وَذَلِكَ أَن ب إِنَّمَا يَأْمر أَن يستفرغ من قد استحكم نضجه حسنا وَلَا يستفرغ مَا كَانَ نياً وَلَا فِي الأبتداء إِن لم تكن أَشْيَاء هائجة حافزة وَيسْتَحب بالإستفراغ مَتى كَانَت لم تمل إِلَى وَاحِد من الْأَعْضَاء ميلًا تلبث وتستقر فِيهِ. حنين فِي كتاب الْمعدة فِي آخِره عِنْد الْأَدْوِيَة المسهلة وصف حبا قَرِيبا من حب القوقايا فَقَالَ: يسقى مِنْهُ فِي حمى ربع وَفِي ابْتِدَاء حمى غب. وَقَالَ أَبُو جريح الراهب: عصارة الغافث وعصارة الأفسنتين إِن سقيتا مفردتين أَو مؤلفتين مَعَ شَيْء من سكر للربع والبلغمية وَبِالْجُمْلَةِ لجَمِيع الحميات المتطاولة أبرأتها والغافث أقوى وَكَذَلِكَ الشكاعي وَكَذَا الجعدة فَأَنَّهَا قَوِيَّة فِي أَنْوَاع هَذِه الحميات. وَقَالَ: نَقِيع مزر النانخواه جيد معجون بِعَسَل يذهب المليلة ويقلع الحميات المزمنة السوداوية والبلغمية المحرقة. فليغريوس: إِذا طَالَتْ الحميات وَسكن توقدها ولهبها وأزمنت فعالجها بدواء الفوذنج فَأَنَّهُ يسخن جَمِيع الْبدن وَيخرج عَنهُ جَمِيع الأخلاط وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك وَفِي جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي صفة دَوَاء: فوذنج نهري وساليوس وفطرساليون وبابونج أَرْبَعَة أَرْبَعَة و: كاشم اثْنَا عشر درهما وفلفل ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ تدق وتنخل وَيُعْطى هَذَا الدَّوَاء فانه يكثر الْعرق جدا وَالْبَوْل بِمرَّة.

هَذَا كَلَام كلي فِي الْفرق بَين الحميات يتْرك بِحَالهِ ليَكُون اتِّصَاله على مَا يجب وتنقل دَلَائِل كل وَاحِد فِي بَابه فيجتمع هَهُنَا وَثمّ فَيكون أبلغ. قَالَ حنين فِي الْمسَائِل: إِذا كَانَت قُوَّة الْمَرِيض قَوِيَّة واحتجنا أَن نستفرغ بدنه وَهُوَ مَحْمُوم استفرغناه مُنْذُ أول الْأَمر بِلَا تهيب وَإِن كَانَت ضَعِيفَة لم نستفرغه لَكِن نستعمل فِيهِ أَولا المطفئة حَتَّى إِذا تراجعت الْقُوَّة استفرغناه. أغلوقن: يَنْبَغِي أَن تروم فِي الحميات العفونية إِن لم تعلم من أَي جنس هِيَ فِي أول يَوْم فَإِن لم يكن فَفِي الثَّانِي فَإِن لم يكن فَفِي الثَّالِث لَا محَالة تتعرف ذَلِك وَمَا أقل مايحتاج مِنْهَا أَن تنْتَظر تعرفها فِي الرَّابِع. الحميات الَّتِي تبتدىء بنافض أعلم إِنَّهَا من الَّتِي تنوب بأدوار وَذَلِكَ أَن الغب وَالرّبع فِي الْأَكْثَر يحدث مَعَ نافض إِلَّا أَن الغب مُنْذُ اول حدوثها تبتدىء بنافض شَدِيد فَأَما الرّبع فَلَا أعلم أَنِّي) رَأَيْتهَا تبتدىء بنافض شَدِيد لَكِن بعقب حميات مُخْتَلفَة. فَأَما النائبة كل يَوْم فَلَا تكَاد تحدث إِلَّا مَعَ عِلّة فِي فَم الْمعدة كَمَا أَن الرّبع لَا تكَاد تحدث إِلَّا مَعَ عِلّة الطحال وَأما الَّتِي تبتدىء بنافض شَدِيد فَهِيَ أَن تكون غبا اولى من أَن تكون غَيرهَا فَإِن شهد لَك مَعَ ذَلِك سَائِر تِلْكَ الدَّلَائِل أعنى السن وَالْوَقْت والبلد وَإِن حمى كثير من حمى غب فِي ذَلِك الْوَقْت وَالتَّدْبِير قبلهَا وَحَال الْحمى وَذَلِكَ أَن الغب يَنْبَغِي ان تكون حَرَارَتهَا كَثِيرَة حادة والنبض فِيهَا قَوِيا عَظِيما سَرِيعا متواتراً لَا اخْتِلَاف فِيهِ إِلَّا الأختلاف الَّذِي للحمى خُصُوصِيَّة ونافضها كَأَنَّهُ شَيْء ينخس الْجلد حَار وَيكون ذَلِك بِأَن يؤلمه النخس أشبه مِنْهُ بِأَن يؤلمه الْبرد بِخِلَاف حَال نافض الرّبع والنائبة كل يَوْم وَذَلِكَ ان هَؤُلَاءِ يحسون من نافضهم بِبرد فَإِذا صَحَّ لَك من شدَّة النافض هَذَا النَّوْع مِنْهُ وَالْأَحْوَال الَّتِي ذكرت وَهِي التَّدْبِير الْمُتَقَدّم الْمُوجب لتوليد المرار كالكد والتعب والأطعمة المرارية وَالزَّمَان الْحَار وَالسّن والمزاج وَإِن عرض لكثير حمى غب وَرَأَيْت مَعَ ذَلِك عطشاً وقيأ ومرار وعرقاً مرارياً تبع حماه أَو جَمِيعهَا وَرَأَيْت بعد انحطاطها نقى من الْعرق والأختلاف الَّذِي يخص بِهِ الْحمى فَتثبت الحكم أَنَّهَا غب كَمَا أَنَّك لَو رَأَيْتهَا قد نابت غبا فَأَما ان كَانَ النافض يَسِيرا فنظرك فِي سَائِر هَذِه الدَّلَائِل يَنْبَغِي أَن يكون أَكثر لِأَنَّهُ قد يُمكن عِنْد ذَلِك أَن تكون النائبة فِي كل يَوْم اَوْ الرّبع أَو شطر الغب فَلْيَكُن تفقدك لسَائِر مَا ذكرت عِنْد ذَلِك أَشد وَأكْثر. دَلَائِل الرّبع قَالَ: من أبين دلائلها دَلِيل يظْهر فِي أول نوبتها مادام النافض قَائِما وَهُوَ أَن يكون نبضه شَدِيد التَّفَاوُت شَدِيد الأبطاء فِي ذَلِك الْوَقْت فاما فِي حَال انتهائها فَلَا بُد أَن يحدث فِي النبض تَوَاتر وَسُرْعَة إِلَّا أَنه على حَال بطيء متفاوت بِالْإِضَافَة إِلَى النبض فِي مُنْتَهى الغب. قَالَ: والأختلاف الَّذِي فِي نبضة وَاحِدَة إِلَى الحميات مَخْصُوصَة بِهِ فِي الغب أبين

وَذَلِكَ أَنَّك تَجِد أول الْحَرَكَة وآخرعا أسْرع كثيرا من وَسطهَا وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك فِي الغب لِأَن هَذَا الأختلاف فِيهَا غير بَين وخاصة فِي وَقت مُنْتَهَاهَا وَلَا تحمد فِي الرّبع شدَّة اللهيب والغليان فَلَا تدع مَعَ ذَلِك سَائِر الدَّلَائِل الَّتِي من خَارج مَا قلت وَهل لَهُ طحال عَظِيم فَإِذا شهد ذَلِك وَرَأَيْت مَعَ ذَلِك بعد الأنحطاط النبض أَشد تَفَاوتا وَأَبْطَأ من النبض الطبيعي فقد بَان أَنَّهَا ربع. لي الأختلاف فِي النبض الْخَاص فِي الحميات لَيْسَ هُوَ أَن يكون نبضة عَظِيمَة وَأُخْرَى صَغِيرَة لَكِن الأختلاف فِي نبضة وَاحِدَة وَهُوَ أَن يكون وَسطهَا كَأَنَّهُ شَيْء لابث ممتد وأولها وأخرها سَوَاء) مسرعاً جدا كَأَنَّك فِي الْمثل تتوهم أَن رجلا يحضر أَشد مايكون مُدَّة ثمَّ يبطىء بأحضاره ذَلِك مُدَّة ثمَّ يعقبه بأحضار كَالْأولِ. قَالَ: فَأَما النائبة كل يَوْم فأنك تَجِد الْحَرَارَة فِيهَا مَعَ فضل طوبة وَشَيْء من حِدة وَلَا تتبين حدتها وحرارتها إِلَّا بعد طول وضع الْيَد كَأَنَّهَا نَار مغمورة فِي رُطُوبَة كَثِيرَة أشبه مِنْهَا بِنَار قد غلبت واستحوذت على مادتها ونبضهم أَصْغَر من نبض أَصْحَاب الرّبع وتفاوته أقل من تفَاوت أَصْحَاب الرّبع وَأما بطؤه فمسار للربع والعطش فِي الْمُنْتَهى أقل مِنْهُ فِي الرّبع فكم بالحري أَن تنقص فِي هَذِه كلهَا عَن الغب. قَالَ: وَاللِّسَان وَسَائِر الْبدن يكون فِي الغب على أَشد مَا يكون يبساً وَفِي النائبة كل يَوْم أرطب وَيكون الْقَيْء فِيهَا بلغمياً وَالْبرَاز كَذَلِك وَلَا تكَاد ترى فِي شَاب محرور بل تسرع إِلَى الصّبيان وخاصة الصغار وَإِلَى المبلغمين وخاصة السمان والبطالين والنهمين ومكثري الْحمام بِالْمَاءِ العذب والتملؤ من الطَّعَام والبلد وَالْوَقْت الْمُوَافق لذَلِك وَإِن كَانَت يابسة فِي ذَلِك الْوَقْت فَهُوَ دَلِيل قوي وَلَا يسكنهَا الْعرق كَمَا يسكن الغب وَالرّبع. وَكَذَلِكَ لَا يكَاد ينقى مِنْهَا صَاحبهَا وَالْبَوْل فِي ابتدائها إِمَّا رَقِيق أَبيض أَو أَحْمَر كدر مشبع غليظ: فاما فِي الغب فَأَنَّهُ مشبع الصُّفْرَة أَو دونه قَلِيلا وَأما فِي الرّبع فالبول مُخْتَلف الْأَحْوَال إِلَّا أَنه فِي أَحْوَاله كلهَا غير نضيج فَأَما فِي الحميات الدائمة فأعظم مَا تستدل بِهِ عَلَيْهَا أَنَّك لَا تَجِد فِيهَا شَيْئا مِمَّا ذَكرْنَاهُ. لي: إِنَّمَا لَا يُوجد فِيهَا النافض فَقَط. قَالَ: وَأَن تمْضِي بالحمى أَربع وَعِشْرُونَ سَاعَة وَلَا تَجِد تَنْقَضِي فِيهَا وَأَن يكون تزيدها مُخْتَلفا وَهَذَا الدَّلِيل مَعَ سَائِر دلائلها على سَائِر أمرهَا قد تنذر بِطُولِهَا وَلَا يذهب أثر الْحمى من النبض الْبَتَّةَ فَأن كَانَ لَهُ مَعَ ذَلِك سوء نظام أَو سوء وزن فَذَلِك يدل مَعَ أَنَّهَا لَيست من الحميات لي: يَنْبَغِي أَن يفهم مَا يزِيد بتزيد مُخْتَلف فَأن بقيت بِهَذِهِ الْحَال وَرَأَيْت لَهَا فِي الثَّالِث هيجاناً أَزِيد وَلَيْسَ فِي البرَاز وَالْبَوْل نضج فَلَيْسَ تَنْقَضِي فِي السَّابِع فَأن رَأَيْت الْحَال كَذَلِك فِي الرَّابِع فِي عدم النضج وَرَأَيْت الْبدن غير ضامر والحرارة كَأَنَّهَا مندفنة فَأَنَّهَا تطول أَكثر. قَالَ: وَأحد الحميات الْحمى المفترة وأسلمها الغب وأطولها الرّبع وَلَا خطر فِيهَا.

وَأما النائبة كل يَوْم فطويلة غير سليمَة وَيَنْبَغِي أَن تقدر الْغذَاء مُنْذُ أول الْأَمر بِحَسب كل وَاحِدَة مِنْهَا وَذَلِكَ أَن الحاد السَّرِيع الْبلُوغ إِلَى منتهاه ينفع أَن يدبر صَاحبه التَّدْبِير اللَّطِيف.) وَأما البطيئة النِّهَايَة فَأن لم يُعْط صَاحبهَا أغذية أغْلظ أتلفته إِذا اضطررت أَن تنْتَقل عَن ذَلِك التَّدْبِير إِلَى غَيره فِي غير الْوَقْت الَّذِي يجب وَذَلِكَ أَنه فِي وَقت النِّهَايَة أحْوج مَا يكون الْمَرِيض إِلَى تلطيف التَّدْبِير. وَقَالَ: انْظُر فِي كل الحميات وخاصة فِي الغب أخالصة هِيَ أم مشوبة فَأن الغب الْخَالِصَة تَنْقَضِي أَكثر مَا يكون فِي سَبْعَة أدوار وَلَا تجاوزها وَهِي مَعَ ذَلِك أسلم الحميات وَإِن كَانَت غير خَالِصَة وَلَا نقية فالحال فِيهَا بالضد. مِثَال: ابْتَدَأَ بفتى ابْن اثْنَتَيْ عشرَة سنة أَبيض اللَّوْن سمين بطال التَّدْبِير حمى على مَا أصف فِي ابْتِدَاء الخريف فَلم تُفَارِقهُ إِلَّا بعد الرّبيع بأيام وَكَانَ ابْتِدَاؤُهَا بقشعريرة قَرِيبا من وَقت الصُّبْح ثمَّ لم تكن حَرَارَتهَا حِين صعدت شَبيهَة بحرارة الغب وَلَا نبضه شَبِيها بالنبض فِي الغب وَلَا أَصَابَهُ قيء مرار وَلَا عرق وَلكنه لبث يَوْمه ذَلِك وَلَيْلَته أجمع إِلَى الْغَدَاة محموماً فَلَمَّا كَانَ فِي السَّاعَة الثَّالِثَة من الْيَوْم الثَّانِي ندى بدنه ندى يَسِيرا فتحللت حماه بعض التَّحَلُّل إِلَّا أَنه تحلل ضَعِيف وبكد مَا ظهر نقاؤه فِي آخر ذَلِك الْيَوْم وَكَانَ على حَال فِي عرقه دَلَائِل حمى بَاقِيَة إِلَّا أَنه كَانَ خَفِيف الْبدن عشيته تِلْكَ وَلَيْلَته فَلَمَّا كَانَ نَحْو الصُّبْح عرضت لَهُ النّوبَة كالحال الأولى وانتظم على هَذِه الْحَال طول تِلْكَ الْمدَّة وَكَانَ نبضه فِي طول تِلْكَ الْمدَّة صلباً وبوله غير نضيج فَلَمَّا كَانَ فِي الرّبيع ابْتَدَأَ نبضه يلين وَأَقْبَلت ترسب فِي الْبَوْل رسوب محمودة وَهَذِه حَال الغب الَّتِي هِيَ أبعد شَيْء من الْخَالِصَة وَأما مَا بَين الْخَالِصَة وَغير الْخَالِصَة من هَذِه الحميات فكثيرجداً وَلَيْسَ يعسر تعرفها من تعرف الطَّرفَيْنِ أَحدهمَا هَذَا الَّذِي ذكرت وَالْآخر أَن الغب الْخَالِصَة تنوب أَربع سَاعَات وَإِلَى اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة أَكثر شَيْء وَيكون فِي الْبَوْل فِي الثَّالِث وَالرَّابِع وَلَا محَالة عَلامَة نضج وعَلى هَذَا فاعرف خلوص النائبة كل يَوْم من الرّبع لِأَن الْحمى الَّتِي تَجِد فِيهَا جَمِيع أَعْلَام الرّبع الْخَالِصَة وبالضد وَالرّبع والبلغمية إِذا لم تخلصا قصرت مدتهما كَمَا أَن الغب إِذا لم تخلص طَالَتْ مدَّتهَا فعلى هَذَا انْظُر فِي المفترة وَاجعَل تدبيرك بِحَسبِهِ وَأما اللَّازِمَة فاقصد فِيهَا بِالنّظرِ إِلَى الْبَوْل وَالْبرَاز وسحنة الْبدن كُله والنبض وَقدر الْحَرَارَة والأسباب الْخَارِجَة فعلى ذَلِك تكون قَالَ: وَيَنْبَغِي فِي الغب أَن تقصد بجهدك إِلَى تبريد الْبدن وترطيبه ولاستفراغ الصَّفْرَاء بالقيء وَالْبرَاز وتسييل الْبَوْل والعرق فَأن تنقية الْبدن بهَا محمودة واستعن على تليين الْبَطن بالحقن اللينة ن وَإِذا ظَهرت عَلَامَات النضج فأعطه أفسنتيناً فَأن لَهُ عملا مَحْمُودًا والإستحمام بِمَاء) حَار عذب يستفرغ شَيْئا من المرار وينفع لِأَنَّهُ يرطب الْبدن فَأَما غير العذب فَلَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فَأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى الذبول إِن اسْتعْمل فِي هَذِه الْحَال. وتبريد بدن صَاحب هَذِه الْحمى وترطيبه مُوَافق لَهُ فَلْيَكُن غرضك فِي استحمامه أَن ترطبه فَقَط وَإِن ظَهرت عَلَامَات

النضج فَلَيْسَ تخطىء إِن أدخلته الْحمام مَرَّات وَلَا إِن سقيته شرابًا رَقِيقا مكسوراً بِالْمَاءِ ولتكن أطعمتهم بَارِدَة رطبَة وَمَا يقدر على استمرائه وأصوب الطَّرِيق فِيهِ أَن تقتصر على مَاء كشك الشّعير إِلَى أَن يَجِيء البحران فَهَذَا تَدْبِير الْخَالِصَة. وَأما غير الْخَالِصَة فاجتهد فِي أَن لَا تزيد فِي الْمَرَض من جِهَة الْغذَاء وَلَا توهن الْقُوَّة من الْمَرِيض من أجل اللطافة وانح فِي ذَلِك نَحْو طول الْمَرَض وَقدر الْقُوَّة لِأَن طول الْمَرَض يحْتَاج إِلَى تَقْوِيَة الْغذَاء وَكَذَا ضعف الْقُوَّة وبالضد وَلَا تدخلهم الْحمام إِلَّا بعد النضج. واغذهم أقل من غذَاء صَاحب الغب الْخَالِصَة فَأن احتاجوا إِلَى أخراج الدَّم فافعل ودبر الْغذَاء بِحَسب ماترى بِأَن تخلط بهَا مَا يقطع ويسخن وأوفق مَا يعالجون بِهِ كشك الشّعير ملقى فِيهِ فلفل أَو زوفاً أَو صعتر أَو سنبل الطّيب تلقيه فِي مَاء الْعَسَل وأدر بَوْلهمْ بِمَا لم يكن مفرط اليبس وَأفضل مَا عولجوا بِهِ أفسنتين وتواتر سقيه وَبعد السَّابِع السكنجين والأدوية المسهلة السليمة. فَأَما الْقَيْء بعد الطَّعَام فَيبلغ من نَفعه أَنِّي أعرف خلقا قد تخلصوا بِهِ من هَذِه الحميات. علاج اصحاب الرّبع قَالَ: دبر أَصْحَاب الرّبع فِي أول الامر بالفصد وَلَا تسقهم شَيْئا من الْأَدْوِيَة القوية وَلَا تستفرغ إِلَّا أَن يكون الدَّم غَالِبا جدا فيفصدوا كَمَا قدمنَا من الباسليق فَأن لم يكن فالأكحل وتفقد حَال الدَّم فان كَانَ غليظاً أسود وَأكْثر مَا تَجِد ذَلِك فِي أَصْحَاب الأطحلة الغليظة فأمعن فِي أخراج الدَّم فَأن كَانَ أَحْمَر ناصعاً رَقِيقا فاقطع أخراجه عَن الْمَكَان وَاجعَل فصدهم من الباسليقن فَأن لم يكن من الباسليق فالأكحل وَاجعَل أغذيتهم لَا تولد رياحاً الْبَتَّةَ بل تحلها وتتوخى تلين بَطْنه مَا أمكن بالأشياء المألوفة فَأن لم ينجح فبالحقن أَولا بِمَا فِيهِ حِدة يسيرَة ثمَّ بالأقوى وامنعهم من الْأَطْعِمَة الغليظة جدا وامنعهم من الشَّرَاب الرَّقِيق والأطعمة الرُّخْصَة الَّتِي لَا لزوجة فِيهَا ويسعملون المالح والخردل فِي الْأَيَّام بعد تطاول الْعلَّة ودواء القاقلى والكمونى وَإِن أمسك عَن الْحمام إِلَى أَن تَنْتَهِي الْحمى كَانَ أَجود وَإِن لم تكن الْحمى قَوِيَّة فَيَنْبَغِي أَن يرتاض فِي يَوْم الرَّاحَة فَهَذَا علاجها إِلَى وَقت الْمُنْتَهى وَظُهُور النضج وَبعد النضج يستفرغ ويدر الْبَوْل وتنطل الأحشاء بِمَا يلين صلابتها وتعود بهَا بعد الْمُنْتَهى مُدَّة طَوِيلَة فَأَنَّهُ صَالح لَهُ) وإسهاله بعد الْمُنْتَهى بِمَا يستفرغ الأخلاط السوداوية مرَارًا كَثِيرَة والقيء على التملؤ من الطَّعَام مَرَّات مُتَوَالِيَة وَإِن لم يعق عائق فقيئهم بالخربق الْأَبْيَض بعد أَن تغرزه فِي فجل وتدعه حَتَّى يَأْخُذ قوته وَيطْعم ذَلِك الفجل فَأن لم يبلغ مايراد سقِِي الخربق نَفسه. وَمن يعسر عَلَيْهِ الْقَيْء استفرغ من الْبَطن ثمَّ يعْطى الترياق وَسَائِر الْأَدْوِيَة الْمَذْكُورَة لهَذِهِ الْحمى وأبلغها دَوَاء الحلتيت وَأما من يسْتَعْمل شَيْئا من هَذِه الْأَدْوِيَة فِي الأبتداء وَبِالْجُمْلَةِ قبل الأنتهاء فأنما يزِيد فِيهَا فَأَما علاج النائبة فِي كل يَوْم فَأَنَّهُ يسقى السكنجين فِي الْأَيَّام الأول وَمَا يدر الْبَوْل أدراراً صَالحا وَجُمْلَة التَّدْبِير فِي هَذِه الْعلَّة يكون ملطفاً مقطعاً وَإِذا بلغت الْمُنْتَهى فاعتن بالمعدة وخاصة فمها ثمَّ مره بالقيء بالفجل بعد التماؤ من الطَّعَام واستفراغ البلغم بالإسهال.

فَأَما علاج الحميات الدائمة فَمَا كَانَ مِنْهَا لَا يُجَاوز السَّابِع أَو نَحوه وَالْقُوَّة قَوِيَّة وَالسّن مُحْتَملَة فدبرهم بِالتَّدْبِيرِ الَّذِي فِي غَايَة اللطافة والأستقصاء وَمَا يُجَاوز مِنْهَا منتهاه السَّابِع وَالْقُوَّة غير قَوِيَّة فدبره فِي الأبتداء تدبيراً غليظاً فَإِذا دنى الْمُنْتَهى فدبره بألطف التَّدْبِير ثمَّ عد فِي الأنحطاط إِلَى تَدْبِير أغْلظ قَلِيلا وَاجعَل مَرَاتِب التَّدْبِير فِي تَغْلِيظ الْغذَاء على مِثَال مَرَاتِب التنقص فِيهِ قبل مُنْتَهى الْعلَّة. وَأما الفصد فاستعماله إِذا كَانَ الْمَرَض عَظِيما وَمَتى رَأَيْت فِي الْبدن الْحمرَة أَزِيد مِمَّا كَانَت فِي الصِّحَّة وَكَانَ يحس بثقل فِي الْبدن كُله بِخِلَاف الْعَادة وَالْعُرُوق دارة ممدودة فَحِينَئِذٍ استفرغ الدَّم إِلَّا أَن يمْنَع ضعف الْقُوَّة وَغَيره وَجَمِيع التَّدْبِير الرطب نَافِع لجَمِيع أَصْحَاب الحميات الحادة أغذية كَانَت أَو غَيرهَا فاغذهم بِمَاء كشك الشّعير إِلَّا من كَانَ يحمض فِي معدته وبماء الْعَسَل إِلَّا من كَانَ يَسْتَحِيل فِي معدته إِلَى المرار وَإِذا غلظ التَّدْبِير أَكثر من ذَلِك فالخبز المغسول وَنَحْوه. وَمَتى كَانَت الْحمى شَدِيدَة الْحَرَارَة والتلهب فَأول ماترى فِيهَا عَلَامَات النضج قد ظَهرت فنق وأقدم على سقِِي أَصْحَابهَا المَاء الْبَارِد ومقداره يكون حسب وَقت السّنة والبلد والطبع وَالْعَادَة فَهَذِهِ جملَة تَدْبِير الحميات الَّتِي لَا أَعْرَاض مَعهَا مقلقة دَاعِيَة إِلَى العلاج لَهَا. فَأَما الحميات الَّتِي مَعهَا أَعْرَاض مقلقة دَاعِيَة إِلَى علاج فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن تفرد الْقَصْد لَكِن خمن وأحدس كم مِقْدَار الْخطر فِي ذَلِك الْعرض وَفِي الْحمى فقاوم أشدهما وأصعبهما وَلَا تغفل الآخر. مِثَال ذَلِك: أنزل أَن رجلا عرضت لَهُ الْحمى وَفِي بدنه امتلاء من الدَّم إِلَّا أَنه قريب الْعَهْد فتحمه ويجد لذَلِك عصراً فِي فَم الْمعدة وَقد تقيأ خلطاً ردياً فأضر ذَلِك بالمواضع الَّتِي مر بهَا مضرَّة عَظِيمَة وقلق لذَلِك) وَبِه كرب فَانْظُر أينبغي أَن تفصد للحمى فتفرغ ذَلِك الأمتلاء كَمَا كنت تفعل لَو كَانَت الْمعدة عليلة من غير أَن يلْحق علاجك مَكْرُوه أَو تقدم الْعِنَايَة بِفَم الْمعدة. فأذا صلح اسْتعْملت من بعد الأستفراغ الَّذِي تحْتَاج إِلَيْهِ وَأَنا أوثر الثَّانِي فقد رَأَيْت مرضى استفرغوا فِي هَذِه الْحَال قبل تَقْوِيَة الْمعدة فَهَلَك بَعضهم وَبَعْضهمْ أشرف على الْهَلَاك وَمن كَانَ بِهِ مَعَ مثل هَذِه الْحمى ذرب فكفاه الذرب من أَن يستفرغ فَأن كَانَ أقل مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فبحسب امتلائه وَذَلِكَ أَن من ظن بِمن كَانَت هَذِه حَاله أَنه يحْتَاج إِلَى استفراغ أَكثر مِمَّا بِهِ وَتقدم فِي فصده فَأَنَّهُ مشرف مِنْهُ على خطر فادح سريع وَكَذَلِكَ مَتى كَانَ قد عرض للعليل تشنج وَكَانَ يحْتَاج أَن يستفرغ مَعَ ذَلِك فَلَا يستفرغ الدَّم بِمرَّة بِحَسب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الأمتلاء الَّذِي فِي بدنه لَكِن يستفرغ مِنْهُ شَيْء بِسَبَب ذَلِك الْعَارِض إِذا كَانَ قد تهيج الْعرق كثيرا ويجلب السهر ويهد الْقُوَّة وَكَذَا مَتى كَانَ العليل قد عرض لَهُ سهر ووجع شَدِيد فاحذر الأستفراغ الْكثير وَمَا يكون مِنْهُ فِي دفْعَة وَيَنْبَغِي أَن تعد مزاج الْهَوَاء إِذا كَانَ شَدِيد الْحَرَارَة اَوْ الْبرد بِمَنْزِلَة عرض من الْأَعْرَاض فتوق أَيْضا أَن تخرج الدَّم فِي شدَّة حر أَو برد فَأَنَّهُ يعرض عَن أخراج دم كثير فِي الْوَقْت الْحَار للمحمومين غشي شَدِيد وَفِي الْأَوْقَات الْبَارِدَة جدا برد شَدِيد فِي أول نوبَة الْحمى مهلك لَا يسخن مَعَه.

والأعلاء مُخْتَلفُونَ أَيْضا فِي مقادير احتمالهم للأستفراغ بِحَسب مزاجهم وعادتهم فَانْظُر فِي ذَلِك من تحْتَاج أَن تستفرغ وَهُوَ لَا يحْتَمل فاستفرغه قَلِيلا قَلِيلا فِي مَرَّات. لي الأستدلال على الحميات على ماينبغي أَن يحفظ الطَّبِيب ماينفع حفظه وَذَلِكَ يكون إِمَّا من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم أَو من الْحَال الْحَاضِرَة أَو من الْأَبْنِيَة أَو من الزَّمَان أَو من الْمَكَان وَالسّن والمزاج والنبض وَالْبَوْل والنافض والعرق وَكَيْفِيَّة حرارة الْحمى وَمِقْدَار النوائب وَكَيف تنوب والعطش وَحَال الأحشاء والقيء وَالْبرَاز وَإِمَّا من الْأَشْيَاء الَّتِي تتبعها الْحمى وغما من الْأَعْرَاض اللاحقة مثل السهر والصداع والتشنج وَغير ذَلِك. 3 (التَّفْرِقَة بَين أَجنَاس الحميات) 3 (وأنواعها الأول والثواني والأنواع والأشخاص) والتفرقة تكون إِمَّا بَين أجناسها وَإِمَّا بَين أَنْوَاعهَا. أما بَين أجناسها الأول فَيَنْبَغِي أَن تعرف التَّفْرِقَة بَين الحميات الَّتِي هِيَ من مرض وَالَّتِي هِيَ من عرض فالتفرقة بَينهمَا تكون بِأَن الحميات الَّتِي تتبع الأوجاع والأورام هِيَ أَعْرَاض مثل الْحمى التابعة لورم الكبد والتشنج واما الْأَجْنَاس الَّتِي هِيَ دون هَذِه فالتفرقة بَين حمى يَوْم وَحمى عفن وَحمى دق إِمَّا مِمَّا يتقدمها بِأَن يكون لَهَا سَبَب باد وغما من الْحَاضِر فَلَا نافض مَعهَا وَلَا حرارة محرقة وَيكون فِي انحطاطها عرق كثير مَحْمُود وَلَا يعرض إِذا استحم صَاحبهَا لَهُ قشعريرة فِي الْحمام فَهَذَا فرق بَين حمى يَوْم وَبَين الغب وَالرّبع والبلغمية وَلَيْسَ يفرق بَينهَا وَبَين سونوخوس بعد. فَأَقُول: حمى عرض تشارك حمى مرض فِي خَاصَّة وَهِي انهما جَمِيعًا تسخنان وتلهبان وتفترقان فِي أَن هَذِه تَابِعَة وَتلك نَفسهَا مرض. تَفْصِيل الحميات بِأَلْفَاظ منطقية يَنْبَغِي أَن تعْمل هَذَا على هَذِه الْجِهَة فَأَنَّهُ أَجود مَا يكون واصحه على نَحْو ماعمل ابْن نهرين حمى يَوْم تشارك حمى عفن فِي أَنَّهَا تَحْمِي الْبدن وتخالفها فِي أَن الْبَوْل فِيهَا نضيج والحرارة فاترة وَاحْتِمَال الْمَرِيض لَهَا سهل وسببها باد. وتشارك حميات العفن حمى الدَّم فِي أَنه لَا نافض فِيهَا وتخالفها فِي أَن مَعَ الترقية عرقاً وَلَيْسَ ذَلِك مَعَ المطبقة فِي ان حَرَارَتهَا هادئة سَاكِنة وحرارة سونوخوس حرارة محرقة وتنفصل من الغب بِأَن لَهَا سَببا بادياً وتسرع الْحَرَارَة وينضج الْبَوْل وتشركها فِي الْعرق وَفِي الأنحطاط وتخالفها فِي النضج فِي الْبَوْل وَفِي أَنه لَا نافض فِيهَا ثمَّ تمر على هَذَا حَتَّى تحكم ذَلِك أجمع فتعلم فِي كم شَيْء توَافق كل وَاحِدَة وَفِي كم تخالفها فَأن ذَلِك عون جيد على حفظه أَن شَاءَ الله. جَوَامِع أغلوقن الْأَمْرَاض المزمنة لَا يَنْبَغِي أَن تسهل فِيهَا حَتَّى ينضج الْخَلْط وَأما الَّتِي الأخلاط فِيهَا سابحة فِي الْبدن فاستفرغ وَلَا تنْتَظر وَلَكِن بعد أَن تنظر هَل هِيَ رقيقَة سهلة

الْخُرُوج قَليلَة اللزوجة وَلم يكن سَبَب الْعلَّة تخماً وأطعمة غَلِيظَة حدث لَهُ بِسَبَبِهَا انتفاخ الجنبين وتمددهما وَلَا حرارة وَلَا ورم فِي الأحشاء وَأَن طرق المجاري مَفْتُوحَة. الطَّبَرِيّ: وَلَا تسْتَعْمل الإسهال إِذا كَانَ من خلط غليظ كَحمى الرّبع والبلغمية إِلَّا بعد النضج. لي إِن الْعَلامَة الَّتِي تُعْطى فِي الحميات من النبض تُوجد من انقباض الْعرق سَرِيعا وَهِي عَلامَة غامضة وَذَلِكَ أَن كثيرا مِمَّن لَيْسَ بصغير الشَّأْن فِي الطِّبّ قد أنكر أَن يدْرك انقباض الْعرق فدع سرعَة الأنقباض وَإِذا كَانَ انقباض النَّفس سَرِيعا فَذَلِك يدل على حرارة نارية بِقدر سرعَة الأنقباض. لي أَنه صَحَّ لي مِمَّا قَرَأت فِي كتاب البحران أَن نافض الرّبع بَارِد بِالْإِضَافَة إِلَى نافض الغب ونافض الغب كَأَنَّهُ شَيْء يوعد ويلذع الْبدن بثقل شَدِيد مؤلم للعظم بثقله ونافض الرّبع مثل جليدي يماس. من النبض الْكَبِير إِذا رَأَيْت النبض زَائِدا فَانْظُر أَن وجدته بعد سَاعَة أُخْرَى بِحَسبِهِ زَائِدا فَأَنَّهُ ابْتِدَاء نوبَة حمى يَوْم وَإِن كَانَ بنفض فَذَاك لِأَنَّهُ أَخذ دَوَاء حاراً. لي كَيفَ يكون عظم النبض دَالا على ابْتِدَاء النّوبَة وَإِنَّمَا يكون فِي ابْتِدَاء النوائب صَغِيرا. لي أَن النبض إِنَّمَا تَتَغَيَّر حَاله بِحَسب حَال النَّفس فَاسْتَعِنْ بِالنَّفسِ فَأن الأنقباض والأنبساط صلب لطول زمانهما فَأن انقباض النَّفس يخفى فَإِذا رَأَيْت زمَان الأنقباض قَصِيرا فَاعْلَم أَن انقباض الْعرق أَيْضا قصير الزَّمَان وَإِذا رَأَيْت الوقفة بعد الأنقباض إِلَى أَن يعودالأنبساط قَصِيرا فَاعْلَم أَن النبض متواتر وَقصر زمَان الأنقباض يدل على أَن الْحَاجة إِلَى قذف البخارات شَدِيدَة وَهِي الَّتِي تحْتَاج إِلَى كَونهَا فِي حمى يَوْم لِأَنَّهُ فِي هَذِه الْحمى لَا تشتد الْحَاجة إِلَى إِخْرَاج البخارات ضَرْبَة لِأَنَّهَا لَيست حارة كبخارات العفن وَيدل أَصْحَاب الكبد على هَذَا بالنبض فدع النبض وَانْظُر فِي النَّفس فعلى قدر صغر زمَان إِخْرَاج النَّفس احكم بِشدَّة الْحَاجة إِلَى إِخْرَاج البخار وعَلى قدر سرعَة زمَان إِدْخَال النَّفس وَقصر الوقفة بعد إِخْرَاج النَّفس إِلَى أَن يعود الأنبساط فاحكم بتزيد الْحَرَارَة ن وَجُمْلَة فَأن النبض نفس مُنْقَطع أَعنِي أَنه نفس وَاحِد تكون مِنْهُ نبضات عداد وحاله أبدا لَازم لحَال النَّفس فَاسْتَعِنْ بِهِ أبدا عَلَيْهِ. وَقَالَ فِي النبض الْكَبِير: من العلامات الْغَيْر الْمُفَارقَة لحميات العفن أَن يكون الأنقباض زَائِدا للسرعة فَخذ نَفسك بالتدرب فِي حس الأنقباض فَأَنَّهَا عَلامَة لَا تفارق ابْتِدَاء نوبَة الحميات العفنة وَهِي بعيدَة من الْكَذِب جدا. قَالَ: وَالدَّم يمِيل فِي ابْتِدَاء هَذِه النوائب إِلَى بَاطِن الْبدن والأحشاء فَيكون لذَلِك الأنبساط أَضْعَف وأصغر لَكِن إِذا كَانَ مَعَ صغر الأنبساط سرعَة الأنقباض وعظمه فَأن ذَلِك ابْتِدَاء نوبَة حمى وَإِن لم يكن مَعَه ذَلِك فَأَنَّهُ قد يكون صغر الأنبساط للهم وَالْغَم وَنَحْوه ممايرد الدَّم إِلَى بَاطِن الْبدن.

لي تعرف ذَلِك من النَّفس قَالَ: وَهَذِه عَلَامَات لَا تكون فِي حمى دق لِأَنَّهُ لَا يكون فِيهَا ابْتِدَاء نوبَة وَلَا فِي حمى يَوْم لِأَنَّهُ لَا يحوج الْقلب إِلَى سرعَة قذف البخارات الحارة لِأَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ عفن يكون هَذِه البخارات فَلْيَكُن سرعَة الأنقباض عَلامَة خاصية لحمى عفن. قَالَ: والحميات الكائنة مَعَ ورم من هَذَا الْجِنْس فَلذَلِك مَعهَا هَذِه العلامات إِلَّا أَن الْفرق بَينهمَا) أَن فِي الورمية النبض مَعَ سرعَة الأنقباض فِيهِ صلابة وَإِنَّمَا ينضغط النبض ويصغر ويبرد الْبدن فِي أول النّوبَة لِأَنَّهُ يصير إِلَى بَاطِن الْبدن من الأخلاط الْبَارِدَة على غَلَبَة الْبرد مَا يكَاد يطفىء حرارته الغريزية بِمَنْزِلَة حطب كثير يلقى على نَار يسيرَة فَأن لم تنطفىء النَّار وَأخذت تعْمل فِيهَا فانها لاتزال تظهر قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تقوى وَهَذَا يشبه صعُود الْحمى. وَحِينَئِذٍ تدفع الطبيعة مَا لم يُمكنهَا إحالته من هَذِه الفضلات إِمَّا لطيفها فبالأنقباض بِالنَّفسِ وَهُوَ البخار الدخاني وَأما كثيفها فبالعرق والرسوب بالبول والخراجات وَنَحْو ذَلِك من أَسبَاب البخارين. لي قد صحّح هَذَا مَا كنت استخرجته انا أَن حَال برودة الْبدن فِي الْحمى مرّة وسخونته بعقبها احرى تشبه حَالنَا إِذا تغذينا وشربنا مَاء بَارِدًا فبردنا أَولا ثمَّ سخنا بعد ذَلِك وَبَين أَن الحميات تكون إِذا كثرت الأخلاط النِّيَّة فِي الْبدن أَعنِي حميات العفن الَّتِي يتقدمها نافض وَصحح أَيْضا أَن الحميات الَّتِي لَا يتقدمها نافض لَيست تكون عَن أخلاط نِيَّة الْبَتَّةَ وَهِي غير مستعدة للعفن بل هِيَ بَارِدَة جدا وَلِأَن هَذِه الفضلات لاتجيء إِلَى نَاحيَة الْقلب وَلَكِن تكون بالبعد عَنهُ فِي من كناش ابْن سرابيون: الحميات المزمنة يحْتَاج فِيهَا إِلَى مايدر الْبَوْل ويسخن أسخاناً صَالحا كالأفسنتين والغاريقون والغافت والشكاعي والباذاورد والنانخواه وَنَحْوهَا يُعْطي طبيخها وَإِن كَانَت حرارة بَاقِيَة جعل مَاء الهندباء والكرفس وعنب الثَّعْلَب إِن شَاءَ الله. أَقْرَاص لَهُ أَيْضا يُؤْخَذ للحميات العتيقة عصارة غافت عصارة أفسنتين شكاعي باذاورد شاهترج بزر كشوث بزر الْبِطِّيخ مقشراً بزر الْخِيَار رب السوس ورد يجمع ويقرص فَأَنَّهَا تسكن الْعَطش والحمى وتقلع الحميات العتيقة جدا. طبيخ للحمى العتيقة: أصل كرفس وأصل رازيانج وإذخر وأنيسون ومصطكي وعصارة غافت يطْبخ ويسقى. لي يسقى القرص بِهَذَا المَاء أَيَّامًا فَأَنَّهُ يقْلع الحميات المزمنة وَإِن كَانَ حِدة سقِِي بسكنجين. وَإِن كَانَ أحد سقِِي بِمَاء الهندباء وَشَيْء من كرفس إِن شَاءَ الله. لي كَانَ بصبي حمى تنوب كل يَوْم فسقيته أَقْرَاص الْورْد فَصَارَت تنوب غبا وَذَلِكَ من أجل السنبل وَقد جربت ذَلِك فِي لناقه فرأيته كثيرا مَا ترد عَلَيْهِ الْحمى.

من الثَّانِيَة من كتاب البحران: حمى يَوْم إِنَّمَا تكون من سخونة الرّوح فَقَط من غير أَن يكون فِي الأخلاط عفن أَو يحدث فِي الْأَعْضَاء ورم خلا الَّتِي تكون من ورم الغدد وَقَالَ: قد تحدث من) سهر وتخمة وغم وهم وَغَضب وَحرق شمس وَبرد وتعب والإكثار من الشَّرَاب وَنَحْو ذَلِك والعلامات الشاملة لجَمِيع حمى يَوْم أَن النبض يزْدَاد سرعَة وتواتراً وَكَثِيرًا مايزداد عظما وَيبقى استواؤه الطبيعي بِحَالهِ ونظامه وَلينه. وَكَذَا الْبَوْل فَأَنَّهُ رُبمَا كَانَ مَعَه غمامة حميدة مُتَعَلقَة. وَرُبمَا كَانَ فِيهِ رسوب وَرُبمَا كَانَ فِيهِ غمامة طافية وَكله حسن اللَّوْن وَأما الْحَرَارَة فَأَنَّهَا بخارية لِأَنَّهُ رُبمَا تبين ذَلِك حِين تضع يدك على الْبدن وَرُبمَا تبين ذَلِك بعد وَلَيْسَ مَعهَا شَيْء من الْأَعْرَاض الخبيثة الْمَذْكُورَة فِي كتاب تقدمة الْمعرفَة أَعنِي الْوَجْه الشبيه بِوَجْه الْمَيِّت كلطء الصدغ وَالْأنف الدَّقِيق وَالْعين الغائرة فَهَذِهِ العلامات العامية لَهَا. فَأَما الَّتِي تخص كل نوع مِنْهَا فَانِي سأذكر مِنْهَا طرفا. أما الْحَادِثَة عَن عوارض النَّفس فَأَقُول: إِنَّك إِن أحضرت الْمَرِيض وَتلك الْعَوَارِض بَاقِيَة بعد فِي نَفسه فتفقد النبض خَاصَّة كَمَا بيّنت فِي كتاب النبض واضف إِلَيْهِ الأستدلال بِسَائِر الْأَشْيَاء وَإِن كَانَت الْعَوَارِض قد سكنت فستجد فِي النبض عَلامَة خُفْيَة تدل على ذَلِك الْعَارِض الَّذِي كَانَ بِسَبَب الْحمى. لي السُّؤَال عَن السَّبَب البادي يعينك على الأستدلال بِغَيْرِهِ فاقصد لذَلِك فَأَنَّهُ أسهل وأرضح. وَمِمَّا يعم جَمِيع حميات يَوْم أَن بَوْل جَمِيعهم أقرب إِلَى الصُّفْرَة المشبعة. حمى يَوْم من غم تَجِد بدنه جدا أَكثر من الْحَرَارَة وَمن غضب خلاف ذَلِك وتجد ضمور الْبدن فِي من عرضت لَهُ هَذِه من غم أبين وَالْعين غائرة واللون حَائِل وَفِي الْهم أَكثر مَا تستدل على الْحمى من عوارض النَّفس فضلا عَن الْمَرَض والعلامات فِيهَا فِي الْمَرَض أبين وَفِي السهر ميزه من لون الْوَجْه. وَذَلِكَ أَنه يكون متهبجاً وبكد مَا يُحَرك عَيْنَيْهِ. قَالَ: وَالْعين تَجف فِي من يحم ويهيج جدا وغور الْعين مُشْتَرك بحمى غم وسهر وَفِي الْغَضَب لَا تغور الْعين وَلَا يكون الْبَوْل ردياً بل الْحَرَارَة فِي أبدانهم أَكثر وترتفع من الْعين بِسُرْعَة ولاينقص عظم النبض كَمَا ينقص فِي أَصْحَاب السهر والهم وَالْغَم. فِي حمى التَّعَب يكون الْجلد جافاً فِي الْوَقْت الَّذِي بَين أول الْحمى ومنتهاها ثمَّ أَنه مُنْذُ الْوَقْت يرْتَفع من العمق مَا لم يسرف فِي التَّعَب بخار وَفِي بَعضهم قد يبْقى اليبس بِحَالهِ وَأكْثر مَا يكون ذَلِك فِي من أفراط فِي التَّعَب وَلمن عرض لَهُ بَغْتَة مَعَ برد ونبض من أسراف فِي التَّعَب صَغِير وَأما من لم يسرف فَأن نبضه يكون عَظِيما. فِي استحصاف الْجلد: يستحصف الْجلد إِمَّا من برد أَو من شَيْء قَابض يلقاه مثل الأستحمام) بِمَاء الشب وَيعرف ذَلِك من اللَّمْس لِأَن أبدان هَؤُلَاءِ لَا تجدها حارة اللَّمْس أول مَا تضع يدك عَلَيْهَا بل سَاكِنة الْحَرَارَة فَإِذا طَال مماستك لَهَا وجدت الْحَرَارَة قد احتدت وَلَا يكون بَوْلهمْ مشبع الصُّفْرَة ولاأبدانهم ضامرة وَلَا أَعينهم غائرة وَلَا جافة وَلَكِن أرطب وَأبقى مِمَّا كَانَت فِي وَقت

فِي ورم الغدد يكون النبض فِي غَايَة الْعظم سَرِيعا متواتراً والحرارة فِي بدنه كَثِيرَة ويرتفع مِنْهُ بعد مُنْتَهى الْحمى سَرِيعا من عمق الْبدن ندى حَار إِلَّا أَن حرارته لذيذة غير مَكْرُوهَة لِأَن الْحَرَارَة واللذع فِي هَذِه الْحمى أقل مِنْهُ فِي جَمِيع أصنافها الْأُخَر وَيكون الْوَجْه أَحْمَر وَأَشد انتفاخاً مِمَّا كَانَ ويميل الْبَوْل إِلَى الْبيَاض. عَلامَة غائرة ويعم جَمِيع أَصْحَاب حمى يَوْم اسْتِوَاء النبض وَفِي الندرة يُوجد اخْتِلَاف فِي نبضة وَاحِدَة وَلَا يكَاد يكون ذَلِك بَينا. جَوَامِع البحران: العلامات الْعَامَّة لحمى يَوْم اجْمَعْ اسْتِوَاء النبض ونضج الْبَوْل وَأَن تكون عَارِية من الْأَعْرَاض الردية. من أَصْنَاف الحميات من الأولى: الْأَبدَان المستعدة لحمى يَوْم هِيَ الَّتِي يتَحَلَّل مِنْهَا بخار حاد حَار فَأن هَذِه إِذا تكاثف سطحها حدث فِيهَا حمى يَوْم. فِي الْحمى الَّتِي من ورم الأربية واللحوم الرخوة. قَالَ: من هَذِه الحميات ماهي من جنس حمى يَوْم وَمِنْهَا حميات ردية لِأَنَّهَا لَا تتولد عَن ورم أَو قرحَة أَو دبيلة أَو نَحْو ذَلِك يكون فِي بعض الأحشاء فتصل مِنْهُ بخارات حارة ردية إِلَى الْقلب فَأَما فِي الحميات الَّتِي هِيَ من ورم هَذَا اللَّحْم من غير ورم فِي الأحشاء فَأَنَّهُ إِنَّمَا يكون ذَلِك من هَذِه الأورام حمى بِأَن تحمى مايليها ثمَّ مايليها حَتَّى تصل الْحمى إِلَى الْقلب كَمَا تصل الْحَرَارَة إِلَى الْقلب من التَّعَب وَالشَّمْس وَغَيرهمَا لَا مثل الأول الَّذِي يرتقي مِنْهُ بخارات حارة ردية إِلَى الْقلب. لي إِذا ظهر الورم ثمَّ كَانَ عَنهُ حمى فَأَنَّهُ حمى يَوْم فالحمى حِينَئِذٍ تكون بطرِيق السخونة بالمجاورة من عُضْو إِلَى عُضْو فَإِذا ظهر هَذَا الورم بعد الْحمى فَأن ذَلِك يكون لِأَن الأحشاء دفعتها إِلَى هُنَاكَ. قَالَ: والحميات الْحَادِثَة عَن الأخلاط العفنة والورم فِي الاحشاء ردية جدا لإن ذَلِك العفن يسري أَولا فأولاً إِلَى الْقلب والحمى الْحَادِثَة عَن حرارة الورم الرخو بِلَا عفن دَاخل سليمَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا يسري الْحَرَارَة فَقَط بِلَا عفن.) قَالَ: قد تبينت بِالْفِعْلِ أَمر حمى يَوْم غير مرّة وَتَقَدَّمت إِلَى من عرضت لَهُ أَن يستحم ويتغذى بغذاء معتدل ويتصرف فِي أَعماله وأمنته من معاودة الْحمى فَلم تعاوده الْحمى وَأول دَلَائِل هَذِه الْحمى أَن يكون لَهَا سَبَب باد إِلَّا أَن هَذَا العليل وَإِن كَانَ غير مفارق لهَذِهِ الْحمى فَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ خَاصَّة. فَأَما الدَّلِيل الْغَيْر المفارق لَهَا الْبَتَّةَ فظهور النضج فِي أول الْيَوْم واستواء النبض مَعَ تزيده وعظمه فِي ابْتِدَاء الْحمى وَيكون مَعَ ذَلِك التَّوَاتُر فِي الوقفة إِلَى دَاخل نَاقِصا بِقِيَاس الْعظم والسرعة وَأكْثر من هَذَا وأولي بالخصوصية بِهَذِهِ الْحمى أَن انقباض النبض لَا يتزيد بِسُرْعَة الْبَتَّةَ فَأن تزيد فِي بعض الْحَالَات فقليلا. وينبوع الْحَرَارَة فِيهِ طيب وَهَذَا غير مفارق لحمى يَوْم أَعنِي طيب الْحَرَارَة.

فصل

قَالَ: وَمن الدَّلَائِل الْغَيْر الْمُفَارقَة لهَذِهِ الْحمى اسْتِوَاء النبض فِي تزيد الْحمى بِغَيْر تضاغط النبض إِلَّا أَن هَذِه الْخَاصَّة قد تُوجد لغير حمى يَوْم أَيْضا وَقلة عَادِية الْحمى فِي وَقت انتهائها فَأَنَّهُ فِيهَا أسكن وَأسلم مِنْهُ فِي سَائِر الحميات والأجود أَن تجْعَل ذَلِك خَاصّا بِهَذِهِ الْحمى وَإِن كَانَ قد يُوجد فِي غَيرهَا لِأَنَّهُ فِيهَا أَكثر مِنْهُ فِي سَائِر الحميات يَعْنِي سهولة الأنتهاء وَقلة عَادِية الْحمى فِي ذَلِك الْوَقْت من النّوبَة وَكَذَا أَيْضا انحطاطها بعرق أَو بدواء أَو بخار طيب يتَحَلَّل من الْبدن ثمَّ أعقب ذَلِك أقلاع تَامّ من الْحمى فَأن هَذِه أَيْضا وَإِن كَانَت تكون فِي غَيرهَا فَهِيَ بِهَذِهِ أولى لانها فِيهِ أَكثر. لي انقباض الْعرق على ماهو عَلَيْهِ من الشّرف من خُصُوصِيَّة هَذِه الْحمى وعَلى ماهو عَلَيْهِ من الغموض حَتَّى أَن حذاق الْأَطِبَّاء قد أَنْكَرُوا أَن يدْرك الأنقباض فَالْوَجْه الْجيد النّظر إِلَى النَّفس فَأن مثله لَا يُفَارق فَإِذا رَأَيْت خُرُوج النَّفس سَرِيعا فَاعْلَم أَن الأنقباض سريع وبالضد. 3 - (فصل) 3 - (ذكر عَلَامَات حميات العفن) 3 (الفارقة بَينهَا وَبَين حمى يَوْم والدق) قَالَ: من الدَّلَائِل الْغَيْر الْمُفَارقَة لحميات العفن أَن تبتدىء بِغَيْر سَبَب باد فَأن هَذِه تعم حميات العفن لِأَن حميات يَوْم كلهَا لَهَا سَبَب باد فَأَنَّهَا لَا تحدث ابْتِدَاء لَكِن يتقدمها حميات غَيرهَا فَيجب مَتى رَأينَا شَابًّا قد ابتدأت بِهِ حمى من غير سَبَب باد أَن نعلم أَن حماه من عفونة الأخلاط.) قَالَ: وَرُبمَا تقدّمت حمى وأعقبت حمى عفن وَذَلِكَ عِنْد مايكون الْبدن مستعداً لحدوث وَذَلِكَ بِأَن يكون فِيهِ فضول تقبل السخونة من تِلْكَ الْحمى ويبتدىء بهَا العفن. وَيظْهر لَك هَذَا أَن حمى يَوْم هَذِه لَا تَنْتَهِي إِلَى أقلاع صَحِيح وَرُبمَا عرض أَن ترى مَا عِنْد مُنْتَهَاهَا بعض الْأَعْرَاض الدَّالَّة على انقلابها. لي يَعْنِي أَنه يرى فِي انتهائها الْأَعْرَاض الردية القوية وَشدَّة الْحَرَارَة الكائنة فِي حميات العفن. قَالَ: وَذَلِكَ يكون أبين عِنْد انحطاط تِلْكَ الْحمى فتفقد فِيهَا سهولة انحطاط حمى عفن قَالَ: وَمن عَلَامَات حمى عفن أَن تبتدىء بنافض أَو قشعريرة إِلَّا أَنه لَيْسَ بِلَازِم لجميعها وَمن دلائلها أختلاف الْحَرَارَة وَاخْتِلَاف النبض فِي الأبتداء والتزيد فَأَنَّهُ خَاص بحميات عفن إِلَّا أَنه لَيْسَ لكلها. لي لِأَنَّهُ لَيْسَ ذَلِك للغب الْخَالِصَة وَمِمَّا هُوَ مثل الدَّلِيل الَّذِي مثل هَذَا وَأكْثر مِنْهُ أَن النّوبَة تَتَكَرَّر مرَارًا كَثِيرَة وَأَن النبض فِي الأبتداء صَغِير جدا يخْتَلف وَهُوَ النبض الْمُسَمّى المنضغط فَهَذَا لَازم لحميات عفن إِلَّا أَنه لَا يلْزم جَمِيعهَا.

لي لَا يلْزم الغب وَاخْتِلَاف النبض وصغره خَاص بحمى عفن وَلَا يكون فِي حمى يَوْم إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن تتفقد وَاحِدَة وَذَلِكَ أَنه رُبمَا كَانَ فِي فَم الْمعدة خلط رَدِيء يلذعه أَو يبرده فَيعرض من اجله أَن يصير النبض صَغِيرا مُخْتَلفا وَإِن كَانَت الْحمى حمى يَوْم. وَيفرق بَين ذَلِك أَن هَذَا إِذا بَقِي سكن الأختلاف لِأَنَّهُ برد فَم الْمعدة أَو لذعها لِأَن النبض الْحَادِث من الشَّيْء الْمبرد يكون أَصْغَر والحادث من اللذع أَكثر اخْتِلَافا فَمَتَى لم يسكن هَذَانِ العرضان من النبض بالقيء فَأَنَّهُ دَلِيل خَاص بحمى عفن. قَالَ: وَمن أعظم دَلَائِل العفنية كَيْفيَّة الْحَرَارَة فِيهَا وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ فِيهَا شَيْء من الطّيب واللذاذة والهدوء كَمَا فِي حمى يَوْم لَكِن حرارة العفنية كَأَنَّهَا بالدخانية أشبه حَتَّى أَنَّهَا تؤذي اللَّمْس وَلَا يَنْبَغِي أَن تطلب شدَّة الْحَرَارَة فِي ابتدائها بل فِي التزيد والأنتهاء وَبعد طول لبث الْكَفّ على الْبدن فَأن لَهُ نوع حرارة تنخس الْبدن كَمَا يفعل الدَّوَاء الحريف وَهَذِه الْحَرَارَة تتولد من عفن الأخلاط. وَمن دلائلها الخاصية الَّتِي لَا تفارقها سرعَة الأنقباض وَذَلِكَ يظْهر ظهوراً بَينا فِي وَقت ابتدائها وَفِي وَقت تزيدها وَلَيْسَ هُوَ بالخفي فِي وَقت انتهائها. وَيكون فِي الِابْتِدَاء النبض صَغِيرا غير سريع فَأَما فِي الأنتهاء فعظيم سريع والتواتر يكون فِي النبض بعد الأنبساط وَلَيْسَ هُوَ) كَذَلِك فِي حمى يَوْم والدق وَمن أخص الدَّلَائِل بِهَذِهِ الْحمى ألايظهر فِيهَا للبول نضج فِي الْيَوْم الأول وَظُهُور أثر للنضج الْخَفي الضَّعِيف أَيْضا خَاص بحميات عفن وَلَا يكون الْبَوْل فِي حمى يَوْم إِلَّا عديم النضج أَولا وَأثر النضج فِيهِ خَفِي ضَعِيف وَلَيْسَ يظْهر فِي وَقت من الْأَوْقَات فِي الأبوال الأول فِي هَذِه الحميات نضج أَو أثر عَظِيم للنضج بعد أَن يخرج عَنْهَا مايكون فِيهَا بالأنقلاب من حمى يَوْم. لي يَقُول أَنه قد يكون إِذا انْتَقَلت حمى يَوْم إِلَى حمى عفن فِي ذَلِك الْيَوْم الَّذِي ابتدأت فِيهِ حمى يَوْم بَوْل نضيج وَذَلِكَ الْبَوْل لَيْسَ لحمى عفن بل لحمى يَوْم فاحفظ هَذَا. قَالَ: وَقد وصفت لَك حالات الأنقلاب. قَالَ: وَمن أَنَّهَا مَعَ مَا وَصفنَا فِي وَقت مُنْتَهى نوبَة الْحمى فِيهَا شَيْء من أَعْرَاض الْحمى المحرقة أَو من الْأَعْرَاض الَّتِي يحس فِيهَا بِالْحرِّ وَالْبرد مَعًا أَو من الْأَعْرَاض الَّتِي يحرق فِيهَا بَاطِن الْبدن وَظَاهره بَارِد أَو من أَعْرَاض شطر الغب. أَو من أَعْرَاض اللثقة أَو غير ذَلِك مِمَّا هَذِه سَبيله من الحميات فَهَذِهِ الْأَعْرَاض يَعْنِي أَعْرَاض هَذِه الحميات إِذا حدثت فِي الْحمى دلّت على أَنَّهَا عفنية ودلت مَعَ ذَلِك على أَي نوع هِيَ من الحميات العفنية فأذا لم تُوجد كَانَ تعرفها بِسَائِر الدالات الَّتِي وَصفنَا لِأَنَّهَا لَيست بِغَيْر مُفَارقَة لحميات العفن الْبَتَّةَ وانحطاط الْحمى إِذا لم يزل إِلَى أقلاع نقي بعرق فَلَنْ يَخْلُو أَن تكون حمى يَوْم انقلبت إِلَى عفنية واما النبض الصلب فَغير لَازم أبدا لشَيْء من أَجنَاس الحميات الثَّلَاث وَلَا لحمى الدق إِلَّا أَنه أَكثر مَا يُوجد فِي حمى دق. وَأما الجنسان الْآخرَانِ فَإِنَّمَا يُوجد فيهمَا ذَلِك لعَارض يعرض. أما فِي حمى يَوْم فَإِذا كَانَت حدثت من برد شَدِيد

وَكَانَ مَعَ تِلْكَ الْحمى تمدد فِي العصب أَو نكاية شَدِيدَة من حر شمس أَو تَعب أَو إقلال غذَاء أَو سهر مفرط أَو استفراغ. وَأما فِي حمى عفن فَإِذا حدث مَعهَا ورم اَوْ جسأة فِي بعض الْأَعْضَاء أَو تمدد أَو يبس فِي عصب أَو شرب مَاء بَارِد أَو أكل فِي غير وقته أَو أكل بعض الْفَوَاكِه المبردة بالثلج فَأَما من نفس طبيعة الْحمى فَلَا يكون النبض صلباً لِأَنَّهُ أَن حدث حمى من ورم وَكَانَ النبض صلباً فَلَيْسَتْ الصلابة من أجل الْحمى لَكِن من أجل تمدد الْعُرُوق وامتلائها. وَبِالْجُمْلَةِ أَقُول: أَن الصلابة أَنما تحدث فِي الْعُرُوق أما مِمَّا يحدث عَنهُ تمدد أَو مِمَّا يحدث عَنهُ يبس من جمود والتمدد يحدث من تورم وجسأة وَنَحْوهَا والجمود يحدث من برد قوي واليبس) يحدث من استفراغ وجوع. الحميات المحرقة إِذا طَالَتْ حَتَّى تجفف الْأَعْضَاء الجامدة تجفيفاً مفرطاً مَالَتْ إِلَى الدق. لي مِمَّا تبين فِي كَلَام جالينوس إِن حميات يَوْم لَا يكون فِي ابتدائها تضاغط وَمَعْنَاهُ أَنه لَا يكون مَعَ النّوبَة أقشعرار وَلَا برد فِي الْأَطْرَاف وَلَا حَال شَبيه بالميل إِلَى النّوم والكسل وَلَا اخْتِلَاف فِي النبض وَلَا ضعف وَلَا شَيْء من أشباه هَذِه الْأَعْرَاض لَكِن يكون النبض سَرِيعا عَظِيما بِسُرْعَة. فِي الْحمى الَّتِي تعرض من حرارة الشَّمْس قَالَ: يُوجد جلده على حَال من السخونة واليبس أَكثر من الْحَال الَّتِي كَانَت وَيُوجد النبض قد مَال فِيهَا إِلَى نبض الْحمى وَهَذَا أَيْضا أقل عطشاً ينظر فِي هَذَا نعما لِأَن الْحَرَارَة فِيهَا إِنَّمَا هِيَ فِي الظَّاهِر أَكثر وَلم يقل أَنه لَا يعطش بل قَالَ أقل عطشاً مِمَّن حرارته مُسَاوِيَة لحرارته وَهَكَذَا يجب لِأَنَّهُ قَالَ: إِذا ساوت حرارته حرارة هَذَا فالحرارة فِي بَاطِنه أَكثر كثيرا فَيكون أَشد عطشاً من غَيره مِمَّن حرارته كحرارته وَحين تضع كفك على بدنه تَجِد حرارته فِي غَايَة مُنْتَهَاهَا وَرَأسه كَأَنَّهُ يَحْتَرِق احتراقاً وتتوق نَفسه إِلَى صب المَاء الْبَارِد عَلَيْهِ وَينْتَفع من ذَلِك بِهِ وَعَيْنَيْهِ أسخن وَأَشد حمرَة مَعَ يبس إِذا لم تكن هَذِه الْحمى مَعَ زكام وَلَا نزلة فَأَنَّهُ قد يعرض ذَلِك لبَعض من يبلغ مِنْهُ حر الشَّمْس وَمن كَانَت تِلْكَ حَاله فَأن رَأسه مَعَ حرارته يكون ممتلئاً من الدَّم حَتَّى تكون عروقه كَأَنَّهَا ممتدة الَّتِي فِي الْعين وَالَّتِي فِي الصدغ والجبهة وَالْوَجْه كُله. لي إِنَّمَا يعرض هَهُنَا هَذِه الْعُرُوق لِأَنَّهُ لَا يدْخل من كَانَ بِهِ نزلة من برد إِلَى الْحمام إِن لم تنضج نزلته. فِي الكائنة من برد قَالَ: وَمن أعظم الدَّلَائِل الَّتِي تفرق بَين صَاحب هَذِه الْحَال وَبَين من يعرض لَهُ حمى يَوْم من الْبرد أَن الَّذِي يبلغ إِلَيْهِ البردفي رَأسه يهيج بِهِ الزُّكَام والنزلة وَرُبمَا حم من الْبرد الَّذِي فِي رَأسه فَقَط. فَأَما فِي الْأَكْثَر فَإِنَّمَا يحم إِذا كَانَ الْبدن كُله قد بلغ إِلَيْهِ الْبرد ويجد جلدَة بدنه أقل سخونة وَأَشد امتلاء وانتفاخاً وَلَا ترى فِي وَجهه شَيْئا من يبس وقحل كَالَّذي يعرض فِي وَجه من أَصَابَته حمى من حر الشَّمْس من غير أَن يكون عرض لَهُ فِي رَأسه امتلاء.

قَالَ: من سخن رَأسه بالشمس فَأَنَّهُ يعرض لَهُ فِي رَأسه امتلاء فِي الْأَكْثَر إِلَّا أَنه يكون بدنه نقياً لَا فضول فِيهِ الْبَتَّةَ فَأن الَّذِي هَذِه حَاله فَقَط يُمكن إِذا سخن رَأسه أَن يبْقى على حَاله من غير) أَن يعرض لَهُ الأمتلاء إِلَّا أَنَّك على حَال رُبمَا وجدت الرَّأْس كُله قد نالته حرارة شَدِيدَة جدا من قبل حر الشَّمْس من غير أَن يكون قد عرض فِيهِ امتلاء وَهَذِه الْحَال يُخَالف حَال الْبرد ومخالفته بَيِّنَة جدا من قبل حر الشَّمْس. لي يَقُول أَنه لَا يشبه بِحَال من تصيبه الْحمى من برد رَأسه وبدنه إِذا كَانَ من برد رَأسه جدا لابد أَن يماله زكام ونزلة فيجد فِي وَجهه وَرَأسه من الأمتلاء بالرطوبة بِحَالَة مُخَالفَة لحَال من عرض لَهُ احتراق فِي رَأسه وَلم تحدث لَهُ نزلة لِأَن بدنه نقي وَذَلِكَ أَن هَذَا يكون فِي قشف الْوَجْه وَالرَّأْس يابسة حارة. قَالَ: وَأما الْحَال الَّتِي يكون مَعهَا الأمتلاء يَعْنِي بِهِ إِذا سخن الرَّأْس وَالْبدن ممتلىء فتمييزه عسر إِذْ كَانَ يعرض مَعَه النزلة والزكام كَمَا يعرضان فِي من برد رَأسه لِأَن اليبس وسخونة الْجلد وَسَائِر الدَّلَائِل الَّتِي تخص صَاحب الأحتراق فِي الشَّمْس نفصله لَك. 3 (من يُصِيبهُ حمى من استحصاف الْبدن) قَالَ: الْحَرَارَة فِي هَؤُلَاءِ بِخِلَافِهَا فِي من يُصِيبهُ ذَلِك من احتراق الشَّمْس لأَنا نجد الْحَرَارَة فِي هَؤُلَاءِ أول وضعك يدك فاترة يسيرَة ثمَّ أَنَّهَا تتزيد إِذا طَال اللَّمْس تزيداً كثيرا. قَالَ ج: هَذَا مَا كَانَ ينقص كتاب البحران من صفة هَذِه الحميات. الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات: قَالَ: قد قلت أَن الدَّم إِذا سخن بِلَا عفن تولدت مِنْهُ حمى يَوْم. قَالَ: ضيق المسام يكون إِمَّا لتكاثفها أَو انسدادها والتكاثف يعرض لبرد أَو لقبض أَو ليبس وانسدادها يعرض لِكَثْرَة أخلاطها أَو لغلظها. لي حمى يَوْم قد تعرض لتكاثف المسام وَمن انسدادها والعارض من تكاثفها يحلله الْحمام ويسرع ذَلِك وينقضي والعارض من سددها يحْتَاج إِلَى تَدْبِير أطول وَهَذِه هِيَ الَّتِي رُبمَا بقيت ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة بِحَسب صعوبة السدة. انْظُر فِي هَذِه فَأن كَانَ للورم فِي الغدد سَبَب باد فَأن الْحمى الَّتِي مَعَه يومية. فَأن كَانَ لَيْسَ لَهُ ذَلِك فَأن الورم عَن عفونة فِي بعض الأحشاء وَانْظُر فِي الرَّابِعَة من الْفُصُول فِي الْفَصْل الَّذِي فِيهِ كل حمى تكون مَعَ ورم فَأَنَّهَا تدل على أَن الورم سَابق للحمى فَليُحرر ذَلِك. وَقَالَ: التخم تحدث حمى يَوْم من طَرِيق أَنَّهَا تجمع فِي الْبدن فضلا حاراً. وَقَالَ: إِذا حدث فِي الْيَد وَالرجل قرحَة بِسَبَب باد فتورمت الأربية والإبط ثمَّ حدثت عَن ذَلِك حمى فَأَنَّهَا حمى يومية لِأَنَّهُ إِنَّمَا يسخن الْقلب فِي هَذِه بارتقاء الْحَرَارَة من عُضْو إِلَى عُضْو حَتَّى تصل إِلَى الْقلب) وَإِن حدث الورم فِي الأربية بِلَا سَبَب باد نَحْو عَثْرَة أَو

قرحَة أَو قطع فِي الرجل وَتبع ذَلِك الْحمى فَأن تِلْكَ حمى عفن لِأَن ذَلِك الورم حِينَئِذٍ أَنما أحدث فِي عُضْو شرِيف امتلاء ويصل من هَذِه الأورام إِلَى الْقلب جَوْهَر العفونة وبخاره. الْفرق بَين الْحمى الخبيثة والسلية من الحميات الكائنة مَعَ ورم اللَّحْم الرخو إِذا كَانَ لهَذَا الورم سَبَب باد وَيُوجب ذَلِك فالحمى يومية وَإِن حدثت هَذِه الأورام ابْتِدَاء بِلَا سَبَب باد يُوجب ذَلِك فردية وبمقدار رداءة مايظهر لَك من رداءة الورم رداءتها لِأَن ذَلِك دَلِيل على حَال الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ انْدفع هَذَا الْفضل الْمُحدث الورم. لي حمى يَوْم تعرف من أَن لَهَا سَببا بادياً وَعدم النافض وَأَن الْبَوْل نضيج فِي أول يَوْم والنبض غير مُخْتَلف والحرارة سَاكِنة لينَة مستوية وتقلع بعرق وَلَا يكون فِي انتهائها أَعْرَاض ردية. حميات عفن تعرف من عدم السَّبَب البادي وَمن ابتداءها تكون مَعَ نافض أَو برد أَو أقشعرار وَإِن كَانَ وَلَا بُد فَمَعَ انقباض الْحَرَارَة وانهزامها إِلَى بَاطِن الْبدن مَعَ انضغاط النبض واختلافه وَكَيْفِيَّة الْحَرَارَة أَن تكون قَوِيَّة ردية وَالْبَوْل فِيهَا فِي الْأَيَّام الأول عديم النضج أَو خُفْيَة وَفِي نهايتها أَعْرَاض صعبة وَسُرْعَة انقباض الْعُرُوق وَيظْهر فِي انتهائها نوع إِحْدَى الحميات العفنية الْمَعْرُوفَة الْأَعْرَاض الشَّدِيدَة فَهِيَ الْمُنْتَهى الجزئي وانحطاط النوائب بِلَا عرق دليلان من دَلَائِل الْحمى العفنية. لي مَتى رَأَيْت النّوبَة قد انحطت بِلَا عرق وَلَا ندى وَلَا بخار فَلْيَكُن دليلك على حمى العفن. العلامات الدَّالَّة على أَن حمى يَوْم قد انقلبت إِلَى غَيرهَا من الحميات أَن تكون الْحمى قد انحطت لَا ينقى مِنْهَا الْبدن وَأَن صَعب مُنْتَهَاهَا وتنحط بِلَا عرق. والنبض لَا يصلب فِي حمى يَوْم إِلَّا بِسَبَب الْبرد أَو بِسَبَب الإستفراغ وَفِي حميات العفن إِلَّا بِسَبَب ورم حَار أَو ورم صلب فِي الأحشاء فَأَما فِي الدق فبسبب اليبس. من الثَّامِنَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: كَانَ رجل آدم قضيف ازب شَاب حَار اللَّمْس أَحْمَر اللَّوْن فِي صِحَّته فَحم من الإستحمام بِمَاء الشب وَكَانَ مُعْتَادا فِي صِحَّته أَن يستحم فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ فأدخلته الْحمام سَاعَة انحطت النّوبَة وعرقته بدهن وغذوته أول مَا يخرج بِمَاء الشّعير ثمَّ انتظرت بِهِ قَلِيلا وَأَطْعَمته حساءً وسمكاً وإسفيذباج وحممته فِي الْيَوْم الثَّانِي ثَلَاث مَرَّات لأزيد على) عَادَته وَاحِدَة. قَالَ: وَهَذِه الْأَبدَان الَّتِي حَالهَا هَذِه الْحَال ينْحل مِنْهَا بخار لذاع شَدِيدَة الإستعداد لحمى يَوْم فَمَتَى أَمْسكُوا عَن الْحمام والغذاء وتعبوا وسهروا واستحموا بِمَاء قَابض صَارُوا من حمى يَوْم إِلَى حمى دق وَإِن لم ترطبهم وتلحقهم سَرِيعا وَإِن كَانَ فَم معدتهم مَعَ ذَلِك شَدِيد الْحس وَقَعُوا فِي الحميات الَّتِي مَعهَا غشي وَهَذِه الْأَبدَان يَنْبَغِي أَن تحفظ صِحَّتهَا بالإستحمام بِمَاء عذب وأغذية مولدة للخلط العذب وَترك التَّعَب والسهر والجوع وَالشرَاب الْحَار وَلُزُوم الرَّاحَة وَشرب المَاء وَيكون ذَلِك على مِقْدَار غَلَبَة الْحَرَارَة واليبس فِي أبدانهم فَأن من لم يغتذ فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ حم وَيَنْبَغِي أَن يغذوا لحفظ صحتهم بأغذية متوسطة فِي الْكَثْرَة والقلة ويجتنبوا

مافيه حرافة وملوحة وعصوفة وَبِالْجُمْلَةِ كَيْفيَّة دوائية فَإِنَّهَا تسخنهم وتجففهم جدا فَيحدث بهم سدد فيحمون مِنْهُ وَمَتى رَأَيْت أَنهم قد سخنوا قَلِيلا فاعدل بأطعمتهم إِلَى الْبُرُودَة بعد ذَلِك ولتكن طبائعهم أبدا لينَة وبولهم وعرقهم دَارا مسهلاً وَيكون ذَلِك بِأَن توقيهم الأغذية القابضة واللزجة لِأَن القابضة تمنع البرَاز واللزجة تمنع الْبَوْل والعرق. الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ: إِذا كَانَ ورم اللَّحْم الرخو قبل الْحمى فَهُوَ مِنْهُ وَإِن كَانَ الورم بعد الْحمى فَهُوَ حمى عفن فالأبدان المرارية الَّتِي ينْحل مِنْهَا بخار لذاع تحم إِذا امْتنع بخارها فِي أسْرع وَقت والبخار يمْنَع من ضيق المسام وانسدادها ويضيق المسام من كل شَيْء يقبض وَمن أفراط اليبس على ظَاهر الْبدن وَالْبرد وَلذَلِك منعت هَذَا الرجل أَن يتدلك فِي الْحمام بالأشياء القابضة واليابسة وَبِالْجُمْلَةِ حذره من التدلك الْبَتَّةَ بِشَيْء يجد مِنْهُ تقبضاً فِي بدنه ومنعته من غُبَار وشمس ودلك شَدِيد. وَكَانَ رجل آخر يجد رعاد الْحمى لِأَنَّهُ كَانَ يمرخ فِي الْحمى بالزيت الْقَابِض فمرخته بالزيت اللَّطِيف وحممته فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ فاستراح من ذَلِك. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ من يتَحَلَّل من بدنه فضول دخانية فَيَنْبَغِي أَن يجْتَنب هَذِه كلهَا ويدع الأغذية اللزجة فَأَنَّهَا تبقى لاحجة فِي مسامه فتمنع مَا يتَحَلَّل مِنْهَا وَكَانَ خلق كثير مِنْهُم يمرضون أمراضاً مُتَوَالِيَة لتعرضهم للشمس وتدلكهم بالبورق وَالْملح وإكثار الرياضة والدلك الصلب فبرؤا لما منعتهم ذَلِك وَهَذِه الْأَشْيَاء دَاخِلَة فِي حفظ الصِّحَّة وَهِي أَيْضا إِذا لحقت الْحمى قبل أَن تستحكم قلعتها وأبطلت سَببهَا وَجَمِيع هَؤُلَاءِ يَنْبَغِي أَن يدخلُوا الْحمام سَاعَة تنحط النّوبَة ويدلكون بدهن دلكا لينًا وَمن حم من يبس يدلك أقل وَيصب عَلَيْهِ من المَاء أَكثر.) وَمن حم من شَيْء قَابض يمرخ بدهن ويدلك دلكا لينًا على قدر قوته. وَمن حم من غضب أَو سهر أَو غم فَلَا حَاجَة بِهِ إِلَى دلك كثير وَلَا استحمام كثير بل يعرق بدنه بدهن كثير مفتر لَا قبض فِيهِ وبدلك يسير ويستحم كالعادة وَمن حم من احتراق شمس فَأَنَّهُ يحْتَاج فِي أول الْأَمر إِلَى أَشْيَاء تبرد ثمَّ يستحم كثيرا وَلَا يحْتَاج إِلَى تمريخ كثير وَلَا إِلَى دلك كثير. والأشياء المبردة: دهن ورد مبرد فِي ثلج يصب على الرَّأْس وَالْيَد معلقَة فَوْقه مُرْتَفعَة كثيرا وحلله بصوف منفوش لَا يزَال ينطل عَلَيْهِ مِنْهُ إِلَى أَن تنحط الْحمى من أول انحطاطها إِلَى أَن تفارق ثمَّ أدخلهُ الْحمام إِذا فَارَقت النّوبَة فَأن كَانَ من برد فَأدْخلهُ الْحمام إِلَّا أَنه أَن كَانَ بِهِ نزلة أَو زكام فَلَا تدخله حَتَّى تنضج نزلته أَو زكامه فَأَما من حم من احتراق شمس فَأدْخلهُ وَلَو كَانَ بِهِ زكام أَو نزلة فَإِذا خرج من الْحمام فادهن رَأسه بِتِلْكَ الأدهان الَّتِي صببتها على رَأسه قبل دُخُول الْحمام وَافْعل ذَلِك أَيْضا بِمن لَا زكام بِهِ مِمَّن احْتَرَقَ فِي شمس فَأن كَانَ إِنَّمَا حم من احتراق الشَّمْس فعرق رَأسه بدهن مبرد وَمن حم من برد أَصَابَهُ فعرق رَأسه بدهن مسخن وَليكن دهن السوسن والناردين وَلَا تسْتَعْمل الْحمام إِلَّا

بعد انحطاط الْحمى وزد فِي قُوَّة تبريد من أَصَابَته حمى من احتراق الشَّمْس وَاجعَل ذَلِك فِي من حماه من برد أقل وَأما من حم من سهر أَو غم فزد فِي ترطيبه وتبريده ونومه وَمن بِهِ حمى من أعياء فَلْيَكُن أَكثر غذَاء وَمن بِهِ حمى من برد فَلْيَكُن أقل غذَاء. قَالَ: وَأما الشّرْب فاختر مِنْهُ المائي فَأَنَّهُ خير لَهُ من المَاء وَحده لِأَنَّهُ يعين على أدرار الْبَوْل والعرق والأستمراء وَكَانَ ابقراط يسْقِيه لَا فِي حمى يَوْم لَكِن فِي الْأَمْرَاض الحادة. قَالَ: وَالْمَاء الْبَارِد جيد لأهل هَذِه الْأَبدَان المرارية وخاصة إِن كَانُوا معتادين فِي الصِّحَّة لَهُ. قَالَ: وَقد أدخلت من حمى حمى يَوْم الْحمام يَوْم حمى انحطت وَمن غَد أَيْضا وَفِي الْيَوْم الثَّالِث أَيْضا إِذا كَانَ مُحْتَاجا إِلَيْهِ. 3 (حميات يَوْم الكائنة من السدد) قَالَ: إِن كَانَت يسيرَة وعولجت بتفتيحها وجلائها وتنقيتها منع يدلك أَن يكون للحمى نوبَة ثَانِيَة وَإِن كَانَت السدة عَظِيمَة لم يُؤمن نوبَة ثَانِيَة فَإِن كَانَ مَعَ السدد فِي الْبدن أخلاط كَثِيرَة غَلِيظَة لزجة فَإِن هَذِه الْحمى لَا تبقى حمى يَوْم لَكِن تؤول فِي الْأَبدَان الَّتِي أمزجتها جَيِّدَة إِلَى حمى سونوخوس الكائنة من سخونة الدَّم من غير أَن يعفن فَأن كَانَت من الْأَبدَان الردية المزاج آل أمرهَا إِلَى حمى عفن. لي قَوْله رَدِيء المزاج يذهب بِهِ إِلَى الحارة الْيَابِسَة المرارية والحارة الرّطبَة الَّتِي الْحَرَارَة فِيهَا غالبة أَكثر مِمَّا يذهب بِهِ إِلَى الْبَارِدَة الرّطبَة وَلَا يذهب بِهِ إِلَى الْبَارِدَة الْيَابِسَة الْبَتَّةَ. لي حمى يَوْم الكائنة من السدد قد تبتدىء بِلَا سَبَب باد لِأَن السدد لَيست تكون فِي سطح الْجلد مثل ماتكون عِنْد الأغتسال بِمَاء الشب وَبِمَا يشبه الْغُبَار وَالْبرد وَنَحْو ذَلِك لَكِن تكون لِأَن الأغذية الغليظة اللزجة تكون فضولها الَّتِي فِي الهضم الثَّالِث غَلِيظَة فتلحج فِي المجاري الَّتِي هِيَ مجاري الفضول الثَّالِثَة الَّتِي هِيَ الْعرق والوسخ. وَقَالَ: إِذا انسدت هَذِه المجاري لم يتنفس الْبدن وَكَثُرت حرارته وامتلأ أَيْضا فتهيج لذَلِك حمى وَهَذِه الْحمى أَشد حميات يَوْم تعرقاً ومداواة وَبِأَن تعرقها لَيْسَ بِالسَّبَبِ البادي كسائرها وَلَكِن يكون بِأَنَّهُ لَا يكون فِيهَا نافض وَنَوع الْحَرَارَة أَن يكون يشبه حرارة حمى يَوْم مَعَ أَنَّهَا فِي الْأَبدَان المرارية الحارة المزاج تكون قَوِيَّة وَلَا يتَبَيَّن فِي الْبَوْل عدم نضج وَلَا فِي الْعرق عَلامَة عفونة وَسَائِر الْعُرُوق الدَّالَّة على العفن وَإِن علمت مَعَ ذَلِك أَن العليل كَانَ يدبر تدبيراً غليظاً وَيَأْكُل أَطْعِمَة بَارِدَة لزجة وَيتْرك الرياضة كَانَ ذَلِك اوكد. قَالَ جالينوس: حمى يَوْم الكائنة من سدد وَإِن كَانَ لَا يتَبَيَّن فِي الْعرق فِيهَا عَلامَة العفن وَلَا فِي الْبَوْل خلاف النضج وَلَا فِي الْيَوْم الأول وَلَا فِي الثَّانِي من قبل انحطاطها تطول وَلَا تبادر إِلَى الأنقضاء كَسَائِر حميات يَوْم وَلَا يستفرغ من الْبدن عرق وندى كثير كَسَائِر حميات

يَوْم توهم أَنَّهَا لَيست حمى يَوْم. وأوكد مَا تكون هَذِه الْأَشْيَاء فِيهَا إِذا كَانَت السدد عَظِيمَة وَعند ذَلِك تحْتَاج أَن تعاون الطبيعة على تَحْلِيل تِلْكَ السدة معاونة عَظِيمَة وَإِلَّا لم يكن بُد أَن تعفن الأخلاط. لي قد سلخ هَذِه الْحمى عَنْهَا من عَلَامَات حمى يَوْم السَّبَب البادي والعرق فِي الأنحطاط) وَسُرْعَة الأنحطاط وَبَقِي لَهَا من عَلَامَات حمى يَوْم سائرها. قَالَ: فَلذَلِك يَنْبَغِي إِن يفصد صَاحبهَا إِذا كَانَت السدة عَظِيمَة إِلَّا أَن يكون شَيخا أَو صَبيا وَلَو لم تكن جَمِيع عَلَامَات الأمتلاء مجتمعة فالأجود أَن تستفرغ الْبدن بالفصد ثمَّ تَأْخُذ فِي تفتيح السدد وتنقية المجاري والمنافذ وَذَلِكَ أَنا إِن نقيناها قبل استفراغنا الْبدن لم نَأْمَن من انجذاب الأخلاط دفْعَة إِلَى المجاري لكثرتها فتلحج فِيهَا لحوجاً عسراً لِأَن السدد إِنَّمَا يفتحها مَا يجلو إِذا وضعت على خَارج الْبدن وَإِذا أوردت دَاخله وَلَا يُؤمن على مَا وضع خَارِجا أَن يجذب شَيْئا آخر ويزيده على الَّذِي هُوَ لاحج وَلَا على الْأَشْيَاء الَّتِي تورد دَاخل الْبدن أَن يكون إِذا أسرف فِيهَا جذبت شَيْئا مِمَّا هُوَ محتقن فِي الْعُرُوق فَأن تهَيَّأ أَن يكون ذَلِك الشَّيْء غليظاً أَو لزجاً كَانَ مَادَّة للسدد وَإِن لم يكن غليظاً وَلَا لزجاً فَأَنَّهُ على حَال يُؤْذِي لكثرته فَأن الشَّيْء الْكثير إِذا مَال نَحْو المجاري يحدث من السدد والحوج بكثرته لَيْسَ بِدُونِ مَا يحدث الشَّيْء اللزج الغليظ بلزوجته وغلظه وخاصة إِن كَانَت المسلك ضيقَة فلكيما يكون فِي أَمن من هَذِه صَار استفراغ الْبدن من أَجود مَا يسْتَعْمل وَمَعَ ذَلِك فَأن الفضول الدخانية تنقص بِنُقْصَان الأخلاط فينتقص لذَلِك حرارة الْحمى وَتصير فِي حد يُمكنهَا مَعَه أَن تتحلل إِلَى الْخَارِج. قَالَ: فَمَتَى رَأَيْت الْحمى حدثت بِلَا سَبَب باد وَلم يكن فِي انحطاطها استفراغ بَين وَقدر يعْتد بِهِ وَبَقِي الأنحطاط لابثاً على مِثَال وَاحِد فَاعْلَم أَن الْحمى حمى سدد فَإِن كَانَت مَعَ سَبَب باد فَلَيْسَ بمنكر إِن يجْتَمع سببان فَإِذا رَأَيْت الأنحطاط على مَا وصفت طَويلا بِلَا استفراغ فَاعْلَم انها حمى يَوْم سدد. وَلَا يَنْبَغِي أَن تتَوَقَّف عَن استفراغ الدَّم حِينَئِذٍ لَكِن أخرج بِحَسب الْقُوَّة وبحسب عظم السدد وشدتها. لي هَذَا الْكَلَام افهمه على أَنه قد صَحَّ عنْدك أَن الْحمى لَيست عفنية وَإِذا لم يكن استفراغ فِي الأنحطاط يدل على كَثْرَة السدد فَلذَلِك أمرنَا بالفصد لِأَن السدة الْيَسِيرَة تتحلل بتدبير تَحْلِيل السدد. لي هَذِه الْحمى تحْتَاج أَن يفرق فِي ابتدائها بَينهَا وَبَين حمى العفونة وَقد ذكرنَا ذَلِك وَفِي آخرهَا بَين الدق. فِي مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء: الأحتقان الْكَائِن من تكاثف الْجلد تكون عَنهُ حمى يَوْم والأحتقان الْكَائِن عَن سدد تكون عَنهُ حمى يَوْم والمستعدة إِلَى الأنتقال إِلَى سونوخوس وَهُوَ أَن يكون) التَّدْبِير الَّذِي تقدم لَا يكون مُوجبا للسدد وَلَا الْبدن ظَاهر الأمتلاء بل التَّدْبِير لطيف وَالْبدن نحيف يَابِس.

قَالَ ج: ويستدل على عظم السدد من مِقْدَار الْحمى لِأَن السدد مَتى كَانَت أقوى واشد تكون الْحمى التابعة لَهَا أصعب وَأَشد وبالضد فَإِذا استفرغته فأعطه شَيْئا من الْأَدْوِيَة والأغذية الَّتِي تجلو وَلَا يكون ذَلِك بعد وَقت طَوِيل وَلَا يُمكن أَن يسْتَعْمل مِنْهَا الحارة فَيمكن إِذا أَن تسْتَعْمل كشك الشّعير وَمَاء الْعَسَل والسكنجين وَحده مَعَ أَنه لَيْسَ يسخن ويجلو جلاءً قَوِيا ويقلع مَا فِي المجاري والمنافذ وَالسكر يدْخل فِي عداد هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي تجلو وتفتح السدد فَإِذا فعلت ذَلِك فَانْظُر كم نقص من حرارة الْحمى فَأن نقصت الْحمى فِي الْيَوْم الثَّالِث وَلَا يكون الْبَوْل عديم النضج وَلَا فِي الْعُرُوق اثار للعفن فَأدْخلهُ الْحمام وَأخرجه فِي وَقت يكون بَينه وَبَين الْوَقْت الَّذِي يخْشَى فِيهِ ابْتِدَاء الدّور خمس سَاعَات مستوية مِثَاله: إِن كَانَت الْحمى فِي أول نوبَة فِي السَّاعَة الْعَاشِرَة فافرغ من اسستحمامه فِي الرَّابِعَة وَتقدم فِي تمريخه ودلكه بغاية الأعتدال بأَشْيَاء تجلو كدقيق الكرسنة والباقلى وَالْعَسَل الْمَضْرُوب بِمَاء كثير وَأكْثر جلاء من هَذِه أصل السوسن والزراوند وَالْعَسَل الْقَلِيل المَاء وَأَشد من هَذِه أَيْضا جلاء رغوة البورق والنطرون والصابون وَاسْتعْمل مِنْهَا بِقدر ذَلِك. لي حمى يَوْم الَّتِي عَن سدد رُبمَا نابت أَيَّامًا إِذا كَانَت السدد عَظِيمَة وَلَا تخرج بذلك عَن حد حمى يَوْم لِأَنَّهَا لَيست عفنية وَلَا دقاً فَإِذا خرج من الْحمام فَلَا يطعم وَلَا يسقى شَيْئا إِلَى أَن يجوز الْوَقْت الَّذِي تخشى فِيهِ النّوبَة خلا مَاء الشّعير قد طبخ فِيهِ كرفس فَإِن كَانَ وَلَا بُد فماء الشّعير ثمَّ انْتظر وَإِن لم تصبه النّوبَة وَجَاز وَقتهَا فحمه ثَانِيَة أَن أحب ذَلِك وأغذه فَأن رَأَيْت الْحمى فقسها بِمِقْدَار الأولى وتفقد امْر الْبَوْل فَأن كَانَ مقدارها قَلِيلا ضَعِيفا وَالْبَوْل صَحِيحا والنبض نقياً فَاعْلَم أَن السدد قَليلَة مانقيت. وَأدْخلهُ فِي الْيَوْم الرَّابِع الْحمام وأغذه وثق بِأَنَّهُ لَا تصيبه نوبَة وَإِن كَانَت الْحمى فِي الثَّالِث شَدِيدَة وَلم تَرَ لما فعلت من التفتيح والجلاء نُقْصَانا عَظِيما فَاعْلَم أَن السدد قَوِيَّة وَأَن الْأَمر قد آل بِهِ إِلَى عفن وعلاجه علاج حمى عفن. بلاديوس قَالَ: إِذا حدث ورم فِي الأربية ابْتِدَاء من سَبَب باد ثمَّ هَاجَتْ مِنْهُ حمى فَذَلِك حمى عفن من ورم أَو خلط رَدِيء فِي الكبد أَو فِي بعض الأحشاء. 3 (حمى يَوْم من التخم) قَالَ: وَلِأَن حمى يَوْم قد تكون من تخم وَشر التخم فِي الْأَبدَان المرارية التُّخمَة الدخانية لِأَن التُّخمَة الحامضة إِنَّمَا تعرض لهَذِهِ الْأَبدَان فِي الندرة ومضرتها لَهَا يسيرَة فَمَتَى انْطَلَقت الطبيعة مَعَ التخم الدخانية كَانَ الضَّرَر أقل وبالضد لِأَن الْأَبدَان المرارية مَتى احْتبسَ طبائعها مَعَ تخمة دخانية حموا سَرِيعا وخاصة إِن تصرفوا فِي أَعْمَالهم وَتركُوا الرَّاحَة وَالنَّوْم. وَقد تعرض أَيْضا الْحمى لكثير مِنْهُم إِن انْطَلَقت طبائعهم لِأَنَّهُ يصير فيهم ذرب قوى فَيكون كَثْرَة اخْتلَافهمْ وحركتهم عوناً لهيج الْحمى فَأن كَانَ مَعَ ذَلِك لذع أَو وجع أوحرارة مفرطة فِي الأمعاء والمعدة كَانَ ذَلِك أعون فِي تزيد حرارة الْحمى وَأَحْرَى أَن ييبسها وَلَيْسَت مداواة من انْطَلَقت طَبِيعَته مِنْهُم

3 - (مداواة من انْطَلَقت طَبِيعَته) قَالَ: مَتى رَأَيْت أَن الشَّيْء الَّذِي يستفرغ إِنَّمَا هُوَ الشَّيْء الَّذِي فسد وَحده فَأدْخل الْمَرِيض الْحمام وأغذه عِنْد انحطاط النّوبَة واعتن بالمعدة وَإِن كَانَ الأستفراغ قد أجحف فالأجود أَن يغذى قبل أَن يدْخل الْحمام بعد أَن يعتنى بِأَمْر الْمعدة والعناية بهَا تكون إِن كَانَ الأستفراغ قد قطع بِأَن يوضع عَلَيْهَا صوف مبلول بِزَيْت قد طبخ فِيهِ أفسنتين فِي أناء مضاعف لِئَلَّا يفْسد الطَّبْخ ويدخنه وَإِن كَانَ قد بَقِي فِي الْمعدة شَيْء من مس اللذع والوجع فضع عَلَيْهَا قِطْعَة لبد سخنة يابسة أَو مغموسة فِي ذَلِك الزَّيْت معصورة مسخنة وَإِن كَانَ الدّهن الَّذِي يغمس فِيهِ هَذَا اللبد دهن ناردين فائق فجيد وَيَنْبَغِي أَن يعصر ثمَّ يوضع عَلَيْهِ والأجود أَن يكون بدل اللبد صوف فرفير فائق فَأن فِيهِ قبضا لطيفاً وَفِيه قُوَّة تغوص إِلَى الْمعدة فتسخنها وتجففها وتقويها فَأن كَانَ فَم الْمعدة شَدِيد الضعْف فاسحق مصطكى بدهن ناردين فائق واغمس فِيهِ صوف فرفير وَضعه عَلَيْهِ ولتكن هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي تضعها عَلَيْهِ فِي غَايَة الْحَرَارَة فان الْأَشْيَاء الفاترة تحلل فَم الْمعدة وترخيه. قَالَ: وَإِن احتجت إِلَى قيروطى الصَّبْر والمصطكى فَاسْتَعْملهُ وَإِن كَانَ فِي فَم الْمعدة حرقة واشتعال فضع عَلَيْهِ قيروطياً بدهن السفرجل والأضمدة المبردة القوية وَإِن كَانَت طَبِيعَته بعد منطلقة فأعطه مَاء سويق الشّعير وَالْخبْز الَّذِي يَقع فِي عجنه حل الَّذِي يتَّخذ لأَصْحَاب الذرب وَإِن كَانَ شَدِيد الانطلاق فَاسق السويق على مَاء الرُّمَّان والكمثرى واسقه مَاء الْفَوَاكِه وَمَاء طبيخ الكمثرى والسفرجل وَحب الآس وَإِن كَانَ الأختلاف قد انْقَطع فاغذه بخصي الديوك والسمك الرضراضي وببعض الْفَوَاكِه القابضة وَإِن كَانَت شَهْوَته سَاقِطَة) وَنَفسه تأبى الطَّعَام فَأن هَذَا كثيرا مَا يعرض فاسقه الدَّوَاء الْمُتَّخذ بعصارة السفرجل والمتخذ بِلَحْم السفرجل الَّذِي وصف فِي كتاب تَدْبِير الأصحاء جوارش السفرجل الْبَسِيط بِلَا فلفل وَلَا غَيره. قَالَ: هَذَا هُوَ علاج هَؤُلَاءِ الَّذين يَنْبَغِي أَن يعالجوا بِهِ فِي أول انحطاط النّوبَة. فاما من احْتبست طَبِيعَته فجس شراسيفه وبطنه كُله وسل العليل أَيْن يجد الثّقل من بَطْنه وَأي ضرب من الجشاء يتجشأ وَانْظُر فَأن كَانَ الطَّعَام وَاقِفًا بعد فِي أَعلَى الْبَطن فاسقه دَوَاء الفلافل الثَّلَاثَة الْبَسِيط الْقَلِيل الأخلاط وَهُوَ الَّذِي ذَكرْنَاهُ نَحن فِي كتاب تَدْبِير الأصحاء فَأَنَّهُ نَافِع لمن لَا يستمرىء طَعَامه ثمَّ اسْتعْمل النطول على الْبَطن والشراسيف وَيفْعل هَذَا الْفِعْل أَكثر وَأَشد وَأما من كَانَ الطَّعَام فِي أَعلَى بَطْنه فاما من انحدر إِلَى أَسْفَل بَطْنه فافعل بِهِ هَذَا بِعَيْنِه ويحرك أقل قَلِيلا وَإِن كَانَ الطَّعَام قد نزل نزولاً كثيرا فأعنه بشيافة أَو بحقنة فَأن وجد لذعاً فِي أمعائه فعلاجه من بَاب الأمعاء وَإِن وجد نفخة فَمن بَاب النفخة. قَالَ: فَإِذا انْطَلَقت طَبِيعَته فاغذه بِسُرْعَة أغذية حميدة وتجنب القوابض وَدبره بِهَذَا التَّدْبِير فِي الْيَوْم الثَّانِي وَأدْخلهُ الْحمام فَأن نَام ليلته نوماً طبيعياً فقد برأَ وَإِلَّا فَلَا تجزع لَكِن حمه وقم عَلَيْهِ قيامك بِعَيْنِه من الدَّوَاء وَالتَّدْبِير بِمَا احْتَاجَ إِلَيْهِ.

قَالَ: فَأَما التُّخمَة الَّتِي تكون مَعهَا حموضة فَلَا تكَاد تكون مَعهَا حمى وَإِن حدثت مَعهَا حمى فَهِيَ إِلَى أَن يكون حمى يَوْم أقرب. قَالَ: لِأَن البخار الْكَائِن عَن التُّخمَة الحامضة بخار بَارِد يسير لَا بخار دخاني كثير. قَالَ: فحمى يَوْم من تخمة حامضة وَحمى العفن قد تحدث مِنْهَا فَنحْن نذكرها فِي حميات العفن. قَالَ: فاما من حم من ورم الأربية فَأَنَّهُ بعد أَن يعْنى بالورم وتنحط الْحمى يستحم ويغتذي أمنا من أَن تعود الْحمى إِلَيْهِ وَقد تكون حمى يَوْم لِكَثْرَة الْأكل وَالشرب إِذا ثقل على الْمعدة جدا وأحوج إِلَى الْقَيْء وَهَؤُلَاء يَنْبَغِي أَن يَنَامُوا فضل نوم ثمَّ يستحموا ويغتذوا غذَاء خَفِيفا فَقَط. قَالَ: وَلِأَن الحميات أَكثر مَا تسرع إِلَى هذَيْن المزاجين الْحَار الْيَابِس والحار الرطب وَقد ذكرنَا مَا يحدث فِي الْحَار الْيَابِس فَأَنِّي ذَاكر حَال المزاج الْحَار الرطب. قَالَ: وَهَذِه الْأَبدَان الذفرة المنتنة الْعرق وَالْبَوْل وَالْبرَاز وَيحد بِهَذِهِ الْحمى من الْأَسْبَاب الَّتِي تحدث بالأبدان المرارية لَيْسَ بِدُونِ ذَلِك وعلاجها وتخالفها فِي أَنَّهَا أحمل مِنْهَا للجوع والعطش) وَأَقل حَاجَة إِلَى الترطيب وَأما التوسيع للمسام فحاجتهم إِلَيْهِ لَيست بِدُونِ ذَلِك أَصْلِيَّة كَانَت هَذِه الأمزجة اَوْ مكتسبة. قَالَ: والمزاج الْحَار الْيَابِس تؤول بِهِ الْحَال من حمى يَوْم إِلَى حمى حادة وَإِلَى الدق إِذا لم يدبر على مَا يَنْبَغِي فَأَما الْحَار الرطب فيؤول بِهِ إِلَى حميات العفن. التَّاسِعَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: مَتى حدثت حمى يَوْم عَن احتراق شمس أَو عَن عوارض النَّفس أَو ورم اللَّحْم الرخو أَو عَن تَعب أَو سَبَب آخر باد أَي ظَاهر فَلَيْسَ يَمْتَد إِلَى الثَّالِث أصلا أَن لم يعرض فِي التَّدْبِير خطأ. فَأَما مَتى حدثت من امْتنَاع مَا كَانَ يتَحَلَّل فممكن أَن تتجاوز الثَّالِث إِذا كَانَ لانسداد المسام لَا تكاثفها لِأَن الْحَادِث لتكاثفها ينْحل كَمَا ينْحل سَائِر حميات يَوْم وَكَذَا أَن

كَانَت السدد يسيرَة فَأَما إِن كَانَت عَظِيمَة فَلَا بُد أَن تبقى اَوْ تنوب بِقدر عظمها ويخيل أَنَّهَا لَيست حمى يَوْم. قَالَ: وَحمى يَوْم السددية لَا تكون إِلَّا فِي الْأَبدَان الْكَثِيرَة الدَّم لِأَن السدة لَا تفنى بتولد الْحمى دون أَن يكون المتحلل من الْبدن بخاراً كثيرا جدا فَإِذا انسدت المسام قل مَا يتَحَلَّل مِنْهُ بالأضافة إِلَى الْحَال الأولى فاجتمعت فِي الْبدن حرارة أوجبت الْحمى. قَالَ: حمى يَوْم إِذا كَانَت من سدد عَظِيمَة وَلم تعالج كَمَا يجب انْتَقَلت إِمَّا إِلَى مطبقة بِلَا عفن أَو إِلَى مطبقة بعفن أَو إِلَى بعض حميات العفن النائبة. لي وَلَا تنْتَقل هَذِه إِلَى الدق لِأَن هَذِه تكون مَعَ الأمتلاء وَكَثْرَة رطوبات قَالَ: وَإِذا كَانَت السدد يسيرَة فَأَنَّهَا تَنْقَضِي كَمَا تَنْقَضِي حميات يَوْم إِلَّا أَن يجهل الْأَطِبَّاء تدبيرها. قَالَ: الْحمى الكائنة عَن السدد مادام لم يظْهر فِي الْبَوْل والنبض كَيْفيَّة الْحَرَارَة وعلامة العفن فَهِيَ حمى يَوْم وَلَو أطبقت اياماً على مَا ذكرنَا من سونوخوس بِلَا عفونة. قَالَ: فالسدة تكون إِمَّا من كَثْرَة الدَّم أَو لغلظ الأخلاط وعلاج الأولى الفصد وَالثَّانيَِة التلطيف. لي الْفرق بَينهمَا أَنه يظْهر مَعَ الأولى حمرَة اللَّوْن وانتفاخ وتمدد وَلَا يظْهر مَعَ الْأُخْرَى ذَلِك. لي حمى يَوْم احْتَاجَت جمع إِلَى الْحمام لَان مَعَ أَكْثَرهَا امْتنَاع مَا كَانَ يتَحَلَّل من الْبدن فالحمام يحلل ويوسع المسام وَمَعَ الثَّانِيَة حِدة وحرافة قد اكتسبتها بالحمى وَالْحمام يرطبها ويعدلها ويسهل تَحْلِيل مَا يحْتَاج أَن يتَحَلَّل. وَقد ذكر جالينوس أَن مَعهَا كلهَا امتناعاً من تحلل إِلَّا أَنه مَعَ بَعْضهَا أبدا ضَرُورَة وَمَعَ بَعْضهَا فِي الاكثر وَمَعَ بَعْضهَا فِي الْأَقَل. قَالَ فِي آخر الْعَاشِرَة: الْحمام) يستفرغ الْبدن بالعرق والتحلل الْخَفي وَفِي حمى يَوْم يتهيأ أَن تستفرغ نفس جَوْهَر الْحمى بِهَذَيْنِ الأستفراغين. تكاثف المسام يكون لانقباض الْجلد من الْبرد اَوْ الْقَبْض أَو الوجع وَشَيْء من اللَّحْم تَحْتَهُ ينقبض مَعَه. وَأما السدة فَتكون إِذا لحجت الأخلاط فِي أَطْرَاف الْعُرُوق الأقاصي النافذة إِلَى سطح الْبدن غما لكثرتها أَو لغلظها أَو للزوجتها. قَالَ فِي الْحَادِيَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء: وإمالتها إِلَى ظَاهر الْبدن بَغْتَة بِسَبَب حَرَكَة عنيفة أَو تغير الْهَوَاء دفْعَة من شدَّة الْبرد إِلَى شدَّة الْحر أَو بِسَبَب الْغَضَب. لي حميات العفن أَن عدمت النافض فَلَا بُد من أَن يكون فِي ابتدائها ضغط فِي النبض اَوْ انضمام الْحَرَارَة إِلَى وسط الْبدن فَمَتَى رَأَيْت حمى لم يعرض فِي ابتدائها نقص الْحَرَارَة وَبرد الْأَطْرَاف والأنضغاط فِي النبض فَبين أَنَّهَا يومية. الرَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: الْحمى الَّتِي تكون مَعَ ورم اللَّحْم الرخو الَّذِي فِي الأريتين وَنَحْوهمَا من الْأَمَاكِن الَّتِي فِي الْبدن إِذا حدث من سَبَب ظَاهر فَهِيَ حمى يَوْم. فَأَما سَائِر الأورام الَّتِي تحدث فِي هَذِه الْمَوَاضِع من غير سَبَب ظَاهر فَلَا تكَاد تحدث إِلَّا مَعَ ورم فِي الأحشاء وَلذَلِك الْحمى الكائنة مَعهَا ردية. لي لَا يحْتَاج فِي هَذَا الْفَصْل اكثر من أَن حمى يَوْم الكائنة من ورم الأربية يتقدمها الورم ثمَّ يكون بعد بحرارة الورم الْحمى وَأما العفنية فَأن الْحمى تكون فِيهَا أقدم من الورم فهمت بعد هَذَا الْمَعْنى مَتى ورمت الأربية فَحدث مَعهَا حمى فَانْظُر فَأن كَانَ لورم الاربية سَبَب باد فَأَنَّهَا حمى عفن وَإِن لم يكن لَهَا سَبَب باد فَإِنَّهَا حمى ردية.

السَّابِعَة من أبيذيميا قَالَ ب: من أَصَابَته حمى لَيست من مرار فصب على رَأسه مَاء حَار نقصت بذلك حماه. قَالَ ج: يُرِيد بِهِ حميات يَوْم فَأن المحموم من حر شمس أَو من برد وتعب وضيق المسام كلهَا تنْحَل بالإستحمام وَمَا تولد من الحميات من برد يدل على حمى العفونة وَتلك لَا يَنْبَغِي أَن يقرب صَاحبهَا الْحمام دون أَن تنضج أَو يستفرغ. الْخَامِسَة عشرَة من النبض قَالَ: إِذا كَانَ النبض عَظِيما قَوِيا عديم الصلابة فالحمى حمى يَوْم بعد أَن لَا يكون أنقباضه سَرِيعا فَأن هَذِه عَلامَة عامية لحميات العفن.) الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ: إِذا ورم الغدد عَن سَبَب باد واعقب ذَلِك حمى فَأَنَّهَا حمى يَوْم وَإِذا ورم الغدد بِلَا سَبَب باد فَإِنَّهُ أَن أعقب حمى فَأَنَّهَا ردية تدل على ورم فِي الْجوف وَإِن كَانَت الْحمى مُتَقَدّمَة لورم الغدد بِلَا سَبَب باد فَأَنَّهُ أردأ وأشر وَقد ذَكرْنَاهُ فِي تقدمة الْمعرفَة. السَّادِسَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ: جَمِيع أَصْنَاف حمى يَوْم يحلهَا الْحمام بعد النّوبَة لِأَن مَحل النّوبَة من هَذِه مَحل بُلُوغ النضج والأنحطاط من حميات العفن. وحميات العفن تنْحَل بالحمام بعد النضج فَيَنْبَغِي أَن يحم صَاحب حمى يَوْم بِالْمَاءِ الْحَار ويغذى غذَاء مَحْمُودًا ويسكن. وَفِي النَّاس قوم إِذا أبطؤا عَن الْحمام حموا وَهَؤُلَاء هم الَّذين ينْحل مِنْهُم بخار دخاني كثير. قَالَ: وَمن كَانَت حماه من برد وتكاثف الْبدن فأجود الْأَشْيَاء أَن يلتحف بعد الْحمام والغذاء بِثِيَاب كَثِيرَة وينام ليعرق فَأن فِي ذَلِك ذهَاب كَثَافَة الْبدن. الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: انضمام المسام نَوْعَانِ: أَحدهمَا فِي سطح الْبدن والأخر فِي عمقه وَقد بَينا علاجهما فِي حِيلَة الْبُرْء. الْيَهُودِيّ قَالَ: إِذا كَانَ فِي الْحمى عرق فَلَيْسَتْ حمى ورم. قَالَ: وَحمى يَوْم الكائنة من

ورم الأربية لَا تكن إِلَّا بِسُكُون ذَلِك الورم فعالج ذَلِك الورم وَذَلِكَ أَن الورم لَا يسكن إِلَّا بِسُكُون القرحة الَّتِي عَنْهَا ارْتَفع الورم إِلَى الأربية فَأَما ورم الأربية بِلَا سَبَب باد فَلَيْسَ حماها حمى يَوْم بل حمى عفن عَن ورم فِي الأحشاء. قَالَ: وَمِمَّا يفصل حمى يَوْم عَن حمى عفن عَن ورم فِي الأحشاء أَن يكون ابتدائها هيناً لينًا وانتهاؤها صعباً وَحمى عفن تبتدىء قَلِيلا قَلِيلا بلين ثمَّ تصعب عِنْد الْمُنْتَهى. لي فِي هَذَا عِلّة طبيعية. فِي بعض كتب الْهِنْد قَالَ فِيهِ: أَنه قد تكون حمى من سوء. لي وَهَذِه الْحمى عِنْدِي حمى يَوْم. اهرن قَالَ: قد تكون حمى يَوْم من كَثْرَة النّوم وَمن قبل وجع شَدِيد يعرض لبَعض الْأَعْضَاء. قَالَ: إِذا ورمت الأربية من قرحَة فِي الرجل أَو فِي الْيَد تبع ذَلِك حمى يَوْم وَإِن ورمت الأربية بِلَا سَبَب باد وَلَا قرحَة وَلَا تَعب فتبع ذَلِك حمى فَهَذِهِ حمى ردية من جنس العفن والطواعين.) قَالَ: وَإِن جَاوَزت حمى يَوْم الثَّلَاثَة الْأَيَّام إِلَى أَرْبَعَة أَيَّام وَأكْثر فقد خرجت من حمى يَوْم وَصَارَت إِلَى الحميات الحادة. قَالَ: وَيكون حمى يَوْم من الْجُوع الشَّديد. لي والعطش وَبِالْجُمْلَةِ كل مَا يُمكن أَن يهيج بالانسان حرارة. قَالَ ج: وَإِذا رَأَيْت مَعَ الْحمى صداعاً أَو وجعاً فِي بعض الْأَعْضَاء فِي بَدْء مَا تَأْخُذ الْحمى فَإِذا تركت تِلْكَ الْحمى بَطل ذَلِك الوجع فَأن ذَلِك يدل على أَنَّهَا حمى يَوْم. قَالَ: سل أبدا هَل للحمى سَبَب باد قَالَ: إِذا ظَنَنْت أَن الْحمى حمى يَوْم فَمر صَاحبهَا بالحمام فَأن وجد فِي الْحمام قشعريرة فَأخْرجهُ بِسُرْعَة فَإِنَّهَا لَيست حمى يَوْم بل حمى عفن وَإِذا شَككت فِي هَذِه الْحمى فَاسْتعْمل هَذِه الْعَلامَة. الْإِسْكَنْدَر قَالَ: يَنْبَغِي أَن تتثبت فِي أَمر الْحمام فِي حمى يَوْم لِأَنَّهُ إِن كَانَ هُنَاكَ عفن صَارَت مِنْهُ حمى دائمة وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك حَار المزاج أدّى إِلَى حميات محرقة. 3 (انْتِقَال حمى يَوْم إِلَى غَيرهَا) قَالَ الْإِسْكَنْدَر: إِذا لم تفارق الْحمى الْبدن والعرق بعد الْعرق فقد انْتَقَلت حمى يَوْم فَانْظُر حِينَئِذٍ فِي التَّدْبِير والمزاج فَأَنَّهَا ينْتَقل بِحَسب ذَلِك فِي الأمزجة الحارة إِلَى الغب وَكَذَا فِي سائرها. أريباسيوس قَالَ: أعظم عَلَامَات حمى يَوْم المَاء النضيج والنبض الصَّغِير المنضغط وَحسن حَال العليل بعد الأنحطاط والحرارة البخارية اللذيذة االلمس. وَفِي حميات العفن فِي جَمِيعهَا لَا يكون المَاء نضيجاً فِي أول يَوْم الْحمى والنبض يكون صَغِيرا مختلطاً فِي ابتدائها. أغلوقن: إِذا كَانَت الْحمى عَن ورم الغدة وَكَانَ ورم الغدد لخراجة اَوْ قرحَة قبل ذَلِك فَهِيَ حمى يَوْم فَأَما إِن كَانَ ورم الغدد مبتدياً بِلَا سَبَب باد فَإِن ذَلِك دَلِيل على ورم فِي الأحشاء والحمى الَّتِي مَعهَا عفن ردية. قَالَ: وَأول دَلَائِل حمى يَوْم أَلا يكون فِي النبض اخْتِلَاف فِي قرعَة وَاحِدَة أصلا. وَإِن كَانَ فقليلاً وَيكون الْبَوْل طبيعياً أَو قَرِيبا مِنْهُ فَإِذا سكنت الْحمى رَجَعَ النبض إِلَى حَاله الطبيعي كَأَنَّهُ لَيْسَ حمى الْبَتَّةَ فَيرجع النبض فِيهَا إِلَى الْحَال الطبيعية فِي مَا بَين النوبتين وَلَو كَانَ بَينهمَا وَقت طَوِيل كنوائب الرّبع وَالْغِب وَالْبَوْل أَيْضا بعد سُكُون الْحمى يكون أحسن وَلَا بُد أَن يَنْقَضِي بعرق أَو بخار كثير يرْتَفع من الْبدن وَيصير الْبَوْل فِي هَذَا الْوَقْت أحسن كثيرا مِمَّا كَانَ وَإِن كَانَ حسنا فَأن عرضت مَعَه أَعْرَاض كالصداع وَغَيره هدأت الْبَتَّةَ مَعَ انحطاط الْحمى) وخفة بدن العليل وراحته الرَّاحَة التَّامَّة من أعظم دلائلها وَاخْتِمْ ذَلِك كُله بِأَن تسْأَل هَل كَانَ لَهُ سَبَب باد فَأن كَانَ كَذَلِك فَإِنَّمَا تحْتَاج أَن تنْتَظر سكونه ثمَّ دخله الْحمام وَضم إِلَى ذَلِك هَذَا أَيْضا إِلَّا أَن يعرض لَهُ فِي الْحمام أقشعرار واتصلت لَهُ بعد الْحمام خفَّة الْبدن والراحة فَإِن تمت هَذِه أجمع فَأخْرجهُ واغذه واسقه شرابًا

بِلَا خوف وثق بِأَنَّهُ لَا يعاود. لي وَاذْكُر دَلَائِل أَسبَاب حمى يَوْم كدليل السهر وَالْغَضَب وَالْغَم وَنَحْوهَا بإيجاز واختصار وَخذ ذَلِك من أغلوقن فِي جوامعه. قَالَ ابْن سرابيون: الَّذين يحبونَ الأغذية حارة أعن بالكبد فَإِنَّهَا تسخن مِنْهَا وَلذَلِك يكون بَوْلهمْ شَدِيد الْحمرَة فأسهلهم إِن كَانَت الطبيعة يابسة لينقى الْبَطن ثمَّ أعطهم كل مَا كَانَ بَارِدًا مبرداً لكبد مدراً للبول مثل السكنجين السكرِي وَمَاء الرُّمَّان الحامض وصب على الكبد صندلين وَنَحْوه بِمَاء الْخلاف والورد. فِي الَّتِي من الْحر: لَا تدخلهم الْحمام لِأَنَّهُ يخَاف أَن يزيدهم حرارة وَلَا يُؤمن أَن يهيج بهم حمى عفن أَو يحدث ورماً وأعن فيهم بتبريد الْقلب مَا أمكن. لي لَيْسَ رَأْيِي فِي أدخال صَاحب حمى يَوْم الْحمام بِقَوي إِلَّا من تَعب واستحصاف الْجلد فَأَنِّي وَقد قَالَ ج: فِي الأولى من الحميات: أَن استنشاق الْهَوَاء الْحَار يسخن الْقلب وَيُورث حميات وَلذَلِك يحمى النَّاس عِنْد طُلُوع الشعرى العبور. لي لَيْسَ دَلِيل النبض فِي حمى يَوْم بكاف لِأَن الأنقباض لَا يتَبَيَّن إِلَّا فِي أعظم مَا يكون من النبض وَقد رَأَيْت أَقْوَامًا يحترقون احتراقاً من شدَّة الحميات أَو بشريانهم من الصغر أَمر لَا يحس انبساطه إِلَّا بِجهْد فضلا عَن انقباضه وَذَلِكَ لخلفة فِي شريانهم فَلهَذَا رَأَيْت أَن يفزع فِي هَذَا إِلَى النَّفس. لي على ماصح فِي الأولى من الحميات: كل نوبَة فِي ابتدائها تضاغط النبض وَبرد وأقشعرار وَحَال شَبيه بالميل إِلَى النّوم والكسل فَهِيَ حمى عفن وَعلة ذَلِك أَن الحميات من عفن تكون من خلط ني مَحَله مَحل طَعَام يُؤْكَل فَكَمَا أَن الطَّعَام إِذا أكل يمِيل الْبدن إِلَى الكسل لِأَنَّهُ يبرده أَولا حَتَّى إِذا عملت فِيهِ الْحَرَارَة قَلِيلا أسخن الْبدن فَكَذَلِك ذَلِك الْخَلْط فِي الْعُرُوق وَفِي العضل إِذا انصب عَلَيْهَا فَإِنَّهُ يبرد أَولا ثمَّ إِذا عملت فِيهِ الْحَرَارَة تَأْخُذ حمى وَيَنْبَغِي أَن تحزر الْعلَّة فِي علل الحميات فَيُقَال لم صَارَت هَذِه الأخلاط يظْهر مِنْهَا تبريد الْبدن وإسخان أَكثر من الْغذَاء. أغلوقن: هَذَا مَا أَخَذته من هَذِه مِمَّا رَأَيْته نَافِعًا النافع من هَذِه الْأَشْيَاء تعرف الْأَسْبَاب) الَّتِي من أجلهَا يكَاد تشبه حمى يَوْم. بحمى عفن مثل أَلا يعرق المحموم أَو يقل صبغ بَوْله أَو يكثر أَو يصغر نبضه جدا أَو يصير لَهُ سحنة ردية. فاما التَّفْرِقَة بَين الْأَسْبَاب الْبَادِيَة فَلَيْسَ فِيهَا كَبِير دَرك وَالسُّؤَال يُغني عَنهُ. قَالَ ج: يعم جَمِيع أَصْحَاب حمى يَوْم أَن بَوْلهمْ يكون أشْبع صفرَة من الْبَوْل الطبيعي. قَالَ: وَمن حم من غم فمعه من حِدة الْحَرَارَة أَكثر مِمَّا مَعَه من كثرتها وَمن حم من غضب فمعه من كَثْرَة الْحَرَارَة أَكثر مِمَّا مَعَه من حدتها وَأَصْحَاب الْغم تكون أبدانهم ضامرة

وأعينهم غائرة ولونهم ردياً فَاسِدا وَكَذَلِكَ الْحَال فِي السهر وَأَصْحَاب الْغَضَب نبضهم عَظِيم ويعرقون سَرِيعا وَأَصْحَاب السهر وَالْغَم نبضهم صَغِير وَمن حم من تَعب مفرط لَا يكَاد يعرق عِنْد الأنحطاط وخاصة إِن كَانَ فِي طَرِيق حَار جدا أَو بَارِد جدا أَو كثير الْغُبَار فَأَما من تَعب تعباً قَلِيلا فَأَنَّهُ يعرق وَمن أفرط فِي التَّعَب يصغر نبضه وَمن لم يفرط يعظم وَمن حم لاستحصاف جلده لَيْسَ مَاؤُهُ منصبغاً وَمن حم من ورم الأربية فنبضه عَظِيم جدا وسريعاً مَا يعرق وحرارة حماه أقل من سَائِر الحميات ووجهة ممتلىء وبوله يمِيل إِلَى الْبيَاض. لي هَذِه نَظِير سونوخوس إِلَّا فِي الأولى قَالَ: جَمِيع هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى حمام إِلَّا أَن من حم من تكاثف جلده فَيحْتَاج إِلَى أَن يُطِيل اللّّبْث فِيهِ. فَأَما غَيره فَلَا بل يقلل ذَلِك بل يُطِيل اللّّبْث فِي المَاء الْحَار ماأحب والمرخ بالدهن لأَصْحَاب التَّعَب أَنْفَع مِنْهُ لأَصْحَاب استحصاف الْجلد وَيكثر هَذَا الْغذَاء ويقلله صَاحب الغدد والأستحصاف وليلطف تَدْبيره لتكاثف وَأَصْحَاب الورم لَا يسقون شرابًا الْبَتَّةَ وَكَذَلِكَ أَصْحَاب تكاثف المسام وخاصة إِن كَانَت أبدانهم ممتلئة وسددهم قَوِيَّة. لي لَا تسق هَؤُلَاءِ شرابًا حَتَّى تبطل الْحمى الْبَتَّةَ وَتعلم أَنه لم يبْق شَيْء فَأن بِهَذِهِ الْحَال يعلم أَن السدد قد تفتحت وأحوجهم إِلَى الترطيب وَالشرَاب أَصْحَاب السهر والتعب إِلَّا أَن يَكُونُوا مصدعين. قَالَ: الحميات المبتدئة بنافض يَنْبَغِي أَن تعد من الحميات الَّتِي تنوب بأدوار. لي جملَة علاج الْحمى السددية إِذا كَانَت فِيهَا عَلَامَات حمى يَوْم ثمَّ انحطت بِلَا عرق فَهِيَ سددية وخاصة عَن كَانَ أدمن على أغذية غَلِيظَة وبحسب شدَّة الْحمى تكون شدَّة السدد وعلاجها جملَة إِن كَانَت الْحمى عَظِيمَة أَن يفصد ثمَّ يقْصد إِلَى تفتيح السدد بالسكنجين وَمَاء الشّعير وَالْحمام قبل النّوبَة بِوَقْت صَالح ودلك ظَاهر بدنه وإسهال بَطْنه وإدرار بَوْله بِرِفْق وتفقد) نافض الْحمى بعقلك فَإِنَّهُ بِحَسب عظم السدد يكون بَقَاؤُهَا فَإِن كَانَت السدد قَليلَة لم تحتج إِلَى فصد وَمَا دمت لَا ترى فِي المَاء عَلامَة عفن وَلَا فِي نوع الْحَرَارَة فِي اللَّمْس فالحمى لم تنْتَقل إِلَى عفن لَكِنَّهَا بعد سددية. جَوَامِع أغلوقن قَالَ: حمى يَوْم قد تحدث عَن وجع يحدث فِي بعض الْأَعْضَاء وَاجعَل الوجع أحد أَسبَابهَا الْبَادِيَة. قد يتبع حمى يَوْم الدماميل قبل أَن تنضج ووجع الْعين ووجع الْأذن ووجع الضرس والقولنج والبواسير إِذا أفرطت فِي الوجع فَهَذِهِ كلهَا دَاخِلَة فِي نوع الوجع وَتصير أسباباً بادية. حمى يَوْم لَا محَالة تحدث عَن سَبَب باد وَلَيْسَ كل حمى حدثت عَن سَبَب باد حمى يَوْم. لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون السَّبَب البادي حرك سَببا فِي الْبدن من الْأَسْبَاب المتقادمة فَحدث عَنهُ حمى دم أَو حمى عفن وكل حمى حدثت عَن سَبَب متقادم فَهِيَ حمى عفن إِلَّا أَنه مُمكن أَن يهيجه السَّبَب البادي فَيكون سَببه بادياً وَهُوَ حمى عفن وَمن عَلَامَات حمى يَوْم عَن السَّبَب البادي وَأَن لَا يكون فِي ابتدائها نَاقض وَلَا يكون

فِي مُنْتَهَاهَا حرارة شَدِيدَة لذاعة لَكِن لحر الْحمام البخارية وَلَا يخْتَلف فِيهَا النبض إِلَّا قَلِيلا وَالْمَاء نضيج وتنقضي بعرق وَلَا يكون النَّفس فِيهَا شَدِيدا حاراً جدا وَإِذا دخل الْحمام بعد انْقِضَائِهَا لم يعرض لَهُ نافض. ورم الحالب إِن حدث عَن سَبَب باد مثل قرحَة الرجل فالحمى الْحَادِثَة مَعَه حمى يَوْم وَإِن حدث ابْتِدَاء بِلَا سَبَب باد فالحمى عفنية والورم الْحَادِث فِي لحم رخو إِن حدث قبل الْحمى ثمَّ حدثت هِيَ من أَجله فَهِيَ حمى يَوْم وَإِن عرض لَهُ فِي الْحمى فَهِيَ حمى عفن وَيدل على ورم فِي ذَلِك الْعُضْو الَّذِي يقبل فضوله ذَلِك اللَّحْم الرخو فَإِن كَانَ فِي أصل الْأذن فَفِي الدِّمَاغ وَإِن كَانَ فِي الْإِبِط فَفِي الْقلب وَإِن كَانَ فِي الحالب فَفِي الكبد. القَوْل فِي حمى يَوْم الْحَادِثَة عَن ورم الحالب: الْبَوْل لَا يكون فِيهِ شَدِيد الإنصباغ لِأَن الْحَرَارَة تميل إِلَى الورم ولون وَجهه يكون أَحْمَر وحرارته شَدِيدَة لِأَن بِهِ ورمين حارين ونبضه عَظِيم مسرع وَلَكِن مَعَ هَذَا كُله تكون دَلَائِل حمى يَوْم مَعَه الذبول قد قلت فِي كتابي فِي الحميات: حمى يَوْم جنس يُشَارك حمى الدق فِي الْجِنْس إِلَّا أَنه لَا يُمكن الأستدلال عَلَيْهَا فِي أول حدوثها على الْحَقِيقَة لَكِن يسْتَدلّ عَلَيْهَا فِي الْيَوْم الثَّانِي أَو فِي الثَّالِث لَا محَالة وَأَنَّهَا سَاعَة تعرف وَيَنْبَغِي أَن يسقى صَاحبهَا مَاء بَارِدًا إِلَّا إِن شربه فِي هَذَا الْوَقْت لَا خطر فِيهِ لِأَن الْقُوَّة بعد قَوِيَّة وَالدَّم المحتبس فِي الْبدن بعد كثير فَأَما إِذا طَالَتْ الْمدَّة فَأن الْقُوَّة تضعف وَالدَّم يقل وَلذَلِك يصير فِي هَذَا الْوَقْت) ضَرَر المَاء الْبَارِد شَدِيدا لِأَنَّهُ يبرد مَعَ الْعُضْو الَّذِي يحْتَاج إِلَى تبريده غَيره من الْأَعْضَاء. لي هَذِه الَّتِي ينخرط مِنْهَا الْوَجْه سَرِيعا إِلَّا مَا لانت وَبقيت على ذَلِك اللين. إِسْحَاق: من أَصَابَته هَذِه الْعلَّة من تَعب أَو من يبس أَو هم أَو سهر فليمرخ بدهن كثير جَمِيع بدنه فَأَما من عرضت لَهُ من برد فليستحم إِذا سكنت حماه وَمن عرضت لَهُ من احتراق شمس فَيصب على رَأسه دهن الْورْد فَإِذا سكنت صب عَلَيْهَا المَاء الفاتر وميل الْغذَاء لمن أَصَابَهُ ذَلِك من برد إِلَى حر وبالضد وغذي أَصْحَاب السهر والتعب واليبس بأغذية مرطبة وَليكن الْغذَاء بعد انحطاط الْحمى إِلَّا فِي من كَانَ مزاجه حاراً جدا مولداً للمرار فَإِن الْأَمر قد يضْطَر فِي هَؤُلَاءِ إِلَى أَن يطعموا فِي وَقت الْحمى خبْزًا مبلولاً بِالْمَاءِ الْبَارِد مُوَافق لهَؤُلَاء وَلِجَمِيعِ من يتَوَلَّد فِي بدنه أخلاط ردية لذاعة فَأَما أَصْحَاب الْبرد فَإِن الشَّرَاب المائي الرَّقِيق مُوَافق لَهُم ويحلبون لأَصْحَاب التَّعَب والسهر وَالنَّوْم بأغذية مرطبة ودلك الْقَدَمَيْنِ. من الْكَمَال والتمام تَدْبِير نَافِع للهيب الْكَائِن فِي الْبدن من احتقان البخار فِيهِ: الْحمام والتعرق بالدثار والأنكباب على بخار الشبث والبابونج والمرزنجوش ويتمسح بعد ذَلِك وَبعد أَن يعرق نعما بدهن الشبث والبابونج المتخذين بدهن الخيرى الْأَصْفَر والأحمر وَيَنْبَغِي أَن يتعب فَإِن ذَلِك يحلل عَنهُ جدا وَيجْعَل الْغذَاء قَلِيلا لطيفاً.

قَالَ ج من حِيلَة الْبُرْء: إِن الْأَبدَان الَّتِي مَا يتَحَلَّل مِنْهَا بخار دخاني حَار حريف مَتى استحصفت من سَبَب مَا حدث فِيهَا حمى وَلِهَذَا أَجود مَا يسْتَعْمل هَؤُلَاءِ فِي الأحتراس من حمى يَوْم أدامة الأستحمام بِمَاء عذب فاتر والدلك اللين الَّذِي يُرْخِي الْبدن ويوسع مسامه والرياضة المعتدلة والأغذية المولدة كيموساً عذباً بِلَا حِدة فِيهِ وأضداد هَذِه الاشياء مضادة لَهُم مثل قطع الأستحمام والرياضة الشَّدِيدَة والدلك الصلب والأغذية الحريفة المالحة والسهر وَالْغَضَب وَالشَّمْس والتعب وَجَمِيع مَا يحدث الأخلاط والإمساك عَن الطَّعَام. قَالَ: والأبدان يستحصف خَارِجهَا من كل شَيْء يقبض أَو مِمَّا يرسخ فِي المسام وَلِهَذَا يَنْبَغِي أَن يمْنَع من هَذِه حَال بدنه من أَن يتدلك فِي الْحمام أَو غَيره بِشَيْء قَابض والتمرغ فِي التُّرَاب عِنْد الصراع ويجتنب الْأَطْعِمَة الغليظة اللزجة فَإِن هَذِه تبقى فِي مجاريه ومنافسه فتمنع تحلل مَا كَانَ مِنْهُ يتَحَلَّل وان يُبَادر بهم إِلَى تفتيح مسامهم كلما يرَوْنَ فِي أبدانهم التياثاً قبل استحكام الْحمى لِأَن الْحمى تبطل حِينَئِذٍ وَتذهب بقلع سَببهَا.) قَالَ: وَجَمِيع أَصْحَاب حمى يَوْم يَنْبَغِي أَن يدخلُوا الْحمام سَاعَة تَنْقَضِي النّوبَة الأولى ويدلكون بدهن دلكا لينًا وَيكون دلك من ناله ذَلِك من قبض جلده أقل وَكَذَا من ناله ذَلِك من يبس إِلَّا أَنه يصب عَلَيْهِ المَاء أَكثر. من حم بسهر أَو غضب أوهم فَلَا حَاجَة لَهُم إِلَى استحمام كثير وَلَا دلك كثير لَكِن يعرق أبدانهم بدهن كثير مفتر لَا قبض فِيهِ ويدلكون دلكا يَسِيرا ثمَّ يستحمون كالعادة وَمن أَصَابَهُ ذَلِك من شمس فَهُوَ يحْتَاج أَولا إِلَى مَا يبرد وَإِلَى استحمام كثير وَلَا يكون بدلك كثير وَلَا تمريخ كثير وَالَّذِي يبرده دهن الْورْد مبرداً بِالْمَاءِ الْبَارِد والثلج على ماحسب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وانطل مِنْهُ إِذا برد على الرَّأْس بصوفة وَلَا تزَال تفعل ذَلِك إِلَى انحطاط الْحمى قَلِيلا ثمَّ امْضِ بِهِ إِلَى الْحمام إِذا انحطت وَإِذا كَانَ سَبَب الْحمى بردا فَإِن كَانَ بِهِ نزلة فَلَا تدخله الْحمام دون أَن ينضج نزلته أَو زكامه ثمَّ ادخله الْحمام فَأَما من حم من احتراق فَأدْخلهُ الْحمام وَإِن كَانَ بِهِ نزلة فَإِذا أخرجته من الْحمام فَمن حم من احتراق شمس فادهن رَأسه بدهن الْورْد وَمن حم من برد فبدهن السوسن أَو ناردين وَلَا يسْتَعْمل أحد من المحمومين الْحمام إِلَّا بعد انحطاط الْحمى وغذاء أَصْحَاب هَذِه الْحمى بِمَا يُولد فِي الْبدن دَمًا جيدا من أغذية سريعة الهضم لَا تحتبس لَهَا فضول وَمَاء الشّعير هُوَ كَذَلِك. وَيَنْبَغِي إِذا كَانَ الْحمى حدثت من غضب أَو احتراق أَن يقْصد مَعَ ذَلِك للتبريد والترطيب وَإِذا حدثت من برد فأسخن إسخاناً معتدلاً. وَمن حم من سهر أَو غم أَو هم فضم إِلَى تَدْبيره مَا يكون مرطباً. وَمن حم من تَعب فَلْيَكُن تَدْبيره أَكثر غذَاء. وَمن حم من برد فَلْيَكُن أقل غذَاء وَليكن شرابه مائياً لِأَنَّهُ أفضل من المَاء فِي إدرار الْبَوْل والعرق مثل هَذِه الْأَبدَان المرارية فَإِنَّهَا إِذا كَانَت تنْتَفع بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي صِحَّتهَا فَلَا تمنعهم مِنْهُ فِي حمامهم بعد أَن يَكُونُوا قد اعتادوه فاما من لم يعتده فَأَنِّي لَا ابتدىء بسقيه إِلَّا بعد أَن ينضج وأعوده إِيَّاه أَيَّامًا. قَالَ: إِذا حدثت حمى يَوْم بِسَبَب سَده فَأَنَّهُ إِن كَانَت يسيرَة وَعمل الطَّبِيب فِي تفتيحها

عملا جيدا منع أَن يكون للحمى نوبَة أُخْرَى وَإِن كَانَت عَظِيمَة لم يُمكنهُ أَن يحسم النّوبَة وَإِن كَانَ فِي الْبدن أخلاط كَثِيرَة لزجة لاحجة راسخة فَلَيْسَ يُمكن أَن تبقى هَذِه على حمى يَوْم وَلَكِن تؤول فِي الْأَبدَان الَّتِي مزاجها رَدِيء إِلَى حمى عفن ضَرُورَة وَفِي الَّتِي مزاجها جيد إِلَى سونوخوس الَّتِي من دم حُلْو أَو من عفونة الأخلاط. وَقَالَ: إِذا شرعت الْحمى فِي انْقِضَائِهَا واستفرغ عِنْد انْقِضَائِهَا من الْبدن بخار أَو ندى أَو عرق) أَو بَوْل كثير مَعَ عَلامَة حَسَنَة فِي النبض فَهِيَ حمى يَوْم بِالْحَقِيقَةِ وَلَيْسَ إِذا فقدت هَذِه العلامات فَلَيْسَتْ حمى يَوْم اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يتَبَيَّن فِي الْعُرُوق عَلامَة العفن وَلَكِن مُمكن أَن يكون مِمَّا طَال انحطاطها وانحطت بِلَا عرق وَلَا ندى وَلَا بَوْل لِأَن الْخَلْط الريء لم يتَحَلَّل بأجمعه لَكِن بقيت مِنْهُ بَقِيَّة كَثِيرَة وَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن تعين الطبيعة على استفراغ هَذَا الْخَلْط الرَّدِيء إِن احْتمل السن وَالزَّمَان وَإِن لم يكن الأمتلاء ظَاهرا فِيهِ لِأَن الأجود أَن يستفرغ جلّ ذَلِك الْخَلْط الرَّدِيء. ثمَّ تَأْخُذ فِي تفتيح السدد وتنقية المجاري والمنافذ وَذَلِكَ لِأَن فِي الأستفراغ أخراج جلّ تِلْكَ الرطوبات الَّتِي لَهَا تِلْكَ البخارات الدخانية وَإِن أردْت تفتيح السدد قبل الأستفراغ لم تأمن أَن تجْرِي إِلَى المسام دفْعَة شَيْئا كثيرا فتضاعف السدد لذَلِك فَلَا يُؤمن الْخطر فالأصوب أَن تبدأ باستفراغ الْبدن ثمَّ بِفَتْح السدد فَمَتَى رَأَيْت فِي وَقت مَا أَن النّوبَة الأولى عسرة الأنحطاط كَأَنَّهَا تبقى لابثة وَلَيْسَ مَعَ انحطاطها استفراغ ذُو قدر يعْتد بِهِ فَلَا تتَوَقَّف عَن استفراغ الْبدن بأخراج الدَّم وَلَا تؤخره وَأخرج مِنْهُ بِحَسب الْقُوَّة وبحسب عظم السدد وتعرف عظمها من عظم الْحمى فَإِذا استفرغته فأعطه بعد وَقت يسير شَيْئا مِمَّا يجلو وَلِأَن الْجلاء هِيَ الفالخة وَهِي حارة يَنْبَغِي أَن تخْتَار مايصلح لَهُ والسكنجين يصلح لَهُ لِأَنَّهُ يجلو جلاءً قَوِيا من غير أَن يسخن ويقلع مَا فِي المجاري والمسام ويفتحها وَالسكر أَيْضا يدْخل فِي هَذَا الْبَاب وَمَاء الشّعير وَمَاء الْعَسَل فَإِذا فعلت ذَلِك فَانْظُر كم مِقْدَار مَا ينقص من حرارة الْحمى فِي النّوبَة الثَّالِثَة فَأن رَأَيْت الَّذِي بَقِي مِنْهَا يَسِيرا وَلَيْسَ فِي النبض عَلامَة عفونة وَلَا فِي الْبَوْل عدم النضج فَأدْخلهُ الْحمام قبل الْوَقْت الَّذِي ابتدأت فِيهِ قُوَّة الْحمى فِي النّوبَة الأولى بِخمْس أَو أَربع سَاعَات أَو أَكثر مَا أمكنك فَهُوَ خير وحسبك أَن يكون بَين خُرُوجه من الْحمام وَبَين الْوَقْت الَّذِي بدأت فِيهِ النّوبَة الأولى ثَلَاث سَاعَات ويدلك ويمرخ باعتدال ويدلك بِمَا ينقي بدنه كدقيق الكرسنة ودقيق الشّعير ودقيق الباقلى يضْرب بِمَاء كثير وَعسل مَضْرُوب بِمَاء ونضرون فَأن كَانَ بَين فَرَاغه من الْحمام وَبَين وَقت النّوبَة زمَان يسير فَلَا تطعمه شَيْئا خلا طبيخ الكرفس قَلِيلا وَإِن كَانَ طَويلا فاغذه بكشك الشّعير ثمَّ فَأن جَازَت فحمه أَيْضا ثمَّ اغذه وَإِن نابت فقسها أَيْضا بالنوبة الْمُتَقَدّمَة وتفقد الْبَوْل والنبض فَأن رَأَيْتهَا يسيرَة وَجَمِيع أعراضها قَليلَة فَاعْلَم أَن الَّذِي بَقِي من السدد قَلِيل وَأدْخلهُ فِي الرَّابِع الْحمام وثق بِأَنَّهُ لَا يُصِيبهُ فِي الْخَامِس نوبَة وَإِن كَانَت النّوبَة شَدِيدَة فَلَيْسَتْ حمى يَوْم وَقد

تحدث لهَذِهِ الْأَبدَان أَعنِي الْأَبدَان الَّتِي يتَحَلَّل مِنْهَا بخار حَار مراري حمى يَوْم من التُّخمَة) وخاصة الَّتِي يعرض مِنْهَا تغير الطَّعَام إِلَى الدخانية لِأَن تغيره إِلَى الحموضة إِنَّمَا يعرض لهَذِهِ الْأَبدَان فِي الندرة ومضرتها لَهَا يسيرَة. وَمَتى انْطَلَقت الطبيعة مَعَ هَذِه التُّخمَة فضررها أقل وَبِالْعَكْسِ لِأَن الْأَبدَان المرارية مَتى احْتبست طبائع أَهلهَا مَعَ مثل هَذِه التُّخمَة أسرعت إِلَيْهَا الْحمى وخاصة أَن سعوا فِي أَعْمَالهم وَلم يستعملوا الرَّاحَة تهاوناً بالتخمة وَرُبمَا انْطَلَقت طبيعتهم كثيرا فَيكون كَثْرَة اخْتلَافهمْ عوناً على شدَّة عود الْحمى وَإِن كَانَ بهم مَعَ ذَلِك لذع أَو وجع أَو حرارة مفرطة فِي الْمعدة والأمعاء كَانَ ذَلِك أعون على تزيد حرارة الْحمى وَأَحْرَى أَن يشبها فَمَتَى رَأَيْت الشَّيْء المستفرغ بالخلفة إِنَّمَا هُوَ الشَّيْء الَّذِي فسد وَحده فَأدْخلهُ الْحمام واغذه عِنْد انحطاط النّوبَة الأولى واعتن بمعدته وَمَتى أفرط أَن يجحف بِالْقُوَّةِ فالأجود أَن تغذوه من غير حمام بعد أَن تعنى معدته بِأَن تضع عَلَيْهَا صُوفًا مبلولاً بِزَيْت قد طبخ فِيهِ أفسنتين فِي أناء مضاعف لِئَلَّا يفْسد ويتدخن وَإِن بَقِي فِي الْمعدة شَيْء من لذع ووجع فضع عَلَيْهَا بعد الزَّيْت قِطْعَة لبد سخنة مغموسة فِي ذَلِك الدّهن أَو فِي دهن الناردين الْفَائِق وَيكون قد عصر حَتَّى فَارقه أَكثر الدّهن والجيد أَن يكون مَكَان اللبد صوف فرفير فائق فَإِن لَهُ قبضا لطيفاً وَكَذَا قُوَّة دهن الناردين يغوص إِلَى جرم الْمعدة فيسخنه ويجففه ويقويه وَإِن كَانَ فَم الْمعدة شَدِيد الضعْف فاسحق مصطكى مَعَ دهن الناردين حَتَّى يصير فِي ثخن وسخ الْحمام واغمس فِيهِ فرفيراً وَضعه عَلَيْهِ ولتكن حارة فِي أول مَا تضع عَلَيْهَا لِأَن الْأَشْيَاء الفاترة تحل فَم الْمعدة وترخيه وَإِن كَانَ الْبَطن مُنْطَلقًا بعد فالجيد أَن يسْتَعْمل دهن السفرجل الْفَائِق الحَدِيث على نَحْو مااستعملت دهن الناردين ودهن المصطكى أَيْضا نَافِع لهَؤُلَاء كلهم وَإِن لم يحْتَمل الْمَرِيض أَن يشد شىء على بَطْنه فَاتخذ لَهُ قيروطياً بطانة عَلَيْهِ تَأْخُذ شمعاً أَبيض بالطبع فأذبه بدهن ناردين حَتَّى يجمد ثمَّ اخلط بهما وهما بِالسَّوِيَّةِ من الصَّبْر ثمن جُزْء وَكَذَلِكَ من المصطكى واسحقه نعما وَاسْتَعْملهُ وَأَن شِئْت فاخلط بِهِ مِنْهُمَا فضلا قَلِيلا وَإِن كَانَ فِي الْمعدة حرقة حَتَّى توهمت أَن هُنَاكَ ورماً حاداً فقيروطياً بدهن السفرجل والأدوية المتخذة بالملح والشب وَنَحْوهمَا وَإِن كَانَت الطبيعة لينَة بعد فاغذه بسويق الشّعير أَو بِمَاء رمان أَو بِمَاء على ماترى وأطعمهم الْخبز الَّذِي يعْمل بالخل وَليكن الْخلّ قَلِيلا وَإِن كَانَ يستلذ فاسقه مَاء الْفَوَاكِه القابضة مثل مَاء الكمثرى والسفرجل يتَّخذ لَهُ مِنْهُمَا شراب وَإِن كَانَ قد انْقَطع فاغذه بخصي الديوك والسمك الرضراضي وببعض الْفَوَاكِه القابضة فَإِن كَانَت شَهْوَته ذَاهِبَة فاسقه الدَّوَاء الْمُتَّخذ بعصارة السفرجل أَو الْمُتَّخذ) بِلَحْم السفرجل أَن تهَيَّأ هَذَا مِمَّا هُوَ مَكْتُوب فِي تَدْبِير الأصحاء فَأَما من احْتبست طَبِيعَته مِنْهُم فَلم يجب الْبَتَّةَ فجس أَولا مَوضِع الشراسيف ثمَّ جس الْبَطن كُله وَانْظُر حسنا إِن كَانَ الطَّعَام قد انحدر إِلَى الأمعاء أَولا واسأل فِي أَي مَوضِع يجد مس الثّقل فِي بَطْنه وَأي ضرب من الجشاء يتجشأ فَإِذا عرفت ذَلِك يَقِينا فَأن كَانَ الطَّعَام فِي أَعلَى الْبَطن فاسقه دَوَاء الفلافل الَّذِي مدحناه نَحن فِي كتاب تَدْبِير الأصحاء ثمَّ تطلى على الْبَطن كُله نطولاً لَهُ وَقت كثير فَإِن كَانَ هَذَا قد انحدر

إِلَى الْأَسْفَل وَإِلَّا فاحدره بشيافة أَو حقنة وبحري أَن كَانَ هُنَاكَ لذع أَن يسكنهُ فَإِن كَانَت نفخة ذهبت بهَا وَيذْهب اللذع بشحم البط أَو شَحم الدَّجَاج أَو بشحم الْمعز مدافاً فِي زَيْت قَابض وَإِن لم يتهيأ شَيْء من هَذِه الشحوم فاخلط بِهِ شمعاً مصفى وداو النفخة بالزيت الْمَطْبُوخ بالبزور فَإِذا انْطلق الْبَطن فاغذه من ساعتك وتجنب فِي غذائه القوابض فَقَط وَأعد التَّدْبِير إِن احتجت فِي الْيَوْم الثَّانِي فِي ذَلِك الْوَقْت بِعَيْنِه وَأدْخلهُ الْحمام إِن كَانَ قد نقي من الْحمى أصلا فَأن نَام فِي اللَّيْلَة الَّتِي تتلو هَذَا الْيَوْم نوماً طيبا فقد برأَ برءاً تَاما وَإِن كَانَ محموماً فَلَا يخرج وعد فِي التَّدْبِير أَيْضا من غَد هَذِه اللَّيْلَة وَدبره بِسَائِر مَا وَصفنَا فَأن رايت أَن أَصْحَاب هَذِه الطبائع قد حموا من تخمة الجشاء فِيهَا حامض فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن تتوهم أَن سَبَب حماهم هَذِه التُّخمَة فَأن هَذِه التُّخمَة لَا تكَاد تعرض لهَؤُلَاء وَإِن عرضت حموا مِنْهَا لَكِن سَببهَا العفونة وَلَيْسَت حمى يَوْم وَاعْلَم أَن البخار الدخاني لَا يحدث بِسَبَب التُّخمَة الَّتِي الجشاء فِيهَا حامض وَذَلِكَ أَن الْمَادَّة الَّتِي طعمها حامض إِنَّمَا يتَحَلَّل مِنْهَا بخار بَارِد يسير جدا. وَأَقُول: أَن أسهل الْأَبدَان وقوعاً فِي حمى يَوْم وأشرها مضرَّة عَلَيْهِ إِن لم يدبر بِمَا يَنْبَغِي الْبدن الَّذِي الْحَار الْيَابِس فِيهِ أَكثر وَبعده فِي الأستعداد لحمى يَوْم الَّذِي الْحَار الرطب فِيهِ أَكثر على أَنه أَكثر فِي الأستعداد للعفونة وَبعد هذَيْن الْحَار وَحده فِيهِ أَكثر وَبعده الْبدن المعتدل فَأَما الأمزجة الْبَاقِيَة فَلَا تكَاد تسرع إِلَى قبُولهَا وَلَا إِن حمت ضرها الأمساك عَن الطَّعَام كثير الضَّرَر وَأَقل مَا يكون ضَرَرا المزاج الْبَارِد الرطب فَإِذا أصَاب حمى يَوْم الَّذِي المزاج الْحَار الرطب فِيهِ أَكثر فدبره بِهَذَا التَّدْبِير إِلَّا أَنه لَا يحْتَاج إِلَى التَّدْبِير وَكَذَلِكَ فدبر كل مزاج على مَا يسْتَحقّهُ. اسْتِخْرَاج: وَلَا يغلطنك هُنَا مَا ذَكرْنَاهُ فِي أَمر القلوح وَغَيرهَا حَتَّى تظن أَن الْبدن الْبَارِد الطّيب) لِأَن هَذَا القانون إِنَّمَا هُوَ إِذا احتجت أَن تولد شَيْئا كلا لما كَانَ أَو تحفظ شَيْئا على حَاله: فَأَما هَذَا المزاج الْحَادِث الْآن فَأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن يستأصل أَن كَانَ خَارِجا عَن الطَّبْع وَلذَلِك فَأن يحْتَاج أَن تزيد فِي تبريد الْبدن المراري وترطيبه لِأَن ذَلِك يُمكنهُ أَن يُقَاوم مَا حدث بِهِ هَذَا إِذا كَانَ استدلالك عَلَيْهَا من المزاج. فَأَما من الْمَرَض فعلى حسب قوتها فَيمكن أَن تكون حمى فِي بدن بَارِد رطب شَدِيد الْقُوَّة فتحتاج حِينَئِذٍ إِلَى تبريد أبرد وأرطب من حمى دونهَا بِكَثِير فِي بدن حَار يَابِس. قَالَ ج: الْأَبدَان المائلة عَن الأعتدال يسْتَعْمل فِيهَا إِذا حمت إِمَّا أَشْيَاء تضَاد مزاج الْحمى وَإِمَّا أَشْيَاء مَعَ مضادتها للحمى مضادة لسوء مزاجهم مضادة بذلك الْمِقْدَار فَقَط وَلَيْسَ يحْتَاج فِي وَقَالَ: حمى يَوْم كثيرا ماتنتقل إِلَى الجنسين الآخرين إِذا أَخطَأ فِي التَّدْبِير وَأما إِذا كَانَت من سَبَب احتراق أَو تخمة أَو تَعب أَو ورم حدث فِي الأربية أَو عَن سَبَب آخر غير

ظَاهر فَلَيْسَ تمكث إِلَى الثَّالِث أصلا إِن لم يعرض فِي تدبيرها خطأ وَإِن كَانَت حَادِثَة من سدة فَيمكن أَن تنقى بعد الثَّالِث أَن جرى على صَوَاب فَأَما الْحَادِثَة عَن تكاثف ظَاهر الْبدن فَأَنَّهَا تذْهب فِي يَوْم وَاحِد بعد أَن تعالج على مَا يَنْبَغِي. لي الْفرق بَين السدة وتكاثف الْبدن أَن السدة دَاخِلَة فِي عمق الْبدن والتكاثف ظَاهر فِي الْجلد وكلاهنا تكون مِنْهُمَا الْحمى بِأَن يمنعا البخار إِلَّا أَن السدة أَشد تحليلاً لِأَنَّهُ غائص غائر والتكاثف أسهل وَهَذِه الْحمى أَشد أَنْوَاع حمى يَوْم وأطولها وأكثرها انتقالاً وَهِي تنْتَقل إِلَى سونوخوس من غير عفونة لَا تمنع التَّحَلُّل وَلَيْسَ السدد فِي مَكَان تتحلل بالحمام كتكاثف الْجلد بل تحْتَاج إِلَى أدوية تجلو وتقطع من دَاخل مَعَ الأستحمام لِأَن السدة غائرة دَاخِلَة فِي الأوردة الصغار أَيْضا وَجُمْلَة فَلَيْسَ السدد هُوَ التكاثف بل هَذَا نوع آخر وَهِي أطول حميات يَوْم وأعسرها علاجاً لِأَنَّهَا وَحدهَا رُبمَا نابت نَوَائِب عدَّة مَعَ حسن التَّدْبِير وَرُبمَا انْتَقَلت إِلَى سونوخوس إِن لَك تنْحَل السدد أَو يستفرغ. قَالَ ج: لَيْسَ شَيْء من أَنْوَاع حمى يَوْم يتَجَاوَز الْيَوْم الثَّالِث إِلَّا أَن يعرض فِي أَمر الْمَرِيض خطأ خلا الْكَائِن من السدد والسددتحدث من الْأَشْيَاء إِمَّا اللزجة وَإِمَّا الغليظة وَإِمَّا الْكَثِيرَة وَأما بارز الْبدن فَيحدث عَن برد الْهَوَاء أَو عَن شمس تجفف ظَاهر الْبدن تجفيفاً قَوِيا أَو عَن مَا يقبض ظَاهرا كالشب وَغَيره وَهَذِه تَنْقَضِي فِي النّوبَة الأولى بعد أَن تعالج بِمَا يَنْبَغِي فَأَما الْحَادِثَة) عَن سدد فَأن كَانَت السدة يسيرَة فَأَنَّهَا تَنْقَضِي أَيْضا فِي النّوبَة الاولى وَإِن كَانَت قَوِيَّة متراكبة فَأَنَّهُ لَا يُمكن تحللها فِي يَوْم وَلَا بُد من أَن تمكث أَكثر من يَوْم ويظن بهَا أَنَّهَا قد خرجت عَن جنس حمى يَوْم وَإِنَّمَا سميت حمى يَوْم لِأَنَّهَا فِي الْأَكْثَر تَنْقَضِي فِي أَربع وَعشْرين سَاعَة. هَذِه السدد الَّتِي ذكرهَا جالينوس الَّتِي يكون مِنْهَا حمى يَوْم الَّتِي كثيرا مَا تنْتَقل إِلَى سونوخس خَالِيَة عَن العفونة وَهِي السدد الَّتِي تسدد أَفْوَاه الْعُرُوق الصغار لَا مَا تسدد منافذ الْجلد وبانسداد هَذِه الرؤوس يكون الأمتلاء وَتظهر علاماته أَعنِي عَلَامَات الأمتلاء الَّذِي بِحَسب تجويف الْعُرُوق. قَالَ ج: جَمِيع حميات يَوْم خلا الَّتِي عَن سدد شَدِيدَة تَنْقَضِي فِي يَوْم إِلَّا أَن يكون الْهَوَاء بَارِدًا أَو يكثر ترويحه بالمراوح أَو يطلى الْبدن بأشياءٍ بَارِدَة قابضة أَو يخطىء الْأَطِبَّاء عَلَيْهِ. وَقَالَ: قد بيّنت أَن انضمام المجاري ضَرْبَان: أَحدهمَا فِي ظَاهر الْجلد يحدث عَن احراق الشَّمْس لظَاهِر الْبدن أَو عَن برد الْهَوَاء أَو عَن استحمام بِمَاء الشب والقلقند وَالْآخر غائر فِي الْبدن وَهِي السدد والسدد تكون إِمَّا لكمية الأخلاط إِذا كَانَت كَثِيرَة وَإِمَّا لكيفيتها إِذا كَانَت لزجة وَإِمَّا لَهما مَعًا. وَالْغَالِب فِي مداواة السدد الْحَادِثَة عَن كَثْرَة الأخلاط الفصد

وَإِن كَانَت عَن كَيْفيَّة الأخلاط فبالأشياء الَّتِي تلطف وترقق الأخلاط. وَقد تنْتَقل حمى يَوْم إِلَى حمى محرقة وَإِلَى حمى دق. لي حمى يَوْم إِذا كَانَت فِي الْأَبدَان المرارية الْيَابِسَة الحارة وَاتفقَ لأصاحبها أَن يمسكوا عَن الطَّعَام بمشورة طَبِيب انْتَقَلت إِلَى حمى دق وحميات محرقة قَوِيَّة وَإِذا كَانَت فِي الْأَبدَان الْكَثِيرَة اللَّحْم وَالدَّم انْتَقَلت إِلَى سونوخس من غير عفن. وَقد قُلْنَا فِي هَذِه فلنقل الْآن فِي الَّتِي تنْتَقل إِلَى الدق وَإِلَى المحرقة: إِذا حم أَصْحَاب الْأَبدَان العضلة القوية القليلة اللَّحْم المرارية الحارة المزاج جدا فاحذر أَن يطول بهم الأمساك عَن الْغذَاء لِأَنَّهُ أَن طَال بهم ذَلِك وَقَعُوا فِي حمى الدق فاغذهم وبردهم ورطبهم فِي الْغَايَة لأَنهم أَن أَمْسكُوا فِي حَال الصِّحَّة عَن الطَّعَام وقتا طَويلا حموا فَكيف فِي وَقت الْحمى وَإِنَّمَا تهيج بِهَذِهِ الْأَبدَان من الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام أَو من التَّعَب حمى لِأَن هذَيْن يهيجان بخاراً كثيرا وبخار هَذِه الْأَبدَان حَار حريف فَإِذا مر نَاحيَة الْجلد بالأجسام الحساسة لذعها فاقشعرت لذَلِك وتقبضت ومنعت تحلل البخارات واحتقنت وأحدثت حمى. وبحسب كَثْرَة تِلْكَ البخارات وحدتها وَسُرْعَة حركتها وبحسب الْقُوَّة يكون عظم النافض وصغره وَذَلِكَ أَن كَثْرَة البخار وحدته وَسُرْعَة حركته) تزيد فِي النافض وَبِالْعَكْسِ وَالْقُوَّة تسخف ذَلِك والضعف يكثر بقبضها وارتعادها مِنْهُ وبحسب اتِّفَاق هَذِه الْأَشْيَاء يكون قدر مَا يعرض من النافض والأقشعرار حَتَّى أَنه رُبمَا لم يعرض إِلَّا شبه هَذِه الْقِصَّة وذكاء الْحس مِمَّا يعين على توليد النافض. مِثَال لِجَالِينُوسَ: أنزل أَن رجلا حَار المزاج يَابِس غَالب عَلَيْهِ الصَّفْرَاء ومعدته تولد صفراء أمسك عَن الطَّعَام وسهر واغتم واضطره امْرَهْ إِلَى الْبرد فِي طَرِيق طَوِيل بِسُرْعَة. قَالَ: أَنه من أجل مَا تحدث الفضول المرارية من الْحَرَارَة إِلَى نَاحيَة ظَاهر بدنه يعرض لَهُ اولاً اضْطِرَاب فِي بدنه ثمَّ قشعريرة فَأن هُوَ داوم الْحَرَكَة وَلم يُبَادر إِلَى الْغذَاء حم من سَاعَته. وَقد رَأَيْت خلقا كثيرا كَذَلِك وخاصة أَن كَانَ ناقها من مرض وَمن صادفته من هَؤُلَاءِ سَاعَة ابتدأت بقشعريرة أطعمته خبْزًا مبلولاً بشراب ممزوج فسكن عَنهُ الأقشعرار. وَجُمْلَة فَأن من هَذِه حَاله أَنا أبادر فأغذوه فِي ابْتِدَاء حماه بِخبْز مبلول بشراب وَمَاء أَو بِغَيْرِهِ فأسكن بذلك نافضهم وأدفع عَنْهُم الْحمى وَكلما بادرت إِلَى أطعامهم كَانَ تسكينك للحمى عَنْهُم أَكثر بِقِيَاس مبادرتك فَإِن أَنْت أَبْطَأت فِي أطعامهم دفعت عَنْهُم أَكثر الْحمى حَتَّى أَنه رُبمَا يعرض لَهُم حرارة كَثِيرَة يُمكن أَلا أَن يحموا إِلَّا أَن حماهم لَا تكون مؤذية وَيظْهر بعْدهَا ندى فِي الْبدن فَإِن لم يظْهر فِي الْبدن ندى فحمهم واغذهم ثَانِيَة فَإِن حموا بعد ذَلِك فَلَا تغذهم فِي اول النّوبَة لَكِن إِذا أخذت فِي الأنحطاط فاغذهم من ساعتك وَلَا تنْتَظر انْقِضَاء الْحمى على التَّمام لِأَن جَمِيع الْأَبدَان الَّتِي مزاجها يَابِس قحل لَا تنقى من الْحمى نقاءً مَحْمُودًا قبل أَن يرطب الْبدن إِمَّا باستحمام أَو بأغذية رطبَة. وَجُمْلَة اقول: أَن فِي هَذِه الْأَبدَان أبداناً تحْتَاج ان تغذى قبل نوبَة الْحمى وأبداناً

تحْتَاج وَلَو أَنَّهَا فِي نِهَايَة الْحمى إِلَى ذَلِك وأبداناً تحْتَاج إِلَى ذَلِك فِي انحطاطها وَاعْلَم أَنه لَيْسَ شَيْء أسهل توليداً للحمى من الْأَبدَان الحارة الْيَابِسَة فِي مزاجها الْأَصْلِيّ كَانَ لَهَا ذَلِك أَو الَّتِي حَالهَا فِي وَقت مَا حَال حارة يابسة باكتساب مَا مثل حَرَكَة كَبِيرَة أَو سهر أَو هم أَو غذَاء اَوْ تَدْبِير مَا حَار يَابِس أَو من الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام. وَلَا شَيْء أَشد ضَرَرا وإهلاكاً لَهُم من ذَلِك وَلَا بُد من أَن يفضوا مِنْهُ إِلَى حميات محرقة فَأن لم تعالجهم الْمَوْت مِنْهَا آل بهم إِلَى حمى دق وَمِنْهَا إِلَى الذبول وَرُبمَا وَقَعُوا فِي الدق بِلَا توَسط الحميات المحرقة وَبِالْجُمْلَةِ فالترطيب وَالطَّعَام المرطب من أعظم علاج هَؤُلَاءِ كَمَا أَن من كَانَت حماهم من سداد أَو تخم أَو امتلاء أَو ورم فالإمساك عَن الطَّعَام) يَنْفَعهُمْ وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن تغذوا هَؤُلَاءِ فِي وَقت انحطاط الْحمى فضلا عَن أَن تغذوهم فِي وَقت نوبتها. وَاعْلَم أَن المَاء الْبَارِد ينفع الَّذين قدمنَا ذكرهم إِن لم يَكُونُوا قد وَقَعُوا فِي السل ونحفت أبدانهم فَإِن الْفَتى الَّذِي قد حم وَقت طُلُوع الشعرى العبور لما شرب فِي وَقت النّوبَة مَاء بَارِدًا قدر قوطولين تقيأ من سَاعَته مرَارًا أَحْمَر ثمَّ أسهل أَيْضا مرَارًا وَلما شرب بعد طَعَامه من المَاء الْبَارِد أَيْضا قوطولين لم تلبث حماه أَن طفئت. لي مِمَّا رَأَيْت: إِذا أدخلت مَرِيضا الْحمام وأصابه نافض فَاعْلَم أَن فِي بدنه أخلاطاً مرارية وان جلده كثيف بالطبع فَلَمَّا حلهَا حر الْحمام وَجَاءَت نَحْو الْجلد لذعته وَإِنَّمَا يكون ذَلِك لِأَن هَذِه الأخلاط ترق قبل أَن ينْحل الْجلد وَكَذَا يُصِيب هَذَا من بِهِ تخم وَهُوَ فِي بَدْء نوبَة الْحمى وصعودها. فِي أَصْنَاف الحميات: إِذا تكاثف الْجلد ثمَّ كَانَ مَا يتَحَلَّل جيدا عرض الأمتلاء وَإِن كَانَ ردياً عرضت الْحمى وَإِنَّمَا يكون ردياً فِي الْأَبدَان الردية الأخلاط إِمَّا لمزاجها أَو لِأَنَّهَا لَا تحم كثيرا وتأكل أَطْعِمَة ردية مرارية وتشرب عَلَيْهَا مياهاً عكرة عفنة كَمَاء النقائع وَنَحْوه أَو يديم الأهتمام أَو يسهر أَو يَأْخُذ أدوية حارة أَو يَأْكُل أَطْعِمَة يعرض مِنْهَا عفونة أَو تخم فَإِن هَؤُلَاءِ مَتى كثفت أبدانهم أَو عرضت لَهُم سدد فِي مجاريهم يَعْنِي منافذهم حموا. قَالَ: وَإِذا كَانَ ذَلِك فَلَيْسَ بعجيب أَن يكون بعض من يتخم يحم وَبَعْضهمْ لَا يحم وَذَلِكَ ان من بدنه بالطبع أَو بالأكتساب رَدِيء وَلم يكن بدنه يتنفس على يَنْبَغِي ويتعب فِي غير وقته ويبادر بِالدُّخُولِ إِلَى الْحمام فَأن الْحمى تسرع إِلَيْهِ. وَمن دَمه جيد ومنافذه وَاسِعَة وَإِن عرضت لَهُ تخمة وَاسْتعْمل السّكُون وإسخان نواحي الْمعدة والكبد لم يُمكن أَن يحم لِأَن أخلاطه تنضج وَتصير محمودة فَأَما من اسْتعْمل بعد التُّخمَة حَرَكَة قَوِيَّة أَو تعرض للشمس أَو الْحمام فان ذَلِك الشَّيْء الْفَاسِد ينتشر فِي بدنه كُله فيحم لحدوث السدد وَكَذَا إِذا حدثت بعد التُّخمَة انطلاق الْبَطن فَلَيْسَ تحدث الْحمى إِلَّا أَن يكون لسَبَب آخر مثل ورم أَو تَعب أَو غير ذَلِك لِأَن الأنطلاق يمنعهُ أَن ينتشر وَيحدث سدداً. قَالَ: لحمى يَوْم خَواص

يشركها فِيهَا غَيرهَا وخواص لَا يشركها فِيهَا غَيرهَا فَأَما الَّتِي يشركها فِيهَا غَيرهَا فظهور النضج فِي الْبَوْل مُنْذُ أول يَوْم وَطيب حرارة الْحمى وَأما مَا لَا يشركها فِيهَا) غَيرهَا فاستواء النبض وتزيد الْحمى من غير تضاغط فِي الْحَرَارَة وَلَا فِي النبض وَقلة عَادِية الْحمى فِي وَقت انتهائها والأجود أَن يَجْعَل هَذِه دَلَائِل هَذِه لِأَنَّهُ فِيهَا أبدا أَكثر مِنْهَا فِي غَيرهَا وَزَاد فِي أَسبَابهَا التخم والموتان. قَالَ: وَكَذَا أَيْضا يكون انحطاطها مَعَ ندى وعرق وبخار طيب ينْحل من الْبدن كثير الفضول فيسخن من حمى يَوْم فعفنت أخلاطه فثارت بِهِ حمى عفن وَدَلِيل ذَلِك أَلا تقلع حمى يَوْم أقلاعاً صَحِيحا وَرُبمَا عرض أَن ترى عِنْد مُنْتَهى حمى يَوْم بعض الْأَعْرَاض الدَّالَّة على انقلاعها وَيكون أبين كثيرا عِنْد انحطاط تِلْكَ الْحمى بِأَن لَا يكون انحطاطها خَفِيفا سهلاً كانحطاط حمى يَوْم الَّتِي هِيَ أخف جَمِيع انحطاط الحميات. قَالَ: من أَصَابَته حمى يَوْم من احتراق شمس فجلده يُوجد السخونة واليبس أَكثر مِمَّا يسخن من ميل النبض إِلَى الْحَرَارَة واليبس وَهُوَ أَيْضا أقل عطشاً مِمَّن حرارته مُسَاوِيَة لحرارته وَحين تضع كفك على بدنه تَجِد حرارته فِي غَايَة مُنْتَهَاهَا وَيُخَالف ذَلِك حَال من تصيبه هَذِه الْحمى من استحصاف الْبدن لأَنا نجد الْحَرَارَة فِي هَؤُلَاءِ عِنْد وضع الْيَد على أبدانهم يسيرَة ثمَّ تزيد إِذا لَبِثت وَمن أَصَابَته من شمس فرأسه خَاصَّة كَأَنَّهُ يَحْتَرِق احتراقاً وتتوق نَفسه إِلَى صب مَاء بَارِد عَلَيْهِ وَينْتَفع بِهِ أَيْضا مَعَ ذَلِك وتجد عينه أَيْضا أسخن وَأَشد امتلاء وَأَشد حمرَة مَعَ يبس وَأَن لَا يكون مَعَ تِلْكَ الْحمى زكام وَلَا نزلة لِأَنَّهُ قد يعرض الزُّكَام والنزلة لبَعض من يبلغ بِهِ حر الشَّمْس وَمَتى كَانَت تِلْكَ حَاله فان رَأسه مَعَ حرارته يكون ممتلئاً من الدَّم حَتَّى يكون عروقه ممتدة ممتلئة الَّتِي فِي الْعين وَفِي الصدغ والجبهة وَالْوَجْه كُله وَهَذَا من أعظم الدَّلَائِل على صَاحب هَذَا الْحَال وَالْفرق بَينه وَبَين من يُصِيبهُ برد أَنه إِذا كَانَ من برد فَأن بدنه أقل سخونة وَأَشد امتلاءً وَأَشد انتفاخاً وَلَا يرى فِي وَجهه شَيْء من اليبس. فِي جمل الحميات قَالَ: انسداد المسام يكون لتكاثف الْجلد وتكاثف الْجلد لبرد أَو من أَشْيَاء قَالَ: حمى يَوْم تعرف من السَّبَب البادي وَمن أَن الْبَوْل نضيج والنبض مستو والحرارة سَاكِنة وإقلاع الْحمى مَعَ عرق أَو نداوة. جَوَامِع البحران: العلامات الْخَاصَّة بحمى يَوْم اسْتِوَاء النبض ونضج الْبَوْل وَألا يكون مَعهَا أَعْرَاض خبيثة ردية. حمى يَوْم إِذا كَانَت من تخمة كَانَ بَوْله مائياً وَإِذا كَانَت الْحمى من سهر كَانَ مَعهَا ميل الأجفان) إِلَى الثّقل وتهبج الْوَجْه وَالَّتِي من غم تغور العينان وَالَّتِي من غضب تحمر عَيناهُ وتنتفخان وَكَذَا وَجهه. حميات ابْن ماسويه قَالَ: من حميات يَوْم مَا يبْقى أَرْبَعَة أَيَّام وَخَمْسَة وَسِتَّة وَهِي

الَّتِي تكون من سدة فِي الشرايين يسخن الدَّم فِيهَا وَلَا يعفن وَإِنَّمَا تعد هَذِه فِي حمى يَوْم لِأَنَّهَا لَيست عفونية وَلَا الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فِيهَا حامية. لي على مَا رَأَيْت: أَسبَاب حمى يَوْم إِن كَانَت من قبل الطَّعَام فإمَّا لكيفيته إِن كَانَ لزجاً أَو حاراً مثل الْخَرْدَل أَو لكميته بِأَن يكون كثيرا وَأَن كَانَ من شراب فلكثرته أَو لفرط حره وَإِن كَانَ من خَارج فَمثل الْمسير المسارع والصراع وَجَمِيع الحركات المتعبة وإحراق شمس أَو مكث فِي برد أَو اغتسال بِمَاء شب وكبريت وملح أَو من أَعْرَاض النَّفس مثل سهر وَغَضب وغم أَو قَالَ: خَواص الْحمى اليومية أَن تكون من سَبَب باد وَأَن الْبَوْل فِيهَا نضيج والنبض سريع كثير وخاصة فِي الأنبساط. لي يُرِيد بذلك أَنه مشرف لِأَن الْعظم فِي الأنبساط هُوَ الإشراف وَهَذَا يدل على أَن الطبيعة تحْتَاج أَن تدخل هَوَاء كثير وَإِذا كَانَ الأنقباض أعظم دلّ على أَن فِي الْقلب بخارات حارة كَثِيرَة تحْتَاج أَن تخرج فَإِذا كَانَ الأنبساط كثيرا والأنقباض قَلِيلا دلّ على أَن البخارات الردية تحْتَاج أَن تخرج وَدَلِيله أَن الْحَاجة إِلَى الأنقباض هِيَ لإِخْرَاج البخارت وَإِلَى الأنبساط لإدخال الْهَوَاء لتبريد الْحَرَارَة فِيهِ وتصاعد الْحمى فِيهَا لَا يكرب وَلَا يُؤْذِي كَمَا يكون فِي جَمِيع حميات العفن وَأَن انْقِضَائِهَا يكون لرطوبة تخرج من الْبدن الْحَادِثَة عَن الأحتراق وَيكون رَأسه أسخن من جَمِيع بدنه وَيجب أَن يصب على رَأسه دهن ورد ونيلوفر وَمَاء الْورْد. قَالَ: وَالَّذين حماهم من الْبرد بَوْلهمْ أَبيض ونبضهم صَغِير ونبض الَّذين أَصَابَتْهُم من اغتسال بِمَاء الشب أَصْغَر. لي هَذَا يبطل خَاصَّة حمى يَوْم الَّتِي زعم أَن الْبَوْل فِيهَا نضيج والنبض قوي سريع عَظِيم. قَالَ: ويكب هَؤُلَاءِ على طبيخ المرزنجوش والبابونج وَيصب على رؤوسهم المَاء ويمرخون فِي الْحمام بعد الْعرق وَلَا يقرب الدّهن أبدانهم قبل أَن يعرقوا وتطعمهم أَطْعِمَة مرطبة كالإسفيذباج وتشممهم رياحين طيبَة وَالَّذين تصيبهم من الأغتسال بمياه قابضة تكون جُلُودهمْ أَشد قحولة حَتَّى كَأَنَّهَا مدبوغة ونبضهم أَكثر سرعَة وصغراً واجتماعهما وَالْبَوْل أَشد بَيَاضًا ورقة حَتَّى أَنه) يشبه بَوْل الشَّاة وَذَلِكَ أَن بَوْل الشَّاة فِي الْأَكْثَر كَذَلِك وَيَنْبَغِي أَن يكون لبث هَؤُلَاءِ فِي الْحمام أَكثر وحمامهم أسخن ويدخلونه مرَارًا كَثِيرَة وَيَنْبَغِي أَن تغذوا هَؤُلَاءِ بأغذية سريعة الهضم وَإِذا كَانَت عَن أَطْعِمَة حارة وَكَانَ الْبَوْل منصبغاً فاعطهم مِمَّا ينفع الكبد كالسكنجين بِمَاء الرُّمَّان وضمد أكبادهم بضماد الصندلين بِمَاء الْخلاف والكائنة عَن تَعب فَأن مفاصلهم تكون أسخن من جَمِيع أبدانهم وَيكون عرقهم فِي مُنْتَهى هَذِه الْحمى أقل إِلَّا أَن يَكُونُوا تعبوا تعباً يَسِيرا فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ لذَلِك عرق كثير ويجدون أعياء فِي مفاصلهم فعالجهم بالراحة والتمريخ والآبزن بعد والتمريخ بعد الآبزن لتحفظ رُطُوبَة المَاء عَلَيْهِم وغذهم بأَشْيَاء ترطبهم واسقهم الشَّرَاب الكثيرالمزاج وأطعمهم الْفَوَاكِه المبردة والحمى الْحَادِثَة عَن غضب

تكون أَعينهم سريعة الْحَرَكَة ناتئة ووجوهم وأبدانهم ممتلئة وأبوالهم حمر والنبض كَبِير مشرف فَهَؤُلَاءِ يحتال لتسكين غضبهم وليحذروا الشَّرَاب حَتَّى يسكن غضبهم وَلَا يدخلُوا الْحمام خوفًا أَن تحمى أخلاطهم أَكثر أَو تعفن أَو ترق اكثر أَو تسيل إِلَى بعض الْأَعْضَاء وَيحدث ورم ويغذون باغذية مرطبة. وَالَّتِي من الْغم يكون الْفِكر ظَاهرا عَلَيْهِم فدبرهم بالترطيب. والكائنة عَن سهر يكون مهبج الْوَجْه لفقد الهضم غائر الْعَينَيْنِ سَاقِط الأجفان كَأَنَّهُ يُرِيد النّوم وَيكون الْبَوْل كدراً لعدم الهضم وعلاجهم بِالنَّوْمِ ودلك الْأَطْرَاف لينحدر البخارات من رؤوسهم ويطعمون ويسقون الشَّرَاب وينومون بِاللَّيْلِ خَاصَّة فَأَنَّهُ أَجود لَهُم. حمى يَوْم أما أَن تَنْقَضِي بتة أَو تؤول إِلَى سونوخوس أَو إِلَى دق أَو إِلَى حمى عفن فاستدل على مَا قد آلت إِلَى الدق بِلُزُوم حمى ضَعِيفَة الْحَرَارَة متساويتها وحرارة الشرايين أَكثر من الْبدن وَصغر النبض وصلابته وهيجان الْحَرَارَة عِنْد الأغتذاء يصحح لَك أَن يكون الْبدن مستعداً لَهَا وَإِذا انْتَقَلت إِلَى سونوخس صَارَت الْحَرَارَة اكثر والأمتلاء فِي الْبدن ظَاهر وَالْبدن يكون من الْأَبدَان الْكَثِيرَة الدَّم وَحمى يَوْم الْمُتَقَدّمَة لَهَا من جنس مَا يجمع فِي الْبدن امتلاء من جنس الَّتِي تحلل عَن الْبدن كالسهر والتعب وَإِذا آلت إِلَى عفن فَأَنَّهُ رُبمَا أحدثت أقشعراراً وَاخْتِلَاف النبض وصغره ولذع الْحَرَارَة ويبسها وتبعها أَعْرَاض تِلْكَ الْحمى الَّتِي آلت إِلَيْهَا. قَالَ الْيَهُودِيّ: حمى يَوْم تعرض عَن الأمتلاء أَيْضا وَمن الأستفراغ. لي الكائنة من الأمتلاء هِيَ الَّتِي يسميها جالينوس الكائنة من سدد فَأَما من الأستفراغ فَانْظُر فِيهِ وَيَنْبَغِي أَن تنظر فِي أَسبَاب حمى يَوْم الْبَادِيَة حَتَّى تعلم على الْحَقِيقَة أجناسها وَأَنا أَقُول: أَن) الأستفراغ يحدث حرارة لِأَن التَّعَب والسهر إِنَّمَا هُوَ استفراغ وَبِذَلِك يحمى مزاج الْبدن لِأَن رطوباته تقل. فَيَنْبَغِي أَن تَقول: أَن حميات يَوْم تكون مِمَّا يحمي الْبدن ومزاج الْقلب وَالَّتِي تَحْمِي الْبدن إِمَّا زِيَادَة جزئية وَذَلِكَ يكون بالأغذية والاشربة والأدوية إِمَّا بالكمية وَإِمَّا بالكيفية وَمنع التَّحَلُّل من التكاثف والسدد وَإِمَّا بِنُقْصَان رُطُوبَة مِنْهُ وَذَلِكَ يكون كالكائنة عَن السهر وَالصَّوْم والحزن وَجَمِيع ماأشبه ذَلِك مِمَّا يحلل الْبدن قَلِيلا فَأن هَذَا أَيْضا بنقصانه للرطوبة يحمي الْبدن وَإِمَّا مِنْهُمَا جَمِيعًا كالكائنة من الأحتراق فِي الشَّمْس وَالْمَشْي المفرط وَنَحْو ذَلِك. الْيَهُودِيّ قَالَ: حمى يَوْم تبدأ مُنْذُ أَولهَا بِشدَّة وَعند النتهى ذَات لين سريع حَتَّى كَانَ عظمها هُوَ الأبتداء وَحمى عفن تبدأ بلين وتصعب عِنْد النتهى وتعظم أعراضها وتطول. قَالَ: فحمى يَوْم لَا يكون ابْتِدَاؤُهَا هيناً وَلَا مُنْتَهَاهَا صعباً وَحمى عفن بالضد والنبض النبسط فِي أول الْحمى يدل على حمى يَوْم والمنقبض على حمى عفن. قَالَ: وَإِذا رَأَيْت فِي هبوط الْحمى عرقاً كثيرا فَاعْلَم أَن الْحمى لَيست يومية. قَالَ: وعماد الْأَطِبَّاء فِي معرفَة حمى يَوْم على عدم النافض وَشدَّة الأبتداء ولين الْمُنْتَهى. البحران قَالَ: تعرف حمى يَوْم بِأَن النبض يزْدَاد فِيهَا سرعَة وتواتراً وَكَثِيرًا مَا يزْدَاد

عظما وَيبقى لَهُ استواؤه الطبيعي والنظام واللين وَكَذَا الْبَوْل فَأَنَّهُ رُبمَا كَانَت فِيهِ غمامة حميدة أَو رسوب مَحْمُود وَكله حسن اللَّوْن وَأما الْحَرَارَة فَأَنَّهَا بخارية لَا محَالة إِلَّا أَنه رُبمَا تبين لَك ذَلِك من أول وضعك يدك عَلَيْهِ وَرُبمَا تبين بعد سَاعَة وَلَا يُوجد فِيهِ شَيْء من أَعْرَاض الْحمى الخبيثة كالأنف الدَّقِيق والصدغ اللاطىء وَنَحْو ذَلِك وَبَوْل جَمِيعهم حسن أصفر مشبع وَإِذا عرضت من سهر فَأَنَّهُ يهيج لَونه وَلَا يشيل جفْنه وَصَاحب الْهم تَجف عينه وَفِي الْغَضَب لَا تغور الْعين وَلَا يصفر اللَّوْن وَلَا تَجِد عظم نبضهم نَاقِصا كَمَا ينقص فِي أَصْحَاب السهر وَالْغَم وَفِي التَّعَب يقحل الْجلد وَمن أشرف بَغْتَة صغر نبضه والمستحصف الْجلد لَا يخفى لمسه على مَا قد لمسه مَرَّات وَيبدأ أَيْضا بطول وضع الْيَد عَلَيْهِ وَلَا يكون بَوْله مشبع الصُّفْرَة وَلَا بدنه ضامراً وَلَا عينه غائرة كالتعب وَالْغَم والسهر وَلَا النبض أَيْضا أَصْغَر كالحال فِي هَؤُلَاءِ لكنه كَأَنَّهُ أعظم وأرطب. وَالَّتِي من ورم الغدد فالنبض عَظِيم جدا وسريع متواتر جدا ويرتفع من بدنه ندى حَار لذيذ والحرارة فِي هَذِه والحدة اقل مِنْهَا فِي جَمِيعهَا وَالْوَجْه أَشد حمرَة وانتفاخاً مِنْهُ فِي حَال الصِّحَّة وَالْبَوْل يمِيل إِلَى الْبيَاض.) أبيذيميا: إِذا كَانَت الْحمى بعقب ورم اللَّحْم الرخو الَّذِي فِي الحالب وَغَيره ثمَّ كَانَ لورم ذَلِك اللَّحْم سَبَب باد من خراج أَو ضَرْبَة أَو غير ذَلِك من خَارج فَأَنَّهَا حمى يَوْم وَإِن لم يكن كَذَلِك لَكِن ورم من ذَات نَفسه فَأَنَّهَا حمى شَرّ تدل على ورم فِي الْبَاطِن وَلَيْسَت يومية بل طَوِيلَة. أبيذيميا: فِي حمى تَعب يَنْبَغِي أَن يصب المَاء الْحَار فِي الْحمام على رَأسه ويستحم إِلَى أَن تعرق قَالَ ج: قد عرض لي مَرَّات أَن حممت من أعياء فَعرض لي مَعَه سعال يَابِس يسير كَمَا يَقُول أبقراط وَسبب ذَلِك هُوَ فَسَاد مزاج آلَات النَّفس وَهُوَ سعال يسير لَا نفث مَعَه خَفِيف غير رَدِيء. لي هَذَا الأعياء لَيْسَ هُوَ كالكائن من ذَات نَفسه لِأَن ذَلِك يكون عَن فَسَاد الأخلاط والأمتلاء وجالينوس شَدِيد التحفظ من ذَيْنك جدا. لي النَّفس يجْرِي فِي كثير من الْأَشْيَاء مجْرى النبض وَسُرْعَة أخراج النَّفس تدل على أَن فِي الْقلب بخارات حارة جدا وَهَذِه انما تكون فِي حميات عفن فَإِذا رَأَيْت النَّفس يخرج بِسُرْعَة وَشدَّة فَلْيَكُن أحد دلائلك على أَن الْحمى حمى عفن كَمَا أَنه أَن كَانَ الأنقباض أعظم من الأنبساط فِي النبض علمت لَا شكّ أَنَّهَا حمى عفن لَكِن الْأَمر فِي النَّفس أبين مِنْهُ فِي النبض لِأَن مُدَّة الأنبساط والأنقباض فِيهِ أطول. الْفُصُول: إِذا كَانَ حُدُوث الورم فِي اللَّحْم الرخو الَّذِي فِي الأربيتين وَنَحْوهمَا من سَبَب باد وَكَانَ مَعَه حمى فَلَيْسَتْ هَذِه الْحمى خبيثة بل هِيَ حمى يَوْم وَأما أَن كَانَ ذَلِك الورم من غير سَبَب باد فَأَنَّهُ لَا تكَاد تحدث إِلَّا مَعَ أورام حادة فِي الأحشاء وَلذَلِك فالحمى الَّتِي تكون مَعهَا هِيَ حمى خبيثة.

من أَصَابَته حمى لَيست من مرار فصب على رَأسه مَاء حارا تنفضي بذلك حماه. قَالَ ج: قد دلّ أبقراط على أَن جَمِيع الحميات الَّتِي من مرار إِذا صب على رُؤُوس أصاحبها مَاء حَار كثير انْحَلَّت لِأَن الْحمى الكائنة من أحراق شمس أَو من برد أَو من تَعب وَالَّتِي تكون من أجل المسام فَأن تِلْكَ من أجل تضايقه للبرودة أَو من انسدادها كلهَا تنْتَفع بصب المَاء الْحَار عَلَيْهَا لِأَن الْحمى تنْحَل وتنتعش بِهِ. لي حمى يَوْم الَّتِي من سدد نعني بهَا الَّتِي تكون فِي منافذ الْبدن مفْسدَة بخلط لاحج فِيهَا وَالَّتِي تكون من أجل المسام نَوْعَانِ: نوع يضيق المسام فِي ظَاهرهَا من أجل شَيْء يقبض الْبدن إِمَّا قَابض أَو بَارِد وَالثَّانِي يكون من أجل شَيْء لاحج فِيهَا وبمقدار غلظه وكثرته تكون شدَّة) السدة فَهَذِهِ السدة إِنَّمَا هِيَ فِي العضل الملبس على الْيَدَيْنِ لَا فِي مسام الْبَطن والأحشاء. قَالَ: واما حميات العفن والاورام فَلَيْسَ ينفعها الأستحمام بِالْمَاءِ الْحَار إِلَّا بعد استفراغ الأخلاط الفاعلة للحمى أَو نضجها. فِي مداواة الأسقام قَالَ: إِذا كَانَ بِصَاحِب حمى يَوْم زكام فَلَا تدخله حَماما بل صب على رَأسه أدهاناً حارة كدهن السوسن والناردين. قَالَ: لَا يسقى من حم من امتلاء شرابًا وَلَا من حم من أخلاط حريفة ن وَهَذَا خَاصَّة اسْقِهِ مَاء صرفا وامنعه الشَّرَاب. أغلوقن قَالَ: إِذا رَأَيْت النبض لَا اخْتِلَاف فِيهِ أَو فِيهِ اخْتِلَاف قَلِيل وَالْبَوْل كبول الأصحاء أَو غير بعيد مِنْهُ وَاجْتمعت سَائِر الدَّلَائِل أَعنِي أَن لَا يكون حَالَة الْمَرِيض بَعيدا عَن حَال الصِّحَّة أَي لَا تكون حرارة الْحمى ردية فثق أَنَّهَا حمى يَوْم وَاسْتظْهر بِأَن تسْأَل هَل لَهَا سَبَب باد فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّمَا يَنْبَغِي لَك أَن تنْتَظر أول انحطاط النّوبَة ثمَّ تبادر بالعليل إِلَى الْحمام. قَالَ: وَفِي انحطاط هَذِه لَا يَخْلُو عَن عرق أَو ندى فِي الْبدن كُله وَيصير الْبَوْل والنبض فِي ذَلِك الْوَقْت أَجود فَلْيَكُن هَذَا دَلِيلا لَك أَيْضا على هَذِه الْحمى وَإِن كَانَ قد عرض مَعَ تِلْكَ الْحمى وجع فِي الرَّأْس أَو غَيره لم يبْقى مَعَ انحطاطها فَاجْعَلْ رُجُوع الْمَرِيض إِلَى حَالَته الطبيعية الْبَتَّةَ عِنْد انحطاط هَذِه كالخاتمة لجَمِيع دلائلك ثمَّ تفقد حَال الْمَرِيض أَيْضا إِذا أدخلته الْحمام فَأن لم يعرض لَهُ قشعريرة لم يعتدها وَلَا غير ذَلِك من الْأَذَى وخف بدنه بعد الْحمام فثق وَتقدم واغذه بعد الْخُرُوج واسقه شرابًا بِمِقْدَار قصد على نَحْو حَاله وائذن لَهُ فِي التَّصَرُّف. قَالَ: فَأَما أَنا فَأَنِّي أروم أَن أخبر المرضى بِالسَّبَبِ البادي الَّذِي مِنْهُ عرضت لَهُم. قَالَ: وَالَّذين تعرض لَهُم هَذِه من الْغم اعينهم غائرة وَالَّذين عرضت لَهُم من سهر لونهم قَبِيح وأعينهم منكسرة بكد مَا يشيلون أجفانهم ونبضهم صَغِير وَأما من عرضت لَهُ من غضب فَأن نبضه أعظم وعينه غير غائرة واما من عرضت لَهُ من أعياء فجلدته قحلة وَمن عرضت لَهُ من الأستحمام بِمَاء الشب جلدته كالجلد المدبوغ وَلَا يكون حجم الْبدن فِي هَؤُلَاءِ

ضامراً إِلَّا فِي من حم برد لكنه كَأَنَّهُ امتلاء وَالْعين ازيد جحوظاً لأَنهم ممتلئون باحتقان الأخلاط فيهم ونبضهم أَيْضا قوي. وَمن بِهِ ورم الاربية من سَبَب ظَاهر فَأن الأربية إِذا لم يكن لورمها سَبَب ظَاهر فليسوء ظَنك بِهِ.) قَالَ: ونبض هَؤُلَاءِ أعظم من نبض جَمِيع أَصْحَاب حمى يَوْم مَعَ سرعَة وتواتر وَكَثْرَة حرارةٍ فِي اللَّمْس وَحُمرَة فِي الْوَجْه وامتلائه وانتفاخه وبولهم يمِيل إِلَى الْبيَاض فاما نبض أَصْحَاب الْغم والسهر فصغير وأبدانهم ذابلة وعيونهم غائرة وبولهم مراري وَكَذَا بَوْل أَصْحَاب التَّعَب. قَالَ: وجميعهم يدْخل الْحمام إِلَّا من عرضت لَهُ هَذِه بِسَبَب ورم الغدد. وَإِن طَال اللّّبْث فِي هَوَاء الْحمام لم يضرّهُ شَيْء وَكَذَا من عرضت لَهُ بِسَبَب تكاثف الْجلد فَأَما غير هَؤُلَاءِ أجمع فكلهم لَا يَنْبَغِي أَن يطيلوا اللّّبْث فِي هَوَاء الْحمام ويطيلوا اللّّبْث فِي المَاء ماأحبوه واما المرخ بالدهن الفاتر فموافق لأَصْحَاب التَّعَب أَكثر مِنْهُ لجميعهم ثمَّ بعدهمْ أَصْحَاب الأستحصاف. فَأَما الطَّعَام فَيمكن أَن يعْطى مِنْهُ أَصْحَاب التَّعَب مرَارًا وَلَا يصلح ذَلِك لأَصْحَاب الأستحصاف وَلَا لأَصْحَاب ورم فِي الغدد لِأَن هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَدْبِير ألطف وَأما أَصْحَاب الأعياء فَيَنْبَغِي أَن يتناولوا مِنْهُ غَايَة مَا يقدرُونَ على استمرائه قُوَّة جَيِّدَة فَأَما من كَانَ بِهِ ورم الغدد فامنعه الشَّرَاب الْبَتَّةَ إِلَى أَن ينْحل ورم غدده فَأَما أَصْحَاب استحصاف الْجلد فَأن كَانَ يَسِيرا فَلَا تمنعهم من شراب يسير وَإِن كَانَ كثيرا فَلَا تعطهم مِنْهُ وخاصة أَن كَانُوا ممتلئين ولطف تدبيرهم ايضاً أَكثر. قَالَ: وأحوجهم إِلَى الشَّرَاب أَصْحَاب السهر فأعطهم بِلَا توق إِلَّا أَن يكون صداع وَكَذَلِكَ أَصْحَاب الْهم وَأَصْحَاب الْغَضَب لَا تعطهم شرابًا حَتَّى يسكن غضبهم الْبَتَّةَ وَبِالْجُمْلَةِ فقابل كل شَيْء بضده فَمن حم من تَعب فبالراحة الزَّائِدَة وَالَّذِي من غضب بتطييب النَّفس وَمن حدثت بِهِ من ورم الاربية والغدد الْأُخَر الَّتِي فِي الْإِبِط بَان تقصد لتحليل ذَلِك الورم ومداواة العفن الْحَادِث عَنهُ ذَلِك الورم. جَوَامِع أغلوقن: الْأَسْبَاب العامية لجَمِيع حمى يَوْم كلهَا هِيَ مَا يُورد على الْبدن حرا خَارِجا عَن الطَّبْع وَهِي صنفان: إِمَّا مَا يمْنَع حرارة الْبدن أَن تتفشى وَإِمَّا مَا يزِيدهُ حرارة إِن لم يكن لَهُ وَالْمَانِع حرارة الْبدن أَن تتفشى جَمِيع مَا يكثف سطح الْبدن من برد ومياه قابضة أَو أدوية أَو يسد المسام سداً لَهُ غور مَا وَهَذَا يكون على ضَرْبَيْنِ: إِمَّا من طَعَام لزج غليظ تكون فضلاته فِي الْأَعْضَاء غَلِيظَة فيرتبك فِي المسام أَو لغذاء كثير الْمِقْدَار فَأن الْبدن فِي هَذِه الْحَال وَأَن كَانَت مسامه بِحَالِهَا فَأَنَّهُ ترتبك فِيهِ الْحَرَارَة لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى مسام أَكثر وأوسع لِأَن حرارته تكون زَائِدَة فتحتاج إِلَى ترويح أَكثر. وَيدخل فِي هَذَا الْفَنّ الَّذِي يسمونه التخم والإكثار من الشَّرَاب بعد أَلا) يكون لهَذَا الشَّرَاب ضَرَر بكيفيته بل بكميته وَفِي هَذِه الْحَال تنسد الثقب لِكَثْرَة مَا يمر فِيهَا وتكاثفه فَهَذِهِ أَرْبَعَة أَنْوَاع: الْبرد يُصِيب سطح الْبدن والأشياء القابضة والأغذية الْكَثِيرَة والأغذية اللزجة.

وَأما مَا يزِيد فِي حرارة الْبدن فَأَما أَن يكون من دَاخله وَإِمَّا من خَارجه وَإِمَّا مِنْهُمَا جَمِيعًا أما من دَاخله فبالأدوية والأغذية الحارة وحركات الْبدن وَالنَّفس والعفن وَتَحْت هَذِه من الْأَنْوَاع: التَّعَب والسهر وَالْغَضَب وَالْغَم والهم والفزع. والحرارة الزَّائِدَة فِي الْبدن من أجل خراج أَو دمل أَو نَحْو ذَلِك فَأَما الَّذِي يسخنه من ظَاهره وباطنه فكالهواء الْحَار فَجَمِيع أصنافها على هَذِه الْقِسْمَة: أما تكاثف الْجلد أَو سدد المسام أَو تَعب أَو غم أَو سهر أَو غضب أَو خوف أَو هَوَاء حَار كالصيف وَالشَّمْس أَو أغذية أَو أدوية حادة وَلَا يحدث عَن الْفَرح لأان الْفَرح يحلل الْحَرَارَة. قَالَ: كل حمى يَوْم لَهَا سَبَب باد وَلَيْسَ كل مَا لَهُ سَبَب باد حمى يَوْم لِأَنَّهُ مُمكن أَن يثير السَّبَب البادي عفونة فَتكون الْحمى حمى عفن وكل حمى لم يتقدمها سَبَب باد فَهِيَ حمى عفن إِلَّا أَنه لَا يجب أَن يكون كل حمى عفن لَا يتقدمها سَبَب باد لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون السَّبَب البادي مهيجاً للعفن. عَلَامَات حمى يَوْم أَن يكون الْمَرِيض إِذا استحم بعد انصرافها لَا يحس فِي الْحمام بنافض ثمَّ يعود إِلَى الْحَال الطبيعية على التَّمام وَألا يكون فِيهَا نافض وَألا يخْتَلف النبض وَأَن تكون حَرَارَتهَا فِي الصعُود غير مؤذية محرقة لَكِنَّهَا هادية بخارية وينقى مِنْهَا الْبدن نقاءً كَامِلا إِذا فَارَقت وتفارق أما بعرق أَو بندى كثير فِي الْبدن وَلَا يزَال الْبَوْل فِيهَا نضيجاً فِيهِ رسوب حميد. وَفِي حمى الْغَضَب نارية الْبَوْل مَعَ حرارة يجد العليل حسها. وَفِي حمى غم نارية الْبَوْل مَعَ حِدة يجد العليل حسها من أجل اليبس الْمُتَوَلد من الْغم وغؤور الْعين. وَفِي حمى السهر تغور الْعين إِلَّا مَعَ ميل إِلَى النعاس وانكسار الأجفان. وَفِي الْغم يكون غؤور الْعين مَعَ تحرّك شَدِيد لَا يفتر. وَفِي الْغَضَب الْعين فِيهَا جاحظة. وَفِي حمى الْغم الْوَجْه فِيهِ صفرَة مَعَ نحافة. وَفِي السهر الْوَجْه أصفر مَعَ تهبج. وَفِي الْغَضَب الْوَجْه والجسم منتفخان إِلَّا أَنه مَعَ حمرَة وَحسن حَال شَبيه بِالْخصْبِ الطبيعي. وَفِي السهر ينتفخ الْوَجْه وَالْبدن إِلَّا أَنه مَعَ صفرَة وَسُوء حَال كالتهبج الْحَادِث من مرض. وَفِي الْغَضَب النبض مشرف عَظِيم. وَفِي الْغم صَغِير. وَفِي السهر صَغِير. وَفِي التَّعَب الْجلد يَابِس) وَإِن كَانَ التَّعَب قَلِيلا لم يمْكث طَويلا عَنهُ الْحمى لَكِن يخرج من الْبدن رُطُوبَة تلينه وَإِن كَانَ شَدِيدا مفرطاً بَقِي اليبس فِي الْبدن فِي وَقت انحطاط الْحمى أَيْضا والشديد يَجْعَل النبض صَغِيرا إِذا حل الْقُوَّة واليسير مِنْهُ يَجْعَل النبض عَظِيما إِلَّا أَن الْقُوَّة بَاقِيَة. وَفِي الأحتراق فِي الشَّمْس الْجلد يَابِس مَعَ لهيب الرَّأْس وَالْعين وَمن التَّعَب من غير شمس يكون الْجلد يَابسا إِلَّا أَنه عديم التهاب الرَّأْس وَالْعين. تكاثف الْجلد يعرف باللمس لِأَنَّهُ صلب مكتنز كثيف كالجلد المدبوغ وَإِذا وضع عَلَيْهِ الْيَد لم يحس بالحرارة أَولا إِلَّا شَيْئا قَلِيلا لِأَنَّهَا لَا تقدر أَن تبرز إِلَى الْيَد لتكاثف الْجلد فَأن أَدِيم اللَّمْس حَتَّى يسخن الْجلد وتتسع مسامه ظَهرت لَك فَوَجَدتهَا أقوى من الَّتِي أحسست فِي أول الْأَمر كثيرا وَالْبَوْل فِي هَذِه

الْحمى يمِيل إِلَى الصُّفْرَة أَو إِلَى الْبيَاض وَلَا يكون أَحْمَر الْبَتَّةَ لِأَن الفضول المائية قد تعفنت فِي الْبدن لتكاثف الْجلد وَلَا تكون الْعين غائرة وَكَثِيرًا مَا تكون الْعين جاحظة منتفخة وَلَا يكون النبض صَغِيرا لِأَن الْقُوَّة بَاقِيَة والحرارة كامنة. والسهر: النبض فِيهِ قد يكون صَغِيرا. وورم الحالب إِن حدث من أجل قرحَة فِي الرجل أَو نَحْوهَا ثمَّ حدثت حمى بعقب ذَلِك فَهِيَ حمى يومية وَإِن ورم الحالب أَو الغدد بِالْجُمْلَةِ بِلَا سَبَب ظَاهر فَكَانَ مِنْهُ حمى يَوْم أَو كَانَ أَولا حمى ثمَّ ورم الحالب فالحمى حمى عفن تدل على أَن فِي الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة امتلاء. وورم الحالب والإبط الْحمى الَّتِي تكون مِنْهُ يكون النبض فِيهَا عَظِيما جدا سَرِيعا متواتراً وحرارتها كَثِيرَة لِأَن بصاحبها مرضين حارين: ورماً وَحمى ولون الْوَجْه أَحْمَر منتفخ وَالْبَوْل مائل إِلَى الْبيَاض لِأَن المرار الصفراوية مائلة نَحْو الورم الْحَار ويرتفع فِي

استحصاف الْبدن الْحمى الَّتِي تكون مِنْهُ يَنْبَغِي أَن يلبث فِي هَوَاء الْحمام أَكثر من جَمِيع الْأُخَر كلهَا لِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى تَحْلِيل ورم الغدد. قَالَ: والحمى الْحَادِثَة عَن هَذِه تحْتَاج أَن يلبث صَاحبهَا فِي هَوَاء الْحمام كثيرا إِلَّا أَنه دون لبث من بِهِ استحصاف. من حماه من غم يلبث فِي مَاء حَار أَكثر من هَوَاء الْحمام بل اللّّبْث فِي هوائه ضار لَهُ. والتعب كَذَلِك يَنْبَغِي أَن يكون الأستحمام مِنْهُ والأرق كَذَلِك والأحتراق فِي الشَّمْس. والتعب يكثر فِي الأستحمام من الدّهن أَكثر من جَمِيعهَا ويدلك بذلك دلكا رَفِيقًا لينًا جدا معتدل الْمِقْدَار كَيْمَا يرطبه. وَالْغَم يسْتَعْمل فِيهِ الدّهن أقل من التَّعَب والسهر كَذَلِك وَجَمِيع مَا يجفف الْبدن فَأَنَّهُ يسْتَعْمل فِيهِ الدّهن أقل مِمَّا يسْتَعْمل فِي صَاحب التَّعَب والسهر كَذَلِك لِأَن صَاحب التَّعَب اجْتمع فِيهِ أَمْرَانِ أَحدهمَا أَنه قد جف جفوفاً كثيرا وَيحْتَاج إِلَى دهن يرطبه وَالْآخر أَنه قد أَصَابَهُ فِي أَعْضَائِهِ شَبيه بالتمدد فَيحْتَاج إِلَى) الدّهن ليطلق ويرخى للأستحصاف يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الدّهن فِي الْحمام أقل من الأستعمال فِي صَاحب الْغم والأرق وَليكن مَا يسْتَعْمل مِنْهُ أَيْضا من بعد ذَلِك لينًا غير كثير الْمِقْدَار ليوسع المسام ويحلل الفضول المحتقنة فِيهِ. ورم اللَّحْم الرخو: الدّهن والتمريخ أقل نفعا لَهُ من الَّذِي قبله لِأَنَّهُ أقل حَاجَة إِلَى التَّحَلُّل مِنْهُ. التَّعَب يَنْبَغِي أَن يستحم بِالْمَاءِ مَرَّات كَثِيرَة بِحَسب مَا يُمكن يجلب إِلَيْهِ الْقُوَّة لِأَن أبدانهم قد جَفتْ جدا وَكَذَلِكَ أَصْحَاب الْهم والسهر يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ أَكثر من غَيرهم من أَصْحَاب الحميات الَّتِي لم تَجف أبدانهم مثل المستحصفي الْأَبدَان إِلَّا أَن هَؤُلَاءِ أَيْضا أَعنِي أَصْحَاب الْهم والسهر يكتفون من المرات بِأَقَلّ مِمَّا يَكْتَفِي بِهِ صَاحب التَّعَب لِأَن أبدانهم لم تَجف جفاف أبدان أَصْحَاب التَّعَب. المستحصف يحْتَاج أَن يمْكث فِي هَوَاء الْحمام مُدَّة ليتحلل بدنه وَيحْتَاج إِلَيْهِ أَكثر من غَيره. صَاحب ورم الحالب يحْتَاج إِلَى هَوَاء الْحمام مُدَّة يسيرَة لِأَنَّهُ يحْتَاج من التَّحْلِيل إِلَى شَيْء كثير. التَّعَب يَنْبَغِي أَن يكون طَعَام من حم من تَعب كثير الْمِقْدَار سهل الأنهضام فِي مَرَّات كَثِيرَة لِأَن قوته ضَعِيفَة. وَأَصْحَاب السهر وَالْخَوْف وَالْغَم يغذون بعد الْحمام بغذاء مرطب يُولد دَمًا جيدا لِأَن هَذِه تجفف الْبدن. استحصاف الْبدن: يَنْبَغِي أَن يكون تَدْبيره فِي غذائه لطيفاً لِأَنَّهُ يُولد دَمًا كثيرا لِأَن بدنه ممتلىء. وورم الغدد كَذَلِك. فِي التَّعَب يسقى من الشَّرَاب مَا أمكنه أَن يشرب وينحو بذلك نَحْو الْعَادة وَالْقُوَّة وَالسّن فَأن الشَّيْخ وَالصَّبِيّ لَا يحتملان الْكثير من الشَّرَاب وَلَا الضَّعِيف وَكَذَا من لَا عَادَة لَهُ بِهِ فَلَا تطلق لَهُ إِلَّا الْيَسِير وبالضد وَكَذَلِكَ فِي الشتَاء فاجعله أَكثر مِنْهُ فِي الصَّيف وَبِالْجُمْلَةِ انح نَحْو مَا تحْتَاج إِلَيْهِ وينفع الْبدن وَلَا يضرّهُ ويولد شَيْئا لَا حجا. ورم الغدد لَا يسقى فِيهِ شراب حَتَّى يسكن ذَلِك الورم لِئَلَّا يعظم الورم. وَالْغَضَب لَا يسقى شرابًا حَتَّى يسكن غَضَبه سكوناً تَاما لِأَن الشَّرَاب يهيج الْغَضَب والأرق يسقى مِنْهُ فَأَنَّهُ نَافِع لَهُ لِأَنَّهُ ينومه. وَالْغَم يسقى فِيهِ شرابًا لِأَنَّهُ يسليه. والأستحصاف أَن كَانَ يَسِيرا يسقى مِنْهُ لِأَنَّهُ يُوسع المسام فَأن كَانَ شَدِيدا قَوِيا لم يسقى مِنْهُ لِأَنَّهُ يُمكنهُ وَيزِيد فِي الأمتلاء. أهرن قَالَ: كل حمى من ورم الأربية والإبط إِن كَانَ فِي الْيَد وَالرجل قرحَة تورمت لذَلِك الأربية والإبط فهاج من ذَلِك حمى عفن لَكِن أَن ورمت الأربية والإبط بِلَا قرحَة تقدّمت فَهِيَ حمى عفن خبيثة.) ابْن سرابيون: حمى يَوْم الْحَادِثَة عَن شمس وحر وسموم تكون رؤوسهم وجلودهم أسخن من رُؤُوس سَائِر أَصْحَاب الْحمى وخاصة رؤوسهم وَيكون بهم صداع وتحمر أَعينهم وتحمى فانتظر بهم سكونها. واسكب على رؤوسهم مَاء عذباً فاتراً قد طبخ فِيهِ بابونج وبنفسج ونيلوفر وَورد وادهن رؤوسهم بِهَذِهِ الأدهان أَو صب على رؤوسهم دهن ورد مفتراً وَلَا يكون بَارِدًا جدا فَأَما الْحَادِثَة عَن برد شَدِيد فَأن أبدانهم تكون منكمشة جافة تشبه حمى يَوْم الْحَادِثَة عَن الأستحمام بِمَاء الشب وبولهم أَبيض أَو مائل إِلَى الصُّفْرَة قَلِيلا لِأَنَّهُ لَا يتَحَلَّل من الْبرد شَيْء من الرطوبات ويصغر نبضهم فَاسْتعْمل فيهم بخارات الْمِيَاه الحارة الَّتِي قد طبخ فِيهَا أكليل الْملك ومرزنجوش وتجعله تَحْتهم فِي الْحمام ومرخهم بدهن مُحَلل كدهن البابونج والشبث والخيري وَلَا يدهنوا إِلَّا بعد الْعرق لَا قبل ذَلِك ويغذوا بأغذية مسخنة معتدلة كالإسفيذباج ويشربوا الشَّرَاب ويشموا الرياحين الطّيبَة. وَالَّذين يستحمون من مياه قابضة تكون جُلُودهمْ كمن مكث مُدَّة طَوِيلَة فِي مَاء العفص وَأول مَا تضع يدك على أبدانهم لَا تحس فِيهَا بحرارة لتكمش الْجلد على مَا ذكرت فأذا طَال مكثها أحسست بحرارة لِأَنَّهُ لَا يتَحَلَّل الْجلد وَيخرج البخار وَلَا يسقى هَؤُلَاءِ الشَّرَاب بعد إِلَّا أَن تفتح مسامهم لِأَنَّك أَن سقيت شرابًا وتكاثفهم شَدِيد زِدْت فِي الأمتلاء. قَالَ: حمى يَوْم الْحَادِثَة عَن أَطْعِمَة حارة تسخن الكبد أَكثر من سَائِر الْأَعْضَاء وَلِهَذَا بَوْلهمْ أَحْمَر ويحسون فِي أكبادهم بلهيب وأعطهم النافعة للكبد مِمَّا يدر الْبَوْل مثل السكنجين السكرِي وَمَاء الرُّمَّان الحامض ويضمدوا بضماد الصندلين وكافور بِمَاء خلاف وَمَاء ورد.

3 - (الْعرق وَمَا يدره ويمسكه وينذر بِهِ) يحصل مَا يدل عَلَيْهِ من الْأَمْرَاض الحادة فِي جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: كَثْرَة الْعرق تكون أما لِكَثْرَة الرُّطُوبَة أَو لرقتها أَو لاتساع المسام أَو لفضل الْقُوَّة الدافعة وقلته وبالضد. وضيق المسام يكون أما من انضمام أَو سدة والأنضمام يكون إِمَّا للبرد وَإِمَّا للقبض وَإِمَّا لِكَثْرَة اللَّحْم والسدة تكون عَن أخلاط لزجة. من الرَّابِعَة من تَدْبِير الأصحاء ينظر من الْعرق إِلَى لَونه وطعمه وريحه فِي وَقت الأستحمام فَأَنَّهُ يدل على الكيموسات الْغَالِبَة على الْبدن لِأَنَّهُ رُبمَا كَانَ أصفر وَرُبمَا كَانَ شَدِيد الصُّفْرَة إِذا جمع حَتَّى يكون كالجلاء يَعْنِي جلاء الصاغة وَعند ذَلِك يكون الْخَلْط الْغَالِب مرارياً خَالِصا وَرُبمَا كَانَ مائياً بلغمياً وَقد يكون حامضاً ومالحاً وَمَرا وكل ذَلِك يدل على حَال الكيموس الْغَالِب فِي الْبدن. لي يتفقد من الْعرق لَونه وريحه وطعمه وقلته وكثرته وحرارته وبرودته واوقات خُرُوجه فَأَنَّهُ يدل فِي كل حَالَة من هَذِه الْحَالَات على شَيْء دون شَيْء. قَالَ: وكما أَن الْبَوْل يدل على حَال مَا فِي الْعُرُوق كَذَا الْعرق يدل على مَا هُوَ خَارج الْعُرُوق أَعنِي الْفضل الملبس على الْعِظَام فَيكون إِذا غلب عَلَيْهِ البلغم أَبيض المنظر وَإِذا غلبت عَلَيْهِ الصَّفْرَاء أصفر بِمِقْدَار ذَلِك فَأن كَانَ غلبته كَثِيرَة صَار بلون الْجلاء أَعنِي جلاء الصاغة. الْمقَالة الأولى من تقدمة الْمعرفَة: قَالَ: أما الْعرق فأفضله فِي جَمِيع الْأَمْرَاض الحادة مَا كَانَ فِي يَوْم باحورى وتخلص بِهِ العليل من حماه تخلصاً تَاما أَو مَا كَانَ فِي الْبدن كُله فَصَارَ العليل بِهِ أخف وَإِن لم يفعل أحد هذَيْن فَلَا نفع فِيهِ. وأردأ الْعرق الْبَارِد ثمَّ مَا كَانَ فِي الرَّقَبَة وَالرَّأْس فَأن هَذَا الْعرق إِذا كَانَ مَعَ حمى حادة يدل على الْمَوْت وَإِذا كَانَ مَعَ حمى هِيَ أَلين وأسكن أنذر بطول الْمَرَض. قَالَ ج: أَن الْعرق الْكَائِن فِي يَوْم باخورى وَيكون بِهِ بحران تَامّ يكون حُدُوثه لَا محَالة فِي جَمِيع الْبدن وَكَذَا الْعرق الَّذِي يكون فِي جَمِيع الْبدن ويخف عَلَيْهِ الْمَرَض لَا محَالة يكون فِي يَوْم باحورى. وَأما الْعرق الَّذِي لَا يفعل شَيْئا من هذَيْن فرداءته يسيرَة. والكائن فِي الْبدن كُله إِلَّا أَنه يخف عَلَيْهِ الْمَرَض أَجود مِنْهُ. وَالَّذِي لَا يحدث خفاً لَكِن يزِيد فِي الْمَرَض فشر مِنْهُ وَلَو كَانَ فِي) الْبدن كُله. وَجَمِيع هَذِه الْأَصْنَاف حارة. والعرق الْبَارِد والكائن فِي الرَّأْس والرقبة رديئان لِأَنَّهُمَا ينذران بغشي. والبارد الْكَائِن فِي الرَّأْس والرقبة هُوَ شَرّ جَمِيع أَصْنَاف الْعرق وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ ينذر بحدوث الغشي لَكِن بِأَنَّهُ قد حدث فَانْظُر حِينَئِذٍ إِلَى الْحمى فَأن كَانَت مَعَ ذَلِك عَظِيمَة حارة فالموت لَا محَالة حَادث مَعَ كل وَاحِد من هذَيْن الصِّنْفَيْنِ من الْعرق الْبَارِد فِي جَمِيع

الْبدن كَانَ أَو فِي الرَّأْس والرقبة فَقَط إِن كَانَت الْحمى مَعَ هَذَا الْعرق الْبَارِد هادية لينَة سَاكِنة فَأَنَّهُ مُمكن أَن تقوى الْقُوَّة على نضج تِلْكَ الأخلاط الَّتِي عَنْهَا يكون الْعرق الْبَارِد فِي طول الزَّمَان إِذا كَانَت لَا تنْحَل وتنفش من شدَّة حرارة الْحمى. لي الْعرق حَار أَو بَارِد أَو مَائِع فِي عُضْو أَو قَلِيل أَو كثير أَو مَعَ حمى حادة أَو مَعَ حمى لينَة أَو فِي يَوْم باحورى أَو غير باحورى أَو مخفف للمرض أَو مسْقط لَهُ أَو زَائِد فِيهِ أَو فِي ابْتِدَاء الْمَرَض أَو فِي انحطاطه. والعرق الْكثير فِي الحميات إِذا كَانَ الْبدن قَوِيا يدل على فضل أَو امتلاء وَفِي الْبدن الصَّحِيح كَذَلِك وَيحْتَاج إِلَى الفصد وتقليل الْغذَاء والمسهل وَأما مَعَ الْبدن النحيف وَالْقُوَّة الساقطة فَيدل على ضعف الْقُوَّة وانحلال الْبدن بِهِ. من كتاب مَا بَال: الْعرق الَّذِي قبل الْحمى وَالَّذِي بعد النّوبَة صَالح. قَالَ: والعرق الْبَارِد إِنَّمَا يكون لِأَن الْحَرَارَة الَّتِي فِي الْبدن لم تقو على هضم الأخلاط الْبَارِدَة. لي الْعرق الْحَار إِنَّمَا هُوَ بخار من حرارة الْبدن يجْتَمع ويتكاثف والبارد إِنَّمَا يكون حِين يسترخي الْبدن لِأَن الْحَرَارَة تمسك الرُّطُوبَة على سَبِيل الجذب فَإِذا غارت لم يكن للرطوبات جاذب. قَالَ: الْجنب الَّذِي ينَام عَلَيْهِ لَا يعرق لِأَنَّهُ ينضغط وَيمْنَع السيلان إِلَيْهِ. وَالنَّوْم أَكثر عرقاً من الْيَقَظَة. الرَّابِعَة من كتاب الْفُصُول قَالَ: الْعرق الْبَارِد إِذا كَانَ مَعَ حمى حادة دلّ على الْمَوْت وَإِذا كَانَ مَعَ حمى هادية دلّ على طول الْمَرَض. قَالَ ج: التجربة تشهد بِهَذَا فِي الْأَكْثَر وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن الْعرق الْبَارِد إِذا كَانَ مَعَ حمى دلّ أَن فِي الْبدن رطوبات بَارِدَة ردية تبلغ من كميتها ورداءة كيفيتها أَلا تقوى على أسخانها الْحَرَارَة الغريزية وَلَا حرارة الْحمى الغريبة وَمثل هَذِه الرطوبات تحْتَاج إِلَى زمَان طَوِيل جدا لتنضج فِيهِ فَإِذا كَانَ مَعَ حمى حادة لم تمهل لِأَنَّهَا تحل الْقُوَّة قبل) نضج هَذِه فَأَما أَن كَانَ الْعرق الْبَارِد مَعَ حمى هادية فممكن أَن تمهل فِيهِ مُدَّة وتنضج تِلْكَ الأخلاط وَيُمكن أَيْضا مَعَ الْحمى الفاترة أَن تكون تِلْكَ الأخلاط وَيُمكن أَيْضا مَعَ الْحمى الفاترة أَن تكون تِلْكَ الأخلاط لَيست بالكثيرة وَلَا الشَّدِيدَة الْبرد فِي الْغَايَة وَلَكِن فتورة الْحمى لم تبلغ أَن تسخنها وَلَو كَانَت الْحمى أَشد حرارة لم يكن عَنْهَا عرق بَارِد بل حَار. قَالَ: حَيْثُ كَانَ الْعرق من الْبدن فثم الْمَرَض لِأَن الأستفراغ يكون من مَوضِع الْعلَّة فَإِذا كَانَ الْخَلْط سابحاً فِي الْبدن كُله كَانَ الْعرق فِيهِ كُله وبالضد وَذَلِكَ أَن الْعرق يكون أما باستفراغ الطبيعة للشَّيْء الْفَاضِل وَعند ذَلِك يكون الْعرق ببحران مَحْمُود وَإِمَّا بِأَن الرطوبات

لَا تسْتَمْسك فِي الْبدن بِسَبَب الْمَرَض وعَلى أَي جنس كَانَ الْعرق فَإِنَّمَا تستفرغ فِيهِ الرُّطُوبَة من الْأَعْضَاء العليلة. الْعرق الْكثير فِي النّوم من غير سَبَب يُوجب ذَلِك يدل على أَن صَاحبه تحمل على بدنه من الْغذَاء أَكثر مِمَّا يحْتَمل فَأن كَانَ ذَلِك من غير أَن ينَال صَاحبه من الطَّعَام فَيحْتَاج إِلَى استفراغ. قَالَ ج: صِحَة هَذَا الْفضل يكون بِأَن يحفظ مَعَ الْعرق الْكثير وَذَلِكَ أَن الْقَلِيل يُمكن أَن يكون لضعف الْقُوَّة أَو لسخافة الْبدن وكثرته تكون على وَجْهَيْن: إِمَّا لإفراط تنَاول الْأَطْعِمَة قَرِيبا وَإِذا كَانَ كَذَلِك فامنعه مِنْهُ أَو لإفراط تنَاول أَطْعِمَة قد سبقت قبل ذَلِك وَحِينَئِذٍ يَنْبَغِي أَن يستفرغ. لي لِأَن الَّذِي أفرطه عرقه لتقدم امتلائه فقد حصل الأمتلاء فِي عروقه وَالَّذِي أفرط عرقه إِنَّمَا هُوَ لثقل الطَّعَام على بدنه فَلم يبلغ بعد أَن يكثر الأمتلاء فِي عروقه وَلذَلِك إِن منعته الْغذَاء اكْتفى وَالْأول ايضاً أَن منعته مِنْهُ كفى فِي دفع ذَلِك الْعرق لَكِن الأستفراغ خير لَهُ لخلال مِنْهَا أَنه لَا يُؤمن أَن تبدر بِهِ مضرَّة فِي مُدَّة هَذِه الْأَيَّام وَمِنْهَا أَن ذَلِك خير من أَن ينهك الْقُوَّة اياماً كَثِيرَة وَمِنْهَا أَن الْبَاقِي من دَمه بعد التجويع يكون ردياً لِأَن الألطف ينْحل وَأما بالدواء فانه قَالَ: الْعرق الْكثير الَّذِي يجْرِي دَائِما حاراً كَانَ أَو بَارِدًا فالحار يدل على خفَّة الْمَرَض والبارد على عظمه. قَالَ ج: هَذَا هُوَ الْعرق الْجَارِي دَائِما فِي جَمِيع أَيَّام الْمَرَض وَهَذَا يدل على كَثْرَة الأخلاط لِأَن الْبَارِد يدل على أَنَّهَا كَثِيرَة بَارِدَة وَلذَلِك هِيَ أردأ لِأَنَّهَا أَبْطَأَ نضجاً والحارة أقل رداءة. إِذا كَانَ بِإِنْسَان حمى فَأَصَابَهُ عرق فَلم تقلع حماه فَتلك عَلامَة ردية تنذر بطول مرض وتدل على رُطُوبَة كَثِيرَة وَلذَلِك تحْتَاج الطبيعة إِلَى مُدَّة كَثِيرَة لتنضج تِلْكَ الرُّطُوبَة وَيطول لذَلِك الْمَرَض بِإِذن الله تَعَالَى وَجل.) السَّابِعَة من الْفُصُول: إِذا حدث عَن عرق أقشعرار فرديء لِأَن أبقراط قَالَ: أَن أَعْرَاض البحران إِذا لم يكن بهَا بحران فَرُبمَا دلّت على موت وَرُبمَا دلّت على أَن البحران يعسر لِأَن الطبيعة قد رامته فَلم تطقه. لي أَنا لَا أستحسن هَذَا من أجل أَنه لَيْسَ الْعرق من أَعْرَاض البحران بل الشَّيْء الَّذِي يكون بِهِ البحران وَرُبمَا عَنى أبقراط بذلك أَن يظْهر القلق والأضطراب وَسَائِر العلامات الَّتِي تتقدم البحران ثمَّ لَا يكون البحران فَأن ذَلِك بِالْحَقِيقَةِ إِنَّمَا يكون لِأَن الْمَرَض قد تزيد زِيَادَة ردية فَيدل على موت أَو لِأَن الطبيعة قد أَرَادَت أَن تعْمل بحرانا فَلم تطق فَأَما هَهُنَا فَإِنَّمَا صَار كَذَلِك لِأَن الأستفراغ يَنْبَغِي أَن يكون أخف فَإِذا كَانَ الْعرق يجلب نافضاً بعده دلّ على أَن خللطاً كثيرا برز

الْمقَالة السَّابِعَة: الْعرق الْكثير الْجَارِي دَائِما حاراً كَانَ أَو بَارِدًا يدل على أَنه يَنْبَغِي أَن يخرج من الْبدن رُطُوبَة أما فِي القوى فَمن فَوق وَأما فِي الضَّعِيف فَمن أَسْفَل. قَالَ ج: اما أَن الْعرق الْكثير يدل على كَثْرَة رُطُوبَة فَصَحِيح وَأَن ذَلِك يحْتَاج أَن يستفرغ بالقيء والإسهال فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل دَائِما فِي الْقوي الْقَيْء وَلَا فِي الضَّعِيف الإسهال لَكِن يسْتَعْمل الْقَيْء والإسهال بِحَسب الْحَاجة إِلَيْهِمَا. لي على مَا رَأَيْت فِي كتاب محنة الطَّبِيب: إِذا كَانَت الأخلاط مائلة نَحْو الْجلد فاستفرغها بالعرق. وَقَالَ فِي عليل أَرَادَ أَن يعرقه: أَنه أسخن الْبَيْت الَّذِي كَانَ فِيهِ ثمَّ أَمر أَن ينطل وَيصب على مراق بَطْنه دهن مسخن حَتَّى يبرز الْعرق ثمَّ يكف عَن الدّهن وَإنَّهُ لما فعل ذَلِك عرق. لي وَهَذَا العليل كَانَ بِهِ ورم فِي أحشائه وَأخْبر أَنه لَو كَانَت الْعلَّة فِي عُضْو آخر لابتدأ بصب الدّهن على ذَلِك الْعُضْو. الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ: الْعرق إِذا كَانَ قبل نضج الْمَرَض لم ينْتَفع بِهِ وَإِنَّمَا يدل على كَثْرَة الرُّطُوبَة أَو على ضعف الْقُوَّة. السَّابِعَة من السَّادِسَة من أبيذيميا: أَكثر من يَمُوت تعرق مِنْهُ الْجَبْهَة ونواحي الرَّأْس إِلَّا من يَمُوت بنزف الدَّم فَيكون لبَعْضهِم فِي الْجَبْهَة فَقَط ويبلغ فِي بَعضهم إِلَى الْعين. وكل عرق يكون على هَذَا الْوَجْه ينذر بِضعْف الْقُوَّة الحيوانية. قَالَ: وَقد يَمُوت من يكون جلده قحلاً بِلَا عرق. قَالَ فِي الْمسَائِل: يحدث الْعرق فِي من يَمُوت إِمَّا فِي الْجَبْهَة فَقَط أَو ينحدر حَتَّى يبلغ التراقي وَرُبمَا بلغ الصَّدْر.) لي إِذا رَأَيْت ذَلِك مَعَ كد شَدِيد فَأَنْذر بِالْمَوْتِ. الْيَهُودِيّ: إِذا كَانَ الْعرق لَا يسكن سُورَة الْحمى فالحمى طَوِيلَة. قَالَ: وَقد رَأَيْت من كَانَ يعرق ثمَّ يحم فطالت بِهِ حماه جدا والعرق الْكثير المفرط مَعَ استطلاق الْبَطن أَو درور بَوْل أَو شَيْء من الأستفراغات رَدِيء. الْإِسْكَنْدَر: مِمَّا يدر الْعرق جدا: أَن يسقى بعد الْخُرُوج من الْحمام جرع ماءٍ فاتر فَأَنَّهُ يعرق تعريقاً كثيرا. وَيخرج البلغم من العضل إِن خلط نطرون فِي زَيْت ودهن بِهِ صلب العليل فَأَنَّهُ يعرق فِي الْحمام وَهُوَ أَجود اسْتَعِنْ بِبَاب النافض فَأن فِيهِ معرقات والقوية مِنْهَا: الميعة والحلتيت والجاوشير والجندبادستر والأفيثمون يخلط بِعَسَل ويسقى فَأَنَّهُ يثيم ويعرق جدا والضعيف: دهن بابونج. وَالْقَوِي من الأدهان دهن يطْبخ فِيهِ عاقرقرحا وَنَحْوه. شَمْعُون: يدر الْعرق الكمون إِذا شرب وَحب الْغَار والأنيسون والفنجنكشت والفوذنج والجعدة والمشكطرامشير والكاشم والشونيز والفستق وَمِمَّا يدره إِذا تمسح بِهِ دهن سوسن

وبابونج والعاقرقرحا إِذا فتق فِي الدّهن والقسط وَمِمَّا يمْنَع الْعرق: عصارة الحصرم وطبيخ العفص إِذا دلك بِهِ الْبدن. مسَائِل الْمقَالة الأولى من أبيذيميا قَالَ: الْعرق الْكَائِن قبل نضج الْمَرَض لَا ينفع الْبَتَّةَ وَهُوَ دَلِيل غير مَحْمُود لِأَنَّهُ لَيْسَ يستفرغ الْخَلْط الرَّدِيء بل يدل على كَثْرَة رُطُوبَة أَو على ضعف قُوَّة. أريباسيوس: مِمَّا يدر الْعرق: بابونج يَابِس مدقوق مسحوق ويخلط بِزَيْت أنيسون أَو نطرون والحلتيت إِذا شرب مِنْهُ حمصة عرق. الساهر: مِمَّا يقطع الْعرق المفرط مسح الْبدن بدهن ورد أَو دهن آس وَيصب عَلَيْهِ مَاء الآس وَمَاء ورد وَيروح بمراوح ويفرش الْبَيْت بأطراف الْأَشْجَار الْبَارِدَة. لي وَهُوَ قوي على مَا رَأَيْت هَهُنَا: يعتصر مَاء أَطْرَاف الْخلاف وورقه وَمَاء الآس وَمَاء الْورْد وَيُؤْخَذ مِنْهَا جُزْء جُزْء ويطبخ حَتَّى يذهب المَاء ويداف فِيهِ صندل أُوقِيَّة فِي رَطْل ودرهمان من كافور ويمرخ بِهِ الْبدن. ابْن ماسويه فِي الحميات قَالَ: اقْطَعْ كَثْرَة الْعرق بدهن الآس أَو بدهن الْخلاف أَو خُذ تفاحاً وسفرجلاً من كل وَاحِد نصف رَطْل ورد يَابِس ثلث رَطْل واطبخه بِخَمْسَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رطلان وَصفه وألق عَلَيْهِ نصف رَطْل دهن ورد واغله إِلَى أَن يذهب المَاء وَاسْتعْمل الدّهن وَبرد مَضْجَع العليل. لي يتَّخذ دهن قوي لهَذَا.) مابال: المَاء الْحَار يجلب الْعرق أَكثر من الْهَوَاء الْحَار. لي لذَلِك لَا شَيْء أَنْفَع فِي ابْتِدَاء الْحمى الَّتِي بنافض من شرب مَاء حَار مَرَّات والأنكباب عَلَيْهِ. قَالَ: الْعرق إِذا مسح زَاد وَإِذا ترك انْقَطع. والعرق أبدا فِي مُؤخر الْبدن من نَاحيَة الظّهْر أَكثر وَهُوَ فِي الأعالي أَيْضا أَكثر والصدر أَيْضا يعرق أَكثر من الْبَطن والراس حماه أَكثر من سَائِر الْبدن الْعرق السخن ينذر بِبَقَاء الْحَرَارَة الغريزية والبارد بضعفها. تياذوق قَالَ: ينفع من كَثْرَة الْعرق أَن يطْبخ أفسنتين فِي دهن آس ويدهن بِهِ. ابْن سرابيون قَالَ: من انْحَلَّت قوته من عرق فانثر على بدنه آساً وورداً أَو ادهنه بدهن السفرجل والورد. الثَّانِيَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الَّتِي تمنع من الْعرق المسددة والمغرية والقابضة وبالضد. بولس: استدع الْعرق بدثار وَسُكُون وَلَا تمسح فَأن الْعرق يجلب الْعرق وليتمضمض بِالْمَاءِ الْحَار ويتجرع مِنْهُ فَأَما مَنعه فبالتبريد وَالْحَرَكَة والنشف وَالْمسح والعرق الْكثير يجلب ضعفا وَرُبمَا أحدثت غشياً شَدِيدا فاصبغ قَمِيصًا رَقِيقا بصندل وَمَاء ورد وينشر وَيروح ويذر على الْبدن عفص وَورد مسحوقان كالغبار وكهرباء وقشر الصنوبر ويطلى الْعُضْو الَّذِي يكثر فِيهِ بسويق الشّعير مَعَ شراب عفص وَيمْسَح الْوَجْه بخل وَمَاء أَن كَانَ فِيهِ الْعرق وَقد يطلى إِذا اشْتَدَّ الْأَمر بالألعبة والصموغ وتترك حَتَّى تَجف على الْبدن فَأَنَّهُ يمْنَع الْعرق وَيمْنَع

مِنْهُ أَيْضا الشمع ودهن الْورْد وخاصة على الْكَتِفَيْنِ والصدر والغذاء الْبَارِد الْيَابِس وترويح الْبدن. قَالَ: وَيمْنَع من الْعرق الزَّيْت قد أغلي فِيهِ آس وفوذنج وعفص وكرفس إِذا دهن بِهِ. لي كَذَلِك يسْتَعْمل مَاء الكرفس للحصف. مابال قَالَ: الْعرق يكون عَن المَاء الْحَار أَكثر مِنْهُ عَن الْهَوَاء الْحَار. وَإِذا مسح الْعرق ازْدَادَ وَإِذا ترك وَلم يمسح انْقَطع لِأَنَّهُ إِذا لم يمسح برد على الْبدن ومقدم الرَّأْس يعرق أَكثر من مؤخره والصدر يعرق أَكثر من الْبَطن. لي كَانَ رجل يعرق بدنه كثيرا فَاسْتعْمل عفصاً فَذهب عَنهُ ذَلِك وَلِهَذَا أرى لمن يتَأَذَّى بِكَثْرَة عرق فِي رجلَيْهِ أَن يدمن وضعهما فِي مَاء الشب والعفص وَنَحْوهمَا. لي يتَبَيَّن من هَذَا الْفَصْل الَّذِي أَوله الأجواف فِي الشتَاء وَالربيع وَهُوَ الأول من الْفُصُول: أَن الْعرق قد يكون إِذا لم تستول الطبيعة على الْغذَاء غَايَة الأستيلاء لنُقْصَان فِي الْحَرَارَة الغريزية فَأن ج) قَالَ هُنَاكَ: إِن كلما كَانَت الْحَرَارَة الغريزية أقوى كَانَ التَّحَلُّل أخْفى عَن الْحس لِأَنَّهُ أذا كَانَ أَمر الْبدن يجْرِي على مَا يَنْبَغِي واستولت الطبيعة على الْغذَاء وقهرته لم ينبعث من الْجلد رُطُوبَة يحس بهَا وَلذَلِك زعم بعض القدماء أَن الْعرق خَارج عَن الطبيعة. لي فَمن هَهُنَا قُلْنَا أَن الْعرق قد يكون أما لفضل امتلاء أَو لِأَن الطبيعة مقصرة عَن استكمال الْفِعْل فِي الْغذَاء واعرف لأي هذَيْن هُوَ بعد من الْأَحْوَال الْأُخَر وَهَذَا هُوَ الْعرق الصحي غير الْمَكْرُوه لَا المرضى والكائن بالحمام وَالْحَرَكَة. ج: الفوذنج النَّهْرِي أَن شرب بِمَاء الْعَسَل وَهُوَ يَابِس أدر الْعرق وأسخن الْبدن أسخاناً بَينا. والآس دهنه وعصارته يقطع عرق من يكثر عرقه ويورثه ذَلِك خفقان الْفُؤَاد ويقويه أَيْضا. بولس: الْعرق المتقطع عرق رَدِيء جدا مهلك. الثَّانِيَة من الْحِيلَة قَالَ: الْعرق يكون لِأَن الْحَرَارَة الغريزية تضعف أَو لِأَن الرجل يكثر الْغذَاء أَو لِأَنَّهُ يَتَحَرَّك حَرَكَة شَدِيدَة. لي إِذا كَانَ الْعرق مَعَ قلَّة الْغذَاء فَذَلِك لضعف الْحَرَارَة الغريزية. السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: الْعرق الَّذِي عَنهُ الغشي يكون عِنْد مَا يعرض للبدن أَن يكون غذاؤه يرجع الْقَهْقَرَى. لي سَبَب الْعرق فِي الضعْف والغشي أَنه مَتى مَالَتْ الطبيعة نَحْو الْبَاطِن خلفت ماليس بخاص بهَا بِغَيْر تَدْبِير وَلَا ماسك وَيَكْفِيك هَذَا دَلِيلا وسائقاً إِلَى تحديده. مُفْرَدَات تدر الْعرق ج: دهن الأقحوان يدر الْعرق والانيسون والعاقرقرحا إِذا خلط بالزيت وتمسح بِهِ يدر الْعرق. ج: الفوذنج النَّهْرِي إِن شرب بِمَاء الْعَسَل يدر الْعرق. البنس يجلب الْعرق مَاء رماد خشب التِّين إِذا تمرخ بِهِ مَعَ دهن عرق. ابْن ماسويه: مِمَّا يدره إِذا تمسح بِهِ: دهن بابونج وَحده وَمَعَ فلفل مسحوق ودهن

الْغَار ودهن الفجل ودهن الشبث والبلسان والزراوندان إِذا ديفا فِي دهن بَان وسليخة ودارصيني ودهن سوسن. وَمِمَّا يتَّخذ لَهُ فيدره: فوذنج بري حب بِلِسَان وَعوده فنجنكشت مقل انجرة قردمانا بزر جرجير فجل سذاب حرف إِذا بخر بِهِ عرق. روفس: الْعرق يُخَفف الثّقل والأمتلاء فِي جَمِيع الْبدن والحواس وينشط النَّفس وَيسْقط الْقُوَّة أَن أفرط وَيخرج فضول الهضم الثَّالِث ويدره: الكمون حب الْغَار انيسون فوذنج جعدة قشر) الفجل قسط مر نمام قشور السليخة مشكرطرامشير. برنجاسف قردمانا طبيخ أصل اللفاح حلتيت كاشم بطراساليون شونيز فستق. من تذكرة عَبدُوس: دَوَاء معرق: يدلك ببورق أرمني قد ديف فِي دهن بابونج أَو فلفل يداف فِيهِ وَلَا يمسح الْعرق فَأن بعضه يجلب بَعْضًا ويحلل الأمتلاء. ويدره قدر حمصة حلتيت إِذا شرب. وَلَا يَنْبَغِي أَن يحكم سحق البورق إِذا دلك بِهِ مَعَ الدّهن. الْمَانِعَة من الْعرق د: دهن الآس وزيت الْإِنْفَاق والمصطكى وَشرب المَاء بدل الشَّرَاب. روفس: ابْن ماسويه: يقطعهُ دهن الْورْد والآس وكثيراء وعفص وعصارة الحصرم. التَّذْكِرَة: إِذا خيف الغشي من كَثْرَة الْعرق فأدم مَسحه وأطل بالصندل وَمَاء ورد وكافور وكهرباء وَسَوِيق وخل وَمَاء حَيّ الْعَالم وآس وَخلاف وَيجْلس مَكَانا ريحًا جدا وَيدخل مَاء بَارِدًا جدا وَإِن أفراط الْأَمر وَلم تغن الْأَدْوِيَة فصب مَاء الثَّلج على الْأَطْرَاف. (البرَاز والقيء) (وصنوفهما وَمَا يدلا عَلَيْهِ) قَالَ ج: فِي الْمقَالة الأولى من البحران: قَالَ أبقراط: 3 (أفضل البرَاز) 3 (مَا كَانَ لينًا مُتَّصِلا يخرج فِي الْوَقْت الَّذِي جرت بِهِ الْعَادة فِي الصِّحَّة ومقداره مَا يتَنَاوَل) 3 (من الْغذَاء. فَجعل الأستدلال يُؤْخَذ من قوام البرَاز ومقداره وَخُرُوجه فِي وقته لِأَن) 3 (هَذَا البرَاز يدل على صِحَة الْبَطن الْأَسْفَل. قَالَ ج: يُرِيد بالبطن الْأَسْفَل الْمعدة وَمَا) 3 (يتَّصل بهَا وسماها بَطنا أَسْفَل ليفرق بَينهَا وَبَين تجويف الصَّدْر ولهذه الْعلَّة لم يذكر لون) 3 (البرَاز لِأَن لَونه لَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي تعرف حَال الْمعدة لِأَن كَون البرَاز لينًا مجتمعاً كَاف فِي) 3 (الأستدلال على حسن استمراء الطَّعَام وَألا يتَقَدَّم عَن وقته الطبيعي وَلَا يتَأَخَّر وَيكون) 3 (مِقْدَاره على قِيَاس مَا يتَنَاوَل فَمَتَى اجْتمعت هَذِه الْخِصَال فِي البرَاز وَجب أَن يكون) 3 (منهضماً نضيجاً وَلَيْسَ مَتى لم تُوجد وَاحِدَة من هَذِه الْخِصَال وَجب أَن يكون منهضماً) 3 (لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن تكون قُوَّة الْمعدة صَحِيحَة لكنه قد يعرض للشَّيْء أذا استحكم) 3 (انهضامه ونضجه أَن يجِف وتنشف رطوبته حرارة قَوِيَّة فِيمَا حول الْمعدة من الْأَعْضَاء) 3 (وَينزل البرَاز رَقِيقا لَا لِأَن الْمعدة لم تجود هضمه بل لضعف الْقُوَّة المؤدية للغذاء إِلَى) 3 (جَمِيع البد

فَأَما الثفل اللين فَيدل بِنَفسِهِ على صِحَة الهضم وقوته وَيدل مَعَ ذَلِك على) 3 - (أَن نُفُوذ الْغذَاء قد كَانَ على مَا يجب وَيدل مَعَ هَذَا أَنه لَيْسَ فِي شَيْء مِمَّا يَلِي الْبَطن من) 3 - (الْأَعْضَاء حرارة مفرطة من ورم حَار وَلَا غَيره.) قَالَ: فَأن ظن ظان أَنه يَنْبَغِي أَن يُزَاد فِي هَذَا القَوْل أَن يكون البرَاز مستوياً فَأن ظَنّه فضل وَذَلِكَ أَن الْمُتَّصِل لَا يكون غير مستو لِأَن أجزاءه تتحد وتلتئم حَتَّى يصير كُله كَأَنَّهُ شَيْء وَاحِد فَأن كَانَ بعض أَجْزَائِهِ خشنة وَبَعضهَا رطبَة لم يكن أَن يتَّصل لَكِن يكون مُتَفَرقًا متميزاً بعضه من بعض فَأن كَانَ هَذَا هَكَذَا أَعنِي لينًا مُتَّصِلا دلّ على أَن الْمعدة صَحِيحَة وَدلّ أَيْضا على أَنه لَا عِلّة فِي شَيْء مِمَّا حول الْمعدة وعَلى أَن نُفُوذ الْغذَاء قد تمّ على مَا يَنْبَغِي لِأَنَّهُ لَو لم يكن نُفُوذه على مَا يجب من النفض وَلم يتم على مَا يَنْبَغِي لَكَانَ البرَاز رطبا وَإِذا كَانَ خُرُوج البرَاز فِي الْوَقْت الَّذِي يكون فِيهِ عِنْد الصِّحَّة فالهضم لم يبطىء وَلَا بِالْقُوَّةِ الممسكة وَلَا بالدافعة بلية لِأَن البرَاز إِذا تَأَخّر خُرُوجه دلّ على أبطاء الهضم أَو على مروره فِي الأمعاء وَإِذا تقدم عَن وقته دلّ على ضعف من الْقُوَّة الممسكة وَلَيْسَ يدل على فضل من قُوَّة الْقُوَّة الْمُغيرَة لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون الْمعدة فِي حَال الْمَرَض ولاسيما ومرضه حاد أقوى مِنْهَا وَهِي بِالْحَال الطبيعية ويبدو للْمَرِيض أَنَّهَا) أَضْعَف كثيرا مِمَّا كَانَت وَهِي على الْحَال الطبيعية فَأن كَانَت سرعَة خُرُوج البرَاز مَعَ لذع فأنما كَانَت سرعَة خُرُوجه لتهيجه الدافعة فَلَيْسَ يدل هَذَا لَا على فضل قُوَّة مِنْهَا وَلَا على ضعف فَأَما البرَاز الْكَائِن خُرُوجه من غير لذع فأذا كَانَت سرعَة خُرُوجه من غير لذع وَلَا عرض آخر غَيره فِي الْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي فَيدل على أَن القوى الثَّلَاث فِي الْمعدة قَوِيَّة أَعنِي الْمُغيرَة والممسكة والدافعة وَإِذا كَانَ البرَاز أقل مِمَّا يجب بِحَسب مَا يتَنَاوَل من الْغذَاء دلّ على أَنه قد احْتبسَ مِنْهُ شَيْء فِي الْأَعْوَر أَو قولون أَو فِي بعض لفائف الأمعاء الدقاق وَذَلِكَ رَدِيء على أَي وَجه كَانَ إِذا كَانَ يدل على ضعف الدافعة وَلِأَنَّهُ لَا يبْقى شَيْء مِمَّا خُرُوجه أَجود دَاخِلا فَلذَلِك مَتى اجْتمعت هَذِه العلامات الَّتِي ذكرنَا أجمع دلّ على صِحَة الْمعدة من الْعلَّة وَمَتى كَانَ مِنْهَا شَيْء نَاقص فَرُبمَا دلّ على عِلّة فِي الْبَطن نَفسه وَرُبمَا دلّ على أَن نُفُوذ الْغذَاء نَاقص وَإِن كَانَ فِي الْأَعْضَاء الَّتِي حول الْمعدة عِلّة أَو أَن عرضا قد حدث فِي نُفُوذ البرَاز كلذع أَو نَحوه وَأما البرَاز الطبيعي على الْحَقِيقَة فَالَّذِي قد اجْتمع فِيهِ مَعَ جَمِيع مَا وَصفنَا أَمْرَانِ أَن يمِيل إِلَى الصُّفْرَة وَأَن يكون شَدِيد النتن إِلَّا أَنه أَن كَانَ أصفر مشبعاً صرفا أَو يكون لَونه لون الطَّعَام الَّذِي أَخذ دلّ أما على أَنه لم يَأْتِ الأمعاء شَيْء من المرار الْأَصْفَر أَو على أَنه قد انْدفع إِلَى الْبَطن مِنْهُ أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي كاندفاع مرار كثير إِلَى الْبَطن فَأن كَانَ فِي أول الْمَرَض دلّ على أَن للمرار فِي ذَلِك الْمَرَض قُوَّة أَكثر مِمَّا يجب وَأَن كَانَ فِي انحطاط الْمَرَض دلّ على أَن الْبدن ينقى نقاءً مَحْمُودًا فَأَما البرَاز الَّذِي لم ينضج فَهُوَ خشن غير مسحوق ورقيق حَافظ لكيفية ذَلِك الطَّعَام الَّذِي هُوَ فضلته. وَمن البرَاز جنس ثَالِث تكون دلَالَته على انصاب الفضول إِلَى الْبَطن مثل المرار الْأَصْفَر الصّرْف فَأن هَذَا يكون إِذا انصب من الْمرة الصَّفْرَاء شَيْء كثير إِلَى الْبَطن فَأَما البرَاز الْأَخْضَر فَيدل على مرار زنجاري ق

خالطه وَالْأسود يدل على مرّة سَوْدَاء أَو دم قد احْتَرَقَ هُنَاكَ فَأن كَانَ البرَاز يضْرب إِلَى الكمودة الرصاصية وَلم يكن الْمَرِيض أكل شَيْئا دسماً دلّ على ذوبان الْأَعْضَاء وَالْبرَاز اللزج أَيْضا يدل على ذوبان الْأَعْضَاء أَن لم يكن أكل شَيْئا لزجاً إِلَّا أَن البرَاز الدسم يكون إِذا ذاب الشَّحْم وللزج يكون إِذا ذَابَتْ الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَلذَلِك هُوَ أردأ من الأول كثيرا والمفرط النتن إِذا لم يكن نَتنه من الطَّعَام فَأَنَّهُ يدل على عفونة شَدِيدَة وَبِالْجُمْلَةِ انْظُر إِلَى كَيْفيَّة البرَاز مَتى لم يكن من قبل الطَّعَام فَأَما الْخَارِج مَعَ صَوت كالصرير وَالَّذِي فِيهِ زبد وَالَّذِي فِيهِ ألوان كَثِيرَة وَالَّذِي مَعَه صَوت كالصرير فَيدل على أَنه يخرج مِنْهُ ريح غَلِيظَة مَعَ رُطُوبَة) رقيقَة والآلات الَّتِي يخرج مِنْهَا منهضمة قبل مصادمة ريح غَلِيظَة لرطوبة كَمَا أَن فِي هذَيْن الْوَجْهَيْنِ يكون الزّبد خَارِجا وَالْأول مِنْهُمَا يدل على حرارة مفرطة تذوب الْبدن وَالثَّانِي يتَوَلَّد عَن اضْطِرَاب وَأما اخْتِلَاف الألوان فَيدل على أَن فِي الكبد أخلاطاً مُخْتَلفَة وينذر بطول مرض إِلَّا أَن الأخلاط إِذا كثرت وتفشت احْتَاجَ إِلَى نضجها فِي زمَان أطول وَتَكون صعوبتها وخطرها على قدر كثرتها وقلتها وَذَلِكَ أَن الْمَرَض الْمُفْرد أسهل نضجاً وَأَقل خطراً من الْمركب من أَصْنَاف كَثِيرَة. الأولى من الأخلاط: 3 (البرَاز الْيَابِس) 3 (يكون لحرارة نارية فِي الْبَطن أَو لطول لبثه فِي الأمعاء وتحلل رطوبته لذَلِك لِكَثْرَة المص) 3 (مِنْهُ وَإِذا كَانَ مَعَ البرَاز الصلب شَيْء قَلِيل رطب جدا فَأن ذَلِك يدل أَنه ينصب من) 3 (الكبد صديد لذاع فَلم تصبر عَلَيْهِ الأمعاء حَتَّى يخْتَلط بذلك البرَاز ويبتل وَلكنه يُبَادر) 3 (بِدَفْعِهِ البرَاز مَتى كَانَ بِحَال خَارج عَن الطَّبْع فَيَنْبَغِي أَن يقلب إِلَى ضد تِلْكَ الْحَال) 3 (وَأفضل البرَاز النضيج غير الرَّدِيء فَأَما فِي الْأَمْرَاض فقد يكون بعض أَنْوَاع البرَاز) الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة: فَأَما البرَاز فأحمده مَا كَانَ لينًا مجتمعاً وَكَانَ خُرُوجه فِي الصِّحَّة وَقِيَاسه بِمِقْدَار مَا يرد فِي الْبدن لِأَن البرَاز الَّذِي بِهَذِهِ الْحَال يدل على أَن نواحي الْبَطن السُّفْلى صَحِيحَة. وَالْبرَاز الطبيعي هُوَ الَّذِي لَا يبلغ يبسه أَن يصير كالبعر وَلَا لينًا يسيل وَيجْرِي لَكِن بِحَال يُمكن أَن يلبث مجتمعاً من غير أَن يجْرِي ويسيل وَيكون لَونه على مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي الصِّحَّة وَهُوَ يدل على صِحَة الْبَطن الْأَسْفَل فَأن لم يكن بِهَذِهِ الْحَال فَيدل أَن الْبَطن الْأَسْفَل مَرِيض لِأَنَّهُ مُمكن أَن يسيل إِلَيْهِ من الكبد وَالطحَال أَشْيَاء ردية تغير لون البرَاز الطبيعي وقوامه وريحه وَكَثِيرًا مَا يزِيد أَيْضا فِي كمية الرطوبات الَّتِي تنصب إِلَى الْمعدة فَلَا يكون وَقت خُرُوجه الْوَقْت الَّذِي كَانَ قبل ذَلِك وَالْبرَاز الَّذِي هُوَ طبيعي لَيْسَ يدل على أَن الْبَطن الْأَسْفَل صَحِيح فَقَط بل وعَلى أَنه لَا ينصب إِلَيْهِ شَيْء من هَذِه الْأَعْضَاء وَالَّذِي لَا يشبه الطبيعي رُبمَا دلّ على أَن الْبَطن الْأَسْفَل عليل وَرُبمَا دلّ على أَنه ينصب إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع شَيْء من الْأَعْضَاء وأصناف هَذِه الرطوبات الَّتِي تنصب كَثِيرَة فَأن كَانَ البرَاز رَقِيقا فأحمده أَلا يكون مَعَه صَوت وَلَا يكون خُرُوجه متواتراً قَلِيلا قَلِيلا لِأَنَّهُ إِذا كَانَ ذَلِك حدث للْمَرِيض أعياء من كَثْرَة الْقيام والسهر وَإِن) كَانَ مَا يخرج مَعَ ذَلِك كثير الكمية لم يومن غشي.

قَالَ ج: قد كَانَ يجب أَن يُقَال: يَنْبَغِي أَن يكون بِحَسب الْعَادة وَيَنْبَغِي أَن يكون البرَاز مائلاً إِلَى الصُّفْرَة وَلَا يكون شَدِيد النتن لِأَن اللَّوْن الطبيعي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة لِأَن المرار المنحدر من الكبد يخالطه باعتدال فَأَما أَن خالطه بِلَا اعْتِدَال فَأَنَّهُ يكون شَدِيد الصُّفْرَة وَإِذا لم يخْتَلط بِهِ المرار الْبَتَّةَ فَأَنَّهُ يكون أَبيض كالحال فِي اليرقان ووينبغي أَن يضم إِلَى هَذِه الصّفة أَعنِي أَن يكون لَونه إِلَى الصُّفْرَة وَأَن لَا يكون لَهُ نَتن الْمِقْدَار الطبيعي أَعنِي الْمُجْتَمع اللين وَسَائِر صِفَاته تتمّ بذلك صِفَات البرَاز الطبيعي. قَالَ: وَمن الْمَحْمُود أَيْضا أَن تخرج مَعَ البرَاز حيات إِذا أمعن الْمَرَض نَحْو البحران وَإِنَّمَا يحمد استفراغ الْحَيَّات إِذا كَانَت الطبيعة هِيَ الدافعة إِلَى أَسْفَل لَا إِذا خرجت من طَرِيق آخر من طرق الْأَعْرَاض. قَالَ: وَأما 3 (البرَاز المائي الرَّقِيق) 3 (جدا والأبيض والأصفر الشَّديد الصُّفْرَة فَكلهَا ردية. قَالَ: البرَاز المائي يدل على) 3 (بطلَان النضج والأبيض يدل على أَن الْمرة لَا تنحدر والشديد الصُّفْرَة يدل على أَنه) 3 (ينحدر مِنْهَا شَيْء كثير والزبدي يدل إِمَّا على حرارة مفرطة أَو على ريح مُخَالطَة) 3 (لَهُ لِأَن الزّبد إِنَّمَا يحدث بِهَذَيْنِ السببين فَقَط وَشر البرَاز الْيَسِير الأملس الْأَبْيَض اللزج) 3 (مِنْهُ والأصفر. قَالَ: هَذَانِ جَمِيعًا يحدثان عَن ذوبان الْبدن والأبيض مِنْهُمَا اللزج) 3 (يحدث عَن ذوبان الشَّحْم وَالَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة فإمَّا لِأَن الشَّحْم الَّذِي يذوب) 3 (أصفر وَإِمَّا لِأَن الْحَرَارَة أَشد أَو لِأَن الشَّحْم الَّذِي يذوب قد عفن بعض العفونة. وَأما) 3 (البرَاز الَّذِي يخالطه مرار زنجارى فحدوثه يكون عَن حر شَدِيد وَجَمِيع مَا يبرز من) 3 (الْبدن يكون شَدِيد الأستواء والملاسة لخلتين أما لقبوله النضج قبولاً تَاما على اسْتِوَاء) 3 (حَتَّى لَا يفوت الطبيعة شَيْء من أَجْزَائِهِ أَلا تحيله أَو لذوبان شَدِيد حَتَّى لَا يكون فِيهِ) 3 (جُزْء من أَجزَاء الْمَادَّة لم ينله ذَلِك الذوبان فَلذَلِك أفضل هَذَا إِذا كَانَ طبيعياً أَن يكون) 3 (مستوياً أملس وشره إِذا كَانَ غير طبيعي أَلا يكون أملس مستوياً. وَأما اللزوجة فقد) 3 (تكون من شدَّة حرارة أَو لكيفية الْأَطْعِمَة واذا كَانَت لكيفية الْأَطْعِمَة لم تكن كميتها)) 3 (يسيرَة. وَقد يكون من الذوبان الْقوي الشَّديد إسهال كثير الكمية إِلَّا أَنه يكون منتناً) 3 (فيفصل بَين هَذَا الإسهال وَبَين الْكَائِن من الْأَطْعِمَة لسوء الهضم أَو للأخلاط النِّيَّة إِن هَذِه) قَالَ: وأدل من هَذَا على الْمَوْت البرَاز الْأسود وَالدَّسم والأخضر والمنتن فَأَما الْأسود فَيكون من مُخَالطَة السَّوْدَاء لَهُ والأخضر من مرّة سَوْدَاء غير مَحْضَة يسيرَة الكمية وَالدَّسم من ذوبان الشَّحْم من حرارة نارية والمنتن من عفونة فِي الْبدن. وَأما البرَاز الْمُخْتَلف الألوان فَأَنَّهُ ينذر بطول الْمَرَض أَكثر مِمَّا تنذر تِلْكَ الْأَصْنَاف الْأُخَر وَلَيْسَ مَا يدل عَلَيْهِ من الْهَلَاك بِدُونِ مَا تدل عَلَيْهِ تِلْكَ وأعني بذلك مَا يكون من البرَاز يجمع أَن يكون فِيهِ خراطة ولون كراثى وأسود مختلطة مَعًا أَو وَاحِد فِي عقب الآخر. كَثْرَة الألوان فِي البرَاز دَال على كَثْرَة أخلاط مُخْتَلفَة فِي الْبدن وَلذَلِك تحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى

تنضج لِأَنَّهُ مُمكن أَن تكون فِيهِ أخلاط تحْتَاج إِلَى مُدَّة أطول وَإِن لم يكن فِيهَا أَيْضا مَا يحْتَاج فِي أنضاجه إِلَى مُدَّة طَوِيلَة فَأن الطبيعة لِأَنَّهَا تحْتَاج أَن يسْتَعْمل مَعَه تغير يطول مُدَّة نضجه فَيطول لذَلِك زمَان النضج وَلَا يُمكن أَن تخور الْقُوَّة قبل ذَلِك. قَالَ: 3 (انفع الْقَيْء) 3 (مَا كَانَ فِيهِ بلغم مخالط للمرار جدا وَلَا يكون غليظاً جدا لِأَن الْقَيْء كلما قرب إِلَى أَن) 3 (يكون صرفا كَانَ أردأ لِأَن الْقَيْء وَالْبرَاز الصرفين إِذا كَانَا مراريين يدلان على غَلَبَة) 3 (المرار فِي الْغَايَة وَذَلِكَ رَدِيء وكل وَاحِد من الخلطين أَعنِي البلغم والمرة فَأَنَّهُ لغَلَبَة) 3 (الْحَرَارَة وهدر رطوبته وَإِذا امتزجا كَانَا أرق لِأَنَّهُمَا يعتدلان.) قَالَ: إِن كَانَ مَا يتقيأ كلون الكراث أَو أَخْضَر أَو كمداً أَو أسود فرديء فَأن تقيأ جَمِيع هَذِه فقتال جدا لِأَنَّهُ يدل على شدَّة حرارة وعفونة شَدِيدَة. جَمِيع الأراييج المنتنة العفنة ردية فِيمَا يتقيأ لِأَنَّهَا كلهَا عفنة وكل خلط تحدث فِيهِ عفونة تزداد رداءته وحرارته على مَا كَانَ قبل ذَلِك فِيهِ. الثَّالِثَة من 3 (الْأَمْرَاض الحادة) البرَاز الشَّديد الصَّبْغ الزُّبْدِيُّ الدسم يدل على ذوبان الْبدن وَهَذَا البرَاز إِذا كَانَ شَدِيد الصَّبْغ صرف المرارية وأحدث قُرُوح الأمعاء والمعدة والتهاب مادون الشراسيف وقلقاً واضطراباً. الثَّانِيَة من الْفُصُول: أذا كَانَ الْبَطن يستفرغ ضروباً من الأخلاط بدواء أَو بحران فَمَا كثر فَهُوَ أَجود لِأَنَّهُ يدل على أَن الْبدن ينقى من الأخلاط أَكثر إِلَّا أَن يكون مَا يستفرغ شَيْئا ردياً على الْبدن خُرُوجه كالخراطة الدَّالَّة على قرحَة وَالدَّسم الدَّال على ذوبان وَنَحْوه فَأن هَذَا مَا لم يخرج فَهُوَ خير لَهُ. الرَّابِعَة: البرَاز الْأسود الشبيه بِالدَّمِ الْجَارِي من نَفسه مَعَ حمى كَانَ وَمَعَ غير حمى فَهُوَ أردأ العلامات وَكلما كَانَت الألوان فِي البرَاز أَكثر كَانَ أردأ فَأن كَانَ ذَلِك لشرب مسهل فَأَنَّهُ مَتى كثرت الألوان كَانَ أَحْمد. قَالَ ج: يَعْنِي بِهَذَا البرَاز الْكَائِن من الدردى الَّذِي لم يبلغ بعد أَن يصير سَوْدَاء مَحْضا. قَالَ: وَهَذَا البرَاز أَن خرج من دَوَاء مسهل للسوداء فَلَا خطر فِيهِ الْبَتَّةَ وَأَن خرج فِي آخر الْمَرَض وَبعد نضج دلّ على خير وتنقية للبدن وَأما فِي أول الْمَرَض فَلَا خير فِيهِ الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يدل إِمَّا على عِلّة ردية فِي الكبد وَإِمَّا على عفونة واحتراق شَدِيد فَيكون الْمَرَض لذَلِك خطراً ردياً. وَإِن كَانَ مَعَ هَذَا البرَاز الطحال عليلاً والحرارة لَيست كَثِيرَة فَتوهم أَن السَّبَب فِي ذَلِك عجز الطحال عَن جذب الْخَلْط الْأسود أَو ضعف الكبد فَبَقيَ ذَلِك الْخَلْط فِيهِ) فَسَالَ مِنْهُ إِلَى الأمعاء وَإِذا لم يكن مَعَ ذَلِك الطحال عليلاً وَكَانَ مَعَ ذَلِك حرارة شَدِيدَة جدا ونتن فَتوهم أَن السَّبَب عفونة واحتراق. قَالَ ج: الألوان الْكَثِيرَة إِذا خرجت من تِلْقَاء نَفسهَا ردية لِأَنَّهَا تدل على أَن فِي الْبدن أخلاطاً كَثِيرَة ردية وَإِن كَانَ لدواء مسهل فجيد لِأَنَّهَا تدل على أَن الْبدن ينقى من أخلاط كَثِيرَة ردية. لي يَنْبَغِي أَن يُقَال فِي الْكَائِن من تِلْقَاء نَفسه إِذا كَانَ قبل النضج فَأَما بعد النضج فقد

يُمكن أَن يكون الْبدن ينقى من أخلاط كَثِيرَة أَيْضا. أَي مرض خرجت فِي ابْتِدَائه الْمرة السَّوْدَاء إِمَّا من أَسْفَل وَإِمَّا من فَوق فَمن عَلَامَات الْمَوْت. قَالَ ج: مَا دَامَ الْمَرَض فِي ابْتِدَائه فَلَيْسَ يُمكن أَن يكون مايبرز عَنهُ بِدفع الطبيعة لَهُ إِذا كَانَت الطبيعة فِي ذَلِك الْوَقْت مثقلة والأخلاط لم تنضج بعد وَأما بعد النضج فقد يكون مِنْهُ الأستفراغات الردية من أجل أَن الطبيعة تنقي الْبدن. قَالَ ب: من نهكه مرض حاد أَو مزمن من سُقُوط قُوَّة ثمَّ خرجت مِنْهُ مرّة سَوْدَاء كَالدَّمِ الْأسود فَأَنَّهُ يَمُوت من غَد ذَلِك الْيَوْم لِأَن الْقُوَّة الساقطة لَا تفي بِأَن تبقى حَتَّى تنضج مثل هَذِه الأخلاط على رداءتها فَإِذا كَانَ الْبدن منهوكاً مهزولاً سَاقِط الْقُوَّة فخروج مثل هَذِه الأخلاط مِنْهُ يدل على شدَّة ضعف وَأَنه لَا شَيْء يمْسِكهَا وَلذَلِك لَا يتَأَخَّر الْمَوْت. الْفُصُول السَّادِسَة: البرَاز الصّرْف الَّذِي لَا يخالطه شَيْء من رُطُوبَة مائية وَإِنَّمَا يخرج مِنْهُ ذَلِك الْخَلْط الْغَالِب من جنس الصَّفْرَاء كَانَ ذَلِك أَو من جنس السَّوْدَاء أَو من جنس المرار الْأَخْضَر وكل هَذِه وَنَحْوهَا مَتى كَانَ صرفا دلّ على أَن الرُّطُوبَة الطبيعية كلهَا قد اجْتمعت من حرارة الْحمى. قَالَ: الأختلاف الزبدى سَببه المولد لَهُ وَاحِد وأسبابه الْمُتَقَدّمَة كَثِيرَة لِأَنَّهُ قد يكون الشَّيْء الَّذِي يخْتَلف زبدياً إِذا كَانَ ينحدر من الرَّأْس إِلَى الْمعدة رُطُوبَة تخالطها ريح الْبدن وَيكون تولد هَذِه الرُّطُوبَة فِي الْمعدة والأمعاء وَكَيف كَانَ فَلَا يكون البرَاز زبدياً إِلَّا من ريح غَلِيظَة تتحرك فِي وَقت مخالطتها للرطوبة حَرَكَة شَدِيدَة حَتَّى تَنْقَطِع هِيَ وتنقسم وتقطع تِلْكَ البلغمية وتقسمها إِلَى أَجزَاء صغَار كَثِيرَة وَالسَّبَب فِي حَرَكَة هَذِه الرّيح إِمَّا حرارة كَثِيرَة وَإِمَّا أَن تكون فِي نَفسهَا متحركة. قَالَ أبقراط: من كَانَ بِهِ اخْتِلَاف زبدى فَأن ذَلِك ينحدر من رَأسه.) قَالَ جالينوس: قد يكون ذَلِك عَن الرَّأْس إِذا نزلت مِنْهُ نَوَازِل إِلَى الْمعدة وَيكون من غَيره على مَا ذكرنَا. الأولى من الثَّانِيَة من أبيذيميا: الأختلاف الخراطى الزبدى يدل على أفراط الأستفراغ وَخُرُوج مَا فِي الأمعاء حَتَّى أَنَّهَا قد انجردت والأختلاف المنتن يدل على عفونة فِي الْبدن وَالصرْف الْمَحْض الَّذِي لَا يخالطه غَيره يدل على حرارة غالبة قَوِيَّة على الْبدن مفرطة والمرة السَّوْدَاء تدل على أَنهَاك الْقُوَّة. الأولى من الثَّانِيَة: البرَاز الشبيه بالمحرق يدل على التهاب فِي الكبد. الرَّابِعَة من الثَّالِثَة: الأختلاف الَّذِي عَلَيْهِ دسومة رَدِيء إِلَّا أَنه لَيْسَ بمهلك لَا محَالة لِأَنَّهُ مكن أَن يكون من اللَّحْم فأذا كَانَ عَلَيْهِ شبه صديد اللَّحْم ولون مشبع أصفر ونتن غَالب فَأَنَّهُ مهلك لَا محَالة لِأَن هَذَا من ذوبان اللَّحْم.

الاولى من مسَائِل أبيذيميا: البرَاز الَّذِي يَدْعُو إِلَى قيام متواتر رَدِيء لِأَنَّهُ يسْقط الْقُوَّة. البرَاز الرَّقِيق رَدِيء لِأَنَّهُ غير نضيج وَيدل على عجز الطَّبْخ وَذَلِكَ من ضعف الْقُوَّة. وَالْبرَاز اللذاع رَدِيء لِأَنَّهُ من جنس المرار الصّرْف وَيدل على كَثْرَة السَّوْدَاء فِي الْبدن. يُزَاد فِيهِ من بَاب تقدمة الْمعرفَة حَال البرَاز الْأسود. روفس فِي الْمرة السَّوْدَاء: الْغذَاء يصير برازاً فِي قولون لِأَن ابْتِدَاء العفونة هُنَاكَ بَيِّنَة جدا. الثَّالِثَة من الْأَمْرَاض الحادة: مَتى رَأَيْت مَرِيضا قد اخْتلف اخْتِلَافا ردياً الْغَالِب عَلَيْهِ المرار فحماه ذوبانية فَلَا تعطه أَشْيَاء حارة بل مَاء الشّعير وتفقد دَلِيلا وَاحِدًا وَلَو كَانَ وَاحِدًا وَلَو حسيساً من دَلَائِل النضج واسقه مَاء بَارِدًا فَأَنَّهُ ينْتَفع بِهِ. روفس فِي البحران: يَنْبَغِي أَن يكون ثخن الرجيع كثخن الْعَسَل وَألا يلذع المقعدة وَيكون ملوناً بصفرة وَلَا يكون منتناً وَيكون بِمِقْدَار الْمَأْكُول. من كتاب الدَّلَائِل: النتن يدل على حرارة مفرطة وإبطاء فِي الْمعدة والأمعاء وَالْخَارِج مَعَ الصَّوْت من الْمرة السَّوْدَاء لِجَالِينُوسَ: مَتى رَأَيْت برازاً أسود فَلَا تقض عَلَيْهِ بِسُرْعَة أَنه من سَوْدَاء لَكِن أَن كَانَ حامضاً عفصاً وَتبين ذَلِك فِي الشم وتغلى الأَرْض مِنْهُ فَأن السَّوْدَاء قد تبلغ من تَأَكد ذَلِك فِيهَا أَلا يخفى هَذَا مِنْهَا بالشم على من يقرب مِنْهَا وكل من يقيء السَّوْدَاء خَالِصَة وَيخْتَلف مِنْهَا فَأَنَّهُ يَمُوت لَا محَالة لِأَنَّهُ يدل على أَن الدَّم قد احْتَرَقَ غَايَة الأحتراق لِأَن هَذَا الْخَلْط يبلغ) من كثرته أَن يظْهر لذَلِك. السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: رُبمَا خرج فِي علل الكبد الردية إِذا عولجت وصلحت الكبد وقوته برَاز رَدِيء جدا فِي اللَّوْن وَالرِّيح فيغلظ الْأَطِبَّاء ويظنون أَنه مهلك وَإِنَّمَا هُوَ نفض وبحران. لي أعرف هَذَا كُله جملَة ان يُخَفف العليل مَعَه أَو يثقل الْأَمر عَلَيْهِ. مَجْهُول: أجمع الْأَطِبَّاء على أَن الرجيع المنتفخ الَّذِي يشبه أخثاء الْبَقر يدل على الرّيح والرجيع الَّذِي اللَّوْن مِنْهُ يَجِيء أَبيض كالمدة يدل على انفجار دبيلة. أبقراط: إِذا كَانَ البرَاز مثل قشور الترمس فِي جَمِيع الْأَمْرَاض فَهُوَ مميت والمنتن الَّذِي كرجيع الْأَطْفَال رَدِيء.

روفس: إِذا قل الرجيع فِي مِقْدَار الطَّعَام هَاجَتْ الْحَرَارَة وَإِن كَانَ بالضد ضعف الْبَطن والرجيع اللذاع رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على خلط لذاع واليابس رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على شدَّة التهاب وَقلة بولس: البرَاز الشبيه بِالْأَكْلِ الخشن يدل على قلَّة الهضم والسدد والصفرة فِي اللَّوْن فِي أول الْمَرَض تدل على كَثْرَة المرار وَإِذا كَانَ كَذَلِك وَقد نقه العليل فَيدل على أَنه يحْتَاج أَن يستفرغ صفراء. البرَاز الْأَصْفَر يدل على فرط حرارة الكبد والأدكن على برودتها.

بسم الله الرحمن الرحيم

(الْجُزْء الْخَامِس عشر) (الْحمى المطبقة والأمراض الحادة) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

(فارغة)

جوامع البحران

(الْحمى المطبقة وَهِي الدموية) (والأمراض الحادة والحادثة عَن السدد القوية الَّتِي هِيَ من جنس حمى يَوْم وَلَا) (عفن مَعهَا وَسَقَى المَاء الْبَارِد وتقدمات الحميات الدائمة اسْتَعِنْ بالغب) (والمحرقة يَنْبَغِي أَن نرد تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة إِلَى هُنَا وَلَا نَتْرُك فِي بَاب الغب إِلَّا) (الغب الدائرة) 3 - (جَوَامِع البحران) قَالَ: الغب اللَّازِمَة هِيَ المحرقة والمطبقة هِيَ حمى الدَّم وهما جَمِيعًا ينقضيان فِي الْأُسْبُوع الأول. لى: ج يعد الْحمى المطبقة الْمُسَمَّاة سونوخس ضربا من ضروب حميات الصَّفْرَاء لِأَنَّهُ يرى أَن) الدَّم إِذا عفن فَهُوَ صفراء. وَيجب فِي الْحق أَن يعدها نوعا على حِدته لِأَن بَين الدَّم إِذا عفن وَبَين الصَّفْرَاء إِذا عفنت بوناً بَعيدا وَقد نجد الحميات المحرقة أَشد حرارة وأيبس وأنشف من المطبقة كثيرا وَبَينهمَا أَيْضا من الْفرق أَن المحرقة لَهَا فترات مَا بعض الْأَوْقَات لَازِمَة للنوائب فَأَما المطبقة فَلَيْسَ فِيهَا ذَلِك لَكِن إِمَّا أَن تبقى بِحَالِهَا إِلَى أَن تَنْقَضِي وَإِمَّا أَن تزداد شدَّة إِلَى شدتها دَائِما إِلَى أَن تَنْقَضِي وَإِمَّا أَن تزداد خفَّة إِلَى أَن تَنْقَضِي وَذَلِكَ الْوَاجِب لِأَن هَذِه الْحمى لما كَانَت من عفن الدَّم وَهُوَ على كثرته وغزارته وحصوله فِي جَوف العوق وَبعده من التَّحَلُّل وَجب أَولا أَن لَا تكون لَهَا فترات لِأَن الفترة إِمَّا أَن تكون إِذا ابتدأت مَادَّة الْحمى وَلَا تزَال مَوْجُودَة إِلَى أَن تعود فتجتمع الْمَادَّة أَيْضا ثَانِيَة وَكَثْرَة الدَّم وحصوله فِي جَوف الْعُرُوق يمنعان من ذَلِك ثمَّ تكون حَالهَا فِي اطباقها على قدر عفن الدَّم فَإِنَّهُ إِذا كَانَت العفونة فِيهِ قَوِيَّة حَتَّى أَنه لَا يفئ التنفس بهَا لم تزل تزداد وَإِن كَانَت العفونة يفئ بهَا التنفس لم تزل على حَال وَإِن كَانَت العفونة ضَعِيفَة لم تزل متناقصة وَهَذَا إِنَّمَا يكون بِحَسب العفن فِي الْأَبدَان. 3 - (سَبَب الحميات) لي: الحميات المطبقة تكون من عفن الدَّم دَاخل الْعُرُوق وَمن عفن الصَّفْرَاء. وَقد قَالَ ج: فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من كتاب البحران: أَنه لَا يُمكن أَن يفرق بَينهمَا فِي الْيَوْم الأول وَلَا فِي الثَّانِي وَلَا فِي ذَلِك أَيْضا مَنْفَعَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا يحْتَاج أنم يعرف مِنْهَا أَنَّهَا من الحميات الحادة وَأَن بحرانها لَا يُجَاوز السَّابِع. وَج لَا يفرق بَين هَذِه والمحرقة بل يسميها محرقة.

أصناف الحميات

قَالَ: وَلَيْسَ لِأَن الْأَطِبَّاء سَموهَا سونوخس وَجب أَن لَا تكون من جنس الحميات المحرقة لِأَن الدَّم إِذا عفن فَهُوَ صفراء وَقد قُلْنَا أَن بَين الصَّفْرَاء إِذا عفنت وَبَين الدَّم إِذا عفن بوناً عَظِيما وَالَّذِي أرى أَنه يُمكن أَن يعلم أَنه من أول نوبَة نوع هَذِه الحميات وَذَلِكَ أَن الْبدن يكون فِيهَا ممتلئاً وَالْعُرُوق دارة وَالْعين حَمْرَاء وَالنَّفس ضيقا والحرارة كَثِيرَة بخارية. من الْمقَالة الثَّانِيَة من كتاب البحران قَالَ: الحميات المطبقة مِنْهَا مَا لَا يكون لَهَا من حِين تبدأ إِلَى وَقت البحران تنقص وعودة وَمِنْهَا مَا تكون تشتد غبا إِلَّا أَنه لَا يكون لَهَا فِي الْأَيَّام الَّتِي فِي مَا بَين كل نوبتين من نَوَائِب الغب نوبَة أُخْرَى كالحمى الْمُسَمَّاة المطرطاوس وَهَاتَانِ جَمِيعًا من الحميات الحادة جدا الَّتِي يَأْتِي البحران فِيهَا فِي السَّابِع وَلَيْسَ هَذِه الْحمى الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي شطر الغب بِعَينهَا لَكِنَّهَا ضرب من المطبقة يشْتَد الْأَمر فِيهَا فِي الْأَيَّام الْأزْوَاج جدا.) من الْمقَالة الأولى من أَصْنَاف الحميات قَالَ: يعرض فِي المطبقة وَهِي الْمُسَمَّاة سونوخس أَنه يلقى قَالَ: كثيرا مَا تورث هَذِه الحميات حميات دق ذبولية إِذا كَانَ صَاحبهَا مُحْتَاجا إِلَى شرب مَاء بَارِد فَمنع مِنْهُ وَلم يحتل لَهُ فِي تبريد بَطْنه بأضمدة بادرة تُوضَع على مَا دون الشراسيف والصدر فَإِن كَانَت هَذِه الْحمى من أورام الأحشاء وَوضع عَلَيْهَا الأضمدة المحللة فَإِنَّهُ يسْرع الْوُقُوع فِي الدق جدا. لى: الحميات المطبقة تكون كثيرا من ورم الأحشاء إِذا ورمت ورماً حاراً. 3 - (أَصْنَاف الحميات) من الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ: الحميات الدائمة مِنْهَا مَا يكون عَن الصَّفْرَاء وَهِي صنفان: إِحْدَاهمَا تفتر غبا وَهِي المحرقة وَالثَّانيَِة هِيَ الْمُسَمَّاة سونوخس وَهِي المطبقة أَي لَيْسَ لَهَا ابْتِدَاء وفترة من أَولهَا إِلَى آخرهَا وَمِنْهَا مَا يكون عَن السَّوْدَاء وَهِي نظيرة الغب اللَّازِمَة وَمِنْهَا عَن البلغم وَهِي نظيرة البلغمية اللَّازِمَة. قَالَ: وأصناف الْحمى المطبقة ثَلَاث: الْبَاقِيَة بِحَال والمتزايدة والمتنقصة. قَالَ جالينوس: وَمن الحميات الدائمة الَّتِي من الصَّفْرَاء مَا تنوب فِي الْيَوْم الثَّالِث دَائِما فَقَط وَمِنْهَا مَا تكون لَهَا فِي الْيَوْم الْمُتَوَسّط بَين كل نوبتين نوبَة وَلَيْسَ هَذِه الْحمى اسْم خَاص. وَهَذِه الحميات الَّتِي لَهَا نوبَة أُخْرَى فِيمَا بَين كل نوبتين مِنْهَا مَا يجْرِي أمره على شكل النائبة سَوَاء فَتكون كنوبتين متواليتين مِنْهَا متشابهتين وَمِنْهَا مَا تكون النوبتان غير متشابهتين بل تكون النّوبَة الثَّالِثَة مثل الأولى سَوَاء وَالرَّابِعَة مثل الثَّانِيَة فَيجْرِي أمرهَا على شكل حَنى غب وَهَذِه الْحمى خَاصَّة تكون من الْمرة الصَّفْرَاء فَأَما الَّتِي نوبتاها المتواليتان متساويتين فَإِنَّهَا تكون من خلط هُوَ إِلَى البلغم أميل. قَالَ: وَأَنا أسمي هَذِه الحميات الشبيهة وَلَا أسمي وَاحِدَة من هَاتين شطر الغب.

لى: تفقد فِي الحميات الدائمة أَولا يكون دوامها من أجل اتِّصَال النوائب وَيعرف ذَلِك من أدوار الحميات. وجودة الْمعرفَة بهَا تكون بِأَن تتفقد هَل ترى ابتداءها وانحطاطها محسوسا وَأَن تكون عَالما بِحَال ابْتِدَاء النوائب وانحطاطها فَإِذا حصلت ذَلِك فَإِن من الحميات الدائمة الصفراوية وَهِي المحرقة الْخَالِصَة وتنوب هَذِه وتفتر غبا وَمِنْهَا من الصَّفْرَاء الْغَيْر الْخَالِصَة حمى تنوب وَلَا تفتر غبا إِلَّا أَنه يكون بَين كل نوبتين إِلَى الْيَوْم الْمُتَوَسّط بَينهمَا نوبَة أُخْرَى. الْحمى الَّتِي تقع فِيهَا النوائب فِي الْوسط رُبمَا جرى أمرهَا على مِثَال حَال النائبة كل يَوْم حَتَّى يكون كل نوبتين) متواليتين مِنْهَا متشابهتين وَهَذِه تكون من خلط هُوَ إِلَى البلغم أميل وَمِنْهَا مَا يكون النوبتان المتواليتان غير متشابهتين بل الَّتِي تجْرِي على حسب الغب متشابهة حَتَّى تكون الأولى مثل الثَّالِثَة وَالثَّانيَِة مثل الرَّابِعَة. وَهَذِه تكون من خلط هُوَ إِلَى الصَّفْرَاء أميل. وَحمى لَا تفتر وَلَا تغب من المطبقة وَقد شكّ فِيهَا فَزعم ج أَنَّهَا من الصَّفْرَاء لِأَن الدَّم إِذا عفن صَار صفراء وَقد قُلْنَا فِي ذَلِك أَن هَذِه ثَلَاثَة أَصْنَاف: متناقضة ومتزايدة وباقية بِحَال فَذَلِك جَمِيع الحميات الكائنة عَن الصَّفْرَاء. وَالدَّم اللَّازِمَة سِتّ حميات فَأَما البلغمية والسوداوية فَمِنْهَا حميان لازمتان إِحْدَاهمَا تشتد ربعا وَقَالَ ج: إِنَّه قَلما تكون وَالْأُخْرَى تشتد كل يَوْم وَهِي البلغمية اللَّازِمَة وَالْغِب الْمُفَارقَة. قَالَ: وَإِن فِي أَمر سونوخس لعجباً فَإِنَّهَا رُبمَا بقيت بِحَال وَاحِدَة سَبْعَة أَيَّام. من جَوَامِع الحميات غير الْمُنْفَصِلَة: الحميات الْحَادِثَة عَن ورم الأحشاء كلهَا غير مُفَارقَة. من الثَّالِثَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: تحدث حمى الكائنة عَن السدد إِذا كَانَت قَوِيَّة حمى دائمة مطبقة طبيعتها حمى يَوْم لِأَنَّهُ لَا عفن مَعهَا وَلَيْسَت ثَابِتَة فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة. قَالَ: وَلَا تفارق حمى يَوْم فِي الْحَقِيقَة والطبع بل فِي الِاسْم لِأَنَّهَا تبقى لابثة أَيَّامًا بِحَال لَا تنوب وَلَا تنحط. قَالَ: وَقد سميت سونوخس إِلَّا أَن من الحميات المطبقة حمى أُخْرَى تسمى سونوخس الْفرق بَينهَا وَبَين هَذِه عَظِيم لِأَن تِلْكَ تكون عَلَامَات العفوية فِيهَا ظَاهِرَة وَتَكون عِنْد مَا تعفن الأخلاط فِي الْعُرُوق كلهَا على السوَاء وَأما هَذِه فَلَا علاما للعفوية مَعهَا الْبَتَّةَ بل هِيَ من جنس حمى يَوْم إِذا لم تتحلل الأخلاط الَّتِي ثارت لانسداد المجاري وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ مَا يتَحَلَّل من البخار من الْبدن قَلِيلا جدا بِالْإِضَافَة إِلَى مَا جرت بِهِ الْعَادة وَجب أَن يسخن وتجتمع فِيهِ أخلاط ويحم. قَالَ: وَلَيْسَ من هَاتين الحميين تحدث فِي الْأَبدَان الْبَارِدَة القضيفة وَإِنَّمَا تحدث فِي الْأَبدَان الرّطبَة الْكَثِيرَة اللَّحْم وَالدَّم لِأَن السدد لَا تفي بتوليد الْحمى دون أَن يكون مَا يتَحَلَّل من الْبدن كثيرا غَايَة الْكَثْرَة وعفونة الأخلاط لَا يُمكن أَن تَنْتَشِر فِي الْأَبدَان الْبَارِدَة

المزاج فِي جَمِيع الْعُرُوق الَّتِي فِيمَا الحالبين والإبطين انتشاراً سَوَاء سَرِيعا وكل شَيْء يعفن يحْتَاج أَن يكون حاراً رطبا وَأَن يَنْقَطِع عَنهُ التَّحَلُّل فَيبقى لَا يتنفس وَلذَلِك لَا تحدث المطبقة فِي الْأَسْنَان والأمزجة الْبَارِدَة طبيعياً كَانَ ذَلِك المزاج أَو مكتسباً وَكَذَا لَا تحدث هَذِه الحميات فِي الْأَبدَان القضيفة وَلَا فِي الْأَبدَان المتخلخلة) لَكِن أَكثر مَا تحدث فِي الْأَبدَان الْكَثِيرَة الدَّم المتكاثفة أَو فِي الَّتِي هِيَ مَمْلُوءَة فضولاً حارة وَهِي متكاثفة. قَالَ: وَكَذَا نبض من تصيبه هَذِه الْحمى الَّتِي هِيَ من جنس حمى يَوْم مستو عَظِيم جدا قوي لَا صلب وَلَا لين بل على الْحَال الطبيعية وَتَكون سرعته وتواتره بِقِيَاس عظم الْحمى فِي أحد الجنسين. وَقَالَ: قد حم فَتى حمى مطبقة بِلَا عفن وَآخر حمى مطبقة مَعَ عفن فَأَما الَّذِي بِلَا عفن فَإِنَّهُ ابتدأت بِهِ السَّاعَة الثَّالِثَة من ذَلِك ورأيته فِي السَّاعَة الثَّالِثَة من النَّهَار فَوَجَدته محموماً حمى حارة غَايَة الْحَرَارَة إِلَّا أَن نبضه كَانَ مستوياً مسرعاً عَظِيما جدا متواتراً قَوِيا وَكَيْفِيَّة حرارة حماه كَذَلِك لَا تلذع الْبدن وَلَا تَأْكُله وَلَا تؤذيه بل كَانَت بخارية على أَنَّهَا كَانَت كَثِيرَة قَوِيَّة وَكَانَ بَوْله قَرِيبا من الْبَوْل الطبيعي وَعرفت أَنه كَانَ قطع الرياضة ثَلَاثِينَ يَوْمًا ثمَّ ارتاض قبل يَوْم الْحمى بِيَوْم رياضة قَوِيَّة وَلم يستمرئ طَعَامه جيدا وحم وَكَانَ أَحْمَر اللَّوْن وَالْبدن كثير اللَّحْم وَكَانَ يَحْكِي عَن نَفسه أَنه يجد مس الامتلاء فأخرت فصده فِي وقتي ذَلِك لأنظر إِلَيْهِ بالْعَشي هَل تفارق الْحمى فَلَمَّا كَانَ بالْعَشي كَانَت بِحَالِهَا فحدست أَنَّهَا سونوخس حدثت من أجل عدم التَّحَلُّل لِكَثْرَة اللَّحْم وَكَثْرَة الدَّم وَمَكَثت الْحمى لَيْلَتهَا كَذَلِك وَلم تفصل من الْغَد من تواني الْأَطِبَّاء فَلَمَّا كَانَ عَشِيَّة الْيَوْم الثَّالِث والحمى بِحَالِهَا اشْتَدَّ قلقه فَبعث إِلَيّ فَوجدت الْحمى بِحَالِهَا والنبض كَمَا ذكرت وَلم أجد فِي النبض وَلَا فِي الْبَوْل وَلَا فِي كَيْفيَّة الْحَرَارَة شَيْئا يدل على عفن ففصدته وأخرجت الدَّم إِلَى أَن غشي عَلَيْهِ لِأَنِّي علمت قِيَاسا وتجربة أَن هَذَا أبلغ الْأَشْيَاء المطبقة مَتى كَانَت الْقُوَّة تحْتَمل وَأول منفعَته أَن الْبدن يَنْقَلِب إِلَى ضد المزاج الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ لغَلَبَة الْبرد عَلَيْهِ فِي وَقت الغشي وَلَيْسَ يقدر على شَيْء أبلغ نفعا من هَذَا فِي هَذِه الْمَوَاضِع ثمَّ لَا بُد أَن يتبع هَذَا الغشي فِي هَذِه الْأَبدَان لطلاق الطبيعة أَو قيء الصَّفْرَاء أَو تظهر بعد ذَلِك فِي الْبدن كُله ندواة وعرق على الْمَكَان وتطفأ الْحمى وتخمد وَكَذَا كَانَت فِي الْفَتى ثمَّ إِنِّي غذوته بعد الفصد بساعتين غذَاء يَسِيرا وألزمته السّكُون وعدت فِي السَّاعَة الْخَامِسَة من النَّهَار وَكَانَ يعرق فِي النّوم وَيمْسَح عرقه وَلَا يشْعر فَأمرت أَن لَا يتوانى فِي مسح عرقه وعدت بالْعَشي فَكَانَ على مِثَال ذَلِك فأنبهته وغذوته بِمَاء الشّعير وأدخلته الْحمام من غَد هَذَا الْيَوْم وغذوته. قَالَ: والفتى الآخر تَعب نَهَاره كُله ثمَّ صب عَلَيْهِ مَاء وَتَنَاول شَيْئا يَسِيرا من طَعَام وحم بِاللَّيْلِ) ورأيته فِي اللَّيْلَة الثَّانِيَة فَكَانَ فِي سَائِر حالاته كالمتقدم إِلَّا أَن العلامات الدَّالَّة على

العفن كَانَت بَيِّنَة فِيهِ ففصدته وأخرجت دَمه إِلَى أَن غشي عَلَيْهِ ثمَّ انتظرت بِهِ وقتاُ صَالحا وغذوته فِي أول الْأَمر بِمَاء الْعَسَل ثمَّ بِمَاء الشّعير وَلما رَأَيْت الْحمى بعد الفصد ثَابِتَة على حَال حدست أَنَّهَا سونوخس عفونية إِلَّا أَنِّي أردْت أَن أحقق مَعْرفَتهَا هَل تنوب غبا فِي الْيَوْم الثَّالِث وَكَانَ الْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي أَن تنوب فِيهِ السَّاعَة السَّابِعَة فَلم تزد لَكِن كَانَت منتقصة فِي الْيَوْم الثَّالِث بكرَة وَكَانَت فِي نصف هَذَا الْيَوْم أبين تنقصاً فَعلمت أَنه سونوخس منتقصة فغذوته فِي هَذَا الْوَقْت فَلَمَّا كَانَ لَيْلَة الْخَامِس ظهر نقصانها جدا وبحسب نُقْصَان الْحمى كَانَ نضج الْبَوْل فحكمت أَنَّهَا تَنْقَضِي فِي السَّابِع فَكَانَ كَذَلِك. قَالَ: وَقد رَأَيْت هَذِه الْحمى تتناقص مُنْذُ أَولهَا إِلَى آخرهَا مَرَّات ورأيتها تتزايد وَبَعضهَا بَاقِيَة بِحَال وَاحِدَة وَرَأَيْت بَعْضهَا تظهر مَعهَا عَلَامَات العفوية أول يَوْم وَبَعضهَا فِي الثَّالِث وَأكْثر ذَلِك فِي الرَّابِع إِذا لم يفصد الْمَرِيض عرق. قَالَ: وَلَيْسَ أحد يحم من قبل سدة بِلَا عفوية فيتقدم فِي الفصد فتنقلب حماه إِلَى العفوية أصلا وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يخرج الدَّم إِلَى حُدُوث الغشي أَن ساعدت السن وَالْقُوَّة فَإِن لم تساعد إِحْدَاهمَا فَأخْرج أَولا مِقْدَار مَا تحمله واستدرك مَا ترَاهُ يحْتَاج إِلَى إِخْرَاجه فَإِنَّهُ مَتى لم يفصد من تصيبه هَذِه الْحمى وَقع فِي غَايَة الْبلَاء وأشرف على الْخطر إِلَّا أَن يطْمع بِفضل من قوته فيتخلص برعاف قوي أَو عرق كثير. قَالَ: فِي هَذِه الحميات إِذا حدثت خلوا من عفونة فَهِيَ على مثل مَا قُلْنَا من جنس حمى يَوْم وَمَتى كَانَت مَعهَا عفونة مُنْذُ أول أمرهَا أَو فِي آخِره فَإِنَّهُ إِن كَانَت العفونة حدثت فِي الْعُرُوق كلهَا وخاصة فِي كِبَارهَا حدثت عَنْهَا حمى مطبقة فَإِن كَانَت العفوية إِنَّمَا هِيَ فِي عُضْو وَاحِد حدثت بنوب وأدوار. لى: انْظُر فِي هَذَا فَإِن هَذَا يدل على أَن الحميات الَّتِي من عفن أورام الأحشاء غير دائمة. وَقَالَ فِي كتاب البحران قولا كَأَنَّهُ يُنَاقض هَذَا بل اعْتمد على هَذَا القَوْل فَإِنَّهُ لَا تكون حمى مطبقة من ورم عُضْو مَا لَكِن إِذا كَانَت جَمِيع الأخلاط الَّتِي فِي الْعُرُوق قد سخنت بِالسَّوِيَّةِ وَلم يقل فِي كتاب البحران: إِنَّه يكون من ورم الأحشاء حمى مطبقة بل قَالَ: أَنه يكون من أورامها حميات محرقة هَذَا القَوْل يذهب على شدَّة حَرَارَتهَا لَا على دوامها.) قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن لَا تقتصر على ذكر النافع جدا مرّة أَو مرَّتَيْنِ. أَقُول: إِن من حم من سدد فَأخْرج مِنْهُ بِقدر مَا تحْتَمل قوته لِأَن الْحَرَارَة قد كثرت واحتقنت فِيهِ. فَإِن لم تفعل فَإِنَّهَا ستختنق طَبِيعَته وَتصير إِلَى الغشي لَا محَالة إِلَّا أَن اتّفق لَهُ فضل قُوَّة فينجو من الْمَوْت بعرق أَو رُعَاف. قَالَ: وَصَاحب هَذِه الْحَال تظهر فِيهِ عَلَامَات الامتلاء بِحَسب التجويف فيحمر لَونه وينتفخ بدنه.

قَالَ: وَهَذَا الامتلاء يكون بِسَبَب صِحَة الْقُوَّة لِأَنَّهُ إِنَّمَا هُوَ لِكَثْرَة الدَّم وَغَلَبَة الطبيعة قيام لطبيعة عَلَيْهِ وتنفيسها لَهُ لم يكن بُد من أَن يعفن وَلذَلِك صَار الْأَصْلَح أَن يقْصد إِلَى إِخْرَاج الدَّم لتنقى الطبيعة وَالْعُرُوق حافظة لمزاجها الطبيعي المعتدل بِبَقَاء التَّحَلُّل والتنفس لَهَا فتقوى على قهر بَاقِي الْخَلْط وإصلاحه وَالْقِيَام عَلَيْهِ لِئَلَّا يعفن كَمَا لم تزل تفعل ذَلِك. قَالَ: فَهَذِهِ الْحمى إِن دبرهَا طَبِيب جَاهِل زَادهَا بِتَرْكِهِ استفراغ الدَّم لِأَنَّهُ إِن لم يستفرغ بَقِي عدم التَّحَلُّل والتنفس بِحَالهِ لِكَثْرَة الدَّم وَلم يعفن سَائِر أَبْوَاب العلاج شَيْئا لِأَنَّهُ إِن ذهب بِبرد ويطفئ فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ ينفع قَلِيلا فِي أول الْأَمر إِن ذهب يحقن فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ ينفع قَلِيلا فِي أول الْأَمر فَإِنَّهُ بِبرْدِهِ يحقن وَيحبس الامتلاء فِي جَوف الْبدن لِأَن الْأَشْيَاء الَّتِي تستفرغ الامتلاء كلهَا حارة فَإِن أردْت إِن تحلل الامتلاء بهَا فِي حرارة الْحمى وَإِن اطفأت الْحمى حصرت الامتلاء وأوقفته. قَالَ: فَلَا تدع الفصد وَلَا تنظر فِي الْأَيَّام لَكِن فِي الْقُوَّة فَإِذا كَانَت الْقُوَّة ثَابِتَة فافصد فِي السَّادِس وَالسَّابِع فَقَط بل وَسَائِر الْأَيَّام وَإِن اضطررت فِي وَقت مَا إِلَى علاج مَرِيض مُمْتَنع من الفصد بجهله وفزعه وَجَهل من الْأَطِبَّاء وَلم يكن لَك بُد من علاجه فاسقه المَاء الْبَارِد بعد أَن تستقصي النّظر وَتعلم هَل يضرّهُ أم لَا وَكم مِقْدَار ضَرَره فَإِن رَأَيْت مضرته يسيرَة فاسقه مَاء بَارِد بَالغ الْبرد ومكنه أَن يشرب مِنْهُ مَا أحب أَو أَزِيد من ذَلِك بعد أَن كَانَ مُعْتَادا لَهُ وَقت الصِّحَّة وَإِن رَأَيْت المَاء الْبَارِد يضرّهُ ضَرَرا عَظِيما فتوقه وَاسْتعْمل بدله أَشْيَاء تفتح السدد وتستفرغ الامتلاء وتطفئ حرارة الْحمى. ومضار المَاء الْبَارِد إِذا شرب فِي غير وقته وبأكثر مِمَّا يَنْبَغِي أَنه يمْنَع الأخلاط اللزجة الغليظة الَّتِي قد أورثت السدد والورم الْحَار والحمرة أَو ورماً صلباً إِن كَانَ فِي الْبَطن مرار إِن ترق وتلطف وتتحلل فَيكون الشَّارِب لَهُ سَاعَة يشربه يجد لَهُ رَاحَة عَظِيمَة لتطفئه الْحمى لَكِن لِأَنَّهُ) يبْقى السَّبَب قَائِما ثَابتا لَا بُد أَن يثبت حمى أُخْرَى وَرُبمَا كَانَت أصعب وَأَشد من الأولى من أجل مَا يحدثه المَاء الْبَارِد من التقبض والتكاثف فِي الْبدن وَهَذِه إِحْدَى مضاره وَهِي مضرَّة عَظِيمَة لَا يَنْبَغِي أَن يتهاون بهَا وَله مضرَّة أُخْرَى وَهِي أَنه إِن كَانَ فِي الْبدن عُضْو ضَعِيف من الأَصْل أَو لسَبَب عَارض ضره المَاء الْبَارِد فقد رَأَيْت من أضرّ بمريئه حَتَّى مَنعه الازدراد إِلَّا بكد. وَآخر أضرّ بمعدته أَو بكبده أَو بالقولون أَو برئته أَو بحجابه وأضرار بكلاه ومثانته فضعف الْعُضْو الَّذِي أضرّ بِهِ عَن فعله الْخَاص بِهِ وَقوم آخر لما شربوه فِي غير وقته وبأكثر من مِقْدَاره ضَاقَ نفسهم على الْمَكَان وتشنجوا ولحقتهم رعشة وَبِالْجُمْلَةِ فَيضر فِي جنس العصب كُله. قَالَ: وَلَا تجبن لما قلته عَن سقيه فِي مَوْضِعه فقد رَأَيْتنِي وَأَنا اسقيه فانفع بِهِ وَلَا أضرّ بل إياك أَن تسقى من فِي أَعْضَائِهِ الشَّرِيفَة ورم رخو أَو صلب وَلَا من فِي بدنه سدد وأخلاط غَلِيظَة. فَأَما مَتى رَأَيْت عَلَامَات النضج بَيِّنَة وَلم يكن ورم فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن تتفقد وَاحِدَة وَهُوَ أَن لَا تكون وَلم يكن فِي الْبدن عُضْو شرِيف بَارِد المزاج يبلغ من برودته أَن يضر بِهِ المَاء الْبَارِد وَإِن كَانَ يخالطه ورم حَار فَلَا تسقه المَاء الْبَارِد حَتَّى تَنْتَهِي عَلَامَات النضج.

قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فالحميات المطبقة مِنْهَا نوع يتَوَلَّد عَن سدد مَعَ عفونة تكون فِي الْعُرُوق كلهَا فَمَتَى مَا ظَهرت فِي هَذِه عَلَامَات تدل على نضج الأخلاط فَاسق المَاء الْبَارِد بِثِقَة واتكال فَإِن طبيعة الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة إِذا تقوت بِالْمَاءِ الْبَارِد قويت على نضج الأخلاط واجتذبت بَعْضهَا واغتذت بِهِ وَدفعت الْبَاقِي وأخرجته عَن الْبدن بالعرق أَو بإسهال أَو ببول أَو نَحْو ذَلِك وَإِن كَانَ الْمَرِيض مُعْتَادا لشرب المَاء الْبَارِد فَذَلِك يزِيد فِي ثقتك لِأَنَّك قد علمت بالتجارب أَن أحشاؤه كلهَا مُحْتَملَة للْمَاء الْبَارِد لِأَنَّهُ لَو كَانَ فِيهَا مَا ينكأه المَاء الْبَارِد لَكَانَ ذَلِك فِي حَال الصِّحَّة فَإِذا كَانَ فِي وَقت الصِّحَّة لم يضرّهُ فَفِي وَقت الْحمى لَا يضرّهُ. إِذا كَانَ كثير مِمَّن لم يعْتد شرب المَاء الْبَارِد ثمَّ اضْطر الْأَمر بِسَبَب حمى محرقة إِلَى شربه فشربه لم يضرّهُ ذَلِك فكم بالحرى لَا يضر من اعتاده لَا سِيمَا وَإِنَّمَا يشربه فِي وَقت هيجان حرارة كَثِيرَة تحول بَينه وَبَين الْأَعْضَاء عَن الضَّرَر لِأَن مَا فِي دَاخل الْأَعْضَاء وحولها قد التهب كُله فَيعْمل فِي المَاء الْبَارِد قبل لِقَائِه الْأَعْضَاء بل يلقاها وَهُوَ بَاقٍ على حَاله وَلذَلِك صَار المَاء الْبَارِد رديئاً للأبدان القليلة الدَّم وَاللَّحم لِأَن برودته تصل إِلَى الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة سَرِيعا وَلِهَذَا صَاحب حمى دق لَا يصلح لَهُ المَاء الْبَارِد الْبَالِغ الْبرد) وَلَا بِمِقْدَار كثير وَأما صَاحب الْحمى المطبقة فأعظم علاجه الفصد وَالْمَاء الْبَارِد إِلَّا أَن الفصد ينفع فِي كل وَقت بعد مساعدة الْقُوَّة وَالْمَاء الْبَارِد لَا يصلح فِي كل وَقت لَكِن عِنْدَمَا يظْهر فِي النبض وَالْبَوْل عَلَامَات النضج بَيِّنَة قَوِيَّة وَتَكون الْحمى أعظم مِمَّا كَانَت قبل ذَلِك فَانْظُر قبل الفصد فِي الْأَشْيَاء الَّتِي مَضَت والأشياء الَّتِي لَا بُد ضَرُورَة أَن تتبع من ذَلِك أَنه إِن كَانَت تخمة قد تقدّمت فَلَا بُد أَن تُؤخر الفصد إِلَى أَن يستمرئ طَعَامه وَتخرج فضلته عَن الْبدن وَإِن كَانَ قد حدث شَيْء يستفرغ من الْبدن فَانْظُر فَإِن رَأَيْته كَافِيا تركت الفصد وَإِن كَانَ نَاقِصا أخرجت بِقدر مَا ينقص كَمَا يكون ذَلِك بالطمث والبواسير وتفقد الْهَوَاء وَسُرْعَة تحلل ذَلِك الْبدن وَغير ذَلِك فَإِن الْهَوَاء الْحَار وَالْبدن المتحلل يعين على كَثْرَة الاستفراغ من الْبدن وَهَذِه كلهَا تدل على أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يكثر خُرُوج الدَّم وَكَذَا من فَم معدته سريعة الْحس أَو ضيقَة أَو ضَعِيفَة أَو يتَوَلَّد فِيهَا مرار كثير فِي فمها. قَالَ: وأضداد هَذِه توجب إِخْرَاج الدَّم الْكثير. فَهَذَا تَمام مَا يَنْبَغِي أَن يُقَال فِي إِخْرَاج الدَّم وَسقي المَاء الْبَارِد. لى: أَنا أرى أَن الحزم أَلا يخرج الدَّم الْكثير ضَرْبَة أَن يعرض الغشي لَكِن يخرج فِي الأولى بتوسط وَفِي الثَّانِيَة إِن رَأَيْت أَنه يحْتَاج إِلَى زِيَادَة وَلم تَرَ الْحمى انحطت وَلَا حدث برد الْبدن والعرق بعده وانطلاق الْبَطن أخرجت أَيْضا فَإِنَّهُ لَا يضر وَهُوَ أسلم وَالْوُقُوف على مِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ دفْعَة أَمر عسر. قَالَ ج: الحميات الكائنة عَن السدد لِأَن الْقُوَّة فِيهَا على الْأَكْثَر قَوِيَّة والاستفراغ الْكثير فِيهَا مَأْمُون الْعَاقِبَة بعيدَة عَن الْخطر فَأَما حَيْثُ تكون الأخلاط قد فَسدتْ وامتنعت العفونة فَإِن استفراغ

جوامع العلل والأعراض

لى: لِأَن هَذِه تحْتَاج إِلَى أَن تنضج فِي زمَان طَوِيل وَيَنْبَغِي أَن تكون قوته بَاقِيَة ثمَّ قَالَ جالينوس بعد ذَلِك: أَنه مَتى كَانَت الْقُوَّة غير قَوِيَّة فَأخْرج الدَّم فِي مَرَّات وَمَتى كَانَت قَوِيَّة فَلَا تتَوَقَّف عَن إِخْرَاج مَا تحْتَاج إِلَى إِخْرَاجه. 3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض) الدَّم يعرض مِنْهُ حمى لَا إِذا حمى فَقَط بل وَإِذا عفن وكلتاهما مطبقة اسْتَعِنْ بالرابعة من تَدْبِير الأصحاء أَو بِبَاب الإعياء الورمي مِمَّا أخرجناه نَحْو ذكر الإعياء الورمي. الْحَادِيَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء: إِذا كَانَت حمى مطبقة من عفن والهواء شَدِيد الْبرد وَالْمَرِيض لَا ينْتَفع بِهِ بل يَحْتَرِق جدا وَلَا يبلغ الْهَوَاء أَن يُطْفِئ عَنهُ فَلْيقل طمعك فِيهِ فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك لم تتبين عَلَامَات النضج وَالْقُوَّة ضَعِيفَة فَهُوَ ميت ضَرُورَة. 3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ) 3 - (الغشي الْحَادِث من كَثْرَة استفراغ الْبدن) فِي الْحمى الكائنة من كَثْرَة الدَّم الملتهب إِذا كَانَت الْقُوَّة الحيوانية قُوَّة نَافِع جدا بتبريده للبدن وإطفائه الْحمى من سَاعَته. قَالَ: وَيَنْبَغِي بعد أَن تبرد الْبدن وتطفئ حرارة الْحمى بعد الغشي أَن تغذوه بأغذية رطبَة بعد سُكُون الغشي مثل مَاء كشك الشّعير لِأَن جَمِيع التَّدْبِير المرطب يُوَافق المحمومين وَإِن احتجت أَن تصب على رَأسه دهناً استعملته بِلَا فصل قبل تنَاول الْغذَاء. الْمقَالة الأولى من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: مَتى لم يكن مَعَ الْحمى حَال يَضرهَا شرب المَاء الْبَارِد فاسقه لِأَنَّهُ يعظم نَفعه لَهُ وَيشْرب مِنْهُ دفْعَة مَا أمكن أَن تمده بِلَا أَن يقطع نَفسه ويشربه حَتَّى يحضرهُ. فَأَما السكنجبين الْمبرد فَإِنَّهُ يصلح أَيْضا وَلَو كَانَ هُنَاكَ ورم فِي الْبَطن لِأَنَّهُ لَا يسقى مِنْهُ شَيْء كثير جدا يسخن فِي الْمعدة قبل أَن يبلغ الْموضع الوارم فَإِن هُوَ بلغ الْموضع وَهُوَ بَارِد فحاله خلاف حَال المَاء لِأَنَّهُ يقطع ويلطف وَلَا يجمع ويكثف كَفعل المَاء. الأولى من الْفُصُول: عد المحرقة واللثقة والطريطاوس فِي الحميات اللَّازِمَة. قَالَ: كَانَ رجل من الفلاسفة وَقع فِي حمى يحْتَاج فِيهَا إِلَى شرب المَاء الْبَارِد فَامْتنعَ مِنْهُ وَزعم أَنه يعلم أَنه إِن شربه عرض لَهُ التشنج لِأَنَّهُ قد كَانَ رأى رجلا حَاله كحاله فِي المزاج والسحنة شربه فتشنج مِنْهُ وَكَانَ هَذَا الرجل غير مُعْتَاد لشرب المَاء وَكَانَ منهوك الْبدن وفم معدته ضَعِيفا حَتَّى أَنه إِن كَانَ حمل عَلَيْهَا فضلا قَلِيلا أَصَابَهُ لوقته فوَاق. قَالَ جالينوس: وَقد أصَاب هَذَا الرجل فِي امْتِنَاعه من المَاء الْبَارِد وبرأ وَلَكِن وَإِن كَانَ هَذَا لم يحْتَمل شرب المَاء الْبَارِد لحَال عَادَته وطبيعته فَأَنا اسقي مَرِيضا آخر مَاء بَارِدًا فِي الْغَايَة على) الثِّقَة والاتكال مَتى كَانَت حماه محرقة خَالِصَة وَلم يكن فِي أحشائه شَيْء من ورم. لى: أَكثر مَا يَنْبَغِي أَن يتوقى فِي الأورام عِنْد سقِِي المَاء الْبَارِد ورم فَم الْمعدة أَو الْمعدة نَفسهَا أَو الكبد ثمَّ فِي غير هَذِه.

قَالَ: وَكنت أَسْقِي إنْسَانا آخر مَاء بَارِد وَأَنا لست فِي غَايَة الثِّقَة بتخلصه إِلَّا أنني كنت أعلم أَنه إِن لم يشرب مَاء بَارِد مَاتَ لَا محَالة وَإِن شرب رَجَوْت لَهُ رَجَاء كثيرا أَن يسلم وَبِاللَّهِ مَا مَاتَ أحد مِمَّن رَجَوْت لَهُ السَّلامَة من هَؤُلَاءِ بل سلمُوا جَمِيعًا. لى: هَؤُلَاءِ هم الَّذين بهم حمى محرقة خَالِصَة وَفِي أحشائهم ورم صَغِير وَضعف إِن لم تكن لَهُم فِي صحتهم عَادَة بِشرب المَاء الْبَارِد. الثَّالِثَة من ابيذيميا قَالَ: الحميات الَّتِي لَا يكون فِيهَا اخْتِلَاف النّوبَة وَالْبرد بَين ظَاهر لَكِنَّهَا بِحَالِهَا إِلَى وَقت البحران أَو تزيد أَو تنقص فَهِيَ المطبقة على الْحَقِيقَة وَالَّتِي لَا تقلع حَتَّى ينقى الْبدن مِنْهَا وَلها مَعَ ذَلِك ابْتِدَاء نَوَائِب محسوسة وانحطاطات فَهِيَ المفترة وَهِي المتوسطة بَين تينك فَيُقَال بِالْقِيَاسِ إِلَى المطبقة مفترة وبالقياس إِلَى النائبة أَنَّهَا دائمة. وَشطر الغب من القدماء من يعدها فِي المفترة وَمِنْهُم من يعدها فِي المطبقة والبلغمية. وَالَّتِي تنوب كل يَوْم أَكثر الحميات النائبة دُخُولا فِي النائبة لِأَنَّهُ ينقى الْبدن مِنْهَا. وَالرّبع أَكثر الحميات دُخُولا فِي نقاء الْبدن مِنْهَا وَلَا تكَاد تَجِد مِنْهَا وَلَا تكَاد تَجِد ربعا لَازِمَة لَا ينقى الْبدن مِنْهَا إِلَّا بأدوار وَالْغِب متوسطة بَين هَاتين. قَالَ ج: قد قَالَ أبقراط: إِن شطر الغب حادة قتالة وَقد قَالَ: الحميات الَّتِي تقلع سليمَة فَكيف يجوز لقَائِل متتبع لبقراط أَن يَقُول إِن هَذِه الْمُفَارقَة وَشطر الغب فِي كَلَام جالينوس وَاحِدَة وَهِي الَّتِي تكون فِيهَا كزاز واقشعرار. الْيَهُودِيّ: سونوخس بدن صَاحبهَا منتفخ أَحْمَر ممتلئ العوق ونبضه كنبض من استحم وتحمر أَعينهم وتصدع رؤوسهم ويعتريهم سبات ويثقل عَلَيْهِم الْكَلَام. لى: إِذا فاتك الفصد فِي هَذِه الْحمى فَاسق حماض الأترج والحصرم وَتَمْرًا هندياً فَإِنَّهَا بعفن الدَّم قَالَ: إِذا كَانَت الْحمى دائمة كَانَ مَعهَا مَعَ ذَلِك أَعْرَاض المحرقة من شدَّة الْحَرَارَة واللهيب فَهَذِهِ هِيَ الْمُسَمَّاة شُعْبَة برسام وَهُوَ الْمَرَض الحاد فَانْظُر إِلَى الْقُوَّة والأعراض وَأَيَّام البحران والعلامات الجيدة والردية وعلامات الْمَوْت.) قَالَ الْيَهُودِيّ فِي 3 (الحميات الحادة) عَلَيْك بِمَاء حماض الأترج لم يكن بِهِ سعال فَإِنَّهُ يَنُوب عَن العلاج الْقوي ويطفئ وَيبْطل أصل العفونة. الطَّبَرِيّ: من

فَإِذا ضربت بِيَدِك على بَطْنه سَمِعت كصوت الطبل وَإِن لَان بَطْنه وَلم تذْهب النفخة وَظهر بِهِ ورشكين فَلَا تعالجه واهرب من علاجه وَإِن كَانَت هَذِه الْحمى من ورم الأحشاء فاقصد ذَلِك الورم. اهرن قَالَ: الحميات المطبقة الَّتِي تشتد مِنْهَا من حِين تَأْخُذ دَائِما هِيَ حمى سوء لَا محَالة محرقة وَالَّتِي تنتقص من حِين تَأْخُذ دَائِما هِيَ حمى سوء لَا محَالة محرقة وَالَّتِي تنتفض من حِين تَأْخُذ دَائِما سليمَة لِأَن هَذِه تدل على أَن التَّحَلُّل والنضج أَكثر من العفن وَبِالْعَكْسِ وَالَّتِي تبقى بِحَالَة وَاحِدَة متوسطة بَين ذَلِك وَهَذِه أَعنِي حمى الدَّم تعرض على الْأَكْثَر لأبناء أَربع سِنِين إِلَى عشر وللذين يكثرون الأغذية والأشربة وَالْبَوْل أَحْمَر غليظ والنبض لَيْسَ بالحاد كَمَا فِي الصَّفْرَاء وَلَيْسَ مَعَ هَذِه الْحمى من الكرب والحدة والتلهب مَا فِي الغب. قَالَ: والحمى الكائنة من سخونة الدَّم دَاخِلَة فِي حمى يَوْم مَا لم تعفن وَلَا تعفن أَن تدوركت بالفصد وَسَقَى المَاء الْبَارِد بعد انهضامها. لى: أَوْمَأ إِلَى أَن المَاء الْبَارِد إِنَّمَا يسْتَعْمل فِي هَذِه الحميات بعد الهضم وَيحْتَاج أَن يستقصي فِي) ذَلِك. علاج سونوخس قَالَ: علاجها قريب من علاج الغب ويفصد فِيهَا الْعُرُوق وَيخرج دم كثير ويسقى صَاحبهَا بعد ظُهُور النضج فِي المَاء من المَاء الْبَارِد أَكثر مِمَّا يسقى فِي الغب وَلَا تسقه قبل النضج لِأَن سقِِي المَاء الْبَارِد قبل النضج يُطِيل مُدَّة النضج ويعسر حل السدة الَّتِي فِي المجاري والمسام فَيكون العفن بذلك أقوى لِأَن العفن لَا يضعف إِلَّا بالتنفش وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن تعنى بتفتيح المسام والمجاري لتنفش العفونة وَيظْهر الهضم وَلذَلِك يسقى الْأَشْيَاء الملطفة الجلاءة إِذْ هِيَ لَطِيفَة لَا تورث سدداً كَمَاء كشك الشّعير وَمَاء القرع وَمَاء الْعَسَل وَمَاء الإجاص وَمَاء الرُّمَّان وَإِذا ولت هَذِه الْحمى وَبقيت مِنْهَا بَقِيَّة أخرجت بالأفسنتين والرازيانج وَمَاء الْعَسَل للْوَاحِد سَبْعَة بِقدر مَا يغذو ويلطف مَعَ ذَلِك وَيفتح السدد وَيَنْبَغِي إِن يسقى مَاء الْعَسَل من يجد فِي معدته حموضة وَلَا يسقى مَاء الشّعير. وَبِالْعَكْسِ من كَانَ حَار المزاج فِي الصِّحَّة يتجشأ جشاء دخانياً فاسقه مَاء الشّعير وَلَا تسق مَاء الْعَسَل وَلَا مَاء الشّعير فِي أَيَّام البحارين فَيكون البحران أسْرع وَيكون التَّدْبِير فِي غلظه ولطافته بِقدر قرب الْمُنْتَهى وَبعده. لى: انْظُر فِي أَمر المَاء الْبَارِد وَمَا الْحَاجة إِلَيْهِ بعد النضج وَمَا الْخَوْف مِنْهُ قبله وَهُوَ لَيْسَ بغليظ وَلَا مولد للسدد فَإِنَّهُ يتَبَيَّن فِيهِ مَا ذكرنَا إِلَّا لَا يخْشَى مِنْهُ إِلَّا تضيق المجاري بالبرد فَقَط. وَيَنْبَغِي أَن تنظر هَل سقيه أَشد ضَرَرا أم يكون من تَركه من شدَّة الالتهاب ويستقصي ذَلِك إِن شَاءَ الله. أَبُو هِلَال الْحِمصِي قَالَ: حميات الدَّم خطرة جدا لِأَن العفن فِي خلط يضر وَيحْتَاج إِلَيْهِ ويضعف بنقصانه وفساده. الْإِسْكَنْدَر قَالَ: الَّذِي يحْتَاج من المحمودين إِلَى الفصد من بَوْله غليظ أَحْمَر أَو أسود أَو دموي كريه الرّيح وعينه حَمْرَاء وعروقه دارة وتدبيره فِيمَا تقدم مولد للدم. قَالَ: وَمَتى لم يكن الفصد فَاسْتعْمل التطفئة وَإِذا لم يكن ورم الكبد وَلَا فِي الْحجاب والأمعاء فاسقه المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يطفئه ويطفئ الْحمى مَعَه. قَالَ: وَمن الحميات الدائمة حمى شَدِيدَة الالتهاب وَمَعَهَا عَطش شَدِيد ويبس اللِّسَان وسواده وَمِنْهَا فاترة لَا عَطش فِيهَا وَلَا سَواد لِسَان وَهَذِه تكون من عفن البلغم المالح وَهِي ردية.) وتحتاج إِلَى التَّدْبِير المعتدل فِي الْحر وَالْبرد. مَجْهُول قرصة للحمى الدموية: يُؤْخَذ طباشير وصندل وَورد وعصارة السماق وعصارة عِنَب الثَّعْلَب مجففة وعصارة الخس وَورد وَلبن الخس أَجود يتَّخذ أقراصاً ويسقى بِرَبّ الحماض.

علامات سونوخس

(سونوخس) 3 - (عَلَامَات سونوخس) حمرَة الْوَجْه وَالْعين وانتفاخهما ورطوبة الْجلد وسخونته وضربان الرَّأْس وَثقله وامتلاء النبض وَالْبَوْل الأرجواني. قَالَ: 3 - (علاجها) بالفصد والتبريد وخل خمر ودهن الْورْد على الرَّأْس إِن سهر والشبت الْمبرد فِي الْأَحَايِين بِالْمَاءِ وَنَحْو ذَلِك من التبيريد بِمَاء الشّعير وَنَحْوه. قَالَ فَإِن أَصَابَهُ فِي هَذِه الْحمى سبات وانتبه بِكَثْرَة تقلبه على الْفراش وانتفخ بَطْنه

العلامات التي تظهر مع الدموية

شَمْعُون قَالَ: إِذا فصدته فضع على رَأسه خل خمر وَمَاء ورد ودهن وضمد بَطْنه بأضمدة بَارِدَة. من الاختصارات قَالَ: 3 - (العلامات الَّتِي تظهر مَعَ الدموية) ورم الحنك واللوزتين وسيلان الدُّمُوع وَثقل الرَّأْس وَحُمرَة الْوَجْه وخاصة فِي الوجنتين وَظُهُور قَالَ: وَإِذا عَالَجت بِمَا يَنْبَغِي من فصد وإسهال فاسقه المطفئة مثل التَّمْر الْهِنْدِيّ وَنَحْوه واسقه الْأَشْيَاء المزة فَإِن الْأَشْيَاء المزة تُطْفِئ لَهب الدَّم بقمعها الصَّفْرَاء جدا. ً الْمقَالة الأولى من مسَائِل ابيذيميا قَالَ: وَكَانَت الْحَرَارَة دائمة لِأَنَّهُ لم يكن يتَحَلَّل من الْبدن شَيْء أَو قَلما كَانَ يتَحَلَّل. لى: على مَا رَأَيْت بالتجربة: الْحمى من عفونة الدَّم وكثرته قد تنْتَقل إِلَى سرسام وليثرغس فَإِن رَأَيْت عَلَامَات الجدري فإليه تنْتَقل وَإِن رَأَيْت ثقلاً ووجعاً فِي الرَّأْس والرقبة ودام أَيَّامًا فستنتقل إِلَى السرسام الَّذِي تسميه الْعَامَّة برساماً. من الْمقَالة الثَّانِيَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ: يدل على حَرَكَة المرار إِلَى فَوق انعقال الْبَطن. لى: رَأَيْت ذَلِك صَحِيحا لِأَنَّهُ مَتى انعقلت الطبيعة مَعَ هَذِه العلامات حدث سرسام لَا محَالة وَبلغ من انعقاله أَنه يسخن بالأدوية فَلَا تسهل الطبيعة الْبَتَّةَ وَلَا أعرف دَوَاء أبلغ فِي الْمَنْع من السرسام من إسهال المرار بِقُوَّة فَإِن فِي ذَلِك مَنعه من الصعُود إِلَى الرَّأْس وجذبه إِلَى أَسْفَل. لى: يحول هَذَا إِلَى تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة. 3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض) قَالَ: فِي الحميات المطبقة لِأَن الْمَادَّة محصورة فِي جَوف الْعُرُوق فَيَنْبَغِي أَن تفصد ليقل وَينْقص العفن وليخف على الطبيعة جلّ مَا يثقلها ويخف عَلَيْهَا أَيْضا إنضاج مَا بَقِي وإحالته إِلَى الْجَوْدَة وَالْمَنْفَعَة قَالَ: وَلَا تسقه إِذا كَانَت معدته أَو كبده ضَعِيفَة مَاء بَارِد جدا وَلَو كَانَت حماه محرقة جدا لِأَنَّهُ يخَاف أَن يبرد مزاجها أَيْضا فَيفْسد الهضم وَتسقط الْقُوَّة وتمتنعان من فعلهمَا لِأَن جَوْهَر القوى إِنَّمَا هُوَ الْحَرَارَة. لى: رَأَيْت أَنه يَنْبَغِي أَن يقدم عَلَيْهِ إِذا كَانَ الْخطر عَظِيما فَإِن ذَلِك يُمكن أَن يتلاحق من كَانَت بِهِ حمى من عفونة دم بِمَاء بَارِد. قَالَ: وَزعم ج: إِن علاج حميات الدَّم شَيْئَانِ: الفصد وَالْمَاء الْبَارِد. وَقَالَ ابْن ماسويه: حميات الدَّم أقل الحميات وأسرعها فِي ذَلِك وعلامتها حمرَة الْوَجْه وَأَن تكون العينان ناتئتين حمراوين ظاهرتي الْعُرُوق والصدغ منتفخ وَالْبدن أَحْمَر ممتلئ واللمس حَار رطب شَبيه ببدن من استحم والنبض عَظِيم لين وَالْبَوْل أرجواني وَمن خَاصَّة هَذِه الْحمى أَن يُصِيب من تَأْخُذهُ الربو لِأَن الدَّم يرق فتمتلئ الْعُرُوق وَالْعُرُوق

حول الْقلب كَثِيرَة فتسخن بِكَثْرَة سخونة الدَّم وتضيق بامتلائها فَتحدث تتَابع النَّفس وَهَذَا هُوَ الربو وَلذَلِك تسمى الربوة. قَالَ ابْن ماسويه: لَا يَنْبَغِي أَن يخرج الدَّم فِي هَذِه الْحمى فِي الصعُود والانتهاء لِأَن خلقا مَاتُوا لذَلِك وَذَلِكَ أَن الْقُوَّة تكون حِينَئِذٍ ضَعِيفَة وَلَا فِي الِابْتِدَاء فضلا عَمَّا سواهُ إِذا كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة. قَالَ: وَإِذا لم يكن فِي هَذِه الْحمى فصد فَاسق المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يُطْفِئ لهيبها الْبَتَّةَ بعد أَن لَا يكون فِي شَيْء من الأحشاء ورم وَلَا فِي عُضْو شرِيف بَارِد المزاج من آلَات الْغذَاء فَإِن كَانَت الْعَادة قد جرت بِهِ فافعله بعد أَن تسهله قَلِيلا قَلِيلا بِمَاء الْفَوَاكِه. قَالَ: وَبعد ذَلِك شَيْء كتبناه فِي الْأَمْرَاض الحادة. 3 (الحميات المذيبة للبدن) الْمقَالة الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: مَتى كَانَت الْحمى من الحميات المذيبة للبدن وَهِي الَّتِي يظْهر فِيهَا الْبَوْل الدهني وَالْبرَاز الزُّبْدِيُّ فَإِن ظهر دَلِيل وَاحِد وَلَو خسيساً من دَلَائِل النضج فاسقه المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يعظم نَفعه إِن شَاءَ الله. الثَّانِيَة من كتاب الأخلاط فِي صب الدّهن على رَأس المحموم قَالَ: الْحمى المحرقة الَّتِي تحْتَاج فِيهَا إِلَى فصد إِلَى أَن يحدث الغشي افصده واغذه بِسُرْعَة اغذيه بِسُرْعَة أغذية رطبَة وَلَكِن بعد سُكُون الغشي وَإِن احْتَاجَ أَن تصب على رَأسه دهناً فافعل ذَلِك على الْمَكَان قبل تنَاول لى: على مَا رَأَيْت فِي كتاب تقدمة الْمعرفَة وحيلة الْبُرْء: المطبقة ضَرْبَان يكون فِيهَا الْوَجْه وَالْبدن قد انخرطا بِسُرْعَة أَو هَذَا يكون لرقة الْخَلْط وَضعف الْقُوَّة وتخلخل الْبدن فَلَا تفصد فِيهَا وَمن شَأْنهَا أَن يتقدمها أَسبَاب بادية توجب ذَلِك وَالضَّرْب الآخر يتقدمه التَّدْبِير الامتلائي وَيكون الْوَجْه فِيهِ منتفخاً محمراً سميناً غير منخرط وَهَذِه تكون من عفن الدَّم أَو من كثرته فافصد فِيهَا أَولا فَأَما الأولى فعلاجها التغذية والتبريد والترطيب. لى: ملاك الْأَمر فِي شرب المَاء الْبَارِد على شدَّة الْقُوَّة وَأعظم ضَرَره عِنْد سُقُوط الْقُوَّة أَعنِي عِنْد ضعف الْحَرَارَة الغريزية لِأَنَّهُ إِن كَانَت الْحَرَارَة الغريزية ضَعِيفَة كالحال فِي المنهوكين فَرُبمَا أطفأها الْبَتَّةَ وَحدثت من سَاعَته قشعريرة ونافض لَا يسخن مَعَه أَو يسخن بكد ومضرته هَهُنَا أَشد مِنْهُ فِي الأورام لِأَنَّهُ فِي تِلْكَ إِنَّمَا يبطئ بالنضج وَبِالْجُمْلَةِ لَا تسق رجلا منهوكاً نَاقص الْقُوَّة مَاء بَارِد فَإِنَّهُ أردأ مَا يكون فَإِن اضطررت للهيب شَدِيد فقليلاً قَلِيلا وَقد رَأَيْت امْرَأَة كَانَت قد ضعفت وَلَيْسَ بهَا حمى شَدِيدَة جدا فساعة تشرب مَاء بَارِد شَدِيد الْبرد تقشعر مِنْهُ ثمَّ تحم بعده حمى شَدِيدَة جدا وبمقدار سرعَة سُكُون النافض تكون قُوَّة الْحَرَارَة الغريزية وَإِن صادفت مَعَ سونوخس غثياناً ولذعاً فِي فَم الْمعدة فَلَا تفصد حَتَّى تصلح حَال فَم تخمة الْمعدة لِأَنَّك لَا تأمن أَن يقوى الغثي والهيضة بعد الفصد وَإِن صادفت تخمة فَلَا تفصد حَتَّى ينزل الطَّعَام لِأَنَّهُ يحدث اخلاطانية. وَيَتْلُو هَذَا فِي الرداءة أَن يسقى من كبده ضَعِيفَة فِي حَال صِحَّته وَوَجهه دَائِما يتهبج فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ الاسْتِسْقَاء. وَمن معدته بَارِدَة أَيْضا يضرّهُ لِأَنَّهُ يبردها جدا وَلَيْسَ يُمكن استدراكه.

لى: رَأَيْت كثيرا مِمَّن يحم وَتظهر فِيهِ عَلَامَات الدَّم ثمَّ تَنْقَضِي فِي نوبَة وَاحِدَة فَلهَذَا لَا أسْرع إِلَى الفصد إِلَّا بعد أَن يَصح أَنَّهَا قد بقيت أَكثر مِمَّا يحم حمى يَوْم. وَمِمَّنْ كَانَ كَذَلِك) أَحْمد بن سادان. الثَّانِيَة من كتاب الْفُصُول: مَتى زَاد إِنْسَان فِي أكله وقلل من تَعبه ثمَّ حم حمى مَعَ حمرَة فِي لَونه وانتفاخ فِي بدنه وعروقه كَانَ حدسنا أَنَّهَا حمى امتلائية صَوَابا فَإِذا استفرغناه فقد صَحَّ حدسنا. لى: هَذَا فِيهِ بَاب من 3 (الاحتراس فِي الحميات المطبقة) الَّتِي شفاؤها استفراغ الدَّم إِلَى أَن يعرض الغشي. اغلوقن: المطبقة إِن لم يُجَاوز مُنْتَهَاهَا السَّابِع وَنَحْوه فلطف التَّدْبِير جدا وَمَا تجَاوز فغلظ تَدْبيره قَلِيلا ثمَّ لطفه نَحْو الْمُنْتَهى فَإِذا انحطت غلظه قَلِيلا ثمَّ لطف نَحْو الْمُنْتَهى وَليكن ذَلِك بتدرج وَأما إِخْرَاج الدَّم فَاسْتَعْملهُ مَتى كَانَت الْحمى عَظِيمَة وَرَأَيْت الْحمرَة فِي الْبدن أَزِيد مِمَّا كَانَت فِي الصِّحَّة وأحس فِي بدنه ثقلاً وكلالاً وعروقه دارة ممتلئة فَعِنْدَ ذَلِك فَأخْرج من الدَّم إِلَى أَن يمْنَع الْقُوَّة وَليكن تدبيرك بِمَا يرطب واغذه بِمَاء كشك الشّعير إِلَّا من كَانَ مِنْهُم يحمض فِي معدته وبماء الْعَسَل إِلَّا من كَانَ يَسْتَحِيل إِلَى الصَّفْرَاء وبنقيع الْخبز وَإِن كَانَت شَدِيدَة اللهب والاحتراق فَأول مَا ترى فِيهَا عَلامَة النضج فثق واسق الْمَادَّة الْبَارِد.

جَوَامِع اغلوقن قَالَ: لَيْسَ يكَاد يكون فِي المطبقة نافض يعْتد بِهِ وَلَا عرق فَإِن كَانَ مَعَه فِي بعض الْأَحَايِين ذَلِك فَذَلِك أَنه مركب مَعَ أُخْرَى تَدور. وَغَايَة مَا يكون فِي المطبقة تقبض وَبرد الْأَطْرَاف فِي الِابْتِدَاء قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: وَلِأَن الْخَلْط مَحْصُور فِي هَذِه الأجواف من الْعُرُوق فابدأ أَولا بالفصد ليخف عَن الطبيعة بعض الْخُف فتقدر على إِحَالَة الْبَاقِي ونضجه. لى: الفصد وَاجِب فِي ابْتِدَاء جَمِيع الحميات المطبقة وَلَا يكون لَهَا نضج إِلَّا أَنه إِذا كَانَ مزاج الكبد والمعدة حاراً بالطبع ملتهباً فَلَا تتَوَقَّف عَن سقِِي المَاء الْبَارِد إِن لم يكن ورم وَإِذا كَانَا باردين فتوق ذَلِك غَايَة التوقى لنه يكسبهما بلية عَظِيمَة يضعف أَو يبطل بِهِ فعلهمَا الْبَتَّةَ. جَوَامِع اغلوقن: الشُّرُوط الَّتِي تحْتَاج إِلَيْهَا فِي سقِِي المَاء الْبَارِد: الأول أَن يكون الْمَرَض قد نضج وَالثَّانِي أَن تكون الْعَادة فِي الصِّحَّة جرت بِهِ وَالثَّالِث أَلا يكون الْبدن ضَعِيفا قَلِيل الدَّم وَالرَّابِع أَن لَا يكون فِي عُضْو قريب من الْمعدة ورم يحْتَاج أَن ينضج وَالْخَامِس أَن لَا يكون شَيْء من هَذِه بَارِد المزاج.) أَقْرَاص رَأَيْتهَا للعبادي كَانَ يُبرئ بهَا الحميات الحارة من يَوْمهَا: ورد أَحْمَر مطحون عشرَة شمام وصندل أصفر ثَلَاثَة بزر الخس وبزر الْخِيَار وطباشير من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم الشربة مثقالان بأوقية مَاء ورد مبرد. جَوَامِع اغلوقن: الحميات المطبقة تعدم ثَلَاث خلال: نافض وعرق وإقلاع وَهَذَا الْفرق بَينهمَا وَبَين المفترة وَإِنَّمَا تكون كَذَلِك لِأَنَّهَا محصورة دَاخل الْعُرُوق وَأكْثر مَا يعرض فِيهَا برد الْأَطْرَاف وَظَاهر الْبدن فِي بعض الْأَوْقَات وَذَلِكَ يكون أَيْضا إِمَّا لِأَنَّهَا مركبة من مطبقة ودائمة أَو لِأَن فِي بعض الأحشاء ورماً فيميل الدَّم إِلَيْهِ. لى: يَنْبَغِي أَن يسقى مَاء الشّعير وَقَبله باعتين هَذَا القرص وَهُوَ قرص مركب من طباشير وَورد وبزر خس وبزر خِيَار وبزر قرع معجونة بلعاب بزر قطونا. وَكَانَ رجل يسقى كافوراً وطباشير فِي هَذِه الحميات فَكَانَ عجيباً. وَمحل الكافور من الْبدن مَحل ريح الشمَال من الْعَالم وَهُوَ يبرد ويجفف بِقُوَّة وَلذَلِك يضاد العفن جدا فاعتمد عَلَيْهِ فِي هَذِه الحميات واسق طباشير درهما ودانقا مِنْهُ كل يَوْم قبل مَاء الشّعير بِوَقْت صَالح. الْمقَالة الثَّانِيَة من كتاب البحران: أنزل أَن شَابًّا قَوِيا مرض مَرضا يَجِيء بحرانه فِي الْأَرْبَعَة الْأَيَّام الأول لَا يتَأَخَّر فامنعه من شرب مَاء الْعَسَل وكل شراب ومره يتحامى شرب المَاء مَا أمكن وَأنزل أَن بحران هَذَا الْمَرِيض يكون فِي السَّابِع فَعِنْدَ ذَلِك غلظ التَّدْبِير قَلِيلا واسقه مَاء الْعَسَل أَو نَحوه. وَأما غَيره من أشباهه مِمَّا يُوَافق طَبِيعَته وَيظْهر لَك من حالاته وبحسب سؤالك إِيَّاه عَن معدته أقوية تحْتَمل أَن تلبث طَويلا بِلَا غذَاء ويسرع إِلَيْهِ الضَّرَر عِنْد ذَلِك ويضعف بِسُرْعَة فتفقد مزاجه فَإِن من النَّاس من يتَحَلَّل بدنه سَرِيعا فَلَا يُمكنهُ أَن يلبث وقتا طَويلا بِلَا غذَاء وَإِن كَانَ قبل ذَلِك قَوِيا جلدا فَإِن علمت أَنه يعرض لَهُ فِي معدته ألم إِذا أمسك عَن الطَّعَام فأعطه مَاء الشّعير بعد أَن تسقيه كل يَوْم شَيْئا يَسِيرا بِقدر مَا لَا تَخْلُو أوعيته من الْغذَاء جدا فَإِذا جَاوز الْيَوْم السَّابِع فَلَا تغذه وَقبل السَّابِع فانقص من مِقْدَار مَا كنت تغذوه بِهِ وَإِن كنت تتَوَقَّع بحراناً فِي الثَّالِث أَو الرَّابِع فَلَا تخف من الضَّرَر الَّذِي يعرض لَهُ فِي معدته إِذا خلت وَلَا من لهيب بدنه بِسُرْعَة الاستفراغ فَإِن كَانَ الْمَرِيض مَعَ أَنه شَاب قوى مقرا بِأَنَّهُ يحْتَمل أَن يلبث وقتا طَويلا بِلَا غذَاء وَرَأَيْت بدنه لَيْسَ من الْأَبدَان الَّتِي تتحلل سَرِيعا وَلم يكن مَرضه مِمَّا يحْتَاج إِلَى سكنجبين وَمَاء الْعَسَل فامنعه من الْغذَاء إِلَى السَّابِع فَإِن توقعت البحران بعد السَّابِع إِلَى) الْحَادِي عشر فَلَيْسَ يُمكن تَركه بِلَا غذَاء فغذه بشراب وَحده أَو بِغَيْرِهِ. قَالَ: مَتى كَانَ مُنْتَهى الْمَرَض يتَأَخَّر إِلَى الرَّابِع عشر فَيجوز أَن تغذوه بصفرة بيض ويسير من فتات خبز نقي. لى: على مَا رَأَيْت فِي الْعَاشِرَة من حِيلَة الْبُرْء: إِذا كَانَت معدته يتَوَلَّد فِيهَا مرار كثير ويصدع فاخلط فِي مَاء الشّعير مَاء حب الرُّمَّان الرطب أَو الْيَابِس فَإِنَّهُ يقمع المرار ويطيل لبث مَاء الشّعير فِي معدته من غير أَن يفْسد أَو يحمض فيتغذى بِهِ أَولا فأولاً وَلَا يطفو أَيْضا فِي فمها وَلَا يكربه الْبَتَّةَ. الْمقَالة الأولى من كتاب الْأَمْرَاض الحادة قَالَ أبقراط: الْعَوام لَا تعرف فِي الْأَمْرَاض الحادة أفضل الْأَطِبَّاء من أخسهم لِأَن جَمِيعهم يصف مَاء الشّعير وَمَاء الْعَسَل

وَالْفرق بَين من يضع هَذِه الْأَشْيَاء فِي موضعهَا وَفِي حَدهَا وَبَين غَيره كثير جدا. قَالَ أبقراط: كشك الشّعير بِالصَّوَابِ اختره على جَمِيع الأغذية فِي الْأَمْرَاض الحادة وَأَنا أَحْمد من اخْتَارَهُ لِأَن فِيهِ لزوجة مَعهَا ملامسة واتصالاً وليناُ وزلقاً ورطوبة معتدلة وتسكيناً للعطش وَسُرْعَة انغسال وَلَيْسَ فِيهِ قبض وَلَا تهييج رَدِيء وَلَا ينْفخ الْبَطن لِأَنَّهُ قد انتفخ وَربا فِي الطَّبْخ غَايَة مَا يُمكن فِيهِ. قَالَ ج: هِيَ الحميات الَّتِي هِيَ أَكثر الْأَمر دائمة وَتَكون حَرَارَتهَا نارية عَن عفن الأخلاط: وكشك الشّعير قد اجْتمع فِيهِ سَائِر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي هَذِه الْعلَّة لِأَنَّهُ يبرد ويرطب وَهَذَا هُوَ مُقَابلَة الْحمى بضدها وَهُوَ سريع الانحدار وَالدَّم الْمُتَوَلد مِنْهُ بَارِد رطب فَلذَلِك يُطْفِئ حِدة الْحمى ويستفرغ الفضول وَإِن كَانَت الكبد ضيقَة المجاري لم يسدها لَكِن نقاها ويغذى ويلين الصَّدْر وَلَا يلتزق بالمرئ كالأشياء اللزجة ويجلو البلغم من الْمعدة وَلَا يغثى وَلَا يُرْخِي الْمعدة وَفِيه مَعَ مَا فِيهِ من فَضَائِل الْأَشْيَاء المرطبة أَنه برِئ من الْآفَات الَّتِي تكون فِيهَا وَلِأَنَّهُ يسكن الْعَطش ويعظم نَفعه فِي الْأَمْرَاض المحرقة المجففة للبدن فَهُوَ فِي هَذَا الْموضع أَنْفَع من مَاء الْعَسَل وَإِن احْتَاجَ العليل إِلَى انطلاق الْبَطن فَإِنَّهُ يسهل بِهِ خُرُوجه وغسله عَن الأمعاء وَلَا يحدث فِي الْبَطن لذعاً وَلَا نفخة وَلَا يشد الْبَطن وَلَا الْبَوْل بل يدره وَيفتح مجاري الْعُرُوق وَلَا يُطلق الْبَطن بلذع مهيج رَدِيء لِأَنَّهُ لَو فعل ذَلِك لَكَانَ حاداً بل يفعل ذَلِك باعتدال وجلاء حسن متوسط وَمَتى أجيد طبخه لم) ينْفخ الْبَتَّةَ. قَالَ: الْأَطْعِمَة القابضة تضيق مجاري الْغذَاء والفضول وتمنع التَّحَلُّل الْخَفي وَلَيْسَ تحْتَاج فِي الْأَمْرَاض الحادة إِلَى ذَلِك بل إِلَى الضِّدّ أَعنِي أَن تكون مجاري الفضول والتحلل الْخَفي مَفْتُوحَة. قَالَ: من أَصْحَاب الْأَمْرَاض الحادة من يحْتَاج أَن يسهل أَو يفصد أَو يسكن عَنهُ وجع بِهِ فَلَا تعطه من كشك الشّعير دون أَن تفعل بِهِ ذَلِك. وَمن بِهِ مرض حاد لَا يحْتَاج إِلَى فصد وَلَا إسهال وَلَا بِهِ عرض آخر يخَاف مِنْهُ الْأَلَم فأعطه كشك الشّعير وَأما من كَانَ يخَاف عَلَيْهِ أَنه يحْتَاج إِلَى إسهال أَو يهيج بِهِ شَيْء يؤلمه فأعطه كشك الشّعير لِأَنَّهُ سريع الانغسال وَمن لم يحْتَج إِلَى دَوَاء أَو حقنة أَو نَحْو ذَلِك فَإِن احْتَاجَ إِلَى كشك الشّعير مرَّتَيْنِ لحفظ قوته فِي الْيَوْم فأعطه فَأَنت مُصِيب فِي ذَلِك ولتكن كميته بِحَسب كمية الْبدن وَمن كَانَ مُعْتَادا أَن يَأْكُل فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ فلست بمخطئ أَن تعطيه فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ. وَمن كَانَت عَادَته أَن يَأْكُل فِي الْيَوْم مرّة ثمَّ رَأَيْته يحْتَاج أَن يَأْخُذ مرّة أُخْرَى من مَاء الشّعير فدرجه إِلَيْهِ على هَذَا الْمِثَال: أعْطه مِنْهُ بالْعَشي قَلِيلا وزد فِيهِ قليلاُ قَلِيلا حَتَّى يُسَاوِي مَا تعطيه بِالْغَدَاةِ. وَإِنَّمَا يدبر بِهَذَا التَّدْبِير من كَانَ مَرضه هادئاً سَاكِنا. لى: قد ذكرنَا كَيفَ يسقى أَصْحَاب الشوصة مَاء الشّعير فِي بَابه.

قَالَ: من كَانَ من المرضى يَأْتِي بحرانه فِي السَّابِع إِلَى التَّاسِع فأعطه مَاء الشّعير وَبعد أَن يَجِيئهُ البحران فالأجود أَلا تغلظ التَّدْبِير يَوْمَيْنِ بعده لتأمن أَن يكون ذَلِك سَببا لاخْتِلَاف النّوبَة وَليكن تحذرك بِقدر الاستفراغ الَّذِي إِن كَانَ قَلِيلا فتحذر ولطف التَّدْبِير وبالضد. وَالتَّدْبِير الْمُتَوَسّط أَن يعْطى بعد البحران بِالْغَدَاةِ مَاء الشّعير وَفِي آخر النَّهَار الْأَطْعِمَة اللطيفة الْخَفِيفَة يَوْمَيْنِ بعد قَالَ: وَهَذِه الْأَطْعِمَة: السّمك الصخري وصفرة الْبيض النيمرشت والفراخ والفراريج وَخص الديوك وَنَحْوهَا. قَالَ: فَمَتَى ابتدأت حمى العليل قريب الْعَهْد بِالطَّعَامِ وَلم ينحذر بَطْنه فَلَا تعطه كشك الشّعير قبل أَن ينحدر بَطْنه. اسْتَعِنْ بِبَاب ذَات الْجنب فَإِن فِيهِ أَمْثِلَة جياداً. قَالَ: الْغذَاء إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي الصِّحَّة وَالْمَرَض لبَقَاء الْقُوَّة الحيوانية بِحَالِهَا فَمَتَى اضطررت إِلَيْهِ فِي حفظ الْقُوَّة فقدمه لِأَنَّك إِن لم تفعل ذَلِك هلك العليل فَإِذا فعلت ذَلِك لم يضرّهُ طول الْمَرَض فَإِن أمكنك وساعدتك الْقُوَّة فَلَا تغذ العليل فَإِن الْغذَاء لَا ينْتَفع بِهِ فِي الْمَرَض إِلَّا أَن يكون غذَاء) دوائياً مثل مَاء كشك الشّعير فَمَتَى احتملت الْقُوَّة إِلَى أَن تبقى إِلَى حُدُوث البحران فَلَا تسْتَعْمل الْأَشْرِبَة فَإِن من المرضى يُمكنهُ أَن يبْقى إِلَى الْخَامِس وَالسَّابِع بِلَا غذَاء سوى السكنجبين وَمَاء الْعَسَل وَأما أَصْحَاب الْأَبدَان القوية الَّتِي لَا يتَحَلَّل مِنْهَا شَيْء وسخنة أبدانهم صلبة وعروقهم وَاسِعَة وقوتهم الحيوانية قَوِيَّة فيمكنهم أَن يبقوا إِلَى السَّابِع بِلَا غذَاء وَأما الضعيفو الْقُوَّة كالمشايخ والكثيري التَّحَلُّل كالصبيان فَلَا يُمكنهُم أَن يمسكوا عَن الْغذَاء فَلذَلِك أحمل النَّاس على الْإِمْسَاك عَن الْغذَاء الكهول ثمَّ البالغون من الشَّبَاب إِذا كَانَت أبدانهم صلبة قَوِيَّة التَّحَلُّل وَاسِعَة الْعُرُوق والهواء بَارِد وَالتَّدْبِير قبل ذَلِك غليظ. وَلَا تعط كشك الشّعير وَفِي الْبَطن أثقال محتبسة فَإِن كَانَت أثقال محتبسة وَعَهده بِالطَّعَامِ قريب فاحقنه إِن كَانَ قَوِيا أَو احمله شيافة حَتَّى تخرج الأثقال ثمَّ أعْطه بعد ذَلِك كشك الشّعير إِن احْتَاجَ إِلَى ذَلِك وَاجعَل وَقت إِعْطَاء الْغذَاء بَعيدا من النّوبَة مَا أمكن. قَالَ أبقراط: إياك أَن تغذو وَالْقَدَمَانِ باردتان لَكِن غذه وهما حارتان وَهَذَا هُوَ وَقت الانحطاط. وَاسْتعْمل أَولا مَاء الكشك فَإِنَّهُ أخف على الطبيعة وأسهل عَلَيْهَا وَأكْثر ترطيباً حَتَّى إِذا قويت وَرَأَيْت أَن تنعش الْقُوَّة فَاسْتَعْملهُ أغْلظ ثمَّ اسْتعْمل الكشك نَفسه مطبوخاً وَكَذَا دَرَجه فِي كمية مَا تُعْطِي. قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الْمَرَض أخف فأعط قبل مَاء الشّعير مَاء الْعَسَل. وَاسْتدلَّ على يبس الْمَرَض الَّذِي فِي جَمِيع الْعُرُوق بيبس اللِّسَان وقحل الْجلد. وعَلى الَّذِي فِي الكبد بيبس الثّقل وَشدَّة الْعَطش. وعَلى الَّذِي فِي الرئة بثقل النَّفس وتأخره. فَفِي هَذَا أعْط مَاء الْعَسَل قبل مَاء الشّعير ليرطب يبس الْمَرَض ويوهن عاديته.

قَالَ حنين: نَحن نعطي بِحَسب بِلَادنَا هَذِه الجلاآت فَاعْلَم أَن إِعْطَاء مَاء الشّعير أول الْأَمر خير من أَن تَحْمِي العليل من كل شَيْء حَتَّى أَنه إِذا كَانَ يَوْم الْخَامِس وَالرَّابِع وَبَان لَك أَن قوته لَا تبقى إِلَّا بغذاء أَعْطيته حِينَئِذٍ وَقد قرب بحرانه لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ تكون قد أضعفت العليل وصميته حَيْثُ لم تحتج إِلَيْهِ واضطررت أَن تغذوه حِين يضرّهُ الْغذَاء وَيطول مَرضه وَذَلِكَ كُله يُؤْتى من الْجَهْل بمنتهى الْمَرَض فَانْظُر مَتى علمت أَنه يحْتَمل أَن يبْقى حَتَّى يَأْتِي الْمُنْتَهى فاحمه الْبَتَّةَ وَمَتى علمت أَن قوته تنْحَل أَن لم تعطه شَيْئا فأعطه بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ بِحَسب الْقُوَّة وَطول الْمُنْتَهى وَأعْطِ بَعْضًا من أشربة وبعضاً من مَاء الشّعير وبعضاً من كشكة وَلَا تعط مَاء الشّعير وَلَا) الْأَشْرِبَة إِلَّا بعد أَن تكون قد علمت بِمَا احْتَاجَ إِلَيْهِ أَن احْتَاجَ حقنة أَو فَتِيلَة أَو تسكين وجع أَو نَحْو ذَلِك. قَالَ: فَالَّذِينَ يحْمُونَ العليل فِي الْأَيَّام الأول ثمَّ يعطونه الأغذية والأشربة بعد ذَلِك يعظم خطاؤهم عَلَيْهِ وخاصة الَّذين يُعْطون بعد ذَلِك الأغذية مثل الكشك نَفسه فَأَما من يعْطى مَاء الشّعير فخطاؤه أقل وَكَذَا من يعْطى الْأَشْرِبَة خطاؤه أقل إِلَّا إِنَّهُم يلحون أَن لَا يُعْطوا الأغذية أَنْفسهَا إِذا رَأَوْا الْقُوَّة قد خارت وَذَلِكَ أَنه إِنَّمَا كَانَ تدبيرهم ونظرهم فِي مُنْتَهى الْمَرَض فأسقطوا الْقُوَّة مُنْذُ أول الْأَمر لاستعمالهم خلاء الْعُرُوق فَلَمَّا علمُوا أَن الْمَرِيض لَا يحْتَمل أَن يبْقى أَقبلُوا يغذونه الْآن فينقلونه ضَرْبَة من حمية تَامَّة إِلَى اسْتِعْمَال الأغذية وَهَذَا الِانْتِقَال يضر الأصحاء جدا فضلا عَن المرضى. وَلِهَذَا براهين ذَكرنَاهَا فِي بَاب الْعَادَات وتدبير الأغذية. قَالَ: فَلَيْسَ يَنْبَغِي إِذا أَن يسْتَعْمل خلاء الْعُرُوق بِغَيْر ترك الْغذَاء كثيرا فِي غير وقته وَلَا إِعْطَاء قَالَ: وَليكن إعطاؤك الْغذَاء بِحَسب الْحَال وَالْقُوَّة والمزاج وَالْوَقْت وبحسب خصب الْبدن أَيْضا واجمع من ذَلِك كُله شَيْئا يعْمل عَلَيْهِ وَقد بَينا ذَلِك. قَالَ: فَأَما الْقُوَّة فَإِنَّهَا إِذا كَانَت ضَعِيفَة احْتَاجَت أَن تغذى قَلِيلا قَلِيلا مَرَّات كَثِيرَة وَيكون ذَلِك أوكد إِن كَانَ حَال الصِّحَّة مُعْتَادا لِأَن يتغذى مرَّتَيْنِ فِي الْيَوْم. فَأَما شدَّة الْقُوَّة فَيجوز مَعهَا أَن تثقل الْغذَاء وَأَن تَجْعَلهُ مرّة وخاصة إِن كَانَت الْعَادة جرت بِأَنَّهُ يَأْكُل مرّة فِي الْيَوْم وَكَذَا سرعَة الانحلال ورقة الأخلاط تدل على التغذية وبالضد. قَالَ: وَإِذا لم تقف بِالْحَقِيقَةِ على مِقْدَار مَا تَقْتَضِي الْقُوَّة من الْغذَاء فَكُن إِلَى النُّقْصَان أميل مَا دَامَ الْمَرَض لم ينضج وَالْمَرِيض مُحْتَمل لِأَن الزِّيَادَة يحدث مِنْهَا ضَرَر لَا تلْحقهُ وَأما النُّقْصَان فَإِن رَأَيْت الْقُوَّة قد خارت وأمكنك أَن تغذي فغذه فَإِن كثيرا من المرضى يغذون يَوْم الْحمى وَمن غَد خبْزًا منقعاً فِي شراب وَمَاء أَو يحسون بعض الأحساء مِمَّن يُمكن فيهم أَن يبقوا بِلَا غذَاء إِلَى أَن يَجِيء البحران ثمَّ يمتنعون عَن الْغذَاء بعد وَهَؤُلَاء لَو لم يُعْطوا ذَلِك لَكَانَ خيرا لَهُم وَلَكِن هَذَا التَّدْبِير على حَال وَإِن لم يكن جيدا أَجود من أَن تجيعهم أَيَّامًا وتغذيهم بِقرب الْمُنْتَهى قبل النضج وَذَلِكَ إِن هَؤُلَاءِ يموتون على الْأَكْثَر إِلَّا أَن يكون

الْمَرَض على غَايَة السَّلامَة فَأَما الْغَلَط الْكَائِن من الْغذَاء فِي الِابْتِدَاء فَإِنَّهُ أسهل خطراً. يحققه الْإِمْسَاك عَن الْغذَاء فَأَما هَهُنَا فَلَا يُمكن قَالَ: فَمن أعظم الْأَشْيَاء نفعا أَن لَا يمْنَع العليل مَاء الشّعير أَو بعض الأحساء فِي الْأَيَّام الأول من) مَرضه وَأَنت مزمع بعد أَيَّام أَن لَا تعطيه مِنْهَا وَبِالْجُمْلَةِ انْظُر مِقْدَار الْقُوَّة فِي مَرضه وَاجعَل التَّدْبِير عِنْد الْمُنْتَهى. قَالَ ابقراط: وَالَّذين يدبرهم الْأَطِبَّاء بِالْمَنْعِ من الْغذَاء فِي الْأَيَّام الأول وإعطائهم بعد فكثيراُ مَا يَجدونَ ينزل من الرَّأْس وَمن نواحي الصَّدْر أخلاط نِيَّة مرارية ويعرض لَهُم سهر يمْنَع الْمَرَض النضج ويشتد قلقهم ويتبرمون وتختلط عُقُولهمْ ويعرض لَهُم أَن يرَوا كاللمعان ويمتلئ السّمع أصواتاً وتبرد أَطْرَافهم وَتَكون أبوالهم غير نضيجة وبزاقهم رَقِيقا مالحاً يَسِيرا منصبغاً بلون خَالص ويعرض لَهُم عصر فِيمَا يَلِي الرَّقَبَة واضطراب وينجذب نفسهم إِلَى فَوق ويعظم وتلطأ أصداغهم وَرُبمَا حدث صغر نفس وَكَانَ أردأ ويطرحون ثِيَابهمْ عَن صُدُورهمْ ويرتعش أبدانهم وتختلج مِنْهُم الشّفة السُّفْلى فَكل هَذِه الْأَعْرَاض تعرض لمن دبره الْأَطِبَّاء تدبيراً ردياً مِمَّن يحمونه فِي الْأَيَّام الأول ثمَّ ينقلونه إِلَى تنَاول أَطْعِمَة بَغْتَة فِي الْيَوْم الثَّالِث أَو الرَّابِع أَو الْخَامِس أَو السَّادِس أَو قبل أَن يَنْتَهِي مَرضه. قَالَ: فَيعرض من الِامْتِنَاع من الْغذَاء أَن تنصب إِلَى نواحي الصَّدْر أخلاط مرارية ويعرض سهر والسهر يمْنَع من النضج وَأما الخور فَيعرض من الْمَنْع من الْغذَاء أَو من تنَاول الْغذَاء بعد ذَلِك بِكَثْرَة لثقل الْمعدة بِهِ وَتعرض لَهُم مرَارَة الْفَم واختلاط الْعقل من الصَّفْرَاء واللمع لارْتِفَاع البخارات وَأما برد الْأَطْرَاف فَإِنَّهُ يعرض مَتى أصَاب الْمعدة كرب بِسَبَب انصباب المرار إِلَيْهَا بِسَبَب جوع طَوِيل. قَالَ: والأطباء الَّذين يجوعون الْمَرِيض فِي الْأَيَّام الأول ثمَّ ينقلونه بعد ذَلِك بَغْتَة إِلَى الأغذية فِي وَقت يَنْبَغِي أَن يلطف تَدْبيره فَيمْنَع النضج لِأَن الْبَوْل فِي الْوَقْت الَّذِي يخف فِيهِ الْبدن إِذا لم يسق فِيهِ مَاء الشّعير أَو مَاء الْعَسَل أَو سكنجبينا يغلب عَلَيْهِ المرار كَأَنَّهُ لَا يمازجه شَيْء آخر وَلَا ينقي وَأما فِي الْوَقْت الَّذِي ينْقل فِيهِ الْمَرِيض فنقلته إِلَى اسْتِعْمَال الأغذية فَلِأَن الْمعدة تثقل فَتَصِير أَيْضا الْقُوَّة الحيوانية مُشَاركَة لفم الْمعدة فِيمَا يحل بهَا لهَذَا السَّبَب يصير البزاق رَقِيقا مالحاً يَسِيرا منصبغاً ويعرض لَهُم الْعرق نَحْو الصَّدْر ويصيبهم اضْطِرَاب وَسُوء نفس لِأَن الْمَرَض يلبث غير نضيج بِسَبَب الْأَمريْنِ جَمِيعًا: الْجُوع الطَّوِيل وَتَنَاول الأغذية فِي غير وقته وَيتبع عدم النضج الْعرق والبزاق الْمَوْصُوف هَذَا فِي ذَات الْجنب فَأَما سوء التنفس فَيعرض عِنْد تنَاول الْأَطْعِمَة والغذاء فِي غير وقته ويطرح عَنْهُم الثِّيَاب للكرب وَتعرض الرعشة لضعف الْقُوَّة واختلاج الشّفة السُّفْلى) لشدَّة ألم فَم الْمعدة وَمَتى ظَهرت هَذِه العلامات قبل ظُهُور النضج فَإِنَّهَا تدل على اخْتِلَاط عقل شَدِيد وعَلى موت فِي اكثر الْأَمر وَمَتى ظَهرت بعد ذَلِك دَلَائِل النضج فَإِنَّهَا تدل على البحران.

قَالَ: من بِهِ مرض حاد فَإِن كَانَ قد نضج مَرضه فليعط مَاء الشّعير فَإِن كَانَ لم ينضج فَلَا تعطه إِلَّا الْأَشْرِبَة إِلَّا أَن يعرض لَهُ بعض الْأَعْرَاض الدَّالَّة على سُقُوط الْقُوَّة قبل استفراغ الْبَطن المفرط أَو لذع فِي الأمعاء والمعدة وَنَحْو ذَلِك من سهر أَو غم أَو تحلل خَفِي وَبِالْجُمْلَةِ شَيْء يسْقط الْقُوَّة وَلَا سِيمَا إِذا كَانَت مَوَاضِع مَا دون الشراسيف مِنْهُ جافة يابسة مَهْزُولَة وَيَنْبَغِي أَن لَا تنسى وتغلطك أَمر الشراسيف فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ ورم فَوق يجذب الشراسيف إِلَى فَوق قريب مِنْهُ تمددها وانجذابها إِلَى فَوق وَبَين هَذَا وَبَين ذَلِك فرق وَذَلِكَ أَن هَذَا إِذا كَانَ من أجل ورم احْتَاجَ إِلَى تَدْبِير لطف وَإِذا كَانَ من أجل هزالها ونحافة الْجِسْم كُله وَكَثْرَة تحلله احْتَاجَ إِلَى تغذ بِمَاء الشّعير مرَارًا كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا. لى: الْفرق بَين هذَيْن أَلا يكون فِي الْبَطن ريح وَلَا حرارة وَلَا ورم وَلَا عَطش وَلَا التهاب وَأَن يكون جَمِيع الْبدن ضامراً ضئيلاً وتتقدم العلامات والأسباب الدَّالَّة على انحلال الْبدن فجملة تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة أَن تنظر فِي الْقُوَّة وَالْمَرَض فَمَا أمكن أَن يَنْتَهِي وَالْقُوَّة بَاقِيَة أخذت بِالْجُمْلَةِ فِي اسْتِعْمَال الحمية الصعبة وَمَا لم يُمكن أَن يبْقى أعطهم الأحساء والأغذية اللطيفة ثمَّ لطف التَّدْبِير نَحْو الْمُنْتَهى لِئَلَّا يمْنَع البحران وَمَا شَككت فِيهِ اسْتعْملت التَّوَسُّط وملت إِلَى تقليل الْغذَاء لِأَنَّهُ يمكنك أَن تلْحقهُ إِن حدث حَادث يدل على ذَلِك ويستدل مَعَ هَذَا كُله بالأسباب الملتئمة كالأمزجة وَالسّن وتخلخل الْبدن وَنَحْوه ولطف التَّدْبِير بعد البحران بيومين أَيْضا لتأمن العودة. قَالَ: وَإِذا انْتَقَلت من حمية إِلَى اغتذاء أَو من اغتذاء إِلَى حمية فبتدرج فِي ذَلِك مَا أمكنك وساعدتك الْقُوَّة فَلَا تسْتَعْمل الأغذية والأحساء قبل النضج إِلَّا عِنْد ضَرُورَة سُقُوط الْقُوَّة. 3 (مَاء الْعَسَل) مَتى كَانَ بِإِنْسَان حمى حادة وقوته ومرضه يَنْتَهِي إِلَى الْخَامِس فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ مَاء الْعَسَل وَهُوَ مُوَافق فِي هَذِه الْأَمْرَاض جدا وانتفاع أَصْحَاب هَذِه الأمزجة الحادة بِهِ أقل وَذَلِكَ أَنه يَسْتَحِيل فيهم إِلَى الصَّفْرَاء إِلَّا أَن يسْبق فَيخرج بالبراز وَالْبَوْل فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يجب أَلا يضرهم بل يَنْفَعهُمْ نفعا عَظِيما وَذَلِكَ أَنه يخرج مَعَه البرَاز وَهُوَ يبْقى فِي بطُون من بهم ورم فِي أحشائهم فَلَا يخرج مَعَه وَيزِيد فِي الورم وضرره لَهُم أعظم جدا. وَإِن أعْطى مِنْهُ أَصْحَاب الأمزجة الصفراوية وَهُوَ ممزوج حَتَّى صَار كَالْمَاءِ فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ لَا يهيج الْعَطش وَلَا يُولد المرار. قَالَ: إِن المَاء يبطئ فِي مَا دون الشراسيف زَمَانا طَويلا فَيَنْبَغِي أَن يهرب من اسْتِعْمَاله خَاصَّة فِي الْأَمْرَاض الحادة وَالْعَسَل يَسْتَحِيل إِلَى المرار واسق شراب الْعَسَل الْكثير المَاء لِأَنَّهُ يكون حِينَئِذٍ مدراً للبول ومنفذاً للْمَاء لَا الْعَسَل فيعطش. قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل مَاء الْعَسَل فِي الحميات الذوبانية وَذَلِكَ أَنه من أعظم الْأَشْيَاء لَهُم مضرَّة وَهَذِه هِيَ الحميات الَّتِي يكون فِيهَا برازه زبدياً وشيئاً مرارياً لَكِن اسْتعْمل فِي هَذِه مَاء الشّعير إِلَى أَن تظهر وَلَو عَلامَة وَاحِدَة خسيسة فِي الْبَوْل تدل على نضج فَحِينَئِذٍ فاسقه المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ

قَالَ: اسْتِعْمَال مَاء الْعَسَل فِي الْأَمْرَاض الحادة الَّتِي الْقُوَّة فِيهَا قَوِيَّة والانتهاء يَأْتِي قبل انحلالها وَلَيْسَ فِي الأحشاء ورم وَفِي ذَات الْجنب صَوَاب وَلَا يحدث عَنهُ كَبِير خطأ فَأَما مَاء الشّعير فَاسْتَعْملهُ فِي الْأَمْرَاض الَّتِي تذيب الْبدن فَقَط لِأَن فِي هَذِه لَا يحْتَمل العليل أَن يغذى بِمَاء الْعَسَل حَتَّى يَجِيء البحران وَأما فِي سَائِر الْأَمْرَاض فالأصلح أَن يدبر بِمَاء الْعَسَل فَقَط يَعْنِي بِسَائِر الْأَمْرَاض: الحميات الحادة الَّتِي يَجِيء بحرانها فِي الرَّابِع وَالْخَامِس فالقوة قَوِيَّة وَلَيْسَ فِي الطحال والكبد ورم حَار. وَإِنَّمَا يطعن من يطعن فِي مَاء الْعَسَل بِأَنَّهُ يسْقط الْقُوَّة وَهَذَا كذب لكنه لَيْسَ يزِيد فِيهَا كثير زِيَادَة لِأَنَّهُ مركب من مَاء كثير وَعسل يسير وَالْمَاء لَا يغذو الْبَتَّةَ وَلِهَذَا يسْتَعْمل حَيْثُ تكون الْقُوَّة قَوِيَّة على أَنه قد يغذو وَيُقَوِّي قَلِيلا وَذَلِكَ لَو أَن مَرِيضا كَانَ من شَأْنه أَن يَمُوت فِي الرَّابِع وَلَا يطعم شَيْئا الْبَتَّةَ اسْتعْمل مَاء الشّعير أَو مَاء الْعَسَل فقد يبْقى بِهِ إِلَى السَّادِس وَالسَّابِع إِلَى أَن يسهل مَاء الشّعير بَطْنه إسهالاً كثيرا فَإِنَّهُ تسْقط قوته وَمَا لَا يطْبخ جيدا يسهل أَكثر وَمَا أجيد طبخه يسهل أقل جدا ويغذو أَكثر. قَالَ: وَإِن شرب مَاء الْعَسَل بعد مَاء الشّعير نفخ وآذى وَقل الِانْتِفَاع بِهِ وَإِن قدم مَاء الْعَسَل أَولا) لم يضر بل رُبمَا نفع نفعا عَظِيما إِلَّا أَن مَاء الْعَسَل أسْرع اسْتِحَالَة ونفوذاً وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يقدم أَولا الأسرع اسْتِحَالَة. 3 (السكنجبين) الْقَلِيل الحموضة الْمَعْمُول من مَاء الْعَسَل وَقَلِيل من الْخلّ فيغذو وَيفْعل أَفعَال مَاء الْعَسَل وَلَا يهيج مرار وَلَا يضر الأحشاء. قَالَ: وَاحْذَرْ السحج فِي جَمِيع الْأَمْرَاض الحادة لِأَنَّهُ إِن حدث سحج لم تبرز الفضول لشدَّة الوجع وعادت إِلَى أعالي الأمعاء وهاجت بخارات فِي الرَّأْس ردية ونفخاً فِي الشراسيف. قَالَ: وَلِأَن مَعَ السحوج حِينَئِذٍ وجعاً شَدِيدا وقياماً متواتراً وَهَذَانِ يسقطان الْقُوَّة جدا والحذر مِنْهُ وَاجِب. قَالَ: وَقد يحدث السحج عَن إكثار السكنجبين وَفِيه هَذِه الْمضرَّة فَقَط. قَالَ: السكنجبين لَا يصلح لمن هُوَ فِي أمراض حادة وَإِنَّمَا يعْطى الْأَشْرِبَة فَقَط لِأَنَّهُ يسحج سَرِيعا لجلاء أمعائهم وَلَا يغذى إِلَّا يَسِيرا كَمَاء الْعَسَل وَلَا ينقص عَن تغذية مَاء الْعَسَل وَإِنَّمَا يصلح لمن يسْتَعْمل شَيْئا من كشك الشّعير وَلَا يَنْبَغِي أَن يعْطى مَعَ مَاء الشّعير لَكِن إِذا كَانَ بِالْغَدَاةِ يعْطى مَاء الشّعير بعده بساعتين فَإِنَّهُ فِي هَذِه الْمدَّة يبلغ من نَفعه مَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويسقى بالْعَشي بعد أَن يكون الحساء والكشك قد نفذا عَن الْبَطن لِأَن اجْتِمَاع مَاء الشّعير مَعَه يحدث قلقاً واضطراباً وَفَسَادًا. وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى اسْتِعْمَال السكنجبين وَهُوَ: أخلاط خل قَلِيل بِمَاء الْعَسَل مَتى كَانَ الْعَسَل يعطش العليل ويسخنه ويهيج أحشاءه. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يلقى على مَاء الْعَسَل خل يسير ويطبخ حِينَئِذٍ فَإِن ضَرَره إِذْ ذَاك يقل. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فالخل يحِيل الصَّفْرَاء إِلَى طبيعة البلغم. وَأما المَاء فَلَا يسْتَعْمل وَحده فِي الْأَمْرَاض

الحادة لَكِن يسقى مَا بَين الْأَشْرِبَة إِذا أفرط على العليل الْعَطش فَإِنَّهُ فِي هَذَا الْوَجْه ينفع وَأما وَحده فَلَا لِأَنَّهُ ينْفخ ويعطش ويميل إِلَى الصَّفْرَاء إِذا كَانَت غالبة. وَقد ذكرنَا علله فِي بَاب المَاء يَنْبَغِي أَن يعلم إِن هَذَا فِي شرب المَاء الْقَلِيل لِأَن الَّذِي يسقى لينقل المزاج ضَرْبَة وَلِأَنَّهُ لَا يغذو الْبدن الْبَتَّةَ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل السكنجبين وَمَاء الْعَسَل وَالْخمر الْأَبْيَض فِي الْأَمْرَاض الحادة وَلَا يسْتَعْمل المَاء وَحده لَكِن فِيمَا بَين الْأَشْرِبَة إِذا عرض للْمَرِيض عَطش. قَالَ: وَإِذا خفت صداعاً واختلاطاً فتجنب الْخمر غير المائي الْبَتَّةَ وامزج قَلِيل الْخمر المائي) بِكَثِير من المَاء بِمِقْدَار مَا ينفده وَلَا يكون مَاء صرفا. قَالَ ابقراط: يعْطى 3 (كشك الشّعير) من مَرضه هادئ وَمن كَانَ مَرضه أخوف وحاله أردأ فتعطيه مَاء الشّعير بعد النضج وَكَذَا الْحمام. الأولى من كتاب الفضول: التَّدْبِير الْبَالِغ فِي اللطافة رَدِيء فِي جَمِيع الْأَمْرَاض المزمنة وَالتَّدْبِير الَّذِي يبلغ الْغَايَة القصوى من اللطافة فِي جَمِيع الْأَمْرَاض الحادة رَدِيء إِذا لم يحْتَملهُ الْمَرِيض. قَالَ ج: الْمَرَض الَّذِي فِي الْغَايَة القصوى من الحدة يحْتَاج إِلَى التَّدْبِير الَّذِي فِي الْغَايَة القصوى من التَّدْبِير واللطافة الَّذِي هُوَ الْغَايَة القصوى من الطافة هُوَ ترك الطَّعَام الْبَتَّةَ والاقتصار على مَاء الْعَسَل إِلَى أَن يَجِيء البحران وَالتَّدْبِير الَّذِي لَيْسَ فِي الْغَايَة تنَاول كشك الشّعير. قَالَ: وعرضنا فِي التَّدْبِير فِي الْأَمْرَاض أَلا تنقص الْقُوَّة نُقْصَانا بَينا فادحاً ويحفظها بِحَالِهَا لَا أَكثر. قَالَ: وَإِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وَيَنْتَهِي الْمَرَض فِي الرَّابِع فامنعه الطَّعَام الْبَتَّةَ فَإِن هَذَا التَّدْبِير هُوَ الَّذِي فِي الْغَايَة من اللطافة وَإِذا كَانَت الْقُوَّة أَيْضا قَوِيَّة وَيَنْتَهِي فِي السَّابِع فاقتصر على مَاء الْعَسَل فَإِن هَذَا هُوَ التَّدْبِير اللَّطِيف إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي أقصاها فَأن لم تثق بِالْقُوَّةِ فَاسْتعْمل مَاء الشّعير فَأن هَذَا التَّدْبِير لَيْسَ فِي الْغَايَة من اللطافة. وَأما تنَاول كشك الشّعير فَلَيْسَ بلطيف على الْإِطْلَاق وَلَا هُوَ تَدْبِير غليظ أَيْضا كمن تنَاول الْبيض والسمك وَنَحْوه. فَأَما الْأَمْرَاض الَّتِي تَنْتَهِي سَرِيعا جدا فَاسْتعْمل فِيهَا التَّدْبِير اللَّطِيف جدا. قَالَ: وَأعظم الْخَطَأ يَقع على من يلطف التَّدْبِير لِأَن التَّدْبِير لَا يحْتَمل فِيهِ حُلُول الْخَطَأ وَإِن كَانَ قَلِيلا فَأَما التَّدْبِير الغليظ فَهُوَ أَكثر احْتِمَالا للغلط وأجود التَّدْبِير فِي الْأَمْرَاض الَّتِي فِي الْغَايَة القصوى من الحدة وَهِي الَّتِي تَنْتَهِي فِي الرَّابِع وَقَبله: التَّدْبِير الْبَالِغ فِي اللطافة وَهُوَ الِاقْتِصَار على مَاء الْعَسَل والقليل من مَاء الشّعير لِأَن مُنْتَهى هَذَا الْمَرَض يكون فِي هَذِه الْأَيَّام لحدتها وتلطيف الْغذَاء وَالتَّدْبِير عِنْد المنتهي أوجب وتوق تَغْلِيظ التَّدْبِير فِي المنتهي جدا لِأَن الحميات من الأورام الحارة حِينَئِذٍ فِي غَايَة الْعظم والجيد أَلا تشغل الطبيعة عَن انضاج الْعلَّة فِي ذَلِك الْوَقْت بانضاج الْغذَاء.

وَأما الْمَرَض الَّذِي يتَأَخَّر منتهاه فَلَنْ يُمكن أَن تسْتَعْمل فِيهِ تلطيف التَّدْبِير فِي الْغَايَة لِأَنَّك إِذا) فعلت ذَلِك قتلت العليل فَلهَذَا يَنْبَغِي أَن يكون اغلظ بِقدر مَا انحط من الْمَرَض من الحدة. وَأما الْمَرَض الَّذِي يتَأَخَّر منتهاه فغلظ فِيهِ التَّدْبِير فِي أول الْأَمر بِحَسب ذَلِك فَإِذا قرب المنتهي فلطف التَّدْبِير وَإِنَّمَا يُمكن أَن تسْتَعْمل تلطيف التَّدْبِير بِحَسب الْقُوَّة لِأَن الْقُوَّة إِذا لم تساعد احتجنا أَن نغذي الْمَرِيض وَلَو فِي وَقت النّوبَة فضلا عَن غَيره. قَالَ ج: الْغَرَض الَّذِي يقْصد فِي الْغذَاء أما فِي كُلية الْمَرَض فِي المنتهي وَالْقُوَّة فبحسب هذَيْن اجْعَل الْغذَاء وَأما فِي الْجُزْئِيَّة فَلَا تعط وَقت النّوبَة وَلَا بِالْقربِ مِنْهَا. وَفِي الدائمة تحر أخف الْأَوْقَات الْمقَالة الأولى من الْفُصُول قَالَ فِي خلال الْكَلَام: إِن الْعِلَل الحادة إِذا كَانَت فِي الصّبيان لم تحْتَمل من المدافعة بالغذاء مَا يحْتَملهُ غَيرهم وأحمل النَّاس للمدافعة بالغذاء الَّذين هم فِي ابْتِدَاء الشيخوخة وَأما الَّذين هم فِي غايتها فَلَا وبعدهم الكهول ثمَّ الشَّبَاب وَمن حرارته الغريزية كَثِيرَة فَهُوَ أقل احْتِمَالا لترك الْغذَاء فِي أَي شَيْء كَانَ فَيَنْبَغِي أَن يكْتَسب من هَذَا أَيْضا دَلِيل على غذَاء العليل والأغذية المرطبة توَافق جَمِيع المحمومين وخاصة الصّبيان لِأَن الْحمى مرض حاد يَابِس وَالشَّيْء الْخَارِج عَن الطَّبْع يَنْبَغِي أَن يُقَابل بالضد وَالصبيان إِلَى ذَلِك أحْوج لرطوبة أمزجتهم لِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن يكون مَا يخلف عَلَيْهِم شَبيه مَا حللته الْحمى من أبدانهم ولكثرة مَا يتَحَلَّل مِنْهُم. قَالَ: الدّلَالَة على مِقْدَار الْغذَاء وكمية مَا يعْطى مَرَّات يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ من الْقُوَّة وَحَال الْبدن ثمَّ يضم إِلَيْهِ حَال الزَّمَان وَالْعَادَة لِأَنَّهُ أَن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة والأخلاط فِي بدنه أما ردية وَإِمَّا نَاقِصَة فأغذه قَلِيلا فِي مَرَّات كَثِيرَة أما قلته فلضعف الْقُوَّة فَإِن الْقُوَّة الضعيفة لَا تحْتَمل طَعَاما كثيرا. وَأما فِي مَرَّات كَثِيرَة فَلِأَن حَال الْبدن تحْتَاج إِلَى غذَاء كثير لِأَن رداءة الأخلاط تحْتَاج إِلَى تَبْدِيل مزاجها وقلتها تحْتَاج إِلَى الزِّيَادَة فِيهَا. وَإِن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة وَلَيْسَت الأخلاط نَاقِصَة وَلَا ردية الْكَيْفِيَّة فغذه قَلِيلا ومرات قَليلَة لِأَن الْقُوَّة ضَعِيفَة وَالْبدن لَا يحْتَاج ضَرُورَة إِلَى الزِّيَادَة وَأولى الْأَشْيَاء يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل ذَلِك إِذا كَانَ الْبدن مَعَ ضعف الْقُوَّة ممتلئاً كثير الأخلاط فَإِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وَحَال الْبدن حَال نقص فأعطه طَعَاما كثيرا فِي مَرَّات كَثِيرَة لِأَن حَال بدنه حَال تحْتَاج إِلَى كَثْرَة طَعَام وقوته تفي بإنضاج ذَلِك فَإِن منعتك نَوَائِب الْحمى فِي كَثْرَة الْأَوْقَات فأعط قدر مَا يتهيأ لَك من الْأَوْقَات. وَإِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وَالْمَرَض من امتلاء فأعطه طَعَاما ومرات قَليلَة لِأَنَّهُ أَن كَانَ الشَّيْء الَّذِي ينضج قَوِيا فَإِن حَال الْبدن حَال لَا يحْتَاج إِلَى غذَاء. وَهَكَذَا) خُذ الِاسْتِدْلَال من حَال الْمَرَض وَالسّن وَالْعَادَة وَالْوَقْت وَنَحْوهَا. أما الصَّيف فَيجب بِحَسبِهِ أَن تُعْطى العليل مرَارًا كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى زِيَادَة فِي الْغذَاء لِكَثْرَة مَا يتَحَلَّل مِنْهُم فِي الصَّيف أَكثر والأصحاء فِي الشتَاء لِأَن قوتهم ضَعِيفَة. وَأما فِي الشتَاء فأعطه غذَاء كثيرا فِي مَرَّات قَليلَة أما كثيرا فَلِأَن الْقُوَّة فِيهِ تكون أقوى وَأما

مَرَّات قَليلَة فَلِأَنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَى غذَاء لقلَّة التَّحَلُّل مِنْهُ. وَأما فِي وسط الرّبيع فَلْيَكُن الْغذَاء قَلِيلا لِأَن أَكثر الْأَمْرَاض فِي هَذَا الْوَقْت تحدث عَن امتلاء لِأَن الكيموسات الجامدة تنْحَل فِيهِ. وَأما الخريف فَأن حَاله كَحال من فِي بدنه أخلاط ردية وَلِهَذَا يحْتَاج أَن يغذي غذَاء كثيرا حميدا جيد الْخَلْط كثيرا إِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وَإِن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة فأعطه مَرَّات كَثِيرَة مِقْدَار مَا يجْتَمع لَهُ مِنْهَا أَن يكون كثيراُ. وعَلى هَذَا فقس فِي سَائِر الْأَشْيَاء الملتئمة وَضم ذَلِك إِلَى العرضين الْأَوَّلين وَذَلِكَ إِن كل وَاحِد من هَذِه الْأَشْيَاء أما إِن يزِيد فِي الْقُوَّة أَو ينقص مِنْهَا أَو يزِيد فِي الكيموسات أَو ينقص مِنْهَا أَو يصيرها إِلَى حَالَة ردية. قَالَ: أثقل مَا يكون الطَّعَام على الْأَبدَان فِي الصَّيف والخريف وأخفه فِي الشتَاء وَالربيع. قَالَ ج: الرّبيع إِلَى الشتَاء فِي ذَلِك والخريف إِلَى الصَّيف فِي ثقل الطَّعَام على الْبدن بِحَسب ذَلِك قلل الْغذَاء للْمَرِيض فِي الصَّيف والخريف الَّذِي يغذي فِيهِ العليل وَإِذا كَانَ بخلط فَلَا يُمكن. لي قد يُمكن وَهُوَ أَن يغذي بعد انْقِضَاء النّوبَة بساعتين وَيتبع ذَلِك أَيْضا. من مقَالَة جالينوس فِي الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: مَا كَانَ من الْأَمْرَاض يَأْتِي منتهاه قبل أَن ينهك الْقُوَّة فَإِن ابقراط لَا يغذوه الْبَتَّةَ حَتَّى يَأْتِي المنتهي إِلَّا أَن يعرض لَهُ عَارض من الْأَعْرَاض الَّتِي تهد الْقُوَّة فيغذي فَأَما الْأَمْرَاض الَّتِي لَا يَأْتِي مُنْتَهَاهَا إِلَّا بعد مُدَّة طَوِيلَة وَيعلم إِن الْمَرِيض لَا يتَحَمَّل الْجُوع إِلَى وَقت المنتهي فَإِن ابقراط يرى أَنه أَن لم يغذ فِي هَذِه الْأَمْرَاض قبل المنتهي سَقَطت قوته وَفِي هَذِه الْأَمْرَاض يَنْبَغِي أَن يفكر الطَّبِيب مُنْذُ أول الْمَرَض أينبغي أَن يقْتَصر على مَاء الشّعير أَو مَاء الْعَسَل أَو لَا يَكْتَفِي بذلك من أجل سُقُوط الْقُوَّة لطول وَقت المنتهي حَتَّى يحْتَاج أَن يخلط فِيهِ مثل مَاء كشك الشّعير. قَالَ: فَإِن اسْتِعْمَال الْغذَاء فِي الْمَرَض الَّذِي لَا بُد من اسْتِعْمَاله قبل المنتهي فِي أول الْأَمر خير من قَالَ: وَقد يسْتَعْمل فِي هَذِه الْأَمْرَاض أَي هَذِه رَأَيْت اسْتِعْمَاله صَوَابا مُنْذُ أول الْمَرَض إِلَّا أَن يكون جَوْفه مملوءاً من الطَّعَام وَهُوَ يحْتَاج إِلَى فصد أَو إِلَى إسهال وحقنة فَإِنَّهُ إِذا كَانَ مُحْتَاجا) إِلَى بعض هَذِه فَيَنْبَغِي أَن تفعل بِهِ ذَلِك أَولا ثمَّ يغذى وَإِن كَانَ فِي جَوْفه طَعَام فانتظر هضمه على الِاسْتِقْصَاء ثمَّ اغذه. قَالَ: وَيَأْمُر بترك الْغذَاء فِي أَوْقَات النوائب وَهَذَا يَقُوله فِي الْأَمْرَاض الحادة. قَالَ: وَأنزل إِن عليلاً سيأتيه البحران لَا محَالة فِي الرَّابِع أَو الْخَامِس وَمَعَهُ من الْقُوَّة مَا

يحْتَمل أَن يبْقى بِلَا غذَاء خَمْسَة أَيَّام فَلَا تخور قوته جدا أَقُول: إِن ابقراط قَالَ: إِن لم يحدث على هَذَا الْمَرِيض حَادث يهد قوته من سهر شَدِيد أَو استطلاق بطن أَو غير ذَلِك لم تعطه مَاء الْعَسَل وَلَا سكنجبيا وَلَا مَاء الشّعير لَكِن تَدعه خاوياً إِلَى أَن يجوز مُنْتَهى مَرضه. لى: يسقى مَاء قَلِيلا قَلِيلا إِن عَطش. قَالَ: وَإِن كَانَت قوته فِيهَا بعض الضعْف فاسقه مَاء الْعَسَل. قَالَ: وَكَذَلِكَ مَتى كَانَ يتَوَقَّع لَهُ بحران فِي السَّابِع وقوته قَوِيَّة تفي بِالْبَقَاءِ وَلَا تسْقط إِلَى السَّابِع فَإِن ابقراط يرى أَنه يَكْتَفِي بِمَاء الْعَسَل. قَالَ: وَقد يسقى السكنجبين كثيرا على أَنه دَوَاء لَا لِأَنَّهُ غذَاء وَكَذَلِكَ قد يسقى مَاء الشّعير قَالَ: فبقراط كثيرا مَا يمْنَع الْمَرِيض مَاء الشّعير ويقتصر بِهِ على المَاء فَقَط إِلَى الْمُنْتَهى لِأَنَّهُ إِذا كَانَ الْمُنْتَهى يَأْتِي فِي الرابوع الأول أَو بعده بِيَوْم أَو يَوْمَيْنِ فَأَما إِذا علم أَن منتهاه لَا يَأْتِي إِلَّا فِي السَّابِع أَو التَّاسِع أَو الْحَادِي عشر أَو الرَّابِع عشر فَإِنَّهُ يغذوه بِمَاء الشّعير وَأما بكشكة فيحسيه مِنْهُ كل يَوْم إِلَى الْيَوْم الَّذِي تكون فِيهِ نوبَة الْحمى أَو الْيَوْم الأول أَو الثَّانِي إِن كَانَ جَوْفه مملوءاً طَعَاما أَو ثقل طَعَام وَذَلِكَ أَنه مَتى كَانَ فِي جَوف العليل ثقل طَعَام فاستفرغ وَمَتى كَانَ فِي الْمعدة طَعَام فاترك حَتَّى ينحدر وَكَذَا إِن كَانَ يحْتَاج إِلَى أَن يفصد أَو يستفرغ بالإسهال فَلَا نغذه حَتَّى تسْتَعْمل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. فَأنْزل أَن العليل الَّذِي يتَوَقَّع بحرانه فِي التَّاسِع أَو فِي الْحَادِي عشر أَو الرَّابِع عشر يحْتَاج إِلَى شَيْء من هَذِه. أَقُول: أَنا نغذوه مُنْذُ أول الْأَمر بكشك الشّعير بعد أَن نَنْظُر فِي قوته فَإِن كَانَت قَوِيَّة اقتصرنا بِهِ على مَائه وَإِلَّا أعطيناه ثقله أَيْضا مَعَ المَاء. وَينْقص من الْغذَاء إِذا قرب الْمُنْتَهى وَلَا يغذى الْبَتَّةَ فِي يَوْم البحران إِلَّا يَوْم البحران إِلَّا أَن يرهق أَمر شَدِيد من غشي أَو سُقُوط قُوَّة وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: وأبقراط قد يمْنَع كثيرا من المرضى إِذا كَانَت قوتهم قَوِيَّة من الْغذَاء لَا إِلَى الرَّابِع وَلَكِن إِلَى السَّابِع إِذا علم أَن قواهم تفي بِأَن تبقى إِلَى أَن يَأْتِي الْمُنْتَهى وَأما أَنا فَأرى أَن تجويعه خَمْسَة أَيَّام) تجويع كثير. لى: جالينوس يرى أَن من لم يَأْته البحران إِلَى السَّابِع فَإِنَّهُ يحْتَاج أَن يغذى بِحَسب قوته وَأَن الَّذِي لَا يَنْبَغِي أَن يعْطى إِلَّا المَاء فَيَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك إِلَى الرَّابِع وَأَكْثَره إِلَى الْخَامِس. هَذَا إِن كَانَت قوته قَوِيَّة. لى: فَأنْزل أَن عليلاً يَأْتِي بحرانه فِي الرَّابِع عشر وَأَنه فِي الْيَوْم الأول فِي بَطْنه طَعَام فَيَنْبَغِي أَن لَا يعْطى شَيْئا الْبَتَّةَ حَتَّى ينزل مَا فِي بَطْنه مَعَ ذَلِك مُحْتَاجا إِلَى فصد أَو حقنة أَو تسكين وجع شَدِيد فَإِنَّهُ لَا يعْطى شَيْئا الْبَتَّةَ حَتَّى يعالج بِمَا يَنْبَغِي وَلَا يعْطى أَيْضا فِي أَيَّام نوبَة الْحمى إِن كَانَت عَظِيمَة شَيْئا وَيُعْطى فِي سَائِر الْأَيَّام كل يَوْم سكرجة مَاء الشّعير

إِن كَانَت قَوِيَّة إِلَّا أَن يعلم أَنه إِن كَانَ يعْطى كشك الشّعير فَإِنَّهُ على حَال فِي تَدْبِير لطيف لَا يبلغ جملَة مَا ينَال فِي مَرضه كُله إِلَى أَن يَأْتِيهِ البحران مَا يُعْطِيهِ الْأَطِبَّاء الْآن فِي يَوْم وَاحِد وَذَلِكَ أَنا نجدهم كثيرا مَا يحسون العليل قدحاً ملأى من مَاء الشّعير ثمَّ الأحساء الْمُخْتَلفَة المتخذة من الْحِنْطَة وَنَحْوهَا ثمَّ خصى الديوك وأجنحتها والشفانين وفراخ الْحمام وَشَيْء من سمك. قَالَ: فجملة مَا يُعْطِيهِ ابقراط فِي الْأَمْرَاض الحادة لَا يبلغ مَا يعطونه هَؤُلَاءِ فِي يَوْم وَاحِد فَإِن الَّذِي يُعْطِيهِ ابقراط الكشك كل يَوْم ثمَّ تذْهب لَهُ أَيَّام لَا يُعْطِيهِ مِنْهَا الْأَيَّام الأول وَإِن كَانَ فِي جَوْفه طَعَام أَو يحْتَاج إِلَى علاج وَمِنْهَا أَيَّام النوائب وَمِنْهَا الْأَيَّام الَّتِي تقرب من الْمُنْتَهى فَإِن ابقراط قد قَالَ: من كَانَ مُنْتَهى مَرضه مُتَقَدما فدبره باللطيف بدءاً وَمن مُنْتَهى مَرضه يتَأَخَّر فغلظ تَدْبيره مُنْذُ أول الْأَمر لتبقى قوته فَإِذا حضر الْمُنْتَهى أَو قبله بِقَلِيل فلطف تَدْبيره فأبقراط ينقص مَا يعْطى من مَاء كشك الشّعير مَتى قرب الْمُنْتَهى فَإِذا كَانَ الْمُنْتَهى وَنَحْوه يمْنَع مِنْهُ الْبَتَّةَ. قَالَ: وَإِذا انحط الْمَرَض أعْط كشك الشّعير فَإِنَّهُ صَوَاب وَإِن كَانَ العليل قبل ذَلِك لَا يسقى وَلَا مَاء الشّعير. قَالَ: وأبقراط يرى أَن أعظم الْأَشْيَاء خطأ مَعَ منع الْمَرِيض من الْغذَاء فِي أول مَرضه ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة ثمَّ غذاه بعد وَقد قرب من الْمُنْتَهى لِأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَن يمْنَع من الْغذَاء من كَانَت قوته لَا تفي بِالْبَقَاءِ إِلَى الْمُنْتَهى وَمن تفي فَيَنْبَغِي أَن يمْنَع مِنْهُ إِلَى أَن ينضج مَرضه فِي الرَّابِع كَانَ أَو فِي الْخَامِس أَو السَّابِع فَهَذَا رأى أبقراط. لى: لَا يمْنَع مَاء الْعَسَل وَالْمَاء وَنَحْوه وَرُبمَا منع من مَاء الشّعير على حسب الْقُوَّة.) قَالَ وأبقراط قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يحذر قبل الْمُنْتَهى جَمِيع الأغذية خلا الكشك من الشّعير ويطرح كشك الشّعير أَيْضا عِنْد الْمُنْتَهى. قَالَ: فجملة رأى أبقراط إِمَّا أَن يغذوه إِلَى أَن ينضج مَرضه أَو يغذوه من أول الْأَمر. وَأعظم الْخَطَأ عِنْده أَن يمْنَع العليل الْغذَاء فِي الْأَيَّام الأول حَتَّى إِذا قرب الْمُنْتَهى وقوته قد سَقَطت غذوه مِثَال: مَتى كَانَ الْمَرَض تَأتي نهايته فِي الْخَامِس فَمنع العليل من الْغذَاء إِلَى الثَّالِث ثمَّ غذى فِي الرَّابِع عظم ضَرَره. قَالَ: وَالَّذِي يُرِيد أبقراط فِي هَذَا الْمَرَض أَنه إِذا كَانَ الْمَرِيض قَوِيا فَلَا تغذه الْبَتَّةَ حَتَّى يَنْتَهِي مَرضه وَإِن لم يكن اغتذى فِي الْيَوْم الأول وَالثَّانِي وَالثَّالِث بِمَاء الشّعير وقلل مِنْهُ فِي الرَّابِع وَأمْسك فِي الْخَامِس الْبَتَّةَ. الْيَهُودِيّ: الْأَمْرَاض الحادة هِيَ الْحمى الدائمة الَّتِي أعراضها أَعْرَاض الصَّفْرَاء الصعبة من شدَّة التلهب والحرارة والعطش وَسَوَاد اللِّسَان. وتدبيره هَؤُلَاءِ: الْجُلُوس فِي بَيت مُقَابل الشمَال

الأعراض المقوية للسرسام

وتنصب اجاجين المَاء وَالْخضر والرياحين المبردة ويلبس قَمِيصًا مصبوغاً بصندل وكافور وَمَاء ورد وَيجْعَل على معدته وجنبيه صندل وكافور وَمَاء ورد ويسقى غدْوَة مَاء الشّعير وَنصف النَّهَار مَاء القرع وبالعشي لعاب بزر قطونا وَإِن كَانَ صداع وسهر فانطل واسعط بدهن النيلوفر وَليكن سَائِر التَّدْبِير بِحَسب ذَلِك وتفقد علاماته الجيدة والردية والهضم فِي الْبَوْل. الطَّبَرِيّ: ابتدئ فِي أول الْأَمر فِي الْأَمْرَاض الحادة بِإِخْرَاج الفضول لِأَنَّهُ إِن مَضَت أَيَّام لم يُمكن ذَلِك لضَعْفه ويفرش فِي الْبَيْت رياحين وأجاجين مَاء مبردة مَا أمكن. لى: اجْتمعت الْكتب الحديثة أَن الْمَرَض الحاد هُوَ الغب الْمُسَمَّاة المحرقة إِذا بَقِي الْخَلْط خَالِصا وَقد ذكر صدر من علاجه فِي بَاب الغب فاقرأه من هُنَاكَ وَكَذَلِكَ فِي الحميات المطبقة. اهرن: أَنا لَا نسقي مَاء الشّعير فِي الْأَمْرَاض الحادة من يحمض مَاء الشّعير فِي معدته. لى: رَأَيْت بالتجربة أَكثر هَذِه الْعِلَل الَّتِي تسميها الْعَامَّة برساما ويسميها الْأَطِبَّاء سرساما تبتدئ بثقل الرَّأْس ووجعه بِشدَّة وكسل وفتور وتمط يَتلون فِي الْبدن كُله وَحُمرَة فِي الْوَجْه والعنق وَحمى لينَة وَيبقى كَذَلِك يَوْمَيْنِ وَثَلَاثَة وَإِلَى خَمْسَة وَإِلَى سَبْعَة ثمَّ من ذَلِك يخْتَلط الْعقل وَيرى كَالسَّكْرَانِ ويسود لِسَانه وَلَا يطْلب مَأْكُولا وَلَا مشروبا مُدَّة مَا يقدر سرعَة دُخُوله فِيهِ وبطؤه) وبقدر حِدة حماه وغلبتها. وَرَأَيْت أَجود مَا يمْنَع بِهِ هَذَا: إسهال الصَّفْرَاء بِقُوَّة. وَاعْلَم أَن الطبيعة يعسر انحلالها فِي هَذَا الْوَقْت أَكثر لِأَن حَرَكَة المرار فِيهِ إِلَى الرَّأْس فَيجب أَن يسقى فِيهِ خيارشنبر بِاللَّيْلِ وَيتبع سحرًا بطبيخ اهليلج وَلَا يُفَارق الرَّأْس خل خمر ودهن ورد وَمَاء ورد وَالْأنف الصندل والكافور. والفصد فِيهَا عَجِيب النَّفْع. والنطل على الرَّأْس. وَرَأَيْت أَن امتناعهم عَن المَاء مَعَ شدَّة الْحَرَارَة ويبس اللِّسَان إِنَّمَا يكون لاختلاطهم فَلهَذَا أرى أَن يوجروا كل سَاعَة مَاء بَارِد ويذكروا شربه لِئَلَّا تشتد حرافة المرار وخاصة فِي من كَانَ لِسَانه مِنْهُم أيبس وَدَلَائِل الْوَجْه عَلَيْهِ أغلب. فَإِن الصَّحِيح إِذا لم يشرب ثَلَاثَة أَيَّام حم واحتدت أخلاطه وزادت الْمقَالة الثَّانِيَة: 3 - (الْأَعْرَاض المقوية للسرسام) اخْتِلَاط الْعقل الدَّائِم والحمى اللَّازِمَة. السَّادِسَة قَالَ: ينفع فِي الْمَرَض الحاد إِذا كَانَ مَعَه ثقل فِي الرَّأْس عقر الْأنف لخرج مِنْهُ دم فَإِن كَانَ بِهِ طحال فاعقره فِي الْجَانِب الْأَيْسَر. لى: يعقر الْأنف وتفصد الْجَبْهَة أَو الصدغان السرسام بعد الفصد من الْيَد. السَّادِسَة: ينْتَفع بالرعاف الفرط من بِهِ ورم حَار فِي دماغه وَحمى محرقة. لى: السرسام الْحَار هُوَ ورم حَار فِي الدِّمَاغ وَأَكْثَره دموي وَلَا يكون للنبض وَلَا للْمَاء فِيهِ تِلْكَ الْحَرَارَة وَمَعَهُ ذُهُول وسبات أشبه ليثرغس وَالْفرق بَينهمَا شدَّة الْحمى وَسَوَاد اللِّسَان وَمَا كَانَ مِنْهُ صفراوي فَيكون فِيهِ عَبث وسهر وهذيان. وَقد يكون الذهول والسبات فِيهِ أقل. قَالَ: وَمن جَاوز الْخمسين فَلَا يكَاد يتَخَلَّص من السرسام الْحَار إِذا عرض لَهُ لِأَنَّهُ غَرِيب فِيهِ لَا يعرض إِلَّا من مَادَّة قَوِيَّة.

من الْأَمْرَاض الحادة: يمسك فِي الْفَم لعاب بزر قطونا ولعاب سفرجل وكثيراء وَرب السوس ويدلك بِخرقَة كتَّان حَتَّى يتنفط ويدلك بِهَذِهِ الألعبة أَو يمسك فِي الْفَم البقلة الحمقاء وبزرها أَو يمسك نوى الإجاص أَو قضيب من قضبان الخس أَو حب رمان حامض أَو دقاق المشمش. اغلوقن قَالَ: مِمَّا يَنْبَغِي أَن تهمل تغذية العليل لِأَن تغذيته تثبط النضج وتؤخره وتلطيفه يضر بِالْقُوَّةِ. قَالَ: وَضبط الْأَمر يعسر شأوه لِأَن الحمية بِحَسب نَفعهَا فِي سرعَة النضج يكون مبلغ إضرارها) بِالْقُوَّةِ بل رُبمَا كَانَ أَكثر. والغذاء بِحَسب زِيَادَته فِي قُوَّة الْمَرِيض يكون مبلغ تعويقه وتثبيطه للنضج. لى: أَنا أرى للطبيب إِذا كَانَ مقصر الْعلم بِهَذَا أَو كَانَ الْأَمر غامضاً أَن يغذي العليل لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي تَأَخّر النضج خطر فِي سُقُوط الْقُوَّة لِأَنَّهُ قد يُمكن مَعَ شدَّة الْقُوَّة أَن يتَأَخَّر النضج ويتحلل الْمَرَض. قَالَ: فَأَما الحميات الدائمة لى: هَذِه هِيَ الْأَمْرَاض الحادة فَمَا كَانَ مِنْهَا لَا يُجَاوز السَّابِع فلطف التَّدْبِير فِي الْغَايَة إِن كَانَت الْقُوَّة وَالسّن تحْتَمل ذَلِك وَمَا كَانَ يُجَاوز السَّابِع وَالْقُوَّة قَوِيَّة فدبره تدبيراً أغْلظ حَتَّى إِذا قرب الْمُنْتَهى لطف التَّدْبِير وَبعد ذَلِك دبره تدبيراً أغْلظ. فَأَما إِخْرَاج الدَّم فَاسْتَعْملهُ مَتى كَانَ الْمَرَض عَظِيما وَرَأَيْت الْحمى فِي الْبدن أَزِيد مِمَّا كَانَت فِي الطَّبْع وَكَانَ يحس العليل بثقل فِي بدنه وَالْعُرُوق دارة ممتلئة فاستفرغ الَّذين هم فِي هَذِه الْحَال إِلَّا أَن يعوق الْقُوَّة وَالسّن وَالزَّمَان فَأَما الأغذية المرطبة وَالتَّدْبِير المرطب فنافع لجَمِيع المحمومين. وخاصة الحميات الحادة فغذ أَصْحَاب هَذِه الْحمى بكشك الشّعير إِلَّا من كَانَ مِنْهُم يحمض ذَلِك فِي معدته وبماء الْعَسَل إِلَّا من كَانَ مِنْهُم يَسْتَحِيل فِيهِ إِلَى المرار وبالخبز المغسول أَو بالخبز المنقوع بِالْمَاءِ المصبوب عَنهُ المَاء ثَلَاث مَرَّات. لى: هَذَا هُوَ المغسول. قَالَ: وَمَتى كَانَت الْحمى شَدِيدَة الْحَرَارَة والتلهب فَأول مَا ترى فِيهِ علام النضج فاسقه المَاء الْبَارِد وَليكن ذَلِك بِحَسب الْقُوَّة وَالْوَقْت وَالْعَادَة وَالسّن فعلى هَذَا التَّدْبِير تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة الساذجة الَّتِي لَا أَعْرَاض مَعهَا فَأَما الَّتِي مَعهَا أَعْرَاض فَلْيَكُن استفراغك فِي تدبيرك بعد ذَلِك الْعرض لِأَنَّهُ لَا يُمكن الفصد لَو كَانَ الامتلاء ظَاهرا مَعَ الْحمى إِذا كَانَ هُنَاكَ عصر فِي فَم الْمعدة أَو تشنج أَو زمَان حَار أَو بَارِد كَمَا يُمكن ذَلِك لَو لم تكن هَذِه. لى: انْظُر فِي بَاب الفصد. فليغريوس: لَا شَيْء أصلح فِي الْأَمْرَاض الحادة من شراب الخشخاش وشراب الخشخاش يهيأ من خشخاش أسود. الساهر قَالَ علاج الْأَمْرَاض الحادة: إِذا كَانَ الْمَرَض الحاد من عفن استفرغت الْبدن بالفصد وحفظت الْقُوَّة ثمَّ أسهل بالفواكه والبنفسج والترنجبين والخيارشنبر واسق مَاء الشّعير أَو مَاء) الرُّمَّان والإجاص وَإِن كَانَ بهم عَطش شَدِيد واسق مَاء القرع وَمَاء الرُّمَّان يسقون مِنْهُ

أَنْصَاف النَّهَار وَعند الْعَطش وينامون بِاللَّيْلِ على لعاب بزرقطونا والرجلة أَو بِمَاء الْجلاب أَو بِمَاء الرُّمَّان وسكر طبرزد فَإِن اخْتَلَط الْعقل فضع على الهامة خرقَة قد غمست فِي مياه الْبُقُول الْبَارِدَة مثل مَاء البقلة الحمقاء وَعصى الرَّاعِي وَالْخلاف والورد ونبرد بالثلج وتغمس فِيهَا خرق وتوضع على الهامة والجبهة ويضمد أَيْضا بثقلها بعد أَن يبرد الرَّأْس وَإِن سهر فاسعطه بدهن قرع وبنفسج وبابونج وَإِن عرض صداع فعالجه بِمَا تعالج بِهِ الصداع الْحَار وَاحْذَرْ صب الْمِيَاه على الرَّأْس مَتى كَانَت بِهِ نزلة أَو سعال أَو كَانَ فِي رَأسه ثقل وتمدد لِأَن ذَلِك يدل على كَثْرَة بخارات فِي رَأسه بل كَبه فِي هَذِه الْحَال على الْمِيَاه الَّتِي قد طبخ فِيهَا البابونج والبنفسج وَنَحْوهمَا فَإِن الانكباب على هَذِه يبلغ مَا تُرِيدُ من النطول ويحلل أَيْضا تِلْكَ البخارات. وَإِن لم يكن شَيْء من ذَلِك فانطل على الرَّأْس وَإِن كَانَ الرَّأْس شَدِيدَة الْحَرَارَة فألق فِيمَا تنطل بِهِ قشور خشخاش وشعيراً مرضوضاً. وتوق حلب اللَّبن على الرَّأْس مَتى كَانَ ثقيلاً فَإِن خطأه لَا يتلافى لِأَنَّهُ قد يعرض من ذَلِك فِي الْأَكْثَر ورم وَيصير سَبَب الْمَوْت لِأَنَّهُ مَتى صَارَت مَادَّة كَثِيرَة فِي الرَّأْس ثبتها فِيهِ وثبطها وَلَا تدع الْبَطن يحتبس بالمأكولات والحقن والفتل وَإِن عرض قيء فأعطهم مَا ينفع الْقَيْء وضمد الْمعدة بأضمدة قَوِيَّة كاصنداين والورد وَالْعود ومياه الْفَوَاكِه والأطراف القابضة والباردة كالخلاف والآس وَإِن عرض ذرب فَاسق سويق الشّعير بالصمغ المقلو مِثْقَالا أَو مَاء الشّعير بالأقراص الحماضية وغذهم الكشك بِمَاء الرُّمَّان والسفرجل واطل الْبَطن باللخالخ وَإِن عرض خفقان الْفُؤَاد فبرد وَرطب وَأكْثر من سقِِي مَاء القرع والأضمدة المبردة الَّتِي فِيهَا كافور على الصَّدْر والمعدة والصلب وَبرد مَوضِع المضجع جهدك فِي هَذِه الْحَال أَكثر وَإِن بَقِي فِي عروقهم بعد الانحطاط شَيْء من عفن فَاسق مَاء الْبُقُول إِمَّا مَاء الْبُقُول وَإِمَّا مَاء الهندباء وَحده أَو مَاء رازيانج قَلِيل إِن احتجت إِلَيْهِ. أَو عِنَب الثَّعْلَب إِن كَانَت الْحَرَارَة زَائِدَة. قَالَ أَيُّوب الأبرش فِي كِتَابه فِي الْبَوْل: إِذا دَامَ ضررها بالدماغ تعطلت الْأَفْعَال النفسية وَلذَلِك يعْدم النَّفس وَيَمُوت. وَرَأَيْت أَكثر المبرسمين إِنَّمَا يموتون من عدم النَّفس لِأَنَّهُ يصعب عَلَيْهِم كالحال فِي السكتة وَلذَلِك تراهم مستلقين وَترى حُلُوقهمْ تَجف وَذَلِكَ رَدِيء جدا لِأَنَّهُ يخنقهم وَيَنْبَغِي أَن تسقيهم سَاعَة سَاعَة وتقطر الرطوبات اللزجة قَلِيلا قَلِيلا فِي حُلُوقهمْ وتمرخ صُدُورهمْ وأعناقهم وأكتافهم ليسهل النَّفس لذَلِك مَا أمكن فِيهِ أَن يسهل.) الْكَمَال والتمام: قَالَ: كنت لَا أسْقى مَاء الشّعير إِلَّا بعد تليين الْبَطن وَكنت إِذا رَأَيْت الْعَطش المنجح قَالَ: إِذا أردْت أَن تبطل نفخة مَاء الشّعير فألق فِيهِ شَيْئا من خل خمر وخاصة للحرور.

أَبُو جريج الراهب قَالَ: لعاب بزرقطونا أَن سقى المبرسم سكن عطشه ولهبه ونفعه جدا. روفس فس كتاب المالنخوليا: بِأَن من مُشَاركَة الرَّأْس للمعدة أَشْيَاء مِنْهَا أَن المرئ ينْبت من الرَّأْس وَمِنْهَا أَن عصباً يَجِيء إِلَى المرئ والمعدة لَهُ مِقْدَار وَمِنْهَا أَن فَم الْمعدة يتَّصل بالحجاب الْفَاصِل وَهَذَا الْحجاب كثير العصب وَأَن الضَّرْبَة على الرَّأْس تقيئ مِنْهَا المرار. ثمَّ قَالَ: لَا شَيْء أصلح فِي علل الرَّأْس الَّتِي عَن الْمعدة من الْقَيْء والإسهال. وَأَنا أَحسب السرسام إِنَّمَا يكون لِكَثْرَة المرار فِي الْمعدة وتأذي الدِّمَاغ بذلك حَتَّى أَنه يمْتَنع من أَفعاله لذَلِك وَإِنَّمَا يَمُوت المسرسم بالاختناق وَلَا أَدْرِي شَيْئا أفضل فِيهِ من الإسهال الذريع للمرار الْأَصْفَر فَإِنَّهُ يمْنَع من حُدُوثه. وَيَنْبَغِي أَن تبتدئ أول مَا ترى أعراضه فَإِنَّهُ فِيهِ من الفصد بل رُبمَا كَانَ الفصد فِيهِ ردياً لِأَنَّهُ يَجْعَل الْبدن أَشد يبساً وحرافة وأصعب. الْإِسْكَنْدَر: اسْقِ فِي الْأَمْرَاض الحادة رب الخشخاش الْأسود فَإِنَّهُ ينيم ويطفئ ويبرد وَهُوَ مُوَافق جدا. ابْن ماسويه قَالَ فِي الْأَمْرَاض الحادة أَعنِي الحميات اللَّازِمَة: أبدأ بالفصد مَا أمكنت الْقُوَّة وَفِيمَا لم تمكن أسهل بالفواكه ثمَّ أفرغ إِلَى المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يُطْفِئ لهيب الْحمى الْبَتَّةَ. واسقه كشك الشّعير إِن كَانَت الطبيعة لينَة بسكنجبين أَو بشراب الريباس أَو بحماض الأترج أَو مَاء الرُّمَّان المز. فَإِن الْأَشْيَاء الحامضة تُطْفِئ لهيب الْمعدة وَاجعَل الطَّعَام الماش والعدس والبقول. فَإِن كَانَت الطبيعة يابسة فاسقه مَاء الشّعير بحلاب وبنفسج. وَإِن كَانَت الْحَرَارَة كَثِيرَة لهبة فاسقه فِي الْيَوْم وَاحِدَة مَاء تمر هندي وَنَحْوه ولين الطَّبْع بشيافة أَو حقنة لينَة إِن دعت الْحَاجة إِلَيْهَا. إِن عرض صداع وَلم يكن سعال وَلَا تحلب من الرَّأْس إِلَى الصَّدْر فانطل الرَّأْس بطبيخ الْورْد الْيَابِس والبنفسج وَالشعِير المقشر وقشور الخشخاش وبزر الخس. وَإِن لم يكن صداع فاحلب عَلَيْهِ لبن ضَأْن. قَالَ: وَإِن لم يكن السهر شَدِيدا فطبيخ الْورْد والبنفسج وَالشعِير يُجزئهُ إِن ينطل بِهِ الرَّأْس وَلَا يحْتَاج إِلَى غَيره فَإِن كَانَ عديماً للنوم فألق مَعَه قشور الخشخاش وبزر الخس وقشور اليبروج) وَنَحْوهَا فَإِن النطول يجلب النّوم ويسكن الصداع فَإِن لم يسكن الصداع بالنطول فاحلب اللَّبن عَلَيْهِ. إِن كَانَ ضَعِيفا فلبن النِّسَاء وَإِن كَانَ قَوِيا فلبن الماعز أَولا ثمَّ انطل بعد ذَلِك واسعطه بدهن النيلوفر والبنفسج وخبص الرَّأْس بثقل النطول. قَالَ: وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك إِذا كَانَ الصداع من بخار حريف يَابِس فَإِن كَانَ الرَّأْس مملوءاً بخاراً قَالَ: ويستدل على ذَلِك بالثقل فِي الرَّأْس والجبهة وبالخفة والطيران فَإِن الثّقل مَعَ الصداع يدل على كَثْرَة البخار الرطب والخفة والطيران بِلَا ثقل يدل على كَثْرَة البخار الرطب والخفة والطيران بِلَا ثقل يدل على قلَّة البخارات وَحِينَئِذٍ تشجع وَاسْتعْمل هَذِه الْأَشْيَاء من السعوط والتخبيص والنطول. لى: النّوم أدل من هَذِه كلهَا ويبس الْعين والمنخر.

قَالَ: وَإِذا كَانَ الصداع مَعَه بخارات كَثِيرَة فَلَا تسْتَعْمل ذَلِك لَكِن اسْتعْمل كب الرَّأْس على مياه حارة مطبوخة برياحين فَإِنَّهُ يحلل ذَلِك وَلَا تقرب الدّهن إِذا كَانَ فِي الرَّأْس ثقل أَو سبات وضع الْأَطْرَاف فِي المَاء الْحَار مُدَّة طَوِيلَة وادهن خرز الصلب فَإِن المرضى سيحسون بالحرارة تنزل فِي خرز الظّهْر ويسكن الصداع على الْمَكَان فَإِن لم يحسوا بذلك فَشد الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ حَتَّى توجعا. وَإِن اضطرك الْأَمر لصداع صَعب فَشد الخصيتين أَيْضا وضع فِي مبدأ الصداع خل خمر ودهن ورد وَمَاء ورد على الرَّأْس لِأَنَّهُ يُقَوي وَيمْنَع الْمَادَّة. فَإِن طَال الصداع وَأَرَدْت سكونه فَقَط لَا أَن تدفع عَن الرَّأْس شَيْئا فضع عَلَيْهِ مَاء البقلة الحمقاء والقرع ودهن النيلوفر وخبص الرَّأْس بورق الْخلاف والخطمى ولعاب بزرقطونا ودهن البنفسج. وَإِن كثر السهر فضمد الْجَبْهَة وأطعمه الخس المسلوق. قَالَ: وليناموا على لعاب بزرقطونا وَإِن أَصَابَهُ خفقان وغم فضع على معدته ضماداً متخذاً من رماد وخل وخطمى وصندل وكافور وَمَاء ورد واسقه ربوباً بَارِدَة واحقنه بدهن ورد واسقه مَاء الْورْد وَمَاء بزرقطونا وَنَحْوه فَإِنَّهُ يسكن التهاب الْبَطن فَإِن كَانَ فِي اللِّسَان خشونة شَدِيدَة فادلكه بِخرقَة وألعقه اللعابات اللينة الْبَارِدَة وَمَاء الرُّمَّان الحلو وَإِن لم يُمكنهُ أَن يَأْكُل مزورة فأعطه سويق الشّعير ينقع فِي مَاء حَار وقتا طَويلا لِئَلَّا ينْفخ ثمَّ اسْقِهِ مَاء الثَّلج. لى: الْخبز المغسول غَايَة الْغسْل جيد فِي هَذَا الْوَقْت. وَإِن كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة وَهُوَ ضَعِيف فأعطه بدل الْغذَاء وَبدل مَاء الشّعير مَاء الرُّمَّان المز فَإِنَّهُ يقوم لَهُ مقَام الْغذَاء والدواء وَإِن كَانَ) أقوى قَلِيلا فانقع خبْزًا فِي مَاء بَارِد ليغلظه واسقه هَذَا المَاء مَعَ مَاء الرُّمَّان فَإِنَّهُ يُطْفِئ وَيُقَوِّي الطبيعة جدا وَلَيْسَ لَهُ ثقل وَلَا غلظ الْبَتَّةَ. قَالَ: وَإِذا كَانَ بِهِ سبات أَو استسقاء يحول بَينه وَبَين فتح عَيْنَيْهِ فَلَا تجْعَل حِينَئِذٍ على رَأسه دهناً وَلَا غَيره وَلَكِن أوجره فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ من مَاء الْخبز وَالرُّمَّان الَّذِي وصفت فَإِنَّهُ وصفت فَإِنَّهُ يُقَوي الطبيعة ويبرده. لى: وَيَنْبَغِي فِي هَذَا الْوَقْت وَهُوَ أصعب الْأَوْقَات الَّذِي قد تَجِد فِيهِ الْمَرِيض كالميت أَن يتَعَاهَد بايجار المَاء فِي حلقه فَإِنَّهُ يعطش جدا وَلَا يُمكنهُ أَن يَسْتَسْقِي فَيكون ذَلِك سَببا لشدَّة هيجان الْحَرَارَة وَالْمَوْت ويقلب وَيُسَوِّي رَأسه بشكل يسهل تنفسه مَعَه ويتعاهد ذَلِك كُله كل سَاعَة وَيجْعَل شيافه ليخرج الثّقل إِن كَانَ محتبساً وتضمد كبده بِخرقَة منقوعة فِي صندل وَمَاء ورد وكافور ويتعاهد حلقه لِئَلَّا يجِف. وَإِن رَأَيْت حمرَة غالبة فِي الْعين وَالْوَجْه فَخدش أَنفه ليسيل الدَّم مِنْهُ فَإِنَّهُ جيد. وَرَأَيْت وضع الضماد على الكبد مبرداً ومغيراً للْمَاء وَقد كنت أَضَع مِنْهُ على كبد أبي حَازِم فَيُصْبِح المَاء أَبيض وعَلى كبد ابْن المنجم وَالْمَاء أَحْمَر فَيُصْبِح من الْغَد أَبيض وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك. وَرَأَيْت المستعدين للمرض الحاد يتخلصون من الْوُقُوع فِيهِ بِأَن يباكروا شَيْئا من سويق الشّعير أَو مَاء الشّعير فِي

الْأَزْمِنَة الحارة وَالْمَاء الْبَارِد على الرِّيق وَرب الريباس والحامض وَنَحْوه وإدمان تليين الطبيعة. قَالَ: وَإِذا كَانَ العليل يَنْقَلِب إِلَى الجوانب وانتفخ بَطْنه حَتَّى صَار إِذا ضرب سمع مِنْهُ صَوت كصوت الطبل وَلَا يسكن هَذَا الانتفاخ بِحل الطبيعة فَإِنَّهُ ميت فاهرب من علاجه وخاصة إِن ظهر ورشكين كمد وَاسع يَأْخُذ الْبدن ويتسع وَقد تكون هَذِه الحميات مَعَ ورم فِي الْجوف وَمَعَ الجدري. لى: اسْتَعِنْ بِالْكتاب. قَالَ: وَإِذا خَرجُوا من الْعلَّة وَبقيت فِي الْبدن بقايا حرارة فأعطه هَذِه الأقراص: طباشير وَورد وبزر البقلة الحمقاء وبزر القثاء وبزر القرع الحلو وكثيراء وَرب السوس ونشا تجمع بلعاب بزرقطونا وتسقى بِالْمَاءِ الْبَارِد ممزوجاً بِمَاء الْخِيَار إِن كَانَت الْحَرَارَة كَثِيرَة. وَإِن كَانَت أقل فبماء الهندباء. لى: إِن كَانَت الشَّهْوَة سَاقِطَة فأعط جوارش المحمومين الَّذِي فِي بَاب الْمعدة.) قَالَ ج فِي الأولى من الْأَمْرَاض الحادة: اخص العلاجات بالحمى الحادة التيريد والترطيب وَإِن أمكنك فاستفرغ عفونة الأخلاط وأنضج مَا يُمكن فِيهَا النضج. لى: يحْتَاج فِي هَذِه التطفئة وَهِي فِي هَذِه سليمَة والاستفراغ والتبريد والترطيب فِي الحادة جدا فَإِذا لم يُمكن الاستفراغ واستفرغت فأكب عَلَيْهَا بالتبريد والترطيب فَإِنِّي لم أر علاجاً أقوى مِنْهُ. وَأفضل مَا فِيهِ أَنَّك إِن أَخْطَأت كل الْخَطَأ فَإنَّك آمن من قتل العليل وَأعظم خطأه طول مَرضه وَأَن تجْعَل حماه طَوِيلَة إِلَّا أَنَّهَا سليمَة. وَأما تلطيف تَدْبيره فِي الْغَايَة فخطأه قتل العليل فَلذَلِك لَا شَيْء أصلح لمن لَا يعرف هَذَا أَن يكثر من التبريد والترطيب فَإِن الْحمى تنطفئ ضَرُورَة وأبلغ مَا يكون فِي ذَلِك أَن يسقى العليل بِالْغَدَاةِ مَاء الشّعير فَإِذا انهضم وفقد جشاؤه سقى أَيْضا ويسقى مَتى عَطش مَاء القرع أَو مَاء الْبِطِّيخ الْهِنْدِيّ أَو مَاء خِيَار وسكر وَإِن لم يحضر شَيْء من هَذِه فليتخذ فقاع من خبز سميذ ساذج ويحمض ويسقى مِنْهُ مَتى عَطش ويسقى مَاء الْفَوَاكِه ومياه الْبُقُول وَمَاء البقلة الحمقاء وَمَاء الخس فِي غَايَة النَّفْع والأفيون نَافِع أَيْضا فِي هَذِه الْعِلَل إِذا سقِِي مِنْهُ بِقدر لِأَنَّهُ يجمد الدَّم وينيم فتهدأ الْحَرَارَة الْبَتَّةَ وَلَا يُفَارق كبده لعاب ضماد الصندلين وَلَا مضجعه التبريد والترطيب والرياحين الْبَارِدَة ويسقى لعاب بزرقطونا بحلاب وَمَاء الرُّمَّان المنقوع فِيهِ خبز السميذ وَمَتى عَطش سقِِي فقاع الشّعير بِلَا ملح وَلَا ابزار حامض فَإِنَّهُ عَجِيب فِي التطفئة وَبِالْجُمْلَةِ اجْتهد أَن تغمر تِلْكَ الْحَرَارَة بالرطوبة. هَذَا فِي الْعِلَل المحرقة الشَّدِيدَة الحدة المختلطة الدَّلَائِل. الْمقَالة الأولى من الْأَمْرَاض الحادة: مَتى كنت أزمعت على أَن تستفرغ العليل فَلَا تسْقط شَهْوَته وقوته بتلطيف التَّدْبِير. وَقَالَ: الحميات المطبقة يسْتَدلّ على يبسها وحرها وحدتها بِمِقْدَار يبس اللِّسَان وقحل جَمِيع الْجلد.

الثَّانِيَة: تمدد الشراسيف إِلَى فَوق يكون بِسَبَب ورم فِي الْبَطن ويبس فِي الْبدن مفرط والغلظ فِيهِ عَظِيم لِأَن الأول يحْتَاج أَن يلطف تَدْبيره وَالثَّانِي يحْتَاج إِلَى مَاء الشّعير مَرَّات كَثِيرَة فِي الْيَوْم قَلِيلا قَلِيلا. ج: مَتى احتجت أَن تَسْقِي العليل سكنجبينا وَمَاء الشّعير فابدأ بالسكنجبين ثمَّ بعد ساعتين لى: افصد فِي الْأَمْرَاض الحادة جَمِيع من رَأَيْت بَوْله أَحْمَر غليظاً وَلَا تفصد من رَأَيْت بَوْله أشقر) نارياً فَإِن علته تزداد حِدة كالحال فِي الرجل الْبَغْدَادِيّ وَخلق كثير غَيره وتفقد النبض مَعَ ذَلِك وامتلاء الْبدن وَالتَّدْبِير وَإِذا كَانَت هُنَاكَ عفونة شَدِيدَة ملتهبة وامتلاء قَلِيل فَلَا تفصد وخاصة إِن كَانَت الْحمى قد التهبت فَأَما قبل الالتهاب فَهُوَ أقل ضَرَرا وَإِذا فصدت فزد بالعناية فِي التطفئة والتبريد لِأَنَّهُ إِن كَانَت حرارة شَدِيدَة تزيد بالفصد وَنَحْوه. اربياسيوس: إِذا كَانَ من بِهِ مرض حاد ضَعِيف الْقُوَّة فَإِنَّهُ يقويه جدا أَن ينقع خبز السميذ وَفِيه حرارة فِي المَاء ويسقى من ذَلِك المَاء بعد أَن يبيض فَإِنَّهُ عَجِيب فِي التقوية. من كتاب كرناهات ينْسب إِلَى ج قَالَ: من كَانَت بِهِ حمى حادة فأسهل بَطْنه وَمَعَ ذَلِك فَلَا تقطع الإسهال عَنهُ حَتَّى يضمر وَجهه قَلِيلا وتلين حماه وَتذهب خشونة لِسَانه ويسكن عطشه فَإِن سكن حِينَئِذٍ وَإِلَّا فاقطعه. لى: قد جعل جالينوس مِقْدَار يبس الْبدن وَحَاجته إِلَى الترطيب لَازِما ليبس اللِّسَان فبقدر ذَلِك فَلْيَكُن تدبيرك فِي كَثْرَة ترطيب العليل فَإِن رَأَيْته مفرط اليبس فَعَلَيْك بِمَاء القرع وَالْخيَار والألعبة وَالْمَاء وترطيب الْبدن والمعدة وخاصة بِمَاء الشّعير والبقول والاغذية المرطبة فَإِذا كَانَ مَعَ حمرَة فِي اللِّسَان فَإِنَّهُ يدل على حرارة كَثِيرَة وَإِذا كَانَ مَعَ سَواد فعلى أَكثر وَإِذا كَانَ مَعَ بَيَاض الْمقَالة الأولى من الْأَمْرَاض الحادة: مَتى لم تكن مَعَ الْحمى حَال يضر من اجلها المَاء الْبَارِد مضرَّة عَظِيمَة فَشرب المَاء الْبَارِد يعظم نَفعه وَذَلِكَ أَنه يجمد الْحمى ضَرْبَة والمقدار الَّذِي يشرب مِنْهُ بِمِقْدَار مَا يُمكن العليل أَن يتجرعه من غير أَن يستنشق الْهَوَاء. لى: وَالْأَحْوَال الْمُوجبَة أَلا يشرب المَاء هِيَ أورام دموية أَو بلغمية أَو سوداوية فِي الْجوف فَأَما الْحمرَة فَلَا بل شرب المَاء الْبَارِد دَوَاء أَو أخلاط فجة فِي الْعُرُوق أَو دبيلة أَو شَيْء ينْتَظر نضجه كَيفَ كَانَ أَو عضوا بَارِد المزاج لَهُ فعل عَظِيم فِي الْبدن فَإِن فِي هَذِه كلهَا يضر المَاء الْبَارِد أما فِي الَّذِي ينْتَظر النضج فيبطئ بِهِ أَو يُمكن أَن يكون قد بدا النضج فقصر بِهِ عَن تَمام الْفِعْل وَأما فِي الآخر فبأن ينشب الْعُضْو فِي أَفعاله وَرُبمَا قبل العلاج وَرُبمَا لم يقبل. وَقَالَ: بعد ذَلِك أَن السكنجبين إِنَّمَا يسقى مِنْهُ الشَّيْء الْيَسِير وَمَا يشرب مِنْهُ فِي كل مرّة أَكثر شَيْء أَربع أولق. فَأَما المَاء الْبَارِد إِذا اسْتعْمل لتطفئة الْحمى فَلِأَنَّهُ يمْلَأ مِنْهُ الْمَرِيض دفْعَة.

لى: يُمكن أَن يسقى ثَلَاثَة أَرْطَال فِي مرّة وَاحِدَة وَوجه منفعَته أَن يخصر الْمَرِيض ويبرد ويطفأ لهيبه فَإِنَّهُ يتبع ذَلِك جمود الْحمى وعرق سابغ وانطفاء الْحمى الْبَتَّةَ.) لى: على مَا رَأَيْت لجورجس واستصوبته: بَارِد فِي ابْتِدَاء الْأَمْرَاض الحارة الحادة بالإسهال الْقوي قبل سُقُوط الْقُوَّة فَإنَّك تكسر عاديتها بذلك وتمنع حدتها وصولتها فَإِن تَأَخّر عَن ذَلِك الْوَقْت فَلَا يُرْجَى للعليل خلاص إِلَّا أَن يرطب ويبرد أَكثر ويفرط فِي المطفئات حَتَّى يغمر الْحمى بهَا ويبدل المزاج مَا أمكن. وَالتَّدْبِير الَّذِي دبره جورجس هُوَ مَاء الشّعير وتليين الطبيعة بالترنجبين وَالْمَاء الْبَارِد وطبيخ الإجاص ويسقى مَاء القرع ولعاب بزرقطونا ولب الْخِيَار والأطلية الْبَارِدَة والنطولات وَالَّذِي أَمر أَن يقْتَصر بِهِ ماؤ الإهليليج الْأَصْفَر والسقمونيا والترنجبين. من مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: من كَانَت علته شَدِيدَة من يبس أعْطى قبل مَاء الشّعير شرابًا مرطباً وَهُوَ الْجلاب وَالْعلَّة الْيَابِسَة يسْتَدلّ عَلَيْهَا يبس اللِّسَان وقحل جَمِيع الْجلد. أصلح الْأَوْقَات للغذاء الْوَقْت الَّذِي تكون فِيهِ نواحي الصَّدْر والبطن فِي غَايَة الهدوء والسكون وَقلة الْحَرَارَة وشرها بالضد. وَذَلِكَ يكون فِي وَقت النوائب فَأَما وَقت الانحطاط وَمَا بعده فالبطن فِيهِ غَايَة السّكُون. الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة من ابيذيميا قَالَ: إِذا كَانَ بالعليل حمى محرقة وعطش شَدِيد وَهُوَ مُعْتَاد لشرب المَاء الْبَارِد فاسقه فِي وَقت الانحطاط وَوقت الْمُنْتَهى وامنعه فِي الِابْتِدَاء والتزيد. لى: يَعْنِي الْجُزْئِيَّة. الرَّابِعَة من تَفْسِير الثَّانِيَة أَخبث الْأَمْرَاض وشرها وأقتلها الحميات المطبقة الَّتِي لَا تفتر الْبَتَّةَ. الثَّانِيَة من تَفْسِير الأولى: إِنَّمَا لم يكن سرسام فِي تِلْكَ الْحَال لِأَنَّهُ لم يعرض لأهل ذَلِك الْبَلَد إِن سخنت رؤوسهم وَقد بَينا أَن السرسام إِنَّمَا يكون إِذا سخنت الْمَوَاضِع الَّتِي فِي الدِّمَاغ. وَمَتى شخص المبرسم وتقيأ مرَارًا احمر فَإِنَّهُ إِن كَانَ ضَعِيفا مَاتَ من سَاعَته أَو يَوْمه وَإِن كَانَ قَوِيا مَاتَ بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَإِنَّهُ مَتى كَانَ يُرِيد أَن يحدث بالمبرسم ذَلِك فَإِنَّهُ يَدُوم مَعَه وجع شَدِيد فِي الرَّأْس والرقبة مَعَ ثقل شَدِيد دَائِم. الثَّالِثَة من تَفْسِير الثَّانِيَة: يبس الْبَطن مَعَ غَلَبَة المرار على الْبدن يدل على ميل المرار إِلَى فَوق. لى: يدل على ميله إِلَى سطوح الْبدن وَإِلَى الْعُرُوق وينذر على إِلَّا أَكثر بسرسام وَقد رَأَيْته فِي غير مَا مَرِيض. الْأَمْرَاض الحادة لج قَالَ: تَغْيِير التَّدْبِير إِنَّمَا يضر من لم ينحط مَرضه وَلم يَأْته البحران قبل تَغْيِير) تَدْبيره فَأَما من انحط مَرضه وانتقص بِوَجْه من الْوُجُوه فاستعمال كشك

الشّعير فِيهِ صَوَاب فضلا عَن مَاء الشّعير وَإِن كَانَ العليل قبل ذَلِك مُمْتَنعا من الْغذَاء صَار بعد الانحطاط يحْتَاج إِلَى تغذية وإنعاش فَأَما قبل فتحتاج أَن لَا تثقل الطبيعة. من الْعَادَات: بِأَن من كَلَامه أَن سقِِي المَاء الْبَارِد فِي جَمِيع الأورام الَّتِي فِي الْجوف وَفِي جَمِيع الحميات قبل النضج خطأ وَلَو كَانَ العليل مُعْتَادا لَهُ وَكَذَلِكَ الاستحمام. من مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة: لَا تسْتَعْمل الْأَشْيَاء القابضة كالكمثرى والسفرجل فِي الْأَمْرَاض الحادة إِلَّا أَن يكون بالمريض غشي أَو ذرب لِأَن هَذِه تضيق منافذ الْغذَاء والمسام والأصلح فِي هَذِه الْأَمْرَاض أَن تكون هَذِه مفتحة. من مسَائِل الْفُصُول الحميات الدائمة ثَلَاث: المحرقة وَهِي الَّتِي تشتد غبا وَلَا تفارق واللثقة وَهِي الَّتِي تشتد كل يَوْم وَلَا تفارق وَشطر الغب. لى: فَأَما سونوخس فَأَنا نسميها مطبقة لَا دائمة. واللثقة مَعهَا رُطُوبَة كَثِيرَة جدا. والحمى الَّتِي تقلع على أَي حَال كَانَ فَإِن كَانَت تنوب بِشدَّة شَدِيدَة فَهِيَ أسلم من الَّتِي تطبق لَا تكون إِلَّا لورم عَظِيم جدا أَو عفونة كَثِيرَة فِي كل الْعُرُوق متمكنة كَثِيرَة. فَإِذا فَارَقت كَيفَ كَانَ فَلَيْسَ هَذَانِ الشيئان الراديان موجودين فِيهَا. من كتاب العلامات: من أَكثر من شرب الْخمر أَو السهر أَو التَّعَرُّض لشمس حارة وَقع فِي السرسام سَرِيعا. ابْن ماسويه فِي كتاب العلامات: عَلَامَات سونوخس حمرَة الْوَجْه وَالْعين ونتوءه وامتلاء الْعُرُوق مِنْهُ وامتلاء جَمِيع الْبدن حَتَّى كَأَنَّهُ قد خصب والكسل والصداع وَشدَّة اللهيب وَيكون ملمسه حاراً ندياً كملمس من خرج من الْحمام ونبض عريض لين. لى: الملمس كملمس المستحمين خَاص بِهَذِهِ فافصد فِي هَذِه فَأَما المحرقة فَإِنَّهَا يابسة قشفة وَلَا تحْتَاج إِلَى فصد وخاصة فِي أول الْأَمر بل إِلَى تطفئة شَدِيدَة بَالِغَة ثمَّ تعله إِن احْتَاجَ إِلَيْهِ فَأَما فِي أول الْأَمر فَإِنَّهُم يلتهبون من الفصد. تجارب المارستان: يطرحون بزرقطونا كثيرا فِي مَاء ويسقونه صَاحب الْعلَّة الحادة دَائِما إِذا لم يكن سهل الطبيعة وَإِذا رَأَوْا الْبَوْل بطيء النضج حافظاُ للحمرة ضمدوا الكبد بالصندلين لِأَنَّهَا شَدِيدَة الْحَرَارَة حِينَئِذٍ جدا وَاتَّقوا تضميدها وَفِي معدته شَيْء.) لى: على مَا رَأَيْت فِي جَوَامِع الْعِلَل: أَصْحَاب السرسام والأمراض الحادة لَا يجوعون لبُطْلَان حس الْمعدة أَو ضعفها لسوء حَال الدِّمَاغ وَقد ينْحل من أبدانهم شَيْء كثير وَلذَلِك يجب أَن يغذوا وَإِن لم يشتهوا لِئَلَّا تسْقط قوتهم وخاصة من كَانَ التَّحَلُّل مِنْهُ اكثر لِأَن الْأَعْضَاء الْأُخَر مِنْهُم صَحِيحَة فَهِيَ دائمة الجذب من الكبد والكبد تجذب من الْمعدة والمعدة لَا تحس بذلك لفساد مزاج الدِّمَاغ لِأَن حسها إِنَّمَا هُوَ من العصب السَّادِس فَإِن لم تَجِد فِي الْمعدة مَا تجذبه تسْقط الْقُوَّة بدوام التَّحَلُّل وَقلة الِاخْتِلَاف.

لى: إِذا رَأَيْت القحل واليبس شَدِيدا فِي الْأَمْرَاض الحادة فَاسق العليل قبل مَاء الشّعير الْجلاب وأكب عَلَيْهِ بِمَاء الْبِطِّيخ وَالْخيَار ولعاب بزرقطزنا وَمَاء البقلة الحمقاء فَإِنَّهَا عَجِيبَة جدا مَا لم لى: مَاء القرع إِذا طين وعصر وَشرب سكن الْعَطش والحرارة والسعال والحمى المحرقة ويلين الطبيعة. بولس قَالَ: إِن بقيت الْحمى المطبقة إِلَى الثَّالِث وَلم يظْهر فِي الثَّالِث نضج مستحكم ورأيتها فِي عظمها بِحَالِهَا أَو أعظم فِي الثَّالِث فَلَيْسَ لَهَا بحران فِي السَّابِع. وَإِن كَانَ فِي الرَّابِع أَيْضا كَذَلِك وَلم ينخرط الْوَجْه فَهَذِهِ لَا تبحر وَلَا فِي الرَّابِع عشر فِي الْأَكْثَر. فِي الْحمى المحرقة قَالَ: يتبع هَذِه أَن يكون اللِّسَان يَابسا غليظاً أسود وعطش شَدِيد ولهيب وسهر وصداع واختلاط حرارة نارية وَبَوْل مرى وعلاجها أَن يستفرغ المرار وتطفأ واستفرغه بالإسهال وتطفئه بِالْمَاءِ الْبَارِد كَمَا نعالج نَحن أبدا من بِهِ حمى محرقة بِالْمَاءِ الْبَارِد وتغذيه بِمَاء الشّعير وَالْحمام مُوَافق مَتى كَانَت بِهِ حمى محرقة بِلَا ورم حَار فِي بعض الْأَعْضَاء. وَإِذا لم يكن فِي الْوَجْه حمرَة فَقَط وَإِن ظَهرت عَلَامَات النضج كَانَت مُوَافَقَته اكثر. من كتاب لروفس فِي علاج الحميات قَالَ: صَاحب حمى قوسوس لَا يحم بالحمام وَلَا يَتَحَرَّك إِلَّا للبول والخلاء وَلَا يطلع فِي مَوْضِعه شمس. لى: إِن سقيت فِي حمى دَائِرَة مَاء بترداً فِي مثل الغب الشَّدِيدَة فَلَا تسق فِي الِابْتِدَاء الجزئي بل فِي الانحطاط وتصور هَذِه كَحال الورم فَإِن رَأَيْت دَلَائِل الدَّم ظَاهِرَة فَاعْلَم أَن مَا فِي الْعُرُوق من جنس الفلغموني فيفش ليقل مِقْدَار العفن وَيجوز أَن يكون التَّدْبِير بعد ذَلِك فِيهِ لطافة لِئَلَّا تمتلئ الْعُرُوق سَرِيعا سَرِيعا وَلِئَلَّا يتَأَخَّر النضج. فَإِذا رَأَيْت قحلاً ويبساً وحدة غالبة فَاعْلَم أَن مَا فِي الْعُرُوق من جنس الْحمرَة فَلَا تفصد لَكِن أقبل على الترطيب خَاصَّة والتبريد مَا أمكن وَلَا) تنْتَظر فِي هَذِه نضجاً وتوق الترطيب فَإِن هَذِه لَيست من جنس مَا ينضج بل مَا فِي الْعُرُوق وَرطب بدنه فَبِهَذَا يكون الْخَلَاص. لى: على مَا رَأَيْت فِي ابيذيميا: أَن سقِِي المحموم مَاء بَارِدًا فِي ابْتِدَاء النّوبَة وصعودها تطول وتخبث وَفِي الانحطاط لَا. قَالَ ج فِي اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: وَأَصْحَاب الْحمى المحرقة يسقون المَاء الْبَارِد شَيْئا كثيرا مِنْهُ تزيد علتهم. فَأَما أَصْحَاب الدق والمتهيئون لَهُ فيسقون مِنْهُ الْيَسِير بعد الطَّعَام. لى: على مَا قَالَ ابْن ماسويه: إِذا رَأَيْت الثّقل فِي الرَّأْس والامتلاء كثيرا فَاسْتعْمل الإكباب على أبخرة الخشخاش وَإِيَّاك وصب المَاء حَيْثُ سبات وَثقل فِي الرَّأْس وَاحْذَرْ الدّهن غَايَة الحذر فِي هَذَا الْوَقْت وصب المَاء الْحَار على الْأَطْرَاف وَإِن أصَاب العليل فِي الْمَرَض الْحَار خفقان فضمد معدته بِمَاء الْورْد وخل وخطمى وكافور.

لى: اسْتعْمل هَهُنَا الثَّلج شرابًا وضماداً ج: الْعنَّاب يُطْفِئ حِدة الدَّم الحريف العدس المقشر إِذا قسطا فِي كِتَابه فِي علل الدَّم: إِذا كَانَ الدَّم كثير الكمية فعالجه بالفصد أَولا والإقلال من الْغذَاء والرياضة المعتدلة وَليكن الفصد من امتلاء الْعُرُوق والحجامة للساقين والأخدعين وَقلة الْغذَاء تحد الدَّم على الاكثر فَلْيَكُن مَعَ قلته مَا يُطْفِئ ويبرد. وعلاج الْحمى الدموية: الفصد أَو سقِِي المَاء الْبَارِد. الْيَهُودِيّ: قد تسمى هَذِه الْحمى مسمنة لِأَن بدن صَاحبهَا يغلظ وعروقه تمتلئ وَالْبَوْل أَحْمَر غليظ كدر فَإِذا كَانَت مَعَ هَذِه أَعْرَاض الصَّفْرَاء قَوِيَّة ظَاهِرَة فَلْيَكُن إقدامك على الفصد أقل واسق رب الريباس وَنَحْوه بعد تليين الطبيعة وأقراص الكافور ونومه على لعاب بزرقطونا.

(فِي حمى غب) (والمحرقة ولسونوخس فِيهَا ذكر ولدلائل السرسام. اقْرَأ من بَاب جمل) (الحميات حَال حمى البلغمية المضاهية للغب.) 3 (معرفَة حمى غب) قَالَ ج فِي الْمقَالة الثَّالِثَة من كتاب البحران: إِذا أردْت أَن تعرف الْحمى أَنَّهَا غب بِأَن تنظر هَل تنوب فِي الثَّالِث كثر خطأك لِأَنَّهُ مُمكن أَن تكون غبين فتنوب إِحْدَاهمَا كل يَوْم وَأَن تكون حميين فتنوب غبا. قَالَ: مَتى حدثت حمى فِي صيف فِي بدن حَار المزاج وَالسّن وَالتَّدْبِير قَلِيل الطَّعَام كثير التَّعَب والسهر وَسَائِر مَا يُقَوي هَذَا فَإِنَّهُ يكَاد لَا يحصل لنا بعد أَنَّهَا غب إِذْ كَانَ تتولد فِي الصَّيف جميات دائمة ومحرقة وغب. قَالَ: 3 (الْفرق بَين الغب والمحرقة) أَن الصَّفْرَاء تَنْتَشِر فِي الْبدن كُله وَلذَلِك يتقدمها نافض ويتبعها قيء صفراوي وَتَكون آثَار الصَّفْرَاء فِيهَا محصورة فِي الْبَوْل والعرق بَيِّنَة وَأما المحرقة الَّتِي لَا تفارق فَإِن الصَّفْرَاء فِيهَا محصورة فِي جَوف الْعُرُوق مَعَ الدَّم وَبِهَذَا تخَالف الغب وَإِن كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل لَهما وَاحِدًا. فَأَما حمى الغب فتتحرك الصَّفْرَاء فِيهَا حَرَكَة قَوِيَّة حَتَّى تَنْتَشِر وتنبث فِي جَمِيع الْأَعْضَاء وَلذَلِك تعين على نفضها بِقُوَّة حركتها وَشدَّة بردهَا وَهَذِه هِيَ الْعلَّة فِي سُكُون الْحمى وإقلاعها بعد الْعرق والقيء وَأما المحرقة فَكل وَاحِدَة من نَوَائِب الْحمى لَا تنقص حَتَّى تنقلع وتنقى نقاء تَامّ لِأَن الْخَلْط الَّذِي هُوَ سَبَب الْحمى لَيْسَ ينتقص وَيخرج عَن الْبدن إِلَّا أَن فِي هَذِه الحميات أَيْضا إِذا تحركت الصَّفْرَاء حَرَكَة أقوى حَتَّى كَأَنَّهَا تغلي وتفور وَكَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة بعض الْقُوَّة دفعتها فبرزت وانتشرت فِي الْبدن كُله ويتقدم نوبتها نافض ويتلوها انْقِضَاء الْحمى. قَالَ: قد بيّنت أَن النافض يكون عَن السَّبَب الْحَار أَيْضا وَأما حمى الغب إِذا كَانَت مُتَوَلّدَة عَن الصَّفْرَاء إِذا تحركت وانتشرت فِي الْبدن فَوَاجِب أَن يَأْتِي فِي أَولهَا نافض قوي. وَبَين نافضها ونافض الرّبع من الْفرق أَن نافض الغب يحس فِيهِ كَأَن الْجلد يغرز بالإبر وينخس وَفِي الرّبع يحس فِيهِ بِبرد شَبيه بالبرد الْعَارِض فِي الشتَاء عِنْد برد الْهَوَاء.) قَالَ: فحمى الغب لَا يُمكن أَن تكون إِلَّا وَمَعَهَا نافض قوي يحس الْإِنْسَان فِيهِ كَأَن لَحْمه ينخس بالإبر وَيكون النافض فِيهَا قَوِيا من أول الْأَمر بِخِلَاف نافض الرّبع الَّذِي إِنَّمَا يقوى أَولا أَولا مَتى امتدت أَيَّامهَا.

لى: رَأَيْت أَن فِي أَكثر الْأَمر يقوى النافض فِي الغب فِي النّوبَة الْوَاحِدَة مشبهاً بِحَال كل مرض وَذَلِكَ أَن نافض كل غب يكون فِي أول أَيَّام الْحمى. لى: رَأَيْت أَن فِي أَكثر الْأَمر يُقَوي النافض فِي الغب فِي النّوبَة الْوَاحِدَة مشبهاً بِحَال كل مرض وَذَلِكَ أَن نافض غب يكون فِي أول أَيَّام الْحمى أقوى وَكلما أمعنت نقص مِقْدَاره وَكَذَا فِي النّوبَة الْوَاحِدَة فَإِنَّهُ أول مَا يَبْتَدِئ يكون قَوِيا النافض فِي أول الْحمى غير قوي ثمَّ يُقَوي أَولا أَولا مَا امتدت الْأَيَّام كَذَا فِي النّوبَة الْوَاحِدَة يكون فِي أَولهَا قَلِيل الْقُوَّة ثمَّ يكون أقوى مَا يكون فِي آخرهَا حَيْثُ تُرِيدُ أَن تبتدئ الْحَرَارَة ونافض الغب بِالْعَكْسِ. قَالَ: حمى الغب وَإِن كَانَت تجْعَل النبض فِي أول نوبتها يظْهر فِيهِ صغر وإبطاء وتفاوت فإبطاؤه وتفاوته نَاقص عَن الْكَائِن فِي الرّبع نُقْصَانا كثيرا جدا وَلَيْسَ يخرج عَن الْحَال الطبيعية فِي الصغر والإبطاء مستوياً منتظماً على الِاسْتِقْصَاء وَذَلِكَ أَنَّك لَا تَجِد فِيهِ اخْتِلَافا فِي نبضة وَاحِدَة وَلَا فِي نبضات كَثِيرَة على أَن هَذَا لَا يكَاد يُوجد فِي أول شَيْء من الحميات. قَالَ: فَلَيْسَ تخفى هَذِه الْحمى حِين تبتدئ على من رَآهَا مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ يتَبَيَّن أمرهَا جيدا فِي لى: ينظر فِي ذَلِك فِي نُسْخَة أُخْرَى وَأَنا أظنها مَقْطُوعَة وَتصير إِلَى الْعظم والشدة سَرِيعا وبحسب ذَلِك تغير وَلَيْسَ تُوجد فِيهِ العلامات الَّتِي تدل على الْمَرَض لى: أفهم الْحمى. قَالَ: ويعرض فِي هَذِه الْحمى عَطش وَلَهَب وَلَا تلبث إِلَّا الْيَسِير حَتَّى يَنْتَهِي مُنْتَهَاهَا وتجد الْحَرَارَة منتشرة فِي الْبدن كُله بالسواء وَلَا تَجِد فِي الصَّدْر فضل حرارة على الْأَطْرَاف وَإِذا وضعت يدك على الْبدن كُله لقيتك أَولا حرارة كَثِيرَة كَأَنَّهَا ترْتَفع من بخار ثمَّ لَا تلبث أَن تخور فتقهرها يدك وَلَيْسَت كحرارة الْحمى المحرقة الخبيثة فَإِن فِي تِلْكَ إِذا وضعت يدك على الْبدن كلما لَبِثت عَلَيْهِ كَانَت أحر وَأَشد أَذَى لليد وأخبث. قَالَ: ثمَّ إِن الْوَقْت الَّذِي يشرب فِيهِ الْمَرِيض المَاء فيحصر فتراه حِين يشربه يرْتَفع من بدنه بخار لَا يلبث ينفذ من الْجلد ينذر بعرق ويتقيأ مرَارًا أصفر وَرُبمَا اخْتلف اخْتِلَافا مرارياً وبال بولاً) مرارياً فَفِي هَذَا الْوَقْت يعْذر الطَّبِيب فِي هَذَا الْعلم أَن يعرف هَذِه الْحمى أَعنِي الغب الْخَالِصَة وَذَلِكَ أَنه يَبْتَدِئ فِيهَا عرق كثير بخاري حَار كالعرق الَّذِي يعرقه الْإِنْسَان فِي الْحمام. لى: ينظر فِي نُسْخَة أُخْرَى أَحْسبهُ يحْتَاج إِلَى الْحمام وَيكون ذَلِك الْعرق مستوياً فِي الْبدن كُله وَيصير النبض فِي مثل هَذِه الْحَال الَّتِي يكون عَلَيْهَا نبض الصَّحِيح فِي حَال الرياضة أَو فِي حَال لى: تحصل من هَذَا أَن يكون سَرِيعا عَظِيما مستوياً ثمَّ من بعد هَذِه الْأَشْيَاء كلهَا يسكن تزيد النّوبَة الْوَاحِدَة وتقلع إقلاعاً تَاما وَلَيْسَ يجوز مِقْدَار طول نوبَة هَذِه الْحمى الْخَالِصَة الَّتِي كلامنا فِيهَا اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة فإمَّا فِي أَكثر الْحَالَات فَرُبمَا كَانَ مقدارها سبع سَاعَات فَقَط أَو أقل من هَذِه بِقَلِيل أَو أَكثر.

قَالَ: فَإِن أَنْت لم تعلم مَعَ هَذِه العلامات وتعرف الغب بِأول نوبَة فَأَنت حمَار. قَالَ: فَإِن رَأَيْت بَوْله يضْرب إِلَى الصُّفْرَة المشبعة والحمرة الناصعة وَرَأَيْت قوامه معتدلاً ثمَّ رَأَيْته لَا يلبث أَن تحدث فِيهِ غمامة طافية فَلم تعلم مَعَ هَذَا أَيْضا أَن هَذِه الْحمى غب خَالِصَة وَأَنَّهَا لَا تجَاوز الدّور الرَّابِع حَتَّى تَنْقَضِي فَأَنت صَخْرَة. فَإِن كَانَ الْبَوْل أَشد صفرَة وَلم يظْهر فِي الدّور الأول غمامة وَلَا فِي وسط المَاء وَلَا فِي أَعْلَاهُ فَهَذِهِ الغب تتطاول إِلَى أَن يَأْتِي عَلَيْهَا سَبْعَة أدوار ثمَّ تَنْقَضِي وأسهل مَا يكون من حمى الغب وأسلمه مَا اجْتمعت فِيهِ العلامات الَّتِي ذَكرنَاهَا وَرَأَيْت مَعَ ذَلِك فِي الْبَوْل ثقلاً راسباً أَبيض أملس مستوياً فِي أول نوبَة من الْحمى فَإِن الغب إِذا كَانَت على هَذِه الصّفة لَا تجَاوز الدّور الثَّالِث حَتَّى تَنْقَضِي. قَالَ: وسأجمل عَلَامَات الغب فَأَقُول: إِنَّهَا تبتدئ بنافض وَتجْعَل النبض على مَا وصفت قبل إِلَّا أَنَّهَا لَا تلبث أَن تتزيد وَتصير إِلَى مُنْتَهَاهَا بِسُرْعَة فِي جَمِيع العلامات الَّتِي ذكرت ثمَّ تَنْقَضِي على النَّحْو الَّذِي ذكرت وتحتاج فِي تولدها إِلَى أَن يكون الزَّمَان حاراً يَابسا صيفاً وَالسّن والمزاج وَالتَّدْبِير مولداً للمرار وَيكون الْوَقْت الْحَاضِر قد جَاءَ فِيهِ حميات غب كَثِيرَة. قَالَ: وَالله تَعَالَى الْمُسْتَعَان أَنا كُنَّا نحتاج لتعرف حميات الغب إِلَى عَلَامَات أَكثر من هَذِه. قَالَ: فَبِهَذَا الطَّرِيق تعرف الْحمى اللَّازِمَة الْمُنَاسبَة لهَذِهِ وَهِي الَّتِي تشتد غبا وَلَا تقلع وَلَيْسَ يعسر تعرفها على من قد ارتاض فِي تعرف المقلعة رياضة جَيِّدَة فِي أول نوبَة فَأَما فِي النّوبَة الثَّانِيَة فَلَا يعسر على من لَيست لَهُ رياضة بَالِغَة. قَالَ: وَذَلِكَ أَن المحرقة الْخَالِصَة وَهِي الغب اللَّازِمَة مَعهَا جَمِيع عَلَامَات الغب وَلَا فرق بَينهمَا إِلَّا) أَنَّهَا لَا تبتدئ بنافض وَلَا تقلع إقلاعاً بَينا. لى: فَإِن حَرَارَتهَا أَشد وَالْكرب والعطش فِيهَا أقوى وَلَيْسَ مَعهَا عرق وَالْبَوْل فِيهَا أَشد حِدة والنبض أسْرع وَهِي أسْرع حَرَكَة وَأَشد حِدة وَأعظم أعراضا. قَالَ: وَلَا يكون فِي المحرقة نافض وَلَا عرق إِلَّا أَن يَأْتِي البحران. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن ترتاض أَولا فِي تعرف الحميات المفردة الْخَاصَّة ثمَّ تنظر فِي المركبة. قَالَ: الْحمى الَّتِي تتولد من الصَّفْرَاء من غير آفَة تكون فِي شَيْء من الْأَجْسَام. لى: يُرِيد ورماً فِي الْأَعْضَاء إِن كَانَت تتولد والمرة الصَّفْرَاء بَاقِيَة دَاخل الْعُرُوق فَهِيَ حمى قَالَ: لَا فرق بَين الغب اللَّازِمَة والدائرة إِذا كَانَتَا من خلط صفراوي خَالص إِلَّا أَن فِي الدائمة عفن الصَّفْرَاء فِيهَا دَاخل الْعُرُوق. قَالَ: وَلَا يكون مَعَ الَّتِي العفن فِيهَا دَاخل الْعُرُوق الْقَيْء.

قَالَ فِي قَول ج: لَا يُمكن أَن تتقدم فتعلم أَمر هَذِه الْحمى إِنَّمَا يُرِيد الْعرق أَنه لَا يُمكن أَن تعلم أَنَّهَا من عفن الدَّم أَو من عفن الصَّفْرَاء. فِي قَول ج قَالَ: اللَّازِمَة مِنْهَا مَا يحس بانحطاط وفترة وَإِن كَانَ غير نقي وَلَا كَامِل وَمِنْهَا مَا لَا يحس مِنْهُ بذلك. قَالَ: وَهَذِه أَيْضا حمى محرقة إِنَّهَا أحد من الَّتِي يحس فِيهَا الفترة. قَالَ: وَلَا يُمكن فِي الْيَوْم الأول وَلَا فِي الثَّانِي أَن تتقدم فتعلم أَمر هَذِه الْحمى وَلَا تنْتَفع بمعرفته لَو كَانَ إِلَيْهِ لَو كَانَ إِلَيْهِ سَبِيل وَيَكْفِيك أَن تعرف جنس هَذِه أَنَّهَا إِنَّمَا من الصَّفْرَاء وَأَنَّهَا محرقة ملهبة وَأَنَّهَا حارة جدا وَلَيْسَ لِأَن الْأَطِبَّاء سَموهَا سونوخس يجب أَن يكون جِنْسهَا غير جنس الحميات المحرقة وَهِي ثَلَاثَة أَصْنَاف: لابثة بِحَال فِي وَقت البحران ومتزيدة ومنتقصة. قَالَ: وَهَذِه كلهَا يَأْتِي فِيهَا البحران فِي الْأُسْبُوع الأول وَالَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ إِنَّمَا هُوَ أَن تعرف مِنْهُ وَإِن كَانَت الْحمى غبا خَالِصَة فَإِن انقضاءها وبحرانها لَا يُجَاوز سَبْعَة أدوار. لى: تفقد هَذِه الْأَشْيَاء وَالْحَال فِي أَوْقَات النوائب فَإِن بَين الحميات فِيهَا فرقا كثيرا من ذَلِك أَن ابْتَدَأَ الغب لَا يشبه ابْتِدَاء الغب لَا يشبه ابْتِدَاء الرّبع فِي صغر النبض لِأَن النبض فِي ابْتِدَاء الغب عَظِيم سريع بِالْإِضَافَة إِلَى نبض الرّبع وتخالف البلغمية فِي الصعُود مُخَالفَة بَيِّنَة فَإِن الغب تبادر بالصعود والبلغمية يبطىء صعودها وفترات الغب نقية وفترات البلغمية غير نقية وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يخص كل وَاحِدَة مِنْهَا فِي زمَان ليَكُون ذَلِك أعون على أَن لَا يفوتك تعرفها وَلَو اشتبهت عَلَيْك) فِي بعض أَوْقَاتهَا وتفقد مَعَ ذَلِك زمَان النّوبَة كلهَا فَإِن الغب أقصرها والبلغمية أطولها وَالرّبع متوسطة فَإِنَّهُ على هَذِه الْجِهَة لَا يُمكن أَن يفوتك مَعْرفَتهَا من أول نوبَة. قَالَ: أنزل أَنه ابتدأت نوبَة مَعهَا نافض ثمَّ التهبت حمى حادة محرقة فِيهَا كرب وعطش وَبَلغت مُنْتَهَاهَا بِسُرْعَة ثمَّ إِنَّهَا سكنت مَعَ قيء وعرق ونقي الْبدن مِنْهَا أَقُول: إِن هَذِه لَا يُمكن إِن تكون إِلَّا نوبَة غب. قَالَ: أَكثر مَا يعرض من الحميات الكائنة من الصَّفْرَاء. قَالَ: وَأكْثر مَا يعرض من الحميات الحادة من العفن والأورام الحارة. جَوَامِع البحران قَالَ: الغب تطول مُدَّة نوبتها وتقصر بِسَبَب مِقْدَار الْمرة الصَّفْرَاء وبسبب كيفيتها وبسبب حركتها أَيْضا وبحسب قُوَّة الْمَرِيض وَمِقْدَار حسه وسحنته فِي السخافة والكثافة. لى: إِذا كَانَت الْمَادَّة أغْلظ كَانَت حركتها أَبْطَأَ وَإِذا كَانَت قُوَّة الْمَرِيض أَكثر وبدنه أقل حسا الْحمى الغب تعرف أما من الْأَسْبَاب الَّتِي تجمع مادتها أَو الْأَسْبَاب الَّتِي تثبت نوعها أما الْأَسْبَاب الَّتِي تجمع مادتها فزمان الصَّيف والبلد الْحَار والهواء والمزاج الْحَار وَالتَّدْبِير المولد للمرار وَنَحْو ذَلِك وَأما الْأَسْبَاب المثبتة لنوعها فالنافض فِي أَولهَا مَعَ نخس شَبيه بنخس الإبر والاستفراغ بعْدهَا بالقيء وَالِاخْتِلَاف والعرق وَقلة اخْتِلَاف الْعرق وعظمه

وتواتره وقوته واستواؤه وَإنَّهُ وَإِن كَانَ يعرض صغر وَاخْتِلَاف فِي النبض فِي أول النّوبَة فَإِنَّهُ يذهب سَرِيعا جدا بِالْإِضَافَة إِلَى حمى الرّبع. قَالَ: وتعرف الغب اللَّازِمَة أَن تَجِد الْأَسْبَاب الجامعة لمادتها المقومة لنوعها ثمَّ لَا تفتر وَلَا تبتدىء بنافض وَلَا تقلع باستفراغ محسوس. من الْمقَالة الأولى من أَصْنَاف الحميات قَالَ الحميات مُفْردَة كَانَت أَو مَعَ ورم بعض الأحشاء إِذا لم تعالج على مَا يَنْبَغِي آلت إِلَى ذبول سريع وخاصة من يحْتَاج إِلَى شرب المَاء الْبَارِد فَمنع مِنْهُ وَلم يتلطف لَهُ مَعَ شَيْء آخر مِمَّا يوضع من المبردات على مَا دون الشراسيف والصدر فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك ضمد لعِلَّة فِي بَطْنه بالأضمدة المحللة أسْرع إِلَى الْوُقُوع فِي الذبول. لى: الحميات المحرقة القوية الدائمة كثيرا مَا تحدث عَن ورم فِي الأحشاء. الْمقَالة الثَّانِيَة نافض الغب ينبئك أَن السَّبَب الْفَاعِل لَهُ تلذيع ونخس الْأَعْضَاء الحساسة. قَالَ: الْحمى الكائنة من الصَّفْرَاء إِذا تحركت وَجَرت فِي الْأَعْضَاء الحساسة يكون ابْتِدَاؤُهَا مَعَ) نافض وَيكون فِيهَا التهاب واحتراق وانقضاؤها وانحطاطها يكون عَن خُرُوج مرّة صفراء من الْبدن إِمَّا بقيء أَو ببول أَو ببراز أَو بعرق أَو بهَا جَمِيعًا وأطول مَا تكون نوبتها اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة مستوية وَتسَمى غبا خَالِصَة ويعين على تولدها اجْتِمَاع جَمِيع الْأَسْبَاب المولدة للصفراء. وَطول نوبتها فِي الْأَكْثَر أقل من هَذِه الْمدَّة. وتختلف بِقدر طول النّوبَة وقصرها فَإِن المرار إِذا كَانَ أَكثر كَانَت النّوبَة أطول وبالضد وَإِن كَانَ رَقِيقا كَانَت أقصر وبالضد. وَإِذا كَانَت قُوَّة الْبدن أقوى كَانَت النّوبَة أقصر وبالضد. وَالْبدن مَتى كَانَت سحنته سخيفاً كَانَت أقصر وبالضد مَتى كَانَ كثيفاً. قَالَ: وفترات هَذِه الْحمى نقية لَا تتبين فِي الْعُرُوق. والعلامة الدَّالَّة على العفونة الْبَتَّةَ لَا فِي اللَّيْل وَلَا فِي النَّهَار الَّذِي يَتْلُو النّوبَة ثمَّ أَن تِلْكَ الْعَلامَة أعنى عَلامَة العفن فِي الْعُرُوق تظهر ظهوراً أَكثر عِنْد آخر ذَلِك النَّهَار وَاللَّيْل ثمَّ تظهر أَكثر فِي النَّهَار وَاللَّيْل الَّذِي تكون فِيهِ النّوبَة تظهر عِنْد ابْتِدَاء النّوبَة وتتزيد ظهوراً مَعَ تزيد النّوبَة إِلَى أَن تبلغ مُنْتَهَاهَا ثمَّ وَقت المنتهي تصير أخف مِمَّا كَانَت عِنْد التزيد وَتصير أقل وأخف عِنْد الانحطاط وَهَذِه هِيَ الغب الْخَالِصَة. قَالَ: وَالِاخْتِلَاف يَقع فِي طول نوبَة الحميات النائبة لكمية الْخَلْط وكيفيته وَحَال الْموضع الَّذِي تعفن فِيهِ وَطَرِيق حركته من ذَلِك أَن الحميات النائبة غبا مَا كَانَ مُدَّة

جوامع العلل والأعراض

نوبتها قَصِيرا وابتداؤه وانقضاؤه بعرق واستفراغ محسوس كَانَت غبا خَالِصا فَإِن نقصت خلة من ذَلِك فَلَيْسَتْ غبا خَالِصَة فَإِن كَانَت مَعَ ذَلِك أطول نوبَة مِمَّا ذكرنَا فَاعْلَم أَنه غب طَوِيلَة النّوبَة أولى الغب بِأَن تسمى عندنَا طَوِيل النّوبَة الْحمى الَّتِي تلبث نوائبها أَرْبعا وَعشْرين سَاعَة وَتسَمى زَائِدَة الطول جدا الَّتِي تنوب ثَلَاثِينَ سَاعَة وستاً وَثَلَاثِينَ سَاعَة وَأَرْبَعين وتقلع وَكَانَ ج يُسَمِّي مَا كَانَت تنوب مُدَّة وتقلع مثلهَا غبا. من جَوَامِع الحميات: 3 (نوبَة الغب الْخَالِصَة) أطول مَا تكون اثْنَتَا عشرَة سَاعَة. التَّاسِعَة من حِيلَة الْبُرْء: قد رَأينَا كثيرا مِمَّن شرب فِي حمى محرقة مَاء بَارِدًا كثيرا بعد نضج الأخلاط نضجاً معتدلاً فأقلعت عَنهُ الْحمى على الْمَكَان. لى: انْظُر فِي بَاب الحميات المطبقة لتَمام معرفَة شرب المَاء الْبَارِد. من الْعَاشِرَة: كَانَ فَتى يَابِس المزاج عضله حم فِي صميم الصَّيف حمى محرقة فَلَمَّا شرب فِي وَقت النّوبَة مَاء بَارِد قدر قوطولين تقيأ من سَاعَته مرَارًا أَحْمَر مشرقاً جدا بعد قَلِيل قَامَ مرَارًا وَلما شرب أَيْضا بعد طَعَامه مَاء بَارِد انصرفت الْحمى وَإِنَّمَا أثبتنا مِنْهَا هَذَا لتعلم أَن الْحمى المحرقة قد يسقى فِيهَا المَاء الْبَارِد. الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض: شرب رجل فِي وَقت تزيد الْحمى وَالْمَرَض من المَاء الْبَارِد مِقْدَارًا كثيرا فِي حمى محرقة فَلم يسكن عطشه إِلَى أَن مَاتَ. الْخَامِسَة مِنْهُ: مَتى كَانَت الغب الْخَالِصَة كَانَ النافض فِيهَا أقوى والنافض فِي المحرقة دَلِيل على أَن المرار قد خرج من الْعُرُوق وانتشر فِي العضل. وَإِذا دَفعته الطبيعة هُنَاكَ فَلَيْسَ يُمكن أَن يبْقى فِي اللَّحْم لكنه يعرق بعده وتقلع الْحمى. قَالَ: والحمى فِي ذَلِك الْيَوْم عِنْد كَون النافض تكون أَشد وَأقوى ثمَّ تنقص عِنْد الْعرق والقيء وَالْبرَاز المرى لِأَن الَّتِي خرجت تستفرغ الْبدن فَإِن كَانَ النافض فِي المحرقة وَالْقُوَّة ضَعِيفَة وَلم تنتقص بذلك الْحمى فَإِنَّهُ دلَالَة الْمَوْت لِأَن الطبيعة قد رامت دفع الْخَلْط فَلم تقو عَلَيْهِ وَمَتى كَانَ النافض كَانَت مدَّتهَا أقل. 3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض) بحران الحميات المحرقة وَالْغِب يكون بالعرق مَتى كَانَ المرار رَقِيقا فِي الْغَايَة وبالاختلاف مَتى كَانَ فِي غَايَة الْغَلَط وبالقيء مَتى كَانَ متوسطاً بَينهمَا. الْمقَالة الأولى من جَوَامِع البحران قَالَ: الحميات مِنْهَا عَظِيمَة جدا إِلَّا أَنَّهَا سليمَة بِمَنْزِلَة الغب. الْمقَالة الثَّالِثَة: الغب يكون فِيهَا نافض كَأَنَّهُ ينفض الْبدن وينخسه وتلقحه حمى حادة تسرع الصعُود وقيء مرار واختلافه وعرق واللون الْأَصْفَر. الثَّالِثَة من الْأَمْرَاض الحادة: الِانْتِفَاع بالحمام فِي من بِهِ حمى محرقة إِنَّمَا يكون إِذا لم

يكن هُنَاكَ ورم حَار لَكِن مرار صرف يغلي فِي جَمِيع الْبدن وَكَانَت عَلامَة النضج قد ظَهرت فَإِن الِانْتِفَاع حِينَئِذٍ بالاستحمام يكون أَكثر كثيرا وَأما المحرقة الكائنة عَن بلغم عفن فالحمام مضاد لَهُ جدا لِأَن الْخَلْط البلغمي لَا ينْحل بالحمام كَمَا ينْحل المرار لغلظه ولزوجته وَيحْتَاج أَن ينضج فِي مُدَّة طَوِيلَة. لى: هَذَا يُزَاد فِي البلغمية وَإِنَّمَا يَعْنِي بالمحرقة الَّتِي عَن البلغم المالح أَن من حميات البلغم حاراً جدا وَهُوَ الْكَائِن من بلغم مالح. الأولى من الْفُصُول: الْمَشَايِخ لَا يكادون يحْمُونَ بحمى محرقة فَإِن حموا هَلَكُوا لِأَن ذَلِك فيهم لَا يكون إِلَّا من غَلَبَة الْعلَّة غَلَبَة قَوِيَّة جدا. الرَّابِعَة من الْفُصُول: الحميات الحارة الردية تكون إِمَّا عِنْدَمَا تعفن الأخلاط فِي الْعُرُوق أَو تعفن فِي جَمِيع الْبدن. قَالَ: الحميات الَّتِي تنوب غبا وينقي الْبدن مِنْهَا لَا خطر فِيهَا الْبَتَّةَ وَلَو كَانَت نوائبها فِي غَايَة الشدَّة والطول وَإِن كَانَت الغب مُدَّة نوائبها أقل من اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة فَلَيْسَ إِنَّمَا هِيَ سليمَة من الْخطر لَكِنَّهَا مَعَ ذَلِك سريعة الِانْقِضَاء وَإِن كَانَت مُدَّة نوائبها أطول من اثْنَتَيْ عشرَة فَهِيَ أطول من الْخَالِصَة بِحَسب فضل طول نوبتها على نَوَائِب الغب الْخَالِصَة وَبِالْجُمْلَةِ فالحميات الَّتِي تفارق حَتَّى ينقى مِنْهَا الْبدن تدل أَنَّهَا لَيست من الورم وَلَا من عفونة خبيثة فَهِيَ لذَلِك كَيفَ كَانَت سليمَة. قَالَ: وَالْغِب المحرقة هِيَ أسخن الحميات سخونة. قَالَ: وَإِذا كَانَ بِإِنْسَان حمى محرقة فَعرض لَهُ نافض انْحَلَّت بِهِ حماه.) قَالَ ج: النافض يكون من صفراء تتحرك فِي أجسام حساسة متحركة سريعة وَمن أَصَابَهُ ذَلِك فِي حمى محرقة فَبين أَن بَطْنه سينطلق ويصيبه عرق وقيء مرار فَلِأَن المرارالذي هُوَ المولد للحمى يستفرغ وينقى الْبدن مِنْهُ بِأَن تِلْكَ الْحمى تنْحَل وتنقضي. وَمن أَصَابَهُ نافض فِي المحرقة مَرَّات كَثِيرَة فَلم تنْحَل بِهِ حماه وقوته ضَعِيفَة فَإِنَّهُ عَلامَة الْمَوْت. وَإِن كَانَت قوته قَوِيَّة فَإِنَّهُ عَلامَة لى: بِخِلَاف مَا فسر جالينوس هُوَ أولى بذلك لِأَن النافض فِي المحرقة إِنَّمَا يكون عِنْدَمَا ينتشر المرار وَيخرج من جَوف الْعُرُوق إِلَى اللَّحْم فَإِذا تبع ذَلِك إقلاع الْحمى دلّ على أَن الطبيعة قد دَفعته وأخرجته عَنْهَا ونقيت الْعُرُوق وَإِذا لم تقلع بِهِ الْحمى وَلم تخف لَكِنَّهَا بقيت بِحَالِهَا أَو ازدادت وخاصة إِن زَادَت فَيدل على أَن المرار لكثرته ورداءته قد انْتَشَر بِذَاتِهِ وفاض فِي الْبدن كُله فَإِذا كَانَ هَذَا مَعَ قُوَّة قَوِيَّة فَهُوَ مخوف لِأَنَّهُ مرض فِي غَايَة الْقُوَّة وَإِذا كَانَ مَعَ قُوَّة ضَعِيفَة فمهلك لِأَن الطبيعة لَا يُمكنهَا مقاومته لقُوته وغلبته وكثرته.

قَالَ: المحرقة تكون إِذا غلبت الصَّفْرَاء وغلبت مَعَ الدَّم فِي جَوف الْعُرُوق وَأما الغب فَإِذا كَانَ فِي اللَّحْم. قَالَ: وَالْغِب الْخَالِصَة هِيَ تكون الْغَالِب فِيهَا الصَّفْرَاء الْمَحْضَة ونوائبها لَا تجوز اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة وَيكون فِيهَا قيء مرار واختلافه وتنحط بعرق وتبتدئ هَذِه لَا محَالة بنافض وَهَذِه لَا تجَاوز الْبَتَّةَ أَرْبَعَة عشر يَوْمًا. وَإِن كَانَت أَكثر خلوصاً من هَذِه وَأَشد حِدة قصرت عَن هَذَا وَإِن كَانَت أقل خلوصاً وَأَشد إدماناً من الغب الْخَالِصَة جَاوَزت عَن ذَلِك بِمِقْدَار ذَلِك فِيهَا. قَالَ: وَمن أَصَابَهُ قبل النّوبَة نافض نقي بدنه من تِلْكَ النّوبَة فَإِن كَانَ ذَلِك فِي كل يَوْم فَإِنَّهُ ينقى مِنْهَا فِي كل يَوْم وَإِن كَانَ ذَلِك فِي أَيَّام مَعْلُومَة فَإِنَّهُ ينقى فِي تِلْكَ الْأَيَّام لِأَن النافض يكون من الْمقَالة السَّادِسَة قَالَ: من عرضت لَهُ فِي الْحمى المحرقة رعشة فَإِن اخْتِلَاط الذِّهْن يحل الرعشة عَنهُ وَيَنْبَغِي أَن يجرب وَلم يرضه جالينوس. السَّادِسَة من الْفُصُول: كَانَ يُصِيب رجلا فِي الصَّيف فِي كل سنة غب فَكنت استفرغه فِي الرّبيع صفراء فَكَانَ يسلم. من الْمَوْت السَّرِيع قَالَ: الْعرق الْبَارِد مَعَ الْحمى الحادة دَلِيل على الْمَوْت وكل حمى مطبقة تشتد كل ثَلَاثَة أَيَّام فعظيمة الْخطر فَإِن أقلعت كَيفَ كَانَ فَهُوَ أسلم وَإِن عَادَتْ بِلَا عِلّة مَعْرُوفَة دلّت على شدَّة تكون.) قَالَ: وَإِذا كَانَ بِإِنْسَان حمى مقلقة وانقلبت عينه أَو أَنفه أَو شفته أَو حاجباه أَو لم يبصر أَو لم يسمع فالموت مِنْهُ قريب وَإِذا عرض تشنج فِي الحميات المطبقة وَذهل الْعقل دلّ على الْمَوْت وَإِذا عرض نفس شَدِيد فِي الْأَمْرَاض الحادة دلّ على شدَّة تكون. من كتاب العلامات قَالَ: عَلامَة الْحمى المحرقة الْمُسَمَّاة قرسيس أَن يكون ظَاهر الْبدن حاراً جدا وباطنه محترقاً غَايَة الاحتراق وَيكون النَّفس حاراً جدا وَالْبدن كُله وجعاً مسترخياً وَفِي الصدغ وَالرَّأْس ضَرْبَان وَالْوَجْه كُله أَحْمَر والأظفار حمر والعينان غائرتان ويشتاق إِلَى الْبَارِد وبصاقه زبدي ويجف لِسَانه وَيَأْخُذهُ رُعَاف ويستطلق بَطْنه صفراء مَحْضَة كَثِيرَة وسهر وَيكون اللِّسَان خشناً وَرُبمَا أسود وتمتد الشراسيف وَإِن أزمنت علته اسْتطْلقَ بَطْنه صفراء مَحْضَة وَجل مَا يعرض فِي الصَّيف وللصبيان عِنْد نَبَات الْأَسْنَان. قَالَ: والعارض للصبيان يكون أقل يبساً وقحلاً من اجل رطوبتهم وَرُبمَا عرض مَعَه سبات إِلَّا أَن تنفسهم يكون أَشد الْحَرَارَة وَالْعين غائرة جدا ويكثرون التقلب وَإِن الزموا الثدي لم يرضعوا ويحمض البن فِي أَجْوَافهم وتستطلق بطونهم.

الرَّابِعَة من طيماوس: حمى الغب مشبهة للمحرقة فِي كل أعراضها خلا أَن الصَّفْرَاء فِيهَا تستفرغ بعرق وَغَيره فِي انحطاط النوائب وَلَا يُوجد هَذَا فِي المحرقة. لى: والمحرقة لَا نافض لَهَا وَلَا نوبَة وَهِي أَشد كَيْفيَّة حرارة وأعراضها أقوى من أَعْرَاض الغب وَإِن كَانَا من نوع وَاحِد. الأولى من تَفْسِير الثَّانِيَة من ابيذيميا: قَالَ: فِي الْحمى المحرقة تكْثر الصَّفْرَاء فِي الْعُرُوق وخاصة فِي مَا يَلِي الكبد مِنْهَا وَفِي الْمعدة وَفِي الغب تكْثر فِي اللَّحْم الَّذِي فِي الْبدن كُله. لى: فالإسهال إِذا فِي المحرقة بِمَا يخرج الصَّفْرَاء فِي غَايَة النَّفْع. قَالَ: والحميات المحرقة لَا تكَاد تكون من احتقان الفضول الَّتِي من جنس المرار وَإِنَّمَا تكون من الْحَرَارَة الَّتِي فِي الأوعية والأحشاء إِذا احتدت والتهبت وَذَلِكَ يكون إِمَّا عِنْد التهاب الْهَوَاء وَشدَّة حرارته أَو عِنْد رياضة أَزِيد من الْمِقْدَار أَو هم شَدِيد أَو تردد فِي شمس مُدَّة طَوِيلَة أَو اسْتِعْمَال أَطْعِمَة حارة جدا أَو أدوية. الثَّانِيَة من الثَّانِيَة قَالَ: الحميات المحرقة الْخَالِصَة يعرض فِي أَولهَا رُعَاف وَآخِرهَا نافض وعرق يكون بِهِ البحران.) فِي الثَّالِثَة من ابيذيميا: كَلَام هَذَا محصوله أَن الغب والمحرقة المرار فيهمَا غَالب على الْبدن جدا. والمرار يلين الْبَطن إِن انصب إِلَيْهِ وَلَكِن إِنَّمَا تكون الطبيعة يابسة لِأَن حَرَكَة المرار إِمَّا إِلَى فَوق أَو إِلَى سطوح الْبدن وَفِي الْعُرُوق وَلَا ينصب إِلَى الْبَطن. لى: فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يستفرغ بِمَا يسهل الصَّفْرَاء بِأَن تجْعَل حَرَكَة المرار فِي ضد الْجِهَة الَّتِي مَال إِلَيْهَا. يحول هَذَا الْبَاب إِلَى بَاب الإسهال فِي ابْتِدَاء الحميات. قَالَ: وَجُمْلَة فَإِن اعتقال الْبَطن مَعَ غَلَبَة المرار يدل على ميل المرار عَن الْبَطن إِلَى أعالي الْبدن أَو سطوحه. الثَّانِيَة من السَّادِسَة من ابيذيميا: الْعَطش غير مفارق للحمى المحرقة إِلَّا أَن يكون مَعهَا سعال قَلِيل فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يكون أسهل وأسكن إِلَّا أَن يكون لِلْعِلَّةِ الَّتِي قد ذكرت فِي كتاب الْفُصُول وَإِنَّمَا يسكن الْعَطش والسعال الْقَلِيل الْيَسِير الَّذِي يتَوَلَّد بَين مُدَّة طَوِيلَة لِأَنَّهُ يُحَرك أَعْضَاء الْحُلْقُوم حَرَكَة يسيرَة يجتذب إِلَيْهَا رطوبات فيقل جفاف الْفَم ونواحيه بِمَا يجتذب من اللَّحْم الرخو. وَأما السعال الْقوي فَإِنَّهُ يزِيد فِي الْعَطش لِأَنَّهُ يُحَرك حَرَكَة صعبة جدا فيسخن بذلك الصَّدْر والرئة إسخاناً شَدِيدا. قَالَ: وَاعْلَم أَن هَذَا السعال الْكَائِن بِالْعرضِ لَا السعال الْخَبيث الرَّدِيء فَإِنَّهُ قد يكون من السل وَنَحْوه سعال خَفِيف إِلَّا أَنه رَدِيء فَافْهَم هَذَا السعال الْحَادِث بِعَارِض سهل الزَّوَال حدث فِي آلَات النَّفس.

قَالَ: وَأكْثر مَا رَأَيْت هَذَا السعال يحدث فِي هَذِه الحميات إِذا كَانَ سَبَب الْحمى تعباً تَعبه الْمَرِيض فِي طَرِيق كثير الْغُبَار وَأما فِي الشتَاء فِي هَوَاء شَدِيد الْبرد وَذَلِكَ انه قد يحدث عَن هذَيْن للحلقوم خشونة. لى: تفقد لون اللِّسَان فِي الحميات المحرقة وَذَلِكَ أَنه يدل على الْخَلْط المحصور فِي الْمعدة وَالْعُرُوق لِأَن بخارها يصْبغ اللِّسَان وبحسب لون اللِّسَان يكون الْخَلْط فَإِن كَانَ لم يزل عَن لَونه كَبِير زَوَال فَإِن الْحمى لينَة وَإِن كَانَ قد اسود ويبس جدا فَإِن ذَلِك من إبلاغ اليبس والحرارة فانياً من رطوبات الْبدن حَتَّى أَنه قد صعد مِنْهُ دُخان أسود. وَشدَّة حمرَة اللِّسَان فِي الحميات المحرقة تدل على غَلَبَة الدَّم. وصفرته على الصَّفْرَاء وميله إِلَى الْيَهُودِيّ: الغب الْخَالِصَة تبتدئ باقشعرار أَو بنافض شَدِيد الْحَرَكَة كثير الرعدة قَلِيل الْبرد يَجِيء) هَذَا الاقشعرار بَغْتَة وَيذْهب بَغْتَة لِأَن نافضها يدل على الْبرد وخلط رَقِيق. علاج الغب: يجب أَن تقطع مَادَّة هَذِه الْحمى لِأَنَّهَا أسْرع شَيْء انتقالاً إِلَى الْأَمْرَاض الحادة فأسهل باهليلج أصفر وزن خَمْسَة دَرَاهِم وسقمونيا دانق. الطَّبَرِيّ: إِذا أقلعت حميات الغب وقويت الشَّهْوَة واعتدل النّوم فأطعمه دَرَّاجًا وفروجاً. اهرن: حمى غب لَازِمَة تشبه سونوخس إِلَّا أَنَّهَا أَشد حرارة وَأكْثر عطشاً وأحرق وَأحد وَلَيْسَ فِي سونوخس عَطش شَدِيد مثل مَا فِي هَذِه. قَالَ: إِذا رَأَيْت النافض ملتهباً سَرِيعا وَيَجِيء بَغْتَة ويسكن بَغْتَة وَلَيْسَ ببارد وَلَكِن ناخس فَإِنَّهُ نافض الغب وَلَيْسَ لهَذَا النافض برد الرّبع والبلغمية وَقد يكون فِي صُعُوده عَطش وهذيان. وَجَمَاعَة دَلَائِل الغب النافض الَّذِي ينخس الْمُبْتَدِئ بَغْتَة لَا قَلِيلا قَلِيلا وَسُرْعَة التلهب بعد ذَلِك وشدته وحدته والعطش والهذيان وَالْكرب وقيء الصَّفْرَاء واختلافها وتمكث فِي الْأَكْثَر أقل من اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة وَلَا تجَاوز اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة وتنحط بعرق وَالزَّمَان والمزاج وَالتَّدْبِير وَحَال الحميات الْحَادِثَة فِي ذَلِك الزَّمَان ونافض الغب قصير الْمدَّة بِالْإِضَافَة إِلَى نافض البلغمية وَالرّبع. لى: اجْمَعُوا أَن نافض البلغم أبرد وأطول وأعسر سخونة ونافض الغب أقصر مُدَّة وَلَا برد مَعهَا قَالَ: عالج الغب اللَّازِمَة والنائبة فِي ابتدائها إِذا كَانَ الْمَرِيض قَوِيا بالإسهال فَإِنَّهُ لَا شَيْء خير للعفونة من أَن تخرج وتفتح السدد وَاجعَل نفضك للخلط بالأشياء الْبَارِدَة لِئَلَّا تزيد فِي حَرَارَتهَا فَخذ أَرْبَعَة مَثَاقِيل اهليلج أصفر مسحوق وسقمونيا دانق وَعشرَة دَرَاهِم سكر طبرزد فاسقه بِمَاء بَارِد فَإِنَّهُ يخرج فضل الْمرة وَمَا قد عفن مِنْهُ وَيمْنَع مَا بَقِي أَن يعفن الْبَتَّةَ وَإِن عفن عفناً يَسِيرا وَلَا تكَاد تشتد الْحمى بصاحبها بعد الإسهال فَإِن لم يقدر على الإسهال لعِلَّة مَا فأعطه مَاء الشّعير بكر وَإِن كَانَ بَطْنه يَابسا فأعطه ترنجبينا كل يَوْم عشرَة دَرَاهِم بِمَاء بَارِد وأعطه نَقِيع الإجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وسكراً وترنجبينا كل يَوْم عشرَة دَرَاهِم

علاج الحمى

مَتى اشتدت الطبيعة يَوْمَيْنِ فَلَا تدع أَن تسهله بِمَا وصفت من هَذِه فَأَنت تُعْطى مَاء الشّعير وَإِن لم تَجِيء الطبيعة بِهَذِهِ فاحقنه بحقنة ملينة ولطف أغذيته. لى: والإسهال بالإهليلج مكرب فِي الِابْتِدَاء فِيمَا قَالَ فعد دوراً أَو دورين أَو صابر فِيهَا فِي اللَّازِمَة فغذا جَاوز ذَلِك فبالأشياء الْأُخَر إِلَّا أَن يكون قَوِيا وَبرد أمكنته ومضجعه بِقدر الحدة والحرارة والعطش وَأكْثر من المبردات والفواكه الْبَارِدَة والرياحين وَإِن اشْتَدَّ السهر فانطل على) رَأسه واسعطه بالبنفسج ودهن القرع وَاللَّبن ولين خشونة لِسَانه بالألعبة وَإِن رَأَيْت الهذيان شَدِيدا فَأكْثر من حلب اللَّبن على الرَّأْس والنطول عَلَيْهِ والسعوط وأطعمه الخس واطل بِهِ الْجَبْهَة وَإِن كثر الْقَيْء وَالْمَشْي فِيهِ فأعطه أَقْرَاص طباشير ممسكة وشراب الرُّمَّان وَإِن كثرت الحدة وَالْكرب فِي الْمعدة فاطلها بأضمدة مبردة. قَالَ: وَاعْلَم أَن كثيرا مَا تنْتَقل الغب بعد دورين أَو ثَلَاثَة وَتصير إِلَى الْمَرَض الحاد الَّذِي يُسمى السرسام. لى: يَعْنِي تصير غبا لَازِمَة وَذَلِكَ يكون إِذا قصر فِي الاستفراغ والتطفئة وَكَانَ الْبدن مستعداً لذَلِك. اهرن: فَلَا يُفَارق العليل الحمية والعلاج بالمبردات قبل أَن تجوز مُدَّة سَبْعَة أدوار وَإِن هِيَ تركته فَإِنَّهُ كثيرا مَا تخف أَو تذْهب فِي الرَّابِع فَأَما أَن تخف فَفِي الْأَكْثَر. قَالَ: وَفِي يَوْم الدّور فَلَا تعالجه بِشَيْء أَكثر من أَن تسقيه مَاء الكشك أَو مَاء الكعك أَو مَاء الرُّمَّان وأشباهه وَلَا تلين الْبَطن يَوْم الدّور إِلَّا لضَرُورَة فَإِن فِي يَوْم الدّور التَّوَقُّف عَن العلاج أَحْمد. وَصَاحب حمى غب يجد قبل الدّور فِي ليلته شدَّة وأحلاماً ردية ويجد فِي يَوْم الرَّاحَة خفاً وراحة وَبعد الدّور السَّابِع بِثَلَاثَة أَيَّام أعْط الدراج ومح الْبيض والسمك الصغار فَإِن بَقِي بعد الدّور السَّابِع شَيْء من الْحمى فَاعْلَم أَن ذَلِك بقايا بلغمية وَتَكون لينَة قَليلَة الْحَرَارَة فأعطه مَاء الرازيانج والكرفس مغلي مصفى وشيئاً من عصير الغافث وعَلى هَذَا فعالج الغب اللَّازِمَة غير أَنه يَنْبَغِي أَن يكون التَّدْبِير فِيهَا ألطف وَاجعَل علاجك بالأدوية وَإِذا رَأَيْت الهضم فِي المَاء تَاما جيدا فَتقدم واسقه المَاء الْبَارِد مَا أَرَادَ وَلَا تجبن وأعطه مِنْهُ مَا أَرَادَ بِقدر مَا لَا يعطش فَإنَّك تُطْفِئ بذلك حرارة الْحمى والاحتراق الَّذِي دَاخل الْعُرُوق وَأما قبل أَن ترى النضج فِي الْبَوْل فاجتنب المَاء الْبَارِد وخاصة كثرته فَإِنَّهُ لَا يُؤمن من كثرته أَن يصير سدة وورماً فِي الكبد. 3 - (علاج الْحمى) الْإِسْكَنْدَر: ينفع من الْحمى اللهيبة الْورْد وكل شَيْء يعْمل مِنْهُ فَإِنَّهُ ينخس الْحمى نخساً. قَالَ: وَمَاء الشّعير نَافِع من الحميات خَاصَّة فِي اللهيبة فَإِن اشْتَدَّ اللهيب والسهر فاسقه شراب خشخاش لِأَنَّهُ يُطْفِئ الْحمى الْبَتَّةَ ويجلب النّوم. شَمْعُون قَالَ: مَعَ الغب برد قَلِيل وحرارة كَثِيرَة وعطش والتهاب وضجر واستثقال الْكَلَام وَحب الْوحدَة ومرارة الْفَم وصداع وَرُبمَا برد الْأَطْرَاف مَعَه وَإِذا شرب المَاء ارْتَفع من جلده بخار كثير حَار وقيء وفواق قَلِيل ثمَّ تشتعل.

قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تستنظف مَا يسيل فِي هَذِه الْحمى مِمَّا يسيل وَتجْعَل أطعمتهم حامضة مطفئة. الاختصارات: قوسيس الْمُسَمَّاة المحرقة وَالْغِب الدائمة وَإِن كَانَتَا من عفن الصَّفْرَاء دَاخل الْعُرُوق فالفصل بَينهمَا أَن الْحَرَارَة تكون فِي قوسيس أَكثر ذَلِك فِي الْأَعْضَاء الَّتِي حول الْقلب وَفِي الغب الدائمة تكون فِي جَمِيع الْبدن أَو بِالْقربِ من السوَاء وَأَصْحَاب الغب يحبونَ الْخلْوَة وَألا يتكلموا وتقل شهوتهم ويصيبهم سهر وَثقل فِي الرَّأْس وَرُبمَا بردت أَطْرَافهم فِي أَولهَا ويصغر النبض فِي المبدأ ويعظم جدا فِي الْمُنْتَهى. قَالَ: احذر فِي مبدأها اسْتِعْمَال الْأَشْيَاء الحارة لِئَلَّا يحدث ورم فِي الكبد والباردة لِئَلَّا تطول مُدَّة هَذِه الْحمى. لى: أَنا أَقُول: أَنه إِن كَانَ فِي الْحمى من الْعظم مَا لَا يُطَاق وَلَا تؤمن مضرتها فطول مُدَّة الْحمى بعد تطفئتها بِالْمَاءِ الْبَارِد أصلح من احْتِمَال عظمها وخطرها كَمَا قَالَ ب: كثيرا آمُر حِين أرى حمى عَظِيمَة جدا أَنه يطول مَرضه بِأَن يسقى المَاء الْبَارِد وَمِثَال حماه فَإِن ذَلِك أصلح وَأمكن استدراكاً من عظم تِلْكَ الْحمى فَكَأَنَّهُ انذر بِهِ لما سقَاهُ المَاء الْبَارِد وَسكن عظم الْحمى ومعرتها وَبقيت بقايا أخلاط مكتنزة تلافاها من بعد مَا تخشى من عظمها وخطرها أَكثر كثيرا من تلبدها بعد سقِِي المَاء الْبَارِد. 3 (الحميات المحرقة صنفان) إِحْدَاهمَا قَوِيَّة يكون الْعَطش فِيهَا غَالِبا والرعاف وعزوب الذِّهْن وَسُرْعَة الْإِتْلَاف وتتولد عَن اجْتِمَاع المرار الناصع الصّرْف فِي مَوَاضِع من الْمعدة وخاصة فِي مَا يَلِي فمها وَفِي جَانب الكبد المقعر وَالْأُخْرَى يكون الْعَطش والالتهاب والأعراض الْأُخْرَى فِيهَا أخف وَإِن كَانَت شدَّة الْعَطش لَازِمَة لكل حمى محرقة لِاجْتِمَاع المرار فِي الْمعدة. قَالَ: وتولدها يكون من مرار يخالطه رُطُوبَة رقيقَة. لى: من هَهُنَا تعلم انه لَا شَيْء أبلغ فِي علاج هَذِه الحميات من الْقَيْء والإسهال الصفراوي لتنقى مِنْهَا الكبد والجداول والمعدة. قَالَ: تعرف صعوبة الْحمى المحرقة من الأرق والقلق وَذُهُول الذِّهْن. قَالَ: توَافق المحرقة قرانيطس فِي الْمَادَّة الَّتِي مِنْهَا تكون وَهُوَ المرار الصّرْف الناصع الْأَحْمَر لَكِن فِي الحميات المحرقة يكون هَذَا المرار محصوراً فِي الْعُرُوق وخاصة الَّتِي فِي الْمعدة والكبد والرئة وَفِي السرسام يكون فِي الدِّمَاغ لابثاً ثَابتا فَأَما إِن لم يكن ثَابتا لَكِن جَارِيا فِي عروقه فَقَط فَإِن اخْتِلَاط الْعقل إِنَّمَا يكون فِي وَقت نِهَايَة النوائب. لى: الْفُصُول المقومة للحمى المحرقة شدَّة الْعَطش ودوامه والحرارة واللهيب. وعَلى مَا رَأَيْت بالتجربة وَمَا رَأَيْت فِي هَذَا الْكتاب فِي الحميات الدائمة: إِذا دَامَ الثّقل والوجع فِي

المقالة الثانية من مسائل ابيذيميا قال

الرَّأْس والعنق يَوْمَيْنِ وَثَلَاثَة وَأَرْبَعَة وَخَمْسَة واكثر ويحيد الْبَصَر عَن الضَّوْء وتدر الدُّمُوع وَيكثر التثاؤب والتمطى والسهر الشَّديد ويجد مس الإعياء الشَّديد فَإِنَّهُ ينْتَقل العليل بعد ذَلِك إِلَى السرسام فَيقدر كَالسَّكْرَانِ وَلَا ينتبه لطعام وَلَا لشراب إِلَّا أَن يَجِيئهُ البحران فَإِن كَانَ الثّقل فِي الرَّأْس أَكثر من الوجع وَلم يكن سهر نوم وَكَانَت الْحَرَارَة اسكن والنبض عريض غير سريع انْتقل إِلَى ليثرغس فَمَتَى رَأَيْت هَذِه العلامات فافصد فَإِنِّي قد خلصت جمَاعَة بِهِ وَتركت مُتَعَمدا جمَاعَة أستبرئ بذلك رَأْيِي فسرسموا كلهم وَقد يكون هَذَا فِي الحميات الدموية فَإِذا رَأَيْت فِي الْحمى عَلَامَات الجدري فَاعْلَم أَنه تنْتَقل إِلَيْهِ وَإِن رَأَيْت هَذِه العلامات فإليه تنْتَقل. لى: بالتجربة إِذا رَأَيْت الثّقل والوجع فِي الرَّأْس دَائِما فأيقن بحدوث السرسام. 3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ:) 3 - (الْأَعْرَاض المقومة للحمى المحرقة) ) الْعَطش المتدارك وحس الْحَرَارَة المؤذية. والأعراض الَّتِي تكون فِي الْأَمْرَاض على الْأَكْثَر شَدِيدَة: الْعَطش وإفراطه وَشدَّة الْحَرَارَة وتعديها وَالْكرب. والأعراض الْحَادِثَة فِيهَا اخْتِلَاط الذِّهْن والسهر وَلَيْسَت أبدا وَلَا فِي الْأَكْثَر لَكِن إِذا كَانَت خبيثة. الْمقَالة الرَّابِعَة من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: إِذا كَانَ سَبَب النافض حاراً كَانَ أَشد تحريكاً ونفضاً للبدن وَلذَلِك نافض الغب أَشد من نافض البلغمية. لى: التحريك فِي الغب أَشد وَالْبرد فِي البلغمية أَكثر. اربياسيوس: إِذا لم يكن فِي عُضْو من الْأَعْضَاء الرئيسية ورم حَار أَو ورم بَارِد صلب وَلَا كَانَ فِي الْبدن عُضْو رَئِيس بَارِد المزاج أَو ضَعِيف وَظَهَرت عَلَامَات النضج فثق بسقي المَاء الْبَارِد خَاصَّة إِن كَانَ مُعْتَادا لَهُ. وَقَالَ: عَلَامَات الْحمى المحرقة اللَّازِمَة: خشونة اللِّسَان وسواده واللذع فِي الْبَطن والسواد والصفرة فِي البرَاز والعطش والسهر والاختلاط. قَالَ: وَلَا يسلم من حمى قوسيس إِلَّا بِإِحْدَى خلتين إِمَّا بِأَن تخرج الصَّفْرَاء من الْبدن وَإِمَّا أَن تكسر حدتها بسقي المَاء الْبَارِد وَيكون غذاؤه مَاء الشّعير. اغلوقن قَالَ: أول الْأَشْيَاء أَن تنظر فِي الغب من ابتدائها هَل هِيَ خَالِصَة أم غير خَالِصَة فَإِن الْخَالِصَة تَنْقَضِي أَكثر شَيْء فِي سَبْعَة أدوار وَأما المشوبة فقد رَأَيْت حمى نابت غبا من أول الخريف إِلَى الرّبيع وَلما طَالَتْ لم يحتم العليل فَعظم طحاله وترهل وَكَانَت سحنته وتدبيره بلغمياً وَكَانَت النّوبَة تقيم عَلَيْهِ يَوْمًا وَلَيْلَة وَلم يكن يشبه نافضها نافض الغب لَكِن قشعريرة وَلم يكن فِيهَا عَطش وَلَا كرب وَلَا قيء مرار وَلَا عرق فَانْظُر وَيكون عَمَلك

بِحَسب الدَّلَائِل وَيظْهر فِي الغب الْخَالِص فِي الثَّالِث أَو فِي الرَّابِع مَا يدل على النضج. جَوَامِع اغلوقن: وَالْغِب غير الْخَالِصَة تبتدئ بنافض شَدِيد مرعد وَالرّبع والبلغمية لَا. الساهر: أسهل فِي الطبيعة بِمَا يسهل الصَّفْرَاء وَلَا تسخن واسق مَاء الشّعير يَوْم الرَّاحَة وَيَوْم الدّور مَاء الرُّمَّان. لى: إِن أمكنك أَن تَسْقِي مَاء الشّعير بالبعد عَن الدّور جَازَ فَإِن كنت بِالْقربِ من النّوبَة واحتجت أَن تَسْقِي شَيْئا فَذَلِك. ابْن ماسويه فِي الحميات: أَصْحَاب الغب يضجرون من الْكَلَام إِذا كلموا ويسهرون ويحسون) بغليان ونخس فِي أكبادهم. وَقَالَ: احذر فِي هَذِه اسْتِعْمَال الْأَشْيَاء المسخنة لِئَلَّا تحدث ورماً. لى: فِي الكبد فَيقْتل. قَالَ: وَلَا تسرف فِي التبريد فتطفينها بل تعالج بحذر كثير ولين الْبَطن فِي الِابْتِدَاء بأَشْيَاء لينَة وَبعد النضج باهليلج وأفسنتين وَلَا تسهل الْبَطن يَوْم الدّور بل أرحه ذَلِك الْيَوْم واسقه مَاء الشّعير مَعَ الْأَشْيَاء المزة إِذا أمكن وَلَا تسق بِقرب الدّور لِأَنَّهُ يتقيأه العليل وَيزِيد فِي رداءة الْحمى لَكِن قبل الدّور أَو بعده على حسب مَا يُمكن من الْوَقْت. قَالَ: وَإِن امْتنع العليل من أَخذ مَاء الشّعير فاسقه مَاء القرع يَنُوب عَن مَاء الشّعير وغذه بالبقول اللينة فَإِنَّهَا تلين الْبَطن وتقمع الصَّفْرَاء وَاجعَل بَين مَاء الشّعير والدور أَقَله ساعتان أَو ثَلَاث أَو أَربع فَإِن الأجود أَن تَجِيء الْخَلَاء اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يعرض فِي ابْتِدَاء النّوبَة غشي فَإِن ذَلِك فبادر قبل النّوبَة بِقَلِيل أَو وَقت النّوبَة قبل الْعشي فأعطه لباب خبز بِمَاء الرُّمَّان. فَإِذا حدث فِي هَذِه الْحمى يرقان فَاسق السكنجبين وَمَاء الشّعير وشيئاً من الْبُقُول اللينة وشيئاً مِمَّا يدر الْبَوْل وضمد الكبد أبدا بأَشْيَاء بَارِدَة وَإِن حدث بعد نضج الْحمى فَإِنَّهُ بحران فاسقه المدرة للبول وَلَا تخف واحمه وأطعمه سمكًا صخرياً وأكحله بِمَاء ورد وخل وبماء الكزبرة فَإِن لم ينفع فَعَلَيْك بِبَاب اليرقان فعلاجه هُنَاكَ. تياذوق: ينفع من الْحمى اللهيبة طباشير نواة وكافور قِيرَاط يسقى بِمَاء الرُّمَّان المز فَإِنَّهُ جيد وللطباشير خاصية فِي تسكين الْحمى فاعتمد عَلَيْهِ فِيهَا وعَلى الكافور وَأكْثر مِنْهُ فِي الأقراص الوردية والطباشير. وضمد الْمعدة والكبد بالبقول والرياحين الْبَارِدَة. وَإِن صعد الْحر إِلَى الرَّأْس جَوَامِع اغلوقن: الْعَلامَة الدَّالَّة على أَن الغب تطول وَلَيْسَت خَالِصَة هُوَ أَن النافض يعسر التهابها وتلتهب قَلِيلا ثمَّ تبرد وتطول مُدَّة النافض وَإِذا التهبت أَيْضا لم تكن شَدِيدَة الْحَرَارَة وَقلة الْعَطش وَلَا يتَبَيَّن فِي الْبَوْل فِي الثَّالِث وَالرَّابِع نضج لِأَن الغب الْخَالِصَة لَا بُد أَن يكون فِي الرَّابِع فِيهَا أثر النضج وَأَن يكون الْوَجْه وَالْبدن غير منخرط.

العلاج لبولس وأربياسيوس

قَالَ: وَالْغِب الْخَالِصَة أطول نوبتها اثْنَتَا عشرَة سَاعَة وتنقضي فِي سَبْعَة أدوار فَإِن نقصت عَن اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة نقصت فِي أقل من سَبْعَة أدوار وَإِن زَاد فبقدر ذَلِك تَدور دوراً أَكثر حَتَّى أَن الَّتِي نوبتها أَربع وَعِشْرُونَ سَاعَة رُبمَا زَادَت أَرْبَعَة أشهر.) لى: جربت فَرَأَيْت من أبلغ الْأَشْيَاء فِي الحميات الحادة إِذا كَانَت الحدة شَدِيدَة أَن يسقى العليل مَعَ الْفجْر مَاء اجاص وَتَمْرًا هندياً كل يَوْم ثمَّ يسقى بِالْغَدَاةِ مَاء الشّعير فَإِن كَانَت الطبيعة يابسة لم تخله حَتَّى ينَام على لب خِيَار شنبر تسقيه ثمَّ تبكر بِمَاء الشّعير وَإِن كَانَ بِهِ سعال وَلم يكن هذيان سقيت مَكَان مَاء الإجاص طبيخ سبستان وعناب وأصل السوس ثمَّ سقيت غدْوَة مَاء الشّعير فَإِنِّي رَأَيْت هَذَا أَجود تَدْبيره. بولس: أَن النبض فِي سونوخس ألزم للنظام وَأعظم وَأَقل سرعَة وحرارتها أقرب إِلَى البخارية والعطش واللهيب فِيهَا أقل مِنْهُ فِي المحرقة. لى: وَإِذا رَأَيْت حمى مطبقة يشبه حَالهَا حَال حمى يَوْم عِنْد صعُود النّوبَة فَتلك سونوخس فَاسْتَعِنْ بِالتَّدْبِيرِ والمزاج وَحَال الْوَجْه وَالْبدن وامتلاء الْعُرُوق. قَالَ: وَأما المحرقة فالأعراض فِيهَا يبس اللِّسَان وسواده ولذع فِي الْبَطن وَشدَّة الْعَطش وبراز أصفر اللَّوْن وسهر واختلاط الْعقل. لى: وَشدَّة اللهيب وَالتَّدْبِير والمزاج الصفراوي. وَمَتى رَأَيْت حمى مطبقة يشبه حَالهَا حَال نِهَايَة الغب فَتلك المحرقة. 3 - (العلاج لبولس وأربياسيوس) أما سونوخس فالفصد إِلَى أَن يعرض الغشي فَإِن لم يفصد خيف هَلَاكه فَإِن لم يُمكن فالتطفئة إِن لم يكن ورم فِي عُضْو رَئِيس دموي أَو بلغمي أَو سقيروس. فَأَما الْحمرَة فَلَا تمنع فِيهَا من شرب المَاء الْبَارِد. فَأَما إِن كَانَ عُضْو رئيسي بَارِد المزاج أَو مستعداً للضعف أَو يبرد بِسُرْعَة فَلَا تسق المَاء الْبَارِد وَإِن كَانَ مُعْتَادا لَهُ فَأَما المحرقة فإمَّا أَن تسهل الصَّفْرَاء أَو تسْتَعْمل تطفئة قَوِيَّة وَذَلِكَ يكون بِالْمَاءِ الْبَارِد فَاسق المَاء الْبَارِد أبدا فِي المحرقة وغذاؤه مَاء الشّعير وَالْحمام يُوَافقهُ بعد النضج. وَأما المحرقة الَّتِي لورم فِي الْبَطن حَار أَعنِي الْحمرَة. لى: المحرقة تكون عَن حمرَة وَأما إِذا كَانَ فلغمونيا فَإِنَّهُ تكون تِلْكَ الْحمى سونوخس. قَالَ اسْتعْمل فِي هَؤُلَاءِ أضمدة بَارِدَة بِأَن تلقى عصير الحصرم والخس على البقلة الحمقاء ودقها واعصرها وبردها على الثَّلج واصبغ فِيهِ خرقَة كتَّان بطاقتين وَضعه على الْعُضْو وَمَتى فتر غَيره حَتَّى يحس بِبرْدِهِ فِي ذَلِك الْموضع من الْعُضْو وَلَا تفعل ذَلِك فِي الِابْتِدَاء لَكِن فِي الصعُود عِنْد التلهب والحرارة واجتنب الْحمام فَإِن رَأَيْت أَنه لَا يطفأ فَعَلَيْك بِالْمَاءِ الْبَارِد والأشياء الْبَارِدَة من أغذية وأدوية وهواء.

لى: وَإِن كَانَ الورم فلغمونيا فافصده ثمَّ اسْقِهِ مَاء الشّعير وسكنجبينا ودع المَاء الْبَارِد حَتَّى يظْهر النضج وَهَذَانِ صنفان من الْحمى المطبقة يكونَانِ لورم يؤول إِلَى الدق سَرِيعا المحرقة مِنْهُمَا أَن تبالغ فِي تطفئتها وتبريدها. جورجس: تحفظ فِي الغب واحرص أَلا تنْتَقل إِلَى حمى حادة فَإِن ذَلِك شَأْنهَا إِذا لم تطفأ وأجود علاجها إِذا كَانَ العليل قَوِيا أَن يسقى عشرَة دَرَاهِم من اهليلج أصفر مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم ترنجبين وَثَلَاثَة طساسيج سقمونيا وَعشرَة دَرَاهِم سكر طبرزد فَإنَّك تقطع مَادَّة الْحمى وتأمن أَن تنْتَقل إِلَى الْمَرَض الحاد. فَإِن كَانَ ضَعِيفا أَو لم يُمكن هَذَا فَعَلَيْك بالإجاص والترنجبين يسقى بِمَاء بَارِد والحقن اللينة وَلَا تدع طَبِيعَته يابسة الْبَتَّةَ وبادر فِي الْمَرَض الحاد بالإسهال والفصد قبل سُقُوط الْقُوَّة وَإِن تَأَخّر عَن وَقت الِابْتِدَاء فَخذ حِينَئِذٍ فِي التطفئة والمداراة إِلَى أَن تَنْتَهِي إِن شَاءَ الله. اغلوقن قَالَ فِي علاج حمى الغب: اجْتهد فِي هَذِه الْحمى فِي ترطيب الْبدن وتبريده مَا أمكن وتسهيل سبل الْبدن فِي استفراغها بالبول والإسهال والعرق وبالقيء إِن جَاءَ شَيْء إِلَى الْمعدة.) لى: عَلامَة سيلانه إِلَى الْمعدة الغثي فَإِن غثي فليقيأ وَإِلَّا فَلَا لِأَن انجراره إِلَى الْمعدة لَيْسَ بجيد. قَالَ: وَلَا تحمه حَتَّى ينضج واحمه بعد النضج فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ جدا إِذا كَانَ مَاء عذباً وَليكن استفراغه بأَشْيَاء لينَة بَارِدَة فَإِذا ظهر النضج فأعط افسنتينا منقوعاً فِي مَاء الْعَسَل وَيحْتَاج من الْحمام إِلَى ترطيبه فَقَط وقلل من سخونته بِمِقْدَار مَا يسهل منافس الْبدن وَالشرَاب لَا تسقه حَتَّى تنضج ثمَّ اسْقِهِ المائي مِنْهُ وغذه الْبُقُول وأغذية مبردة مرطبة وغذ أَصْحَاب الغب الْخَالِصَة مِنْهَا أَكثر مَا يُمكنهُم استمراؤه وجنبهم التوابل والأشياء الحارة فالتدبير للمحرقة هُوَ أَن يقْتَصر فِي الْخَالِصَة مِنْهَا على مَاء كشك الشّعير إِلَى مَجِيء البحران فَأَما غير الْخَالِصَة فاصرف عنايتك كلهَا إِلَى معرفَة قدر قلَّة خلوصها لِئَلَّا تزيد فِي الْمَرَض بالغذاء وَلَا تقتل العليل بلطافة التَّدْبِير فَتسقط الْقُوَّة وَاجعَل فِي الأغذية مَا يلطف ويسخن بِقدر مَا يحْتَمل وأسهل بالمسهلات اللينة. قَالَ بولس: وَإِن احتجت إِلَى الفصد فَلَا تدع وَاسْتعْمل الْقَيْء بعد الطَّعَام فَإِنِّي أعرف من حم من غب مِمَّا زجه لبلغم خرج مِنْهَا فِي مرّة وَاحِدَة بقيء بعد الطَّعَام. قَالَ: وَمن أوفق مَا سقِِي هَؤُلَاءِ مَاء الشّعير قد طرح فِيهِ فلفل وسنبل الطّيب والسكنجبين نَافِع أَيْضا لَهُم وَمن تطاولت بِهِ فَلَا شَيْء أبلغ لَهُ من الْقَيْء بعد الطَّعَام. الثَّالِثَة من تَفْسِير السَّادِسَة: تقرح الشفتين فِي الْحمى دَلِيل على أَنَّهَا حمى غب حارة محرقة وَلكنهَا مفترة.

اغلوقن قَالَ: إِن كَانَ العليل من حم من غب يشتاق إِلَى الْحمام وَكَانَت عَادَته فِي صِحَّته قد جرت بِهِ فَأذن لَهُ فِيهِ يَوْم الرَّاحَة. الأولى من ابيذيميا من تَفْسِير الأولى قَالَ جالينوس: المحرقة لَيست تكون عِنْد اجْتِمَاع المرار فِي أَي عُضْو كَانَ لَكِن عِنْد اجتماعه فِي الْمعدة وخاصة فِي فمها وَفِي الْموضع المقعر من الكبد. الثَّانِيَة من تَفْسِير الأولى قَالَ: الحميات الَّتِي تنوب فِي الْيَوْم الثَّالِث جِنْسَانِ مِنْهَا مَا يقْلع حِين ينقى الْبدن مِنْهَا وَمِنْهَا مَا لَا يقْلع وَفِي كل وَاحِد مِنْهُمَا صنفان آخرَانِ وَمن الَّتِي تقلع وينقى الْبدن مِنْهَا مَا لَا تجَاوز نوبَته اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة وَتَكون فِي الْأَكْثَر أقل وَيكون فِيهَا قيء مرار وَفِي ابتدائها نافض. لى هَذِه لَا تجَاوز سَبْعَة أدوار وَفِي الْأَكْثَر تَنْقَضِي فِي أَرْبَعَة وَمِنْهَا مَا تمتد نوبَته أَكثر من اثْنَتَيْ) عشرَة سَاعَة. لى: على مَا بَان من كَلَامه: هَذِه تكون من مرار غليظ يبطئ نضجه وَرُبمَا امتدت وطالت أدواراً كَثِيرَة وَأما الَّتِي لَا تقلع وَلَا ينقى الْبدن مِنْهَا فَهِيَ حمى تَنْتَهِي بقشعريرة ثمَّ تسخن وَإِذا ظَنَنْت أَن الْحمى فِي تزيد عاودته بَغْتَة بنفض وقشعريرة وَرُبمَا كَانَ ذَلِك مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا أَو أَرْبعا وَتَكون النّوبَة من غَد أخف وَلَا يكون فِيهَا هَذَا الكرب والقشعريرة وَتَكون فِي الْيَوْم الثَّالِث على الْمِثَال فِي الْيَوْم الأول فِي عظم النّوبَة ومعاودة القشعريرات فَهَذِهِ المطريطاوس وَمِنْهَا حمى تنوب ثمَّ تكون فِي الْيَوْم الثَّانِي اخف وَالْبدن غير نقي مِنْهَا ثمَّ تنوب فِي الثَّالِث بِلَا قشعريرة وَلَا برد فَتكون بنوبة كالأولى. قَالَ ج: وَهَذِه الْحمى من مرار تعسر حركته ويبطئ نضجه. لى: وَفِي هَذَا نظر لِأَن هَذِه المحرقة اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تكون جِهَة نوبتها على هَذَا وَلَيْسَ لَهَا سخونة ذَات قدر يعْتد بهَا. وَقَالَ ج: أَنا أسمي هَذِه الَّتِي تَنْقَضِي نوبتها فِي اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة فَمَا دون ذَلِك غبا خَالِصَة وَأما الَّتِي تفضل نوبتها على اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة إِلَّا أَنه على حَال وَقت نوبتها أقصر من وَقت مفارقتها الْبدن فَإِنِّي أسميها غبا مُطلقًا وَأما الَّتِي وَقت مفارقتها أقصر من وَقت أَخذهَا فَإِنِّي أسميها متطاولة وَأما الَّتِي تكون فِيهَا قشعريرة وكرات وعودات فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام وَتَكون فِي الثَّانِي نوبتها خَفِيفَة فشطر الغب والمجانية للغب وَأما الَّتِي لَا تقلع الْبَتَّةَ وتنوب غبا من غير أَن تكون فِيهَا هَذِه الكرات بِلَا قشعريرة فالشبيهة بالغب. من فُصُول ايبيذيميا قَالَ: المحرقة المرار فِيهَا مُجْتَمع فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي فَم الْمعدة وَفِي الْعُرُوق الَّتِي فِي تقعير الكبد وَفِي الرئة أَيْضا وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يكون أَكثر تبريدك لهَذِهِ الْمَوَاضِع. من

كتاب أزمان الأمراض

3 - (كتاب أزمان الْأَمْرَاض) كل حمى كَانَ دورها فِي أَربع وَعشْرين فَهِيَ بلغمية وَمَا كَانَ فِي ثَمَان وَأَرْبَعين سَاعَة فغب وَمَا كَانَ فِي اثْنَتَيْنِ وَسبعين سَاعَة فربع. لى: مَتى تمت نوبَة وابتدأت أُخْرَى فِي هَذِه الْمدَّة فَهِيَ من الْجِنْس الَّذِي ذكرنَا فَلذَلِك يُمكن أَن قَالَ: وَصَاحب الغب تبتدئ بِهِ السخونة وتتوقد دَاخل بدنه وَهُوَ بعد بَارِد الْأَطْرَاف. ابْن ماسويه قَالَ: الغب الدائمة إِنَّمَا يبْقى مِنْهَا فِي الْيَوْم الَّذِي تنوب فِيهِ الْبدن بخارات كَثِيرَة لَا ينقى الْبدن والعرق من حرهَا وَأما أَن يكون شَيْئا يسْتَحق حمى فَلَا. لى: كَذَا رَأَيْت هَذِه. الْمقَالة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ: إِنَّمَا يلْزم المحرقة الْعَطش بِكَثْرَة المرار الْمُجْتَمع فِي فَم الْمعدة وتقعير الكبد. ابْن ماسويه قَالَ: أسهل فِي أَوَائِل هَذِه بِمَاء الْفَوَاكِه وَإِن كَانَ ضَعِيفا يغشى عَلَيْهِ أَو تشتد حرارته وهذيانه فاسقه فِي وَقت الدّور مَاء رمان مَعَ مَاء الشّعير لِئَلَّا يَسْتَحِيل بالسكر وَلَا تسقه مَاء الشّعير يَوْم الْحمى قبل الدّور إِلَّا أَن يكون فِي الْوَقْت طول لِئَلَّا يقذفه فَيكون سَببا لطول الْحمى وشدتها.

(الحميات الَّتِي عَن الأورام) والقروح اسْتَعِنْ بِبَاب جمل الحميات وبباب الأورام الْبَاطِنَة وحول جملَة التَّدْبِير لحمى مَعَ ورم إِلَى هَهُنَا. قَالَ ج فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من كتاب البحران: يَنْبَغِي إِذا أردْت أَن تقف على الحميات الَّتِي من الأورام المركبة أَن ترتاض فِي تعرف الْمُفْردَات مِنْهَا أَولا فَإِن للحادثة عَن ورم الدِّمَاغ صُورَة غير صُورَة الْحمى الَّتِي تحدث عَن ورم الرئة وكل وَاحِدَة من هَذِه لَهَا صُورَة غير صُورَة الْحمى الْحَادِثَة عَن ورم الكبد فَكَذَلِك الْحمى الْحَادِثَة عَن ورم صفراوي لَهُ صُورَة الورم الْحَادِث عَن الدَّم. قَالَ: وَمن ذَلِك أَن الْحمى المحرقة الخبيثة تحدث عَن ورم صفراوي يكون فِي الرئة أَو فِي الكبد أَو فِي الْمعدة. قَالَ: وتعرف هَذَا من الْكتب الْمَخْصُوصَة بتعرف علل الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة وَنَحْوهَا فَإِن نقل جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَى مَعْرفَته فِي هَذَا الْبَاب لَا يُمكن لطوله. لى: نَحن نروم أَن ننقل دَلِيل الحميات فَقَط إِلَى هَذَا الْموضع. لى: الحميات الَّتِي مَعَ الأورام إِمَّا أَن تحدث مَعَ ورم فِي غشاء الدِّمَاغ أَو فِي الدِّمَاغ نَفسه وصورتهما جَمِيعًا صُورَة وَاحِدَة ويلزمهما جَمِيعًا فَسَاد الْأَفْعَال النفسانية إِلَّا انه إِن كَانَ الورم حاراً كَانَ مَعَه سهر وصداع وهذيان واختلاط وقلق وَسَائِر عَلَامَات قرانيطس وَتَكون هَذِه الْحمى حادة قَوِيَّة وَالْعين وَالْوَجْه أحمرين وَهِي الَّتِي تسمى قرانيطس وَإِن كَانَ بلغمياً كَانَ مَعهَا سبات وَضعف فِي الحركات وتغميض الأجفان وَتَكون الْحمى هادئة لينَة كَأَنَّهَا مندفنة وَسَائِر عَلَامَات ليثرغس وَلَا يكون فِيهِ ورم سوداوي وَقد يغلب عَلَيْهِ سوء مزاج بَارِد يَابِس لَيْسَ مَعَه حمى وَهُوَ الْمُسَمّى الشخوص فَأَما أَسْفَل من هَذَا الْعُضْو فَلَا يكَاد يكون حاراً وَمَعَ هَذَا وجع فِي الْأذن شَدِيد وهذيان واختلاط فِي بعض الْأَحْوَال وَدون هَذَا الورم فِي النغانغ إِذا كَانَ حاراً ويعرض مَعهَا ضيق فِي

المبلع وامتلاء فِي الْوَجْه وَلَا يخفى ذَلِك وَأما الورم الْحَار فِي المري فبحدث مِنْهُ وجع بَين الْكَتِفَيْنِ وألم عِنْد الْمبلغ والمري وَسَائِر العلامات وَأما الورم الْحَار فِي الْمعدة فليزمه الْعَطش وَفَسَاد الهضم ووجع فِي نواحي الْمعدة. قد يكون مَعَ حمى المري وفم الْمعدة هذيان وَأما ورم فِي الرئة فَيكون مِنْهُ حمرَة الوجنتين وضيق النَّفس وَحمى حادة وعطش) شَدِيد وَحب الْبُرُودَة وَنَحْو ذَلِك فَهُوَ ذَات الْجنب وَأما الورم فِي الْحجاب فَهَذَا يعرض فِيهِ هذيان وضيق النَّفس وَهُوَ الَّذِي يُسمى سرساماً وَأما الورم فِي بعض نواحي الصَّدْر فكله ألم يضر النَّفس ويغيره ويصلب النبض لِأَنَّهَا أغشية وأعضاء عصبية وَكَذَلِكَ فَم الْمعدة والمري وَأما الورم فِي غلاف الْقلب ونواحيه فعلاماته عظم الْحمى والعطش المتدارك. فَإِن تبعه موت سريع فَإِنَّهُ فِي الْقلب وَإِلَّا فِي نواحيه. وَأما الورم فِي الكلى فَيكون مِنْهُ نافض على غير تَرْتِيب وحميات أَيْضا مختلطة ووجع فِي الْقطن ولهيب فِي الْبَوْل مَعَه وجع فِي الْأَكْثَر. وَأما الورم فِي المثانة فَيكون مَعَه اخْتِلَاط وهذيان شَدِيد وَحمى شَدِيدَة الْحَرَارَة جدا واحتباس الْبَوْل. وَإِمَّا أَن يكون فِي الرَّحِم فَيكون مَعَه كَمَا مَعَ المثانة هذيان وصلابة فِي النبض ووجع الْعَانَة والقطن وَفَسَاد الطمث وَأما الورم من حمرَة وَيكون فلغمونيا فعلى قدر قُوَّة أَعْرَاض الْحَرَارَة اعرف ذَلِك ويتبعه فِي الْأَكْثَر استسقاء وَيكون فِي ابْتِدَائه وجع تَحت الشراسيف فِي الْأَيْمن وسعلة خَفِيفَة وضيق وَنَحْو ذَلِك مَذْكُور فِي بَاب الكبد وَرُبمَا ظهر للحس وَأما من ورم الطحال فَيكون مَعَه وجع الطحال وتنوب أَكثر ذَلِك ربعا وَفَسَاد اللَّوْن قد يظْهر أَيْضا فِي الْأَكْثَر للحس وَتَكون هَذِه الأورام فِي الْأَكْثَر صلبة وَفِي الْأَقَل فلغمونيا. وَأما من ورم اللَّحْم الرخو فِي جَمِيع الْمَوَاضِع الَّتِي فِيهَا غدد كالأربية والإبط والعنق وَنَحْوهَا فَهَذِهِ ظَاهِرَة. هَذِه جملَة يعْمل عَلَيْهَا ليتم بعد إِن شَاءَ الله. 3 (أَعْلَام الحميات) الحميات الَّتِي مَعَ أورام تَجِد فِيهَا أعلاماً تدلك على الْمَوَاضِع الَّتِي فِيهَا الورم وأعلامها تدلك على الْعلَّة الَّتِي مِنْهَا حدث ذَلِك الورم وتمثل الْجنب وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَابه. قَالَ: إِذا كَانَ الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ يتَوَلَّد الورم تهيج عَنهُ الْحمى خلطاً مُفردا كَانَت صورته صُورَة وَاحِدَة من الحميات العفونية بل كَانَت أحد مِنْهَا فَأَشَارَ فِي هَذَا الْموضع إِلَى الْحمى الْحَادِثَة عَن الأورام دائمة أبدا حادة. قَالَ: الْحمى المتولدة عَن فلغموني وَهُوَ ورم حَار كثير الْمِقْدَار حمى لينَة سليمَة وَهِي أشبه الحميات بحمى يَوْم الْعَارِضَة من ورم اللَّحْم الرخو الَّذِي فِي الحالب وَغَيره مِمَّا أشبهه فَإِن هَذَا الورم يكون من دم صَحِيح إِلَّا أَنه إِذا عفن مَال إِلَى الصَّفْرَاء لِأَن الدَّم إّن عفن فقد سخن سخونة مَال بهَا إِلَى الصَّفْرَاء. قَالَ: كل حمى تكون من ورم عُضْو مَا فطبيعتها تدل على الحميات الثَّلَاث: الغب أَو الرّبع أَو البلغمية وأسقطنا الدَّم إِذا كَانَ عفن الدَّم هُوَ الصَّفْرَاء فَإِن كَانَت مُفْردَة لم تخف

عَلَيْك وَإِن كَانَت مركبة لِأَن الورم الَّذِي حدثت عَنهُ الْحمى مركب فَإنَّك تعرفها من معرفَة مفرداتها. جَوَامِع البحران قَالَ: الحميات الَّتِي من عِلّة عُضْو مَا تحدث مَعهَا ثَلَاثَة أَجنَاس من الْأَعْرَاض: أَعْرَاض الْعلَّة وأعراض الْعُضْو العليل وأعراض الْخَلْط الْفَاعِل لِلْعِلَّةِ نَحْو ذَات الْجنب فَإِنَّهُ يكون مَعهَا أَعْرَاض الْعلَّة وأعراض الْعلَّة هَهُنَا هُوَ أَن الْحمى تكون يَوْمًا وَيَوْما لَا وَتَكون حارة. وَمن أَعْرَاض الْخَلْط الْفَاعِل نوع مَا ينفث. الأولى من أَصْنَاف الحميات قَالَ: الحميات الكائنة عَن أورام يصلب النبض فِيهَا وخاصة إِن كَانَت عَظِيمَة. قَالَ: أَكثر مَا تحدث حميات الدق الذبولية من حميات الورم فِي الْمعدة أَو الكبد إِذا لم تعالج كَمَا يَنْبَغِي بالتبريد والأضمدة المبردة فَإِن ضمد بأضمدة اعْتَادَ الْجُهَّال اسْتِعْمَالهَا فِي هَذَا الْموضع كالضماد الْمُتَّخذ من الْخبز وَالْعَسَل فَهُوَ أَحْرَى أَن يَقع فِي الذبول سَرِيعا. من الْجَوَامِع غير المفصلة قَالَ: الحميات الْحَادِثَة عَن ورم الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة كلهَا دائمة وَتَكون عَن) تِلْكَ الأخلاط الَّتِي تحدث عَنْهَا سَائِر الحميات وَمَا كَانَ مِنْهَا عَن ورم صَغِير كَانَت أعراضه ضَعِيفَة وَمَا كَانَ مِنْهَا عَن ورم بِمَا يبرز من الْبدن كالحال فِي ذَات الْجنب. من كتاب ج أَعنِي الْجَوَامِع المفصلة قَالَ: الحميات الَّتِي عَن الورم تَجِد مَعهَا الوجع فِي تِلْكَ الْأَعْضَاء والأعراض الدَّالَّة على عِلّة ذَلِك الْعُضْو الَّذِي فِيهِ الورم. لى: انْظُر لم صَار الفلغموني الْحَادِث فِي الأربية إِذا كَانَ من سَبَب باد كَانَت حميات يومية وَهل الْكَائِن من ورم الكبد بِسَبَب باد كَانَت يومية أَيْضا أم لَا وَهل الْحَادِث من متقادم تتبعه حمى يومية أَيْضا أم لَا فَأَما صَاحب الْجَوَامِع فَقَالَ: الْحمى فَقَالَ: الْحمى الَّتِي تحدث عَن الورم إِنَّمَا تحدث من أجل عفونة الْخَلْط الَّذِي فِي الورم إِلَّا أَنه مَتى كَانَ مَا يتَأَدَّى من ذَلِك الْعُضْو إِلَى الْقلب إِنَّمَا هِيَ الْحَرَارَة المتولدة فِي الْعُضْو من العفونة لَا من شَيْء من العفن نَفسه فالحمى يومية. وَإِن كَانَ مَا ينْتَقل إِلَى الْقلب لَيْسَ هُوَ حرارة فَقَط لَكِن عفونة لَكِن عفونة أَيْضا فالحمى عفنية. الْعَاشِرَة من الْحِيلَة قَالَ: الحميات الَّتِي تكون عَن الأورام هِيَ من حميات العفن تشملها وَالَّتِي لَا ورم مَعهَا جنس وَاحِد وَهِي حمى عفن وَإِذا حدث فِي الْمعدة أَو الكبد أَو الرئة أَو جداول الْعُرُوق الَّتِي بَين الكبد والمعدة أَو فِي المعي أَو فِي الْأَرْحَام أَو فِي الكلى ورم حَار وَلم تستنتق الْحمى فَتقْتل بشدتها وعظمها لَكِن بقيت مُدَّة ثمَّ دقَّتْ ولزمت فَإِنَّهُ مِنْهَا دق وذبول بِأخرَة. وَيكون عَنهُ دق لِأَن هَذِه الْحمى لعظمها تقتل قبل أَن تستحكم الدق وَيلْزم الحميات الْحَادِثَة عَن علل الْحجاب صلابة النبض وانجذاب المراق إِلَى فَوق انجذاباً كثيرا

سبب الحميات المحرقة

ويعرض لصَاحِبهَا ضَرَر مَعَ عسر نفس مختلط مشوش وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يتنفس مرّة تنفساً صَغِيرا متواتراً زَمَانا طَويلا وَرُبمَا يتنفس تنفساً بطيئاً جدا ثمَّ يعود فيتنفس دفْعَة نفسا شَبِيها بتنفس الصعداء ويستنشق الْهَوَاء فِي مرَّتَيْنِ متواليتين وَيخرج الْهَوَاء فِي مرَّتَيْنِ متواليتين وَخرج الْهَوَاء ويتنفس مرَارًا بصدره جملَة فتراه يشيل أكتافه شيلاً شَدِيدا يظْهر للحس وَرُبمَا تنفس فِي الندرة فِي غَايَة التنفس وَغَايَة الْعظم وَذَلِكَ عِنْد مَا يشْتَد بِهِ اخْتِلَاط الذِّهْن فلكثرة هَذِه العلامات يسهل تعرف هَذِه الْعلَّة. لى: الحميات الْعَارِضَة من علل الْأَعْضَاء إِنَّمَا هِيَ أمراض تَابِعَة للمرض الَّذِي فِي ذَلِك الْعُضْو وَلَيْسَت بِنَفسِهَا أمراضاً فعلاجها علاج ذَلِك الْعُضْو لِأَن فِي قلع الْعرض قلع الْمَرَض التَّابِع لَهُ وَلذَلِك إِنَّمَا نذْكر هَهُنَا صُورَة هَذِه الحميات فَأَما علاجها فَلِكُل وَاحِدَة مِنْهَا بَاب على حِدة وَإِنَّمَا ذكرنَا صورها لتعرف هَذِه من غَيرهَا وَلَا تشتبه عَلَيْك فتظن بالحمى الَّتِي إِنَّمَا هِيَ عرض أَنَّهَا) مرض وتقصد إِلَيْهَا نَفسهَا فَأَما الَّتِي هِيَ مرض فَإِنَّمَا تقصد إِلَى الشَّيْء الَّذِي يعرض عَنهُ. نذكرها فِي أول الْبَاب ثمَّ نذْكر عَلَامَات نوع نوع من حميات الأورام يَنْبَغِي أَن تنظر فِي جمل الحميات فِي الْمَوَاضِع الَّتِي نذْكر الأورام مَعَ الحميات فَإِن هُنَاكَ خلتين نافعتين إِحْدَاهمَا أَن الحميات إِذا كَانَت مَعَ أورام وَكَانَت الْقُوَّة مَعهَا سَاقِطَة كَانَت مهلكة لِأَن سُقُوط الْقُوَّة توجب تغذيته فِي أَوْقَات النوائب والغذاء يزِيد فِي الورم فَإِن المَاء الْبَارِد يزِيد فِيهَا ويمنعها من النضج وَالثَّانيَِة أَن كثيرا من الْأَطِبَّاء يضعون على بطُون هَؤُلَاءِ أضمدة مرخية فتؤديهم إِلَى الدق والذبول وَأَنه يحْتَاج أَن تبرد هَؤُلَاءِ وَإِن كَانَ يضر بالورم إِذا خفت ذَلِك. لى: ينظر فِي الْمقَالة الْحَادِيَة عشر فَإِن فِيهَا كلَاما فِي حميات الأورام جيدا انْظُر فِي جمل الحميات وموضعه حَيْثُ ابْتَدَأَ بقانون حميات العفن وَفَوق ذَلِك وأسفل حَيْثُ للأورام ذكر وتتفقد ذَلِك وَترد جملَته إِلَى هَهُنَا على مَا يجب. 3 - (سَبَب الحميات المحرقة) الْمقَالة الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: الحميات المحرقة أَشد مَا تكون بِسَبَب الْمعدة والكبد إِذا حدث فيهمَا أورام حارة من جنس الْحمرَة وَمن هذَيْن يعرض فِي الْأَكْثَر الْوُقُوع فِي الدق. قَالَ: وَإِذا دَامَ اخْتِلَاف الدَّم الصديدي الَّذِي عَن ضعف الكبد تَبعته حميات العفن يستهين بهَا الْجُهَّال وَهِي حميات ردية. قَالَ: فَأَما سوء المزاج الْحَار فِي الكبد الضعيفة فتتبعه حمى حادة قَوِيَّة وَذَهَاب الشَّهْوَة وعطش وقيء أخلاط ردية. لى: يكون من الكبد ثَلَاث حميات: عَن الورم وَعَن سوء المزاج الْحَار وَعَن ضعف جوهرها عَن توليد الدَّم لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يفْسد الدَّم الَّذِي فِي الكبد ويعفن. قَالَ: وَيحدث عَن احتباس الطمث حميات محرقة وَمَعَهَا عَلَامَات قد ذكرت فِي بَاب احتباس الطمث فاعرفه فَإِذا رَأَيْت حمى محرقة وَالْبَوْل أسود أَحْمَر كَأَنَّهُ مخلوط بفحم فسل عَن الطمث فَإِنَّهُ يكون عَنهُ حميات محرقة وَرُبمَا كَانَ الْبَوْل مَعهَا كَذَلِك.

الْمقَالة الأولى من تقدمة الْمعرفَة: مكث الْبَطن ونواحيه فِي وَقت: النّوبَة على حرارته والازدياد فِي ذَلِك وَبرد الْأَطْرَاف دَلِيل على عظم الورم الْحَار الَّذِي فِي الأحشاء لِأَن الدَّم ينجذب حِينَئِذٍ إِلَيْهِ لعظمه وحرارته فتبرد الْأَطْرَاف.) الثَّانِيَة من تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة: الحميات لَا تكون عَن الأورام الرخوة والصلبة المتحجرة وَإِنَّمَا تكون عَن الفلغمونية والحمرة فِي الأحشاء خَالِصَة كَانَت أَو غير خَالِصَة على مِقْدَار ذَلِك. الْمقَالة الأولى من الْفُصُول قَالَ: نَوَائِب الْحمى فِي ذَات الْجنب وَفِي قرانيطس فِي الْأَكْثَر غب وَفِي السل وَجَمِيع الخراجات الَّتِي فِيهَا مُدَّة فِي الْمعدة أَو الكبد فَفِي كل يَوْم وَلَا سِيمَا بِاللَّيْلِ وَفِي من بِهِ ورم فِي طحاله ربع. الرَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: الحميات الَّتِي تفارق وينقى مِنْهَا الْبدن نقاء تَاما كَيفَ مَا تكون نوبتها فَإِنَّهَا لَيست من ورم عفونة خبيثة. لى: هَذَا يدل على أَن الحميات الَّتِي من الأورام لاينقى الْبدن مِنْهَا نقاء تَاما. قَالَ أبقراط: إِذا كَانَت حمى لَا تفارق وَظهر الْبدن بَارِد وباطنه يَحْتَرِق وَمَعَهُ عَطش فَذَلِك قَاتل لِأَن ذَلِك يدل على أَن ورماً عَظِيما جدا حاراً فِي الْبَطن فَمن كل هَذِه الشَّهَادَات يتَبَيَّن أَن حميات الأورام لَازِمَة. الْمقَالة الرَّابِعَة فِي الْفَصْل الَّذِي أَوله التشنج والأوجاع الْعَارِضَة فِي الأحشاء فِي الثُّلُث الْأَخير من الْمقَالة الرَّابِعَة: إِذا كَانَت الْحمى عَن وجع عُضْو مَا أَو ورم فِيهِ فالحمى عرض لَازم لذَلِك الْمَرَض لَا مرض. 3 (الْحمى عرض لَا مرض) الْمقَالة السَّابِعَة قَالَ: القدماء كَانُوا يسمون الْحمى الَّتِي عَن ورم فِي ذَات الْجنب وَنَحْوه من الأورام عرضا لَا مَرضا وَكَانُوا ينسبون الْعلَّة إِلَى ذَلِك الْعُضْو لَا إِلَى الْحمى فَيَقُولُونَ ذَات الْجنب وقرانيطس وَلم يَكُونُوا يسمون محموماً إِلَّا من كَانَت علته الأولى هِيَ الْحمى كالعفن فِي دَاخل الْعُرُوق وخارجها وَمَا أشبههَا من الحميات الَّتِي لَيست أعراضاً عَن علل أُخْرَى. قَالَ: وأصناف هَذِه الحميات الَّتِي هِيَ أمراض لَا أَعْرَاض: حميات يَوْم والحميات الَّتِي من عفن فِي دَاخل الْعُرُوق وخارجها أَو جَمِيع لحم الْبدن وَحمى انقياليس وَهِي الَّتِي يجْتَمع فِيهَا حس الْبرد وحس الْحر فِي موَاضعهَا بِأَعْيَانِهَا وأوريدوس وَهِي الَّتِي بَاطِن الْبدن فِيهَا حَار وَظَاهره بَارِد ولعرس وطيقورس: وَهِي الَّتِي مَعهَا رُطُوبَة كَثِيرَة ولومورس وَهِي الوبائية. الْخَامِسَة عشرَة من النبض قَالَ: الحميات الكائنة عَن ورم دَاخِلَة فِي حميات العفن ونبضها نبض حمى العفن أَعنِي أَن يكون صَغِيرا فِي الِابْتِدَاء سريع الانقباض عِنْد الْمُنْتَهى وتخص هَذِه لى: اسْتَعِنْ بِهَذِهِ الْمقَالة أَو بِبَاب النبض. السَّادِسَة عشرَة قَالَ: مَتى حدث فِي الأربيتين ورم حَار تبعه حمى بِسوء قيء على

الْمَكَان لِأَنَّهُ ينحدر إِلَيْهِمَا من نَاحيَة الكلى عرق ضَارب وعرق غير ضَارب لَهما مِقْدَار ويتغير النبض وَتصير صلباً لِأَن عَلَيْهِمَا غشاء وَهُوَ عصبي. الأولى من السَّادِسَة من ابيذيميا قَالَ: يعرض من ورم الرَّحِم الفلغموني حميات حارة جدا حَتَّى يسود اللِّسَان فِيهَا كالفحم وَتَكون حميات مطبقة وَذَلِكَ أَن فِي الرَّحِم عروقاً كَثِيرَة عَظِيمَة جدا بِقِيَاس الْأَعْضَاء الَّتِي تجيئها الْعُرُوق فَمَتَى حدث فِيهَا فلغموني كَانَت حماه من عفن الدَّم وارتفع إِلَى الرَّأْس مِنْهَا بخار كثير وَكَانَ مِنْهُ ثقل وصداع فِي اليافوخ. السَّابِعَة من السَّادِسَة: الحميات الَّتِي تكون بعد اخْتِلَاف الدَّم ردية لِأَنَّهَا تنذر بورم حَار عَظِيم فِي الأمعاء. لى: أما حَار فللحمى وَأما عَظِيم فَلِأَنَّهُ لَو كَانَ يَسِيرا لَكَانَ مَعَ الإسهال لَا تكون حمى الْبَتَّةَ للاستفراغ الدَّائِم فَأَما إِذا كَانَ فَلِأَن دَمًا كثيرا حاراً محتبساً فِي الورم. الْخَامِسَة من السَّادِسَة: الحميات الَّتِي تكون عَن ورم حَار فِي الرَّحِم تكون محرقة قَوِيَّة جدا يسود مَعهَا اللِّسَان ويختلط مَعهَا الذِّهْن.) 3 (حمى ورم الْمعدة) تنوب كل يَوْم وتقلع. الطَّبَرِيّ قَالَ: إِذا كَانَت سونوخس عَن ورم دموي فِي بعض الْأَمَاكِن فافصد للورم لمَنعه وإنضاجه فَإِن فِي سكونه سكونها. اهرن: الأورام الَّتِي تعرض عَنْهَا الحميات أورام حارة فَانْظُر قدر الْحمى وَقدر الورم وطبيعة الْعُضْو واكتسب من ذَلِك كُله أَدِلَّة واعمل بِحَسب ذَلِك على مَا فِي بَاب كل عُضْو مِمَّا يعالج بِهِ وابدأ بالفصد وَبِمَا يذهب بالورم الَّذِي هُوَ سَبَب الْحمى فَإِن لم تقدر على ذَلِك فأطفئ الْحَرَارَة وأعراضها بالمطفئة وَغَيرهَا بِقدر مَا يجب. قَالَ بولس: الحميات الْعَارِضَة عَن ورم الْأَرْحَام حميات حارة وَمَعَهَا وجع فِي الرَّأْس وَفِي عصب الْعُنُق وَثقل فِي الْعين واسترخاء فِي المعصمين والأصابع والعنق وَفَسَاد الْمعدة وانضمام فِي الرَّحِم وَصغر النبض متدارك. الْإِسْكَنْدَر قَالَ: الَّذين بهم حمى عَن حمرَة فِي الْجوف والمعدة والأمعاء عطشهم كثير وحماهم شَدِيدَة وقواهم سَاقِطَة يَأْكُلُون كل ثَلَاثَة أَيَّام وَالَّذِي يخرج من بطونهم شَدِيد النتن. الْمقَالة السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ: الْحمى الكائنة عَن فلغموني فِي الرَّحِم واحتباس الطمث سونوخس لِأَنَّهَا تكون لعفن الدَّم فِي عروق الرَّحِم وَيكون غَايَة الْقُوَّة والاحتراق. وَقَالَ: رَأَيْت فَتى يحم حميات مُخْتَلفَة تنوب مرّة ربعا وَمرَّة سدساً وَمرَّة غبا وَمرَّة كل يَوْم مَعَ نافض وقشعريرة وَكَانَت حماه لينَة فَبَال بعد شهر مُدَّة وَكَانَ يشكو فِي قطنه وجعاً فِي تِلْكَ الحميات فَلذَلِك إِذا رَأَيْت حميات مختلطة فسل عَن وجع الْقطن فَإِن لم يكن وَإِلَّا كَانَ كَثْرَة بَوْل ودرور فَإِن ذَلِك على الْعَادة احتراق الأخلاط فتؤول إِلَى الرّبع وَإِن رَأَيْت ذَلِك وخاصة كَثْرَة

من كتاب الذبول

الْبَوْل الْخَارِج عَن الْعَادة فَإِن ذَلِك الْفَتى كَانَ يشكو ذَلِك فَإِنَّهُ لخراج فِي الكلى. انطيلس قَالَ: الحميات الْعَارِضَة عَن الدبيلان أَكْثَرهَا لينَة وَمَعَهَا نافض لَيْسَ ببارد وحميات مختلطة وخاصة إِن كَانَ الورم فِي العمق. ابْن ماسويه: اجْعَل عنايتك فِي الحميات الورمية بذلك الْعُضْو لِأَن الْحمى عرض. قَالَ: والحمى الكبدية رُبمَا كَانَت لينَة إِذا كَانَ الورم بلغمياً وحادة إِذا كَانَ الورم حاراً. والطحالية لَيست بحارة. وَالَّتِي مَعَ ورم الكلى لينَة مَعَ قشعريرة مُخْتَلفَة مختلطة. والدماغية صعبة ملتهبة. وَالَّتِي) مَعَ ورم الرئة بِقدر الورم إِن كَانَ حاراً فحار جدا وَإِن كَانَ ورماً بلغمياً فساكن. وَالَّتِي مَعَ ورم الْحجاب وَالْجنب صعبة. لى: الحميات الكائنة عَن ورم الكلى مختلطة تشبه الَّتِي تؤول إِلَى الرّبع وَيفرق بَينهمَا بثقل الْقطن وخاصة إِذا انبطح وبكثرة الْبَوْل ووجع هُنَاكَ وَلَا تكون بعد حمى أُخْرَى وخاصة غب وَألا يصغر النبض فِي مبدأها جدا فَإِن تِلْكَ عَلَامَات تؤول إِلَى الرّبع وَلَيْسَت إِذا صلبت أَيْضا قَوِيَّة الْحَرَارَة جدا. الثَّانِيَة من السَّادِسَة من ابيذيميا قَالَ: الورم فِي الدِّمَاغ وَأمه والحنجرة والمري والصدر والرئة وَالْقلب قتال وَأما الْأَعْضَاء الَّتِي دون الكبد فَمَا أقل مَا تهْلك وخاصة إِن عولجت بِالصَّوَابِ. وتقعير الكبد أقل خطراً فِي ذَلِك من حدبتها. الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: الْحمى الَّتِي عَن ورم المري إِن كَانَ الورم حمرَة أَو فلغمونياً فمعه عَطش شَدِيد وَلَيْسَت حرارة الْحمى بِقدر الْعَطش والوجع بل أقل كثيرا وتجد فِي ذَلِك الْموضع من المري أَو مَا يبلعه يقف عِنْده سَاعَة ثمَّ ينزل وَكَانَت الْحمى أَلين كثيرا. قَالَ: ويصيبه نافض وحميات مختلطة وَقد كَانَ إِنْسَان يعسر عَلَيْهِ البلع وَيقف فِي مَوضِع من مرئيه مَعَ حمى مختلطة ونافض فحدست أَن فِي مرئيه خراجاً عسر النضج ثمَّ نضج وتقيأ مُدَّة. بولس: قَالَ: الحميات الكائنة مَعَ ورم حَار فِي الْبَطن يعرف ذَلِك من شدَّة الوجع والحرارة فِي ذَلِك الْعُضْو مَعَ حمى وعطش وَدَلَائِل الْحمى المحرقة فتوق الْحمام فِي هَذِه الْبَتَّةَ وَاسْتعْمل مَاء بَارِدًا شَدِيدا لبرد فِي وَقت التزيد لَا فِي الِابْتِدَاء بل ضع على الْموضع أضمدة مبردة وَتُؤْخَذ إِذا افترت وَيُوضَع بدلهَا. 3 - (من كتاب الذبول) إِذا كَانَ عُضْو مَا فِيهِ ورم حمرَة فأعطه أغذية بَارِدَة وضمد الْعُضْو بضمادات بَارِدَة بِالْقُوَّةِ مبردة بالثلج وَمَتى فترت غيرت حَتَّى يحس العليل بِبرد ذَلِك الْموضع شَدِيدا فِي الْعُضْو يسكن الْعَطش.

لى: رَأَيْت مَعَ جَمِيع الخراجات الْعِظَام فِي بَاطِن الْبدن وَظَاهره حميات وَتَكون عظمها وإطباقها بِحَسب شدَّة حرارة الْخراج وَعظم مِقْدَاره وقربه من الْقلب فَإِذا عدمت هَذِه كَانَ مِنْهَا حميات مختلطة وقشعريرة على غير نظام. لى: وَقد رَأَيْت خراجاً فِي السَّاق عَظِيما جدا أحدث حمى مطبقة بِحَال وَاحِدَة أَشد مَا يكون إحراقاً سِتَّة أَيَّام إِلَى أَن نضج ذَلِك الْخراج ثمَّ سكن. جَوَامِع اغلوقن: الحميات الكائنة عَن ورم حَار فِي عُضْو مَا تكون دائمة إِلَّا انه تهيج وتفتر بنوائب إِمَّا بنوائب الغب أَو بنوائب الرّبع أَو بنوائب كل يَوْم. فِي النبض الْكَبِير قَالَ الْأَعْضَاء الَّتِي فِيهَا عروق كبار ضوارب تحدث عَن أورام فِيهَا حمى حادة أسْرع مَا يكون فَأَما الَّتِي الْغَالِب عَلَيْهَا طبيعة العصب فَإِنَّهُ يحدث عَن ورمها تشنج وَنَحْوه لَا حميات. لى: فَلم يحدث عَن ورم الدِّمَاغ والمثانة وَالرحم إِحْدَى الحميات.

جوامع العلل والأعراض

(الأهوية والبلدان) (والمجالس والوباء والموتان والأزمان وتدبير الْبدن بِحَسب الْأَزْمِنَة والملابس.) 3 (قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من كتاب أَيَّام البحران:) 3 (شُعَاع الْقَمَر يعفن الْأَبدَان الْميتَة) ويؤثر تَأْثِيرا فِي من أَطَالَ النّوم فِيهِ حَتَّى أَن ألوانهم تحول إِلَى الصُّفْرَة وتثقل رؤوسهم. جَوَامِع الحميات: الْهَوَاء الْحَار إِذا استنشق اسخن الْقلب ثمَّ جَمِيع الْبدن. مزاج الْهَوَاء الْحَار يحدث فِي الْأَبدَان عفونة وخاصة فِي الرّطبَة. الْأَبدَان الَّتِي تَتَغَيَّر عَن حُدُوث الوباء سَرِيعا هِيَ الملوءة أخلاطاً ردية وَالَّتِي لَا تنْحَل فضولها على مَا يَنْبَغِي لِكَثْرَة الرَّاحَة والدعة وَالَّتِي تسرف فِي الْجِمَاع وَفِي كَثْرَة دُخُول الْحمام وَمِنْهَا مَا يعسر تغيره وَهِي الَّتِي لَا فضول فِيهَا وَلَا سدد وتستعمل الرياضة وَالتَّدْبِير الْجيد أَن يفصد. قَالَ: إِذا حدث فِيهَا وباء فالأبدان الرّطبَة تذعن لَهُ وتواتيه وتوافقه. وَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن تَجف والباردة الْيَابِسَة تمانعه وتخالفه وَيَنْبَغِي أَن تحفظ على مَا هِيَ عَلَيْهِ. وَأما سَائِر الْأَبدَان فَمَا كَانَ مِنْهَا ممتلئاً فَيَنْبَغِي أَن تستفرغ بالفصد وَمَا كَانَ فِيهِ أخلاط ردية فبالإسهال وَمَا كَانَ فِيهِ سدد 3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض:) 3 - (الْهَوَاء الْحَار) 3 (يجتذب الدَّم إِلَى ظَاهر الْبدن) أَولا ويحمر اللَّوْن فَإِن أفرط حلل الْحَرَارَة الغزيرة وصفر اللَّوْن والهواء الْحَار يحقن الْحَرَارَة الغريزية فَإِن أفرط أطفأها. الأولى من تَدْبِير الأصحاء: الْهَوَاء الْجيد صَالح مُوَافق لجَمِيع النَّاس. لى: كَأَن قَوْله هَذَا يُنَاقض قَوْله فِي مَوَاضِع أخر وَذَلِكَ أَنه يَقُول بعد أَن الْأَبدَان المائلة عَن الِاعْتِدَال يُوَافِقهَا الْهَوَاء المضاد لَكِن يَنْبَغِي أَن يُزَاد فِي قَوْله جَمِيع النَّاس المعتدلين لِأَن المعتدلي الطَّبْع يوافقهم الْهَوَاء المعتدل وَيبقى لَهُم اعتدالهم لِأَن الْحَال الطبيعية تحفظ الشَّيْء الشبيه بهَا وَأما الْأَبدَان الْخَارِجَة عَن الِاعْتِدَال فالهواء المشاكل لَهَا يحفظها على حَالهَا والمضاد ينقلها عَن حَالهَا. لى: يَنْبَغِي أَن نتم النّظر فِيهِ. قَالَ: الْهَوَاء الْجيد هُوَ الَّذِي فِي غَايَة الصفاء والنقاء وَإِنَّمَا يكون هَكَذَا إِذا لم يكدره

بخار) الآجام والبحيرات والخنادق وَنَحْوهَا الَّتِي يرْتَفع مِنْهَا بخار منتن وَلَا مجاري أقذار مَدِينَة عَظِيمَة وَلَا عفونة بقول أَو حبوب أَو جيف وَلَا يكون غائراً محتقناً بالجبال الَّتِي لَا تتحرك وَلَا تهب فِيهَا فَيكون كالمتقرح العفن وَأما اخْتِلَاف الْهَوَاء فِي الْحر وَالْبرد واليبس والرطوبة فَإِنَّهُ غير مُوَافق للنَّاس كلهم لِأَن الْأَبدَان المعتدلة يُوَافِقهَا الْهَوَاء المعتدل وَالَّتِي تفرط فِيهَا بعض الكيفيات فتنتفع بالهواء المضاد. لى: كَأَن جالينوس يحْسب أَن الْهَوَاء الْجيد إِنَّمَا جيدا بِسَبَب غير الكيفيات وَكَذَا الرَّدِيء فَيكون ذَلِك الْهَوَاء الَّذِي هُوَ عِنْده جيد على مَا قَالَه مُوَافقا لجَمِيع النَّاس وبالضد وَفِي هَذَا نظر وَشك. الثَّانِيَة من الأخلاط يَنْبَغِي للطبيب أَن يسْأَل أهل كل بلد عَن الْأَعْرَاض الَّتِي تعتادهم إِذا كَانَ مزاج الْبَلَد كمزاج فصل من فُصُول السّنة فَإِن الْأَمْرَاض الْخَاصَّة بذلك الْفَصْل خَاصَّة بذلك الْبَلَد وَإِذا كَانَ الْبَلَد يسخن ويبرد فِي يَوْم وَاحِد حدثت فِيهِ أمراض خريفية وَمَا كَانَ من الرِّيَاح يتَوَلَّد من لجج الْبَحْر فَهُوَ أَجودهَا كلهَا والمتولد من بخارات الْمَعَادِن وَالْآجَام والغياض ردية. قَالَ: الْبلدَانِ الحارة الْيَابِسَة يضر بهَا الصَّيف وَكَذَا فِي جَمِيع الكيفيات الْأُخَر. وَأما أهل بلد قرانون فَإِن الحميات تكْثر فِيهَا فِي الخريف وَمن لم يحم مِنْهُم لَا بُد أَن يسترخي بدنه بِسَبَب عفونة آجام قريبَة مِنْهُم وتحدث بهم اليرقان والأطحلة من أمراض الخريف إِذا كَانَ الصَّيف ربيعياً لم تكن الحميات حارة جدا وَلَا يابسة وَلَا لَهَا خشونة على اللِّسَان بل تكون أحسن حَالا وَأكْثر عرقاً وَإِذا كَانَ الرّبيع شتوياً عرض السعال وَذَات الْجنب والخناق. إِذا تقدم الشتَاء فِي آخر الخريف حدثت الْأَمْرَاض الشتوية إِذا أفرط زمَان التَّقَدُّم فَإِنَّهُ يرجع بعد إِلَى حَاله فِي الْأَكْثَر وَتَكون الْأَمْرَاض مختلطة بِحَسب ذَلِك وَإِن صادفت برودة الزَّمَان بدناً بلغمياً كَانَ سَببا لحدوث الصرع والسكتة والفالج وَنَحْوه وَإِن صادفت الْحَرَارَة بدناً مرارياً أحدثت الْجُنُون والحمى المحرقة وَنَحْوه. الْجنُوب تثقل السّمع وَالْبَصَر وَالرَّأْس وترخي وتكسل وتهيج القروح العفنة وتثير العفن. قَالَ: وَمَتى هبت الشمَال فتوقع السعال ووجع الْحلق ويبس الطبيعة وعسر الْبَوْل. قَالَ أبقراط: الحميات تتبع عدم الْمَطَر وكثرته. قَالَ ج: يَعْنِي أَن الحميات قد تكون عِنْد كَثْرَة الْمَطَر وَعند عَدمه أَيْضا وَأَنا أَحسب أَنه يُرِيد أَن الحميات تكون عِنْد كَثْرَة الْمَطَر وتقل عِنْد قلته.) قَالَ ج: الْحمى تحدث فِي حَال الْهَوَاء الْحَاء وَالرّطب واليابس وَلَا تحدث فِي حَال الْهَوَاء الْبَارِد إِلَّا فِي الْأَقَل وَانْظُر حرارة الْهَوَاء وبرودته وَعدم الْمَطَر وَكَونه مَعَ الشمَال وَمَعَ الْجنُوب فَإِن ذَلِك أَمر عَظِيم.

لى: مَا ذكره جالينوس فِي تَفْسِير هَذَا الْكَلَام فَبين وَالَّذِي يُرِيد بِهِ عِنْدِي أَن ضمك الِاسْتِدْلَال مِثَال ذَلِك: أَن الرّبيع إِذا كَانَ جنوبياً كَانَت الْأَمْرَاض الربيعية أَكثر وَأقوى وبالضد عِنْد انقلابات الزَّمَان بَعْضهَا إِلَى بعض قد تحدث الْأَمْرَاض وَعند تغير الْوَقْت عَن طَبِيعَته الْخَاص بِمِقْدَار عَظِيم يُغَيِّرهُ. وانقلاب الْأَزْمِنَة بَعْضهَا إِلَى بعض على تدريج طَوِيل وثيق جدير فِي الصِّحَّة. وَالْبدن المعتدل بالهواء ينْتَفع بالهواء المعتدل وَالْخَارِج عَن الِاعْتِدَال ينْتَفع بالهواء المضاد ويعظم ضَرَره بالموافق. والشتاء لما كَانَت الْأَبدَان فِيهِ لَا تتعب بِالْأَعْمَالِ وَلَا بالتردد فِي الشَّمْس وَلَا يَأْكُلُون الْفَوَاكِه بل الْأَطْعِمَة الجيدة النضيجة تحفظ الصِّحَّة والخريف لأَنهم يَتَرَدَّدُونَ فِيهِ فِي الشَّمْس ويأكلون الْفَوَاكِه تبرز فِي الْأَبدَان الجرب المتقشر والقوابي والسرطانات وأوجاع المفاصل والنقرس وَيحدث فِيهَا الحكاك عِنْد تغير الْهَوَاء من الْحَال الشمالية إِلَى الجنوبية وَذَلِكَ أَن الجنوبية ترطب هَذِه وَلَا تنشف مَا يتَحَلَّل مِنْهَا وَكَذَا فِي أَحْوَال الشمَال وتهيج أوجاع المثانة والجنبين والصدر والسعال وَمن بِهِ سعال من أجل قَصَبَة الرئة فَإِنَّهُ يحس بِتَغَيُّر الْهَوَاء إِلَى الشمَال سَرِيعا. قَالُوا: وَتغَير الْهَوَاء رُبمَا كَانَ حَافِظًا لنوائب مَعْلُومَة فَيَنْبَغِي أَن تتفقد ذَلِك وَرُبمَا كَانَ هبوبه بأدوار فَإِذا تفقدت ذَلِك قدرت أَن تعرف كَيفَ يتَغَيَّر الْهَوَاء ويتغير الْأَبدَان بتغيره فيستدل مرّة من تغير الْأَبدَان على تغير الْهَوَاء وَمرَّة من تغير الْهَوَاء على تغير الْأَبدَان إِذا كَانَت السّنة رطبَة كلهَا أَو يابسة كلهَا أَو حارة أَو بَارِدَة فَإِن الْأَمْرَاض الكائنة فِيهَا تطول وتزمن وَتبقى قَوِيَّة لَازِمَة كَانَت كَثِيرَة أَو وَاحِدَة وَيَنْبَغِي أَن تنظر إِلَى الْأَمْرَاض من أَي الْمِيَاه أَو أَي الأهوية تحدث وتتفقد ذَلِك وَتَحفظه فتعلم من ذَلِك مَا يحدث بسهولة فِي كل وَقت وَاعْلَم من كل زمَان حَال الْأَزْمِنَة الَّتِي بعده بِأَن تتفقد ذَلِك. لى: مِثَال ذَلِك: أَنَّك إِذا تفقدت صيفة بهَا حَال مَا فَوجدت الخريف بعْدهَا بِحَال مَا مَتى وجدت الصَّيف بِتِلْكَ الْحَال ظَنَنْت أَن الخريف بِتِلْكَ الْحَال. من كتاب مَا بَال: اختناق الْهَوَاء وخثورته فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة فِي الشتَاء أَشد وَأكْثر مِنْهُ فِي) الْبلدَانِ الحارة لِأَن هواءها لَا ييبس بالشمس كَمَا يجِف فِي الْبلدَانِ الحارة. وَقَالَ: عِنْد الوباء يكثر الرسد. قَالَ: إِذا كَانَ الصَّيف مطيراً جنوبياً كَانَ ردي الخريف والشتاء. قَالَ: السّنة الْكَثِيرَة الأبخرة والرطوبات أَكثر أمراضاً إِذا كَانَ الشتَاء جنوبياً وَالربيع

شمالياً والصيف حاراً جدا. وَمَتى مَا كثرت الْمِيَاه كثر الموتان فِي الغلمان وهاجت قُرُوح فِي الأمعاء وَحمى مُثَلّثَة طَوِيلَة. الأولى الْمَرَض الْوَافِد هُوَ الَّذِي يعرض فِي وَقت وَاحِد لناس كثير فِي بلد مَا فَإِن كَانَ غير قتال سمي مَرضا وَافد وَإِن كَانَ قتالاً سمي مَوتَانا. لى: أول مَا يوضع فِي هَذَا الْبَاب تَدْبِير الْبدن المعتدل فِي الصَّيف والشتاء وَالربيع والخريف المعتدل ثمَّ الْخَارِج عَن الِاعْتِدَال فِي الْخَارِجَة عَن الِاعْتِدَال كَمَا يَنْبَغِي من التَّقْسِيم وَهُوَ مقَالَة وَاحِدَة وَالثَّانيَِة فِي الوباء وَنَحْوه. الأولى من الْفُصُول: الْأَبدَان فِي الصَّيف تحْتَاج الْغذَاء الْأَقَل وَفِي الشتَاء وَالربيع تحْتَاج إِلَى غذَاء أَكثر لِأَن الأجوف فِيهَا تكون أسخن لبرد الْهَوَاء وانضمام سطوح الْبدن ولطول النّوم. قَالَ: والتجربة تشهد بِأَنا نحتاج إِلَى أَن نتناول فِي الشتَاء وَالربيع طَعَاما أَكثر لأَنا إِن تناولنا طَعَاما يَسِيرا غلب الْبرد على أبداننا ونالنا بِسَبَب ذَلِك ضَرَر فَإِن أكلنَا طَعَاما كثيرا لم يعرض لنا شَيْء من ذَلِك وَلَا عرض لنا امتلاء وَالسَّبَب أَن الْحَرَارَة الغزيرة فِي الشتَاء أَكثر فَلهَذَا يكون هضمه للغذاء وإخراجه للفضول فِي جَمِيع النَّافِذ أَجود لِأَن اندفاع الفضول يكون بِحَسب قُوَّة الْحَرَارَة الغريزية وتعمل أَيْضا لَحْمًا ودماً أَكثر فتحتاج لذَلِك إِلَى مَادَّة أَكثر وَأَنت ترى الْبَوْل فِي الشتَاء يكون الرسوب فِيهِ أَكثر وَمِقْدَار الْبَوْل والهضم فِي الْمعدة فِيهِ يزِيد زِيَادَة صَالِحَة على مَا فِي الصَّيف. قَالَ: وَجُمْلَة فَإِن حَال الْبدن فِي الشتَاء على أفضل الْأَحْوَال والهضم فِي الْمعدة وَالْعُرُوق على أفضل مَا يكون فَإِذا لم يكن الْغذَاء فِي الشتَاء كثيرا برد الْبدن جدا وقهر الْهَوَاء الْبَارِد الَّذِي ينشفه وَإِذا كثر غذاؤه سخن ونمت حرارته وَلَا يضر فِيهِ امتلاء لبرد الزَّمَان فَإِذا جَاءَ الرّبيع احْتِيجَ إِلَى الفصد لِأَن الدَّم الَّذِي كَانَ متداخلاً لَا تسعه حِينَئِذٍ الْعُرُوق لِأَنَّهُ يرق فَتحدث) ضَرُورَة الأورام والأمراض. قَالَ: يَنْبَغِي أَن تجْعَل الْغذَاء فِي أول الرّبيع كالشتاء وَفِي آخِره كالصيف وتزيد فِي ذَلِك وتنقص بِحَسب ميل البيع فِي طبعه إِلَى الشتَاء والصيف. لى: الشتَاء يفعل فِي أبداننا أفضل الهضم وَكَثْرَة اللَّحْم وَالدَّم وَجمع الدَّم وحصره حَتَّى لَا يتَأَذَّى بكثرته ويصلب أبداننا وَيُقَوِّي الْقُوَّة. وَالربيع يحل الأخلاط قَلِيلا ويبسط الدَّم والأخلاط وينشرها فِي الْبدن. والصيف يحلل الأخلاط ردية ومراراً وَيجْعَل دماءنا ردية. الثَّانِيَة من الْفُصُول: الصَّيف تنقص فِيهِ الْأَمْرَاض لِأَنَّهُ لَا تَخْلُو أَن تكون الْقُوَّة فِيهِ قَوِيَّة أَو ضَعِيفَة فَإِن كَانَت قَوِيَّة حلل الأخلاط فبرأ سَرِيعا وَإِن كَانَت ضَعِيفَة حلل مَعَ تَحْلِيل الأخلاط الْقُوَّة فَمَاتَ. والشتاء لَا تنْحَل فِيهِ الْأَمْرَاض بِسُرْعَة لعدم التَّحَلُّل من خَارج والمرضى لَا يموتون فِيهِ لشدَّة الْقُوَّة فتطول الْأَمْرَاض.

الثَّانِيَة: تغير أزمنة السّنة عَن طبائعها يزِيد الْأَمْرَاض وَالْوَقْت الْوَاحِد إِذا تغير تغيراً شَدِيدا أورث أمراضاً. قَالَ: صَاحب المزاج الْحَار الرطب ينْتَفع بالصيف لرطوبته وَفِي الشتَاء لحرارته وَكَذَا فَافْهَم فِي سَائِر المزاجات. لى: هَهُنَا يُوهم أَن جالينوس يُنَاقض وَذَلِكَ أَنه يَقُول: الأمزجة يَنْبَغِي أَن تحفظ صِحَّتهَا بأشباهها مِمَّا يحفظ عَلَيْهِم الطَّعَام الْيَابِس يحفظ الصِّحَّة على أهل المزاج الْيَابِس أَكثر مِمَّا يحفظ عَلَيْهِم الطَّعَام الرطب فِي حَال صحتهم وَإِذا كَانَ ذَلِك فَيجب أَن يكون الْهَوَاء الْحَار يحفظ الصِّحَّة مَتى تشبه بالمغتذى فَمَا كَانَ أقرب إِلَى طبع المغتذى كَانَ أسْرع تشبهاً بِهِ وأخف على الطبيعة وَأما الْهَوَاء فَإِنَّهُ كالدواء المضاد لِأَن الْهَوَاء إِنَّمَا يُطْفِئ فضول الْحَرَارَة الدخانية المكتنزة فِي الْقلب وَذَلِكَ هُوَ الْحَاجة إِلَى التنفس فينتفع إِذا بالمضادة لِأَن صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس إِذا استنشق هَوَاء حاراً يَابسا لم تنطفئ بِهِ عِنْدَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ. قَالَ: والأمزجة والأسنان كل وَاحِد مِنْهُمَا بالهواء الْمُوَافق والأمراض تهيج عِنْد الْهَوَاء المضاد. قَالَ: فحال الشَّيْخ فِي الصَّيف أَجود وَكَذَا فِي سَائِر الْأَسْنَان وَكَذَا الْحَال فِي الْبلدَانِ وَبِالْجُمْلَةِ) صَاحب المزاج المعتدل يحْتَاج إِلَى الِاعْتِدَال من هَذِه وَأما سَائِر الأمزجة فالمزاج المضاد من الْوَقْت والبلد يَنْفَعهُ. قَالَ أبقراط: إِذا كَانَ فِي يَوْم مرّة حر وَمرَّة برد فتوقع أمراضاً خريفية بِسَبَب اخْتِلَاف المزاج فَإِنَّهُ شَبيه باخْتلَاف مزاج الخريف وَلَيْسَت الْأَزْمِنَة عِلّة الإحداث بل الأمزجة. الْجنُوب يحدث ثقل السّمع وغشاوة الْبَصَر وَثقل الرَّأْس وكسلاً واسترخاء فَعِنْدَ قُوَّة هَذِه الرّيح ودوامها تعرض هَذِه. وَالشمَال يحدث سعالاً وجنوناً وبطوناً يابسة وعسر بَوْل واقشعرار ووجع الأضلاع ووجع الصَّدْر. وَعند دوَام هَذِه الرّيح تحدث هَذِه للمرضى أَكثر وللأصحاء دون ذَلِك إِلَّا من كَانَ مستعداً وَإِنَّمَا يكون ذَلِك من الْجنُوب لرطوبته وحره وَإِنَّمَا يمْلَأ الرَّأْس ويرخي الأعصاب لذَلِك. فَأَما الشمَال فَإِنَّهُ يخشن آلَات النَّفس والبطن لِأَنَّهُ يجفف الْبدن كُله ويضر بالمثانة بِبرْدِهِ فتضعف فَيحدث لذَلِك عسر الْبَوْل. قَالَ: إِذا كَانَ الصَّيف كالربيع فِي الحميات عرقاً كثيرا لِأَن الْعرق لَا يكون إِلَّا أَن يكون الْهَوَاء حاراً رطبا فَإِن كَانَ يَابسا قلله فَإِذا اجْتمع الْبدن وَلِأَن الْهَوَاء لَيْسَ بيابس لَا ينشفه سَرِيعا أَولا فيكثر الْعرق. الحميات فِي الْهَوَاء الْحَار الْيَابِس أقل مِنْهَا فِي الْهَوَاء الرطب إِلَّا أَنَّهَا أحد لِأَن الْهَوَاء الْحَار الْيَابِس يحلل الأخلاط فتقل وَمَا يبْقى يمِيل إِلَى المرار وَحَيْثُ الْكَيْفِيَّة. فَأَما فِي حَال الْهَوَاء

أزمان السنة والحمى

الرطب لِأَن الأخلاط لَا تنْحَل فتطول الْأَمْرَاض إِلَّا أَنَّهَا تكون أقل حِدة لِأَنَّهَا تميل إِلَى البلغمية. فَلذَلِك الحميات فِي الصَّيف العديم الْمَطَر أقل لَكِنَّهَا أحد وَأَقل عرقاً وأسرع انْقِضَاء وَفِي الْمَطَر أَكثر وأطول إِلَّا أَنَّهَا أقل حِدة وَأسلم. 3 - (أزمان السّنة والحمى) إِذا كَانَت أزمان السّنة حافظة لطبائعها حَسَنَة النظام كَانَت أمراضها لَازِمَة للنظام والبحران وبالضد. الخريف أَكثر الْأَزْمِنَة أمراضاً وأمراضه قاتلة فِي الْأَكْثَر. وَالربيع أصح الْأَوْقَات وَأقله موتا. قَالَ ج: إِذا كَانَت الْأَزْمِنَة بَاقِيَة على مَا يَخُصهَا فِي طبائعها فالربيع أعدلها بِقِيَاس سَائِر الْأَزْمِنَة لِأَنَّهُ فِي غَايَة الِاعْتِدَال إِذا. فَأَما الخريف فقد اجْتمعت فِيهِ خلال ردية لِأَنَّهُ يكون فِي يَوْم وَاحِد حر وَبرد لِأَنَّهُ يَتْلُو الصَّيف فَيلقى الْأَجْسَام وَقد احترقت وَكثر المرار فِيهَا وضعفت مَعَ ذَلِك بِكَثْرَة التَّحَلُّل وحارت قواها ويوافيها الخريف مَعَ ذَلِك فيحصر بِبرْدِهِ الكيموسات الردية أَن تتحلل كَمَا كَانَت تتحلل فِي الصَّيف وَهَذِه كلهَا أَسبَاب الْأَمْرَاض الردية ويعين على ذَلِك أكل النَّاس الْفَوَاكِه. قَالَ: الخريف ضار لأَصْحَاب قرحَة الرئة وَأَصْحَاب الدق جَمِيعًا جدا مَتى كَانَ الشتَاء قَلِيل الْمَطَر شمالياً وَالربيع مطيراً جنوبياً حدث فِي الصَّيف ضَرُورَة حميات حارة ورمد وَاخْتِلَاف دم. وَأكْثر مَا يعرض اخْتِلَاف الدَّم للنِّسَاء ولأصحاب الطبائع الرّطبَة. قَالَ: وَقد يَكْتَفِي فِي الْأَمْرَاض العفن بالرطوبة فَإِن ساعدتها مَعَ ذَلِك الْحَرَارَة أفرطت وأسرعت الْأَمْرَاض الْحَادِثَة عَن كَثْرَة الْمَطَر فِي الْأَكْثَر إِلَى حميات طَوِيلَة واستطلاق الْبَطن وعفونات وخاصة إِن ساعدتها حرارة وَبِالْجُمْلَةِ فاحتباس الْمَطَر أصح وَأَقل موتا من كثرته. وَمَتى كَانَ الشتَاء جنوبياً دفيئاً وَالربيع شمالياً قَلِيل الْمَطَر فَإِن النِّسَاء اللواتي يلدن يتَّفق ولادهن فِي الرّبيع يسقطن من أدنى سَبَب واللواتي يلدن أَطْفَال ضعافاً مسقامين إِمَّا أَن يلدوا سَرِيعا وَإِن بقوا كَانُوا مسقامين عمرهم. وَأما سَائِر النَّاس فَيعرض لَهُم اخْتِلَاف دم ورمد يَابِس ويعرض للكهول نزلات مهلكة. لى: وَقد تركنَا أَيْضا الْعِلَل الَّتِي أوردهَا جالينوس فِي ذَلِك لأَنا نحتاج أَن نوسع هَهُنَا بإحكام فِيهَا إِذا كُنَّا على أَن نؤلف كتابا فِي الأهوية والبلدان قانونياً على مَا أَشَارَ بِهِ وفننه جالينوس لِأَنَّهُ لم يَقع إِلَيْنَا على هَذَا الْكتاب ولعلنا نؤلفه وَنحن نَفْعل ذَلِك. قَالَ: فَإِن كَانَ الصَّيف قَلِيل الْمَطَر شمالياً والخريف مطيراً جنوبياً عرض فِي الشتَاء صداع شَدِيد وسعال وبحوحة وزكام وَعرض لبَعض النَّاس السل. وَلم نذْكر أَيْضا مَا ذكر فِي عِلّة هَذَا) وَسَببه.

قَالَ أبقراط: فَإِن كَانَ الخريف شمالياً يَابسا بعد الصَّيف الْقَلِيل الْمَطَر الشمالي كَانَ مُوَافقا لمن طَبِيعَته رطبَة وللنساء. وَأما سَائِر النَّاس فَيعرض لَهُم رمد وحميات حادة وزكام مزمن وَمِنْهُم من يعرض لَهُم وسواس سوداوي وَإِنَّمَا تعرض فِي الخريف أَكثر أمراض الصَّيف لِأَنَّهُ إِذا جَاءَ الخريف بعد الصَّيف بقيت الصَّفْرَاء الَّتِي تولدت فِي الصَّيف فِي الْبدن لَا تتحلل لَيْسَ كالصيف الجاءي بعقب الرّبيع الَّذِي يحلل لِأَن الخريف أبرد من الصَّيف فَيبقى فِي الخريف أَكثر أمراض الْمرة وَهِي الصيفية وتزيد لِأَنَّهُ يدْفع الأخلاط الَّتِي كَانَت تتحلل فِي الصَّيف بِبرْدِهِ إِلَى بَاطِن الْبدن وَلذَلِك تعرض فِيهِ حميات الصَّيف كلهَا وحميات ربع لِأَن الصَّفْرَاء الَّتِي تحترق فِي الصَّيف تصير سَوْدَاء فِي الخريف وحميات مختلطة لاخْتِلَاف مزاج الْوَقْت ويعظم الطحال من أجل السَّوْدَاء وَالِاسْتِسْقَاء من أجل الطحال وَمن يخَاف عَلَيْهِ السل وَأمره بعد مختل فَإِنَّهُ ينْكَشف أمره فِي الخريف خَاصَّة ليبس ذَلِك الْوَقْت وبرده وَاخْتِلَاف مزاجه وتقطير الْبَوْل لِأَن المثانة تبرد مرّة وتسخن أُخْرَى فينصب إِلَيْهَا من الْبدن أخلاط أحد وأردى وَلَا سِيمَا أَن عرض برد كثير. وزلق الأمعاء يكون لاندفاع الفضول الحارة إِلَى دَاخل الْبدن وَكَذَا عرق النسا. والذبحة الْعَارِضَة فِي الخريف مرارية والربيعية بلغمية. وَكَذَا إيلاوس يكون من امْتنَاع نُفُوذ الفضول إِلَى أَسْفَل فَذَلِك وَاجِب فِي الْوَقْت الْبَارِد الْيَابِس الْمُخْتَلف المزاج لِأَن الأخلاط فِي الصَّيف رقيقَة سريعة الجرية والخريف يغلظها ويميلها إِلَى بَاطِن الْبدن والصرع يعرض لاخْتِلَاف الْحر وَالْبرد فَلَا شَيْء أعون على حُدُوث نَوَائِب الصرع لمن كَانَ متهيئاً لَهُ من اخْتِلَاف الْهَوَاء فِي الْحر وَالْبرد فِي الخريف مر فِي أَنْصَاف النَّهَار وَبرد فِي أَطْرَافه. وَالْجُنُون يعرض لرداءة الأخلاط المرارية. قَالَ: وَأما الشتَاء فَيعرض فِيهِ ذَات الْجنب وَذَات الرئة والزكام والبحوحة وأوجاع الْجنب وَالظّهْر والسدد والسكات والصرع. قَالَ ج: افهم هَهُنَا أَن أول الشتَاء يُشْرك آخر الخريف فِي أمراضه أما مرض آلَات النَّفس فَمن أجل الْبرد الَّذِي ينالها وَكَذَلِكَ الزُّكَام والبحوحة من أجل الْبدن لِأَنَّهُ لَا يمكننا أَن نمتنع من اخْتِلَاف الْهَوَاء الْبَارِد فِي النَّفس ويعرض وجع الظّهْر وَنَحْوه من أجل وجع العصب من الْبرد والسكات والتمدد من امتلاء الدِّمَاغ من البلغم. وَإِذا كَانَ فصل مَا خَارِجا عَن طَبِيعَته إِلَّا أَنه مضاد للَّذي تقدم وَهُوَ أَيْضا خَارج عَن طَبِيعَته فَإِنَّهُ لَا يحدث ضَرَرا بل ينفع ويعدل مَا كَسبه) الْفَصْل الْمُتَقَدّم. مِثَال ذَلِك: أَنه إِذا كَانَ الشتَاء جنوبياً وَالربيع شمالياً فَإِنَّهُ لَا يحدث أمراضاً بل يعدل مَا رطب الشتَاء وَإِذا كَانَ الشتَاء بَارِدًا يَابسا وَالربيع مفرط الرُّطُوبَة لم تهج أمراض رطبَة مثل مَا لَو كَانَ الشتَاء أَيْضا بَارِدًا لِأَن الْأَبدَان تحْتَاج أَن تعتدل أَولا ثمَّ تخرج عَن الِاعْتِدَال فقس أبدا

حَال زمانين وَثَلَاثَة ثَلَاثَة وَأَرْبَعَة أَرْبَعَة فَإِنَّهُ مَتى اتّفقت أزمنة أَكثر على طَبِيعَته كَانَ ذَلِك أقوى وأغلب. السَّادِسَة من الفضول قَالَ: الرّبيع فِيهِ أمراض مزمنة لِأَن الأخلاط تذوب وتتسع فِيهِ وتندفع إِلَى الْأَعْضَاء الضعيفة. وَأما الخريف فتهيج فِيهِ الْعِلَل لرداءة الأخلاط ولسوء التَّدْبِير فِي الصَّيف وَأكل الْفَوَاكِه. الْمقَالة الأولى من طبيعة الْإِنْسَان: الشتَاء يكون فِيهِ البلغم وَيعلم ذَلِك من أَن النَّاس يستبرؤن ويتقيؤن أَشْيَاء بلغمية وألوان الأورام خَاصَّة فِي هَذَا الْوَقْت إِلَى الْبيَاض والأورام الْحَادِثَة فِيهِ بلغمية. وَأما الرّبيع فتتقوى فِيهِ القوى وَيكثر فِيهِ الدَّم لِأَن الْبرد يسكن والأمطار تتواتر وَكَثْرَة الدَّم عَن الأمطار وحر النَّهَار. قَالَ: وَذَلِكَ شَيْء يكون فِي الرّبيع وَالدَّلِيل على كَثْرَة الدَّم فِي الرّبيع أَن النَّاس يعرض لَهُم فِي الرّبيع والصيف اخْتِلَاف الدَّم والرعاف وأبدانهم تكون شَدِيدَة الْحَرَارَة والحمرة وَأما الصَّيف فيسخن فِيهِ الدَّم ويقوى فِيهِ المرار ويمتد ذَلِك إِلَى الخريف فَإِذا كَانَ الخريف قل الدَّم لِأَن طبيعة هَذَا الْوَقْت مضادة للدم بالطبع وَأما المرار فيغلب فِي الْبدن فِي الصَّيف والخريف وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن النَّاس قد يتقيؤن حِينَئِذٍ فِي هَذَا الْوَقْت المرار من أنفسهم والأدوية المسهلة تستفرغه وَأما البلغم فيوجد فِي الصَّيف فِي غَايَة الضعْف. قَالَ: والسوداء تكْثر فِي الخريف وتقوى فِي الْغَايَة وَفِي الشتَاء لِكَثْرَة الأمطار ولطول اللَّيْل وَقلة حر النَّهَار ولكثرة برد النَّهَار يكثر البلغم. الثَّانِيَة: إِذا فسد الْهَوَاء فَاجْعَلْ الْمَكَان الْمُحِيط بِهِ مضاداً فِي كيفيته إِمَّا بالأسخان أَو بالتبريد أَو بالترطيب. قَالَ: وَتقدم إِلَى النَّاس إِلَّا يُغيرُوا تدبيرهم إِذا كَانَ لم يحدث ذَلِك عَلَيْهِم لتدبيرهم بل للهواء وتغيره فَانْظُر أَلا تقضف الْأَبدَان وتضعفها جدا لَكِن انقص من الْغذَاء قَلِيلا قَلِيلا وَاجعَل مَا يدْخل الْبدن من الْهَوَاء فِيهِ أقل مَا يكون وَذَلِكَ يكون بترك الْأَشْيَاء الَّتِي تحوج إِلَى الِاسْتِنْشَاق) وبنقصان الْغذَاء قَلِيلا قَلِيلا. الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان: اسْتعْمل الْأَطْعِمَة فِي الشتَاء أَكثر من سَائِر أَوْقَات السّنة وَأما الشَّرَاب فَلْيَكُن صرفا قَلِيل المَاء وَقَلِيل الْمِقْدَار فِي نَفسه أَيْضا وَاجعَل الْأدم شواء وقلايا وَأَشْيَاء مجففة لِأَن هَذَا التَّدْبِير يَجْعَل مزاج الْبدن يَابسا فِي الْغَايَة فغذا جَاءَ الرّبيع فزد فِي كمية الشَّرَاب وكمية المزاج بِالْمَاءِ وانقص من الطَّعَام قَلِيلا وَاجعَل أَيْضا مَا هُوَ غذَاء أرطب وانتقل من الشواء إِلَى الطبيخ والبقول إِلَى أَن يَجِيء الصَّيف فَاسْتعْمل حِينَئِذٍ الْأَطْعِمَة الرّطبَة والبقول السليقة وَيكثر الشَّرَاب والمزاج وَتجْعَل الأغذية قَليلَة الْغذَاء وينتقل

ودبر الْأَبدَان الرّطبَة تدبيراً أجف فِي سَائِر أَوْقَات السّنة وَكَذَا فَافْهَم فِي الكيفيات الْأُخَر. قَالَ بواس: وَيسْتَعْمل الأصحاء فِي السّنة فِي الْأَشْهر الشتوية الْقَيْء لِأَن البلغم حِينَئِذٍ أَكثر مِنْهُ فِي الصَّيف والأمراض الْعَارِضَة فِيهِ تحدث فِي نواحي الرَّأْس والمواضع الَّتِي فَوق الْحجاب فَأَما فِي الصَّيف فأسهل لِأَن الْغَالِب على الْبدن حِينَئِذٍ المرار وَيحدث فِيهِ ثقل فِي الْبَطن والركبتين والمغص فَيجب أَن يبرد الْبدن ويحط مَا يرْتَفع مِنْهُ إِلَى أَسْفَل. قَالَ ج: إِذا أردْت أَن تستفرغ الْبدن كُله فافعل ذَلِك فِي الصَّيف من فَوق وَفِي الشتَاء من أَسْفَل كَمَا قيل فِي الْفُصُول. وَإِذا أردْت أَن تمنع الْفضل من الرئة فاستفرغ من ضد الْجِهَة فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تستفرغ المرار فِي الصَّيف بالإسهال ليمنع من طفوه فِي الْمعدة والبلغم فِي الشتَاء من فَوق ليمنع أَن يبْقى فِي الأمعاء مِنْهُ شَيْء. بونيوس فِي العلاج: الْمَوَاضِع الْقَرِيبَة من حر الْبَحْر أصح من غَيرهَا فِي الْأَكْثَر وَكَذَا الَّتِي فِي الْجبَال والمائلة إِلَى الْجنُوب وَإِلَى الْمغرب فَإِنَّهَا وبئية والمواضع الجبلية الْعَالِيَة أصح من غَيرهَا وَاجعَل أَبْوَاب المساكن وكواها شرقية لِأَن الرِّيَاح الَّتِي تهب من الشرق أصح من غَيرهَا وحرارة الشَّمْس تلطف الْهَوَاء الغليظ الكدر وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعنى ببسط ضوء الشَّمْس فِي الْمسكن كُله فَإِنَّهُ يلطف هواءها الغليظ وَتَكون مُرْتَفعَة وَلَا يكون الْمسكن مُقَابل الْجنُوب لِأَنَّهَا ريح حارة رطبَة مُخْتَلفَة الطَّبْع تهيج أمراضاً كَثِيرَة وَيَنْبَغِي أَن تعنى فِي الصَّيف بِأَن يكون بِقرب الْمنَازل مَاء عذب نظيف كثير فَإِن البخار الْكثير العذب الرطب المتصاعد مِنْهُ الْكثير يطفىء حرارة الصَّيف ويرطب اليبس ويضاد النارية مضادة كَافِيَة.) قَالَ: وَلَا يكون قيام هَذَا المَاء فِي مَكَان فِيهِ قذر وَبَوْل بل يكون مَاء نظيفاً كثيرا. لى: هَذَا مُمكن إِن يكون أَيْضا برك فِي الْبَيْت فَأَما هُوَ فَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِ النقائع الْكِبَار. الِانْتِقَال من مَكَان جيد إِلَى مَكَان رَدِيء يمرض سَرِيعا ولانتقال من رَدِيء إِلَى جيد لَا يمرض. الْمَوْت السَّرِيع: قد يعرض فِي السنين الْكَثِيرَة الرُّطُوبَة حمى وحرارة مزمنة واستطلاق ونزف دم الْحيض والقروح والعفن والصرع والقلاع وَفِي السنين الْيَابِسَة أوجاع الرجلَيْن والمفاصل والسل وعسر النَّفس وأوجاع الأمعاء. وَأما فِي أول الصَّيف فَأن الصّبيان يصحون وَيصِح الشُّيُوخ فِي القيظ والخريف. والشباب فِي الشتَاء وَقد تكْثر الْأَمْرَاض خَاصَّة فِي نيسان فَأَنَّهُ رُبمَا عرضت أمراض مُخْتَلفَة شَدِيدَة. قَالَ: وَأما الرِّجَال وَالصبيان فَإِذا غلت دِمَاؤُهُمْ لى: يعْنى رقت وانبسطت كالحال فِي

الرّبيع اعتراهم فِي الْمرة استطلاق والقروح الردية والحمرية والتنفط والسعال وتقشر الْجلد والقوابي والتشنج والجرب والعطش فَهَذِهِ الْأَعْرَاض الْعَارِضَة فِي نيسان. قَالَ: وَأما القيظ فتعرض فِيهِ حمى غب ومطبقة ويبس الْجلد والرمد وأوجاع الْأذن والقيء وَمَشى الْمرة فَأَما فِي الخريف فتعرض الرّبع والسعال والأطحلة وَالِاسْتِسْقَاء وزلق الأمعاء وعسر الْبَوْل ووجع الْوَرِكَيْنِ والسدد والخوانيق وَذَات الْجنب وَذَات الرئة وإيلاوس والسكتة والصرع فَأَما الشتَاء فَيعرض ذَات الْجنب وَذَات الرئة والسعال ووجع الظّهْر والبهر وعرق النسا وَحمى البلغم والفالج والسكتة. من كتاب العلامات: الصَّيف تكون الأخلاط فِيهِ ردية مرارية وخاصة فِي آخر الصَّيف وَابْتِدَاء الخريف وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يحسن التَّدْبِير فِي هذَيْن الْوَقْتَيْنِ. الْخَامِسَة عشرَة من النبض: فِي الوباء الْمُفْسد للقلب يلْزم حمى كالدق لَا يحسها أَصْحَابهَا ونبضهم لَيْسَ بِبَعِيد عَن الطبيعي أَو هُوَ كَمَا هُوَ وَلَيْسَ بطبيعي على الْحَقِيقَة لَكِن قد اتّفق فِي الْقلب سوء مزاج مُخْتَلف يجْتَمع فِي جملَته إِن يكون النبض بِتِلْكَ الْحَال وحالهم مَعَ هَذَا ردية ويموتون وهم بِهَذِهِ الْحَال وتنفسهم رُبمَا كَانَ منتنا وَيَمُوت أَكثر من تنفسه منتن لِأَن ذَلِك دَلِيل على عفن فِي الْقلب وَمِنْهُم من يحس بحماه وَلَكِن لَا تثبت فِي جرم الْقلب بل فِي بَطْنه. لى: أَي يثبت فِي الْهَوَاء الَّذِي هُنَاكَ وَلم يصر جرم الْقلب إِلَى سوء مزاج بعد وَحَال هَذَا كَحال حمى يَوْم عِنْد حمى دق.) وَقَالَ: الحميات الوبئية تحير الْأَطِبَّاء لِأَن العليل لَا يحس فِيهَا بحرارة وَلَا فِي نبضه وَلَا فِي مَائه مَا يدل على خُرُوج عَن الطبيعة وَإِن وجد شَيْئا من الإعياء وَالْكرب ذهب عَنهُ بالحمام وهم مَعَ ذَلِك يموتون سَرِيعا فَلهَذَا تحير الْأَطِبَّاء فِيهَا إِلَّا أَن الْعَامَّة قد يعلمُونَ بالتجربة أَن ينْظرُوا إِلَى النَّفس فَإِن كَانَ منتنا علمُوا أَن الْحَال ردية ويتفقدون مَعَ ذَلِك لون الرِّيق فَإِن كَانَ لَونه بلون مَا يدل على الْفساد قضوا أَن حَاله هَذِه من وباء وَيَنْبَغِي للطبيب أَن يتفقد فِي أَفْوَاههم فَأَنَّهُ يرى فِي أَفْوَاه بَعضهم شَيْئا كلون الورم الْمَعْرُوف بالحمرة والورم الْمَعْرُوف بالنملة وتراه متشققاً قطعا قطعا فِي أول مرضهم وصدورهم إِذا لمست حارة وأبوالهم كَثِيرَة خاثرة وَقد تكون أَيْضا رقيقَة مائية وَفِي الْأَكْثَر تكون على الْحَال الطبيعة فَإِن رَأَيْت فِي بعض أبوالهم تعلقاً أَو رسوباً ردياً أَو سوداوياً أَو باذنجانياً أَو متشوشاً ملقى بعضه على بعض كالدقيق الَّذِي ينصب على الطابق فَإِن ذَلِك كُله رَدِيء. قَالَ: فبهذه يَنْبَغِي أَن تعرف وَتعلم هَل فِي بدن الْمَرِيض اخْتِلَاف مَا فَقَط أم ابْتِدَاء مرض بِهِ وتأتى مَعَه حمى دقيقة وَمَعَ هَذِه العلامات فقد يفرق بَين هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ. لى: يعْنى بَين من بِهِ فَسَاد وبئى وَبَين من بِهِ سوء مزاج يحدث بِهِ حمى دقيقة أَو بِهِ دق خَالِصَة بِلَا وباء.

قَالَ: وَرُبمَا عرض للعليل فِي عقب الاستحمام فِي الْحمام وَذَلِكَ أَن أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة يصيبهم بعد ذهَاب الشَّهْوَة وعطش شَدِيد وشوق إِلَى المَاء الْبَارِد وَتصير أَعينهم حارة ملتهبة وَرُبمَا بقيت هَذِه الْآثَار بعد الْحمام فِي أَعينهم فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فَاعْلَم علما يَقِينا أَنه قد أَصَابَهُ وباء. الأولى من ابيذيميا: الْأَحْوَال الْأَرْبَع الَّتِي وصفهَا أبقراط من أَحْوَال الْهَوَاء هِيَ الَّتِي تعرض أَكثر مِمَّا يعرض سَائِر أَصْنَاف الوباء وفيهَا كِفَايَة لمن أَرَادَ أَن يَجْعَلهَا مِثَالا. وَقَالَ: يَنْبَغِي مَتى حدث فِي الْهَوَاء حَال مَا إِن تنظر فِي أَمر الْبَلَد والمزاج فَإِنَّهَا تعين إِذا اتّفقت مَعَ الْهَوَاء الْحَادِث وتضاده إِذا خَالَفت الْبلدَانِ الْمُسْتَقْبلَة المستترة عَن الشمَال وَمُدَّة عقبه وبالضد. قَالَ: وَانْظُر فِي كل حَادث للهواء فِي حَال الْأَبدَان ثمَّ ضاده بالغداء وَالتَّدْبِير والرياضة. قَالَ: والأبدان الْخَارِجَة عَن الِاعْتِدَال يمرضها الْهَوَاء الشبيه بِهِ اسرح وَأما المصاد لَهَا فَإِنَّهُ كادواء لَهَا وَأما الْأَبدَان المعتدلة فحالات الْهَوَاء الْخَارِجَة عَن الِاعْتِدَال يضر بالأبدان المعتدلة مضرَّة عَظِيمَة كَمَا يضر الْأَبدَان الْمُوَافقَة لَهَا الْغَيْر المعتدلة كَمَا أَنه لَيْسَ الْبَتَّةَ حَال خَارِجَة عَن الِاعْتِدَال) فَإِنَّهُ يَضرهَا غَايَة الْمضرَّة وَذَلِكَ أَن هَذِه الْأَبدَان من ذَاتهَا مشرفة على الْوُقُوع فِي مرض من جنس سوء المزاج الَّذِي بهَا فَإِذا أعانها على ذَلِك سوء مزاج الْهَوَاء استولى عَلَيْهَا سَرِيعا فَأَما الْأَبدَان الَّتِي مزاجها ضد مزاج الْهَوَاء الْحَادِث فَإِنَّهَا تصير إِلَى حَال أَجود لِأَنَّهَا تمنعها مِمَّا هِيَ مشرفة على الأولى من الثَّانِيَة من ابيذيميا: الصَّيف المطير الجنوبي الدَّائِم يحدث القروح الْمُسَمَّاة حمرَة والصيف الْحَار العديم الرّيح الرّطبَة يحدث حمرَة. قَالَ أبقراط: أحد مَا تكون من الْأَمْرَاض وأقتلها فِي الخريف وَذَلِكَ أَن مُنْتَهى هيجانها بالْعَشي فِي أَكثر الْأَمر لِأَن مَحل الْعشي من الْيَوْم كالخريف من السّنة وَفِي الخريف تتكون وتهيج الديدان فِي الْبَطن ووجع الْفُؤَاد. الأولى من الثَّالِثَة: الْهَوَاء الْمُحِيط بالمواضع الَّتِي فِيهَا كرنب كثير وَجوز وسواخط وشمشار يفْسد. لى: تفقد ذَلِك فِي سَائِر الْأَشْجَار كالأبهل وَنَحْوه. الثَّالِثَة من الثَّانِيَة: الِاخْتِلَاف الَّذِي فِيهِ أَشْيَاء من جنس وَاحِد يذوب مشبه أَن يكون غير مفارق للحمى الوبئية فَإِن جَمِيع من حم فِي الْبَاء كَانُوا يَخْتَلِفُونَ شَيْئا من

جنس مَا يذوب والامتناع من الطَّعَام أَيْضا كثيرا مَا يعرض لَهُم وَمن لم يَأْكُل هلك وَمن قهر نَفسه وَأكل سلم. الأولى من السَّادِسَة: حميات الوباء خَارج الْبدن لَيْسَ بِهِ كثير حرارة والعليل يَحْتَرِق احتراقاً حَتَّى كَأَنَّهُ فِي اللهيب وَلَا يقدر أَن يلقِي عَلَيْهِ ثوب رَقِيق وَإِذا لمسته وجدته لَيْسَ بحار. الْخَامِسَة من السَّادِسَة: الْهَوَاء الْبَارِد يشد الْبَطن لِأَنَّهُ يكثر الْحَرَارَة الغريزية فِي الْبَطن فيجود تَنْفِيذ الْغذَاء ودرور الْبَوْل وَلِأَنَّهُ يشد عضل المقعدة وينفض الثفل إِلَى فَوق ويجعله بطيء الْقبُول لما ينحدر. السَّادِسَة من السَّابِعَة: إِذا تحركت الشمَال بعد الْجنُوب كثرت النزلات من الرَّأْس وَكَثُرت علل الْحلق والصدر وَسَائِر مَا يحدث عَن نَوَازِل الرَّأْس لِأَن الْجنُوب تملأ الرَّأْس وتسخنه فَإِذا جَاءَت الشمَال بعقبة وصل الْبرد إِلَى مسامه وعصره وتسيل مِنْهُ مواد إِلَى مَا تَحْتَهُ من الْأَعْضَاء. قَالَ: الْهَوَاء الَّذِي فِي الْبيُوت أَشد غلظاً وَأَشد جمعا وأرخى للبدن وَأكْثر عفونة من الْهَوَاء المكشوف للسماء وخاصة مَا كَانَ مِنْهُ أَعلَى موضعا وَأكْثر هبوباً للرياح. قَالَ: الْهَوَاء الغليظ لَا ترى الْكَوَاكِب الصغار فِيهِ ويغلظ الْهَوَاء من أَنه لَا يَتَحَرَّك وَمن أَن بخارات) غَلِيظَة تختلط بِهِ وَلَيْسَ الْهَوَاء الغليظ هُوَ الْهَوَاء الرطب يكون غير متشابه الْأَجْزَاء فَيكون مِنْهُ شَيْء رَقِيق بَاقٍ بِحَالهِ وَشَيْء قد ساخ فِيهِ بخار رطب وَأما الْهَوَاء الغليظ فقد خالط ذَلِك الغلظ كُله باستواء. قَالَ: أبقراط يَأْمر أَن يتفقد الْهَوَاء دَائِما وَينظر مَا يحدث عَنهُ من الرِّيَاح والسكون والرمد وَالْحر وَالْبرد والرطوبة واليبس. قَالَ: إكثار أكل الكراث والثوم والأطعمة الحريفة يُورث فِي الصَّيف مغصاً لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل إِلَى المرار وَالْبدن يغلب عَلَيْهِ فِي هَذَا الْوَقْت المرار. وَأما الشتَاء فَلِأَن البلغم هُوَ الْغَالِب فِيهِ على الْبدن فَإِن هَذِه الْأَطْعِمَة مَعَ أَنَّهَا لَا تحدث مغصاً قد تكون سَببا لنفع عَظِيم ينَال الْبدن مِنْهُ فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهَا تسخن الأخلاط الغليظة اللزجة الَّتِي تكْثر فِي الشتَاء وتغلب على الْأَبدَان. قَالَ ج فِي بعض كتبه: يَنْبَغِي للطبيب أَن يتفقد تغير الْهَوَاء وهبوب الرِّيَاح دَائِما. الأولى من الأهوية والبلدان: يَنْبَغِي أَن تعلم الأَرْض أجرداء هِيَ أم عديمة المَاء أم شعراء أم غائرة حارة شامخة بَارِدَة ثمَّ تنظر بعد هَذَا فِي غذَاء أهل ذَلِك الْبَلَد والأشياء الَّتِي يعمهم تدبيرها والأمراض الَّتِي تعتريهم وَهِي الْمُسَمَّاة البلدية والرياح الْبَارِدَة الَّتِي تهيج عَن بطيحة أَو عَن مَوضِع بِتِلْكَ الْبِلَاد فتهيج مِنْهُ الرِّيَاح والبحار وَالْجِبَال والمعادن مِنْهُ. قَالَ: وتتفقد من الْبِلَاد هَل أَهلهَا يكثرون الْأكل ويكثرون الشَّرَاب وَكَيف حَالهم فِي الدعة والكبد وعاداتهم وأمورهم أَيْضا قَالَ

ج: الفحص عَن أغذيتهم من أوفق شَيْء يسْتَدلّ بِهِ. قَالَ: فَإِن الطَّبِيب إِذا تفقد هَذِه الْأَحْوَال من الْبَلَد الَّذِي يدْخلهُ لم يخف عَلَيْهِ مَا يحدث على أَهلهَا من الْأَمْرَاض إِذا كَانَت الْمَدِينَة بارزة للجنوب مستورة عَن الرِّيَاح الْبَارِدَة وَهِي الشمالية كَانَت أمياهها حارة مالحة ورؤوس سكانها رطبَة بلغمية وبطونهم كَثِيرَة الِاخْتِلَاف دائمة. قَالَ ج: ذَلِك لِأَن الْجنُوب تملأ الرَّأْس ويسيل مِنْهُ إِلَى معدهم فينقص هضمهم وتختلف بطونهم وأبدانهم تضعف لِأَن دوَام الرِّيَاح الجنوبية يُرْخِي ويضعف ويغشى الْبَصَر ويثقل السّمع ويكسل ويرهل وَلَيْسَ شهوتهم للطعام وَلَا هضمهم لَهُ يجيد لِكَثْرَة مَا يسيل من البلغم إِلَى معدهم وَلَا للشراب وَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَيْضا أَن يكثروا من الشَّرَاب لِأَن الْخمار شَدِيد الْأَذَى لَهُم لضعف رؤوسهم لِأَن الْخمار إِلَى الرؤوس الضعيفة أسْرع وَأوحى لِأَن من كَانَ رَأسه ضَعِيفا رطبا لَا يتَمَكَّن من كَثْرَة الشَّرَاب لِأَن ذَلِك يزِيد الدِّمَاغ ضعفا فَلَا يقدر على التملؤ مِنْهُ وأعمارهم) قَصِيرَة وأخلاقهم سَيِّئَة والقروح الْعَارِضَة لَهُم عسرة بطيئة الْبُرْء رطبَة رهلة ويعرض للنِّسَاء النزف بهَا أَعنِي كَثْرَة الْحيض ويكن مسقامات أبدا وَلَا يحملن إِلَّا بعسر فَإِن حبلن اسقطن فِي الْأَكْثَر وَلَيْسَ ذَلِك من قبل طبيعتهم لَكِن من كَثْرَة أمراضهم واما الرِّجَال فَيعرض لَهُم اخْتِلَاف دم وبواسير ورمد رطب وَهُوَ البُخَارِيّ الدخاني الْقصير الْمدَّة ويعرض لمن جَاوز الْخمسين الفالج كثيرا. قَالَ ج: أَكثر مَا ينحدر بطُون هَؤُلَاءِ النِّسَاء يمر من الْبَطن إِلَى جَمِيع الْبدن فِي الْعُرُوق فَإِن أَكثر مَا فِي الْعُرُوق يصير إِلَى الْأَرْحَام لِأَن الدَّم ينتقص مِنْهَا فِي كل شهر. قَالَ: والربو يكثر فِي هَذِه الْمَدِينَة وَفِي صبيانهم خَاصَّة وَكَذَا الصرع والكزاز وَذَلِكَ كُله لِكَثْرَة البلغم فِي الرَّأْس لِأَنَّهُ إِن نزل إِلَى الرئة كَانَ مِنْهُ ربو وَإِن بَقِي كَانَ مِنْهُ صرع ويعرض لرجال هَذِه الْمَدِينَة لين الْبَطن وَاخْتِلَاف الدَّم والحمى الَّتِي فِيهَا برد وحر فِي حَال وَحمى طَوِيلَة شتوية وَحمى ليلية وبواسير وَاخْتِلَاف الدَّم إِذا كَانَ البلغم النَّازِل من الرَّأْس مالحاً. سكان الْمَدِينَة الْمَوْضُوعَة قبالة الْجنُوب يعرض لَهُم لين الْبَطن وَاخْتِلَاف الدَّم والحمى الَّتِي يعرض فِيهَا حر وَبرد مَعًا وَحمى شتوية طَوِيلَة وَحمى لَيْلَة وبواسير. قَالَ: الذرب يحدث لَهُم إِذا لم يكن البلغم النَّازِل من رؤوسهم لذاعاً وَيحدث لَهُم اخْتِلَاف دم إِذا كَانَ مالحاً وانتياليس إِنَّمَا يعرض لَهُم لِأَن البلغم الَّذِي قد عفن يحدث مَعَه سخونة وَالَّذِي لم يعفن يحدث مَعَه برودة فَيكون فِي حَال حر وَبرد. قَالَ ب: وَلَا يعرض لهَؤُلَاء ذَات الْجنب وَلَا ذَات الرئة وَلَا حميات محرقة وَلَا شَيْء من الْأَمْرَاض الحارة للين بطونهم.

قَالَ ج: لِأَن فضول أبدانهم تستفرغ كل يَوْم وَقد يعرض لَهُم رمد غير شَدِيد وَلَا طَوِيل أما الرمد فبسبب رُطُوبَة رؤوسهم وَأما غير شَدِيد وَلَا طَوِيل فبسبب تحلل عيونهم وَسَائِر أبدانهم وتحلل الفضول مِنْهَا سَرِيعا قَالَ: إِلَّا أَن يكون مَعَ هبوب الْجنُوب يتَغَيَّر الْهَوَاء مَعَه إِلَى الْبرد فيحتقن كثيرا من ذَلِك وَيطول ذَلِك الرمد. قَالَ: وَإِذا أَتَى على هَؤُلَاءِ خَمْسُونَ سنة عرضت لَهُم نَوَازِل كَثِيرَة من الدِّمَاغ فيفشو فيهم الفالج وَمن عرض لَهُ ذَلِك مِنْهُم كَانَ الفالج فِي جَمِيع بدنه وَلَا سِيمَا إِذا أَصَابَت رؤوسهم حرارة بَغْتَة أَو برودة شَدِيدَة. وَالْمَدينَة الْمَوْضُوعَة قبالة الرّيح الْبَارِدَة أَعنِي الشمالية المستورة عَن غَيرهَا) من الرِّيَاح الحارة تكون رياحها البلدية أبدا هَذِه حَالهَا وعرضها شمَالي كثير وَهَذِه ضد تِلْكَ الْمَدِينَة الأولى لِأَن تِلْكَ جنوبية. لى: التَّغَيُّر الأول يعرض للبلد من الْعرض فَيكون لذَلِك شمالياً أَو جنوبياً والشمالية بَعْضهَا شمَالي بِالْإِضَافَة إِلَى بعض الْهَوَاء يكون شمالياً أَو جنوبياً أَولا بِالْعرضِ وَالثَّانِي بالاستتار عَن الْجنُوب أَو عَن الشمَال. قَالَ: 3 (سكان الْمَدِينَة الشمالية) أقوياء وسوقهم دقيقة اضطراراً. قَالَ ج: أما سكان الْمَدِينَة الجنوبية فَإِن أبدانهم إِلَى الضعْف والتخلخل مَا هِيَ والسكان فِي الشمالية بالضد لأَنهم أصحاء أشداء وسوقهم دقيقة نحيفة وصدورهم عريضة لِأَن بطونهم حارة لتكاثف الْحَرَارَة لبرد ظَاهر أبدانهم فَلذَلِك تتوسع الصَّدْر وينحف مَا بعد عَن الْقلب لى: لِأَن الْحَرَارَة فِي هَؤُلَاءِ لَا تنبسط فِي الْأَطْرَاف لَكِن تتعقد فِي وسط الْبدن وبطونهم السُّفْلى يابسة جاسئة والعالية لينَة لِأَن أهل الْبَلَد الجنوبي أَصْحَاب بلغم فطبائعهم تلين وَهَؤُلَاء بطونهم الْعَالِيَة لينَة لِأَن فِي معدهم صفراء كَثِيرَة. قَالَ: ورؤوسهم صَحِيحَة صلبة شَدِيدَة اليبس لقلَّة الفضول فِيهَا وَيكون الفتق فيهم كثيرا وَكَذَلِكَ انْشِقَاق الْعُرُوق لِأَن أبدانهم صلبة فَإِذا وَثبُوا وحملوا شَيْئا كثيرا ثقيلاً ينشق مِنْهُم الصفاق وَالْعُرُوق لِأَن صفاقاتها لَيست هوائية لينَة ويصيبهم ذَات الْجنب والأمراض الحادة كثيرا ليبس بطونهم. قَالَ: ويعرض لَهُم النفخ فِي كل عِلّة وَسبب هَذَا صلابة أبدانهم وتمددها فلتمددها تَنْقَطِع مِنْهُم الْعُرُوق والعضلات ولكثافة سطوح أبدانهم لَا تتحلل وتنفش تِلْكَ الرطوبات فتتنفخ وخاصة إِن كَانَ ذَلِك فِي نواحي صُدُورهمْ وتنقطع عروقهم بِسَبَب برد مَائِهِمْ لِأَن المَاء الْبَارِد يمدد جدا ويكثرون الْأكل وَلَا يكثرون الشَّرَاب.

لى: أَنه لم يُعْط الْعلَّة فكأنهم لم يَأْكُلُون كثيرا. وَقَالَ: أَنهم يشربون قَلِيلا لِأَن أكلهم كثيرا وقلما يجْتَمع أَن يَأْكُل الْإِنْسَان وَيشْرب كثيرا وَالْعلَّة عِنْدِي فِي كَثْرَة الْأكل برد الْبَلَد وَفِي قلَّة الشّرْب تنشقهم الْهَوَاء الْبَارِد وَقلة الْعرق كالحال فِي) قَالَ: وَلَا يعرض لَهُم الرمد سَرِيعا فَإِن عرض تصدعت أَعينهم لِأَن الرمد إِنَّمَا يقل فيهم لبرد بِلَادهمْ كَمَا أَنه يكثر فِي أُولَئِكَ لحر بِلَادهمْ وكما أَن أُولَئِكَ أَعنِي أَصْحَاب الْبِلَاد الجنوبية يسلمُونَ مِنْهُ لسخافة أَعينهم ولين بطونهم. قَالَ: فَكَمَا أَنه لَا يعرض الرمد فِي الشتَاء إِلَّا للقليل من النَّاس فَإِن كَانَ شَدِيدا مؤلماً وَذَلِكَ يكون لضيق مسام صفاق الْعين وكثافتها من شدَّة الْبرد فَلَا تخرج مِنْهَا الفضول حَتَّى أَنَّهَا رُبمَا تصدعت لِكَثْرَة احتقان الرطوبات فِيهَا ولجسأ الطَّبَقَات لشدَّة الْبرد فَأَما الْأَبدَان اللينة فعلى خلاف ذَلِك لِأَن مسامها وَاسِعَة وطبقاتها مواتئة للامتداد. لى: فَهِيَ بعيدَة من جِهَتَيْنِ أَن الامتلاء لَا يجْتَمع فِيهَا شَدِيدا لسعة المسام وَأَنه إِن اجْتمع فَإِن الطَّبَقَات مواتئة للامتداد. وبالضد فِي الْبلدَانِ والأزمان الْبَارِدَة. قَالَ: ويعرض للشباب فِي الصَّيف رُعَاف شَدِيد كثير لِأَن الدِّمَاء فِي أبدانهم كَثِيرَة لبرد الْبَلَد فَإِذا جَاءَ الصَّيف تحللت وصعدت نَحْو الرَّأْس وفجرت الْعُرُوق. قَالَ: وَلَا يعرض لَهُم الصرع فَإِن عرض كَانَ قَوِيا شَدِيدا لِأَن هَؤُلَاءِ أصحاء الرؤوس يابسها والفضول فِيهَا قَليلَة وَيكون الصرع فِيهَا دَلِيلا على عِلّة فِي غَايَة الْقُوَّة حَتَّى أمكنه إِن ظهر أَن يقهر مثل هَذِه الرؤوس. قَالَ: وأعمارهم أطول. قَالَ ج: لقُوَّة أبدانهم وصحتها وَلَا سِيمَا الرَّأْس والبطن لِأَنَّهُ أَكثر مَا تعرض لَهُم الْأَمْرَاض الحادة والأمراض الحادة تعرض للأبدان القوية والقروح فِي أبدانهم سريعة الْبُرْء غير مؤلمة لِأَنَّهَا لَيست رطبَة وليبس أبدانهم لَا ينصب إِلَيْهَا شَيْء لصلابة أبدانهم وأخلاقهم خبيثة سبعية لأَنهم أَصْحَاب مرّة صفراء وأبدانهم قحلة وبلادهم بَارِدَة. قَالَ: فَهَذِهِ الْأَمْرَاض تعرض فِي رِجَالهمْ وَهِي أمراضهم البلدية لِأَن أبدانهم لَا تنقى من الفضول وَالنِّسَاء أَيْضا لَا ينقين بالطمث وَالنِّسَاء عواق لِأَن برد هَذِه الْمَدِينَة وتنفسه يمْنَع الطمث من أَن يجْرِي مجْرَاه فَلَا ينقى النِّسَاء على مَا يَنْبَغِي وَلِأَن المَاء الْبَارِد فِي الْأَكْثَر بطيء النضج والبطيء النضج هُوَ الَّذِي لَا يسخن سَرِيعا وَلَا يبرد سَرِيعا فَيفْسد الطمث. قَالَ: وَمن اشْتَمَلت من هَؤُلَاءِ عسر ولادها ليبس بدنهَا وصلابته وَلَا يعرض لَهُم إِسْقَاط إِلَّا قَلِيلا لِأَن أرحامهن جافة قَليلَة البلغم ولقوة أبدانهن وَرُبمَا أسقطن من شدَّة برد المَاء للذعه الْجَنِين ويقل لبنهن ويغلظ للبرد. وَقد يعرض لَهُنَّ كزاز وَأكْثر مَا يعرض لَهُنَّ

السل بعقب الْولادَة) لِأَنَّهُ من شدَّة الْأَمر عَلَيْهِنَّ فِيهِ وصلابة أبدانهن وعروقهن وَقلة مواتاتهن للامتداد تَنْقَطِع فِي صدورهن عروق وَرُبمَا انْقَطَعت عروق الْأَرْحَام وَرُبمَا انْقَطع شَيْء من العصب فَيعرض كزاز. قَالَ: ويعرض لصبيان هَذِه الْمَدِينَة لذكورهم المَاء فِي الْخصي وَيذْهب عَنْهُم إِذا كبروا وَكَذَا يعرض للجواري المَاء فِي بطونهم وَيذْهب إِذا كبرن. قَالَ: وَالِاسْتِسْقَاء يعرض فِي الْبلدَانِ الرّطبَة كثيرا وَأما هَذَا الْبَلَد فيابس لَكِن الصّبيان مزاجهم فِيهِ رطب ومياههم تجَاوز الِاعْتِدَال فَلذَلِك يصيبهم ذَلِك فَإِذا شبوا قويت حرارتهم وانفشت هَذِه الرطوبات. لى: لما كَانَ ماؤهم شَدِيد الْبرد لم تنفش مِنْهُم رطوبات. قَالَ: ويبطئ إِدْرَاك فتيانهم لبرد الْبَلَد وهبوب الرّيح الْبَارِدَة. قَالَ: وَهَكَذَا حَال الْبلدَانِ الْمَوْضُوعَة على سمت الفرقدين والموضوعة على سمت القطب الجنوبي الَّتِي تهب فِيهَا الرِّيَاح الَّتِي فِي الْغَايَة من الْبرد واليبس وَهِي الشمالية وَالَّتِي فِي الْغَايَة من الْحر والرطوبة وَهِي الجنوبية. لى: أوضاع المدن الَّتِي اخْتِلَاف مَا بَينهَا كثير جدا من المضاد أَربع: الْمَوْضُوعَة قبالة القطب الجنوبي على سمت القطب أَو مَا يَلِي إِلَى نَاحيَة الْمشرق الشتوي وَإِلَى أول حد الْمشرق الشتوي وَهُوَ حَيْثُ مطلع الجدي وَأما إِلَى نَاحيَة الْمغرب وَإِلَى حَيْثُ يغرب الجدي وَهَذَا الْحَد كُله هُوَ من سمت القطب الجنوبي وَإِلَى مدَار الجدي كُله فَهَذِهِ المدن المكشوفة لهَذِهِ الْجِهَة المستترة عَن سواهَا تهب عَلَيْهَا الرِّيَاح الجنوبية الْخَالِصَة وَغير الْخَالِصَة. فَأَما الْخَالِصَة فَمَا هَب مِنْهَا من سمت القطب نَفسه وَغير الْخَالِصَة فَمَا مَال عَن القطب نَحْو الْمشرق أَو الْمغرب الشتوي وَهَذِه هِيَ المدن الَّتِي ذَكرنَاهَا أَولا وبقدر ميلها عَن مُقَابلَة القطب الجنوبي يكون نقصانها عَن ذَلِك ودخولها فِي المدن الْأُخَر الَّتِي نذْكر. وَالْمَدينَة الْمَوْضُوعَة سمت القطب الشمالي إِلَى أَوَاخِر المطلع وَالْمغْرب الصيفي وَهُوَ مدَار السرطان وَهَذِه الْمَدِينَة الثَّانِيَة وتطلع عَلَيْهَا ثَلَاث ريَاح: شمالية خَالِصَة وَهِي الَّتِي تطلع من سمت القطب نَفسه والأخريان المائلتان إِمَّا نَحْو الْمشرق وَإِمَّا نَحْو الْمغرب وتختلف هَذِه الْبلدَانِ من ميلها نَحْو الْمشرق وَالْمغْرب وَهُوَ الْبَلَد الثَّانِي. والبلدان الْمَوْضُوعَة قبالة مشرق الشَّمْس هِيَ) من حد مغرب الْمِيزَان إِلَى حد مغرب الجدي والسرطان. فَأَصْدقهَا طبعا وأعدلها هَوَاء الْمَوْضُوع على سمت مطلع الْحمل وَمَا مَال مِنْهَا إِلَى نَاحيَة السرطان أَو الجدي فَيدْخل بِقدر ذَلِك فِي طبائع تِلْكَ الْبلدَانِ فالموضوعة سمت مشرق الشَّمْس هُوَ الْمَوْضُوعَة هَذَا الْحَد إِلَّا أَنَّهَا مكشوفة للمشرق مستورة عَن الْمغرب وَهِي

ضد المغربية والبلدان الْمَوْضُوعَة قبالة مغرب الشَّمْس وَهُوَ منحد مطلع الْحمل إِلَى حد مطلع الجدي والسرطان وَأصْدقهَا طبعا وأعدلها فِي هَذَا الْموضع على سمت الْمِيزَان وَإِنَّمَا نقُول هَذَا وَمَا مَال مِنْهَا إِلَى نَاحيَة السرطان والجدي فَيدْخل بِقدر ذَلِك فِي طبائع تِلْكَ الْبلدَانِ فالموضوعة سمت مغرب الشَّمْس هِيَ مَوْضُوعَة على هَذَا الْحَد إِلَّا أَنَّهَا مكشوفة للمغرب مستورة من الْمشرق وَهِي ضد المشرقية والشمالية ضد الجنوبية فَأَما المشرقية فتوافق الشمالية فِي أَشْيَاء والجنوبية فِي أَشْيَاء لِأَنَّهَا بَينهمَا وَكَذَا المغربية وتخصها فِي نَفسهَا أَشْيَاء أُخْرَى والمشرقية هِيَ الْمَدِينَة الثَّالِثَة فَهَذَا أصل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. فَأَما أبقراط فَيَضَع ذَلِك بِحَسب الْفلك الْخَارِج المركز للشمس فالمدينة الأولى المسامتة لخط الاسْتوَاء وَالثَّانيَِة المسامتة لما تسامت اخْتِلَافا فِي الطَّبْع وَذَلِكَ أَن الْبلدَانِ تخْتَلف طبائعها من أجل الْعرض اخْتِلَافا كثيرا جدا حَتَّى تتضاد وَلَا تخْتَلف من أجل الطول الْبَتَّةَ فالأجود أَن تفهم أَولا مَا قلت أَولا بِالْكُلِّيَّةِ ثمَّ مَا قَالَ. قَالَ أبقراط: كل مَدِينَة مَوْضُوعَة بِإِزَاءِ مشرق الشَّمْس فَإِنَّهَا أصح لِأَن الْحَرَارَة والبرودة فِيهَا أقل. لى: افهم هَهُنَا على قَوْله لِأَن الْبلدَانِ الَّتِي تَحت خطّ الاسْتوَاء شَدِيدَة الْحَرَارَة فَيجْعَل حد غَايَة الْحر فِيهَا من القطب الجنوبي. وَأما حد غَايَة الْبرد فَإلَى حَيْثُ يكثر عرضهَا فِي الشمَال مَا أمكن وَالَّذِي بَين هَذِه فِي الْوسط إِذا كَانُوا مكشوفين للمشرق وهم أهل الْبَلَد وَالَّذِي نريده الْآن وَلَيْسَ وَاعْلَم أَن الْحر وَالْبرد علته الأولى اخْتِلَاف الْعرض وَأما الْأُخْرَى فالارتفاع والانخفاض أقواها ثمَّ الاستتار والانكشاف وَالْجِبَال المحرقة يشْتَد حماها بالشمس أَو مَوَاضِع ثلوج كَثِيرَة تهب عَلَيْهَا دَائِما ريَاح تَجِيء إِلَى بلد فَإِنَّهَا تبرده أَو ريَاح أضداده هَذِه وَسَائِر ذَلِك مِمَّا سَنذكرُهُ. قَالَ أبقراط: أمراضهم تكون أقل وأضعف ومياههم نميرة لَطِيفَة صَافِيَة وَذَلِكَ أَن انكشافهم لمشرق الشَّمْس مِمَّا لَا يدع الْهَوَاء أَن يغلظ وَذَلِكَ لسرعة مبادرة الطُّلُوع عَلَيْهِم فَإِن الْهَوَاء إِنَّمَا) يغلظ فِي الأسحار لفقد الْحَرَارَة: فَإِذا أسْرع طُلُوع الشَّمْس على الْبلدَانِ فرق ذَلِك الْهَوَاء قبل أَن يتلبد ويمازج المَاء وَغَيره وبالضد. قَالَ: وكل مَدِينَة على سمت الْمغرب تكون رُطُوبَة هوائها بَاقِيَة فِيهَا كثيرا. قَالَ: وبشرة وُجُوه هَؤُلَاءِ حَسَنَة لينَة وألوانهم نيرة مضيئة إِن لم يعرض دونه عَارض وأصوات رِجَالهمْ صَافِيَة حَدِيدَة وَلَا يصلعون سَرِيعا وَلَا يحتدبون وَهِي أصح المدن مَاء وهواء والعشب والنبات فِي هَذِه أصح من غَيرهَا وَأَهْلهَا أفضل أبداناً وأنفساً. قَالَ: وَهَذِه الْمَدِينَة فِي خاصتها تشبه فصل الرّبيع فِي اعتداله.

قَالَ: وَكَذَا أَمر كل مَدِينَة مَوْضُوعَة فِي سمت الرِّيَاح الْيَسِيرَة الْحَرَارَة. قَالَ: وَنسَاء هَذِه الْمَدِينَة يعلقن كثيرا مشقة لاعتدال حالهن. الرَّابِعَة: كل مَدِينَة مَوْضُوعَة سمت الْمغرب الشتوي فَهِيَ مستترة من الرِّيَاح الشرقية وتهب عَلَيْهَا الرِّيَاح الحارة الْوَارِدَة من نَاحيَة الفرقدين من نَاحيَة الاسْتوَاء. قَالَ: فَتكون هَذِه الْمَدِينَة كَثِيرَة الْأَمْرَاض لَا محَالة وَهِي شَرّ المدن لاخْتِلَاف هوائها وتشبه الخريف. لى: تفقد أبدا كل مَدِينَة مستورة عَن أَي الرِّيَاح ومكشوفة بهَا. قَالَ: مياه هَذِه الْمَدِينَة غير صَافِيَة لِأَن أشجارها تطول جدا فيخالط الْهَوَاء الغليظ المَاء فيكدره ويفسده وَلَا تشرق الشَّمْس فِي هَذِه الْمَدِينَة فِي أول طُلُوعهَا حَتَّى ترْتَفع وَتَعْلُو فيمكث هواؤها زَمَانا طَويلا كدراً وتهب فِيهَا فِي أَيَّام الصَّيف عِنْد الأسحار ريَاح بَارِدَة وتبرد صدر نهارهم فَإِذا كَانَ آخر نهارهم أسخنت الشَّمْس أَهلهَا اسخاناً شَدِيدا لِأَنَّهَا يطول زمَان طُلُوعهَا عَلَيْهِم حَتَّى تغرب وَيكون رِجَالهمْ صفراً ويمرضون ضروب الْأَمْرَاض وَلَا يسلمُونَ مِنْهَا وأصواتهم ثَقيلَة إِلَى البحوحة من أجل غلظ الْهَوَاء ورطوبته وكدرته لِأَن الرُّطُوبَة تبح الصَّوْت ونهارهم مُخْتَلف رَدِيء وخاصة فِي زمَان الخريف بِكَثْرَة اخْتِلَاف تغير الْهَوَاء مَا بَين السحر إِلَى نصف النَّهَار. الثَّانِيَة من الأهوية والبلدان قَالَ: إِذا غلب على مزاج الْبدن الْحَرَارَة والرطوبة عرض عفن كثير وَلَا سِيمَا إِذا لم تهب ريح تحسن لَكِن يكون الْهَوَاء حِينَئِذٍ جنوبياً سَاكِنا وعلامته الغلظ والكدرة مَعَ الْحَرَارَة.) إِذا كَانَت الْمِيَاه فِي الخريف يسيرَة وَفِي الشتَاء كَثِيرَة فَلَا يكون الصحو كثيرا وَلَا الْبرد فَوق الْمِقْدَار فِي الشتَاء وَكَانَت فِي الرّبيع الْمِيَاه معتدلة وَفِي الصَّيف أَيْضا كَانَت السّنة صَحِيحَة سليمَة جدا اضطراراً. قَالَ: إِذا كَانَ الشتَاء يَابسا شمالياً وَالربيع كثير الأمطار جنوبياً عرض فِي الصَّيف الْحمى والرمد وَاخْتِلَاف الْأَعْرَاض اضطراراً لِأَنَّهُ إِذا دخل الْحر بَغْتَة وَالْأَرْض ندية من كَثْرَة أمطار الرّبيع والهواء جنوبي قد امْتَلَأت الرؤوس وَيكون الْبَطن لينًا ويهيج العفن والحميات بِمن كَانَ مرطوباً. فَأَما النِّسَاء وَمن هُوَ فِي مزاجه رطب فَيعرض اخْتِلَاف الْأَعْرَاض. قَالَ: الضّر فِي هَذَا الْحَال يَقع على أَصْحَاب الطبائع البلغمية لِأَن أَصْحَابهَا لَا يصبرون على هَذِه الْأَزْمَان الردية الرّطبَة الحارة فَأَما الَّذين مزاجهم يَابِس فَلَا يدْخل عَلَيْهِم من هَذِه الأمزجة ضَرَر لكِنهمْ يَنْتَفِعُونَ بهَا لأَنهم يرطبون ويرجعون إِلَى الْحَرَارَة والرطوبة الطبيعية وَأَصْحَاب الأمزجة الرّطبَة جدا يعرض لَهُم فِي الْأَزْمِنَة الحارة الرّطبَة اخْتِلَاف الْأَعْرَاض أَكثر مِمَّا يعرض لجَمِيع النَّاس.

فَإِن جَاءَ فِي هَذِه السّنة فِي وَقت طُلُوع الْكَوَاكِب مطر وشمال كثير رُجي أَن تنْحَل الْأَمْرَاض وَيكون الخريف صَحِيحا وَإِلَّا فَشَا الْمَوْت فِي الصّبيان وَفِي النِّسَاء ضَرُورَة وَيكون فِي الْمَشَايِخ أقل لِأَن الصّبيان وَالنِّسَاء مزاجهم رطب وَيَنْبَغِي لمن خيف عَلَيْهِ الْمَرَض فِي ذَلِك الْوَقْت أَن يبرد بدنه وَيحسن تَدْبيره. قَالَ: وَمن ينج من الْمَوْت من النِّسَاء وَالصبيان يَقع فِي حمى الرّبع وَمن الرّبع فِي جمع المَاء الْأَصْفَر لِأَن الحميات تحرق فيهم فَتَصِير سَوْدَاء والحمى الرّبع إِذا تطاولت آلت لي المَاء الْأَصْفَر. فَإِذا كَانَ الشتَاء جنوبياً مطيراً دفيئاً وَالربيع شمالياً بَارِدًا فالحوامل يسقطن فِي الرّبيع واللواتي يلدن مِنْهُنَّ يلدن أطفالاً ضعافاً. فإمَّا أَن يموتوا وَإِمَّا أَن يعيشوا مسقامين لعلل قد فسرت فِي كتاب الْفُصُول. قَالَ: وَأما سَائِر النَّاس فَيعرض لَهُم فِي هَذَا التَّغَيُّر اخْتِلَاف الْأَعْرَاض ورمد يَابِس ونوازل من الرَّأْس إِلَى الرئة فَأَما النِّسَاء وَأَصْحَاب الأمزجة الرّطبَة فَيعرض لَهُم اخْتِلَاف الْأَعْرَاض لِأَن البلغم الْمُجْتَمع فِي رؤوسهم قي الشتَاء ينزل إِلَى بطونهم. وَأما أَصْحَاب الصَّفْرَاء فَيعرض لَهُم رمد. وَأما الشُّيُوخ فتعرض لَهُم نَوَازِل فِي عصبهم فَرُبمَا مَاتُوا فَجْأَة وَرُبمَا جف مِنْهُم الْجَانِب الْأَيْمن لِأَن الشتَاء الجنوبي لايصلب الْأَبدَان فَيدْخل الرّبيع بِبرد فيحفظ مَا فِي الرؤوس وَلَا يحلله فَإِذا جَاءَ) الصَّيف عظم التَّغَيُّر فَلذَلِك يعرض مَا ذكرنَا. وَمَا كَانَ من الْبلدَانِ تجاه الْمشرق ورياحه سليمَة ومياهه عذبة فَإِن الْمَدِينَة قَلما يَضرهَا تغير الْهَوَاء لجودة هوائها واعتدال سكانها. كل مَدِينَة لَيست تجاه الْمشرق وَيشْرب أَهلهَا مَاء مالحاً وبطائحها ورياحها غير سليمَة فَإِن تغير الْهَوَاء يعظم ضَرَره فِيهَا لِأَن أبدانهم تسرع إِلَى قبُول الْآفَات. إِذا كَانَ الصَّيف يَابسا شَدِيد الْحر ذهبت الْأَمْرَاض سَرِيعا فَإِن كَانَ كثير الأمطار طَالَتْ الْأَمْرَاض آلت القروح فِيهِ إِلَى الآكلة كثيرا لِأَن أخلاط الْبدن تكون قد عفنت جدا ويعرض زلق الأمعاء ولين الْبَطن وَالْمَاء الْأَصْفَر وَذَلِكَ يكون لِأَن الْبَطن يكون سهلاً جدا وَلَا يجِف ويدوم فَإِذا كثر الِاخْتِلَاف برد الْبدن كُله واستسقاء وزلق الأمعاء ولين الْبَطن تعرض من دوَام سيلان الرطوبات من الرَّأْس. إِذا كَانَ الصَّيف كثير الأمطار جنوبياً والخريف كَمثل مَا كَانَ الشتَاء ضَرُورَة سقيماً تعرض للمبلغمين والشيوخ وَأَبْنَاء أَرْبَعِينَ سنة حمى لهبة محرقة ويعرض لأَصْحَاب الصَّفْرَاء ذَات الْجنب ووجع الرئة. قَالَ ج: هَذَا الْكَلَام مضاد للعيان وَلما يظْهر دَائِما وَلقَوْله فِي كتاب الْفُصُول وَذَلِكَ لِأَن فِي الْأَزْمِنَة الحارة الرّطبَة تعفن الأخلاط فَإِذا كَانَ الصَّيف والخريف حارين رطبين ثمَّ

دخل الشتَاء فَيجب أَن يعرض للنَّاس وجع الرَّأْس وَمرض الدِّمَاغ الْمُسَمّى سقاقلوس وسعال ونوازل وسل وزكام وَهَذَا القَوْل كذب على أبقراط. قَالَ: إِذا كَانَ الصَّيف يَابسا جنوبياً والخريف كثير الأمطار شمالياً عرض للنَّاس فِي الشتَاء وجع الرَّأْس وسقاقلوس فِي الدِّمَاغ وسعال ونوازل وبحوحة وزكام والسل أَيْضا لبَعْضهِم. قَالَ: الصَّيف الْيَابِس الجنوبي يكون إِذا لم يكن مطر وَلم تهب مَعَ ذَلِك ريَاح والرؤوس فِي ذَلِك حارة غير رطبَة فَإِذا كَانَ الخريف بعد ذَلِك بَارِدًا رطبا بِقدر انْتفع بِهِ بعض النَّاس لِأَنَّهُ يرد مزاج الدِّمَاغ إِلَى الِاعْتِدَال وَإِن كَانَ مفرطاً فِي الْبرد والرطوبة أضرّ بِبَعْض النَّاس لِأَن الرؤوس تكون سخيفة من الصَّيف الجنوبي فَإِذا أقبل الشتَاء أَصَابَهُم فِيهِ علل بَارِدَة وَمَا ذكر كُله وَأما سقاقلوس فِي الدِّمَاغ فَإِنَّهُ لإفراط العفونات فِي الدِّمَاغ يخرج عَن الِاعْتِدَال خُرُوجًا كثيرا. وَإِذا كَانَ الصَّيف شمالياً يَابسا صَحَّ أَصْحَاب البلغم وَالنِّسَاء وَعرض لأَصْحَاب الصَّفْرَاء رمد) يَابِس وحميات حارة مزمنة وَمرَّة سَوْدَاء لِأَن صفراءهم تحترق وَكَذَا دِمَاؤُهُمْ. الصَّيف أَكثر أمراضاً من الشتَاء والخريف من الرّبيع وَذَلِكَ أَنه يكون يكثر فِيهِ المرار وتضعف الْأَبدَان بِكَثْرَة مَا ينفش مِنْهَا وَيكثر النَّاس أكل الْفَوَاكِه وَشرب المَاء. قَالَ: ودع الكلى والبط والإسهال والقيء فِي تغاير الْفُصُول القوية. قَالَ: كل مَدِينَة فَإِنَّهَا تهب عَلَيْهَا الرِّيَاح الْمُقَابلَة لَهَا فَإِن المدن الجبلية تَتَغَيَّر من أجل الْجبَال وَلَو لم يكن بَينهَا إِلَّا غلوة وَاحِدَة لِأَن الْجَبَل رُبمَا يستر بعض النواحي عَن قَرْيَة وينكشف عَن مَدِينَة فتخالف الْقرْيَة الْمَدِينَة. قَالَ: وَالِاخْتِلَاف الْعَظِيم يكون للعرض كالحال فِي بِلَاد التّرْك والنوبة. الثَّالِثَة: المدن المعتدلة فِي الْحر وَالْبرد يكثر فِيهَا الْحَيَوَان والنسل ويزكو النَّبَات وَتَكون شَهْوَة الباه فيهم غالبة وتعظم جثث الْحَيَوَان وَتَكون حَسَنَة. لى: إِذا كَانَت الْبِلَاد مستوية لَيست كَثِيرَة الانخفاض وَلَا الِارْتفَاع كَانَ تغاير الْفُصُول فِيهَا يَسِيرا وبالضد فَإِن الْمَوَاضِع الشامخة يشْتَد فِيهَا الْبرد فِي الشتَاء والغائرة تكون كنينة. فَأَما فِي الصَّيف فالغائرة تكون رمدة والمرتفعة طيبَة لِكَثْرَة هبوب الرِّيَاح. والبلدان الرّطبَة الْبَارِدَة المزاج تصير أبدان أَهلهَا عَظِيمَة شحمية لَا يتَبَيَّن لَهُم عرق وَلَا مفصل. الْبلدَانِ الواغلة فِي الشمَال لَا تكَاد تبلغ إِلَيْهَا الرِّيَاح الجنوبية إِلَّا وَقد ضعفت وبالضد. الْبلدَانِ الْبَارِدَة تجْعَل أَهلهَا أَشْجَع اضطراراً والبلدان المعتدلة تجعلهم أهل توان وكسل وَخَوف. أهل الْبلدَانِ الشامخة الجبلية أحسن وَأقوى من أهل الْبلدَانِ الغائرة لأَنهم يشربون مياهاً طيبَة صَحِيحَة ويتنسمون هَوَاء صافياً نقياً وتهب عَلَيْهِم ريَاح كَثِيرَة وَالشَّجر النَّابِت فِيهَا أقوى وَأَصَح وَسكن الأغوار تهب عَلَيْهِم ريَاح حارة مَا لَا تهب الْبَارِدَة

وَيَشْرَبُونَ مياهاً فاترة وأجسامهم صغَار ضِعَاف فَإِن كَانَت مِيَاههمْ مَعَ ذَلِك قَائِمَة كَانَ أشر وَإِن كَانَت لَهُم أَنهَار جَارِيَة فَهُوَ أَجود. فَأَما أَن يشْربُوا من النقائع والبطائح والسباخ فَإِنَّهُم يكونُونَ صفراً مطحولين عِظَام الْبُطُون. 3 (تغير الْهَوَاء فِي الْبلدَانِ الشاهقة) عِنْد الْفُصُول تكون أظهر وَأقوى وَفِي الْبلدَانِ الغائرة أَضْعَف ومياه الْبلدَانِ الغائرة أردأ. من سكن أَرضًا مَهْزُولَة نحيفة قَليلَة الْمِيَاه كَانَت طبائعهم وأمزاجهم يابسة وَحَيْثُ أَرض سَمِينَة لينَة كَثِيرَة الْمِيَاه مُرْتَفعَة يكون هواؤها فِي الصَّيف حاراً وَفِي الشتَاء بَارِدًا وَتَكون الْأَزْمِنَة فِيهَا مُوَافقَة صَالِحَة وَيكون أَهلهَا سماناً وضعافاً. من الْمسَائِل: الرِّيَاح تَتَغَيَّر إِمَّا للجهة كالشمال فَإِنَّهَا بَارِدَة والجنوب حارة وَأما الشرقية والغربية فمعتدلتان وَإِمَّا للمواضع الَّتِي تمر بهَا وَالَّتِي تنشأ مِنْهَا فَإِنَّهَا بِحَسب طبائع تِلْكَ الْأَمْكِنَة تكتسب طبائعها. المدن تخْتَلف إِمَّا لمقابلتها الْجِهَات كمقابلتها للمشرق أَو الْمغرب أَو الْجنُوب أَو الشمَال أَو بِسَبَب مقابلتها لريح من الرِّيَاح. الأرضون يخْتَلف فعلهَا فِي الْأَبدَان لثلاث: لكمية الْأَشْجَار وللارتفاع والانخفاض ولكمية الْمِيَاه. فالأرض الْكَثِيرَة الْمِيَاه ترطب وبالضد والكثيرة الْأَشْجَار أسخن وأرطب لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَة الستْرَة والمكشوفة بالضد والعالية بَارِدَة والمنخفضة حارة. لى: وتختلف الأَرْض أَولا من أجل الْعرُوض ثمَّ من أجل الرِّيَاح ثمَّ من أجل التربة أَن تكون صخرية أَو طينية أَو معدنية ثمَّ بِسَبَب وضع الْبحار وَالْجِبَال وَنَحْو ذَلِك.

وَالْمَدينَة الْمَوْضُوعَة قبالة القطب الجنوبي المستورة عَن سَائِر الْجِهَات مزاجها حَار لِأَنَّهُ تهب فِيهَا ثَلَاث ريَاح جنوبية: الهابة من المحور الجنوبي وَهِي الْجنُوب الْخَالِصَة وَالْأُخْرَى تهب مائلاً عَن القطب إِلَى نَاحيَة الْمشرق قَلِيلا وَتسَمى النعامى وَالثَّالِثَة المائلة عَن القطب إِلَى الْمغرب قَلِيلا وَتسَمى الهيرة وَكلهَا حارة رطبَة وَلذَلِك صَار مزاج الْمَدِينَة حاراً رطبا. لى: يَعْنِي أَن هَذِه هِيَ أحر وأرطب من سَائِر المدن المساوية لَهَا فِي الْعرض وَسَائِر الْحَالَات ثمَّ هبوب الرِّيَاح. الْمَدِينَة الْمَوْضُوعَة تِلْقَاء القطب الشمالي المستترة من سَائِر النواحي مزاجها بَارِد يَابِس ويهب فِيهِ ثَلَاث ريَاح: شمالية الهابة من المحور الشمالي وَهِي الشمالية الْخَالِصَة والمائلة عَن القطب إِلَى نَاحيَة الْمشرق وَهِي القشع والمائلة إِلَى نَاحيَة المغربوهي الجريباء حُدُود الشمَال من الْمشرق الصيفي الْمغرب الصيفي.) 3 (سكان الْمَدِينَة الشمالية) يغلب عَلَيْهِم اليبس وطبائعهم يابسة عسرة الانحلال. حُدُود الْمشرق فِي مَا بَين الْمشرق الصيفي إِلَى الْمشرق الشتوي. الْمَدِينَة الْمَوْضُوعَة قبالة الْمشرق تهب فِيهَا ثَلَاث ريَاح: الهابة من الْمشرق الصيفي وَتسَمى السفع والهابة من الْمشرق الشتوي وَهِي الأزيب والهابة من الْموضع الْمُتَوَسّط من هَذِه وَهِي الصِّبَا معتدلة وأكثرها اعتدالاً الصِّبَا وَهَذِه الثَّلَاث الرِّيَاح معتدلة وأكثرها اعتدالاً الصِّبَا والهابة من الْمشرق الصيفي لِأَنَّهَا تميل إِلَى الشمَال فَهِيَ مائلة إِلَى الْبرد واليبس عَن الِاعْتِدَال بِقدر ميلها لِأَنَّهَا نَحْو الْمغرب وَهَذِه الْمَدِينَة معتدلة إِلَّا أَنَّهَا أميل إِلَى الْحَرَارَة مائلة قَلِيلا وماؤها جيد وهواؤها لطيف. الرِّيَاح الَّتِي تهب فِي الْمَدِينَة الَّتِي قبالة الْمغرب ثَلَاث: الهابة من الْمغرب الصيفي وَتسَمى محوة والهابة من الْمغرب الشتوي وَتسَمى حيزبون والهابة الْوُسْطَى وَهِي الدبور وَهَذِه الرِّيَاح معتدلة وأعدلها الدبور وأيبسها محوة وأبردها الحيزبون لِأَنَّهَا مائلة إِلَى الشمَال. الرِّيَاح المشرقية والمغربية وَإِن كَانَت معتدلة فالمشرقية أميل إِلَى الْحَرَارَة واليبس والمغربية إِلَى الْبرد والرطوبة. لى: لِأَن هَذَا مشرق صَاف قَلِيل الرُّطُوبَة بِسُرْعَة إشراق الشَّمْس عَلَيْهِ وإذهابها لغلظ هَوَاء الأسحار وبالضد والرياح المشرقية والمغربية وَإِن كَانَت على طول وَاحِد فَإِنَّهَا يلْزمهَا مَا ذكرنَا لِأَن الرّيح المشرقية تَجِيء من هَوَاء قد لطفته الشَّمْس إِلَى هَوَاء لم تلطفه بعد والمغربية بالضد. إِذا كَانَ الْبَلَد جبال ثلجية هبت ريَاح بَارِدَة فِي الشتَاء مَا دَامَ الثَّلج بَاقِيا فَإِذا ذهب الثَّلج لم تهب فِيهِ ريَاح وَصَارَ رمداً كبلاد طرسوس. لى: هَذَا لم تكن لَهُ ريَاح أُخْرَى تهب. الْبلدَانِ المشرفة جدا والغائرة جدا يكون تغاير الْأَزْمِنَة فِيهَا عَظِيمَة قَوِيَّة وَكَذَا فِي الْبلدَانِ الْمُخْتَلفَة الْحَالة الَّتِي بَعْضهَا عَال وَبَعضهَا منخفض وَلها جبال مُخْتَلفَة الْوَضع. والبلدان الْيَابِسَة أَهلهَا أَكثر فهما وَأكْثر جلدا وبالضد. اسْتَعِنْ بالمقالة الثَّامِنَة من هَذِه الْمسَائِل. من الأولى من الأغذية قَالَ: اجْعَل الأغذية بِحَسب مزاج الْبِلَاد والأوقات وَاحْذَرْ فِي الخريف) الْأَطْعِمَة الَّتِي تولد دَمًا سوداوياً وَالَّتِي تجفف وتستعمل فِي الشتَاء بِثِقَة واتكال وَكَذَا فَاسْتعْمل فِي الصَّيف الْأَطْعِمَة المبردة. وَأما الرّبيع فَاسْتعْمل فِيهِ الأغذية المعتدلة. الأولى من المزاج قَالَ: شَرّ حالات الْهَوَاء الْحَار الرطب وَبِه يكون الوباء أَكثر كَمَا ذكر أبقراط: أَنه جَاءَ مطر جود ودام فِي الصَّيف كُله. قَالَ: وَلَيْسَ شَيْء من أَوْقَات السّنة الطبيعية حاراً رطبا وَلَا الرّبيع لِأَن الرّبيع معتدل وَالْوَقْت الْحَار الرطب إِنَّمَا هُوَ الَّذِي تغلب عَلَيْهِ الْحَرَارَة مَعَ الرُّطُوبَة كالحال الَّتِي وصفهَا أبقراط.

قَالَ: جَاءَ مطر جود فِي وَقت حر شَدِيد. قَالَ: وَمَتى كَانَ تغير الزَّمَان فِي فصل وَاحِد كَانَت بلية الوباء أقل وَمَتى كَانَ فِي أزمنة كَثِيرَة كَانَت البلية فِي الْغَايَة إِلَّا أَن يكون تغيرها إِلَى الضِّدّ. قَالَ: فَفِي حالات الْهَوَاء الْحَار الرطب تكون العفونات على أعظم مَا تكون وَفِي الْحَالَات الْبَارِدَة الْيَابِسَة لَا تكون عفونته فَلذَلِك الشمَال تبقى الْأَجْسَام سليمَة من العفن والجنوب تعفن سَرِيعا. قَالَ: وَجَمِيع مَا يقْصد بِهِ النَّاس لِئَلَّا يعفن إِنَّمَا يبردونه ويحفظونه كَمَا يفعل باللحموم بالخل وَالْملح والوضع فِي الْهَوَاء الْبَارِد. الثَّانِيَة من المزاج قَالَ: الْحَرَارَة الغريزية فِي الشتَاء كَثِيرَة والحرارة الغربية كَثِيرَة فِي الصَّيف وَمن الغربية تكون العفونات وَمن الغريزية الهضم. الْيَهُودِيّ قَالَ: إِذا كثر الْمَطَر فِي القيظ هاج الجدري والحصبة وَإِذا ظهر نَاحيَة بَنَات نعش مثل الْبَرْق كَانَت السّنة وبئية. قَالَ: وَقت الوباء دع الْأَطْعِمَة الرّطبَة وافصد وَاحْذَرْ الامتلاء وَالشرب وَكَثْرَة الْجِمَاع وَكَثْرَة النّوم وأسهل بالمطبوخ وكل الْأَطْعِمَة السريعة الهضم اللطيفة وَالْجُلُوس فِي الْحمام وتعاهد السكنجبين والجلاب والطين الأرمني بِالْمَاءِ والخل ومص الرُّمَّان والإجاص وَمر أَن يرش فِي الْبَيْت خل وحلتيت وَاجعَل طَعَامك عدساً وقرعاً وماشاً وَنَحْوه فَإِن هَذَا أَمَان من الطَّاعُون. قَالَ ج: أَنه لما حدث الوباء لم يتَخَلَّص أحد إِلَّا أَصْحَاب الصَّيْد لإدمانهم الرياضة. الطَّبَرِيّ: إِذا حدث فِي أيلول نيران فِي السَّمَاء فاجتنب حِينَئِذٍ الْأَطْعِمَة والأشربة الغليظة والرطبة قَالَ الْجِمَاع وإدمان التَّعَب واشرب مسهلاً وَأكْثر دُخُول الْحمام وأطل فِيهِ واشرب الشَّرَاب الريحاني وشم أَنْوَاع الطّيب فَإِن ذَلِك يدْفع الْفساد إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالضَّرَر عَن الدِّمَاغ وَالْقلب.) وَحكى عَن بعض كتب الْهِنْد انه يَنْبَغِي أَن يجْتَنب فِي الصَّيف المالح والخريف وَيتْرك الرياضة ويؤكل الشَّيْء الْخَفِيف الحلو الدسم وَيجْعَل مَسْكَنه بَارِدًا وَيكسر شرابه بِمَاء كثير ويغتسل بِمَاء بَارِد لِأَن الْبدن فِي هَذَا الْفَصْل ضَعِيف ونار الْمعدة قَليلَة. لى: ينظر فِي الحلو والحامض وَالدَّسم. وَقَالَ: الأَرْض القاع القليلة النَّبَات وَالْمَاء صَحِيحَة والكثيرة النَّبَات وَالْمَاء والأمطار أَرض موت ووباء وأمراض والمتوسطة بَين ذَلِك متوسطة فِي ذَلِك. أَبُو هِلَال الْحِمصِي قَالَ: المرضى من الوباء يَنْبَغِي أَن يقلل طعامهم وشرابهم لِأَن ذَلِك الطَّعَام

قَالَ ابْن ماسويه: مِمَّا يصلح الْهَوَاء الرَّدِيء وهواء الْبَيْت الَّذِي يصطلى فِيهِ وَيكسر عَادِية الوباء الدُّخان. وَيذْهب رداءته الْعود الْهِنْدِيّ وَحده والعنبر والمسك والصندل والقسط الحلو والميعة والكندر فَإِن هَذِه تصلح الْهَوَاء الغليظ. وَمِمَّا يذهب رداءة الْوقُود أَن يطْرَح على النَّار الْجَمْر قطع سفرجل طري وَيتْرك حَتَّى يَحْتَرِق. لى: واطرح على الْجَمْر قشور رمان وآس ورش عَلَيْهِ الْخلّ وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: ولتكن المساكن الصيفية أَبْوَابهَا أبدا قبالة الشمَال والشتوية قبالة الْمشرق والبلدان الْبَارِدَة لتكن أَبْوَابهَا أبدا قبالة الْمشرق وَأما الْبلدَانِ الحارة فقبالة الشمَال. شَمْعُون: قَالَ: إِذا كَانَ الوباء فاكنس الْبَيْت كل يَوْم وليرتش بخل وحلتيت ويؤكل كل يَوْم خبز بخل وحلتيت. من اختيارات حنين قَالَ: شرب المَاء الْبَارِد ضَرْبَة الْكثير مِنْهُ يُطْفِئ الْحَرَارَة الْحَادِثَة من الوباء وَإِن شرب قَلِيلا قَلِيلا لم ينفع بل أهاج الْحَرَارَة. قَالَ روفس: لم أر أحد شرب هَذَا الدَّوَاء إِلَّا وَسلم من الوباء وَهُوَ: أَن يُؤْخَذ من الصَّبْر جزءان وَمن المر جُزْء وَمن الزَّعْفَرَان جُزْء يسحق وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم قَلِيل بأوقيتين من شراب ريحاني. السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ: يكون الْهَوَاء المكشوف أفضل إِذا كَانَ سَاكِنا ومداً لَا يَتَحَرَّك فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ الْمَوَاضِع الْعَالِيَة أفضل لِأَنَّهُ على حَال تقع فِيهَا حَرَكَة. من كتاب ارخيجانس قَالَ اسقلبياذس: إِن أهل النّوبَة يهرمون فِي ثَلَاثِينَ سنة لِأَن أبدانهم تَجف من شدَّة حرارة الشَّمْس وحرارتهم تنفش وَأهل الْبلدَانِ الْبَارِدَة لَا يهرمون فِي مائَة سنة لِأَنَّهُ لَا) تَجف أبدانهم وحرارتهم لَا تنفش لَكِن تبقى دَاخِلا قَوِيَّة كامنة فِي أبدانهم مكتنزة. من كتاب روفس فِي التَّدْبِير قَالَ: الموتان يَنْبَغِي أَن يبرد الْبدن فِي المَاء الْبَارِد وتترك الْأَعْمَال والتعب وَكَثْرَة الْأكل وَالشرب. قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي أَن يكن فِي الْمَدِينَة الضيقة الْأَسْوَاق والمغمة بل ينْتَقل عَنْهَا. من كِتَابه فِي المالنخوليا قَالَ: الرّبيع يثور فِيهِ الدَّم ويتعكر لِأَن مَا فِيهِ من الْأَنْفَال تهيج مَعَه كَمَا تثور مياه الْعُيُون فِي ذَلِك الْوَقْت وَلذَلِك يُبَادر فِيهِ بالفصد لِأَنَّهُ يخرج دَمًا ردياً يثور ويومن بِهِ من هيجان الْعِلَل ويهيج فِيهِ المالنخوليا وَإِن كَانَ الدَّم سوداوياً لِأَنَّهُ يصعد إِلَى الدِّمَاغ والبثور والدماميل والأورام والخراجات والصداع وَالْعُرُوق الَّتِي فِي الصَّدْر وَنَفث الدَّم ويهيج فِيهِ السعال وتسوء فِيهِ حَال أَصْحَاب السل ويموتون فِيهِ كثيرا ويعرض فِيهِ الفالج والسكتة كثيرا ووجع المفاصل والخوانيق تكون فِي هَذَا الْفَصْل قاتلة

جوامع الحميات المفصل

سَرِيعا تبادر القروح إِلَى العفن. وَأكْثر مَا تعرض هَذِه الْأَعْرَاض لمن يكْتَسب فِي شتوته دَمًا ردياً كثير الفضول فَيظْهر فعل تِلْكَ الفضول فِي الرّبيع حَتَّى يسخن الدَّم وينتشر. لى: وَقد يعرض مثل هَذِه الْأَعْرَاض فِي الرّبيع لمن يشْتَد حزنه أَو يحتد مزاجه لعَارض من عوارض النَّفس لِأَن دَمه يهتاج ويزداد تثوراً ورداءة. قَالَ: الخريف مُفسد للهضم. قَالَ: وَالربيع فصل صَحِيح وَلَكِن هَذِه الْأَشْيَاء إِنَّمَا تعرض فِيهِ لسخونة الدَّم لمن دَمه رَدِيء. من مسَائِل ابْن ماسويه قَالَ: السّنة الَّتِي تكون فِيهَا الضفادع أَكثر تكْثر فِيهِ الْأَمْرَاض لِأَنَّهَا تكون سنة رطبَة وَإِذا كَانَ الصَّيف والخريف كثيري الجنائب والأمطار كَانَ الشتَاء ممرضاً لَا يقتل والأبدان فِيهَا فضل كثير وَإِذا كَانَ الشتَاء جنوبياً وَالربيع شمالياً حدثت فِيهِ أمراض وَإِذا كَانَ الشتَاء شمالياً وَالربيع جنوبياً كَانَ فِي الصَّيف حميات ورمد. إِذا كَانَ الصَّيف يَابسا جدا والخريف مطيراً حدث فِي الشتَاء صداع وبحة وسعال. من آخر الْمقَالة الأولى من طبيعة الْإِنْسَان جملَة مَا قَالَه فِي عِلّة تولد الأخلاط فِي الْأَزْمِنَة قَالَ: الشتَاء لطول اللَّيْل وَقصر النَّهَار وَضعف سُلْطَان الشَّمْس تضعف فِي الْمرة. قَالَ: وَإِن كَانَ الهضم فِي الشتَاء جيدا فخارج الْأَبدَان يبرد وخاصة إِذا لم يكن متدثراً وَكَانَت نواحي الْبَطن مكشوفة. فَأَما الرّبيع فيكثر فِيهِ الدَّم لِأَن الرُّطُوبَة غريزة يسخن بِالزَّمَانِ وَالدَّم) يكثر مَعَ كَثْرَة الْمَطَر وحر النَّهَار. وَأما الصَّيف فلطول النَّهَار يكثر الْحر ويشتد وَيكثر المرار وَأما الخريف فيوافق برده احتراق الصَّيف فَيصير مَا احترقت بَارِدَة وَقد كَانَت يابسة وَلذَلِك يقل الدَّم فِيهِ ويضعف. 3 - (جَوَامِع الحميات الْمفصل) قَالَ: يعسر فعل الوباء فِي الْأَبدَان الَّتِي لَا فضول فِيهَا وَفِي المستعملة الرياضة ويسرع فِي الْأَبدَان الرّطبَة والممتلئة والرديئة الأخلاط. قَالَ: الْبدن الْحَار الرطب يؤاتي الوباء جدا فَيَنْبَغِي أَن تخففها جهدك وَالْبدن الْبَارِد الْيَابِس يمانع الوباء فاحفظه فِي تِلْكَ الْحَال على مزاجه وَأما الممتلئ فافصده والرديء الأخلاط أسهله وألزمه غذَاء يُولد ضد تِلْكَ الأخلاط ليتخلص من الوباء. لى: حر الْبَلَد وبرده مَعْرُوف حسا ورطوبته ويبسه يعرف من قرب نبع المَاء وَبعده وَمن طبيعة الأَرْض أحجرية هِيَ أم طينية وَمن كَثْرَة الْأَنْهَار والبحيرات والنقائع الجنائب والأمطار وَالْبرد يعين الرُّطُوبَة وَالْحر يعين اليبس وَأما وَمد الْمَدِينَة وصحتها فتعرفان من ارتفاعها وانخفاضها وَمن انكشافها واستتارها وَمن كَثْرَة هبوب الرّيح وقلته وَأما جودة أبحرها وأرضها وردائتهما فَيعرف من طبائع الأَرْض أمعدنية هِيَ أم لَا وَمن النقائع الْكَثِيرَة أَيْضا هَذَا كل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا أردْت أَن تعرف حَال الْمَدِينَة من الْجبَال فتحر فِي الْمَدِينَة أَعلَى

مَكَان ثمَّ اصعده وتفقد مَا الجوانب الَّتِي تستتر عَنْهَا وَمِقْدَار مَا تظن أَنه يَمْتَد ظلّ تِلْكَ الْجبَال. بولس وأريباسيوس قَالَا: الْأَمْرَاض الْمُشْتَركَة تكون إِمَّا لهواء رَدِيء مُشْتَرك أَو لأغذية ردية أَو لخصب كثير يتوسع فِيهِ الْأكل أَو لجرب أَو لسفر وتعب يعم جمعا من النَّاس أَو مَا يشربونه فَإِن التَّعَب المفرط إِذا أستريح مِنْهُ يمرض. لى: رَأَيْت نَاسا سافروا سفرا متعباً فِي صيف فحين رجعُوا مرضوا كلهم أمراضاً حارة إِلَّا من كَانَ مِنْهُم مبلغماً مرطوباً. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ يَنْبَغِي أَن تضَاد الْحَال الْحَادِثَة فِي الْهَوَاء فَمَا كَانَ من الْأَبدَان مزاجه يضاد ذَلِك الْحَادِث فَإِنَّهَا لَا تحْتَاج إِلَى ذَلِك فَإِذا اشْتَدَّ حر الْهَوَاء فبرد الْأَبدَان وخاصة الحارة بالمسكن والغذاء وَترك التَّعَب وبالنوم وَإِذا يبس فرطبها بِالْمَاءِ وَالشرَاب وَكَذَا فِي الكيفيات الْأُخْرَى قَالَ: يعرض مَعَ الطَّاعُون الوبائي اخْتِلَاط الْعقل وَبرد الْأَطْرَاف وَاخْتِلَاف المرار ونزفه ووجع الْبَطن) وتمدده وبراز مري وَنفخ وأبوال مائية رقيقَة ومرارية وسدد ورعاف وحرارة فِي الصَّدْر وكرب وَسَوَاد اللِّسَان وعطش وَسُقُوط الشَّهْوَة وَأَشْيَاء أُخْرَى رَدِيئَة فَيَنْبَغِي إِذا تغير مزاج الْوَقْت أَن يُقَاوم وتضاد فَالْزَمْ الْأَبدَان المفرطة الرُّطُوبَة فِي حَال الْهَوَاء الرطب الْقَيْء والفصد الرياضة وإدرار الْبَوْل والإسهال وَإِذا كَانَ بالبطن الْأَعْلَى كرب وحرارة شَدِيدَة فِي الصَّدْر فضمده بالمبردات وَشرب المَاء الْبَارِد مِقْدَارًا كثيرا ضَرْبَة لتسكن الْحَرَارَة وَلَا يشرب مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا لِأَنَّهُ يهيج الْحَرَارَة أَكثر وَإِن بردت الْأَعْضَاء فَاسْتعْمل الدثار والدلك عَلَيْهَا لينجر الدَّم إِلَيْهَا. قَالَ: وَيُؤْخَذ من الصَّبْر جزءان وَمر جُزْء وزعفران جُزْء ويسحق وَيُعْطى كل يَوْم مَعَ شراب ريحاني. فَزعم روفس: أَنه لم ير أحدا شرب هَذَا الدَّوَاء فَمَاتَ فِي الوباء وَأما جالينوس فَذكر أَن شرب الطين الأرمني وَشرب ترياق الأفاعي ينفع من العفونات الوبئية نفعا عَظِيما وَإِن لم ينْتَفع بِهِ هلك. الثَّانِيَة من السَّادِسَة من ابيذيميا قَالَ: فِي حَال الْهَوَاء الوبائي احذر الْإِكْثَار من الطَّعَام وَلَا تحْتَمل الْعَطش وَلَا تتعب. من فُصُول ابيذيميا بِحَسب مَا يكون عَلَيْهِ حَال الْهَوَاء الْمُحِيط بِنَا يكون تغير الأخلاط والأرواح الَّتِي فِينَا فَمَتَى كَانَ الْهَوَاء نيراً صافياً كَانَت صَافِيَة وَمَتى كَانَ كدراً ضبابياً كَانَت كَذَلِك. لى: قد تفقدت ذَلِك فَوجدت الخريف الْيَابِس يُولد جدرياً وحميات حارة إِذا كَانَ مزاج الْهَوَاء الْمُحِيط بِنَا رطبا منع الْأَبدَان أَن تتحلل من مسَائِل الْفُصُول قَالَ: الْبَلَد الْقَرِيب من الْبَحْر يعتدل مزاجه أَكثر مِمَّا يبعد مِنْهُ لِأَن الْقَرِيبَة من البحران كَانَت شمالية

بَارِدَة كَانَ مَا يَلِي الْبَحْر مِنْهَا أعدل لِأَنَّهُ يكون منخفضاً متطامناً فَيصير لذَلِك أسخن. فَإِن كَانَ من الْبلدَانِ الحارة مثل مصر والنوبة فَإِن الَّذِي يَلِي من الْبَحْر يكون أبرد لِأَنَّهُ فِي الصَّيف تبرده الرِّيَاح الشمالية الَّتِي تهب إِلَيْهِ من الْبَحْر فَيكون لذَلِك أبرد فَقرب الْبَحْر من الْبَلَد يَجعله أعدل من تِلْكَ مُسَاوِيا لَهُ فِي سَائِر الْأَحْوَال خلا الْقرب من الْبَحْر. وَمن مزاجه حَار رطب فَقل مَا تضره الْجنُوب. لى: يتَبَيَّن من الْفَصْل الَّذِي أَوله الأجواف فِي الشتَاء وَالربيع أسخن مَا تكون إِن اسْتِدَامَة الصِّحَّة فِي فصل الخريف يكون بترطيب الْبدن مَا أمكن وَأَن أمراضه خريفية لَا امتلائية وَذَلِكَ أَن جالينوس قَالَ هُنَاكَ: أَن الدَّم فِي الخريف فِي الْبدن أقل مَا يكون. وَأما أمراض الرّبيع فبالضد) أَكْثَرهَا امتلائية لِأَن الدَّم فِي الشتَاء أَكثر مَا يكون فِي الْبدن لكنه متداخل فَإِذا سخن فِي الرّبيع ثار وهاجت لذَلِك أمراض. ج: الطين اللاني جيد للوباء يسقى بشراب رَقِيق ممزوج إِذا لم تكن حمى فَلَا يشربه أحد إِلَّا تخلص. بولس عَن روفس قَالَ: إِذا تَغَيَّرت أزمنة السّنة وحدست أَن يكون وباء فتفقد حَال الْأَبدَان فِي مزاجها وَفِي تدبيرها وانح نَحْو مضادة الْهَوَاء الَّذِي تغير فَإِن رطب الْهَوَاء فِي الْوَقْت الَّذِي يكون فِيهِ يَابسا يجفف الْأَبدَان بإسهال الْبَطن وإدرار الْبَوْل والفصد والقيء وَإِذا كَانَ فِي الوباء تَجِد للإعياء لهباً وكرباً وحرارة يسيرَة فِي الصَّدْر فَاجْعَلْ على الصَّدْر أَشْيَاء تبرده وَيشْرب دفْعَة مَاء بَارِد كثيرا ليطفئ بذلك الالتهاب وَلَا يتجرعه قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ يهيج الْحَرَارَة وَإِن بردت الْأَطْرَاف وَظَاهر الْبدن فادلك الْبدن ودثره ليجذب الْحَرَارَة إِلَى خَارج. ج قَالَ: وَهَذَا الدَّوَاء ينفع من الوباء مَا شِئْت صَبر مر زعفران جُزْء جُزْء يسحق وَيُعْطِي كل لوم أُوقِيَّة مَعَ اوقية شراب ريحاني. قَالَ روفس: لم يمت أحد شربه. وَأما جالينوس فَذكر هَذَا الذّكر بِعَيْنِه فِي الطين الأرمني. وَشرب الترياق الْكَبِير عَظِيم النَّفْع من عفونات الوباء جدا. لى: يَنْبَغِي أَن تعلم هَذِه الْأَدْوِيَة وَلَا يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل فِي كل حَال يحدث. الأولى من جَوَامِع الحميات: الْأَبدَان صنفان مِنْهَا مَا يَسْتَحِيل عِنْد الوباء سَرِيعا وَهِي المملوءة أخلاطاً ردية والعادمة للتحلل الْكَثِيرَة الرَّاحَة والبطالة المسرفة فِي الْجِمَاع وَالْحمام وَمِنْهَا مَا يعسر تغيره واستحالته وَهِي النقية من الفضول المستعملة للرياضة الَّتِي تنْحَل فضولها ومجاريها مفتحة. فالهواء يمرض الْبدن: إِمَّا أَن يبرده أَو يسخنه أَو يرطبه أَو

يجففه أَو يعفنه فأسرع الْأَبدَان إِجَابَة للهواء الحارة الرّطبَة وأعسرها إِجَابَة الْبَارِدَة الْيَابِسَة ولتحفظ حِينَئِذٍ هَذِه بِحَالِهَا فتجفف الأولى مَا أمكن وَأما الْأَبدَان الممتلئة فالتستفرغ بالفصد والرديئة الأخلاط بالإسهال والمسددة بتفتيح السدد. مسَائِل السَّادِسَة من ابيذيميا قَالَ فِي حَال الموتان الَّتِي تسْقط فِيهَا الشَّهْوَة جدا جدا يبقون يَأْكُلُون وَمن تشجع وَحمل نَفسه مِنْهُم واجتهد فِي ذَلِك تخلص وَنَجَا وَمن فشل وَلم يجْتَهد نَفسه على أكل هلك. مسَائِل السَّابِعَة من السَّادِسَة: إِذا قل الْمَطَر احتد الدَّم جدا حَتَّى أَنه يفتح الْعُرُوق ويجلو الرمد) الْيَابِس. لى: كَانَ عندنَا فِي سنة خريف وَكَانَ شَدِيد الْحر يابسه ودام على ذَلِك فَمَا يبْقى صبى إِلَّا جدر الرِّجَال. وَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن الزِّيَادَة فِي طبيعة الْفَصْل الممرضة وباء وبالضد والممرضة الصَّيف والخريف وَمَتى زَاد برد الخريف وَكَانَ مطره أسْرع فَهُوَ أقل ضَرَرا لتسكينه حِدة المرار وبالضد وَمَتى امْتَدَّ طيب الرّبيع وبرده ورطوبته أَيَّامًا كَثِيرَة كَانَ أقل الْأَمْرَاض الصيفية أَعنِي الحميات والحدة وَمَتى امْتَدَّ الشتَاء كَانَ أَجود وَأما الصَّيف والخريف فَمَتَى امْتَدَّ اعني رادت طبيعتها هَاجَتْ الْأَمْرَاض. الثَّالِثَة من الأخلاط قَالَ: يتَوَلَّد فِي الْبدن من رَوَائِح الحمئة حَال عفونة وَمن هَوَاء الآجام فَرُبمَا تولدت عفونة ويتولد مِنْهَا دَائِما ضَرُورَة غلظ الرّوح وَيتبع ذَلِك غلظ الأخلاط. الحميات تحدث فِي حَال الْهَوَاء الْبَارِد أقل مِنْهَا فِي سَائِر الْأَحْوَال فَأكْثر مَا تحدث فِي حَال الْهَوَاء الْحَار الْيَابِس ثمَّ فِي الْحَار الرطب وَيكون مَا يحدث فِي حَال الْهَوَاء رطبَة لينَة هادئة كَثِيرَة الْعرق والعارض فِي حَال الْهَوَاء الْبَارِد: الفالج والسكتة والسعال وأوجاع المفاصل والمثانة وَلَا يعرض فِيهِ حمى إِلَّا أقل من ذَلِك. بولس: إِذا سخن الْهَوَاء ويبس فَاتخذ مسَاكِن يجْرِي فِيهَا المَاء واترك الْحَرَكَة وأطل الرَّاحَة وَأَقل الطَّعَام وَأكْثر الشّرْب من المَاء الْبَارِد وَإِذا برد فَأوقد نيراناً قرب المساكن كَمَا فعل أهرن. الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: أبدان من مرض من وباء تكون كَأَنَّهَا قد يَبِسَتْ. لى: حُدُوث الوباء فِي الخريف على الْأَكْثَر يدل على أَنه إِنَّمَا يحدث من يبس وَأَيْضًا فَإِنَّهُ إِنَّمَا يحدث فِي الْأَكْثَر إِذا كَانَ الخريف حاراً أَو تَأَخّر الْمَطَر فَلهَذَا أرى ترطيب الْأَبدَان فِي الخريف لِأَنَّهُ بذلك تنكسر حِدة المرار. شرك الْهِنْدِيّ قَالَ: الْبرد يُقَوي الْبدن ويشد ويصحح الذِّهْن ويطيب النَّفس. الْبيُوت المصهرجة الطرية وريح الدهم وَنَحْوهَا مِمَّا يقتل.

الْكِنْدِيّ فِي الأبخرة الْمصلحَة للهواء: كَمَا أَن ثبات الْأَبدَان بِحَالِهَا غير متعفنة يكون بالأدوية الفاعلة لذَلِك كالترياق والمثروديطوس وَنَحْوهَا من المقوية لآلات الْحَيَاة ويبادر النَّاس فِي الوباء إِلَى أَخذهَا فتصلح أبدانهم كَذَلِك يصلح الْهَوَاء بالأبخرة المضادة للعفن الَّذِي فِيهِ العطرية الدهنية لِأَن العفن للمائية والحرارة الضعيفة فالحرارة القوية والقابضة مَانِعَة من العفن مِنْهَا: عنبر لبان ميعة) سندروس كندر مصطلى علك القرنفل البطم لاذن عسل راتينج عود صندل أصفر قسط سك زعفران آبنوس عرعر سَاج تنكار طرفاء غَار أشنة اذخر سعدى أبهل وزنجبيل راسن شابابك بنك. فبعض هَذِه مسخنة للجو وَبَعضهَا يُولد فِيهِ قبضا وَبَعضهَا برودة وَكلهَا تمنع العفن وَالَّذِي ينفع الْهَوَاء الْحَار الْيَابِس الأبخرة الدهينة كاللبان والميعة والسندروس والكندر والمر والمصطلى وَالصَّبْر وعلك القرنفل والراتينج فَهَذِهِ كلهَا يصلح هَوَاء القشف الْحَار والطيوب تصلح العفن المنتن والقابضة تصلح الشَّديد الرُّطُوبَة كالطرفاء والسعدى والحارة اللطيفة تصلح الغليظ كالزنجبيل وَيَنْبَغِي أَن تتحرى فِي طُلُوع الشَّمْس وانتصاف النَّهَار وغروبها وَنصف اللَّيْل لِأَن فِي هَذِه الْأَوْقَات يسيل الْهَوَاء وَقد يضاد الْهَوَاء المفرط الرُّطُوبَة بالنيران الْكَثِيرَة واليابس بالمياه وكل كَيْفيَّة بضدها. وَزَعَمت الْهِنْد أَن الكور يمْنَع من العفن فِي الْهَوَاء وَإِن شرب منع من العفن دخنة جَيِّدَة يبخر بهَا مرَّتَيْنِ بهَا مرَّتَيْنِ فِي الْيَوْم تصلح الْهَوَاء: كافور صَاف وحرف أَبيض وصمغ الخضراء وأصطرك وأظفار وأسارون ولبان وعود هندي وزعفران بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ بَنَادِق ويبخر بهَا. وَيُزَاد حرد بودار. التَّذْكِرَة: إِذا قل الْعرق فِي إبانه فاستفرغه. ارخيجانس: أهل النّوبَة يهرمون فِي ثَلَاثِينَ سنة وَأَرْبَعين سنة لِأَن أبدانهم يابسة من شدَّة حر الشَّمْس ببلدهم. وَأهل جرمانيا تَأتي عَلَيْهِم مائَة سنة لِأَن حرارتهم كامنة فِي أبدانهم لبرد بلدهم وكثافة أبدانهم. اراساليون وبولس عَن ج: لبس الثَّوْب الَّذِي يحمى يكرب فِي الصَّيف وَالَّذِي لَا يدفأ فِي الشتَاء يضر الْبدن لِأَنَّهُ يعاون الْحر وَالْبرد. جورجس إِذا هبت الصِّبَا فِي كانون أَيَّامًا كَثِيرَة وتكدر الْهَوَاء وَكلما ظَنَنْت أَنه يكون مطر يَتَنَاثَر من السَّمَاء كالغبار فقد فسد مزاج الْهَوَاء فِي الشتَاء وَإِن كَانَ الرّبيع قَلِيل الْمَطَر شَدِيد الْبرد وهبت جنوب أَيَّامًا ثمَّ صفا بعد ذَلِك الْهَوَاء نَحْو عشرَة أَيَّام وَكَانَ بِاللَّيْلِ برد شَدِيد وبالنهار حر وَفِي الْهَوَاء غمَّة وحرارة فقد بَدَت العفونات والجدري وَإِذا كثر فِي الصَّيف الْمَطَر وكدر الجو واغبرت الْأَشْجَار وَلَا يكون حاراً كَمَا يَنْبَغِي وَترى فِي نصف الخريف نيران فِي السَّمَاء من الْمغرب فَإِنَّهَا عَلَامَات وباء عَظِيم فَإِذا تغير الْهَوَاء فِي الْيَوْم مَرَّات إِلَى الْحر

بسم الله الرحمن الرحيم

وَالْبرد وطلعت الشَّمْس صَافِيَة يَوْمًا بشمال وَبرد وكدرة وَيَوْما بجنوب وحر فَإِنَّهَا عَلَامَات الوباء فَيَنْبَغِي أَن) يجْتَنب الامتلاء وَالشرَاب الْكثير والتعب الْكثير والباه وافصد وأسهل المرطوب ويتعرق فِي الْحمام ويشتم الشَّرَاب الريحاني وَيُعْطى من يحم جلاب وكشك الشّعير وَيشْرب الطين الأرمني. (الْجُزْء السَّادِس عشر) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

(فارغة)

(فِي حميات الدق والذبول والنافض والحميات الَّتِي لَا تسخن غَيرهَا)

(فارغة)

المقالة الأولى من أصناف الحميات

(فِي حميات الدق والذبول) (والحميات الَّتِي تذيب الْبدن وَجَمِيع أَصْنَاف الذبول) (حميات الدق) لي أَن هَذِه الحميات لَا تبتدئ ابْتِدَاء لِأَنَّهُ لَا تسخن الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة ابْتِدَاء بل لَا بُد من أَن يتقدمها حميات إِمَّا يومية إِذا كَانَ الْبدن مستعداً لَان يسخن مِنْهَا سخونة تكتسب أعضاؤه الْأَصْلِيَّة مِنْهَا سوء مزاج وَهَذِه الْأَبدَان هِيَ المرارية أَو من حميات عفن أَو من حميات الورم فِي بعض الأحشاء فَإِن هَذِه يُمكن أَن تكتسب مِنْهَا الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة حمى دق أَو من تَدْبِير لطيف جدا كَمَا يعرض لمن نصب وتعب بالسهر فِي الْعُلُوم وَكَانَ بدنه مستعداً لذَلِك وَلِصَاحِب السهر وَقلة الْغذَاء وَأخذ الْأَدْوِيَة الحارة وَنَحْوهَا فَإِنَّهُ مُمكن أَن تكتسب الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة من هَذِه الْأَسْبَاب سوء مزاج فَإِن لم تكن حمى حَتَّى تكون إِذا ابتدأت بِهِ الْحمى كَانَت قريبَة من الدق وانتقلت إِلَيْهِ سَرِيعا. 3 - (الْمقَالة الأولى من أَصْنَاف الحميات) 3 - (حمى دق تكون من سخونة جرم الْقلب) لي اكْتُبْ جرم الْقلب سوء مزاج حَار وَذَلِكَ لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي ينتشر مِنْهُ الْحَرَارَة فِي الْبدن. قَالَ ج: الدق لَا تبتدئ ابْتِدَاء بل يتقدمها حميات غَيرهَا. النبض الصلب بحمى دق أَكثر مِنْهُ فِي غَيرهَا من الحميات. قَالَ: وتتولد حمى دق على وَجْهَيْن: فِي الْأَكْثَر يكون بعقب حميات عفنة محرقة طَال لبثها حَتَّى أفنت على طول الْمدَّة رُطُوبَة جرم الْقلب أَو بعقب سهر أَو غم وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يجفف تجفيفاً قَوِيا. وَالْأولَى من هَاتين لَيست من حميات الدق فَقَط لَكِنَّهَا مَعَ ذَلِك من جنس الذبول. فَأَما الثَّانِيَة الَّتِي يبْقى مَعهَا من رُطُوبَة جرم الْقلب بَقِيَّة صَالِحَة قَالَ: وَهَذِه الَّتِي تبتدئ ابْتِدَاء من غير أَن تتقدمها حمى أُخْرَى وَيكون ابْتِدَاء حدوثها ابْتِدَاء حمى يَوْم أما بعقب غم أَو سهر أَو) غضب أَو إعياء شَدِيد أَو حر شَدِيد ألف فَلَيْسَ مِمَّا يعسر علاجها مَا دَامَ لم تصر إِلَى حد الذبول وَمَا صَار إِلَى حد الذبول لقلَّة معرفَة الْأَطِبَّاء فَلَا يُمكن مداواته فضلا عَن أَن يسهل إِذا كَانَ قد صَار إِلَى حد الذبول على الْحَقِيقَة والكمال. وَلَيْسَ هُوَ بعد فِي أوائلها لِأَن الذبول ينَال الْقلب فِيهِ مَا ينَال فَتِيلَة السراج إِذا احترقت احتراقاً شَدِيدا فَإِنَّهَا تتفتت وَيذْهب اتصالها وَلَا يُمكن ردهَا إِلَى حَالهَا بالزيت إِذا صب عَلَيْهَا فَهَذَا حَال الذبول الْعَارِض عَن الحميات. فَأَما الْعَارِض بِسَبَب خمود الْحَرَارَة الغريزية كالعارض للشَّيْخ الفاني من غير حمى وَقد يحدث أَيْضا للصبيان وَغَيرهم فضلا عَن الكهول فَإِنَّهُ من يرد ويبس وَبِغير

حمى. والذبول الْكَائِن عَن حميات لَيْسَ الْعَارِض فِيهِ يبس فَقَط بل يبس مَعَ حرارة وَهَذِه الْحَرَارَة أَيْضا تنطفئ بِفنَاء الرطوبات وَيرجع الْبدن إِلَى جفاف وَبرد. قَالَ: وتعرف حمى الدق الَّتِي يعرض فِيهَا ذبول كامن من أسهل الْأَشْيَاء لثباتها وَذَلِكَ أَنَّك ترى الْعَينَيْنِ غائرتين جدا كَأَنَّهُمَا فِي حفرتين لِأَن رطوبتهما قد فنيت حَتَّى ترى الْعِظَام الَّتِي تتصل بهَا الجفنان ناتئة وَترى فِي الْعين رمصاً يَابسا وحالات من اليبس كَحال من سَار فِي غُبَار نَهَاره كُله فِي شمس حارة وَتذهب عَن الْوَجْه والعينين نضارة الْحَيَاة وَترى جلدَة الْوَجْه يابسة مفرط وخاصة جلدَة الْجَبْهَة حَتَّى تُوجد ليبسها صلبة ممتدة وَلَا يكَاد يقدر أَن يشيل جفْنه على مَا يَنْبَغِي لَكِن ترَاهُ كالناعس وعَلى الْأَكْبَر يرى مغمض الْعين كَأَنَّهُ نَائِم وَلَيْسَ مَا يعرض لَهُ من ذَلِك بنوم بل عجز وَضعف عَن الانتباه ويجف لحم صدغيه ويلطأ ويغور وَلَا يبْقى مِنْهُ إِلَّا الْجلد والعظم وَإِن عري توهمت أَنه لم يبْق من أمعائه وَلَا من احشائه شَيْء وَترى مَا دون الشراسيف منجذباً إِلَى نَاحيَة الصَّدْر انجذاباً شَدِيدا وَإِن لمسته وجدت الْجلد قحلاً جدا فَإِن مددت مِنْهُ موضعا وجدته كالجلد المدبوغ ونبضه متواتر دَقِيق ضَعِيف صلب وحرارته أول وضعك يدك عَلَيْهِ ضَعِيفَة ثمَّ تتبين بعد ذَلِك حدتها وخاصة أَن أطلت وضع يدك عَلَيْهِ وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهَا من الْبَيَان بِحَال لَا تخفى فَأَما الذبول الَّذِي هُوَ بعد فِي ابْتِدَائه فَهُوَ الَّذِي قد نفدت مَعَه الرُّطُوبَة ألف المبثوثة كالظل وَهِي الرُّطُوبَة فِي خلل الْأَجْزَاء وَقد أشرفت على النفاد والرطوبة الماسكة للأجزاء بَاقِيَة فَإِن الْحمى الَّتِي مَعَ هَذِه متوسطة بَين الَّتِي مَعَ الذبول الصَّحِيح وَبَين الَّتِي إِنَّمَا بدا فِيهَا الذبول ابْتِدَاء وَهِي ابْتِدَاء حميات الدق وَهِي أسهلها علاجاً لِأَنَّهُ إِذا لم تفن الرطوبات الَّتِي فِي خلل الْأَجْزَاء مبثوثة كالظل فَإِن الْحمى دق لم يحدث مَعهَا ذبول فَإِذا شارفت هَذِه) الرطوبات الفناء فقد قاربت الْحَال الذبول الصَّحِيح فَإِذا فنيت وَأَقْبَلت الْحَرَارَة تفنى الرطوبات الماسكة للأجزاء فَهَذَا الذبول. قَالَ: وَالْأَمر فِي حميات الدق كلهَا إِذا جَازَت ابتداءه صَعب. قَالَ: وَلَا يجب أَن تتعرف ابتداءها الْأَيَّام بل بكيفية الْحَال وَهُوَ أَلا تكون الرُّطُوبَة قد نفدت وَلَا الْقُوَّة ضعفت وَفِي هَذَا الْوَقْت تكون هَذِه الْحمى سهلة العلاج وَتَكون سهولته بِحَسب قربهَا من الْحَال الطبيعية وعسره بِحَسب قربهَا من حَال الذبول الصَّحِيح وَهَذِه الْحمى سريعة الْبُرْء إِلَّا أَن يُخطئ الطَّبِيب. 3 (مَرَاتِب حمى دق) لي قد بَان من كَلَام جالينوس أَن حمى دق لَهَا ثَلَاث مَرَاتِب أولاها مَا دَامَت مبتدئة وَهِي أَن تكون الرطوبات وَالْقُوَّة بَاقِيَة وَهِي سهلة العلاج. وَالثَّانيَِة أَن تكون الرطوبات وَالْقُوَّة قد فنى مِنْهَا شَيْء وَلم تنفذ كلهَا وَهَذِه بِحَسب قربهَا وَبعدهَا من الطَّرفَيْنِ تكون سلامتها ورداءتها. وَالثَّالِثَة أَن تكون الرُّطُوبَة كلهَا فنيت وَالْقُوَّة قد بطلت وَظَهَرت عَلَامَات الذبول.

قَالَ: وَأَنا أصف دَلَائِل الدق المبتدئة السهلة الْبُرْء. قَالَ: وَهَذِه الْحمى إِذا كَانَت وَحدهَا سهل تعرفها وَإِن كَانَت مَعَ حمى عفن عسر الْوُقُوف عَلَيْهَا. فضع أَنَّهَا بَدَت مُفْردَة مَعَ بعض الْأَسْبَاب الَّتِي ذَكرنَاهَا يَعْنِي سهراً أَو جوعا أَو تعباً أَو حمى يَوْم وَأَنه ظهر فِي أول يَوْم من الْحمى جَمِيع الدَّلَائِل الدَّالَّة على حمى يَوْم فَإِذا كَانَ ذَلِك وَرَأَيْت الْحمى. قد دَامَت إِلَى الْيَوْم الثَّانِي لَا تسكن وَلَا تقلع وَلَا تشتد وتقوى وَرَأَيْت الْبدن أَزِيد يبساً وجفوفاً وَقد أَقبلت إِلَى الدق فَإِن بقيت كَذَلِك إِلَى الْيَوْم الثَّالِث لم تزيد الْحمى وَلم تنقص تزيداً أَو تنقصاً ذَا قدر لَكِن رَأَيْت بقايا تِلْكَ الْحمى اليومية امتدت ودامت مَعَ يبس وجفوف وَوجدت الْحَرَارَة فِي أول اللَّمْس هادئة لينَة وَإِذا طَال لبث كفك على الْبدن احتدت ألف هـ ولذعت وَوجدت يبساً فالحمى دق وَأقوى العلامات وأبعدها من الشَّك هُوَ أَنه بعد أَن تنَاول العليل الْغذَاء العليل بساعة أَو ساعتين يتَوَهَّم عَلَيْهِ جَمِيع من مَسّه أَنه قد حدث فِي حماه تزيد حَتَّى يكون من أناله ذَلِك الْغذَاء غير بعيد من أَن يلام على أَنه غذاؤه فِي وَقت النّوبَة وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك لَكِن هَذَا غير مفارق لجَمِيع من بِهِ الدق أَن يكون إِذا تنَاول الْغذَاء تلتهب الْحَرَارَة وتقوى وتتزيد نبضه عظما وَسُرْعَة حَتَّى يظنّ بِهِ من رَآهُ أَنه قد حدث لَهُ نوبَة من غير) تضاغط أعنى بِقَوْلِي تضاغط إِذا لم يكن مَعَ النّوبَة اقشعرار وَلَا برد فِي الْأَطْرَاف وَلَا حَال تشبه بالميل إِلَى النّوم وَلَا كسل وَلَا اخْتِلَاف أصلا فِي الْحَرَارَة والنبض وَلَا ضعف وَلَا شَيْء من أشباه هَذِه الْأَعْرَاض لَكِن يصير النبض سَرِيعا أسْرع وَأعظم مِمَّا كَانَ يصير فِي غير من هَذِه حَالَة إِذا إغتذى. وَقد يكون فِي بعض الْحَالَات حمى غير دق وتزيد الْحَرَارَة من غير تضاغط وَالْفرق بَينهَا وَبني الدق أَن تِلْكَ تعرض فِي جَمِيع الْأَوْقَات وَهَذِه إِنَّمَا تعرض بعقب وَقت الْغذَاء وَلَيْسَ لحمى الدق فِي وَقت من الْأَوْقَات نوبَة لَكِنَّهَا دائمة مُتَّصِلَة كسونوخس إِلَّا أَنَّهَا وَإِن كَانَت دائمة مطبقة فَإِنَّهَا تنفصل من سونوخس

بالحرارة وَذَلِكَ أَن الْحَرَارَة فِي سونوخس كلهيب النَّار والنبض أعظم مَا يكون وأسرعه وأشده تواتراً فَأَما الدق فَلَا تلقى الْيَد مِنْهَا حرارة كَثِيرَة وَيكون النبض اصغر وَأَشد تَفَاوتا من نبض سونوخس بِحَسب نُقْصَان حرهَا عَنْهَا ويعم جَمِيع أَصْنَاف حمى الدق أَن تكون ضَعِيفَة وَتبقى مستوية دَائِما مُنْذُ أَولهَا إِلَى آخرهَا بِحَال وَاحِدَة. قَالَ: ويخص مَا يكون من حميات الدق الَّتِي مَعهَا ذبول أَن تكون يابسة فَإِنَّهُ قد تكون حميات من الدق لَا يبس مَعهَا وَلَا تنْتَقل إِلَى الذبول. لي هَذَا القَوْل بِالْإِضَافَة إِلَى الَّتِي مَعهَا ذبول فَأَما جَمِيع أَصْنَاف الدق فمعها يبس وتنتقل إِلَى الذبول إِن دَامَت. قَالَ: فحميات الدق تخَالف الحميات المطبقة لما وَصفنَا وَأُمِّيًّا الحميات الَّتِي يكون فِي ابتدائها تضاغط فَأن بهيج ذَلِك بأصحاب الدق بعقب الْغذَاء ولهؤلاء بِخِلَاف ذَلِك وَالْأَمر يزْدَاد عِنْد أَخذه الْغذَاء ثَانِيَة. عنْدك بَيَانا إِذا تفقدت كم يَدُوم التَّغْيِير الْحَادِث بعد الْغذَاء من الْحَرَارَة وَذَلِكَ أَن تِلْكَ الْحَرَارَة إِنَّمَا تدوم بدوام ذَلِك الْغذَاء من الْحَرَارَة وَذَلِكَ أَن تِلْكَ الْحَرَارَة إِنَّمَا تدوم بدوام ذَلِك الْغذَاء واتصال بِالْقَلْبِ وترطيبه إِيَّاه من يبسه ثمَّ أَن الْحَال بعد ذَلِك تعود إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ أَولا قبل تنَاول الْغذَاء فَإِن غذوته فِي غير ألف هـ الْوَقْت الَّذِي غذوته فِي الْيَوْم الْمَاضِي رَأَيْت هَذَا الشَّيْء يكون بعقب الْغذَاء أَيْضا. قَالَ: وَيُشبه أَن تكون الْعلَّة فِي هَذَا السَّبَب كالعلة فِي سخونة حِجَارَة النورة وَالْحِجَارَة المحماة فَإِنَّهَا تسخن عِنْد مَا يصب عَلَيْهَا المَاء وَذَلِكَ يكون فِي مَا يسْبق إِلَى الْوَهم لِأَن الْحَرَارَة الَّتِي فِيهَا حرارة مَعَ يبس فَإِن أَصَابَت جوهراً رطبا اغتذت مِنْهُ.) قَالَ: وَهَذَا بحث طبيعي وَيدل على أَن حمى الدق الَّتِي مَعَ الذبول مَعهَا يبس شَدِيد أَنَّهَا لَا تكَاد تعرض لمن بدنه رطب لَكِن لمن بدنه يَابِس وخاصة إِن كَانَ مَعَ ذَلِك حر أَو تَعب أَو سهر أَو اهتم وقلل الْغذَاء فَإِن هَؤُلَاءِ يعرض لَهُم دق من أدنى غضب أَو هم وخاصة فِي الصَّيف. قَالَ: فَأول ابْتِدَاء حمى دق الْوَقْت الَّذِي تنحط فِيهِ حمى يَوْم وتقلع ثمَّ لَا تنحط الْحمى انحطاطاً كَامِلا ويتزيد مَعَ ذَلِك اليبس تزيداً بَينا فَذَلِك أول وَقت تَزُول فِيهِ الْحمى عِنْد حد حمى يَوْم وَتدْخل حمى دق وتتبين وحد هَذِه الْحمى واستحكامها فِي الثَّالِث إِذا لم تحدث لَهُ فِي هَذِه الْمدَّة نوبَة أُخْرَى وَلَا أقلعت الْحمى واليبس بتزيد فمعلوم أَنَّهَا حمى دق وَأَنَّهَا ستؤول إِلَى ذبول سَرِيعا أَن لم تعالج. وحد انقلاب هَذِه الْحمى إِلَى الذبول هُوَ أول مَا يصير النبض صلبا ضَعِيفا وَقد كَانَ صَغِيرا متواتراً لِأَن الضعْف والصلابة فِي النبض من طبع هَذِه الْحمى لِأَن ضعفه من سوء المزاج الْحَادِث بِالْقَلْبِ وصلابته من اليبس وَمَتى كَانَ هَذَانِ العارضان قد عرضا للقلب وَجب أَن تكون الْحمى حمى ذبول وَيَقَع فِيهَا بعقب حميات محرقة وَأكْثر من يوقهم فِيهَا الْأَطِبَّاء لخطائهم فِي علاجهم وخاصة أَن احتاجوا إِلَى شرب مَاء بَارِد فمنعوا وَلم يتلطفوا فِي غَيره من الْأَشْيَاء المبردة الَّتِي تُوضَع على الصَّدْر وَمَا دون الشراسيف وَإِن كَانَ مَعَ أَنه لم يضمده بأضمدة بَارِدَة ضمده بآضمدة حارة محللة كالمتخذة من خبز وَعسل وَأَنه أَحْرَى بِأَن يصير إِلَى الذبول سَرِيعا مُفْردَة كَانَت حماه أَو من ورم حدث فِي الْمعدة أَو الكبد فَإِن الذبول أَكثر مَا يحدث إِنَّمَا يحدث عَن أورام هَذِه الْأَعْضَاء إِذا لم تعالج بصواب حَتَّى أَن قوما ظنُّوا أَنه لَا يُمكن أَن يكون الذبول إِلَّا من قبل الأورام وَلم يعلمُوا أَنه لن يحدث ذبول وَلَا دق عَن ورم عُضْو من الْأَعْضَاء أصلا دون أَن تنَال الْقلب آفَة وَهَذِه الآفة رُبمَا كَانَت من الْقلب نَفسه كالعارض من غضب وهم قوى دَائِم تطول مدَّته وَرُبمَا عرضت من الحميات المحرقة المفردة أَو الَّتِي مَعَ ورم الرئة والصدر وخاصة عِنْد تولد مُدَّة بَين الرئة والصدر وقرحة فِي الرئة وَبِالْجُمْلَةِ من كل ورم فِي عُضْو خطير يطول لبثه مَعَ يبس الْبدن وخاصة فِي الْقلب وَقد يحدث ذبول من ورم قولون وَمن ورم المريء وورم الكلى. وَرَأَيْت ذَلِك أَيْضا بِقوم كَانَ بهم اخْتِلَاف الدَّم من روم كَانَ بهم فِي أمعائهم وَمن زلق الأمعاء وَمن الذرب المزمن إِذا عرض لَهُم من أول الْأَمر وَمن بعد أَن تتمادى بهم الْعلَّة حمى رقيقَة ضَعِيفَة وَبِالْجُمْلَةِ فَمَتَى كَانَ جرم الْقلب ليسبق إِلَيْهِ يبس ثمَّ قبل حرارة الْحمى قبولاً

علامات حمى الدق

يعسر مَعَه انحلالها وَلِهَذَا صَار من أعظم عَلَامَات الدق أَن تُوجد) الشرايين اسخن من الْمَوَاضِع الَّتِي حولهَا من الْبدن وَلَيْسَ يعرض ذَلِك فِي سَائِر الحميات وَهَذَا الْعَارِض يتَبَيَّن جدا عِنْد دُخُول الْحمام وتخلخل بدنه وتسخيفه بِأَيّ تسخيف كَانَ حَتَّى يندى بدنه ويتحلل بعض حرارته فَأَنَّهُ بعد ذَلِك تُوجد الْحَرَارَة فِي مَوَاضِع الْبدن كلهَا معتدلة خلى الشرايين فَإِن الْحَرَارَة فِيهَا لَا تُوجد فِي تِلْكَ الْحَال نقصت شَيْئا عَمَّا كَانَت عَلَيْهِ قبل ذَلِك وَتَكون لذَلِك الْحَرَارَة أَجود عِنْد انبساط الْعُرُوق والانبساط أَيْضا لَا يتَغَيَّر عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ قبل التَّحْلِيل لَكِن يبْقى بِحَالهِ. فحمى الدق مَتى كَانَت مُفْردَة ذبولية كَانَت أَو غَيرهَا فتعرفها سهل فَإِن تركبت مَعَ حمى أُخْرَى صَعب ذَلِك وَيجب أَن يعول فِي مَعْرفَتهَا على جودة الْمعرفَة بِصُورَة الدق المفردة وَصُورَة سَائِر الحميات فَإِنَّهَا لَا تخفى عَلَيْك من بعد ذَلِك. ثمَّ تمثل بمثال الْمَرْأَة الَّتِي كَانَت بهَا حمى الدق وَحمى تنوب مرَّتَيْنِ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الحميات المركبة. لَا تكون فِي الدق ابْتِدَاء نوبَة بعد الأولى وَلَا تزيد وَلَا نِهَايَة وَلَا انحطاط. قَالَ: حمى دق تحدث بعقب حميات العفن أَو غَيرهَا إِذا طَالَتْ وَإِذا كَانَت سخنة جدا وتحدث بعقب الطَّوِيلَة وخاصة إِن كَانَت سخنة جدا الذبولية فَأَما مَا يحدث بعقب الحميات الَّتِي لم تطل مدَّتهَا أَو لم تكن شَدِيدَة الاحتراق فالدق الْمُبْتَدِئ فَإِن تزيد صَار بعد إِلَى الذبول. من جَوَامِع أَصْنَاف الحميات: الدق تحدث بعقب حميات محرقة حدثت مَعَ أورام أَو بِغَيْر أورام أَو بعقب حمى يَوْم حدثت عَن سهر أَو نَحوه مِمَّا يجفف المزاج وَلها ثَلَاث مَرَاتِب: مبتدئة وَهِي دق مُرْسلَة وَحدهَا مَا لم يكن غور الرطوبات غورا بَينا. والذبولية ألف هـ وَحدهَا ظُهُور عَلَامَات الذبول لَيْسَ كلهَا وَلَا فِي الْغَايَة من الْقُوَّة. ومفتتة وَهِي ظُهُور عَلَامَات الذبول قَوِيَّة مجتمعة. والذبول إِمَّا أَن يكون مَعَ حرارة فَتكون مَعَه الْحمى الْمَعْرُوفَة بالذبولية وَهِي الصِّنْف الثَّانِي من حميات الدق أَو مَعَ برودة فَيكون إِمَّا طبيعياً كَمَا يحدث للشيوخ على طول الزَّمَان أَو يحدث 3 - (عَلَامَات حمى الدق) أَن تكون من سَبَب باد وَأَن تبقى مُقِيمَة لَا تقلع وَلَا تزيد وَأَن يكون الْبدن جافاً والحرارة فِيهَا حِدة وتتزيد بعد الطَّعَام وَيكون الشرايين أحر من سَائِر الْبدن. لي هَذَا الدق الْكَائِن من حمى يَوْم فَأَما الكائنة عَن المحرقات فَلَيْسَتْ بِسَبَب باد. ويعم حمى الدق أَن الْحَرَارَة فِيهَا رقيقَة لَازِمَة مُتَسَاوِيَة أبدا. ويخص الذبول مَعَ ذَلِك جفوف الْبدن فِي الْغَايَة وصلابة النبض وَضَعفه.

عَلَامَات وُقُوع حمى يَوْم إِلَى حمى دق أَن تكون بعد اثْنَتَيْ سَاعَة صعوبة وَشدَّة فِي الانحطاط وَلَا يستفرغ شَيْء من الْبدن وَلَا يندى فضاً عَن الْعرق وتدوم الْحمى وَلَا تتزيد وَلَا تنقص فَهَذَا ابْتِدَاء الدق فَإِذا بقيت كَذَلِك إِلَى الْيَوْم الثَّالِث وَظهر جفاف فِي الْبدن فَذَلِك تزيد الدق. فَإِذا ظَهرت صلابة النبض مَعَ ضعفه وجفاف فِي الْبدن فِي الْغَايَة فَهُوَ الذبول. التَّاسِعَة فِي حِيلَة الْبُرْء قَالَ: أَصْحَاب الدق لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى شرب المَاء الْبَالِغ الْبرد وَلَا إِلَى مِقْدَار كثير مِنْهُ لِأَنَّهُ يضر بأعضائهم الْأَصْلِيَّة لنحافتهم وَقلة مُهِمّ ودمهم. الْعَاشِرَة قَالَ: حمت امْرَأَة بِسَبَب سهر وغم وطالب بهَا الْحمى وانتقلت إِلَى الدق مركبة مَعَ حمى عفن فَلم تكن مداواتها إِلَّا أَن تسقى مَاء بَارِدًا بِمِقْدَار معتدل فِي الْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي لِأَنَّهَا كَانَت مُعْتَادَة لَهُ فِي الصِّحَّة. قَالَ: وَآخر كَانَت هَذِه حَالَة كنت اسقيه مَاء الْعُيُون بَارِدًا فِي غَايَة الْبرد قوانوسين وَمرَّة قوانوساً لِأَن هَؤُلَاءِ لَا يحْتَملُونَ أَن يشْربُوا مَاء بَارِدًا فِي غَايَة الْبرد دفْعَة وَاحِدَة إِلَّا أَنه ينْتَفع بِهِ بِهَذَا الْقدر لِأَن الْبدن لم يبس غَايَة اليبس. قَالَ: والجهال من الْأَطِبَّاء يَدْعُو سقِِي المَاء الْبَارِد فِي حِينه فَإِذا ذبل الْبدن أَو وَقع فِي الدق الْخَالِص سقوه حَيْثُ لَا ينْتَفع بِهِ. 3 (التحفظ من الدق) ويستعان بِبَاب التحفظ فِي بَاب جمل الحميات. ألف هـ الْأَبدَان المرارية النحيفة الْيَابِسَة مستعدة للوقوع فِي الحميات مَتى امسكت عَن الطَّعَام وَالْحمام وأسرفت من الرياضة والسهر وَنَحْو ذَلِك فَإِن هِيَ حمت وَأَمْسَكت عَن الطَّعَام لتأنى جهال الْأَطِبَّاء إِذا وَقعت فِي الدق وخاصة إِن كَانَت قبل أَن تحم قد جَفتْ ويبست يبساً شَدِيدا لأسباب تعرض لَهُم من ذَلِك أَو إمْسَاك عَن الْغذَاء وَأَشد من ذَلِك أَن ضمد جهال الْأَطِبَّاء بطونهم بالأضمدة المحللة المتخذة من الدَّقِيق وَالْمَاء وَالزَّيْت لورم يحسونه هُنَاكَ وَقد قُلْنَا فِي ذَلِك مَا يجب أَن يُقَال حَيْثُ ذكرنَا الاختراس من هَذِه الحميات فِي بَاب جمل الحميات فَمَتَى رَأَيْت بدنا مزاجه هَذَا طبعا أَو اكتساباً أغْنى أَن يسخن ويبيس جدا ويضعف ويذبل ويحم حمى حادة حارة قَوِيَّة وَرَأَيْت قوته ضَعِيفَة وَجَسَده ذابلاً فاسقة مَاء الشّعير ثمَّ أعْطه خبْزًا مبلولاً بشراب أَبيض مائي ممزوج بمزاج معتدل وَإِن كَانَ مَاء الشّعير يطفو فِي فَم الْمعدة ويحمض فاخلط فِيهِ مَاء حب الرُّمَّان أَو اجْعَلْهُ حساء إِن كره مَاء الشّعير وَإِن كَانَ قد بلغ الْأَمر بِهِ إِلَى الغشي فَإِنَّهُ كثير مَا يكون ذَلِك إِذا أَمْسكُوا عَن الطَّعَام مُدَّة طَوِيلَة فَلَا تهب وأوجره مَاء الشّعير ثمَّ شرابًا أَبيض بِمَاء ممزوج بِهِ مزاجاً معتدلاً وغذه كل يَوْم مرّة أَو مرَّتَيْنِ على مَا ترى من قوته وَلَا تنظر إِلَى النّوبَة بل إِن احتجت فاغذه وَلَو فِي انْتِهَاء النّوبَة فضلا عَن مبدأها

وانحطاطها وَإِنَّمَا يضْطَر إِلَى ذَلِك إِن كَانَ العليل يغشى عَلَيْهِ إِن لم يغذ فَإِن لم يغش عَلَيْهِ وَلم يطرك شَيْء إِلَى تغذيته فتغذ إِذا انحطت حماه وَلَا تنْتَظر تَمام انحطاطها لِأَن الْأَبدَان المرارية لَا تنقى من الْحمى ليبسها واشتعالها وَإِن كَانَ الْمَرِيض فِي وَقت ابْتِدَاء النّوبَة يشْتَد عَلَيْهِ الْأَمر ويضعف ويذبل فغذه قبل ابْتِدَاء النّوبَة أَو حِين يَبْتَدِئ الدّور وَرُبمَا احتجت أَن تغذي العليل فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ قبل الدّور بساعتين وَبعده أَيْضا كَذَلِك فَلْيَكُن الْهَوَاء الْمُحِيط بِهِ بَارِدًا واسقه مَاء بَارِدًا قَلِيلا من غير اسراف فِي كيفته وَلَا فِي كميته وضع على بطونهم الأضمدة المبردة حَيْثُ ترى الْحَرَارَة أَكثر فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك احتملوا الْحمى بسهولة وقورا عَلَيْهِم ثمَّ لم تلبث ألف هـ حماهم فيحتملون فضل الْغذَاء والاستحمام وتدبير النَّاقة ويبرأون فَهَذِهِ جملَة تَدْبِير جالينوس لهَذِهِ الحميات وَهَذَا أوجه الاحتراس من الْوُقُوع فِي هَذِه الحميات الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي الحميات المحرقة الْمُخْتَلفَة أَو الدق فلتضع الْآن أَن بَعضهم وَقع فِي حمى دق.) الْهَوَاء الْبَارِد قَالَ ج: أول مَا يسْتَعْمل الْهَوَاء الْبَارِد لتبريد الْقلب وَيَنْبَغِي أَلا تدفئ الْبدن وَلَا تدثر وَإِن كَانَ شتاء وَيتْرك يتنفس من هَوَاء بَارِد فَإِنَّهُ ملاكه. قَالَ: فالدق الَّذِي تكون الآفة فِيهِ إِنَّمَا نَالَتْ الْقلب تَنْشَق الْهَوَاء الْبَارِد وَهُوَ أَجود أدويته لِأَنَّهُ يصل إِلَيْهِ بِسُرْعَة ويبرده كَمَا أَن الدق الَّذِي ابتداؤه من الْمعدة إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يقْصد فِيهِ لما يرطب ويبرد الْمعدة بالأطعمة والأشربة لِأَن الطَّعَام وَالشرَاب يلقى الْمعدة وقوته بَاقِيَة بِحَالِهَا وَالْقلب لَا يلقاه الطَّعَام وَهُوَ بَاقٍ بِحَالهِ بل يلقى الْهَوَاء وَهُوَ حَافظ لأكْثر أَحْوَاله. قَالَ: وَأما الكبد فانتفاعها بِالطَّعَامِ وَالشرَاب انْتِفَاع لَيْسَ بالدون. قَالَ: ويعم جَمِيع أَصْنَاف الدق من أَيْن كَانَ ابتداؤه مداواته بِمَا يبرد ويرطب مِمَّا يُؤْكَل وَيُوضَع خَارِجا. قَالَ: وَأكْثر مَا تكون حميات الدق وحميات الذبول عِنْد الْحر واليبس فِي الْقلب أَو فِي الْمعدة أَو الكبد وَكَثِيرًا مَا تكون تَابعا لسوء مزاج يَابِس من الرئة غير أَن الرئة عُضْو لَيْسَ بمستعد لِأَن يكون مِنْهُ أَمْثَال هَذِه الحميات لِأَنَّهُ عُضْو رخو رطب. وَقد تكون هَذِه الحميات تَابِعَة لآفة تنزل فِي الصَّدْر لي إِلَّا أَنه ورم حَار أَو لسوء مزاج حَار يَابِس أَو لجداول الْعُرُوق المنتسجة بَين الكبد والمعي أَو بالمعي الصَّائِم أَو يَقُولُونَ أَو بالأرحام أَو بالكلى أما الآفة تنزل بالحجاب فَلَا أعلم أَنِّي رَأَيْت حمى ذبول تتبعها وَأما الدق فقد رَأَيْتهَا مرّة وَاحِدَة تبعه آفَة نَالَتْ الْحجاب وتمت واستحكمت. وَرَأَيْت مرَارًا شَتَّى الآفة النَّازِلَة بالحجاب قَلِيلا مَا يُمكن مَعهَا أَن يستحكم الدق لِأَن أَمْثَال هَذِه الْعِلَل يتبعهَا عسر تنفس واختلاط عقل فَيَمُوت الْمَرِيض فِي الْأَكْثَر بِسَبَب مَا يعرض لَهُ من ذَلِك. قَالَ: قد وصفت أَمر الْهَوَاء الْحَار والبارد وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي بَاب جمل الحميات عِنْد تَدْبِير الْأَبدَان المرارية وَقد وصفت هُنَاكَ كَيفَ يَنْبَغِي أَن يكون الْبَيْت الَّذِي تأويه فَخذه من هُنَاكَ.

ألف هـ قَالَ: والهواء أَكثر مَا ينفع بِهِ فِي الدق وَمَتى كَانَت هَذِه الْحمى حَادِثَة عَن آفَة نزلت بِالْقَلْبِ نزلُوا أولياً وَقد ينْتَفع بِهِ مَنْفَعَة لَيست يسيرَة فِي سَائِر الحميات الدقيقة. لِأَن الْقلب فِي هَذِه الحميات أَيْضا يعرض لَهُ سوء مزاج شَبيه بِسوء مزاجه إِذا حلت بِهِ الآفة أَولا وَلَا يُمكن أَن يعرض لَهُ شَيْء من الحميات الْأُخَر فصلا عَن حمى الدق والذبول دون أَن يعرض للقلب سوء) مزاج. فَأَما إِذا كَانَت الآفة عَن الرئة فَإِنَّهَا أحْوج إِلَى الْهَوَاء الْبَارِد من سَائِر الْأَعْضَاء. وَقد حصل أَن الْهَوَاء الْبَارِد نَافِع فِي جَمِيع الدق. قَالَ: وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ إِلَى أدوية تُوضَع من خَارج الْبدن وَأَن تكون مبردة بِلَا قبض شَدِيد لِأَن القابضة لَا تعرض بتبريدها إِلَى عمق الْبدن لِأَنَّهَا تقبض ظَاهر الْجلد وَلَا تصل إِلَى عمقه والأجود أَن يكون مبرداً لطيفاً جدا وَلَكِن هَذَا الدَّوَاء عسر لِأَن جوهراً بَارِدًا جدا يكون فِي غَايَة اللطافة مُتَعَذر الْوُجُود. لي كَأَن جاليوس هَهُنَا لم يعرف الكافور. قَالَ: الْخلّ هُوَ من جَمِيع المبردات الَّتِي يعرفهَا النَّاس وَقد يخالطه شَيْء من حرارة وَلَيْسَ هُوَ بصادق الْبرد وَهُوَ يجفف مَعَ هَذَا وَأرى أَن جالينوس لم يذكر الكافور إِمَّا لِأَنَّهُ لم يكن يعرفهُ وَإِمَّا لِأَنَّهُ يجفف بِقُوَّة قَوِيَّة وَلِهَذَا لَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل وَحده حَيْثُ يحْتَاج إِلَى تبريد وترطيب بل يخلط مَعَه المَاء الْبَارِد حَتَّى يصير فِي حد مَا يُمكن شربه وَلَكِن إِذا كَانَ لَا يُمكن أَن يُوجد شَيْء مِمَّا يداوى بِهِ فِي الْغَايَة من اللطافة مَعَ الْبُرُودَة فقد يَنْبَغِي على حَال أَن يحتال لتركيب أدوية صَالِحَة لهَذَا الشَّأْن مثل القيروطي المتخذة بالشمع الْمُصَفّى وزيت الأنفاق الْمشْربَة بِالْمَاءِ. لي هَذَا القيروطي أَن اتَّخذت بدهن بنفسج أَو دهن خلاف أَو دهن نيلوفر فقريب أَن يكون مِمَّا يطْلب وخاصة دهن النيلوفر فَإِنَّهُ بَارِد لطيف جدا فليستعمل. قَالَ: وَلَا تتْرك هَذَا الضماد على الْبدن إِلَى أَن يسخن سخونة ظَاهِرَة لَكِن يبرد ويبدل تبديلاً متواتراً. ضماد آخر: يُؤْخَذ دَقِيق الشّعير فيخلط بعصارة الحماض ثمَّ تبل فِيهِ خرقَة بطاقتين وتوضع على الْبَطن وَهِي مبردة غَايَة التبريد وتبدل مَتى فترت. وَإِن شربت القيروطى خلا وَمَاء وَنَحْوه كَانَ أبرد. لي احسب أَن هَذَا يبلغ حَيْثُ تُرِيدُ وَأَن شِئْت شربت لعاب برز قطوناً أَو مَاء ألف هـ عِنَب الثَّعْلَب وَنَحْوه وبرده على الثَّلج وَضعه وارفعه وَبدل خرقه دَائِما فَإِن شِئْت فضع عَلَيْهِ قَالَ: وضع هَذِه الْأَدْوِيَة على الْموضع الَّذِي هُوَ أول عُضْو نزلت بِهِ الآفة والموضع الَّذِي ترى الْحَرَارَة فِيهِ أَزِيد لِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن لَا يبرد الْعُضْو الَّذِي لَا يحْتَاج إِلَى تبريده مَعَ الْعُضْو الَّذِي يحْتَاج إِلَى ذَلِك لِأَنَّهُ إِذا لم تحرز ذَلِك لم تأمن أَن ترفع الضماد الْمبرد قبل أَن يعْمل عمله

علاج الذبول

خوفًا من أَن تكون قد بردت مَعَ الْعُضْو الَّذِي تُرِيدُ عضوا آخر تخَاف مضرته وبالضد تبرد عضوا لَا تحْتَاج إِلَى تبريده وَأَنت لَا تَدْرِي. وَإِنِّي لأعرف من عولج بدواء مبرد وضع على مَا دون الشراسيف مِنْهُ فَأَصَابَهُ من سَاعَته ضيق النَّفس وَكَذَلِكَ قوم وضع على صُدُورهمْ هاج بهم السعال فَلَمَّا قلع الضماد عَادوا إِلَى الْحَال الطبيعية فاستقص على أَي مَوضِع تضع فَإِن أردْت أَن لَا تبرد كثيرا فَاجْعَلْ أدويتك أقل تبريداً. 3 (الْحمام اللمسلولين) قَالَ: إِن الْأَشْيَاء المبردة بَعْضهَا يفعل ذَلِك بجوهرها وَبَعضهَا بِالْعرضِ كالحمام وَالْحمام أَحدهَا إِذا اسْتعْمل كَمَا يَنْبَغِي برد هَؤُلَاءِ بِالْعرضِ ورطبهم بالجوهر وَعظم نَفعه لَهُم. قَالَ: فالنافع لهَؤُلَاء من الْحمام أَن يدخلُوا فِي مَاء بَارِد فَقَط وَلَكِن لِأَن أبدانهم نحيفة ضَعِيفَة لَا يَنْبَغِي أَن يدخلُوا المَاء الْبَارِد فَقَط إِلَّا بعد أَن تسخن أعضاؤهم سخونة معتدلة لِأَن لَا يُؤمن من دُخُولهمْ المَاء الْبَارِد أَن تنْقَلب طبائعهم دفْعَة إِلَى الْبرد وَلَكِن إِذا كَانَ لَا طَرِيق لَهُم سواهُ وَكَانَ مَا يخْشَى من هَذَا أقل مِمَّا يخْشَى من وقوعهم فِي الذبول الَّذِي لَا خلاص مِنْهُ لِأَن الذبول المستحكم كالهرم الَّذِي لَا يُمكن دَفعه. وَمن بردت أعضاؤه الْأَصْلِيَّة من اسْتِعْمَال المَاء الْبَارِد أَو أحشاؤه فممكن أَن يتلافى بالعلاج وَقد قُلْنَا أَن الذبول المستحكم لَا حِيلَة فِي برئه وَإنَّهُ لَو أمكننا أَن نبرئه لأمكن أَن ندفع الْهَرم فَأَما من دَافع بأصحاب الدق وَلم يعالجهم بالحمام وَلَا بِسَائِر مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فقد أسلمهم إِلَى الْهَلَاك وَقطع رجاءهم. 3 - (علاج الذبول) مَا عولج بِهِ فَإِن عيشه يكون كعيش الشُّيُوخ لِأَن الذبول الْكَائِن مَعَ حمى رُبمَا انْتقل بالعلاج إِلَى ألف هـ الذبول الْمُسَمّى شيخوخة. لي هَذَا الذبول الثَّانِي يكون عِنْد انطفاء الْحَرَارَة الْبَتَّةَ وَحُصُول سوء مزاج بَارِد يَابِس فَأَما الأول فَإِن مَعَه حرارة إِلَّا أَنه سريع الذّهاب والانتقال إِلَى النَّوْع الثَّانِي. قَالَ: فَإِن دَبرته أمكن أَن يعِيش شهوراً كَثِيرَة قَالَ: وَقد دبرت مَتى كَانَت هَذِه حَاله بتدبير النافهين فحفظته سِنِين كَثِيرَة. قَالَ: وَقد ذكرت تَدْبِير الَّذِي يحْتَاج هَؤُلَاءِ إِلَيْهِ بِالْقُوَّةِ حَيْثُ ذكرت تَدْبِير سوء المزاج الْعَارِض فِي الْمعدة وَفِي كتاب تَدْبِير الأصحاء حَيْثُ ذكرت تَدْبِير الْمَشَايِخ فاعرفها هُنَاكَ. 3 - (علاج حميات الدق) قَالَ: قد علمتك أَشْيَاء كَثِيرَة من علاج الدق مِمَّا قد جربتها وَأَنا أعلمك هُنَا حَال الْحمام: إِن أَصْحَاب الدق لَيْسَ انتفاعهم من الْحمام بِالْمَاءِ الْحَار بل بالبارد وَبعد أَن يكون

الْحمام قد هيأ أبدانهم وعدها لقبُول الِانْتِفَاع بِالْمَاءِ الْبَارِد حَتَّى تصير أبدانهم بِهَذِهِ السخونة فِي حد أبدان الأصحاء المخلصين للاستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد. قَالَ: وَأما فلَان الطّيب فَإِنَّمَا يجزع من اسْتِعْمَال الْحمام فِي الدق لِأَنَّهُ يرى أَن الْحَرَارَة ضارة لَهُم وَأَنه يَنْبَغِي أَلا يغمس أحد منهوك الْبدن فِي مَاء بَارِد فَيسْقط الْحمام إِذن عِنْده وَلم يعلم أَن الْحمام يَجْعَل الْبدن المنهوك مُحْتملا للْمَاء الْبَارِد إِذا غمس فِيهِ بعد أَن يكون قد سخن سخونة تَجْعَلهُ فِي حد الْأَبدَان الخصبة الصَّحِيحَة المحتملة لذَلِك فَإِنَّهُ يقوى بهَا وَلَو احتملت المَاء الْبَارِد لنفعها. وعساه أَيْضا رأى حمى بِوَاحِد واثنين مِمَّن بِهِ حمى دق وَحمى عفونة وَهُوَ لَا يعلم أَن حماه مركبة فَلَمَّا رأى الْحمام قد ضرهم ذمه. قَالَ: وَأما أَنا فَأَقُول: إِن جَمِيع من تصيبه حمى دق وخاصة من وَقع مِنْهُم فِي ابْتِدَاء الذبول إِذا كَانَت حماهم بسطة غير مركبة مَعَ شَيْء من حميات العفن أَو حميات الورم فأدخلهم الْحمام بِثِقَة وَلَكِن يكون بِلَا تَعب ينالهم كَمَا وصفت فِي تَدْبِير من يغلب على معدته سوء مزاج يَابِس فَيحمل الْمَرِيض إِلَى الْحمام وَهُوَ مِنْهُ على فرَاشه فَإِذا صَار إِلَى الْبَيْت فليلق هُنَاكَ على مقرمة مهيأة مسخنة بعد نزع ثِيَابه وَيحمل بَين أَرْبَعَة فَإِن كَانَ هَذَا الْبَيْت الأول صَالح الْحَرَارَة فلتنزع ثِيَابه هُنَاكَ وَإِلَّا فَفِي ألف هـ الْأَوْسَط وَليكن الْأَوْسَط معتدلاً ويسكب على الْبدن فِي الْبَيْت الْأَوْسَط دهن وَهُوَ مفتر سَاعَة يدْخل وَهُوَ على مقرمة مَحْمُول ويسوى على بدنه بالدلك الْيَسِير فَإِذا فعل ذَلِك بِهِ مضى بِهِ إِلَى الْبَيْت الْحَار ليَكُون لبثه فِي كل بَيت وليلبث فِي الْبَيْت الأول بِقدر مَا يقلب على الْفراش إِلَى المقرمة وَأما فِي الثَّانِي فَيقدر مَا يخلع ثِيَابه ويمرخ بالدهن وَفِي الثَّالِث بِقدر مَا يمْكث فِي الأبزن وَهُوَ على المقرمة وَذَلِكَ بِأَن يرخى جوانبها فِي الآبزن مِقْدَارًا معتدلاً وَلَا يصب عَلَيْهِ المَاء وَلَا على رَأسه لَكِن يغمس رَأسه وبدنه فِيهِ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وترخى المقرمة حَتَّى تنغمس فِيهِ وَيصب فِي بيُوت الْحمام كلهَا مَاء حَار متوسط صبا كثيرا لتَكون كلهَا مرطبة غير مجففة فَإِذا خرج من آبزن المَاء الْحَار غمس فِي المَاء الْبَارِد دفْعَة بِسُرْعَة لَا فِي وَقت طَوِيل ويلقى عَلَيْهِ سَاعَة خُرُوجه من المَاء الْبَارِد منديل ثمَّ يلقى عَلَيْهِ آخر ويسار بِهِ إِلَى فرَاش) فَيلقى عَلَيْهِ وينشف عرقه بمناديل لينَة بِلَا شدّ الْيَد عَلَيْهِ ثمَّ يمسح بدنه بدهن ويلبس ثِيَابه وَيحمل على سَرِيره وفراشه إِلَى بَيته ويغذى وَيُدبر مَعَ هَذَا تَدْبِير علاج من أَصَابَهُ سوء مزاج بَارِد يَابِس لي غذاؤهم يَنْبَغِي أَن يكون بَارِدًا رطبا مثل كشك الشّعير يسقاه مبرد وخبز مبلول بِمَاء بَارِد وَلَا تكون هَذِه الْأَطْعِمَة صَادِقَة الْبُرُودَة بِالْفِعْلِ كبرودة مَاء الثَّلج وَمَا يشرب لِأَن الطَّعَام الْبَارِد يبْقى فِي الْمعدة زَمَانا طَويلا بَارِدًا. فَأَما مَا يشرب فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ بَارِدًا يصلح وَينفذ أَيْضا عَن الْمعدة سَرِيعا وَالطَّعَام الْبَارِد يُطِيل البث فِي الْمعدة فَإِن كَانَت الْحمى قد طَالَتْ وأزمنت فاسقه لبن الأتن وَاحْذَرْ أَن يتجبن فِي معدته. قَالَ وَذَلِكَ رُبمَا خبرك بِهِ عَن نَفسه إِن كَانَ عَارِفًا بطبيعته وَرُبمَا احتجت أَن تتعرف

ذَلِك أَنْت مِنْهُ وَذَلِكَ إِن تتوقى تجبنه بِأَن تستعمله قَلِيلا بعد قَلِيل. وممكن أَن تدفع هَذَا الْعَارِض بِأَن تجْعَل مَعَه عسلاً أَو مَاء الْعَسَل قَلِيلا لِأَن الْعَسَل وماءه يَسْتَحِيل إِلَى المرار سَرِيعا وَيجْعَل الْحمى ألف هـ أَشد يبساً وحدة فاحذره مَا أمكن. وَالْملح الْمَأْكُول يمْنَع أَيْضا تجبنه أَن طرح فِيهِ قَلِيلا. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تعطيه مَا يمْنَع التجبن مِمَّا لَا يسخن وتسقه ذَلِك قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ أَحْمد الْأَشْيَاء. قَالَ: وَأدْخل الأتان عَلَيْهِ واسقه سَاعَة يحلب وتفقد النبض بعد سَاعَة فَإِن فسد وجدت النبض كنبض من عرض لَهُ ضغط فِي معدته لي احسبه يُرِيد هَهُنَا تجبناً قَالَ: وَإِن انهضم نعما وجدت النبض أعظم وَأقوى فيمكنك عِنْد ذَلِك أَن تزيد فِي السقية الثَّانِيَة فِي الْمِقْدَار نصف قوانوس ثمَّ تزيد أَيْضا نصفا آخر حَتَّى يصير إِلَى الْمِقْدَار المعتدل على مَا أعلمتك فِي مداواة سوء المزاج الْيَابِس فِي الْمعدة فَعَلَيْك بِقِرَاءَة ذَلِك الْموضع فَإِن العلاج مُشْتَرك لَهما وَلَكِن بِحَسب حرارة الدق صرنا فِي علاجه نحتاج إِلَى أَشْيَاء أبرد إِلَى اسْتِقْصَائِهِ كَيْلا ينَال الْبدن مضرَّة من مداواته بأَشْيَاء قَوِيَّة. فَمن وَقع من أَصْحَاب الدق فِي ذبول فَلْيَكُن استحمامه على مَا وصفت وَأما من بِهِ دق وَلم يلْحقهُ ذبول فعلاجه بِمَا أَقُول يُمكن: أَن يدْخل الْحمام من غير حمل على مقرمة بل على محفة ثمَّ يمشي إِلَى المَاء الْحَار ويطيل فِيهِ الْمكْث وَمن كَانَ مِنْهُم شَدِيد الضعْف فَلَا يدْخل حَوْض المَاء الْبَارِد بل يصب عَلَيْهِ مِنْهُ خَارِجا بعد صب مَاء فاتر وَليكن قدر برودته كبرودة مَاء المصانع) أَعنِي فِيمَا بَين الْبُرُودَة الْمُؤَلّفَة والفتورة المرخية وَلَا يكون كأحدهما فَإِن فعلت هَذِه الْأَشْيَاء بِصَاحِب الدق نجته وَإِن وَقع فِي شَيْء مِنْهَا خطأ فسد ذَلِك كُله وَلَو كَانَ الْخَطَأ قَلِيلا وَمن برأَ من أَصْحَاب الذبول بِمَا ذكرنَا برأَ برءاً تَاما فَإِنَّمَا يبرأ من الذبول فِي لَحْمه فَقَط وَأما من يَبِسَتْ أعضاؤه الْأَصْلِيَّة فَغير مُمكن أَن يبرأ تَاما وَهَذَا لَا بُد أَن يَمُوت أَو يَقع فِي الذبول الْبَارِد لِأَن الْحمى تفنى أَولا الرُّطُوبَة الخاصية بالأعضاء المشاكلة لَهَا الَّتِي تغتذي مِنْهَا فتنتقل من هَذِه الرُّطُوبَة الَّتِي فِي اللَّحْم الْمُحِيط بِلِيفٍ الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَبِمَا فِيهَا من جنس الأغشية ثمَّ تَأْخُذ بعد ذَلِك فِي نفس الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة. قَالَ: تحلل الْبدن بالذوب إِلَى بَاطِنه وبالتحلل الْخَفي فَمَتَى كَانَ الْبدن رطبا كَانَ مَا يذيبه مِنْهُ إِلَى بَاطِنه ظَاهرا للحس كثيرا وبالضد أَن كَانَ الْبدن عضلانياً يَابسا عديم الشَّحْم على مَا تَجدهُ يكون فِي اللَّحْم ألف هـ الَّذِي يلبث فَإِن الرُّخص يسيل مَه شَيْء كثير واليابس يتَحَلَّل مِنْهُ أَكثر مِمَّا يسيل. قَالَ: وَمن أعظم الدَّلَائِل على أَخذ الحميات الدق الحادة فِي إذابة الْأَعْضَاء مَا يسيل فِي البرَاز من الدهنية وَالدَّسم وَهَؤُلَاء إِن لم يُبَادر بالعلاج وَقَعُوا فِي الذبول وَحِينَئِذٍ لَا يسيل مِنْهُم شَيْء لِأَن مَا كَانَ يذوب قد ذاب وَخرج وَلَيْسَ يذوب من جور العضل والليف شَيْء.

وعلاج الْحمى الَّتِي تذيب الْبدن هَذَا التَّدْبِير: يسقى المَاء الْبَارِد والأغذية المبردة المرطبة وَمَاء الْعَسَل أرداً مَا يكون لَهُم. الثَّالِثَة من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ ج: شرب مَاء الْعَسَل فِي غَايَة المضادة لأَصْحَاب الحميات الَّتِي يذوب فِيهَا الْبدن وَأما شرب المَاء الْبَارِد فعلى ضد ذَلِك وَذَلِكَ أَنه ينفع غَايَة النَّفْع لَهُم وَهَذِه الحميات يحدث عَنْهَا برَاز زبدي دهني دسم. وَقَالَ: إِذا رَأَيْته قد اخْتلف برازاً زبدياً الْغَالِب عَلَيْهِ المرار فحماه ذوبانية فاحذر مَاء الْعَسَل واسقه مَاء الشّعير وارصد أَن ترى ظُهُور دَلِيل وَاحِد وَلَو خسيس يظْهر فِي الْبَوْل يدل على النضج فالماء الْبَارِد يَنْفَعهُ فِي ذَلِك الْوَقْت. من كتاب الذبول قَالَ: حميات الدق البسيطة أَي الَّتِي بِلَا حمى عفن فالحمام نَافِع لَهُم جدا فِي جَمِيع الْأَوْقَات فَإِن كَانَ مَعهَا حمى عفن فَإِنَّهُ يضرّهُ قبل أَن تنضج العفونة فَإِذا نَضِجَتْ فَلَا. قَالَ: وَكَذَلِكَ شرب المَاء الْبَارِد مَعَ العفن بلية عَظِيمَة. قَالَ: وَالْحمام لَا خطر فِيهِ إِذا اسْتعْمل على مَا ذكرنَا فِي هَذِه الحميات إِلَّا أَن يتخوف فِي وَقت مَا من ضعف القوى بلية تحدث. قَالَ: وَقد قلت فِي كتاب أَصْنَاف الحميات: إِن بَعْضهَا أَعنِي حمى يَوْم تشارك حَتَّى دق فِي الْجِنْس وَإنَّهُ لَا يُمكن الِاسْتِدْلَال عَلَيْهَا فِي أول حدوثها على الْحَقِيقَة لَكِن إِنَّمَا يسْتَدلّ عَلَيْهَا فِي الْيَوْم الثَّانِي أَو الثَّالِث لَا محَالة فساعة تعرف يَنْبَغِي أَن يسقى صَاحبهَا مَاء بَارِد وَذَلِكَ أَن شرب المَاء الْبَارِد فِي هَذَا الْوَقْت لَا خطر فِيهِ. لِأَن الْقُوَّة حِينَئِذٍ قَوِيَّة وَالدَّم غزير فِي الْبدن بل إِذا طَالَتْ ضعفت الْقُوَّة وَقل الدَّم فالماء الْبَارِد حِينَئِذٍ ضار لَهُم يقرع الْعُضْو الَّذِي مِنْهُ ابتدأت الْحمى فَإِن كَانَ ذَلِك الْعُضْو هُوَ الْقلب فَرده إِذا عرض سَرِيعا مَا يسْقط الْقُوَّة هَذَا إِذا كَانَت رطوبته بعد بَاقِيَة. وَإِن كَانَ اليبس قد غلب عَلَيْهِ جدا فقد تحولت الْعلَّة إِلَى الذبول الْبَارِد وَهُوَ الشيخوخة. ألف هـ قَالَ: وَكَذَا الأضمدة المبردة يجب أَن تُوضَع سَاعَة تتبين أَن الْحمى حمى دق على الْعُضْو الَّذِي يظنّ أَنه مِنْهُ الْحمى الدق الْقلب كَانَ أَو الكبد أَو غَيرهمَا ولتكن مبردة بالثلج وتبدل مَتى سخنت ليحس العليل بِبرْدِهِ وأصلاً إِلَى العمق ويسكن عَنهُ اللهيب والعطش. وَرُبمَا كَانَ الْحمام أَنْفَع من اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة المبردة لِأَنَّهُ ي رطب إِذا كَانَ يبس الْحمى غَالِبا أما على جَمِيع الْبدن أَو على الْعُضْو الَّذِي هُوَ أصل الْحمى.

قَالَ: وَأولى الْأَعْضَاء بِأَن تحدث عَنهُ حمى الدق إِذا سخن مزاجه الْقلب وَالثَّانِي بعده الكبد وَلَيْسَ يكون الدق من الكبد نَفسهَا لَكِن لِأَن الْقلب يُشَارِكهُ ثمَّ الْمعدة ثمَّ جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي يُمكن الْقلب أَن يسخن عَنْهَا. قَالَ: وَأولى الْأَعْضَاء بَان يسخن الْقلب عَنهُ الرئة إِلَّا أَنا لَا نجد ذَلِك يعرض عَنهُ كَمَا يعرض عَن سَائِر الْأَعْضَاء وَالسَّبَب فِي ذَلِك رُطُوبَة الرئة وبرودتها بِالنَّفسِ فَلهَذَا لَا يسهل أَن يصير منزلَة المستوقد للحمى. قَالَ: وَمن شَأْن الدق أَن يحدث على الْأَمر الْأَكْثَر بِسَبَب الأحشاء إِذا لحج فِيهَا مرَارًا اصفر وورم حَار فطالت لذَلِك الحميات فَإِنَّهَا لم تطل لم يكْتَسب الْقلب سوء مزاج حَار. قَالَ: وَالْحمام نَافِع فِي الدق فِي جَمِيع الْأَوْقَات إِذا كَانَ مُفردا بسيطاً فَإِن كَانَ مَعَ الورم الْمُسَمّى حمرَة فَإِنَّهُ يحْتَاج أَن يبرد الْبدن أَولا بالأغذية والأشربة والضمادات. قَالَ: فَإِذا لم يكن مَعَ الدق عِلّة أُخْرَى سوى اليبس فَإِن الْحمام ينفع مَعَ حرارة كَانَ أول مَعَ برودة. وَأما إِن كَانَت مركبة مَعهَا الْحمرَة أَو الفلغموني أَو كَانَت فِي الْبدن أخلاط عفنة لم تنضج فَصَارَ الْحمام ضاراً. وَالضَّرَر الْحَادِث عَنهُ إِنَّمَا هُوَ لهَذِهِ الْعِلَل لَا يسبب الدق لِأَن الْحمى من طَرِيق مَا هِيَ حمى تطفأ فِي جَمِيع الْأَوْقَات بِشرب المَاء الْبَارِد وَينْتَفع فِيهَا بِهِ فَاسْتعْمل الْحمام إِذا كَانَت الدق مُفْردَة فَإِن كَانَت مَعهَا أورام أَو حمى عفن فدع الْحمام وَاسْتعْمل المَاء الْبَارِد جدا فِي وَقت مُنْتَهى الْمَرَض وَاسْتَعْملهُ فِي وَقت وَاحِد بَغْتَة وَهُوَ بَارِد جدا فَأَما فِي ابْتِدَاء الْمَرَض فَلَا تسْتَعْمل ذَلِك إِلَّا إِن تضطرك إِلَيْهِ عَادَة الْمَرَض فِي وَقت صِحَّته وَكَانَ لَا يحْتَملهُ احْتِمَال الْعَطش وَقد تعود الْبَارِد. وضمده من خَارج بالأشياء المبردة بدل المَاء الْبَارِد فَإِن لم ينْتَفع بالضماد فاسقه حِينَئِذٍ المَاء الْبَارِد.) لي لَيْسَ كَمَا يسقى عِنْد مَا يُرِيد التطفئة بل قَلِيلا قَلِيلا بِقدر مَا لَا بُد مِنْهُ فَأَما ذَلِك الْكثير بَغْتَة فَفِي ذَلِك الْوَقْت الَّذِي ذكر فَقَط. قَالَ: وأطعمه حساء طرياً مغسولاً بِمَاء بَارِد وضع عَلَيْهِ من خَارج ألف هـ عصارة الخس والهندباء وأجود مَا تَفْعَلهُ لذَلِك أَن تعصر الحصرم وتصب مَاؤُهُ على البقلة الحمقاء وتدقها وتعصرها ثمَّ تبرد المَاء بثلج ثمَّ تخلط بِهِ شَيْئا من مَاء الشّعير وتنقع فِيهِ خرقَة وتضمد بِهِ الْموضع وَإِذا فترت رفعت وبدلت هَكَذَا دَائِما حَتَّى يحس الْمَرِيض بالبرد فِي بَاطِن يَده ويسكن عطشه. وَكَثِيرًا مَا يخلط بِهِ دهن ورد وَيفْعل ذَلِك خَاصَّة إِذا علمنَا أَن فِي مَا دون الشراسيف ورما حاراً. قَالَ: وَإِذا كَانَ فِي بدنه مثل هَذِه الْحَرَارَة الشَّدِيدَة أَو ورم فَلَيْسَتْ حماه دقا خَالِصَة لِأَن الْخَالِصَة لَا يحدث فِيهَا ابْتِدَاء نوبَة وَلَا تزيد وَلَا مُنْتَهى وَلَا انحطاط فَإِن وجدت فِي الدق فِي بعض الْأَوْقَات تزيداً أَو ابْتِدَاء نوبَة فابحث فَإِن كَانَ فِي الْبدن أخلاط تعفن أَو مَوضِع فِيهِ ورم فَلَيْسَتْ بدق خَالِصَة فَلْيَكُن علاجه بِحَسبِهِ. وَأما الذبول المخشف فَلِأَن حُدُوثه عَن حميات محرقة فَإِن مَنعه أَن يحدث يكون بالعلاجات المبردة المستعملة من خَارج الْعُضْو العليل وبالتي تتَنَاوَل عَن دَاخل. فَأَما الشيخوخة الْحَادِثَة عَن الْمَرَض فَإِن كَانَ ذَلِك قد استحكم فَلَا برْء لَهُ وَإِن كَانَ فِي الْحُدُوث بعد فَاسْتعْمل فِيهِ تَدْبِير النَّاقة من تغذية الْبدن وَغير ذَلِك مِمَّا قد ذَكرْنَاهُ فِي حِيلَة الْبُرْء فَأَما هَهُنَا فَأَقُول: إِن علاج الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة إِذا جَفتْ

بتغذية الْبدن فَإِن الْغذَاء ينفذ إِلَى الْأَعْضَاء الَّتِي هُوَ أحْوج أَكثر. والعضو الْيَابِس مَا دَامَت فِيهِ حرارة فَإِنَّهُ يجذب فَإِذا برد لم يجذب وَصَارَ كالميت. قَالَ: فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يكون الْغذَاء الَّذِي يتغذى بِهِ صَاحب الذبول سهل الانجذاب ليتم بِهِ تَقْصِير جذب الْأَعْضَاء والغذاء الَّذِي هُوَ كَذَلِك اللَّطِيف الْحَار وَهَذِه الأغذية أَكْثَرهَا قَليلَة الْغذَاء وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ إِلَى مَا يغذى غذَاء كثيرا إِلَّا أَن هَذِه لزجة غَلِيظَة بطيئة النّفُوذ وَلَا يُوجد غذَاء يَفِي بالغرضين. وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن تروم وجود مَا شَأْنه أَن يفعل هذَيْن بِمِقْدَار الطَّاقَة بِأَن تركب. وَأفضل الأغذية فِي هَذِه الْعلَّة اللَّبن وخاصة أَن امتص من ثدي امْرَأَة وَإِلَّا فلبن الأتن وَهُوَ حَار. وَلَيْسَ ينفع هَذَا نفس الذبول الْبَارِد فَقَط لَكِن ولانجمادى والمخشف وَفِي هذَيْن) الصِّنْفَيْنِ اسْتعْمل من الأغذية الْبَارِدَة فِي الذبول ألف هـ الْبَارِد مَا كَانَت لَهُ حرارة وَأما الْعَسَل فَمن انفع الْأَشْيَاء فِي الذبول الْبَارِد وأضره فِي الْحَار وَمن يتخوف عَلَيْهِ أَن يَقع فِي الذبول الْبَارِد فَإِنَّهُ انفع الْأَشْيَاء لَهُ. وَأما من يتخوف عَلَيْهِ أَن يَقع فِي الذبول الْحَار الخشف فَمن أضرّ الْأَشْيَاء فَأَما أَصْحَاب الذبول الانجمادي فأعطهم الْعَسَل إِذا لم تمنع من ذَلِك حَال الْمعدة بعد أَن تغليه من سَائِر الأغذية أَو وَحده. وَأما الْحمام فنافع على مَا وَصفنَا وَاسْتَعْملهُ فِي أوقاته فِي إِنْفَاذ الْغذَاء وترطيب الْبدن وَلَا تستعمله سَاعَة يَأْكُل لِأَنَّهُ يمْلَأ الْبدن خلطانياً وَلَا بعد الهضم بِمدَّة طَوِيلَة لِأَن حِينَئِذٍ تسْقط الْقُوَّة وَاسْتَعْملهُ فيهم بعد الهضم. فَأَما الشَّرَاب فينفع فِي الذبول الْبَارِد جدا وَأما فِي الْحَار فاهرب مِنْهُ. وَأما فِي الأنجمادي فمتوسط لِأَن هَذِه الْعلَّة متوسطة مركبة فَمرَّة يغلب فِيهَا على الْبدن الْبرد وَبطلَان النبض وَبِالْجُمْلَةِ خَواص الغشي وَمرَّة يغلب فِيهَا الْحَرَارَة والنبض الشبيه بنبض أَصْحَاب الذبول المخشف فَيَنْبَغِي أَن يكون تغيرك لعلاجها بِمَنْزِلَة تغيرها فَإِذا حدث الغشي سقيته الْخمر وأعطيته أغذية سريعة الهضم وكثفت بدنه وَجمعته وَإِذا زَالَ ذَلِك كُله وَرجعت عَلَامَات الذبول المخشف فعلت ضد ذَلِك فبردته ورطبته. من كتاب سوء المزاج الْمُخْتَلف قَالَ: حمى دق لَا يحسها صَاحبهَا لِأَن المزاج الرَّدِيء فِيهِ قد استولى على الْبدن كُله واستوى فِيهِ والحس إِنَّمَا يكون بالتغاير. الْخَامِسَة عشرَة من النبض قَالَ: مَا يخص الدق أَلا يتَبَيَّن للحمى ابْتِدَاء وَلَا صعُود وَلَا انحطاط لَكِن يكون أبدا بِحَال وَاحِدَة وَألا يحس أَصْحَابهَا بِأَنَّهُم محمومون ونبضهم وَإِن لم يبْق لَهُم فِيهِ عظم فَإِنَّهُ يكون فِيهِ سرعَة لِأَن سرعَة النبض خَاص لجَمِيع الحميات. الأولى من السَّادِسَة: الحميات المحرقة الَّتِي يغلب فِيهَا على الثّقل مرّة صفراء أَو دسومة فَإِن لم تدركها بغاية الترطيب والتبريد أوقعت إِنْسَان فِي الدق. الْيَهُودِيّ قَالَ: كل حمى تبقى أسبوعاً خُفْيَة فاترة لَازِمَة شَيْئا وَاحِدًا لَا تزيد وَلَا تنقص فَهِيَ دق فَإِن تمت أسبوعين فقد تشبثت وَإِن بقيت ثَلَاثَة أسابيع بِهَذِهِ الْحَال فقد رسخت وتمكنت.

قَالَ: رطبهم بِكُل حَال وانطل على رؤوسهم واجتهد أَن يَنَامُوا بعد الْغذَاء واسعط بدهن بنفسخ وقرع.) وَقَالَ: كل حمى تبقى عشْرين يَوْمًا لَا تفترا فَإِنَّهَا تبقى سنة. قَالَ: جهال الْأَطِبَّاء ألف هـ إِذا رَأَوْا هَؤُلَاءِ تهيج بهم حرارة إِذا أكلُوا حسبوا أَن الْأكل يفعل ذَلِك فيمنعونهم الْأكل فيهلكونهم. قَالَ: وَهَؤُلَاء يحْمُونَ من الطَّعَام وَلَا يحْمُونَ من المَاء. الطَّبَرِيّ: عَلامَة الدق أَن تبقى الْحمى بِحَالِهَا ويهيج مَعهَا سعال فَإِذا غارت الْعين أَو تفتحت عِنْد النّوم واخضر اللَّوْن مَعَ غَيره ولطئ الصدغ جدا وامتدت جلدَة الْجَبْهَة وَثقل الجفن وخلت عروقه من الدقم فاهرب من علاجه. وينفع حمى الدق إِذا لم يكن هُنَاكَ شَيْء آخر من عفن اللَّبن الرائب الْمُصَفّى من الزّبد لبن الْبَقر عشرَة دَرَاهِم وزد حَتَّى يبلغ ثَلَاثِينَ درهما مَعَ أَقْرَاص الطباشير وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك فِي الْبدن عفونة فاسقة مَاء الشّعير مَعَ السراطين ويغتذي بالبقول ويستنقع فِي آبزن مَاء عذب قد طبخ فِيهِ خس وقرع ويمرخ بدنه بقيروطي بعد ذَلِك وبدهن بنفسخ وَيُعْطى تيناً وَعِنَبًا أَبيض وَيلْزم الدعة. اهرن: هَذِه الْحمى لَا تحْتَاج إِلَى نفض كَمَا تحْتَاج إِلَيْهِ الحميات وَلَا إِلَى مَا يلطف وَيفتح السد كَمَا يحْتَاج فِي بعض حمى يَوْم لَكِن إِلَى مَا يبرد حرهَا ويرطب يبسها لِأَنَّهَا سوء مزاج حَار يَابِس بِلَا مَادَّة وَأما المرطبات كَمَاء الشّعير وَلبن الآتن والفواكه الْبَارِدَة الرّطبَة وَالْغسْل الدَّائِم بِالْمَاءِ العذب الفاتر والمرخ بالدهن والأغذية الرّطبَة السريعة الهضم فَإِنَّهَا إِن كَانَت مبتدئة بَرِئت سَرِيعا وَإِن كَانَت بَالِغَة احتجت أَن تديم ذَلِك وتصبر عَلَيْهِ حَتَّى تَبرأ وَلَا تمل وَلَا تضجر من طول العلاج وَأعظم علاجه أَن يكون الْهَوَاء الْمُحِيط بِهِ طيبا وَتجْعَل حوله المَاء والرياحين الْبَارِدَة. الْإِسْكَنْدَر: من كَانَ بِهِ دق بِلَا ورم أَو ورم حَار فاسقه المَاء الْبَارِد فِي الْغَايَة وَمن كَانَت بِهِ عفونة حميات بلغمية أَو ورم بَارِد فَلَا تسقه مَاء بَارِدًا لَكِن دبره تدبيراً معتدلاً. وَإِذا كَانَت الْقُوَّة جَيِّدَة والهضم كَذَلِك وَالْبدن لحمى والدق ملتهبة جدا بِقدر مَا يُمكن فِيهَا وتولدت عَن حميات وَأَسْبَاب جَارة فَلَا تعطه مَاء بَارِدًا كثيرا لِأَنَّهُ يُطْفِئ الْحَرَارَة الغريزية وَيصير الْمَرِيض إِلَى الذبول فَإِن كَانَت حرارته غير ملتهبة فاسقه بِرِفْق قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: وَمن لم تستطع أَن تسقيه مَاء بَارِدًا وحرارته شَدِيدَة فضمده بقيروطى دهن ورد مشوبة بِمَاء الشّعير أَو بِبَعْض مَا ألف هـ أشبهه أَو مَاء بَارِد وَلَا تَدعه يطول مكثه عَلَيْهِ حَتَّى يسخن كثيرا لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يرخى الْمعدة ويضعف الْقُوَّة لَكِن بدله أَو برده وأعده فَإِنَّهُ عَجِيب فِي) إطفاء الْحَرَارَة وَالْمَنْع من الذبول وَلَا تسرع إِلَى تضميد الصَّدْر حَتَّى ترى الْحَرَارَة غَالِيَة جدا فَحِينَئِذٍ ضمده وامسح عَنهُ إِذا اسْتَغْنَيْت قَلِيلا قَلِيلا وتفقد لِأَنَّهُ يضر بِالنَّفسِ إِذا برد الصَّدْر جدا.

الاختصارات قَالَ: اسْقِهِ لبن الآتن مَا دَامَ لَا يَسْتَحِيل إِلَى عفن فَإِن اسْتَحَالَ فأسهله ثمَّ اسْقِهِ والضعفاء اِسْقِهِمْ مَا يمْنَع الاستطلاق فَإِن منع وَإِلَّا فَاسق مَعَ هَذَا قرص طباشير وَورد وبرز حماض مقشر وبلوط مشوى وَحب الآس يَجْعَل أقراصاً ويعطون مِنْهُ مَتى سهلت الطبيعة وَمَتى لم تسهل فأعطهم مَعَه أقراصاً مبردة فِيهَا لب خِيَار شنبر ولعاب بزر قطونا. ابْن ماسوية: الدق قد يحدث عَن الْهم والسهر والحميات المزمنة إِذا أفنت الرطوبات تطاولها وَمن التَّعَب المفرط والأطعمة الحارة وَبِالْجُمْلَةِ جَمِيع مَا يسخن الْبدن ويجففه والمعتدل الْبدن النحيف والحار المزاج الَّذِي بِهِ سعال يَابِس مزمن. وعلاج الدق قَالَ: إِذا لم تكن مَعَ حمى أُخْرَى أَعنِي حمى عفن فَكَانَ الْبدن نقياً لَا حمى بِهِ حارة قَوِيَّة فَاسق لبن الآتن ولتكن فتية شهباء واعلفها العشب كورق الأسفيوس ولسان الْحمل والكزبرة والهندباء وَالشعِير الْأَبْيَض وتسقى المَاء المبارد العذب فَإِن ذَلِك ينفع جدا وأطعمه الْبُقُول الْبَارِدَة وَالشرَاب من الرُّمَّان المر وَأَجْلسهُ فِي آبزن قد طبخت فِيهِ بقول ورياحين بَارِدَة ويمرخ بدهن نيلوفر وَخلاف وبنفسج بعد الْخُرُوج من المَاء لتحفظ فِي الْبدن رُطُوبَة المَاء وَإِن كَانَت قوته قَوِيَّة فاحلب اللَّبن على بدنه فاخلط فِي هَذَا الآبزن اللَّبن مَتى كَانَت قوته لَيست بقوية قبل دُخُول الآبزن أَو لبن الْمعز وَلَا تطل لبثه فِيهِ فَإِنَّهُ يضعف بل يدْخل فِيهِ وَيخرج وَلَا تسْتَعْمل الدّهن قبل الآبزن وَمَا أمكن أَن تسقيه اللَّبن وتجلسه فِي الآبزن فافعل وَإِن كَانَت مَعَ حرارة وعفن فَاسق بدل اللَّبن مخيضاً قد استقصى نزع زبده جدا وَإِن كَانَت اشد فرائب الْبَقر ويسقى أَولا عشرَة دَرَاهِم إِلَى أَن يبلغ ثَلَاثِينَ درهما ويسقى مَعَه أَقْرَاص طباشير الْكثير البزور الْبَارِدَة مثل هَذَا: طباشير وَورد وبزر القرع وبزر الْخِيَار وبزر البقلة الحمقاء وبزر الخس يعجن بلعاب بزر قطونا فَإِن كَانَت هُنَاكَ حرارة ألف هـ فدع اللَّبن وَخذ فِي مَاء الشّعير وَإِن كَانَ مَعَ سعال ويبس فِي الرئة فاسقه سرطانات وَخذ سرطانات نهرية تقطع أيديها وأرجلها وتغسل بِمَاء بَارِد ورماد وملح قَلِيل خمس مَرَّات حَتَّى تذْهب عَنْهَا الزهومة ثمَّ تغسل بِمَاء بَارِد وَحده ثمَّ ترض وتطبخ مَعَ مَاء الشّعير وَإِن حدث سعال فَاتخذ أَقْرَاص طباشير وَورد وبزر قرع حُلْو وبزر) القثاء وبزر البقلة الحمقاء ونشا وَرب السوس ولعاب حب السفرجل ويعجن بلعاب بزر قطونا. ويبرد مَضْجَع العليل ويلبس ثوبا مصندلاً ويرش المَاء فِي الْبَيْت ويفرش بالأوراق الْبَارِدَة وَإِن حدث غشى فالطخه بِمَاء الْورْد والصندل والتفاح والكافور واسقه إِن اضطررت مَاء لحم مَعْمُول من لحم الجدي وَمَاء التفاح وشراب التفاح وشراب يسير فَإِن هَذَا يُقَوي المرضى جدا إِذا سَقَطت قوتهم من الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام. قَالَ: وَمن رَأَيْته من المسلولين قد ضعفت قوته الْبَتَّةَ وأعضاؤهم قد ذبلت وبليت حَتَّى أَن الْعُرُوق تظهر ظهوراً بَينا وَترى خَالِيَة من الدَّم وَعِظَام ساعديه قد رقت وبليت فاجتنب علاجه وَإِن لم يكن قد بلغ ذَلِك فعالجه واجتهد أَلا تنْحَل طَبِيعَته فَإِن انْحَلَّت فاسقه مَاء الشّعير وصمغاً وَهَذِه الأقراص: طين ارمني وشاه بلوط وطباشير وبزر حماض مقشر وَورد

علاج الدق الذي لا حرارة معه

وأمير باريس يجمع بِمَاء السفرجل ويسقى بِمَاء الرُّمَّان الحامض ويبيت بالْعَشي على بزر قطونا مقلوا زنة دِرْهَم واسقه سوبق مَاء التفاح والسفرجل فِي شرابه وأطعمهم العدس المقشر بِمَاء السماق والسفرجل واسقهم سويق الغبراء وَحب الرُّمَّان وَإِن الجئت فاسقهم الْقرظ والطراثيث والسماق والسفرجل إِن لم يكن سعال فَإِن كَانَ سعال فالقابضات الأول بِلَا عفوصة وَلَا حموضة وأعطه رب السوس فَإِنَّهُ لَا يضر السعال. 3 - (علاج الدق الَّذِي لَا حرارة مَعَه) بَوْل هَؤُلَاءِ أَبيض وأمارات الْبرد ظَاهِرَة ويحتاجون أَن ترطب أبدانهم وتسخن لَكِن يَنْبَغِي أَن تبدأ بالمعتدلة مِنْهَا أَولا وَلَا تبادر أَولا بالقوية الْحَرَارَة فَيهْلك العليل بتغيير المزاج ضَرْبَة فاسقه أَولا عسل الأترج المربى وَعسل الشقاقل ثمَّ عسل الزنجبيل وإسفيذباجا بِلَحْم الضَّأْن وبشراب معتدل لِئَلَّا يصيبهم صداع ويقعدون فِي آبزن قد طبخ فِيهِ مرز نجوش وورق الأتراج وبخره بِالْعودِ النى فَإِذا قووا قَلِيلا فأعطهم الترياق والمثرود يطوس ودواء الْمسك وَلَا يقربون الْحمام فَإِذا قووا فأدخلهم الْحمام وأطعمهم اسفيذباجاً مطيباً بسنبل وزنجبيل واسقهم الرَّأْس والأكارع والبزور والحمص وَالْحِنْطَة وَسمن الْبَقر فِي كل أُسْبُوع يحقن بِهِ عِنْد النّوم وَإِذا حقن ذَلِك الْبدن بدهن سوسن مَعَ شمع أَو دهن نرجس أَو دهن خيرى وليبكر بِالْغَدَاةِ على بيض نيمبرشت وَقَلِيل من خبز وشراب وينتظر قَلِيلا وَيدخل الْحمام وينام ثمَّ يَأْكُل. لي النّوم بعد الْحمام يهزل الْجِسْم وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يَأْكُل بعقب الْحمام ثمَّ يَأْكُل اسفينباجا من لحم حمل وَيشْرب شرابًا بِمَاء مسخن فَهَذَا تَدْبيره إِلَى أَن يسمن وَيرجع إِلَى صِحَّته. الْإِسْكَنْدَر من الكناش الصَّغِيرَة قَالَ: يَنْبَغِي أَن نجيد الْفرق بَين المبتدئة والذبول لِئَلَّا تمسك عَن قَالَ: وَمَا لَا يبرأ هُوَ أَن تتَعَلَّق الْحمى برطوبات الْعِظَام وتدق فَهَذِهِ لَا تَبرأ الْبَتَّةَ. تياذوق: يحْتَاج المسلول إِلَى الجوارشات المعمولة من طباشير وَورد وسفرجل ومصطكي وكروياً وقرنفل وصندل وكافور ويطلى عِنْد النّوم بأطلية وَيقْعد فِي لبن الْغنم أَو يلقى زعفران عشرَة دَرَاهِم فِي المَاء ويصفى وَيجْلس فِيهِ. لي رَأَيْت عددا رقت عظامهم فَلم يبرأ وَاحِد مِنْهُم. إِذا صَار الْبدن كالخرقة ومشط الْكَفّ ظَهرت عِظَامه بقيت الْعُرُوق خَالِيَة من اللَّحْم حواليها حَتَّى كَأَن الْجلد قد جف عَلَيْهَا ولطأت الأصداغ وَغَارَتْ الْعين جدا فَلَا تعالجه فَإِن اضطرت فاحذر أَن تنْحَل طباعهم وقوهم بالمرق الْمُتَّخذ من لحم جدي أَحْمَر وَمَاء التفاح وشراب وخبز سميذ لِأَنَّهُ يُقَوي جدا وأطل الْبدن كُله بالطيب. بولس وأريباسيوس: إِذا رَأَيْت فِي الْحمى يخرج من برازه كالمرة الصَّفْرَاء إِلَّا أَن لَهُ

ثخناً ولزوجة دهنية وَمَعَهُ نَتن وَرُبمَا كَانَ أَشد حمرَة وَاللَّحم والشحم يذوبان مَا دَامَ ذَلِك فَهَذِهِ الْحمى ردية جدا وَتسَمى المذيبة وَعَلَيْك بسقى المَاء الْبَارِد غير المفرط الْبرد وَاعْتمد حِينَئِذٍ على المَاء) الْبَارِد والأضمدة المبردة على الصَّدْر والبطن كُله والأغذية المبردة وَاسْتعْمل غَايَة التبريد والتقوية. من مقَالَة جالينوس فِي الذبول قَالَ: الذبول فَسَاد الْحَيَوَان من قبل اليبس وَيكون مَعَ حرارة وَمَعَ برودة وَهُوَ حِينَئِذٍ مركب من يبس وحر أَو يبس وَبرد فَأَما الذبول الْيَابِس الْبَسِيط فَإِنَّهُ يكون من عدم الْغذَاء والمركب مَعَ برد فَكَمَا يعرض للشيوخ والحادث ألف هـ مَعَ حرارة فكالحادث مَعَ الحميات الحارة والذبول غير مفارق للشيخوخة والشيخوخة إِنَّمَا هِيَ غَلَبَة اليبس وَأما حفظ الْبدن من الشيخوخة فممتنع والبرهان أوردهُ فِي الْمقَالة وَلم استحسنه أَنا. قَالَ: ومقاومة الْبدن كَيْلا ييبس سَرِيعا وتمتد بِهِ الرُّطُوبَة مُدَّة طَوِيلَة فممكن وَهَذَا الْجُزْء من الطِّبّ هُوَ الْمُسَمّى تَدْبِير الشيخوخة. وَالْغَرَض فِيهِ مدواة جرم الْقلب لِئَلَّا يجِف سَرِيعا والشيوخ يَنْبَغِي لَهُم إِذا استحموا وأكلوا أَن يَنَامُوا على فرش لينَة فَإِن هَذَا التَّدْبِير أصوب من تَدْبِير الْمَشَايِخ لِأَن الاستحمام وَالنَّوْم على الْفرش اللينة من الْأَشْيَاء المرطبة وخاصة هِيَ بالغذاء أَكثر ترطيباً من ترطيب جَمِيع الْأَشْيَاء وَذَلِكَ أَن الْغذَاء من بَين جَمِيع التَّدْبِير المرطب يبين لَك ترطيبه للبدن من يَوْمه وترطيبه لَهُ بِأَن يرطب نفس جَوْهَر الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَيزِيد فِي الرُّطُوبَة الَّتِي بهَا التحام أَجْزَائِهَا لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل إِلَى جَوْهَر هَذِه الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة أَعنِي الْقلب والكبد وَنَحْوهمَا. فَأَما سَائِر التَّدْبِير المرطب كالحمام وَنَحْوه فَإِنَّمَا يودع الرُّطُوبَة إِلَى الْخلَل الَّذِي بَين الْأَجْزَاء ويرطب الْبدن بالرطوبة المنبئة فِي لي وَإِن قصر عَن هَذَا فَيَنْبَغِي أَن تَجف هَذِه الرُّطُوبَة أَو تبطل وممكن فِي وَقت من الْأَوْقَات أَن يكون تزيد الرُّطُوبَة المبثوقة فِي خلل الْأَعْضَاء تترطب مِنْهَا الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة كَمَا أَنه قد تَجف عَن ذهَاب هَذِه الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة. قَالَ: والكبد وَالْقلب لَا يعدمان الرُّطُوبَة إِلَّا أَن ينقص الدَّم فِي الْبدن نُقْصَانا مفرطاً جدا وَهِي إبطاء الْأَعْضَاء جفافاً فَأَما الكبد فَلِأَنَّهَا مبدأ الدَّم وَأما الْقلب فلقوته الجاذبة لَا يُمكن أَن يعْدم الْغذَاء إِلَّا وَقد عَدمه جَمِيع الْبدن فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يظنّ أَن حَال الْقلب والكبد فِي الْأَبدَان الَّتِي قد نحلت وقصفت لَيست مُتَسَاوِيَة بِحَال الْأَعْضَاء بل تعلم أَنَّهَا اخصب أبدا وأرطب من سَائِر الْأَعْضَاء وَلَو أَنَّك قتلت حَيَوَانا جوعا وشرحته لوجدت قلبه وكبده قريبتين من الْحَال الطبيعية فِي الرُّطُوبَة وَسَائِر أَعْضَائِهِ جافة يابسة صلبة.) قَالَ: والذبول الَّذِي يكون الْقلب فِيهِ بَارِدًا لَا حمى مَعَه وَيدل على ذَلِك صغر النبض وتفاوته وَكَذَلِكَ النَّفس فَإِنَّهُ صَغِير متفاوت وَلَا يخرج حاراً كالحال الطبيعية وَلَا فِي نواحي الصَّدْر والمجسة حرارة فبذلك ألف هـ يعلم أَنه لَا حمى بهم. قَالَ: وَإِنَّمَا فيهم من دَلَائِل الحميات صلابة النبض وصلابة النبض فِي هَؤُلَاءِ عَن شدَّة

المقالة في الذبول

اليبس وَلَيْسَ مَعَه تَوَاتر. فَأَما فِي الذبول المخشف الَّذِي يحدث عَن الحميات المحرقة فَإِن الْهَوَاء الْخَارِج بِالنَّفسِ يكون حاراً ويستند العليل خُرُوجه وَأكْثر مَا يُصِيبهُ ذَلِك الْأَبدَان الحارة الْيَابِسَة والنبض مِنْهُم صلب متواتر صَغِير. وَأما الذبول الْحَادِث عَن الْحمى الإغمائية فَإِنَّهُ يحدث إِذا عرض غشى فيخلص من الْخطر اللَّاحِق بِهِ فِي ذَلِك الْوَقْت ثمَّ بقيت مِنْهُ بَقِيَّة. لي احسب أَنه يتَخَلَّص من الغشي بشراب قوي يسقى ثمَّ تبقى بِهِ من الْحَرَارَة بَقِيَّة أَو يكون يُرِيد أَنه يبْقى مِنْهُ الْحَال الغشية حَتَّى تصيبه الْحمى فِي الْأَحَايِين. وَأما الذبول الْبَارِد الَّذِي حَاله حَال الشيخوخة فَيعرض عَن الحميات الَّتِي يبرد فِيهَا الْبدن على غير مَا يَنْبَغِي بالأشربة والأضمدة الَّتِي تُوضَع على مَا دون الشراسيف لبرد الْقلب إِذا اسْتعْمل بِشدَّة الْبرد أَو فِي غير الْوَقْت الَّذِي يجب. قَالَ: وَمن توهم أَنه يُبرئ الذبول الْبَارِد وَقد كَانَ فَإِنَّهُ جَاهِل بِنَوْع هَذِه الْعلَّة. الْبدن إِنَّمَا يقصب ويهزل إِمَّا لقلَّة رطوبته الَّتِي هِيَ الأخلاط أَو لذوبان الْأَعْضَاء الْقَرِيبَة الْعَهْد بالجمود كالشحم وَاللَّحم الرخو أَو ليبس الرُّطُوبَة المبثوثة فِي خلل الْأَعْضَاء أَو لفقد الرُّطُوبَة الَّتِي بهَا التحام أَجزَاء الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فَلَا برْء لهَذَا. وَأما الصِّنْف الأول فعلاجه سهل وَلَا خطر فِيهِ. وَالثَّانِي علاجه اعسر والخطر فِيهِ اشد وَهِي وَيبرأ بِالسَّبَبِ المضاد وَهُوَ الترطيب. والذبول الَّذِي مَعَ برد يحْتَاج إِلَى إسخان والأغمائي إِلَى تبريد. وَإِنَّمَا يعالج الذبول قبل أَن يستحكم. لي يحْتَاج أَن يعرف الْفرق بَين الذبول المستحكم الَّذِي لَا يبرأ وَغَيره فاطلب ذَلِك من الحميات والمعدة وَنَحْوهَا ورده إِلَى هُنَا بشرح ثمَّ نَنْظُر نَحن فِيهِ ونشرحه بِمَا عندنَا. وَالْحمام ينفع الذبول مَعَ حركان أَو مَعَ برد إِذا كَانَ بسيطاً وَلم يكن مَعَ حميات عفن وَلَا ورم وَإِذا كَانَ مَعَهُمَا فقد قُلْنَا فِي بَاب الدق فَأَما اليبس الْعَارِض للبدن فالحمام انفع لِأَشْيَاء لَهُ. الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: اللَّبن جيد للدق والسل اعني بالدق مَا يذوب بِلَا قرحَة الرئة. قَالَ: فليسقوا إِن تكن حماهم شَدِيدَة أَو مَا دون شراسيفهم منتفخ أَو بهم عَطش شَدِيد أَو) أبدانهم مرارية وَمَا يبرز مِنْهُم بالبراز وَالْبَوْل ألف هـ يشْهد بذلك. من 3 - (الْمقَالة فِي الذبول) يسْتَدلّ على الذبول الدَّائِم الَّذِي يكون من الْقلب بصغر النبض وتفاوته وَكَذَلِكَ بصغر النَّفس وتفاوته وبخروجه من الْفَم غير حَار فَهَذِهِ عَلَامَات الذبول بِلَا حمى وَلَيْسَ ملمس صُدُورهمْ بحار ونبضهم صلب. لي يَنْبَغِي أَن يحذر من تبريد الْقلب بأضمدة وَكَذَلِكَ بالأغذية الْبَارِدَة والهواء فَإِنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى 3 - (جَوَامِع الحميات غير المفصلة) لَا تطلب زِيَادَة السخونة فِي الدق فِي حَال الْغذَاء

كَمَا يَأْكُل العليل من ساعتك لَكِن بعد قَلِيل حَتَّى يَأْخُذ الْغذَاء ويصل إِلَيْهِ فَإِنَّهُ فِي ذَلِك الْوَقْت تكون السخونة. قَالَ ج فِي مَوَاضِع كَثِيرَة وَفِي التَّاسِعَة من عمل التشريح: أَن الْحَيَوَان الْقَرِيب الْعَهْد بالولاد تَجِد قحفه مملوءاً من الدِّمَاغ والهرم أَو المهلوس قحفه شَيْئا كثيرا فَارغًا. وَله كَلَام يُوهم أَن الذبول والشيخوخة يبس الدِّمَاغ والأعصاب وَيقدر ذَلِك يكون بطؤه وتأخره فَلْتنْظرْ فِي ذَلِك وتتفقد فِي تَدْبِير الْمَشَايِخ. لي للدق مَرَاتِب أولاها أَن تَجِد حمى يَوْم لَا تقلع لَكِن تخف حَرَارَتهَا وَتبقى على ذَلِك ثَلَاثًا أَو أَرْبعا وَيظْهر على الْبدن جفاف وتدوم الْحمى دقيقة لينَة وَهَذَا يحدث ابْتِدَاء بالذين مزاجهم حَار يَابِس من سَبَب باد وَإِن كَانَت الْحَرَارَة تهيج إِذا اغتذوا فقد صَار أبين وعلاجها أسهل بالترطيب والغذاء والضماد والهواء مَا أمكن فَإِن امتدت أَيَّامًا كَثِيرَة أَكثر من هَذِه وَعلمت أَنَّهَا دق بِأَن تهيج الْحَرَارَة بعد الْغذَاء فَإِنَّهَا فِي هَذَا الْحر مَا دَامَ النبض لم يضعف ويصلب ويدق فَإِذا كَانَ كَذَلِك وَظَهَرت اليبوسة والضعف على الْبدن أَكثر كثيرا فَذَلِك هُوَ ابْتِدَاء الذبول ويعالج فِي هَذَا الْوَقْت ويكب على العلاج فَإِنَّهُ يبرأ فَإِن كَانَت هَذِه الْحَال الَّتِي يصير النبض كوتر الْعود فِي الدقة والصلابة وتغور الْعين وَيذْهب اللَّحْم فَهُوَ ابْتِدَاء الذبول. وَإِذا دق الْعظم ولصق الْجلد بالعظم وَصَارَ الْبَطن خَالِيا لاصقاً بِالظّهْرِ فَلَا تعالجه الْبَتَّةَ. التَّاسِعَة من حِيلَة الْبُرْء: إِنَّمَا يعرض للأبدان القليلة الدَّم القضيفة. لي أرَاهُ إِنَّمَا يَعْنِي:) الْأَبدَان القضيفة الواسعة الْعُرُوق وَلَا تقع فِي الدق وَإِن الْوَاقِعَة فِي الدق القضيفة القليلة الدَّم. ج: البقلة الحمقاء تبرد فِي الثَّالِثَة وترطب فِي الثَّانِيَة فَلهَذَا لَا مثل لَهَا فِي النَّفْع ألف هـ حَيْثُ تَجِد لهيباً وتوقداً مَتى وضعت على فَم الْمعدة وعَلى الشراسيف. لي اعْتمد من الأضمدة عَلَيْهَا واعتصرها ولتكن عصارتها معدة عنْدك واخلطها بلعاب بزر قطونا وضمد بهَا. بولس: من نوع يدل على ذوبان الْبدن فتفقد فِي الحميات المحرقة وَفِي الدق فَإِن رَأَيْت برازاً لَيْسَ من جنس مَا يُؤْكَل وَيشْرب لكنه اخْتِلَاف يشبه الصَّفْرَاء إِلَّا أَنه منتن وَهُوَ أَشد حمرَة من الصَّفْرَاء وَله ثخن ولزوجة وَرُبمَا كَانَ فِيهِ دسم فَاعْلَم أَن الْأَعْضَاء والشحم تذوب وَتخرج وَإِن توانيت عَنهُ أدّى إِلَى ذبول سَرِيعا فَإِن خرج فِي البرَاز قطع من الْأَعْضَاء فَتَدَاركهُ بِأَن تسقيه مَاء الثَّلج وتضمد صَدره وشراسيفه بأضمدة بَارِدَة وغذه بأغذية بَارِدَة. لي رَأَيْت الحذاق إِذا لم يُمكنهُم سقى اللَّبن واحتاجوا إِلَى غذَاء لَهُ لزوجة وتماسك قَلِيل والتزاق بالأعضاء الْأَصْلِيَّة وَزِيَادَة فِيهَا طبخوا فِي مَاء الشّعير سرطانات وأعصاب الأكارع والسرطانات عَجِيبَة فِي الترطيب ويطعمون السراطين والسمك كباباً

فَإِنَّهُ يغذوهم غذَاء فِيهِ رُطُوبَة ولزوجة بَاقِيَة وأطراف الجداء والجداء اسفيذباج والأدمغة والأعضاء العضلية. الأولى من أَصْنَاف الحميات قَالَ: إِذا حدثت دق بعد حميات قَوِيَّة جدا طَوِيلَة الْمدَّة فَإِنَّهَا دق مبتدئة غير مستحكمة فَإِن لم تعالج صَارَت إِلَى الذبول من تَفْسِير يحيى لطونون: الذبول ثَلَاثَة أَصْنَاف: من حميات حادة دَامَت وأورام جَاوَرت الْقلب حَتَّى جففته على طول الْمدَّة ثمَّ ينْتَقل اليبس مِنْهُ إِلَى جَمِيع الْأَعْضَاء. وَالثَّانِي: أَن يكون محموماً يلْزمه غشي فيضطر الطَّبِيب إِلَى أَن يسْقِيه الْخمر فيفلت من الْمَوْت السَّرِيع بِإِذن الله وَيبقى بِهِ يبس بِالْقَلْبِ. وَالثَّالِث: إِذا أفرط فِي تَدْبِير عليل كَانَ بِهِ سوء مزاج حَار فِي حمى أَو غَيرهَا يسقى مَاء بَارِدًا وَأَشْيَاء مبردة فيتخلص من الْحَرَارَة وَيبقى اليبس فَيصير بِهِ سوء مزاج يَابِس كمزاج الشُّيُوخ.)

(الْحمى البلغمية والنائبة) (كل يَوْم والمضاهية) للبلغمية وَهِي الغشية وعلاج البلغمية من الثَّانِيَة من كتاب البحران قَالَ: قد بيّنت فِي غير هَذَا الْكتاب أَن النائبة فِي كل يَوْم إِنَّمَا تكون من بلغم يكثر ويغلب على الْبدن فَأَما البلغمية فَلَا يتقدمها نافض لَا فِي أول أَيَّامهَا وَلَا إِذا تمادت ألف هـ لكنه إِنَّمَا يعرض لصَاحِبهَا أَن تبرد أَطْرَافه وَظَاهر بدنه وَأما النائبة كل يَوْم فَالْفرق بَينهَا وَبَين الغب سهل لِأَن هَذِه لَيْسَ تبتدئ من أول يَوْم بنافض فَإِذا تمادت بهَا الْأَيَّام عرض لَهَا فِي أول نوبتها برد فِي ظَاهر الْبدن وأطرافه لَا نافض صَحِيح. لي يَقُول انه لَا يعرض فِي الْأَيَّام من هَذِه الْحمى نافض وَلَا برد فِي الْأَطْرَاف وَيُوجد فِي النبض اخْتِلَاف وَيفْسد نظامه فِي أَوَائِل نوبَة هَذِه وَلَا يُوجد فِي تزيدها فِي السرعة والعظم وَالْقُوَّة مَا يُوجد فِي الغب وَلَا قَرِيبا مِنْهُ وَلَا يحس العليل فِيهَا بتلهب شَدِيد وَلَا يضْطَر إِلَى أَن ينْكَشف ويلقى عَنهُ ثِيَابه وَلَا تنفس تنفساً عَظِيما متواتراً وَلَا ينْفخ فَيخرج مِنْهُ هَوَاء حَار كتلهب النَّار وَلَا يكثر بِطَلَب الْبَارِد لَكِن الْعَطش فِي هَذِه الْحمى أقل مِنْهُ فِي جَمِيع الحميات وَالْبَوْل فِي أول يَوْم مِنْهَا مثل مَا يكون فِي الرّبع وَلَا تكَاد تعرف فِي الْأَيَّام الْأَوَائِل إِذا طَالَتْ الْأَيَّام وَلَيْسَ يشكل تَفْصِيل البلغمية من الغب لقلَّة تشابههما بل هَذِه إِلَى الرّبع أقرب إِلَّا أَن بَينهَا أَيْضا فرقا وأكبر الْفرق بَينهمَا فِي النبض وَإِنَّمَا يقف عَلَيْهِ الطَّبِيب وقوفاً صَحِيحا فِيمَن قد عرف نبضه قبل ذَلِك وَبَينهمَا أَيْضا فرق فِي النافض فِي الْأَسْبَاب الْخَارِجَة الَّتِي عَنْهَا تحدث وَذَلِكَ أَن البلغمية تحْتَاج من الْغذَاء وَلِهَذَا أَكثر مَا تعرض البلغمية للصبيان وَلَا تكَاد تكون هَذِه الْحمى إِلَّا وَمَعَهَا ألم فِي فَم الْمعدة والكبد ويتقدمها تخم كَثِيرَة وبطء هضم وجشاء حامض وَإِذا تقدّمت الْحمى فَلَا بُد من أَن ينتفخ ويعظم مَا دون الشراسيف أَكثر مِمَّا كَانَ فِي وَقت الصِّحَّة وَكَثِيرًا مَا تَجدهُ قد رق وتمدد وَترى لون الْمَرِيض بَين الصُّفْرَة وَالْبَيَاض وَإِن كَانَت النّوبَة فِي حَال الِانْتِهَاء. لي قَوْله وَإِن كَانَت فِي حَال الِانْتِهَاء لِأَن فِي هَذَا الْوَقْت يكون اللَّوْن فِي الحميات أَحْمَر ويعين على حدوثها الشتَاء والبلد والمزاج الرطب فَبِهَذَا يفرق بَين النائبة وَغَيرهَا وَأما الدائمة فَلَيْسَ يتَعَذَّر مَعْرفَتهَا فِي أول يَوْم على من يرتاض فِي تعرف النائبة رياضة جَيِّدَة وَأما فِي الْيَوْم الثَّانِي فَهُوَ يعرفهَا ويميزها وَإِن لم يرتض فِي ذَلِك. والحمى الدائمة الْمُنَاسبَة لَهَا هِيَ الَّتِي تنوب كل يَوْم وَلَا) تقلع. قَالَ: إِذا رَأَيْت جَمِيع عَلَامَات ألف هـ النائبة فِي كل يَوْم مَوْجُودَة وَلم تقلع فيهي بلغمية

قَالَ: وَإِذا كَانَت لَا تقلع هَذِه الْحمى فَإِن البلغم فِيهَا مَحْصُور فِي الْعُرُوق وَلَا فرق بَينهَا وَبَين النائبة إِلَّا فِي هَذِه. لي على مَا ذكر جالينوس: 3 (تفقد أَوْقَات النّوبَة) والفترة فَإِن كل وَاحِدَة مِنْهَا مُخَالفَة فِي ذَلِك الْوَقْت لِلْأُخْرَى فَإِن البلغمية تخَالف الغب وَالرّبع وَذَلِكَ أَن أزمان فتراتها لَيست بنقية فِي صعودها فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيهَا شدَّة عظم الْحَرَارَة واللهيب وَإِن تخَالف الغب فِي أَن صعودها يبطئ جدا وبكد مَا يبلغ مُنْتَهَاهَا بِخِلَاف الغب وَمَا أشبه ذَلِك فتفقد هَذَا ليَكُون أَن خَفِي عَلَيْك الْأَمر فِي وَقت استدركته فِي الْوَقْت الثَّانِي وتفقد طول أزمان النوائب فَإِن البلغمية أطولها وَالْغِب أقصرها وَالرّبع متوسطة بَينهمَا فَإِنَّهَا كَذَلِك لَا تكَاد تفوتك الْمعرفَة بهَا مُنْذُ أول نوبَة. فليغريوس: فِي رسَالَته فِي النقرس: لَا تكْثر من الطَّعَام فتكثر فِيك الرطوبات ويجتذبها الرَّأْس ثمَّ ينزل مِنْهُ إِلَى الْمعدة بلغم عفن وَيبقى فِيهَا فيورثك أقصار سوس. لي جملَة سَبَب هَذِه الْحمى عَن الْمعدة وَجل أضرارها بهَا وأجود علاجها تقويتها وتنقيتها من جوامح البحران: 3 (الْحمى البلغمية النائبة) كل يَوْم تعرف من الْأَسْبَاب الجامعة لمادتها وَمن الْأَسْبَاب المقوية لنوعها والجامعة لمادتها: الشتَاء والبلد وَالسّن والمزاج وَالتَّدْبِير المولد للبلغم كالنهم وَكَثْرَة الْحمام بعد الطَّعَام وَسن الصّبيان وَضعف فَم الْمعدة. والمقوية لنوعها فالبرد والقشعريرة قبلهَا وَاخْتِلَاف النبض وَخُرُوجه عَن النظام وانتفاخ الجنبين واللون الْحَائِل إِلَى الصُّفْرَة وَالْبَيَاض وَابْتِدَاء النّوبَة بالغشي. قَالَ: وتعرف البلغمية اللَّازِمَة أَنَّك تَجِد المقوية لنوعها والجامعة لمادتها ثمَّ تجدها لَا تفتر وَلَا تبتدئ نوبتها بِبرد وَلَا تقلع باستفراغ محسوس. من الْمقَالة الثَّالِثَة من أَصْنَاف الحميات قَالَ: لَا يكون فِي الْحمى النائبة كل يَوْم قيء وَلَا بَوْل مراري كَمَا يكون فِي الغب لي إِذا كَانَت خَالِصَة. قَالَ: 3 (من الحميات الْخَالِصَة المفردة) حمى تكون من بلغم قد عفن تَدْفَعهُ الطبيعة فتجريه فِي أَعْضَاء حساسة وَابْتِدَاء هَذِه الْحمى يكون مَعَ برد فِي الْأَطْرَاف وَشَيْء هُوَ بالاقشعرار أشبه مِنْهُ بالنافض ويعسر اسْتِيلَاء الْحَرَارَة بعد الْبُرُودَة فتطول مُدَّة ألف هـ تزيد نوبَة الْحمى إِلَى أَن تبلغ مُنْتَهَاهَا وَذَلِكَ أَن الْخَلْط الَّذِي يتَوَلَّد مِنْهُ هَذِه الْحمى هُوَ فِي مزاجه بَارِد رطب وَفِي قوامه لزج. فَلذَلِك هُوَ بطيء الِاشْتِغَال بطيء الْحَرَكَة وَيمْتَنع من النّفُوذ فِي مَوَاضِع كَثِيرَة من المجاري فيضغط ويثقل الْقُوَّة أَحْيَانًا فَيجْعَل النبض مُخْتَلفا وَتَكون النبضات الصغار الضعيفة مِنْهُ أَكثر وَذَلِكَ يكون فِي ابْتِدَاء النّوبَة وَأول تزيدها. وَلَيْسَت حَرَارَتهَا كحرارة الغب الَّتِي كَأَنَّهَا نَار نقية لَا تخالطها كدورة دخانية كَأَنَّهَا نَار مشتعلة فِي حطب رطب دخاني

ضبابي وَلذَلِك يكون الاستفراغ فِيهَا يَسِيرا وَطول النّوبَة أطول من الغب وفترتها غير نقية وَلَكِن تبقى فِيهَا العلامات الدَّالَّة على العفن فِي حرارة الْبدن وَفِي النبض وعلامة العفونة فِي الْعُرُوق فِي ابْتِدَاء نوائبها وتزيدها على أبين مَا يكون. إِلَّا أَنه وَإِن كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ على حَال مَتى كَانَت هَذِه الْحمى خَالِصَة فَإِن فترتها عِنْد كثير من النَّاس تكون نقية يَعْنِي مِمَّن لَا يحسن يستقصي جس الْعُرُوق وتعرف الْحمى. قَالَ: وَنحن أَيْضا نقُول: أَن نوبتها نقية إِذا لم يحْتَج إِلَى استقصاء الْكَلَام وَتعين على تولد هَذِه الْأَسْبَاب الجامعة للبلغم.) قَالَ: إِذا أَنْت وضعت يدك على من بِهِ حمى بلغمية أحسست أَولا بحرارة هِيَ إِلَى البخار أقرب لَا حِدة مَعهَا فَإِذا كال لبث كفك وجدت اللذع يتزيد قَلِيلا قَلِيلا وفيهَا مَعَ ذَلِك اخْتِلَاف حَتَّى أَنه يخيل إِلَيْك كَأَنَّهَا تنفذ بالمصفاة أَو بالمنخل وَأَقل الْأَسْبَاب بِهَذَا أَن الْخَلْط لغلظه ولزوجته لَا يلطف ويرق على اسْتِوَاء بل يعرض فِيهِ كَمَا يعرض فِي الرطوبات اللزجة إِذا طبخت من النفاخات فَإِذا تفطرت تِلْكَ النفاخات ارْتَفع مِنْهَا البخار فَلَا يكون من ذَلِك مُتَسَاوِيا فِي كل مَوضِع. جوامح البحران قَالَ: الحميات مِنْهَا يسيرَة الْمِقْدَار إِلَّا أَنَّهَا خبيثة ردية كميات البلغم. الثَّالِثَة من الأخلاط قَالَ: الْحمى البلغمية النائبة كل يَوْم لَا تكون قَوِيَّة وَلَا تبتدئ بنافض ذِي قُوَّة وَيكون صعودها نَحْو الْمُنْتَهى بطيئاً والقيء وَالْبرَاز فِيهَا بلغمي واللون أَبيض رهل. لي رَأَيْت الْعِمَاد فِي هَذِه الحميات على مَا يَدُور الْبَوْل الغليظ الْكثير إِذا أمكن فِيهَا ذَلِك وَكَذَلِكَ فِي جَمِيع الحميات المزمنة كالأنيسون والنانخواة والكندر والأشق والشاهترج والغافث والشكاعي والباداورد والرازبانج يخْتَار مِنْهَا بِحَسب ألف هـ احْتِمَال الْحمى. من أزمان الْأَمْرَاض قَالَ: الْحمى النائبة فِي كل يَوْم رُبمَا ابتدأت من غير أَن يكون مَعهَا برد بَين وَرُبمَا ابتدأت مَعَ برد محسوس وتنتهي فِي مُدَّة أطول من مُدَّة الغب لي وَمن مُدَّة المطيريطس. قَالَ: وَفِي هَذِه الحميات شَيْء يُوجد فِي تِلْكَ يَعْنِي فِي المطيرايطس وَيظْهر فِي هَذِه كثيرا وَهُوَ أَنَّهَا فِي صعودها تقف مُدَّة بِحَالِهَا لَا تزيد ثمَّ تبتدئ بعد ذَلِك بالتزيد وَكَذَلِكَ انحطاطها فَإِنَّهَا رُبمَا تقف فِيهِ فِي بعض النَّاس سَاعَة وَفِي بَعضهم ساعتين ثمَّ تنقص. ابْن ماسوية: اسْتعْمل فِي هَذِه الْقَيْء وَقت الدّور بسكنجبين وَمَاء حَار وَلَا تسْتَعْمل فِيهَا الدّهن الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يكون صداع شَدِيد واختلاط واسقه عِنْد شدَّة النافض مَاء الأنيسون حاراً وَاجعَل تَحْتَهُ طستاً فِيهِ طبيخ الشيح والفودنج. الأولى من ابيذيميا قَالَ ج: الحميات النائبة كل يَوْم أَو كل لَيْلَة بلغمية.

علاج الحمى البلغمية بالقيء

الرَّابِعَة من الثَّالِثَة: الحميات الليلية والنهارية هِيَ من جنس النائبة كل يَوْم يَعْنِي بالليلية الَّتِي تنوب كل لَيْلَة والنهارية الَّتِي تنوب كل يَوْم وَلَا تنوب إِلَّا بِالنَّهَارِ. الأول من السَّادِسَة من ابيذيميا: قَالَ جالينوس: النافض الْقوي الشَّديد الْبرد يعرض من البلغم الْقوي الشَّديد الْبرد الْمُسَمّى الزجاجي وَمن الْخَلْط السوداوي.) قَالَ: إِلَّا أَن النافض البكائن عَن الزجاجي والخلط السوداوي تعسر سخونة الْبدن مَعَه. قَالَ: ونوائب الْحمى الكائنة عَنهُ تكون فِي كل يَوْم. لي قد اتّفقت الْكتب على أَن البلغمية لَيْسَ لَهَا نافض وجالينوس يَقُول هَهُنَا هَذَا القَوْل وَقد قَالَ فِي كتاب الحميات مَا قد كتبناه عَنهُ فَلَيْسَ الْوَجْه إِلَّا أَن الحميات البلغمية وَإِن كَانَ يجمعها أَن تنوب فِي كل يَوْم فَإِن مِنْهَا مَا لَا يكون من بلغم مائي وَمن بلغم حُلْو قريب من الدَّم وَمن بلغم مالح وَيُمكن أَن يكون النافض لَيْسَ فِي ذَلِك فَأَما فِي الْكَائِن الزجاجي فَالْقَوْل فِيهِ مَا قَالَ جالينوس. الْيَهُودِيّ: البلغمية أبدا صَاحبهَا مصفار مخضار وتبدأ بِبرد شَدِيد كثير الرعدة لَا يدْفع صَاحبهَا ويظن أَنه جَالس فِي ثلج وَأَن الثِّيَاب الَّتِي عَلَيْهِ مبلولة وتصطك أَسْنَانه ويصفر ويخضر لَونه: وَلَا يفهم كَلَامه من شدَّة النفض والرعدة وَالْمَاء يرى يَوْمًا أَبيض وَمن غَد أَحْمَر ألف هـ غليظاً كثير الثفل. وإقلاعها فِي الْأَكْثَر ألف هـ مِنْهَا لَازِمَة فعالجه بِهَذَا العلاج بِعَيْنِه إِلَّا أَنَّك تَجْعَلهُ أَشد اعتدالاً فَمن ذَلِك السكنجبين وَمَاء الْعَسَل وَمَاء الرازيانج وأعطه خبْزًا أَحْيَانًا بِعَسَل وَأَحْيَانا بسكنجبين وبكامخ الشبث وَفِي الأحيان بمرقة فِيهَا صعتر وأنجدان وَإِن ضعف فأعطه لحم الفراريخ والدراج. لي يكون فِي ابْتِدَاء هَذِه الْحمى ثقلة ونعاس وَذَلِكَ خَاص بِهَذِهِ الْحمى. الْإِسْكَنْدَر قَالَ: يَنْبَغِي أَن تنْتَظر بِهَذِهِ الْحمى نضج البلغم ثمَّ تستفرغ بالإسهال فَإِن كَانَ كثير فاستفرغ مِنْهُ شَيْئا ثمَّ انضج الْبَاقِي فَإِن الطبيعة تقوى بعد ذَلِك على الْبَاقِي فَإِن لم تقو فأسهل أَيْضا قَلِيلا وَلَا تسرف فِي الإسهال وخاصة قبل النضج الْبَالِغ لِأَنَّهُ يضر العليل لَكِن قَلِيلا قَلِيلا قَالَ: وأسهل من بِهِ هَذِه بالمسهل الْمُتَّخذ من غاريقون وسقمونيا وعصارة الْورْد وَالْعَسَل فَإِنَّهُ يخرج البلغم وَلَا يسخن. من كتاب شرك قَالَ: 3 - (علاج الْحمى البلغمية بالقيء) فَإِنَّهُ أفضل علاجها. قَالَ: وَلَا تقيئه فِي عنفوان حماه فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ أَن ترم معدته لَكِن بعد السَّابِع. لي إِذا لم يجِئ المحموم الْقَيْء بسهولة فَلَا يتَكَلَّف بالعنف فَإِن يخَاف من ذَلِك بلَاء وَأما إِن جَاءَ بسهولة أَو جَاءَ من نَفسه فَلَا خوف فِيهِ الْبَتَّةَ. شَمْعُون: البلغمية تشتد على الْأَيَّام وينتفخ فِي ابتدائها الْبَطن وتبرد الْأَطْرَاف وَمَعَهَا برد بطئ لَا يكَاد يسخن وَلَا يحس. برعدة شَدِيدَة بل بِبرد طَوِيل ويتهيج الْوَجْه وتوجع الْمعدة وَلَا يعرق ويهذي ويعتريه السعال وَيَنْبَغِي أَن ينفض عَنهُ البلغ ثمَّ يسقى المدرة للبول. قرص جيد لَهَا: أنيسون واسارون وافسنتين وبزر فكرس وسنبل وغافت دِرْهَم دِرْهَم صَبر دِرْهَم وَنصف الشربة دِرْهَم بِمَاء الجلنجبين فاتراً. من الاختصارات قَالَ: يكون مَعَ هَذِه وجع الْمعدة والقيء البلغمي وتهيج الْوَجْه وَرُبمَا غلظ مَعهَا الطحال وَلَيْسَت فترتها نقية وأفواهم لثقة سهكة وَالْبَوْل يكون فِي الِابْتِدَاء أَبيض لطيفاً وَمَعَهَا وجع الْمعدة واللون الْأَصْفَر وأبداً بعلاجها بإسهال الْبَطن بِنصْف رَطْل من مَاء لبلاب مَعَ عشرَة دَرَاهِم من فانيذ وَخَمْسَة دَرَاهِم من سِتِّينَ يَوْمًا وَفِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَفِي أَكثر. قَالَ: وأسهلهم بحب الصَّبْر وشحم الحنظل مَرَّات ثمَّ أعطهم أَقْرَاص الأفسنتين وأقراص السنبل. الطَّبَرِيّ قَالَ: يحدث فِي أول مَا تَأْخُذ حمى البلغم برد لِأَن البلغم لم يعفن بعد وبأخرة يحدث برد دون ذَلِك لِأَن البلغم قد عفن وَيكون صعُود الْحَرَارَة فِيهَا بطيئة وينفع فِيهَا القي قبل سَاعَة النّوبَة بطبيخ الحبق وبزر الكرفس وَلَا تسْتَعْمل فِيهِ الدّهن لِأَنَّهُ يسد المنافس وَيمْنَع البلغم من التَّحَلُّل وينفع مِنْهَا طبيخ النانخواة والصعتر وَالزَّبِيب يسقى بِهِ قدر حمصة من الترياق وَيدخل الْحمام ويتوقى الْأَشْيَاء الغليظة وينفع فِيهَا الْحمام وَشرب الْخمر. لي 3 - (عَلَامَات البلغمية) النفاض الشَّديد الْبرد حَتَّى يظنّ أَنه جَالس فِي ثلج وتبطئ السخونة وَيطول وَقتهَا وَإِذا سخن لم تكون سخونته شَدِيدَة وَلَا عطشه والنبض صَغِير فِي ابتدائها ويوافق مزاجها فِي الْأَكْثَر الْبَلَد والمزاج وَالتَّدْبِير وَحَال الحميات الْوَارِدَة فِي ذَلِك الْوَقْت وَضعف فَم الْمعدة. اهرن قَالَ: يكون فِي البلغمية نافض حَتَّى كَأَنَّهُ جَالس فِي ثلج وَعند الانحطاط يكون عرق يسير بِالْإِضَافَة إِلَى عرق الغب وينفث بلغماً ويبيض الْوَجْه والشفة. 3 - (علاجها) لَا يلطف تدبيرها فِي أول الْأَمر إِلَّا أَنه يكون ألطف من تَدْبِير الرّبع وأسهله فِي

الِابْتِدَاء بحب الصَّبْر والمصطي مرَّتَيْنِ فِي الْجُمُعَة وَبِمَا يدر الْبَوْل ليخرج البلغم فِي الْبَوْل وَالْبرَاز واحقنه بِمَاء الشبث والبابونج والتين وَالْعَسَل وَالْملح والدهن وَإِذا ظهر الهضم فِي الْبَوْل فأعطه جلنجبينا كالجوزة بِمَاء الْأُصُول قدر خَمْسَة أساتير وبالسكنجبين إِن كَانَ أَحْمَر قَلِيلا ومرخ ظَهره وَرَأس معدته بدهن الناردين أَو دهن بابونج أَو دهن الرازقى أَو بِبَعْض الأدهان الحارة وخاصة فَم الْمعدة إِن كَانَ يجد طعماً رديئاً فِي فِيهِ وثقلاً فِي معدته وَفِي فِيهِ وأعطه أَقْرَاص الأفسنتين فَإِذا ظهر النضج حسنا فاسقه دَوَاء الكبريت والترياق وَسَائِر مَا يسقى لحمى الرّبع وتفقد فِي هَذِه الْحمى حَال الْمعدة والكبد وأصلحهما وقوهما جهدك فَإِنَّهُمَا تفسدان فِيهِ وتضعفان وَمَا كَانَ (سقط: بَاقِي الصفحة) لب القرطم لِأَن شَأْنه إسهال البلغم. فَإِن دعت الْحَاجة لحدة فِيهَا إِلَى مَاء الشّعير فَاجْعَلْ مَعَه سكنجبينا عسلياً أَو طبيخ ألف هـ الرازبانج والكرفس وَإِن حمض مَاء الشّعير فِي معدته فَلَا تسقه وَلَا تسقه فِي هَذِه الْحمى الْأَشْيَاء الحامضة كالتمر الْهِنْدِيّ والإجاص وَنَحْوه وَلَا تسعطه بدهن وَلَا تحلب على رَأس إِلَّا من ضَرُورَة شَدِيدَة وَيكون غذاؤه أضلاع السلق وَمَاء الحمص وقلله وَإِن اشْتَدَّ الْبرد عَلَيْهِ فاسقه مَاء سخناً قد طبخ فِيهِ انيسون وفودنج وبزر الكرفس ومصطكى فَإِنَّهُ يمْنَع النافض فِي هَذِه وَفِي الرّبع وأكبه على طبيخ الْإِذْخر والنمام والشبث والمرزنجوش والعاقر قرحاً فَإِنَّهُ يمْنَع النافض وَعَلَيْك بالسكنجبين وَاحْذَرْ المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يغلظ الأخلاط وَيمْنَع النضج وَيطول الْحمى واسقه المَاء الْحَار دَائِما فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَذَلِكَ أَنه يسيل مَا فِي الْمعدة من البلغم وينضج الَّتِي مِنْهُ وَيقطع عطشه لإذابته الرطوبات الجامدة الَّتِي فِي معدته فَإِن لم يجِئ الْقَيْء من نَفسه فاسقه نَقِيع الفجل والشبث واللوبيا فعلى هَذَا دبرهم إِلَى)

(سقط: من بداية الصفحة) أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَإِن جَاوَزت فَاسق طبيخ الرازيانج والكرفس وأقراص الْورْد وَإِن طَالَتْ فزد فِيهِ الغافث والشكاعى والباداورد وأسهلهم بحب الصَّبْر والمصطكي وَالْملح الْهِنْدِيّ وَيكون الصَّبْر مغسولاً وَإِن عرض تهيج فِي الْوَجْه وورم فِي الْأَطْرَاف فَاسق دَوَاء الكركم ودواء الْقسْط وَلَا تعط فروجاً وَلَا غَيره إِلَّا أَن تَجِد ضعفا ودبر بِالتَّدْبِيرِ اللَّطِيف إِلَى سَبْعَة أَيَّام فَإِن رَأَيْت أَن الْحمى لَيست تنقص فغلظ قَلِيلا إِلَى أَرْبَعَة عشر لتحفظ الْقُوَّة وَاعْتمد فِيهَا بعد النضج والنفض على هَذِه الأقراص انيسون صَبر أَرْبَعَة أَرْبَعَة اسارون ساذج افسنتين سنبل لوز مر مقشر بزر كرفس من كل وَاحِد دِرْهَم عصارة غافث ومصطكي ثَلَاثَة ثَلَاثَة يقرص وَيُعْطى درهما بسكنجبين عَسَلِي فَإِن لم تكن خَالِصَة وخالطها شَيْء من هَذَا فبحسب ذَلِك اجْعَل تدبيرك واخلط فِيهِ سكنجبيناً سكرياً وَمَاء الهندباء وَمَاء الرازيانج وأقراص الطباشير وَإِن كَانَ مَا يخالطها سَوْدَاء فزد فِي المسخنات الملطفات واسق أَقْرَاص الأفسنتين بطبيخ الْأُصُول ودواء الكبريت والكمون وَنَحْوه. الْمقَالة الأولى من مسَائِل ابيذيمياً: النائبة كل يَوْم طَوِيلَة قتالة والنهارية اخبث من الليلية لِأَنَّهَا تريح الْبدن ومادتها لَا تنْحَل سَرِيعا ألف هـ فيجتمع على الطبيعة الدَّوَام وَطول الْمدَّة وَإِذا كَانَت بِالنَّهَارِ دلّ على غلبتها إِذا كَانَت فِي وَقت تحلل الْبدن وَيصير فِي غذَاء الْمَرِيض بِاللَّيْلِ فَيصير أردأ. اريباسيوس قَالَ: يكون فِي انتهائها برد أَكثر من النفض وتعسر سخونته وصعودها وتطول مُدَّة صعودها وَلَا يكون مَعهَا لهيب شَدِيد وَلَا نفس متواتر وَالْبَزَّاز بلغمي يطول صعودها أَيْضا بضد حمى الصَّفْرَاء وَكَذَلِكَ الْقَيْء ولون الْوَجْه أَبيض أصفر فيرهل وَلَا يعرق فِي الْأَيَّام الأول إِلَّا الْأَقَل مِنْهُم وَأَقل من ذَلِك الْعرق وَلَا يبْقى انحطاطها وَالْبَوْل أما رَقِيق أَبيض أَو غليظ أَحْمَر وعلاجها إسهال البلغم بِرِفْق والقيء والتقطيع بسكنجبين وتلطيف التَّدْبِير. 3 (من جَوَامِع اغلوقن) تحْتَاج هَذِه الْحمى والمطرطيوس أَن تسْتَعْمل فِيهِ السّكُون

وخاصة قرب الْمُنْتَهى لتنضج الْخَلْط وَلَا ينتشر وَمن أردأ الْأَشْيَاء الْأَطْعِمَة الغليظة لِأَنَّهُ لَا يهضمها وَتصير بلغماً وتطول الْحمى واعن باستفراغ البلغم فِي هَذِه الْحمى. الساهر قَالَ: لين الْبَطن فِي هَذِه بِمَاء اللبلاب وَالسكر أَو بأوقية جلنجبين وَثَلَاث وراق من الترنجبين تمرس فِي نصف رَطْل من المَاء الْحَار ويسقى وَيُعْطى بالغدوات جلنجبين بِمَاء حَار فَإِن كَانَ فِي مَائه انصباغ فاسقه جلنجبينا سكرياً وَبعد ذَلِك بساعتين مَاء الشّعير وَاحْذَرْ المَاء الْبَارِد فِي هَذِه الْعلَّة لِأَنَّهُ يغلظ الْمَادَّة وَيزِيد فِي كميتها وَاسْتعْمل المَاء الْحَار لِأَنَّهُ يلطف الْمَادَّة ويذيبها وأكبه فِي وَقت النافض على بخار طبيخ المرزنجوش والفودنج والنمام والعاقر قرحا وَبعد أَرْبَعَة عشر يَوْمًا اسْتعْمل مَاء الرازيانج وكرفساً إِن احتجت إِلَيْهِ وَهَذَا إِذا لم تكن حِدة وَكَانَت مَادَّة كَثِيرَة وَإِن لم تحتج فاقتصر على جلنجبين وقرص ورد واستفرغ الْبدن بعد الْعشْرين بدواء الْقَيْء الْقوي وَمَتى رَأَيْت المَاء فِيهَا قد احتد وانصبغ فافصد. لي غَرَض هَذِه الْحمى استفراغ البلغم بالقيء والإسهال وإنضاج مَا تَقِيّ مِنْهُ بِالتَّدْبِيرِ اللَّطِيف وتنقيه مَا فِي الْعُرُوق مِنْهَا بالبول فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَجود للبلغم من كَثْرَة درور الْبَوْل إِلَّا أَنه يجب أَن يتوقى ذَلِك إِذا كَانَ مَعَ حرارة وحدة. 3 (حميات ابْن ماسوية) قَالَ: إِنَّه يحدث فِي أَولهَا برد ثمَّ تبطئ السخونة ألف هـ وَإِذا لمسه لامس احس بحرارة رطبَة لذيذة سَاكِنة وَإِذا أطلت اللَّمْس أحسست بحرارة رَدِيئَة وَيحدث مَعهَا وجع الْمعدة والغشي كثيرا واللون الْأَبْيَض الْأَصْفَر والرجيع الرَّقِيق البلغمي ولثق الْفَم وسهوكته وَقلة الْعَطش وَالْبَوْل فِي أَولهَا أَبيض رَقِيق فَإِذا نَضِجَتْ صَار أَحْمَر غليظاً ونوبتها فِي الْأَكْثَر بالعشيات وبالصبيان والشيوخ وَالنِّسَاء وَأَصْحَاب كَثْرَة الشَّرَاب والفواكه. علاجها يسقى نصف رَطْل من مَاء اللبلاب وَخَمْسَة دَرَاهِم من لب القرطم وَعشرَة دَرَاهِم من فانيذ وَإِن شِئْت فأسهله بأوقيتين من جلنجبين ثَلَاث أَوَاقٍ من ترنجبين وَإِن اضطررت فِي هَذِه الْحمى إِلَى مَاء الشّعير لحدة فِيهَا فَاجْعَلْ فِيهَا طبيخ الكرفس أَو الرازيانج أَو سكنجبينا معسلاً وَإِن حمض مَاء الشّعير فِي معدته فاسقه مَاء الْعَسَل وَلَا تمنع الْقَيْء فِي هَذِه الْحمى فَإِنَّهُ جيد إِلَّا أَن يسرف وَاجعَل غذاءه مَا يدر الْبَوْل والعرق وَإِن هاج صداع فأكبه على طبيخ المحللات وَلَا تنطله وَلَا تدهنه وَإِذا ابتدأت النّوبَة اسْقِهِ مَاء حاراً قد طبخ فِيهِ انيسون وفودنج وبزر كرفس ومصطكي وأكبه على مَاء مغلي بِمَاء اذخر وبابونج وفودنج ومرزنجوش ونمام وشبث وعاقر قرحا فَإِنَّهُ يمْنَع النافض ويسرع الصعُود وأفعل هَذَا فِي الرَّابِع وَاحْذَرْ فِيهَا المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يطول الْحمى إِن لم يكن البلغم غليظاً فالسكنجبين جيد لَهُ لِأَنَّهُ يخرج البلغم إِلَّا فَعَلَيْك بِمَا ينضج كالنوم وَترك الْغذَاء ثمَّ السكنجبين واسق فِيهَا المَاء الْحَار فَإِنَّهُ يجلو البلغم وَيقطع الْعَطش الْمُتَوَلد فِي هَذِه الْحمى واحتل الْقَيْء فَإِن لم يجِئ من نَفسه فاجعله بالمقطعات وتؤخر الْغذَاء عَن وَقت الدّور واسق سكنجبينا فَإِن جَاوز الْأَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَاسق حِينَئِذٍ مَاء الرازيانج والكرفس وأقراص الْورْد والجلنجبين مَعهَا فَإِن

طَال أَيْضا فَاسق مَا هُوَ أقوى وَهُوَ: عنصلان عشرَة عشرَة سنبل أَرْبَعَة دَرَاهِم انيسون مصطكي أَرْبَعَة أَرْبَعَة غافث خَمْسَة دَرَاهِم بإداورد خَمْسَة شكاعي أَرْبَعَة تطبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال مَاء ويصفى إِذا بلغ رطلا ويمرس فِيهِ خَمْسَة دَرَاهِم من جلنجبين ويسقى فِي ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم بِخَمْسَة دَرَاهِم من جلنجبين وَإِن طَال أَيْضا فانقض الطبيعة بحب يتَّخذ من أيارج وعصارة غافث وملح هندي وَتَربد واسق من طبيخ النانخواة والغافث وبزر الرازيانج وبزر كرفس وَورد.) طبيخ نَافِع للحمى المزمنة وَالْبرد الصعب: صعتر نانخواة كزبرة يابسة ألف هـ فودنج زنجبيل تين زبيب منزوع الْعَجم منقى ثلث رَطْل وَقد يسكن الْحمى مَاء الجرجير إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ والعاقر قرحا إِذا طبخ فِي الدّهن ومرخ بِهِ وَإِن كَانَت الْقُوَّة مُمكنَة وَالشرَاب بِمَاء مغلي وَالْحمام جيد فِي هَذِه الْحمى وَلَا تعطه فروجاً حَتَّى تنحط الْحمى إِلَّا أَن ترَاهُ قد ضعف فَإِن طَال الْأَمر فَاسق الأقراص والمعجونات الَّتِي تسقى فِي الاسْتِسْقَاء مثل دَوَاء الْملك ودواء الْقسْط وأدهن الإسهال بِالصبرِ والإيارج والمدرة للبول. وَهَذِه قرصة جَيِّدَة صفتهَا: انيسون ساذج اسارون افسنتين لوز مر غافث يقرص بِمَاء كرفس ويسقى بِمَاء طبيخ الْأُصُول وتستعمل هَذِه بِقدر السخونة وانحراف عَنْهَا بِقدر الْحَرَارَة فِيهَا وَقلة خلوصها فَإِن كَانَت مختلطة بالصفراء فمل إِلَى السكنجبين وَمَاء الشّعير وأقراص الْورْد والجلنجبين: إِن اخْتلطت بِالسَّوْدَاءِ فَحِينَئِذٍ تشجع وَأعْطِ دَوَاء الكبريت والترياق والفلافل والكموني وطبيخ النانخواة والفودنج وَمَا أشبه ذَلِك. تياذوق قَالَ: حمى البلغم تكون بِبرد شَدِيد حَتَّى يخيل إِلَيْهِ أَنه جَالس فِي ثلج وَيطول ذَلِك وَلَا لي حمى البلغم كَمَا ذكر فَلذَلِك تصطك الْأَسْنَان وَإِذا أزمنت وَأَقْبل الْوَجْه والأطراف مَعهَا تهبج فَعَلَيْك بأدوية حارة مقطعَة كاميروسيا ودواء اللك واللوز والمر وَنَحْوه. ابْن سرابيون: أَن أسرف الْقَيْء فِيهَا واحتجت تسكينة فسكنه بالمصطكي وَالْعود والقرنفل وَنَحْوهَا وَلَا تسق فِيهَا مَاء الْفَوَاكِه الْبَارِدَة وَإِن ترهل الْوَجْه والأطراف فَاسق مَدَرَة للبول مَعَ غافث وأفسنتين فَإِن اضطررت فدواء الكركم ودواء اللك والأميروسيا وأنفع مِنْهَا لذَلِك هَذَا القرص: صفة أَقْرَاص تصلح لحمى بلغمية مزمنة تحدث مَعَ نفضة شدية وتهيج الْوَجْه والأطراف: يُؤْخَذ انيسون أَرْبَعَة ساذج افسنتين سنبل لوز مر مقشر ثَلَاثَة ثَلَاثَة صَبر أَرْبَعَة عصارة غافث ثَلَاثَة بزر كرفس دِرْهَم يعجن بِمَاء الكرفس ويسقى بِمَاء الرازيانج والكرفس أَو بطبيخ بزريهما أَو بسكنجبين.

جوامع الحميات غير المفصلة

لي على مَا رَأَيْت: لَا شَيْء أبلغ فِي قلع البلغمية من الْقَيْء لكنه يضعف ألف هـ الْمعدة) جدا والمعدة تضعف فِي هَذِه الْحمى. والإسهال وَإِن كَانَ نَافِعًا فِي هَذِه الْحمى فَلَيْسَ بالبالغ فَلَا شَيْء أصلح من الْجُوع الطَّوِيل وَالنَّوْم عَلَيْهِ والرياضة وإدرار الْبَوْل لِأَن بِهَذِهِ ينضج بعض البلغم ويستفرغ بعضه. من الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض: لست أسمي النافض حس الْبرد الشَّديد فِي الْبدن بل أسمي بِهِ مَا يحدث النفضة والرعدة. لي فَلذَلِك نقُول أَنه لَيست مَعَ حمى بلغمية نافض وَمَعَ الصَّفْرَاء ذَلِك لِأَنَّهُ قد صَحَّ بالتجربة أَن الْحس بالبرد واصطكاك الْأَسْنَان يكون فِي جَمِيع حميات البلغم وَإِن كَانَ برده فِي أَوَائِل الحميات لَا يبلغ هَذَا فَلَيْسَتْ عِلّة بلغمية قَوِيَّة. من جَوَامِع الحميات: الْحَادِثَة عَن عفونة بلغم مِنْهَا مَا يكون من بلغم زجاجي ويتقدمها أبدا نافض وَمِنْهَا مَا يكون من بلغم مالح ويتقدمها اقشعرار وَمِنْهَا مَا يكون من بلغم حامض ويتقدمها برد وَمِنْهَا مَا يكون من بلغم حُلْو وَلَيْسَ يتقدمها من هَذِه شَيْء. جَوَامِع اغلوقن: يفرق بَين البلغمية وَالرّبع بِأَنَّهُ لَا يكون فِي انحطاط البلغمية عرق وَلَا ينقى الْعرق فِي حَال الفترة وَلَا تحْتَاج إِلَى دَلِيل لَازم للبلغمية أخص من فقد الْعرق. قَالَ: وَهَذِه الْحمى لِأَنَّهَا لَازِمَة أَكثر الْأَوْقَات وَلِأَن فَم الْمعدة يضعف مَعهَا وَيحدث غشي وَقلة شَهْوَة واستمراء فَتسقط الْقُوَّة وخلطها غليظ لَا ينضج سَرِيعا وَتسقط الْقُوَّة قبل ذَلِك. جورجس: إِذا صاعدت الْقُوَّة فِي ابْتِدَاء البلغمية فَخذ صبرا عشرَة مَثَاقِيل ومصطكي مِثْقَالا وإهليلجا أصفر أَرْبَعَة مَثَاقِيل وتربداً مِثْقَالا واجعله حبا واسقه مِنْهُ مثقالين. وَإِن شِئْت فاسقه نَقِيع الصَّبْر بنقيع الشاهترج والباداورد ثمَّ إِذا نفضته فألزمه أَقْرَاص الْورْد وَبعدهَا إِن طَالَتْ فأسهل أَيْضا واسق أَقْرَاص الغافث وقو الْمعدة مَا أمكن. اغلوقن قَالَ: اسْقِ فِيهَا سكنجبينا فِي الْأَيَّام الأولى وَمَا يدر الْبَوْل باعتدال وَاجعَل جملَة تَدْبيره بِمَا فِيهِ فضل لطافة وَعند المنتهبى فأدم الْعِنَايَة بِفَم الْمعدة فَإِذا انْتَهَت فالقيء بالفجل بعد التملؤ من الطَّعَام والإسهال بِمَا يخرج البلغم وواتر ذَلِك. جَوَامِع اغلوقن قَالَ: فِي أول البلغمية إِلَى أَن يجوز ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة أَيَّام لَا يسقى سكنجبينا وَلَا يسقى شَيْئا يُطْفِئ شَدِيدا ليذوب البلغم بحرارة الْحمى فَإِن الْحمى إِذا واظبت كل يَوْم إذابته ثمَّ أعْط سكنجبينا وَنَحْوه ولتعن بالمعدة وَبعد الِانْتِهَاء اسهل البلغم وقيء مَرَّات ألف هـ) متتابعة. 3 - (جَوَامِع الحميات غير المفصلة) لَا يَخْلُو صَاحب البلغمية من ألم فِي الْمعدة والكبد. ابْن ماسوية قَالَ: فِي حمى البلغم لطف التَّدْبِير إِلَى السَّابِع إِن نقصت نُقْصَانا كثيرا فَمر على ذَلِك وَإِن لم تناقص فغلظ التَّدْبِير بِحَسب مَا ترى لِأَنَّهَا مزمنة وَلَا يَنْبَغِي أَن تسْقط الْقُوَّة.

لي 3 (فِي المارستان) يسْتَدلّ على البلغمية بالنافض الَّذِي تصطك فِيهِ الْأَسْنَان وَالَّذِي يَقُول جالينوس فِي النافض أَنَّهَا فِي البلغمية وَالرّبع ضَعِيفَة يَعْنِي الارتعاد. فَأَما الْبرد فَهُوَ فِيهَا قوي. لي إِذا رَأَيْت بلغمية نقية الفترات فثق بِأَنَّهَا قَصِيرَة الأمد لِأَن هَذِه تكون لقلَّة البلغم ورقته وسخافة الْبدن فَإِن رَأَيْت مَعَ ذَلِك عرقاً فثق بذلك أَكثر. الأولى من اغلوقن: نافض البلغمية ابرد من كل نافض والنبض فِيهَا أَبْطَأَ مِنْهُ فِي جَمِيع الحميات ويبلغ من نفع الْقَيْء الَّذِي بعد التملؤ فِيهَا أَن خلقا برؤوا مِنْهَا باستعمالهم ذَلِك مرّة وَاحِدَة فَقَط وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الغب غير الْخَالِصَة بِالِانْتِفَاعِ بالقيء. الكبريت ينفع من الْحمى البلغمية الْخَالِصَة. ابْن ماسوية: الْخَرْدَل نَافِع مِنْهَا إِذا كَانَت مزمنة وَمن جَمِيع الْأَمْرَاض المزمنة البلغمية والخل يضاد البلغم. روفس: أَقْرَاص الغافث نافعة من الْحمى المزمنة. ابْن ماسوية: أَقْرَاص الْورْد ثَلَاثَة دَرَاهِم عصارة الغافث دِرْهَمَانِ ورق افسنتين رومي دِرْهَم وَنصف وشكاعي دِرْهَم باداورد دِرْهَمَانِ إهليلج أصفر بِلَا نوى أَرْبَعَة أسود ثَلَاثَة كشوث أَرْبَعَة تَرَبد عشرَة غاريقون ثَمَانِيَة يعجن بِمَاء الرازيانج أَو بِمَاء الهندباء ويسقى بِأحد هذَيْن الماءين بِقدر مَا ترى فِي كل خَمْسَة أَيَّام دِرْهَمَانِ وَنصف حَتَّى تنقلع. إِسْحَاق: هَذِه طَوِيلَة غير سليمَة تتولد عَن عفن البلغم وَإِذا تمادت أَيَّامهَا فَاسْتعْمل سكنجبينا والأضمدة المقوية لفم الْمعدة كاللاذن وَالسكر وقصب الذريرة والزعفران والورد بِمَاء الآس والنمام وَرُبمَا خلط مَعهَا النضوح الْمُعْتق أَو ميسوسن على قدر احْتِمَاله للحرارة وتبل بهَا قطنة وَتجْعَل على فَم الْمعدة ويقياً بالفجل وسكنجبين فينفع مِنْهُ ويستفرغ بالتبريد وَالْملح الْهِنْدِيّ والبورق) الأرمني ولباب القرطم. من تذكرة عَبدُوس لنافض ألف هـ البلغمية: ايرسا مِثْقَال يشرب بِمَاء حَار أَو مِثْقَال من الْقسْط أَو غاريقون أَو يدهن الْبدن بدهن الْقسْط أَو دهن السوسن أَو دهن المر أَو دهن القيصوم. قَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء: قد تبتدئ الْحمى فِي الْبدن عَن بلغم خام كثير جدا وَفِي معدهم ضعف قد ضرتهم التخم وَغَيرهَا وَمن هَذَا حَاله فَإِن بَطْنه منتفخ وبدنه ولونه يتَغَيَّر مرّة إِلَى بَيَاض وَمرَّة إِلَى كمودة رصاصية ونبضه صَغِير مُخْتَلف وَيحْتَاج إِلَى استفراغ إِلَّا أَنه لَيْسَ يُمكن فصده وَلَا إسهاله لِأَنَّهُ من غير أَن يفعل بِهِ ذَلِك يعرض لَهُ غشي وخمول فَلهَذَا علاجه عسر لِأَنَّهُ مَعَ الْحَاجة إِلَى الاستفراغ لَا يُمكن استفراغه فَأَما أَنا فَلم أقدر لَهُم على شَيْء من الإستفراغ خلا الدَّلْك فنبتدئ من أول الْمَرَض بدلك الفخذين والساقين وَيكون الدَّلْك من فَوق إِلَى أَسْفَل بمنديل خشن ليخشن الْجلد ويتحلل مَا فِيهِ ثمَّ أدلك الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ من فَوق إِلَى أَسْفَل وابدأ من الْمَنْكِبَيْنِ فَإِذا رَأَيْت الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وَقد سخنت

سخونة شَدِيدَة وَخفت أَن يُصِيبهُ مثل مَا يُصِيب صَاحب الإعياء من مس التقرح الْعَارِض فِي الإعياء أقصد إِلَى ذَلِك الصلب وَإِذا سخن أَيْضا فادلك بدهن على الْعُضْو بمبلغ مَا تحْتَاج إِلَيْهِ من السخونة بذلك الدّهن ثمَّ ابتدئ آخر فامرخه بدهن لَا قبض فِيهِ أَو بدهن البابونج إِن كَانَ شتاء فَإِن لم يحضر فاغل الدّهن فَإِنَّهُ يكْشف ويؤذي ثمَّ أدلكه أَيْضا يَابسا حَتَّى يحدد مس الإعياء ثمَّ عد إِلَى الدّهن على مَا فعلت سَوَاء لَا تخَالف افْعَل ذَلِك نهارك كُله فِي بَيت مضيء صافي الْهَوَاء لَيْسَ بندى وَلَا مفرط فِي الْحر وأنفع الْأَدْوِيَة لَهُ مَاء الْعَسَل الْمَطْبُوخ فِيهِ زوفا وَلَا تعطهم طَعَاما وَلَا يكثرون من الشَّرَاب وَاقْتصر بهم فِي الْأَيَّام الثَّلَاثَة الأول على مَاء الشّعير وَحده ويدلكون دَائِما وَلَا يقطع عَنْهُم الدَّلْك إِلَّا فِي الْوَقْت الَّذِي يَأْخُذهُمْ فِيهِ النّوم فَإِن الدَّلْك الْكثير يجلب النّوم وَلَا تَأذن لَهُم فِي النّوم الطَّوِيل لَكِن تَجْعَلهُ معادلاً لليقظة لأَنهم يَحْتَاجُونَ إِلَى النّوم بِقدر حَاجَة إِلَى الْيَقَظَة لِأَنَّهُ فِي النّوم الطَّوِيل تنضج تِلْكَ الأخلاط وَفِي الْيَقَظَة تتحلل وَمن مَرضه من خلط خام فَهُوَ يحْتَاج إِلَى ذَلِك فَإِن لَهما إِذا تداولا ألف هـ الْمَرِيض بمقادير مُتَسَاوِيَة نفعا عَظِيما ونبض هَؤُلَاءِ وَإِن كَانَ فِي الْغَايَة من الصفر والضعف وَكَانَ مَعَ هَذَا شَدِيد الِاخْتِلَاف فالبنية عَظِيمَة جدا وَيَنْبَغِي أَن تفعل مَا قلته فَقَط وَإِن كَانَ فِي النبض قُوَّة وَعظم يسير وجدته لَا ضغط فِيهِ وَلَا اخْتِلَاف فتفقد مَا فِي) الْبَطن من الْفضل ثمَّ احقن مَعَه مَتى كَانَ الْفضل لَيْسَ يخرج من نَفسه خُرُوجًا جيدا وَهَذَا الْفضل يكون فِي الْعُرُوق الأول من عروق الكبد إِلَى أَن تنحدر من الكبد إِلَى الأمعاء وَمَاء الْعَسَل يستفرغ هَذِه الفضول جدا فَإِن رَأَيْت الإستفراغ جيدا فَوق مَا يَنْبَغِي فاطبخ مَاء الْعَسَل أَكثر فَإِنَّهُ إِذا طبخ أَكثر كَانَ إسهاله أقل وغذاؤه أَكثر وَإِن كَانَ ينحدر أَكثر فَلَا تسق مَاء الْعَسَل لَكِن مَاء الشّعير فَإِن دَامَ الانحدار فاقطع مَاء الشّعير واغذه بحساء متخذ من الخندروس لِأَنَّك إِن لم تفعل ذَلِك تبعه غشي وتفقد النبض دَائِما فَإِنَّهُ رُبمَا اسْتَحَالَ بَغْتَة إِلَى ضعف أَو إِلَى اخْتِلَاف أَو إِلَى صغر فَإِن رَأَيْت ذَلِك فغذه على الْمَكَان خبْزًا مبلولاً بشراب ممزوج بعد أَلا يكون فِي الْبَطن ورم وَلَا فِي الكبد فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي الْمعدة أَو الكبد ورم وَالْبدن مَمْلُوء من مثل هَذِه الأخلاط فَلَيْسَ فِي العليل رَجَاء بعد أَن يكون نبضه قد تغير هَذَا التَّغْيِير فَتقدم وعرفهم أَنه يَمُوت فَأَما من يطْمع فِي برئه وهم من تصيبه هَذِه الْعلَّة من غير أَن يكون بهم ورم فَإِن استنكفت مداواته من أول يَوْم فقبيح أَن يغشي عَلَيْهِ وَأَنت تتولى تدبره مُنْذُ أول أمره وَلم تنذر بِهِ أَو تأهبت لمَنعه من الْحُدُوث فَإِن عالجته فِي الْأَيَّام الثَّلَاثَة الأول بِمَا وَصفنَا وَلم يعرض لَهُ مَكْرُوه فتمم التَّدْبِير على ذَلِك إِلَى السَّابِع لَا تزد على مَاء الْعَسَل وَحده مطبوخاً فِيهِ زوفا فَإِن من بِهِ هَذِه الْعلَّة يصبر على الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام زَمَانا طَويلا لِأَن بدنه يغتذي بِتِلْكَ الأخلاط الخامة المجتمعة إِذا نَضِجَتْ فَإِن تهَيَّأ أَن تكون تِلْكَ الأخلاط الخامة مَعَ تهولها فَاسِدَة فَسَادًا لَا يُمكن مَعَه أَن تنضج فَلَيْسَ يُرْجَى الْمَرِيض أَيْضا فَأَما من يُرْجَى فاغذه إِلَى التَّاسِع بِمَاء الْعَسَل وَإِن

اضطررت على مَا قُلْنَا فماء الشّعير فَإِن أَبَت نَفسه مَاء الشّعير فحسو خدوس مَعَ خل فَإِن الْخلّ لَا يضر من علته هَذِه الْعلَّة. فَإِن أحسست فِي وَقت مَا أَن الأخلاط الخامة عَظِيمَة جدا فاسقه مَكَان مَاء الْعَسَل سكنجبينا دَائِما وَإِن كرهه. وَأكْثر مَا ألف يدلك على برد الأخلاط ويهولها النبض الصَّغِير المتفاوت البطيء وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِن لون الْبدن يتَغَيَّر مَعَه على الْمَكَان إِلَى مَا وَصفنَا قبل ذَلِك وَعَسَى أَن يظنّ أَنه لَا يُمكن أَن يكون فِي الْحمى نبض متفاوت بطيء وَكَونه من صَحِيح مَوْجُود بالحس. وَإِن كَانَ الْوَقْت صيفاً وَالْمَرِيض مُعْتَادا لشرب المَاء الْبَارِد فَمن الْوَاجِب إِن كَانَ الصَّيف شَدِيد الْحَرَارَة وَكَانَ مُعْتَادا لشرب المَاء الْبَارِد كَمَا ذكرنَا أَن تسقيه سكنجبينا بِمَاء بَارِد وَإِن كَانَ شتاء فاسقه بِمَاء حَار من كَانَ مُعْتَادا للْمَاء الْحَار أَو الْبَارِد وَكَذَلِكَ أَيْضا إِن) كَانَ حر الصَّيف مفرطاً فاسقه بِالْمَاءِ الْبَارِد بعد أَلا يكون فِي أحشائه ورم أَو شَيْء مستعد لقبُول الآفة سَرِيعا. وأمام الْحمام فَفِي غَايَة المضادة لَهُم وَكَذَلِكَ الْهَوَاء الْحَار غَايَة الْحَرَارَة والبارد غَايَة الْبُرُودَة وَلِهَذَا لَيْسَ يَنْبَغِي أَن تدخله الْحمام وَاجعَل فرَاشه فِي الصَّيف فِي مَوضِع ريح طيب وَفِي الشتَاء فِي مَوضِع دفئ فَإِن الْأَمريْنِ إِذا فرطا ضاران لَهُ لِأَن الْحمام والهواء الْحَار إِذا فرطا ذَابَتْ الأخلاط المجتمعة فيهم وانصبت فِي الْبدن كُله فَلَا يُؤمن أَن يصير إِلَى الرئة وَالْقلب وَأَن يرْتَفع فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى الدِّمَاغ والأجود والأصلح أَن تبقى هَذِه الأخلاط لابثة فِي الكبد أَو فِي عروقها الأول. فَأَما الْهَوَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يَجْعَل أخلاطه عسرة النضج. وَإِن كَانَ فِي الكبد سدة يسيرَة زَاد فِيهَا وَإِن لم يكن وَلَدهَا إِذا غلظ الأخلاط وَمنع النّفُوذ ولحج بِسَبَب غلظه. فَهَذَا تدبيرهم إِذا توليت أَمرهم مُنْذُ أول يَوْم فَإِن لم تحضرهم إِلَّا بعد أَن يغشى عَلَيْهِم فَانْظُر فَإِن لم يكن فِي شئ من الْمَوَاضِع الَّتِي ذكرتها لَك ورم فأطعمه خبْزًا يَسِيرا مَعَ نوع من أَنْوَاع الشَّرَاب الَّذِي ينفذ سَرِيعا ثمَّ ادلكه بِسُرْعَة على مَا وصفت قبل فَإِن كَانَ الزَّمَان حاراً فاسقه فِي الْمرة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة وَهُوَ حَار فَإِن شرب الْحَار أفضل من الْبَارِد فِي جَمِيع المداواة الَّتِي تسْتَعْمل فِيهَا الدَّلْك لِأَن الْحَار يعين على نضج الأخلاط الخامة وَيَنْبَغِي أَن تلطف تَدْبيره مَا أمكن كفعلك فِي المحموم بِمَا يلطف من غير أَن يسخن وَالشرَاب المائي نَافِع لهواء مُنْذُ أول الْأَمر وَإِن كَانَت حماهم قَوِيَّة وَمَا أقل مَا تعرض القوية فِي هَذَا الْموضع. فَإِن اتّفق أَن يَكُونُوا شُيُوخًا فَهُوَ أُخْرَى أَن يَنْفَعهُمْ فَإِن الشَّيْخ إِذا أَصَابَته هَذِه الْعلَّة فاسقة بعد الطَّعَام شرابًا وخاصة إِن كَانَ الْوَقْت فِيمَا بَين نَوَائِب الْحمى معتدلاً. الحميات الْحَادِثَة عَن مثل هَذِه الأخلاط تنوب كل يَوْم ألف هـ وخاصة نَحْو الْمسَاء وبالليل وَلَا تنوب بِالْغَدَاةِ نصف النَّهَار. الْعِلَل والأغراض قَالَ: إِذا عفن البلغم الزجاجي كُله تبع نافضة فِي كل يَوْم حمى. قَالَ فِي كتاب أَصْنَاف الحميات: النائبة كل يَوْم تحدث فِي الأمزجة البلغمية وَالزَّمَان

علة فترات الحمى البلغمية الغير نقية

وَالْمَكَان والأسنان الرّطبَة الْبَارِدَة كالنساء والمشايخ وَالصبيان وَمَعَ إكثار الْأَطْعِمَة والخفض والدعة وَلَا يقيء مرَارًا وَلَا يخرج مِنْهُ بالبراز مرار وتتولد من البلغم إِذا عفن. قَالَ: وَهَذِه الْحمى تكون إِذا كَانَت خَالِصَة من بلغم تَدْفَعهُ الطبيعة فتجريه فِي الْأَعْضَاء) الحساسة. وابتداؤها يكون من برد فِي الْأَطْرَاف هُوَ بالإقشعرار أشبه مِنْهُ بالنفض ويعسر اسْتِيلَاء الْحَرَارَة بعد الْبرد فَيطول مِنْهُ تزيد نوبَة الْحمى إِلَى أَن تبلغ مُنْتَهَاهَا لبرودة الْخَلْط ولزوجته فَلذَلِك تبطئ الاشتعال وَالْحَرَكَة وَيمْتَنع من النّفُوذ فِي مجاري كَثِيرَة فيضغط بلضيقة الصغار فِيهِ أَكثر وَذَلِكَ فِي أول النّوبَة. (عِلّة فترات الْحمى البلغمية الْغَيْر نقية) الَّتِي تكون من أجلهَا فترات الْحمى البلغمية غير نقية ونوبتها كل يَوْم قَالَ: والحمى الكائنة فِي بلغم لَا يستفرغ مِنْهَا الْبدن لغلظة وبرده وَصَارَ يبْقى مِنْهَا فِي الْبدن بقايا كَثِيرَة فتسرع كدور النّوبَة النائبة لِأَن العفونة بَاقِيَة كَثِيرَة. قَالَ: وَهَذِه الْحمى طَوِيلَة الْمدَّة وَلَيْسَ مَتى كثر البلغم فِي الْبدن تتبعه هَذِه الْحمى لَكِن إِذا عفن. قَالَ: وَإِذا كَانَ البلغم العفن هُوَ البلغم المالح فصاحبه لَا يُصِيبهُ نافض بل يقشعر قبل حماه. قَالَ: إِذا عفن البلغم الحلو فَإِنَّهُ لَا يكون مِنْهُ نافض الْبَتَّةَ والنافض إِنَّمَا يكون إِذا عفن البلغم الحامض أَو الزجاجي وَيكون فِي الزجاجي الْبرد أَشد لِأَنَّهُ أبرد. لي هَذَا ينْتَفع بِهِ إِذا رَأَيْت النّوبَة نوبَة البلغم والنافض مُخْتَلف فَلَا تتوهم أَنه مركب لَكِن تعلم أَنه قد يكون من هَذِه مُفْردَة مثل هَذِه الحميات. قَالَ ج: قد يتَوَهَّم فِي هَذِه الحميات أَنَّهَا مركبة لِأَن النافض فِي حمى البلغمية سَببه غير السَّبَب الَّذِي يكون بِهِ الْحمى الحادة لِأَن نافضة مِمَّا لم يعفن من البلغم وصالبه مِمَّا قد يغفن فِي الغب فالصفراء هِيَ سَبَب النافض والصالب. الِاخْتِلَاف فِي النبض فِي هَذِه الْحمى يبْقى مُدَّة طَوِيلَة وَيكون فِي الْأَسْنَان والأمزجة والأوقات البلغمية وَالتَّدْبِير الرطب وَكَثْرَة الْحمام وَالْأكل وَضعف فِي الْمعدة وانتفاخ الجنبين واللون الْأَصْفَر الْأَبْيَض وَابْتِدَاء النّوبَة بالغشي. البلغمية الدائمة تكون من عفن ألف هـ البلغم دَاخل الْعُرُوق وَهِي تخف فِي أَوْقَات. فترات الْمُفَارقَة طَوِيلَة الْمدَّة. هَذِه الْحمى تَنْقَضِي إِمَّا بإسهال أَو بقيء أَو بعرق. حمى بلغم وَإِن كَانَت يسيرَة الْمِقْدَار فِي كَيْفيَّة الْحَرَارَة فَإِنَّهَا ذَات خطر الِابْتِدَاء والانتهاء والانحطاط الجزئي يطول فِي البلغمية بِالْإِضَافَة إِلَى أجمعها. البلغمية لَا يعرف آخر مُنْتَهَاهَا مَا تَنْتَهِي إِلَيْهِ. جَوَامِع البحران غير الْمفصل: البلغم العفن لَا يلذع الْأَعْضَاء الحساسة فضل لذع

دلائل البلغمية

فَلذَلِك لَا) يحدث مَعَه نافض لَكِن برد فِي ظَاهر الْبدن وأطرافه فَأَما إِن كَانَ ينتفض نفضاً شَدِيدا كَمَا يحدث عَن المرار فَلَا لِأَن المرار شَدِيد اللذع للأعضاء الحساسة. خَاصَّة نافض البلغمية أَن برد ظَاهر الْبدن والأطراف وَلَا يرعد وتعسر سخونته وَيطول مكثه وزمان تزيده. ابْن ماسويه: يرد هَذِه يكون بِلَا نخس بل كَأَنَّهُ قَائِم فِي ثلج. 3 - (دَلَائِل البلغمية) يكون فِي ابتدائها برد وتبطء سخونتها وصعودها فَإِذا صعدت كَانَت مؤدية لِأَن الطبيعة تقَابل الْبرد بِمَا تقابله من الْحر وَصغر النبض وبطئه واختلافاً مَعَ سَعَة فِيهِ تزيد فِي عرض وَيكون مَعهَا غثى إِذا أمعنت ووجع الْمعدة ولون أصفر أَبيض وتهيج وَعظم طحال ودورها فِي الْأَكْثَر عشَاء ويخالط رجيعهم بلغم وخاصة إِن لم يكن حَار المزاج وَلَا تنقى فتراتها وآخذها ثَمَان عشرَة سَاعَة وفترتها سِتّ سَاعَات وَلَيْسَت نقية وقيء بلغم وأفواههم رطبَة والعطش قَلِيل والنضج عديم وتصحح أمرهَا عنْدك السن والمزاج وَالْوَقْت وَالتَّدْبِير البلغمي وَكَثْرَة دُخُول الْحمام بعد الطَّعَام. قَالَ: وَيكون من البلغمية محرقة والمحرقة مَا كَانَ لهيبها حول الْقلب أَكثر مِنْهُ فِي جَمِيع الْبدن. قَالَ: وَيكون ذَلِك من بلغم عفن مالح. قَالَ: أبدأ فِيهَا إِذا كَانَت الْقُوَّة بتليين الْبَطن بِنصْف رَطْل من مَاء اللّبَاب وَخَمْسَة دَرَاهِم من لب القرطم وَعشرَة من الفانيذ وَإِن اضطررت إِلَى مَاء الشّعير فاسقه مَعَ السكنجبين العسلى وطبيخ الكرفس والرازيانج وَأَن كَانَ مَاء الشّعير يحمض فِي معدته فاسقه بدله مَاء الْعَسَل وَلَا تمنع الْقَيْء فِي هَذِه الْحمى وخاصة فِي المبدأ فَإِن الْحمى إِنَّمَا تنقص وتنقضي بذلك فَإِن كثر حَتَّى يضعف فاسقه بالميبة وَرب الرُّمَّان بالنعنع وَلَا تعالجه بالعلاج الرطب لِأَنَّهُ يطول الْحمى إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة وَلَا تدهن رَأسه وَلَا تنطل عَلَيْهِ وَلَو لحقه صداع إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة وأكب رَأسه حِينَئِذٍ على طبيخ مرزنجوش ألف هـ ونمام وَطَعَامه فَلْيَكُن سلق مَعَ زَيْت وَحب الرُّمَّان وَلَا يكثر الطَّعَام فتطول الْحمى وَلَا يلطغه جدا لِأَنَّهَا طَوِيلَة وَإِن صَعب الْبرد فاطلبه فِي بَاب النافض فَإِن لم تكن الْمَادَّة كَثِيرَة الغلظ فالسكنجبين نَافِع وَإِن كَانَت غَلِيظَة فضار وَاحْذَرْ المَاء الْبَارِد لِأَنَّهُ يغلظ الْمَادَّة فَيطول الْحمى وَالْمَاء الْحَار نَافِع جدا ويسكن الْعَطش فِيهَا فَإِن لكم يجِئ الْقَيْء فاستدعه بالعجل والشبث والسكنجبين وَبعد الْقَيْء أعْطه طبيخ الأنيسون) ومصطكي ونعناً وصير طَعَامه فِي وَقت سُكُون الْحمى ولتكن معدته خَالِيَة فِي وَقت النّوبَة وَيكون بَين الطَّعَام والدور مَا أمكن من الطول وَغير مَاءَهُ بسكنجبين على قدر الْحَاجة إِلَى أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَإِن جَاوَزت فَاسق مَاء الرازيانج والكرفس وأقراص الْورْد والجلنجبين وطبيخ الغافث وَالْأُصُول والبزور وَإِن أزمنت فطبيخ الصعتر والزنجبيل والفوذنج والورد نَافِع. وَالْحمام نَافِع فِي هَذِه الْعلَّة إِذا كَانَت الْقُوَّة مُمكنَة وَشرب بِمَاء حَار وَلَا

يطعم فروجاً حَتَّى تَنْتَهِي الْحمى إِلَى أَن تضعف جدا ولطف التَّدْبِير إِلَى السَّابِع أَو إِلَى الرَّابِع عشر فَإِن لم تنقص فغلظ التَّدْبِير لتبقى الْقُوَّة وَإِن ظهر فِي الْوَجْه تهبج فأعطه دَوَاء الْقسْط. وَهَذِه قرصة نافعة: أنيسون ساذج اسارون افسنتين سنبل دِرْهَم دِرْهَم صَبر أَرْبَعَة غافث ثَلَاثَة بزر كرفس دِرْهَم عصارة أفسنتين دِرْهَم يتَّخذ قرصاً بِمَاء الكرفس ويسقى بِمَاء الرازيانج والكرفس وَجُمْلَة الملطفة إِلَّا أَن الْحَرَارَة كَثِيرَة فَعِنْدَ لَك اسْتعْمل من الملطفة مَا لَا يسخن كالسكنجبين وَنَحْوه. وَإِذا كَانَت بَارِدَة خَالِصَة فأقدم على الدَّوَاء الكبريت والترياق والفلافلى والكمونى والنانخواة وَحده والفودنج والأنيسون. قَالَ فِي أزمان الْأَمْرَاض: هَذِه رُبمَا ابتدأت مَعَ برد وَرُبمَا ابتدأت بِلَا برد محسوس وصعودها أطول من صعُود الغب وَيكون فِي الغب وَقت التزيد وَقْفَة على حَال وَاحِدَة ثمَّ تتزيد حَتَّى تبلغ نهايتها وَكَذَلِكَ يكون لَهَا فِي التنقص وَقْفَة ثمَّ تَأْخُذ فِي التنقص حَتَّى يَنْتَهِي تنقصاً. الْيَهُودِيّ قَالَ: صَاحب هَذِه أبدأ مصفار مخضار لِأَنَّهُ لَا ينقى مِنْهَا ومبدأها بِبرد كثير الرَّعْد لَا يدفأ بدثار وَلَا غَيره ويظن أَنه جَالس فِي ثلج لشدَّة الْبرد وَكَأن ثِيَابه مبلولة وتصطك أَسْنَانه حَتَّى لَا يفهم كَلَامه من النافض والرعدة وَيطول مكث الْبرد والرعد وَيبدأ يسخن بعد كد رويداً ألف هـ رويداً ثمَّ يطول لبث حرهَا وَمَعَهَا غثى شَدِيد وقيء وَيكثر النّوم وتعتريه شَهْوَة الطَّعَام عِنْد ترك الْحمى وَالْبَوْل أَبيض رَقِيق وَمن غَد أَحْمَر غليظ كثير الثفل وَجُمْلَة يَتلون مرّة كَذَا وَمرَّة كَذَا. واللازمة يعرض لصَاحِبهَا مَعَ شدَّة الْحَرَارَة أَن يكون مجسته ندية وَيكثر بصاقه ويعتريه نِسْيَان وسبات وَلَا يعطش الْبَتَّةَ وبوله خاثر أَحْمَر. علاجهم قَالَ: اِسْقِهِمْ على نَحْو مَا ترى مَاء الشّعير مَعَ فلفل أَيَّامًا ثمَّ أسهلهم بعد أَيَّام بحب الصَّبْر وشحم الحنظل وعلك الرّوم والخربق واسقه بِالْغَدَاةِ قرصين من أَقْرَاص الأفسنتين بِمَاء الكرفس وبالليل قرصين من أَقْرَاص السنبل إِذا طَالَتْ فألزمهم الْقَيْء بِالْغَدَاةِ وَلَا تطعمهم حَنى تَنْقَضِي الْحمى ويسقى فِي وَقت النافض مَاء حاراً ويتعرقون بِمَاء التِّين الْمَطْبُوخ فَإِذا نقص النافض) تقيأوا ذَلِك المَاء وَلَا ينَام فِي وَقت النافض. ابيذيميا: الحميات الَّتِي تنوب فِي كل دور من أدوار الْفلك مرّة بِاللَّيْلِ نَائِب أَو بِالنَّهَارِ فَإِنَّهَا بلغمية. من كناش غَرِيب تَدْبِير للحمى الكائنة من بلغم غليظ لزج مزمنة: عصارة غافث ثَلَاثَة دَرَاهِم راوئد صيني مِثْقَال زراوند طَوِيل أنيسون بزر رازيانج بزر كرفس دِرْهَم من كل وَاحِد سنبل الطّيب مصطكي لَك مغسول من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف ورد منزوع الأقماق جنطيانا رومي من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم يقرص ويسقى مِنْهُ دِرْهَم بِهَذَا الطبيخ: أصُول أذخر سَبْعَة دَرَاهِم قشور أصل الكرفس أنيسون والرازيانج والكرفس عشرُون أفسنتين أَرْبَعَة حشيش غافث أَرْبَعَة بزر الرازيانج بزر الكرفس أنيسون بزر الكشوث من كل وَاحِد مِثْقَال

مصطكي سنبل الطّيب من كل وَاحِد دِرْهَم زَيْنَب منزوع الْعَجم ثَلَاثُونَ درهما يطْبخ بِخَمْسَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَربع ويسقى مِنْهُ قرصة بِعشْرين درهما من هَذَا المَاء وادلك فقار الظّهْر والموضع الَّذِي يبرد بِأَن تُؤْخَذ ميعة سَائِلَة خَمْسَة دَرَاهِم قسط مر دِرْهَم تذاب الميعة مَعَ عشرَة دَرَاهِم من دهن زنبق ويلقى عَلَيْهِ قسط مر ويدهن بِهِ. لي هَذَا الْقَرْض جيد إِذا أزمنت الْحمى وغلظت الأحشاء وَمَتى غلبت الْبُرُودَة فَاسق الْحمى الْأُصُول والبزور وَإِن كَانَ مَعَ حر فماء الهندباء. جورجس: إِن كَانَت الْقُوَّة فِي هَذَا مُحْتَملَة فاقطع السَّبَب المهيج للحمى وعلاجه الفاخر حب الصَّبْر ومصطكي وتريد إهليلج يسهل بهَا ونقيع الصَّبْر وَنَحْو ذَلِك ثمَّ بأقراص الغافث ألف هـ وأقراص الْورْد وقوّ الْمعدة بدهن ناردين وَغَيره. البحران: 3 (الْفرق بَين البلغمية وَالْغِب) سهل لِأَن هَذِه لَا تبتدئ نوائبها بنافض فَإِذا تمادت بهَا الْأَيَّام عرض فِي بعض نوبتها برد فِي ظَاهر الْبدن وأطرافه لَا نافض صَحِيح وَاخْتِلَاف النبض شَدِيد وَيفْسد نظامه فِي وَأول النّوبَة وَيبقى من ذَلِك اخْتِلَاف صدراُ فِي التزيد أَيْضا وَلَا يُوجد فِي النبض سرعَة وَعظم وَلَا الْقُوَّة الْمَوْجُودَة فِي الغب وَلَا الالتهاب وَلَا الْعَطش وَلَا طرح الثِّيَاب وتواتر النَّفس والنفخة الحارة وَطلب الْبَارِد لَكِن الْعَطش فِيهِ أقل مِنْهُ فِي جَمِيع الحميات وَالْبَوْل فِيهِ مُنْذُ أول يَوْم كبول الرَّابِع وَلَا يكَاد الْمَرِيض يعرق فِي الْأَيَّام الأول فَإِذا تطاولت الْأَيَّام فقد يكون ذَلِك وَهِي إِلَى الرّبع أقرب وَالْفرق بَينهمَا أَكْثَره فِي النبض وَإِنَّمَا يُوقف عَلَيْهِ وقوفاً صَحِيحا من معرفَة النبض فِي الصِّحَّة وَبَينهمَا فرق فِي النابض وَفِي الْأَسْبَاب الَّتِي من خَارج وَذَلِكَ إِن فِي هَذِه يكون المزاج رطبا وَالتَّدْبِير فيهم وَأكْثر من تعرض لَهُم الصّبيان وَلَا يكَاد يتَّفق إِلَّا مَعَ ألم فِي الْمعدة أَو فِي الكبد وتتقدمه تخم كَثِيرَة وإبطاء فِي الهضم وجشاء حامض وَإِذا ابتدأت هَذِه الْحمى فَلَا بُد أَن ينتفخ ويعظم مَا دون الشراسيف أَكثر مِمَّا كَانَ فِي الصِّحَّة وَكَثِيرًا مِمَّا كَانَ فِي الصِّحَّة وَكَثِيرًا مَا ترفق وتتمدد. وَيكون لون الْمَرِيض بَين الصُّفْرَة وَالْبَيَاض ويعين على حدوثها الْوَقْت والبلد الرطب. لي لم يذكر غير هَذَا وَيَنْبَغِي أَن نتممه نَحن بِأَحْسَن مَا يكون: البلغمية الدائمة مُنَاسبَة للفترة إِلَّا أَنَّهَا لَا يتَقَدَّم نوائبها برد كَمَا يتَقَدَّم فِي المقلعة وَلَا يعقبها عرق وَلَا قيء والخلط الْفَاعِل لَهما وَاحِد إِلَّا أَنه فِي الْمُفَارقَة منتشر فِي الْبدن كُله وَفِي الدائمة هُوَ مَحْصُور فِي جَوف الْعُرُوق وكلتاهما طويلتان. قَالَ: وَمن البلغم الزجاجي الشَّديد الْبرد تكون النّوبَة إِذا عفن كل يَوْم ونافض البلغمية إنمايكون بَارِدًا لَا مرعداً وطويلاً وتعسر سخونة الْبدن مَعَه. فليغريوس فِي شِفَاء الأسقام: انفض فِي البلغمية بحب القوقايا ثمَّ عَلَيْك فِيهَا وَفِي مَا طَال من الحميات بدواء الفودنج فَإِنَّهُ يسخف الْبدن كُله ويطرد الْحمى الْبَتَّةَ بعد الِانْتِهَاء.

أطهور سفس: إِذا شَرط إِذن حمَار وَشرب من الدَّم الَّذِي يسيل ثَلَاث قطرات أَو أَربع بآوقيتين من مَاء نفع من حمى البلغم ألف هـ وَذَلِكَ قبل وَقتهَا بساعة. جَوَامِع اغلوقن: نافض الْحمى البلغمية يكون تَارَة كبرودة الثَّلج غير مفتر كَمَا يكون نافض الغب ونافض الغب لَا يحس بالبرد مَعَه وَإِنَّمَا هُوَ لذع فَقَط يُوجد على الْأَكْثَر فِي الْحمى) البلغمية فَم الْمعدة يعتل لِأَن البلغم هُوَ فضل الطَّعَام الَّذِي يستمرثه الْمعدة والبلغمية لَيْسَ فِي انحطاطها عرق للزَّوْجَة البلغم وغلظه ويستدل عَلَيْهَا من السن والمزاج وَالْوَقْت والبلد والشدة الْمُتَقَدّم والراحة والتخم وَالْحمام الْكثير بعقب الطَّعَام وتوجع الْمعدة وَقلة الْعَطش ورطوبة اللِّسَان وَالْبدن كُله وفترتها لَا تنقى وحرارتها رطبَة وَمَعَ رطوبتها حرارة بِسَبَب اللعفونة وحرارتها تتبين بعد مُدَّة طَوِيلَة بالملمس والنبض أَصْغَر كثيرا من النبض الرَّابِع وَلكنه أَشد تواتراً وتواتره إِنَّمَا أَتَى من كَثْرَة صغره وصغره إِنَّمَا أَتَى من ثقله على الْقُوَّة لِكَثْرَة مِقْدَاره وَذَلِكَ أَن الَّذِي يفوت النبض من كبره لَا بُد أَن يسترجع بالتواتر وَالْبَوْل فِيهَا مرّة أَبيض رَقِيق وَمرَّة أَحْمَر غليظ كدر وفيهَا قيء بلغمي دَائِم وَلَا تكون فتراتها بعرق وَلِهَذَا لَا يَنْفِي الْبدن فتراتها كَمَا يَنْفِي فِي الغب وَالرّبع وَتعرض كثيرا للشيوخ وَالصبيان لِكَثْرَة الرُّطُوبَة فيمَ إِمَّا للشيوخ فلقلة هضمهم وللصبيان لنهمهم وتضعف مَعهَا الْمعدة لِأَن الْمعدة تضعف لغَلَبَة البلغم وَهَذِه الْحمى تكون عَن كَثْرَة البلغم وَلَا تكَاد تكون فتراتها نقية وَرُبمَا كَانَت فِي الندرة نقية وَذَلِكَ إِذا كَانَ قَلِيلا رَقِيقا وَالْبدن مَعَ ذَلِك متخلخل والنبض فِيهَا أَصْغَر مِنْهُ وَالْغِب كثيرا جدا إِلَّا أَنه أَشد تواتراً مِمَّا فِي الغب لما ذكرنَا وَأما فِي الإبطاء فنبض البلغمية كنبض الرّبع وَلَا يعطش فِيهَا كثير الْعَطش أَو لَا يكَاد يعرض لِأَنَّهُ لَا حر فِيهَا وَلَا يبس مثل الغب وَلَا يبس كالربع بل مَعهَا ضد ذَلِك أَعنِي الْبُرُودَة والرطوبة لِأَن لَهَا بردا وَالْبَوْل مرّة رَقِيق أَبيض وَمرَّة ثخين أَحْمَر كدر ورقته بِسَبَب السدد وبياضه لغَلَبَة البلغم وَضعف الهضم وثخونته وغلظه فِي وَقت آخر فَلِأَن الطبيعة إِذا دفعت تِلْكَ السدد خرج ذَلِك المحتبس وَيكون قد عفن بطول مقَامه وللطبخ فاكتسب حرارة توجب حمرَة وَهَذِه الْحمى خطرة لطولها غير مريحة وَلِأَنَّهَا تضعف فَم الْمعدة فَيحدث لذَلِك غثي وَسُوء هضم وَقلة شَهْوَة وَفَسَاد الاستمراء فَكل هَذِه يضر بِالْقُوَّةِ وَمِقْدَار مَا يرى من حَرَكَة الْحمى فِيهَا كَذَا يكون قصر مدَّتهَا وبالضد. وَلَا يُطلق ألف هـ فِيهَا الْحمام قبل النضج لِأَنَّهُ يحل الْمَادَّة وَلَا تنْحَل عَن الْبدن فَتحدث سدة وتفسد أَيْضا الأخلاط غير الْفَاسِدَة فَإِذا نضجن فَاسْتعْمل الْحمام وَالشرَاب بعد النضج ينْتَفع بِهِ فِي هَذِه الْعلَّة من وُجُوه: فِي النائبة كل يَوْم بعد أَن تجوز ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة أَو أَكثر فابدأ بسقي مَا يلطف الْمَادَّة ويخرجها وَلَا تسقه من أول يَوْم لِأَن الحمي إِذا واظبت أَيَّامًا كَانَ الإستفراغ بعد ذَلِك أسهل لِأَن الْخَلْط يرق أَكثر مِنْهُ فِي الِابْتِدَاء واستفرغ الأخلاط فِيهَا بسكنجبين وبالمدرة للبول فَإِذا بلغت هَذِه مُنْتَهَاهَا فاعتن بالمعدة وخاصة بفمها) وَليكن ذَلِك بِكَثْرَة الاستفراغ للبلغم وتقطيعه وبأضمدة تقوى الْمعدة وَيَنْبَغِي أَن تضعها موضعهَا وَإِلَّا ضرت.

الطيرى: هَذِه تهبج الْوَجْه وتنفخ الطحال وَلَا يقرب فِيهَا دهن فَإِنَّهُ يفْسد تحليلها بل المَاء الْحَار يحللها. ابْن سرابيون: لَا يسْقِي فِيهَا مَاء بارداَ فَإِنَّهُ يطولها بل اسْقِ مَاء حاراً فَإِنَّهُ ينقص مدَّتهَا ويسكن الْعَطش وَلَيْسَ مَعهَا فِي الِابْتِدَاء عرق لغلظ البلغم فَإِذا ظهر عرق فقد قرب انتضاؤها وَاسْتعْمل فِيهَا المسخنة بِحَسب مَا ترى. قَالَ: واستفرغهم بحب الصَّبْر وقيئهم واسقهم مَاء الْأُصُول وَغلظ التَّدْبِير إِلَى الْمُنْتَهى فَإِنَّهَا طَوِيلَة ثمَّ لطفه عِنْد الْمُنْتَهى فَإِن حدث فِي الْوَجْه ترهل فاسقه أقراصاً معمولة من البزور الَّتِي تسقى لوجع الكبد والفوة واللك وودواء الكركم فَإِن طَالَتْ بِأخرَة فَاسق طبيخ البزور الحارة وأعطه الكموني والترياق وَإِن زكنت إِن هَذِه الْحمى عَن احتراق دم فافصده وَإِن كَانَ أسود فَأخْرجهُ بِلَا زحمة وَإِن كَانَ أَحْمَر رَقِيقا فاحبسه لِئَلَّا تضعف الْقُوَّة وَلَا ينْتَفع العليل بِهِ وَإِذا ظهر النضج فأسهل بخربق أسود وأسطو خودوس وَالْحجر الأرمني والبسبايج والأفيثمون وَقبل ذَلِك فَاجْعَلْ الأغذية ملطفة قَلِيلا محللة للنفخ وَإِن لم تلين الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً بالأغذية فلينها بالشيافات والحقن اللينة وَلَا يستحم البته قبل النضج وَيسْتَعْمل الدَّلْك والقيء وَعند الْمُنْتَهى فلطف التَّدْبِير وَاسْتعْمل السّكُون فَإِذا انحط فأعط دَوَاء الحلتيت واعتن فِي آخرهَا بالطحال والكبد بأقراص مُوَافقَة لَهَا وبدواء الكركم وَإِن طَالَتْ جدا وَظهر أَنَّهَا ممازجة للبلغم فَاسق هَذَا الْمَطْبُوخ بعد النضج بِزَمَان طَوِيل: ناتخواة زنجبيل كرفس أنيسون سنبل يطْبخ ويسقى مَاؤُهُ. الخوز قَالَت: أَجود مَا يَقع فِي ألف هـ مَاء الْأُصُول للحميات الْإِذْخر لِأَنَّهُ يُقَوي الْمعدة والأفسنتين. بختيشوع: 3 (أَجود الأغذية للبلغمية) مَاء حمص بكمون وزيت وشبث. قسطاً من كِتَابه فِي البلغم قَالَ: شرب المَاء الْحَار وَحده فِي ابتدائها خير من أَن ينضج بسكنجبين وَيَنْبَغِي أَن يشرب السكنجبين بِمَاء حَار غدْوَة فَإِذا بَدَت النّوبَة وأحس بهَا فليشرب مَاء حاراً وَحده فَإِذا نقص البد وسخن الْبدن وَجَاء الكرب شررب السكنجبين بِمَاء بَارِد ويغذى ببوارد متخذة من سلق ومرى وخل وزيت مغسول وَبعد النضج يسقى أَقْرَاص الْورْد مَعَ السكنجبين ويسقى شرابًا ريحانياً بعد الطَّعَام بمزاج للْوَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم وتلين طَبِيعَته إِن احْتَاجَ بأيارج وأغاريقون ويخص فِي هَذِه الْحمى الكرفس المربى والكشوث والهندباء والرازيانج.

(الرّبع وَالْخمس) (وَالسُّدُس والسبع والحميات الْمُخْتَلفَة اسْتَعِنْ بَابا النافض) الثَّانِيَة من بالبحران: قد بيّنت فِي كتاب غير هَذَا أَن الرّبع يكون إِذا كثرت السَّوْدَاء وغلبت فِي الْبدن ونافض الرّبع يحس فِيهِ بِبرد قوي كبرد الشتَاء وَلَيْسَ تبتدئ من أول يَوْم بنافض قوى لكنه يُقَوي ويتزيد بِحَسب تزيدها على الْأَيَّام وَلَيْسَ يُوجد فِي نافضها الْبدن يحس بنخس لَكِن بِشَيْء كبرد ورض يصل مِنْهُ ألم إِلَى الْعِظَام فقد سمع أَصْحَاب هَذِه الْحمى يَشكونَ الوهن فِي عظامهم والرض فِي لحومهم والنبض فِي أول نوائبها ذُو صغر ضعف والإبطاء والتفاوت فِي حَال عَظمَة وَلَا تُوجد فِي غَيرهَا من الحميات حَتَّى أَنه يخيل إِلَيْك أَن الْعرق مشدود يجذب إِلَى دَاخل وَيمْنَع أَن يرْتَفع وَيبعد فِي هَذِه الْحَال عَن الْحَال الطبيعية بعدا أَكثر حَتَّى أَنه يَجْعَل نبض الشَّبَاب كنبض الشَّيْخ الْكَبِير جدا. وَقَالَ: قد قلت أَنه لَيْسَ يشبه شَيْء من هَذِه الْحمى فِي ابتدائها ابْتِدَاء الغب لَا نافضها وَلَا نبضها والآن كنت عرفت نبض الْمَرِيض فِي صِحَّته فَلَيْسَ يحْتَاج فِي الدّلَالَة على الرّبع إِلَى عَلامَة أخري الْبَتَّةَ لِأَن انقلاب النبض فِي ابْتِدَاء هَذِه الْحمى إِلَى التَّفَاوُت والإبطاء يكون مفرطاً جدا. وَقد حضرت قوما كنت أعرف نبضهم فِي حَال الصِّحَّة حموا حمى ربع فَقضيت عِنْدَمَا جستت الْعرق على الْمَكَان أَنه لَا يُمكن أَن يكون هَذَا الِابْتِدَاء لغير الرّبع وَكَانَ كَذَلِك فَأَما أَنْت فَإِن خالطك ألف هـ شكّ فَاسْتَعِنْ بالأشياء الْأُخَر وبالنظر فِي الْوَقْت فَإِن الخريف الْبَالِغ فِي الْبرد واليبس الْمُخْتَلف المزاج يعين على هَذِه والمختلف المزاج هُوَ أَن يكون اللَّيْل فِيهِ شَدِيد الْبرد) وَالنَّهَار شَدِيد الْحر وبالنظر فِي الْبَلَد وَالتَّدْبِير والحميات المارضة وَانْظُر هَل فِي الطحال غلظ وَهل كَانَت عرضت لَهُ قبل ذَلِك حميات مختلطة وَهل الْحَال فِي تزيد حماه وبلوغه مُنْتَهَاهَا بضد الْحَال فِي الغب فِي حَرَكَة الْحَرَارَة الغريزية ضد مَا يجْرِي عَلَيْهِ الْأَمر فِي الغب وَمن لم يفرق بَين الغب وَبَين الرّبع فِي أول يَوْم فَلَيْسَ من الطِّبّ فِي شَيْء. قَالَ: فَبِهَذَا الطَّرِيق تعرف الرّبع الْخَالِصَة الدائرة فَأَما اللَّازِمَة الْمُنَاسبَة لَهَا أَعنِي الَّتِي تشتد ربعا وَلَا تقلع فَإِنَّهُ لن يعسر تعرفها من أول نوبَة على من ارتاض فِي تعرف الدائرة رياضة جَيِّدَة فَأَما فِي النّوبَة الثَّانِيَة فَلَيْسَ يعسر ذَلِك على من لَيست لَهُ رياضة محكمَة فضلا عَن غَيره.

جوامع البحران

قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّك إِذا رَأَيْت عَلَامَات الرّبع وَلم تقلع علمت أَنَّهَا لَازِمَة وَذَلِكَ أَنَّك تَجِد جَمِيع علاماتها ثَابِتَة خلا أَنه لَا نافض فِيهَا وَلَا يعقبها عرق قَالَ: مَتى كَانَت الْحمى تتولد من السَّوْدَاء ثمَّ كَانَت تِلْكَ السَّوْدَاء متحركة فِي جَمِيع الْبدن فالحمى ربع خَالِصَة دَائِرَة إِن كَانَت محصورة فِي جَوف الْعُرُوق فَهِيَ ربع لَازِمَة وَلَا فرق بَينهَا وَبَين الدائرة إِلَّا فِي هَذِه الْحَالة. لي وتفقد أزمان النوائب فَإِن بَينهَا فِي ذَلِك الْوَقْت فرقا كَبِيرا من ذَلِك أَن ابْتِدَاء الغب يُخَالف ابْتِدَاء الرّبع فِي النبض جدا وتخالف البلغمية فِي الصعُود وَذَلِكَ أَن صعودها أقصر وقتا من وَقت صعُود البلغمية وَنَحْو ذَلِك وَمَا يخص حماه فِي كل وَقت ينْقل إِلَى هَذَا الْموضع وتفقد جملَة زمَان النّوبَة فَإِن الغب أقصرها وَالرّبع أطولها والبلغمية فِيمَا بَينهمَا فعلى هَذَا لَا يفوتك مَعْرفَتهَا فِي أول يَوْم. 3 - (جَوَامِع البحران) تعرف حمى ربع من الْأَسْبَاب الَّتِي تجمع مادتها وَمن الْأَشْيَاء الَّتِي تثبت نوعها أما من الجامعة مادتها فالبلد الْبَارِد الْيَابِس ورقت الخريف وَسن الكهول وَالتَّدْبِير ألف هـ المولد للسوداء والمزاج السوداوي وَضعف الطحال وَأما المقومة لنوعها فالنافض مَعَ التكسير الشَّديد الَّذِي كَأَنَّهُ يرض الْعِظَام والنبض المتفاوت وَالصَّغِير البطيء جدا الْبَاقِي على ذَلِك مُدَّة طَوِيلَة فِي الِابْتِدَاء وَعظم الطحال والحميات المختلطة. لي من هَهُنَا تعلم أَن الرّبع طَوِيلَة الِابْتِدَاء بِالْإِضَافَة إِلَى الغب لِأَن هَذَا النبض إِنَّمَا يكون فِي الِابْتِدَاء. قَالَ: تعرف 3 (الرّبع اللَّازِمَة) من دُخُول الْأَشْيَاء الجامعة لمادتها والأسباب الجامعة لمادتها الْأَسْبَاب المقومة لنوعها ثمَّ لَا تفتر وَلَا تبتدئ بنافض وَلَا تقلع باستفراغ محسوس. من الثَّانِيَة من الحميات: نافض الرّبع كَأَنَّهُ ينفض الْأَعْضَاء. لي يُرِيد أَن نافض الرّبع يبرد الْأَعْضَاء بِخِلَاف الغب الَّتِي تنخس وَلَا تبرد وَلَا فترات الرّبع يكون فِيهَا الْبدن نقيا كَالصَّحِيحِ والنافض يعرض مَعَه شَبيه بِمَا: يعرض لمن أَصَابَهُ برد شَدِيد من برد الْهَوَاء لَا يشبه بِمَا يعرض إِذا وضع على القرحة دَوَاء حَار وكما يعرض فِي حر الشَّمْس وَيجب ضَرُورَة أَن تتقدم الرّبع مَا يجمع السَّوْدَاء. قَالَ: وَقد تطول نوبَة الغب شَبِيها بطول نوبَة الرّبع وَرُبمَا كَانَت أطول مِنْهَا وَهِي بعد ربع خَالِصَة. قَالَ: وتقصر الرّبع بعد وتطول بِحَسب حَال الْخَلْط فِي الرقة والغلظ وَالْكَثْرَة والقلة وَحَال الْبدن فِي السخافة والكثافة وَالْقُوَّة والضعف. قَالَ: والخلط السوداوي إِن لم يعفن ويتحرك حَرَكَة شَدِيدَة حَتَّى يمر بالعضل المكلبس على الْبدن لم يحدث دور ربع

لي على مَا رَأَيْت فِي الثَّالِثَة من تقدمة الْمعرفَة: إِذا رَأَيْت بعض الحميات النائبة قد خلطت فِي نوائبها وخشيت أَن تنْتَقل إِلَى ربع فانفض الْبدن بِمَا يستفرغ سَوْدَاء مَرَّات ولطف بِمَا لَا يسخن) كالسكنجبين الْمَعْمُول بالبسبايج والأفيثمون والخربق الْأسود وَالْحجر الأرمني. من أزمان الْأَمْرَاض: الرّبع قَلما تكون مطبقة وَفِي الْأَكْثَر تكون نائبة وفتراتها نقية. لي من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ: لما حم اوديمس وَلم اكن أعرف نبضة حدست من نبضه أَن حماه ربع وَلَو كنت قد عرفت مِقْدَاره فِي حَال الصِّحَّة لأثبت الْقَضَاء عَلَيْهِ لكنه عل حَال بِأَن فِي الْحس شَيْئا ألْقى فِي نفس أَنَّهَا حمى ربع وَكَانَ كَذَلِك وَاتفقَ الْأَطِبَّاء على أَن يَأْخُذ ألف هـ الترياق سحرًا فِي الْيَوْم الَّذِي يتَوَقَّع لَهُ النّوبَة وَكَانَت تَجِيء فِي السَّاعَة فَقلت أَن الترياق بِضعْف حماه لِأَن مَرضه لم ينضج وَإِن اسْتعْمل الترياق وَنَحْوه فِيمَن فِي بدنه اخْتِلَاط رَدِيئَة غير نضيجة وخاصة فِي ابْتِدَاء الشتَاء أمكنه أَن يشوش تِلْكَ الأخلاط وَلم يُمكنهُ أَن ينضجها ويفشيها فَسَقَاهُ الْأَطِبَّاء مِنْهُ مَرَّات فأفسدت حماه ونابت أُخْرَى أَيْضا ربع الرَّابِعَة من طيماوس: حمى ربع تكون من سَوْدَاء وَلذَلِك تحْتَاج إِلَى مُدَّة من الزَّمَان طَوِيلَة حَتَّى تنضج فَإِن حرك قبل النضج بالأدوية المحركة نَحْو دَوَاء الحلتيت وَنَحْوه تحريكاً صَار أَشد أردأ مِمَّا كَانَ فَإِن أحسن التَّدْبِير حَتَّى ينضج نضج على طول الْمدَّة وتدبيره إِن يَعْنِي بِالْمَشْيِ المعتدل وَالرُّكُوب والاستحمام والأغذية السريعة الهضم الجيدة الْخَلْط وَاحْذَرْ أَن يُصِيبهُ حر أَو سهر وَأَشد مِنْهَا التخم وَفَسَاد الهضم وَالْجِمَاع فدبره هَكَذَا إِلَى أَن ينضج. لي قد ذكرت مَا يَعْنِي بالدواء المحرك فِي الإسهال فِي ابْتِدَاء الحميات وَهِي الْأَدْوِيَة المضادة للسوداء بالطبع لَا مِمَّا يسخن بِقُوَّة وكد كالحلتيت وَنَحْوه فَإِن هَذَا مَتى استعملته قبل النضج جعلت الْحمى مضاعفة. الأول من السَّادِسَة من أبيذيميا: حميات الرّبع إِذا ابتدأت ولزمت نظامها فَإِنَّهَا تحدث حميات مختلطة. السَّادِسَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ: مت لم يكن خطأ من الْمَرِيض وَلَا من الطبي وَلَا من خَارج فَلَا يطول الرّبع أَكثر من سنة. من الثَّانِيَة من المجونات: مر أَرْبَعَة فلفل أَبيض دَار فلفل اثْنَان اثْنَان أفيون جندبادستر قردمانا أَرْبَعَة أَرْبَعَة سكبينج دِرْهَم يقرص ويسقى قرص فِيهِ أَبُو لوسين ويسقى للحميات الطَّوِيلَة وَالرّبع آخر: حلتيت وفلفل وَمر وورق الذاب بِالسَّوِيَّةِ يعجن وَيسْتَعْمل كَالَّذي قبله. الْيَهُودِيّ: الرّبع تبتدئ بِبرد شَدِيد وبطؤ السخونة ثقيل على الْبدن وَالْعِظَام قوى التمطئ) والتثاؤب فالعرق فِيهَا قَلِيل.

قَالَ: احمه قبل النّوبَة بساعتين ثمَّ أطْعمهُ إِن شَاءَ طَعَاما يَسِيرا ثمَّ أعْطه الدَّوَاء فَإِنَّهُ يعرقه عرقاً كثيرا فتقلع حماه. الطبرى: مَا كَانَ مِنْهَا بعقب غب فَهُوَ من احتراق صفراوي وبعقب بلغم قعن احتراقه. وَقد يكون عَن احتراق دم غليظ وبعقب امتلاء فَيخرج الدَّم من الدموية وَيسْتَعْمل الإسهال فِي الصفراوية وَيسْتَعْمل الحتيت والفلفل فِي البلغمية. من بعض كتب الْهِنْد: ينفع الرّبع أَن يبخر بِجُزْء السنانير وَأَن يهجم عَلَيْهِ قوم بسيوف وَترسل حيات منزوعة الأنياب ويتملؤ من الطَّعَام ويتقيأ. ألف هـ لي جَمِيع عَلَامَات الرّبع تقدم الحميات المختلطة والأمراض السوجاوية وَالزَّمَان والمزاج وَالتَّدْبِير المشاكل لذَلِك وَحَال الحميات الْوَارِدَة فِي ذَلِك الْوَقْت والنافض البطيء السخونة والثقيل المكثر للطعام الثقيل النافض وَأَن يسخن بكد طَوِيل فَإِذا سخنت امتدت السخونة وَشدَّة أهرن: هَذِه طَوِيلَة فأعطه أَولا فِيهَا أغذية فِيهَا الغلظ كَاللَّحْمِ خلا الغليظ مِنْهُ وَجَمِيع الْأَطْعِمَة الغليظة فَلَا تعطه مِنْهَا شَيْئا بل المتوسطة فَإِذا رَأَيْت النضج بَدَأَ فِي الْبَوْل فلطف التَّدْبِير قَلِيلا قَلِيلا وَلَا تعالجه بالأدوية الحارة فِي الِابْتِدَاء طَمَعا فِي أَن تفتح السدد فَإنَّك لَا تفتحها وتشتد الْحمى بذلك فَإِذا انهضم نعما فأعطه الترياق والفلافلى والسجرتيا وجوارش الكموني والأنجدان ودواء الكبريت. وَإِن رَأَيْت أَن السَّوْدَاء الَّتِي عَنْهَا الْحمى كَانَت عَن احتراق دم فافصد فِي أوائلها الباسليق أَولا من الْيَد الْيُسْرَى وَكَذَلِكَ من كَانَت بِهِ من احتراق صفراء. لي هَؤُلَاءِ يجب أَن يسهلوا بِمَا يخرج الصَّفْرَاء الْمُحْتَرِقَة والسوداء. قَالَ: وَقد يكون ذَلِك الْفضل الْأسود من احتراق بلغم. قَالَ: ويعالج من بِهِ ربع مُلَازمَة بالأدوية المعتدلة فِي الْحر وَالْبرد الملطفة كالسكنجبين والجلنجبين وَمَاء الرازيانج والكرفس وَمَاء الْأُصُول والأغذية المعتدلة الَّتِي فِيهَا برد لِأَن مَعَ هَذِه الْحمى حرارة أَكثر لِأَنَّهَا دَاخل الْعُرُوق وخاصة إِن أعَان على ذَلِك الزَّمَان والمزاج وَأما المفترة وَهِي مَا كَانَ مِنْهَا خَارج الْعُرُوق فامرخ صَاحبهَا بعد الهضم بآدهان حارة ملطفة فَإِن اسْتَطَعْت أَن لَا تُؤْكَل صَاحبهَا يَوْم النّوبَة شَيْئا فافعل وَمَعَ ذَلِك فقيئة أَحْيَانًا قبل الطَّعَام بفجل وسكنجبين وَنَحْوه) وَأَحْيَانا بعد الطَّعَام. وَإِن رَأَيْت فِي الْبَوْل هضماً تَاما فَعَلَيْك بأدوية حارة إِلَّا أَن يكون الزَّمَان والمزاج حارين جدا وعالج النائبة فِي كل خمس بعلاج حمى الرّبع فَإِنَّهَا من جِنْسهَا وعلاجهما وَاحِد وألح عَلَيْهِ بِمَا يدر الْعرق كالحمام وَلَا يكثر صب المَاء بل يتعرق ومرخه بأدهان حارة لَطِيفَة وعالج المختلطة الَّتِي لَا يعرف لَهَا وَقت نوبَة وَلَا تلْزم بعلاج الرّبع وبالفصد خَاصَّة إِن ساعدت الْقُوَّة. لي رَأَيْت ألف هـ عُمُوم ربع لَا تنفض البته بل تبتدئ بحرارة شَدِيدَة فَقَط وأحسب أَن هَذِه ربع لَازِمَة.

الْإِسْكَنْدَر: الرّبع تكون من صفراء محترقة وَمن بلغم مالح يَابِس وَمن سَوْدَاء خَالِصَة وَمن عكر الدَّم وَمن ورم الطحال. قَالَ: فعالج الرّبع التيى من احتراق صفراء بِمَاء يبرد ويرطب وخاصة إِن شهِدت لَك الْأَسْبَاب الملتهبة وأعطه بطيخاً وخوخاً وهندباء وخساً وَجُمْلَة فعالجه بعلاج الغب. وَقَالَ: وَقد أَخطَأ جالينوس إِذْ عالجها كلهَا بِمَا يسخن. قَالَ: وَالرّبع الَّتِي من برودة فابدأ قبل وَقت النافض بِمَا يدْفع النافض ويعرق فَإنَّك توهن النافض والصالب يضعف إِذا ضعف النافض وأسهله وَأعْطِ الَّذِي من احتراق صفراء شراب الْورْد وبفلفل وبسقمونيا على مَا فِي الصّفة وَهُوَ أَن تطبخ عصارة الْورْد الْعَسَل والأغاريقون مِقْدَار أوقيتين برطل ثمَّ يداف فِيهِ نصف أوقيه من سقمونيا وَمثله من الفلفل وَيُؤْخَذ من دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثَلَاثَة فَإِنَّهُ يتقيأ نعما وَلَا حرارة شَدِيدَة لَهُ. قَالَ: وَإِن اسْتعْمل فِي الرّبع فِي وَقت النافض مَا يقيئ بِقُوَّة أوهن النافض والصالب وَأَبْرَأ العليل وأعطه مَا يقيئه فِي ذَلِك فَإِنَّهُ يسهل عَلَيْهِ لِأَنَّهُ ينصب إِلَى الْمعدة فِي الْوَقْت أخلاط كَثِيرَة. شربة جَيِّدَة تسقى للربع الْبَارِدَة وللحمى البلغمية قبل أَن يَجِيء بساعة وينام فيعرق وَتذهب الْحمى بِإِذن الله تَعَالَى: أفيون عَتيق سَبْعَة زعفران خَالص حَدِيث أَرْبَعَة قنة وَمر من كل وَاحِد أَرْبَعَة سليخة الطّيب وحلتيت من كل وَاحِد اثْنَان جندبادستر وسنبل من كل وَاحِد سَبْعَة قسط ثَلَاثَة فلفل أَرْبَعَة عشر عسل بِقدر مَا تعجن بِهِ وَيُعْطى مِنْهُ كالباقلى الْعَظِيمَة بِمَاء فاتر فَإِنَّهُ عَجِيب.) قَالَ: وَهَذِه تريح مِنْهَا فِي شربتين أَو ثَلَاث أَو أَربع. قَالَ: وَالْحِجَارَة الأرمنية تَنْفَع نفعا عَظِيما فِي ذَلِك وَإِن غسلت وأسهلت وَإِلَّا فتت ويخلط بقرنفل وبسقمونيا والشربة من الْجَمِيع اثْنَا عشر قراطاً. شَمْعُون قَالَ: انفض عَنْهُم السَّوْدَاء بالإسهال مَرَّات وافصد البالسليق من الْيُسْرَى وَإِن كَانَ الدَّم أسود فأكثره ثمَّ استفرغ بعد بِمَا يسهل وَلَا يَأْكُل يَوْم الْحمى شَيْئا. الاختصارات: ألف هـ هَذِه الْحمى يتقدمها على الْأَكْثَر حميات أخر ثمَّ مختلطة وَذَلِكَ أَنَّهَا تكون من احتاق الأخلاط الثَّلَاثَة أَعنِي من نشيط الدَّم أَو بلغم أَو صفراء فَأَما الطبيعة فَلَيْسَ تكَاد تعفن وَمَتى تقدم الرّبع حمى دموية وَكَانَ مزاجه دموياً والنبض والعرق يَشْهَدَانِ بذلك فَإِن الرّبع من احتراق الدَّم وَإِن تقدمته الغب وَشهِدت سَائِر العلامات وَكَانَ مَعهَا عَطش ونبض أسْرع وَبَوْل لطيف أشقر فالربع من احتراق الصَّفْرَاء وَإِن كَانَت تقدّمت حميات بلغمية وَشهِدت الْأَشْيَاء الْأُخَر من التَّدْبِير الآخر وَنَحْوه وَكَانَ الْبَوْل كدراً أَبيض والعطش قَلِيلا فالربع من البلغمية فاقصد الْخَلْط الَّذِي بِأَن لَك أَن الرّبع تولدت عَنهُ من بسيطة فَإِن كَانَ الدَّم

فافصده واسقه سكنجبينا وَإِن كَانَت بلغمية فأسهله بلغماً ولطف التَّدْبِير وصومه يَوْم الْحمى وَبعد النضج اسْتعْمل أدوية حارة كدواء الحتيت وينفعه الْقَيْء. قَالَ: صفة الرع مجربة إِذا طَالَتْ: نانخواة وستبل الطّيب وجبق جبلى من كل وَاحِد عشرَة أنيسون كرويا من كل وَاحِد سَبْعَة دَار فلفل ثَلَاثَة زنجبيل أَرْبَعَة حلتيت مَا هِيَ زهرَة خَمْسَة سليخة ثَمَانِيَة يعجن بِعَسَل الشربة مِثْقَال بِمَاء الكرفس والرازيانج. قَالَ: وأسهله فِي كل خمس لَيَال مرّة بِهَذَا الْحبّ: أفيثمون تَرَبد من كل وَاحِد عشرَة كرويا أنيسون من كل وَاحِد سَبْعَة نانخواة أغاريقون أَبيض من كل وَاحِد ثَمَانِيَة بزر كرفس رازيانج من كل وَاحِد ثَلَاثَة بسبايج سِتَّة ملح هندي خَمْسَة أيارج فيقرا خَمْسَة عشرَة درهما يتَّخذ حبا بِمَا النعنع ويحبب الشربة دِرْهَم وَنصف بِمَاء فاتر من أول اللَّيْل. قالي يحيى بن عبد الله: جربت تَعْلِيق عظم الْخِنْزِير فِي عنق من بِهِ الرّبع فابرأه. من اختيارات حنين: صَاحب الرّبع لَا يستفرغ استفرغاً قَوِيا ضَرْبَة والحتليت من أَجود شَيْء فِي هَذِه الْعلَّة ولتكن طبيهته أبدا لينَة وَإِن أَعْطَيْت فلفلاً كل يَوْم كَانَ صَوَابا أغلوقن: إِذا فصدت فِي الرّبع فَوجدت الدَّم أَحْمَر رَقِيقا فاحبسه من ساعتك وَإِن كَانَ أسود) غليظاً فَأكْثر من إِخْرَاجه وَأعْطِ دَوَاء الحتليت وَنَحْوه بعد إسهال السَّوْدَاء مَرَّات. جَوَامِع أغلوقن: الرّبع لَا تكَاد تحدث ابْتِدَاء إِلَّا إِذا كَانَ طحال ألف هـ عَظِيم أَو يغذي بأغذية تولد أخلاطا سوداوية كَثِيرَة يعجن الطحال عَن جذبها واشتداد النافض فِيهَا ينذر بِخَير لِأَنَّهُ يدل عل أَن الْخَلْط قد نضج لِأَنَّهُ من أول الْأَمر لَا يكون شَدِيدا إِلَّا أَن الْخَلْط بعد لَا يكون قد نضج فَلَا يبرز مِنْهُ شَيْء إِلَى العضل فَإِذا نضج برز مِنْهُ شَيْء كثير فَاشْتَدَّ النافض واستفرغ مِنْهُ شَيْء كثير كل نوبَة. الساهر قَالَ: اصرف عنايتك فِي الرّبع إِلَى الكبد وَالطحَال لِئَلَّا يصلبا وَلَا تعطهم زهومة ثَلَاثَة أسابيع لتقصر مُدَّة الْحمى وَبعد ذَلِك أطْعمهُم فروجاً وَبعد الْأَرْبَعين أطْعمهُم لَحْمًا وَيَوْم الدّور يَصُوم وَيدخل الْحمام من غَد ويقيأ فِي هَذَا الْيَوْم فَإِن طَال فاسقه مَا يعرق وَمَا يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه فِي الْحمر الربه: إِذا سخنت فحرارتها شَدِيدَة وَلَا يكون فِيهَا عرق غزير. قَالَ: قَالَ: انْظُر أَيَّة حمى تقدّمت الرّبع وَأي الدَّلَائِل ظَاهِرَة فِي اللَّوْن وَالْبَوْل ثمَّ افصد إِلَى استفراغ ذَلِك الْخَلْط فَإِن كَانَ الدَّم فافصد الباسليق واسق رب الريباس وَنَحْوه وَكَذَا فافعل بالباقية وصومه يَوْم الدّور وَإِن كَانَت عَن احتراق صفراء فأسها باهليلج واسقه مَاء الشّعير وسكنجبيناً ورمانا وقيئة فِي النّوبَة بسكنجبين وبالماء الْحَار واعتن بالكبد وَالطحَال لِئَلَّا

يحدث بهما ورم وَإِذا طَال ذَلِك فالأقراص الجيدة والأضمدة من الأقراص الَّتِي هَذَا مثالها: عصارة الغافث سقولوقندريون لَك زراوند طباشير بزر خِيَار بقلة حمقاء هندباء كرفس قشور كبر ويسقى سكنجبينا وَإِن كَانَت من احتراق بلغم فاسقه الأطبخة الحارة المدرة للبول المتخذة من الأنيسون ونانخواة وفودنج وَيسْتَعْمل الْقَيْء قبل النّوبَة وَفِي وَقتهَا ثمَّ يَصُوم بَقِيَّة يَوْمه. دَوَاء نَافِع من الرّبع بعد النضج: نانخواة فودنج سنبل من كل وَاحِد عشرَة فلفل ثَلَاثَة زنجبيل أَرْبَعَة حلتيت خَمْسَة أنيسَة سَبْعَة يسقى مِثْقَالا بِمَاء الْأُصُول. حب آخر يسقى بِاللَّيْلِ فيسهل وَيبْطل اتلحمى: أفيثمون وبسبايج وأيارج فيقرا من كل وَاحِد عشرَة أغاريقون ثَمَانِيَة ملح هندى خَمْسَة نانخواة ثَلَاثَة الشربة دِرْهَمَانِ قبل الْيَوْم. معجون للربع والبلغمية إِذا طالتا: مر سَبْعَة عشر سنبل ثَلَاثَة عشر ألف هـ أنيسون فلفل نانخواة أفيثمون من كل وَاحِد عشرَة بطراساليون خَمْسَة عشر فقاح الْإِذْخر ميعة حلتيت قسط أغاريقون عَاقِر قرحا من كل وَاحِد خَمْسَة يعجن بِعَسَل عَتيق أَو بِعَسَل الرنجبيل وَيُؤْخَذ) مِنْهُ كالجوزة. مَا بَال قَالَ: دع يَوْم النّوبَة الرّبع النّوم الْأكل وَعَلَيْكُم بالرياضة وَالْحَرَكَة وادخله الْحمام إِذا انْقَضتْ النّوبَة فَإِن هَذَا يعين على سرعَة تحلل الفضول. ابْن سرابيون: إِذا ظهر غَلَبَة الدَّم فافصد الباسليق فَإِن كَانَ الدَّم أَحْمَر فاحبسه من ساعتك لِئَلَّا تسْقط الْقُوَّة والحمى طَوِيلَة وَلَيْسَ بسوداوي فَلَا ينْتَفع بِخُرُوجِهِ. جَوَامِع اغلوقن: شدَّة النافض فِي الرّبع إِذا لم يكن فِي الِابْتِدَاء فَإِنَّهُ ينذر بِأَنَّهُ كُله قد نضج فِي أول الْأَمر دلّ على كَثْرَة الْخَلْط وَإِحْدَى العلامات الَّتِي تكون فِي انحطاط الرّبع وَلَا تكون فِي انحطاط البلغمية وخاصة فِي الِابْتِدَاء وَتَكون فِي الغب أَكثر وأغزرها فِي الرّبع ونقاء الْعُرُوق فِي الانحطاط فرق بَينهَا وَبَين البلغمية. جورجس: فِي ابْتِدَاء هَذِه أسهل السَّوْدَاء بِقُوَّة ثمَّ الزمه أَقْرَاص الحلتيت ثمَّ عاود الإسهال والأقراص إِلَى أَن يبرأ. لي وَإِن كَانَت تقلب من الغب فأسهل بِحَسب ذَلِك وَجُمْلَة فَإِن علاج الْحمى الْقَبْض المتدارك والأدوية المبدلة للمزاج فِي خلال ذَلِك. اغلوقن: الرّبع لَيست تحدث ابْتِدَاء لَكِن تحدث على الْأَكْثَر عَن نقلة حميات أخر يتقدمها وَلَا أعلم أَنِّي رَأَيْتهَا ابتدأت بنافض شَدِيد لَكِن يشْتَد النافض فِيهَا ويضعف على طول الْأَيَّام إِنَّمَا ينضج الرّبع بعد أَن ترى النافض قد لِأَن بعد الشدَّة وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن صغر النافض فِي أول الْأَمر إِنَّمَا يكون لقلَّة مَا يَجِيء إِلَى العضل من الْفضل الَّذِي مِنْهُ الْحمى ثمَّ

يكثر مَجِيئه الْبَتَّةَ حَتَّى يمعن الْحمى لِأَنَّهُ يرق ويتعود النّفُوذ وَالْقَبُول فيكثر ويعظم النافض فَإِذا لِأَن النافض بعد فَإِنَّهُ يدل على أَن الْفضل قد قل فَلَيْسَ ينصب مِنْهُ إِلَّا قَلِيل فِي العضل. قَالَ: عالج هَؤُلَاءِ فِي أول الْأَمر بالرفق وَلَا تسق شَيْئا من الْأَدْوِيَة القوية لي يَعْنِي الحارة وَلَا ترم الاستفراغ اللَّهُمَّ إِلَّا أَن ترى الدَّم كثيرا غَالِبا جدا فافصد الباسليق من الْيُسْرَى فَإِن لم يكن فالأكحل فَإِن رَأَيْته أسود ألف هـ غليظاً وَأكْثر مَا تَجِد هَذَا فِي أَصْحَاب الأطحلة فَأخْرج مِنْهُ شَيْئا كثيرا وَإِن كَانَ رَقِيقا صَالحا ناصعاً فتوقف واغذه بِمَا لَا ينضج بل بِمَا يحلل النضج ولين الْبَطن بأغذية وأدوية لينَة وامنع من الْأَطْعِمَة الْكَثِيرَة الأغذاء وَالشرَاب الْأَبْيَض الرَّقِيق وَيسْتَعْمل السّمك المالح والخردل وليأخذ فِي الْأَيَّام الأول الفلافلى والكموني أَو فلفلاً بِمَاء الْعَسَل) وَلَا تلطف تدبيرهم فَإِن رَأَيْت الِانْتِهَاء فلطف تَدْبيره وَاسْتعْمل بعد ذَلِك مَا يدر الْبَوْل بِقُوَّة فَإِذا ظَهرت عَلَامَات النضج فاستفرغ بِمَا يخرج الْخَلْط الْأسود بِقُوَّة مَرَّات مُتَوَالِيَة وقيئهم على التملؤ وَأَرْدَفَ ذَلِك بالخربق المغرز فِي الفجل وأطعمه الفجل: فَمن لم يُمكنهُ الْقَيْء فإسهاله أبلغ وَأكْثر وَبعد ذَلِك أعْطه ترياقاً ودواء الحلتيت وَلَا تعط هَذَا قبل الِانْتِهَاء فَإِنَّهَا تشدد الْحمى وتجعلها مضاعفة. لي صديقان أخبراني أَن رجلَيْنِ ابتدأت بهما حمى الرّبع دون تتقدمها حمى أُخْرَى. من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة: لما سقى أوذيمش الشَّاعِر ترياقاً فِي أول حماه صَارَت الرّبع الَّتِي كَانَت بِهِ ثَلَاث حميات ربع والأدوية الحارة تفعل هَذَا إِذا أخذت فِي أول أدوار الْحمى. جَوَامِع اغلوقن: الْغذَاء فِي الرّبع يكون ندبا مرطباً ليعلو ويقهر يبس ذَلِك الْخَلْط وَأَن يحل النفخ أَو مَا لَا ينْفخ لِأَنَّهُ تتولد عَن الْخَلْط الْأسود ريَاح فِي الْمعدة وَتَحْت الطحال فَإِن انضمت هَذِه إِلَى تِلْكَ الْحَال زَادَت جدا وتلين الْبَطن باعتدال ولتخرج الْفضل دَائِما وَيسْتَعْمل المعجونات وَلَا تدمنها فتزيد فِي الْحَرَارَة وتحلل لطيف الْخَلْط وتفشه وتنزل غليظه وَيسْتَعْمل الْمَشْي والدلك بالأدهان المرخية لتتوسع مسامه وَلَا تسْتَعْمل الْحمام أصلا إِن أمكن ويقل مِنْهُ لي خَاصَّة من هوائه الْحَار وَذَلِكَ أَنه يذيب هَذَا الْخَلْط وَلَا يبلغ إِلَى أَن يحلله وَبعد النضج واتر الإسهال للسوداء لِأَنَّهُ قد تهَيَّأ لِلْخُرُوجِ ويسقى الحلتيت والترياق ليلطف ويحلل. لي وَيَنْبَغِي أَن تعتمد فِي الرّبع على إِخْرَاج السَّوْدَاء وترطيب الْبدن بعد ذَلِك وعد فِي ذَلِك مَرَّات فَإِنَّهُ ملاكه. الثَّانِيَة من المعجونات قَالَ: وعد تُرِيدُ سقيه المعجونات الحارة النافعة من حمى الرّبع فَاحم الشَّارِب لَهُ قبل نوبَة الْحمى بساعتين ويتناول طَعَاما وشرباً قَلِيلا ألف هـ وَيَأْخُذ الدَّوَاء وينام فَإِنَّهُ يعرق عرقاً كثيرا وتقلع حماه. لي وينفع مِنْهُ فِي هَذَا الْوَقْت النّوم وَالشرَاب. وَفِي الرّبع لَا يكَاد يكون عرق كثير لِأَن

الْخَلْط قَلما يصير إِلَى العضل وَلذَلِك نافضها أَيْضا يكون فِي عضل العليل بِخِلَاف نافض الغب فَإِنَّمَا يكون مائلة إِلَى خَارج وناحية الْجلد وَلذَلِك يكثر فِيهَا الْعرق أَيْضا. ابْن ماسويه: إِن طَالَتْ الرّبع فصومه يَوْم الدّور فَأَما مَا لم تطل فَلَا لِأَنَّهُ يزيدها حراقة وقيئه بعد نَزعهَا كل يَوْم بسكنجبين واعتن بالكبد لِأَنَّهُ سَبَب الاحتراق وبالطحال لِأَنَّهُ الْقَابِل واسقه مَا يستفرغ السَّوْدَاء: إهليلج أسود أفيثمون بسياج سنا أفسنتين حجر اللازورد ملح هندي) أغاريقون شَحم حنظل. مسيح: اسْقِ فِي هَذِه دَوَاء الحلتيت وَنَحْوه ظُهُور الانحطاط وتوقه قبل ذَلِك وعالج الْخمس وَمَا فَوْقه بعلاج الرّبع وزد فِي التقطيع والإسخان فَإِنَّهُ إِنَّمَا يكون من ماد أغْلظ. يختيشوع: إِذا طَالَتْ الرّبع فاحجم أخدعيه وبخره بالذريرة وحسه المَاء الْحَار مَتى اقشعر وعرقه وألزمه الْحمام واسقه أفيثمونا ويتمرخبزنبق أَو خيرى. لي وبدهن بابونج وَسَائِر مَا يسخن جيد للنافض والمتطاولة وألزمه حلتيتاً درهما مَعَ خَمْسَة دَرَاهِم سكرا كل يَوْم نوبَة أبقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض دَوَاء جيد للربع: بزر بنج وشيرج قِيرَاط قِيرَاط حلتيت مثل نصف الباقلى واسقه بشراب صرف وينفع أَن يَأْكُل ثوماً وَعَسَلًا وَيشْرب سكنجبيناً عسلياً طَعَاما ويقيأ ويستحم وَيَأْكُل فِي الْعشَاء شَيْئا يَسِيرا ويستحم من غَد بِمَا كثير عذب حَار ويتعرق بعد ذَلِك بالثياب وَيَأْخُذ مثل لوزة بشراب فَإِن غثت نَفسه تقيأ فَإِن عاود فليعاود هَذَا التَّدْبِير وَيشْرب الدَّوَاء الأول على الرِّيق. قسطاً فِي الْمرة السَّوْدَاء: من الرّبع ضرب يُسمى المنعكسة وَهِي الَّتِي تنوب يَوْمَيْنِ وتريح يَوْمًا. وَرُبمَا نابت ثَلَاثَة مُتَوَالِيَة وَعند ذَلِك يتَّصل. قَالَ: أول مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من تَدْبِير الرّبع تلطيف التَّدْبِير فِي يَوْم النّوبَة وَلَا يَأْكُل حَتَّى تمْضِي النّوبَة وَفِي الْيَوْم الثَّانِي دُخُول الْحمام وَفِي الثَّالِث الْقَيْء وَذَلِكَ أَن يَوْم ألف هـ النّوبَة ينصب إِلَى الْمعدة من خلط الْحمى فَلَا يَنْبَغِي أَن تشاغل الطبيعة بالغذاء عَن مقاومة ذَلِك وَالْيَوْم الثَّانِي يحْتَاج إِن تصلح تَعب النّوبَة بالحمام لتريح الْبدن وتنشطه وَلما كَانَ الْحمام يصب الفضول إِلَى الْمعدة ويرقق الأخلاط وَجب الْقَيْء فِي الْيَوْم الثَّالِث. والأدوية الحارة مثل دَوَاء الكبريت والترياق الحلتيتي عَظِيمَة الْخَطَأ فِي أول الْأَمر فَإِذا رَأَيْت الْحمى قد تضاعفت فنابت يَوْمًا آخر بعقب هَذِه الْأَدْوِيَة فَذَلِك مُنْتَهى وَيَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل إِذا طَالَتْ وبع ظُهُور دَلَائِل النضج. قَالَ: سَمِعت أَنَّهَا أَقَامَت اثْنَي عشرَة سنة وَرَأَيْت من أَقَامَت عَلَيْهِ أَربع سِنِين وَهَؤُلَاء هم الَّذين المرار الْأسود فيهم فِي غَايَة الغلظ فليبدأوا هُنَاكَ فِي أَخذ اللحلتيت وَأَقل مَا يُؤْخَذ مِنْهُ نصف دِرْهَم ثمَّ يُزَاد قَلِيلا قَلِيلا وجوارش الفلافلى أَحْمد مَا يعالج بِهِ فِي هَذَا الْموضع وَشرب المَاء الْحَار بسكنجبين وفصد الْعرق مرّة بعد مرّة إِذا كَانَ المحموم شَابًّا وبدنه ممتلئاً فَإِنَّهُ رُبمَا اكْتفى بِهِ وَحده وَقد أقلعت بِهِ الْحمى المضاعفة غير مرّة. فَأَما الكهول وَنَحْوهم فالإسهال أوفق) لَهُم والحقنة اللينة إِن شَاءَ الله عز وَجل.

3 - (فِي الرّبع وَمَا ينفع من السَّوْدَاء) أفاريقون إِن شرب بزره بِالشرابِ ذهب بِالربعِ. ومرق اليوك الهرمة مَعَ بسبايج وقرطم على مَا د: الكبريت نَافِع من الرّبع. ابْن ماساويه قَالَ د: زعم قوم أَنه إِن شرب أَرْبَعَة أصُول من لِسَان الْحمل بِأَرْبَع أَوَاقٍ وَنصف من شراب ممزوج نفع من الرّبع. د: الْحَيَوَان الْمُسَمّى فسافس إِن أَخذ مِنْهُ سَبْعَة أعداد وَجعلت فِي باقلاة وشربت قبل أَخذ الرّبع قلعتها. د: الشونيز تَنْفَع مِنْهَا. ابْن ماسويه: الجاوشير ينفع من البلغمية. والخردل ينفع من حمى الرّبع. إِسْحَاق: لَا تحرّك الْبدن فِي ابْتِدَاء هَذِه بالأدوية القوية وَلَا تستفرغه استفراغاً قَوِيا إِلَّا إِن تحْتَاج إِلَى استفراغ دم فأقصده وَأخرجه على قدر الْقُوَّة وَلَا تغذه الأغذية المنفحة كالحبوب والمولدة للكيموس الغليظ كلحم الْبَقر والجبن والميبسة كالكواميخ والشواريز وَاقْتصر بِهِ على مَا خف من اللحوم وَلم يكن لَهُ غلظ وَلَا لزوجة وَاجعَل الطبيعة دَائِما لينَة بالأغذية والأدوية القليلة الْقُوَّة كالزبيب والشاهترج والتين وَنَحْو ذَلِك ألف هـ وَلَا تمنعهم الْمَشْي وامنعهم الْحمام فِي المبدأ وَلَا تلطف غذاءهم فِي أول الْأَمر لِأَنَّهَا من الْعِلَل المزمنة الطَّوِيلَة الْمدَّة فَمَتَى لطفت الْغذَاء لم تبلغ الْمُنْتَهى إِلَّا وَقد خارت قوته وَإِذا شارفت مُنْتَهَاهَا فَلَا تحرّك الْبدن بالإسهال وَلَا غَيره. وَاسْتعْمل إدرار الْبَوْل فَإِذا انحطت فَاسْتعْمل مَا يسهل السَّوْدَاء وأعطهم بعد هَذَا المعجون فِي الْوَقْت بعد الْوَقْت وَهُوَ: حلتيت مر فلفل ورق السذاب بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة والشربة دانقان بسكنجبين وأعطه فِي آخر الْعلَّة ترياقاً وَاحْذَرْ هَذِه الْأَدْوِيَة وَنَحْوهَا فِي الصَّيف وَفِي الْبَلَد الْحَار. وَفِي الشتَاء إِذا كَانَ النافض فِي هَذِه الْحمى قد تناهى فاطبخ جلابا بفودنج نهري واسقه مِنْهُ فِي حمى ربع. من الْكَمَال والتمام عصارة ورق البنطافلن مَعَ شراب الْعَسَل وفلفل تَنْفَع إِذا شربت. من أَصْنَاف الحميات قَالَ تتولد الرّبع من عفن السَّوْدَاء وَكَذَلِكَ تتولد فِي سنّ الكهول والخريف وَمَا شَاءَ كل ذَلِك من الْأَطْعِمَة وَالتَّدْبِير والنافض الْمُتَقَدّم فِي الرّبع يحس بِهِ كَأَنَّهُ يبرد الْأَعْضَاء. فِي الْعلَّة فِي نقاء فترات الرّبع قَالَ: اشتعال هَذِه لغلظها وبردها ويبسها يبطئ كَمَا تبطئ حمى الْحِجَارَة فَإِذا اشتعل وَحمى اشتعاله لم يبْق مِنْهُ شَيْء لِأَنَّهُ يكون قد عملت فِيهِ الْحَرَارَة وَلذَلِك يكون الاستفراغ مِنْهُ أَكثر مِمَّا يكون من البلغمي وفترته تكون بَان تبقى بَقَاء

صَحِيحا وَكَذَلِكَ أَيْضا نافضها شَبيه بِمَا يعرض لمن أَصَابَهُ برد شَدِيد ويتقدم هَذِه الْحمى تَدْبِير سوداوي وَطول نوبتها كطول نوبَة الغب وَرُبمَا كَانَت أطول وَهِي ربع خَالِصَة. لي يُرِيد أَن طول نوبتها لَا يَنْبَغِي أَن توهمك أَنَّهَا مركبة. قَالَ: وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَت من الْخَلْط أبرد وَالْحَال فِي طول النّوبَة وقصرها على قِيَاس مَا ذكرت فِي الغب وَلَيْسَ تحدث هَذِه الْحمى من هَذِه الأخلاط دون أَن تعفن. من جَوَامِع البحران: نافض الرّبع لَهُ ثقل وتكسر الْبدن كالرض. وَالرّبع تعرض فِي الخريف والبلد) والهواء والمزاج وَالسّن السوداوي وَمَعَ ضعف الطحال ونافضها مَعَ رَضِي الله عَنْهُم قوي ونبضه متفاوت جدا وفتراته طَوِيلَة وَله استفراغ فِي الانحطاط بَين. وَرُبمَا تبعه عظم الطحال وَبعد حميات مُخْتَلفَة والنبض فِي الرّبع صَغِير ألف هـ بطيء متفاوت وَضَعِيف مُخْتَلف فِي ابْتِدَاء النّوبَة وَيبقى كَذَلِك مُدَّة طَوِيلَة. الرّبع الدائمة تكون من عفن السَّوْدَاء دَاخل الْعُرُوق وتخف فِي أَوْقَات فترات الْمُفَارقَة وَالرّبع اللَّازِمَة مِنْهَا والمفارقة طَوِيلَة الْمدَّة. وَهَذِه تَنْقَضِي مَعَ من جَوَامِع الحميات: البحران الْمفصل النافض فِي الرّبع لَا يكون فِي الْأَيَّام الأول من أَخذهَا قَوِيا لَكِن مَتى امتدت الْأَيَّام تتزيد وَلَا يكون لنافضها نخس شَبيه بنخس الإبر وَيكون مَعَه غَلَبَة من برد تبلغ الْعِظَام حَتَّى يخيل إِلَيْهِم أَنَّهَا ترض. لي خَاصَّة نافض الرّبع أَن يكون ضَعِيفا فِي الْأَيَّام الأول وَيكون مَعَ برد غائض ثقيل. ابْن ماسويه: برد السَّوْدَاء يخيل إِلَى صَاحبهَا أَنه قَائِم فِي الثَّلج. عَلَامَات الرّبع: لَا تكَاد تعرض ابْتِدَاء ويتقدمها حميات مختلطة ويبطئ صعودها فَإِذا صعدت كَانَت شَدِيدَة الْحَرَارَة وبطيئة الْبرد ونوبتها أَربع وَعِشْرُونَ سَاعَة وَإِن اخْتَلَط بهَا البلغم طول دورها وَإِن اخْتلطت بهَا الصَّفْرَاء قصرته وَاسْتدلَّ بِسَائِر الْأَشْيَاء إِذا عرضت فِي الْأَزْمِنَة الْبَارِدَة طَالَتْ وينقى الْعرق مِنْهَا جيدا وَالْبَوْل إِن كَانَ تقدمها غب وَكَانَ المزاج إِنَّمَا يتَوَلَّد سَوْدَاء لاحتراق صفراء فعلى حسب ذَلِك وبالضد ويعظم مِنْهُ الطحال ويكمد اللَّوْن ويقحل الْجلد ويستدل عَلَيْهِ بِالسِّنِّ وَالتَّدْبِير والأطعمة الْمُوجبَة لذَلِك نافض الرّبع يتعب جدا لِأَنَّهُ بكد مَا يسخن فَإِذا سخنت كَانَت شَدِيدَة الْحر. قَالَ: اسْتدلَّ قبل من أَي ضرب هَذِه الْحمى فَإِنَّهَا إِن كَانَت من سَوْدَاء عَن احتراق الدَّم ويستدل على ذَلِك بِالزَّمَانِ والمزاج ويتقدمها حمى سونوخس وَنَحْو ذَلِك وَحُمرَة اللَّوْن وَالْبَوْل مَعَ غلظ وَظُهُور الدَّم فَعِنْدَ ذَلِك فاحكم بذلك وعالج بِحَسبِهِ وَإِن تقدم غب والمزاج وَالْوَقْت صفراوي وَالْبَوْل أصفر رَقِيق وَفِي الْفَم طعم مر وَمَعَهُ لهيب وعطش وَبَوْل رَقِيق فَهُوَ من احتراق الدَّم أَو صفراء وَكَذَا فاستدل على البلغم. فَإِن كَانَت من احتراق الدَّم وَرَأَيْت الدَّم ظَاهرا فاقصد الباسليق واسقه طبيخ الْعنَّاب

وَالْخيَار شنبر فَإِن طَالَتْ الْحمى فصومه يَوْم الدّور ومره بالقيء فِي ذَلِك الْوَقْت بسكنجبين. وَإِن كَانَت من احتراق صفراء فاقصد ألف هـ أَيْضا واسق طبيخ الإهليلج وَمَاء الإجاص) وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وألن الطبيعة بالدواء واحقن واعتن بالكبد وَالطحَال بسكنجبين ولطف التَّدْبِير ثَلَاثَة أسابيع فَإِنَّهَا رُبمَا قلعت بذلك وَبعد الْأَرْبَعين أطْعمهُ لَحْمًا وَلَا تسْتَعْمل الأقراص فِي أول الحميات تكثف الْموَاد بل بعد الاستفراغ. وَإِن كَانَت من احتراق بلغم فأعطه جلنجبينا مَعَ مَاء الكرفس وَمَاء الرازيانج مغلي بزوفا واسقه إِن كَانَ الْبَطن يَابسا مَعَ لب القرطم وَالسكر وَاسْتعْمل طبيخ الصعتر والنانخواة والفودنج والكرفس والأنيسون وأسهله مَرَّات بِمَا يخرج السَّوْدَاء بعد النضج وَلها فِي الْخَواص أَشْيَاء تَنْفَع مِنْهَا من الْمُقَابلَة للأدواء يسقى فِي الرّبع قبل الدّور بساعتين قرصة من هَذَا بعد دُخُول الْحمام. وَإِن أحب أَن يكون قد أَخذ قبل الدّور بِعشر سَاعَات طَعَاما معتدلاً وَشَرَابًا جيدا وَقَبله بِخمْس سَاعَات فَإنَّك إِذا سقيته أنامه نوماً مُسْتَغْرقا وعرقه كثيرا وأبرأه: فودنج بستاني أَربع درخميات بزر الأنجرة عشرُون درخمياً فلفل عشرُون حَبَّة مر مِثْقَال أفيون درخمي يتَّخذ أقراصاً بِخَمْر. كل قرص من أَربع أَبُو لسات والشربة وَاحِدَة. الْيَهُودِيّ: تبدأ هَذِه بِبرد شَدِيد وإبطاء حَرَكَة وإبطاء سخونة مَعَ تمط كثير ثقيل وتثاؤب شَدِيد الْقَبْض على اللَّحْم والعظم وَلَا يكون الْبَتَّةَ فِي ابْتِدَاء هَذِه الْحمى نافض شَدِيد الرعدة وتصعد سخونتها قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يكَاد يتبعهَا عرق. قَالَ: عالج هَؤُلَاءِ بسقي هَذَا الطبيخ: يُؤْخَذ عشرَة مَثَاقِيل أهليلج أسود وَعشرَة أفيثمون وَعشرَة زبيب منزوع الْعَجم خربق أسود وسنا دِرْهَمَانِ من كل وَاحِد يغلى بأَرْبعَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يصير رطلا ويصفى ويداف أغاريقون دِرْهَم وَنصف ويسقى وصومه يَوْم الْحمى وَإِن أكل فقيئه وَإِذا تَمَادى الزَّمَان فأعطه شَيْئا من حلتيت بِاللَّيْلِ قدر حمصة واجهد أَن يعرق بعد أَخذه بِأَن تكبه على طبيخ الفودنج ثمَّ يلتف وينام ألف هـ وَقد يسهلون بحب شَحم الحنظل والخربق الْأسود واحمه الْأَطْعِمَة النافخة وانطه مِنْهَا مَا يسهل وَفِيه كَيْفيَّة دوائية لَا غَلِيظَة وَلَا مائية. فَأَما المطبقة فافصده واسقه بعد الإسهال والقيء كل يَوْم درهما من قرص الغافث والأفسنتين من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة: لما دارت المحرقة على أوديمس أَرْبَعَة أدوار وَصَحَّ عِنْده أَنَّهَا ربع أُشير عَلَيْهِ أَن يَأْخُذ فِي يَوْم النّوبَة سحرًا ترياقاً فعرفته أَن الترياق يُضَاعف حماه لِأَن أخلاطه لم تنضج وَأَنه فِي الشتَاء وَلَيْسَ يُمكن الترياق فِي مثل هَذَا الْوَقْت من أَوْقَات الْحمى وَمثل هَذَا) الزَّمَان أَن تنضج الأخلاط لَكِن يُمكن أَن تسوسها وَشرب الترياق فتقدمت النّوبَة

واشتدت وطالت وَلما أعَاد شربه مَرَّات ابتدأت بِهِ حمى أُخْرَى من حميات الرّبع أَيْضا ثمَّ أُخْرَى فَحصل عَلَيْهِ ثَلَاث حميات ربع. لي المبدلة للمزاج إِنَّمَا تحْتَاج اسْتِعْمَالهَا بعد أَن يكون مَا تُرِيدُ أَن تبدل مزاجه قد قلت كميته لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يقوى على تَبْدِيل ذَلِك المزاج فَأَما إِن حاولت أَن تبدل مزاجاً كثيرا فِي الْغَايَة لم تقو على تَبْدِيل ذَلِك من مزاجه وَإِن كَانَت هَذِه الْحمى الْفَاعِل لَهَا الْحَرَارَة والهيولى سَوْدَاء فَمَتَى كَانَت الهيولى متمكنة كَثِيرَة وَكَانَ الْحر أقوى أمكن أَن يعْمل مِنْهَا أَكثر لِأَنَّهُ لَا يفقد وجود الْفَاعِل والمنفعل وَضعف الْمَادَّة يكون على ضَرْبَيْنِ: أما أَن يستفرغ وَإِمَّا أَن تحللها الْحَرَارَة فَلذَلِك صَارَت هَذِه الْأَدْوِيَة تسقى فِي آخر الْأَمر لِأَن الْمَادَّة حِينَئِذٍ قَليلَة فتقوى هَذِه على تَبْدِيل المزاج إِلَّا أَنه لَيْسَ من الرَّأْي أَن تدع الاستفراغ إِذا أمكن وتسلم التَّحْلِيل لِأَن الْمدَّة تطول بِهِ وَلَو أَن إنْسَانا استفرغ السَّوْدَاء مَرَّات إِذا صَحَّ عِنْده حمى ربع ثمَّ أَخذ الْأَشْيَاء المبدلة للمزاج لَكَانَ قد اقتصد فِي الطَّرِيق أَكثر مِمَّا ينْتَظر فِيهَا أَن تَجف الْمَادَّة بالنضج وَفِي الْأَكْثَر تَنْقَطِع الْحمى الْبَتَّةَ من غير أَن تحْتَاج إِلَى المبدلة للمزاج بالاستفراغ فَقَط وَقد رَأَيْت من سقى مسهلاً أَقَامَهُ خَمْسَة عشر مَجْلِسا فَلم تنب حماه بعد ذَلِك وَكَانَت ربعا. قَالَ ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: قد أبرأت خلقا بِأَن أسهلتهم أَولا ثمَّ سقيتهم عصارة الأفسنتين ثمَّ سقيتهم ألف هـ الترياق قبل الدّور بساعتين فبرؤا فِي شربتين أَو ثَلَاث. قَالَ ج فِي الأهوية والبلدان: الرّبع إِن تطاولت وَآل الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَت الرّبع إِنَّمَا حدثت عَن طحال عَظِيم أَو عملت طحالاً ثمَّ دَامَت مَعَ ذَلِك فَأَما من حَيْثُ هِيَ ربع فَهِيَ أسلم الحميات وأخفها على الْبدن لِأَنَّهَا تريحه طَويلا وَيكون بهَا التَّخَلُّص مَرَّات من الصرع والوسواس وَغير ذَلِك من أَمْثَالهَا. جورجس قَالَ: الرّبع لَا تبتدئ بنافض شَدِيد الْبَتَّةَ. قَالَ: وَبعد الِانْتِهَاء اسْقِ تريلقاً عزْرَة ودواء الكبريت والفلافلي والكموني والحلتيتي فَإِن هَذِه نافعة بعد الِانْتِهَاء. قَالَ: وَإِن رَأَيْت قوته قَوِيَّة فاستفرغه بالحبوب بعد الِانْتِهَاء والقيء بعد الطَّعَام نَافِع. البحران قَالَ: كَيفَ تعرف الرّبع من أول نوبَة وَقد قلت فِي ذكر الغب إِن الغب والنافض فِي هَذِه) لَا تشبه الغب فَأَقُول: إِن كنت عرفت نبضه فِي صِحَّته جسسته قبل أَن تبتدئ النّوبَة لم تحتج إِلَى عَلامَة أُخْرَى غير النبض حَتَّى نقضي بِأَنَّهَا ربع وَذَلِكَ أَن انقلاب النبض فِي هَذِه دفْعَة إِلَى التَّفَاوُت مَعَ ابْتِدَاء النّوبَة وَفِي انتهائها والإبطاء يكون مفرطاً جدا. وَقد حضرت أَقْوَامًا كنت أعرف نبضهم فِي حَال صحتهم ابتدأت بهم نوبَة ربع فَقضيت أَنَّهَا ربع وَلم أخطئ فِي ذَلِك فَإِن كنت غير حَافظ من أَمر النبض بِهَذِهِ الْمقَالة فاستدل بِالزَّمَانِ والمزاج وَمَا تقدم من التَّدْبِير وَعظم الطحال وبالحميات المختلطة وَهل تَنْقَضِي فِي

زمَان طَوِيل وَهل الْبَوْل أَبيض رَقِيق مائي فَهَذِهِ تكون فِي هَذِه الْحمى على الْأَكْثَر. قَالَ: وَمن لم يقدر أَن يفرق بَين الغب وَالرّبع من أول نوبَة فَلَيْسَ من الطِّبّ فِي شَيْء. قَالَ: وَالرّبع الدائمة من جنس الْمُفَارقَة وأعراضها إِلَّا أَنه لَا يتقدمها نافض وَلَا يتلوها عرق والخلط الْفَاعِل لَهما وَاحِد إِلَّا أَن فِي المقلعة يكون منتشراً متحركاً فِي الْبدن كُله خَارِجا عَن الْعُرُوق وَفِي الدائمة تكون ثَابِتَة مُخَالطَة للدم وكلتاهما طويلتان ونافض الرّبع يجمع الْأَمريْنِ كثيرا شَدِيد الْبرد طَوِيلَة وعسرة السخونة وَالرّبع مَا لم يَقع فِيهَا خطأ من الطَّبِيب وَالْمَرِيض لَا تجَاوز سنة. قَالَ فِي تقدمة الْمعرفَة ألف هـ: نِسْبَة الدّور الرَّابِع من الرّبع إِلَى الدّور السَّابِع كنسبة الْيَوْم لي على هَذَا الْقيَاس أَعنِي قِيَاس البحران يَنْبَغِي أَن تنذر فِي حمى الرّبع. قَالَ: بحران الرّبع يكون فِي الأدوار لَا فِي الْأَيَّام وَالرّبع يكون كثيرا بعقب الحميات المختلطة لِأَنَّهُ يبْقى من الحميات الْمُتَقَدّمَة أَو اللَّازِمَة أَو المحرقة بقايا محترقة فَإِن لم تنفضها الطبيعة أَو الطَّبِيب عَن الْبدن كُله عفن فَكَانَت مِنْهُ حمى وانحل بعضه بالعرق وَبَقِي بعضه لِأَن هَذَا الْخَلْط لَيْسَ هُوَ مستوياً فِي جَمِيع الْبدن لكنه بقايا فِي مَوَاضِع دون مَوَاضِع تكون مِنْهُ حميات لَا نظام لَهَا حَتَّى إِذا دارت أدواراً كَانَ ذَلِك سَببا لِاجْتِمَاع تِلْكَ الفضول واستوائها فَعِنْدَ ذَلِك يحدث ربع مستوية كنظامها. الْفُصُول: الرّبع الصيفية اقصر والخريفية أطول وخاصة إِن اتَّصَلت بالشتاء وَلَيْسَ الرّبع فَقَط لَكِن جَمِيع الحميات تقصر فِي الصَّيف لِأَن الأخلاط تكون منحلة منتشرة. اختيارات حنين: صَاحب الرّبع لَا يستفرغ استفراغاً شَدِيدا إِلَّا أَن تكون للدم كَثْرَة مفرطة. فَحِينَئِذٍ فاقصده وَدبره بِمَا لَا ينفع بل بِمَا يلين باعتدال فَإِن لم ينجح فيستعمل الحقن بأَشْيَاء) حريقة والسمك المالح والخردل وَالشرَاب الْأَبْيَض فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام وَاحْذَرْ دَوَاء الفلافلي والكموني وَإِن أَخذ فِي كل يَوْم فلفلاً وَحده فصواب والحلتيت أَجود مَا اسْتعْمل فِي هَذِه الْعلَّة. الْمسَائِل الطبية: تسْتَعْمل فِي الرّبع الرياضة وَترك النّوم يَوْمهَا وتستعمل دُخُول الْحمام لِأَنَّهُ يسخن ظَاهر الْبدن فينقل قوتها فِي الْبَاطِن وَوضع الْأَطْرَاف فِي المَاء الْحَار فِيهَا وَجَمِيع الحميات جيد لِأَنَّهُ يعين على تَحْلِيل بَقِيَّة الْمَادَّة فِي آخر النّوبَة. فليغريوس فِي شِفَاء الْأَمْرَاض: انفض الرّبع بالأفيثمون. اطهورسفس: عظم الْإِنْسَان بعلق على صَاحب الرّبع فينفع. فِي مداواة الأسقام: لَا تقرب فِي الرّبع الْحمام وَلَا تسهله بدواء إِلَّا بعد الِانْتِهَاء وَخذ قبل ذَلِك أغذية ملينة ومدرة للبول ويستحم وأدوية حارة بعد ذَلِك وَأما فِي أول الْأَمر فَلَا.

جَوَامِع اغلوقن: نافض الرّبع لَا غرزان مَعَه لَكِن مَعَه فِي الْعِظَام كالثقل والوجع ويشتد نافضها مَا امتدت بهَا الْأَيَّام لِأَنَّهُ لم يرق الْخَلْط السوداوي بعد فَإِذا مرت بهَا الْأَيَّام رق فانصب ألف هـ مِنْهُ على الْأَعْضَاء الْكَثِيرَة الْحس شَيْء كثير فَاشْتَدَّ النافض وَهُوَ عَلامَة جَيِّدَة فِي هَذِه الْحمى لِأَنَّهُ ينذر بالنضج وحميات الرّبع تحدث بعقب الحميات المختلطة. لِأَن الْخَلْط الْأسود يكون من احتراق الدَّم وَإِذا احْتَرَقَ الدَّم صَارَت طَائِفَة مِنْهُ صفراء وَيكون مِنْهَا غب وَمَا لم يستحكم حرقه فحمى دم سخن وَمَا استحكم حرقه حمى ربع فَيكون من هَذِه الْجِهَة حميات مختلطة لَا يُوقف عَلَيْهَا. وَرُبمَا ابتدأت ابْتِدَاء وَذَلِكَ يكون عِنْد ضعف الطحال عَن جذب السَّوْدَاء لعِلَّة تخصه وَلِأَنَّهُ يغتذى أطْعمهُ مولدة للسوداء بِأَكْثَرَ مِمَّا يقدر الطحال على جذبه. الدَّالَّة على الرّبع مِنْهَا مَا هُوَ فِي الطَّبْع كالسن والمزاج وَالْوَقْت الْبَارِد وَمِنْهَا مَا هِيَ خَارِجَة عَن الطَّبْع وَهَذِه إِنَّمَا هِيَ من الْمُتَقَدّمَة للحمى كالتدبير المولد للسوداء والحميات المختلطة وصلابة الطحال وَأما الْحَاضِرَة مَعَه فكالنافض الَّذِي مَعَه تكسر وَثقل ونبض بطيء جدا وتفاوت وَاخْتِلَاف فِي ابتدائها وَأما فِي صعودها وانتهائها فحرارة غير كَثِيرَة كحرارة الغب وَلَا ضَعِيفَة كثيفة كحرارة البلغمية والنبض فِي مُنْتَهى هَذِه إِذا قيس إِلَى نبض الغب كَانَ بطيئاً متفاوتاً صَغِيرا وَالْبَوْل منتن غير نضيج وَمَعَهُ عَطش أقل مِمَّا فِي الغب وَأكْثر مِنْهُ فِي البلغمية وَذَلِكَ أَن الْعَطش فِي هَذِه إِنَّمَا يحدث عَن اليبس فَقَط وَأما فِي وَقت الانحطاط فالعرق الْكثير وَهَذِه العلامات أَيْضا تفرق بَين هَذِه وَبَين البلغمية لِأَن البلغمية لَا يكون فِيهَا عرق والعرق فِي هَذِه أقل مِنْهُ فِي الغب وَالْبَوْل فِيهَا فِي) وَقت دون وَقت بِحَال دون حَال إِلَّا أَنه كَيفَ كَانَت فَهُوَ غير نضيج لِأَن الْخَلْط السوداوي لَا يَحْنَث من أول الْأَمر إِلَى النضج لِأَنَّهُ غليظ عسر الاستحالة وَالْبَوْل فِيهَا كثير التَّغْيِير غير نضيج فِيهَا أجمع. الرّبع بِقدر مَا ترى من حَرَكَة الْحَرَارَة فِيهَا يكون قصر مدَّتهَا وبالضد مَتى رَأَيْتهَا قَليلَة الْحَرَارَة سَاكِنة فَهِيَ طَوِيلَة الْمدَّة وَإِذا رَأَيْتهَا كَثِيرَة الْحَرَارَة شَدِيدَة النافض وغزارة الْعرق وَقصر النّوبَة فِيهَا ينذر بِنَقص مدَّتهَا فاستخرج بِهَذَا الْبَاب أزمان الحميات. قَالَ: إِذا كَانَ الدَّم فِيهَا غَالِبا ظَاهرا فافصد الباسليق من الْيُسْرَى وَإِن ألف هـ كَانَ أسود فَأكْثر مِنْهُ وَإِن كَانَ أَحْمَر فاقطع وَلَا تسهله حَتَّى ينضج فَإِنَّهُ لَا يخرج الْخَلْط السوداوي من غير نضج لغلظه فَإِذا نضج فَاسق خربقاً أسود وأفيثموناً. غذ صَاحب الرّبع بِمَا يُولد دَمًا رَقِيقا رطبا وَيحل النفخ وَيُطلق الْبَطن لِأَن رقة الْخَلْط ورطوبته يقهر غلظ السَّوْدَاء ويعدله وَلِأَن الْخَلْط السوداوي مَعَه ريَاح فِي الْبَطن والأمعاء. وَأما تليين الْبَطن فليدفع الفضول أَولا فأولاً وَإِن لم تلين الأغذية طَبِيعَته فالشياف والحقن الليلية واستفرغ بِمَا يلين من طَعَام وَنَحْوه مُنْذُ أول الْأَمر وَإِذا نضج فأعطه المالح ودواء

الحلتيت والترياق وأسهل بالأدوية القوية والحقن القوية لِأَن الْخَلْط غليظ لَا يُجيب إِلَّا بِالْقُوَّةِ واترك الْحمام أصلا أَو قلله لِأَنَّهُ ينشر الأخلاط وَلَا يقوى على استفراغها لغلظها وَلَا بعد النضج فيتولد من ذَلِك سدد ورداءة أخلاط. د: دبر حمى ربع بتدبير فِيهِ غلظ فَإِذا شارفت الْمُنْتَهى فلطف التَّدْبِير وَاسْتعْمل السّكُون لِئَلَّا تتعوق الطبيعة عَن عَملهَا لِأَن الْحَرَكَة والغذاء يعوقها عَن ذَلِك وَاسْتعْمل المسهلة للسوداء ويواظب على ذَلِك لِأَن الْخَلْط قد تهَيَّأ لِلْخُرُوجِ. يُؤْخَذ جندبادستر حاتيت طيب قرنفل دَار صيني شونيز مر ثَلَاثَة من كل وَاحِد عسل اللبني من كل وَاحِد ثَلَاثَة أفيون سذاب يَابِس فلفل من كل وَاحِد دِرْهَم عسل النَّحْل مَا يجمعها الشربة نصف مِثْقَال. لم يشربه أحد ثَلَاث مَرَّات وعاودته الْحمى الرّبع. لي اسْقِ إِذا بَدَت هَذِه مطبوخاً يخرج السَّوْدَاء وَهُوَ: إهليلج أسود خَمْسَة عشر درهما تَرَبد بسبايج من كل وَاحِد أَرْبَعَة خربق أسود دِرْهَمَانِ يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال مَاء بعد أَن ينقع لَيْلَة حَتَّى يبْقى رَطْل ويلقى فِيهِ كَمَا ينزل عَن النَّار خَمْسَة دَرَاهِم أفيثمون أقريطي ويمرس فِيهِ) ويصفى وَيجْعَل فِيهِ من أغاريقون مِثْقَال يسقى هَذَا مَرَّات فَإِنَّهُ يخرج السَّوْدَاء وَلَا تطول الْحمى الْبَتَّةَ وَإِن احْتَاجَ إِلَى الفصد فأبدأ بِهِ وَإِن سخنه هَذَا الإسهال فَكف أَيَّامًا وعاوده وَقد سقى فِي الرّبع بحضرتي اصطماخيقون وَكَانَت قد دارت دورات قَليلَة فأسهل خَمْسَة عشر مَجْلِسا فَلم تعاوده الْبَتَّةَ وَمَا للحميات أفضل من الاستفراغ لِأَنَّهَا نَار ملتهبة من فضل فَإِن لم تَجِد فضلا انصرفت وَإِلَّا مكثت مُتَعَلقَة بِالْفَضْلِ حَتَّى ينْحل قَلِيلا وَفِي ذَلِك مَا ألف هـ يوهن الْقُوَّة وينهكه فَيقْتل. لي رَأَيْت فِي مَوَاضِع أَنه يَنْبَغِي أَن يسهل صَاحب الرّبع بمرق الديك الْهَرم والبسبايج وبفروج والبسبايج واسقه البسبايج بِاللَّيْلِ وَاجعَل لَهُ جوارشاً فِيهِ بسبايج وَذَلِكَ بِأَن إسهالك إِيَّاه قَلِيلا

النافض والحميات الَّتِي لَا تسخن وَفِي الإقشعرار وَمَا يدل عَلَيْهِ وَفِي الَّتِي يسخن فِيهَا بَاطِن الْبدن ويبرد ظَاهره وبالضد وَفِي الَّتِي تجمع فِيهَا السخونة والبرودة فِي حَال وَاحِدَة وَفِي الحميات المجهولات اسْتَعِنْ بالبلغمية. قَالَ ج فِي الثَّانِيَة من البحران: لَيْسَ السَّبَب الْبَارِد يحدث نافضاً فَقَط بل الْحَار والحاد فَإِن من وضع على قرحَة دَوَاء حاراً حاداً لذعه جدا وينتفض صَاحبهَا ويرتعد وَمن بدنه مَمْلُوء فضولاً دخانية وَدخل الْحمام يقشعر بدنه ويرتعد وَكَذَا يجد المحموم والمتخم تخمة قَوِيَّة وكل من بدنه مَمْلُوء وسخاً حاراً أَن دخل الْحمام أَو سخنته الشَّمْس إسخاناً قَوِيا أَو تحرّك حَرَكَة مَا فِيهَا أدنى قُوَّة يقشعر وَكَذَا من نضج على بدنه مَاء حَار يقشعر فَإِن لبث بعد ذَلِك فِي ذَلِك الْموضع أَو فِي تِلْكَ الْحَال صَار إِلَى نافض ورعدة لِأَن الفضول الَّتِي كَانَت سَاكِنة تتحرك حَرَكَة أقوى فِي الْحمام وَعند الْحَرَكَة القوية فَإِذا تحركت ونفذت فِي الْأَعْضَاء الحساسة قسراً غرزتها ونخستها وأحدثت بذلك نافضاً ورعدة. الثَّانِيَة من الحميات قَالَ: قد رَأينَا مرّة حدث عَن البلغم نافض لَا تعقبه حمى ورأينا ذَلِك كَانَ مرّة وَاحِدَة ثمَّ انْقَضى ورأينا مرّة أُخْرَى دَار أدواراً كَثِيرَة وَكَانَ دَائِما أَيَّامًا كَثِيرَة وَلم يكن شَدِيد الْقُوَّة. قَالَ: وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ فِي الْبدن كُله فضول بلغم وَلم تكن عفنت بعد فَإِنَّهُ إِذا عفن فَلَا بُد أَن يحدث مَعَ النافض حمى. والحميات الْحَادِثَة عَن هَذِه الْحَال طَوِيلَة شكلها شكل حمى يَوْم. انقياليس وَمن هَذَا الْجِنْس انقياليس وَهُوَ أَن يحس الْإِنْسَان فِي حَال وَاحِدَة بَحر وَبرد وشبيه بلغم حامض أَو زجاجي يشوبه شَيْء من عفن وَأما من يُصِيبهُ حمى من بلغم مالح فَإِنَّهُ لَا يُصِيبهُ نافض. لَكِن يقشعر فَقَط فِي أول النّوبَة فَأَما الزجاجي والحامض فَإِنَّهُمَا يتحركان ويجريان فِي الْأَعْضَاء الحساسة. لي أَي يجريان ألف هـ فِي العضل الملبس على الْبدن وَذَلِكَ يكون بِدفع الطبيعة لَهُ كَمَا تقذف سَائِر

الفضول وَقد ذكرنَا هَذَا فِي غير مَوضِع. من ذَلِك قَوْله: المرتان تحدثان النافض الَّذِي لَا حمى مَعَه فَإِن كَانَ لَهما عفن يسير أحدثتا الْحمى الَّتِي يحس صَاحبهَا بنافض وصالب مَعهَا فَإِن كَانَت العفونة كَثِيرَة أعقب النافض صالباً وَلَا يكَاد يكون من البلغم الحلو إِذا عفن نافض قبل الْحمى. قَالَ: وَلَيْسَ بِبَعِيد أَن يتَوَهَّم متوهم أَن هَذِه الحميات مركبة لِأَن الشَّيْء الَّذِي يعْمل النافض فِيهَا غير الشَّيْء الَّذِي يحدث الْحمى إِلَّا أَن الْكَلَام فِي ذَلِك بحث طبيعي زعم. اسْتَعِنْ لتعرف سَبَب النافض فِيهَا من الْأَسْبَاب الحارة بالخامسة من الْعِلَل والأعراض وجوامع ذَلِك لِأَن الفضلات الحارة تلدغ العضل إِذا مرت بِهِ وَيكون ذَلِك بِحَسب حدتها وَحسب سرعَة حركتها وَحسب كَثْرَة حس الْبدن. الْخَامِسَة من الْعِلَل: النافض يكون من حرارة أَو برودة. وَالَّذِي من حرارة إِن كَانَ من جنس الْهَوَاء فَإِن التبريد دواؤه وَإِن كَانَ هَذَا الْحَار رطبا تبعه حمى ودواؤه الاستفراغ وَالَّذِي من برد فَإِنَّهُ إِن كَانَ من جنس الْهَوَاء فدواؤه الإسخان فَقَط وَإِن كَانَ رطبا فَمرَّة يَكْفِيهِ النضج وَحده أَو مَعَ استفراغ أُخْرَى وَمرَّة بهما جَمِيعًا. وَقَول من قَالَ: إِن النافض لابد أَن يتبعهُ حمى بَاطِل والنافض بِلَا حمى يتبعهُ حمى لَيْسَ قوته كقوة النافض الْمُتَقَدّم حميات الغب وَالرّبع والكائن بِهِ بحران المحرقة. وَمن شَأْن هَذَا النافض أَن يكون عِنْد التملؤ من طَعَام وشراب وَلَا يرتاض ويستحم كثيرا بعد الطَّعَام وَأَن يكون طَعَامه أبرد فِي كيفيته. فَإِن حُدُوث النافض الَّذِي لَا يسخن بِهِ أسهل وأهون وأسرع. قَالَ: وَمُدَّة النافض تكون بِحَسب قوته فَمَتَى كَانَ أقوى كَانَت مدَّته أقل. جَوَامِع الْعِلَل: الشَّيْء الْكَائِن مِنْهُ نافض قد يكون خلطاً رطبا وَيكون خلطاً هوائياً وَهَذَانِ) الخلطان يكونَانِ إِمَّا حارين وَإِمَّا باردين فَإِن كَانَ هوائياً وَكَانَ حاراً كهواء الْحمام وَالشَّمْس الْمُحدثين للنافض فشفاؤه التبريد. وَإِن كَانَ بَارِدًا كريح الشمَال فشفاؤه الإسخان وَإِن كَانَ خلطاً رطبا حاراً فشفاؤه الاستفراغ وَإِن كَانَ بَارِدًا فشفاؤه الإسخان وَإِن كَانَ قَلِيل الإنضاج وَكَانَ كثيرا فاستفرغ أَكْثَره ثمَّ انضج مَا بَقِي. قَالَ: والنافض إِذا كَانَ من سَبَب حَار كالمرة ألف هـ الصَّفْرَاء تَبعته حمى وَإِن كَانَ من سَبَب بَارِد كالكائن من سَوْدَاء تَبعته حمى والكائن من بلغم إِن عفن كُله كَانَ مَعَه حمى كل يَوْم وَإِن عفن بعضه وَبَعضه لَا كَانَ عَنهُ انقياليس وَهِي الَّتِي تَجْتَمِع فِيهَا حرارة وبرودة فِي حَال فَإِن لم يعفن الْبَتَّةَ لم تكن تلْحقهُ حمى. قَالَ: من النافض صنف يتبعهُ الْمَوْت وَهُوَ الَّذِي من ضعف الْقُوَّة. والنافض مركب من شَيْئَيْنِ: من الانتفاض والرعدة والرعدة تكون من شدَّة الْقُوَّة الدافعة الَّتِي فِي العضل وَلذَلِك مَتى كَانَ سَبَب النافض حاراً كَانَت الرعدة أَشد لِأَن السَّبَب الْحَار أَكثر حَرَكَة وَلذَلِك هُوَ أَزِيد أَذَى وَالدَّم يرجع إِلَى قَعْر الْبدن فِي النافض.

من الرَّابِعَة من حفظ الصِّحَّة: الفضول المائلة إِلَى الْحر العفنة والمالحة إِذا تحركت حَرَكَة ضَعِيفَة أحدثت إعياء وَإِن كَانَت كَثِيرَة أحدثت نافضاً بِلَا حمى تتبعه. وعلاج هَذِه الفضول إِن تحيلها وتفرغها إِلَّا أَنه لَيْسَ يُمكن فِي كل فضلَة أَن تستحيل إِلَى الشَّيْء الْجيد أَعنِي الدَّم وَهَذِه يَنْبَغِي أَن تستفرغ فَمَتَى كَانَت الفضلة بعيدَة من طبيعة الْبدن فِي الْغَايَة فَلَا يُمكن أَن يَسْتَحِيل بل يجب أَن يستفرغ بِسُرْعَة وَمَتى كَانَت قريبَة من الطبيعة فأنضجها. لي إنضاج هَذِه الْحمى يكون على مَا وَصفه ج فِي بَاب الْحمى العتيقة الَّتِي من بلغم وَهُوَ بِالنَّوْمِ الزَّائِد وتقليل الْغذَاء وَاسْتِعْمَال الرياضة والدلك حَتَّى يتفرغ مِنْهَا أَيْضا شَيْء وينضج الْبَاقِي وَأما استفراغها فَيكون بالقيء والإسهال وإدرار الْبَوْل والرياضة والدلك بعده وَلَا تمنع من تُرِيدُ إنضاج الكيموسات من الشَّرَاب لِأَنَّهُ أبلغ فِي إنضاجها وَهُوَ يدر الْبَوْل مَعَ ذَلِك والعرق وبجلب النّوم وَذَلِكَ يحْتَاج إِلَيْهِ ليستفرغ جله وينضج الْبَاقِي بِالسُّكُونِ وَالنَّوْم واستعن بِبَاب الإعياء حَيْثُ عَلَيْهِ هَذِه الْعَلامَة وبباب الغشية الَّتِي من البلغم فِي بَاب جمل الحميات واستعن بالرابعة من تَدْبِير الأصحاء وَمن حَيْثُ على الْحَاشِيَة تَدْبِير الأخلاط الخامة وَعَلِيهِ هَذِه العلامات ... أَو بالمقابلة الرَّابِعَة من تَدْبِير الأصحاء نَحْو نصفهَا.) لي رَأَيْت الْعِمَاد فِي قلع النافض الَّذِي لَا يسخن على الْأَدْوِيَة ألف هـ الَّتِي تدر الْبَوْل الغليظ الْكثير وَالتَّدْبِير اللَّطِيف نَحْو الأنيسون والنانخواه والمر والأشق والأبهل والوج والبطراس اليون. الرَّابِعَة من الْفُصُول: لنفرياس من الحميات المحرقة الخبيثة الرَّديئَة. والنافض يحل الْحمى المحرقة وَإِن لم يحلهَا أنذر بِالْمَوْتِ. وَمن أَصَابَهُ نافض فِي كل يَوْم من أَيَّام حماه فَإِن حماه تَنْقَضِي فِي كل يَوْم. لِأَن النافض إِنَّمَا يكون عِنْدَمَا ينبث المرار وينتشر فِي الْبدن كُله وَلذَلِك يستفرغ وينتقص عَن الْبدن فبالواجب صَارَت الحميات الَّتِي يتقدمها نافض ينقى الْبدن مِنْهَا وَإِن كَانَ النافض يعرض غبا أَو ربعا فَإِن الْحمى تَنْقَضِي فِي ذَلِك الْيَوْم. الْخَامِس من الْفُصُول: النافض أَكثر مَا يَبْتَدِئ من الظّهْر من أَسْفَله ويرتقي إِلَى الرَّأْس لِأَن هَذَا الْموضع أبرد مزاجاً وَأكْثر عصباً وَأَقل دَمًا وَأَشد تكاثفاً ومقدم الْبدن أَكثر عروقاً ودماً وَأَشد تخلخلاً فَلذَلِك يَبْتَدِئ النافض من الظّهْر أَكثر وخاصة فِي النِّسَاء لِأَنَّهُنَّ أبرد. لي لَيْسَ لنفورياس وَهِي الَّتِي يحس فِيهَا بَحر وَبرد مَعًا هِيَ من الحميات المحرقة لَكِن من المحرقة القتالة نوع حَالهَا هَذِه الْحَال وَهُوَ أَنه يحس فِيهَا بَاطِن الْبدن يَحْتَرِق وَظَاهره بَارِد فَإِن ذَلِك فِي كتاب سوء المزاج الْمُخْتَلف.

قَالَ: النافض قَلما يكون أَلا تتبعه حمى وَقد يكون أَلا تتبعه حمى فِي الْأَقَل للمدمن الْخَفْض والدعة والسكون والأطعمة المولدة للبلغم الغليظ. من كتاب العلامات: حمى لوناس تكون مَعَ سبات شَدِيد ويبرد الْجَبْهَة والساق وَالْيَد وَالرجل ويسخن الْبَطن والصدر ويشتهي الْهَوَاء الْبَارِد وتحتبس بطونهم ويبولون بولاً لطيفاً. وَحمى تسمى اريطاروس وَسمي بِهَذَا الِاسْم لِأَن أَصْحَابهَا يشبه ألوانهم ألوان من بِهِ يرقان ويعرض فِيهَا عرق كثير غليظ أصفر ويجف اللِّسَان ويسود ويشتد الْعَطش ويثقل الرَّأْس وينحف الْبدن وَهِي من جنس المحرقة. وَمن انعقل بَطْنه مِنْهُم اشْتَدَّ وَجَعه حَتَّى أَنه لَا يقدر أَن يضطجع على جنبه لَكِن يضطجع على قَفاهُ ويجد وجعاً فِي عُنُقه وضيق نفس وَإِن اسْتطْلقَ بَطْنه خرجت مِنْهُ فضول غَلِيظَة لزجة كالمخاط. وَمن الْأَطِبَّاء من قَالَ اساليوس قَلما يكون من تخم وتبدأ بِبرد ويعرض مِنْهَا أورام فِي الأرية ويعرض للنِّسَاء من وجع الرَّحِم وَقد يكون حمى أُخْرَى تسمى مرموس يعرض لَهَا برد كالثلج وَأُخْرَى ألف هـ تسمى ليفورس يعرض مِنْهَا أَن) يتنفط الْبدن من شدَّة الْحمى وَأُخْرَى تسمى البطروس يعرض مِنْهَا وجع فِي المفاصل وَالْعِظَام جدا. الثَّالِثَة من أبيذيميا: مَا يدل عَلَيْهِ النافض فِي الِابْتِدَاء غير مَا يدل فِي الِانْتِهَاء وَمَتى بَقِي الْبرد مَعَ النّوبَة من أَولهَا إِلَى آخرهَا فَإِنَّهُ دَلِيل رَدِيء وَكَذَا مَتى كَانَ ظَاهر الْبدن بَارِدًا وباطنه محترقاً. لي وَكَذَا كَونه قبل النضج مُنْذُ أول الْأَمر فِي الحميات الْمُحْتَرِقَة فَأَما كَونه فِيهَا بعد النضج فيذر ببحران وعرق. السَّادِسَة من السَّادِسَة: النافض الْقوي الشَّديد يتبعهُ خُرُوج الفضول عَن الْبدن إِمَّا بعرق وَذَلِكَ اهرن: علاج صَاحب الْحمى الَّذِي يجد حرا فِي جَوْفه وبرداً فِي ظَاهر بدنه بِمَا ذكرت لَك من علاج حمى بلغمية. لي وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَابه غير أَنه يكثر لَهُ من المروخ والإسخان والتعريق واسقه الأقراص وَمَا يدر الْبَوْل. لي وعلاج هَذِه الْأَدْوِيَة اللطيفة الحارة كالفودنج والفلافلي وبالقيء والإسهال وَمسح الْجِسْم بأذهان لَطِيفَة وَقد كَانَ يَجِيء صَبيا نافض فيتقيأ إِذا جَاءَهُ مَا فِي جَوْفه ويشتد عَلَيْهِ وجع بَطْنه وظهره فسقيته مَاء حاراً شَدِيدا جرعاً جرعاً فسكن عَنهُ وجع بَطْنه وظهره واعتراه النّوم وسخنت حماه بسهولة وعرق وَيَنْبَغِي أَن يسقى فِي النافض الشَّديد المَاء الْحَار ويكبه على بخاره فَإِن ذَلِك يسهل سخونته وخاصة إِن شكا عِنْد النافض وجع الْجوف فَلَا تغفل عَن المَاء الْحَار. الْإِسْكَنْدَر حب يسقى قبل النافض: ميعة مر أفيون جاوشير فلفل بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل وَيُعْطى مِنْهُ قدر باقلاة قبل السَّاعَة الَّتِي تعلم أَن النافض تَجِيء فِيهَا وَلَا يسقى حَتَّى يرقد على

سَرِيره وَيجْعَل حوله نَار أَو دثرة فَإِنَّهُ ينيمه ويعرقه فَإِنَّهُ تخف لذَلِك الحميات الطَّوِيلَة البلغمية وينقضي أمرهَا. آخر مثل ذَلِك: أغاريقون جُزْء أفيون ثلث جُزْء اسْقِهِ بِعَسَل وَمَاء فاتر سَاعَة آخر: أفيون جاوشير جندبادستر دوقو حلتيت اسحقه بِعَسَل وأعطه مِنْهُ فِي الرّبع والبلغمية قبل وَقت النافض فَإِنَّهُ ينيم ويحرك الْعرق. لي يعْطى ترياق الْأَرْبَعَة وترياق العقارب المعمولة بمر وميعة وحلتيت وجندبادستر وأفيون. قَالَ والأدهان فلتكن قوتها بِقدر قُوَّة العليل فَإِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة ألف هـ والنافض) شَدِيدا فادهنه بأدهان شَدِيدَة الْحَرَارَة الَّتِي يُمكن أَن تحيل تِلْكَ الْبُرُودَة إِلَى الْحَرَارَة وَإِن رَأَيْته ضَعِيفا والنافض خَفِيفا فاطله بالخفيفة والقوية وَهِي عَاقِر قرحاً ونطرون وفلفل وفودنج بِالسَّوِيَّةِ يطْبخ بالزيت ويدهن بِهِ الْأَطْرَاف وَالظّهْر فَإِنَّهُ دهن ينفع لمن بِهِ نافض شَدِيد وَبرد عَظِيم دَائِم لِأَنَّهُ يحيله إِلَى الْحَرَارَة ودفء عشر حبات من فلفل وَدِرْهَم لبان بأوقية دهن وَاسْتَعْملهُ وَهُوَ دون ذَلِك وَله فِي الْخَواص أَمْثِلَة. والقيء جيد فِي وَقت النافض لِأَنَّهُ ينقي الْمعدة مِمَّا ينصب إِلَيْهَا فِي ذَلِك الْوَقْت ويوهن الْمَادَّة ويقللها فينتفض النافض والحمى مَعًا فتستدعيه بِالْغسْلِ وَالْمَاء فِي وَقت النافض فَإِنَّهُ نَافِع. شَمْعُون: عَلَيْك فِي هَذَا بِمَا ينْقض البلغم وَبِمَا يدر الْبَوْل بِقُوَّة كحب الصَّبْر ونقيعه وأعطه أَحْيَانًا جوارش الكمون. حب ينفع من الْحمى البلغمية والنافض الَّذِي لَا يسخن: برز كرفس ثَمَانِيَة دَرَاهِم فلفل سَبْعَة أنيسون أَرْبَعَة جندبادستر مر أفيون جُزْء من كل وَاحِد والجزء دِرْهَم وبحسب الشربة نصف دِرْهَم قبل وَقت الْحمى واسقه طبيخ الزوفا أَيَّامًا فَإِنَّهُ عَجِيب. ويسقى للنافض الدَّائِم وَمَا من جنسه من الحميات العتيقة دَوَاء الكبريت وشخزنايا. السَّادِسَة من السَّادِسَة: النافض مِنْهُ شَدِيد يسخن بِسُرْعَة وَمِنْه شَدِيد يسخن بإبطاء وَمِنْه يسير سريع السخونة وَمِنْه يسير بطيء السخونة وَالْأول يكون من السَّوْدَاء. وَالثَّانِي من بلغم زجاجي. وَالثَّالِث من بلغم مالح. وَالرَّابِع من بلغم غليظ غير شَدِيد الْبرد. الرَّابِعَة من جَوَامِع الْعِلَل: إِذا كَانَ سَبَب النافض حاراً فالانتفاض يكون أَشد وَلِهَذَا نافض الغب أَشد من نافض البلغمية. والنافض مركب من رعدة وَمن حس الْبرد فالرعدة تشتد بِسَبَب المحرك وَالْبرد بِسَبَب الْخَلْط وَلذَلِك نافض الغب أَشد من نافض البلغمية. أوريباسيوس الْجُلُوس فِي الزَّيْت المسخن جيد للنافض الَّتِي لَا سخونة مَعهَا والنافض

الَّذِي لَا يسخن يكون من البلغم الزجاجي ويعالج بالمسخن والمقطع والفلافلي والفودنج ودواء الحلتيت. الساهر علاج انقياليس: هَذِه تحدث من بلغم زجاجي وعلاجها بالقيء بفجل ولوبيا وشبث وفودنج وَمَا أشبه ذَلِك ألف هـ وَبِالْجُمْلَةِ وكل مَا يجلو البلغم عَن الْمعدة ويدر الْبَوْل مثل مَاء الرازيانج والكرفس والسكنجبين والسنبل والأنيسون ويسقي نَقِيع الصَّبْر والإيارج فيقرا وعلاج ليفوريا قَالَ: هَذِه الْحمى يكون من صفراء غير خَالِصَة فليعالج فِي الِابْتِدَاء بسكنجبين) وجلنجبين ونقيع الصَّبْر وَلَا تسْتَعْمل الْأَشْيَاء الْبَالِغَة الْحر وتوقها لِئَلَّا تصير مَعهَا حمى أُخْرَى. من الْكَمَال والتمام للبرد الشَّديد فِي ابْتِدَاء الحميات: يُؤْخَذ دهن شبث ويداف فِيهِ مر وفلفل وعاقر قرحاً وَيمْسَح بِهِ الْبدن. قَالَ ابْن ماسويه فِي الحميات: النافض الْكَائِن فِي الغب بوخز ونخس بِلَا برد شَدِيد وَأما فِي حميات البلغم والسوداء فيحس فِيهَا بِبرد دَاخل وَبرد ظَاهر صَادِق كَأَنَّهُ برد الثَّلج حَتَّى كَأَنَّهُ جَالس فِي ثلج. ابْن ماسويه قَالَ: اقياليس هِيَ الَّتِي فِيهَا حر دَاخل وَبرد ظَاهر وَتَكون من بلغم زجاجي وبولهم أَكثر بَيَاضًا من بَوْل أَصْحَاب النائبة كل يَوْم وَأَغْلظ من ذَلِك ونبضهم أَبْطَأَ وَأعْرض وَرُبمَا نابت هَذِه كل يَوْم وَرُبمَا نابت غبا وَرُبمَا نابت ربعا فَلَا تلْتَفت إِلَى أدوارها وتختلف أَيْضا بطول نوبتها فَمن أَربع سَاعَات إِلَى أَربع وَعشْرين سَاعَة وطولها عشرُون يَوْمًا وَفِي الْأَكْثَر أقل من ذَلِك لِأَنَّهَا تنضج سَرِيعا وَجَمِيع الحميات الَّتِي تنوب خمْسا وسدساً وَمَا وَرَاء ذَلِك فَتكون من البلغم الغليظ. فَأَما ليفوريا فيبرد فِيهَا بَاطِن الْبدن ويسخن ظَاهره وتحدث عَن الصَّفْرَاء غير الْخَالِصَة واعتن فِي انقياليس بالمعدة بالقيء وأعطه الْجلاب وَمَا يدر الْبَوْل كالسكنجبين وَمَاء الرازيانج والسنبل والأنيسون والقيء بالشبث والفوتنج وَنَحْوه ويسقى نَقِيع الصَّبْر والفيقرا والكمون وَحب الأيارج ويحقن بِمَا يحدر البلغم وَالطَّعَام مَاء الحمص والمري والكمون وأصول السلق وَحب الأرياج والهليون وَبِالْجُمْلَةِ اسْتِعْمَال الجلاءة للمعدة المدرة للبول المسهلة للبطن. وعلاج ليفوريا فِي المبدأ بسكنجبين وجلنجبين وبآخرة بسكنجبين مَعَ نَقِيع الصَّبْر بِمَاء الرازيانج والكرفس والمصطكى وَاسْتعْمل المسخنة فِي هَذِه أقل من انقياليس. قَالَ ج فِي آخر الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض: أَنا نسمي النافض لَيْسَ الْحس بالبرد الشَّديد بل مَا يحدث فِي الْبدن من الرعدة والنفضة. بولس قَالَ: الْبرد والنافض الْعسر السخونة أَو الَّذِي لَا يسخن يكون من بلغم بَارِد

كثير فاربط أَولا الْأَطْرَاف ألف هـ فِي مَوَاضِع كَثِيرَة ثمَّ ادهن بدهن البابونج أَو الْحِنَّاء أَو السوسن فَإِن كفى وَإِلَّا فاخلط بهَا فلفلاً وقسطاً أَو عَاقِر قرحاً أَو فوذنجاً أَو بورقاً أَو قافلو أَو جندبادستر واخلط بِهِ شَيْئا من شمع لِئَلَّا يسيل بسهولة عَن الْبدن وَإِن كَانَ الْأَمر أَشد حَتَّى لَا يسخن بِهَذِهِ) أَو حدث لَك فِي عُضْو وَاحِد فضع عَلَيْهِ ضماد الْخَرْدَل والزفت وأعطه دَوَاء الحلتيت أَو من الحلتيت نَفسه قدر بندقة بشراب الْعَسَل أَو بصمغ المحروث وَإِن دهنت الْبدن قبل الدوز بِبَعْض هَذِه الأدهان فَأَما إِن يذهب الْبرد الْبَتَّةَ أَو يوهنه والنافض الْكَائِن للبحران المزمع فَلَا تقاومه والكائن من عرق تقدم فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَى علاج لِأَنَّهُ لَا يبطئ بل يسكن سَرِيعا. والأدهان الَّتِي ذكر دهن قد فتق فِيهِ عَاقِر قرحاً وقسط. لي من مسَائِل أبيذيميا: إِن النافض الشَّديد ثَلَاثَة أَنْوَاع وفسرها ثمَّ قَالَ: إِن النافض الغب لَيست فِي نَحْو هَذِه الْبَتَّةَ وَلَيْسَ فِيهَا برد وَلَا تصطك مِنْهَا الْأَسْنَان وَإِنَّمَا هِيَ رعدة فَقَط عديمة الْبرد الشَّديد. من سوء المزاج الْمُخْتَلف: النافض الَّتِي لَا تلحقها الْحمى إِنَّمَا يعرض للأبدان الَّتِي قد تقدم تدبيرها بالخفض والدعة والاستكثار من الأغذية البلغمية حَتَّى يتَوَلَّد فِيهَا الْخَلْط الزجاجي وَأما انقياليس فَإِنَّهَا مركبة من هَذِه الْحمى وَمن الَّتِي يلْحق نافضها سخونة. مُفْرَدَات ج: إِنِّي سحقت قيصوماً وانقعته فِي زَيْت وطبخته قَلِيلا ودهنت بِهِ بدن صَاحب النافض قبل الْوَقْت الَّذِي يَبْتَدِئ بِهِ النافض خفت حَتَّى لَا يقشعر إِلَّا قَلِيلا جدا والفودنج النَّهْرِي إِن طبخ بِزَيْت وَذَلِكَ الْبدن بذلك الزَّيْت دلكا شَدِيدا قبل وَقت النافض أبْطلهُ وَكَذَلِكَ إِن شربت مِنْهُ يَابسا بِمَاء الْعَسَل. لي إِذا كَانَ الْبرد فِي حمى قَوِيا فَإِنَّهُ يدل على أَن خلطها غليظ بَارِد جدا وَلِهَذَا يحْتَاج إِلَى أدوية ملطفة مسخنة كالحلتيت والمر والسذاب والفودنج والثوم والفلف وَالشرَاب الْعَتِيق فَإِنَّهَا تلهب الْبدن حرارة لَطِيفَة وتلطف ذَلِك الْخَلْط ويسرع إقلاع الْحمى بهَا. الْقسْط يدلك بِهِ بدهن من يَأْخُذهُ النافض قبل وَقت النّوبَة. والعاقر قرحاً إِن دلك بِهِ الْبدن بِزَيْت قبل النافض أبْطلهُ. د دهن بِلِسَان يبطل النافض إِن مرخ بِهِ قبل وقته. المر ألف هـ إِن شرب مِنْهُ كالنبقة قبل النافض بساعتين أبْطلهُ الفلفل إِن سحق ومرخ بدهن قبل النافض أبْطلهُ. أغاريقون إِن شرب قبل النافض أبْطلهُ. زراوند مدحرج يبطل النافض إِن شرب والفودنج أَيْضا القلهمان قَالَ: السكبينج الْأَصْبَهَانِيّ ينفع من النافض. الفلاحة: بزر الفجل ينفع من النافض جدا وَحمى الرّبع.) الْعَاشِرَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: النافض يكون عِنْد مَا تتحرك الأخلاط اللذاعة نَحْو العضل الملبس على الْبدن. وبقدر كثرتها أَو بردهَا أَو رداءتها أَو سرعَة حركتها وَضعف الْقُوَّة يكون النافض. وأضداد هَذِه تخفف فَأَما القشعريرة فَإِنَّهَا تكون عِنْدَمَا تضعف كَيْفيَّة الفضول وتقل كميتها أَو تسكن مُدَّة حركتها وخاصة إِن كَانَت الْقُوَّة مَعَ ذَلِك قَوِيَّة فَإِن ازدادت هَذِه قلَّة أَو قلَّة رداءة كيفيته أَو بطء حَرَكَة وَالْقُوَّة قَوِيَّة لم تكن قشعريرة لَكِن تكسر فَقَط.

لي أعرف فضل النافض على القشعريرة فِي هَذِه ليَكُون دَلِيلا لَك على حَال الأخلاط المولدة للحمى. الْإِسْكَنْدَر من كتاب الْمعدة: القشعريرة والنافض يكونَانِ من خلط ني أَو من يبس أَو من قلَّة غذَاء أَو من غَلَبَة مرار أَو من ورم فِي الْبَطن. لي وَمن مُدَّة وَمن خلط لذاع ينخس شَيْئا بِسُرْعَة وَيَنْبَغِي أَن يحذر هَذَا كُله. مسيح إِذا عفن البلغم الزجاجي كُله وَلَا يكَاد يكون ذَلِك إِلَّا فِي الندرة كَانَ النافض مَعَ برد مفرط بِمرَّة وَأكْثر مَا يعفن بعضه ويتولد عَنهُ حر وَبرد فِي حَال وَاحِدَة وعلاجها علاج البلغمية إِلَّا أَنه يجب أَن يكون بأَشْيَاء أقوى تقطيعاً وتلطيفاً. لي بِحَسب شدَّة برد النافض مل إِلَى التقطيع والإسخان. وَلَقَد حَدثنِي أَبُو الْحسن أَنه كَانَ بِرَجُل نافض شَدِيد يكَاد أَن تَنْقَطِع أوصاله ويصيح وَسَأَلَ أَن يمسك عُنُقه ومفاصله. وَلَا يكون بعقبه حمى وَأَنه خرج مِنْهَا فِي مَرَّات. قسطا فِي كِتَابه فِي البلغم يعالج النافض الْعَارِض من حر وَبرد مَعًا وَيكون من البلغم عفن وَغير عفن فَلذَلِك يحْتَاج إِلَى تبريد وتلطيف كالسكنجبين بِمَاء الرُّمَّان ويحذر الأغذية اللزجة فِي هَذِه الْعلَّة كل الحذر ويغذى بخل وزيت وخبز مغسول بسكنجبين وجلاب ومص الْبُقُول كالهندباء والكرفس. والنافض الَّذِي لَا يسخن يعالج بالسفرجل المسهل والتمري ثمَّ بالكموني وَالشرَاب الصّرْف المسخن أَو الممزوج بِمَاء حَار. والأغذية الحارة الجلاءة كالعسل والفانيز ألف هـ وَالزَّبِيب والتين واللوز والجوز والفستق. فِي الْحمى الَّتِي يعرض فِيهَا حر وَبرد مَعًا انقياليس وليفوريا وطيفورس وَالَّتِي ظَاهر الْبدن بَارِد وباطنه حَار وَالَّتِي لَهَا أدوار غَرِيبَة. ورق البنج إِذا شرب مِنْهُ أَو من الأقراص المعمولة مِنْهُ بِمَاء الْعَسَل نفع من الْحمى الَّتِي يعرض فِيهَا) حر وَبرد مَعًا. سيساليوس جيد للحمى الَّتِي يعرض فِيهَا حر وَبرد مَعًا. قَالَ ج فِي الْعِلَل والأعراض: إِن البلغم

الزجاجي إِذا عفن بعضه وَبَقِي بعضه لم يعفن حدثت عَنهُ الْحمى الْمُسَمَّاة انقياليس. من أَصْنَاف الحميات: هَذِه الْحمى من شكل الْحمى الَّتِي يكون فِيهَا بلغم بعضه قد عفن وَبَعضه لم يعفن. وَقَالَ إِذا جرى الصِّنْف الحامض والزجاجي من البلغم فِي الْأَعْضَاء الحساسة كَانَ مِنْهُ النافض لَا تلْحقهُ حمى فَإِن شَأْنهمَا شَيْء من عفن كَانَ مِنْهُ انقياليس وَإِن كَانَ عفنه أَكثر تَبعته حمى ابْن ماسويه فِي الحميات: الْحمى الَّتِي يعرض فِيهَا حر وَبرد مَعًا تكون من البلغم الزجاجي إِذا عفن بعضه وَالْبَوْل فِي هَذِه الخمى إِلَى الْبرد أميل مِنْهُ فِي البلغمية الْخَالِصَة بِسَبَب فضل برد هَذَا الصِّنْف من البلغم على ذَلِك وَكَذَلِكَ النبض فَإِنَّهُ أَبْطَأَ وَأعْرض. وأدوار هَذِه الحميات تخْتَلف وَرُبمَا كَانَت غبا وَرُبمَا كَانَت كل يَوْم وكل ثَلَاثَة أَيَّام. وبقاؤها عشرُون يَوْمًا أَو زِيَادَة قَليلَة. وَفِي الْأَكْثَر تَنْقَضِي قبل الْعشْرين لِأَن الطبيعة تنضجه سَرِيعا ونوبتها من أَربع سَاعَات إِلَى أَربع عشرَة سَاعَة وَرُبمَا زَاد وَرُبمَا نقص. والحميات الَّتِي تَدور فِي سبع وَخمْس وَغير ذَلِك فَهِيَ من بلغم غليظ وسوداء وَيخْتَلف بِحَسب اخْتِلَاف الْخَلْط. وَأما ليفوريا فتبرد فِيهَا الْأَطْرَاف وَظَاهر الْبدن ويحترق الْجوف مَعَ عَطش شَدِيد وخشونة اللِّسَان وَصغر النبض وَهِي ضد انقياليس لِأَن فِي هَذِه يلتهب الْخَارِج ويبرد الدَّاخِل والحرارة فِي هَذِه مائلة إِلَى ظَاهر الْبدن. فَأَما الَّتِي يَحْتَرِق بَاطِن الْبدن ويبرد ظَاهره فَإلَى دَاخل ميل الْحَرَارَة فِيهَا وَيكون من الصَّفْرَاء الغليظة غير الْخَالِصَة. فِي انقياليس اعتن بالمعدة بالقيء وَبِمَا يجلوها وبإدرار الْبَوْل كالسكنجبين والسنبل والأنيسون والكرفس وَنَحْوه ويقيأ بعد الطَّعَام بفجل وَنَحْوه ألف هـ ويسقى من بعده نَقِيع الصَّبْر وجوارش الكموني وَحب الإيارج نَافِع جدا فِي هَذِه. والحقن الَّتِي بشبث وقنطوريون ولب القرطم وَالطَّعَام مَاء حمص ومرى وكمون وأصول السلق وهليون وَجُمْلَة تسْتَعْمل المدرة للبول والمسهلة باعتدال والجلاءة الْمُقطعَة. وَأما ليفوريا فعالج فِي الِابْتِدَاء بسكنجبين وجلنجبين وبآخرة نَقِيع الصَّبْر ونقيع الإيارج والمدرة للبول وَيكون مَا تستعمله فِيهَا أقل حرارة مِنْهَا فِي انقياليس.) أبيذيميا قَالَ: والحميات المختلطة تكون عَن الأخلاط الْمُخْتَلفَة. جورجس الخمسية تكون من خلط سوداوي أبرد قَلِيلا وعلاجها كالربع بِالصَّوْمِ والقيء بعد الطَّعَام والترياق الْكَبِير نَافِع وَالْحمام لَا تسْتَعْمل فِيهِ المَاء لَكِن حرارة فَقَط وتدبير الرّبع تَدْبيره. جَوَامِع اغلوقن: طيقورش وَهِي الَّتِي تلتهب الدَّاخِل وَالْخَارِج بَارِد وَهِي أطول مُدَّة من شطر الغب. ابْن سراييون فِي انقيالوس: ألزمهُ الْقَيْء وإدرار الْبَوْل بالكرفس وأعطه جلنجبينا وسكنجبينا ونقيع الصَّبْر وإيارج فيقرا فِي الأحيان وَحب الصَّبْر وَحب الْغَار واحقن بِمَاء فِيهِ حِدة لينحل ذَلِك البلغم عَن الْمعدة. وَأما ليفوريا فأعط فِي الِابْتِدَاء جلنجبينا وسكنجبينا وبآخره نَقِيع الصَّبْر وإيارجا وَمَاء الرازيانج والهندباء والكرفس وأقراص ورد وكل مَا انْقَضتْ حرارته فَاسْتعْمل أَشْيَاء أسخن وَمُدَّة نوبَة هَذِه من أَربع سَاعَات إِلَى عشْرين وتلبث من عشْرين إِلَى أَرْبَعِينَ وَقد تطول أَيْضا وَهِي من بلغم زجاجي إِذا عفن وَأما النافض بِلَا حمى فَإِنَّهُ من بلغم زجاجي غير عفن وَقد كثر فِي الْبدن.

قَالَ ديسقوريدوس: شراب الْعَسَل يذهب النافض المزمن دهن البلسان إِذا دهن بِهِ أبطل النافض. د: الجاوشير إِذا سقِِي بِمَاء الْعَسَل يُوَافق النافض والحميات الدائرة الزراوند المدحرج ينفع من النافض والحميات الدائرة. دهن القيصوم يسكن النافض المر إِن شرب مِنْهُ مِقْدَار باقلاة بِقَلِيل مَاء قبل وَقت النافض بساغتين سكنها الإيرسا ينفع من الْبرد والنافض طبيخ السذاب الرطب والشبث ينفع من النافض إِذا شرب. ديسقوريدس: العاقر قرحاً إِن جعل فِي زَيْت وتمسح بِهِ قبل وَقت النافض نفع من النافض والقشعريرة الكائنة ألف هـ بأدوار. جالينوس: الفلفل إِن جعل فِي دهن وتمسح بِهِ نفع من النافض. طبيخ الفودنج ينفع مِنْهُ إِذا شرب. د الفودنج النَّهْرِي يسخن ويجفف جَمِيع الْبدن وَكَذَلِكَ يسْتَعْمل للنافض بِأَن يسقى مِنْهُ بِمَاء) قَالَ جالينوس: الْقسْط إِن لطخ بِهِ مَعَ زَيْت قبل النافض أبْطلهُ. د: القيصوم يعْمل مِنْهُ مَعَ زَيْت مسوح جيد للنافض. وَقَالَ ج: أَطْرَافه إِن طبخت ودهن بِهِ فِي زَيْت أَو أنقعت فِيهِ ودلكت بِهِ قبل النافض خفف النافض حَتَّى لَا يقشعر إِلَّا يَسِيرا جمة الشبث وبزره إِذا طبخا وشربا سكنا النافض ودهن الشبث يُوَافق النافض بحرارته. د: الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ فودنج يُخَفف النافض. بولش لبن التِّين الْمُسَمّى بالجميز مَتى تمسح بِهِ نفع من النافض دهن الْغَار ينفع من الاقشعرار جدا الأغاريقون إِذا شرب قبل الدّور أبطل النافض. أغاريقون يبطل النافض الَّذِي يكون بأدوار. لي مِمَّا يبطل النافض أَو يخففه: إِن نكب فِي وقته على مَاء حَار ويطرح عَلَيْهِ كسَاء ليعرق الْعرق لِكَثْرَة البخار طول ذَلِك الْوَقْت. د وَج النافض الْكَائِن بأدوار إِنَّمَا يكون من أخلاط غَلِيظَة لزجة. ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من برد الحميات البلغمية: إِن يسْقِي فِي وَقت الْبرد مِثْقَال ايرسا مسحوق مَعَ مَاء حَار وَكَذَلِكَ الْقسْط مِثْقَال أَو يدهن بدهنه. وعيدان بِلِسَان وَحب بِلِسَان إِذا شربا ولطخا بدهن سوسن أَو بدهن الْحل ودهن بِهِ الْبدن. والمر إِذا شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء الْعَسَل سكن النافض ودهن القيصوم إِذا دهن بِهِ الْبدن والجاوشير إِذا شرب أَو دهن بدهنه للنافض والحاشا مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ أبطل النافض.

من التَّذْكِرَة: للنافض ترْبط الْأَطْرَاف فِي مَوَاضِع كَثِيرَة وتدهن بدهن البابونج ودهن الْحِنَّاء ودهن الإيرسا فَإِن أردته أقوى فَاجْعَلْ فِيهِ فلفلاً وجندبادستر وقاقلة. وازفى مَجْهُول قَالَ: اسْقِ للنافض حب المنتن مثقالين فَإِنَّهُ يذهب بِهِ الْبَتَّةَ. أَو هَذَا: سكبينج جاوشير أنجدان كرماني بزر كرفس فلفل مِثْقَال من كل وَاحِد بزر بنج زراوند زعفران جندبادستر مر فربيون زنجبيل نانخواه من كل وَاحِد دانقان بزر حرمل عَاقِر قرحاً مِثْقَال مِثْقَال يدق ويعجن بالعسل الشربة مثل البعرة بِمَاء سخن ينفع من النافض وَالرِّيح. مطبوخ للحميات العتيقة خَاصَّة للبرد الصعب: كسبرة ورد مر من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بزر كرفس صعتر فَارسي من كل وَاحِد ثَلَاثَة ينفع ألف هـ من النافض برطل مَاء حَار يَوْمًا) وَلَيْلَة وَيشْرب غدْوَة ثَلَاث أَوَاقٍ وتعاد الْأَدْوِيَة فِي كل يَوْمَيْنِ فَإِذا أحس بِبرد الْحمى فيشرب طبيخ الشبث حاراً وَالْملح والسكنجبين ويتقيأ للبرد الشَّديد الْحَادِث فِي الحميات أَو يُؤْخَذ شبث مر فلفل عَاقِر قرحاً يطْبخ بدهن الْحل وَيمْسَح بِهِ الْبدن. الْعِلَل والأعراض: الْأَسْبَاب المعنية على حُدُوث النافض والقشعريرة خَمْسَة أَسبَاب: كَثْرَة الأخلاط الرَّديئَة فِي الْبدن وَالثَّانِي حدتها وَالثَّالِث سرعَة حركتها وَالرَّابِع سرعَة قبُول الْبدن للآفات وَالْخَامِس كَثْرَة حسه وكل سَبَب يحدث عَنهُ أَذَى فقد يجوز أَن يحدث عَنهُ نافض لَا يَخْلُو أَن يكون إِمَّا حاراً وَإِمَّا بَارِدًا فَإِن كَانَ بِلَا مَادَّة وَذَلِكَ أَنه يعرض من المَاء الْبَارِد إِذا رش على الْبدن نافض ويعرض من شرار النَّار إِذا وَقعت على الْبدن انتفاض والصفراء قد تحدث النافض والأخلاط الردية إِذا كَانَت فِي الْبدن وَكَانَت قَليلَة أحدثت التمطى وَإِن كَانَت كَثِيرَة أحدثت إعياء وَإِن كَانَت أَكثر أحدثت قشعريرة وَإِن كَانَت أَكثر أحدثت نافضاً والنافض إِمَّا أَن يكون من سَبَب حَار وَإِمَّا من سَبَب بَارِد وَالسَّبَب الْحَار إِمَّا أَن يكون بِلَا مَادَّة كالنافض الْحَادِث من الشَّمْس وَالْحمام وَقد قُلْنَا إِذا هَذَا يكون إِذا كَانَ فِي الْبدن أخلاط ردية وشفاء هَذَا النافض يكون بالتبريد وَإِمَّا أَن يكون مَعَ مَادَّة كالنافض الْحَادِث عَن الصَّفْرَاء فشفاؤه الاستفراغ. والكائن عَن برد إِن كَانَ بِلَا مَادَّة كَالرِّيحِ الشمَال وَالْمَاء الْبَارِد فشفاؤه الإسخان وَإِن كَانَ مَعَ مَادَّة كالكائن فِي حمى بلغم فشفاؤه إِن كَانَ قَلِيلا الإنضاج وَإِن كَانَ كثيرا الاستفراغ وَرُبمَا احْتَاجَ إِلَى الاستفراغ ثمَّ إِلَى إنضاج مَا بَقِي. والنافض يكون إِمَّا من سَبَب حَار وَيلْحق ذَلِك لَا محَالة حمى أَو من سَبَب بَارِد فَذَلِك السَّبَب يكون إِمَّا من مرّة سَوْدَاء أَو من بلغم زجاجي وَإِذا كَانَ من مرّة سَوْدَاء فَإِنَّهُ يلْحقهَا لَا محَالة حمى ربع وَإِذا كَانَت من بلغم زجاجي فَإِنَّهُ إِن كَانَ قد عفن كُله حدث بعد النافض حمى كل يَوْم وَإِن كَانَ لم يعفن مِنْهُ شَيْء لم يتبع نافضها حمى وَإِن كَانَ بعضه عفن وَبَعضه لم يعفن حدثت انقيالوس. وأجناس النافض ثَلَاثَة: الَّذِي تتبعه حمى وَالَّذِي لَا تتبعه حمى وَالَّذِي يتبعهُ الْمَوْت. وَالَّذِي يتبعهُ الْمَوْت يكون من سُقُوط الْقُوَّة الطبيعية وَالْقُوَّة إِذا قهرت النافض حللته وأخرجته

بالعرق فَإِن قهر النافض الطبيعة كَانَ مهْلكا لضعف الْحَرَارَة الغريزية. إِذا كَانَ سَبَب النافض حاراً كَانَت الرعدة أَشد لِأَن السَّبَب الْحَار أَكثر حَرَكَة. وَالسَّبَب المؤذي إِذا كَانَ متحركاً كَانَ أَدَاة أَشد وأزيد وَإِذا كَانَ السَّبَب بَارِدًا كَانَ الانتفاض أقل لضد تِلْكَ الْعِلَل. وَالْبرد مَعَ النفض يعرض فِي) الرّبع والبلغمي وَفِي كل نافض يهرب الْحَرَارَة الغريزية إِلَى قَعْر الْبدن وَلذَلِك يقل الدَّم فِي ظَاهر الْبدن. ألف هـ ابْن ماسويه: إِذا كَانَ البلغم غير عفن سابحاً فِي الْبدن كُله حدث النافض بِلَا حمى. قَالَ: إِذا صَعب برد البلغم فِي الرّبع وَغَيره من نَحوه فاسقه مَاء سخناً قد طبخ فِيهِ أنيسون وفوذنج ومصطكى وَأدْخل تَحْتَهُ مَاء مغلي فِيهِ فوذنج وإذخر وَمر زنجوش وشبث وَتَمام أَو مَاء دَوَاء للنافض والحمى المزمنة: صعتر نانخواه كزبرة ورد فوذنج زنجبيل زبيب منزوع الْعَجم يطْبخ من كل وَاحِد خَمْسَة مَثَاقِيل برطلين من مَاء حَتَّى يصير رطلا ويسقى ثلث رَطْل. ويسكن النافض إِن شرب مَاء الجرجير ثَلَاث أَوَاقٍ وَإِن دهن بدهن قد طبخ فِيهِ عَاقِر قرحاً فِي وَقت الْبرد فَإِنَّهُ يسكنهُ وَلَا ينَام عِنْد النافض فَإِنَّهُ يزِيد بل يَتَحَرَّك وَيذْهب وَيَجِيء. فِي كتاب ج فِي أزمان الْأَمْرَاض: إِنَّه مَعَ برد الْبدن يَبْتَدِئ النبض يصغر وينتفض إِلَى دَاخل وَذَلِكَ أَن الدَّم يغور نَحْو العمق. قَالَ الْكِنْدِيّ: الْمَشَايِخ لَا يكون لَهُم حمى صالب لقلَّة أكلهم وبردهم وَضعف حرارتهم. قَالَ ج فِي سوء المزاج الْمُخْتَلف: النافض بِلَا حمى لَا بُد من أَن يكون قد تقدمه التَّدْبِير المفرط فِي الْخَفْض والسدد حَتَّى اجْتمع فِيهِ بلغم زجاجي وَلذَلِك زعم الْأَطِبَّاء القدماء: أَنه لَا يكون نافض لَا يلْحقهَا حمى لِأَن النَّاس فِي ذَلِك الزَّمَان لم يَكُونُوا مفرطين فِي التَّدْبِير هَذَا الإفراط. ابيذيميا مَتى بَقِي الْبرد فِي الْحمى من أَولهَا إِلَى آخرهَا فَإِنَّهُ دَلِيل رَدِيء وَكَذَا مَتى كَانَ الْبَاطِن يَحْتَرِق وَالظَّاهِر شَدِيد الْبرد فرديء. دهن للنافض: يذاب خَمْسَة دَرَاهِم ميعة فِي عشرَة دَرَاهِم زنبق قد ألقِي مِنْهُ فِي الرطل أُوقِيَّة قسط مر يسحق كالغبار ثمَّ يمرخ بِهِ فقار الظّهْر والموضع الَّذِي يحس فِيهَا بِبرد كَثِيرَة. البحران: النافض يكون عَن سَبَب حَار. من ذَلِك أَن من وضع على مَوضِع قرحَة دَوَاء حاراً لذع لذعاً شَدِيدا ينتفض ويرتعد. وَمن بدنه مَمْلُوء أخلاطاً دخانية وَدخل الْحمام أَو سخنته الشَّمْس يقشعر ويرتعد وَكَذَا المحموم والمتخم تخمة قَوِيَّة. وكل من بدنه مَمْلُوء أخلاطاً حارة إِن دخل الْحمام أَو سخنته الشَّمْس إسخاناً قَوِيا أَو تحرّك حَرَكَة قَوِيَّة يقشعر. فَإِن لبث مُدَّة انتفض وارتعد لِأَن الفضول الَّتِي كَانَت سَاكِنة تتحرك حَرَكَة أقوى فَإِذا تحركت ونفذت فِي) الْأَعْضَاء الحساسة فيتيسر غورها ونخستها فأحدثت بذلك ألف هـ نافضاً ورعدة وَكَذَا من ينضح على

بدنه مَاء حاراً يجد أَولا كالنخس من الإبر ثمَّ يرتعد لشدَّة ذَلِك النخس فَأَما الآخر فَإِنَّهُ يجد بردا صَادِقا وَلَا يحس بِقَبض الْجلد كَالْبردِ الَّذِي يجده فِي الشتَاء عِنْد شدَّة الْبرد. من الحميات: قد رَأينَا نافضاً بِلَا حمى يَدُور على نَوَائِب لَازِمَة للنظام وَغير لَازِمَة للنظام وَإِذا دَامَت هَذِه أحدثت حمى لَا محَالة لِأَن النافض من بلغم لم يعفن وَإِذا عفن تَبعته حمى من جنس النائبة كل يَوْم وَكَانَت طَوِيلَة مزمنة وَقَالَ: إِذا جرى الصِّنْف الحامض والزجاجي من البلغم فِي الْأَعْضَاء الحساسة كَانَ مِنْهُ نافض لَا يلْحقهُ حمى وَإِن شابه شَيْء من عفن كَانَ مِنْهُ انقيالوس وَإِن عفن أَكثر تَبعته حمى حارة. من جَوَامِع البحران: النافض يكون من سَبَب حَار كالصفراء من دَاخل وَالْمَاء الْحَار من خَارج وَمن سَبَب بَارِد كبرد الْهَوَاء من خَارج والخلط البلغمي من دَاخل. من جَوَامِع الحميات الْغَيْر المفصلة: النافض يكون عَن الأخلاط بِسَبَب الْحَرَارَة لَيست وَاحِدَة لِأَنَّهُ يعرض مِنْهَا إِن تلذع الْأَعْضَاء الحساسة وتؤذيها فتغور لذَلِك الْحَرَارَة الغريزية إِلَى دَاخل فَلذَلِك يعقب اللذع والنخس برد لِأَن الْحَرَارَة إِذا غارت إِلَى دَاخل بردت الظَّاهِر وَدَلِيل ذَلِك أَن النَّاس يَحْتَاجُونَ فِي وَقت النافض إِلَى دثار أَكثر لِأَن الْحَرَارَة تغور إِلَى دَاخل وَلذَلِك يتزيد النافض إِذا نَام صَاحبه وينفع إِن يغطى عِنْد النافض فَإِنَّهُ يخففها. والنافض عَن الْحَرَارَة إِنَّمَا يكون بِالْعرضِ لِأَنَّهُ ينخس الْأَعْضَاء ويؤذيها فتغور الْحَرَارَة ويبرد لذَلِك ظَاهر الْبدن جدا. وَأما الْخَلْط الْبَارِد فَإِنَّهُ يبرد بِالْعرضِ والجوهر وَإِنَّمَا يبرد الْأَطْرَاف أسْرع لبعدها من الْقلب. ابيذيميا: النافض أَكثر مَا يَبْتَدِئ فِي الشتَاء من أَسْفَل الصلب ثمَّ يترقى فِي الظّهْر إِلَى الرَّأْس والنافض إِلَى النِّسَاء أسْرع مِنْهُ إِلَى الرجل لبردهن ويبتدئ من الظّهْر أَكثر لِأَنَّهُ أبرد من الْبَطن وَيكون من جَمِيع ظَاهر الْأَعْضَاء إِلَى الْأَطْرَاف أسْرع بِحَسب مَا هِيَ أبعد من الْقلب. الْحمى ينفع من النافض الَّذِي لَيْسَ مَعَه حمى وَلَا ورم فِي الْبدن. قَالَ: النافض الشَّديد الَّذِي يكون بِسُرْعَة خير من الْكَائِن بِشدَّة وَيطول مقَامه فِي النّوبَة ألف هـ قَالَ: النافض الْقوي الشَّديد يكون عَن البلغم الْقوي الْبرد وَهُوَ من الزجاجي أَو عَن مرّة سَوْدَاء.) لي وَيكون مَعَ هَذَا الْبرد الشَّديد الصعب فَأَما فِي الغب فالارتعاد من غير برد شَدِيد. قَالَ: وَقد يعرض النافض إِذا تفتحت الْجِرَاحَات وَعند الكي والبط وَعند وضع دَوَاء حَار على القرحة وَعند الحميات وَعند البحران وَفِي الْحمام وَالشَّمْس. النافض الَّذِي لَا يكون من أجل سَبَب خَارج يَبْتَدِئ كُله من الْقطن وَالظّهْر. ابيذيميا: النافض الشَّديد يخرج من الفضول عَن الْبدن والنافض أَكثر مَا يَبْتَدِئ فِي النِّسَاء من أَسْفَل الصلب ثمَّ يترقى من الظّهْر إِلَى الرَّأْس وَهِي أَيْضا فِي الرِّجَال يَبْتَدِئ من

خلف أَكثر مِمَّا يَبْتَدِئ من قُدَّام مثل مَا يَبْتَدِئ من الصاعدين إِلَى الفخذين وَالْجَلد أَيْضا فِي مقدم الْبدن متخلخل وَيدل على ذَلِك الشّعْر. قَالَ جالينوس: كل نافض فَإِنَّهُ يَبْتَدِئ مَعَ برد محسوس وَالْبرد إِلَى مَا يَلِي الظّهْر أسْرع وَتلك النواحي أَيْضا مَعَ ذَلِك إِلَى أَن يحس بِمَا يعرض لَهَا من الْبرد أسْرع فبالواجب يَبْتَدِئ النافض من الظّهْر وَهُوَ إِلَى النِّسَاء أسْرع لبردهن ثمَّ إِن النافض إِذا ابْتَدَأَ من تِلْكَ النواحي يترقى إِلَى أصل العصب ويتصل بعد بِجَمِيعِ الْبدن لمواصلته النخاع وَأما مقدم الْبدن فَلَيْسَ يَبْتَدِئ مِنْهُ القشعريرة شرب الشَّرَاب بِمثلِهِ مَاء يذهب بالقشعريرة لِأَنَّهُ يعدل الأخلاط ويجودها. جَوَامِع اعلوقن: النافض إِن كَانَ مَعَه مس برد فَهِيَ نافض بلغم وَإِن كَانَ مَعَه مس تكسر الْعِظَام فنافض ربع وَإِن كَانَ مَعَه غرزان ووخز فنافض غب. من الْعِلَل والأعراض: النافض الَّذِي لَا يلْحقهُ حمى لَا يكون أبدا فِي الْقُوَّة مثل نافض الغب وَالرّبع وَالَّذِي بِهِ تتحلل الْحمى المحرقة. قَالَ: وَمن شَأْن هَذَا النافض الَّذِي تتبعه حمى أَن يحدث عَن التملؤ والاستحمام بعد الْأكل وَتقدم أَطْعِمَة بلغمية وَلَا يرتاض وَالَّذِي يرعد من نافض ويهز ويحرك فَلَيْسَ أصلا من خلط بَارِد وَكلما كَانَ النافض أقوى كَانَت مُدَّة بَقَائِهِ أقل. وَإِنَّمَا يعرض برد ظَاهر الْبدن عِنْد النافض لِأَن الدَّم وَالروح يميلان إِلَى دَاخل وَكَذَلِكَ أَيْضا يكون الْبُرُودَة فِي الْأَطْرَاف أَكثر. الطَّبَرِيّ: نافض البلغمية وَالرّبع يزْدَاد مَتى أمعن لِأَن الْخَلْط لَا يكون فِي أول الْأَمر قد استحكم عفنه فَإِذا أمعن استحكم عفنه وَصَارَت ألف هـ كيفيته لذاعة مؤذية. لي فِي هَذَا الْكَلَام إصْلَاح وَإِنَّمَا كَانَ لَهُ معنى فَقَط. من أقرابادين ابْن سرابيون: للنافض والحمى مَعَ برد وعرق كثير فِي أَوَاخِر الحميات: أُوقِيَّة) فوذنج يطْرَح فِي قدر بِثُلثي رَطْل مَاء ويغلى حَتَّى يبْقى أوقيتان ويسقى أَيَّامًا فَإِنَّهُ عَجِيب (الْحمى الوبئية) (أولويوس وَهِي الوبئية اسْتَعِنْ بِبَاب الوباء ورده إِلَى هَهُنَا وَفِيه شَيْء من) (الْخَامِسَة عشرَة من النبض) قَالَ فِي الْمقَالة الأولى من أَصْنَاف الحميات: الْحمى الوبئية كلهَا تكون من العفونة. من كتاب العلامات: 3 (الْحمى الوبئية أردى الحميات) كلهَا عَامَّة وَهِي قَوِيَّة يعرض مَعهَا تنفس عَال شَدِيد وإعياء وَغشيَ واسترخاء الْبدن وسعال يَابِس وبثر أشقر وأحمر وقيء السَّوْدَاء واختلافها وَاخْتِلَاف زبدي كثير وَهِي تقتل سَرِيعا وَهِي قَوِيَّة من أول أمرهَا وَمَعَهَا

ضيق نفس ونبض صَغِير كثيف مُخْتَلف ويتقلب صَاحبهَا تقلباً شَدِيدا ويرتعد فِي الرَّابِع وَتظهر بِهِ بثور شقر وحمر ثمَّ تغيب سَرِيعا وَتذهب ويعرض فِيهَا سعال يَابِس ووجع فِي الشراسيف وقيء صفراء وَرُبمَا تقيأ سَوْدَاء وَرُبمَا اخْتلف. وَحمى لوموروس رُبمَا تشتد بِاللَّيْلِ ويعرض مَعهَا سهر وَسُقُوط الشَّهْوَة ووجع الْقلب وَبرد الْأَطْرَاف وَبَوْل قَلِيل أَحْمَر منتن وقلاع فِي الْفَم وقروح وَعظم الطحال ويزمن وَيطول وَيصير كَأَنَّهُ

(الحميات المركبة) 3 (والمطريطاوس والليلية والنهارية وَشطر الغب اسْتَعِنْ بِبَاب الغب بِمَا قَالَ اغلوقن فِي) 3 (الغب الْغَيْر الْخَالِصَة) قَالَ ج فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من كتاب البحران: مَتى كَانَ الْمَرَض مُفردا وَلم يعرفهُ الطَّبِيب مُنْذُ أول يَوْم فقبيح جدا رَدِيء بل إِن كَانَ مركبا من مرضين أَو ثَلَاثَة فَلَيْسَ يقبح بالطبيب وَلَا يضرّهُ أَن يحْتَاج لتعرف الْمَرَض الْمركب فِي الْيَوْم الأول وَالثَّانِي وَالثَّالِث. لي أفهم من قَوْله الْمَرَض أَي حمى يَنْبَغِي أَن تروض نَفسك أَولا فِي تعرف الْأَمْرَاض المفردة من نفس طبيعة الْأَمْرَاض لَا من الْأَشْيَاء الَّتِي تتفق من خَارج ثمَّ تنظر فِي مَا يحدث فِيهَا كثيرا فمثال ذَلِك إِن نظرت لتعرف الغب إِلَى أَن تنوب فِي الْيَوْم الثَّالِث فَإِنَّهُ إِن كَانَ بالعليل حمى غب فَإِنَّهُ يكون لَهَا كل يَوْم نوبَة فَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن تقتصر على ذَلِك دون النّظر ألف هـ فِي نفس طبائع الْحمى فَإِن أَصْنَاف الْحمى لَا تتشابه إِلَّا فِي ابْتِدَاء نوبتها وَلَا فِي تزيدها وَلَا فِي مُنْتَهَاهَا وَلَا فِي انحطاطها وَلَا فِي الْأَعْرَاض الَّتِي تلحقها. وَلَو كَانَت الغب والبلغمية لَا توجدان مفردتين فِي حَال لما كَانَ إِلَى التَّفْرِقَة بَينهمَا سَبِيل لكنه لما كَانَ كل وَاحِد من الغب والبلغمية تُوجد خَالِصَة لم يعسر إِذا عرف طبعها مُفْردَة إِن يفرق بَينهمَا وَذَلِكَ أَن البلغمية تنوب كل يَوْم والغبان اللَّتَان يَنُوب كل وَاحِد مِنْهُمَا كل يَوْم تشتبهان. قَالَ: 3 (جَمِيع الحميات المفردة فِي ثَلَاثَة أَجنَاس) كل جنس مِنْهَا يَنْقَسِم لنوعين وَذَلِكَ إِنَّهَا إِمَّا أَن تكون دائمة مطبقة وَإِمَّا دَائِرَة وَكَذَلِكَ كل الحميات الدائمة والمفارقة فِي أول النّوبَة لِأَن بَعْضهَا يعرف فِي أول النّوبَة وَبَعضهَا فِي أول التزيد وَبَعضهَا فِي الْمُنْتَهى وَبَعضهَا فِي الانحطاط أَو فِي وَقت الفترة. وَمَتى كَانَ الْمَرَض مركبا فَلَيْسَ بسهولة مَعْرفَته كسهولة معرفَة المفردة لكنه يحْتَاج إِلَى فطنة ورياضة وَأَنا أصف لَك أبلغ الطّرق فِي رياضتها يَنْبَغِي أَن ترتاض فِي تعرف الْمُفْردَات حَتَّى تعرفها بسهولة وَسُرْعَة ثمَّ تديم النّظر فِي المركبة. قَالَ: والحميات المركبة قِسْمَانِ إِمَّا أَن تتركب فِيهَا الْأَصْنَاف الَّتِي ذَكرنَاهَا يتركب بَعْضهَا مَعَ بعض أَعنِي الرّبع وَالْغِب والنائبة كل يَوْم من غير أَن يكون فِي الْبدن ألم يَعْنِي ورماً حاراً أَو نَحوه مِمَّا يُولد حمى أَو يكون عُضْو حدث فِيهِ ورم فتتولد عَنهُ حمى وكل وَاحِد من هذَيْن الْقسمَيْنِ يحْتَمل أَن يَنْقَسِم قسْمَة أُخْرَى وَذَلِكَ أَن جِهَة تركيبها لم تخل أَن تكون على الْمُجَاورَة أَو الممازجة فرض نَفسك فِي معرفَة التَّرْكِيب على جِهَة الْمُجَاورَة ثمَّ رضها فِي تركيب الممازجة.

لي قد أغفل جالينوس هَهُنَا ذكر حمى الدق وَقد ذكر فِي مَوَاضِع أَنه قد تتركب حميات الدق فعلى حسب هَذَا يجب أَن تكون الْقِسْمَة للحميات إِمَّا مَعَ ورم وَنَحْوه أَو بِلَا ورم وَقد تتركب الحميات الَّتِي لَا ورم مَعهَا فضروب تركيب الحميات ثَلَاثَة وكل وَاحِدَة من هَذِه إِمَّا أَن يكون تركيبها على الممازجة أَو الْمُجَاورَة. قَالَ: فَأَقُول أَن الحميات الَّتِي تتركب على الْمُجَاورَة رُبمَا كَانَت من نوع وَاحِد وَرُبمَا كَانَت مُخْتَلفَة وَذَلِكَ أَنه قد تتركب غب وَربع أَو غب وبلغمية أَو ربع وبلغمية وَقد تتركب ربعان مَعًا أَو غبان مَعًا أَو بلغميتان وَرُبمَا تركبت ألف هـ الحميات الدائرة مَعَ اللَّازِمَة الَّتِي من جِنْسهَا ونوعها وَالَّتِي لَيست من جِنْسهَا وتعرف تركيب الدائرة مَعَ اللَّازِمَة عسر جدا. 3 (الحميات الَّتِي عَن الأورام) تتركب غير هَذَا التَّرْكِيب وَذَلِكَ أَنه قد يحدث الورم فِي عضوين كالطحال والكبد وَيحدث كل وَاحِد مِنْهُمَا حمى غير الَّتِي يحدثها الْأُخْرَى وَرُبمَا حدث فِي الْعُضْو الوتحد ورم مركب كالحمرة والفلغموني أَو فلغموني وأوذيما أَو فلغموني وسقيروس وَيَنْبَغِي أَن تروض نَفسك فِي تعرف المفردة من الحميات الْحَادِثَة عَن الأورام وسأعطيك قانوناً فِي تعرف هَذِه أَيْضا إِن الْحمى المركبة المخالطة غَيرهَا الْمُخْتَلفَة الْأَمر فِي جَمِيع الْوُجُوه قد يعسر تعرفها فِي أول مَا تحدث وَلَيْسَ هُوَ وَإِن كَانَ عسراً غير مُمكن وأكثرها تعرف فِي الْيَوْم الثَّانِي أَو فِي الثَّالِث وأقصاه الرَّابِع. أَقُول: إِن حمى ابتدأت وَمَعَهَا اقشعرار وَهِي مَعَ ذَلِك مُخْتَلفَة الْأَمر فِي جَمِيع الْوُجُوه أَعنِي فِي النبض وَفِي الْحَرَارَة الَّتِي فِي الْبدن كُله حَتَّى توهم أَنَّهَا قد قربت من منهاها وَأَنَّهَا قد توسطت فِي التزيد ثمَّ يعود فِيهَا القشعريرة وَيعود النبض فَيصير أَصْغَر مِمَّا كَانَ وأضعف وَأَبْطَأ وَأَشد تَفَاوتا وتجد الْحَرَارَة تفارق الْأَطْرَاف وتكثر فِي الْبَطن والصدر. أَقُول: إِن هَذِه دَلَائِل الْحمى المركبة من النائبة كل يَوْم وَالْغِب الْمُفَارقَة وتركيبها على الممازجة وَهِي الْمَطَر يطاوس وَالْجُمْهُور يعرفهَا فِي يَوْم الثَّالِث وَهَذِه الْحمى يكون تركيبها باختلاط حمى الغب الدائرة بالبلغمية اللَّازِمَة. وَأما تركيب الغب والبلغمية على الْمُجَاورَة فعلى أَرْبَعَة أنحاء وَذَلِكَ أَنه إِمَّا أَن تتركب الغب الدائرة مَعَ البلغمية الدائرة أَو غب لَازِمَة مَعَ بلغمية لَازِمَة أَو غب لَازِمَة مَعَ بلغمية دَائِرَة أَو غب دَائِرَة مَعَ بلغمية لَازِمَة. لي وَكَذَلِكَ التَّرْكِيب بالممازجة يركب الْأَرْبَعَة التركيبات قَالَ جالينوس: وَلَا يُمكن أَن يعرف على استقصاء وَاحِد مِنْهَا فِي أول يَوْم وَلَيْسَ يعسر تعرفها فِي الْيَوْم الثَّانِي ومعرفتها فِي الثَّالِث أَكثر كثيرا وأؤكد حَتَّى أَنه لَا يحْتَاج إِلَى انْتِظَار الرَّابِع. وضع أَن نوبَة ابتدأت فِي الْيَوْم الأول مَعَ نافض ثمَّ التهبت حمى حادة محرقة فِيهَا كرب وعطش وَبَلغت منهاها بِسُرْعَة والنبض مستو عَظِيم سريع قوى ألف هـ متواتر والحرارة مستوية فِي جَمِيع حالاتها ثمَّ سكنت بقيء ويعرق وأقلعت إقلاعاً تَاما أَقُول إِن هَذِه النّوبَة لَا يُمكن أَن

تكون إِلَّا لغب. وَأَقُول إِنَّه إِن كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي نوبَة حمى بلغم وَقد وَصفنَا علاماتها فَيَنْبَغِي أَن تنظر فِي أَوْقَات النوبتين لتتقدم فتعلم كَيفَ تكون الْحَال فِي الْيَوْم الثَّالِث لِأَنَّك إِن قدرت أَن نوبَة) الغب تَأتي فِي أول سَاعَة من الْيَوْم الثَّالِث وَأَن نوبَة البلغمية تَأتي فِي الْحَادِيَة عشرَة علمت أَن ابْتِدَاء كل وَاحِدَة مِنْهُمَا يكون أبين وَإِن قدرت إِن ابْتِدَاء النوبتين يكون جَمِيعًا فِي وَقت وَاحِد علمت أَنه لَا بُد أَن تكون النّوبَة مختلطة وَمن أحسن أَن يُمَيّز فَهُوَ يرى شَيْئا كَأَنَّهُ ممزوج من دور غب وَمن حمى بلغم تنوب كل يَوْم ثمَّ يَصح لَك تمييزها فِي الْيَوْم الرَّابِع على أَن أمرهَا قد كَانَ مَعْرُوفا بَينا فِي الْيَوْم الثَّانِي عِنْد من لَهُ دربة وَمَتى كَانَ التَّرْكِيب من دَائِرَة ولازمة كَانَ الْوُقُوف عَلَيْهِ أصعب وَمن هَذَا ظن قوم أَنه لَا يكون هَذَا لَا يكون هَذَا التَّرْكِيب لأَنهم ظنُّوا أَنه يلْزم من قَالَ بِهَذَا التَّرْكِيب أَن يَقُول أَن الْإِنْسَان مَحْمُوم فِي حَال وَاحِدَة إِن من يعرف طبائع الْحمى بِالْحَقِيقَةِ يعلم أَن هَذَا التَّرْكِيب يكون. فَإِنِّي قد رَأَيْت امْرَأَة تأخذها فِي الْأَيَّام الْأزْوَاج نوبَة وقشعريرة مَعهَا جَمِيع المارات الَّتِي لأنطرطاوس وتأخذها فِي الْأَيَّام الْأَفْرَاد أما فِي أول النَّهَار فحمى أَضْعَف كثيرا من الْحمى الَّتِي كَانَت قبلهَا فِي الْيَوْم الزَّوْج حَتَّى توهم المتوهم أَن هَذِه الْحمى الكائنة فِي أول النَّهَار فِي الْيَوْم الْفَرد إِنَّمَا هِيَ الْحمى المركبة الكائنة فِي الْيَوْم الزَّوْج كرت فِي الْيَوْم الْفَرد كَمَا من عَادَتهَا أَن تكر وَأما نَحْو السَّاعَة الثَّامِنَة من النَّهَار فَكَانَت تأخذها حمى مَعهَا نافض قوي وَجَمِيع إمارات الغب ثمَّ كَانَت صولة هَذِه الْحمى تنكسر نَحْو السَّاعَة الثَّالِثَة من اللَّيْل بعرق وقيء مراري صفراوي ويمتد بقاياها إِلَى السَّاعَة الثَّانِيَة من النَّهَار من الْيَوْم الزَّوْج فَإِذا شارفت هَذِه النّوبَة الإقلاع تبعها أَيْضا من الرَّأْس النّوبَة الْأُخْرَى الَّتِي مَعهَا قشعريرة وَاخْتِلَاف الَّتِي قلت أَنَّهَا كَانَت تَأتي فِي الْأزْوَاج كَانَت تلبث هَذِه الْحمى النَّهَار كُله من حَيْثُ تحفز مرّة وتبطئ مرّة وتكر مرّة وَتظهر ثمَّ تكر مَا كَانَت تَنْتَهِي منهاها فِي وَقت غرُوب الشَّمْس ثمَّ كَانَت تبتدئ تنحط نَحْو السَّاعَة الرَّابِعَة من اللَّيْل ثمَّ مَعَ الصُّبْح أَيْضا وَقد بقيت من الْحمى الْمُتَقَدّمَة بَقِيَّة كَثِيرَة تتزيد الْحمى زِيَادَة لَيْسَ فِيهَا اخْتِلَاف وتتصل تِلْكَ الْحَرَارَة ألف هـ وتزيد إِلَى تِلْكَ السَّاعَة الثَّانِيَة فَإِذا ظَنَنْت أَنَّهَا قد بلغت منهاها وَتبين ذَلِك تبِعت هَذِه الْحمى نوبَة أُخْرَى هِيَ بِالصِّحَّةِ نوبَة غب فَلَمَّا تفقدت أَمر هَذِه الْمَرْأَة فِي الْيَوْم الأول وَالثَّانِي سنح لي فِي الْيَوْم الثَّانِي أَن حماها مركبة من الأنطريطاوس وَمن غب ثمَّ صحت عِنْدِي مَعْرفَتهَا أَكثر مِمَّا كَانَت كَثِيرَة فِي الْيَوْم الثَّالِث ورجوت أَن تَنْقَضِي أدوار إِحْدَى الحميين وَهِي الغب سَرِيعا وتطول المركبة فَكَانَ كَذَلِك وَتبين عِنْد انْقِضَاء الغب الْخَالِصَة أَن الَّذِي بَقِي من حماها الأنطريطاوس وَكَانَ ابْتِدَاء دورها فِي الزَّوْج وتكر فِي الْفَرد كراً قَلِيلا لَكِن هَذَا التَّرْكِيب وأشباهه لَا يصل إِلَيْهِ) الْيَسِير من الْعلم. فَأَما من رأى فِي الْيَوْم الأول نوبَة غب خَالِصَة ثمَّ رأى فِي الْيَوْم الثَّانِي مثل الأول علم أَنَّهُمَا غبان وعَلى هَذَا الْمِثَال قد تكون ثَلَاث حميات غب وبلغمية وَربع وَلَيْسَ أَخذهَا كل يَوْم بمغلط لمن عرف طبعها وَقد يُمكن أَلا يَخْلُو بدن مَرِيض من الْحمى فِي حَال وَتَكون حماه حميات كَثِيرَة مقلقة كلهَا لَكِن نوائبها تسبق قبل انحطاط الَّتِي تنحط وَأكْثر مَا

يعرض هَذَا فِي الحميات الطَّوِيلَة النّوبَة لِأَن الْحمى إِذا كَانَ قدر النّوبَة فِيهَا اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة فَلَا بُد أَن تكون مركبة من جميات كَثِيرَة وَإِلَّا لم تتصل وَلم تدم. قَالَ وَرَأَيْت فَتى ابتدأت بِهِ حمى فِي آخر الخريف نَحْو السَّاعَة الْخَامِسَة ثمَّ عرق عِنْد الْعشَاء الْآخِرَة عرقاً يَسِيرا ثمَّ ابتدأت بِهِ نَحْو السَّاعَة السَّابِعَة من اللَّيْل قبل أَن تقلع عَنهُ الْحمى إقلاعاً تَاما ابتدأت تَأْخُذهُ حمى أُخْرَى بنافض يسير وعرق فِي الْيَوْم الثَّانِي قَلِيل وعاودته الْحمى أَيْضا نَحْو السَّاعَة الْعَاشِرَة ثمَّ عرق أَيْضا فِي اللَّيْل على مِثَال مَا كَانَ عرق ثمَّ فِي الْيَوْم الثَّالِث ابتدأت تَأْخُذهُ نَحْو السَّاعَة الثَّانِيَة حمى مَعهَا نافض قبل أَن تقلع بقايا الْحمى الَّتِي كَانَت قبلهَا تفقدت جَمِيع شَوَاهِد هَذِه الْحمى فسنح لي أَنَّهَا مركبة من ثَلَاث حميات كلهَا غب. وَذَلِكَ أَن الْحمى ابتدأت فِي أول يَوْم فِي السَّاعَة الْخَامِسَة وَالَّتِي ابتدأت بعْدهَا فِي السَّاعَة السَّابِعَة من اللَّيْل وَالَّتِي ابتدأت فِي السَّاعَة الْعَاشِرَة من الْيَوْم الثَّانِي كَانَت فِي النبض وحرارة الْحمى مثل حمى الغب وَكَانَ فِي كل وَاحِد مِنْهُمَا نافض وعرق لكنه لم تقلع وَاحِدَة مِنْهُمَا من قبل أَن النّوبَة الثَّالِثَة لَهَا كَانَت تَأتي قبل إقلاعها وَلَو تَأَخَّرت نوبَة الْحمى الثَّانِيَة نَحْو ثَلَاث سَاعَات أخر أَو أَربع لكَانَتْ الْحمى ستقلع ألف هـ حَتَّى يَخْلُو مِنْهَا الْبدن فَتبين لي فِي أَمر هَذِه الْحمى أما فِي الْيَوْم الثَّانِي فَإِنَّهَا مركبة من حميات تقلع وَأَنَّهَا غب وَفِي الْيَوْم الثَّالِث يتَبَيَّن لي أَن نوائبها كَانَت تتقدم وَذَلِكَ أَن نوبَة الْحمى فِي الْيَوْم الثَّالِث ابتدأت فِي السَّاعَة الثَّانِيَة لَا فِي الْخَامِسَة كَمَا ابتدأت فِي أول يَوْم وَكَانَت عَلَامَات الغب كلهَا فِي هَذَا الْيَوْم الثَّانِي أبين مِمَّا كَانَت فِي الْيَوْم الأول ثمَّ تفقدت سَائِر النوائب فَوَجَدتهَا جَمِيعهَا تتقدم بساعتين أَو ثَلَاث سَاعَات حَتَّى أَن النّوبَة الْمُنَاسبَة للنوبة الأولى دارت فابتدأت فِي الْيَوْم الْخَامِس مَعَ طُلُوع الشَّمْس وَفِي الْيَوْم السَّابِع قبل ذَلِك الْوَقْت بِمِقْدَار صَالح نَحْو السَّاعَة التَّاسِعَة من اللَّيْل فَرَأَيْت أَن النّوبَة الَّتِي بعْدهَا ابتدأت فِي السَّاعَة الْخَامِسَة ثمَّ فِي السَّاعَة السَّابِعَة ثمَّ ابتدأت النّوبَة الْعَاشِرَة من أول مرض فِي السَّاعَة الثَّامِنَة وعَلى هَذَا قِيَاس نَوَائِب هَذِه الْحمى فَإِن نَوَائِب الحميين الْأُخْرَيَيْنِ أَيْضا من بعد الدّور السَّابِع كفت عَن) التَّقَدُّم وَجعلت تتأخر. وَعند ذَلِك ظهر عِنْد من ظن أَن حمى هَذِه انطريطاوس أَنه قد غلط وَذَلِكَ أَن طول النوائب تنقصت حَتَّى صَار مقدارها ثَمَان سَاعَات وَكَانَت النوائب أَيْضا لَا تبتدئ كَمَا كَانَت تبتدئ على طَرِيق التَّقَدُّم. لَكِنَّهَا تتأخر بساعتين فَجعلت النوائب تنقلع إقلاعاً تَاما ثمَّ أَن طول نوائبها أَيْضا تنقص قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى انتقصت كل وَاحِدَة من الحميات الثَّلَاث وَكَانَت أول حمى انقصت مِنْهَا أقلهَا ثمَّ انْقَضتْ مُنْذُ أول الْأَمر ثَلَاث حميات كلهَا غب. قَالَ: وَجُمْلَة أَقُول: أَنَّك إِن رضت نَفسك فِي تعرف الحميات المفردة على الِاسْتِقْصَاء حَتَّى تعرفها مُنْذُ حدثت بسهولة وَسُرْعَة مُنْذُ أول الْأَمر فِي الْيَوْم الأول فَإِنَّهَا مَتى تركبت عرفتها مُنْذُ أول يَوْم أَو فِي الثَّانِي أَو فِي الثَّالِث وأقصاه الرَّابِع وَأَنا لم أصل إِلَى معرفَة هَذِه الثَّلَاث الحميات إِلَّا لمعرفتي بطبيعة الغب لِأَن الَّذِي يعرض فِي تعرف الحميات كَمَا

يعرض فِي تعرف النَّاس فَأَنا لَا نكاد ننكر من اعتدنا وأطلنا مَعْرفَته مَعَ أول يَوْم وُقُوع بصرنا عَلَيْهِ. فَأَما من رَأَيْنَاهُ مرّة أَو مرَّتَيْنِ فَأَنا رُبمَا شككنا فِي أمره وَأما تركيب الغب والبلغمية فَرُبمَا شككنا فِي أمره. الَّتِي بِلَا ورم ثَلَاثَة: الغب والبلغمية وَالرّبع وَإِن أَنْت رضيت نَفسك فِي تعرفها مُفْردَة لم يعسر عَلَيْك مَعْرفَتهَا مركبة. والحميات الْحَادِثَة مَعَ ورم هِيَ من الحميات المركبة ألف هـ وَذَلِكَ أَنَّك تَجِد فِيهَا أعلاماً تدلك على الْموضع الَّذِي فِيهِ الورم وإعلاماً تدلك على الْعلَّة الَّتِي حدث مِنْهَا ذَلِك الورم وَقد أفردنا فِي الحميات الَّتِي مَعَ الورم بَابا. قَالَ: 3 (تركيب الحميات) 3 (تكون على ثَلَاث: مجاورة ومشاركة وممازجة.) لي الممازجة إِن يتداخل وَقت النوبتين بعضه فِي بعض والمجاورة أَن يكون بَين أَوْقَات النوبتين زمَان بَين نَحْو سَاعَة وَأكْثر والمشاركة أَن يتقارب زَمَانا حَتَّى يتماسا مثلا. الْمقَالة الأولى من الحميات قَالَ: كَانَت امْرَأَة بهَا حمى دق وَحمى أُخْرَى تنوب عَلَيْهَا فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مرَّتَيْنِ فَعمى ذَلِك على الْأَطِبَّاء لأَنهم علمُوا أَنه لَا يكون فِي الدق ابْتِدَاء نوبَة محسوساً وَلَا تزيد وَلَا مُنْتَهى وَلَا انحطاط كَأَنَّهُ لَا يُمكن أَن تتركب دق مَعَ حمى أُخْرَى. فَأَما أَنا فَإِنِّي عرفتها مُنْذُ الْيَوْم الأول من علتها لِأَنِّي وجدت بَين النوبتين أَعنِي الَّتِي كَانَت تكون بِالنَّهَارِ وَالَّتِي كَانَت تكون بِاللَّيْلِ أجزاءها قَصِيرَة الْمدَّة وَكَثِيرًا مَا كنت أَجدهَا تنْحَل وتنقضي مَعَ مَا فِي الْبدن بخار تحلل انْقِضَاء بَيْننَا حَتَّى كَانَ الْبدن إِذا لمس وجد معتدل الْحَرَارَة. فَأَما الدَّلَائِل الَّتِي كَانَت تظهر فِي الشرايين فقد وصفتها فِي بَاب الدق فَإِنَّهَا كَانَت تبقي وتدوم فَلَا يبرد الْعرق كَمَا تبرد سَائِر الْأَعْضَاء وَلَا تنتقص بِسُرْعَة حركتها وتواترها. فَلذَلِك أَنا أَقُول أَنه لَا يَنْبَغِي أَن تعتمد على النّظر فِي الأدوار وتناسب النوائب لَكِن فِي نفس طبيعة الْحمى حَتَّى تكون مَعْرفَتهَا بالحمى من نَفسهَا كَمَا يعرف النَّاس بصورهم. الثَّانِيَة من الحميات: لي على مَا رَأَيْت هُنَاكَ من الحميات اللَّازِمَة الَّتِي لَا تقلع إقلاعاً تَاما وَتَكون فِي الْيَوْم الثَّالِث فِيمَا بَين كل نوبتين مِنْهَا نوبَة وَهِي متشابهة الأدوار وَغير متشابهة وَهِي من الحميات الحارة. وَقد وَصفنَا أمرهَا فِي بَاب الحميات المركبة وَهِي عِنْدِي من الحميات المركبة لَا البسيطة. لي قد قَالَ فِي آخرهَا أَنَّهَا تكون من خلط هُوَ إِلَى البلغم أميل. قَالَ فِي انقياليس: والحميات البلغمية الْقَرِيبَة مِنْهَا: أَنَّهَا لَيست ببعيدة أَن تكون مركبات لَا مُفْرَدَات لِأَن السَّبَب الْفَاعِل لَهَا للنافض غير الَّذِي يُولد النافض لِأَن المولدة هُوَ مَا لم يعفن قَالَ: وَالْكَلَام فِي هَذَا بحث طبيعي لي يَنْبَغِي أَن تعلم أَن بَين هَذِه وَبَين النائبة كل

يَوْم فرقا وَهُوَ على مَا حدست على جالينوس إِن فِي الْبدن فِي هَذِه بلغماً عفناً وبلغماً ألف هـ غير عفن فَأَما فِي تِلْكَ فَإِن البلغم كُله عفن أَعنِي فِي النائبة كل يَوْم. وَيَنْبَغِي أَن نعد هَذِه نَحن حَيْثُ شِئْنَا فِي المفردة أَو فِي المركبة ويخبر بالقصة فِيهِ.) قَالَ: مَتى خالط البلغم العفن الصَّفْرَاء أحدثا حمى يكون مِنْهَا فِي أحد الْيَوْمَيْنِ نوبتان إِلَّا أَن يكون ابْتِدَاء النوبتين متضامتين فتمتزجان ويتولد مِنْهُمَا حمى لَا تحفظ طبيعة الغب الْخَالِصَة وَلَا البلغمية الْخَالِصَة. قَالَ: والحادث من تركيبها أَربع حميات: حمى غب دائمة مَعَ حمى بلغمية دائمة وَحمى غب دَائِرَة مَعَ بلغمية دَائِرَة وغب دَائِرَة مَعَ بلغمية دائمة وَحمى غب دائمة مَعَ بلغمية دَائِرَة. وَهَذِه التركيبات الْأَرْبَع صنفان: أما أَن تنضم النوبتان فيعسر تعرفها أَو تكون بَين ابتدائها نوبَة فيسهل تعرفها إِلَّا أَنه قد يفوت كثيرا ذَلِك لِأَن البلغمية وَإِن كَانَت مُفَارقَة لَا ينقي الْبدن مِنْهَا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعتمد فِي التعرف على طبيعة الْحمى كَمَا وَصفنَا فِي كتاب البحران. لي يَنْبَغِي أَن ينظر فِي أدوار الحميات لَعَلَّه قد يتَّفق أَن تكون من بعض هَذِه التركيبات حمى مطبقة. ثمَّ تمثل جالينوس أَمْثِلَة محصولها هَذِه الْجمل: إِذا رَأَيْت حمى فِي انتهائها وَفِي انحطاطها قشعريرة حدثت أَو نافض أَو ضغط وتقبض وَصغر النبض وَسَائِر ذَلِك مِمَّا يدل على ابْتِدَاء الحميات فَاعْلَم أَنه قد ابتدأت نوبَة ثَانِيَة وتفقد وَقت الِابْتِدَاء فِي النّوبَة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة لتعلم أمتقدم هُوَ أم مُتَأَخّر أم هُوَ بِحَال أم هُوَ يتَقَدَّم أَو يتَأَخَّر أم على تشبه أم على غير تشبه وَحَال النوائب وَمَا يظْهر من النضج لتعلم من ذَلِك أَي الحميين قد تنقضت وأيها لم تَنْتَهِ وَمَتى تَنْتَهِي وَمَتى تفارق الْبَتَّةَ بِمَا يظْهر لَك من عَلَامَات النضج. البحران انطريطاوس قَالَ: رُبمَا كَانَت الصَّفْرَاء فِي هَذِه أغلب فَتكون لذَلِك أَعْرَاض الغب أقوى وَرُبمَا كَانَ البلغم أغلب فَتكون أعراضها أقوى وَرُبمَا كَانَت متساويتين وَهِي فِي الْخَالِصَة مِنْهَا وَإِذا كَانَت فِي الغب كَانَ الإقشعرار غَالِبا حَتَّى يكَاد يكون فِيهَا نافض وَتَكون النّوبَة أسخن وَأَشد تلهباً وإحراقاً وأسرع انْتِهَاء وَيظْهر فِيهَا قيء مرار وَاخْتِلَاف أَو عرق. وَإِذا كَانَت البلغمية أغلب كَانَ الإقشعرار أقل والتضاغط فِي النبض أَكثر وأطول مُدَّة والانتهاء أَبْطَأَ والعطش واللهيب أقل وَلَا يكون قيء وَلَا اخْتِلَاف مرار وَلَا رشح عرق وَإِذا كَانَت متكافيتين وَهِي الْخَالِصَة كَانَ الِابْتِدَاء بالاقشعرار لِأَن الإقشعرار ألف هـ هُوَ متوسط بَين النافض الَّذِي يكون من الغب وَبرد الْأَطْرَاف الْكَائِن من البلغمية وَيكون التزيد بِسَبَب الصَّفْرَاء من أجل أَنَّهَا تحرّك وتحث سرعَة السخونة والانتهاء وَسبب البلغم يمْتَنع ويتبين مرّة بعد مرّة كَأَن بَين) الْأَعْرَاض مجاذبة فَفِي هَذِه المجاذبة رُبمَا بردت الْأَطْرَاف حَتَّى توهم أَنه قد حدثت نوبَة أُخْرَى وَرُبمَا يسخن الْبدن دفْعَة حَتَّى تظن أَن الْحمى قد بلغت النِّهَايَة ثمَّ لَا يلبث أَن يعود الإقشعرار وَلَا يزَال كَذَلِك إِلَى أَن تبلغ الْحمى منهاها وَيكون الْوَقْت للمنتهي أقل من البلغمية وَأَبْطَأ من الغب.

قَالَ: فَأَما التَّرْكِيب الَّذِي يتركب من غب لَازِمَة وبلغمية دَائِرَة فَإِنَّهُ تكون إمارات الصَّفْرَاء ظَاهِرَة فِي الْوَقْت الأطول فَأَما الْقُوَّة فعلى حسب الْخَلْط وَأما تركيب الغب الْمُفَارقَة مَعَ البلغمية الْمُفَارقَة فَإِن الْبدن ينقى مِنْهَا فِي يَوْم نوبَة الغب وتبتدئ نوبَة البلغمية بقشعريرة أَكثر لِأَنَّهَا مُفَارقَة. لي جالينوس إِنَّمَا ذكر مَا ذكر من هَذِه التراكيب ليثبت بِهِ حجَّته على أَن أنظم اسيطاوس يَعْنِي شطر الغب هِيَ الَّتِي تكون من البلغمية اللَّازِمَة وَالْغِب الدائرة وَأَنَّهَا حمى دائمة وَأَنَّهَا لَا تَجْتَمِع الَّتِي وصف أبقراط إِلَّا بِهَذَا التَّرْكِيب أَعنِي تركيب البلغمية الدائمة مَعَ الغب الدائرة. وَإِذا تركبت الغب الْمُفَارقَة مَعَ البلغمية الْمُفَارقَة نقي الْبدن مِنْهَا وابتدأت نوبَة النافض ونوبة بقشعريرة وَكَانَ الْأَمر فِيهَا وَاضحا وَإِذا تركبت غب وبلغمية لازمتان لم يكن لَهَا اقشعرار الْبَتَّةَ لِأَن الحميات الدائمة لَا نافض مَعهَا وَلَا قشعريرة. قَالَ: وَذكر هَذَا التَّرْكِيب بأدوار الحميات أولى وَلَا يعسر على من أَرَادَ أَن يسْتَخْرج ذَلِك من الأنطريطاوس قَالَ فِي الْجَوَامِع الْغَيْر المفصلة: إِن هَذِه تكون إِذا تركبت البلغمية اللَّازِمَة بالغب الدائرة تركيباً على المخالطة لَا على الْمُجَاوزَة بِأَن يخالط المرار البلغم وَلذَلِك يكون فِي ابْتِدَاء هَذِه الْحمى اضْطِرَاب شَدِيد فِي وُجُوه شَتَّى وَاخْتِلَاف فِي النبض وقشعريرة وَاخْتِلَاف فِي الْحَرَارَة حَتَّى تفارق الْأَطْرَاف الْبَتَّةَ وتكثر فِي الْبَطن والصدر وَاخْتِلَاف فِيهَا أَيْضا فِي الْوَقْت حَتَّى إِنَّهَا رُبمَا ظننا أَنَّهَا قد انْتَهَت ثمَّ إِن القشعريرة وَصغر النبض ألف هـ وإبطاؤه وتفاوته وَضَعفه يعود. من أزمان الْأَمْرَاض قَالَ: ابْتِدَاء النّوبَة فِي هَذِه الحميات يكون كثيرا مَعَ قشعريرة وَتظهر فِيهِ جَمِيع الدَّلَائِل الَّتِي تخص ابْتِدَاء الحميات. لي حَرَكَة النبض إِلَى دَاخل أَي سرعَة الانقباض وميلان الدَّم إِلَى بَاطِن الْبَطن. قَالَ: خلا النافض فَقَط وَرُبمَا توهمنا أَن فِيهَا نافضاً وَذَلِكَ أَن الإقشعرار الشَّديد يُمكن أَن يتَوَهَّم أَنه نافض يسير. فَأَما أَن يكنْ فِيهَا نافض خَالص كالحادث فِي الغب وَالرّبع فَلَيْسَ تَجدهُ يحدث فِي هَذِه الْحمى وَلذَلِك سمينا مَا يحدث مِنْهُ فِي هَذِه قشعريرة. وَإِذا سكن الإقشعرار) وَبَان الِاضْطِرَاب أَعنِي اخْتِلَاط الْحَرَارَة بالبرودة وسخونة الْبدن رجعت من الرَّأْس القشعريرة. وَرُبمَا كَانَ ذَلِك مرَّتَيْنِ وَفِي بعض النَّاس ثَلَاث مَرَّات. ثمَّ انبساط الْحَرَارَة مِنْهَا فِي جملَة الْبدن يعسر وَيطول وَقتهَا وَلَا ينقي الْبدن مِنْهَا عِنْد الانحطاط وَلَا يكون انحطاطها مَعَ عرق محسوس وَتركهَا مَعَ عرق بعيد جدا وانحطاطها طَوِيل مثل صعودها فَإِنَّهُ يكون قَلِيلا قَلِيلا. وَرُبمَا وقفت فِي الانحطاط وقتا بعد وَقت فَتثبت بِحَالِهَا سَاعَة ثمَّ أَقبلت تنحط كالحال عِنْد الصعُود. وَذَلِكَ أَن صعودها أَيْضا بِهَذَا النَّوْع يكون أَعنِي أَنَّهَا رُبمَا بقيت فِي الْوَقْت بعد الْوَقْت بِحَالِهَا لَا تزيد سَاعَة ثمَّ تَأْخُذ أَيْضا تتزيد وَلَيْسَت أَنَّهَا

تبقى بِحَالِهَا لَا تتزيد لَكِن تحدث فِيهَا أَحْوَال الِابْتِدَاء مثل عود الإقشعرار وَالِاضْطِرَاب. قَالَ: فَهَذِهِ حَالهَا فِي الْيَوْم الأول. فَأَما فِي الْيَوْم الثَّانِي فَإِنَّهُ تكون نوبَة مَعَ قشعريرة بِمَنْزِلَة الأول إِلَّا أَنَّهَا لَا تعود عودات بِمَنْزِلَة مَا فعلت فِي الْيَوْم الأول. فَإِن عرض ذَلِك وَكَانَ بِالْقربِ من هَذَا الْيَوْم فَكَانَ مرّة وَاحِدَة فَقَط لَا مَرَّات وَكَانَ مَعَ ذَلِك يَسِيرا قصير الْمدَّة وَتَكون مُدَّة الصعُود أيسر وأقصر من الْيَوْم الأول ثمَّ يكون فِي الْيَوْم الثَّالِث حَالهَا شَبيهَة بِحَال الْيَوْم الأول وَفِي الْيَوْم الرَّابِع كالثاني وعَلى هَذَا يكون فِي جَمِيع أَيَّامهَا الْأُخَر. الثَّانِيَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ: شطر الغب من الحميات اللَّازِمَة بِكَلَام أَكثر مِمَّا تقدم فِي ذَلِك مِنْهَا. أهرن قَالَ: وَقد تتركب الحميات الَّتِي من الصَّفْرَاء دَاخل الْعُرُوق بالحميات الَّتِي من العفن خَارج ألف هـ الْعُرُوق فَيَجِيء مِنْهَا ضروب مُخْتَلفَة يعسر تعرفها وَيحْتَاج أَن يسْتَدلّ عَلَيْهَا بِحسن الْمعرفَة بالمفردة. قَالَ: وَأكْثر مَا يعرض من المركبات شطر الغب. قَالَ: وَإِذا كَانَت البلغمية فِي هَذِه أغلب طَالَتْ مُدَّة النافض وَظَهَرت أَعْلَام البلغمية أَكثر فَكَانَ تَركهَا وصعودها أَبْطَأَ وَإِذا غلبت الْمرة كَانَ نافضها أقل مِنْهُ فِي هَذِه بردا وَأكْثر مُدَّة وَأَشد والعرق فِيهَا أَكثر وَكَذَلِكَ الْعَطش وأعراض الغب. الْإِسْكَنْدَر قَالَ: عجبا لِجَالِينُوسَ كَيفَ سقى مَاء الشّعير وفلفلاً فِي هَذِه الْحمى لِأَن هَذَا خطأ بَين لِأَن الفلفل يلهب الْحمى وَمَاء الشّعير يُولد البلغم أَكثر. لي يَنْبَغِي أَن يعالج بالأشياء الملطفة غير المسخنة بعده كالكرفس والشبث وَنَحْو هَذَا.) قَالَ شَمْعُون: الأنطريطاوس ينقع فِيهَا السّكُون والتكميد على المراق والحقن اللينة وَمَا يسهل الْبَطن إسهالاً لينًا وَمن الْأَدْوِيَة مَا يقطع وَيفتح ويدر الْبَوْل والقيء بعد الطَّعَام. الْمقَالة الأولى من مسَائِل أبيذيميا قَالَ: الْأَعْرَاض الْخَاصَّة بانطريطاوس إِنَّهَا دائمة وتتزيد وَفِي هَذَا الْيَوْم تطول مُدَّة قشعريرة فِيهَا وتتكرر مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا أَو أَرْبعا وَيكون تزيدها مُخْتَلفا حَتَّى يسخن مَوَاضِع الْبدن والاقشعرار لابث فِي أَمَاكِن وَأما فِي الْيَوْم الآخر فَتكون حمى يسيرَة وَلَا يكون فِيهَا اقشعرار لَكِن لَا يكَاد يسخن وَلَا يبلغ منهاها إِلَّا بكد وَمِمَّا يَخُصهَا أَيْضا أَن نوائبها تزداد حِدة مَتى انْتَهَت إِلَى منهاها. قَالَ: شطر الغب قتالة جدا أَكثر من سَائِر الحميات لِأَنَّهُ قد اجْتمع لَهَا أَنَّهَا حادة وَأَنَّهَا طَوِيلَة وَأَنَّهَا دائمة. الثَّالِثَة قَالَ: شطر الغب الَّتِي البلغم غَالب عَلَيْهَا أردأ حميات شطر الغب وأقتلها وأطولها. قَالَ: وَتعلم أَن البلغم فِي هَذِه الْحمى أغلب إِذا كَانَ شدتها تكون فِي الْأَيَّام الْأزْوَاج.

لي هَذَا صَحِيح لِأَنَّهُ إِذا كَانَت فِي الْأزْوَاج شدَّة والأزواج شَدِيدَة لِأَنَّهَا تقع فِي يَوْم تفارق الغب فِيهِ يدل على قُوَّة البلغمية. الساهر قَالَ: هَذِه الْحمى تشتد يَوْمًا وتخف يَوْمًا فَعَلَيْك بالإسهال والقيء بِمَا يخرج الْمرة والبلغم وَليكن ذَلِك بِحَسب ألف هـ حَال الْحمى فِي ذَلِك فَإِذا مضى لَهَا أسبوعان فأسهل بالإهليلج وَاسْتعْمل الأقراص بعد عشْرين يَوْمًا وَاسْتعْمل الْحُبُوب إِذا مضى لَهَا أَرْبَعُونَ يَوْمًا. لي هَذِه الْحُبُوب القوية الْحَرَارَة المتخذة من النانخواه والكندر والساذج والرازيانج وبزر الكرفس والفوة أَو نَحْوهَا. ابْن ماسويه قَالَ: هَذِه من البلغمية الدائمة وَالْغِب الدائرة فَلذَلِك تشتد يَوْمًا وتجف آخر فَهَذِهِ الْخَالِصَة وَغير الْخَالِصَة مِنْهَا كل مَا يُمكن أَن يكون تركيب الغب والبلغم اللَّازِم فِي الدائرة. وعلاجها بِقدر غَلبه الْخَلْط وَفِي آخر الْأَمر يحْتَاج فِي قلعه إِلَى المدرة للبول وَيكون أَيْضا بِحَسب الْخَلْط الْغَالِب. لي على مَا فِي كتاب الحميات: أَجود طَرِيق تعرف بِهِ الدق المركبة مَعَ حمى أُخْرَى أَن تَجِد العليل قد لَزِمته حرارة شَدِيدَة وَلَا تنحط وتجد فِي بعض الْأَحَايِين يلْزمه التضاغط الْخَاص بابتداء النوائب وَإِن لم يكن هَذَا فَإِنَّهُ لَيْسَ يكون أبدا تجيئه حرارة أَزِيد من مِقْدَار تِلْكَ اللَّازِمَة بِمِقْدَار) بَين من غير أَن يكون بعقب غذَاء ثمَّ تَنْقَضِي هَذِه الْحَرَارَة الثَّانِيَة بعرق أَو بِغَيْر عرق فَتبقى تِلْكَ الأولى بِحَالِهَا. وَإِن أردْت أَن تستظهر أَيْضا فِي ذَلِك تفقدته فِي وَقت انصراف تِلْكَ الْحَرَارَة فَإِن سخن فالحمى دق. ونبضها أَيْضا يبرد وَلَا ينحط فَإِن كَانَ الْعرق نَفسه أسخن من سَائِر جسده فالحمى دق لَا محَالة وَمَعَهَا حمى تنوب. وَيَنْبَغِي أَن تنظر هَل يتركب الدق مَعَ الحميات المركبة فَإِن الْأَمر فِي تعرفها حِينَئِذٍ أعْسر. وَلم يذكر جالينوس ذَلِك فَيَنْبَغِي أَن تبحث عَنهُ وتحرره وتكتبه فِي الْجَامِع مَعَ البلغمية الدائرة. الثَّانِيَة من الأولى من أبيذيميا قَالَ: شَرّ الحميات الأنطريطاوس وأجلبها للأمراض الطَّوِيلَة والسل وَنَحْوهَا من الْأَمْرَاض المزمنة. الثَّالِثَة من الأولى: الْحمى الَّتِي تَأْخُذ فِي النَّهَار زَائِدا وتفتر بِاللَّيْلِ تسمى نهارية وَالَّتِي بالضد تسمى ليلية. قَالَ ج: إِنَّهَا لَيست قتالة جدا لَكِنَّهَا لَيست بهَا مُؤنَة خطيرة. والنهارية أطول من الليلية وَرُبمَا مَالَتْ إِلَى السل وَهِي شَرّ من الليلية لِأَنَّهُ يضْطَر أَن يَجْعَل تَدْبِير العليل فِي غذائه وَغير ذَلِك بِاللَّيْلِ وَلِأَنَّهُ بِالنَّهَارِ الَّذِي هُوَ ضِدّه يتَحَلَّل الْبدن بانبساطه وَيكون بدنه من أجل النّوبَة منقبضاً متكافئاً وعيشه نكراً ردياً. من فُصُول أبيذيميا عمل حنين: شطر الغب أما فِي يَوْم استصعابها فَلَا يزَال مَعهَا اقشعرار مُدَّة طَوِيلَة من وَقت ألف هـ ابتدائها وَرُبمَا

كَانَ الإقشعرار فِيهَا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا أَو أَرْبعا وَرُبمَا كَانَ الإقشعرار فِيهَا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا أَو أَرْبعا وَرُبمَا كَانَ الْبدن مُخْتَلفا بنافض يعرض فِيهِ بَين مدد قصار كَثِيرَة وَأما فِي يَوْم هدوءها فَتكون الْحمى فِيهَا أنقص وَلَا يكون فِيهَا نافض وَلَا تكسر إِلَّا أَن الْحمى لَا تكَاد تصير إِلَى حد الصالب وَلَا يَنْتَهِي منهاها إِلَّا بعد كد وَكلما تمادت توائبها تزيدت حدتها إِلَى بُلُوغ الْمَرَض منتهاه. مَجْهُول: صَاحب شطر الغب يقيء بعد الطَّعَام فِي يَوْم لَا يحم أَو بعد الْحمى ويسقى مَاء الشّعير إِن كَانَت حِدة فِي غير يَوْم حماه مَعَ سكنجبين عَسَلِي فَإِن احْتمل فطبيخ الفوذنج مَعَ السكنجبين والأفستين ويسقى بعد أسبوعين مَاء الْأُصُول مَعَ جلنجبين عَسَلِي وَإِن كَانَت حِدة فماء الرازيانج والهندباء مَعَ جلنجبين سكري وأقراص الْورْد. جَوَامِع أغلوقن قَالَ: الأفسنتين جيد لهَؤُلَاء لِأَنَّهُ يدر الْبَوْل وَيُقَوِّي الْمعدة وَلَا يسقوه قبل السَّابِع) وَبِالْجُمْلَةِ قبل النضج لِأَنَّهُ يخوف أَلا يسهل بل يبلد الأخلاط بِقَبْضِهِ ويجففها بمرارته لَكِن أسهلهم باللبلاب والبسبايج وَشَيْء من سقمونيا وقيئهم بعد الْأكل لِأَنَّهُ أصلح لَهُم وأسهل. وَإِن كَانَ الدَّم أغلب فاقصد وَإِن غلب البلغم فَأَقل الْغذَاء وأكب على الْقَيْء وإدرار الْبَوْل والإسهال وَإِن كَانَت الصَّفْرَاء أغلب فمل إِلَى التطفئة وَلَا تدخل الْحمام قبل النضج وَإِن كَانَت قَوِيَّة فاغذه يَوْمًا وَيَوْما لَا وكمد مراقه بِمَا ينضج ويرخي وفم معدته بِمَا يقوى والغذاء نظيف مقطع وَاعْتمد على مَا يدر الْبَوْل وَلَا يسخن.

(أَمْثِلَة من قصَص المرضى وحكايات لنا نَوَادِر) يرد إِلَى هَهُنَا مَا فِي مسَائِل أبيذيميا وَمَا فِي أبيذيميا وَإِيَّاك والتواني فِي ذَلِك فَإِن فِيهَا نفعا عَظِيما جدا وخاصة من الْمسَائِل فَإنَّا قد جَمعنَا هَذِه الْأَمْثِلَة هَهُنَا وأردنا أَن نجمع مسَائِل أبيذيميا إِلَيْهَا ثمَّ نقيس عَلَيْهَا إِن شَاءَ الله عز وَجل. كَانَ بِأبي عبد الله بن سوَادَة حميات مختلطة تنوب مرّة فِي سِتَّة أَيَّام وَمرَّة غبا وَمرَّة ربعا وَمرَّة كل يَوْم ويتقدمها ألف هـ نافض يسير وَكَانَ يَبُول مَرَّات كَثِيرَة فحكمت أَنه لَا يَخْلُو إِمَّا أَن تكون هَذِه الحميات تُرِيدُ أَن تنْقَلب ربعا وَإِمَّا أَن يكون بِهِ خراج فِي كلاه فَلم يلبث إِلَّا مديدة حَتَّى بَال مُدَّة فأعلته أَنه لَا تعاوده هَذِه الحميات وَكَانَ كَذَلِك وَإِنَّمَا أضلني فِي أول الْأَمر غَرِيب القَوْل بِأَن بِهِ خراجاً فِي كلاه أَنه كَانَ يحم قبل ذَلِك حمى غب وحميات أخر فَكَانَ الظَّن بِأَن تِلْكَ الْحمى الْمُحْتَرِقَة من احتراقات تُرِيدُ أَن تصير ربعا مَوضِع قوي وَلم يشك أَن فِي قطنه الْبَتَّةَ ثقلاً يقلق مِنْهُ إِذا نَام وأغفلت أَيْضا أَن أسأله عَن ذَلِك وَقد كَانَ كَثْرَة الْبَوْل يُقَوي ظَنِّي بالخراج فِي الكلى إِلَّا أَنِّي كنت لَا أحكم أَن أَبَاهُ كَانَ ضَعِيف المثانة يَعْتَرِيه هَذَا الدَّاء وَهُوَ أَيْضا قد كَانَ يَعْتَرِيه هَذَا الدَّاء فِي صِحَّته فَيَنْبَغِي لنا أَن لَا نغفل بعد ذَلِك بغاية التَّقَصِّي وَلما بَال الْمدَّة أكببت عَلَيْهِ بِمَا يدر الْبَوْل حَتَّى صفا الْبَوْل من الْمدَّة ثمَّ سقيته بعد ذَلِك الطين الْمَخْتُوم والكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ فتخلص من علته وبرأ برءاً تَاما سَرِيعا فِي نَحْو شَهْرَيْن وَكَانَ الْخراج صَغِيرا ودلني على ذَلِك أَنه لم يشك إليَّ فِي الِابْتِدَاء بثقلفي قطنه لَكِن بعد أَن بَال مُدَّة فَقلت لَهُ: هَل كنت تَجِد ذَلِك قَالَ: نعم فَلَو كَانَ كثيرا لقد كَانَ يشكو ذَلِك وَأَن الْمدَّة فنيت سَرِيعا فَدلَّ ذَلِك على صغر الْخراج فَأَما غَيْرِي من الْأَطِبَّاء فَإِنَّهُم كَانُوا بعد أَن بَال مُدَّة أَيْضا لَا يعلمُونَ حَاله الْبَتَّةَ. 3 (قصَّة علك الحاسب) جَاءَنِي علك الحاسب فَشَكا إِلَى أَن بِهِ قولنجا وَلم يفصح الْوَصْف فأشرت عَلَيْهِ بالمري فَأَخذه فَكُن عَنهُ ثمَّ أَنه عَاد إِلَيْهِ الوجع فِي بَطْنه أَيَّامًا مَعَ احتباس الطبيعة ثمَّ أَصَابَهُ بعقبه سحج سوداوي مَاتَ مِنْهُ وَهُوَ غَائِب عني فَيَنْبَغِي أَن تعلم أَنه قد يهيج بِقوم وجع فِي بطونهم شَدِيد من مدَار رَدِيء تنصب إِلَى معاهم فَيعرض مِنْهُ مثل القولنج وَلَيْسَ بِهِ فَيُصِيبهُ بعقبه سحج شَدِيد رَدِيء وخاصة أَصْحَاب الطبائع السوداوية وَكَذَلِكَ كَانَ علك الحاسب فَهَؤُلَاءِ أسهلهم بدواء لين ثمَّ اِسْقِهِمْ واحقنهم بالمغريات إِن شَاءَ الله تَعَالَى. 3 (قصَّة ابْن عمرويه) كَانَ هَذَا رجلا مستعداً للسرسام جدا وَكَانَ قد أَصَابَهُ قبل قدومي سرسام فتخلص مِنْهُ بِأَن مَال ألف هـ الْفضل إِلَى أُذُنه فتولدت فِيهَا نواصير وَكَانَ فصد فِي ابْتِدَاء هَذِه

الْعلَّة فأزمنت هَذِه الْمدَّة فِي أُذُنه بِسوء علاج الْأَطِبَّاء فَلَمَّا انْعَقَدت الْمدَّة بَعْضهَا على بعض فِي سماخه حدث لذَلِك خراج فِي أصل أُذُنه كَمَا نفعله نَحن بالفصد ليخرج الْخراج فِي أصل الْأذن إِذا أزمنت قرحَة الْأذن فَخرج الْخراج فِي أصل أُذُنه وقاح فصلحت أُذُنه بعلاج فِي آخر الْأَمر ثمَّ أَنه ترك فِيهِ بقايا من الْخَلْط الرَّدِيء الَّذِي لم ينق من مَرضه الأول باستفراغ قوي لكَي يمِيل الْمَادَّة إِلَى الْأذن فَقَط فَأكل رؤوساً فأفرط وأفرط فِي التَّعَب فهاجت بِهِ حمى لَازِمَة وغثى وكرب ويبس الطبيعة فسقى الْفَوَاكِه والأشياء اللينة فتقيأها وسرت إِلَيْهِ فِي الْيَوْم الثَّالِث فَإِذا قد هاج بِهِ صداع شَدِيد وانحراف عَن الضَّوْء ودموع كَثِيرَة وَحُمرَة فِي الْعين ففصدته وَلم أخرج كثيرا من الدَّم للتوقف وَسبب الْعَامَّة وعزمت على أَن أَلين الطبيعة من غَد فخف أَكثر مَا بِهِ يَوْمه ذَلِك ولاحت أَعْرَاض سرسام وَكنت أَخَاف أَن يسرسم ثمَّ إِنِّي سقيته دَوَاء قَوِيا يسهله ليوقف أَيْضا لَا لغيره وسبقته الخيارشنبر وَنَحْوه فَلم يغنه الْبَتَّةَ. وَأمرت أَن يحقن وَأخر ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام وَلم أره فِي هَذِه الْأَيَّام فَرَجَعت وَقد غلظت علته جدا وخلط وَكَانَ المَاء أشقر وَالْوَجْه منتفخاً فَأَرَدْت أَن أفجر دَمًا من أَنفه فتوقفت أَيْضا من أجل الْعَامَّة والرعاع لِأَنَّهُ لم يكن قبلي طَبِيب يرجع إِلَيْهِ الْبَتَّةَ فَلم يكن عِنْدِي فِيهِ إِلَّا مَاء الشّعير فسقيته ذَلِك طَمَعا فِي أَن تلين الطبيعة فَلم تلن وأمرته أَن يسقى مَاء القرع ولعاب بزر قطوناً فقصر فِي ذَلِك كُله فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الرَّابِع من هَذَا الْيَوْم غلظ أمره وَظَهَرت العلامات الرَّديئَة وصغرت إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَكَانَ لِسَانه شَدِيد السوَاد والخشونة وَمَات يَوْمه) ذَلِك فِي الْوَقْت الَّذِي أنذرت بِمَوْتِهِ. وَكَانَ الْجُهَّال من الْأَطِبَّاء يتوهمون أَنه حدثت بِهِ لقُوَّة من رُطُوبَة لشدَّة صغر الْعين الْيُمْنَى وتشنج هَذِه النَّاحِيَة. جَاءَنِي رجل يشكو إِلَى خفقان فُؤَاده فَوضع يَدي على يَده الْيُسْرَى فأحسست شريانه ألف هـ الْأَعْظَم ينبض نبضاً لم أر مثله قطّ عظما وَهولا ثمَّ مد يَده الْيُسْرَى ليريني باسليقه فَإِذا شريانه ينبض فِي مأبض الْعَضُد نبضاً أعظم مَا يكون ظَاهرا للحس جدا جدا يشيل اللَّحْم حَتَّى يَعْلُو وينخفض دَائِما شيلاً قَوِيا ظَاهرا وَزعم أَنه فصد الباسليق فَلم ينْتَفع وَأَنه إِذا أكل أَشْيَاء حارة نفعته فتحيرت فِي أمره مُدَّة ثمَّ أَشرت عَلَيْهِ بعد أَن بَان لي بدواء الْمسك وقدرت فِي هَذَا الرجل أَن حَاله فِي النبض حَال أَصْحَاب الربو فِي النَّفس فَإِن هَؤُلَاءِ على عظم انبساط صُدُورهمْ مَا يدخلهَا من الْهَوَاء إِلَّا قَلِيل. حدث لمُحَمد بن الْحسن حكة وبثور ثمَّ خرجت بثور فِي أحليله خَارِجا عَن الكمرة فَخفت أَن يحدث ذَلِك بِهِ دَاخِلا فَكَانَ على مَا ظَنَنْت حدث بِهِ ذَلِك وَخرجت قبل بَوْله مُدَّة. قَالَ: كَانَ بالقطان الطَّوِيل الْعَظِيم اللِّحْيَة وجع فِي معدته مزمن فأشرت عَلَيْهِ بشراب قوي صرف فَلَمَّا شربه انحط ذَلِك الوجع إِلَى سرته وَاحْتبسَ بَوْله ومثانته مَمْلُوءَة فبوله بعض المبولين وَأَنا لَا أعلم فأسرف فِي ذَلِك مرّة بعد مرّة أَعنِي إِدْخَال المبولة فَجعلت مثانته بِحَالَة حَتَّى كَانَ بَوْله يخرج بِلَا إِرَادَة وَكَانَ فِيمَا يخرج خلط أَبيض خام فقدرت أَنه ذَلِك الَّذِي نزل وَكَانَ سَببا لحقن الْبَوْل ثمَّ أَصَابَهُ استرخاء فِي رجلَيْهِ جَمِيعًا فَلَمَّا بعث إليَّ جِئْته والأطباء يدهنون رجلَيْهِ جَمِيعًا

بالأدهان الحارة فحدست أَن مثانته ألمت وألم باشتراكها الأعصاب الجائية إِلَى الرجلَيْن لِأَن أعصابها قريبَة بَعْضهَا من بعض وَأَن هُنَاكَ ورماً فِي منابت تِلْكَ العصب فضمدت قطنه فَلم يلبث إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى حرك رجلَيْهِ شَيْئا شَيْئا إِلَى غَايَة مَا كتبت هَذِه الْقِصَّة. كَانَ بِأبي الْحسن الْخياط عِلّة حارة فَخرج مِنْهَا بعلاجي لَهُ ثمَّ شكا إليَّ ضعف الْمعدة فسقيته أَقْرَاص الْورْد السنبلية فَحم على الْمَكَان حمى حادة فتلافيت ذَلِك من بعد. هاج بِرَجُل كَانَ مَعنا فِي طريقنا حِين قدمنَا وَهُوَ أَبُو دَاوُد الَّذِي كَانَ يَقُود الْحمار رمد فَلَمَّا بَدَأَ أَشرت عَلَيْهِ أَن يفصد فَلم يفعل وَاحْتَجَمَ وَأخذ دهن ورد كَانَ مَعَه فقطره فِي أُذُنه قدر أُوقِيَّة وأسرف وَأَنا أنهاه عَن ذَلِك أَشد النَّهْي حَتَّى ضجرت وَلم يقبل مني فَلَمَّا كَانَ من غَد ذَلِك الْيَوْم اشْتَدَّ الْأَمر بِهِ حَتَّى لم أر مدا أغْلظ مِنْهُ قطّ وَخفت أَن تَنْشَق طَبَقَات عَيْنَيْهِ وتسيل ألف) هـ لِأَنَّهُ لم يبْق من الْقَرنِي شَيْء إِلَّا مِقْدَار العدسة لعلو ورم الملتحم. فَلَمَّا أجهده الْأَمر فصدته وأخرجت لَهُ من الدَّم ثَلَاثَة أَرْطَال أَو أَكثر من ذَلِك فِي مرَّتَيْنِ ونقيت عينه من الرمص ودبرته بالأبيض فَنَامَ من يَوْمه وَسكن وَجَعه وبرأ من الْغَد الْبَتَّةَ حَتَّى تعجب النَّاس مِنْهُ. كَانَ بِخَالِد الطَّبَرِيّ عِلّة حادة من تَعب أَصَابَهُ فسقيته مَاء الشّعير وَنَحْوه حَتَّى طفئت بعض الانطفاء فهاج بِهِ وجع فِي نَاحيَة الخاصرة والحالب أقلقه فَتوهم الْأَطِبَّاء أَنه قولنج وَأَرَادُوا أَن يسقوه الجوارشات الحارة لأَنهم قدرُوا أَن مَاء الشّعير أضرّ بِهِ على أَنه قد كَانَت بمعدته بَقِيَّة من الْعلَّة الحادة فجسست الْموضع فَوَجَدته حاراً صلباً ثمَّ سَأَلته هَل يحس فِيهِ بضربان فَقَالَ: شَدِيد. فحدست أَن بِهِ فِي تِلْكَ النَّاحِيَة ورماً حاراً ففصدته الإبطي وأخرجت لَهُ قَرِيبا من مِائَتي دِرْهَم فِي مرّة ثمَّ سقيته مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء ولب الْخِيَار شنبر أَيَّامًا فبرأ. فحين فصدت خف مَا بِهِ بوقته ذَلِك وَكَانَ حدسي أَن مَادَّة الْعلَّة طفئ بَعْضهَا وانتقل بَعْضهَا إِلَى ذَلِك الْموضع لِأَنَّهُ لم يكن فِيهَا استفراغ ظَاهر. كَانَ بالعبادي جارنا على حارة ثمَّ ثقلت ودام المَاء على ضبعه أَيَّامًا كَثِيرَة وَكَانَ يخف حينا ويثقل حينا وَالْمَاء لَا يُفَارق ضبعه والحمى تقلع وتعاود ففصدته بعد مُدَّة وفجر الباسليق وأسرف الفاصد فِي إِخْرَاج الدَّم فأبيض بَوْله يَوْمه ذَلِك وبرأ برءاً تَاما. ابْنة أبي الْحسن بن عبدويه شربت لبن اللقَاح على الْعَادة بِلَا مشورتي وَكَانَت إِذا انفخها اللَّبن أخذت دَوَاء الْمسك وَلم يتَقَدَّم لَهَا لَا فصد وَلَا مسهل فحمت حمى مطبقة وَظهر بهَا إمارات الجدوى فَحدث جدري على جدري أَربع مَرَّات وَحين بدا الجدري وفوضت إِلَى تدبيرها بادرت إِلَى الْعين فقويتها بالكحل الْمَعْمُول بِمَاء الْورْد فَلم يخرج فِي عينيها شَيْء الْبَتَّةَ على أَنه قد كَانَ حولهما أَمر عَظِيم جدا فَعجب لذَلِك الْعَجَائِز اللواتي كن حولهَا من سَلامَة عينيها وألزمتها مَاء الشّعير وَنَحْوه مُدَّة وَلم تَنْطَلِق طبيعتها كَمَا تكون بعقب هَذِه الْعلَّة وَبَقِي بهَا بقايا حمى حارة فحدست أَن ذَلِك إِنَّمَا هُوَ لِأَن ألف هـ الْخَلْط الْبَاقِي لم يخرج بالإسهال على الْعَادة فَلم يُمكن أَن أستفرغها ضَرْبَة لضعف الْقُوَّة فألزمتها النقوع سحرًا

وَمَاء الشّعير ضحوة خَمْسَة عشر يَوْمًا فَكَانَ يقيمها مجلسين كل يَوْم فنقيت التقاء التَّام وَظهر النضج التَّام فِي المَاء بعد الْأَرْبَعين وَصَحَّ الْبُرْء بعد الْخمسين. ابْن عبد ربه كَانَ الْأَطِبَّاء يتوهمون لغلظ بدنه أَنه مرطوب جهلا مِنْهُم بِالْفرقِ بَين الْبدن اللحيم) وَالْبدن الشحيم وَكَانَ بهيج بِهِ شَيْء من وجع المفاصل ثمَّ سقط فقصدته مَرَّات وألزمته المسهلة كل أُسْبُوع مرّة بِمَا يخرج الصَّفْرَاء لِأَن ذَلِك الْخَلْط إِنَّمَا كَانَ صديداً حاراً وَجعلت أغذيته الحامض والتفه والقابض ومنعته الحلو والحريف وَالدَّسم فجف مَا بِهِ وَلم يعرض لَهُ إِلَّا مَا لَا بَال كَانَ بِابْن إِدْرِيس الْأَعْوَر حمى شطر الْعِنَب الحدة فِيهَا كَثِيرَة وَقد أزمنت وَالطّيب يسْقِيه أَقْرَاص الطباشير فأشرت عَلَيْهِ أَن يشرب مَاء الشّعير بعد السكنجبين وَأَن يُؤَخر الْغذَاء فِي كل يَوْم إِلَى وَقت الْخُف من الْحمى وَأَن يتقيأ فِي وَقتهَا إِن أمكن وحددت لَهُ هَذَا من التَّدْبِير فاستصعب ذَلِك فَقلت لَهُ: لَيْسَ لَك تَدْبِير هَذَا فدبر بِهِ أَيَّامًا وَأَنا غَائِب عَنهُ فلقيني بعد عشرَة أَيَّام وَقد كمل خُرُوجه عَنْهَا الْبَتَّةَ. كَانَ بِابْن عبد الْمُؤمن الصَّائِغ غرب فأشرت عَلَيْهِ أَن يحك الشياف الَّتِي ألفتها ويقطرها فِي المأق فَفعل ذَلِك فبرأ بِهِ وَأَنا أعلم أَن ذَلِك برأَ لَكِن لم يبرأ صَحِيحا بل ضم الناصور ويبّسه فَأَما التحام فَلَا لِأَنِّي قد جربت ذَلِك مرَارًا. 3 (كَلَام فِي النَّوَادِر) وَهُوَ الَّذِي بَعَثَنِي على تأليف هَذَا الشياف. كَانَ بِامْرَأَة جعدوية أَعنِي حيدرة عِلّة حادة وَكنت أُشير عَلَيْهَا إِذا جَاءَنِي مَاؤُهَا بِمَا يُوَافِقهَا فَجَاءَنِي رسولها يَوْمًا فَقَالَ: قد ظهر بهَا وجع وورم فِي ثديها فأشرت عَلَيْهِ أَلا يبرده الْبَتَّةَ وَأَن يدلكه. وأعلمته أَن ذَلِك انْتِقَال باحوري وَخفت الْعلَّة لذَلِك وأعلمته أَنه إِن سكن هَذَا الوجع بَغْتَة من غير استفراغ عَادَتْ الْعلَّة. فمالت ألف هـ الْمَرْأَة فِيمَا احسب إِلَى الرَّاحَة فبردت أطرافها فسكن ذَلِك الوجع والورم وعادت الْعلَّة والاختلاط بِأحد مَا كَانَ وأشره ثمَّ أَشرت عَلَيْهِ بِأَن تكب على التطفئة والتبريد واستفرغتها فبرأت. كَانَ الْحسن البواب قد حدث عَلَيْهِ نوبَة عِلّة حارة جدا وَقد كَانَ حَار الكبد فَانْدفع إِلَى يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ الْفضل حَتَّى عفتنا وسكنت الْحمى على تِلْكَ الْحَالة فقصده بعض الْأَطِبَّاء فَعَادَت عَلَيْهِ علته بِشَيْء من الحدة والحرارة فانحلت قوته وَمَات بعد ثَلَاثَة أَيَّام. الْمَرْأَة الَّتِي جَاءَ بهَا إِلَيْنَا أَبُو عِيسَى الْهَاشِمِي النّحاس كَانَت شحيمة رطبَة جدا. حدث بهَا فِي الْولادَة فالج ثمَّ صرع وَلم يُمكن من أمرهَا ليبين بل كَانَت دَلَائِل صَحِيحَة ساذجة بَعْضهَا شربات قَوِيَّة أخرجت البلغم وأمرتها بعد ذَلِك أَن تلْزم ترياق الْأَرْبَعَة وَأَعْطَاهَا الصيدلاني بدل) ذَلِك انقرديا فبرأت برءاً تَاما عجيباً مِنْهُ وَسَائِر الْأَطِبَّاء. جارنا الْبَزَّاز فِي درب الثّقل كَانَ بِعْ صرع مُنْذُ صباه وَكَانَ نحيفاً فحدست أَن علته

لَيست من كَثْرَة بلغم فقيأته مَرَّات ثمَّ سقيته شربة تخرج السَّوْدَاء بِقُوَّة فَلم يصرع ثَلَاثَة أشهر وجاءنا جيران الدَّرْب يشكروننا ثمَّ إِنَّه أكل سمكًا وَشرب شرابًا كثيرا فصرع تِلْكَ اللَّيْلَة فَأَعَادَ الشربة بعد الْقَيْء على مَا كَانَ فعل. فصلحت أَيْضا حَاله وَبَقِي يتَعَاهَد الْقَيْء وَتلك الشربة لَا يُنكر من نَفسه شَيْئا إِلَى أَن خرجنَا من بَغْدَاد. وَكَانَ ق أسهل فِي المارستان بشربات فَلم يَنْفَعهُ ذَلِك شَيْئا. وراق نظيف المصروع تفرست فِيهِ فَرَأَيْت ودجيه ممتلئين وَوَجهه شَدِيد الْحمرَة والانتفاخ وَكَانَ عبلاً أَحْمَر الْعين ممتلئ الْبدن. أمرت الطَّبِيب المقرى بفصده الصَّافِن فقصده الباسليق وأسرف عَلَيْهِ فَلم يصرع سنة. جَاءَنِي رجل قد تقيأ بعقب سكر مفرط قدر رطلين من الدَّم فَوجدت عَيْنَيْهِ محمرتين وبدنه ممتلئاً فقصدته وأمرته بِلُزُوم القوابض فصح. كَانَ رجل ينفث بالسعال دَمًا ألف هـ مُنْذُ سنتَيْن كَثِيرَة فَأكل يَوْمًا عصافير مقلوة بِزَيْت فنفث بعْدهَا بِيَوْم ثَلَاثَة أَرْطَال دم كَدم المحاجم عجراً كبارًا وخفيف عَلَيْهِ ورأيته بعد ذَلِك سالما إِلَّا من السعال الرَّقِيق الَّذِي لم يزل بِهِ وأشرت عَلَيْهِ أَن يَجْعَل غذاءه سمكًا طرياً فاحتبس مِنْهُ بَغْتَة مَا كَانَ ينفث. جَاءَنِي رجل من أهل دَار الْأَمْوَال وَقد بدا بِهِ دَار الثَّعْلَب فِي رَأسه قدر إِصْبَعَيْنِ فأشرت عَلَيْهِ أَن يدلكه بِخرقَة حَتَّى يكَاد يدمي ثمَّ يدلكه ببصل فَفعل وأسرف فِي ذَلِك مَرَّات كَثِيرَة حَنى تنفط. فَأَمَرته أَن يطلي عَلَيْهِ شَحم الدَّجَاج فسكن اللذع ثمَّ تجَاوز. فنبت شعره فِي نَحْو امْرَأَة الْقصار وَكيل ولد سعيد بن عبد الرَّحْمَن كَانَت إماراتها إمارات مستسقية وَلم يُمكن أَن يثبت فِي النّظر إِلَيْهَا فسقيتها مَاء الفلافل حينا ودواء الكركم حينا فَبَيْنَمَا هِيَ تَغْتَسِل يَوْمًا ارتكنت على إجانة فَسَالَ من قبلهَا قدر عشْرين رطلا مَاء أصفر وَخفت واستراحت مُدَّة ثمَّ بعد ذَلِك استقصيت خَبَرهَا وَصحت علتها وَكَانَت بهَا عِلّة فِي الرَّحِم عالجتها بعد وَكَانَت تتوهم أَن بهَا حبلاً وَلم يكن ذَلِك. فَيَنْبَغِي أَن تعلم وتتفقد فَإِن من علل الرَّحِم عِلّة تشبه الاسْتِسْقَاء.) 3 (رجل من بني سوَادَة) حم مَعَ خلفة صفراوية فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِع مَعَ الصُّبْح بَال دَمًا وَاخْتلف مرّة أَخْضَر مَعَ دموية تشبه غسالة اللَّحْم الطري وَسَقَطت قوته وأنكرنا ذَلِك لِأَن علته كَانَت سَاكِنة هادئة ثمَّ انْتَقَلت فِي لَيْلَة وَاحِدَة إِلَى مثل هَذِه الحدة والشدة وتوهمنا أَنه سقِِي شَيْئا فَلَمَّا كَانَ عِنْد الْعَصْر بَال بولاً أسود وَاخْتلف أَيْضا مرَارًا أسود وَمَات صَبِيحَة الْيَوْم السَّادِس وَكَانَت بِهِ حصبة رَدِيئَة مائلة إِلَى دَاخل. جَاءَتْنِي امْرَأَة تبول بولاً أسود كالمري وَزَعَمت أَنه كَانَ لَهَا وجع فِي صلبها وَأَن ذَلِك

الوجع قد سكن مُنْذُ أَقبلت تبول هَذَا الْبَوْل وَكَانَت قد نالته عشرَة أَيَّام حِين جَاءَتْنِي وَكَانَت بهَا حمى ليلية كل لَيْلَة بنافض وَالْمَرْأَة سوداوية فأشرت عَلَيْهَا بِمَا يدر الْبَوْل. امْرَأَة أُخْرَى أَصَابَهَا قولنج يسير فسقيت شهرياران وسقيت بعده دَوَاء فِيهِ حرارة كَثِيرَة وَكَانَ الوجع فِي الرَّحِم وَإِنَّمَا احْتبست الطبيعة مَعَه لوجع ورم فِي الرَّحِم يضيق على الْأَعْوَر ويشتد مِنْهُ الوجع إِذا نزل الثفل وامتنعت الطبيعة من إبراز الثفل لذَلِك فَلَمَّا سقيتها ألف هـ هَذِه الْأَدْوِيَة جرى من قبلهَا شَيْء يشبه المشيمة فَأمرت الْقَابِلَة أَن تتفقد صلابته وتجسه فَكَانَ رخواً عديم الْحس فَأمرت أَن يشد بالفخذين بعد يَوْمَيْنِ فَأمرت أَن يقطع مَا لم يحس مِنْهُ وَنَشَأ شَيْء آخر فَقطع ثَلَاث مَرَّات ثمَّ بَرِئت. جَاءَنَا الشَّيْخ المسلول مَا زَالَ ينفث دَمًا كثيرا مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ إِن الْأَمر اشْتَدَّ بِهِ فسقى بَنَادِق مَانِعَة من السعال فجف عَلَيْهِ كل مَا كَانَ بِهِ وبرأ برءاً تَاما ثمَّ مَاتَ وَلم أكن متفقداً لحاله فِي هَذِه الْأَيَّام. فَيَنْبَغِي أَن يمْتَنع عَن الْمَانِعَة للنفث إِلَّا حَيْثُ ينحدر مَا لَهُ من الرَّأْس وَيَنْبَغِي أَن يمْنَع من التضميد للبطن فِي الحصبة والجدري فَإِنَّهُ يضيق النَّفس على الْمَكَان وَيُورث إسهالاً رديئاً وبل أَلد ومثاله ابْن السوادة. أبيذيميا الْمَرِيض الأول من الْمقَالة الأولى: هَذَا حم حمى حارة قَوِيَّة الْحَرَارَة يَوْمه كُله ثمَّ عرق فِي لَيْلَة عرقاً كثيرا فَلم تنقص عِنْد ذَلِك الْعرق وَلم يُخَفف عَنهُ شَيْئا من حماه لَكِن كَانَت لَيْلَة كلهَا وَفِي يَوْمه الثَّانِي اشْتَدَّ مَا بِهِ من هَذِه الْأَعْرَاض أَكثر ثمَّ حمل شياقه عَشِيَّة هَذَا الْيَوْم فَنزل مِنْهُ برَاز وَخفت ليلته أجمع ونهار يَوْم الثَّالِث إِلَى نصفه. فَلَمَّا كَانَ فِي آخر هَذَا الْيَوْم هَاجَتْ الْحمى مَعَ عَطش شَدِيد وجفوف الْفَم وعرق لَا تخف بِهِ الْحمى أصلا وتخبط وهذيان وبال) فِي هَذِه اللَّيْلَة بولاً أسود. وَفِي الْيَوْم الرَّابِع اشْتَدَّ أَيْضا جَمِيع مَا كَانَ بِهِ أَكثر وبال بولاً أسود ثمَّ كَانَ لَيْلَة صبيحتها الْيَوْم الْخَامِس وَإِلَى انتصاف الْخَامِس أخف فَلَمَّا كَانَ بعد انتصافه قطر من مَنْخرَيْهِ قطرات دم يسير أسود وبال بولاً فِيهِ تعليقات مثل الْمَنِيّ مُخْتَلفَة الشكل مستديرة وَغير ذَلِك وَلم يكن يرسب وصعب أَيْضا كل مَا بِهِ لَيْلَة صبيحتها السَّادِس وَبَردت فِيهَا أَطْرَافه حَتَّى لم تسخن إِلَّا بكد وَقل ونومه وبال بولاً أسود. فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَة السَّادِس انسكب وعرق عرقاً بَارِدًا ثمَّ اخضرت أَطْرَافه نَحْو انتصاف النَّهَار وَمَات. وَكَانَ عرقه فِي مَرضه كُله بَارِدًا وَنَفسه عَظِيما متفاوتاً بَانَتْ دَلَائِل الرداءة فِي هَذَا الْمَرِيض فِي ليلته الأولى وَذَلِكَ أَنه كَانَ يعرق فِيهَا أجمع فَلَا تخف حماه بذلك. وَقد قَالَ بقراط: إِن الْأَشْيَاء الَّتِي تكون بهَا البحران إِذا كَانَت ثمَّ لم يكن لَهَا بحران فإمَّا أَن تدل على الْمَوْت وَذَلِكَ إِذا كَانَت مَعَ دَلَائِل مهلكة أَو على طول الْمَرَض ألف هـ وَذَلِكَ إِذا كَانَت مَعَ دَلَائِل السَّلامَة. وكما أَن حمى هَذِه إِنَّمَا لم تخف بالعرق لَكِنَّهَا كَانَت فِي الثَّانِي أقوى وَأَشد فَلَمَّا بَال فِي الْيَوْم الثَّالِث بولاً أسود حقق دَلِيل الرداءة. وَذَلِكَ أَنه ظهر بعد الشَّيْء الَّذِي بِهِ يكون البحران عَلامَة أُخْرَى قاتلة أَيْضا أكدت الأولى وَشهِدت لَهَا أَعنِي

الأولى أَنَّهَا لم تخف بالعرق وَتبع أَيْضا الأرق والاختلاط والعطش. فَلَمَّا كَانَ الرَّابِع وَاشْتَدَّ مَا بِهِ أَكثر وبال بولاً أسود أَيْضا صَحَّ مِنْهُ شَيْئَانِ: أَحدهمَا أَن مَرضه يصعب فِي الْأزْوَاج لِأَنَّهُ كَانَ قد صَعب فِي الثَّانِي. وَالثَّانِي أَن مَوته يكون فِي الْأزْوَاج وَالرَّابِع ينذر بالسادس وَالسَّابِع إِلَّا أَنه إِذا كَانَت الحدة شَدِيدَة والدلائل مهلكة مَال إِلَى السَّادِس. فَلَمَّا كَانَ فِي السَّادِس وَجَاء بِهِ مَعَ أَعْرَاض صعبة فَمَاتَ فِيهِ وحقق أَن بحرانه مَال إِلَى السَّادِس بَال بَوْله فِي الثَّالِث وَالرَّابِع بولاً أسود فَإِن هَذَا يدل إِلَى غَايَة الْخبث والرداءة والحدة لِأَنَّهُ يدل إِذا كَانَت الصعوبة والشدة قويتين متصلتين وَالدَّلِيل على الحدة قوي. فَلَمَّا تبع ذَلِك أَن قطر من مَنْخرَيْهِ دم يصير أسود فِي الْخَامِس حقق ضعف قوته وَلَو كَانَت قوته أقوى وأعراضه الرَّديئَة أخف لقد كَانَ مَوته يتَأَخَّر فِي الثَّامِن وَنَفسه كَانَ الدَّلِيل على اخْتِلَاط الذِّهْن على مَا قيل فِي أبيذيميا وعرقه الْبَارِد فِي طول مَرضه كَانَ تنقص بِهِ قوته وَلَا ينقص مَرضه والخف الَّذِي كَانَ يجده فِي خلال ذَلِك دَلِيل على أَنه يَنْبَغِي أَن لَا تثق بالراحة الْحَادِثَة بِلَا نقص وبحران أَو بِسَبَب لَهُ كَائِن فَإِن الشدَّة تعود فِي مثلهَا سَرِيعا. قد ذكر علل مَا فِي هَذِه الْقِصَّة غير الْبَوْل الَّذِي فِيهِ تعلق يشبه الْمَنِيّ وَكَانَ مَا فِيهِ مُوَافقا لما فِي) كتاب تقدمة الْمعرفَة والبحران وأيامه بَقِيَّة أبيذيميا عِنْد هَذِه الغب اللَّازِمَة. الْحسن الجهبذ كَانَت بِهِ عِلّة شكّ فِي أول أمرهَا أَنَّهَا ذَات الْجنب ثمَّ صَحَّ ذَلِك وَلم يقْصد وَكَانَ مَرضه حاداً ونفثه زبدي أَبيض ورأيته فِي الْحَادِي عشر وأطرافه مثل الثَّلج لَا تسخن بحيلة وَلم تظهر بِهِ فِي مَا قبل ذَلِك حمى فَإِن خَبره كَانَ يخْشَى مُنْذُ الْيَوْم التَّاسِع بل كَانَ بَارِد الْبدن وَكَانَت عَيناهُ جامدتين وَأَرَادَ الفصد ألف هـ فِي هَذَا الْيَوْم فَلَمَّا جسست عرقه رَأَيْته منقبضاً قحلاً فنهيته عَن ذَلِك وَكَانَ بزاقه قد تلزج وَصَارَ كَمَا فِي كتاب الْأَمْرَاض الحادة فحدست أَنه يبْقى مُدَّة يَوْم فَمَاتَ بعد سبع سَاعَات أَو ثَمَان. 3 (أَبُو الْحسن بن عبد ربه) وَكَانَ يُصِيبهُ أغْلظ مَا يكون من الزُّكَام وَأَشد مَا رَأَيْت مثله وَمَا هُوَ أقل مِنْهُ يبْقى على من يُصِيبهُ السّعر وَالْأَكْثَر وَينزل إِلَى صَدره حَتَّى بنفث بالسعال فَكَانَ يسكن عَنهُ نصف يَوْم حَتَّى لَا يجد مِنْهُ شَيْئا الْبَتَّةَ ويهيج بِهِ وجع المفاصل فَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن الْأَمر على مَا ذكر جالينوس أَن دفع الْفضل لَيْسَ إِنَّمَا يكون من المجاري الغشائية بل باتصال الْأَعْضَاء وَإِنَّمَا كَانَ يسكن عَنهُ كَانَ بِرَجُل من الجلة بِبَغْدَاد وجع الورك سقَاهُ الطَّبِيب حب المنتن والشيطرج لبياض مَا بِهِ وَغلظ بدنه وتدبيره فازداد وَجَعه وَاشْتَدَّ مَا بِهِ حَتَّى تهَيَّأ لَهُ أَن يَسْتَوِي بحقنة فَزَاد شرا فاستغاثني فقيأته على الامتلاء مَرَّات ثمَّ بعد ذَلِك طليت وركه بالخردل حَتَّى تنفط وخف وَجَعه وَنقص حَتَّى ذهب أَكْثَره ثمَّ حقنته بحقنة مسحجة فبرأ.

أُخْت الْوراق كَانَ بهَا وجع الورك والنسا فوصفت لَهَا حقنه قَوِيَّة فَأَرَادَتْ شَيْئا سهلاً فأمرتها أَن تحتقن بِمَاء السّمك المالح فَفعلت وبرأت بعد أَن أسحجتها. وَهَكَذَا كَانَ ابْن خَلِيل لم يحقن بل كَانَ قد عرج من وركه فَشرب شَحم حنظل كثيرا وبرأ. أَبُو عمر بن وهيب أَصَابَهُ وجع فِي كبده وحم وَظهر بِهِ يرقان غليظ جدا حَتَّى كَانَ عينه قِطْعَة عصفر فِي الْيَوْم الْخَامِس وَاحْتبسَ بَوْله فِي التَّاسِع وَكَانَ لَا يَبُول إِلَّا شَيْئا يَسِيرا نزراً مِقْدَار ثَلَاث قطرات كَأَنَّهُ مَا فِي جَوف المرارة وَاخْتلف اخْتِلَاف السَّوْدَاء أسود وَكَانَ بَوْله فِي الْخَامِس أسود ثمَّ صَار أَحْمَر عَلَيْهِ زبد أصفر. فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَة الْحَادِيَة عشرَة رَعَفَ من المنخر الْأَيْمن رعافاً صعباً ثمَّ مَاتَ فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة عشر وَلم يزل صَحِيح الْعقل ثَابتا وهاج بِهِ فَوَافَقَ وزكام وَكَانَ ورم كبده ظَاهرا للحس.) أَبُو نصير كَانَ نصف بدنه حاراً بالطول وَنصف بدنه الآخر بَارِدًا كالثلج وَلَا نبض لَهُ فِي النّصْف الْبَارِد وَله نبض سريع فِي الثَّانِي وَقد تشنجت أوتار عُنُقه وماؤه أَبيض ألف هـ كَالْمَاءِ الْجَارِي وعينه الَّتِي فِي الْجَانِب الْبَارِد قد صغرت وتقلصت جدا جدا.

(الغشي وعلاجه) (وَمَا ينذر بِهِ وَحفظ الْقُوَّة وعلامات صِحَة الْقُوَّة وضعفها اسْتَعِنْ بِبَاب الْقلب) قَالَ ج فِي الثَّالِثَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء: فِي الغشي ضروب يكون من كَثْرَة خلط بَارِد وَمِنْه مَا يكون عَن الْمعدة وإعطاؤنا العليل فِي هَذِه الْعلَّة الطَّعَام وَالشرَاب لَيْسَ مداواة بِسَبَب الْخَلْط. لي قد ذكر علاج هَذَا فِي بَاب الحميات الَّتِي مَعَ أَعْرَاض وَهِي الْحمى الَّتِي تبتدئ مَعَ خلط ني كثير فِي الْبدن فاقرأ ذَلِك الْبَاب فَإِن فِيهِ علاج ضَرْبَيْنِ من الغشي وَهَذِه جملَة مَا قَالَ هُنَاكَ أَعنِي فِي الثَّانِيَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء. قَالَ: من أَصَابَهُ غشي فاسقه شرابًا سريع النّفُوذ جدا وَذَلِكَ أَنَّك إِنَّمَا تُرِيدُ أَن ينفذ ذَلِك الْغذَاء الَّذِي تغذيه مَعَه سَرِيعا فِي الْبدن وَذَلِكَ يكون فِي الشَّرَاب الْأَصْفَر الرَّقِيق الْعَتِيق الريحاني الَّذِي إِذا ذقته وجدت حرارته تنفذ فِي بدنك سَرِيعا وَلَا يَنْبَغِي أَن تبلغ إِلَى أَن يصير مرا وخاصة غم كَانَ الغشي من الصَّفْرَاء فَإِن الشَّرَاب المر لَيْسَ يُولد الدَّم الْجيد فِي الْغَايَة وَلَا هُوَ جيد الْغذَاء وَلَا يستلذ فَيضر بالمعدة ويؤذيها. فأفضل أَنْوَاع الشَّرَاب للغشي مَا كَانَ فِي الأَصْل قَابِضا وَكَانَ لم يبْق فِيهِ من الْقَبْض شَيْء يحس بِهِ لعتقه وَكَانَت الْحَرَارَة فِيهِ ظَاهِرَة بَيِّنَة غَايَة الظُّهُور فَإِن هَذَا الشَّرَاب يفعل فِي هَؤُلَاءِ جَمِيع مَا تحْتَاج إِلَيْهِ وَذَلِكَ أَنه لذيذ الشَّرَاب سريع النّفُوذ. 3 (حفظ الْقُوَّة) قَالَ: يَنْبَغِي أَن تحفظ جَوْهَر الرّوح وجوهر الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة مَا أمكن بحالهما الطبيعية قَالَ: فَإِن سُقُوط الْقُوَّة يحدث من تَحْلِيل جَوْهَر الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فِي الْأَمْرَاض المزمنة وَرُبمَا عرض لَهُ الذوبان فِي الْأَمْرَاض الحادة سَرِيعا. وَأما الرّوح فَإِنَّهُ يتَغَيَّر إِمَّا لأخلاط رَدِيئَة أَو فَسَاد الْهَوَاء أَو السمُوم أَو وجع أَو عوارض النَّفس أَو لِأَن جَوْهَر الرّوح يُكَلف جدا أَو لِأَن الْأَجْسَام المحيطة فِي التنفس بِهِ تسخف أَو من قبل امْتنَاع النَّفس أَو من قبل الْغذَاء. وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعنى بالهواء الْمُحِيط فِي كيفيته وبالغذاء إِذا أردْت أَن تحفظ الْقُوَّة ألف هـ سليمَة. واحفظ فَم الْمعدة فَإِنَّهُ يعرض من قبله الغشي.

3 - (الغشي) قَالَ: أَسبَاب الغشي تِسْعَة: أَحدهَا كَثْرَة الأخلاط النِّيَّة فِي الْبدن وَهَذِه تحدث الغشي لأسباب: مِنْهَا أَن الْبدن لَا يغتذى وَأَن الْحَرَارَة الغزيرة تختنق والمزاج الطبيعي يتَغَيَّر بِهَذِهِ الأخلاط لِأَن هَذِه الأخلاط النِّيَّة لَا تغذي الْبدن حَتَّى تنضج ولكثرتها لَا يُمكن أَن تنضج لِأَنَّهَا قاهرة ثَقيلَة على الْقُوَّة وَلِأَنَّهَا تسد التَّحْلِيل وتمنعه بخنق الْحَرَارَة الغريزية. وَالثَّانِي أَن يكون من رقة الأخلاط وإفراط التَّحْلِيل من الْبدن وَهُوَ ضد هَذَا. والغشي يكون هَهُنَا من كَثْرَة مَا يتَحَلَّل من الْبدن وَقد ذكرنَا علاج هذَيْن فِي بَاب الحميات الَّتِي مَعهَا أَعْرَاض. وَيكون الغشي من الوجع الشَّديد والأرق والاستفراغ المفرط. وَكَثِيرًا مَا يكون عِنْد اخْتِلَاط الْعقل وَمن سوء مزاج الْأَعْضَاء النفيسة وَمن سوء مزاج النفيسة يكون إِمَّا أَن يحتقن فِيهَا خلط رَدِيء وَإِمَّا سوء مزاج بِلَا مَادَّة. قَالَ: فالغشي الْكَائِن عَن الوجع يَنْبَغِي أَن يقطع كَونه يقطع الوجع وَإِن كَانَ السَّبَب الْمسكن للوجع مِمَّا يسكنهُ بِأَن يقطع السَّبَب الْفَاعِل للوجع فافعله دَائِما وَإِن كَانَ إِنَّمَا يخدر الْحس فافعله عِنْد الضَّرُورَة. لي الغشي يعالج فِي وَقت النّوبَة بِدَفْعِهِ لَا بقلع السَّبَب فَلذَلِك يعالج الغشي كُله بالطيب وَمَا جرى مجْرَاه وَأما فِي وَقت السّكُون فتعمد إِلَى قطع السَّبَب الْفَاعِل لَهُ.) قَالَ ج فِي الثَّالِثَة من الأخلاط: أَن الْأَشْيَاء الَّتِي تنثر على الْبدن وتستعمل فِي الغشي الَّذِي يحدث بِسَبَب الْمعدة أَو الْقلب وَلم يذكر مَادَّة هَذِه الْأَشْيَاء وَهِي عِنْدِي القابضة الطّيبَة الرّيح وَأَن يطلى بهَا خير عِنْدِي وَيُزَاد بهَا تَقْوِيَة الْمعدة وَمنع التَّحَلُّل. قَالَ: وعلامة حُدُوث الغشي ندى بَارِد يظْهر على الْبدن وَصغر النبض. الغشي الْكَائِن يعقب الاستفراغ من خلط يجب أَن يستفرغ إِذا كَانَت الْقُوَّة الحيوانية مِمَّا يمسكنه الاستفراغ غير مخوف بل نَافِع مَأْمُون كالغشي الْكَائِن بعقب استفراغ الدَّم فِي الْحمى اللَّازِمَة. الْمقَالة الأولى من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: يسْتَعْمل فِي الغشي الْأَطْعِمَة ألف هـ القابضة لِأَنَّهَا تقَوِّي الْبَطن وفم الْمعدة وتشد المجاري وتمنع الاستفراغات وَجَمِيع التَّحَلُّل. الْمقَالة الثَّالِثَة قَالَ: سُقُوط الْقُوَّة يعرض إِمَّا لترك الْغذَاء أَو للذع فِي فَم الْمعدة شَدِيد أَو تغير مزاج بَغْتَة أَو ضعف يعرض فِي إِحْدَى المبادئ. وأسرعها فِي إِسْقَاط الْقُوَّة وَالْمَوْت والهلاك ضعف قُوَّة الْقلب ثمَّ الدِّمَاغ ثمَّ الكبد. أَو ألم الْأَعْضَاء الْمُشَاركَة لهَذِهِ الْقُوَّة فَإِن فَم الْمعدة يُشْرك الْقلب بالمجاورة ويشرك الدِّمَاغ بالعصب فضرره يضر بِهَذَيْنِ وتخلخل الْبدن يسْرع حُدُوث الغشي وكثافته تبطئ بِهِ. وَيَنْبَغِي أَن يَأْخُذ الطَّبِيب نَفسه بتعرف حُدُوث الغشي وَسُقُوط الْقُوَّة قبل أَن يحدثا.

قَالَ: وَإِذا عرض سُقُوط الْقُوَّة والغشي بِسَبَب شدَّة الوجع وحدة الْمَرَض فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى الاستفراغ فِي الْأَكْثَر لَا إِلَى الْغذَاء وَلذَلِك كثير من هَؤُلَاءِ إِن غذوا أضرّ بهم أضراراً شَدِيدَة. وَمن عرض لَهُ بِسَبَب الاستفراغ وخلا الْعُرُوق وَاحْتَاجَ إِلَى التغذية فَإِن دبر تدبيراً لطيفاً أضرّ ذَلِك بِهِ إِلَّا أَن هَذَا الْإِضْرَار أقل ثباتاً من الأول. وَمن الْقَبِيح أَن لَا يعلم الطَّبِيب هَل سُقُوط الْقُوَّة من أجل الخوى أَو من أجل الوجع وَذَلِكَ أَنه إِن عرض سُقُوط الْقُوَّة بِسَبَب الخوى والطبيب يمْنَع من الأغذية ثمَّ أذن لَهُ فِيهِ بعض العواد وَيقبل مِنْهُ العليل وَنَفسه انْتَعش من سَاعَته كالميت الَّذِي يحيي كَانَ ذَلِك سبة على الطَّبِيب. لي لَيْسَ ضرب من الغشي إِلَّا وَهُوَ يحْتَاج وقته ذَلِك إِلَى التغذي وَإِن كَانَ صعباً وَإِلَى مَا ينعش مثل أراييح الطّيب والأغذية ثمَّ التغذي بِمَا ينفذ ويغذي سَرِيعا فَإِذا اندفعت النّوبَة قصد حِينَئِذٍ فِي دفع السَّبَب فَرُبمَا احْتِيجَ أَن يدْفع بالتغذية وَرُبمَا دفع بالاستفراغ فتفقد هَذِه الْحَال عِنْد سُقُوط الْقُوَّة لِئَلَّا تغذو من لَا يحْتَاج إِلَيْهِ.) وَقد يكون غشي من فضل ينصب إِلَى الْمعدة فتفقد ذَلِك تُعْطِي عَلامَة وعلاجاً لذَلِك الْوَقْت إِن شَاءَ الله عزّ وجلّ. الأولى من الْفُصُول: لي أرى أَن الغشي من انحلال الْقُوَّة الحيوانية يحْتَاج إِلَى مَا يغذو وَمَا ينْحل بِسُرْعَة فَلذَلِك أبلغ الْأَشْيَاء الطّيب ألف هـ وَالشرَاب وَمَاء اللَّحْم وَنَحْوه لِأَنَّهُ لَا شَيْء يغذو الْبدن أسْرع من الَّتِي بِالرِّيحِ ثمَّ بالأشياء المرطبة السريعة النَّفاذ فَإِن كَانَت مَعَ ذَلِك جَيِّدَة للمعدة كَمَاء اللَّحْم الَّذِي يطيب بالقرنفل والمسك وَنَحْوه كَانَ فِي الْغَايَة من تَقْوِيَة الْقُوَّة. قَالَ أبقراط: من احْتَاجَ بدنه إِلَى تَقْوِيَة سريعة جدا فأبلغ الْأَشْيَاء لَهُ مَا يشم. وَمن احْتَاجَ إِلَى مَا يرد قوته وَاحْتمل أَن يكون الزَّمَان أطول قَلِيلا وَلم يحْتَج إِلَيْهِ على الْمَكَان لَكِن بعد سَاعَة فالخمر وَمَاء اللَّحْم. وَأَبْطَأ من هَذِه الْأَجْسَام فغذ هَذِه الأغذية الصلبة. لي على مَا رَأَيْت فِي الْفَصْل الَّذِي فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من الْفُصُول الَّذِي يُقَال فِيهِ شرب الشَّرَاب يشفي من الْجُوع إِذا كَانَ الغشي رُبمَا عرض لاستفراغ شَدِيد والعهد بِالطَّعَامِ بعيد فإياك أَن تجترئ أَن تُعْطِي شرابًا خَالِصا فَإِنَّهُ يعرض مِنْهُ التشنج والاختلاط وَلَكِن يُجزئ أَن يحسوا أَولا حسا من مَاء اللَّحْم وخبز سميد فَإِن لم يتهيأ لسرعة الْحَاجة فَاجْعَلْ الشَّرَاب فَاجْعَلْ الشَّرَاب فِي هَذَا الحساء وَلَا تسق خَالِصا فَإِن اضطررت فامزجه واسق مِقْدَارًا قَلِيلا وَإِذا ثبتَتْ الْقُوَّة وأمهلت أدنى مهل فَعَلَيْك بالحسو إِذا رَأَيْت ذَلِك. وَمن يصبهُ غشي شَدِيد مَرَّات كَثِيرَة بِلَا سَبَب ظَاهر مثل حمى أَو استفراغ وَنَحْوه فَإِنَّهُ يَمُوت الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: الغشي لَازم لكل استفراغ مفرط.

السَّادِسَة مِنْهُ: مَتى نَام العليل وعينه لَا تنطبق من غير استفراغ كثير دلّ على ضعف الْقُوَّة وَالْقُوَّة إِذا ضعفت لم تنطبق لَا الْعين وَلَا الْفَم. وَمن كتاب الذبول: 3 (جملَة علاج الغشي) يسقى الْخمر والأغذية السريعة الهضم وَالطّيب وروايح الأغذية وتكثيف ظَاهر الْبدن بالمبردات والمطفئات. من امتحان الطَّبِيب: قَالَ: رُبمَا حضر بعض جهال الْأَطِبَّاء مَرِيضا سَاقِط الْقُوَّة قد يكون من ضروب لَكِن أَشَارَ أَن يطعم الْمَرِيض الْبيض وَالْخبْز المنقوع فِي الشَّرَاب وَنَحْوهَا فَإِذا حضر طَبِيب عَالم منع العليل من لَك كُله وَأمره أَن يمسك ألف هـ عَن الطَّعَام الْبَتَّةَ فَإِذا فعل العليل ذَلِك تراجعت قوته فَعلم النَّاس حِينَئِذٍ أَنه لَو كَانَ أكل مَا أَمر بِهِ الْجَاهِل لَكَانَ يختنق. قَالَ: وَحَضَرت مرضى كَثِيرَة هَذِه حَالهم فَلم أقتصر على أَن منعتهم الطَّعَام لَكِن استفرغتهم فَرَجَعت إِلَيْهِم قواهم والاستفراغ فِي هَذَا الْموضع يخْتَلف بِحَسب اخْتِلَاف حالات المرضى لِأَن سُقُوط الْقُوَّة لَيْسَ يعرض من سَبَب وَاحِد بِعَيْنِه لكنه يعرض كَمَا وصف أبقراط من أَسبَاب كَثِيرَة وَقد شفينا مَرَّات كَثِيرَة مِنْهُ بالإسهال وبدلك الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وبإدرار الْعرق أَو بِالْمَنْعِ عَن الطَّعَام. قَالَ وَإِنِّي لأعرف عدَّة من المرضى داويتهم من هَذَا الْعَارِض مُدَّة طَوِيلَة وَأعرف آخَرين كَانَ قد عرض لَهُم الغشي فضلا عَن نُقْصَان الْقُوَّة داويتهم مِنْهُ بِالْمَنْعِ من الطَّعَام الْبَتَّةَ وبدلك الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وَرُبمَا أمرت بدلك الْبدن كُله فبرؤوا بِهِ. وَقوم آخَرُونَ حَضرتهمْ وهم أصحاء كاملو الْقُوَّة قد عزموا على الاقتصاد فأعلمتهم أَنهم إِن فصدوا غشي عَلَيْهِم وَكَذَلِكَ إِن شربوا دَوَاء استفرغوا بِهِ واستعملوا ضماداً محللاً. وجالينوس يَقُول هَهُنَا أَنه يَنْبَغِي أَن تكون عَارِفًا بِالْبدنِ لِأَن من الْأَبدَان وَالْأَحْوَال حالات لَا يسْتَعْمل فِيهَا استفراغ الْبَتَّةَ فَتسقط قوتها بِهِ وأبدان إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يكون عَمَلك بِحَسب ذَلِك فسقوط الْقُوَّة هَذِه حَالَة. وَأما الغشي فَإِنَّهُ فِي وَقت النّوبَة لَا بُد من إنعاش الْقُوَّة بالطيب وَالشرَاب وتكثيف الْبدن حَتَّى إِذا ذهبت النّوبَة فَيَنْبَغِي أَن تعالج إِن كَانَ عَن امتلاء باستفراغ ذَلِك الْخَلْط لجملة الْبدن. نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ: لما غشي على الْمَرْأَة الَّتِي خرج مِنْهَا فِي الْحمى رطوبات كَثِيرَة أمرت النِّسَاء اللواتي حولهَا أَلا يصحن بالطلاء لَكِن أمرتهن بذلك يَديهَا ورجليها وفم معدتها كالعادة فِي من أُغمي عَلَيْهِ وَضربت أَنا يَدي إِلَى دهن ناردين بِطيب فَجعلت أمرخ بِهِ فَم معدتها وَأمرت) أَن تسخن يداها ورجلاها ويدنى من خياشيمها الْعطر وَلما فعلنَا ذَلِك أفاقت سَرِيعا. من الفصد قَالَ: عَلامَة شدَّة الْقُوَّة الطبيعية خصب الْبدن وَكَثْرَة لَحْمه وَدَمه وَحسن

لَونه. وعلامات ضعفها بالضد. وعلامات قُوَّة الْقُوَّة النفسانية جودة الْأَفْعَال الإرادية وخفة الحركات عَلَيْهَا واحتماله ألف هـ لَهَا. وعلامات قُوَّة الْقُوَّة الحيوانية قُوَّة النبض وتعرف ذَلِك من كتاب النبض. من كتاب الامتلاء قَالَ: لَيْسَ كَثْرَة الدَّم تتبعه شدَّة الْقُوَّة لكنه قد يكون فِي حَال الدَّم كثيرا وَالْقُوَّة ضَعِيفَة وَالدَّم قَلِيلا وَالْقُوَّة قَوِيَّة لِأَن الْقُوَّة لَيست تزيد ضَرُورَة بِزِيَادَة الدَّم وَلَا تنقص بنقصانه. لي الدَّم كمية أَن نقص عَنْهَا ضعفت الْقُوَّة لَا محَالة وكمية فِي حَال الِاحْتِمَال إِن كثر عَلَيْهَا ثقل على الْقُوَّة. وَالنُّقْصَان وَالزِّيَادَة على هَاتين الْحَالَتَيْنِ يتبعهَا ضعف الْقُوَّة وقوتها وَأما فِي الْأَحْوَال الْأُخْرَى فَلَا لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن تكون الْقُوَّة مثقلة بِكَثْرَة الدَّم فتقوى باستفراغه لِأَنَّهَا تخف وتنتعش وَيُمكن أَن يكون الدَّم معتدلاً بِمِقْدَار مَا هُوَ للقوة فِي النِّهَايَة من الْمُوَافقَة فَإِذا ازْدَادَ على مِثَال ذَلِك: الْأَشْيَاء المتغيرة عَن اعْتِدَال مَا كعين المَاء وَنَحْوهَا فَإِن الْحَال هُوَ فِيهَا. الرَّابِعَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ: لَيْسَ كل عُضْو يُمكن أَن تعرف مِنْهُ حل الْقُوَّة كَالْعَيْنِ يكون بصرها حادة وأجفانها مَفْتُوحَة وبالضد وألوان الْعين وحجبها وحركتها تدلك على حَال الْقُوَّة دلَالَة صَحِيحَة فَإِن الْعين منتفخة الحجم السمينة الخصبة الْحَسَنَة اللَّوْن الصقلية اللَّوْن البراقة دَلِيل على صِحَة الْقُوَّة وَالْعين الكدرة السمجة اللَّوْن بالضد. الطَّبَرِيّ قَالَ: الغشي الَّذِي يكون مَعَ الغثيان أقصد للغثى بالأشربة والأشياء المسكنة للعثى وَالَّذِي من كَثْرَة الْعرق رش على وَجهه مَاء بَارِدًا وانطل بدنه بِمَاء بَارِد وَمَاء الآس والتفاح والسفرجل واجعله فِي بَيت بَارِد. وَمَا كَانَ من اختناق الرَّحِم فعلاجه هُنَاكَ. وَمَا كَانَ من نزف الدَّم أَو ورم فِي الْجوف فعالج ذَلِك الورم فَأَما فِي الْوَقْت نَفسه فَيقبض الْأنف ليحتبس النَّفس سَرِيعا ويرش المَاء ويهيج العطاس وتشد الْأَطْرَاف وتدلك بالمنادل. لي للغشي الشَّديد الْمُتَوَاتر يسْقِي الْخمر مَعَ الْمسك ويسقي أَقْرَاص الْمسك وصفتها: تُؤْخَذ قاقلة وكبابة وعود نيئ وقرنفل ورامك دِرْهَم دِرْهَم وَمن الْمسك من حَبَّة إِلَى حبتين إِلَى قِيرَاط فِي الشربة إِذا كَانَ الغشي شَدِيدا وَالْبَاقِي بِالسَّوِيَّةِ ويسقي مِنْهُ زنة دِرْهَم بالمطبوخ) الريحاني. وَقد يعرض لقوم عِنْد تَأْخِير الْغذَاء وَعند التُّخمَة ألف هـ الدخانية فِي أول نَوَائِب الحميات لذع فِي فَم الْمعدة وَيكون مِنْهُ غشي وعلاجه الْقَيْء والإسهال بالأيارج والأفسنتين أَو بالإهليلج الْأَصْفَر وَنَحْوه ممازج مَعَه. اهرن: للغشي ينضح على الْوَجْه مَاء بَارِد أَو تطلى المفاصل بالنضوح والميسوسن: وضع عَلَيْهِ كعكاً قد أنقع فِي ميسوسن ونضوح.

من جَوَامِع النبض على رَأْي ج قَالَ: الْقُوَّة تزيد بالأغذية المعتدلة وَالسُّرُور. لي الْقُوَّة تزيد بالغذاء وَالشرَاب وَالطّيب والراحة وَالسُّرُور وَقلة مَا يضجر والتنقل فِي مَا يسره. الْمقَالة الأولى من أَصْنَاف النبض قَالَ: الْأَشْيَاء الَّتِي تحلل الْقُوَّة: الصَّوْم وَالْغَم والاستفراغ المفرط والوجع وأضدادها تقوى. قَالَ: وخاصة أوجاع الْمعدة وَمَا فِيهَا من التقلب مِمَّا يتبعهُ الغشي وَسُوء المزاج الْقوي الْحَادِث يحلل الْقُوَّة أَيْضا. أَبُو هِلَال الْحِمصِي قَالَ: الْقُوَّة تقوى بإكثار الدَّم وَيكون ذَلِك بالأطعمة والأشربة الحميدة إِذا أَخذ مِنْهَا دون الشِّبَع لكَي تقوى ويستولي عَلَيْهَا الهضم اسْتِيلَاء شَدِيدا وَاسْتِعْمَال النّوم والراحة وَالسُّرُور وَالطّيب وَترك الْحَرَكَة الشَّدِيدَة والهم والصياح وَغير ذَلِك مِمَّا يستفرغ ويحلل بولس: الغشي الشَّديد الْمُتَوَاتر الَّذِي لَا يفتر لَا علاج لَهُ لِأَنَّهُ يكون من عَارض عرض فِي الْقلب نَفسه. قَالَ: وَأما الَّذِي يكون لمشاركة الْقلب لعضو آخر مثل الدِّمَاغ أَو الكبد أَو فَم الْمعدة فَإِنَّهُ قد يكون مَعَ الغشي سُقُوط الْقُوَّة بَغْتَة وَصغر النَّفس والنبض وَبرد الْأَطْرَاف وعرق مُنْقَطع فِي بعض الْجَسَد فَإِذا كَانَ الغشي شَدِيدا فَلَا علاج لَهُ وَإِن كَانَ ضَعِيفا فقد ينْتَفع بالعلاج إِن كَانَت الْقُوَّة متماسكة. قَالَ: فَإِذا حدث الغشي فَيَنْبَغِي أَن تدلك الْأَطْرَاف وتمرخ وَتجْعَل مَوضِع العليل بَارِدًا غَايَة الْبرد وتحرى أَن تمسك النَّفس وَتَذَر عَلَيْهِ كندراً وَنَحْوه من الْأَشْيَاء القابضة وتضمد الْأَطْرَاف الْبَارِدَة إِلَى مَوَاضِع الآباط والأرابي بالخردل والعاقر قرحاً والأذاراقي وتغذى بِخبْز مبلول بِالشرابِ وَالْمَاء الْمبرد بالثلج وتغذى بالطير والفراريج بَارِدَة كلهَا. وَتجْعَل على الْجَبْهَة وَالرَّأْس) الأدهان القابضة وطبيخ الْورْد قد حل فِيهِ صمغ وتضمد مَا دون الشراسيف بالوردة ودهن الكركم والطراثيث وأطراف الْفَوَاكِه القابضة والشب. قَالَ: وَإِذا كَانَ مَعَ الغشي حرارة والتهاب فَاسْتعْمل الْأَشْيَاء الْبَارِدَة القابضة مثل رب الحصرم لي وَرب حماض الأنرج قد ألْقى فِيهِ ورقة فَإِنَّهُ عَجِيب. للغشي علاجان: أَحدهمَا فِي حَال النّوبَة تِلْكَ السَّاعَة. وَالْآخر فِي حَال الْغَيْبَة وغرضه قطع سَبَب الغشي. فَأَما فِي حَال النّوبَة فينفع رش المَاء منع النَّفس وَألقى ودلك الْمعدة والأطراف. والروائح الطّيبَة الغذائية وَالْخمر وَالْمَاء وَمَاء اللَّحْم والنداء بِصَوْت عَال وصب المَاء الْبَارِد دفْعَة على جَمِيع الْبدن واطله كُله بالطيب. وَأما الَّذِي يكون فِي قطع السَّبَب فَإِنَّهُ

يكون من أَشْيَاء كَثِيرَة فاطلب مَا كَانَ لَهُ بَاب فِي بَابه مثل الْكَائِن عَن اختناق الْأَرْحَام والكائن عَن امتلاء والكائن عَن وجع عُضْو مَا فَإِن هَذَا الْبَاب إِنَّمَا يَخُصُّهُ علاج الغشي سَاعَة النّوبَة فَقَط وَمَا لَيْسَ لَهُ بَاب يَخُصُّهُ. الْإِسْكَنْدَر قَالَ: من غشي عَلَيْهِ من اخْتِلَاف أَو استفراغ مَا فرش عَلَيْهِ مَاء بَارِدًا وادلك فَم معدته وقيّئه وَعصب يَدَيْهِ وساقيه وحلها مرَارًا كَثِيرَة وادلكها دلكا رَفِيقًا. قَالَ: الَّذين يصيبهم الغشي من ألف هـ فضول تجْرِي إِلَى معدم فَلَا يَنْبَغِي أَن يكون فِي الْبَيْت الَّذِي هم فِيهِ لَا آس وَلَا ورق الْكَرم وَلَا ورد فَإِنَّهُ يضرهم جدا لي ينظر فِي هَذَا. قَالَ: من غشي عَلَيْهِ من امتلاء فلتدلك أعضاءه كلهَا واللثة ومنابتها ويدفأ ويقل الطَّعَام وَالشرَاب ويدع الْحمام وَيسْتَعْمل السكنجبين قَالَ: وَمن غشي عَلَيْهِ لضعف فَم معدته فضع عَلَيْهِ أضمدة تبرد وتقوى تتَّخذ من الصَّبْر والمصطكي والزعفران وَالْعود والسفرجل وَالشرَاب. وَمن غشي عَلَيْهِ من أخلاط رَدِيئَة فِي الْمعدة فقيئه أَولا واستفرغه واسقه مَاء فاتراً ودهناً فَإِنَّهُ يتقيأ فأعطه أضداد تِلْكَ الأخلاط. وَمن غشي عَلَيْهِ من حرارة شَدِيدَة وَطول مكث فِي الْحمام فجرعه مَاء بَارِدًا بعد أَن يقوى وادلك الْمعدة وَبعد لَك أطْعمهُم واسقهم شرابًا وَمَاء. قَالَ: وَأما من غشي عَلَيْهِ من سدد فِي الْأَعْضَاء الرئيسة فأعطهم السكنجبين والأغذية اللطيفة وتدلك الساقان وتعصبان وَخير من ذَلِك أَن در بَوْلهمْ ويعطوا الشَّرَاب الْأَبْيَض. وَأما من غشي عَلَيْهِ لفصد أَو خراج بط أَو اخْتِلَاف بَغْتَة فليشموا أَشْيَاء طيبَة ويرش عَلَيْهِم المَاء حَتَّى يفيقوا فَإِذا أفاقوا حسوا حساء خَفِيفا سريع الهضم.) لي مَاء السفرجل وَالرُّمَّان وَنَحْوه لَيْسَ بجيد حَيْثُ تُرِيدُ أَن ينفذ الْغذَاء سَرِيعا لِأَنَّهُ يحبس ذَلِك. وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي الْقَيْء والإسهال بعد أَن يكون قد أطعمته لقماً مَعَ مَاء وشراب. واجتنب أَن تقوى الْمعدة وفيهَا شَيْء من الأخلاط لابث. وَمن غشي عَلَيْهِ من إيلاوس فعلاجه بالتكميد ودلك الْأَطْرَاف وَكَذَلِكَ اختناق الْأَرْحَام والقولنج. وَأما من يغشي عَلَيْهِ من نهوك من طول الْمَرَض فاسترد قوته بالغذاء وَالشرَاب الطّيب. جَوَامِع اغلوقن قَالَ: والغشي يعرض فِي الهيضة والذرب وَفِي سحج الأمعاء وزلقها والنزف من الْقبل والدبر والقيء والنفث وَفِي الرعاف وَفِي النّفاس. وَرُبمَا جلب الغشي التُّخمَة الغليظة وخاصة مَتى عرض مَعهَا إسهال مفرط وَالْعلَّة الْمُسَمَّاة بوليموس وَفِي اختناق الرَّحِم وامتلائه وأورامه وَقد يتَقَدَّم والغشي الفالج والسكتات والصرع والجمود وَالسكر والذبول. وَقد يعرض كثيرا فِي ابْتِدَاء نَوَائِب الحميات وخاصة ألف هـ مَتى كَانَ الْبدن فِي غَايَة اليبس والجفاف أَو كَانَ فِيهِ امتلاء مفرط. ويعرض أَيْضا فِي ابْتِدَاء الْحَرَكَة الخبيثة ويعرض لمن أفرط عَلَيْهِ برد الْأَطْرَاف وَفِي ابْتِدَاء النّوبَة وفيمن يعرض لَهُ ورم عَظِيم فِي كبده أَو مريه أَو معدته فَرُبمَا عرض لَهُ الغشي فِي ابْتِدَاء نَوَائِب حماه وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ فِي الْبدن فضل من أخلاط

كَثِيرَة خامة وَيكثر حُدُوث الغشي فِيمَن كَانَت معدنه ضَعِيفَة أَو تصل إِلَيْهَا أخلاط لذاعة كَثِيرَة جدا. وَقد عرض الغشي أَيْضا من عوارض النَّفس وَأكْثر مَا يعرض ذَلِك للمشايخ والضعفاء أَو عرق يعرقه أَو عِنْد انفجار الخراجات الْعَظِيمَة وخاصة إِن جرت الْمدَّة إِلَى معدته أَو صَدره أَو كلاه وَكَذَلِكَ إِذا أفرط المسهل والقيء وأفرط استفراغ مَا طبيعي أَو غير طبيعي. فَإِن مَاء الاسْتِسْقَاء يحدث الغشي ويعرض أَيْضا بِسَبَب وجع عَظِيم فِي قولنج وَغَيره وَمن خراجات العصب وإفراط الْبرد دفْعَة وَالْحر وانحلال الْقُوَّة. قَالَ: فَمن أَصَابَهُ غشي من هيضة أَو ذرب وَبِالْجُمْلَةِ من شَيْء من الاستفراغ الَّذِي يكون دفْعَة فأنضج عَلَيْهِم المَاء الْبَارِد وَشد مناخرهم وادلك فَم معدهم وهيج الْقَيْء بريشة وَشد أَطْرَافهم إِذا كَانَ الاستفراغ من أَسْفَل فاليدين خَاصَّة شدهما شداً شَدِيدا وأرخ شدّ الرجلَيْن قَلِيلا وَبِالْعَكْسِ فِي الْقَيْء والرعاف وَنَحْو ذَلِك برد الْجِرَاحَات وَعَلَيْك بِالشرابِ الممزوج بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي مداواة كل غشي من استفراغ وخاصة فِي الْكَائِن من أَشْيَاء تنصب إِلَى الْمعدة بعد أَن تتفقد أَلا يكون هُنَاكَ ورم حَار فِي الأحشاء أَو حمى محرقة لم تنضج أَو صداع شَدِيد أَو) اخْتِلَاط وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يَضرهَا الشَّرَاب. وَإِن اضطررت إِلَيْهِ لعظم الغشي فأقدم عَلَيْهِ بسقيه صرفا أَو ممزوجاً بِمَاء بَارِد على قدر الْأَعْرَاض الَّتِي تظهر واختر من الْخُمُور مَتى كَانَ استفراغ الدَّم الغليظ الْأسود وَمَتى كَانَ الاستفراغ والغشي عَن الْمعدة من قيء فالأصفر والريحاني الْقوي الْحَرَارَة وَعَلَيْك إِن كَانَ استفراغ دَائِم بِمَنْع ذَلِك الاستفراغ. فَمن أَصَابَهُ الغشي لذرب الْبَطن فالحمام أوفق الْأَشْيَاء لَهُ. وَمَتى كَانَ لنزف دم فأردأ الْأَشْيَاء لَهُ. وَكَذَلِكَ من أَصَابَهُ من الْعرق فالحمام رَدِيء لَهُ جدا لِأَن هَذَا يحْتَاج إِلَى مَا يفِيض ألف هـ جلده وَلَا يسقى شرابًا الْبَتَّةَ وَلَا يُحَرك على الْقَيْء أصلا بِوَجْه من الْوُجُوه وَيجْعَل مضجعه أَن يكون لينًا ويكسب الْموضع رَوَائِح طيبَة قابضة كالورد وَالْخلاف وورق الْكَرم. فَأَما الَّذين يعرض لَهُم الغشي بِسَبَب امتلاء فَلَيْسَ يكون تَدَارُكه على هَذَا النَّحْو بل يكون بِأَن تدلك رِجْلَاهُ ويداه دلكا كثيرا جدا ويسخن ويشد وَيمْنَع الشَّرَاب وَالطَّعَام وَالْحمام ويقتصر بِهِ على مَاء الْعَسَل قد طبخ فِيهِ فوذنج وسكنجبين وَلِهَذَا علاج الغشي الَّذِي عَن الرَّحِم خلا السكنجبين واقصد فِيهِ بالشدو والدلك إِلَى الرجلَيْن خَاصَّة وَسَائِر علاج اختناق الرَّحِم. وَأما الَّذِي بِسَبَب فَم الْمعدة فضمدها بالقصب والسراب وَسَوِيق الشّعير والمصطكي والزعفران والسنبل وَإِن كَانَ مَعَ لهيب شَدِيد فَاجْعَلْ مَعهَا الحصرم والورد وليشرب المَاء الْبَارِد وَلَا تسقه إِلَّا مَعَ لهيب شَدِيد. وينفع من يُصِيبهُ الغشي بِسَبَب ضعف الْمعدة شدّ الْأَطْرَاف نفعا عَظِيما فَإِذا أقبل العليل بِهَذِهِ العلاجات فبادر لمن كَانَ بِهِ تلهب فِي الْمعدة إِلَى الْحمام.

وَمن كَانَ يجد بردا فِي معدته أعْطه الفلافل والفلفل وشراب الأفسنتين. وَمن كَانَ يُصِيبهُ الغشي لأخلاط رَدِيئَة تلذع فَم معدته فاسقه مَاء وزيتاً وقيئه فَإِن عسر عَلَيْهِ الْقَيْء فأسخن أَولا الْمعدة ونواحيها وكفيه وقدميه فَإِن لم يقيء شَيْئا فاسقه الدّهن العذب مسخناً. فَإِن تقيأ مَعَه وَإِلَّا فَانْظُر هَل يلين بَطْنه فَإِن لم يلن فَحَمله شيافة فَإِنَّهُ يصلح حَاله بذلك فَإِذا أقبل فاسقه طبيخ الأفسنتين بِمَاء الْعَسَل واسقه بعد ذَلِك الشَّرَاب واحتل فِي تَقْوِيَة فَم معدته بالأضمدة والأغذية والأفسنتين جيد مقو وضمد بِمَ لَكِن يَنْبَغِي أَن تفعل ذَلِك بعد أَن يكون قد نقيت الْمعدة من تِلْكَ الأخلاط فَأَما مَا دَامَت فِيهَا تِلْكَ الأخلاط فَلَا ترم شَيْئا يقبض بل عَلَيْك بالتسخين فَقَط بالنطول والدهن الَّذِي قد طبخ فِيهِ أفسنتين وبسقي مَاء الفسل والزوفا) والسكنجبين والفلفل والفلافلي والكموني وبالحمام. واقصد التلطيف والتقطيع. وَأما الغشي الَّذِي يكون من الْبرد الشَّديد الْكَائِن من بوليموس فاحتل للتسخين بِكُل وَجه فَاسق لهَذِهِ الْعلَّة ألف هـ الشَّرَاب بِالْمَاءِ الْحَار والأغذية الحارة وأسخن أَطْرَافه بِالْمَاءِ وادلكها. وَأما الغشي الَّذِي يكون من شدَّة الْحر فبالأشياء الَّتِي تبرد وتوقى فِي العاجل. وَفِي حَال النّوبَة انْضَحْ عَلَيْهِ المَاء الْبَارِد واجعله فِي هَوَاء بَارِد وروحه وادلك فَم معدته وهوعه ثمَّ اسْقِهِ وأطعمه. فَأَما مَا يعرض من سَبَب ورم عَظِيم فِي الأحشاء أَو بِسَبَب برد غَالب يعرض فِي ابْتِدَاء النوائب فقوه بدلك الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ دلكا شَدِيدا وسخنها وشدها وَتقدم إِلَيْهِ فِي الْيَقَظَة والإمساك عَن كل طَعَام وشراب وأجود الْأَشْيَاء أَن تعلم لتقدمة الْمعرفَة أَن الغشي حَادث بِهِ فتدارك قبل ذَلِك بِفعل هَذِه الْأَشْيَاء قبل أَن تعرض لَهُ النّوبَة. وَكَذَلِكَ من عرض لَهُ بِسَبَب نحافة الْبدن فَتَدَاركهُ قبل ذَلِك بالتغذية وغمز الْيَدَيْنِ والقدمين وَيكون الْغذَاء سريع الانهضام مقوياً للمعدة طيب الرَّائِحَة فَإِن كَانَ الغشي شَدِيدا فاسقه مَعَ ذَلِك فِي ذَلِك الْوَقْت شَيْئا من الشَّرَاب لَكِن اخلط فِي الْغذَاء أَشْيَاء قابضة مثل الكمثرى والسفرجل. قَالَ: فَأَما مَتى جَاءَ الغشي فِي وَقت النّوبَة فاسقه شَيْئا من الشَّرَاب بِالْمَاءِ الْحَار فَأَما من يُصِيبهُ الغشي بِسَبَب سدد فِي عُضْو نَفِيس فاسقه السكنجبين وشراب الزوفا والفوذنج بِمَاء الْعَسَل وَجَمِيع الأغذية الَّتِي فِيهَا تلطيف وتقطيع. وتضرهم الأغذية الغليظة جدا وَمَا يدر الْبَوْل جيد لَهُم. فَإِن بَان لم الِانْتِفَاع بِهَذِهِ فأعطه من الشَّرَاب الْأَبْيَض ويستدل على السدد من اخْتِلَاف النبض مَعَ عدم دَلَائِل الامتلاء لِأَن الِاخْتِلَاف يعم السدد والامتلاء فَأَما من غشي عَلَيْهِ بِسَبَب برد المَاء وبط دبيلة فآشمه الْأَشْيَاء الطّيبَة الرَّائِحَة ثمَّ رَوَائِح الأغذية الطبية وغذه ثَانِيَة بعد إِفَاقَته بالأغذية السريعة الهضم. فَأَما من غشي عَلَيْهِ من هم وَغَضب فاسترد قوته بالروائح وسد أَنفه ثمَّ ابعثه على الْقَيْء وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن يقوى فِي العاجل من يُصِيبهُ الغشي من جراحه أَو وجع المفاصل أَو الْغَضَب فِي وَقت النّوبَة ثمَّ تقصد بعد ذَلِك قصد الْعلَّة فتعالجها.

فَأَما الغشي الْعَارِض فِي القولنج وخاصة فِي إيلاوس فشفاؤه يكون بالتكميد خَاصَّة ودلك الْأَطْرَاف. فَأَما الغشي الْعَارِض بِسَبَب ضعف بعض القوى الثُّلُث أَو كلهَا فاقصد ألف هـ لتقوية ذَلِك) الأَصْل. فِي دَلَائِل ضعف القوى ويستدل على ضعف القوى الحيوانية بالنبض وعَلى ضعف قوى الكبد من البرَاز الشبيه بِمَاء اللَّحْم ثمَّ يغلظ بِأخرَة فَيصير كَعَكرِ الزَّيْت وعَلى ضعف الدِّمَاغ بالقوى النفسانية. من جوامعه قَالَ: الغشي يحدث عَن أَرْبَعَة أَسبَاب كُلية: الامتلاء والاستفراغ وَتغَير المزاج بَغْتَة والوجع. قَالَ وَأما الامتلاء فَإِنَّهُ يثقل على الْقُوَّة وينهكها وَهَذَا الامتلاء يكون إِمَّا فِي الْمعدة وَإِمَّا فِي الْعُرُوق وَإِمَّا فِي الدِّمَاغ بِمَنْزِلَة مَا يعرض فِي السكتة والصرع. وَأما الاستفراغ فنحو الذرب وقروح الأمعاء والهيضة والرعاف ونزف الدَّم وَنَحْوه وَالثَّانِي قَالَ: الشَّرَاب يَنْبَغِي أَن يكون فِي الغشي مسخناً ليسرع نُفُوذه ويخلط فِيهِ خبز ليَكُون أغذى وَأبقى وَلَا ينفش سَرِيعا. من كتاب قسطاً فِي علل الدَّم: قَالَ الْقَيْء ورش المَاء وتحريك الْبدن وهزه جيد لجَمِيع أَجنَاس الغشي والتطيب وينفع مِنْهُ التعطيس بسحاة تدخل فِي الْأنف أَو الكندس قَالَ: وَمن لم يعطس بالكندس فِي وَقت الغشي فقد صَار فِي حد الْمَوْت وَمثل هَذِه الْحَال من الغشي الصعب الَّذِي لَا يتَنَبَّه بالتعطيس فليسرع قبل الْيَأْس مِنْهُ بِأَن تحشى منخراه بالمسك ينْفخ فِيهِ مَرَّات كَثِيرَة شَيْئا كثيرا ويطلى الرَّأْس بالغالية. لي على مَا رَأَيْت فِي كتاب ابْن ماوسيه وشرك: إِذا هاج الغشي بالمحموم أَو غَيره من تحلل أَو إمْسَاك عَن الطَّعَام فالبسه المصندلات فَإِنَّهُ أصلح شَيْء ورش عَلَيْهِ المَاء وروحه بالمراويح وَاتخذ لَهُ هَذَا الطبيخ فَإِنَّهُ يُقَوي العليل جدا جدا إِذا كَانَ قد ضعف بِسَبَب الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام أَو ضعف لِكَثْرَة التَّحَلُّل وَصفته: إِن يُؤْخَذ اللَّحْم الْأَحْمَر من الجدي وأضلاعه فنقطعه قطعا صغَارًا ثمَّ تقليه فِي قدر نظيفة قلياً رَقِيقا مَعَ شَيْء من ملح يسير حَتَّى يُرْخِي مَاؤُهُ فَإِذا أرْخى مَاءَهُ فصفه وألق عَلَيْهِ نصفه مَاء تفاح وتطيب الْجَمِيع بشراب ثمَّ فت فِيهِ شَيْئا من خبز واسقه إِيَّاه فَإِنَّهُ يسْرع تغذيته. من كتاب قسطاً فِي الفصد قَالَ: جودة الْأَفْعَال الإرادية تدلك على قُوَّة الدِّمَاغ والعصب وَأَكْثَره على قُوَّة الْقلب والهضم والاغتذاء على قُوَّة الكبد وَالْعُرُوق وتدلك على حَال الْقلب سحنة) الْبدن فِي سمنه وهزاله وجودة لَونه وردائته. ابْن سراييون من غشي عَلَيْهِ ألف هـ لاستفراغ فرش عَلَيْهِ مَاء بَارِدًا وادلك أَطْرَافه وادلك طرف أَنفه وفم معدته وحركة للقيء. وَمن كَانَ بِهِ إسهال فَشد أَطْرَافه بعد ذَلِك وَإِن أفرط فحمه بِمَاء

حَار حَتَّى يَنْقَطِع الإسهال وَمن غشي عَلَيْهِ لتحلل قُوَّة فأجلسه فِي هَوَاء بَارِد طيب الرَّائِحَة واعبث بِأَنْفِهِ أَو اقبض على أبدانهم مَا أمكن. وَمن غشي عَلَيْهِ من الامتلاء فادلك يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ ويشدان ويسخنان وامنعه وَالشرَاب وَالْحمام واسقه مَاء الْعَسَل قد طبخ فِيهِ فوذنج وَكَذَلِكَ فافعل فِي اختناق الْأَرْحَام لَكِن لَا تعط فِيهِ سكنجبياً وَإِن كَانَ الغشي لضعف الْمعدة فضمدها بالطيوب والقوابض واسق مَا يقوى فمها وادلكهم قبل وَقت النوائب بِمَا يُقَوي الْمعدة حَتَّى إِذا انْحَلَّت ففتش عَن السَّبَب وقاومه. فَإِن حدث الغشي عَن الْحمام فاسقه المَاء الْبَارِد وروحه بالمراوح وادلك معدهم واسقهم شرابًا ممزوجاً بِمَاء بَارِد. وَإِن كَانَ الغشي يحدث فِي ابْتِدَاء دور الْحمى لورم عَظِيم فِي الْبَطن وتبرد مَعَه الْأَطْرَاف فادلك أَطْرَافه دلكا شَدِيدا جدا وامنعه النّوم والغذاء وَالشرَاب. وَإِن كَانَ الغشي يحدث قبل النّوبَة لضعف فبادر فاغذه قبل الْوَقْت بِخبْز مَعَ شراب وَمَاء وَليكن قَلِيلا وَإِيَّاك أَن تعطيه شَيْئا عسر الهضم. وللغشي الْحَادِث عَن سَبَب سدة فِي الأحشاء أَو غَيرهَا اسْقِ سكنجبياً وَمَاء الْعَسَل والفودنج فَإِذا سقوا ذَلِك فاسقهم شرابًا أَبيض. فَإِن كَانَ لسَبَب استفراغ مُدَّة أَو دم كثير فآشمه الطّيب وحسه الإحساء السريعة الهضم فَإِن حدث الْأَمر لغشي فَاسْتعْمل الْقَيْء واشمه الطّيب بعده وادلك آنافهم وأفواه معدهم. فَأَما من غشي عَلَيْهِ لسَبَب كَثْرَة الْعرق فبكل مَا يمْنَع الْعرق وتقوى الْقُوَّة بالشم وَغَيره. عَليّ بن ربن قَالَ: مَاء الْورْد جيد لمن غشي عَلَيْهِ أَن يتجرعه مَرَّات بَالغ فِي ذَلِك. لي على مَا رَأَيْت صَنْعَة عَجِيبَة تكون عتيدة لتصرف إِلَيْهَا يدك بِسُرْعَة مَتى حدث غشي عَن إسهال مفرط أَو غَيره: يُؤْخَذ من مَاء السفرجل الحامض زنة رَطْل فيروق أَيَّامًا حَتَّى يسكن ثقله وشراب ريحاني وسكر طبرزد رَطْل يطْبخ الْجَمِيع حَتَّى ألف هـ يصير فِي قوام الْجلاب وَيُؤْخَذ عود صرف وسك ومصطكي فَيدق ويعلق مِنْهَا نصف أُوقِيَّة فِي هَذِه الأرطال فِي صرة) فَإِذا صَار فِي قوام الْجلاب رفع وَعند الْحَاجة إِلَيْهِ يسحق خَمْسَة دَرَاهِم كعك ويسقى بِهِ سَرِيعا. الْمقَالة الأولى من أَصْنَاف الْأَمْرَاض قَالَ: قَوْله تَعَالَى: الْقُوَّة الحيوانية بالطيبة الرّيح. وَقَالَ: أقوى الأمزاج قُوَّة حيوانية وأصبرهم على ترك حسم الْغذَاء فِي الْأَمْرَاض أَصْحَاب الْأَبدَان الصلبة وَالْعُرُوق الواسعة لِأَن التَّحَلُّل مِنْهُم قَلِيل وبالضد فأصحاب الْأَبدَان الرّطبَة تسْقط

قوتهم فِي الْأَمْرَاض وَعند ترك الْغذَاء سَرِيعا فَأَما المتناهون فِي الشَّبَاب فاحمل النَّاس لذَلِك وأشدهم قُوَّة وَكَذَلِكَ فِي الْأَزْمَان الحارة مِنْهَا بِسُقُوط الْقُوَّة وبالضد. عَلامَة حُدُوث الغشي انْتِقَال الدَّم إِلَى بَاطِن الْبدن فيصفر اللَّوْن ويصغر النبض وَرُبمَا عرق عرقاً بَارِدًا ويصغر التنفس وَيَأْخُذ الْبَصَر يضعف ويتجلله ظلمَة ويهيج الْقَيْء فَمن هَذَا يكون حُدُوثه فِي زمَان قَلِيل وَهِي صفرَة اللَّوْن وَالْعين وظلمة الْبَصَر فَإِن هَذِه كلهَا تحدث الغشي وَمِنْهَا مَا يكون بعد الغشي بِوَقْت صَالح وَهِي صغر النبض وَالنَّفس والندى الْبَارِد فَلذَلِك إِذا رَأَيْت هَذِه فَخذ فِيمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الاستعداد لَهُ فَإِن كَانَ استفراغ فبادر فاقطعه وَخذ أَولا فِي مَا يشم ثمَّ رش المَاء ثمَّ فِي الدَّلْك لفم الْمعدة ثمَّ فِي سقِِي الأحساء وَالشرَاب وَإِن كَانَ مَعَ غشي فقيئه. الْمقَالة الأولى من الْفُصُول قَالَ: أما تعرف قُوَّة الْمَرِيض فَلَيْسَ بَين الْأَطِبَّاء فِي تعرفها وَالْوُقُوف عَلَيْهَا اخْتِلَاف كاختلافهم وصعوبة الْأَمر عَلَيْهِم فِي تعرف الْمُنْتَهى لَكِن قد يُمكن أَن تعرف قُوَّة الْمَرِيض فِي أول دخلة تدْخلهَا عَلَيْهِ من نبض عرقه خَاصَّة وَسَائِر مَا وَصفه أبقراط فِي تقدمة الْمعرفَة. لي هَذَا هُوَ سهولة الحركات والاستلقاء الْمَحْمُود والسحنة الجيدة. لي على مَا رَأَيْت فِي اغلوقن وَغَيره فِي الغشي الَّذِي يعرض للمفصود: يَنْبَغِي أَن تسْأَل المفصود ل هُوَ مِمَّن يعرض لَهُ ذَلِك الْأَمر أم لَا وتعرف ذَلِك أَنْت أَيْضا من مزاجه وَأكْثر مَا يعرض ذَلِك لأَصْحَاب الْمعد الضعيفة وَالْعُرُوق الضيقة والأبدان الَّتِي الْمرة ألف هـ الصَّفْرَاء كَثِيرَة الْغَلَبَة جدا وَلمن لم يعْتد الفصد والمحمومين وَمن بِهِ قبل ذَلِك لذع فِي فَم معدته فسل عَن ذَلِك وتفقده فَإِذا مَا جَاءَك أول الغشي فاقطع الاستفراغ لِئَلَّا يكون مِنْهُ شَيْء صَعب فَإِذا غشي عَلَيْهِ فرش المَاء على وَجهه وادلك فَم معدته وألقمه كرة خرق وقيئه بريشة فَإِذا تقيأ فبادر فامزج شرابًا بِمَاء بَارِد واسقه فَإنَّك تمنع مَا ينصب إِلَى الْمعدة. فَإِن كفى وَإِلَّا فأعد ذَلِك وامزج بِهِ مَاء الرُّمَّان وشيئاً من كعك وادن من أَنفه الطّيب وضمد بِهِ.) وينفع من الغشي أَن يصاح بِهِ بِصَوْت شَدِيد فِي أُذُنه مَرَّات إِن احْتَاجَ إِلَيْهِ وَإِن جَاءَ غشي شَدِيد حَتَّى أَن العليل لَا يفِيق مِنْهُ نصف سَاعَة وَنَحْوهَا فافتح فَمه وأوجره شرابًا ريحانياً لطيفاً قد مزج بِهِ شَيْء من التفاح وَنَحْوه وَشَيْء من كعك قَلِيل مَرَّات كَثِيرَة وَصَحَّ بِهِ وهزه ورش عَلَيْهِ المَاء وَإِن كَانَ الْأَمر صعباً فدف فِيهِ شَيْئا من دَوَاء الْمسك وَقرب الْمسك إِلَى أَنفه فَإِن أَفَاق فاغذه وَبرد بدنه وطيبه لِئَلَّا يعود عَلَيْهِ وشجعه وقوِ قلبه فَإِن لم يفق فأوجره مَرَّات كَثِيرَة من ذَلِك الشَّرَاب والكعك وَصَوت بِهِ وَمد يَده وصب على صَدره المَاء الْبَارِد وعَلى رَأسه وَوَجهه وأوجره دَوَاء الْمسك مَعَ الشَّرَاب فَإِن لم يفق فَهُوَ ميت. وَإِذا لم يتقيأ فِي الغشي وَلم يكن مَعَه غشيان فَإِنَّهُ غشي رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَنه غشي قلبِي لَا من الْمعدة وَلَا يكون فِي الفصد ذَلِك. وَمن كَانَت آفته عسرة فَلَا تسقه الشَّرَاب بِمَاء

بَارِد بل بِمَاء سخن فَإِنَّهُ لَا يصلح إِلَّا بِهِ وَيصْلح بالبارد وَلمن قد غثيت الْمعدة نَفسهَا وتقيأ وأفاق. يُرِيد أَن يمْنَع حُدُوثه مرّة أُخْرَى. لي فالأسباب الَّتِي تسْقط الْقُوَّة: الاستفراغ من الدَّم والإسهال والمدة. وَالْمَاء وَنَحْوهَا مثل الْعرق والتحلل الْخَفي والجوع والسهر والوجع والتعب والغثي وَالْكرب وَسُوء المزاج فِي الْأَعْضَاء التناسلية. لي يَنْبَغِي أَن نفرق بَين الغشي القلبي والمعدي وَنَنْظُر هَل الَّذِي يعرض بعقب الفصد أقلبي أم معدي والمعدي مَعَه كرب وقيء وغثي والقلبي لَيْسَ مَعَه ذَلِك لَكِن مَعَه برد الْبدن جدا والأطراف. قَالَ ج فِي السَّادِسَة من تَفْسِير الثَّالِثَة: إِن الأخلاط ألف هـ الَّتِي تفعل الغثي هِيَ الَّتِي تفعل الكرب إِذا كَانَ مقدارها أقل وكيفيتها أقل رداءة. فِي الغشي مَعَ الخفقان وَهُوَ رَدِيء وَذَلِكَ يدل على أَنه غشي قلبِي ضَرُورَة. الخوز والطبري قَالَا: مَاء الْورْد نَافِع للمغشي عَلَيْهِ إِذا تجرعه مَرَّات. بولس من غشي عَلَيْهِ فرش عَلَيْهِ المَاء الْبَارِد وامسك أَنفه وادلك فَم معدته وقيئه فَإِن كَانَ الغشي لاستفراغ فامنع مِنْهُ واسقه شرابًا ممزوجاً وَانْظُر مَا سَببه أبدأ فضاده. الثَّالِثَة من الأخلاط قَالَ: لاستلقاء هُوَ ضعف الْقُوَّة الَّتِي فِي العصب والعضل فِي الْعلَّة حَتَّى يكون الْإِنْسَان ملقى على قَفاهُ أَو وَجهه أَو جنبه لَا حَرَكَة بِهِ أَو يَتَحَرَّك بِجهْد وَشدَّة وَيكون) لسببين: إِمَّا لرقة الأخلاط وَكَثْرَة التَّحَلُّل مِنْهَا وعلامة هَؤُلَاءِ الانخراط وَإِمَّا لِكَثْرَة الأخلاط الغليظة فِي الأحشاء والخام فِي جَمِيع الْبدن وَهَؤُلَاء منتفخة أبدانهم وَقد ثقلوا فِي الْغَايَة القصوى بِسَبَب كَثْرَة الأخلاط حَتَّى إِنَّك إِن دلكت شَيْئا من أعضائهم أَو أسخنته لم تحمر بل تبقى رصاصية كمدة وَهَذَا لَا يحْتَاج أَن يغذى وَالثَّانِي يحْتَاج أَن يغذى غذَاء متواتراً قَلِيلا قَلِيلا كل سَاعَة وَيكون مرطباً وَأما أُولَئِكَ فيحتاجون إِلَى مَا ينضج لي على مَا ذكر فِي حِيلَة الْبُرْء. قَالَ: ضعف الْقُوَّة إِنَّمَا يكون على الْأَكْثَر عَن نُقْصَان الأخلاط. لي الْقُوَّة النفسانية افهمها المحركة بِإِرَادَة لَا السياسية فَإِن هَذِه أَعنِي السياسية تقوى فِي الْأَكْثَر بقلة الأخلاط كالحال فِي المبطونين أَصْحَاب الدق. لي إِذا لم يكن للغشي سَبَب بادٍ وَكَانَ ذَلِك شَدِيدا متداركاً وَكَانَ مَعَه اخْتِلَاج الْقلب فَإِنَّهُ غشي قلبِي. القثاء ينعش المغشي عَلَيْهِ إِذا شمه. روفس الخس نَافِع من الغشي الْحَار.

علامات النضج

(تعرف النضج) وَمَا ينذر بِهِ والإعانة عَلَيْهِ وَالدَّلِيل عَلَيْهِ فِي جَمِيع الْأَعْضَاء والخراجات نذْكر هَهُنَا أَمر الْبَوْل وَالْبرَاز والنفث وَغير ذَلِك نوردها حَتَّى إِذا فَرغْنَا رددنا إِلَيْهِ من كل عِلّة وَمَوْضِع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَيَنْبَغِي أَن نرد إِلَيْهِ جملا يكون بِهِ هَذَا الْموضع قانون تعرف النضج وَمَا ينذر بِهِ إِن شَاءَ الله الْمقَالة الأولى من كتاب البحران قَالَ الْكَلَام فِي 3 (أَمر النضج) قِسْمَانِ أَحدهمَا وجود النضج وَعَدَمه وَالثَّانِي فِيمَا ينذر بِهِ كل وَاحِد مِنْهُمَا والنضج هُوَ أَن ألف هـ تستحوذ الطبيعة على الْخَلْط الْفَاعِل لِلْعِلَّةِ وتحيله لِأَن الطبيعة لَا تحيل كل ذَلِك الْخَلْط وَلَا بُد أَن تكون لَهُ فضول تدفعها الطبيعة فَتكون هَذِه الفضول هِيَ الدَّالَّة على عمل الطبيعة وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تطلب النضج فِي كل عِلّة من الْمَوَاضِع الَّتِي تلِيق بهَا مِثَال ذَلِك أَنا نطلب تعرف النضج فِي علل آلَات النَّفس من النفث وَفِي علل آلَات الْغذَاء من البرَاز وَفِي علل الكبد وَالْقلب وَالْعُرُوق من آلَات الْبَوْل وَفِي علل الدِّمَاغ من المخاط وَمَا يسيل مِنْهُ وَمن الحنك وَفِي علل الْعين من الرمص وَسَنذكر من كل وَاحِد من هَذِه هَهُنَا جملَة بِقدر الْحَاجة. 3 - (عَلَامَات النضج) إِذا ظَهرت مُنْذُ أول الْمَرَض فَإِن الْمَرَض يكون قَصِيرا وبالضد. قَالَ: وَمَتى كَانَ دَلِيل من دَلَائِل النضج قبل الدّور الثَّانِي من أدوار الْمَرَض فَإِن ذَلِك الْمَرَض سليم قصير. وَقَالَ: لَا يجوز أَن تحدث عَلامَة مَا دَالَّة على النضج فَلَا تدل على خير عَظِيم. قَالَ: وَإِذا ظهر فِي مرض عَلَامَات النضج فَإِن الْمَرَض سليم. لي بِمِقْدَار تقدم النضج وتأخره يكون قصر وَطول الْوَقْت الَّذِي من ابْتِدَاء الْمَرَض إِلَى انتهائه. لي جملَة مَا ينذر بِهِ لنضج السَّلامَة وَقصر وَقت الْمَرَض وَلَا يدل فِي حَال على شَرّ الْبَتَّةَ وَلَو كَانَ الشَّرّ مُشْتَمِلًا ثمَّ حدثت بِهِ عَلامَة وَاحِدَة وَلَو ضَعِيفَة من عَلَامَات النضج مَا ينقص من ذَلِك الشَّرّ بِقدر قُوَّة تِلْكَ الْعَلامَة. وَقَالَ: عَلامَة النضج مَتى ظَهرت وَلَو فِي أول سَاعَة دلّت على خير عَظِيم.

فِي تعرف النضج قَالَ: لِأَن الحميات مرض يكون فِي الْعُرُوق الضوارب وَاجعَل دليلك على النضج فِيهَا من الْبَوْل. فَأَما فِي ذَات الْجنب فاطلب النضج فِيهَا من النفث وَلِأَن مَعهَا حمى فضم إِلَى ذَلِك النّظر فِي الْبَوْل أَيْضا. وَمَتى كَانَ الْمَرَض فِي الْبَطن فَإِن لم تكن مَعَه حمى فَانْظُر إِلَى مَا يبرز من الْبَطن فَقَط فَإِن كَانَ مَعَه حمى فَانْظُر فِي الْبَوْل أَيْضا. أَكثر النضج يكون بِأَن تظهر أَفعَال الْحَرَارَة الغريزية أما فِي الْبَوْل وَإِمَّا فِي النجو وَإِمَّا فيهمَا أَنه) يعرض فِي الْحمى شبه مَا يعرض فِي الأورام الَّتِي تتقيح فَذَلِك أَن فِي الأورام فِي حَال تولد الْمدَّة يكون الوجع والحمى على أَكثر مَا يكون فِيهَا كَذَلِك الْحمى فِي حَال نضوج الكيموس الْفَاعِل لَهَا. يَنْبَغِي أَن تعلم أَن حَال الثفل الراسب الْأَبْيَض الْمَحْمُود وَحَال الْمدَّة الْبَيْضَاء الثخينة غير المنتنة من الْخراج فَكَمَا أَن هَذَا كَمَال نضج الْخراج فَكَذَلِك هَذَا كَمَال نضج مَا فِي الْعُرُوق وسنرد إِلَى هَهُنَا من أَمر الْبَوْل وَالْبرَاز والنفث مِمَّا يدل على النضج مِمَّا ترَاهُ ألف هـ كَافِيا إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَيكون ذَلِك فِي موَاضعه. الثَّانِيَة قَالَ: النضج المستحكم يكون فِي مُنْتَهى الْمَرَض. جَوَامِع البحران قَالَ: كل عَلَامَات دم النضج إِذا كَانَ فِي اللَّوْن فَهُوَ أَهْون وأيسر شرا من أَن يكون فِي القوام كالبول الْأَبْيَض فَإِنَّهُ خير من الرَّقِيق. الأولى من البحران نَحْو آخرهَا. قَالَ: عَلَامَات النضج لَا تَجْتَمِع مَعَ عَلَامَات الْهَلَاك فَأَما مَعَ عَلَامَات الْخطر فَرُبمَا اجْتمعت. الْمقَالة الأولى من أَصْنَاف الحميات قَالَ: الأورام والخراجات إِذا غلبت فِيهِ الطبيعة الْخَلْط ولدت الْمدَّة الجيدة. وَإِذا كَانَ الْفضل فِي الْعُرُوق فعلامته غَلَبَة الثفل الراسب الحميد فِي الْبَوْل. لي هَذَا يكون إِذا كَانَت الْقُوَّة الْمُغيرَة قَوِيَّة بَاقِيَة بِحَالِهَا فَإِذا كَانَت الْغَلَبَة للطبيعة كَامِلَة فِي الخراجات كَانَت الْمدَّة الْبَيْضَاء الثخينة المستوية الملساء غير المحببة وَلَيْسَت رائحتها كريهة فَإِذا لم تكن للطبيعة غَلَبَة كَامِلَة كَانَت كَثِيرَة الْأَصْنَاف فَرُبمَا كَانَ أَبيض إِلَّا أَنه رَقِيق أَو منتن وَرُبمَا كَانَ أَخْضَر كمداً فَهَذِهِ كلهَا تدل على أَن العفن أغلب من النضج. لي إِزَالَة العفن إنضاج الشَّيْء الْخَارِج من الطبيعة والنضج إِحَالَة الشَّيْء الطبيعي للشَّيْء الْخَارِج عَن الطبيعة.

(الرسوب فِي الْبَوْل) قَالَ: فَأَما الرسوب الحميد فَهُوَ الْأَبْيَض الأملس المستوي غير الكريه الرَّائِحَة وأردأه ضد ذَلِك فِي جَمِيع الْحَالَات وَمَا بَينهمَا فبقدر ذَلِك قربه وَبعده مِنْهُمَا وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي بَاب الْبَوْل. من جَوَامِع البحران: لَيْسَ عدم النضج من الدَّلَائِل على مثل مَا عَلَيْهِ وجود النضج من الدّلَالَة على السَّلامَة لِأَنَّهُ لَا يُمكن بعد النضج أَن يَمُوت كَمَا ذكر ج وَيُمكن إِذا لم يكن نضج أَن تطول الْعلَّة وتبرأ بالتحلل قَلِيلا قَلِيلا لَكِن عدم النضج مَعَ ضعف الْقُوَّة مهلك. فَأَما مَعَ جودة الْقُوَّة فدون ذَلِك. الثَّانِيَة من الأخلاط: إِذا كَانَت فضلَة مَا محتبسة على نضج تِلْكَ الْعلَّة. وَمن الدَّلِيل على عدم النضج فِي علل الصَّدْر والرئة عدم النفث. وعَلى النضج النفث فَإِن كَانَ حميدا فعلى كَمَال الْخَيْر وَكَذَلِكَ مَتى كَانَ فِي الكبد ورم فِي حدبتها فَلم يستفرغ شَيْئا من تِلْكَ الفضول فَذَلِك دَال على أَن ذَلِك إِمَّا أَن يكون لَيْسَ مِمَّا لَا ينضج الْبَتَّةَ أَو مَا قد ينضج فِيمَا بعد فَإِن كَانَ مِمَّا لَا ينضج فَلَيْسَ ينضج بعد وَكَذَا تفقد فِي علل الدِّمَاغ مَا ألف هـ يسيل من المنخرين والحنك فَإِن احتباس النُّزُول مِنْهَا دَلِيل على عظم النضج فَإِذا نَضِجَتْ استفراغ جَمِيع مَا فِيهَا وسال الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة: الدَّلِيل على نضج ذَات الرئة تغير البزاق ونفثه وكثرته وسهولته والتغير يكون عَن الْحَال الَّتِي فِي ابْتِدَاء الْمَرَض وانبعاث النفث بِكَثْرَة لَيْسَ يدل على النضج فَقَط لَكِن وعَلى شدَّة الْقُوَّة. فَإِن النضج قد يكون نضجاً وَلَا ينقص أَكْثَره لضعف الْقُوَّة أَو لغلظ الْمَادَّة وَقد يكون جيدا وَلَا يكون نضجاً. الأولى من 3 (الْأَمْرَاض الحادة) جَمِيع الْأَمْرَاض الحادة أعْسر نضجاً واستفراغاً وعلامة الحادة فِي ذَات الرئة وَذَات الْجنب عدم النفث أَو قلته وَفِي عِلّة الكبد وَالطحَال والأمعاء ونواحيها اعتقال الطبيعة وَأَن يبرز شَيْء قَلِيل بعسر أَو يكون شَدِيد اليبس متغيراً وعَلى الحميات يبس اللِّسَان وسواده وقحل الْجلد وَكَذَا فِي الرمد وَفِي القروح الْخَارِجَة مَتى رَأَيْتهَا جافة قحلة لَا يسيل مِنْهَا شَيْء وَكَذَا فِي الرمد إِذا رَأَيْته جافاً يَابسا وَفِي علل الدِّمَاغ إِذا رَأَيْت الفضول لَا تجْرِي من المنخرين وَبِالْجُمْلَةِ فالدليل على جَمِيع الْأَمْرَاض الحادة احتقان الفضول فِيهَا وامتناعها من الْخُرُوج.

وَقَالَ: النضج على ضَرْبَيْنِ: أما نضج إِلَى الدَّم أَو انطباخ الفضول المرارية ورقتها كالحال فِي الْمدَّة وَإِذا قُلْنَا فِي المرار والأخلاط المرارية إِنَّهَا نَضِجَتْ فَإِنَّمَا نُرِيد بذلك إِن انْتَقَلت من رداءة طبيعتها إِلَى مَا هُوَ أصلح بِغَلَبَة الطبيعة لَهَا فَإِن الْعَادة قد جرت أَن تسمى مَا قهرته الطبيعة نضجاً وَإِن كَانَ لم يسْتَحل إِلَى مَا يغذو الْبدن وقلله مَا عدا الطبيعة فَهُوَ غير نضج وعَلى هَذَا الْمِثَال يُقَال للورم إِذا مد أَنه قد نضج على أَنه لَيْسَ شَيْء من الْأَعْضَاء يغتذى من الْمدَّة كَمَا يغتذى من الأخلاط النِّيَّة والبلغم إِذا كمل نضجها فَمَتَى سَمِعت نضجاً للأخلاط النِّيَّة والبلغمية فَإِنَّمَا تَعْنِي بِهِ النضج إِلَى الدَّم وَأما المرتان فَإِن قيل فيهمَا نضج فَإِنَّمَا يَعْنِي غَلَبَة الطبيعة لَهما وَإِن كَانَ لَا يَسْتَحِيل مِنْهُمَا شَيْء إِلَى مَا يغذو كَمَا يَسْتَحِيل الدَّم فِي الأورام إِلَى الْمدَّة لَا إِلَى مَا يغذو فَأَما العفونات فَإِنَّهَا إِنَّمَا تستحيل بحرارة غريزية كالحال فِي أجسام الْمَوْتَى. وَقد نقُول: فِي الْبَوْل نضج وَهُوَ غير نضيج على أَنه لَيْسَ يُمكن أَن يغتذى الْبدن من الْبَوْل النضيج لَكِن على معنى قهر الطبيعة للخلط. وَكَذَا يَقُول فِي الْخَلْط السَّائِل من الزُّكَام والرمد وصديد القروح والأورام أَنَّهَا نضيجة وَغير نضيجة وَكَذَا إِذا قُلْنَا فِي خلط مراري أَنه قد نضج فَإِنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي أَنه قُم أحالته ألف هـ الطبيعة إِلَى أَجود مَا يُمكن فِيهِ.

أزمان الأمراض

(اسْتِحَالَة الأخلاط) (على ثَلَاثَة ضروب) أما اسْتِحَالَة تَامَّة إِلَى مَا يشبه الْبدن وَهَذَا مَا تستحيل إِلَيْهِ الأخلاط المؤاتية بالحرارة الغريزية كاستحالة البلغم إِلَى الدَّم. واستحالة إِلَى حَال هِيَ أقرب من طبيعة الْبدن وَهَذَا يكون فِيهِ الْفَاعِل وَهُوَ الْحَرَارَة الغريزية لَا عِلّة فِيهِ إِلَّا أَن الْخَلْط غير مؤات وَالثَّالِث لِأَن الْخَلْط غير مؤات وَالْفَاعِل حرارة غير مُوَافقَة وَهِي العفونة. الثَّالِثَة من الْأَمْرَاض الحادة: النضج فِي علل الصَّدْر والرئة يكون مَعَ ابْتِدَاء النفث وَذَلِكَ أَنه بعد ابْتِدَاء النفث لَا يُمكن أَن تتزيد أعراضهم وَلَا تشتد وَكَثِيرًا مَا تنقص عِنْد حُدُوث النفث. الأولى من الْفُصُول قَالَ: مَا دَامَ فِي ذَات الْجنب لَا ينفث شَيْئا والسعال يَابِس فدعم النضج فِي الْغَايَة وَإِذا نفث شَيْئا رَقِيقا فَذَلِك نضج خَفِي ضَعِيف. فَإِذا غلظ قَلِيلا فعلامة نضج ظَاهر فَإِذا استحكم وهدأت الْأَعْرَاض فَذَلِك نضج كَامِل. قَالَ: والنضج أبدا يدل على سرعَة البحران ووثاقة الصِّحَّة. وَالْبَوْل النضيج يدل على نضج مَا فِي الْعُرُوق وَالْبرَاز النضيج وَهُوَ المستوى المعتدل الَّذِي لَا يسيل وَلَا يتحجر الَّذِي إِلَى الصُّفْرَة غير الشَّديد النتن الْمَوْصُوف فِي بَاب البرَاز يدل على نضج مَا فِي الْمعدة والأمعاء. والنفث الَّذِي إِلَى الغلظ وَلَيْسَ بغليظ جدا الْأَبْيَض الأملس الْأَجْزَاء المستوى فِي جَمِيع الْأَيَّام يدل على نضج مَا فِي الصَّدْر والرئة والسهل الْخُرُوج. من 3 - (أزمان الْأَمْرَاض) يسْتَدلّ على النضج من الفضول الَّتِي تجْرِي من الْأَعْضَاء العليلة. مِثَاله القروح مَا دَامَ يجْرِي مِنْهَا صديد رَقِيق كثير فالنضج لم يكن وَالْعلَّة بعد انتهائها. فَإِذا قلت كمية مَا يجْرِي وَغلظ بعض الغلظ فبمقدار ذَلِك يكون النضج. وَكَون النضج هُوَ انْتِهَاء الْعلَّة. قَالَ: وَلَيْسَ يشك أحد إِذا رأى الْغذَاء لم يتَغَيَّر إِن الْمعدة لم يكن فِيهَا نضج وَلَا إِذا رأى الْبَوْل رَقِيقا أَن الْعُرُوق لم يكن فِيهَا نضج وَلَا إِذا كَانَ مَا ينفث رَقِيقا أَن الْعلَّة بعد فِي الِابْتِدَاء وَلم ينضج. وَكَذَلِكَ أَيْضا فِي الرمد مَا دَامَ يجْرِي من الْعين صديد رَقِيق فَإِنَّهُ لم ينضج فَإِذا قل مِقْدَاره وَغلظ أدنى غلظ فقد بدا النضج وَذَلِكَ تزيد الْعلَّة فَإِذا غلظ غلظاً شَدِيدا ألف هـ والتصقت الأجفان فقد كمل النضج وانتهت الْعلَّة وَيدل على قهر الأخلاط. فَأَما دَلَائِل النضج فَأن يكون مَا يستفرغ أغْلظ وَأَقل حِدة وكمية. وَإِن استفرغ مَعَه خلط كَانَ أصح فِي الدّلَالَة على النضج.

الثَّالِثَة من أبيذيميا: الْهَوَاء الْبَارِد الرطب يُؤَخر النضج ويجعله عسراً. وَيَنْبَغِي أَن تعنى بتفقد عَلَامَات النضج وَكَونه. أما علاماته فَتكون من الفضول البارزة عَن الْعُضْو العليل. فَأَما إِحْدَاث النضج فَيكون بِجَمِيعِ الْأَشْيَاء الَّتِي تسخن إسخاناً معتدلاً من الْأَطْعِمَة والأشربة والنطول والدلك وَالْحمام باعتدال. إِنَّمَا يكون النضج فِي الْأَمْرَاض الَّتِي تكون مَعهَا الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة قد اكْتسبت فِيهَا سوء مزاج لِأَن النضج إِنَّمَا يكون للأخلاط عَن مزاج الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فَإِذا كَانَت الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة قد فسد مزاجها فَإِن ذَلِك الْمَرَض حِينَئِذٍ رَدِيء مُتَمَكن وَلَا يبرأ حَتَّى يعود مزاج الْأَعْضَاء إِلَى اعتداله الْخَاص من الْحَار والبارد. لي لَا تطلب النضج فِي حمى دق بل فِي البلغمية. الأولى من مسَائِل الثَّالِثَة من أبيذيميا: يعين على النضج جَمِيع مَا يسخن إسخاناً معتدلاً من الْأَشْرِبَة والأطعمة والأضمدة والنطول والموضع الْحَار والدلك المعتدل والاستحمام المعتدل. قَالَ نَوْعَانِ: كلي وجزئي فالكلي هُوَ الَّذِي ينضج فِيهِ جَمِيع مَادَّة الْمَرَض وَيكون مِنْهُ بحران تَامّ كَامِل والجزئي هُوَ الَّذِي لَا ينضج فِيهِ مَادَّة الْمَرَض وَيكون مِنْهُ بحران نَاقص مثل مَا حدث بفلان من خراج فِي أصل الْأذن ثمَّ مَاتَ بعد ذَلِك وَذَلِكَ أَن مَا فِي الْعُرُوق كُله لم يكن ينضج.) فَيَنْبَغِي أَن يكون ذَاكِرًا هَذَا لِأَنَّهُ قد يحدث فِي بعض الْأَوْقَات نضج فِي بعض الْأَعْضَاء وَجُمْلَة الْمَرَض لم ينضج. والنضج فِي الفتيان وَمَا قرب من أسنانهم أسْرع وبالضد وَكَذَا بالأمزجة الحارة والمهن والبلدان. لي على مَا رَأَيْت فِي: الفضول الَّتِي تبرز من الْبدن الَّتِي تسمى غير نضيجة نَوْعَانِ: مِنْهَا مَا لم ينضج وَلَيْسَ فِيهِ دلَالَة على أَنه من جنس مَا لم ينضج كالبول والنفث الرَّقِيق الْأَبْيَض وَمِنْهَا مَا لَيْسَ بنضيج وَفِيه دلَالَة على أَنه من جنس مَا لم ينضج كالبول والنفث الْأسود وَهَذَا رَدِيء لِأَنَّهَا تدل على أَن النضج غير صَالح وبهذه الْحَال يُقَال للنفث الْأسود فِي ذَات ألف هـ الْجنب أَنه غير نضيج.

أوقات الأمراض الكلية والجزئية

(أَوْقَات الْأَمْرَاض الْكُلية والجزئية) (تعرف النضج وحركتها والمسمى مِنْهَا حاد وَغير حاد ومزمن وتعرف) (هَل بَدَت بالعليل نوبَة حمى أَو تبدو وتعرف عظم الْمَرَض وصغره وسحنة) (الْمَرِيض) قَالَ ج فِي الأولى من البحران: 3 - (أَوْقَات الْأَمْرَاض أَرْبَعَة) ابْتِدَاء وتزيد وانتهاء وانخطاط. وتحديد هَذِه الْأَوْقَات لَا يكون بِعَدَد الْأَيَّام لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون أَوْقَات أمراض تَنْقَضِي فِي أَرْبَعَة أَيَّام مُتَسَاوِيَة لأوقات أمراض تَنْقَضِي فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي الْمثل لِأَن ابْتِدَاء الأول يَوْم وصعوده يَوْم وانتهاؤه يَوْم وانخطاطه يَوْم فِي الْمثل وَابْتِدَاء الآخر عشرَة وَكَذَا جَمِيع أوقاته مثلا. قَالَ: كثير من الْأَطِبَّاء ينظر لتعرف أَوْقَات الْحمى الْكُلية إِلَى تقدم النوائب فَقَط. وَهَؤُلَاء يلْزمهُم تَقْصِير فِي الْمعرفَة بِقدر مرتبَة الْأَمر الَّذِي لم ينْظرُوا فِيهِ من هَذِه الْأُمُور إِنَّمَا يُمكن أَن يحدس حدساً صَحِيحا مقرباً على تعرف أَوْقَات الْمَرَض من أَن تجمع النّظر فِي هَذِه كلهَا أَعنِي النّظر فِي تقدم النوائب وتأخرها وطولها وقصرها وسهولتها وصعوبتها وَفِي نَظَائِر هَذِه الْأَشْيَاء بِأَعْيَانِهَا فِي وَقت الفترة. لي نَظَائِر هَذِه الْأَشْيَاء يُرِيد بهَا أَن تنظر فِي وَقت فَتْرَة الْحمى إِلَى طول الفترة وَتنظر حَال الْبدن فِي الْخُف والثفل. قَالَ: فَأَما تقدم النوائب فَقَط فَلَيْسَ فِيهِ دلَالَة كَافِيَة على أَن الْمَرَض متزيد لِأَنَّهُ قد تكون حميات تتقدم نوائبها أبدا إِلَى أَن تَنْقَضِي ربعا وغباً ونائبة فِي كل يَوْم وَتسَمى حميات مُتَقَدّمَة الدوار وحميات مُتَأَخِّرَة الأدوار إِلَّا أَن التزيد فِي هَذِه النوائب فِي التَّقَدُّم أَو فِي التَّأَخُّر على قِيَاس مَا سلف يدل على الْوَقْت وَذَلِكَ أَن تزيد التَّأَخُّر يدل على انحطاط وتزيد التَّقَدُّم على التزيد. وَأما التَّقَدُّم والتأخر بمقادير مُتَسَاوِيَة فَلَا يدل وَلَا على وَاحِد من الْوَقْتَيْنِ. لي مِثَال ذَلِك أَن حمى غب كَانَت أدوارها تتقدم على كل دور سَاعَة فَصَارَت تتقدم على كل دور ساعتين فَهَذَا يدل على التزيد وبالضد. وَأما إِذا كَانَت تتقدم كل ألف هـ دور سَاعَة إِلَى انْقِضَائِهَا أَو تَأَخّر عَنْهَا فِي كل دور سَاعَة على وَاحِد من الْوَقْتَيْنِ. قَالَ: وَقد يَنْبَغِي أَلا تقتصر على النّظر فِي: هَل تقدّمت النّوبَة الثَّانِيَة فَقَط دون أَن تنظر

الأعراض اللاحقة

أَيْضا هَل مِقْدَار لبثها مسَاوٍ للنوبة الأولى وَمِقْدَار عظمها وحالها فِي السَّلامَة وَانْظُر فِي هَذِه الْأَشْيَاء بِأَعْيَانِهَا فِي وَقت سُكُون الْحمى وَعظم نَوَائِب الْمَرَض وتعرفه من طبيعة الْمَرَض وَمن الْأَعْرَاض اللَّازِمَة لَهُ. أما من نفس طبيعة الْمَرَض فبأن تنظر إِلَى الْأَشْيَاء الَّتِي باجتماعها يكون.) مِثَال ذَلِك: إِن كَانَ الْمَرَض ذَات الْجنب نظرت فِي الْأَرْبَعَة الَّتِي باجتماعها تكون ذَات الْجنب. وَهِي وجع فِي الأضلاع ناخس وَحمى حادة وسعال وضق نفس. فَأَما 3 - (الْأَعْرَاض اللاحقة) للمرض فبأن تنظر هَل النّوبَة طَوِيلَة الْمكْث أَو قَوِيَّة خبيثة أَو بِخِلَاف ذَلِك وَهل زمن الفترة أطول أَو أَكثر وَالْبدن فِيهِ أَشد التهاباً أَو أقل أَو تسكن فِي وَقت الفترة جَمِيع أَعْرَاض الْحمى أَو تبقى فَإِنَّهُ إِن وجد على أردأ الْحَالَات فِي هَذِه الأنحاء اجْمَعْ فالمرض فِي التزيد وبالضد فَأَنا أَقُول: إِن النّوبَة تقدّمت عَن الْوَقْت الَّذِي كَانَت تَجِيء فِيهِ وطالت أَكثر واشتدت وخبثت وَوجدت مَعهَا أَعْرَاض كَثِيرَة رَدِيئَة وَقصر زمَان الفتور وَكَانَ الْبدن فِيهِ مَعَ لَك ملثاثاً وَغير نقي وأعراض الْحمى بَاقِيَة. أَقُول إِن هَذَا الْمَرَض يتزيد وبالضد. فَأَقُول إِن النّوبَة إِذا تَأَخَّرت وطولها يقصر أَو خبثها يقل وأعراضها فقدت وزمان الفترة طَال وخف فِيهِ الْبدن وَلَو تُوجد فِيهِ أَعْرَاض الْحمى فَهَذَا يدل على انحطاط الْمَرَض فَإِن وجدت هَذِه الْأَحْوَال قد صَارَت فِي نوبتين فَذَلِك يدل على أَن الْمَرَض قد انْتهى. قَالَ: وَانْظُر فِي الفترة كَيفَ حَالهَا وَأحب إِذا كَانَ زمَان الانحطاط أقصر جُزْءا من زمَان جملَة الْحمى فَتَصِير عَلَامَات تزيد الْمَرَض أَن تتقدم نوائبه وَيطول لبثها وتشتد وعلامات انحطاطه أَن تتأخر نوبَة الْحمى وَيقصر لبثها وتضعف أحوالها بِالْإِضَافَة إِلَى النّوبَة الأولى. وَأما مُنْتَهى الْمَرَض فعلاماته بَقَاء النوائب على حَال وَاحِدَة على أَنه كثيرا مَا لَا يُوجد فِي الْأَمْرَاض زمَان يكون فِيهِ نوبتان من ألف هـ نَوَائِب الْحمى على هَذِه الصّفة لَكِن تكون فِي النّوبَة الرَّابِعَة فِي الْمثل عَلامَة النّوبَة بعد مَوْجُودَة ثمَّ تُوجد فِي النّوبَة الْخَامِسَة عَلَامَات الانحطاط وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ وَقت الْمُنْتَهى سريع الْمُرُور حَتَّى لَا يعرف وَقت حُضُوره لَكِن يحْتَاج فِي صِحَة تعرفه إِلَى دَلَائِل زمَان الانحطاط. لي يُرِيد أَنه لَا يُمكن أَن يعلم أَن الْمُنْتَهى قد كَانَ بِنَفسِهِ لسرعة مروره لَكِن يعلم أَنه قد كَانَ لظُهُور زمَان الانحطاط فَيعلم من أجل الانحطاط أَن الْمُنْتَهى قد كَانَ. قَالَ: وَرُبمَا كَانَ مثل هَذَا قَالَ: وَرُبمَا اشْتَمَلت النّوبَة الأولى من الْحمى على ابْتِدَاء الْمَرَض وَشدَّة منتهاه حَتَّى يكون ابْتِدَاء نوبَة الْحمى ابْتِدَاء جملَة الْمَرَض وتزيدها تزيده وانتهاؤها انتهاؤه ثمَّ تظهر فِي النّوبَة الثَّانِيَة) عَلَامَات الانحطاط ظهوراً بَينا. مِثَال ذَلِك قَالَ: وَمِمَّا يعين على تعرف أَوْقَات الْمَرَض نوع الْمَرَض وَالزَّمَان والبلد والمزاج. مِثَال ذَلِك: أَن المحرقة وَالْغِب وَذَات الْجنب وَذَات الرئة أَوْقَاتهَا قَصِيرَة فَأَما الرّبع والبلغمية والصرع وعرق النسا ووجع المفاصل والكلى فأوقاتها طَوِيلَة وَإِذا كَانَت الرّبع فِي الصَّيف كَانَت على الْأَكْثَر قَصِيرَة والخريفية طَوِيلَة

خَاصَّة إِن اتَّصَلت بالشتاء وَجمع الْأَمْرَاض انقضاؤها فِي الصَّيف أسْرع وَفِي الشتَاء أَبْطَأَ. وَإِذا كَانَ هَذَا تبين ابتدائها. لي يُرِيد فِي مِقْدَار الْوَقْت الَّذِي يخص بِالِابْتِدَاءِ وَهُوَ من حِين يَبْتَدِئ الْمَرَض إِلَى وَقت التزيد وَقد يكون فِي الصَّيف أقصر وَفِي الشتَاء أطول كَذَا فعلى قِيَاس الِابْتِدَاء يكون سَائِر الْأَوْقَات. قَالَ: فَإِذا أَنْت ألفت الدَّلَائِل من جَمِيع هَذِه الْأَشْيَاء كَانَ حدسك فِي تعرف أَوْقَات الْأَمْرَاض مقرباً غَايَة التَّقْرِيب وَلَا يكون بعد كلَاما تَاما على استقصاء دون أَن تضم إِلَى هَذِه دَلَائِل النضج. 3 (مُدَّة الِابْتِدَاء) بِحَسب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي صناعَة الطِّبّ هن حِين تنكر العليل حَاله تنكراً ظَاهرا لِاسْتِحَالَة شكّ فِي ذَلِك إِلَى حِين ترى أعراضه الَّتِي أنكرها تتزايد تزايداً ظَاهرا. وحد الصعُود مُنْذُ هَذَا الْوَقْت إِلَى حِين ترى هَذِه الْأَعْرَاض قد بقيت بِحَالِهَا. وحد الِانْتِهَاء مَا دَامَت ألف هـ هَذِه بَاقِيَة بِحَالِهَا. وحد الانحطاط مُنْذُ تَأْخُذ هَذِه فِي النُّقْصَان إِلَى أَن يبطل ابْتِدَاء كل وَاحِد من هَذِه الْأَوْقَات بالتدقيق يكون فِي زمن لَا عرض لَهُ فَإِذا ضممت إِلَى هَذِه الدَّلَائِل النضج كَانَ معرفتك بأوقات الْأَمْرَاض معرفَة يَقِين. عَلَامَات النضج مُنْذُ أول الْأَمر تدل على أَن الْمَرَض يكون قَصِيرا وبالضد. قَالَ: تعرف أول الْمَرَض وَآخره من طبيعة الْمَرَض وَالْوَقْت وأدوار نَوَائِب الْحمى وَمَا يظْهر بعد حُدُوثه. لي الَّذِي يظْهر بعد حُدُوثه هِيَ عَلَامَات النضج وَعَدَمه وأدوار الْحمى تدل على طبيعة الْحمى وَلَعَلَّ لَهُ فِي تكراره معنى. قَالَ: جَمِيع الْأَعْرَاض فِي أول الْمَرَض وَآخره تكون أَضْعَف وَفِي منتهاه أقوى مَا يكون. مَتى ظهر دَلِيل من دَلَائِل النضج قبل الدّور الثَّانِي من أدوار الْمَرَض فَإِنَّهُ يدل على أَن الْمَرَض) مِثَاله: إِذا حدث فِي غب فِي الْيَوْم الثَّانِي غمامة بَيْضَاء ملساء حميدة فَتلك الغب قَصِيرَة الْمدَّة جدا وَإِذا لم يكن للمرض نَوَائِب مثل حمى المطبقة وظهورها قدر زمَان دور أَو دورين يدل على مِثَال ذَلِك. وَأما فِي الحميات الطَّوِيلَة كالربع والبلغمية فَلَا يَنْبَغِي أَن يطْلب ذَلِك فِيهَا فِي أول دور وَلَا فِي الْخَامِس مثلا لِأَن على قدر مَا يسْرع كَذَلِك قصرهَا. والنضج فِي الْعُرُوق وَفِي آلَات النَّفس من النفث. لي وَفِي كل عُضْو فِي مَا يصيل من فضوله مِثَاله: أَن عَلَامَات نضج الدِّمَاغ مِمَّا يسيل من الْأنف. ونضج علل الْعين من الرمص وَنَحْو ذَلِك. وَأكْثر عمل النضج يكون فِي أَن تبين عمل الْحَرَارَة أما فِي اللَّوْن. وَإِمَّا فِي الثخن وَإِمَّا فيهمَا.

قَالَ: لِأَن الحميات مرض يكون فِي الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب فَاجْعَلْ دليلك عَلَيْهِ من النضج فِي الْبَوْل وَفِي ذَات الْجنب من النفث وَلِأَن فِيهَا حمى فضم إِلَيْهَا النّظر فِي الْبَوْل وَمَتى كَانَ الْمَرَض فِي الْبَطن فَإِن لم يكن مَعَه حمى فَانْظُر فِي آلَات الْبَوْل أَيْضا. انْقِضَاء ابْتِدَاء يكون مَعَ ظُهُور عَلَامَات النضج الزَّمَان الَّذِي يبين ظُهُور عَلَامَات النضج إِلَى مُنْتَهى الْمَرَض فَهُوَ زمَان التزيد والصعود ثمَّ الْمُنْتَهى بعد هَذَا وَهُوَ أقوى أَجزَاء الْمَرَض كلهَا وأصعبها وأحرها وَقت الانحطاط. قَالَ: وَإِذا أَنا ذكرت فِي كَلَامي ابْتِدَاء الْمَرَض فَافْهَم مِنْهُ جَمِيع الزَّمَان الَّذِي بَين أول نقطة لَا عرض لَهَا كَأَن فِيهَا الْمَرَض وَبَين أول ظُهُور النضج: وَهَذَا الْوَقْت هُوَ الْوَقْت كُله الَّذِي لم يكن فِيهِ بعد نضج لِأَن تعرف هَذَا الِابْتِدَاء هُوَ الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ فِي هَذِه الصِّنَاعَة لِأَنَّهُ يدل على أُمُور ألف هـ عَظِيمَة من أَمر الْمَرَض. قَالَ: وَأَنا أجمل قولي فَأَقُول: يسْتَدلّ على أَوْقَات الْأَمْرَاض الْكُلية من الْأَمْرَاض أَنْفسهَا أَولا كم يكون مِقْدَار زمانها ثمَّ من أَوْقَات السّنة وَقِيَاس الأدوار بَعْضهَا إِلَى بعض ثمَّ مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء كلهَا من العلامات الَّتِي تظهر بعد. وَأَشْرَفهَا عَلَامَات النضج الَّتِي بهَا يعرف حد الِانْتِهَاء وانقضاؤه على الصِّحَّة والحقيقة ثمَّ تتقدم فتعلم من قبل الِابْتِدَاء مَتى يكون الِانْتِهَاء بحدس مقرب يقرب من الْحَقِيقَة غَايَة الْقرب وكما أَن تعرف الِابْتِدَاء على الصِّحَّة وَالِاسْتِقْصَاء لَا يكون حَتَّى يَبْتَدِئ وَقت التزيد كَذَلِك لَا يلتئم تَحْدِيد وَقت التزيد على الصِّحَّة وَالِاسْتِقْصَاء دون أَن يَبْتَدِئ وَقت الْمُنْتَهى وَيَنْبَغِي أَن ترتاض أَولا فِي تعرف وَقت الْمُنْتَهى حِين يَبْتَدِئ ثمَّ ترتاض فِي) أَن تتقدم فتعلم: مَتى يكون قبل أَن يكون. لي يَقُول أَنه كَمَا أَن وَقت الِابْتِدَاء إِنَّمَا صَحَّ عنْدك حِين ظَهرت عَلَامَات النضج الدَّالَّة على أول التزيد كَذَلِك تعرف وَقت التزيد بِالصِّحَّةِ حِين تبتدئ العلامات الدَّالَّة على الِانْتِهَاء وَهِي كَمَال عَلَامَات النضج وبلوغ أَعْرَاض الْمَرَض غَايَته. وَإِذا تدربت فِي هَذِه دربة كَافِيَة أمكن أَن تحدس بعد على الْأَوْقَات قبل حُضُورهَا. قَالَ: وَقد وصف أبقراط عَلَامَات الْمُنْتَهى قَالَ: إِن جَمِيع الْأَعْرَاض والنوائب فِي أول الْمَرَض وَآخره وأضعف مَا تكون وَفِي منتهاه أقوى مَا تكون. وَقَالَ مَتى كَانَ الْمَرَض فِي غَايَة الحدة فَإِن الأوجاع الَّتِي فِي غَايَة القصوى فِي الشدَّة تَأتي فِيهِ سَرِيعا. لي لج بعد هَذَا كَلَام رَأَيْت أَن إِثْبَات هَذِه الْجُمْلَة هَهُنَا أولى وَهُوَ هَذَا: الْأَمْرَاض الحادة إِمَّا أَن تكون لَهَا نَوَائِب أَو لَا تكون لَهَا نَوَائِب فالتي لَا نَوَائِب لَهَا الْحَد الْأَقْصَى من تزيد الْمَرَض وَهُوَ الِانْتِهَاء هُوَ أدل وَإِن كَانَ مِمَّا يَنُوب فاعرف الِانْتِهَاء من قِيَاس النوائب بَعْضهَا بِبَعْض.

قَالَ ج: إِذا رَأَيْت النوائب تتقدم وتطول أَكثر مِمَّا كَانَت وتشتد وتزداد فالمرض فِي صعُود. وَإِن كَانَت حَال النوائب بالضد فقد انحط الْمَرَض. وَرُبمَا رَأَيْت للمرض نوبتين هما أعظم جَمِيع نَوَائِب الْمَرَض قد تَسَاويا فتعلم أَنَّهُمَا مشتملتان على مُنْتَهى الْمَرَض. وَرُبمَا رَأَيْت نوبَة وَاحِدَة أعظم من كل نوبَة أَتَت قبلهَا وَتَأْتِي بعْدهَا فَيكون مُنْتَهى ألف هـ الْمَرَض فِيهَا وَحدهَا وَلَيْسَ يكَاد يتَّفق فِي الْأَمْرَاض الحادة أَن يلبث مُنْتَهى الْمَرَض ثَلَاث نَوَائِب. وَأما فِي الْأَمْرَاض المزمنة فقد يلبث مُنْتَهى الْمَرَض أَكثر من ثَلَاث نَوَائِب كثيرا فَبِهَذَا الطَّرِيق قف على أَوْقَات الْمَرَض الْكُلية فِي حَال كَونهَا وَإِذا كَانَت وفرغت وَإِذا قرب كَونهَا. قَالَ: ويستدل عَلَيْهَا بطرِيق آخر يحْتَاج إِلَى أَن يقدم قبله لتصح أَشْيَاء من أَمر الْبَوْل وَالْبرَاز كَمَا تقدمنا فخبرنا بِهِ فِي البزاق. لي قد بَين جالينوس فِي مَا مضى من كَلَامه الدّلَالَة على النضج من البزاق الدَّال على أَمر آلَات النَّفس. وتزيد أَن نبين ذَلِك فِي البرَاز لِأَنَّهُ دَال على حَال الْمعدة والأمعاء وَهُوَ الَّذِي يسميها الْبَطن الْأَسْفَل لِأَنَّهُ يُسمى مَا دون الْحجاب الْبَطن الْأَعْلَى. ونريد أَن نبين ذَلِك أَيْضا فِي الْبَوْل لِأَنَّهُ يدل على حَال الْعُرُوق وَمَا جانسها وَنحن نذْكر جمل ذَلِك.) أما حَال النفث فَمَا يخص مِنْهُ ذَات الْجنب فِي بَاب ذَات الْجنب. وَمَا هُوَ عَام فَفِي بَاب تقدمة الْمعرفَة. ألف هـ وَأما البرَاز فَفِي بَاب تقدمة الْمعرفَة لي وَأما الْبَوْل فَفِي بَاب على حِدة نجود فهم هَذِه ليجود فهم مَا يَجِيء بعد بِأَن يتقدمه هَذَا. لي بِمِقْدَار تقدم النضج وتأخره يكون طول الْوَقْت وَقصر الْوَقْت الَّذِي بَين الِابْتِدَاء والمنتهى وَلَا يدل على وَقت الانحطاط ذَلِك الدَّلِيل لِأَن النضج لَا يكون إِلَّا وَقد ذهب الِابْتِدَاء وَلَا يكمل غلا وَقد جَاءَ الِانْتِهَاء وَلَيْسَ يدل كَون النضج ضَرُورَة على أَنه يكون ضَرُورَة بحران لِأَنَّهُ لي أزمان الْأَمْرَاض فِي جَمِيع الْأَمْرَاض الَّتِي يكون الْفَاعِل لَهَا سوء مزاج مَعَ خلط مُتَعَلقَة بنضج ذَلِك فَإِن نضجه أول الانحطاط. وَفِي الَّتِي هِيَ من سوء مزاج فَقَط فانتهاؤها الْوَقْت الَّذِي تكون فِيهِ تِلْكَ الْأَعْرَاض اللَّازِمَة لذَلِك السوء المزاج فِي عنفوانها فأزمان الْأَمْرَاض هَهُنَا مُتَعَلقَة بِهَذَا الْوَقْت. فَأَما الَّتِي فِي انْتِقَاض الِاتِّصَال فَإِن ابتداءها هُوَ أعظم أَوْقَاتهَا وَمَا بعد ذَلِك انحطاطه كُله وَمن أجل مَا ذكرنَا مَتى كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل أعْسر نضجاً كَانَ ذَلِك الْمَرَض أطول مُدَّة وعسر نضج الْخَلْط يكون إِمَّا لبعده من الطَّبْع كأصناف الكيموسات الردية الَّتِي لَا تجيب إِلَى النضج ليبسه كالسوداء أَو لبرده كالبلغم. وَلذَلِك صَارَت حميات الرّبع والنائبة كل يَوْم أطول زَمَانا لِأَن هذَيْن الخلطين لَا ينضجان إِلَّا فِي مُدَّة طَوِيلَة فَأَما حمى الدَّم فَإِنَّهَا أقصر وقتا من حمى الصَّفْرَاء لِأَنَّهَا أقرب نضجاً لَا لرقة الدَّم لَكِن لقُرْبه من الطَّبْع.

لي على قدر طول النّوبَة يكون زمَان الْمَرَض الكلى فِي الْأَكْثَر فَمَتَى رَأَيْت النّوبَة قَصِيرَة فَإِن جملَة أَوْقَات ذَلِك الْمَرَض يكون قَصِيرا على الْأَكْثَر إِلَّا أَن تحدث حَال أُخْرَى وبالضد وَإِن رَأَيْت وَقت النّوبَة أطول وأعسر كالابتداء والصعود فَإِن ذَلِك بِعَيْنِه يكون فِي وَقت الكلى فِي الْأَكْثَر أطول وأعسر. الْحَرَكَة الَّتِي فِي الْغَايَة لَا تطول مدَّتهَا أَكثر من أَرْبَعَة أَيَّام وَالَّتِي تتحرك حَرَكَة دون هَذِه الْحَرَكَة فِي السرعة تَنْقَضِي فِي أُسْبُوع وعَلى قدر ضعف حَرَكَة الْحمى يتَأَخَّر وَيطول وَقتهَا. لي وعَلى قدر تَأَخّر النضج فِي المَاء يطول الْوَقْت فِي الحميات السليمة أما غير السليمة فَلَيْسَ تَأَخّر النضج فِي المَاء دَلِيل على طول وَقتهَا بل إِن هَذَا الْمَرَض لَا يَسْتَوِي فِي أزمانه بل يقتل فِي بعض أوقاته. مِثَال ذَلِك قَالَ: انْزِلْ إِنَّك رَأَيْت مَرِيضا عَلَامَات السَّلامَة فِيهِ قَوِيَّة وحماه تتحرك حَرَكَة سريعة) فَبَال ألف هـ بولاً حسن اللَّوْن معتدل الغلظ أَقُول إِن الطَّبِيب يعلم أَن انْتِهَاء هَذَا الْمَرَض يكون فِي الرَّابِع وخاصة أَن ظَهرت فِي بَوْله غمامة طافية أَو مُتَعَلقَة وَأكْثر من ذَلِك إِن كَانَت راسبة. وَانْزِلْ أَن مَرِيضا آخر حماه ضَعِيفَة الْحَرَكَة وبوله فِي أول يَوْم من مَرضه مائي إِن هَذَا الْمَرَض يطول إِلَّا أَنه لَا يُمكن فِي الْأَيَّام الأول من الْمَرَض تعرف مِقْدَار تطاوله وَلَا يحْتَاج إِلَى ذَلِك حَاجَة ضَرُورِيَّة لِأَنَّك قد علمت أَنَّك تحْتَاج أَن تدبر العليل تَدْبِير من لَا يَأْتِيهِ البحران إِلَّا بعد أَيَّام كَثِيرَة فَإِن تفقدت بعد ذَلِك العلامات الَّتِي تظهر كلما مَضَت للْمَرِيض أَرْبَعَة أَيَّام قدرت أَن تتقدم فتعلم مَتى يكون مُنْتَهى الْمَرَض بِالْحَقِيقَةِ. لي يَعْنِي عَلَامَات النضج فقد اسْتَفَدْت من هَذَا الْمِثَال أَن تعلم فِي الْيَوْم الأول مِقْدَار طول الْوَقْت الأول فِي الْمَرَض أَعنِي ابتداءه بحدس مقرب وَهَذِه الدّلَالَة فِي الْيَوْم الثَّانِي تكون أبين وَبعد أَن تميز أَكثر مِمَّا ميزت فِي الْيَوْم الأول وَذَلِكَ أَن الْحمى وَالْبَوْل أَن بقيا على حَالهمَا قدرت أَن تعلم أَن الْمَرَض لَا يَأْخُذ فِي الصعُود قبل السَّابِع فضلا عَن أَن تَقول أَنه لم يَأْخُذ فِي الصعُود بعد وَإِذا كَانَ الْمَرَض على هَذَا من الْحَال فوقت الِابْتِدَاء فِيهِ طَوِيل جدا. وَأما الْأَمْرَاض الحادة جدا فوقت الِابْتِدَاء فِيهَا قصير جدا وَذَلِكَ أَنَّك إِن رَأَيْت فِي أول يَوْم من الْمَرَض عَلامَة النضج قد ظَهرت فِي الْبَوْل فقد خرج ذَلِك الْمَرَض عَن حد الِابْتِدَاء حَتَّى يكَاد المتوهم أَن يتَوَهَّم أَنه لم يكن للمرض الِابْتِدَاء الْبَتَّةَ إِلَّا أَن هَذَا محَال لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يصير الْمَرَض إِلَى نِهَايَة دون أَن يكون الْمَرَض قد ابْتَدَأَ وتزيد إِلَّا أَنه رُبمَا كَانَت هَذِه الْأَوْقَات قَصِيرَة حَتَّى أَن الْمَرَض يبلغ نهايته فِي الْيَوْم الأول فَلذَلِك لَيْسَ يَنْبَغِي لَك إِذا كَانَ الْمَرَض حاداً جدا أَن تطلب أَن تتقدم وَتعلم مَتى يكون انْقِضَاء ابْتِدَائه لَكِن ترْضى بِأَن تعرفه فِي حَال ظُهُوره ثمَّ تعرف معرفَة شافية الْوَقْت الَّذِي يَنْقَضِي فِيهِ الِابْتِدَاء أَو يَبْتَدِئ التزيد فِي حَال حُضُوره لِأَن تعرف ابْتِدَاء الْمَرَض كُله وتزيده إِذا كَانَ على هَذِه الْحَال من

الحدة وتعرف ابْتِدَاء النّوبَة الأولى وتزيدها وَاحِد مُشْتَرك. فَإِن قيل: كَيفَ يُمكن أَن تعلم الْمَرَض فِي الْيَوْم الأول قد بلغ منتهاه قُلْنَا إِنَّه لَا يُمكن ذَلِك أَو يكون أَولا بعلامات النضج عَارِفًا. فَإِن الَّذِي يعرض فِي نضج الكيموسات يشبه مَا يعرض للأعضاء الوارمة. وَقَالَ أبقراط: إِن الوجع والحمى يعرضان فِي وَقت تولد الْمدَّة أَكثر مِمَّا يعرضان إِذا تولدت فَكَمَا) أَنه بعد مَا ينضج الورم حمى صعبة متناهية الشدَّة كَذَلِك لَيْسَ يُمكن بعد أَن ينضج الورم أَن يرسب فِي الْبَوْل ثفل حميد ألف هـ أَن تكون للحمى صولة. فَأَما إِن لم يكن الرسوب فِي أَسْفَل لَكِن إِنَّمَا كَانَت مَعَ أَنَّهَا حميدة إِمَّا طافية وَإِمَّا مُتَعَلقَة فَلم يَأْتِ بعد مُنْتَهى الْمَرَض وَأكْثر من ذَلِك إِذا لم يظْهر شَيْء من هَذِه الْبَتَّةَ بعد إِلَّا يكون الْمَرَض من الْأَمْرَاض الَّتِي للصفراء فِيهَا قُوَّة قَوِيَّة جدا فَمن تفقد بعناية جَمِيع العلامات الَّتِي ذكرنَا كثيرا لم يخف عَلَيْهِ وَقت من أَوْقَات الْمَرَض لكنه إِن كَانَ الْمَرَض حاداً عرف كل وَقت من أوقاته فِي حَال حُضُوره على الْحَقِيقَة وَالِاسْتِقْصَاء وَتقدم فَأَنْذر قبل حُدُوثه بِقَلِيل أَنه يحدث عَن قريب فَإِن كَانَ الْمَرَض طَويلا علم مَتى يكون كل وَاحِد من أوقاته قبل حُدُوثه بِزَمَان طَوِيل بالحدس وَكلما تَمَادى بِهِ الزَّمَان وَقرب حُضُور وَقت كَانَت تقدمة الْمعرفَة مِنْهُ أبين وأوضح وَبِالْجُمْلَةِ فقد يَنْبَغِي أَن تعلم أَنه مَا لم يظْهر عَلامَة بَيِّنَة تدل على النضج فَذَلِك الْوَقْت كُله إِنَّمَا هُوَ ابْتِدَاء الْمَرَض وتقدر أَن تخبركم بَقِي إِلَى أَن تظهر تِلْكَ العلامات الْبَيِّنَة الدَّالَّة على النضج من قبل طبيعة ذَلِك الْمَرَض وحركته وَمن قبل أَوْقَات السّنة والبلد وَالسّن والمزاج ذَلِك أَنه إِن كَانَ الْمَرَض فِي طَبِيعَته طَويلا كالحمى النائبة فِي كل يَوْم ورأيتها تتحرك مَعَ ذَلِك حَرَكَة بطيئة وَكَانَت حَرَارَتهَا مدفونة مغمورة وَالْوَقْت شتاء والبلد بَارِد وَالسّن والمزاج باردين احْتِيجَ فِي ظَاهر العلامات الدَّالَّة على النضج إِلَى زمَان طَوِيل وَيَنْبَغِي أَن تعد ذَلِك الزَّمَان كُله ابْتِدَاء الْمَرَض. فَأنْزل أَن الْحمى النائبة كل يَوْم حدثت فِي الشتَاء فِي بدن من هَذِه حَاله وَكَانَ الْبَوْل مَعَ ذَلِك رَقِيقا أَبيض. أَقُول: أَنه لَا تظهر عَلَامَات بَيِّنَة تدل على النضج فِي هَذَا الْمَرَض فِي الْيَوْم السَّابِع وَلَا فِي الْيَوْم الرَّابِع عشر فضلا عَمَّا قبله. وعلامات النضج التَّام: الثفل الراسب الأملس الْمُتَّصِل وعلامات النضج الْخفية الضعيفة انْتِقَال المَاء من المائية إِلَى الصُّفْرَة القليلة. وَإِن انْتقل الْبَوْل أَيْضا من حَال الرقة إِلَى التئور ثمَّ بَقِي بِحَالهِ بعد أَن يبال فَلم يتَمَيَّز فَذَلِك من عَلَامَات النضج الضَّعِيف الْخَفي. وَالْبَوْل أَيْضا الْأَصْفَر المشبع إِذا كَانَ رَقِيقا فَهُوَ من هَذَا الْجِنْس. وَلَيْسَ تدل وَاحِد من هَذِه العلامات على أَن وَقت ابْتِدَاء الْمَرَض قد انْقَضى لِأَنَّهُ يحْتَاج فِي ذَلِك إِلَى عَلامَة بَين من هَذِه العلامات وَهِي غمامة بَيْضَاء مستوية مُتَّصِلَة إِمَّا طافية وَإِمَّا مُتَعَلقَة. والغمامة الَّتِي لَوْنهَا أَحْمَر قانٍ والثفل الراسب الَّذِي لَونه هَذَا اللَّوْن وَالْبَوْل الَّذِي لَا ثفل لَهُ) إِلَّا أَنه حسن اللَّوْن فَإِن النفث الْمُسَمّى بزاقاً هَذَا هُوَ العديم الْحمرَة والصفرة والزبدية واللزوجة ألف هـ والاستدارة السهل الْخُرُوج وَقد وصفناه فِي بَاب ذَات الْجنب نَظِير الثفل

الراسب فِي الْبَوْل بِأَن لَا ينفث الْمَرِيض شَيْئا الْبَتَّةَ لَكِن يسعل سعالاً يَابسا نَظِير الْبَوْل الْبعيد فِي الْغَايَة من النضج الْمُسَمّى مائياً. فَإِن انْتَقَلت الْحَال من أَلا ينفث شَيْئا الْبَتَّةَ إِلَى أَن ينفث إِلَّا أَنه رَقِيق غير نضيج فَهَذِهِ النقلَة نقلة خَفِيفَة ضَعِيفَة جدا وَلم ينقص الْوَقْت الأول أَعنِي ابْتِدَاء الْمَرَض. وانقضاء هَذَا الْوَقْت وانتقال الْمَرَض إِلَى التزيد هُوَ أَن يَبْتَدِئ الْمَرِيض ينفث شَيْئا يَسِيرا نضيجاً ثمَّ إِنَّه من ذَلِك لَا يزَال إِلَى وَقت الْمُنْتَهى بتزيد نفثه كَثْرَة وحسناً وسهولة فَإِذا نفث شَيْئا مستحكم النضج كثيرا وَلم يكن عَلَيْهِ فِي نفثه مؤونة فَذَلِك النفث وَقت الْمُنْتَهى فَإِذا رَأَيْت مَا ينفث على هَذِه الْحَال من النضج وسهولة الْخُرُوج إِلَّا أَن مِقْدَاره نَاقص عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ وَلم يبْق من الوجع شَيْء فوقت الْمُنْتَهى قد انْقَضى. فلينزل أَن مَرِيضا بِهِ ذَات الْجنب لَيْسَ ينفث شَيْئا ويبول بولاً رَقِيقا إِلَّا أَنه حسن اللَّوْن. ولينزل أَنا وجدنَا نَحْو الْيَوْم الْحَادِي عشر قد بَدَأَ ينفث إِلَّا أَن الَّذِي نفثه رَقِيق غير نضيج أَقُول: إِنَّه لَا يشك أَن مَرضه فِي الِابْتِدَاء وَلَكِن قد يظنّ جَاهِل أَنه قد انْتقل فِي الْحَادِي عشر من ابْتِدَاء مَرضه إِلَى صُعُوده وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك لكنه لِأَن الْحَادِي عشر مُنْذر بالرابع عشر دلّ على أَن التزيد لَيْسَ يكون فِي الرَّابِع عشر فتفقد الْحَال فِي الرَّابِع عشر وَانْظُر هَل هِيَ مُوَافقَة للمتقدم فَدلَّ عَلَيْهِ الْحَادِي عشر ثمَّ تفقد بعده السَّابِع عشر لِأَن السَّابِع عشر مُنْذر بالعشرين. فَأنْزل أَنه ينفث فِي السَّابِع عشر شَيْئا يَسِيرا نضيجاً أَن هَذَا ابْتِدَاء مَرضه وَقد انْقَضى انْقِضَاء بَينا وَمَضَت من الصعُود طَائِفَة على قدر قُوَّة النضج وَلَكِن لِأَنَّهُ لم تكن عَلَامَات النضج بَيِّنَة كَامِلَة فِي السَّابِع عشر لَيْسَ يدل على أَن مَرضه انْتهى منتهاه فِيهِ فتفقد الْعشْرين فَإِن وجدت فِيهِ دلَالَة على نضج تَامّ فمرضه حِينَئِذٍ قد انْتهى انْتِهَاء بَينا وَيُمكن أَن ينحط انحطاطاً بَينا فِي بعض أَيَّام البحران التالية للعشرين. مُنْتَهى الْمَرَض الْبَين أَوله عِنْد ظُهُور النضج الْكَامِل. وَآخره عِنْد كَون البحران فَإِن ج قَالَ فِي انكسار الْمَرِيض: إِنَّه لما ظهر النضج الْكَامِل فِيهِ فِي السَّابِع وَالْعِشْرين ثمَّ بحرانه فِي الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ ألف هـ وَأَن جَمِيع هَذَا الْوَقْت كَانَ وَقت الْمُنْتَهى. ووعد أَن يبين هَذَا بِكَلَام أسْرع فَائِدَة وأشرح مِمَّا بَينه فِيمَا مضى.) قَالَ: حد انْقِضَاء الِابْتِدَاء ظُهُور عَلَامَات النضج الْبَين. لي وحد انْقِضَاء الصعُود كَمَال النضج. وحد انْقِضَاء الْمُنْتَهى أول البحران للتام وَهُوَ أول الانحطاط. لي العلامات الَّتِي تدل على أَن الِابْتِدَاء قد انْقَضى هُوَ النضج الْبَين والعلامة الَّتِي تدل على شَيْء يَنْقَضِي هُوَ طبيعة الْمَرَض وَالْوَقْت الْحَاضِر وَالسّن وَمَعَ ذَلِك على استظهار والبلد وَالتَّدْبِير فِي الصِّحَّة. قَالَ: والعلامات الْخَاصَّة لانقضاء ابْتِدَاء عَلَامَات النضج: يَنْبَغِي أَن تنظركم الْبعد بَين العلامات الْحَاضِرَة الَّتِي تدل على أَنه لم يكن نضج بعد وَبَين عَلَامَات النضج الْبَين الَّذِي

ترجو أَن يكون وَكم مِقْدَار سرعَة حَرَكَة الْمَرَض وَهل يتوقد ويشتعل أَو هُوَ خامد كَأَنَّهُ شَيْء مندفن مغمور وَمن أَنْفَع الْأَشْيَاء فِي هَذَا بل مِمَّا لَا بُد فِيهِ أَن تعلم مقادير تفاضل عَلَامَات النضج وَخلاف النضج بَعْضهَا على بعض فَإِن العلامات الَّتِي تدل على أَنه لم يكن النضج بعد مُخْتَلفَة جدا وَبَينهَا تفاضل كثير وَالْفضل فِي عَلَامَات النضج أَكثر فَإِن دَامَت العلامات الدَّالَّة على عدم النضج أَرْبَعَة أَيَّام مُنْذُ أول الْمَرَض كَانَ وَقت الِابْتِدَاء مثل ذَلِك الْوَقْت طَويلا فَإِن ظَهرت فِي الْأَرْبَعَة الْأَيَّام من الْمَرَض العلامات الدَّالَّة على أَنه قد كَانَ نضج يسير فَإِن ذَلِك الْمَرَض طَوِيل إِلَّا أَنه لَيْسَ مثل الأول. وَإِن كَانَت العلامات الَّتِي تدل على خلاف النضج يسيرَة فَمَا بَقِي من وَقت الِابْتِدَاء يسير. وَانْظُر مَعَ هَذَا فِي العلامات كلهَا الَّتِي ذكر أبقراط أَنَّهَا تدل على طول الْمَرَض كَقَوْلِه: الْعرق الْبَارِد إِذا كَانَ مَعَ حمى حادة دلّ على موت وَإِن كَانَ مَعَ حمى هادئة دلّ على طول مرض. وَذَلِكَ أَن هَذِه العلامات إِن ظَهرت فِي الْأَيَّام الأول من الْمَرَض والنضج لم يكن فَإِنَّهَا تزيد فِي طول الِابْتِدَاء وَيكون كَذَلِك التزيد أطول أَيْضا وَكَذَلِكَ الْمُنْتَهى على حسب ذَلِك يكون بعد زمَان طَوِيل أَيْضا. وعَلى حسب ذَلِك أَيْضا انْقِضَاء الْمَرَض. فقد تبين أَنَّك إِن تفقدت الْأَمر بِحَسب مَا يجب قدرت فِي الْأَيَّام الأول أَن تعرف مِقْدَار وَقت الِابْتِدَاء ومقادير مَا بعده من أَوْقَات الْمَرَض بحدس مقرب ثمَّ تزداد عنْدك وضوحاً إِذا نظرت فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام تمر للْمَرِيض ألف هـ وَالْأَرْبَعَة الْأَيَّام الأول من الْمَرَض إِذا ظَهرت لَك فِيهَا عَلَامَات تدل على النضج الْخَفي تدل دلَالَة بَيِّنَة على مَا بَقِي من وَقت الِابْتِدَاء وَبعد أَن تعلم أَن جَمِيع الْوَقْت الَّذِي يظْهر فِيهِ) شَيْء من العلامات الدّلَالَة على النضج فَهُوَ أول وَقت من أَوْقَات الْمَرَض وَذَلِكَ أَنَّك إِذا نظرت فِي هَذَا الْوَجْه لم يعسر عَلَيْك إِذا تعرفت كم تبَاعد الْمَرَض عَمَّا ظهر لَك فِي أول يَوْم مِنْهُ أَن تقيس عَلَيْهِ فتعرف فِي كم يَوْم يَنْقَضِي مَا بَقِي إِلَى أَن يظْهر النضج الْبَين ثمَّ مُنْذُ ذك الْوَقْت يَبْتَدِئ يتزيد الْمَرَض فِيهِ. قَالَ وَمن أَجود الْأَشْيَاء فِي الْمعرفَة بأوقات الْأَمْرَاض أَن تعرف نوع الْمَرَض مُنْذُ أول حُدُوثه وسأبين ذَلِك. لي يَعْنِي أَنَّك إِذا علمت أَن الْحمى غب من أول يَوْمه فقد اسْتَفَدْت أمرا عَظِيما من الْمعرفَة الْمقَالة الثَّانِيَة: الحميات المحرقة والمطبقة الحادة جدا لَا تجَاوز الْأُسْبُوع الأول وَالْغِب الْخَالِصَة لَا تجَاوز الدّور السَّابِع. والبلغمية وَالرّبع تطاولان لازمتين كَانَتَا أَو نائبتين. لي احسب أَن مُدَّة اللَّازِمَة من هَذِه أقصر أَيْضا من هَذِه الدائرة. قَالَ: والكيموس المولد للحمى إِن كَانَ بلغماً فَإِن الْحمى تطول وَإِن كَانَ سَوْدَاء فأطول فَإِن كَانَ صفراء كَانَت قَصِيرَة. وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الْأَعْضَاء الَّتِي فِيهَا أورام فَإِن الورم إِن كَانَ سريع الْحَرَكَة والعضو حاراً سخيفاً عَظِيم الْخطر فَإِن الْمَرَض قصير وَإِن كَانَ

بطيء الْحَرَكَة فِي عُضْو بَارِد كثيف يسير الْخطر فالمرض طَوِيل. وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ الورم فَإِنَّهُ إِن كَانَ أبرد وأعسر حَرَكَة فَهُوَ أطول. فَمن عرف أَوْقَات الْأَمْرَاض معرفَة يَقِين حصلت فِيهِ قُوَّة عَظِيمَة على تقدمة الْمعرفَة بِمَا يكون وَتصل إِلَى وَمَعْرِفَة أَوْقَات الْأَمْرَاض فِي الْوَقْت الْحَاضِر من طبيعة الْمَرَض وَقِيَاس الأدوار. قَالَ: الغب اللَّازِمَة والدائرة قصيرتان وخاصة فِي الصَّيف. والبلغميتان طويلتان إِلَّا أَنَّهُمَا أقل طولا من الربعيتين اللَّازِمَة والدائرة قَالَ: وَإِذا كَانَت الحميات دائمة فالمرض حاد. . 3 (تعرف حَرَكَة الْمَرَض) تعرف حَرَكَة الْمَرَض بِمِقْدَار أزمان أَجزَاء نوبَة الْحمى فَإِن لكل وَاحِد من النوائب أَرْبَعَة أَجزَاء. وَقد تكون ألف هـ حمى تَنْقَضِي فِيهَا هَذِه الْأَجْزَاء كلهَا بِسُرْعَة. وَقد تكون أُخْرَى تبطئ فِيهَا تقضي هَذِه الْأَجْزَاء كلهَا وَتَكون أُخْرَى يسْرع فِيهَا بعض هَذِه الْأَجْزَاء وتبطئ بعض وَإِن كَانَت الْحمى تَنْقَضِي فيهاجميع هَذِه الْأَجْزَاء بِسُرْعَة ونوائباً لَا محَالة تقلع فَذَلِك أَنه لَا يُمكن أَن يكون جَمِيع أَجزَاء التزيد تَنْقَضِي بِسُرْعَة وَتبقى دائمة فَلَا بُد من أَن يطول أحد أَجْزَائِهَا أَو جزءان مِنْهَا. فَأَما سونوخس فأوقات ابتدائها لَيْسَ مِنْهَا طَوِيل كلهَا منتهي. فَأَما الحميات اللَّازِمَة الَّتِي لَهَا فتور فِي وَقت مَا فَإِنَّهُ إِن كَانَ الْمُنْتَهى أطول من سَائِر أَجْزَائِهَا فحركة كلهَا سريعة وَإِن كَانَ وَقت الْمُنْتَهى مِنْهَا أقصر أَجْزَائِهَا فحركتها بطيئة. لي جَمِيع هَذِه الحميات بِقدر بُلُوغ النّوبَة الْمُنْتَهى فِي السرعة تكون حِدة حركتها وبالضد. وَذَلِكَ أَن الْحمى المحرقة أسْرع حَرَكَة من سونوخس لِأَنَّهَا فِي الْمثل كَأَنَّهَا كلهَا منتهي. والبلغمية أطول أَجْزَائِهَا الصعُود وَالرّبع أطول أَجْزَائِهَا الِابْتِدَاء. وَالْغِب مجانسة لسونوخس فَإِن أطول أَجْزَائِهَا الِانْتِهَاء. جَوَامِع البحران قَالَ: أَوْقَات الْمَرَض كُلية تعرف من أَرْبَعَة أَشْيَاء من نوع الْمَرَض وَمن الْأُمُور الملتئمة وَمن حالات النوائب وَمن الْأَشْيَاء الَّتِي تظهر بعد. نوبَة الْحمى تدل على حَال الْمَرَض بأَرْبعَة أَشْيَاء: بتقدمها عَن الْوَقْت وتأخرها وبمقدارها. لي يَعْنِي بِهِ عظم النّوبَة وصغرها وَعظم النّوبَة وصغرها يكون لعظم أَعْرَاض الْحمى وصغرها أَعنِي بالأعراض هَهُنَا الْأَعْرَاض اللَّازِمَة لَا الْأَعْرَاض الغريبة فَإِن النخس فِي الأضلاع والسعلة وضيق النَّفس أَعْرَاض ذَات الْجنب لَازِمَة وبقدر عظمها يكون عظم ذَات الْجنب وبالضد. وَأما الْعَطش والسهر والهذيان فَغَرِيبَة. فَإِن ظَهرت فِي ذَات الْجنب دلّت على رداءتها لَا على عظمها وَإِن لم تظهر دلّت على سلامتها لَا على صغرها. فَلذَلِك تكون

فِي الْحمى أَعْرَاض لَازِمَة تدل على عظمها وصغرها مثل كَيْفيَّة الْحَرَارَة وكميتها. وأعراض غَرِيبَة تدل على خبثها وسهولتها. كالهذيان والسهر والقلق وَنَحْو ذَلِك. وَالثَّالِث طولهَا وقصرها وَالرَّابِع حَالهَا. لي يَعْنِي بِحَالِهَا كيفيتها فِي الْأَعْرَاض الغريبة الَّتِي قد ذكرت فَاعْلَم أَن كمية الْمَرَض تعلم من أعراضه اللَّازِمَة. وكيفيته من أعراضه الغريبة.) قَالَ: ألف هـ النّوبَة إِذا تقدّمت دلّت على التزيد وَإِن تَأَخَّرت دلّت على الانحطاط. وَإِن لَزِمت وقتا وَاحِدًا وَكَانَ ذَلِك قبل تزيد الْأَعْرَاض دلّت على المنتهي. لي: وَإِن كَانَ بعد تزيد الْأَعْرَاض مَعَ تزيدها دلّت على الِانْتِهَاء كُله كَأَنَّهُ فِي الْمثل إِذا لَزِمت الْحمى وقتا وَاحِدًا تنوب فِيهِ وَكَانَت الْأَعْرَاض فِي كل نوبَة يظْهر مِنْهَا شَيْء لم يكن أَو يزيدها مَا كَانَ مِنْهَا ظَاهرا عَظِيما فَإِن هَذَا وَقت الِابْتِدَاء وَإِن كَانَت فِي الْحَال الَّتِي تلْزمهُ وقتا آخر لَا تظهر الْأَعْرَاض الَّتِي لم تكن وَلَا تزيد الْأَعْرَاض الْمَوْجُودَة عظما فَإِن ذَلِك المنتهي. لي افهم هَهُنَا من تزيد الْأَعْرَاض على مَا فِي الْبَاب الَّذِي تَحْتَهُ. قَالَ: وَأما مِقْدَار نوبَة الْحمى فَيدل على وَقت الْمَرَض فَإِن النّوبَة الثَّانِيَة إِن كَانَت أعظم من الأولى دلّت على التزيد وَإِن كَانَت أَصْغَر فعلى الانحطاط. وَإِن كَانَت مُتَسَاوِيَة فَهِيَ تدل أما قبل أَن يتَبَيَّن النضج فعلى ابْتِدَاء. وَأما إِذا ظهر النضج وَبَان فعلى الِانْتِهَاء. لي افهم من تزيد الْأَعْرَاض فِي الْبَاب الَّذِي قبل هَذَا الْمَعْنى بِعَيْنِه وَأما طول النّوبَة فَإِنَّهَا كلما طَالَتْ دلّت على التزيد ونقصانها على الانحطاط وبقاؤها على حَال وَاحِدَة على الِانْتِهَاء. لي: يَنْبَغِي أَن يدل على طول هَذِه النّوبَة وقصرها وَقُوَّة تقدمها وتأخرها وَقُوَّة عظمها وصغرها وَقُوَّة خبثها وسلامتها وَقُوَّة بَقَاء الفترات فِي قِيَاس بَعْضهَا بِبَعْض ثمَّ تعْمل بِحَسب ذَلِك لِأَنَّهُ لَا يتَّفق فِي الْأَكْثَر أَن تَجْتَمِع هَذِه كلهَا فِي الدّلَالَة على شَيْء كَمَا فعل جالينوس فِي تمثيله فِي أول كتاب البحران لَكِنَّهَا تتضاد فِي الدّلَالَة فَتكون مثلا النّوبَة تتقدم والعظم ينقص والفترات تكون إبْقَاء وبالضد وَكَذَا لَا بُد من أَن ترى قوى بَعْضهَا بِبَعْض وتحتاج لذَلِك أَن تعرف مِمَّا يكون تقدم النّوبَة وَمِمَّا يكون طولهَا وَمِمَّا يكون عظمها وَأَنت تَجِد ذَلِك فِي بَاب أدوار الحميات وَفِي قَالَ: الْأُصُول فِي تعرف الْحمى الَّتِي يرجع إِلَيْهَا فِي تعرف أَوْقَات الْحمى أَرْبَعَة: نوع الْمَرَض والأشياء المجتمعة مثل الْوَقْت وَالسّن وَالتَّدْبِير. والأعراض الَّتِي تحدث من بهد هَذِه هِيَ عَلَامَات النضج وَإِلَّا نضج وَحَال النوائب بَعْضهَا عِنْد بعض وَفِي الْأَشْيَاء الْأَرْبَعَة الَّتِي ذكرنَا. قَالَ بعض النَّاس: يسْقط من هَذِه الْأُصُول النّظر فِي أَمر النّوبَة وَيجْعَل بدلهَا فِي أَمر الفترة فَينْظر فِي تقدم ألف هـ سُكُون الْحمى وتأخره فِي طول الفترة وقصرها وَفِي بَقَاء الفترات وتلونها. لي كل فَتْرَة تتقدم وَقتهَا تدل على انحطاط الْمَرَض وكل فَتْرَة تتأخر وَقتهَا تدل على

تزيد الْمَرَض وَإِذا قل مكثها يدل على تزيده وَإِذا طَال مكثها على تنقصه. وكل فَتْرَة تكون حَال الْمَرِيض فِيهَا رَدِيئَة تدل على تزيد وَالَّتِي حَاله فِيهَا صَالِحَة تدل على انحطاط. وكل فَتْرَة يبْقى فِيهَا شَيْء من أَعْرَاض الْحمى الَّتِي حدثت فِي وَقت التزيد تدل على التزيد وبالضد. وَقَالَ: الحميات الَّتِي لَا فترات لَهَا يَنْبَغِي أَن تتفقد هَذَا مِنْهَا فِي أَوْقَات الْخُف. لي الْأَشْيَاء الَّتِي تتفقد من النّوبَة أَرْبَعَة: وَقت ابتدائها وَطول مكثها وَمِقْدَار عظمها وحالها. فَالْأولى يسهل مَعْرفَتهَا أَعنِي وَقت ابْتِدَاء النّوبَة وَطول مدَّتهَا. والأخريان يعسر قَالَ: وَمِقْدَار عظم الْحمى يعرف من تزيد الْأَعْرَاض المثبتة لنوعها بِمَنْزِلَة مَا نجد ذَلِك فِي أَعْرَاض ذَات الْجنب وَهِي الْحمى الحادة والسعال وضيق النَّفس والوجع فِي الأضلاع فَإِنَّهُ يقدر عظم هَذِه يكون عظم ذَات الْجنب. وَحَال الْحمى أَعنِي كيفيتها فتعرف من الْأَعْرَاض الغريبة من الْمَرَض بِمَنْزِلَة مَا نجد يعرض فِي ذَات الْجنب من الأرق والسهر الشَّديد وَذَهَاب شَهْوَة وَشدَّة الْعَطش فَإِن هَذِه كلهَا إِذا كثرت فِي ذَات الْجنب دلّت على أَنَّهَا أردأ. العلامات الدَّالَّة على تزيد الْمَرَض تقدم نوبَة الْحمى وَطول مكثها وَمِقْدَار عظمها وحدوث الْأَعْرَاض الغريبة فِيهَا وَتَأَخر سكونها وَقصر وَقت الفترة وَقلة خف الْبدن فِيهِ وَألا يكون نقياً. والعلامات الدَّالَّة على انحطاط الْمَرَض تَأَخّر النّوبَة وقصرها وخفتها ولينها وَتقدم سكونها وَطول وَقت الفترة وسهولته وبراءته من الْأَعْرَاض. والعلامات الدَّالَّة على منتهاه أَن يَدُوم الْأَمر بِحَالَة وَاحِدَة فِي وَقت دُخُول النّوبَة ومدتها وعظمها والأعراض الْحَادِثَة مَعهَا وفترتها.

أوقات الأمراض الكلية

(حركات الْأَمْرَاض) قَالَ: حركات الْأَمْرَاض حركتان: إِحْدَاهَا كُلية وتعرف بطبيعة الْمَرَض وَهَذِه الْحَرَكَة من ابْتِدَاء الْمَرَض وتزيده ومنتهاه وانحطاطه. وَالْأُخْرَى جزئية تعرف بنوبة الْمَرَض وتزيدها ومنتهاها وانحطاطها. 3 - (أَوْقَات الْأَمْرَاض الْكُلية) لَا يَخْلُو أَن تتحرك حَرَكَة حادة مُتَسَاوِيَة أَو حَرَكَة بطيئة مُتَسَاوِيَة. لي وَإِمَّا أَن يَتَحَرَّك بعض أَجْزَائِهِ حَرَكَة سريعة وَبَعضهَا حَرَكَة بطيئة وَمَا كَانَ من الحميات فِي الصَّيف فَإِن مدَّته تكون أقصر وَإِن كَانَ من جنس الرّبع لِأَن الصَّيف يلطف الأخلاط الغليظة ألف هـ وَمَا كَانَ من الحميات فِي الخريف فَهُوَ أطول مُدَّة من الصَّيف. وَالَّتِي فِي الشتَاء أطول من الَّتِي فِي الخريف. الْحمى مِنْهَا مَا يَتَحَرَّك مُنْذُ أول أمرهَا حَرَكَة مبادرة وَمَعَ تقدم فِي الْوَقْت وَزِيَادَة فِي الْمِقْدَار وَطول اللّّبْث وَشدَّة مبادرة إِلَى التزيد فِيهِ وَهَذِه تدلك على أَن الْمَرَض قصير وَكَذَلِكَ أجزاؤه أَعنِي ابتداءه وتزيده ومنتهاه وانحطاطه. وَمِنْهَا بضد هَذِه فتدل على أَن الْمَرَض طَوِيل الْمدَّة وَكَذَلِكَ أجزاؤه الْأَرْبَعَة. لي أَكثر مَا تتبين بلادة الْمَرَض بعد الِابْتِدَاء فَأَما فِي وَقت الِانْتِهَاء فَلَا يكون ذَلِك مِنْهُ عَظِيما وَلَو كَانَ فِي غَايَة البطء. للنضج ثَلَاث مَرَاتِب: إِحْدَاهَا النضج الضَّعِيف الْخَفي وَالثَّانيَِة النضج الْبَين الَّذِي بِهِ تَجِد مبدأ الْمَرَض وَالثَّالِثَة التَّام الَّذِي بِهِ تَجِد التزيد. لي: افهم من قَوْله بِحَدّ آخر. قَالَ: والأمراض هَهُنَا مَا يتَغَيَّر دَفعه وَفِي مثل هَذِه يَنْبَغِي لنا أَن نجد ابْتِدَاء الْمَرَض من تزيده. لي ج يَقُول: إِن الْأَمْرَاض الحادة الَّتِي يكون فِيهَا تغير دَفعه أَي بحران فَإنَّا نَعْرِف ابتداءها من ظُهُور عَلَامَات التزيد فَإِنَّهُ إِذا ظَهرت عَلَامَات التزيد علمنَا أَن الْوَقْت الَّذِي مضى كَانَ ابْتِدَاء لِأَنَّهُ لَا يُمكن فِي هَذِه الْأَمْرَاض لضيق أَوْقَاتهَا أَن تَتَغَيَّر النوائب وَلَا يُمْهل لذَلِك. قَالَ: وَمِنْهَا مَا يَنْقَضِي ويتحلل أَولا أَولا وَفِي مثل هَذِه يَنْبَغِي أَن نَعْرِف تزيد الْمَرَض وحركات نَوَائِب الْحمى على مَا ذكرنَا فِي كميتها وكيفيتها. وَقد تكون نَوَائِب كَثِيرَة مُتَسَاوِيَة فِي الْأَمْرَاض المزمنة. لي أما الَّتِي هِيَ أحد فَرُبمَا لم نر إقلاع نوبتين متساويتين لَكِن تكون عَلَامَات التزيد

ظَاهِرَة فِي نوبَة مَا وعلامات الانحطاط ظَاهِرَة فِي الَّتِي تتلوها.) تعرفنا لوقت الْأَمْرَاض فِي نوبَة مَا دَامَت هُوَ ذَا يكون بعد وَيكون من المقايسة بَين النّوبَة والنوبة فَأَما إِذا كَانَت وفرغت فَإنَّا نتعرفها بِأَنَّهُ إِن كَانَ الْحَاضِر وَقت التزيد علمنَا أَن الِابْتِدَاء وَقت ابْتِدَاء الْمَرَض فِي الْأَمْرَاض المزمنة طَوِيل نَحْو مَا يكون من حمى البلغم ثَمَانِيَة عشر يَوْمًا وَفِي الْأَمْرَاض الحادة وَرُبمَا لم يتم يَوْمًا وَاحِدًا بل تكون أَوْقَات الْكُلية هِيَ الْأَوْقَات الْجُزْئِيَّة وَمَا كَانَ على هَذِه الحدة ألف هـ فَلَيْسَ فِيهِ سَابق علم لَكِن تعرف فَقَط إِذا كَانَ النفث يَسِيرا نضيجاً. فَإِن كَانَت الْأَعْرَاض قَائِمَة بعد فَهُوَ وَقت التزيد وَإِن كَانَت سكنت فَهُوَ وَقت الانحطاط. وَحمى الدَّم المطبقة وَحمى الغب اللَّازِمَة وَهِي المحرقة تنقضيان فِي الْأُسْبُوع الأول. 3 (الْمَرَض الحاد) الثَّانِيَة من البحران قَالَ: الْمَرَض الَّذِي يَنْقَضِي إِلَى الرَّابِع هُوَ الَّذِي يَنْقَضِي فِي الْغَايَة القصوى من الحدة وَالَّذِي يَنْقَضِي إِلَى السَّابِع فحاد جدا وَالَّذِي يَنْقَضِي إِلَى الرَّابِع عشر حاد جدا بقول مُطلق وَالَّذِي يَنْقَضِي إِلَى الْعشْرين حاد على الْمجَاز. فَأَما المجاوز الْعشْرين إِلَى الْأَرْبَعين فتسمى منتكسة وَهِي الَّتِي فِيهَا نكسة ثَانِيَة وَيكون ابْتِدَاء مرض آخر فَيكون مِنْهَا جَمِيعًا مرض حاد وينقضي فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا. قَالَ: وَقد رَأَيْت الحميات الدائمة الَّتِي لَا تقلع إقلاعاً صَحِيحا تطاولت إِلَى الْأَرْبَعين وَلَيْسَ يبلغ مرض حاد إِلَى الْأَرْبَعين الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يكون منتكساً أَو منتقلاً من حِدة إِلَى إبطاء. والأمراض الَّتِي تنْتَقل من سرعَة الْحَرَكَة إِلَى إبطاء فَسمى منتقلة وَرُبمَا كَانَ الْمَرَض فِي أَوله سريع الْحَرَكَة ثمَّ انْتقل فَصَارَ بطيء الْحَرَكَة. أبقراط جعل حد الْأَمْرَاض الحادة بقول مُطلق أَرْبَعَة عشر يَوْمًا والمنتكسة من الْأَرْبَعين إِلَى السِّتين على حسب مَا يَقع بعده من النقلَة فِي الْحَرَكَة بطئها أَو سرعتها. قَالَ: وَمن الْأَمْرَاض أمراض تبتدئ تتحرك حَرَكَة ضَعِيفَة كَأَنَّهَا مدفونة بعد الرابوع الأول وَقَبله تتحرك حَرَكَة الْأَمْرَاض الحادة وَهَذِه تتجاوز الرَّابِع عشر إِلَى الْعشْرين وَجُمْلَة فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن تعرف حِدة الْمَرَض من سرعَة الْحَرَكَة ألف هـ وصعوبته وَعظم الْخطر فِيهِ مَعَ سرعَة الْحَرَكَة. لَيْسَ كل مرض قصير الْمدَّة مَرضا حاداً وَإِلَّا فحمى يَوْم مرض حاد وَلَكِن الْمَرَض الحاد عِنْد أرخيجانس هُوَ الَّذِي يَتَحَرَّك بِسُرْعَة وَفِيه خطر. وَفِي قَول أبقراط هُوَ الَّذِي يكون الْحمى فِيهِ) دائمة وَلذَلِك يَجِيئهُ البحران سَرِيعا ويبادر إِلَى نهايته بِسُرْعَة فَلذَلِك تكون حركته خبيثة. وكل مرض حاد فَهُوَ لَا محَالة قصير وَلَيْسَ كل مرض قصير بحاد. وكل مرض بطيء طَوِيل فَإِن الحميات المزمنة أَبْطَأَ حَرَكَة من الحميات المحرقة وَهِي أقصر مُدَّة مِنْهَا.

جَوَامِع أَيَّام البحران لطول الْأَمْرَاض علامتان: عدم عَلامَة النضج أَو تَأَخره وَظُهُور العلامات الدَّالَّة على أَن الْمَرَض يطول وَهِي عَلَامَات كَثِيرَة فَمَتَى اجْتمعت هَذِه كَانَ الْمَرَض فِي غَايَة الطول وبالضد. وَإِن كَانَت فِيهِ عَلامَة وَاحِدَة كَانَ متوسطاً فِي الطول. لي يَنْبَغِي أَن تَجْتَمِع بعده العلامات كلهَا إِلَى هَذَا الْموضع. 3 (الْجَوَامِع غير المفصلة) جَوَامِع أَيَّام البحران فِي معرفَة حَرَكَة الْمَرَض قَالَ: حَرَكَة الْمَرَض لَا تخفى إِذا تفقدت تزيد الْأَعْرَاض وتزيد النضج فِي وَقت وَقت فَإِنَّهُ بِحَسب زِيَادَة هَذِه تكون سرعَة حركته وبالضد. من الأولى من كتاب أَصْنَاف الحميات: حمى الدق تَجِد ابتداءها من حَال العليل لَا من تزيد الْأَيَّام وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَت قوته بَاقِيَة قَوِيَّة ورطوباته مَوْجُودَة فَإِنَّهَا بعد مبتدئة فَإِذا أَقبلت الْقُوَّة والرطوبة يتَبَيَّن فيهمَا النُّقْصَان والضعف فَهِيَ فِي الصعُود. فَإِذا انحل الْبدن ولصق الْجلد بالعظم فَهُوَ النِّهَايَة والذبول. من جَوَامِع الحميات: ابْتِدَاء حمى يَوْم يعرف بِقدر السَّاعَات وَذَلِكَ أَن تزيدها يكون فِي قدر ساعتين أَو ثَلَاث. وحميات عفن تعرف بعلامات النضج وَذَلِكَ أَنَّهَا مَا لم تطهر فِي الْبدن فَهُوَ ابْتِدَاء. وحميات الدق تعرف بِمِقْدَار بَقَاء الرُّطُوبَة فِي الْبدن وَذَلِكَ أَنه مَا دَامَ لم يظْهر فنَاء الرطوبات بَينا فَهُوَ بعد ابْتِدَاء الدق. لي تحْتَاج أَن تعرف أزمان الْأَمْرَاض الكائنة وتنتفع بهَا فِي تَقْدِير الْغذَاء وترتيب العلاج وَذَلِكَ يعرف بتعرف جملَة نوع الْمَرَض أَولا ثمَّ بِسُرْعَة حركته ثمَّ بعلامات النضج وتحتاج أَن تعرف الْأَوْقَات الْجُزْئِيَّة مثل ابْتِدَاء النّوبَة وانحطاطها وَذَلِكَ يعرف من الْعَادة من تقبض النبض وغوران الْحَرَارَة إِلَى دَاخل وَبرد الْأَطْرَاف وَمَسّ التكسر والصعود من عظم النبض وانتشار الْحَرَارَة وَعظم الْأَعْرَاض والهبوط من سُكُون هَذِه بعد شدتها وإقبال النبض إِلَى الْقُوَّة وَالْحَال الطبيعية ألف هـ وَينْتَفع بِهِ فِي تَقْدِير وَقت الْغذَاء فِي أَشْيَاء أخر.) الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ: انْتِقَال النوائب من الْأَفْرَاد إِلَى الْأزْوَاج يدل على طول الْمَرَض. وبالضد. الأولى من تقدمة الْمعرفَة: ابْتِدَاء الْأَمْرَاض الحادة على الْأَكْثَر يبلغ إِلَى ثَلَاثَة أَيَّام. لي على مَا رَأَيْت برد الْأَطْرَاف وَظَاهر الْبدن وتقبض الْحَرَارَة إِلَى دَاخل خَاص بابتداء النوائب. الثَّانِيَة مِنْهُ: الْحمى تطول إِمَّا لعسر نضج الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ الْحمى أَو لعسر برد الْعُضْو الَّذِي بِهِ الْعلَّة المهيجة للحمى. أَو لخطأ الْأَطِبَّاء والمرضى.

الأولى من الْأَمْرَاض الحادة: الْوَقْت الَّذِي تبرد فِيهِ الْأَطْرَاف وَتَأْخُذ الْحَرَارَة مِنْهُ نَحْو الْبَطن والصدر وَقت ابْتِدَاء النّوبَة فَإِذا بَدَت الْحَرَارَة تنبسط فِي الْأَطْرَاف فَذَلِك التزيد. فَإِذا تَسَاوَت الْحَرَارَة فِي الْأَطْرَاف والصدر والبطن فَهُوَ الْمُنْتَهى. فَإِذا انْحَلَّت الْحَرَارَة من أوساط الْبدن نَحْو أَطْرَافه فَذَلِك الانحطاط. الأولى من الْفُصُول: الغب النائبة قَصِيرَة والبلغمية النائبة كل يَوْم طَوِيلَة. وَالرّبع أطول من النائبة كل يَوْم وَأما الحميات اللَّازِمَة فَإِن المحرقة مِنْهَا قَصِيرَة واللثقة أطول والمطريطاوس متوسطة بَينهمَا. وَاسْتدلَّ على الْوَقْت الكلى بهَا أَعنِي نوع الْمَرَض. وَاسْتدلَّ على شخص كل مرض مِنْهَا بِسُرْعَة حركتها وَسُرْعَة مَا يَأْتِي فِيهَا من الْأَعْرَاض القوية الصعبة ومبادرة النوائب فِي التَّقَدُّم وَالزَّمَان الْحَار وَنَحْو ذَلِك فَإِن هَذِه كلهَا تشهد بِسُرْعَة المنتهي وبالضد. قَالَ ج: إِذا تقدّمت نوبَة الْحمى وطالت واشتدت أعراضها فالمرض متزيد وَمِقْدَار كل وَاحِدَة من هَذِه الثَّلَاث يدل على مِقْدَار تزيد الْمَرَض وَذَلِكَ أَن النّوبَة إِذا تقدم أَخذهَا بِمِقْدَار من الزَّمَان أَكثر وطالت أَيْضا واشتدت بِمِقْدَار أَكثر دلّت على أَن تزيد الْحمى أقوى وَأَن حَرَكَة الْمَرَض سريعة والمنتهى قريب لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون تزيد النوائب عَظِيما وَلَا يكون الْمُنْتَهى قَرِيبا وَأَن النوائب الَّتِي هِيَ ضد هَذَا وَهِي الَّتِي يكون تزيدها قَلِيلا قَلِيلا فِي كل وَاحِد من هَذِه لي أَنا أَحسب أَن أَجزَاء النّوبَة الْوَاحِدَة تدل على أَجزَاء الْمَرَض الْكُلِّي فَإِن كَانَت طَوِيلَة كَانَ الْمَرَض طَويلا وبالضد اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تحدث حَادث يُغير الْأَمر.

3 - (ذكر الْأَمْرَاض الحادة والمزمنة) حمى الغب والمحرقة وَذَات الْجنب والرئة والسرسام أمراض حادة. والذبحة والتشنج والهيضة حادة جدا ألف هـ وَالِاسْتِسْقَاء والوسواس والسل والدق وَالرّبع والبلغمية طَوِيلَة. قَالَ: الرّبع الصيفية أقصر والخريفية أطول وخاصة إِن اتَّصَلت بالشتاء. قَالَ: ابْتِدَاء الْمَرَض يُقَال على ثَلَاثَة: الْوَقْت الَّذِي لَا عرض لَهُ وَالْوَقْت الَّذِي من أول مَا يحس العليل بالحمى إِلَى أَن تظهر عَلَامَات النضج وَالثَّالِثَة الْأَيَّام الأول من الْمَرَض. قَالَ: فأوقات الْمَرَض بِالْجُمْلَةِ تعرف من نوع الْمَرَض وَسُرْعَة الْحَرَكَة والأشياء المانية وَظُهُور الْأَعْرَاض كالنفث فِي ذَات الْجنب الَّذِي إِن ظهر سَرِيعا فِي الْأَيَّام الأول من الْمَرَض يسْرع البحران وبالضد. قَالَ: يلْزم ضَرُورَة أَن يكون طول كل مرض وقصره بِحَسب تقدم النضج وتأخره. قَالَ فِي المقلة الثَّانِيَة: إِن الفالج من الْأَمْرَاض الحادة الَّتِي لَا حمى مَعهَا. قَالَ: وَمن الْعِلَل من الْأَمْرَاض الحادة يكون من غير حمى مثل الفالج. لي والسكتة أحد من الفالج. واختناق الرَّحِم مرض حاد جدا. وَإِنَّمَا معنى الحاد: كل مرض قصير الْوَقْت خطير فَإِن لم يجْتَمع هَذَانِ فِيهِ فَلَا لِأَن كل حمى يَوْم قَصِيرَة الْوَقْت لَكِنَّهَا غير خطرة. والسل خطر لكنه غير قصير الْوَقْت وَإِنَّمَا يجمع الْمَرَض أَن يكون مَعَ قصره خطراً للشدة فِي الْأَعْرَاض وصعوبتها فِيهِ. الرَّابِعَة من الْفُصُول: إِذا كَانَت الْحمى حافظة للْوَقْت الَّذِي فِيهِ ابتدأت دَائِما فَإِنَّهَا أطول وَأبقى من غير الْحَافِظ. مِثَال ذَلِك أَن تبتدئ الْحمى فِي السَّاعَة الثَّالِثَة أول نوبَة وَكَذَلِكَ فِي النّوبَة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة وَالرَّابِعَة وَسَائِر النوائب تحفظ هَذِه السَّاعَة بِعَينهَا أَعنِي الثَّالِثَة فَإِن هَذِه الْحمى أطول من كل حمى فِي جِنْسهَا مِمَّا لَا يحفظ الْوَقْت. وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن حفظ النّوبَة لوقت وَاحِد يكون إِذا كَانَ السَّبَب مُتَمَكنًا قَوِيا وَلذَلِك تطول أَكثر وتحتاج إِلَى علاج قوي وَهَذَا القَوْل فِي الِابْتِدَاء لَا فِي الْمُفَارقَة فَإِذا حفظت الْحمى السَّاعَة الَّتِي تبتدئ فِيهَا وَالَّتِي تفارق فَذَلِك أوكد لما قُلْنَا. فَإِن حفظت سَاعَة الِابْتِدَاء فَقَط وَلم تحفظ سَاعَة الْمُفَارقَة فَالْقَوْل فِيهَا مَا تقدم. قَالَ: الْحمى الغب الَّتِي مُدَّة نوبتها أقل من مُدَّة الغب الْخَالِصَة أَعنِي أقل من اثْنَتَيْ عشرَة) فانقضاؤها أسْرع من انْقِضَاء الْخَالِصَة بِقدر نُقْصَان نوبتها عَنْهَا وَالْغِب الَّتِي زمَان

نوبتها أطول من مُدَّة زمَان الغب الْخَالِصَة فانقضاؤها أَبْطَأَ بِقدر فضل نوبتها عَلَيْهَا. لي هَذَا يصحح رَأْيِي فِي أَن النّوبَة الْوَاحِدَة تدل على زمَان الْمَرَض الكلى وعَلى ألف هـ هَيْئَة الْأَرْبَعَة الْأَزْمِنَة حَتَّى يكون حَاله فِي جَمِيعهَا مشابهاً لحَال النّوبَة الْوَاحِدَة وَإِن كَانَت الْحمى تبطئ حَتَّى تَنْتَهِي كَانَ الْمَرَض كُله بعيد الِانْتِهَاء فَكَذَا فِي سَائِر الْأَزْمَان لِأَن طول الِانْتِهَاء فِي النّوبَة الْوَاحِدَة إِنَّمَا يكون لبعد الْخَلْط عَن قبُول الْحَرَارَة والاشتعال. وَكَذَا هُوَ أبعد من النضج أَيْضا لِأَن الِانْتِهَاء للنوبة الْوَاحِدَة نضج لذَلِك الْمِقْدَار الَّذِي قد عفن فِي ذَلِك الْيَوْم وَالْقِيَاس فِيهِ وَاحِد والتجربة تشهد لَهُ أَيْضا بذلك. الْمقَالة السَّابِعَة من الفضول الْأَمْرَاض الحادة تكون لحميات مطبقة على الْأَكْثَر. من أزمان الْأَمْرَاض: منزلَة الْأَوْقَات من الْأَمْرَاض بِمَنْزِلَة الْأَسْنَان من الْحَيَوَان. الْأَوْقَات مِنْهَا كُلية وَهُوَ وَقت الِابْتِدَاء الكلى والصعود والانتهاء والانحطاط. وَمِنْهَا جزئية وَهِي هَذِه الْأَوْقَات فِي النّوبَة الْوَاحِدَة وَذَلِكَ أَن للنوبة ابْتِدَاء وَقت الِاضْطِرَاب وَوقت الِابْتِدَاء وَوقت التزيد وَوقت الِانْتِهَاء وَوقت الانحطاط وَوقت غب الْحمى الَّتِي عَنْهَا هِيَ فَهَذِهِ سِتَّة أَوْقَات بَيِّنَة تتبين للحس فِي غب وَذَلِكَ أَن من يحم حمى غب فَأول مَا تبتدئ يحس بقشعريرة تتزيد قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تصير نافضاً وَهَذَا الْوَقْت يُسمى وَقت الِابْتِدَاء ثمَّ أَن النافض يَبْتَدِئ ويسكن وتبتدئ الْحَرَارَة فِي الْبدن وَيُسمى هَذَا الْوَقْت وَقت الصعُود ثمَّ أَن الْحَرَارَة تلبث بِحَالِهَا مُدَّة وَتسَمى هَذِه الْحَال الِانْتِهَاء ثمَّ أَن الْحَرَارَة تقبل تضعف وينقي الْبدن مِنْهَا وَهَذَا الْوَقْت وَقت الانحطاط ثمَّ يبْقى الْبدن مُدَّة مَا إِلَى أَن تعود وَهُوَ وَقت غب الْحمى. قَالَ فِي حمى غب: أول مَا تبتدئ فِي هَذِه الحميات القشعريرة ثمَّ يتبع ذَلِك برد الْأَطْرَاف بقشعريرة أَشد ثمَّ يعرض النافض وتبرد أَعْضَاء الْبدن كلهَا وَيصير النبض فِي ذَلِك الْوَقْت أَصْلَب مِمَّا كَانَ بالطبغ وأصغر وتتبين الشرعة فِي الانقباض بَيَانا ظَاهرا لمن كَانَ عَالما بمجة الانقباض وَذَلِكَ أَن حَرَكَة الانبساط فِي أَكثر أَمر بطيئة وخاصة فِي ابْتِدَاء الدّور وَكَثِيرًا مَا توهم أَنَّهَا مُتَسَاوِيَة للْحَال الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِيمَا قبل والسكونان فتجد أَحدهمَا وجودا بَينا هُوَ الَّذِي يكون بعد الانقباض أطول مُدَّة وَأما الَّذِي ألف هـ بعد الانبساط فتجده فِي بعض الْأَوْقَات بِمَنْزِلَة الانبساط مُسَاوِيا لما كَانَ عَلَيْهِ فِيمَا قبل وتجده فِي بَعْضهَا غير مساوٍ وَقُوَّة تبيان ذَلِك أَن يلبث) فِي بعض النَّاس ساعتين من سَاعَات الاسْتوَاء وَفِي بَعضهم أَكثر وَفِي بَعضهم أقل غير أَن النبض بعد ذَلِك إِذا ابْتَدَأَ يعظم ويسرع فِي الْحَرَكَة ويتواتر فيزيد فِيهِ كل وَاحِد من هَذِه الثَّلَاثَة قَلِيلا قَلِيلا وَسَاعَة يعرض ذَلِك تشتد حرارة الْبدن ويتغير النبض كَمَا قلت فيحس بعض النَّاس فِي دَاخل بدنه بتوقد شَدِيد وأطرافه بعد بَارِدَة وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن الِاضْطِرَاب يغلب على الْبدن فِي هَذَا الْوَقْت غَلَبَة لَيست باليسيرة فَهَذَا هُوَ الْوَقْت الثَّانِي بعد الْوَقْت الأول الَّذِي يبرد فِيهِ جَمِيع الْبدن ويتغير فِيهِ النبض إِلَى ضد مَا كَانَ عَلَيْهِ فِيمَا تقدم من ذَلِك وَذَلِكَ أَن النبض فِي وَقت غب الْحمى يكون بِحَال الطبيعة.

قَالَ: وَالْوَقْت الأول بِالْحَقِيقَةِ فِي جَمِيع الدّور هُوَ الَّذِي يَبْتَدِئ فِيهِ القشعريرة ويبرد فِيهِ الْبدن ويتغير النبض التَّغَيُّر الَّذِي وَصفنَا وَالْوَقْت الثَّانِي بعد هَذَا الْوَقْت وَقت تغير النبض إِلَى حرارة وانتشارها انتشاراً مُتَسَاوِيا وَالْوَقْت الثَّالِث الْوَقْت الَّذِي تتزيد فِيهِ هَذِه الْحَال أَعنِي الْحَرَارَة باستواء. وَالْوَقْت الرَّابِع الْوَقْت الَّذِي تبقى فِيهِ الْحَرَارَة بِحَالِهَا. وَالْوَقْت الْخَامِس الْوَقْت الَّذِي تنقص فِيهِ الْحَرَارَة ويبدو البخار من الْبدن وَيبدأ النبض يرجع فِيهِ إِلَى الْحَال الطبيعية ويطرح عَنهُ الْعظم والسرعة والتواتر والصلابة ويعرق الْبدن فِي أَكْثَرهم فِي هَذِه الْحَال. ثمَّ الْوَقْت السَّادِس وَقت غب الْحمى وَهُوَ الْوَقْت الَّذِي يكون الْبدن فِيهِ نقياً لَا قَلَبة بِهِ. قَالَ: وَقد تفهم هَذِه الْأَوْقَات بالنبض وَذَلِكَ أَن جَمِيع من يحم غبا يُصِيبهُ بَغْتَة اضْطِرَاب أَو قشعريرة فِي بدنه كُله ثمَّ يحس بعد تِلْكَ القشعريرة بِبرد قوي ويصيبه نافض ثمَّ يسكن النافض بعد ذَلِك بِمدَّة ويقل برد الْأَطْرَاف ويبتدئ يحس بتلهب فِي دَاخل بدنه بأجمعه وعطش ثمَّ بعد ذَلِك يبطل برد الْأَطْرَاف والنافض بتة ويتوقد بدنه توقداً مستوياً ويتزيد ذَلِك فِيهِ دَائِما إِلَى مُدَّة مَا تقف عِنْدهَا الْحَرَارَة وتلبث مُتَسَاوِيَة ثمَّ أَنه يحس بعد ذَلِك تنتقص الْحَرَارَة وَلَا تزَال كَذَلِك إِلَى أَن يصير الْبدن إِلَى الْحَال الأولى الَّتِي لم يكن يحس فِيهَا شَيْئا. فَهَذِهِ هِيَ الْأَوْقَات فِي حمى غب. قَالَ: فَمثل هَذِه الْفُصُول أَو مَا يقرب مِنْهَا يُوجد فِي جَمِيع الحميات حَتَّى أَنه يُوجد فِي المطريطاوس مَا خلا الحميات اللَّازِمَة وَذَلِكَ أَن هَذِه لَا يحس لَهَا بابتداء بَين وَلَا انحطاط بَين. قَالَ: وَأما الحميات الَّتِي لَا تغب أَعنِي الَّتِي لَا يَنْفِي الْبدن مِنْهَا فِي فتراتها فَإِنَّهَا يجب) ضَرُورَة مَتى كَانَ مَعَ ابْتِدَاء النّوبَة ألف هـ انقباض وأعني بالانقباض برد الْبدن وَذَلِكَ أَنه يلْحق الْبرد حَرَكَة النبض إِلَى دَاخل وصعوده لِأَن الدَّم يغور فَإِنَّهُ يجب ضَرُورَة أَن يكون بعد هَذَا الْعَارِض اضْطِرَاب ثمَّ صعُود ثمَّ مُنْتَهى ثمَّ انحطاط. وَأما إِذا لم يكن فِي ابْتِدَاء النّوبَة انقباض محسوس فَإِنَّهُ يجب ضَرُورَة أَن يصير وَقت الِابْتِدَاء وَالِاضْطِرَاب والتزيد وقتا وَاحِدًا فَيكون الْوَقْت الَّذِي بَين ابْتِدَاء الْحمى ومنتهاها صعُودًا كُله لِأَن الانقباض إِذا لم يعرض فَمن الْبَين أَن الِاضْطِرَاب أَيْضا لَا يعرض. وَأما الْمُنْتَهى فَلم نجده قطّ بَطل فِي مرض من الْأَمْرَاض لَكنا نجد لجَمِيع الحميات اسْتِوَاء محسوساً لابثاً على حَال وَاحِدَة وقتا مَا. قَالَ: وَأعظم الْأَعْرَاض اللَّازِمَة لابتداء النوائب وَأَشْرَفهَا الانقباض وحركة النبض إِلَى دَاخل أَعنِي سرعَة الانقباض فَإِن كَانَ نافض فصغر النبض وتفاوته وإبطاء الانبساط فَإِن هَذِه يحدث بِسَبَب الْبرد. ولاستقصاء معرفتي بِهَذِهِ الْأَشْيَاء قد منعت مرضِي كثيرا كَانَ الْأَطِبَّاء

قد عزموا على أَن يُدْخِلُوهُمْ الْحمام أَو يغذوهم لِأَن الْوَقْت الَّذِي تتَوَقَّع النّوبَة فِيهِ كَانَ فد حَان عَلَيْهِم من ذَلِك أَنِّي قد أحسست بِأَن الدّور قد ابْتَدَأَ لمعرفتي بِسُرْعَة الانقباض أَعنِي انقباض الْعرق فَإِنَّهُ قد يُمكن من قدر على معرفَة هَذَا النبض أَن يعرف الِابْتِدَاء دَائِما وتزيدها لِأَن الْوَقْت الَّذِي يصير النبض فِيهِ بالضد أَعنِي أَن يعظم الانبساط هُوَ المنتهي وَالْوَقْت الَّذِي يرجع النبض فِيهِ إِلَى الْحَال الطبيعية هُوَ انحطاطها. وَهَذِه الحميات إِنَّمَا يُمكن أَن تفصل فِيهَا هَذِه الثَّلَاثَة الْأَوْقَات. فَأَما الحميات المطبقة الَّتِي لَا أدوار لَهَا بِمَنْزِلَة حميات الدَّم فَلَيْسَ للحمى فِيهَا نوبَة وَلَا جُزْء من الْأَجْزَاء الَّتِي قدمنَا ذكرهَا لَكِن تعرف أَوْقَات الْمَرَض فِيهِ من جِهَة أُخْرَى غير هَذِه الْجِهَة. لي الِاسْتِدْلَال على هَذِه بعلامات النضج وَذَلِكَ أَن هَذِه كلهَا نوبَة وَاحِدَة فَتسقط فِيهَا أزمان الْأَمْرَاض الْجُزْئِيَّة. وَتَكون الْأَزْمَان الْكُلية هِيَ كل هَذَا الْمَرَض ويستدل عَلَيْهِ من النضج. وَذَلِكَ أَنه مَا دَامَ لم يتَبَيَّن نضج الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ الِابْتِدَاء لَا محَالة. وَإِذا بَان نضج ضَعِيف فَهُوَ التزيد. فَإِذا قَالَ: وَأما المطريطاوس فَإِن أَوْقَاتهَا خَمْسَة وَذَلِكَ لِأَن الْبدن لَا ينقى مِنْهَا الْبَتَّةَ. وابتداؤها وتزيدها مُضْطَرب وَذَلِكَ أَن للقشعريرة فِيهَا عودات ومنتهى طَوِيل وَذَلِكَ لِأَن الْحَرَارَة تنبسط فِيهَا بكد فِي الْيَوْم الأول وَكَذَلِكَ انحطاطها طَوِيل لِأَنَّهُ يقف وقتا بعد وَقت بِحَالهِ كَمَا كَانَ عِنْد) الصعُود بِحَالهِ حينا بعد حِين ثمَّ تصعد فَأَما فِي الْيَوْم الثَّانِي فَإِن أوقاته الطَّوِيلَة فِيهِ أقصر وَحَال الْيَوْم الثَّالِث حَال الْيَوْم الأول وَالثَّانِي كالرابع وَدَلَائِل الحميات فِيهَا مَوْجُودَة أَعنِي سرعَة الانقباض وميل الدَّم إِلَى بَاطِن الْبدن والقشعريرة وَالِاضْطِرَاب. وَقد يطول وَقت الصعُود والانحطاط والمنتهى وَيقصر أَيْضا بِحَسب الْأَبدَان. لي لم يبين فيمَ ذَلِك وَمِمَّا لَا شكّ فِيهِ أَن الصعُود يعسر فِي الْأَبدَان البلغمية والانحطاط فِي الْأَبدَان المرارية وبالضد فَأَما الْمُنْتَهى فَإِن طوله تَابع لطول الانحطاط وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ الانحطاط عسراً طَال المنتهي فَأَما إِذا كَانَ الصعُود عسراً فَلَا لِأَن الطول كُله حِينَئِذٍ فِي الصعُود والصعود لَا يشبه الْمُنْتَهى لِأَن الْمُنْتَهى الْوَقْت الَّذِي الْأَعْرَاض فِيهِ فِي غَايَة الْعظم. فَأَما الانحطاط فَمَا لم يبن النَّقْص بَيَانا ظَاهرا فَإِنَّهُ منتهي.

(الْحمى النائبة كل يَوْم) قَالَ عَلَامَات الِابْتِدَاء فِي هَذِه تلبث فِي بعض الحميات مُدَّة أَكثر وَفِي بَعْضهَا أقل وَكَذَلِكَ خَواص الِاضْطِرَاب فَإِن مُدَّة لبثها فِي بعض هَذِه الحميات رُبمَا كَانَت طَوِيلَة وَرُبمَا كَانَت قَصِيرَة ومنتهاها أطول من مُنْتَهى الغب فَإِن لَهَا فِي الْمُنْتَهى والانحطاط وقفات. لي الِاضْطِرَاب يَعْنِي بِهِ الْوَقْت الَّذِي تختلط فِيهِ الْحَرَارَة والبرودة فِي الْبدن. قَالَ: وَأما الحميات الَّتِي تكون مَعَ برد فوقت الْبرد فِيهَا أحد أَوْقَات النّوبَة. 3 (وَقت الِابْتِدَاء) قَالَ: الورم الْحَار إِذا حصل فِي الْعُضْو من الدَّم شَيْء خَارج عَن الطَّبْع فَهُوَ ابْتِدَاء وَإِذا عفن مَا حصل واشتدت لذَلِك الْحَرَارَة كثر انصباب الدَّم وتولدت فِيهِ ريَاح نافخة فتمدد بِسَبَبِهَا وبسبب كَثْرَة الدَّم تمدد شَدِيد فَذَلِك الْوَقْت هُوَ التزيد. وَإِذا أقبل ذَلِك يَسْتَحِيل إِلَى الْمدَّة وَبَلغت الأوجاع فِي ذَلِك الْوَقْت غايتها وَهَذَا هُوَ وَقت الْمُنْتَهى فَإِذا اجْتمعت الْمدَّة وانفشت تِلْكَ الْمَادَّة حَتَّى يقل تمدد الْعُضْو وتصدده عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ فَذَلِك الانحطاط. قَالَ: وَأما الحميات فَمَا كَانَ حُدُوثه بِسَبَب الورم الْحَار فأوقات تعرف بأوقات الورم وَمَا عرض مِنْهَا بِسَبَب عفونة الأخلاط بِلَا ورم فَهَذِهِ ابْتِدَاؤُهَا مَا دَامَت الأخلاط ألف هـ غير نضيجة فَإِذا بَدَأَ النضج انْقَضى وَقت الِابْتِدَاء وابتدأ وَقت الصعُود فَإِذا تمّ النضج وَفرغ كَانَ ذَلِك الْوَقْت وَقت الْمُنْتَهى. ثمَّ يتبع ذَلِك وَقت الانحطاط وَهُوَ الْوَقْت الَّذِي يقل فِيهِ حُدُوث الْأَعْرَاض الَّتِي يعرض فِيهَا النضج وتسكن شدتها وَتبقى مِنْهَا بَقِيَّة يسيرَة تحْتَاج إِلَى النضج. قَالَ: والأوقات فِي القروح هَذِه الْأَوْقَات بِعَينهَا. وَذَلِكَ أَنه يخرج أَولا صديد رَقِيق مائي غير نضيج ثمَّ يجْرِي بعد ذَلِك مِنْهَا صديد أقل من الصديد الأول وَاغْلُظْ ثمَّ يستفرغ مِنْهَا بعدُ مِدّة رقيقَة ثمَّ أَن الْمدَّة تقل وتغلظ وتبيض. قَالَ: وَكَذَلِكَ الرمد فَإِنَّهُ يجْرِي من الْعين فِي أول حُدُوثه صديد رَقِيق غير نضيج ثمَّ يسيل مِنْهَا بعد ذَلِك إِذا ابْتَدَأَ النضج صديد رَقِيق أقل من الصديد الأول وَأَغْلظ فَإِذا امْتَدَّ الزَّمَان نقصت كثرته وَغلظ قوامه وَكَثُرت الدَّلَائِل الَّتِي تدل على النضج حَتَّى أَنه تلتصق الأجفان مِنْهُم إِذا نَامُوا من الرمص الَّذِي يتَوَلَّد فِي الْعين وَهَذَا الرمص يكون فِي أول الْأَمر رَقِيقا كثيرا فَإِذا امْتَدَّ الزَّمَان وَقلت كميته دلّ على نضج الْعلَّة وَكَذَلِكَ أَيْضا الْموَاد الَّتِي تنحدر من الدِّمَاغ وتستفرغ من الحنك والمنخرين فَإِنَّهُ مَا دَامَ مبتدئاً كَانَ مَا يجْرِي مائياً كثيرا حاداً

وَأما فِي الِانْتِهَاء فَإِن مَا يستفرغ مِنْهَا غليظ أقل كمية وَأَقل حِدة وَإِن استفرغ مِنْهُ المخاط كَانَ ذَلِك أصح. قَالَ: فَأَما أَنا فتارك الْقَوْم الَّذين يتنازعون فِي مَا لَا ينفع الصِّنَاعَة فيبحثون عَن الِابْتِدَاء والانتهاء الَّذِي لَا عرض لَهُ. فَأَما أَنا فَإِنِّي قد وجدت للأمراض انْتِهَاء ذَا عرض وَهُوَ جَمِيع الْوَقْت الَّذِي يحس الْمَرَض فِيهِ لابثاً بِحَالهِ لَا يتزيد وَلَا ينتقص شَيْئا محسوساً ذَا قدر. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي هَذِه الْمدَّة العلاجات الَّتِي تسْتَعْمل فِي الْمُنْتَهى.) قَالَ: ومنتهى الْأَمْرَاض يكون فِي بَعْضهَا أطول وَفِي بَعْضهَا أقصر. قَالَ: وَرُبمَا أمكنتنا مَعْرفَته وَرُبمَا لم يمكنا معرفَة ذَلِك إِلَى أَن يجوز وَيذْهب وَبعده بِوَقْت طَوِيل. قَالَ: وَذَلِكَ يكون بِسَبَب قصر وَقت الْمَرَض فَإِن بعض الْأَمْرَاض يُوهم أَنَّهَا سَاعَة تبتدئ تكون فِي غَايَة شدتها وانتهائها وَذَلِكَ غير مُمكن لِأَنَّك لَا تَجِد حمى الدَّم تبلغ غَايَة شدتها سَاعَة تبتدئ ألف هـ وَلَكِن لَا بُد أَن يكون ذَلِك وَلَو كَانَ أحدّ مَا يكون ثَلَاث سَاعَات أَو أَرْبعا أقل شَيْء ثمَّ إِنَّهَا مُنْذُ ذَلِك تلبث بِحَالِهَا أَو تلبث مُسَاوِيَة الْأَمر إِلَى أَن يَأْتِي البحران. وَلَا السكتة وَهِي أَشد الْأَمْرَاض حسا حَتَّى تكون حِين تحدث فِي غَايَة الشدَّة وَإِن كَانَت تَنْتَهِي بِسُرْعَة لَكِنَّهَا لَا بُد لَهَا من مُدَّة ابْتِدَاء. وَلَا الصرع يكون كالصاعقة بَغْتَة لَكِن يَبْتَدِئ قَلِيلا ثمَّ يتزيد سَرِيعا. قَالَ: أَقُول: إِن لكل وَاحِد من الْأَمْرَاض ابْتِدَاء إِلَّا أَنه رُبمَا كَانَ محسوساً وَرُبمَا كَانَ ضَعِيفا. والتزيد أَيْضا لَيْسَ يتَبَيَّن للحس فِي جَمِيع الْأَمْرَاض فَأَما الْمُنْتَهى فمحسوس فِي جَمِيع الْأَعْرَاض لَا محَالة. لي هَذَا هُوَ الْمُنْتَهى الصناعي لَا الوهمي. وَأما الانحطاط فمحسوس والأمراض الحادة جدا الَّتِي يسلم فِيهَا العليل إِنَّمَا يحس فِيهَا بالانتهاء والانحطاط وَالَّذِي لَا يسلم بالانتهاء يضيق وَقت الْمُبْتَدَأ والتزيد فِيهَا. قَالَ: وَلَا يُمكن أَن تفهم نِهَايَة الْمَرَض الْقِتَال كَمَا تفهم نِهَايَة الْمَرَض السَّلِيم وَذَلِكَ أَن الْمَرَض السَّلِيم يبلغ وقتا تكون النوائب فِيهِ بِحَالِهَا لَا تزيد ويتبين فِيهَا النضج فَيعرف أَنه مُنْتَهى صَحِيح. فَأَما الْقِتَال فلأنّ النضج لَا يظْهر فِيهِ الْبَتَّةَ فِي وَقت من الْأَوْقَات وَرُبمَا قتل الْمَرِيض قبل أَن يصير النوائب بِحَال وَاحِدَة. قَالَ وَيَنْبَغِي أَن تجيد التفقد وَذَلِكَ أَنه قد يَنْبَغِي أَن يكون بالمريض مرضان أَو ثَلَاثَة أَحدهَا قد انْتهى وَالْآخر لَا ثمَّ يَمُوت العليل. لَا من الْمَرَض الَّذِي قد انحط لَكِن من الْمَرَض الآخر. قَالَ وَأَجد التيقن عَن ذَلِك. قَالَ: فَإِذا كَانَ الْمَرَض لَا يظْهر فِيهِ نضج فاصرف فكرك كُله إِلَى حَال الْقُوَّة من المبادئ

الثَّلَاثَة وَانْظُر فِي أَعْرَاض الْمَرَض وَقس بَينهَا فَإِن رَأَيْت القوى تضعف والأعراض تزداد عظما فَاعْلَم أَنه) لَا يكون نضج فَإِن رَأَيْت ضد ذَلِك فَاعْلَم أَنه سَيكون. قَالَ: وَجَمِيع الْأَعْرَاض فِي الِابْتِدَاء والانحطاط أَضْعَف وَفِي الِانْتِهَاء أقوى. فَأَما فِيمَا بَين ذَلِك فحالها متوسطة. قَالَ: وَالَّذِي يَنْبَغِي أَن يكون الْغَالِب فِي العلاج وَقت الْمُنْتَهى الْأَشْيَاء المسكنة. وَأما فِي الِابْتِدَاء والانتهاء فالمقاومة للمرض. وَفِيمَا بَين الطَّرفَيْنِ يكون مَا يسْتَعْمل فِي الْأَوْقَات المتوسطة. من كتاب العلامات قَالَ: ثقل الْبدن واضطرابه ونخس فِي العضل وإعياء وتثاؤب وتمط ألف هـ ومجسة كثيفة صلبة فَإِذا كَانَت هَذِه العلامات من غير إِحْضَار وَلَا أَخذ طَعَام كثير وَلَا استحمام فَإِن نوبَته ستبتدئ. قَالَ: فَإِذا كَانَت فِي أُولَئِكَ النّوبَة نافض فَذَلِك وَإِذا لم يكن فَأَرَدْت أَن تجس الْبدن فهيئ يدك للمس الْبدن لِأَن لَا تكون حارة وَلَا بَارِدَة فافرك أصابعك وَضعهَا على صدرك حَتَّى تستوي حَالَة كفك ثمَّ جس يَده وصدره وجنبيه ثمَّ امْكُث قَلِيلا وَأعد الجس فَإنَّك رُبمَا وَجدتهَا حارة جدا وَلَا تشك فِي أَنَّهَا حمى وَرُبمَا وَجدتهَا بَارِدَة فِي أول اللَّمْس إِلَّا أَنه لَا تظهر مِنْهَا بطول اللِّقَاء حرارة شَدِيدَة وَيظْهر كَمَا يظْهر من الْبيض السليق إِذا ألقِي فِي المَاء الْبَارِد. وَرُبمَا وجدت قَالَ: عَلَامَات ابْتِدَاء النّوبَة أَن تكون المجسة صَغِيرَة كثيفة وتبرد الْأَطْرَاف ويعرض التثاؤب والحزن والكسل ويتغير اللَّوْن وتبطئ الحركات ويثقل الْكَلَام وَتَسْتَرْخِي أجفان الْعين وَرُبمَا وَقع عَلَيْهِ سبات وتهيج القشعريرة فِيمَا بَين الْكَتِفَيْنِ والصلب وتحم الصدغ والصدر ويحس فِي الْجلد شَبيه بنخس الشوك. وتبرد أرنبة الْأنف وشحمة الْأذن والمجسة صَغِيرَة كثيفة. وَرُبمَا عرض نافض وَبرد قوي وَرُبمَا عرض سيلان الرِّيق واختلاج الصدغين وطنين الْأُذُنَيْنِ وعطاس وامتداد أَعْضَاء الْبدن كُله. عَلَامَات الصعُود: كَثْرَة الْحَرَارَة فِي الصَّدْر والبطن واللهيب والعطش وَعظم النبض واحمرار الْوَجْه ووجع الصلب والمفاصل وَعظم النَّفس والغثي والفواق فِي الْأَحَايِين. فَأَما الْمُنْتَهى فَأن يحم الْبدن كُله بِالسَّوِيَّةِ ويشتد النبض ويصلب ويقوى إِن لم يكن الْمَرَض رديئاً لِأَن الْمَرَض الرَّدِيء يَجْعَل النبض صَغِيرا فِي جَمِيع الْأَزْمَان وَأَن تستوي الْأَعْرَاض وَلَا تتزايد. فَأَما الهبوط: فَأن تنقص الْأَعْرَاض أَعنِي الْعَطش والحرارة وَالِاضْطِرَاب ويترطب الْبدن قَلِيلا قَلِيلا ويشتهى الطَّعَام وَيصْلح النبض.)

الْخَامِسَة عشرَة من النبض فِيهِ دَلَائِل على أزمان الحميات من النبض وَقَالَ فِي ابْتِدَاء الحميات: يتَنَحَّى الدَّم عَن ظَاهر الْبدن فِي آخر الْأَمر. وَمِمَّا لَا يُفَارق ابْتِدَاء الحميات العفونة سرعَة الانقباض ألف هـ وَهِي أصدق من جَمِيع العلامات. أبيذيميا الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ: إِذا كَانَ للهواء مزاج رطب بَارِد طَالَتْ مُدَّة الحميات وَلم تنضج إِلَّا بكد. الثَّالَّةِ قَالَ: البرسام الْحَار مِنْهُ الْمُسَمّى قرانيطس والبارد الْمُسَمّى ليثرغس قصير الْمدَّة ذُو خطر. والورم الصلب فِي الكبد طَوِيل الْمدَّة قتال. فِي الأولى من الثَّانِيَة قَالَ: أدوار الحميات فِي الْأَمر الْأَكْثَر تتقدم على نِسْبَة أَو تتأخر وَرُبمَا لَزِمت وقتا وَاحِدًا واللازمة وقتا وَاحِدًا تأخرها عَنهُ دَلِيل النُّقْصَان فِي الْوَقْت وبالضد. وَأما الَّتِي عَادَتهَا التَّقَدُّم والتأخر فِي الْوَقْت فَيَنْبَغِي أَن تنظر فِي نِسْبَة التَّقَدُّم إِلَى التَّقَدُّم والتأخر إِلَى التَّأَخُّر وَمن ذَلِك يتعرف هَل يتَقَدَّم أَو يتَأَخَّر. وَانْظُر مَعَ ذَلِك فِي طول مقَام النّوبَة فَإِنَّهُ قد يُمكن أَن يتَأَخَّر الْوَقْت وَيبقى مُدَّة أطول. وَأما صعوبة الْحمى فَتكون من أعراضها وَذَلِكَ يكون إِمَّا فِي الكمية بِأَن تحدث مَعهَا أَعْرَاض أَكثر وَإِمَّا فِي الْكَيْفِيَّة بِأَن تحدث مَعهَا أَعْرَاض أصعب وَإِمَّا فيهمَا وَإِذا كَانَ فيهمَا فقد ارْتَفع الشَّك وَإِذا كَانَ فِي أَحدهمَا فقس الْكَيْفِيَّة بالكيفية واعمل بِحَسب ذَلِك فِي جَمِيع الحميات الحادة والمزمنة والخراجات وَسَائِر الْأَمْرَاض. وَجَمِيع مَا رَأَيْت أعراضه وصعوبته أسْرع وأصغر فَهُوَ أقصر الْمَرَض وَتقدم النوائب أبدا خَاص بالحميات القصيرة النّوبَة وبالضد. وَمَتى كَانَت أَزِيد بعد مَا كَانَت أنقص دلّ على قصر الْمدَّة لِأَن ذَلِك سرعَة حَرَكَة وكل سريع الْحَرَكَة إِلَى التَّمام قصير الْمدَّة من الْحَيَوَان والنبات وَغَيره. وَقد تتفقد جَمِيع الأدوار حَتَّى يُقَاس كل دور بِمَا تقدم وَيُؤْخَذ مِنْهُ اسْتِدْلَال. السَّادِسَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ: إِذا كَانَ الْمَرَض لَا ينهك الْبدن وَلَا يهزل الْوَجْه سَرِيعا وَلَا يسْقط الْقُوَّة فَإِنَّهُ مرض يطول وبالضد وَلَا يهزل مادون الشراسيف سَرِيعا. الأولى من السَّادِسَة مَا كَانَ من الحميات مَعَه نافض شَدِيد فَلَيْسَ يُمكن أَن يَقع منتهاه حَتَّى يسكن النافض. قَالَ: ينْتَفع بِهَذَا خَاصَّة فِي تعرف مُنْتَهى الرّبع فَإِنَّهُ لَا يقْلع مُنْتَهَاهَا. والنافض الَّذِي فِيهَا لم) ينقص شَيْئا فَلَيْسَ تبلغ الرّبع مُنْتَهَاهَا دون أَن يخف النافض وَكَذَا فِي الحميات مادامت نِيَّة البلغمية لي وَلم يذكر الغب. الْيَهُودِيّ قَالَ: الحميات مادامت نِيَّة فجة لَا تبدل أَوْقَاتهَا فَإِذا نَضِجَتْ تَغَيَّرت أَوْقَات نوائبها. وَأي حمى تَغَيَّرت أَوْقَات نوائبها ألف هـ سَرِيعا فَهِيَ ضَعِيفَة وبالضد. شَمْعُون قَالَ: حمى يَوْم آخرهَا أَرْبَعَة أَيَّام وَالْغِب أَرْبَعَة عشر يَوْمًا والمحرقة شدتها فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام سبع سَاعَات إِلَى اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة ومدتها أُسْبُوع. وَالرّبع الْخَالِص مدَّتهَا

فصل من فُصُول السّنة والبلغمية الْخَالِصَة أَرْبَعُونَ. واللازمة مدَّتهَا عشرُون يَوْمًا. وسونوخس إِلَى أَرْبَعَة عشر يَوْمًا. والسل إِلَى الْمَوْت أَو إِلَى أشهر كَثِيرَة والمطريطاوس الْخَالِصَة الَّتِي تشتد مَا بَين أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَحمى الورم إِلَى أَن تجمع وتبرأ. أبيذيميا الثَّانِيَة من مسائلة قَالَ: يدل على طول الْمَرَض النبض الْعَظِيم الْقوي وَالْوَجْه السمين غير الحابل والشراسيف غير الضامرة. لي لِأَن هَذَا يدل على أَن التَّحَلُّل من الْبدن قَلِيل. السَّادِسَة قَالَ: مادام النافض قَوِيا فَإِن الْمَادَّة الَّتِي مِنْهَا الْحمى لم تنضج وَلم تبلغ الْحمى مُنْتَهَاهَا. فَإِذا سكن بعض السّكُون دلّ على أَن مُنْتَهى الرّبع قريب. لي لِأَن النافض إِنَّمَا يكون من ذَلِك الْخَلْط الْبَارِد النيء فَإِذا قل مِقْدَاره دلّ على قلَّة الْخَلْط وَأَنه قد تحلل أَكْثَره أَو نضج. لي رَأَيْت أبدا طول الحميات بِحَسب طول النافض حَتَّى أَن الحميات الَّتِي لَا نافض فِيهَا أقصرها وَهَذَا الْوَاجِب لِأَن النافض إِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَة قبل أَن يَبْتَدِئ يسخن فَافْهَم الْمَعْنى. اغلوقن قَالَ: إِذا رَأَيْت الْحمى اللَّازِمَة فِي الثَّالِث هيجانها أَزِيد وَلم تَرَ فِي الْبَوْل وَالْبرَاز شَيْئا من النضج فَلَا يكون فِيهَا بحران فِي السَّابِع وَنَحْوه. وَإِن كَانَت الْحَال فِي الرّبع مثل ذَلِك وَرَأَيْت الْحمى كَأَنَّهَا باطنة ومندفنة وَرَأَيْت الْوَجْه وَسَائِر الْبدن كُله غير ضامر فَاعْلَم أَن هَذِه تلبث زَمَانا أطول. قَالَ: الْحمى الغب الْخَالِصَة لابد أَن يظْهر فِيهَا فِي الثَّالِث وَالرَّابِع دَلِيل على نضج وَأما غير الْخَالِصَة الَّتِي حدتها قَليلَة ونوبتها طَوِيلَة وفيهَا من البلغم مزاج كثير فقد رَأَيْت مَا بَقِي فضلا أَو فضلين. وَإِذا اخْتلطت الصَّفْرَاء فِي البلغمية فاحتدت قصرت مدَّتهَا. فَإِذا خالطت البلغمية) الصَّفْرَاء طولتها. جَوَامِع اغلوقن قَالَ: الغب أقصر من النائبة مُنْتَهى والبلغمية أطول مِنْهَا وَالرّبع أطول وَالَّتِي يجْتَمع مِنْهَا مَا فِيهَا الْحر وَالْبرد فِي حَالَة إِلَّا أَن تكون محرقة وَأبْعد مُنْتَهى. وَيقصر وَقت الْحمى فِي جَمِيع الْأَشْيَاء الحارة. وتبطئه الْبُرُودَة ألف هـ والرطوبة وَكلما كَانَت النوائب أقوى وأسرع دلّ على أَن الْمُنْتَهى أقرب وبالضد. وَدَلَائِل النضج إِذا ظَهرت تدل على قرب الْمُنْتَهى فَإِذا تَأَخَّرت فعلى بعده وَطول الْمَرَض. قَالَ: ويستدل على جَمِيع الحميات نائبة كَانَت أَو مفترة هَل تطول أَو تقصر بالبول والرجيع وهيئة الْبدن وَمِقْدَار الْحَرَارَة وحركتها والنبض والأسباب الملتئمة فَإِنَّهُ إِن كَانَ عَلَامَات النضج فِي أَو الْعلَّة فِي الْبَوْل وَالْبرَاز فصرت وَإِن تَأَخَّرت طَالَتْ وَإِن كَانَ الْبدن غير ضامر وَلَا كثير التَّحَلُّل وَكَانَ صلباً مكتز اللَّحْم طَالَتْ وبالضد وَإِن كَانَت الْحَرَارَة شَدِيد لذاعة قصر وَإِن كَانَت سَاكِنة مندفنة طَالَتْ وبالضد وَإِن كَانَ النبض سَرِيعا عَظِيما قصر وَإِذا كَانَ صَغِيرا بطيئاً كثير الِاخْتِلَاف وَإِن كَانَ صيفاً ومزاجاً حاراً ومهنة قصر وَإِلَّا طَال ويستدل على

الفترة خَاصَّة بِمَنْزِلَة الغب تطول أَو تقصر مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء بالنافض من طول النّوبَة وَمن الْعرق فَإِن النافض إِذا كَانَ مَعهَا رعدة شَدِيد قصرت وَإِن طَالَتْ مدَّتهَا طَالَتْ وَإِن قصرت مُدَّة النافض قصرت الْحمى والعرق إِن كَانَ غزيراً أسْرع قلع الْحمى وبالضد. قَالَ: حمى الرّبع خَاصَّة مَا لم يشْتَد النافض فَإِنَّهَا لم تنضج وَهِي مبتدئة. واشتداد النافض فِي هَذِه وَفِي البلغمية ينذر بالمنتهى. قَالَ ابْن ماسويه زمَان ليفوريا عشرُون يَوْمًا. من كتاب الْمسَائِل لِابْنِ ماسويه قَالَ: أزمان الْأَمْرَاض هِيَ فِي الْأَمْرَاض الَّتِي مَعَ مَادَّة أبين وأوضح. الْأَمْرَاض الحادة. الْمقَالة الأولى: حِين تبرد الْأَطْرَاف وتنقبض الْحَرَارَة إِلَى الْجوف ابْتِدَاء النّوبَة وَحين تقل الْحَرَارَة فِي الْجوف وَتقبل الرجل تسخن فَذَلِك الانحطاط. قَالَ: الْأَمْرَاض الَّتِي هِيَ أخف هِيَ أسر نضجاً. وبلوغها وعلامتها فِي ذَات الْجنب والرئة تَأَخّر النفث وبطؤه وعسره فَإِنَّهُ مَتى كَانَ النفث أسْرع وَأكْثر كَانَ البحران أسهل وأسرع وَفِي ذَات الكبد وَالطحَال والأمعاء والمعدة اعتقال الطبيعة حَتَّى لَا يبرز مِنْهَا شَيْء وَيكون مَا يبرز بعسر) وَتَكون الأثفال الَّتِي تخرج يابسة صلبة متغيرة وَأما الحميات فشدة يبس اللِّسَان وقحل الْجلد وَكَذَلِكَ يكون فِي الْعين ألف هـ رمد وَلَا يسيل مِنْهَا شَيْء الْبَتَّةَ يعسر سيلانه وَعلل الدِّمَاغ أَيْضا إِذا لم تبْق بالمنخرين والحنك وَبِالْجُمْلَةِ فالدليل على الْمَرَض الجاف احتقان الفضول وامتناعها من الْخُرُوج. لي هَذَا كُله ينذر يعسر النضج وَطول الْأَمر. الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: حد الِانْتِهَاء فِي علل الصَّدْر والرئة مَعَ النضج سَوَاء. وحد النضج مَعَ النفث لِأَنَّهُ سَاعَة تنضج هَذِه الْعِلَل تنذر بالنفث وَإِذا بدؤوا ينفثون مَا يحْتَاج إِلَى النفث لم يُمكن الْبَتَّةَ أَن يتزيد مرضهم لَا فِي جوهره وَلَا فِي الْأَغْرَاض اللاحقة لَهُ. الْمقَالة الرَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: إِذا كَانَ يحدث فِي الْبدن تغايير مُخْتَلفَة وَكَانَ الْبدن يبرد مرّة ويسخن أُخْرَى ويتلون بلون ثمَّ يُغَيِّرهُ دلّ على طول الْمَرَض لِأَنَّهُ يدل على أَن الْمَرَض من أَنْوَاع مُخْتَلفَة وَكَذَا هُوَ أَبْطَأَ نضجاً. لي فَمَتَى رَأَيْت فِي الْمَرَض أبوالا وضروباً من البرَاز والقيء والعق أَو تلون الْبدن لوناً بعد لون فَإِنَّهُ طَوِيل لِأَنَّهُ ينذر بأخلاط كَثِيرَة مُخْتَلفَة. قَالَ: الْعرق الْبَارِد ينذر بطول الْمَرَض وَأي مرض مِمَّا هُوَ حاد إِذا كَانَ مزمعاً لِأَن يطول فَإِن نوائبه تنْقَلب حَتَّى تصير الأصعب مِنْهَا فِي الْأزْوَاج. لي على مَا قَالَ فِي الْمقَالة الأولى من الحميات: الرسوب من العفن الَّذِي فِي الْعُرُوق بِمَنْزِلَة الْمدَّة من الخراجات فَكَمَا أَن تولد الْمدَّة هُوَ استتمام على الطبيعة وانحطاط الْمَرَض كَذَلِك الرسوب الحميد هُوَ دَلِيل كَمَال النِّهَايَة وَابْتِدَاء الانحطاط. واقرأه فِي كتاب الْبَوْل لتعلم ذَلِك.

من كتاب العلامات قَالَ: إِذا حدث فِي الْحمى الدائمة قشعريرة وَلم يعقبها عرق وَكَانَت السَّلامَة ظَاهِرَة حَاضِرَة فَإِن الْحمى الحارة تنْتَقل إِلَى المزمنة وَكَثِيرًا مَا تنْتَقل إِلَى الغب وَإِلَى البلغمية. من كتاب الدَّلَائِل: لَا تَخْلُو حمى من الحميات بعد أَن تكون مِمَّا لَا يَمُوت العليل مِنْهَا أَن تظهر فِيهَا الْأَزْمَان الْأَرْبَعَة. أما بِحَسب مَا توجبه دَلَائِل النضج وَإِمَّا بِحَسب مَا توجبه تزيد الْأَعْرَاض وتنقصها لِأَن من الحميات المطبقة مَا لَا يتَبَيَّن أَوْقَاتهَا من الْأَعْرَاض لِأَنَّهَا تكون ألف هـ مُنْذُ ابتدائها إِلَى انْقِضَائِهَا بِحَال وَاحِدَة من مِقْدَار الْأَعْرَاض. لي فِي هَذَا تتبين الْأَزْمَان.) من دَلَائِل النضج قَالَ: فَأَما دَلَائِل النضج فِي هَذِه فَلَا بُد أَن تكون أَولا خَفِيفَة ثمَّ تظهر قَلِيلا قَلِيلا إِلَى أَن تكمل فَتكون نِهَايَة الْمَرَض وَابْتِدَاء الانحطاط. الرَّابِعَة من الْفُصُول: الْمَرَض يطول إِمَّا لِكَثْرَة الْمَادَّة وَإِمَّا لغلظها وَإِمَّا لبردها. لي وَإِمَّا لكثافة الْبدن الزَّمَان وَضعف الْحَرَارَة الغريزة فتفقد كل هَذَا ليَكُون عَمَلك بِحَسبِهِ. لي مصلح من هَذِه الْمقَالة: إِذا كَانَ عرق كثير فِي عقب نوبَة ثمَّ رَأَيْت النّوبَة الثَّانِيَة لم تُؤثر فِيهَا ذَلِك لَكِن هِيَ على مَا كَانَت عَلَيْهِ فِي الشدَّة والطول فَاعْلَم أَن الْمَرَض طَوِيل لِأَنَّهُ يدل على أَن الْمَادَّة كَثِيرَة جدا وخاصة أَن دَامَت نَوَائِب على هَذِه الْحَال. لي جملَة أَبْوَاب معرفَة أزمان الْمَرَض: تقدم النوائب وتأخرها وطولها وقصرها وَشدَّة الْأَعْرَاض وخفتها ونقاء النوائب وخفتها وطولها ويكمل ذَلِك ظُهُور عَلَامَات النضج أَو تأخرها. وَضم إِلَيْهِ نوع الْمَرَض وَحَال الزَّمَان والمزاج وَمَا يحدث للعليل من الْعَوَارِض. بولس قَالَ: الحميات الَّتِي تقلع أعرف أزمانها الْجُزْئِيَّة. فَإِن كَانَت أزمانها الْجُزْئِيَّة تتمّ سَرِيعا أَعنِي فِي وَقت نصف يَوْم فالمرض حاد جدا وينقضي فِي الرّبع وانقضاؤه فِي السَّابِع. وَإِن كَانَ يتَجَاوَز ذَلِك إِلَى أَن يبلغ اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة جَمِيع أزمنته فَإِنَّهُ يَأْتِي بحرانه فِي الْأَكْثَر دون الْأَرْبَعَة عشر ويبلغ الْأَرْبَعَة عشر. فَإِن امتدت الْأَوْقَات حَتَّى أَن الِابْتِدَاء وَحده أَو التزيد يَأْتِي على أَكثر فإمَّا الَّتِي لَا تقلع فاعرفه من انخراط العليل فَإِن سرعَة انخراطه تنذر بحدة وَسُرْعَة النبض وتواتره وَشدَّة الْحَرَارَة وإحراقها. لي وَعظم الْأَعْرَاض وَسُرْعَة إِسْقَاط الْقُوَّة. قَالَ: الَّذين يحْمُونَ بِبرد شَدِيد لَا يُمكن أَن يَنْتَهِي مرضهم وَلَا يَأْتِيهم بحران قبل أَن يَنْقَضِي ذَلِك الْبرد فَإِنَّهُ مادام النافض بِحَالَة فِي الشدَّة فَلم يحضر مُنْتَهى الْمَرَض. قَالَ: إِذا كَانَت الْحمى المطبقة الْمُخْتَلفَة التزيد لَيست دائمة على حَال وَاحِدَة لَكِنَّهَا تربح قَلِيلا فِي الْأَحَايِين وتشتد فَإِن مدَّتهَا أطول من الْبَاقِيَة بِحَالَة وَاحِدَة وَهَذِه إِذا لم يظْهر فِي الثَّالِث نضج فِي الْبَوْل وَالْبرَاز فَإِنَّهَا تنجز فِي السَّابِع فَإِن لم يظْهر ألف هـ ذَلِك وَلَا فِي الرّبع وَبقيت بِحَالِهَا فِي الشدَّة وَلم ينخرط الْوَجْه والجسد فَإِن هَذِه تطول بصاحبها.

من كتاب الدَّلَائِل دَلَائِل ابْتِدَاء النّوبَة برد الْأَطْرَاف وَظَاهر الْبدن وَصغر النبض وَضَعفه وإبطاؤه وتفاوته وتواتره فَإِن هَذِه دَلَائِل غور الْحَرَارَة إِلَى بَاطِن الْبدن. وَدَلَائِل التزيد يَبْتَدِئ الْبدن) بالسخونة وتستولي الْحَرَارَة والعطش. والمنتهى إِن لم تستول الْحَرَارَة على الْبدن كُله بِالسَّوِيَّةِ ويعظم النبض ويتواتر ويسرع ويلين. وَدَلَائِل الانحطاط انخزال الْحَرَارَة وإقبال النبض إِلَى الصفر والتفاوت وَبَقَاء الْقُوَّة فِيهِ بل تكون الْقُوَّة أَزِيد. قَالَ: وَأما فِي الورم الْحَار فَمَا دَامَ الْبدن لم يَأْخُذ فِي السخونة والإستحالة فَهُوَ الِابْتِدَاء. والوجع فِي هَذِه الْمدَّة أقل وتتزايد قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى إِذا أَخذ الدَّم يَسْتَحِيل وَاشْتَدَّ الوجع فَذَلِك التزيد إِلَى أَن يَنْقَضِي الوجع فقد جَاءَ وَقت النضج التَّام. وَأما فِي الرمد فَمَا دَامَت الرطوبات لم تنضج وَلم تغلظ وَهِي كَثِيرَة وَلم يتَوَلَّد مِنْهَا بعد رمص فِي الْعين فَهُوَ ابْتِدَاء. فَإِذا بَدَأَ الرمص يتَوَلَّد وغلظت الرُّطُوبَة فَذَلِك التزيد. فَإِذا بلغت غايتها من الغلظة والقلة فَذَلِك الانحطاط. وَأما فِي الزُّكَام فَمَا دَامَ يسيل من الْأنف رَقِيقا حاداً فَهُوَ ابْتِدَاء حَتَّى إِذا بَدَأَ الغلظة وَقلت حِدته ولذعه فَذَلِك أَكثر لِأَنَّهُ قد ابْتَدَأَ النضج فَإِذا انْتَهَت هَذِه فَهُوَ منتهي. وَأما الحميات الورمية فزمانها يعرف من زمَان الْمَرَض. وَأما العفنية فَإِنَّمَا تتعرف من النضج فِي الْبَوْل والاستواء فِي النبض وَذَلِكَ أَن العفونة مادامت تتزيد فالنبض يزْدَاد اخْتِلَافا وبالضد والنضج مادام يتزيد فالنبض يزْدَاد اسْتِوَاء. والأعراض المستولية على الِابْتِدَاء الجزئي هِيَ أَكثر وَأَشد اسْتِيلَاء على الِابْتِدَاء الكلى أَي من شدَّة الْحَرَارَة وَعظم الْأَعْرَاض وانقباض الْعرق وَكَذَلِكَ فَافْهَم فِي الْبَاقِيَة. لي كَأَنَّهُ يَقُول مادام النافض قَوِيا والنبض ينْتَقل فَإِنَّهُ يدل على الِابْتِدَاء وَكَذَلِكَ فَافْهَم فِي الْبَاقِيَة لي كَأَنَّهُ يَقُول مادام النافض قَوِيا والنبض ينْتَقل فَإِنَّهُ يدل على الِابْتِدَاء وَكَذَلِكَ فَافْهَم فِي الْبَاقِيَة من شدَّة الْأَعْرَاض ولينها وَتقدم النوائب وَمن النضج فِي الْبَوْل. لي النافض فِي أول الرّبع لين ثمَّ يصعب إِذا أمعنت الْحمى ثمَّ يلين أَيْضا وَذَلِكَ فِي وَقت نهايتها. وَقد ذكرنَا الْعلَّة فِي بَاب الرّبع. ألف هـ من مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة: الْأَمْرَاض الْيَابِسَة أعْسر بحراناً ويستدل عَلَيْهَا فِي الحميات بيبس وقحل الْجلد كُله وعسر النفث وَالْبرَاز وَفِي الرمد يبيس الْعين وَقلة مَا يسيل مِنْهَا. وَفِي ذَات الْجنب والرئة بقلة النفث وعسره. الثَّانِيَة من الأولى من أبيذيميا: الْأَمْرَاض الَّتِي تتولد فِي مُدَّة طَوِيلَة وخاصة من أَسبَاب بَارِدَة) رطبَة لَا تتحلل سَرِيعا بل تزمن وتتحل إِن تحللت شَيْئا بعد شَيْء. من كتاب الدَّلَائِل قَالَ: مادامت العفونة فِي الحميات تتزيد فالنبض يتزيد اخْتِلَافا حَتَّى إِذا بَدَأَ النضج أقبل يَسْتَوِي ويزداد الاسْتوَاء مَا زَاد النضج. قَالَ: وأوقات الحميات الَّتِي من الأورام من أَوْقَات تِلْكَ الأورام.

قَالَ: الْأَوْقَات الْكُلية من الْمَرَض شَبيهَة بالجزئية. فَتكون الْأَعْرَاض فِي الِابْتِدَاء كَأَنَّهَا مندفئة وَكَذَلِكَ حَال النبض والتلون فِي الْبَوْل والحرارة فِي جَمِيع الْجَسَد والأعراض الْأُخْرَى ثمَّ تقبل تتزيد قَالَ: وَالْبرَاز فِي أول الْمَرَض يكون سيالاً غير نضج ثمَّ يغلظ عِنْد النضج كالحال فِي الْبَوْل. جَوَامِع اغلوقن: على مَا رَأَيْت تَأَخّر دَلَائِل النضج ولبث عَلَامَات الْمُنْتَهى فِي نَوَائِب كَثِيرَة تنذر بطول الْمَرَض. قَالَ: وَطول وَقت النافض فِي الغب ينذر بطول الْمَرَض وشدته تنذر بقصره بِطُولِهِ. وَكَثْرَة الْعرق فِي الغب ينذر بقصره وقلته وإندفان الْحَرَارَة فِي الْبَاطِن ينذر بطول الحميات. لي ليكن استدلالك بطول النّوبَة إِذا زَادَت وكيفيتها إِذا صَارَت أَكثر رداءة وثق بالتزيد لِأَن الأول يكون لِأَن الشَّيْء الَّذِي فِيهِ العفن تزداد مادته وَالثَّانِي يدل على أَنه تزداد رداءته فَأَما مَعَ تقدم النوائب وتأخرها فَلَا تثقن بِهِ وَحده الْبَتَّةَ دون الآخرين. من أزمان الْأَمْرَاض قَالَ: لَا يُمكن أَن يَقع الْمَوْت فِي الانحطاط لكنه يُمكن أَن يكون بالمريض مرضان أَو ثَلَاثَة فينحط مِنْهَا وَاحِد أَو اثْنَان ويقتله الْبَاقِي. فأجد النّظر فِي ذَلِك وَيَأْخُذ النّظر فِيهِ أَن تنظر إِلَى حَال الْأَعْضَاء الرئيسة الثَّلَاثَة وَمَا يتَّصل بهَا وَحَال سَائِر الْأَعْضَاء وتتفقد سَائِر الْأَعْضَاء الدَّالَّة على الْأَمْرَاض باستقصاء فَإنَّك بذلك تقف على مَا تطلب. لي مِثَال: أنزل أَن إنْسَانا بِهِ حميان إِحْدَاهمَا محرقة وَالْأُخْرَى لورم صلب فِي كبده فَفِي هَذِه الْحَال لَا تغتر بنضج الْبَوْل كَمَا لَو كَانَت الْحمى إِنَّمَا ألف هـ هِيَ بِلَا ورم لَكِن إِن ظهر النضج آخر انْزِلْ: أَن إنْسَانا ب ورم وَحمى غب ثمَّ ظهر النضج فِي الْبَوْل فَالْأَمْر فِي الْأَمر فِي الأول. وَبِالْجُمْلَةِ فابحث أَولا عَن الْمَرَض آواحد هُوَ أم أَكثر فَإِن ذَلِك ملاك أَمرك: وَإِذا رَأَيْت عَلامَة انحطاط مَا ثمَّ لم يعقبه جفاف أَن يكون قد أَخْطَأت فِي الِاسْتِدْلَال وَإِمَّا أَن يكون الْمَرَض غير بسيط. وَإِن كَانَ يعقبه خف فَلَا تبال بِهِ وَإِن كَانَ مركبا لَا يزِيد دلّ على إِن الَّذِي لم ينحط ضَعِيف اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون مبتدئاً بعد فَيثبت فِي ذَلِك.) من مسَائِل الْفُصُول: لَيْسَ شَيْء من الحميات الدائمة أطول من اللثقة وَهِي البلغمية الدائمة ثمَّ شطر الغب.

لي قد تقدم الأدوار وَطول النوائب وَشدَّة الْأَعْرَاض تدل على تزيد الْمَرَض ثمَّ يدل بعد قِيَاس هَذِه الثَّلَاثَة بَعْضهَا إِلَى بعض على حَرَكَة الْمَرَض فَإِن كَانَت النّوبَة الثَّانِيَة تقدّمت قبل النّوبَة الأولى بِوَقْت كثير وطالت أَكثر من الأولى واشتدت أعراضها أَكثر فَانْظُر فِي النّوبَة الثَّالِثَة فَإِن وجدت وَقت تقدمه زَائِدا على مِقْدَار وَقت النّوبَة الثَّانِيَة أَكثر مِمَّا تقدّمت الثَّانِيَة على الأولى وطالت أَكثر من الْمِقْدَار الَّذِي فضلت الثَّانِيَة عل الأولى واشتدت أعراضها أَيْضا أَكثر مِمَّا اشتدت الثَّانِيَة بِالْإِضَافَة إِلَى الأولى فَإِن ذَلِك يدل على أَن حَرَكَة الْمَرَض سريعة بِمِقْدَار ذَلِك فَإِن كَانَت نِسْبَة النّوبَة الثَّالِثَة إِلَى الثَّانِيَة فِي هَذِه الْأَشْيَاء مُتَسَاوِيَة فَإِنَّهُ يدل على أَن حَرَكَة الْمَرَض متوسطة فِي حركته وَإِن كَانَ نَاقِصا فِي هَذِه فَإِن حَرَكَة الْمَرَض بطيئة وَلَيْسَت هَذِه الْأَشْيَاء هِيَ الْأَشْيَاء الْكُلية لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون الْمَرَض فِي جملَته متزايداً وَجُمْلَة مَا هَهُنَا هِيَ الْأَشْيَاء المتناقصة. مِثَال ذَلِك أَن تكون النّوبَة الثَّالِثَة قد تقدّمت الثَّانِيَة لَكِن بِوَقْت أقل مِمَّا تقدّمت بِهِ الثَّانِيَة الأولى وَكَذَلِكَ تكون النّوبَة الثَّالِثَة قد طَالَتْ أَكثر من الثَّانِيَة لَكِن بِمِقْدَار ذَلِك أقل مِمَّا طَالَتْ بِهِ الثَّانِيَة بِالْقِيَاسِ إِلَى الأولى. وَكَذَلِكَ فِي شدَّة الْأَعْرَاض بالتقدم والطول والشدة وَبِالْجُمْلَةِ تدل على تزيد الْمَرَض وَنسبَة مقادير ذَلِك ألف بَعْضهَا إِلَى بعض تدل على حَرَكَة الْمَرَض. بولس أزمان الْأَمْرَاض تعلم من أَرْبَعَة أَشْيَاء: من حَرَكَة الْمَرَض وهيئة العليل وَنَوع الْحمى وَحَال النبض. أما حَرَكَة الْمَرَض فَإِذا كَانَت أزمان الْمَرَض نوبَة وَاحِدَة مِنْهُ تتمّ فِي زمَان يسير حَتَّى يكون أقل من اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة بِكَثِير فَإِن الْمَرَض الحاد جدا وَلَا يتَجَاوَز السَّابِع وَفِي الْأَكْثَر تَنْقَضِي فِي الرَّابِع عشر أَو دونهَا. فَإِن ابتدأت تِلْكَ حَتَّى يكون ابْتِدَاء الْحمى وتزيدها يكون فِي أَكثر زمَان النَّهَار وَاللَّيْل فَإِنَّهُ لَيْسَ بحاد. وَأما الَّتِي لَا نَوَائِب لَهَا كالمطبقة فَانْظُر إِلَى ضمور وَجه العليل وَإِلَى سرعَة النبض وتواتره وعظمه وَشدَّة الْحَرَارَة عِنْد اللَّمْس وبقدر شدَّة هَذِه تكون حِدة الْمَرَض وبالضد. لي جملَة هَذِه أقصر وحميات مُتَأَخِّرَة الأدوار بِسَبَب غلظ مادتها إِلَّا أَن فِي هَذِه أَيْضا إِذا قست مِقْدَار تقدمها فِي وَقت تزيد الْمَرَض إِلَى مِقْدَار مُدَّة تقدمها فِي سَائِر الْأَوْقَات لم تجدها) مُتَسَاوِيَة بل تجدها فِي زمن الِابْتِدَاء مُتَسَاوِيَة فِي وَقت تزيده وَفِي وَقت منتهاه مُتَسَاوِيَة وَفِي وَقت انحطاطه متناقصة وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الْمُتَأَخِّرَة الأدوار وَذَلِكَ أَنَّك إِذا قست مِقْدَار تَأَخّر النوائب فِي وَقت التزيد إِلَى مقدارها فِي سَائِر أَوْقَات الْمَرَض لم تجدها مُتَسَاوِيَة لكنك تجدها فِي الِابْتِدَاء مُتَسَاوِيَة وَفِي تزيده منتقصة وَفِي منتهاه مُتَسَاوِيَة وَفِي وَقت الانحطاط متزيدة.

قَالَ: والأعراض الَّتِي تكون فِي ابْتِدَاء النوائب الْجُزْئِيَّة تجدها فِي الِابْتِدَاء الكلى أَكثر وتجد الَّتِي تكون فِي التزيد الجزئي فِي وَقت التزيد الكلى أظهر أَكثر وَالَّتِي فِي الْمُنْتَهى الجزئي فِي الْمُنْتَهى الكلى تجدها أقوى وأغلب من غَيرهَا وَالَّتِي تكون فِي الانحطاط الجزئي فَفِي الانحطاط الكلى. قَالَ: وَالْبرَاز قد يكون أول الْمَرَض سيالاً ثمَّ يغلظ كَمَا يزِيد النضج كالحال فِي الْبَوْل. لي مصلح على مَا فِي الثَّالَّةِ من البحران: الَّذِي يحْتَاج أَن يعرف من الْمَرَض طَبِيعَته وعظمه وزمانه وحركته وسخنته وطبيعة الْمَرَض تعرف من الْأَشْيَاء المقومة لذاته وَهِي الَّتِي تتمّ صورته كالحمى الحادة والنخس وضيق النَّفس والسعال فِي ذَات الْجنب. وعظمه يعرف من عظم هَذِه الْأَعْرَاض فبقدرها يكون عظم الْمَرَض وَلَيْسَ عظم الْمَرَض رداءته فَإِنَّهُ يكون الْمَرَض عَظِيما وَلَيْسَ برديء وزمانه يعرف ألف هـ من نوع الْمَرَض أَولا ثمَّ من قِيَاس الأدوار والأعراض ثمَّ من عَلَامَات النضج ثمَّ من الْأَسْبَاب الملتئمة بعد كالسن والمهنة والبلد وَالزَّمَان والمزاج. وجهة حركته تعرف من شدَّة سرعَة مبادرة الْأَعْرَاض إِلَى شدَّة التزيد وبطئها. لي جِهَة حَرَكَة الْمَرِيض فِي سرعَة مبادرته ومروره فِي الْأَوْقَات إِلَى الْأَعْرَاض اللاحقة فَلذَلِك لَيْسَ حمى مِمَّا تفتر أسْرع حَرَكَة من المطبقة من جِنْسهَا وَمن المطبقات مِمَّا ظَهرت فِيهِ الْأَعْرَاض القوية سَرِيعا فَهُوَ أسْرع حَرَكَة. جَوَامِع اغلوقن: دَلَائِل النضج إِذا ظَهرت سَرِيعا فِي أَوَائِل الْأَمْرَاض دلّت على سرعَة انقضائه وَإِن تَأَخَّرت دلّت على بطئه. وَدَلَائِل عدم النضج تدل أبدا على طول الْمَرَض مَاتَ الْمَرِيض أَو عَاشَ. وَقع الْفَرَاغ من إِعَادَة طبع الْجُزْء السَّادِس عشر من الْحَاوِي الْكَبِير يَوْم الِاثْنَيْنِ الْخَامِس وَالْعِشْرين من شهر جُمَادَى الآخر سنه هـ مارس سنة م ويتلوه الْجُزْء السَّابِع عشر أَوله فِي الجدري والحصبة والطواعين وَصلى الله تَعَالَى على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ.)

الجزء 5

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

(فارغة)

(الجدري والحصبة والطواعين) (الجدري والحصبة والطواعين) الْيَهُودِيّ قَالَ: سرعَة الجدري الصغار المتقاربة خطر والكبار المبددة سليم. قَالَ: مَتى ثار الجدري فَلَا تعالجه بالأدوية الْبَارِدَة فتخدر الْفضل لَكِن اسْقِهِ رازيانجا وكرفسا وسكراً ليخرج من الْجوف سَرِيعا. واسقه فِي الْيَوْم الرَّابِع مَاء الشّعير وَمَاء الْعنَّاب وَالسكر. وَإِن كَانَ بَطْنه يَابسا فلينه فِي أول الْأَمر بِمَاء الترنجبين وَنَحْوه. فَأَما فِي آخر الْأَمر فَلَا وَلَكِن يُخَفف طَبِيعَته مَا أمكن. قَالَ: وغرغرة ومضمضه بِمَاء الرازيانج وسكر وَشَيْء من مَاء الزَّعْفَرَان. ويمص رماناً لِئَلَّا يخرج فِي فِيهِ وحلقه. وأكحله بِمَاء المري أَو بالكحل أَو بِمَاء الكزبرة والكافور لِئَلَّا يخرج فِي حدقته. لى: يجب أَن يعالج أَيْضا دَاخل أَنفه لِئَلَّا يخرج فِيهِ بالماميثا والصندل والخل واستنشاق الْخلّ وَالْمَاء فِي الْيَوْم مَرَّات فَإِنَّهُ سليم وَإِن اسْتطْلقَ بَطْنه فِي آخر الْأَمر فأعطه أَقْرَاص حماض الأترج وأطعمه دَرَّاجًا بحب رمان وحصرم وَإِن شكى حلقه فألعقه ربه. وَإِذا كَانَ السَّابِع فملحه بِمَاء وملح وَشَيْء من زعفران ثمَّ بعد ذَلِك اطله بالورد والصندل والعدس وَشَيْء من كافور وَاجعَل أغذيتهم خَفِيفَة مطفئة يابسة. وَإِن كَانَ شتاء فَلَا تُفَارِقهُ وقود الطرفاء فَإِذا نضج الجدري فنومهم على دَقِيق الْأرز ودقيق الجاورس. أودقيق الشّعير والباقلى تحشو بِهِ مضربته ومخدته فَإِنَّهُ يجِف سَرِيعا. كل جدري يكون بعقب حمى أسلم مِمَّا تَجِيء الْحمى بعده. وعلامات الحصبة أَن يغلظ الصَّوْت وتحمر العينان والوجنتان ويجد الوجع فِي الحنجرة والصدر ويجف اللِّسَان وتتفتح الأصداغ ويحمر الْجَسَد وتدمع العينان ويهج التهوع فَإِن رَأَيْت هَذِه فَإِنَّهُ ستظهر الحصبة. والحصبة تخرج بِمرَّة والجدري شَيْئا بعد شَيْء والحصبة الخضراء والبنفسجية رَدِيئَة وخاصة إِن غَابَتْ بَغْتَة فَإِنَّهُ يغشى عَلَيْهِ وَيقتل سَرِيعا. الجدري الَّذِي يسود لَونه ويجف وَلَا يمتلئ بل يكون صلباً ثالولياً فَإِنَّهُ يُورث الغشى وَهُوَ قَاتل.

علامات الجدري والحصبة

قَالَ: مَا كَانَ من الجدري رطبا جدا دخناه بورق الآس وعمدنا إِلَى أصُول الْقصب فحككناها بِالْمَاءِ وطليناه على القروح أَو تحك عروق الْخلاف وتطليه بِمَاء. والمرداسنج يذهب أبضاً أَثَره. لى: وَقَالَ الطَّبَرِيّ: إِذا احْمَرَّتْ الْعين وَالْوَجْه فِي حمى الدَّم وَثقل الْبدن وَالرَّأْس واحتك المنخران) وَجَاء العطاس وَالْغَم وَالْكرب فَإِنَّهُ يدل على جدري. فالق فِي الْعين كحلاً محكوكاً بِمَاء الْمَطَر أَو بالكزبرة أَو اعصر فِي الْعين شَحم الرُّمَّان أَو اكحل بالنفط الْأَبْيَض وَأعْطِ مَا يسْرع إِخْرَاجه تطبخ سِتَّة دَرَاهِم لَك مغسول وعدس غير مقشر سِتَّة دَرَاهِم كثيراء ثَلَاثَة دَرَاهِم يطْبخ بِنصْف رَطْل من المَاء حَتَّى يبْقى النّصْف ويسقى مِنْهُ فَإِنَّهُ يسْرع خُرُوجه. وَيكون الْغذَاء عدساً مقلواً مقشراً بِمَاء الرُّمَّان والفاكهة القابضة. الطَّبَرِيّ: المري مَتى اكتحل بِهِ يَوْم ظُهُور الجدري والحصبة قوى الحدقة وحفظها وأذاب غلظها. أهرن: الطواعين ورم حَار يعرض فِي الأربيات والإبط وَيقتل فِي أَرْبَعَة أَيَّام أَو خَمْسَة والطاعون الرَّدِيء أسود والطاعون الْأَحْمَر أقل شرا على أَنه رُبمَا قتل وَلَا يكَاد ينجو من الْأسود والأخضر أحد وَكَذَلِكَ الحصبة والجدري وَسَائِر مَا يثور. وَمَا كَانَ مِنْهُ أسود أَو أَخْضَر فَإِنَّهُ فِي الْغَايَة من الرداءة. والأصفر رَدِيء وَلكنه دونهمَا. والأحمر والأبيض سُلَيْمَان. قَالَ: والجدري والورشكين وَنَحْوهمَا تكون من الدَّم الرَّدِيء المحترق وبالمرة. قَالَ: وَإِذا احْتمل العليل إرْسَال الدَّم فَلَا شَيْء فِي علاج الطَّاعُون أبلغ مِنْهُ ويطلى بعد بالطين الأرمني واسقه مِنْهُ بِالْمَاءِ الْبَارِد فَإِنَّهُ جيد. (عَلَامَات الجدري والحصبة) الْحمى الحادة من أول الِابْتِدَاء مَعَ صداع وَحُمرَة فِي الْعين وَأكْثر مَا يظْهر فِي الْيَوْم الثَّالِث من ابْتِدَاء الْحمى وَرُبمَا كَانَ من أول يَوْم وَمن الثَّانِي. وَأفضل العلامات وأدلها على السَّلامَة أَن يثور فِي الثَّالِث أَو فِي وَقت تكون الْحمى لانت وبالضد لَو ثارت فِي أول يَوْم فِي شدَّة الْحمى والوهج. لى: حميات الجدري مطبقة وَأكْثر مَا تعرض للصبيان. وَإِذا رَأَيْته قد ظهر فَلَا تعطه شَيْئا من المطفئة لَكِن اسْقِهِ مَاء الرازيانج والكرفس حَتَّى يثور وَيخرج من الْجوف. لى: قبل أَن يتَوَلَّد تولداً ظَاهرا وتتبين آثَار الجدري والثوران يجوز أَن يفصد ويطلى فَإِذا تمادت وَظَهَرت فَلَا. قَالَ: وليمسك فِي فِيهِ طبيخ العدس والورد واكحل عَيْنَيْهِ بالإتمد والكافور لِئَلَّا يخرج فِي فِيهِ وحلقه وعينه وَأَنْفه. وَاتَّقِ علاج البنفسجي والأخضر فَإِنَّهُ قَاتل. وَإِذا نضج الجدري

فنومه على دَقِيق الْأرز ودخنه بورق الآس أَو ورق الزَّيْتُون فَإِنَّهُ يجففه وَقد يسقيهم الْحَدث من الْأَطِبَّاء اللَّبن المخيض. واعرف علاماته الرَّديئَة والجيدة من عَلَامَات الْأَمْرَاض الحادة. الاختصارات قَالَ: الجدري والحصبة من جنس الْأَمْرَاض الوافدة ويحدثان أبدا مَعَ هبوب الْجنُوب الْكَثِيرَة وخاصة إِن هبت فِي الصَّيف وَلمن يغْفل عَن إِخْرَاج الدَّم كثيرا. لى: على مَا رَأَيْت بالتجربة: عَلَامَات الجدري والحصبة. حمى لَازِمَة وتفزع فِي النّوم وَحُمرَة وحكة فِي الْأنف ووجع الظّهْر بِشدَّة والتثاؤب والتمطى الدَّائِم واشتعال اللَّوْن. الساهر قَالَ: إِذا كَانَ فِي الْحمى اللَّازِمَة حمرَة فِي الْعين والوجنتين وحكة وبثور فِي المنخرين وَثقل فِي الرَّأْس فَإِن جدرياً يظْهر أَو حصبة. فَإِذا ظهر الجدري فاحتل لِخُرُوجِهِ بِسُرْعَة لِئَلَّا يَنَالهُ خفقان وَمَوْت سريع فاسقه هَذَا: يُؤْخَذ لَك مغسول خَمْسَة دَرَاهِم عدس مقشر سَبْعَة دَرَاهِم كثيراء ثَلَاثَة دَرَاهِم يطْبخ بِمَاء ويسقى الْمَرِيض. ويسقى عدساً مقشراً سَبْعَة كثيرا ثَلَاثَة يطْبخ بِنصْف رَطْل من المَاء حَتَّى يبْقى النّصْف ويسقى وَاحْذَرْ لين الْبَطن بعد الْأُسْبُوع الأول وَاجعَل الأغذية ممسكة كالعدس بِمَاء الرُّمَّان والخل. وَإِذا خرج كُله فَأوقد فِي الشتَاء الطرفاء والبلوط وَالْكَرم. وَفِي الصَّيف لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى وقود. لى: بخر الْبَيْت بصندل وافرش أَطْرَاف الآس وَالْخلاف وورق الرُّمَّان. وَإِذا بَدَأَ يجِف فالطخه بدقيق الْأرز والجاورس مَعَ شَيْء من زعفران.) لى: هَذَا أَظُنهُ لذهاب الْأَثر وَيجب أَن يسْتَعْمل فِي الْوَجْه أَكثر وَيجْعَل فِي الْأنف: الشمع والدهن إِن تأذى لما ظهر فِيهِ وَفِي الْفَم اللعابات. 3 (وَمِمَّا يعين على ظُهُور الجدري) خمس تينات صفر سَبْعَة دَرَاهِم من العدس المقشر ثَلَاثَة دَرَاهِم من اللك ثَلَاثَة كثيراء بزر الرازيانح دِرْهَمَانِ يطْبخ برطل وَنصف من المَاء. قَالَ: هَذَا يسْرع خُرُوجه وَيمْنَع أَن يكون خفقان وحرارة فِي نواحي الْقلب والصدر. لى: فِي إِظْهَار مَا فِي الْجوف خَاصَّة. من المنجح قَالَ: دَوَاء يظْهر الجدري بسهولة ويسقى فِي ابْتِدَائه خمس تينات بيض كبار وعدس مقشر سَبْعَة دَرَاهِم يطْبخ برطل وَنصف من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويداف فِيهِ زعفران ربع دِرْهَم وَيشْرب هَذَا على الرِّيق وَعند النّوم مثله. ابْن ماسويه قَالَ: إِذا رَأَيْت الورشكين كمداً يَتَّسِع فِي الْبدن عريضاً وَالْمَرِيض يقطب وَيَأْخُذهُ كرب وينتفخ بَطْنه حَتَّى إِن ضرب كَانَ كالطبل فَإِنَّهُ ميت. قَالَ: عَلَامَات الجدري أَن يكون مَعَ الْحمى اللَّازِمَة حمرَة فِي الْعين وَالْوَجْه وَفِي النّوم اضْطِرَاب. قَالَ: فَحِينَئِذٍ فاقبل على الْعين فأكحلها بِمَاء ورد قد انقع فِيهِ سماق لِئَلَّا يخرج فِي الْعين شَيْء.

أدوية مفردة تذهب آثار الجدري

لى: اسْتعْمل شياف السماق والجلنار الْمَعْمُول بِمَاء الْورْد لكَي تقوى الْعين غَايَة الْقُوَّة وَلَا يخرج فِيهَا شَيْء الْبَتَّةَ. قَالَ: وَمن بعد خُرُوج الجدري قطر فِي الْعين كحلاً محكوكاً بِمَاء الكزبرة الْيَابِسَة المنقعة فِي المَاء السخن الْمُصَفّى مَعَ شَيْء من كافور محكوك بِمَاء الْورْد. واحتل فِي خُرُوج الجدري بِسُرْعَة بِلَا خفقان وَلَا نخس وَلَا اضْطِرَاب بِأَن تَأْخُذ من اللك خَمْسَة دَرَاهِم وَمن العدس المقشر المغسول سَبْعَة دَرَاهِم وَمن الكثيراء ثَلَاثَة دَرَاهِم يطْبخ بِنصْف رَطْل من المَاء حَتَّى يبْقى النّصْف ويسقى. والغذاء ماش مقشر وَبقول. وألن الْبَطن إِلَى أُسْبُوع بِمَاء الْفَوَاكِه واسق مَاء الشّعير مَا دَامَت حِدة وَبعد الْأُسْبُوع وَفِي آخر الْأَمر احذر أَن تسقى شَيْئا يلين لِأَنَّهُ يكون فِي آخر هَذَا الْمَرَض اخْتِلَاف وقروح المعي وَاجعَل الْغذَاء عدساً مقشراً مطبوخاً بِمَاء الرُّمَّان. وَفِي الشتَاء أوقد الطرفاء والبلوط وَالْكَرم. وَإِذا بَدَأَ الجدري يخف فلطخه بدقيق الْأرز والجاورس مَعَ شَيْء من) زعفران بِمَاء الْورْد بريشة. 3 (وَإِن خرج فِي الْأنف والفم) فقطر فِي الْأنف دهن بنفسج وموما أَبيض وكثيراء وَاجعَل فِي الْفَم لعاب بزرقطونا واسقه أَقْرَاص الحماض وغذه بالسويق ثمَّ الرُّمَّان وَلَا يَأْكُل فروجاً دون سُكُون الْحمى الْبَتَّةَ وجفوف الجدري وانتثار قشوره لَا تقربه دهناً لَا فِي أَوله وَلَا فِي آخِره فَإِنَّهُ فِي الأول يمْنَع خُرُوج الجدري وبآخره يفْسد القروح. ابْن سرابيون قَالَ: إِذا بَدَت أَمَارَات الجدري فابدأ بالفصد وَإِن لم يتَمَكَّن فالحجامة إِن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة. فَإِن بدا فاعن بِالْعينِ. وَإِذا خرج فَاسق مَاء الشّعير مَعَ عدس مقشر مطبوخ. قَالَ: قبل أَن يظْهر فِي الْعين جدري فقطر فِيهَا مَاء ورد قد أنقع فِيهِ سماق أَو مَاء شَحم الرُّمَّان. فَإِن ظهر فِي الْعين جدري فقطر فِيهِ كحلاً قد حككته بِمَاء الكزبرة الرّطبَة أَو بِمَاء كزبرة يابسة قد طبخت بِمَاء الْمَطَر. واسقه طبيخ اللك والعدس والتين ليسرع الْخُرُوج وَلَا تغذه بفروج وَلَا بِغَيْرِهِ مِمَّا يُشبههُ حَتَّى تبطل الْحمى الْبَتَّةَ ويخف الجدري. وَاجعَل غذاءه الماش والعدس والبقول. 3 - (أدوية مُفْردَة تذْهب آثَار الجدري) الفجل الباقلى الطين السخيف شَحم الْحمار خشب الْخلاف المحكوك الْعِظَام البالية أصُول الْقصب المجففة أشنان مربى فِي بزر الْبِطِّيخ بزر البنج قشور الْبِطِّيخ مجففة مرداسنج مر زعفران زبد الْبَحْر بَيَاض الْبيض مَاء الشّعير دهن السوسن بورق أشق كندر صابون سكر طبرزد نشا لوز قسط حُلْو عنزروت وَكَثْرَة اسْتِعْمَال الْحمام وَشرب مَاء الرُّمَّان الحلو وإدمانه.

ابْن ماسويه فِي آثَار الجدري عَجِيب: بعر عَتيق أَبيض وَعِظَام محرقة عشرَة عشرَة أرز مغسول عشرَة أصُول الْقصب الْيَابِس عشرُون درهما حرف جَدِيد نشا بزر بطيخ حمص عشرَة عشرَة ترمس حب البان قسط زراوند طَوِيل من كل وَاحِد خَمْسَة تطلى بِمَاء الشّعير وَمَاء الْبِطِّيخ وَيغسل من غَد بطبيخ البنفسج وَالشعِير. قريطن لآثار الجدري عِظَام بالية أصُول الْقصب الْفَارِسِي خزف حَدِيث الْعَهْد بلأتون نشا ترمس بزر بطيخ حمص عشرَة أرز مغسول حب البان قسط يطلى بِمَاء الْبِطِّيخ. لى: طلاء سهل سليم: بزر بطيخ مقشر ولوز حُلْو مقشر ودقيق الْأرز وحمص وَعِظَام بالية ومرداسنج مربى يطلى بِمَاء الْبِطِّيخ أَو بِمَاء الشّعير. لى: رَأَيْت مجدراً جعل عَلَيْهِ مَاء وملح فورم وأوجعه جدا لِأَنَّهُ كَانَ بعد فِيهِ نهوءة. والأجود أَن يجفف إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ بكافور كثير يلقى فِي مَاء الْورْد وينوم العليل على الجاورس وعَلى ورق الْخلاف وعَلى الْورْد الْيَابِس والطرى والصندل المحرق ويبخر بالورد والصندل فِي الصَّيف إِذا كَانَت حرارة شَدِيدَة بَدَلا من وقود الطرفاء وبورق الْخلاف وورق الآس. لى: والأجود قبل خُرُوج الجدري أَن يقطر فِي الْعين مَاء الْورْد والكافور وَمَاء السماق وشحم الرُّمَّان. وَنَحْوه. وَإِن خرج فِيهَا شَيْء فالكحل المعجون بِمَاء الْورْد والكزبرة مَعَ الكافور والمرى يمْنَع أَيْضا أَن يخرج فِي الْعين شَيْء وَليكن نبطياً بِلَا خل. لى: الدّهن يحْتَاج إِلَيْهِ ضَرُورَة إِذا صَارَت فِي مَوَاضِع الجدري خشكريشات فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ نَافِع جدا لِأَنَّهُ يُسْقِطهَا بِسُرْعَة فَأَما قبل ذَلِك فَلَا وَفِي هَذَا وَلِهَذَا بِعَيْنِه يسْتَعْمل لَا لغيره وَهَذَا بَالغ النَّفْع هَهُنَا بعد أَن تكون قد جَفتْ جفوفاً محكماً.) لى: الجدري هُوَ بعض البحارين فَلذَلِك لَا يجب أَن يمْنَع ثورانه لِأَنَّهُ مَتى منع البحران فيخاف إِن يرجع إِلَى عُضْو شرِيف. فَلذَلِك إِذا رَأَيْت أَمَارَات الجدري فَاعْلَم أَن ميل الطبيعة إِلَى نفض الْخَلْط إِلَى ظَاهر الْجِسْم فَكُن معينا لَهَا على ذَلِك بالأشياء الَّتِي تشرب والموضع أَلا يكون بَارِدًا جدا فَإِنَّهُ يمْنَع أَن يَبْدُو لِأَنَّهُ يشد سطوح الْبدن. وَيجب أَن تنظر لمن يكون هَذَا البحران فَإِنَّهُ يكون فِي الصّبيان خَاصَّة. فَإِذا ظهر الجدري بغد النضج وَفِي يَوْم باحوري فَإِنَّهُ صَالح وَإِن ظهر قبل النضج أَو فِي يَوْم رَدِيء فَإِنَّهُ قَاتل. وشره مَا ثار فِي السَّادِس أَو فِي الثَّانِي وَلمن لَا تخف بِهِ الْحمى.

لى: النِّسَاء يستعملن فِي تجفيف الجدري ورق السوسن ورأيته يجفف تجفيفاً بَالغا. وَالْمَاء وَالْملح أبلغ مِنْهُ إِذا لم يكن يهيج العليل ويلذع الْجلد جدا وَإِن كَانَت كبارًا وَكَانَ يلذع لآن تَحْتَهُ لَحْمًا أَحْمَر فَلَا. والدهن يقْلع الخشكرشات لابد مِنْهُ. والمرهم الْأَحْمَر جيد للقروح الَّتِي تسمى أم الجدري. وَرَأَيْت الْعَامَّة يطْعمُون العليل حِين يَبْدُو الجدري تَمرا ليسرع خُرُوجه. لى: جربت فَلم أجد شَيْئا أشر من مَاء الثَّلج والفصد والخس وَقد بَدَأَ الجدري. وَيحْتَاج أَن يسقى مَا لَيْسَ ببارد وَيكون فِي هَوَاء غير بَارِد. وَرَأَيْت من يفعل ذَلِك يعرض لَهُ خفقان وغم شَدِيد. ابْنة الْفَتْح كَانَ جدريها صغَارًا ثولولياً وَكَانَ مَعَه ضيق نفس وَلم يكن أسود وَكَانَ مَعَه لَهب فِي الْبَطن شَدِيد فَمَاتَتْ وَأكْثر هَؤُلَاءِ يموتون إِذا غشى عَلَيْهِم مَرَّات وَاشْتَدَّ ضيق النَّفس وَبَردت الْأَطْرَاف. وَذَلِكَ يكون إِذا انْقَلب بخار الجدري إِلَى دَاخل ورى الجدري يشبه الحصبة حَتَّى أَنه قَالَ الطَّبِيب: إِنَّه حصبة فيجدر بعد ذَلِك. وَوجدت الْفرق بَينهمَا أَن الحصبة إِنَّمَا تكون حمرَة فَقَط فِي سطح الْجلد وَلَيْسَ لَهَا عمق الْبَتَّةَ أَعنِي نتوءاً وعلواً والجدري يكون كَمَا يَبْدُو مستديراً وَله نتوء فأجد التغرس فِي ذَلِك وَمَتى اشْتبهَ عَلَيْك فَلَا تحكم إِلَّا بعد هَذِه الْحَالة بِيَوْم أَو يَوْمَيْنِ فَإِنَّهُ إِن لم يظْهر نتوء فَلَيْسَ يجب أَن تحكم بِأَنَّهُ جدري. طلاء يذهب آثَار الجدري مجرب: دَقِيق الحمص عشرَة دَرَاهِم دَقِيق الترمس ثَلَاثَة دَرَاهِم قسط حُلْو مرداسنج مبيض دِرْهَم حجر الفلفل يطلى بِمَاء الشّعير. إِسْحَاق بن حنين: يجب أَن يُبَادر كَمَا نتبين آثَار البثور إِخْرَاج الدَّم إِمَّا بفصد وَإِمَّا بحجامة وَيكثر إِخْرَاجه مَا أمكن حَتَّى يَعْلُو عَلَيْهِ ويسقى مَاء الشّعير أَو مَاء سويق الشّعير وَإِن كَانَ بَطْنه قد لَان لاسيما فِي الحصبة فَإِن اللين يتبعهَا كثيرا واجتنب كل حُلْو غليظ. مسيح: دَوَاء يذهب آثَار الجدري: نشا الْحِنْطَة لوز مر مقشر من قشريه جزآن بِالسَّوِيَّةِ قسط حُلْو نصف جُزْء أصل الْقصب أَرْبَعَة أَجزَاء. بزر بطيخ غير مقشر باقلى مقشر يلبس ثَلَاثَة أَجزَاء بِالسَّوِيَّةِ شعير ثَلَاثَة أَجزَاء زعفران ثلث جُزْء كثيراء نصف جُزْء يدق وينخل بحريرة ويطلى بريشة وَيتْرك لَيْلَة وَيغسل من غَد بِمَاء قد طبخ فِيهِ بابونج وإكليل الْملك وبنفسج إِن شَاءَ الله. دَوَاء يخرج الجدري والبثور سَرِيعا وَغير ذَلِك يُخرجهَا كلهَا إِلَى ظَاهر الْجَسَد: تين أَبيض

خَمْسَة دَرَاهِم زبد سَبْعَة دَرَاهِم شَحم عشرَة دَرَاهِم لَك مغسول منقى من عيدانه خَمْسَة دَرَاهِم كثيراء مثقالان زعفران خَمْسَة مَثَاقِيل يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يصير رطلان ويسقى ثلث رَطْل فِي كل يَوْم ثَلَاثَة أَيَّام إِن شَاءَ الله. لى: وجدت من العلامات الْخَاصَّة بالجدري الْحمى المطبقة ووجع الْحلق وَأَن يكون ابْتِدَاء الْحمى مَعَ وجع الظّهْر وَأَن يكون العليل وَهُوَ مستلق يُحَرك رجلَيْهِ ويرتعش ويرتعد. يَنْبَغِي أَن ينظر فِي أَمر الفصد وتجود وقته. جورجس قَالَ: الحصبة تكون من الدَّم الَّذِي تخالطه الصَّفْرَاء الْكَثِيرَة. والجدري من دم غلظ ورطوبة كَثِيرَة فَلذَلِك يكون الجدري مَعَ رُطُوبَة وَتَكون الحصبة قحلة يابسة وَتعرض فِي الْأَكْثَر فِي الخريف إِذا لم يكن شمالياً وَلم تكن فِيهِ أمطار لَكِن يكون فِيهِ الْهَوَاء كدراً غبارياً مظلماً وعلاماته حمى مطبقة وصداع ووجع الظّهْر وَثقل الرَّأْس وَحُمرَة الْعين ووجع فِي الْحلق والصدر ويبس فِي الْفَم وبزاق غليظ وحكة وعطاس فِي الْأنف وَيكون الْوَجْه ممتلئاً ويخبث النَّفس ويعرض الغشى وَسُقُوط الشَّهْوَة وتمدد فِي الْجَسَد وتفزع فِي النّوم وأجود مَا يكون بحران وَمَا يتَخَلَّص بِهِ) الرعاف إِذا كَانَ مَعَ الحصبة. والجدري الَّذِي يكون بنفسجياً أَو أسود وَيظْهر مرّة ويبطئ أُخْرَى ويعرض مَعَ ذَلِك غم شَدِيد وبحة فِي الصَّوْت وَتغَير فِي الْعقل فاهرب مِنْهُ. 3 (الجدري الْيَابِس) الَّذِي لَا يجمع رُطُوبَة لكنه ثآليل ويتشقق مِنْهُ الْجلد وَيكون ذَلِك الشق شَدِيد اليبس ثمَّ يتبع ذَلِك غم شَدِيد وَنَفس رَدِيء واختلاط عقل وَذَهَاب الصَّوْت فَإِنَّهُ قَاتل. وَقد يكون جدري كبار فِي جَوْفه جدري صغَار وَيُسمى المضاعف. وَالَّذِي يذهب أَثَره أصُول الْقصب ونحاتة خشب الْخلاف والرمل المبيض. لى: فِي الْمقَالة الأولى من قاطاجانس مرهم يصفه لِأَشْيَاء كَثِيرَة ثمَّ يَقُول: وللجدري فَيعلم من ذَلِك أَن جالينوس قد عرف الجدري. وَذكره أَيْضا فِي الْمقَالة الثَّالِثَة فَقَالَ: مرهم ينفع للساعية والجدري وَهَذَا المرهم يحكيه عَن اندروماخس وَهُوَ اقدم من جالينوس. وَقد قَالَ جالينوس فِي الرَّابِعَة من طيماوس: إِن القدماء كَانُوا يوقعون اسْم الفلغموني على كل شَيْء ملتهب فبه الْحَرَارَة مثل الْحمرَة والجدري والح تستحيل إِلَى الدَّم تعفن على طول الْأَيَّام وتحتد حَتَّى تتولد

أول ما يبدأ الجدري

لى: تفقدت فَوجدت الجدري رداءته بِمِقْدَار رداءة النَّفس وبحة الصَّوْت وَأَكْثَرهم يموتون اختناقاً وَلذَلِك أرى أَن تقبل على الْحلق وتتعاهد أما فِي أول الْأَمر فبالقابضة وَفِي آخر بالملينة والمحللة. تجارب المارستان فِي الجدري والحصبة: يفصد قبل الْيَوْم الرَّابِع وَبعده بِالْجُمْلَةِ قبل أَن يثور كُله فَإِذا ثار كُله فَلَا تحْتَاج إِلَى الفصد لَكِن تَدعه لتبقى على الْقُوَّة اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تقدر أَن الْمَادَّة كَثِيرَة جدا فتفصد ليخف على الطبيعة قَلِيلا. لى: كل من يَمُوت فِي هَذَا الْمَرَض يَمُوت لِكَثْرَة الْمَادَّة عَلَيْهِ وَأَنه لَا يكون فِي وسع الطبيعة أَن تنفض جَمِيعهَا إِلَى الْجلد وَأَنا أستحب أَن أخدش فِي ابتدائها عروق الْأنف فَإِنِّي رَأَيْت من رعف سلم مِنْهُ أَكثر لِأَنَّهُ أَكثر مَا يكون بالصبيان لَا يتهيأ الفصد. وَإِذا رَأَيْت الخريف حاراً جدا والشتاء يَابسا فانتظر الجدري إِلَّا أَن يكثر الْمَطَر. لى: يجب أَن تدثر صَاحب الجدري فِي وَقت خُرُوجه جدا ويوقى الْبرد بالثياب وَلَا ينشق) هَوَاء بَارِدًا فَإِنَّهُ ملاكه. وَإِن كَانَ صيفاً فَلَا يدْخل الخيش بل يكون فِي مَكَان يعرق فِيهِ إِلَّا أَن يُصِيبهُ غشى فَإِن ناله غشى ألبس مبطنة يكون بدنه فِيهَا عرقاً ثمَّ يدْخل الخيش ويشم الصندل وَمَاء الْورْد والكافور وَلَا يبرد تبريداً شَدِيدا حَتَّى يظْهر كُله. وَلَا يفصد بعد ظُهُوره الْبَتَّةَ إِلَّا أَن تكون الْمَادَّة كَثِيرَة جدا لِأَن الفصد لَيْسَ يجره إِلَى خَارج ويبلد عمل الطبيعة وَهُوَ بحران. ماسرجويه: الَّذِي يمْنَع أَن يخرج جدري فِي الْعين وَإِن كَانَ قد خرج شَيْء حلله وَمنع من غَيره بالمرى الَّذِي لَا خل فِيهِ. ابْن ماسويه: رب الريباس وَرب الحصرم وَرب حماض الأترج نافعة من الجدري والحصبة والطواعين لقمعها حِدة الصَّفْرَاء وتطفئه الدَّم. لى: 3 - (أول مَا يبْدَأ الجدري) وَإِذا بلغ الْعين فقطر فِيهِ الْكحل لِأَن فِي ذَلِك الْوَقْت تخَاف البثور. والأجود إِذا كَانَ مخوفا أَن يقطر فِيهِ أشياف البثور المتخذة من الْكحل والشادنة والأقاقيا والدهن الَّذِي لَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْبَتَّةَ إِلَّا إِذا جَفتْ القروح أسقط الخشكريشة فَإِنَّهَا مَا دَامَت لَا تَجف فَإِنَّهُ أشر مَا يكون لِأَنَّهُ يمْنَع التَّحَلُّل وَيحدث خفقاناً وعشياً وَقد اتّفق على هَذَا الْحَدث من الْأَطِبَّاء. لى: قد رَأَيْت حصبة خرجت بالمحموم بعد التَّاسِع وَلم يكن مَعهَا شَيْء من عَلَامَات الجدري والحصبة غير غم شَدِيد دَائِم كَانَ يجده المحموم عَن غير غشى فَإِذا رَأَيْت الْحمى الدائمة بكرب وقلق وغم شَدِيد دَائِم فَاعْلَم أَنه أخص العلامات بالحصبة وَحِينَئِذٍ لَا يبرد ظَاهر الْبدن الْبَتَّةَ.

الرَّابِعَة عشرَة من النبض قَالَ: الدَّم يتعفن فِي الأورام الحارة جدا والجدري والآكلة تعفناً شَدِيدا وَلذَلِك يبلغ من لهيبه أَن يحرق الْجلد فَيحدث مَا فِيهِ الجدري والآكلة وَنَحْوهَا. التَّاسِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: الْفُصُول الْبَاقِيَة من الأغذية مِمَّا لَا يَسْتَحِيل إِلَى الدَّم وَتبقى فِي الْأَعْضَاء تعفن وتحتد على الْأَيَّام حَتَّى تولد الْحمرَة والجدري والساعية. لى: ذكر ج الجدري وَترك علاجه الْخَاص لَهُ يدل على أَنه نوع من البحران. لى: وَإِن أوجعتهم ظُهُورهمْ وَلم يكن بهم شَيْء آخر من عَلَامَات الجدري الْبَتَّةَ بل كَانَ بَعضهم بِهِ إسهال أَيْضا وماؤه أَبيض فجدر أَيْضا. وَبِالْجُمْلَةِ فَلَا شَيْء أخص بالجدري من وجع الظّهْر مَعَ) الْحمى. فَإِن رَأَيْت ذَلِك فِي الخريف فثق بِأَنَّهُ سيخرج جدري دون الحصبة والحصبة لَا يكون مَعهَا وجع الظّهْر واحسب أَن ذَلِك لشدَّة تمدد الْعرق الأجوف الْمَمْدُود على فقار الصلب وَفِي الحصبة لَا يتمدد لِأَنَّهَا من رداءة الدَّم بِلَا امتلاء كثير. وَأما الجدري فَإِنَّهُ دم لَيست لَهُ كَيْفيَّة مفرطة الرداءة بِالْإِضَافَة إِلَى الحصبة. لى: تحْتَاج أَن تجذب بِمَا يسقى لكَي يسْرع خُرُوجه وَهَذَا يجب أَن ينظر فِيهِ فَإِن كَانَ تعذر مَا يخرج لسكون حرارة فأعن على ذَلِك بالمسخنات أَو اترك المطفئة القوية. وَمَتى كَانَ اللِّسَان أسود والحرارة زَائِدَة فَلَا تفعل ذَلِك وأعن بِالْحلقِ فَإِن الخوانيق تكْثر مَعَه فغرغرة بالقوابض وَبعد إِذا اشْتَدَّ بِالْمَاءِ الْحَار وَمَاء السكر. وَقد يبخر البطيء النضج بِالْمَاءِ الْحَار والبابونج. والجدري الَّذِي هُوَ كَأَن دَائِرَة رَأسه مدفونة إِلَى دَاخل رَدِيء قتال. وَقد رَأَيْت هَذَا النَّحْو مَرَّات وتخلص مِنْهُ من غذى وقوى. وَلَا شَيْء خير للجفن الَّذِي يخرج عَلَيْهِ من الماميثا والحضض وَالصَّبْر والزعفران. وللعين من السماق وَمَاء الْورْد. لى: خرج على تكيز جدري كثير رَدِيء ففصدناه قبل ضيق حلقه فَلم يبْق شَيْء من التطفئة إِلَّا فَعَلْنَاهُ بِهِ فصلح وَتوسع الْحلق وَأَقْبل من الجدري حَتَّى رجوناه ثمَّ إِنَّه هاج بِهِ ضَرْبَة وجع فِي سلقه عَظِيم جدا وأسود وَمَات من شدَّة الوجع فِي يَوْم وَاحِد وعزمت على أَن أشرط فِي ذَلِك الْموضع فَسَقَطت قوته فِي سَاعَة حَتَّى لم أرجه الْبَتَّةَ لَكِن على حَال سَالَ الدَّم من مسامه. وَرَأَيْت جمَاعَة خرج بهم جدري حَار عَظِيم وأصابهم كلهم وجع السَّاق فِي آخر أَمرهم. لى: اللك إِنَّمَا يسقى فِي الجدري ليقوي الكبد. التِّرْمِذِيّ قَالَ: إِذا تفقأ الجدري فأمسحه بدهن وملح وَيقف فِي الشَّمْس سَاعَة ثمَّ يغسل بِمَاء قد طبخ فِيهِ تين وآس ثمَّ يبخر بالطرفاء ثمَّ اطله بعد ثَلَاثَة أَيَّام بطين أَبيض فِيهِ قَلِيل ملح

علامات الجدري

ودعه نصف يَوْم ثمَّ اغسله بِمَا غسلت. وَإِذا كَانَ فِي وَقت الجفوف فاسقه لبن الآتن قارصا فَإِذا تقرح جسده فابسط تَحْتَهُ الذريرة الْبَيْضَاء. بختيشوع: 3 - (عَلَامَات الجدري) حمى مَعَ حمرَة الْوَجْه والجسد وتشتد حمرَة اللثة خَاصَّة. فَإِذا بَدَأَ يبرز فَإِن كَانَ متحبياً فجدري. وَإِن كَانَ كالحصبة فحصبة وعلاجهما وَاحِد. فاسقه إِذا بَدَأَ عشرَة دَرَاهِم من الفانيذ مَعَ قِيرَاط مسك كل يَوْم إِن كَانَ كثيرا وَإِلَّا فعلى قدر ذَلِك. فَإِذا مَضَت ثَلَاثَة فاسقة وردا زنة مِثْقَال وَمن العدس المقشر أَرْبَعَة لكا دِرْهَمَيْنِ يطْبخ بسكرجتى مَاء حَتَّى يصير نصف رَطْل ويصفى وَيجْعَل فِيهِ سكر ويسقى على الرِّيق ثَلَاثًا أَو أَكثر ثمَّ قَالَ: مَا قَالَ التِّرْمِذِيّ سَوَاء. قَالَ: فَإِذا تفقأ قَلِيلا فَخذ درهما من سمسم ويلقى فِيهِ شَيْء من ملح الْعَجِين محرقاً وَيمْسَح بِهِ جسده وَيقف فِي الشَّمْس سَاعَة ثمَّ يغسل بِمَاء قد غلى بورق الآس أَو ورد وجلنار وَقَلِيل ملح ثمَّ يتبخر بورق الآس والطرفاء بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة من هَذَا فاطله بطين أَبيض وَشَيْء من ملح ودعه عَلَيْهِ نصف يَوْم ثمَّ اغسله بِمَا غسلت أول مرّة. فَإِذا تقشر فَخذ أرزاً فاغسله وجففه ثمَّ اسحقه وَاجعَل فِيهِ شَيْئا من زعفران واطله ودعه نصف يَوْم فَإِذا تقرح جسده فافرش تَحْتَهُ القمحة الْبَيْضَاء. وَإِذا بَدَأَ الْجَفَاف فمره بِشرب لبن اللقَاح قارصاً فَإِن لَان بَطْنه فماء سويق الشّعير والأرز مَعَ صمغ. وَإِن تورم وبح صَوته. وَإِن كَانَ اليبس كثيرا وتورم فِي السَّابِع فَإِنَّهُ ميت. وَالْأسود والشديد الْحمرَة عَلامَة سوء. 3 (الجدري والحصبة وَمَا يثورهما) 3 (ويزيل أثرهما يستعان بِبَاب الْأَثر والورشكين.) بَوْل الْإِنْسَان الْمُعْتق ينفع الحصبة. د: اسْتِخْرَاج مَتى أنقع السماق فِي مَاء ورد واكتحل بِهِ فِي الجدري قوى الحدقة وَمنع أَن يخرج فِيهَا شَيْء. دَوَاء يظْهر الجدري والحصبة وأصناف البثور إِلَى خَارج: تين حُلْو نيء وزبيب بِلَا عجم وَلَك منقى من عوده وكثيراء وزعفران وعدس بقشره يطْبخ بِالْمَاءِ ويسقى. من تذكرة عَبدُوس مَجْهُول يذهب بآثار الجدري عَجِيب: ترمس حمص أسود صدف محرق خثى الْبَقر محرقاً يعجن بِمَاء ويطلى بِهِ الْوَجْه. أَو خُذ شعير وبعر الْغنم بِالسَّوِيَّةِ واطبخه بِمَا يغمره من مَاء حَتَّى يلين ثمَّ دقه واعجنه بخل خمر واطله على آثَار الجدري.

أَو خُذ المَاء الَّذِي يكون فِي خف الْجمل الَّذِي يشوى واجعله عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يسوى سطوحه ويقلع ابْن ماسويه: إِذا كَانَ مَعَ الْحمى الدموية اللَّازِمَة حمرَة فِي الْعين وَالْوَجْه وَثقل كثير فِي الْبدن وَالرَّأْس وحكة فِي المنخرين وعطاس ووجع ينخس الْبدن كُله فَهَذِهِ عَلَامَات خُرُوج الجدري فَاجْعَلْ أول عنايتك بِالْعينِ واكحلها بِمَاء السماق وبماء الْورْد لِئَلَّا يخرج فِيهَا شَيْء وَمن بعد ظُهُور الجدري فقطر فِي الْعين كحلاً محكوكاً بِمَاء الكزبرة الْيَابِسَة المنقعة فِي المَاء السخن الْمُصَفّى مَعَ شَيْء من كافور. واحتل فِي قُرُوح الجدري أَن تخرج بِسُرْعَة من غير خفقان وَلَا غشى بِأَن يسقى من اللك خَمْسَة دَرَاهِم وعدس مقشر مغسول سَبْعَة دَرَاهِم وكثيراء ثَلَاثَة دَرَاهِم: يطْبخ بِنصْف رَطْل من المَاء حَتَّى يذهب النّصْف وَصفه واسقه والغذاء مَا يغذى فِي الْأَمْرَاض الحادة ولين الْبَطن مَتى احتجت إِلَى ذَلِك إِلَى الْأُسْبُوع بِمَاء الْفَوَاكِه وَبعد الْأُسْبُوع احذر إسهال الْبَطن وَاجعَل الطَّعَام مَا يعقل الْبَطن لِأَنَّهُ يعقب إسهالاً. وَفِي الشتَاء أوقد الطرفاء وَالْكَرم والبلوط. وَإِذا رَأَيْت الجدري قد بَدَأَ يجِف فالطخه بدقيق الْأرز والجاورس مَعَ شَيْء من زعفران بِمَاء ورد ويلطخ على الْجَسَد بريشة.) وَإِن خرج مِنْهُ شَيْء فِي الْأنف فقطر فِيهِ شمعاً ودهن بنفسج وكثيراء وَكَذَلِكَ فِي الْفَم. وَلَا تطعمه الْفروج حَتَّى يجِف الجدري وينقى من الْحمى أصلا وَلَا تقرب من الْبدن دهناً بتة لَا فِي الْيَهُودِيّ: الورشكين الْأَصْفَر يدل على الصَّفْرَاء والأخضر وَالْأسود يدلان على شدَّة احتراق الدَّم وَهُوَ قَاتل وَكَذَلِكَ الجدري. إِذا بَدَت الْحمى بحرارة وصداع ووجع الْحلق مَعَ سعال واحمرار الوجنة وَالْعين وعطاس وحكة فِي الْأنف وعرق الْبدن فَإِنَّهُ سيخرج فِي الْأَكْثَر يَوْم الثَّالِث إِذا لانت الْحمى. وَرُبمَا بَان من أول يَوْم وَالثَّانِي. الحصبة أقل من الجدري والجدري أضرّ على الْعين وَالصغَار المتقاربة أردأ. واحفظ الْعين بالكحل اللين ثمَّ يكحل فِيهِ كافور. وَفِي الْيَوْم السَّابِع ملحهم بِمَاء وملح وَشَيْء من زعفران ثمَّ اطلهم بعد ذَلِك بورد وصندل وعدس وَشَيْء من كافور. وَلَا تسق فِي أول الْعلَّة شَيْئا بَارِدًا فيبلد لبفضل ويمنعه من الْخُرُوج بِسُرْعَة لَكِن اسْقِهِ مَاء رازيانج وَمَاء كرفس وسكر ليخرج بِسُرْعَة من جَوْفه وليتمضمض بِمَاء رمان لِئَلَّا يشتكي من حلقه وفمه وَلَا يخرج فيهمَا شَيْء وَبعد أَن يُولى فَاسق أَقْرَاص حماض وبزرقطونا مقلواً. فَإِن اشْتَكَى من حلقه فأعطه الزّبد. وَفِي الشتَاء لَا يفارقهم وقود الطرفاء. ونومهم إِذا امْتَلَأت على مضربة مخلخلة محشوة بدقيق أرز.

وَالَّذِي يكون من الجدري يعقب الْحمى أسلم مِمَّا كَانَ بعده الْحمى فَأَما الحصبة فَإِنَّهَا يغلظ البزاق وتحمر الْعين وَالْوَجْه وييبس اللِّسَان وتنتفخ الأصداغ ويعرض التهوغ. والحصبة تخرج بِمرَّة والجدري شَيْئا بعد شَيْء. والبنفسجي والأخضر قاتلان وخاصة مَتى غابا دفْعَة وخاصة إِذا كَانَ مَعَ غثيان وغشى فاحذر. والجدري الْأسود الْكثير الَّذِي يمتلئ بِهِ الْجَسَد وَهُوَ مثل الثآليل قَاتل. ويدخن الجدري الرطب بورق الآس. ويطلى آثَار الجدري بحكاك أصل الْقصب بِالْمَاءِ وحكاك عود الْخلاف والمردارسنج. جورجس قَالَ: يكون الجدري والحصبة إِذا لم يخرج الدَّم وَفَسَد وَاحْتَرَقَ وَأكْثر ذَلِك إِذا ساعده هَوَاء جنوبي وتتقدمه حمى حادة وصداع شَدِيد مَعَ ثقل واحمرار الْوَجْه وسعلة) ويبس اللِّسَان والريق وانتفاخ عروق الْوَجْه كلهَا وَيكون الرِّيق غليظاً لزجاً ويعرض فِي الْأنف حكة وعطاس وَحُمرَة فِي الْعين مَعَ حكتها ودمعة ويتهيج الْوَجْه ويخبث النَّفس ويهيج الغشى والغثى والقيء وَقلة الشَّهْوَة وَثقل فِي الْجَسَد كُله وغرز فَإِذا رَأَيْت هَذِه كلهَا أَو بَعْضهَا فسيظهر جدري أَو حصبة. وَرُبمَا ظهر والحمى صعبة وَيكون أصعب وَأَشد لاشتعاله. وَرُبمَا ظهر وَقد خفت الْحمى أنظر لَا تعالج هَؤُلَاءِ بالمبردات الشَّدِيدَة فَإِنَّهُ بلَاء عَظِيم قَاتل لَكِن إِن كَانَ شتاء فاسقهم عصير الرازيانج والكرفس والجلنجبين. وَإِن كَانَ الزَّمَان حاراً فاسقه مَاء الشّعير والعدس والبطيخ وَالرُّمَّان والقرع وَنَحْوه. وليمسك فِي فِيهِ كل يَوْم عصير الرازيانج وزعفراناً وسكراً طبرزد أَو صب فِي عَيْنَيْهِ مرياً لتحفظهما واكحلهما باثمد وكافور واحمه الحموضة والملوحة لِئَلَّا يهيج بِهِ سعال وعطش وَكَذَلِكَ الْجلاب لِئَلَّا ينْطَلق بَطْنه فَإِن انْطلق فاسقه رب الآس وَرب السفرجل بِمَاء ورد وأقرصة الطباشير. فَإِن رعف فَهُوَ بحران جيد لَهُ. وَإِذا رَأَيْت الحصبة البنفسجية والخضراء قد غَابَتْ بَغْتَة إِلَى دَاخل الْبدن فَاعْلَم أَنه سيغشى على الْمَرِيض وَيَمُوت. والجدري الصغار الْيَابِس تتشقق وتجف ويعرض مَعهَا غشى وغثى واختلاط عقل قَاتل. وَالَّذِي يكون شَدِيد الرُّطُوبَة فنومه على فرَاش مهلهل محشو بدقيق الْأرز والجاورس ودخنه بورق الآس وورق الزَّيْتُون الْيَابِس وَإِذا جَفتْ القروح حككنا أصل الْقصب أَو عود الْخلاف بِمَاء وطلينا بمرداسنج مغسول لِئَلَّا يكون لَهَا أثر. أطهورسفس قَالَ: وسخ الكوارات إِذا خلط مَعَ شعير وَوضع على الجدري قَبضه.

أهرن قَالَ: أسهلها الْأَبْيَض والأحمر وأردؤها الْأسود والأخضر ثمَّ بعده الْأَصْفَر. وَإِذا رَأَيْت قد ثار الجدري والحصبة وَقد لانت الْحمى فَإِنَّهَا عَلامَة السَّلامَة. وَإِذا ثار فِي عنفوان الْحمى فَإِنَّهُ مهلك. قَالَ: وَإِذا علمت أَن الجدري قد بَدَأَ يثور فإياك أَن تسقى دَوَاء بَارِدًا فَيرجع فِي الْجوف لَكِن اسْقِهِ الرازيانج والكرفس ليثور من الْجوف وليتمضمض فِي فِيهِ بطبيخ العدس وَاحْذَرْ أَلا يخرج فِي فِيهِ وحلقه فيؤذيه. قَالَ: إِذا بلغ الجدري فنومه على دَقِيق الْأرز ودخنه بالآس وبورق الزَّيْتُون فَإِنَّهُ يجففه.) لى: الجدري يكون من غليان يحدث للدم عِنْدَمَا يُرِيد أَن يَنْقَلِب من الطفولية إِلَى الشَّبَاب وتحدث فِيهِ الْحَرَارَة القوية السهوليه. وَهَذَا إِذا كَانَ صَاحبه حَار المزاج فَرُبمَا حدث مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَإِلَّا فَوَاحِدَة ولابد أَن يتَغَيَّر دم كل طِفْل إِلَى هَذِه الْحَال وَلذَلِك هُوَ فِي الذُّكُور أَكثر. يَنْبَغِي أَن يحترس الصَّبِي المسنعد للجدري والحصبة فِي الرّبيع والشتاء من أَن يحم حمى حادة ويسكن دَمه ويطفأ عَنهُ مَا أمكن ويلطف غذاؤه وَيكون مِمَّا يُولد رَقِيقا ويحذر أَن تتكاثف سطوح بدنه بالدلك والرياضة وَالْحمام. فَأَما فِي الخريف والصيف فَإِن الْحَاجة إِلَى الاحتراس من ذَلِك أقل لَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يتَحَلَّل من الْبدن فِي الصَّيف شَيْء كثير وَفِي الخريف الدَّم قَلِيل. 3 (المستعدون للجدري والحصبة من الصّبيان) الْأَبْيَض والأحمر الخصيب والأصهب الشّعْر فَأَما النحيف الْأسود فبعيد مِنْهُ. ابْن سرابيون قَالَ: إِن أجابت الْقُوَّة فَلَا شَيْء أَجود فِي الجدري من الفصد إِلَى أَن يغشى عَلَيْهِ وَإِلَّا فالحجامة. وقطر فِي الْعين مَاء السماق أَو شَحم الرُّمَّان. فَإِن بَدَأَ الجدري يظْهر فَحِينَئِذٍ فَاسق طبيخ اللك حَتَّى يظْهر كُله واسق بعد ذَلِك مَاء الشّعير وعدساً وَاجعَل الْغذَاء الماش وَنَحْوه وَفِي الشتَاء أوقد لَهُم الطرفاء وحطب الْكَرم. فَإِذا بدا يجِف فاطله بدقيق الْأرز والجاورس وأصول الْقصب الْفَارِسِي والزعفران مبلولاً بِمَاء ورد.

أصناف الحميات

(النبض) قَالَ ج فِي الْمقَالة الأولى من 3 - (أَصْنَاف الحميات) النبض الصلب يحدث إِمَّا من جمود حدث للبدن من برد أَو يبس أَو تمدد أَو شَيْء من جنس التشنج أَو من بعض الأورام الحارة أَو الصلبة فَقَط. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن صلابة النبض يكون إِمَّا بِسَبَب تمدد وَإِمَّا من أجل برد ويبس. لى: الجمود يَفْعَله الْبرد الْقوي والتمدد يَفْعَله الورم والجساءة والعلل الْمُنَاسبَة للورم الْكَائِن فِي العصب واليبس تَفْعَلهُ الستفراغات كالذرب وَاخْتِلَاف الدَّم والهيضة والجوع الطَّوِيل والحميات المحرقة وَبِالْجُمْلَةِ كل حمى تجفف الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة. من كتاب العلامات: النبض الَّذِي يخص الِابْتِدَاء صَغِير متكاثف وَالَّذِي يخص الصعُود سريع مُخْتَلف عَظِيم. وَالَّذِي يخص الْمُنْتَهى فِي غَايَة الضعْف وَالَّذِي يخص الانحطاط طبيعي. وَقَالَ إِلَّا الحميات الخبيثة فَإِن هَذِه الحميات تجْعَل النبض صَغِيرا فِي كل الْأَوْقَات. والنبض بعد الطَّعَام أعظم وَأَشد تواتراً. من مَنْفَعَة النبض يعرض لمن أَكثر من الطَّعَام إِذا نَام أَن يصغر الانبساط مِنْهُ ويبطئ وَيزِيد الانقباض فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا وَذَلِكَ أَن الْحَرَارَة تَجْتَمِع دَاخل الْبدن كثيرا فيكثر فِيهِ الْهَوَاء الدخاني. وَعظم الانقباض إِنَّمَا يكون إِمَّا لِكَثْرَة الْهَوَاء الدخاني وَإِمَّا لرداءته وتتشوق الطبيعة إِلَى إِخْرَاجه وَلذَلِك يصغر الانقباض فِي الْمَشَايِخ لقلَّة الْحَرَارَة فيهم وَلذَلِك يصغر الانقباض فِي جَمِيع الْأَحْوَال والأسباب والأمزاج والبلاد الْبَارِدَة. من الْمقَالة الأولى من النبض الْكَبِير قَالَ: الْحَرَارَة فِي الْحمى نتبين فِي مَوضِع الْعرق نَفسه إِذا مسته أَكثر مِمَّا تتبين فِي سَائِر الْجَسَد إِذا مسته. لى: أهران قَالَ: ضَرْبَان عرق من معدته ممتلئة فِيهِ إبطاء وَضعف وضربان الْخَفِيف الْمعدة سريع قوي إِلَّا أَن يشْتَد جوعه فيضعف. الْإِسْكَنْدَر قَالَ: حمى يَوْم النبض فِيهَا سريع الانبساط بطيء الانقباض. لى: على مَا رَأَيْت فِي الاختصارات: النبض فِي مبدأ الحميات يصغر ويبطئ وَذَلِكَ لِأَن الْخَلْط الَّذِي اجْتمع إِنَّمَا هُوَ فِي ذَلِك الْوَقْت مبرد للقلب يثقل عَلَيْهِ ويمنعه من فعله كالحطب على النَّار) قبل اشتعاله. والغذاء حِين يَأْكُلهُ الْإِنْسَان فَإِن الْغذَاء أَيْضا يبرد الْبدن أَولا

إِلَّا أَن يكون حاراً بِالْفِعْلِ حَتَّى إِذا أخذت تشتعل فِيهِ الْحَرَارَة وَكَانَ زَائِدا فِي النبض مَعَ تَقْوِيَة لَهُ لِأَنَّهُ اسْتَحَالَ إِلَى جوهرية الْجَسَد فَأَما خلط الْحمى فَإِنَّهُ إِذا اشتعل يُرِيد فِي سرعَة النبض وَلَا يزِيد فِي الْقُوَّة لِأَنَّهُ لَيْسَ يَسْتَحِيل إِلَى جَوْهَر الْحَرَارَة الغريزية لكنه يشعلها فَقَط. جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: جَمِيع صنوف النبض يحس فِيهِ بفترة بَين نبضتين إِلَّا فِي النبض النملى فَإِنَّهُ لَا يحس فِيهِ بذلك. أريباسيوس قَالَ: الْأَطِبَّاء يسمون النبض الصَّغِير الْمُخْتَلف المنضغط وَهُوَ لَازم لابتداء حميات العفن غير مفارق لَهَا. من كتاب الْإِسْكَنْدَر قَالَ: لَا تجس العليل سَاعَة تدخل لِأَنَّك مهتاج قلق والعليل يرتاح لدُخُول الطَّبِيب عَلَيْهِ لَكِن اصبر حَتَّى تَسْتَقِر أَنْت ثمَّ جس وخاصة مَتى كَانَ الطَّبِيب ذَا هَيْبَة وسكرة أَو كَانَ الْعِلَل مستحياً أَو كن أَبْكَارًا أَو شَيْئا لم يصدق ذَلِك فَيَنْبَغِي أَن يُطِيل الحَدِيث وَالسُّؤَال حَتَّى يسكن ثمَّ يجس. قَالَ: وَلَا ترفع الْيَد عَن الضَّرْب قبل اثْنَتَيْ عشرَة نبضة. قَالَ: مجسة الْحمى يلْزمهَا التَّوَاتُر والعظم والسرعة مَعَ حرارة وانكسار فِي الْجَسَد وَلَا يسكن التَّوَاتُر إِلَّا فِي انحطاط الْحمى. لِابْنِ ماسويه قَالَ: لَا يُفَارق نبض المحموم الِاخْتِلَاف الْكثير حَتَّى يكون حينا عَظِيما وحيناً صَغِيرا وَمرَّة شاهقاً وَمرَّة منحطاً وَمرَّة قَوِيا وَمرَّة ضَعِيفا وَمرَّة دَقِيقًا وَمرَّة عريضاً وَيكون طَوِيل الْمكْث وَالْوَقْت لابثاً أَكثر من سَائِر أَنْوَاع الِاخْتِلَاف. من بعض الْجَوَامِع قَالَ قَالَ ج: إِن ابْتِدَاء الانبساط وانتهاء الانقباض غير محسوسين. قَالَ: وَالْوَزْن يكون فِي شَيْئَيْنِ: إِمَّا أَن تقيس مُدَّة الانقباض إِلَى مُدَّة الانبساط والسكون إِلَى السّكُون وَإِذا تقاربت من الاسْتوَاء كَانَ مَوْزُونا وَمَتى لم تتقارب كَانَ غير مَوْزُون وَتَكون لَهُ زيادات ونقصان مُخْتَلفَة. وَإِمَّا أَن تحفظ مَا فِي ذَلِك لكل سنّ من الْأَسْنَان فَإِذا وجدت فِي سنّ قد زَالَ عَنهُ فَهُوَ غير مَوْزُون. 3 (من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة) قَالَ: لما جسست عرق الْملك رَأَيْته بَرِيئًا من كل عظم يدل على حمى. لى: ينظر فِيهِ فَإِنَّهُ يُوهم أَن النبض فِي ابْتِدَاء الْحمى عَظِيم. الْخَامِسَة 3 (من الْعِلَل والأعراض) من كتاب العلامات قَالَ: إِذا كَانَ النبض فِي زمَان تزيد الْحمى لَكِن يبْق

منضغطاً أَو يكون منضغطاً بِالْقِيَاسِ إِلَى مَا يجب من حرارة الْحمى فَإِن الْحمى رَدِيئَة مخوفة. من الْمُخْتَصر الْمَعْمُول فِي النبض على رَأْي ج قَالَ: الْوَزْن إِنَّمَا هُوَ قِيَاس زمَان الانبساط بِزَمَان الانقباض فِي الْقصر والطول وَلذَلِك لَا يحس بِالْوَزْنِ الْبَتَّةَ من لم يحس بالانقباض. لى: جعل الْوَزْن فِي السرعة والتواتر فِي السّكُون الَّذِي بَين الحركتين. الْمقَالة الأولى سوء من التنفس قَالَ: إِذا قست انبساط الصَّدْر الَّذِي هُوَ إِدْخَال النَّفس بانقباضه كَمَا يُقَاس فِي النبض انبساط الْعرق بانقباضه كَانَ ذَلِك وزن النَّفس كَمَا أَن ذَلِك فِي النبض وزن النبض. وَيُقَاس فِي كمية الانبساط والانقباض وَفِي كيفيته. لى: من أحس بالانقباض والسكون الَّذِي بعده فِي الكمية وَقِيَاس الانقباض بالانبساط فِي الْكَيْفِيَّة. وَمن لم يحس بالانقباض فالوزن عِنْده قِيَاس كمية زمَان الانبساط بِقِيَاس الزَّمن الآخر الَّذِي إِلَى انبساط ثَان وَلَيْسَ هَذَا هُوَ التَّوَاتُر وَذَلِكَ أَن التَّوَاتُر إِنَّمَا هُوَ أَن يقصر الزَّمَان الَّذِي بَين انبساطين بِالْقِيَاسِ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ قبل ذَلِك. فَهُوَ قِيَاس زمَان سُكُون بِزَمَان سُكُون وَالْوَزْن النبض بطيء الثَّامِنَة من جَوَامِع حِيلَة الْبُرْء قَالَ: النبض يكون فِي وَقت ابْتِدَاء النّوبَة فِي الحميات أَبْطَأَ وَأَشد تَفَاوتا مِمَّا لم يزل عَلَيْهِ بالطبع وَيكون ذَلِك فِيهِ ظَاهرا بَين الْقصر. قَالَ ج: الدَّلِيل الَّذِي لَا يكذب على شدَّة الْقُوَّة النبض الْقوي المستوى وَكَذَلِكَ الْعَظِيم. لى: النبض إِنَّمَا يخْتَلف إِمَّا لِأَن الْقلب لم يقو على حركته الَّتِي كَانَت لَهُ وَإِمَّا لِأَنَّهُ اضْطر إِلَى مَا هُوَ أَكثر مِنْهَا. وَفِي الْحَالة الأولى يخْتَلف بِأَن يصير أَضْعَف وأصغر من الطبيعي فافرق ببنهما بذلك وبالأحوال الْخَارِجَة أَيْضا وَاعْلَم أَن اسْتِوَاء النبض دَلِيل على اضطلاعه بِمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الْحَرَكَة واستغنائه عَمَّا هُوَ أَكثر مِنْهَا فَلذَلِك هُوَ خَاص يحسن حَال الْقلب جدا فَإِن اختاف فَكلما كَانَت النبضات الصغار أقل فَهُوَ أَجود. فالخاص بِحسن حَال الْقُوَّة الحيوانية النبض الْقوي ثمَّ الْعَظِيم وَذَلِكَ أَنه لَا يكون مَعَ سُقُوطهَا وَإِن كَانَ قد يكون مَعَ شدَّة الْحَاجة فَمَتَى أردْت أَن تعرف حَال الْقُوَّة فتفقد الشدَّة والاستواء. الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: جست عروق رجل طَبِيب فَكَانَ فِي عروقه جَمِيع أَنْوَاع الِاخْتِلَاف الَّذِي يكون فِي نبضات كَثِيرَة وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ الجموعى الَّذِي يكون فِي انبساط وَاحِد من انبساطات الْعرق فَلَمَّا وجدت نبضه على هَذَا عجبت كَيفَ هُوَ حَيّ بعد وَسَأَلته هَل وجد عسراً فِي نَفسه فَقَالَ: لَا وَجعل يسألني: أَيَّة عِلّة يُمكن أَن يصير النبض فِيهَا بِهَذِهِ الْحَال بِلَا حمى لى: قد بَان من كَلَامه أَن الِاخْتِلَاف يكون فِي الْحمى غير مفارق. قَالَ: فَقلت إِنَّه قد يكون ذَلِك من ضيق يحدث فِي الشريانات الَّتِي فِي الرئة.

قَالَ: وَهَذَا الرجل بدا بِهِ بعد ضيق النَّفس ثمَّ ضعفت قوته وانحلت وَأَخذه الغشى وَمَات كَمَا يَمُوت الَّذين بهم عِلّة الْقلب. من الدَّلَائِل قَالَ: مَا دَامَت العفونة فِي الحميات تتزيد فالنبض يزْدَاد اخْتِلَافا فَإِذا بَدَأَ النضج بَدَأَ الِاخْتِلَاف ينتقص مَعَه حَتَّى يَسْتَوِي إِذا كمل. من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ: لما جسست عرق الْملك فَوَجَدته بَعيدا من كل عظم يدل على حمى علمت أَنه لَا حمى بِهِ. لى: الْعظم لَا يكَاد يُفَارق الْحمى فَلْينْظر فِيهِ فَإِن كَانَ الْكَلَام مِنْهُ فِي ابْتِدَاء الْحمى أَنه يصغر) النبض وَلَا أَحسب ذَلِك فَإِن رَأَيْت مرَارًا كَثِيرَة قوما فَقضيت عَلَيْهِم لما رَأَيْت نبضهم قد بدا يعظم أَنهم يستحمون فحموا. الأولى من قَالَ: الْبرد وَأكل الْأَشْيَاء المبردة بالثلج والهم والسهر وَاخْتِلَاف الدَّم يصلب النبض وَكَذَا التشنج والورم الْحَار لِأَن كل شَيْء يمدد يصلب النبض. الْمقَالة الأولى من أغلوقن قَالَ: النبض الْعَام لجَمِيع الحميات الَّذِي لَا يفارقها أَن يكون مُخْتَلفا فِي نبضة وَاحِدَة حَتَّى يكون أول الانبساط أسْرع وَآخره أسْرع. قَالَ: وَالدَّلِيل على السدد فِي الْأَعْضَاء الرئيسة اخْتِلَاف النبض فِي قرعات فِي الْقُوَّة والضعف والعظم والصغر من غير أَن تكون دَلَائِل الامتلاء حَاضِرَة فَإِن هَذَا الِاخْتِلَاف فِي النبض عَام للسدد والامتلاء. وَقد يكون أَيْضا من السدد إِذا كَانَت عَظِيمَة وَمن الامتلاء الشَّديد النبض الْمَعْرُوف بالمفتر وَهُوَ الَّذِي يتَوَقَّع مِنْهُ حَرَكَة فَتكون مَكَانهَا فَتْرَة وَسُكُون. الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ: كثيرا مَا قضيت على النبض الْمُخْتَلف وَالَّذِي فِيهِ فترات أَن ذَلِك الْإِنْسَان نبضه ذَلِك بالطبع لَا من أجل مرض. أزمان الْأَمْرَاض قَالَ: فِي حمى غب إِذا برد الْبدن صغر النبض وصلب وَأَبْطَأ انبساطه وأسرع انقباضه وتفاوت سَاعَة أَو ساعتين ثمَّ يقبل يعظم ويسرع ويتواتر. لى: قد وَقع الْإِجْمَاع وَشهِدت التجربة بصغر النبض بِالْإِضَافَة إِلَى الطبيعي فِي ابْتِدَاء الدّور فَيَقُول ج فِي نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة إِنَّه لما وجد الْملك قشعريرة وجس نبضه وجده بَرِيئًا من كل عظم يُوجب ابْتِدَاء نوبَة الْحمى. إِنَّمَا يعْنى بِهِ أَنه كَانَ أكبر من كل نبض يحس فِي ابْتِدَاء الحميات فَافْهَم من عظم كَلَامه مِقْدَارًا فَيَقُول إِنَّه كَانَ أكبر من كل عظم يكون فِي ابْتِدَاء الدّور. وَقد قَالَ: الْعِمَاد فِي تعرف ابْتِدَاء النوائب حَرَكَة النبض إِلَى دَاخل أسْرع أَعنِي سرعَة الانقباض من صغر الانبساط.

يحيى النَّحْوِيّ قَالَ فِي تَفْسِيره للنبض الصَّغِير: إِن النبض إِذا صَار نملياً من عِلّة بَغْتَة كالغشي وَنَحْوه رجا أَن يثوب فَيرجع ويعظم وَإِذا صَار من عِلّة مزمنة وعَلى تدرج إِلَيْهِ أَعنِي أَنه لَا يزَال) يصغر لم يثبت الْبَتَّةَ. والنبض الرَّدِيء الَّذِي يَقع فِيهِ نبضات قَوِيَّة هُوَ خير من الَّذِي هُوَ كُله باستواء. والنبض الرَّدِيء الَّذِي إِذا كَانَ مستوياً كَانَ أردأ فَإِن النبض الَّذِي تقع فِيهِ نبضات قَوِيَّة خير من الَّذِي هُوَ كُله من اسْتِوَاء ضَعِيف. قَالَ: فَإِن الِاخْتِلَاف إِنَّمَا يكون إِذا كَانَت الْقُوَّة تجاذب بعد وَلذَلِك صَار النبض الْمُسَمّى افليقوس رديئاً على أَنه فِي غَايَة الاسْتوَاء لِأَنَّهُ يدل على تَمام عمل الْمَرِيض فِي الطبيعة. وَقَالَ: أقل مَا يكون النبض الْمُخْتَلف منتظماً لِأَن الِاخْتِلَاف يكون عِنْد اضْطِرَاب الطبيعة وَفِي الندرة يكون منتظماً. مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي فهم الْمقَالة الأولى: حَرَكَة مضاعفة مَعْنَاهُ مثناه أَن ينقبض وينبسط كَأَنَّك لَو توهمت أَن الْيَدَيْنِ ترتفعان إِلَى الرَّأْس ثمَّ تنزل إِلَى موضعهَا ثمَّ ترْتَفع تسمى هَاتَانِ الحركتان حَرَكَة مضاعفة وَإِن توهمت حجرا يسفل أَو بخاراً يصعد لم تكن هَذِه الْحَرَكَة مضاعفة الْوَزْن بِخِلَاف التَّوَاتُر. وَإِن كَانَ الْوَزْن إِنَّمَا يعلم فِي قِيَاس زمَان انبساط الْعرق بِالزَّمَانِ الْبَاقِي كُله إِلَى أَن يعود منبسطاً ويستدل على ذَلِك بِهَذَا الْمِثَال: كَأَن زمَان الانبساط من النَّفس كَانَ بِمِقْدَار مَا يعد عشرَة وَكَانَ الزَّمَان الْبَاقِي إِلَى أَن يعود النَّفس ينبسط ثَانِيَة بِمِقْدَار مَا يعد فِيهِ بِمثل تِلْكَ الْحَال فِي الْعدَد عشْرين أَقُول: إِن نِسْبَة زمَان الانبساط إِلَى بَقِيَّة الزَّمَان كُله الَّذِي بَين تنفسين نِسْبَة الْوَاحِد إِلَى الِاثْنَيْنِ فاعمل على أَن هَذَا الزَّمَان يقصر حَتَّى يرجع إِلَى خَمْسَة عشر أَقُول: إِنَّه لَا يَنْبَغِي أَن يظنّ أَن هَذَا تَوَاتر لِأَن التَّوَاتُر يكون إِذا نقص هَذَا الزَّمَان بقياسه إِلَى نَفسه وَالْوَزْن إِنَّمَا كَانَ إِذا نقص هَذَا الزَّمَان بقياسه إِلَى زمَان الانبساط فاعمل على أَن هَذَا الزَّمَان بِنَفسِهِ طول مِقْدَار عشْرين عدَّة وَصَارَ الْآن خَمْسَة عشر مثل مَا قُلْنَا فِي الْوَزْن أَقُول: إِن هَذَا تَوَاتر مَا دمت أَقيس هَذَا الزَّمَان بِنَفسِهِ فَإِذا قسته بِزَمَان الانبساط كَانَ وزنا فاعمل على أَن وزن هَذَا الْعرق هُوَ أَن زمَان انبساطه ثلث زمَان الآخر حَتَّى صَار زمَان الانبساط نصفا فَإِن أَبْطَأَ وَالزَّمَان الآخر بَاقٍ بِحَالهِ أَقُول: إنالنبض قد تغير وَزنه وَلم يتَغَيَّر تواتره. وَجُمْلَة إِن التَّوَاتُر إِنَّمَا يكون لنُقْصَان يَقع فِي هَذَا الزَّمَان بقياسه إِلَى حَاله الطبيعية وَالْوَزْن إِنَّمَا يتَغَيَّر لنُقْصَان أَو زِيَادَة تقع فِي أحد هذَيْن الزمانين بِقِيَاس بَعْضهَا إِلَى بعض. قَوْله والأشياء الَّتِي يُمكن أَن يَقع بهَا الْقيَاس إِنَّمَا هِيَ من جنس وَاحِد يُرِيد بِهِ أَن يقيس زمَان الانبساط بالانقباض لِأَنَّهُمَا جَمِيعًا حركتان) وتقيس السكونين أَحدهمَا بِالْآخرِ وَلَا تقاس حَرَكَة بِسُكُون وَلَا سرعَة بتواتر لَكِن الْأَشْيَاء المتجانسة.

السَّرِيع هُوَ إِذا كَانَ الانبساط لم ينقبض فِي مسافته وَثمّ فِي مدَّته أقل مِمَّا كَانَ قبل ذَلِك. والبطيء بالضد. إِن أردْت فهم الِاسْم فاقصد أبدا إِلَى الطول فَإِن وجدته أَزِيد من القطرين فَهُوَ دَقِيق وَإِن كَانَ أنقص فَهُوَ عريض وَإِن كَانَ فِيهَا وَاحِد يُسَاوِيه فَلَا اسْم لَهُ فَلذَلِك لَيْسَ للْبَاقِي اسْم وَهُوَ طَوِيل عريض معتدل لِأَن الطول فِيهِ مواز للعرض. وَكَذَلِكَ الثَّالِث وَهُوَ طَوِيل عريض منخفض لِأَن الانخفاض فِيهِ مسَاوٍ للطول. وَالرَّابِع هُوَ طَوِيل معتدل مشرف لِأَن الإشراف مواز للطول وَإِنَّمَا اسْتحق اسْم الدقة إِذا كَانَ الطول زَائِد الْمِقْدَار على القطرين الباقيين. مِثَاله الْخَامِس طَوِيل معتدل فالطول زَائِد على قطر الْعرض والسمك فَهُوَ لذَلِك دَقِيق. فَإِن قَالَ قَائِل: هلا جعل النبض الَّذِي الْعرض فِيهِ أَكثر من القطرين الباقيين غليظاً كَمَا جعل الَّذِي طوله أَكثر من القطرين دَقِيقًا فَكَانَ يكْتب على الْحَادِي عشر وَهُوَ معتدل عريض معتدل لِأَن الطول فِيهِ أَنه غليظ فَالْجَوَاب فِيهِ على رأى جالينوس لِأَن قطر الطول فِيهِ مواز لقطر السّمك فَلذَلِك لَا اسْم لَهُ لِأَنَّهُ لَا يُسمى قطر الْعرض فِي هَذِه الْأَصْنَاف شَيْء باسم الْأَمَاكِن الطول فِيهِ أَزِيد من القطرين أَو أنقص مِنْهُمَا أَو ثَلَاثَة أَجزَاء وَهِي الْعَظِيم وَالصَّغِير والمعتدل وَالسُّؤَال كَيفَ لَا يُسمى الَّذِي قطر الْعرض أَزِيد من القطرين عريضاً قَائِم. وَبعده كَلَام أَحسب أَن فِي النُّسْخَة فِيهِ خطأ. ومحصوله: أَن من لم يكن يحس عِنْد الانبساط وَعند سَائِر الزَّمَان زمَان السّكُون فَإِن الْوَزْن وَالِاخْتِلَاف والتواتر والتفاوت عِنْده فِي أَجنَاس أقل. وَمن زعم أَنه يحس الانقباض والسكونين فَإِن ذَلِك عِنْده أَكثر لِأَن النبض يكون عِنْده متواتراً وَفِي السّكُون الآخر أَيْضا إِذا نقص سَرِيعا وَفِي زمَان الانقباض أَيْضا إِذا قصر وَذُو وزن وَغير ذِي وزن فِي غير هَذِه أَيْضا. قَالَ: لَا فرق عِنْدهم بَين أَن ينبسط ويتحرك وَذَلِكَ لِأَن الْحَرَكَة عِنْدهم إِنَّمَا هِيَ الانبساط فَقَط. قَالَ: لَا يحس ابْتِدَاء الانبساط وَلَا آخر الانقباض لعِلَّة نذكرها فِي تعرف أَصْنَاف النبض وَالْعلَّة فِيهِ أَن الانبساط أَصْغَر فِي أول مَا يبْدَأ وأعظمه آخِره والانقباض أعظمه أَوله لِأَنَّهُ حِين يبْدَأ بالحركة الْمُخَالفَة وَآخره يكون قد صغر. وَيحْتَاج هَذَا الْكَلَام إِلَى تَحْدِيد السّكُون الَّذِي بعد الانقباض وَقبل الانبساط وَهُوَ السّكُون الَّذِي يكون بَين النبضتين والسكون الدَّاخِل الَّذِي لَا يحس) كُله لِأَنَّهُ يتَّصل بِهِ آخر الانقباض ومبدأ الانبساط وَهَذَانِ غير محسوسين والمقدار الَّذِي يحس فِيهِ لَيْسَ هُوَ كُله سكوناً لَكِن مَعَه انبساط فَهُوَ مُشْتَرك بَين هذَيْن. قَالَ: إِذا كَانَ الزَّمَان المتكرر وَاحِدًا وَإِن كَانَ أَكثر من وَاحِد لِأَن الْوَاحِد هُوَ الْمِكْيَال الَّذِي بِهِ يقدر كَأَنَّك تَقول لزمان الانقباض مثل زمَان الانبساط ثَلَاثَة أَشْيَاء وَتقول أَيْضا إِنَّه مثله مرّة وَشَيْء فَإِنَّمَا يكون الزَّمَان وَاحِد إِذا لم يكن الْأَحَد من الزمانين شبه الضعْف بل أقل وَيكون أَكثر من وَاحِد إِذا كَانَ ضعفه أَكثر. وَأما قَوْله لَا يُمكن أَن يكون أَكثر مِنْهُ

فيعنى بِهِ الْكسر الَّذِي مَعَ الصَّحِيح فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ جَزَاء يسير مِنْهُ وَرُبمَا بلغ إِلَى أَنه زَاد عَلَيْهِ شَيْء وَصَحَّ وَصَارَ وَاحِدًا صَحِيحا. قَالَ: 3 (النبض المستوى الْمُطلق) فِي صنف مَا من أَصْنَاف النبض لَا يقبل الْقِسْمَة يُرِيد بِهِ لَا يكون منتظماً وَغير مُنْتَظم لِأَن كل مستو مُنْتَظم والمستوى فِي السرعة مثلا أَو فِي الْعظم مُنْتَظم أبدا فِي الشَّيْء الَّذِي فِيهِ استواؤه وَلَا غَيره وَذَلِكَ يكون غبا وَلَا غَيره. قَالَ: فِي النبض المنتظم الأدوار الَّذِي يُمكن أَن يُسَمِّيه مستوياً مُطلقًا يعْنى بِهِ مستوى الأدوار احاد النبض وَيكون هَذَا بِالْإِضَافَة إِلَى كَثْرَة مَا فِي الأدوار من الاستواءات الَّتِي تحْتَاج إِلَى شَرط مُطلق إِذا كَانَ لَيْسَ فِيهِ الْبَتَّةَ وَلَا دور وَاحِد مُخْتَلف. من هَهُنَا أَخذنَا مَا يحْتَاج إِلَيْهِ لتعرف مَا فِيهِ من سَائِر المقالات من الْكتاب وَنَرْجِع إِلَى هَذِه الْعَلامَة إِذا رَجعْنَا إِلَى سِيَاق الْمقَالة الأولى وَقَوله فِي الْمقَالة الأولى وَيحْتَاج أَن يتعرف فِي جَمِيع هَذِه الاستواءات والاختلافات إِنَّمَا عَنى بِهِ مَا فِي نبضة وَاحِدَة. وَيعرف ذَلِك من أول الْمقَالة الرَّابِعَة على ورقتين فَإِنَّهُ صرح هُنَاكَ بِهَذَا. وَقَالَ فِي الْمقَالة الرَّابِعَة فِي آخرهَا: إِن أول الانبساط لَا يدْرك لِأَن الْعرق يحْتَاج أَن يشيل مَا عَلَيْهِ قبل ثمَّ يصل إِلَى الْيَد. وَلَا آخر الانقباض لِأَن فِي ذَلِك الْوَقْت يكون قد غرق فِي الْجِسْم الَّذِي حوله بعكس الانبساط لى: أما الَّذِي لَا يحس الصغر فَأول الانبساط وَأول الانقباض وَالَّذِي ذكر ج فَلَيْسَ الصغر لِأَن ذَلِك لَيْسَ مِمَّا يُمكن أَن يكون محسوساً لَكِن للموانع معنى قَوْله يتعاود مُنْفَصِل من النبض الَّذِي يَنْقَطِع بِسُكُون فَإِن هَذَا يسكن فِي أول الانبساط وَأَنت تعلم أَنه لم يتم انبساطه ثمَّ يتم انبساطه) بعد ذَلِك وَتعلم أَنه لَيْسَ بنبضتين من أَنَّك لَا تَجِد فِي الثَّانِيَة ترْتَفع من مَوضِع عميق كحاله فِي أول ارتفاعه فَإِن أحسست الانقباض كفيت وَذَلِكَ أَنه لَا ينْقض وَلَكِن أَحسب أَن الانقباض فِي هَذَا غير مدرك لِأَن الانبساط قد صغر بتنقضه فَأَما المعاود فَإِنَّهُ يتم انبساطه كُله وَهَذَا حِين تظن أَنه يُرِيد الانقباض تجيئك قرعَة أُخْرَى أشبه بموج يَتْلُو موجاً ويشيل الْعرق من مَكَانَهُ هَذَا شيلاً آخر وَلذَلِك يدل على صِحَة الْقُوَّة وَالْآخر يدل على ضعف.

(فِيمَا يحدث فِي الْأَظْفَار) وبالقرب مِنْهَا والداخس وتشقق الْأَظْفَار ورضها وَمَوْت الدَّم تحتهَا والبرص فِيهَا والأصابع الزَّائِدَة والملتصقة: الدَّوَاء الْمُتَّخذ من الصَّبْر والجلنار والعفص يُبرئ الداخس. قَالَ: 3 (إِذا كَانَ تَحت الْأَظْفَار دم) عرض من ضَرْبَة وَنَحْوهَا شققت الظفر بسكين حادة بالوارب وسيلت ذَلِك الدَّم ثمَّ أشيل الظفر بِرِفْق ثمَّ أرده ليَكُون غطاء لما تَحْتَهُ من اللَّحْم فيسكن الوجع على الْمَكَان وَبعد أَيَّام أشيل الظفر أَيْضا وأسيل الصديد ثمَّ أرده إِلَى مَوْضِعه وأعالج الْأصْبع بالتحليل والتسكين وأبطل عَلَيْهِ المَاء والدهن الفاتر وأضع عَلَيْهِ بِأخرَة الباسليقون وَلَا يَنْبَغِي أَن يعرى اللَّحْم الَّذِي تَحت الظفر فَإِنَّهُ إِن عرى يزِيد بِسُرْعَة فيبدر من ذَلِك الْموضع المكشوف فَيحدث عَنهُ من الوجع مَا هُوَ أعظم من الداخس لِأَن مَا يبدر من اللَّحْم يلقى شقّ الظفر وَإِذا سكن الوجع أصلا من الإصبع بِهَذَا العلاج فَأَنا عِنْد ذَلِك نداويها حَتَّى تَبرأ بالأدوية المحللة. أهرن قَالَ: يكون تشقق الْأَظْفَار الْمُسَمّى أَسْنَان الفأر من حِدة الْمرة السَّوْدَاء أَو يبسها إِذا خلط الدَّم فوصل إِلَى الْأَعْضَاء وينفع مِنْهُ الفصد ثمَّ الإسهال بِمَا يخرج ذَلِك الْخَلْط. قَالَ وينفع من صفرَة الْأَظْفَار أَن يطلى بالعفن والشبت بشحم البط. أَو يُؤْخَذ بزر الجرجير فيسحق بخل حامض نعما ويطلى على مَوضِع الصُّفْرَة من الظفر. أَو تطليه مَعَ مرَارَة الْبَقر. بولس قَالَ: الداخس خراج يكون إِلَى جَانب الظفر وَإِذا كَانَ فِي ابْتِدَائه وَكَانَ صَغِيرا فَإِن الْعَسَل مَعَ العفص يسكنهُ وَيمْنَع أَن يجْتَمع. وأقراص الاندرون وشماس حَتَّى إِذا استحكم الداخس فَإِن غرضنا حِينَئِذٍ أَن نفني اللَّحْم) الزَّائِد بِمَا يلذع لذعاً شَدِيدا. وَالَّذِي يصلح للداخس وسخ الْأذن والحضض. وَإِذا جمع مُدَّة فليبط بمجسة صَغِيرَة وتسيل ويغمز ثمَّ يضمد بعدس أَو بورد رطب أَو يَابِس يبل بِمَاء ورد أَو سويق الشّعير وَنَحْوه. وَيصْلح لَهُ دَقِيق الترمس وَالْعَسَل. وَأما الداخس المتقرح فليوضع عَلَيْهِ مرهم الزنجار وَقد خلط بمرهم إسفيذاج وعنزروت وَيجْعَل فَوْقه خرقَة قد بلت بشراب وَابْتِدَاء اللَّحْم من الظفر من كل نَاحيَة. وَمَتى مَا نخس الظفر اللَّحْم فاقطعه وعالج اللَّحْم بالأدوية الآكالة والمراهم المذيبة للحم المجففة.

قَالَ: ومرهم خَاص بِهَذِهِ القروح: يُؤْخَذ من الدردى المحرق والكندر بِالسَّوِيَّةِ زنجار نصفا يسحق بِعَسَل وَيُوضَع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ جيد وَأما رض الأظافير فليضمد بورق الآس وورق الرُّمَّان اللين. وَأما موت الدَّم تحتهَا فاخلط دَقِيقًا بزفت وَضعه عَلَيْهَا. 3 (ابْتِدَاء الأظافر الوجعة) لي: اخلط كبريتاً مسخناً وشحم شجر البلوط وبقلة حمقاء والحلبة أُوقِيَّة أُوقِيَّة تافسيا أُوقِيَّة خل مَا يَكْفِيك. آخر يقلعه بِلَا قرحَة تُؤْخَذ خمر وزرنيخ أَحْمَر وأصفر وكبريت أصفر وعلك البطم ويضمد بِهِ وَيحل فِي كل أُسْبُوع. فَإِذا سقط الظفر فضع عَلَيْهِ شَيْئا من دهن آس فِيهِ شَيْء من دَوَاء الزرنيخ. بولس: إِذا كَانَ الداخس رطبا متآكلاً فَاسْتعْمل فِيهِ فلعمور من زرنيخ وزاج وزنجار ونورة فَإِنَّهُ يجفف سَرِيعا. وَلَا شَيْء أبلغ فِيهِ مِنْهُ. الاختصارات قَالَ: وَقد يحدث لرؤوس العصب الَّذِي يَنْتَهِي عِنْد الْأَظْفَار انتشار. قَالَ: فَعَلَيْك بمرهم شَحم الدَّجَاج ومخ الْبَقر والشمع وإنقاع الْيَد فِي مَاء النخالة وادهنها بدهن لى: الْعَامَّة يغمون الداخس إِذا بدا فِي دهن مسخن. أربياسيوس مرهم جيد للداخس المستجكم: قشور الرُّمَّان الحامض وعفص وتوبال النّحاس بِالسَّوِيَّةِ يخلط بِعَسَل بِقدر مَا يخلط ويطلى عَلَيْهِ ويشد. وَلَا يلامس الْموضع مَاء وَلَا دهناً ويعاود فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ. 3 (التَّذْكِرَة للورم الْحَادِث فِي أصُول الْأَظْفَار) يوضع عَلَيْهِ حب الآس اللطاخ مطبوخ بعقيد الْعِنَب حَتَّى ينضج. فَإِن ذهب ينضج فَعِنْدَ ذَلِك بزر مر وبزرقطونا وَلبن. فَإِن انتفخ عولج بمرهم الْخلّ الْأَبْيَض ومرهم الإسفيذاج. قَالَ: وليقشر حوالي الْأَظْفَار وتشققها ويطلى بالشراس مَعَ ملح الْعَجِين ودردى الْخمر ويطلى ببصل القار المشوى. وَالْبَيَاض الْعَارِض فِي الْأَظْفَار يطلى بزفت رطب. المنقية لِابْنِ ماسويه: يذهب بتقشير الْأَظْفَار أَن تطلى بالشراس مَعَ شَيْء من ملح الْعَجِين ودردى الْخمر ويطلى ببصل القار المشوى مَعَ دهن حل مرَارًا. انطليس: إِذا كَانَ فِي مَوضِع الظفر الَّذِي يَعْتَرِيه الداحس يسير مُدَّة رقيقَة مُنْتِنَة فبادر فِي الْقطع والكي لِأَن مثل هَذِه القرحة تَأْكُل الإصبع كُله وتفسده سَرِيعا.

قريطن للأظفار الجربة: يذيب شَحم الضَّأْن ثمَّ يوضع مِنْهُ على الظفر وشده وتحله بعد ثَلَاث فَإِذا لَان حككته ثمَّ أعدت الشَّحْم عَلَيْهِ والحك حَتَّى يَسْتَوِي. لى: احسب انه من جيد العلاج للداحس حِين يبْدَأ أَن يضمد بخل ونحالة مسخنين اهرب من الرهضة وَكَانَ بعض مَشَايِخنَا يَقُول نحلاً أَن يغمس الإصبع حِين يَبْدُو الداحس فِي دهن مسخن حَتَّى يبرأ. لى: قد أبرأت الداحس المتقرح بمرهم الجلنار فَوَجَدته جيدا. أربياسيوس للأظافر المتقشرة: دَقِيق البلوط ودقيق الحلبة وتفسياً وزرنيخ أَحْمَر بِالسَّوِيَّةِ. ذراريخ نصف يجمع بخل ويضمد بِهِ. لى: هَذَا أقوى دَوَاء لقلع الْأَظْفَار. قَالَ: وَيمْنَع من استحكام الداحس أَن يضمد بعفص وَعسل. وَمِمَّا يجفف المتقرح مِنْهُ سَرِيعا ويبرئه: كندر وزرنيخ أَحْمَر يسحقان وَيَنْثُرَانِ عَلَيْهِ ويكبس بِهِ كبساً جيدا ويشد فَإِنَّهُ يُبرئهُ. الثَّانِيَة من الميامير قَالَ: يمْنَع من الداحس الصَّبْر المغسول بِمَاء الأفاوية والجلنار إِذا نثر عَلَيْهِ. لى: لم أر شَيْئا أوفق للداحس من مرهم الإسفيذاج بمرداسنج وكافور وأفيون فَإِنِّي رَأَيْت هَذَا أصلح لَهُ فِي كل أوقاته لِأَنَّهُ يسكن الوجع. وَإِذا ذهب الْعُضْو يجمع لم يمنعهُ بل يُعينهُ بالقيروطي ولزوجته. وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يجمع سكن وَجَعه ويشفيه وَكَذَلِكَ إِذا قاح فَإِنَّهُ جيد لَهُ.) د قَالَ: الكاكنج يقْلع الْأَظْفَار الَّتِي يَقع فِيهَا البرص. قَالَ د: إِذا جففت أصُول السوسن وسحقت كَانَت نافعة للحم الَّذِي يخرج فِي أصُول الْأَظْفَار. الحضض جيد للداحس. الزفت الرطب واليابس يقلعان الْأَظْفَار البرص إِذا خلط بالشمع وضمد بِهِ. الرازيانج قد جربناه تجربة عَظِيمَة فِي علاج الْأَظْفَار البرص يوضع عَلَيْهَا مَعَ قيروطي فيدفعها حَتَّى يسْقط. والكندر إِذا خلط بِعَسَل أَبْرَأ الداحس. جوز السرو إِن طبخ بالخل مَعَ دَقِيق وضمدت بِهِ الْأَظْفَار البرص قلع تِلْكَ الْآثَار مِنْهَا. الحضض جيد للداحس الأقافيا جيد للداحس. والسماق إِذا تضمد بِهِ بسكنجبين أَبْرَأ الداحس الآس الْيَابِس إِذا ذَر على الداحس نفع. برادة نَاب الْفِيل تبرئ الداحس. بزر الْكَتَّان إِذا طبخ بِمثلِهِ حرف وَسُحْقًا وعجنا بِعَسَل وضمدت بِهِ الْأَظْفَار المشققة والمتقشرة أبراهما. لى: وينفع من جَمِيع هَذِه الألعبة والشحوم والمخاخ. أصُول السوسن إِذا جففت وسحقت وذرت على الداحس نَفَعت جدا. الصَّبْر يدمل ابْن ماسويه قَالَ: بزر الْكَتَّان إِذا ضمدت بِهِ الْأَظْفَار المبيضة مَعَ الثوم وَالْعَسَل أصلحها. الطَّبَرِيّ قَالَ: بزر الْكَتَّان إِن وضع على الظفر المتشنج أحل تشنجه.

ابْن ماسويه قَالَ: بزر الْكَتَّان إِن ضمدت بِهِ الْأَظْفَار الَّتِي فِيهَا نقط بيض مَعَ الْحَرْف والسعد ذهبت يتلك النقط. إنطيلس قَالَ: قد يعرض فِي أَصَابِع الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وخاصة فِي الْكِبَار قرحَة مُنْتِنَة تفْسد الظفر فَيَتَأَذَّى مِنْهُ إِن لم يُبَادر إِلَى الْعظم فيفسده وَإِذا وصل إِلَى الْعظم أنتن رِيحه جدا وَعرض رَأس الإصبع وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يقطع جَمِيع الظفر الْفَاسِد والعظم إِن كَانَ قد فسد ويكويه لِأَن هَذَا يدب وَيفْسد الإصبع كلهَا إِن لم يقطع ويكوى بعد ذَلِك. قَالَ: وَقد ينْبت أَحْيَانًا من الإصبع أصْبع أُخْرَى وَرُبمَا كَانَ لَحْمًا فَقَط وَعند ذَلِك فاقطعها بِلَا حذر الْبَتَّةَ. وَإِن كَانَ فِيهَا عظم فَمدَّهَا مدا جيدا ليتبين لَك مفصلها ثمَّ اقْطَعْ الْجلد وافصلها من الْمفصل نَفسه وَكَذَلِكَ إِن كَانَ على الرسغ. لى: لَا شَيْء أبلغ للداحس من أَن يطلى عَلَيْهِ أفيون بخل وَيُوضَع عَلَيْهِ بزرقطونا بخل ويغمس فِي المَاء الْبَارِد حَتَّى يخدره.) مسيح طلاء نَافِع للبياض الْحَادِث فِي الْأَظْفَار: دبق زرنيج أَحْمَر بِالسَّوِيَّةِ تضمد بِهِ الْأَظْفَار للأظافير الَّتِي قد مَاتَت واسودت: قردمانا يسحق مَعَ تين سمين قد أنقع فِي خل ويضمد بِهِ إِلَى أَن يخضر بِهِ الأظافير ثَلَاثِينَ يَوْمًا ن يُعِيدهَا كأظافير الْأَطْفَال. وَكَذَلِكَ يفعل الْخَرْدَل. من كتاب كسانوقراطس فِي الحجار: صدأ الْحَدِيد مَعَ دهن ورد جيد للداحس جدا. لى: ورق الآس جيد يذر عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ إِن اسْتعْمل مَعَ قيروطي وطلى عَلَيْهِ. والأقراص الَّتِي من السك الَّتِي فِي سَاق الآس أقوى كثيرا. وَكتب فِي بَاب حرق النَّار: الأقاقيا ووسخ الْأذن. قَالَ أطهورسفس: إِنَّه ينفع من الورم الْحَادِث فِي أصُول الْأَظْفَار مَا لم تتقيح. بلبوس إِذا خلط بسويق شعير نفع مَعَ شدخ الْأَظْفَار الدبق إِذا خلط بالزرنيخ الْأَصْفَر والأحمر وَوضع على الظفر قلعه. الدردى المحرق إِذا خلط براتينج قلع الْآثَار الْبيض الْعَارِضَة فِي الْأَظْفَار. لى: قد قيل إِن وسخ الْأذن ينفع الداحس وورق الزَّيْتُون إِذا دق وضمد بِهِ الداحس نَفعه. لب نوى الزَّيْتُون إِذا خلط بشحم ودقيق قلع البرشة الْبَيْضَاء الْعَارِضَة فِي الْأَظْفَار الحضض يشفى الداحس. د ج: زنجار الْحَدِيد ينفع من الداحس. ج قَالَ: زعم قوم أَن رماد حوافر الْحمير إِن ذرت على القروح الَّتِي فِي أصُول الْأَظْفَار فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ فِي الشتَاء أبرأها.

د: تَمْرَة الْكَرم الْبري تبرئ الداحس إِذا خلط بالعسل. د: الكندر إِذا خلط بالعسل أَبْرَأ الداحس وبزر الْكَتَّان وحرف بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل وَيجْعَل على الْأَظْفَار فينفع من تشققها وتقشرها. بزر كتَّان خاصته أَن يصلح آثَار الْأَظْفَار الْبيض إِذا تضمد بِهِ مَعَ موم وَعسل: ابْن ماسويه: الكبريت إِذا تضمد بِهِ مَعَ صمغ البطم قلع الْآثَار الْبيض فِي الْأَظْفَار. د: كرفس بري يُبرئ تشقق الأظافر وتقشرها الكنيكج إِن اسْتعْمل بِقدر قلع الْبيَاض فِي الْأَظْفَار. ج: الماميران يقْلع آثَار البرص. ج: جوز السرو إِذا طبخ بالخل ودق وخلط بالترمس قلع الْآثَار الْعَارِضَة للأظفار. د: إِن تضمد بورق السماق مَعَ الْخلّ أضمر الداحس د: وَاصل السوس إِذا تضمد بِهِ بعد) تجفيفه وسخن نفع من الداحس. د قَالَ ج: زعم ديسقوريدس أَن أصل السوس إِن جفف وسحق كَانَ دَوَاء جيدا للحم الزَّائِد فِي أصُول الْأَظْفَار لحم الزَّبِيب إِن ألصق على الْأَظْفَار المتحركة أسْرع قلعهَا. د: برادة نَاب الْفِيل إِن تضمد بِهِ أَبْرَأ الداحس. أصل الفاشرا إِذا تضمد بِهِ مَعَ شراب سكن الداحس وَالصَّبْر يدمل الداحس المتقرح. د: عصارة حب الرُّمَّان الحامض إِن طبخ بالعسل نَافِع من الداحس. د: الشب إِن طبخ بِالْمَاءِ وصب على الْآثَار الْبيض الْعَارِضَة للأظفار نفع وَمن الداحس. د: الزفت الرطب إِذا خلط بِمثلِهِ موم قلع الْآثَار الْبيض الَّتِي فِي الْأَظْفَار. د ج قَالَ: كلا الزفتين يقْطَعَانِ الْأَظْفَار إِذا حدث فِيهَا الْبيَاض إِذا خلطا بالشمع. التِّين الْيَابِس إِن اسْتعْمل مَعَ قشر الرُّمَّان أَبْرَأ الداحس. د ج قَالَ: جريت الرازيانج فَوَجَدته يقْلع الْأَظْفَار إِذا طلى عَلَيْهَا مَعَ قبروطي يفعل ذَلِك أَو مَعَ مرهم الْخلّ ينفع الداحس. د: ابْن ماسويه للبياض الَّذِي يعرض فِي الْأَظْفَار اطله بالزفت الرطب. وَمِمَّا يذهب بتقشرها: أَن يطلى بالشراس مَعَ شَيْء من ملح الْعَجِين ودردى الْخمر ويطلى ببصل الفار المشوى مَعَ دهن خل مَرَّات. لى: انقلاب الْأَظْفَار وتعقفها وَيكون من السَّوْدَاء فأسهله بالأفيثمون وبمرق الديك الْهَرم وَسَائِر مَا يسهل السَّوْدَاء وغذه بالأغذية الرّطبَة.

إِسْحَاق يسحق الكندر وَيُوضَع على الداحس ويشد. أَو يُؤْخَذ عفص وقشور الرُّمَّان الحامض وتوبال النّحاس وتين محرق بِالسَّوِيَّةِ واعجنه بعد السحق بالعسل واطله وشده وحله فِي كل يَوْمَيْنِ مرّة وَلَا تقربه دهناً من الرطوبات. فَإِذا رَأَيْت فِي الْموضع نداوة فاسقها بقطنة مبلولة بشراب. مَجْهُول: يُؤْخَذ خرء الديك الْأَحْمَر وَيُوضَع عَلَيْهِ ويشد حَتَّى يبرأ للبياض والتشنج فِي الْأَظْفَار: زبيب بِغَيْر عجم وتمر مقشر يمضغ عَلَيْهِ مَعَ دهن ورد ويشد. للأظفار المسخنة يقلعها: كبريت زرنيخ أَحْمَر زفت رطب علك البطم جُزْء جُزْء مرداسنج قلقديس تُرَاب الكندر نُحَاس محرق جُزْء وَنصف يوضع عَلَيْهِ ويشد حَتَّى) يسْقط. وَأَيْضًا: الميويزج الجبلى مَعَ تين يوضع عَلَيْهِ. أَيْضا: دبق وزرنيج يوضع عَلَيْهِ. من تذكرة عَبدُوس نَافِع عِنْد الأظافير من الْأَشْيَاء الحارة: يوضع عَلَيْهِ خرء الديك الْأَحْمَر. للقوابي الَّتِي تحدث على الْأَظْفَار: ميويزج يدق مَعَ عسل التِّين ويضمد بِهِ. من التَّذْكِرَة للورم الْعَارِض فِي أصُول الْأَظْفَار: يَجْعَل عَلَيْهِ حب الآس مطبوخاً بخل أَو دهن الآس. فَإِن ذهب وَإِلَّا جعل عَلَيْهِ بزر مر وَحَتَّى ينضج فَإِذا بلغ جعل مَا يَفْتَحهُ خمير بملح كثير لتقشر الْأَظْفَار وتشققها: يطلى بالشراس مَعَ ملح الْعَجِين ودردى خضر أَو ببصل الفار المشوى. لتقلص الْأَظْفَار من التَّذْكِرَة: تطبخ الحشيشة الْمُسَمَّاة صامريوما ودهن الْجَوْز ودهن السوسن وَتجْعَل عَلَيْهِ. من الْكَمَال والتمام لوجع الْأَظْفَار تُؤْخَذ نشارة العلج وتطبخ ويضمد. من الْكَمَال والتمام للبياض الْعَارِض فِي الْأَظْفَار: يُؤْخَذ شَيْء من بزر كتَّان وحلبة ويخلط مَعَ عسل وشمع وَيصير عَلَيْهِ. للشظايا الَّتِي حول الْأَظْفَار: شَيْء من حرف وملح يدقان ويجعلان عَلَيْهَا. دَوَاء يسْقط الْأَظْفَار النابتة من غير وجع: يخلط مَعَ لحم الزيب جاؤشير قَلِيل وَمن شجرته ويضمد بِهِ.

وللبياض نَافِع: يطلى بزرنيخ أَحْمَر وزفت أَو بشب وكبريت وَعسل وخل. دَوَاء يسْقط الْأَظْفَار المليثة:: اجْعَل عَلَيْهَا دردى الشَّرَاب محرقاً. وللشظايا الَّتِي حول الْأَظْفَار: مصطكى بَيْضَاء يذاب ويخلط مَعهَا ملح جريش وَيصير عَلَيْهَا. وللبياض الْعَارِض فِي الْأَظْفَار: زفت وَجوز السرو وشمع يخلط وَيجْعَل على الأظافير. والرازيانج مَعَ شمع ودهن ورد يسْقط الْأَظْفَار المبيضة. قَالَ ج فِي أَصْنَاف الحميات: إِن حدثت قرحَة صَغِيرَة فِي جنب الظفر فتهاون الْإِنْسَان بإدمالها حَتَّى ينْبت فِيهَا لحم فضل ضغط ذَلِك اللَّحْم الظفر وأحدث وجعاً وَحدث مِنْهُ ورم فِي الإصبع كُله وَرُبمَا حدث فِي الزند أجمع مِنْهُ ورم. الْيَهُودِيّ قَالَ: تشق الْأَظْفَار يُسمى أَسْنَان الفار ولسعها يكون من جِهَة السَّوْدَاء أَو ليبسها) ويعالج بالمراهم اللينة. وَقَالَ: إِذا أردْت قلع الظفر المجذوم فاطل عَلَيْهِ صمغ السرو وَكَثِيرًا حَتَّى يلين ثمَّ اغرز أَصله بإبرة حَتَّى يخرج مِنْهُ دم كثير وَيُوضَع عَلَيْهِ ثمَّ مدقوق يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ حلّه وأبدله الثوم فِي كل يَوْم مرَّتَيْنِ فَإِنَّهُ يسْقط وينبت بدله ظفر مليح. من محنة الطَّبِيب قَالَ: الْغَرَض فِي اللَّحْم الزَّائِد الَّذِي ينْبت فِي أصل الْأَظْفَار شَيْء وَاحِد وَهُوَ أدوية تذيبه من غير لذع. ابيذيميا للداحس: الغفص الْفَج ينفع مِنْهُ مَعَ الْعَسَل قَالَ: العفص ينفع مِنْهُ مَعَ الْعَسَل فِي أَوَائِل الداحس مَا يحْتَاج إِلَيْهِ والداحس إِنَّمَا هُوَ زِيَادَة لحم ينْبت فِي قرحَة تكون عِنْد الظفر فتوجع لذَلِك فَفِي أول نَبَات هَذَا اللَّحْم يمنعهُ العفص من النَّبَات وَأما إِذا عظم فَلَا لِأَن العفص لَا يقوى على بعض هَذَا اللَّحْم وَيحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى دَوَاء يَأْكُل اللَّحْم من غير لذع. قَالَ ج فِي كتاب الأخلاط: إِذا انتفض الظفر وَصَارَ عَنهُ دم فِي اللَّحْم فَإِنِّي أشق الظفر شقاً بالوراب بسكين حارة حَتَّى يخرج ذَلِك الدَّم وادع الْموضع المشقوق من الظفر ليَكُون غطائه لما تَحْتَهُ فَإِن الوجع يسكن على الْمَكَان ويسيل صديد القرحة فِيمَا بعد بِأَن تشيل ذَلِك الظفر قَلِيلا حَتَّى يسيل مل تَحْتَهُ وَأما علاجه مُنْذُ أول الْأَمر فَإِذا سيلت الدَّم بعد الشق فاطله بالدهن المسخن ثمَّ اسْتعْمل فِيهَا بِآخِرهِ مرهم الباسليقون وَلَا تكشف عَنهُ الظفر الجرب بِسُرْعَة فَإِنَّهُ رُبمَا نبت مِنْهُ لحم زَائِد مؤلم. قريطن قَالَ: يطلى على الظفر الجرب شَحم الضَّأْن ويشد عَلَيْهِ خرقَة ثَلَاثَة أَيَّام ويذوبه مِنْهُ فَإِذا لَان حككته ثمَّ أعدت الطلى والحل حَتَّى يَسْتَوِي.

قَالَ فيلغريوس قَالَ: قد شققت كم من مرّة الْأَظْفَار البرص بالنورة الَّتِي لم تطفأ وشحم الماعز يجمع وَيُوضَع عَلَيْهِ. ادهان: دهن الشيرج جيد لمن تَنْقَطِع أظافيره وتيبس أَطْرَافه إِلَّا أَنه رَدِيء للمعدة. ابْن ماسويه اطهورسفس قَالَ: غراء السّمك نَافِع للبياض الَّذِي يظْهر فِي الْأَظْفَار غذا طلى عَلَيْهَا. اهرون قَالَ: تشقق الْأَظْفَار الَّذِي يُسمى أَسْنَان الفار يكون من حِدة السَّوْدَاء ويبسها إِذا كَانَ قَالَ: وينفع من صفرَة الْأَظْفَار أَن يُؤْخَذ شب وعفص وشحم بط بِالسَّوِيَّةِ يعْمل مرهماً ويطلى) عَلَيْهِ أَو يطلى عَلَيْهِ بزر جرجير بالخل فَإِنَّهُ عَجِيب للظفر إِذا أصفر. مَجْهُول قَالَ: تشقق الظفر يكون من حِدة السَّوْدَاء وينفعه بزر الجرجير بمرار الْبَقر. لى: على مَا رَأَيْت لتشقق الْأَظْفَار: زفت رطب ولاذن وشمع أصفر ودهن خيري يطلى عَلَيْهِ دَائِما. المارستان: أَخذ رجل ملحاً مسحوقاً فعجنه بالزيت نعما وَوَضعه على داحس مؤلم قد كَانَ يعالج بالبزر قطونا وَغَيره من نَحْو هَذِه مُدَّة فَلَا ينفع وَلَا يسكن الضربان وَقد كَانَ يشتعل مِنْهُ النَّار اشتعالاً فساعة وضع عَلَيْهِ هَذَا هدأه على أَنه قد كَانَ حاراً مثل النَّار وَإِنَّمَا أَظن إِنَّمَا نفع لِأَنَّهُ حلل بِقُوَّة ووسع وأراح من التمدد وَلَا يجوز ذَلِك فِي الأورام الْعَظِيمَة لِأَنَّهُ يحدث شَيْئا كثيرا

جوامع البحران

(تَدْبِير الناقه) (والأمراض ذَات الكرات والعودات وتقدمة الْمعرفَة بِمَا يحدث عَلَيْهِ وَالدَّلِيل) (عَلَيْهِ تستقصى دَلَائِل الْقُوَّة على العودة وَتجمع كلهَا هَهُنَا يستعان فِيهِ بِبَاب) (الذبول وعلاج الْمعدة الْيَابِسَة وتدبير الْمَشَايِخ وَبَاب الْبدن وَالتَّدْبِير للقوة) (والمنقوص للهيبة ويستعان بتقدمة الْمعرفَة وبالبحران وأيامه.) قَالَ ج فِي الثَّانِيَة من حِيلَة الْبر: الناقهون من الْأَمْرَاض المزمنة قد فنيت مِنْهُم الرطوبات الَّتِي تغتذى مِنْهَا الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وتحتاج أَن تخلف بالغذاء وَيكون ذَلِك على تدرج فِي الْحَرَكَة بالغذاء. وَقَالَ فِي هَذِه الْمقَالة: جَمِيع من يحْتَاج إِلَى إنعاش بدنه فَلَا يَنْبَغِي أَن يشرب شَيْئا غير الشَّرَاب بعد أَن لَا تكون بِهِ حمى وَأما غذاؤهم فَمَتَى لم يثقل فزد فِيهِ من غَد قَلِيلا وَمَتى ثقل فانقص مِنْهُ. 3 - (جَوَامِع البحران) الْأَمْرَاض الَّتِي ينتكس فِيهَا قتالة مهلكة وَهِي الَّتِي تكون الْقُوَّة فِيهَا ضَعِيفَة وَتظهر مَعَ ذَلِك عِنْد النكسة. 3 - (عَلَامَات العطب) فَأَما إِذا كَانَت الْقُوَّة فَإِنَّهَا تُجَاهِد الْعلَّة وَحِينَئِذٍ تظهر علامان السَّلامَة: ليَكُون توقيك على النَّاقة الَّذِي لم يصلح لَهُ البحران شَدِيدا فَإِن عَادَة هَذَا الْمَرَض أَن يعاود إِن كَانَ عَظِيما لَا محَالة وَإِن كَانَ صَغِيرا ثمَّ دبرت العليل بِالتَّدْبِيرِ اللَّطِيف وَلم تَدعه يَتَحَرَّك حركات قَوِيَّة وَلَا يستحم وَلَا يعْمل مَا يعْمل من قد صَحَّ لَهُ الْبُرْء فخليق أَلا يعاود وَإِن عاوده كَانَ ضَعِيفا. الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ: من لم يسكن حماه ببحران تَامّ خيف عَلَيْهِ أَن تعاوده وَمن سكنت عَنهُ بِلَا بحران الْبَتَّةَ عاودته لَا محَالة وَإِن كَانَ سكونها فِي يَوْم باحوري وَمن سكنت حماه بِغَيْر استفراغ وَلَا فِي يَوْم باحوري فَهِيَ أَحْرَى أَن تعاود. لى: يَنْبَغِي أَن يطْلب هَذَا من أَيَّام البحران فتحوله إِلَى هَهُنَا وتجمعه هُنَاكَ وَهَذَا الْفَنّ كَاف. لى: يَنْبَغِي أَن يكون انتظارك للعودة بِحَسب مَا كنت ترَاهُ من قُوَّة الْعلَّة وَقلة الاستفراغ هَذَا لفظ تَفْسِير جالينوس صَحِيح. الثَّانِيَة من الْفُصُول. قَالَ: إِذا كَانَ الناقه لَا يَشْتَهِي الطَّعَام فَفِي بدنه أخلاط ردية

علامات الانتكاس

يحْتَاج أَن تستفرغ فَإِن لم تستفرغ لم يُمكن أَن يعود إِلَى الصِّحَّة الْكَامِلَة وَأما من يَشْتَهِي وَيَأْكُل وَلَا يقوى بِهِ بدنه وَيحمل على نَفسه فَوق طاقته فَلَا تهضمه معدته لَكِن يصير ثقلاً عَلَيْهِ وَيخرج بالثقل. لى: هَذَا الاستفراغ فِي الْأَكْثَر يكون بالمسهل لِأَن الناقه فِي الْأَكْثَر قَلِيل الدَّم وَرُبمَا كَانَ فِي الندرة يحْتَاج إِلَى فصد وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْمَرَض دموياً وَاحْتَرَقَ وَفَسَد من حرارة الْحمى وَبَقِي فِي عروقه بعد انقلاعها دم رَدِيء. وَقَالَ: الْبدن الَّذِي فِيهِ أخلاط ردية كلما غذوته زِدْته شرا. قَالَ: إِذا كَانَ الناقه لَا يستمرئ الطَّعَام فَفِي بدنه أخلاط ردية تحْتَاج إِلَى أَن تستفرغ فَإِن لم تستفرغ عفنت وأعادت عَلَيْهِ الْمَرَض. لى: وخاصة إِن دخل الْحمام وارتاض وَأكل شَيْئا مسخناً وَقَالَ: إِذا كَانَ الناقه من الْمَرَض يردد الطَّعَام وَلَا يزْدَاد خصب بدنه أخلاط فَفِي بدنه أخلاط ردية أَو قوته الغاذية ضَعِيفَة جدا.) قَالَ: وَمن كَانَ من الناقهين يزْدَاد من الطَّعَام فَلَا يتزيد بدنه بِحَسب ذَلِك فَإِنَّهُ بِآخِرهِ يؤول إِلَى أَن لَا يَشْتَهِي وَمن كَانَ لَا يَشْتَهِي فِي أول مرّة ثمَّ يشتهيه بِآخِرهِ فَإِن حَاله أَجود لِأَن الَّذِي يَشْتَهِي الطَّعَام وبدنه لَا يتزيد بِهِ آلَات الشَّهْوَة مِنْهُ صَحِيحَة وَفِي بدنه أخلاط ردية فَإِذا تَمَادى بِهِ الزَّمَان تزيدت تِلْكَ الأخلاط الردية فِي الْبدن فينال آلَة الشَّهْوَة من ذَلِك ضَرَر فَتبْطل أَيْضا وَأما الثَّانِي فَإِنَّهُ يدل على طبيعة قد أَقبلت تنضج وتهضم. لى: من يَشْتَهِي وَلَا يتزيد بدنه يدل على أَن آلَة الشَّهْوَة مِنْهُ قَوِيَّة وَآلَة الهضم ضَعِيفَة وَإِذا تكثرت الأغذية وَبقيت فِيهِ أفسدت قُوَّة آلَة الشَّهْوَة أَيْضا وَالْآخر بالضد فَلذَلِك هُوَ أَجود وَذَلِكَ أَن الأول بِحَال سيمرض وَالثَّانِي يدل على أَن الْمَرَض قد انحسم عَنهُ. الرَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: الناقه إِذا تملأ من الطَّعَام غير بعيد أَن تعرض لَهُ الْعِلَل المنلائية وخاصة إِن كَانَت قوته ضَعِيفَة فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يجمع خلطانيا سَرِيعا وَيخرج بِهِ جراحات فِي مفاصله. من كتاب العلامات قَالَ: إِذا عَاد الْمَرَض فَإِنَّهُ إِن عَاد بِلَا خلط وَمَعَ حسن التَّدْبِير فَإِنَّهُ قوى الْبدن غير نقي وَإِن عَاد بِسَبَب مَعْرُوف فَذَلِك أسلم. 3 - (عَلَامَات الانتكاس) إِن تكون مجسة الناقه كثيفة وبدنه يَابسا قحلاً وَالْبَوْل مائياً لَا سخانة فِيهِ أَو أشقر أَو أَحْمَر أَو غير مشبه لبوله عِنْد الصِّحَّة وَضعف الْقُوَّة وشهوته نَاقِصَة وَهُوَ خَبِيث النَّفس يَأْخُذهُ الغثيان ونفخة فِي الْمعدة وَعند الشراسيف أَو عِنْد الكبد أوعند الطحال ويحمض فِي معدته مَا يَأْكُل من عِلّة من خَارج فَإِن هَذَا يدل على التنكس ويستدل عَلَيْهَا أَيْضا من قبل السهر وَالنَّوْم وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ الْمَرَض برساماً أَو سباتاً أَو نَحْو هَذِه الْأَعْرَاض قَالَ وَإِن النّوم المشوش والسهر المفرط يدلان على رُجُوع الْمَرَض وَإِلَّا تقوى قوته بعد ذهَاب الْمَرَض دَلِيل على رُجُوع الْمَرَض فَإِذا كَانَ فِي السَّاعَة الَّتِي كَانَت تنوب عَلَيْهِ مِنْهَا حمى خبث

النَّفس وَآخر غثي فَإِن مَرضه يرجع وخاصة إِن كَانَ فِي أحشائه بَقِيَّة من ورم والعطش الْكثير جدا واللهيب يدلان على رُجُوع الْمَرَض والأمراض الكائنة فِي فصل الخريف عَادَتهَا أَن ينتكس فِيهَا العليل. من الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة قَالَ: أبدان الناقهين فِيهَا دم جيد إِلَّا أَنه قَلِيل وَكَذَلِكَ حَال الرّوح الحيواني والنفساني فيهم وَأَنه قَلِيل بِالْإِضَافَة إِلَى الْأَبدَان الصَّحِيحَة وَيقرب تدبيرهم من تَدْبِير هَؤُلَاءِ وَهُوَ بِكُل مَا ينَال الْبدن غذَاء سَرِيعا جيدا جَدِيدا وَذَلِكَ يكون بالحالة المعتدلة والغذاء المعتدل) والاستحمام باعتدال وَالنَّوْم فَإِذا صلحوا صلاحاً بَينا راموا بعد ذَلِك التَّصَرُّف فِي شَيْء قَلِيل من أَعْمَالهم حَتَّى يردوا إِلَى الْحَال الطبيعية التَّامَّة فَأَما الْأَطْعِمَة فَيَنْبَغِي أَن تكون من الْأَشْيَاء المرطبة السريعة الهضم الَّتِي لَيست بَارِدَة لِأَن أبدان هَؤُلَاءِ بَارِدَة تحْتَاج إِلَى إسخان قَلِيل فَإِذا تَمَادى بهم الزَّمَان فَاجْعَلْ أغْلظ وَأكْثر غذَاء وَكَذَلِكَ فافعل فِي أشربتهم. الأولى من الثَّانِيَة من افيذيميا: الَّذين تبقى بهم بَقِيَّة من الغلظ الْفَاعِل فالعودة وَاقعَة بهم لَا محَالة إِن لم يعالجوا الْفضل بعد ذَلِك أَعنِي بعد البحران غير التَّام فَإِن عولج فَإِنَّهُ إِن كَانَت تِلْكَ الْبَقِيَّة كَثِيرَة بعيدَة من النضج جدا فَإِنَّهَا وَإِن عولجت على مَا يَنْبَغِي تعاود إِلَّا أَن تكون يَسِيرا وَإِن كَانَت غير بعيدَة من النضج فَإِنَّهُ يُمكن إِلَّا تعاود وَإِن كَانَت يَسِيرا ونضجاً فَإِنَّهُ يُمكن أَلا تعاود إِن عولج. لى: العلاج لهَؤُلَاء هُوَ استفراغ لما بَقِي. الأولى من السَّادِسَة قَالَ: الحميات الساكنة تطول مدَّتهَا ثمَّ يكون لَهَا تغير تسكن بِهِ سكوناً تَاما ثمَّ أَنَّهَا تعاود فتمكث مُدَّة ثمَّ يأتى فِيهَا بحران لخراج فَأَما الحميات الحارة إِذا انتقصت باستفراغ كثير قل مَا تعاود. قَالَ: وَمن أَعْرَاض بَقِيَّة الْمَرَض الْعَطش وجفوف الْفَم وخبث النَّفس وَالِاضْطِرَاب واختلال الشَّهْوَة. افيذيميا السَّادِسَة من السَّادِسَة الْأَمْرَاض ذَوَات الكرات وتدبيرها قَالَ: مَتى كَانَ مرض قد انْقَضى ثمَّ عاود بِلَا تعفن فِيهِ فَإِذا انْقَضى ذَلِك ثَانِيًا فَلَا تثق بذلك وَلَا تتهاون فِي هَذَا التَّدْبِير وخاصة مُدَّة من الْأَيَّام مُسَاوِيَة للمدة الأولى الَّتِي فِيهَا كَانَت العودة فَإِن عاود مَعَ ذَلِك أَيْضا فَاجْعَلْ التَّدْبِير وَالْحِفْظ أَشد وأبلغ حَتَّى يبلغ التَّدْبِير إِلَى قلب المزاج. قَالَ: والعلل الَّتِي لَهَا خَاصَّة تَدور مَرَّات كالسدر والصرع ووجع المفاصل والكلى والكبد وَالطحَال والتنفس والشقيقة والصداع الْمَعْرُوف بالبيضة وأوجاع الْعين الَّتِي من انحدار الفضول والنوازل تعتاد للرية والمعدة من الرَّأْس وَنَحْوهَا من الْعِلَل فَمن كَانَ يبادي بِهَذِهِ فَلَا يُطلق لَهُ سُكُون الْعلَّة السعَة فِي التَّدْبِير وَلَكِن الزمه التَّدْبِير والعلاج وخاصة فِي مُدَّة الدّور وَعند وَقت الدّور فانقله من بلد إِلَى بلد مضاد لمزاج مَرضه.

الثَّامِنَة من السَّادِسَة قَالَ: إِذا كَانَ وَجه الناقه كُله متهيجاً فَإِن الْعَوام فضلا عَن جلّ الْأَطِبَّاء) يعلمُونَ أَن الْمَرَض يعاود أَن لم يتحفظوا فِي التَّدْبِير. قَالَ: وَلَكِن يَنْبَغِي للطبيب أَن يتفقد بِلُطْفِهِ الجفن الْأَعْلَى فَإِنَّهُ إِذا كَانَ فِيهِ تهيج دلّ على مَا يدل عَلَيْهِ الْوَجْه دلَالَة صَادِقَة وَإِن ذهب مَا فِي الْوَجْه مِنْهَا وَبَقِي مَا فِي الجفن فالاستدلال عَلَيْهِ كَذَلِك وَذَلِكَ أَنه يدل على ضعف الْحَرَارَة الغريزية. قَالَ ابقراط: والأورام الَّتِي فِي طرف الجفن الْأَسْفَل إِلَى الْحمرَة مَا هِيَ وَهِي مَعَ ذَلِك صلبة سمجة جدا لحجة متمكنة تدل على عودة كَمَا يدل على ذَلِك المتهيج فِي الجفن الْأَعْلَى. أَبُو هِلَال الْحِمصِي: الناقه يحْتَاج بِالتَّدْبِيرِ الزَّائِد فِي الدَّم وَذَلِكَ أَنه يكون بالأغذية الجيدة وَيكون قدرهَا قدرا يخف على الْمعدة والكبد وَاسْتِعْمَال النّوم وَلَا يُجَامع وَلَا يتعب وَيكثر سروره من كتاب الأجنة لأبقراط من الناقهين: من يبيض شعره وَذَلِكَ يكون لِأَن الْبدن يَخْلُو من الدَّم فيبيض لذَلِك الشّعْر وَلذَلِك إِذا كثر الدَّم عَاد أسود. قَالَ: لِأَن الْبدن يجلو جدا أصل الشّعْر فيبيض لذَلِك. قَالَ شرك الْهِنْدِيّ: يَنْبَغِي للناقه أَن يتَجَنَّب الْأَطْعِمَة الحريفة والغليظة المتضادة وَالْجِمَاع والمواضع الوحشة والقذرة والأراييح المنتنة والتعب فَإِن أقدم عَلَيْهَا عاودته الْحمى والعودة إِمَّا أَن تقتل سَرِيعا وَإِمَّا أَن تكون شرا من الأولى وأطول وينفع من الْحمى المعاودة الإسهال اللين. سندهشار قَالَ: يجْتَنب الناقه الطَّعَام الثقيل وَالْمَاء الْبَارِد ونوم النَّهَار والتعب حَتَّى يرجع جِسْمه وَيقوم. لى: قد رَأَيْت عدد ناقهين لما شربوا مَاء الثَّلج أَصَابَهُم من ساعتهم قُرَّة فحموا. لى: افيذيميا قَالَ: العودة الْوَاجِبَة وَهِي الَّتِي كَانَت بعد بحران نَاقص فِي الْبُرْء الْوَاجِب الَّذِي كَانَ بعد بحران تَامّ. لى: لذَلِك يَنْبَغِي أَن يكون الاحتراس من الْقُوَّة فِي هَؤُلَاءِ أَشد. لى: على مَا رَأَيْت هَهُنَا يجب أَن يكون تحرز النَّاقة من حمى بلغمية أَشد لِأَن الْبدن لَا ينقى مِنْهَا بالبحران كنقايه من الغب لَكِن تبقى مِنْهَا بَقِيَّة تحْتَاج أَن تنضج وَتخرج بالبول على طول لى: رَأَيْت نوم النَّهَار كثيرا مَا برد الْحمى على النَّاقة وَذَلِكَ بِالْوَاجِبِ لِأَنَّهُ يفتر الْحَرَارَة وَيكسر الْبدن. السَّادِسَة من افيذيميا قَالَ: الْعِلَل الَّتِي لَا يَنْبَغِي أَن يُبدل التحفظ مِنْهَا إِذا زَالَت لِأَنَّهَا تعاود) على الْأَكْثَر السدد ووجع المفاضل والكبد والكلى وَالطحَال والصداع والشقيقة والفضول الَّتِي اعتادت أَن تجرى إِلَى الْعين وَالْأُذن والرية والمعدة فَكل هَؤُلَاءِ لَا يَنْبَغِي أَن يُطلق لَهُم التَّدْبِير الصَّحِيح إِلَّا بعد مُدَّة أطول فَإِن عاودهم الْمَرَض مَعَ التحفظ فَإِنَّهُم يَحْتَاجُونَ

كتاب حنين في تدبير الناقه

إِلَى استفراغ وعلاج تَامّ يقمع أصل الْعلَّة فَإِن عاودهم مَعَ إِضَاعَة التحفظ فقد يُمكن أَن يكون الْخَلْط يكفيهم. ريباسيوس قَالَ: المَاء والدهن قد يحقن بِهِ الناقهون من مرض طَوِيل الْمدَّة إِذا صَعب عَلَيْهِم دفع الغايط لِلْخُرُوجِ وَأما الورم الرخو الَّذِي يعرض فِي أَطْرَاف الناقهين فَفِي بَاب الورم. قَالَ حنين فِي كتاب الْمعدة: الَّذين يَأْكُلُون فيكثرون من الناقهين من مرض طَوِيل الْمدَّة تترهل أبدانهم وغلبت عَلَيْهَا الرُّطُوبَة. من 3 - (كتاب حنين فِي تَدْبِير الناقه) قَالَ: جَمِيع من يحْتَاج إِلَى إنعاش لَا يَنْبَغِي أَن يشرب النَّبِيذ لَكِن يَنْبَغِي أَن يكون شرابًا رَقِيقا مائياً أَبيض وَفِيه مَعَ ذَلِك قبض يسير. مسَائِل الْفُصُول قَالَ: الَّذين أنهكهم الْمَرَض الحاد قصير الْمدَّة فأنعشهم سَرِيعا فِي دفْعَة لِأَن الَّذِي فقد من أبدانهم رطوبات فَقَط وَلَا مَا بَين هَذِه الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فَأَما الَّذين نهكت أبدانهم فِي زمَان طَوِيل فأنعشهم لِأَن هَؤُلَاءِ قد فقدوا لَيْسَ الرطوبات فَقَط بل اللَّحْم والأعضاء الْأَصْلِيَّة مِنْهُم الَّتِي بهَا يكون الهضم قد ضعفت أَيْضا فَلذَلِك يَحْتَاجُونَ أَن يغذوا غذَاء قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: على مَا يدل أَمر الناقه إِذا كَانَ لَا يقوى ويعسر رُجُوعه إِنَّه كَانَ يَشْتَهِي الطَّعَام ويشبع مِنْهُ فَإِنَّهُ يَأْكُل أَكثر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ حَتَّى أَن يثقل عَلَيْهِ فَلَا يغتذى بِهِ فَإِن كَانَ لَا يَشْتَهِي الطَّعَام ويشبع مِنْهُ فلبقية أخلاط ردية فِي بدنه تحْتَاج أَن تستفرغ مِنْهُ لِأَنَّك إِن غذوته فِي هَذِه الْحَالة زِدْته شرا من الأغذية لِأَنَّهُ ردي الأخلاط. قَالَ: الناقه الَّذِي لَا يقوى بالغذاء فَأَما أَن يحمل على الْبدن أَكثر مِمَّا يُطيق وَإِمَّا أَن تكون فِي وَقت أخلاط ردية وَإِمَّا أَن تكون آلَات الهضم ضَعِيفَة. لى: يفرق بَينهمَا بِأَنَّهُ إِن أكل قَلِيلا ففسد أَيْضا فَإِنَّهُ لضعف الْآلَات أَو رداءة الأخلاط فَإِن كَانَت رداءة الأخلاط ظَهرت عَلَامَات فِي اللَّوْن وَفِي رداءة طعم الْفَم ولونه وأحواله. الْمقَالة الأولى من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: وَإِذا كَانَ للعليل بحران تَامّ وَبَين فاحترس وَخذ الْوَثِيقَة) وَاسْتظْهر بتلطيف التَّدْبِير بعده ليومين لتأمن النوائب الغب لِأَن هَذِه أمراض أما اللَّازِمَة وَأما تشتد غبا وَذَلِكَ أَنه قد يعرض كثيرا أَن يتكل الطَّبِيب على أَن الْعلَّة قد انْقَضتْ انْقِضَاء صَحِيح فيطلق التَّدْبِير فَيصير ذَلِك سَبَب حُدُوث نوبَة أُخْرَى والأوثق فِي ذَلِك وَإِن رَأَيْت البحران قد حدث إِن تحفظ صِحَة التَّدْبِير الَّذِي كَانَ الْمَرِيض يَسْتَعْمِلهُ إِلَى أَن يجوز يَوْمَانِ بعد البحران تحفظ فيهمَا التَّدْبِير الملطف أَعنِي مَاء الشّعير وَمَا كَانَ تَدْبيره مثله وتوق أَن تغذو أَوْقَات يحم فِيهَا إِلَى وَقت كَانَت النّوبَة فِي أول النَّهَار أَنه كَانَت نوبَة وَفِي آخر النَّهَار حَتَّى إِذا مضى يَوْمَانِ غلظ تَدْبيره قَلِيلا فأعطيته بِالْغَدَاةِ شَيْئا أخف وأعطيته عِنْد إدبار النَّهَار

وَقت الْأَمْن من النّوبَة وانصراف الْحر الأغذية الَّتِي هِيَ أغْلظ مثل الْبيض والسمك والفراريج الجداء وَنَحْوهَا. لى: يصدر هَذَا الْكتاب أول شَيْء بِمَا فِي صدر جَوَامِع البحران: من أول مَا يَنْبَغِي أَن تعرف من أَمر الناقه هَل بحرانه تَامّ صَحِيح لتَكون تجربتك فِيمَن لم يَصح لَهُ البحران أَكثر وَذَلِكَ الصَّدْر حق فليكتب فِي أول هَذَا الْكتاب إِن شَاءَ الله تَعَالَى. الثَّانِيَة من الْفُصُول قَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن الأغذية ثَلَاثَة فَمن احْتَاجَ إِلَى أَن يقوى بدنه سَرِيعا فاصلح الْأَشْيَاء لَهُ الشَّيْء الرطب كالأشربة والأحساء وَمن احْتَاجَ إِلَى أَن يقوى فِي أسْرع من ذَلِك فتقويته تكون بالشم نَحْو الفراريج المشوية والجداء تقرب من الْأنف والأراييح الطّيبَة وَمن احْتَاجَ إِلَى غذَاء صلب بَاقٍ فبالأغذية الجيدة الغليظة كخبز السميذ وَلحم الحملان وَإِذا كَانَ مَا ينزل من بدنه الناقه مرارياً فِي برازه وبوله فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى استفراغ وَإِن لم يكن مرارياً فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى غذَاء جيد لِأَنَّهُ يدل على أَنه لَيْسَ فِي الْبدن أخلاط ردية فَيحْتَاج إِلَى أَن ينعش وَيُزَاد فِيهِ. ابْن سرابيون: احذر فِي النهاقين خَاصَّة من البرسام فَسَاد الأغذية والتعب وَالشَّمْس. الرَّابِعَة من الْفُصُول: إِذا كَانَ الناقه يُصِيب إعياء فِي المفاصل فَإِنَّهُ أسرف فِي الْأكل وَلَا بُد من أَن يخرج فِيهَا خراج. الأولى من أَيَّام البحران قَالَ: من قد صَحَّ لَهُ الْبُرْء فليغذ قَلِيلا قَلِيلا. لى: لترجع قوته وَلَا خوف عَلَيْهِ. جَوَامِع أَيَّام البحران. قَالَ: الْأَمْرَاض الَّتِي ينتكس فِيهَا صَاحبهَا إِن كَانَت الْقُوَّة مَعهَا ضَعِيفَة وَظَهَرت فِي النكسة) عَلَامَات التّلف كَانَت مهلكة وَإِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وَظَهَرت فِي النكس عَلَامَات السَّلامَة أَقبلت الطبيعة على الفضلة الْبَاقِيَة وجاهدتها حَتَّى تنضجها وتحيلها وتقهرها إِذا كَانَ الْمَرَض الَّذِي انْقَضى سليما ثمَّ لم يكن قد تمّ انقضاؤه وَصَحَّ بحرانه بل كَانَ بحرانه نَاقِصا فَإِن التَّدْبِير اللَّطِيف يمْنَع من العودة والأمراض الَّتِي يكون انقضاؤها بغاية الْأَمْن والثقة على مَا فِي البحران فليدبر بِالتَّدْبِيرِ المنعش بِلَا خوف وخذه بركوب الْخَيل والرياضة الْخَفِيفَة جدا والغذاء قَلِيلا قَلِيلا وَدخُول الْحمام وَشرب الشَّرَاب الْمُوَافق وَلُحُوم الفراريج والسمك الرضراضي. فِي بَاب الْمعدة لبولس فِي سُقُوط الشَّهْوَة مَعَ الْحمى وَفِي الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة بعد الْحمى شَيْء يحْتَاج أَن تستعان بِهِ أَو تحول فَأَما الْأَمْرَاض الَّتِي لَيْسَ انقضاؤها وثيقاً فليدبر تدبيراً لطيفاً مثل تَدْبيره فِي مَرضه فِي نَفسه وليمنع من كل حَرَكَة وَمن الْحمام وَالشرَاب وكل مَا يثير ويهيج عفناً وحرارة فَإِنَّهُ إِذا دبر بِهَذَا التَّدْبِير إِن كَانَ الْمَرَض غير رَدِيء وَلَا خَبِيث لم

يعاود وَلَو كَانَ انقضاؤه غير بَين وَإِن كَانَ خبيثاً عاود إِلَّا أَنه لَا يكون ردياً وَلَا عَظِيما فَإِن كَانَت حَالَة الناقه على مَا وَصفنَا وأهملت تلطيف تَدْبيره وخليته التَّدْبِير الَّذِي يدبر بِهِ من قد صَحَّ لَهُ الْبُرْء من الناقهين انتكس نكسة خطر وضنك. لى: الناقه ناقهان وَاحِد قد انْقَضى مَرضه انْقِضَاء حريزاً ونقي وَصَحَّ لَهُ الْبُرْء بِأَن كَانَ بحرانه حميدا تَاما منذراً بِهِ فِي يَوْم باحوري وَنَحْو ذَلِك من شُرُوطه وَهَذَا يَنْبَغِي أَن يغذى قَلِيلا قَلِيلا وَيرد إِلَى عَادَته وَالْحمية وَالْخَوْف فِيهِ أقل وَالْآخر الَّذِي لم يكن لَهُ بحران وثيق وَهَذَا إِن كَانَت علته الْمَاضِيَة ردية خبيثة ستعاود وَلَو أَحْسَنت تَدْبيره إِلَّا أَنه لَا يعاود برداءة وخبث وَإِن أَسَأْت تَدْبيره عاودته معاودة ردية. قَالَ: وَإِن كَانَت علته الْمَاضِيَة سليمَة فَإِن التَّدْبِير اللَّطِيف والامتناع مِمَّا يهيج الْحَرَارَة والحركات وَاجِب أَن يُجَاوز الْيَوْم الباحوري الَّذِي بعد الْيَوْم الَّذِي قد انْقَضى فِيهِ مَرضه لِأَنَّهُ فِي أَكثر الْأَمر يعاود فِي ذَلِك الْيَوْم الَّذِي يَلِيهِ من أَيَّام البحران. من كتاب ينْسب إِلَى ج فِي سياسة الصِّحَّة قَالَ: قد يعرض للناقهين ضعف فِي النبض فَعَلَيْك بِالتَّدْبِيرِ المنعش وصب المَاء الفاتر على الرَّأْس. قَالَ: والحكة قد تعرض لَهُم أَيْضا وعلاجها المَاء الفاتر. الْخَامِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: من كَانَ من الناقهين يتملأ من الطَّعَام بالشره وَالرَّغْبَة يعرض) لَهُ أَن جَمِيع لَحْمه ينتفخ ويترهل بِسَبَب أخلاط نِيَّة غير نضيجة تتولد فِي بدنه. لى: على مَا جربت: الناقهون من الْأَمْرَاض الحادة كثيرا مَا يبْقى لَهُم حمرَة فِي المَاء شَدِيدَة فَمنهمْ من يقْلع ذَلِك مَاء الْبُقُول وَمِنْهُم من يحْتَاج إِلَى أَن يسهل مَرَّات حَتَّى يبيض مَاؤُهُ وَمِنْهُم من لَا يبيض مَاؤُهُ إِلَّا بِكَثْرَة الْغذَاء وَرَأَيْت هَؤُلَاءِ يَنْتَفِعُونَ وتسكن حرارتهم بِأَن يسقوا سويقاً وسكراً كل غَدَاة وَمِنْهُم من يحْتَاج أَن يمزج لَهُ بشراب كثير ويسقى مِنْهُ يكون كل شربة مِنْهُ فيبيض عَلَيْهِ لى: فَشَكا ضعف الْمعدة فَأعْطَاهُ الطَّبِيب قرص ورد فَحم من الرَّأْس حمى حادة وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يُفَارق نبض الناقه وبوله ومجسة بدنه حَتَّى يعود إِلَى الْحَال الطبيعية ومجسته مَا دَامَت زايلة عَن ذَلِك وَبَان من كَلَامه فِي حِيلَة البرءان الناقه يحْتَاج أَن يغذى قَلِيلا مَرَّات فِي الْيَوْم مَا أمكن ويجنب الْجُوع والسهر وَالْخَوْف وَالْغَم وَالسّفر والتعب الشَّديد وَالْحمام الْكثير. الْعَاشِرَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الناقه يحم من السهر والجوع وَالْغَضَب والهم. الأولى من أَيَّام البحران قَالَ: كل عِلّة سكنت بِلَا بحران ظَاهر فتفقد تَدْبِير العليل وخذه بالتحفظ وَالْحمية الشَّدِيدَة وَلَا تَأذن لَهُ أَن يعْمل شَيْئا مِمَّا يُؤذن للصحيح فِيهِ لَا من طَعَام وَلَا من شراب وَلَا حمام وَلَا حَرَكَة وَلَا غير ذَلِك فَإِنَّهُ إِذا كَانَ الْمَرَض الَّذِي سكن يَسِيرا ثمَّ اسْتعْملت هَذَا التَّدْبِير خليق أَن يبرأ وَلَا يعاود وَإِذا كَانَ صعباً فَإِنَّهُ سيعاود وَإِن أَنْت

دَبرته بِهَذَا التَّدْبِير لكنه لَا يعاود بصعوبة وخطر شَدِيد فَإِن أغفلت هَذَا التَّدْبِير وَكَانَت الْعلَّة قَوِيَّة عاودت بأصعب مِمَّا كَانَت. قَالَ: من لم يصبهُ البحران فِي يَوْم باحوري فَلَا يُطلق لَهُ التَّدْبِير الصَّحِيح. لى: وَكَذَلِكَ فِي جَمِيع أنحاء البحران حَتَّى يكون تَاما. لى: صدر هَذَا الْكتاب أَن أول مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من تَدْبِير الناقه معرفَة البحران التَّام والناقص بِجَمِيعِ تواليه فَإِذا عرفت ذَلِك كَانَ إطلاقك لمن أَصَابَهُ بحران تَامّ كَامِل مشاكل لِلْعِلَّةِ بَين جيد الانتعاش والتغذية بِلَا خوف وَلمن لم يصبهُ وأصابه بحران نَاقص فَمَعَ توق بِحَسب ذَلِك. الثَّانِيَة من السَّادِسَة افيذيميا قَالَ: إِذا بَقِي بالعليل عَطش وجفاف الْفَم واختلال الشَّهْوَة وتقلب النَّفس فتحفظ فِي تَدْبيره فَإِن حماه ستعاود وَمن شَأْن هَذِه أَن تعاود ثمَّ تَنْقَضِي بعد ذَلِك إِذا كَانَ ذَلِك فَعَلَيْك بالاستفراغ فَإنَّك تأمن بِهِ العودة. الأولى من الثَّانِيَة قَالَ ج: إِذا حدث خف بَغْتَة وسكنت الْحمى وَلم يكن هُنَاكَ استفراغ وَلَا) زمَان يَجِيء فِي مثله تحلل فَاعْلَم أَن الْمَرَض يعاود بعد أَن يسكن. قَالَ: وَقد كَانَ قوم بلغ من ثقتهم بالبراز أَن استحموا وتصرفوا وَأَنا مُقيم على أَنهم سيهلكون لِأَنَّهُ كَانَ قد ظهر بهم فِي مرضهم دَلَائِل مهلكة وَلم يَلْبَثُوا إِلَّا قَلِيلا حَتَّى عَادَتْ عَلَيْهِم الْعلَّة فهلكوا فَأَما من لم يكن ظهر فِي مَرضه دَلَائِل مهلكة فَإِنَّمَا ينذر ذَلِك بعودة فَقَط. نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ: وأتى مَرِيضا فِي الْيَوْم السَّادِس بحران فَأخْبرت أَنه يعاود عَلَيْهِ مَرضه فَجعل ذَلِك الطَّبِيب حرضاً على تكذيبي لَا يدْخلهُ الْحمام وَلَا يسْقِيه الشَّرَاب وَلَا يُعْطِيهِ غذَاء إِلَّا كشك الشّعير أَو حساء وَمَا شاكل ذَلِك ليكذب قولي وَلَا يعود إِلَيْهِ الْمَرَض إِلَّا أَنه على ذَلِك عَاد عَلَيْهِ فِي الثَّانِي عشر. اربياسيوس قَالَ: الناقه مَا دَامَ على بدنه حَال من الهزال مفرطة بِالْإِضَافَة إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَا يقدر على احْتِمَال الْحر وَلَا الْبرد وَلَا السهر وَلَا التُّخمَة وَلكنه من أدنى سَبَب من هَذِه ينكس فَإِذا رَجَعَ بدنه إِلَى خصبه الطبيعي فقد صَارَت صِحَّته إِلَى جِهَة العتبة الْوَثِيقَة الْعسرَة الزَّوَال قد ذكر جالينوس فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: إِن الناقهين يَحْتَاجُونَ إِلَى خلاف ذَلِك إِلَّا أَنه حِينَئِذٍ لَا يحْتَاج إِلَى ذَلِك لَا من طَرِيق أَنه ناقه بل من طَرِيق أَن بِهِ مَعَ ذَلِك مَرضا ثَانِيًا. مسَائِل الْفُصُول: إِذا كَانَ الناقه يَشْتَهِي الطَّعَام وَيَأْكُل إِلَى أَن يشْبع وَلَا يقوى بِهِ بدنه دلّ على أَنه يتغذى أَكثر مِمَّا يُطيق هضمه فَيقبل عَلَيْهِ وَلَا يغتذى مِنْهُ وَإِذا كَانَ الناقه لَا يَشْتَهِي الطَّعَام فَإِنَّهُ يدل على أَن بقايا أخلاط ردية فِي بدنه مُحْتَاج إِلَى أَن يستفرغ.

لى: الناقه إِمَّا أَن يَشْتَهِي الْغذَاء وَإِمَّا لَا وَإِذا اشْتهى فإمَّا أَن يقوى بِهِ وَإِمَّا لَا فَتكون التراكيب أَرْبَعَة يَشْتَهِي ويقوى بِهِ هَذِه هِيَ الْحَالة الجيدة ويشتهي وَلَا يقوى بِهِ هَذِه هِيَ الْحَالة الَّتِي يَأْكُل أَكثر مِمَّا يُطيق وَيسْقط قِسْمَانِ لَا يَشْتَهِي ويقوى وَلَا يَشْتَهِي وَلَا يقوى. من كَانَت شَهْوَته بعد الْمَرَض مُحْتَملَة فاستفرغه لِأَنَّك إِن غذوته فَإِنَّمَا تزيده شرا كَمَا قَالَ ابقراط قَالَ: وَفِي الاكثر إِنَّمَا يكون ذَلِك لأخلاط ردية فِي الْمعدة. لى: تفقد ذَلِك فَإِن رَأَيْت أَن سَبَب اختلال الشَّهْوَة امتلاء الْمعدة من رطوبات ندية فقيئه وَإِن رَأَيْت سوء النّفُوذ فَأصْلح الكبد وَإِن رَأَيْت الْبدن كُله فِيهِ أخلاط ردية فاستفرغه فَإِن كَانَ عليل قوته ضَعِيفَة فقوه أَيَّامًا واستفرغه وَإِن كَانَ ناقها لَا يقوى وألزمه التفرغ لِأَنَّهُ إِن كَانَ ضَعِيفا لَا يُمكن فِيهِ أَن يستفرغ ضَرْبَة فقد رَأَيْت رجلا هَذِه حَاله وَكنت أسهله كل يَوْم بالتفرغ لِأَنَّهُ إِن) كَانَ ضَعِيفا لَا يُمكن فِيهِ أَن يستفرغ ضَرْبَة فقد رَأَيْت رجلا هَذِه حَاله وَكنت أسهله كل يَوْم بالتفرغ مجلسين فنقي فِي عشرَة أَيَّام ثمَّ تغذى وتقوى وَإِنَّمَا يحْتَاج إِن ذَلِك فِي الْأَكْثَر إِذا لم يخرج من الْمَرَض ببحران. لى: وَلَا يتوانى فِي أَمر الناقه إِذا كَانَ سَاقِط الْقُوَّة وخاصة إِن كَانَ أَحْمَر المَاء لِأَنَّهُ ستعود عَلَيْهِ الْحمى لَكِن استفرغه سَرِيعا وبرده وأطفئه فَإِن كَانَ حَال ناقه ضَعِيفا جدا فَعَلَيْك بالتغذية بِمَا يرطب ويبرد حَتَّى يغمر الْخَلْط المراري ويحيل كيفيته من كَانَ ينَال من الناقهين من الْغذَاء وَلَا يتزيد بدنه فَإِنَّهُ بِآخِرهِ يصير إِلَى أَن لَا يَشْتَهِي لِأَن هَذَا يدل على أَن آلَة شَهْوَته قَوِيَّة وَإِن آلَة الْغذَاء ضَعِيفَة فيتزيد على طول الزَّمَان الأخلاط الردية فِي بدنه فَيصير لَا يَشْتَهِي وَأما من كَانَ لَا يَشْتَهِي من الناقهين الْغذَاء ثمَّ استفرغوا أَو لم يستفرغوا لَكِن قل أكلهم بِإِرَادَة فَإِنَّهُم سيشتهون بعد ذَلِك لِأَن النقية من الْمَرَض تنضج وتعود الْحَال الطبيعية. من كتاب حنين فِي تَدْبِير الناقه قَالَ: القَوْل الَّذِي ذكره جالينوس فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة فِي تَدْبِير الناقهين: إِنَّمَا هُوَ فِي الناقه الَّذِي لَيست فِي بدنه بقايا من الأخلاط الممرضة بل قد نقي غَايَة النَّقَاء فَإِن هَؤُلَاءِ دَائِما يَحْتَاجُونَ إِلَى التغذية وَالتَّدْبِير المنعش فَقَط وَأما سَائِرهمْ فيحتاجون إِلَى علاج مرض أَعنِي بعض مَا يعالج بِهِ الْمَرِيض من استفراغ وَنَحْوه وَلَا يَنْبَغِي أَن يغذوا قبل ذَلِك لِأَن ابقراط قَالَ: إِن الْبدن الَّذِي لَيْسَ ينقى كَمَا غذوته زِدْته شرا. لى: قد يكون ناقه يحْتَاج إِلَى أَن تستفرغه وتغذوه مَعًا لِأَنَّهُ يكون سَاقِط القوى رَدِيء الأخلاط وَهَؤُلَاء أصلح الْأَشْيَاء لَهُم الأغذية الدوائية كَمَاء الشّعير والسكنجبين وَنَحْوه من سَائِر الْأَشْيَاء مِمَّا يقمع الْخَلْط الرَّدِيء الَّذِي فِي أبدانهم وَإِن كَانَ هُوَ لابد مِمَّا هُوَ إغذاء من ذَلِك فمما لَا يَسْتَحِيل إِلَيْهِ الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ وَإِن لم يكن فِيهِ استفراغ إِذا أَنْت دَبرته بِهَذَا التَّدْبِير أصلحت أخلاطه. لى: مصلح. قَالَ حنين: من الْفُصُول الَّتِي ذكرهَا ابقراط مِمَّا يَلِيق بتدبير الناقه قَوْله البقايا الَّتِي تبقى بعد البحران يجلب عودة فَإِن هَذَا الْفضل يرشد إِلَى أَن يحرز فِي تَدْبِير من لم يخرج من علته ببحران كَامِل وَلَا سِيمَا مَتى رَأَيْت مَا يبرز من بدنه بعد البحران من بَوْل أَو برَاز مرارياً فَبَقيت بِهِ أَعْرَاض مَرضه كالعطش والغثي ومرارة الْفَم وَسُقُوط الشَّهْوَة والإعياء وَنَحْوه.

وَقَوله الْبدن الَّذِي لَيْسَ ينقى كلما غذوته فَإِنَّمَا يزِيدهُ شرا: فَإِن هَذَا يرشد إِلَى إِن لَا تدبر) الناقه الَّذِي لم يبْق بِالتَّدْبِيرِ المنعش فَقَط بل وبالمنقى. وَقَوله لِأَن تملأ الْبدن من الشَّرَاب أسهل من أَن تملأه من الطَّعَام فَإِن هَذَا يرشد إِلَى الأغذية الرّطبَة السريعة النّفُوذ. وَأما قَول ج مَا يغذو الْبدن غذَاء حريزاً فيرشد إِلَى مَا لَا يَسْتَحِيل إِلَى ذَلِك الْخَلْط الَّذِي فِي بدنه وَقَوله إِذا كَانَ الناقه ينَال من الْغذَاء وَلَا يقوى بِهِ فَإِنَّهُ يحمل على بدنه مِنْهُ أَكثر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فَأَما من كَانَ لَا يَشْتَهِي الْغذَاء فبدنه يحْتَاج إِلَى استفراغ وَقَوله من كَانَ يَأْكُل من الناقهين وَلَا يتزبد بدنه فَإِنَّهُ سيسقط شَهْوَته بعد ذَلِك وَأما من كَانَ من أول أمره لَا يَشْتَهِي ثمَّ اشْتهى فحاله أصلح واستتم مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. من بَاب الأسمان والذبول. قَالَ: الناقهون إِنَّمَا احتاجوا أَن يغذوا بأغذية لَطِيفَة رقيقَة سريعة النّفُوذ لِأَن قواهم ضَعِيفَة فَلذَلِك لَا يهضمون الأغذية القوية حَتَّى إِذا تراجعت قواهم قَلِيلا زيد فِي الغلظ بِحَسب ذَلِك. قَالَ وَفِي الْأَكْثَر الْحَرَارَة الغريزية مُخْتَلفَة فِي أبدان الناقهين قَليلَة فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن ينعش بِمَا يقيمها من الأغذية اللطيفة المعتدلة. لى: رُبمَا احْتَاجَ إِلَى أغذية بَارِدَة وَذَلِكَ لحسن حَال الْبدن. من كتاب العلامات قَالَ: انْظُر فِي الناقه إِلَى مجسته وبوله هَل هما راجعان إِلَى الْحَال الطبيعية وَفِي طعم فَمه وشهوته وعطشه ونومه فَإِن وجدت ظَاهر بدنه يَابسا وَهُوَ خَبِيث النَّفس وَيَأْخُذهُ غثيان ونومه مُضْطَرب ويقلق فِي السَّاعَة الَّتِي كَانَت تنوب عَلَيْهِ فِيهَا الْحمى فَإِنَّهُ يستعان بِهِ وخاصة إِن كَانَ ناقها من مرض وَرمى وَكَانَ بِهِ بَقِيَّة مِنْهُ فِي أحشائه وَشدَّة الْعَطش والتلهب وَأَن يكون الْمَرَض فِي الخريف مِمَّا ينذر بِرُجُوع. لى: يَنْبَغِي أَن يذكر فِي تَدْبِير كل نَاقَة مِثَالا فَنَقُول من خرج من البرسام توقى عَلَيْهِ خشونة الصَّدْر وَمن خرج من ورم فِي كبده مِمَّا يورم الكبد وَنَحْو ذَلِك فِي علل لتَكون أَمْثِلَة فَإِن تَدْبِير الناقهين هَكَذَا يجب فِي كل ناقه. جورجس قَالَ: وَمن خرج من الناقهين من علته باستفراغ فَلَا تستفرغه وَمن انحط مَرضه أَو خرج مِنْهُ بِلَا استفراغ وَكَانَ مَرضا حاداً صفراوياً فاسقه الإهليلج والسقمونيا والترنجبين لِئَلَّا تعاود علته. لى: الناقه يحْتَاج أَن يكثر الْأكل حَتَّى يقوى فَيرجع دَمه وَيكثر شَهْوَة الناقهين من حرارة بَاقِيَة فِي) معدهم فَلذَلِك يَنْفَعهُمْ دَوَاء جالينوس الْمُتَّخذ من مَاء السفرجل والخل وَالسكر وَمِنْهُم من يَشْتَهِي الطَّعَام على الرِّيق وَالْمَاء الْبَارِد وتضمد معدته بالباردة وَمِنْهُم من يحْتَاج إِلَى خلنجبين وقرص وَاحِد وَنَحْو ذَلِك وَإِذا كثرت البثور على شَفَتَيْه بعد الْحمى فصد. سرابيون قَالَ: لبَقَاء الحدة بالناقهين من حميات حارة: اسْقِ أَقْرَاص طباشير وَورد وبزر

البقلة الحمقاء وبزر القثاء وبزر القرع وَرب السوس شَيْئا كثيرا بِمَاء الرُّمَّان. لى: لَا شَيْء أبلغ فِي إطفاء هَذِه الفضلات من النقوع أَو مَاء الرمانين أَو شراب الأترج وَبِالْجُمْلَةِ الْأَشْيَاء المزة فَإِن احتجت إِلَى لين فَخذ مِنْهَا مَا يلين كالنقوع وَإِن احتجت إِلَى يبس فماء حماض الأترج والريباس وَإِن احتجت إِلَى مَا يُقَوي الْمعدة فسكنجبين جالينوس الَّذِي بِمَاء السفرجل. لى: فِي لفظ تَفْسِير جالينوس للفصل الَّذِي أَوله الناقه إِذا كَانَ لَا ينَال من الْغذَاء: أَن الناقه إِذا كَانَ لم يشته الطَّعَام فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى استفراغ لِأَن فِي بدنه أخلاطاً ردية وَسُقُوط شَهْوَة الناقه رُبمَا كَانَ لذَلِك وَرُبمَا كَانَ لشدَّة ضعفه وَقلة حرارته فافرق بَينهمَا فَإِن الأول الَّذِي تسْقط شَهْوَته بخلط ردي فِي بدنه فِي فِيهِ طعوم ردية ويعرض لَهُ عَطش وَفِي بدنه التياث ولونه رُبمَا كَانَ دَالا على ذَلِك الْخَلْط وَهَذَا الثَّانِي فَمه برِئ من الطعوم وَكَذَلِكَ سَائِر حالاته وشهوته تزداد أَولا أَو لَا مَتى أكل وَأما الثَّانِي فَلَا. د: وَقَالَ: ج إِن طبخ بسر النَّخْلَة وَشرب طبيخة مَعَ جلاب زَاد فِي الْحَرَارَة الغريزية جدا. لى: هَذَا يحْتَاج إِلَيْهِ الناقهون. لى: رَأَيْت السكنجبين السفرجلي جيد للناقهين يسكن عطشهم ويشهيهم الْغذَاء وَمن احْتمل فليطبخ لَهُ شراب أَبيض وَمَاء السفرجل فَإِنَّهُ جيد. من كتاب حنين فِي تَدْبِير الْمطعم وَالْمشْرَب قَالَ: الناقه يحْتَاج إِلَى غذَاء يغذوا قَلِيله غذَاء كثيرا. لى: الناقه إِذا تمددت معدته حم وَثقل. من سياسة الصِّحَّة قَالَ: عَلَامَات من يعود عَلَيْهِ مرض أَن يكون يَابِس الْفَم ويعرق بِاللَّيْلِ وَفِي النّوم وَمَعَ ذَلِك تبيض شفتاه وتغور عَيناهُ. من مسَائِل الْفُصُول: من ضمر بدنه فِي زمَان يسير فَلْيَكُن غرضك أَن ترد إِلَى الخصب فِي زمَان) يسير وَذَلِكَ يكون بِالَّتِي تسرع الإغذاء وَيكثر وَهَؤُلَاء محتملون لذَلِك لِأَن الَّذِي نقص من هَؤُلَاءِ رطوبات وأعضاؤهم الْأَصْلِيَّة ثَابِتَة بِحَالِهَا وقواها يُمكنهَا إِحَالَة الْغذَاء وهضمه ولتكن أغذيتهم إِلَى الرطوبات مَا هِيَ مثل الأحساء وَالْخُمُور الغليظة لترجع رطوباتهم سَرِيعا فَأَما الْأَبدَان الَّتِي نهكت فِي زمَان طَوِيل وَذَلِكَ يكون بالأغذية الَّتِي هِيَ أغْلظ وَأَبْطَأ غذَاء وبمقدار أقل لِأَن الَّذِي نقص من هَؤُلَاءِ نفس جَوْهَر الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وضعفت قواها أَيْضا لذَلِك فَهِيَ لَا تحيل الْغذَاء على مَا يجب فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يغذوا قَلِيلا قَلِيلا لترجع إِلَيْهَا قواها وَتصير قَوِيَّة على إِحَالَة الْغذَاء وَتَكون أغذية قَوِيَّة غَلِيظَة اللَّحْم وَالْخبْز النقي لِأَن الَّذِي فقدوه أَشْيَاء غَلِيظَة فيحتاجون إِلَى

تغير يغيرهم اللَّحْم لَهُ بَقَاء وثبات كَالَّذي انحل مِنْهُم وَمن كَانَت شَهْوَته مختلة بعد الْخُرُوج من الْمَرَض وَاجِب أَن يستفرغ لِأَنَّهُ إِن لم يستفرغ خيف أَن تحدث عودة لِأَن ذَلِك إِنَّمَا يكون لبَقيَّة من ذَلِك الْخَلْط. لى: تفقد فَإِنَّهُ قد يكون لأسباب أُخْرَى أَيْضا ثمَّ اعْمَلْ بِحَسبِهِ وَفِي الْأَكْثَر إِنَّمَا يكون كَمَا قَالَ وَيحْتَاج إِلَى استفراغ. أَقْرَاص للناقه إِذا كَانَت هُنَاكَ بقايا حرارة وَحَال قريبَة من سوء مزاج ولين طبيعة يُؤْخَذ: طباشير وَورد مطحون وبزر الهندباء وبزر الكشوث وبزر البقلة الحمقاء وعصارة الغافت من كل وَاحِد جُزْء وَمن الكافور سدس جُزْء يعجن بِمَاء الهندباء ويسقى مِنْهُ مِثْقَال. أَقْرَاص عَجِيبَة مبردة جدا تصلح للناقه الَّذِي فِيهِ بقايا حرارة: ورد مطحون ثَلَاثُونَ درهما بزر الهندباء وبزر القرع المقشر من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم بزر بقلة الحمقاء خَمْسَة دَرَاهِم نشا ثَلَاثَة دَرَاهِم طباشير سَبْعَة دَرَاهِم يعجن بلعاب بزر قطونا وَيُؤْخَذ مِنْهُ قرصة بحلاب. الأولى من أَيَّام البحران: قد يحْتَاج فِي أَن يصحح أَسمَاء انْقِضَاء الْمَرَض الَّذِي ينقضى ببحران لَا ينْحل إِلَّا أَن يكون فِيهِ بحران بَين تَامّ باستفراغ أَو خراج فَمن كَانَ بحران مَرضه بذلك فَعَلَيْك بانعاشه وَمن لم يَصح لَهُ ذَلِك لَكِن سكن مَرضه بِغَيْر استفراغ وَلَا فِي زمَان طَوِيل على طَرِيق التَّحَلُّل فَاعْلَم أَنه سيعاود فَخذه بالاحتراس ولطف تَدْبيره وَلَا تَدعه يتعب وَلَا يدْخل الْحمام وَدبره كَأَنَّهُ فِي مَرضه فَإنَّك إِذا فعلت بِهِ ذَلِك إِن كَانَ الْمَرَض الَّذِي مضى يَسِيرا فخليق أَلا يعاود وَإِن كَانَ صعباً فسيعاود لَكِن لَا يعاود بخطر وَشدَّة فَإِن أهملته وَكَانَ الْمَرَض شَدِيدا عاود بشر مِمَّا كَانَ.) الثَّانِيَة من الْفُصُول: قَالَ حنين قَالَ ابقراط: الْأَبدَان الَّتِي هزلت فِي زمَان طَوِيل يَنْبَغِي أَن تعيدها إِلَى الخصب فِي زمَان طَوِيل وَالَّتِي هزلت هِيَ فِي زمن يسير فَفِي أزمان يسيرَة. قَالَ حنين: لِأَن هَذِه إِنَّمَا ذاب مِنْهَا وَخرجت الرطوبات فَقَط فَأَما أعضاؤها الْأَصْلِيَّة الَّتِي يكون بهَا الهضم فباقية بِحَالِهَا فَهِيَ تحْتَمل أَن تغذى بِكَثْرَة وَأما الأولى فَإِن نفس الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة الَّتِي بهَا يكون الهضم قد ضعفت فَلَا يُمكن أَن تغذى كثيرا دفْعَة لِأَنَّهُ لَا ينهضم لضعف هَذِه الْأَعْضَاء لكنه يَنْبَغِي أَن تغذى قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تقوى وَترجع إِلَى حَالهَا. لى: هَذَا أول فصل نحتاج إِلَيْهِ نضعه فِي تَدْبِير الناقه ثمَّ نتبعه بِسَائِر الْفُصُول ونأتي للتين الْيَابِس برد اللَّوْن الذَّاهِب من الْمَرَض المزمن. د: توق التُّخمَة فَإِن مضرتها عَلَيْهِ شَدِيدَة والأغذية الغليظة الجافية والمتفخة السريعة الْفساد وليأكل مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يكثر دفْعَة ويتوقى كَثْرَة شرب المَاء وَالشرَاب فَإِنَّهُمَا ضاران واختر لَهُ الْأَطْعِمَة السريعة النضج. اركاغانس فِي الْأَدْوِيَة المزمنة قَالَ: يوقى الناقه من الْبرد لِأَنَّهُ يسْرع إِلَيْهِ لقلَّة لَحْمه

وَدَمه وَمن الْحر لِأَنَّهُ يحر مزاجه سَرِيعا لقلَّة رطوباته وَمن التخم فَإِن أذاها لَهُ شَدِيد جدا وَيجْعَل أطعمته سهلة الهضم ويقلل مِنْهَا. قسطا: من ضعف من نزف دم أَو جِرَاحَة فمما يسْتَردّ بِهِ قوته الطّيب والأدهان المسخنة العطرية وَشرب مَاء اللَّحْم الْمَعْمُول بِالشرابِ الريحاني وبقشر الأترج والتفاح والسفرجل وَشرب الترياق ودواء الْمسك أَو ممزوجين وَنَحْوهَا مِمَّا يُقَوي حرارة الْقلب وَمِمَّا تسترد بِهِ قُوَّة الْمَرْأَة إِذا ولدت وَكثر نزفها: أطعمها مَا يُولد الدَّم وأحضرها نفعا الأكباد ومخ الْبيض وَالْخمر الغليظة السَّوْدَاء. من الْكتاب الْمَنْسُوب إِلَى ج فِي العلامات قَالَ: إِذا كَانَ بَوْل الناقه يشبه بَوْله فِي الْمَرَض وَيكون لون ظَاهر بدنه كُله كلونه فِي الْمَرَض وقوته غير قَوِيَّة وَلَا يَشْتَهِي الطَّعَام وهضمه قَلِيل وَبِه غشى وخبث نفس ونفخة رَجَعَ إِلَيْهِ مَرضه وَكَذَلِكَ إِن كَانَ نَومه خلاف عَادَته فِي الصِّحَّة. قَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء: إِن بدن الناقه يعْنى بِهِ بالركوب والدلك وَالْمَشْي الْقَلِيل والاستحمام قَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء الناقه إِن تَعب وسهر وَأمْسك عَن الطَّعَام مُدَّة طَوِيلَة عاودته الْحمى. من كتاب الفصد لحنين قَالَ: أضرّ مَا يكون اخْتِلَاف الْمِيَاه والأهوية والأغذية على المعتادين) للحمية. من أَيَّام البحران: إِذا عاود الْمَرَض ونكس الْمَرِيض وَالْقُوَّة ضَعِيفَة والأعراض صعبة ردية فَهُوَ قتال وبالضد وَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي الْمَرَض الْمخوف التَّدْبِير الملطف وَفِي الْمَأْمُون التَّدْبِير المنعش وَإِذا كَانَ مشرفاً على النكسة فدبره تَدْبِير المرضى فَإِنَّهُ إِمَّا أَن تمنع نكسة وَإِمَّا أَن تجعلها قَليلَة ضَعِيفَة. أَيَّام البحران نَفسه قَالَ ج: الْأَمْرَاض الَّتِي لَيْسَ انقضاؤها بالتحلل وَهِي الحادة الَّتِي تَنْقَضِي إِمَّا باستفراغ وَإِمَّا بخراج إِذا انْقَضى بِغَيْر ذَلِك فتوقع عودته ولطف تَدْبِير الناقه وامنعه أَن يجْرِي فِي تَدْبيره من الطَّعَام وَالشرَاب وَالْحَرَكَة وَالْحمام على مثل تَدْبِير الأصحاء فَإنَّك إِن فعلت ذَلِك فخليق أَن يبرأ برءاً تَاما وَإِن كَانَ الْمَرَض عَظِيما وعاود فَإِنَّهُ لَا يعاود بِشدَّة فَإِن أهملته هَذَا التَّدْبِير وَكَانَ الْمَرَض عَظِيما وعاود قتل لِأَنَّهُ يجد وَالْقُوَّة قد خارت. ابْن سرابيون قَالَ: الناقه يحْتَاج إِلَى الْغذَاء ليعود إِلَيْهِ جِسْمه وَدَمه لَا إِلَى الدَّوَاء والناقه مَا دَامَ على حَاله من قلَّة الدَّم وَاللَّحم لَا يحْتَمل الْحر وَالْبرد والسهر والتخمة وَلَا غير ذَلِك من نَحوه لَكِنَّهَا تنكسه من أدنى سَبَب لِأَن صِحَّته غير وَثِيقَة يحْتَاج أَن تطعم هَؤُلَاءِ الْأَطْعِمَة السريعة الاستحالة الجيدة الْخَلْط كالصغير من السّمك والفراريج.

قَالَ فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: إِن الناقهين فِي أبدانهم دم جيد إِلَّا أَنه قَلِيل قَالَ: وَكَذَلِكَ الرّوح النفساني والحيواني فيهم يسير وأعضاؤهم الْأَصْلِيَّة يابسة وَلذَلِك قواهم ضَعِيفَة وأبدانهم كلهَا أبرد وعلاجهم جملَة كل مَا أعَان على أَن يغذي الْبدن غذَاء سَرِيعا حَرِيرًا فَهَذِهِ جملَة وبالتفصيل بالحركة المعتدلة الْغذَاء المعتدل وَالنَّوْم والاستحمام فَإِذا صلحوا صلاحاً بَينا فليتصرفوا فِي بعض مَا كَانُوا يعتادونه وَليكن أطعمتهم من أول تدبيرهم أرطب فَإِذا امتدت بهم مُدَّة التَّدْبِير وقووا فاجعله أقوى وَأكْثر غذَاء وَأصْلح الشَّرَاب لَهُم الشَّرَاب المعتدل فِي زَمَانه الريحاني والمعتدل الطّعْم. ابيذيميا قَالَ: إِذا بقيت من الْعلَّة بَقِيَّة فَإِن العودة حِينَئِذٍ أسْرع مَا يكون وَهِي كائنة ضَرُورَة إِن لم تعالج حَتَّى تنقى من ذَلِك الْبَقِيَّة أَو لم تكن الْبَقِيَّة قَليلَة الْمِقْدَار أَو قريبَة من النضج فَأَما إِن كَانَت كَثِيرَة بعيدَة من النضج فَلَا شكّ أَنه يعاود فَإِن كَانَ قد عولج كَانَ معاودتها أقل حِدة وَبِالْعَكْسِ.) وَقَالَ فِي كتاب العلامات: إِذا رَأَيْت أَعْرَاض السقم قد هدأت والنوبة قد جَاوَزت وَقتهَا إِن حضرت وَلَيْسَ فِي الْعرق اخْتِلَاف وَكَانَ النّوم قبل ذَلِك طيبا وَحسن الْوَجْه قويت النَّفس فَإِن الْحمى لَا تعاود وَإِذا كَانَ المَاء غير نضيج لَا سَحَابَة فِيهِ أَو كَانَ على لَونه الَّذِي فِي الْمَرَض سَوَاء وعَلى قوامه وَقُوَّة العليل ضَعِيفَة لَا تقوى وَلَا تنهض وَلَا يَشْتَهِي الطَّعَام وَهُوَ خَبِيث النَّفس وَيَأْخُذهُ الغثيان ونفخة فِي الْمعدة وَتَحْت الشراسيف أَو الْبَطن جملَة عِنْد الكبد أَو عِنْد الطحال ويحمض الطَّعَام فِي معدته من عَارض يُوجب ذَلِك من خَارج فَإِن مَرضه يعاود. وَإِن كَانَت الْعلَّة حادة فَإِنَّهُ مَتى كَانَ النّوم غرقاً من غير اضْطِرَاب فَإِنَّهُ لَا يعاود وبالضد وَإِذا كَانَت الْقُوَّة لَا تقوى ويعسر النهوض فَاعْلَم أَن مَرضه سيعاود وخاصة إِن كَانَ بِهِ بقايا ورم فِي معدته أَو كبده أَو جَوْفه جملَة وَإِن كَانَ يعطش ويلتهب كثيرا فَإِنَّهُ يعاود وأمراض الخريف فِي الْأَكْثَر تعاود. ابيذيميا: الْأَمْرَاض الَّتِي من شَأْنهَا أَن تعاود بأدوار مَعْلُومَة أَو غير منتظمة يَنْبَغِي أَن يحمى العليل بعد الْخُرُوج مِنْهَا فَإِن وَقع فِيهَا مَعَ الحمية فَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل التَّدْبِير المرضى لمزاج الْبدن وتنقله من ذَلِك الْبَلَد إِلَى بلد مُوَافق مِثَال ذَلِك أَن تنقل فِي عِلّة السل من الْبَلَد الْيَابِس إِلَى الْبَلَد الرطب. قَالَ ج فِي كتاب الأخلاط: لَا الشِّبَع جيد للأبدان النَّاقِصَة والجوع لَهَا رَدِيء. قَالَ: وَالنَّوْم أَنْفَع مَا يكون إِذا كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة وَالدَّم قَلِيلا وخاصة إِن كَانَ فِيهِ مَعَ ذَلِك لى: والناقه دَمه قَلِيل لَا شَهْوَة فِيهِ فَهُوَ من أجل ضعف قوته وَقلة دَمه يحْتَاج إِلَى الْغذَاء وَالنَّوْم وَلَكِن أَضْعَف الْقُوَّة لَا يَنْبَغِي أَن يشْبع بإفراط بل أقل من الشِّبَع وينام ثمَّ لَا يَأْكُل حَتَّى يقسمهُ فِي مَرَّات.

لى: الناقه إِذا كَانَ ينَال من الْغذَاء وَلَا يقوى بذلك بدنه فَلَا يحمل مِنْهُ على نَفسه فَوق الطَّاقَة وَإِن كَانَ ينَال من الْغذَاء بِقدر معتدل وَهُوَ مَعَ ذَلِك لَا يقوى بدنه يحْتَاج إِلَى استفراغ. قَالَ: من كَانَ يَشْتَهِي الطَّعَام ويرزأ مِنْهُ الْكثير وَلَا ترجع قوته إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ فِي حَال صِحَّته فَاعْلَم أَن الطَّعَام لَا ينهضم مِنْهُ لكنه يثقل على بدنه فَأَما من لَا يشتهيه فَاعْلَم أَن فِي بدنه أخلاطاً ردية لَا يُمكن أَن يعود إِلَى حَال الصِّحَّة إِلَّا باستفراغها لِأَن الْبدن الَّذِي لَيْسَ ينقى كلما غذوته زِدْته شرا لِأَن الْغذَاء الَّذِي يرد الْبدن الْفَاسِد الأخلاط يفْسد بفسادها ويستحيل إِلَيْهَا فَيكون ذائباً زَائِدَة فِي كَثْرَة تِلْكَ الكيموسات الردية وَتبقى كيفيتها على حَالهَا وَأكْثر مَا يكون ذَلِك) إِذا كَانَت الْمعدة مَمْلُوءَة كيموسات ردية فَعِنْدَ ذَلِك يعرض للناقه أَلا يَشْتَهِي الطَّعَام لِأَن تملؤ الْبدن من الشَّرَاب أسهل من تملؤه من الطَّعَام. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن من احْتَاجَ إِلَى زِيَادَة فِي بدنه سَرِيعا فأبلغ الْأَشْيَاء لَهُ فِي رد قوته الشَّيْء الرطب وَمن احْتَاجَ إِلَى زِيَادَة أسْرع من ذَلِك فتقويته تكون بالشَّيْء الَّذِي يسمن وَهَذِه الرطوبات تكون مِمَّا لَهَا غذَاء كالأشربة الغليظة فَإِن الْأَشْرِبَة الرقيقة الْبيض تدر الْبَوْل وَلَا تغذو الْبدن إِلَّا غذَاء قَلِيلا. قَالَ: وَالشرَاب الْأَحْمَر الغليظ أَكثر الْأَشْرِبَة غذَاء ويملؤ الْأَبدَان الَّتِي استفرغت واحتاجت إِلَى الزِّيَادَة أسْرع مَا يكون وَلَيْسَ يخفى على من يعلم كَيفَ تكون التغذية أَن الأغذية الرّطبَة أسْرع وأسهل غذَاء للبدن وخاصة إِن كَانَت مَعَ ذَلِك حارة. الناقه إِذا كَانَ لَا يَشْتَهِي الطَّعَام وَعلمت أَن فِي بدنه بقايا فاستفرغه لِأَن هَذِه البقايا تجلب عودة الْمَرَض لِأَنَّهَا تعفن على طول الْأَيَّام فتولد حمى لِأَن كل رُطُوبَة غَرِيبَة لَا تستحيل إِلَى طبع الْمُحِيل فَلَا بُد أَن يؤول أمرهَا إِلَى العفونة سَرِيعا ضَرُورَة فَإِن كَانَت مَعَ ذَلِك مجتمعة فِي مَوضِع حَار كَانَت عفونتها أسهل. الْفُصُول: قَالَ إِن عَلامَة إغذاء الشَّيْء الْوَارِد على الْبدن لَهُ زِيَادَة فِي قُوَّة النبض وعظمه وَزِيَادَة قوته الإرادية للبدن وَأولى من يختبر هَذَا فِيهِ من نقصت قوته من استفراغ محسوس أَو تَعب أَو تجويع. لى: كَذَلِك امتحن فِي الغشي إِذا كَانَ الناقه يحظى من الطَّعَام وَلَا يزِيد خصب بدنه فَذَلِك لضعف قوته الغاذية أَو لأخلاط ردية. لى: افصل بَينهمَا باللون وَالْبرَاز وَالْبَوْل وَسَائِر الدَّلَائِل ثمَّ إِن كَانَت رداءة أخلاط مَا فاستفرغه وَإِن كَانَ ضعف الْقُوَّة الغاذية فقوها بالدعة وَالشرَاب والروايح الطّيبَة والأضمدة على الْبَطن وَالْحمام. من كَانَ من الناقهين لَا يتزيد بدنه وَهُوَ يحظى من الطَّعَام فِي أول نقهه فَإِنَّهُ يؤول أمره إِلَى أَن لَا يحظى من الطَّعَام وَلَا يتزيد بدنه فإمَّا من يمْتَنع فِي أول أمره شَهْوَة الْغذَاء ثمَّ

يحظى مِنْهُ بِآخِرهِ فحاله تكون أَجود لِأَن الَّذِي يحظى من الطَّعَام وَلَا يتزيد بدنه فمعه بَقِيَّة أخلاط ردية فعلى طول الزَّمَان تعظم الرداءة حَتَّى تبلغ أَن تظهر بالشهوة أَيْضا وَأما من كَانَت شَهْوَته ضَعِيفَة فِي أول) نقهه فَإِنَّهُ يدل على أَن طَبِيعَته كَانَت تنضج بَقِيَّة الأخلاط الردية الَّتِي كَانَت فِي بدنه وَإِنَّهَا قد عرفت مِنْهَا الْآن من أَصَابَهُ خراج أَو إعياء فِي المفاصل بعد الْحمى فَإِنَّهُ يتَنَاوَل من الطَّعَام أَكثر مِمَّا يحْتَمل الناقه فَإِنَّهُ يدل إِذا تملأ يَعْنِي بعد أَن تعرض لَهُ الامتلائية وخاصة إِن كَانَت قوته ضَعِيفَة. قَالَ فِي تَدْبِير الناقه: غذَاء الناقه لَا يَنْبَغِي أَن يكون لرقته يتَحَلَّل وَيخرج عَن الْبدن سَرِيعا وَلَا أَن يكون لغلظه وقوته يعسر هضمه ونفوذه وَخُرُوجه بل يَنْبَغِي أَن يكون متوسطاً فِي الغلظ واللطافة. أطهورسفس قَالَ: الْعَسَل يرد قُوَّة من قد سَقَطت مجسته لضَعْفه والشهد يرد الْقُوَّة جدا.

علامات البحران

(البحران) هَل يكون أم لَا أتاما يكون أم نَاقِصا أم قَرِيبا يكون أم بَعيدا مخوفا أم سليما أم عسيراً أم سهلاً أجيداً أم ردياً أَو بِأَيّ نوع يكون وَفِي أَي وَقت ووثيق هُوَ أم غير وثيق وَإِلَّا غائلة لَهُ. قَالَ ج فِي الْمقَالة من كتاب البحران: لَيْسَ شَيْء أدل على تعرف مَا يحدث للْمَرِيض من التَّغَيُّر إِلَى الصّلاح أَو الرداءة من الْمعرفَة بِوَقْت مُنْتَهى الْمَرَض ومنتهى الْمَرَض هُوَ أَشد أوقاته وأصعبه وَالْمَرَض يقتل إِمَّا فِي وَقت تزيده إِذا كَانَ ردياً خبيثاً أَو كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة وَإِمَّا فِي وَقت منتهاه فَأَما فِي وَقت انحطاطه فقد اخْتلف الْأَطِبَّاء فِي ذَلِك. لى: الْمَرَض لَا يقتل فِي وَقت ابْتِدَائه لِأَنَّهُ لم يبلغ إِلَى الطبيعة بعد وَلَا فِي وَقت انحطاطه لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ قد قهر وَغلب وَلَيْسَ يكون فِي هذَيْن الْوَقْتَيْنِ موت إِلَّا لعِلَّة بادية أُخْرَى. ج: لما أَرَادَ أَن يعلم كَيفَ يتعرف البحران اضْطر فِي ذَلِك إِلَى أَن يعلم أَولا أَوْقَات الْأَمْرَاض واضطر فِي تعلم أَوْقَات الْأَمْرَاض إِلَى أَن يعلم الِاسْتِدْلَال على تعرف نوع الْمَرَض مُنْذُ أول ابْتِدَائه وَالِاسْتِدْلَال على النضج وَعَدَمه لِأَن الْأَمْرَاض مِنْهَا طَوِيلَة وَمِنْهَا قَصِيرَة لِأَن النضج لَا يكون إِلَّا بِالْقربِ من الْمُنْتَهى فَخص أَكثر الْمقَالة الأولى من كتاب البحران بأوقات الْأَمْرَاض وَالثَّانيَِة بتعرف قَالَ: عَلَامَات النضج إِذا ظَهرت مُنْذُ أول الْمَرَض دلّت على أَن الافراق يكون سَرِيعا وعلامات التّلف إِن كَانَت عَظِيمَة دلّت على أَن التّلف يكون سَرِيعا وَإِن نقصت فعلى أَنه يكون أَبْطَأَ. 3 - (عَلَامَات البحران) لَيْسَ يجوز أَن تظهر عَلَامَات النضج إِلَّا وَهِي دَالَّة على خير عَظِيم فإمَّا الاستفراغات والخراجات والعلامات الدَّالَّة عَلَيْهَا أَعنِي على هَذِه الاستفراغات وَهِي العلامات الَّتِي تتقدم كَون البحران مذل تغير النَّفس بَغْتَة واختلاط الذِّهْن وسيلان الدُّمُوع والسدر والسبات والسهر والشعاع أَمَام الْعين وَالْكرب ووجع الْفُؤَاد والصداع والوجع فِي عُضْو مَا فَإِنَّهَا تدل على خير وَرُبمَا دلّت على بلَاء عَظِيم. لى: تدل على بلَاء عَظِيم إِذا كَانَت قبل النضج وَكَانَت عَلَامَات الْهَلَاك مَوْجُودَة وَلَا تدل على قلَّة الِانْتِفَاع بهَا إِذا كَانَت قبل النضج وتدل على خير إِذا كَانَت بعد النضج مَعَ عَلَامَات السَّلامَة.

قَالَ: عَلَامَات البحران إِذا ظَهرت فَلَا بُد أَن يكون بحران إِمَّا جيد وَإِمَّا رَدِيء وَأما عَلَامَات النضج فتدل على أَن الْمَرَض سليم وَلَا تدل ضَرُورَة على أَن بحراناً يكون لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يتَحَلَّل قَالَ: وَلِأَن الشَّيْء الَّذِي ينْتَفع بِهِ يحْتَاج أَن يكون مَرَّات كَثِيرَة ويؤكد مَا أَقُول أَن عَلَامَات النضج لَا يُمكن أَن تظهر فتدل على شَيْء وَأما عَلَامَات البحران فقد تظهر وتدل على شَرّ وَذَلِكَ أَن عَلَامَات البحران لَا يَنْبَغِي أَن تظهر فِي وَقت ابْتِدَاء الْمَرَض وَلَا فِي صُعُوده وَإِنَّمَا يجب أَن تظهر فِي وَقت انتهائه قَالَ أَقُول أَنه لم يظْهر قطّ فِي وَقت الِابْتِدَاء. لى: قد ذكرنَا أَنه إِن لم يكن الِابْتِدَاء فِي بَاب أَوْقَات الْأَمْرَاض عرق وَلَا قيء وَلَا اخْتِلَاف وَلَا رُعَاف فَكَانَ بِهِ بحران للمرض. لى: أرى أَنه يُرِيد بِهِ بحراناً حميدا أَو تَاما لِأَن هذَيْن لَا يُمكن أَن يَكُونَا فِي أول هَذَا الْوَقْت فَأَما الرَّدِيء والناقص فَغير مُنكر فِي مَا أَحسب. قَالَ: وَكَذَلِكَ العلامات الدَّالَّة على كَون البحران مثل اخْتِلَاط الذِّهْن والسهر والسبات وَشدَّة الأوجاع وَتغَير النَّفس والدموع والسدر وَنَحْوهَا أَيهَا ظَهرت من غير أَن تكون عَلَامَات النضج قد ظَهرت تدل على أَن الْمَرَض فِي غَايَة الرداءة وَلَا عَلَامَات البحران وَلَا البحران يَنْبَغِي أَن تكون فِي الِابْتِدَاء وَقبل النضج وخاصة إِن لم يكن ظهر نضج الْبَتَّةَ. قَالَ: وَأما عَلَامَات النضج فَإِن ظُهُورهَا مَتى ظَهرت وَلَو فِي أول سَاعَة من أول يَوْمه فَإِنَّهَا تدل على خير وعلامات النضج أبدا تدل على شَيْء وَاحِد بِعَيْنِه. فَأَما العلامات المنذرة بالبحران) وضروب الاستفراغ الَّتِي بهَا يكون بحران فَلَيْسَتْ تدل على حَالَة وَاحِدَة دائمة لَكِنَّهَا رُبمَا دلّت على بحران جيد وَرُبمَا دلّت على بحران رَدِيء وَرُبمَا لم يتبعهَا بحران الْبَتَّةَ لَا جيد وَلَا رَدِيء فَإنَّك إِن رَأَيْت صداعاً واختلاطاً فِي الذِّهْن أَو تغيراً فِي النَّفس أَو كرباً أَو سباتاً فَلَيْسَ تقدر أَن تتقدم فتعلم من هَذِه العلامات شَيْئا تَاما صَحِيحا وَكَذَلِكَ إِن رَأَيْت عرقاً أَو قيئاً أَو اخْتِلَافا أَو بولاً كثيرا أَو دَمًا وَمَا يجْرِي من السفلة أَو ورماً حَادِثا عِنْد الْأذن أَو فِي غَيرهَا من سَائِر الْبدن فَإِن جَمِيع هَذِه الْأَعْرَاض قد نزل على أَن بحراناً قد يكون بِأَعْيَانِهَا فَلَا يدل على بحرانها وَذَلِكَ من وَجْهَيْن: إِمَّا بِأَن لَا يكون بحران أصلا وَإِمَّا أَن يكون بحران رَدِيء ووجع الرّقية وَثقل الصدغين والشعاع أَمَام الْعين والسدر والصداع والدموع بِلَا إِرَادَة وَحُمرَة الْوَجْه الشَّدِيدَة وَحُمرَة الْعين واختلاج الشّفة والسهر والسبات إِنَّمَا هِيَ عَلَامَات فَقَط وَقد يدل فِي بعض الْأَوْقَات على البحران وَكَذَلِكَ الربو وَغَيره من تغير النَّفس وانجذاب المراق إِلَى فَوق والفم الشَّديد والتلهب والعطش والوجع الشَّديد ووجع الْفُؤَاد وَألا يسْتَقرّ بالعليل مضجعه وَأَن يهذي ويصيح فقد تكون هَذِه أَيْضا مرَارًا كَثِيرَة دليلة

على بحران وَأما الْجِنْس الآخر من الْأَعْرَاض وَهُوَ الْبَوْل الْكثير والقيء وَالِاخْتِلَاف والأورام وَنَحْوهَا فقد يكون بهَا البحران وَلَيْسَ يجب ظُهُور العلامات الَّتِي ذكرنَا أَولا وَلَا الَّتِي إِنَّمَا هِيَ عَلَامَات فَقَط للبحران يَعْنِي بالصداع والاختلاط وَمَا قَالَ: وَلَا ظُهُور العلامات الَّتِي ذكرنَا أخيراً وَهِي عَلَامَات البحران عِلّة لَهُ حُدُوث بحران. لى: قد يظْهر من قَول جالينوس فِي هَذَا الْموضع أَنه تنَاقض وَذَلِكَ أَنه قد قَالَ فِيمَا تقدم: إِن عَلَامَات البحران مَتى ظَهرت حلت فَلَا بُد من بحران. وَقَالَ: إِلَّا أَن هَذِه الْأَعْرَاض إِنَّمَا تدل فِي بعض الْأَوْقَات على البحران وَلَيْسَ فِيهِ فِيمَا أَحسب بناقض إِلَّا أَن فِيهِ قلَّة بعض الْكَلَام وَذَلِكَ أَن هَذِه الْأَعْرَاض أَعنِي قلَّة بعض الْكَلَام وَذَلِكَ أَن هَذِه الْأَعْرَاض أَعنِي السهر والقلق وَحُمرَة الْعين وَالْوَجْه وَنَحْوهَا قد تكون مَرَّات كَثِيرَة هِيَ الْأَمْرَاض أَنْفسهَا لَيْسَ تسْتَحقّ أَن تسمى هَذِه عَلَامَات للبحران إِلَّا إِذا حدثت فِي مرض حاد فِي وَقت ينْتَظر فِيهِ البحران وَإِنَّمَا سميت هَهُنَا عَلَامَات البحران على التساهل لِأَنَّهَا تِلْكَ الْأَعْرَاض فِي النَّوْع لتدل على أَنه لَيْسَ كل كرب وصداع وربو مُنْذر ببحران أَو يكون أبدا دَائِما كَمَا أَنه كل غمامة بَيْضَاء ملساء دَالَّة على النضج وكل بَوْل مائي رَقِيق دَال على عدم النضج أبدا وَكَذَلِكَ الْقَيْء والرعاف وَالِاخْتِلَاف لَيْسَ مَتى وجدت كَانَ بهَا بحران لَكِن مَتى وجدت فِي الْمَرَض حاد على) شَرَائِطه. قَالَ: إِن لم تستقص الْمعرفَة بنهاية الْمَرَض لم تخل من خطأ: مرّة فِي تَدْبِير الْغذَاء للعليل وَمرَّة فِي أَن يهولك أَعْرَاض باحورية كَمَا تهول الْعَوام مِمَّا لَا يَنْبَغِي إِذا كَانَت فِي الْوَقْت الْوَاجِب أَن تهولك بل يكون بحران قد حضر وَأَنت لَا تشعر وَمرَّة تطلق الْمَرِيض وَلم يتم لَهُ التَّخَلُّص قَالَ أَصْنَاف العلامات كلهَا ثَلَاثَة: النضج وَعَدَمه وَهَذِه تظهر فِي الْبَوْل والنفث وَالْبرَاز وَهِي أبداُ ثَابِتَة بِحَالِهَا فِي جَمِيع أَوْقَات الْمَرَض: إِمَّا على النضج وَإِمَّا على عَدمه وعلامات التّلف والسلامة: وَهَذِه تظهر فِي الْبَوْل وَالْبرَاز والنفث وَفِي حالات الْبدن كُله مثل خفَّة الْمَرَض على الْمَرِيض وَحَال وَجهه ومضجعه أَو فِي الأفاعيل الطبيعية والنفسية بجودة الشَّهْوَة أَو رداءتها أَو جودة الْفِعْل أَو رداءته وَلَيْسَ جَمِيع هَذِه العلامات ثَابِتَة فِي صِحَة الدّلَالَة فِي جَمِيع أَوْقَات الْمَرَض وسنحصيها فِي بَاب تقدمة الْمعرفَة. وعلامات البحران وَهَذِه جِنْسَانِ: مِنْهَا مَا هُوَ عَلامَة للبحران فَقَط وَمِنْهَا مَا هُوَ سَبَب لَهُ. لى: يُرِيد بِالْأولِ مثل الكرب وَحُمرَة الْوَجْه وَبِالثَّانِي مثل الْقَيْء والرعاف وَكلهَا غير ثَابت الدّلَالَة وَلكنهَا تدل فِي الْأَوْقَات الْمُخْتَلفَة من الْأَمْرَاض على أَشْيَاء متضادة وملاك تقدمة الْمعرفَة هُوَ بِهَذِهِ العلامات وَذَلِكَ أَنَّهَا فِي وَقت وَحَالَة تدل على البحران وتفعله وَفِي وَقت آخر لَا تدل عَلَيْهِ وَلَا تَفْعَلهُ وَفِي وَقت تكون عَلَامَات ردية وَلذَلِك قَالَ أبقراط: إِن الْأَعْرَاض الَّتِي تكون فِي وَقت البحران إِذا ظَهرت ثمَّ لم يكن بحران رُبمَا دلّت على الْمَوْت

وَرُبمَا دلّت على أصل البحران فَأَما أُولَئِكَ فَإِنَّهُم لَا يعْرفُونَ ابْتِدَاء الْمَرَض فيهم فهم من قبل تِلْكَ لَا يحسون أَن يميزوا بَين تغير النَّفس لى: يُرِيد بِالِابْتِدَاءِ الِابْتِدَاء الصناعي الَّذِي حَده ظُهُور عَلَامَات النضج الَّذِي قد ظهر فِي بَاب أَوْقَات الْأَمْرَاض فَيَقُول: إِن الَّذين لَا يعْرفُونَ زمَان الْمَرَض لَا يعْرفُونَ بَين مَا يدل عَلَيْهِ هَذِه الْأَعْرَاض فِي وَقت دون وَقت لِأَن هَذِه الْأَعْرَاض تدل فِي زمَان دون زمَان على شَيْء دون شَيْء. قَالَ: أما فِي الْيَوْم الأول من الْمَرَض إِنَّمَا يقْصد إِلَى أَن يعلم هَل يَأْتِي بحران الْمَرَض فِي الْأَرْبَعَة الْأَيَّام الأول من الْمَرَض وَفِي الْأَرْبَعَة الثَّانِيَة وَلَيْسَ يَنْتَهِي فِي الْيَوْم الأول: هَل يَأْتِي البحران فِي الرَّابِع عشر وَلَا يدْخل من هَذَا ضَرَر بَين على العليل فِي تَدْبيره كَمَا يدْخل إِذا كَانَ البحران يَأْتِي فِي الرَّابِع ودبرت العليل تَدْبِير من يَجِيئهُ البحران فِي الْأَرْبَعين فَإِن هَذَا فِي غَايَة الرداءة وكل طَبِيب لَا يتَقَدَّم) مِنْهُ أول يَوْم أَو فِي الْيَوْم الثَّانِي فَيعرف الْمَرَض الَّذِي لَا يُمكن أَن يُجَاوز الْأُسْبُوع الأول فَإِنَّهُ يُخطئ على الْمَرِيض خطأ عَظِيما. قَالَ: أنزل أَنَّك إِن رَأَيْت مَرِيضا لم يتَبَيَّن فِي الْيَوْم الأول من مَرضه شَيْء من عَلَامَات الْخطر فِيهِ بل ظَهرت عَلَامَات السَّلامَة وَحمى حادة سريعة الْحَرَكَة وبال بولاً حسن اللَّوْن معتدلاً فِي اللحظ أَقُول: إِن الَّذِي تفقد أَعمال الطِّبّ يعلم أَن هَذِه ثَابِتَة البحران نَحْو الرَّابِع وَلَا سِيمَا إِن ظَهرت فِي بَوْله غمامة محمودة طافية أَو مُتَعَلقَة أَو راسبة وخاصة إِن كَانَت راسبة وَكَذَلِكَ إِن كَانَت هَذِه الْحمى على حدتها خبيثة ردية أَنَّهَا تقتل نَحْو الرَّابِع والحمى الَّتِي هِيَ دون هَذِه السرعة سرعَة الْحَرَكَة تنقضى نَحْو السَّابِع وَيَنْبَغِي أَن تتعرف عَلَامَات السَّلامَة والخبث من تقدمة الْمعرفَة فَإنَّك إِن لم تقدم ذَلِك لم تقدر على مَا تحْتَاج إِلَيْهِ فِي تَمْيِيز الحميات فَأنْزل أَيْضا أَنَّك رَأَيْت محموماً بَوْله مائي فِي الْيَوْم الأول وحركة حماه ضَعِيفَة أَقُول إِن هَذَا الْمَرَض يطول إِلَّا أَنه لَيْسَ يُمكن فِي الْأَيَّام الأول من الْمَرَض أَن تعلم كم مِقْدَار تطاوله وَلَا يحْتَاج إِلَى ذَلِك أَيْضا صَاحبه ضَرُورَة لِأَنَّك قدعلمت كَيفَ يقدر الْغذَاء فتقدره بِحَسب مرض لَا يَأْتِي بحرانه إِلَّا بعد أيامكثيرة فَإِن تفقدت بعد ذَلِك العلامات الَّتِي تظهر كل أَرْبَعَة أَيَّام. لى: أَن تتقدم فتعلم مَتى يكون مُنْتَهى الْمَرَض بِالْحَقِيقَةِ فتعرفك الْحَال فِي الْيَوْم الثَّانِي يكون أبين وَذَلِكَ أَن الْحمى وَالْبَوْل إِن لبثا على مَا هما عَلَيْهِ قدرت أَن تعلم أَن الْمَرَض لَا يَأْخُذ فِي الصعُود قبل السَّابِع فضلا عَن أَن تَقول إِن الْمَرَض لم يَأْخُذ فِي الصعُود. قَالَ: وَأنزل أَن مَرِيضا بِهِ ذَات الْجنب لَا ينفث شَيْئا ويبول بولاً رَقِيقا إِلَّا أَنه حسن اللَّوْن فَبَدَأَ ينفث نَحْو الْحَادِي عشر إِلَّا أَن الَّذِي ينفثه رَقِيق غير نضج. لى: هَهُنَا نُكْتَة على مَا تعلم إِلَّا أَن الَّذِي أَنه أصلح هَذَا الْموضع فَأَنا قد كتبناه على وَجهه فِي بَاب أزمان الْأَمْرَاض غير نضيج. أَقُول: إِن هَذَا الْمَرَض لَا يَنْبَغِي إِن ينْتَظر لَهُ بحران لِأَن هَذَا الْوَقْت إِنَّمَا هُوَ ابْتِدَاء مَرضه بعد

فتفقد الْحَال فِي الرَّابِع عشر وَانْظُر هَل هُوَ مُوَافق لما دلّ عَلَيْهِ الْحَادِي عشر فَإِن رَأَيْت فِي الرَّابِع عشر عَلامَة نضج أقوى بذلك وَإِلَّا فالحال قَائِمَة بِالْحَال الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ فِي صناعَة الطِّبّ فتفقد بعد ذَلِك فِي السَّابِع عشر من قبل أَن السَّابِع عشر مُنْذر بالعشرين فَأنْزل أَنه ينفث فِي السَّابِع عشر شَيْئا يَسِيرا نضيجاً أَقُول إِنَّه قد يُمكن أَن يكون لهَذَا الْمَرَض بحران مَا فِي الْعشْرين إِلَّا أَنه لَا يُمكن أَن يكون لهَذَا الْمَرَض بحران تَامّ إِذا كَانَ هَكَذَا وَذَلِكَ) من قبل أَنه لَيْسَ لأيام الْإِنْذَار الْمُتَأَخِّرَة مَا لأيام الْإِنْذَار الْمُتَقَدّمَة للمتقدمة من الْقُوَّة وَلَا لأيام البحران الْمُتَأَخِّرَة مَا للمتقدمة من الْقُوَّة وَلَكِن الأولى أقوى وَمن تطاول بِهِ الْمَرَض صَارَت هَذِه فِيهِ أَضْعَف فَيحْتَاج الْمَرَض إِذا كَانَ قد تطاول وَلَا سِيمَا إِن كَانَ بعد من النضج بعدا شَدِيدا أَن يحدث فِيهِ من يَوْم الْإِنْذَار تغير عَظِيم كَمَا يتَوَقَّع فِي يَوْم بحران يوثق بِهِ والتغير الْعَظِيم هُوَ إِمَّا بالبول وَإِمَّا بالنفث الَّذِي قد نضج نضجاً تَاما وَلَكِن لِأَن التَّغْيِير فِي السَّابِع عشر لم يكن تَاما فَلَيْسَ يُمكن أَن يكون بحران تَامّ فِي الْعشْرين لكنه قد يُمكن أَن يكون فِيهِ تغير قوي ثمَّ يكون البحران فِي آخر الْأَيَّام الثَّالِثَة للعشرين. قَالَ: وَجَمِيع مَا ذكرنَا يُؤْخَذ ذَلِك فِي المرضى مِثَال ذَلِك الْمَرِيض الَّذِي ذكره أبقراط فِي الثَّالِثَة من إفيذيميا واسْمه إكسير فَإِنَّهُ قَالَ: اعترته حمى حارة ووجع فِي الأضلاع فِي الْأَيْمن دَائِم وَكَانَ يسعل سعالاً يَابسا وَلَا ينفث شَيْئا وَكَانَ بِهِ عَطش وسهر وَكَانَ بَوْله حسن اللَّوْن رَقِيقا كثيرا وَهَذِه فِي الْيَوْم السَّادِس وَلم يخف وَجَعه بالتكميد وألحقه الوجع فِي السَّابِع وَذَلِكَ أَن حماه تزيدت والسعال وَتغَير نَفسه ففصدته فِي الثَّامِن فَخرج مِنْهُ دم كثير على مَا كَانَ يَنْبَغِي فخف الوجع إِلَّا أَن السعال كَانَ بِحَالهِ من اليبس ثمَّ إِن الْحمى خفت فِي الْحَادِي عشر وعرق مَا يَلِي رَأسه عرقاً يَسِيرا وقدف بالسعال أرق مِمَّا يَنْبَغِي ثمَّ أَنه فِي السَّابِع عشر ابْتَدَأَ ينفث شَيْئا نضجاً يَسِيرا وخف بدنه ثمَّ عرق فِي الْعشْرين وأقلعت الْحمى وخف بدنه بعد البحران إِلَّا انه كَانَ يعطش وَكَانَ مَا يقذفه غير مَحْمُود ثمَّ عاودته الْحمى فِي السَّابِع وَالْعِشْرين وسعل وَنَفث شَيْئا نضجاً وَظهر فِي بَوْله ثفل راسب كثير أَبيض وَسكن عطشه ونام ثمَّ إِنَّه فِي الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ عرق بدنه كُله وأقلعت حماه وَتمّ لَهُ البحران فَجَمِيع مَا ذَكرْنَاهُ مَوْجُود فِي هَذَا الْمَرِيض. وَقد ذكر بَوْله مرَّتَيْنِ وَذَلِكَ أَنه كَانَ فِي الِابْتِدَاء حسنا وَهَذَا يدل على نضج خَفِي ثمَّ بَال فِي الْيَوْم السَّابِع وَالْعِشْرين بولاً فِي غَايَة النضج فَلذَلِك أَصَابَهُ بحران نَاقص كَمَا قُلْنَا أَنه يجب أَن يكون كَذَلِك لِأَنَّهُ فِي السَّابِع عشر ابْتَدَأَ نفث نفثاً نضجاً يَسِيرا وَلم يتم لَهُ البحران يَوْم الْعشْرين لِأَنَّهُ لم يكن النضج قد استحكم لَا فِي الْيَوْم الأول وَلَا فِي الرَّابِع فَلذَلِك عاوده الْمَرَض كَمَا قَالَ أبقراط إِن البقايا بعد البحران النَّاقِص يجلب عودة ثمَّ إِنَّه فِي السَّابِع وَالْعِشْرين ظهر النضجان كَامِلين فِي الْبَوْل والنفث فَلذَلِك سكن الْعَطش وَإِنَّمَا عاودته الْحمى ثَانِيَة لِأَن الْفضل الَّذِي بَقِي بعد البحران النَّاقِص فِي الْعشْرين لما سخن وقارب نضجه ولّد الْحمى وَمِمَّا يعلم بِهِ أَن سخونته وفوراته كَانَت تعْمل)

الْحَرَارَة الغريزية فِيهِ لَا يعْمل حرارة طبيعة الْحمى طبيعة الْأَيَّام الَّتِي يتَبَيَّن فِيهَا الْعَمَل وَذَلِكَ أَنه ابْتَدَأَ فِي الْحَادِي عشر تغير مَحْمُود إِلَّا أَنه ضَعِيف خَفِي ثمَّ ظهر فِي السَّابِع عشر عَلامَة أبين من الأولى تدل على النضج ثمَّ أَتَى فِي الْعشْرين بحران نَاقص ثمَّ ظهر فِي السَّابِع وَالْعِشْرين النضج التَّام وَثمّ البحران فِي الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ فَكَانَ انْقِضَاء الْمَرَض فِي الْيَوْم الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ فَكَانَ انْقِضَاء الْمَرَض فِي الْيَوْم الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ من بعد كَمَال النضج فَخرج الْفضل الْفَاعِل للحمى بالبول وَالْفَاعِل لوجع الصَّدْر بالنفث. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تكون حَافِظًا أبدا للنضج الضَّعِيف وَعدم النضج وَكَمَال النضج فَإِن عدم النضج كَانَ فِي هَذَا العليل إِلَى الْحَادِي عشر والنضج الْخَفي كَانَ فِيهِ فِي الْحَادِي عشر والنضج الْكَامِل الْبَين فِي السَّابِع وَالْعِشْرين ثمَّ إِنَّه من بعد هَذَا الْيَوْم بسبعة أَيَّام انْقَضى الْمَرَض وَهَذَا الْوَقْت كُله كَانَ وَقت مُنْتَهى الْمَرَض. قَالَ: وَلَو ظهر البزاق الَّذِي ظهر فِي السَّابِع وَالْعِشْرين فِي الْأَيَّام الأول من مَرضه يَعْنِي الثَّانِي وَالثَّالِث وَالرَّابِع مَعَ بَوْل فِيهِ رسوب مَحْمُود لما كَانَ يتَجَاوَز الْمَرَض الْأُسْبُوع الأول كَمَا قَالَ أبقراط: قَالَ: إِذا ظَهرت عَلَامَات النضج الْبَين وَجَاء تزيد الْمَرَض فَإِنَّهُ يجوز أَن يحدث فِي هَذَا الْوَقْت بحران وَيجوز أَن يُمْهل الْمَرَض حَتَّى يَنْتَهِي برداءة الْمَرَض وَسُرْعَة حثه كَانَ عسيراً خبيثاً وَقد يكون فِي تزيد الْمَرَض لكنه لَا يكون تَاما أَيْضا وَإِنَّمَا كَانَ بعد انْتِهَاء الْمَرَض تَاما كَامِلا. الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ: الحميات المحرقة الَّتِي لَا تفتر الْبَتَّةَ الَّتِي فِي غَايَة الحدة لَا يُجَاوز بحرانها السَّابِع وَالْغِب الْخَالِصَة لَا تجَاوز سَبْعَة أدوار فَأَما البلغمية وَالرّبع فَإِنَّهُمَا طويلتان. قَالَ: البحران إِنَّمَا يكون فِي الحميات الحادة وَفِي الأورام الحارة السريعة الْحَرَكَة الكائنة فِي أَعْضَاء خطرة وَأما حمى يَوْم والدق فَإِنَّهُمَا لَا يكون تغيرهما مَعَ بحران. لى: وَكَذَلِكَ الرّبع والبلغمية فِي الْأَكْثَر. قَالَ: إِن أَحْبَبْت أَن تعلم مَا يكون من التَّمْيِيز دفْعَة فَلَا بُد لَك أَن تعرف ابْتِدَاء الْمَرَض وتزيده ومنتهاه وانحطاطه فِي وَقت حُضُور كل وَاحِد مِنْهُمَا وَقبل حُدُوثه مَتى يحدث وَقبل انقضائه مَتى يَنْقَضِي. الثَّالِثَة قَالَ: التَّغَيُّر فِي الْمَرَض سِتَّة أنحاء وَذَلِكَ أَنه إِمَّا أَن ينْتَقل إِلَى الصِّحَّة دفْعَة وَإِمَّا أَن يقتل دفْعَة وَإِمَّا أَن ينْتَقل إِلَى الصِّحَّة قَلِيلا قَلِيلا وَإِمَّا إِلَى الْمَوْت قَلِيلا قَلِيلا وَإِمَّا أَن يجْتَمع فِيهِ) الْأَمْرَانِ ويؤول إِلَى الصِّحَّة وَإِمَّا أَن يجْتَمع فِيهِ الْأَمْرَانِ ويؤول إِلَى الْمَوْت. وأعني بِقَوْلِي ينْتَقل إِلَى الصِّحَّة قَلِيلا قَلِيلا أَي ينقص الْمَرَض شَيْئا بعد شَيْء واعني بِقَوْلِي يقتل قَلِيلا قَلِيلا أَي تنْحَل قُوَّة الْمَرَض قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يَمُوت وأعني بقول يجْتَمع فِيهِ الْأَمْرَانِ ويؤول إِلَى الصِّحَّة أَن يَنْقَلِب الْمَرِيض دفْعَة إِلَى مَا هُوَ أمثل ثمَّ تنتقص

بقاياه مُنْذُ ذَلِك قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تَنْقَضِي وأعني بِقَوْلِي يجْتَمع الْأَمْرَانِ وَيَمُوت أَي ينْتَقل دفْعَة إِلَى مَا هُوَ أردى ثمَّ يزِيد قَلِيلا قَلِيلا إِلَى أَن يقتل. قَالَ: وَأَنا واصف أَولا التَّغَيُّر الَّذِي يكون دفْعَة إِلَى الصِّحَّة لِأَن هَذَا النَّحْو أفضل جَمِيع الأنحاء وَلذَلِك يخص باسم البحران مُطلقًا دون الأنحاء الْبَاقِيَة وَلِأَنَّهُ إِنَّمَا يكون عِنْد علته الطبيعية بِالْحَقِيقَةِ بِجَمِيعِ الْأَشْيَاء الْخَارِجَة من الطبيعة وَأما سَائِر أنحاء التَّغْيِير فَلَيْسَ مِنْهَا شَيْء يُسمى بحراناً بقول مُطلق وَذَلِكَ أَن الانقلاب إِلَى الْمَوْت الْخَبيث إِنَّمَا يُسمى بحراناً ردياً وَأما التَّغَيُّر الَّذِي يمِيل فِيهِ الْمَرَض ميلًا بَينا إِلَى الصِّحَّة أَو الْمَوْت وَلَا يتم بِهِ أَخذ الْأَمريْنِ فيسمى بحراناً نَاقِصا وَأما التَّغَيُّر الَّذِي يكون قَلِيلا قَلِيلا إِلَى الصِّحَّة أَو الْمَوْت فَلَا يُسمى بحراناً. قَالَ: والتغير الْخَبيث الَّذِي يكون إِلَى الصِّحَّة لَا يكون إِلَّا باستفراغ الْبَين أَو خراج عَظِيم وكل مرض يسكن بِغَيْر هذَيْن فَإِنَّهُ يعاود أَخبث مِمَّا كَانَ ويتقدم الاستفراغ وَظُهُور الْخراج اضْطِرَاب شَدِيد وَذَلِكَ أَنه يعرض للْمَرِيض قلق وأرق واختلاط فِي الذِّهْن وسبات وَتغَير فِي النَّفس ودوار وَثقل فِي الْجِسْم وصداع وأوجاع فِي الرَّقَبَة وَفِي الْمعدة وَفِي مَوَاضِع أُخْرَى كَثِيرَة ويعرض أَحْيَانًا طنين ودوي فِي الْأذن وَيرى أَمَامه شَبِيها بالشعاع وتجري دُمُوعه بِلَا إِرَادَة ويحتبس بَوْله وتختلج شفته ويصيبه فِي عُضْو دون عُضْو رعشة ويعرض لَهُ نِسْيَان وينكر معرفَة من حضر وَمَا يرى ويصيبه نافض شَدِيد ويتقدم نوبَة حماه فِي أَكثر الْأَمر ويصيبه تلهب شَدِيد وعطش غير مُحْتَمل ويصيح ويثب كالهائم ويستقر مضجعه ثمَّ ينبعث مِنْهُ دفْعَة عرق غزير أَو قيء أَو اخْتِلَاف أَو دم أَو اثْنَتَانِ من هَذِه أَو كلهَا مَعًا وَعند هَذِه الْحَال يهول الْجُهَّال مَا يرَوْنَ وَلَا يهول الطَّبِيب إِذا كَانَ قد علم مَا تؤول الْحَال إِلَيْهِ. تعرف البحران الْجيد والردى قَالَ: أول مَا يَنْبَغِي أَن ينظر فِيهِ النضج فَإِنِّي قد رَأَيْت مل لَا أحصيه من المرضى كَثْرَة فَلم أر احداً مَاتَ مِمَّن أَتَاهُ البحران بعد النضج وَيَنْبَغِي أَن ينظر فِي النضج من فضول الْعُضْو الَّذِي فِيهِ الْعلَّة وَتجْعَل أَكثر قصدك إِلَى ذَلِك فَأول العلامات الدَّالَّة على) جودة البحران الْحَاضِر وَأَعْظَمهَا النضج والعلامة الثَّانِيَة أَن يكون فِي يَوْم باحوري قد سبق فَأَنْذر بِهِ يَوْم إنذار مواصل لَهُ فِي وقته ثمَّ بعد ذَلِك طبيعة الْمَرَض وسجيته أَعنِي طبيعة الْمَرَض: أَن يكون حمى غب أَو محرقة أَو ذَات الْجنب أَو نائبة كل يَوْم أَعنِي بسحنته: سهلاً سليما أَو ردياً أَو خبيثاً ثمَّ بعد هَذِه أَن تكون أَيَّام البحران مشاكلة لطبيعة الْمَرَض فَإِن الْحمى إِن كَانَت محرقة فَالْوَاجِب أَن يكون أَيَّام البحران برعاف أَو يُصِيب الْمَرِيض نافض قوى ثمَّ يعرق عرقاً حاراً غزيراً شَامِلًا للبدن كُله وينقى وَيخْتَلف مرَارًا وَكَذَلِكَ إِن كَانَت الْحمى غبا فَوَاجِب أَن يكون بحرانها يَفِي مرَارًا وَكَذَلِكَ إِن كَانَ اخْتِلَاف مِنْهُ أَو عرق كثير فِي الْبدن كُله وَإِن كَانَت النائبة كل يَوْم فَوَاجِب أَن يستفرغ بلغماً كثيرا من الْبدن كُله وَإِن كَانَت الْحمى مَعَ ورم حَار فِي

الدِّمَاغ فقد يكون بحرانها بعرق مَحْمُود وخاصة إِن جرى من الرَّأْس من الْعرق شَيْء كثير حَار وعرق الْبدن كُله وَيكون فِي هَذِه الْعلَّة الرعاف بحراناً وَلَيْسَ الرعاف فِي الْحمى الَّتِي مَعَ ورم بَارِد فِي الدِّمَاغ وَلَا الْحمى الَّتِي مَعَ ورم الرئة فَأَما ذَات الْجنب فَإِنَّهَا متوسطة بَين الْحَالين وَذَلِكَ أَن انقضاءها بالرعاف أقل من انْقِضَاء الْحمى المحرقة وَالَّتِي من ورم الدِّمَاغ الْحَادِثَة وَأكْثر مَا تَنْقَضِي الْحمى المحرقة مَعَ ورم الدِّمَاغ الْحَار وَأكْثر من انْقِضَاء الْحمى الَّتِي تكون مَعَ ورم الرئة وَالَّتِي تكون مَعَ ورد بَارِد فِي الدِّمَاغ وَقد تَنْقَضِي أَيْضا الأورام الحارة فِي الكبد وَالطحَال بالرعاف إِذا كَانَ مَعهَا حمى حادة وَيكون بالرعاف أَيْضا بحران لجَمِيع الأورام الحارة الَّتِي تحدث فِي مَا دون الشراسيف إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن يكون الرعاف من الشق الَّذِي فِيهِ لورم وَقد ينْتَفع أَيْضا بالعرق الْجيد من بِهِ ورم فِيمَا دون الشراسيف فَأَما الكبد فَمَتَى كَانَ الورم مِنْهَا فِي الْجَانِب المحدب فَأكْثر مَا يكون بحرانه بِأحد ثَلَاثَة أَشْيَاء: إِمَّا بالرعاف من المنخر الْأَيْمن وَإِمَّا بعرق مَحْمُود وَإِمَّا ببول مَحْمُود. وَمَتى كَانَ فِي الْجَانِب المعقر فبحرانه يكون إِمَّا باخْتلَاف مرار وَإِمَّا بعرق وَرُبمَا كَانَ بقيء وَأما مَتى كَانَ فِي الكلى والمثانة وَجَمِيع مَا يَليهَا فبحران أوجاعها أول مَا يكون بالبول وَأما الصَّدْر والرئة وَمَا يَليهَا فبالنفث أول بحران عللها وَأما الْعرق فَلِكُل جَمِيع الحميات خَاصَّة مَا كَانَ شَدِيد الالتهاب محرقاً وَقد ينْتَفع بِهِ نفعا عَظِيما الأورام الملتهبة إِذا كَانَ بعد نضجها وَقد يكون للحمى النائبة فِي كل يَوْم قيء البلغم واختلافه وَالرّبع أَيْضا إِن استفرغ مَعهَا من الْبدن شَيْء أسود أَو أخلاط ألوانها مُخْتَلفَة وللحمى الْمُسَمَّاة اسطريطاوس إِذا كَانَ مَعهَا استفراغ مرار وبلغم وَقد يكون بحران ليثرغسوجميع علل الرَّأْس بورم يحدث فِي أصل) الْأذن وَيكون بحران يوثق بِهِ أَيْضا بِجَمِيعِ الحميات المتطاولة بالخراجات وَذَلِكَ أَن التَّغَيُّر الَّذِي يحدث دفْعَة إِنَّمَا هُوَ خَاص بالأمراض الحادة وَانْظُر فِي هَذَا: فِي سنّ الْمَرِيض وعادته وبلده وتدبيره وَالْوَقْت فَإِن كَانَت هَذِه كلهَا تعين على توليد الصَّفْرَاء فَيَنْبَغِي أَن يكون الاستفراغ مِنْهُ: وَكَذَلِكَ فَافْهَم فِي غَيره فَإِن كَانَ الْغَالِب على الْبدن أخلاطاً مُخْتَلفَة فَيَنْبَغِي أَن يكون الاستفراغ أخلاطاً مُخْتَلفَة فَإِذا تفقدت هَذِه الْأَشْيَاء فتفقد مَا يؤول إِلَيْهِ الْحَال بعد حُدُوث البحران فَإِن رَأَيْت الْحمى قد أقلعت وهدأت الْأَعْرَاض وازداد لَونه حسنا وَحسن نبضه وزادت قوته علمت أَن هَذَا أفضل مَا يكون من البحران فَإِن نقص شَيْء من هَذِه العلامات فنقص ذَلِك البحران عَن لأَفْضَل البحران على حسب قُوَّة العلامات الَّتِي نقصت فَبِهَذَا الطَّرِيق يَنْبَغِي أَن تتعرف حَال البحران وَقت حُضُوره. فِي تعرف البحران قبل حُضُوره: فَانْظُر فِي طبيعة الْمَرَض هَل هُوَ متولد عَن الصَّفْرَاء أَو عَن البلغم أَو عَن السَّوْدَاء أَو هُوَ مختلط ثمَّ انْظُر فِي الْوَقْت الْحَاضِر وَفِي سنّ العليل وَجَمِيع الْحَاضِر وَفِي سنّ العليل وَجَمِيع الْأَشْيَاء الْأُخَر ثمَّ انْظُر بعد ذَلِك فِي أدوار النوائب إِن كَانَت تنوب أَو لَا تنوب مثل سونوخس فَإِن النوائب مَتى كَانَت

تسرع حركتها وتتقدم أَكثر مِمَّا تقدّمت وتصعب أَكثر ثمَّ كَانَت تنوب غبا دلّت على أَن البحران يَأْتِي بِسُرْعَة وَإِن كَانَت النوائب تبطئ فِي حركتها وتبتدئ فِي وَقت وَاحِد وتنوب فِي كل يَوْم فالبحران يجْرِي فِي زمَان طَوِيل من بعد هَذِه الْأَشْيَاء فالنظر فِي النضج من أعظم العلامات وأقواها وَيَنْبَغِي أَن تتفقد خَاصَّة من أَمر النضج التَّغَيُّر الْقوي فَإِن التَّغَيُّر إِن حدث فِي يَوْم إنذار دلّ على أَن خُرُوج الْمَرِيض من علته فِي يَوْم البحران الَّذِي يتَّصل بذلك الْيَوْم من أَيَّام الْإِنْذَار. قَالَ: وَلَيْسَ الْحَال فِي احْمَد البحران فِي مَعْرفَته قبل أَن يكون كالحال فِي سَائِر أَصْنَاف البحران وَذَلِكَ أَن البحران الردي والناقص إِنَّمَا يُوصل إِلَى مَعْرفَته بحدس مقرب فَأَما البحران الْجيد فَإِنَّهُ يعرف بِعلم ثَابت صَحِيح وَذَلِكَ أَن جَمِيع العلامات تظهر فِي الْمَرَض الَّذِي يَأْتِي فِيهِ احْمَد البحران مُنْذُ أول الْمَرَض وَهِي بعيدَة من الْخطر وَإِن كَانَت فِي غَايَة الْكَمَال من هَذِه الْحَال جَاءَ البحران فِي الْأَرْبَعَة الْأَيَّام من الْمَرَض. 3 (البحران الْعسر الْمخوف وبالضد) قَالَ: إِنَّمَا يمكنك أَن تعلم هَل يكون البحران بِقُوَّة جهد شَدِيد أَو يكون سَاكِنا ضَعِيفا من مِقْدَار الْقُوَّة وحركة الْمَرَض وسحنته وَقد يَنْبَغِي لَك مُنْذُ أول الْأَمر أَن ترتاض فِي تعرف هَذَا على الِاسْتِقْصَاء حَتَّى يمكنك أَن تعرف ذَلِك بسهولة وسحنة الْمَرِيض تعرف من العلامات الَّتِي وصفهَا أبقراط فِي تقدمة الْمعرفَة وتضم إِلَيْهَا عَلَامَات النضج وَمِقْدَار الْقُوَّة وحركة الْمَرَض وَذَلِكَ أَنَّك تَجِد حمى لينَة ضَعِيفَة وَهِي خبيثة مَعَ ذَلِك جدا وَقد تَجِد حمى محرقة حارة يعرض مَعهَا للْمَرِيض غم والتهاب وعطش غير مُحْتَمل وَهِي مَعَ ذَلِك سليمَة لَا خطر فِيهَا وَقد ذكرنَا حَرَكَة الْمَرَض فِي بَاب أزمان الْأَمْرَاض. قَالَ: أَقُول: إِنَّك تقدر أَن تعلم أيسلم العليل أم يَمُوت إِذا نظرت فِي طبيعة الْمَرَض وسحنته وَفِي قُوَّة العليل وَأول مَا تتفقد من هَذِه سحنة الْمَرِيض وتقدر أَن تعلم أتكون السَّلامَة أَو الْمَوْت ببحران أَولا من حَرَكَة الْمَرِيض وَمن مِقْدَار قوته ثمَّ من طَبِيعَته وَمن الْوَقْت الْحَاضِر وَمَا أشبهه من عَلَامَات البحران. لى: لِأَن حُضُورهَا ينذر ببحران وبالضد. مِثَال قَالَ: أنزل أَنَّك مَتى رَأَيْت مَرِيضا قد ظهر فِي أول يَوْم من مَرضه عَلَامَات السَّلامَة فِي غَايَة الْبَيَان أَقُول إِن مَرضه يَنْقَضِي قبل الرَّابِع ونقدر أَن نعلم هَل يكون قبله بحران أم لَا من قُوَّة الْمَرَض وَضَعفه فَإِن الْمَرَض إِن كَانَ قَوِيا عَظِيما كَانَ نقصانه ببحران وبالضد وَتعلم فِي أَي يَوْم يكون البحران من حَرَكَة الْمَرَض وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَت الْحمى مُتَّصِلَة على حَال وَاحِدَة وَلم يعرض للْمَرِيض خطأ فتوقع البحران فِي الرَّابِع فَإِن كَانَت دائمة إِلَّا أَنَّهَا لَيست مُتَّصِلَة لَكِنَّهَا مِمَّا يفتر فِي وَقت فَانْظُر فِي مِقْدَار قوتها وَفِي حركتها وَذَلِكَ انه

يُمكن أَن يكون فِي الثَّالِث وَيُمكن فِي الْخَامِس أما فِي الثَّالِث فَإِذا كَانَ الْمَرَض عَظِيما وَكَانَت حركته سريعة وَأما فِي الْخَامِس فَإِذا كَانَ أقل عظما حركته أقل سرعَة وَذَلِكَ أَنه يجب أَن يرى فِي البحران نوبَة الْحمى وَأما إِن يَجِيء البحران فِي يَوْم الرَّاحَة فَلَا يكَاد يكون إِلَّا فِي الندرة حَتَّى أَنِّي لم أره إِلَّا مرّة فَقَط وَهَذِه هِيَ الْعلَّة كَمَا ذكرت فِي كتاب أَيَّام البحران فِي انْتِقَال البحران كثيرا على الرَّابِع إِلَى الثَّالِث إِلَى الْخَامِس وَذَلِكَ أَن الْمَرَض الَّذِي يَأْتِي فِيهِ البحران بِهَذِهِ السرعة فِي غَايَة الْجَوْدَة لَا محَالة والحمى فِي جَمِيع الْأَمْرَاض الَّتِي هِيَ فِي غَايَة الحدة لَا بُد أَن تكون إِمَّا مُتَّصِلَة على حَال وَاحِدَة وَهِي سونوخوس وَإِمَّا أَن تكون) غير مُتَّصِلَة على حَال وَاحِدَة لَكِن تشتد غبا والحمى الْمُتَّصِلَة على حَال وَاحِدَة تعرض أقل مِمَّا تعرض الدائمة الَّتِي تنوب غبا وَإِذا كَانَت الْحمى مُتَّصِلَة على حَال وَاحِدَة ثمَّ لم يعرض للْمَرِيض عَارض من خطأ فالبحران يَأْتِي فِي الرَّابِع لِأَن الطبيعة حِينَئِذٍ تتحرك للبحران على أدوارها الخاصية وَقل مَا يكون أَلا يعرض للْمَرِيض خطأ فَأَما الْحمى الدائمة الَّتِي تشتد غبا فَلِأَن البحران إِنَّمَا يكون مَعَ نوبَة الْحمى فَوَاجِب أَن يَأْتِي فِيهَا البحران فِي الثَّالِث أَو فِي الْخَامِس وَرُبمَا أَتَى فِيهَا فِي الرَّابِع إِلَّا أَن ذَلِك يكون إِذا كَانَت النّوبَة الَّتِي أَتَت فِي الثَّالِث تبقى مِنْهَا بَقِيَّة فِي الرَّابِع وَذَلِكَ أَن النّوبَة الَّتِي تبتدئ فِي السَّاعَة الْحَادِيَة عشرَة فِي الْمثل من الْيَوْم الثَّالِث يَأْتِي البحران فِيهَا إِمَّا فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة وَإِمَّا فِي الْيَوْم الرَّابِع فِي النَّهَار. أَقُول: إِنَّك مَتى رَأَيْت فِي أول يَوْم من أَيَّام الْمَرَض عَلامَة بَيِّنَة تدل على النضج وَإِذا كَانَت كَذَلِك فَلَا بُد أَن تكون سَائِر العلامات بعيدَة من الْخطر فَاعْلَم علما يَقِينا أَن انْقِضَاء ذَلِك الْمَرَض يكون قبل أَن يُجَاوز الرَّابِع فَإِذا نظرت مَعَ ذَلِك فِي مِقْدَار قُوَّة الْمَرَض علمت مَعَ ذَلِك هَل يكون انقضاؤه ببحران أم لَا فَإِذا نظرت فِي حَرَكَة الْمَرَض علمت مَعَ ذَلِك هَل يكون انقضاؤه ببحران أم لَا فَإِذا نظرت فِي حَرَكَة الْمَرَض علمت هَل يَنْبَغِي لَك أَن تتَوَقَّع البحران فِي الثَّالِث أَو فِي الرَّابِع أَو فِي الْخَامِس وَذَلِكَ أَنَّك إِن وجدته يَتَحَرَّك حَرَكَة سريعة جدا فتوقع البحران فِي الثَّالِث وَإِن كَانَ فِي حركته إبطاء فتوقع البحران فِي الرَّابِع ويعين على سرعَة مَجِيء البحران قُوَّة الْمَرَض وَالْوَقْت الْحَاضِر من أَوْقَات السّنة والبلد وَالسّن والمزاج وَسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي ذَكرنَاهَا قبل إِذْ كَانَت كلهَا مِثَال ذَلِك: انه إِن كَانَ الْوَقْت الْحَاضِر صيفاً وَكَانَ الْمَرِيض شَابًّا وطبيعته الْحَرَارَة ومرضه من إقلال الطَّعَام وَكَثْرَة التَّعَب وَاسْتِعْمَال الْأَطْعِمَة والأشربة الَّتِي تولد الصَّفْرَاء كَانَت هَذِه الْأَشْيَاء كلهَا مُعينَة على أَن يكون البحران فِي الْيَوْم الثَّالِث وَلَا سِيمَا إِن كَانَ مزاج الْوَقْت الْمُتَقَدّم والحاضر شَدِيد اليبس وَكَانَ الْبَلَد الَّذِي مرض فِيهِ ذَلِك الْمَرِيض حاراً فَإِن رَأَيْت مَعَ هَذَا فِي هَذَا الْوَقْت مرضى كثيرين قد أَتَاهُم البحران فِي الثَّالِث كَانَ حدسك أصح وأوكد فَإِن اجْتمعت أضداد هَذِه كلهَا وَهُوَ أَن تكون حَرَكَة الْمَرَض أَبْطَأَ وقوته أَضْعَف

وَالْوَقْت شتاء والمزاج بلغمي وَكَذَلِكَ السن فنوع البحران مَعَ النّوبَة الَّتِي فِي الْخَامِس وَضم إِلَى ذَلِك أَن يكون قد جَاءَ مرضان كثيرا البحران فِي الْخَامِس مَعَ مَا شاكل هَذِه الْأَشْيَاء مَعَ السّكُون والدعة والإكثار من الأغذية المولدة للبلغم ثمَّ انْزِلْ انك رَأَيْت مَرِيضا آخر لم تظهر عَلامَة بَيِّنَة للنضج لَا) فِي أول يَوْم من مَرضه وَلَا فِي الثَّانِي وَلم يظْهر فِيهِ من العلامات مَا يدل على خطر لَكِن جَمِيع مَا فِيهِ يظْهر من العلامات تدل على بعد من الْخطر فَاعْلَم أَن هَذَا يسلم إِلَّا أَنه لَا يخرج من مَرضه خُرُوجًا تَاما فَأَما فِي الرَّابِع فضلا عَمَّا قبله فَإِذا كَانَ فِي الرَّابِع فتفقد الْأَمر لغذائه وَانْظُر هَل تظهر فِيهِ عَلامَة بَيِّنَة للنضج فَإِنَّهُ إِن كَانَ ذَلِك فمرضه يَنْقَضِي فِي السَّابِع إِن لم يعرض لَهُ خطأ فِيمَا بَين الرَّابِع وَالسَّابِع. وتقدر أَن تعرف هَل يكون انقضاؤه ببحران لَا بِالنّظرِ فِي مِقْدَار قُوَّة فَلَا بُد أَن يكون انقضاؤه ببحران وَإِن كَانَ مَعَ قوته يَتَحَرَّك بِسُرْعَة فَهُوَ أَحْرَى أَن يكون فِيهِ بحران حَتَّى أَنه وَإِن أَخطَأ على الْمَرِيض ثمَّ لم يكن ذَلِك الْخَطَأ فادحاً جدا فقد يَنْبَغِي أَن يتَوَقَّع البحران فِي الْيَوْم السَّابِع فَإِن كَانَ الْمَرَض لَيْسَ بالسريع فِي حركته وَعرض للْمَرِيض خطأ فِيمَا بَين الرَّابِع وَالسَّابِع فَإِن البحران يتَأَخَّر إِلَى التَّاسِع. ثمَّ أنزل أَنَّك رَأَيْت مَرِيضا آخر سليما من الْخطر إِلَّا أَنه لم تظهر عَلامَة فِيهِ الْبَتَّةَ للنضج حَتَّى كَانَ الْيَوْم السَّابِع فَلَمَّا كَانَ ذَلِك الْيَوْم ظَهرت أَقُول إِن هَذَا الْمَرَض إِن كَانَ قَوِيا عَظِيما وَكَانَت حركته سريعة فَإِن بحرانه بالحادي عشر أولى مِنْهُ بالرابع عشر وَإِن كَانَ مَرضه ضَعِيفا لينًا وَكَانَت حركته لَيست بالسريعة فبحرانه بالرابع عشر أولى مِنْهُ بالحادي عشر وتمييز هَذَا يكون بِسَائِر العلامات وَذَلِكَ انه إِن كَانَ الْمَرِيض شَابًّا والصفراء غالبة وَالْوَقْت وَالتَّدْبِير وَسَائِر ذَلِك مشاكل مَا قُلْنَا فبحرانه لَا محَالة يَأْتِي فِي الحاد عشر وَإِن اجْتمعت أضداد هَذِه الْأَشْيَاء فَإِنَّهُ يَأْتِي فِي الرَّابِع عشر فَإِن اجْتمع فِيهِ بَعْضهَا وَلم يكمل ثمَّ عرض للْمَرِيض عَارض من خطأ فِيمَا بَين السَّابِع وَالْحَادِي عشر لم يُمكن أَن يَأْتِيهِ البحران فِي الْحَادِي عشر وَكَثِيرًا مَا يَأْتِي البحران عِنْد مثل هَذِه الْحَال فِي الرَّابِع عشر إِذا كَانَ الْخَطَأ الَّذِي أَخطَأ على الْمَرِيض عَظِيما فَإِن لم يعرض الْخَطَأ لَكِن كَانَت فِي الْأَعْرَاض مختلطة أوجب بَعْضهَا تقدم البحران وَبَعضهَا تَأَخره احْتِيجَ أَن يكون الطَّبِيب حاد الذِّهْن كثير الرياضة حَتَّى يقدر أَن يُمَيّز أَي الصِّنْفَيْنِ أقوى فيثق بِمَا دلّ عَلَيْهِ ذَلِك الصِّنْف وَإِذا كَانَت تقدمة الْمعرفَة مشكوكاً فِيهَا على مِثَال هَذِه الْحَال فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ لَا يُمكن فِي الْيَوْم السَّابِع أَن تقف بِمَعْرِِفَة صَحِيحَة على مَا سَيكون من أَمر الْمَرِيض لَكِن قد يُمكن التيقن لذَلِك فِي الْأَيَّام الَّتِي فِيمَا بَين السَّابِع وَالْحَادِي عشر وَذَلِكَ أَنه إِن تزيد عظم الْمَرَض أَو سرعَة حركته فِي تِلْكَ الْأَيَّام رَأَيْت عَلامَة النضج زِيَادَة كَثِيرَة فَإِن البحران يَأْتِي فِي الْحَادِي عشر وَإِن كَانَ الْأَمر بالضد جَاءَ فِي الرَّابِع عشر.) فَنزل أَنَّك رَأَيْت مَرِيضا آخر سليم الْمَرَض وَرَأَيْت حَرَكَة الْمَرِيض فِي الْأَيَّام الأولى بطيئة

وَلَيْسَت الْحمى لهيبة وَلَا محرقة وَيظْهر فِيهِ مَعَ ذَلِك عَلَامَات تدل على انه لم يكن نضج أَقُول: إِن هَذَا لَا يخرج من مَرضه قبل الرَّابِع عشر وتقدر أَن تميز وَتعلم هَل يَأْتِي فِي الرَّابِع عشر أَو يتَأَخَّر بعده من أَوْقَات الْمَرَض كُله وَذَلِكَ أَن عَلَامَات ابْتِدَاء الْمَرَض إِن لبث زَمَانا طَوِيل مزمن وَأما عَلَامَات تزيد الْمَرَض فَإِن أَتَت فِي الرَّابِع أَو فِي السَّابِع فَيَنْبَغِي أَن تتَوَقَّع شَيْئا يحدث فِي الرَّابِع عشر وتميز ذَلِك الشَّيْء يكون فِي الْحَادِي عشر فَإِنَّهُ إِن اتّفقت هَذِه الثَّلَاثَة الْأَشْيَاء وَهِي كَثِيرَة تزيد سرعَة حَرَكَة الْمَرَض وَقُوَّة الْحمى وعلامة بَيِّنَة للنضج فَإِن البحران يَأْتِي فِي الرَّابِع عشر لَا سِيمَا إِن كَانَ الْوَقْت الْحَاضِر من أَوْقَات السّنة وَالسّن والمزاج وَسَائِر الْأَشْيَاء المشاكلة لهَذَا مُعينَة على ذَلِك فَإِن ظَهرت عَلامَة النضج بَيِّنَة فِي الْحَادِي عشر وَحدهَا وَلم يتَبَيَّن للْمَرِيض زِيَادَة قُوَّة كَثِيرَة وَلَا سرعَة حَرَكَة فَلَا يكون بحرانه فِي الرَّابِع عشر لكنه إِن كَانَ الْوَقْت وَالسّن والمزاج وَسَائِر هَذِه الْأَشْيَاء مائلة إِلَى الْبرد فَلَا تطمع أَن ينقص الْمَرَض قبل الْعشْرين. فَإِن كَانَت العلامات مختلطة وَرَأَيْت عَلَامَات النضج زَائِدَة كَثِيرَة فِي الرَّابِع عشر أَيْضا فَيَنْبَغِي لَك أَن تستقصي وَالنَّظَر والتفقد فِي جَمِيع مَا يظْهر فِي الْيَوْم السَّابِع عشر فَإِن العلامات الَّتِي تظهر فِيهِ وَإِن كَانَت يسيرَة فَإِنَّهَا من أصح الدلالات وتدل على أَن البحران يكون فِي الْعشْرين فَهَذِهِ صنوف البحران الحميدة وَذَلِكَ أَن كل بحران يظْهر بعد النضج التَّام والعلامات الحميدة فَهُوَ من أفضل البحران لِأَن النضج كَاف فِي الدّلَالَة على سرعَة البحران ووثاقته وَلَا يُمكن بعد ظُهُور النضج الْمُحكم أَن يمدكون بحران غير حميد والنضج الْمُحكم إِنَّمَا يكون مُنْتَهى الْمَرَض وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تصرف أَكثر همتك إِلَى تعرف مُنْتَهى الْمَرَض لِأَن البحران الأحمد يكون فِيهِ وَهُوَ عيار جَمِيع أَصْنَاف البحران وَذَلِكَ أَن البحران الْأَقْرَب مِنْهُ أبدا هُوَ احْمَد من الْأَبْعَد فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن لَا يهتم الطَّبِيب بِشَيْء أَكثر مِنْهُ بمنتهى الْمَرَض. فَأنْزل أَنَّك رَأَيْت مَرِيضا توقعت بحرانه فِي الرَّابِع عشر فابتدأ يكون فِي الْحَادِي عشر إِمَّا لعظم الْمَرَض وَشدَّة قوته وَإِمَّا لسرعة حركته وَإِمَّا لسَبَب هيجه من خَارج. أَقُول: إِنَّه لَا يُمكن أَن يكون ذَلِك البحران تَاما وَلَا مَحْمُودًا وَيجب أَن يخَاف على الْمَرِيض مِنْهُ أَشد الْخَوْف ولاسيما إِن كَانَ الْمَرَض غير معرّى من الْخطر. فَأَما إِن كَانَ الْمَرَض سليما فَأَقل مَا لَا يُؤمن عَلَيْهِ مِنْهُ أَن يكون مَعَ البحران أَعْرَاض ردية ضَعِيفَة أَو لَا يكون تَاما وَإِن تعاود الْحمى بعد) إقلاعها فَهَذَا مبلغ قُوَّة النضج وَإِذا كَانَ النضج من أعظم الْأَشْيَاء قُوَّة فمنتهى الْمَرَض أَيْضا يدل على مثل ذَلِك من عظم الْقُوَّة وَذَلِكَ أَن كل مرض يَأْتِي فِيهِ البحران فِي وَقت منتهاه فَغير مُمكن أَن يَأْتِي فِيهِ بحران فِي وَقت انحطاطه وكل مرض لَا يُجَاوز وَقت منتهاه أَو لم يَأْتِ فِيهِ بحران فَإِنَّمَا يكون انقضاؤه قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يخَاف أَيْضا على الْمَرِيض موت من بعد مُنْتَهى مَرضه على حسب مبلغ مَا أرى وَقد يظنّ بِقوم أَنهم مَاتُوا فِي وَقت الانحطاط إِلَّا أَن هَذِه كالتجربة وَالْقِيَاس فِي الْمَوْت إِن امتحنته علمت من

يَمُوت فِي الانحطاط إِنَّمَا يَمُوت فِي سَبَب غير ذَلِك لَا من نفس ذَلِك الْمَرَض وَجَمِيع من يَمُوت فِي الانحطاط إِنَّمَا يَمُوت فِي الانحطاط إِنَّمَا يَمُوت من خطأ يعرض لَهُ فَهَكَذَا يظْهر دَائِما بالتجربة. وَأما بِالْقِيَاسِ فَإِنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون الْمَوْت وَقد نَضِجَتْ الأخلاط المولدة للمرض وقهرتها الطبيعة إِن دبره الْأَطِبَّاء على مَا يجب وَلم يخطئوا أَو يُخطئ العليل على نَفسه وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَت الطبيعة قد احتملت أَشد أَوْقَات الْمَرَض وَقَامَت وجاهدت حَتَّى غلبت مَا كَانَ يؤذيها فَإِن النضج لَيْسَ بِشَيْء غير هَذَا فَلَيْسَ يُمكن بعد هَذَا أَن يُمكنهَا الْمَرَض وَإِذا كَانَت الطبيعة لَا يغلبها الْمَرَض فَلَيْسَ يُمكن بِوَجْه من الْوُجُوه أَن يعرض الْمَوْت إِذا كَانَ الْمَوْت لَيْسَ هُوَ شَيْء سوى غَلَبَة الْمَرَض على الطبيعة الْغَالِبَة التَّامَّة فَالْقِيَاس من جَمِيع الْوُجُوه يُوجب أَنه يَنْبَغِي أَن تكون أَكثر الْعِنَايَة فِي تعرف مُنْتَهى الْمَرَض مَعَ ذَلِك فَإِن تقدمة الْمعرفَة بِحَال العليل هَل يَمُوت أم لَا يُمكن أَن تعرف دون أَن يعرف أول مُنْتَهى الْمَرَض وَلَيْسَ يُمكن أَن يعرف أَي الْأَوْقَات هُوَ الْوَقْت الَّذِي يَقع فِيهِ غَلَبَة الْمَرَض للطبيعة غَلَبَة تَامَّة من لم يعلم المستأنف من أَوْقَات الْمَرَض وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ الْمَرَض لَيْسَ بَينه وَبَين أَن يَأْتِيهِ البحران إِلَّا يَوْم وَاحِد فخليق أَن يسلم قبل أَن يغلب الْمَرَض طَبِيعَته فَإِن مَرضه لَا يَنْتَهِي قبل الْعشْرين مثلا فقد يُمكن أَن يجوز ذَلِك. أنزل إِن مريضين فِي حَال وَاحِدَة فِي جَمِيع الْوُجُوه فَيسلم أَحدهمَا وَيهْلك الآخر لقرب وَقت مُنْتَهى الْمَرَض وَبعده وَلَيْسَ يعرف طَرِيق أَجود من هَذَا فِي تعرف مَا يؤول إِلَيْهِ حَال الْمَرِيض من الْمَوْت أَو الْحَيَاة أَعنِي أَن تزيد الْقُوَّة بِمِقْدَار زمَان الْمُنْتَهى ورداءة الْمَرَض وَلَا يُمكن لأحد أَن يعلم هَل يسلم الْمَرِيض أم يَمُوت إِلَّا بجودة الْمعرفَة بِهَذِهِ الْأَشْيَاء كَمَا أَنه لَا يعلم أحد هَل يقوى الْحمال على أَن يبلغ بِحمْلِهِ مَوضِع كَيْت وَكَيْت دون أَن يعلم قوى الْحمال قدر الثّقل وَبعد الطَّرِيق وَالْقِيَاس والتجربة بِأَمْر يأمران جَمِيعًا أَلا تهتم بِشَيْء أَكثر من همك بتعرف الْمُنْتَهى وَذَلِكَ انه لَا يُمكن تَقْدِير الْغذَاء وَلَا معرفَة البحران وَلَا حَال الْمَوْت والنجاة إِلَّا بِهِ.) وَقَالَ: أَلا أَنا إِذا عرفنَا مِقْدَار قُوَّة الْمَرَض وَقُوَّة الْمَرِيض وَوقت الْمُنْتَهى وعرفنا بذلك هَل يَمُوت الْمَرِيض أم لَا قَدرنَا أَن نقيس فنعلم وَقت البحران وَذَلِكَ أَنا إِذا رَأينَا الْمَرَض بَعيدا من الْخطر وَلَيْسَ فِيهِ حَده بوهن وَلَا قُوَّة شَدِيدَة وَلم يعرض خطأ يُوجب شدَّة الْبَحْث فَلَيْسَ يكون البحران حَتَّى يَنْتَهِي الْمَرَض الْمَرَض منتهاه وَهَذَا هُوَ حد البحران وَذَلِكَ أبدا يكون بعد النضج فَإِن اضطرت الطبيعة إِلَى أَن تَأتي بالبحران قبل أَن يَنْتَهِي منتهاه إِمَّا لقُوَّة الْمَرَض وَإِمَّا لفضل حِدة وَسُرْعَة فِي حَرَكَة الْمَرَض وَإِمَّا لشَيْء يهيج فَإِن البحران الَّذِي يكون عِنْد ذَلِك ينقص فِي الْجَوْدَة عَن البحران على حسب تقدمة لوقت مُنْتَهى الْمَرَض فَإِن كَانَت الْقُوَّة لَا تبقى إِلَى وَقت مُنْتَهى الْمَرَض فَوَاجِب أَن يَمُوت الْمَرِيض وَذَلِكَ الْمَرَض الْآن مَوته لَيْسَ يجب ضَرُورَة أَن يكون بِالْقربِ من مُنْتَهى الْمَرَض. وَذَلِكَ أَنه قد يُمكن أَن يَمُوت قبل الْمُنْتَهى بِكَثِير أَو يكون فِي أول الْمَرَض فَأَما البحران فَلَا يكون إِلَّا وَقت الْمُنْتَهى أَو قبله بِقَلِيل.

لى: الْمَحْمُود مِنْهُ فَأَما الْمَوْت فَإِنَّهُ يكون فِي الِابْتِدَاء أَو التزيد والمنتهى. قَالَ: لَا يبرأ أحد قطّ دفْعَة من الْمَرَض بِلَا بحران وَخلق كثير يموتون دفْعَة بِلَا بحران فِي ابْتِدَاء مَرضه إِذا كَانَ الْمَرَض خبيثاً ردياً قوي الْغَلَبَة للطبيعة فَإِن الطبيعة لِلْعِلَّةِ مقاومة. قَالَ: وَأكْثر هَؤُلَاءِ يَمُوت فِي ابْتِدَاء نوبَة الْحمى لَا سِيمَا مَتى كَانَ سَبَب هَلَاكه كَثْرَة الْحمى وَإِنَّمَا يعرض هَذَا لمن قوته سَاقِطَة ضَعِيفَة وَيَنْبَغِي أَن يكون هَذَا من اصح مَا يعلم بِهِ أَن كثيرا من المرضى يموتون فِي انحطاط النوائب الْجُزْئِيَّة من النوائب وَلما رأى ذَلِك قوم ظنُّوا أَنه قد يكون الْمَوْت فِي وَقت الانحطاط الْكُلِّي وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك لِلْعِلَّةِ الَّتِي ذكرنَا وَلم يُؤْخَذ بالتجربة قطّ وَأما فِي الانحطاط الجزئي فخلق كثير يموتون وَالْقِيَاس أَيْضا يدل على ذَلِك وَذَلِكَ انه لَيْسَ يعجب أَن تقوى الْقُوَّة الضعيفة فِي وَقت ابْتِدَاء النّوبَة وَفِي وَقت تزيدها لَان الْبدن فِي ذَلِك الْوَقْت يكون متماسكاً فَكَأَنَّهُ ينهضم فَإِذا جَاءَ وَقت الانحطاط صَار الْبدن على خلاف مَا كَانَ لَان البحران يَتَحَرَّك إِلَى أقطار الْبدن فيتحلل الْبدن ويسترخي وتنحل الْقُوَّة ويظن بهؤلاء أَن الغشي يَأْتِيهم لأَنهم يموتون بَغْتَة وَقوم مِنْهُم لَا يموتون بَغْتَة لَكِن قَلِيلا قَلِيلا ويبتدئ ذَلِك بهم لَا محَالة مُنْذُ وَقت مُنْتَهى النّوبَة إِلَّا أَن أَكثر النَّاس لَا يَشْعُرُونَ بذلك ويظنون بهم أَنهم انتقلوا نقلة سريعة جدا على أَكثر مَا كَانَ يتَوَقَّع بهم من وَقت الْمُنْتَهى إِلَى وَقت الانحطاط يَقُول يظنّ الْجُهَّال بهؤلاء انْتِهَاء حماهم قصير جدا وأسرع الانحطاط.) قَالَ: إِلَّا أَن معرفَة ذَلِك من أبين الْأَشْيَاء بِقَبض الْعُرُوق: وَذَلِكَ أَن الْفرق بَين من صَار بِسَبَب الْمَوْت إِلَى حَال يحل لَك أَنَّهَا حَال انحطاط النّوبَة وَبَين من صَار إِلَى الانحطاط بِالْحَقِيقَةِ عَظِيم وَقد يغمها جَمِيعًا تحلل حرارة الْحمى بَغْتَة إِلَّا أَن السَّبَب فِي كل مِنْهُمَا ضد السَّبَب فِي الآخر وَأبْعد شَيْء مِنْهُ فَمَتَى كَانَ على الْحَقِيقَة انحطاط النّوبَة كَانَ النبض يزْدَاد دَائِما قُوَّة وَينْقص اختلافه وَيَسْتَوِي نظامه وَذَلِكَ أَن الطبيعة تكون تبْعَث جَمِيع حرارة الْحمى إِلَى خَارج وَمَتى كَانَ انحطاط هَلَاك كَانَ النبض يزْدَاد ضعفا واختلافاً كل الْحَالَات وَإِنَّمَا يعرض ذَلِك الانحطاط فِي تِلْكَ الْحَال لِأَن حرارة الْحمى تتحلل مَعَ سَائِر مَا يتَحَلَّل من الْبدن فَمن قبل ذَلِك يوهمك أَن الْمَرِيض أحسن حَالا مِمَّا كَانَ ثمَّ إِنَّه بعد قَلِيل عِنْد أدنى حَرَكَة تتحرك من قيام إِلَى الْخَلَاء أَو غَيره يَعْتَرِيه غشي ثمَّ يعرق عرقاً يَسِيرا لزجاً وَيَمُوت وَرُبمَا حدث لَهُ ذَلِك من غير حَرَكَة فَبِهَذَا الطَّرِيق يَمُوت المرضى بانحطاط النوائب وَأما فِي الِابْتِدَاء فَإِنَّهُ يَمُوت المرضى من ميل الأخلاط دفْعَة إِلَى بَاطِن الْبدن فَإِنَّهُ إِذا كَانَ ذَلِك عرض للطبيعة مِنْهَا شَيْء مثل مَا يعرض لمن يختنق. وَقد يكون أَيْضا من الْمَوْت الَّذِي بِلَا بحران صنف ثَالِث يكون فِي انْتِهَاء نوبَة الْمَرَض وَيكون هَذَا فِي الْأَمْرَاض القاتلة إِذا غلبت صعوبة نوبَة الْحمى فَلذَلِك أَنَّهَا تعرض لصعوبة

التزيد وَبِالْجُمْلَةِ فَمَتَى غلب الْمَرَض الطبيعة حَتَّى يقهرها فَإِن الْمَوْت يكون فِي انْتِهَاء النّوبَة وَقد ينْفق أَن يَمُوت والنوبة بعد فِي تزيدها وَقل مَا يعرض ذَلِك. فَجَمِيع الْوُجُوه الَّتِي بهَا يكون موت من يَمُوت بِلَا بحران ثَلَاثَة: أَولهَا الْمَوْت الَّذِي يكون فِي أَوْقَات نَوَائِب الْحمى وَأكْثر مَا يكون هَذَا إِذا كَانَ ورم عَظِيم فِي أحد الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة إِن كَانَ فِي وَالثَّانِي الْمَوْت الَّذِي يكون فِي مُنْتَهى نَوَائِب الْحمى وَهَذَا يكون إِذا انْهَزَمت الطبيعة من شدَّة الْمَرَض. لى: أَكثر مَا يكون هَذَا بل لَا يكون إِلَّا فِي آخر الْمَرَض الردي المزعج. وَالثَّالِث الْمَوْت الَّذِي يكون فِي انحطاط النوائب وَهُوَ أقلهَا وَيكون من قبل انحلال الْقُوَّة وَلَا يكون فِي شَيْء من هَذِه الْوُجُوه بحران لِأَن الطبيعة لَا تروم فِي هَذِه الْأَحْوَال نقي الْمَرَض عَنْهَا الْبَتَّةَ. وَإِذا رامت الطبيعة ذَلِك ثمَّ قهرها الْمَرَض سمى بحراناً ردياً وَيكون لَا محَالة إِمَّا من استفراغ وَإِمَّا مَعَ خراج عَظِيم وتقدمة الْمعرفَة بِهَذِهِ الْأَصْنَاف من البحران أقل صِحَة وبياناً وَيحْتَاج فطنة كَثِيرَة وحذقاً ودربة وَيَنْبَغِي أَن ترتاض أَولا فِي تعرف البحران الحميد وَمَا قاربه ثمَّ ينْتَقل بعد ذَلِك إِلَى) البحران الردي وَذَلِكَ أَن البحران الحميد يدْرك بِعلم صَحِيح ثَابت والردي إِنَّمَا يدْرك أَكْثَره بالْحسنِ وَذَلِكَ لِأَن حَرَكَة الطبيعة محدودة على نظام إِذا كَانَت الطبيعة قَوِيَّة قاهرة لمادة الْمَرَض وأفعالها تجْرِي على مقادير حركاتها وَأما حركاتها إِذا كَانَت مَقْلُوبَة مقهورة فَهِيَ غير محدودة وَلَا منظومة فَلذَلِك لَا يَصح مَعْرفَتهَا على مَعْرفَتهَا على مَا يَنْبَغِي وَمَتى غلبت الطبيعة عَلَيْهِ تَامَّة لم يكن البحران الْبَتَّةَ فَإِن كَانَ بهَا أدنى طرف قُوَّة فَإِنَّهَا على حَالَة تنهض وتقاوم ثمَّ لَا تلبث أَن تنهزم الْعلَّة فِي نهوضها هَذَا الَّذِي يكون فِي غير وقته وَشدَّة حفز الْمَرَض إِذا كَانَ مَعَه تهيج وَحده فقد ترى الطبيعة لَا تحْتَمل شَيْئا مِمَّا هَذِه حَالهَا من الْأَمْرَاض لَكِنَّهَا تبادر إِلَى نفي مَا يؤذيها عَنْهَا كَمَا ترى الْمعدة تقذف الْأَشْيَاء الَّتِي تلذعها وتهيجها بِوَجْه من الْوُجُوه إِن كَانَ طافياً فِي أَعْلَاهَا فبالقيء وَإِن كَانَ راسباً فِيهَا فبالإسهال وَهَذَا هُوَ أعظم العلامات الَّتِي تدل على البحران الَّذِي لَا يكون فِي وقته بقيء من أَن يكون لتهيج الْمَرَض ولذعه لَا لنضوج الْخَلْط وبلوغه. قَالَ: لأَنا نرى البحران الَّذِي يكون فِي وقته وَهَذَا البحران الَّذِي يكون فِي مُنْتَهى الْمَرَض عِنْد استحكام النضج قد يكون. فَإِن لم يكن شَيْء يهيج وَترى البحران الَّذِي يكون ويسميه أبقراط سايق اليسل وَيَعْنِي بِهِ كل بحران يكون قبل وَقت الْمُنْتَهى إِنَّمَا يكون من أجل مَا يهيج وعى حسب تقدم البحران لوقت مُنْتَهى الْمَرَض يكون نُقْصَان جودته وَكَذَلِكَ حَال

الْأَمْرَاض القاتلة وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تبقى إِلَى وَقت مُنْتَهى الْمَرَض أَو لَا تكَاد تبقى لَكِنَّهَا فِي أَكثر الْحَالَات تقبل فِي التزيد أَو فِي الِابْتِدَاء وَإِن تقدم فانذر بالبحران الْكَائِن فِيهَا فَإِنَّهُ مَعَ ذَلِك مُنْذر بِأَنَّهُ ردي. فَأنْزل أَنَّك رَأَيْت فِي الرّبع غمامة سَوْدَاء أَو شَبِيها بذلك وَتَكون سَائِر الْأَعْلَام الَّتِي ظَهرت بِهِ ردية أَقُول: إِن هَذَا الْمَرِيض يَمُوت لَا محَالة إِلَّا أَنه إِن كَانَت نَوَائِب جملَة تَأتي الْأَفْرَاد فبحرانه يَجِيء فِي السَّابِع وَإِن كَانَت تَأتي فِي الْأزْوَاج فبحرانه يَجِيء فِي السَّادِس وَمِمَّا يصحح عنْدك الشَّيْء الَّذِي يتوقعه ويؤكده حَرَكَة المرضى وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ يَتَحَرَّك حَرَكَة سريعة فَإِنَّهُ يدل على سرعَة بحرانه وسيكون فِي السَّادِس وَإِن كَانَ يَتَحَرَّك حَرَكَة بطيئة فَإِنَّهُ يكون فِي السَّابِع فَإِن كَانَ يَوْم التزيد لم يتَقَدَّم فينذر بِشَيْء تقدمة الْمعرفَة صحيحاَ إِلَّا أَنه على حَال يَنْبَغِي أَن تنظر فِي العلامات الَّتِي أصفها وَأول العلامات وَأَعْظَمهَا الَّتِي تدل على الْأَمْرَاض الْمهْلكَة فِي دَلَائِل الْمَوْت بِلَا بحران أَن العليل يَمُوت بِلَا بحران لضعف الْقُوَّة وَذَلِكَ أَن الْقُوَّة إِذا كَانَت ضَعِيفَة لم تنهضم لمقاومة الْمَرَض والعلامة الثَّانِيَة أَلا تظهر عَلامَة الْبَتَّةَ تدل على دَاء نضج وَالثَّالِثَة أَن يكون الْمَرَض قَوِيا) خبيثاً وَلَا يكون لَهُ حَرَكَة بِسُرْعَة كل مرض يجْتَمع فِيهِ يجْتَمع هَذِه فَإِن مريضه يَمُوت بِلَا بحران وتقدر أَن تتقدم فتعلم فِي أَي يَوْم يَمُوت إِذا أَنْت نظرت فِي مِقْدَار الْمَرَض فضل الْمَرَض على الْقُوَّة وَفِي أَي يَوْم يكون النّوبَة أصعب وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ لم يبْق من الْقُوَّة إِلَّا الْيَسِير وَالْمَرَض يفضل على الْقُوَّة فضلا كثيرا علمت أَن الْمَوْت سريع وبالضد. فَأنْزل فِي الْمثل أَن فضل الْمَرَض على الْقُوَّة كثير إِلَّا أَنه لَيْسَ يُمكن أَن تعلم يَوْمًا وَاحِدًا تبقى الْقُوَّة أم يَوْمَيْنِ فقد يقدر عِنْد ذَلِك أَن يُمَيّز وَتعلم فِي أَي الْيَوْمَيْنِ يَمُوت الْمَرِيض من أدوار نَوَائِب الْحمى وأيها من الانحطاط وَأما فِي وَاحِد وَاحِد من المرضى فَانْظُر أَي الْأَوْقَات فِي أَيَّامه الْمُتَقَدّمَة كَانَت أثقل وأصعب عَلَيْهِ وَضم ذَلِك إِلَى مَا يَصح لَك من الْجُمْلَة. ثمَّ أنزل أَيْضا أَنَّك قد علمت أَن العليل يهْلك إِلَّا أَن فِي قوته بَقِيَّة. أَقُول: إِن أول مَا يعلم من هَذَا أَن الْمَوْت لَيْسَ بقريب ثمَّ من بعد هَذَا يَنْبَغِي أَن تنظر هَل يُمكن أَن يَأْتِي فِيهِ بحران رَدِيء أم لَا وتعرف ذَلِك من مِقْدَار الْقُوَّة وحركة الْمَرَض وعلامات النضج. قَالَ: وَأَنا مذكرك بجملة مَا تخصه قد قلت: إِن أفضل البحران يكون فِي وَقت مُنْتَهى الْمَرَض. وَأما الَّذِي يكون فِي وَقت التزيد فَإِن كَانَت حَال الْمَرَض تؤول إِلَى السَّلامَة فَإِن ذَلِك البحران يكون نَاقِصا وَلَا يوثق بِهِ إِذا كَانَت الْحَال تؤول إِلَى الْهَلَاك فَذَلِك البحران إِمَّا أَن يقتل على الْمَكَان وَإِمَّا أَن يُغير الْحَال إِلَى الرداءة تغيراً عَظِيما وَأما فِي ابْتِدَاء الْمَرَض فَلَا

يكون وَإِن تقدمة الْمعرفَة بالبحران الْجيد تعلم صَحِيحا وَأما سَائِر أنحاء البحران أَعنِي النافض والردي لَا سِيمَا إِن كَانَ البحران غير مُنْذر بِهِ وَقُلْنَا أَيْضا إِن هَذِه الأنحاء من البحران أَعنِي الردية والنافضة وَإِن لم يُوصل إِلَى مَعْرفَتهَا قبل حدوثها بِزَمَان طَوِيل فَإِنَّهُ قد يُوصل إِلَى ذَلِك قبل حدوثها بِزَمَان يسير وَإِن كَانَ مَعْرفَتهَا قبل حدوثها بِزَمن طَوِيل قد يُوصل إِلَى ذَلِك يكون من إرهاق الْمَرَض للطبيعة وتهييجه لَهَا وَمن الِاضْطِرَاب الَّذِي يكون دفْعَة من غير سَبَب يُوجِبهُ. لى: يَقُول: إِذا رَأَيْت الْمَرِيض ثمَّ رَأَيْت أَن اضطراباً قد حدث فَاعْلَم أَن بحراناً كَائِن فَإِنَّهُ لَا بُد ضَرُورَة أَن يحدث قبل كَون كل بحران شَيْء فِي بدن الْمَرِيض مِمَّا ذَكرْنَاهُ من أعرض البحران مثل مَا قَالَ أبقراط: إِنَّمَا من يَأْتِيهِ البحران يصعب عَلَيْهِ مَرضه فِي اللَّيْلَة الَّتِي يَجِيء فِيهَا البحران. قَالَ: وَذَلِكَ أَنه وَإِن كَانَ الْمَرَض ينذر ببحران ثمَّ صَعب فِي لَيْلَة من اللَّيَالِي ثمَّ تَأتي نوبَة الْحمى بعد ذَلِك أسْرع مِمَّا كَانَت تَأتي وَمَعَ أَعْرَاض أقوى ومنكرة لم تكن قبل ذَلِك فَلَا بُد أَن يكون) البحران فِي تِلْكَ النّوبَة. فِي الْوَجْه الَّذِي يكون بِهِ البحران قَالَ: وَأَنا مخلص لَك مُنْذُ الْآن كَيفَ تعلم أَن يكون البحران برعاف أَو بقيء أَو بعرق أَو نَحْو ذَلِك. قَالَ: وتجد ابْتِدَاء كلامنا فِي ذَلِك مَا قَالَ أبقراط الْقَائِد بِنَا إِلَى كل خير فقد قَالَ فِي الْمقَالة الأولى من ابيذيميا: إِنَّه مَتى كَانَ فِي الرَّأْس والرقبة أوجاع وَثقل مَعَ حمى أَو بِغَيْر حمى فَإِنَّهُ يحدث لأَصْحَاب الورم تشنج العصب وقيء مرار زنجاري وَكثير من هَؤُلَاءِ يعالجه الْمَوْت. وَأما فِي أَصْحَاب الحميات المحرقة: فَمَتَى كَانَ فِي الرَّقَبَة وجع وَفِي الصدغين ثقل وَرَأى الْمَرِيض كَانَ بَين عَيْنَيْهِ ظلمَة وأحس فِيمَا دون الشراسيف بتمدد لَا وجع مَعَه فَإِنَّهُ يُصِيبهُ رُعَاف وَمَتى كَانَ ثقل فِي الرَّأْس كُله ووجع فِي الْفُؤَاد وكرب فَإِنَّهُ يقيء مرّة وبلغما وَأكْثر مَا يُصِيب التشنج فِي تِلْكَ الْحَال للصبيان فَأَما النِّسَاء فيصيبهن مَعَ مَا وَصفنَا أوجاع الرَّحِم وَأما الكهول وَمن قد انْحَلَّت قوته وحرارته فَيعرض لَهُم استرخاء فِي بعض أَعْضَائِهِ أَو وسواس أَو جُنُون أَو غماء. وَقَالَ أَيْضا فِي كتاب تقدمة الْمعرفَة: إِنَّه مَتى تطاولت الْحمى وَالْمَرَض سليم وَلَيْسَ بالمريض وجع وَلَا ورم وَلَا سَبَب غير ظَاهر فتوقع خراجاً مَعَ انتفاخ ووجع فِي أحد مفاصله

وخاصة فِي السُّفْلى وَأكْثر مَا يعرض هَذَا وأوجاه لمن كَانَت سنه دون الثَّلَاثِينَ وَلَا يَنْبَغِي أَن يتَوَقَّع الْخراج حَتَّى تجَاوز الْحمى عشْرين يَوْمًا وقلما يعرض ذَلِك لمن كَانَ فَوق هَذِه السن وَكَانَت حماه أطول من هَذَا الْمِقْدَار وَيَنْبَغِي أَن يتَوَقَّع حُدُوث الْخراج مَتى كَانَت الْحمى دائمة ويتوقع حمى الرّبع مَتى كَانَت تقلع ثمَّ تنوب على غير لُزُوم لأدوار محدودة ثمَّ لَا تزَال كَذَلِك إِلَى أَن يقرب الخريف فَكَمَا أَن الْخراج يعرض لمن سنه دون الثَّلَاثِينَ كَذَلِك الرّبع لمن قد بلغ الثَّلَاثِينَ وجاوزها وَأكْثر مَا يكون الْخراج فِي الشتَاء وَيكون لذَلِك أَبْطَأَ برءاً إِلَّا انه قَلما يعاود. قَالَ: فَهَذَا قَوْله فِي الْخراج وَهُوَ قَول كَاف ثمَّ أتبعه بالْقَوْل فِي الاستفراغ فاقل: إِن من اشْتَكَى فِي حمى لَيست بالقتالة صداعاً وَرَأى بَين عَيْنَيْهِ سواداً وأصابه مَعَ ذَلِك وجع فِي فُؤَاده فَإِنَّهُ يقيء مرَارًا فَإِن أَصَابَهُ مَعَ ذَلِك نافض وَبرد مِنْهُ فِيمَا دون الشراسيف فَإِن الْقَيْء يُصِيبهُ أسْرع. فَإِن تنَاول شَيْئا من طَعَام أَو شراب فِي ذَلِك الْوَقْت أسْرع إِلَيْهِ الْقَيْء جدا وَمن ابْتَدَأَ بِهِ أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة الصداع فِي أول يَوْم من مَرضه فَأكْثر مَا يصعب عَلَيْهِ فِي الرَّابِع وَالْخَامِس ثمَّ يقْلع عَنْهُم فِي السَّابِع وَأكْثر أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة يَبْتَدِئ بهم الصداع فِي الثَّالِث وَأكْثر مَا يصعب عَلَيْهِم فِي) الْخَامِس ثمَّ يقْلع عَنْهُم فِي التَّاسِع أَو الْحَادِي عشر وَأما من ابْتَدَأَ بِهِ الصداع فِي الْخَامِس وَيرى سَائِر أمره على قِيَاس مَا تقدم فصداعه يقْلع عَنهُ فِي الرَّابِع عشر وَأكْثر مَا يعرض ذَلِك للرِّجَال وَالنِّسَاء فِي حمى غب وَأما من كَانَ أحدث سنا مِنْهُمَا فقد يعرض لَهُ ذَلِك فِي حمى الغب إِلَّا أَن أَكثر مَا يعرض ذَلِك فِي الْحمى الَّتِي هِيَ أدوم وَفِي الْخَالِصَة وَالْغِب وَأما من أَصَابَهُ فِي حمى هادئة حَالَة صداع وأصابه بدل السَّوْدَاء الَّذِي يرَاهُ بَين عَيْنَيْهِ غشاوة وَرَأى قُدَّام عَيْنَيْهِ شعاعاً وأصابه بدل وجع الْفُؤَاد تمدد فِيمَا دون الشراسيف من الْجَانِب الْأَيْمن أَو من الْجَانِب الْأَيْسَر من غير وجع وَلَا ورم فيتوقع لَهُ بدل الْقَيْء الرعاف وَأكْثر مَا يَنْبَغِي أَن يتَوَقَّع الرعاف فِي مثل هَذِه الْحَال لمن كَانَ سنه دون الثَّلَاثِينَ فَأَما من قد بلغ الثَّلَاثِينَ وجاوزها فالرعاف يعرض لَهُ أقل وَلمن فِي هَذِه السن الْقَيْء. وَقَالَ أَيْضا مَتى كَانَ فِي الرَّأْس وجع شَدِيد دَائِم مَعَ حمى وَكَانَ مَعَه عَلَامَات الْمَوْت فَإِن ذَلِك الْمَرَض قتال جدا فَإِن لم تكن عَلَامَات الْمَوْت وَجَاوَزَ الوجع عشْرين يَوْمًا فتوقع الرعاف أَو خراجاً فِي الْأَعْضَاء السفلية وَأما مَا دَامَ الوجع طرياً فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يتَوَقَّع الرعاف والمدة وَلَا سِيمَا توقع الرعاف إِذا كَانَ الوجع فِي الصدغين والجبهة أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي أَن يتَوَقَّع الرعاف من سنه دون خمس وَثَلَاثِينَ وَأما من كَانَ فَوق هَذِه السن فتوقع لَهُ الْمدَّة. وَقَالَ أَيْضا: من بَال بولاً رَقِيقا زَمَانا طَويلا ثمَّ كَانَت سَائِر العلامات الَّتِي تظهر فِيهِ تدل على وَقَالَ فِي بعض كتبه: إِنَّه يكون قبل النافض احتباس الْبَوْل وَإِن الْعين إِذا احْمَرَّتْ تنذر برعاف وشفته إِذا اختلجت أنذرت بالقيء.

وَقَوله مَتى حدث بعد الصداع سبات وصمم بَغْتَة دلّ على خراج يخرج عِنْد الْأذن وَجُمْلَة فَلَيْسَ يحْتَاج فِي تعرف طَرِيق البحران بِمَا يكون إِلَى شَيْء سوى أَن تنظر إِلَى أَي نَاحيَة تميل الطبيعة كَمَا دلّ عَلَيْهِ أبقراط فِي قَوْله: إِن وجع الْفُؤَاد والنافض ينذران بقيء وَإِن تغير النَّفس والشعاع أَمَام الْعين ينذر برعاف وَمِنْهَا مَا حدر فِيهِ الْبَوْل وَالْبرَاز فَقَالَ: وَإِذا كَانَ البرَاز كثيرا لم أر دريعاً وَإِن كَانَ الْبَوْل كثيرا جدا وَفِيه ثقل راسب كثير أَبيض وَذَلِكَ أَن هَذَا يدل على ميل الْمَرَض إِلَى تِلْكَ النَّاحِيَة فَإِن انْتِقَاض الْبدن من ذَلِك الطَّرِيق يكون فَإِن لم يمل الْمَرَض إِلَى تِلْكَ الْحَال فَإِن انْتِقَاض الْبدن من ذَلِك الْمَرَض يكون فِي النواحي وتطاول وَإِن كَانَت مَعَه عَلَامَات السَّلامَة فتوقع الْخراج وَاسْتدلَّ على الْخراج بميل الطبيعة إِلَى النَّاحِيَة الَّتِي يكون فِيهَا. وَذَلِكَ أَنه) قَالَ: إِن الْخراج يكون فِي الْمَوَاضِع الَّتِي هِيَ أَسْفَل من الصَّدْر مَتى كَانَ الورم والحرارة فِيمَا دون الشراسيف من قبل أَنه إِذا كَانَ كَذَلِك فالأخلاط المولدة لورم الرئة مائلة إِلَى أَسْفَل وَمَتى كَانَت تِلْكَ الأخلاط لَيست بمائلة إِلَى أَسْفَل وجد مَا دون الشراسيف خَالِيا من الورم والحرارة والوجع دَائِما وَعرض للْمَرِيض حينا مَا يُغير نَفسه من غير سَبَب بَين فَإِذا كَانَ ذَلِك فالخراج يخرج ضَرُورَة فِيمَا فَوق الصَّدْر اعني فِي اللَّحْم الرخو الَّذِي عِنْد أصل الْأذن وَيظْهر مَعَ ذَلِك شَيْء من الْأَعْرَاض الدَّالَّة على ميل الْخراج إِلَى الرَّأْس مثل السبات والصمم بَغْتَة من غير سَبَب وَثقل الرَّأْس والصدغين وَغير ذَلِك. 3 (تَجْرِيد عَلَامَات طرق البحران) لِجَالِينُوسَ قَالَ: وَيَنْبَغِي بعد أَن تعرف أَن البحران كَائِن أَن تنظر بِأَيّ نَحْو يكون البحران على هَذَا الْمِثَال انْظُر أَولا هَل الْمَرَض حَار وَهل يكون فِيهِ البحران فِي الأدوار الأول فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك يجب ضَرُورَة أَن لَا يكون البحران بخراج لَكِن باستفراغ ثمَّ انْظُر هَل الْمَرَض بطيء الْحَرَكَة متطاول فَإِنَّهُ إِن كَانَ كَذَلِك كَانَ البحران فِيهِ بخراج لَا سِيمَا إِن كَانَ بَال الْمَرِيض بولاً رَقِيقا مائياً نياً زَمَانا طَويلا لِأَنَّهُ إِن بَال بولاً ثخيناً كثيرا فِيهِ ثقل راسب مَحْمُود فالأخلق أَن ينضج الْمَرَض قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يحدث لَهُ بحران بخراج فَإِذا ميزت هَذَا وعرفته فَانْظُر إِن كَانَ البحرا يكون باستفراغ بِأَيّ ضرب استفراغ يكون وَإِن كَانَ بخراج فَفِي أَي عُضْو يكون فَإِذا كَانَ باستفراغ فَانْظُر فِي العلامات الدَّالَّة على ضروب الاستفراغ فَإِنَّهُ إِذا ظَهرت لَك عَلَامَات ضرب مَا من ضروب الاستفراغ وَلم يظْهر ضرب غَيره كنت أَشد ثِقَة بذلك الضَّرْب وَالْوَاجِب عَلَيْك أَن قَالَ: فَإِذا رَأَيْت الْبَوْل قد احتقن والبطن قد اعتقل بِالْقربِ من وَقت البحران فتوقع نافضاً فَإِذا رَأَيْت النافض قد حضر فَانْظُر مَا يحدث بعد أعرق أم قيء أم اخْتِلَاف أم جَمِيع هَذِه فَانْظُر أَولا فِي طبيعة الْمَرَض فَإِنَّهُ إِن كَانَ الْمَرَض حمى محرقة خَالِصَة فقد يَصح عنْدك أَولا أَمر النافض قبل حُدُوثه وَذَلِكَ أَن كيموس الصَّفْرَاء إِذا تحرّك حَرَكَة قَوِيَّة ولد نافضاً ثمَّ

علامات القيء

انْظُر هَل احْتبسَ الْبَوْل وَحده قبل النافض أَو الْبَطن أَيْضا فَإِنَّهُمَا إِن كَانَا احتبسا جَمِيعًا فالبحران لَا محَالة يكون بعرق كثير وَإِن كَانَ الْبَوْل وَحده احْتبسَ فَانْظُر قبل ذَلِك أَو نقص عَنهُ فَإِن رَأَيْته قد زَاد زِيَادَة كَثِيرَة فَاعْلَم أَن الطبيعة مائلة نَحْو هَذَا الطَّرِيق وَبِه يكون البحران وَإِن رَأَيْته قد نقص علمت أَن ميلها نَحْو الْعرق وَبِه يكون البحران وَإِن رَأَيْت مَعَ ذَلِك عَلَامَات تدل على الْقَيْء فالبحران يكون) بالقيء والعرق مَعًا وَإِن كَانَت العلامات الَّتِي تدل على أحد الاستفراغين أقوى من الَّتِي تدل على الآخر كَانَ البحران بذلك الاستفراغ أَكثر وَإِن كَانَت متكافية كمياتها كَانَ بهما سَوَاء. فَإِن لم تَرَ شَيْئا من عَلَامَات الْقَيْء فتوقع الْعرق وَحده وَلَا سِيمَا إِذا رَأَيْت الْمَرِيض قد اخْتَلَط وَرَأَيْت نوبَة الْحمى قد تزيدت وَظَاهر البد قد سخن واحمر أَكثر مِمَّا كَانَ يحمر وَرَأَيْت بخاراً حاراً يرْتَفع من الْبدن لم يكن يرْتَفع قبل ذَلِك وَوجدت مَعَ هَذَا نبض الْعرق مُوجبا لينًا فليقو رجاؤك للعرق فَأَما النبض الصلب فَإِنَّهُ يدل على الْقَيْء لَا على الْعرق والنبض المسرف مُشْتَرك بِجَمِيعِ أنحاء الاستفراغ وَكَذَلِكَ النبض الْقوي فَأَما مَتى كَانَ النبض عَظِيما فَهُوَ يدل على حَرَكَة الطبيعة إِلَى ظَاهر الْبدن لَا إِلَى بَاطِنه وكل وَاحِدَة من هَاتين الحركتين تكون على ضَرْبَيْنِ أما الْحَرَكَة إِلَى خَارج فبدم يجْرِي من المنخر أَو غَيره أَو بعرق وَالْحَرَكَة إِلَى دَاخل بالاختلاف. والقيء والنبض الموجي يدلك على الْعرق والنبض الْعَظِيم يدل على الاستفراغ بِالدَّمِ وَمَتى مَالَتْ الطبيعة إِلَى دَاخل فانخفض النبض وَصغر ثمَّ لم تكن عَلَامَات الْقَيْء حَاضِرَة فالبحران يكون إِمَّا بالاختلاف أَو بالقيء. فَإِن كَانَت عَلَامَات الْقَيْء حَاضِرَة وَالِاخْتِلَاف نَاقص فالبحران يكون بالقيء. وَإِن كَانَت عَلَامَات الْقَيْء حَاضِرَة وَتبين فِي الِاخْتِلَاف تزيد فالبحران يكون بهما جَمِيعًا ونبض الْعرق فِي أَكثر حالات البحران يكون مُخْتَلفا وخاصة إِذا كَانَ مَعَ البحران جهد وخطر إِلَّا أَن ذَلِك الِاخْتِلَاف يكون على أَكثر حالاته إِذا انصب إِلَى الْمعدة مرار فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك مَعَ مَا يظْهر من العلامات الدَّالَّة على الْقَيْء يصير النبض مُخْتَلفا فِي جَمِيع حالاته لما يُصِيب رَأس الْمعدة والمري من اللذع والثقل من الشَّيْء الَّذِي سَالَ إِلَيْهَا. 3 - (عَلَامَات الْقَيْء) وجع الْفُؤَاد مَعَ صداع وَسدر وَسَوَاد يتخيل للعين واختلاج الشّفة السُّفْلى ولعاب رَقِيق كثير يتحلب من الْفَم فَإِن جَمِيع هَذِه الْأَشْيَاء تعرض إِذا اجْتمع فِي الْمعدة خلط من جنس الصَّفْرَاء اللذاع يجذب المرار نَفسه إِلَى دَاخل وَإِلَى اسفل من اجل ذَلِك اللذع وَلذَلِك تختلج الشّفة ويتحلب الرِّيق الرفيق ويتخيل أَمَام الْعين سَواد ويعرض السدر والدوار والصداع وَإِنَّمَا يعرض الصداع بضربين: إِمَّا لبخار يرْتَفع من ذَلِك المرار إِلَى الرَّأْس وَالْآخر مُشَاركَة الدِّمَاغ للمعدة بالعصب. وَأما العلامات الدَّالَّة على الرعاف خَاصَّة فَمِنْهَا الشعاع الَّذِي يتخيل للعين وَذَلِكَ من قبل حمرَة الدَّم وَمِنْهَا الغشاوة وَذَلِكَ لِأَن الدَّم إِذا ارْتَفع مِنْهُ شَيْء كثير دفْعَة سد طرق الرّوح. وَمِنْهَا الدُّمُوع اكثر مَا يسيل إِلَى الْعين كَمَا يعرض فِي الرمد وَهَذِه الْعلَّة تحمر العينان مَعَ الوجنتين وَرُبمَا احمر الْأنف أَيْضا. وَمن العلامات الخاصية بالرعاف: تمدد يعرض فِيمَا دون الشراسيف من غير وجع

لِأَن هَذِه الْعلَّة تدل دلَالَة قَوِيَّة على ميل الدَّم إِلَى النَّاحِيَة الْعليا وَكَذَلِكَ تغير النَّفس فَإِنَّهُ يعرض عِنْد مُرُور الدَّم فِي الصَّدْر فَإِن كَانَ تمدد مَا دون الشراسيف مَعَ وجع فَلَيْسَ يدل على رُعَاف لكنه دَال على ورم حدث فِي الْمَوَاضِع الَّتِي فِيهَا التمدد والصداع أيضاُ وَإِن كَانَ عَلامَة مُشْتَركَة للقيء والرعاف إِلَّا انه إِن كَانَ مَعَه شَبيه باللزع دلّ على قيء وَمَتى كَانَ مَعَه شَبيه بالثفل والتمدد والضربان والحرارة دلّ على الرعاف خَاصَّة وَكَذَلِكَ الأورام الْعَارِضَة فِينَا دون الشراسيف قد تكون سَبَب الرعاف وعلامات تدل عَلَيْهِ إِذا كَانَ الْمَرَض من الْأَمْرَاض الَّتِي يكون لَهَا بحران باستفراغ وَإِذا كَانَ الرعاف من خلاف جَانب الْعلَّة فَلَيْسَ بمحمود يَعْنِي بِالْعِلَّةِ ورم مَا دون الشراسيف ونتقدم فَنَقُول: من أَي المنخرين يكون الدَّم فَإِنَّهُ مَتى كَانَت الْعلَّة فِي الْجَانِب الْأَيْمن فالبحران الحميد يكون بِدَم يخرج من الْجَانِب الْأَيْمن وَكَذَلِكَ فِي الْأَيْسَر وتعرف عَلَامَات البحران الحميد بالنضج والمنتهى فَلَيْسَ يعسر عَلَيْك أَن تنبئ بالمنخر الَّذِي يكون مِنْهُ الرعاف إِذا كنت قد عرفت أَيْضا الْعلَّة فِي الْجَانِبَيْنِ كَانَت ويقوى ظَنك بالرعاف وَالْوَقْت الْحَاضِر والمزاج وَنَحْو ذَلِك. وعلامات الرعاف صَحِيحَة مُؤَكدَة ثمَّ من بعْدهَا عَلَامَات الْعرق وَأما الِاخْتِلَاف فَلَيْسَ لَهُ عَلامَة بَيِّنَة تخصه مثل عَلَامَات مَا ذكرنَا وَإِنَّمَا يسْتَدلّ عَلَيْهِ من أَن تَجِد العلامات الدَّالَّة على) الاستفراغ وَلَا تَجِد عَلَيْهَا عَلَامَات الْقَيْء والرعاف وعَلى أَنه لَيست مَتى لم تَجِد عَلَامَات هَذِه فَلَا بُد أَن يكون اخْتِلَاف لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون البحران بِدَم يجْرِي من الرَّحِم والمقعدة وَتعلم ذَلِك أَنه يسْبق الطمث ثقل شَدِيد فِي الْبَطن ووجع وتمدد. وَأما انفتاح أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي المقعدة فَإِنَّهُ إِنَّمَا يخص الَّذين بهم الدَّاء باخْتلَاف فَهَذَا طَرِيق تَمْيِيز البحران الَّذِي باستفراغ. فَإِن كَانَ البحران يكون بخراج فالعلامة العامية الدَّالَّة على كل خراج أَن يكون الْمَرَض سليما ثمَّ لَا يَنْقَضِي الْمَرَض سَرِيعا وَلَا يَبُول بولاً كثيرا فِيهِ رسوب كثير لكنه يَبُول بولاً مائياً. وَأما العلامات الخاصية: فَمِنْهَا أَنه مَتى كَانَ الْمَرَض لم يطلّ جدا ثمَّ رَأَيْت الْمَرِيض قد تغير نَفسه بَغْتَة ثمَّ سكن ذَلِك التَّغَيُّر الَّذِي حدث فِي نَفسه سَرِيعا وأعقبه وجع وَثقل فِي الرَّأْس وسبات وصمم فَذَلِك يدل اضطراراً على أَن خراجاً يخرج فِي اللَّحْم الرخو الَّذِي يَلِي الْأذن وَمَتى كَانَ الْمَرَض قد طَال جدا وَلم يظْهر فِيهِ شَيْء من هَذِه العلامات الَّتِي وصفناها وَظهر فِي بعض الْمَوَاضِع السفلية ثقل وتمدد والتهاب أَو وجع فتوقع حُدُوث الْخراج أَسْفَل. الأولى من جَوَامِع أَصْنَاف البحران أَصْنَاف تغير الْمَرَض سِتَّة: أَحدهَا التَّغَيُّر الَّذِي يكون دفْعَة إِلَى الْبُرْء وَيُقَال إِنَّه بحران جيد وَالثَّانِي التَّغَيُّر الْكَائِن إِلَى الْمَوْت دفْعَة وَيُقَال لَهُ بحران ردي. لى: إِنَّمَا يُسمى هَذَا بحراناً إِذا كَانَ مَعَ استفراغ. وَالثَّالِث التَّغَيُّر الَّذِي يكون إِلَى الْخَيْر فِي مُدَّة طَوِيلَة وَيُقَال لَهُ تحلل الْمَرَض.

وَالرَّابِع التَّغَيُّر الَّذِي يكون فِي مُدَّة طَوِيلَة إِلَى الْمَوْت وَيُقَال لَهُ ذبول. وَالْخَامِس التَّغَيُّر الَّذِي يكون فِي أَوله إِلَى الْبُرْء دفْعَة وَلَا يتم بِهِ ثمَّ ينْتَقل إِلَى التَّغَيُّر الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْبُرْء قَلِيلا قَلِيلا وَالسَّادِس التَّغَيُّر الَّذِي يكون إِلَى الرداءة فَقبل أَن يتم ينْتَقل إِلَى التَّغَيُّر الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلَاك قَلِيلا قَلِيلا. لى: هَهُنَا تجب الْقِسْمَة أَرْبَعَة أَقسَام أخر: أَحدهَا التَّغَيُّر الَّذِي يكون إِلَى الْخَيْر دفْعَة وَلَا يتم دفْعَة ثمَّ ينْتَقل بعد ذَلِك إِلَى الشَّرّ دفْعَة والتغير الَّذِي يكون إِلَى الْخَيْر دفْعَة وَلَا يتم ثمَّ ينْتَقل بعد ذَلِك إِلَى الشَّرّ قَلِيلا قَلِيلا. والتغير الَّذِي يكون إِلَى الشَّرّ دفْعَة ثمَّ ينْتَقل بعد ذَلِك إِلَى الْخَيْر دفْعَة وَيتم والتغير الَّذِي يكون إِلَى الشَّرّ دفْعَة وَلَا يتم ثمَّ ينْتَقل إِلَى الْخَيْر قَلِيلا قَلِيلا. وَترك ذكر هَذِه الْأَقْسَام لِأَن بَعْضهَا لَا يُمكن أَن يكون وَبَعضهَا بعيد الْكَوْن وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن يضع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي الصِّنَاعَة لِأَن يَسْتَوْفِي الْأَقْسَام. لى: الْمَرَض إِمَّا أَن يتَحَلَّل قَلِيلا قَلِيلا وَإِمَّا أَن يتَحَلَّل دفْعَة وَإِمَّا أَن يتَحَلَّل انحلالاً مركبا من هذَيْن) فَالَّذِي يتَحَلَّل قَلِيلا قَلِيلا لَا يكون انحلاله ببحران بَين وَالَّذِي يتَحَلَّل دفْعَة يكون انحلاله ببحران والمركب يتَحَلَّل ببحران نَاقص ثمَّ يستكمل الْبُرْء بالتحلل وَلَا يلْزم مثل هَذَا الْكَلَام فِي الْمَوْت وَذَلِكَ أَن الانقلاب من الْمَرَض إِلَى الصِّحَّة دفْعَة لَا يكون إِلَّا باستفراغ ظَاهر كثير فَأَما الانقلاب من الْمَرَض إِلَى الْمَوْت دفْعَة فقد يكون بِلَا استفراغ. وَقد بَين ذَلِك جالينوس وَقد غلظ صَاحب الْجَوَامِع فِي هَذَا الْموضع أَو تساهل. البحران إِذا كَانَ فِي أول الْمَرَض فالمرض قتال وَإِذا كَانَ فِي التزيد فَهُوَ بحران نَاقص. لى: وَغير حميد. وَإِن كَانَ فِي الْمُنْتَهى فَهُوَ تَامّ. لى: وَسَهل وثيق أَمِين. جَوَامِع البحران قَالَ: الْأَعْرَاض الباحورية مِنْهَا مَا يكون لسَبَب الْبَاعِث للمادة مثل انجذاب الْجَنِين إِلَى فَوق. وَمِنْهَا مَا يكون لسَبَب الْمُؤَدِّي لَهَا مثل ضيق النَّفس. وَمِنْهَا مَا يكون لسَبَب الْقَابِل لَهَا مثل عسر الْحس واختلاط الذِّهْن والوجع والطنين والدوار وظلمة الْعين. وَمِنْهَا مَا يكون لسَبَب الشَّيْء الْمَبْعُوث مثل الخيالات واللمع. عَلَامَات البحران الْجيد: الامتزاج والنضج وَنَوع الْمَرَض وعادته وَيَوْم البحران والاستفراغ الْمُوَافق وجودة نبض الْعُرُوق وخف الْبدن. الْحمى المحرقة والحمى الغب تنقضيان إِمَّا بعرق وَإِمَّا بقيء وَإِمَّا باستطلاق الْبَطن والمحرقة خَاصَّة رُبمَا انتقضت برعاف. قرانيطس تَنْقَضِي إِمَّا بعرق وَإِمَّا برعاف. الورم الْحَار يحدث فِي مراق الْبَطن يَنْقَضِي إِمَّا بعرق وَإِمَّا برعاف. حمى الرّبع وَحمى البلغم تنقضيان إِمَّا بعرق وَإِمَّا باستطلاق الْبَطن وَإِمَّا بالقيء.

ورم الكبد إِذا كَانَ فِي المحدب يكون بحرانه إِمَّا بعرق وَإِمَّا بدرور الْبَوْل وَإِمَّا برعاف وَإِذا كانفي جَانبهَا المقعر فَأَما بعرق وَإِمَّا بقيء وَإِمَّا باخْتلَاف. حمى بلغم وَحمى ربع تنقضيان إِمَّا بعرق وَإِمَّا باستطلاق الْبَطن وَإِمَّا بالقيء. سَابق الْعلم بِوَقْت البحران يدْرك من نوع الْمَرَض وَمن الْأَشْيَاء الَّتِي تدْرك باجتماعها وَمن حركات النوائب وَمن الْأَعْرَاض الَّتِي تظهر فِيهَا بعد. سَابق الْعلم بجهاد البحران يعرف من نوع الْمَرَض وَمِقْدَار عظمه وَمن حركاته.) سَابق الْعلم بِمَا يؤول إِلَيْهِ البحران يعرف من نوع الْمَرَض وعظمه وعادته. نوع الْمَرَض يعرف من أعراضه الخاصية بِهِ وعظمه وَعظم هَذِه الْأَعْرَاض وعادته يَعْنِي سحنته تتعرف من الْأَعْرَاض الْقَرِيبَة الَّتِي تلْحقهُ وحركته تعرف من الْجِهَة الَّتِي عَلَيْهَا يَتَحَرَّك وَمَا كَانَ من الحميات دائمة فبحرانها يكون فِي الرَّابِع وَمَا كَانَ مِنْهَا يَنُوب يَوْمًا وَيَوْما لَا فبحرانه يكون إِمَّا فِي الثَّالِث وإمافي السَّابِع وَإِمَّا فِي التَّاسِع وَإِمَّا فِي الْحَادِي عشر. البحران يكون قبل الْمُنْتَهى إِمَّا لحدته وَإِمَّا لعظمه وَإِمَّا لشَيْء مهيج من خَارج مثل أَن يسْتَعْمل الطَّبِيب الحقن والأدوية قبل وَقت النضج مَا يؤول إِلَيْهِ حَال الْمَرِيض يعرف من قُوَّة الْمَرِيض وَوقت الْمُنْتَهى وَعظم الْمَرَض. الَّذين تؤول حَالهم إِلَى الْمَوْت مِنْهُم من نافض الْبَتَّةَ بحران. وَهَؤُلَاء تتقدم عَلَامَات فِي الْيَوْم التزيد فينذر بذلك الْيَوْم الَّذِي يكون فِيهِ البحران الردي إِمَّا فِي الْبَوْل وَإِمَّا فِي النفث وَإِمَّا فِي البرَاز. وَالَّذين يموتون بِلَا بحران كَانَت عَلَامَات ذَلِك غَايَة ضعف لى: لَيْسَ شَيْء أخص بِأَن يكون الْمَوْت بِلَا بحران من ضعف الْقُوَّة. وَأَن لَا يكون الْمَرَض حاداً يَوْم يَمُوت الْمَرِيض يعرف من صعوبة الْعلَّة وَضعف قوته وَثقل النوائب وشدتها وَسَاعَة تعرف من السَّاعَة الَّتِي تكون من النّوبَة أصعب. وَحمى البلغم يجلب الْمَوْت فِي أول نوبَة والمحرقة فِي مُنْتَهَاهَا وَبِالْجُمْلَةِ فالموت يكون فِي السَّاعَة الَّتِي قد جرت الْعَادة بِأَن تكون أصعب فِي ذَلِك الْمَرَض فِي الْمُنْتَهى كَانَ أَو فِي الِابْتِدَاء أَو الصعُود. إِذا كَانَ البحران فِي مُنْتَهى الْمَرَض كَانَ على أفضل مَا يكون وأتمه وَإِن كَانَ فِي التزيد فَإِنَّهُ إِن كَانَ الْمَرَض سليما كَانَ بحراناً نَاقِصا وَإِن كَانَ الْمَرَض مخوفا كَانَ بحراناً ردياً متلفاً. الثّقل والصداع فِي الرَّأْس إِذا عرضا لمن بِهِ ورم فِي نَاحيَة دماغه دلا على التشنج وَإِذا عرضا لمن بِهِ حمى محرقة دلا على رُعَاف أَو قيء. عَلَامَات الرعاف: تمدد الجنبين وانجذابهما إِلَى فَوق وضيق النَّفس والصداع وظلمة الْبَصَر وصلابة النبض واللمع أَمَام الْعين.

عَلَامَات الْقَيْء: الصداع وخفقان الْمعدة والخيالات والظلمة واختلاج الشّفة السُّفْلى وَاخْتِلَاف النبض.) عَلَامَات البحران الَّذِي يكون بالانتقال: الْحمى القوية والوجع اللابث وَحصر الْبَوْل والبطن واحتباس النَّفس وَصِحَّة الْقُوَّة. الِانْتِقَال لى: الِانْتِقَال هُوَ أَن ينْتَقل الْخَلْط المولد للمرض من مَوضِع فِي الْبدن إِلَى مَوضِع وَيكون بِهَذَا الضَّرْب بحراناً فَإِن هُوَ لم يخرج عَن الْبدن يكون مِنْهُ خراجات وأورام. الِانْتِقَال يكون إِمَّا إِلَى أَعلَى الْبدن وَإِمَّا إِلَى أَسْفَله والعلامات الدَّالَّة على النقلَة إِلَى أَسْفَل: الوجع من تِلْكَ النَّاحِيَة والالتهاب والانتفاخ الْحَادِث فِي الحالبين والوركين والدالة على الِانْتِقَال إِلَى فَوق: ضيق النَّفس الْحَادِث بَغْتَة وَثقل الرَّأْس والسمع والصمم والظلمة فِي الْعين. العلامات الدَّالَّة على الْعرق النافض والبخار الحاد اللذاع يتصاعد من الْجِسْم وحرارة الْجلد وحمرته ونداوته والنبض الموجي. عَلَامَات اخْتِلَاف الْبَطن حصر الْبَوْل وفقد عَلَامَات سَائِر أَنْوَاع الاستفراغ والثفل فِي الْعَانَة. عَلَامَات الاستفراغ بالبول احتباس الْبَطن وفقد عَلَامَات سَائِر أَنْوَاع الاستفراغ والثقل فِي الْعَانَة. عَلَامَات الاستفراغ بعروق المقعدة: فقد عَلَامَات سَائِر الاستفراغات: وَثقل ذَلِك الْموضع وَعَادَة العليل لذَلِك والوجع فِي الْقطن. عَلَامَات الطمث: فقد العلامات والوجع والثقل فِي الْقطن. الأولى من أَيَّام البحران قَالَ الْأَمْرَاض الَّتِي يكون انقضاؤها بالاستفراغات الظَّاهِرَة لَا بالتحلل وَهِي الْأَمْرَاض الحادة مَتى سكنت فِي وَقت مَا بِلَا استفراغ وَلَا نقلة يَعْنِي خراجاً فَمن عَادَتهَا أَن تعاود فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يَأْخُذ الْمَرِيض نَفسه بعد ذَلِك بالتحرز الشَّديد وَلَا تَأذن لَهُ فِي الْحمام وَلَا فِي حَرَكَة كَمَا يفعل الأصحاء وَلَا طَعَام وَلَا شراب كَمثل طعامهم وشرابهم فَإنَّك إِن فعلت ذَلِك ثمَّ كَانَ الْمَرَض الَّذِي سكن يَسِيرا فخليق أَن لَا يعاود وَإِن عاود فخليق أَن لَا يكون عَظِيما وَإِن كَانَ الْمَرَض عَظِيما فَإِنَّهُ سيعاود وَلَو أَحْسَنت تَدْبِير العليل وَلكنه لَا يعاود بخطر وصعوبة شَدِيدَة وَلَا يَصح انْقِضَاء مثل هَذِه الْأَمْرَاض إِلَّا باستفراغ أَو انْتِقَال يكون مِقْدَاره بِمِقْدَار عظم تِلْكَ الْأَمْرَاض. لى: تَدْبِير العليل يكون بتلطيف التَّدْبِير وَلُزُوم السّكُون وَترك كل مَا يهيج الْحَرَارَة. عَلَامَات البحران قَالَ: يتَقَدَّم الاستفراغ وَالْخَرَاج اضْطِرَاب شَدِيد وَتغَير النَّفس وَالْعقل

والسدر واللمع والدموع واحمرار الْعين وَثقل الأصداغ ووجع الرَّقَبَة وَالرَّأْس وظلمة أَمَام الْعين وخفقان) الْفُؤَاد واختلاج الشّفة السُّفْلى وانقباضها إِلَى دَاخل والرعدة الشَّدِيدَة وانجذاب مَا دون الشراسيف إِلَى فَوق وَالْكرب حَتَّى يتَبَيَّن وَيطْلبُونَ المَاء الْبَارِد ويشتكون التهاباً قَوِيا لم يكن قبل ذَلِك وَيقدم دور الْحمى وصعوبتها والسبات وَنَحْوهَا. وَقت موت الْمَرِيض هُوَ بأيام البحران أخص وَيَنْبَغِي أَن ننقل مَا فِي البحران أَيْضا إِلَيْهِ. لى: ابْن عمرَان بن مُوسَى الزيَادي سرسم وَيَوْم الثَّامِن زَادَت الْحَرَارَة فِي اللَّمْس وَسقط النبض الْبَتَّةَ واسبت وَكَانَ يعرق عرقاً لزجاً مُنْقَطِعًا مِنْهُ ثمَّ عرق فِي آخر النَّهَار وَأَقْبل وتخلص وبرأ فِي الْحَادِي عشر. من جَوَامِع البحران الْغَيْر المفصلة قَالَ: إِذا كَانَت عَلَامَات البحران إِنَّمَا أَتَت بعد عَلَامَات النضج فثق بجودة عَلَامَات البحران بِقدر جودة عَلَامَات النضج وَإِذا كَانَت تَأتي قبل عَلَامَات النضج فثق برداءته بِحَسب ذَلِك. من آخر الْمقَالة الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: رَأَيْت إنْسَانا حم حمى حادة محرقة فأقلعت عَنهُ يَوْم السَّابِع بيرقان فِي جَمِيع بدنه. الْمقَالة الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ: الَّذِي ينْتَفع بِهِ من الخراجات مَا كَانَ بالبعد عَن الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة وَمَا كَانَ خُرُوجه على الْأَمر الْأَكْثَر إِلَى خَارج وَكَانَ بعد نضج الْمَرَض. لى: عِلّة هَذَا مَا ظهر من كَلَامه: إِن الميلان إِلَى خَارج لَكِن إِذا نضج واستفرغ سَالَ إِلَى خَارج وَأما بالبعد عَن الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة فلكي إِن عَاد لم يعد إِلَى الْعُضْو الشريف وَأما بعد النضج والميلان إِلَى خَارج فَالْأَمْر فِيهِ بَين. قَالَ فِي الحميات الإعيائية إِذا كَانَت الأخلاط بَارِدَة كَانَ البحران مزمعاً أَن يكون بالخراج فالخراج يكون فِي المفاصل الْقَرِيبَة من الْمَرَض إِلَى إعياء أَكثر وخاصة فِي الْمَوَاضِع الَّتِي هِيَ أَعلَى مِنْهَا قَلِيلا لِأَن الأخلاط تصعد قَلِيلا بِسَبَب الْحَرَارَة لِأَنَّهَا ترق وتلطف قَلِيلا فَإِذا كَانَ اللحى فِيهِ إعياء أَكثر فتوقع الْخراج نَحْو الْأذن. بحران الأخلاط الرقيقة الْحَرَارَة يكون بالاستفراغات وَأما الَّتِي هِيَ أبرد وَأَغْلظ فبالخراجات. قَالَ: الْأَمْرَاض الَّتِي يكون بحرانها بخراجات مَا كَانَ مِنْهَا أحد كَانَت خراجاته نَحْو الْعُلُوّ أميل وَالَّذِي هُوَ أغْلظ أخلاطاً وأبرد فخراجاته تكون نَحْو الْأَسْفَل أميل وَسَائِر الْأَشْيَاء تشهد بميل الْمَرَض إِلَى أَسْفَل أَو إِلَى فَوق أَعنِي الزَّمَان وَالسّن وَنَحْو ذَلِك قوى وَصِحَّة. وَكَون الْحَرَارَة) الشَّدِيدَة فِي أعالي الْجِسْم أَو أسافله يدل على أَن الْخَلْط مائل نَحْو ذَلِك الْموضع يكون بالخراجات.

مِثَال ذَلِك: إِن سخونة الْقَدَمَيْنِ والساقين فِي الحميات أَكثر مَا يدل على ميل الأخلاط إِلَى أَسْفَل الْبدن وبالضد وَحَيْثُ بقيت أَكثر فإليه تميل الأخلاط أَيْضا وَفِيه تجدث الخراجات لذَلِك. قَالَ: وَمن لم يكن لَهُ بحران كَامِل ثمَّ اتعب يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ بعد خُرُوجه من الْمَرَض فَرُبمَا خرجت بِهِ فِيهَا خراجات وَيكون بهَا تَمام البحران وَمَتى كَانَ الْعُضْو قبل الْمَرَض تَعب أَو ارتاض فَفِيهِ وَقَالَ: فِيمَا بعد هَذَا كلَاما لم يقل فِيهِ جالينوس شَيْئا فيمَ أرى وَهَذَا كَلَام أبقراط. السعال قد يحدث الخراجات كَمَا تحدثها الحميات وَالَّذِي أَحسب أَنه يُرِيد الفضول الَّتِي يكون مِنْهَا السعال فقد تنصب إِلَى بعض الْأَعْضَاء فَتحدث خراجات وَهُوَ أشبه أَو يَقُول إِنَّه إِذا كَانَ فِي الحميات الَّتِي يُرِيد أَن يكون فِيهَا خراج بسعال فَإِن الْخراج يمِيل إِلَى هَذِه الْأَعْضَاء. قَالَ: الْعَوَارِض الَّتِي تجذب الدَّم إِلَى بَاطِن الْبدن إِذا عرضت فِي وَقت البحران تعين على تغير وعَلى حُدُوث البحران بالإسهال والقيء وَنَحْوه وَالَّتِي تجذب الدَّم إِلَى ظَاهِرَة كالسرور وَنَحْوه تعين على الْعرق وَكَذَلِكَ الْغَضَب. إِذا غَابَتْ الأورام الَّتِي تحدث فِي أصُول الْأذن فِي الْأَمْرَاض من غير أَن تتقيح فَإِنَّهَا إِمَّا أَن تعود بأعظم مِمَّا كَانَت عَلَيْهِ وَإِمَّا أَن يعود الْمَرَض وَرُبمَا صَار ذَلِك الورم إِلَى مفاصلهم وَتَكون عودته على دور مسَاوٍ لكَونه فِي الأول. الْبَوْل الثخين: يكون بِهِ بحران الحميات الإعيائية فِي الْيَوْم الرَّابِع وَإِن كَانَ مَعَه رُعَاف فأحرى أَن يتم البحران فَإِن لم يكن من هذَيْن شَيْء فتوقع الْخراج فِي المفاصل الَّتِي تعبت. (بحارين الأورام فِي الأحشاء) الْمقَالة الأولى من تقدمة الْمعرفَة: 3 (الَّذين بهم أورام حارة) فِي الْجَانِب الْأَيْمن أَو الْأَيْسَر فِيمَا دون الشراسيف مَعَ حمى حادة شَدِيدَة قد يحدث لَهُم رُعَاف فِي الرابوع الأول ويتخلصون بذلك من تِلْكَ الأورام. وَآيَة ذَلِك أَن يَجدوا صداعاً وغشاوة فَإِن ذَلِك يدل على ميل الْخَلْط نَحْو الرَّأْس والأجود أَن يكون الرعاف من الْجَانِب الَّذِي فِيهِ الْعُضْو العليل وَأما مَا خَالف ذَلِك فَإِنِّي لَا أَحْمَده. قَالَ ج: أَكثر هَؤُلَاءِ يعرض لَهُم الرعاف فِي الْأُسْبُوع الأول وَمِنْهُم من يُصِيبهُ فِي السَّابِع وَالْحَادِي عشر وتوقعك للرعاف فِي من سنه دون الْخمس وَالثَّلَاثِينَ يكون أقوى لِأَن الدَّم فِي هَذِه السن كثير والحرارة قَوِيَّة. وَأما مَا كَانَ من الأورام لينًا مَعَه تطَأ من تَحت الْأَصَابِع إِذا غمز عَلَيْهِ فبحرانه يكون أَبْطَأَ إِلَّا أَنه أقل عَادِية من الفلغموني لِأَن هَذِه تحدث عَن البلغم فَلذَلِك قد تطول مدَّتهَا لشدَّة بردهَا لِأَنَّهَا تبطئ النضج لقلَّة حَرَارَتهَا وَأما السَّبَب فِي قلَّة الْخطر الْعَارِض فِيهَا فَلِأَنَّهُ لَا وجع مَعَه لِأَنَّهُ بالوجع تسْقط الْقُوَّة فَإِن لم يحدث للَّذين بهم فلغموني رُعَاف وَلَا سكنت حماهم وَلَا انفش الورم فَإِنَّهَا تَجْتَمِع فِي عشْرين يَوْمًا وَأما هَذِه

فَإِن بقيت الْحمى والورم إِلَى سِتِّينَ يَوْمًا فَإِنَّهَا تَجْتَمِع وَأما المتوسطة بَين هذَيْن وَتلك فتجتمع إِذا لم ينفش وَلم تسكن الْحمى فِي عشْرين يَوْمًا وَليكن رجاؤك للرعاف إِذا كَانَت هَذِه الأورام عالية جدا كَانَ أقوى وأسرع. قَالَ: وجميعها إِذا أزمنت من غير أَن تنفش مِنْهَا وَبَقِي شَيْء متحجر فَلَا تتَوَقَّع الرعاف لَكِن توقع أَن يتقيح فَأَما أحمدها وأخوفها فَفِي بَاب الدبيلات. الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ: الْأَمْرَاض الَّتِي تكون عَن أخلاط حارة لَطِيفَة فبحرانها يكون بالإسهال وَأما الكائنة عَن أخلاط غَلِيظَة بَارِدَة فبالخراجات. قَالَ و 3 (الخراجات فِي الْأَمْرَاض المزمنة) تكون فِي النواحي السفلانية لغلظ الْمَادَّة وبردها وَضعف الْقُوَّة لما ينالها من الانحلال بطول الْمَرَض وَأما الْأَمْرَاض الحادة فالخراجات تحدث فِيهَا إِلَى جَانب الْأذن وَذَلِكَ أَن الأخلاط فِي هَذِه أقل غلظاً وَالْقُوَّة أقوى وَأما المتوسطة فَتكون الخراجات فِيهَا فِي الْجَانِبَيْنِ ويستدل على أَي جَانب يكون بدلائل الْميل إِلَيْهِ. قَالَ: وَمَتى حدث لَهُ فِي السَّابِع عرق أَو إسهال أَو رُعَاف فَكَانَت الْحَالة بعده أفضل فَذَلِك مَحْمُود وَإِن كَانَت ردية فَذَلِك ردي لِأَن الحادثات فِي أَيَّام البحران أصح وأوكد. مَتى قدرت الْمَوْت أَو البحران الحميد فِي يَوْم مَا ثمَّ حدث قبل ذَلِك الْيَوْم حَادث فَانْظُر فَإِن كَانَ ذَلِك الْحَادِث فِي الطَّبَقَة الأولى فِي قوته فَاعْلَم أَن الَّذِي قدرت يتَقَدَّم إِلَى يَوْم آخر بِمِقْدَار قُوَّة الْحَادِث. مِثَال فِي ذَلِك: إِن قدرت فِي عليل مَا فِي الْيَوْم السَّابِع أَنه يَمُوت فِي الرَّابِع عشر فَظهر فِي التَّاسِع رسوب أسود فَاعْلَم أَنه لَا يتَأَخَّر إِلَى الرَّابِع عشر لكنه يَمُوت فِي الْيَوْم الْحَادِي عشر وبالضد. وَإِن كَانَت دَلَائِل الْمَوْت لَهَا الْغَلَبَة حَتَّى أَنَّك علمت أَنه يَمُوت لَا محَالة ثمَّ حدث حَادث آخر جيد فَاعْلَم أَن الْمَوْت يتَأَخَّر عَن الْيَوْم الَّذِي قدرت بِمِقْدَار قُوَّة ذَلِك الْحَادِث إِلَى يَوْم آخر. وَإِن كنت قدرت البحران الْجيد فِي يَوْم مَا وَحدث حَادث فِي الطَّبَقَة الأولى من الْجَوْدَة فَإِنَّهُ يتَقَدَّم عَن الْيَوْم الَّذِي قدرت فِيهِ. الخراجات الْمقَالة الثَّانِيَة من الخراجات الَّتِي يكون بهَا بحران ذَات الرية وَنَحْوه فِي أَبْوَابهَا أَكثر مَا تخرج خراجات البحران فِي المفاصل لسعتها وَكَثْرَة حركتها. قَالَ: وَالنِّسَاء اللائي يلدن فتأخذهن الْحمى بعد الْولادَة فأحسب لَهَا أَيَّام بحرانها فِي الْيَوْم الَّذِي الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ: البحران يكون إِمَّا باستفراغ وَإِمَّا بخراج وَيكون فِي الندرة بنوم غرق طَوِيل ذَلِك فِي الصّبيان خَاصَّة. قَالَ: 3 (إِذا كَانَ فِي الرَّأْس وجع شَدِيد) دَائِما مَعَ حمى حادة فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك شَيْء من

عَلَامَات الْمَوْت فَذَلِك قتال جدا وَإِن لم تكن أَمَارَات الْهَلَاك فتوقع الرعاف إِلَى الْيَوْم السَّابِع فَإِن جَاوز السَّابِع فتوقع مُدَّة تجْرِي من المنخرين والأذنين وَإِن دَامَ الوجع إِلَى الْعشْرين فقد يكون التَّخَلُّص مِنْهُ برعاف فِي الندرة وَإِمَّا بِخُرُوج الْمدَّة من المنخرين أَو خراج فِي النواحي السفلية. لى: من الرَّأْس فَيعرض كثيرا فِي ذَلِك الْوَقْت فليقو رجاؤك للرعاف إِن كَانَ شَابًّا وَفِي الْمدَّة إِن كَانَ كهلاً وَمن طَالَتْ حماه وَدَلَائِل السَّلامَة مَوْجُودَة وَلَيْسَ بِهِ ألم من التهاب أصلا وَلَا من سَبَب آخر بَين فتوقع خراجاً فِي مفاصله السفلية لِأَن مثل هَذِه الحميات تكون عَن أخلاط غَلِيظَة وشأن الطبيعة استفراغها ببول غليظ أَو بخراج فِي الْأَكْثَر وَرُبمَا أفرغته بالإسهال فِي الْأَقَل. لى: يَنْبَغِي أَن يعلم أَنه قد يزِيد بِهِ فِي الحميات الَّتِي لَا تتحلل بالتحلل الْخَفي وَيَنْبَغِي أَن يكون قَالَ ج: إِذا كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة والحمى حارة فَلم يكن لَهُ بحران بخراج وَلَا استفراغ ظَاهر بَين لكنه فِي الْأَكْثَر يقتل وَفِي الْأَقَل إِذا سلم ينضج ويتحلل فِي مُدَّة من الزَّمَان طَوِيلَة وَذَلِكَ إِذا سكنت حِدة الْمَرَض وانقلبت وَإِذا كَانَت الأخلاط حارة وَالْقُوَّة قَوِيَّة لم يكن بحران الْمَرَض بخراج بل باستفراغ وَمَتى كَانَت الأخلاط بَارِدَة وَالْقُوَّة قَوِيَّة كَانَ بخراج. لى: الْأَقْسَام من الْقُوَّة والخلط: هُوَ إِمَّا أَن تكون الأخلاط حارة وَالْقُوَّة قَوِيَّة وَهَذَا يكون بحرانه باستفراغ ظَاهر وَهَذَا أَكثر مَا يكون بالرعاف أَو الْقَيْء وَقد يكون بالإسهال وبالعرق إِن كَانَ الْخَلْط رَقِيقا. وَإِمَّا أَن تكون الْقُوَّة قَوِيَّة والأخلاط بَارِدَة وَهَذَا يكون بالخراجات على حسب غلظها ولطفها. وَإِمَّا أَن تكون الْقُوَّة ضَعِيفَة والأخلاط حارة وَهَذَا يقتل فِي الْأَكْثَر وَفِي الْأَقَل عِنْد السَّلامَة يتَحَلَّل بالتحلل الْخَفي. وَإِمَّا أَن تكون الْقُوَّة ضَعِيفَة والأخلاط بَارِدَة فَهَذَا إِمَّا أَن يقتل فِي طول الزَّمَان وَإِمَّا أَن يتَحَلَّل فِي طول من الزَّمَان وَالزَّمَان والأشياء الْأُخَر تغير بعض هَذِه الخراجات الَّتِي تحدث فِي الْأَسْنَان المتوسطة فَأَما الْأَحْدَاث فالاستفراغ بهم أخص وَأما الْمَشَايِخ فبالتحليلات. قَالَ ج: من جَاوز الْخمس والثلاثبن فحدوث الخراجات بِهِ أقل وَأما الْمَشَايِخ فَلَا يحدث بهم ذَلِك أَو يكون أقل ذَلِك. لى: الْمدَار على الْقُوَّة والخلط فَإِنَّهُ قد يكون شيخ قوي يحدث لَهُ استفراغ وَيَنْبَغِي أَن يتَوَقَّع) الْخراج إِذا جَاوز الْمَرَض عشْرين يَوْمًا. قَالَ: وتوقع الخراجات إِذا طَال الْمَرَض الْحَار وَهُوَ مجاوز الرَّابِع عشر فَصَاعِدا إِلَى الْأَرْبَعين وَكَانَت الْحمى دائمة وتوقع انتقالها إِلَى الرّبع مَتى كَانَت تنوب مختلطة النوائب وَجَاءَت على غير تَرْتِيب وخاصة مَتى كَانَ يقرب الخريف وتوقع الرّبع الكهول أَكثر مِمَّا يتَوَقَّع فِي الشَّبَاب. قَالَ: والخراجات تكون فِي الشتَاء أَكثر وسكونها أَبْطَأَ ومعاودتها أقل لِأَن الشتَاء بِبرْدِهِ

يعين على ميل الأخلاط عَن الاستفراغ إِلَى الظَّاهِر الْخَاص الأخلاط الحارة إِلَى الْبُرُودَة وسكونها أَيْضا يكون لضعف التَّحَلُّل بِسَبَب برد الْهَوَاء الْمُحِيط ومعاودتها أقل لبرد الْوَقْت أَيْضا لِأَن المعاودة يحْتَاج إِلَى سَبَب محرك. قَالَ: من كَانَ بِهِ صداع وتخييلات سود أَمَام عَيْنَيْهِ ووجع فِي الْفُؤَاد وَكَانَت حماه سليمَة فتوقع لَهُ الْقَيْء فَإِن بردت نواحي شراسيفه وأصابه نافض كَانَ الْقَيْء أسْرع إِلَيْهِ وَإِن أكل كَانَ أسْرع جدا. قَالَ: الْمرة الصَّفْرَاء إِذا سخنت واحترقت تولد عَنْهَا بخار أسود فَإِذا صعد نَحْو الرَّأْس كَانَت تخييلات فِي الْعين وَقد يرْتَفع مثل هَذِه البخارات من الرية إِلَّا انه يكون مَعهَا وجع الْفُؤَاد لِأَن الرية لَا حس لَهَا. وَأما إِذا كَانَ فِي الْمعدة فَإِنَّهُ يعرض مَعهَا وجع فمها الَّذِي يُسمى وجع الْفُؤَاد والنافض لَيْسَ يسْرع الْقَيْء بل يكثره. وَذَلِكَ انه يهزل الْبدن وَإِن أكل أسْرع الْقَيْء لِأَن فِي معدته خلطاً مرارياً كثيرا فَيفْسد الَّذِي يَأْكُل سَرِيعا وَيكثر كميته فَيكون أعون على الْخُرُوج لِأَن الْمعدة تقبض عَلَيْهِ أَشد إِذا كَانَ كثيرا. ثمَّ السّفر السَّادِس من الْحَاوِي للرازي يَوْم الِاثْنَيْنِ الْعَاشِر من ربيع المكرم سنة ثَلَاث وَعشْرين صَار اللَّهُمَّ كَمَا أعنت فصل على مُحَمَّد وأرواح آله وَذريته وَأَصْحَابه وأصهاره وأنصاره وتابعيهم وَتبع تابعيهم إِلَى يَوْم الدّين وَسلم وكرم وَشرف بقرار السَّمَاوَات. يتلوه بحول الله تَعَالَى فِي السَّابِع فِي الصداع.

3 - (الصداع) قَالَ: الصداع الَّذِي يعرض فِي أول يَوْم من الْمَرَض فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يشْتَد فِي الرَّابِع وَالْخَامِس فَإِذا كَانَ السَّابِع سكن فَأَما الْأَكْثَر مِنْهُم فيبتدئ بِهِ الصداع فِي الثَّالِث ويشتد فِي الْخَامِس وَيذْهب عَنهُ فِي التَّاسِع وَالْحَادِي عشر وَمِنْهُم من يَبْتَدِئ بِهِ فِي الْخَامِس وَيذْهب عَنهُ فِي الرَّابِع عشر. قَالَ: جَمِيع هَذِه الْأَنْوَاع من الصداع يَأْتِي بحرانها بِالْقربِ من السَّابِع من يَوْم بدأت وَأما الَّذِي بَدَأَ فِي الْخَامِس فامتد إِلَى الرَّابِع عشر فَلِأَن حرارة الْحمى لم يكن لَهَا قُوَّة وَالدَّلِيل على ذَلِك تَأَخّر الصداع إِلَى الْخَامِس. قَالَ: وَهَذَا الصداع على هَذَا النَّحْو يعرض للمستكملين من الرِّجَال وَالنِّسَاء جَمِيع حميات الغب لِأَن المرار فِي هَؤُلَاءِ لَيْسَ بغالب جدا فَأَما الَّذين هم دون هَؤُلَاءِ فِي السن فَيعرض لَهُم هَذَا فِي الغب الْخَالِصَة فَقَط لِأَن المرار فِي طبيعة هَذِه الْحمى غَالب جدا وَفِي المحرقة. قَالَ: أما من أَصَابَهُ صداع فِي مثل هَذِه الحميات وأصابه مَكَان السوَاد أَمَام عَيْنَيْهِ غشاوة ولمع وأصابه مَكَان وجع الْفُؤَاد تمدد فِيمَا دون الشراسيف فِي الْجَانِب الْأَيْمن والأيسر من غير وجع وَلَا تلهب فتوقع لَهُ الرعاف وخاصة لمن أحدث سنا فَأَما من زاحم الثَّلَاثِينَ أَو جاوزوها فَيكون توقعك للرعاف فِيهِ أقل والقيء أَكثر لِأَن هَذِه العلامات عَظِيمَة الدّلَالَة على ميل الأخلاط نَحْو الرَّأْس. قَالَ قد قَالَ أبقراط: إِن الرعاف يحدث بحران الأورام الحارة فِيمَا دون الشراسيف وخاصة فِيمَن كَانَ حدث السن لِكَثْرَة مَا فِي بدنه من الدَّم وَيدل على الرعاف أَو تَدْمَع الْعين والنبض يدل على الرعاف خَاصَّة جدا وتوقع الرعاف فِي الرّبيع أَكثر وَإِن كَانَ الشتَاء الَّذِي تقدم أَيْضا مائلاً إِلَى الدموية وَالسّنة أجمع مولدة الدَّم فَلْيَكُن رجاؤك لَهُ أَكثر وتوقع الْعرق عِنْد الْمَطَر ورطوبة الْهَوَاء أَكثر. فَأَما فِي حَال عدم الْمَطَر الْبَتَّةَ فَلْيَكُن رجاؤك لَهُ أقل وَإِن كَانَ أدنى مطر فِي الصَّيف فَإِنَّهُ سَيكون فِي الْحمى وَلَو كَانَ قَلِيلا. الثَّانِيَة من البحران قَالَ: مَتى ظَهرت العلامات الباحورية نَحْو مُنْتَهى الْمَرَض دلّت على بحران وَمَتى ابتدأت فِي ابْتِدَاء الْمَرَض دلّت على اخْتِلَاط الْعقل وَالْمَوْت وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يُمكن أَن يَأْتِي بحران فِي أول الْمَرَض بالأعلام الباحورية إِذا ظَهرت فِي أول الْمَرَض لم تدل على بحران بل على شَيْء ردي جدا.)

قَالَ: وَمَتى احتفزت الطبيعة ليحدث البحران فأحدثت هَذِه العلامات كَانَ مَعَ ذَلِك دَلَائِل بَيِّنَة على النضج قد تقدّمت. وَمَتى لم يكن يحفز الطبيعة ليحدث البحران برداءة الْمَرَض نَفسه وغلبته ظَهرت الْأَعْرَاض الردية من دَلَائِل النضج وَفِي أَكثر الْأَمر يَمُوت الَّذين يظْهر فيهم الْأَعْرَاض قبل النضج والأقل مِنْهُم يتَخَلَّص أما بالرعاف وَأما بنفث مُدَّة قد نَضِجَتْ نضجاً شَدِيدا. الأولى من الْفُصُول من عَلَامَات البحران: القلق الَّذِي يَأْخُذ العليل بِلَا سَبَب مَعْرُوف والدموع وَحُمرَة الْعين وَالْوَجْه وَالْأنف وتورم أصل الْأذن والوجع فِي عُضْو والارتعاش والتمدد والخفقان فِي وَقت البحران إِن كَانَ البحران تَاما كَامِلا فَلَا تحرّك الطبيعة بدواء مسهل وَلَا بِغَيْرِهِ لَكِن دَعه وَالْعلَّة وَإِن كَانَ الاسستفراغ وَالدَّفْع نَاقِصا فأعن الطبيعة على استتمام فعلهَا لِأَن بقايا الْخَلْط الَّذِي يستفرغ يُوجب عودة الْعلَّة. قَالَ: يحْتَاج البحران الْكَامِل إِلَى أَشْيَاء حَتَّى يكمل. الْكَائِن بالاستفراغ أفضل من الْكَائِن بالخراج وَأَن يستفرغ من الكيموس الْغَالِب وَأَن يستفرغ من نَاحيَة الْعلَّة وجانبها وَأَن يخف عَلَيْهِ الْبدن بعد وَأَن يكون بعد عَلَامَات النضج وان يكون قي يَوْم باحوري فبقدر مَا ينقص عَن هَذِه ينقص عَن أفضل البحران. 3 (تَدْبِير البحران النَّاقِص) قَالَ: إِذا رَأَيْت الاستفراغ نَاقِصا أعن الطبيعة بالمسهل أَو بِغَيْرِهِ من الاستفراغ حَتَّى يكون مَا تَفْعَلهُ الطبيعة وتفعله أَنْت بالدواء بالإسهال وافياً باستفراغ الْخَلْط المودي. الثَّانِيَة من الْفُصُول قَالَ: لم يُشَاهد مرض قطّ يَتَحَرَّك مُنْذُ أَوله حَرَكَة شَدِيدَة قَوِيَّة جَازَ الرَّابِع عشر وَلم يحدث فِيهَا أحد فِيهَا أَصْنَاف التَّغَيُّر الْأَرْبَعَة: وَهِي البحران الْجيد التَّام أَو النَّاقِص ومدته. قَالَ: وَمن الْأَمْرَاض أمراض يكون لَهَا فِي بعض أَيَّام البحران بحران نَاقص ثمَّ يستتم البحران فِي الْيَوْم الَّذِي يَلِيهِ. إِذا عرض مرض قوي ثمَّ خف من غير أَن تكون لَهُ استفراغ مَا وَلَا ظهر فِيهِ عَلَامَات النضج وَلَا تغير بذلك الْخُف فَأَنْذر أَن الْمَرَض سيعاود شرا مِمَّا كَانَ وَإِذا ظَهرت العلامات المهولة والقلق وَقد تقدّمت عَلَامَات النضج فَلَا تخف الْبَتَّةَ بل اعْلَم أَنه سَيكون بحران جيد قريب. الثَّالِثَة من الْفُصُول قَالَ: أَكثر الْأَمْرَاض الْعَارِضَة للصبيان يَأْتِي البحران فِي بَعْضهَا فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَفِي بَعْضهَا فِي سبع سِنِين وَبَعضهَا إِذا شارفوا نَبَات الشّعْر فِي الْعَانَة أَو حِين يجْرِي الطمث وَإِن الرَّابِعَة من الْفُصُول حُدُوث النافض فِي الحميات الَّتِي لَا نافض فِيهَا وخاصة فِي المحرقة ينذر ببحران فَإِن كَانَ بعد النضج وَفِي يَوْم باحوري كَانَ جيدا وَإِلَّا فردياً أَو نَاقِصا أَو غير وثيق.

الحميات الإعيائية أَكثر مَا يكون البحران فِيهَا بخراج فِي المفاصل وَإِلَى جَانب اللحيين. كَيفَ كَانَ الإعياء حَادِثا من تَلقاهُ نَفسه أَو للحركة وخاصة الإعياء الْكَائِن من تَلقاهُ نَفسه وَمن هَؤُلَاءِ أَيْضا من كَانَ بِهِ الضَّرْب من الإعياء الْكَائِن من كَثْرَة الأخلاط وَهُوَ التمددي إِلَّا أَن الْخراج إِلَى جَانب اللحى يكون فِي التمددي أَكثر لِأَن المفاصل لم تتعب وَلم تحم بالتعب وتتسع وحرارة الْحمى تشيل الأخلاط إِلَى الرَّأْس فيقبلها اللَّحْم الرخو الَّذِي فِي جَانب الْأذن. وَأما الإعياء الحركي فَإِن المفاصل تكون قد تعبت وضعفت فَفِي الْأَكْثَر تكون فِي هَذِه الْحَالة. قَالَ: مَتى أحس مَرِيض فِي مَرضه بإعياء فتوقع لَهُ خراجاً فِي بعض مفاصله وخاصة إِلَى جَانب اللحى. لى: لِأَنَّهُ قد قَالَ: إِن الإعياء خَاصَّة يكون الخراجات والإعياء الَّذِي يحس فِي الْمَرَض لَا يكون إعياء حركياً فكون الْخراج لذَلِك فِي هَذَا الْموضع أولى.) قَالَ: من خرج من مَرضه ببحران غير وثيق إِن حدث فِي بعض مفاصله وجع أَو إعياء خرج فِيهِ خراج فَإِن كَانَ قد تقدم قبل مَرضه فأتعب عضوا مَا أَو أوجعهُ عُضْو مَا ثمَّ لم يكن لمرضه بحران باستفراغ فَإِن فِي ذَلِك الْعُضْو يكون خراج. وَهَذَا القَوْل إِنَّمَا هُوَ فِي الْأَمْرَاض الَّتِي فِيهَا البحارين بالخراج. قَالَ: الْأَمْرَاض الَّتِي تجَاوز الْأَرْبَعين لَا يكون بحرانها بالاستفراغات وَلَا بالعرق لَكِن إِمَّا بالخراجات وَإِمَّا بالتحلل الْخَفي قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: والعرق والاستفراغ يضعف مذ تجَاوز الْمَرَض عشْرين يَوْمًا ويضعف أَكثر بعد الثَّلَاثِينَ فضلا عَن الْأَرْبَعين. قَالَ: الخراجات الَّتِي تحدث فِي الحميات إِذا لم تتحلل فِي الْأَيَّام الأول من أَيَّام البحران فالأمراض لَا محَالة تطول. إِذا عرض اليرقان فِي الْحمى قبل السَّابِع فَهُوَ عَلامَة ردية وَلَيْسَ مَتى ظهر بعد السَّابِع فَهُوَ عَلامَة جَيِّدَة لَا محَالة لِأَن ظُهُوره قبل السَّابِع لَا يُمكن أَن يكون على سَبِيل دفع الطبيعة للمرار وقذفه إِلَى ظَاهر الْبدن فَيكون ذَلِك الآفة حلت بالكبد فَأَما الْحَادِث بعد السَّابِع فَيمكن أَن يكون لدفع الطبيعة وَيُمكن أَن يكون لآفة حلت بالكبد. لى: يفرق بَينهمَا أَن الباحوري يكون فِي يَوْم باحوري ويتبعه سُكُون الْحمى وخفتها وَالْآخر كثيرا مَا يتبعهُ شدَّة الْحمى وصعوبتها. قَالَ: إِذا عرض اليرقان فِي الحميات قبل السَّابِع فَذَلِك ردي لَا محَالة وَإِذا عرض بعد السَّابِع فِي التَّاسِع أَو الرَّابِع عشر فَذَلِك جيد إِلَّا أَن يكون فِي نَاحيَة الكبد صلابة. لى: لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يدل على أَنه لم يكن لبحران بل لآفة فِي الكبد.

قَالَ: إِن ظَهرت فِي الْبَوْل فِي الْيَوْم الرَّابِع غمامة حَمْرَاء أَو سَائِر العلامات فَإِن بحرانه يكون فِي السَّابِع. قَالَ ج: لَيْسَ الغمامة الْحَمْرَاء بل كل دَلِيل ذِي قدر يظْهر فِي الرَّابِع لم يكن قبله مِمَّا يدل على النضج فَهُوَ يدل على أَن البحران يكون فِي السَّابِع وَإِنَّمَا ذكر الغمامة الْحَمْرَاء لِأَنَّهُ أَمر بديع لِأَن الغمامات الْحمر تطول الْعلَّة أَكثر وَإِن كَانَت سليمَة وَإِلَّا فالبيضاء أولى بذلك كثيرا. والتعلق الْأَبْيَض إِذا كَانَ الْمَرَض سريع الْحَرَكَة جدا فَإِن تغير اللَّوْن وَتغَير الْبَوْل أَو كل وَاحِد مِنْهُمَا كَانَ) دَلِيلا كَافِيا على البحران فِي السَّابِع إِذا كَانَ ذَلِك فِي الرَّابِع. ذَلِك من أَن الْبَوْل الرَّقِيق إِن غلظ فِي الرَّابِع غلظاً معتدلاً والأبيض إِن اصفر فِيهِ حَتَّى يصير اترجيا فِي مثل هَذَا الْمَرَض أَعنِي السَّرِيع الْحَرَكَة جدا فَإِنَّهُ ينذر ببحران فِي السَّابِع. فَأَي عَلامَة من عَلَامَات البحران ظَهرت فِي يَوْم من أَيَّام الْإِنْذَار فَإِنَّهَا تدل على البحران فِي الْيَوْم الْمُنْذر بِهِ وَلَا يدل على انه يكون البحران جيدا أَو ردياً وَإِنَّمَا يدل على ذَلِك إِذا ظَهرت فِي يَوْم الْإِنْذَار عَلامَة من عَلَامَات النضج وَإِنَّمَا ذكر الْحَمْرَاء هَهُنَا دون غَيرهَا ليفهم عَنهُ أَنه إِذا كَانَ يجب فِي الْحَمْرَاء فَإِنَّهَا فِي الْبَيْضَاء أوجب وَلِأَنَّهَا أَيْضا أَمر نَادِر وَكَذَلِكَ أَيْضا إِنَّمَا يظْهر فِي الندرة. قَالَ: وَيجب أَن يتفقد الْمَرَض كَمَا أَن الغمامة الْحَمْرَاء إِذا ظَهرت فِي الرَّابِع جَاءَ البحران فِي السَّابِع كَذَلِك إِذا ظَهرت فِي غَيره من أَيَّام الْإِنْذَار جَاءَ البحران فِي الْيَوْم الْمُنْذر بِهِ فَإِنِّي أَنا رَأَيْت هَذِه الْعَلامَة مَرَّات كَثِيرَة ظَهرت فِي التَّاسِع فجَاء البحران فِي الرَّابِع عشر وَظَهَرت فِي الْحَادِي عشر فجَاء البحران فِي الْعشْرين فَهَذِهِ الْعَلامَة إِذا ظَهرت يَوْم من أَيَّام الْإِنْذَار غير الرَّابِع لم يكن البحران فِي الْيَوْم الْمُنْذر بِهِ كَمَا يكون فِي الرَّابِع وَالسَّابِع وَالسَّبَب فِي ذَلِك: أَن مَا يَأْتِي بعد الرَّابِع إِلَى السَّابِع زَمَانه متساو لما مضى من الْمَرَض قبل ظُهُور الغمامة فَلذَلِك قد يُمكن أَن يدل إِذا كَانَت فِي الرَّابِع أَن البحران يكون فِي السَّابِع دلَالَة صَحِيحَة وَأما مَتى ظَهرت هَذِه الْعَلامَة فِي الْحَادِي عشر فَلَا بُد يكَاد يكون البحران فِي الرَّابِع عشر لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون فِي ثَلَاثَة أَيَّام فَقَط مستكملاً مَا بَقِي على الطبيعة وَإِنَّمَا ظهر مَا ظهر فِي أحد عشر يَوْمًا بل يحْتَاج إِلَى أَيَّام أَكثر وَلَا أقل من مِقْدَار مَا مضى على أَن هَذَا اللَّوْن مَتى ظهر دلّ على فضل تَأَخّر من انْقِضَاء الْمَرَض. من يتَوَقَّع لَهُ خراج فِي مفاصله من أجل بحران قد يتَخَلَّص من ذَلِك الْخراج ببول كثير غليظ أَبيض يبوله. قَالَ: الْخراج يخرج فِي المفاصل فِيمَن أتعب مفاصله قبل الْمَرَض أَو فِيمَن أَصَابَهُ الإعياء فِي نفس مَرضه على أَي وَجه كَانَ أَو فِيمَن يطول بِهِ الْمَرَض من كَثْرَة الأخلاط الغليظة فِيهِ فَإِن قويت الطبيعة على نقص الْبدن وتنقيته بالبول يسلم بذلك الْمَرَض من الْخراج لاستفراغ الطبيعة بالمثانة مَا هُوَ مزمع بالتحلب إِلَى بعض المفاصل.

قَالَ: والحمى مَعَ إعياء من شَأْنهَا أَن تحدث الْخراج سَرِيعا وَلَا تنظر بِهِ مُدَّة أطول كَسَائِر الحميات ويعرض لصَاحب هَذِه الْحمى الْخراج عِنْد الْأذن اكثر كَمَا أَنه يعرض لصَاحب الْعِلَل) المزمنة أَن يكون تولد الْخراج فِي أسافل الْبدن أَكثر فَأَما فِي أَصْحَاب الحميات الَّتِي بإعياء من تِلْقَاء نَفسه فلكثرة الْخَلْط فِيهِ وحرارة مُرْتَفعَة إِلَى أعالي الْبدن فَيكون الْخراج من أعالي الْبدن اعني فِي الرَّأْس إِلَّا أَن ينذر قبل الرعاف وَالْخَرَاج يمْنَع كَونه الرعاف بِمرَّة فَأَما الْبَوْل فَإِنَّمَا يمنعهُ إِذا دَامَ أَيَّامًا. قَالَ جالينوس إِن من الْبَين أَن انْقِضَاء الْمَرَض بالرعاف يكون أسْرع مِنْهُ بالبول لِأَن استفراع الأخلاط يحْتَاج إِلَى أَيَّام. لى: قد صَحَّ مِمَّا قُلْنَا إِن أقوى البحارين الرعاف ثمَّ الإسهال ثمَّ الْقَيْء ثمَّ الْبَوْل ثمَّ الخراجات وَرُبمَا كَانَت الخراجات أقوى من الْعرق وَرَأَيْت عداد مرضى سكنت حماهم بِأَن انْدفع الْفضل إِلَى أَيْديهم وأرجلهم ضَرْبَة حَتَّى كَأَنَّهَا صَارَت سقافلوس وعفنت وتساقط اللَّحْم فَهَذَا كُله نوع من أَنْوَاع البحران أَيْضا. لى: يمْنَع من الخراجات فِي الإعياء الْكَائِن من تَلقاهُ نَفسه وَفِي المفاصل الَّتِي تعبت فِي الإعياء الحركي فَإِنَّمَا تكون الخراجات فِي هذَيْن من الإعياء والأمراض المتوسطة فِي الحدة والأزمان. السَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ ج: قَالَ أبقراط: إِذا ظَهرت أَعْرَاض البحران ثمَّ لم يكن بهَا بحران دلّت على موت وَأما على بحران عسر وَقد فسر ج هَذِه الْأَعْرَاض على أَنَّهَا الاستفراغات أَنْفسهَا وَذَلِكَ أَن أبقراط قَالَ هَا هُنَا: إِذا كَانَ الْعرق يجلب نافضاً فَذَلِك ردي. قَالَ ج فِي تَفْسِير ذَلِك: لِأَن أبقراط قد قَالَ إِن أَعْرَاض البحران إِلَى آخر الْكَلَام وَأَنا أرى أَن هَذَا غير مشاكل وَأَن أبقراط لم يرد بقوله إِذا كَانَت أَعْرَاض البحران وَإِن لم يكن بهَا بحران الاستفراغات لَكِن الْأَعْرَاض الَّتِي تتقدم كَون البحران مثل الأرق والقلق وَنَحْوه. لى: رَأَيْت القلق وَالْكرب يتَقَدَّم البحران الْكَائِن بالقيء والرعاف أَكثر من غَيره ويتلوه الَّذِي بالعرق ثمَّ الَّذِي بالاختلاف وَأما الَّذِي ببول وخراج فَلَا. فَنَقُول: إِذا ظَهرت العلامات الباحورية ثمَّ لم يكن بعقبها الْحَرَارَة فَإِن ذَلِك إِمَّا لِأَن الْمَرَض يزِيد زِيَادَة كَثِيرَة مفرطة فَلم يظْهر ذَلِك من أجل أَن يكون بحراناً لَكِن من أجل تزيد الْمَرَض ورداءته فينذر بِمَوْت. وَإِمَّا لِأَن الطبيعة أخذت فِي المجاهدة فظهرت الْأَعْرَاض الباحورية لَيست شَيْئا أَكثر من مجاهدة الطبيعة لِلْعِلَّةِ فَلَمَّا رامت ذَلِك خارت بعد الْجهد فَلم يتبع فعلهَا استفراغ فَدلَّ ذَلِك على أَن البحران عسر لِأَن الْمَرَض قوي والطبيعة ضَعِيفَة بِالْإِضَافَة إِلَيْهِ. وَإِنَّمَا يُمكن أَن يتَعَلَّق من هَذَا الْكَلَام بِلَفْظَة مِنْهُ شُبْهَة وَهُوَ) قَوْله وَلم يُمكن بهَا بحران لِأَن هَذَا كَأَنَّهُ على الاستفراغات أدل مِنْهُ على الْأَعْرَاض الَّتِي تتقدم لِأَن اللَّفْظ الأشكل بِهَذِهِ أَن يُقَال: وَلم يَأْتِ بعْدهَا بحران. فَإِن كَانَ أبقراط يَعْنِي بهَا هَذَا فَهَذَا أردى جدا لِأَن ذَلِك يدل على

أَن ذَلِك الاستفراغ إِمَّا أَن يكون لِكَثْرَة الأخلاط وَإِمَّا من غير الْخَلْط الَّذِي يجب وَإِمَّا لضعف الطبيعة وَكلهَا ردي يحْتَاج أَن يطال فِيهَا الْكَلَام ثمَّ نستقصيه فِي كتَابنَا فِي البحران. لى: من محنة الطَّبِيب أول مَا يحْتَاج أَن تعرف: هَل يَمُوت العليل أَو يسلم فَإِن يسلم فببحران تَامّ أَو يتَحَلَّل ببحران بَين أَو ببحران نَاقص أَو يحلل ذَلِك فِي الْمَوْت ثمَّ هَل البحران يحذر مَعَ شدَّة وخطر أَولا ثمَّ فِي أَي يَوْم يكون بِأَيّ نوع يكون ثمَّ حريز وثيق هُوَ أَولا فَهَذَا من رُؤُوس تقدمة الْمعرفَة. وَيجب أَن تضع أَولا عَلَامَات النضج لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَيْهَا فِي تعرف السَّلامَة والهلاك ثمَّ عَلَامَات الْقُوَّة والضعف ثمَّ عَلَامَات السَّلامَة والهلاك ثمَّ عَلَامَات البحران والتحلل ثمَّ عَلَامَات نوع البحران. ثمَّ عَلَامَات أَي نوع يكون ثمَّ عَلَامَات أحريز هُوَ أم لَا فعلى هَذَا وَقَالَ: دعيت إِلَى عليل قد سَقَطت قوته حَتَّى أَن أَهله كَانُوا يغذونه بِاللَّيْلِ مرَّتَيْنِ فضلا عَن النَّهَار فَلَمَّا جسست نبضه قضيت أَن فِي بعض أحشائه ورما وَقد كَانَ ذَلِك الورم ظهر للنَّاس بالحدس فَأمرت أَلا يغذى الْبَتَّةَ وَأَن يتْرك قاراً هادئاً وَلَا يُحَرك بِشَيْء الْبَتَّةَ إِلَى أَن آمُرهُم بِهِ. وَمَا كنت آمُرهُم بذلك لَوْلَا أَنِّي علمت يَقِينا أَن الْمَرَض قد قرب منتهاه والبحران قد حضر وَأَنه لم يبلغ من ضعف العليل أَلا يحْتَمل أَن يقْلع عَنهُ الْغذَاء يَوْمًا وَاحِدًا وَكَانَت الْمدَّة الَّتِي أتوقع فِيهَا البحران هَذِه الْمدَّة وَلَو أَنِّي رَأَيْت طَبِيعَته مستعدة لِأَن تعْمل بحراناً باستفراغ لَكُنْت سأستفرغه فَلَمَّا كَانَ فِي لَيْلَة ذَلِك الْيَوْم اشتدت الْحمى وَاخْتَلَطَ الْعقل وأعلمتهم أَنه لَا بَأْس عَلَيْهِ وَأَنه سيعرق عِنْد انحطاط النّوبَة ثمَّ فارقته فَلم يعرق العليل تِلْكَ اللَّيْلَة وَأَقْبل اخْتِلَاط الْعقل يزِيد حَتَّى بلغ الْغَايَة. فَجَاءَنِي رجل من أَهله فِي السحر فَأَخْبرنِي بذلك وَكَانَ يؤمي إِلَى أَنِّي أَخْطَأت فِي تركي إِيَّاه بِلَا غذَاء وَإِن سَبَب شدَّة الِاخْتِلَاط إِنَّمَا كَانَ لذَلِك وَإنَّهُ يجب أَن يظل على رَأسه وتوضع عَلَيْهِ الأدهان. ففكرت: لم تَأَخّر البحران فَوجدت: أَن الْبَيْت الَّذِي كَانَ العليل فِيهِ كَانَ شَدِيد الْبرد فَأمرت أَن يُوقد فِيهِ حَتَّى يدفأ ثمَّ يصب على بطن العليل دهن جَار إِلَى أَن يَبْتَدِئ الْعرق فَإِذا برأَ امسك عَن الدّهن وتعاهدوا مسح الْعرق وأمنتهم من الْخَوْف والعرق وأعلمتهم أَنه لَيْسَ يُمكن أَن يَجِيء مِنْهُ شَيْء كثير دفْعَة وَتَقَدَّمت إِلَيْهِم أَن يغذوا العليل إِذا انْقَطع) الْعرق فَلَمَّا فعلوا ذَلِك عرق الْمَرِيض وأقلعت الْحمى وَخفت عَلامَة الورم الَّذِي فِي جنبيهفي ذَلِك الْوَقْت وَبقيت مِنْهُ بقايا عالجناها حَتَّى برأَ مِنْهَا الْبُرْء التَّام فِي ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة. وَلَو أَن غَيْرِي تولى علاج هَذَا لَكَانَ قد قَتله لِأَنَّهُ فِي ذَلِك الْوَقْت كَانَ يغذوه وَيصب عَلَيْهِ وعَلى رَأسه مَا يصب وكل هَذَا كَانَ يمْنَع الطبيعة أَن يَأْتِي البحران. قَالَ: وَلِأَن أبقراط قَالَ: يجب أَن تستفرغ الفضول من حَيْثُ هِيَ إِلَيْهِ أميل وَكَانَت فِي هَذَا مائلة نَحْو الْجلد فاستفرغتها بالعرق. من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ: لماجسست نبض أوديمس قلت لَهُ: إِن طبيعتك قد

علامات الاختلاف

تحرّك لدفع الْفضل وَذَلِكَ أَن النبض سريع الانبساط بطيء الانقباض وَذَلِكَ عَادَته إِذا أَرَادَ أَن يدْفع شَيْئا. فَقَالَ: بِأَيّ نوع يكون الاستفراغ فَقلت: إِن دَلَائِل ضروب الاستفراغ مَعْدُومَة قد يُمكن أَن يكون بالإسهال: لِأَن دَلِيل الإسهال هُوَ عدم سَائِر دَلَائِل الاستفراغ. من كتاب العلامات قَالَ: عَلَامَات كَون البحران بالعرق لين المجسة. لى: يَعْنِي الموجي قَالَ: وعظمها قَالَ وَيكون مَوضِع الْعرق من الْبدن كَأَنَّهُ أندى وأرطب وَظَاهر الْبدن حَار جدا والمجسة سريعة جدا وَرُبمَا هدت شدَّة الْحَرَارَة ويحمر ظَاهر الْبدن وَرُبمَا عرض الارتعاش والقشعريرة والحمى بِحَالِهَا وَأَن يكون العليل جيد الْبقْعَة جيد الْأكل 3 - (عَلَامَات الِاخْتِلَاف) القرقرة والنفخ والمغص والمجسة قَوِيَّة مَعَ صغر وَألا يكون عَادَة الْمَرِيض الْعرق وَلَا الرعاف وَلَا غَيرهمَا لَكِن الِاخْتِلَاف وَيكون سهل الْبَطن فِي الصِّحَّة وَإِن كَانَ مُعْتَادا لشرب المَاء الْبَارِد فِي الصِّحَّة فَإِنَّهُ يكون البحران بالاختلاف لَا محَالة. (عَلَامَات البحران الْكَائِن بالبول) إِذا رَأَيْت المثانة فِي الْمَرَض تكْثر جمع الْبَوْل والبطن لَا يكون فِيهِ الرجيع وَكَانَ العليل بطيء الْعرق قَلِيله كثيف الْبدن والمجسة صَغِيرَة وَظَاهر الْبدن جاس بَارِد وَكَانَ فِيمَا مضى يكثر الشَّرَاب والهواء بَارِد فَإِن البحران يكون بالبول. من مَنْفَعَة النبض قَالَ: من أَصَابَهُ فِي الْأَمْرَاض الحادة بحران جيد صَار نبضه فِي غَايَة الْعظم والإشراف. الأولى من إبيذيميا قَالَ: من أخص خَواص الْحمى المحرقة أَن يكون البحران بالرعاف. الثَّانِيَة قَالَ: رُبمَا كَانَ فِي الْبدن خلط بلغمي فَيحدث للبدن سَبَب يحمى أَو خلط حَار فتهيج حمى وتنقضي هَذِه وتجيء بحرانها سَرِيعا إِلَّا أَنه يكون فِي هَذِه مَا يَجْعَل للخلط الَّذِي كَانَ فِي الْبدن سَببا إِلَى العفن فتهيج حمى أَيْضا ردية فيتوهم أَنَّهَا عودة فِي الأولى وَلَيْسَت كَذَلِك بل حمى أُخْرَى من جنس أُخْرَى. لى: ميز هَذِه 3 - (عَلَامَات لأنواع الْحمى) فَإِذا كَانَت من جنس الأولى علمت أَنَّهَا عودة مِنْهَا بِعَينهَا وَإِذا كَانَت عَلَامَات جنس آخر علمت أَن الْأَمر على مَا وصف هَهُنَا. لى: يجب إِذا كَانَ خلط مستعد لِأَن يستفرغ وقصدت الطبيعة أَن يعين على خلط فاجتذبه إِلَى الْجَانِب الَّذِي هُوَ مائل إِلَيْهِ فَإِن كَانَ إِلَى الْبَطن فبالحقن وَإِن كَانَ إِلَى الكلى فبمَا يدر الْبَوْل وَإِن مَالَتْ إِلَى عُضْو مَا ثمَّ كَانَ خشينا اعنت على ذَلِك بدلك ذَلِك الْعُضْو وتضميده بِمَا يسخنه وتسخيفه بالأدوية الحارة. قَالَ أبقراط: فِي الحميات المحرقة والحادة كلهَا: مَتى رَأَيْت فِي الرَّقَبَة وجع وَفِي الصدغين ثقل وظلمة قُدَّام الْعين وَثقل فِيمَا دون الشراسيف يتمدد وَلَا وجع مَعَه فتوقع الرعاف. قَالَ ج: تمدد الشراسيف من غير وجع يدل على حَرَكَة الأخلاط إِلَى نَاحيَة الرَّأْس

وَأما إِذا كَانَ مَعَ وجع فَيكون من ورم فِي الْحجاب وَلَا ينذر هَذَا الصِّنْف ببحران لذَلِك. قَالَ أبقراط: وَمَتى كَانَ ثقل فِي الرَّأْس كُله ووجع فِي الْفُؤَاد وكرب فَإِنَّهُ يُصِيب الْمَرِيض قيء مرار وبلغم وَأكْثر مَا يُصِيب التشنج فِي تِلْكَ الْحَال للصبيان وَأما النِّسَاء فَيعرض لَهُنَّ مَعَ مَا وَصفنَا وجع الْأَرْحَام وَذَلِكَ يكون لمشاركة الرَّحِم للمعدة فِي الْأَلَم الَّذِي ناله من المرار فَأَما الكهول فَيعرض لَهُم مَا وَصفنَا إِذا عرض لَهُم استرخاء فِي بعض الْأَعْضَاء وجنون أَو عمى لفضول تنحدر إِلَى الْعين. الثَّالِثَة من تَفْسِير الثَّانِيَة: توقع فِي كل استفراغ كَانَ قبل النضج فَخفت بِهِ الْحمى عودة وَقد يكون كثيرا فِي المحرقة أَن يرعف العليل فِي الثَّالِث فَلَا يكون بِهِ بحران ثمَّ يخْتَلف أَو يعرق فِي السَّابِع وَنَحْوه وَهَذَا أَكثر مَا يكون فِي القوية الْحَرَارَة. قَالَ: النوائب والشدة إِذا كَانَت فِي الْأزْوَاج مُنْذُ أول الْمَرَض فَإِنَّهُ يدل أَحْيَانًا على أَنه يكون البحران خبيثاً جدا فِي الْقيَاس وَيدل أَحْيَانًا على أَن الْمَرَض يطول وَإِذا تحرّك الْمَرَض حَرَكَة قَوِيَّة فِي الرَّابِع بنوبة خبيثة يكون فِيهِ مَاتَ صَاحبه فِي السَّادِس كَمَا أصَاب ذَلِك مرضى كثيرا ذكرهم أبقراط. قَالَ: قد تحدث أورام عِنْد الآذان وَلَا يكون بهَا بحران وَرُبمَا نَضِجَتْ هَذِه وَرُبمَا لم تنضج فَلَا تثق بهَا جمعت أَو لم تجمع إِلَّا يكون بعد النضج. الْمقَالة الثَّانِيَة من الأولى: مَتى كَانَ الْمَرَض يَنُوب فِي الْأزْوَاج فَفِي الْأزْوَاج يَأْتِي بحرانه وَإِن كَانَ) يَنُوب فِي الْأَفْرَاد فَفِي الْأَفْرَاد وَذَلِكَ لِأَن فِي يَوْم النّوبَة يكون الأخلاط رقيقَة تغلى وتفور وَتَكون مَعَ ذَلِك لذاعة مهيجة للطبيعة فتأتي الطبيعة أَن تدفعها بالرعاف والقيء والعرق وَنَحْوه. 3 (الرعاف) الثَّانِيَة من إبيذيميا قَالَ: لَا يقطر فِي حَال من الْأَحْوَال من الْأنف فِي مرض قتال دم أَحْمَر مشرق وَلَكِن أسود شَدِيد السوَاد وَيرد مَا هَهُنَا. لى: الأولى من الثَّانِيَة من إبيذيميا قَالَ إِذا كَانَ الْمَرَض يعرق فِيهِ الْمَرِيض مُنْذُ أول أمره فَإِن بحرانه عسر وخاصة إِن لم يكن ذَلِك بِحَسب رُطُوبَة الْهَوَاء فَإِنَّهُ قد يكون إِذا كَانَت أمطار الْعرق مُنْذُ أول الحميات. وَهَذَا أَيْضا يعسر البحران فِيهِ لَكِن أقل كثيرا مِمَّا يكون ذَلِك فِيهِ من أجل طبع الْمَرَض نَفسه وَإنَّهُ لَيْسَ يكون بحرانه جيدا الْبَتَّةَ قبل مُنْتَهى الْمَرَض. وَمَا سبق وَكَانَ قبل منتهاه كَانَ ردياً. الْأَعْرَاض الَّتِي تكون فِي وَقت البحران إِذا ظَهرت ثمَّ لم يكن بحران فَإِنَّهُ رُبمَا دلّت على الْمَوْت وَرُبمَا دلّت على البحران بعسر. ج: يُرِيد بعسر: صعوبة البحران وَإِلَّا يكون تَاما لَكِن تبقى مِنْهُ بَقِيَّة تطول بِهِ مُدَّة الْمَرَض وَأما أَن يقْلع الْمَرَض ثمَّ يعاود سَرِيعا إِذا كَانَ البحران قبل النضج إِذا كَانَ

الْمَرَض عَظِيما فَإِنَّهُ يكون قتالاً فِي أَكثر الْأَمر. وَإِن كَانَ يَسِيرا: فَأَما أَن يكون بحراناً مَحْمُودًا وَإِمَّا لَا يكون تَاما. الْأَشْيَاء الَّتِي يكون بهَا بحران جيد إِذا لم يكن بهَا بحران جيد وَكَانَ بهَا بحران ردي فَتلك عَلامَة ردية. وَذَلِكَ إِمَّا أَنه ينذر بعودة ردية وَإِمَّا بانقلاب الْمَرَض عَن طبعه إِلَى الطَّبْع الردي الخراجات: أَحْمد الخراجات الَّتِي يكون بهَا انْتِقَال الْمَرَض من عُضْو إِلَى عُضْو أَو بحران مَا كَانَ مِنْهَا بالبعد من مَوضِع الْعلَّة الَّتِي فِي أسافل الْبدن. والبحران الَّذِي يكون بِشَيْء يجْرِي وَيخرج من الْبدن كالبول وَالْبرَاز والقيء وَالدَّم والمدة من الْأذن والعرق وَنَحْو ذَلِك أفضل من الْكَائِن بالخراجات والبزاق وَالْكثير من الْأَشْيَاء الدَّاخِلَة فِي عداد مَا يسيل من الْبدن والمخاط وَنَحْوهَا من الدُّمُوع وَغَيره. وكل هَذِه وخاصة البزاق وَالْبَوْل والعرق إِذا لم يكن كثيرا لم يسْتَحق أَن يكون بِهِ البحران. قَالَ: وَقد يكون البحران بالخراجات الَّتِي تكون تَحت الْجلد وَلَا تَجْتَمِع الْمُسَمَّاة تعقد العصب وَالَّتِي تتقيح وَتجمع من الدمامل والقروح والبثور وَنَحْوهَا من الجرب المتقشر والحكة وَسُقُوط) الشَّهْوَة والبرص وَمَا أشبه ذَلِك. قَالَ: وَلَيْسَ يَكْفِي فِي جودة الخراجات بِأَن تكون فِي عُضْو أخس وأسفل الْبدن وَدون الْبَطن وَفِي الْبعد عَن مَوضِع الْعلَّة لَكِن تحْتَاج مَعَ ذَلِك أَن يكون الْعُضْو الَّذِي يصير إِلَيْهِ مِقْدَار وسعة يُمكن أَن يَسعهُ ذَلِك الْفضل ويرتبك فِيهِ فَإِن فُلَانَة إِن مَال الْفضل إِلَى إبهامها فَلم يحْتَملهُ الْإِبْهَام فَعَاد رَاجعا فعاودها الْمَرَض وَكَانَ الْمَوْت. وَرُبمَا كَانَ للحامل بالإسقاط بحران وخاصة لثمانية أشهر وللشهر الَّتِي لَا يعِيش فِيهَا الْجَنِين. وَقد تكون الخراجات الَّتِي يكون بهَا البحران دَاخل الْبدن فَتكون دبيلات إِلَّا أَنَّهَا أردى مِمَّا فِي ظَاهر وَإِن كَانَ بهَا بحران للمرض فَإِنَّهُ رُبمَا انْدفع الْفضل إِلَى الرَّحِم وَإِلَى الأمعاء أَو الْمعدة فأحدث دبيلة وَكَانَ بِهِ بحران بالحمى إِلَّا أَن الْحَالة تكون ردية. وَقد يكون البحران بداء الْفِيل والدوالي وَأُمُور يدوس وانتفاخ الْأَطْرَاف والورم فِي الثدي وَجَمِيع الغدد. وَيكون بالثقل فِي بعض الْأَعْضَاء كالظهر والفخذ وَنَحْوه فَإِن ذَلِك إِنَّمَا هُوَ لفضل ينصب إِلَيْهِ. وَمَا كَانَ من الخراجات الَّتِي تكون مَعَ علل السعال فَوق الْبَطن فَلَيْسَ بكامل السَّلامَة وَمَا كَانَ دون الْبَطن فسليم.

كَيفَ يُمكن أَن يجْرِي بالرعاف إبِْطَال دم كثير يكون ذَلِك. لِأَن الدَّم يفور ويغلي ويرتفع إِلَى الرَّأْس شَيْء كثير دفْعَة: إِمَّا أَن يتفتح أَفْوَاه الْعُرُوق وَإِمَّا أَن يَحْتَرِق. وَإِنَّمَا يكون ذَلِك لِأَن الدَّم إِذا سخن لم يَسعهُ فضاؤه لِأَنَّهُ يتَوَلَّد فِيهِ ريح قَوِيَّة جدا. لى: وَسَائِر الإفراطات فِي الاستفراغ على نَحْو هَذَا تكون وَذَلِكَ أَيْضا يكون إِمَّا لرقة هَذَا الْخَلْط وغليانه وَإِمَّا لِأَن الطبيعة لشدَّة أَذَاهُ تَدْفَعهُ دفعا عنيفاً فَيعرض مِنْهُ مَا يعرض من البثور وَقد يكون إقلاع الحميات بقروح تخرج فِي الْبدن. وَمَتى خرجت القروح والخراجات وَلم تسكن الْحمى فَاعْلَم أَن الْخَلْط كثير وَأَن فِي الْبدن مِنْهُ بقايا. لى: فأعن على نفضه امْرَأَة حدث بهَا استطلاق الْبَطن باحوري ترهل فِيمَا يَلِي الخاصرة وحكة فِي ظَاهر الْبدن ثمَّ اسود ذَلِك الترهل وَمَاتَتْ وَذَلِكَ إِنَّمَا كَانَ من أَن الاستفراغ كَانَ مقصراً فَلذَلِك يَنْبَغِي لَك أَلا تقطع ذَلِك مَتى ظَنَنْت ذَلِك وَإِن انْقَطع وَأَنت عَالم أَنه يحْتَاج إِلَى الزِّيَادَة) فاستفرغه أَنْت. قَالَ: والترهل يحدث كثيرا فِي الْبَطن إِذا انْقَطع الِاخْتِلَاف وَلم يستتم. لى: إِلَّا أَنه رُبمَا بَادر إِلَى التقرح والرداءة وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْخَلْط ردياً وَرُبمَا لم يُبَادر وَذَلِكَ إِذا لم يكن حاراً. قَالَ: وَحدث خراج فِي خاصرة امْرَأَة أُخْرَى حَتَّى قطعت اختلافها لِأَنَّهَا ترهلت خَاصرتهَا وَفَسَد مزاجها. الثَّانِيَة من الثَّامِنَة قَالَ: كَانَ بمرضى اخْتِلَاف رَقِيق مائي زبدي وَكَانَت بهم حميات فَلم يكن يَنْبَغِي أَن يحبس ذَلِك الِاخْتِلَاف وَإِن كَانَ كثيرا ردياً خَارِجا عَن الطَّبْع وَقد جرب أَنه مَتى قطع مثل هَذَا الاستفراغ عرض مَعَه حمى وورم فِي الكبد خَاصَّة رُبمَا عرض فِي غير الكبد من الثَّالِثَة من الثَّامِنَة من إبيذيميا قَالَ: فِي الحميات حمرَة الْوَجْه جدا وَثقل الرَّأْس والإعياء ووجع فِي قَعْر الْعين واسترخاء إِذا كَانَ بالحامل أسقطت. قَالَ: من يَجِيئهُ عرق كثير لَا يُمكن أَن يُصِيبهُ بحران تَامّ بالاختلاف. قَالَ: وَذَات الْجنب رُبمَا أَتَاهُ البحران بِمدَّة تجْرِي من الْأذن من الْجَانِب العليل مَتى لم يكن الاستفراغ على مَا يَنْبَغِي فِي الكمية لَكِن أقل فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يحدث ورماً فِي المفاصل أَو يحصل فِي أحد الْجَانِبَيْنِ فِيمَا دون الشراسيف فيرم وَيعود الْمَرَض وَإِن قصر الرعاف من الْجَانِب الْأَيْسَر ثمَّ لم يخرج خراج فِي الْجَانِب الْأَيْسَر فَإِنَّهُ يرم الطحال وَإِن قصر درور الْبَوْل والرعاف من الْأَيْمن ثمَّ لم يخرج خراج فِي الْأَيْمن ورم الكبد. قَالَ: وَإِذا حدث الورم فِي الْجَانِب الْأَيْسَر أَو الْأَيْمن أَعنِي فِي الكبد أَو الطحال عَاد

الْمَرَض فَإِذا رَأَيْت الطبيعة مقصرة فِي دفع مَا يَنْبَغِي فأعنها وتحر أَن يكون ذَلِك بِحَسب مَا ترى من ميلها فإمَّا بالإسهال وَإِمَّا بالبول وَإِمَّا يتهيج خراج فِي بعض المفاصل بدواء حَار تضعه عَلَيْهِ وَإِمَّا بإمالة الْمَادَّة إِلَى عُضْو أقل شرفاً كَمَا يمِيل مَادَّة الْعين إِلَى الْأنف. وَإِذا كَانَ الدّفع ضَعِيفا فاستجره إِلَى عُضْو قريب من الْعُضْو العليل وَكَذَلِكَ فاجهد فِي مَنعه مَتى كَانَ مَا يستفرغ من غير الْخَلْط الَّذِي يَنْبَغِي إِذا كَانَ الْخراج فِي مَوضِع خطير والانصباب إِلَى مَوضِع شرِيف. الرعاف الغزير حميد جيد تكون بِهِ السَّلامَة فِي الْأَكْثَر والقليل أَعنِي قطر الدَّم من المنخرين ردي يعسر مَعَه البحران أَعنِي أَن يكون نَاقِصا أَو غير حريز.) لى: قد ذكرت فِي غير مَوضِع أَنه ردي لَيْسَ بكامل الْجَوْدَة قَالَ: وَمن شَأْن الرعاف أَن يكون بِهِ بحران الْأَمْرَاض الحادة وَكَذَلِكَ من عَادَته أَن يكون فِي الْأَفْرَاد وَقل مَا يكون الرعاف فِي الرَّابِع فَأَما السَّابِع وَالْخَامِس فَأكْثر مَا يكون وبعدهما فِي ذَلِك الثَّالِث أَو التَّاسِع. السَّادِسَة من الثَّانِيَة: إِذا انْطلق اللِّسَان وَتكلم العليل فِي يَوْم بحران فَهُوَ جيد لِأَن الْكَلَام لَا يكون إِلَّا وَقد قويت العضل كَثِيرَة وقوتها فِي ذَلِك الْيَوْم تنذر ببحران وَفِي سَائِر الْأَيَّام إِلَّا أَنه فِي يَوْم بحران جيد أَجود. وَإِذا كَانَت حماه لَا تهزل الْوَجْه وَلَا تغيره وَلَا تضمر مَا دون الشراسيف والنبض فِيهَا عَظِيم جدا قوي فَإِنَّهَا سليمَة إِلَّا أَنَّهَا تطول. وَمثل هَذِه قد يكون بحرانها برعاف كثير ويوجع الْوَرِكَيْنِ وَرُبمَا عرض لَهُ تشنج فينحل بِهِ لِأَن هَذَا مرض امتلائي. لى: تحصل مَا يكون بِهِ البحران: الْقَيْء والرجيع والرعاف والمخاط والبزاق والدموع (الخراجات) والعرق وورم الغدد ووجع الورك وَالظّهْر وَالركبَة وورم فِي بعض الْأَعْضَاء واليرقان لغير اللَّوْن ووجع فِي بعض الْأَعْضَاء بِلَا ورم. الأولى من السَّادِسَة قَالَ: مَتى كَانَت الْحمى حادة سليمَة ورجوت البحران قَرِيبا ثمَّ رَأَيْت الْبَوْل قد احْتبسَ بَغْتَة من غير أَن يتقدمه استطلاق الْبَطن فَاعْلَم أَنه سيتبعه النافض وَبِه يكون البحران لَا محَالة بعرق فَإِن كَانَ قد صَعب على العليل قبل ذَلِك ليلته أَو يَوْمه وَكَانَ ذَلِك فِي يَوْم باحوري قدرت أَن تتقدم بالإنذار بِثِقَة واتكال فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك النبض الباحوري فَإِن النافض يكون قَوِيا شَدِيدا. وَمن هَذِه الْمقَالة قد يكون لوجع الْأَرْحَام بحران بوجع الورك أَو بخراج يخرج فِيهِ من أَرْبَعِينَ يَوْمًا إِلَى عشرَة أشهر. وَأما أبقراط فَقَالَ: يكون انْقِضَاء وجع الرَّحِم بوجع الورك فِي ثَمَانِيَة أشهر وَفِي عشرَة. قَالَ: إِن اخْتلف الْبَطن انطلاقاً كثيرا فَلَا يجب أَن تثق من احتباس الْبَوْل بِاتِّبَاع النافض فَإِن الْبَطن معتقلاً من احتباس الْبَوْل وَعلمت بِمَا تقدم أَن البحران قريب فقد يجب أَن

تعلم ضَرُورَة أَنه يُصِيب ذَلِك الْمَرِيض نافض يتلوه عرق. وَأَصَح مَا يكون هَذَا إِذا كَانَت الْحمى مرارية خَالِصَة. والأسباب الَّتِي تقدّمت مُوجبَة لإحداث المرار وتولده فَتكون مثلا محرقة خَالِصَة) أهاجتها أَطْعِمَة مرارية وتعب ورياضات لِأَن بحران هَذِه قد يكون كثيرا بِأَن يخرج ذَلِك الْفضل المراري إِلَى خَارج الْبدن وَيكون لذَلِك نافض الحميات الَّتِي تبتدئ بنافض ويتبعها عرق. قَالَ مَا تحدث فِيهَا الخراجات لِأَن النافض فِي البدء والعرق فِي الانحطاط يستفرغ الفضول كالحال فِي الغب وَالرّبع فَلَا تحْتَاج الطبيعة إِذا أَن تحدث الْخراج إِلَّا أَن يكون الْفضل فِي غَايَة الْكَثْرَة. جري الدُّمُوع بِلَا إِرَادَة فِي حمى حادة الْحَرَارَة فِيهَا أَزِيد جدا مَعَ دَلَائِل السَّلامَة يدل على الرعاف وَمَعَ دَلَائِل الْهَلَاك على الْهَلَاك. الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: يحْتَاج حُدُوث البحران بالخراج والأورام إِلَى أَن يكون الْمَرَض عديماً للنضج وَيكون مَعَ ذَلِك سليما لِأَن الْمَرَض النضج يكون انقضاؤه باستفراغ محسوس وَالْمَرَض الْخَبيث الْقِتَال لَا يكون فِيهِ خراج باحوري الْبَتَّةَ وَمَتى بَقِي الْمَرَض مُدَّة طَوِيلَة غير نضيج ثمَّ لم يكن خبيثاً فَيَنْبَغِي أَن تتَوَقَّع حُدُوث خراج كَمَا قَالَ أبقراط فِي كتاب تقدمة الْمعرفَة: أَن من يَبُول بولاً رَقِيقا مُدَّة طَوِيلَة وَسَائِر دلائله تنذر بسلامة فتوقع حُدُوث خراج. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْخراج مزمعاً أَن يخرج فَإِنَّهُ يخرج إِمَّا فِي الصَّدْر ونواحيه فَفِي الْجَانِب الَّذِي يحدث فِيهِ الوجع وَإِمَّا فِي الْبَطن الْأَسْفَل فَفِي الْجَانِب الَّذِي يحدث فِيهِ التمدد والترفع بِأَن يحدث بِهِ الْخراج فَتكون سحنة وَجهه على الْحَال الطبيعية وَذَلِكَ أَن مَرضه لَيْسَ بخبيث فَإِن احمر مَعَ ذَلِك وَجهه حمرَة شَدِيدَة فَإِنَّهُ إِن لم يرعف أَو رعف رعافاً قَلِيلا خرج الْخراج فِي أصل الْأذن لِأَن الْخَلْط مائل إِلَى فَوق. قَالَ: 3 (الحميات الحادة) الَّتِي يَأْتِي فِيهَا البحران بِسُرْعَة يكون انقضاؤه باستفراغ يقْلع بهَا الإقلاع التَّام. وَأما الساكنة فَإِنَّهَا تطول ثمَّ أَنَّهَا تسكن سكوناً غير تَامّ ثمَّ تعاود فَيَأْتِي فِيهَا البحران يَأْتِي باندفاع شَيْء يغيض وَيحصل فِي بعض الْأَعْضَاء فَيكون حِينَئِذٍ الِانْقِضَاء التَّام. الحميات المجانسة للغب وَهِي الغب الممتدة فَإِنَّهَا تحدث أبدا فِي اللَّيْلَة الَّتِي قبل النّوبَة. فِيهَا للْمَرِيض صعوبة واضطراب فَاعْلَم أَن ذه مِنْهَا بِأَن ذَلِك من طبعها لِئَلَّا تظن أَنه يدل على بحران وَلَا سِيمَا إِن كَانَ مَعَ سَائِر الدَّلَائِل وَأَشد النَّاس اسْتِعْدَادًا للرعاف من الْأَسْنَان الَّذين راهقوا الْحلم. وَمِنْهُم أَكثر مَا يكون فِي الصِّحَّة وَالْمَرَض.

علامات البول

الْحَيَّات الإعيائية: إِن لم يكن فِيهَا بَوْل ثخين أَو رُعَاف خرجت خراجات فِي المفاصل. الرَّابِعَة من السَّادِسَة إِذا خرجت الخراجات عِنْد الْأذن ثمَّ تحللت وَلم تتقيح فتوقع عودة الخراجات. إِن لم يكن فِيهَا بَوْل ثخين أَو رُعَاف خرجت خراجات فِي المفاصل. الرَّابِعَة من السَّادِسَة إِذا كَانَ بِإِنْسَان حمى محرقة ثمَّ خرج نَفسه بَارِدًا أَو تبع ذَلِك بخار أَو عرق أَو بخار حَار فَإِنَّهُ يَمُوت سَرِيعا. السَّادِسَة من السَّادِسَة حَيْثُ ترى أَن الدَّم مائل إِلَى الرَّأْس والرعاف مُحْتَاج إِلَيْهِ وَقد عسر فاعقر الْجَانِب الَّذِي تزيد من المنخرين بحديدة دَاخل المنخرين حَتَّى يسيل الدَّم فَإِن القدماء كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِك. وَإِذا فعل ذَلِك ثمَّ كَانَ الدَّم لَا يخرج أصلا فَإِنَّهُ مهلك فَإِن كَانَ يخرج قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ ردي. الْيَهُودِيّ: عَلَامَات البحران بالعرق النبض الموجي وسخونة الأوصال ونداوة الْبدن. (عَلَامَات الْبَوْل) ثقل فِي الْعَانَة وحرقة فِي الإحليل. (عَلَامَات البرَاز) ثقل فِي الْبَطن وجولان وامتداد فِي المرق. أهرن قَالَ: مِمَّا يدل على أَن البحران ردي: أَن يكون فِي بَدْء الْمَرَض أَو فِي الصعُود قبل الهضم أَو فِي يَوْم غير باحوري. وَضعف الْقُوَّة وَقُوَّة الْمَرَض دَلِيل على أَن البحران ردي وبالضد. الأولى من مسَائِل إبيذيميا قَالَ: يعين البحران إِن رَأَيْت الفضول أَنَّهَا مَالَتْ نَحْو المعي فلتعن بالإسهال وَإِن مَالَتْ نَحْو الكلى فِيمَا يدر الْبَوْل وَإِن مَالَتْ إِلَى بعض الْأَعْضَاء فبإسخان ذَلِك الْعُضْو. إِذا كَانَت الْحمى محرقة شَدِيدَة قَوِيَّة ثمَّ كَانَ فِي يَوْم بحران ورعاف غير غزير لَكِن قطر يسير فَإِن ذَلِك ردي لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون بِهِ بحران تِلْكَ الْحمى مَعَ عظمها لِأَن الاستفراغ يجب أَن يكون بِحَسب قُوَّة الْمَرَض فَإِن لم يموتوا سَرِيعا فَإِنَّهُ سيحدث لثم استفراغات آخر بالبطن أَو الْقَيْء أَو نَحْو ذَلِك. إِذا حدث يرقان فِي يَوْم ردي وَلم يخف عَلَيْهِ الْمَرَض فَإِنَّهُ يدل على أَن الطبيعة لَا تقوى على الْفضل فَإِن حدث بِهِ استفراغ آخر تمّ بِهِ البحران وَإِلَّا هلك. إِذا كَانَت الْحمى المحرقة تشتد فِي الْأزْوَاج فَإِن بحرانه ردي يَجِيء فِي السَّادِس. الْعرق الْبَارِد فِي الْيَوْم الرَّابِع يدل على الْمَوْت فِي السَّادِس. 3 (البحران فِي السرسام) يكون فِي أَكثر الْأَمر فِي الْحَادِي عشر وَذَلِكَ أَنه لَا يَبْتَدِئ السرسام ابْتِدَاء لكنه يحدث على الْأَكْثَر فِي الْيَوْم الثَّالِث وَالرَّابِع ثمَّ إِنَّه مُنْذُ ذَلِك يتم بحرانه فِي أُسْبُوع كَمَا ياتي البحران فِي الغب فِي سَبْعَة أدوار هَذَا إِذا كَانَت الْحمى المحرقة حافظة لطبائعها خَالِصَة. فَأَما إِن كَانَت غير خَالِصَة أَعنِي غير شَدِيدَة الحدة والحرارة فقد يُمكن أَن يتَأَخَّر بحران إِلَى الْعشْرين. وَذَلِكَ

يكون لعلل: إِمَّا لِأَن ابْتِدَاء السرسام حدث فِي السَّابِع أَو بعده أَو قبله بِقَلِيل وَإِمَّا لِأَنَّهُ أَتَى قبل الْعشْرين بحران نَاقص ثمَّ فِي الْعشْرين وَإِمَّا لِأَن حمى السرسام لَيست بشديدة الحدة. قَالَ: إِذا حدث بحران نَاقض فَلَا تثق بِهِ فِي الصِّحَّة فَلِأَن فلَانا الْمَرِيض خرجت بهم خراجات فِي أصُول الْأذن وتقيحت لَكِن مَاتُوا لِأَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ نضج من أخلاطهم يدلك الْقدر وَلم يكن مَا فِي لى: فَلَا تثق أبدا إِلَّا بالنضج الْكُلِّي. قَالَ: 3 (البحران فِي الصّبيان) وَمَا قرب مِنْهُم من الْأَسْنَان أسْرع. بحران الغب الْخَالِصَة يَأْتِي فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَمُدَّة نوبتها اثْنَتَا عشرَة سَاعَة وَالرّبع مُدَّة نوبتها ثَمَانِيَة عشرَة سَاعَة وَيَجِيء بحرانها فِي أحد عشر دوراً فالنسبة بَين الاثنتي عشرَة إِلَى السَّبْعَة كَمَا بَين الثَّمَانِية عشرَة إِلَى الإحدى عشرَة والنائبة كل يَوْم بحرانهاأربعة دوراً وَالنِّسْبَة هَهُنَا مَحْفُوظَة. قَالَ وَهَذَا بحران الخوالص مِنْهَا الَّتِي أَنَّهَا لَيست شَدِيدَة الحدة وَلَا ممزجة بِشَيْء يطيلها. قَالَ: غير أَن الرّبع وَالْغِب إِذا أَتَى بحرانها فِي هَاتين المدتين فَإِن البحران يكون تَاما حريزاً وَأما النائبة فِي كل يَوْم فَإِن أَتَى البحران فِيهَا فِي هَذِه الْمدَّة فَإِن الْبدن لَا ينقى فِيهَا لَكِن يبْقى فِيهَا فِي الْبدن بعد ذَلِك بَقِيَّة تنضج على طول الْمدَّة وَتخرج بالبول وَالْبرَاز. لى: على مَا رَأَيْت بالتجارب وَقد لَاحَ أَيْضا فِي هَذَا الْكتاب فِي غير مَوضِع: أقوى البحارين مَا يكون بالرعاف وَبعده الَّذِي بالإسهال ثمَّ الَّذِي بالقيء وَأما بحران الْعرق فَإِنَّهَا كثيرا مَا لَا يكون تَاما وَتَكون بِهِ عودات اللَّهُمَّ إِلَّا أَن الْكثير المفرط مِنْهُ السهك الرَّائِحَة. الثَّانِيَة من مسَائِل إبيذيميا قَالَ: قد يكون الرعاف الغزير لتخليط إِن كَانَ الْمَرَض يعد أعظم قُوَّة.) الرعاف الغزير قد يدل على استيطال الْمَرَض. قَالَ: وَقد يكون اعوجاج الْفَم والاسترخاء لانتقال عِلّة الدِّمَاغ إِلَى هُنَاكَ وَقد يكون ذَلِك لِأَن الْعلَّة الَّتِي فِي الدِّمَاغ غلظت وَيفرق بَينهمَا بِأَنَّهُ إِن سكنت الْأَعْرَاض الردية الَّتِي فِي أَفعَال الدِّمَاغ فَإِن الاسترخاء والتشنج إِنَّمَا كَانَ لانتقال الْعلَّة إِلَى هُنَاكَ وَإِن لم تسكن فَإِنَّهُ لرداءة الْعلَّة وقوتها أَيْضا. قَالَ ولتكن ثقتك لذَلِك أَكثر إِذا حدث فِي يَوْم بحران. السَّادِسَة قَالَ: مَتى كَانَت فِي حمى محرقة قد ظَهرت عَلَامَات النضج وَكنت تتَوَقَّع بحراناً قَرِيبا وَاحْتبسَ الْبَوْل وَلم تَنْطَلِق الطبيعة فَتقدم فانذر بِثِقَة وبصيرة أَنه سَيكون نافض يتلوه عرق يكون بِهِ البحران وخاصة إِن كَانَ التَّدْبِير قبل ذَلِك تدبيراً مولداً للمرار.

الخراجات: يمْنَع من كَونهَا النافض فَمن كَانَت حماه تنفضه فَإِنَّهُ لَا يكون لَهُ بحران بخراج. وَذَلِكَ لِأَن النافض فِي كل يَوْم يستفرغ ذَلِك الْفضل. لى: البحرانات إِنَّمَا تكون فِي الْأَكْثَر فِي الحميات المطبقة لِأَن التَّحَلُّل لَا يكون فِيهَا فَتكون الطبيعة تدفع الْفضل فِي ضَرْبَة. الْأَمْرَاض الحادة جدا والأمراض الَّتِي يظْهر فِيهَا النضج لَا يكون بحرانها لَكِن باستفراغ والأمراض الطَّوِيلَة السليمة يكون البحران فِيهَا إِمَّا بخراج وَإِمَّا بتحلل خَفِي إِذا كَانَ أَبْطَأَ وَأسلم اريباسيوي قَالَ: إِذا مَا عرض فِي الْيَوْم الرَّابِع قطر من دم من الْأنف أفجر عروق الْأنف وَأخرج مِنْهُ دَمًا كثيرا بِمِقْدَار الْقُوَّة فَإِن ذَلِك أصلح أَن تستفرغ من الْمَوَاضِع الَّتِي مَال إِلَيْهَا. الأولى من أغلولق فِي آخرهَا قَالَ: الصداع علم من أَعْلَام البحران غير مفارق لَهُ إِذا كَانَ البحران يُرِيد أَن يكون بالرعاف أَو الْقَيْء. قَالَ: وَآيَة ذَلِك أَلا يكون الصداع عرض مُنْذُ أول الْأَمر كبعض الْأَعْرَاض الَّتِي يلْزمه لكنه إِنَّمَا حدث فِي وَقت التَّغَيُّر قبل البحران. وَالدَّلِيل الثَّانِي أَن يكون فِي الرَّأْس والرقبة وجع وَتَكون الْمَوَاضِع الَّتِي دون الشراسيف متحدبة إِلَى فَوق وَأَن يعرض للْمَرِيض عسر فِي نَفسه بَغْتَة كَأَن صَدره قد ضَاقَ فَإنَّك بعد أَن يظْهر لَك هَذِه الدَّلَائِل كلهَا إِن وجدت نبض الْعُرُوق قد عظم بَغْتَة ثمَّ بَقِي على عظمه فَلم ينخفض وَلَا ضعف فتوقع حُدُوث البحران على الْمَكَان فَإِن وجدت النبض مَعَ مَا لَا ينخفض قد زَاد) إشرافه وقوته فتفقد عِنْد ذَلِك وَجه الْمَرِيض فَإِنَّهُ إِن وجدت فِيهِ موضعا يختلج أَو وجدت عروق الصدغين تضرب أَو رَأَيْت حمرَة زَائِدَة فِي الوجنة وَالْأنف أَو الْعين فليزدد رجاؤك قُوَّة فَإِن جرى مَعَ ذَلِك من الْعين دمع من غير إِرَادَة أَو رأى العليل بَين عَيْنَيْهِ شَبِيها باللمع والشعاع ورأيته يبْعَث بِأَنْفِهِ كَأَنَّهُ يحكه فَإِنَّهُ ينفجر الدَّم على الْمَكَان وَلَا يهولنك عِنْد ذَلِك اخْتِلَاط عقل الْمَرِيض أَو وثوبه من الْفراش. ويؤكد ذَلِك السن وَالزَّمَان وَنَوع البحران الَّذِي قد أَتَى نَاسا كثيرا ويؤكد ذَلِك إِن كَانَ الْمَرِيض قد انْقَطع عَنهُ استفراغ دموي قد اعتاده. مسَائِل الْفُصُول قَالَ: الَّذين يتخلصون بالبحران أَكثر من الَّذين يموتون إِلَّا أَن يكون الْهَوَاء وبائياً. لى: الوباء يعسر البحران ويفسده. الثَّانِيَة من الْفُصُول إِذا كَانَ البحران بخراجات أَو بثور أَو يرقان أَو خوانيق فَإِنَّهُ قد يكون ذَلِك فِي علل الدِّمَاغ فَانْظُر إِلَى مَا يبرز من الْبدن فِي البرَاز وَالْبَوْل والعرق والقيء فَإِن كَانَت مرارية فَإِن الْفضل لم ينْدَفع كُله فَلَا تغذ العليل دون الاستفراغ وبالضد. لى: يكون بحران بجدري وتعفن بعض الْأَعْضَاء فَإِذا وجدت ذَلِك فِي يَوْم باحوري

بعد نضج وخف من العليل فَإِنَّهُ بحران لَا محَالة وَإِذا حدث فِي السَّادِس أَو قبل النضج فَإِنَّهُ ردي قتال. من محنة الْأَطِبَّاء قَالَ: الْمَرْأَة قد يكون بحرانها بانبعاث الطمث. وَقَالَ: كَانَ مَرِيض بِهِ ورم فِي بَطْنه وَحمى حارة وَقد بلغ بِهِ الضعْف إِلَى أَن أَهله يغذونه بِاللَّيْلِ فَلَمَّا جسست نبضه علمت أَن بِهِ ورماً عَظِيما فِي بَطْنه وَأَن مُنْتَهى مَرضه قريب جدا أمرت أَن يمسك عَن الْغذَاء وقدرت أَن يَجِيئهُ بحرانه بعد يَوْم وَعلمت أَنه لَا يَمُوت من ترك الْغذَاء يَوْمًا وَاحِدًا وأنذرت أَنه سيعرق فِي تِلْكَ اللَّيْلَة الَّتِي بعد ذَلِك الْيَوْم وَيبرأ فَلَمَّا كَانَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَة قلق الْمَرِيض جدا وتوثب وَاخْتَلَطَ وَلم يعرق فَجَاءَنِي قيمه وَهُوَ يُشِير فِي كَلَامه إِلَى أَنِّي أَخْطَأت فِي الْمَنْع من تغذيته فتفكرت فِي تَأَخّر البحران فَإِذا تَأَخّر من أجل برد بَيته الَّذِي هُوَ فِيهِ فَأمرت أَن يدْخل بَيْتا دفياً فِيهِ وقود فَإِذا سخن بدنه صب على بدنه دهن حَار إِلَى أَن يَبْتَدِئ يعرق فَإِذا بَدَأَ يعرق كف عَن الصب وأعن بمسح الْعرق. وأعلمتهم أَنه لَا يَجِيء مِنْهُ شَيْء كثير وأمرتهم أَن يغذوه بعده. فعرق وَبرئ وَبقيت بَقِيَّة قَليلَة عالجتها فِي أَيَّام وَلَو أَن غَيْرِي عالجه صب على رَأسه دهن ورد وغذاه وبرده فَكَانَ يقْتله هَذَا. يَقُول إِنَّه يكون بحران لورم الأحشاء بالعرق وَمَا أقل بحران الحميات المحرقة الورمية إِلَّا) بالرعاف وَلَا يكَاد يَنْقَضِي بهَا أَيْضا لَكِن تبقى بَقِيَّة تتحلل أَو تنضج على الزَّمَان. من كتاب الدَّلَائِل قَالَ: إِذا بَادر البحران فَكَانَ قبل النضج فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يؤول إِلَى الْمَوْت وَإِمَّا إِلَى طول البحران وعسره وتعذره. فَانْظُر بعد ذَلِك فَإِن كَانَ بعد هَذِه العلامات لم ينفع الْمَرِيض وَلم يضرّهُ لَكِن بَقِي الْمَرَض بِحَالهِ فَاعْلَم أَن البحران يستعذر فَقَط وَإِن أضرّ بِهِ ضَرَرا بَينا حَتَّى سَقَطت قوته جدا أَو اخْتَلَط الْعقل أَو وَرثهُ عطشاً أَو زِيَادَة لهيب فَاعْلَم أَنه سيموت. عَلَامَات البحران إِن كَانَت هَذِه: مثل الكرب والتوثب من الْفراش وَنَحْوه أَو أَسبَاب البحران كالقيء والرعاف. قَالَ ظُهُور عَلَامَات البحران مثل ثقل الرَّأْس وإظلام الْعين وَعدم الاستفراغ بعده الْبَتَّةَ أَو قلته يدل على أَن الطبيعة ضعفت تجتهد أَن تعْمل بحراناً وَلَا تقوى عَلَيْهِ وَلذَلِك الْحَال ردية. فَإِن كَانَ استفراغ إِلَّا أَنه قَلِيل مثل قطر دم ضَعِيف من الْأنف أَو عرق قَلِيل فِي بعض الْأَعْضَاء فَيدل على مثل ذَلِك أَي أَن الطبيعة لَا تقوى على دفع الْعلَّة وعَلى أَن الْخَلْط حَار دموي حَتَّى تتحرك وتضطر أَن تَدْفَعهُ ثمَّ تخور وَلَا تقوى عَلَيْهِ وَعند هَذِه الْأَحْوَال فحال الْمَرِيض ردي. فَإِن ساءت حَاله بعقب هَذِه أَكثر فَإِنَّهُ ميت وَإِن لم تسؤ فَإِن مَرضه يطول. لى: إِذا لم يكن فِي الرَّابِع أَو فِي سَائِر الْأَيَّام أَعنِي أَيَّام الْإِنْذَار دَلِيل على النضج فَإِنَّهُ لَا ينذر بِأَنَّهُ يكون النضج فِي الْيَوْم الَّذِي أنذر بِهِ أَشد تخلفاً بل قد يُمكن أَن يكون فِي ذَلِك الْيَوْم تظهر إِمَّا عَلَامَات النضج خُفْيَة وَإِمَّا صَالِحَة.

جَامع أغلوقن عَلَامَات البحران الَّذِي يكون بالإسهال: فقد سَائِر الاستفراغات وَثقل الْبَطن. والعلامات الَّذِي يكون بالبول: ثقل فِي السُّرَّة وَعدم سَائِر الاستفراغات. وعلامات الرعاف: احمرار الوجنة وَثقل الأصداغ وَشدَّة جَمْرَة أرنبة الْأنف. لى: لَيْسَ يَنْبَغِي إِذا رَأَيْت النضج فِي يَوْم إنذار أَن تنْتَظر البحران فِي الْيَوْم الْمُنْذر بِهِ لَا محَالة لَكِن إِن رَأَيْت عَلامَة بحران مَعَ ذَلِك فَإِن عَلَامَات البحران إِذا ظَهرت لم يكن بُد أَن يكون بحران جيد أَو رَدِيء. مِثَال ذَلِك: إِن رَأَيْت رسوباً حميدا فِي الرَّابِع لَيْسَ يجب ضَرُورَة أَن يكون بحراناً فِي السَّابِع فَإِن رَأَيْت فِي الْيَوْم السَّابِع بعد ذَلِك صداعاً وَحُمرَة الْوَجْه انْتظر بحراناً حميدا وَإِن رَأَيْت رسوباً أسود فِي الرَّابِع ثمَّ رَأَيْت فِي الْيَوْم السَّادِس صداعاً وكرباً فانتظر بحراناً ردياً.) لى: الْمَطْلُوب فِي الحميات: هَذِه: انْظُر أَولا أَهِي سليمَة أم مهلكة وَهَذَا يعرف من دَلَائِل الْهَلَاك والسلامة ثمَّ أحادة هِيَ أم طَوِيلَة وَهَذَا يعرف من نوع الْمَرَض وحركته وَقُوَّة أعراضه وَفعله فِي الْبدن ثمَّ هَل يكون لَهُ بحران أم لَا وَهَذَا يعرف بِأَن يكون الْمَرَض حاراً مزعجاً وَالْقُوَّة مِنْهُ قَوِيَّة ثمَّ مَتى يكون البحران وَيحْتَاج فِي ذَلِك إِلَى معرفَة مُنْتَهى الْمَرَض وعلامات النضج وَأَيَّام البحران ثمَّ بِأَيّ نوع يكون وَيعرف ذَلِك من نوع الْمَرَض وميل الطبيعة ثمَّ أجيد هُوَ أم رَدِيء أم تَامّ أم بولس قَالَ: إِذا بَدَأَ القلق والتوثب وأعراض البحران فَانْظُر فَإِن رَأَيْت للنبض مَعَ ذَلِك لم يسْقط بل قد ارْتَفع أَكثر وَعلا وَقَوي فاحكم بالبحران أَنه سيتبع ذَلِك فَافْهَم: ذَلِك يَوْم باحوري مُنْذر بِهِ واحكم مَعَ ذَلِك أَنه جيد بَالغ. لى: افرق بَين هَذِه الدَّلَائِل هَل هِيَ لرداءة الْمَرَض أَو للبحران من النبض والتنفس فَإِنَّهُمَا يزدادان رداءة إِذا كَانَت تخبث الْمَرَض وصلاحاً إِذا كَانَ الْمَرَض مزمعاً بالحدوث. وَفِي البحران الْجيد أَيْضا قد يسقطان مِنْهُ إِلَّا أَنه يَنُوب وَيرجع سَرِيعا وَأما فِي ذَلِك فَلَا يزَال يزْدَاد رداءة. قَالَ: وَإِذا كَانَ فِي عُضْو فِي مرض مزمن يكثر عرقه فتوقع الْخراج فِي ذَلِك الْعُضْو. من كتاب الدَّلَائِل: إِذا ظَهرت الدَّلَائِل للبحران قبل النضج فَإِن كَانَ مَعهَا شَيْء من دَلَائِل الْمهْلكَة فَاعْلَم أَنه سَيكون البحران قَاتلا وَإِن لم يكن مَعهَا فَانْظُر بعد البحران إِلَى مَا آلت حَال العليل فَإِن ساءت حَاله واشتدت أَعْرَاض الْمَرَض أَكثر فَاعْلَم أَنه سيموت. وَإِن لم يَنْفَعهُ ذَلِك وَلم يضرّهُ فَاعْلَم أَن مَرضه سيطول وبحرانه يتَعَذَّر لِأَن ذَلِك يدل على رداءة من الْفضل حِين حفز الطبيعة قبل الْوَقْت على كَثْرَة مِنْهُ حَتَّى أَنه لم يخف بالاستفراغ واحكم بِهَذِهِ الْحُكُومَة وَإِن ظَهرت أَعْرَاض البحران إِلَّا بالاستفراغ نَفسه. قَالَ: والبحران إِذا لم يكن تَاما كَانَ مخوفا مثل أَن تقطر قطرات دم من الْأنف أَو عرق

فِي بعض الْبدن، وَذَلِكَ أَنه يدل على أَن الطبيعة قد تحركت لدفع الْخَلْط وَلم تقو عَلَيْهِ. لى: رَأَيْت مَا لَا أحصيه كَثْرَة مرضى يهيج بهم القلق وامور عَظِيمَة مهولة فَكنت أجس النبض فأجده مَعَ ذَلِك أقوى وامتن وَرُبمَا وجدته قد ذهب اختلافه فكتان يصيبهم بحران حميد وَيكون مِقْدَار الاستفراغ بِحَسب عظم الْحمى وَشدَّة القلق وَالْكرب. الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة من الْمسَائِل قَالَ: فِي الحميات الغب الْخَالِصَة لَا يكَاد يتَقَدَّم البحران صعوبة فَإِن حدث فِي الندرة فِي اللَّيْلَة الَّتِي قبل النّوبَة جَاءَ البحران من الْغَد وَلَا سِيمَا إِن شهد بِهِ الدَّلَائِل الْأُخَر المنذرة ببحران.) الثَّانِيَة من السَّادِسَة من إبيذيميا. قَالَ: كل الحميات تصعب فِيهَا على العليل اللَّيْلَة الَّتِي قبل البحران إِلَّا فيالغب الْخَالِصَة وَرُبمَا كَانَ ذَلِك فِي النذرة فِي الغب وَإِذا كَانَ دلّ على بحران وخاصة مَتى شهِدت سَائِر الدلالات. د الثَّانِيَة من الأولى من إبيذيميا قَالَ: إِذا كَانَ فِي يَوْمَيْنِ متصلين صعوبة شَدِيدَة مثلا إِن كَانَ فِي الثَّالِث أَعْرَاض صعبة ثمَّ كَانَ فِي الرَّابِع مثل ذَلِك فتوقع سرعَة البحران إِذا كَانَت الْأَعْرَاض ردية فالموت أَولا وَإِلَّا فالأفراق. وَالْمَوْت يكون فِي الْأَمْرَاض القتالة فِي الْوَقْت الَّذِي يكون البحران الْجيد فِي السليمة وَإِن كَانَت الْعلَّة تنوب فِي الْأزْوَاج فَفِي الْأزْوَاج وَإِن كَانَ فِي الْأَفْرَاد فَفِي الْأَفْرَاد وَله مِثَال الْمَرِيض الأول. الثَّالِثَة من الثَّانِيَة: لَا يُمكن أَن يكون الْعرق شَائِعا والبطن مُنْطَلقًا وَكَذَلِكَ لَا يُمكن أَن يكون البحران بالاختلاف تَاما فِيمَن يعرق عرقاً كثيرا. الْأَمْرَاض الَّتِي تسكن من غير إنذار بسكونها يعسر فِيهَا البحران. قَالَ: أَي حمى رَأَيْتهَا تسكن بِلَا سَبَب يُوجب لَهَا ذَلِك فتوقع لَهَا المعاودة فَإِن عَادَتْ فبحرانها عسر. قد يكون لبَعض النَّاس بحران يرم مِنْهُم الطحال أَو بعض الأحشاء أَو يهيج بهم وجع المفاصل فَيكون بحراناً للحميات. لى: رَأَيْت رجلا يَعْتَرِيه دهره وجع المفاصل فَكَانَ يُصِيبهُ زكام غليظ جدا لَا يخرج غَيره مِنْهُ فِي شهر فَكَانَ لَا ينصب مِنْهُ شَيْء إِلَى صَدره لكنه كَانَ بعد أَن يبْقى فِي رَأسه يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ينصب بعده فِي سَاعَة مفاصله حَتَّى يبرأ من زكامه برءاً تَاما الْبَتَّةَ ويهيج بِهِ وجع المفاصل بعد سُكُون الزُّكَام سَاعَة أَو ساعتين وَأكْثر بِنصْف يَوْم أَو يَوْم. الثَّانِيَة من الثَّالِثَة: ذكر مَرِيضا احولت عينه فِي وَقت البحران ثمَّ لما ثمَّ لَهُ صلح. قَالَ ج: هَذَا أحد الْأَعْرَاض الَّتِي تظهر فِي وَقت البحران فِي الندرة. جَوَامِع أغلوقن: إِذا رَأَيْت دَلَائِل الْقَيْء شَدِيدَة والقيء نَفسه والغشي شَدِيدا فأعن الْمَرِيض بِإِدْخَال ريشة فِي حلقه. من فُصُول إبيذيميا قَالَ: إِذا كَانَ قطر دم من المنخرين أَو اخْتِلَاف قَلِيل أَو عرق فِي

يَوْم بحران وَقد انذر بِهِ فَانْظُر فَإِن رَأَيْت الطبيعة خفت بعده وَلم تكن قد ظَهرت قبل ذَلِك عَلَامَات مهلكة فَإِن الطبيعة ضَعِيفَة وسيخلص الْمَرِيض بكد وَجهد بعد بحرانات أخر ثَانِيَة وَإِن كَانَ) بالضد فسيهلك سَرِيعا. وَمَتى كَانَ الْبَوْل بعد البحران أَبيض رَقِيقا فِي حمى دقيقة حادة فتوقع اخْتِلَاف مرار كثير حَتَّى تسحج الأمعاء وَذَلِكَ أَن المرار لما كَانَ لَيْسَ ينقى بالبول فَهُوَ مائل إِلَى الأمعاء. لى: إِذا حدث بحران بجدري أوجرب اَوْ يرقان أَو نَحوه مِمَّا يفِيض إِلَى الْجلد فَانْظُر فَإِن كَانَ الْبَوْل وَالْبرَاز مرارياً فَاعْلَم أَن الْبدن لم ينق فَلَا تطلق تَدْبيره فَإِن البحران غير تَامّ وبالضد. لى: رَأَيْت خلقا كثيرا بهم حميات حادة عَظِيمَة سكنت حمياتهم دفْعَة وابيض المَاء بِلَا استفراغ وَلَا خرج فكلهم عَادَتْ عَلَيْهِم الْحمى. مسَائِل فِي الْبَوْل من إبيذيميا لحنين قَالَ: لَا يتم البحران بِكَثْرَة الْبَوْل إِلَّا أَن يكون فِيهِ رسوب كثير فَإِن لم يكن فِيهِ رسوب وَإِن كَانَ كثيرا فَإِنَّهُ غبر تَامّ لَكِن سيعود. لى: ليكن توقعك لِأَن الْمَرَض ينقى ببحران فِي الحميات المطبقة. وَحَيْثُ ترى الْحَرَارَة فِيهَا شَدِيدَة جدا وَالْبدن ممتلئ على غَايَة الثِّقَة وبمقدار مَا تنقص هَذِه فمل إِلَى الظَّن بِأَن الْمَرَض لى: وَإِذا قدرت بحراناً فِي مرض مَا فَلَمَّا ترى القلق والأعراض الصعبة قد جَاءَت فَانْظُر إِلَى النبض فَإِن لم تَجدهُ قد سقط مَعَ ذَلِك وَصغر وَضعف بل قوي أَكثر وَعظم فَاعْلَم أَن ذَلِك القلق لبحران مزمع. وَإِن رَأَيْت النبض سقط مَعَ ذَلِك وَضعف فَإِنَّهُ عرض ردي حدث وتحتم الأول: إِن كَانَ يَوْم بحران وَالثَّانِي إِن لم يكن. الرَّابِعَة من مسَائِل الْفُصُول قَالَ: يتبع النافض على الْأَكْثَر إِذا حدث بعد الحميات الدائمة استفراغ إِمَّا بعرق وَإِمَّا بقيء وَإِمَّا باخْتلَاف. جَوَامِع من أَيَّام البحران الْمفصل عَلَامَات البحران: مِنْهَا مَا يكون بِسَبَب الْعُضْو الدَّافِع بِمَنْزِلَة انجذاب مراق الْبَطن إِلَى فَوق. وَمِنْهَا مَا يكون بِسَبَب الْعُضْو الْقَابِل بِمَنْزِلَة الصداع وَحُمرَة الْوَجْه وَالْعين والاختلاط. وَمِنْهَا مَا يكون بِسَبَب الطَّرِيق الَّذِي تنفذ فِيهِ الفضول بِمَنْزِلَة ضيق النَّفس حَتَّى يرْتَفع الدَّم مِمَّا دون الشرسيف إِلَى الرَّأْس عِنْد الرعاف. وَمِنْهَا بِسَبَب طبيعة الْخَلْط نَفسه بِمَنْزِلَة الشعاع أَمَام الْعين وإظلام الْبَصَر. لى: على مَا رَأَيْت فِي جَمِيع الْكتب بِإِجْمَاع: العلامات الَّتِي تدل على البحران نَوْعَانِ: أَحدهمَا يدل فِي أَيَّام الْإِنْذَار على الْأَيَّام المنذرة وَهِي دَلَائِل النضج مِثَال ذَلِك إِن تظهر فِي

الرَّابِع غمامة فتدل على بحران كَائِن فِي السَّابِع. وَمِنْهَا مَا يدل على كَون البحران حِين هُوَ مزمع أَن يكون) لى: تحْتَاج أَن تنظر فِيمَا أصف فَإِنِّي رَأَيْت الْأَمر فِي الْمَرَض يكون فِيهِ مَا ختمت. عَلَامَات النضج: إِنَّمَا تدل على نضج أَكثر سَيكون فِي الْأَيَّام المنذرة بهَا على أَنه يكون بحران فَإِن ظهر فِي بعض أَيَّام التَّدْبِير مَعَ النضج دَلِيل من دَلَائِل كَون البحران ضَعِيفا أَتَى البحران فِي الْمُنْذر بِهِ وَإِن ظهر ذَلِك بِلَا نضج أَتَى من الْمُنْذر بحران ردي. لى: ظهر فِي الرَّابِع صَلَاح فِي الشَّهْوَة فتوقع فِي السَّابِع غمامة تَامَّة الْجَوْدَة وَإِن حدث فِيهِ خفَّة فِي الحركات والتقلب أَو جودة الْعقل فتوقع كَمَال ذَلِك فِي الْيَوْم السَّابِع وعَلى ذَلِك فقس مَا يحدث من الرداءة. لى: لَا تثقن بعلامات جَيِّدَة إِلَّا بعد انْقِضَاء التزيد فثق بهَا فِي ذَلِك الْوَقْت وخف من العلامات الردية وثق برداءتها مَعَ سُقُوط الْقُوَّة وَلَا تثق بهَا مَعَ تَمام الْقُوَّة إِلَّا فِي الأول لِأَنَّك فِي أول الْأَمر لَا تأمن لَعَلَّ فِي الْمَرَض فضلا لم يظْهر بعد وَفِي الثَّانِي لَعَلَّ فِي الْقُوَّة مَا يقهر مَا يظْهر. من مسَائِل إبيذيميا قَالَ: قد يُمكن أَن يحدث بعليل بحران غير تَامّ ثمَّ يَمُوت كَمَا حدث بفلان خراج فِي أصل الْأذن ثمَّ مَاتَ بعد ذَلِك وَذَلِكَ أَنه إِنَّمَا انْدفع من الْمَرَض شَيْء إِلَى هُنَاكَ نضج وَبَقِي مِنْهُ فِي الْعُرُوق شَيْء كثير غير نضيج. لى: تفقد هَذَا الْبَاب واحترس مِنْهُ وَذَلِكَ يكون بِأَن تخمن على مِقْدَار الْفضل فَمَتَى رَأَيْت وَقد قَالَ ج فِي الأولى من البحران: عَلَامَات النضج إِنَّمَا تدل على أَن الْمَرَض سليم وَلَيْسَت تدل ضَرُورَة على أَنه يَأْتِي بحران جيد لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن ينضج الْمَرَض وينحل على الْأَيَّام فَأَما عَلَامَات البحران فَلَا بُد إِذا ظَهرت أَن يتبعهَا بحران جيدا كَانَ أَو ردياً فقد بَان من هَهُنَا أَنه لَيست الغمامة فِي الرَّابِع دَلِيلا على بحران فِي السَّابِع ضَرُورَة وَإِنَّمَا يحدس مِنْهَا على أَن بحراناً يَأْتِي. إِذا رَأينَا الْمَرَض مَعَ ذَلِك حاداً ومؤذياً ثَابتا على حِدته وأدأبه بعد الغمامة فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يجب أَن يكون انقضاؤه باستفراغ. فَأَما مَا تدل عَلَيْهِ هَذِه ضَرُورَة فحال الْمَرِيض فِي الصّلاح والرداءة فَإِنَّهُ إِن مَال فِي الرَّابِع إِلَى صَلَاح كَانَ فِي السَّابِع صَلَاح أَكثر وبالضد بعد أَن شَرط أَن الرَّابِع قد كَانَ وَقع فِيهِ الانحطاط. جَوَامِع الانحطاط اغلوقن: الصداع الَّذِي يكون عِنْد قرب البحران يدل إِمَّا على الْقَيْء وَإِمَّا على الرعاف فَإِن عرضت مَعَه صلابة فِي النبض أَو غثي وكرب وخفقان واختلاج الشّفة وظلمة الْبَصَر وتخييلات فِي الْعين كالبق وَالشعر فَإِنَّهُ بقيء وَإِن كَانَ مَعَه فِي الْعين شبه لمع وشعاع فَإِن) ذَلِك لحدة الدَّم المائل إِلَى الرَّأْس ويختلط مَعَه الذِّهْن لسَبَب أَن الدِّمَاغ يسخن بِالدَّمِ الْحَار السَّائِل إِلَيْهِ ويسيل من الْعين الدُّمُوع وتوجع لِأَن الْعُرُوق الَّتِي فِيهَا

يتمدد ويتمدد مراق الْبَطن إِلَى فَوق لسَبَب حَرَكَة الدَّم إِلَى فَوق ويضيق النَّفس بَغْتَة لِأَن الْعرق الأجوف الَّذِي مخره فِي الصَّدْر ينضج ويتمدد وَلِأَن المراق إِذا انجذب يضغط الْحجاب ويختلج الْوَجْه ويحتك الْأنف ثمَّ يرعف. من مسَائِل إبيذيميا: قطر الدَّم من المنخربن يدل على الْهَلَاك السَّرِيع مَتى ظَهرت بعده أَعْرَاض ردية وَلم تصلح حَال العليل الْبَتَّةَ وَإِذا صلح بعده حَاله فَإِنَّهُ يتَخَلَّص بعد كد باستفراغات آخر يُصِيبهُ. اليرقان قبل السَّابِع ردي فَإِن كَانَت بعده استفراغات آخر قَوِيَّة فَإِنَّهُ رُبمَا تخلص مِنْهُ وَإِلَّا فَلَا. الْعرق الْبَارِد فِي الرَّابِع ينذر بِالْمَوْتِ فِي السَّادِس. الثَّانِيَة من الثَّانِيَة من إيبذيميا قَالَ شَأْن الحميات المحرقة أَن يعرض فِيهَا أَولا رُعَاف ثمَّ إِنَّه يكون بعد تَمام أَيَّام نافض وعرق وينقضي انْقِضَاء تَامّ بعد ذَلِك فَلَيْسَ يُمكن أَن يكون الْعرق تَاما والبطن مُنْطَلقًا وَكَذَلِكَ لَا يُمكن أَن يكون البحران باخْتلَاف فِيمَن يعرق عرقاً كثيرا. لى: على مَا فِي الأولى من السَّادِسَة من الْمسَائِل: إِذا رَأَيْت يرقاناً حدث أَو صفرَة غالبة فِي ظَاهر الْجَسَد فَانْظُر فَإِن ذَلِك على طَرِيق البحران فِي أَي يَوْم كَانَ وَمَتى حدث. وَمَتى رَأَيْت الْمَرِيض بالضد فَرَأَيْت مَعَ اليرقان يخرج من الْبَطن مرَارًا كثيرا يغلي غلياناً وَأَشْيَاء زبدية وحارة فَاعْلَم أَن ذَلِك حدث لغَلَبَة المرار فِي الْبدن وَعند ذَلِك فَالْأَمْر ردي إِلَّا أَن يحدث إسهال قوي مسَائِل الرَّابِعَة: إِنَّمَا يتم البحران بالخراجات يتقيح مِنْهَا فَأَما مَا حدث مِنْهَا فَلم يتقيح لكنه غَار وَعَاد دَاخِلا فَإِنَّهُ ينذر ضَرُورَة بعودة الْمَرَض وَرُبمَا عَادَتْ هِيَ أَنْفسهَا وَيكون ذَلِك على نظام أَيَّام البحران. لى: لَا تثق بخراج لم يتقيح وَلَا يسيل مِنْهُ مُدَّة أبدا فَإِنِّي قد أطلت تجربته فَوَجَدته كلما تحلل بِلَا قيح عَاد الْمَرَض وَالْخَرَاج. الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ: قد تفقدت فَوجدت كثيرا من المرضى الَّذين يَأْتِيهم البحران بعرق يهذون أَو يرَوْنَ فِي النّوم آلَات الْحمام والسباحة فِي المَاء الْحَار أَو الْكَوْن فِي الْحمام. تمّ السّفر السَّادِس عشر من الْكتاب الْحَاوِي لصناعة الطِّبّ على مَا جزأه مؤلفة أَبُو بكر مُحَمَّد) ابْن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ رَحمَه الله ويتلوه فِي السّفر السَّابِع عشر فِي البحران وأيامه وَالْعلم بِهِ وأوقات الْخُف والنكر وَالْمَوْت وعلامات كل نوع مِنْهُ.

(البحران وَمَا يتَعَلَّق بِهِ)

(فارغة)

جوامع البحران

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (صلى الله على مُحَمَّد وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا) (البحران وأيامه وأوقات) (الْخُف والنكر وَالْمَوْت وعلامات كل نوع مِنْهُ) قَالَ (جَوَامِع البحران) تغير الْمَرَض يكون على سِتّ جِهَات: إِمَّا تغير إِلَى الصِّحَّة فِي مُدَّة سريعة وَهُوَ بحران جيد أَو تغير سريع إِلَى الرداءة وَهُوَ بحران ردى أَو تغير إِلَى الصّلاح فِي مُدَّة طَوِيلَة وَهُوَ تحلل أَو إِلَى الرداءة فِي مُدَّة طَوِيلَة وَهُوَ ذبول أَو تغير مركب من السَّرِيع والبطيء يؤول إِلَى السَّلامَة أَو تغير مركب من السَّرِيع والبطيء يؤول إِلَى الرداءة. سَبَب هَذِه التراكيب الثَّلَاثَة أَن جَمِيع الْأَمْرَاض يكون إنحلاله وتقضيه إِمَّا دفْعَة باستفراغ وَإِمَّا قَلِيلا قَلِيلا بتحلل بهما من هَهُنَا يُمكن أَن تركب أَنْت التراكيب الْمُتَقَدّمَة مَا كَانَ انقضاؤه يتَحَلَّل بلين يتقدمه صعوبة وبالضد. تكون حركتها فِي الْأَكْثَر يَوْمًا وَيَوْما لَا والمزمنة فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام تزيد النوائب كالربع وَالْغِب. 3 - (عَلَامَات البحران) تدل أبدا أَن الْمَرَض يَنْقَضِي باستفراغ دفْعَة وعلامة النضج لَا تدل دَائِما على البحران لِأَنَّهُ رُبمَا كَانَ انْقِضَاء الْمَرَض يتَحَلَّل وَالْيَوْم الرَّابِع ينذر بالسابع وَالْحَادِي عشر بالرابع عشر وَالسَّابِع عشر بالعشرين إِذا كَانَت الْأَمْرَاض خَفِيفَة الْحَرَكَة وانقضاؤها يكون ببحران وبالضد فان البطيئة الْحَرَكَة تَنْقَضِي بالتحلل فَهُوَ لَا يُسمى بحرانا لَكِن تحللا ونضجا. البحران إِذا جَاءَ فِي أول الْمَرَض فالمرض قتال وَإِذا بَان تزيده فَهُوَ نَاقص عَن البحران الحميد وَإِذا كَانَ فِي الْمُنْتَهى كَانَ تَاما وَأما فِي وَقت انحطاط الْمَرَض فَلَا يكون بحرانا أصلا. العلامات الَّتِي تتقدم البحران انجذاب الجنبين إِلَى فَوق وضيق النَّفس وعسر الْحس واختلاط الذِّهْن والطنين والدوار والظلمة فِي الْبَصَر والخيالات واللمع.

علامات تأخر البحران

3 - (البحران الْجيد) يعرف من النضج وَنَوع الْمَرَض وَكَونه فِي يَوْم بحران والاستفراغ الْمُوَافق وجودة النبض وَالْحَرَكَة. مَا كَانَ من الْأَمْرَاض مطبقا دَائِم اللّّبْث فبحرانه يكون فِي الْيَوْم الرَّابِع وَمَا كَانَ يَتَحَرَّك يَوْمًا وَيَوْما لَا فبحرانه يكون إِمَّا فِي الْيَوْم الثَّالِث وَإِمَّا فِي السَّابِع وَإِمَّا فِي التَّاسِع وَإِمَّا فِي الْحَادِي عشر. البحران قبل انْتِهَاء الْمَرَض يكون إِمَّا لعظم مِقْدَار الْمَرَض وَإِمَّا لحدته وَإِمَّا لشَيْء يَدْعُو إِلَى ذَلِك من خَارج. وَقت البحران فِي الْأَكْثَر إِنَّمَا هُوَ بعد وَقت الْمُنْتَهى. البحران التَّام يكون بعد الِانْتِهَاء وَغير التَّام قبل ذَلِك وَذَلِكَ يكون إِمَّا لِأَن الْعلَّة تحث وتسرع حثا سَرِيعا وَإِمَّا لخطأ من خَارج مثل دَوَاء أَو ضماد أَو غَيره. البحران الْجيد يُوقف عَلَيْهِ بِالْحَقِيقَةِ والردى يعلم بالحدس. 3 - (عَلَامَات تَأَخّر البحران) عدم النضج وَضعف الْقُوَّة. فَإِذا عدم النضج مَعَ غَايَة ضعف الْقُوَّة فَأَنْذر بِالْمَوْتِ. يَوْم الْمَوْت يعرف من ثقل النّوبَة وَشدَّة قوته وساعته تعرف من أَن الْحمى البلغمية تقتل فِي ابتدائها والمحرقة فِي انتهائها. إِذا كَانَ البحران فِي الِانْتِهَاء كَانَ تَاما فَاضلا وَإِن كَانَ وَقع فِي التزيد: فَإِنَّهُ إِن كَانَ الْمَرَض سليما وَعرفت ذَلِك من الْقُوَّة فبحرانه نافض وَإِن كَانَ على غير سَبِيل السَّلامَة فبحرانه أردى البحرانات وأسرعها تلفا. البحران: يكون إِمَّا بِشَيْء يخرج عَن جملَة الْبدن كالقيء والرعاف والعرق وَالْبَوْل وَالْبرَاز والنفث والتحلل الْخَفي وَإِمَّا بِشَيْء يسيل من مَوضِع فِي الْبدن إِلَى مَوضِع آخر مثل الخراجات 3 - (عَلَامَات الرعاف) الصداع وضيق النَّفس وتمدد الْجَنِين إِلَى فَوق واللمع فِي الْعين وإظلام الْبَصَر. العلامات الدَّالَّة على الْقَيْء: الصداع والخفقان والخيالات الْمظْلمَة واختلاج الشّفة السُّفْلى. الثّقل والصداع فِي الرَّأْس فِي حمى محرقة يدلان على الْقَيْء والرعاف. عَلَامَات البحران الْكَائِن بالرعاف علاماته: تمدد الْجَنِين وانجذابهما وضيق النَّفس والصداع والظلمة فِي الْبَصَر واللمع. عَلَامَات: كَون الْقَيْء اخْتِلَاف النبض. عَلَامَات البحران الَّذِي يكون بانتقال الْمَادَّة من مَوضِع من الْجَسَد إِلَى مَوضِع: الْحمى القوية والوجع اللابث وَحصر الْبَوْل وَالْبرَاز واحتباس النفث وَصِحَّة الْقُوَّة.

علامات البحران الكائن بعروق المقعدة

الِانْتِقَال إِمَّا فِي أعالي الْبدن فعلامته ضيق النَّفس الْحَادِث بَغْتَة وَثقل الرَّأْس والسمع والشم وَإِمَّا إِلَى أَسْفَله وَيكون مَعَه وجع فِي أَسْفَل الْبدن فِي تِلْكَ النَّاحِيَة والتهاب فِي الجنبين والحالبين والركبتين. العلامات الدَّالَّة على أَن البحران يكون بعرق: النافض والبخار الْحَار اللذاع وحرارة الْجلد وحمرته والنبض الموجى. ونداوة فِي الْجلد والنبض الصلب ينذر برعاف. العاملات الدَّالَّة على أَن البحران يكون بانطلاق الْبَطن: حصر الْبَوْل وفقد الْأَشْيَاء الدَّالَّة على الرعاف والقيء والعرق والثقل فِي مراق الْبَطن.) العلامات الدَّالَّة على أَن البحران يكون بالبول: احتباس الْبَطن وفقد الْأَسْبَاب الدَّالَّة على الرعاف والقيء والعرق والثقل الْحَادِث فِي الْعَانَة. 3 - (عَلَامَات البحران الْكَائِن بعروق المقعدة) أَن يكون العليل مِمَّن يعرض لَهُ ذَلِك والثقل الْحَادِث فِي تِلْكَ النَّاحِيَة والوجع فِي الْقطن وَكَذَلِكَ الطمث والثقل فِي الْقطن يدل عَلَيْهِ مَعَ فقد جَمِيع العلامات. عَلَامَات البحران الْكَائِن بالانتقال صِحَة الْقُوَّة مَعَ عدم النضج وَيدل على أَنه يكون إِلَى أَعلَى الْبدن بعسر الْبَوْل وَثقل الرَّأْس والسبات والصمم. وَيدل الِانْتِقَال إِلَى أَسْفَل: الوجع والورم الرخو إِذا حدث فِي أسافل الْبدن والالتهاب. 3 - (جَوَامِع أَيَّام البحران) الْخراج الباحوري يكون فِي أَكثر الْأَمر إِمَّا فِي المفاصل وَإِمَّا فِي الْأَعْضَاء الْغَيْر الشَّرِيفَة. البحران الْكَائِن فِي السَّابِع مَأْمُون الْعَاقِبَة حرز من الْآفَات الْعَارِضَة بعده بَين مُنْذر بِهِ جيد تَامّ والكائن فِي السَّادِس بضد هَذِه الْحَال وَلَا يَأْتِي بحران فِي الثَّانِي عشر وَلَا فِي الثَّالِث عشر. وَمن عَلَامَات البحران: الدُّمُوع ووجع الرَّقَبَة وَثقل الصدغين وخفقان الْفُؤَاد والنافض. الرَّابِع ينذر بالسابع السَّادِس يَأْتِي فِيهِ البحران قَلِيلا من المرضى وَيكون عسرا رديا غير تَامّ وَلَا بَينا وَلَا حميدا الْعَافِيَة وَلَا سليما من الْخطر وَلَا يكون فِي الثَّالِث عشر وَالسَّادِس عشر بحران إِذا كَانَ البحران مائلا نَحْو السَّادِس عرض قبله فِي الرَّابِع صغر نفس وَبرد ورعشة وخور فِي الْقُوَّة وعرق غير مستو واستفراغ أَشْيَاء لم تنضج. الْأَيَّام الَّتِي البحران فِيهَا كثيرا: مِنْهَا فِي الطَّبَقَة الْعليا بِمَنْزِلَة السَّابِع وَالرَّابِع عشر وَمِنْهَا فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة بِمَنْزِلَة التَّاسِع وَالتَّاسِع عشر وَالْعِشْرين. وَمِنْهَا فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة بِمَنْزِلَة السَّابِع عشر وَالْخَامِس وَمِنْهَا فِي الرَّابِعَة بمنزله الرَّابِع وَالثَّالِث وَالثَّالِث وَالثَّامِن عشر وَأما الَّتِي يَجِيء البحران فِيهَا فِي الندرة فَمِنْهَا مَا فِي الطَّبَقَة الأولى كالخامس وَالسَّادِس وَمِنْهَا مَا فِي الثَّانِيَة كالثامن وَالْخَامِس عشر وَمِنْهَا فِي الثَّالِثَة كالثاني عشر.

الْأَيَّام الْوُسْطَى فِي مَجِيء البحران هِيَ الثَّالِث عشر وَالسَّادِس عشر. أَيَّام البحران بعد الْعشْرين على رأى جالينوس: يَوْم الْعشْرين وَالرَّابِع وَالْعِشْرين وَالسَّابِع وَالْعِشْرين وَالْوَاحد وَالثَّلَاثِينَ وَالرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ وَالسَّابِع وَالثَّلَاثِينَ وَالْأَرْبَعِينَ وعَلى رَأس أرخيجانس الْوَاحِد) وَالْعِشْرين وَالثَّانِي وَالثَّامِن وَالْعِشْرين وَالثَّانِي وَالْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ وَالثَّامِن وَالْأَرْبَعِينَ وَبعد يَوْم الْأَرْبَعين على رأى أبقراط يَوْم السِّتين والثمانين وَالْمِائَة وَالْعِشْرين. انْقِضَاء الْمَرَض إِلَى الرَّابِع يكون بِجهْد شَدِيد وَإِلَى الْأَرْبَعين متوسط فَأَما بعد الْأَرْبَعين فَلَا يكَاد يكون مَعَ الِانْقِضَاء جهد شَدِيد إِلَّا فِي الندرة. يحْتَاج الْعلم بتقدمة الْمعرفَة بِيَوْم البحران إِلَى الْعلم بتقدمة الْمعرفَة لأبقراط واحتيال ودراية فِي مداومة الْمَرَض وَالْعلم بنبض الْعُرُوق. وَالْخَطَأ الْعَارِض فِي أُمُور المرضى إِن كَانَ يَسِيرا حدث من أَجله فِي السَّابِع بحران غير تَامّ وَإِن كَانَ عَظِيم الْمِقْدَار حدث البحران فِي التَّاسِع وَالْحَادِي عشر. البحران فِي الْأَمْرَاض السَّلِيم يتَأَخَّر وَفِي القتالة يتَقَدَّم. فَيكون إِذا كَانَ الْمَرَض حاداً فِي الْخَامِس إِذا كَانَت نوائبه فِي أَيَّام أَفْرَاد. وَالْخَطَأ فِي أَمر الْمَرِيض عَظِيم. وَأما فِي السَّادِس فَيكون إِذا كَانَ الْأَمر بالضد. إِذا تبين النضج فِي الرَّابِع جَاءَ البحران فِي السَّابِع وَإِن تبين فِي السَّابِع جَاءَ البحران فِي الرَّابِع عشر. وَإِن تبين فِي الرَّابِع عشر جَاءَ البحران إِمَّا فِي التَّاسِع عشر وَإِمَّا فِي الثَّامِن عشر وَإِمَّا فِي الْعشْرين وَإِمَّا فِي الْوَاحِد وَالْعِشْرين لِأَن السَّابِع عشر ينذر بِأحد هَذِه الثَّلَاثَة الْأَيَّام. إِذا كَانَ الْمَرَض يطول وتبينت فِيهِ عَلَامَات تدل على أَنه لم ينضج أَو على أَنه يطول فان تِلْكَ العلامات مَتى انْتَهَت إِلَى السَّابِع فالمرض لَا يَنْقَضِي فِي الرَّابِع عشر وَإِن بقيت إِلَى الْحَادِي عشر فالمرض لَا يَنْقَضِي إِلَّا بعد الْعشْرين وَإِن بقيت إِلَى السَّابِع عشر لم ينْقض إِلَّا بعد الْأَرْبَعين. الْأَيَّام: مِنْهَا أَيَّام بحران وَمِنْهَا أَيَّام إنذار وَمِنْهَا وَاقعَة فِي الْوسط. فَأَما أَيَّام البحران الصَّحِيحَة: فالرابع وَالسَّابِع وَالْحَادِي عشر وَالرَّابِع عشر وَالسَّابِع عشر وَالْعشْرُونَ. وَأما المنذرة فالرابع وَالْحَادِي عشر وَالرَّابِع عشر وَأما الْوَاقِعَة فِي الْوسط: فالثالث وَالْخَامِس وَالسَّادِس وَالثَّالِث عشر وَالْخَامِس عشر الرابوع الأول وَالثَّانِي يعدَّانِ موصولين الرابوع الثَّانِي مَعَ الرابوع الثَّالِث يعدَّانِ مفترقين وَالثَّالِث مَعَ الرَّابِع موصولين وَالرَّابِع مَعَ الْخَامِس أَيْضا موصولين وَكَذَلِكَ الْخَامِس مَعَ السَّادِس موصولين اخْتلف القدماء فِي أَيَّام البحران من بعد الرَّابِع عشر فَيرى قوم أَن من بعد الرَّابِع

عشر هُوَ الْيَوْم السَّابِع عشر وَالْعشْرُونَ وَالْوَاحد وَالْعشْرُونَ وَالسَّابِع وَالْعشْرُونَ وَالْوَاحد وَالثَّلَاثُونَ وَالرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ وَالْأَرْبَعُونَ وَالثَّمَانُونَ وَالْمِائَة وَالْعشْرُونَ. وَآخَرُونَ قَالُوا: إِنَّه الثَّامِن عشر وَالْوَاحد) وَالْعشْرُونَ والاثنان وَالْأَرْبَعُونَ وَالثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ. من أَيَّام البحران باحورية بالطبع وَهِي الرَّابِع وَالسَّابِع وَالرَّابِع عشر وَالْعشْرُونَ وَمِنْهَا باحورية بالدور وَهِي الثَّالِث وَالْخَامِس وَالتَّاسِع وَالثَّالِث عشر. وأدوار أَيَّام البحران إِلَى الْعشْرين تكون فِي الأرابيع وَإِلَى الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ من الْعشْرين فِي الأسابيع وَفِي الْعشْر العشرينات من الْيَوْم الْأَرْبَعين إِلَى السِّتين. كَمَا أَن الْأَمْرَاض الوافدة مُخْتَلفَة قَصِيرَة بعد حميات محرقة أَو غير ذَلِك كَذَلِك قد تكون البحارين مُدَّة مَا بَين أخص الْأَيَّام. أخص الْأَيَّام الباحورية فَقَط: السَّابِع وَالرَّابِع عشر وَالْعشْرُونَ والباحورية المنذرة مَعًا: الرَّابِع وَالْحَادِي عشر وَالسَّابِع عشر والواقعة فِي الْوسط: الثَّالِث وَالْخَامِس وَالثَّالِث عشر. وَعدد الْأَيَّام الَّتِي قبل الْعشْرين: فالأسبوعان الْأَوَّلَانِ يحسبان مفترقين وَالثَّالِث يُوصل بِالثَّانِي وَأما بعد الْعشْرين فالأسبوعان الْأَوَّلَانِ يعدَّانِ مفترقين وينتهيان فِي الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ وَالثَّالِث مِنْهَا يُوصل بِالثَّانِي. وَيَنْتَهِي يَوْم الْأَرْبَعين الأدوار الثَّلَاثَة: دور النّصْف ودور الأرابيع ودور تَامّ وَهُوَ دور الأسابيع ودور أتم من هَذَا وَهُوَ دور العشرينات. الْأَمْرَاض: مِنْهَا حاد فِي الْغَايَة القصوى وَهَذَانِ ضَرْبَان: أَحدهمَا يَنْقَضِي فِي الرَّابِع مثل الحميات المطبقة الَّتِي تَنْقَضِي فِي الرَّابِع وَمِنْهَا دون هَذَا وَهُوَ أَيْضا من الحادة فِي الْغَايَة بِمَنْزِلَة الْحمى المطبقة الَّتِي تَنْقَضِي فِي أُسْبُوع. وَمِنْهَا الحاد من غير أَن يكون فِي الْغَايَة القصوى من الحدة وَهَذِه ضَرْبَان: مِنْهَا مَا يَنْقَضِي فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَمِنْهَا فِي عشْرين وَمِنْهَا مَا تسمى منتقلة من الحادة إِلَى المزمنة فتنقضي إِلَى الْأَرْبَعين وَمِنْهَا المزمنة فَهِيَ تَنْقَضِي فِي شَهْرَيْن إِلَى سبع سِنِين إِلَى أَرْبَعَة عشر سنة. آخر حد الْمَرَض الْمُنْتَقل من الْحَادِي يَوْم السِّتين. الْمَرَض رُبمَا تحرّك فِي أَوله حركات سريعة ثمَّ يبطيء بِآخِرهِ وبالضد. أَيَّام البحران عَلَامَات البحران تغير الْعقل وَالْبدن وَسدر وتكثر اللمع فِي الْعين وسيلان الدُّمُوع واحمرار الْعين وَثقل الأصداغ وتوجع الرَّقَبَة وَالرَّأْس والظلمة فِي الْعين وخيالات وخفقان الْقلب واختلاج الشّفة السُّفْلى وتقبضها إِلَى دَاخل ورعدة صعبة وانجذاب مَا دون الشراسيف إِلَى فَوق وَالْكرب حَتَّى يطْلب المَاء الْبَارِد والالتهاب بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَ وَتقدم دور الْحمى وطولها) قَالَ: أَنا أسمى الِاضْطِرَاب الشَّديد السَّرِيع الَّذِي يعرض فِي الْأَمْرَاض بعده استفراغ بحرانا وَهُوَ فِي أَكثر الْأَمر يؤول إِلَى السَّلامَة وَفِي الْأَقَل إِلَى التّلف.

قَالَ: لم أر فِي الثَّانِي عشر وَلَا فِي السَّادِس عشر بحرانا تَاما. فَأَما فِي السَّابِع فَلَا أحصى كم رَأَيْت فِيهِ بحرانا وَأما السَّادِس فقد يكون فِيهِ بحرانا لَكِن مَعَ أَعْرَاض صعبة وخطر شَدِيد جدا وَلَا يَصح البحران الَّذِي يكون فِيهِ وَلَا يتم وَلَا يكون بَينا وبحران السَّابِع مَعَ كثرته صَحِيح سليم وَقد قَالَ غَيْرِي أَنه رأى بحرانا فِي الثَّانِي عشر إِلَّا أَنه لم يكن منذرا بِهِ إِلَى شَرّ وَكَانَ مَعَ خطر وصعوبة. البحران غير التَّام هُوَ الَّذِي يبْقى فِيهِ من الْمَرَض بَقِيَّة وَغير السَّلِيم الَّذِي مَعَه أَعْرَاض خبيثة. وَغير الْبَين الَّذِي لَا يكون مَعَه خراج ظَاهر وَلَا استفراغ وَالَّذِي لم ينذر بِهِ أَي لم يدل على كَونه يَوْم قبله. تعرف أَيَّام البحران يعسر من أجل تعرف يَوْم الِابْتِدَاء وَإنَّهُ قد اخْتلف فِي أَي الْيَوْمَيْنِ هُوَ يَوْم البحران: الْيَوْم الَّذِي تكون فِيهِ الصعوبة والشدة أَو الْيَوْم الَّذِي بعده وَمن أَنه يَنْبَغِي أَن يرى الشَّيْء مرَارًا كَثِيرَة حَتَّى يَصح وَيُمكن أَن يعْمل عَلَيْهِ. أَيَّام البحران: يُرَاد بهَا الْأَيَّام الَّتِي يكثر فِيهَا كَون البحران فَأَما مَا لَو جَازَ مَا يكون فِيهَا فِي (مَنْفَعَة الْعلم بالبحران وأيامه) قَالَ: إِذا علم البحران وأيامه لم يُطلق لمن يُصِيبهُ بحران غير تَامّ فِي غير يَوْم بحران من غير أَن ينْتَقل إِلَى تَدْبِير الأصحاء والناقهين لَكِن يبْقى على تَدْبِير المرضى فَإنَّك إِذا فعلت بِهِ ذَلِك فخليق أَن يكمل بُرْؤُهُ وَإِن لم تفعل بِهِ ذَلِك فخليق أَن تكون العودة مهلكة وخاصة إِن كَانَ الْمَرَض عَظِيما وَلم يكن الاستفراغ كثيرا وَالْقُوَّة ضَعِيفَة. الْمُتَقَدّم لجَمِيع أَيَّام البحران السَّابِع وينذر بِهِ فِي الْأَكْثَر الرَّابِع وَإِنَّمَا قَدمته لِأَن البحران يَأْتِي فِيهِ كثيرا سليما تَاما بَينا منذرا بِهِ. الْإِنْذَار لَيْسَ يكون فِي الْبَوْل فَقَط وَلَكِن فِي النفث وَفِي البرَاز وَفِي الزِّيَادَة فِي الشَّهْوَة وَفِي زِيَادَة الْفَهم والحس وَغير ذَلِك من جَمِيع القوى. البحران الَّذِي يكون فِي السَّابِع يكون ابْتِدَاء بِحَسب التَّغَيُّر فِي الرَّابِع وَإِن كَانَ إِلَى خير فَإِنَّهُ يكون إِلَى خير وبالضد وَأكْثر بحارين السَّابِع جَيِّدَة وَرُبمَا مَاتَ فِيهِ العليل وَتغَير فِيهِ حَال العليل إِلَى مَا هُوَ أشر ثمَّ يَمُوت فِي أحد أَيَّام البحران الَّتِي بعده. وَأما السَّادِس فَوَجَدته كَأَنَّهُ ضد السَّابِع فِي قلَّة البحران ورداءته وَأكْثر المرضى الَّذين تَتَغَيَّر حَالهم إِلَى مَا هُوَ أشر فِي الرَّابِع يموتون فِي السَّادِس. وَإِن تغير حَالهم فِي الرَّابِع إِلَى مَا هُوَ خير تَأَخّر البحران عَنهُ إِلَى السَّابِع وَلم يَجِيء فِي السَّادِس وَإِن اتّفق أَن يكون فِي السَّادِس كَانَ مَعَه من الْخطر أَمر عَظِيم. وَذَلِكَ أَنه يعرض لَهُ شَبيه السكتات من عدم الْحس وَالصَّوْت وَإِن عرض لَهُ استفراغ

أَصَابَهُ مَعَه غشي وَتغَير لَونه وَبَطل نبضه وَعرضت لَهُ رعدة وَسَقَطت قوته. وَفِي الْيَوْم السَّابِع كلما زَاد استفراغه ازْدَادَ رَاحَة. وَإِن كَانَ فِي الْيَوْم السَّادِس عرق لم يكد يكون مستويا وَإِن خرج شَيْء بالبراز والقيء كَانَ شَيْئا مُؤْذِيًا. وَرُبمَا خرجت عِنْد الْأُذُنَيْنِ خراجات ردية ويرقان وَإِن كَانَ يَبُول لم يكن نضجا لكنه يكون سنج اللَّوْن رَقِيقا غير مَحْمُود وَلَيْسَ ينفع من الْبَوْل الَّذِي يكون فِي السَّادِس إِلَّا كثرته فَقَط. وَهَذَا أَهْون مَا يكون فِي السَّادِس لِأَن مِنْهُم من يختنق اختناقا بِدَم مفرط يجْرِي مِنْهُ أَو بإسهال أَو قيء مجاوز للاعتدال أَو سكتات أَو جُنُون. وَرُبمَا هلك الْمَرِيض من قبل يرقان يعرض لَهُ أَو خراج ردي حَتَّى أَنِّي أشبه السَّابِع بِالْملكِ الْعَادِل) وَالسَّادِس بالمنقلب الجائر وَأَنا أحرد القَوْل فِي الثَّانِي عشر أَنه لَيْسَ من أَيَّام البحران. وَأما السَّادِس فَلَا أقدر أَن أحرد القَوْل فَإِنَّهُ لَيْسَ من أَيَّام البحران لِأَنَّهُ قد يكون فِيهِ بحران كم مرّة لكني أَقُول: إِن البحران الْعَارِض فِيهِ خَبِيث ردي وَجُمْلَة أَقُول: إِن الْيَوْم السَّادِس يَوْم بحران ردي كَمَا أَن السَّابِع يَوْم بحران جيد. وَإِن كَانَ فِي السَّادِس بحران جيد فَإِنَّهُ لَا يكَاد يتم بل تبقى مِنْهُ بَقِيَّة تعاود ويعظم الْخطر فِيهِ قبل الْكَوْن. وَالرَّابِع عشر قريب فِي طبيعة من السَّابِع وَالتَّاسِع وَالْحَادِي عشر وَالْعشْرُونَ قريبَة من هَذِه أَيْضا وَمن بعْدهَا الرَّابِع وَمن بعد الرَّابِع الثَّالِث وَالثَّامِن عشر وَمَتى اتّفق أَن يعرض بحران فِي الثَّامِن والعاشر كَانَ شَبِيها بالسادس فَلَا يكَاد يَنْقَضِي فِي هَذِه الْأَيَّام مرض وَإِن انْقَضى لم يَصح وعاود وَكَانَ مَعَ ذَلِك الِانْقِضَاء خفِيا غير بَين وَلَا منذراً بِهِ وَلَا يَنْقَضِي أَيْضا الْمَرَض جملَة فِي الثَّامِن والعاشر وَالثَّانِي عشر وَالسَّادِس عشر وَالتَّاسِع عشر. وَالْأَيَّام الَّتِي لَا يَنْقَضِي فِيهَا جملَة الثَّامِن والعاشر وَالثَّانِي عشر. وَالْأَيَّام الَّتِي يَنْقَضِي فِيهَا وَهِي الباحورية الجيدة الثَّالِث وَالرَّابِع وَالْخَامِس وَالسَّابِع وَالتَّاسِع وَالْحَادِي عشر وَالرَّابِع عشر وَالسَّابِع عشر وَالثَّامِن عشر وَالْعشْرُونَ. وَالثَّالِث عشر متوسط بَين الجيدة والردية وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ ألف بالساقط كالأيام الَّتِي لَا تَنْقَضِي فِيهَا الْأَمْرَاض وَلَيْسَ باللاحق بالتاسع ودونه وَهَذِه حَال الْأَيَّام إِلَى الْعشْرين. 3 (ابْتِدَاء) عدد أَيَّام البحران لَا يعد من الِابْتِدَاء بِالْحَقِيقَةِ لِأَن ذَلِك لَا عرض لَهُ وَلَا من وَقت يطْرَح العليل نَفسه لِأَن بَينهم فِي ذَلِك تَفَاوتا كثيرا وَلِأَنَّهُ قد يعرض أَشْيَاء مَانِعَة من

طرح النَّفس: مثل السّفر والخدمة وَغير ذَلِك لَكِن من الْوَقْت الَّذِي يحس فِيهِ بالحمى حسا ظَاهرا إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى علم البحران فِي الحميات الحادة مثلا لنضع أَن مَرِيضا من حمى غب لَازِمَة لَا يتَبَيَّن فِيهَا عَلامَة تدل على نضج إِلَى الْيَوْم الْحَادِي عشر فَإِذا كَانَ فِي هَذَا الْيَوْم ظهر فِي الْبَوْل رسوب مَحْمُود جيد وَلم يظْهر قبل ذَلِك الْوَقْت. أَقُول: إِن الطَّبِيب الْحقيق بِهَذَا الِاسْم يعظم رجاؤه فِي أَن البحران يَأْتِيهِ فِي الرَّابِع عشر فتبتدى حمى يَوْم الرَّابِع عشر بنافض شَدِيد وتتقدم نوبتها فَإِن هَذَا يكون على الْأَكْثَر إِذا كَانَ البحران مزمعا أَن يكون وَقد لَا تتقدم فِي الندرة وَليكن قبل ذَلِك صعوبة شَدِيدَة فِي اللَّيْلَة الَّتِي صبيحتها الْيَوْم الرَّابِع عشر وَيخْتَلف النبض عَن النظام وَيكون أَكثر حركاته مشرقة عَظِيمَة قَوِيَّة. أَقُول: إِنَّه يعرض لهَذَا الْمَرِيض إِذا انْتَهَت نافض حماه عرق مَحْمُود ومستو وَيبدأ تخف أعراضه كلما ازْدَادَ عرقه ويحس نبضه ويعرق عرقا كثيرا حارا ثمَّ تسكن حماه وَقد أَتَاهُ بحران مَحْمُود لِأَن يَوْمه يَوْم يكون فِيهِ البحران الصَّحِيح التَّام وَقد ظهر فِي الْيَوْم الْمُنْذر بِهِ نضج وأنذر بِكَوْنِهِ قبل الصعوبة الَّتِي تقدّمت والنافض وَسَائِر العلامات الَّتِي تتقدم البحران. وَلَو كَانَ تَأَخّر بحران هَذَا إِلَى الْيَوْم الْخَامِس عشر لما كَانَت تَجْتَمِع لَهُ هَذِه الْفَضَائِل وَلَا يكون صَحِيحا. وَهَذَا أجل نفع أَن يكون البحران فِي الْيَوْم الْمُعْتَاد. وَجُمْلَة أَقُول إِنَّك مَتى وجدت جَمِيع عَلَامَات البحران الْمَحْمُود مَا خلا أَنه كَانَ فِي يَوْم باحوري نقص البحران نقصا كثيرا وَإِن كَانَت العلامات الْأُخَر لَيست على غَايَة التَّمام وَكَانَت فِي يَوْم باحوري تمّ البحران وَصَحَّ. وَإِنَّمَا يَعْنِي بالبحران انْقِضَاء الْمَرَض وَقد يجْتَمع ليَوْم البحران أبدا أَكثر عَلَامَات الصِّحَّة وَلَا تَجْتَمِع لغيره فلنضع أَن العليل الَّذِي تمثلنا بِهِ أَنه تَأَخّر عَنهُ البحران إِلَى الْيَوْم السَّادِس عشر فَلَمَّا كَانَ فِي ليلته الَّتِي صبيحتها السَّادِس عشر جَاءَتْهُ الصعوبة وعلامات البحران فابتدأ اقشعرار صَعب وَتَقَدَّمت نوبَة الْحمى. أَقُول إِنَّه إِذا كَانَ كَذَلِك لم يعرق العليل عرقا مَحْمُودًا وَلم تُفَارِقهُ الْحمى بِالْكُلِّيَّةِ فِي ذَلِك الْيَوْم.) فَإِن اتّفق ذَلِك مَا لَا يكَاد أَن يكون الْعرق مستويا مَحْمُودًا تقلع بِهِ الْحمى إقلاعاً تَاما فَإِن البحران يَصح لكنه إِن زل العليل أدنى زلل عاودت حماه. ثمَّ لنضع أَن عَلامَة البحران إِن ظَهرت فِي الْمَرِيض فِي الْيَوْم الرَّابِع كَمَا وصفناها ألف وَظَهَرت فِي الْحَادِي عشر. أَقُول إِنَّه يتَوَقَّع البحران فِي السَّابِع وَذَلِكَ أَن النذير فِي الْأُسْبُوع الثَّانِي الْحَادِي عشر وَفِي الْأُسْبُوع الأول وَالرَّابِع وكما يدل الْحَادِي عشر على الرَّابِع كَيفَ كَانَ الْحَال فِيهِ كَذَلِك يدل الرَّابِع على السَّابِع فلنضع أَن العلامات كلهَا كَانَت فِي اللَّيْلَة الَّتِي صبيحتها الْيَوْم

الثَّامِن وَأَن الْعرق ابْتَدَأَ فِي آخر تِلْكَ اللَّيْلَة ولبث الْمَرِيض نَهَار يَوْم الثَّامِن نَهَاره أجمع يعرق عرقا مَحْمُودًا وأقلعت حماه عِنْد العشى فَاعْلَم أَنِّي أَقُول إِن هَذَا لبحران جَاءَ فِي السَّابِع وَانْظُر أبدا فِي مثل هَذَا إِلَى الْمُنْذر فَإِن كَانَ الْمُنْذر أنذر بِالْيَوْمِ السَّابِع ثمَّ جَاءَ فِيهِ جملَة وَاحِدَة من خلال البحران وَتمّ كُله فِي الثَّامِن فالبحران لليوم الْمُنْذر بِهِ وَإنَّهُ تَجْتَمِع لليوم عَلَامَات كَثِيرَة من عَلَامَات البحران. وَإِن فقدت الْمُنْذر وَجَاء البحران فِي يَوْمَيْنِ فَانْظُر فَإِن كَانَت الْعلَّة تصعب وتتحرك فِي الْأَفْرَاد فالبحران للفرد وَذَلِكَ أَن البحران أبدا إِنَّمَا يكون فِي وَقت استصعاب الْحمى وَانْظُر فِي نفس البحران فَإِن رَأَيْته جيدا سليما وَشَكَكْت فِي السَّابِع وَالثَّامِن وَالتَّاسِع وَالسَّادِس فانسبه إِلَى السَّابِع وَإِن شَككت فِي التَّاسِع والعاشر فانسبه إِلَى التَّاسِع وبالضد. وَانْظُر أَيْضا من نفس طبيعة البحران وَذَلِكَ أَن لَهُ ابْتِدَاء يدل على مَجِيئه وَابْتِدَاء الاستفراغ وانقضاء الْعلَّة فاليوم الَّذِي تَجِد فِيهِ الثَّلَاثَة فَلَا وَانْظُر فِي أَي الْيَوْمَيْنِ زمَان البحران فِيهِ أطول فَإِنَّهُ بِهِ أولى فَإِن كَانَت العلامات لوَاحِد أَكثر فللذي فِيهِ عَلَامَات أقل أَيْضا شركَة فَإِن اسْتَويَا فَهُوَ لَهما. وَرُبمَا يُجَاوز البحران الْيَوْم الَّذِي بعد الْيَوْم الَّذِي كَانَ فِيهِ ابْتِدَاء العلامات إِلَى الْيَوْم الثَّالِث من يَوْم ابْتِدَاء العلامات وَإِذا كَانَ كَذَلِك فاليوم الْأَوْسَط أولى بالبحران لِأَن زمَان البحران فِيهِ كَانَ أطول. وَلَكِن لَا يجب أَن توجب لَهُ البحران كُله لَكِن تنظر مَا كَانَ الْإِنْذَار أَيّمَا كَانَ بِهِ فانسبه إِلَيْهِ فَإِن هَذَا أقوى العلامات فَإِن لم ينذر بِهِ فَانْظُر فِي سَائِر مَا وَصفنَا من حَرَكَة الأدوار وَالزَّوْج والفرد وَقِيَاس نَوَائِب الْحمى فَإِن الْحمى الأطول هِيَ يَوْم بحران وطبائع الْأَيَّام فَإِن البحران الحميد فِي الْأَيَّام الجيدة وَبِالْعَكْسِ وَعدد أَوْقَات البحران فَإِن الَّذِي يجْتَمع لَهُ وقتان مِنْهُ هُوَ لَهُ وزمان البحران أَعنِي طول لبثه فَإِن الَّذِي يلبث البحران فِيهِ أَكثر فَهُوَ لَهُ فضم هَذِه جَمِيعًا) واستشهدها. وَأما الْيَوْم الأول وَالْيَوْم الثَّانِي فَلَيْسَ يُمكن أَن يَكُونَا من أَيَّام البحران إِلَّا لحمى يَوْم وَذَلِكَ أَن البحران إِنَّمَا هُوَ أَن تَنْقَضِي الْعلَّة باضطراب وتعب فَإِن سمينا كل انْقِضَاء بحرانا وَإِن لم يتقدمه تَعب واضطراب فاليوم الأول وَالثَّانِي رُبمَا انْقَضى فيهمَا حمى. وَأَنا أسمي الِاضْطِرَاب الْكَائِن قبل تغير الْمَرَض إِلَى الْحَالة الجيدة أَو الردية بحرانا وَمَا كَانَ تغيره إِلَى الْأَفْضَل أُسَمِّيهِ بحرانا جيدا وبالضد وَمَا كَانَ لَا يُؤَدِّي إِلَى كَمَال الْفضل وَكَمَال الْهَلَاك أُسَمِّيهِ بحرانا نَاقِصا جدا ورديا. وَقد قَالَ أرخيجانس: إِن البحران يكون فِي الْوَاحِد وَالْعِشْرين أَكثر مِمَّا يكون فِي الْعشْرين وَأَنا لم أَجِدهُ هَكَذَا وَلَا أبقراط. وَكَذَلِكَ الْحَال فِي السَّابِع وَالْعِشْرين فَإِنِّي وجدت البحران يكون فِيهِ أَكثر مِمَّا يكون فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين. وَذكر أرخيجانس أَنه يكون أقل. وَالْيَوْم الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ أَيْضا صَالح للقوة وَيَوْم الْأَرْبَعين أقوى مِنْهُ. وَأما الْيَوْم الرَّابِع

علامات السلامة والنضج

وَالْعشْرُونَ وَالْيَوْم الْوَاحِد وَالثَّلَاثُونَ فالبحران يكون فيهمَا أقل مِمَّا يكون فِي الَّذِي ذكرنَا من بعد الْعشْرين وَأَقل من هَذِه كثيرا الْيَوْم السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ حَتَّى أَنه إِلَى أَن لَا يكون من أَيَّام البحران أميل. فَأَما سَائِر الْأَيَّام الَّتِي بَين الْعشْرين وَالْأَرْبَعِينَ فَلَا يكون فِيهَا بحران: وَهِي الثَّانِي وَالْعشْرُونَ وَالثَّالِث وَالْخَامِس وَالسَّادِس وَالتَّاسِع وَالْعشْرُونَ وَالثَّلَاثُونَ وَالْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ وَالسَّادِس وَالثَّامِن وَالتَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ وجملتها اثن عشر يَوْمًا. وَالِاضْطِرَاب الشَّديد الْقوي يكون فِي البحارين الكائنة فِي الرَّابِع عشر وَإِلَى الْعشْرين وَمن بعد الْعشْرين إِلَى الْأَرْبَعين فَيكون أهدأ حَرَكَة وَمن بعد الْأَرْبَعين هِيَ ضَعِيفَة الْحَرَكَة جدا وَأكْثر الِانْقِضَاء يكون فِيهَا بالنضج والتحلل والخراجات وَرُبمَا كَانَ بالاستفراغ فِي الندرة وَإِذا كَانَ لم تكن مَعَه حَرَكَة شَدِيدَة. وأبقراط يستخف بِالْأَيَّامِ الَّتِي بعد الْأَرْبَعين خلا السِّتين والثمانين وَالْعِشْرين وَالْمِائَة وَيَقُول بعد هَذَا: إِن من الْأَمْرَاض مَا يكون بحرانه فِي سَبْعَة أشهر وَفِي سبع سِنِين وَفِي أَربع عشرَة سنة وَإِحْدَى وَعشْرين سنة. وَلَيْسَ يُمكن إحكام علم أَيَّام البحران إِلَّا بأمرين: الْعلم بِمَا قَالَ أبقراط فِيهَا وَمن أَدِلَّة الْمَرَض جَمِيعًا وَعلم النبض. 3 - (عَلَامَات السَّلامَة والنضج) مَوْجُودَة فَأَنْذر بِكَوْن البحران فِي السَّابِع فَإِن لم تعرف عَلَامَات السَّلامَة والنضج لم يُمكن أَن تنذر بالبحران. وَإِنَّمَا قلت: إِنَّك تحْتَاج إِلَى معرفَة عَلَامَات السَّلامَة والنضج لِأَنَّك إِن رَأَيْت عَلَامَات الْخطر وَرَأَيْت بعد ذَلِك نضجا فِي الرَّابِع وَكَانَت أَيَّام الْحمى فِي الْأزْوَاج فَاعْلَم أَن البحران يكون فِي السَّادِس وَفِي الندرة أَن تجاوزه فَفِي السَّابِع. وَإِن رَأَيْت عَلَامَات السَّلامَة مَعَ النضج فِي الرَّابِع فالبحران يكون فِي السَّابِع. وعلامات النضج لَا تَجْتَمِع مَعَ عَلَامَات الْهَلَاك وَإِن كَانَت عَلامَة الْهَلَاك قَوِيَّة فِي الرَّابِع مَاتَ فِي الْأَكْثَر فِي السَّابِع. وَقد قلت: إِن الْمَوْت بحران ردي كَامِل وحد صِحَة ذَلِك من نوبَة الْمَرَض وَذَلِكَ أَنه إِن ساعدت مَعَ هَذَا أَن تكون النّوبَة فِي الْأزْوَاج فَمَا قلت أقوى. وَإِن كَانَت تنوب فِي الْأَفْرَاد لَا يَمُوت فِي السَّادِس وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ الْمَرَض قَوِيا قوى الْحَرَارَة جدا والأعراض الَّتِي ظَهرت فِي الرَّابِع قَوِيَّة عَظِيمَة جدا فَلذَلِك يجب أَن تقضي معرفَة هَذِه العلامات. قَالَ: وَقد تفقدت أَصْحَاب الْأَمْرَاض الحادة على الِاسْتِقْصَاء فَوجدت الرَّابِع ينذر بالسابع مَا لم يَقع خطأ. يَنْبَغِي أَن تنظر أُخْرَى فِي هَذَا الْموضع. لي وَيجب أَن تنظر فِي العلامات الدَّالَّة على انْتِهَاء الْمَرَض ونضجه وانقضائه وَطوله فَإِن رَأَيْت فِي الرَّابِع النضج عديما والمنذرة بطول الْمَرَض فَاعْلَم أَن الْمَرَض سيجاوز الْحَادِي

عشر وَإِن بقيت عَلَامَات النضج بعد الرَّابِع فتوقع البحران فِي الرَّابِع عشر فَإِن كَانَ الْمَرَض فِي السَّابِع لم ينضج وَلَيْسَت فِيهِ عَلامَة قَوِيَّة تدل على طوله فتوقع البحران فِي الرَّابِع عشر وَالْوُقُوف على حَقِيقَته يكون فِي الْحَادِي عشر وَذَلِكَ أَنه ينذر بالرابع عشر فَإِن رَأَيْت فِيهِ عَلامَة نضج فأيقن بالبحران فِي الرَّابِع عشر وَإِن كَانَت عَلامَة النضج ضَعِيفَة. إِلَّا أَن الْمَرَض يَتَحَرَّك حَرَكَة سريعة فخليق أَن يكون فِي الرَّابِع عشر وَإِلَّا كَانَ فِي السَّابِع عشر. فَإِن لم تكن عَلامَة النضج فِي الْحَادِي عشر فَلَيْسَ يكون فِي الرَّابِع عشر وَضم إِلَى نظرك النّظر فِي حَرَكَة الْمَرَض وسرعته وَسَائِر العلامات لتعلم مَتى يَأْتِي البحران فِي السَّابِع عشر أم فِي الثَّامِن عشر أَو بعد ذَلِك لِأَنَّهُ رُبمَا أَتَى البحران فِي السَّابِع عشر أم فِي الثَّامِن عشر أَو بعد ذَلِك لِأَنَّهُ رُبمَا أَتَى البحران فِي هَذِه الْأَيَّام وَأكْثر ذَلِك يتَأَخَّر إِلَى الْعشْرين. وَرُبمَا أَتَى فِي الْوَاحِد وَالْعِشْرين وينذر بهَا جَمِيعًا السَّابِع عشر وَلَا سِيمَا) بِالْيَوْمِ الْعشْرين وَالْيَوْم الثَّامِن عشر ينذر بِالْيَوْمِ الْوَاحِد وَالْعِشْرين. وَمَتى رَأَيْت الْمَرَض مُنْذُ أَوله مندفن الْحَرَارَة بطيء الْحَرَكَة مَعَ سَائِر العلامات الدَّالَّة على بطء الْمَرَض فَلَيْسَ يمكنك أَن تعلم مَتى يَأْتِي البحران لكنك تعلم أَنه لَا يَأْتِي فِي الرَّابِع عشر وَأكْثر مِنْهُ: لَا يَأْتِي قبله فَانْظُر حِينَئِذٍ أسليم هَذَا الْمَرَض أم لَا فَإِنَّهُ مَتى اجْتمع ضعف الْقُوَّة إِلَى عَلَامَات الْهَلَاك فَإِن الْمَرِيض يَمُوت قبل أَن يطول الْمَرَض وَإِن كَانَ الْمَرَض سليما فبحرانه بعيد. وَلَا تطمع أَن تعرف بحران الْأَمْرَاض الَّتِي يكون نَحْو الْعشْرين فِي الرابوع الأول. لَكِن بعد ذَلِك إِلَى السَّابِع يكون حدس ضَعِيف وَمن السَّابِع إِلَى الْحَادِي عشر يكون أقوى فَإِن رَأَيْت أَيْضا عَلَامَات النضج من الْحَادِي عشر إِلَى الْيَوْم الْعشْرين ضَعِيفَة فَإِن الْمَرَض يُجَاوز الْعشْرين واقض بِأَن الْمَرِيض لَا يَأْتِيهِ بحران قبل الْعشْرين إِن بقيت تِلْكَ الدَّلَائِل على حَال وَاحِدَة وَلم تَتَغَيَّر إِلَى سرعَة الْحَرَكَة بَغْتَة أَو قَلِيلا قَلِيلا وَلست تَدْرِي فِي أَي يَوْم يكون بعد الْعشْرين حَتَّى تنظر فِي الْأَيَّام الَّتِي من الْحَادِي عشر إِلَى الْعشْرين وَذَلِكَ أَنَّك إِذا رَأَيْت العلامات الدَّالَّة على النضج بَيِّنَة فتوقع الرَّابِع وَالْعِشْرين. فَإِن لم تَرَهَا فَإِنَّهُ يتَأَخَّر إِلَى الْأُسْبُوع الرَّابِع فَأَما الْأَمْرَاض الَّتِي تبقى إِلَى الرَّابِع عشر غير نضيجة وتتحرك حَرَكَة بطيئة فَلَا يجِئ بحرانها قبل الْأَرْبَعين. وَقد قُلْنَا إِن البحران بعد الْأَرْبَعين ضَعِيف وَأَكْثَره يكون بالتحلل وَفِي الندرة يكون بالاستفراغ. مَتى رَأَيْت مَرِيضا أَن عَلَامَات النضج فِي بَوْله وَاضِحَة فِي الْيَوْم الأول وحماه حارة وَلَيْسَ مَعهَا شَيْء من عَلَامَات التّلف فَإِن حماه لَا تجَاوز الرَّابِع وَإِذا رَأَيْت عَلَامَات التّلف كلهَا فِي الْيَوْم الأول فَلَيْسَ يجوز الرَّابِع حَتَّى يَمُوت. وَإِن كَانَت حماه حارة وَلم تظهر فِيهِ شَيْء من عَلَامَات النضج وَلَا من عَلَامَات الْمَوْت فَلَا يُمكن أَن يَنْقَضِي مَرضه فِي الرَّابِع وَلَا قبله ألف وفتفقد حِينَئِذٍ قبل الْحمى هَل كَمَا لم تظهر عَلَامَات النضج لم تظهر عَلَامَات طول

العلامات

الْمَرَض أم ظَهرت عَلَامَات طول الْمَرَض مَعَ فقد عَلَامَات النضج فَإِنَّهُ إِن عدما جَمِيعًا أَعنِي عَلَامَات النضج وعلامات طول الْمَرَض مَعَ فقد عَلَامَات النضج فَإِن مَرضه يبلغ منتهاه نَحْو السَّابِع وَإِن ظَهرت عَلَامَات طول الْمَرَض فَإِنَّهُ يتَجَاوَز السَّابِع وَلست تقدر أَن تعلم مُنْذُ أول الْأَمر كم يَتَطَاوَل لَكِن بعد مُرُور الْأَيَّام وَلَكِن تريح من ذَلِك أَن مُنْتَهى الْمَرَض يطول فتقدر الْغذَاء بِحَسب ذَلِك. وَالْخَطَأ الَّذِي يَقع للمرضى من الْأَطِبَّاء والأدوية وَنَحْوهَا وَمن خَارج كالفزع والهم والسهر الَّذِي عَن شَيْء يبلغهُ فَأَما الَّذِي يسهر بِلَا شَيْء بلغه فَلَيْسَ يفْسد بِظَاهِر الْحس نظام البحران. وَإِن) الْأَمْرَاض السليمة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْء من الْخطر إِذا عرض فِيهَا عَارض من خطأ فَإِنَّمَا تطول فقد وَأما الْأَمْرَاض الخطيرة فَإِنَّهُ إِن عرض فِيهِ الْخَطَأ آلت إِلَى الْهَلَاك. والأمراض السليمة أَيْضا إِذا تكَرر الْخَطَأ مرّة بعد أُخْرَى انقلبت طَبِيعَته إِلَى الْهَلَاك. وبمقدار الْخَطَأ الَّذِي يَقع بَين يَوْم الْإِنْذَار ويم البحران الردي يتَقَدَّم الْمَوْت كَمَا أَنه أنذر الرَّابِع بشر ثمَّ حدث بعده خطأ عَظِيم فَلَيْسَ بتأخر الْمَوْت إِلَى السَّابِع. لكنه يسْبق: إِمَّا فِي الْخَامِس وَإِمَّا فِي السَّادِس وَيعلم فِي أَي الْيَوْمَيْنِ يكون مِقْدَار حِدة الْمَرَض وَمِقْدَار الضَّرَر الدَّاخِل على الْمَرِيض من الآفة الْحَادِثَة من الْخَطَأ وَمن نَوَائِب الْحمى فَإِن كَانَت الْحمى تنوب فِي الْأَفْرَاد وَالْمَرَض حَار وَالشَّيْء الَّذِي ظهر فِي الرَّابِع عَظِيم فبالحرى أَن يَمُوت فِي الْخَامِس: فَإِن كَانَت تنوب فِي الْأزْوَاج وَالْمَرَض أقل حِدة وَالْخَطَأ وَالتَّدْبِير بِالشَّرِّ قَلِيلا من فبالحرى أَن يتَأَخَّر إِلَى السَّادِس. (الْوَقْت الَّذِي يَمُوت فِيهِ الْمَرِيض) إِذا كَانَت الْمعرفَة بِالْيَوْمِ الَّذِي يَمُوت فِيهِ الْمَرِيض فَانْظُر فِي أَي وَقت من أَوْقَات نوبَة حماه تثقل على العليل علته فَإِنَّهُ مَتى ظَهرت بِهِ هَذِه العلامات حِين تبتدئ نوبَة الْحمى فَإِنَّهُ يَمُوت فِي مثل ذَلِك الْوَقْت من ذَلِك الْيَوْم. 3 - (العلامات) هَذِه: أَن يبرد بدنه كُله بردا شَدِيدا. وَلَا يسخن إِلَّا بعسر وَيبقى لَونه حَائِلا زَمنا طَويلا ويصغر نبضه ويتغير حَاله إِلَى حَال أردى أَو تثقل حركته ويكسل ويسبت وَنَحْو هَذِه فَاعْلَم أَنه ميت فِي هَذَا الْوَقْت وَإِن كَانَ ابْتِدَاء الْحمى لَيْسَ بالردي وَلَا تظهر فِيهِ هَذِه العلامات فَانْظُر إِلَى الْمُنْتَهى فَإِن رَأَيْته يخْتَلط عقله عِنْد الْمُنْتَهى ويعرض لَهُ هم وسبات وغم وَلَا يُطيق احْتِمَال حماه ويلتهب التهاباً مفرطاً وتظلم عَيناهُ ويصدع ويعض لَهُ وجع فِي فُؤَاده وَأَشْبَاه هَذِه من الْأَعْرَاض فَفِي هَذَا الْوَقْت يَمُوت. وَإِن كَانَ الِابْتِدَاء والانتهاء سليمين وَكَانَ عِنْد الانحطاط تذبل نَفسه ويصيبه عرق غير

مستو بَارِد فِي الرَّأْس وَحده أَو فِي الرَّقَبَة وَفِي الرَّقَبَة وَفِي الصَّدْر ويضعف نبضه ألف وويصغر وَجُمْلَة فَاعْلَم أَن الْمَرِيض يَمُوت فِي أشر أَوْقَات الْحمى. مِثَال ذَلِك أَنَّك مَتى رَأَيْت الْحمى فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث تزداد رداءة وَرَأَيْت فِي الرَّابِع رداءة استدللت على موت الْمَرِيض فِي السَّادِس ثمَّ رَأَيْت أَشد أَوْقَات النّوبَة يكون فِي السَّاعَة السَّادِسَة. وَأَنت تصيب مَتى أحكمت هَذَا الطَّرِيق فِي الْأَكْثَر وَانْظُر مَتى لم تصح لَك العلامات فانتظر بِانْقِضَاء إِلَى يَوْم آخر وَآخر حَتَّى يَصح عنْدك. قَالَ: الأسابيع أقوى أَيَّام البحران وَبعدهَا الأرابيع. أبقراط يعد الْأُسْبُوع الثَّالِث يَوْم الْعشْرين وَيجْعَل السَّابِع عشر ينذر بِهِ وَيخرج الثَّامِن عشر والواجد وَالْعِشْرين من أَيَّام البحران. وَأما من حسب أَيَّام الأسابيع تَامَّة فَإِن الثَّامِن عشر عِنْده ينذر بالحادي وَالْعِشْرين وَيخرج السَّابِع عشر وَالْعشْرُونَ من أَيَّام البحران. وَقد صَحَّ بالتجربة أَن البحران يكون كثيرا فِي السَّابِع عشر ويكن مَعَ ذَلِك صَحِيحا وَكَذَلِكَ فِي الْعشْرين. الْأَطِبَّاء لَا يَخْتَلِفُونَ فِي أَيَّام البحران إِلَى الرَّابِع عشر ويختلفون فِيمَا بعد لأَنهم لم يتفقدوا التجربة كثيرا لكِنهمْ عمِلُوا بِالْقِيَاسِ فعدوا الأسابيع بأيام تَامَّة فَلذَلِك عدوا الْوَاحِد وَالْعِشْرين وَالسَّابِع وَالْعِشْرين بالثامن وَالْعِشْرين من أَيَّام البحران القوية وَالثَّامِن عشر يدنو بِهِ على أَنه نصف الْأُسْبُوع الثَّالِث وَالثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ على أَنه آخر يَوْم من الْأُسْبُوع السَّادِس إِلَّا أَنَّك إِذا تفقدت بالتجربة) رَأَيْت الطَّرِيق الَّذِي سلكه أبقراط الصَّحِيح لِأَنَّك إِذا تفقدت وقست بالتجربة الْيَوْم السَّابِع عشر وَهُوَ أول يَوْم وَقعت فِيهِ الْخلاف بِالْيَوْمِ الثَّامِن عشر وَالْعِشْرين وَالسَّابِع وَالْعِشْرين بالثامن وَالْعِشْرين وَالْوَاحد وَالثَّلَاثِينَ بِالثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ وَالرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ بالخامس وَالثَّلَاثِينَ وَالْأَرْبَعِينَ بِالثَّانِي وَالْأَرْبَعِينَ وجدت الْأَيَّام الْمُنَاسبَة للسابع عشر أقوى والأمراض فِيهَا أظهر والتجربة تشهد دون الآخر وَلَا يكَاد يكون فِي غير الْمُنَاسبَة للرابع بحران حَتَّى أَنه قد يكون البحران فِيهِ حِينَئِذٍ وَلَا يكون فِي أَرْبَعَة وَثَمَانِينَ. وَقد ذكر أبقراط فِي مرضِي كثير فِي أبيذيميا وتفقدناه نَحن أَيْضا فوجدناه كَذَلِك وَلم يذكر أبقراط وَلَا وجدنَا نَحن بحرانا حدث فِي الْأَيَّام الَّتِي لَا تناسب الرَّابِع عشر فضلا عَن أَن يكون تَاما سليما وَأما فِي الْمُنَاسبَة فَلَيْسَ إِنَّمَا يحدث البحران كثيرا بل يكون سليما. فقد بَان صِحَة طَرِيق أبقراط وَإِنَّمَا غلط الَّذين خالفوه بأَشْيَاء أَجدهَا أَنهم ظنُّوا أَن الأسابيع تجْرِي تَامَّة فلزموا الْقيَاس دون التجربة ولعلهم أَيْضا رَأَوْا مرضى قليلين أَتَاهُم بحران فِي تِلْكَ الْأَيَّام. وَيُمكن أَن تكون البحارين لليوم الَّذِي قبله للعلل الَّتِي ذكرتها ولغلطهم فِي ابْتِدَاء

الْمَرَض وَيكون البحران باتصال يَوْمَيْنِ. وَهُوَ لأَحَدهمَا فينسبونه إِلَى يومهم وَنَحْو ذَلِك مِمَّا أشبهه مِمَّا تقدم ذكره مِمَّا يشْتَبه هَل البحران لليوم الأول أَو الثَّانِي. والأمراض الَّتِي تطول مدَّتهَا أَعنِي الَّتِي تجَاوز الرَّابِع عشر وَالْعِشْرين لَا يكون بحرانها قَوِيا أَيْضا وَلَا يكون حادا لَكِن سَاكِنا هادئا فَرُبمَا تمّ أمره فِي يَوْمَيْنِ فيلغط هَذَا أَيْضا وَلَا يجب أَن يتَوَهَّم أَنه لَا يكون بعد الْأَرْبَعين بحران باستفراغ قوي وحركة شَدِيدَة فَإِن ذَلِك رُبمَا كَانَ وَقد ذكر أبقراط أَنه عرض ذَلِك فِي الثَّمَانِينَ. لي أَحسب هَذَا أَكثر مَا يكون إِذا انْتقل الْمَرَض إِلَى الحدة من الرَّأْس. قَالَ ج: وَأكْثر مَا يعرض الِانْقِضَاء الْخَبيث يَعْنِي البحران فِي الْأَمْرَاض المزمنة إِذا فَارَقت ثمَّ عاودت فَرُبمَا كَانَت العودة فِي يَوْم بحران ثمَّ يجْرِي الْأَمر على عدد أَيَّام البحران فَيكون أحد هذَيْن المرضين حادا وَإِذا وصل كل مِنْهُمَا مرض طَوِيل حَتَّى أَنه لَا يُمكن أَن يكون ذَلِك مركبا من مرضين أَو ثَلَاثَة حادة كلهَا لَا تَنْقَضِي ببحران لَكِن يَنْقَضِي بعض مِنْهَا ويعاود بعض وتنقضي أَيْضا فِي أَيَّام البحران على مثل هَذَا. فِي) قَالَ: إِذا علمت أَن يَوْم البحران قريب قدرت الْغذَاء بِحَسب ذَلِك من اللطف وَلم تقف الطبيعة عَن البحران وَإِذا كَانَ البحران فِي يَوْم باحوري كَامِل أخذت بالمريض فِي تَدْبِير الناقه وَإِن كَانَ غير ذَلِك وقيته ولطفت تَدْبيره لِئَلَّا ينكس نكس سوء. الْمَرَض الَّذِي فِي غَايَة الحدة يَأْتِي بحرانه إِمَّا بِخَير وَإِمَّا بشر إِمَّا قبل الرَّابِع وَإِمَّا فِيهِ وَالَّذِي يتلوه فِي الحدة فَإلَى السَّابِع وَالَّذِي يتلوه فِي الحدة فَإلَى الْحَادِي عشر وَالَّذِي يتلوه فِي الحدة فَإلَى الرَّابِع عشر ثمَّ إِلَى الْعشْرين وَالَّتِي هِيَ دون هَذِه فِي الحدة وَقد دخلت فِي المزمنة فحركاتها فِي الأسابيع على مَا ذكرنَا. وَجَمِيع أدوار أَيَّام البحران تكون إِمَّا بأسابيع وَإِمَّا بأنصاف الأسابيع وَهِي الأسابيع. والأرابيع تنذر بالأسابيع كَمَا قَالَ أبقراط. الرَّابِع ينذر بالسابع وَابْتِدَاء الْأُسْبُوع الثَّانِي من الْيَوْم الثَّامِن وانقضاؤه الرَّابِع عشر. وينذر بالرابع عشر الْحَادِي عشر لِأَنَّهُ رَابِع الْأُسْبُوع الثَّانِي لِأَنَّهُ الرَّابِع من الثَّامِن. وَالسَّابِع عشر يَوْم إنذار لِأَنَّهُ الرَّابِع من الرَّابِع عشر وينذر بالعشرين. أدوار أَيَّام البحران الَّتِي تكون فِي الْأزْوَاج يَعْنِي الَّتِي تتحرك فِي الْأزْوَاج: الرَّابِع وَالسَّادِس وَالثَّامِن والعاشر وَالرَّابِع عشر وَالثَّامِن عشر وَالْعشْرُونَ وَالرَّابِع وَالْعشْرُونَ وَالرَّابِع وَالْعشْرُونَ وَالثَّامِن وَأما الَّتِي تتحرك فِي الْأَفْرَاد فالثالث وَالْخَامِس وَالسَّابِع وَالتَّاسِع وَالْحَادِي عشر وَالسَّابِع عشر وَالْوَاحد وَالْعشْرُونَ وَالسَّابِع وَالْعشْرُونَ وَالْوَاحد وَالثَّلَاثُونَ هَذَا مَا كتبه أبقراط لنَفسِهِ فِي

إبيذيميا وَهِي جَمِيع أَيَّام البحران فَلَمَّا أحكم أمره بالتجربة ذكر فِي تقدمة الْمعرفَة والفصول أقواها. وَقد يكون فِي نِسْبَة دون نِسْبَة البحران فِي يَوْم دون يَوْم بسب: من تغير الْهَوَاء. فَإِنِّي رَأَيْت فِي صيف أَكثر من أَرْبَعمِائَة مَرِيض مرضوا مَرضا حادا أَتَاهُم البحران فِي السَّابِع وَفِي صيفة أُخْرَى فِي الرَّابِع عشر. وَرَأَيْت خَرِيفًا كَانَ يَجِيء فِيهِ البحران أبدا فِي الْحَادِي عشر وخريف آخر كَانَ يَجِيء فِيهِ بحران ردى فِي السَّادِس. فعلى هَذَا نجد البحران يكون فِي وَقت دون وَقت وَفِي يَوْم دون يَوْم من أَيَّامه أَكثر فَأَما أَن يكون فِي يَوْم غير باحوري فَلَا يكَاد يكون فَلم أرقط كَانَ فِي الثَّامِن وَلَا فِي السَّادِس وَلَا فِي الثَّانِي عشر وَلَا فِي السَّادِس عشر وَلَا فِي الشبيه بِهِ. جملَة مَا قد قيل قَالَ: أَقُول إِن السَّابِع يَوْم باحوري وينذر بِهِ الرَّابِع وَالرَّابِع يَوْم بحران وَإِن كَانَ) ضَعِيفا وَيَوْم إنذار. وَبعد السَّابِع الْحَادِي عشر فالرابع عشر. وَبَينهمَا من التناسب مَا بَين الرَّابِع وَالسَّابِع. وَبعد هَذِه فالسابع عشر يُوجد على الْأَكْثَر: يُنَاسب الْعشْرين هَذِه الْمُنَاسبَة بِعَينهَا الَّتِي للحادي عشر إِلَى الرَّابِع عشر وعَلى الْأَقَل يُوجد الثَّامِن عشر يُنَاسب الْحَادِي وَالْعِشْرين وَهَذِه لي لِأَنَّهُ يعد الْأُسْبُوع الأول وَالثَّانِي تَأْمِين وينتهيان فِي الرَّابِع عشر والأسبوع الثَّالِث مُتَّصِل بالرابع عشر يَنْتَهِي فِي الْعشْرين ويعد الرَّابِع نصف الْأُسْبُوع الأول ويعد ابْتِدَاء الرابوع الثَّالِث من الثَّامِن فَيكون الرَّابِع من الثَّامِن الْحَادِي عشر. وَيتم الْأُسْبُوع الثَّانِي فِي الرَّابِع عشر ثمَّ يعد الرابوع السَّادِس من الرَّابِع عشر فَيكون السَّابِع عشر وينذر بالعشرين. ويعد السابوع الثَّالِث فِي الْعشْرين. قَالَ ج: وَيَقَع فِي مَا بَين هَذِه الْأَيَّام: التَّاسِع وَالْخَامِس وَالثَّالِث وَالتَّاسِع مقدم مِنْهَا والبحران يكون فِيهِ أَكثر من جَمِيع الْأَيَّام الْوَاقِعَة فِيمَا بَين هَذِه الْأَيَّام من أَيَّام البحران الَّتِي ذَكرنَاهَا أَعنِي إِلَى الْعشْرين وَبعده الْخَامِس وَبعده الثَّالِث. وَالسَّادِس يَوْم بحران ردي. وَأما الثَّالِث عشر فَكَأَنَّهُ متوسط بَين مَا يكون فِيهِ بحران وَلَا يكون. قَالَ: وَأَشد مَا تكون المجاهدة فِي وَقت البحران فِي الْأَمْرَاض الَّتِي تَنْقَضِي إِلَى الرَّابِع عشر ثمَّ يبْدَأ ثقل المجاهدة مِنْهُ إِلَى الْعشْرين وَتَسْتَرْخِي قُوَّة المجاهدة مِنْهُ إِلَى الْأَرْبَعين وتضعف مُنْذُ الْأَرْبَعين ضعفا شَدِيدا جدا. فَأَما قِيَاس أَيَّام البحران فَيبقى على حَال وَاحِدَة أبدا وكما أَن الرَّابِع عشر آخر الْأُسْبُوع الثَّانِي وَأول الثَّالِث كَذَلِك الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ أخر الْأُسْبُوع الْخَامِس وَابْتِدَاء الْأُسْبُوع السَّادِس حَتَّى يكون أبدا كل ثَلَاثَة أسابيع عشْرين يَوْمًا فَلذَلِك يتَّفق الْيَوْم السِّتُّونَ يَوْم بحران لي يعد أسبوعان تَأْمِين ثمَّ أُسْبُوع فِي الْوسط نَاقِصا أبدا فَلذَلِك يلتم أبدا ثَلَاثَة أسابيع عشرُون وَأما الأرابيع فتعد فِي الْأُسْبُوع الْغَيْر الْمَوْصُول يَوْم الرَّابِع.

سبب أيام البحران

مِثَال ذَلِك أَن الرابوع الأول الْيَوْم الرَّابِع وَالثَّانِي الْيَوْم السَّابِع لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُرِيد بالرابع نصف السابوع والرابوع الثَّالِث الْيَوْم الْحَادِي عشر لِأَنَّهُ يَبْتَدِئ بعده من الثَّامِن والرابوع الرَّابِع الْيَوْم الرَّابِع عشر لِأَنَّهُ يَبْتَدِئ بعده من الْحَادِي عشر والرابوع الْخَامِس الْيَوْم السَّابِع عشر لِأَنَّهُ يَبْتَدِئ بعده من الْخَامِس عشر والرابوع السَّادِس الْيَوْم الْعشْرُونَ لِأَنَّهُ يَبْتَدِئ بعده من السَّابِع عشر لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يتم لَهُ فِي كل سابوع رابوعان فَافْهَم ذَلِك. قَالَ جالينوس: وَأول دور تَامّ من أَيَّام البحران هُوَ الْيَوْم الْعشْرُونَ وَلَو كَانَت الأسابيع تحسب) مفصلة لَكَانَ الدّور التَّام هُوَ الْأُسْبُوع لِأَنَّهُ كَانَ يتَكَرَّر بِمثلِهِ أبدا لكنه لما كَانَ الْأُسْبُوع الثَّالِث يحْسب مُتَّصِلا بِالثَّانِي صَار الْحساب لَا يجْرِي بعد الرَّابِع عشر على قِيَاس مَا كَانَ يجْرِي أَولا. وَأما بعد الْعشْرين فالحساب يجْرِي دَائِما على مِثَال مَا جرى حَتَّى يكون الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ نَظِير الرَّابِع عشر وَذَلِكَ أَنه يحْسب من أسبوعين على الِانْفِرَاد وَالْيَوْم الْأَرْبَعُونَ نَظِير الْعشْرين. وَذَلِكَ أَنه يَنْتَهِي فِيهِ الْأُسْبُوع الثَّالِث محسوبا على الِاتِّصَال. والدور: إِنَّمَا يَعْنِي بِهِ مَا إِذا ضوعف لم ينْتَقل إِلَى غَيره وَلَيْسَ لَك للأرابيع وَلَا للأسابيع لِأَنَّهَا وَالَّذِي يظْهر التجربة من أَيَّام البحران أَنه لَيْسَ أَيَّام الْمَرَض كُله أَيَّام بحران وَأَن من أَيَّام البحران أدوار الأسابيع أقوى وَبعده أدوار الأرابيع فَإِنَّهُ يَقع بَين هَذِه الأدوار أَيَّام أخر تكون فِيهَا بحران وَإِن الأسابيع لَا يجب أَن تحسب كلهَا على الِانْفِرَاد لَكِن يحْسب بَعْضهَا على الِاتِّصَال وَكَذَلِكَ الأرابيع فَإِن البحران فِي الْأَمْرَاض الحادة يكون على الْأَكْثَر فِي الْأَفْرَاد وَفِي المزمنة فِي الْأزْوَاج. (الْأَيَّام الْوَاقِعَة فِي مَا بَين أَيَّام البحران) يُرِيد بهَا الْأَيَّام الَّتِي لَيست سابوعا وَلَا رابوعا وَيكون مَعَ ذَلِك من أَيَّام البحران. كل تغير يَقع للْمَرِيض إِلَى مَا هُوَ أردى فِي يَوْم من أَيَّام البحران فَهُوَ ردي كَمَا أَن كل تغير يكون مَحْمُودًا فَهُوَ فِي هَذِه الْأَيَّام أَجود. فالتغير إِلَى مَا هُوَ شَرّ فِي السَّابِع وَالرَّابِع عشر من أَعْرَاض الْأَيَّام القتالة وبالضد. تغيره فِي هَذِه الْأَيَّام إِلَى الْأَصْلَح حميد جدا وَقد ذكرنَا علته فِي علل أَيَّام البحران. قَالَ: الْأَيَّام الْوَاقِعَة يكون فِيهَا البحران فِي الْأَمْرَاض الحادة أَكثر مِنْهَا فِي المنتقلة لِأَن الطبيعة فِيهَا أَشد انزعاجا فتجعل البحران فِي أَيَّام وَاقعَة بالاضطرار. فَأَما المزمنة فلكون حَرَكَة الْمَرِيض لَا تضطر الطبيعة أَن تجْعَل البحران فِي الْأَيَّام الْوَاقِعَة. 3 - (سَبَب أَيَّام البحران) كَمَا أَن تَدْبِير السّنة يكون بالشمس وتغاييرها الْعِظَام بعبران الصَّيف والشتاء وَالْآخر بالأرابيع كَذَلِك تَدْبِير الشَّهْر يكون بالقمر وتغايره الْأَعْظَم بالأسابيع لِأَنَّهُ من أَيَّام الشَّهْر

بِمَنْزِلَة ربع من أَربَاع السّنة فَإِذا تفقد بالتجربة وجد كل حَادث يحدث وَالْقَمَر بمَكَان مَا يلْزمه تغير عَظِيم بعد الْأُسْبُوع لِأَن الْقَمَر يصير فِي تربيع الْمَكَان الَّذِي كَانَ فِيهِ وَأكْثر من ذَلِك إِذا صَار على الْمُقَابلَة وَلِأَن الْقَمَر يقطع دَائِرَة البروج فِي تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا وَثلث يَوْم فَإِنَّهُ يقطع ربع الْفلك فِي أقل من سَبْعَة أَيَّام. (فِيمَا يستعان بِهِ على الْأَمْرَاض من النُّجُوم) قَالَ ج: هَذَا شَيْء قد بلوته بعناية شَدِيدَة فَوَجَدته صَحِيحا وَهُوَ أَن الْقَمَر إِذا كَانَ مَوضِع السُّعُود فِي أَيَّام الْمَرَض كَانَت أَيَّامًا صَالِحَة وبالضد. قَالَ: وَإِذا كَانَت النحوس فِي أصل المولد فِي مَوَاضِع فَمَتَى صَار الْقَمَر فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع أَو تربيعها ومقابلتها كَانَ حَال ذَلِك الْمَوْلُود رديا وَكَذَلِكَ الْحَال فِي السُّعُود فَإِنَّهَا إِذا كَانَت فِي مَوَاضِع فَمَتَى صَار الْقَمَر فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع أَو تربيعها أَو مقابلتها حسن حَاله. وأمراضه السليمة هَذِه وَغير السليمة تِلْكَ على نَحْو مَا يَقع لَهُ. وَإِن اخْتلطت السُّعُود والنحوس تكون سَلامَة الْأَمْرَاض ورداءتها فَأَي مرض عرض لَهُ وَالْقَمَر فِي مَوَاضِع السُّعُود أَو تربيعها أَو مقابلتها كَانَ أسلم وَإِذا ابتدأت أمراضه وَالْقَمَر فِي مَوَاضِع النحوس فِي الأَصْل أَو تربيعها أَو مقابلتها فَهُوَ أردى. قَالَ: التغايير الَّتِي تقع فِي الْأَمْرَاض فِي السَّابِع وَالرَّابِع عشر عَظِيمَة قوته جدا لِأَن الْقَمَر حِينَئِذٍ يَقع على الترابيع والعظم وَهَذَانِ التغييران فِي الْهَوَاء أعظم تغاييره وَكَذَلِكَ دلَالَة السَّابِع وَالرَّابِع عشر عَظِيمَة جدا على خير دلا أَو على شَرّ. وَقَالَ: إِذا كَانَ ابْتِدَاء الْمَرَض صَالحا وَصَارَ الْقَمَر فِي تربيع ذَلِك الْمَكَان أَو قابلته غير الْمَرَض تغييرا صَالحا وَإِذا كَانَ ابتداؤه ابْتِدَاء رديا غير الْمَرَض تغييرا رديا. وَإِن أَنْت تفقدته وجدته صَحِيحا وَقد بلوته. قَالَ: مَا كَانَ من الأدوار فِي عدد الْأَيَّام فَهُوَ على أشكال الْقَمَر وَمَا كَانَ فِي الشُّهُور فَهُوَ من أشكال الشَّمْس لِأَن حَال زمَان الشَّهْر مُنْذُ الهل إِلَى الْبَدْر حَال زمَان الشَّمْس من الْحمل إِلَى) الْمِيزَان وأرباع الشَّهْر كأرباع السّنة. رَجَعَ الْكَلَام إِلَى الأول قَالَ: أُرِيد أَن أَقُول فِي أَيَّام البحران على الْوَلَاء فاليوم الأول يكون فِي انْقِضَاء حمى يَوْم وَلَا أعده من أَيَّام البحران لِأَن انْقِضَاء هَذِه الْحمى يكون باضطراب وَشدَّة وَأول أَيَّام البحران الثَّالِث وَلَيْسَ هَذَا الْيَوْم بمشارك للأسبوع وَلَا مُنْذر بِهِ لكنه فِي الْأَيَّام الْوَاقِعَة وَالْيَوْم الرَّابِع لِأَن فِيهِ يكون نصف الْأُسْبُوع لَهُ قُوَّة قَوِيَّة وَهُوَ من الْأَيَّام الباحورية. وُقُوع البحران فِي الثَّالِث وَالْخَامِس لَيْسَ بِأَقَلّ مِمَّا يَقع فِي الرَّابِع على أَنَّهُمَا من الْأَيَّام الْوَاقِعَة. ينظر فِيهِ فِي نُسْخَة

علل الأسابيع

قَالَ ج: وَلست أعرف لوُقُوع البحران فِي الْأَيَّام الْوَاقِعَة عِلّة أَكثر من حفز الطبيعة لسَبَب أَذَى الْمَرَض وَلذَلِك لَا يكون ذَلِك فِي الَّتِي لَيست حادة حِدة مُطلقَة كَمَا يكون فِي الحادة. قَالَ: والبحران الْجيد هُوَ الْكَائِن بعد النضج وَأما الْكَائِن قبل وقته فَهُوَ ردي وَذَلِكَ أَنه فِي تِلْكَ الْحَال يخرج مَعَ مَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ مثل مَا يعرض لمن يزعجه حمل ثقيل أَو مصَارِع فيطرحه طرحا يَقع هُوَ أَيْضا مَعَه وقوعا شَدِيدا فَكَمَا يعرض لمن يعدو بِشدَّة فَلَا يملك نَفسه حَتَّى يَقع فِي هوائه. والبحران فِي الْأَمْرَاض الحادة على الْأَكْثَر يكون فِي الْأَفْرَاد. ينظر فِي نُسْخَة أُخْرَى. نَوَائِب الْحمى وانقضاؤها أَيْضا فِي الْأَمْرَاض الحادة يكون فِي الْأَفْرَاد لِأَن نَوَائِب الْحمى فِي الْأَمْرَاض الحادة فِيمَا يَنُوب غبا وَإِنَّمَا صَار انقضاؤها أَيْضا فِي الْأَفْرَاد لِأَن انْقِضَاء النّوبَة الثَّانِيَة فِي الْيَوْم الثَّالِث. يحْتَاج أَن تنظر هَهُنَا فِي نُسْخَة أُخْرَى. فَإِنَّهُ ذهب من نسختنا كَلَام فِيهِ بَيَان هَذَا. قَالَ جالينوس: لما كَانَ البحران إِنَّمَا يكون فِي نَوَائِب الْحمى وَوَقعت نَوَائِب الْحمى فِي الْأَفْرَاد وَجب أَن يكون البحران فِي الْأَفْرَاد إِلَّا أَن يعرض محرك يَدْعُو إِلَى تقدم أَو تَأَخّر. بحران الْحَادِي عشر كثيرا مَا يتَقَدَّم فَيكون فِي التَّاسِع عِنْد شدَّة الإزعاج وَأما بحران السَّابِع فَقل مَا يكون فِي التَّاسِع. أَكثر مَا يكون البحران فِي أَيَّام الأدوار أَو الْوَاقِعَة أَو فِي الْأَفْرَاد وَقد يَقع فِي أَي يَوْم اتّفق إِذا أزعج الطَّبْع من مزعج. إِذا كَانَ الْمَرَض لَازِما كَحمى سونوخوس فَلَيْسَ فِيهِ للأفراد على الْأزْوَاج فضل فَأَما فِي الغب والمطريطاؤس وَنَحْو ذَلِك من اللَّازِمَة الَّتِي تخف وتهيج فلهَا فضل. قَالَ: وَقد يكون أمراض تكون فِي الثَّانِي أثقل من الأول وَفِي الرَّابِع أثقل من الثَّالِث وَبِالْجُمْلَةِ فنوائبها) وشدتها كلهَا فِي الْأزْوَاج وَهَذَا إِذا كَانَ قَوِيا قبل السَّادِس وتوقع شدَّة هَذَا أبدا فِي الْأزْوَاج. قَالَ: والنوائب فِي الْأَمْرَاض المزمنة تكون فِي الْأزْوَاج. 3 - (علل الأسابيع) لما كَانَ الْقَمَر يقطع كل ربع من الْفلك فِي سَبْعَة أَيَّام غير شَيْء لم يجب أَن تعد الأسابيع تَامَّة وَلذَلِك تصير ثَلَاثَة أسابيع عشْرين يَوْمًا لِأَن كل أُسْبُوع سَبْعَة أَيَّام إِلَّا شَيْئا. الْعلَّة فِي أَنه قد يكون البحران فِي الْعشْرين وَالْوَاحد وَالْعِشْرين: إِذا كَانَت نوبَة الْحمى تحركها فِي الْأَفْرَاد أَكثر مَال إِلَى الْوَاحِد وَالْعِشْرين. فَأَما الْعشْرُونَ فَلِأَنَّهُ يَوْم باحوري صَحِيح فِي الْمَرَض الَّتِي تكون نوبَته فِي الْأزْوَاج.

من جَوَامِع البحران قَالَ: البحران هُوَ التَّغَيُّر السَّرِيع الْحَادِث فِي الْأَمْرَاض إِمَّا فِي خير وَإِمَّا فِي الشَّرّ. وَذَلِكَ يكون باستفراغ أَو ورم وَلَا بُد أَن تكون مَعَه صعوبة وَجهد لِأَن الأخلاط إِذا هَاجَتْ وَحدث لَهَا مثل الغليان أحدثت هَذِه الْأَعْرَاض الَّتِي تتقدم البحران. حَرَكَة أَيَّام البحران إِلَى الْعشْرين يكون لَهَا مثل الغليان فِي كل رابوع وَبعد الْعشْرين فِي كل سابوع إِلَى الْأَرْبَعين وَبعد الْأَرْبَعين وَفِي كل دور تَامّ وَهُوَ عشرُون يَوْمًا. البحران إِنَّمَا يَأْتِي فِي الغب والدائمة وَنَحْوهَا من الحادة وَأما الرّبع والبلغمية فَإِنَّهَا تَتَغَيَّر بالتحلل. إِذا كَانَت حرارة الْمَرَض قَوِيَّة وحركته سريعة أَعنِي أَن تعْمل عملا قَوِيا فِي الْقُوَّة بِسُرْعَة فتدل على سرعَة البحران وبالضد. (نفع أَيَّام البحران) إِنَّهَا إِذا أنذرت بِهِ عرف فَضله وَسلم الْمَرِيض نَفسه إِلَيْهِ وَلم ينْسب مَا يَجِيء من الطبيعة إِلَى خطائه ويتقدم فِي أعداد مَا تحْتَاج إِلَيْهِ وَيقدر الْغذَاء بِحَسبِهِ وَيلْزم الْمَرِيض فِي ذَلِك الْيَوْم السّكُون وَلَا يقربهُ غذَاء ويقل مِنْهُ أَيْضا فِي الْيَوْم الَّذِي قبله وَلَا يحركه بدواء وَلَا يُغَيِّرهُ يَوْم يتَوَقَّع البحران. إِذا تقدّمت قبل البحران دَلَائِل السَّلامَة والنضج فالبحران يكون حميدا وبالضد. قَالَ وَلَا يحدث البحران فِي الْيَوْم الثَّانِي الْبَتَّةَ لِأَن الطبيعة قَوِيَّة بعد على مَا ينالها. وَلَا يحدث البحران فِي حَال الْبَتَّةَ فِي الْخَامِس عشر وَلَا السَّادِس عشر وَلَا التَّاسِع عشر. الْيَهُودِيّ قَالَ: بحران حمى يَوْم يكون بالعرق وبحران الغب إِمَّا بالعرق وَإِمَّا بالقيء وَالْمَشْي أَو بِبرد شَدِيد وعرق كثير جدا حَار يغلي وَيخرج من الْبدن وَالرّبع بالبول والخراجات وَكَذَلِكَ البلغم فالقيء البلغمي. الْعرق الممتلىء وَقصر النَّفس والصداع والثقل فِي الرَّأْس والسدر والخيالات وَحُمرَة الْعين والوجنة وحك الْأنف يدل على رُعَاف. النبض الموجي وسخونة الأوصال وَالْبدن فِيهَا يدل على عرق. والنبض المسرع مَعَ الثّقل فِي المراق والامتداد يدل على مشي. والثقل فِي الْعَانَة والحرقة فِي الإحليل يدل على الْبَوْل. والضجر والسدر وسيلان اللعاب وَالْبرد فِي مراق الْبَطن يدل على الْقَيْء. والوجع فِي بعض الأوصال يدل على خراج يخرج هُنَاكَ. من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ: لَيْسَ للبحران بانطلاق الْبَطن دَلِيل موثوق بِهِ لَكِن إِذا عدمت دَلَائِل الْقَيْء والعرق والرعاف رجى أَن يكون بِهِ.

لي على مَا رَأَيْت يؤمي إِلَيْهِ جالينوس: إِذا كَانَ الْمَرَض شَدِيدا صعبا وَكَانَ حَال الْقُوَّة ضَعِيفا فَإِنَّهُ ينْتَقل إِلَى أصعب الْحَالَات فِي أسْرع الْأَوْقَات فَاعْلَم أَن بحرانه لَا يتَأَخَّر كثيرا وبقدر صعوبته يكون تقدم بحرانه وَمثل هَذَا الْمَرَض فِي الْأَكْثَر يتَقَدَّم أبدا يَوْم بحرانه. فَإِذا أَرَادَ أَن يكون فِي السَّابِع كَانَ فِي السَّادِس وبالضد. 3 (البطيئة الساكنة الْحَرَكَة) قَالَ: وَلما رَأَيْت دَلَائِل الرعاف فِي فَتى ووثب مَعَ ذَلِك عَن فرَاشه لِأَنَّهُ رأى أَن حَيَّة حَمْرَاء تمشي فِي السّقف فخاف أَن تسْقط عَلَيْهِ وَظَهَرت حمرَة يسيرَة فِي الْجَانِب الْأَيْمن من مَنْخرَيْهِ وَجعلت تقَوِّي وتشتد أمرت أَن يحضر الطست لعلمي بِقرب وَقت الرعاف وَلما كَانَت تِلْكَ الْحمرَة فِي الْجَانِب الْأَيْمن أنذرت أَنه يكون من الْجَانِب الْأَيْمن فَلَمَّا أَدخل الْمَرِيض إصبعه فِي أَنفه وحكه تقدّمت بِأَن يوضع الطست بَين يَدَيْهِ فَأخْرج الْمَرِيض إصبعه مغموسة بِالدَّمِ وَلما كَانَ ذَلِك الرعاف بحركة من الطبيعة قَوِيَّة وحفز شَدِيد لِأَن الْمَرَض كَانَ مُؤْذِيًا وَلم يكن قد نضج بعد فاختلفت الطبيعة وَاجْتَهَدت فِي دَفعه علمت أَنه سَيكون مفرطا وَأمرت أَن تحضر المحاجم قَالَ فَلَمَّا رَأَيْت الدَّم قد جَاوز أَرْبَعَة أَرْطَال وَنصفا شكلته بانتصاب المحاجم وأدنيت من أَنفه خلا مبردا ممزوجا وأمرته أَن يستنشق مِنْهُ فَلَمَّا لم يَنْفَعهُ شَيْئا وضعت المحجمة على جَانِبه الْأَيْمن فَقطعت الدَّم من سَاعَته. 3 (من محنة الطَّبِيب) قَالَ: الَّذِي يعرف قُوَّة الْمَرِيض وطبيعة الْمَرَض يبْدَأ فيقيس عظمه وكيفيته إِلَى الْقُوَّة فيستدل من ذَلِك فِي أَي رابوع يكون البحران وَكَيف يكون أجيداً أم رديا وَيقدر الْغذَاء بِحَسب ذَلِك. وَقَالَ جالينوس فِي محنة الطَّبِيب: إِن مَرِيضا كَانَ بلغ من ضعفه أَنه كَانَ يغذي بِاللَّيْلِ فضلا عَن النَّهَار وَلما رَآهُ أمره أَلا يغذي الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ علم أَن بحرانه قد حضر وَأَن مِقْدَار قوته بقى بذلك الْمِقْدَار من الزَّمَان فَلَمَّا من الْغذَاء ازْدَادَ اخْتِلَاطه وسهره وَلم يَجِيء البحران فِي الْوَقْت الَّذِي قدر جالينوس فلامه أَوْلِيَاء العليل وأومؤا إِلَيْهِ أَنه قد أَسَاءَ فِي منع الْغذَاء وَإِلَى أَنه كَانَ يجب أَن يغذي وينطل على رَأسه. فَلَمَّا تفقد جالينوس تَأَخّر بحرانه لم يجد فِي ذَلِك سَببا إِلَّا أَن الْبَيْت الَّذِي كَانَ فِيهِ شَدِيد الْبرد فَأمره أَن يسخن سخونة معتدلة وَيصب على بطن العليل دهن حَار إِلَى أَن يبْدَأ بِهِ الْعرق لِأَنَّهُ قدر أَن بحرانه يكون بعرق وأمنهم من الْخَوْف أَن يكون مِنْهُ شَيْء كثير لِأَنَّهُ علم ذَلِك وَتقدم إِلَيْهِم بِأَن يغذوه بعد الْعرق. فَلَمَّا فعلوا ذَلِك عرق وأقلعت الْحمى قَالَ: الْمَرَض الَّذِي يَنْقَضِي فِي الرَّابِع عشر يسْتَدلّ على انقضائه فِي الثَّالِث وَالرَّابِع دلَالَة ضَعِيفَة وَيدل على دلَالَة وَثِيقَة فِي السَّابِع وَالَّذِي فِي الْعشْرين فدلالته ضَعِيفَة قد يكون فِي الْحَادِي عشر وَبَيَان أمرهَا فِي الرَّابِع عشر وَالَّذِي بحرانه فِي السَّابِع وَالْعِشْرين

فدلالته وَالدّلَالَة الْوَثِيقَة عَلَيْهِ فِي) الْعشْرين وَإِنَّمَا قيل ذَلِك فِي الدّلَالَة ضَعِيفَة خُفْيَة وَالَّذِي فِي الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ يتَبَيَّن أمره بعض الْبَيَان فِي الْعشْرين ثمَّ يَصح فِي الَّتِي بعده وَالَّذِي فِي أَرْبَعِينَ يتَبَيَّن فِي عشْرين بعض الْبَيَان وَيظْهر فِي السَّابِع وَالْعِشْرين. ابيذيميا: مَتى كَانَ فِي الرَّقَبَة وجع وَفِي الصدغين ثقل وظلمة قُدَّام الْعين وتمدد فِي مَا دون الشراسيف والوجع مَعَ الْحمى المحرقة أَو غَيرهَا دلّ على رُعَاف. وتمدد الشراسيف إِذا كَانَ مَعَ وجع دلّ على إقبال الأخلاط نَحْو الْبَطن وَإِذا كَانَ بِلَا وجع فقد أَقبلت نَحْو الرَّأْس. إِذا كَانَ ثقل فِي الرَّأْس كُله مَعَ وجع فِي الْفُؤَاد وكرب فَإِنَّهُ يُصِيبهُ قيء. وَيخَاف على الصّبيان فِي هَذِه الْحَالة التشنج وعَلى النِّسَاء وجع الْأَرْحَام وعَلى الكهول والمشايخ الفالج وَالْجُنُون والحمى فَأَما الصّبيان فلضعف عصبهم وَأما النِّسَاء فَلِأَن هَذِه الأخلاط لم تتفرغ نعما فَصَارَ مِنْهَا شَيْء إِلَى أرحامهن وَأما الكهول وخاصة الطاعنون فِي السن فَإِنَّهُ تضعف قوتهم لَا يَسْتَطِيعُونَ من هَذِه الأخلاط وَلم تستفرغ نعما فَرُبمَا عرض لَهُم مِنْهَا هَذِه وبحران الحميات المحرقة فِي أَكثر الْأَمْرَاض يكون بالرعاف إِذا كَانَت حَرَكَة الْمَرَض فِي الْأزْوَاج فإمَّا أَن يطول وغما أَن يكون بحرانا. وَإِن كَانَ فِي الرَّابِع عرض مَا مثل عرق وَغَيره كَانَ فِي السَّادِس ذَلِك الْعرض أَيْضا. قَالَ أبقراط: الْأَمْرَاض الَّتِي تنوب فِي الْأزْوَاج يَأْتِي بحرانها فِي الْأزْوَاج وَالَّتِي تنوب فِي الْأَفْرَاد فَفِي الْأَفْرَاد وَإِنَّمَا يكون البحران فِي وَقت النوائب لِأَن فِي ذَلِك الْوَقْت تكون الأخلاط أسخن وأرق وَأَشد أَذَى للطبيعة وَهَذِه تَدْعُو إِلَى كَون البحران. قَالَ أبقراط: وَأول أدوار البحران الَّتِي تكون للأمراض فِي الْأزْوَاج: الرَّابِع وَالسَّادِس وَالثَّامِن والعاشر وَالرَّابِع عشر وَالْعشْرُونَ وَالرَّابِع وَالْعشْرُونَ وَالثَّلَاثُونَ وَالْأَرْبَعُونَ وَالسِّتُّونَ وَالثَّمَانُونَ وَالْعشْرُونَ وَالْمِائَة وَأول أدوار بحرانات الْأَفْرَاد: الثَّالِث وَالْخَامِس وَالسَّابِع وَالتَّاسِع وَالْحَادِي عشر وَالسَّابِع عشر وَالْحَادِي وَالْعشْرُونَ وَالسَّابِع وَالْعشْرُونَ وَالْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ. قَالَ ج: يجب أَن يكون أبقراط فِي وَقت تأليف هَذَا الْكتاب لم يكن قد أحكم أَمر أَيَّام البحران وَذَلِكَ أَنه يذكر فِي كتاب تقدمة الْمعرفَة الأدوار الَّتِي تكون على الروابع بالتحقيق هَذِه وأدوار الأسابيع هِيَ أدوار البحارين بِالْحَقِيقَةِ وَهَذِه أقوى أَيَّام البحارين وَبعدهَا الَّتِي تقع فِي الْوسط لهَذِهِ فَهِيَ أَضْعَف من هَذِه. فَأَما غير ذَلِك فَلَا يجب أَن يعد فِي أَيَّام البحران.) وَقد أسقط الثَّامِن والعاشر من عدد أبقراط بحران النوائب الكائنة فِي الْأزْوَاج فقد أحسن من فعل ذَلِك لِأَن هذَيْن ليسَا من أَيَّام البحران الْبَتَّةَ. قَالَ: كل بحران يكون فِي غير يَوْم باحوري فَغير مَأْمُون من العودة.

وَلَيْسَ البحران إِنَّمَا هُوَ مَا يصير بِهِ الْمَرِيض إِلَى أَجود الْحَالَات أَو إِلَى أردى الْحَالَات لَكِن وَالَّذِي يصير بِهِ إِلَى بعض الْجَوْدَة أَو بعض الرداءة. البحران الْجيد: لَا يَأْتِي إِلَّا بعد انْتِهَاء الْأَمْرَاض وَإِذا جَاءَ قبل انتهائها فَإِنَّمَا يَأْتِي لصعوبة الْعلَّة والعلامة وَيكون بحرانا رديا فَلذَلِك يضْطَر المريد معرفَة البحران أَن يكون عَارِفًا بنهاية الْمَرَض. قَالَ أبقراط: الَّذين يهْلكُونَ سَرِيعا يكون البحران فيهم أسْرع وأخلاطهم أخف وَأحد والعلامات الدَّالَّة على البحران الْجيد لَا يجب أَن يكون فِي أول الْأَمر لِأَن البحران الْجيد يجب أَن يكون بعد النضج. لي إِن مَا قَالَ فِي الأول مَا قَالَ فِي الَّذين يهْلكُونَ. لَا يحْتَاج أَن يتنظر النضج إِذا ظَهرت الْأَسْبَاب الَّتِي تنذر بالبحران وَلم يكن البحران دلّ إِمَّا على موت وَإِمَّا على بحران تطول مدَّته وَإِمَّا على بحران غير موثوق بِهِ يسكن بِهِ الْمَرَض ويعادو عَاجلا. إِذا كَانَ البحران قبل ظُهُور النضج فَإِنَّهُ إِن انْقَضى بِهِ الْمَرَض فَإِنَّهُ سيعود وَإِن كَانَ الْمَرَض قَوِيا كَانَت عودته قتالة. وَإِن كَانَ يَسِيرا كَانَ مُؤْذِيًا. إِذا ظَهرت عَلَامَات البحران قبل النضج كَانَ رديا وبالضد وبحسب قُوَّة هَذِه الدَّلَائِل إِذا كَانَت تدل بعد النضج على الْجَوْدَة تكون دلالتها إِذا كَانَت قبل النضج على الرداءة. قَالَ: وَكَثِيرًا مَا أردفت الْحمى قروحا فَكَانَ بِهِ بحرانها أَو كَانَ بهَا بحران قُرُوح آخر إِمَّا دَاخِلا وَإِمَّا خَارِجا. من كتاب البحران قَالَ: العلامات الَّتِي تتقدم البحران تغير النَّفس والسدر والشعاع قُدَّام الْعين وَالْكرب ووجع الْفُؤَاد الصداع والوجع فِي بعض الْأَعْضَاء. قَالَ: عَلَامَات البحران مَتى ظَهرت أنذرت بِكَوْن البحران ضَرُورَة إِمَّا خيرا وَإِمَّا شرا فَأَما عَلَامَات النضج فَإِنَّهَا عَلَامَات النضج فَإِنَّهَا تدل على أَن الْمَرَض سليم وَلَيْسَت تدل عَلَامَات النضج على بحران مزمع أَن يكون بذاتها لَكِن إِن كَانَ بعْدهَا عَلَامَات البحران وتحرك الْمَرَض) بِشدَّة كَانَ البحران وَكَانَت جودته بِحَسب عَلَامَات النضج وَإِلَّا فقد يُمكن أَن يتَحَلَّل قَلِيلا قَلِيلا. وَقَالَ: عَلَامَات النضج لَا تظهر فتدل على شَرّ أبدا وَأما عَلَامَات البحران فقد تدل على شَرّ وَذَلِكَ إِذا ظَهرت فِي وَقت ابْتِدَاء الْمَرَض أَو فِي تزيده. وَأَقُول: إِنَّه لم يظْهر قطّ فِي ابْتِدَاء الْمَرَض قبل ظُهُور عَلَامَات النضج عرق وَلَا قيء وَلَا اخْتِلَاف وَلَا غير ذَلِك كَانَ بِهِ بحران جيد للْمَرِيض وَإِذا ظَهرت العلامات المنذرة بِكَوْن البحران: مثل السدر والسهر واختلاط الْعقل وَنَحْو ذَلِك قبل النضج دلّت على الْمَرَض أَنه فِي غَايَة الرداءة فَلَا أَعْلَام البحران وَلَا البحران نَفسه جيدان بل رديان إِذا ظهرا قبل النضج. فَأَما عَلَامَات النضج فَلَو ظَهرت فِي أول سَاعَة من الْحمى فَهِيَ دَالَّة على خير.

العلامات التي تنذر بالبحران

3 - (العلامات الَّتِي تنذر بالبحران) وجع الرَّقَبَة وَثقل الصدغين والسهر والسبات والشعاع أَمَام الْعين والسدر والصداع والدموع بِلَا إِرَادَة وَشدَّة حمرَة الْوَجْه وَالْعين واختلاج الشّفة السُّفْلى والربو وضيق النَّفس وتغيره وانجذاب المراق إِلَى فَوق وَالْكرب واللهيب والعطش الشَّديد ووجع الْفُؤَاد وَأَن لَا يقر بالمريض مَضْجَع والهذيان والصياح وَتقدم نوبَة الْحمى وشدتها وطولها والرعدة وَلَيْسَ أَنه مَتى كَانَت هَذِه يتبعهَا البحران وَإِذا لم يتبعهَا دلّت على صعوبة الْمَرَض وعسر البحران. قَالَ: أما فِي الْيَوْم الأول من أَيَّام الْمَرَض: إِنَّمَا قصدنا إِلَى أَن تعلم هَل يَأْتِي فِي الرابوع الأول بحران أَو فِي الثَّانِي وَلَيْسَ يتَبَيَّن فِي الْيَوْم الأول هَل يكون بحران فِي الرابوع الثَّالِث أَو الرَّابِع أَو فِيمَا بعده وَلَيْسَ يدْخل فِي هَذَا على تَقْدِير التَّدْبِير كثير ضَرَر كَمَا يدْخل الضَّرَر الْعَظِيم على أَن يدبر مَرِيض يَأْتِي بحرانه فِي أَرْبَعَة أَيَّام تَدْبِير من يَأْتِي بحرانه فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا لِأَن هَذَا فِي غَايَة الفرط من الرداءة. وكل طَبِيب لَا يعرف أما فِي الْيَوْم الأول أَو فِي الثَّانِي مَا يكون فِي الْأُسْبُوع الأول فَوَاجِب أَن يخطيء على الْمَرِيض فِي تَدْبيره خطأ عَظِيما. مِثَال ذَلِك: أنزل أَن مَرِيضا رَأَيْنَاهُ فِي أول يَوْم من مَرضه لَا عَلامَة ردية فِيهِ بل تظهر فِيهِ عَلَامَات السَّلامَة وحماه حادة سريعة الْحَرَكَة وبال بولا حسنا فِي لَونه معتدل الْخَلْط أَقُول: إِن الطَّبِيب المتفقد للصناعة يعلم أَن مريضه يَأْتِيهِ البحران نَحْو الرَّابِع وَلَا سِيمَا مَتى ظَهرت فِي بَوْله غمامة محمودة طافية فِي أَعْلَاهُ أَو مُتَعَلقَة وأجود من ذَلِك سَاكِنة أَسْفَل. وبالضد إِذا كَانَت عَلَامَات الْهَلَاك ظَاهِرَة والحميات فِي غَايَة الحدة. والقريبة من هَذِه فِي الحدة لَا تجَاوز السَّابِع.) وعَلى حسب ظُهُور عَلَامَات السَّلامَة وقوتها تكون سرعَة انْقِضَاء الْمَرَض وسلامة وبالضد. وَإِن كَانَت عَلَامَات الْخطر هِيَ المستولية إِلَّا أَنَّهَا لَيست فِي غَايَة الْقُوَّة فبحسب ذَلِك يتَأَخَّر الْمَوْت. قَالَ: مَتى تطاول الْمَرَض فقوة أَيَّام البحران وَأَيَّام الْإِنْذَار فِيهِ تضعف وَلذَلِك تحْتَاج الْأَيَّام المنذرة فِيهَا بعد الْحَادِي عشر أَن يكون التَّغَيُّر فِيهَا قَوِيا جدا حَتَّى يَصح البحران ويكمل لليوم الَّذِي أنذرت بِهِ وَأما الْأَيَّام الأول فتكتفي فِيهَا بِأَدْنَى تغير حَتَّى يَصح البحران بِمَا أنذرت بِهِ ويكمل فِيهِ وعَلى حسب طول الْمدَّة يضعف. قَالَ: وَيجب أَن تطلب البحران فِي الْأَمْرَاض الخبيثة السريعة الْحَرَكَة الخطيرة فَأَما فِي الْأَمْرَاض الساكنة الهادئة وَالَّتِي لَا تقلق وتزعج الْقُوَّة فَأكْثر ذَلِك يكون الْأَمر بتحلل غير محوس. وَلَا يطْلب البحران فِي الدق وَلَا فِي حمى يَوْم. لي أما الدق فَلِأَن صَاحبهَا لَا يحس لعلته فضلا عَن أَن تنزعج الطبيعة لمدافعته بِقُوَّة وَأما حمى يَوْم فَلِأَنَّهَا لَيست تدل على أَن الطبيعة تتأذى مِنْهَا كثير أَذَى فانقضاؤها لَا يكون بِجهْد شَدِيد. قَالَ: للمرض سِتَّة تغايير: إِمَّا أَن ينْتَقل دفْعَة إِلَى الْمَوْت وَإِمَّا أَن ينْتَقل إِلَى الصِّحَّة قَلِيلا

قَلِيلا وَهَذَانِ هما اللَّذَان لَا يكون انحلال الْمَرَض وَالْقُوَّة فيهمَا بالتحلل الْخَفي بل باستفراغ ظَاهر يحس بعقبة حَال جَيِّدَة أَو ردية ظَاهِرَة ثمَّ يصير إِلَى الْمَوْت قَلِيلا قَلِيلا. لي فِي الْأَمْرَاض تراكيب غير هَذِه إِلَّا أَنه لم يذكرهَا لِأَنَّهَا لَا تكون بِالْفِعْلِ مثل أَن يتَغَيَّر دفْعَة إِلَى مَا هُوَ خير ثمَّ يتَغَيَّر قَلِيلا قَلِيلا إِلَى مَا هُوَ أردى وضده إِلَّا أَن هَذَا لَا يكون من مرض وَاحِد فَإِذا كَانَ فَإِنَّمَا يكون لمَرض آخر حدث. مثل أَن ينْتَقل قَلِيلا قَلِيلا إِلَى مَا هُوَ خير ثمَّ ينْتَقل دفْعَة إِلَى مَا هُوَ شَرّ وَهَذَا أَيْضا يكون من مرض وَاحِد إِلَّا أَن ج قصد هَذِه فَلذَلِك ذكر هَذِه فَقَط فَانْظُر فِي ذَلِك واستقصه. قَالَ: وَلَيْسَ يُسمى بحرانا مُطلقًا إِلَّا الَّذِي يكون فِيهِ استفراغ ظَاهر وتؤول حَال الْمَرِيض فِيهِ إِلَى الصِّحَّة وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا باستفراغ ظَاهر أَو خراج بَين وَأما مَا سوى ذَلِك فَإِنَّهُ بحران بشرطا وَأما الَّذِي يتَغَيَّر فِيهِ باستفراغ إِلَى الْمَوْت هُوَ بحران رَدِيء غير تَامّ وَالَّذِي يتَغَيَّر إِلَى حَال أَجود بحران جيد غير تَامّ وَالَّذِي يتَغَيَّر قَلِيلا قَلِيلا إِلَى الْجَوْدَة كَانَ أَو إِلَى الرداءة فَلَا يُسمى بحرانا بل) يتَحَلَّل قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ ج: كل مرض حاد يَنْقَضِي بِغَيْر استفراغ أَو خراج بَين فَإِنَّهُ يعاود حَيْثُمَا كَانَ ويتقدم الاستفراغ اضْطِرَاب شَدِيد فِي بدن الْمَرِيض كالأرق والاختلاط والسبات ورداءة النَّفس ودور وَثقل فِي الْجِسْم وصداع وأوجاع فِي الرَّقَبَة والمعدة وَفِي مَوَاضِع أخر كَثِيرَة ويعرض أَحْيَانًا طنين ودوي فِي الْأُذُنَيْنِ وشعاع أَمَام الْعين ودموع بِغَيْر إِرَادَة واحتباس الْبَوْل واختلاج الشّفة وتصيبه فِي عُضْو دون عُضْو رعشة ويعرض لَهُ نِسْيَان وينكر معرفَة من حَضَره وَمَا يرى ويصيبه نافض شَدِيد ويتقدم نوبَة حماه ويشتد اللهيب والعطش حَتَّى لَا يحْتَمل الثِّيَاب ويثب ويصيح كَالْبَهَائِمِ ثمَّ ينبعث مِنْهُ دفْعَة عرق غزير أَو قيء أَو اخْتِلَاف أَو رُعَاف أَو اثْنَان مَعًا أَو أَكثر وَمن أعظم مَا يعلم بِهِ حَال البحران النضج فَإِنِّي قد حضرت مَا لَا أحصيه كَثْرَة من المرضى فِي وَقت بحرانهم مِمَّن كَانَت عَلَامَات النضج قد ظَهرت فيهم قبل ذَلِك فَلم يمت مِنْهُم أحد. وَيجب أَن يكون تفقدك النضج بإحكام وبدلائل الْأَعْضَاء الَّتِي هِيَ أولى بهَا. مِثَال ذَلِك: إِن فِي ذَات الْجنب النضج فِي النفث أولى بِأَن تنظر فِيهِ مِنْهُ فِي الْبَوْل وَإِن كَانَ لَا يحْتَاج أَن يفعل. قَالَ: فَأول العلامات الدَّالَّة على جودة البحران الْحَاضِرَة النضج الْمُتَقَدّم وَالثَّانِي أَن يكون فِي يَوْم من أَيَّامه وَأَن يكون هَذَا الْيَوْم منذرا بِهِ وَيكون الْمُنْذر بِهِ مواصلا فِي قوته ثمَّ من العلامات الدَّالَّة على جودة البحران طبيعة الْحمى مثل أَن تكون غبا أَو تَأتيه فِي كل يَوْم. وَإِن البحران إِذا كَانَ الاستفراغ فِيهِ من جنس الْخَلْط الَّذِي هُوَ سَبَب الْمَرَض كَانَ هُوَ

أحد العلامات الجيدة مثل أَن يستفرغ فِي المحرقة برعاف أَو نافض قوي ويعرق عرقا غزيرا شَامِلًا للبدن كُله أَو يتقيأ وَيخْتَلف مرَارًا كَثِيرَة. وَالْغِب وَاجِب أَن يكون بحرانها بقيء وَاخْتِلَاف مراري وعرق والنائبة فِي كل يَوْم باستفراغ بلغم كثير والحمى الَّتِي مَعهَا ورم فِي الدِّمَاغ فقد يكون بحرانها بعرق كثير حَار وبالرعاف أَيْضا.) وَلَا يشاكل الرعاف بحران الورم الْبَارِد فِي الدِّمَاغ وَلَا الْكَائِن من ورم الرئة. وَأما ذَات الْجنب فالرعاف فِيهَا متوسط الْحَال. وَقد تَنْقَضِي الأورام الحارة الَّتِي فِي الكبد وَالطحَال بالرعاف إِذا كَانَ مَعَ الورم فِي الأحشاء حمى وَيكون أَيْضا بالرعاف بحران لجَمِيع الأورام الحارة الَّتِي تحدث فِيمَا دون الشراسيف إِلَّا أَنه يجب أَن يكون الرعاف من الشق الَّذِي فِيهِ الورم. وينفع الْعرق أَيْضا الورم الَّذِي فِي مَا دون الشراسيف. فَأَما الكبد فَإِن كَانَ ورمها فِي المحدب فبحرانه يكون فِي الْأَكْثَر إِمَّا برعاف من الْأَيْمن وَإِمَّا بعرق وَإِمَّا ببول وَأما فِي المقعر فباختلاف مرار أَو بعرق وَرُبمَا كَانَ بقيء. والنفث أولى ببحران علل الصَّدْر. والعرق مشاكل لبحران الحميات وخاصة مَا كَانَ مِنْهَا شَدِيد الالتهاب محرقا وَقد ينْتَفع بِهِ نفعا عَظِيما أَصْحَاب الأورام الحارة الملتهبة إِذا كَانَ بعد نضج وَيكون بِهِ بحران البلغمية النائبة كل يَوْم إِن كَانَ مَعَه قيء بلغم واختلافه وَالرّبع أَيْضا أَن يستفرغ مَعهَا خلط أسود أَو أَشْيَاء مُخْتَلفَة اللَّوْن والحمى الَّتِي تسمى المطريطاوس إِذا كَانَ مَعهَا قيء بلغم ومرار وَاخْتِلَاف أَو يكون بحران ليثرغس بورم فِي أصل الْأذن وَأكْثر من علل الرَّأْس. وَيكون بحران وثيق حريز للحميات المزمنة بخراجات تخرج أَسْفَل الْبدن. قَالَ: والتغير الْفَاضِل الَّذِي يحدث للْمَرِيض لَا يكون إِلَّا وَقد تقدمه نضج يكون فِي بحران مُنْذر بِهِ وَيكون نوع الاستفراغ مشاكلا للخلط الْمُنْذر للمرض. قَالَ: وَانْظُر مَعَ ذَلِك فِي سنّ العليل وطبيعته وتدبيره وبلده وقته فَإِن كَانَت هَذِه كلهَا مِمَّا تعين على تولد الصَّفْرَاء وَالْمَرَض غب فَإِنَّهُ يجب أَن يكون الاستفراغ صفراء وَكَذَلِكَ فِي كل الأخلاط. وَإِن كَانَت قد غلبت على الْبدن أخلاط مُخْتَلفَة فَإِنَّهُ يكون البحران من أخلاط مُخْتَلفَة ويتمم ذَلِك كُله ويكمله ويوثقه أَن تقلع بعده الْبَتَّةَ وتخف الْأَعْرَاض كلهَا وَتبطل وَيحسن اللَّوْن والنبض وتزيد الْقُوَّة والنهوض فَهَذَا أفضل مَا يكون من البحران فَمَا نقص عَن هَذَا فبحسب قُوَّة الْعَلامَة الَّتِي نقصت يكون نقصانه عَن البحران الْفَاضِل وَهَكَذَا يعرف البحران الْفَاضِل فِي وَقت حُضُوره.)

وَأما تعرفه قبل حُضُوره فَانْظُر إِلَى الْمَرَض من أَي خلط تولد وَفِي السن وَالزَّمَان وَالتَّدْبِير وَمَا يتبع ذَلِك فَإِنَّهُ بِحَسب سرعَة حَرَكَة الْمَرَض كَذَلِك يكون سرعَة البحران. وَبعد هَذَا فَانْظُر فِي أَمر النضج فَإِنَّهُ من أعظم العلامات وَمن النضج فَفِي التَّغَيُّر الْقوي فَإِن ذَلِك التَّغَيُّر مَتى حدث فِي يَوْم إنذار دلّ على أَن خُرُوج الْمَرِيض من علته يكون فِي الْيَوْم الَّذِي أنذر بِهِ ذَلِك الْيَوْم الَّذِي كَانَ فِيهِ ذَلِك التَّغَيُّر. قَالَ: وَالْمَرَض الَّذِي يكون فِي غَايَة الحدة إِذا كَانَت مَعَه أَعْرَاض السَّلامَة كلهَا فَلَا يُجَاوز الرَّابِع وَإِن كَانَ مَعَه أَعْرَاض الْهَلَاك كلهَا فَلَا تجَاوز الرَّابِع حَتَّى تقتل وَإِن كَانَ دون ذَلِك فِي الحدة فانتظر ذَلِك فِي السَّابِع. وَتعلم: هَل يكون فِي هَذِه الْأَمْرَاض بحران أم لَا أَو يتَحَلَّل وَإِن كَانَ فَهَل يكون صعبا خطيرا أَو سَاكِنا أَو قَوِيا كثير الاستفراغ أَو ضَعِيفا يسير الاستفراغ من قُوَّة الْمَرَض وحركة الْمَرَض وسحنته وطبيعة أَعنِي بطبيعة الْمَرَض مثل الغب وَذَات الْجنب وَالَّتِي تنوب كل يَوْم وَغير ذَلِك فَإِن حَال كل وَاحِدَة من هَذِه فِي البحران بِخِلَاف الآخر. وَأما سحنة الْمَرَض فَإِن يكون رديئا أَو سليما فَإِن البحران الرَّدِيء فِي أَكثر الْأَمر مهول وبالضد وبحران الْقَلِيل الْخَلْط قَلِيل وبالضد وبحران الْبدن الممتلىء الْقوي الْقُوَّة الْكَثِيرَة قوى. قَالَ: وتعرف بسحنة الْمَرِيض أخبيث هُوَ أم رَدِيء من الْأَعْرَاض الرَّديئَة الَّتِي يلْزمهَا مِمَّا قد وصف فِي تقدمة الْمعرفَة لِأَنَّهُ قد تكون حمى ضَعِيفَة وَهِي مَعَ ذَلِك خبيثة لِأَنَّهُ يلْزمهَا أَعْرَاض رَدِيئَة ونجد حمى محرقة مشتعلة وَلَيْسَت بخبيثة لِأَنَّهُ لَا تلزمها أَعْرَاض سوء وَمَعَ هَذِه العلامات عَلَامَات النضج. قَالَ: فتعرف: هَل يسلم الْمَرِيض أم لَا من طبيعة الْمَرَض وسحنته وقوته وَقُوَّة العليل ثمَّ اعْلَم: أَيكُون ذَلِك ببحران ظَاهر من حَرَكَة الْمَرَض وَمِقْدَار قوته أَولا وَضم إِلَى ذَلِك الزَّمَان وَالسّن وَالتَّدْبِير وَمَا أشبهه ويحقق ذَلِك عنْدك بِأَن تظهر الْأَعْلَام الدَّالَّة على كَون البحران. فَأنْزل أَن مَرِيضا مرض مَرضا حادا قد ظَهرت عَلَامَات السَّلامَة فِيهِ من أول يَوْم من مَرضه وَهِي فِي غَايَة الْقُوَّة وَالْبَيَان أَقُول: إِن مَرضه يَنْقَضِي لَا محَالة قبل الرَّابِع. لي إِنَّمَا قَالَ: يَنْقَضِي قبل الرَّابِع من أجل الحدة وَإِنَّمَا قَالَ يَنْقَضِي الْمَرَض من أجل العلامات الجيدة.) قَالَ: وتقدر أَن تعلم هَل يَنْقَضِي مَرضه ببحران أم لَا من قُوَّة الْمَرَض وَذَلِكَ أَن الْمَرَض إِن كَانَ قَوِيا عَظِيما فَإِن انقضاءه لَا محَالة يكون ببحران وبالضد وَتعلم: أَي يَوْم يكون البحران من حَرَكَة الْمَرَض وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَت الْحمى مُتَّصِلَة دائمة وَلم يعرض للْمَرِيض شَيْء من الْخَطَأ فَإِن البحران يكون فِي الْيَوْم الرَّابِع وَإِن لم تكن الْحمى مُتَّصِلَة دائمة فَانْظُر فِي مِقْدَار حركتها: إِن كَانَت حركتها سريعة وَالْمَرَض عَظِيما فَيمكن أَن يكون فِي

الثَّالِث وَإِن كَانَ أَبْطَأَ من ذَلِك وأهون وأصغر فَفِي الْخَامِس وَذَلِكَ أَن البحران يوافي نوبَة الْحمى. فَأَما فِي يَوْم الرَّاحَة فَلَا يكَاد يكون إِلَّا فِي الندرة حَتَّى أَن أرخيجانس على كَثْرَة مزاولته للمرضى لم ير ذَلِك إِلَّا مرَّتَيْنِ وَأما أَنا فَلم أره إِلَّا مرّة. لي الْحمى الحادة اللَّازِمَة بِحَال وَاحِدَة أحد من الْمُتَّصِلَة النوائب إِذا كَانَت طبيعتها وَاحِدَة وَلَكِن تمكن الْمُتَّصِلَة النوائب بغب دائمة النوائب أحد فِي طبيعتها وأردأ فَتكون لذَلِك أحد من الدائمة. قَوْله: إِن كَانَت الْحمى دائمة فتوقع البحران فِي الرَّابِع. قَالَ: وَإِن كَانَت دائمة إِلَّا أَنَّهَا لَيست على حَال وَاحِدَة يُرِيد بِهَذَا أَنه قد يُمكن فِي الْحمى الدائمة أَن تكون فِيهَا أَحْوَال تكون فِيهَا أقل عظما ورداءة من جملَة حَالهَا أَو يُمكن فِيهَا أَن يكون فِيهَا قَالَ: الْمَرَض الَّذِي يَأْتِي فِيهِ البحران فِي هَذِه السرعة يَعْنِي فِي الرَّابِع وَمَا قبله بِيَوْم أَو بعده فِي غَايَة الحدة وَلَا بُد أَن تكون الْحمى فِي هَذِه: إِمَّا مُتَّصِلَة على حَال وَاحِدَة كسونوخوس وَإِمَّا دائمة غير مُتَّصِلَة كالدائمة الَّتِي تشتد غبا وَهَذِه أولى بِهَذِهِ الْأَمْرَاض الحادة من سونوخوس وَهِي تكون فِي الْأَكْثَر فِي الْمُتَّصِلَة بِحَال إِذا لم يعرض خطأ البحران فِي الرَّابِع. وَأما الَّتِي تنوب غبا فَرُبمَا جَاءَ فِي الثَّالِث وَرُبمَا امْتَدَّ إِلَى الْخَامِس إِذا كَانَ أسكن قَلِيلا لاتباع النّوبَة وَرُبمَا جَاءَ فِي الرَّابِع وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَت النّوبَة الَّتِي تَجِيء فِي الثَّالِث تَجِيء فِي أَجزَاء ذَلِك الْيَوْم لِأَن البحران يبتديء مَعَ وَقت صعُود النّوبَة فَيصير البحران لذَلِك إِمَّا فِي اللَّيْلَة الَّتِي صبيحتها الرَّابِع أَو إِن تَأَخّر عَن ذَلِك اللَّيْل أَيْضا مِقْدَارًا صَار فِي الرَّابِع. قَالَ: فَأَقُول: إِنَّك مَتى رَأَيْت فِي أول يَوْم من الْمَرَض عَلامَة تدل على النضج فَإِن كَانَ كَذَلِك فَلَا بُد أَن تكون العلامات الْأُخَر سليمَة بعيدَة من الْخطر فَاعْلَم يَقِينا أَن الْمَرَض يَنْقَضِي قبل الرَّابِع فَإِذا نظرت فِي مِقْدَار قُوَّة الْمَرَض علمت هَل يكون انقضاؤه ببحران أم لَا.) لي: الْمَرَض الْقوي لَا يُمكن أَن يَنْقَضِي فِي هَذَا الزَّمَان الْقصير بتحلل فَإِذا نظرت فِي حَرَكَة الْمَرَض علمت: فِي الثَّالِث يتَوَقَّع البحران أَو فِي الرَّابِع أَو فِي الْخَامِس وتوقع السَّرِيع الْحَرَكَة من هَذَا جدا فِي الثَّالِث وَالَّذِي هُوَ أَبْطَأَ فِي الْخَامِس والمتصل بِحَال وَاحِدَة فِي الرَّابِع ويعين على سرعَة مَجِيء البحران قُوَّة الْمَرَض وَالْوَقْت الْحَاضِر والبلد وَالسّن وَسَائِر مَا يعين على توليد الصَّفْرَاء والحرارة وأضداد هَذِه تدل على بطء البحران. مِثَال ذَلِك أَنه إِن كَانَ الْوَقْت صيفا وَالْمَرِيض شَابًّا محروراً ومرضه هاج بِهِ من إفلال الْغذَاء وَاسْتِعْمَال المولدة للصفراء فَاعْلَم مَعَ سرعَة حَرَكَة الْمَرَض قبلا أَن هَذِه كلهَا تميل

البحران إِلَى الثَّالِث ويتحقق ذَلِك أَكثر إِن كَانَ قد أَتَى مرض كثير من البحران فِي الثَّالِث وَإِن كَانَت الْأَحْوَال بالضد فتوقع البحران فِي الْخَامِس وخاصة إِن كنت قد رَأَيْت مرضى قد أَتَاهُم البحران فِي الْخَامِس. وَأنزل أَنَّك إِن رَأَيْت مَرِيضا آخر لم يظْهر فِيهِ عَلَامَات بَيِّنَة من عَلَامَات النضج فِي الْيَوْم الأول وَلَا فِي الثَّانِي إِلَّا أَن عَلَامَات السَّلامَة مَوْجُودَة فَاعْلَم أَنه لَا يسلم فِي الأول وَلَا فِي الثَّانِي إِلَّا أَنه لَا يُمكن خُرُوجه من مَرضه فِي الرَّابِع فتفقد أمره فِي مَا بَين الرَّابِع وَالسَّابِع لتعلم هَل يَنْقَضِي مَرضه ببحران أم لَا بِمِقْدَار قُوَّة الْمَرَض لِأَنَّهُ إِذا كَانَ الْمَرَض قَوِيا فَلَا بُد أَن يكون انقضاؤه ببحران وخاصة إِذا كَانَ مَعَ ذَلِك سريع الْحَرَكَة فَهُوَ أَحْرَى أَن يَأْتِي فِيهِ البحران حَتَّى أَنه وَإِن أَخطَأ على الْمَرِيض وَلم يكن الْخَطَأ فادحا فتوقع البحران مَعَ ذَلِك فِي الرَّابِع وَإِن كَانَ الْمَرَض لَيْسَ بسريع الْحَرَكَة وَعرض للْمَرِيض خطأ فِي مَا بَين الرَّابِع وَالسَّابِع فَإِن البحران يتَأَخَّر إِلَى التَّاسِع. ثمَّ أَقُول: إِن مَرِيضا آخر مَرضه سليم إِلَّا أَنه لم تظهر فِيهِ عَلامَة بَيِّنَة للنضج حَتَّى كَانَ الْيَوْم السَّابِع أَقُول: إِن هَذَا إِن كَانَ مَرضه قَوِيا عَظِيما وحركته حَرَكَة سريعة فَإِن بحرانه بالحادي عشر أولى مِنْهُ بالرابع عشر وَإِن كَانَ مَرضه ضَعِيفا وحركته لَيست بالسريعة فبحرانه بالرابع عشر أولى. واستعن بالأشياء الْأُخَر لِأَنَّهُ إِن كَانَ الْمَرِيض شَابًّا وَالْوَقْت صيفا وَالتَّدْبِير تَدْبِير يُوجب الْمدَّة فبحرانه يَأْتِي لَا محَالة فِي الْحَادِي عشر وَمَتى اجْتمعت أضداد هَذِه فَفِي الرَّابِع عشر وَمَتى اخْتلطت العلامات الدَّالَّة على الْحَادِي عشر والدالة على الرَّابِع عشر ثمَّ عرض للْمَرِيض خطأ فِي التَّدْبِير فِيمَا بَين السَّابِع وَالْحَادِي عشر لم يُمكن أَن يَأْتِيهِ البحران فِي الْحَادِي عشر فكثيرا مَا يَأْتِي) فِي مثل هَذِه الْحَال فِي الرَّابِع عشر إِذا كَانَ الْخَطَأ عَظِيما فَإِن لم يَقع خطأ وَكَانَت العلامات مختلطة احْتِيجَ عِنْد ذَلِك إِلَى طَبِيب فاره مرتاض حَتَّى يقدر أَن يُمَيّز بَين هَذِه العلامات وَيحكم الْيَوْم الَّذِي تدل عَلَيْهِ أَحدهَا. وَفِي الْأَكْثَر إِذا كَانَ الِاخْتِلَاط قَوِيا شَدِيد المقاومة بَعْضهَا لبَعض فَإِنَّهُ لَا يُمكن فِي السَّابِع أَن تقف وقوفا صَحِيحا على مَا سَيكون لَكِن قد يُمكن الْوُقُوف على الْيَقِين من ذَلِك فِي الْأَيَّام الْأُخَر الَّتِي بعد السَّابِع إِلَى الْحَادِي عشر. وَذَلِكَ أَنه يزِيد عظم الْمَرَض أَو سرعَة حركته فِي تِلْكَ الْأَيَّام وَإِن زَادَت عَلَامَات النضج زِيَادَة كَثِيرَة جَاءَ البحران فِي الْحَادِي عشر وَإِن كَانَ بالضد جَاءَ فِي الرَّابِع عشر. ثمَّ أنزل أَنَّك قد رَأَيْت مَرِيضا آخر مَرضه بَعيدا من الْخطر وَرَأَيْت حَرَكَة الْمَرَض فِي تِلْكَ الْأَيَّام الأولى من مَرضه بطيئة وَلَيْسَت حماه ملهبة وَلَا محرقة وَلَا تظهر عَلَامَات النضج بل تظهر خلَافهَا فَأَنت تعلم يَقِينا أَن هَذَا لَا يخرج من مَرضه قبل الرَّابِع عشر وَتعلم هَل يَأْتِي بحرانه فِي الرَّابِع عشر أم لَا من أَوْقَات الْأَمْرَاض الْكُلية لِأَن الِابْتِدَاء إِن لبث زَمَانا طَويلا دلّ

على أَن الْمَرَض طَوِيل مزمن وَإِن جَاءَت عَلَامَات التزيد فِي الرَّابِع أَو بعده إِلَى السَّابِع فَيجب أَن تتَوَقَّع شَيْئا يحدث فِي الرَّابِع عشر وتقف على ذَلِك أَكثر فِي الْحَادِي عشر فَإِنَّهُ إِن اتّفقت فِيهِ كَثْرَة تزيد حَرَكَة الْمَرَض وَقُوَّة الْحمى وعلامة بَيِّنَة للنضج فالبحران كَائِن فِي الرَّابِع عشر لَا سِيمَا إِن ساعد الْوَقْت وَسَائِر الْأَشْيَاء فَإِن ظَهرت فِي الرَّابِع عشر عَلامَة النضج فَقَط وَلم تتبين سرعَة حَرَكَة الْمَرَض وقوته فَلَا يكون البحران فِي الرَّابِع عشر. وَإِن ضاد أَيْضا ذَلِك الْوَقْت وَسَائِر الْأَشْيَاء والمزاج الْبَارِد فَلَا تطمع فِي البحران قبل الْعشْرين. فَإِن اخْتلطت العلامات وزادت عَلَامَات النضج زِيَادَة كَثِيرَة فِي الرَّابِع عشر فتفقد السَّابِع عشر فَإِنَّهُ إِن ظَهرت فِيهِ وَلَو أدنى الدلالات كَانَ البحران فِي الْعشْرين. لي: أرى أَن الْخَطَأ لَيْسَ كُله يُؤَخر البحران لَكِن مِنْهُ مَا يقدمهُ وَذَلِكَ أَن الْغذَاء وَجَمِيع مَا يبرد يُؤَخِّرهُ والهم والفزع وَجَمِيع مَا يحد المزاج يقدمهُ. مِثَال آخر قَالَ: أنزل أَنَّك رَأَيْت مَرِيضا آخر فتوقعت أَن يكون بحرانه فِي الرَّابِع عشر فابتدأ بحرانه يكون فِي الْحَادِي عشر إِمَّا بِعظم الْمَرَض وَشدَّة قوته وَسُرْعَة حركته أَو لسَبَب آخر هيجة من خَارج.) أَقُول: إِنَّه لَا يُمكن أَن يكون ذَلِك البحران تَاما وَلَا حميدا وَيجب أَن يخَاف على الْمَرِيض مِنْهُ أَشد تخويف وخاصة إِن كَانَ الْمَرَض خبيثا فَإِن كَانَ الْمَرَض سليما فَإِنَّهُ على حَال لَا يَخْلُو أَن يكون مَعَ بحرانه هَذَا أَعْرَاض صعبة أَو تعاود الْحمى بعد البحران فَهَذَا مبلغ قُوَّة النضج وَإِذا كَانَ النضج هَكَذَا بِقدر الْحَاجة إِلَيْهِ وَكَانَ إِنَّمَا يكون فِي مُنْتَهى الْمَرَض فالحاجة الْعَظِيمَة هِيَ أَن تعرف مُنْتَهى الْمَرَض وَذَلِكَ أَن كل مرض لَا يَأْتِي فِيهِ البحران فِي وَقت انتهائه فَلَا يَأْتِي فِيهِ ضَرُورَة فِي انحطاطه وكل مرض يُجَاوز انتهاؤه بِغَيْر بحران فَإِنَّمَا يذهب بالتحلل الْخَفي وَلَا يخَاف أَيْضا على الْمَرِيض الْمَوْت بعد انْتِهَاء الْمَرَض. وَقد يظنّ بِقوم أَنهم مَاتُوا فِي انحطاط الْمَرَض إِلَّا أَن هَؤُلَاءِ مَوْتهمْ إِنَّمَا كَانَ لشَيْء غير هَذَا الْمَرَض وَجَمِيع من يَمُوت فِي الانحطاط يَمُوت من خطأ يعرض. وَلَيْسَ يُمكن بعد نضج الأخلاط واستحالتها وَقُوَّة الطبيعة عَلَيْهَا أَن يَمُوت الْمَرِيض أَن دبر على مَا يجب. وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ العليل قد احْتمل أَشد أَوْقَات الْمَرَض وجاهده فِي علته فَلَيْسَ يُمكن بعد هَذَا أَن يغلبه هَذَا الْمَرَض. لي: إِنَّمَا قَالَ: أنزل أَن مَرِيضا قدرت أَن يَجِيء بحرانه فِي الرَّابِع عشر على حسب مَا شهد لَهُ النضج فجَاء فِي الْحَادِي عشر فَهَذَا الْمَرِيض لم يجئه البحران بعد النضج الْكَامِل لِأَن تَقْدِير النضج الْكَامِل كَانَ بِحَال يُرِيد أَن يكون البحران فِي الرَّابِع عشر فَإِنَّمَا وضع هَذَا مِثَالا للمرضى الَّذين يجيئهم البحران قبل استحكام النضج. قَالَ: وَالْقِيَاس والتجربة يوجبان أَلا يَمُوت الْمَرِيض بعد النضج الْكَامِل وَلَيْسَ يُمكن

أَن يعرف هَل يَمُوت الْمَرِيض أم لَا بِمَعْرِِفَة مُنْتَهى الْمَرَض وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ مريضان متساويين فِي الْأَمر إِلَّا فِي وَقت الْمُنْتَهى فقد يُمكن أَن يسلم أَحدهمَا وَيَمُوت الآخر. وَالَّذِي يسلم يكون أقربهما مُنْتَهى وبالضد لِأَن الْقُوَّة يُمكن أَن تخور من الثَّانِي قبل الْمُنْتَهى. مِثَال: لنضع أَن مَرِيضا لَا يجوز أَن يَنْتَهِي مَرضه قبل الْعشْرين وَآخر يَنْتَهِي مَرضه فِي الثَّالِث عشر وقوتهما مُتَسَاوِيَة فَإِن البحران يأتيهما فِي الرَّابِع عشر. أَقُول: إِن الَّذِي مَرضه قد انْتهى يتم لَهُ البحران وَيصِح وَالَّذِي لم ينْتَه مَرضه يُمكن أَن يَأْتِيهِ البحران السوء وَإِن أَتَاهُ بحران غير كَامِل لم تقو الطبيعة على مَا بَقِي بعد ذَلِك من الْمَرَض إِلَى وَقت الْمُنْتَهى لَكِن تخور قبل ذَلِك فَيَمُوت.) قَالَ: فَلَيْسَ يُمكن أحد أَن يعلم حَال الْمَرِيض هَل يسلم أَو يَمُوت دون أَن يقف على مُنْتَهى الْمَرَض وَقُوَّة الْمَرِيض وطبيعة الْمَرَض فِي الشدَّة وَغير ذَلِك كَمَا أَنه لَا يقدر أحد أَن يعلم من أَمر حمال عَلَيْهِ حمل: هَل يقوى أَن يبلغ بِهِ الْموضع الَّذِي يُريدهُ دون مَعْرفَته قُوَّة الْحمال وَقُوَّة الْحمل ومسافة الطَّرِيق وَذَلِكَ أَن قُوَّة الْحمال بِمَنْزِلَة قُوَّة الْمَرِيض وَثقل الْحمل بِمَنْزِلَة صعوبة الْمَرَض ومسافة الطَّرِيق بِمَنْزِلَة مَا بَين ابْتِدَاء الْمَرَض ونهايته وَالْأَمر يضْطَر أَن لَا يَعْنِي بِشَيْء أَكثر من الْعِنَايَة بمنتهى الْمَرَض وَذَلِكَ أَن البحران الْجيد وَغير والناقص وَغَيره وَأمر الْغذَاء وَأمر الْمَوْت والنجاة مُتَعَلق بِهِ. إِذا كَانَ الْمَرَض سليما وَهُوَ أَن تكون الْقُوَّة وافية بِهِ إِلَى وَقت الْمُنْتَهى ثمَّ كَانَ مَعَ ذَلِك سَاكِنا لَا يزعج وَلَا يقلق الطبيعة وَلم يعرض خطأ من خَارج فَإِن البحران لَا يكون إِلَّا بعد الِانْتِهَاء وَهَذَا أَحْمد البحارين وَذَلِكَ أَنه يكون بعد النضج الْكَامِل. وَإِن اضْطَرَبَتْ الطبيعة إِلَى أَن يَأْتِي البحران قبل الِانْتِهَاء إِمَّا لقُوَّة الْمَرَض أَو لفضل حِدته وَسُرْعَة حركته أَو لشَيْء يهيجه فَإِنَّهُ ينقص عَن البحران الْجيد بِحَسب تقدمه بِوَقْت الْمُنْتَهى فَإِن كَانَت الْقُوَّة لَا تبقى إِلَى وَقت الْمُنْتَهى فَوَاجِب أَن يَمُوت الْمَرِيض إِلَّا أَن مَوته لَيْسَ يجب أَن يكون بِقرب الْمُنْتَهى لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يَمُوت قبله بِكَثِير أَو يَمُوت فِي أول الْمَرَض. وَأما البحران فَلَا يكون إِلَّا فِي وَقت الْمُنْتَهى أَو قبله بِقَلِيل. لي: لم يقل: بعده لِأَن تِلْكَ الْحَال حَالَة الرَّاحَة بِالْإِضَافَة إِلَى مَا مضى والبحران إِنَّمَا يكون فِي الْوَقْت الصعب. قَالَ: فَأَما الْمَوْت فَإِنَّهُ يكون فِي الْأَزْمِنَة الثَّلَاثَة: فِي الِابْتِدَاء والتزيد وَالنِّهَايَة. قَالَ: مَتى خرج مَرِيض من مَرضه دفْعَة فَلَا بُد أَن يكون خُرُوجه باستفراغ ظَاهر بَين أَو خراج مَحْمُود عَظِيم وَلَا بُد أَن تتقدم هَذِه الْعَلامَة المهولة الَّتِي تتقدم البحران الَّتِي قد ذَكرنَاهَا وَكَذَلِكَ إِذا عرض خُرُوج إِلَى الْمَوْت ضَرْبَة فَلَا بُد أَن يكون الِاضْطِرَاب الشَّديد والجهد والاستفراغ.

فَأَما التَّغَيُّر إِلَى الْبُرْء أَو إِلَى الْمَوْت بعد أَن لَا يكون ضَرْبَة لَكِن قَلِيلا قَلِيلا فَلَا يتبعهُ استفراغ وَلَا جهد وَلَا شدَّة. وَرُبمَا كَانَت الْأَشْيَاء تنْقَلب بهَا حَال الْمَرِيض إِلَى الْجَوْدَة البهتة الْكَثِيرَة أَو إِلَى الرداءة فذانك بحرانان تامان وَهَذَانِ ناقصان إِلَّا أَن الَّذِي تنْقَلب الْحَال فيهمَا إِمَّا إِلَى كَمَال الْجَوْدَة وَإِمَّا بَعْضهَا جيدا وَالْآخر رديئا.) وَأما الَّذِي يخرج إِلَى الْمَوْت أَو إِلَى الصِّحَّة قَلِيلا قَلِيلا فَلَا أُسَمِّيهِ بحرانا لَكِن أسمي الَّذِي يؤول قَالَ: وَقد يَنْقَلِب الْمَرَض إِلَى الرداءة صنف آخر يكون من غير جهد شَدِيد وَلَا استفراغ بَين وَلَا خراج. لي: هَذَا هُوَ الَّذِي يُسَمِّيه الذبول. لي: جملَة هَذَا الْكَلَام التَّغَيُّر إِلَى الْجَوْدَة ثَلَاثَة أَصْنَاف: إِمَّا ضَرْبَة وَهُوَ بحران كَامِل وَإِمَّا شَيْء كَامِل ثمَّ قَلِيلا قَلِيلا وَهُوَ بحران نَاقص وَإِمَّا قَلِيلا قَلِيلا وَهُوَ تحلل الْمَرَض. وَكَذَلِكَ التَّغَيُّر إِلَى الرداءة: إِمَّا ضَرْبَة وَهُوَ بحران كَامِل رَدِيء وَإِمَّا شَيْء بَين وَهُوَ بحران رَدِيء نَاقص وَإِمَّا قَلِيلا قَلِيلا. وَهُوَ ذبول. قَالَ: فِي الْأَمْرَاض الرَّديئَة لَيْسَ يجب ضَرُورَة أَن يَأْتِي بحران جيد وَلَا رَدِيء لِأَن الْمَرَض إِذا غلب على الطبيعة غَلَبَة شَدِيدَة لم ترم الطبيعة الْبَتَّةَ مقاومته. لي: هَذِه هِيَ الْعلَّة فِي أَنه يكون موت فجيء بِلَا استفراغ لِأَن الاستفراغ إِنَّمَا يكون إِذا تجردت الطبيعة لدفع شَيْء عَن الْبدن. قَالَ: فَلذَلِك لم يبرأ أحد قطّ من مرض وَاحِد دفْعَة إِلَّا ببحران وَخلق كثير يَمُوت دفْعَة بِلَا بحران وَأكْثر هَؤُلَاءِ يموتون فِي أول نَوَائِب الْحمى لَا سِيمَا من كَانَ سَبَب هَلَاكه كَثْرَة الْمَادَّة أَو غلظها أَو عظم ورم فِي بَاطِن الْبدن وَقد يَمُوت قوم مِنْهُم فِي وَقت انحطاط الْحمى وَإِنَّمَا يعرض هَذَا لمن قوته سَاقِطَة وَلذَلِك تَجِد كثيرا من المرضى يَمُوت فِي انحطاط الْمَرَض الجزئي أَعنِي فِي انحطاط النوائب. وَمن هَهُنَا قد حسب قوم أَنه قد يُمكن أَن يَمُوت الْمَرِيض فِي الانحطاط الْكُلِّي أَيْضا وَلَيْسَ كَذَلِك لِأَن الْمَرَض لم يكن ينحط إِلَّا بِغَلَبَة الطبيعة لَهُ وَلَيْسَ يُمكن أَن يَأْتِي الْمَوْت حِينَئِذٍ بِوَجْه من الْوُجُوه إِلَّا بخطأ يَقع وَلَيْسَ قصدنا النّظر فِي الَّذِي يَقع فِيهِ الْخَطَأ. وَمَا رَأَيْت هَذَا قطّ كَانَ وَأما فِي الانحطاط الجرئي فقد رَأَيْت خلقا كثيرا مَاتُوا. وَذَلِكَ أَن الْبدن يكون فِي الِابْتِدَاء متماسكا كَأَنَّهُ منضم فَإِذا جَاءَهُ وَقت الانحطاط تحركت الْحَرَارَة من الْوسط إِلَى الْأَطْرَاف على الْعَادة واسترسل الْبدن واسترخى فانحلت الْقُوَّة عِنْد ذَلِك وفنيت وَمن هَؤُلَاءِ قوم يموتون بَغْتَة حَتَّى أَنه يظنّ بهم من حضرهم أَنما هُوَ غشي. وَمِنْهُم من يبتديء قَلِيلا قَلِيلا مُنْذُ أول النّوبَة وَفِي هَذَا الانحطاط يزْدَاد النبض ضعفا

واختلاطا) فِي كل الحركات كَمَا أَنه فِي الانحطاط الْمَحْمُود يزْدَاد قُوَّة دَائِما وينتقص اختلافه وَذَلِكَ أَن الطبيعة تكون قد نفت جَمِيع حرارة الْحمى إِلَى خَارج وَهَذَانِ الانحطاطان وَإِن كَانَ يعمهما نُقْصَان الْحَرَارَة وَسُكُون الْحمى وَمَا يُوهم الْجَاهِل أَن الْحَال أسكن فَإِن بَينهمَا بونا بَعيدا. وَكَذَلِكَ فِي الانحطاط الْجيد إِنَّمَا يتَحَلَّل حرارة الْحمى فَلذَلِك يزْدَاد النبض قُوَّة وَيرجع إِلَى الاسْتوَاء وَيذْهب اختلافه وَأما فِي هَذِه فَإِنَّهُ يتَحَلَّل مَعَ انحلال حرارة الْحمى الْحَرَارَة الْمَعْرُوفَة بالحرارة الغريزية ويوهم فِي هَذَا أَيْضا أَن الْمَرِيض أحسن حَالا بِسُكُون الْحَرَارَة ثمَّ إِنَّه عِنْد قيام يقومه إِلَى الْخَلَاء أَو أدنى حَرَكَة يتحركها يعرض لَهُ غشي ثمَّ يعرق يَسِيرا لزجا ثمَّ يَمُوت وَرُبمَا حدث لَهُ ذَلِك من غير قيام وَلَا حَرَكَة فعلى هَذَا يَمُوت الْمَرِيض من قبل ميل الأخلاط دفْعَة إِلَى بَاطِن الْبدن فَإِنَّهُ إِذا كَانَ ذَلِك عرض للطبيعة شَيْء شَبيه بالحطب الْكثير يلقِي دفْعَة على النَّار فيخنقها ويعرض الْمَوْت فِي انْتِهَاء النوائب لشدَّة قُوَّة الْمَرَض على الطبيعة فِي ذَلِك الْوَقْت. وَقد يَمُوت الْمَرِيض والنوبة بعد تتزيد وَقل مَا يعرض هَذَا. قَالَ: فَجَمِيع الْوُجُوه الَّتِي يكون بهَا موت من يَمُوت بِلَا بحران ثَلَاثَة: الْمَوْت الَّذِي يكون فِي أول النّوبَة وَهَذَا أَكثر مَا يكون إِذا كَانَ ورم عَظِيم فِي أحد الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة أَو كَانَ فِي الْبدن فضل كثير لزج ينصب دفْعَة إِلَى بَاطِن الْبدن فيسد منافذ الرّوح وَالْمَوْت الَّذِي يكون فِي مُنْتَهى النّوبَة وَهَذَا يكون إِذا انْهَزَمت الطبيعة عَن الْمَرَض لِشِدَّتِهِ. وَالثَّالِث الْمَوْت الَّذِي يكون فِي انحطاط النوائب وَهُوَ أقلهَا وَيكون من انحلال الْقُوَّة الحيوانية. لي: الَّذِي يكون عِنْد الْمُنْتَهى أَكْثَرهَا. قَالَ: وَلَيْسَ يكون وَاحِد من هَذِه الثَّلَاثَة الْوُجُوه مَعَ بحران لِأَن الطبيعة لَا تروم الْبَتَّةَ نفي الْمَرَض عِنْد هَذِه الْحَالَات من الْمَوْت وَإِذا رامت الطبيعة ذَلِك ثمَّ قهرها الْمَرَض سمي بحرانا وَيكون ذَلِك لَا محَالة إِمَّا مَعَ استفراغ وَإِمَّا مَعَ خراج عَظِيم وَسَائِر الِاضْطِرَاب الَّذِي يتَقَدَّم البحران. قَالَ: وتقدمة الْمعرفَة بِهَذِهِ الْأَصْنَاف من البحران أقل صِحَة وبيانا من الْمعرفَة بأصناف البحران الْمَحْمُود وَيحْتَاج إِلَى درية وفطنة حَتَّى يعلم هَل يكون هَذَا النَّوْع من البحران أم لَا ثمَّ فِي أَي يَوْم ثمَّ هَل يقتل أَو إِنَّمَا يضر فَقَط فَلذَلِك يجب أَن ترتاض بالبحران الْمَحْمُود وَمَا قاربه ثمَّ تنْتَقل إِلَى هَذِه. وَذَلِكَ أَنه كَمَا أَن أَمر البحران الَّذِي لَيْسَ يدْرك بِأَمْر يَقِين صَحِيح بل إِنَّمَا يدْرك أَكْثَره بالحدس) كَذَلِك الْمَحْمُود ثَابت يدْرك بِعلم يَقِين وَذَلِكَ أَن حركات الطبيعة منظومة محمودة إِذا كَانَت هِيَ قَوِيَّة ظَاهِرَة وَأما حركاتها وَهِي معلولة فتجري على غير نظام فَلذَلِك لَا تصح مَعْرفَتهَا على مَا يجب إِلَّا أَنه مَتى غلبت الطبيعة غَلَبَة تَامَّة لم ترم فعل البحران الْبَتَّةَ فَإِن كَانَ بهَا أدنى طرف فَإِنَّهَا تقاوم قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ لَا تلبث أَن تنهزم وَالْعلَّة فِي مقاومتها هَذِه

المقاومة الضعيفة تهيج الْمَرَض بهَا لِأَن الطبيعة لَا تحْتَمل شَيْئا من هَذِه لَكِن تبادر تنقي مَا يؤذيها عَنْهَا كَمَا قد نرى عيَانًا الْأَشْيَاء الَّتِي تلذع الْمعدة أَو تهيجها بِضَرْب من الضروب أَو بثقلها فَإنَّك تجدها عِنْد ذَلِك تروم إِخْرَاجه من أقرب الْوُجُوه فَإِن كَانَ طافيا كَانَ بالقيء وَإِن كَانَ فِي أَسْفَلهَا فبإسهال البرَاز وَهَذَا شَبيه بالبحارين الْمُشْتَركَة لِأَن البحران الحميد الْكَامِل الَّذِي لَا يبْعَث للطبيعة شَيْئا يزعجها أَن يَأْتِي بِهِ قبل وقته إِنَّمَا يكون بعد النضج فالأمراض القتالة فِي أَكثر الْحَالَات تقتل فِي تزيد الْمَرَض وَلَا يبْقى العليل فِيهَا إِلَى وَقت الْمُنْتَهى وَفِي وَقت ابْتِدَائه وَإِن تقدم مُنْذر بِمثل هَذَا البحران فَإِنَّهُ يدل على أَنه رَدِيء. فَأنْزل أَنَّك رَأَيْت فِي الْبَوْل فِي الرَّابِع غمامة سَوْدَاء أَو شَيْئا سوى ذَلِك شَبِيها بهَا مَعَ الْأَعْرَاض القتالة مُنْذُ أول الْأَمر فَأَقُول إِن هَذَا الْمَرِيض يَمُوت لَا محَالة إِلَّا أَنه إِن كَانَت نوائبه تَأتي فِي الْأَفْرَاد فَإِنَّهُ يَمُوت فِي السَّابِع وَإِن كَانَت تنوب فِي الْأزْوَاج مَاتَ فِي السَّادِس وخاصة إِن كَانَ الْمَرَض يَتَحَرَّك حَرَكَة أسْرع فَإِن كَانَ فِي الْيَوْم الرَّابِع لم يكن شَيْء مِمَّا ينذر بِهِ فالمعرفة بِهِ أقل إِلَّا أَنه على حَال قد يجب أَن ينظر فِي هَذَا العلامات الَّتِي أصفها. وَأول العلامات الدَّالَّة على موت الْمَرِيض من غير بحران ضعف الْقُوَّة وَذَلِكَ أَن الْقُوَّة مَتى كَانَت ضَعِيفَة لم تنهض لمقاومة الْمَرَض. والعلامة الثَّانِيَة أَن لَا يظْهر أَولا أدنى عَلامَة تدل على النضج. وَالثَّالِث أَن يكون الْمَرَض قَوِيا مُؤْذِيًا وَلَا تكون لَهُ حَرَكَة سريعة. لي: المؤذي الَّذِي لَيست لَهُ حَرَكَة سريعة هُوَ الَّذِي فِيهِ أوجاع شَدِيدَة إِلَّا أَن أوجاعه تدوم قَالَ: فَكل مَرِيض تَجْتَمِع فِيهِ هَذِه العلامات فَهُوَ يَمُوت من غير بحران ويتقدم بِعلم الْمَوْت فِي أَي يَوْم يكون إِذا نظرت كم يفضل الْمَرَض على الْقُوَّة وَفِي أَي يَوْم تكون النّوبَة أصعب فَإِن رَأَيْت الْمَرَض يفضل على الْقُوَّة فضلا كثيرا وَلم تبْق من الْقُوَّة إِلَّا بَقِيَّة يسيرَة علمت أَن الْمَوْت سريع وبالضد.) فَأنْزل أَن فضل الْمَرَض على الْقُوَّة كثير إِلَّا أَنه لَيْسَ يتَبَيَّن يَوْمًا وَاحِدًا تبقى الْقُوَّة أم يَوْمَيْنِ فقد تقدر عِنْد هَذَا أَن تميز فتعلم فِي أَي الْيَوْمَيْنِ يَمُوت الْمَرِيض بأدوار نَوَائِب الْحمى وَذَلِكَ أَن الْيَوْم الَّذِي تكون فِيهِ النّوبَة فَفِيهِ يَمُوت الْمَرِيض. وتقدر تعلم فِي أَي سَاعَة من ذَلِك الْيَوْم يحدث الْمَوْت على الْمَرِيض إِن كنت ذَاكِرًا لما قلت قبل حَيْثُ خبرتك فِي أَي الْأَمْرَاض يَمُوت الْمَرِيض فِي ابْتِدَاء النّوبَة وَفِي أَيهَا فِي الْمُنْتَهى وَفِي أَيهَا فِي الانحطاط وتفقد مَعَ ذَلِك فِي وَاحِد وَاحِد من المرضى بِأَن تتذكر مَا كَانَت حَالَة الْمَرِيض عَلَيْهِ فِي الْأَيَّام الْمُتَقَدّمَة فَإِنَّهُ يعينك مَعُونَة عَظِيمَة على الِاسْتِدْلَال لِأَنَّك إِذا علمت فِي أَي جُزْء من أَجزَاء الْمَرَض فِي الْأَيَّام الْمَاضِيَة كَانَ الْمَرَض يكون أثقل وَكَانَت تلْزمهُ الْأَعْرَاض الرَّديئَة الدَّالَّة على الثّقل استعنت بذلك على الحدس بِمَا يكون.

وَأنزل أَنَّك إِذا رَأَيْت مَرِيضا وَعلمت يَقِينا أَنه يَمُوت إِلَّا أَن قوته لم تغلب غَلَبَة شَدِيدَة فَأَقُول إِن أول مَا تعلم من هَذَا: أَنه لَا يَمُوت سَرِيعا فابحث بعد ذَلِك هَل يكون مَوته ببحران رَدِيء أم لَا فَإِن كَانَ الْمَرَض خبيثا سريع الْحَرَكَة وللقوة بَقِيَّة وللنضج عَلامَة فخليق أَن تَأتي الطبيعة ببحران أَو بالضد إِن رَأَيْت الْقُوَّة خوارة وَالْمَرِيض بطيء الْحَرَكَة وَلَيْسَت للنضج عَلامَة الْبَتَّةَ فَلَيْسَ يحدث لهَذَا الْمَرَض بحران وَلَيْسَ يجب مَتى كَانَ الْمَرَض أقوى من الْقُوَّة أَن تكون الْقُوَّة ضَعِيفَة لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون جَمِيعًا قويين إِلَّا أَن الْمَرَض أقوى. قَالَ وَقد قلت: إِن أفضل البحران يكون فِي مُنْتَهى الْمَرَض وَأما الَّذِي يكون فِي وَقت تزيد الْمَرَض فَإِن كَانَ حَال الْمَرِيض تؤول إِلَى السَّلامَة فَإِن ذَلِك البحران يكون نَاقِصا أَو غير موثوق بِهِ وَإِن كَانَت حَال الْمَرِيض مهلكة فَإِن ذَلِك البحران إِمَّا أَن يقتل على الْمَكَان وَإِمَّا أَن يُغير الْمَرِيض تغييرا قَوِيا عَظِيما إِلَى مَا هُوَ أشر. وَأما فِي ابْتِدَاء الْمَرَض فَلَا يكون بحران وَإِن تقدمة الْمعرفَة بِأَحْمَد البحران فَلَا يَصح. وَأما سَائِر أنحاء البحران فَإِنَّمَا يكون بحدس فَقَط لَا سِيمَا مَتى كَانَ البحران غير مُنْذر بِهِ وَهَذَا النَّوْع من البحران وَإِن لم يُوصل إِلَى مَعْرفَته قبل حُدُوثه بِزَمَان طَوِيل فَإنَّك قد تصل إِلَى مَعْرفَته قبل حُدُوثه بِزَمَان يسير لِأَنَّهُ لَا بُد أَن يحدث قبله على حَال إرهاق للطبيعة واضطراب إِمَّا فِي النَّفس أَو فِي الذِّهْن أَو فِي السّمع أَو فِي الْبدن أَو فِي شَيْء آخر من أَعْرَاض البحران وَإِذا كَانَ الْمَرَض ينذر ببحران ثمَّ صَعب الْمَرَض فِي لَيْلَة من اللَّيَالِي وَأَتَتْ نوبَة الْحمى بعد ذَلِك أسْرع مِمَّا كَانَت تَأتي مَعَ أَعْرَاض لم تكن قبل فَلَا بُد أَن يكون البحران فِي تِلْكَ النّوبَة. وَأَنا ألحض مُنْذُ) الْآن كَيفَ يعلم بِأَيّ نوع يكون البحران أبرعاف أَو بقيء أَو غير ذَلِك. قَالَ: وَقد قَالَ أبقراط فِي إبيذيميا فِي الْمقَالة الأولى: إِنَّه مَتى كَانَ فِي الرَّأْس والرقبة أوجاع وَثقل مَعَ حمى أَو بِغَيْر حمى فَإِنَّهُ يحدث إِمَّا لأَصْحَاب قرانيطس تشنج فِي العصب وقيء مرار زنجاري وَكثير مِنْهُم يعاجله الْمَوْت وَأما أَصْحَاب الحميات المحرقة فَمَتَى كَانَ فِي الرَّقَبَة وجع وَفِي الصدغين ثقل وَرَأى العليل بَين عَيْنَيْهِ ظلمَة وأحس فِيمَا دون الشراسيف بتمدد بِلَا وجع فَإِنَّهُ يُصِيبهُ رُعَاف وَمَتى كَانَ ثقل فِي الرَّأْس كُله ووجع فِي الْفُؤَاد وكرب فَإِنَّهُ يُصِيبهُ قيء مرّة وبلغم ويصيب الصّبيان فِي هَذِه الْحَالة أَكثر ذَلِك تشنج وَأما النِّسَاء فيصيبهن مَعَ ذَلِك وجع الْأَرْحَام وَأما الكهول وَمن انجزلت قوته فَإِنَّهُ يعرض لَهُ استرخاء فِي بعض أَعْضَائِهِ أَو وسواس أَو جُنُون أَو عمى. وَقَالَ فِي تقدمة الْمعرفَة: إِنَّه مَتى تطاولت الْحمى وَحَال الْمَرِيض حَال سَلامَة وَلَا وجع بِهِ من ورم وَلَا بِسَبَب ظَاهر فتوقع خراجا مَعَ انتفاخ ووجع فِي أحد مفاصله وَلَا سِيمَا فِي السُّفْلى وَأكْثر مَا يعرض هَذَا وأوحاه لمن سنه دون الثَّلَاثِينَ وَيجب أَن تتَوَقَّع الْخراج حِين تجَاوز الْحمى عشْرين يَوْمًا. وَقل مَا يعرض ذَلِك لمن كَانَ فَوق هَذَا السن وَكَانَت حماه أطول من هَذَا الْمِقْدَار.

وَيجب أَلا تتَوَقَّع الْخراج مَتى كَانَت حماه دائمة وتوقع حمى الرّبع مَتى كَانَت الْحمى تقلع ثمَّ تنوب على غير نظام مَحْدُود. وَلَا تزَال كَذَلِك إِلَى أَن يقرب الخريف وكما أَن الْخراج يعرض لمن سنه دون الثَّلَاثِينَ كَذَلِك الرّبع تعرض لمن بلغ الثَّلَاثِينَ وجاوزها. وَيجب أَن يعلم أَن أَكثر مَا يعرض الْخراج فِي الشتَاء فَإِنَّهُ أَبْطَأَ برأَ إِلَّا أَنه قل مَا يعاود وَهَذَا قَوْله فِي الْخراج وَهُوَ كَاف بَين. ثمَّ قَالَ فِي الاستفراغ من شكا فِي حمى لَيست بالقتالة صداعا وَرَأى بَين عَيْنَيْهِ سوادا وأصابه مَعَ ذَلِك وجع فِي فُؤَاده فَإِنَّهُ سيصيبه قيء مرار فَإِن أَصَابَهُ مَعَ ذَلِك نافض وَبرد مِنْهُ مَا دون الشراسيف فَإِن الْقَيْء يُصِيبهُ أسْرع فَإِن تتَنَاوَل شَيْئا من الطَّعَام وَالشرَاب فِي ذَلِك الْوَقْت أسْرع الْقَيْء جدا. قَالَ: وَمن ابْتَدَأَ بِهِ من أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة الصداع فِي أول يَوْم من مَرضه فَأكْثر مَا يصعب عَلَيْهِ فِي الرَّابِع وَالْخَامِس ثمَّ يقْلع عَنْهُم فِي السَّابِع وَأكْثر أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة يبتديء بِهِ الصداع فِي الْيَوْم الثَّالِث وَأكْثر مَا يصعب عَلَيْهِم فِي الْخَامِس ثمَّ يقْلع عَنْهُم فِي التَّاسِع وَالْحَادِي عشر وَأما من ابْتَدَأَ) بِهِ الصداع فِي الْخَامِس وَجرى سَائِر أمره على قِيَاس مَا تقدم فصداعه يقْلع عَنهُ فِي الرَّابِع عشر وَذَلِكَ أَكثر مَا يعرض للرِّجَال وَالنِّسَاء فِي حمى الغب وَأما من كَانَ أحدث سنا فقد يعرض لَهُم وَأما من أَصَابَهُ فِي حمى هَذِه حَالهَا صداع وأصابه بدل السوَاد الَّذِي يرَاهُ أَمَام عَيْنَيْهِ غشاوة. أَو رأى قُدَّام عَيْنَيْهِ شعاعا وأصابه بدل وجع الْفُؤَاد تمدد فِي مَا دون الشراسيف من الْجَانِب الْأَيْمن والجانب الْأَيْسَر من غير وجع وَلَا ورم فتوقع لَهُ بدل الْقَيْء رعافا. وَأكْثر مَا يتَوَقَّع الرعاف فِي مثل هَذِه الْحَال لمن كَانَت سنه فِيمَا دون الثَّلَاثِينَ فَأَما من قد بلغ الثَّلَاثِينَ وجاوزها فالرعاف يعرض لَهُ أقل وَيجب أَن تتَوَقَّع لمن فِي تِلْكَ السن الْقَيْء. وَفِي هَذَا فِي قَوْله كِفَايَة. وَقَالَ أَيْضا فِي تقدمة الْمعرفَة: إِنَّه مَتى كَانَ فِي الرَّأْس وجع شَدِيد دَائِم مَعَ حمى وَكَانَ فِي ذَلِك شَيْء من العلامات الَّتِي تدل على الْمَوْت فَإِن ذَلِك الْمَرَض قتال جدا. وَإِن لم تكن عَلامَة تدل على الْمَوْت وَجَاوَزَ الوجع عشْرين يَوْمًا فتوقع رعافا أَو خراجا فِي الْأَعْضَاء السُّفْلى وَأما مَا دَامَ الوجع فِي الْجُبْن فَإِنَّهُ يجب أَن يتَوَقَّع الرعاف لَا الْمرة وَلَا سِيمَا إِن كَانَ الوجع فِي الصدغين أَو الْجَبْهَة وَكَانَت السن دون خمس وَثَلَاثِينَ سنة وَأما من كَانَ فَوق هَذِه السن فتوقع الْمرة. وَقَالَ أَيْضا فِي صفته لأَصْحَاب ذَات الرئة: من خرج بِهِ من أَصْحَاب ذَات الرئة خراج عِنْد الْأذن وتقيح أَو فِي الْأَعْضَاء السُّفْلى وَصَارَ ناصورا فَإِنَّهُ سليم. وتفقد هَذَا وَانْظُر فِيهِ على هَذَا الْوَجْه مَتى بقيت الْحمى على حَالهَا وَلم يسكن الوجع

وَلم ينبعث البزاق على مَا يجب وَكَانَ البرَاز كثير المرار ذريعا صرفا وَكَانَ الْبَوْل كثير جدا وَفِيه ثفل راسب كثير أَبيض وَكَانَت سَائِر العلامات تدل على أَن عَاقِبَة الْأَمر إِلَى السَّلامَة فقد يَنْبَغِي أَن يتَوَقَّع لمن هَذِه حَاله أَن تصيبه الخراجات الَّتِي ذكرت. وَيكون الْخراج فِي الْأَعْضَاء السُّفْلى مَتى كَانَ من

الورم والحرارة فِيمَا دون الشراسيف وَلم يكن وجع ثمَّ أصَاب الْمَرِيض مَا يُغير فِي نَفسه ثمَّ سكن بِلَا سَبَب ظَاهر. وَفِي ذكره أَيْضا الأورام الَّتِي فِيمَا دون الشراسيف قَالَ: هَذَا القَوْل أَن هَذِه الأورام تدل فِي أَولهَا أَنه لَا يُؤمن على الْمَرِيض موت حثيث فَإِن جَاوَزت عشْرين يَوْمًا والحمى بَاقِيَة والورم لَا يسكن فَهِيَ تتقيح. وَقد يعرض لأَصْحَاب هَذِه الْعلَّة فِي الدّور الأول رُعَاف فيعظم نَفعه لَهُم وَلَكِن قد يجب أَن) يسْأَل الْمَرِيض: هَل يجد صداعا وغشاوة فَإِنَّهُ إِن أَصَابَهُ شَيْء من هَذَا فَإِن الشَّيْء مائل إِلَى هُنَاكَ وَيجب أَن يتَوَقَّع الرعاف أَكثر من كَانَت سنه دون الْخمس وَالثَّلَاثِينَ. وَقَالَ أَيْضا فِي كتاب تقدمة الْمعرفَة قولا آخر دلّ على طَرِيق البحران وَهُوَ هَذَا: إِن من بَال بولا رَقِيقا مائيا زمانيا طَويلا ثمَّ كَانَت سَائِر العلامات الَّتِي تظهر فِيهِ تدل على أَنه سيسلم فَيجب أَن يتَوَقَّع لَهُ خراج فِي الْمَوَاضِع الَّتِي أَسْفَل الْحجاب. وَقَالَ فِي كتاب الْفُصُول: وَفِي إبيذيميا أَشْيَاء أخر فِي تعرف طرق البحران مِنْهَا قَوْله: إِنَّه يكون قبل النافض احتباس الْبَوْل وَمِنْهَا قَوْله: إِن الْعين إِذا احْمَرَّتْ أنذرت برعاف وَمِنْهَا قَوْله: إِن الشّفة السُّفْلى مَتى اختلجت أنذرت بقيء وَقَوله: إِنَّه مَتى حدث بعد الصداع سبات وصمم بَغْتَة دلّ على خراج يخرج عِنْد الْأذن. وَلَيْسَ تحْتَاج عِنْد تعرف طرق البحران إِلَى شَيْء أَكثر من أَن تنظر إِلَى أَي نَاحيَة تميل الطبيعة وَقد دلّ على ذَلِك أبقراط فِي مَوَاضِع مِنْهَا قَوْله فِي تقدمة الْمعرفَة: إِن وجع الْفُؤَاد والنافض إِنَّمَا يبتدئان بقيء كَائِن وَتغَير النَّفس والشعاع أَمَام الْعين ينذران برعاف وَقَوله: إِذا كَانَ البرَاز كثير المرار وذريعا صرفا وَالْبَوْل كثيرا جدا وَفِيه ثفل راسب كثير أَبيض دلّ على أَن الْمَرَض مائل إِلَى تِلْكَ النَّاحِيَة وَإِن انتفاض الْبدن يكون من ذَلِك الْوَجْه وَإِن لم يمل الْمَرَض ميلًا للنواحي وتطاول مَعَ عَلَامَات السَّلامَة فَيَنْبَغِي أَن يتَوَقَّع لَهُ خراج. ويستدل أَيْضا على الْخراج بميل الطبيعة وَقد دلّ ذَلِك أبقراط فِي مَوَاضِع إِلَى النَّاحِيَة الَّتِي يكون فِيهَا. وَذَلِكَ لِأَنَّهُ قَالَ: إِن الْخراج يكون فِي الْموضع الَّتِي هِيَ أَسْفَل من الصَّدْر مَتى كَانَ من الورم والحرارة شَيْء فِيمَا دون الشراسيف من أجل أَنه إِذا كَانَ ذَلِك فالأخلاط المولدة لورم الرثة مائلة إِلَى أَسْفَل وَإِنَّمَا جعل هَذَا القَوْل فِي ذَات الرئة مثلا للجملة الَّتِي قصد بهَا. وَمَتى كَانَت تِلْكَ الأخلاط لَيست مائلة إِلَى أَسْفَل وَوجد مَا دون الشراسيف خَالِيا من الورم والحرارة والوجع دَائِما عرض للْمَرِيض مَا يُغير نَفسه من غير سَبَب بَين وَإِن كَانَ كَذَلِك فالخراج ضَرُورَة يكون فِي مَا فَوق الصَّدْر أَعنِي فِي اللَّحْم الرخو الَّذِي فِي أصل الْأذن وَقد يظْهر مَعَ ذَلِك شَيْء من الْأَعْرَاض الَّتِي تعرض فِي الرَّأْس مِمَّا تدل على ميل الْخراج إِلَى تِلْكَ النَّاحِيَة كالسبات والصمم بَغْتَة من غير سَبَب مَعْرُوف وَثقل الصدغين وَالرَّأْس وَغير ذَلِك مِمَّا أشبهه. قَالَ ج: يجب بعد أَن تعلم أَن البحران كَائِن أَن تعلم بِأَيّ طَرِيق يكون هَذَا التَّعْلِيم الَّذِي أعلمك) انْظُر أَولا هَل الْمَرَض حاد حَار يَجِيء فِيهِ البحران فِي الْأَيَّام الأول فَإِنَّهُ إِن كَانَ كَذَلِك فَوَاجِب أَن لَا يكون بخراج لَكِن باستفراغ ثمَّ انْظُر إِلَى حركته فَإِنَّهُ إِن كَانَ متطاولا بطيء الْحَرَكَة فَإِن البحران يكون بخراج لَا سِيمَا إِن كَانَ الْمَرِيض بَال بولا رَقِيقا مُدَّة طَوِيلَة لِأَنَّهُ إِن بَال بولا ثخينا كثيرا فِيهِ ثفل كثير راسب أَبيض مَحْمُود فالأخلق أَن ينضج الْمَرَض قَلِيلا قَلِيلا وَإِلَّا يحدث لَهُ بحران بخراج ثمَّ انْظُر بعد هَذَا إِن كَانَ البحران يكون باستفراغ بِأَيّ ضرب من ضروب الاستفراغ يكون فَإِن كَانَ يكون بخراج فَفِي أَي مَوضِع يكون ذَلِك الْخراج وَتعلم بِأَيّ ضرب من ضروب الاستفراغ يكون البحران من طَرِيقين: أَحدهمَا أَن تَجِد العلامات الْخَاصَّة بِوَاحِد من الضروب وَالثَّانِي أَلا تَجِد شَيْئا من عَلَامَات الضروب الْأُخَر وَإِن كَانَ عَلامَة الضَّرْب الَّذِي وَأَنا واصف لَك العلامات الدَّالَّة على ضروب من البحران وَيجب عَلَيْك أَن لَا تقتصر على العلامات الدَّالَّة على وَاحِد لَكِن تتفقد الدَّالَّة على كل ضروب إِذا رَأَيْت الْبَطن قد اعتقل وَالْبَوْل قد احتقن أَيْضا بِالْقربِ من وَقت البحران فتوقع نافضا وَإِذا خضر النافض فَانْظُر مَا يحدث بعده أعرق أم قيء أم اخْتِلَاف أم اثْنَان من هَذِه أم كلهَا وَانْظُر أَولا فِي طبيعة الْمَرَض فَإِنَّهُ إِن كَانَت حماه محرقة خَالِصَة فقد يصحح عنْدك أَمر النافض قبل حُدُوثه وَذَلِكَ أَن الْحمى المحرقة إِنَّمَا تتولد عَن الصَّفْرَاء وَقد قُلْنَا: إِن هَذَا الكيموس إِذا تحرّك حَرَكَة قَوِيَّة ولد نافضا ثمَّ انْظُر بعد هَذَا هَل احْتبسَ الْبَوْل وَحده أَو احْتبسَ مَعَه الْبَطن قبل النافض فَإِنَّهُمَا إِن كَانَا احتبسا مَعًا فالبحران يكون بعرق كثير لَا محَالة وَإِن كَانَ الْبَوْل احْتبسَ وَحده أَو احْتبسَ مَعَه الْبَطن قبل النافض فَانْظُر هَل زَاد قبل البحران على مِقْدَار مَا كَانَ قبل ذَلِك أَو نقص عَنهُ فَإِن رَأَيْته قد زَاد زِيَادَة كَثِيرَة فَاعْلَم أَن الطبيعة مائلة نَحْو هَذَا الطَّرِيق وَبِه يكون البحران وَإِن رَأَيْته قد نقص علمت أَن ميلها نَحْو الْعرق وَبِه يكون البحران وَإِن رَأَيْت مَعَ ذَلِك عَلَامَات تدل على الْقَيْء فالبحران يكون بهما أَعنِي بالقيء والعرق. وَإِن كَانَ العلامات الَّتِي تدل على أحد الاستفراغين أقوى من العلامات الَّتِي تدل على الآخر كَانَ البحران بذلك الاستفراغ أَكثر وَإِن كَانَت متكافئة فالبحران يكون بهما سَوَاء. وَإِن لم تَرَ شَيْئا من عَلَامَات الْقَيْء فتوقع الْعرق وَحده لَا سِيمَا إِذا رَأَيْت الْمَرِيض قد

اخْتَلَط وَرَأَيْت قُوَّة الْحمى قد تزايدت وَرَأَيْت ظَاهر الْبدن قد سخن أَكثر مِمَّا كَانَ يسخن واحمر أَكثر مِمَّا كَانَ يحمر وَرَأَيْت بخارا حارا يرْتَفع من الْبدن لم يكن يرْتَفع فِيمَا قبل ذَلِك. فَإِن وجدت) مَعَ هَذَا نبض الْعرق قد صَار موجيا ولان لينًا بَينا فليقو رجاؤك بالعرق. فَأَما النبض الصلب فَيدل على الْقَيْء والنبض المشرف عَلامَة مُشْتَركَة لجَمِيع أنحاء الاستفراغ وَكَذَلِكَ النبض الْقوي. فَأَما مَتى كَانَ النبض عَظِيما فَهُوَ يدل على حَرَكَة الطبيعة إِلَى ظَاهر الْبدن لَا إِلَى بَاطِنه وكل وَاحِدَة من هَاتين الحركتين تكون على ضَرْبَيْنِ: أما الْحَرَكَة إِلَى خَارج فبدم يجْرِي من المنخرين أَو من غَيرهمَا أَو بعرق وَالْحَرَكَة إِلَى دَاخل إِمَّا باخْتلَاف وَإِمَّا بقيء والنبض الموجي يَد على الْعرق والنبض الْعَظِيم فَقَط لَيْسَ بموجي يدل على الدَّم فَبِهَذَا الطَّرِيق يسْتَدلّ على حَرَكَة الطبيعة إِلَى خَارج الْبدن. وَمَتى مَالَتْ الطبيعة إِلَى دَاخل ثمَّ لم تكن عَلَامَات الْقَيْء حَاضِرَة فالبحران يكون باخْتلَاف وَإِن كَانَت عَلَامَات الْقَيْء حَاضِرَة فالبحران يكون بالقيء وَإِن كَانَت عَلَامَات الْقَيْء حَاضِرَة وَتبين فِي الِاخْتِلَاف تزيد فالبحران يكون بهما جَمِيعًا. ونبض الْعرق فِي أَكثر الْحَالَات من البحران يكون مُخْتَلفا وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ مَعَ البحران جهد عَظِيم إِلَّا أَن ذَلِك الِاخْتِلَاف يكون على أَكثر حالاته إِذا انصب إِلَى الْمعدة مرار فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك مَعَ مَا تظهر من عَلَامَات الْقَيْء يخْتَلف النبض فِي جَمِيع حالاته لما يُصِيب رَأس المريء والمعدة من اللذع والثقل من الشَّيْء الَّذِي سَالَ إِلَيْهِمَا. وَأما عَلَامَات الْقَيْء فَهِيَ وجع الْفُؤَاد مَعَ صداع وَسدر مَعَ سَواد يتخيل للعين واختلاج الشّفة السُّفْلى ولعاب كثير يتحلب من الْفَم وَجَمِيع هَذِه الْأَشْيَاء يعرض إِذا اجْتمع فِي الْمعدة الكيموس من جنس الصَّفْرَاء اللذاع يلذع فَم الْمعدة وجذب المريء كُله إِلَى دَاخل وَإِلَى أَسْفَل وَلذَلِك تختلج الشّفة ويتحلب الرِّيق ويتخيل قُدَّام الْعين سَواد ويعرض السدر والدوار والصداع وَذَلِكَ يعرض بضربين: أَحدهمَا بخار مُرْتَفع من ذَلِك المرار إِلَى الرَّأْس وَالْآخر مُشَاركَة العصب للمعدة فِي الْأَلَم. وَأما عَلَامَات الرعاف خَاصَّة فالشعاع أَمَام الْعين وَذَلِكَ من قبل حمرَة الدَّم وَمِنْهَا الغشاوة وَذَلِكَ لِأَن الدَّم إِذا ارْتَفع مِنْهُ شَيْء كثير دفْعَة سد طرق الرّوح وَمِنْهَا الدُّمُوع وَذَلِكَ يكون لِكَثْرَة مَا يسيل إِلَى الْعين كَمَا يكون فِي الرمد ولهذه الْعلَّة تحمر الْعين مَعَ الوجنة وَالْأنف ويحضر الرعاف وَأَيْضًا تمدد يعرض فِيمَا دون الشراسيف من غير وجع لِأَن هَذِه الْعلَّة أَيْضا تدل دلَالَة) قَوِيَّة على ميل الدَّم إِلَى النَّاحِيَة الْعَالِيَة وَكَذَلِكَ تغير النَّفس فَإِنَّهُ أَيْضا إِنَّمَا يعرض عِنْد مُرُور الدَّم فِي الصَّدْر فَإِن كَانَ تمدد مَا دون الشراسيف مَعَ وجع يلين ذَلِك لم يدل على رُعَاف كَائِن لكنه دَال على ورم حدث فِي الْمَوَاضِع الَّتِي فِيهَا التمدد.

والصداع أَيْضا وَإِن كَانَ عَلامَة مُشْتَركَة للقيء والرعاف فَإِن كَانَ مَعَه شَبيه اللذع دلّ على الْقَيْء وَمَتى مَا كَانَ مَعَ ثقل وتمدد وضربان وحرارة دلّ على الرعاف خَاصَّة. وَكَذَلِكَ الأورام الْعَارِضَة فِيمَا دون الشراسيف من الأحشاء قد تكون سَبَب الرعاف وعلامة تدل عَلَيْهِ وَمَتى كَانَت الْعلَّة فِي الْجَانِب الْأَيْمن فالرعاف يكون من ذَلِك الْجَانِب وعلامة الرعاف أصح وألزق بِهِ ثمَّ بعد عَلَامَات الْعرق. وَأما الِاخْتِلَاف فَلَيْسَ لَهُ عَلامَة بَيِّنَة تخصه مثل عَلَامَات مَا ذكرنَا وَإِنَّمَا يسْتَدلّ عَلَيْهِ من أَنَّك تَجِد العلامات الَّتِي تدل على أَنه يكون استفراغ وَلَا تَجِد العلامات الَّتِي تدل على الْقَيْء والرعاف والعرق على أَنه لَيْسَ بِلَازِم ضَرُورَة إِذا لم تكن هَذِه أَن يكون الِاخْتِلَاف وَذَلِكَ أَنه يُمكن أَن يكون لَك البحران بِدَم يجْرِي من المقعدة أَو من الطمث وَيعلم الْكَائِن بالطمث من أَنه يتَقَدَّم الطمث ثقل بَين فِي أَسْفَل الظّهْر ووجع وتمدد فِي ذَلِك الْموضع. وَأما انتفاخ الْعُرُوق الَّتِي فِي المقعدة فَإِنَّمَا هُوَ خَاص بِقوم فَمن كَانَ بِهِ ذَلِك يعسر فِيهِ تَمْيِيز الِاخْتِلَاف من هَذَا الْعَارِض. فَأَما سَائِر النَّاس كَافَّة فَإِذا وجدت فيهم عَلَامَات تدل على الاستفراغ وعلامات تدل على النضج وَلم تَجِد فيهم عَلَامَات تدل على رُعَاف وَلَا قيء وَلَا عرق فَلَا بُد أَن يصيبهم اخْتِلَاف. وَإِن كَانَ البحران يُرِيد أَن يكون بخراج فالعلامة الْعَامَّة على كل خراج أَن يكون فِي الْمَرَض عَلَامَات السَّلامَة ثمَّ لَا يَنْقَضِي مَرضه وَلَا يَبُول بولا كثيرا رَقِيقا فِيهِ ثفل كثير لَكِن يَبُول بولا رَقِيقا. وَإِمَّا العلامات الْخَاصَّة فَمَتَى كَانَ الْمَرَض لم يطلّ جدا ثمَّ رَأَيْت الْمَرِيض قد تغير نَفسه بَغْتَة ثمَّ سكن ذَلِك التَّغَيُّر الَّذِي حدث فِي نَفسه سَرِيعا فأعقبه وجع وَثقل فِي الرَّأْس وسبات وصمم فَذَلِك يدل ضَرُورَة على أَن خراجا يخرج فِي اللَّحْم الرخو الَّذِي يَلِي الْأذن. وَمَتى كَانَ الْمَرَض قد طَال جدا وَلم يظْهر فِيهِ شَيْء من هَذِه العلامات الَّتِي وَصفنَا وَظهر فِي بعض الْمَوَاضِع السفلية ثقل وتمدد والتهاب أَو وجع فتوقع حُدُوث الخراجات من أَسْفَل.) إبيذيميا قَالَ: إِذا كَانَ الْبَطن مستطلقا فَلَيْسَ يُمكن أَن يكون البحران الَّذِي يكون مَعَه بعرق تَاما فِيهِ لِأَن ذَلِك يقل من الْعرق جدا وَلَا يكون البحران باخْتلَاف فِيمَن يعرق عرقا كثيرا تَاما وورم اللَّحْم الرخو إِذا كَانَ بعقب الْحمى رَدِيء مَكْرُوه فاقرأه فِي بَاب تقدمة الْمعرفَة فَإِنَّهُ لَيْسَ إبيذيميا قَالَ: إِذا لم تخرج الخراجات فِي الأسافل وَلم يكن التنقية بالبحران إِن كَانَت الْعلَّة فِي الْجَانِب الْأَيْمن ببول كثير وَإِن كَانَت فِي الْيَسَار برعاف فَإِنَّهُ كثيرا مَا يعاود الْمَرَض وَكَثِيرًا مَا يحدث ورم فِي الطحال وَفِيمَا دون الشراسيف من الْجَانِب الْأَيْمن فَإِن خرجت خراجات أَو ينقي بالبول أَو الرعاف منع من العودة وَمن ورم هَذِه الْأَعْضَاء وَإِذا انصبت هَذِه الفضول بعد إِلَى هَذِه الْأَعْضَاء جلبت من الرَّأْس الْمَرَض.

لي: يجب أَن تتفقد الْأَبدَان الَّتِي يكون البحران فِيهَا نَاقِصا وَالَّتِي قد نقهت بِلَا بحران وفيهَا بَقِيَّة من الْمَرَض فَإِن كَانَت الطبيعة مقصرة فِي دفع تِلْكَ الْبَقِيَّة هيجتها لذَلِك بعد أَن تتحرى أَن يكون إِلَى أوفق الْمَوَاضِع وبأوفق الْوُجُوه فتدعوها مرّة إِلَى أَن يكون خراج فِي بعض المفاصل وَمرَّة إِلَى فتح عروق المقعدة أَو الطمث أَو الْبَوْل أَو اخْتِلَاف أَو غير ذَلِك. فَإِن رَأَيْت الطبيعة قد تحركت لدفع ذَلِك الْفضل إِلَى عُضْو خطير لَا يجب أَن ينْدَفع إِلَيْهِ احتلت أَلا تدفع إِلَيْهِ بتقوية ذَلِك الْعُضْو وإمالة الْمَادَّة عَنهُ إِلَى نَاحيَة أُخْرَى وتحر أَن يكون الْخَلْط الَّذِي تميله إِلَيْهِ بَعيدا لِأَن ميل الأخلاط إِلَى هُنَاكَ وعَلى أَن ميلها إِلَى مَا بعد من هُنَاكَ عسر. وَإِذا رَأَيْت أَيْضا أَن الْخَلْط الَّذِي تُرِيدُ أَن يستفرغ أَو الْخراج الَّذِي تُرِيدُ أَن يخرج لَيْسَ من النَّوْع الَّذِي مِنْهُ كَانَ الْمَرَض فَيجب أَن تمنع ذَلِك ويجتلب ذَلِك الْخَلْط. لي: إِن كَانَ الْمَرَض حادا يشبه الصَّفْرَاء وَأَقْبل يدْفع خلطا بلغميا أَو خراجا فَيجب حِينَئِذٍ أَن تستفرغ أَنْت وتستدعي استفراغا صفراريا. الْأَمْرَاض الحادة فِي أَكثر الْأَمر لَا يكون بحرانها إِلَّا فِي الْأَفْرَاد والمزمنة فِي الْأزْوَاج. الْأَمْرَاض الحادة يكون البحران فِيهَا فِي الْأَكْثَر بالرعاف وَأما أقل مَا يكون الرعاف فَفِي الرَّابِع فَأَما فِي السَّابِع وَالْخَامِس فَيكون كثيرا جدا وَفِي الثَّالِث وَالتَّاسِع فَيكون متوسطا وَفِي الرَّابِع عشر قل مَا يكون الرعاف لِأَن الرعاف بحران الْأَمْرَاض الحادة وبحران الْأَمْرَاض الحادة يمِيل فِي الْأَفْرَاد أبدا. قَالَ أَكثر مَا يكون الْمَوْت فِي أَيَّام البحران والأحوط للطبيب أَلا يجْزم بِالْمَوْتِ لَكِن يَقُول إِن الْعلَّة) تصعب وَلَعَلَّه يتَخَلَّص. قَالَ: إِن تفقدت وجدت بحران السَّابِع أقوى من جَمِيع الْأَيَّام الَّتِي قبله وَبعده ثمَّ بعده الرَّابِع عشر ثمَّ يَوْم الْعشْرين ثمَّ يَوْم الْأَرْبَعين. قَالَ: نُقْصَان البحران إِنَّمَا يكون أبدا لِأَن الْمَرَض لم ينضج وَإِذا رَأَيْت عَلَامَات النضج مقصرة وعلامات البحران قَوِيَّة فَاعْلَم أَنه سَيَأْتِي بحران نَاقص وخاصة إِن جَاءَ فِي يَوْم غير باحوري. وَرُبمَا عرص قبل البحران النافض والرعشة واختلاج شَدِيد واعوجاج بعض الْأَعْضَاء كَالْعَيْنِ وَأكْثر مَا يكون الْمَوْت فِي أَيَّام النوائب وَقد يكون فِي غَيرهَا إِلَّا أَنه قَلِيل إِذا دلّت الدَّلَائِل على الْمَوْت فَاجْعَلْ السن وَالْقُوَّة دَلِيلا على تَأَخّر الْمَوْت مثل الشَّاب الْقوي والضعيف على تقدمة مثل الصَّبِي وَالشَّيْخ. إِنَّه رُبمَا كثر فِي بعض الْأَحْوَال خُرُوج الْبَوْل والعرق وَالْبرَاز من الْبدن وَلَا يكون ذَلِك

البحران وَلَا لِأَن الطبيعة تنقي بِهِ لَكِن لِأَن فِي الْبدن من ذَلِك الْجِنْس كَثْرَة كَثِيرَة لَا يقوى على ضَبطهَا أَو لِأَنَّهَا سريعة اللذع. لي: يفرق بَين هَذِه وَبَين الباحورية بِأَن هَذِه عديمة النضج تَجِيء فِي كل الْأَوْقَات وَلَا أَمَارَات بحران وَلَا غير ذَلِك وَلَا فِي يَوْمه. الْأَمْرَاض الصيفية يحلهَا الشتَاء فِي الْأَكْثَر والشتوية يحلهَا الصَّيف مَتى كَانَت دَلَائِل السَّلامَة مَوْجُودَة مَعَ الْحمى الحادة. ورجوت أَن يَأْتِي بحران ثمَّ رَأَيْت الْبَوْل قد احْتبسَ فَاعْلَم أَنه سيحدث نافض يتلوه بحران لَا محَالة. فان كَانَ الْمَرِيض مَعَ ذَلِك قد قلق فِي اللَّيْلَة الْمُتَقَدّمَة صعبت عَلَيْهِ علته وَكَانَ ذَلِك الْيَوْم يَوْمًا باحوريا قدرت أَن تتقدم فتنذر بذلك النافض إِذا احْتبسَ الْبَوْل فان دلّ النبض مَعَ ذَلِك على فان انْطلق الْبَطن انطلاقا كثيرا فَلَا يجب أَن تثق حِينَئِذٍ باحتباس الْبَوْل فِي الدّلَالَة على النافض فان كَانَ الْبَطن معتقلا مَعَ احتباس الْبَوْل ثمَّ علت من أَمر الْمَرَض أَن البحران قريب فانه يُصِيب ذَلِك الْمَرِيض ضَرُورَة نافض ثمَّ يتلوه عرق فان كَانَ قبل ذَلِك جهد شَدِيد وقلق كَانَت ثقتك بالنافض والعرق أَكثر. وَذَلِكَ كَائِن فِي أَكثر الْأَمر وَإِن قل ذَلِك يَوْمًا وخف من الْمَرَض فانه لَا يظْهر فِي النبض دَلِيل دَال) على النافض لَكِن يظْهر فِيهِ النبض الَّذِي يدل على الِاخْتِلَاف. وَقد وَصفنَا ذَلِك كُله فِي كتاب النبض. وَإِن كَانَت الْحمى محرقة حادة وخاصة إِن كَانَت عَن التَّعَب فان حَرَكَة المرار فِي هَذَا أَشد مِنْهَا فِي غَيرهَا ولتكن بذلك أوثق وَذَلِكَ أَن البحارين المحرقات تكون بالنافض كثيرا. والحميات الَّتِي يكون فِي ابتدائها نافض لَا يكون بحرانها بخراج وَذَلِكَ أَنه يتبعهَا فِي كل نوبَة عرق فَيخرج بِهِ الْفضل فَلَا تحْتَاج الطبيعة إِلَى دفع الْفضل بالخراجات لِأَن الخراجات إِنَّمَا تكون إِذا كَانَ الْفضل كثيرا. الْأَمْرَاض الَّتِي يكون بحرانها بخراج هن الْأَمْرَاض السليمة العديمة النضج لِأَن الْأَمْرَاض السليمة إِذا كَانَ مَعهَا نضج كَانَ انْقِضَائِهَا باستفراغ فَمَتَى لم يكن الْمَرَض خبيثاً ثمَّ أدمن وَطَالَ بِهِ الْأَمر فتوقع الْخراج كَمَا قَالَ أبقراط فِي تقدمة الْمعرفَة: إِنَّه من بَال بولا رَقِيقا مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَت سَائِر الدَّلَائِل تنذر بِأَنَّهُ يسلم فتوقع لَهُ خراجا فِي بعض الْمَوَاضِع الَّتِي دون الْحجاب فِي علل آلَات النَّفس. وَهَذَا مِثَال: إِذا كَانَت بِإِنْسَان عِلّة فصلح مِنْهَا فَكَانَ العرقان اللَّذَان فِي صدغيه شديدي الانبساط غير مستقرين الْبَتَّةَ ولونه حَائِل وَنَفسه متزايد وسعال يَابِس فتوفع خراجا فِي مفاصله.

وَأكْثر من يحدث لَهُ الْخراج يكون وَجهه فِي مَرضه أَحْمَر مفرطا وَيكون مِمَّن لَونه أَبيض. قَالَ ج: وَأَنت تَجِد بِالْحَقِيقَةِ الْوَجْه بَاقِيا على الْحمرَة فِي أَكثر مَرضه سليما ويدمن وَهَؤُلَاء هم الَّذين يخرج بهم الْخراج خَاصَّة فَإِن حمرَة الْوَجْه تكون أَزِيد إِذا كَانَ الْخراج مزمعا أَن يكون فِي أصل الْأذن وَيكون أظهر وَأبين إِذا كَانَ اللَّوْن بالطبع أَبيض وَذَلِكَ أَن الْأدم إِن كثر الدَّم فِيهِ لَا يظْهر كظهوره فِي الْأَبْيَض فجملة القَوْل على هَذَا: إِن الَّذين وُجُوههم مفرطة الْحمرَة ومرضهم طَوِيل عَظِيم يكون انقضاؤه بخراج اللَّهُمَّ إِلَّا يحدث رُعَاف فيستفرغ الْفضل الَّذِي كَانَ مزمعا أَن يحصل فِي بعض المفاصل. فَأَما من كَانَت هَذِه حَاله وَلم يرعف أصلا أَو إِن رعف كَانَ قطرا يَسِيرا فَإِنَّهُ يخرج بِهِ خراج فِي مفاصله وَيكون الْوَجْه أَشد حمرَة. وَإِن كَانَ الْخراج مزمعا أَن يكون فِي الأعالي إِذا بَقِي بعد الانقلاع أَعنِي انقلاع الْحمى أَن يكون عَطش واختلال الشَّهْوَة وضجر وتقلب وجفوف الْفَم وَنَحْو ذَلِك من أَعْرَاض الْمَرَض فإمَّا أَن) يعاود الْمَرَض وَإِمَّا أَن يكون أأتمام إقلاعه بخراج. الحميات الحادة يكون فِي الْأَكْثَر فِيهَا انْقِضَاء تَامّ ببحران استفراغ يجْرِي ظَاهرا وَأما الساكنة الهادئة فَإِنَّهَا تطول ثمَّ تسكن سكونا غير تَامّ وَتبقى مَعهَا أَعْرَاض ثمَّ تعاود أَيْضا فَيَأْتِي فِيهَا بحران ثَان رَدِيء يَأْتِي باندفاع الْفضل إِلَى بعض الْأَعْضَاء فَيكون حِينَئِذٍ الِانْقِضَاء تَاما. بحران البلغم الزجاجي يكون كثيرا بالبول وَالْبرَاز الشبيه بالمنى إِذا حدث وَقت البحران ورم عِنْد الْأذن ثمَّ ضمر من غير أَن يتقيح فَإِن شَأْن الْحمى المعاودة وَرُبمَا عَادَتْ أَيْضا تِلْكَ الأورام وَرُبمَا عاودت بعد ذَلِك فِي المفاصل. الْبَوْل الثخين يبطل كَون الخراجات فَإِن ساعد مَعَ ذَلِك رُعَاف فَهُوَ أولى أَن لَا يكون. قَالَ: إِذا كَانَ وَجه النَّاقة متهيجا تهيجا مائيا علمت الْعَوام فضلا عَن الْأَطِبَّاء أَن الْمَرَض سيعاود إِن لم يتحققوا فِي التَّدْبِير وأشاروا بالتحفظ وَحسن التَّدْبِير فإمَّا الطَّبِيب فَيجب إِذا رأى تهيجا يَسِيرا فِي الجفن الْأَعْلَى أَن يسْتَدلّ على معاودة الْمَرَض وخليق أَن يكون. هَذَا الورم إِنَّمَا يكون لضعف الْحَرَارَة الغريزية كَمَا يعرض لجثث الْمَوْتَى وَذَلِكَ أَن هَذِه الْأَعْضَاء أبقراط قَالَ: الأورام الَّتِي تبقى فِي الجفن الْأَعْلَى وَقد ضمر مَا حولهَا من الورم فِي الْوَجْه تدل على معاودة الأورام الَّتِي فِي طول الجفن ولونها إِلَى الْحمرَة وَهِي مَعَ ذَلِك صلبة جدا سمجة جدا تدل على الْقُوَّة. الأخلاط قَالَ: اللمع الَّذِي يرَاهُ الْإِنْسَان قُدَّام عَيْنَيْهِ يدل على كَثْرَة الأخلاط فِي الْموضع الَّذِي بَين الجليدي والقرني.

فِي الحميات الإعيائية: إِذا كَانَ الزَّمن والطبع والخلط كلهَا حارة فتوقع خراجا فِي أصل الْأذن فَإِذا لم يكن كَذَلِك فَفِي بعض الْأَعْضَاء السُّفْلى من المفاصل. لي: الحميات الإعيائية من شَأْنهَا فِي الْأَكْثَر أَن يكون بحرانها بالخراجات وَإِذا كَانَت الأخلاط مَعهَا حادة رقيقَة فالخراج يكون فِي أعالي الْبدن وبالضد وَيَعْنِي بالإعياء الْكَائِن من تِلْقَاء نَفسه كَذَا قَالَ ج: فِي هَذَا الإعياء: إِنَّه الَّذِي يكون من تِلْقَاء نَفسه. قَالَ فِي هَذِه الحميات: إِذا لم تكن حارة قَوِيَّة مزعجة فالخراجات تكون أَسْفَل وبالضد وَإِذا كَانَ القدمان أَو أسافل الْبدن فِي هَذِه الحميات حارة فَإِن الْخراج يكون أَسْفَل وبالضد. وَمَتى بقيت من الْمَرَض بقايا فأتعب الناقه يَده أَو رجله أَو أحد أَعْضَائِهِ خرج فِيهِ خراجات) وَمَتى كَانَ عُضْو قد تقدم لَهُ التَّعَب قبل الْمَرَض فَفِيهِ يكون الْخراج. وَإِذا كَانَت بعض الْأَعْضَاء ضَعِيفَة أَو رَدِيئَة الْهَيْئَة كَانَ البحران نَحوه كثيرا بالخراج والاستفراغ ويتغير البحران نَحْو عَارض النَّفس فَيكون عِنْد الْفَزع وَنَحْو ذَلِك بالإسهال وَالْبَوْل والقيء وَأما فِي الْوَقْت السرُور المفرط وَالْغَضَب فَيعرض أَن يكون بالعرق. من كتاب الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: إِذا كَانَ النَّفس مفرطا فِي الأمراط الحادة كَانَ البحران أَبْطَأَ ويستدل على ذَلِك من يبس اللِّسَان وقحل جَمِيع الْجلد وبالضد. قَالَ ج: الْأَمْرَاض الْيَابِسَة جدا إِمَّا قتالة وَإِمَّا بطيئة البحران. من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: اللمع قُدَّام الْعين يكون إِمَّا لبخارات كَثِيرَة ترْتَفع إِلَى الرَّأْس من الْمعدة وَإِمَّا لِكَثْرَة دم يترقى إِلَى الرَّأْس. قَالَ ج: أما صعُود البخارات إِلَى الرَّأْس فتصعد كثيرا مَتى تنَاول الْمَرِيض الْغذَاء فِي غير وقته وَأما الثَّانِي فَيكون لدم كثيرا يمِيل إِلَى الرَّأْس دفْعَة. قَالَ: وصعود الدَّم إِلَى الرَّأْس دفْعَة يكون بِسَبَب رُعَاف يحدث أَو اخْتِلَاط عقل عَن قريب. لي: يفرق بَين اللمع الْكَائِن من البخارات واللمع الْكَائِن لميلان الدَّم الْكثير إِلَى الرَّأْس فَإِن الأول لَا امتلاء للعروق مَعَه وَلَا حمرَة كَثِيرَة وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم إِذا كَانَ مراريا ويبس الْمَرِيض وقحله ومزاج العليل وأضداد هَذِه يدلك على الْكَائِن لميلان الدَّم وَهَذَا يدل على الرعاف وَالثَّانِي قَالَ: اخْتِلَاج الشّفة السُّفْلى يكون للذع شَدِيد فِي فَم الْمعدة وَلذَلِك يدل على الْقَيْء الْكَائِن من أخلاط حارة. قَالَ: ج: قد يسْتَعْمل الْحمام إِذا احتجنا إِلَى حُدُوث الرعاف وَإِذا لم يُمكن الْحمام لعِلَّة مَا فَإنَّا نسخن الرَّأْس بالنطول. من تقدمة الْمعرفَة قَالَ: إِذا كَانَ الْبَوْل نيا زَمَانا طَويلا وَدَلَائِل السَّلامَة مَوْجُودَة فتوقع

خراجا فِيمَا دون الْحجاب وَذَلِكَ أَن مثل هَذَا الْمَرَض يكون عَن خلط غليظ وَلذَلِك يعسر قبُولهَا للنضج. وَمن شَأْن البحران أَن يَتَحَرَّك فِي هَذِه الْأَمْرَاض بخراج وَأما الَّتِي تكون عَن خلط حَار حريف فبحرانها يكون بالإسهال: فَمَتَى رَأَيْت الْبَوْل قد مكث مُدَّة طَوِيلَة لَا ينضج فَانْظُر فِي أَمر الْقُوَّة فَإِنَّهَا إِن كَانَت قَوِيَّة أمكن أَن يعِيش حَتَّى يكون لَهُ بحران بخراج وبالضد.) والخراجات فِي الْأَمْرَاض الحادة الَّتِي يكون فِيهَا خراج يحدث إِلَى جَانب الْأذن للطف الأخلاط وَكَثْرَة الْحَرَكَة وَصِحَّة الْقُوَّة فَأَما فِي البطيئة فَفِي النواحي السُّفْلى من الْبدن لغلط الأخلاط وبردها وَضعف الْقُوَّة وَطول الْمَرَض وَفِي المتوسطة بَين هذَيْن تكون الخراجات فِيهَا فِي الناحيتين وَيجب أَن تعلم إِلَى أَي نَاحيَة تميل سَائِر الدَّلَائِل الدَّالَّة على الخراجات. قَالَ: حُدُوث الشَّيْء إِن كَانَ فِي يَوْم البحران فَلَيْسَ يعلم على الْحَقِيقَة أمحمود هُوَ أم مَذْمُوم إِلَّا من حَال العليل بعد فَإِنَّهُ إِن كَانَ أخف كَانَ مَحْمُودًا وبالضد. قَالَ: فَإِن اتّفق أَن يَنْقَضِي ببحرانه كَائِن فِي الْيَوْم السَّادِس من الْمَرَض فَلَا يكون ذَلِك فَإِنَّهُ يعود لَا محَالة أبقراط يضع: إِن أول أَيَّام البحران هُوَ الْيَوْم الثَّالِث. قَالَ: الحميات الَّتِي هِيَ فِي غَايَة الهدو مَعَ كَمَال دَلَائِل السَّلامَة تَنْقَضِي فِي الرابوع الأول وَالَّتِي مَعهَا دَلَائِل الرداءة والحدة تقتل فِي الرابوع الأول فَأَما الَّذِي يَأْتِي فِيهِ البحران فِي مُدَّة أطول فتقدمة الْمعرفَة فِي أمره فِي أَوله عسر لِأَن أوائلها مشتبهة وَيجب أَن تتفقد الْحَال كل أَرْبَعَة أَيَّام فَإِنَّهُ لن يخفي عَلَيْك إِلَى أَن يمِيل الْفرق بَين الْمَرَض السَّلِيم وَالْقَاتِل إِذا كَانَا قصيرين فِي مدتهما أَو عظمين جدا وَذَلِكَ أَن أَحدهمَا يكون فِي غَايَة السّكُون والهدو وَقلة الإزعاج للطبيعة وَفِي غَايَة الْقرب من الْحَال الطبيعية وَالْآخر فِي حَال تبعد عَن الْحَالة الطبيعية وَفِي غَايَة شدَّة الإزعاج والحدة وإقلاق الطبيعة فَأَما إِذا أزمن الْمَرَض لم تكن التَّفْرِقَة بَينهمَا سهلة وَلَا وَاضِحَة لِأَن دلائلهما لَا تبادر لِأَن الْمَرَض الْقِتَال إِذا كَانَ طَويلا كَانَت دلائله الرَّديئَة أَضْعَف وأهدا وأسكن وَأَقل وَكَذَا الطبيعة وخروجها عَنْهَا وَلَوْلَا ذَلِك لم يزمن بل يقتل سَرِيعا. وَالْمَرَض السَّلِيم الَّذِي لَا يَمُوت صَاحبه مِنْهُ إِذا كَانَ مزمنا كَانَت دلائله الجيدة أَضْعَف دلَالَة على الْخَلَاص وَلم يكن فِي غَايَة الْقُوَّة والظهور وَلَوْلَا ذَلِك لم يزمن بل كَانَ يبرأ سَرِيعا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تتفقد الْحَال فِي المزمنة مَعًا قَلِيلا قَلِيلا فَمَتَى قربت من البحران فِي كل رابوع فَإِنَّهُ بذلك يعلم كَيفَ الْحَال فِيهِ وأسليم هُوَ أم قَاتل. قَالَ: وَيجب أَن تحسب لمعْرِفَة بحران علل النُّفَسَاء من يَوْم ولدت لَا من يَوْم حمت. قَالَ: أقصر الْأَمْرَاض هُوَ الَّذِي يَجِيء بحرانه فِي الرابوع الأول ثمَّ الَّذِي فِي الثَّانِي ثمَّ الَّذِي فِي الثَّالِث ثمَّ فِي الرَّابِع ثمَّ فِي الْخَامِس ثمَّ فِي السَّادِس والرابوع السَّادِس يكون فِي الْعشْرين يَوْمًا.

لي: وَذَلِكَ أَن الرابوع الرَّابِع بعده إِلَى أَرْبَعَة عشر وَالْخَامِس الثَّامِن عشر فَيكون الْعشْرُونَ من) الرابوع السَّادِس لِأَنَّهُ يحْسب الأسبوعان الْأَوَّلَانِ منفصلين وهما إِلَى الرَّابِع عشر والأسبوع الثَّالِث مُتَّصِل وَهُوَ أَن يَبْتَدِئ بعدده من الرَّابِع عشر وَيَنْتَهِي فِي الْعشْرين والأرابيع أنصافها فَيكون الرابوع الأول وَالثَّانِي السَّابِع وَالثَّالِث الْحَادِي عشر وَالرَّابِع الرَّابِع عشر وَالْخَامِس السَّابِع عشر وَالسَّادِس الْعشْرُونَ. قَالَ ج: فَإِذا جَازَت الْأَمْرَاض هَذَا الْحَد ضعفت الأرابيع فحسبت حركاته على الأسابيع وَفِيه تكون حركات البحران فَإِذا امْتَدَّ الزَّمَان ضعفت أَيْضا الأسابيع لِأَن حَرَكَة الْمَرَض تكون بطيئة جدا فحسبت على الأدوار التَّامَّة وَهِي العشرونات ثمَّ تنْتَقل إِلَى الشُّهُور ثمَّ إِلَى السنين قَالَ أبقراط: من سكنت حماه من غير أَن تظهر فِيهِ عَلامَة دَالَّة على انْقِضَاء الْمَرَض وَلَا فِي يَوْم باحوري فتوقع عوده حِينَئِذٍ. قَالَ ج: الْأَمْرَاض الَّتِي تسكن من غير سَبَب يُوجب ذَلِك فَإِنَّهَا تعود وَإِن كَانَ سكونها فِي يَوْم باحوري من طَالَتْ حماه وَهِي سليمَة وَلَيْسَ بِهِ ألم من التهاب أصلا وَلَا من سَبَب آخر فتوقع لَهُ خراجا فِي مفاصله وخاصة فِي السُّفْلى لِأَن هَذِه الأخلاط فِيهَا غَلِيظَة بَارِدَة فميلها وَدفع الطبيعة لَهَا نَحْو السُّفْلى وَلَيْسَت مقلقة فَيكون خُرُوجهَا بإسهال وَنَحْو ذَلِك فَيحصل أَن يكون بخراج فِي المفاصل السُّفْلى فَإِن كَانَ العليل شَابًّا فيلكن توقعك للخراج أقل وللاستفراغ بالبول وَبِغَيْرِهِ أَكثر لِأَن حرارة المزاج تميل الدّفع نَحْو الاستفراغ الغريزي. الاستفراغ يتَوَقَّع فِي الْأَمْرَاض إِلَى دون الْعشْرين أَكثر فَإِذا جَاوَزت الْعشْرين فالخراجات. وَفِي الْأَمْرَاض الساكنة: وَإِذا كَانَت فِي الْمَشَايِخ فتوقع الْخراج أَيْضا ضَعِيفا وَذَلِكَ أَنه يحْتَاج فِي الْخراج أَيْضا إِلَى توَسط من الْقُوَّة وَبَعض المهيج من الْخَلْط وَالْقُوَّة فِي هَؤُلَاءِ ضَعِيفَة والخلط سَاكن فيميل الْأَمر إِلَى أَن يكون بالتحلل الْخَفي. وَأما الْمَشَايِخ فَقل مَا تحدث بهم فِي أمراضهم خراجات لَكِنَّهَا تَنْقَضِي بالتحلل فِي زمَان طَوِيل فتوقع مثل هَذِه الخراجات فِي الحميات الدائمة لِأَن الحميات الدائمة إِذا طَالَتْ وَكَانَت هادئة لينَة فَإِن رَأَيْت الحميات قد خلطت فَاعْلَم أَنَّهَا تنْتَقل إِلَى الرّبع وخاصة مَتى صادت ابْتِدَاء الخريف وَاعْلَم أَنه فِي الشتَاء يجب أَن يكون توقعك فِي هَذَا الْوَقْت للخراج أَكثر وَفِي الَّذين فَوْقهم فِي السن فلانتقالها إِلَى الرّبع. قَالَ: وَاعْلَم أَن الخراجات تكون فِي الْأَمْرَاض فِي الشتَاء أَكثر لِأَن الْغَالِب على الْخَلْط

الْبرد فِي ذَلِك) الزَّمَان وَيكون سكونها أَبْطَأَ لِأَنَّهُ يحْتَاج فِي سكونها إِلَى أَن ينضج أَو يتَحَلَّل وَبرد الْهَوَاء مَانع من ذَلِك وَتَكون معاودتها أقل وَذَلِكَ أَن المعاودة تحْتَاج إِلَى حَرَكَة وَبرد الزَّمَان يمْنَع من ذَلِك. وَمن شكا فِي حمى سليمَة صداعا وَرَأى أَمَام عَيْنَيْهِ شَيْئا أسود فَإِنَّهُ مَتى أَصَابَهُ مَعَ ذَلِك وجع فِي فُؤَاده حدث لَهُ قيء مراري فَإِن أَصَابَهُ مَعَ ذَلِك نافض وَكَانَت النواحي السُّفْلى مِمَّا دون الشراسيف مِنْهُ بَارِدَة كَانَ الْقَيْء أسْرع عَلَيْهِ فَإِن تنَاول فِي ذَلِك الْوَقْت طَعَاما أَو شرابًا أسْرع إِلَيْهِ الْقَيْء جدا. لي: وَهَذَا الصداع والتخييل إِنَّمَا هُوَ من بخار الْمرة الصَّفْرَاء فَإِن الصَّفْرَاء إِذا سخنت سخونة شَدِيدَة تحترق ويرتفع مِنْهَا بخار أسود فَيكون مِنْهُ الصداع والتخييلات الشبيهة بتخييلات من يعرض فِي عَيْنَيْهِ المَاء وَالْفرق بَين هَذَا البخار وَبَين الصاعد من الرئة هُوَ أَن البخار الصاعد من الْمعدة يحس مَعَه بلذع فِي فَم الْمعدة لِأَنَّهَا تحس بلذع تِلْكَ الصَّفْرَاء الَّتِي عَنْهَا يصعد ذَلِك البخار وَأما الصاعد من الرئة فَإِنَّهُ لَا يحس مِنْهُ صَاحب الصداع فِي الصَّدْر بلذع وَذَلِكَ أَن الرئة لَا تحس هَذَا الإحساس فَأَما فَم الْمعدة فَفِي غَايَة الإحساس. واختلاج الشّفة السُّفْلى أَيْضا يدل على الْقَيْء أَكثر من كل شَيْء وأسرع وَذَلِكَ أَن الطَّبَقَة الدَّاخِلَة من الْمعدة هِيَ الَّتِي تغشى المري وَاللِّسَان وَالْحلق وَجَمِيع الْفَم وكل أَجزَاء هَذِه الطَّبَقَة مُتَّصِلَة فَهِيَ الَّتِي تحرّك الشّفة السُّفْلى إِذا حدث لَهَا لذع فِي فَم الْمعدة من حِدة المرار وَذَلِكَ أَن شَأْن هَذَا المرار أَن يطفو لخفته فِي فَم الْمعدة فَإِن عرض فِي ذَلِك الْوَقْت نافض كل الْقَيْء مَعَ إسراعه غزيرا كثيرا لِأَن النافض فِي أَكثر الْأَمر يحدث فِي الْقَيْء مرار فَإِن تنَاول فِي ذَلِك الْوَقْت طَعَاما أَو شرابًا حدث الْقَيْء أسْرع لِأَنَّهُ يفْسد بذلك المرار وتكثر كميته فَيكون أسْرع للقذف فَيخرج. وَمن بَدَأَ بِهِ هَذَا الصداع من أَصْحَاب هَذِه الحميات مُنْذُ أول يَوْم حم فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن تشتد بِهِ فِي الرَّابِع وَالْخَامِس وَيكون بحرانه فِي السَّابِع فَأَما أَكْثَرهم فَإِنَّهُ يَبْتَدِئ بهم هَذَا الصداع فِي الثَّالِث مُنْذُ حموا ويشتد بهم فِي الْخَامِس ثمَّ يَجِيء البحران فِي التَّاسِع أَو الْحَادِي عشر. وَمِنْهُم من يبتدىء بِهِ الصداع فِي الْخَامِس وينقضي فِي الرَّابِع عشر وَالَّذِي يعم جَمِيع هَؤُلَاءِ أَن يجيئهم فِي السَّابِع مُنْذُ يَوْم يصدعون لِأَن الوجع الَّذِي ابْتَدَأَ فِي الأول جَاءَ هَذَا البحران فِيهِ فِي السَّابِع وَأما الَّذِي ابْتَدَأَ بِهِ الصداع فِي الثَّالِث فبحرانه تَجدهُ بِهَذَا الْقيَاس أَن يكون فِي الْعَاشِر لِأَن) السَّابِع من الثَّالِث إِلَّا أَن هَذَا الْيَوْم لَيْسَ بِيَوْم بحران فَإِن البحران إِمَّا أَن يتقدمه فَيَجِيء فِي التَّاسِع وَإِمَّا أَن يتأخره فَيَجِيء فِي الْحَادِي عشر بِحَسب حَرَكَة الْمَرَض فَإِنَّهُ إِن كَانَ إِلَى الحدة أميل وَاتفقَ للعليل مَا يُوجب ذَلِك مَال إِلَى التَّاسِع وَإِن اتّفقت أضداده فَإلَى الْحَادِي عشر.

وَيَوْم التَّاسِع وَهُوَ يَوْم بحران إِذا لم يكن شَأْن الْمَرِيض أَن يَأْتِي بحرانه فِي الأرابيع والأسابيع لَكِن فِي الْأَيَّام الْوَاقِعَة فِي الْوسط. وَأما الَّذِي يبتدىء بِهِ الصداع فِي الْخَامِس فيمتد إِلَى الرَّابِع عشر لِأَن الْحَرَارَة فيهم أسكن وَدَلِيل ذَلِك تَأَخّر الصداع وَالسَّابِع من الْخَامِس هُوَ الثَّانِي عشر إِلَّا أَنه لَا يُمكن حُدُوث البحران فِي هَذَا الْيَوْم لِأَنَّهُ لَيْسَ بِيَوْم باحوري فَوَاجِب أَن يتَأَخَّر البحران إِلَى الرَّابِع عشر لِأَن طبيعة الْمَرَض سَاكِنة وَذَلِكَ لِأَن الْأَمْرَاض الحادة تميل أبدا إِلَى تقدم البحران والساكنة إِلَى تَأَخره. وَمن شَأْن هَذَا الصداع أَن يعرض للكملاء فِي جَمِيع حميات الغب لِأَن المرار غَالب فِي هَذِه السن غَلَبَة شَدِيدَة فَأَما الَّذين هم أحدث سنا من هَؤُلَاءِ فَلَيْسَ يعرض لَهُم ذَلِك فِي جَمِيع حميات الغب لَكِن فِي الْخَالِصَة مِنْهَا لِأَن المرار فِي طبيعة هَذِه الْحمى أغلب جدا وَفِي الدائمة أَيْضا لِأَن المرار فِي هَذِه أغلب وأفرط كثيرا. قَالَ: فَأَما من أَصَابَهُ فِي مثل هَذِه الْحمى صداع وأصابه مَكَان التخييلات الَّتِي أَمَام عَيْنَيْهِ غشاوة وَرَأى أَمَام عَيْنَيْهِ شَبِيها باللمع وأصابه مَكَان الوجع الْفُؤَاد تمدد فِي مَا دون الشراسيف من الْجَانِب الْأَيْمن أَو الْأَيْسَر من غير تلهب وَلَا وجع فتوقع لَهُ الرعاف وخاصة إِذا كَانَ حَدثا فَأَما من قد ناطح الثَّلَاثِينَ أَو أَكثر فَيكون توقعك للرعاف أقل وتوقع لَهُ الْقَيْء. وَهَذَا الْكَلَام كُله فِي الحميات السليمة الَّتِي تظهر فِيهَا عَلَامَات السَّلامَة وَيكون البحران فِيهَا باستفراغ وَهَذِه هِيَ الدَّلَائِل الثَّانِيَة تدل على رُعَاف لِأَنَّهَا عَظِيمَة الدّلَالَة على ميل الأخلاط نَحْو الرَّأْس فَإِذا رَأَيْت جَمِيع دَلَائِل الرعاف كلهَا أمكنك أَن تَقول: برعاف يكون هَذَا البحران أَو بقيء وخاصة مَتى ضممت إِلَى ذَلِك دَلِيلا من الاستفراغ الْمَأْخُوذ من النبض فَإِن هَذَا الدَّلِيل يتَقَدَّم حُدُوث الرعاف لَا محَالة يَعْنِي دَلِيل النبض الدَّال على الرعاف. عَلَامَات البحران: البحران يكون بالعرق والإسهال والرعاف والقيء والخراجات وينذر بِهِ النافض. الْفُصُول: والصداع الْعَارِض بَغْتَة من غير عِلّة توجب ذَلِك.) والخفقان والتشنج فِي مَا دون الشراسيف من وجع والسهر الشَّديد والقلق والاختلاط وَتقدم النّوبَة والدموع والحمرة فِي الْوَجْه وَالْعين واختلاج الشّفة السُّفْلى والخيالات أَمَام الْعين والحمرة فِي الْأنف وحكة فَهَذِهِ كلهَا تنذر بِتَغَيُّر سريع يحدث للْمَرِيض وَإِذا ظَهرت بعد النضج دلّت على تغير جيد وَحسن حَال وَمَتى ظَهرت قبل النضج دلّت على بحران ذميم إِمَّا متْلف وَإِمَّا مطول للمرض على قدر قوتها. وَإِذا كَانَ البحران قد جَاءَ أَو هُوَ مزمع أَن يَجِيء أَو رَأَيْت حَرَكَة الطبيعة حَرَكَة قَوِيَّة يتم بهَا كَون بحران كَامِل فَلَا تحدث حَدثا الْبَتَّةَ وخل بَين الطبيعة وَبَين مَا تريده وَإِذا رَأَيْت أَن

حركتها قد ضعفت وَخفت أَن يكون مَا استفرغته نَاقِصا عَمَّا بِهِ يكمل البحران فَيَنْبَغِي أَن تعين على استتمام مَا تُرِيدُ فعله. لي: مِثَال ذَلِك أَنه إِن كَانَ يُرِيد أَن يكون إسهال وَكَانَت حَرَكَة نَاقِصَة أَعْطيته مسهلا وَإِن كَانَ رعافا خدشت الْأنف دَاخِلا على مَا قد جرت بِهِ الْعَادة لِأَنَّك إِن لم تفعل ذَلِك جلبت البقايا الَّتِي تبقي عودة من الْمَرَض. قَالَ: والبحران يحْتَاج إِلَى خلال حَتَّى يكون كَامِلا فَأول ذَلِك البحران الْكَائِن بالاستفراغ أفضل من الْكَائِن بالخراج والبحران الَّذِي يستفرغ ذَلِك الْخَلْط نَفسه الَّذِي هُوَ عِلّة الْمَرَض وَالْغَالِب فِي الْبدن أفضل من الَّذِي يستفرغ غَيره من الأخلاط وَالَّذِي يكون استفراغه من الشق الَّذِي فِيهِ الْمَرَض من الَّذِي يكون من الْجَانِب الآخر وَالَّذِي يكون بعقبه رَاحَة من الوجع أفضل من غَيره وَالَّذِي يكون من بعد ظُهُور النضج هُوَ الْمَحْمُود وَالَّذِي يكون فِي يَوْم بحران. فالبحران هُوَ الَّذِي يجب اجْتِمَاع هَذِه الْأَشْيَاء لَهُ حَتَّى يكون بحرانا كَامِلا. لي: قد أهمل ذكر كمية مَا يستفرغ وَأَنا أرى أَن ملاك الْأَمر كُله ذَلِك وَهُوَ الَّذِي يجب أَن يستتم وَقد ذكر الاستفراغ الَّذِي يكون من خلط غير الْخَلْط الَّذِي هُوَ سَبَب الْمَرَض وَأَنا أرى أَن هَذَا لَيْسَ إِنَّمَا يسْتَحق أَن يُسمى بحرانا فَقَط لكنه استفراغ رَدِيء ضار وَأَنا أرى أَن الطبيعة وَهِي مخلاة لَا تقصد إِلَى فعل مثل هَذَا البحران وَلَا أَن تجْعَل الاستفراغ من الْجَانِب الَّذِي لَيْسَ فِيهِ الْعلَّة وَإِذا أردْت أَن تستوفي مَا نقص من البحران النَّاقِص فاستفرغ من الْموضع الَّذِي هُوَ إِلَيْهِ أميل إِلَّا أَن يكون فِي ذَلِك ضَرَر من مروره على عُضْو خطير أَو عليل أَو يكون قد مَالَتْ إِلَى مَوضِع لَا يجب أَن تميل إِلَيْهِ فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يجب أَن تجذبها إِلَى ضد تِلْكَ النَّاحِيَة بِأَن تجْعَل) الاستفراغ مِنْهَا إِلَّا أَن يكون مَا يحدث عَن مرورها على الْموضع الَّذِي قد مَالَتْ إِلَيْهِ أقل ضَرَرا من نقلهَا عَنهُ فَأَما إِن كَانَ مرورها على الْموضع الَّذِي مَالَتْ إِلَيْهِ أعظم ضَرَرا من ضَرَر الْعلَّة الَّتِي بهَا يكون البحران فأمله عَنهُ وَإِن لم يتهيأ فامنعه أَن يجْرِي مِنْهُ على ذَلِك الْموضع. قَالَ فِي اللَّيْلَة الَّتِي قبل البحران تكون حَالَة الْمَرِيض أَشد لِأَن الطبيعة تُجَاهِد وَيكون هَذَا الِاضْطِرَاب بِالنَّهَارِ أَيْضا إِلَّا أَنه بِاللَّيْلِ أَشد وَأما فِي اللَّيْلَة الَّتِي بعد البحران فَيكون العليل على قَالَ: مَتى لم يكن بالبحران ميل الْبدن كُله إِلَى حَال جَيِّدَة أَو رَدِيئَة فَإِن كَمَال ذَلِك التَّغَيُّر يَجِيء فِي الْيَوْم الَّذِي بعده من أَيَّام البحران. وَأكْثر أمراض الصّبيان المزمنة يَأْتِي البحران فِي بَعْضهَا فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَبَعضهَا فِي سَبْعَة أشهر وَفِي سبع سِنِين وَفِي وَقت نَبَات الشّعْر فِي الْعَانَة فَأَما مَا بَقِي من الْأَمْرَاض فَلَا ينْحل فِي وَقت الإنبات أَو جرى الطمث فَإِنَّهَا تزمن وتطول. وَمن أَصَابَهُ من الْحمى فِي الْيَوْم السَّادِس من مَرضه نافض فَإِن بحرانه يكون نكلا.

قَالَ ج فِي البحران: إِذا حدث فِي الْحمى النافض لَا سِيمَا المحرقة فَمن عَادَتهَا أَن يَأْتِي بعْدهَا البحران فَإِن كَانَ النافض فِي يَوْم باحوري وَكَانَت أَعْلَام النضج قد ظَهرت كَانَ بحرانا جيدا وَإِن كَانَ فِي الْيَوْم أَو فِي عَلَامَات النضج تَقْصِير لم يكن البحران جيدا وَلَا تَاما. للبحران فصل قد خبرنَا بِهِ فِي كتاب أَيَّام البحران إِذا كَانَت نَوَائِب الْحمى لَازِمَة لوقت وَاحِد لَا تَزُول عَنهُ فَإِن بحرانها عسر لِأَن لُزُوم النوائب لوقت وَاحِد يدل على تمكن سَببهَا وقوته وَيحْتَاج بذلك إِلَى زمَان طَوِيل وعلاج مُحكم حَتَّى تَنْقَضِي. من كَانَت حماه إعيائية فَإِن الخراجات تسرع إِلَيْهِ وَأكْثر مَا يحدث لَهُ ذَلِك فِي مفاصل اللحيين لِأَن الخراجات خَاصَّة بحميات الإعياء والحمى تدفع الأخلاط إِلَى الرَّأْس وَإِذا نقه رجل من مَرضه فَأَصَابَهُ فِي مَوضِع من بدنه إعياء فَإِنَّهُ سيحدث بِهِ فِي ذَلِك الْموضع خراج وَإِن كَانَ أَيْضا قد تقدم لَهُ إعياء فِي عُضْو من أَعْضَائِهِ فَفِي ذَلِك الْموضع يحدث بِهِ الْخراج. وَأي ناقه أتعب شَيْء من أَعْضَائِهِ وَلم يكن بُرْؤُهُ باستفراغ فَإِنَّهُ فِي ذَلِك الْموضع يحدث لَهُ خراج. الْأَمْرَاض الَّتِي تجَاوز الْأَرْبَعين لَا يكَاد يكون بحرانها باستفراغ بل إِنَّمَا يكون فِي ذَلِك فِي الْأَكْثَر إِمَّا بخراج وَإِمَّا بتحلل خَفِي أَولا أَولا.) قَالَ: وَأول أَيَّام البحران الثَّالِث وَذَلِكَ أَنه قد يُؤذن فِي الْأَمْرَاض الَّتِي هِيَ أَزِيد حِدة بالرابع وَكَثِيرًا مَا يتَأَخَّر بحران الرَّابِع إِلَى الْخَامِس والعرق فِي الْأَمْرَاض الحادة يكون فِي الثَّالِث وَالْخَامِس أَكثر مِمَّا يكون فِي الرَّابِع وَلَا يكَاد يكون بحران هَذِه الْأَمْرَاض الحادة فِي الرَّابِع إِلَّا أَن يكون فِي الندرة. وَقد علمنَا أَن البحران يكون فِي أَيَّام النوائب وَالَّتِي تنوب فِي الْأَفْرَاد بحرانها أسْرع وَلذَلِك إِذا كَانَ الْمَرَض مزمعا أَن يطول دارت نوائبه فَصَارَت فِي الْأزْوَاج وَقل مَا يُوجد الْعرق فِي الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ وَالْوَاحد وَالثَّلَاثِينَ وَالسَّابِع وَالْعِشْرين. أَكثر مَا يكون بحران الغب الْخَالِصَة فِي الثَّالِث عشر وَلَا تنْتَظر الرَّابِع عشر لِأَن الدّور السَّابِع لم وَقد تفقدنا بحارين الحميات النائبة فَوَجَدْنَاهَا تكون على حسب النوائب كَمَا تكون الدائمة على حِسَاب الْأَيَّام فَيكون بحران الغب وَالرّبع فِي سَبْعَة أدوار على نَحْو مَا يكون بحران الْمَرَض الحاد فِي سَبْعَة أَيَّام وَرُبمَا جَاوز كَمَا تجَاوز الْأَمْرَاض الحادة الَّتِي هِيَ أقل حِدة فَيصير إِلَى أَيَّام أخر فَتَصِير هَذِه أَيْضا إِلَى أدوار أخر وَرُبمَا تقدم ذَلِك كَمَا تتقدم الْأَمْرَاض الحادة أَيْضا قبل السَّابِع. لي: هَذَا يكون يكون بِحَسب حركتها وحدتها فِي نَفسهَا كَمَا أَن الْأَمْرَاض الحادة إِنَّمَا تتقدم وتتأخر بِحَسب ذَلِك.

مسائل المولودين لثمانية أشهر

(الْبَوْل) 3 (يطْلب فِي بَاب الْبَوْل أَشْيَاء يحْتَاج إِلَيْهَا) من يتَوَقَّع لَهُ خراج فِي شَيْء من مفاصله فقد يتَخَلَّص من ذَلِك الْخراج ببول كثير غليظ يبوله فَإِن رعف كَانَ ذَلِك أدل على أَلا يكون بخراج لِأَن الطبيعة إِذا قويت على أَن تدفع الْفضل باستفراغ ظَاهر لم تَدْفَعهُ بالخراج والرعاف أقوى على ذَلِك من الْبَوْل والنفض الَّذِي يكون بالرعاف أقوى من الَّذِي يكون بالبول. 3 (من مسَائِل قسطا فِي البحران) أفضل أَيَّام البحران كلهَا السَّابِع وَالرَّابِع عشر ثمَّ التَّاسِع وَالْحَادِي عشر وَالْعشْرُونَ وَبعدهَا السَّابِع عشر وَالْخَامِس وبعدهما الرَّابِع وَالثَّالِث وبعدهما الثَّامِن عشر. أشر أَيَّام البحران السَّادِس ثمَّ الثَّامِن ثمَّ الْعَاشِر وَبعدهَا الثَّانِي عشر وَالسَّادِس عشر وَالتَّاسِع عشر وَفِيمَا بَين الْأَيَّام المحمودة والمذمومة الثَّالِث عشر وَالْخَامِس عشر. أفضل الْأَيَّام الَّتِي بعد الْعشْرين السَّابِع وَالْعشْرُونَ وَالرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ وَالْأَرْبَعُونَ وَبعدهَا الْأَيَّام الَّتِي بعد الْعشْرين غير هَذِه فَلَا بحران فِيهَا الْبَتَّةَ. 3 - (مسَائِل المولودين لثمانية أشهر) إِن أَيَّام البحران أثاليث وأرابيع فالأثاليث تحسب كلهَا مُتَّصِلَة أَولهَا الْيَوْم الثَّالِث ثمَّ الْخَامِس لِأَن الثَّالِث يحْسب أول الأثلوث الثَّانِي ثمَّ السَّابِع لِأَن الْخَامِس يحْسب أول الأثلوث الثَّالِث وَأما الأرابيع فتحسب بِأَن تفصل رابوعات من رابوعين ويوصل رابوعان برابوعين والرابوعان من الْأُسْبُوع الأول يحسبان منفصلين من الرابوعين من الْأُسْبُوع الثَّانِي والرابوعان من الْأُسْبُوع الثَّانِي يحسبان متصلين بالرابوعين من الْأُسْبُوع الثَّالِث وَذَلِكَ أَن آخر الرابوع الثَّانِي من الْأُسْبُوع الثَّانِي هُوَ ابْتِدَاء الأول من الْأُسْبُوع الثَّالِث. لي: قد بَان أَن الْأَيَّام الْوَاقِعَة فِي الْوسط هِيَ الأثاليث. أغلوقلن قَالَ: الصداع الدَّال على البحران هُوَ أَن يحدث فِي ذَلِك الْوَقْت وَيكون مَعَه فِي الرَّأْس والرقبة وجع وَتَكون الشراسيف منجذبة إِلَى فَوق ويعرض للْمَرِيض عسر فِي نَفسه بَغْتَة كَأَن صَدره قد ضَاقَ فَإنَّك بعد هَذِه كلهَا مَتى وجدت نبض الْعُرُوق قد عظم بَغْتَة وَبَقِي على عظمه فَلم ينخفض وَلَا رَجَعَ إِلَى الضعْف فتوقع حُدُوث البحران على الْمَكَان وَإِن وجدت مَعَ النبض مَعَ مَا لم ينخفض قد ازْدَادَ إشرافا وَقُوَّة فتفقد عِنْد ذَلِك وَجه الْمَرِيض فَإِن وجدت موضعا مِنْهُ يختلج أَو رَأَيْت عروق الصدغ تضرب أَو رَأَيْت الْحمرَة زَائِدَة فِي الوجنة وَالْأنف وَالْعين فليزدد رجاؤك قُوَّة. فَإِن جرت من الْعين مَعَ ذَلِك دموع من غير إِرَادَة وَرَأى بَين عَيْنَيْهِ لمعا وشعاعا ثمَّ رَأَيْته يعبث بِأَنْفِهِ كَأَنَّهُ يحكه فَإِن الدَّم يجْرِي على الْمَكَان وَذَلِكَ أَنه إِذا حك أَنفه مرّة أَو مرَّتَيْنِ انفجر الدَّم على الْمَكَان.

العلامات الجيدة والرديئة

قَالَ: وَمِمَّا يخْتم جَمِيع ذَلِك: الْوَقْت والمزاج وَعَادَة العليل فَإِن كَانَ ربيعا وَهُوَ شَاب وَكَانَ من عَادَته أَن يرعف كثيرا فِي صِحَة ومرضه فليزدد رجاؤك أَنه يرعف وَكَذَلِكَ إِن كَانَ مرضى ذَلِك الزَّمَان يجيئهم البحران برعاف وَكَانَ العليل قد انْقَطع عَنهُ دم كَانَ يجْرِي مِنْهُ وَنَحْو ذَلِك. جَوَامِع أغلوقن: الْأَعْرَاض الدَّالَّة على البحران الْعرق والنافض فِي غير وقتهما والصداع الْعَارِض بَغْتَة وضيق النَّفس الْعَارِض بَغْتَة. والأرق والخفقان وتورم مراق الْبَطن بِلَا وجع والاختلاط وَشدَّة القلق وخاصة بِاللَّيْلِ عَن غير سَبَب يُوجب ذَلِك وَتقدم نوبَة الْحمى على غير الْعَادة والرسم وانحدار الدُّمُوع وَحُمرَة الْعين وحركة اللحى والشفة السُّفْلى والتخييلات الَّتِي لَا حَقِيقَة لَهَا بالبصر وَحُمرَة الْوَجْه وأرنبة الْأنف بَغْتَة وورمه.) من النبض الْكَبِير قَالَ إِذا رَأَيْت النبض الْمُخْتَلف قد أَخذ أَن يكون أَكثر مَا فِيهِ النبضات الشاخصة دَائِما وَنقل المتطأطئة فَاعْلَم أَن الطبيعة قد قهرت الْخَلْط وَعند ذَلِك يقبل النبض إِلَى الاسْتوَاء وَيكون بحران باستفراغ ضَرُورَة فَإِن كَانَت عَلامَة الدَّم كَانَ بالرعاف وَإِن كَانَت عَلَامَات الْعرق فبالعرق وَإِن كَانَت عَلَامَات الْقَيْء فبالقيء وَإِن لم تكن هَذِه فباستفراغ الْبَطن وَإِن كَانَ النبض الْمُخْتَلف من الأَصْل بلغميا وَكَذَلِكَ الْعلَّة فَإِنَّهُ يكون بخراج. قَالَ: البرَاز وَالْبَوْل اللَّذَان ظهرا فِي ابْتِدَاء الْعلَّة كَانَ أصلح من أَن يظهرا بعد تماديها. قَالَ فِي أَيَّام البحران: الرعاف إِذا ظهر فِي الرَّابِع عشر دلّ على عسر البحران. 3 - (العلامات الجيدة والرديئة) مِمَّا يدلك على سرعَة الْبُرْء ظُهُور الدَّلَائِل المحمودة من أول الْأَمر وَيدل على سرعَة الْمَوْت ضد ذَلِك. 3 (فِي أدوار الحميات) وعللها وتحصيلها: الْحَاجة إِلَى تَحْصِيل أدوار الحميات عَظِيم الْعِنَايَة فِي تعرف نوع الحميات وَذَلِكَ أَنه لما كَانَت الحميات إِذا تركبت حدث لَهَا أدوار تشبه أدوار بعض الحميات المفردة. لم يُؤمن على من كَانَ ينظر فِي تعرف نوع الحميات إِلَى أدوارها فَقَط وَلم يحصل وَيعلم الأدوار الَّتِي تولد الحميات المركبة الَّتِي تشبه أدوار البسيطة: أَن يظنّ بِبَعْض الحميات المفردة أَنَّهَا مركبة وببعض المركبة أَنَّهَا مُفْردَة وَنحن قَائِلُونَ فِي ذَلِك ونلخصه بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَنَقُول: إِن من الحميات مَا يَنُوب كل يَوْم وَمِنْهَا مَا يَنُوب يَوْمًا فيوما لَا وَمِنْهَا مَا يَنُوب يَوْمًا ويومين لَا وَمِنْهَا مَا يَنُوب يَوْمًا وَثَلَاثَة أَيَّام لَا فَهَذِهِ هِيَ الْخمس وَقد ذكره أبقراط أَن مِنْهَا مَا يَنُوب سدسا وتسعا وَقد رَأينَا نَحن حمى تنوب كل شهر يَوْمًا وَحكى لنا من نثق بِهِ أَنه قد تفقد حمى تنوب كل سنة يَوْمًا. وَالْحَاجة إِلَى تَحْصِيل أدوار الحميات المتقاربة النوائب قَالَ: يَقع فِيهَا الْغَلَط والتشبه بالبسيطة وَنحن نكتب أَولا مَا لحقنا من ذَلِك فِي الْكتب ثمَّ نحصل ذَلِك ونجعله قانونا على

هَذِه الْجِهَة نحصل أَيْضا: كم ضرب من الحميات يُمكن أَن تشتبه أدوارها بدور البلغمية ثمَّ الَّتِي يُمكن أَن تشتبه أدوارها أدوار الغب ثمَّ الرّبع ثمَّ الْخمس وَلَا نحتاج إِلَى مَا جَاوز ذَلِك. فِي النائبة كل يَوْم: إِن اتّفقت حمتا غب تبتدىء إِحْدَاهمَا فِي يَوْم مُفَارقَة الْأُخْرَى وَإِن كَانَت) ثَلَاث حميات غب فَإِنَّهُ يكون نوبَة الأولى فِي الثَّالِث ونوبة الثَّانِيَة فِي الرَّابِع ونوبة الثَّالِثَة فِي الْخَامِس وَفِي مثل هَذَا الْيَوْم يكون النّوبَة الثَّالِثَة للأولى فَتكون فِي هَذَا الْيَوْم أَعنِي فِي الْخَامِس حمتان فَتكون أعظم ويتمم ذَلِك مَتى اتّفق ربعان وكانتا مواصلتين أَعنِي أَن تكون النائبة فِي الْيَوْم الثَّانِي تكون النّوبَة الثَّانِيَة للأولى فِي الْيَوْم الرَّابِع والنوبة الثَّانِيَة للثَّانِيَة فِي الْخَامِس فَيكون قد يشبه حمى هذَيْن الْيَوْمَيْنِ حمى نائبة فِي كل يَوْم وَتَكون النّوبَة الثَّالِثَة للأولى فِي السَّابِع والنوبة الثَّالِثَة للثَّانِيَة فِي الثَّامِن هَذَا أَيْضا يشبه بحمى نائبة فِي كل يَوْم وتكن النّوبَة الرَّابِعَة للأولى فِي الْعَاشِر والنوبة الرَّابِعَة للثَّانِيَة فِي الْحَادِي عشر على هَذَا فَإِن كَانَتَا غير متواصلتين أَعنِي أَن يكون بَينهمَا يَوْم أشبه الدّور الأول الغب لِأَن الثَّانِيَة تبتدىء فِي الثَّالِث ثمَّ تنوب الأولى فِي الرَّابِعَة فتشبه فِي هَذَا الْموضع البلغمية وتنوب الثَّانِيَة فِي السَّادِس وَتَكون النّوبَة الثَّالِثَة للأولى فِي السَّابِع فتشبه البلغمية والنوبة الثَّالِثَة للثَّانِيَة فِي التَّاسِعَة فتشبه الغب ثمَّ على هَذَا يَنْبَغِي أَن يتم هَذَا بغاية الْعِنَايَة وَتثبت إِن شَاءَ الله. لي: هَذَا يجب أَن يعلم لكنه لَا يرجع إِلَى قانون وَإِنَّمَا نَفعه أَن يعلم أَنه إِن حدث دور وَلَا يُمكن أَن يكون لشَيْء من هَذِه التركيبات علم أَنه دور حمى مُفْرد لَكِن التَّعَلُّق بِجِنْس الْحمى من نفس طبعها أولى وأوثق كَمَا وصف ذَلِك ج فِي البحران فَعَلَيهِ فاعمل لِأَن تحصل تِلْكَ الأدوار أَيْضا أحكم فاعمل عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله. الطَّرِيقَة فِي إحصاء أدوار الحميات: أَن تركيب غبين تبتدىء إِحْدَاهمَا بعد الْأُخْرَى بساعتين لِأَنَّهُ مَتى ابتدأت قبل ذَلِك كَانَت ممازجة ثمَّ تتبدىء بعْدهَا بِثَلَاث وَأَرْبع وَخمْس إِلَى أَن تَنْتَهِي إِلَى أَربع وَثَلَاثِينَ سَاعَة لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ مَا تقع الممازجة بالنوبة الثَّانِيَة فتحصى أدوار هَذَا بِمَا يشبه من أدوار الحميات ثمَّ ثَلَاث تبتدىء كل وَاحِدَة بعد الْأُخْرَى بساعتين على ذَلِك وتحصى على مَا تَجِيء وحسبك فِي الغب ذَلِك ثمَّ خُذ فِي الرّبع على ذَلِك ربع مَعَ ربع ثمَّ خُذ فِي البلغمية على نَحْو ذَلِك ثمَّ خُذ فِي تركيب الغب وَالرّبع وَفِي تركيب الرّبع والبلغمية ثمَّ فِي تركيبهما مَعًا وَاحِدَة مَعَ وَاحِدَة من أَيهَا شِئْت مَعَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثَة من الْأُخْرَى فَإِذا فعلت ذَلِك فقد اكتفين بِهِ وَلَا تحْتَاج إِلَى أَكثر مِنْهُ لِأَنَّهُ فِي الْقُوَّة غير متناه مثلا وَلَا تحْتَاج إِلَى الحميات اللَّازِمَة. وَقَالَ فِي ذَلِك: إِنَّا لما نَظرنَا فِي كَثْرَة مَا فِي أدوار الْحمى من الْأَشْيَاء مِنْهَا: أَن دور كَيْت وَكَيْت يشبه دور كَيْت وَكَيْت يذكر ثَلَاثَة أدوار أَو أَرْبَعَة وَإِن تمسك عَن إحصائها لِأَن

التَّعَلُّق بِنَوْع) الْحمى من نفس أعراضها أَجود وأسهل من أدوارها وَيَقَع فِي الأدوار تخاليط ومجاورات وممازجات. من كتاب أدوار الحميات رَأَيْت ج هَهُنَا يذم الَّذين اشتغلوا وكثروا فِي أدوار الحميات وَزعم أَنه إِنَّمَا قَالَ ذَلِك مَا قَالَ فِيهَا للرَّدّ عَلَيْهِم وَبَين أَن الِاشْتِغَال بذلك فضل وَأَنه إِنَّمَا يجب أَن تعرف الْحمى من نوعها لَا من دورها. قَالَ ابْن ماسويه فِي تعرف الحميات: تعرف الْحمى من دورها جهل وحمق لَكِن تعرف من طبعها لِأَن الأدوار متشابهة.

أسباب الحميات وعللها الطبيعية

(أَسبَاب الحميات وعللها الطبيعية) قَالَ ج فِي الْمقَالة الأولى من أَصْنَاف الحميات: أما الْعلَّة الَّتِي لَهَا يثور بالإنسان حر أَو برد من غي تغير فِي الْهَوَاء وَلَا حَالَة من خَارج توجب ذَلِك فَلَيْسَ الْبَحْث عَنْهَا يسهل يَعْنِي حَال ثوران الْحمى. وَقَالَ فِي الْمقَالة الأولى من أَصْنَاف الحميات تمثيله بالزبل الَّذِي قد عفن قولا يُوجب مِنْهُ أَن الْحمى تكون من أخلاط فِي الْبدن مستعدة لِأَن تعفن فَإِذا سخن مِنْهَا جُزْء إِمَّا بِسَبَب باد وَإِمَّا من نَفسه لعدم التنفس بلغ غَايَة مَا لَهُ أَن يبلغ فِي الْحَرَارَة ثمَّ أنفش وتنفس فَإِن كَانَ الْفضل كُله هُوَ ذَلِك لم يعاود وَإِن كَانَ من ذَلِك الْفضل شَيْء آخر صَارَت هَذِه الْحمى سَببا لإسخان مَا هُوَ من ذَلِك الْبَاقِي أَشد اسْتِعْدَادًا لسخونة تسخن وتنفش على هَذَا الْمِثَال حَتَّى بَقِي الْفضل. لي: لَيْسَ يشاكل الْفضل بل مَا لَهُ أَن يعفن. مِثَال ذَلِك أَن الزبل إِذا عفن وأنفش نقص مِنْهُ مِقْدَار كثيرا وَبَقِي مَا يبْقى كالرماد وَلذَلِك يكون دم المحمومين بعد الْحمى فِي الْأَكْثَر رديئا فَيحْتَاج مِنْهُم خلق إِلَى الفصد. لي: يحْتَاج أَن يبْحَث عَن عِلّة لُزُوم النوائب لوقت كَيفَ يكون ذَلِك. وَقَالَ فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من أَيَّام البحران: أما الْعلَّة فِي تكون نَوَائِب الْأَمْرَاض المزمنة إِمَّا كَانَ كل يَوْم وَإِمَّا فِي الرّبع وَإِمَّا فِي الْأَمْرَاض الحادة غبا فَلَيْسَ الْوُصُول إِلَيْهَا يسهل وَأما أَن الْأَمر كَذَلِك فالعيان يشْهد بذلك. وَقَالَ فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات: إِنَّه يشبه أَن تكون حمى البلغم تنوب كل يَوْم وَحمى الغب فِي ذَلِك تنوب غبا من أجل أَن الْخَلْط المولد للغب إِنَّمَا كَانَ سريع الاشتعال وَكَانَ) يسهل استفراغ مَا يصير إِلَى حَال الغليان فِي كل نوبَة لوقته حَتَّى ينقى مِنْهُ الْبدن كُله صَارَت تِلْكَ الْحمى تقلع حَتَّى يَتَّقِي الْبدن مِنْهَا نقاء أَكثر فَلَا يبْقى بعد النّوبَة فِيهَا من بقايا الْحَرَارَة العفونية إِلَّا الشَّيْء الْيَسِير فَأَما الْحمى البلغمية فَإِنَّهُ لَا يستفرغ الْبدن فِيهَا كثير استفراغ فَلذَلِك لَا تنقى النَّقَاء التَّام لَكِن يبْقى فِي الْبدن من الشَّيْء الَّذِي قد علمت فِيهِ الْحَرَارَة العفونية كثيرا فَلذَلِك لَا تنقى فتراتها وتسرع كرات نوائبها. وَأما الرّبع فَلِأَن السَّوْدَاء لما كَانَت بَارِدَة يابسة إِذا اشتعلت صَارَت حارة يابسة فتشتعل اشتعالا تَاما وَلذَلِك يكون فِيهَا استفراغ أَكثر مِمَّا يكون من البلغمية وَيكون فتراتها نقية.

من جَوَامِع أَيَّام البحران قَالَ: الْأَسْبَاب الَّتِي من أجلهَا يتَقَدَّم نَوَائِب الْحمى كَثْرَة الْمَادَّة ورقتها وَضعف الْقُوَّة وَكَثْرَة حسه وبالضد. من أَصْنَاف الحميات الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ: الْأَسْبَاب الَّتِي من أجلهَا تطول النّوبَة كثيرا كَثْرَة الْخَلْط وغلظه وَضعف الْبدن وكثافته وبالضد. وَقَالَ: إِن الطبيعة تروم دَائِما أَن تشبه من الْغذَاء مَا يصلح لتشبيه بالأعضاء وتقذف بِمَا يكون على خلاف ذَلِك خَارِجا وتخرجه عَن الْبدن فَإِن لم تقدر فِي وَقت من الْأَوْقَات على دفع ذَلِك الشَّيْء الرَّدِيء إِمَّا لغلظه وَإِمَّا للزوجته وَإِمَّا لكثرته وَإِمَّا لضيق فِي المجاري وَإِمَّا لضعف من الطبيعة نَفسهَا فَإِنَّهُ يجب ضَرُورَة أَن يعفن ذَلِك الشَّيْء لطول مكثه لِأَن هَذِه لَا يُمكن أَن ترجع فتستحيل وتتشبه بالجسم لِأَنَّهَا بعيدَة الطَّبْع عَنهُ فَيحدث عَن ذَلِك حميات وَلذَلِك صَار أَصْحَاب اليرقان والوسواس السوداوي وَالَّذين يغلب عَلَيْهِم المرار مَتى لم تنق أبنانهم مِنْهَا اشتعلت بهم حميات. لي: يُمكن أَن تعْمل هَذِه من هَهُنَا قانونا فِي الاحتراس من الحميات. وَقَالَ: حرارة الْحمى البلغمية تلقى الْبدن على غير اسْتِوَاء بل كَأَنَّهُ ينفذ من مصفى لِأَن لزوجة هَذَا الْخَلْط يتَوَلَّد فِيهَا اخْتِلَاف انفعاله وترققه عَن الْحَرَارَة كَمَا يتَوَلَّد فِي الرطوبات اللزجة من النفاخات عِنْد الطَّبْخ فَيخرج مِنْهَا حِين تَنْشَق فَلذَلِك لَا يكون مُتَسَاوِيا فِي جَمِيع الْمَوَاضِع. قَالَ: وَإِن فِي أَمر سونوخوس لعجبا إِنَّهَا تبقى مُتَّصِلَة بِحَالِهَا سَبْعَة أَيَّام. قَالَ: كَمَا أَن النَّار تفنى رُطُوبَة الْأَشْيَاء حَتَّى يبْقى مِنْهَا مَا يبْقى رَمَادا كَذَلِك الأخلاط مَتى عفنت ترق وتلطف من الْحَرَارَة فيتحلل جوهرها كُله ويتبدد فِي الْهَوَاء فِي وَقت مُنْتَهى الحميات) وانحطاطها وَلَا يبْقى مِنْهَا إِلَّا أَشْيَاء إِن كَانَت غَلِيظَة كَمَا لَا يبْقى من الزَّيْت وَالْخمر فَأَما المائية الرقيقة فَلَا يبْقى مِنْهَا شَيْء أصلا فَإِن لم يجْتَمع أَيْضا شَيْء من هَذِه الْفُصُول أقلعت الْحمى وَإِن اجْتمعت فحمى ثَانِيَة إِلَى أَن نقى كُله. قَالَ: واجتماع هَذِه الْأَشْيَاء يكون على نَوَائِب لِأَنَّهَا تَجِيء بأقدار مُتَسَاوِيَة من أَمَاكِن مُتَسَاوِيَة بحركات مُتَسَاوِيَة. قَالَ: السَّبَب فِي اخْتِلَاف طول النوائب وقصرها حَال الأخلاط فِي لزوجتها وغلظها وبرودتها وحرارتها وهيآت النذرة وقوته بِأَن الْفضل الرَّقِيق الْجَارِي فِي الْبدن السخيف الْقوي يتَحَلَّل أسْرع مَا يكون فَتكون النّوبَة على أقصر مَا تكون وبالضد. وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن بعض الحميات لَا تقلع إِن نوائبها طَوِيلَة فتلحق الثَّانِيَة قبل إقلاع الأولى فتدارك. لي: هَذَا يُرِيد بِهِ: الَّذِي تشتد نوبَته وَلَا يقْلع وَقَالَ فِي الحميات الْحَادِثَة عَن ورم فِي

جوامع الحميات

بعض الْأَعْضَاء: إِن سَبَب نوائبها أَن تكون إِذا اجْتمعت الفضول إِلَى ذَلِك الْعُضْو وعفنت مرّة والتهبت الْحمى انحل مَا يرق ويلطف فَصَارَت الْحَرَارَة الزَّائِدَة والحمى فِي الْعُضْو سَببا لِأَن يجذب أَيْضا شَيْئا آخر إِلَيْهِ فَإِذا جذب اشتعل أَيْضا حمى وانحل حَتَّى لَا يبْقى فضل يقدر على اجتذابه. لي: وَهَذَا الْميل يُمكن أَن ينْتَقل إِلَى الْأَعْضَاء الَّتِي بِلَا ورم لِأَن العضل الملبس على الْبدن إِذا حمى مرّة وانحل مَا انحل مِنْهُ يصير ذَلِك سَببا لجذب مَا فِي الْبدن من الْفضل إِلَيْهَا لتحميها ولخلائها لما استفرغ مِنْهَا فَلَا يزَال ذَلِك حَالهَا حَتَّى لَا يبْقى فِي الْبدن إِلَّا مَا لَا تسخن بِهِ الطبيعة فَعِنْدَ ذَلِك تقلع الْحمى. قَالَ: وَمَا كَانَ من الحميات تنوب بأدورا فَيَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك لِأَنَّهَا تتولد عَن حالات فِي الْأَعْضَاء إِمَّا لِأَنَّهَا تدفع الفضول وَإِمَّا لِأَنَّهَا تجذبها وَكَذَلِكَ كل الْأَمْرَاض الَّتِي تنوب فَأَما الَّتِي تكون بِحَال وَاحِدَة حَتَّى تَنْقَضِي فَلِأَن الأخلاط كلهَا الَّتِي فِي الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب قد التهبت وسخنت إِمَّا لعفن وَإِمَّا لغير ذَلِك كَمَا يحدث ذَلِك فِي حمى يَوْم فَتحدث حمى وَاحِدَة مطبقة مُتَّصِلَة لَا تزَال بَاقِيَة حَتَّى تنْحَل تِلْكَ الأخلاط أَو تنضج أَو يحدث لَهَا الْأَمْرَانِ جَمِيعًا. لي: قد بَين ج الْعلَّة فِي النوائب الحميات فَيجب إِن الْتبس عَلَيْك أَن ترجع إِلَى الْكتاب.) قَالَ: وَأما الأدوار الَّتِي يفْسد نظامها ونوائبها فَإِنَّمَا تكون من انقلاب الأخلاط المولدة للحمى 3 - (جَوَامِع الحميات) حمى البلغم تطول مدَّتهَا وتسرع كرتها للزَّوْجَة البلغم وكثرته فِي الْجِسْم وَالْغِب بالضد للطافة الْخَلْط وسخونته وَالرّبع تطول مُدَّة نوبتها فِي نوبتها لغلظ خلطها وينقى الْبدن مِنْهَا لِأَنَّهُ يرق لِأَنَّهُ لزوجة فِيهِ وتطول مُدَّة فترته لقلَّة مِقْدَاره وعسر اجتماعه. لي: وَيَقُول أَصْحَاب الْكتب وَج: إِن الحميات الَّتِي لَا نافض لَهَا هِيَ الدائمة. يكون ذَلِك لِأَن الْمَادَّة محصورة فِي جَوف الْعُرُوق وَيُمكن من هَهُنَا أَن تعلم سَبَب النوائب مَعَ عِلّة مَا قَالُوهُ لِأَن مَا قَالُوهُ لَيْسَ بعلة بعد وَهُوَ أَنه يجب أَن تكون الأخلاط الَّتِي تصير مَادَّة للحمى فضول الأغذية وَتَكون هَذِه بَارِدَة لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن تكون مرّة الْبَتَّةَ دون أَن تصير دَمًا وَإِذا صَارَت دَمًا لم تكن فضولا لَكِن غذَاء وَإِذا كَانَت هَذِه الفضول الْبَارِدَة لَا يجتذبها العضل الملبس على الْبدن الْبَتَّةَ وَلم تدفعها الطبيعة إِلَيْهِ لَكِن بقيت فِي جَوف الْعُرُوق فَإِن الْعرق لَا يحس ببردها فَإِذا دفعت إِلَى العضل أحس العضل ببردها مُدَّة مَا إِلَى أَن يقبل الاستحالة من الْحر إِلَى الْبرد وَإِنَّمَا تسخن على سَبِيل مَا يسخن غذَاء الْإِنْسَان إِذا سخن فِي

الْجوف بعد حَتَّى يهيج مثل الْحمى فالعضل الملبس على الْبدن أقيم مقَام شَيْء يجذب هَذِه الفضول أَو يقبلهَا ويسخن فِيهِ ويتحلل وَيكون ذَلِك بأدوار الاسْتوَاء لعِلَّة من الْقبُول وَالدَّفْع وَإِنَّمَا يهيج بالإنسان فَهُوَ بِحَالهِ الطبيعية برودة ثمَّ تعقبه حرارة لِأَن حَال عضله الملبس على بدنه فِي تِلْكَ الْحَال كَحال من يتغذى فيبرد أَولا ثمَّ يسخن. الْخَامِسَة عشر من النبض سَمِعت مِنْهُ كلَاما يجب أَن ألصق هَذَا الْكَلَام بِهَذَا الْموضع: هُوَ أَن الشَّيْء الَّذِي لم يسْتَحل إِلَى جَوْهَر الدَّم فِي الْعُرُوق تَدْفَعهُ الطبيعة أَولا أَولا إِلَى العضل الملبس على الْبدن فَيكون بِمَنْزِلَة الْغذَاء الْوَارِد على الْجِسْم وَهُوَ غير منهضم ثمَّ يَأْخُذ فِي طَرِيق الهضم إِذا سخن فَكَذَلِك هَذَا الشَّيْء الْوَارِد من الْعُرُوق الْغَيْر المنهضم إِذا ورد على العضل أورثه بردا يهويه ثمَّ يَأْخُذ فِي طَرِيق الإسخان والنضج قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يعقب سخونة. تسْأَل: لم لَا يَسْتَحِيل الشَّيْء الَّذِي هُوَ حَاصِل فِي الْعُرُوق الطبيعية قبل أَن تصل إِلَى العضل الملبس وَقد بَان فِي هَذَا من كَلَام لَهُ فِي هَذَا الْبَاب وَهُوَ أَن الْعُرُوق لَا تشعر بِهِ فَلَا يحفز الطبيعة إِلَى حَالَته الْبَتَّةَ وَلَكِن الشَّك فِيهِ أَن يُقَال: هَب الْعُرُوق لَا تحس بِهِ أَلَيْسَ كَانَ يجب) للطبيعة أَن تتحس بِهِ وَهِي الَّتِي أَعْطَتْ العضل الْحَرَكَة والحس وَله أَن يَقُول فِي جَوَاب هَذَا: إِن الطبيعة تشعر بِحَسب الدّلَالَة الَّتِي تكون فِيهَا فشعورها بالعصب قَائِم وبالعروق مَعْدُوم وَكَذَلِكَ بالربط والأوتار لِأَن الْإِجْمَاع وَاقع على أَن الرَّبْط والأوتار لَا حس لَهَا. الْخَامِسَة عشر من النبض: يبرد الْبدن ثمَّ تشتعل فِيهِ حمى لِأَنَّهُ ينصب إِلَى بَاطِنه خلط بَارِد غَايَة الْبرد كثير حَتَّى يكَاد أَن يطفيء حرارة الْقلب ثمَّ يَأْخُذ الْقلب يعْمل فِيهِ أَولا أَولا حَتَّى يَسْتَحِيل ويلتهب فتلتهب بذلك الْحمى. أهرن: الحميات اللَّازِمَة تكون لِأَن العفن فِيهَا فِي بعض الْعُرُوق فتصل لذَلِك الْحَرَارَة سَرِيعا إِلَى الْقلب وَأما الثَّانِيَة فَإِنَّهَا لَا يكون مِنْهَا حمى يحمي بهَا الْبدن كُله حَتَّى يصير ذَلِك بإبطاء إِلَى الْقلب. الأولى من مسَائِل إبيذيميا قَالَ: كَانَت الحميات حِينَئِذٍ دائمة لِأَنَّهُ لم يكن يتَحَلَّل من الْأَبدَان شَيْء وَقل مَا يتَحَلَّل. لي: الحميات تطول نوائبها أَو تتصل لعسر التَّحَلُّل أَو لِكَثْرَة الْفضل. وعسر التَّحَلُّل يكون إِمَّا لسَبَب الْفضل نَفسه وَإِمَّا لسَبَب الْبدن. لي: يكْتب من أدوار الحميات مسَائِل حنين فِي علل الحميات. لي: ابْن ماسويه قَالَ: علل الحميات فِي أدوارها ونوائبها تخْتَلف إِمَّا من أجل الأخلاط أَنْفسهَا وَإِمَّا فِي كيفيتها وَإِمَّا فِي كميتها وَإِمَّا من حَال الْبدن فِي سخافته وكثافته والمواضع المحصورة مِنْهُ إِمَّا فِي كيفيتها فَإِذا كَانَت رقيقَة أَو غَلِيظَة لزجة أَو كَانَت حارة سهلة الاشتعال أَو بَارِدَة أَو سريعة للمواطاة للعفن أَو بطيئة وَأما من الكمية فَإِذا كَانَت قَليلَة

الْمِقْدَار فِي الْبدن فِي أصل التَّرْكِيب أَو كَثِيرَة وَإِمَّا من الْمَوَاضِع فَإِذا كَانَت فِي دَاخل الْعُرُوق أَو فِي العضل الملبس على الْعِظَام أَو كَانَ الْبدن سخيفا أَو كثيفا. يحول إِلَى مَا هَهُنَا علل فِي كتاب أدوار الحميات. لي: قد وَقع الْإِقْرَار من الْأَطِبَّاء أجمع بِأَن النبض المنضغط يلْزم ابْتِدَاء الحميات العفنية وَقد يكون مثل هَذَا النبض عِنْدَمَا يثقل شَيْء على فَم الْمعدة وَعند مَا يمتلىء الْإِنْسَان من الطَّعَام أَو يشرب مَاء بَارِدًا فيبرد فَم معدته أَو يضمد بِشَيْء بَارِد فَيعلم من هَهُنَا أَن السَّبَب فِي الْحمى هُوَ أَن خلطا بَارِدًا ليصل بالعضل فِي الْمُفَارقَة فيبرد الْجِسْم ويضغط النبض ثمَّ يبتدىء يسخن من الْحَرَارَة كالحال فِي الْغذَاء سَوَاء فَإِن الْأكل يبرد أَولا ثمَّ يسخن إِلَّا أَن فضل هَذَا الْخَلْط على) الْغذَاء فِي كيفيته ومنافرته كثير وَلذَلِك يكون تبريده وتسخينه كثيرا جدا لِأَنَّهُ إِذا سخن يكون عفنا قَوِيا وَالسَّبَب أَنه بدورانه يبرز من هَذَا الْخَلْط شَيْء من الْعُرُوق الْكِبَار إِلَى الصغار الَّتِي فِي العضل فَيحدث النافض ثمَّ يسخن ويتحلل وَيبْطل ثمَّ يبْقى الْبدن حَتَّى يبرز أَيْضا من الْعُرُوق الْكِبَار إِلَى الصغار مثل ذَلِك فَيحدث الْبرد ثمَّ على ذَلِك ويسهل البروز ويعسر بِحَسب غلظ الْخَلْط وكثرته فَلذَلِك تخْتَلف النوائب وَلذَلِك يكون أَيْضا نوائبها لَا نوبَة كَمَا يكون فِي المطبقة لِأَن هُنَاكَ إِذا وَقعت السخونة مرّة لم تفارق حَتَّى تَأتي على آخِره وَهَهُنَا السخونة وَإِذا لَقينَا الْكتاب فِي الحميات فصرنا إِلَى هَذَا الْبَاب يَقُول فِي صَدره: إِن هَذَا الْبَاب إِنَّمَا يَقُوله لَا إِنَّه برهَان وَلكنه قَول يقنع إقناعا مَا ورأينا ذكره أصلح. لي: قد ذكر جالينوس فِي الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات كلَاما بَان مِنْهُ أَن الغب والبلغمية وَالرّبع لَيْسَ إِنَّمَا يعرف دورها من الْأَيَّام لِأَنَّهُ قَالَ: قد تكون حميات تنوب أَرْبعا وَعشْرين سَاعَة وتفتر مثلهَا وسماها غبا وتنوب أَيْضا ثَلَاثِينَ أَو أَرْبَعِينَ سَاعَة فعلى هَذَا الْحمى البلغمية إِنَّمَا هِيَ أقصر الحميات فَتْرَة وَالرّبع أطولها وَالْغِب أوسطها فَالْعَمَل على هَذَا فَقَط لَا غير يجب أَن تنظر: هَل صَحِيح أَن أَصْنَاف الحميات ثَلَاثَة على مَا يَقُول جالينوس وَكَذَلِكَ على جَمِيع مَا فِي كتاب الحميات بِلَا برهَان وَكَذَلِكَ فِي الْعلَّة يبرد الْإِنْسَان ويسخن بِلَا شَيْء من الْحَوَادِث حَتَّى ينتفض مرّة ويعرق أُخْرَى. فِي أَيَّام البحران تحصل فِي مَوضِع الْبيَاض قُوَّة الْأَيَّام عَلَيْك بِاخْتِصَار حنين لهَذَا الْكتاب فَخذه على وَجهه فَإِنَّهُ مصلح بَالغ. الْمقَالة الأولى من كِتَابه قَالَ: وَقد يكون البحران فِي جَمِيع أَيَّام الْمَرَض إِلَّا أَن بَينهَا فِي الْعدَد يَعْنِي فِي كثير مَا يكون فِيهَا وَفِي الصِّحَّة فرقا كثيرا وَذَلِكَ أَن بعض أَيَّام الْمَرَض يكثر فِيهِ نوع كَون البحران وَبَعضهَا لَا يكون فِيهِ إِلَّا فِي الندرة وَفِي بَعْضهَا إِذا كَانَ البحران فِيهِ كَانَ بحرانا صَحِيحا وَفِي بَعْضهَا غير صَحِيح وَفِي بَعْضهَا جيدا وَفِي بَعْضهَا رديئا

وَفِي بَعْضهَا يكون البحران مَعَ أَعْرَاض أَشد وأصعب وَفِي بَعْضهَا سليما بَرِيئًا من الْأَعْرَاض المخوفة وَيكون فِي بَعْضهَا تَاما وَبَعضهَا مُنْذر بِهِ وَبَعضهَا يكون البحران فِيهِ غير مُنْذر بِهِ بَغْتَة. من ذَلِك أَن الْيَوْم الثَّانِي عشر وَالسَّادِس عشر لم أر مَرِيضا قطّ أَصَابَهُ فِيهِ بحران فَأَما السَّابِع فلست أقدر أحصى كم بحران حميد رَأَيْته فِيهِ فَأَما الْيَوْم السَّادِس فقد يكون فِيهِ فِي بعض الْأَحْوَال بحران لكنه مَعَ أَعْرَاض) صعبة وخطر شَدِيد جدا وَلَا ينضج أَيْضا وَلَا يتم بل يؤول إِلَى شَرّ. قَالَ: وَكَذَلِكَ لم ير أحد من القدماء على كثرتهم بحرانا فِي هذَيْن الْيَوْمَيْنِ خلا رجل ذكر أَنه رأى بحرانا فِي الثَّانِي عشر إِلَّا كَانَ رديئا مخوفا غير تَامّ. قَالَ: إِذا قلت: بحران لم يتم فَإِنِّي أَعنِي بِهِ أَنه بَقِي من الْمَرَض بَقِيَّة وَإِذا قلت لم ينضج فَإِنِّي أَعنِي بِهِ أَن الْمَرَض بقيت مِنْهُ بَقِيَّة كَثِيرَة فيعاود الْمَرَض لذَلِك وَإِذا قلت: بحران غير سليم أَو ذُو خطر فَالَّذِي كَانَت مَعَه أَعْرَاض مخوفة يخَاف على الْمَرِيض الْهَلَاك وَإِذا قلت: بحران غير بَين فَالَّذِي لَيْسَ مَعَه استفراغ بَين ظَاهر أَو خراج بَين ظَاهر وَإِذا قلت: غير مُنْذر بِهِ فَالَّذِي لم يدل عَلَيْهِ يَوْم قبله وَإِذا قلت: بحران رَدِيء فَالَّذِي آلت الْحَاجة فِيهِ إِلَى الْمَوْت وَإِذا قلت: بحران تَامّ أَي الَّذِي لم يبْق من الْمَرَض بعده شَيْء وَإِذا قلت بحران صَحِيح فَالَّذِي لَا يعاود الْمَرَض أحد مَنَافِع أَيَّام البحران أَن لَا يُطلق لمن أَصَابَهُ البحران فِي يَوْم باحوري الرُّجُوع إِلَى مَا اعتاده فِي صِحَّته وَلَكِن يلْزم الحمية كَمَا يُطلق لمن صَحَّ لَهُ البحران فِي يَوْم يَصح فِيهِ البحران الْمُتَقَدّم لجَمِيع أَيَّام البحران فِي الْقُوَّة والشرف الشَّائِع لِأَن البحران يكثر فِيهِ جدا وَيكون تَاما بَينا غير مخوف وَيكون منذرا بِهِ. وَالرَّابِع ينذر بِهِ فِي الْأَكْثَر بِتَغَيُّر بَين يحدث فِيهِ: إِمَّا فِي الْبَوْل وَإِمَّا فِي النفث وَإِمَّا فِي البرَاز وَإِمَّا فِي الشَّهْوَة وَإِمَّا فِي النهم وَإِمَّا فِي الْحس وَنَحْو ذَلِك. لي: يَعْنِي زِيَادَة صَلَاح فِي هَذِه. قَالَ: وَلَا يُمكن أَن يكون البحران الْكَائِن فِي السَّابِع إِلَّا مشاكلا للتغير الْكَائِن فِي الرَّابِع فَإِن كَانَ تغيرا جيدا كَانَ البحران فِي السَّابِع جيدا وبالضد على أَن أَكثر البحران فِي السَّابِع جيد تَامّ وَهَذَا لَهُ خَاصَّة دون سَائِر أَيَّام البحران وَرُبمَا مَاتَ فِيهِ بعض المرضى أَو تغير حَالهم فِيهِ إِلَى مَا هُوَ أشر ثمَّ يموتون فِي أحد أَيَّام البحران الَّتِي بعده. وَأما السَّادِس فَإِنَّهُ على قدر نقصانه عَن السَّابِع فِي أَكْثَره مَا يكون جِهَة البحران يفرق السَّابِع فِي رداءة البحران الَّذِي يكون فِيهِ وَكَانَ طبعه ضد السَّابِع وَذَلِكَ أَن أَكثر المرضى الَّذين يموتون يتَغَيَّر أَحْوَالهم فِي الرَّابِع إِلَى مَا هُوَ أشر ثمَّ يموتون فِي السَّادِس وَإِن اتّفق فِي الندرة أَن يكون تغير مَحْمُود فِي الرَّابِع ثمَّ تقدم البحران فجَاء فِي السَّادِس فَإِنَّهُ يَجِيء باضطراب وخطر لَا يقادر قدره وَذَلِكَ أَنه إِن عرض فِيهِ سبات كَانَ شَبِيها بالسكات وَإِن

عرض استفراغ كَانَ مَعَه غثي) وَبطلَان النبض وَذَهَاب اللَّوْن والرعدة وَسُقُوط الْقُوَّة. فَأَما فِي السَّابِع فَكلما تزيد الاستفراغ ازْدَادَ العليل رَاحَة وَإِذا كَانَ فِي السَّادِس خرجت من العليل فضول رَدِيئَة مُنْتِنَة فِي أَكثر الْحَالَات. وَإِن أَصَابَهُ عرق لم يكن مستويا شَامِلًا للبدن حارا وَإِن كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ يَنْقَطِع كثيرا ويكاد كل سَاعَة وَرُبمَا خرج عِنْد الْأذن خراج رَدِيء جدا أَو يرقان أَو خراج آخر رَدِيء يحْتَاج إِلَى جهد من الطبيعة حَتَّى ينْحل. وَمَتى كَانَ البحران فِي السَّادِس بالبول كَانَ سنجا فِي لَونه رَقِيقا لَا فَسَاد فِيهِ فَإِنَّهُ غير مَحْمُود أَو رُبمَا وجد فِيهِ شَيْء شبه الخزف والرمل وكل مَا فِيهِ غير مستو وَلَا ينضج وَلَيْسَ ينقع من الْبَوْل فِي السَّادِس إِلَّا كثرته فَقَط فَهَذَا أَهْون مَا يعرض فِي السَّادِس إِذا كَانَت حَال العليل تؤول إِلَى السَّلامَة. وَأما أَكثر من يصيبهم فِيهِ البحران فبعضهم يصير إِلَى الغشي وَبَعْضهمْ يختنق بِدَم يجْرِي مِنْهُ دفْعَة أَو باستفراغ آخر مجاوز للاعتدال أَو بِسُكُون أَو بجنون وَرُبمَا هلك بيرقان يعرض لَهُ أَو خراج تَحت الْأذن أَو ذبول مقعر يصير إِلَيْهِ وَلَيْسَ شَيْء من الْأَوْقَات الْعَظِيمَة إِلَّا وَقد يعرض فِي وَمَا أَنا أشبه السَّابِع إِلَّا بِالْملكِ الْعَادِل وَذَلِكَ أَنه يشفق على من يحكم عَلَيْهِ وَإِن لَزِمته عُقُوبَة حرص على أَن ينقص شدتها ويهونها وَإِن وَجب لَهُ حق قوي أمره. وَأما السَّادِس فَهُوَ يشبه السُّلْطَان الغشوم المريد أَن يهْلك من يستولي عَلَيْهِ ويشق عَلَيْهِ سَلَامَته ويحتال فِي أَن يتشفى مِنْهُ ويبالغ فِي أَذَاهُ ويحضره فِي حَبسه ليطول عَذَابه. قَالَ: الْيَوْم السَّادِس عشر وَالثَّانِي عشر ليسَا من أَيَّام البحران لِأَنَّهُ لم ير البحران يكون فيهمَا وَأما الْيَوْم السَّادِس فَإِنَّهُ يَوْم بحران لِأَن البحران يكون فِيهِ إِلَّا أَنه يَوْم بحران رَدِيء فَإِن الْيَوْم السَّادِس تَنْقَضِي فِيهِ الْأَمْرَاض كثيرا إِلَّا أَن الَّذِي يَنْقَضِي فِي السَّابِع أَكثر كثيرا. والجهة الَّتِي يَنْقَضِي عَلَيْهَا فِي السَّابِع بِخِلَاف الْجِهَة الَّتِي يَنْقَضِي عَلَيْهَا فِي السَّادِس على مَا ذكرت. قَالَ: لِأَن الْمَرَض الَّذِي يَنْقَضِي فِي السَّادِس إِن أوهمك أَنه قد انْقَضى فَإِنَّهُ سيعاود والخطر وخفاء البحران من الْيَوْم السَّادِس وَرُبمَا ينذر بالسادس الرَّابِع كَمَا قلت فَهَذَا جملَة مَا ذكرت قبل. قَالَ وَالْيَوْم الرَّابِع عشر قريب من طبعه من السَّابِع وَالتَّاسِع أَيْضا وَالْحَادِي عشر وَالْعشْرُونَ قريبَة) من هَذَا وَالْيَوْم السَّادِس عشر وَالْخَامِس قريبين من هَذِه وَمن بعْدهَا الرَّابِع وَالثَّالِث وَالثَّامِن عشر وكل هَذِه أَيَّام بحران وَلَا تشبه طبيعتها طبيعة السَّادِس. فَإِن اتّفق أَن يعرض بحران فِي الْيَوْم الثَّامِن أَو فِي الْعَاشِر فَهُوَ شبه البحران الْكَائِن فِي السَّادِس وَلَا يكَاد يَنْقَضِي فِي هَذِه الْأَيَّام مرض وَإِن انْقَضى لم يَصح انقضاؤه وَلم يتم وَلَا يؤول إِلَى خير

وَيكون خفِيا غير بَين وَلَا منذرا بِهِ فطبيعة هَذِه الْأَيَّام إِذا غير طبيعة الَّتِي ذَكرنَاهَا قبل. قَالَ: وَكَانَ الْمَرَض لَا يَنْقَضِي بَغْتَة أَعنِي بِهَذَا أَلا يكون بحران فِي هَذِه الْأَيَّام الَّتِي ذكرتها أَعنِي فِي الْعَاشِر وَالثَّامِن وَذَلِكَ لَا يَنْقَضِي بَغْتَة فِي الْيَوْم الثَّانِي عشر وَالتَّاسِع عشر وَأَنا أرى أَن يوضع فِي مَا بَين الطَّبَقَة الَّتِي ذكرتها الْآن أَعنِي الَّتِي لَا يكون فِيهَا بحران وَهِي الثَّامِن والعاشر وَالثَّانِي عشر وَالسَّادِس عشر وَالتَّاسِع عشر وَبَين الطَّبَقَة الَّتِي تقدم ذكرى لَهَا أَعنِي الَّتِي هِيَ أَيَّام البحران وَقد عددتها وَهِي الْمَرَاتِب الثَّالِث وَالرَّابِع وَالْخَامِس وَالثَّامِن عشر. الْيَوْم الثَّالِث عشر لَيْسَ بالساقط كالأيام الَّتِي فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة يَعْنِي الَّتِي لَا يكون فِيهَا بحران وَلَا يَنْقَضِي فِيهَا الْمَرَض كَمَا يَنْقَضِي فِي الطَّبَقَة الأولى بَين أَيَّام البحران. فَهَذِهِ حَال اخْتِلَاف الْأَيَّام إِلَى الْعشْرين. لي: لم يذكر جالينوس الْيَوْم الْخَامِس عشر هَهُنَا الْبَتَّةَ وَلَا حنين فِي مَا اختصر من كِتَابه وَقد ذكرنَا أَمر الْأَيَّام الَّتِي من بعد الْيَوْم الثَّانِي من الْمَرَض إِلَى الْعشْرين. لي: قد اخْتلف أَصْحَاب الْجَوَامِع والتفاسير فِي تَرْتِيب هَذِه الْأَيَّام وَأَنا كَاتب مَا فِي الْجَوَامِع المفصلة والغير المفصلة ثمَّ قَائِل فِي ذَلِك بِحَسب مَا يَلِيق بِمَا يظْهر من كتاب جالينوس. (تَرْتِيب قُوَّة الْأَيَّام الباحورية وَغير الباحورية) من الْجَوَامِع المفصلة قَالَ: الْأَيَّام الباحورية مِنْهَا مَا لَا يزَال البحران يَأْتِي فِيهَا دَائِما وَمِنْهَا مَا لَا يكَاد البحران يَأْتِي فِيهِ إِلَّا فِي الندرة وَمِنْهَا مَا حَالهَا فِي ذَلِك حَال وسط وَأما الْأَيَّام الَّتِي يكون فِيهَا البحران دَائِما فَفِي الطَّبَقَة الأولى بِمَنْزِلَة السَّابِع وَالرَّابِع عشر وَمِنْهَا فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة بِمَنْزِلَة التَّاسِع وَالتَّاسِع عشر وَالْعِشْرين وَمِنْهَا من الطَّبَقَة الثَّالِثَة بِمَنْزِلَة السَّابِع عشر وَالْخَامِس وَمِنْهَا فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة بِمَنْزِلَة الْيَوْم الرَّابِع وَالثَّالِث وَالثَّامِن عشر. وَأما الْأَيَّام الَّتِي يَأْتِي فِيهَا البحران فِي الندرة فَمِنْهَا مَا هُوَ فِي الطَّبَقَة الأولى بِمَنْزِلَة الْيَوْم الْخَامِس وَالسَّادِس وَمِنْهَا فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة بِمَنْزِلَة الْيَوْم الثَّامِن وَالْيَوْم الْخَامِس عشر وَمِنْهَا فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة بِمَنْزِلَة الثَّانِي عشر. وَأما الْأَيَّام الَّتِي حَالهَا وسط بَين ذَلِك فاليوم الثَّالِث عشر وَالْيَوْم السَّادِس عشر. لي: هَذَا يُرِيد بقوله: الْأَيَّام الَّتِي يَأْتِي فِيهَا البحران فِي الندرة الْأَيَّام الْغَيْر الباحورية وَقد غلط على هَذَا فِي مَوضِع وَذَلِكَ أَنه رتب الثَّالِث عشر مَعَ السَّادِس عشر وَالسَّادِس عشر هُوَ الْيَوْم الَّذِي رتبه جالينوس مَعَ الثَّانِي عشر فَقَالَ فِيهِ: أما أَنا فَلم أر أحدا قطّ أَصَابَهُ بحران فِي الْيَوْم الثَّانِي عشر وَلَا فِي الْيَوْم السَّادِس عشر وَأما الثَّالِث عشر فَقَالَ فِيهِ جالينوس: إِنَّه متوسط بَين

قَالَ: وَمِنْهَا فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة بِمَنْزِلَة الْيَوْم التَّاسِع وَالتَّاسِع عشر يعده جالينوس فِي الْأَيَّام الَّتِي لَا يَأْتِي فِيهَا بحران. قَالَ: وَأما الْأَيَّام الَّتِي يَأْتِي فِيهَا بحران فِي الندرة فَمِنْهَا فِي الطَّبَقَة الأولى وَهِي الْخَامِس وَالسَّادِس وَهَذَا خلاف عَظِيم لج وَذَلِكَ أَنه يَقُول: إِن الْأَيَّام الْغَيْر الباحورية أَشدّهَا فِي هَذِه الطَّبَقَة يَعْنِي بِهِ أَلا يَأْتِي فِيهَا بحران الْخَامِس وَالسَّادِس وجالينوس قد رتب الْخَامِس فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من طَبَقَات أَيَّام البحران وَبعده بطبقتين من طَبَقَات أَيَّام البحران فضلا عَن أَن يكون فِي الطَّبَقَة الأولى من الْأَيَّام الباحورية وَالْيَوْم السَّادِس فقد شهد جالينوس أَنه من الْأَيَّام البحران مَرَّات فضلا عَن أَن يكون من الْأَيَّام الباحورية فِي أَعلَى الطَّبَقَات. وَقَالَ فِي المفصلة: الْأَيَّام مِنْهَا أَيَّام بحران وَمِنْهَا أَيَّام إنذار وَمِنْهَا وَاقعَة فِي الْوسط فَأَما أَيَّام البحران الصَّحِيح فالرابع وَالسَّابِع وَالْحَادِي عشر وَالرَّابِع عشر وَالسَّابِع عشر وَالْعشْرُونَ. وَأما الْوَاقِعَة فِي الْوسط فالثالث وَالْخَامِس وَالسَّادِس وَالتَّاسِع وَالثَّالِث عشر وَالْخَامِس عشر وَأما المنذرة فالرابع وَالْحَادِي عشر وَالرَّابِع عشر ينذر بِثَلَاثَة أَيَّام وَالسَّابِع عشر وَالْعشْرُونَ وَالْوَاحد) وَالْعشْرُونَ. وَقَالَ صَاحب الْجَوَامِع الْغَيْر المفصلة: إِن من أَيَّام البحران أقواها وأحمدها وأسلمها السَّابِع قَالَ: ثمَّ من بعد هَذِه الْأَيَّام الَّتِي تقع فِيمَا بَين هَذِه. قَالَ: وَإِنَّهَا يَعْنِي بِالْأَيَّامِ الَّتِي تقع فِيمَا بَين هَذِه الْأَيَّام الَّتِي يتَقَدَّم فِيهَا البحران أَو يتَأَخَّر عَن هَذِه يَوْمًا وَهِي إِمَّا عَن الْيَوْم الرَّابِع فالثالث وَالْخَامِس وَإِمَّا عَن الْيَوْم السَّابِع فالسادس وَالثَّامِن وَإِمَّا الْيَوْم الْحَادِي عشر فكثيراً مَا يحدث البحران الَّذِي يُرِيد أَن يكون فِيهِ فَفِي الْيَوْم التَّاسِع يحفز الْمَرَض. قَالَ: وَإِمَّا الْأَيَّام الَّتِي يحدث فِيهَا البحران الْخَبيث المذموم على الْأَمر الْأَكْثَر فالسادس وَهَذَا الْيَوْم كَأَنَّهُ يحارب السَّابِع حَتَّى كَأَنَّهُ بِمَنْزِلَة المتغلب العسوف. قَالَ: والبحران الَّذِي يكون فِي الرَّابِع عشر لَا يتَأَخَّر إِلَى الْوَاحِد وَالْعِشْرين إِلَّا فِي الندرة وَعند ذَلِك يكون الْمُنْذر بِهِ الثَّامِن عشر. وَأما الثَّالِث عشر فانه لَيْسَ من الْأَيَّام الَّتِي يكون فِيهَا بحران لكنه أنقص قُوَّة من جَمِيع أَيَّام البحران لِأَن البحران يكون فِيهِ أقل مِنْهُ فِي جَمِيعهَا. وَأما الْيَوْم الثَّانِي فَلَا يحدث فِيهِ بحران فِي حَال من الْأَحْوَال لِأَن الْقُوَّة تكون فِيهِ بعد قَوِيَّة مُحْتَملَة لَا تبلغ الْعلَّة بهَا إِلَّا أَن تثور وتجاهد. قَالَ: وَلَا يحدث البحران فِي حَال من الْأَحْوَال فِي الْخَامِس عشر وَلَا فِي السَّادِس عشر وَلَا فِي التَّاسِع عشر على أَن الْخَامِس عشر يَلِي الرَّابِع عشر وَالسَّادِس عشر مُتَقَدم للسابع عشر وَالتَّاسِع عشر للعشرين.

لي: وَهُوَ ألزم للتحفظ إِلَّا أَن فِيهِ خلافًا وتخليطاً وَأَنا قَائِل فِي ذَلِك بِحَسب مَا يتَبَيَّن من رأى جالينوس. قَالَ ج فِي الْمقَالة الثَّانِيَة فِي أَولهَا إِنَّك إِن تفقدت أَيَّام البحران وجدت أقوى الْأَيَّام الأسابيع ثمَّ بعد ذَلِك الأرابيع ثمَّ الْوَاقِعَة فِي الْوسط كالخامس وَالثَّالِث وَالسَّادِس وَالتَّاسِع. وَقَالَ: الرَّابِع يَوْم بحران وَإِن كَانَ ضَعِيفا. 3 (تَحْصِيل قُوَّة الْأَيَّام فِي ابْتِدَاء الْمَرَض) قَالَ: الحميات إِذا ثارت دفْعَة فَإنَّا قد رَأينَا قوما كثيرا أكلو وناموا وَلَا قلبة بهم ثمَّ حموا بَغْتَة وَآخَرين دخلو الْحمام وارتاضوا فحموا بَغْتَة فَلَيْسَ فِي أول هَذِه لبس وَلَا مرية وَمِنْهَا مَا يهيج بصاحبها أَولا تكسر وصداع ثمَّ يهيج الْحمى وَهَذِه يجب أَن يُؤْخَذ أَولهَا لَا من حِين بدا الصداع وَنَحْوه لَكِن من حِين بَدَت الْحمى. لي: أَحسب أَن أول الْمَرَض الْيَوْم وَالْوَقْت الَّذِي يُنكر الْمَرِيض حَاله إنكارا بَينا لَا محَالة شكّ فِي قَالَ: فَأَما أبقراط الَّذِي تفقد هَذِه الْأَشْيَاء أَكثر من جَمِيع الْأَطِبَّاء فَكَمَا ذكر أَن كثيرا من المرضى عرضت لَهُم الْحمى دفْعَة من غير أَن يعرض لَهُم عَارض قبلهَا وَذكر آخَرين عرض لَهُم قبل الْحمى أَذَى وهم يتصرفون فِي أَعْمَالهم كَذَلِك ذكر أَن أَيَّام البحران تكون على حَالهَا إِذا حسب أَولهَا من أول يَوْم عرض الصداع أَو غَيره من الْأَذَى وعَلى حسب هَذَا الِابْتِدَاء أجرت الْأَطِبَّاء أَيَّام البحران. لي: هَذَا فِيمَا يظْهر يُخَالف لما جمعه حنين من هَذَا الْكتاب فِي هَذَا الْموضع هَذَا القَوْل وَهُوَ الْكتاب الَّذِي طرح عَنهُ حنين الْحجَّاج. قَالَ حنين: إِنَّه فِي الأَصْل كَذَا وَيكون أبقراط أَنه وجد البحران يكون من أول يَوْم عرضت للْمَرِيض فِيهِ الْحمى لِأَن من أَيَّام يَوْم عرض للْمَرِيض الصداع وعَلى هَذَا الِابْتِدَاء أجرت الْأَطِبَّاء أَيَّام البحران فَهَكَذَا فِي هَذَا الْكتاب وَيُمكن أَن يكون هُوَ الصَّحِيح وَالَّذِي أَحسب أَنه قد يجوز أَن يحْسب الِابْتِدَاء الْيَوْم الَّذِي يعرض فِيهِ الْأَعْرَاض إِذا كَانَت قَوِيَّة وَأَنه على حسب قوتها يكون الْعَمَل وَهَذَا أصح مَا يكون بِهِ الْعَمَل. قَالَ بعد هَذَا فِي هَذَا الْموضع: لَا نَأْخُذ حِسَاب الْأَيَّام عَن الِابْتِدَاء القياسي لَكِن عَن المحسوس وَقد امتحن أبقراط أَيَّام البحران فِيمَن اضْطجع ضَرْبَة وَفِي من تأذى قبل أَن يضطجع فَوَجَدَهَا غير مُخْتَلفَة وَجعل ابْتِدَاء الْحساب الأول لَيْسَ وَقت أصَاب الْمَرِيض فِيهِ الصداع لَكِن أول وَقت أَصَابَته الْحمى. لي: هَذَا القَوْل: إِن أَيَّام البحران تصح إِن حسبت مُنْذُ أول يَوْم حدثت فِيهِ الْحمى وَمن أول يَوْم يكون الصداع فِيهِ والأعراض الْأُخَر فَيَقُول حسب أبقراط الْأَيَّام الْأُخَر فِيمَن عرضت

بِهِ بَغْتَة حمى من يَوْم الْحمى وفيمن ظَهرت بِهِ قبلهَا أَعْرَاض من يَوْم ظَهرت وَلَيْسَ فِي اخْتِصَار حنين) الْحساب الأول الَّذِي من حِين تبتدىء الْأَعْرَاض وَكَانَت تظن أَنَّهَا متناقضة بل إِنَّمَا ذكر فِي ذَلِك الْكتاب: الْيَوْم الَّذِي يحْسب مِنْهُ أول يَوْم يحم لَا الْيَوْم الَّذِي يحس فِيهِ بالأعراض وَلَيْسَ للْآخر ذكر الْبَتَّةَ. لي: يجب فِي الْأَمْرَاض الَّتِي تبتدىء فِيهَا أَعْرَاض صعبة ظَاهِرَة قبل ظُهُور الْحمى أَن يحْسب ذَلِك الْيَوْم وَأما الَّتِي تبتدىء فِيهَا الْحمى فَلَا تشك فِيهِ. والأجود أَن تتفقد الْحساب فِي الأول من حِين بَدَت الْأَعْرَاض وَمن حِين ظَهرت الْحمى وتتفقدهما جَمِيعًا على أَنه إِذا كَانَت الْأَعْرَاض الَّتِي ظَهرت قبل الْحمى قَوِيَّة فَمِنْهَا يجب أَن تحسب الَّذِي تفقدته فَوَجَدته أصح أَن يحْسب ابدأ من حِين يظْهر التَّغَيُّر عَن الْحَال الطبيعية وَإِن لم تكن حمى. مِثَال أَقُول: إِن رجلا ابتدأت بِهِ حمى فِي السَّاعَة الْعَاشِرَة من النَّهَار فَإِنَّهَا تتفقد فِي الْيَوْم الثَّانِي هَل يُوجد للنوبة ابْتِدَاء محسوس وَكَذَلِكَ فِي الثَّالِث إِن كَانَت تنوب غبا ويتفقد نوبَة الْحمى فِي أَي الْأَيَّام أصعب فِي الْأَفْرَاد أم فِي الْأزْوَاج. لي: إِنَّمَا يتفقد ذَلِك لِأَن البحران ينذر إِلَى الْيَوْم الأصعب قَالَ فَأَقُول: إِنَّهَا دائمة وَهِي مَعَ ذَلِك تشتد غبا وَإِن النّوبَة اشتدت فِي الْيَوْم الثَّالِث فِي السَّاعَة الْحَادِيَة عشرَة من النَّهَار وَفِي الْيَوْم الْخَامِس من السَّاعَة الأولى من اللَّيْل وعَلى ذَلِك تتأخر كل نوبَة سَاعَة وَكَانَت جَمِيع أَحْوَال هَذَا العليل إِلَى اللَّيْلَة الْحَادِيَة عشرَة على مِثَال وَاحِد ثمَّ إِنَّه فِي هَذِه اللَّيْلَة أحس بالبول أَكثر مِمَّا كَانَ وَظَهَرت فِيهِ غمامة بَيْضَاء لَا تكون قد ظَهرت قبل ذَلِك فَإِذا رأى ذَلِك طَبِيب هُوَ بِالْحَقِيقَةِ طَبِيب فَإِنَّهُ يَرْجُو رَجَاء قَوِيا أَن يكون انْقِضَاء الْمَرَض فِي الرَّابِع عشر وَقد يعرض كثيرا أَن يتجاوزه وَعلم ذَلِك يعرف من كتاب البحران. قَالَ: فَاشْتَدَّ الْحمى فِي اللَّيْلَة الْحَادِيَة عشرَة فِي إِحْدَى سَاعَات تِلْكَ اللَّيْلَة وَإِنَّمَا هِيَ أحد السَّاعَة لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن تتقدم السَّاعَة الَّتِي من عَادَتهَا أَن تَجِيء فِيهَا وَيُمكن أَلا تتقدم إِلَّا أَن الْعَادة قد جرت فِي الْأَكْثَر بِأَن تتقدم. إِذا كَانَ البحران مزمعا أَن يكون قَالَ: وَليكن فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة عشرَة صعوبة شَدِيدَة حَتَّى يكون رجاؤك للبحران قَوِيا وَلَيْسَ يُمكن إِذا كَانَت الْحَال كَذَلِك أَن لَا يعرض للعليل بحران جيد فِي الْحمى الَّتِي تنوب فِي الثَّالِث عشر وَلِأَن لَا تدع شَيْئا من غير تَجْدِيد فلتكن فِي هَذِه اللَّيْلَة صعوبة) من الْمَرَض وَليكن ابْتِدَاء السَّاعَة الثَّامِنَة فِيهَا بنافض صَعب وَلَا يكون ظهر شَيْء من الْأَعْرَاض الَّتِي تلْزم البحران وَليكن النبض مُخْتَلفا فِي نظامه غير مستو لَكِن تكون أَكثر حركاته مشرفة عَظِيمَة قَوِيَّة. أَقُول: إِن هَذَا الْمَرِيض إِذا انْتَهَت حماه الَّتِي عرضت لَهُ بالنافض مُنْتَهَاهَا ابْتَدَأَ يعرق عرقا مَحْمُودًا وَبَين أَن ذَلِك يُصِيبهُ فِي الْيَوْم الرَّابِع عشر وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَت الْحمى مِمَّا

أَخَذته فِي السَّاعَة الثَّامِنَة من اللَّيْلَة الثَّالِثَة عشرَة فعرقه يكون فِي الرَّابِع عشر وَليكن الْمَرِيض كلما استفرغ اسْتَوَى نَفسه وَحسن نبضه وخف بدنه واستراح فيمكث نَهَاره كُله يعرق عرقا كثيرا حارا فِي بدنه كُله مستويا ثمَّ تسكن عَنهُ الْحمى بالعشى سكونا تَاما. أَقُول: إِن بحران هَذَا الْمَرِيض بحران صَحِيح وَإنَّهُ يجب أَن يغذي قَلِيلا قَلِيلا وَإِن هَذَا لَا يخَاف عَلَيْهِ عودة الْمَرَض لِأَن الْيَوْم الَّذِي كَانَ فِيهِ بحرانه يَوْم بحران صَحِيح وَقد اجْتمعت فِيهِ جَمِيع العلامات الدَّالَّة على البحران وَذَلِكَ أَنه لما كَانَ قد ظهر فِي الْحَادِي عشر عَلامَة تدل على النضج فَإِنَّهُ وَجب أَن يكون البحران الَّذِي كَانَ فِي الرَّابِع عشر منذرا بِهِ وَلما كَانَت فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة عشرَة صعوبة من الْمَرَض قبل نوبَة الْحمى وابتدأت الْحمى فِي تِلْكَ اللَّيْلَة بنافض واضطراب فِي النبض شَدِيد يدل على البحران ثمَّ جَاءَ عرق مَحْمُود كثير فقد وَجب أَن يُقَال: إِن ذَلِك البحران كَانَ بَينا وَلما لم تكن فِيهِ أَعْرَاض يخَاف مِنْهَا وَجب أَن يُقَال لَهُ: إِنَّه سليم وَلما لم يبْق من الْحمى بَقِيَّة وَجب أَن يُقَال: إِنَّه تَامّ وَإنَّهُ جيد وَالَّذِي بَقِي أَن يتَبَيَّن أَنه بحران صَحِيح لَا يعاود فِيهِ الْمَرَض. وَهَذِه الْمعرفَة تحْتَاج أَن تُؤْخَذ من جَمِيع الْخِصَال الَّتِي ذَكرنَاهَا وَبَعض تِلْكَ الْخِصَال طبيعية الْيَوْم فَإنَّك إِن أفردت جَمِيع هَذِه الْخِصَال على حِدته وتقلب البحران إِلَى الْيَوْم الْخَامِس فِيهِ لم تكن صِحَّته على مِثَال هَذَا وَلَا قَرِيبا مِنْهُ وَإِنَّمَا يُحَقّق صِحَّته البحران يَوْم البحران وَهَذِه مَنْفَعَة أَيَّام البحران. قَالَ: وَإِن ابتدأت جَمِيع العلامات على حَالهَا وغيرت يَوْم البحران نقص من صِحَة البحران نُقْصَانا كثيرا وَإِن كَانَت العلامات الْأُخَر الَّتِي تدل على البحران غير تَامَّة ثمَّ أضيف إِلَيْهَا يَوْم البحران صَحَّ البحران وَلَو لم يكن لأيام البحران إِلَّا هَذَا فَقَط لِأَنَّهُ يجْتَمع مَعَه أَكثر عَلَامَات البحران وَأَعْظَمهَا أَو كلهَا لقد كَانَ يجب لهَذَا وَحده أَن يُقَال: إِن طبيعة أَيَّام البحران غير طبيعة) غَيرهَا من الْأَيَّام فَإِذا كَانَت مَعَ هَذَا قد تَتَغَيَّر هِيَ من نَفسهَا على صِحَة فكم بالحرى قد يحب أَن تَقول: إِن طبيعة أَيَّام البحران غير طبيعة تِلْكَ الْأَيَّام الْأُخَر الَّتِي لَا تعين على صِحَة البحران وَلَا تَجْتَمِع مَعهَا كثير من عَلَامَات البحران. قَالَ: أما أَنا فَأرى هَذَا. قَالَ: وأرجع إِلَى الْمِثَال فِي الْمَرِيض الَّذِي كنت وصفت أَن عَلامَة البحران بَانَتْ فِي بَوْله فِي الْحَادِي عشر ثمَّ أَتَاهُ البحران فِي الرَّابِع عشر فلنضع الْآن: أَن البحران لم يَأْته فِي الرَّابِع عشر وَلكنه جَاوز ذَلِك الْيَوْم إِلَى الْخَامِس عشر ثمَّ ابْتَدَأَ بِهِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَة نافض وأصابه البحران فِي السَّادِس عشر لتعلم علما يَقِينا صِحَة قُوَّة يَوْم البحران. أَقُول: إِنَّه إِذا كَانَ كَذَلِك لم يعرق الْمَرِيض عرقا مَحْمُودًا وَلم تُفَارِقهُ الْحمى مُفَارقَة صَحِيحَة فِي ذَلِك الْيَوْم فَإِن اتّفق وَذَلِكَ مَا لَا يكَاد يتَّفق وَهُوَ أَن يعرق الْمَرِيض عرقا مَحْمُودًا وتقلع عَنهُ الْحمى فَإِن البحران لَا محَالة يَصح. وَإِن زل ذَلِك الْمَرِيض أدنى زلل عَادَتْ إِلَيْهِ.

ثمَّ لنضع الْآن أَن عَلامَة البحران ظَهرت فِي ذَلِك الْمَرِيض فِي الرَّابِع كَمَا وَصفنَا قبل أَو أَنَّهَا ظَهرت فِي الْحَادِي عشر أَقُول: إِنَّه يجب أَن يتَوَقَّع البحران فِي السَّابِع وَذَلِكَ أَن النذير فِي الْأُسْبُوع الثَّانِي هُوَ الْيَوْم الْحَادِي عشر وَفِي الْأُسْبُوع الأول الرَّابِع وكما يدل الْحَادِي عشر على الرَّابِع عشر كَذَلِك يدل الرَّابِع على السَّابِع فلتكن نوبَة الْحمى فِي اللَّيْلَة السَّابِعَة فِي السَّاعَة الثَّالِثَة وَليكن النافض والنبض على ذَلِك الْمِثَال وليبتدىء الْعرق فِي آخر اللَّيْل وليلبث الْمَرِيض نَهَاره كُله وَهُوَ الْيَوْم الثَّامِن يعرق عرقا مَحْمُودًا ولتقلع عَنهُ الْحمى نَحْو العشى فَفِي مثل هَذَا الْموضع يجب أَن ينعم النّظر فقد قلت بديا: إِن نوبَة الْحمى أَتَت الْمَرِيض مجيئا تدل على البحران فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة عشرَة ثمَّ أقلعت عَنهُ الْحمى فِي الْيَوْم الرَّابِع عشر فَقلت: إِن البحران جَاءَهُ فِي الْيَوْم الرَّابِع عشر لَا فِي الثَّالِث عشر ووصفت الْآن أَن الْعرق وانقضاء الْعلَّة أَتَيَاهُ فِي نَهَار الثَّامِن. وَأَنا أَقُول مَعَ ذَلِك: إِن البحران إِنَّمَا أَتَى هَذَا الْمَرِيض فِي السَّابِع وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يَنْبَغِي أَن يقْتَصر فِي إِيجَاب البحران ليَوْم مَا على مَا تقدم من نوبَة الْحمى وصعوبتها فِيهِ وَلَا فِي ابْتِدَاء الْعرق وَلَا فِي إقلاع الْحمى لَكِن إِن اجْتمعت هَذِه الْخلال الثَّلَاث فَلَا تشك فِي البحران لليوم الَّذِي اجْتمعت فِيهِ فَأَما إِن كَانَت وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ فَلَا يجب البحران ضَرُورَة لذَلِك الْيَوْم لَكِن انْظُر حِينَئِذٍ فِي الْأَيَّام المنذرة فَإِذا أنذر الرَّابِع وَالْحَادِي عشر بالبحران ثمَّ كَانَت خلة من خلال البحران فِي السَّابِع أَو الرَّابِع عشر فَأوجب البحران للسابع وَالرَّابِع عشر فَإِن لم يكن البحران فِي السَّابِع وَلَا فِي الرَّابِع) عشر وَلَا خلة من خلال البحران لَا فِي آخِره وَلَا فِي أَوله فأضف البحران إِلَى الْيَوْم الَّذِي كَانَ فِيهِ البحران كُله فَإِن لم ينذر بالبحران يَوْم كَانَ قبله ثمَّ جَاءَ البحران يَوْمَيْنِ فَانْظُر فِي هَذِه الْأَعْلَام ليستدل بهَا لأي الْيَوْمَيْنِ البحران. والأعلام هِيَ الْقيَاس أَعنِي قِيَاس الأدوار وطبائع الْأَيَّام وَعدد أَوْقَات البحران وزمان البحران. أما نظرك فِي قِيَاس الأدوار فَلْيَكُن على هَذَا الْمِثَال: إِن كَانَت الْعلَّة تصعب على الْمَرِيض فِي الْأَفْرَاد فالبحران للفرد وَإِن كَانَ تصعب فِي الْأزْوَاج فالبحران للزَّوْج وَذَلِكَ أَن البحران يكون أَكثر ذَلِك فِي وَقت استصعاب الْحمى. أما نظرك فِي طبائع الْأَيَّام فَلْيَكُن على هَذَا الطَّرِيق: مَتى شَككت فِي البحران بَين التَّاسِع والعاشر فَإِن وجدت البحران سليما فأضفه إِلَى التَّاسِع وَإِن رَأَيْته نَاقِصا رديئا ذَا خطر فالعاشر أولى بِهِ. وَأما نظرك فِي عدد أَوْقَات البحران فعلى هَذَا الْوَجْه: أَوْقَات البحران ثَلَاثَة: أَولهَا ابْتِدَاء الدّور الَّذِي يدل مَجِيئه على بحران وَالثَّانِي ابْتِدَاء الشَّيْء الَّذِي بِهِ يكون البحران استفراغا كَانَ أَو غَيره وَالثَّالِث انْقِضَاء البحران فاليوم الَّذِي يحدث فِيهِ وقتان من أَوْقَات البحران فَذَلِك الْيَوْم أولى بالبحران.

وَأما نظرك فِي زمَان البحران فعلى هَذِه الْجِهَة: انْظُر فِي أَي الْيَوْمَيْنِ زمَان البحران أطول فَهُوَ أولى بِهِ. فَإِن دلّت هَذِه الْأَعْلَام الْأَرْبَعَة على يَوْم وَاحِد فالبحران وَاجِب لذَلِك الْيَوْم وَإِن نقص وَاحِد فالبحران على حَال بذلك الْيَوْم إِلَّا أَن لليوم الآخر فِيهِ حِصَّة فَإِن تَسَاوَت أَعْلَام الْيَوْمَيْنِ فالبحران مُشْتَرك بَينهمَا. وَرُبمَا جَاوز البحران بِالْيَوْمِ الثَّانِي إِلَى الْيَوْم الثَّالِث وَإِذا كَانَ ذَلِك فاليوم الْأَوْسَط من طَرِيق طول زمَان البحران فِيهِ هُوَ أولى بالبحران إِلَّا أَنه لَا يجب أَن يُوجب لَهُ البحران كُله لَكِن يَنْبَغِي أَن ينظر أَولا: هَل أنذر بالبحران يَوْم قبله أم لَا فَإِن هَذِه الْعَلامَة وَلَو قلت من أقوى العلامات ثمَّ ينظر بعد إِن كَانَ لم ينذر بالبحران يَوْم قبله فِي الْأَعْلَام الْبَاقِيَة الَّتِي أتيت على ذكرهَا قبل وَهِي قِيَاس نَوَائِب الْحمى وطبائع الْأَيَّام وَعدد أَوْقَات البحران وزمان البحران وَقد يَكْتَفِي فِي هَذَا بِهَذَا القَوْل فِي الْيَوْم الأول وَفِي الْيَوْم الثَّانِي. قَالَ: إِن كَانَ البحران إِنَّمَا هُوَ الِاضْطِرَاب السَّرِيع الَّذِي يكون قبل انْقِضَاء الْمَرَض فَلَا يجب أَن) يعد الْيَوْم الأول وَلَا الثَّانِي من أَيَّام البحران وَذَلِكَ أَنه لَا يكون فيهمَا قبل انْقِضَاء الْمَرَض اضْطِرَاب ظَاهر فَإِن سميت كل انْقِضَاء يكون للْمَرِيض بحرانا وَجب أَن يعد الْيَوْم الأول وَالثَّانِي من أَيَّام البحران وَذَلِكَ لِأَن حميات يَوْم تَنْقَضِي إِمَّا فِي الْيَوْم الأول وَإِمَّا فِي الْيَوْم الثَّانِي فِي مَا بعد الْعشْرين من أَيَّام البحران. قَالَ ج: إِن أرخيجانس يذكر أَن البحران يكون فِي الْوَاحِد وَالْعِشْرين أَكثر مِمَّا يكون فِي الْعشْرين وَمَا رَأَيْت أَنا أَن الْأَمر كَذَلِك وَلَا رَآهُ أبقراط وَرَأَيْت البحران الَّذِي يكون فِي السَّابِع وَالْعِشْرين أَكثر مِمَّا يكون فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين. وَأما أرخيجانس فَذكر أَن الْأَمر بالضد وَالْيَوْم الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ صَالح الْقُوَّة وَالْأَرْبَعُونَ أقوى مِنْهُ وَأما الْيَوْم الرَّابِع وَالْعشْرُونَ وَالْيَوْم الْوَاحِد وَالثَّلَاثُونَ فَإِن البحران يكون فيهمَا أقل مِمَّا فِي تِلْكَ وَأَقل من هَذِه أَيْضا كثيرا الْيَوْم السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ حَتَّى أَنه يكون على النَّحْو من بَين الْأَيَّام الَّتِي يكون فِيهَا البحران وَالَّتِي لَا يكون فِيهَا بحران وَهُوَ إِلَى أَلا يكون فِيهَا بحران أقرب. فَأَما سَائِر الْأَيَّام الَّتِي بَين الْعشْرين وَالْأَرْبَعِينَ فَلَا يكون فِيهَا بحران. وَأَنا أعدهَا: وَهِي الثَّانِي وَالْعشْرُونَ وَالثَّالِث وَالْعشْرُونَ وَالْخَامِس وَالْعشْرُونَ وَالسَّادِس وَالْعشْرُونَ وَالتَّاسِع وَالْعشْرُونَ وَالثَّلَاثُونَ وَالثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ وَالثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ وَالْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ وَالسَّادِس وَالثَّلَاثُونَ وَالثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ وَالتَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ وجملتها اثْنَا عشر. وَالِاضْطِرَاب الشَّديد يكون فِي أَيَّام البحران الَّتِي بعد هَذِه إِلَى الْأَرْبَعين بِقُوَّة الْحَرَكَة فِيهَا تنتقص قَلِيلا قَلِيلا وَأما أَيَّام البحران الَّتِي بعد هَذِه إِلَى الْأَرْبَعين فَكلهَا ضَعِيفَة الْحَرَكَة جدا والانقضاء يكون فِيهَا بالنضج وبالخراجات أَكثر مِمَّا يكون بالاستفراغ وَقد يكون فِي هَذِه أَيْضا بحران بالاستفراغ لَكِن فِي الندرة وَبلا حَرَكَة شَدِيدَة وَفِي أَكثر الْأَمر تتصل بالبحران أَيَّام كَثِيرَة لَا سِيمَا إِذا كَانَ البحران بخراج. وَرَأَيْت أبقراط يستخف بِجَمِيعِ الْأَيَّام الَّتِي من بعد

الْأَرْبَعين خلا السِّتين والثمانين وَالْعِشْرين وَالْمِائَة ثمَّ يَقُول بعد هَذَا: إِن من الْأَمْرَاض مَا يكون بحرانه فِي سَبْعَة أشهر والصيفية تَنْقَضِي فِي الشتَاء وَبِالْعَكْسِ وَمِنْهَا فِي سبع سِنِين وَمِنْهَا فِي أسبوعين من السنين وَمِنْهَا فِي ثَلَاثَة أسابيع. وَقد ذكر قوم الثَّانِي وَالْأَرْبَعِينَ وَالْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ وَالثَّامِن وَالْأَرْبَعِينَ وسنذكرها كلهَا. قَالَ: وَيجب لمن أَرَادَ أَن يحكم الْعلم بِالْيَوْمِ الَّذِي يكون فِيهِ البحران أَن يحكم قبل كل شَيْء مَا) قَالَه أبقراط فِي تقدمة الْمعرفَة ثمَّ مَا قَالَه فِي كتب أخر من حالات الْهَوَاء وَمَا يعرض فِيهَا من الْأَمْرَاض وَمَا قَالَه فِي الْأَسْنَان وأوقات السّنة والطبائع والبلدان ثمَّ يحكم مَعَ ذَلِك علم النبض فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ لَا يعسر عَلَيْهِ من ذَلِك: إِنَّه إِن كَانَ الْمَرَض حادا وَلم يظْهر فِيهِ شَيْء من عَلَامَات الْهَلَاك وَإِن أَنْت رَأَيْت فِي الرَّابِع عَلامَة بَيِّنَة للنضج فَاعْلَم أَن البحران يكون فِي السَّابِع وَمن لم يعرف عَلَامَات الْهَلَاك وعلامات السَّلامَة وعلامات الْخطر فَلم ينْتَفع بِشَيْء من قولي. وَإِن عرف هَذِه كلهَا وَلم يعرف عَلَامَات النضج لم ينْتَفع بِشَيْء مِمَّا أَقُول لِأَنَّك إِن رَأَيْت فِي الْمَرَض عَلَامَات الْخطر وَرَأَيْت فِي الْيَوْم الرَّابِع عَلَامَات النضج ثمَّ كَانَت الْحمى تنوب فِي الْأزْوَاج فتوقع البحران فِي السَّادِس فَإِن تجَاوز السَّادِس فَهُوَ يكون فِي السَّابِع. وَإِن رَأَيْت فِي الْمَرَض عَلَامَات السَّلامَة فالبحران يكون فِي السَّابِع. وَأما عَلَامَات الْهَلَاك فَلَا تَجْتَمِع مَعَ عَلَامَات النضج الْبَتَّةَ فَإِن عَلَامَات النضج إِذا ظَهرت فِي الرَّابِع وَصلح الْمَرِيض فِي السَّابِع فَانْظُر إِلَى عدد عَلَامَات الْهَلَاك وَمِقْدَار قوتها فَإِنَّهَا مَتى كَانَت كَثِيرَة قَوِيَّة فِي الرَّابِع فَإِن الْمَرِيض أَكثر مَا يَمُوت فِي السَّادِس وَصِحَّة ذَلِك تُؤْخَذ من الْأَيَّام الَّتِي تنوب فِيهَا الْحمى وَذَلِكَ أَنَّهَا إِن كَانَت تنوب فِي الْأزْوَاج فالمريض يَمُوت فِي السَّادِس وَإِن كَانَت تنوب فِي الْأَفْرَاد فالمريض يَمُوت فِي السَّابِع وَرُبمَا كَانَت الْحمى تنوب فِي الْأَفْرَاد وَمَات الْمَرِيض فِي السَّادِس وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ الْمَرَض قوي الحدة وَكَانَت الْأَعْرَاض الَّتِي ظَهرت فِي الرَّابِع كَثِيرَة عَظِيمَة وَلذَلِك يجب أَن يعرف عظم الْأَعْرَاض فِي قوتها على الْحَقِيقَة وَالِاسْتِقْصَاء. وَقد قُلْنَا فِي كتاب البحران فِي عظم الْأَعْرَاض: وَقد تفقدنا أَصْحَاب الْأَمْرَاض الحادة على الِاسْتِقْصَاء فَوَجَدنَا الْيَوْم الرَّابِع ينذر بِالْيَوْمِ السَّابِع بِذَاتِهِ وَمعنى قَوْله بِذَاتِهِ: إِنَّه مَتى لم يعرض عَارض عَظِيم مِمَّا يكون فِي الندرة إِمَّا من خَارج وَإِمَّا من نفس الْمَرَض وَإِمَّا من بدن الْمَرِيض فَإِن الْيَوْم الرَّابِع لَا محَالة ينذر بالسابع وَإِن عرض عَارض من خَارج لم تقدره مِمَّا سَنذكرُهُ بعد أَو تحرّك الْمَرَض إِلَى البحران حَرَكَة سريعة وَكَانَت قُوَّة الْمَرِيض ضَعِيفَة أَو كَانَ الأمرعلى خلاف ذَلِك فقد يُمكن أَن يكون بحران الْمَرِيض قبل السَّابِع أَو بعد السَّابِع. وَقد يجب لَك أَن تعرف ذَلِك وتميزه على هَذَا الْمِثَال. إِن عرض للْمَرِيض عَارض رَدِيء من خَارج وَكَانَ الْمَرَض شَدِيد الحدة وَكَانَ الْمَرِيض ضَعِيفا فَاعْلَم أَن الْمَرِيض الَّذِي قد رَأَيْت فِيهِ عَلامَة رَدِيئَة فِي الْيَوْم الرَّابِع لَا يبْقى إِلَى السَّابِع

لكنه يَمُوت) فِي السَّادِس وَلَا سِيمَا إِن كَانَت حماه تنوب فِي الْأزْوَاج. فَإِن لم يعرض لَهُ عَارض من خَارج الْبَتَّةَ وَلم تكن حَرَكَة الْمَرَض قَوِيَّة فَانْظُر فَمَتَى وجدت الْعَلامَة الرَّديئَة الَّتِي قد ظَهرت فِي الرَّابِع بَيِّنَة فَاعْلَم أَن الْمَرِيض يَمُوت فِي السَّابِع وَإِن كَانَت خُفْيَة فالمريض يجوز السَّابِع. وَإِن كَانَت حماه تنوب فِي الْأزْوَاج فَهُوَ يَمُوت فِي الثَّامِن. وسأبين فِي كتاب البحران أَي العلامات هِيَ الَّتِي تسميها خُفْيَة وأيها هِيَ الَّتِي تسميها بَيِّنَة وسأذكر لَك أَيْضا فِي هَذَا الْكتاب فِيمَا بعد وَقبل ذَلِك فَإِنِّي رَاجع إِلَى مَا بَقِي على تحديده من ذَلِك: إِنَّه مَتى ظَهرت فِي الْيَوْم الرَّابِع عَلامَة صَالِحَة وَلم يكن على الْمَرِيض بَأْس فَلَا يُمكن أَن يكون بحرانه إِلَّا فِي الْيَوْم السَّابِع إِلَّا أَن يعرض عَارض من خَارج. وَأَنا ذَاكر هَذِه الْعَوَارِض فَأَقُول: إِن مِنْهَا مَا يكون من نفس الْمَرَض وَمِنْهَا مَا يكون من أَفعَال الْأَطِبَّاء الَّذين يبادرون بالضماد والكماد والحجامة والدلك وَنَحْوه فَإِذا كَانَ البحران قد تهَيَّأ أَن يكون فِي السَّابِع ثمَّ أخطىء على الْمَرِيض قبل السَّابِع لم يَأْتِ البحران فِي السَّابِع لِأَن الطبيعة قد أخذت عَلَيْهَا مَا منعهَا أَن يَتَحَرَّك حركتها على نظامها وَلذَلِك تشْتَرط فَتَقول: إِن هَذَا الْمَرِيض يَأْتِيهِ البحران يَوْم كَذَا وَكَذَا إِن تولينا نَحن علاجه. فَأَما الْأَشْيَاء الَّتِي تعرض من خَارج كالفزع وَالشَّيْء الَّذِي يضْطَر إِلَى الْحَرَكَة وَخبر بغم وَنَحْوه مِمَّا يضْطَر الْمَرِيض إِلَى شدَّة الْخَوْف أَو إِلَى السهر فَإِنَّهُ يبطل بِهِ صِحَة مَا تقدم بِهِ الطَّبِيب. فَأَما السهر الَّذِي يكون لغير حَادث من خَارج فِي مَا بَين قَضِيَّة المتطبب عَلَيْهِ وَبَين وَقت البحران فقد يفْسد مَا أنذر بِهِ الطَّبِيب فَمَتَى صحت هَذِه الشَّرَائِط ثمَّ ثبتَتْ فِي الرَّابِع عَلامَة تدل على بحران ثمَّ لم يخطأ الطَّبِيب وَلَا الْمَرِيض وَلَا خدمه وَلَا حدث حَادث فالبحران يَأْتِي فِي السَّابِع لَا محَالة وَصَاحب الْقَضِيَّة الصادقة هُوَ الَّذِي يحس العلاج الْمُسْتَقيم وَذَلِكَ أَن الَّذِي لَا يعرف وَقت البحران وَلَا يعرف وَقت مُنْتَهى الْمَرَض فَلَا بُد أَن يخطىء فِي تَدْبِير العليل. قَالَ: فَإِن ظَهرت فِي الرَّابِع عَلامَة صَالِحَة بَيِّنَة ثمَّ عرض قبل السَّابِع خطأ فَانْظُر فِي مِقْدَار ذَلِك الْخَطَأ فَإِن كَانَ يَسِيرا وَمَعْرِفَة ذَلِك تُؤْخَذ من حِيلَة الْبُرْء وَمن تقدمة الْمعرفَة فَإِن البحران يكون فِي السَّابِع إِلَّا أَنه يكون نَاقِصا عَن البحران الْجيد. فَإِن كَانَ ذَلِك الْعَارِض عَظِيما فَإِن البحران لَا يكون فِي السَّابِع فَتدبر مِقْدَار مَا عرض من الضَّرَر من ذَلِك الْعَارِض. وَتَفْسِير ذَلِك على الْحَقِيقَة يُمكن إِلَّا أَنه قد يُمكن أَن يعرف مِنْهُ بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَهُوَ فِي) كتاب البحران فَإِذا ظَهرت فِي السَّابِع عَلامَة قَوِيَّة بَيِّنَة تدل على بحران وَالْمَرَض حاد سليم وَقُلْنَا: إِنَّه لم يعرض عَارض الْبَتَّةَ من خطأ أَو غَيره فَيَنْبَغِي أَن يعلم أَن البحران يكون جيدا فِي جَمِيع خصاله وَيكون فِي السَّابِع. فَإِن عرض عَارض يسير فَإِن البحران يكون على حَال يكون فِي السَّابِع إِلَّا أَنه لَا يكون تَاما. فَإِن عرض عَارض عَظِيم حَتَّى يُؤَخر البحران عَن السَّابِع وينقله إِلَى يَوْم بعده فَانْظُر مِقْدَار مَا دخل على الْمَرِيض من الضَّرَر من

ذَلِك الْعَارِض لِأَن من عرف هَذَا على الْحَقِيقَة علم علما يَقِينا أَن إِلَى التَّاسِع ينْتَقل البحران أَو إِلَى الْحَادِي عشر. والأمراض السليمة الَّتِي لَا يشوبها شَيْء من الْخطر إِذا عرض فِيهَا عَارض فَإِنَّمَا تطول فَقَط فَأَما الْأَمْرَاض الَّتِي عَاقبَتهَا إِلَى السَّلامَة والخلاص إِلَّا أَن فِيهَا أَعْرَاض الْخطر وَالْخَوْف فَمَتَى عرض فِيهَا عَارض فَإِنَّهَا تؤول إِلَى الْهَلَاك. والأمراض السليمة أَيْضا إِذا كثرت أَعْرَاض الْعَوَارِض الْعَظِيمَة وتوالت وانتقلت الْأَمْرَاض عَن طبيعتها إِلَى طبيعة الْأَمْرَاض الْمهْلكَة على حسب تَأَخّر البحران فِي الْأَمْرَاض السليمة وبقدر مَا يدْخل على الْمَرِيض من الضَّرَر من الْآفَات الْعَارِضَة بَين يَوْم الْإِنْذَار وَيَوْم البحران يتَقَدَّم البحران فِي الْأَمْرَاض القتالة. من ذَلِك أَنه مَتى ظَهرت فِي الرَّابِع عَلامَة تدل على الْمَوْت فأنذرت بِأَن البحران الرَّدِيء يكون فِي السَّابِع لم يتَأَخَّر البحران إِلَى السَّابِع لكنه يعرض فِي أحد الْيَوْمَيْنِ اللَّذين بَين الرَّابِع وَالسَّابِع بحران رَدِيء. وَقد يمكنك أَن تعرف فِي أَي الْيَوْمَيْنِ يكون فِي الْخَامِس أَو فِي السَّادِس من مِقْدَار حِدة الْمَرَض وَمن مِقْدَار الضَّرَر الَّذِي دخل على الْمَرِيض من الآفة الْحَادِثَة وَمن أَوْقَات نَوَائِب الْحمى لِأَنَّهُ إِن كَانَت الْحمى تنوب فِي الْأَفْرَاد وَالْمَرَض حاد جدا ثمَّ حدثت فِي الْيَوْم الرَّابِع آفَة لَيست باليسيرة فَلَيْسَ بعجب أَن يَمُوت الْمَرِيض فِي الْخَامِس. فَإِن كَانَت الْحمى تنوب فِي الْأزْوَاج وَلم يكن الْمَرَض حادا جدا وَلم يكن الضَّرَر الْعَارِض عظما جدا تَأَخّر البحران إِلَى السَّادِس. فَجَمِيع هَذِه الْأَشْيَاء تفْسد معرفَة أَيَّام البحران على كثير من الْأَطِبَّاء لِأَن قَلِيلا مَا يتَّفق أَن يكون لَا يخطىء الطَّبِيب وَلَا العليل وَلَا الخدم وَلَا عَارض يعرض من خَارج فَيجب للطبيب أَن يكون مَعَ علمه بتقدمة الْمعرفَة عَالما بِمِقْدَار الضَّرَر الَّذِي يدْخل على الْمَرِيض من الْآفَات الْحَادِثَة على الِاسْتِقْصَاء والحقيقة كَيْمَا إِن حكم أَنه يكون بحران فِي يَوْم كَذَا وَكَذَا ثمَّ حدث حَادث بَين وَقت قَضيته وَبَين البحران أمكنه هُوَ أَيْضا أَن ينْقل عَن ذَلِك الْيَوْم إِلَى الْيَوْم الَّذِي ينْتَقل إِلَيْهِ) البحران. (وَقت موت الْمَرِيض) إِذا علمت الْيَوْم الَّذِي يَمُوت فِيهِ الْمَرِيض فَانْظُر فِي أَي وَقت من أَوْقَات نَوَائِب الْحمى يثقل على الْمَرِيض فَإِنَّهُ إِن كَانَ حِين تبتدىء نوبَة الْحمى يبرد بدنه كُله بردا شَدِيدا وَلَا يسخن إِلَّا بعسر وَيبقى لَونه حَائِلا زَمنا طَويلا ويصغر نبضه أَو يتَغَيَّر إِلَى حَال رَدِيئَة ويثقل حركته وتكسل ويسبت ويعرض لَهُ نَحْو هَذِه الْأَعْرَاض فَإِن الْمَرِيض يَمُوت فِي مثل ذَلِك الْوَقْت فَإِن كَانَ فِي الِابْتِدَاء لَيْسَ بالرديء وَكَانَ فِي الْمُنْتَهى يخْتَلط عقله ويعرض لَهُ السبات وَالْغَم ويثقل عَلَيْهِ احْتِمَال حماه ويعرض لَهُ التهاب مفرط وَيظْلم عَيناهُ ويصدع ويعرض لَهُ وجع فِي الْفُؤَاد وَنَحْو هَذِه الْأَعْرَاض فَفِي مثل ذَلِك الْوَقْت يَقع الْمَوْت. وَإِن كَانَ الِابْتِدَاء والانتهاء سليمين إِلَّا أَن فِي الانحطاط تذبل نَفسه ويعرق عرقا غير

مستو بَارِدًا إِمَّا فِي الرَّأْس وَحده وَإِمَّا فِي الْعُنُق أَو فِي الصَّدْر وَيصير نبض عرقه ضَعِيفا صَغِيرا وَتعرض لَهُ أشباه هَذِه الْأَعْرَاض فَإِنَّهُ يَمُوت فِي مثل ذَلِك الْوَقْت. وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن الْمَرِيض يَمُوت فِي شَرّ أَوْقَات الْحمى. مِثَال ذَلِك أَنَّك إِن رَأَيْت نَوَائِب الْحمى فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالرَّابِع أصعب مِنْهَا فِي الأول وَالثَّالِث وَالْخَامِس واستدللت بذلك على أَن الْمَرِيض يَمُوت فِي السَّادِس وَرَأَيْت ابْتِدَاء النّوبَة أصعب من جَمِيع أَجْزَائِهَا وَكَانَ ذَلِك فِي السَّاعَة السَّادِسَة قلت فِي هَذَا الْوَقْت يَمُوت الْمَرِيض. والمستعمل لهَذَا الطَّرِيق على مَا يجب يُصِيب فِي الْأَكْثَر وَإِنَّمَا يُخطئ فِي الندرة لِأَن العلامات لَيست تظهر فِي كل حِين صَحِيحَة وَثِيقَة فَيَنْبَغِي أَن تروض نَفسك فِي تعرف العلامات على الِاسْتِقْصَاء مَا أمكنك ثمَّ إِذا وقفت على عَلامَة صَحِيحَة فَاقْض بِمَا صَحَّ عنْدك فَإِن كَانَت الْعَلامَة الَّتِي ظَهرت غير وَاضِحَة فَانْظُر يَوْمًا ثمَّ تفقد أَمر الْمَرِيض فِي يَوْم بعده فَإِن لم يمكنك فِي ذَلِك الْيَوْم أَيْضا أَن تقضي بِشَيْء قد صَحَّ عنْدك فالسكوت أجمل بك. وَقد تعاطيت أَنا هَذَا الْإِنْذَار دهري مَا أعلم أَنِّي أَخْطَأت مرّة وَكَثِيرًا مَا أَقْْضِي مُنْذُ أول الْحمى على أمرهَا كُله فَأَقُول: إِن هَذِه غب أَو ربع أَو نائبة كل يَوْم أَو دائمة حادة لِأَنَّهُ لَيْسَ يُمكن أَن تعرف عَاقِبَة الْحمى مُنْذُ أول أمرهَا إِلَّا أَن يعرف من أَي نوع هِيَ. وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي البحران فلنعد إِلَى مَا قصدنا فَنَقُول: مَتى رَأَيْت مَرِيضا حماه حادة فِي) الْيَوْم الأول وَلَيْسَ فِيهَا شَيْء من الْخطر وَفِي بَوْله عَلامَة نضج فَلَيْسَ يجوز مَرضه الرَّابِع حَتَّى تَنْقَضِي حماه وَكَذَلِكَ إِن كَانَت جَمِيع علاماته تدل على التّلف فَلَا يجوز الرَّابِع حَتَّى يَمُوت. وَإِن كَانَت حماه حادة وَلم يظْهر فِيهِ شَيْء من عَلَامَات الْهَلَاك وَلَا من عَلَامَات النضج فَلَيْسَ يُمكن أَن يسكن مَرضه فِي الرَّابِع وَلَا قبله فتفقد حِينَئِذٍ هَل كَمَا لم يظْهر شَيْء من عَلَامَات النضج كَذَلِك لم يظْهر شَيْء من عَلَامَات طول الْمَرَض أَو مَعَ أَنه لم تظهر عَلَامَات النضج قد ظَهرت عَلَامَات طول الْمَرَض وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ لم يظْهر شَيْء من عَلَامَات النضج لم يظْهر عَلَامَات طول الْمَرَض فَإِن مَرضه يَنْتَهِي نَحْو الْأُسْبُوع الأول فَإِن ظَهرت عَلَامَات تدل على طول وَلست تقدر مُنْذُ أول الْمَرَض أَن تعلم كم يَتَطَاوَل الْمَرَض لكنك إِنَّمَا تميز ذَلِك فِي مَا بعد إِلَّا أَنَّك على حَال تربح من تقدمة الْمعرفَة بِمَا ذكرت لَك: أَن تغذو العليل على أَن مُنْتَهى مَرضه مُتَأَخّر وَهَذَا الْمَرَض الَّذِي يدلك مُنْذُ أَوله أَنه يجوز الْأُسْبُوع الأول قد يدلك فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث مِنْهُ دلَالَة أبين من الأول: إِلَى كم يَوْم يَنْقَضِي ثمَّ إِنَّك فِي الْيَوْم الرَّابِع تقدر أَن تحدس حدسا قَرِيبا من الْيَقِين على مُنْتَهى الْمَرَض وبحرانه: مَتى يكونَانِ وَذَلِكَ أَنَّك مَتى رَأَيْت العلامات الَّتِي تدل على أَن الْمَرَض لم ينضج والعلامات الَّتِي تدل على أَن الْمَرَض يطول ثمَّ تنقص شَيْئا فَاعْلَم أَن الْمَرَض سيجاوز الْحَادِي عشر أَيْضا. فَإِن رَأَيْت تِلْكَ العلامات قد نقصت نُقْصَانا بَينا وَلم يتَبَيَّن فِي الْأَرْبَعَة الْأَيَّام الأول من الْمَرَض عَلامَة

نضج فتوقع البحران بعد السَّابِع إِلَى الْحَادِي عشر فَإِن رَأَيْت الْمَرَض فِي السَّابِع لم ينضج لكنه لَيْسَ فِيهِ عَلامَة قَوِيَّة تدل على طول الْمَرَض فتوقع البحران فِي الرَّابِع عشر. وَالْوُقُوف على حَقِيقَة ذَلِك يكون إِلَى الْحَادِي عشر فَلَا تقف فِي الْيَوْم الرَّابِع فضلا عَن الأول وَالثَّانِي وَالثَّالِث كم يكون مِقْدَار طول الْمَرَض لكنك إِنَّمَا تقدر أَن تعلم ذَلِك فِي أدوار أَيَّام البحران الَّتِي من بعد الرَّابِع وحدسك فِي الْأَيَّام من الرَّابِع إِلَى السَّابِع يكون ضَعِيفا مختلا لوجوه شَتَّى ثمَّ فِي الْأَيَّام الَّتِي من السَّابِع إِلَى الْحَادِي عشر يكون حدسك أقرب وَأَصَح من الِاحْتِمَال يحْتَمل وُجُوهًا كَثِيرَة وَذَلِكَ إِنَّك إِذا رَأَيْت العلامات الَّتِي تدل على أَن الْمَرَض لم ينضج وَالَّتِي تدل على أَن الْمَرَض يطول هُوَ إِلَى الْيَوْم التَّاسِع فَلَيْسَ يُمكن أَن يكون البحران قبل الْعشْرين. فَإِن رَأَيْتهَا تضعف أَو تنقص أَو تبقى على حَالهَا فقد يُمكن أَن يَأْتِي البحران قبل الْعشْرين. وَإِنَّمَا يعلم ذَلِك كَمَا قلت إِذا كَانَت العلامات الَّتِي تدل على طول الْمَرَض قَوِيَّة فَانْظُر فِي الْأَيَّام) الَّتِي بعد الْحَادِي عشر إِلَى الْعشْرين فَإِن رَأَيْت فِي هَذِه العلامات أَيْضا العلامات الدَّالَّة على طول الْمَرَض وَعدم النضج تتزيد فَاعْلَم أَن الْمَرَض يتَجَاوَز الْعشْرين. وَإِن بقيت تِلْكَ العلامات الدَّالَّة على حَال وَاحِدَة فقد يمكنك أَن تقضي عِنْد ذَلِك أَن البحران بعد الْيَوْم الْعشْرين. وَلَيْسَ يمكنك أَن تعلم بعد فِي أَي يَوْم يكون لكنك إِنَّمَا تستدل على ذَلِك إِذا نظرت فِيمَا يحدث فِي الْأَيَّام الَّتِي بعد الْحَادِي عشر إِلَى الْعشْرين. وَذَلِكَ أَنَّك إِذا رَأَيْت العلامات الَّتِي تدل على أَن الْمَرَض لم ينضج وينتقص دَائِما فتوقع البحران فِي الْيَوْم الرَّابِع وَالْعِشْرين. وَإِن لم تَرَ العلامات تنتقص نُقْصَانا بَينا فَاعْلَم أَن البحران يتَأَخَّر إِلَى الْأُسْبُوع الرَّابِع. فَأَما الْأَمْرَاض الَّتِي تبقى إِلَى الرَّابِع عشر غير نضيجة وتتحرك حَرَكَة بطيئة فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي بحرانها قبل الْأَرْبَعين. وَقد قُلْنَا إِن البحران بعد الْأَرْبَعين تضعف قوته وَيكون الِانْقِضَاء بالتحلل. فَإِن رَأَيْت الْمَرَض فِي السَّابِع لم ينضج لكنه لَيست فِيهِ عَلامَة قَوِيَّة تدل على طول الْمَرَض فتوقع البحران فِي الرَّابِع عشر. وَالْوُقُوف على ذَلِك يكون من الْحَادِي عشر. وَذَلِكَ أَنه كَمَا ينذر الرَّابِع بالسابع كَذَلِك ينذر الْحَادِي عشر بالرابع عشر. وَإِن رَأَيْت فِي الْحَادِي عشر عَلَامَات صَحِيحَة بَيِّنَة من عَلَامَات النضج فَاعْلَم أَن البحران يكون فِي الرَّابِع عشر. فَإِن رَأَيْت فِيهِ عَلامَة خُفْيَة تدل على النضج فَانْظُر وتفقد سَائِر الْأَشْيَاء فَإِن وجدت حركته سريعة وَلم يعق عائق فخليق أَن يكون البحران فِي الرَّابِع عشر فَإِن لم ينذر الْحَادِي عشر بِشَيْء الْبَتَّةَ فَلَيْسَ يُمكن أَن يكون البحران فِي الرَّابِع عشر فَانْظُر أَيْضا عِنْد ذَلِك فِي حَرَكَة الْمَرَض كُله وَفِي سَائِر الْأَعْرَاض والعلامات لتعلم مَتى يجب أَن يتَوَقَّع البحران فِي السَّابِع عشر أَو الثَّامِن عشر أَو بعد ذَلِك فَإِنَّهُ رُبمَا أَتَى البحران فِي هَذِه الْأَيَّام وَأكْثر ذَلِك يَأْتِي فِي الْعشْرين وَرُبمَا أَتَى

فِي الْوَاحِد وَالْعِشْرين وينذر بهما جَمِيعًا السَّابِع عشر وَلَا سِيمَا بالعشرين. وَيَوْم الثَّامِن عشر ينذر بِالْوَاحِدِ وَالْعِشْرين. وَمَتى رَأَيْت الْمَرَض مُنْذُ أَوله قد ابْتَدَأَ الْحَرَكَة غير سريعة لَكِن الْحمى ضَعِيفَة وَأَنَّهَا مدفونة فِي قَعْر الْبدن وَسَائِر العلامات تدل على طول الْمَرَض فَلَيْسَ يمكنك فِي أول هَذَا الْمَرَض أَن تعلم مَتى يكون منتهاه لكنك تعلم أَنه لَا يَأْتِي البحران فِي الرَّابِع عشر فضلا عَمَّا قبله. وَلَيْسَ يمكنك بعد أَن تعلم كم يَتَطَاوَل الْمَرَض لَكِن يجب لَك أَولا أَن تنظر هَل الْمَرَض سليم) فَإِنَّهُ إِن كَانَ غير سليم وَكَانَت قُوَّة الْمَرِيض ضَعِيفَة فَإِنَّهُ يَمُوت قبل أَن يطول مَرضه وَإِن كَانَ سليما فبحرانه لَا محَالة بعيد. وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن أَن يَأْتِي البحران بِسُرْعَة إِذا ثبتَتْ عَلَامَات طول الْمَرَض وَلَا تطمع نَفسك فِي أَن تعلم بِالْحَقِيقَةِ أَن النضج قَلِيلا قَلِيلا أَكثر مَا يكون بالاستفراغ وَكَذَلِكَ قَالَ كل من عني بعلاج الطِّبّ وَقد يكون فِيهَا أَيْضا انْقِضَاء باستفراغ فِي الندرة وَالطَّرِيق فِي تقدمة الْمعرفَة بهَا هُوَ مَا وصفناه. الْمقَالة الثَّانِيَة: يجب لمن أَرَادَ أَن يمْتَحن صِحَة أَيَّام البحران على مَا قُلْنَا أَن يمْتَحن ذَلِك فِي الْأَمْرَاض الَّتِي لم يخطىء على أَصْحَابهَا الْأَطِبَّاء وَلَا أخطؤا هم على أنفسهم وَلَا خدمهم عَلَيْهِم وَلَا عرض عَارض من خَارج. والشريطة الثَّانِيَة: أَلا يَأْخُذ أول الْمَرَض من قِيَاس لَكِن من الْحس وَهُوَ أول وَقت يحس فِيهِ الْمَرِيض حسا بَينا حَتَّى تَدعُوهُ نَفسه إِلَى مُشَاورَة الطَّبِيب. وَالثَّالِثَة: أَن يقدر الطَّبِيب إِذا مَا البحران اتَّصل أَيَّامًا كَثِيرَة مُتَوَالِيَة أَن يعلم لأي تِلْكَ هُوَ البحران وَهُوَ ألزمهُ. فَإِن لم يحكم هَذِه كثر خطاؤه فعلى هَذَا يجب أَن يمْتَحن أَيَّام البحران بالتجربة. وَأما من يُرِيد امتحانه بِالْقِيَاسِ فَيجب أَن يكون قد نظر فِي علم الطبيعة وَعلم أَنَّهَا تَعْنِي بتدبير الْحَيَوَان وَإِن حركاتها على نظام محدودة من جَمِيع كتبنَا فِي مَنَافِع الْأَعْضَاء وَغَيرهَا وَإِن حَرَكَة الطبيعة مَتى خرجت عَن النظام فَإِن ذَلِك يكون من أجل الْمَادَّة الَّتِي تعْمل فِيهَا إِذا لم تقو عَلَيْهَا لَكِن تغلبها الْمَادَّة وتعوقها عَن أفعالها وحركاتها المحدودة فَإِن من علم هَذِه الْأَشْيَاء ثمَّ علم بالتجربة أَن البحران يكون فِي السَّابِع بحرانا صَحِيحا تَاما سليما بَعيدا من الْخطر منذرا بِهِ وَإنَّهُ كثيرا مَا يكون البحران فِي هَذَا الْيَوْم وَأَن الْيَوْم الرَّابِع عشر يشبه بِهِ ثمَّ علم أَن الْيَوْم الرَّابِع ينذر بالسابع وَأَن الْحَادِي عشر ينذر بالرابع عشر ظهر بِمَا لَهُ على الْمَكَان أَن يبْحَث عَن الْيَوْم السَّابِع. وَذَلِكَ أَنه إِذا وجد الْأُسْبُوع الأول إِذا قسم بقسمين متساويين وَقعت الْقِسْمَة فِي الرَّابِع وَالرَّابِع يدل على مَا تؤول إِلَيْهِ الْحَال فِي آخر الْأُسْبُوع وَوجد الْأُسْبُوع الثَّانِي على هَذَا الْمِثَال أَيْضا. فهم من هَذَا أَن كل وَاحِد من الأسابيع دور تَامّ لِأَن الْوسط بعده من الطَّرفَيْنِ

سَوَاء فَإِن الْأَمْرَاض الَّتِي لم تنقض فِي الرَّابِع تَنْقَضِي فِي السَّابِع وَالَّتِي لم تنقض فِي السَّابِع تَنْقَضِي فِي الْحَادِي عشر فَإِن كَانَ الْمَرَض أعظم من أَن يَنْقَضِي فِي الرَّابِع فَإِن تهيئته للانقضاء تكون فِي الرَّابِع ثمَّ يَنْقَضِي فِي) السَّابِع. وعَلى هَذَا الْمِثَال فَإِن الْأَمْرَاض الَّتِي لم تنقض فِي السَّابِع فَإِن الطبيعة تروم فِي الْحَادِي عشر أَن وَإِن لَزِمت التجربة وجدت الأسابيع من أقوى الْأَعْدَاد فِي البحران وَوجدت بعد هَذَا أَنْصَاف الأسابيع وَهِي الأرابيع ودعتك نَفسك إِلَى الْبَحْث عَن الْأَيَّام الَّتِي تقع بَين أَيَّام البحران كالخامس وَالسَّادِس وَالتَّاسِع ولأي عِلّة صَار البحران يكون فِيهَا. ودعتك أَيْضا أَن تبحث بحثا أَكثر من السَّابِع عشر وَالثَّامِن عشر وَالْوَاحد وَالْعِشْرين ونظائرها من بعد فَإِنَّهُ إِن كَانَ آخر يَوْم من الْأُسْبُوع الثَّالِث يَوْم الْعشْرين كَمَا رأى أبقراط فَيجب أَن يكون السَّابِع عشر منذرا بالعشرين وَيخرج الثَّامِن عشر وَالْوَاحد وَالْعشْرُونَ من عدد أَيَّام البحران الأول يَعْنِي بِهِ أَيَّام البحران وَأَيَّام الْإِنْذَار فَإِن كَانَ يجب أَن تحسب الأسابيع كلهَا تَامَّة فَإِن الْيَوْم الثَّامِن عشر يكون يَوْم إنذار بِالْيَوْمِ الْوَاحِد وَالْعِشْرين وَالْيَوْم الْحَادِي وَالْعشْرُونَ يَوْم البحران وَيخرج السَّابِع عشر وَالْعشْرُونَ عَن أَيَّام البحران الأول. فَإِن أَنْت تفقدت الْمَرَض فِي كتاب إبيذيميا علمت أَن السَّابِع عشر لَيْسَ هُوَ من الْأَيَّام الَّتِي تقع فِي الْوسط بل من أَيَّام البحران الصَّحِيحَة وَإِن البحران الَّذِي يَجِيء فِيهِ صَحِيح تَامّ. وَإِذا كَانَ كَذَلِك فبينه وَبَين الرَّابِع عشر نِسْبَة مَا وَإِذا نَحن حَسبنَا الْأُسْبُوع الثَّانِي مَوْصُولا حَتَّى يكون أَوله الرَّابِع عشر كَانَ نصفه السَّابِع عشر وَكَانَ الدّور صَحِيحا فِي الْعشْرين وَإِن نَحن حَسبنَا الْأُسْبُوع الثَّالِث مُفردا حَتَّى يكون الْأُسْبُوع الثَّالِث أَوله الْخَامِس عشر لم تكن السَّابِع عشر نصف الْأُسْبُوع فَيَنْبَغِي أَلا يُؤْخَذ يَوْم الْعشْرين يَوْم بحران صَحِيح وَلَكِن إِن كَانَت التجربة تشهد للعشرين شَهَادَة قَوِيَّة أَنه من أَيَّام البحران القوية أَيْضا شهد الْعشْرُونَ للسابع عشر. وَذكر مرضى كثيرا من إبيذيميا أَتَاهُم البحران فِي السَّابِع عشر وَآخَرين أَتَاهُم فِي الْعشْرين وَإِذا قيس هَؤُلَاءِ بِمن أَتَاهُم البحران فِي الثَّامِن عشر وَفِي الْوَاحِد وَالْعِشْرين وجد ذَلِك عِنْده كالشيء الْكَائِن فِي الندرة وعد أَيْضا مرضى تَغَيَّرت أَحْوَالهم فِي الْعشْرين أَتَاهُم البحران فِي الْأَرْبَعين. قَالَ: والأطباء لم يَخْتَلِفُوا فِي أَيَّام البحران إِلَى الرَّابِع عشر وَاخْتلفُوا فِي الْأَيَّام الَّتِي بعده لِأَن كثيرا مِنْهُم لم يقصدوا إِلَى التجربة لَكِن إِلَى الْقيَاس فظنوا أَنه لَا يجب أَن تحسب الأسابيع تَامَّة فَلذَلِك عدوا الْوَاحِد وَالْعِشْرين من أَيَّام البحران القوية ثمَّ اضطروا لذَلِك أَن يدخلُوا الثَّامِن وَالْعِشْرين وَالثَّانِي وَالْأَرْبَعِينَ وَالثَّامِن عشر فِي أَيَّام البحران أما الثَّامِن وَالْعشْرُونَ وَالثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ) فعلى أَنَّهُمَا أَيَّام الأسابيع وَأما الثَّامِن عشر فَلِأَنَّهُ أَيَّام أَنْصَاف الأسابيع على هَذَا الْقيَاس.

وَقد يُمكن أَن يمْتَحن هَذَا بالتجربة وَيُوقف عَلَيْهِ بأسهل الْوُجُوه وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَت طبيعة الْأَيَّام مُنَاسبَة للثامن عشر يكون فِيهَا البحران أَكثر وَأَصَح وَأتم. فطبيعة الْأَيَّام الْمُنَاسبَة للسابع عشر إِذا أَضْعَف. وَقد بَان فِي كتاب إبيذيميا لأي طبيعة تشهد التجربة ثمَّ ذكر بحارين مرضى فِي ذَلِك الْكتاب كلهَا تدل على قُوَّة طبيعة السَّابِع عشر وَضعف الثَّامِن عشر وَقد يَقع الْخَطَأ فِي أَيَّام البحران أَيْضا لِأَن من عَادَة كثير من الْأَطِبَّاء أَلا يحسبوا كم يَوْم للْمَرِيض مُنْذُ أول مَرضه إِذا جَاوز مَرضه الرَّابِع عشر وَلَا سِيمَا إِن كَانَت الْحمى أقلعت عَنهُ أَيَّامًا ثمَّ عاودته. لي: يجب أَن تحسب الْأَيَّام أبدا من أول الْمَرَض إِلَى أَن يَصح بحران وبرء كَامِل بعده. البحران فِي الْأَيَّام الأول كالخامس وَالرَّابِع وَالسَّابِع وَالرَّابِع عشر وَنَحْوهَا لَا يكَاد يتَّصل أَيَّامًا بل تكون فِي يَوْم وَاحِد لحدة الْمَرَض وقوته فَأَما بعد الْعشْرين وَمَتى طَال فَإِنَّهُ كثيرا مَا يتَّصل أَيَّامًا كَثِيرَة فَيكون البحران يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة استفراغا كَانَ أَو خراجا. وَلذَلِك يَقُول أبقراط فِي المرضى الَّذين تطاول بهم الْمَرَض: إِن البحران أَصَابَهُم نَحْو الْأَرْبَعين وَنَحْو الثَّمَانِينَ وَلم يقل إِنَّه أصَاب أحدا نَحْو الْخَامِس وَالسَّابِع لَكِن فِي الْيَوْم بِعَيْنِه وَلَا بَأْس أَن يكون بحرانا نَاقِصا دفْعَة فِي يَوْم وَلَو بعد الْأَرْبَعين فَإِن أبقراط ذكر فِي الثَّالِثَة من إبيذيميا مَرِيضا أَصَابَهُ البحران فِي الثَّمَانِينَ وَعرض لَهُ قبله نافض وأعقبه حمى حادة وعرق عرقا كثيرا لَكِن ذَلِك يكون فِي الْأَقَل والنادر وَبَين أَن يَوْم الثَّمَانِينَ وَالسِّتِّينَ وَالْعِشْرين وَالْمِائَة مُنَاسبَة ليَوْم الْعشْرين. لي: إِذا عرض فِي مرض مَا مزمن نافض قوي وأعقبته حمى حادة قَوِيَّة فتوقع فِيهِ البحران الْكَامِل بعرق غزير يجْرِي كثيرا إِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وأعلام السَّلامَة ظَاهِرَة. وَمن شَأْن الِانْقِضَاء دفْعَة إِنَّمَا يكون من الْأَمْرَاض المزمنة لَا الَّتِي بقيت مُتَّصِلَة وَلم تَنْقَطِع لَكِن مَتى رَأَيْتهَا كَأَنَّهَا قد انْقَضتْ ثمَّ عاودت وَكَثِيرًا مَا تكون العودة فِي يَوْم بحران ثمَّ يجْرِي على عدد أَيَّام بحران أخر فَيكون كل وَاحِد من تِلْكَ الْأَمْرَاض الْجُزْئِيَّة فِي نَفسه حادا فَإِذا اجْتمعت ووصلت بَعْضهَا بِبَعْض كَانَ الْمُؤلف مِنْهَا مَرضا طَويلا مزمنا وَرُبمَا كَانَ ترك تِلْكَ الْأَمْرَاض فِي عدد من أعداد أَيَّام البحران. مِثَال ذَلِك أَن يُصِيب مَرِيضا فِي الْيَوْم الْحَادِي عشر بحران تَامّ ثمَّ يعاوده الْمَرَض فِي الرَّابِع عشر ثمَّ) يُصِيبهُ بحران نَاقص فِي الْيَوْم الْعشْرين ثمَّ يعاوده الْمَرَض فِي الْيَوْم السَّابِع وَالْعِشْرين وَيكون ذَلِك الْمَرَض حادا ثمَّ يُصِيبهُ البحران فِي الْيَوْم الْأَرْبَعين. قَالَ: والبحران مَتى جرى أمره على الْحَال الطبيعية وَلم تعرض عوارض فَإِنَّهُ يكون فِي حِسَاب الأسابيع فَإِن عرض عَارض فكثيرا مَا ينْتَقل إِلَى الْأَيَّام الْوَاقِعَة فِي الْوسط فالحاجة إِلَى تعرف هَذِه الْأَيَّام الَّتِي فِي الْوسط شَدِيدَة لِأَن البحران يكون فِيهَا صَحِيحا فَإِذا أصَاب مَرِيضا

البحران فِي السَّابِع أَذِنت لَهُ فِي الأغتذاء وَالتَّدْبِير بِمَا لَا تَأذن لمن أَصَابَهُ فِي الثَّامِن أَو الْعَاشِر. وَأما الْمُتَقَدّم بِالْعلمِ مَتى يكون البحران فَلَا بُد مِنْهُ فِي تَقْدِير الْغذَاء ثمَّ يَأْتِيهِ البحران بعده. ولاختلاف الْهَوَاء فِي أَيَّام البحران حَظّ عَظِيم فَيَنْبَغِي أَن يتفقد ذَلِك. وَقد رَأَيْت فِي صيفة وَاحِدَة أَكثر من أَرْبَعمِائَة مَرِيض مرضوا أمراضا حادة أَتَاهُم كلهم البحران فِي السَّابِع أَو فِي التَّاسِع وَرَأَيْت صيفة أُخْرَى كَانَ البحران فِيهَا لجَمِيع من مرض فِي الرَّابِع عشر وَفِي الْعشْرين وَأَكْثَره كَانَ بعد عودة من الْمَرَض. لي: يجب أَن يدْخل عَادَة السّنة وَمَا عَلَيْهِ يجْرِي البحران فِيهَا فِي عدد الْأَيَّام المنذرة. قَالَ: وَرَأَيْت خَرِيفًا أَتَى البحران فِيهِ بِجَمِيعِ المرضى فِي الْحَادِي عشر إِلَّا أَن البحران فِي هَذَا الخريف كَانَ بحرانا صَالحا فَأَما فِي خريف آخر فَإِنَّهُ أصَاب جَمِيع النَّاس الَّذين مرضوا فِيهِ بحران رَدِيء فِي الْيَوْم السَّادِس. (قُوَّة الْأَيَّام) قَالَ: وَهَذِه جملَة مَا تقدم من قولي فِي هَذِه الْمقَالة فَأَقُول: إِن أول أَيَّام البحران السَّابِع وَالْمُنْذر بِهِ الرَّابِع وَقد جمع الرَّابِع خلتين: إِحْدَاهمَا أَنه يَوْم بحران وَإِن كَانَ ضَعِيفا وَالْأُخْرَى أَنه مُنْذر بالسابع ثمَّ من بعد السَّابِع الْحَادِي عشر وَالرَّابِع عشر وَبَينهمَا من التناسب مَا بَين الرَّابِع وَالسَّابِع ثمَّ من بعد هذَيْن فَإِن السَّابِع عشر على الْأَكْثَر يُوجد مناسبا للعشرين. هَذِه الْمُنَاسبَة الَّتِي بَين الرَّابِع وَالسَّابِع وَالْحَادِي عشر وَالرَّابِع عشر وعَلى الْأَقَل لليوم الْوَاحِد وَالْعِشْرين وَهَذِه الْأَيَّام بِزِيَادَة أَرْبَعَة أَرْبَعَة تَنْتَهِي إِلَى الْعشْرين وَيَقَع بَين هَذِه الْأَيَّام البحران فِي التَّاسِع وَالْخَامِس وَالثَّالِث وَالتَّاسِع يكون البحران فِيهِ أَكثر مِمَّا يكون فِيهَا كلهَا وَبعده الْخَامِس وَبعد هَذَا الثَّالِث. وَالْيَوْم السَّادِس يَوْم بحران رَدِيء وَإِمَّا الثَّالِث عشر فَهُوَ أَضْعَف أَيَّام البحران وَأقوى الْأَيَّام الَّتِي لَا يكون فِيهَا بحران وَكَأَنَّهُ يمِيل إِلَى كل وَاحِد مِنْهُمَا. وَأَشد مَا تكون المجاهدة إِلَى الرَّابِع عشر ثمَّ يقبل يقل مِنْهُ بعد ذَلِك إِلَى الْعشْرين قَلِيلا ثمَّ إِلَى الْأَرْبَعين تسترخي قُوَّة المجاهدة ومنذ الْأَرْبَعين يضعف ضعفا فِي الْغَايَة القصوى فَكَمَا أَن الرَّابِع عشر آخر الْأُسْبُوع الثَّانِي وَأول الْأُسْبُوع الثَّالِث كَذَلِك الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ آخر الْأُسْبُوع الْخَامِس وَابْتِدَاء الْأُسْبُوع السَّادِس حَتَّى يكون أبدا كل ثَلَاثَة أسابيع عشْرين يَوْمًا وَلذَلِك يكون السِّتُّونَ يَوْم بحران كَمَا قلت لَا الثَّالِث وَالسِّتُّونَ وَكَذَلِكَ الثَّمَانُونَ وَالْمِائَة وَالْعشْرُونَ. وكما أَن المجاهدة تضعف إِذا أزمن الْمَرَض كَذَلِك أَيَّام البحران الضعيفة تبطل فِي الْأَمْرَاض المزمنة وَتبقى الَّتِي هِيَ على دور تَامّ على حَالهَا دَائِما وَحدهَا. لي: يَعْنِي نَحْو السِّتين والثمانين وَالْعِشْرين وَالْمِائَة قَالَ: وَيُشبه على حسب مَا يظْهر بالتجربة أَن أول دور من أدوار أَيَّام البحران هُوَ الْعشْرُونَ لِأَن الدّور هُوَ دون الْعشْرين وَلَو كَانَ حِسَاب الأسابيع كلهَا يجْرِي دَائِما على

الِانْفِرَاد كَمَا تحسب لي: يَقُول: لَو كَانَت الأسابيع لَا تفصل حَتَّى تحسب الْيَوْم الْوَاحِد فِيهَا ابْتِدَاء الْأُسْبُوع وانقضاء الآخر لكَانَتْ الأسابيع قَائِمَة بأنفسها مُفْردَة فَكَانَت تكون هِيَ أول دور من أدوار أَيَّام البحران لِأَن الدّور هُوَ الَّذِي لَا يَقع فِيهَا دَائِما كثيرا. قَالَ: لَكِن لما كَانَ الْأُسْبُوع الثَّانِي يحْسب على الِانْفِرَاد من الْأُسْبُوع الأول والأسبوع الثَّانِي يحْسب مَعَ الثَّالِث على الِاتِّصَال صَار الْحساب لَا يجْرِي بعد الرَّابِع عشر على قِيَاس مَا كَانَ) يجْرِي أَولا وَأما بعد الْعشْرين فالحساب يجْرِي على طَرِيق وَاحِد دَائِما فَيكون الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ نظيرا للرابع عشر وَذَلِكَ أَنه يحْسب من أسبوعين على الِانْفِرَاد وَيصير يَوْم الْأَرْبَعين نَظِير يَوْم الْعشْرين وَذَلِكَ أَنه يَنْتَهِي فِيهِ الْأُسْبُوع الثَّالِث محسوبا على الِاتِّصَال وَلَيْسَ يُمكن أَن يكون دور تَامّ غير الْعشْرين لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء إِذا ضعف لزم أَيَّام البحران غَيره لِأَن السَّبع إِذا ضعف غير مُتَّصِل وَقع فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين وَالثَّامِن وَالْعِشْرين وَوَجَب أَن يكون هَذَانِ أقوى من الْعشْرين وَالسَّابِع وَالْعِشْرين وَلَيْسَ الْأَمر بالتجربة كَذَلِك والأرابيع إِذا ضعفت أبدا غير مُتَّصِلَة كالثامن وَالثَّانِي عشر وَالسَّادِس عشر أَيَّام بحران وَلَا يظْهر بالتجربة ذَلِك فَلَيْسَ عدد يلْزم النظام خلا الْعشْرين فَلذَلِك هُوَ أول دور تَامّ يتضاعف. قَالَ: والأمراض الَّتِي يَأْتِي فِيهَا بحران فِي الْعشْرين غير تَامّ وتنكسر بذلك حمية الْمَرَض وقوته الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ: التجربة تشهد أَنه لَا يكون البحران فِي الْأَيَّام كلهَا بالسواء وَإِن أدوار الأسابيع أقوى الأدوار. لي: يَعْنِي البحران يكون فِيهَا أَكثر ثمَّ من بعْدهَا أدوار الأرابيع وَأَنه يَقع بَين هَذِه الأدوار أَيَّام أخر يكون فِيهَا بحران وَأَن الأسابيع لَا يجب أَن تحسب كلهَا على الِانْفِصَال لَكِن بَعْضهَا على الِاتِّصَال وَكَذَلِكَ الأرابيع. فَإِن البحران يكون على الْأَكْثَر فِي الْأَمْرَاض الحادة فِي الْأَفْرَاد وَفِي المزمنة فِي الْأزْوَاج وَنَحْو ذَلِك مِمَّا تشهد بِهِ التجربة من هَذَا الْعلم على صِحَّته وَيُمكن أَن تعرف عِلّة مَا يظْهر من هَذِه التجربة. إِذا نَحن وَضعنَا لجَمِيع مَا يكون أصلين أَحدهمَا لَازم للنظام غير خَارج مِنْهُ وَهِي الأجرام السماوية وَالْآخر غير ثَابت أبدا يدل على نظام وَهُوَ الْمَادَّة تعْمل فِيهَا هَذِه الأجرام فَأَقُول: إِنَّه قد ينالها شَيْء من قُوَّة جَمِيع الْكَوَاكِب إِلَّا أَن الَّذِي ينالها مِنْهَا بِالْإِضَافَة إِلَى مَا ينالها من الشَّمْس لَا مِقْدَار لَهُ كُله وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ لتقسيم الْأَزْمِنَة عِلّة غير الشَّمْس وللقمر أَيْضا أَفعَال عَظِيمَة وَهُوَ بعد الشَّمْس وَفعله فِي حَيَوَان الْبَحْر أبين وكفعل الشَّمْس بِالْكُلِّيَّةِ فِي السّنة كَذَلِك يفعل الْقَمَر فِي الشَّهْر وَيحدث فِيهِ التغايير فِي الأسابيع وَمَتى حدث حدث مَا فان التَّغَيُّر الْعَظِيم فِي ذَلِك الْحَدث يكون إِذا صَار الْقَمَر إِلَى الرّبع من الْموضع الَّذِي كَانَ فِيهِ عِنْد الْحَادِث وعَلى

قَالَ: وَأَنا أحكي شَيْئا قد امتحنه فَوَجَدته لَا يخلف الْبَتَّةَ وَهُوَ أَن الْقَمَر إِذا كَانَ فِي البروج الَّتِي فِيهَا كَانَت السُّعُود فِي أصل المولد أَو فِي أوتاد تِلْكَ السُّعُود كَانَت تِلْكَ الْأَيَّام لذَلِك الْإِنْسَان أَيَّامًا) صَالِحَة وَإِن مرض فِيهَا الْمَرِيض لم يكن مَرضا رديئا الْبَتَّةَ وبالضد. مِثَال ذَلِك أَنه إِن كَانَت السُّعُود فِي أصل المولد فِي الْأسد فانه مَتى كَانَ الْقَمَر فِي الْأسد أَو فِي الْعَقْرَب أَو الدَّلْو أَو الثور تكون لَهُ أَيَّام صَالِحَة وَكَذَلِكَ الْحَال فِي النحوس. وَمَتى مرض وَالْقَمَر فِي بعض البروج الَّتِي فِيهَا السُّعُود وأوتاده وَكَانَ فِيهَا السُّعُود وأوتاده كَانَ ذَلِك الْمَرَض أخف أمراضه وأقلها شرا. وبالضد مَتى مرض وَالْقَمَر مضام لبَعض النحوس على نَحْو مَا ذكرنَا فَهُوَ أشر أمراضه. قَالَ: والتغاير الَّذِي يحدث عِنْد مصير الْقَمَر على الْقطر من الْموضع الَّذِي يكون فِيهِ عِنْد كَون الْحَادِث تغير عَظِيم إِلَى الْخَيْر كَانَ أم إِلَى الشَّرّ وَكَذَلِكَ مَا عرض من التَّغَيُّر فِي الأسابيع عَظِيم الْقُوَّة جدا إِلَى الشَّرّ أَو الْخَيْر. وَلذَلِك يذم أبقراط التغايير الَّتِي تحدث للْمَرِيض إِلَى مَا هُوَ أشر فِي أَيَّام البحران لِأَن هَذَا من أَعْرَاض الْأَمْرَاض القتالة وضده من عَلَامَات أمراض النجَاة. يَقُول: ظُهُور عَلَامَات الرداءة والجودة فِي الأسابيع أبلغ مِنْهُ فِي الأرابيع لِأَن فِي الأسابيع يكون الْقَمَر قد صَار إِلَى الْقطر فَيدل على تغير الْحَال الْبَتَّةَ تغيرا عَظِيما. وَالَّذِي فِي الأرابيع فَإِن الْقَمَر يكون فِيهِ على ربع الْفلك فَيكون التَّغَيُّر على النّصْف من الْقُوَّة مِمَّا يكون على الْقطر. قَالَ أَقُول: إِن الْقَمَر مَتى صَار فِي التربيع أَو الْمُقَابلَة ثمَّ كَانَ ابْتِدَاء الْمَرَض ابْتِدَاء صَالحا غير الْمَرَض تغييرا صَالحا وَإِن كَانَ ابْتِدَاء رديئا غير الْمَرَض تغييرا رديئا. وَهَذَا أَمر قد اتّفق عَلَيْهِ أهل النُّجُوم وتقدر أَن تتفقد أَنْت أَيْضا فِي المرضى أبدا. قَالَ: فَكل مَا يحدث من الْأَشْيَاء فعلى حسب ابْتِدَاء حُدُوثه تكون الأدوار كلهَا الَّتِي من بعده مُوَافقَة لَهُ وَيَقُول: إِنَّه إِن كَانَ الِابْتِدَاء صَالحا ظهر بعد الدّور الصّلاح أَيْضا على الْمُوَافقَة لما كَانَ وبالضد. مِثَال ذَلِك إِن حدث مرض سليم فَإِنَّهُ إِذا صَار الْقَمَر على الْقطر من وَقت الْمَرَض تتبين عَلَامَات السَّلامَة الَّتِي هِيَ مُوَافقَة لَهُ. وَمن الأدوار مَا يكون فِي عدد الْأَيَّام وَمِنْهَا مَا يكون فِي عدد الشُّهُور والأدوار الَّتِي تكون فِي عدد الْأَيَّام هِيَ الأسابيع وَيجْرِي هَذِه على مجْرى الْقَمَر فَأَما الأدوار الكائنة فِي عدد الشُّهُور فأسابيع الشُّهُور كَمَا قَالَ أبقراط: إِن الْأَمْرَاض الصيفية تَنْقَضِي فِي الشتَاء والشتوية فِي الصَّيف.) وَهَذَا حد الْأَمْرَاض المزمنة كَمَا أَن الرَّابِع عشر هُوَ حد الْأَمْرَاض الحادة يَعْنِي سَبْعَة أشهر وَأَرْبَعَة

قَالَ: الزَّمَان الَّذِي مِنْهُ يهل الْهلَال إِلَى أَن يصير بَدْرًا هُوَ نَظِير الزَّمَان الَّذِي من الشتَاء إِلَى الصَّيف وَكَذَلِكَ أَربَاع السّنة نظيرة أَربَاع الشَّهْر فتنقضي الْأَمْرَاض الحادة فِي بعض الأرباع لَهُ أَو فِي الرّبع الآخر. قَالَ: وَالسَّبَب فِي تغير الْأَمْرَاض الَّذِي يكون على حسب ابْتِدَائه هُوَ الْقَمَر وَأما فِي تغير أَربَاع السّنة فالشمس وَأما أَربَاع الشَّهْر فالقمر. قَالَ: البحران يكون فِي الْأَمْرَاض الْحَادِثَة فِي الْأَيَّام الْوَاقِعَة فِي الْوسط أَكثر مِنْهُ فِي الْأَمْرَاض المزمنة لِأَن الطبيعة مستعدة للتغير لشدَّة مَا هُوَ فِيهِ فَأَما فِي الْأَمْرَاض المزمنة فدور الأسابيع ألزم للنظام والواقعة فِي الْوسط والأرابيع تضعف. قُوَّة الْأَيَّام قَالَ: الْيَوْم الأول وَالثَّانِي تَنْقَضِي فيهمَا الحميات اليومية فَأَما أول يَوْم فَيجب أَن يَجْعَل من الْأَيَّام الَّتِي تَنْقَضِي فِيهَا الْأَمْرَاض الحادة بِتَغَيُّر سريع يَعْنِي باستفراغ وَالْيَوْم الثَّالِث فَلَيْسَ بَين هَذَا الْيَوْم وَبَين الْأُسْبُوع مُشَاركَة وَلَا نِسْبَة لكنه من الْأَيَّام الْوَاقِعَة فِي الْوسط كَمَا أَن للرابع نِسْبَة لِأَن الْأُسْبُوع إِذا قسم قسمَيْنِ وَقعت الْقِسْمَة فِي الْيَوْم الرَّابِع وَلذَلِك للرابع من كل أُسْبُوع قُوَّة قَوِيَّة. وَقد يَقع البحران فِي الثَّالِث وَالْخَامِس لَيْسَ بِدُونِ مَا يَقع فِي الرَّابِع على أَن هذَيْن الْيَوْمَيْنِ أَيْضا من الْأَيَّام الْوَاقِعَة بَين الأدوار فَلَيْسَ يكون وُقُوع البحران فيهمَا مثل وُقُوعه فِي الرَّابِع إِلَّا أَن نوبَة الْحمى تكون فيهمَا فَإِن البحران يُبَادر إِلَى وَقت الصعوبة فالبحران يكون قبل وقته إِذا اضطرت الطبيعة إِلَى ذَلِك وَإِنَّمَا يكون فِي وقته إِذا كَانَت الأخلاط الَّتِي فِي الْبدن قد نَضِجَتْ وَأما كَون البحران قبل وقته فرديء وَذَلِكَ أَنه يخرج من الْبدن مَعَ مَا يُؤْذِيه الشَّيْء الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا هيج الطبيعة مهيج يضطرها إِلَى التحريك لدفع مَا يُؤْذِيه فَيعرض للطبيعة حِينَئِذٍ مَا يعرض لمن أَرَادَ أَن يلقِي ثقلا عَن نَفسه فَلم يُمكنهُ ذَلِك إِلَّا بِقُوَّة لم يملك نَفسه أَن يسْقط وكمثل من يعدو عدوا شَدِيدا فَلَا يملك نَفسه حَتَّى يَقع فِي وَاد. وَجَمِيع هَذِه الاستفراغات الرَّديئَة تكون فِي الْأَمْرَاض الرَّديئَة وَأحد الْأَشْيَاء الداعية للطبيعة إِلَى التحريك للبحران هُوَ نوبَة الْحمى وَلذَلِك يكون البحران فِي الْأَمْرَاض الحادة فِي الْأَفْرَاد وَلَيْسَ ذَلِك للحركة الْخَاصَّة بالطبيعة من تَحْرِيك الأجرام الْعَالِيَة لَهَا لَكِن إِمَّا أَن يزعج الدّور الطبيعة فِي الْيَوْم) الثَّالِث فيضطره إِلَى أَن تَأتي بالبحران وَإِمَّا أَن تريحه فِي الرَّابِع فَلَا يَتَحَرَّك البحران فِي ذَلِك الْوَقْت حَتَّى يَأْتِي الْخَامِس الَّذِي يهيج الدّور. وَالْيَوْم الثَّالِث وَالْخَامِس محبوسان للرابع الَّذِي هُوَ بِالْحَقِيقَةِ يَوْم بحران فَلَيْسَ بمنكر أَن يَأْتِي البحران فيهمَا لذَلِك وَلَا تفارق نَوَائِب الْحمى فيهمَا. وَأما الْيَوْم التَّاسِع فَإِنَّهُ متوسط بَين السَّابِع وَالْحَادِي عشر فَهُوَ إِمَّا أَن يقبل البحران

الَّذِي جَاوز السَّابِع فَلم يكن فِيهِ أَو يتَقَدَّم البحران الَّذِي أَرَادَ أَن يكون فِي الْحَادِي عشر وَقل مَا يكون فِيهِ البحران الَّذِي وقته السَّابِع. وَأما بحران الْحَادِي عشر فكثيرا مَا يتَقَدَّم فَيكون فِيهِ ذَلِك وَذَلِكَ أَن البحران الَّذِي هُوَ خَاص بالسابع لَا يتَأَخَّر إِلَى التَّاسِع إِلَّا عِنْد دُخُوله الآفة على الْمَرِيض من وُجُوه شَتَّى كَمَا بَينا فِي البحران وبينته هَهُنَا فَأَما بحران الْحَادِي عشر فَإِنَّهُ إِنَّمَا يتَقَدَّم فَيكون فِي السَّابِع إِذا كَانَ الْأَمر على خلاف ذَلِك أَعنِي مَتى فعل بالمريض كل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ على مَا يجب بِالْحَقِيقَةِ وَكَانَت قُوَّة الْحمى فِي التَّاسِع شَدِيدَة صعبة وَقد يمكنك أَن تستدل اسْتِدْلَالا بَينا على أَن البحران إِنَّمَا يَقع فِي هَذِه الْأَيَّام من أجل صعوبة نَوَائِب الْحمى من قبل أَن هَذَا لَا يعرض إِذا تطاول الْمَرَض مثل مَا يعرض فِي الْمَرَض الحاد وَذَلِكَ أَنه على حسب تنقص شدَّة نَوَائِب الْحمى تنقص عدَّة أَيَّام البحران الَّتِي تقع بَين الأدوار وَكنت ترى البحران فِي الْأَمْرَاض الَّتِي هِيَ حادة جدا يكون فِي جَمِيع أَيَّام الْمَرَض إِلَّا الْقَلِيل وَذَلِكَ أَن آخر أَيَّامه السَّابِع وَهُوَ يَوْم بحران وَمن قبله الرَّابِع فَقَط لَكِن الثَّالِث أَيْضا وَالْخَامِس وَالسَّادِس. وَقد شكّ النَّاس فِي الْيَوْم الأول هَل هُوَ يَوْم البحران أم لَا فَلم يبْق إِلَّا الْيَوْم الثَّانِي وَهُوَ دون سَائِر وَبِالْجُمْلَةِ فقد يكون البحران فِي الْأَمْرَاض من أجل صعوبة النوائب وَالْيَوْم السَّادِس على أَنه لَيْسَ من أَيَّام البحران الْحَاوِي على الأدوار وَلَا هُوَ أَيْضا فَرد قد يقبل البحران كثيرا لِأَنَّهُ مجاور لليوم الْأَخير من أَيَّام الْأَمْرَاض الحادة جدا. قَالَ: وَجَمِيع هَذِه الْأَمْرَاض الحادة الَّتِي يَأْتِي فِيهَا البحران فِي السَّابِع صنفان: إِمَّا أَن يكون الْحمى فِيهَا مطبقة لَا يكون فِيهَا تزيد وانتقاص محسوس وَهُوَ سونوخوس وَإِمَّا أَن يشْتَد غبا وَيكون فِيهَا مَعَ ذَلِك بَين كل نوبتين من نَوَائِب الغب نوبَة أُخْرَى. قَالَ: فَأَما الصِّنْف الأول فَلَيْسَ فِيهِ للأفراد على الْأزْوَاج فضل لِأَنَّهُ بِحَال وَاحِدَة فِي جَمِيع الْأَيَّام) فَأَما الثَّانِي فَإِنَّهُ يكون فِيهَا فِي الْأَيَّام الْأزْوَاج حمى عَظِيمَة جدا قَوِيَّة فكثيرا مَا يَتَحَرَّك لذَلِك البحران الَّذِي يكون فِي السَّابِع فَيكون فِي السَّادِس وَينْقص هَذَا البحران عَن البحران الحميد على حسب تقدمه إِيَّاه. قَالَ: قد تبتدىء أمراض يكون فِي الثَّانِي مِنْهَا أثقل وأصعب مِنْهَا فِي الْيَوْم الأول وَفِي الرَّابِع أصعب مِنْهُ فِي الثَّالِث وَفِي السَّادِس مِنْهُ فِي الْخَامِس وَجَمِيع نَوَائِب الْحمى تكون فِيهِ فِي الْأزْوَاج فَهَذِهِ الْأَمْرَاض من طبيعة الْأَمْرَاض المزمنة لَكِن بحرانها يتَقَدَّم كَأَنَّهَا حادة لصعوبتها وَقد تقتل هَذِه فِي الثَّانِي وَالرَّابِع إِلَّا أَن أَكثر ذَلِك يقتل فِي السَّادِس وَذَلِكَ أَن الطبيعة تكون فِي الْيَوْم الثَّانِي وَقد قُلْنَا الْآن فِي عِلّة كَون البحران فِي جَمِيع الْأَيَّام الَّتِي لَيست على أدوار الأسابيع والأرابيع وَهِي الْوَاقِعَة فِي الْوسط.

علة حساب الأدوار

قَالَ: وَأَنا قَائِل: فِي الْعشْرين وَالْوَاحد وَالْعِشْرين لما صَار البحران يكون فِيهَا إِلَّا أَنه يكون فِي الْعشْرين أَكثر فَأَقُول: إِن الْعلَّة فِي ذَلِك أَن الْمَرَض يكون فِي هَذَا الْوَقْت مَرضا مزمنا ونوائب الْحمى تكون فِي الْأزْوَاج وَأما الْأَمْرَاض الَّتِي تكون نوائبها فِي الْأَفْرَاد فَإِنَّهَا تميل إِلَى الْوَاحِد وَالْعِشْرين. (عِلّة حِسَاب الأدوار) قَالَ: الْأُسْبُوع لَيْسَ هُوَ سَبْعَة أَيَّام تَامَّة وَذَلِكَ أَنه لما كَانَ دور الْقَمَر سَبْعَة وَعشْرين يَوْمًا وَثلث يَوْم صَار من قبل ذَلِك الْأُسْبُوع سَبْعَة أَيَّام إِلَّا سدس. لي: لِأَن الْأُسْبُوع مَوْضُوع على مِقْدَار تنقل الْقَمَر إِلَى تربيع الْمَرَض الَّذِي كَانَ فِيهِ. قَالَ: إِن الْقَمَر يحدث فِي أبداننا ضَرْبَيْنِ من التَّغَيُّر أَحدهمَا عَام وَهُوَ الْحَادِث عَن أَحْوَاله من الشَّمْس يَعْنِي إِذا كَانَ بَدْرًا وَإِذا صَار نصف دَائِرَة وَإِذا صَار ذَا حدبتين وَإِذا صَار هلالا وَلَكِن مَا يحدث فِي الْهَوَاء عِنْد الشكل الْهِلَالِي وَذي الحدبتين ضَعِيف وَالْآخر خَاص وَهُوَ التَّغَيُّر لي: هَذَا يَقُول: إِنَّه كَمَا أَن الْقَمَر يُغير الْأَحْوَال بِحَسب موَاضعه من مَوْضِعه عِنْد ابْتِدَاء ذَلِك الشَّيْء لِأَن الزَّمَان الَّذِي يقطع فِيهِ الْقَمَر تِلْكَ البروج سَبْعَة وَعِشْرُونَ يَوْمًا وَثلث لَا يكون زمَان الِانْتِقَال للقمر فِي أَربَاع الْفلك سَبْعَة أَيَّام تَامَّة بل سِتَّة أَيَّام وَخَمْسَة أَسْدَاس فَلَا تكون ثَلَاثَة أسابيع أحد وَعشْرين يَوْمًا بل عشْرين يَوْمًا وَنصفه. هَذَا على مَا حسبناه نَحن. فَأَما على حِسَاب جالينوس فَيَجِيء أقل لِأَنَّهُ يَأْخُذ زمَان قطع الْقَمَر لفلك البروج وَهُوَ سَبْعَة وَعِشْرُونَ يَوْمًا وَثلث وزمان مَا يرى فِيهِ رُؤْيَة بَيِّنَة فَوق الأَرْض وَهُوَ سِتَّة وَعِشْرُونَ يَوْمًا وَنصف لِأَن التَّغَيُّر الْحَادِث عَنهُ فِي الْهَوَاء يكون مُدَّة خَفَاء الْقَمَر خفِيا ضَعِيفا فأسقط هَذِه الْمدَّة فَيبقى قدر الزَّمَان الَّذِي يرى فِيهِ الْقَمَر فَوق الأَرْض وَلما رأى أَن التَّغَيُّر تغيران أَحدهمَا عَامي وَهُوَ الْحَادِث من أشكال الْقَمَر عَن الشَّمْس وَالْآخر خَاص وَهُوَ الْحَادِث عَن تربيع الْقَمَر ومقابلته للموضع الَّذِي كَانَ فِيهِ حِين وَقع ابْتِدَاء الْأَمر رأى أَن يجمع الزمانين وَأخذ نصفهما وَيجْعَل الرّبع مِنْهُ مُدَّة الْأُسْبُوع ثمَّ يَأْخُذ نصف الْجَمِيع فَتكون سِتَّة وَعشْرين يَوْمًا وَنصف يَوْم وَثلثه وَنصف السُّدس ثمَّ يَأْخُذ زمَان الْأُسْبُوع سِتَّة أَيَّام وَنصف يَوْم وخمسه وجزءا من اثْنَي عشر وَإِذا صَحَّ هَذَا الْحساب كَانَ فضل ثَلَاثَة أسابيع على الْعشْرين فضلا يَسِيرا فَإِن أردْت تحقق ذَلِك فَارْجِع إِلَى الْكتاب فَإِن مَا رسم عَلَيْهِ من نُقْصَان الأسابيع فَهُوَ الَّذِي ذَكرْنَاهُ. قَالَ: لما كَانَ البحران يكون فِي الرَّابِع عشر لم يجب أَن يحْسب الْأُسْبُوع الأول وَالثَّانِي موصولين فِي الثَّالِث عشر وَلما كَانَ البحران يكون فِي الْعشْرين لم يَنْبغ أَن يحْسب الثَّانِي وَالثَّالِث منفصلين فَيَجِيء فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين والبحران يكون فِي الْعشْرين أَكثر.

أول المرض

والرابوع الأول وَالثَّانِي يحسبان موصولين لِأَن البحران يكون فِي السَّابِع وَالسَّابِع إِذا قسم بنصفين) كَانَ للرابوع اتِّصَال جَمِيعًا فِي الْيَوْم الرَّابِع فَأَما الرابوع الثَّالِث فيحسب مُفردا من الرابوع الثَّانِي لِأَن الْأُسْبُوع الثَّانِي مُفْرد من الْأُسْبُوع الأول وَالْأَرْبَعَة الثَّالِثَة مَوْصُولَة بالرابوع الرَّابِع لِأَنَّهُمَا نصف الْأُسْبُوع الثَّانِي كَمَا قُلْنَا فِي الرابوع الأول وَالثَّانِي والرابوع الرَّابِع مَوْصُول بالخامس لِأَن الْأُسْبُوع الثَّالِث مَوْصُول بِالثَّانِي والرابوع السَّادِس مَوْصُول بالخامس الَّذِي آخِره الْيَوْم السَّابِع عشر لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا نصف الْأُسْبُوع الثَّالِث. جَوَامِع أَيَّام البحران قَالَ: عَلَامَات النضج إِن تبينت فِي الْيَوْم الرَّابِع كَانَ البحران فِي الْيَوْم السَّابِع وَإِن تبينت فِي السَّابِع جَاءَ فِي الرَّابِع عشر وَإِن تبينت فِي الرَّابِع عشر جَاءَ البحران إِمَّا فِي السَّابِع عشر وَإِمَّا فِي الثَّامِن عشر وَإِمَّا فِي الْعشْرين وَإِمَّا فِي الْوَاحِد وَالْعِشْرين فَإِن السَّابِع ينذر بِهَذِهِ أجمع إِذا كَانَ الْمَرَض طَويلا وَبَقِي عدم النضج فِيهِ إِلَى السَّابِع فَإِنَّهُ لَا يكون لَهُ بحران وَلَا فِي الرَّابِع عشر. وَإِن بقيت تِلْكَ العلامات الدَّالَّة على عدم النضج إِلَى الْحَادِي عشر فَإِن الْمَرَض لَا حَرَكَة البحران إِلَى الْيَوْم الْعشْرين تكون فِي الأرابيع لحدة الْمَرَض وَبعد الْعشْرين إِلَى الْأَرْبَعين فَفِي الأسابيع وَمن بعد الْأَرْبَعين فَفِي العشرينيات. أحد العلامات القوية الَّتِي تضم إِلَى علاماتك مَا قد جرت بِهِ الْعَادة يكون البحران فِيهِ فِي ذَلِك الزَّمَان وَذَلِكَ الْمَرَض فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَت أزمنة وأمراض يكون البحران فِيهَا بولاء مَا ليَوْم وَاحِد ولنوع وَاحِد. 3 - (أول الْمَرَض) قَالَ: يعد أول الْمَرَض من الْوَقْت الَّذِي تبتدىء فِيهِ الْحمى لَا من غَيره. الْمقَالة الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ: أقوى الْأَيَّام الأسابيع ثمَّ الأرابيع وَالدَّلِيل على مَا يحدث فِي الأسابيع يُؤْخَذ من الأرابيع وَهِي أَيَّام إنذار. قَالَ كَمَا إِنَّا نحسب فِي الحميات الدائمة جَمِيع الْأَيَّام على الْوَلَاء لمعْرِفَة البحران الْحَادِث كَذَلِك يحْسب فِي الحميات ذَوَات الأدوار فَيكون مَا يَفْعَله الْيَوْم السَّابِع فِي الدائمة مثل مَا يَفْعَله الدّور السَّابِع بِعَيْنِه وَكَذَلِكَ فِي حميات الرّبع بِأَن البحران يَأْتِي فِيهَا فِي سَبْعَة أدوار لَا فِي سَبْعَة أَيَّام وَنسبَة الدّور مِنْهُ إِلَى السَّابِع كنسبة الْيَوْم الرَّابِع إِلَى السَّابِع وَذَلِكَ أَن الدّور الرَّابِع ينذر بالسابع لي: قَالَ: لَا يحْسب أَنه لَا يَنْبَغِي فِي الحميات النائبة أَن تتفقد عدد الْأَيَّام الْبَتَّةَ لَكِن عدد الأدوار بل تفقد فِي الغب عدد الْأَيَّام والأدوار جَمِيعًا فَأَما فِي الرّبع فعدد الأدوار أولى من عدد الْأَيَّام. قَالَ: وَاعْلَم أَن بحران الحميات الرّبع يكون فِي الأدوار لَا فِي الْأَيَّام.

الْأَمْرَاض القصيرة الْمدَّة أمرهَا أظهر وَأما الطَّوِيلَة فَيَنْبَغِي أَن تتفقد فِي كل اربعة أَيَّام وَانْظُر إِلَى أَن تميل إِلَى الْعشْرين وَمن عشْرين تتفقد فِي كل سَبْعَة وَنَحْو من كل عشْرين كل سَبْعَة وَنَحْو فِي كل عشْرين. قَالَ: النُّفَسَاء الَّتِي تحم يجب أَن تحسب فِي أول أَيَّامهَا من يَوْم تَلد لَا من يَوْم تأخذها فِيهِ الْحمى وَذَلِكَ أَن أَكثر من تأخذهن الْحمى فِي الثَّانِي وَالثَّالِث وَيَنْبَغِي أَن يعد أَيَّام بحرانهن من يَوْم الولاد. الثَّالِثَة قَالَ: من لم تسكن حماه فِي يَوْم باحوري وباستفراغ ظَاهر خيف عَلَيْهِ أَن تعود عَلَيْهِ وَإِن سكنت الْحمى بعد استفراغ غير تَامّ خيف عَلَيْهِ أَن ترجع وَإِن كَانَ فِي يَوْم باحوري. لي: وافهم عكس ذَلِك الْأَمر إِنَّه إِن سكن فِي غير يَوْم باحوري وَبلا استفراغ فَهُوَ أَشد مَا يكون فِي العودة. قَالَ: الْيَوْم التَّاسِع يعد فِي أَيَّام البحران بِمَنْزِلَة الْيَوْم الثَّالِث إِذا لم يكن من شَأْن الْمَرِيض أَن يَأْتِي الْمقَالة الرَّابِعَة من الْفُصُول: الْعرق يحمد إِذا ابْتَدَأَ فِي المحمومين فِي الثَّالِث أَو الْخَامِس أَو السَّابِع أَو التَّاسِع أَو الْحَادِي عشر أَو الرَّابِع عشر أَو السَّابِع عشر أَو الْعشْرين أَو الرَّابِع وَالْعِشْرين أَو السَّابِع وَالْعِشْرين أَو الثَّلَاثِينَ أَو الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ أَو السَّابِع وَالثَّلَاثِينَ فَإِن الْكَائِن مِنْهُ فِي هَذِه الْأَيَّام يكون بِهِ) بحران الْأَمْرَاض وَأما الْكَائِن فِي غير هَذِه الْأَيَّام فينذر إِمَّا بشر وَإِمَّا بطول الْمَرَض. قَالَ جالينوس: لَيْسَ الْعرق فَقَط لَكِن وَجَمِيع الاستفراغات والخراجات إِنَّمَا تحمد إِذا ظَهرت هَذِه فِي يَوْم باحوري. وَإِنَّمَا ذكر الثَّالِث لِأَنَّهُ قد ينذر بالرابع فِي الْأَمْرَاض الَّتِي هِيَ أقل مُدَّة ثمَّ ذكر الْخَامِس وَترك الرَّابِع لِأَن أَكثر الْأَمْرَاض الحادة جدا الَّتِي يكون بحرانها بعرق وجدت بحرانها بعرق فِي الثَّالِث وَالْخَامِس أَكثر مِنْهُ فِي الرَّابِع وَلَا يكَاد يكون بحران بعرق فِي الثَّالِث وَالْخَامِس أَكثر مِنْهُ فِي الرَّابِع وَلَا يكَاد يكون بحران مثل هَذِه فِي الرَّابِع إِلَّا فِي الندرة وَوجدت هَذَا بعد بحث شَدِيد وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن هَذِه الْأَمْرَاض تكون فِي الْأَيَّام الْأَفْرَاد فِي الْأَكْثَر أقوى وأصعب من أجل النوائب والبحران يمِيل أبدا نَحْو الْيَوْم الأصعب. وَقد يُوجد فِي بعض النّسخ للْوَاحِد وَالثَّلَاثِينَ ذكر وخليق أَن يكون الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ أقوى مِنْهُ وَإِن كَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا هُوَ يَوْم باحوري. وَأما الْأَرْبَعُونَ فَإِنَّهُ إِنَّمَا ترك ذكره لِأَنَّهُ أول يَوْم من أَيَّام بحارين الْأَمْرَاض المزمنة وَهَذِه لَا يكون بحرانها بعرق بل بالتحلل الْخَفي والخراجات فَإِن الْأَيَّام الَّتِي بعد الْعشْرين قل مَا يكون البحران فِيهَا بالعرق فضلا عَن الْأَرْبَعين. قَالَ الْأَمْرَاض الَّتِي نوائبها فِي الْأَفْرَاد بحرانها يَأْتِي أسْرع وَالَّتِي فِي الْأزْوَاج أَبْطَأَ وَإِن مَالَتْ نَوَائِب مرض كَانَت نوائبه تَأتي فِي الْأَفْرَاد إِلَى الْأزْوَاج جَاءَ بحرانه أَبْطَأَ وبالضد.

الْمقَالة الرَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: الغب أطول مَا يكون تَنْقَضِي فِي سَبْعَة أدوار. قَالَ جالينوس: قد تفقدنا بحران الغب وَالرّبع فوجدناه يكون على حسب عدد الأدوار لَا على حِسَاب الْأَيَّام. من ذَلِك: أَن الدّور السَّابِع فِي الغب يَقع فِي الْيَوْم الثَّالِث عشر وَفِي مثل هَذَا الْيَوْم فِي الْأَكْثَر يكون بحران الغب وانقضاؤه من غير أَن ينْتَظر الرَّابِع عشر وكما أَنه يكون فِي الحميات اللَّازِمَة مَا يَنْقَضِي فِي أَرْبَعَة أَيَّام كَذَلِك يكون فِي الغب الَّتِي هِيَ أحد من الغب الْمُطلق مَا لَا يبلغ الدّور السَّابِع بل يَنْقَضِي فِي الدّور الرَّابِع. الْمقَالة الأولى من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: الْأَمْرَاض الصيفية المزمنة توقع انقضاءها فِي الشتَاء والربيعية فِي الخريف وبالضد لِأَن الطبائع تنْتَقل. قَالَ: وَالَّتِي هِيَ أبعد زَمنا من هَذِه فَفِي السّنة الْمُقَابلَة يَعْنِي السَّابِع وَالرَّابِع عشر.) من محنة الطَّبِيب قَالَ: على الطَّبِيب أَن يعرف الْأَمْرَاض الَّتِي لَا تجَاوز الرَّابِع فِي الْيَوْم الأول وَيعرف الَّتِي تجَاوز الرَّابِع إِلَى السَّابِع فِي أول يَوْم وَفِي الثَّانِي أَكْثَره فَأَما الَّتِي تجَاوز السَّابِع فَمن أَنْفَع الْأُمُور أَن يعلم أمرهَا فِي الْيَوْم الأول وَالثَّانِي لَا محَالة وَلَيْسَ على الطَّبِيب أَن يعلم أمرهَا فِي الْيَوْم الأول وَالثَّانِي هَل يكون إقلاعه فِي الْيَوْم الرَّابِع عشر أَو الْأَرْبَعين أَو مَا بَينهمَا من الْأَيَّام وَلَا ينْتَفع بذلك أَيْضا وَلَا لَهُ إِلَى ذَلِك سَبِيل فِي هذَيْن الْيَوْمَيْنِ وَإِنَّمَا يعرف ذَلِك بعد أَن تتمادى بالمريض الْأَيَّام وَلَيْسَ يُمكن أَن تتقدم فتعلم أَمر الْمَرِيض الَّذِي شَأْنه أَن يَنْقَضِي فِي الْحَادِي عشر قبل الْيَوْم الثَّالِث أَو الرَّابِع عشر. وَأما الْمَرَض الَّذِي يكون انقضاؤه فِي الرَّابِع عشر فقد يسْتَدلّ عَلَيْهِ فِي الثَّالِث وَالرَّابِع إِلَّا أَن الدّلَالَة الْوَثِيقَة على ذَلِك إِنَّمَا نظفر بهَا فِي السَّابِع وَكَذَلِكَ الْأَمْرَاض الَّتِي من شَأْنهَا أَن تَنْقَضِي فِي الْعشْرين وَرُبمَا اسْتدلَّ عَلَيْهَا فِي الْحَادِي عشر وَحَقِيقَة أمرهَا تكون فِي الرَّابِع عشر. وَكَذَلِكَ الْمَرَض الَّذِي يَنْقَضِي فِي السَّابِع وَالْعِشْرين إِنَّمَا يسْتَدلّ عَلَيْهِ الدّلَالَة الْوَثِيقَة فِي يَوْم الْعشْرين وَأما قبل ذَلِك فالدلالة عَلَيْهِ ضَعِيفَة خُفْيَة وَكَذَلِكَ الْمَرَض الَّذِي يَنْقَضِي فِي الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ يتَبَيَّن أمره بعض الْبَيَان فِي الْيَوْم الْعشْرين ثمَّ يتَبَيَّن بَيَانا أَكثر من ذَلِك فِي الْأَيَّام الَّتِي بعد وَكَذَلِكَ الْأَمْرَاض الَّتِي تَنْقَضِي فِي الْأَرْبَعين فقد يتَبَيَّن أمرهَا فِي الْعشْرين بعض الْبَيَان وينكشف وَيظْهر فِي الْيَوْم السَّابِع وَالْعِشْرين. من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ: أصَاب بحران رجلا فِي السَّادِس وَكَانَ محبا لِأَن يكذبنِي فَجعل يعد السَّادِس وَقد ذهبت حماه عَنهُ وَأَنا أَقُول: إِنَّهَا ستعود فلطف تَدْبيره وَلم يدْخل الْحمام وَلَا شرب الشَّرَاب فَبَقيَ إِلَى الثَّانِي عشر لَا يحم وَهُوَ فَرح بِأَنَّهُ قد كَذبَنِي فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِث عشر غلط تَدْبيره وَأكْثر ثِقَة مِنْهُ بالبرء فابتدأت بِهِ الْحمى. الْمقَالة الثَّالِثَة من إبيذيميا قَالَ: إِذا كَانَت النّوبَة فِي الْأزْوَاج فالبحران فِي الْأزْوَاج وَإِن كَانَت فِي الْأَفْرَاد فَفِي الْأَفْرَاد لِأَنَّهُ يَوْم النّوبَة قد تكون الأخلاط أَشد تهييجا للطبيعة وأذى لَهَا وَتَكون مَعَ ذَلِك رقيقَة فتهيأها لدفعها بالرعاف والعرق وَنَحْوه أسهل.

قَالَ: أول أدوار البحران الْأزْوَاج الرَّابِع ثمَّ السَّادِس وَالرَّابِع عشر وَالْعشْرُونَ وَالرَّابِع وَالْعشْرُونَ وَالثَّلَاثُونَ وَالْأَرْبَعُونَ وَالسِّتُّونَ وَالثَّمَانُونَ وَالْمِائَة وَالْعشْرُونَ والأفراد الثَّالِث وَالْخَامِس وَالسَّابِع وَالتَّاسِع وَالْحَادِي عشر وَالسَّابِع عشر وَالْوَاحد وَالْعشْرُونَ وَالسَّابِع وَالْعشْرُونَ وَالْوَاحد وَالثَّلَاثُونَ. قَالَ ج: أما الثَّامِن والعاشر فَلَا يكون فيهمَا بحران الْبَتَّةَ.) وَقَالَ جالينوس فِي الحميات المختلطة: وَإِن كَانَت نوائبها لَا تجْرِي على نظام فَإِن تقدمة الْمعرفَة بالبحران الْكَائِن فِيهَا إِنَّمَا يكون بالعلامات الَّتِي تظهر فِي أَيَّام البحران وَأما الحميات النائبة مثل الرّبع وَالْغِب فبعدد الأدوار فأقم أدوارها مقَام الْأَيَّام الْمُلَازمَة فِي الْإِنْذَار والبحران فَإِنِّي قد حكمت فِي الغب وَالرّبع بِهَذَا الطَّرِيق فَلم أخطىء مَتى ظهر فِي الثَّالِث شَيْء من أَعْرَاض البحران ظهر فِي الرَّابِع مثله فَأَنْذر بِسُرْعَة كَون البحران. لي: مَتى ظهر فِي يَوْم الْإِنْذَار شَيْء مِمَّا ينذر بِشَيْء ثمَّ تبع ذَلِك فِي الْيَوْم الَّذِي يَلِيهِ شَيْء من جنس ذَلِك فَاعْلَم أَن الْأَمر حاد سريع وَلَا يتَأَخَّر مَا أنذر بِهِ وبالضد مَتى رَأَيْت مَا يَلِي النذير مسترخيا فأيقن بالتأخر. الأولى من الثَّانِيَة من كتاب إبيذيما: الْأَمْرَاض الحادة مَتى كَانَت مهلكة فالبحران فِيهَا أَشد تقدما كثيرا لِأَن الأوجاع فِيهِ تكون أصعب وَأَشد وَأقوى. الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من إبيذيميا قَالَ: من عَادَة الْأَمْرَاض الحادة أَن يَجِيء البحران فِيهَا أَكثر فِي الْأَفْرَاد وَفِي المزمنة فِي الْأزْوَاج. الرعاف لما كَانَ بِهِ بحران الْأَمْرَاض الحادة فِي الْأَكْثَر قل مَا يكون فِي الرَّابِع فَأَما فِي السَّابِع وَالْخَامِس فَيكون كثيرا جدا وَبعد هذَيْن فِي التَّاسِع وَالثَّالِث. فَإِن رامت الطبيعة الرعاف فِي الثَّالِث فَلم تقدر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ ينْدَفع كثيرا إِلَى الْخَامِس وَلَا يكون فِي الرَّابِع. الرَّابِعَة من تَفْسِير الثَّالِثَة: الْأَمْرَاض الشتوية يحلهَا الصَّيف وأمراض الصَّيف يحلهَا الشتَاء أَعنِي أَن الْأَمْرَاض الَّتِي فِي الصَّيف أول هيجانها تسكن بالشتاء وَبِالْعَكْسِ. وَأما القَوْل بِأَن كل مرض لي: جملَة مَنْفَعَة أَيَّام البحران إِن البحران إِذا كَانَ فِيهِ كَانَ تَاما مَأْمُونا لِأَنَّهُ يدل أَنه كَانَ بحركة الطبيعة المنتظمة. ويعسر تعرف الْيَوْم الَّذِي يكون فِيهِ من أجل ابْتِدَاء الْمَرَض أَو من أجل أَنه رُبمَا بَقِي الْعرق أَو سَائِر الاستفراغات تكون يَوْمَيْنِ فَلَا تَدْرِي إِلَى أَيهمَا تنسبها وَجُمْلَة تعرف ذَلِك يكون بِمَا أَقُول عِنْد ابْتِدَاء الْمَرَض حَيْثُ يحس الْمَرِيض بأعراض الْمَرَض بِقُوَّة شَدِيدَة حَتَّى يَقع فِي نَفسه أَنه يحْتَاج إِلَى علاج وَلَا يشك أَن حَاله متغيرة عَن الصِّحَّة وَأما مَتى عد من الْيَوْم الَّذِي يكون فِيهِ فاعرفه من هَذِه الْأُمُور وَانْظُر فَإِن كَانَ الْيَوْم النذير قد أنذر بِيَوْم فَإِن كَانَ البحران بعضه فِيهِ وَبَعضه فِي غَيره فانسبه إِلَى الْيَوْم الْمُنْذر بِهِ فَإِن هَذِه العلامات أقوى سَائِر العلامات وعلتها أبدأ على سَائِر العلامات فَإِن كَانَت النّوبَة تَأتي فِي الْأَفْرَاد فَاجْعَلْ البحران

لليوم الْفَرد) وَهَذِه تالية للأولى فِي الْقُوَّة. وَإِن كَانَ البحران جيدا سليما فانسبه من ذَيْنك الْيَوْمَيْنِ المشتبهين عَلَيْك إِلَى الْيَوْم الَّذِي يكون فِيهِ البحران الْجيد. مِثَال ذَلِك: إِن رَأَيْت فِي مَا بَين السَّادِس وَالسَّابِع بحرانا ثمَّ رَأَيْته جيدا كَامِلا فأضفه إِلَى السَّابِع فَإِن كَانَ زمَان البحران فِي يَوْم مَا أطول فانسبه إِلَيْهِ: وَمِثَال ذَلِك أَن يبتدىء الْعرق فِي آخر حُدُود الثَّامِن وَيكون يمْضِي أَكثر يَوْم التَّاسِع أَو كُله يعرق وَهَذِه العلامات لَيست بالقوية كَسَائِر تِلْكَ وَتَمام مَا يحْتَاج من هَذَا مَكْتُوب لَك. من كتاب الدَّلَائِل: الأرابيع تنذر بالأسابيع إِلَى الْعشْرين ثمَّ تضعف فَيصير الْمُنْذر بالأسابيع وَأَيَّام البحران العشرينيات. قَالَ: وَإِذا ظهر فِي بعض أَيَّام الْإِنْذَار دَلِيل نضج تَامّ بَين كَانَ البحران فِي الْمُنْذر بِهِ وَإِن ظهر دَلِيل نضج نَاقص فَأَما أَلا يكون بحران أَو إِن كَانَ كَانَ نَاقِصا وَإِن ظهر دَلِيل هَلَاك فَإِنَّهُ إِن كَانَ ضَعِيفا ساءت حَاله فِي الْيَوْم الْمُنْذر بِهِ وَإِن كَانَ قَوِيا مَاتَ فِيهِ. لي: على مَا رَأَيْت فِي أَمْثِلَة إبيذيميا: الرَّابِع ينذر إِمَّا بالسادس وَإِمَّا بالسابع فَإِذا كَانَت الحدة شَدِيدَة والأعراض لَيست رَدِيئَة مَال إِلَى السَّابِع وَإِن كَانَت الحدة شَدِيدَة إِلَّا أَن العلامات سليمَة مَال أَيْضا إِلَى السَّابِع. لي: على مَا رَأَيْت: كَمَا أَنه لَيْسَ للأيام الْمُتَأَخِّرَة قُوَّة فِي حِدة البحران كَذَلِك لَا يَسْتَوِي مُدَّة مَا يدل عَلَيْهِ لِأَن النضج مَتى ظهر فِي الرَّابِع دلّ على أَن البحران يكون فِي السَّابِع وَإِن ظهر فِي الثَّانِي كَانَ فِي الرَّابِع الَّذِي هُوَ ضعفه فَإِن لم يظْهر إِلَى السَّابِع شَيْء من النضج لم ينْقض فِي الرَّابِع عشر لَكِن بعده وَإِن لم يظْهر النضج إِلَّا فِي الْحَادِي عشر لم ينْقض إِلَى الْعشْرين وَإِن لم يظْهر إِلَى السَّابِع عشر لم ينْقض إِلَى الْأَرْبَعين. من الْجَوَامِع قَالَ: رُبمَا كَانَ زمَان مَا يكون البحران فِيهِ وافدا وَمَعْنَاهُ أَن تكون البحرانات فِي من فُصُول إبيذيميا قَالَ: تقدمة الْمعرفَة على الْخَلَاص تُؤْخَذ من أَيَّام الْإِنْذَار والبحران فَأَما على الْهَلَاك فَمن كل يَوْم. أَيَّام البحران لحنين: انْظُر أبدا فِي أَيَّام الْإِنْذَار إِن تَغَيَّرت حدث للْمَرِيض إنذار إِلَى خير أَو شَرّ فَإِنَّهُ يكون فِي الْمُنْذر بِهِ تغير من ذَلِك الْجِنْس إِمَّا تَاما وَإِمَّا أقوى مِمَّا كَانَ. أفضل الْأَيَّام السَّابِع ويتلوه الرَّابِع عشر وَيَتْلُو هَذَا التَّاسِع وَالْحَادِي عشر وَالْعِشْرين ثمَّ الْخَامِس) وَالسَّابِع عشر ثمَّ الرَّابِع وَبعده الثَّالِث وَالثَّامِن عشر. وَالسَّادِس يَوْم بحران رَدِيء ويشبهه فِي رداءة البحران الثَّامِن والعاشر إِلَّا أَن البحران يكون فيهمَا أقل من السَّادِس وَلَا يكَاد يكون حَتَّى يكَاد أَن يخرجَا عَن أَيَّام البحران وَإِذا كَانَ كَانَ شَبِيها بِمَا يكون فِي السَّادِس.

فَأَما الثَّانِي عشر وَالسَّادِس عشر فَلم تَرَ يكون فيهمَا بحران لَا جيد وَلَا رَدِيء فَإِن كَانَ وَذَلِكَ لم أره قطّ فطبيعته طبيعة السَّادِس. وَالثَّالِث عشر متوسط بَين الثَّانِي عشر وَالسَّادِس عشر اللَّذَان لَا يكون فيهمَا بحران وَالثَّامِن والعاشر اللَّذَان يقل كَون البحران فيهمَا وَبَين الَّتِي يكون فِيهَا البحران كثيرا مثل الثَّالِث وَالرَّابِع وَالْخَامِس وَالسَّادِس وَالتَّاسِع وَالْحَادِي عشر لِأَن البحران يكون فِيهِ أَكثر مِنْهُ فِيهَا وَأَقل مِنْهُ فِي هَذِه. والبحران يمِيل فِي الْأَكْثَر إِلَى الْعشْرين وَكَذَلِكَ فَإِنَّهُ قد يكون البحران فِي السَّابِع وَالْعِشْرين أَكثر مِنْهُ فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين وَالسَّابِع وَالْعشْرُونَ أقوى من الْوَاحِد وَالْعِشْرين وَالرَّابِع وَالْعشْرُونَ أَيْضا صَالح وَكَذَلِكَ الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ وَالسَّابِع وَالثَّلَاثُونَ وَالْأَرْبَعُونَ أقوى مِنْهُ. وَأما الثَّانِي وَالْعشْرُونَ وَالثَّالِث وَالْعشْرُونَ وَالْخَامِس وَالْعشْرُونَ وَالسَّادِس وَالْعشْرُونَ وَالتَّاسِع وَالْعشْرُونَ وَالثَّلَاثُونَ وَالْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ وَالثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ وَالثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ وَالْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ وَالسَّادِس وَالثَّلَاثُونَ وَالثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ وَالتَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ لَا يكون فِيهَا بحران وَمَا بعد الْأَرْبَعين ضَعِيف. ويتحرك فِي العشرينات كَمَا أَنه بعد الْعشْرين يَتَحَرَّك فِي الأسابيع وَإِلَى الْعشْرين فِي الأرابيع. وَأما الْيَوْم الأول وَالثَّانِي فَإِنَّهُمَا ليسَا أَيَّام بحران لِأَن الْمَرَض لَيْسَ يَنْقَضِي فِيهِ مَعَ استفراغ وَجهد وَإِنَّمَا يَنْقَضِي فِيهِ الْحمى اليومية. لي: الْأَمْرَاض الحادة الَّتِي تسمى الفاجية وَلَا تصح فِي هَذِه تقدمة الْمعرفَة وَأما القاتلة فلعظم رداءتها وَأما الَّتِي تَنْقَضِي كَحمى يَوْم فلسهولة أمرهَا. من مسَائِل إبيذيميا الثَّالِثَة قَالَ: خُذ دَلَائِل السَّلامَة وثق بهَا إِذا ظَهرت فِي الْأَيَّام الْإِنْذَار والبحران وَأما الْمهْلكَة فَفِي أَي يَوْم ظَهرت من جَمِيع الْأَيَّام أَيَّام إنذار كَانَت أَو لَا. لي: وَذَلِكَ لِأَن أَفعَال الطبيعة مرتبَة وَالْخَارِج عَن الطَّبْع على غير تَرْتِيب. من مسَائِل المولودين لثمانية أشهر عمل حنين: تعلم قُوَّة الأسابيع من أَن الْجَنِين يَنْقَلِب فِي الشَّهْر السَّابِع فَيصير رَأسه أَسْفَل وَمن أَنه فِي سَبْعَة أشهر تنْبت أَسْنَانه وَالْأُخْرَى فِي أَرْبَعَة عشر) تنْبت. يعلم البحران لأي يَوْم هُوَ من حَال الْيَوْم النذير وَالْيَوْم الَّذِي تتقدم فِيهِ النّوبَة وَالَّذِي تطول فِيهِ وَيكون أَكثر وَقت الاستفراغ وُقُوع البحران الْجيد والرديء. مسيح قَالَ: إِذا حدث فِي يَوْم باحوري خفَّة الْحَرَكَة أَو سهولة النَّفس أَو شَهْوَة الطَّعَام أَو خُرُوج بَوْل أَو برَاز مَحْمُود أَو عرق أَو نوم كَانَ بِهِ خف فانتظر فِي الْمُنْذر بِهِ مَا هُوَ أصلح وبالضد. وَقع الْفَرَاغ من طبع الْجُزْء الثَّامِن عشر من الْحَاوِي الْكَبِير يَوْم الثُّلَاثَاء السَّادِس وَالْعِشْرين من شهر ربيع الآخر سنة هـ اغسطس سنة م ويتلوه الْجُزْء التَّاسِع عشر أَوله فِي الْبَوْل وأصناف الرسوب وألوانه وقوامه وَصلى الله تَعَالَى على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ.

(فارغة)

(الْجُزْء التَّاسِع عشر) (الْبَوْل وأصناف الرسوب وألوانه)

(فارغة)

(صلى الله على مُحَمَّد وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا) (الْبَوْل وأصناف الرسوب وألوانه وقوامه) الْمقَالة الأولى من كتاب البحران قَالَ: الْبَوْل الْأسود لَيْسَ يدل على أَنه غير نضيح فَقَط بل يدل على التّلف والأبيض الرَّقِيق المائي فَإِنَّمَا هُوَ غير نضيج فَقَط. قَالَ: وَالْبَوْل الشبيه ببول الأصحاء دَلِيل على قُوَّة الْعُرُوق وَمَا جانسها من الْآلَات وَإِن كَانَ أقل نضجاً دلّ على ضعف مِنْهَا وَإِذا كَانَ فِي غَايَة المضادة لبول الأصحاء فَإِنَّهُ لم ينضج الْبَتَّةَ فَيدل على غَايَة ضعف الْعُرُوق والآلات المجانسة لَهَا وَمَتى كَانَ مَعَ عدم النضج يدل على رداءة من الْعلَّة الْغَالِبَة على ذَلِك الْموضع فانه يدل على الْهَلَاك دلَالَة فِي غَايَة الْقُوَّة. الْبَوْل: يدل على حَال الْعُرُوق والكلى والمثانة ومجاري الْبَوْل والإحليل إِذا رَأَيْت فِي الْبَوْل ثفلاً فَانْظُر أَولا هَل ذَلِك من أجل أَعْضَاء الْبَوْل فانه لَيْسَ كل ثفل يكون فِي الْبَوْل يدل على حَال الْعُرُوق وَلَكِن إِذا لم يكن ذَلِك الثفل من المثانة ومجاري الْبَوْل والكلى والإحليل. قَالَ: أفضل الْبَوْل الشبيه ببول الأصحاء فِي اللَّوْن وَمَا لم يكن كَذَلِك فَأَما أَن يدل على نضج أَنه لم يكن فَقَط وَإِمَّا أَن يدل مَعَ ذَلِك على التّلف وَيجب أَن يطْلب الَّذِي هُوَ فِي الْغَايَة من حسن وَهَذَا الْبَوْل ليكن ضَارِبًا إِلَى الْأَصْفَر المشبع أَو الْأَحْمَر الناصع أَو هُوَ إِلَى الْأَصْفَر المشبع أميل مِنْهُ إِلَى الْأَحْمَر الناصع وَيجب أَن يكون معتدلاً فِي الثخن وَأما مَا كَانَ من الْبَوْل أرق من هَذَا) أَو أثخن مِنْهُ فان نضجه نَاقص. وَذَلِكَ أَن الَّذِي هُوَ أرق مِنْهُ لم ينضج بعد وَالَّذِي هُوَ أغْلظ مِنْهُ هُوَ بعد تثور لم يتَمَيَّز. وَقد يمكنك تعرف ذَلِك من الْبَوْل الَّذِي يبال وَهُوَ رَقِيق صَاف ثمَّ إِنَّه بعد إِمَّا أَن يبْقى بِحَالَة من الرقة دَائِما أَو يغلظ بعد قَلِيل فهذان البولان جَمِيعًا غير نضيجين. وَالْفرق بَينهمَا أَن الأول لم يَأْخُذ فِي الإنضاج الْبَتَّةَ وَالثَّانِي فِيهِ تثور واضطراب من ريح غَلِيظَة يشبه التثور الَّذِي يكون فِي الشَّرَاب الحَدِيث مادام يغلي. لي الرَّقِيق جدا يدل على أَنه لم ينضج الْبَتَّةَ والتثور يدل على أَنه فِي حَال الإنضاج إِلَّا أَنه لم يكمل ذَلِك مِنْهُ كَحال الْعصير الَّذِي يغلي فَإِذا كمل طبخه ونفشت الرّيح كلهَا اسْتَقَرَّتْ الكدرة وعادت المائية ثخنته من غير تثور.

وَأما ثخنته فَلِأَن الطَّبْخ قد برد مِنْهَا مائية كَثِيرَة وأحال عَلَيْهَا كثيرا من الغلظ وحلل فِيهِ. وَأما ذهَاب التثور فَلِأَن الرّيح قد سكنت فاستقرت كَذَلِك تِلْكَ الْأَجْزَاء الَّتِي كَانَت تحول فِيهِ وَهَذِه الرّيح تواصل هَذِه الْأَشْيَاء ألف وَمن العفن. وَفِيه كَلَام طبيعي نذكرهُ كَامِلا إِن شَاءَ الله فِي البحوث الطبيعية. وَيجب أَن تنظر هَل يكون الْبَوْل الثخين غير نضيح لِأَنَّهُ لَيْسَ الثخين والتثور وَاحِدًا. قَالَ الْبَوْل الكدر ثَلَاثَة أَصْنَاف: إِمَّا أَن يبال كدرا وَلَا يبْقى بِحَالهِ فَإِنَّهُ متوسط بَينهمَا وَذَلِكَ أَن الَّذِي يبال كدراً ثمَّ يصفو بعد قَلِيل وَإِمَّا أَن يبال كدراً وَيبقى بِحَالهِ دَائِما وَإِمَّا أَن صافياً ثمَّ يكدر وأردأ هَذِه الثَّلَاثَة الَّذِي يبال صافياً ثمَّ يكدر وَبعده فِي الرداءة الَّذِي يبال كدراً وَيبقى بِحَالهِ وَالَّذِي يبال كدراً ثمَّ يصفو بعد قَلِيل يدل على أَن الَّذِي بَقِي من الِاضْطِرَاب والتثور قَلِيل وَأما الَّذِي يبْقى على كدرته فَيدل على التثور والاختلاط فِي النِّهَايَة وَأما الَّذِي يبال صافياً ثمَّ يكدر خَارِجا فَيدل على أَنه لم تكن حَرَكَة لَكِنَّهَا سَتَكُون عَن قريب. فبالواجب صَار هَذَا أردأهما لِأَنَّهُ يدل على أَن الْمَرَض يحْتَاج إِلَى زمن طَوِيل وَإِلَى قُوَّة قَوِيَّة حَتَّى ينضج. فَأَما الْبَوْل الَّذِي يبال كدراً ثمَّ لَا يلبث أَن يرسب فِيهِ رسوب مَحْمُود فَيدل على أَن الْمَرِيض لَا يلبث أَن ينضج. وَأما الَّذِي يبال كدراً وَيبقى بِحَالهِ فَلِأَنَّهُ يدل على أَن الْحَرَكَة وَالِاضْطِرَاب فِي نهايته كَانَ نقصانه فِي الرداءة أَشد من الْبَوْل الَّذِي يدل على أَنه لم يكن لَهُ بعد حَرَكَة. لَكِنَّهَا سَتَكُون عَن قريب على حسب فَضله فِي الرداءة على الْبَوْل الَّذِي يدل على أَن تِلْكَ الْحَرَكَة قريب) أَن تسكن وتهدأ فالبول إِذا فِي الْغَايَة القصوى من الْبعد عَن النضج وأشر هَذِه كلهَا. وَهَذَا هُوَ الْبَوْل الشبيه بِالْمَاءِ لَا يدل على الصِّحَّة وَلَيْسَ هُوَ فِي طَرِيق النضج كالبول الكدر وَلَا قَرِيبا مِنْهُ كالبول الَّذِي يكدر بعد قَلِيل وَلكنه كَأَنَّهُ ينذر ك بِأَنَّهُ قد أعيتك الْحِيلَة بالنضج. وَهَذَا الْبَوْل من الْعُرُوق وَمَا جانسها بِمَنْزِلَة التُّخمَة من الْمعدة فان كَانَ مَعَ الشّبَه بِالْمَاءِ خُرُوجه سَرِيعا فان هَذَا حِينَئِذٍ هُوَ الْمَرَض الْمُسَمّى ذيابيطس وَهَذِه الْعلَّة من الْعُرُوق بِمَنْزِلَة سَلس المعي وَذَلِكَ أَنه كَأَن موت الْقُوَّة الْمُغيرَة والماسكة فَهَذَا شَرّ أَصْنَاف الْبَوْل الْغَيْر النضج ثمَّ يتلوه فِي الرداءة المائي الَّذِي لَيْسَ خُرُوجه بسريع لِأَن هَذَا أقل دلَالَة على التّلف إِذْ كَانَ لَا يدل على موت قوتين غريزيتين وَلكنه يدل على ضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة فَقَط فانه بِحَسب ضعف القوى وبطلانها تكون رداءة الْمَرَض فالبول الَّذِي يكون فِي درب الْبَوْل أردأ الأبوال الْغَيْر النضيجة لِأَن الْبَوْل الَّذِي هُوَ فِي بياضه كَالْمَاءِ وَفِي رقته فَهُوَ أَيْضا رَدِيء مفرط الرداءة لِأَنَّهُ يدل على ضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة فِي الْغَايَة وَيقرب مِنْهُ بَوْل يشبه لَونه أَشد مَا يكون من الْأَشْرِبَة بَيَاضًا. وَهَذَا الْبَوْل إِنَّمَا يكون إِذا خالط المائي بِشَيْء من رَقِيق الْمرة

الصَّفْرَاء. ثمَّ بعد هَذَا الْبَوْل الَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة الرقيقة الأترجية فَأَما الَّذِي هُوَ أصفر رَقِيق أترجي ألف وفهو خير من هَذَا وَهُوَ دون الْأَصْفَر المشبع إِلَّا أَنه يضْرب إِلَيْهِ وَهَذَا الْبَوْل نضيح من أجل لَونه وَيجب أَن يُخَالف المَاء فِي رقته حَتَّى يكون قد استحكم لَهُ النضج. وَأما أَحْمد الألوان كلهَا فَالَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة المشبعة أَو إِلَى الْحمرَة الناصعة وَأَقُول أَنه مَتى دَامَ الدَّم فِي طَرِيق النضج فَكل بَوْل يبال يرى فِيهِ رسوب أملس مستو أَبيض كثيرا. فَإِذا تمّ النضج ازْدَادَ تلوناً وَقل رسوبه ثمَّ إِنَّه إِن منع الْإِنْسَان من الطَّعَام بعد هَذَا رَأَيْت الْبَوْل يزْدَاد صفرَة دَائِما. لي الدَّم إِذا لم يكن فِيهِ فضل غليظ خام لم يُمكن أَن يكون لمِائَة رسوب كثير وَلذَلِك لَا يغذي أَصْحَاب الْأَمْرَاض الحادة لِأَن فِي دِمَائِهِمْ فضلا يحْتَاج أَن ينضج فان غذوا ازْدَادَ ذَلِك الْفضل وازدادوا بعدا من النضج وَإِذا كَانَ فِي الدَّم فضول إِلَّا أَن الطبيعة لم تَأْخُذ فِي نضج تِلْكَ الفضول وهضمها فانه لَا يكون أَيْضا فِي الْبَوْل رسوب كثير. فَلذَلِك يدل الرسوب فِي الْأَمْرَاض على النضج بِمِقْدَار قوته وَيدل فِي الأصحاء على فضل فِي الْعُرُوق. قَالَ: اللَّوْن الْأَصْفَر المشبع أقرب الألوان منْظرًا من اللَّوْن الْأَحْمَر الناصع وَالْفرق بَينهمَا أَن) الْأَصْفَر المشبع أقرب إِلَى الْبيَاض والأحمر الناصع أقرب إِلَى الصفاء والبريق والأصفر المشبع أقرب إِلَى الْبيَاض من الْأَحْمَر الناصع بِحَسب مَا الْأَصْفَر الرَّقِيق أقرب إِلَى الْبيَاض من الْأَحْمَر الناصع بِحَسب مَا الْأَحْمَر الناصع أبعد عَن الْبيَاض من الْأَصْفَر المشبع والأحمر القاني أبعد عَن الْبيَاض من الْأَصْفَر المشبع. الَّذِي للأصحاء الْحَافِظ للونه. وَهُوَ الْبَوْل الصَّحِيح الحميد إِن كَانَ فِيهِ رسوب كثير أملس أَبيض مستو فَلَيْسَ يدل على أَن النضج مَعْدُوم بل على أَنه مستحكم إِلَّا أَنه ينتفض من الْبدن كيموس كثير نيّ وَلذَلِك يكون الرسوب كثيرا فِي بَوْل الصّبيان كلهم إِلَّا فِي الندرة فِي أبول المستعملين للخفض والدعة وَكَثْرَة الْأكل لِأَنَّهُ يجْتَمع فِي هَؤُلَاءِ فضل كثير لِكَثْرَة غذائهم. وللصبيان خلة أُخْرَى هِيَ أَن أبدانهم تجتذب الْغذَاء من معدهم قبل استحكام النضج لأَنهم فِي النشوة وبالواجب لذَلِك أَن يكثر الْفضل فِي دِمَائِهِمْ وَيجب عَن ذَلِك أَن يكثر الرسوب فِي أَبُو الْهم. وَكَذَلِكَ يكثر الرسوب ضَرُورَة فِي أَبْوَال من تعتريه الْحمى من قبل إفراط السّكُون والإفراط من الطَّعَام إِذا كَانَ أَمرهم يؤول إِلَى السَّلامَة فرسوب مَحْمُود كثير فِي غَايَة الْكَثْرَة. وَأما الَّذين يجمعُونَ من التَّعَب وإقلال الطَّعَام فان أبوالهم تكون ألوانها صفراء مشبعة وَتَكون غَلَبَة المرارة فِيهَا بَينا. لي والتحاف جدا. وَكَثِيرًا مَا تَنْقَضِي أمراضهم من غير أَن يرسب شَيْء فِي أبوالهم

وتكتفي بِأَن ترى فِي أبوالهم غمامة بَيْضَاء طافية فِي أَعلَى المَاء أَو مُتَعَلقَة فِي الْوسط بعد كَونهَا محمودة أَعنِي أَن تكون بَيْضَاء ملساء مستوية. وأبوال الأصحاء الَّذين تعبهم ألف وَكثير وطعمهم قَلِيل يكون المرار عَلَيْهَا اغلب وَلذَلِك لَا يذم أبقراط الْبَوْل الْأَصْفَر المشبع الصُّفْرَة إِلَّا أَن يكون رَقِيقا فَأَنَّهُ قد قَالَ: إِن الْبَوْل مادام أصفر مشبع الصُّفْرَة رَقِيقا فانه يدل على أَن الْمَرَض لم ينضج بعد. قَالَ: وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يُمكن إِذا كَانَ الْبَوْل شَدِيد الرقة وَلَو تركته زَمنا طَويلا أَن يتَمَيَّز حَتَّى يرسب مَا فِيهِ من الشَّيْء إِلَّا غلظ ويطفو مَا هُوَ فِيهِ مِمَّا هُوَ أرق لِأَن هَذَا إِنَّمَا يعرض للبول الَّذِي فِيهِ بعض الغلظ. قَالَ: وَلَيْسَ مَتى كَانَ الْبَوْل غليظاً باعتدال وَكَانَ فِيهِ رسوب فَهُوَ صَحِيح نضيج وَذَلِكَ أَن الرسوب كَانَ محبباً كالشبيه بخلال السويق أَو كَانَ فِيهِ قطع شَبيه بالصفائح أَو بالنخالة أَو كَانَ) أَخْضَر أَو أسود أَو كمداً رصاصياً أَو منتناً فَكل هَذِه مَعَ مَا أَنَّهَا لم تنضج تدل على التّلف وَذَلِكَ أَن الرسوب المحبب الشبيه بخلال السويق يدل إِمَّا على ذوبان الْأَعْضَاء وانحلالها وَإِمَّا على حرارة مفرطة محرقة قد قويت على الدَّم فَأَحْرَقتهُ وَإِمَّا على الصفائح فَهِيَ أَجزَاء تَنْقَسِم من ظَاهر الْعُرُوق عِنْدَمَا يعرض لَهَا أَن تذوب وتتحلل وَكَذَلِكَ الشبيه بالنخالة إِلَّا أَن هَذَا أغْلظ وأصفر. وَأما الشبيه بالصفائح فَأَعْرض من الشبيه بالنخالة وأرق. وَأما فَإِنَّهُ يدل إِمَّا على حرارة مفرطة نارية وَإِمَّا على برد مفرط وَتعرض مِنْهُ حَال شَبيهَة بِالْمَوْتِ وَكَذَلِكَ الْأَعْضَاء الخارجية إِنَّمَا يعرض لَهَا السوَاد على هذَيْن الْوَجْهَيْنِ وَكَذَلِكَ سَواد قوام الْبَوْل وَسَوَاد رسوبه وتعلقه. والغمامة إِنَّمَا تكون من حرارة مفرطة وَإِمَّا لمَوْت الطبيعة تكون من إفراط الْبرد وكل بَوْل يصير إِلَى السوَاد فَهُوَ رَدِيء فِي غَايَة الرداءة حَتَّى أَنِّي لَا أعلم أحدا بَال بولاً فنجاً. وَأما الرسوب فِي الْبَوْل إِذا صَار إِلَى السوَاد فدلالته على التّلف أقل والغمام الْمُتَعَلّق فِي وسط الْبَوْل إِذا كَانَ أسود فَهُوَ أقل دلَالَة على التّلف من الرسوب الْأسود والطافي اقل دلَالَة على الْهَلَاك إِذا كَانَ أسود من الْمُتَعَلّق. لي قد صرح بِأَن مائية الْبَوْل إِذا كَانَ أسود أشر من جَمِيع أَجْزَائِهِ الْأُخَر ويتلوه فِي الرداءة الرسوب الْأسود ثمَّ الغمامة السَّوْدَاء. قَالَ: وَأما 3 (اللَّوْن الْأَخْضَر) قاتما يكون من أجل السَّوْدَاء فِي طَرِيق حُدُوثه. كَأَنَّهُ مُقَدّمَة للسوداء وَذَلِكَ أَن الْمَرَض إِذا كَانَ خبيثاً ظهر فِيهِ بعد ظُهُور الْقَيْء الْأَخْضَر وَالْبرَاز الْأَخْضَر وَالْبَوْل الْأَخْضَر وكل وَاحِد من هَذِه الثَّلَاثَة هُوَ أسود. فَأَما اللَّوْن الكمد الرصاصي فَإِنَّمَا يتَوَلَّد من الْبرد فَقَط. وَأما الرَّائِحَة المنتنة فَإِنَّمَا تتولد من العفونة. فان كَانَ الْبَوْل شَبِيها بالدهن دلّ على ذوبان الْجِسْم. وكل هَذِه الأبوال رَدِيئَة.

لي يجب أَن يلْحق هَاهُنَا الَّذِي للمرضى: وَأحمد الْبَوْل الْحسن اللَّوْن الَّذِي فِيهِ غمامة بَيْضَاء ملساء مستوية إِمَّا راسبة وَإِمَّا طافية وَإِمَّا مُتَعَلقَة وَأحمد هَذِه الغمامة الراسب ثمَّ الْمُتَعَلّق ثمَّ الطافي فان هَذِه الْأَصْنَاف من الْبَوْل تدل على نضج ألف و. وَأما جَمِيع أَصْنَاف الْبَوْل الْبَاقِيَة فبعضها يدل على خلاف النضج مثل الْبَوْل الْأَبْيَض الرَّقِيق والأبيض الكدر وَبَعضهَا يدل على التّلف كالكمد والأخضر وَالْأسود وَالَّذِي رسوب شَبيه بخلال السويق أَو بالصفائح أَو بالنخالة. وَإِمَّا الْبَوْل الَّذِي يضْرب فِيهِ إِلَى 3 (الصُّفْرَة المشبعة والحمرة الناصعة) إِلَّا أَنه رَقِيق بعد فَهُوَ من طَرِيق رقته غير نضيج وَهُوَ طَرِيق لَونه نضيج فَهُوَ متوسط بَين الْبَوْل النضيج بِالْحَقِيقَةِ وَغير النضيج وَكَذَلِكَ الْبَوْل الَّذِي فِيهِ غمامة بَيْضَاء ملساء مستوية إِلَّا أَنه متفرق غير مُتَّصِل. والاستواء فِي الرسوب على ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا أَن لَا يكون مُتَفَرقًا متشتتاً وَالْآخر أَن يكون فِي جَمِيع الْأَوْقَات. لي يَعْنِي جَمِيع أَيَّام الْمَرَض وَجَمِيع ساعاته على مَا وَصفنَا وَذَلِكَ انه مَتى رَأَيْت الْبَوْل صافياً فِي وَقت وَفِيه شَيْء راسب فِي وَقت آخر فَذَلِك يدل على أَنه لم يستكمل نضوج الْمَرَض. وأردأ أَصْنَاف الْبَوْل للرِّجَال وَالنِّسَاء الْأسود فَأَما الصّبيان فالرقيق. وَذَلِكَ لِأَن بَوْل الصّبيان أثخن بالطبع وَبَوْل المستكملين الطبيعي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة المشبعة وكل شَيْء يضاد الْأَمر الطبيعي يدل على التّلف. وَالْبَوْل الَّذِي يضْرب إِلَى الْحمرَة القانية وَفِيه رسوب يضْرب إِلَى الْحمرَة القانية أملس فَأَنَّهُ بَوْل سليم جدا إِلَّا أَنه ينذر بطول الْمَرَض أَكثر من الْبَوْل الَّذِي قُلْنَا قبل: أَنه يدل على أَن النضج لم يستكمل. وَهُوَ الَّذِي سحابته مُتَعَلقَة بَيْضَاء ملساء غير مُتَّصِلَة وَذَلِكَ أَن الشَّيْء الَّذِي يصْبغ الْبَوْل حَتَّى يصير فِي هَذَا اللَّوْن هُوَ مائية الدَّم فَيدل على أَن الْحَرَارَة ضَعِيفَة وَلذَلِك الدَّم مائي فَيحْتَاج زمن طَوِيل حَتَّى يتراجع ويقوى وَيدل على أَن الْمَرَض سليم من أجل طبيعة هَذِه الْمَادَّة المخالطة للبول وَذَلِكَ أَنَّهَا غير رقيقَة مائية ولاهية غَلِيظَة مفرطة الغلظ وَلَا هِيَ أَيْضا حارة وَلَا عفنة وَلكنهَا مَادَّة محمودة قريبَة من طبيعة الدَّم. قَالَ ج: وَقد كتبنَا فِي الْبَوْل جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي غرضنا. لي إِذا نَحن ألفنا كتابا فِي الْبَوْل نبتدئ فَنَقُول: ينظر من الْبَوْل إِمَّا فِي اللَّوْن وَإِمَّا فِي القوام وَإِمَّا فِي الرسوب وَإِمَّا فِي الرّيح وَإِمَّا فِي الطّعْم وَإِمَّا فِي الصَّوْت وَإِمَّا فِي الملمس ثمَّ نقُول: أَصْنَاف اللَّوْن كَذَا وَكَذَا وأصناف القوام كَذَا وَكَذَا ثمَّ نخبر فِي الْفَصْل الثَّانِي بِأَسْبَاب

علامات النضج التام

الْأَصْنَاف وَفِي الثَّالِث مَا يدل عَلَيْهِ كل صنف وَقد يُوجد بَوْل حامض الرّيح والطعم فِي الْفَصْل الرَّابِع فَوَائِد تدل على غير نظام) قَالَ: 3 - (عَلَامَات النضج التَّام) هُوَ أَن يظْهر فِي الْبَوْل ثفل راسب أَبيض أملس مُتَّصِل. وَأما عَلَامَات النضج الْخفية الضعيفة فانتقال الْبَوْل عَن المائية إِلَى الصُّفْرَة الرقيقة وَإِن انْتقل الْبَوْل أَيْضا من الرقة إِلَى التثور ثمَّ بَقِي على حَاله بعد أَن يبال فَلم يتَمَيَّز فَذَلِك من عَلَامَات النضج الْخَفي الضَّعِيف. وَالْبَوْل أَيْضا الْأَصْفَر المشبع إِذا كَانَ رَقِيقا فَهُوَ من هَذَا الْجِنْس والغمامة الَّتِي لَوْنهَا أَحْمَر قاني والثفل الراسب فِي هَذَا اللَّوْن وَالْبَوْل الَّذِي لَا ثفل فِيهِ إِلَّا أَنه حسن اللَّوْن معتدل الثخن يدل أَيْضا على أَن النضج قد كَانَ. قَالَ: ألف وَلَيْسَ يُمكن أَن يكون بعد الثفل الراسب الْأَبْيَض الْمَحْمُود للحمى صولة الْبَتَّةَ. جَوَامِع البحران قَالَ: عدم النضج فِي اللَّوْن أصلح مِنْهُ فِي القوام وَلذَلِك الْبَوْل الْأَبْيَض الْحسن القوام أقل شرا من الْبَوْل الْأَصْفَر الرَّقِيق. قَالَ: الْبَوْل الَّذِي يبال كدراً ثمَّ يصفوا ويتميز غير نضيج إِلَّا أَنه اقل بعدا عَن النضج من الْبَوْل المائي. وَهُوَ بعده. قَالَ: وَالْبَوْل الَّذِي يبال صافياً ثمَّ يكدر خَارِجا فِي غَايَة الرداءة إِلَّا أَنه يدل على السبات وَالْجُنُون سيحدث بالمريض طوال مُدَّة الرسوب. الرسوب يكون فِي أَبْوَال أَصْحَاب الْأَبدَان الممتلئة والأخلاط الْكثير والغذاء الْكثير والدعة كثيرا وبالضد فِي المهازيل وَأَصْحَاب التَّعَب والجوع وَيكون فِي المعتدلة بَين ذَلِك معتدلاً. الْبَوْل الْأسود فِيهِ شَيْء من غَايَة الدّلَالَة على الْهَلَاك وَهُوَ الَّذِي يكون كُله اسود أَعنِي المائية والثفل. وَمِنْه مَا يدل على العطب دلَالَة مُطلقَة وَهُوَ الَّذِي فِيهِ رسوب أسود فَقَط فَأَما سائره فَلَيْسَ بأسود. وَمِنْه مَا دلَالَته على العطب دلَالَة أقل وَهُوَ الَّذِي فِيهِ تعلق أسود. وَمِنْه مَا دلَالَته عَلَيْهِ يسيرَة وَهُوَ الَّذِي فِيهِ طَاف أسود فَقَط مثل الرمل الشبيه بالجشيش مَا هُوَ مِنْهُ الْأَبْيَض يدل على ذوبان الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَالأسود على احتراق الدَّم. والثفل الشبيه بالصفائح يدل على أَن الَّذِي يذوب من الْبدن ظَاهر الْأَعْضَاء والشبيه بالنخالة) يدل على حرارة أقوى وَكلما كَانَت هَذِه الْأَجْزَاء أَكثر عمقاً دلّت على أَن الَّذِي يذوب جَوْهَر الْأَعْضَاء.

والثفل الْأسود يدل على أَن الْحَرَارَة كَبِيرَة أَو الْبُرُودَة غالبة. والثفل الْأَخْضَر والكمد يدلان على إفراط الْبُرُودَة والمنتن يدل على العفونة والثفل الدسم دَال على ذوبان الْبدن. وَإِذا كَانَ الْبَوْل يدل على الْخَلَاص أَو على العطب فأو كد دلَالَته إِذا كَانَ ثفله راسباً وأوسطه الْبَوْل مِنْهُ مَا يدل على نضج تَامّ وَهُوَ الْحسن اللَّوْن الَّذِي فِيهِ رسوب أَبيض وأملس مستو. وَمِنْه مَا يدل على نضج غبر بَين وَهُوَ الَّذِي فِي وَسطه شَيْء مُتَعَلق أَبيض أملس مستو. وَمِنْه مَا يدل على نضج ضَعِيف وَهُوَ الَّذِي فِيهِ غمامة بَيْضَاء ملساء. وَمِنْه مَا يدل على خلاف النضج وَهُوَ أَصْنَاف: المائي يدل على غَايَة عدم النضج وَالْبَوْل الَّذِي يبال خائراً وَيبقى على خثورته يتلوه فِي ذَلِك وَهُوَ أقرب إِلَى النضج مِنْهُ وَالثَّالِث اقل مُخَالفَة للنضج وَهُوَ الَّذِي يبال كدرا. ويتميز الْبَوْل الَّذِي لَونه لون النَّار وقوامه رَقِيق يدل على أَن الْمَرِيض لم ينضج مَرضه وَالْبَوْل الَّذِي فِيهِ شَيْء أَبيض مُتَعَلق غير مُتَّصِل وَالْبَوْل الَّذِي فِيهِ رسوب أَحْمَر يدل على أَن الْمَرَض لم ينضج وَهُوَ فِي طَرِيق النضج. وَمن الْبَوْل مَا يدل على أَن الْمَرَض قتال بِمَنْزِلَة الَّذِي فِي أَسْفَله ثفل شَبيه بالجشيش وَالَّذِي فِي أَسْفَله ثفل شَبيه بالنخالة وَالْأسود والكمد الَّذِي يضْرب إِلَى الخضرة والدهني وَالدَّسم. أَصْنَاف النضج فِي الْبَوْل ألف وَثَلَاثَة أَحدهمَا الضَّعِيف بِمَنْزِلَة الْبَوْل الَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة وَالْبَوْل الَّذِي يبْقى خاثراً وَالْبَوْل المائي الرَّقِيق وَالثَّانِي النضج الَّذِي لَيْسَ بضعيف إِلَّا أَنه لَيْسَ بَين بِمَنْزِلَة الْبَوْل الَّذِي فِيهِ غمامة بَيْضَاء أَو شَيْء مُتَعَلق أَبيض أملس مستو أَو غمامة حَمْرَاء أَو ثفل أَحْمَر وَالْبَوْل الناري والثخين وَالثَّالِث النضيج الْبَين التَّام بِمَنْزِلَة الْبَوْل الَّذِي فِيهِ ثفل راسب أَبيض مستو من الأبوال الْغَيْر النضيجة. 3 (الْبَوْل الشبيه بِالْمَاءِ) أبعدها من النضج وَالْبَوْل الَّذِي يبال ثخيناً وَيبقى ثخيناً بِحَالَة لَا يتَمَيَّز أقل بعدا من النضج الأول وَالَّذِي يبال خاثراً يتَمَيَّز أقل بعدا من الْأَوَّلين وَالْبَوْل الخمري أَكثر بعدا من النضج. لي أَحْسبهُ من الخاثر مَا يتَمَيَّز وَمَا لم يتَمَيَّز وَيَعْنِي بالخمري: الْأَصْفَر المشبع الرَّقِيق القوام جدا. الْمقَالة الرَّابِعَة من تَدْبِير الأصحاء قَالَ: تفقد من الْبَوْل لَونه وقوامه وتفقد فيهمَا جَمِيعًا وَلَا تغفل عَمَّا يرسب فِيهِ وَمَا يطفو عَلَيْهِ لِأَن هَذِه الْأَشْيَاء تدل بِالْحَقِيقَةِ على حَال الدَّم الَّذِي فِي الأوردة فان كَانَ الدَّم ذَا مرّة وَجب أَن تكون مائيته ذَات مرّة فِي نَوْعي

الْمَرَض كليهمَا فان كَانَ غير نضيج بلغمياً فَمَا دَامَ غير نضيج بِالْحَقِيقَةِ فان الْبَوْل يكون مائياً وَلَا يكون فِي أَسْفَله شَيْء راسب وَلَا فِي أَعْلَاهُ شَيْء طَاف فَإِذا نضج ظَهرت فَوْقه غمامة مثل الَّذِي يكون فَوق المرق إِذا برد. فان كَانَ الْبَوْل خائراً كبول الدَّوَابّ فَأَنَّهُ يدل على أَن الأوردة مَمْلُوءَة كيموساً خاماً وَإِن الطبيعة لَيست مقصرة عَنهُ بل هِيَ تعْمل فِيهِ دَائِما وَلَا تقوى على أَحْكَام هضمه وَإِن كَانَ الْبَوْل الخاثر يسْرع الِانْفِصَال وَيكون الشَّيْء الَّذِي يرسب مِنْهُ أَسْفَل أَبيض أملس مستوياً فانه يدل على أَن الطبيعة قد قاربت أَن تغير الفضول كلهَا. وَإِذا كَانَ الْبَوْل إِذا برز صافياً ثمَّ يثخن من سَاعَته فانه يدل على أَن الطبيعة قد أخذت فِي إنضاج الكيموسات الخامة وَإِن كَانَ يثخن الْبَوْل بعد وَقت طَوِيل دلّ ذَلِك على أَن الطبيعة لَيست تَأْخُذ فِي إنضاج الكيموس الخام قَرِيبا بل بعد زمَان فَلذَلِك يجب أَن يكون الدَّلِيل الْعَام الَّذِي يدلك على الْبَوْل الخائر بِسُرْعَة انْفِصَاله أَو بطئه أَو لَا انْفِصَال لَهُ الْبَتَّةَ وعَلى الَّذِي يبال رَقِيقا بِسُرْعَة تخثره أَو بطئه أَو لَا يخثر الْبَتَّةَ وَإِن كَانَ انْفِصَاله سَرِيعا وَكَانَ الَّذِي يرسب أَبيض أملس مستوياً دلّ على أَن الطبيعة أقوى من الكيموسات الَّتِي تروم إنضاجها. لي أفهم هَذَا فان هَذَا الْكَلَام فِي الْبَوْل الَّذِي يبال خاثراً فَأَما الرسوب الَّذِي حَاله إِذا كَانَ فِي الْبَوْل غير الخاثر فانه يدل على أَن النضج قد كَانَ تمّ وَإِن كَانَ الراسب فِي أَسْفَل الْبَوْل حسنا وَكَانَ انْفِصَاله فِي زمن طَوِيل دلّ على أَن الطبيعة تقهر الكيموس بعد زمَان طَوِيل وَأَنَّهَا لَيست بقوية عَلَيْهِ كل الْقُوَّة وَإِن لم ينْفَصل الْبَتَّةَ أَو كَانَ مَا يرسب مِنْهُ فِي حَال رَدِيئَة دلّ على ضعف الطبيعة وحاجتها إِلَى التقوية لتقوى على هضم الكيموسات وإنضاجها.) 3 (الرسوب الْأَبْيَض) الْحَادِث فِي الْبَوْل يشبه حُدُوثه حُدُوث الْمدَّة لِأَنَّهُ فِي قوته متوسط بَين الأخلاط الطبيعية والخارجة عَن الطبيعة. لي يَعْنِي بالأخلاط الطبيعية الشَّيْء الَّذِي يَسْتَحِيل من الطَّبْع كاللبن والمنى والخارجة عَن الطبيعة كالصديد الْمَتْن. قَالَ: وَذَلِكَ أَن الشَّيْء الَّذِي يفوت الطبيعة أَن تعْمل فِيهِ من الْغذَاء عِنْد إحالته إِلَى الدَّم يرسب فِي الْبَوْل فَلَا يَسْتَحِيل عَنْهَا فَيصير دَمًا وَلَا هُوَ بِمَنْزِلَة الْأَشْيَاء الَّتِي استحالت اسْتِحَالَة غير الطبيعية. الأولى فِي تقدمة الْمعرفَة فِي آخرهَا قَالَ: مَحل الرسوب الْأَبْيَض فِي الأبوال مَحَله مَحل الْمدَّة الجيدة وَذَلِكَ انه بَين الْخَلْط الَّذِي يتَوَلَّد من الاستحالة طبيعية مثل الدَّم وَاللَّبن وَبَين الْأَشْيَاء الَّتِي لم تستحل اسْتِحَالَة طبيعية كالفضول لِأَن هَذَا الثفل هُوَ الفضلة الَّتِي قد فَاتَ الطبيعة إحالته إِلَى الدَّم. قَالَ فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: الاسْتوَاء فِي الْأَجْزَاء والملاسة تقع لجودة عمل الْمُحِيل فِي

الْمحَال طبيعية كَانَت تِلْكَ الاستحالة أَو خَارِجَة من الطَّبْع فَلذَلِك الْأَشْيَاء الطبيعية أَجودهَا أَن تكون مستوية ملساء وَغير الطبيعية فأشرها أَن يكون أملس مستوياً لِأَنَّهُ فِي هَذِه الْحَال يدل على أَن عمل الشَّيْء غير الطبيعي الْغَالِب فِيهِ أَشد وأبلغ. تقدمة الْمعرفَة قَالَ فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: احْمَد الْبَوْل مَا كَانَ فِيهِ ثفل راسب أَبيض أملس مستو فِي جَمِيع مُدَّة الْمَرَض كُله إِلَى أَن يَأْتِي فِيهِ البحران فَإِن ذَلِك يدل على الثِّقَة وَقصر الْمَرَض فان جَاءَ بحران يَبُول فِيهِ مرّة بولاً صافياً وَمرَّة يرسب فِيهِ ثفل أَبيض أملس فان الْمَرَض أطول وَالْأَمر فِيهِ أسلم. ج: شدَّة الْقُوَّة الطبيعية تُوجد فِيمَا يظْهر من أفعالها الطبيعية وَذَلِكَ بِظهْر فِي الْمعدة من البرَاز وَفِي الْعُرُوق والكبد من الْبَوْل وَقد تتبين فِي الْبَوْل مَعَ ذَلِك عَلَامَات تدل على أَحْوَال غير هَذِه الْأَعْضَاء. قَالَ: الْبَوْل الدَّال على نضج الأخلاط فِي الكبد وَالْعُرُوق غَايَة النضج هُوَ الَّذِي وَصفه إِذا كَانَ دَائِما فَأَما إِن كَانَ يَوْمًا ويماً لَا فانه يدل على أَن فِي الْعُرُوق أخلاطاً نضيجة وأخلاطاً غير) نضيجة فَإِذا لم يبل الْمَرِيض بولاً الْبَتَّةَ بولاً غير نضيج فِيمَا بَين أبواله النضيجة فَهُوَ لَهُ أفضل الأبوال. وَالْبَوْل الْكَامِل النضج يجب أَن يكون فِيهِ رسوب على مَا وصفت فان لم يكن رسوباً فَلَا أقل من أَن يكون لَهُ غمامة بَيْضَاء ملساء وَتَكون صُورَة لَونه معتدلة الصُّفْرَة وقوامه بَين الرَّقِيق المائي والغليظ لِأَن الْبَوْل الَّذِي لَا رسوب فِيهِ الْبَتَّةَ يبوله من كَانَ تَدْبيره فِي غَايَة اللطافة وَأما الَّذِي فِيهِ رسوب كثير فَمن كَانَ تَدْبيره فِي غَايَة الغلظ وَالَّذِي فِيهِ رسوب قَلِيل فالمتوسط التَّدْبِير. وَكَذَلِكَ أَيْضا لون الْبَوْل فانه فِي الْأَمْرَاض المرارية أصفر وَفِي الْحَادِثَة عَن الأخلاط نِيَّة أَبيض. والرسوب فِي الْحَادِثَة عَن الأخلاط النِّيَّة ألف وَكَثِيرًا وَأما فِي الْأَمْرَاض الْحَادِثَة عَن المرار فَلَا يكون أصلا أَو يكون قَلِيلا جدا وَقد يَكْتَفِي أَن يكون فِي بَوْل هَذِه الْأَمْرَاض غمامة أَو تعلق. فَأَما الْبَوْل الَّذِي يُوجد فِيهِ دَائِما رسوب جيد فانه يدل على أَن الْمَرِيض فِي غَايَة الْأَمْن والثقة والسلامة وَأَن يَنْقَضِي انْقِضَاء لَا عودة لَهُ ويسرع انقضاؤه. وَجُمْلَة أَن الْبَوْل إِن لبث بِهَذِهِ الْحَال فِي الْيَوْم الأول وَالثَّانِي وَاللَّيْلَة الَّتِي صبيحتها الْيَوْم الثَّالِث لم يتَجَاوَز الْمَرَض الدّور الأول من أَيَّام البحران. قَالَ: فان كَانَ الْبَوْل يضْرب إِلَى الْحمرَة المشبعة والثفل الراسب فِيهِ بذلك اللَّوْن إِلَّا أَنه أملس كَانَ الْمَرَض أطول مُدَّة من الأول إِلَّا أَنه سليم جدا. قَالَ: لون الدَّم يمِيل إِلَى الْحمرَة وَإِذا خرجت مائية الدَّم مَعَه يدل ذَلِك على كَثْرَة من

الدَّم لَيْسَ بمستحكم وَلَا نضيج وَكَذَلِكَ لما كَانَ الْغَالِب فِي الْبدن أَجود الأخلاط كَانَ الْمَرَض فِي غَايَة السَّلامَة إِلَّا أَنه يحْتَاج إِلَى مُدَّة حَتَّى ينضج ذَلِك الدَّم بطول مدَّته. لي وَقد بَين ج بقوله الرسوب هُوَ مَا يفوت الطبيعة إحالته إِن الرسوب يكثر فِي الْمَرَض لِأَن تولد الدَّم حِين إِذْ ضَعِيف وَفِي السمان الكثيري الْغذَاء لِأَن الْمَادَّة كَثِيرَة وَلذَلِك هُوَ قَلِيل لَا يجب أَن يطْلب فِي أَبْوَال الأصحاء الْجيد التَّدْبِير الكاملي الهضم. قَالَ: فَأَما مَتى كَانَ الثفل الراسب فِي الْبَوْل شَبِيها بخلال السويق فانه رَدِيء وأردأ مِنْهُ مَا كَانَ شَبِيها بالصفائح وَمَا كَانَ مِنْهُ رَقِيق أَبيض فَهُوَ رَدِيء جدا وأردأ مِنْهُ الشبيه بالنخالة لِأَن الشَّيْء بخلال السويق إِمَّا يكون من احتراق الدَّم الغليظ وانطباخه وَإِمَّا من ذوبان اللَّحْم ذوباناً مُخْتَلفا.) وَاخْتِلَاف ذوبان اللَّحْم يكون إِذا انْحَلَّت الْأَجْزَاء اللينة الرّطبَة مِنْهُ من الْحَرَارَة فَصَارَت صديداً رديئاً وَخفت الْأَجْزَاء الصلبة ويبست وَذَلِكَ أَن أول مَا يذوب فِي أَمْثَال هَذِه الحميات الشَّحْم الطري الحَدِيث ثمَّ مَا هُوَ أَصْلَب من الأول. لي وَأعْتق وَمن بعد ذَلِك اللَّحْم الطري اللين ثمَّ اللَّحْم الصلب الْعَتِيق وَمن بعد ذَلِك الْأَعْضَاء أَنْفسهَا وَإِذا رَأَيْت الْأَعْضَاء أَنْفسهَا ذَابَتْ رَأَيْت فِي الْبَوْل أَجزَاء غير مُتَسَاوِيَة شَبيهَة بالصفائح وَقد يكون صنف آخر من الرسوب لَا غلظ فِيهِ أَبيض اللَّوْن وَسبب بَيَاض لَونه مُخَالطَة الْهَوَاء لَهُ بكليته أَكثر مُخَالطَة لما كَانَ غليظاً وحدوث هَذَا الرسوب يكون من ريح غَلِيظَة تخالط أَشْيَاء من فضول الأخلاط لم يستحكم نضجها مُخَالطَة يعسر تبرؤها مِنْهُ وخاصية هَذَا الرسوب الْحَال الَّتِي من عَادَة أبقراط أَن يسميها الاسْتوَاء وحدوث ذَلِك يكون إِذا كَانَ الرسوب كُله متساوي الْأَجْزَاء إِلَّا أَن مَا كَانَ مخالطاً لشَيْء آخر وأجزاؤه ترى مُخْتَلفَة فِي قوامها ولونها. وَمَا كَانَ أجزاؤه من الرسوب الْمُخْتَلف صغَار فَهُوَ أردأ من الَّذِي أجزاؤه كبار وَذَلِكَ أَن الرسوب الَّذِي أجزاؤه كبار دلَالَته على قُوَّة الطبيعة بِحَسب ألف وَعظم ذَلِك الْجَوْهَر الْمُؤلف من تِلْكَ الْأَجْزَاء واستحكام نضجه. وَأما الْأَجْزَاء الصغار فتل على أَن الْمَادَّة قد قهرت الطبيعة وغلبتها أَو على أَن الْحَرْب بَينهمَا كَأَنَّهُمَا متساويتانْ فَهَذَا أَمر يعم جَمِيع الرسوب المتساوي. وَأما النخالي فأردأ الثَّلَاثَة الْأَصْنَاف. وَذَلِكَ أَنه بِمَنْزِلَة الصِّنْف الأول وَالثَّانِي وَيدل على أَن حرارة الْحمى ملتهبة مذوبة وَكَانَ يجب أَلا ترَتّب رَابِعا بل ثَالِثا. قَالَ: والغمامة الْمُتَعَلّقَة فِي الْبَوْل فالبيضاء حميدة والسوداء رَدِيئَة لِأَن السَّوْدَاء تحدث إِمَّا من إفراط الْبرد وَمَوْت الْحَرَارَة الغريزية وَإِمَّا لفرط الْحَرَارَة الغريزية وَشدَّة الاحتراق.

قَالَ: وَمَا دَامَ الْبَوْل أَحْمَر رَقِيق القوام فالمرض لم ينضج، لِأَن الْبَوْل النضج معتدل القوام واللون. قَالَ ج: الْبَوْل إِنَّمَا هُوَ الرُّطُوبَة الَّتِي تشرب بعد أَن يخالطها من المرار شَيْء مَا فان كَانَ اخْتِلَاط المرارية يَسِيرا كَانَ ضَعِيف الصُّفْرَة وبالضد. قَالَ وَإِن لبث الْبَوْل رَقِيق القوام والصفرة زَمَانا طَويلا فَأَنَّهُ يدل على أَن النضج يتَأَخَّر وَحِينَئِذٍ لَا يُؤمن على العليل أَن يَنْفِي حَتَّى يكون النضج إِلَّا أَن الْقُوَّة قَوِيَّة كَثِيرَة. قَالَ: وَمن أدل الأبوال على الْهَلَاك المائي وَالنَّتن الْأسود والغليظ. قَالَ: المائي هُوَ الْأَبْيَض اللَّوْن وَالرَّقِيق القوام وَيدل على نهوك الأخلاط فِي الْغَايَة القصوى) وَضعف الْقُوَّة الفاعلة للنضج. وَأما الْأسود والمنتن فمفردة كَانَت أَو مركبة فَإِنَّهَا رَدِيئَة. وَأما الْبَوْل الْأسود فَإِنَّهُ كلما كَانَ أغْلظ كَانَت دلَالَته على الْهَلَاك أَشد. وَأما الغليظ الَّذِي لَيْسَ بأسود فَإِن الغليظ وَإِن كَانَ رديئاً فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ هَذَا الْبَوْل على جِهَة تنقية الْبدن بِهِ فينتفع بِهِ كَمَا ينْتَفع بِسَائِر الإستفراغات الرَّديئَة إِذا كَانَ الْبدن ينقى مِنْهَا وَرُبمَا كَانَ مهْلكا مَتى كَانَ الْأَمر بالضد. وَإِنَّمَا أَعنِي بالغليظ جدا هَاهُنَا لِأَن الْمُتَوَسّط الغلظ الطبيعي وَالَّذِي هُوَ أغْلظ مِنْهُ قَلِيلا لَا يدل على الْهَلَاك دلَالَة قَوِيَّة وَأما الَّذِي هُوَ غليظ جدا فانه دَلِيل على الْهَلَاك دلَالَة قَوِيَّة إِلَّا أَن يكون الْبدن ينتقي بِهِ فِي بعض الْأَوْقَات. 3 (أردأ الأبوال للنِّسَاء وَالرِّجَال) الْأسود وللصبيان الْبَوْل الْأَبْيَض المائي. قَالَ جالينوس: الْأسود والمائي يدلان على العطب فِي جَمِيع الْأَشْيَاء إِلَّا أَن الْأسود فِي الشَّبَاب أردأ والمائي فِي الصّبيان وَذَلِكَ أَن الصّبيان يَبُولُونَ بولاً غليظاً أبدا بالطبع فِيهِ رسوب كثير لِكَثْرَة أكلهم والأخلاط النِّيَّة فيهم وَهَذَا لَهُم طبيعي وَالْبَوْل الرَّقِيق أبعد شَيْء من طباعهم وَهُوَ لذَلِك أردأ. وَأما الشَّبَاب المتناهون فان بَوْلهمْ الطبيعي لطيف والرسوب فِيهِ قَلِيل وَالْأسود فِي غَايَة المضادة لبولهم الطبيعي وَكلما كَانَ أبعد من الطبيعي فَهُوَ أشر. قَالَ: وللصبيان إِذا دَامَ بهم الْبَوْل المائي الْغَيْر طبيعي عطبوا وَكلما كَانَ أبعد فَهُوَ اشر. وَمن بَال بولاً رَقِيقا مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَت ألف وَسَائِر الدَّلَائِل تنذر بالسلامة فتوقع لَهُ خراجاً يخرج بِهِ فِي الْمَوَاضِع الَّتِي هِيَ أَسْفَل الْحجاب لِأَن هَذَا الْمَرَض مرض مزمن غير حاد فان بقيت قُوَّة العليل فان بحرانه يكون بخراج. يَعْنِي بِسَائِر الدَّلَائِل الْقُوَّة وسهولة الْمَرَض وَلِأَن الْمَرَض بَارِد وَالْقُوَّة قد ضعفت بطول الْمدَّة لَا تدفع الْفضل إِلَى فَوق فَيكون الْخراج أَسْفَل.

الدسومة الَّتِي تطفو فَوق الْبَوْل بِمَنْزِلَة نسج العنكبوت مذمومة لِأَنَّهَا تدل على أَن الْجِسْم يذوب الْمُتَعَلّق إِذا كَانَ حميد اللَّوْن فبحسب ميله إِلَى أَسْفَل جودته وبحسب ميله إِلَى نُقْصَان جودته لِأَن الْميل إِلَى فَوق يكون لِأَن فِيهِ بعد ريح بخارية تشيله إِلَى فَوق وَذَلِكَ لِأَن نضجه لم يكمل فَإِذا كمل هَذَا النضج انفشت هَذِه الرّيح ورسب وبمقدار هَذِه الرّيح يكون ميله إِلَى الْعُلُوّ. قَالَ: وَاحْذَرْ أَلا تغلط من أجل المثانة لِأَنَّهُ قد يكون عَنْهَا رسوبات سويقية وَنَحْو ذَلِك فيظن أَن) ذَلِك دَلِيل على مَا فِي الْعُرُوق وَلَكِن ابحث أَولا عَن هَذِه الْحَال فَإِذا علمت أَن ذَلِك لَيْسَ المثانة فَالْحكم حِين إِذْ صَحِيح وَكَذَلِكَ قد يَبُول الرجل بولاً منتناً لعفن فِي بعض الْأَعْضَاء من آلَات الْبَوْل وَلَا يكون ذَلِك دَلِيلا على حَال عفن فِي الْعُرُوق فابحث عَن ذَلِك كُله وَكَذَلِكَ قد تتشابه أثفال الخام بالمدة فابحث عَن ذَلِك وَرُبمَا كَانَ الْبدن ينقى كُله بالبول وَرُبمَا تستفرغ بِهِ دبيلات قد انفجرت. لي تميز ذَلِك أَن الصفائح الَّتِي تَجِيء عَن المثانة تكون بِلَا حمى ويتقدمها وجع فِي المثانة وحكة وحرقة الْبَوْل وَرُبمَا تقدم ذَلِك بَوْل بِمدَّة وَنَحْو ذَلِك. والمنتن من أجل آلَات الْبَوْل فَيكون قد تقدمه بَوْل دم قَلِيل لِأَن ذَلِك يكون عَن قرحَة عفنت وَيكون وجع فِي بعض آلَات الْبَوْل. وَالنَّتن الصديدي الَّذِي ينقى بِهِ الْبدن يكون بِأَن يخف عَلَيْهِ جَمِيع الْبدن بِمَا خرج والرديء والخام يتَمَيَّز من الْمدَّة بِمَا يتَقَدَّم من الْمدَّة من قُرُوح وتنتن ريح الْمدَّة وَعدم ريح الخام إِن ألْقى على النَّار وَغير ذَلِك عَلَامَات أخر. 3 (الرسوب الْجيد) مسَائِل الْفُصُول قَالَ: الرسوب إِنَّمَا يكون جيدا إِذا كَانَ بعد نضج الْمَرَض وَبعد أَن كَانَ رَقِيقا قبل ذَلِك لِأَن الرسوب إِذا كَانَ فِي الْبَوْل من أول الْأَمر فَإِنَّهَا يكون بِسَبَب مَادَّة كَثِيرَة ثَقيلَة. الرَّابِعَة من الْفُصُول: من كَانَ بَوْله فِي الْحمى غليظاً قَلِيلا فانه إِذا بَال بولاً أرق مِنْهُ وَأكْثر مِقْدَارًا انْتفع بِهِ وَأكْثر من يَبُول هَذَا الْبَوْل الغليظ يكون فِيهِ رسوب فِي أول الْمَرَض. قَالَ جالينوس: إِنَّمَا يحمد الْبَوْل الغليظ الرسوب إِذا كَانَ متنقلاً من الرقة إِلَى الغلظ لِأَن ذَلِك حِين إِذْ ليَكُون لنضج الأخلاط فَأَما هَذَا الَّذِي من أَوله ثخين وَفِيه رسوب فَلَيْسَ بحميد وبالواجب يكون مثل هَذَا الْبَوْل قَلِيلا فِي مِقْدَاره لشدَّة غلظه لِأَنَّهُ لَا ينفذ الكلى إِلَّا بِجهْد. فَإِذا نضج هَذَا الْخَلْط الغليظ استفرغ ألف وَمِنْه شَيْء هُوَ أَكثر وأرق. فأبقراط أَرَادَ أَن يخبر هَاهُنَا بِأَمْر نَادِر وَهُوَ أَن يكون الْحَال فِي الْبَوْل بالضد بِمَا جرت بِهِ الْعَادة فِي حَمده أَعنِي انْتِقَاله من الثخن إِلَى الرقة.

قَالَ جالينوس: وَقد يَبُول قوم مثل هَذَا الْبَوْل من غير حمى، يضْرب من تقنية أبدانهم. قَالَ أبقراط: من كَانَ بَوْله خاثر مثل بَوْل الدَّوَابّ فِيهِ صداع حَاضر أَو سيحدث. فال جالينوس: وَقد قد نرى الصداع قد يكون مَعَ الْبَوْل المتثور أما قبله وَأما بعده وَالْبَوْل) المتثور هُوَ شَبيه ببول الدَّوَابّ وَإِنَّمَا يكون كَذَلِك إِذا عملت الْحَرَارَة فِي مَادَّة غَلِيظَة كثيفة فإننا إِنَّمَا نرى مَا كَانَ من الْموَاد على مثل هَذِه الْحَالة خَاصَّة إِذا عملت فِيهِ الْحَرَارَة الْخَارِجَة تتولد مِنْهُ الرِّيَاح حَتَّى يتثور مثل القير والزفت والراتنج وَمثل هَذَا الْبَوْل لَا يبْقى زَمنا طَويلا على تثوره. وَمِنْه مَا رسب فِيهِ ثفل غليظ بِسُرْعَة وَإِذا كَانَ كَذَلِك دلّ على أَن الْمَرِيض يَنْقَضِي أسْرع فَأَما الأول وَهُوَ الْبَاقِي على تثوره زَمنا طَويلا فانه إِذا كَانَ مَعَ قُوَّة قَوِيَّة دلّ على طول الْمَرَض وَإِذا كَانَ مَعَ قُوَّة ضَعِيفَة أنذرت بِالْمَوْتِ. قَالَ: وَإِنَّمَا يحدث الصداع عَن هَذَا الْبَوْل لِأَنَّهُ يدل على أَن فِي الْبدن ريَاح غَلِيظَة مَعَ حرارة شَدِيدَة وَلذَلِك يسْرع الصعُود إِلَى الرَّأْس ويؤلمه أَلا أَنه لَا يجب من بِهِ صداع يكون بَوْله على هَذَا الْحَال إِذْ كَانَ للصداع أَسبَاب كَثِيرَة غير هَذَا. الْمقَالة الرَّابِعَة من الْفُصُول: الغمامة الْحَمْرَاء والرسوب الْأَحْمَر يدلان على سَلامَة وثقة إِلَّا أَنَّهُمَا أَزِيد طولا من الْأَبْيَض. إِذا كَانَ مَعَ الْحمى ورم الدِّمَاغ وَالْبَوْل ذُو مستشف أَبيض فَأَنَّهُ قَاتل. لي إِلَّا أَن الْبَوْل الَّذِي بِهَذِهِ الْحَالة الَّتِي وَصفنَا يدل على غَايَة الْبعد من النضج وَلذَلِك ينذر بطول الْمَرَض. فَإِذا كَانَ الْمَرَض على مثل هَذِه الْقُوَّة حلل الْقُوَّة قبل ذَلِك وَيدل مَعَ ذَلِك أَن حَرَكَة المرار كُله إِلَى الرَّأْس لِأَن هَذِه الْعلَّة مرارية. وَإِذا لم يكن الْبَوْل فِيهِ مرارياً فحركة المرار إِلَى الرَّأْس. لي إِن لم يكن الْعقل مختلطاً بالعلل الحادة ثمَّ رَأَيْت الْبَوْل أَبيض أَو قد أَبيض فَاه ينذر باختلاط الْعقل. قَالَ: قطع اللَّحْم الَّتِي لَهَا عمق وجثة إِذا خرجت فِي الْبَوْل فَإِنَّهَا تخرج من الكلى والصفائح القشورية من المثانة وَالشعر الْأَبْيَض الطَّوِيل من الكلى. قَالَ ج: قد رَأَيْت من بَال مِنْهُ مَا طوله نصف ذِرَاع وَسبب ذَلِك حرارة تعْمل فِي رُطُوبَة غَلِيظَة فتولد. قد ذكر فِي بَاب إِذا كَانَ فِي الْبَوْل شبه نخالة فانه مَتى كَانَ الْبَوْل مَعَ ذَلِك لَهُ غلظ متوسط فالآفة فِي المثانة وَتلك القشور مِنْهَا. وَمَتى كَانَ الْبَوْل مَعَ ذَلِك رَقِيقا فالعلة فِي الْعُرُوق. لِأَن رقة الْبَوْل مَعَ ذَلِك خَاصَّة مَعَ عدم النضج وَذَلِكَ يدل على حَال الْعُرُوق أَنَّهَا رَدِيئَة. وَإِنَّمَا يكون ذَلِك فِيهَا) وَفِي المثانة كالحال فِي ظَاهر الْجلد عِنْد الجرب الَّذِي يتقشر ألف مِنْهُ الْجلد.

لي إِذا كَانَ هَذَا مَعَ غلظ الْبَوْل فقد دلّ أَنه لَا آفَة بالعروق الْبَتَّةَ وَحين إِذْ الآفة بالمثانة لآن الكلى لَا يكون فِيهَا مثل هَذَا أبدا. وَإِذا كَانَ الْبَوْل رَقِيقا فانه لَيْسَ بإضطرار أَن يكون ذَلِك من الْعُرُوق لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون ذَلِك من المثانة وَإِنَّمَا رق الْبَوْل لعِلَّة أُخْرَى بالعروق لَا يكون مِنْهَا قشور كَمَا نرى للعلل الآخر. قَالَ: الْبَوْل يَجِيء من الْعُرُوق ويتصفى فِي الكلى ويمر بالبربخين ويجتمع فِي المثانة وَلذَلِك يدل على أَحْوَال هَذِه الْمَوَاضِع كلهَا. من بَال بَغْتَة دَمًا فقد انصدع عرق فِي كلاه. وَقد فسر فِي بَابه من كَانَ يرسب فِي بَوْله رمل فان الْحَصَى هُوَ ذَا تتولد فِي كلاه. من بَال دَمًا عبيطاً وَكَانَ بِهِ تقطير الْبَوْل وأصابه وجع فِي أَسْفَل بَطْنه وعانته فان مَا يَلِي مثانته وجع. من كَانَ لبوله رَائِحَة مُنكرَة وَهُوَ يَبُول دَمًا وقيحاً وقشوراَ فَذَلِك يدل على قرحَة فِي مثانته تَفْسِير فِي بَابه. الْمقَالة السَّابِعَة من الْفُصُول: من كَانَ بِهِ حمى وَكَانَ يرسب فِي بَوْله ثفل شَبيه بالسويق الجريش فَذَلِك يدل على أَن مَرضه يطول. قَالَ جالينوس: الْبَوْل الَّذِي يرى شيبهاً بالسويق الجريش فَذَلِك يدل على الْهَلَاك كَمَا قيل فِي تقدمة الْمعرفَة وَأكْثر من يرى هَذَا من بَوْله يَمُوت قبل أَن يطول مَرضه. فَأَما الَّذين يسلمُونَ مِمَّن يرى هَذَا فِي أبوالهم فكلهم يطول مَرضه لِأَن الْمَرَض الَّذِي فِيهِ هَذَا الْبَوْل يدل على أَنه يحْتَاج إِلَى نضج كثير. وَقد ذكر فِي كتاب إبيذيميا عدد مرضى ظهر فِي أبوالهم هَذَا الثفل مَاتَ بَعضهم سَرِيعا وَبَعْضهمْ سلم بعد أَن طَال مَرضه. وَمِنْهُم الْمَرِيض الَّذِي وَصفه بعد حالات الْهَوَاء الثَّلَاث واسْمه سَلس وَالْآخر الَّذِي بلغه بِالنَّفسِ فَالْأَمْر فِي هَذَا الْبَوْل إِنَّه إِنَّمَا ينذر بِهَلَاك سريع وَإِمَّا بطول مرض صَحِيح تشهد بِهِ التجربة أَلا أَن الْأَكْثَر يَمُوت قبل أَن يطول مَرضه. قَالَ: إِذا كَانَ الْغَالِب على الثفل الَّذِي فِي الْبَوْل المرار وَكَانَ أَعْلَاهُ رَقِيقا دلّ على أَن الْمَرَض) حاد. قَالَ ج: مَا رَأَيْت بولاً قطّ يغلب على ثفله المرار ومائيته رقيقَة. وَلم يستحسن سَائِر كَلَامه فِي هَذَا الْموضع. وَقَالَ حنين قولا حسنا: إِن اللَّفْظَة الَّتِي سَمَّاهَا أبقراط رَقِيقا فِي هَذَا الْفَصْل يحْتَمل أَن

يكون مَعْنَاهَا الرَّقِيق فِي القوام وَيحْتَمل أَن يكون الرَّقِيق فِي الشكل فقد يجوز على هَذَا الْقيَاس أَن يكون أبقراط أَرَادَ بقوله أَعْلَاهُ رَقِيق أَي تحرّك أَعْلَاهُ ويميل إِلَى الرقة لِأَن الثفل الراسب فِي الْبَوْل إِذا كَانَ غليظاً ثقيلاً كَانَ سطحه شَبِيها بالبسط فَإِذا كَانَ رَقِيقا خَفِيفا نضجاً كَانَ أَعْلَاهُ يَتَحَرَّك ويتعبب. وَهَذَا مِمَّا يُقَوي هَذَا الْمَعْنى أَن أبقراط إِنَّمَا نسب الرقة إِلَى أَعلَى الثفل وَلم ينسبها إِلَى مَا فَوْقه وَقد كَانَ قَادِرًا على أَن يَقُول مَكَان مَا قَالَه أَعْلَاهُ مَا فَوْقه. لي يَقُول حنين: إِن الْهَاء فِي قَول أبقراط فِي قَوْله أَعْلَاهُ ترجع إِلَى الثفل لَا على مائية الْبَوْل ألف وويستدل على ذَلِك بِأَن هَذِه اللَّفْظَة بِأَعْلَى الثفل أشكل مِنْهَا بِمَا فَوق الثفل من المائية وَقد احسن التَّخَلُّص. من كَانَ فِي بَوْله ثفل متشتت فان فِي بدنه اضطراباً قَوِيا. قَالَ يَعْنِي مُخْتَلف الْأَجْزَاء وَإِذا كَانَ كَذَلِك دلّ على أَن الطبيعة لم تنضج الْعلَّة لِأَن الطبيعة إِذا غلبت واستولت كَانَت الْأَجْزَاء كلهَا مستوية وَإِذا لم تكن الْأَجْزَاء كلهَا مستوية كَانَت الْأَسْبَاب مقاومة لَهَا. فَدلَّ على أَن الِاضْطِرَاب أَكثر من غَلَبَة الطبيعة. لي هَذَا السَّبَب يجب أَن يفهم فِي الرسوب لَا فِي المائية. قَالَ: من كَانَ فَوق بَوْله عبب دلّ على أَن علته فِي الكلى وأنذر مِنْهَا بطول. قَالَ ج: العبب إِنَّمَا يكون إِذا امتدت رُطُوبَة حول ريح غَلِيظَة وَأُخْرَى أَن يعرض ذَلِك إِذا كَانَت مَعَ تِلْكَ الرُّطُوبَة لزوجة فانه عِنْد ذَلِك يكون العبب أطول عَبَثا وَأكْثر انحلالاً. فَإِذا خرجت مَعَ الْبَوْل ريح غَلِيظَة فَذَلِك دَلِيل على أَن فِي الكلى مَرضا بَارِدًا لِأَن الْمَرَض الْبَارِد هُوَ الَّذِي يجمع الرّيح الغليظة. لي واللزوجة. قَالَ أبقراط: من رَأَيْت فَوق بَوْله دسماً جملَة دلّ على أَن فِي كلاه عِلّة حارة. قَالَ: الدسم فَوق الْبَوْل بِالْجُمْلَةِ يدل على عِلّة تذوب بشحم الْبدن وَإِذا كَانَ ذَلِك الدسم غزيراً) كثيرا مجتمعاً دلّ على أَنه من شَحم الكلى لِأَن شَحم الكلى إِذا ذاب مصيره إِلَى الْبَوْل يكون فِي أسْرع الْأَوْقَات وَلَا يكون قَلِيلا لكنه يَجِيء دفْعَة فَأَما سَائِر شَحم الْبدن فَأَنَّهُ يصيره أَولا إِلَى مَا قرب من إِلَى الْموضع الَّذِي ذاب ثمَّ إِلَى مَا يقرب وَلَا يزَال يسري من عُضْو إِلَى عُضْو حَتَّى يبلغ الكلى. من أزمان الْأَمْرَاض قَالَ أَقُول: إِن الْبَوْل الَّذِي لَونه أصفر وقوامه معتدل أفضل الأبوال كلهَا بِحَسب اللَّوْن والقوام يجب لَا محَالة أَن يكون فِي هَذَا الْبَوْل مَعَ ذَلِك إِمَّا غمامة حَسَنَة وَإِمَّا رسوب حسن وَيكون ذَلِك حسب مَا توجبه طبيعة الْمَرَض لأَنا قد بَينا أَن حَال الرسوب فِي

لي يَقُول: أَن الرسوب فِي الْأَمْرَاض البلغمية وحالات الْأَبدَان الامتلائية لَا يجب أَن يظنّ أَنه يدل على نضج لكنه على كَثْرَة فضل فِيهَا ويقابل ذَلِك الْبَوْل الَّذِي لَا نضج لَهُ الْبَتَّةَ وَهُوَ الْبَوْل الْأَبْيَض الرَّقِيق الَّذِي لَا سَحَابَة ْ لَهُ بل هُوَ بِمَنْزِلَة المَاء. فان كَانَ فِيهِ مَعَ ذَلِك غمامة سَوْدَاء أَي رسوب أسود أَو رَأَيْته كُله مظلماً فَذَلِك قتال وَكَذَلِكَ أَيْضا إِن كَانَت الْأَجْزَاء بِمَنْزِلَة جريش السويق أَو الصفائح. وَالْبَوْل الشَّديد النتن أَيْضا وَالدَّسم وَهُوَ الْمُسَمّى الزيتي مهلكان. قَالَ: فَهَذِهِ الأبوال تدل على أَن الْمَرَض فِي طبعه عَظِيم الْمرة. السَّوْدَاء. قَالَ: حمت امْرَأَة ثمَّ خفت جماها بعد شدَّة ثمَّ بَالَتْ بولاً أسود كثيرا سَرِيعا فبحث الْأَطِبَّاء عَن ذَلِك فَظهر أَنَّهَا كَانَت لَا تنقي بالطمث فمالت الفضلة إِلَى المثانة ونقيت كَذَلِك. لي من الْمقَالة الْخَامِسَة عشرَة من النبض الْكَبِير قَالَ: من ألوان الرسوب والتعلق ألف لون رَدِيء. وَهُوَ يشبه نسج العنكبوت العريض وَكَذَلِكَ يُصِيب على طابق من مَاء الدَّقِيق الَّذِي يُسمى الزلابية وَيكون مشتبكاً بعضه على بعض مشوش. الأولى من مسَائِل إبيذيميا: رَدِيئَة والقليلة رَدِيئَة. والأبوال الثخينة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا ثقل راسب البته وَإِن كَانَ فشيء قَلِيل جدا وَذَلِكَ إِنَّمَا يعرض فِيهَا لِأَنَّهَا لَا تسكن وتصفو على مَا يجب. وَذَلِكَ إِنَّمَا يكون فِي الحميات الَّتِي يكون الْحَرَارَة فِيهَا كَثِيرَة ملتهبة وتصادف فِي الْجِسْم أخلاط غَلِيظَة فَيحدث لَهَا شَبيه بالغليان والتثور فبالواجب لَا يكون فِي مثل هَذِه ثفل راسب وَإِن كَانَ فشيء يسير وَيكون أَيْضا غير نضيج.) الثَّالِثَة قَالَ أبقراط: الْبَوْل المتثور الَّذِي لَا يرسب مِنْهُ شَيْء فان رسب فقليل وَإِن كَانَ رَدِيء فِي اللَّوْن مَعَ ذَلِك فَهُوَ أردأ الأبوال. قَالَ جالينوس: التثور يكون إِذا كَانَ فِي الْجِسْم أخلاط غير نضيجة. الْبَوْل الْأسود الْقَلِيل فِي الْحمى الحرقة قَاتل لِأَنَّهُ يدل على أَن الْحَرَارَة الَّتِي للحمى قد نشفت الْبدن كُله وعَلى أَن الدَّم قد احْتَرَقَ. الْمقَالة الأولى من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ: يجب أَن تعلم لملاسة الرسوب الَّذِي فِي الْبَوْل قُوَّة عَظِيمَة جدا فِي الدّلَالَة على الْخَيْر. فانه ذكر أَن مرضى كثيرا كَانَ فِي أبولهم أثفال بيض لَكِنَّهَا حسنت فماتوا وَآخَرين كَانَت فِي أبوالهم أثفال حمر وَغَيرهَا إِلَّا أَنَّهَا ملس تخلصوا. الأولى من الثَّانِيَة قَالَ فِي الأولى من الثَّالِثَة: كَمَا أَن الْغَمَام الْأَبْيَض مَحْمُود وَالْأسود مَذْمُوم كَذَلِك الأدكن بَينهمَا فِي الرداءة والجودة إِذا ظهر لم يدل على بحران وتام وَلَا فِي الْغَايَة من الْجَوْدَة لَكِن بِحَسب ميله

الثَّانِيَة من الثَّالِثَة قَالَ: انْظُر فِي الْبَوْل إِن لم تكن الْعلَّة فِي الْعُرُوق فَأَنَّهُ إِذْ كَانَ مَعَ ذَلِك رديئاً كَانَت دلَالَته على الرداءة قَوِيَّة وَإِن كَانَ حميدا جيدا فانه لَا ينذر تِلْكَ الْعلَّة بِكَثِير خير. مِثَال ذَلِك: فِي القولنج إِذا كَانَ الْبَوْل رديئاً فَأن البلية أعظم وَإِن كَانَ حميدا جيدا فانه لَيْسَ لَهُ فِي الدّلَالَة على الْخَلَاص مِنْهَا كَبِير نصيب. وَكَذَلِكَ فِي جَمِيع الْعِلَل الْأُخَر أَعنِي علل الدِّمَاغ والعصب وَالْقلب وَنَحْوهَا. الرَّابِعَة من الثَّالِثَة قَالَ: أما الدّهن فَوق الْبَوْل فقد رَأَيْنَاهُ غير مرّة وَهُوَ رَدِيء فَأَما الْبَوْل الَّذِي هُوَ كُله عَن آخِره دسم حَتَّى أَنه مثل الزَّيْت سَوَاء فَلَا أعلم أَنِّي رَأَيْته وَلَا رَأَيْت دسم فِي وسط الْبَوْل وَلَا فِي أسلفه لِأَن من شَأْن الدسومة أَن تطفو من فَوق. فَأَما الْبَوْل الَّذِي يشبه الزَّيْت فِي لَونه وقوامه فانه لَا دسم عَلَيْهِ وَقت رَأَيْت هَذَا مرَارًا كَثِيرَة وَلم يكن على الْمَرِيض مِنْهُ بَأْس بل رُبمَا كَانَ جيدا. وَذَلِكَ أَن يكون عِنْد النضج. قَالَ: فَمَتَى كَانَ على الْبَوْل دسم فقد يجب أَن تظن أَنه رَدِيء لكنه لَا يدل على الْهَلَاك لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون ذَلِك عَن ذوبان الشَّحْم لَا اللَّحْم لِأَن اللَّحْم يحْتَاج إِلَى حرارة العطب قَوِيَّة لي فَأَوْمأ إِلَيّ أَن لذوبان اللَّحْم نوعا يَخُصُّهُ وَهُوَ أَن يكون مَعَ الدسومة شبه مَاء اللَّحْم ونتن شَدِيد غَالب وَهَذَا مهلك.) قَالَ: فالبول الزيتي هُوَ الَّذِي لَونه وقوامه شَبيه بالزيت وَهُوَ رَدِيء وَلَكِن لَيْسَ فِي غَايَة الرداءة وَذَلِكَ إِنَّه قد يُمكن إِذا كَانَت سَائِر الدَّلَائِل جَيِّدَة لم يكن مَكْرُوه مِنْهُ. قَالَ: الْبَوْل فِي النُّفَسَاء على الْأَكْثَر يكون أسود كَأَن فِيهِ سخاماً أَو مداداً وَذَلِكَ يكون لممازجة ذَلِك الْخَلْط الْأسود لَهُ. قَالَ: حسن الْبَوْل من أعظم الدَّلَائِل على السَّلامَة فِي مَرضه من امتلاء. والثفل الْمُتَعَلّق المشوش كثيرا مَا يتبعهُ اخْتِلَاط الْعقل فَلَا يكَاد يُفَارِقهُ. الأولى من السَّادِسَة: قد يكون فِي علل الكبد رسوب شبه الرسوب الَّذِي يكون فِي علل الكلى وَيكون أَحْمَر أصفر. لي يفرق بَينهمَا باللون وَمَكَان الوجع وَنَحْوه وَسَائِر الْأَعْرَاض. قَالَ ج: إِنَّمَا يبلغ من الْقُوَّة دَلَائِل الْبَوْل فِي الحميات الحادة أَن تَسْتَغْنِي بهَا عَن غَيرهَا الْبَتَّةَ وتقتصر عَلَيْهَا بِثِقَة واتكال. قَالَ: فان التَّام إِلَيْهَا مَعَ ذَلِك قُوَّة سَائِر الدَّلَائِل كَانَت تقدمة الْمعرفَة وَالْحَالة الظَّاهِرَة فِي حَاله

الثَّانِيَة من السَّادِسَة: 3 (الْبَوْل الَّذِي يشبه الْمَنِيّ) يكون بِهِ بحران باستفراغ الْخَلْط والزجاجي وضمور الأورام الَّتِي هِيَ فِي الثَّنية إِذا لم تكن حارة. الْخَامِسَة من السَّادِسَة: الْبَوْل الَّذِي لَونه شَبيه بلون الشَّرَاب الَّذِي يشرب حَتَّى أَنه إِن كَانَ الشَّرَاب أَبيض كَانَ الْبَوْل أَبيض مائياً وَإِن كَانَ أَحْمَر كَانَ أحمراً غليظاً يدل على أَن الْغذَاء لَا يَسْتَحِيل وَلَا تعْمل فِيهِ الطبيعة. قَالَ: وَالْبَوْل الَّذِي يشبه لون عُضْو من أَعْضَاء الْبدن أَو جَوْهَرَة إِذا دَامَ كَانَ ذَلِك الْعُضْو عليلاً يدل على ذوبان ذَلِك الْعُضْو. فان كَانَ فِيهِ قطع تشبه بفتات الكرسنه أَو بفتات العدس فانه يدل على أَنه من الكبد وَإِن كَانَت تِلْكَ الْقطع أشبه بِاللَّحْمِ دلّت على أَنَّهَا من الكلى وَإِن كَانَت شَبيهَة بالصفائح دلّت على أَنَّهَا المثانة. وَالْبَوْل الدسم يدل على ذوبان الشَّحْم. وَأما الْقطع الَّتِي تشبه بجريش السويق فِي مقاديرها وصلابتها وَلَيْسَت بَيْضَاء فتدل على ذوبان فِي اللَّحْم. وَالْقطع السَّوْدَاء تدل على أَن الذوبان حدث فِي لحم الطحال. فَأَما الْبَوْل الَّذِي يشبه أَبْوَال الْحمير فانه يكون من أَن فِي الْبدن من الْخَلْط الخام مِقْدَارًا كثيرا جدا قد أذابته الْحَرَارَة وَذَلِكَ أَنه يعرض عِنْد ذَلِك أَن تتولد مِنْهُ ريَاح غَلِيظَة نافخة ترْتَفع إِلَى الرَّأْس وَلذَلِك يعرض مِنْهُ الصداع. أما الْبَوْل الَّذِي لَونه شَبِيها بلون الْبدن فانه يحدث عَن ذوبان الْبدن يَعْنِي لون ظَاهر الْبدن. السَّادِسَة من السَّادِسَة قَالَ أبقراط: الْبَوْل الَّذِي يرسب فِيهِ ثفل كثير يكون بِهِ التَّخَلُّص من اخْتِلَاط الذِّهْن. قَالَ ج بعض النَّاس يَقُول يَنْبَغِي أَن يكون هَذَا الثفل مَعَ كثرته أَبيض أملس مستوياً. العطب ولي: لَا يشبه هَذَا أَن يكون هَكَذَا وَذَلِكَ أَن هَذَا الثفل أَجود الأثفال لَكِن الْبَوْل الَّذِي فِيهِ رسوب كثير يُؤمن من اخْتِلَاط الذِّهْن لِأَنَّهُ يدل على أَن التثور قد سكن وَلَيْسَ يبلغ الرَّأْس لذَلِك بخارات كَثِيرَة) الأولى من الأغذية قَالَ: قد يكون يثفل فِي الْبَوْل خلط خام يشبه الْقَيْح وَالْفرق بَينه وَبَين الْقَيْح أَن الْقَيْح منتن الرَّائِحَة لزج والخام إِنَّمَا يشبه هَذَا من طَرِيق الغلظ واللون فَقَط: وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ بمنتن وَلَا لزج. وَهَكَذَا الكيموس قد يرسب فِي بَوْل من تَأْخُذهُ الْحمى من كَثْرَة الْخَلْط الخام وَفِي بَوْل من لَا يتعب أَيْضا من الأصحاء ويتناول أغذية صلبة عسرة الإنهضام.

الْيَهُودِيّ قَالَ: مِمَّا يفْسد دلَالَة الْبَوْل السهر وَأَن يُؤْخَذ بعضه وَبَعضه لَا وَأَن يُؤْخَذ سَرِيعا جدا أَعنِي بعد نوم يسير أَو يُؤْخَذ بعد بطأ أَعنِي أَن يَأْخُذ البولة الثَّانِيَة أَو يَأْكُل أَطْعِمَة تغير الْبَوْل أَو يشرب مَاء كثيرا أَو يختضب أَو يكون حَائِضًا. قَالَ: وجع العصب والقولنج يحمران المَاء. إِذا كَانَ فِي أَسْفَل الْبَوْل مثل الْغَيْم وَالدُّخَان فان الْمَرَض يطول. وَإِن كَانَ مثل الدُّخان من أَسْفَل الْبَوْل إِلَى أَعْلَاهُ كُله فانه يَمُوت سَرِيعا. إِذا كَانَ فِي الْبَوْل مثل الخيوط الرقَاق تشبه المصارين فلعلة فِي المعي. قَالَ: الْبَوْل الأسمانجوي يدل على أَن صَاحبه قد سقى السم. قَالَ: الْبَوْل الزُّبْدِيُّ والكدر لَا يدلان على كَثْرَة الرِّيَاح. قَالَ: أكل الْبَوْل تخضر المَاء والمري يسود المَاء فسل عَنهُ. ولتكن القارورة عَظِيمَة وَلَا يتْرك من الْبَوْل شَيْء الْبَتَّةَ. قَالَ وضوء النَّهَار وصفاء القارورة يتَوَلَّد عَنْهُمَا ضوء يشبه السحابة فَإِذا شَككت فِي ذَلِك فاستر بِيَدِك أحد جَوَانِب القارورة عَن الضَّوْء فانه لن يخفي عَلَيْك كَون السحابة من الَّتِي لَيست سَحَابَة. وَإِذا كَانَ الْبَوْل شَبِيها الضباب وَهُوَ صَاف القوام فانه يدل على حَبل وخاصة مَتى رَأَيْت مِنْهُ شبه الْحبّ يصعد ويهبط فان كَانَ فِيهِ شبه الزرقة فانه أول الْحَبل وَإِن كَانَ فِيهِ شبه الْحمرَة فنه آخر الْحَبل وَإِن حركته فتكدر فَهُوَ آخر الْحَبل فان لم يتكدر فأوله. على بَوْل النِّسَاء فِي الْأَكْثَر زبد مستدير. الطَّبَرِيّ: السحابة الَّتِي مثل الْقطن المنفوش الْمُنْقَطع أَو غُبَار الندافين أَو نسج العنكبوت المتقطع فِي أَعلَى البولة عَلامَة رَدِيئَة.) الرسوب الَّذِي يشبه حب الكرسنة مَتى كَانَ بِلَا حمى فَإِنَّهُ قطع من لحم الكلى وَإِن كَانَ مَعَ حمى فَيمكن أَن يكون من الْبدن كُله. أهرن: قَالَ بَوْل الأصحاء نَوْعَانِ: أَبيض معتدل الْبيَاض والقوام وَمَا كَانَ فِيهِ من ثفل فيجتمع فِي أَسْفَله وَنَوع آخر أترجي معتدل القوام وَهُوَ يدل مَعَ الصِّحَّة على أَن صَاحبه حَار المزاج. وَقَالَ: الْبَوْل المعتدل الْبيَاض مَتى كَانَ معتدل القوام يدل مَعَ الصِّحَّة على صَاحبه أَنه قريب المزاج من الِاعْتِدَال وَالَّذِي يكون مَعَ الْبيَاض غليظاً فَيدل على سوء الهضم وَغدا كَانَ مَعَ الْبيَاض رَقِيقا دلّ على ضعف الكلى والمثانة وَضعف الهضم الف وأو السدد. لي الْبَوْل الَّذِي يشبه قوامه لَونه وثفله بَوْل صَحِيح جدا أَعنِي أَنه إِن كَانَ معتدلاً فِي

المقالة الأولى من مسائل أبيذيميا

الْبيَاض والصفرة. وَالَّذِي يُخَالف بعضه بَعْضًا ينقص من الصِّحَّة بذلك الْمِقْدَار وَإِذا فسد لون الْبَوْل أَو نتنت رَائِحَته جدا فان ذَلِك ينذر بِمَرَض فانه أقدم على ذَلِك الْبدن صَحِيحا أَو خف عَلَيْهِ فان الفضول الرَّديئَة تنقص بِهِ. الْبَوْل الْأسود رَدِيء بعقب الْبَوْل الْحَار كَانَ أَولا وعَلى كل حَال إِلَّا بعقب حمى الرّبع فان السَّوْدَاء تنقص بِهِ. لي أَو الطحال أَو الوسواس أَو الطمث أَو من بِهِ عروق الدوالي أَو نَحْو ذَلِك وَشر مَا يكون الْبَوْل الْأسود مَعَ ضعف الْقُوَّة لي الخيارشنبر يحمر الْبَوْل إِذا شرب. من كناش مسيح: مَتى رَأَيْت فِي بَوْل المنقرس لزوجة فان مَرضه يَتَطَاوَل. لي مَجْهُول: إِذا كَانَ الْبَوْل كَمَاء اللَّحْم فَانْظُر فان كَانَ لَهُ من عَلَامَات الْأُخَر مَا يدل على ضعف 3 - (الْمقَالة الأولى من مسَائِل أبيذيميا:) 3 - (الْبَوْل الْقَلِيل الْمِقْدَار رَدِيء) لِأَنَّهُ يدل على ضعف إِمَّا من الْقُوَّة الدافعة وَإِمَّا من المميزة لَهُ من الدَّم. الْبَوْل الغليظ الَّذِي لَا يصفو وَلَا يرسب فِيهِ شَيْء هُوَ رَدِيء. لي هُوَ أما رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على كَثْرَة حرارة ملتهبة غير طبيعية حَتَّى أَنه قد احدث للأخلاط غلياناً وَإِمَّا غير نضيج فانه يدل على أَن الْحَرَارَة الطبيعية لم تنضج الأخلاط وَلذَلِك لم تَسْتَقِر. الْمقَالة الأولى من مسَائِل أبيذيميا: الْبَوْل الْقَلِيل الْأسود فِي الْحمى المحرقة رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن) مائية الدَّم قد فنيت واحترقت. من مسَائِل أبيذيميا الْمقَالة الأولى: الثفل الْأَحْمَر إِذا كَانَ أملس أدل على النضج من الْأَبْيَض إِذا كَانَ غير أملس. لي ينظر فِي هَذَا ويتفقد أَيْضا بالتجربة وَذَلِكَ عِنْدِي بَاطِل لِأَن الْبيَاض يدل على أَنه يشبه بجملة طبائع الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَإِن كَانَ لم يكمل الْفِعْل فِيهِ لَكِن حكى ذَلِك فِي مِثَال مَرِيض فَيجب تفقده بالتجربة. الثَّالِثَة: الغمامة السحابية هِيَ غمامة بَين الْبَيْضَاء والسوداء. وقوتها فِي دلَالَة بِحَسب لَوْنهَا وَيَنْبَغِي أَن تفقد فِي كل عِلّة وَإِن لم تكن تخص آلَات الْبَوْل فَيجب أَن يتفقد الْبَوْل فان رَأَيْته حسنا فان الدّلَالَة مِنْهُ على السَّلامَة يسيرَة بِحَسب بعد ذَلِك الْعُضْو وَتلك الْعلَّة عَن آلَات الْبَوْل. وَإِن رَأَيْته سمجاً فانه عَظِيم الدّلَالَة على الْهَلَاك. قَالَ: 3 (الْبَوْل الْأَحْمَر الرَّقِيق) يدل على حرارة ملتهبة فان كَانَت مَعَ هَذَا فِي الْبَوْل دلَالَة السَّلامَة فانه ينذر بمجيء البحران بِسُرْعَة وَإِن كَانَت مَعَه دَلَائِل رَدِيئَة فانه ينذر بِالْمَوْتِ بِسُرْعَة لِأَنَّهُ فِي غَايَة الْحَرَارَة.

قَالَ حنين: الْبَوْل الزيتي هُوَ الَّذِي مَعَ صفرته خضرَة سلقية وَهَذَا لَا يدل على نضج وَلَا على صَلَاح. وَالنِّسَاء اللواتي يمرضن من أجل اختناق الرَّحِم بِدَم الطمث وخاصة بِدَم النّفاس بولهن كَأَنَّهُ مصبوغ بالأنفاس. السَّادِسَة: جَمِيع الرسوب الَّذِي فِي الْبَوْل الَّذِي يشبه الرمل العطب وَخَمْسَة أَصْنَاف أَحدهَا كالكرسنة وَالثَّانِي مثل لون الزرنيخ الْأَحْمَر وَهَذَانِ يعمان وجع الكبد والكلى وَالثَّالِث مشبع الصُّفْرَة وَهُوَ يخص وجع الكلى لَا غير وَالرَّابِع لون الرمل: وَالْخَامِس لون الرماد. لي وَغير هَذِه مِمَّا يرسب أَنْوَاع الْمدَّة والخام وَقطع اللَّحْم أما أَبيض وَإِمَّا أَحْمَر وصفائح إِمَّا بيض وَإِمَّا حمر ونخالي إِمَّا أَحْمَر وَإِمَّا أَبيض. والرسوب الصَّحِيح الَّذِي عَن الْعُرُوق هُوَ أَبيض وأسود وأخضر وأسمانجوي وأدكن وأحمر وأصفر وَهَذِه إِمَّا ملس وَإِمَّا خشنْ وَإِمَّا طافية وَإِمَّا راسبة وَإِمَّا مُتَعَلقَة.) الْبَوْل الغليظ الْأَبْيَض الشبيه بالدردي قد يكون بِهِ بحران الأورام والترهيل البلغمي. السَّادِسَة قَالَ: قد يتَغَيَّر الْبَوْل بِحَسب حَال الشَّرَاب إِذا كثر مِقْدَاره فان كَانَ أَبيض صافياً رَقِيقا صَار الْبَوْل كَذَلِك وَإِن كَانَ أَحْمَر غليظاً كَانَ أقرب إِلَى الْحمرَة والغلظ وَإِن أسود غليظاً مَال الْبَوْل إِلَى السوَاد والغلظ وَإِن كَانَ الشّرْب أَحْمَر فَكَذَلِك وَإِن كَانَ أصفر عتيقاً كَانَ الْبَوْل إِلَى الصُّفْرَة والرقة أميل. لي الِانْتِفَاع بتفقد هَذَا أَن تسْأَل عَن ذَلِك وَكَذَلِكَ يثبت الحكم على المَاء. قَالَ: عَلَامَات ذوبان الْأَعْضَاء فِي الْبَوْل أَنه مَتى خرج فِيهِ قطع تشبه فتات الكرسنة أَو العدس فان ذَلِك يدل على ذوبان الْأَعْضَاء من الكبد وَمَتى كَانَت تِلْكَ الْقطع تشبه بِاللَّحْمِ دلّت على وَإِذا كَانَ الْبَوْل دسماً دلّ على أَن الشَّحْم يذوب فان خرجت قطع مقاديرها كجرش السويق بيضًا دلّت على ذوبان الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فان كَانَت من لون اللَّحْم فعلى ذوبان اللَّحْم وَإِن كَانَت سَوْدَاء فعل ذوبان الطحَال. مَجْهُول قَالَ: الثفل الْأَصْفَر الناري يدل على كَثْرَة الْحَرَارَة وَقُوَّة الْمرة. أَيُّوب الأبرش قَالَ: إِذا كَانَ الْغَلَبَة فِي الْبدن الصَّفْرَاء كَانَ الْبَوْل أصفر وَإِن كَانَ الدَّم أَحْمَر. وَإِن كَانَت السَّوْدَاء فأسود والبلغم فأبيض. وَأما الأبوال الصفر فان الْحَرَارَة فِيهَا تكون أَكثر من الْحمر. وَرَأَيْت أَنا ذَلِك بالتجربة فِي المرضى كَذَلِك فَأَنِّي لم أجد فِي الأبوال الْحمر من الْحَرَارَة مَا وَجدتهَا مَعَ الأبوال الصفر المحكمة الصُّفْرَة وَرَأَيْت مَا ازْدَادَ صفرَة ازْدَادَ حرارة حَتَّى إِذا

بلغ النِّهَايَة من ذَلِك كَانَ أحر الأبوال كلهَا وأيبسها وَهُوَ الْبَوْل الناري الْأَشْقَر الْمَحْض ثمَّ إِن ازْدَادَ صفاءً فِي هَذِه الْمنزلَة نقصت دَلَائِل الْحَرَارَة فِي الْجَسَد وَذَلِكَ أَن الْحمرَة تحْتَاج فِي أصل تكوين اللَّوْن أَن تكون الرُّطُوبَة الأرضية أَكثر مِنْهَا فِي الصُّفْرَة وَكَذَلِكَ نجد الدَّم أَكثر مائية وأرضية من الصَّفْرَاء والصفراء أَكثر نارية وهوائية من الدَّم فَاعْلَم يَقِينا أَن أَشد الأبوال حرارة الناري. ورأيته أبدا السرسام الْحَار الْقَاتِل المفرط الف وَالْحر واليبس خَاصَّة. وَإِذا أَنْت رَأَيْته قَالَ أَيُّوب: مَتى غلب فِي الْبَوْل أحد هَذِه الألوان الْأَرْبَعَة: الصُّفْرَة أَو الْحمرَة أَو السَّوْدَاء أَو الْبَيْضَاء فانه دلّ على مرض لَا محاله لِأَنَّهُ دلَّ على غَلَبَة بعض الطبائع. قَالَ: وَمَتى لم يغلب شَيْء مِنْهَا كَانَ لون الْبَوْل مركبا مِنْهَا كلهَا.) قَالَ: فَيكون مركبا من بَيَاض غير مَحْض بل يشوبه سَوْدَاء قَلِيل بِمِقْدَار حَظّ السَّوْدَاء فِي الْجَسَد وَحُمرَة غير صَالِحَة بل تشوبها صفرَة. قَالَ: وجماع هَذَا يتَوَلَّد مِنْهُ لون أترجي لِأَن هَذَا اللَّوْن لَيْسَ بخالص الصفاء وَذَلِكَ لغلظ السَّوْدَاء وَلَا بخالص الْحمرَة وَلَا الصُّفْرَة وَلَا الْبيَاض لِأَن الْأَشْيَاء امتزجت فِيهِ بِحَسب حَالهَا فِي التَّرْكِيب. قَالَ: الْبَوْل الأترجي هُوَ بَيَاض غير خَالص يقق يخالطه شَيْء من الْحمرَة والصفرة. قَالَ: وَهَذَا الْبَوْل الْأَحْمَر قد يحدث عَن غَلَبَة البلغم بِالْعرضِ لَا بالجوهر واللون الْأَبْيَض عَن الصَّفْرَاء وَكَذَلِكَ الْأسود والأحمر. قَالَ: والأصفر عَن الصَّفْرَاء حَادث بالطبع وَالْبَيَاض عَنهُ يحدث بِالْعرضِ وَكَذَلِكَ الْبيَاض عَن البلغم يحدث بالجوهر والحمرة بِالْعرضِ كالحال فِي حمى البلغم فان ذَلِك يكون لِأَن البلغم يحدث بلزوجته سدداً فيحقن الْحَرَارَة فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع وتلتهب لعدم التنفس فيصبغ لذَلِك المَاء لي: لم أستصوب هَذِه الْعِلَل ويجبأن نحصل نَحن ذَلِك فانه يظْهر بالتجربة بَوْل أَحْمَر فِي حميات البلغم وأبيض فِي السرسام الْحَار. قَالَ أَيُّوب: وَيفرق بَين هذَيْن بِأَن يُؤْخَذ الْبَوْل فِي زجاجة بَيْضَاء ملساء وَيقوم الَّذِي بِيَدِهِ الزجاجة بِقرب من بَاب الْبَيْت والكوة ويدلي الزجاجة فِي الضَّوْء وَينظر الطَّبِيب إِلَيْهَا من الْبَيْت فانه كَذَلِك أبين مَا يكون فان وجد رُطُوبَة الْبَوْل مْلساء مستوية ْ الْأَجْزَاء مُنْفَصِلَة وَإِن كَانَ فِيهِ ثفل راسب كَانَ بِهَذِهِ الْحَال وَكَذَلِكَ حمرته وبصيصه وصقاله وَلَيْسَ تَجدهُ خَالص الْحمرَة فانه غلب تِلْكَ الْحمرَة البلغم لِأَن البلغم لرطوبته تلْزمهُ الملاسة وَكَذَلِكَ يلْزمه الصقال.

وَأما إِن كَانَ السَّبَب الْحمرَة الْحَرَارَة فانك لَا تَجِد الملاسة والصقال لَا فِي الرُّطُوبَة وَلَا فِي الثفل على ذَلِك لِأَن الْحَرَارَة تحرّك الْأَشْيَاء وتجففها وَتخرج بَعْضهَا من بعض لذَلِك لَا يَسْتَوِي الْأَجْزَاء. وَيكون الْحمرَة مَعَ ذَلِك خَالِصَة صَادِقَة جدا محكمَة. قَالَ: وَإِذا كَانَت الصَّفْرَاء سَبَب بَيَاض الْبَوْل فان الثفل الراسب يكون جافاً وتحا يَسِيرا والرطوبة نَفسهَا تكون لَطِيفَة الْأَجْزَاء وَلَا يكون بياضها جدا خَالِصا لِأَن الْحَرَارَة تفني رُطُوبَة الثفل وتجففه وينضم وَيرى قَلِيلا وَإِذا كَانَ سَبَب الْبيَاض البلغم كَانَ الثفل غزيراً أملس ذَا بصيص وبريق وَغلظ ورطوبة.) قَالَ: وَإِذا كَانَ سَبَب السوَاد الْمرة السَّوْدَاء كَانَ الثفل الف ومجتمعاً يَسِيرا جافاً واللون خَالص منتشر غير شَدِيد الاكتناز قَلِيل الاسْتوَاء والملوسة وَلَا يكون السوَاد خَالِصا وَإِذا كَانَ البلغم سَبَب الاسوداد كَانَت الرُّطُوبَة مستوية الْأَجْزَاء ذَات ملوسة وبريق وَلَا يكون السوَاد خَالِصا وَيكون شبه الحمأة غَلِيظَة رطبَة. لي وَقَالَ أَيُّوب: رقة الْبَوْل تكون من السدة وَإِمَّا من التهم فيعدم النضج والهضم وَإِمَّا للإكثار من الشَّرَاب كَالَّذي يعرض فِي ذيابيطس وَإِمَّا لغَلَبَة المزاج الْبَارِد واليابس كَالَّذي يعرض فِي سنّ الْهَرم. قَالَ: الثفل الَّذِي يكون فِي الرُّطُوبَة إِمَّا أَن ينتشر فِي القارورة كلهَا فَلَا يكون لَهُ مَوضِع خَاص عَن الرُّطُوبَة وَإِمَّا أَن يكون صافياً فَوق الرُّطُوبَة وَإِمَّا أَن يكون مُتَعَلقا فِي الْوسط وَإِمَّا أَن يكون راسباً فِي أَسْفَلهَا. قَالَ أَيُّوب: الثفل يَعْنِي الرسوب قد يكون فِي الصِّحَّة وَقد يكون فِي الْمَرَض فَإِذا كَانَ فِي الصِّحَّة كثيرا فانه يدل على هضم حسن وسعة فِي المجاري وَإِذا كَانَ فِي الْمَرَض فَيكون إِذا دفعت الطبيعة الْخَلْط الممرض. لي قد بَين ج أَن الْأَبدَان الحارة المزاج اللطيفة التَّدْبِير النحيفة لَا يكَاد يرسب فِي أبوالهم شَيْء وَذَلِكَ أَنِّي رَأَيْت الضخام السمان يرسب فِي أبوالهم أبدا رسوب كثير يفزع لَهُ من لَا دربة لَهُ من الْأَطِبَّاء وَذَلِكَ لَهُم بالطبع. والنحفاء على الضِّدّ لَا يكَاد يرسب فِي أبوالهم شَيْء وَقد تعاهدت ذَلِك الْأَمْرَاض كثيرا فَلم أرى نضجاً الْبَتَّةَ وَلَا مُنْتَهى الرسوب. قَالَ: وَإِن جاد الهضم كَانَ رسوبا أملس أَبيض مُسْتَقرًّا وَإِن كَانَ دون ذَلِك كَانَ الشَّيْء الَّذِي يُسمى الثّقل فِي الْوسط وَإِن كَانَ دون ذَلِك كَانَت غمامة فَوق سطح الرُّطُوبَة وَإِن كَانَ أقل من ذَلِك كَانَ هَذَا الثّقل منتشرا فِي المَاء كُله وَصَارَ الْبَوْل لذَلِك خاثراً وَالْعلَّة فِي ذَلِك أَن الَّذِي قد كمل هضمه وَقد سكنت رِيحه فاستقر لذَلِك وَهُوَ الَّذِي فِي الهضم لم يبلغ أَن يتَجَاوَز عَن الرُّطُوبَة فَهُوَ لذَلِك منتشر وَأما الْغَمَام الْمُتَعَلّق فِيهِ فان فِيهِ هضما غير كَامِل إِلَّا أَن الْمُتَعَلّق أَكثر إنهضاما.

وَقَالَ: أول مَرَاتِب الدق أَن يكون فَوق المَاء شَيْء كَأَنَّهُ ضباب وَذَلِكَ يكون لِأَن الْحَرَارَة قد) أذابت شَيْئا من الشَّحْم إِلَّا أَنه قَلِيل. وَالثَّانيَِة أَن يطفو فَوق المَاء دهن وَذَلِكَ يكون لِأَن الْحَرَارَة قد أذابت إِذا جَاوز الأمرّْ ذَلِك إِلَى أَن يذوب من الشَّحْم شَيْء لَهُ مِقْدَار يرى إِذا طفا دهناً مجتمعاً. والمرتبة الثَّالِثَة أَن يكون ثفل كرسني وَذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ قطع اللَّحْم لِأَن اللَّحْم لَا يُجيب إِلَى الذوبان بتفرد وَلِأَن نواحيه تذوب عَنهُ حَتَّى يصير مستدير الطول مُدَّة انحداره فَإِذا انحدرت فِي الْبَوْل صَارَت فِي أَسْفَله حبا كالكرسنة. قَالَ: فَإِذا انحدر كحب الذّرة أَبيض فان ذَلِك الف وَمن الْعُرُوق وَالدَّلِيل على ذَلِك بَيَاض لَوْنهَا فَإِذا أخرجت شَيْئا شَبِيها بسحالة الْحَدِيد الْبيض فانه من الْعِظَام. لي لم أر قطّ هَذَا النُّزُول فِي أَبْوَال الذابلين وَالَّذِي عِنْدِي: أَن هَذَا خطأ لَا يكون أبدا لِأَن جرم الْقلب أرطب من الْعُرُوق والعظم فَإِذا بلغت الْحَرَارَة إِلَى أَن تذيبها فَهِيَ أَن تذيب جرم الْقلب أولى وَالْمَوْت قبل ذَلِك. قَالَ: وَمن الثفل جنس شَبيه بالشعر وَيكون ذَلِك من مَادَّة غَلِيظَة تنْدَفع من مجاري ضيقَة فتستطيل. لي هَذَا يكون وَقد رَأَيْته. وَقَالَ ج: أَنه لَا بَأْس على صَاحبه. قَالَ فلنقل فِي الرَّائِحَة الحريفة تدل على شدَّة حرارة الْحمى وَيكون ذَلِك فِي الْأَكْثَر فِي الْأَمْرَاض الحادة والناقهين وَفِي الأمزجة الحارة وَبِالْجُمْلَةِ جَمِيع مَا يحمي الْبدن حمياً شَدِيد الْعَمَل حرافة الرَّائِحَة. وَأما الرَّائِحَة الحامضة فتدل على غَلَبَة السَّوْدَاء وَأَن الْحَرَارَة الغزيرة فِي الْبدن قَليلَة وَفِيه حرارة مَا عرضية كالحال فِي الْخمر إِذا استحالت خلا. وَأما سَبَب الرَّائِحَة المنتنة فَإِنَّهَا تدل على كَثْرَة العفونة فِي الْبدن وَقد يكون من قيح فِي آلَات الْبَوْل. وَأما السهوكة فبفساد الرُّطُوبَة ولزوجتها كَمَا يعرض ذَلِك للسمك. قَالَ: وَأما الطّعْم المرّ فانه يدل على غَلَبَة الْحَرَارَة واليبس. وَسبب الملوحة إِمَّا كَثْرَة البلغم المالح وَإِمَّا شدَّة الْحَرَارَة مَعَ الرُّطُوبَة. لي غلط هَهُنَا وَإِنَّمَا هُوَ بحرارة أرضية كالحال فِي الْملح على مَا ذكر جالينوس وَبَين هَذَا فِي الْأَدْوِيَة المفردة. وَأما الحرافة فلشدة الْحَرَارَة ولطفها. وَأما الحموضة فبحرارة قَليلَة عملت فِيهِ رُطُوبَة كَثِيرَة وَتَكون فِي الْأَكْثَر لغَلَبَة السَّوْدَاء

وَأما الْحَلَاوَة فبحرارة ورطوبة، وَقد تكون من غَلَبَة الدَّم. وَأما التفه فبغلبة البلغم. الْبَوْل الَّذِي فِيهِ ثفل أَبيض غليظ كدر كَالْمَاءِ الَّذِي يداف فِيهِ الخمير يدل على ضعف الْمعدة والمعي وَسُوء الهضم وَقد يكون من أجل أكل اللَّبن والجبن فان لم يكن دَلَائِل ضعف الْمعدة والأمعاء وَسُوء الهضم فَأخْبر بذلك. وَيفرق بَين هَذَا الثفل وَالذي يكون من الكلى والمثانة وَالرحم أَن هَذَا غليظ لزج رطب والكائن عَن تِلْكَ أغْلظ لِأَنَّهَا أجسام عصبية لَا تحوي رُطُوبَة كَثِيرَة وَيفرق بَين الْمدَّة وَهَذَا بالنتن. قَالَ أَيُّوب: يدل على حسن الهضم فِي الْمعدة شدَّة تشابه أَجزَاء رُطُوبَة الْبَوْل وعَلى حسن الهضم فِي الكبد اللَّوْن الأترجي وعَلى حسن الهضم فِي الْعُرُوق الرسوب الأملس. قَالَ: وَخلاف هَذَا كُله دَال على فَسَاد الهضم فِي هَذِه الْمَوَاضِع بِقدر ذَلِك. لي يجب أَن تنظر كَيفَ تصح دلَالَة الْبَوْل على الْمعدة. قَالَ: الرسوب ثَلَاثَة أَجنَاس: أَحدهَا الرسوب الني وَهُوَ الْكَائِن من ضعف الهضم فِي الْمعدة والرسوب النضج وَهُوَ الْكَائِن من جودة الهضم فِي الْعُرُوق والرسوب وَالْخَارِج من الطبيعة وَهُوَ الرسوبات الكائنة من الكلى والمثانة وَنَحْوهَا من القشور وَاللَّحم والكلى وَغير ذَلِك. قَالَ: والرسوب الني إِذا كَانَ فِي اسفل القارورة فَهُوَ اشد وَأكْثر نهوة وَهُوَ فِي الْوسط نضيج وَفِي الْعُلُوّ هُوَ فِي غَايَة نضجه الَّذِي إِن جَازَ ذَلِك بَطل وَلم يكن وَأما الرسوب النضج وَهُوَ الْكَائِن فِي الْعُرُوق فبالعكس وَالسَّبَب فِي ذَلِك.) لي فان الَّذِي ذكره لم يكن صَوَابا. إِن الثفل الأول يحْتَاج أَن تكون فِيهِ الْحَرَارَة بَاقِيَة فَلذَلِك مَا طفا فَهُوَ يدل على أَن الْحَرَارَة فِيهِ أَكثر وَأما الثفل الْكَائِن عَن نضج الْعُرُوق فانه يحْتَاج أَن تكون فِيهِ الْحَرَارَة أقل مِمَّا يثفل فَهُوَ خير وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن الأول يحْتَاج أَن ينهضم هضماً ثَانِيًا لِأَن هضم الْمعدة يحْتَاج أَن ينهضم فِي الكبد أَيْضا وَفِي الجداول فَمَا كَانَ مَعَه من الْحَرَارَة والسحابة أَكثر فَهُوَ أَجود والرسوب الَّذِي يكون عَن تَمام هضم الْعُرُوق هُوَ التَّام الْكَامِل فَمَا قلت فِيهِ الْحَرَارَة تدل على الهضم أَنه قد استوفى عمله. لي فَافْهَم فِي ذَلِك الثفل أَنه مَتى كَانَ طافياً دلّ على عدم الهضم فِي الْمعدة أقل لِأَن فِيهِ حرارة كَثِيرَة وبالضد. قَالَ أَيُّوب: وَالْفرق بَين هَذِه الثَّلَاثَة الرسوبات أَن الرسوبات الَّتِي عَن هضم الْعُرُوق لَطِيفَة ذَات شف وَإِن حرك انْتَشَر فِي الْبَوْل كُله وَلم يكدره وتفرق فِيهِ فَلم ينزل.

وَأما الرسوب الْكَائِن من ضعف الهضم فِي الْمعدة فَأَنَّهُ غير ذِي شف وَله غلظ شَبيه الخمير المداف فِي المَاء فَإِذا حركته لم ينتشر فِي الْبَوْل انتشار ممازجة لَكِن يَنْقَطِع فِيهِ ويسرع الرسوب فِيهِ. وَأما الْمدَّة فانه يُشَارك هَذَا الرسوب فِي بعض هَذِه الْحَال وَلكنه أَبْطَأَ انتشارا فِي الرُّطُوبَة من انتشار الرسوب فِي النيّ وأسرعاً نزولاً وَلَا يكَاد يَخْلُو من دم ونتن رَائِحَة. لي قد أصلحت أَنا هَذَا وَيجب أَن يصلح اكثر من هَذَا حَتَّى يُمَيّز أَصْنَاف الرسوب كلهَا بعلامات وَاضِحَة إِن شَاءَ الله. فَأَما فِي الرّيح فالهضم الْكَائِن فِي الْعُرُوق ريح رسوبه حريف لكَمَال عمل الْحَرَارَة فِيهِ وريح الرسوب الَّذِي فِي الْمعدة لَا ريح لَهُ الْبَتَّةَ وريح الْقَيْح منتن. الْبَوْل الْأَبْيَض الرَّقِيق أردأ الأبوال إِن دَامَ فِي مرض حاد أَيَّامًا على هَذِه الْحَال فان العليل سيختلط. فان اخْتَلَط ودام بعد ذَلِك الِاخْتِلَاط دلّ على الْمَوْت السَّرِيع لِأَنَّهُ يدل على أَن الْحَرَارَة قد صعدت إِلَى الرَّأْس وانه سيحدث بالدماغ آفَة فَإِذا حدثت الآفة ودام ذَلِك يدل على أَنَّهَا قَوِيَّة وَأَنَّهَا تقلب الدِّمَاغ فتتعطل الْأَفْعَال النفسانية وَلذَلِك يتعطل النَّفس فَيَمُوت. الْبَوْل الْأَبْيَض الرَّقِيق الَّذِي فِيهِ سَحَابَة طافية صفراء زبدية تدل على خطر وتخوف شَدِيد لِأَن الزُّبْدِيُّ دَال على كَثْرَة اضْطِرَاب فِي الْبدن وصفرة السحابة تدل على حِدة الْمَادَّة الف ووأنها خضراء صاعدة إِلَى أَعلَى الْبدن. فان حدث مَعَ ذَلِك رُعَاف فالهلاك عَاجل لِأَنَّهُ يدل) على أَن هَذَا الرعاف إِنَّمَا كَانَ للذع الْمرة لعروق الدِّمَاغ لَا لبحران. لي: ينظر فِي ذَلِك. إِن الْبَوْل الْأَبْيَض الرَّقِيق مَتى دَامَ أَيَّامًا مُتَوَالِيَة متواتراً وَكَانَ الْبدن مَعَ ذَلِك صَحِيحا وَلَا يَسْتَحِيل إِلَى الغلظ الْبَتَّةَ وَكَانَ الْبدن مَعَ صِحَّته يحس بثقل وأذى كَانَ فِي ظَاهر الْجلد دلّ على إِحْدَى خلتين: إِمَّا على خراج وألم يكون فِي الكلى وَإِمَّا على بثور وخراج يعم سطح الْبدن كُله كالبثر والقروح والجدري لِأَن زبد الْبَوْل مَعَ ثقل فِي الْبدن يدل على أَن فِي الْبدن مَادَّة غَلِيظَة كَثِيرَة فجة فان مَالَتْ نَحْو الكلى على كثرتها آلمتها وَإِلَّا دفعتها الطبيعة بتحلل من سطح الْبدن فَكَانَ مِنْهُ مَا ذكرنَا. الْبَوْل الْأَبْيَض الكدر فِي بَدْء الشوصة إِذا دَامَ أَيَّامًا كَثِيرَة وَكَانَ مَعَ ذَلِك سعال وسهر دلّ على اخْتِلَاط الْعقل فان كَانَ مَعَ ذَلِك عرق كَامِل شَامِل أَو رُعَاف يدل على السَّلامَة والبرء لِأَن بَيَاض الْبَوْل فِي الْمَرَض الْحَار يدل على صعُود الْمرة نَحْو الرَّأْس والرعاف يدل على الْخَلَاص لِأَن مَادَّة هَذِه الْحمى الدَّم فَإِذا نفته الطبيعة كَانَ بِهِ الْخَلَاص. الْبَوْل الْأَحْمَر الشَّديد الْحمرَة والثفل الخام إِذا دَامَ على هَذِه الْحَال أَيَّامًا متتابعة وَلم يحس

الْجِسْم بألم دلّ على السل لَكِن إِن كَانَت الْحمرَة مَعَ ثفل الرَّأْس وَجَمِيع الْبدن ودامت على حَالهَا أَيَّامًا وَلم تستحل وَلم تَتَغَيَّر دلّ على أَن الْحمى ستثور وَعلة ذَلِك أَن الْحمرَة تدل على التهاب الْحَرَارَة وَإِن كَانَت الْحمى مَعَ غلظ وَحُمرَة وثفل فِي الرَّأْس وَجَمِيع الْبدن ونحافة الْبدن دلّ على أَن الْبدن قد كرت فِيهِ فضول الرُّطُوبَة وَأَنَّهَا ستعفن ثمَّ تتحرك الطبيعة لتحليل تِلْكَ العفونة وَمَعَ ذَلِك تهيج الْحمى. الْبَوْل الْأَحْمَر الغليظ فِي الْمَرَض الحاد إِن كَانَ خُرُوجه قَلِيلا قَلِيلا وَفِي دفعات متواترة وَفِي رَائِحَته نَتن دلّ على خطر وَشر لِأَن شدَّة الْحمى تدل على التهاب الْحَرَارَة والغلظ على كَثْرَة الِاضْطِرَاب وتتابع خُرُوج الْبَوْل وقلته مَعَ نَتن الرَّائِحَة يدل على مَادَّة لزجة رَدِيئَة قد عفنت أَو قُرُوح فِي المثانة والكلى وَأَنه لَا يُؤمن من انهزام الطبيعة من مُنَازعَة هذَيْن وَلَا تبعد من الْخطر وَالْخَوْف. وَالْبَوْل الْأَحْمَر رَدِيء فِي ألم الكلى وَهُوَ فِي ألم الرَّأْس الْخَوْف لِأَنَّهُ فِي ورم الكلى يدل على الورم الْحَار الملتهب وَإِن لم يتَحَلَّل هَذَا الورم آل إِلَى جمع الْمدَّة وَفِي ألم الرَّأْس لَا يُؤمن الِاخْتِلَاط.) لي لم يَأْتِ بِشَيْء حسن. الْبَوْل الْأَحْمَر الْكثير الخاثر الْكثير الثفل فِي الحميات المختلطة وَفِي الْحمى الصالب أَيْضا يدل على الإفراق. الْبَوْل الْأَحْمَر القاني الخاثر الْكثير الرسوب فِي الحميات الحادة والمختلطة يدل على الاحتراق. الْبَوْل الْأَحْمَر القاني الخاثر الْكثير الرسوب فِي الحميات الحادة المختلطة يدل على الإفراق. فان لطف هَذَا الْبَوْل فِي أَوَائِل هَذِه الْعلَّة ورق وَقل رسوبه دلّ على نكس العليل لِأَن هَذَا الْبَوْل يدل على أَن مَادَّة الْحمى تخرج بالبول وَإِذا لطف دلّ على أَنَّهَا لَا تخرج فَلَا أَن يثور مِنْهَا عفن ثَان. العطب وَالْبَوْل الَّذِي يكون بلون الدَّم الْخَالِص فِي الحميات الحادة يدل على موت سريع لِأَنَّهُ يدل على كَثْرَة الدَّم وغلبته وحدته وَلِأَنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك إِمَّا أَن يمْلَأ تجاويف الْقلب فيختنق أَو يصعد نَحْو الدِّمَاغ فتتعطل الحركات الإرادية وَيبْطل النَّفس فَيَمُوت العليل. الْبَوْل الْأَحْمَر القاني فِي الحميات المتولدة عَن التَّعَب إِن اسْتَحَالَ من رقة إِلَى الغلظ وَظهر فِيهِ ثفل كثير غير راسب وَتبع ذَلِك صداع دلّ على طول الْمَرَض وَأَن البحران يكون بالعرق وَعلة ذَلِك أَن اسْتِحَالَة الْبَوْل من الرقة إِلَى الغلظ يدل على نضج الْمَادَّة وَامْتِنَاع الثفل من الرسوب يدل على نُقْصَان الهضم فلذلكْ تطول الْعلَّة وَلِأَن الْحمى كَانَت من

التَّعَب فان البحران يكون بالعرق لِأَن الْفضل كُله فِيهِ قد نفذ وَإِلَيْهِ تصير الْمَادَّة. الْبَوْل الْأَحْمَر القاني الْقَلِيل الكمية فِي الحبن يدل على شَرّ وَالْكثير الْغَيْر الْمَصْبُوغ يدل على السَّلامَة لِأَن قلَّة الْبَوْل فِي الحبن يدل على شَرّ لِأَنَّهُ يدل على امْتِنَاعه من الْمَجِيء نَحْو الكلى فَلذَلِك يصير إِلَى الصفاق فيزيد فِي الاستقاء. وضد ذَلِك وَهُوَ كثير الْبَوْل يدل على أَن الْمَادَّة مائلة نَحْو الكلى والمثانة وَأَن الكبد لَيست بكثيرة الْحَرَارَة. الْبَوْل الْأَحْمَر القاني المائل إِلَى السوَاد والغلظ والكدرة فِي عِلّة اليرقان إِذا وجد صَاحبهَا مَعهَا بعض الرَّاحَة دلّ على برْء عَاجل وَالْعلَّة فِي ذَلِك أَن الْبَوْل قد مر على تِلْكَ الأخلاط الَّتِي أحدثت السدد وطبختها وَفتحت السدد. الْبَوْل الْأَحْمَر الرَّقِيق الْقَلِيل الكمية إِذا دَامَ أَيَّامًا متتابعة فِي عِلّة اليرقان يتخوف على صَاحبهَا وَعلة ذَلِك أَن هَذَا الْبَوْل يدل على السدد فِي الكبد وَأَنَّهَا قَوِيَّة وَلذَلِك يخَاف أَن يتَأَذَّى إِلَى) الاسْتِسْقَاء. الْبَوْل الْأَحْمَر اللَّطِيف أَو الْأسود الرَّقِيق الْقَلِيل الثفل فِي ألم الطحال أَو غلظه من دَلَائِل الشَّرّ لِأَن الْحمرَة الساطعة تدل على لهيب الْحَرَارَة والسواد يدل إِمَّا على الاحتراق وَإِمَّا على فرط الطبيعة والرقة تدل على قُوَّة السدد وكل ذَلِك رَدِيء. يدل على ابْتِدَاء اليرقان وَأَن مجاري الكبد الَّتِي مِنْهَا كَانَ يجْرِي الْمرة قد انسدت وَحدث لذَلِك فِي الدَّم كُله رداءة وَهَذَا الْبَوْل يصْبغ الثَّوْب أَخْضَر وأشقر. وَيكون مثل هَذَا الْبَوْل من غير يرقان وَلَا يصْبغ الثَّوْب. فِي الْأسود: الْبَوْل الْأسود والزنجاوي بعقب النفث الشَّديد يدل على التشنج أَنه سيحدث لِأَنَّهُ يدل على اليبس وفناء الرُّطُوبَة من الْجِسْم واستحواذ الْحَرَارَة عَلَيْهِ فان كَانَ شَأْن الْحَرَارَة غير مفرطة أحدث اللَّوْن الزنجاري وَإِن كَانَت الْحَرَارَة مفرطة أحدثت السوَاد. الْبَوْل الْأسود الَّذِي فِيهِ ثفل مُتَعَلق فِي الْوسط لَهُ رَائِحَة حادة وقوام لطيف فِي الْأَمْرَاض الحادة يدل على وجع الرَّأْس وهذيان وَيدل فِي الْأَكْثَر على رُعَاف أسود أَو على عرق كثير لِأَن الْمُتَعَلّق الْأسود يدل على أَن الْحَرَارَة ملتهبة صاعدة لذَلِك يحدث فِي الرَّأْس أَعْرَاض الف وففي هَذِه الْحَالة يحدث الرعاف. فان كَانَت الْحَرَارَة فِيهِ أَكثر وَلم تكن صاعدة وَخرجت نَحْو العضل إِذا حدث عرق واقشعرار بعد الْبَوْل الْأسود الطيف الَّذِي فِيهِ مُتَعَلق فِي نواح مُخْتَلفَة مَعَ سهر وصمم فِي الحميات المحرقة يدل على الرعاف وَذَلِكَ أَن الحميات اللَّازِمَة تكون فِي الْأَكْثَر من الدَّم والسواد يدل على شدَّة اللهيب والتعلق

الْمُخْتَلف النواحي يدل على اضْطِرَاب. فَلذَلِك تصعد إِلَى الرَّأْس فَتحدث صمماً وأرقاً. فان فعلت الطبيعة بحران استفرغته من اقْربْ الْمَوَاضِع. الْبَوْل الْأسود الَّذِي فِيهِ ثفل مُتَعَلق مستدير لَيست لَهُ رَائِحَة حريفة مَعَ تشنج وعرق وامتداد الشراسيف يدل على الْمَوْت إِلَّا أَن السوَاد بِلَا حرافة من الرَّائِحَة يدل على انهزام من الطبيعة والعرق إِذا لم يكن صَالحا فانه أَيْضا لضعف من الطبيعة وَإِذا كَانَ مَعَ تشنج والامتداد فَهُوَ من ذَلِك الْجِنْس والطبيعة مقهورة. الْبَوْل الرَّقِيق غير الْمُتَشَابه الْأَجْزَاء الْأَحْمَر والأشقر دَال على تَعب كَانَ ونقصان من الْبدن وَذَلِكَ أَن التَّعَب يفني الرُّطُوبَة ويلهب الْحَرَارَة فَلذَلِك يحدث اخْتِلَاط القوام وينصبغ الْبَوْل وَلِهَذَا) يذوب الْبدن. الْبَوْل الرَّقِيق الْكثير الْمِقْدَار جدا مَعَ ثقل الْبدن وَسُقُوط الشَّهْوَة للطعام وَالشرَاب يدلان على أَن الطبيعة هِيَ ذَات خلط لِأَن الثفل وَسُقُوط الشَّهْوَة يدلان على امتلاء الْجِسْم وَكَثْرَة الْبَوْل تدل على انحدار تِلْكَ الفضول. الْبَوْل الرَّقِيق الَّذِي فِيهِ سَحَابَة أَو تَعْلِيق أَحْمَر بِقرب من أعالي المَاء فِي الْمَرَض الحاد يدل على اخْتِلَاط وَإِن دَامَ كَذَلِك دلّ على عطب وَإِن انْتَقَلت رقته إِلَى غلظ وَحدث فِيهِ ثفل راسب أَبيض كثير دلّ على انحلال الْمَرَض لِأَن الصُّفْرَة السحابة دَالَّة على التهاب وصعودها على سمو الْخَلْط إِلَى الدِّمَاغ وبياضه ورسوبه على اسْتِحَالَة ونضج تَامّ. الْبَوْل الرَّقِيق الْأسود مَتى اسْتَحَالَ إِلَى الشقرة والغلظ وَلم يحدث بذلك رَاحَة دلّ على عِلّة فِي الكبد يرقان أَو خراج فِيهِ لِأَن اسْتِحَالَة السَّوْدَاء إِلَى الصُّفْرَة والرقة إِلَى الغلظ تدل على هضم ونقصان الْحَرَارَة فان لم تكن بِهِ رَاحَة كَامِلَة تدل على أَن فضلَة قد بقيت فِي الكبد لم تنزل بالبول فَتحدث إِن كَانَ غليظاً سدداً وَإِن كَانَت لذاعة خراجها. الْبَوْل الرَّقِيق الْأَشْقَر مَتى كَانَ فِي ابْتِدَاء الْحمى الحادة ثمَّ اسْتَحَالَ إِلَى الغلظ وَالْبَيَاض وَبَقِي متعكراً كبول الْحمار وَخرج بِغَيْر إِرَادَة مَعَ سهر وقلق يدل على تشنج فِي الْجَانِبَيْنِ وعَلى الْمَوْت بعد ذَلِك لِأَن اللطافة والشقرة تدلان على غَلَبَة الصَّفْرَاء والتعكر والخثورة تدل على صعوبة الْمَرَض وَخُرُوجه بِلَا إِرَادَة يدل على فَسَاد الدِّمَاغ وَإِنَّمَا ضعف الدِّمَاغ بصعود الْمرة إِلَيْهِ ويتبين لذَلِك فَيحدث امتداداً وَإِذا حدثت هَذِه الْأَشْيَاء وَلم تكن عَلَامَات صَالِحَة تواريها فأيقن بِالْمَوْتِ. الْبَوْل الرَّقِيق الْأسود الَّذِي يبال قَلِيلا قَلِيلا فِي زمن طَوِيل فِي الحميات الحادة مَعَ وجع فِي الرَّأْس والرقبة يدل على اخْتِلَاط وَهُوَ قَلِيل الْخطر فِي النِّسَاء خَاصَّة لِأَن وجع الرَّأْس يدل على أَن الْمرة قد صعدت إِلَيْهِ وتتابع خُرُوجه يُؤَكد الرَّجَاء بانحلال الْمَرَض. وَهُوَ فِي النِّسَاء أسلم لأَنهم قد اعتدن أَن ينقين من أَسْفَل.

الْبَوْل الرَّقِيق بعد البحران يدل على النكس أَن بَقِي زَمَانا طَويلا لِأَنَّهُ يدل أَنه لم يكن هضم تَامّ وَلَا بحران تَامّ. على ذَلِك مُدَّة طَوِيلَة الَّذِي فِيهِ ثفل كثير رملي مَعَ ثفل الخاصرة والعانة يدل على أَن حَصَاة مزمعة أَن تكون فان كَانَ الثفل فِي الْقطن والخاصرة والساقين فَفِي الكلى وَإِن كَانَ الوجع فِي) الْعَانَة فَإِنَّهَا تحدث فِي المثانة. الْبَوْل الغليظ المتثور فِي وَقت مُنْتَهى الْمَرَض الحادة رَدِيء وَذَلِكَ انه يدل على شدَّة الإضطراب وَقلة عمل الطبيعة وَلَا بُد من أَن تخور. الْبَوْل الغليظ المستحيل من الرَّقِيق فِي الْحمى اللزمة يدل على عرق كثير سَيكون فِي البحران وَإِذا كَانَ هَذَا الْبَوْل فِي حميات محرفة دلّ على ألم فِي الْقلب وَعلة فِي نَاحيَة الكبد فَلم يستحسن علته وَلَا هُوَ مَحْمُود. الْبَوْل الغليظ فِي ابْتِدَاء الْمَرَض أَو المتثور فِي أول الْمَرَض إِذا صفا قبل أَن يَأْتِي البحران رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن صفاءه إِنَّمَا هُوَ لَا لِأَنَّهُ قد عملت فِيهِ الطبيعة واحتباس الغليظ عَن الْخُرُوج. الْبَوْل الغليظ الْكثير فِي وجع الفالج يحل الْمَرَض وَذَلِكَ أَنه يدل على أَن الْمَادَّة هِيَ ذَا تخرج بالبول. الْبَوْل الغليظ الَّذِي فِيهِ ثفل متشتت فِي الْمَوَاضِع فِي وجع الطحال والحمى الرّبع دَلِيل البرءْ. لِأَنَّهُ يدل على أَن تِلْكَ الاثفال هِيَ الْمَادَّة الَّتِي دفعتها الطبيعة وَإِنَّمَا اخْتلف مَكَانهَا على قدر اخْتِلَاف الْبَوْل الغليظ فِيهِ رسوب شبه الذّرة أَو القشور أَو السويق والصفائح أَو سحالة الْحَدِيد مَعَ حمى رقيقَة وألم يدل على الدق. وَهَذَا الرسوب هُوَ من الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة. كَثْرَة الْبَوْل إِذا دَامَ أَيَّامًا كَثِيرَة مُتَوَالِيَة لَيْسَ فِيهِ دَلِيل رَدِيء ثمَّ حدث بعد ذَلِك ثفل فِي الأعفاج وَمَا يَليهَا وَفِي غَيرهَا من النواحي يدل على انحلال الْمَرَض وَذَلِكَ أَنه يدل على أَن الطبيعة قد نفت الْعلَّة نَحْو الكلى والمعي. الْبَوْل الْأَشْقَر الْخَالِص الصافي يدل على غَلَبَة الصَّفْرَاء لِأَن الْمرة الصَّفْرَاء تميل إِلَى الشقرة جدا فَإِذا مر بهَا الْبَوْل انصبغ مِنْهَا. الْبَوْل الَّذِي فِيهِ اكثر مِقْدَارًا من مِقْدَار مَا يشرب صَاحبه يدل إِمَّا عَن ذبول وَإِمَّا على امتلاء فِي بدنه وَفِي الحميات هُوَ دَلِيل جيد فِي العفونة خَاصَّة إِذْ ينقي الْبدن بذلك. الْبَوْل النَّاقِص عَمَّا يشرب رَدِيء لِأَنَّهُ إِمَّا أَن يكون من كَثْرَة التَّحَلُّل وَإِمَّا لاستطلاق الْبَطن وَإِمَّا لِكَثْرَة الْعرق وَإِمَّا لضعف الطبيعة عَن الهضم. لي وَأما للاستسقاء.

الْبَوْل الَّذِي فِيهِ قطع الف وَدم جامد فِي الحميات الحادة وَاللِّسَان الْيَابِس الزنجاري اللَّوْن) فان كَانَ اللَّوْن مَعَه أسود فَهُوَ أشر وَذَلِكَ انه يدل على أَنه قد بلغ فِي غَايَة الحدة والحرافة وعَلى الْبَوْل الْأَشْقَر الناري الَّذِي فِيهِ رسوب نخالي أَبيض مَعَ الْحمى الحادة فَذَلِك أَنه يدل على أَن الْحمى قد أخذت فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة. الْبَوْل الَّذِي يشبه الزَّيْت مَعَ الْحمى الحادة دَلِيل على اخْتِلَاط الْعقل وَالْمَوْت لِأَنَّهُ يدل على أَن شدَّة الْحمى قد أفنت الرُّطُوبَة حَتَّى أَنَّهَا تذيب الشَّحْم وَفِي هَذِه الْحَالة يجِف الدِّمَاغ جدا. الْبَوْل الَّذِي يبال مرّة قَلِيلا وَمرَّة كثيرا وَمرَّة يحتبس الْبَتَّةَ فِي الحميات الحادة رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على شدَّة الِاخْتِلَاط ومجاهدة الطبيعة فَإِنَّهَا تغلب وتغلب أَحْيَانًا وَيدل على غلظ الْمَادَّة وعسر نضجها فان كَانَ ذَلِك فِي الحميات الهادئة أنذر بطول الْمَرَض لِأَنَّهُ يدل على غلظ الْخَلْط. كَثْرَة الْبَوْل والعرق الَّذِي لَا تنقص بِهِ الْحمى الْبَتَّةَ فِي الْحمى الحادة رَدِيء لِأَنَّهُ يخَاف أَن يجِف الْبدن فيتشنج أَو يذبل. الْبَوْل الْأَشْقَر فِي الْحمى الحادة إِذا اسْتَحَالَ إِلَى بَيَاض أَو إِلَى السوَاد فَهُوَ رَدِيء لِأَنَّهُ يدل أَن الْعلَّة قد احتدت أَكثر أَو صعدت نَحْو الرَّأْس. إِذا اسْتَحَالَ الْبَوْل من رقة إِلَى الغلظ ثمَّ لم يكن بِهِ خف الْحمى لَكِن زَادَت صعوبتها فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ لَيْسَ لهضم بل لذوبان الاسْتوَاء الْأَصْلِيَّة. الْبَوْل الَّذِي فِيهِ قيح فِي الْحمى الحادة وَمَعَهُ قشعريرة وَضعف وظلمة الْعين وتهيج عرق فِي الرَّأْس وَنَحْوه يدل على تشنج لِأَنَّهُ يدل على أَن الْحمى إِنَّمَا كَانَت لدبيلة فِي الْجوف فَإِذا انفجرت وَلم تكن رَاحَة لَكِن حدث إظلام الْبَصَر فقد ارْتَفع من ذَلِك شَيْء إِلَى الدِّمَاغ فَيتبع ذَلِك التشنج. الْبَوْل المنتن الحريف مَعَ مرض فِي الرَّأْس أَو تشنج شَرّ لِأَنَّهُ يدل على شدَّة الْحَرَارَة والعفن. الْبَوْل الأدكن أَو الدموي المتثور فِي الشوصة ينذر بِالْمَوْتِ لِأَنَّهُ ينذر بلهيب شَدِيد وَامْتِنَاع من النضج. الْبَوْل اللزج الخاثر الَّذِي يشبه الْغذَاء إِن كَانَت مَعَه عِلّة فِي الكلى زَاد فِيهَا لِأَنَّهُ يصير مَادَّة للزوجته. الْبَوْل الَّذِي يقطر قطراً فِي حمى سَاكِنة يدل على الرعاف وَهُوَ فِي اتلحمة الحادة رَدِيء لِأَنَّهُ فِي المحرقة يدل على سوء حَال الدِّمَاغ وَفِي السكنة على كَثْرَة الامتلاء. الْبَوْل الَّذِي يكون فِيهِ سَحَاب وَلَا يكون فِيهِ رسوب بعد البحران ينذر بعودة لِأَنَّهُ يدل على) نُقْصَان الهضم.

الْبَوْل الَّذِي يتَغَيَّر دفْعَة من عَلَامَات محمودة إِلَى عَلَامَات مذمومة فِي الْأَمْرَاض الحادة يدل على موت لِأَنَّهُ يسْقط الْقُوَّة الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يكون ذَلِك عَن أَعْرَاض قَوِيَّة صعبة. الْبَوْل المنتن فِي الْمَرَض الحاد إِذا ذهب بَغْتَة دَلِيل رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن الطبيعة قد أَمْسَكت عَن الْعَمَل فِيهِ وَلم يكن الف وَذَلِكَ لصلاح لِأَنَّهُ لَو كَانَ لصلاح لَكَانَ ذَلِك يَوْمًا فيوماً. وَكَذَلِكَ أَي دَلِيل ظهر بَغْتَة فَتوهم فِيهِ هَذَا. الْبَوْل الْمُخْتَلف الْمُتَغَيّر الْأَفْعَال فِي اللَّوْن والوضع والشكل الرَّدِيء مهلك لِأَنَّهُ يدل على أخلاط كَثِيرَة مُخْتَلفَة فِي الْبدن كَانَ ذَلِك فِي يَوْم أَو تغير كل يَوْم فِي لَونه وحاله وَلذَلِك يدل على أَن فِي الْبدن أمراض كَثِيرَة مُخْتَلفَة. روفس إِلَى الْعَوام قَالَ: من بَال بولاً أسود وَهُوَ صَحِيح مُدَّة فانه سيتولد فِي كلاه حَصَاة بعد زمن يسير. لي ابْن ماسويه من محنة الطَّبِيب قَالَ: لبول المحموم رَائِحَة حادة تدل على عفن لَا يخلوا مِنْهُ وَلَا يكون مَعَ غَيرهَا من الْأَشْيَاء الْأُخَر فِي الْأَكْثَر. أرسالاوس: الأخلاط الَّتِي تتولد مَعَه قَالَ: القشار هُوَ فضلَة الهضم الثَّالِث الْكَائِن فِي الْعُرُوق. لي كَذَلِك يكثر فِي الْأَبدَان الْعلَّة والبلغمية لِأَن الهضم الثَّالِث فيهم تكْثر فضوله لخلتين إِحْدَاهمَا لِكَثْرَة مَا يصير إِلَى الْعُرُوق من الْغذَاء فبحسب ذَلِك يكون فضولها وَالثَّانيَِة ضعف الْحَرَارَة فِي الْعُرُوق وَلذَلِك لَا تكَاد ترى فِي الْأَبدَان النحيفة وَلَا فِي الَّتِي يكثر الصَّوْم والتعب لِأَنَّهُ لَا يبْقى فِي الْعُرُوق مِنْهَا فضلَة عَن الهضم. فالقشار فِي أبول الأصحاء دَلِيل أبدا على أَن الهضم الثَّالِث فِيهِ فضلَة وَأَن لَيْسَ بلطيف وَلَا الْبدن سخن. وَأما فِي أبدان المحمومين فانه يدل على أَن الهضم قد كَانَ لِأَن حَاله شَبيه حَال الصِّحَّة. وَقد رَأَيْت فِي أَبْوَال قوم لم يكن فِي أبوالهم فِي الصِّحَّة رسوب الْبَتَّةَ نحفاء محرورين كَأَن أبي حَازِم القَاضِي رسوباً فِي حَالَة الْمَرَض فافرقوا بعد ذَلِك ليستقصي إِن شَاءَ الله. قَالَ: الْبَوْل الَّذِي يبال لطيفاً وَيبقى لطيفاً يدل على غَايَة الفجاجة وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك يَجِيء متواتراً مَعَ عَطش فانه ذبابيطس وَالَّذِي يبال صافياً ثمَّ يكدر يدل على أَن الهضم قد بَدَأَ يعْمل وَالَّذِي يبال كدراً وَيبقى كدراً يدل إِلَى أما على موت من الْقُوَّة وَإِمَّا على اضْطِرَاب وتثور) شَدِيد وَأَن الهضم أقرب. الْبَوْل الكدر قد يكون أَحْيَانًا من سُقُوط الْقُوَّة الْبَتَّةَ وَعدم الْحَرَارَة الغريزية لِأَن الْبَوْل الكدر يكدر إِذا برد فميز هَذَا فانه قَلِيل وَبِأَن حَال الْمَرِيض بعده تسوء والحمى تسكن حَرَارَتهَا. وَأما ذَلِك المتثور الَّذِي يدل على اضْطِرَاب وَعمل النضج قوى فانه كثير والحرارة مَعَه قَوِيَّة وَحَال العليل تحسن بعده كل يَوْم.

إِذا كَانَ الرسوب أسود فَهُوَ أقل رداءة من أَن يكون المنصب أسود وأشره أَن يكون مَعًا أسودين. لي هَذِه الْأَقْسَام الْأَرْبَعَة: الَّذِي يبال صافياً ويكدر وَالَّذِي يبال صافياً وَيبقى صافياً وَالَّذِي يبال كدراً فيصفو وَالَّذِي يبال كدراً وَيبقى كدراً. واستقصى دلائله إِن شَاءَ الله. لي كَمَال النضج هُوَ أَن يكون فِي الْبَوْل رسوب أَبيض أملس واللون أترجي فَمَتَى زَادَت الْحَرَارَة عَن مِقْدَار الِاعْتِدَال بعد ذَلِك كَانَ اللَّوْن أَشد حمرَة والرسوب أقل أَو لَا يكون وَكَذَلِكَ إِن أَقَامَ الرجل لَا يغتذي الف وازداد الصَّبْغ وَنقص الرسوب فالرسوب الْكثير يدل على هضم كَامِل وعَلى انه يتفرغ من الْبدن أخلاط فِيهِ وَتخرج. قَالَ: فأبوال الصّبيان أبدا كَثِيرَة الرسوب لِكَثْرَة أكلهم على غير تَرْتِيب فِي حركاتهم وَلِأَنَّهُ لَا ينجذب إِلَى عروقهم غذَاء فج الْقُوَّة. قَالَ وَكَذَلِكَ أَيْضا يكون فِي أَبْوَال المحمومين من الامتلاء قشارة كَثِيرَة. وَأما من حم من صَوْم أَو تَعب لَا يكون فِيهِ واللون الَّذِي يكون منصبغاً جدا وتنحل أمراضهم على الْأَكْثَر من غير أَن يتَبَيَّن فِي أبوالهم رسوب. وَكَذَلِكَ أَبْوَال الأصحاء الكثيري التَّعَب القليلي الْغذَاء. قَالَ: وَلذَلِك ذمّ أبقراط الْبَوْل الرَّقِيق الناري. وَقَالَ: إِنَّه يدل على أَن الْمَرَض لم ينضج. وَقَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فالرسوب قل مَا يكون فِي الأبوال الرقيقة. قَالَ: الرسوب الَّذِي يشبه النخالة الثخينة يدل على ذوبان الاسْتوَاء الْأَصْلِيَّة والحرارة مفرطة قد أحرقت الدَّم وَالَّذِي مثل الصفائح وَلَا ثخن لَهُ فَيدل على أَن ظَاهر الاسْتوَاء وسطحها يتَحَلَّل. والرسوب الْأسود يدل على موت الْقُوَّة وَغَلَبَة الْبرد أَو شدَّة الاحتراق والحرارة وَأَشد مَا يكون إِذا كَانَ الْبَوْل والرسوب أسودين.) والرسوب الْأسود أدل على الْهَلَاك من السجابة والتعلق أدل من السحابة على الْهَلَاك. والرسوب الْأَخْضَر مُقَدّمَة السوَاد. وَيكون فِي الْأَمْرَاض الْمهْلكَة الْبَوْل الْأسود بعد الْقَيْء وَالِاخْتِلَاف وَالْبَوْل الْأَخْضَر. قَالَ: فإمَّا الرسوب الأسمانجوني فانه من الْبرد فَقَط. وَأما الرّيح المنتنة فَإِنَّهَا من العفن. وَإِمَّا الثفل الَّذِي يشبه الزَّيْت فانه يدل على السل. وَخبر الرسوب الحميد الراسب ثمَّ الْمُتَعَلّق ثمَّ الطافي. وَالْبَوْل المائي وَالْبَوْل الكدر يدلان على فجاجة فِي الْغَايَة والأشقر والناري إِذا كَانَا شديدي الرقة فانهما فجان وَالرَّقِيق فِي الصّبيان أشر.

قَالَ: فِي الْأَمْرَاض البلغمية والسوداوية كلما كَانَ الرسوب فَهُوَ أشر وبالضد. فَأَما فِي الْأَمْرَاض قَالَ: لِأَن الْفساد الْخَارِج عَن الطَّبْع بِقدر عمل الطبيعة فِيهِ يَجْعَل ميله إِلَى ضد جِهَته الطبيعية. الْبَوْل المائي يدل إِمَّا على عدم النضج وَإِمَّا على سدد فِي مجاري الكلى كَمَا يكون فِيمَن بِهِ ورم صلب فِي كلاه وَأما فِي الْمَرَض الحاد فَيدل على سرسام واختلاط فان دَامَ فعلى الْمَوْت وكل مَا قيل فِي الْبَوْل يدل على سدد فافهمه فِي آلَات الْبَوْل. وَالْبَوْل الْأَحْمَر الغليظ الَّذِي لَا رسوب فِيهِ فِي الحميات اللَّازِمَة يدل على فجاجة العبلة. الْبَوْل الْأسود فِي الْأَمْرَاض الحادة يدل على الْمَوْت وخاصة عَن كَانَ منتناً وَكَانَ فِيهِ قشارة راسبة سود فمحال أَن يسلم من كَانَ بِهِ مرض حاد وبال هَذَا الْبَوْل وَإِن تقدم السوَاد أسمانجوني فِي الرسوب وَالْفَرغ فانه من الْبرد وَإِن تقدمه الْأَشْقَر فانه من كَثْرَة الف والحرارة والاحتراق. قد يكون فِي انحطاط حمى الرّبع بَوْل اسود وَفِي انحطاط الْأَمْرَاض السوداوية وَهُوَ صَالح حميد. الرسوب فِي أَبْوَال النِّسَاء يجب أَن يكون اكثر والصبغ انقص. الرسوب الحميد هُوَ أَن تظهر أَولا سحابه ثمَّ يصير تعلقاً ثمَّ يرسب. فَأَما الرسوب الْكثير من أول الْأَمر فانه يكون غليظاً سمجاً وَيكون الفرغ مِنْهُ أَيْضا سمجاً وَلَا يدل على نضج وَهَذَا الْبَوْل إِذا أقبل ينضج ظهر فِيهِ تعلق ثمَّ سَحَابَة ثمَّ رسوب بعد ذَلِك ثَان) حسن قَلِيل. قَالَ: وَهَذِه السحابة توهم الْجَاهِل أَن الْحَال أردأ لِأَنَّهَا كَانَت بعد رسوب وَلَيْسَ الْحَال كَذَلِك لِأَنَّهَا كَانَت بعد رسوب رَدِيء سمج فج وَإِنَّمَا كَانَت لِكَثْرَة التثور. الدّهن الَّذِي يخرج على الْبَوْل يكون من ذوبان الشَّحْم وَيكون إِمَّا لذوبان شَحم الكلى وَإِمَّا لذوبان شَحم الْبدن كُله: فان كَانَ يخرج دفْعَة مِنْهُ شَيْء كثير وَكَانَ يجد فِي الكلى حرارة شَدِيدَة فانه من الكلى وبالضد. من كتاب ينْسب إِلَى ج قَالَ: الأبوال الزيتية ثَلَاثَة وَذَلِكَ أَنه رُبمَا كَانَ فِي أَسْفَله شَيْء يشبه الزَّيْت وَكلهَا تدل على السل. وَالْبَوْل الخاثر الشبيه بأبوال الْحمير يكون من فَسَاد أخلاط الْبدن.

قَالَ: ولبول المرضى رَائِحَة لَا تشبه رَائِحَة أَبْوَال الأصحاء. وَلم أر قطّ بَوْل مَرِيض رَائِحَته مثل رَائِحَة أَبْوَال الأصحاء. قَالَ: وَانْظُر هَل الْبَوْل قَلِيل أَو كثير ثمَّ انْظُر أيخرج بعسر أَو بسهولة أَو بوجع. قَالَ: والسحابة السَّوْدَاء هِيَ من الْمَشَايِخ أردأ. قَالَ: إِذا كَانَت الْحمى من عفن البلغم المالح كَانَ فِيهِ ثفل يشبه الخراطة وَإِن كَانَ من أخلاط مرارية صرفه كَانَ الرسوب أصفر. قَالَ: أَبْوَال الأصحاء أترجي لَا رسوب فِيهِ إِن لم يكن قد ترك زَمَانا طَويلا وَلَيْسَ لَهُ ريح رَدِيئَة. وَالْبَوْل بعد الطَّعَام يبيض وَلَا يزَال كَذَلِك حَتَّى يكون الهضم فيصفر ثمَّ ينصبغ إِن امسك عَن الْغذَاء ثمَّ يحمر وتحرف رَائِحَته إِن طَال ذَلِك. وَالْبَوْل الْكثير المتتابع بِلَا عَطش يدل على كَثْرَة الفضول فِي الْجِسْم وقلته على قلَّة الفضول. إِذا كَانَ الْبَوْل غليظاً يجد صَاحبه ثفلا فِي رَأسه وَيبقى على ذَلِك فَأَنَّهُ سيحم. الْبَوْل الْأَحْمَر مَعَ وجع الرَّأْس وثفل الْجِسْم دَلِيل الامتلاء ورداءة الأخلاط. الْبَوْل الْأَحْمَر جدا الغليظ مَعَ ضعف الْمعدة وحكة فِي الْجَسَد يدل على كَثْرَة صفراء فِي الْبدن ويرقان. الْبَوْل المائي الَّذِي يخرج كثيرا بِلَا عَطش ينتقى بِهِ الْبدن من البلغم.) الْبَوْل الْكثير من غير إكثار الْأكل وَالشرَاب مَتى كَانَ مَعَ عَطش وقحل الْبدن قَلِيلا قَلِيلا إِن دَامَ أدّى إِلَى الدق. الْبَوْل الْحَار عِنْد الْخُرُوج يدل على أخلاط حريفة فان كَانَ مَعَ لين دلّ على عفن وسيحم صَاحبه. الْبَوْل الْكثير الْخَارِج بسهولة إِن كَانَ صَاحبه بِهِ وجع القولنج أَبرَأَهُ. إِذا دَامَ الْبَوْل الغليظ الكدر تولدت الف وَفِي الكلى حَصَاة. فَإِذا وجد صَاحبه ثفلا فِي الْفَخْذ والساق فقد تولدت فِي الكلى حَصَاة. الْبَوْل الْأَبْيَض الْجَارِي فِي غير وَقت الْعَادة يدل على وجع الرَّأْس والعنق والمنكبين وَصغر النَّفس. قَالَ: الْبَوْل الَّذِي لَونه لون الدَّم الْمَحْض فِي الحميات رَدِيء وَكَذَلِكَ الزَّعْفَرَانِي المشبع رَدِيء. وَالْبَوْل الرصاصي لَا سفل فِيهِ رَدِيء جدا.

والأخضر وَالدَّسم رديئان. والغليظ جدا رَدِيء وَالرَّقِيق جدا رَدِيء. وَالَّذِي فَوق مَا يشرب أَو دونه أَو فِي عير وَقت الْعَادة أَو مَعَ عسر أَو مَعَ وجع رَدِيء. إِذا دَامَ الْبَوْل فِي الْحمى بِحَالَة وَاحِدَة لَا يتَغَيَّر فَذَلِك شَرّ وَلَو كَانَ لوناً فَاضلا. وَإِذا انْتقل الْبَوْل إِلَى المائية وَقد كَانَ قبل ذَلِك احمر فِي المحموم انْحَلَّت حماه. الْبَوْل الْكثير الرسوب فِي الْحمى المزمنة دَلِيل على انحلالها إِذا دَامَ صبغ الْبَوْل فِي الحميات وَطَالَ الْبَوْل الْأَبْيَض المنتن الرّيح فِي الْحمى دَلِيل على اخْتِلَاط الْعقل وَالْمَوْت. الْبَوْل الغليظ القلي فِي الْحمى المحرفة رَدِيء وَلَا سِيمَا إِن كَانَ الْبَطن مُنْطَلقًا. إِذا كَانَ الْبَوْل فِي الحميات يقل مرّة وَيكثر أُخْرَى فانه رَدِيء وَإِن كَانَت حادة دلّ على التَّهْلُكَة وَإِن كَانَت لينَة دلّت على طول الْمَرَض. الْبَوْل الْأَحْمَر الرَّقِيق الْقَلِيل الْمِقْدَار فِي الْحمى الحادة دَلِيل على الِاخْتِلَاط والأحمر جدا الْقَلِيل جدا دَلِيل على طول الْمَرَض. الْبَوْل الْأَبْيَض فِي جَمِيع أَوْقَات الْمَرَض مخوف رَدِيء. الْأَحْمَر الْقَلِيل الَّذِي لَهُ رسوب أصفر فِي الْحمى الحادة رَدِيء. الْبَوْل الْأَبْيَض فِي جَمِيع أَوْقَات الْحمى يدل على أَن الْحمى تنْتَقل إِلَى الرّبع.) الْبَوْل الكمد فِي الْحمى الحادة رَدِيء. وَإِن كَانَ وَقت بحران أنذر ببحران رَدِيء. وَإِن كَانَ الْبَوْل بعد البحران أَبيض فانه ستعود حمى تَأْخُذ بِبرد. إِذا كَانَ الْبَوْل أشقر شَدِيدا فِي البرسام ووجع الرَّأْس فَذَلِك شَرّ. إِذا كَانَ الْبَوْل قَلِيلا أشقر شَدِيدا فِي البرسام أنذر بشر. إِذا كَانَ الْبَوْل فِي الْحمى المحرقة شَبِيها بصدأ الْحَدِيد فِي لَونه دلّ على كزاز يعرض أَو عسر الْبَوْل الَّذِي مثل اللَّبن مهلك. الْبَوْل الْأسود مَعَ ضيق النَّفس مهلك. إِذا كَانَ الْبَوْل فِي الْحمى المحرقة كلون الْقَيْح وَعرض للمحموم غشى وعرق كثير عرض لَهُ كزاز. إِذا احْتبسَ الْبَوْل فِي الْحمى الدائمة مَعَ وجع الرَّأْس وعرق كثير وَعرض مَعَ ذَلِك تقطيره ووجع الصلب والعانة وَفِي الْجَانِب الْأَيْمن أنذر بِالْمَوْتِ. الْبَوْل الَّذِي كلون الدَّم الْخَالِص ينذر بِمَوْت بَغْتَة. الْبَوْل الحامض الرّيح فِي الْحمى المحرقة مميت. الْبَوْل الْأسود فِي ذَات الْجنب قَاتل.

الْبَوْل الْأَبْيَض الغليظ الْمُنْقَطع دَال على الفالج. إِذا كَانَ فِي الْبَوْل علق دم أسود والمحموم مطحول ذبل طحاله. الْبَوْل الْأَحْمَر مَعَ الاسْتِسْقَاء مهلك. ب من كتاب فيثاغورس قَالَ: الَّذِي الف يبال صافياً وَيبقى صافياً يخبر أَن النضج مَعْدُوم والطبيعة عاجزة عَن النضج غير مبتدئة بِهِ. وَأما الَّذِي يبال صافياً ثمَّ يكدر يدل على أَن الطبيعة قد بدأت بالنضج وَهُوَ خير من الأول. وَالَّذِي يبال كدراً وَيبقى كدراً يدل على شدَّة الِاضْطِرَاب ومنتهى الْمَرَض وسلطانه وَشدَّة جِهَاد الطبيعة. وَالَّذِي يبال كدراً فيصفو خير من الأول لِأَنَّهُ يدل على التثور أَنه قد سكن والطبيعة قد بدأت بالنضج وَالْمَرَض قد انحط. الرقة لَا تكون مَعَ السوَاد والحمرة فان رَأَيْت ذَلِك فَاعْلَم أَنه قد حدث شَيْء يصْبغ كالحناء أَو شَيْء أكل كالزعفران أَو المري أَو نَحْو ذَلِك.) الْبَوْل الْأَبْيَض الغليظ يدل على كَثْرَة الخام. الغليظ الْأسود يدل على انحلال السوادء. الغليظ الْأَحْمَر يدل على كَثْرَة الدَّم وَالْكرب والحمى اللَّازِمَة. قَالَ: الرسوب الْأَبْيَض ثَلَاثَة: رسوب فضلَة الهضم فِي الْعُرُوق ورسوب خام ورسوب قيح بالقيح متقطع لاصق بِهِ منتن الرّيح ويصاحبه قبل ذَلِك أَعْلَام الدُّبَيْلَة وَمِنْه فِي المَاء انحلال وامتزاج مَا. وَأما الخام فانه كدر غليظ لَا يسهل اجتماعه لكنه متشبث مُنْقَطع. إِذا بيل ابْتِدَاء دهناً كثيرا فانه لذوبان شَحم الكلى وَإِذا كَانَ فِي الْبَوْل دهنية قَليلَة مُدَّة مَا ثمَّ انه الثفل الَّذِي مثل قطع اللَّحْم إِذا كَانَ بِلَا حمى حادة أَو طَوِيلَة وَلَا يهزل الْبدن فانه قطع لحم من الكلى وَإِذا كَانَ فِي حمى مزمنة أَو حادة فانه لذوبان الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة. وَأَيْضًا إِذا كَانَ الْبَوْل مَعَ هَذَا الثفل الكرسني نضيجاً فانه من الكلى وَإِن كَانَ غير نضيج فانه من اللَّحْم لِأَن عدم النضج يخبر بِضعْف الأوردة كلهَا والنضج يدل على أَنه لَا عِلّة بالأوردة فَلذَلِك لَا يجوز أَن يكون ذَلِك اللَّحْم مِنْهَا. الثفل الَّذِي مثل قشور السّمك يدل على أَن الْحمى قد أَقبلت تجرد من العصب وَالْعُرُوق وَالْعِظَام وَقد يكون مثل هَذِه القشور من المثانة ويفصل بَينهمَا بالفصلين الْأَوَّلين أَعنِي أَنه إِذا كَانَ مَعَ حمى أَو كَانَ غير نضيج فانه من انجراد الْأَعْضَاء وَإِذا كَانَ بِلَا حمى وَكَانَ نضيجاً فانه من الكلى.

قَالَ والنخالي هُوَ أغْلظ من القشور وَأصغر وَيدل على أَن الإنجراد قد أَخذ فِي عمق الْأَعْضَاء العصبية والعظمية وَقد يكون من المثانة وَالْعُرُوق وَذَلِكَ الأول. قَالَ: فَأَما السويق فانه يكون إِمَّا من الذبول وَإما من احتراق الدَّم وَالْفرق بَينهمَا أَنه كَانَ أَحْمَر اللَّوْن فانه من احتراق الدَّم وَإِن كَانَ أَبيض فَمن انجراد الْأَعْضَاء. لي هَذِه الأثفال أَحدهَا مثل قطع اللَّحْم وَهِي مستديرة لحمية تسمى الكرسنى. وَالثَّالِث نخالي وَهُوَ أَكثر عمقاً من الصفائحي وأصغر قدرا مِنْهُ أَبيض أَيْضا لَيْسَ بلحمي وَيُسمى النخاليّ. وَالرَّابِع أَصْغَر مِقْدَارًا وَأَشد اخْتِلَاف شكل وَيُسمى الدشيشي والسويقي وَيكون أَبيض) وأحمر. فَأَما الفضول بَينهمَا إِذا كَانَ من احتراق الدَّم أَو من الكلى. أَو من المثانة أَو انجراد الْأَعْضَاء فَمَا قَالَ فِيهِ الف وجيد بَالغ. قَالَ: الرسوبات الصفر والشقر والصهب لَا تأتلف مَعَ الْبَوْل الغليظ وَإِنَّمَا يكون فِي الرَّقِيق وَفِي المعتدل. فَأَما الْأَحْمَر فيأتلف مَعَ الَّذِي مائل إِلَى الغلظ. فَأَما الْبيض الحامية والسود وَالْخضر فتأتلف مَعَ الْغَلَط وَلَا تُوجد فِي الرَّقِيق. الْبَوْل الْأَحْمَر الغليظ الَّذِي فِيهِ ثفل أَحْمَر مثل مَا يكون فِي بَوْل من بِهِ حمى صالب وغم شَدِيد يدل على أَن الْمَرَض نيء. الغليظ الْأَبْيَض مَعَ ثفل أَبيض يدل على كَثْرَة الدَّم فَيكون كثيرا فِي الْحمى المحرقة مَعَ كرب وغم. الْبَوْل الْمُتَوَسّط فِي الرقة والغلظ فِيهِ رسوب أشقر وأصهب مُجْتَمع أملس يدل على قرب من كتاب اصطفن قَالَ: الْبَوْل الَّذِي يبال كدراً ثمَّ يصفو خَارِجا نعم الْبَوْل يدل على

الطَّبْخ والنضج وَالَّذِي يبال كدراً وَيبقى كدراً يدل على قُوَّة الْمَرَض وَلَا يدْرِي إِلَى مَا يؤول أمره وَالَّذِي يبال صافياً ثمَّ يتكدر بَوْل شَدِيد يدل على أَشد الْمَرَض وعَلى انه لم يبتدأ نضج. الْبَوْل المزبد يدل على حرارة وَكَثْرَة رُطُوبَة وريح. الْبَوْل الْكثير الألوان يدل على كَثْرَة الأخلاط فِي الْجَسَد. من كتاب روفس قَالَ: إِذا ظهر الْبَوْل الزيتي بعد الْأسود فَهِيَ عَلامَة صَالِحَة تدل على انحلال الْمَرَض والزيتي فِي أول الْمَرَض رَدِيء. قَالَ: الرسوب الَّذِي يشبه الزَّيْت رَدِيء جدا. قَالَ: وَيجب أَن ينظر الطَّبِيب إِلَى الْبَوْل بعد أَن يبال بساعة وَلَا يُصِيبهُ شمس وَلَا ريح لِأَن ذَلِك يُغَيِّرهُ وَلَا يبال بولتان فِي قَارُورَة. من كتاب مُحدث: الْبَوْل الكدر المنتن الضَّعِيف الْخُرُوج فِي الْمَرَض الحاد رَدِيء مهلك والأسمانجوني دَال أبدا على الْبرد. وَالْبَوْل الَّذِي مثل لون الزَّعْفَرَان دَال على علل بطيئة اللّّبْث وعَلى فَسَاد المزاج. وَالْبَوْل الشعاعي الْبراق الْأَصْفَر دَال على الصَّفْرَاء وَشدَّة التهابها بِمِقْدَار شُعَاع الْبَوْل.) قَالَ: أول الألوان الْأَبْيَض ثمَّ الحوصي ثمَّ الشعاعي ثمَّ القاني ثمَّ الزيتي ثمَّ الكراثي ثمَّ الأسمانجوني ثمَّ الْأسود ثمَّ الْأَشْقَر ثمَّ الْأَصْفَر ثمَّ الناري ثمَّ الأصهب ثمَّ الْأَحْمَر ثمَّ الْأسود. والرسوب الْأَحْمَر يدل على الدَّم والأصفر على الصَّفْرَاء وَالْأسود على احتراق السَّوْدَاء أَو مِنْهَا نَفسهَا. من كتاب أَحْمد بن عَليّ الطَّبِيب: الْحمرَة للْحرّ وَالْبَيَاض للبرد والصفاء لليبس والكدر للرطوبة. الْبَوْل الْأَحْمَر الكدر يدل على الدَّم والحمرة للحرارة والكدرة للرطوبات وَكَذَلِكَ فَقل فِي سَائِر الكيفيات. الرسوب المائل المتصعد إِلَى فَوق ينذر بطول الْعلَّة والمنحط إِلَى الْأَسْفَل ينذر بِسُرْعَة نضج والسحابة الَّتِي فِي وسط القارورة إِن امْتَدَّ ضوئها إِلَى فَوق فالعلة رَدِيئَة وَإِن امتدت إِلَى الْأَسْفَل فسليمة وَإِن كَانَت طافية إِلَى فَوق وضوئها يَمْتَد سفلاً فالطبيعة مغلوبة. إِذا أردْت النّظر إِلَى السحابة فاستر أحد جَانِبي القارورة بِيَدِك عَن الضَّوْء فَإِنَّهَا لَا تخفى وَلَو كَانَت خُفْيَة.

من كتاب مغنس قَالَ: الَّذِي يبال صافياً وَيبقى صافياً يدل على غَايَة عدم النضج وَالَّذِي يبال صافياً ثمَّ يكدر يدل على أَن الطبيعة قد أخذت فِي الإنضاج الف ووالذي يبال ثخيناً وَيبقى بثخانة يدل على غَايَة الِاخْتِلَاط والتثور. وَأما الَّذِي يبال ثخيناً فيصفو فانه يدل على ابْتِدَاء النضج. الْبَوْل الْأَشْقَر يدل على البرسام. وكما ألف اللَّوْن والقوام ذكر مَا يأتلف: الْحمرَة لَا تأتلف مَعَ الرقة وَكَذَلِكَ السوَاد لِأَن الْبَوْل يحْتَاج أَن يغلظ قبل أَن يصير أَحْمَر لِأَن النضج يبْدَأ قَلِيلا فِي اللَّوْن لِأَنَّهُ أسهل عَلَيْهِ ثمَّ فِي القوام. فمحال أَن يكون القوام غليظاً واللون غير نضج. وَأما مَا قَالَه فِي الرسوب فأصله هَذَا الْبيَاض أفضل مَا يكون فِي الرسوب ثمَّ السّفل ثمَّ الملاسة ثمَّ أَصْحَاب فِي الْأَيَّام لِأَن الْبيَاض إِن عدم فالرسوب غير طبيعي الْبَتَّةَ والرسوب إِذا عدم فَلَيْسَ بتام النضج والملاسة مَتى عدمت فَلم يَسْتَوِي فعل النضج فِيهِ. والاستواء فِي الْأَيَّام إِن عدم فانه قد يكون النضج التَّام قد كَانَ فِي بعض الْأَيَّام وَلم يكن فِي بعض والاستواء فِي بعض الْأَيَّام إِنَّمَا) يكون جيدا إِذْ كَانَ الرسوب حميدا. فَأَما إِذا كَانَ رديئاً فَإِنَّهُ لَا يكون مستوياً فَهُوَ أصلح لِأَن اسْتِوَاء الرسوب غير الطبيعي فِي جَمِيع الْأَيَّام يدل على قهر تَامّ للطبيعة كَمَا اسْتِوَاء الرسوب فِي جَمِيع يدل على قهر تَامّ للْمَرِيض. مِثَال ذَلِك أَن الرسوب الْأَبْيَض الأملس إِذا كَانَ كَذَلِك فِي جَمِيع الْأَيَّام بِهَذِهِ الْحَال فَهُوَ دَلِيل نضج كَامِل وَإِن كَانَ الرسوب أَحْمَر أَو خشناً فَهُوَ أصلح أَن يكون يَوْمًا كَذَا وَيَوْما كَذَا لَكِن الرسوب الْأَبْيَض إِذا دَامَ بِحَالهِ أَجود من ذَلِك. وَمَتى كَانَت أَيَّام الصّلاح اكثر فَهُوَ خير وبالضد. وَأما مِثَال الْأَفْضَل من الرسوبات فَالْأَفْضَل من الرسوب مَا كَانَ لَونه أَبيض راسباً أملس مستوياً ويتلوه فِي الْفضل مَا كَانَ أَبيض راسباً لَا أملس مستوياً وعَلى هَذَا مَتى كَانَ على الْحَال الأولى فَهُوَ افضل. والثفل الكرسني دَال على ذوبان اللَّحْم من الكلى كَانَ أَو من غَيره. والصفائح الْبيض تدل على ذوبان العصب وجرم الْعُرُوق وَالْعِظَام. من الْمسَائِل الَّتِي انتزعها حنين من كتب أبقراط وجالينوس: الْبَوْل الرَّقِيق المائي رَدِيء لِأَنَّهُ غير نضيج. الْبَوْل الْيَسِير رَدِيء لِأَنَّهُ يدل إِمَّا على ضعف الْقُوَّة المميزة أَو على ضعف الدافعة.

الْبَوْل الغليظ الكدر الَّذِي لَا يصفو ويرسب فِيهِ شَيْء رَدِيء لِأَنَّهُ دَال على كَثْرَة الْحَرَارَة الملتهبة حَتَّى يحدث للأخلاط النِّيَّة الغليظة غلياناً تَاما وَضعف الْحَرَارَة الغريزية عَن نضج تِلْكَ الأخلاط. الْبَوْل الرَّقِيق بعد البحران يكون إِذا لم ينق المرار بالبول. الْبَوْل الْأسود الْقَلِيل الكمية فِي الْأَمْرَاض الحادة رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن الْخَلْط المراري قد أحترق بِشدَّة حرارته وَأَن رُطُوبَة الدَّم قد أفنتها الْحَرَارَة. الْبَوْل المائي الَّذِي يضْرب إِلَى السوَاد يدل على طول الْمَرَض ورداءته. أما طوله فللرقة وَإِمَّا رداءته فللسواد. الرسوب الْأَحْمَر يدل على أَن مُدَّة الْمَرَض طَوِيلَة إِلَّا أَنه سليم جدا. الْبَوْل الَّذِي يعود إِلَى الرقة من بعد الغلظ والنضج يدل على أَن الْمَرَض لَيْسَ من نوع وَاحِد لَكِن اكثر.)

الْبَوْل الْحسن اللَّوْن الَّذِي فِيهِ رسوب ابيض إِذا باله العليل فِي الْيَوْم الف وَالثَّامِن يدل على السَّلامَة وَإِن كَانَت قد ظَهرت دَلَائِل مهلكة كَثِيرَة. الْبَوْل المائل إِلَى الْحمرَة الكدر إِذا بيل فِي الْعشْرين لم يَأْتِ البحران وَلَا فِي الْأَرْبَعين. الرسوب الْأَحْمَر إِذا كَانَ فِي الْبَوْل فِي الْيَوْم الْأَرْبَعين لم يجِئ البحران وَلَا فِي السِّتين. إِذا كَانَ فِي الْبَوْل فِي الْيَوْم السِّتين ثفل راسب ابيض أملس مستو دلّ على أَن البحران يَأْتِي فِي الثَّمَانِينَ. البوم الَّذِي يعود إِلَى رقته فِي الْيَوْم السَّابِع عشر يدل على أَنه لَا يَأْتِي فِي الْعشْرين بحران تَامّ. الْبَوْل الْحسن اللَّوْن الرَّقِيق دَال على أَن الْمَرِيض يسلم إِلَّا انه يطول مَرضه. الْبَوْل الكدر الَّذِي لَا يصفو أصلا يدل على الْهَلَاك بِسُرْعَة وَهَذَا الْبَوْل رَدِيء جدا وخاصة فِي الْحمى الحادة إِذا ابتدأت مَعَ أَعْرَاض صعبة. الْبَوْل الزيتي الَّذِي يبال فِي الرَّابِع يدل على أَن الْمَرِيض يَمُوت فِي السَّادِس. وَإِذا بَال الْمَرِيض بولاً أَحْمَر ثخيناً فِي أول مَرضه فانه إِن كَانَ ذَلِك مَعَ رسوب أَحْمَر يسلم العليل لَكِن بعد طول وَإِن كَانَ خاثراً لَا يرسب وَلَا يصفو كَانَ مهْلكا. الْبَوْل الَّذِي يكون فِي جَمِيع الْمَرَض كُله حسن اللَّوْن يدل على السَّلامَة. الْبَوْل إِذا كَانَ فِي مُدَّة الْمَرَض كُله وَبعد البحران رَقِيقا دلّ على أَن الْمَرَض سيعاود. اللَّوْن الْحسن هُوَ الْأَصْفَر الرَّقِيق الصُّفْرَة. والرسوب الأملس وَإِن كَانَ أَحْمَر يدل على سَلامَة أَكثر من الرسوب الْأَبْيَض إِذا كَانَ خشناً وَقد صَحَّ ذَلِك بأمثلة من المرضى فِي أبيذيميا. وَإِذا كَانَ الرسوب مرّة أَحْمَر وَمرَّة أَبيض فان فِي الْبدن أخلاطاً كَثِيرَة. الرسوب الْأَبْيَض مِنْهُ فضلَة نضج الْخَلْط الَّذِي فِيهِ. الرسوب الْأَحْمَر إِذا كَانَ فِي الْبَوْل السَّابِع وَبعده رسوب أملس ثمَّ بحران فِي الرَّابِع عشر وَإِن كَانَ خشناً تَأَخّر البحران على قدر ذَلِك. الْمُتَعَلّق الأدكن مَعَ دَلَائِل السَّلامَة يدل على أَنه يَأْتِي بحران جيد مَحْمُود لكنه يكون نَاقِصا. إِذا دَامَ التَّعَلُّق فِي الْبَوْل مُدَّة طَوِيلَة مَعَ دَلَائِل السَّلامَة كَانَ البحران بخراج وَرُبمَا كَانَت لَهُ عودة وَمكث مُدَّة طَوِيلَة وَقد يُمكن وَإِن لم يظْهر فِي الْبَوْل دَلِيل قُوَّة من دَلَائِل النضج أَن يتَخَلَّص) الْمَرِيض فانه قد تخلص فلَان من مَرضه وَلم يكن فِي بَوْله دَلِيل نضج على طول الْمدَّة بنوعي البحران الَّذِي يكون بالاستفراغ وَالَّذِي يكون بالخراج. لي إِذا طَال بَقَاء الْبَوْل على نهوته وَلم ترى للنضج أثرا بَينا فَلَا تحكم بِالْمَوْتِ إِلَّا أَن يكون مَعَ ذَلِك دَلِيل مهلك فانه قد يكون مُمكنا وَإِن لم يكن للنضج أثر قوي أَن يتَخَلَّص الْمَرِيض على طول الْمدَّة بتحلل الْمَرَض وَإِن لم يكن هُنَاكَ عَلَامَات رَدِيئَة وَإِنَّمَا يكون ذَلِك الْمَرَض إِذا كَانَ الْمَرَض لَيْسَ برديء الْخَلْط جدا. لَا تحكم على الْبَوْل الْأسود وَإِن كَانَت مَعَه أَعْرَاض رَدِيئَة بِالْمَوْتِ. إِذا رَأَيْت طبيعة تعْمل دَائِما استفراغات وقوته صَالِحَة فان رَأَيْت انه يخف على تِلْكَ الاستفراغات أَو يحسن حَاله فَذَلِك أولى من أَلا يَمُوت. الْبَوْل الكدر العطب والغليظ الْأَحْمَر الَّذِي لَا يصفو فِي أَوَائِل الْمَرَض يدل على ورم فِي الكبد. الْبَوْل الرَّقِيق إِذا كَانَ بعد الْأَحْمَر الغليظ الكدر الَّذِي لَا يصفو يدل على طول الْمَرَض. كلما كَانَ المستقر فِي الْبَوْل الكدر أسْرع كَانَ أَجود وأدل على أَن فعل النضج فِيهِ ابلغ. الْبَوْل الرَّقِيق الَّذِي فِيهِ أَشْيَاء مُتَعَلقَة بِمَنْزِلَة النخالة يكون من بلغم محترق بحرارة الْحمى وَيدل على صعوبة الْمَرَض. إِذا كَانَ الْبَوْل رَقِيقا بعد البحران عاود الْمَرَض. الْبَوْل الكدر يدل على قُوَّة الْمَرَض إِذا كَانَ الرسوب الْمَحْمُود قَلِيلا وتحا وَكَانَ ذَلِك فِي غير يَوْم الْإِنْذَار تَأَخّر البحران.

الْبَوْل الَّذِي ينقص عَن النضج التَّام نُقْصَانا قَلِيلا لَا كثيرا يَكْفِيهِ رابوع وَاحِد حَتَّى يكمل نضجه. رداءة الْبَوْل عَظِيمَة الْقُوَّة فِي جَمِيع علل الاسْتوَاء الَّتِي لَيست من آلَات الْبَوْل وَحسنه لَيْسَ لَهُ كَبِير دلَالَة على الْخَلَاص. الْبَوْل الزيتي هُوَ الَّذِي يكون أصفر وَيضْرب صفرته فِي خضرَة سلقية وَهَذَا الْبَوْل لَا يدل على النضج وَلَا على شَيْء مَحْمُود. لي لَا تحكمن على صَاحب الْبَوْل الْأسود وَإِن كَانَت مَعَه أَعْرَاض رَدِيئَة بِالْمَوْتِ إِذا رَأَيْت الطبيعة تعْمل دَائِما استفراغات وَالْقُوَّة صَالِحَة فان رَأَيْت أَنه قد يخف عَن تِلْكَ الاستفراغات) أَو يحسن حَاله بهَا فَذَلِك أولى أَن لَا يَمُوت. إِن ظهر بَوْل فِي غَايَة الْحسن وَكَانَ كثيرا فِي مرض شَدِيد الحدة أخرج العليل من الْمَرَض من الْغَد إِذا كَانَ فِي الثَّانِي أَو الثَّالِث بَوْل غليظ يرسب مَا فِيهِ سَرِيعا مَعَ دَلَائِل السَّلامَة وَشدَّة حِدة من الْعلَّة تخلص الْمَرِيض من مَرضه سَرِيعا. الْبَوْل الْحسن اللَّوْن فِي الْأَمْرَاض الْعَارِضَة من الامتلاء يدل على أَمر مَحْمُود وقوته فِي ذَلِك عَظِيمَة جدا. الْبَوْل الَّذِي فِيهِ أَشْيَاء كَثِيرَة مُتَعَلقَة كثيرا مَا يتبعهُ اخْتِلَاط الْعقل. إِذا دَامَ الْبَوْل مُدَّة طَوِيلَة رَقِيقا أسود دلّ على الْمَوْت لَا محَالة. إِذا لم يكن فِي الْبَوْل الْكثير رسوب كثير فانه لَا يكون بِهِ بحران تَامّ يكن نَاقِصا معاوداً. أَصْنَاف الرسوب الرَّمْلِيّ خَمْسَة: لون الكرسنة ولون الزرنيخ الْأَحْمَر واشعل ولون الرمل ولون الرماد فَالَّذِي مثل الكرسنة ولون الزرنيخ يحدثان بِمن فِي مثانته أوكبده عِلّة والأشعل والرملي فِي من فِي مثانته غلظ فَقَط الرَّمَادِي والكمد يدلان على بلغم وسوداء والأشقر والأشعل على إِذا كَانَ الْبَوْل دموياً فان الدَّم الَّذِي فِي الْعُرُوق رَقِيق رطب وَلذَلِك يخرج إِلَى الكلى وَيكون أقوى الْعُرُوق الَّتِي ينْهض مِنْهَا الْبَوْل إِلَى الكلى قد اتسعت. إِذا خرج فِي الْبَوْل رمل اصفر فان فِي الكلى حرارة. وَمن كَانَ مِنْهُم يَبُول الرمل دَائِما فان الْحَصَى لَا تَنْعَقِد فِي كلاه وَمن كَانَ مِنْهُم لَا يَبُول ذَلِك تعقدت العطب وَفِيه حَصَاة. الْبَوْل الشبيه بالمني رُبمَا كَانَ بِهِ استفراغ للخلط اللزج وَفتح الأورام الَّتِي فِي الْجوف. الْبَوْل الغليظ الْأَبْيَض إِذا كثر كثيرا مَا يكون بِهِ بحران فَيُؤمن من الخراجات.

يجب أَن يكون لون الْبَوْل بِحَسب ذَلِك الْخَلْط الْغَالِب فِي الدَّم. وَالْبَوْل الْأَصْفَر يدل على الصَّفْرَاء والأحمر على الدَّم والأبيض على البلغم وَالْأسود على السَّوْدَاء. وَإِذا خرج مَعَ الْبَوْل قع شَبيهَة فِي اللَّوْن والشكل بالكرسنة أَو العدس فان ذَلِك لذوبان الكبد إِذا خرج مَعَه قطع لحم صغَار فان ذَلِك من الكلى وَإِذا خرج مَعَه شَبيه بالصفائح فان ذَلِك من المثانة إِذا خرج فِيهِ دسومة فان ذَلِك لذوبان اللَّحْم السمين وَإِذا خرجت مَعَه قطع مقادير) كجلال السويق إِلَّا أَنَّهَا لَيست بالبيض فَذَلِك من ذوبان اللَّحْم وَإِن كَانَت سَوْدَاء فَمن ذوبان إِذا بيل بعد اخْتِلَاط الْعقل بَوْل ثخين كثير كَانَ بِهِ انحلال الإنخلاط. أَحْمد الأبوال مَا كَانَ فِيهِ رسوب أَبيض أملس مستو فِي جَمِيع مُدَّة الْمَرَض وَإِذا كَانَ كَذَلِك يكون الْبَوْل أصفر رَقِيقا إِلَى الصُّفْرَة وقوامه يكون بَين الغليظ وَالرَّقِيق وَهَذَا الْبَوْل ينذر مَعَ السَّلامَة بقصر الْمَرَض. إِذا بيل الْبَوْل مرّة صافياً وَمرَّة كدراً فالمرض أطول وخطره اكثر لِأَنَّهُ يدل على أَن بعض الأخلاط قد نَضِجَتْ وَبَعضهَا لَا. إِذا كَانَت حَال العليل متوسطة فِي الْجَوْدَة والرداءة فانه إِن بَال بولا حسنا تخلص بِسُرْعَة وَإِن بَال بولاً رديئاً مَاتَ بِسُرْعَة وَإِن بَال بولاً متوسطاً مَاتَ بعد بطأ. الثفل الَّذِي يكون راسباً فِي الْبَوْل وَهُوَ رَقِيق أَبيض يشبه الرغوة فِي غَايَة الرداءة وَذَلِكَ لِأَن بياضه لَيْسَ من أجل النضج لَكِن من أجل أَنه رَقِيق ينفذ فِيهِ الضَّوْء لِأَنَّهُ خَارج عَن الطبيعة وَهُوَ اشر وأردأ. لي هَذَا الرسوب يشبه الخام وَلَا شَرّ لَهُ. الْبَوْل الْأَصْفَر الرَّقِيق يدل على أَن الْعلَّة نِيَّة وَإِنَّمَا صفرته إِنَّمَا أَتَت من أجل الْمرة الصَّفْرَاء. وَإِنَّهَا كَثِيرَة قد خالطت الْبَوْل المائي من أجل النضج وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ قوام الْبَوْل فِيهِ غلظ. لي من هَهُنَا يجب أَن يطْلب النضج أبدا فِي القوام وَتعلم إِذا رَأَيْت بولاً مشبع الصَّبْغ رَقِيقا أَن الصَّبْغ عرض فِيهِ كَمَا قَالَ لِكَثْرَة الْمرة والحرارة لَا للنضج وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ مَعَ شدَّة الصَّبْغ ثخيناً لِأَن من شَأْن النضج أَن يثخن قوام الْبَوْل أبدا ثخناً معتدلاً فَأَما الثخين جدا فَأَنَّهُ يكون من تثور الأخلاط إِذا دَامَ الْبَوْل على الرقة والصفرة الضعيفة مُدَّة طَوِيلَة فَعَلَيْك بِالنّظرِ فِي الْقُوَّة لِأَن هَذَا يدل على طول مُدَّة الْمَرَض فَلذَلِك لَا يُؤمن أَن يبْقى العليل إِلَى استكمال النضج لَكِن يتْلف. الْبَوْل المائي أدل الأبوال على التّلف لِأَنَّهُ يدل على تخلف النضج أصلا وَشدَّة ضعف الْقُوَّة.

الْبَوْل المنتن قوي الدّلَالَة على الْمَوْت لِأَنَّهُ يدل على شدَّة التعفن. الْبَوْل الْأسود أدل الأبوال على الْمَوْت الفو لِأَنَّهُ يكون من إفراط الْحر وَإِمَّا من إفراط الْبرد وَكلما كَانَ الْبَوْل الْأسود اغلظ كَانَ اردأ.) الْبَوْل الَّذِي لَونه طبيعي إِلَّا انه فِي غَايَة الغلظ رُبمَا دلّ على التّلف وَبِمَا كَانَ بِهِ بحران قريب إِذا كَانَ البد يخف عَلَيْهِ ويحتمله. الْبَوْل الْأسود فِي المتناهي أردأ وَفِي الصّبيان فالقليل الرسوب وَالْأسود فيهم أقل خطراً. الدسم الَّذِي يطفو فَوق الْبَوْل بِمَنْزِلَة نسج العنكبوت رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على الذوبان. كلما كَانَت السحابات والتعلق تهوي وتميل إِلَى الْأَسْفَل فَهُوَ اصلح وَإِن كَانَت تميل إِلَى فَوق فَهُوَ شَرّ وَكلما كَانَت تميل إِلَى الْبيَاض أَو إِلَى الْحَرَارَة فَهُوَ اصلح وَإِن مَالَتْ إِلَى السَّوْدَاء والخضرة فَهُوَ أشر. الرسوب الْكثير فِي الْبَوْل إِنَّمَا يكون مَحْمُودًا إِذا كَانَ بعد النضج وَإِذا كَانَ الْبَوْل قد كَانَ قبلَ ذَلِك رَقِيقا وَإِمَّا فِي أول الْمَرَض وَقبل النضج فانه يدل على غلظ الْمَادَّة وَكَثْرَتهَا وثقلها. الْبَوْل الخاثر الشبيه ببول الدَّوَابّ يدل على صداع إِمَّا سالف وَإِمَّا حَاضر وَإِمَّا مُسْتَأْنف وَيكون ذَلِك إِذا كَانَت حرارة كَثِيرَة وتعمل فِي مَادَّة غَلِيظَة. والغمامة الْحَمْرَاء مَتى ظَهرت ظَهرت فِي الرَّابِع كَانَ البحران فِي السَّابِع وَإِن ظَهرت فِي مَا بعده من الْأَيَّام لم يكن البحران مثل ذَلِك من الْأَيَّام لَكِن فِي ضعفها ثَلَاثَة أَضْعَاف. قَالَ: مَا رَأَيْت أحدا مِمَّن فِيهِ ورم فِي الدِّمَاغ بَوْله مائي تخلص. الْبَوْل الَّذِي يقوم فَوْقه غلظ يدل على عِلّة بَارِدَة فِي الكلى طَوِيلَة اللّّبْث. ابْن سرابيون فِي الكناش قَالَ: إِذا كَانَ الْبَوْل قَلِيلا جدا مائياً مَعَ ثفل فِي الْقطن وَضعف فِي السَّاق فَفِي الكلى ورم صلب وَإِذا كَانَ فِي الْبَوْل دموية وأخلاط غَلِيظَة مُخْتَلفَة تتَمَيَّز سَرِيعا فَإِذا وضع وَسَاءَتْ منح حَال العليل على ذَلِك وهزل فان مجاري الكلى الَّتِي يتصفى فِيهَا الدَّم الْمقَالة الأولى من أَصْنَاف الحميات قَالَ: العفونة الَّتِي تكون للأخلاط فِي جَوف الْعُرُوق شَبيه بالعفونة الَّتِي تكون فِي الأورام فَكلما أَن فِي الأورام دَلِيل غَلَبَة الطبيعة الْمدَّة الْبَيْضَاء الَّتِي لَيست مُنْتِنَة الملساء كَذَلِك فِي العفن الَّذِي فِي الْعُرُوق دَلِيل غَلَبَة الطبيعة الرسوب الْأَبْيَض الأملس المستوي. قَالَ: وكما أَن الْمدَّة الجيدة والرديئة بِلَا نِهَايَة كَذَلِك هَذَا الرسوب هُوَ الْجيد والرديء مِنْهَا مَا لَا يُحْصى نِهَايَة ورداءتها بِقدر بعْدهَا مِنْهُ والرسوب هُوَ العفن الْكَائِن دَاخل الْعُرُوق كالمدة من الْخراج.)

من كتاب الدلائل

لي لذَلِك صَار الرسوب الحميد دَلِيلا على تصاعده وَإِلَّا فعلى أَن نِهَايَة الْمَرَض قد كَانَت لِأَنَّهُ كَمَا أَن أصعب أَوْقَات الْخراج فِي الحميات حَيْثُ تتولد الْمدَّة فَإِذا تولدت طفئت الْحَرَارَة كَذَلِك أصعب أَوْقَات العفن الَّذِي فِي الْعُرُوق حِين يتَوَلَّد ذَلِك فَإِذا تولد فقد تمّ نضج الْخَلْط وَيكون مَا هُوَ شبه الْمدَّة وَلذَلِك لَيْسَ الرسوب الَّذِي فِي أَبْوَال الأصحاء بحميد لِأَنَّهُ يدل على أَنه فِي الْعُرُوق فضلا احْتَاجَت الطبيعة الف وَأَن تهضمه زَائِدا على حَاجَتهَا للغذاء وَلذَلِك ترى أبدا هَذَا الرسوب فِي الأصحاء فِي أَبْوَال المسمنين والمبلغمين وَالَّذين يستعملون الدعة والإكثار من الْغذَاء فَإِنِّي لم أر ابْن عبدويه يَخْلُو أبدا من رسوب كثير وَلَا رَأَيْت فِي مَاء أبي حَازِم قطّ فِي صِحَّته رسوباً وَفِي مَرضه بكد مَا يكون رسوب لِأَن حَاله حَال الْخراج الصَّغِير الْقَلِيل الكمية وَإِن كَانَ قوى الْكَيْفِيَّة. فَأَما فِي الْأَمْرَاض فالرسوب الحميد الْعَلامَة الصادقة على غَلَبَة الطبيعة وقوتها الفاضلة فِي الحميات المطبقة لِأَن العفن هَهُنَا دَاخل الْعُرُوق وَفِي القوية الْحَرَارَة لِأَن هَهُنَا الْفضل أَيْضا ينضج سَرِيعا جملَة فَأَما الحميات الطَّوِيلَة فحالها حَال الخراجات البليدة كَمَا أَن لَا يكون فِي هَذَا مُدَّة غزيرة لَكِن يكون تحلل وصديد كَذَلِك حَال هَذِه الحميات أَعنِي البلغمية والسوداوية فاطلب أبدا فِي الحميات المطبقة والحادة الرسوب وَلَا تَعْتَد بنضج سواهُ فَأَنَّهُ مَا لم يرى هَذَا يدل على أَن الْفضل لم ينضج كالحال فِي أَن الْمدَّة لم تكن وَإِذا لم يكن نضج الْبَتَّةَ كَانَ الْحَال فِي الْعُرُوق كَحال العفن فِي الخراجات فاستحوذت الرداءة على الْعُرُوق وَالْقلب كَمَا يستحوذ العفن على ذَلِك الْعُضْو وكما أَن ذَلِك موت ذَلِك الْعُضْو كَذَلِك هُوَ ذَلِك موت الْقُوَّة الحيوانية فَلَا تثق فِي المطبقة الحادة إِلَّا بالرسوب والغمامة فِي الْأَبدَان النحيفة لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون ذَلِك الْفضل فِي الْعُرُوق قد نضج واستحال وَلم تَجِد رسوباً لِأَن مَحل ذَلِك كمحل من قَالَ: إِن الْخراج قد نضج وَلَيْسَ تُوجد مُدَّة وَقد رَأَيْت فِي أبي حَازِم وَهُوَ على غَايَة حر المزاج أَنه على حَال لَا يخرج من علته المطبقة إِلَّا بعد رسوب على أَن حرارة الْحمى تدل فَكلما أَن الْحَرَارَة لَا تسكن دون تَمام كَون الْمدَّة كَذَلِك لَا تسكن فِي هَذِه الْحمى وَلَا تطفأ الْحَرَارَة وَلَا يصير النبض وَالنَّفس أَصْغَر إِلَّا عِنْد النضج أَو عِنْد اسْتِيلَاء الْخَلْط على الْقُوَّة الحيوانية وَبعد ذَلِك لَا يكون إِلَّا بِالْمَوْتِ وَكَذَلِكَ مَتى رَأَيْت الْحَرَارَة قد سكنت من غير إمارات النضج فان الطبيعة قد قهرتها الْعلَّة. لي وَمن جَمِيع الحميات الْبَوْل الْأسود والمنتن مثل الْمدَّة العفنة والصديد السَّائِل من الْخراج عِنْد) تعفن الْعُضْو ورداءته. قَالَ: الْبَوْل الَّذِي فِيهِ ثفل متبدد نضيج نصف النضج. 3 - (من كتاب الدَّلَائِل) الْأَصْفَر المشبع يدل على غَلَبَة المرار فِي الْبدن جدا وَهُوَ نَارِي وَهُوَ أسخن الأبوال

الْأَحْمَر الَّذِي لَيْسَ بغليظ جدا وَلَا مائل إِلَى السوَاد يدل على أَن الدَّم فِي الْبدن كثير فَلذَلِك يخالط الْبَوْل من مائيته شَيْء كثير أعي من مائية الدَّم وَلذَلِك هُوَ أسكن من الأول لَكِن زمَان أطول وَهُوَ أَيْضا أسلم من الأول إِلَّا أَنه الف وَأَقل حِدة وحرافة. لي هَذَا مُوَافق لما ذكرنَا. لي الخيارشنبر يصْبغ المَاء غَايَة الصَّبْغ كَمَا تفعل الْحِنَّاء وَيجب أَن تتفقد جَمِيع ذَلِك. وَقَالَ: جملَة ألوان الْبَوْل: الْأَبْيَض الرَّقِيق والأصفر الرَّقِيق وَبعد الْأَصْفَر أَكثر وَاغْلُظْ وَبعده الناري وَهُوَ رَقِيق ناصع الصُّفْرَة وَهُوَ الْأَشْقَر الناري والأحمر الرَّقِيق ثمَّ الْأَحْمَر القاني ثمَّ الْأَخْضَر ثمَّ الْأسود والأخضر هُوَ الزيتي ثمَّ اللبني وَيدل على غَلَبَة الْخَلْط الخام أَو الْمدَّة. قَالَ: وَالَّذِي يرى فِي هَذِه الحميات من هَذِه الألوان الْأَشْقَر والأحمر فَأَما سواهَا فَلَا يكون إِلَّا فِي الندرة. قَالَ: وَالْبَوْل الْأَحْمَر الَّذِي فِيهِ مائية الدَّم يدل على أَن الدَّم رَقِيق لم يكمل نضجه فَلذَلِك ينذر بطول إِلَّا أَنه سليم. قَالَ: وَبَوْل أَصْحَاب الْحَصَى يكون رَقِيقا لِأَن الثخين مِمَّا فِيهِ يسْرع اللزوق بالحصى المنعقدة. قَالَ: وَالْبَوْل يكون فِي اليرقان أسود أَحْمَر لِأَن مجاري المرارة منسدة فَيذْهب مَعَ الدَّم شَيْء مِنْهَا إِلَى الْبدن فيصفر وَتبقى مِنْهَا بَقِيَّة كَثِيرَة فِي الكبد فتشيط الدَّم وتحرقه فيسود لذَلِك الْبَوْل. قَالَ: مَتى كَانَ قوام الْبَوْل غليظاً فانه يدل على أخلاط نِيَّة عديمة النضج إِلَّا أَن تكون ذَلِك طَرِيق النَّقْص فِي البحران وَإِلَّا فَهُوَ رَدِيء. لي حِينَئِذٍ أَيْضا يدل على أَن الْبدن ينتقى من الأخلاط النِّيَّة. وَالرَّقِيق أَيْضا غير نضيج إِلَّا أَنه أبعد من النضج من الثخين لِأَن الرَّقِيق يدل على أَنه لم يكن للنضج أثر بعد.) وَالَّذِي يكون أَولا رَقِيقا ثمَّ يغلظ يدل على النضج وبالضد. والمتثور كبول الْحمير يدل على أخلاط نِيَّة عديمة النضج إِلَّا أَن يكون ذَلِك على غير التَّحْصِيل لم تنضج فان كَانَ حِينَئِذٍ مَعَ ذَلِك صبغ فَهِيَ أخلاط فِيهَا حرارة فان كَانَ كاللبن فأخلاط فِي غَايَة الفجاجة. وَإِذا كَانَ الْبَوْل مرّة ثخيناً وَمرَّة رَقِيقا دلّ على أَن النضج هُوَ ذَا يكون إِلَّا أَن الطبيعة لم تقف على حَالَة وَاحِدَة.

وَإِذا كَانَ الْبَوْل إِذا بيل رَقِيقا أَو غليظاً ثمَّ لم يبْق إِلَى حَاله تِلْكَ لكنه يروق إِذا كَانَ رَقِيقا أَو يتثور فانه أَحْمد وَأقرب من النضج من الَّذِي يبْقى بِحَالهِ على رقته أَو غلظه وَكلما كَانَ الْوَقْت فِي تغيره أقصر كَانَ ذَلِك أَحْمد. وَالَّذِي يبال متثوراً ثمَّ يصفوا أَحْمد من الَّذِي يبال صافياً ويتثور وَهُوَ احْمَد من الَّذِي يبْقى على رقته وَمن الَّذِي يبال غليظاً وَيبقى على غلظه. قَالَ: والثفل الراسب الغليظ فِي الْبَوْل مُنْذُ أول الْمَرَض ينذر بِطُولِهِ وخاصة إِن كَانَ أَبيض فان وَإِن كَانَ فِي الْبَوْل رسوب فِي غَايَة الْجَوْدَة وَالْحَمْد إِلَّا أَنه فِي أول الْمَرَض وهون مَعَ ذَلِك كثير فالبدن مَمْلُوء من الْخَلْط الني إِلَّا أَن الطبيعة قَوِيَّة لَهُ قاهرة عَلَيْهِ وَلذَلِك ينذر بطول من الْمَرَض وسلامة الف ووإذا كَانَ ذَلِك فِي انْتِهَاء الْمَرَض بعد رقة كَانَت من الْبَوْل فَذَلِك ينذر بِسُرْعَة فِي انْقِضَاء الْمَرَض. الثفل الشبيه بفتات العدس يدل على غَلَبَة الْحَرَارَة فِي الكبد حَتَّى أَنه يحرق الدَّم. قَالَ: وَفِي الْأَكْثَر تكون الأثفال بلون المَاء فَإِذا خَالف فالأبيض مِنْهَا أصلح ثمَّ الْأَحْمَر ثمَّ الْأَصْفَر ثمَّ الزرنيخي ثمَّ العدسي وسائرها مثل الكرسني وَنَحْوه. قَالَ: وَكلما قل الشَّرَاب كَانَ الْبَوْل أَكثر صبغاً وَأَقل رسوباً وبالضد وَإِذا كَانَ بَوْل أَصْحَاب اليرقان أقل وأميل إِلَى الصُّفْرَة كَانَ أردأ وأدل على الاسْتِسْقَاء. قَالَ: 3 (الْبَوْل الدموي حميد فِي عِلّة الطحال) قَالَ: وَاحْمَدْ الْبَوْل فِي أبيذيميا النقرس والمفاصل الْبَوْل الْكثير الَّذِي فِيهِ ثفل كثير لزج مخاطي وَقد يبال الدَّم أَكثر بعد الْإِحْصَار الشَّديد وَبعد سقطه. وكل بَوْل لَا يصفو وَلَا يسْتَقرّ فَهُوَ دَلِيل على ريح نافخة. وَخير الْبَوْل فِي القولنج الغليظ الَّذِي فِيهِ ثفل كثير أَبيض. لي كنت اسقي رجلا مَاء الْجُبْن فَجَاءَنِي مَاؤُهُ يَوْمًا وَهُوَ فِي صُورَة من يَبُول مُدَّة. لي أعلم انه كثيرا مَا يغريك الرسوب حَتَّى تظن أَنه لَيْسَ الْبَتَّةَ لقرب الْوَقْت بِأخذ الْبَوْل فَلَا تثقن بالبول أَنه لَا رسوب فِيهِ الْبَتَّةَ إِذا كَانَ قريب الْعَهْد لَكِن أعلم انه لَو كَانَ نضيجاً مستكملاً لَكَانَ سيرسب فِيهِ سَاعَة يبال بعد أَن يتْرك بِمِقْدَار مَا يكون أبرد مِمَّا هُوَ فِي الْبدن فان الْكَامِل النضج يَكْفِيهِ هَذَا الْمِقْدَار حَتَّى يرسب فَأَما النَّاقِصَة فَلَا فَلذَلِك أرى مَتى عنيت بالنضج وتعرف حَاله أَن تسْأَل: مَتى يَبُول ثمَّ لَا تَأمر بصبه لَكِن انْظُر إِلَيْهِ بعد سَاعَة وساعتين وَثَلَاث إِلَى السِّت فَإِنِّي كم مرّة رَأَيْت رسوباً حميدا ظهر ارْتِفَاع النَّهَار وَلم يكن بِالْغَدَاةِ ظَاهرا.

لي لَا أعلم أَنِّي رَأَيْت أحدا بِهِ مرض حميات حادة خرج مِنْهَا إِلَّا برسوب فِي الْبَوْل وَلَقَد رَأَيْت امْرَأَة جدرت فَظهر الرسوب فِيهَا بعد الْأَرْبَعين يَوْمًا وَلم تزل هَذِه الْمَرْأَة مَعَ ذهَاب الجدري محمومة أَيَّامًا كَثِيرَة حَتَّى ظهر الرسوب بعد الْأَرْبَعين وَهِي ابْنة عبد ربه. لي يحْتَاج الْفرق بَين الْبَوْل الكدر والبارد فَلَا تحكمن بكدره دون أَن تعلم أَنه لم يبرد وَبَينهمَا فِي المنظر أَيْضا فرق وَذَلِكَ أَن الْبَارِد يكون فِيهِ جمود أَبيض لِأَن الجامد مِنْهُ شَحم وَلَا يكون وَصَحَّ من هَذَا الْموضع أَعنِي كتاب البحران وَغَيره من الْكتب أَن الْبَوْل الْأَحْمَر دموي وَأَنه اقل حرارة من الناري وَيحْتَاج من المحمومين إِلَى الفصد من أَصْحَاب الْبَوْل الْأَحْمَر الغليظ وَأما أَصْحَاب الْبَوْل الْأَصْفَر الناري الرَّقِيق فَلَا لِأَن حماهم تزداد بذلك حِدة ورداءة. الْمقَالة الأولى الف وَمن كتاب البحران قَالَ: 3 (مَحل الرسوب من الْبَوْل) مَحل الْمدَّة من الورم فَكلما أَنه لَا يُمكن أَن يكون بعد تولد الْمدَّة للورم الْحَرَارَة والالتهاب كَذَلِك لَا يُمكن أَن يكون بعد رسوب الْأَبْيَض للحمى صولة الْبَتَّةَ. من كتاب الدَّلَائِل قَالَ: تفقد من الْبَوْل ثَلَاثَة أَشْيَاء: لَونه وقوامه وَمَا يرسب فِيهِ فان أعظم الْقَصْد إِنَّمَا هُوَ لهَذِهِ وتفقد مَعَ ذَلِك رَائِحَته وَمِقْدَار حرارته فِي اللَّمْس وحدته فِي الطّعْم وَذَلِكَ أَن الْبَوْل الصَّحِيح لَيْسَ بِشدَّة النتن وَالْقَوِي النتن يدل على عفن قوي وَالْبَوْل الطبيعي إِذا كَانَ حاراً فَلَيْسَتْ حرارة لمسه بمفرطة وَإِمَّا المفرط اللذاع فَيدل على حرارة فِي الْغَايَة. وَحُمرَة الْبَوْل تدل على انه قد خالطه شَيْء من مائية الدَّم وَأما الْأَصْفَر فَيدل على الصَّفْرَاء. لي لَا تفصد فِي الْمَرَض الحاد من بَوْله أشقر نَارِي رَقِيق الْبَتَّةَ. لي على مَا قَالَ: وَالْأُصُول من الألوان: المائي والأصفر الرَّقِيق الصُّفْرَة الَّذِي يشبه مَاء التِّين وَالْقَوِي الصُّفْرَة الَّذِي يشبه صفرَة الْبيض والبالغ الصُّفْرَة الَّذِي يشبه لون النَّار والأحمر مِنْهُ الرَّقِيق الْحمرَة الَّذِي يشبه غسالة اللَّحْم وَمِنْه الْكثير الْحمرَة الَّذِي يشبه الزَّعْفَرَان وَمِنْه القني الْحمرَة الَّذِي يمِيل إِلَى السوَاد وَمِنْه الدموي الْمَحْض وَمِنْه الْأسود وَهُوَ إِمَّا رَقِيق السوَاد وَإِمَّا يشبه المري وَمِنْه اللبني الَّذِي يشبه مَاء اللَّبن وَمَاء الْجُبْن وَمِنْه الزيتي الَّذِي يشبه الزَّيْت بَين الصُّفْرَة والخضرة وَمِنْه الْأَخْضَر الَّذِي يضْرب إِلَى لون المرار وَمِنْه الأدكن وَهُوَ الَّذِي يكون للمستسقين كثيرا وَمِنْه الَّذِي فِيهِ مُدَّة وَيُشبه مَاء الْجُبْن وَمِنْه مَا فِيهِ مائية الدَّم فَهُوَ الْقسم الْأَعْضَاء من الْأَحْمَر. قَالَ: الرسوب فِي الْبَوْل كالمدة فِي الأورام فانه إِذا كَانَت الطبيعة هِيَ المستولية الْغَلَبَة كَانَ أَبيض أملس لَيْسَ بمنتن جدا وَإِذا كَانَت الطبيعة ضَعِيفَة كَانَت الْمدَّة سَوْدَاء أَو خضراء مُنْتِنَة مُخْتَلفَة الْأَجْزَاء رقيقَة صديدية أَو مثل الدردي. 3 (بَوْل أَصْحَاب الْحَصَى) فِي المثانة مائي رَقِيق.

قَالَ: لِأَن الْحَصَى تجذب بالمشاكله كدر الْبَوْل وَأَنا لَا أستصوب هَذِه الْعلَّة فَأَما التجربة فتوجد ذَلِك وتحتاج أَن تبحث عَنهُ. قَالَ: أما قوام الْبَوْل فانه مَتى كَانَ ثخيناً دلّ على أَن الأخلاط فِي طَرِيق النضج لَكِن لم تنضج بعد إِلَّا أَن يكون ذَلِك عَن طَرِيق النَّقْص بالبحران وَمَتى كَانَ رَقِيقا دلّ على أَن الأخلاط لم يحدث فِيهَا أثر النضج بعد أصلا. وَإِن كَانَ يرق مرّة يغلظ أُخْرَى دلّ على أَن الأخلاط فِي مجاريه لم يستول عَلَيْهَا النضج. وَالْبَوْل الَّذِي يبال رَقِيقا أَو غليظاً ثمَّ لَا يبْقى على رقته أَو غلظه لكنه إِن كَانَ غليظاً تميز فرق وَإِن كَانَ رَقِيقا تثور فثخن احْمَد من الَّذِي يبْقى على رقته أَو على غلظه وكل مَا كَانَت مُدَّة تغيره أقصر فَهُوَ أَجود وَالَّذِي يتَمَيَّز فيصفو يعد أَجود من الَّذِي يتثور فيكدر لِأَن الأول يدل على أَنه فِي النضج قد عمل وَالثَّانِي على أَنه لم يعْمل إِلَّا أَنه مزمع أَن يعْمل فَلذَلِك صَار هَذَا أصلح من الثَّانِي على رقته. والثفل الراسب الف وشكله الطبيعي أَن يكون مستديراً فان لم يكن مستديراً فَلَيْسَ بجيد. والرسوب الْكثير الغليظ فِي أول الْمَرَض ينذر بطول الْمَرَض وَإِن كَانَ أَبيض فان مَعَ ذَلِك بلون آخر فَهُوَ إِن كَانَ أَحْمَر أَبْطَأَ إِلَّا أَنه سليم وَإِن كَانَ غير ذَلِك فرديء. فَأَما الرسوب اللَّطِيف فانه يدل على نضج إِلَّا أَنه إِن كَانَ أَكثر مِمَّا يجب فانه يدل على أَن فِي الْبدن فضلا كثيرا. لي افهم اللَّطِيف مَا يشبه التقطير والغليظ مَا يشبه الخام. قَالَ: والرسوب النخالي يدل على ذوبان الْبدن واستيلاء الْحَرَارَة المحرقة عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ السويقي وَإِمَّا الَّذِي كَقطع اللَّحْم فعلى قرحَة فِي الكلى وَإِمَّا الصفائحي فعلى قرحَة فِي المثانة وَإِمَّا الرَّمْلِيّ فعلى حَصى فِي الكلى والمثانة وَأما الَّذِي يشبه فتات العدس المقشر فَيدل على الْحَرَارَة فِي الكبد حَتَّى انه يجفف بعض الدَّم فيفقده. وأجودها يعد الْأَبْيَض والأحمر ثمَّ الْأَصْفَر وأردأ الْأَحْمَر الَّذِي يشبه الزرنيخ الْأَحْمَر لِأَنَّهُ يدل على أَن الْمَرَض أطول وَأبْعد من النضج.) فِي الْأَكْثَر يكون الرسوب بلون المائية وَرُبمَا خَالف فَلِأَن يكون إِلَى الْبيَاض أميل فَهُوَ أَجود وبالضد وَمَتى كَانَ الْبَوْل المنقرس أَكثر واشد صبغاً كَانَ احْمَد وَمَتى كَانَ أقل كمية وأميل إِلَى الْبيَاض فَهُوَ أشر وأدل على الاسْتِسْقَاء. وَأحمد للمطحول الدموي وللمنقرس الْكثير الَّذِي فِيهِ رسوب كثير لزج مخاطي. وَبَوْل الدَّم فِي الْأَكْثَر يكون من الْإِحْصَار الشَّديد أَو من ضَرْبَة أَو سقطة وَيكون فِي النِّسَاء من الطمث.

وَأَصْحَاب علل الكلى يَنْتَفِعُونَ بالبول الْكثير الغلظ. وكل بَوْل لَا يسْتَقرّ وَلَا يصفو يدل على ريح غَلِيظَة. قَالَ فِي الْمقَالة الأولى من أَصْنَاف الحميات: وَقد وصفت أَصْنَاف الْبَوْل فِي كتاب البحران وَلم يذكر ذَلِك فِي فهرسته وَلَا نقل المترجمون كتابا فِيهِ وَلَو كَانَ لَهُ فِي ذَلِك كتاب خَاص لَكَانَ قد ذكره هَهُنَا كَمَا يدل ذكره فِي كتاب البحران تحرر ذَلِك إِن شِئْت. الأولى من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ: الْأَطِبَّاء وأبقراط خَاصَّة يعنون بالثفل والتعلق الغمامي الَّذِي لَيْسَ بخالص الْبيَاض وَلَا السوَاد لكنه بَينهمَا وَهَذَا الثفل متوسط بَين الْجَوْدَة والرداءة وعَلى حسب ميله إِلَى الْبيَاض تكون قلَّة رداءته وبالضد. لي افهم بعد هَذَا من الْغَمَام هَذَا لَا التَّعَلُّق وافهم من التَّعَلُّق الشَّيْء الَّذِي فِيهِ رسوب الثفل وَمن الطافي الَّذِي على الْبَوْل. من كتاب الدَّلَائِل: أعظم الدلالات فِي الْبَوْل الْمَأْخُوذَة من اللَّوْن والقوام وَالشَّيْء الراسب أَو الطافي أَو الْمُتَعَلّق وَقد ينظر فِي مِقْدَار حرارته وبالفعل فِي مِقْدَار حِدة رِيحه لِأَن الْبَوْل الصَّحِيح لَا يشْتَد نَتنه والمنتن جدا دَلِيل على قُوَّة العفونة وَكَذَلِكَ شدَّة حرارته فِي اللَّمْس يدل على قُوَّة الْحَرَارَة فِي الْبدن. قَالَ: وَالرَّقِيق الصُّفْرَة هُوَ الَّذِي فِيهِ مرار باعتدال والبالغ الصُّفْرَة المشبع يخالطه مرار كثير الف وَيدل على كثرته فِي الْبدن والأحمر يدل على كثرته فِي الدَّم لِأَن الَّذِي يخالطه مائية الدَّم. الْبَوْل الَّذِي مثل الفقاع الْأَبْيَض إِن لم تكن مَعَه مُدَّة فَهُوَ لغَلَبَة الْخَلْط الَّتِي على الْبدن وَلَا يكَاد يسلم.) من بَال بولاً أسود إِلَّا أَن يكون على طَرِيق البحران فِي عقب حمى ربع أَو غَيره وَقد أنذر بِهِ ويخفف العليل عَلَيْهِ فَأَما إِن صَعب حَاله بعد ذَلِك فَهُوَ مهلك. لي دَلِيل آخر: على الْبَوْل الْأسود الَّذِي على طَرِيق البحران يَجِيء مِنْهُ شَيْء كثير فَإِذا رَأَيْته قَلِيلا أَو بِحَالَة يقدر فَاعْلَم أَنه رَدِيء. الْبَوْل عِنْد تولد الْحَصَى فِي المثانة رَقِيق لِأَن غليظه يحتبس وَيتَعَلَّق على الْحَصَى. الْبَوْل الثخين القوام يدل على أَن النضج لم يكن قد بَدَأَ وَالرَّقِيق يدل على أَنه لم يبْدَأ. وَالْبَوْل المتثور كأبوال الدَّوَابّ يدل على أخلاط نِيَّة لم تنضج فقد بَدَت أَن تنضج وَهِي فِي طَرِيقه. وَإِذا أقبل الْبَوْل من الرقة إِلَى الغلظ دلّ على طَرِيق النضج وبالضد. ظ

وَإِن كَانَ الْبَوْل مرّة ثخيناً وَمرَّة رَقِيقا دلّ على اضْطِرَاب فِي النضج وَأَن الأخلاط لم يستو الْعَمَل فِيهَا. وَالْبَوْل الَّذِي إِذا بيل رَقِيقا أَو غليظاً لم يبْق على ذَلِك لكنه مَتى كَانَ غليظاً تميز فرق أَعْلَاهُ وَإِن كَانَ رَقِيقا تثور فثخن أَحْمد من الَّذِي يبْقى على بِحَالهِ وعَلى وتيرة غلظه أَو على رقته وَمَتى كَانَ ذَلِك التَّغَيُّر مِنْهُ فِي مُدَّة اقصر كَانَ اصلح. وَالْبَوْل الَّذِي يتَمَيَّز ويصفو بعد أَن يبال أَحْمد من الَّذِي يثور بعد أَن يبال لِأَن هَذَا يدل على النضج لم يكن وَذَلِكَ يدل على أَنه قد كَانَ إِلَّا أَنه لم يكمل وَلذَلِك صَار الَّذِي يتثور بعد أصلح مِمَّا يبال رَقِيقا فَيبقى على رقته وَمن الَّذِي يبال غليظاً فَيبقى على غلظه. والرسوب الغليظ فِي أول الْمَرَض مُنْذر بِطُولِهِ وَلَو كَانَ ابيض فان كَانَ أَحْمَر كَانَ أسلم وَلكنه أطول. وَإِن كَانَ الرسوب رَقِيقا ابيض أملس مستوياً وَلكنه كثير جدا فان النضج تَامّ لكنه يدل على أَن الْبدن مُحْتَاج إِلَى الاستفراغ لِأَنَّهُ مثقل بالأخلاط وَإِن كَانَت نضيجة وَإِذا كَانَ مثل هَذَا الثفل فِي أول الْمَرَض فَلَيْسَ يدل على بلاغة النضج كَمَا يدل إِذا كَانَ فِي نهايته. الرسوب فِي الثفل النخالي يدل على ذوبان الْبدن واستيلاء الْحَرَارَة عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ السويقي وَالَّذِي مثل قطع اللَّحْم يدل على قرحَة فِي الكلى وَالَّذِي مثل الصفائح فعلى قرحَة فِي المثانة والرملي على حَصَاة فِي الكلى وَالَّذِي يشبه فتات العدس على غَلَبَة الْحَرَارَة فِي الكبد حَتَّى أَنه) يحرق بعض الدَّم فيجمده فَيكون مِنْهُ ذَلِك. الْأَحْمَر وَالَّذِي بلون الزرنيخ الْأَحْمَر يدل على بعد من النضج. ولون الْبَوْل فِي الْبدن الصَّحِيح يتَرَدَّد بَين الْأَصْفَر والأبيض بِحَسب قلَّة شربه وكثرته وتعبه وراحته وَكلما كَانَ الاستمراء لغذائه أتم كَانَ أَزِيد صبغاً واقل رسوباً. وَأحمد الألوان فِي اليرقان الف وَأَن يكون مشبع الصُّفْرَة وَأَن يكون الْبَوْل كثيرا وأشره الْأَبْيَض الْقَلِيل فانه يدل على فَسَاد المزاج. وَأحمد فِي الاسْتِسْقَاء أَكْثَره وَفِي الطحال الدموي وَفِي النقرس الْكثير الرسوب وَفِي علل الكلى الْكَثِيرَة الغلظ وَفِي القولنج الْكثير الغلظ وَالْكثير الرسوب. من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ: أمرت العليل أَن يحتبس كل بَوْل يبوله فِي لَيْلَة ثمَّ نظرت إِلَى أبواله كلهَا من غَد. جَوَامِع أغلوقن: إِذا كَانَ فِي الْبدن ورم حَار فِي غير آلَات الْبَوْل أَو مَالَتْ الْحَرَارَة نَحْو عُضْو مَا فالبول لَا يكون منصبغاً بِقدر الْحمى وَلذَلِك تَجِد بَوْل من بِهِ حمى من ورم الحالب أَو الرجل أَو بَوْل صَاحب الصداع وَمن يحدث فِي رَأسه التهاب يكون ابيض.

فُصُول أبيذيميا: إِذا كَانَ الْبَوْل أَبيض فِي حمى مرارية مَعَ دَلَائِل سَلامَة فتوقع حُدُوث سحج المعي لاخْتِلَاف مرار يحدث لِأَن المرار مائل إِلَى طَرِيق البرَاز. إِذا كَانَ الْبَوْل الرَّقِيق يضْرب إِلَى السوَاد دلّ برقته على أَن الْعلَّة لم تنضج وبسواده على خبث الْعلَّة. إِذا كَانَ الْبَوْل يظْهر فِيهِ النضج مرّة وَمرَّة لَا وَهُوَ متشوش مُضْطَرب ونوائب الحميات مختلطة فالعلة من مواد كَثِيرَة مُخْتَلفَة. من جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء قَالَ: الْبَوْل المائي لَا يظْهر فِيهِ رسوب وَلَا تعلق فان ظهر فِيهِ دلا على نضج قد بَدَأَ. وَأما الْبَوْل المتثور بِمَنْزِلَة أَبْوَال الدَّوَابّ فانه يدل على أَن الْعُرُوق مَمْلُوءَة من أخلاط نِيَّة إِلَّا أَن الطبيعة تعْمل أبدا فِي إنضاجها فان بَقِي على تثوره وَلم يتَمَيَّز وَكَانَ فِيهِ رسوب رَدِيء دلّ على أَن الطبيعة ضَعِيفَة وَأَنَّهَا تحْتَاج إِلَّا أَن تعاون على إنضاج الأخلاط وَإِن كَانَ يتَمَيَّز سَرِيعا وَكَانَ مَا يرسب فِيهِ أَبيض أملس مستوياً دلّ على أَن الطبيعة قريبَة من أَن تغلب على الْفضل كُله.) وَإِن كَانَ الْبَوْل حِين يبال صافياً ثمَّ يتثور سَرِيعا دلّ على أَن الطبيعة قد أخذت فِي إنضاج الأخلاط النِّيَّة فان كَانَ إِنَّمَا يتثور بعد مُدَّة طَوِيلَة دلّ على أَن الطبيعة لم تبدأ فِي الإنضاج لَكِنَّهَا ستبدأ فِيهِ. فان كَانَ الْبَوْل متثوراً وَكَانَ تميزه فِي مُدَّة طَوِيلَة وَمَا يرسب فِيهِ مَحْمُود فالطبيعة تغلب الأخلاط فِي الْبَوْل الَّذِي تطول مُدَّة تغلبه على النهوة إِن كَانَ مَعَه ضعف الْقُوَّة أَو عَلَامَات رَدِيئَة دلّ على موت العليل وَإِن لم يكن مَعَه عَلَامَات رَدِيئَة دلّ على طول الْمَرَض وَإِن كَانَ مَعَه مَعَ ذَلِك عَلَامَات صَالِحَة دلّ على أَنه يسلم بعد طول مرض. لي تفقدت فَمَا رَأَيْت حَال نضج الأبوال فِي الْأَمْرَاض إِلَّا على مَا أَقُول: إِذا حدث الْمَرَض وَالْبَوْل بِحَالهِ دَائِما فَمَا دَامَ بَاقِيا على تِلْكَ الْحَال فانه غير نضيج فان ذهب مَعَ ذَلِك ينْتَقل إِلَى الف وَبَوْل رَدِيء دلّ على رداءة حَال وعلامة رَدِيئَة فان انْتقل إِلَى الرُّجُوع إِلَى الطبيعة أَو إِلَى شَيْء مضاد لمادة الْعلَّة فقد نضج وَدلّ على خير. مِثَال: أنزل أَن عليلاً بَال من أول يَوْم بولاً إِلَى الْحمرَة غليظاً أَقُول: إِن هَذَا الْبَوْل مادام على حَاله فانه لم يحدث فِيهِ نضج فان انْتقل إِلَى السوَاد دلّ على رداءة وَإِن انْتقل إِلَى الأترجة وَكَانَ لون بَوْل الْمَرِيض فِي صِحَّته الأترجي فانه يدل على انه قد نضج فَإِن انْتقل إِلَى بَيَاض ورقة أَقُول: إِن هَذِه الْعلَّة قد انْقَضتْ الْبَتَّةَ وبرأ العليل مِنْهَا. فعلى هَذَا فاعمل

فَإِنِّي قد تفقدت فَوجدت مرضى كثيرين يَبُولُونَ فِي أول الْأَمر بولاً فَوق الأترجي صبغاً وغلظاً ويدوم ذَلِك بهم فيموتون وَيكون ثبات ذَلِك فيهم دَلِيلا على عدم النضج وَقوم يرجع بَوْلهمْ من الصَّبْغ والغلظ إِلَى الرقة وَعدم اللَّوْن فَيكون بذلك خلاصهم وَاعْتمد على الْبَوْل أبدا على قربه من حَاله فِي الصِّحَّة وَبعده من اللَّوْن والقوام الَّذِي توجبه مَادَّة تِلْكَ الْعلَّة ثمَّ ضم إِلَى هذَيْن بعد الدَّلَائِل الصَّالِحَة والرديئة الْمُطلقَة فِي جَمِيع الأبوال. من كتاب الَّذِي ينْسب إِلَى ج قَالَ: إِذا كَانَ الْبَوْل فِي ابْتِدَاء حمى محرقة نياً وَفِيه ثفل سويقي اخْتَلَط الْمَرِيض وارتعش وتشنج. إِذا كَانَ الْبَوْل يشبه بَوْل الصَّحِيح فِي ابْتِدَاء الْحمى وَبَقِي فِي صعودها على ذَلِك دلّ على شَرّ فان تغير عَن حَاله عِنْد الصعُود كَانَ أصلح. لي رَأَيْت مرضى كثيرين بَقِي بَوْلهمْ مُنْذُ حموا أترجياً إِلَى أَن مَاتُوا وَكَانَت عللهم عللا حادة) مَاتَ كلهم قبل الرَّابِع عشر. الْبَوْل الْأَشْقَر الَّذِي لَا رسوب فِيهِ فِي الحميات دَال على شَرّ. مَتى لم يتَغَيَّر الْبَوْل فِي الْحمى فِي شَيْء من أوقاته فَذَلِك شَرّ. إِذا ثَبت الصَّبْغ فِي الْبَوْل دَائِما مَعَ إقلاع الْحمى دلّ على أَن الكبد وارمه حَار. الْبَوْل الْأَشْقَر للمبرسم مَعَ شدَّة الصداع عَلامَة رَدِيئَة. لي ابْن عمرويه: إِذا كَانَ الْبَوْل أَبيض رَقِيقا والحمى حادة ثمَّ صَار غليظاً كدر مَعَ بياضه وَعرض مَعَه تشنج دَال على الْمَوْت. تجارب المارستان: مَاء الحبلى فِيهِ غلظ كَمَاء المستسقى. من جَوَامِع تَدْبِير الصِّحَّة من الْمقَالة الرَّابِعَة: إِن الْبَوْل مائية الدَّم هُوَ دَال على حَالَة فِي الْعُرُوق فان كَانَ صفراوياً كَانَ الْبَوْل صفراوياً وَإِن كَانَ سوداوياً كَانَ فِي الْبَوْل سوداوية وَإِن كَانَ بلغمياً كَانَ الْبَوْل بِحَسبِهِ إِمَّا أَبيض رَقِيقا وَإِمَّا أَبيض ثخيناً. وَالْبَوْل الْأَبْيَض الرَّقِيق مَتى ظَهرت عَلَيْهِ غمامة وَلَو رقيقَة فقد أَخذ فِي النضج أَو قد نضج. وَالْبَوْل المتثور يدل على أَن الْعُرُوق مَمْلُوءَة من خلط نيء قد أَخذ فِيهِ النضج وبحسب سرعَة تميزه وجودة مَا يتَمَيَّز يكون حُدُوثه فان بَقِي إِذا بيل متثوراً زَمَانا طَويلا لَا يتَمَيَّز أَو كَانَ فِيهِ الف وَإِذا تميز رسوب رَدِيء دلّ على أَن الطبيعة تحْتَاج إِلَى المعاونة على الإنضاج. وَإِن تميز سَرِيعا إِن كَانَ الَّذِي يتَمَيَّز مِنْهُ أَبيض أملس مستوياً تَمام النضج واستيلاء الطبيعة قريب جدا. وَإِن كَانَ الْبَوْل متثوراً وتميز فِي مُدَّة طَوِيلَة إِلَّا أَنه إِذا تميز كَانَ الرسوب مَحْمُودًا فان الطبيعة ستقهر الْخَلْط لَكِن فِي مُدَّة طَوِيلَة.

وَالْبَوْل الصافي إِن تثور سَرِيعا فقد بَدَأَ النضج وَإِن تثور بعد مُدَّة طَوِيلَة فالطبيعة لم تبدأ بالإنضاج بعد لَكِنَّهَا ستأخذ. مسَائِل أبيذيميا: شَرّ الْبَوْل الْأسود مَا ثَبت كَذَلِك وَلم يتَغَيَّر. لي قد رَأَيْت خلقا بالوا بولاً أسود يَوْمًا ويومين ثمَّ بالوا بولاً رَقِيقا وتخلصوا فَأَما من دَامَ بِهِ ذَلِك أَو بَال بعده شَيْئا مثل مَا تكون المرارة نَفسهَا أَو شَيْئا غليظاً أصفر قَلِيلا أَو دَمًا فانهم مَاتُوا كلهم.) السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: قد يخرج فِي علل الكبد الرَّديئَة إِذا عولجت وصلحت أَبْوَال رَدِيئَة اللَّوْن وَالرِّيح يغلظ الْأَطِبَّاء فيظنون أَنَّهَا تدل على الْهَلَاك وَإِنَّمَا هُوَ من نقص البحران. لي أعرف هَذَا جملَة: هَل يُخَفف الْمَرَض عَلَيْهِ أَو بالضد. من تقدمه الْمعرفَة: ذكر أَنه لما أَرَادَ استقصاء الْمعرفَة بِأَمْر رجل أمره أَن يحبس جَمِيع مَا يبوله فِي ليلته وَمَا يَبُول إِلَى السَّاعَة الرَّابِعَة من النَّهَار من غَد تِلْكَ اللَّيْلَة كل مرّة على حِدة ثمَّ نظر إِلَيْهَا كلهَا من غَد. بولس قَالَ: الْبَوْل فِي حمى الرّبع كثير التَّغَيُّر والتبدل إِلَّا أَنه فِيهَا أجمع غير نضيج. قاطيطربون: الأولى إِنَّمَا يكون الْبَوْل الْأسود مهْلكا فِي ابْتِدَاء الْمَرَض إِلَى منتهاه فَأَما فِي الانحطاط فَلَا. من سوء التنفس قَالَ: كَانَ فِي بولها ثفل راسب شَبيه بالكرسنة فتدل على أَنه كَانَ بهَا ورم لي قد رَأَيْت الصفائح فِي مِثَال غرقي الْبيض يبال مِنْهَا شَيْء كثير قد جف وَلم ينل من بالها مَكْرُوه وَكَانَ بِهِ حكة فِي المثانة وحميات فبرأ. وَرَأَيْت هَذِه الصفائح تذوب وتنحل ويحمر الْبَوْل إِذا ذَابَتْ وَكَانَ صَاحبهَا قد سقى الذراريج. حَمْدَوَيْه قَالَ: قَالَ روفس فِي كتاب الْخَاصَّة: الْبَوْل الْأسود يسْتَحبّ فِي عِلّة الكلى وَفِي كل عِلّة غَلِيظَة مِمَّا أشبه ذَلِك لِأَنَّهُ يدل على انحلال السقم وَمَا هُوَ فِي مرض حَار والحميات القوية دَال على الْهَلَاك الْبَتَّةَ. بولس: إِمَّا أَن يبال فيرسب عَن قَلِيل ويصفو وَإِمَّا أَن يقف على حَاله وَإِمَّا أَن يكون بعد نقائه يتكدر وأجود الأول لِأَنَّهُ يدل على النضج وَالثَّانِي متوسط. بولس: الرقة فِي الْجُمْلَة تدل على الْحَرَارَة والغلظ على الرُّطُوبَة وَالْبرد.

الْبَوْل الثخين يدل على امتلاء الْبدن بالفضول والرطوبات. وَالْبَوْل الْأَخْضَر يكون على غَلَبَة السَّوْدَاء والبلغم لِأَن اللَّوْن الْأَخْضَر يتَوَلَّد من المَاء وَالْأَرْض. الْبَوْل الأسمانجوني يدل على أَن صَاحبه قد سقِِي السم. الْبَوْل الْأسود الَّذِي فِيهِ غمامة حَمْرَاء الف وَيدل على ورم حَار فِي الدِّمَاغ وعَلى الْمَوْت. الْبَوْل الَّذِي كَالْمَاءِ يدل على ديانيطس أَو ريَاح الْأَرْحَام أَو جُنُون أَو تمدد كَمَا يكون فِي أَصْحَاب مَتى كَانَ بَوْل الصَّبِي أَخْضَر فانه يُصِيبهُ تشنج وَيَمُوت من يَوْمه.) الْبَوْل فِي سونوخوس يكون أَحْمَر غليظ وَفِي قراميس نارياً رَقِيقا. الرسوب الْأَصْفَر دَال على غَلَبَة الصَّفْرَاء والأخضر على غَلَبَة السَّوْدَاء والبلغم. الرسوب الْأَبْيَض وَالْكثير يدل على الربو والسعال. الرسوب الْأَبْيَض وَالْكثير يدل إِذا كَانَ كثيرا على تنقية الْأَعْضَاء من البلغم. وَإِذا كَانَ على المَاء شبه الضباب دلّ على حَبل. وَإِن كَانَ على الْبَوْل غبب كبار دلّ على الرِّيَاح. وَإِذا كَانَ فِي الْبَوْل شَيْء شبه نسج العنكبوت دلّ على اخْتِلَاط الْعقل. إِذا كَانَ فِي الْبَوْل كالخراط دلّ على الزحير. بَوْل الْمدَّة أول مَا يعلوه طَاف رَقِيق. الْخَامِسَة عشر من النبض قَالَ: قد يكون فِي بعض الحميات الوبائية بَوْل يشبه الطبيعي فِي اللَّوْن والقوام وَرُبمَا كَانَ فِيهِ رسوب وَتعلق حسن وَأَصْحَابه بِحَال سوء وَيهْلِكُونَ عَن قريب. لي لِأَن أكبادهم سليمَة وَالْفساد فِي قُلُوبهم وَلَو طَال بقاؤهم حَتَّى تضعف الكبد بِفساد الْقلب لما ثَبت الْبَوْل على حَاله الطبيعي. قَالَ: وَجَمِيع الرسوبات والتعلقات المائلة إِلَى الخضرة الباذنجانية وَالَّذِي مثل نسج العنكبوت والعريض وَالَّذِي مثل الزلالية والسيال الْملقى بعضه على بعض كلهَا رَدِيئَة. لي رَأَيْت صَفَائِح قد بيلت كغرقي الْبيض حَتَّى أَنه يُمكن أَن يجمع مِنْهَا كف وَلم ينل صَاحبهَا سوء إِلَّا أَنه كَانَت حكة المثانة لِأَن صَاحبهَا سقِِي الذراريح لما ظهر أمره. قَالَ بولس: ينظر فِي أَمر الْبَوْل إِلَى قلته وكثرته ولونه وطعمه ورائحته وثخنه ورقته مهل يبال فِي مرّة أَو فِي مَرَّات أَو بألم أَو من غير ألم وَمَا أشبه.

وَالْبَوْل الْأسود يدل على فَسَاد الكلى والمثانة وَإِنَّمَا يكون سوَاده من أجل حرارة الكلى وَهُوَ أردأ فِي الكهول والمشايخ وَالنِّسَاء لِأَن الْحَرَارَة فيهم أقل وَلَا يسود الْبَوْل فيهم إِلَّا بفرط مِنْهَا. وعَلى حسب نَتنه تكون رداءته. وَالرَّقِيق الْأَبْيَض يدل على سدد أَو ورم أَو نهوة الأخلاط وخاصة فِي الشَّبَاب أردأ وَهُوَ فِي غَيرهم أسهل لِكَثْرَة حرارة الشَّبَاب. وَقد يكون هَذَا الْبَوْل من شدَّة الْبرد وَمن ضعف الطبيعة جدا.) وَالْبَوْل الرَّقِيق أشر فِي الْأَحْدَاث من الغليظ لحر مزاجهم. وَالْبَوْل يقل لشدَّة لَهب الْحمى أَو لاستطلاق الْبَطن. والسحابة اللطيفة تنذر بطول الْمَرَض وإبطاء البحران والغليظة بضد ذَلِك وَيدل أَيْضا على غلظ الْخَلْط الف وَالْفَاعِل لِلْعِلَّةِ والمتوسطة الْحَالين طبيعية. والسحابة الغليظة الْحَمْرَاء الطافية من فَوق تنذر بطول الْمَرَض وَإِذا كَانَت سَوْدَاء تنذر بشر وعفن شَدِيد. قد يكون بَوْل الْقَيْح وَالدَّم من ورم انفجر فِي الكبد أَو فِي الطحال وسال إِلَى المثانة. والنخالة فِي الْبَوْل رَدِيئَة. وَإِن مكث الْبَوْل فِي الشَّمْس فَلَا يقربهُ الطَّبِيب لِأَنَّهُ يزْدَاد حمرَة بارتفاع رطوبته وَلَا فِي مَوضِع يصبهُ غُبَار وَلَا يجمع بَوْل يبال فِي وقتيين بل يرفعان مفردين. اسْتِخْرَاج قد تبين روفس: الْبَوْل الْأسود إِذا كَانَت لَهُ رَائِحَة شَدِيدَة فَهُوَ من حر وَإِذا كَانَ عديم الرَّائِحَة فَهُوَ من برد الامتلاء. قَالَ: الرسوب الغليظ الَّذِي يشبه مَا يرسب فِي مَاء كشك الشّعير يدل على النهم وَكَثْرَة الْأكل. لي كلما كَانَت الغمامة والرسوب ألطف فَهُوَ أصلح وَمعنى ألطف أقبل للشعاع. روفس من كِتَابه فِي الخصى ووجع الخاصرة: الْبَوْل الْأسود يسْتَحبّ فِي عِلّة الكلى وَالطحَال وكل عِلّة غَلِيظَة مزمنة وَهُوَ فِي الْأَمْرَاض الحادة والحميات اللهبة مهلك. اسْتِخْرَاج قد تبين من قَول روفس: أَن الْبَوْل الْأسود إِذا كَانَ قبله سوداه أصفر فَهُوَ من الاحتراق وَإِذا كَانَ عديم الرَّائِحَة فَهُوَ من الْبرد. من كتاب ينْسب إِلَى ج: الْبَوْل الْأسود إِذا كَانَ قبله سوداه أصفر فَهُوَ يدل على الاحتراق وَإِن كَانَ أَبيض وأخضر فَهُوَ برد.

والثفل الْأَخْضَر من الْبرد. والثفل الْأسود الخاثر لَا يبرأ صَاحبه. وَإِذا كَانَ فِي الْبَوْل حب أَحْمَر كحب الفصفصة فان ذَلِك من احتراق الدَّم. وَالْبَوْل الَّذِي مثل غسالة اللَّحْم من غير حمى يدل على ضعف الكبد. وَالْبَوْل الَّذِي يشبه مَاء الشّعير يدل على ضعف الكبد وَقلة الهضم.) وَإِذا رَأَيْت فِي الْبَوْل قِطْعَة بَيْضَاء مثل حَبَّة رمان فِي الْعظم فَهُوَ من شَحم الكلى. اسْتِخْرَاج: قد رَأَيْت أَكثر أَبْوَال المستسقين فِيهَا شبه من مَاء الشّعير فِي الخثورة إِلَّا أَنَّهَا قد تَتَغَيَّر فِي اللَّوْن فِي الْحمرَة وَالْبَيَاض. قَالَ: جالينوس فِي حفظ الصِّحَّة: الْبَوْل إِنَّمَا يدل على حَالَة فِي الْعُرُوق فَقَط. قَالَ: فان كَانَ الدَّم فِي الْعُرُوق مرارياً كَانَت مائيته كَثِيرَة وَإِن كَانَ بلغمياً فان الْبَوْل يكون مائياً وَإِذا بَدَأَ النضج ظَهرت فِي الْبَوْل غمامة طافية رقيقَة. وَالْبَوْل الخاثر كأبوال الدَّوَابّ يدل على الأورام مَمْلُوءَة من الْخَلْط الني وَأَن الطبيعة تعْمل فِيهِ دَائِما وَلَيْسَت تقوى على إِكْمَال هضمه. وَإِن كَانَ الْبَوْل الْحَاضِر يسْرع الِانْتِقَال وَيكون رسوبه ابيض أملس مستوياً فانه يدل على أَن الطبيعة قد قاربت النضج وَإِن تغير الفضول كلهَا. وَإِذا بيل الْبَوْل صافياً ثمَّ ثخن من سَاعَته فَذَلِك يدل على أَن الطبيعة قد ابتدأت فِي الإنضاج للأخلاط وَإِن كَانَ يثخن بعد أَن يبال بِوَقْت طَوِيل دلّ على أَن الطبيعة لم تبتدئ بعد وَلَا تَأْخُذ فِيهِ إِلَّا بعد زمَان. وَليكن الدَّلِيل الْعَام لَك على الْبَوْل الخاثر انْفِصَاله أسْرع هُوَ أم بطيء أم لَا ينْفَصل الْبَتَّةَ فان الِانْفِصَال السَّرِيع إِذا كَانَ رسوبه الف وأبيض أملس دلّ على أَن الطبيعة أقوى من الكيموسات وَإِن رسب فِي زمَان طَوِيل وَكَانَ حسنا فالطبيعة تقهر الْخَلْط بعد زمَان طَوِيل وَإِن لم ينْفَصل الْبَتَّةَ وَكَانَ الرسوب رَدِيئَة فالطبيعة ضَعِيفَة محتاجة إِلَى عون. أَصْنَاف الحميات لِجَالِينُوسَ قَالَ: خير الرسوب الأملس المستوي غير الكريه الرَّائِحَة وأشره ضد هَذَا. وَقَالَ: الْبَوْل تفقد مِنْهُ إِمَّا مائيته وَإِمَّا مَا ينْفَصل من المائية وتفقد من المائية كميتها أقليلة هِيَ أم كَثِيرَة أم معتدلة وكيفيتها وَهِي اللَّوْن والقوام وَالرِّيح. لي وَأما مَا ينْفَصل من المائية فَيحكم عَلَيْهِ من كميته ولونه وموضعه واتصال بعضه بِبَعْض وتفرقه.

الْبَوْل التَّام النضج وَهُوَ بَوْل الأصحاء أصفر يضْرب إِلَى الصُّفْرَة النارية معتدل القوام. وكل بَوْل يكون أغْلظ وأرق من هَذَا فَهُوَ غير نضيج.) والمائي فِي غَايَة الْبعد عَن النضج وَمِنْه أقل بعدا عَن النضج وَهُوَ الَّذِي يبال كدراً ثمَّ يصفو ويتميز. وَالْبَوْل الَّذِي يضْرب إِلَى الخضرة فَهُوَ يدل على غَايَة الشَّرّ أَصْنَاف الْبَوْل الَّتِي هِيَ أرق من المعتدل أَو أغْلظ مِنْهُ ثَلَاثَة: إِمَّا أَن يبال كدراً ثمَّ يتَمَيَّز وَهَذَا أقل رداءة من غَيره لِأَنَّهُ يدل على أَن الَّذِي بَقِي من الالتياث وَالِاضْطِرَاب أقل. وَإِمَّا أَن يبال كدراً وَيبقى كدره وَهَذَا فِي الطَّبَقَة الْوُسْطَى من الرداءة لِأَنَّهُ يدل على اضْطِرَاب الدَّم وتشوشه فِي الْغَايَة وَالنِّهَايَة. وَإِمَّا أَن يبال صافياُ ثمَّ يتكدر وَهَذَا فِي غَايَة من الرداءة لِأَنَّهُ يدل على اضْطِرَاب وجنون قَالَ: وَقد يكون لون الْبَوْل زنجارياً. الرسوب يكون فِي أَبْوَال الْأَبدَان الممتلئة الْكَثِيرَة الْموَاد كثيرا وَفِي أَبْوَال المهزولين قَلِيلا وتحا وَكَذَلِكَ فِي أَصْحَاب التَّعَب الْكثير والغذاء الْيَسِير وَفِي الْأَبدَان المعتدلة معتدل وَفِي أَبْوَال الصّبيان كثير لأَنهم يستعملون الْأكل بنهم. الْبَوْل الْأسود المائية والرسوب يدل على غَايَة العطب. وَالَّذِي ثفله الراسب أسود إِلَّا أَنه مُتَعَلق أقل دلَالَة على الشَّرّ وَإِذا كَانَ طافياً فَأَقل أَيْضا. الثفل الجريش الشبيه بالدشيش إِذا كَانَ أَبيض دلّ على ذوبان الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَإِذا كَانَ أسود دلّ على احتراق الدَّم. والثفل الشبيه بالصفائح يدل على أَن الَّذِي يذوب من الأخلاط سطحها الظَّاهِر والشبيه بالنخالة يدل على حرارة أقوى وَكلما كَانَت الْأَجْزَاء أثخن دلّ على أَن الْحَرَارَة أقوى. الثفل الْأسود يدل على إفراط الْحَرَارَة أَو من الْبُرُودَة وَالَّذِي يضْرب إِلَى الكمودة والخضرة يدل على إفراط الْبُرُودَة والمنتن يدل على العفن والدهني الدسم يدل على ذوبان الْأَعْضَاء. الْبَوْل الَّذِي يرسب العطب وَفِي أَسْفَله رسوب أَبيض أملس مستوي بِجَمِيعِ الْأَيَّام يدل على نِهَايَة النضج. وَإِذا كَانَ الَّذِي يرسب فِي أَسْفَله رسوب أَبيض فَهُوَ أفضل من الَّذِي يرسب فِي الْوسط لِأَن الأول يدل على غَايَة النضج وَإِذا كَانَ هَذَا فِي الْوسط فَهُوَ دون ذَلِك وَإِذا كَانَ مُتَعَلقا فَهُوَ دون ذَلِك أَيْضا.)

العديم النضج الْبَتَّةَ هُوَ المائي ثمَّ الخاثر الْبَاقِي على خثورته ثمَّ الَّذِي يتَمَيَّز خَارِجا إِذا بيل وَهُوَ دَلِيل على عدم النضج. وَالْبَوْل الناري الرَّقِيق يدل على أَن الْمَرَض لم ينضج وَالَّذِي رسوبه غير مُتَّصِل لكنه أَبيض يدل على أَن الْمَرَض أَيْضا لم ينضج. وَالْبَوْل الَّذِي يضْرب رسوبه إِلَى الْحمرَة يدل على أَن الْمَرَض لم ينضج أَيْضا. وَالْبَوْل الَّذِي فِي أَسْفَله شَيْء شَبيه بالدشيش أَو بالنخالة والسواد والكمد الَّذِي يضْرب إِلَى الخضرة والدهني الدسم قتالة. أَصْنَاف النضج فِي الْبَوْل ثَلَاثَة: أَحدهمَا يضْرب إِلَى الصُّفْرَة وَالثَّانِي الَّذِي يبْقى خاثراً وَالْبَوْل الناري الرَّقِيق فَهَذِهِ ضَعِيفَة وَأقوى مِنْهَا الَّذِي قيه تعلق أَو غمامة بَيْضَاء ملساء مستوية كَالَّذي فِي الرسوب الْأَبْيَض الأملس المستوي فِي أَسْفَله. أبعد الأبوال عَن النضج المائي ثمَّ الَّذِي يثخن بعد أَن يبال ثمَّ الَّذِي يبال خاثراً وَيبقى خاثراً من أزمان الْأَمْرَاض قَالَ: الْبَوْل الْأَصْفَر اللَّوْن المعتدل القوام أحسن الأبوال. والأبوال كلهَا بِحَسب اللَّوْن والقوام. والأبيض الرَّقِيق مُدَّة فان كَانَ فِيهِ مَعَ ذَلِك غمامة سَوْدَاء أَو رسوب أسود ورأيته كُله مظلماً كدراً فَذَلِك قتال وَكَذَلِكَ إِن كَانَ شَدِيد النتن أَو دسماً وَهُوَ الزيتي فَإِنَّهُمَا مهلكان وَذَلِكَ أَنَّهُمَا يدلان على عظم مهلكة. الْيَهُودِيّ: الْبَوْل الشَّديد النتن دَلِيل على عفن والشديد الثخن دَلِيل على كَثْرَة الفضول والامتلاء فِي الْغَايَة. قَالَ: الْبَوْل الاسمانجوني يدل على أَن صَاحبه قد سقِِي السم فان كَانَ ثفل فانه يُرْجَى وَإِلَّا مَاتَ. وَالْكثير الزّبد يدل على ريَاح. وَالْبَوْل الَّذِي فِي أَعْلَاهُ كالرغوة وَهُوَ أصفر فِي بَيَاض يدل على وجع فِي الرئة. إِن كَانَ الَّذِي يدْفع الْبَوْل أكل البقل خضر مَاؤُهُ. الزَّعْفَرَان يحمر وَالْخبْز الْحوَاري يبيضه وَالْجَرَاد والمري يسوده وَبَوْل المجامع دسم. وَإِذا شَككت فِي السحابة فاستر القارورة بِيَدِك من الضَّوْء فانك تستبين لَك هَل هِيَ أم لَا) بَوْل الصّبيان الصغار أَبيض غليظ.

قَالَ جالينوس فِي رسم الطِّبّ بالتجارب: الصداع اللاطي وَالْأنف الدَّقِيق وَالْعين المستديرة الغائرة يكون رديئاً إِذا ظهر فِي أَو الْمَرَض من غير استفراغ يُوجب ذَلِك أَيَّامًا وَلَا حِيلَة للعليل فَأَما فِي آخر الْعلَّة فَلَيْسَ بمنكر. وَقَالَ فِي الْمرة السَّوْدَاء: إِذا كَانَ الثفل الراسب الأملس الْأَبْيَض لَيْسَ فِي كل يَوْم من أَيَّام الْمَرَض كَانَت مُدَّة الْمَرَض أطول وَالدّلَالَة على السن والنجاة أقل من أَن يكون فِي يَوْم. وَإِذا كَانَ لون الْبَوْل وثفله دموياً وَكَانَ الثفل مَعَ حمرته أملس فانه يدل على أَن الْمَرَض أطول من مُدَّة مَا رسوبه أَبيض إِلَّا انه سليم جدا. والقشار السويقية رَدِيئَة العطب ووأردأ مِنْهَا الصفائحي وَإِمَّا القشار الْبيض الدقيقة الراسبة فَإِنَّهَا رَدِيئَة جدا واردأ مِنْهَا القشار الراسبة الَّتِي تشبه النخالة. والقشارة الَّتِي لَا ترسب إِن كَانَت بَيْضَاء دلّت على صَلَاح وَإِن كَانَت سَوْدَاء فعلى رداءة. وَالْبَوْل الْأَحْمَر الناري الرَّقِيق يدل على عدم النضج وَلَو طَالَتْ مُدَّة لبثه على هَذَا أَيَّامًا كَثِيرَة وَلم تعْمل فِي الغلظ خيف على الْمَرِيض أَلا تبقى قوته حَتَّى ينضج الْمَرَض. وأوأكد الدلالات على الْمَوْت أَن يكون منتن الرّيح أَو رَقِيقا مائياً أَو أسود وَأَن يكون غليظاً. وَالَّذين يَبُولُونَ بولاً رَقِيقا ويدوم زَمنا طَويلا وَظَهَرت مَعَ ذَلِك عَلَامَات السَّلامَة فَيَنْبَغِي أَن يتَوَقَّع حُدُوث ورم بهم أَسْفَل الْحجاب. وَالدَّسم فَوق الْبَوْل الشبيه بنسج العنكبوت يدل على ذوبان الْبدن. وَإِذا كَانَت هَذِه القشارات مَعَ ورم فِي المثانة لم يدل على حَال جَمِيع الْبدن فَانْظُر أَولا فِي ذَلِك. من كَاتب الامتلاء قَالَ: الثفل الَّذِي يرسب فِي الْبَوْل الشبيه بِمَا يرسب فِي مَاء الشّعير دَال على كَثْرَة الْأكل وتدبير نهم. لي رَأَيْت فِي الْكتب فِي مَوَاضِع كَثِيرَة أَن الغمامات إِنَّمَا تكون عِنْد نُقْصَان الهضم عَن حَال الصِّحَّة وعَلى قدر غلظها يكون تخلف النضج فالغليظ الخاثر يدل على تَدْبِير مولد للخام واللطيفة الْمُشبه للشعاع تكون فِي أَبْوَال الأصحاء أَيْضا والأجود أَلا يكون فِي بَوْل الصَّحِيح من هَذِه شَيْء الْبَتَّةَ فان هَذَا كَمَال النضج فَأَما فِي بوال المرضى فَإِنَّمَا يسْتَدلّ بالغمامات على) النضج لِأَن اجتماعها يدل على أَنه من بوال الصَّحِيح وَيذْهب التثور والكدر وَكلما كَانَت فِي المرضى الطف وأملس وأبيض كَانَت خيرا وَمعنى ألطف الَّذِي يكون كالشعاع. كتاب البحران قَالَ: إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يطْلب الْبَوْل الْكَامِل النضج فِي الْبدن الْكَامِل الصِّحَّة.

قَالَ: وَالْبَوْل الصَّحِيح الْفَاضِل إِمَّا فِي اللَّوْن إِلَى الْأَصْفَر المشبع أَو الْأَحْمَر الناصع وَهُوَ إِلَى الْأَصْفَر المشبع أقل مِنْهُ إِلَى الْأَحْمَر الناصع وَقد يجب أَن يكون معتدلاً فِي الثخن والرقة. وَالْبَوْل الَّذِي ترَاهُ اقل من هَذَا يدل على عدم النضج وَالَّذِي هُوَ أغْلظ من هَذَا يدل على أَنه متثور بعد وَلم يتَمَيَّز. وَالْبَوْل الَّذِي يبال رَقِيقا صافياً ثمَّ يبْقى على حَاله أَو يغلظ بعد قَلِيل فانهما جَمِيعًا غير نضجيين وَالْأول لم يبتدأ عِنْد النضج الْبَتَّةَ وَالثَّانِي قد بَدَأَ فِيهِ النضج وَفِيه اضْطِرَاب وَصَوت وريح كَالَّذي يكون فِي الْعصير إِذا تغير إِلَى شراب. وَالْبَوْل الكدر ثَلَاثَة أَصْنَاف: إِمَّا أَن يبال كدراً ويصفو بعد وَإِمَّا أَن يبْقى بِحَالهِ وَإِمَّا أَن يبال صافياً ثمَّ يكدر وأردأ هَذِه الْأَصْنَاف الَّذِي يبال صافياً ثمَّ يكدر وأمثلها الَّذِي يبال كدراً ويصفو بعد. وَالَّذِي يبْقى بِحَالَة متوسطة بَين هذَيْن وَذَلِكَ أَن الْبَوْل الَّذِي يصفو بعد قَلِيل يدل على أَن الَّذِي بَقِي من الِاضْطِرَاب والتثور شَيْء يسير. وَأما الَّذِي يبْقى بِحَالهِ كدراً دَائِما فانه يدل على أَن الِاضْطِرَاب والأعراض الْبَاقِيَة بعد. وَأما الَّذِي يكدر بعد أَن يبال فَيدل على انه لم يكن بعد حَرَكَة للتثور والنضج لكنه مزمع أَن يكون فبالواجب صَار أردأها لِأَنَّهُ أبعدها عَن النضج وَأَن الْمَرَض يحْتَاج إِلَى زمَان طَوِيل وَإِلَى قُوَّة قَوِيَّة. وَأما الَّذِي يبال كدراً ثمَّ لَا يلبث أَن يرسب فِيهِ رسوب مَحْمُود فَيدل أَن الْمَرَض لَا يلبث أَن ينضج وَلذَلِك هُوَ أمثل من الَّذِي يكدر بعد أَن يبال. وَإِمَّا الَّذِي قُلْنَا انه متوسط فَلِأَنَّهُ يقدر مَا يفضل فِي الْقرب من النضج على الَّذِي لم يبتدأ بعد ينضج ينقص عَن الَّذِي قد قرب أَن يسكن تثوره وَيتم نضجه. الْبَوْل الشبيه بِالْمَاءِ فِي اللَّوْن القوام هُوَ أشر هَذِه كلهَا لِأَنَّهُ أبعدها من النضج لِأَنَّهُ لَيْسَ كالبول الكدر الَّذِي يدل على التثور قد وَقع وَلَا كَالَّذي يكدر بعد قَلِيل لكنه قد يدل على أَنه قد) أعيت الْحِيلَة فِي النضج وَمحله فِي الْعُرُوق مَحل التُّخمَة فِي الْمعدة فان كَانَ يجمع إِلَى هَذَا ألون والقوام سرعَة خُرُوج وَكَثْرَة فان هَذَا ديانيطس الَّذِي يُسمى ذرب الْبَوْل وَهَذَا أشر أَصْنَاف الْبَوْل الْغَيْر نضيج ثمَّ يتلوه فِي الشَّرّ الشبيه بِهِ فِي اللَّوْن والقوام لَكِن قَلِيلا وَالَّذِي بِحَسب الْعَادة لِأَنَّهُ يدل على بطلَان الْقُوَّة الْمُغيرَة والماسكة كَمَا يدل ديانيطس فان الْبَوْل يدل فِي ديانيطس على ضعف هذَيْن فِي الْغَايَة القصوى وَإِمَّا الشبيه بِهِ إِلَّا فِي الْكَثْرَة وَسُرْعَة الْخُرُوج فَإِنَّمَا يدل على فَسَاد الْقُوَّة المتغيرة فَقَط.

ويعد هَذَا فِي الرداءة وَالَّذِي يشبه الشَّرَاب الْأَبْيَض الرَّقِيق وَهَذَا يخالطه شَيْء من المرار وَيَتْلُو هَذَا الاترجي وَهُوَ دون الْأَصْفَر المشبع إِلَّا أَنه يضْرب إِلَيْهِ وَهَذَا الْبَوْل قد نضج من لَونه فان كَانَ لَهُ ثخن فقد استحكم نضجه. قَالَ: وَأحمد الألوان كلهَا الَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة المشبعة وَإِلَى الْحمرَة الناصعة كَمَا قد قيل. قَالَ: وَمَا دَامَ الدَّم فِي طَرِيق النضج فَكل بَوْل يبال يكون فِيهِ رسوب أملس مستو ابيض كثير فَإِذا تمّ النضج أزداد لَونه وَقل مَا يرسب فِيهِ ثمَّ إِن منعت لَا إِنْسَان من الطَّعَام بعد هَذَا رَأَيْت الْبَوْل يزْدَاد صفرَة دَائِما. قَالَ: فَيجب: أَن تحفظ صُورَة الْبَوْل الطبيعي فِي قَلْبك ثمَّ تدوم أَن تنظر كم زَالَ عَنهُ الأبوال الْخَارِجَة فِيهَا الرسوب كثيرا وَيكون أَبيض مستوياً فانه يدل على أَن النضج قد استحكم إِلَّا أَنه يخرج من الْبدن كيموس خام أَكثر من الْمِقْدَار وَلذَلِك يجْتَمع فِي أَبْوَال الصّبيان وَفِي أَبْوَال أَصْحَاب الدعة والخفض والنهم رسوب كثير لسرفهم وتخليطهم وَكَذَلِكَ أَيْضا يرسب فِي بَوْل من حم من الامتلاء إِذا كَانَ أمره يؤول إِلَى السَّلامَة رسوب كثير فِي غَايَة الْكَثْرَة. وَأما بَوْل من حم من الصَّوْم والتعب فبالضد وَكَثِيرًا مَا يَنْقَضِي مرضهم من غير أَن يرسب فِيهِ شَيْء الْبَتَّةَ. وَيَكْفِي أَن تكون فِي أبوالهم غمامة بَيْضَاء طافية أَو مُتَعَلقَة بعد كَونهَا محمودة ملساء وأبوال الأصحاء الَّذين يتعبون وَلَا يكثرون الْأكل المرار غَالب عَلَيْهِ وَلذَلِك لَا يذم أبقراط المرار الْأَصْفَر المشبع إِلَّا أَن يكون العطب وَمَعَ ذَلِك رَقِيقا أصفر مشبعاً فان ذَلِك يدل على أَن الْمَرَض لم ينضج بعد وَلَا يرسب فِي هَذَا الْبَوْل شَيْء وَذَلِكَ أَن الرسوب الَّذِي فِيهِ إِن كَانَ محبباً كجلال السويق أَو صفائحياً أَو نخالياً أَو أسود أَو أَخْضَر أَو كمداً أَو رصاصياً أَو منتناً فَكل هَذِه مَعَ أَنَّهَا لم تنضج تدل على التّلف وَذَلِكَ أَن الرسوب المحبب الشبيه بحلال السويق) يدل على إِحْدَى حالتين: إِمَّا على ذوبان الْأَعْضَاء وانحلالها وَإِمَّا على حرارة محرفة قد قويت على الدَّم فَاحْتَرَقَ. وَإِمَّا الصفائحي فانه أَحْرَى أَن يَنْقَسِم من ظَاهر الْعُرُوق عِنْد مَا يعرض لَهَا أَن تذوب وتنحل وَكَذَلِكَ النخالي إِلَّا أَن النخالي أغْلظ وأصفر وَأما الصفائحي فَأَعْرض من النخالي وأرق. وَأما الرسوب الْأسود فانه يدل إِمَّا على حرارة وفرطة وَإِمَّا على موت القوى الطبيعية من أجل إفراط الْبرد. قَالَ: كل بَوْل يصير إِلَى السَّوْدَاء فَهُوَ رَدِيء غَايَة الرداءة حَتَّى أَنِّي لَا أعلم أحد قد باله سلم. وَأما الْكَائِن فِي الْبَوْل فان كَانَ أسود ثمَّ كَانَ فِي أَسْفَل القارورة فدلالته على التّلف أقل مِنْهُ إِذا كَانَت الرُّطُوبَة سَوْدَاء.

وَإِذا كَانَ هَذَا الرسوب الْأسود فِي اسفل القارورة فَهُوَ أدل على التَّهْلُكَة وَفِي الْوسط أقل دلَالَة وَفِي الْأَعْلَى أقل أَيْضا. اللَّوْن الْأَخْضَر يكون فِي طَرِيق أَخذ الْبَوْل إِلَى السوَاد وَكَأَنَّهُ مُقَدّمَة للسواد وذك أَن الْمَرَض الْخَبيث يظْهر فِيهِ دَائِما بعد الْبَوْل الْأَخْضَر. الْبَوْل الْأسود اللَّوْن الكمد الرصاصي فَإِنَّمَا يتَوَلَّد من الْبُرُودَة دَائِما فَقَط. والرائحة المنتنة إِنَّمَا تتولد من العفن. وَالْبَوْل الشبيه بالدهن يدل على ذوبان الْجِسْم وَهُوَ رَدِيء. وَأحمد جَمِيع أَصْنَاف الْبَوْل الْحسن اللَّوْن الْأَبْيَض الغمامة طافية كَانَت أَو مُتَعَلقَة أَو راسبة إِلَّا أَن الراسب أفضل ثمَّ الْمُتَعَلّق فَهَذِهِ الأبوال الثَّلَاثَة تدل على النضج. وَأما جَمِيع أَصْنَاف الْبَوْل كلهَا فبعضها يدل على خلاف النضج وَبَعضهَا على التّلف وَأما الَّتِي تدل على التّلف فَالَّذِي فِيهِ رسوب كجلال السويق أَو صفائحي أَو نخالي أَو الْبَوْل الْأسود والكمد والأخضر والمنتن. وَأما الَّذِي يدل على عدم النضج فالأبيض الرَّقِيق والكدر. وَأما الْبَوْل الْأَصْفَر المشبع وَالَّذِي يضْرب إِلَى الْحمرَة الناصعة فَهُوَ من طَرِيق رقته غير نضيج وَمن طَرِيق لَونه نضيج وَكَذَلِكَ الْبَوْل الَّذِي فِيهِ غمامة وَفِي وَسطه أَبيض أملس إِلَّا أَنه متفرق غير مستو فانه لَيْسَ نضجه بكامل من أجل تفرق الغمامة.) والاستواء الَّذِي يُقَال فِي الْبَوْل يكون على ضَرْبَيْنِ: إِحْدَاهمَا أَلا يكون الغمامة مُتَفَرِّقَة مُتَشَتِّتَة وَالْآخر يكون فِي هَذَا الرسوب أَيْضا يصير فِيهِ وَقت آخر بعد أَن يبال فَيدل على النضج انه لم يكمل. وأردأ أَصْنَاف الْبَوْل للرِّجَال وَالنِّسَاء الْأسود. وأردأ الْبَوْل للصبيان الْأَبْيَض المائي لِأَن بَوْل الصّبيان الطبيعي أثخن وبل الرِّجَال الشَّبَاب إِلَى الصُّفْرَة العطب والمشبعة وكل مَا ضاد الْأَمر الطبيعي فانه رَدِيء. وَالْبَوْل الْأَحْمَر القاني الَّذِي فِيهِ رسوب أَحْمَر أَو يضْرب إِلَى الْحمرَة القانية أملس سليم جدا لكنه ينذر بطول الْمَرَض أَكثر من الَّذِي فِيهِ غمامة بَيْضَاء فِي الْوسط مُتَفَرِّقَة وَذَلِكَ أَن الَّذِي يَجْعَل الْبَوْل ورسوبه بِهَذَا اللَّوْن إِنَّمَا هُوَ مائية الدَّم وَقلة المرار الْأَصْفَر وَيحْتَاج إِلَى زمن طَوِيل حَتَّى يبلغ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من نضج لِأَن مادته هِيَ الدَّم وَلَيْسَ برديء فَهُوَ جيد سليم. أبيذيميا قَالَ: كَمَا أَن اللَّوْن الْأَبْيَض أَجود ألوان السحابات وَالْأسود اشره وَكَذَلِكَ الأدكن والمتوسط بَينهمَا متوسط بِحَسب ذَلِك. وَالْبَوْل الْأَحْمَر المشبع دَال على طول الْمَرَض مَعَ السَّلامَة لِأَنَّهُ يدل على دم كثير رَقِيق غير نضيج كَمَا أَن الْبَوْل الْأَصْفَر يدل على الصَّفْرَاء وَالْأسود على السَّوْدَاء.

وَالْبَوْل المتثور إِذا كَانَ يسْتَقرّ ويصفو إِذا بيل بعد فانه يدل على ابْتِدَاء النضج وخاصة إِذا كَانَ ذَلِك مِنْهُ سَرِيعا. فَأَما الَّذِي لَا يصفو فانه مَعَ مَا يدل عَلَيْهِ من التثور الْحَادِث فِي الْبدن يدل على أخلاط غَلِيظَة ورياح نافخة تهيج مِنْهَا وَذَلِكَ يدل على الصداع وَرُبمَا كَانَ مَعَه اضْطِرَاب عقل إِذا كَانَ مَعَه حِدة لِأَن البخارات الَّتِي حِينَئِذٍ ترْتَفع إِلَى الرَّأْس تكون حادة. قَالَ ج: احفظ عني فِي الْبَوْل هَذِه الْوحدَة وَهُوَ أَن ينظر مَعَ مَا تنظر فِيهِ إِلَى علل الْبَطن والصدر والرئة والعصب فان رَأَيْت الْبَوْل مَعَ ذَلِك حسنا مَحْمُودًا فَلَا تثق مِنْهُ لكثير من السَّلامَة وَإِن ظهر لَك مِنْهُ قبح فازدد خوفًا شَدِيدا على الْمَرِيض. حسن الْبَوْل أَجود الدَّلَائِل فِي الْأَمْرَاض الإمتلائية خَاصَّة. أبيذيميا: الثفل الكرسني والزرنيخي قد يكون فِي عِلّة الكلى والكبد جَمِيعًا. لي يفرق بَينهمَا بالوجع والثفل فِي الْموضع. قَالَ: وَإِذا كَانَت الْحَصَى تتولد من أخلاط حارة كَانَ الثفل فِي الْبَوْل أشقر ولون رمل الصاغة) وَأَشد وَإِن كَانَت من أخلاط بلغمية كَانَ لون هَذَا الرمل الَّذِي يثفل فِي الْبَوْل رمادياً. الْبَوْل الَّذِي فِيهِ رسوب كثير يدل إِذا كَانَ فِي تقدمة على أخلاط كَثِيرَة نِيَّة لِأَنَّهَا تخرج بِهِ. وَالْبَوْل الرَّقِيق رَدِيء لَهُ وَذَلِكَ أَن هَذِه إِذا لم تخرج أحدثت فِي المفاصل أوراماً. من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ: أَحْمد الْبَوْل الَّذِي فِيهِ ثفل راسب أَبيض أملس مستو فِي جَمِيع أَيَّام الْمَرَض كُله إِلَى أَن يَأْتِي البحران فَهَذَا دَلِيل على ثِقَة وَقصر الْمَرَض. فان بَال مرّة بولاً صافياً لَا رسوب فِيهِ وَمرَّة صافياً فِيهِ رسوب فان الْمَرَض أطول. قَالَ: كَمَا أَن الدَّلَائِل على قُوَّة المعي والمعدة وَضعفهمَا تُوجد فِيمَا يبرز بالبراز كَذَلِك الدَّلَائِل على حَال الكبد وَالْعُرُوق من الْبَوْل لِأَن الْبَوْل قد يدل على النضج الصَّحِيح العطب والتام فِي الْعُرُوق وعَلى الْفَاسِد وعَلى النَّاقِص فَاعْلَم. وَإِذا بَال الْمَرِيض بِالْغَدَاةِ بولاً حَاله مَا وَصفنَا وبالعشي بولاً مُخَالفا لَهُ أَو من غَد ذَلِك الْيَوْم وَاخْتَلَطَ ذَلِك مرّة أَو مرَّتَيْنِ أَو يضْرب من الِاخْتِلَاط فان ذَلِك يدل على أَن فِي الْبدن أخلاطاً مِنْهَا نضيجة وَمِنْهَا غير نضيجة كَمَا أَنه إِن كَانَ بَوْله دَائِما بِالْحَال الَّتِي وصف وَبعده الني. وَإِن كَانَ فِيهِ رسوب كَمَا وصف كَانَت فِيهِ غمامة بِهَذِهِ الْحَال. ولون هَذَا الْبَوْل يجب أَن يكون معتدلاً فِي الصُّفْرَة وقوامه بَين الرَّقِيق والغليظ لِأَن الْبَوْل الَّذِي لَا رسوب فِيهِ يبوله من تَدْبيره فِي غَايَة اللطافة وَالَّذِي فِيهِ رسوب كثير يبوله من تَدْبيره فِي غَايَة الغلظ وَالَّذِي فِيهِ رسوب

ولون الْبَوْل فِي الْأَمْرَاض الْحَادِثَة عَن المرار يمِيل إِلَى الصُّفْرَة وَفِي الحاثة عَن أخلاط يكون مائلاً إِلَى الْبيَاض وَكَذَلِكَ الرسوب فَإِنَّهُ الْأَمْرَاض الْحَادِثَة عَن أخلاط نِيَّة يكون كثيرا وَفِي الكائنة عَن المرار لَا يكون أصلا وَيكون وتحاً قَلِيلا جدا إِلَّا أَنه قد يَكْتَفِي من دَلَائِل النضج فِي هَذِه الْأَمْرَاض بغمامة مُتَعَلقَة بعد أَن تكون بَيْضَاء. والمتعلق هُوَ الَّذِي يكون فِي وسط الْبَوْل لَا طافياً فَوق. فَأَما الَّذِي يرسب فِيهِ فِي جَمِيع أَيَّام الْمَرَض مثل الرسوب الْمَوْصُوف أَو لَا فعلى غَايَة الْأَمْن والثقة وَقلة الْخطر من الْمَرَض والثقة بالنضج وَأَن يَنْقَضِي انْقِضَاء لَا يعود الْبَتَّةَ ويسرع الْبَتَّةَ انقضاؤه وَبِالْجُمْلَةِ فانه إِن لبث الْبَوْل بِهَذِهِ الْحَال فِي الْبَوْل الأول وَفِي الثَّانِي لم يتَجَاوَز الْمَرَض الْأَرْبَعَة أَيَّام الأولى. وَأما لِمَ صَار أفضل الرسوب فَلِأَن ذَلِك يدل على أَنه قد قبل اسْتِحَالَة تَامَّة من الطبيعة) حَتَّى يشبه بلون الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة. وَأما لِمَ صَار الأملس أفضل فَلِأَن عمل الطبيعة قد عملت فِي جَمِيع أَجزَاء باستواء فَلذَلِك تكون الطبيعة قد عملت فِي جَمِيع أَجْزَائِهِ. فَإِذا كَانَ الْبَوْل يضْرب إِلَى الْحمرَة المشبعة وَفِيه رسوب بذلك اللَّوْن أملس فان الْمَرَض أطول مُدَّة من مرض صَاحب الْبَوْل الأول إِلَّا أَنه سليم جدا لِأَن لون الْبَوْل إِنَّمَا يمِيل إِلَى الْحمرَة إِذا جرت مائية الدَّم مَعَه وَيدل ذَلِك على دم كثير غير مستحكم النضج وَلما كَانَ الْغَالِب فِي الْبدن أَجود الأخلاط كَانَ الْمَرَض غير ذِي خطر وَلِأَنَّهُ غير نضيج يحْتَاج إِلَى مُدَّة من الزَّمن حَتَّى يكمل نضجه فَيجب أَن يطول أَكثر من الْمَرَض الَّذِي يرسب فِيهِ رسوب أَبيض. الثفل الشبيه بِجلَال السويق رَدِيء وأردأ مِنْهُ مَا كَانَ شَبِيها بالصفائح وَمَا كَانَ رَقِيقا أَبيض فَهُوَ رَدِيء جدا وأدرأ مِنْهُ الشبيه بالنخالة لِأَن السويقي يكون إِمَّا من احتراق الدَّم الغليظ وانطباخه وَإِمَّا من ذوبان اللَّحْم ذوباناً مُخْتَلفا بِأَن تنْحَل الْأَجْزَاء اللينة الرّطبَة بالحرارة النارية فَيصير صديداً وتجف الْأَجْزَاء الصلبة وتيبس بِمَنْزِلَة مَا يقلي على الطابق وَذَلِكَ أَن أول العطب وَمَا يذوب فِي الحميات الشَّحْم الطري الحَدِيث الْعَهْد بالجمود ثمَّ مَا هُوَ أَصْلَب وَأعْتق ثمَّ بعد ذَلِك اللَّحْم الطري اللين الْقَرِيب الْعَهْد ثمَّ اللَّحْم الصلب الْعَتِيق ثمَّ بعد ذَلِك الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة أَنْفسهَا. وَإِذا رَأَيْت الْأَعْضَاء أَنْفسهَا ذَابَتْ رَأَيْت فِي الْبَوْل أَجزَاء غير مُتَسَاوِيَة شَبيه بالصفائح وَلذَلِك هَذَا أردأ من الأول كثيرا. وَأما الرسوب الَّذِي يشبه النخالة فانه أردأ من الْأَوَّلين كثيرا لِأَنَّهُ يدل على شدَّة التهاب الْحمى. فَأَما الرسوب اللَّطِيف الَّذِي بِمَنْزِلَة الرغوة أَبيض اللَّوْن فانه يكون من ريح غَلِيظَة تخالط فضولاً عسرة الانحلال لِأَن مخالطتها فِي أَجزَاء صغَار وَهُوَ رَدِيء. وَذَلِكَ أَن الرسوب

الْمُخْتَلف الْأَجْزَاء مَتى كَانَت أجزاءه الْكِبَار أعظم فَهُوَ أدل دَلِيل على قُوَّة الطبيعة ونقصان فضل الْعلَّة وَلذَا كَانَت أجزاؤه صغَارًا دلّ على غَلَبَة الْمَادَّة وَقلة احْتِمَال الطبيعة فَيجب أَن تعلم أَن مَا كَانَ من الرسوب مُخْتَلف. لي يَعْنِي بمختلف الَّذِي لَا يكون بسيطاً لَكِن مركبا من خلط آخر. قَالَ: كلما كَانَت أجزاؤه أَصْغَر فَهُوَ أردأ لِأَنَّهُ يدل على شدَّة انفعالها عَن الْمَرَض.) لي كَمَا أَن الرسوب الْمُتَشَابه الْأَجْزَاء مَتى كَانَت أجزاؤه أَصْغَر كَانَ أدل على جودة الطبيعة. الغمامة الْمُتَعَلّقَة الْبَيْضَاء حميدة والسوداء رَدِيئَة ذميمة لِأَن السَّوْدَاء تحدث إِمَّا من حر مفرط وَإِمَّا من برد مفرط. مَا دَامَ الْبَوْل أصفر رَقِيقا فِي قوامه فان الْبَوْل ينضج وَذَلِكَ لِأَن الْبَوْل أصفر. لي يجب أَن يكون معتدل القوام. قَالَ: وَبَقَاء الْبَوْل بِهَذِهِ الْحَال مُدَّة طَوِيلَة لَا يُؤمن مَعَه أَن تخور الْقُوَّة قبل النضج فَيَمُوت قبل ذَلِك. الْبَوْل المائي هُوَ الَّذِي فِي قوامه لطيف ولونه أَبيض كَالْمَاءِ فِي حَال يدل على نهوة الأخلاط فِي الْغَايَة وَضعف الْقُوَّة الفاعلة للنضج. وَأما المنتن وَالْأسود إِمَّا على شدَّة الْبرد وَإِمَّا على فرط الْحر والعفن. قَالَ ج: وجدت الْبَوْل الْأسود بالتجربة كلما كَانَ أغْلظ فرداءته أَكثر وَأم الطبيعي اللَّوْن من الْبَوْل الغليظ فانه رُبمَا آل إِلَى خير قريب وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ الغلظ إِنَّمَا هُوَ شَيْء مؤذ تَدْفَعهُ الطبيعة عَنْهَا وَرُبمَا آل إِلَى العطب. لي يفرق بَين هذَيْن بِحسن حَال العليل وسهولة احْتِمَاله وخف بدنه عَلَيْهِ وَاعْلَم أَن الْبَوْل الَّذِي لَيْسَ بغليظ جدا بِقَوي الدّلَالَة جدا على العطب. أردأ الْبَوْل للرِّجَال وَالنِّسَاء الْأسود وللصبيان المائي. الْبَوْل الْأسود والمائي يدلان على العطب فِي جَمِيع الْأَسْنَان إِلَّا أَن دلَالَة الْأسود فِي النِّسَاء أعظم خطراً وَكَذَلِكَ المائي فِي الصّبيان وَذَلِكَ أَنَّهُمَا فِي غَايَة المضادة لما تكون عَلَيْهِ أَبْوَال الصّبيان وَكَذَلِكَ الْأسود فِي النِّسَاء. وَالشَّيْء إِنَّمَا يصير رديئاً بِحَسب خُرُوجه عَن الطَّبْع وشذ عَنهُ وَبَوْل الصّبيان الطبيعي غليظ فِيهِ رسوب كثير والمتناهون العطب وَفِي الشَّبَاب بَوْلهمْ لطيف قَلِيل الرسوب.

وَالْبَوْل الْأسود فِي غَايَة المضادة للنِّسَاء وللمتناهي الشَّبَاب وَكَذَلِكَ الْبَوْل المائي لبول الصّبيان الطبيعي. وَفِي أَمر الصّبيان عِلّة أُخْرَى وَهِي أَن النضج يكون فيهم سَرِيعا لِكَثْرَة حرهم الغريزي وَشدَّة قوتهم المتغيرة وَمن شَأْن النضج أَن يُغير الْبَوْل إِلَى الغلظ فبقاؤه رَقِيقا دَال على غَايَة عدم) النضج فيهم أَيْضا. من يَبُول بولاً رَقِيقا مائياً مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَت سَائِر الدَّلَائِل تنذر بسلامة فتوقع خراجاً فِي المواقع أَسْفَل الْحجاب لعِلَّة قد ذكرت فِي البحران. والدسومة الطافية فَوق الْبَوْل شبه نسج العنكبوت رَدِيء وَذَلِكَ انه يدل على ذوبان الشَّحْم لِأَن مَحل هَذَا الْبَوْل مَحل الدسم فَوق المرق. الغمامات أَجودهَا من طَرِيق الْموضع مَا هُوَ فِي الْأَسْفَل ثمَّ الْأَوْسَط ثمَّ الْأَعْلَى. والمتوسط أجوده المائل إِلَى أَسْفَل لِأَنَّهُ يدل على أَنه قد استحكم نضجه وتميز واستوى فَلم يبْقى فِيهِ ريح. وَإِن المائل إِلَى أَسْفَل فبحسب ميله إِلَى أَسْفَل تكون قوته فِي الهضم والمائل إِلَى الْعُلُوّ بِحَسب ذَلِك يكون بعده عَنهُ. فَأَما من طَرِيق اللَّوْن فالأبيض جيد وَالْأسود والأخضر وَغير ذَلِك رَدِيء والأحمر سليم طَوِيل. لي إِنَّمَا تميل الغمامة إِلَى فَوق لِأَنَّهُ يستكمل النضج لِأَن الشَّيْء الَّذِي ينضج لَيْسَ بِذِي ريح لِأَن الْحَرَارَة تعْمل فِي رطوبته فان كمل نضجه ذهبت نفخه الْبَتَّةَ لِأَن الْحَرَارَة تكون قد أفنته أصلا كَمَا ترى ذَلِك يكون فِي الْعصير وَالشرَاب. قَالَ: الأثفال النِّيَّة إِنَّمَا تكون من قبل المثانة فَلَا يغلطنك. لي يحْتَاج أَن تعرف الْأَشْيَاء الَّتِي تكون من قبل الكلى ومجاري الْبَوْل والأشياء الَّتِي لَا تكون إِلَّا من قبل المثانة فتحكم بِكُل وَاحِدَة على مَا يدل عَلَيْهِ وَتنظر فِيمَا يشْتَرك وَفِي مَا يخْتَلف وتحكم بذلك. الْفُصُول: جملَة الْبَوْل يزْدَاد فِي الشتَاء زِيَادَة كَثِيرَة لِأَن النضج فِيهِ أَكثر وأجود. لي أما كَثْرَة كميتة عِنْدِي إِنَّمَا هِيَ لقلَّة الْعرق. وَإِنَّمَا الرسوب فِيهِ فَيكون لمل ذكر. من كَانَ بَوْله يشبه العبيط غليظاً يَسِيرا وَلَيْسَ بدنه ينقى من الْحمى فانه إِذا بَال بولاً كثيرا انْتفع بِهِ: وَأكْثر من يَبُول هَذَا الْبَوْل من كَانَ يرسب فِي بَوْله مُنْذُ أول مَرضه أَو بعده سَرِيعا ثفل قَلِيل.

قَالَ ج: يَبُول هَذَا الْبَوْل من غير حمى وَعند تنقية الطبيعة الْبدن ويتوهم كثير من النَّاس أَن ذَلِك الْبَوْل رَدِيء لِأَنَّهُ فِي الْأَكْثَر يجب أَن ينْتَقل الْبَوْل فِي الحميات من الرقة إِلَى الثخن وأبقراط) أخبر بِهَذَا لِأَنَّهُ أَمر نَادِر. الْبَوْل الثخين الشبيه بالعبيط وَهُوَ الغليظ الكدر الْمُنْقَطع يقل لِأَنَّهُ يعسر نُفُوذه إِلَى الكلى وَإِنَّمَا يكون ذَلِك لأخلاط فجة نِيَّة. فَإِذا نَضِجَتْ تِلْكَ الأخلاط رقت فستفرغ لذَلِك من الْبَوْل مَا هُوَ أرق العطب ووأكثر مِقْدَارًا. إِذا كَانَ الْبَوْل فِي أول الْمَرَض وَبعد أَوله بِقَلِيل ثخيناً غليظاً فِيهِ رسوب فَذَلِك الرسوب إِنَّمَا رسب فِيهِ ثفله وَذَلِكَ الغلظ لَيْسَ من نضجه بل من فجاجة وَغلظ من الأَصْل. فَأَما الحميد فانه الَّذِي يكون رَقِيقا من الأول ثمَّ يقبل الغلظ ويرسب فان ذَلِك حِينَئِذٍ يدل على ذَلِك النضج فِيهِ. من بَال بولاً متثوراً كأبوال الْحمير فِيهِ صداع حَاضر أَو سيحدث بِهِ. لِأَن ذَلِك إِنَّمَا يكون إِذا عملت فِيهِ الْحَرَارَة فَحدثت مِنْهَا بخارات غَلِيظَة كَالَّذي يكون عَن الزفت والثلج. الْبَوْل المتثور مَتى بَقِي متثوراً زَمَانا طَويلا دلّ على طول الْمَرَض وَإِذا كَانَ يثفل ويستقر كدره ويصفو سَرِيعا دلّ على أَن الْمَرَض أقصر. فَأَما الَّذِي لَا يرسب الْبَتَّةَ فانه إِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة أنذر بطول الْمَرَض وَإِن كَانَت ضَعِيفَة أنذر من كَانَ فِي بَوْله الرَّابِع غمامة حَمْرَاء فان بحرانه يَجِيء فِي السَّابِع. إِنَّمَا ذكرنَا الْحَمْرَاء مثلا ليدل أَن الَّذِي هُوَ أفضل مِنْهَا أَحْرَى أَن يكون بِهِ البحران فالغمامة الْبَيْضَاء أَحْرَى أَن يكون بهَا البحران فِي السَّابِع مَتى ظَهرت هِيَ فِي الرَّابِع وَكَذَلِكَ الْمُتَعَلّق الْأَبْيَض إِذا كَانَ مستوياً أَبيض وَكَانَ سريع الْحَرَكَة. وَإِن أغْلظ الْبَوْل الرَّقِيق فِي الرَّابِع دلّ على أَن البحران فِي السَّابِع وَإِن ظهر فِي اللَّوْن ونضج دلّ على ذَلِك أَيْضا. وَجَمِيع مَا يظْهر فِي الْبَوْل فِي الرَّابِع مِمَّا فِيهِ عَلامَة النضج يدل على البحران فِي السَّابِع وَلَيْسَ ينذر إِذا ظَهرت هَذِه الْعَلامَة فِي يَوْم آخر من أَيَّام الْإِنْذَار أَن يكون البحران فِي الْيَوْم الَّذِي ينذر بِهِ إِلَّا أَن يكون الْمَرَض خبيثاً سَرِيعا لِأَن هَذَا اللَّوْن أَعنِي الْأَحْمَر يدل أبدا على تَأَخّر وَطول من الْمَرَض وَإِنَّمَا ذكر ذَلِك لِأَنَّهُ إِذا كَانَت هَذِه كَافِيَة فِي الدّلَالَة فكم بالحرى ترى مَا هُوَ أقوى مِنْهَا. وَقد تفقدت ظُهُور هَذِه الغمامة فِي الرَّابِع فَوجدت البحران بعْدهَا يكون فِي السَّابِع من الزَّمَان مساوي لَهَا فِي أول الْمَرَض إِلَيْهَا.) فَأَما مَتى ظَهرت فِي الْحَادِي عشر فانه لَا يكَاد يَجِيء البحران فِي الرَّابِع عشر لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى مُدَّة أطول إِذا كَانَ إِنَّمَا بَينهمَا ثَلَاثَة أَيَّام.

وَقد رَأَيْت هَذِه الغمامة مَرَّات قد ظَهرت فِي غير الرَّابِع فَمن ظَهرت فِيهِ فِي السَّابِع أَتَاهُ البحران فِي الرَّابِع عشر وَمن ظَهرت فِيهِ فِي الرَّابِع عشر أَتَاهُ فِي الْعشْرين وَمن ظَهرت فِيهِ فِي الْحَادِي عشر أَتَاهُ فِي السَّابِع عشر وَفِي الْعشْرين إِذا كَانَ الْبَوْل ذَا مستشف أَبيض وخاصة فِي أَصْحَاب الْحمى الَّتِي مَعَ ورم فِي الدِّمَاغ لِأَن الْبَوْل الَّذِي هَذِه حَاله بعيد من النضج جدا فَلذَلِك ينذر بطول الْمَرَض فَيَسْبق فينحل بِالْقُوَّةِ قبل النضج وخاصة إِذا كَانَ الْمَرَض قَوِيا جدا كالحال فِي الْحمى الَّتِي مَعَ ورم الدِّمَاغ. فآني لَا أعلم أحدا من أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة رَأَيْت بَوْله على هَذِه الصّفة سلم وَذَلِكَ أَن هَذَا الْمَرَض إِنَّمَا يكون من غَلَبَة الصَّفْرَاء وَحَال لون الْبَوْل العطب وأبيض فانه يدل أَن حَرَكَة الصَّفْرَاء إِلَى فَوق نَحْو الرَّأْس. وَمن كَانَ بَوْله وَهُوَ غليظ قطع لحم صغَار أَو بِمَنْزِلَة الشّعْر فَذَلِك يخرج من كلاه. قطع اللَّحْم الصغار تدل على أَن خُرُوجهَا من نفس جَوْهَر الكلى وَقد رَأَيْت مِنْهُ مثل الشّعْر الْأَبْيَض طوله شبر. وَأكْثر مَا يُصِيب هَذِه الدمنين الْأَطْعِمَة الغليظة ويبرؤن بالأغذية الملطفة وَمن خرج فِي بَوْله وَهُوَ غليظ بِمَنْزِلَة النخالة فمثانته جربه. لما كَانَ الْبَوْل إِنَّمَا يَجِيء من الْعُرُوق ويتصفى فِي الكلى ويجتمع فِي المثانة فَكل مَا يظْهر فِيهِ مِمَّا هُوَ خَارج عَن الْأَمر الطبيعي يدل إِمَّا على رداءة حَال من الْعُرُوق وَإِمَّا على عِلّة فِي الكلى وَإِمَّا على عِلّة فِي المثانة. النخالة فِي الْبَوْل رُبمَا كَانَ يخرج من بدن الْعُرُوق وَرُبمَا كَانَ من بدن المثانة وَرُبمَا كَانَ من احتراق الدَّم فِي الْعُرُوق ويميز بَين النخالة هَل تخرج من المثانة أَو من بدن الْعُرُوق فانه إِن كَانَ فِي بَوْل رَقِيق فَهُوَ من الْعُرُوق وَإِن كَانَ فِي بَوْل غليظ أَو فِي بَوْل لَيْسَ برقيق يدل على أَن الْعلَّة فِي المثانة. من بَال دَمًا من غير شَيْء مُتَقَدم فان عرقاً فِي كلاه انصدع لِأَنَّهُ لَيْسَ يُمكن أَن يكون فِي المثانة عرق إِذا انفجر كَانَ مِنْهُ الدَّم مَاله قدر مثل هَذَا وَذَلِكَ لِأَن المثانة إِنَّمَا يجيئها من الْعُرُوق مِقْدَار مَا تحْتَاج إِلَيْهِ فِي تغذيتها فَقَط وَأما الكلى فَإِنَّمَا يَجِيء إِلَيْهَا عروق كبار وَذَلِكَ أَن الدَّم يتصفى) فِي الكلى وَالْعُرُوق الَّتِي فِي المثانة غائرة غائصة فِي جرمها وَالَّتِي فِي الكلى بارزة ظَاهِرَة فِي بَطنهَا وَخُرُوج الدَّم الْكثير بَغْتَة لَا يُمكن أَن يكون من قرحَة لِأَن ذَلِك مِنْهَا يكون قَلِيلا قَلِيلا. من كَانَ يرسب فِي بَوْله شَبِيها بالرمل فالحصى تتولد فِي المثانة أَو فِي الكلى. من بَال بولاً دَمًا عبيطاً وَكَانَ بِهِ تقطير الْبَوْل فَأَصَابَهُ وجع فِي أَسْفَل بَطْنه وعانته فان مايلي مثانته وجع.

قَالَ: الدَّم والقيح إِذا بيلا مشتركين لجَمِيع آلَات الْبَوْل. وَأما الرَّائِحَة الكريهة فخاصة بالمثانة وَأكْثر مِنْهَا القشور. من كَانَ يَبُول دَمًا وقيحاً وقشوراً وَلها رَائِحَة مُنْتِنَة مُنكرَة فَفِي مثانته قرحَة من كَانَت بِهِ حمى فَكَانَ يرسب فِي بَوْله شبه السويق الجريشي يدل على أَن مَرضه يطول. قَالَ ج: أَكثر من يرى هَذَا فِي بَوْله يهْلك قبل أَن يطول مَرضه وَأما من يسلم فكلهم تطول أمراضهم لِأَن الْبَوْل الَّذِي يرى فِيهِ هَذَا يحْتَاج إِلَى نضج كثير. إِذا كَانَ الْغَالِب على الثفل الَّذِي فِي الْبَوْل مرار وَكَانَ أَعْلَاهُ رَقِيقا دلّ على أَن الْمَرَض حاد. قَالَ جالينوس مَا رَأَيْت قطّ بولاً عَلَيْهِ المرار ومائيته رقيقَة مائية فَيجب أَن يكون إِنَّمَا يَعْنِي بقوله أَن الثفل الَّذِي يكون فِي أول الْأَمر رَقِيقا ثمَّ عَلَيْهِ المرار دلّ ذَلِك على أَن الْمَرَض حاد. قَالَ جالينوس: مَا رَأَيْت قطّ بولاً يغلب عَلَيْهِ المرار ومائيته رقيقَة مائية فَيجب أَن يكون إِنَّمَا يَعْنِي بقوله أَن الثفل الَّذِي يكون فِي أول الْأَمر رَقِيقا ثمَّ غلب عَلَيْهِ المرار دلّ ذَلِك على أَن الْمَرَض حاد. قَالَ حنين: الَّذِي يُرِيد أبقراط من قَوْله فِي هَذَا الْفَصْل رَقِيق أَن يكون طرف الثفل الْأَعْلَى رَقِيقا يَعْنِي صنوبرياً لِأَن الأثفال الغليظة النارية كلهَا مسطحة الْأَعْلَى والرقيقة الْأَعْلَى حارة مرارية. من كَانَ بَوْله متشتتا دلّ على أَن فِي بدنه اضطراباً قَوِيا. قَالَ: يجب أَن تعلم من قَوْله متشتت مُخْتَلف الْأَجْزَاء وبالحقيقة أَن يكون ذَلِك اضطراباً قَوِيا فِي الْبدن وَذَلِكَ أَن الطبيعة إِذا غلبت واستولت كَانَت أَجزَاء الْبَوْل كلهَا مُتَسَاوِيَة وَإِن كَانَ سَبَب الْمَرَض قوي الْمُنَازعَة كَانَ غير متساو. وَمن كَانَ فَوق بَوْله عبب دلّ على أَن الْعلَّة فِي الكلى وأنذر مِنْهَا بطول لِأَن العبب يكون إِذا ثبتَتْ رُطُوبَة حول ريح غَلِيظَة وخاصة إِن كَانَ مَعهَا لزوجة فان العبب عِنْد ذَلِك يكون أطول مكثاً.) وَإِذا خرجت مَعَ الْبَوْل ريح غَلِيظَة فَذَلِك دَلِيل على أَن فِي الكلى مَرضا بَارِدًا لِأَن السَّبَب الْبَارِد هُوَ الَّذِي ولد الرّيح الغليظة وَلذَلِك قَالَ: هَذِه الْعلَّة تنذر بطول لِأَن كل مرض بَارِد عسر الانحلال والنضج. من كَانَ فَوق بَوْله دسم جملَة دلّ على أَن فِي كلاه عِلّة حادة. قَالَ: الْبَوْل الدسم يكون من ذوبان الشَّحْم وَلَيْسَ بِدَلِيل أَنه من شَحم الكلى أَو من شَحم جَمِيع الْجَسَد وَيكون أبدا مَعَ الحميات المذوبة للبدن وَالْفرق بَين الشَّحْم الَّذِي يذوب من الكلى وَالَّذِي من جَمِيع الْجَسَد يكون فِي وَقت أطول قَلِيلا قَلِيلا فَيَتَفَرَّق على الْبَوْل وَلَا يكون مجتمعاً فتفقد حَال مَا يبرز من الْبدن. فان الشبيه بالبول الْأَصِيل الطبيعي أبعد حَالا من الْمَرَض والبعيد

مَجْهُول قَالَ: صَاحب الحكة يَبُول بولاً خاثراً غليظاً. روفس قَالَ: الحميات السوداوية تسود الْبَوْل وَالْبرَاز. قَالَ: ذَلِك فِي المالنخوليا وَفِي الرّبع. لي وَكَذَا الشَّمْس والرياضة وَكَثْرَة خُرُوج الْعرق يقل الْبَوْل وَكَذَلِكَ جَمِيع مَا يسخن الْبدن وَيحل رطوبته. مغنس: القشار هِيَ فضلَة الهضم الْكَائِن فِي الْعُرُوق والأعضاء الْأَصْلِيَّة وَلذَلِك هُوَ اغلظ وَأَشد بياضاَ بالطبع من المائية يَعْنِي رُطُوبَة الْبَوْل والقشار أماله. قَالَ: لِأَن الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة يابسة بيض. وَأما المتثور فانه لطيف وَأَشد حمرَة بالطبع من القشار لِأَنَّهُ فضلَة الدَّم. وَالْبَوْل الْأَبْيَض يدل على أَن الطبيعة لَا تَعْنِي بِأَمْر الْأَعْضَاء وَإِذا كَانَ رَقِيقا فِي البرسام أنذر بشر. وَبِالْجُمْلَةِ فان الْبَوْل الْأَصْفَر وَالْبَوْل الْأَشْقَر فيهمَا من المرار كثير. قَالَ: وَالْبَوْل الْبَارِد يكون أَولا أَخْضَر ثمَّ يعود بعد ذَلِك يمِيل إِلَى لون السَّمَاء. وَأول الألوان الْأَبْيَض وَآخِرهَا الْأسود. وَقَالَ: الَّذِي يبال لطيفاً وَيبقى لطيفاً فِي غَايَة الفجاجة وَلَكِن يكون هَذَا الْبَوْل ني بِالْحَقِيقَةِ لَا يدل على نضج خَاصَّة كالبول الكدر وَلَا نضج مُسْتَأْنف يُرِيد أَن يكون مثل الَّذِي يكدر بعد قَلِيل لكنه يُؤذن من ضعف الْعُرُوق بِمثل ضعف الْمعدة عَن هضم الْغذَاء فِي الْغَايَة وَهُوَ أَن جمع إِلَى ذَلِك أَن يخرج سَرِيعا فانه بَوْل ديانيطس.) وَأما الَّذِي يبال لطيفاً ثمَّ يكدر خَارِجا فانه يدل على أَن الهضم مبتدئ يحْتَاج إِلَى زمَان طَوِيل وَشبه ذَلِك بالعصير فانه مَا لم يبْدَأ فِيهِ العفن الْبَتَّةَ كَانَ صافياً وَإِذا بَدَأَ كدر. وَذَلِكَ يكون للرياح المتولدة العطب ووذلك أَن الرّيح لَا يتَوَلَّد أَولا قبل ابْتِدَاء العفن وَلَا يبْقى أخيراً عِنْد تَمام الهضم لِأَنَّهُ تكون قد انقشت أجمع حِينَئِذٍ. قَالَ: القشار تطفو إِمَّا لخفتها وَإِمَّا لغلظ الْبَوْل ويرسب إِمَّا لثقله وَإِمَّا لرقة الْبَوْل أَو لِاجْتِمَاع الْأَمريْنِ فان القشار الْخَفِيف فِي الْبَوْل الغليظ أَشد ارتفاعاً والقشار الثقيل فِي الْبَوْل الرَّقِيق أَشد انحطاطاً. وَإِذا دَامَ القشار مُدَّة بِحَالهِ سمي مُتَسَاوِيا وَإِذا لم يدم زَمنا طَويلا لَكِن يتَغَيَّر كل يَوْم أَو يَوْمَيْنِ سمي مُخْتَلفا. قَالَ: مَا دَامَ الدَّم نضيجاً فَكل مَا يبال لَهُ ثفل راسب أملس متساو أَبيض كثير وَإِذا استتم النضج فِي الْجَسَد كَانَ لون الثفل أشْبع مِمَّا كَانَ وَكَانَ أقل كمية. فان حفظت الْإِنْسَان بِهَذِهِ الْحَالة بعد هَذَا فانك ترى الْبَوْل قد اشتدت رداءته وَهَكَذَا إِن حفظته زَمَانا أَكثر وَهُوَ صَائِم فانك ترى الْبَوْل أشْبع لوناً.

قَالَ: وَمِقْدَار الْبَوْل الطبيعي هُوَ الْكَائِن عِنْد أول استحكام نضج الدَّم فِي الْأَبدَان الصَّحِيحَة فَاجْعَلْ هَذَا أصلا وَقس مِنْهُ فَإِذا رَأَيْت الثفل يكثر فِي الْبَوْل النضيج فَاعْلَم أَنه مَعَ النضج الْمُحكم قد ينقى من الخام شَيْء كثير. وَكَذَلِكَ حَال بَوْل الصّبيان لذَلِك فِيهِ قشار كَثِيرَة لِأَن الطبيعة فيهم لَا تكمل الهضم كمالا تَاما لَكِن قبل أَن يكمل فجهدت أَيْضا لكَي يتم النمو فلكثرة أكلهم وامتلائهم يكثر فيهم القشار. وَكَذَلِكَ الثفل فِي الَّذين يحْمُونَ من امتلاء. وَأما من يحم من صَوْم أَو من تَعب فأبوالهم نارية لَطِيفَة وأمراض هَؤُلَاءِ تنْحَل أبدا قبل أَن يصير فِي أبوالهم قشار وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يَكْتَفِي فِي هَؤُلَاءِ سَحَابَة بَيْضَاء مُتَسَاوِيَة ملساء. وأبوال من يتعب أَيْضا من الأصحاء ويقل الْغذَاء قَليلَة الرسوب. وَجُمْلَة فالأبوال الرقيقة كلهَا أقل قشاراً. والقشار السود وَالْخضر والأسمانجونية والمنتنة إِنَّمَا تكون من امتلاء فانه إِذا كَانَ مَعَ ذَلِك زبدياً فانه امتلاء رَدِيء فِي الْغَايَة فَذَلِك هَذِه القشارات أردأ مَا تكون.) قَالَ: وَالْبَوْل الْأسود رَدِيء قل مَا يسلم مِنْهُ لِأَنَّهُ يدل على غَايَة موت الْقُوَّة وَالْبرد أَو على غَايَة الاحتراق والحرارة فان كَانَ الثفل أسود وَهُوَ مستو وَلَيْسَت الرُّطُوبَة سَوْدَاء فَهِيَ أنقص دلَالَة على الشَّرّ. قَالَ: وَأما اللَّوْن الْأَخْضَر فَكَأَنَّهُ طَرِيق إِلَى السوَاد ومقدمة لَهُ وَذَلِكَ إِنَّه إِن كَانَ الْمَرَض مهْلكا فان الْبَوْل الْأسود يَجِيء بعد الْأَخْضَر والقيء وَالْبرَاز الأخضرين. وَأما اللَّوْن الأسمانجوني فَلَا يكون إِلَّا من الْبرد فَقَط. والرائحة الْمُنكرَة تكون من العفن. وَإِن تغير اللَّوْن وَصَارَ كالزيت فانه يدل على ذوبان الْأَعْضَاء. والقشارات الْجِيَاد فِي أَبْوَال الْجِيَاد على قدر علوها تنقص جودتها. وَالْبَوْل الْأَبْيَض اللَّطِيف والكدر يدل دَائِما على فجاجة. وَأما الَّذِي فِيهِ مثل جشيش الْحِنْطَة والصفائحي والنخالي وَالْأسود والأسمانجوني والأخضر والمنتن فقاتلة. وَأما الناري والأشقر الرقيقان اللطيفان فيدلان على نضج متوسط وَنعم مَا قَالَ أبقراط: إِن الأبوال الْبيض فجة رَدِيئَة وَذَلِكَ أَن الصَّبْغ إِنَّمَا يكون من توليد الدَّم والمرة فَإِذا كَانَت الطبيعة قَالَ: فان كَانَت الْعلَّة مَعَ ضعف من الطبيعة سليمَة احْتَاجَت إِلَى زمن طَوِيل للهضم فان كَانَ الْمَرَض رديئاً هَلَكت سَرِيعا.

قَالَ: الثفل الطبيعي للَّذين يكثرون الْغذَاء ويقلون الْحَرَكَة وَبِالْجُمْلَةِ الَّذين قد مَال مزاجهم إِلَى البلغم وَيجب أَن يُوجد أَسْفَل وَأما الَّذين يستعملون الْغذَاء أقل من هَؤُلَاءِ وَالْحَرَكَة أَكثر ومزاجهم أحر فَفِي أَعلَى من ذَلِك الْموضع. وَأما القشارة الْخَارِجَة عَن الطبيعة فانه لَيْسَ يَفْعَله إِلَّا الَّذِي يكون إِلَيْهِ سيلان ذَلِك الْخَلْط المولد للمرض بالطبع يكون فَسَاده وبقدر مخالفتها لذَلِك الْخَلْط فِي الْمَكَان يكون صَلَاحه فان الْأَمْرَاض السوداوية والبلغمية إِذا رسبت قشارها كَانَت أردأ. وَإِن علت كَانَت أَجود لِأَنَّهُ يدل على أَن الطبيعة قد أحالتها بعض الإحالة فَأَما فِي الْأَمْرَاض الصفراوية فبقدر مَا تميل القشارة إِلَى الْعُلُوّ يكون رداءته وبالضد. الْبَوْل الرَّقِيق الْأَبْيَض يدل إِمَّا على ضعف الْقُوَّة وَإِمَّا على السدد وَإِمَّا على الصعُود الْمرة نَحْو) الرَّأْس. وَإِذا رَأَيْت فِي حمى محرقة بولاً أَبيض فَأَنْذر أَن صَاحبهَا سيختلط وَإِذا اخْتَلَط وَالْبَوْل أَبيض رَقِيق فانه سيموت لِأَن الدِّمَاغ لَا يصابر الصَّفْرَاء مُدَّة طَوِيلَة. الْبَوْل الْأسود فِي الْأَمْرَاض الحادة يدل على هَلَاك وخاصة إِن كَانَ منتناً وَكَانَ فِيهِ رسوب أسود ومحال أَن يسلم صَاحبه. وَإِذا تقدم الْبَوْل الْأسود بَوْل أَخْضَر أَو لون السَّمَاء فانه عَن برد فان تقدمه الْأَشْقَر فانه من حرارة كَثِيرَة. وَقد يكون الْأسود فِي انحطاط الرّبع وأوجاع الطحال. الْبَوْل الصَّحِيح الْقَرِيب من الشقرة المعتدل القوام الَّذِي لَهُ قشار معتدل الكمية أَبيض أملس مستو. والقشار فِي أَبْوَال النِّسَاء أَكثر ولونه أَبيض بالطبع وقشار الصّبيان أَكثر وَلَيْسَ مستجمعاً مُنْضَمًّا وَلَا أملس. الأبوال الحميدة تظهر فِيهَا أَولا سَحَابَة ثمَّ تعلق ثمَّ رسوب. وَأما الْمَرَض الْفَج فانك ترى فِي أَوله قشارا كَثِيرَة راسبة غير منضم وَلَا أملس لَكِن كالخلط الخام ثمَّ يقبل يَنْضَم ويرتفع حَتَّى يصير فِي الْوسط ثمَّ يصير فِي الْعُلُوّ إِذا نضج نضجاً شَدِيدا فَيصير سَحَابَة. وتضر هَذِه السحابة الْجُهَّال لأَنهم يتوهمون أَن الْمَرَض متزيد وَلَا يَدْرُونَ أَنه إِنَّمَا كَانَ عَن رسوب فج. الْبَوْل الدهني إِذا خرج دفْعَة وَهُوَ كثير ويحس مَعَه بحرارة مفرطة فانه يخرج من الكلى لِأَن شحمها يذوب فان خَالف فَمن جَمِيع الْبدن. مغنس: الرسوب الْجيد بثفله يدل على غَايَة النضج لِأَن الرّيح قد فارقته وبياضه على غَايَة التَّشَبُّه بالأعضاء الْأَصْلِيَّة

والملاسه ورسوبه دَلِيل على غَايَة الْبعد من الشَّرّ واستواؤه فِي الْأَيَّام يدل على أَن الطبيعة قَوِيَّة على دفع الْأَذَى. وبقدر مَا ينقص من هَذِه ينقص من جودته وبقدر كَمَاله وَكَمَال هَذِه فِيهِ تكون جودته. لي وَالْبَيَاض أقوى ثمَّ الْمَكَان ثمَّ الملاسة ثمَّ الاسْتوَاء فِي الْأَيَّام فعلى قدر تركيب هَذِه تكون جودته لِأَن العطب وَالْبَيَاض هُوَ الشبيه بِالْمَاءِ وبالأعضاء الْأَصْلِيَّة ثمَّ بعده الْمَكَان فِي) القارورة لِأَن ذَلِك يدل على مِقْدَار قبُوله للنضج بِالْكُلِّيَّةِ ثمَّ ملاسته لِأَن الملاسة من جنس الرسوب فِي الْمَكَان والخشونة من جنس الانتشار والعلو عَن الاسْتوَاء لِأَنَّهُ إِن لم يكن أملس وَلَا راسباً فان لَا يكون على هَذَا الْمِثَال مستوياً خير لِأَن ذَلِك يدل على الرداءة أقل. فعلى هَذَا فَأخْرج المركبات على هَذَا الْمِثَال الغليظ الَّذِي يتَمَيَّز من الْبَوْل أجوده الْأَبْيَض الراسب الأملس المستوي فِي جَمِيع أَيَّام الْمَرَض ثمَّ الَّذِي يعْدم الاسْتوَاء ثمَّ الملاسة ثمَّ الرسوب. وَيجب أَن تعلم أَن عدم الاسْتوَاء فِي أَيَّام إِذا عَدمه أَيَّامًا كَثِيرَة قوي الرداءة جدا وَإِن كَانَ يَسْتَوِي أَيَّامًا وَيخْتَلف يَوْمًا وَاحِدًا فَهُوَ أقل رداءة وخاصة إِن كَانَ لَهُ سَبَب مَعْلُوم وَإِن كَانَ متفاوتاً فعلى قدر ذَلِك. والتميزات الرَّديئَة كالأسود والأخضر فأيسرها الَّتِي هِيَ نصفه أَجود الْأَبْيَض أَعنِي الراسب الأملس المستوي فِي جَمِيع الْأَيَّام فَأَما الرسوب الْمُتَوَسّط كالأحمر والأصفر فَيجب أَن تنظر فِيهِ. قَالَ: اللَّوْن الرصاصي يدل على موت الْقُوَّة وَبرد وَالْأسود إِن تقدمه الرصاصي فَهُوَ دَال على الْبرد وَإِن تقدمه الْأَصْفَر فعلى الْحر. لي اسْتدلَّ على قُوَّة الرسوب الَّذِي هُوَ من الهضم فانه يُخَالف الْقَيْح فانه لَيْسَ بمنتن والخام بِأَن لَهُ شفاً ولطافة فِي المنظر وبالإضافة إِلَيْهِ. وصقال الرواسب الَّتِي كحب الكرسنة تكون من ذوبان اللَّحْم أَعنِي لحم جَمِيع الْبدن وَتَكون من الكلى ويفصل بَينهمَا أَنه إِن كَانَ من جَمِيع الْبدن فان تقدمه حمى حادة فَهُوَ من جَمِيع الْبدن وَإِلَّا فَمن الكلى وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك نياً غير نضيج فَلَيْسَ هُوَ من الكلى لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون الكلى عليلة وَالْبَوْل نضيجاً. والصفائحي أَيْضا كَذَلِك إِن كَانَ مَعَ الْحمى فَهُوَ من الْجَسَد كُله وَإِلَّا فَمن المثانة. وَإِن كَانَ مَعَ الثفل الصفائحي حمى فانه يدل على جرب فِي الْعُرُوق كلهَا وَإِلَّا فعلى المثانة.

والنخالي يدل على أَن الْحمى قد بلغت إِلَى غور الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَهِي أعمق من الصفائح وأصغر. إِذا كَانَت هَذِه أَيْضا مَعَ حمى فَهُوَ انحلال الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَإِلَّا فَمن المثانة. وَكَذَلِكَ إِن كَانَ الْبَوْل نضيجاً فالعلة فِي المثانة فَقَط على مَا بَينا فِي الكلى. والسويقية مثل النخالية إِلَّا أَنَّهَا أكبر وَيدل إِمَّا على احتراق الدَّم وَإِمَّا على انحلال شَدِيد فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَإِن كَانَت حمى فان الْحمى على الاحتراق فِي الدَّم.) قَالَ: وَأما الْبَوْل المنتن فَيدل على عفن وَمَوْت من الطبيعة. من كتاب أَحْمد بن الطّيب قَالَ: الرسوب الخشن يدل على أَن فِي الْعُرُوق بَقِيَّة لم تنضج وبالضد. وَإِذا كَانَ الثفل يصعد من أَسْفَل إِلَى فَوق فانه ينذر بطول من الْعلَّة وَإِذا كَانَ ينحط من فَوق إِلَى أَسْفَل ينذر بِسُرْعَة الِافْتِرَاق. وَمَتى كَانَت العطب والسحابة فِي وسط القارورة وضوءها يَمْتَد إِلَى فَوق حِينَئِذٍ خبيثة وَمَتى امْتَدَّ ضوءها إِلَى أَسْفَل فَهِيَ سليمَة. وَإِذا كَانَت طافية وضوءها يَمْتَد سفلاً فقد يُمكن أَن الْعلَّة قد قهرت الطبيعة. وَإِذا أَحْبَبْت النّظر إِلَى السحابة فاستر أحد جَنْبي القارورة عَن الضَّوْء فانه أَحْرَى أَلا يخفى قَالَ: بَوْل الرجل إِذا حركته كدر وَأخذ الكدر يصعد إِلَى فَوق وَبَوْل النِّسَاء فِيهِ رقة لَا يتكدر إِذا حركته وعَلى رَأسه زبد مستدير. قَالَ: وَإِذا كَانَ فِي القارورة شبه خيوط مختلطة بَعْضهَا بِبَعْض فقد بيل على إِثْر جماع. وَإِن كَانَ بَوْل الْمَرْأَة صافياً فِيهِ وفوقه ضباب فَهِيَ حُبْلَى وَإِن كَانَ الضباب يشبه الزرقة فَهُوَ أول الْحَبل وَإِن كَانَ أَحْمَر فآخره. وَأَيْضًا فان حركته فتكدر فَهُوَ آخر الْحَبل وَإِن لم يتكدر فأوله. قَالَ: بَوْل الحبلى أصفر فِيهِ زرقة وَكَأن فِي وسط القارورة قطناً منفوشاً. بَوْل الْحمير كالسمن الذائب. بَوْل الدَّوَابّ أصفى من بَوْل الْحمير وَكَأن مَاء القارورة نِصْفَانِ أَعْلَاهُ صَاف وأسفله كدر. بَوْل الْغنم أَبيض فِي صفرَة لَهُ ثفل أَسْفَل بِمَنْزِلَة الدّهن. بَوْل الغزال يشبه أَبْوَال النَّاس وَلكنه شَيْء مصمت فِي القارورة. يغالط الْبَوْل بالسكنجبين وَمَاء الْعَسَل وَمَاء الزَّعْفَرَان وَمَاء التِّين وَبَوْل الْغنم والظباء. أما السكنجبين فَكلما قربت مِنْهُ ازْدَادَ صفاءً وَإِذا باعدته كدرا. وَالْبَوْل بِالْخِلَافِ إِذا باعدته صفا وَإِذا قربته كدر.

وَإِمَّا مَاء الْعَسَل فزبده أصفر بلونه وزبد الْبَوْل ابيض. وَإِمَّا مَاء التِّين فثفله راسب فِي جَانب لَازم كتراب طيب فِي مَاء وثفل الْبَوْل فِي الْوسط يَجِيء وَيذْهب ويتحرك فِيهِ.) إِذا رَأَيْت المَاء أصفر إِلَى الْحمرَة فِيهِ سَحَابَة مضطربة وثفل متحرك متفرق فَهُوَ بَوْل لَا محَالة بَوْل الْأَطْفَال لَا ينظر إِلَيْهِ لِأَن الهضم مِنْهُم لم يتم ويكمل فَلَا يتَبَيَّن فيهم النضج وَلَا فجاجة الْبَتَّةَ لكنه مشتبه. وَإِذا كَانَ الْبَوْل فِي حمى الغب غليظاً قَلِيل الصُّفْرَة مختلطاً كدراً طَال أمرهَا. إِذا كَانَ بَوْل صَاحب الْحمى الدموية أَحْمَر غليظ كدر تركته بِسُرْعَة وَإِذا كَانَ قَلِيل الْحمرَة كدراً طَال ذَلِك. وَبَوْل صَاحب حمى الرّبع مَتى كَانَ إِلَى الزرقة والصفاء طَال ذَلِك وَإِن احمر ورق أسْرع. بَوْل الْحمى البلغمية مَتى كَانَ أَبيض كدراً طَالَتْ وَإِن كَانَ أصفر رَقِيقا أسرعت. وَإِذا كَانَ فِي بَوْل صَاحب حمى يَوْم كدر فِي وسط القارورة فعلى حسب لون ذَلِك الكدر تنْتَقل حماه إِلَى العفونة أَعنِي عفونة ذَلِك الْخَلْط فان كَانَ إِلَى الْحمرَة انْتقل إِلَى حمى الدَّم. أَيُّوب الأبرش قَالَ: يحدث الْبَوْل الْأَحْمَر من البلغم إِذا كَانَ مِنْهُ سدد فِي الكبد ويعرض ذَلِك فِي الْحمى النائبة كل يَوْم كثيرا وَيفرق بَينه وَبَين الْأَحْمَر الْحَادِث عَن الدَّم والصفراء: العطب وَإنَّك مَتى رَأَيْت الْبَوْل الْأَحْمَر أملس مستوياً يلمع صافياً جدا فَأعْلم أَن الْفَاعِل لَهُ البلغم لِأَن اللمعان والملاسة واستواء الْأَجْزَاء المائية من البلغم وَقد بَينا ذَلِك فِي المرضى كم مرّة. وَإِذا كَانَ سَبَب حُدُوث اللَّوْن الْأَحْمَر والصفراء فانك لَا تَجِد فِي الْبَوْل اسْتِوَاء وَلَا ملاسة وَلَا لمعاً وَذَلِكَ لِأَن الْحَرَارَة تخلخل أَجزَاء الرُّطُوبَة بَعْضهَا من بعض. قَالَ: وَقد يكون لون الْبَوْل أَبيض عَن الْحَرَارَة وَحِينَئِذٍ ترَاهُ صافياً ولطيفاً جدا وَالْبَيَاض نَفسه لَيْسَ بصاف وَلَا نقي. قَالَ: وَإِذا كَانَ سَبَب اللَّوْن الْأسود السَّوْدَاء رَأَيْت القوام صافياً لطيفاً واللون عميقاً جدا كثيفاً وَإِن كَانَت فِيهِ حرارة فانه يكون أَكثر غلظاً والاستواء فِيهِ أقل واللون فِي نَفسه لَيْسَ بصاف وَلَا عميق. وَمَتى كَانَ حُدُوث السوَاد بِسَبَب البلغم فان القوام يكون أملس مستوياً غليظاً واللون لَا يكون عميقاً وَلَا صافياً. مَحل الرسوب من الهضم الَّذِي فِي الْعُرُوق مَحل البرَاز من هضم الْبَطن. قَالَ: الأبوال الزيتية خَاصَّة لأَصْحَاب الدق لِأَن الدق مذيبة وَالْآخر ذبول وَالْآخر تفتت. الأبوال الزيتية ثَلَاثَة أَنْوَاع: إِذا حدث شَيْء عنكبوتي عَن الْبَوْل لم يستحكم بِهِ السل بعد

وَقد) بَدَأَ الشَّحْم يذوب وَهُوَ عَلامَة الدق وَأما الَّذِي يشبه الزَّيْت فِي المنظر فَيكون حِين تكون الرُّطُوبَة المائية قد فنيت من جَوْهَر الْأَعْضَاء وأفنت الْحَرَارَة وَهَذِه عَلامَة الذبول. وَإِذا حدثت الأثفال الكرسنية والنخالية فقد أخذت الْحَرَارَة تبدد نفس جَوْهَر الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَهَذِه عَلَامَات التفتت. قَالَ: وَذَلِكَ يكون خَارِجا عيَانًا فان النَّار فِي أول الْأَمر تذيب وتفني مائية اللَّحْم ثمَّ دهنيته ثمَّ جوهره نَفسه وَإِذا أخذت تبدد نفس جَوْهَر اللَّحْم قطعته قطعا كَثِيرَة لِأَن لَيْسَ من شَأْنه أَن يَنْقَسِم إِلَى أَجزَاء لَطِيفَة كَالْمَاءِ والدهن يَعْنِي رُطُوبَة الْبدن وشحمه هَذِه الْأَجْزَاء إِذا ذَابَتْ حروفها لِأَنَّهَا أَضْعَف حَتَّى تصير مستديرة. والثفل الكرسني يكون من تفتت اللَّحْم. وَأما النخالي فَمَتَى أخذت بعد ذَلِك تعْمل فِي جَوَاهِر الْأَعْضَاء الَّتِي كَانَت من المنى أَعنِي الْعُرُوق وَغَيرهَا مِمَّا هُوَ من نَحْوهَا وعملها مِنْهَا فِي غور هَذَا بعد ذَلِك وَأول عَملهَا فِي هَذِه: يقطع من سطوحها أَجزَاء كالنخالة فَإِذا دَامَ ذَلِك وقويت قطعت مِنْهَا فِي غورها بعد أَجزَاء أعظم وَهِي الصفائحية وَنَحْو هَذِه الْأَفْعَال تخرج من المثانة والكلى إِلَّا أَنه لَا يكون قد تقدمها حمى حادة ومحرقة. فِي الرَّائِحَة قَالَ: الْبَوْل الحريف الرَّائِحَة يكون إِذا أحرقت الصَّفْرَاء رُطُوبَة الْبَوْل وَذَلِكَ يعرض وَأما الرَّائِحَة الحامضة فَتحدث من كَثْرَة رُطُوبَة غير منهضمة وَقلة حرارة. وَأما الحماسة الرَّائِحَة فَتحدث من عفونة كَثِيرَة فِي الْبدن كَمَا تحدث فِي الْحمى إِذا أَقَامَت مُدَّة أَو لاحتباس العطب وَالْبَوْل مُدَّة طَوِيلَة كَمَا يحدث فِي عسر الْبَوْل. والمرارة تحدث من غَلَبَة الْحر واليبس وَشدَّة الاحتراق عَلَيْهِ. وَأما الملوحة فَمن احتراق دون ذَلِك. وَأما الحرافة فَإِنَّهَا تحدث لاحتراق أَشد من المرارة وألطف. وَأما الحامض فلضعف الْحَرَارَة وَكَثْرَة الرُّطُوبَة. والحلاوة عَن اعْتِدَال والمائي يحدث عَن كَثْرَة رُطُوبَة. لي يجب أَن تعلم أَن الْبَوْل الصَّحِيح لَا يكون حلوا فَلَيْسَ لذَلِك ألف معنى لَكِن انْظُر مَا الطّعْم الْخَاص بالبول الصَّحِيح وَاجعَل الْقيَاس مِنْهُ.) والقوام المعتدل دَلِيل على حسن انهضام الكيلوس فِي الْمعدة. لي ينظر فِي هَذَا فان الْبَوْل عِنْدِي لَا يدل على شَيْء من الْمعدة. قَالَ: اللَّوْن الأترجي يدل على هضم فَاضل فِي الكبد فَأَما الْأَشْقَر والأحمر والقاني وَالْأسود وَنَحْو ذَلِك فدليل على ضد ذَلِك.

وَأما القفل فَيدل على حَال الهضم فِي الْعُرُوق واستقراره أَسْفَل وملاسته وبياضه يدلان على هضم فَاضل وتوسطه فِي الْإِنَاء على أقل من ذَلِك وعلوه على مَا أقل. قَالَ: وَيحدث رقة المَاء من الهضم الرَّدِيء فِي الْمعدة لِأَنَّهُ يدل على أَن الكيلوس كَانَ رَقِيقا وغلظه وكدرته أَيْضا من رداءة الهضم فِيهَا ونفوذه إِلَى الكبد قبل جودة طبخه وانحداره كَالْمَاءِ الْمَضْرُوب بالرقيق واعتداله على اعْتِدَال الْأَمر هُنَاكَ. وَقد يحدث الْبَوْل الغليظ من أجل الكلى وَالرحم. وَالْفرق بَينهمَا أَن الغلظ الْحَادِث عَن كيلوس الْمعدة مستوي الْأَجْزَاء متشابها والحادث عَن هَذِه بِخِلَاف ذَلِك. قَالَ: وَيفرق بَين الرسوب الَّذِي هُوَ فضلَة غذَاء الْعُرُوق وَبَين الخام والمدة بِالنّظرِ والرائحة فانك مَتى رَأَيْت الثفل إِذا حرك لَا ينبسط فِي الرُّطُوبَة انبساطاً كَامِلا. لَكِن يتفرق فِيهِ ويصعد وَينزل فالرسوب خلط ني والثفل الطبيعي أملس سَاطِع الْبيَاض وَإِذا حرك لم يسْرع النُّزُول وَأما الْمدَّة فانه تكون مَعهَا أورام أَو ريح مُنْتِنَة والثفل الطبيعي رَائِحَته حادة من أجل الهضم والخلط الَّتِي لَا رَائِحَة لَهُ والمدة لَهَا رَائِحَة قبيحة. وَأما الألوان فَأَرْبَعَة: الْأَبْيَض وَالْأسود والأحمر والأشقر بَينهمَا وَمن امتزاج هَذِه يحدث ألوان فَالَّذِي يحدث أَبيض كثير وأحمر قَلِيل فَهُوَ ني والأخضر يحدث من تركيب الْأسود. وَأما تغير الْبَوْل من لون إِلَى لون وَمن قوام إِلَى قوام أَو غير ذَلِك فَيدل على صِحَة أَو مرض. الْبَوْل الرَّقِيق الَّذِي فِيهِ سَحَابَة مرية زبدية دَال على العطب فِي الْأَمْرَاض الحادة وَإِن أَتَى مَعَ ذَلِك دم من المنخزين فانه دَال على الْهَلَاك لِأَنَّهُ يدل على أَن السَّبَب كَانَ صفراء وَأَن الدَّم لم يسل من هيجانه لَكِن من سُقُوط الْقُوَّة. الْبَوْل الْأَبْيَض الرَّقِيق فِي الْأَمْرَاض الحادة يجب أَن يتَقَدَّم فينذر باختلاط فَإِذا حدث فان دَامَ على ذَلِك فَيَمُوت وَالْعلَّة مَا ذَكرْنَاهُ فِي ارسانس. قَالَ: وَإِن حدث هَذَا الْبَوْل مَعَ ذَات الْجنب العطب وودام فأنذره باختلاط وَإِن حدث) مَعَه عرق وسيلان دم انْحَلَّت الْعلَّة. الْبَوْل الْأَبْيَض وَالْأسود فِي الْمَرَض الحاد مَعَ تلهب وَقلة الْعقل واختلاط مَعَ قلَّة الطَّعَام وذوبان نفس وَضعف دلّ على الْمَوْت لِأَن دَلَائِل الْهَلَاك مجتمعة. فِي الْحمى البلغمية الْبَوْل اللَّطِيف دَال على السدد الفاعلة لَهَا البلغم. الْبَوْل الْأَبْيَض اللَّطِيف الَّذِي يبال على هَذِه الْحَال زَمَانا كثيرا مَعَ صِحَة الْبدن وَلَا يتَغَيَّر إِلَى الغلظ يدل على أَنه سيحدث عِلّة فِي الكلى أَو ورم أَو بثور أَو خراج فِي الْجَسَد.

وَالْبَوْل الْأَحْمَر جدا مَعَ صِحَة فِي الْبدن يدل على أَن الْبدن ينْحل عَن قريب ويذوب وَإِن كَانَ الْبَوْل أَحْمَر غليظاً وَبَقِي على ذَلِك مَعَ ثفل فِي الرَّأْس والجسد فانه ينذر برطوبة هُوَ ذَا تعفن وستحدث حمى. الْبَوْل الْأَحْمَر الغليظ الَّذِي يبال قَلِيلا قَلِيلا فِي الْأَمْرَاض الحادة فِي ابتدائها مَعَ رَائِحَة رَدِيئَة تدل على التَّهْلُكَة لِأَن الْحمرَة تدل على حرارة كَثِيرَة والغلظ على اضْطِرَاب شَدِيد والقليل على ضعف الْقُوَّة وَالنَّتن على شدَّة عفونة تِلْكَ الأخلاط. الْبَوْل الْأَحْمَر رَدِيء فِي أوجاع الكلى وأوجاع الرَّأْس لِأَنَّهُ فِي أوجاع الكلى يدل فِي الأكثرة على ورم حَار فيهمَا وَهَذَا أردأ لِأَنَّهُ رُبمَا نضج وتقيح وَأما مَعَ مرض الرَّأْس فَلِأَنَّهُ يخَاف أَن يحدث اخْتِلَاط. الْبَوْل الْأَحْمَر القاني الَّذِي فِيهِ رسوب كثير فِي الحميات الحادة وَالَّتِي لَهَا نَوَائِب مضطربة تدل على انحلال علته وَإِن لطف فِي ابْتِدَاء يدل على عودة الْمَرَض. وَذَلِكَ لِأَن هَذَا الْبَوْل يدل على استفراغ الْخَلْط الْمُحدث للحميات. فان لطف دلّ على أَن الْخَلْط لَيْسَ يستفرغ وَعند ذَلِك لَا بُد أَن تعطف الطبيعة بحمى أُخْرَى ليكمل استفراغ ذَلِك الْخَلْط. الْبَوْل الَّذِي لَونه لون الدَّم الصافي فِي الْأَمْرَاض الحادة دَال على موت فَجْأَة وَذَلِكَ أَن كَون الدَّم الصافي يدل على حِدة الدَّم وَأَن ذَلِك سيرقى إِلَى الرَّأْس فَيحدث بطلَان الحركات النفسية أَو الْبَوْل الْأَحْمَر الَّذِي يبال فِي الحميات الحادة عَن التَّعَب المتنقل من اللطافة إِلَى الغلظ الَّذِي لَيْسَ لَهُ ثفل راسب مَعَ وجع فِي الرَّأْس ينذر بطول الْمَرَض وسلامته وَذَلِكَ أَن انْتِقَال اللطافة إِلَى الغلظ يدل على الهضم وَعدم الرسوب يدل على أَن الهضم لَيْسَ بكامل بعد فَيحْتَاج إِلَى مُدَّة لذَلِك وَأما البحران بالعرق فَلِأَن السَّبَب كَانَ تَعب الْجَسَد كُله فَذَلِك يكون أسْرع من الْجَسَد كُله.) الْبَوْل الْأَحْمَر القاني الْقَلِيل مَعَ الاسْتِسْقَاء يدل على الْخطر وضده على خير لِأَن شدَّة الْحمرَة تدل على أَن الكبد ألمة جدا. وقلته تدل على أَن الْبَوْل لَا يستفرغ. لَكِن يصير إِلَى مجمع المَاء. الْبَوْل الْأَحْمَر الْكثير الغليظ الشبيه بالدردى فِي عِلّة اليرقان يدل على أَن الْخَلْط الْفَاعِل لِلْعِلَّةِ هُوَ ذَا يستفرغ العطب وَأَن الكبد تنقى والسدد تنفتح. الْبَوْل الْأَحْمَر الرَّقِيق الْقَلِيل الْفَاضِل الَّذِي يبْقى على ذَلِك مُدَّة طَوِيلَة فِي عِلّة اليرقان ينذر بالاستسقاء لِأَن الكبد لَيست تنقى من الْخَلْط وتزداد ضعفا وَالْبَوْل لَيْسَ يخرج. الْبَوْل الْأَحْمَر الصافي وَالْأسود اللَّطِيف الَّذِي فِيهِ ثفل يسير فِي علل الطحال رَدِيء لِأَن الْحمرَة والسواد فِي هَذِه الْحَالة يدلان على حرارة واحتراق وَضعف. واللطافة على السدد هُوَ دونه.

إِذا بيل دم غير خَالص فَجْأَة دلّ على أَن عرق قد انصدع فِي الكلى لِأَن المثانة لَيْسَ فِيهَا عرق قدره أَن يغزر الدَّم وَلَو كَانَ من فَوق لَكَانَ لَا يكون فَجْأَة لَكِن قَلِيلا قَلِيلا وَهَاتَانِ الخلتان بَوْل اليرقان أَحْمَر وأشقر زبده منصبغ ويصبغ الثِّيَاب بلونه. مَتى حدث بعد التَّعَب الشَّديد بَوْل أسود أَو زنجاري فانه ينذر بتشنج يكون وَذَلِكَ أَن اللَّوْن الزنجاري يكون عِنْد فنَاء أَكثر الرطوبات بالتعب من الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة والحرارة مَعَ ذَلِك لَيست كَثِيرَة وَالْأسود يدل على أَن الْحَرَارَة كَثِيرَة جدا واليبس قوي فِي الأعصاب. الْأسود الَّذِي فِيهِ ثفل مُتَعَلق وَله رَائِحَة حادة وقوام لطيف فِي الْمَرَض الحاد يُؤذن بوجع الرَّأْس واختلاط الَّذِي فِيهِ وَيدل على الْأَكْثَر أَنه سيسيل دم محترق من الْأنف أَو على عرق كثير وَذَلِكَ أَن الْمُتَعَلّق الْأسود يدل على التهاب فان كَانَ هَذَا التلهب مَعَ الدَّم فالدم حَار يَعْلُو وَلَا يحْتَمل الرَّأْس تِلْكَ الْحَرَارَة فَيكون رُعَاف وَإِن كَانَت هَذِه الحدة من صفراء فَإِنَّهَا تصير إِلَى سطح الْجَسَد لخفتها فَيحدث بحدوثها اقشعرار. الْبَوْل الْأسود اللَّطِيف الَّذِي فِيهِ مُتَعَلق لَا نظام لَهُ مَعَ سهر وصمم فِي الحميات المحرقة يدل على سيلان الدَّم من الْأنف لِأَنَّهُ يدل على أَن الْخَلْط الْحَار صاعد نَحْو الرَّأْس والطبيعة تستفرغه من هُنَاكَ. والحميات المحرقة سَببهَا الدَّم وَإِنَّمَا يكون أسود لِكَثْرَة عمل الْحمى المحرقة فِي تبريد الرُّطُوبَة. الْبَوْل الْأسود الَّذِي فِيهِ مُتَعَلق مستدير مُجْتَمع وَلَيْسَت لَهُ رَائِحَة حريفة مَعَ امتداد لَا من الْجَانِبَيْنِ الْبَوْل الَّذِي قوامه غير مستو ولونه أَحْمَر يدل على تَعب ونقصان الْبدن وَذَلِكَ أَن التَّعَب يفني) الرُّطُوبَة فَتحدث لَهُ رداءة الاسْتوَاء فتهيج الْحَرَارَة فيحمر الْبَوْل ولهذين ينقص الْبدن. الْبَوْل الَّذِي لَهُ قوام رطب جدا أَكثر من الطبيعي مَعَ قلَّة شَهْوَة الطَّعَام وَثقل يدل على أَن الْبدن هُوَ ذَا يستفرغ بِهِ استفراغاً حميدا لِأَن الثّقل وَقُوَّة الشَّهْوَة يدلان على امتلاء وَرطوبة. وَالْبَوْل فَوق الْقدر يدل على أَنه هُوَ ذَا يستفرغ من الْبدن رُطُوبَة. الْبَوْل اللَّطِيف الْغَيْر المنهضم فِي ابْتِدَاء الْمَرَض لَيْسَ يُمكن وَفِي صُعُوده اكثر يُمكن وَفِي انتهائه كَذَلِك وَأما فِي الانحطاط فَيدل على طول الْمَرَض لِأَنَّهُ يدل على غَايَة ضعف الْقُوَّة ورداءة الكيموس. لي أما فِي الْأَمْرَاض الَّتِي تُوجد الْأَزْمَان فِيهَا العطب وَمن النضج فِي الْبَوْل فان هَذَا محَال أَو فِي غَيرهَا لَا يدل الْبَوْل على شَيْء لِأَن مادام الْبَوْل نياً فَلَيْسَ فِي هَذَا انحطاط الْبَتَّةَ. الْبَوْل اللَّطِيف الَّذِي فِيهِ تعلق أَحْمَر يمِيل إِلَى فَوق فِي الْأَمْرَاض الحادة يدل على ذهَاب الْعقل وَإِن بَقِي كَذَلِك دلّ على العطب. فَإِن انْتَقَلت اللطافة يَعْنِي الرقة إِلَى الغلظ

والرسوب إِلَى الْبيَاض وَالنُّزُول تخلص وَذَلِكَ أَن الْمُتَعَلّق الْأَحْمَر المائل إِلَى فَوق يدل على حِدة وحرافة لِأَنَّهَا تدل فِي الْغَايَة على ميلها نَحْو أعالي الْبدن فتؤذي بذلك الدِّمَاغ فَإِن ابيض وسفل فقد إِذا كَانَ الْبَوْل فِي الحميات الحادة أَولا أشقر لطيفاً ثمَّ اسْتَحَالَ إِلَى الغلظ وَالْبَيَاض يَعْنِي بالغلظ التثور وَبَقِي متعكراً شَبِيها بأبوال الْحمير ويبوله على غير إِرَادَة وَكَانَ مَعَه سهر وقلق يدل على امتداد فِي الْجَانِبَيْنِ وَالْمَوْت لِأَن كَونه فِي أول الْأَمر لطيفاً ينذر بالحرارة وتكدر بعد وبياضه يدل على صعوبة الْعلَّة وَكَثْرَة اضطرابه وبوله على غير إِرَادَة يدل على ضعف الدِّمَاغ وَضعف الأعصاب وَلِأَن الْعلَّة حادة وَلِأَنَّهَا منهوكة بالحرارة فَلذَلِك يكون تمدد لِأَن الْحَرَارَة تجففها وَهَذِه مميتة. الْبَوْل اللَّطِيف الْأسود الَّذِي يبال قَلِيلا قَلِيلا وَفِي زمن طَوِيل فِي الحميات الحادة مَعَ وجع الرَّأْس والرقبة يدل على ذهَاب الْعقل لكنه قَلِيلا قَلِيلا يدل على أَن الْخَلْط الْفَاعِل هُوَ ذَا يستفرغ وَهُوَ فِي بَوْل النِّسَاء أسلم لِأَن استفراغهن بمجاري الْبَوْل أَكثر من الرِّجَال. الْبَوْل الَّذِي يبْقى بعد البحران زَمَانا طَويلا لطيفاً يدل على الْأَكْثَر على عوده لِأَنَّهُ يدل على أَن البحران كَانَ قبل النضج وَلذَلِك ثمَّ من الْعلَّة بَقِيَّة تهيج عَنهُ. الْبَوْل الغليظ الدَّائِم على ذَلِك مُدَّة طَوِيلَة مَعَ رمل راسب وَثقل فِي الخاصرة والعانة يدل على) حَصَاة مزمعة أَن تكون فان كَانَ الثّقل يُوجد فِي الخاصرة والساقين دلّ على حَصَاة تحدث فِي الكلى وَإِن كَانَ يُوجد فِي الْعَانَة فَفِي المثانة. الْبَوْل العكر فِي الصعُود فِي الحميات يدل على التّلف لِأَن العكر والتثور يدلان على صعوبة الْعلَّة وَإِذا كَانَ فِي وَقت مُنْتَهى الْعلَّة صعباً فانه سيقهر الطبيعة. الْبَوْل الغليظ يَعْنِي الكدر فِي ابْتِدَاء الْمَرَض مَتى صفا فِي ابْتِدَاء البحران رَدِيء وَذَلِكَ أَن صفاءه لَيْسَ على تنقية لَكِن لرسوب أخلاط فِي الْبدن وَيكون بهَا عودات. الْبَوْل الغليظ الْكثير فِي عِلّة الفالج يحل الْمَرَض لِأَن هَذَا يستفرغ الخام. الْبَوْل الغليظ الْغَيْر المستوي مَعَ حمى ووجع الطحال يدل على خير وَذَلِكَ أَن الْحَرَارَة هُوَ ذَا تحلل الْفضل الغليظ من الطحال وتستفرغ بالبول فَأَما أَنه غير مستو فَلِأَن ذَلِك على قدر مَا تهبأ من فعل الْحَرَارَة فِي تِلْكَ الْمَادَّة الاسْتوَاء قد تقدمه هَهُنَا وَفِي جَمِيع قد قدمه ألف وَفِي جَمِيع العطب والمواضع الَّتِي تكون خَالِيَة فِي جَمِيع الْأَيَّام متشابهة. الْبَوْل الغليظ الَّذِي فِيهِ ثفل راسب نخالي أَو سويقي أَو صفائحي مَعَ حمى وألم فِي جَمِيع الْجِسْم يدل على الدق وَإِن كَانَ من غير حمى وَلَا ألم فِي جَمِيع الْبدن فَيدل على انه فِي المثانة. الْبَوْل الغليظ الَّذِي فِيهِ ثفل زيتي يدل على حَصَاة وَيقدر لَونه لون الْخَلْط الَّذِي تولد من فَضله فان كَانَ أَحْمَر فَمن فضلَة دموية.

الْبَوْل الْكثير الَّذِي يَجِيء زَمَانا طَويلا وَهُوَ غليظ ثخين ويخف عَلَيْهِ الْبدن يستفرغ من الْبدن الْبَوْل الْأَشْقَر الصافي يدل على غَلَبَة الصَّفْرَاء وَيحدث للأحداث والمستعملين للتعب وَالصَّوْم. والسحابة الْحَمْرَاء تدل على طول الْمَرَض وسلامته وَأَن يكون سَحَابَة وَلَو حَمْرَاء فَهُوَ أقصر مُدَّة من أَلا تكون سَحَابَة الْبَتَّةَ. لي الأبوال الَّتِي يَنْبَغِي أَن تطلب فِيهَا سحابات هِيَ للمستعمل الْخَفْض وَكَثْرَة الْغذَاء بِأَن أَبْوَال اللطيفي التَّدْبِير جدا لَا يجب أَن تطلب فِيهَا السحابات. الْبَوْل إِذا كَانَ أَكثر من الشَّرَاب إِن كَانَ مَعَه صِحَة أنذر بانحلالها وَإِن كَانَ فِي سل انذر بالذرب الشَّديد للبدن وَإِن كَانَ مَعَ امتلاء الْبدن أَو الْأَمْرَاض الإملائية فان الْبدن ينتقى وَينْتَفع. الْبَوْل إِذا كَانَ اقل مِمَّا يشرب فِي الأصحاء إِمَّا أَن يجْتَمع فِي أبدانهم وَإِمَّا أَن تَنْطَلِق بطونهم أَو يعرقون فان لم يكن كَذَلِك وأبوالهم ضَعِيفَة فَيبقى فِي الْبدن وتتولد أخلاط مائية. إِذا كَانَ الْبَوْل فِي الحميات الَّتِي فِيهَا يبس فِي اللِّسَان أَو عَلَيْهِ مثل الزنجار فِيهِ قطع مثل الدَّم) المتعقد يدل على الْمَوْت لِأَن الزنجار على اللِّسَان يدل على حرارت حريفة. فان كَانَ الْبَوْل أسود مَعَ ذَلِك وَهُوَ يسير وَهَذِه قطع الدَّم إِنَّهَا تنحدر من الكبد لحرافة الأخلاط وتجمد لشدَّة الْحَرَارَة والسواد يدل على التهاب ألف. شَدِيد هَهُنَا الْبَوْل الدهني رُبمَا يدل على اخْتِلَاط عقل لِأَنَّهُ إِذا جففت رُطُوبَة الْبدن خفف الدِّمَاغ. الْبَوْل الَّذِي يبال مرّة قَلِيلا وَمرَّة كَثِيرَة وَمرَّة يحتبس أصلا فِي الحميات الحادة يدل على عطب وَإِن كَانَت الحميات سليمَة دلّ على طول الْمَرَض لِأَنَّهُ فِي الرادءة يدل على شدَّة مُنَازعَة الطبيعة لِلْعِلَّةِ فَإِذا غلبت دفعت الْفضل بالبول وَإِذا غلبت لم تدفع فتحبس. وَإِذا حدث اللَّوْن والأبيض بعد الْأَشْقَر فِي الحميات الحادة أنذر باختلاط لِأَنَّهُ يدل فِي الْأَبْيَض أَن الْحَرَارَة قد صعدت إِلَى الرَّأْس وَفِي الْأسود على شدَّة احتراق الْبدن. إِذا كَانَ فِي الْبَوْل مُدَّة وَكَانَ مَعَ ذَلِك اقشعرار وغشاوة فِي الْبَصَر وعرق فِي الرَّأْس والرقبة يدل على امتداد الْجَانِبَيْنِ أَو يكون مزمعاً لِأَنَّهُ يدل على أَن الْمدَّة لَيست تستفرغ أَسْفَل كلهَا لَكِنَّهَا تصعد مِنْهَا طَائِفَة مَعَ الأخلاط إِلَى الرَّأْس فتلصق بالدماغ وتجففه وَذَلِكَ يكون فِي الخراجات الْعَظِيمَة فِي ذَات الْجنب والمعدة كثيرا. إِذا كَانَ مَعَ الامتداد بَوْل حرف الرَّائِحَة فانه مهلك لمن بِهِ عِلّة فِي الدِّمَاغ لِأَنَّهُ قد يدل على حرارة قَوِيَّة وعفن شَدِيد وَهَذَا مَعَ التشنج لَا برْء لَهُ.

الْبَوْل الأدكن والدموي العكر الْغَيْر المستوي فِي الْعلَّة ذَات الْجنب يدل على موت وَذَلِكَ أَن اللَّوْن الأدكن والدموي يدلان على تلهب شَدِيد والتلهب العطب والشديد يحدث خفقاناً شَدِيدا وَلَا يكون مَعَه مهلة للنضج فيألم الدِّمَاغ مَعَ الغشاء المستبطن للإضلاع فَيحدث لذَلِك الْمَوْت بإمساكه عَن النَّفس. الْبَوْل الَّذِي يبال بتقطر فِي الحميات المحرقة السليمة يدل على ورم حَار جدا فِي الرَّأْس وسيلان الدَّم من الْأنف وَهَذَا رَدِيء فِي الحميات الحادة لِأَنَّهُ يحدث من الرَّأْس أَعنِي الدِّمَاغ ضَرُورَة فِي الْأَفْعَال الإرادية. إِذا كَانَ فِي الْبَوْل بعد البحران سَحَابَة وَلم يكن رسوب أنذر بعودة لِأَنَّهُ يدل على بَقِيَّة لم تنضج. الْبَوْل الَّذِي يتَغَيَّر دفْعَة من عَلَامَات محمودة إِلَى عَلَامَات مذمومة فِي الْأَمْرَاض الحادة دَال على) الْمَوْت لِأَنَّهُ يدل على أَن الْقُوَّة قد ضعفت فِي الْغَايَة وَأَمْسَكت عَن المجاهدة. الْبَوْل الدموي والقيحي وَالْأسود المنتن الكريه الَّذِي فِيهِ ثفل أَخْضَر أَو أسود أَو شَبيه الشّعْر يدل على العطب لِأَن هَذِه العلامات تدل على علل رَدِيئَة كَثِيرَة. من الْكتاب المنحول إِلَى ج قَالَ: الْبَوْل الزيتي ثَلَاثَة أَنْوَاع: إِمَّا أَن يكون فَوْقه دسم وَإِمَّا أَن يكون فِي أَسْفَله ثفل دهني وَإِمَّا أَن يكون من أَوله إِلَى آخِره شَبيه بالزيت. قَالَ: الْبَوْل الَّذِي يشبه أَبْوَال الْحمير يَعْنِي المتثور بِأَيّ لون كَانَ يدل على فَسَاد أخلاط الْجَسَد. قَالَ: السحابة السَّوْدَاء رَدِيئَة جدا وخاصة للنِّسَاء والشيوخ والأصفر وَالدَّسم رديئان أَيْضا. وَقَالَ: بَوْل الأصحاء لَيْسَ فِيهِ ثفل إِن لم يكن إبطاء فِي الْإِنَاء طَويلا. الْبَوْل الْأَحْمَر مَعَ وجع الرَّأْس وَثقل الْبدن دَلِيل على عفونة وامتلاء. الْبَوْل الْأَحْمَر الغليظ مَعَ ضعف فِي الْمعدة وحكة فِي الْبدن يدل على كَثْرَة مرّة فِي الْبدن. الْبَوْل المائي مَعَ وجع بالشراسيف يدل على رُطُوبَة زَائِدَة فِي الْبدن. الْبَوْل الغليظ يحدث مَعَ وجع فِي القولنج وامتلاء الْبدن وَثقله. من أدمن الْبَوْل الْأَحْمَر مَعَ صِحَة الْجِسْم فَإِنَّهَا سَتَكُون حَصَاة فِي المثانة. وَكَذَلِكَ الغليظ إِذا أدمن فَإِنَّهَا سَتَكُون حَصَاة.

وَإِذا كَانَ الْبَوْل فِي بَدْء الْمَرَض الحاد نياً وَفِيه ثفل سويقي فان الْمَرِيض سيختلط عقله ويتشنج. وَإِذا كَانَ الْبَوْل فِي الْمَرَض الحاد أقل من عَادَته أَو قَلِيلا جدا فَذَلِك رَدِيء. وَإِذا لم يتَغَيَّر الْبَوْل الْبَتَّةَ فِي الْحمى فَذَلِك رَدِيء. وَإِذا كَانَ الْبَوْل يكثر فِي غير الْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي أَن يكثر فِي الحميات وَله ثفل راسب كثير دلّ على كَثْرَة الْحَرَارَة فِي الْبدن وَضعف. وَإِذا كَانَ الْبَوْل قَلِيلا وَله ثفل ذُو ألوان كَثِيرَة فَذَلِك شَرّ وَلَا سِيمَا إِن كَانَ مَعَ الْحمى زكام. وَإِذا كَانَ الْبَوْل لطيفاً مرياً فِي آخر الحميات فَفِي الكبد ورم ثَابت. وَإِذا كَانَ الْبَوْل يتَغَيَّر كل يَوْم فَذَلِك رَدِيء. وَلَا سِيمَا إِن كَانَ فِي الْحجاب ورم.

وَإِن كَانَ الْبَوْل فِي الْحمى اللهبة غليظاً العطب وقليلاً فَذَلِك رَدِيء وخاصة إِذا كَانَ الْبَطن مَعَ ذَلِك مُنْطَلقًا أَيْضا. وَإِذا كَانَ الْبَوْل أَحْمَر جدا قَلِيل الْمِقْدَار جدا أنذر بطول الْمَرَض.) وَإِذا كثر الْبَوْل المائي عِنْد صعُود الْحمى دلّ على ورم يحدث فِي أَسْفَل الْبدن. وَإِن كَانَ الْبَوْل فِي الْحمى اللهبة قَلِيلا وَله ثفل أَحْمَر فالمريض يخَاف عَلَيْهِ. وَإِذا دَامَ الْبَوْل الْأَبْيَض فِي الْحمى انْتَقَلت إِلَى الرّبع. وَإِن كَانَ الْبَوْل فِي الْحمى المحرقة كمد اللَّوْن فَذَلِك شَرّ. وَالْبَوْل الْأَخْضَر على خضرته الثَّابِت يدل على ذوبان الْبدن وخاصة إِذا كَانَ كثيرا. وَإِن كَانَ الْبَوْل فِي الْحمى الحادة مثل لون صدأ الْحَدِيد دلّ على كرب وعطش وعسر بَوْل سيعرض. الْبَوْل الشبيه بِالْبدنِ مهلك. وَإِن كَانَ مَعَ الْبَوْل الْأسود ضيق نفس فَذَلِك مميت. وَإِذا كَانَ الْبَوْل مائياً ثمَّ تبدل بعد فَصَارَ كدراً غليظاً والحمى لهيبة جدا وَعرض تشنج فَذَلِك شَرّ أَيْضا. وَإِن كَانَ الْبَوْل لطيفاً يضْرب إِلَى السوَاد وَفِيه تعلق فِي الْوسط مَعَ حمى محرقة فانه سيرعف وتنحل حماه بذلك. والثفل الْكثير فِي الْحمى الدائمة الطَّوِيلَة يذبل الْبدن. وَالْبَوْل الَّذِي مثل الدَّم سوى إِذا دَامَ يدل على موت فَجْأَة. وَالْبَوْل الحامض الشم فِي الْحمى المحرقة مميت. وَالْبَوْل الْأسود فِي ذَات الْجنب قَاتل وَفِيه دَال على الِاخْتِلَاط. وَالْبَوْل الْأسود مَعَ الْحمى اللهبة والثفل الْكثير الألوان مميت. وَإِذا كَانَ الْبَوْل اسود اللَّوْن مَعَ الْحمى اللهبة وَله ثفل مستدير يشبه النفط مَعَ نفخة الشراسيف دلّ على موت. وَإِذا كَانَ الْبَوْل مائياً الْحمى اللهبة وَكَانَ كثيرا جدا انْحَلَّت الْحمى بورم يحدث. الْبَوْل الْأَبْيَض الغليظ يدل على وجع فِي الكبد شَدِيد. الْبَوْل الغليظ الْأسود المنتن فِي حمى محرقة مميت. إِذا كَانَ الْبَوْل لطيفاً أسود واشتهى العليل الطَّعَام فانه مميت. وَإِذا كَانَ الْبَوْل كالزبدة والحمى حارة فَفِي الصَّدْر جرح.) الْبَوْل الْأَبْيَض الغليظ الْمُنْقَطع يدل على فالج. الْبَوْل اللَّطِيف الناري فِي حمى حادة محرقة يُؤذن بتشنج. الْبَوْل اللَّطِيف مَعَ ثفل دسم وَحمى لهبة دَال للشباب على الْمَوْت وللشيخ على الفالج. الْبَوْل اللزج فِي ورم الكلى رَدِيء. وَإِذا كَانَ الْبَوْل كعلق الدَّم المنعقد وبالحموم طحال ذبل طحاله. الْبَوْل الْأَشْقَر الَّذِي فِيهِ سِهَام من شُعَاع الشَّمْس ينذر باختلاط الْعقل. الْبَوْل الْأسود مَعَ الْحمى المحرقة ينذر بالتشنج. السحابة الشقراء دَالَّة على أَن الْمَرَض حاد جدا. السحابة السَّوْدَاء دَالَّة على سهر طَوِيل واختلاط. الْبَوْل الْأَحْمَر مَعَ الثفل الْأَصْفَر قَاتل. الْبَوْل الَّذِي يَتلون لوناً بعد لون رَدِيء جدا وَإِذا دَامَ بلون الْبدن مائياً وطالت الْحمى ودامت فانه سيستسقى. الْبَوْل الغليظ الكدر يحل وجع الكبد واللطيف يُثبتهُ. وَالْبَوْل الشَّديد الشقرة مَعَ طحال عَظِيم وثفل أسود شَرّ. الْبَوْل الْقَلِيل الَّذِي بلون الدَّم وَهُوَ مَعَ رقته رَدِيء وخاصة إِن كَانَ بالمحموم العطب وعرق النسا. من بَال بوجع الْعَانَة والمذاكير شبه العلق فِيهِ ثفل رملي فَفِي مثانته حَصَاة. فيثاغورس الإسْكَنْدراني: الْبَوْل الَّذِي يبال صافياً وَيبقى صافياً يدل على غَايَة النضج وَالَّذِي يبال صافياً ثمَّ يتكدر يدل على ابْتِدَاء الطَّبْخ وَالَّذِي يبال كدراً وَيبقى كدراً يدل على شدَّة الِاخْتِلَاط وَالِاضْطِرَاب وَأَن الْعلَّة قد انْتَهَت فِي سلطانها وَالَّذِي يبال كدراً ثمَّ يصفوا يدل على شدَّة الِاخْتِلَاط أَنَّهَا قد سكنت وَالْمَرَض قد أَخذ فِي النُّقْصَان. ألوان الأبوال الْأَصْلِيَّة: الْأَبْيَض والأصفر والأصهب والأشقر والأحمر وَالْأسود فالأبيض يكون لعدم الْمرة والأصفر يخلطه مرّة يسيرَة والأصهب مرّة أَكثر والأشقر يخالطه مرّة كَثِيرَة جدا والأحمر الدَّم وَالْأسود يدل على احتراق الدَّم أَو على الْبُرُودَة.

وَجَمِيع الأبوال الصهب والحمر وَإِن كَانَت فِي غَايَة الصَّبْغ إِذا لم يكن فِيهَا ثفل فَلَيْسَتْ نضيجة.) والشقرة والرقة يدلان على حِدة الصَّفْرَاء. الْبَوْل الغليظ الْأَبْيَض الكدر دَال على خام كثير. الْأَحْمَر الغليظ يدل على دم اسود. الرسوب الْأَصْفَر يكون من الصَّفْرَاء وينذر بَحر شَدِيد كثير جدا وَمرض خَبِيث حاد. والرسوب الْأَحْمَر يكون من الدَّم المورد الَّذِي لم يكمل نضجه فَلذَلِك يدل على خير إِلَّا أَنه طَوِيل. لي قد بَان أَمر الرسوب الْأَحْمَر والأصفر فِي أَي الْمَوَاضِع هُوَ جيد وَفِي أَيهَا أردأ. والرسوب الْأَصْفَر ألحقهُ بالأسود والأحمر بالأبيض لِأَن الْأَصْفَر أَن لَا يكون خير من أَن يكون. إِذا كَانَ إِنَّمَا ينذر بِفساد فعل الهضم من شدَّة الْحَرَارَة. وَإِمَّا الْأَحْمَر فألحقه بالأبيض لِأَن الغمامة الْحَمْرَاء أَن تكون خير من أَلا تكون. وَإِذا كَانَت تنذر بِأَن فعل الهضم طبيعي. الْبَوْل الزيتي الَّذِي يكون لذوبان شَحم الكلى علاماته أَلا يتقدمه رسوب آخر وَهُوَ الَّذِي يكون فِي الذبول لِأَن الَّذِي يدل على ذوبان شَحم الكلى لَا يكون عَلَيْهِ دسم قَلِيل أَولا ثمَّ يكثر. لكنه يكون من أول وهلة كالزيت فان هَذَا يدل على أَن شَحم الكلى يذوب قَالَ: والزيتية ثَلَاثَة أضْرب: لون الزَّيْت وَشبه الزَّيْت يَعْنِي فِي القوام وزيتي خَالص فِي اللَّوْن والقوام. وَالَّذِي من الكلى يتقدمه ذبول. واللون الزيتي ابْتِدَاء السل والقوام الزيتي وَسطه والكمال فِي الشّبَه بالزيت الذبول الْكَامِل والأثفال الكرسنية تتبع ذَلِك وَهُوَ أول التفتت من قطع اللَّحْم والنخالي من جرم الْعُرُوق فَهُوَ ويفصل بَين الكرسني هَل هُوَ قطع اللَّحْم من الكلى أم قطع من جَمِيع الْجَسَد من لُزُوم الْحمى ونضج الْبَوْل على مَا تقدم وَكلهَا بعيد من النضج والطبخ وَإِن الرّيح تشَتت الثفل فَهَذَا يحفف أَن الْبيَاض أقوى مَا ينظر فِيهِ العطب وَثمّ الْمَكَان على مَا قد وصناه. من كتاب الْإِسْكَنْدَر. قَالَ أفضل الْبَوْل الَّذِي يبال صافياً بَغْتَة ثمَّ يكدر مُدَّة صَالِحَة وأشرها الَّذِي يبال كدراً وَيبقى على ذَلِك. روفس قَالَ: إِذا ظهر الْبَوْل الزيتي بعد الْأسود آذن بِخَير وانحلال من الْمَرَض. من اسْتِخْرَاج حنين: الْبَوْل الْيَسِير رَدِيء لِأَنَّهُ يدل إِمَّا على ضعف الشَّيْء الَّذِي بِمَنْزِلَة الْبَوْل) وَإِمَّا على ضعف الْقُوَّة الدافعة. الْبَوْل الكدر الَّذِي لَا يرسب إِذا نزل رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على غليان من الْحَرَارَة الغريبة وعَلى عجز الطبيعة عَن نضجها.

الْبَوْل الْيَسِير الْأسود فِي الْأَمْرَاض الحادة رَدِيء لِأَن الْعلَّة تدل على أَن الْحمى قد أفنت رُطُوبَة الْبدن والسوداء ألف على أَن الصَّفْرَاء قد احترقت. الْبَوْل المائي الَّذِي يضْرب إِلَى السوَاد ينذر بمائية على طوال الْمَرَض وبسواده على رداءته. الْبَوْل الكدر المائل إِلَى الْحمرَة فِي الْيَوْم الْعشْرين يدل على أَن البحران لَا يتم وَلَا فِي الْأَرْبَعين الرسوب الْأَحْمَر لَا يَأْتِي وَلَا فِي السِّتين. إِذا بَقِي الْبَوْل مُنْذُ أول يَوْم من الْمَرَض على الكدر الَّذِي لَا يصفو أصلا يدل على الْهَلَاك بِسُرْعَة وخاصة فِي حمى رَدِيئَة وأعراض صعبة. الْبَوْل الْأَحْمَر فِي الْأَيَّام الأول إِن لم يسكن لَهُ ثفل الْبَتَّةَ هلك العليل وَإِن كَانَ لَهُ رسوب أَحْمَر تخلص العليل إِلَّا أَنه يطول. الملاسة والجراشة فِي الثفل عَظِيم الْقُوَّة فان فلَانا فِي أبيذيميا كَانَت غمامته حَمْرَاء ملساء وتخلص وَفُلَانًا كَانَت غمامته بَيْضَاء جريشة فَهَلَك. لي يجب أَن تنظر فِي هَذَا وَلَا تتكل على مثل هَذَا الْمِثَال الْوَاحِد فان الْبيَاض أقوى وَأعلم وَأعظم من الملاسة والخشونة وَرُبمَا ظَهرت بعد الغمامة الْبَيْضَاء أُخْرَى فِي الْأَيَّام حَمْرَاء وَتلك هِيَ من خلط آخر غير الأول. فَأَما الْأَبْيَض فَلَا يحمر وَلَكِن الْأَحْمَر يبيض. والغمامة الدكناء متوسطة بَين الْحَمد والذم. الْبَوْل الْأَحْمَر الغليظ لَا يصفو إِذا بيل فِي أول الْمَرَض يدل على ورم الكبد من الدَّم وكدرته للحرارة الغريبة. الْبَوْل الكدر يدل على قُوَّة الْمَرَض إِذا عَاد الكدر إِلَى الرقة أَطَالَ زمن البحران وأخره. قَالَ حنين: الْبَوْل الزيتي الَّذِي قَالَ ج فِيهِ أَنه لَا يدل على مَكْرُوه لَيْسَ بزيتي لِأَن لون الزَّيْت اصفر وأخضر وَهَذَا لَا يدل على خير الْبَتَّةَ وَلَا على نضج. النِّسَاء اللواتي يمرضن من احتباس الطمث فِي النّفاس يبلن بولاً أسود. الْبَوْل الرَّقِيق الْأسود إِذا لبث مُدَّة طَوِيلَة مهلك لَا محَالة.) الثفل الَّذِي لَونه لون الكرسنة وَالَّذِي لَونه لون الزرنيخ يكون من عِلّة فِي المثانة أَو الكبد. والثفل الْأسود الرَّمْلِيّ فِي من فِي مثانته عِلّة. قَالَ: كلما كَانَ الْبَوْل الْأسود أغْلظ فَهُوَ أردأ. الرسوب إِذا ظهر بعد النضج فَهُوَ حميد فِي الْغَايَة يدل على انحلال الْمَرَض وَمَتى كَانَ ظُهُوره فِي أول الْمَرَض دلّ على شدَّة التثور العطب ووالأخلاط. الْبَوْل الَّذِي فَوْقه غبب يدل على عِلّة بَارِدَة فِي الكلى يطول لبثها.

(نهش الْإِنْسَان وَالْكَلب) (وَغير الْكَلْب والبغل والقرد وَابْن عرس والفأرة والعظاية.) من كتاب يسب إِلَى ج: الحضض نَافِع لنهشة الْكَلْب غير الْكَلْب يطلى عَلَيْهِ. 3 (عض الْكَلْب للْإنْسَان) بولس قَالَ: إِذا عض الْإِنْسَان كلب فرش عَلَيْهِ من ساعتك خلا وَاضْرِبْ مَوضِع العض بكفك مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ اسحق نطروناً بخل وانطله بِهِ ثمَّ ضع عَلَيْهِ صُوفًا مغموساً بخل وزيت أَو ضمد مَوضِع ببصل مدقوق بِعَسَل. فَأَما العضة الَّتِي عرضت فِيهَا حرارة فضع عَلَيْهَا دَقِيق الكرسنة معجوناً بِعَسَل. فانه خَاص لهَذَا. وَإِمَّا الَّذِي قد عض فِيهِ ورم حَار فالطخه بمرداسنج مسحوقاً بِمَاء وخل. قَالَ: 3 (عضة ابْن عرس) يكمد مَوضِع العضة وينجع جدا وينفع مِنْهُ أَن تضمد العضة ببصل أَو ثوم أَو أَن يُؤْكَل مِنْهَا وَيشْرب عَلَيْهِ. يعرض مِنْهَا نخس ونفاخات حول الْعُضْو مَمْلُوءَة رُطُوبَة ويكمد ويسرع إِلَيْهِ العفونة ويعرض مِنْهَا مغص وعسر الْبَوْل وعرق بَارِد وينفع مِنْهُ أَن يضمد بدقيق شعير مَعَ سكنجبين أَو يضمد بالعقاقرحا بشراب أَو جاوشير وجنطايا ويسقون من الْمَرْء جُزْءا وَمن الزَّوَائِد ثُلثي الْجُزْء. وأشر مَا يكون عضة الْإِنْسَان إِذا كَانَ صَائِما أَو رَدِيء المزاج فلتمسح العضة بالزيت ثمَّ يضمد بدقيق الباقلى بِمَاء وخل ودهن ورد ويبدل الضماد مَرَّات كَثِيرَة فَإِذا سكنت الجرارة والورم حِينَئِذٍ يعالج كعلاج سَائِر الْجِرَاحَات. 3 (الأقراباذين الْقَدِيم) كل عضة الْإِنْسَان وَغَيرهَا انطلها أَو أَدَم ذَلِك وتمص مَرَّات قبل ذَلِك وتكمد بالنفاخات وبالخبز والدقيق حَتَّى تقيح جدا فان قاح بط فان كَانَ قيحه رديئاً فالخراج يذهب إِلَى العفن. فَاعْلَم أَنَّك إِن لم تستقص الجذب فتقصه بِالشّرطِ والكي والأدوية القوية لم يذهب إِلَى ذَلِك فَاعْلَم انك قد تقصيت الجذب وَلم يكن للناهش رداءة تخرج فِي أنيابه فَلَا بَأْس عَلَيْهِ. الأبخرة مَتى تضمد مَعَ الْملح أَبْرَأ القروح الْعَارِضَة من عض الْكَلْب.

افسنتين مَتى شرب بشراب نفع من عضة موغالي. دق البصل مَعَ الْملح وسذاب وَوضع على عضة الْكَلْب الأهلي نفع. البلبوس نَافِع من عضة الْكَلْب الأهلي. الْجَوْز مَتى خلط بالبصل وَالْملح مَعَ عسل نفع من عضة الْكَلْب وَالْإِنْسَان. الحنضة الممضوغة تَنْفَع من ذَلِك. دَقِيق الكرسنة مَعَ الشَّرَاب نَافِع من عضة الْإِنْسَان وَالْكَلب إِذا تضمد بِهِ. لِسَان الْحمل نَافِع لعضة الْكَلْب تخص الْإِنْسَان وَكَذَلِكَ السذابين التِّين الْفَج مَعَ الْعَسَل. التِّين العطب ز والكرسنة وَالْعَسَل نَافِع من عضة ابْن عرس. الثوم والكمون الْخلّ وَالْملح الْمُعْتق لعضة الْكَلْب وَالْإِنْسَان. جوز مقشر من قشريه ينعم دقه مَعَ ملح ويعجن بِعَسَل وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو تُوضَع عَلَيْهِ حنضة ممضوغة وَلبن التِّين والكرسنة وَالْملح والسذاب وَالْعَسَل والنعنع نافعة لعضة الْكَلْب يضمد مَرَّات ويرش عَلَيْهِ خل خمر ويضمد بِهِ بورق العوسج مَعَ خل خمر أَو صعتر بري وملح الْعَجِين أَو بصل وكرسنة مَعَ عسل ويطلى عَلَيْهِ مرداسنج بِمَاء ورد وباخرة يوضع خمر عَتيق وكراث وشحم ويكفى أَن يُوسع الْجرْح يَوْمًا فَقَط. الْيَهُودِيّ: أحجمه بِلَا شَرط ثمَّ ضع عله خمرًا بدهن ورد واسقه حلتيتاً وأطعمه تفاحاً. وَشر العضات عض السوداوي جدا أَعنِي من الْكلاب وَالنَّاس. قاطانجس: النهشات والعضات لَا تحْتَاج إِلَى القابضة بل إِلَى الجاذبة بِقُوَّة قَوِيَّة. أَبُو جريج: مرهم الزفت جيد جدا من عضة الْكَلْب وَالْإِنْسَان. أطهورسفس: غراء السّمك مَتى طلي وضمد بِهِ عضة الْكَلْب نفع جدا. أَبُو جريج من مداواة الأسقام قَالَ: ضع على عضة الْكَلْب والقرد وَالْإِنْسَان رَمَادا معجوناً بِعَسَل وَإِن ورم فاطل بمرداسنج. ابْن البطريق: لعضة الْكَلْب اطله بحضض بِمَاء بَارِد فَإِذا قاحت العضة ضمد بعدس مطبوخ أَو بملح وَعسل ويربط وَلَا يحل أسبوعاً فانه يُبرئهُ ويدق شاه بلوط مَعَ بصل وزيت ويضمد وَهَذِه تصلح لعضة الْإِنْسَان أَو شاه بلوط مَعَ ملح. ولعضة الْكَلْب ورق القثاء وَالْخيَار يعجن بشراب وَيُوضَع عَلَيْهِ.

(عضة الْكَلْب والقرد) (وَابْن عرس وَالْحمير وَالْبِغَال وَنَحْوهَا وعلاج عض الْإِنْسَان.) اطهورسفس قَالَ: بوال الْإِنْسَان إِذا عتق بجذب السم من عضة الْإِنْسَان والقرد ويمنعه من التورم. العلاج زبل الْإِنْسَان وَإِن أحرق زبل الْإِنْسَان وذر على عضته أَبْرَأ مِنْهُ. ج: الأبخرة مَتى ضمد بِهِ مَعَ الْملح أَبْرَأ القروح الْعَارِضَة من عض الْكَلْب. د: افسنتين مَتى شرب بشراب نفع من عضة موغالي. د: البلبوس إِذا تضمد بِهِ مَعَ عسل نفع من الْكَلْب وَغير الْكَلْب. الخوز مَتى خلط بِهِ بصل وملح وَعسل كَانَ جيدا لعضة الْكَلْب وَالْإِنْسَان. الْحِنْطَة مَتى مضغت وضمد بهَا عضة الْكَلْب نَفَعت. دَقِيق الكرسنة مَتى خلط بِالشرابِ نفع من عضة الْإِنْسَان وَالْكَلب إِذا ضمد بِهِ. أصل لوزمر مَتى ضمد مَعَ عسل كَانَ جيد لعضة الْكَلْب. لِسَان الْحمل مَتى تضمد بِهِ مَعَ ملح نفع من عضة الْكَلْب العطب ز فان زيد مَعَه كرسنة نفع من عضة ابْن عرس. الثوم مَتى خلط مَعَ ورق التِّين والكمون وضمد بِهِ نفع من عضة ابْن عرس. د: 4 (الْخلّ) ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة النافعة لعضة الْكَلْب وَالْإِنْسَان: يُؤْخَذ من الْجَوْز المقشر من قشريه فَيدق نعما وَليكن مَعَه ملح الْعَجِين ويعجن بِعَسَل وَيُوضَع عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ تفعل الْحِنْطَة المحرقة وع البصل وَالْعَسَل. لبن التِّين ودقيق الكرسنة وَالْملح والسذاب مَعَ عسل ونعنع نَافِع أَو يوضع عَلَيْهِ الْعَسَل وَالْملح والبصل. لعضة الْكَلْب غير الْكَلْب يكمد العضة مَرَّات ويرش عَلَيْهَا خل خمر كَذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام وَيُوضَع عَلَيْهِ بورق أرميني يجدد كل يَوْم ويذر عَلَيْهِ دَقِيق الكرسنة أَو يوضع عَلَيْهِ ورق صعتر بري وملح الْعَجِين أَو كرسنة مدقوقة مَعَ شَيْء من عسل ويطلى

عَلَيْهَا مرداسنج بِمَاء الْورْد وبأخره يوضع عَلَيْهِ خبز وكراث وشحم يَكْفِي أَن يُوسع الْجرْح يَوْمًا فَقَط. لي الترياق إِلَى قَيْصر: مَتى دلك ابْن عرس بعد ذبحه وسلخه على مَوضِع نهشته نفع من سَاعَته وَقد جربت ذَلِك. من سموم جالينوس قَالَ: النهشات والعضات لَا تحْتَاج أدوية قابضة قَالَ: إِنَّمَا تحْتَاج إِلَى أدوية تجذب مَا فِي عمق الْبدن جذباً. من سموم ج: أطل على عضة الْكَلْب القنطوريون رطبا مدقوقاً نعما.) ابْن البطريق: لعضة الْكَلْب غير الْكَلْب اطل مَوضِع العضة بحضض واحشها حَتَّى تبلغ قعرها وضمدها بالبصل وَالْملح والخل مدقوقة أَو يمْلَأ مَوضِع العضة برماد الشبث ويربط وَلَا يحل أسبوعا فانه يُبرئهُ أَو يدق الشاه بلوط مَعَ بصل وزيت ويضمد بِهِ وَهَذِه تصلح لعضة النَّاس أَو شاه بلوط مَعَ ملح. ويعجن ورق القثاء وَالْخيَار بشراب وَيُوضَع على عضة الْكَلْب.

(العقارب والجرارات) (والرتيلا والعظايا والشبث وَهُوَ ضرب من رتيلا) الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: لدغت رجلا عقرب فَكَانَ يَقُول إِنَّه يحس كَأَنَّهُ يضْرب بحجارة من جليد وَبرد بدنه كُله وَكَانَ يعرق عرقاً بَارِدًا. قَالَ: وَإِذا وَقعت فِي عصبَة أَو شريان عرضت أَعْرَاض رَدِيئَة جدا. السَّابِعَة من 3 (الميامر) ينفع من لذع الْعَقْرَب أفيون وبزربنج بِالسَّوَادِ يعجن بِعَسَل وَيُعْطى مِنْهُ. لي خبرني رجل صَدُوق أَن عقرباً لدغته فَأخذ من المداد الْهِنْدِيّ فسكن مَا بِهِ كُله وَأَخذه بشراب صَالح الْمِقْدَار. الباذروج وضع على لذعة الْعَقْرَب لدغت غُلَاما فسكن الوجع. أصُول الحنظل وَأَخْبرنِي الْغُلَام النطرني عَن الإعرابي أَنه لدغته الْعَقْرَب فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع فَسَقَاهُ وزن دِرْهَمَيْنِ من أصُول الحنظل مسموقة فسكن مَا بِهِ على الْمقَام لي: يُؤْخَذ جوز وثوم مقشران يدقان بالسواء يُؤْخَذ مِنْهُ أُوقِيَّة وَاحِدَة ثمَّ ينْتَظر سَاعَة ثمَّ يشرب عَلَيْهِ رَطْل من النَّبِيذ الصّرْف الصلب آخر: جوز وثوم بِالسَّوِيَّةِ ورق السذاب الْيَابِس وحلتيت وَمر من كل وَاحِد نصف جُزْء يجمع بِالتِّينِ وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم برطل شراب لي: خبرني النَّصْرَانِي وَجَمَاعَة جربوا أمصل لاحنظل فوجدوه عَظِيم النَّفْع للسع الْعَقْرَب يشرب أَو يدلك بِهِ ترياق مُحَمَّد بن خَالِد تسخن مِنْهُ أَطْرَاف الْيَد على الْمَكَان ويسكن الوجع. زراوند طَوِيل وجنطياناً وَحب الْغَار وقشور أصل الْكبر وأصول الحنظل وافسنتين نبطي وعروق صفر وفاشرا. من الْمقَالة الأولى ترياق قوي جدا مر جاوشير أفيون درخمي من كل وَاحِد فاشرا أصل الزروند الطَّوِيل عاقرقرحا أَربع درخمات بزر السذاب وكمون حبشِي وبزر حندقوتي من كل وَاحِد نصف درخمي صمغ قَلِيل بِقدر مَا يلزجه يعجن بالخل ويقرص ويسقى مِنْهُ درخمي لَا تزيد فانه يقتل إِذا أفرط مِنْهُ

آخر: خل قد طبخ فِيهِ ورق السذاب فان احْتِيجَ إِلَيْهِ سقِِي بعد ساعتين ثَلَاث مَرَّات وَإِن عرض فأعده. ترياق وللعقرب والرتيلا: جندبادستر فلفل أَبيض مر أفيون بالسواء يقرص ويسقى مِنْهُ ثَلَاثَة أوبولوس بِأَرْبَع أَوَاقٍ من شراب صرف فانه يسكن وجع الرتيلا من سَاعَته وَكَذَلِكَ الْعَقْرَب. قَالَ: وَكَذَلِكَ الفاشرا عَظِيم الْقُوَّة فِي لذع العقارب والرتيلا. لي عِنْدِي مِمَّا قرأته من كتاب الْأَدْوِيَة وَغَيره أَن طراقوطولش وَهُوَ القرطم الْبري وَهُوَ الَّذِي يذكر د: أَنه مَتى مسكه الملسوع من الْعَقْرَب بِيَدِهِ سكن وَجَعه على الْمَكَان فان طَرحه عاوده وَهُوَ يعد فِي أَصْنَاف الشوك كالحرشف وَالْكبر وَنَحْوه فاعرفه أَنْت أَنه يشبه القرطم بِمَا قد وَصفه د: من علاماته واستقص صفته ألف. لي للسع الْعَقْرَب مجرب يُؤْخَذ ثوم مقشر وزن خَمْسَة دَرَاهِم جوز عشرَة دَرَاهِم حلتيت وزن دِرْهَم فَيُؤْخَذ كُله وَيشْرب عَلَيْهِ رَطْل بشراب بعد نصف سَاعَة من أَخذه ثمَّ طل آخر فانه يَبْتَدِئ يتعرق فليتدثر ولينم ثمَّ يعْنى بِهِ من غَد بالفصد وَنَحْوه إِن احْتَاجَ إِلَيْهِ. الْيَهُودِيّ: مَتى شدخت الْعَقْرَب وضمد بهَا منعت من ترقي السم من ذَلِك الْموضع وَمَتى ضمد بهَا مَكَان لَا لذع فِيهِ أخدره وأمات الدَّم فِيهِ. لي أَخْبرنِي غير وَاحِد أَنهم جربوا زَيْت العقارب للعقرب فوجدوه نَافِعًا. طلاء يسكن الوجع من سَاعَته: كيجل وفربيون وتفسياً يتَّخذ شيافاً وَيرْفَع وَعند الْحَاجة يحل ويطلى. أهرن قَالَ: يكون من لسع الْعَقْرَب تشنج وخدر فِي العصب وينفع مِنْهُ ترياق الْأَرْبَعَة والشحنزايا ودواء الحلتيت والثوم المربى والربط فَوق الْموضع والتكميد بالنخالة المطبوخة بِالْمَاءِ. 3 (الجرارات) فَأَما الجرارة فان سمها حَدِيد حَار وَلَا يحس فِي أول يَوْم لسعها بوجع لَكِن بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ يغمى عَلَيْهِ ويتغير لَونه ويرم اللِّسَان وَرُبمَا بَال الدَّم وَرُبمَا تقرح مَكَانَهُ قروحاً متكاثفة وَأفضل مَا لوطف بِهِ المض بالمحاجم العطب ز والكي على مَوضِع اللسعة واسقه مَاء الطرخشقوق ودهم الْورْد وَمَاء الشّعير وَسَوِيق التفاح وَبِالْجُمْلَةِ جَمِيع مَا يبرد وَإِن امتسك بَطْنه حقن. ترياق اللبني مَشْهُور بليغ الطلمسات قَالَ: مَتى شدخت الْعَقْرَب وَوضعت على مَكَان اللسعة نَفَعت جدا. قَالَ: وَإِن استف كفا من ملح الْعَجِين برِئ مَكَانَهُ.

وينفع مِنْهُ جدا أَن يرش خل على حجر محمى وَيُوقف الْعُضْو فَوْقه. لي أَخْبرنِي أَبُو نصر أَن عقرباً لسعته فَأخذ من سَاعَته زنه أَربع دَرَاهِم من ترياق الْأَرْبَعَة فسكن مَا بِهِ على الْمَكَان. قَالَ: وَإِن ضمد الْموضع بأصول الحنظل نفع جدا. لبن التِّين والفج مَتى دلك بِهِ الْموضع برِئ. لي أرى أَن البلاذر مَتى دلك بِهِ نفع. الزَّيْت وَالْملح شرك الْهِنْدِيّ قَالَ: علاج لسع الْعَقْرَب التعريق والدلك بالزيت وَالْملح والتكميد بعد ذَلِك وحسه أَشْيَاء حارة كي يعرق. مَجْهُول: يُؤْخَذ من الأشنان الْخضر وَهُوَ الحرض فينحل بحريرة ويلت بِسمن الْبَقر ويعجن بِعَسَل وَيُعْطى مِنْهُ مثقالين من لسعته عقرب فَإِنَّهُ يسكن مَكَانَهُ واسقه بِمَاء فاتر. حنين من اختباراته للسع الْعَقْرَب مجرب يسكنهُ تسكيناً عجيباً: يُؤْخَذ دَاخل الرته الْهِنْدِيَّة فَيدق وَيشْرب بِمَاء. قَالَ: وينفع مِنْهُ أَن يطلى بنفط أَبيض أَو يضمد بالثوم المخبص بالسمن أَو الجندبادستر والثوم وَالزَّيْت أَو يطلى الْموضع بِمَاء الكراث الَّذِي لم يصبهُ مَاء يسكن على الْمَكَان. لي يدلك بالبصل حَتَّى يلتهب فيحترق وينفع مِنْهُ أَن يطلى بِمَاء الهندباء. والطرخشقوق مَتى أكل نفع من لذع العقارب. بولس قَالَ: يعرض من لذع الرتيلا برد فِي الْموضع وحكة وَبرد فِي الْأَطْرَاف ورعدة وعرق بَارِد وصفرة اللَّوْن وامتداد العصب وعسر الْبَوْل أَو درورة ورطوبة فِي الْعين وتمدد فِي الْبَطن وانكسار اللِّسَان حَتَّى لَا يبين الْكَلَام فَإِذا جَلَسُوا فِي المَاء الْحَار سكن عَنْهُم الوجع ثمَّ يعود سَرِيعا. وَهُوَ مثل العنكبوت فانطل الْموضع بِالْمَاءِ وَالْملح الْحَار وَأكْثر من الْحمام واسقه الزراوند والكمون زنة) ثَلَاثَة دَرَاهِم براب أَو بزرواند ودقيق الشّعير أَو بشراب ممزوج قد غلي فِيهِ جوز السرو وضمد الْموضع برماد سخن وبالتين معجونين بشراب أَو بزراوند ودقيق شعير معجونين بخل. 3 (لذعة العنكبوت) فنها تهيج تَارَة وتسكن أُخْرَى ويعرض مَعَه برد الْأَطْرَاف وإنتشار الْقَضِيب ورياح فِي الْبَطن وَيقوم شعر الْجَسَد وينفع من ذَلِك أَن يسقوا زنة ثَلَاثَة دَرَاهِم من الزرواند بشراب قد إِلَى فِيهِ جنطياناً وفوذنج غلياً جيدا واسقهم السعد بشراب أَو الحلتيت وأدخلهم الْحمام وليكثروا التعرق وَيشْرب الشَّرَاب الصّرْف أَو يشْربُوا الْحبَّة السَّوْدَاء بشراب.

ترياق العقارب الردية والرتيلا: دردي الشَّرَاب سِتَّة كبريت أصفر ثَمَانِيَة بزر السذاب ثَلَاثَة جندباستر دِرْهَمَانِ العطب ز بزر الجرجير دِرْهَمَانِ يجمع بِدَم سلحفاة بحريّة الشربة دِرْهَمَانِ بِخمْس أوراق من شراب. ترياق آخر: عاقرقرحا وزروائد بِالسَّوِيَّةِ فلفل أَبيض نصف جُزْء محروت ربع جُزْء الشربة كالباقلى. التَّذْكِرَة للعقارب الردية: أصل الْكبر وزراوند طَوِيل وَحب الْغَار وجنطايا بالسوء يسقى بشراب أَو يسقى دَوَاء الحلتيت والسذاب. لي أدوية للذع الْعَقْرَب لتكن لَطِيفَة تلهب الْبدن من ساعتها لَا قبض فِيهَا وَلَيْسَ قشور الْكبر مِنْهَا. الحلتيت والمر والفلفل والثوم والعاقرقرحا وَنَحْوهَا وَالشرَاب الْعَتِيق الريحاني. ابْن سرابيون قَالَ: لسعة الْعَقْرَب يحس فِيهَا تلهب تَارَة وتبرد أُخْرَى ويعرض مَعَه عرق بَارِد واختلاج الشّفة وَرُبمَا عرض الغشى وَرُبمَا انتفخت الأرابى والآباط وانتشر الذّكر وعلاجه ترياق الْأَرْبَعَة والشخزنايا ودواء الحلتيت. وَهَذَا المعجون خَاص لَهُ: جندبادستر قشر أصل الْكبر تَرَبد وزراوند طَوِيل وعاقرقرحا بالسواء يعجن بالعسل الشربة دِرْهَمَانِ بشراب صرف. فان لم يحضر شَيْء من هَذِه فأطعمه الثوم واسقه عَلَيْهِ شراب وانطل الْموضع بطبيخ النخالة وضمده بثوم واطله بالحلتيت. وَينْتَفع بِالْفِضَّةِ فِيهَا إِذا وضعت على مَوضِع اللذعة نفعا عَاجلا من سَاعَته. وينفع أَن يعرق الْعُضْو بِأَن يُقَام فَوْقه بخار مَاء حَار كثير الْحَرَارَة ويشد مَا فَوق اللذعة قبل ذَلِك واسقه شرابًا صرفا.) لي خبرني رجل أَن عقرباً لذعته فَأخذ القلى بخل وضمد بِهِ فسكن. د: السعد جيد للذع الْعَقْرَب. القردمانا مَتى شرب من الحَدِيث مِنْهُ والحريف الساطع الرَّائِحَة زنة دِرْهَمَيْنِ نفع من لسع العقارب جدا أَو يشرب بِالشرابِ. حب الْغَار يسقى بِخَمْر للسع الْعَقْرَب. حب الآس مُوَافق جدا إِذا سقِِي بِالشرابِ للسع الْعَقْرَب والرتيلا. بزر الحماض الْبري نَافِع للسع العقارب وَإِن تقدم أحد فِي شربة ثمَّ لسعته عقرب لم تحك فِيهِ وَمَتى أكل إِنْسَان باذرجاً فلسعته عقرب لم يجد ألماً. وأصبحت فِي نُسْخَة أُخْرَى: لم يتَخَلَّص من الْمَوْت. الحلتيت جيد للسع العقارب مَتى شرب أَو طلي بِهِ. الخوز: قاطبة الْحذاء جيد للسع العقارب شرب أَو ضمد بِهِ.

ماسرجويه: إِنَّه بليغ النَّفْع جدا وَقَالُوا: الطرخشقوق نَافِع من لسع العقارب. أَبُو جريج: طبيخ البابونج يصب على لسع الْعَقْرَب فيسكن مَكَانَهُ. الخوز: السكيبنج جيد للذع الْعَقْرَب جدا شرب أَو طلي عَلَيْهِ. الفلاحة: الفجل يقتل العقارب مَتى شدخ وَطرح عَلَيْهَا وبزه ينفع إِذا شرب من لذعتها وَإِذا لسعت الْعَقْرَب أكل الفجل لم يتألم إِلَّا بِمَا بَال بِهِ. حنين فِي كتاب الترياق: الفلفل يسقى للذع الْعَقْرَب. ماسرجويه: الفوتنج الْبري جيد للسع الْعَقْرَب جدا. والدوقو أَنْفَع من شَيْء للسع الْعَقْرَب والرتيلا. عصارة حَيّ الْعَالم يسقى للرتيلا. مَاء الْبَحْر يسخن فِيهِ من الرتيلا روفس وجالينوس للرتيلا: يضمد برماد خشب التِّين وملح يعجن بشراب ويضمد بِهِ أَو يضمد بزراوند قد يعجن بخل وَعسل أَو يغسل الْجرْح بملح وَيدخل الْحمام أَيَّامًا تباعا ويسقى طبيخ السرو ويسقى ثَمَرَة الطرفا ودارصيني بشراب. ترياق للرتيلا: زراوند طَوِيل وَشَيخ وسوسن اسمنانجوني وأصل السوسن الْأَبْيَض وسنبل رومي وعاقرقرحا وبزر الْجَوْز الْبري وخربق أسود وكمون وبورق وورق الينبوت وَحب الْغَار) وإنفحة الأرنب ودارصيني وسرطان نهري وعود بِلِسَان وحبة بزر الحندقوتي وَجوز السرو وبزر الكرفس بالسواء يعجن بِعَسَل الشربة جوز مطبوخ وَيدخل الْحمام وَيصب عَلَيْهِ مَاء حَار وَيشْرب بشراب عَتيق. ابْن البطريق قَالَ: هَذِه أَعنِي الرتيلا كَثِيرَة الْأَنْوَاع. فالحمراء يعرض من عضتها وجع يسير سَرِيعا. والسوداء والرقطاء يعرض مِنْهَا وجع وحكاك ومغس وَاخْتِلَاف. والكوكبية الَّتِي على ظهرهَا خطوط براقة مستوية يعرض مِنْهَا وجع شَدِيد وقشعريرة وَثقل الرَّأْس واسترخاء الْبدن. والصفراء الَّتِي عَلَيْهَا شبه الزغب يعرض مِنْهَا برد الْجَسَد كُله ووجع شَدِيد فِي مَوضِع اللسعة والشبث يعرض مِنْهُ وجع الْمعدة وقيء وعسر الْبَوْل والرجيع وَيقتل سَرِيعا. والمصرية قاتلة. والزنبور يرم من لسعته الْبدن ويتشنج ويسبت وتضعف الركبتان. وَأما الصَّغِيرَة الَّتِي تشبه الذراريح فتنفط الْبدن وتثقل اللِّسَان وتوجع جدا.

فِي النافعة من لسعة الْعَقْرَب ونهش الجرارات والرتيلا قَالَ ج: حب الآس تَنْفَع عصارة حبه من نهش الرتيلا مَتى خلط بشراب وَمن لسعة الْعَقْرَب. الحلتيت يداف بِزَيْت ويتمسح بِهِ للسعة الْعَقْرَب. البارذورج مَتى ضمد بِهِ نفع من لسع العقارب. الخركوك وَهِي الجرادة الْعَظِيمَة الَّتِي لَا جنَاح لَهَا مَتى جففت وشربت نَفَعت من لسع العقارب. الهدبا مَعَ أُصُولهَا يضمد بِهِ فينفع من سع الْعَقْرَب. قَالَ بن ماسويه: الطرخشقوق مَتى شرب مَاؤُهُ معصوراً أَو دق وَوضع على لسع الْعَقْرَب نفع مِنْهُ. الحماما ينفع من لسع الْعَقْرَب مَتى ضمد بِهِ مَعَ باذروج. د: الْحبَّة الخضراء مَتى شربت وَافَقت لذع الرتيلا. قَالَ ج: أما الْحجر الَّذِي يعرف بِحجر الشّعير فقد وثق النَّاس بِهِ أَنه يشفي لسع الْعَقْرَب. ونهش الرتيلا تَنْفَع مِنْهُ ثَمَرَة الطرفاء.) د: الكبريت مَتى تضمد بِهِ مَعَ الراتنج أَبْرَأ لسعة الْعَقْرَب وَكَذَلِكَ مَتى اسْتعْمل مَعَ خل. منحنتوش البستاني مَتى شرب ألف ز مَعَ فلفل نفع من لسع الْعَقْرَب وَيُقَال إِنَّه مَتى وضع على الْعَقْرَب أخدره. وَقَالَ: المرزنجوش الْيَابِس إِن ضمد بِهِ مَعَ عسل نفع من لسع الْعَقْرَب. د: الْملح مَتى ضمد بِهِ مَعَ بزر الْكَتَّان للسع الْعَقْرَب نفع. مَاء الْبَحْر يسخن وَيدخل فِيهِ فينفع من لذع الْعَقْرَب. السعد نَافِع من لذع الْعَقْرَب. لحم السّمك المالح مَتى تضمد نَفَعت من لذعة الْعَقْرَب. وَقَالَ: مَتى دقَّتْ الْعَقْرَب وَوضعت على لدغتها نفعتها وَمَتى شربت وأكلت فعلت ذَلِك. النمس مَتى شقّ وَوضع على لسعة الْعَقْرَب سكنها. ج: الوزغ نَافِع مَتى وضع على لذع الْعَقْرَب. اتّفق النَّاس على أَن الْفَأْرَة مَتى شقَّتْ وَوضعت على لذع الْعَقْرَب نَفَعت. القردمانا يشرب بِخَمْر فينفع للذع الْعَقْرَب. القرطم الْبري مَتى سحق ورقه أَو حمته أَو ثَمَرَته وشربت بفلفل نَفَعت من لذع الْعَقْرَب.

وَقد زعم بعض النَّاس انه مَتى أمْسكهُ الملسوع لم يجد الوجع فان طَرحه توجع فان أَخذه ثَانِيَة لم يجد الوجع فَإِن طَرحه توجع وَهَكَذَا أبدا. القيصوم مَتى شرب بشراب نفع من لسع الْعَقْرَب. لبن التِّين نَافِع من لسع الْعَقْرَب مَتى قطر عَلَيْهَا. ابْن ماسويه قَالَ: الثوم يقوم مقَام الترياق فِي لذع الْهَوَام الْبَارِدَة وَحب الْغَار يشرب بِالْخمرِ للذعة الْعَقْرَب قَالَ ج الفاريقون نَافِع من نهش الْهَوَام الْبَارِدَة. لن الخس الْبري يسقى للذعة الْعَقْرَب الْخلّ: إِن حب وَهُوَ حَار شَدِيد على لسعة الْعَقْرَب نفع نفعا عَظِيما اسْتِخْرَاج: حَتَّى شربت زهرَة الْخُنْثَى وثمرتها بشراب عظم نَفعه من لسع الْعَقْرَب. للعقرب: عاقرقرحا أصُول الزوفا تجمع وتشرب بأوقية شراب ويؤكل على أَثَره بندق وَيشْرب بشراب. دَوَاء جيد للسع العقارب: خُذ من الحشيشة الَّتِي تسمى حمة الْعَقْرَب ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَمن الثوم) أَرْبَعَة وحلتيت وصعتر بري وبزر كراث من كل وَاحِد مِثْقَال يعجن بِعَسَل وَيشْرب زنة دِرْهَمَيْنِ أهران قَالَ الجدوار نَافِع من لسع الجرارات مَتى أكل وَوضع عَلَيْهِ. الْأَعْضَاء الألمة: مَتى وَقعت لسعة الْعَقْرَب على عرق ضَارب أحدثت غشياً وَإِن وَقعت على غير ضَارب أحدثت خضرَة وتعفناً وَإِن وَقعت على عصب أحدثت صرعاً وَلَيْسَ يَخْلُو ذَلِك الشَّيْء الْوَاصِل إِلَى بدن الْإِنْسَان من الْعَقْرَب أَن يكون رُطُوبَة أَو ريحًا. من الْمقَالة الْمُقَابلَة للأدواء: دَوَاء للعقرب والرتيلا زراوند أَرْبَعَة مَثَاقِيل فلفل دِرْهَمَانِ أفيون مثله عاقرقرحا ثَلَاثَة يعْمل بَنَادِق قدر الباقلي الشربة بندقتان مَعَ ثَلَاثَة أَوَاقٍ خمر صرف. الْيَهُودِيّ قَالَ: أطْعم للسع الْعَقْرَب تسع ثومات ودق الثوم وَضعه على الْموضع. لي إِذا أكل الثوم فاسقه شرابًا صرفا بعد سَاعَة جَيِّدَة فَإِذا عرق فقد سكن وَجَعه إِن شَاءَ الله ولفه بالثياب وَاجعَل تَحْتَهُ نَارا أَو إِنَاء فِيهِ مَاء مغلي وضع على الْعُضْو ألف ز فَوْقه كي يُصِيبهُ بخاره ويضطجع حَتَّى يعرق نعما وَيشْرب شرابًا صرفا مُتَتَابِعًا. الْيَهُودِيّ: للحرارة يكوى الْموضع واسقه مَاء الطرخشقوق وَمَاء الخس الْبري وَمَاء الشّعير واحقنه بحقنة ملينة. لي سَمِعت أَن دَوَاء السكر هُوَ طلحشقوق يُقَاوم السمُوم ويضمد بِهِ للسوع وخصوصاً لسع الْعَقْرَب.

لي أَنا أرى أَن شرب اللعبة البربرية أَنْفَع شَيْء للسع الْعَقْرَب وَذَلِكَ أَنه يكثر حرارة عَظِيمَة جدا فِي نَحْو حرارة الشَّرَاب ويحمر الْوَجْه وتدر الْعُرُوق فَيجب أَن يجذب. جورجس قَالَ: أسقه الثوم بالطلاء والترياق الْكَبِير وترياق عزْرَة وترياق الْأَرْبَعَة والشخزنايا وذبيدكبريتا أَو دَوَاء الحلتيت واسقه سكرجة من السّمن وَالْعَسَل الْمُصَفّى وكمد الوجع بتين جبلي أَو نخالة مطبوخة وَشد مَا فَوْقه. لي يتَّخذ ثريد من ثوم وَجوز وَسمن وَيَأْكُل مِنْهَا وَيُعْطى قبل ذَلِك بندقة حلتيت طري قوي ثمَّ يسقى أَرْطَال من الْخمر الصّرْف ويشد مَا فَوق الْموضع ثمَّ يكمد بِمَاء شبث حَار شَدِيد الْحَرَارَة بِمَا خضر فِي مَاء مغلي حَتَّى يغلى غلياً شَدِيدا ويكب عَلَيْهِ ملتفاً حَتَّى يكثر عرقه أَو يدْخل الْحمام حَتَّى يكثر عرقه وَيطْلب النّوم فَإِذا نَام انتبه وَقد سكن وَجَعه. جورجس: أفضل مَا عولج بِهِ الجرارات بالمحاجم وبالمص الشَّديد ويسقى بعد مَاء الهندبا) الْبري ودهن الْورْد ويسقى مِنْهُ أَيْضا سويق التفاح فان احْتبسَ بَطْنه حقن. شَمْعُون فِي السمُوم قَالَ: ابدأ فِي علاج الْعَقْرَب بسقي الترياق الْكَبِير وترياق الْأَرْبَعَة وترياق عزره والشخزنايا وذبيدكبريتا ودواء الحلتيت من أَيهَا شِئْت جوزة بِمَاء فاتر واسقه من سمن الْبَقر وَالْعَسَل مفترين وأطعمه ثوماً معجوناً بطلاء واسقه شرابًا أَو أَخذ تيناً جبلياً ونخالة الْبر واطبخها وَضعهَا على الْموضع وأسخن شخزنايا والترياق وَضعه عَلَيْهِ واربط فَوْقه لألا ترْتَفع إِلَى عُضْو الشريف. قَالَ: فَأَما الجرارة فسمها حَار وَلَا يحس الوجع سَاعَة تلدغ شَدِيدا لكنه من غَد وَبعد غَد يجد وجعاً شَدِيدا وَرُبمَا تقرح الْموضع. أفضل مَا تعالج بِهِ فالمحاجم يمص بهَا أَو يكوى أَو يسقى مَاء الهندباء ورد ويحقن بحقنة لينَة ويبرد ويرطب جملَة. قَالَ: وطبيخ الهندبا يسقى للسع الْعَقْرَب. قَالَ: وَكَذَلِكَ طبيخ الحندقوتي إِذا صب على اللسعة أَو ضمد بِمَاء قد طبخ فِيهِ الحندقوتي والبابونج. دَوَاء عَنهُ للعقرب: فوتنج جبلي وجنطياناً وفلفل وجاوشير وحلتيت يحل الجاوشير بِخَمْر متعجن بِهِ الْأَدْوِيَة ويسقى مِثْقَالا بطلاء. أَبُو جريج قَالَ: مَتى صب الحندقوقتي على مَوضِع اللسعة من الْعَقْرَب سكن وَإِن صب على عُضْو آخر أورثه وجعاً. لي طبيخ الْيَابِس.

لي على مَا رَأَيْت يُؤْخَذ الشونيز فينعم دقه حَتَّى يتعجن وَيحل حلتيت بِمثل ثلث الشونيز فِي شراب ألف ز عَتيق ويعجن بِهِ وَيجْعَل أقراصاً كل وَاحِدَة مِنْهَا مِثْقَال فَإِذا لسع فَاسق مِنْهَا وَاحِدَة بأوقية شراب ودقه بزنبق أَو زَيْت واطله على الْموضع فان لم يسكن الوجع فاسقه أُخْرَى وأطعمه من غَد مرق فروج سمين باسفيداج وافصد بعد غَد وردد تَدْبيره لكَي يَأْمَن من شَره من ذَلِك الْأَمر. وَإِنَّمَا لَا يفصد من الْغَد للضعف والسهر الَّذِي مر بِهِ فَإِذا أكل ونام فافصده بعد. مَجْهُول: اسْقِ الملسوع بزر الحندقوتي فانه يسكن مَا بِهِ إِن شَاءَ الله وَليكن مدقوقاً معجوناً) بشراب عَتيق. لي خبرني صديق لي أَنه جرب على لسع الْعَقْرَب طلاء الجندبادستر فَوَجَدَهُ نَافِعًا قَوِيا غاليا. من اختيارات الْكِنْدِيّ قَالَ يسكن من سَاعَته لسع العقارب مَتى سقى من لب الرتة الْهِنْدِيَّة بعد السمق بِمَاء فاتر من ختيارات حنين قَالَ: اطل على اللسعة نفضاً أَبيض أَو زرق فانه مجرب أَو دق ثوماً وجندبادستر بالزيت وضع عَلَيْهِ أَو اسْقِ الثوم بالسمن وَلَا تقربه مَاء وضمد بِهِ أَو يطلى بعصير الكراث الَّذِي لم يمسهُ مَاء فانه يسكن على الْمَكَان لَا محَالة وَكَذَلِكَ مَاء الهندبا مَتى طلي عَلَيْهِ سكن. قَالَ: والطرحشقوق يشرب فينفع من لسع الْعَقْرَب. من الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة الجندبادستر وثوم بِالسَّوِيَّةِ يدق بالزنبق الرصاصي ويطلى عَلَيْهِ وَحل شخزنايا فِي الشَّرَاب واسفه أَو يَأْكُل ويتجرع مَاء. عَلَيْهِ الشَّرَاب. فِي الفلاحة الفارسية: انه مَتى طلى الْبدن مَرَّات بِمَاء الفجل وَمَتى جف عَلَيْهِ أيد عَلَيْهِ لم تضره عقرب. وَمَتى طبخت الوزغة بِسمن حَتَّى يذوب وقطر على اللسعة برِئ. وَإِن قطر لبن التِّين على اللسعة لم يُجَاوز مَكَانَهُ برِئ. وَمَتى أكل بصل الأشقيل سكن الوجع وَإِن كَانَ هُوَ أكله يَوْمه ذَلِك لم يوجعه. الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ: لسع رجلا عقرب فأحس كَأَنَّهُ يرْمى بحجارة جليد وَبرد بدنه كُله وعرق عرقاً بَارِدًا. الساهر قَالَ: وَإِذا وَقعت حمى الْعَقْرَب فِي عصب أَو عرق ضَارب عرض من ذَلِك أَعْرَاض صعبة جدا.

الرِّبَاط فَوق اللسع نَافِع جيد فِي جَمِيع لسع الأفاعي وَغَيرهَا. الساهر قَالَ قَالَ الْكِنْدِيّ: تُؤْكَل الرتة الْهِنْدِيَّة وَهُوَ بندق هندي ويمضغ وَيُوضَع على الْموضع فانه عَجِيب. ابْن البطريق: أَنْفَع علاج الْعَقْرَب الْحمام وَالشرَاب والتعرق الْكثير فان كَانَ اللسع فِي يَد أَو رجل فأحم مرجلاً وَأدْخل الْعُضْو فِي هوائه حَتَّى يكَاد يَحْتَرِق فانه بليغ. قَالَ: شَجَرَة يُقَال لَهَا شَجَرَة الرمرام يابسة تسقى بِالْمَاءِ يسكن الوجع على الْمَكَان وَصفَة هَذِه الشَّجَرَة: يخرج سَاقهَا على الأَرْض قدر إِصْبَع ثمَّ ينْبت أَغْصَان مستوية تعلو قدر ذِرَاع إِلَى فَوق عَلَيْهَا ورق يشبه ورق الصعتر وَفِيمَا بَين الورقتين شَبيهَة بالبلح الصغار طعمه وَطعم البلح سَوَاء يشرب مِنْهَا بِالْمَاءِ فيسكن على الْمَكَان. حشيشة يُقَال لَهَا: كشوثا تنْبت من مستطيلة ألف ز على الأَرْض مُدَوَّرَة قطرها قدر قشر وَرقهَا يشبه ورق المرزنجوش وطعمها مثل طعم النبق الرطب الغض لزج مثل التِّين يدق بعد الْجَفَاف وَيشْرب بِالْمَاءِ يسكن على الْمَكَان. دَوَاء ينفع شَاربه ويحرسه من الوجع يشبه المريافلون يُؤْتى بِهِ من الشَّام وَهُوَ عروق يشْبع اليبروح يُؤْخَذ مِنْهُ بعد الدق مَا يحملهُ ثَلَاث أَصَابِع بأطرافها وتنقع فِي نَبِيذ أَو لبن حليب وَيشْرب من غَد على الرِّيق لَا يتغذى إِلَى نصف النَّهَار. وَقد قَالَ بعض الْأَوَائِل: إِنَّه ينفع الدَّهْر كُله وَقَالُوا: إِنَّه ينفع لذا الرجل الَّذِي يشربه وَكلما أَكثر من شربه كَانَ أَجود. ترياق عَجِيب: زراوند طَوِيل وجنطياناً وفوتنج بستاني وَحب غَار وشراب بالسواء يطْبخ بِالشرابِ ويسقى ذَلِك الشَّرَاب ويؤكل الثفل فانه عَجِيب. قَالَ: إِن مضغ إِنْسَان ملسوع أصل الغاريقون برِئ على الْمَكَان. وَمَتى سقِِي ورق القرطم الْبري مَعَ شَيْء من فلفل يسقى بشراب صرف نفع. وللجرارة: يستف رَاحَة ملح جريش طيب بِالْمَاءِ مجرب جيد.) وَمَتى مضغ أصل الراسن نفع وَإِن علق عَلَيْهِ لم يلسع وَكَذَلِكَ الغاريقون إِن علق أَو تُؤْخَذ حشيشة الجعدة وتسحق وتشرب بِالْمَاءِ. قَالَ: وَمَتى سقى من مرَارَة التيس مثل السمسم سكن لذع الْعَقْرَب على الْمَكَان وَلَا يضر لِأَن الشربة القاتلة نصف دِرْهَم أَو نصف مِثْقَال. والمرارات كلهَا نافعة وَلَا تكْثر مِنْهَا فَإِنَّهَا سموم. الطَّبَرِيّ: البندق نَافِع من لذع الْعَقْرَب. قَالَ: وَرَأَيْت قوما يعلقونه على أعضادهم ويذكرون أَنهم يَنْتَفِعُونَ بِهِ.

ابْن سرابيون قَالَ: لسعة الْعَقْرَب تهيج مرّة وتخف أُخْرَى وَيحدث مَعهَا انتفاخ الأرابي وتوتر الذّكر. قَالَ: اِسْقِهِمْ ترياق الْأَرْبَعَة والسجرنيا ودواء الحلتيت. قَالَ صديق لي: إِنَّه سمع فَشرب مثقالين من ترياق الْأَرْبَعَة بشراب صرف عَتيق قدر ثَلَاث أَوَاقٍ وطلي عَلَيْهِ مِنْهُ فسكن بعد نصف سَاعَة. معجون خَاص للعقارب: جندبادستر أصل الكبرزراوند عاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل الشربة مثقالان بشراب صرف. آخر: عاقرقرحا وزراوند وجنطيانا وفلفل وأنجذان وحلتيت أَجزَاء مُتَسَاوِيَة يشرب مِنْهُ زنة دِرْهَمَيْنِ بشراب ويطلى على الْموضع بحلتيت وزيت. وَمِمَّا لَهُ خَاصَّة عَجِيبَة: أَن يوضع عَلَيْهِ سَاعَة تلسع الْفضة الْبَيْضَاء فَإِنَّهَا عَجِيبَة. وينفعه التعريق وضع ذَلِك الْعُضْو فِي المَاء الْحَار وَيشْرب بشراب صرف كثير بعد شدّ الْموضع. لي يَنْبَغِي أَن يشرب مُتَتَابِعًا شرابًا كثيرا قدر مَا يسكره سكرا شَدِيدا ثمَّ يفصد من غَد فانه أسلم مَا يعالج بِهِ. وخبرني ابْن عمر السيرافي قَالَ إِنَّه شرب فِي حِين لسعته مداد هنديا فسكن جَمِيع الوجع على الْمَكَان. قَالَ: ولسعت غُلَاما فحك عَلَيْهَا باذروجاً فسكن كل مَا بِهِ. الدَّوَاء العسكري: يُؤْخَذ أصل الحنظل وَاصل الْكبر وأفسنتين وزراوند طَوِيل وطرخشقوق) أَجزَاء مُتَسَاوِيَة مجففة يسقى الرجل أَو الْمَرْأَة زنة دِرْهَم وَالصَّبِيّ دنقين. خبرني أَبُو الْقَاسِم أَنه أَخذ هَذَا الدَّوَاء بالكره والعنف من صَاحبه وَلم يَثِق بِهِ حَتَّى لسع غُلَامه فَسَقَاهُ فبرئ من سَاعَته ثمَّ أعَاد ذَلِك مَرَّات ثمَّ خلى سَبيله ألف ز وخبرني بعد ذَلِك مَرَّات كَثِيرَة أَنه يتَّخذ مِنْهُ فيعطي جِيرَانه وَالنَّاس وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك. 3 (الرتيلا والشبث) وَهُوَ ضرب من الرتيلا الدوقوا إِذا شرب بشراب نفع من نهش الرتيلا. وأصل الهليون إِن طبخته بِالشرابِ نفع من نهش الرتيلا. د: عصارة حَيّ الْعَالم ثَمَرَة الطرفاء نافعة لنهش الرتيلا. القيصوم مَتى شرب بشراب نفع من نهش الرتيلا. عصارة ورق التوت مَتى شرب مِنْهَا أُوقِيَّة وَنصف نفع من نهش الرتيلا.

مَاء رماد التِّين الْعَتِيق نَافِع من نهش الرتيلا. د: ورق الْخَبَّازِي البستاني نَافِع من نهش الرتيلا. وَابْن الْعرس الْبري يسقى للذعة والرتيلا. ابْن البطريق قَالَ: هَذِه أَنْوَاع كَثِيرَة: فالحمر يعرض مِنْهَا وجع يسير يسكن سَرِيعا وَأما السود الرقط فَيعرض وجع شَدِيد وقشعريرة وَثقل فِي الفخذين وحكاك وَأما الْبَيْضَاء المدورة الْبَطن الصَّغِيرَة الْفَم فانه يعرض مِنْهَا وجع يسير وحكاك ومغس ومشي الْبَطن وَأما الكوكبية الَّتِي على ظهرهَا خطوط مستوية براقة فانه فَيعرض وجع شَدِيد وقشعريرة وَثقل فِي الرَّأْس واسترخاء الْبدن وَأما الصفر الَّتِي عَلَيْهَا شبه الزغب فَيعرض عَنْهَا برد الْجِسْم كُله ووجع شَدِيد فِي مَوضِع اللسع واقشعرار وعرق بَارِد وَانْقِطَاع الصَّوْت ويرم الْبدن ورماً شَدِيدا ويقذف الْمَنِيّ ويبول بولاً كثيرا. وَأما الشبث فَإِنَّهَا إِذا لسعت عرض مِنْهَا وجع شَدِيد فِي الْمعدة وصداع وقيء وعسر الْبَوْل واحتباس الرجيع وَيقتل سَرِيعا. وَأما المصرية فَإِنَّهَا قاتلة. والزيبرية يرم مَوضِع لدغتها ويعرض كزاز فِي الْبدن وسبات وَضعف فِي الرُّكْبَتَيْنِ. وَمِنْهَا شَيْء صَغِير على لون الذراريح يعرض مِنْهَا تنفط الْبدن وَثقل اللِّسَان ووجع شَدِيد وعلاجها من قَول روفس وَج ود: يضمد برماد خشب التِّين وملح ويعجن بشراب أَو يضمد بزراوند مدحرج معجون بخل واغسل الْجرْح بِمَاء وملح وَأدْخلهُ الْحمام أَيَّامًا تباعا واسقه من ثَمَرَة الطرفاء والأرز وطبيخ السرو ودارصيني بشراب. ترياق الرتيلا يُؤْخَذ زراوند طَوِيل وشيح وسوسن أسمانجوني وأصل السوسن الْأَبْيَض وسنبل رومي وعاقرقرحا وبزر الجزر الْبري وخربق أسود وكمون وبورق وورق التوث وَحب الْغَار وإنفحة الأرنب وَدَار صيني وسوطان نهري وعود بلسنان وبزر كرفس بالسواء يعجن بِعَسَل الشربة جوزة بمطبوخ وَيغسل فِي الْحمام بِالْمَاءِ الْحَار ويسقى الْمَطْبُوخ مخروجاً فَإِنَّهُ يُبرئهُ.

جمل فِي أَمر السمُوم والمنذرة بالسم والهوام الْحَادِثَة السمُوم والمفردات الَّتِي تدخل فِي الترياقات. الثَّالِثَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ جالينوس: يعرض فِي لسع الْهَوَام عرضان استفراغ السم وإحالته عَن طباعة واستفراغه يكون بالأدوية القوية الجذب وإحالة بالجذب وإحالته يكون بالمضاد لذَلِك السم فِي الْكَيْفِيَّة ألف ز أَو بِمَا يضاده بِخَاصَّة فِيهِ والجذب يكون بالأدوية القوية الإسخان أَو بالمحاجم وَالْعُرُوق المجوفة وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تكون تجذب السم إِلَى الْخَارِج وتخرجه. وَإِمَّا فِي الْكَيْفِيَّة فَإِن كَانَ المنهوش يجد حرارة قَوِيَّة فِي الْعُضْو أَو فِي جَمِيع بدنه فدواه بالمبردات وبالضد. الأخلاط الْمقَالة الثَّالِثَة قَالَ: يحدث عَن شرب الْأَدْوِيَة المعفنة كأرنب الْبَحْر والذراريح واقرانيطش نَتن شَدِيد فِي الْفَم. فِي كتاب العلامات فِي أَوله وصف الأفاعي والعقارب والرتيلا وصنوفها باستقصائها وَكَذَلِكَ فِي السمُوم فَاسْتَعِنْ بذلك عِنْد التحذير. السَّادِسَة من تَفْسِير السَّادِسَة من أبيذيميا: اللَّبن الْجيد للسموم الَّتِي تقتل بالبرد وَالْخمر تصلح للَّتِي تقتل بإفراط إِخْرَاج الْبدن عَن الِاعْتِدَال والخل يصلح للَّتِي تقتل بالغلظ والخنق كالقطر وَالْملح يفني جَوْهَر الْأَدْوِيَة والأخلاط الرَّديئَة. الْيَهُودِيّ: من أَصَابَهُ سم شَبيه غشى وَغَابَ سَواد عَيْنَيْهِ مَاتَ على الْمَكَان. من طمرت عَيْنَيْهِ ولدع لِسَانه مَاتَ على الْمَكَان. وَإِذا لسع إِنْسَان هَامة فتبع ذَلِك غشى شَدِيد وَجرى من أَنفه دم أسود واخضرت شفتاه مَاتَ من سَاعَته. من كتاب الطلمسات قد ذكره غير وَاحِد من القدماء قَالَ: جفف مرَارَة الجدي فِي الظل وَاتخذ مِنْهَا شيافاً وترفع فَإِذا وَقعت بِإِنْسَان لدغة فالتحك كَمَا تحك الشيافات ويكحا بهَا) ثَلَاثَة أَمْيَال يُخَالف لجَانب اللدغة وغن كَانَت اللدغة فِي الْجَانِب الْيَمين كحل فِي الْعين الْيُسْرَى وَإِن كَانَت فِي الْيُسْرَى فاليمنى. شرك قَالَ: من خَافَ من سم أَو نهش هَامة فليعلق على نَفسه الزبرجد والبسد واللؤلؤ وَالْحجر البازهرد ويتخذ فِي بَيته الكركي والطاؤوس والإوز والمردسان والغراب والعقعق

فَإِن هَذِه تنذر بالسم بعلامات ظَاهِرَة عَلَيْهَا فان الإوز مَتى أطْعم من طَعَام مَسْمُوم ارتبك فَلم يقوى على الهضم والببغاء يَصِيح والكركي مَتى أكل مِنْهُ فاضت دُمُوعه والدجاج الأهلي إِن أكل مِنْهُ بولس قَالَ: يجب بِمن يستريب بِطَعَام وَيقدم إِلَيْهِ أَلا يَأْكُل من الْأَشْيَاء الْغَالِبَة الطّعْم كالشديد الْحَلَاوَة والحموضة فان الْأَدْوِيَة القاتلة يشاعة إِنَّمَا تخفيها هَذِه الطعوم على الْأَكْثَر وليقدم مَا يحترس مِنْهُ كالمثروديطوس فناه مَتى أدمن عَلَيْهِ أَو أسْتَعْمل قبل أَخذ السم لم يحك فِي الْإِنْسَان وَقد جرب مِنْهُ ذَلِك وَمثل التِّين وورق السذاب والجوز وَالْملح الجريش وكمعجون الطين يُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم كالبافلى فَإِنَّهَا تمنع من حِدة السمُوم. وَمن سقِِي شَيْئا لَا يدْرِي مَا هُوَ فأسرع فِي علاجه وَلَا تُؤخر ذَلِك لانتظار العلامات فيسري فِي الْبدن ويعسر علاجه وبادر فاسقه مَاء فاتر وَسمنًا وقيئهم أَو أسقه طبيخ بزر القريص وَسمنًا فان هَذَا يسهل الْبَطن ويهيج الْقَيْء ثمَّ أسقه اللَّبن فانه يكسر حرافة السمُوم والزبد أَجود وأبلغ. فَإِذا استنظفت بالقيء مَا أمكنك فَعَلَيْك بالحقن فَإِذا فرغت فعد إِلَى المفتر فانه يُبدل مزاج مَا بَقِي بعد ذَلِك ثمَّ اطلب من بعد ذَلِك الْأَعْرَاض الَّتِي تظهر ترياقاً مُوَافقا. فيلغرغورس: فِي كتاشه الصَّغِير قَالَ: جَمِيع السمُوم مَتى جهلت مَا هِيَ فاسقه المَاء وَالزَّيْت وقيئه قيئاً دَائِما وأطعمه أغذية مقيئة وقيئه بعقبها فانه إِمَّا أَن يخرج بالقيء وَإِمَّا أَن تنكسر شدته فان التهب الْبَطن بعد الْقَيْء فاسقه مَاء الثَّلج ودهن الْورْد مبرداً وقيئه وسقه ترياق الطين وَحب الْغَار فانه بقيء السم وامنعه النّوم أدلك يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ فان زعم أَن الْأَذَى سرابيون: مَتى عرضت نهشة لَا تَدْرِي مَا هِيَ فاجتذب السم من ساعتك بالمص وَليكن الَّذِي يمص قد طعم وَمَتى أحتمل المحاجم فضعها عَلَيْهِ واشرط حول النهشة وضع عَلَيْهَا المحاجم فان السم ينجذب وَإِن ظَنَنْت أَنه حَيَوَان رَدِيء قتال فاقطع الْعُضْو الْبَتَّةَ فان لم تلْحقهُ حَتَّى دَار السم فِي بدنه فافصده. وخاصة إِن كَانَ ممتلئاً ثمَّ اسْقِهِ فلفلاً وثوماً بشراب صلب كثيرا ليملأ بدنه بخارات رطبَة وحرارات متشاكلة فتمنع ضَرَر السمُوم وضمده بالأضمدة) المحرفة وانطله بطبيخ الفوتنج الْجبلي وشق سمكًا أَو دجاجاً وَضعهَا عَلَيْهِ فَإِنَّهَا تجذب السم وتسكن الوجع وضع المراهم الحارة القوية واسقه الطرخشقوق والقفر الْيَهُودِيّ وَابْن عرس مجفف بخل الأشقيل أَو حب الْغَار أَو سرطانات نهرية مشوية وأطعمه مِنْهَا فانه علاج شرِيف أَو أسقه مُثقلًا من الجندبادستر بشراب أَو أسقه ترياق الأفاعي. هَذَا إِذا ظَنَنْت انه حَيَوَان رَدِيء وَخفت من وُصُول سمه فإمَّا إِذا كَانَ الْحَيَوَان ضَعِيفا لَا يصل سمه فَلَا واجتذب لذا الْعرق جهدك. سوء المزاج الْمُخْتَلف: لعاب الأفعى وَالْإِنْسَان يقتل كلٌ مِنْهُمَا صَاحبه لِأَن هما فِي غَايَة المضادة. وَإِن بزق الْإِنْسَان على الْعَقْرَب وَهُوَ على الرِّيق قَتلهَا.

الأدوية المفردة للسم

(الْأَدْوِيَة المفردة للسم) الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة للأدوية الجاذبة: المشكطرا مشير ووسخ الكوارات والتافسيا والسكبينيج والحلتيت وَالْخمر والزبول عَامَّة وزبل الْحمام يجتذب جذباً قَوِيا بليغا وزبل البط قوي جدا يفوج الْبدن وزبل النَّاس. وَمِنْهَا أدوية تجتذب بِخَاصَّة. لي 3 (الفوتنج الْيَابِس) النَّهْرِي مَتى ضمد بِهِ جذب السم كجذب الكلى لسخونته ولطافته. لي وَقد جربنَا ترياق الطين الْمَخْتُوم فِي قوم سقو من الأرنب البحري والذراريح وَغَيرهَا فسقيتهم مِنْهُ والسم لم ينفذ بعد فتقيئوا السم كُله. وَهُوَ يفعل ذَلِك لكل سم. والكبريت لَهُ قُوَّة جاذبة مَتى ضمد بِهِ مَعَ الْبَوْل مَوضِع النهشة منع السم من أَن يوغل فِي الْبدن. الخوز قَالَت: يَنُوب عَن الترياق فِي نهش الأفاعي وبشرب السمُوم القاتلة الدَّوَاء الَّذِي ألف ز وحيوان يُقَال لَهُ سموليك مضاد للسموم جدا. د: 3 (بزر الأترج) يضاد السم أجمع مَتى شرب مِنْهُ مثقالان. وَقَالَ: الأنافح تقاوم جَمِيع الْهَوَام. يشرب بشراب مِقْدَار ثلث أوبولسات. وَهَكَذَا يكون ابْن عرس يحسى بكزبرة وَيُؤْخَذ مِنْهُ عِنْد الْحَاجة. 3 (الأنيسون) ينفع من السمُوم والهوام. أصل الأنجدان بادزهر. 3 (الحلتيت) ينفع من جَمِيع الْهَوَام شرب أَو تلطخ بِهِ وَمن السِّلَاح المسموم. ودهن البلسان مَعَ اللَّبن نَافِع من الْهَوَام. حَبَّة ثَمَرَة الفنجنكشت نَافِع من الْهَوَام. 3 (البندق) مَتى أكل قبل الطَّعَام قاوم السمُوم. د: 3 (برشاوشان) نَافِع من الْحَيَّات والهوام. الْجَوْز مَعَ التِّين والسذاب نافعة من القتالة. جندبادستر يصلح للهوام جملَة وللأدوية القتالة. الجنطيانا نَافِع للهوام. والجاوشير نَافِع مَعَ زراوند نَافِع لجَمِيع الْهَوَام. بزر الجزر الْبري نَافِع للهوام. 3 (الدارصيني) مقاوم لسموم الْحَيَوَان. ثَمَرَة الدلب الطرية نافعة من نهش الْهَوَام.

الدَّجَاج يشق ويضمد بِهِ اللذعة - وَهِي حارة - ويبدل، نَافِع. رماد الزّجاج نَافِع من الْهَوَام. وزهرة الدفلى وورقه نَافِع من الْهَوَام مَعَ السذاب. الوج نَافِع من الْهَوَام. الزَّيْت إِذا تهوع بِهِ أَضْعَف السم وأوهنه. ج: 3 (بعر الماعز الْعَتِيق المحرق) يضمد بِهِ ويسقى من نهش الْهَوَام ونهش بعض الأفاعي. د: 3 (الزراوند) الطَّوِيل يشرب للسموم ويضمد بِهِ. الْحَرْف نَافِع للهوام. الحسك الْبري مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم وضمد بِهِ بشراب نفع من الأفاعي وَمنى شرب مَعَ شراب نفع من الْأَدْوِيَة القتالة. الطين الْمَخْتُوم بشراب يمْنَع السمُوم بِقُوَّة وَإِن تقدم فِي شربه وَشرب سما تقيئه وَهُوَ صَالح من الْهَوَام يطلى عَلَيْهِ بخل. أصل اليبروح يخلط بِعَسَل ويضمد بِهِ جيد للسع الْهَوَام. رماد الْكَرم مَعَ النظرون والخل نَافِع. والكمون مَعَ الْخلّ يسقى لنهش الْهَوَام وخاصة الحبشي. طبيخ الكرفس وأصوله نَافِع من السمُوم وبزره نَافِع. الكاشم والكمادريوس نافعان من لذع الْهَوَام. مَاء الكراث النبطي نَافِع للنهش مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل. اللَّبن يدْفع حِرْفَة الْأَدْوِيَة الحارة وخاصة لبن الْبَقر أجوده.) روفس: 3 (المَاء الْحَار) يستحم بِهِ للهوام. مرَارَة الثور صَالِحَة للهوام. النانوخيه تشرب للهوام. ورق السوسن يضمد بِهِ وبزره يشرب للهوام بخل. السرطان النَّهْرِي مَعَ لبن نَافِع للهوام. السكبينج نَافِع للهوام. بزر السذاب يشرب للسموم وَمَتى تقدم فِي أَخذ ورقه مَعَ تين وَجوز أبطل فعل السم والهوام. حب العرعر نَافِع للهوام.

الْعَسَل نَافِع للهوام مَتى أَخذ مسخناً مَعَ دهن ورد. الفستق يُؤْخَذ للهوام مَعَ شراب الفلفل نَافِع للهوام وَكَذَلِكَ الفوة. أصُول بخور مَرْيَم نَافِع من السمُوم مَتى أَخذ مَعَ الشَّرَاب وَمَتى ضمد بِهِ كَانَ صَالحا. الفربيون نَافِع ألف ز للأفعى والهوام. والفوتنج نَافِع لجَمِيع أَنْوَاع الْهَوَام وَإِذا تقدم فِي شرب طبيخة نفع السم والتضميد بِهِ يقوم مقَام الكي. القردمانا ينفع من الْهَوَام. القيصوم يُؤْخَذ مَعَ شراب للهوام. والقنة نافعة لذَلِك. والمر بادزهر للسم الَّذِي يطلى على النشاب وَهُوَ السم الأرميني. الراسن نَافِع للهوام. بزر الرازيانج نَافِع للهوام. بزر السلجم نَافِع للهوام. الزفت الرطب نَافِع للسموم ويضمد بِهِ مَعَ ملح للهوام. لبن التِّين يسقى للهوام.) الضفادع تطبخ بِزَيْت وملح وتؤكل فتنتفع من الْهَوَام كلهَا. والغاريقون نَافِع إِذا يشرب بشراب للهوام والسموم وَكَذَلِكَ الغافت. بزر الحظمى مَعَ خل وزيت يطلى بِهِ الْجَسَد فَيمْنَع مضرَّة الْهَوَام. الْخِيَار البستاني طبيخه نَافِع من الْأَدْوِيَة القتالة. الْخلّ المسخن يصب على نهش الْهَوَام الْبَارِد يسقى حاراً للبارد وبارداً على الْحَار ويسقى بثلج لَهَا وينفع بخاصته من المخدرة. أصل الْخُنْثَى يسقى مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بشراب للهوام ويضمد بورقه النهشة مَعَ الشَّرَاب. ابْن ماسويه النافعة للسموم القتالة: اسْقِ من الدارصيني دِرْهَمَيْنِ أَو مخ الأرنب بخل خمر أوقيتين أَو جندبادستر زنة مِثْقَال مَعَ أوقيتين من زبد أَو مِثْقَال غاريقون مَعَ مِثْقَال من الزراوند الطَّوِيل والقيصوم والفوتنج النَّهْرِي زنة مِثْقَال من كل وَاحِد. من تذكرة عَبدُوس: ينفع من سقى السم أَن تسقيه من ساعتك خروء الديوك. الْكَمَال والتمام: ينفع من السمُوم مَاء الحسك الْمَقْصُور وَيُؤْخَذ من الأنجدان زنة دِرْهَم وَمن أُصُوله مثله وَمن الشيح الأرميني زنة دِرْهَمَيْنِ ويعجن بخل ويسقى بِمَاء التفاح. وينفع مِنْهَا جملَة من الْهَوَام الترياق الْكَبِير والمثروديطوس.

والطين الْمَخْتُوم نَافِع للسموم خَاصَّة. وليأخذ من يخَاف على نَفسه السمُوم على الرِّيق سذابا وملحاً وجوزاً. المفردة: بزر الجزر الْبري سنبل رومي جندبادستر ورق القضب عصارة فراسيون يسقى بِمَاء شبث دِرْهَمَانِ وَنصف بمطبوخ ريحاني. وينفع مِنْهَا البندق والسذاب والتين. وَأما الْهَوَام فَمَا لم تعمق وَإِنَّمَا هُوَ الْجلد فصب عَلَيْهِ خلا وَمَاء مسخناً ويمص بالفم وَليكن من يمصه غير صَائِم وَلَا متأكل الْأَسْنَان وَلَا أبخر ويتمضمض قبل ذَلِك بِالشرابِ ثمَّ يمسك فِي فِيهِ زبدا ودهن بنفسج ويطلى اللسعة بالرماد والخل وتضمد برماد حطب التِّين وَالْكَرم فان لم يحضر فَأَي رماد حضر فان لم يكن شَرط شرطا عميقاً فألق عَلَيْهِ محاجم بالنَّار وتمص فان ثَبت الوجع بعد ذَلِك فلتقطع اللَّحْم الَّذِي حول اللسع إِلَى الْعظم ويضمد بعد الشَّرْط بديوك مشققة وَهِي حارة وتبدل كل سَاعَة مرَّتَيْنِ أَو يضمد بثوم وملح.) وبعر الْغنم فانه نَافِع إِذا ضمد بِهِ جَمِيع لسع الْهَوَام إِلَّا الْأَصْلِيَّة وَإِن خفت أَن يكون لسع الْأَصْلِيَّة فاخلط النورة بالزيت وَعسل وضمد بِهِ. وَالزَّيْت وَالْملح مطبوخان يقاومان ألف ز جَمِيع لسوع الْهَوَام. وَكَذَلِكَ الرِّبَاط الشَّديد. وأدمغة الدَّجَاج وإنفحة الأرنب إِذا شربت تَنْفَع بِإِذن الله من لسع الْهَوَام وَكَذَلِكَ الجندبادسنز وَكَذَلِكَ الرّقّ المملح أَعنِي السّمك ترياق نَافِع للسموم الْهَوَام عَامَّة أفيون وَمر دِرْهَم دِرْهَم فلفل ونضى أصل الزراوند الطَّوِيل والمدحرج ثَلَاثَة دَرَاهِم حرمل وكمون هندي دِرْهَم شونيز خَمْسَة جنطيانا ثَلَاثَة دَرَاهِم سذاب دِرْهَمَانِ يعجن بِعَسَل وَمَاء الجرجير الشربة مِثْقَال بمطبوخ جيد. من الْمُقَابلَة للأدواء: مَتى لم يظْهر مَا النهش أَو السم فَاسق المسموم مَاء حاراً أَو زيتاً كثيرا أَو قيئه وامنعه من النّوم الْبَتَّةَ. ورق سذاب يَابِس عشرُون جُزْءا جوز جزءان ملح خَمْسَة أَجزَاء تين يَابِس مثله يطعم على الرِّيق. معجون الطين ينفع مَتى شرب قبل الْأَدْوِيَة القتالة: حب الْغَار مثقالان طين مختوم مثقالان وَأَبُو لِسَان يعجن بِزَيْت الشربة بندقة مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ مَاء الْعَسَل الْيَهُودِيّ قَالَ: لسع الْعَقْرَب أَشد وجع من ابْتِدَائه ثمَّ يخف قَلِيلا قَلِيلا ولسع الْحَيَّة لَا يزَال يشْتَد. من الْفرق: كل نهشة من ذَوي سم فَلَا يدمل جرحه حَتَّى تعلم أَن العليل قد برأَ واسقه الْأَدْوِيَة الحارة.

علامات الحيوانات عن رؤية السموم أو أكلها

أَبُو جريح: القنة نافعة من السمُوم والهوام جملَة. ابْن بطرِيق: مَا لَا يعرف ضَرَره من الْهَوَام فعلاجه بِهَذَا العلاج فانه عَام لَهَا: يمص الْموضع ويشرط ويحجم بالنَّار ويكوى فَإِنَّهُ تُوضَع أبلغ وَإِذا رَأَيْت الْأَمر مفرطاً فِي الوجع والأعراض تُوضَع عَلَيْهِ فراريج مشقوقة ويطلى بِهَذَا الطلاء فانه كَاف فِي الجذب: خَرْدَل وقلي ونورة يطلى بالقطران ويسهل الْبَطن ويحدر الْبَوْل ويدر الْعرق واسقهم ترياقات للأعراض الَّتِي تظهر. (عَلَامَات الْحَيَوَانَات عَن رُؤْيَة السمُوم أَو أكلهَا) العلامات الَّتِي تظهر فِي الْحَيَوَانَات عَن رُؤْيَة السمُوم أَو أكلهَا الطاؤوس يرقص ويصيح ويخطه السم ويوهن سُورَة السم. والإوزيكبو منقرضاً ويهرب. الفاوندة يَمُوت مَكَانهَا. الصفرد يبيض بحمرة رقيقَة. الْغُرَاب يهيج صَوته. القرد يتقيأ ويسلح. ابْن عرس يقشعر وَيقوم شعره. قَالَ: وَالْجَارِيَة الَّتِي تغى بالسم ليقْتل بهَا الْمُلُوك يجِف جَمِيع مَا تمسه من الْخضر وَالْوَرق وَغير ذَلِك وَيقتل لُعَابهَا الدَّجَاج وَالْحَيَوَان وَلَا يقربهَا الذُّبَاب. قَالَ: نَبَات يُسمى الجدوار قد وَقع الْإِجْمَاع على أَنه يقوم مقَام الترياق فِي السمُوم والهوام. وَقَالَ لَا يتْرك السمُوم والملسوع ينَام لي قَالَ: رَأَيْت الْعِمَاد فِي نهش الأفاعي خَاصَّة وَأكْثر السمُوم على تَقْوِيَة الْحَرَارَة الغريزية ليَكُون أَكثر من أَن يُمكن أَن يعْمل فِيهَا السم وَلذَلِك أرى أَن الْخمر مُوَافقَة جدا. اللعبة البربرية تثير فِي الْبدن حرارة كَأَنَّهَا طبيعية فَلذَلِك أَحسب أَنَّهَا مُوَافقَة وَأَنَّهَا أشرف دَوَاء يكون وَكَذَلِكَ ألف ز الحلتيت والثوم.

أصل الأنجدان

(جمل السمُوم) وَالَّتِي تَنْفَع مِنْهَا وَمن غَيرهَا جملَة وَالسِّلَاح المسموم وَكَيف يحترس مِنْهَا وقانون السم والهوام قَالَ بديغورش: الأدربويه وَهُوَ الأذريون خاصيته النَّفْع من السمُوم والهوام. وَقَالَ د: 3 (بزر الأترج) مَتى شرب ضاد السمُوم القاتلة. وَقَالَ ابْن ماسويه: مَتى شرب مِنْهُ مثقالان بِمَاء فاتر وشراب أَو دق وَوضع على مَوضِع اللذعة. وَقَالَ: خاصيته النَّفْع من السمُوم إِذا ازدردت. بديغورش: زبل الْإِنْسَان خاصيته النَّفْع من السم. وَقَالَ بديغورش واطهورسفس: خاصيته النَّفْع من السمُوم من جَمِيع الْهَوَام وَمن الْأَدْوِيَة القتالة. قَالَ: ج: إِن الْعُضْو الَّذِي يقوم لِابْنِ عرس مقَام الْمعدة يُقَاوم جَمِيع سموم الْهَوَام. قَالَ د: 3 (ابْن عرس الْبري) إِن أخرج مَا فِي جَوْفه وملح بعد سلخه وجفف وَشرب مِنْهُ مِثْقَال بشراب كَانَ من أقوى الْأَدْوِيَة للهوام والسم الأرمني الَّذِي يَجْعَل النشاب. وجوفه مَتى حيش بكزبرة وجفف نفع من نهش الْهَوَام. وَقَالَ ديسقوريدوس إِن الأنافح مَتى شرب مِنْهَا ثَلَاثَة أبولسات بشراب نَفَعت من نهش الْهَوَام. وَقَالَ بديغورش: الأشقيل خاصيته النَّفْع من جَمِيع لسع الْهَوَام. الأنيسون من السمُوم والهوام جدا. د: 3 - (أصل الأنجدان) مَتى شرب كَانَ بادزهر الْأَدْوِيَة القتالة. والحلتيت نَافِع من جَمِيع الْهَوَام مَتى شرب أَو لطخ بِهِ والجراحات الَّتِي تكون بِالسِّلَاحِ المسموم. ابْن عُلْوِيَّهُ بَوْل الْإِنْسَان ينفع من نهش الْهَوَام إِذا شرب والأدوية القتالة. دهن البلسان مَتى شرب بِلَبن جيد للسع الْهَوَام ونهشها. د: وَكَذَلِكَ حب البلسان مَتى شرب جيد جدا من نهش الْهَوَام. د:

وطبيخ حب البلسان أَيْضا نَافِع من نهش الْهَوَام , 3 (ثَمَرَة الفنجنكشت) تَنْفَع مَتى شربت من الْهَوَام جملَة. والفنجنكشت مَتى ضمد بِهِ نفع من نهش الْهَوَام. البندق إِذا أكل قبل الطَّعَام نفع من السمُوم. بزر الباذاورد مَتى شرب نفع من السمُوم. وبرسياوشان ينفع من نهش الْحَيَّات والأفاعي والهوام. والجوز إِن أَخذ مَعَ التِّين والسذاب الْيَابِس قبل الْأَدْوِيَة القتالة بادزهر وينفع أَيْضا بعد أكلهَا جيدا وَهُوَ ستر يصلح الْهَوَام جملَة والأدوية القتالة. د: أصل الجنطيانا مَتى سقِِي مِنْهُ دِرْهَمَانِ مَعَ فلفل وسذاب نفع من نهش الْهَوَام. الجاوشير مَعَ زراوند جيد لنهش الْهَوَام. د: بزر الجزر الْبري مَتى شرب وَافق نهش الْهَوَام. د: وَقد زعم قوم أَن من تقدم فِي شربه لم يخس ضَرَر السمُوم والهوام. وَقَالَ: الدارصيني يُوَافق للسموم ونهش الْهَوَام وَقَالَ: ثَمَرَة الدلب الطري مَتى شربت بِخَمْر نَفَعت من نهش الْهَوَام. وَإِذا شقَّتْ الدَّجَاج وَوضعت حارة على النهشة نَفَعت وَيجب أَن تبدلها كل سَاعَة أُخْرَى. وَقَالَ دماغ الدَّجَاج مَتى شرب بشراب نفع من نهش الْهَوَام. وَقَالَ: زهر الدفلى وورقها مَتى شرب بِالشرابِ خلصا النَّاس من نهشة ذَوَات السمُوم وخاصة مَتى خلط بهما السذاب. وَقَالَ: طبيخ الوج نَافِع من الْهَوَام.) وَالزَّيْت مَتى أَدِيم التهوع بِهِ مَعَ المَاء الْحَار أبطل نكاية السم والأدوية الردية. وَقَالَ: زبل الْمعز المحرق ألف ز يَجْعَل مِنْهُ ضماد بخل وَيُوضَع على مَوضِع النهشات وخاصة إِن لم تكن نهشة أَفْعَى فيشفى شِفَاء عَظِيما ويشفي أَيْضا نهش الأفاعي. وَقَالَ ج: الزراوند الطَّوِيل مَتى شرب مِنْهُ درخمى بشراب أَو تضمد بِهِ كَانَ النجح للهوام والأغذية والقتالة. الْحَرْف مَتى شرب نفع من لسع الْهَوَام. د: الحسك الْبري مَتى شرب مِنْهُ درخمى وتضمد بِهِ نفع من نهش الْهَوَام وَمن نهش الأفعى وَمَتى شرب بشراب نفع من الْأَدْوِيَة القاتلة. وَقَالَ: الطين الْمَخْتُوم مَتى شرب بِالْخمرِ دفع مضرَّة السمُوم بِقُوَّة قَوِيَّة وَمَتى تقدم فِي شريه قبل الدَّوَاء الْقِتَال أخرجه بالقيء وَوَافَقَ لذع الْهَوَام.

وَقَالَ: دَوَاء العرعر يفني السم إِذا شرب وَقد جرب ذَلِك فِي شرب الأرنب البحري والذراريح ويظن أَنه يفعل فِي جَمِيع السمُوم. قَالَ ج: وَكَانَ طَبِيب يضمن ذَلِك الطين عَن هَذَا فِي جَمِيع السمُوم ونهش جَمِيع الْهَوَام إِذا طلي مَحل نَيف وَيُوضَع فَوْقه ورق قنطوريون أَو سقورديون أَو فراسيون وَنَحْو ذَلِك مِمَّا قوته مضادة للعفن. أصل اليبروح مَتى خلط بالعسل أَو بالزيت وضمد بِهِ كَانَ جيدا للسع الْهَوَام. د: الكمون الَّذِي يشبه الشونيز نَافِع جدا من نهش الْهَوَام إِذا شرب. د: طبيخ الكرفس نَافِع من نهش الْهَوَام. القيسوم وبزر الرفس ينفع من نهش الْهَوَام. د: سمرنيون نَافِع من نهش الْهَوَام. د: كمادريوس مَتى شرب بِالشرابِ أَو ضمد بِهِ نفع من نهش الْهَوَام جملَة. د: الكاشم نَافِع من لذع الْهَوَام. د: مَاء الكراث النبطي مَتى اخذ مَعَ الْعَسَل نفع من نهش الْهَوَام وَمَتى ضمد بِهِ مدقوقاً فَوق اللذعة نفع جدا. د: اللَّبن يدْفع حرقة الْأَدْوِيَة الحارة والقتالة وشرها وَهُوَ مقاوم لَهَا وَلبن الْبَقر خاصته هَذَا أَكثر) من غَيره. ج: اللَّبن من شَأْنه تسكين الحدة واللذع صَار الْأَطِبَّاء يستعملونه فِي شرب الذراريح والينبوت وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الحارة الحريفة وَقد أَصَابُوا فِي ذَلِك. أصل ليثابوطس مَتى شرب بِخَمْر نفع من نهش الْهَوَام. د: الْمقل ينفع من نهش الْهَوَام. د: الْملح مَتى سحق وصير فِي خرقه وغمس فِي خل وضمد بِهِ الْعُضْو المنهوش من لذع الْهَوَام نَفعه. مَاء الْبَحْر مَتى دخل فِيهِ وَهُوَ سخن نفع من نهش الْهَوَام الَّتِي يعرض مِنْهَا الارتعاش. د: الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار يسكن الْأَعْرَاض الْحَادِثَة عَن نهش الْهَوَام. روفس: مرَارَة الثور تدخل فِي اللطوخات النافعة من نهش الْهَوَام. د: النمام ينفع من ضَرَر الْهَوَام مَتى ضمد بِهِ وَإِن شرب بشراب نفع من لسع الْهَوَام. وَقَالَ: بزر السوسن يشرب لضَرَر الْهَوَام. وَقَالَ: إِذا شرب بالخل نفع من نهش الْهَوَام. وَقَالَ: السرطان البحري النَّهْرِي إِذا دق وَشرب بِلَبن الأتن نفع من نهش الْهَوَام. د: السكبينج مَتى شرب الشَّرَاب نفع لسع الْهَوَام.

وبزر السذاب إِن شرب مِنْهُ سونافر بشراب نفع بشراب نفع من الْأَدْوِيَة القتالة وَمَتى تقدم فِي أكل ورقه وَحده أَو مَعَ تين يَابِس وَجوز أبطل فعل السم القتالة وطرز ضَرَر الْهَوَام. د: حب العرعر جيد لضَرَر الْهَوَام. قَالَ: ابْن ماسويه مَتى دق الفستق وَشرب بنبيذ صلب قوي نفع من نهش الْهَوَام وَالْعَسَل إِن شرب سخناً بدهن الْورْد أَبْرَأ نهش الْهَوَام ألف ز. وَقَالَ: الفستق الشَّامي جيد لنهش الْهَوَام. الفلفل ينفع من نهش الْهَوَام. أصل بخور مَرْيَم نَافِع إِذا شرب بِالشرابِ من الْأَدْوِيَة القتالة وَمَتى ضمد بِهِ نفع من سموم الْهَوَام. د: مَتى شرب من القنة والفوة مَعَ وَرقهَا نَفَعت من نهش الْهَوَام.) الغاريقون إِن شقّ جلد الرَّأْس إِلَى أَن يظْهر القحف وَحشِي بِهِ وخيط لم يضرّهُ إِذا كَانَ فِيهِ نهشة شَيْء من الْهَوَام فِي مَا زعم قوم. د: جَمِيع أَصْنَاف الفوتنج مَتى نقدم فِي شربه بِالْخمرِ دفع مضرَّة السمُوم القتالة. د: الفوتنج يسْتَعْمل فِي مداواة نهش الْهَوَام كلهَا كَمَا يسْتَعْمل الكي وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي لَهَا مَعَ اسخانها حِدة وحرافة ولطافة وجذب سريع. د: القردمانا نَافِع من لسع الْهَوَام جملَة. طبيخ القيصوم أَو ورقه مَتى شرب بِالشرابِ نفع من السمُوم القتالة. د: والقفر مَتى شرب مَعَ الجندبادستر بِالْخمرِ نفع من نهش الْهَوَام والسهام الملطخة. القنة مَتى شربت بشراب وَمر كَانَت بادزهراً للأدوية القتالة الَّتِي يلطخ أهل أرمينية على السِّهَام. د: الراسن نَافِع من نهش الْهَوَام. د: طبيخ الرازيانج يسقى بِالشرابِ لنهش الْهَوَام. د: بزر السلجم ينفع من الْأَدْوِيَة القتالة. د: الزفت الرطب مَتى تضمد بِهِ مَعَ ملح كَانَ نَافِعًا لنهش الْهَوَام. وَقَالَ: لبن التِّين نَافِع من نهش الْهَوَام مَتى قطر على النهشة. وَلبن التِّين الَّذِي يُسمى الخمير يشرب ويتمسح بِهِ لنهش الْهَوَام. د: الضفادع مَتى طبخت بالملح وأكلت كَانَت بادزهراً للهوام كلهَا. د: الغاريقون يسقى مِنْهُ بدرهم بشراب ممزوج للأدوية القتالة وَمَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أبولسات نفع نفعا عَظِيما من نهش الْهَوَام. الغاريقون ينفع من نهش الْهَوَام الْبَارِد السم.

الأدوية النافعة للسموم القتالة

ج: ضمد أَو شرب مِنْهُ نصف مِثْقَال بشراب. والغافت مَتى شرب بشراب نفع من نهش الْهَوَام. د: بزر الخطمى مَتى ضمد بِهِ مَعَ الْخلّ وَالزَّيْت وتلطخ بِهِ منع مضرَّة ذَات السمُوم من الْهَوَام. وورق الخطمى مَتى ضمد بِهِ مَعَ شَيْء يسير من الْخلّ والنطرون وَالزَّيْت وتلطخ بِهِ منع مضرَّة السمُوم من الْهَوَام.) كبد الْخِنْزِير الذّكر مَتى أَخذ رطبا كَانَ أَو جافاً بشراب نفع من نهش الْهَوَام. د: ورق الْخَبَّازِي البستاني مَتى طبخ بأصوله نفع من الْأَدْوِيَة القتالة. د: وَيَنْبَغِي أَن يشرب ويتقيأ وَيفْعل ذَلِك دَائِما. د: ورق الْخَبَّازِي البستاني مَتى طبخ بخل نفع من الْأَدْوِيَة القتالة. د: الْخلّ ينفع مضرَّة السمُوم وخاصة السمُوم المخدرة. د: أصل الخطمى يسقى مِنْهُ ثَلَاث درخميات لنهش الْهَوَام فينفع ويضمد بِهِ مَوضِع النهشة ويضمد بورقه وزهره مخلوطين بِالشرابِ. 3 - (الْأَدْوِيَة النافعة للسموم القتالة) اسْقِ من الدارصيني دِرْهَمَيْنِ أَو مخ الأرنب بخل خمر زنة أوقيتين جندبادستر زنة مِثْقَال مَعَ أوقيتين من زَيْت ثَلَاث أَو أوراق أَو بزر السلجم البستاني زنة مِثْقَال ألف ز أَو غاريقون زنة مِثْقَال مَعَ الزراوند الطَّوِيل والقيصوم أَو فوتنج نهري زنة مثقالين من كل وَاحِد أَو أطْعمهُ تيناً وجوزاً هَذَا من الْكَمَال لِابْنِ ماسويه. من تذكرة عَبدُوس ينفع من السم أَن تسقيه من ساعتك جوزاً وتيناً. من الْكَمَال والتمام: ينفع من السمُوم مَاء الحسك المعصور وينفع أَن يَأْخُذ أنجدان وَمن أُصُوله زنة دِرْهَم وَمن الشيح الأرميني زنة دِرْهَمَيْنِ ينخل ويعجن بِعَسَل ويسقى بِمَاء التفاح. وينفع مِنْهَا جملَة من الْهَوَام: الترياق الْكَبِير والمثروديطوس. والطين الْمَخْتُوم نَافِع من السمُوم وَيجب أَن يَأْخُذ من بخاف على نَفسه من السم ونكايته التِّين على الرِّيق مَعَ الشونيز وبزر اللفت الْبري مَعَ الفوذنج النَّهْرِي والطين الْمَخْتُوم مَعَ الْمَطْبُوخ وسذاب وَجوز وملح الْعَجِين مَعَ التِّين وَالمثروديطوس والترياق وبادر فِي علاجه سَاعَة تَسْقِي وَلَا تُؤخر بِأَن يسقى الأدهان والأوراق الدسمة وقيئه بالأشياء الحريفة مَرَّات ويسقي 3 - (أدوية مُفْردَة نافعة من السمُوم) الطين الْمَخْتُوم الأرميني والغاريقون أصل الفوتنج بزر الجزر سنبل اقليطي جندبادستر ورق العصب عصارة الفراسيون: اسْقِ من أَيهَا شِئْت دِرْهَمَانِ وَنصف دِرْهَم واسقه مطبوخاً ريحانياً.

وينفع مِنْهَا التِّين والبندق والسذاب وَإِذا أكلت مَجْمُوعَة وَمَا اشْتبهَ عَلَيْك من لسعة الْهَوَام وظننت أَنَّهَا لم تعْمل إِلَّا فِي الْجلد فصب عَلَيْهِ الْخلّ وَالْمَاء سخنين ويمص بالفم وَيكون فَمَا صَحِيحا غير متأكل الْأَسْنَان وَلَا صَائِم بعد أَن يَأْكُل ويتمضمض بِالشرابِ مَرَّات ويمسك فِي زبداً أَو دهن بنفسج ثمَّ يمصه وتطلى اللسعة بالرماد والخل وتضمد برماد حطب التِّين أَو الْكَرم فان لم يحضر فَأَي رماد حضر وَمَتى لم يسكن بِهَذَا التَّدْبِير شَرط حول اللسعة شرطا عميقا وَألقى عَلَيْهِ محاجم بالنَّار لتجذب إِلَيْهَا بِقُوَّة فان ثَبت الوجع بعد ذَلِك فاقطع اللَّحْم الرخو حول ذَلِك الْموضع إِلَى الْعظم وَاجعَل عَلَيْهِ أَيْضا بعد الشَّرْط ديوكاً مشقوقة وَهِي حارة وتفتر كل سَاعَة مَرَّات كَثِيرَة. الثوم وَالْملح وبعر الْغنم نافعة جدا إِذا صيرت على لسع جَمِيع الْهَوَام غير الأصلة وَإِن خفت أَن تلذع الأصلة فاخلط النورة بالزيت وَالْعَسَل وضمد بالزفت وَالْملح مَعًا فانهما نافعان للسع الْهَوَام وَكَذَلِكَ الرَّبْط الشَّديد. وأدمغة الدَّجَاج وانفحة الأرنب مَتى شربت نَفَعت بِإِذن الله من لسع الْهَوَام وَكَذَلِكَ الجندبادستر وَكَذَلِكَ الرّقّ المملح يَعْنِي السّمك. ترياق نَافِع للهوام عَامَّة: أفيون وَمر دِرْهَم دِرْهَم وفلفل دِرْهَم وَنصف أصل الزراوند الطَّوِيل والمدحرج ثَلَاثَة دَرَاهِم ثَلَاثَة دَرَاهِم حرمل وكمون هندي دِرْهَم دِرْهَم شونيز خَمْسَة دَرَاهِم جنطيانا ثَلَاثَة دَرَاهِم سذاب دِرْهَمَيْنِ يعجن بالعسل وَمَاء الجرجير الشربة مِنْهُ بِمَاء قد طبخ فِيهِ حسك. قَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الْغَرَض فِي لسع الْحَيَوَان السمي غرضان: أَحدهمَا جذب السم الَّذِي وَقع فِي الْبدن ألف ز وَالْآخر أَن يحلل ويغير مزاج السم. واستفراغ السم وجذبه يكون بالأدوية الَّتِي تجذب جذباً قَوِيا وَهِي القوية الْحَرَارَة وإحالته وَنَقله عَن طَبِيعَته يكون بالأشياء المضادة لَهُ إِمَّا فِي كيفيته مثل مَا يضاد سم الْعَقْرَب الْأَشْيَاء الحارة وَإِمَّا فِي جملَة جوهره وَالَّذِي يضاد) جملَة الْجَوْهَر يسْتَخْرج بالتجارب وَأما مَا يضاد بالكيفية فبقانون صناعي. قَالَ: فاستفراغ السم وجذبه يكون إِمَّا بالأشياء الَّتِي تسخن إسخاناً قَوِيا كالكي بالنَّار وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تعْمل مَا يفعل الكي أَو بِمَا يجذب جذباً قَوِيا بِلَا حرارة شَدِيدَة مثل المص ويحجم ويستفرغ أَيْضا بالمداوى بِهِ من جنس المنهوش أَو فِي جَمِيع بدنه وَذَلِكَ انه إِن كَانَ حرارة شَدِيدَة كَانَ فِي عُضْو المنهوش أَو فِي جَمِيع بدنه داويته بأدوية تبرد وبالضد فَهَذَا قانون المداواة وَقد تخْتَلف بِحَسب اخْتِلَاف الْأَعْضَاء الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل فِيهَا والقانون فِي القروح. من الْمُقَابلَة للأدواء: مَتى لم يظْهر مَا الَّذِي لسع أَو مَا السم فَاسق للسم مَاء حاراً أَو زيتاً كثيرا وقيئه.

دَوَاء يحفظ من السمُوم ورق السذاب يَابِس عشرُون جُزْءا جوز كبار جزءان تين وملح جُزْء جُزْء يطعم على الرِّيق يمْنَع ذَلِك. معجون الطين ينفع مَتى شرب قبل الْأَدْوِيَة القتالة: حب الْغَار مثقالان طين مختوم مثله واوثولوسين يعجن بِزَيْت الشربة بندقة مَعَ ثَلَاث أواقي من مَاء الْعَسَل. الْيَهُودِيّ قَالَ: لسع الْعَقْرَب أَشد وَجَعه من ابْتِدَائه ولسع الْحَيَّة يَبْتَدِئ قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يعظم ويشتد. ج فِي الترياق إِلَى القيصر: قَالَ: الَّتِي تقع فِيهَا الأفاعي نَافِع من لدغ الْهَوَام فان كَانَ ذَلِك بالترياق إبيذيميا: اللَّبن جيد للسموم الَّتِي تُؤْكَل وتلذع وَتحرق وَذَلِكَ أَن هَذِه تحْتَاج إِلَى مَا يكسر حدتها ويعدلها. الثوم يصلح للسموم الْبَارِدَة. الْخمر تصلح للسموم الَّتِي تقتل بإفراط إِخْرَاج الْبدن عَن مزاجه. والخل يصلح للَّتِي تقتل بالغلظ والخنق كالفطر وَالْملح بِغَيْر جَوْهَر الْأَدْوِيَة والأخلاط الرَّديئَة. قَالَ فِي الْفرق: كل نهشة من سم فَلَا يجب أدمل القرحة وانضمامها حَتَّى يعلم أَن العليل قد برأَ لَكِن توسع وتوضع عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة الجاذبة. أَبُو جريح قَالَ: اللعبة تَنْفَع من السمُوم والهوام جملَة. ابْن البطريق قَالَ: الْهَوَام الَّتِي لَا تعرف ضررها فعلاجها بعلاج عَام لَهَا وَهُوَ أَن يمص الْموضع) ويشرط وَيُوضَع عَلَيْهِ الفراريج مشقوقة ويطلى بِهَذَا الطلاء فانه كَاف فِي جذب السم: يُؤْخَذ خَرْدَل وقلي ونورة ويطلى عَلَيْهِ الصابون أَو القطران ويسهل الْبَطن ويحدر الْبَوْل ويدر الْعرق ويسقون ترياقات على قدر مَا يظْهر من الْأَعْرَاض. ابْن البطريق قَالَ: العلامات الَّتِي تظهر فِي الْحَيَوَانَات عَن روية السم. الطاؤوس يرقص ويصيح ويخطه السم ويوهن سُورَة السم. والكركي يسدو ويبكي. الببغاء والحديدي يصرخان يرميان. الوقواق يبكي أَيْضا. الْقُنْفُذ ينقاد ويهرب. الفاوندة يَمُوت مَكَانهَا. الصفرد يبيض حمرَة رقبته.

الْغُرَاب يهيج صَوته. القرد يتقيأ ويسلح. ابْن عرس يقشعر وَيقوم شعره. وَالْجَارِيَة الَّتِي تغذى بالسم ليقْتل بهَا الْمُلُوك يجِف جَمِيع مَا تمسه من الْخضر والورد وَغير ذَلِك وَيقتل لُعَابهَا الدَّجَاج وَالْحَيَوَان وَلَا يقربهَا الذُّبَاب. نَبَات يُسمى الجدوار قد جمع على أَنه يقوم مقَام الترياق فِي الْهَوَام والسموم. لَا يَنْبَغِي أَن يتْرك الملسوع والمسموم أَن ينَام. لي رَأَيْت الْعِمَاد فِي نهش الأفاعي وَأكْثر الْهَوَام على تَقْوِيَة الْحَرَارَة الغريزية ليَكُون أقوى من أَن وَرَأَيْت اللعبة البربرية تثير فِي الْبدن حرارة كَأَنَّهَا طبيعية فَذَلِك الْخمر أَحسب أَنَّهَا شَدِيدَة مُوَافقَة لذَلِك وأحسب أَنَّهَا أشرف دَوَاء يكون الْبَتَّةَ. ابْن سرابيون: جَمِيع اللسع يجب أَن يمص أَو تُوضَع عَلَيْهِ المحاجم وَإِن كَانَ من أَفْعَى الغى وَإِن كَانَ عُضْو يُمكن قطعه فاقطعه وَإِن زَاد السم فافصده ثمَّ أعده بصفرة الْبيض والفلفل وَالشرَاب الصّرْف يثير فِي الْبدن بخارات تعين البخارات الطبيعية فان هَذِه تمنع السم وتوهنه وضع على اللذع أضمده مسخنة وَاجعَل عَلَيْهِ ديوكاً وفراريج مشققة تبدلها كل قَلِيل أَو غَيرهَا من الطُّيُور) وَاجعَل عَلَيْهِ المراهم المبدلة للمزاج واسق معجون الطين والطرخشقوق والقفر الْيَهُودِيّ وَابْن عرس مملح وَحب الْغَار وطبيخ السرطانات النهرية ألف ز وَدم السلحفاة والجندبادستر.

(مَا يطرد الْهَوَام والحشرات وَالسِّبَاع ويقتلها) قَالَ ج فِي كتاب الكيموسين: إِن الْعَقْرَب مَتى تفل عَلَيْهَا إِنْسَان قَتلهَا بِشَرْط أَن يكون صَائِما وليتفل عَلَيْهَا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا. وَقيل فِي الفلاحة الفارسية: إِن الفجل مَتى شدخ وَألقى على الْعَقْرَب قَتلهَا. وَإِن المرداسنج والخربق مَتى جعلا فِي عجين وَطرح للفأرة حَتَّى تَأْكُل مِنْهُ قَتلهَا. وَمَتى سلخت فَأْرَة وَتركت هربت فئران الْبَيْت. وَإِن صيدت فَأْرَة وربطت بخيط فِي وسط الْبَيْت هرب سائرها. والسذاب رِيحه يطرد ابْن عرس. ودخان قرن الأيل وأصل السوسن وأظلاف الْمعز مَتى دخن بهَا طردت الْحَيَّات وَأكْثر الْهَوَام. وَمَتى أَخذ أفيون وشونيز وبارزد وَقرن أيل وكبريت وأظلاف الْمعز فدخن بِهِ فيطرد الْحَيَّات وَأكْثر الْهَوَام. ودخان خشب الرُّمَّان يطرد الْهَوَام. وطبيخ الْحبَّة السَّوْدَاء مَتى رش بِهِ الْبَيْت قتل البراغيث. الطَّبَرِيّ مَتى جعل الحسك فِي حجر الْحَيَّة هربت مِنْهُ وَكَذَلِكَ مَتى رش الْبَيْت بطبيخه. وَإِن بخر الْبَيْت بأصول السوسن هربت الْهَوَام كلهَا. وَإِن بخر الْبَيْت بورق الدلب هربت الخنافس. وَإِن بخر الْبَيْت بأخثاء الْبَقر هربت البق. وَإِن وضع فِي الْبَيْت قشور الفجل لم تقربه عقرب وَمَتى وضعت على الْعَقْرَب قَتلهَا. وطبيخ الخربق مَتى رش بِهِ الْبَين قتل أَكثر. الزَّبِيب والزرنيخ الْأَصْفَر مَتى ألقِي فِي لبن وَوضع فِي وسط الْبَيْت قتل الذُّبَاب. وَمَتى بخر الْبَيْت بقلقنت طر الفأر. وَمَتى بخر الْموضع بزبل الذِّئْب اجْتمع الفأر إِلَيْهِ وَكَذَلِكَ شَحم الذِّئْب وزيته. وطبيخ الخربق مَعَ الحنظل يعجن بِهِ الْخبز فَيلقى للفأر فَإِذا أكله قَتله.) وبخور القنة يطرد الْحَيَّة. وَمَتى بخر الْبَيْت بكبريت أَو قلقنت لم يدْخلهُ البق الْبَتَّةَ.

وَمَتى رش الْبَيْت بنقيع الحنظل قتل البراغيث. وَإِن جعل الدَّم فِي حُفْرَة فِي وسط الْبَيْت اجْتمعت إِلَيْهِ البراغيث. الطلسمات: كندس حَدِيث ذكي الرَّائِحَة وزرنيخ أصفر وكمأة يابسة بالسواء ينعم سحقه ويعجن بِمَاء بصل الفأر ويدهن الْيَد بدهن ويتخذ مِنْهُ تِمْثَال وَيُوضَع على الْمَائِدَة فَلَا يقربهَا ذُبَاب. وَإِن اتخذ سفرة من جلد لتامور لم يقربهَا الْبَتَّةَ وتباع هَذِه الْجُلُود بِمَكَّة. وَمَتى أخذت حَصَاة نوشادر فِي الْفَم وبزق فِي فَم الْحَيَّة مَاتَت. وَمَتى دخن الْبَيْت بالآس الْيَابِس والكمون هرب البق والبعوض وَكَذَلِكَ مَتى دخن بالترمس. وَمِمَّا يدْفع الأرضة عَن الدَّار أَن يكون فِيهَا هدهد فان لم يكن ذَلِك حَيا فليدخن بعظامه وريشه فان الأرضة تَمُوت. وَمَتى ألْقى الانسنتين فِي الثِّيَاب لم يتسوس وَكَذَلِكَ الفودنج وَكَذَلِكَ الأترج وَمَتى ألقِي الأفسنتين فِي الدّهن أَي دهن كَانَ وادهن بِهِ لم يقرب ذَلِك البعوض. وَمَتى رش الْبَيْت بطبيخ الحسك أفنى البراغيث. وَإِن رش حول الْفراش لم يقربهُ برغوث. وَأَن بخر الْبَيْت بالبازرد طرد الْهَوَام كلهَا. بولس: يجب أَن تسد ألف ز الْكواء فِي الْمنَازل المخوفة وخاصة مَا يظنّ بهَا أَنَّهَا كوى هوَام فلتيد بثوم مدقوق ويبخر بعد ذَلِك بقرن أيل وبأظلاف الماعز أوبالشعر أَو بالزيت أَو بالقنة أَو وَمِمَّا يطرد البق خَاصَّة أَن يبخر بِالشَّوْكَةِ المنتنة الْمُسَمَّاة قونورا أَو بالقلقديس أَو بأخثاء الْبَقر وَأكْثر الْوقُود فان الْهَوَام تهرب من ذَلِك وافرش حول المرقد الفنجنكشت والفوتنج والشيح واطرح حول الْفراش من الحلتيت. من كتاب ديمقراطس قَالَ: الأفسنتين يطرد الْحَيَّات. البرنجاسف: مَتى نبت فِي مَوضِع هربت الْحَيَّات. ودخان شجر الرُّمَّان يطرد الْحَيَّات. الْعَقْرَب تهرب من عقرب تحترق.) عصير الفجل يقتل الْعَقْرَب. وَمَتى بخر الْبَيْت بالقنة والزرنيخ وحافر حمَار هربت العقارب. والزنانير يهربن مَتى بخرت أجحارهن بكبريت أَو بثوم وَمَتى لطخ الْبدن بالخطمى لم تلذعه.

الفأر تهرب مَتى خصيت وَاحِدَة وخليتها أَو سلخت جلدهَا وخليت. السنور الْبري يهرب من السذاب. النَّمْل تهرب من إحراق طَائِفَة مِنْهَا وَمَتى طلي بمرار الْبَقر لَا يقربهُ نمل وَكَذَلِكَ الزفت. وَمَتى علقت طَاقَة شعر من عرف فرس على بَاب الْبَيْت لم يدْخلهُ بق وَلَا جرجس. وَمَتى وضع حرمل عِنْد الْفراش لم يقربهُ بق. وَإِن انقع السذاب فِي المَاء ورش بِهِ الْبَيْت قتل البراغيث. وَمَتى دخن الْبَيْت بالمقل هرب البق. الخنافس يهربن من ورق الدلب. البراغيث يمتن من ريح الكبريت وَكَذَلِكَ من ورق الدفلى ويقتلهن أَيْضا طبيخ الأفسنتين أَو الْكر أَو السذاب أَو الترمس. وَالْجَرَاد يهرب من ريح دُخان الكبريت وَكَذَلِكَ من ريح دُخان قرن الثور. والأسد يهرب من الديك وَمن الفأر. والفيل يهرب من الْكَبْش وَمن النسور. د: ورق الفوذنج مَتى دخن بِهِ طرد الْهَوَام وَكَذَلِكَ إِن افترش القطران يطرد الْهَوَام. الشيح يطرد الْهَوَام. والقنة مَتى بخر بهَا طردت الْهَوَام. الجعدة تطرد الْهَوَام بخر بهَا أَو افترشت. والقلهمان: مَتى رش الْموضع بطبيخ الدفلى قتل البراغيث. سلمويه: ورق السذاب وَجوزهُ إِن بخر بِهِ طرد الْهَوَام والبق. الفلاحة الرومية: الْخَرْدَل مَتى بخر بِهِ طرد الْهَوَام والحيات. وأقونيطس يقتل النمور وَالْكلاب والخنازير والذباب وَسَائِر السبَاع. اللوز المر يقتل الثعالب سَرِيعا.) أَبُو جريج: الخربق يقتل الْكلاب والذئاب وَسَائِر السبَاع. د: مَاء السذاب يفر مِنْهُ النمس وَإِن طلي بهَا ريش الدَّجَاج لم يقربهَا. من كتاب الْحَيَوَان: إِن الذِّئْب لَا يقرب يصل الفأر. والأسد يخافه وَيخَاف من خشب السديان وَهُوَ السدر. والنمر يخَاف من خشب الرُّمَّان. د: أقونيطن أَصله يُبرئ من الْعَقْرَب ويخمر فَإِذا قرب إِلَيْهِ الخربق انْتَعش. الأنجوشا الْأَحْمَر الثَّمر وَله ورق أصفر مَتى مضغ وَأُلْقِي فِي فَم الْهَوَام قَتلهَا.

قرن الأيل مَتى بخر بِهِ طرد الْهَوَام ولوف الْحَيَّة أَصله مَانع من نهشة الأفعى مَتى دلك بِهِ. الأشقيل مَتى ألف ز علق صحاحاً على أَبْوَاب الْبيُوت منع الْهَوَام مِنْهَا. الْحَرْف مَتى دخن بِهِ طرد الْهَوَام. د: ورق الفوذنج مَتى دخن بِهِ طرد الْهَوَام أَو افترش القيصوم. كَذَلِك القنة تطردها مَتى دخنت. ثَمَرَة الشونيز مَتى خلطت بشحم أيل وَمسح بِهِ الْجَسَد لم يقربهُ الْهَوَام. وشحم الْفِيل وشحم الأيل إِذا تمسح بهما منعا الْهَوَام من يصل إِلَى الْبدن. الشونيز مَتى بخر بِهِ طردها. طبيخ الخربق الْأسود يرش بِهِ الْبَيْت فيفر عَنهُ الْهَوَام. أفسنتين يطْبخ فِي الدّهن ويمرخ بِهِ الْبدن فَيمْنَع البق مِنْهُ. زبل الثور إِذا بخر بِهِ طرد البق. طبيخ الحسك مَتى رش فِي الْبَيْت قتل البراغيث. جوز السرو ورقه يبخر بِهِ فيطرد البق. الملوخيا البستانية ينعم دقها ويلطخ الْبدن بهَا مَعَ زَيْت فَلَا يحس فِيهِ لذع النَّحْل بألم. الخربق الْأَبْيَض مَتى عجن مَعَ السويق وَعسل وَجعل كباباً وَطرح للفأر فَأكلهَا قَتلهَا. القلقديس مَتى بخر بِهِ طرد الفأر. شَحم الْقُنْفُذ مَتى طلي بِهِ عود اجْتمعت إِلَيْهِ البراغيث. بخور مَرْيَم يطرد الْهَوَام.) قشور بيض محرق قرن أيل كزبرة كبريت بالسواء يدخن بِهِ. من عهد أبقراط: الْغَار مَتى وضع فِي مَوضِع طرد الْهَوَام. الطَّبَقَات: إِن دخن بالخردل المتين طرد الْحَيَّات. وَإِن أحرقت العقارب هربت الْأُخَر. وَمَتى دخن بِشعر ابْن عرس طرد الْحَيَّات. وَكَذَلِكَ مَتى دخن بالعاج طرد الْهَوَام والحيات. زظلف الْمعز المحرقة يطرد الْحَيَّات وَكَذَلِكَ قرن الأيل. وَإِن طلي ريش بشحم أيل وَجعل فِي جُحر حَيَّة لم تخرج مِنْهُ وَإِن زرع الخربق فِي اقداح هربت مِنْهُ الْحَيَّات وَكَذَلِكَ القيصوم. طبيخ القنطريون الْكَبِير يطرد الْحَيَّات وَكَذَلِكَ مَاء السذاب مَتى رش بِهِ. وَمَتى وضع الحسك فِي جُحر الْحَيَّة هربت مِنْهُ.

وَإِن قطر على الْعَقْرَب مَاء الفجل أَو طرح قشوره عَلَيْهَا مَاتَ. وَإِن يطْبخ شَيْء بعصارة حنظل رطب لم تقربه حَيَّة. وَإِن عجن الزرنيخ والقنة بِسمن وبخر بِهِ فانه يطرد العقارب. وَكَذَلِكَ إِن دخنت الْبيُوت بالفنجنكشت هربت مِنْهُ العقارب. وَمَتى وضع فِيهِ سذاب بري لم يدخلهَا هَامة. ودخان خشب الرُّمَّان وورقه يطرد الْحَيَّات والهوام. وَمَتى ذَر الصعتر الْبري فِي الْبيُوت طردها جَمِيعهَا. ودخان القنة يطرد الْهَوَام والفأر وَكَذَلِكَ دُخان الأشق. مَاء الحنظل الرطب وطبيخ الْيَابِس يطرد الأرضة وَيمْنَع مِنْهَا مَتى طليت الْخشب بِهِ. مَتى طرح على الْعَقْرَب ورد الملوكية أخدرها وَكَذَلِكَ نور السوسن الْبري. وَكَذَلِكَ إِن ربطت فَأْرَة فِي بَيت هربت الْبَاقِيَة. وَإِن دخن بقلقديس هرب الفأر كُله. وَإِن وضع على السرير عود قنب لم يتأذ بالبق والبعوض. وَإِن طليت عصى شَحم قنفذ اجْتمعت إِلَيْهِ البراغيث.) أَبُو جريح بصل الفأر يقتل الفأر وَكَذَلِكَ تُرَاب الزئبق والكبريت والقطران يقتل القردان وَأكْثر الْحَيَّات والهوام ألف ز وخاصة النَّمْل وَإِن طلي على جحرتهن لم يخرج مِنْهُ. اختيارات حنين: الْملح والنوشاذر مَتى أمسك فِي الْفَم وتفل فِي فَم الْحَيَّة مَاتَت من ساعتها. فِي الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة قَالَ: يخلط رماد خشب الصنوبر وَيُوضَع حول الْمجْلس فانه يمْنَع الْهَوَام وخاصة الْحَيَّات وَكَذَلِكَ القطران. وَمَتى دخن الْبَيْت بعاقرقرحا وكبريت كل يَوْم تهرب الْحَيَّات. الفلاحة الفارسية: المرداسنج يخلط بعجين قتل الفأر وَكَذَلِكَ نحاتة الْحَدِيد. وَمَتى طرح رماد بلوط فِي جحرتهن هربن. وَمَتى سلخت وَاحِدَة وخليت هرب الْبَاقِي. وَمَتى لطخ بَاب بيُوت الدَّجَاج بِمَاء السذاب أَو وضع فِيهِ لم يقربهُ السنور الْبري. وَمَتى أحرقت العقارب هربت الْبَاقِيَة. وَإِن دخن بالزرنيخ والقنة هربت. وَإِن طليت نسوفة خزف بشحم قرد ودفنت فِي وسط بَيت اجْتمعت إِلَيْهَا البراغيث. وَكَذَلِكَ مَتى جعل فِيهَا دم التيس.

الفلاحة الرومية: الْهَوَام لَا تقرب شجر الرُّمَّان وَكثير من الطير يحصن عشه بقضبان الرُّمَّان من الْهَوَام. دُخان الرُّمَّان يطرد الْهَوَام. عصارة الفجل تقتل العقارب. ستر منسوج من ذَنْب الْخَيل مَتى علق على بَيت لم يدْخلهُ بعوض. دُخان الكبريت أَو العلك يطرد البراغيث. وَمَتى حفرت حُفْرَة وَطرح فِيهَا عيدَان قضبان الدفلى ونضح الْبَيْت بِمَاء وملح أَو سذاب أَو رماد قد عجن بخل العنصل أَو اطل بِالْمَاءِ وَالْملح وَلم يصب الحفرة مِنْهُ شَيْء مَالَتْ البراغيث إِلَيْهَا. وَمَتى نضح الْبَيْت بنقيع بزر السلجم أَو الدفلى قتل البراغيث. اتِّخَاذ الأيائل والطواويس والقنافذ والقرود فِي المساكن يفني الْهَوَام.) مَتى رش الْبَيْت بطبيخ قثاء الْحمار قتل البراغيث. الطَّبَرِيّ: وَمَتى رش الْبَيْت بطبيخ الحنظل أَو قثاء الْحمار لم يقربهُ الْهَوَام. وَإِن رش بطبيخ العليق قتل البراغيث. وَمَتى بخر بأصول السوسن طرد الْهَوَام. وَمَتى بخر بورق الدلب طرد الخنافس. ودخان الْحَيَّة يطرد الْحَيَّات جدا.

(جمل فِي أَمر الْهَوَام الغريبة) (وعلاج الْقَرِيبَة مِنْهَا الَّتِي لَا يوبه لَهَا الزنبور وَنَحْوه) من كتاب السمُوم لِجَالِينُوسَ: الزنبور يدلك مَوْضِعه بالذباب ويطلى بِمَاء الْخَبَّازِي والباذروج ويدلك بِهِ أَو يسقى وزن دِرْهَمَيْنِ من بزر المرزنجوش فانه ليسكن مَا بِهِ على الْمَكَان. أهرن قَالَ: الدرقة مثل القملة فِي الصغر فَمن لسعته لَا يسمع وَلَا يبصر ويثور بِهِ الدَّم وَيخْتَلف ويتقيأ وَيَمُوت وَرُبمَا سلم فان لحقت السَّلِيم فِي أول أمره فاسقه لَبَنًا حليباً حِين يحلب أَو مسخناً فان سمها حَار يَابِس يحْتَاج إِلَى مَا يلينه ويبرده واسقه الجدوار واطله بالفادزهر بِمَاء بَارِد. الزنبور اطل عَلَيْهِ الخضرة الَّتِي تحدث على جرار المَاء مَعَ الْخلّ. الطلمسات قَالَ: أدلك لسعة الزنبور بورق الينبوت الرطب فانه يسكن على الْمَكَان. بولس قَالَ: للزنابير والنحل ألف ز اطله بالطين والخل أَو بأخثاء الْبَقر أَو كمده بِمَاء وملح ثمَّ اطله بِلَبن التِّين فانه يسكن على الْمَكَان. لي ينظر فِي هَذَا. الرتيلا قَالَ: يبرد مَوْضِعه وَيحك ويبرد الْأَطْرَاف ويرعد ويعرق عرقاً بَارِدًا ويصفر اللَّوْن ويدر الْبَوْل ويعسره وامتداد الْقَضِيب ورطوبة فِي الْعين وتمدد فِي الْقطن وانكسار اللِّسَان حَتَّى لَا يبين الْكَلَام. وَمن العنكبوت نوع يعرض من لذعه وجع شَدِيد فِيمَا دون الشراسيف وعسر الْبَوْل وَرُبمَا عرض مِنْهُ اختناق وينفع مِنْهُ أَن يسقوا كموناً أَو بزر فنجنكشت أَو أطْعمهُم الثوم واسقهم شرابًا صرفا.) سقولوفندر الْبري والبحري: يكمد لون الْموضع وينتفخ وَتعرض حكة فِي الْجَسَد وَيكون الْموضع فِي اللسع البحري أَبيض وَفِي لسع الْبري أَحْمَر فليضمد بِمَاء وملح وينطل قبل ذَلِك بِزَيْت كثير بِمَاء حَار ثمَّ يوضع عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة ويسقون زراوند بشراب أَو فوذنجا أَو سذاباً يَابسا بشراب. اسقالاقوطس: يضمد مَكَان العضة بسمسم معجون محرق فانه ينفع من ذَلِك.

الأدوية المفردة

ابْن سرابيون قَالَ: من لسعة النَّحْل تبقى الْحمة فِيهِ دَائِما. وَمن لذعة الزنبور رُبمَا بَقِي فِيهِ ويحمر ويرم وينفع مِنْهُ أَن يطلى بالطين الْحر المعجون بالخل أَو بأخثاء الْبَقر بخل لِأَن فِيهِ قُوَّة مجففة وجاذبة أَو ضمد بباذروج مدقوق بخل أَو بدقيق الشّعير أَو يطلى بالخبازي أَو بالطحلب أَو بِالشرابِ الْمَوْجُود فِي الكيزان الجدد كل ذَلِك بخل. وَإِن ذَلِك برؤوس الذُّبَاب أَبرَأَهُ لي خبرني من أَثِق بِهِ أَن زنبوراً لدغ فَحَمله قِطْعَة ثلج من ثلج فِي دبره فسكن على الْمَكَان. 3 - (الْأَدْوِيَة المفردة) قَالَ: أخثاء الْبَقر ينفع من لسعة الزنبور بِحمْلِهِ جوهره. ابْن ماسويه قَالَ: خاصية النمام أَن يسكن الوجع من لسعة الزنبور مَتى شرب مِنْهُ زنة مِثْقَال وَاحِد بسكنجبين. قَالَ بولس: إِذا عرضت لدغة لَا يدْرِي مَا هِيَ فلتمتص من ساعتها بعد أَن يتمضمض الماص ثمَّ تُوضَع عَلَيْهِ المحاجم إِن احْتمل الشَّرْط أَو بالنَّار على مَا حوله وَإِن كَانَ فِي مَوضِع يتهيأ قطعه فاقطعه وَإِن أدْرك قبل أَن ينتشر السم فِي الْبدن فافصده من ساعتك وخاصة من كَانَ بِهِ امتلاء ثمَّ يطعموا فلفلاً وثوماً ويشربوا بشراب قوي كثير ليولد بخاراً حَدِيثا وحرارة مُوَافقَة للطبيعة ليندفع السم وضمد الْموضع بالملذعات وانطله بِالْمَاءِ الْحَار الْمَطْبُوخ فِيهِ الفودنج ويسقى طرخشقوق وَنَحْوه من الْأَشْيَاء المقاومة للسم كالدارصيني والزراوند والفلفل وَحب الْغَار والطين الْمَخْتُوم وَنَحْوهَا. الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة قَالَ: الثوم وَالْخمر نافعان من نهش الْهَوَام وَكَذَلِكَ أَغْصَان السذاب ألف ز د: الْملح مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل يضمد بِهِ من لذع الزنابير. ورق النمام الْبري للزنابير والنحل. وَورق الْغَار الطري وَكَذَلِكَ الخطمى والخل للزنابير والنحل. قَالَ: خاصية الْخَبَّازِي أَنه يسكن لذع الزنبور من سَاعَته.) وَقَالَ د: إِنَّه ينفع من الزنابير والنحل إِذا ضمد بِهِ وَإِن دق مَعَ الدّهن وتمسح بِهِ لم يجد لذع النَّحْل لَهُ. يدلك برؤوس الذُّبَاب أَو يسقى بزر الكرفس وَمن مَائه أَو أوقيتان. سَماع يُقَال: أَنه مَتى احْتمل الملسوع قِطْعَة ثلج سكن على الْمَكَان. الزنبور يمص مَرَّات كَثِيرَة مَعَ شَرط وَيخرج مِنْهُ الدَّم مَا أمكن ويطلى بعد ذَلِك بطين أرميني بخل ويدلك بورق الْخَبَّازِي. وَإِن كمد بِمَاء حارة سَاعَة ثمَّ وضع عَلَيْهِ بعقبه ثلج وأعيد الكماد والثلج مرّة بعد مرّة بَرِيء. وَمَتى طلي بسورج بخل بَرِيء من سَاعَته.

وَإِن وضع فِي مَاء حَار سَاعَة ثمَّ فِي مَاء ثلج وَفعل ذَلِك مَرَّات سكن. لي يطلى بالكافور وخل ويدام وضع الثَّلج عَلَيْهِ حَتَّى تسكن عاديته. وأحسب أَن الشَّرْط د: وَالْملح يضمد بِهِ مَعَ الْخلّ وَعسل لنهش ذِي الربعة وَالْأَرْبَعِينَ وينفع مِنْهُ جدا زهرَة الخنتى وثمرته. الْيَهُودِيّ: ينفع من لذعة قملة النسْر وَتسَمى الدرقة اللَّبن وَمَاء الشّعير وَصَاحبه لَا يبصر ويبول دَمًا ويرعف ويطلى بالفادزهر ويسقى مَاء الهندباء ويحجم مَوضِع اللسعة وَكَذَلِكَ أفعل بلسوع الطبوع. ولنهش خرز الطين وَهِي دَابَّة لَهَا أرجل كَثِيرَة سمها حَار يعالج بدهن البنفسج والمحاجم بِلَا شَرط. وعقرب المَاء حَار السم. والذراريح تلسع. وَفِي مخالب السبَاع سم يعالج بالمص والمحاجم وَبعد ذَلِك بدهن الْورْد. د: الأفسنتين بشراب ينفع من لسع التنين البحري. وينفع الباذروج. وَكَذَلِكَ بَوْل الْإِنْسَان الْمُعْتق نَافِع من لسع الْهَوَام البحرية. التجربة: الكبريت إِذا طلي بخل نفع من التنين البحري. قَالَ ج: قد جربته يعجن ببول ويضمد بِهِ. الرصاص يدلك على لسع الْعَقْرَب والتنين البحري.) شَحم التمساح تضمد بِهِ العضة مِنْهُ نَافِع مجرب. ج فِي الترياق: السّمك الْمُسَمّى طريقلا ينفع إِذا وضع على نهش التنين وَالْعَقْرَب وَالْعَنْكَبُوت البحري. (فِيمَا ينفع من لذع الزنابير والنحل) ونهش الْهَوَام الْبَريَّة الغريبة السمُوم ونهش الْهَوَام البحرية والسموم زبل الْبَقر ينفع من ذَلِك وَيُمكن أَن يكون ذَلِك من خَاصَّة فِيهِ. ج: الْملح يضمد بِهِ مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل ينفع من لذع الزنابير والنحل. د: الْملح مَعَ ورق النمام جيد للذع الزنابير. وَورق النمام الَّذِي يضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل نَافِع وَوحده أَيْضا. ورق الْغَار الطري مَتى ضمد بِهِ مسحوقاً نفع من لسع الزنابير والنحل.

طبيخ الخطمى بخل ممزوجا بِهِ أَو بشراب ينفع من لسع النَّحْل. الْخَبَّازِي البستاني نَافِع للسع الزنابير والنحل ألف ز. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِن خَاصَّة الْخَبَّازِي تسكين الوجع الَّذِي يعرض من لسع الزنبور والنحل. د: إِنَّه ينفع لسع الزنابير والنحل إِذا ضمد بِهِ وَإِن انْعمْ دقه بِزَيْت ويلطخ بِهِ لم يحل لسعها فِي الْبدن. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِن دق ورق الخباز وَوضع على لسع الزنبور سكن الوجع. سَمِعت أَنه إِن أَدخل فِي دبر الملسوع من الزنبور قِطْعَة جليد سكن وَجَعه على الْمَكَان. اسْتِخْرَاج: للسع الزنبور يمص مصاً شَدِيدا مَرَّات كَثِيرَة ويشرط وَيخرج مِنْهُ الدَّم مَا أمكن ويطلى عَلَيْهِ بعد ذَلِك طين أرميني وَمَاء ورق خبازي ويدلك عَلَيْهِ ذُبَاب. والخل والطين لَهُ مُوَافق. وَمَتى وضع عَلَيْهِ إسفنج مغموس فِي مَاء حَار سَاعَة ثمَّ يَجْعَل عَلَيْهِ ثلج مرّة بعد مرّة برِئ. وَإِن طلي عَلَيْهِ طين شاموس بخل برِئ سَرِيعا أَو يطلى بطين أرميني بِمَاء حصرم أَو يشرط ويمص. وَمَتى وضع الْموضع فِي مَاء حارة سَاعَة ثمَّ نقل إِلَى مَاء ثلج ممزوج بخل مبرد بالثلج سكن وَجَعه على الْمَكَان.) اسْتِخْرَاج مِمَّا ينفع من لسعة الزنبور وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك: يُؤْخَذ أفيون وبزر الشوكران وكافور فيطلى على الْموضع بِمَاء الْخلاف. وَيُوضَع فَوْقه خرقَة مغموسة فِي مَاء ثلج. يطلى حول الْموضع بِمَاء الْورْد أَو بِمَاء الْخلاف وَيُوضَع فَوْقه خرقَة مغموسة فِي مَاء ثلج. يطلى حول الْموضع بطين وخل. وَأَنا أرى أَلا يحجم الْموضع. فان لذَلِك يؤلمه جدا ويهيج أوجاعاً وَأوراماً ويكفيه أَن يخدر الْموضع مُدَّة مَا ليسكن حِدة ذَلِك السم فانه يسكن فِي مديدة إِن شَاءَ الله وَإِن شِئْت من السمُوم لج قَالَ: يعرض مِنْهُ وجع وَورم ويعالج بِأَن يدلك بالذباب دلكا نعما ويطلى بالخنثى أَو بِمَاء البقلة اليمانية أَو يدلك عَلَيْهِ باذروج أَو يسقى مِنْهُ مِثْقَال مَعَ أوقيتين من مَاء المرزنجوش. شَمْعُون قَالَ: لسع الزنبور يرم من سَاعَته وَهُوَ حَار حريف فاطله بالحوك وَهُوَ الباذروج والطحلب والخل واسق مِنْهُ مَاء الخس وَسَائِر الْمبرد.

ابْن سرابيون: من لسعة الزنبور اطل عَلَيْهِ طيناً بخل أَو أخثاء الْبَقر بخل أَو ورق الباذروج مدقوقاً بخل أَو الخضرة الَّتِي تصير على جَانب المَاء أَو تُرَاب الكيزان الجدد بخل أَو يدلك برؤوس الذُّبَاب.

3 - (نهش الْهَوَام الغريبة والسموم الغريبة) الْملح يتضمد بِهِ مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل لسم ذِي الْأَرْبَع وَالْأَرْبَعِينَ. زهرَة الْخُنْثَى وثمرته يعظم نَفعه إِذا شرب بشراب من لذع ذِي الْأَرْبَع وَالْأَرْبَعِينَ. من الْمُقَابلَة للأدواء: ينفع مِنْهُ شراب حُلْو ودهن ورد وَدم الْمعز وبزر القثاء الْبري مَعَ خمر مسحوقاً. وَأما لشرب اقيماوس فتنفع عصارة عَصا الرَّاعِي أَو لِسَان الْحمل أَو فوذنج جبلي أَو الحاشي مَعَ الْخمر. وَأما الْمُسَمّى دروفيس فَشرب لبن الْبَقر وَالشرَاب الحلو ومرق الحلزون. وَأما الدَّوَاء الْمُسَمّى أنكيا فينفع مِنْهُ شرب الأفسنتين مَعَ الْخمر والجندبادستر والسذاب وَشرب السكنجبين والقيء وَكَذَلِكَ الفوذنج الْجبلي مَعَ الْخمر. وَأما يوقريطن فالخمر الحلوة والقيء والمرق الدسم وَاللَّبن الْحَار ويؤكل شَيْء كثير من التِّين الرطب وَيشْرب طبيخ التِّين وَيشْرب أَربع درخمات بورق أَحْمَر مَعَ مَاء. الْيَهُودِيّ: ينفع من لذعة قملة النسْر وَهِي الدرقة شرب اللَّبن وَمَاء الشّعير وصاحبها لَا يبصر إِذا لسعته ألف ز ويبول دَمًا ويرعف ويطلى بالبادزهر بِمَاء بَارِد ويسقى مَاء الْبِطِّيخ الْهِنْدِيّ ويحجم مَوضِع اللسعة وَكَذَلِكَ يفعل بلسع الطبوع ولنهش خرز الطين وَهُوَ حَيَوَان ذُو أرجل كَثِيرَة وسمها حَار تعالج بدهن بنفسج والمحجمة بِلَا شَرط. وعالج من لسع اللقوة وَابْن قتره وعقرب المَاء وَجَمِيع مَا طَار من الْهَوَام بعلاج الْحَرَارَة فان سمها حَار جدا. وعالج نهش الشبث وَهُوَ العنكبوت الْكَبِير ولسع الذراريح كَذَلِك. جورجس قَالَ: الدرقة وَهِي قملة النسْر يخرج مِمَّن لسعته الدَّم من أَنفه وَفِيه وَفِي بَوْله ومقعدته وَفِي الْأَكْثَر لَا يبرأ وَلَكِن فِي أول مَا يلسع اسْقِ لَبَنًا حليباً سخناً فان سمها يضاده وَلَكِن الْأَشْيَاء الْبَارِدَة الدسمة واطله بالبادزهر واسقه عصارة الخس ودهن الْورْد والبزرقطونا وَمَاء الشّعير وَمَاء القرع واطله بعنب الثَّعْلَب وبزر القثاء الْبري والزبد وأطعمه مِنْهُ أَيْضا. قَالَ شَمْعُون: يسْتَدلّ على سليمها من أَنه لَا يبصر ويبول وَيقوم الدَّم وعالجه بعلاج الجرارة. 3 (نهش الْهَوَام البحرية والسموم البحرية المائية) الأفسنتين مَتى شرب بشراب نفع من لسع التنين البحري. الباذروج ينفع من لسع الزنابير البحرية. بَوْل الْإِنْسَان مَتى صب على نهش الْهَوَام البحرية نفع. د: الكبريت مَتى اسْتعْمل بالخل نفع من لسع التنين البحري. قَالَ ج: وَقد استعملته فِي نهش التنين واستعماله أَن يذر على الْموضع أَو يعجن بالريق وَيُوضَع عَلَيْهِ وَقد جربت هَذَا فَوَجَدته صَحِيحا. وَأَنا أرى من الرَّأْي أَن يعجن ببول إِنْسَان وَقد عتق فانه نَافِع من شرب أرنب الْبَحْر. وَكَذَلِكَ مَتى شرب لبن الماعز طرياً. د: الْملح ينفع من نهش التمساح. د: السرطان النَّهْرِي مَتى طبخ وَأكل مرقه نفع من الأرنب البحري. د: السَّمَكَة الَّتِي تسمى طريقلا تَنْفَع إِذا وضعت على نهش التنين البحري وَالْعَقْرَب وَالْعَنْكَبُوت البحري. د وَج: أصُول بخور مَرْيَم مَتى شربت نَفَعت جدا من شرب الأرنب البحري. ثَمَرَة الشونيز مَتى شربت بِخَمْر نَفَعت من شرب الأرنب البحري. القطران مَتى شرب بالطلاء نفع من شرب الأرنب البحري. ثَمَرَة السوسن مَتى شربت بِخَمْر نَفَعت من شرب الأرنب البحري. د من الْمُقَابلَة للأدواء: ولشرب الأرنب البحري يشرب اللَّبن وخاصة لبن الأتن أَو غَيره أَو مَا اتّفق وأعطه قضبان الملوكية مسلوقة نعما وَمن الفوتنج النَّهْرِي حفْنَة مسحوقة بخل وأصل بخور مَرْيَم مَعَ خمر أوبولس وَاحِد اوبولس قطران مَعَ شراب حُلْو. فِي الترياق إِلَى القيصر قَالَ: مَتى دق شَحم التمساح وَوضع على مَوضِع عضة شفَاه من سَاعَته وَقد جربت ذَلِك وعرفته. من السمُوم المنسوبة إِلَى ج قَالَ: الضفادع إِذا أكلهَا الْإِنْسَان ظهر بِهِ ورم فِي بدنه ويكمد لَونه ويقذف الْمَنِيّ. يقيأ بالزيت مَرَّات وَيكثر الْمَشْي والتعريق وَالْحمام. وَأما الأرنب البحري فَيعرض مِنْهُ وجع الْمعدة واحتباس الْبَوْل ألف ز وَرُبمَا بَال دم ويجد من طَعَامه رَائِحَة هَذِه الدَّابَّة فَلَا يَأْكُل ويعرق عرقاً بَارِدًا منتناً ويقيء مرّة صفراء مخلوطة بِدَم.) يسقى لَبَنًا أَو خمرًا حلوة أَو طبيخ الْخَبَّازِي ويسقى الخربق الْأسود والسقمونيا من كل وَاحِد درهما يسحق نعما ويسقى بِمَاء الْعَسَل واسقه دم قنفذ طرياً وَقرب إِلَيْهِ السّمك فان أكل

الجندبادستر الأغبر الَّذِي يضْرب إِلَى السوَاد مَا هُوَ من شرب مِنْهُ درهما فِي يَوْم قَتله. يسقى شَاربه مَاء التفاح الحامض بِلَبن الأتن. من كتاب ابْن بطرِيق قَالَ: مَتى أكل من مرَارَة كلب المَاء قدر عدسه قتل بعد أُسْبُوع وعلاجه يسقى سمن الْبَقر مَعَ الجنطيانا الرُّومِي والدارصيني وإنفحة الأرنب ويمزج بدهن طيب وَيطْعم الْأَطْعِمَة اللطيفة ويجنب الغليظة. الضفدع من شربه ينتن فَمه وَيفْسد لَونه ويعرض لَهُ قذف الْمَنِيّ فافسقه الزَّيْت وقيئه وليكثر الْمَشْي والعدو وَيلْزم الْحمام والآبزن والادهان. 3 (السمُوم الَّتِي من الْأَدْوِيَة والأغذية والقاتلة) من سَائِر الْحَيَوَان من مقَالَة تنْسب إِلَى جالينوس الذرايح من شربخ احْتبسَ بَوْله وً ورمت مثانته وبدنه وَيهْلك من يَوْمه علاجه أَن يسقى مَاء وزيت مضروبين ضربا شَدِيدا ويقيأ مَرَّات ويحقن بدهن وَعسل وخطمى وصفرة بيض ونطرون وَيُؤمر بِأَكْل التِّين وَشرب الْخمر بِمَاء طبيخ التِّين. وَإِن لم يسكن مص اللَّبن من ثدي الْمَرْأَة. الضفدع: من أكل مِنْهُ عرض لَهُ ورم فِي بدنه ويكمد لَونه ويقذف الْمَنِيّ ويقيأ بالزيت وَيكثر الْمَشْي والعدو والعرق وَالْحمام. الأرنب البحري: من شرب مِنْهُ عرض لَهُ وجع فِي الْمعدة واحتباس الْبَوْل وَرُبمَا بَال الدَّم وَإِن قرب إِلَيْهِ الطَّعَام لم يَأْكُلهُ ويجد مِنْهُ ريح هَذِه الدَّابَّة ويعرق عرقاً منتناً ويقيء صفراء بِدَم. وعلاجه ليسقى لبن أَو خمر حُلْو أَو طبيخ الْخَبَّازِي وَيُؤْخَذ خربق أسود وسقمونياً فيسقى بِمَاء وَعسل أَو أسقه دم قنفذ طري. وعلامة برئه أَن يقرب إِلَيْهِ سمك فيأكل مِنْهُ. طرف ذَنْب الأيل: سم قَاتل يقيأ صَاحبه بالسمن والخل واسقة البندق والفستق معجوناً بالبادزهرج الجندبادستر الْأسود والأغير الَّذِي يضْرب إِلَى السوَاد يقتل مِنْهُ دِرْهَم فِي يَوْم. علاجه مَا التفاح الحامض وَلبن الأتن. مرَارَة النمر تقتل من ساعتها.) الجبسين من شربه عرض لَهُ غثيان واختناق وَثقل فِي الْمعدة ويبس شَدِيد فِي الْبَطن والفم ويطبخ لَهُ الْخِيَار بِالْمَاءِ حَتَّى ينتفخ ويسقى من مَاءَهُ نصف رَطْل ثمَّ يُؤْخَذ مَاء مَضْرُوب بِعَسَل فَيصب عَلَيْهِ زَيْت قَلِيل ويسقى مَاء ورماد التِّين ورماد حطب الْكَرم بِخَمْر حلوة وَيلْزم مَاء الشّعير أَيَّامًا.

المرتك: يعرض لشاربه ثقل فِي اللِّسَان والمعدة ومغس فِي الْبَطن والتواء الأمعاء واحتباس الْبَوْل ويرم الْجَسَد. يسقى من المر وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء فاتر واسقه افسنتيناً أَو فلفلاً أَو زبل الْحمام أَو فلفلاً بِعَسَل وخمر وزيت والزمه لُحُوم الخرفان واسقه خل خمر سَوْدَاء فَإِنَّهُ يكثر عرقه. النورة والزرنيخ: مجتمعان يمغسان الْبَطن ويورثان قُرُوح المعي. علاجه طبيخ بزر لكتان وطبيخ الْأرز وطبيخ الجرجير واسقه اللسي فانه يسكن. لي أَظُنهُ اللَّبن فَيجب أَن تنظر فِي النُّسْخَة. إسفيداج الرصاص: يعرض مِنْهُ فوَاق وسعال وَبرد الْأَطْرَاف وَلَا يقدر أَن يَتَحَرَّك ويسخن لِسَانه ولثته وحنكه فاسقه مَاء وَعَسَلًا وطبيخ التِّين وطبيخ الْخَبَّازِي وَاللَّبن الْحَار أَو شحماً مدقوقاً مَعَ خمر أَو أسقه مَاء وزيتاً وقيئه واسقه وزن سِتَّة دَرَاهِم الأفسنتين بِمَاء وَعسل. الزئبق: علاجه كعلاج المرتك وأعراضه كأعراضه. الخربق الْأَبْيَض وعصارة قثاء الْحمار يتداركان بالسمن وَاللَّبن والحليب فانه يمْنَع أَن يصلا إِلَى الْقلب فان وصلا قتلا. سذاب بري: يعرض لصَاحبه جحوظ وحرقة ولتهاب فليقيأ ألف ز بِالْمَاءِ وَالزَّيْت. حب اللفاح: يضعف الْمعدة ويسبت وَرُبمَا قتل ويتدارك بالقيء وبالماء وَالْعَسَل والنطرون واسقه الأفسنتين مَعَ خمر حلوة وضع على رَأسه خل وخمر ودهن ورد واسقه الجندبادستر وسذاباً وعطسه بكندس فانه يسكن. أفيون: يقتل مِنْهُ دِرْهَمَانِ فِي يَوْمَيْنِ وَيَأْخُذ مِنْهُ السبات وَبرد الْبدن وكزاز شَدِيد وَيهْلك يسقى بِالْمَاءِ وَالْعَسَل ويحقن بحقن قَوِيَّة لذاعة ويسقى سكنجبيناً وأفسنتيناً مَعَ خل واسقه فلفلاً وَمن الجندبادستر شَيْئا يَسِيرا بسكنجبين وأشمه الجندبادستر وأعطسه وَأَجْلسهُ فِي آبزن مَاء حَار وحسه مرق الدَّجَاج وأطعمه الْملح فانه جيد نَافِع لَهُ. الدبق: من أَخذه عرضت لَهُ قرقرة فِي الْبَطن بِلَا اخْتِلَاف وَورم فِي الْعين وغشى يسقى المَاء) وَالْعَسَل ويحقن بالحقن اللينة ويسقى الأفسنتين مَعَ خمر كَثِيرَة وسكنجبين وطبيخ الجرجير واسقه سنبلاً وجندبادستر قَلِيلا وكمده بِمَاء حَار وخل. بنبج: يقتل ويعرض مِنْهُ سكر واختلاط عقل ودوار واسترخاء وظلمة فِي الْعين وضيق نفس فاسقه من سَاعَته مَاء وَعَسَلًا وَلبن الْبَقر والمعز وطبيخ التِّين ويسقى خمرًا كَثِيرَة حلوة واسقه بزر القريض وخردلاً أَو حرفا أَو بزر الفجل وأطعمه بصلاً وثوماً. الكزبرة: يقتل من عصارتها أَربع أَوَاقٍ مَتى شربت وأعراضها السدر واختلاط الْعقل

وَإِن يخرج ريح الكزبرة من جسده فقيئه بالزيت وَالْمَاء ثمَّ أسقه أفسنتيناً مَعَ خمر وأطعمه الْبيض مازريون: المازريون يقتل مِنْهُ زنة دِرْهَمَيْنِ وَكَذَلِكَ السقمونيا. شبرم: يقتل مِنْهُ زنة دِرْهَمَيْنِ فان اغْتسل شَاربه بِالْمَاءِ والثلج وَجلسَ فِيهِ قطع اسهاله. فربيون: حَار قَاتل. الدفلى: حَار يَابِس يقتل النَّاس وَالدَّوَاب. لبن الْعشْر: يقتل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم فِي يَوْمَيْنِ بِأَن يفتت الكبد. الخربق الْأسود: يقتل مِنْهُ دِرْهَمَانِ ويعرض مِنْهُ تشنج. الجرم دانق: يقتل مِنْهُ دِرْهَمَانِ وَتعرض مِنْهُ حكة وورم. الكمأة وَالْفطر مَتى أَكثر مِنْهُمَا قتلا وَمن الْفطر والكمأة أَنْوَاع تقتل وَلَو قل مِنْهُمَا. الدادى: مَتى أَكثر مِنْهُ قتل. جوز ماثل: يقتل مِنْهُ مِثْقَال فِي يَوْم وعلاجه السّمن وَوضع الْأَطْرَاف فِي المَاء حَار. البلاذر: يقتل مِنْهُ من عسله مثقالان. الكبيكج: حَار حريف قَاتل تسكن حِدته بالدهن. الدند: يقتل بفرط الإسهال وعلاجه السّمن وَاللَّبن والمرق وَالدَّسم. كسب الخروع والمشمش: يقتلان مَتى استقصى نزع دهنهما. الثَّانِيَة من الْأَدْوِيَة المفردة الأفيون: مَتى سقى مِنْهُ مِقْدَار مَا يقتل بشراب قَلِيل كَانَ أسْرع لقَتله لِأَنَّهُ يبذرقه بِسُرْعَة قبل أَن تمسه اسْتِحَالَة شَدِيدَة وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْأَبدَان الحارة إِن أَخذ مِنْهُ مِقْدَار مَا لَهُ أَن يقتل لِأَنَّهُ أسْرع وصُولا إِلَى قلبه لِأَن حرارته تسرع تقسمه إِلَى أَجزَاء صغَار وبدرقه بِسُرْعَة فَأَما إِذا كثر الشَّرَاب فانه يخرج عَن حد يبدرق الأفيون إِلَى حد يقاومه) فَلذَلِك إِن سقيت من سقِِي الأفيون شرابًا عتيقاً كثير الْمِقْدَار فحقيق لَهُ أَن يبرأ وخاصة إِن كَانَ هَذَا الشَّرَاب مَعَ عتقه ريحانيا لطيفا فانه ألف ز يبرأ لَا محَالة إِلَّا أَن يكون قد مَاتَ مثلا. وَبِالْجُمْلَةِ فان أَجود الشَّرَاب هَاهُنَا الْأَصْفَر اللَّطِيف الذكي الْقوي الْكثير الِاحْتِمَال للْمَاء الْعَتِيق وَيجب أَن يسقى مِنْهُ صرفا شَيْئا كثيرا. من الْمُقَابلَة للأدواء قَالَ: يعرض من شراب المرتك أَعْرَاض سوء وينفع مِنْهُ الفلفل وبزر الكرفس. وَمن شرب الجبسين: رماد حطب الْكَرم وحاشا مسحوقان يشربان بِالْمَاءِ. وينفع من الأفيون الْقَيْء بِالْمَاءِ وَالزَّيْت مَرَّات ثمَّ حقنة قَوِيَّة. وَمن الشوكران: خمر صرفه عتيقة مَعَ فلفل وحرف وقردمانا وحقنة لينَة وَشرب لبن الْبَقر وتضمد الْمعدة والبطن وَكله بدقيق حِنْطَة مَعَ خمر.

وَمن البنج: اللَّبن مَعَ شراب. وَمن الكزبرة: خمر صرف ومرق دجَاجَة سَمِينَة. أهرن: الشواء المغموم بعد شيه سَرِيعا قد يكون قَاتلا. السّمك الْبَارِد قد يكون رديئاً ضاراً. وَكَذَلِكَ اللَّبن الْفَاسِد تعرض عَنهُ أَعْرَاض سوء. ويعرض من السّمك المغموم انطلاق الْبَطن والغشي وأعراض الهيضة. لي قد رَأَيْت عرض مِنْهُ سبات وفقد الْعقل. والذراريح قَالَ: تعالج بِمَاء الشّعير وَسمن الْبَقر بعد الْقَيْء والآبزن الفاتر والأطعمة الدسمة إسفيذباجا بدجاج وشحم دَجَاج وبلحم الحملان وَيطْعم السّمن ويسقى اللَّبن كثيرا. كزبرة وبزرقطونا قيئه أَولا ثمَّ اسْقِهِ طبيخ الأفسنتين مَعَ شراب أَو ميبختج. الأفيون يَأْخُذ مِنْهُ الدوار والفواق وظلمة الْعين وَبرد الْأَطْرَاف ويضيق الْحلق وَيصير ذبحه فقيئه أَولا ثمَّ أطْعمهُ الترياق أَو الشخزنايا وَنَحْوهَا بشراب. البنج مَتى شرب أسكر وحمر الْوَجْه وَالْعين وأغمى عَلَيْهِ فاسقه لبن الْغنم حِين يحلب وَمَاء الْعَسَل وطبيخ التِّين وأطعمه البصل الْمَطْبُوخ وأعطه فِي الْجُمْلَة كل حَار لطيف كالترياق والسابيزج: يسبت فقيئه بِمَاء الْعَسَل واسقه طبيخ الأفسنتين وَشَرَابًا ثمَّ اسْقِهِ فلفلاً) وجندبادستر وسذابا وخردلاً وعطسه بهَا. والأفيون: عطس صَاحبه فانه نَافِع جدا ويحقن بحقن حارة. وَرُبمَا حك جسده وَيُوجد فِيهِ ريح الأفيون فابدأ فِي علاجه بالقيء ثمَّ احقنه بحقن حارة ثمَّ اسْقِهِ شرابًا قد طبخ فِيهِ صعتر ثمَّ عطسه وأعطه الدارصيني فانه بادزهر الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة وَلَا سِيمَا الأفيون وأعطه الفلفل والبورق والجندبادستر بسكنجبين. البيش: من شربه ورم لِسَانه وصرع فقيئه بطبيخ بزر السلجم واسقه طلاء وَسمن الْبَقر واطبخ قشور البلوط بِخَمْر واسقه. والمسك جيد للبيش مَتى سقِِي وَكَذَلِكَ الفادزهر وَسمن الْبَقر الْعَتِيق جيد والجدوار والترياق الْكَبِير. الأسفيذاج: من شربه أَبيض لِسَانه وَوَقع عَلَيْهِ الفوق والسعال لِأَنَّهُ زعم يبرد ويجفف الدِّمَاغ فاسقهم طبيخ التِّين وَمَاء الْعَسَل والملوكية وَلبن الْغنم وَأَيْضًا مِمَّا يَنْفَعهُ: السمسم يقمحه ويمضغه وَيشْرب عَلَيْهِ طلاء واسقه دانقا من السقمونيا بِمَاء الْعَسَل واسقه رماد الْكَرم بالطلاء على قدر قوته.

الكمأة: يعرض مِنْهَا الذبْحَة فقيئهم بطبيخ الشبث ألف ز ثمَّ أعطهم رماد الْكَرم بسكنجبين وأعطه قدر مثقالين من ذرق الدَّجَاج بسكنجبين كي يتقيأ بِهِ. مرداسنج قيئه بِمَاء الشبث الْمَطْبُوخ والتين ثمَّ خُذ بزر الكرفس زنة مثقالين وَمر زنة مثقالين وَمن الأفسنتين زنة مِثْقَال فاعجنه بطلاء وأعطه مِنْهُ مثقالين. وعالج الزئبق بِمثل ذَلِك. الزرنيخ قيئه وَلَا تَدعه أَن ينَام واحقنه مَتى خفت أَن يكون قد بَقِي فِي جَوْفه مِنْهُ شَيْء ثمَّ اسْقِهِ اللَّبن وأعطه الأمراق الدسمة. خبث الْحَدِيد: أعْطه نصف مِثْقَال من مغناطيس بطلاء حَتَّى يجْتَمع إِلَيْهِ كُله ثمَّ أسهله بِقُوَّة. الدفلى قَالَ مَا سرجويه: دَوَاء الفنجنكشت يطْبخ مِنْهُ للنَّاس وللدواب. والطلمسات: من سقِِي الأفيون فعطسه ليتحرك دماغه فَأَنَّهُ أيسر علاجه وَمن لم يعطس فَهُوَ وَإِن بَرِيء عَسى أَن يضرّهُ. فِي من سقى الذراريح مَجْهُول: اسْقِهِ دهن السفرجل فانه بليغ فِيهِ.) بولس قَالَ: الأرنب البحري من سقيه صَارَت فِي فِيهِ سهوكة سميكة وَوجع الظّهْر والبطن وبراز بنفسجي وَيمْنَع من سقيه من أكل السّمك ويعرق عرقاً منتناً ويتقيؤن مرّة ودما فاسقهم لبن الأتن والنبيذ الحلو وقيئهم دَائِما وأسهلهم بالخربق الْأسود والسقمونيا وعلامة خلاصهم أَن يُمكنهُم أكل السّمك. وَأما البنج فَيعرض عَنهُ ذهَاب الْعقل وسكر وَهُوَ سهل العلاج فاسقه مَاء حاراً وَعَسَلًا كثيرا وثوماً وبصلا بشراب بسكنجبين وينامون بهدوء كَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ السَّكْرَان. الكزبرة: لَا يخفى مَكَان رائحتها وَهِي مَتى شربت تبح الصَّوْت وَتذهب الْعقل فقيئهم أَولا ثمَّ أسقهم الشَّرَاب الصّرْف الْقوي مَعَ الأفسنتين واسقهم أَيْضا ميبختجاً حلوا مَعَ شراب وغذهم بصفرة الْبيض اليفرشت. البزرقطونا: يعقب بردا فِي الْبدن كُله وخدراً وضعفاً وقلقاً وعلاجه كعلاج الكزبرة. الشوكران: يهيج مِنْهُ عشي الْبَصَر حَتَّى لَا يبصر وخوانيق وَبرد الْأَطْرَاف وامتداد فقيئهم ثمَّ احقنهم حَتَّى ينقى مَا فِي الْمعدة والمعي مِنْهُ ثمَّ اِسْقِهِمْ الشَّرَاب الصّرْف فانه علاجه فليسقوه سَاعَة بعد سَاعَة ثمَّ اِسْقِهِمْ بعد ذَلِك الافسنتين والفلفل والجندبادستر والحلتيت وَنَحْوه مَعَ شراب حُلْو. الأفيون: يعقب سباتاً وبرداً فِي الْأَبدَان مَعَ حكة شَدِيدَة فقيئه ثمَّ احقنه بحقنة قَوِيَّة وقيئه بالزيت وَالْعَسَل والسكنجبين وَالْمَاء الْحَار ثمَّ يكثر من شرب الشَّرَاب الصّرْف مَعَ الأفسنين أَو مَعَ الدارصيني وجرعة خلا ثقيفاً وأعطه صعتراً جبلياً أَو سذاباً ويشم أَشْيَاء

مُنْتِنَة وامنعهم النّوم وأدخلهم المَاء الْحَار حَتَّى يسكن الحكة الْعَارِضَة لَهُم. اليبروح: يعرض من شربه سدر ودوار وسبات شبه ليثرغس فقيئهم واسقهم مَاء الْعَسَل والافسنتين وضع على رَأسه خل خمر ودهن ورد وعطسهم بالفلفل والشونيز واشمهم الزفت ألف ز فان اشْتَدَّ السبات فعطسهم بالكندس ثمَّ عالجهم بِالشرابِ وَسَائِر علاج الأفيون. التافسيا تورث ورماً حاراً فِي اللِّسَان وَيحبس جَمِيع الفضول الَّتِي تخرج من الْجَسَد وَتعرض قرقرة مَعَ ريَاح مَعَ غشى وَصغر النَّفس وينتفعون بعد بالقيء الْكثير والإسهال يشرب بنقيع الأفسنتين وَالشرَاب أَو بالسكبنجين وَيصْلح لَهُم اللَّبن. مضرَّة الْفطر إِمَّا بِجِنْسِهِ فان مِنْهُ مَا هُوَ قتال وَإِمَّا بالاستكثار مِنْهُ ... يقيئون بِمَاء تودرى) وخصوصاً بعصير الفجل مَعَ البورق ... وَيجب بعد التقيئة أَن يسقى من المري النبطي ... والخردل والحرف ... . دم الثور: يخنق ويضيق النَّفس فَلَا يجب أَن يعْطى هَؤُلَاءِ مَا يقيء بل أعطهم مَا يذيب الدَّم الجامد. ثمَّ أسهل بطونهم وَمن ذَلِك لبن التِّين بالخل وَالْمَاء الْحَار والبورق وأعطهم الأنافح مَعَ خل وأعطهم الحلتيت وبزر الكرنب أَو رماد خشب التِّين أَو البورق أَو الفلفل أَو الفوذنج والخل. وَأما أَصْحَاب اللَّبن الجامد فَهَذَا علاجهم غير أَنه لَا يجب أَن يقربُوا شَيْئا مالحاً لِأَنَّهُ يشد جمود اللَّبن فِي معدهم وَلَا يسْتَعْمل فيهم الْقَيْء أَيْضا لِأَن اللَّبن الجامد إِن جَاءَ فِي المري سَده وَعرضت مِنْهُ أَعْرَاض رَدِيئَة واختناق. وَمن الْعَسَل صنفان يعرض مِنْهُمَا مَا يعرض من الشوكران وعلاجها الْقَيْء وَالشرَاب. الجبسين: يعرض مِنْهُ اختناق فقيئهم أَولا ثمَّ عالجهم بعلاج الْفطر واسقهم لعابات لزجة كَيْلا يخدش المري والمعي وأسهلهم بِقُوَّة بالسقمونيا وَنَحْوه. الزرنيخ والنورة: علاجهما بالعابات واللزوجات ليمنع أكلهَا مثل الخطمى ولعاب بزر الْكَتَّان وَاللَّبن والأمراق الدسمة. المُرَاد سنج يكون مِنْهُ ثقل فِي الْمعدة وقروح فِي المعي ومغس مُتَّصِل وعسر بَوْل وَيصير فِي الْجَسَد غدد متحجرة فاسقهم أفسنيتناً أَو زوفا أَو بزر الكرفس أَو فلفلاً بشراب أَو سنبلاً بشراب مَعَ زبل الْحمام الراعية فانه علاج فائق. برادة الرصاص: علاجها كعلاج هَذَا وأعراضها كأعراضه. وَكَذَلِكَ الزئبق غير أَنه أحد وَلذَلِك يجب أَن تسقيهم اللَّبن

الخربق الْأَبْيَض يعرض مِنْهُ قيء شَدِيد وَرُبمَا عرض مِنْهُ اختناق فعلاجه: قيئه ومسه بالأدوية وَكَذَلِكَ أَعْرَاض الغاريقون الْأسود وعلاجه. وَإِن شرب الْإِنْسَان مَاء بَارِد كثيرا بعقب الْحمام أَو رياضة قَوِيَّة أَو شرابًا حلواً فسد مزاجه مَتى لم يتدارك بالفصد والإسهال سَرِيعا. لي من شرب شرابًا حلواً غليظاً بعقب الْحمام فليفصد ثمَّ يسهل مَا بَقِي وَيفتح سدد الكبد. وَمن شرب مَاء فعلاجه مَا يسخن الكبد من ضماد أَو مشروب. فيلغريوس قَالَ: لاشيء أصلح للفطر الْقِتَال من ذرق الدَّجَاج مَتى سقِِي بِمَاء حَار.) التَّذْكِرَة: للدم الجامد فِي الْجوف اسْقِهِ حرفا بِمَاء وَاللَّبن الجامد اسْقِهِ النعنع مَعَ ملح أَو خرء الديك مَعَ عسل وملح أَو ملحاً جريشاً أَو عسلاً وملحاً. أَبُو جريج: مَتى حدث عَن البزرقطونا غشى وكرب فقيئه بالشبث وَالْملح. روفس فِي كِتَابه فِي تَدْبِير الْأَطْفَال اللَّبن الجامد قَالَ: أعْط من جمد اللَّبن فِي معدته عصارة ألف ز الفوتنج فانه يحله من سَاعَته أَو أسقه حلتيتاً فانه يحله على الْمَكَان. ابْن ماسويه من دفع مضار الأغذية: يدْفع ضَرَر البنج بِاللَّبنِ وَالْعَسَل والقيء قبل ذَلِك بِمَاء التِّين الْمَطْبُوخ ثمَّ يَأْكُل لوز الصنوبر وبزر الأنجرة وبزر البصل والحرف والفجل والثوم ويشربه بطلاء وقيئه بهَا أَيْضا ثمَّ عاود. اللفاح: يدْفع ضَرَره بالقيء ثمَّ الشَّرَاب وَالْعَسَل ثمَّ الفلفل والخردل والجندبادستر والسذاب والتعطيس. الأفيون: قيئه أَولا بدهن وخل ثمَّ بالسكبنجين العسلي أَو بالعسل وَالْمَاء الْحَار ثمَّ أحقنه بالحقن القوية الحادة ثمَّ أسقه الشَّرَاب الصّرْف بالدارصيني والفلفل. بزرقطونا: يبْدَأ بالقيء بالعسل وَالْملح والشبث الْمَطْبُوخ والبورق ثمَّ اسْقِهِ الشَّرَاب الصّرْف وغذه بصفرة الْبيض مَعَ الدَّار صيني والفلفل وَالزَّيْت. لي رَأَيْت بالتجربة: أَنْفَع شَيْء من سقِِي الأفيون وَجَمِيع المخدرات أَن يسقى من الحلتيت زنة مِثْقَال بأوقيتين من شراب قوي صرف فانه عَجِيب. من كتاب العلامات: يعرض عَن شرب الفربيون لذع فِي الْبَطن وفواق وَغشيَ وصفرة فِي الْوَجْه كُله وَلَا سِيمَا فِي الشّفة وَثقل فِي الْجَسَد وَنَفس بَارِد منتن وخدر فِي جِسْمه كُله وَثقل الرَّأْس وَفَسَاد الْعقل ونبض صَغِير وعرق بَارِد ثمَّ يحم وَيَمُوت مِنْهُ.

قَاتل الذِّئْب والنمر: يعرض لمن تنَاول مِنْهُمَا عفوصة ويبس بالحنك واللهاة والمري وقصبة الرئة مَعَ ورم ويتصاعد بخار شبه الدُّخان من الْفَم وينعقل اللِّسَان ويختلج الصدغان ويرتعد ويتشنج ويتغير اللَّوْن إِلَى الكمودة ويعرض قراقر وخوانيق. دروقنيون: يعرض مِنْهُ غثيان شَدِيد وفواق مَعَ غشى ومغس وحاله شَبيه ايلاؤس وقيء متتابع وَرُبمَا قاء الدَّم وَمَشاهُ ويخدر بدنه كُله وَيَمُوت من الرَّابِع إِلَى السَّابِع. ذرايح: تعرض مِنْهُ قُرُوح فِي الْفَم وَالْحلق ومغس ولهيب. ويبول الدَّم ووجع الكلى وَحمى قَوِيَّة) جدا واختلاط الذِّهْن وقروح المثانة. أفيون: تغور مِنْهُ الْعين وينعقل اللِّسَان ويتشجى بِمَشَقَّة ويعرض لَهُ حكاك شَدِيد وعرق بَارِد وكلف الْأَظْفَار ويصغر النَّفس ويشم من بدنه كُله رَائِحَة الأفيون ويتشنج وبأخره يهْلك. البنج: تعرض مِنْهُ حمرَة فِي الْعين والجسم كُله وحكة وغشى دَائِم وصمم وصرع وتشنج ومغس ويصوتون أصواتاً مُخْتَلفَة ثمَّ يهْلكُونَ فَهَذِهِ أَعْرَاض اليبروح. مرتك: يعرض مِنْهُ ضيق النَّفس وأعراض ايلاؤس مَعَ نفخة فِي الْبَطن غالبة ويرم الْوَجْه وَرُبمَا عرض مِنْهُ اختناق قَاتل. ج الْأَدْوِيَة المفردة: تَنْفَع من خنق الْفطر القتالان يسقى البورق أَو خرء الدَّجَاج فانه يتقيأ بلغماً كثيرا ويتخلص. د: الْعَسَل الْحَرْف الَّذِي إِذا شم حرك العطاس ويعرض من أكله غشى وعرق بَارِد وَذَهَاب الْعقل وعلاجه أكل السّمك المالح ألف ز والسذاب وَشرب الشَّرَاب الْمُسَمّى انومالي حنين فِي كتاب الترياق: بزر الكرفس والمر والفلفل لَهَا خاصية فِي النَّفْع من شرب المرتك وَهُوَ كَاف فِيهِ. روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: شرب اللَّبن دَوَاء مُقَابل البنج يفِيق بِهِ صَاحبه من سَاعَته جيد لشرب المرتك. والشواء المغموم والسمك الْبَارِد رُبمَا قتلا. مَجْهُول صَحِيح: الدفلى يقتل الْبَهَائِم إِذا أَكلته وعلاجه: يُؤْخَذ طبيخ الحلبة وَالتَّمْر الشهريز فانه يفِيق من سَاعَته. وَكَذَلِكَ يفعل ورق الأزاذدرخت بالبهائم يَقْتُلهَا وعلاجه ذَلِك. البلاذر: مَتى كحل بِهِ عين الْإِنْسَان بأشنان مسحوق أَو الْحمار أَو الْبَقر أَو البغال أذهب الْعين وَمَتى كحل بِهِ مُفردا ابْيَضَّتْ الْعين. الخربق يقتل الْحمار من سَاعَته.

من كتاب الْحَيَوَان قَالَ: مَتى طرح فِي المَاء الَّذِي تشرب مِنْهُ الْخَيل زرنيخ أَحْمَر قَتلهَا سَرِيعا. د: اللوز المر يقتل الثعالب إِذا أَكلته من ساعتها. الخربق يقتل الْكلاب والذئاب وَسَائِر السبَاع.) قَالَ: الْحَيَّات والعقارب مَتى مرت تَحت شَجَرَة البلخية مَاتَت وتتجنبه غَايَة التجنب. د: الأفسنتين مَتى شرب بشراب نفع من شرب الشوكران. دهن البلسان مَعَ لبن جيد للشوكران. خبث الْحَدِيد يشرب مَعَ سكنجبين فَيدْفَع ضَرَر اقونيطن. الْملح بسكنجبين يصلح للأفيون. الْعَسَل ودهن الْورْد يصلحان للأفيون. طبيخ قشور التوت للشوكران. الْخلّ ينفع من المحرورات. قَالَ ج: ذرق الدَّجَاج عَظِيم النَّفْع من الْفطر الْقِتَال ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين مَعَ مَاء فاتر فيفني جَمِيع ذَلِك. د رماد الْكَرم يشرب للفطر الْقِتَال بخل. وَمَاء رماد خشب الكمثرى قوي جدا فِي دفع مضرَّة الْمُعَطل وَيُقَال: إِنَّه إِن طبخ الكمثرى مَعَ الْفطر لم يضر الْبَتَّةَ. الْملح بسكنجبين للفطر. مَاء الفجل كَذَلِك. ج: رَأَيْت رجلا أَصَابَهُ من الْفطر ضيق النَّفس وعرق بَارِد وتخلص بعد جهد بسكنجبين وفودنج بري وبورق سقِِي فتقيئه. د: القلقنت مَتى سقِِي بِالْمَاءِ الْبَارِد درخمى دفع مضرَّة الفجل. الْخلّ وَالْملح للفطر. من الْمُقَابلَة للأدواء: ينفع من الْفطر الفجل وَالشرَاب والبورق ودردى الْخمر والأفسنتين بخل وَالشرَاب وَحده ينفع جدا. فيلفريوس قَالَ: عَلَيْك للفطر بذرق الدَّجَاج بِمَاء وَعسل فَلَا شَيْء أبلغ مِنْهُ.

د الزئبق: يسقى صَاحبه لَبَنًا بعد الْقَيْء ويسقى شرابًا مَعَ افسنتين أَو بزر الكرفس وفوتنج وزوفا وبزر الكرفس. ينفع للمرداسنج مَاء الرماد الْقوي ورماد خشب التِّين للجبسين.) من الْمُقَابلَة للأدواء الأسفيذاج الرصاصي: اسْقِهِ زيتاً كثيرا مسخناً ويقيأ ويسقى شرابًا حلوا وَمَاء حاراً وَلبن الماعز وعصارة الملوكية وَمَاء الْعَسَل ودهن حل وطبيخ التِّين مَعَ دهن ورد ورماد الْكَرم والتين والجوز. شَمْعُون الزرنيخ: يتقيأ مَرَّات وتكرر عَلَيْهِ الأغذية الدسمة واللزجة ليؤمن التشنج وامنعه من النّوم. د: النطرون مَعَ انجدان لدم الثور وَإِن شرب بِالْمَاءِ للذرايخ. دهن السفرجل للذراريح. الْمُقَابلَة للأدواء: للذراريح السّمك المالح معتدل مَعَ سذاب. ألف ز وَشرب الشَّرَاب والقيء مرّة بعد مرّة نَافِع من أكل الْعَسَل الْقَتْل الحريف. والسمك المغموم دواؤه بالقيء. وشحم التيس نَافِع للذراريح. من الْمُقَابلَة للأدواء: للذراريح دهن حل وشراب حُلْو ويقيء ويسقى لَبَنًا كثيرا وَيطْعم شَيْئا كثيرا من لوز الصنوبر الْكِبَار مَعَ عسل. وَيُعْطى طين شاموس أَو أسقه سذاباً ودهن السوسن. من سقى بعض مَا يحلق الشّعْر فليقيأ مَرَّات بدهن وَمَاء ثمَّ أعْطه لَبَنًا وعصارة الملوكية مَعَ عسل مسخن. الْيَهُودِيّ عرق الدَّوَابّ مَتى شرب يخضر الْوَجْه ويرم ويسيل من الإبطين الْعرق فقيئه بِمَاء بَارِد واسقه طلاء بعد ذَلِك مَعَ دهن ورد وَشَيْء من زراوند وملح بِمَاء فاتر. شَمْعُون للذراريح: اسْقِهِ لَبَنًا وزبدا وَسمنًا واحقن بالحقن اللينة وأطعمه الأمراق الدسمة من لُحُوم الحملان واحقن بالمثانة بِاللَّبنِ وَمَتى بَال أعد عَلَيْهِ فانه يتَخَلَّص من أَن تقرحها. السابيزج: رُبمَا أَبَت فقيئه بِمَاء عسل قد طبخ فِيهِ أفسنتين واسقه فلفلاً وجندبادستر وعطسه. البيش أَجود الْأَشْيَاء لَهُ أَن يسقى مسك وَحجر البادزهر يحك ويسقى مَاؤُهُ وَسمن

الْبَقر الْعَتِيق جدا والترياق الْأَكْبَر وابدأ بعلاجه بالقيء ثمَّ بِهَذِهِ فان تخلص مِنْهُ فانه سيقع فِي السل. ابْن البطريق بيض الحرباء: مَتى شرب قتل من سَاعَته وَإِن لم يتدارك من سَاعَته لم ينفع بعد ذَلِك شَيْء وينفع مِنْهُ أَن يسقى ذرق الباز بطلاء جيد ثمَّ يقيأ بجوز الْقَيْء وامرخ بدنه بِسمن) الْبَقر وأطعمه الرند والجنطيانا والتين الْيَابِس وكمد رَأسه بالملح. وَمَتى طبخت هَذِه الدَّابَّة بِالْمَاءِ ورش فِي الْحمام لم يستحم فِيهِ أحد إِلَّا اخضر جلده مُدَّة وَيرجع قَلِيلا قَلِيلا. الحرذون: من أكله ورم لِسَانه وَعرضت لَهُ حرقة وصداع وظلمة عين وحكة يُؤْخَذ سمسم وخرنوب نبطي وسكر بالسواء ويسقى بِسمن الْبَقر واسقه لَبَنًا حليبا ويمرخ بالدهن ويستحم. الجندبادستر: إِذا كَانَ أغبر يقتل مِنْهُ زنة دِرْهَم فِي يَوْم يقيأ مَرَّات ثمَّ أسقه عصير التفاح مرَارَة النمر: يقتل من ساعتها إِن لم يتدارك يقْعد فِي مَاء الرياحين حارة ويسقى ترياق: الطين الْمَخْتُوم وَحب الْغَار وإنفحة الظبي وبزر السذاب وَمر وَحب الْغَار يعجن بِعَسَل. الْغُرَاب مَتى أكل قلبه وَلسَانه لم يشرب المَاء ثَلَاثِينَ يَوْمًا حَتَّى يهْلك يقيأ بالسمن والخل ويسقى لَبَنًا حليبا ويحلب على رَأسه أبدا. الوزغة: مَتى سَقَطت فِي الشَّرَاب يعرض مِنْهُ الْقَيْء ووجع الْفُؤَاد الشَّديد وَإِن لم يعالج قبل قتل. الخربق الْأسود: مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ عرضت حرقة وخفقان وحرقة اللِّسَان وعض عَلَيْهِ وجشاء كثير وَنفخ ثمَّ يتشنج ويرتعش وَيَمُوت علاجه أفسنتين بشراب أَو سنبل وجندبادستر وكمون وأنيسون بالسواء يسقى مِنْهُ قريب دِرْهَمَيْنِ بشراب ويكمد بِمَا يحلل الرِّيَاح ويحسى بعد ذَلِك ألف ز أحساء لينَة مَرَّات وَيطْعم الْجُبْن الرطب وَالْعَسَل وَالسمن الطري والمرق الدسم والأغذية الدسمة وَالشرَاب الحلو. جوز مائل شرك هندي: يقتل مثقاله فِي سَاعَة يعرض مِنْهُ السبات وخمول النَّفس والعرق الْبَارِد وعلاجه أَن يسقى شرابًا كثيرا بفلفل وعاقرقروا وَحب الْغَار وجندبادستر ودارصيني وكمون وأنيسون بالسواء بعد أَن يقيأ بنطرون ويحسى بعد ذَلِك أحساء ويسخن جسده جيدا البلاذر: يقتل مِنْهُ مثقالان يقيأ ويسهل وَيطْعم بعد ذَلِك زبدا كثيرا ويسعط وَحب الصنوبر وَلبن الأتن والماعز ويدهن رَأسه ببنفسج ويسعط بِهِ ويحسى أمراقاً دسمة وَيجْلس فِي مَاء ثلج. وَبِالْجُمْلَةِ يبرد ويرطب.

وَكَذَلِكَ أفعل فِي الفربيون. الدفلى ينْفخ الْبَطن ويهيج كربا وَوهجا وقيئا واسقه طبيخ الحلبة وَالتَّمْر وَورق الخطمى) ودهن وخل ثَقِيف ويحقن بِمَاء عسل ثمَّ يحقن بحقن لينَة. الكندس: يعطس ويجفف الْحلق ويهيج وجع الْبَطن اسْقِهِ اللَّبن والدهن السمسمي. والجوز بادزهر البلاذر وأصل الْكبر بادزهر البيش والحلتيت بادزهر السم الأرميني طرخشقوق. د: الأرنب البحري ينفع مِنْهُ شرب لبن الماعز. من الْمُقَابلَة للأدواء: ينفع من طرخشقوق: شراب حُلْو ودهن ورد خام وَدم الماعز وبزر اللفت الْبري مَعَ الْخمر. وَمن لوقرسطوس: الْخمر الحلو والقيء وَالدَّسم وَاللَّبن الْحَار وَيكثر أكل التِّين الرطب أَو شرب طبيخ التِّين واسقه بورقاً أَحْمَر ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء. وَمن المسى انكسا: أفسنتين مَعَ خمر وجندبادستر وسذاب بعد الْقَيْء بسكنجبين أَو فوتنج جبلي مَعَ خمر. أقيماروس: يشرب لَهُ أَغْصَان عصى الرَّاعِي أَو لِسَان الْحمل والفوتنج الْجبلي أَو حاشي مَعَ خمر. ومرق السرطان النَّهْرِي ينفع من شرب الأرنب البحري. ثَمَرَة الشونيز كَذَلِك. القطران يشرب مَعَ طلي لذَلِك مجرب. من الْمُقَابلَة للأدواء: ينفع من شرب الأرنب البحري اللَّبن وخاصة لبن الأتن وقضبان الملوخية مسلوقة نعما أَو يسقى الفوذنج النَّهْرِي حفْنَة وأصول بخزر مَرْيَم قدر أبولوس بِخَمْر أَو قطران أبولوس بِخَمْر. السمُوم: من سقى الضفدع ورم بدنه وكمد وَقذف الْمَنِيّ قيئه بِالْمَاءِ وَالزَّيْت وليكثر من الْمَشْي والتعرق وَالْحمام. ابْن البطريق: من سقى مرَارَة من كلب المَاء قدر عدسة قتل بعد أُسْبُوع علاجه سمن الْبَقر مَعَ جنطيانا رومي ودارصيني وإنفحة الأرنب ويمرخ بدهن طيب ولطف تَدْبيره ويدع الضفدع من شربه نَتن فَمه وَفَسَد لَونه وَقذف الْمَنِيّ اسْقِهِ الزَّيْت وقيئه وألزمه الْمَشْي والتعرق وَالْحمام والآبزن والادهان.)

3 - (نهش الأفاعي والحيات) أَقْرَاص الكرسنة الممزوجة تنوب عَن الترياق فِي نهش الأفاعي: بزر الحندقوق وزراوند مدحرج ألف ز بسذاب بري ودقيق الكرسنة بالسواء يعجن بخل خمر ويقرص الشربة درخمي بشراب صرف ودهن. لي يَعْنِي دهن سمن وَأَظنهُ يَعْنِي بالسذاب الْبري هَاهُنَا الحرمل. الخوز قَالَت: سمن الْبَقر يمْنَع من سم الأفاعي من الْوُصُول إِلَى الْقلب. لي أَخْبرنِي ابْن سوَادَة أَنه نهش بالبادية رجلا أفعوان فَسَقَاهُ من سمن بقر عَتيق كَانَ مَعَه فَلم ينله ضَرَر الْبَتَّةَ. الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ جالينوس: قد رَأينَا السذاب نَافِعًا فِي نهش الأفاعي والعقارب وجربناه فِي نهش الثعبان الَّذِي هُوَ أردأ وأشر من جَمِيع الأفاعي بِالْقَتْلِ على الْمَكَان فَأنى رَأَيْت رجلا قد نهشه ثعبان إصبعه فربطها عِنْد أَصْلهَا ربطاً شَدِيدا وقطعها فَأَفلَت. وَأعرف رجلا شرب الترياق الْكَبِير بعد قطع إصبعه فبرئ. مقَالَة تنْسب إِلَى ج فِي السمُوم قَالَ: من لدغته أَفْعَى فليبادر بالترياق الْكَبِير فان لم يحضر فَاسق دَقِيق الكرسنة وزن عشرَة دَرَاهِم بشراب صرف ويحسى طبيخ الكرنب النبطي ويسقى مِثْقَالا من دَاخل حب الأترج وأطعمه الفستق. بولس: من لدغته أَفْعَى عرض لَهُ وجع فِي مَوضِع النهشة ثمَّ يدب وَجَعه فِي جَمِيع الْبدن وَترى فِي مَوضِع اللدغ ثقبين مفترقين قَلِيلا. يسيل مِنْهُ دم ورطوبة شبه مائية الدَّم ثمَّ يسيل مِنْهُ رُطُوبَة زيتية ثمَّ رُطُوبَة زنجارية وَتعرض حواليه أورام حارة وينتفط ويسرع إِلَى العفن والتأكل ويعرض مِنْهُ غشى ورعدة وعرق بَارِد وأجود علاجهم أَن يأكلو الثوم ويشربوا الشَّرَاب الصّرْف فانه إِن برأَ الملدوغ على هَذَا لم يحْتَج إِلَى غَيره وليأكلوا أَيْضا الكراث والبصل السّمك المالح الشَّديد الملوحة. ترياق مجرب: مر جندبادستر فلفل زرنيخ أَحْمَر دِرْهَم دِرْهَم بزر الشبث أوقيتان يعجن بالطلاء ويسقى فانه عَجِيب. وانطل الْموضع بالأشياء الحارة وَإِذا تنفط فَصَارَت النفاطات قَوِيَّة دموية فلتشرط ليسيل مَا فِيهَا وَلَا تسلح حَتَّى تنطل بِمَاء كثير ثمَّ تضمد بعدس مطبوخ وَعسل حَتَّى يبرأ إِن شَاءَ الله واسقهم الترياق الْكَبِير فانه أعظم علاجهم.) سرابيون من نهشه أفعوان ذكر يكون فِي مَوضِع النهشه ثقبتان متقاربتان وَإِذا كَانَت أُنْثَى أَربع ثقب. وأضر مَا تكون النهشة إِذا وَقعت بجائع أما إِذا وَقعت بشبعان أَو بسكران فانه أقل

وَهَذَا ترياق خَاص لنهش الأفاعي حَتَّى أَنه ليقارب فِي ذَلِك الترياق الْكَبِير: أنيسون كشوثا فلفل أَربع درخميات قشور الزراوند المدحرج جندبادستر من كل وَاحِد درخمية يعجن بطلاء البشربة قدر الجوزة. الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: الْحَيَوَانَات الْبَارِدَة المزاج جدا تكون فِي الشتَاء ملقاة شبه الْميتَة مِنْهَا الأفعى. الْخَامِسَة قَالَ: كَانَ الرجل من خدم الْمُلُوك يصيد الأفاعي ألف ز فلدغته أَفْعَى فَمَكثَ أَيَّامًا لَا يقدر على ترياق يشربه فَتغير لَونه كُله واخضر فَأَتَانِي فسقيته الترياق فَلَمَّا شربه أَيَّامًا عَاد لَونه إِلَى حَاله الطبيعي. لي: فِي هَذَا تَكْذِيب من يَقُول إِن الترياق يضر إِن لم يسق سَاعَة يلْدغ لَكِن بعد مُدَّة. ابْن ماسويه: فِي كتاب السمُوم قَالَ: سم الأفعى بَارِد وببرده يقتل وَفِي آخر الْكتاب أهرن ذَلِك بِعَيْنِه. الأولى من الْفُصُول قَالَ: الْحَيَوَانَات الْبَارِدَة المزاج تصير فِي الشتَاء شبه الْميتَة والحارة المزاج تكون حَرَارَتهَا أَكثر. الأقربادين الْعَتِيق: أَنْفَع شَيْء للأفعى إِذا لدغت الحلتيت مَتى سقِِي مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء بَارِد. لي يجب أَن تنظر هَل ذَلِك فِي نَص كتاب المزاج. ديسقوريوس قَالَ: لَا شَيْء أبلغ فِي نهش الأفعى من أكل الثوم وَشرب الشَّرَاب بعده دَائِما. قضيب الأيل مَتى سحق نفع من لسع الأفاعي. التضميد بالأشقال نَافِع جدا. الْبيض مَتى تحسى جيد من لدغ الْحَيَّة المقرنة. نخالة الْحِنْطَة مَعَ شراب يطْبخ ويكمد بِهِ نَافِع جدا من للذع الأفاعي. قَالَ ج: خبرني رجل صَدُوق أَنه ينفع إِذا علق على الملدوغ من الأفعى حجرا لحية. د: رماد الْكَرم والخل يضمد بِهِ. عصير الكرنب مَعَ شراب نَافِع.) السليخة مَتى شربت نَفَعت. بزر الفجل نَافِع من لسع الْحَيَّة المقرنة. الْقسْط نَافِع من نهش الأفاعي. القنابر يضمد بهَا للسع الْحَيَّات. روفس: القطران مَعَ ملح يضمد بِهِ للسع المقرنة.

الثوم نَافِع من نهش الأفاعي المدمية إِذا أكل وَشرب بعده الشَّرَاب وأجود مَا يكون إِذا سخن وَشرب. قَالَ: النافع من نهش الأفاعي مِثْقَال قسط مَعَ ثَلَاثَة مَثَاقِيل من الجنطيانا يطْبخ فِي المَاء ثُلثي رَطْل حَتَّى يقل وَيصير سدس رَطْل ويسقاه وَيطْعم فجلاً ويسقى مَاء الفجل ويضمد ببصل الفأر ودقيق الكرسنة وملح أَو يضمد أَو يستف عشرَة دَرَاهِم بدقيق الكرسنة بشراب صرف وحسه طبيخ الكرنب النبطي. التَّذْكِرَة: يسقى لنهش الأفاعي أصل الحزا مَعَ شراب عَتيق أَو حب الْغَار أَو زراوند طَوِيل مَعَ مر وَعسل وشراب. الْجَامِع قَالَ: يوضع على النهشة ضفادع مشقوقة فانه جيد. الْكَمَال والتمام: يسقى مَاء ورق التفاح المعصور الْمَطْبُوخ ويضمد الْموضع بورق التفاح مدقوقاً أَو يسقى مَاء المرزنجوش أَو يسقى جنطيانا وفلفلاً وسذاباً أَو يضمد بِالتِّينِ والثوم والكون. الْمُقَابلَة للأدواء الَّذِي يسْتَعْمل فِي نهش الأفاعي من الْأَدْوِيَة البسيطة: يغلي الْخلّ وَيشْرب مِنْهُ أَربع أَوَاقٍ وَنصف فانه نَافِع. قشر الزراوند مثقالان بِأَرْبَع أَوَاقٍ من خل خمر. أَو جوشير زنة دِرْهَمَيْنِ مَعَ خل. أَو إنفحة أيل درخمي مَعَ خمر. أَو سلحفاة بحريّة دِرْهَمَانِ مَعَ خل. ترياق الأفاعي: لبن اللاغية مجفف مر دسم مَا يعجن بِعَسَل. الشربة مِثْقَال بخل ممزج برطل وَنصف ويضمد بورق اللاغية. وَهَذَا دَوَاء قوي: يُؤْخَذ من إنفحة أرنب مِثْقَال ويسقى بِأَرْبَع أَوَاقٍ من شراب عَتيق ريحاني) ممزوج وَيُؤمر يَوْمًا باليقظة وَالْمَشْي وأدخلهم ألف ز الْحمام وعرقهم فِيهِ واسقهم الإنفحة واسقهم مَاء المداد ويضمد بِهِ. الْيَهُودِيّ: اتخذ للملذوع الأفعى آبزنا تملأ بِلَبن يجلس فِيهِ وخاصة مَتى اصْفَرَّتْ عَيْنَيْهِ وَجلده وأطعمه السّمن واسقه مرَارَة ظَبْي أَو مَاء السذاب أَو الزنجبيل بِلَبن امْرَأَة أَو مرَارَة الديوك بشراب واكحل عينه. ج فِي كتاب العلامات قَالَ: سم الأصلة مجمعه لدم الْقلب ومزاجها بَارِد يَابِس لَكِن يتبع بردهَا حِدة فتطفي ببردها الْحَرَارَة الغريزية وَتَكون مَعَه أَعْرَاض الْحَرَارَة والترياق بِلُطْفِهِ ويمنعه أَن يجمد لدم الْقلب.

فِي نهش الأفاعي والحيات يَقُول أطهورسفس: وسخ أذن الْإِنْسَان ينفع نفعا بَينا متي سقِِي وأسنان الْإِنْسَان إِذا سحقت وَنَثَرت على النهشة أَبرَأته. قَالَ د: قضيب الأيل إِذا دق وسحق وَشرب نفع من لدغة الأفعى. وَقَالَ ديسقوريدوس: إِن طبخ جَوف الأشقيل بخل وَيعْمل مِنْهُ ضماد للدغة الأفعى فينفع. وعصير أناغالس مَتى شرب بشراب نفع من لذع الأفاعي. بَوْل الْإِنْسَان إِذا شرب نفع من نهش الأفاعي. الْبَيْضَة مَتى حسيت نَفَعت من نهش الأفعى الَّتِي تسمى المدمية. نخالة الْحِنْطَة مَتى طبخت بِالشرابِ وكمد بهَا نفع من نهش الأفاعي. وَحجر الْحَيَّة يَقُول ج: خبرني رجل صَدُوق أَنه ينفع من لدغ الأفاعي مَتى علق. رماد ثخير الْعِنَب ورماد قضبان الْكَرم مَتى ضمد بِهِ مَعَ الْخلّ نفع من نهش الأفاعي. د: دَقِيق الكرسنة مَتى عجن بِالشرابِ وضمد بِهِ نفع من نهش الأفاعي. عصير الكرنب مَتى شرب مَعَ شراب نفع من نهش الأفعى. د: عصارة ورق المر مَتى شربت بِخَمْر أَو تضمد بهَا نَفَعت من نهش الأفعى. المالح مَعَ الفوذنج الْجبلي والزوفا وَالْعَسَل لنهشة الأفعى الذّكر وَمَعَ القطران أَو الزفت أَو الْعَسَل لنهشة الْحَيَّة المقرنة. د: السليخة مَتى شربت نَفَعت من نهش الأفعى المقرنة. وَقَالَ: السكنجبين الْمَعْمُول بِمَاء الْبَحْر نَافِع من نهش الأفعى. د: السمسم نَافِع من نهش الْحَيَّة المقرنة.) د: الْحَيَوَان الْمُسَمّى فسافس مَتى شرب مِنْهَا سبع نَفَعت من نهش الثعبان. د: قشر الفجل مَتى تضمد بِهِ مَعَ عسل نفع من نهش الثعبان والأفعى. د: إِذا شرب بشراب وَافق نهش الأفعى والحية المقرنة. د: أصل الفاشرا يشرب مِنْهُ درخمان فيوافق نهش الأفعى. د: الْقسْط مَتى شرب بشراب نفع من نهش الأفعى. د: القنابري يضمد بِهِ لنهش الأفعى والحيات. روفس: القطران مَتى ضمد بِهِ مَعَ ملح نفع من نهشة الْحَيَّة المقرنة. د: الثوم نَافِع من نهشة الْحَيَّة المدمية إِذا أكل وَشرب بعده شرابًا دَائِما وَمَتى سحق بشراب وَشرب كَانَ عَظِيم النَّفْع من ذَلِك.

قَالَ ابْن مَا سويه: الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من لسع الْحَيَّات والأفاعي: اسْقِ الملسوع من التربذ دِرْهَمَيْنِ بِلَبن حليب أَو بنبيذ ثَلَاث أَوَاقٍ أَو أسقه مِثْقَال قسط مَعَ ثَلَاثَة مَثَاقِيل جنطيانا تطبخ بِثُلثي رَطْل حَتَّى يذهب الثُّلُثَانِ وَيبقى الثُّلُث. وضمد مَوضِع اللدغة بدقيق الكرسنة ألف ز معجوناً بِلَبن حليب وأطعمه فجلاً واسقه مَاء الفجل وضع على مَوضِع اللدغة بصل الفأر مشوياً مَعَ ملح. وينفع من نهش الأفاعي: يطعم ذكر الأيل مشوياً واسقه من دَقِيق الكرسنة عشرَة دَرَاهِم وحسه مَاء أَطْرَاف الكرنب النبطي. للذع الأفعى: يدق اليتوع ويضمد بِهِ الْمَكَان. من تذكرة عَبدُوس: للسع الْحَيَّات اسْقِهِ أصل الحزا مَعَ مطبوخ أَو حب الْغَار أَو الزراوند الطَّوِيل مَعَ مر وَعسل وشراب. من الْجَامِع: يوضع على اللذع ضفادع مشقوقة فانه جيد. من الْكَمَال والتمام: يسقى مَاء ورق التفاح المعصور بالمطبوخ ويضمد الْموضع بورق التفاح مدقوقاً أَو يسقى مَاء المرزنجوش أَو يسقى العقارب وتؤكل أَو يسقى العليل جنطيانا وفلفل وسذاب أَو يضمد بِالتِّينِ والثوم والكمون. من الْمُقَابلَة للأدواء قَالَ: الَّتِي تسْتَعْمل فِي نهش الأفاعي من البسيطة: يُؤْخَذ من الْخلّ أَربع أَوَاقٍ وَنصف ويغلي وَيشْرب فانه نَافِع.) وبزر الحندقوقي قدر ثَلَاث أوبولس بخل خمر مِقْدَار أَربع أَوَاقٍ وَنصف. وجوشير زنة درخمين بخل. وإنفحة الأرنب درخمي خل. وسلحفاة بحريّة دِرْهَمَيْنِ بخل. وَهَذَا يَسْتَعْمِلهُ صيادو الأفاعي: يُؤْخَذ لبن اللاعية مجفف سِتَّة عشر جُزْء وَمن المر الدسم عشرَة درخميات يسحق ويعجن بِعَسَل مَا يجمعه الشربة درخمي مَعَ خمر ممزوج مزاجاً قَوِيا خمس عشرَة أُوقِيَّة ويضمد اللاوعية. دَوَاء قوي جدا من نهش جَمِيع الْهَوَام من ذَوَات السمُوم وخاصة الأفاعي: يُؤْخَذ إنفحة الأرنب وأجودها مَا قرب عهدها فَإِنَّهَا أطيب من الْعَتِيق درخمي فيسقى بِأَرْبَع أَوَاقٍ من الْخمر الريحانية الممزوجة مزاجا معتدلا ومرهم باليقظة وَالْمَشْي وأدخلهم الْحمام فِي بعض الْأَوْقَات ومرهم باللبث فِيهِ. فَإِذا كَانَ بعد ذَلِك بِقَلِيل فاسقهم كَمَا قلت الإنفحة واسقهم المداد وضمد الْموضع بذلك الثفل.

الْيَهُودِيّ قَالَ: انقع الملذوع من الأفعى فِي اللَّبن وخاصة مَتى اصفر جلده وَعَيناهُ وأطعمه السّمن واسقه مرَارَة طير أَو مَاء السذاب أَو مرَارَة الديوك بطلاء أَو زنجبيل اسحقه بِلَبن فِي الترياق إِلَى قَيْصر: مَتى دقَّتْ الأفعى وَوضعت على مَوضِع النهشة زَالَ الوجع. جَوَامِع كتاب المزاج: سم الأفعى يفْسد الْبدن باسخانه أَيَّاهُ. من السمُوم لِجَالِينُوسَ قَالَ: من نهشته أَفْعَى فليبادر بالترياق الْكَبِير أَو يطعم ذكر الأيل مشوياً أَو اسْقِهِ دَقِيق الكرسنة زنة عشرَة دَرَاهِم بنبيذ صرف. أَو يحسى مَاء أَطْرَاف الكرنب النبطي أَو اسْقِهِ مِثْقَالا من دَاخل حب الأترج وَيطْعم الفستق. من الْأَعْضَاء الألمة: نهش الثعبان يقتل من سَاعَته وَقد جربت ربط الديوك فَوق النهشة فَوَجَدتهَا نافعة جدا فِي جَمِيع النهوش واللسوع. وَقد رَأَيْت من نهش إصبعه ثعبان فَربط اصلها جدا وسدها فتخلص من غير شَيْء آخر عمله وَلَا احْتَاجَ إِلَيْهِ وَرَأَيْت أَيْضا من تخلص من لسع أَفْعَى لقطع الإصبع بِلَا علاج آخر الْبَتَّةَ. ابْن سرابيون: من نهشته أَفْعَى فان الوجع يحدث بِهِ بديا فِي مَوضِع النهشة وَبعد ذَلِك يدب فِي الْجَسَد كُله وَيكون ألف ز فِي مَوضِع النهشة ثقبتان غير متباعدتين ويسيل مِنْهَا صديد وَبعد) هَذَا رُطُوبَة دهنية وَثمّ رُطُوبَة تشبه الصديد وَيحدث ضيق نفس وَرُبمَا حدث عسر بَوْل وتنفط فِي الْموضع. وَأقوى علاج لَهُم أكل الثوم وَيشْرب الصراف الصّرْف فان هُوَ احْتمل هذَيْن لم يحْتَج إِلَى علاج آخر. وَكَذَلِكَ أَيْضا الكراث والبصل. وأحضر مِنْهُ نفعا وفعلا ومعجون لاريباسيوس: أنيسون مر اكشوثا فلفل من كل وَاحِد أَربع درخميات قشر الزراوند المدحرج والجندبادستر درخمى من كل وَاحِد يعجن بطلاء الشربة باقلاه.

(جمود الدَّم وَاللَّبن) (والمدة فِي الْمعدة والمثانة والأرحام والصدر والمعي) قَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: إِذا جمد الدَّم إِن كَانَ ذَلِك فِي المعي أَو فِي الْمعدة أَو فِي المثانة أَو الصَّدْر فانه فِي الصَّدْر أَشد مَا يكون عرض بِسَبَبِهِ غشى وَذَهَاب اللَّوْن وَصَارَ النبض صَغِيرا ضَعِيفا متواتراً وسخن العليل واسترخاء وَقد رَأَيْت الدَّم جمد فِي المثانة فعرضت هَذِه الْأَعْرَاض فسقيته دَوَاء تفتت الْحَصَى مَعَ سكنجبين وَجعلت شرابًا سكنجبينياً وَلم يفلت أحد مِمَّن عالجته من هَؤُلَاءِ إِلَّا وَاحِدًا فانه انحل ذَلِك العلق من مثانته وَخرج أَولا أَولا. من الكيموس قَالَ: إِذا جمد الدَّم وَاللَّبن فِي الْمعدة يبرد الْإِنْسَان ويختنق ويغشى عَلَيْهِ ويصغر نبضه. وابحث كَيفَ صَار هَذَا الدَّم وَهُوَ أقرب الأخلاط إِلَى الطبيعة يعرض عَنهُ هَذِه الْأَعْرَاض إِذا جمد فِي بعض التجاويف بحثا طَويلا. من سموم ج قَالَ: من شرب من دم ثَوْر عرض لَهُ ضيق النَّفس واختناق وتورم لِسَانه. علاجه: أطْعمهُ تيناً قد أنقع فِي خل وَمَاء ونطرون أَو أطْعمهُ أصل الحلتيت منقوعاص بخل أَو يَأْخُذ شهدانج وفلفل فيسحقان نعما ويعجنان بِعَسَل ويلعق أَو يسقى عصير ورق العليق بِشَيْء من خل فَإِنَّهُ يسهله والزم حلقه ومعدته وصدره ضماداً مُهَيَّأ من دَقِيق الشّعير. وَقَالَ: من شرب لَبَنًا فتجبن فِي معدته أَخذه الخناق وضيق النَّفس ويغشى عَلَيْهِ فاسقه خلا وَمَاء أَو يسقى من الفوتنج المجفف فيسقى مِنْهُ وزن خَمْسَة دَرَاهِم. وَإِيَّاك أَن يقربهُ شَيْء من الملوحات واسقه من رماد التِّين دِرْهَمَيْنِ وَمن إنفحة الأرنب مِثْقَالا اسقها بخل خمر أَو اسْقِهِ) من إنفخة الأرنب وَحدهَا زنة نصف مِثْقَال وَمن إنفحة الجدي مِثْقَال فان هَذِه تحل اللَّبن المتعقد فِي الْجوف ويخرجه إِمَّا بالقيء أَو بالإسهال. مسيح الدِّمَشْقِي مَتى انْعَقَد اللَّبن فِي المثانة فأعطه ازاذدرخت فَهُوَ جيد. وأذب شَيْئا من ملح واحقن بِهِ الإحليل وَليكن وزن نواة أَو يحقن بِمَاء الرماد ويديم شرب السكنجبين وأعطه الترياق والمدرة للبول واطل المثانة من الْخَارِج بالأدوية المدرة للحصى وَالَّتِي تذيب الدَّم. بولس قَالَ: مِمَّا يحل الدَّم فِي المثانة البرنجاسف وبزر الفجل والحلتيت وعصارة

الأدوية

الكرفس الف ز والخل الثقيف والأنافح وَمَاء الرماد ويكمد من خَارج باسفنج بِمَاء الْملح أَو برماد حَار ابْن ماسويه: من المنقية يخرج الدَّم المتعقد من المثانة اسْقِ مِثْقَالا بِثَلَاث أَوَاقٍ مَاء الكرفس أَو يسقى من القردمانا بِمَاء حَار أَو دِرْهَمَيْنِ من عود الفاوانيا أَو دِرْهَمَيْنِ من حب البلسان أَو دِرْهَمَيْنِ من أظفار الطّيب بِمَاء حَار أَو إنفحة الأرنب أَو غاريقون أَو ساليوس أَو يسقى مِثْقَال زراوند أَو نصف مِثْقَال حلتيت وَيطْعم مَاء الحمص. 3 - (الْأَدْوِيَة) ترياق الطين الْمَخْتُوم تياذوق: لَا شَيْء أبلغ لجمود الدَّم وَاللَّبن فِي الْمعدة من ترياق الطين الْمَخْتُوم. هَذَا دَوَاء بليغ: يُؤْخَذ طين مختوم ثَمَانِيَة إنفحة الأرنب سِتَّة وَثَلَاثُونَ إنفحة الظباء اثْنَان وَثَلَاثُونَ جنطيانا أَرْبَعَة زراوند مدحرج أَرْبَعَة بزر السذاب الْبري أَرْبَعَة مر أَرْبَعَة حلتيت أَرْبَعَة يعجن بِعَسَل وَيُعْطى مِنْهُ عِنْد الْحَاجة مثل الجوزة بأوقية مَاء حَار على الرِّيق أَو سكنجبين فاذا لم يحضر شَيْء من هَذِه فدق القرطم وأدفه بِمَاء خار واسقه. الْأَدْوِيَة المفردة لج قَالَ: قد جربت الأفافح فِي جمود اللَّبن فِي الْمعدة وسقيت مِنْهَا بخل فرأيتها منجحة وإنفحة الأرنب أَجودهَا. ج: الحلتيت إِذا شرب بالسكنجبين ينفع من جمود الدَّم فِي الْجوف. الطَّبَرِيّ: عصير ورق ازاذدرخت يحل الدَّم الجامد فِي المثانة. روفس وَابن ماسويه: الْخلّ يحل الدَّم وَاللَّبن الجامدين. حنين فِي كتاب الترياق: الْمقل يحل الدَّم الجامد فِي المثانة وَغَيرهَا. د: الحاشا يشرب فَيحل الدَّم الجامد. القفر يشرب فَيحل الدَّم. لبن التِّين يحل الدَّم الجامد. الْخلّ الثقيف يحل الدَّم الجامد. التَّذْكِرَة: عصير النعنع مَعَ ملح جريش قوي فِي ذَلِك أَو حرف بِمَاء حَار. الْمُقَابلَة للأدواء: يسقى لجمود اللَّبن فِي الْمعدة وَالدَّم أنجدان وكبريت بالسواء بخل والخل دَوَاء عَظِيم لذَلِك. العلامات: يعرض من جمود اللَّبن صفرَة اللَّوْن وانتفاخ الْبَطن وترادف الغشى وَصغر النبض. روفس: 3 (تَدْبِير الْأَطْفَال) الحبق الْبري يحل الدَّم الدَّم الجامد من سَاعَته. فيلغريوس قَالَ: رعق رجل وضغف فاستلقى وَدخل دم كثير فِي حلقه وجمد فِي

بَطْنه فَلَمَّا رَأَيْت أَعْرَاض جمود الدَّم وانتفخ الْبَطن سقيته عسلاً وعصير الكرفس فتقيأ دَمًا متعقداً وَنَجَا ويعرض مِنْهُ ضيق النَّفس الْقوي وَإِن لم يتدارك بالقيء قتل بالخنق. ابْن البطريق قَالَ: إياك أَن تقرب من جمد الدَّم أَو اللَّبن فِي معدته الْملح الَّتِي تحلل اللَّبن وَالدَّم الجامدين فِي الْجوف أجمع فِي جَمِيع تجاويفه: الْمعدة والصدر والمثانة وَغير ذَلِك. قَالَ ج: قد وثق النَّاس من الأقحوان الْأَبْيَض مَتى شربت أَطْرَافه أَنه يحل الدَّم الجامد لَا الَّذِي فِي الْمعدة فَقَط بل وَالَّذِي يجمد فِي المثانة إِذا شربت بِمَاء الْعَسَل. قَالَ بولس: الأقحوان الْأَحْمَر إِذا شرب مَعَ شراب وَعسل يذوب الدَّم الجامد فِي الْجوف. وَقَالَ ديسقوريدوس: إِن شرب مَعَ بعض الانافح ثَلَاثَة أبولسات نفع من جمود الدَّم فِي الْمعدة مَتى قَالَ ج: قد جربت تَحْلِيل الدَّم الجامد فِي الْجوف وَاللَّبن لَا بانفحة الأرنب وَحدهَا بل بِجَمِيعِ الأنافح فَكَانَ صَحِيحا إِلَّا أَن أَجودهَا على الْحَقِيقَة إنفحة الأرنب يشرب بخل. قَالَ ج: مَتى شرب الحلتيت بسكنجبين نفع من جمود الدَّم فِي الْجوف. الحاشا مَتى شرب بخل حللت الدَّم. القفر مَتى شرب بخل حل الدَّم المتعقد فِي الْجوف. د لبن الماعز يذيب الدَّم وَاللَّبن الجامدين. د مَاء رماد خشب التِّين المكرر يحل اللَّبن وَالدَّم فِي الْجوف مَتى سقِِي. د: الْخلّ يحل الدَّم وَاللَّبن الجامدين فِي الْجوف. ابْن ماسويه: مِمَّا ينفع من جمود اللَّبن وَالدَّم فِي الْمعدة رماد التِّين دِرْهَمَانِ إنفحة الأرنب دِرْهَم يدافان بخل خمر وَيشْرب. وَيشْرب مِثْقَال من خرء الديوك بِمَاء حَار. أَو يُؤْخَذ مِثْقَال من إنفحة الأرنب وملح اندراني دِرْهَم. وإنفحة الجدي مَعَ ملح يفعل ذَلِك يشربان بِمَاء حَار. اسْتِخْرَاج: النوشادر نَافِع جدا لجمود اللَّبن فِي الْجوف. من تذكرة عَبدُوس: مَاء نعنع مَعَ ملح جريش أَو خرء الديوك مَعَ عسل.) من الْمُقَابلَة للأدواء: اسْقِ حرفا بِمَاء أَو مَاء الحاشا وَورق النعنع ولتجبن اللَّبن فِي الْمعدة اسْقِهِ انجذانا وكبريتا بالسواء بالخل والخل دوائهم. من كتاب الكيموسين قَالَ إِذا جمد البن أَو الدَّم فِي الْجوف صغر النبض وَجَاء الغشى والنافض.

من سموم ج قَالَ: يُصِيب من تجبن اللَّبن فِي معدته أَو الدَّم ضيق النَّفس ويغشى عَلَيْهِ فاسقه خلا وَمَاء الفوتنج المجفف اسْقِهِ مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم وَإِيَّاك أَن تقربه شَيْئا من الموالح أَو اسْقِهِ رماد التِّين أَو اسْقِهِ من إنفحة الأرنب زنة مِثْقَال مَعَ مِثْقَال ملح اندراني بِمَاء حَار فانه يخرج إِمَّا بالقيء وَإِمَّا بالإسهال. ينظر فِي هَذَا فانه قَالَ: لَا يقربهُ ملوحة ثمَّ أعطَاهُ رماد التِّين وَالْملح وَلست واثقاً بِهَذَا الْكتاب لَهُ. من العلامات لج: يعرض من جمود اللَّبن وَالدَّم فِي الْبَطن صفرَة اللَّوْن واضطراب وَصغر النبض وانتفاخ الْبَطن. قَالَ روفس فِي كتاب الْأَطْفَال: إِن الحبق يحلل اللَّبن حَتَّى يصير مَاء فَلذَلِك يسْقِي عصارته من تجبن اللَّبن فِي الْمعدة لِأَنَّهُ يحلله الْبَتَّةَ. قَالَ: الحلتيت يحلل اللَّبن الجامد من سَاعَته. فيلغريوس قَالَ: كَانَ رجل رعف وَضعف واستلقى على قَفاهُ وَدخل الدَّم فِي حلقه فجمد فِي بَطْنه وَكَاد أَن يختنق مِنْهُ وَلما عرفت السَّبَب البادي سقيته عسلا وعصير الكرفس أَو طبيخه فقاء طستا من دم أسود وتخلص بذلك. الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: الدَّم إِذا جمد وانعقد إِن كَانَ ذَلِك فِي المثانة أَو فِي الأمعاء أَو فِي الْمعدة أَو فِي الصَّدْر وَإِن هَذَا أَشد من جموده فِي المثانة عرض من أَجله غشى وصفرة اللَّوْن وَصغر فِي النبض وَضعف وتواتر وسخن العليل واسترخاء. ابْن البطريق قَالَ: إياك أَن تَسْقِي من انْعَقَد اللَّبن فِي بَطْنه ملحا.

علامة الكلب الكلب

(عضة الْكَلْب الْكَلْب) قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: فِي ذكره الاختناق الرَّحِم: لَيْسَ تَجِد حَيَوَانا أصلا يُصِيبهُ الْكَلْب غير الْكَلْب. ويبلغ من فَسَاد الأخلاط فِي الْكَلْب الْكَلْب أَن لعابه مَتى وَقع فِي بدن إِنْسَان أَصَابَهُ الْكَلْب وَرُبمَا ظَهرت بليته بعد سِتَّة أشهر وَلست أعرف الْفِكر فِيهِ. من الْمُقَابلَة للأدواء قَالَ: قد جرب الحضض الْهِنْدِيّ الْجيد مَتى سقِِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا على الرِّيق بِالْمَاءِ من يخَاف على نَفسه من المَاء منع من ذَلِك. أهرن: 3 (سليم الْكَلْب الْكَلْب) مَتى رأى المَاء أرتعش وَلَا يشرب حَتَّى يَمُوت. لي كَانَ عندنَا 3 (فِي المارستان) رجل مِنْهُم ينبح بِاللَّيْلِ وَمَات. وَكَانَ أَيْضا رجل لَا يشرب المَاء وَإِذا قرب إِلَيْهِ المَاء لم يخفه وَرجل آخر كَانَ إِذا رأى المَاء ارتعد واقشعر وانتفض حَتَّى ينحى عَنهُ. 3 - (عَلامَة الْكَلْب الْكَلْب) أَن لَا يعرف صَاحبه ويشد على كل مَا وجد وَهُوَ مَفْتُوح الْفَم مدلوع اللِّسَان وَقد أرْخى أُذُنَيْهِ وَأدْخل ذَنبه بَين رجلَيْهِ وطأطأ رَأسه واحمرت عَيناهُ وتهرب مِنْهُ الْكلاب ويسيل من فِيهِ الزّبد وَإِن عض إنْسَانا فَجعل على العضة خبز وَرمي لكَلْب لم يَأْكُلهُ فابدأ فِي علاجه بِأَن تضع المحاجم عَلَيْهِ مَرَّات ثمَّ ضمده بِمَا يوسعه واحتل فِي سقيه المَاء سرا أَو ضمد بَطْنه بالأضمدة المفردة ليقل عطشه. لي يجب أَن تسهله بِمَا يخرج السَّوْدَاء مَرَّات ويفصد ثمَّ يعْطى الْأَشْيَاء المدرة للبول الملطفة. بولس: عَلامَة الْكَلْب الْكَلْب أَن يبح صَوته ويسيل لعابه وَيحمل على من يستقبله وَلَا ينبح. قَالَ: والفزع من المَاء يعرض مَعَه امتداد وَحُمرَة الْجَسَد كُله وَلَا سِيمَا حمرَة فِي الْوَجْه مَعَ عرق وغشى ويهربون من المَاء وَمِنْهُم من يهرب من كل شَيْء سَائل رطب ويعرض الْفَزع بعد أَرْبَعِينَ فَمَا دونه وفوقه إِلَى السِّتَّة أشهر وَإِلَى السّنة وَمِنْهُم من ينبح كَالْكَلْبِ

وَيحمل النَّاس على بَعضهم فَيُصِيب المعضوض مثل ذَلِك وَلم يرى أحدا فزع من المَاء سلم إِلَّا فِي الشاذ مِمَّن عضهم فاذا عض إنْسَانا كلب وَلم يدر أكلب هُوَ أم لَا فدق الْجَوْز دقاً نعما وضمد بِهِ مَوضِع النهشة لَيْلَة ثمَّ خُذْهُ من الْغَد وألقه لدجاجة فانها لَا تَأْكُله إِلَّا أَن يضطرها الْجُوع فان أكلت مِنْهُ مَاتَت من غَد وَإِن أَكلته الدَّجَاجَة سَرِيعا وَلم تمت فَأقبل على الْجرْح فادمله وَإِلَّا فَأقبل عَلَيْهِ مَا بوسعه مثل الثوم والجوشير والجوز والأدوية الأكالة للحم مَعَ القلدفيون ثمَّ السّمن بعده وَليكن فَم الْجرْح مَفْتُوحًا أقل مَا يكون أَرْبَعِينَ يَوْمًا واسقهم من الْأَدْوِيَة البسيطة الحضض والأفسنتين والحلتيت والجعدة ودواء جالينوس وأسهلهم بقثاء الْحمار واسقهم بعده الشَّرَاب الصّرْف الحلو الْعَتِيق وَيَشْرَبُونَ اللَّبن ويأكلون البصل والكراث والثوم. وَإِنَّمَا يسْتَعْمل توسع الْجرْح فِي الِابْتِدَاء فَأَما بعد نُفُوذه فِي الْبدن فَلَا يجب ذَلِك بل اسْتعْمل فِي هَذِه الْحَالة إسهال السَّوْدَاء وتبديل المزاج. والتعرق جيد لَهُم. فيلغريوس فِي كِتَابه فِي الْكَلْب الْكَلْب قَالَ: يكلب فِي الْبلدَانِ الحارة وَفِي صميم الصَّيف أَكثر وَقد تكلب فِي أبرد الْأَوْقَات فِي الشتَاء وَفِي الْبِلَاد الْبَارِدَة فاذا كلبت لم تَأْكُل شَيْئا وهربت من المَاء وسال من أفواهها زبد وَمن مناخرها رُطُوبَة وتحمر أعينها وَتحمل على الإنسن وَلَا تنبح وَلَا تدخل أذنابها الف ز بَين رِجْلَيْهَا وَلَا تعرف أَصْحَابهَا وتهرب مِنْهَا الْكلاب ويعرض مَعَه) الْخَوْف من المَاء للسليم ورم فِي جسده كُله وخاصة فِي وَجهه وَيصير لون جسده لون الرماد وَتعرض لَهَا غشاوة سَاعَة بعد سَاعَة وتنفر من الضَّوْء وَرُبمَا وثب على من مَعَه فعضه. ويعرض للمعضوض مثل ذَلِك بِعَيْنِه وقلما من يفلت مِنْهُ. فعالجه قبل الْفَزع من المَاء فِي الايام الأولى بِأَن تحرق السرطان النَّهْرِي وان تدقه وتنعم سحقه كالكحل وارفعه عنْدك واحرق الجنطيانا ثمَّ اسحقه واسق مِنْهُمَا أَربع ملاعق بشراب عَتيق لطيف صرف هَذَا فِي الْأَيَّام الأولى إِلَى عشرَة أَيَّام فان لم تلْحقهُ إِلَى بعد مُضِيّ أَيَّام كَثِيرَة فاسقه ضعف هَذَا الْقدر واشرط الْجرْح وَمَا حواليه شرطا عميقاً حَتَّى يخرج مِنْهُ دم كثير ومص السم وضع عَلَيْهِ المحاجم والأدوية الحادة وَإِن كويته فَأول مَا يعرض عَلَيْهِ العض خلصته الْبَتَّةَ وَلم يسر السم فِي جسده واسقه الشَّرَاب الصّرْف وَاللَّبن فانه يضاد هَذَا السم وأطعمه الثوم والبصل فانهما يمنعان توغل السم فِي الْجَسَد وَلزِمَ هَذَا التَّدْبِير مُنْذُ أول الْأَمر فانك إِذا توانيت فِي ذَلِك حَتَّى يمْضِي أَيَّام كَثِيرَة لم ينْتَفع بالعلاج وَلَا تلح على الْجرْح بعد تقادمه فَلَا تعن بتوسعه لِأَن السم قد نفذ وشاع فِي الْجَسَد وَلَكِن عَلَيْك إِذا ذَاك بأيارج روفس فِي هَذَا الْوَقْت وإسهال السَّوْدَاء وَأكل البصل والثوم وَشرب الشَّرَاب الصّرْف فانه نَافِع جدا. وعرقه بِمَا اسْتَطَعْت واسقه الخربق فانهم قبل أَن يفزعو من المَاء يبرؤون بِهَذَا العلاج. لي إِذا أَتَت على السَّلِيم خَمْسَة أَيَّام فقد سرى السم فِي الْبدن فَلَا تعن حِينَئِذٍ بتوسع الْجرْح بل أعن بذلك إِلَى يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة أَكْثَره. وَإِذا فزع من المَاء فَنَاوَلَهُ المَاء على جلد

الأدوية المفردة

الضبع العرجاء فانه يقبله مِنْهُ فاذا سرى السم فِي الْبدن فَعَلَيْك بالفصد والحقن واحقنه كل يَوْم وأسهله وَإِيَّاك وَدخُول الْحمام وَعَلَيْك بِالتَّدْبِيرِ المرطب بالأغذية وبالشراب فانها تمنع سُورَة السم وسريته واعرض عَلَيْهِ المَاء مَرَّات ابداً حَتَّى يشرب. قَالَ سواريس: جلد الضبع لَا ينفع وَلَا الخربق. قَالَ: وينفع مِنْهُ جدا ترياق الْأَرْبَعَة. سرابيون: إِذا كلبت امْتنعت عَن الْغذَاء وتلهث دَائِما وتبح أصواتها وَلَا تنبح الْبَتَّةَ ويعرض لسليمها عرق كثير. قَالَ فَاتخذ لَهُ بلبلة طَوِيلَة تدخل فِيهِ وصب المَاء مِنْهَا فِي فَمه. الأقربادين الْقَدِيم قَالَ: ابدأ قبل أَن يفزع من المَاء فافصده أَن كَانَ كثير الدَّم وَإِلَّا فَلَا ثمَّ أسهله السَّوْدَاء مَرَّات متواترة وادلكه فِي مَا بَينهمَا وأغذه بالأغذية المعتدلة المرطبة جدا واسقهم) الشَّرَاب وأعطه دَوَاء السراطين كل يَوْم ووسع الْجرْح وضع عَلَيْهِ الجاذبات. 3 - (الْأَدْوِيَة المفردة) قَالَ: رماد السرطانات النهرية مَتى أحرقت نَفَعت جدا من نهشة الْكَلْب الْكَلْب سقيت وَحدهَا أَو خلطت مَعَ جنطيانا والكندر وَيجب أَن يَأْخُذ من الكندر جُزْء وَمن الجنطيانا خَمْسَة أَجزَاء ورماد السرطانات عشرَة أَجزَاء وَيُؤْخَذ قدر نُحَاس أَحْمَر فَتلقى فِيهِ سراطين بحريّة أَحيَاء وَيُوضَع فِي تنور وتشوى بِقدر مَا تسحق وَلَا يشْتَد حرقها وَافْعل ذَلِك فِي الصَّيف وَالشَّمْس فِي الْأسد الف ز وارفعه ليَكُون معداً واسقه السَّلِيم إِن لحقته فِي الْأَيَّام الأول كل يَوْم معلقَة تذره على المَاء واسقه وَإِن كَانَ قد مَضَت أَيَّام كَثِيرَة فاسقه معلقتين كل يَوْم ووسع الْجرْح بِمثل مرهم الزفت والجوشير والخل. وَهَذِه صفة هَذَا الدَّوَاء: خل ثَقِيف جدا قسط جوشير ثَلَاثَة أَوَاقٍ زفت رَطْل بطيخ حَتَّى يصير مرهماً. قَالَ: وَهَذَا العلاج أبلغ العلاجات وَقد أطلت تجربته فَلم أجد اُحْدُ اسْتَعْملهُ قبل الْفَزع من المَاء فَفَزعَ مِنْهُ وَلَا مَاتَ. الحلتيت نَافِع من عضة الْكَلْب الْكَلْب مَتى ضمد بِهِ. قَالَ: الْملح والسذاب يسحق بِمَاء بصل ويضمد بِهِ. الجوشير مَعَ الزفت نَا فع إِذا ضمد بِهِ. والحضض يسقى بِمَاء كَذَلِك الطين الْمَخْتُوم يشرب بشراب صرف جيد لَهُ. رماد الْكَرم ونطرون وخل يضمد بِهِ. كبد الْكَلْب الْكَلْب يُقَال بقول مستقاض أَنه ينفع وَيمْنَع من الْفَزع من المَاء. وَيُقَال ان نَاب الْكَلْب الْكَلْب يعلق على الْإِنْسَان فيحرسه من الْكَلْب الْكَلْب.

لحم السّمك المالح يضمد بِهِ. رماد السرطان النَّهْرِي ثَلَاثَة مَثَاقِيل جنطيانا مِثْقَال وَنصف يشرب ثَلَاثَة أَيَّام بشراب فيعظم نَفعه. الْعَسَل جيد جدا إِذا لعق. الثوم نَافِع أكل أَو تضمد بِهِ. ابْن ماسويه: ليفصدوا ويسهلوا السَّوْدَاء مَرَّات قبل الْأَرْبَعين وَإِيَّاك والتواني فِي ذَلِك. وَهَذَا الترياق جيد لَهُ: رماد السطرانات جنطيانا خَمْسَة كندر فوتنج ثَلَاثَة ثَلَاثَة طين مختوم اثْنَتَانِ يسقى مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم غدْوَة بِمَاء فاتر وَثَلَاثَة بالعشى أَيَّامًا كَثِيرَة قبل الْأَرْبَعين فانه مَتى خَافَ من المَاء لم يكن لَهُ علاج. مسيح يعرض لَهُم فوَاق وعطش وَخَوف من المَاء. ودواء الذراريح عَجِيب: يُؤْخَذ ذرايح سمان كبار جُزْء عدس مقشر جُزْء بعد أَن يلقى رؤوسها وأجنحتها زعفران سنبل قرنفل فلفل دَار صيني من كل وَاحِد سدس جُزْء ينعم سحق ذَلِك وخاصة الذراريح ويعجن بِمَاء ويقرص كل قرص من دانقين ويسقى العليل مِنْهُ قرصة كل يَوْم بِمَاء فاتر أَيَّامًا فان وجد وجعاً فِي المثانة أَو مغساً فيشرب مَاء طبيخ العدس المقشر ودهن لوز حُلْو أَو سمناً وَيدخل الْحمام كل يَوْم بعد شربه وَيقْعد فِي الآبزن حَتَّى يَبُول وَيكون طَعَامه اسفيذباجا بفروج سمين وَيشْرب نبيذاً نقيعاً بِمَاء فاتر ويتوقى الْبرد. قَالَ: والآبزن نَافِع جدا لمن عضة كلب كلب.) من الْمُقَابلَة للأدواء قَالَ: ينفع من الْخَوْف من المَاء ماهودانه وجندبادستر من فَوق وَمن أَسْفَل واسقهم المَاء الَّذِي يطفاً فِيهِ الْحَدِيد من حَيْثُ لَا يعلم فانه عَجِيب أَو أجعَل تَحت الْإِنَاء الَّذِي يتَنَاوَل فِيهِ المَاء خرقَة مِمَّا يكون فِي المتوضأة فانه يقبل المَاء أَو يغشى الْإِنَاء كَمَا يَدُور بجلد الْيَهُودِيّ قَالَ: من عضه كلب كلب مَتى صب على بدنه مَاء بَارِد يسخنى جسده وَمَتى لطخ خبز بدمه لم تَأْكُله الْكلاب ويختلط بِالْغَضَبِ أبدا بِلَا سَبَب وَلَا يَبُول وَلَا ينْطَلق بَطْنه ويصيبه فوَاق ويسيل لعابه وَيجب أَن تشده شداً وثيقاً وأوجره المَاء. شَمْعُون قَالَ: أعن بجذب السم إِلَى الْخَارِج ثمَّ بعد ذَلِك أخرج السَّوْدَاء وَرطب الْبدن كُله وضمد كبده ومعدته بِمَا يسكن الْعَطش ويبرد. أَبُو جريج قَالَ: ذَنبه أبدا ملتقى وعينه فِي نَاحيَة ويهرب من المَاء وَرُبمَا مَاتَ إِذا نظر إِلَيْهِ ويهرب مِنْهُ الْكلاب وتبصبص لَهُ. قَالَ وَمَتى وضع قدح خشب فِيهِ مَاء على جلد الضبع شرب مِنْهُ وَلَا أعرف شَيْئا خيرا لَهُ من الجنطيانا.

دواء مجرب

من كتاب الْحَيَوَان الْقَدِيم: مَتى سقِِي المعضوض إنفحة جرو كلب صَغِير برِئ. وَإِن رَأَيْت السَّلِيم من حَيْثُ لَا يرى إنْسَانا بِمَا يرى وَيرى الْمرْآة فان رأى فِيهَا إنْسَانا برِئ وَإِن رأى فِيهَا كَلْبا مَاتَ. ابْن البطريق فِي السمُوم قَالَ: لَا يَأْكُل الْكَلْب وَلَا يشرب ويسيل لعابه ويتوجع فِي مشيته ويترجح وَلَا ينبح وسليمه يرتعش ويتشنج وَمِنْهُم من يكره الضَّوْء وينبح ويبول كلابا صغَارًا جدا. فَوسعَ العضة فِي الإبتداء جهدك بالأدوية والكي فِي أول الْأَمر وعرقه مشيا واستحماما ثمَّ خُذ فِي إسهال السَّوْدَاء بالخربق وبأرياج. روفس: 3 (أذنا الْكَلْب) أبدا مسترخيتان وَلَا يسْتَقرّ بل يعد دَائِما ويحلم سليمه أحلاماً مُخْتَلفَة مختلطة ويختلج مِنْهُم الْحجاب ويشتد الْعَطش ويضجرون ويفزعون وتبح لأصواتهم ثمَّ يعرض لَهُم من بعد الْخَوْف من المَاء ويتقدم ويتأخر بِحَسب بعد الْبدن من غَلَبَة السَّوْدَاء وقربه وَأَنَّهُمْ يخَافُونَ من المَاء لانقلاب الطبيعة من اليبس فيخيل لَهُم للمضادة أَن المَاء مهلك لَهُم فادفع قبل ذَلِك الْحمام والآبزن والأغذية المرطبة والأدهان وَالشرَاب الممزوج والحقن المسهلة للسوداء ثمَّ المرطبة وافصدهم أَولا واحتل فِي المَاء أَن ينزل أَجْوَافهم من حَيْثُ ل يعلمُونَ. 3 - (دَوَاء مجرب) يُؤْخَذ ذراريح وَقد قطعت رؤوسها وأجنحتها فتنقع فِي الرائب يَوْمًا وَلَيْلَة. ثمَّ يصب ذَلِك الرائب عَنْهَا ويبدل رائب آخر وتترك فِيهِ يَوْمًا وَلَيْلَة يفعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات. ثمَّ تجفف فِي الظل وتسحق مَعَ مثلهَا عدسا مقشرا ويقرص واسق مِنْهُ دانقين كل يَوْم بشراب أَو مَاء فاتر فَإِذا شربه فَليقمْ فِي الشَّمْس أَو يتدثر أَو يمشي ويحضر بِسُرْعَة حَتَّى يعرق فان وجد كرباً فليشرب سكرجة من سمن أَو زَيْت. وَإِن احْتبسَ بَوْله أخل الآبزن فاذا بَال الدَّم فقد أَمن من الْفَزع من المَاء. فِي عضة الْكَلْب الْكَلْب قَالَ ج: الشونيز إِنَّمَا سمي بِهَذَا الأسم لِأَنَّهُ نَافِع من نهش الْكَلْب الْكَلْب مَتى شرب مرَارًا كَثِيرَة مِنْهُ نفع نفعا عَظِيما بِخَاصَّة فِيهِ. شعر الْإِنْسَان مَتى بل بخل وَوضع على عضة الْكَلْب الْكَلْب أرأه من سَاعَته فِيمَا يزْعم أطهورسفس. بَوْل الْإِنْسَان مَتى عتق جذب السم من عضة الْكَلْب الْكَلْب. قَالَ: وَإِن عتق بَوْل الْإِنْسَان حَتَّى اشْتَدَّ رِيحه ثمَّ ألقِي فِي مِقْدَار مَا يجلس الْإِنْسَان فِيهِ باقة كراث وطبخ وَجلسَ فِي مَائه من عضة الْكَلْب الْكَلْب نَفعه جدا لِأَنَّهُ يجذب مِنْهُ رُطُوبَة شَبيهَة بِمَاء اللَّحْم. ج: الحلتيت نَافِع من عضة الْكَلْب الْكَلْب مَتى وضع عَلَيْهِ. بَوْل الْإِنْسَان إِذا خلط بنطرون وصب على عضته نفع.

د: مَاء البصل يخلط مَعَ ملح وسذاب وَعسل واجعله ضمادا لعضة الْكَلْب الْكَلْب. الجوشير مَتى خلط بزفت كَانَ نَافِعًا جدا لعضة الْكَلْب الْكَلْب.) الحضض يسقى الف ز بِمَاء لعضة الْكَلْب الْكَلْب. د: الطين الْمَخْتُوم نَافِع من عضة الْكَلْب الْكَلْب مَتى سقِِي بشراب ممزوج. ج: ويطلى على العضة مِنْهُ بخل وَثَقِيف. رماد الْكَرم مَتى ضمد بِهِ مَعَ خل ونطرون نفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب. ج: كبد الْكَلْب الْكَلْب قد استفاض فِيهِ القَوْل أَنه نَافِع إِن أكل من عضة الْكَلْب الْكَلْب وَمن فزع من المَاء. وَقد يعلق نَاب الْكَلْب الْكَلْب إِذا عض إنْسَانا على غَيره فيحرسه من عضة الْكَلْب الْكَلْب. د: النعنع إِن تضمد بِهِ مَعَ ملح نفع عضة الْكَلْب الْكَلْب. السرطان النَّهْرِي: مَتى أحرق وَأخذ رماده يُؤْخَذ مِنْهُ زنة ثَلَاثَة مَثَاقِيل مَعَ مِثْقَال وَنصف من جنطيانا وَشرب ثَلَاثَة أَيَّام بشراب نفع نفعا عَظِيما من عضة الْكَلْب الْكَلْب. وَكَذَلِكَ مَتى خلط بِعَسَل مطبوخ وَحده نفع مِنْهُ. د: رماد السرطان النَّهْرِي ينفع نفعا عَظِيما من عضة الْكَلْب الْكَلْب مَتى اسْتعْمل وَأخذ على مَا قد ذكرنَا فِي كتاب الْأَدْوِيَة المفردة أَو يَأْخُذ مِنْهُ عشرَة أَجزَاء وَمن الكندر جُزْء وَمن الجنطيانا وَاسْتعْمل على النهشة ضماد الجواشير زعم ج: أَنه لَا يعادله شَيْء فِي مثل هَذِه الْعلَّة وَقد اتخذ ذَلِك وَجَربه. لحم السّمك المالح مَتى تضمد بِهِ نفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب. د: الْعَسَل جيد مَتى لعق. كَذَلِك الفراسيون الاسود مَتى تضمد بِهِ مَعَ ملح نفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب. بولس: ورق القثاء البستاني نَافِع مَتى دق وتضمد بِهِ عضة الْكَلْب الْكَلْب نفع. د: أصل الرازيانج إِذا تضمد بِهِ مدقوقا بِعَسَل أَبْرَأ عضة الْكَلْب الْكَلْب. الثوم نَافِع من عضة الْكَلْب الْكَلْب مَتى أكل. د قَالَ ابْن ماسويه: مِمَّا ينفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب وَغَيره أَن يطلى بحضض بِمَاء بَارِد وَأطْعم العليل سرطان نهري مَعَ مَاء الشّعير واسقه الجنطيانا الرُّومِي زنة مِثْقَال مَعَ رماد سرطان نهري زنة مثقالين بِمَاء بَارِد. وتضع على مَوضِع العضة الجوشير مدافا بِمَاء حَار. من عضة الْكَلْب الْكَلْب أفصده فِي يَوْمَيْنِ من يَده الْيُمْنَى واسقه من بعد ذَلِك من إنفحة كلب) صَغِير مِثْقَالا أَو مَاء بصل أوقيتين يداف فِيهِ جبن عَتيق زنة دِرْهَمَيْنِ جنطيانا مثقالان سرطان نهري محرق ثَلَاثَة مَثَاقِيل طين مختوم أَرْبَعَة مَثَاقِيل يسقى من جَمِيع هَذِه

دِرْهَمَيْنِ بِالْغَدَاةِ وَقيل: الْحبّ الَّذِي ذَكرْنَاهُ فِي بَاب مَا يخرج السَّوْدَاء وَهُوَ حب الخربق جيد لعض الْكلاب. د: دَوَاء جيد لذَلِك: سرطان نهري جنطيانا رومي خَمْسَة خَمْسَة كندر فوتنج ثَلَاثَة ثَلَاثَة طين رومي جزءان يستف مِنْهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء فاتر على الرِّيق بِالْغَدَاةِ والعشي اياما كَثِيرَة قبل الْأَرْبَعين فانه إِن خَافَ من المَاء لم يكن لَهُ علاج. دَوَاء يُوسع عضة الْكَلْب الْكَلْب: ملح ثَلَاثَة نوشادر جزءان قلقديس ثَمَانِيَة مَثَاقِيل أشقيل مشوي سِتَّة عشر سذاب أَرْبَعَة بسذ عشرَة نُحَاس محرق أَرْبَعَة زنجار ثَلَاثَة بزر فراسيون اثْنَان يَجْعَل عَلَيْهِ وَهُوَ منخول بالحريرة فانه نَافِع إِن شَاءَ الله. فِي كتاب فليغروس إِلَى أربوطس فِي عضة الْكَلْب الْكَلْب قَالَ: من عضة الْكَلْب الْكَلْب لَا يحب أَن يرى الضَّوْء وَرُبمَا حمل بَعضهم على النَّاس فعضهم فَيعرض مِنْهُ مثل مَا يعرض من الْكَلْب وَيصير لَونه كلون الرماد ويعرض لَهُ غشاوة سَاعَة بعد أُخْرَى ويفر إِلَى الظلمَة وَوصف السرطان والجنطيانا وَقَالَ: اشرطه مَوضِع العضة وأسل دَمه مَا أمكن ثمَّ عالجه بِشعر رَأسه والمحاجم وخاصة إِن كَانَت مسخنة. والكي افضل مَا عولج بِهِ من هَذَا وَجَمِيع السمُوم ووسع الْجرْح بالأشياء المالحة والحريف وضع عَلَيْهِ الثوم والحلتيت ووسع بالأشياء مَا أمكنك وَلَا تدع الْجرْح يندمل حَتَّى يبرأ العليل واسقه الشَّرَاب وَاللَّبن فانهما مضادان لجَمِيع السمُوم واطعمه ايضاً البصل والثوم فانهما يضادان السمُوم ايضاً والترياق والمثروديطوس فان هَذِه تمنع أَن يصير السمُوم إِلَى الْقلب وَإِنَّمَا يَنْبَغِي ان تعنى بتوسع الْجرْح واجتلاب السم فِي أول الْأَمر فَأَما بعد أَيَّام فان ذَلِك لَا يقي بِهِ. لِأَن السمُوم قد ذهبت فِي الْبدن ورسخ لَكِن يجب بعد ذَلِك أَن تعرقه مَا أمكن واسقه الشَّرَاب وَمَا يخْتل مزاج السم ويخرجه إِلَى خَارج السم واسقه الخربق وَلَا تخف عَلَيْهِ فانه قد نجا خلق شربوه قبل الْأَرْبَعين. قَالَ: وَقد جرب دم الْكَلْب الْكَلْب وَوجد نَافِعًا مَتى شرب أَو شدّ نَاب الْكَلْب على عضد السَّلِيم فانه ينفع مِنْهُ وَمَتى أردْت أَن يَتَّسِع الْجرْح فضع عَلَيْهِ قِطْعَة سمك مالح أَو قَمِيص مَعَ ملح.) قَالَ: إِن لم يتدارك العليل إِلَّا بعد الْفَزع من المَاء فَخذ جلد الضبعة العرجاء فاشوه وأطعمه اَوْ أطْعمهُ كبد الْكَلْب وَقَلبه مشويين أَو ضع قدح مَاء على جلد كلب كلب وقربه غليه فانه يشربه. وجكى عَن سواريس قَالَ: أدخلهُ بَيْتا مضيئاً دفيا وافصده وَلَا تتركه ينظر إِلَى دَمه

علامة الكلب الكلب

واحقنه بِزَيْت وَمَاء. فان هَذِه الحقنة تخفف وَجَعه وتسكن عطشه وَاجعَل غذاءه الأحساء وأياك وَقد ذكر الخربق سورانس فِي هَذَا السقم وَجَمِيع السمُوم الحارة وَزعم أَن جلد الضبع العرجاء لَا ينفع شَيْئا. من الْمُقَابلَة للأدواء دَوَاء نَافِع من الْخَوْف من المَاء: ماهودانه وجندبادستر من فَوق وَمن أَسْفَل أَيْضا. قَالَ: واسقه من مَاء الحدادين من حَيْثُ لَا يشْعر وَهُوَ المَاء الَّذِي يطفئون فِيهِ الْحَدِيد فَهُوَ عَجِيب الْفِعْل فِي ذَلِك. قَالَ: وَإِن جعلت تَحت الْإِنَاء خرقَة من الَّتِي فِي المتوضا شرب العليل ذَلِك المَاء أَو يغشى الْإِنَاء كَمَا يَدُور من خَارج بجلد ضبع عرجاء فانه يشرب مِنْهُ المَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى. قَالَ الْيَهُودِيّ: إِن من عضة الْكَلْب الْكَلْب مَتى صب عَلَيْهِ المَاء سخن بدنه. لي هَذ إِن كَانَ نَافِع فِي تعرف عضة الْكَلْب هَل هُوَ كلب أم لَا. قَالَ وَمَتى لطخ الْخبز بِالدَّمِ الَّذِي سَالَ من مَوضِع العضة وَرمي إِلَى كلب لم يَأْكُلهُ فالكلب كلب. قَالَ: وافصده وكلفه الْمَشْي وَأدْخلهُ الْحمام كرها والمسه بالأدهان الحارة واكو الْموضع وَأخرجه إِلَى النزه مَاشِيا وأطعمه سرطانا نهريا مشويا. قَالَ: من عضه الْكَلْب يجن وَرُبمَا كَانَ كالغضبان وَلَا يَبُول وَلَا ينْطَلق بَطْنه وَيكثر بزاقه ويصيبه الفواق ويسيل لعابه وَيَنْبَغِي أَن يشده شدَّة وثاقا وَيبقى وَيبقى ويوجره المَاء. للكلب الْكَلْب: الْجَوْز المقشر الف ز من قشريه يدق نعما مَعَ ملح ويعجن بالعسل وَيُوضَع على العضة أَو ضع عَلَيْهِ حِنْطَة محرقة مَعَ عسل وبصل أَو لبن التِّين أَو دَقِيق الكرسنة أَو الْملح أَو السذاب. شَمْعُون فِي السمُوم قَالَ: وسع مَوضِع العضة وعالجه بعلاج من قد غلبت عَلَيْهِ السَّوْدَاء من) الْأَدْوِيَة المسهلة وَاجعَل مَاء فِي بلبة طَوِيلَة الْعُنُق واحتل فِي شربه كل حِيلَة وضمد الْمعدة والكبد بالأشياء الْبَارِدَة الَّتِي تهدئ الْعَطش. 3 - (عَلامَة الْكَلْب الْكَلْب) أَن يسيل من فِيهِ زبد وتحمر عَيناهُ ويدلى ذَنبه وَلَا يعرف معارفه وَيحمل على كل شَيْء يُرِيد عضه. وَقَالَ أَبُو جريح: إِن ذَنبه أبدا يكون ملقى وعينه فِي نَاحيَة وتهرب مِنْهُ الْكلاب وتبصبص لَهُ ويهرب من المَاء وَرُبمَا مَاتَ إِذا نظر إِلَيْهِ.

قَالَ: مَتى وضع قدح خشب فِيهِ مَاء على جلد ضبع عرجاء وَدفع إِلَى السَّلِيم قبله وشربه. قَالَ: وَلَا أعرف عقارا خيرا لَهُ من الجنطيانا. من كتاب الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ: إِن سقى المعضوض من الْكَلْب الْكَلْب إنفحة جرو صَغِير برِئ. وَإِن أريت السَّلِيم مرْآة فان رأى فِيهَا إنْسَانا برِئ وَإِن رأى فِيهَا كَلْبا مَاتَ. قَالَ ج فى الْأَعْضَاء الألمه: قد يعرض الْفَزع من المَاء بعد سِتَّة أشهر وَلم يعرض قبله الْبَتَّةَ وَلَا أعرف الْعلَّة فِي هَذَا. ابْن البطريق قَالَ ج: أَكثر مَا تكلب الْكلاب فِي القيظ وَرُبمَا كلب فِي الْبرد الشَّديد وَإِذا كلب الْكَلْب لم يَأْكُل وَلم يشرب وسال من فِيهِ زبد وينقلب عَيناهُ ويترجح فِي مشيته كَأَنَّهُ سَكرَان ويعض كلما لحق وَلَا ينبح وَلَيْسَ يعرض من نهشه وجع شَدِيد لَكِن يعرض بعد ذَلِك الْخَوْف من المَاء والأرتعاش والتشنج ويرتعش جلده كُله وخاصة وَجهه وَمِنْهُم من يهرب من النُّور والضياء وَمِنْهُم من ينبح وَيُقَال: أَنه يَبُول بولاً فِيهِ شبه الْكلاب الصغار جدا وَإِن كَانَ مَوضِع العضة وَاسِعًا فَهُوَ أسلم وَيجب أَن يشرط حَتَّى يخرج الدَّم خُرُوجًا كثيرا شرطا غائراً فانه ملاكه ثمَّ تُوضَع عَلَيْهِ المحاجم بِنَار فان ذَلِك نَافِع والكي أَيْضا نَافِع لِأَن هَذَا يمْنَع غوص السم فِي الْبدن ويجذبه إِلَى السَّطْح. وَلَا تدع الْجرْح أَن يندمل وقشر خشكريشة ووسع الْموضع بالملح والثوم وَاعْلَم أَن الكي والمحاجم إِنَّمَا تصلح فِي ابْتِدَاء الْأَمر فاذا مَضَت أَيَّام صَالِحَة لم ينفع. والفزع من المَاء إِنَّمَا يكون من أَرْبَعِينَ يَوْمًا إِلَى سنة فاذا مَضَت أَيَّام فَاسق أيارج روفس مَعَ الخربق الْأسود فانه عَجِيب واسهل بَطْنه بِهَذَا الدَّوَاء وأطعمه كبد الْكَلْب مشويا فانه يُبرئهُ وأطعمه الْجَوْز المقشر.) مرهم الجوشير يُوسع الْجرْح وَيُوضَع على عضة الْكَلْب الْكَلْب: يُؤْخَذ من الزفت رَطْل وخل ثَقِيف وقسط وَجوشير ثَلَاث أَوَاقٍ ينقع بخل ثمَّ يخلط الْجَمِيع وَيسْتَعْمل فانه ينفع جدا. عَلَامَات الْكَلْب الْكَلْب أَن يحضر ويعثر ويعض جَمِيع مَا يلقاه من حجر وَغَيره وفمه مَفْتُوح وَلسَانه مدلوع ولعابه سَائل وَعَيناهُ جاحظتان محمرتان الف ز وأذناه مسترخيتان وذنبه بَين فَخذيهِ وَلَا يسْتَقرّ الْبَتَّةَ بل يعدو دَائِما. ويهرب من المَاء وتهرب مِنْهُ الْكلاب وَإِذا لم يتَّفق أَن يرى الْكَلْب فتعرف مَا هُوَ فالطخ دم المعضوض على كسرة وألقها لكَلْب فان لم يأكلها فَهُوَ كلب. وعلامة من يعضه الْكَلْب أَن يحلم أَحْلَام مفزعة وَرُبمَا اخْتَلَط ويحس باختلاج فِي الْحجاب الحاجز وعطش شَدِيد وجفاف فِي الْفَم وَرُبمَا حمو فِي أَكثر الْأَمر بِلَا سَبَب ويفزعون

من كل شَيْء ويكثرون الِالْتِفَات ويغضبون بِلَا سَبَب فاذا بلغ الْأَمر مِنْهُم بحت أَصْوَاتهم وفزعو من المَاء ويتأخر الْفَزع من المَاء ويتقدم على قدر بعد الْأَبدَان من الطبيعة السَّوْدَاء بهَا وَإِنَّمَا يخَافُونَ المَاء من غَلَبَة اليبس على مزاجهم فيخيل إِلَيْهِم فِي أدمغتهم أَن المَاء يُحِلهُمْ ويبيدهم ويستدل على ذَلِك أَنهم يتلفون بالتشنج فاذا لحقتهم فِي أول الْأَمر فَعَلَيْك بجذب السم إِلَى سطح الْبدن بالأدوية والمحاجم وَإِلَّا فَعَلَيْك باسهال الْبَطن بِمَا يخرج السَّوْدَاء مثل أفتيمون والخربق الْأسود وأدم الْحمام وَالْمَاء الفاتر والأدهان والأغذية اللطيفة المرطبة وَكَذَلِكَ الْأَشْرِبَة واحقنهم بحقن قَوِيَّة حريفة أَولا بِمَا يجذب السَّوْدَاء ثمَّ بالرطبة واحتل إِذا فزع من المَاء أَن تفرغ مَاء فِي جَوْفه وَهُوَ لَا يشْعر فان أجابتك الْقُوَّة فافصده وأسهله بِهَذَا الْحبّ: اهليج كابلي مثقلان أفتيمون مِثْقَال وَنصف ملح هندي نصف مِثْقَال بسايج مِثْقَال حجر أرميني مثله غارقيون مثله وَبَعْضهمْ يلقى مِثْقَالا وَنصف المثقال خربق أسود مثقالان اسْقِهِ مِنْهُ مثقالين وَيَأْكُل بعد ذَلِك فروجاً أَو دَرَّاجًا وَمن خرج مِنْهُ الدَّم عِنْد العضة فَهُوَ أسلم. لي علاج هَؤُلَاءِ بعد الجذب شرب الْأَشْيَاء الَّتِي شَأْنهَا تَقْوِيَة الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة وَمنع السم مثل دَوَاء السرطان وَلَا يسقى فِي هَذِه الْأَيَّام دَوَاء مسهلاً وَلَا يفصد لِأَنَّهُ يعين على جذب السم إِلَى دَاخل. فَإِذا استقصيت الجذب إِلَى دَاخل يَوْمَيْنِ وَثَلَاثَة أخذت حِينَئِذٍ بالإسهال والتنقية. دَوَاء مجرب: تنقع ذراريح فِي الدوغ يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يُبدل دوغها ثَلَاث مَرَّات ثمَّ تجفف فِي الظل وتدق وتنخل وَيجْعَل مَعهَا عدس مقشر مثله وَتجْعَل أقراصاً مِنْهَا دانقان فِي كل وَاحِدَة وتجفف) الشربة وَاحِدَة بنبيذ أَو بِمَاء فاتر فاذا شربه شربة فَليقمْ فِي الشَّمْس ويتدثر وَيَمْشي بِسُرْعَة حَتَّى يعرق. فان وجد كربا شرب سكرجة من سمن بقر أَو زيتا صافيا وَإِن احْتبسَ بَوْله دخل الآبزن فاذا بَال دَمًا فقد برِئ وَأمن من الْفَزع من المَاء وَيجب أَن تقطع أَجْنِحَة الذراريح وأرجلها ورؤوسها. أهرن للكلب الْكَلْب قَالَ: اسْقِهِ المَاء فِي أنبوب وَهُوَ لَا يعلم وضع على معدته وَرَأسه الْأَشْيَاء الملطفة المبردة فانه ملاكه. ابْن سرابيون: يهيج الْكَلْب فِي الْأَكْثَر فِي الْحر الشَّديد وَالْبرد الشَّديد أَيْضا وَإِذا هاج لم يغتذ وَلم يشرب الْبَتَّةَ وفر من المَاء ويلهث دَائِما وتحرك أذنابها وَيخرج من افواهها زبد وتنقطع أصواتها كَأَنَّهَا مخنوقة وتشد على من اسْتَقْبلهَا من غير نبح وَإِذا نهش فَلَيْسَ يعرض مِنْهُ فِي الِابْتِدَاء شَيْء سوى وجع النهشة فَأَما بأخره فَيعرض الْخَوْف من المَاء وتشنج وَحُمرَة فِي الْجِسْم وخاصة فِي الْوَجْه وعرق كثير ويهربون من المَاء إِذا رَأَوْهُ وَمن سَائِر الرطوبات وَرُبمَا كلبوهم أَيْضا وشدوا على النَّاس يعضونهم فَيعرض مثل الْعَارِض الأول. وَقَالَ بعض الْأَطِبَّاء فِي عِلّة الْخَوْف من المَاء: إِن ذَلِك يكون لِأَن مزاجهم يَسْتَحِيل دَائِما

الْبَتَّةَ إِلَى اليبس فتضادهم الرُّطُوبَة جدا لِأَن مزاج الدِّمَاغ يغلب عَلَيْهِ اليبس. لي لَو كَانَ هَذَا هَكَذَا لَكَانَ مَعَه سهر دَائِم. قَالَ: خُذ الْجَوْز ودقه وضع على النهشة وشده نصف يَوْم ثمَّ اقلعه واطرحه للدجاجة أَو للديك فانه لَا يقربهُ إِن كَانَ كَلْبا إِلَّا أَن يضطره الْجُوع إِلَى أكله فتموت فِي الْيَوْم الثَّانِي فان صَحَّ عنْدك أَن كلب الْكَلْب فَوسعَ الْجرْح بالأدوية الموسعة كالبصل والثوم واالخردل والجرجير المسلوق بِسمن واسقهم دَوَاء السرطانات. وأدويتهم البسيطة هِيَ الحضض الأفسنتين صمغ الأنجدان سقورديون كمادريوس جعدة ترياق الأفاعي أَيْضا نَافِع وَالشرَاب الحلو الصّرْف الْعَتِيق الْقوي وَأكل البصل والثوم والكراث مسيح قَالَ: يعرض لَهُم فوَاق وعطش وَخَوف من المَاء. دَوَاء الذراريح جيد عَجِيب لذَلِك: تُؤْخَذ ذرياريح كبار سمان وألق رؤوسها وأجنحتها سِتَّة مَثَاقِيل وزعفران وقرنفل وفلفل وسنبل وزنجبيل ودارصيني مِثْقَال عدس مقشر سِتَّة مَثَاقِيل ينعم سحق الْجَمِيع وخاصة الذرايح واعجن الْكل وأجعلها أقراصاً القرص من دانقين واسق) العليل قرصة بِمَاء فاتر أَيَّامًا فان وجد مغساً فليشرب مَاء قد غلى فِيهِ عدس وَشَيْء من سمن وَيدخل الْحمام كل يَوْم بعد شربه وَيقْعد فِي الآبزن حَتَّى يَبُول وَليكن طَعَامه اسفيذباجة من فروج سمين وَيشْرب نبيذاً رَقِيقا بِمَاء بَارِد ويتوقى الْبرد. قَالَ: وَالْجُلُوس فِي المَاء الْحَار جيد لَهُ. انْتهى السّفر التَّاسِع عشر من كتاب الحاوى على مَا جزأه مُؤَلفه ويتلوه السّفر الْعشْرين فِي الْأَدْوِيَة المفردة وأفعالها فِي الْأَبدَان

الجزء 6

(الْجُزْء الْعشْرُونَ) (الْأَدْوِيَة المفردة على حُرُوف أَب ت ث)

(فارغة)

الأدوية المفردة على حروف أب ت ث

وَصلى الله على مُحَمَّد وعَلى آله وَسلم. (الْأَدْوِيَة المفردة على حُرُوف أَب ت ث) 3 - (بَاب الْألف) أقحوان قَالَ فِيهِ د: إِنَّه مَتى شرب يَابسا بالسكنجبين أَو بالملح مثل مَا يشرب الأفتيمون أسهل مرّة سَوْدَاء وبلغما ونفع من الربو وَأَصْحَاب الْمرة السَّوْدَاء. وَمَتى شرب زهر هَذَا النَّبَات نفع من الْحَصَى والربو. وطبيخه يجلس فِيهِ النِّسَاء لصلابة الرَّحِم والورم الْحَار الْعَارِض فِيهَا وَقد يضمد بِهِ مَعَ زهرَة للحمرة والأورام الحارة. ودهن أقحوان مسخن مفتح لأفواه الحروق مدر للعرق وَالْبَوْل نَافِع. إِذا جعل فِي أخلاط الْأَدْوِيَة المعفنة نفع من النواصير وأدرة المَاء بعد أَن تشق وتقشر الخشكريشة والقروح الخبيثة ويوافق عسر الْبَوْل والأورام المقعدة الحارة وَيفتح البواسير مَتى دهنت بِهِ المقعدة ويدر الطمث مَتى احْتمل وَيحل صلابة الْأَرْحَام والأورام البلغمية الَّتِي فِيهَا ج فِي السَّادِسَة: إسخان هَذَا إسخان لَيْسَ بِيَسِير وَلَيْسَ يجفف تجفيفا شَدِيدا بل هُوَ حَار فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة. وَأما الأقحوان الْأَبْيَض فان قوته قُوَّة تقطع وتلطف الأخلاط الغليظة وَلذَلِك صَار يدر الطمث إِذا شربت أَطْرَافه بشراب وَقد وثق النَّاس مِنْهَا أَيْضا بِأَنَّهَا تحل الدَّم الجامد وَأَنَّهَا لَيست تفعل) ذَلِك بالجامد مِنْهُ فِي الْمعدة فَقَط بل وَبِمَا يجمد مِنْهُ فِي المثانة وَيجب أَن تشرب بِمَاء الْعَسَل وَمن شَأْنهَا أَن تجفف جَمِيع مَا يتجلب إِلَى الْمعدة جملَة إِذا هِيَ شربت. وَهِي رَدِيئَة للمعدة وَلَا سِيمَا لفمها. قَالَ: والأقحوان الْأَبْيَض حَار فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة وَأما الْأَحْمَر فانه يلطف الكيموس ويقطعه ويدر الطمث. وَإِذا شرب مَعَ شراب وَعسل ذوب الدَّم الجامد فِي الْجوف ويجفف جَمِيع أَنْوَاع السيلان وَهُوَ ردئ للمعدة.

قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه ينيم ويسبت إِن شم. أرز قد ذَكرْنَاهُ باسمه الآخر وَهُوَ تنوب. أيرسا أم غيلَان قَابض يُوَافق سيلان الرطوبات من الرَّحِم وَنَفث الدَّم وماؤه يُوَافق سيلان الرطوبات. أدخيموي وأدغيموي قد ذَكرْنَاهُ عِنْد ذكر الشقائق. أسارون قَالَ د: الأسارون طيب الرَّائِحَة يلذع اللِّسَان جدا مدر للبور صَالح لمن بِهِ حِين وعرق النسا يدر الطمث وَإِذا شرب مِنْهُ سَبْعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل أسهل كالخربق الْأَبْيَض وَمَتى أَخذ من الأسارون ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَطرح فِي اثْنَي عشر قوطولي وطبخ حَتَّى يذهب الثُّلُثَانِ وروق بعد شَهْرَيْن وَسقي مِنْهُ نفع من الاسْتِسْقَاء واليرقان ووجع الكبد والورك. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: الَّذِي ينفع من هَذِه الحشيشة أُصُولهَا وَقُوَّة الْأُصُول كقوة الوج إِلَّا أَنَّهَا أقوى. قَالَ مسيح الدِّمَشْقِي: وَهُوَ نَافِع من وجع الورك الْقَدِيم. قَالَ ابْن ماسويه: هُوَ جيد للكلى والمثانة وَيزِيد فِي النُّطْفَة أفيون أَفْعَى هِيَ مَذْكُورَة فِي بَاب الْحَيَّة. أذخر قَالَ فِيهِ د: إِنَّه يلذع اللِّسَان ويحذيه حذياً يَسِيرا وقوته مسخنة تفت الْحَصَى منضجة ملينة مفتحة لأفواه الْعُرُوق مدر للبور والطمث مُحَلل للنفخ ينقي الرَّأْس وَيقبض قبضا يَسِيرا وفقاحه نَافِع من نفث الدَّم وأوجاع الْمعدة والرئة والكلى والكبد وَأَصله أَشد قبضا وَلذَلِك قد يسقى للغثيان مِثْقَال مِنْهُ مَعَ مثله من الفلفل وطبيخه مُوَافق للأورام الحارة الْعَارِضَة الَّتِي تعرض للرحم إِذا جلس فِيهِ. وَقَالَ ج: قُوَّة زهرَة الْإِذْخر مركبة لِأَنَّهُ لَا يُطلق الْبَطن إِذا شرب لَكِن يقبض أَيْضا. وَقَالَ أريباسيوس: زهرَة الْإِذْخر وَهُوَ الْمُسَمّى زهر الْإِذْخر يسخن إسخانا يَسِيرا وَقَبضه أقل من إسخانه وَلَيْسَ بِبَعِيد فِي اللطافة من الْجَوْهَر اللَّطِيف الْأَجْزَاء وَلذَلِك يدر الْبَوْل والطمث وينفع من الأورام الَّتِي تكون فِي الْبَطن والكبد والمعدة. فِي الثَّامِنَة مِنْهُ قَالَ ج فِي سجونس البحري: وَيُوجد بحذائه الْإِذْخر وَمن الْبَين أَنه يسخن وَيقبض قَلِيلا وجوهره مَعَه لطافة مَا وَلذَلِك يدر الطمث وَالْبَوْل شرب أَو كمد بِهِ فينفع وتكمد بِهِ وَأما الآجامى مِنْهُ الَّذِي يُسمى أكسجونس فانه أدق وأصلب وَالَّذِي يُقَال لَهُ أولوسجويوس) أغْلظ وأرخى وَهَذَا النَّوْع يجلب النّوم والدقيق يصدع وجميعهما إِذا قليا

بالنَّار وشربا بِالشرابِ عقلا الْبَطن وقطعا النزف الْأَحْمَر وَهُوَ دم عَارض للنِّسَاء وَهَذِه أَفعَال تدل على أَن مزاجهما مركب من جَوْهَر أرضي يسير الْبرد وجوهر مائي حَار حرارة يسيرَة. حنين فِي كتاب الترياق: الْإِذْخر جيد لورم الكبد والمعدة جدا ودهنه نَافِع من جَمِيع أَنْوَاع الحكة وَمَا كَانَ مِنْهَا أَيْضا فِي الْبَهَائِم وَيذْهب الإعياء جيد للبرص. أسفيذاج الرصاص قد ذَكرْنَاهُ فِي ذكر الأسرب. أشنة قَالَ فِيهَا د: إِن قوتها قابضة تصلح لأوجاع الرَّحِم إِذا جلس فِي طبيخها وَتَقَع فِي الدخن والأدهان الَّتِي تحل الاعياء. ج فِي السَّادِسَة: قوتها قابضة باعتدال وَلَيْسَت بباردة برودة قَوِيَّة بل هِيَ قريبَة من الفتورة وفيهَا مَعَ هَذَا قُوَّة محللة ملينة وخاصة فِي الَّذِي يُوجد مِنْهَا على شجر الصنوبر. قَالَ بولس: إِنَّهَا تفشي وتلين قَلِيلا وخاصة مَا كَانَ على شَجَرَة القطران. قَالَ الخوزي: مَتى أنقعت فِي الشَّرَاب أَنَام ذَلِك الشَّرَاب نوما غرقا. قَالَ القلهمان: إِنَّهَا بَارِدَة قابضة جَيِّدَة مَتى طليت على الورم الْحَار. وَوجدت أَيْضا فِي كتبهمْ أَنَّهَا حارة فِي الأولى يابسة فِي الثَّانِيَة وَمَتى أنقعت فِي شراب قَابض وَشرب ذَلِك الشَّرَاب نفع الْمعدة وأذهب نفخ الْبَطن وأنام الصّبيان نوما غرقا ويطيب الْمعدة وَيحبس القئ. أسقنقور ذَكرْنَاهُ فِي بَاب السِّين. أسفيوس هُوَ البزرقطونا. أومالي هُوَ شَيْء دَهِين أثخن من الْعَسَل حُلْو يسيل من سَاق شَجَرَة تكون بتدمر مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ بتسع أَوَاقٍ من مَاء الْعَسَل أسهل فضولانية وَمرَّة صفراء ويعرض لشاربه كسل واسترخاء وَلَا يهولنك ذَلِك وَلَا تتركهم يُسْبِتُوا. وَقد تهَيَّأ من دسم أَغْصَان هَذِه الشَّجَرَة أدهان وأجوده مَا كَانَ مِنْهُ عتيقا ثخينا دسما صافيا وَهُوَ مسخن صَالح للظلمة فِي الْبَصَر مَتى اكتحل بِهِ. وَإِن وَقَالَ بولس فِي هَذَا: وَهُوَ يشبه الدّهن العسلي إِلَّا أَنه أثخن من الْعَسَل ويسيل من سَاق شَجَرَة حلوة المذاق ويعرض مِنْهُ إِذا شرب الإسهال على مَا ذكره د واسترخاء وكسل وَيجب أَلا يهولنك ذَلِك وَلَا تجزعن مِنْهُ. أذريونة قَالَ فِيهِ بديغورش: خاصته النَّفْع من السمُوم والهوام وَإِسْقَاط الأجنة. أغافت نذكرهُ فِي بَاب الْغَيْن.

أسفاي قَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّه حَار فِي الثَّانِيَة قَابض فِي الأولى. لي أَظن أَن هَذَا هُوَ رعي الْإِبِل. أريقي قَالَ فِي السَّادِسَة: إِنَّه قَابض ويحلل أَيْضا بِلَا لذع وَأكْثر مَا يسْتَعْمل مِنْهُ ورده وورقه. أغالوجن طيب الرَّائِحَة قَابض مَعَ مرَارَة يسيرَة إِذا شرب من أَصله مِثْقَال نفع من لزوجة الْمعدة وضعفها وَسكن لهيبها وَمَتى شرب بِالْمَاءِ نفع من وجع الكبد وَالْجنب وقرحة المعي والمغص ويهيأ مِنْهُ ذرور يطيب الْجِسْم وطبيخه يطيب النكهة إِذا تمضمض بِهِ وَكَذَلِكَ هُوَ إِن مضغ. وَيسْتَعْمل فِي الدخن. أثمد قَالَ ج: قوته قابضة مبردة يذهب اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح ويدملها وينقي أوساخها وأوساخ القروح الْعَارِضَة فِي الْعين وَيقطع الرعاف الْعَارِض فِي الْحجب الَّتِي فَوق الدِّمَاغ وقوته فِي الْجُمْلَة شَبيهَة بِقُوَّة الرصاص المحرق. وَمَتى خلط الإثمد بِبَعْض الشحوم الطرية ولطخ على حرق النَّار لم تعرض فِيهِ خشكريشة من القروح الْعَارِضَة من حرق النَّار. قَالَ ج: فِي الْعَاشِرَة لهَذَا الدَّوَاء مَعَ التجفيف أَنه يقبض وَلذَلِك يخلط فِي الشيافات والأكحال النافعة للعين. وَقَالَ فِي الرَّابِعَة من قاطاجانس: إِن الْكحل أَشد تجفيفا من الزاج الْأَحْمَر. أصابغ صفر قَالَ بديغورس: إِن خاصته النَّفْع من الْجُنُون والفضول الغليظة. نذكرها مَعَ الْحِنْطَة. أس قَالَ د: إِن الشَّديد الخضرة الَّذِي يضْرب من أجل شدَّة خضرته إِلَى السوَاد أقوى فِي العلاج من الَّذِي يمِيل إِلَى الْبيَاض وَثَمَرَة الْأَبْيَض أقوى من ثَمَرَة الْأسود. وَقُوَّة جَمِيع الآس قابضة يُؤْكَل رطبا ويابساً لنفث الدَّم ولحرقة المثانة. وعصارة الثَّمر وَهُوَ رطب يفعل فعل الثَّمَرَة وَهُوَ جيد للمعدة مدر للبول نَافِع من عضة الرتيلا إِذا لطخ بشراب وَمن لسعة الْعَقْرَب. وطبيخ ثَمَرَته يصْبغ الشّعْر وَإِذا طبخ بشراب وتضمد بِهِ أَبْرَأ القروح الَّتِي فِي الْكَفَّيْنِ والقدمين. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الشوكران سكن الأورام الحارة الْعَارِضَة للعين. وطبيخه يُوَافق خُرُوج المقعدة وَالرحم. وأفشرح الآس: يصلح لكل مَا تصلح ثَمَرَته. وَيصْلح طبيخه للنِّسَاء اللواتي تسيل

مِنْهُنَّ رطوبات مزمنة ويجلو نخالة الرَّأْس وقروحه الرّطبَة وبثوره ويمسك الشّعْر المتساقط ويوافق المفاصل المسترخية. وَمَتى صب على كسور الْعِظَام الَّتِي لم تلتحم بعد نَفعهَا. ويجلو البهق. ويقطر فِي الآذان الَّتِي وعصارة الْوَرق أَيْضا تفعل ذَلِك وَمَتى دق الْوَرق وصب عَلَيْهِ المَاء وخبص مَعَ زَيْت وخمر وتضمد بِهِ وَافق القروح الرّطبَة والمواضع الَّتِي تسيل مِنْهَا الفضول والإسهال المزمن والنملة والحمرة والأورام الحارة الْعَارِضَة للانثيين والشرى والبواسير. وَإِذا دق يَابسا وذر على الداحس نفع مِنْهُ. وَيذْهب نَتن الْأنف وَيقطع الْعرق. وينفع من الخفقان وَيُقَوِّي الْقلب. وَمَتى اسْتعْمل بموم وزيت عذب أَبْرَأ حرق النَّار والداحس. وَيَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل عصارته وَهِي حَدِيثَة لِأَنَّهَا مَتى أزمنت تكرجت وضعفت. بنكه: وبنك الآس قد يكون على سَاق شجر الآس بنك شَبِيها بلون السَّاق فِي مشابهة الْكَفّ فِي شكله وَقَبضه أقوى من قبض الآس يُؤْخَذ فينعم سحقه ويعجن بشراب عفص ويتخذ) أقراصا وَهَذِه الأقراص أقوى فعلا من ورق الآس وثمره. وَإِن احتجت أَن تجْعَل قيروطيا رطبا قَابِضا فَاجْعَلْ فِيهِ شَيْئا من هَذِه الأقراص وَكَذَلِكَ الضمادات والفرزجات والمياه وَجَمِيع مَا أردْت أَن تكون قوته قابضة. دهن الآس: وَأما دهن الآس فقوته قابضة مصلبة وَيَقَع فِي المراهم المدملة وَيصْلح لحرق النَّار والقروح الرّطبَة فِي الرَّأْس والنخالة والبثور فِيهِ والسحج والشقاق فِي الْمعدة واسترخاء شراب الآس: وشراب الآس شَدِيد الْقَبْض جيد للمعدة يقطع سيلان الرُّطُوبَة إِلَى الْمعدة والمعي وباطن الْبدن وسيلان الرطوبات وورم الْمعدة والمعي وينفع من القروح الْعَارِضَة فِي الرَّأْس والنخالة والبثر فِيهِ واسترخاء اللثة وورم النغانغ وَالْأُذن الَّتِي يسيل مِنْهَا مَاء وَيقطع العرقز وَقد يحرق الآس وَيسْتَعْمل بَدَلا من التوتيا على مَا فِي كتاب الصَّنْعَة. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: دهن الآس قَابض وَقَالَ فِيهِ حَيْثُ ذكره خَالِصا: إِنَّه مركب من قوى متضادة وَالْأَكْثَر فِيهِ الأرضي الْبَارِد وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء حَال لطيف فَهُوَ لذَلِك يجفف تجفيفا قَوِيا وورقه وقضبانه وثمرته وعصارته لَيْسَ بَينهَا فِي الْقَبْض كثير خلاف. وَأما البنك الَّتِي فِي سَاقه وَالْعقد الَّتِي فِي قضبانه فبحسب مَا هِيَ أيبس كَذَلِك هِيَ أَقبض وَأَشد تجفيفا وَقد تحرق هَذِه وتعجن بِالشرابِ وتتخذ أقراصا. ورقه: وَأما ورقه الْيَابِس فَأكْثر تجفيفا مِنْهُ رطبا.

وَأما رب الآس فحابس مَا بَقِي من دَاخل وَمن خَارج لِأَنَّهُ لَا يخالطها الْبَتَّةَ شَيْء من قوى المسهلة وَلَا من الغسالة. حب الآس وورقه قَالَ فِي كتاب الأغذية: حب الآس وَهِي ثَمَرَته قَليلَة الْغذَاء تقبض وتحبس الْبَطن وَقَبضه أَكثر من برده ويخالط قَبضه حِدة وحراقة. وَجَمِيع الأغذية الَّتِي فِيهَا حراقة أَو حِدة إِذا فَارقهَا ذَلِك بالإنقاع والطبخ غذا غذَاء يَسِيرا. وَقد عرض ذَلِك للبصل والكراث. قَالَ ابْن ماسويه: حب الآس بَارِد يَابِس فِيهِ مرَارَة يسيرَة ويبسه إِلَى الْبرد للعفوصة الَّتِي فِيهِ وَإِن كَانَت فِيهِ حلاوة لَطِيفَة وَهُوَ نَافِع من نفث الدَّم الْعَارِض فِي الصَّدْر والرئة دابغ للمعدة لما فِيهِ من العفوصة وَلَيْسَ بضار للرئة لحلاوته ويغذو غذَاء يَسِيرا صَالحا وينفع استطلاق الْبَطن الْحَادِث من الْمرة الصَّفْرَاء ونفعه للسعال بالحلاوة اللطيفة الَّتِي فِيهِ ونفعه من استطلاق الْبَطن) بالعفوصة. وَلَا يكَاد يجْتَمع النَّفْع من السعال واستطلاق الْبَطن إِلَّا لقَلِيل من الْأَشْيَاء. رب الآس: وَرب الآس نَافِع من وجع الصَّدْر والرئة. د: وأصبت فِي النُّسْخَة الْقَدِيمَة أَن حب الآس ينفع من لذع المثانة والسعال عَاقل للطبيعة قَاطع للاسهال الصفراوي مقو للمعدة وَنَفث الدَّم. ابْن ماسويه يَقُول: رب الآس نَافِع من وجع الصَّدْر والرئة والسعال وَهُوَ مَعَ ذَلِك جيد للقروح فِي الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة مقولها مُمْسك للْحيض. أكثمكث دَوَاء هندي يفعل أَفعَال الفاوانيا إِذا سحق بِمَاء وطلي على الْعُضْو الَّذِي يرْتَفع مِنْهُ بخار الْمرة أصطرك وَهُوَ ضرب من الميعة والجيد مِنْهُ حاد الرَّائِحَة جدا وقوته مسخنة ملينة منضجة وَتصْلح للسعال والنزلات والزكام وبحوحة الصَّوْت وانقطاعه وَإِذا شرب أَو احْتمل وَافق انضمام فَم الرَّحِم والصلابة الْعَارِضَة فِيهَا ويدر الطمث. وَمَتى ابتلع مِنْهُ شَيْء يسير مَعَ صمغ بطم لين الْبَطن تَلْيِينًا خَفِيفا. ويخلط بالمراهم المحللة والأدهان المحللة للاعياء. ودخانه يُوَافق وَيصْلح جَمِيع مَا يصلح لَهُ دُخان الكندر. ودهنه يسخن ويلين جدا ويصدع ويثقل الرَّأْس ويسبت. أسطرا طيقوس الحالبي د: وَإِنَّمَا سمي كَذَلِك لِأَنَّهُ يشفي من الورم الْحَادِث فِي الحالب مَتى ضمد بِهِ أَو علق عَلَيْهِ. وقوته محللة وَفِيه أَيْضا قُوَّة مبردة دافعة وَلَيْسَ لَهُ قبض. وأصبت أَن هَذَا الدَّوَاء يُسمى الحزم. أبهل قَالَ فِيهِ د: انه صنفان كِلَاهُمَا يمْنَع سعي القروح الخبيثة ويسكن الأورام الحادة وَمَتى تضمد بِهِ نقي سَواد الْجلد وأوساخه الَّتِي تعرض من فضول الْبدن ويقشر خشكريشة الْجَمْرَة ويبول الدَّم إِذا شرب.

وَيسْقط الْجَنِين مَتى احْتمل أَو شرب أَو تدخن بِهِ. وَيَقَع فِي أخلاط الأدهان المسخنة وخاصة فِي أخلاط دهن عصير الْعِنَب. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن هَذَا قوي التجفيف فِي كيفياته كلهَا الْمَوْجُودَة فِي طعمه على مِثَال مَا هِيَ عَلَيْهِ فِي الشربين إِلَّا أَنه أحد من الشربين وَكَأَنَّهُ فِي الْمثل أطيب رَائِحَة مِنْهُ وَهَذَا من الْحَرَارَة وَله أَيْضا مرَارَة وَقبض أفضل مِمَّا للشربين وَهَذَا مِمَّا يدل على أَنه أحد مِنْهُ فَهُوَ لذَلِك يحلل أَكثر من تَحْلِيل الشربين وَلذَلِك صَار لَا يقدر على إدمال الْجِرَاحَات لشدَّة حرارته ويبسه لِأَن فِيهِ من الْحَرَارَة واليبوسة جَمِيعًا مِقْدَارًا مَا يخرج بِهِ إِلَى أَن يكون يهيج ويلهب. وَأما القروح العفنة فَهُوَ نَافِع لَهَا كَنَفس الشربين وخاصة للعفونة الرَّديئَة الخبيثة المستحكمة فان العفونة إِذا كَانَت على هَذِه الْحَال احتملت قُوَّة هَذَا الدَّوَاء من غير أَذَى وَهُوَ أَيْضا ينقي القروح المسودة الوسخة جدا نَافِع مَتى وضع عَلَيْهَا مَعَ مَاء الْعَسَل ويقلع الخشكريشة الَّتِي تكون على الْجَمْر وللطافته يدر الطمث أَكثر من كل شَيْء يدره وَينزل دَمًا وَيفْسد الأجنة الْأَحْيَاء وَيخرج الأجنة الْمَوْتَى وليوضع من الْحَرَارَة واليبوسة فِي الدرجَة الثَّالِثَة على أَنه من الْأَدْوِيَة اللطيفة الحادة لذَلِك يدْخل فِي الأدهان الطّيبَة وَقد يَجْعَل مَكَان الدارصيني مِنْهُ ضعف الدارصيني فِي كثير من المعجونات لِأَن قوته تحلل وتلطف إِذا شرب. قَالَ بديغورس: خَاصَّة الابهل قتل الْوَلَد وتجفيف القروح وإحدار الْحَيْضَة وَالْبَوْل. قَالَ أريباسيوس: إِنَّه من الْأَشْيَاء القوية التجفيف والإسخان مُحَلل يدر الطمث من أجل لطافته أَكثر من جَمِيع الْأَشْيَاء ويحرك خُرُوج الدَّم بالبول وَيفْسد الأجنة الْأَحْيَاء وَيخرج) الْمَوْتَى. قَالَ بولس: الابهل شَبيه بالسرو فِي أَمر العفونات وَمن هَهُنَا يدل على أَن الشربين هُوَ السرو. د وَج جَمِيعًا على أَن السرو لَا يسخن وَلَهُمَا جَمِيعًا ذكر للسرو مُفردا فَذَلِك يصحح أَن الشربين لَيْسَ هُوَ السرو. قَالَ مسيح: إِنَّه نَافِع من الْأكلَة مَتى سحق ونثر عَلَيْهَا. قَالَ الطَّبَرِيّ: إِن الابهل كالسرو فِي أَفعاله وطباعه إِلَّا أَنه ألطف. أولودار ذكر مَعَ الكتيت. أوياكخ أللبخ يذكر مَعَ السدر. أبنوس قَالَ فِيهِ د: إِن قوته جالية للظلمة من الْبَصَر جلاء قَوِيا وَيصْلح لسيلان الرطوبات المزمنة إِلَى الْعين والقرحة فِيهَا.

وَمَتى عمل مِنْهُ مسن وحك عَلَيْهِ الشياف كَانَ فعلهَا أقوى وأجود وَتُؤْخَذ برادته فتنقع فِي شراب ريحاني ثمَّ ينعم سحقه ويتخذ أشيافا والأجود أَن ينعم نخلها بالحرير قبل ثمَّ تنقعها بِالشرابِ وَقد يعْمل بِالْمَاءِ. وَإِذا أحرق ثمَّ غسل صلح للرمد الْيَابِس وحكة الْعين. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: قوته مسخنة وَإِذا حك بِالْمَاءِ انحل كَمَا ينْحل بالحك بعض الْحِجَارَة وَهُوَ لطيف جدا وَلذَلِك قد وثق النَّاس أَنه يجلو مِنْهُ مَا يكون قُدَّام الْعين فيحجبها عَن الْبَصَر. ويخلط أَيْضا مَعَ أدوية أخر من أدوية الْعين النافعة للقروح العتيقة من قُرُوح الْعين والمواد المنجلبة إِلَيْهَا إِذا عتقت والبثور الَّتِي تحدث فِي الْعين من جنس النفاخات. وَقَالَ بولس: إِنَّه ينقي الغشاء الْعَارِض للعين وَيدخل مَعَ أدوية أخر تصلح للعين. أقاقيا قَالَ د: إِن قوته قابضة مبردة تدخل فِي أدوية الْعين والحمرة والنملة والشقاق الْعَارِض من الْبرد والداحس وقروح الْفَم وَيصْلح نتوء الْعين وَيقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم وَيرد نتوء المقعدة وَالرحم البارزة. وَيعْقل الْبَطن مَتى شرب أَو احتقن بِهِ ويسود الشّعْر. وطبيخ ثَمَرَته مَتى صب على المفاصل المسترخية شدها. وَمَتى لطخ الأقاقيا مَعَ بَيَاض الْبيض على حرق النَّار لم يتنفظ. وَلَيْسَ بِصَالح فِي أدوية الْعين إِلَّا الْمصْرِيّ مِنْهُ. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن شَجَرَة الأقاقيا قابضة جدا وَكَذَلِكَ جَمِيع ثمره. وعصارته مَتى غسلت نقصت قوتها وَصَارَت غير لذاعة لِأَن حدتها تنسلخ فِي المَاء. فان مسح بِهَذِهِ العصارة عُضْو صَحِيح جففته على الْمَكَان ومددته وَلَا يحدث فِيهِ مس حرارة بل برودة غير الشَّدِيدَة وَهَذَا مِمَّا يعلم مِنْهُ أَن هَذَا الدَّوَاء بَارِد أرضي ويخالطه مَعَ هَذَا شَيْء من الْجَوْهَر المائي. وَإِنِّي لأَظُن أَن أجزاءه لَيست بمتشابهة بل فِيهِ أَجزَاء لَطِيفَة تُفَارِقهُ فِي الْغسْل فليوضع إِذا فِي الدرجَة الثَّالِثَة من التجفيف وَفِي الثَّانِيَة من دَرَجَات التبريد إِذا هُوَ غسل فان لم يغسل فَفِي الأولى. وَقَالَ بديغورس: خاصته النَّفْع من الأورام الحارة. وَقَالَ اريباسيوس يجفف تجفيفا قَوِيا ويبرد تبريدا كَافِيا إِذا غسل فان لم يغسل فتبريده يسير لِأَن فِيهِ حرارة يسيرَة تُفَارِقهُ بِالْغسْلِ. قَالَ حنين فِي كتاب الترياق: فِي الأقاقيا حِدة توصل شدَّة تجفيفه وتغوصه.

أسقولو قندريون نذكرهُ فِي حرف السِّين. أترج قَالَ د: بزره مَتى شرب بشراب ضاد السمُوم القاتلة وأسهل الْبَطن. وطبيخه يطيب النكهة. وقشوره تحفظ اللثات من التأكل. وحماضه قَالَ ج فِي السَّابِعَة: إِن الحماض يبرد ويجفف فِي الثَّالِثَة. وقشر الأترج يجفف تجفيفا مَعَ حِدة لَيست بيسيرة وَلذَلِك صَار تجفيفه فِي الثَّالِثَة وَأما فِي وَأما لَحْمه فيولد أخلاطا غَلِيظَة بَارِدَة. وَأما بزره فَهُوَ مر وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَالْأَمْر فِيهِ بَين أَنه مُحَلل مجفف فِي الثَّانِيَة. وورقه أَيْضا مجفف مُحَلل. وَقَالَ فِي كتاب الْغَدَاء: قشره الْأَصْفَر عطر فِي نَفسه عسر الهضم لِأَنَّهُ صلب قحل فَأَما إِن اسْتعْمل فِي الْأَطْعِمَة فَهُوَ يعين على الاستمراء كَمَا يعين الْأَشْيَاء الحارة وَكَذَلِكَ يُقَوي الْمعدة مَتى تنوول مِنْهُ الشَّيْء الْيَسِير فَهُوَ يعين على الاستمراء. وَكَذَلِكَ مَاؤُهُ مَتى دق وعصر وخلط فِي الْأَدْوِيَة المسهلة. وَأما حماضه فانه يلقِي فِي الْخمر الْغَيْر الحامضة لتزداد حمضة. وَأما لَحْمه فَهُوَ عسر الانهضام صلب ويؤكل بالمربى فَيصير أسْرع هضما. قَالَ ابْن ماسويه: قشره حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة وَهُوَ كثيف مستحصف بطئ الهضم فِي نَفسه يعين على هضم الطَّعَام إِعَانَة يسيرَة وَيُقَوِّي الْمعدة مَا لم يكثر مِنْهُ. وَأما لَحْمه الْأَبْيَض فبارد رطب فِي آخر الأولى وبرده أَكثر من رطوبته بطئ فِي الْمعدة عسر الهضم. وحماضه بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة مسكن للمرة الصَّفْرَاء عَاقل للطبيعة. وحبه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة نَافِع من السمُوم فِي عداد الْأَدْوِيَة لَا الأغذية مَتى شرب مِنْهُ مثقالان بِمَاء فاتر وشراب أَو دق وَوضع على مَوضِع اللسع ملين للطبيعة مُطيب للنكهة وَأكْثر هَذَا الْفِعْل مَوْجُود فِي قشره.) وَيجب لآكل الأترج أَلا يَأْكُل بعده طَعَاما حَتَّى ينهضم وَلَا يَأْكُلهُ بعد الطَّعَام الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يتخم. وَمَتى لطخ بحماضه الكلف والقوباء أذهبهما وخاصة القوباء. وطبيخ الحماض نَافِع للخفقان مشه للطعام قَاطع للمرة الصَّفْرَاء والإسهال والقئ الْعَارِض مِنْهَا مطفئ للحرارة الَّتِي فِي الكبد. وخاصة قشر الأترج أَن يطيب النكهة. وخاصة لَحْمه تطفئة الْحَرَارَة الَّتِي فِي الْمعدة.

وخاصة حماضه إذهاب القوباء وَالْغَم وَالْكرب والقئ الْعَارِض من الصَّفْرَاء. وخاصة حبه النَّفْع من السمُوم. وَرب حماض الأترج نَافِع من الصَّفْرَاء قَاطع للاسهال وَالْغَم الْمُتَوَلد مِنْهَا مشه للطعام دابغ للمعدة إِلَّا أَنه ضار بالرئة والعصب لحموضته. والأترج المربى وَإِن كَانَ الْعَسَل قد لطفه وأذهب أَكثر غلظه فانه عسر الهضم ويستعان عَلَيْهِ بِأَن تجْعَل فِيهِ أفاوية لَطِيفَة كالسنبل والدارصيني والقاقلة والزنجبيل والمسك فانه عِنْد ذَلِك يجلو الْمعدة من الرطوبات ويهضم الطَّعَام. اريباسيوس قَالَ: حماض الأترج فِي الثَّالِثَة مِمَّا يبرد ويجفف. أنسان قَالَ د: أما بَوْل الْإِنْسَان فَيُقَال: إِنَّه إِذا شرب نفع من نهشة الأفعى والأدوية القتالة وَابْتِدَاء الحبن. وَإِذا صب على نهشة هوَام الْبَحْر نفع. وَمَتى خلط بنطرون وصب على عضة الْكَلْب نفع. ويجلو الجرب المتقرح والحكة. وَالْمُعتق مِنْهُ أَجود وَأقوى للقروح الْعَارِضَة فِي الرَّأْس والنخالة والجرب والحصبة وَيمْنَع الساعية. وَمَتى حقن بِهِ القروح منع الخبيثة مِنْهَا من السَّعْي. وَيقطع سيلان الْقَيْح من الآذان. وَإِذا سخن فِي قشر رمان وقطر مِنْهُ فِي الآذان أخرج الدُّود الْمُتَوَلد فِيهَا. وَبَوْل الصّبيان غير الْبَالِغين إِذا تحسى مِنْهُ نفع من عسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب. وَإِذا طبخ فِي إِنَاء نُحَاس مَعَ عسل جلا الْبيَاض الْعَارِض فِي الْعين من اندمال القروح. وعكر الْبَوْل الراسب فِي أَسْفَله إِذا مكث أَيَّامًا مَتى لطخ على الْحمرَة سكنها. وَمَتى احْتمل مَعَ دهن الْحِنَّاء بعد أَن يغلي مَعَه سكن اختناق الْأَرْحَام ويجلو الْبيَاض والجرب من الْعُيُون. دم الطمث قَالَ د: مَتى احْتمل قد يمْنَع الْحَبل. وَمَتى وطيت الْحَائِض لم تحبل فِي أَكثر الْأَوْقَات وَإِن حبلت جَاءَ وَلَدهَا موؤفا. وَإِن لطخ دم الْحيض على النقرس والحمرة خفف الوجع. قَالَ ج فِي القوى الطبيعية: إِن البلغم الَّذِي فِي الْفَم يشفي القوابي وَيقتل الْعَقْرَب سَاعَة ينفث عَلَيْهَا. وَمَتى مضغت الْحِنْطَة وَوضعت على الْخراج قيح أسْرع مِمَّا تقيح الْحِنْطَة المطبوخة. قَالَ: وَيقتل سَائِر الْهَوَام السمية إِلَّا أَنه يتَقَدَّم ويتأخر قَتله لبعضها دون بعض وَلَا بُد لَهَا من أَن يَضرهَا مضرَّة عَظِيمَة.

زبل الْإِنْسَان قَالَ د: مَتى تضمد بِهِ حارا منع الْحمرَة من الْجِرَاحَات وألزقها. وَمَتى جفف وخلط بالعسل وتحنك بِهِ نفع من الخناق. قَالَ ج: إِنَّه نَافِع من الخناق وَقد ذكرنَا أَيْضا كَلَامه فِي بَاب الزبل فاقرأه. قَالَ د: إِن لبن النِّسَاء نَافِع من اللذع فِي الْمعدة وقروح الرئة وَشرب الأرنب البحري.) ويطلي على النقرس مَعَ أفيون وموم وزيت فينفع جدا. منى الْإِنْسَان نَافِع من النقرس والقوابي والبهق مَتى طلي عَلَيْهَا. وَقَالَ ج فِي الأولى من حفظ الصِّحَّة: إِن الْأَكْثَر فِي المنى بِالْإِضَافَة إِلَى الدَّم النارية والهوائية وَالْأَكْثَر فِي الدَّم بِالْقِيَاسِ إِلَى المنى الأرضية والمائية وَإِن المنى أَيْضا أَكثر يبسا من الدَّم. وَقَالَ فِي الكيموس: إِن البزاق مَا لم يُؤْكَل يقتل العقارب إِذا ثفل عَلَيْهَا مَرَّات وَأَحْسبهُ قد قَالَ ذَلِك أَيْضا فِي الْأَدْوِيَة المفردة. عِظَام ج: قد زعم قوم أَن قُوَّة التَّحْلِيل والتجفيف الَّذِي فِي الْعِظَام المحرقة إِنَّمَا هِيَ لعظم الْإِنْسَان وَحده وَأعرف إنْسَانا كَانَ يسْقِي عِظَام النَّاس محرقة خلقا كثيرا مِمَّن يصرع وَمِمَّنْ بِهِ وجع المفاصل. شعر قَالَ اطهورسفس: إِن شعر الْإِنْسَان إِذا بل بخل وَوضع على عضة الْكَلْب أَبرَأَهُ من سَاعَته. وَإِذا بل بشراب صرف وزيت وَوضع على الْجِرَاحَات الْعَارِضَة فِي الرَّأْس منعهَا من الورم. وَمَتى دخن بِهِ واشتم رِيحه نفع من خناق الْأَرْحَام وَالنِّسْيَان. وَالشعر المحرق إِذا سحق بخل خمر وَوضع على البثر نَفعه وأبرأه. وَإِذا سحق مَعَ كندر وذر على الْجِرَاحَات الْعَارِضَة بعد أَن يطلى الْجرْح بالزيت ألحمه. وَإِن سحق بِعَسَل وَوضع على الْجِرَاحَات أبرأها. وَإِذا احْتَرَقَ وسحق مَعَ المرتك وطلي على الْعين الجربة والحكة الشَّدِيدَة سكنها. وَمَتى سحق الشّعْر المحرق ببعر الْغنم وَوضع على مَوضِع العثرة والأورام الدبابة أبرأها. وَإِذا خلط بدهن الْورْد وقطر فِي الْأذن سكن وجع الْأَسْنَان. وسخ وسخ الْأذن ينفع الورم الْحَادِث فِي أصُول الظفر إِذا لم يكن فِيهَا قيح بعد إِذا وضع عَلَيْهِ. وَإِذا طلي على الشّفة المتشققة فِي ابْتِدَاء الشقاق نَفعه. وَهُوَ نَافِع من نهش الأفعى نفعا بَينا إِن شقّ وَوضع عَلَيْهِ مَرَّات كَثِيرَة. لزوجة: واللزوجة الَّتِي تكون على الْأَسْنَان إِذا لطخت على القوابي أبرأتها.

الْأَسْنَان: الْأَسْنَان إِذا سحقت وذرت على نهش الأفاعي أَبرَأته.) لعاب: لعاب الْإِنْسَان إِذا كَانَ صَائِما يخرج الدُّود من الْأذن من سَاعَته إِذا قطر فِيهَا. ولعاب الصَّائِم مَتى جعل شيافة مَعَ الزراوند وَجعل على البواسير أسْرع برأها. لبن: وَلبن النِّسَاء إِذا قطر فِي الْعين الوجعة منع حِدة الوجع ونفعها وَلَا سِيمَا أعين الصّبيان إِذا وَمَتى أَخذ وبل صوف بِاللَّبنِ وَوضع عَلَيْهَا فعل ذَلِك. وينفع من خشونة الأجفان وتكدر الْعين إِذا أدمن القطور فِيهَا. ويحلل الأورام الْعَارِضَة للعين إِذا خلط مَعَ بَيَاض الْبيض خلطا جيدا وَوضع على صوف لين وَجعل على الْعين. وَإِذا قطر فِيهَا سكن الوجع. وَإِذا خلط اللَّبن مَعَ شَحم الإوز وفتر وقطر فِي الْأذن الوارمة من ضَرْبَة وَلِجَمِيعِ الأورام الحارة نفع. وَإِن غمس فِيهِ صوف وَاحْتمل نفع من القروح والخراجات فِي الرَّحِم. وَإِن سحق أفيون بِهِ وطلي على النقرس والأورام الحارة نفع. وينفع من السل وَمن وجع الْأَرْحَام إِذا احْتمل بقطنة. وَإِن خلط بِعَسَل وَجعل فِي قشر رمان وقطر فِي الْأذن المنتنة الرّيح نفع. وَمَتى شرب أدر الْبَوْل كثيرا ونفع الكبد. وَمَتى مزج بِالشرابِ وَشرب فتت الْحَصَى الَّتِي فِي المثانة. بَوْل: بَوْل الْإِنْسَان إِذا عتق نفع من شرب الأرنب البحري وَالْفطر الْقِتَال وورم اللوزتين وَالْحلق ونفع من قُرُوح الْأذن إِذا قطر فِيهَا وَالَّتِي فِي المذاكير إِذا غسل بهَا وَجَمِيع قُرُوح الْجَسَد والجرب والنخالة فِي الرَّأْس. ويجذب السم من عضة الْكَلْب الْكَلْب وعضة الْإِنْسَان وعضة القرد ويمنعها من الورم. وَإِذا خلط برماد قضبان الْكَرم وَوضع على سيلان الدَّم قطعه. وَإِذا خلط بنطرون ودلكت بِهِ الحكة والجرب نفعهما. وَالْبَوْل العفن الشَّديد الرَّائِحَة ينقي الأورام. وَإِذا أَخذ مِنْهُ قدر ثُلثي رَطْل وباقة كراث وطبخ وَجَلَست فِيهِ الْمَرْأَة تفعل ذَلِك خَمْسَة أَيَّام نقي رَحمهَا وَأخرج رطوبات كَثِيرَة مِنْهَا.) وينفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب لِأَنَّهُ يجذب رطوبات مِنْهَا شَبيهَة بِمَاء اللَّحْم. وَأما أَبْوَال الصّبيان إِذا طبخت فِي إِنَاء نُحَاس حَتَّى يذهب ربعه مِنْهُ فانه يذهب الْآثَار الَّتِي فِي الْوَجْه وَالْبَيَاض الْكَائِن عَن القروح فِي الْعين.

وَالْبَوْل إِذا شرب مِنْهُ قدر سكرجة أَبْرَأ اليرقان سَرِيعا. زبل: زبل الْإِنْسَان مَتى شرب مِنْهُ نفع من أكل الْفطر الْقِتَال وورم اللوزتين. وَإِذا طلي بريشة على الوضح قلعة الْبَتَّةَ إِذا كَانَ رطبا. وَإِذا شرب قطع الإسهال. وَإِذا شرب مَعَ مَاء الحمص الْمَطْبُوخ وَالْعَسَل الْأَحْمَر نفع من اليرقان نفعا بَينا. وخاصته النَّفْع من جَمِيع الْهَوَام والأدوية القتالة المتلفة. فاذا أحرق زبل الْإِنْسَان وسحق وضمد على عضة الْإِنْسَان وعَلى الْمَوَاضِع العفنة أبرأها. أناغورس وأناجورس قَالَ ج: إنَّهُمَا منتنا الرَّائِحَة وَلَهُمَا حِدة وَقُوَّة حارة محللة إِلَّا أَن ورقهما مَا داما رطبين أقل حِدة وهما يضمدان الأورام. وَإِذا جَفا صَارَت قوتهما تقطع وتجفف تجفيفا بليغا وَهَذِه الْقُوَّة نَفسهَا مَوْجُودَة فِي لحاء أصولهما. فَأَما بزرهما فَهُوَ ألطف ويصلحان للقئ. أمدريان شَجَرَة كالكبر حادة الرَّائِحَة جدا ثقيلتها وَلها ثَمَر فِي غلف. قَالَ أَبُو جريج الراهب: إِنَّهَا أقوى من عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج فِي أورام الْجوف. وَقدر شربتها أوقيتان. وَهُوَ عَجِيب من الْعجب للورم أَيْنَمَا كَانَ. لي أَحسب أَن هَذَا هُوَ الَّذِي يُسمى عندنَا الْجَوَاهِر وبالعراق امتداريا. أللبخ فسر حنين هَذَا السدر. قَالَ ج فِي اللبخ: إِن ورقه فِيهِ من الْقَبْض. إِنَّه نَافِع من انفجار الدَّم إِذا وضع على الْعُضْو. أدميس قَالَ جالينوس: يجفف فِي الثَّانِيَة ويبرد فِي الأولى ويشفى النملة والحمرة الضعيفة. وَهِي شَوْكَة فَاسْتعْمل وَرقهَا. وفسرها حنين أَنَّهَا العليق. أحيلس قد سمي سندريطس. قَالَ ج: قوتها كقوة سندريطس إِلَّا أَنَّهَا أَشد قبضا مِنْهُ وَلذَلِك ينفع من انفجار الدَّم وقروح المعي والنزف الْعَارِض للنِّسَاء.

أوافينوس وَهُوَ الحدقي قَالَ ج: أصل هَذَا النَّبَات يجفف فِي الأولى ويبرد فِي الثَّانِيَة فِي آخرهَا وَلذَلِك قد وثق النَّاس مِنْهُ بِحِفْظ عانة الصّبيان من الشّعْر مُدَّة طَوِيلَة إِذا وضع الضماد مِنْهُ على مَوضِع الشّعْر بشراب وثمرته تجلو جلاء يَسِيرا وتقبض فَلذَلِك صَارَت تسقى لليرقان بشراب. وَهُوَ يجفف فِي الثَّانِيَة. وَأما فِي الْحَرَارَة والبرودة فمعتدل. أفيغلون ج فِي الثَّامِنَة: قُوَّة هَذَا تبرد تبريدا شَدِيدا فِي الثَّالِثَة. أيمليلون قَالَ فِي السَّادِسَة: إِنَّهَا ثَمَرَة عفصة رَدِيئَة للمعدة مصدعة للرأس لِأَنَّهُ يخالطها كَيْفيَّة غَرِيبَة رَدِيئَة. أقيمارون قَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن هَذَا الدَّوَاء يُسمى بِهِ نَوْعَانِ: أَحدهمَا قتال يُقَال لَهُ بلخيون وَالْآخر دَوَاء يُقَال لَهُ سوس بري وَهُوَ قَابض طيب الرَّائِحَة وَذَلِكَ يدل على أَنه مركب من مَانع ومحلل وأفعاله تشهد ذَلِك لِأَنَّهُ نَافِع من وجع الْأَسْنَان إِذا تغرغر بطبيخه. وورقه نَافِع للخراجات قبل أَن تتقيح إِذا طلي بشراب وضمد بِهِ. قَالَ فِيهِ د: إِنَّه لَهُ قُوَّة ملزقة للجراحات وَهُوَ يقطع الرطوبات السائلة إِلَى الْعين وَيَقَع فِي المراهم. وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: قوته مركبة من قوتين: إِحْدَاهمَا مسددة لَا حجَّة وَالْأُخْرَى فِيهَا بعض المرارة وَلذَلِك صَار يجفف تجفيفا لَا لذع مَعَه وَبِهَذَا السَّبَب يقدر أَن يلحم الْجراحَة الْحَادِثَة عَن ضَرْبَة. قَالَ بولس: هُوَ ملصق مجفف من غير لذع وَلذَلِك يلصق الْجِرَاحَات. قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه بَارِد فِي الثَّالِثَة حَدِيد جدا يَأْكُل اللَّحْم العفن من الخراجات وَله فِي الرمد قُوَّة بَالِغَة. وخاصته فِي إِخْرَاج القذى من الْعين أَكثر من جَمِيع الْأَدْوِيَة وَلَا سِيمَا مَتى خلط بالنشا وَالسكر الْأَبْيَض. وَهُوَ يُورث الصلع فِي الْمَشَايِخ بِسُرْعَة وَفِي الشَّبَاب بابطاء إِذا شربوه كثيرا. ويسهل الخام من الورك وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي بَاب المسهلات فاقرأه. ابْن ماسويه فِي علاج المسهلة: إِن خاصته إسهال البلغم اللزج وإدمال الخراجات وجذب رطوباتها وَدفع الْمَادَّة النَّازِلَة إِلَى الْعين. قَالَ الطَّبَرِيّ: الأنزروت يجْبر الوثء ويلحم القروح وينقيها مَعَ الْعَسَل. قَالَ ابْن ماسويه: إِن فِيهِ مَنْفَعَة للوثء. وَقَالَ ج فِي الرَّابِعَة من الميامر: إِن الأنزروت ينضج ويحلل.

أبنوساليون هما ضَرْبَان من الكرفس نذكرهما بعد ذكره. أماريطون ذكر ج فِي السَّادِسَة: إِنَّه ضرب من الأقحوان وَقد ذَكرْنَاهُ هُنَاكَ. أبيلن د قَالَ: إِن الصِّنْف الفرفيري الزهرة إِذا شربت مِنْهُ أَربع درخميات أَبْرَأ عسر الْبَوْل ووجع الكلى. وصنفاه جَمِيعًا إِذا خلطا بعد السحق بدهن الْورْد وَاللَّبن واحتملا لينًا الأورام الْعَارِضَة فِي الدبر ويبرئان الْجِرَاحَات. وَهَذَا الصِّنْف والصنف المالح الطّعْم إِذا خلطا بعد السحق بدهن الْورْد واحتملا لينًا الأورام الْعَارِضَة فِي الرَّحِم. وَأما الصِّنْف الَّذِي يُسمى كمافيطس فانه مَعَ فعله هَذِه الْأَفْعَال مَتى شرب بالسكنجبين كَانَ وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إنَّهُمَا نَوْعَانِ كِلَاهُمَا يجففان قَلِيلا حَتَّى أَنَّهُمَا يدملان القروح. وَالنَّوْع الشبيه بالكمافيطس ألطف حَتَّى أَنه نَافِع من الصرع وَالْآخر أَكثر جلاء. أنداهيمان وَهُوَ الدَّوَاء الْكرْمَانِي. قَالَ بديغورس: هَذَا نَافِع من استطلاق الْبَطن جدا بِخَاصَّة فِيهِ. أقونيطن وَهُوَ خانق النمر. قَالَ د: إِن أَصله فِيمَا زعم بعض النَّاس إِذا قرب من الْعَقْرَب أخمدها. وَإِذا قرب إِلَيْهَا بعد ذَلِك الخربق أنعشها. وَقد يَقع فِي أدوية الْعين المسكنة للأوجاع. وَيقتل الْكلاب وَالنُّمُور والخنازير والذئاب مَتى جعل فِي اللَّحْم وأكلته وَكَذَلِكَ سَائِر السبَاع. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن قوته معفنة مفْسدَة وَيَنْبَغِي أَن يتوقى أَن يدْخل مِنْهُ شَيْء فِي الْغذَاء أَو الشَّرَاب. وينفع أَصله إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ أَن يعفه شَيْء من الْبدن ذب من خَارج. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: هَذِه حشيشة تلطف وتقطع الأخلاط الغليظة وَلذَلِك تدر الطمث إِذا شربت أطرافها بشراب. وَقد وثق النَّاس مِنْهُ أَنه يحل الدَّم الجامد لَيْسَ فِي الْمعدة فَقَط بل وَفِي المثانة. وَيشْرب بشراب عَسَلِي ويجفف مَا يتجلب إِلَى الْمعدة إِذا شرب. وَهُوَ رَدِيء لفم الْمعدة. أخينوس قَالَ ج: ثَمَرَة هَذَا النَّبَات قابضة فَلذَلِك تسْتَعْمل فِي مداواة الْعين وَالْأُذن إِذا كَانَت الْموَاد تنجلب إِلَيْهَا.

أنجوشا وجدت تَفْسِير هَذَا فِي كثير من النّسخ فِي ثَبت أَسمَاء الْأَدْوِيَة أَنه خس الْحمار. وَقَالَ د: إِن ورقه يشبه ورق الخس الدَّقِيق الْوَرق عَلَيْهِ زغب وَهُوَ خشن أسود كثير الْعدَد نابت حول الأَصْل لاصق بِالْأَرْضِ مشوك. وَأَصله فِي غلظ الإصبع لَونه فِي الصَّيف أَخْضَر إِلَى الْحمرَة الدموية ويصبغ الْيَد إِذا لمس. قَالَ ديسقوريدوس: وأصل هَذَا النَّبَات قَابض إِذا غلي بالزيت وأذيب ذَلِك الزَّيْت بالموم كَانَ جيدا لحرق النَّار والقروح المزمنة. وَإِن تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ أَبْرَأ البهق والجرب المتقرح. وَإِذا احتملته الْمَرْأَة أخرج الْجَنِين. وَقد يسقى طبيخه مَعَ الشَّرَاب الْمُسَمّى بقراطن لمن بِهِ يرقان ووجع الكلى وَالطحَال والحمى. وورقه مَتى شرب بِالشرابِ عقل الْبَطن. والصنف الآخر مِنْهُ الَّذِي ورقه أَصْغَر وَله ثَمَر أَحْمَر قانئ مَتى مضغ وَنَفث فِي فَم بعض الْهَوَام قَتله. وَله أصل إِذا شرب مِنْهُ قدر اكسونافن مَعَ الدَّوَاء الَّذِي يُسمى الزوفا والحرف وَفِي بعض النّسخ والقردمانا أخرج الدُّود من الْبَطن الْمُسَمّى حب القرع. وَقَالَ ج فِي الشنكار: إِن هَذِه الحشيشة أَرْبَعَة أَنْوَاع لَيست قواها متشابهة والمسمى مِنْهَا اونوقليا أَصله قَابض وَفِيه مرَارَة يسيرَة دابغ للمعدة ملطف يجلو الأخلاط المرارية والمالحة. وَقد قَالَ فِيمَا تقدم: إِن العفص إِذا خلط بالمر فَمن شَأْنه أَن يفعل هَذِه الْأَفْعَال وَلذَلِك صَار هَذَا الدَّوَاء نَافِعًا لليرقان ووجع الكلى وَالطحَال وَهُوَ مَعَ هَذَا مبرد. وَلذَلِك مَتى خلط فِي الضماد مَعَ دَقِيق الشّعير فعل هَذِه الأفاعيل أَعنِي أَنه ينفع الْحمرَة ويجلو إِذا شرب أَو وضع من خَارج. وَقُوَّة ورقه أَضْعَف من قُوَّة الأَصْل وَلكنه هُوَ أَيْضا لَيْسَ بِبَعِيد مِنْهُ فِي التجفيف وَالْقَبْض) وَلذَلِك يسقى لانطلاق الْبَطن بشراب فيشفيه. والمسمى لوقاسيوس فَهُوَ أَيْضا ينفع من الورم الْمَعْرُوف بالحمرة على مِثَال الأول. وأصل هَذَا النَّوْع الثَّانِي أَشد قبضا من أصل النَّوْع الأول بِكَثِير وَأما الْمُسَمّى ابو خينس فقوته أَشد من هذَيْن النَّوْعَيْنِ وَمن أجل ذَلِك فِي طعمه حرافة كَثِيرَة أَكثر وَهُوَ بليغ النَّفْع من نهش الأفاعي إِذا ضمد بِهِ أَو أدنى مِنْهُ فَقَط أَو أكل.

وَأما الشنجار الْمُطلق فالحال فِيهِ كالحال فِي الْمُسَمّى أَبُو خينس إِلَّا أَنه أَشد مرَارَة مِنْهُ وَأقوى: وَلذَلِك يخرج حب القرع مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال وَنصف مَعَ قردمانا وزوفا أَو حرف. وَرَأَيْت أطباء دَهْرنَا متفقين على أَن الشنجار جيد لوجع الْأذن. يَنْبَغِي أَن يرد مَا ذكره ج فِي بَاب س ذكره باسمه سغار لَا باسم مَجْهُول. ألقيسني زعم حنين أَنه حشيشة يجلي بهَا الزّجاج يعرف بفلسطين بحشيشة الزّجاج. وَقَالَ د: لورقه قُوَّة مبردة قابضة وَلذَلِك مَتى تضمد بِهِ أَبْرَأ الْحمرَة والبواسير الناتئة فِي المقعدة وَحرق النَّار والأورام الَّتِي تسمى فوجيلا فِي ابْتِدَاء كَونهَا والأورام الحارة والبلغمية. وَإِذا خلطت بقيروطي مَعَ دهن الْحِنَّاء أَو بشحم تَيْس نَفَعت من النقرس. وَمَتى تحسى من العصارة قوانوس نفع من السعال المزمن. وَإِذا تغرغر بِهِ حلل تعقد اللوزتين. وَإِذا خلط بدهن الْورْد وقطر فِي الْأذن الوجعة سكن وجعها. وَقَالَ ج فِي القيسني فِي الْمقَالة السَّادِسَة: قُوَّة هَذَا النَّبَات تجلو وتقبض مَعًا قبضا يَسِيرا مَعَ رُطُوبَة فِيهِ بَارِدَة فَهُوَ لذَلِك نَافِع من الأورام فِي ابتدائها وَفِي التزيد وَفِي الْمُنْتَهى وخاصة الأورام الحارة وَيُوضَع أَيْضا على الأورام الرخوة فِي ابتدائها فيقلعها. وَأما عصارته فنافعة مَعَ دهن الْورْد لوجع الْأذن الْحَادِث عَن ورم حَار باعتدال. وَفِي النَّاس قوم يتغرغرون بِهِ لورم النغانغ. وَمن الْأَطِبَّاء من يسْقِي مِنْهُ أَصْحَاب السعال المزمن. وَهُوَ يعطيك من نَفسه تجربة لفعله مَا يَفْعَله فِي أواني الزّجاج من قُوَّة الْجلاء. اريباسيوس يَقُول: إِن قوته جلاءة مَعَ قبض يسير ورطوبة تميل إِلَى الْبرد وَلذَلِك يشفي الأورام) الحارة فِي ابتدائها وتزيدها إِلَى أَن تبلغ الْمُنْتَهى وَلَا سِيمَا مَتى كَانَت حَرَارَتهَا أَكثر. وَقد يوضع مِنْهُ ضماد على القروح الَّتِي تكون فِي الْقَدَمَيْنِ. وعصارته أَيْضا مَتى خلطت بدهن ورد نَفَعت من أوجاع الْأذن الَّتِي تكون عَن ورم حَار نفعا بَينا. أفتيمون قَالَ د: يسهل بلغما وسوداء ويوافق أَصْحَاب السَّوْدَاء والنفخ يشرب مِنْهُ أَربع درخميات بِعَسَل وَشَيْء يسير من ملح. وَقَالَ ج: قُوَّة هَذَا النَّبَات شَبيهَة بِقُوَّة الحاشا إِلَّا أَنه أقوى مِنْهُ فِي كل شَيْء وَهُوَ يسخن ويجفف فِي الثَّالِثَة. قَالَ الدِّمَشْقِي: إِنَّه نَافِع من التشنج. أسفنج أما الْجَدِيد مِنْهُ الَّذِي لَيْسَ بدسم فَقَالَ فِيهِ د: إِنَّه يصلح للخراجات

وَيقبض الأورام البلغمية وَيلْزق الْجِرَاحَات فِي أول مَا تعرض إِذا اسْتعْمل بالخل وَالْمَاء. ويلحم القروح العتيقة مَتى اسْتعْمل بِعَسَل مطبوخ. وَأما الْخلق مِنْهُ إِذا جعل فَتِيلَة وَلم يبل وَأدْخل فِي أَفْوَاه الْعُرُوق الجاسية أذهبها وأدملها. وَإِذا وضع وَهُوَ جَاف على القروح الرّطبَة العتيقة الَّتِي لَهَا مجار فِي الْأَعْضَاء جففها. وَأما الاسفنج المحرق فانه صَالح للرمد الْيَابِس وللجلاء وَالْقَبْض وَإِذا غسل كَانَ أصلح الْأَدْوِيَة للعين مِنْهُ إِذا لم يغسل. وَمَتى أحرق مَعَ الزفت كَانَ صَالحا لنفث الدَّم. وَالْحجر الْمَوْجُود فِي الاسفنج مَتى شرب بِالْخمرِ فت الْحَصَى الَّتِي فِي المثانة. وَقَالَ ج فِي الْحَادِيَة عشرَة: إِن فِي حجر الاسفنج قُوَّة تفت الْحَصَى إِلَّا أَنه لَا يبلغ من قُوَّة أَن يفت حَصى المثانة والواصفون لذَلِك قد كذبُوا: وَهِي تفت الْحَصَى فِي الكلى وَهَذَا يدل على أَنه يلطف من غير إسخان إسخانا مَعْلُوما. وَقَالَ فِيهِ حَيْثُ أفرد ذكره: إِن المحرق قوته حارة محللة وَقد كَانَ رجل من معلمينا يَسْتَعْمِلهُ فِي انفجار الدَّم الْعَارِض عِنْد البط وَالْقطع فَكَانَ يعده ليَكُون مُهَيَّأ عِنْده فِي وَقت الْحَاجة إِلَيْهِ) وَهُوَ يَابِس لَا نداوة فِيهِ الْبَتَّةَ ويغمسه أَكثر ذَلِك فِي القفر والزفت ويشعل فِيهِ النَّار ويضعه وَهُوَ مشتعل على الْجراحَة ليقوم مقَام الكي وَيصير شَبِيها بالغطاء والسداد للجرح أَعنِي جرم الاسفنجنة الَّتِي تحرق يجمع الْأَمريْنِ جَمِيعًا. فَأَما الاسفنجة الحديثة فتقوم مقَام الصوفة فِي أَن تقبل مَا تبلها بِهِ وتضعه حَيْثُ تحْتَاج إِلَيْهِ وَهِي أَيْضا تجفف تجفيفا بَينا. وَتعلم ذَلِك بِأَن تستعملها وَحدهَا فِي مداواة الْجِرَاحَات بعد بلها بِالْمَاءِ أَو بالخل الممزوج أَو بِالشرابِ على حسب اخْتِلَاف الْأَبدَان كَمَا قلت قبل فانك تدمل الْجِرَاحَات بِهَذِهِ الاسفنجة كَمَا تدملها بالمراهم الْمَعْرُوفَة بمدملة الْجِرَاحَات الطرية بدمها. وَإِن لم تكن الاسفنجة طرية لَكِن مستعملة فانك تعلم علما يَقِينا كم نقص مِقْدَار قوتها فِي تجفيفها للجراحات. وَذَلِكَ أَن الجديدة تجفف مَا دَامَت رَائِحَة مَاء الْبَحْر بَاقِيَة فِيهَا فَأَما المزمنة فانها وَإِن لم تسْتَعْمل فان فِيهَا قُوَّة مَاء الْبَحْر وَلَا تجفف حِينَئِذٍ على مَا يَنْبَغِي. اريباسيوس: قُوَّة حجر الاسفنج جلاءة تفت الْحَصَى فِي المثانة على مَا يَنْبَغِي. أسيوس هُوَ حجر يتكون عَلَيْهِ الْملح الَّذِي يُسمى زهر حجر اسيوس. قَالَ د: قُوَّة الْحجر وزهره معفنة تعفينا يَسِيرا محللة للخراجات إِذا خلط كل وَاحِد مِنْهُمَا بصمغ بطم أَو بالزفت والزهر أقوى من الْحجر ويفضل عَلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبرئ القروح العتيقة الْعسرَة الِانْدِمَال ويقلع اللَّحْم الزَّائِد إِذا اسْتعْمل يَابسا.

وَكَذَلِكَ يفعل بالقروح الشبيهة بِالْفطرِ فِي شكلها وتملو القروح العميقة لَحْمًا وينقيها إِذا خلط بالعسل. وَإِذا خلط بدقيق الباقلي وضمد بِهِ النقرس نفع مِنْهُ. وَقد ينفع من ورم الطحال إِذا خلط بالكلس والخل. وَإِذا لعق بالعسل نفع من القرحة الْعَارِضَة فِي الرئة. وَقد يضع المنقرسون فِي طبيخ هَذَا الْحجر أَرجُلهم فينفعهم. ويتخذ مِنْهُ مراهم أكالة. وَإِذا ذَر على الْأَبدَان العبلة فِي الْحمام بَدَلا من النطرون أضمرها.) وَقَالَ ج: إِن حجر اسيوس لطيف يبلغ من لطافته أَنه يذوب اللَّحْم المترهل ويأكله من غير لذع وَقُوَّة هَذَا الْحجر الَّذِي تتولد عَنهُ هَذِه الزهرة شَبيهَة بِقُوَّة هَذِه الزهرة إِلَّا أَن فعل الصَّخْرَة أقل من فعل الزهرة وَذَلِكَ أَن الزهرة أَكثر إذابة وتحليلا وتجفيفا وَتفعل هَذَا من غير لذع شَدِيد وفيهَا مَعَ هَذَا شَيْء مالح الطّعْم أَعنِي فِي الزهرة. وَذَلِكَ مَا يدل بالحدس أَن تولد الزهرة إِنَّمَا هُوَ من الطل الَّذِي يَقع على تِلْكَ الصَّخْرَة من الْبَحْر وتجففه الشَّمْس. ألوسن وَتَفْسِيره فِي ثَبت الْأَسْمَاء: حشيشة تسمى الترس لمشابهة فِيهَا بالترس. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّمَا سمي هَذَا الدَّوَاء بِهَذَا الِاسْم لِأَنَّهُ من نهش الْكَلْب الْكَلْب نفعا عجيبا ويسقى مِنْهُ مرَارًا كَثِيرَة أَيْضا من قد تمكن مِنْهُ الْكَلْب واستحكم فِيهِ إِذا شربه وَحده إِلَّا أَن هَذَا الْفِعْل بِخَاصَّة جملَة جوهره وَلَيْسَ إِلَى اسْتِخْرَاج هَذِه القوى سَبِيل بطرِيق قياسي صناعي. وَأما الْمعرفَة بِهَذَا الدَّوَاء الَّذِي يُمكن أَن يسْتَعْمل فِي أَشْيَاء كَثِيرَة فَهُوَ أَن قوته تجفف باعتدال وتحلل وتجلو جلاء يَسِيرا وَكَذَلِكَ ينقي الكليتين وَيذْهب بِهِ الكلف من الْوَجْه. أندروسافس وأندروساخس أصبت هَذَا فِي ثَبت الْأَسْمَاء لحنين أَنه نوع من الهيوفاريقون وَهُوَ المدن وَزعم حنين أَنه نوع من الداذي. ج يَقُول فِيهِ: إِنَّه حشيشة مرّة المذاق حريفة قوتها تدر الْبَوْل إِذا شربت جافة هِيَ أَو ثَمَرَتهَا إدرارا كثيرا وَالْأَمر فِيهَا بَين أَنَّهَا تحلل مَعَ هَذَا وتجفف. أنداسيمان هُوَ دَوَاء كرماني. قَالَ بديغورس: هُوَ نَافِع من استطلاق الْبَطن بخاصية فِيهِ. قَالَ بديغورس: خاصته النَّفْع من السمُوم.

وَقَالَت الخوز: ورقه يطول الشّعْر وَيقتل الْقمل وثمرته رَدِيئَة للمعدة قاتلة وورقه نَافِع من شرب السم. أظفار الطّيب بولس قَالَ: مَتى تبخر بهَا نبهت وأقامت الْمَرْأَة الَّتِي بهَا اختناق الرَّحِم وَأَصْحَاب الصرع. وَمَتى شربت بخل حركت الْبَطن. قَالَ مسيح: هِيَ حارة يابسة فِي الثَّانِيَة ويبسها أَكثر وفيهَا قبض ولطافة تَنْفَع الْمعدة والكبد والأرحام بطيبها نافعة من الخفقان جَيِّدَة للمعدة وَالرحم لَطِيفَة. إِذا تدخنت بهَا الْمَرْأَة أنزلت الْحيض. قَالَ ماسرجويه: هِيَ حارة يابسة فِي الثَّالِثَة أوسبيد هُوَ ضرب من النيلوفر الْهِنْدِيّ. أمبرباريس قَالَ بديغورس: خاصته النَّفْع من الأورام الحارة. ماسرجويه قَالَ: هُوَ بَارِد جيد للأورام الحارة مَتى وضع عَلَيْهَا. وَقَالَ ابْن ماسويه: قوته قابضة يقطع الْعَطش الحاد وَيُقَوِّي الكبد والمعدة بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة. أشنان قَالَ ماسرجويه: إِنَّه فِي الثَّالِثَة من الْحَرَارَة وَإنَّهُ حَار محرق منق. الخوز: ينفر من دخانه الْهَوَام والأخضر مِنْهُ أقوى. كتاب السمُوم قَالَ: مَتى شربت امْرَأَة من الأشنان الْفَارِسِي خَمْسَة دَرَاهِم أسقطت جَنِينهَا حَيا كَانَ أَو مَيتا. وَمَتى شربت من نصف دِرْهَم إِلَى دِرْهَم أنزلت الْبَوْل والحيضة. وَمَتى سقى المستسقى مِنْهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم أسهله مَاء. وَيَأْكُل اللَّحْم وَيقتل مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم. ألومن قَالَ بولس: مَتى أَخذ من بزره كَمَا يُؤْخَذ من الأفتيمون مَعَ خل وملح أسهل سَوْدَاء ويجرح المعي قَلِيلا. قَالَ مسيح: غذاؤه أَجود من غذَاء السرمق واليمانية وَهُوَ قريب مِنْهُمَا فِي أَفعاله. قَالَ ابْن ماسويه: هُوَ بَارِد رطب فِي آخر الأولى وَهُوَ ملين للبطن نَافِع من وجع الصَّدْر والرئة الْعَارِض من الدَّم والأوجاع الحارة الْحَادِثَة من الصَّفْرَاء وَالدَّم. أريقي قَالَ ج فِي السَّادِسَة فِي اريقي: إِن قوته قابضة محللة بِلَا لذع وَأكْثر مَا يسْتَعْمل مِنْهُ ورده وورقه.

أندروصارون هَذَا هُوَ الفاس يشبه الفاس وَهُوَ حب أَحْمَر اللَّوْن وَله حدان كَحَد الفاس مر الطّعْم مَعَ عفوصة قَليلَة فَهُوَ لذَلِك ينفع الْمعدة وَيفتح السدد الْعَارِضَة فِي الأحشاء وَتفعل ذَلِك أَيْضا أَطْرَافه. أملج قَالَ بديغورس: خاصته تَقْوِيَة الْمعدة وَمنع الْفساد مِنْهَا. أرمال قَالَ ابْن ماسويه: يشبه القرفة حَار طيب الرَّائِحَة يُقَوي الْقلب والدماغ. أورسمون وَيُقَال فِيهِ إِنَّه التوذرنج. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: طعم هَذَا النَّبَات يشبه طعم الْحَرْف وقوته قَوِيَّة وَهُوَ حَار ملهب فاذا احتجت إِلَيْهِ أَن تستعمله فِي لعوق فانقعه فِي المَاء ثمَّ غله وصره فِي صرة فِي عجين واشوه. وَهُوَ إِذا خلط فِي اللعوق نَافِع لنفث الأخلاط الغليظة اللزجة الَّتِي تصعد فِي الصَّدْر والرئة والأورام الصلبة الَّتِي تحدث فِي أصل الْأذن والصلابة الَّتِي تكون فِي الثديين والأنثيين. وَحكى ج عَن د: أَنه مَتى اسْتعْمل بِالْمَاءِ وَالْعَسَل كالضماد نفع من السراطين الَّتِي لَا قرحَة مَعهَا. بولس قَالَ مَا قَالَ ج: إِنَّه نَافِع من السرطان الْخَفي إِذا تضمد بِهِ عَلَيْهِ. أنف قَالَ ابْن ماسويه: هُوَ بَارِد يَابِس للغضروفية الَّتِي فِيهِ عسر الهضم وَيجب أَن يُؤْكَل بالتوابل. أذن قَالَ ابْن ماسويه فِيهِ مَا قَالَ فِي الْأنف. وَقَالَ ج فِي كتاب الكيموسين: آذان الْحَيَوَان لَا تغذو لِأَن الغضاريف لَا تغذو وَلَا تنهضم وَمَا أغراطين وجدت فِي نُسْخَة سلمويه: أَنه هُوَ الحلفا والبردى. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: قُوَّة هَذَا الدَّوَاء تحلل وتمنع كَون الأورام. أشترغاز قَالَ ابْن ماسويه: هُوَ أحد وأيبس من الأنجدان وَأَبْطَأ فِي الْمعدة وَأَقل هضما للطعام. وَيجب أَن يسْتَعْمل مِنْهُ خله وَلَا يتَعَرَّض لجسمه فان خاصته أَنه يقئ ويغثى بلذعه ويؤذي بلذعه الْمعدة إِذا أَكثر مِنْهُ. قَالَ الدِّمَشْقِي: عمله كعمل الأنجدان. قَالَ ابْن ماسويه: فقاحه حَار فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الأولى يفتح سدد الدِّمَاغ. قَالَ الخوزي: يطول الشّعْر وَيقتل الْقمل وثمرته السم.

بديغورس: خاصته النَّفْع من السم. قَالَ ابْن ماسه خاصته النَّفْع من حمى الرّبع الكائنة من احتراق البلغم. أقانيس قَالَ فِيهِ د: إِذا تضمد بِهِ نفع حرق النَّار والتواء العصب. وَقَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة: إِن فِيهِ تحليلا باعتدال. وَأَصله يجفف وَيقطع الأخلاط الغليظة بعض التقطيع وَهُوَ لطيف. أطماط دَوَاء مَعْرُوف هندي. أمداريون قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار رطب مهيج للمباه قوته كقوة البوزيدان. أرتدبريد دَوَاء فَارسي يجلب من سجستان شبه البصل المشقوق نَافِع من البواسير. أفاسير قَالَ فِيهِ د: إِن هَذَا النَّبَات إِذا جمع كَانَ مِنْهُ شَيْء يشبه مَاء الْفطر. وَأَصله وورقه مَتى شربا نفعا من الفالج الَّذِي يعرض فِيهِ ميل الرَّقَبَة إِلَى خلف. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن قُوَّة أصل هَذَا النَّبَات وورقه حارة لَطِيفَة حَتَّى أَنه ينفع من التشنج. أَذَان الفار قَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة: هَذَا النَّبَات يجفف فِي الدرجَة الثَّانِيَة وَلَيْسَت فِيهِ حرارة بَيِّنَة قَالَ أَبُو جريج فِي آذان الفار: تحمر الْجلد إِذا وضعت عَلَيْهِ وينفع من الْقُوَّة مَتى استعط بِهِ. لي قد أجمع الْأَطِبَّاء على نفع هَذِه للقوة وَإِن كَانَ يحمر الْجلد فَلَيْسَ ببارد فَانْظُر فِي ذَلِك. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة فِي هَذِه الحشيشة: قوتها شَبيهَة بِقُوَّة الحشيشة الَّتِي يجلى بهَا الزّجاج لِأَنَّهَا تبرد وترطب وَذَلِكَ أَن جوهرها جَوْهَر مائي بَارِد فَلذَلِك هِيَ نافعة للأورام الحارة والحمرة الضعيفة. وَقَالَ فِي قاطاجانس: إِن الحشيشة الَّتِي تسمى آذان الفار تبرد أقل مِمَّا يبرد الطحلب. وَقَالَ بولس: يُسمى بعض النَّاس البسيني آذان الفار وقوته كقوة اللبلاب فِي الْبُرُودَة والرطوبة وَيصْلح الْحَار الملتهب. لي يجب أَن تعلم أَن هَذِه الحشيشة لَيست الْمَعْرُوفَة عندنَا بآذان الفار. وَقَالَ فِي آذان الفار أَيْضا فِي السَّابِعَة: إِن هَذَا النَّبَات يجفف فِي الثَّانِيَة وَلَيْسَت لَهُ حرارة بَيِّنَة أصلا. أذريونه ماسرجويه: إِنَّه حَار فِي الثَّالِثَة.

قَالَ د: إِن الحبلى مَتى مسته أَو احتملته أسقطت من ساعتها. ماسرجويه: إِنَّه دَوَاء فَارسي حَار لطيف يذكر الْعقل والذهن. ألنفل دَوَاء عَرَبِيّ وَهُوَ أصل ينْبت فِي فصل الرّبيع يشبه القت وأصل الحندقوقا وَهُوَ كثير القضبان وبزره شَبيه ببزر الجزر حَار يدر الْبَوْل وينفع من الطحال. ألسسر قَالَ د: لَهُ قُوَّة مبردة قابضة مَتى تضمد بِهِ مَعَ سويق شعير نفع من الأورام الحارة الَّتِي تعرض للعين وَإِذا قطرت عصارته فِي الْأذن سكن الوجع مِنْهَا وَيفْعل جَمِيع مَا يَفْعَله الْقَيْسِي. أنوغلوس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: قوته ملينة. ألخليطس قَالَ ج: إِن قوته ملطفة مجففة نافعة من المغس ونهش الرتيلا. أنوقنونداس قَالَ ج: إِن قُوَّة بزره قطاعة مجففة لَا لذع فِيهَا وَهُوَ يشبه الباذروج. قَالَ ديسقوريدوس: إِن كلا صنفي الأنجرة مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْملك أَبْرَأ القروح الْعَارِضَة من عض الْكَلْب والخبيثة من القروح والسرطانية والوسخة والتواء العصب والخراجات والأورام الْعَارِضَة فِي أصل الْأذن وَالَّتِي تسمى فوجيلا والدبيلات. وَقد يعْمل مَعَ القيروطي ويضمد بِهِ الطحال الجاسي. وَمَتى دق الْوَرق وصير فِي المنخرين قطع الرعاف. وَإِذا دق وخلط مَعَ المر وَاحْتمل أدر الطمث. وَمَتى أَخذ الْوَرق وَهُوَ طري وَوضع على الرَّحِم الناتئة ردهَا إِلَى أَسْفَل يَعْنِي إِلَى دَاخل. وبزره مَتى شرب بالطلاء حرك الباه وَفتح فَم الرَّحِم. وَإِذا دق وخلط بِعَسَل ولعق مِنْهُ منع عسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب والشوصة والأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الرئة وَيخرج الفضول الَّتِي فِي الصَّدْر. وَيدخل فِي أخلاط الْأَدْوِيَة الأكالة. وَمَتى طبخ ورقه مَعَ مرق بعض الأصداف وَأخذ لين الْبَطن وَحل النفخ وأدر الْبَوْل. وَإِذا طبخ مَعَ الشّعير أخرج مَا فِي الصَّدْر. وطبيخ الْوَرق مَتى شرب مَعَ شَيْء يسير من المر أدر الطمث. ويسهل الْبَطن دهنه إِذا شرب. قَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة: ثَمَر هَذَا النَّبَات وورقه هما اللَّذَان يستعملان فِي الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ فِي المداواة وقوتهما قُوَّة تحلل تحليلا كثيرا حَتَّى أَنَّهُمَا يذهبان الخراجات والأورام الَّتِي تحدث عِنْد الْأُذُنَيْنِ وَفِيهِمَا مَعَ هَذَا قُوَّة نافخة وَلذَلِك

صَارا يهيجان شَهْوَة الْجِمَاع وخاصة مَتى شرب البزر من هَذَا النَّبَات مَعَ عقيد الْعِنَب. وَالَّذِي يشْهد على أَنه لَا يسخن فِي غَايَة الإسخان وَأَنه فِي غَايَة اللطافة إصعاده مَا يصعد من الأخلاط الغليظة اللزجة من الصَّدْر وَمن الرئة إِذا هُوَ شرب ولذعه مَا يلقى من أَعْضَاء) الْجِسْم. وَأما النفخة الَّتِي قُلْنَا: إِنَّه يولدها فانما تتولد مِنْهُ حِين ينهضم فِي الْمعدة وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ هُوَ نافخا بِالْفِعْلِ بل هُوَ نافخ بِالْقُوَّةِ. وَهُوَ يُطلق الْبَطن إطلاقا معتدلا من طَرِيق أَنه يجلو ويحرك فَقَط لَا من طَرِيق أَنه مسهل كَسَائِر الْأَدْوِيَة المسهلة وَمَا يَفْعَله أَيْضا من شِفَاء القروح المتأكلة فِي الْعلَّة الْمَعْرُوفَة بالأكلة والسرطان وَجَمِيع مَا يحْتَاج إِلَى التجفيف جملَة من غير تلذيع وَلَا حِدة. وَهُوَ حقيق بِفِعْلِهِ إِذْ كَانَ فِي مزاجه لطيفا يَابسا لَيْسَ فِيهِ من الْحَرَارَة مَا يحدث اللذع. ودهن الأبخرة أَشد إطلاقا للبطن من دهن القرطم بِحَسب قُوَّة الأبخرة على الْإِطْلَاق عِنْد القرطم. وَقَالَ فِيهِ فِي السَّابِعَة حِين ذكره وَكَانَ قد فسره فِي الْكتاب القريص: إِن قوته تسخن. وَقَالَ فِيهِ فِي كتاب الأغذية: إِنَّه دَقِيق لطيف الْأَجْزَاء وحقيق أَن لَا يسْتَعْمل على طَرِيق الْغذَاء. وَمَتى اسْتعْمل فِي الطَّعَام أعَان فِي إِطْلَاق الْبَطن. وَقَالَ بديغورس: خاصته أَن يهيج الباه. وَقَالَ اريباسيوس: قُوَّة ورقه وبزره لَطِيفَة محللة من غير إسخان قوي وَلذَلِك صَار يُبرئ الخراجات والأورام الَّتِي تكون عِنْد الْأذن ويعين على قذف الرُّطُوبَة الغليظة اللزجة المخنقة فِي الصَّدْر والرئة. وَيحدث نفخة يسيرَة بهَا يهيج الباه وَلَا سِيمَا مَتى شرب بشراب حُلْو. قَالَ ابْن ماسويه: حَار فِي آخر الثَّالِثَة يَابِس فِي آخر الثَّانِيَة مهيج للجماع مَتى أكل مَعَ البصل أم مَعَ مخ الْبيض مسهل للبلغم مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار دِرْهَمَيْنِ. وخاصته إسهال البلغم اللزج. الخوز: هُوَ حَار فِي الثَّالِثَة وبزره يهيج الباه. أباغيون قَالَ فِيهِ د: ورقه مَتى ضمد بِهِ حلل الأورام البلغمية. ويسقى مِنْهُ درخمى فينفع من الربو وَيخرج المشيمة والجنين ويحدر الطمث. ويسقى بِالشرابِ للصداع. ويعلق على النِّسَاء اللواتي يعسر ولادهن فاذا ولدن يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ عَنْهُن على الْمَكَان.

وعصارة أصل هَذَا النَّبَات تحلل وتنضج. ونقى ثَمَرَته مَتى أكلت قيأ قيئا شَدِيدا. أقطي قَالَ ج: هَذَا النَّبَات نَوْعَانِ: شجري وحشيشي وَكِلَاهُمَا يجفف ويدمل ويحلل تحليلا معتدلا. أرغاموني قَالَ ج فِي السَّادِسَة: هَذِه الحشيشة قوتها قُوَّة تجلو وتحلل. أرسارون قَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة: هَذَا أَصْغَر من اللوف كثيرا وَأَصله بِمِقْدَار زيتونة وَهُوَ أسخن من اللوف. الشبيه بالحدقة قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه يجفف فِي الأولى ويبرد فِي الثَّانِيَة نَحْو آخرهَا أَو فِي أول الثَّالِثَة وَلذَلِك قد وثق النَّاس مِنْهُ بِأَنَّهُ يحفظ عانات الصّبيان مُدَّة طَوِيلَة لَا تنْبت إِذا ضمدت بِهِ بشراب. وَأما ثَمَرَته فانها تجلو جلاء يسرا وتقبض وَلذَلِك يسقى لليرقان بشراب وَهُوَ مجفف فِي الثَّانِيَة معتدل فِي الْحر وَالْبرد. أوفاريقون كَانَ تَفْسِيره الدازي بالرومية. قَالَ فِيهِ د: مَتى احْتمل أدر الطمث وَالْبَوْل. وَيشْرب بزره بِالشرابِ لحمى الرّبع فينفع. وَمَتى شرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا مُتَوَالِيَة أَبْرَأ عرق النسا. وَإِذا تضمد بورقه وبزره أَبْرَأ حرق النَّار. أسفارغس الصخري ج فِي السَّادِسَة: لَهَا جلاء وَلَيْسَ لَهَا إسخان وَلَا تزيد ظَاهر فَلذَلِك يفتح سدد الكلى وخاصة أَصْلهَا وبزرها. ويشفي وجع الْأَسْنَان إِذْ يجفف من غير لذع وَهَذَا هُوَ أَكثر شَيْء يحْتَاج إِلَيْهِ الْأَسْنَان خَاصَّة. أسطراغاليس قَالَ ج فِي السَّادِسَة: قوته مجففة تجفيفا قَوِيا فَهُوَ لذَلِك يدمل القروح العتيقة وَيحبس الْبَطن مَتى طبخ الأَصْل بشراب وَشرب. أنبونيطش قَالَ ج: قوته مرّة قابضة فَلذَلِك ينفع الطحال مَتى شرب بالخل. أنرنجان قَالَ ج فِي السَّادِسَة: قوته تبرد وتحلل تحليلا يَسِيرا. أرميس كَانَ بحذائه عليق قَالَ ج فِي الْمُفْردَات: إِن هَذِه شَوْكَة تحلل فِي الثَّانِيَة وتبرد فِي الأولى فِي آخرهَا فَلذَلِك يشفي النملة والحمرة الضعيفة وَيسْتَعْمل فِي ذَلِك وَرقهَا اللين. ألانخيطس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه إِنَّمَا يُسمى بِهَذَا لنفعه من نهش الرتيلا وقوته ملطفة مجففة وَلذَلِك يُقَال:

أندراماس د يَقُول: مَتى فرك فاحت مِنْهُ رَائِحَة شَبيهَة برائحة الراتينج. وَمَتى سحق هَذَا البزر وَشرب مِنْهُ درخميان أسهل الْبَطن وَأخرج مرَادا. وَيُبرئ خَاصَّة عرق النسا. وَيجب لمن أسهله هَذَا الدَّوَاء أَن يتجرع بعد إسهاله مَاء حارا. وَمَتى تصمد بِهَذَا النَّبَات أَبْرَأ حرق النَّار. وَفِي بعض النّسخ: وَيقطع نزف الدَّم. وَزِيَادَة فِي أُخْرَى: وينقي النسا. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن هَذَا النَّبَات نَوْعَانِ كِلَاهُمَا يسهل الْبَطن. وَأما ورقهما فقوته قُوَّة تجفف وتجلو قَلِيلا وَلذَلِك قد وثق النَّاس بِأَنَّهُ يشفي حرق النَّار. وَمَتى طبخ بشراب قَابض صَار ذَلِك الشَّرَاب يدمل الْجِرَاحَات الْعَظِيمَة. ألسفافس قَالَ ج فِي السَّادِسَة: حرارته بَيِّنَة مَعَ قبض قَلِيل. أندروسافس أنطريون قَالَ ج فِي السَّادِسَة: قوته كقوة البونيون إِلَّا أَنَّهَا أَضْعَف مِنْهُ. أباديني قَالَ ج فِي السَّادِسَة: وَهُوَ قَلِيلا ويجفف وَله لطافة. أرفطيون قَالَ ج فِي السَّادِسَة: هُوَ نَوْعَانِ: أَحدهمَا لَهُ ورق صَغِير وَأَصله لين أَبيض وثمرته مثل الكمون وَهَذَا النَّوْع لطيف غَايَة اللطافة فَلذَلِك يجفف. وَفِيه من الْجلاء شَيْء يسير وَمن أجل ذَلِك مَتى طبخ أَصله وثمرته بِالشرابِ سكن وجع الْأَسْنَان. وطبيخه بِالشرابِ نَافِع أَيْضا من حرق النَّار وَمن القروح الْحَادِثَة فِي أصُول الْأَظْفَار فِي الشتَاء. فَأَما الَّذِي يشبه ورقه ورق القرع إِلَّا أَنه أَصْلَب مِنْهُ وأكبر فانه مجفف مُحَلل مَعَ شَيْء من قبض وَلذَلِك صَار ورقه يشفي من القروح العتيقة. أسقولينوس الْمُسَمّى باناقس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا أقل إسخانا من باناقس الَّذِي ذَكرْنَاهُ قبل وَلذَلِك أبوطن قَالَ بولس: مَتى أَخذ من بزره خَمْسَة دَرَاهِم مَعَ ملح وخل أسهل المَاء بِقُوَّة ويسحج قَلِيلا. أنجذان قَالَ د: أَصله نافخ مجشئ مجفف عسر الانهضام مُضر بالمثانة. وَإِن خلط بالقيروطي وتضمد بِهِ أَبْرَأ الْخَنَازِير والخراجات.

وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الزَّيْت أَبْرَأ كمنة الدَّم تَحت الْعين. وَإِذا خلط بالقيروطي مَعْمُولا بدهن الإيرسا ودهن الْحِنَّاء وتضمد بِهِ وَافق عرق النسا. وَإِذا طبخ بخل فِي قشر رمان وتضمد بِهِ أَبْرَأ البواسير الناتئة فِي المقعدة. وَمَتى شرب كَانَ بادزهر الْأَدْوِيَة القتالة. بولس: والحلتيت فِيهِ قُوَّة مسهلة قَليلَة. قَالَ د: الصمغة الَّتِي تخرج مِنْهُ ويه الحلتيت فالمعروف مِنْهُ بقونيانقوس إِذا ذاق مِنْهُ إِنْسَان قَلِيلا فانه على الْمَكَان يظْهر فِي بدنه كُله شَيْء نَحْو الحصف وَلَيْسَت رَائِحَته بكريهة وَمن أجل ذَلِك لَا يكون لفم المتناول مِنْهُ رَائِحَة شَدِيدَة. وَجَمِيع الحلتيت نافخ مريف. وَمَتى خلط بالعسل واكتحل بِهِ أحد الْبَصَر وأذهب ابْتِدَاء المَاء من الْعين. وَيُوضَع فِي أكال الْأَسْنَان فَيذْهب الوجع. ويخلط أَيْضا بالكندر ويلطخ على خرقَة وَيُوضَع على السن الوجعة فيسكن. ويطبخ مَعَ الزوفا ولاتين بخل ممزوج بِمَاء ويتمضمض بطبيخه فيفعل ذَلِك. وينفع القرحة الْعَارِضَة من عضة الْكَلْب الْكَلْب. وَإِذا شرب أَو تلطخ بِهِ نفع ضَرَر الْحَيَوَانَات ذَوَات السمُوم كلهَا والخراجات الْعَارِضَة من النشاب المسموم. ويداف فِي الزَّيْت ويتمسح بِهِ للسعة الْعَقْرَب. وَإِذا شرطت الأورام الخبيثة المميتة للعضو وَجعل الحلتيت فِي مَوضِع الشَّرْط نفع.) وَإِذا وضع وَحده أَو مَعَ النطرون والسذاب أَو مَعَ النطرون وَالْعَسَل نفع مِنْهَا. وَإِذا وضع بعد أَن يخلط بقيروطي أَو بجوف التِّين الْيَابِس على الْموضع الَّذِي تقلع مِنْهُ الثآليل المسمارية والغدد الظَّاهِرَة الناتئة أَو بعد أَن يخلط بالقيروطي أبرأها. وَإِذا خلط بالخل أَبْرَأ القوابي فِي حدثان كَونهَا. وَإِذا خلط بالقلقنت والزنجار وصير فِي المنخرين أَيَّامًا قلع اللَّحْم النَّابِت فِي الْأنف. وينفع من خشونة الْحلق المزمن. وَإِذا ديف بِالْمَاءِ وتجرع صفي الصَّوْت الَّذِي عرضت لَهُ بحوحة بَغْتَة على الْمَكَان. وَإِذا خلط بالعسل وتحنك بِهِ حلل أورام اللهاة أَو تغرغر بِهِ مَعَ مَاء القراطن نفع من سونحى. وَمَتى اسْتعْمل فِي الطَّعَام حسن اللَّوْن. وَمَتى تحسى بالبيض وَافق السعال.

وَمَتى طرح فِي الحساء وتناوله من بِهِ شوصة وَافقه. وَمَتى اسْتعْمل بِالتِّينِ الْيَابِس نفع من اليرقان والحبن. وَمَتى شرب بِالشرابِ مَعَ فلفل وسذاب سكن الكزاز. وَقد يُؤْخَذ مِنْهُ قدر اوبولوسين فيخلط مَعَ شمع ويبلعه من عرض لَهُ فالج مَعَ انتصاب الرَّقَبَة وميلها إِلَى خلف. وَإِذا تغرغر بِهِ مَعَ خل قلع العلق الْمُتَعَلّق بِالْحلقِ. وَإِذا شرب بالسكنجبين نفع من جمود اللَّبن فِي الْجوف وَمن الصرع. وَإِذا شرب بالفلفل والمر أدر الطمث. وَإِذا أَخذ مِنْهُ فِي حَبَّة عِنَب نفع من الإسهال المزمن. وورق الأنجدان وأطرافه بولس: قَالَ د: قد يخرج من ورق الأنجذان رُطُوبَة تفعل فعل الحلتيت إِلَّا أَنَّهَا أَضْعَف. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: الحلتيت يفعل فِي ورم اللهاة مَا يفعل الفاوانيا فِي الصرع. وَقَالَ فِي الثَّامِنَة: هَذَا أَكثر ألبان الشّجر حرارة ولطفا فَهُوَ لذَلِك أَشد تحليلا ويجذب جذبا بليغا وَينْقص اللَّحْم. قَالَ ج فِي الثَّامِنَة فِي الأنجدان: جَمِيع هَذَا النَّبَات حَار جدا الْبَتَّةَ قضبانه وأصوله ولبنه) وجوهرها كلهَا جَوْهَر نفاخ هوائي وَلذَلِك صَارَت كلهَا عسر الانهضام. وَمَتى اسْتعْملت من خَارج الْجِسْم كَانَت أقوى فعلا. قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة بطئ فِي الْمعدة مغير لريح الثفل وَالطَّعَام وَفِي أَصله قُوَّة مفنية لرطوبة الْمعدة. قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه حَار فِي الرَّابِعَة فِي أَولهَا يضر بالمعدة والكبد. وَمَتى جعل فِي الضرس المتأكل نفع. وَقَالَ ماسرجويه: الحلتيت المنتن أَشد حرارة وألطف وَأقوى. وأصبت لِابْنِ ماسويه أَنه جيد للدبيلات الدَّاخِلَة وينفع من ريَاح البواسير وَيعْقل الْبَطن. أماغورس وأماخوزس أصبت تَفْسِير هَذَا فِي ثَبت الْأَسْمَاء لحنين أَنه عقار يُسمى بِالْعَرَبِيَّةِ الذّبْح وَيُسمى الذبْحَة. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّه منتن الرَّائِحَة حادها وقوته حارة محللة إِلَّا أَن ورقه مَا

دَامَ رطبا فَهُوَ بِسَبَب مَا يخالطه من الرُّطُوبَة قَلِيل الحدة أَعنِي الْوَرق ويضمر الأورام فاذا جف صَارَت قوته تقطع وتجفف تجفيفا بليغا وَهَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا مَوْجُودَة فِي لحاء أَصله. فَأَما بزره فَهُوَ ألطف وَيصْلح للقئ. أبرنك كابلي وَيُقَال أبرنج قَالَ أَبُو جريج: لَهُ خَاصَّة فِي نشف الرطوبات فِي الْمعدة وقلعها من المفاصل وَقلع حب القرع الْبَتَّةَ. وَقَالَ ج: يجب أَن يثبت فِي القرص الْبَرْمَكِي قولا يَنْبَغِي أَن يكْتب. قَالَ ماسرجويه: حره فِي الأولى ويبسه فِي الثَّانِيَة ينفض فضول البلغم من المعي وَيقتل الدُّود وَحب القرع. أنيسرون قَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّه يبرد تبريدا يَسِيرا لَا شَدِيدا مَعَ رُطُوبَة مائية ويحفظ الثدي على وَيُقَال: إِنَّه مَتى شرب جعل الشَّارِب عقيما. أيمارواي قالس قَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّه يشبه أصل السوسن فِي منظره وقوته وينفع مثل منفعَته من حرق النَّار لِأَن فِيهِ قُوَّة تحلل تحليلا قَوِيا مَعَ شَيْء من قُوَّة مَانِعَة. أنبوسطس ج قَالَ فِي السَّادِسَة: إِنَّه قَابض مر فَلذَلِك ينفع الطحال إِذا شرب بالخل. إيدرياربوا قَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّه قَابض جدا فَلذَلِك يسقى لانفجار الدَّم واستطلاق الْجوف وقروح المعي وَنَحْوهَا شرب أَو كمد بِهِ أَو ضمد بِهِ. أقشوريورون قَالَ ج فِي السَّادِسَة: فِي هَذَا عفوصة يسيرَة فَلذَلِك يجلو وَيقطع مَعَ أَنه يشد وَيلْزق وَلذَلِك يعين على النفث من الصَّدْر وينقي الكبد وَلَا يضر بنفث الدَّم بل يَنْفَعهُ لِأَنَّهُ مركب الْقُوَّة. أوسطيون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه يجفف وَيقبض وَلذَلِك يسقى مِنْهُ من أَصَابَهُ فسخ فِي العضل. قَالَ بولس: إِن لَهُ وَرقا يشبه ورق قلومس مَتى غلى أَصله بِالْمَاءِ وَشرب نفع من عرق النسا والشوصة وَنَفث الدَّم. ونفع من خشونة الْحلق إِذا أَخذ مَعَ عسل. أربياطايون نَبَات يشبه القرع. قَالَت الخوز: إِنَّه مَعْرُوف بِهَذَا الِاسْم وَإنَّهُ يضم الخراجات الطرية سَرِيعا. أجاص قَالَ فِيهِ د: إِن ثَمَرَة هَذِه الشَّجَرَة وَهُوَ الإجاص ردئ للمعدة مليت للبطن وَيكون بِدِمَشْق إجاص يعقل الْبَطن.

وَمَتى طبخ ورق الإجاص وتغرغر بمائه قطع سيلان الْموَاد إِلَى اللهاة وعضلتي اللوزتين واللهاة والمري. وصمغ الإجاص يلزق القروح ويغري. وَمَتى شرب بِالشرابِ فت الْحَصَى. وَمَتى لطخ على القوابي بالخل قلعهَا خَاصَّة الَّتِي فِي الصّبيان. وَقَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة: ثَمَرَة هَذِه الشَّجَرَة تطلق الْبَطن وخاصة إِذا كَانَت طرية فَأَما إِذا يَبِسَتْ فَهِيَ لذَلِك أقل. وَأما الإجاص الدِّمَشْقِي فانه يُطلق الْبَطن لكنه أقل فِي ذَلِك من الأرميني والأرميني أَشد حلاوة. وَفِي شَجَرَة الدِّمَشْقِي قبض زَائِد على شَجَرَة الأرميني وَلَا أَدْرِي لم حكم ديسقوريدوس على الدِّمَشْقِي بِأَنَّهُ يعقل الْبَطن إِذْ كُنَّا قد نجده عيَانًا يُطلقهُ. وَبِالْجُمْلَةِ جَمِيع الشّجر الَّذِي فِيهِ عفوصة مَتى طبخ ورقه وقضبانه الغضة كَانَ ذَلِك الطبيخ نَافِعًا لورم اللهاة والنغانغ. وَأما ثَمَرَة الإجاص الْبري فَهُوَ يقبض قبضا بَينا وَيحبس الْبَطن. وَيَزْعُم قوم أَن صمغ هَذِه الشَّجَرَة إِذا شرب فتت الْحَصَاة. وَإِذا طلي بالخل نفع القوابي الَّتِي تكون بالصبيان. وَإِن كَانَ هَذَا الصمغ يفعل هَذَا فَالْأَمْر بَين فِيهِ أَنه قطاع ملطف. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: هَذَا إِذا استحكم نضجه لَا يُوجد عفصا وَلَا قَابِضا إِلَّا فِي الندرة وغذاؤه يسير جدا نَافِع لمن بِهِ حَاجَة إِلَى تبريد بدنه ومعدته وترطيبها وَيُطلق الْبَطن من أجل وَأما الصلب العفص مِنْهُ فَلَا يُطلق الْبَطن. وطبيخه بِمَاء الْعَسَل يُطلق الْبَطن إطلاقا بليغا. فان أكل وَشرب بعده كَانَ أَحْرَى بِالْإِطْلَاقِ.) وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد فِي وسط الثَّانِيَة رطب فِي آخرهَا يغذو غذَاء يَسِيرا ويرطب الْمعدة بلزوجته ويبردها ويلين الطبيعة بلزوجته ويسهل صفراء. وَفعل الْأسود فِي مَا ذكرنَا أتم. وَالصَّغِير مِنْهُ أقل إسهالا مِمَّا عظم مِنْهُ وَهُوَ مطفئ للحرارة. وخاصته ترطيب الْمعدة وتبريدها. قَالَت الخوز: إِن مَاءَهُ يدر الطمث من النِّسَاء المحرورات. وصمغته بسكر تذْهب القوباء. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد قبل أَن يحلو فاذا حلا فانه معتدل. خاصته نفع اللهاة.

وَإِذا أَخذ مَعَ السكر أسهل. أرنب بري وبحري دماغ قَالَ: دماغ الأرنب الْبري إِذا أكل مشويا نفع من الرعشة الْعَارِضَة بعقب الْمَرَض وَمَتى دلك بِهِ لثة الصَّبِي والعمور نفعهم من وجع الْأَسْنَان. رَأس قَالَ: رَأس الأرنب الْبري مَتى أحرق وخلط بشحم دب أَو خل أَبْرَأ دَاء الثَّعْلَب. إنفحة قَالَ: إنفحة الأرنب الْبري إِذا شربت ثَلَاثَة أَيَّام بخل بعد الطُّهْر منعت من الْحَبل وَأَمْسَكت الرُّطُوبَة السائلة من الْبَطن وَالرحم. وَإِذا شربت بخل نَفَعت من الصرع وَكَانَ بادزهر الْأَدْوِيَة القتالة وخاصة لتجبن اللَّبن ونهش الأفعى. دم قَالَ وَدَمه: إِذا لطخ وَهُوَ حَار نقي الكلف والبهق والبثور اللينة. دماغ قَالَ: ودماغ الأرنب إِذا تحنك بِهِ ودلكت بِهِ منابت الْأَسْنَان وَأكل مِنْهُ نفع نفعا عَظِيما للأطفال الَّذين أخذت أسنانهم تنْبت وَلَيْسَ يفعل ذَلِك بِخَاصَّة بل بِالْقُوَّةِ الَّتِي بهَا يفعل ذَلِك الزَّيْت واسمن وَالْعَسَل وَجَمِيع الْأَشْيَاء الشبيهة بهَا فِي النَّفْع من ذَلِك. وَقد يسْتَعْمل فِي الرعشة. رَأس قَالَ: رَأس الأرنب قد يحرق وَيسْتَعْمل فِي دَاء الثَّعْلَب. الأرنب البحري مَتى طبخ فِي الزَّيْت اسْتعْمل ذَلِك الزَّيْت فِي حلق الشّعْر. ج وَقَالَ د: دم الأرنب ينفع مقلوا من قرحَة المعي الرَّديئَة والإسهال المزمن والسم وخاصة) ابْن عرس أما الْبري فَقَالَ فِيهِ د: إِنَّه مَتى أخرج مَا فِي بَطْنه بعد سلخه وملح وجفف ثمَّ شرب مِنْهُ مثقالان بشراب كَانَ أقوى الترياقات للهوام وللدواء الَّذِي يَجعله أهل أرمينة على السِّهَام وجوفه إِذا حشى بكزبرة وجفف نفع من نهش الْهَوَام والصرع. وَإِن أحرق كَمَا هُوَ فِي قدر وخلط رماده بخل وطلي على النقرس نَفعه. وَدَمه إِذا لطخ على الْخَنَازِير نَفعهَا وينفع المصروعين وَإِذا شقّ وَجعل على عضة أبرأها. وَقَالَ جالينوس: قد ذكر قوم من أَصْحَاب الْكتب أَن رماد ابْن عرس إِذا عجن بالخل وطلي على النقرس ووجع المفاصل نفع من طَرِيق أَنه يحلل تحليلا شَدِيدا. وَمَتى جفف ابْن عرس وسحق وَشرب نفع فِي مَا زَعَمُوا من الصرع من أجل هَذِه الْقُوَّة المحللة. وَقوم آخَرُونَ يَقُولُونَ فِي ابْن عرس وخاصة فِي الْعُضْو الَّذِي يقوم لَهُ مقَام الْمعدة: إِنَّه يُقَاوم جَمِيع السمُوم من الْهَوَام.

قَالَ: وَالْحَيَوَان الْمُسَمّى موغالي نَافِع من لسعة الْعَقْرَب مَتى وضع عَلَيْهَا. بولس وَقد ذكر ج: ان دماغ ابْن عرس إِذا شرب يَابسا بخل أَبْرَأ من الصرع. وَقَالَ ابْن ماسويه: لحم ابْن عرس نَافِع من الصرع. وَأما الْبري فَقَالَ د: والممسى وغالى مَتى ملح بعد سلخه ونظف جَوْفه وجفف ثمَّ شرب مِنْهُ مثقالان بشراب كَانَ أقوى الترياقات للهوام وللنشاب المسموم الَّذِي يسمه أهل أرمينية. جملَته كُله قَالَ: وَإِن أحرق كَمَا هُوَ فِي قدر وخلط رماده بخل وطلي على النقرس نَفعه. قَالَ: وَإِذا شقّ وَوضع على عضة أبرأها. دَمه قَالَ: دَمه إِن لطخ على الْخَنَازِير نفع من ذَلِك وينفع من الصرع. جَوْفه قَالَ جالينوس: جَوْفه إِن حشى بكزبرة وجفف نفع من نهش الْهَوَام وَمن الصرع. ج قَالَ: قد ذكر الْأَطِبَّاء أَن رماده إِذا طلي بخل نفع النقرس إِلَّا أَنه يحلل تحليلا شَدِيدا وَأَنه مَتى جفف وسحق وَشرب أَبْرَأ من الصرع من أجل هَذِه الْقُوَّة المحللة. معدته وَيَقُولُونَ: إِن معدته خَاصَّة توَافق سموم الْحَيَوَان. موغالى قَالَ ج: موغالى إِنَّه مَتى شقّ وَوضع على لسع الْعَقْرَب أَبرَأَهُ. دماغه قَالَ بولس: ذكر جالينوس أَن دماغ ابْن عرس مَتى شرب وَهُوَ يَابِس بالخل أَبْرَأ الصرع.) أيل قرنه قَالَ د: إِنَّه مَتى دق بعد الإحراق وَشرب مِنْهُ فلنجاران مَعَ خمر نفع من لسعة الأفعى. وَقَالَ ج: مَتى أحرق وَشرب مِنْهُ أَيْضا فلنجاران مَعَ كثيرا نفع من نفث الدَّم: قرحَة المعي وَمَتى غسل بعد إحراقه نفع الْعين الَّتِي يسيل الْموَاد إِلَيْهَا ويجلو الْأَسْنَان. وَإِذا بخر بِهِ بَيت غير محرق طرد الْهَوَام. وَإِذا طبخ بخل وتمضمض بِهِ سكن وجع الضرس. وَقَالَ ج: قرن الأيل المحرق يجلو الْأَسْنَان ويشد اللثة وَقد أَحْمَده قوم بعد غسله إِذا أحرق لقروح المعي والذرب وَنَفث الدَّم وخلطوه بالشيافات الَّتِي تجلب الْموَاد المنحدرة إِلَى الْعين لِأَن قوته مجففة. قضيب الأيل قَالَ بولس: إِنَّه نَافِع من نهش الْهَوَام وَلذَلِك يَجْعَل فِي الترياقات. إنفحته قَالَ د: إنفحة ولد الأيل مَتى احتملتها الْمَرْأَة ثَلَاثَة أَيَّام بعد الطُّهْر منعت الْحَبل. دَمه قَالَ د: دم الأيل إِذا قلى نفع من قرحَة المعي والإسهال المزمن والسم الَّذِي يوضع على السِّهَام وَيشْرب بشراب خَاصَّة. قضيبه قَالَ بولس: مذاكير الأيل إِذا جففت وشربت بشراب نَفَعت الملسوعين من الأفعى.

وطرف ذَنْب الأيل يقتل مَتى شرب. أذارقي قَالَ د: يصلح لقلع الجرب المتقرح والكلف والقوابي والبثور اللينة وَمَا أشبه ذَلِك وَهُوَ فِي الْجُمْلَة وَقَالَ جالينوس: يُبدل مزاج الْأَعْضَاء إِلَى مزاج جيد وينفع عرق النسا. وَقَالَ ج فِي الْحَادِيَة عشرَة: هُوَ دَوَاء حَار جدا وَلذَلِك صَار لَا ينْتَفع بِهِ وَحده فِي شَيْء من الْوُجُوه لكنه يخلط مَعَ أدوية تسكن قوته فَيصير عِنْد ذَلِك نَافِعًا للعلل المحتاجة إِلَى الإسخان إِذا عولج بهَا من خَارج فَأَما إِلَى دَاخل الْبدن فَلَيْسَ يُورد لشدَّة قوته. أملج قَالَ ابْن ماسويه: الأملج المربى يفعل فعل الهليلج المربى إِلَّا أَنه أَضْعَف. قَالَ الْيَهُودِيّ: إِن الأملج يدبغ الْمعدة وَيُقَوِّي الشَّهْوَة ويهيج الباه وَيقطع البزاق والقئ ويسكن الْعَطش. قَالَ الْفَارِسِي: إِنَّه يقطع الْعَطش وَيزِيد الْفُؤَاد قُوَّة وحدة وذكاء. قَالَ ماسرجويه: الأملج بَارِد فِي الثَّانِيَة يَابِس يشد أصُول الشّعْر وَيُقَوِّي الْمعدة والمقعدة. قَالَ شرك الْهِنْدِيّ: إِن الأملج يسخن وَهُوَ سيد الْأَدْوِيَة. وأصبت لِابْنِ ماسويه فِي إصْلَاح الْأَدْوِيَة: أَن الأملج يُطْفِئ حرارة الدَّم ويدبغ الْمعدة ويسود الشّعْر والمربى يلين الطبيعة وينفع البواسير وَيزِيد فِي المَاء ويشهى الطَّعَام وَيقطع الْعَطش. قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة يُقَوي الشرج وَيمْنَع الشّعْر من الانتثار. قَالَ ج: إِنَّه يجلو جلاء معتدلا وَيقبض. انيطرون قَالَ د: يصلح للاسهال فَقَط يخرج بلغما ومرارا وطعمه مالح وَلذَلِك لَا يُمكن اسْتِعْمَاله فِي أَشْيَاء أخر. أوباغون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: أصل هَذَا النَّبَات إِذا جفف صَارَت رَائِحَته كرائحة الْخمر وقوته كقوته. أنوسما قَالَ فِي الثَّامِنَة: هُوَ حريف مر فَلذَلِك يقتل الأجنة إِذا شرب بشراب. أونوبروخيش قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا يُوسع مسام الْجِسْم ويحلل وَلذَلِك صَار ورقه مَا دَامَ طريا يحلل الخراجات. وَإِذا شرب بشراب شفي عسر الْبَوْل. وَإِذا خلط بالزيت وأدهن بِهِ أدر الْعرق.

أونوفس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: أصل هَذَا النَّبَات يسخن فِي الثَّالِثَة. وأنفع مَا فِيهِ لحاؤه. وَفِي اللحاء تقطيع وَيسْتَعْمل فِي مداواة وجع الْأَسْنَان طبيخه بخل وَمَاء ويتمضمض بِهِ. أوكسوفاليس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: منظر هَذَا وقوته مثل الكمثرى وثمرتها مثل حب الآس وَهُوَ قطاع لطيف. وَنوى هَذِه الثَّمَرَة نافعة لجَمِيع الْعِلَل السيالة مَتى شرب. أوكسيرس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: طعمه مر وقوته فتاحة فَلذَلِك ينفع السدد الَّتِي فِي الكبد جدا. كَانَ فِي الْأُم بحذائه الزوفا وَكَانَ فِيهِ أَنه الْحَشِيش الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ المكانس. أنافح قَالَ ج: كل إنفحة إِذا شرب مِنْهَا ثَلَاثَة أوبولسات بشراب وَافَقت نهش الْهَوَام والإسهال المزمن وقرحة المعي والسيلان المزمن من الْأَرْحَام وجمود الدَّم فِي الْمعدة ونفثه من الصَّدْر. وَمَتى احتملت الْمَرْأَة بالزبد بعد الطُّهْر أعانت على الْحَبل. وَمَتى شربت بعد الطُّهْر منعت من ذَلِك. وإنفحة الجدي والخروف والخشف توَافق من شرب الشوكران. وَإِذا شربت بالخل وَافَقت جمود الدَّم فِي الْمعدة. وَقَالَ ج: إِن جَمِيع الأنافح ملطفة محللة وَالْأَمر أَيْضا بَين أَنَّهَا إِذا كَانَت كَذَلِك فَهِيَ مجففة. وَقد ذكر فِي الْكتب أَن إنفحة الأرنب نافعة من الصرع مَتى شربت بالخل وتقطع النزف الْعَارِض للنِّسَاء ويحلل الدَّم الجامد فِي الْمعدة. وَهَذَا شَيْء قد جربناه نَحن تحليلها للبن الجامد لَا فِي إنفحة الأرنب فَقَط بل فِي غَيرهَا أَيْضا إِلَّا أَن أَجودهَا على الْحَقِيقَة إنفحة الأرنب. وَإِن شربت على هَذَا الْمِثَال حلل الدَّم الجامد فِي الْمعدة وَهَذَا الْفِعْل عَام لجَمِيع الأنافح. وَقد قيل: إِن إنفحة الأرنب مَتى شربت قطعت نزف الدَّم وَلم أجرب ذَلِك لِأَنِّي لم أر اسْتِعْمَال دَوَاء حَار فِي عِلّة تحْتَاج إِلَى شَيْء بَارِد. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء فِي بَاب اللَّبن: إِن فِي هَذِه الإنفحة حرارة نارية. ابْن ماسويه: الإنفحة رَدِيئَة للمعدة مولدة للقولنج تعقد الْبَطن عقدا شَدِيدا.

أرز د قَالَ: إِنَّه قَلِيل الْغذَاء عَاقل للبطن. قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِن فِيهِ شَيْئا من الْقَبْض فَهُوَ لذَلِك يحبس الْبَطن حبسا معتدلا. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: يَسْتَعْمِلهُ جَمِيع النَّاس عِنْد الْحَاجة إِلَى حبس الْبَطن وَهُوَ أعْسر هضما وَقَالَ ابْن ماسويه: هُوَ حَار فِي الأولى يَابِس فِي الثَّالِثَة وتعرف حرارته من عذوبة طعمه وَأَنه يغذو غذَاء حسنا ويلهب المحرور إِذا أكله وَهُوَ أَكثر غذَاء من الذّرة والجاورس وَالشعِير وَله إبطاء فِي الْمعدة. فَإِذا طبخ بِاللَّبنِ ودهن اللوز الحلو وَأكل بالسكر قل إِمْسَاكه للبطن وَحسن غذاؤه. وَمَتى أنقع فِي مَاء نخالة السميذ أَو فِي لبن حليب لَيْلَة ثمَّ طبخ بِالْمَاءِ ودهن اللوز الحلو قل يبسه فان كره اللَّبن فَاجْعَلْ بدله مَاء القرطم. وخاصة مَاء الْأرز يَعْنِي طبيخه أَن يدبغ الْمعدة وَيعْقل الطبيعة ويجلو جلاء حسنا. لي تفقدت الْأرز فِي أبدان نحيفة حارة المزاج فرأيته يلهبها إلهابا بَينا مِنْهُم الْوراق. سندهشار قَالَ: الْأرز يزِيد فِي المنى ويقل على آكله الْبَوْل والنجو وَالرِّيح. ماسرجويه: إِن أصوب الرَّأْي فِيهِ أَن يَجْعَل معتدلا فِي الْحَرْب وَالْبرد لكنه بَالغ اليبس. وطبيخه يحبس الْبَطن وَهُوَ جيد لقروح المعي والمغس شرب أَو احتقن بِهِ. والأحمر أَعقل للبطن لِأَنَّهُ أيبس. وَمَتى طبخ بِاللَّبنِ كَانَ غذَاء جيدا لِأَنَّهُ يعتدل يبسه. قَالَ حنين: إِن ج قَالَ: إِن حبس الْأرز للبطن لَيْسَ بشديد لِأَن مَا فِيهِ من الْقَبْض يسير وَإِنَّمَا وَمَتى طبخ حَتَّى يتهرأ وَيصير مثل مَاء الشّعير وَيشْرب كَانَ جيدا للذع فِي الْجوف عَن أخلاط مرارية. وأوفق مَا يكون الْأرز إِذا كَانَت الْمعدة شَدِيدَة الشَّهْوَة للغذاء وَإِن كَانَ الْهَوَاء رطبا. ماسرجويه: الْأَحْمَر أَشد عقلا للبطن. أشقيل قَالَ د: لَهُ قُوَّة حادة مقرحة إِذا شوى كَانَ كثير الْمَنْفَعَة. وَإِن طبخ وسط النيء مِنْهُ بالزيت وذوب مَعَه الراتينج وَوضع على الشقاق الْعَارِض فِي الرجلَيْن كَانَ جيدا. وَإِن طبخ بالخل وَعمل مِنْهُ ضماد للسعة الأفعى كَانَ نَافِعًا. وَقد يُؤْخَذ جُزْء من أشقيل مشوي ويخلط بِهِ ثَمَانِيَة أَجزَاء من الْملح المشوي المسحوق ويسقي مِنْهُ على الرِّيق فلنجاران ليلين الْبَطن ويدر الْبَوْل وينفع الحبن وطفوء الطَّعَام فِي الْمعدة واليرقان والمغص والشعال والربو المزمن والحشرجة.

ويكتفي مِنْهُ بِوَزْن ثَلَاثَة أوبولسات مخلوط بِعَسَل. وَقد يطْبخ بِعَسَل ويؤكل فينفع مِمَّا وَصفنَا وينفع من سوء الهضم خَاصَّة ويسهل الْبَطن كيموسا وَإِن أكل أَيْضا مسلوقا فعل ذَلِك. وليتجنبه من فِي جَوْفه قرحَة. وَمَتى لطخ على الثآليل قلعهَا. وبزره مَتى أنعم دقه وَجعل فِي تينة يابسة وخلط بِعَسَل وَأكل ألان الْبَطن. وَمَتى علق صَحِيحا على الْأَبْوَاب منع الْهَوَام من الْكَوْن فِي الْبيُوت. وخل العنصل الَّذِي يعْمل على صفة د قد ذَكرْنَاهُ فِي كتاب الصَّنْعَة يشد اللثة المسترخية وَيثبت الْأَسْنَان المتحركة وَيذْهب نَتن الْفَم. ويصلب الْحلق مَتى تحسى ويجسى لَحْمه ويصفي الصَّوْت ويقويه وَيصْلح ضعف الْمعدة ورداءة الهضم والسدد الْعَارِضَة من السَّوْدَاء والمالنخونيا واختناق الْأَرْحَام وورم الطحال وعرق النسا وَيُقَوِّي الْجِسْم الضَّعِيف وَيُعِيد الصِّحَّة وَيحسن اللَّوْن ويلطف الْبَصَر. وَمَتى صب مِنْهُ فِي الْأذن نفع من ثقل السّمع. وَوَافَقَ أمراض الْجوف كلهَا خلا من كَانَت بِهِ قرحَة فِي جَوْفه. وَيجب أَن يسقى على الرِّيق ويسقى أَولا قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يُزَاد إِلَى أَن يبلغ قوانوس وَمن النَّاس من يسقى مِنْهُ قوانوسين وَأكْثر. وَأما شراب العنصل فانه نَافِع من سوء الهضم وَفَسَاد المزاج وَالِاسْتِسْقَاء واليرقان وعسر الْبَوْل) والمغس والنفخ والفالج والسدر والنافض المزمن وشدخ أَطْرَاف العضل ويدر الطمث. ومضرته للعصب يسيرَة. وبالواجب اجْتِنَاب شربه فِي الْحمى وَفِي قُرُوح الْجوف. قَالَ جالينوس: قُوَّة هَذَا البصل الَّذِي يعرف ببصل الفأر قُوَّة قطاعة تقطيعا بليغا وَلَا يسخن إسخانا قَوِيا بل فِي الثَّانِيَة والأجود أَن يُؤْخَذ مطبوخا أَو مشويا فَإِن ذَلِك يكسر من قوته. وَقَالَ بديغورس: خَاصَّة الأشقيل النَّفْع من السعال والربو ولدغ الْهَوَام. من مقَالَة فِي السمُوم تنْسب إِلَى ج قَالَ: يقرح الْجلد مَتى طلي بِهِ وَإِن كَانَ فِي الْحمام أضرّ بِهِ جدا. وَيقتل الفأر وَهُوَ سم لَهُ قَاتل: ويقئ الْإِنْسَان. أَبُو جريج يَقُول: وخاصته اجتذاب الدَّم إِلَى ظَاهر الْبدن إِذا كَانَ مكثه عَلَيْهِ قَلِيلا فَإِن طَال قرحه. وينفع من تقريحه المرداسنج وَهُوَ حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة. وَيقتل الفأر وَيخرج البلغم المحترق وَيزِيد الْأَدْوِيَة حِدة. لي هَذَا يصحح أَنه البلبوس.

أناغاليس قَالَ ديسقوريدوس: إِنَّه صنفان: أَحدهمَا زهره الْأَحْمَر وَالْآخر أسمانجوني وَكِلَاهُمَا يصلحان للخراجات ويمنعان مِنْهَا الْحمرَة ويجذبان لاسلاء وَنَحْوه ويمنعان من انتشار القروح فِي الْجِسْم. وَمَتى تغرغر بعصيرهما نقيا الرَّأْس من البلغم. وَقد يسعط بِهِ أَيْضا لذَلِك. ويسكن وجع الْأَسْنَان إِذا سعط بِهِ فِي المنخر الْمُخَالف للسن الألمة. وَإِذا خلط بِعَسَل نقي القرحة الَّتِي فِي الْعين الَّتِي يُقَال لَهَا أرغاموا ونفع من ضعف الْبَصَر. وَإِذا شرب بِالشرابِ نفع من نهشة الأفعى ووجع الكلى والكبد. وَزعم قوم أَن اللازوردي الزهرة يرد المقعدة الناتئة والأحمر الزهرة يُخرجهَا. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة فِي أناغاليس الَّذِي يُسَمِّيه النبط أَنا كيري: إِن نَوْعي هَذَا النَّبَات كليهمَا الأسمانجوني الزهرة والأحمر يجلوان جلاء بليغا ويسخنان قَلِيلا ويجففان وَلذَلِك صَار كل وَاحِد مِنْهُمَا يجذب السلاء وَمَا أشبهه من الْبدن. وعصارتهما تنقص مَا فِي الدِّمَاغ وتخرجه من المنخرين.) وَجُمْلَة قوتهما مجففة من غير لذع يدملان الْجِرَاحَات وينفعان الْأَعْضَاء الَّتِي تتعفن. قَالَ اريباسيوس: إنَّهُمَا جَمِيعًا يلطفان تلطيفا كَافِيا وَفِيهِمَا حرارة يسيرَة وجذب يخرج بِهِ ألية قَالَ ابْن ماسويه: إِن الألية حارة رطبَة رَدِيئَة الهضم تفْسد الْمعدة وتولد غذَاء رديا وتلين العصب الجاسي وَتحل الورم الصلب. وَهِي أحد وَأَغْلظ من الشَّحْم. أفسنتين قَالَ د: قوته قابضة مسخنة منقية للفضول المرية المتمكنة من الْمعدة والبطن. وَمَتى أَخذ مَعَ الشَّرَاب قوى الْمعدة وأدر الْبَوْل. وَمَتى شرب مَعَ أنيسون وكمافيطوس أذهب النفخ ووجع الْمعدة والبطن. وَمَتى تقدم فِي شربه قبل الشَّرَاب منع الْخمار وأدر الْبَوْل. وَمَتى شرب مَعَ سنبل أَو مَعَ ساساليوس أذهب النفخ ووجع الْمعدة والبطن. وَمَتى شرب من طبيخه أَو من مَائه عشرَة أَيَّام شفي اليرقان ونفع من عدم شَهْوَة الطَّعَام. وَمَتى احْتمل معجونا بالعسل أدر الطمث. وَمَتى شرب بالخل نفع من الاختناق الْعَارِض من الْفطر. وَمَتى شرب بِالشرابِ نفع من شرب الشوكران والاكسينا ونهشة موغالى والتنين البحري. وَمَتى عجن بالعسل والنطرون وتحنك بِهِ نفع من ورم العضلات الدَّاخِلَة والخلق.

وَمَتى ديف بالعسل وتضمد بِهِ وَافق الْآثَار البنفسجية الْعَارِضَة تَحت الْعين والغشاوة وسيلان الرطوبات من الْأذن. وبخار طبيخه مُوَافق لوجع الْأذن. وَمَتى طبخ بميبختج وَجعل ضمادا على الْعين الَّتِي فِيهَا الضربان سكنه. وتضمد بِهِ الخاصرة والكبد والمعدة إِذا كَانَت فِيهَا أوجاع مزمنة بعد أَن يسحق ويعجن. أما للكبد والخاصرة فبدهن الْحِنَّاء والموم وَأما للمعدة فبدهن ورد وموم. وَمَتى عجن بِالتِّينِ والنطرون ودقيق الشيلم وَافق الطحال والحبن. وَمَتى نثر فِي الصناديق منع السوس من الثِّيَاب. وَمَتى ديف بالزيت وتمسح بِهِ منع البق من الْبدن.) وَإِذا بل بمائه المداد منع الْكتاب من قرض الفأر. وعصارة الأفسنتين تفعل مثل هَذَا إِلَّا أَنَّهَا قد تغش بِأَن تطبخ وتخلط مَعَ عكر الزَّيْت. وَهِي كَذَلِك رَدِيئَة للمعدة مصدعة فَلذَلِك لَا نستعملها فِي الشّرْب. وَمَتى اسْتعْمل وَحده أَو مَعَ الْأرز وَشرب بالعسل قتل الدُّود فِي الْبَطن الْمُسَمّى أسقاريدس مَعَ إسهال خَفِيف للبطن. وشراب الأفسنتين مقو للمعدة مدر للبول نَافِع للعلل الَّتِي فِي الكبد والكلى واليرقان وإبطاء الهضم وَضعف الشَّهْوَة ووجع الْمعدة وَمن بِهِ تمدد من تَحت الشراسيف والنفخ والحيات فِي الْبَطن واحتباس الطمث. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّه أقل حرارة من جَمِيع أَصْنَاف الشيح وَأكْثر قبضا مِنْهَا وَلذَلِك هُوَ أقل لطافة مِنْهَا. فَأَما تجفيفه فَلَيْسَ بِأَقَلّ من تجفيفها. وَقَالَ أَيْضا: فِي طعم الأفسنتين قبض مَعَ حرارة ومرارة وحرافة وَهُوَ مسخن يجلو وَيُقَوِّي وَلذَلِك صَار يحدر مَا فِي الْمعدة من الْخَلْط المراري ويخرجه بالإسهال ويدر الْبَوْل وينقي خَاصَّة مَا يجْتَمع فِي الْعُرُوق من الْخَلْط المراري ويخرجه من الْمعدة بالبول وَمن أجل ذَلِك صَار مَتى أَخذ وَفِي فَم الْمعدة أَو فِي الصَّدْر أَو فِي الرئة بلغم محتقن لم ينْتَفع بِهِ لِأَن مَا فِيهِ من الْقَبْض أقوى مِمَّا فِيهِ من المرارة وَمن قبل أَنه حَدِيد حريف صَار يسخن أَكثر مِمَّا يبرد. وَجُمْلَة مزاجه أَنه حَار فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة. وعصارته أحر من حشيشته كثيرا. قَالَ بديغورس: هُوَ من المسخنات وخاصته تَقْوِيَة الْمعدة وَقلع مَا فِيهَا من الفضول وتفتيح السدد. وَقَالَ روفس: إِن الأفسنتين يسخن وَيفتح ويحلل ويجفف الراس ويجلو الْبَصَر وَيُقَوِّي الْمعدة

وَقَالَ اريباسيوس: إِنَّه حَار باعتدال شَدِيد الببس. وعصارته أَكثر سخونة جدا وَهُوَ يجلو وَيُقَوِّي وَلذَلِك صَار محدرا للأخلاط المرية إِلَى أَسْفَل بالإسهال وَالْبَوْل وَهُوَ ينقي خَاصَّة الْفضل المري الَّذِي فِي الْعُرُوق وَلِهَذَا السَّبَب من كَانَ فِي بَطْنه بلغم مختقن ثمَّ شرب الأفسنتين لم ينفع أصلا وَذَلِكَ أَن قَبضه أقوى من مرارته وَلَكِن لما كَانَ فِيهِ فضل شَيْء من حِدة صَار مِقْدَار الْحَرَارَة الَّتِي فِيهِ أَكثر من مِقْدَار الْبرد كثيرا. قَالَ بولس: إِنَّه حَار فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة وَفِيه قبض وحرافة وَلذَلِك يفرغ الكيموسات) المرية باسهال الْبَطن وإدرار الْبَوْل وَلَا ينفع الْبَتَّةَ من بِهِ بلغم كثير لقُوَّة الْقَبْض الَّذِي فِيهِ. وعصارته أقوى من حشيشه كثيرا. وَقَالَ أَبُو جريج الراهب: إِنَّه حَار يَابِس فِي أول الثَّانِيَة يفتح السدد وينفع من اليرقان ويسهل الْبَطن وينفع أورام الْمعدة والكبد وَيُقَوِّي الكبد وينفع من تهيج الْوَجْه وورم الْأَطْرَاف وبدء فَسَاد المزاج وداء الثَّعْلَب وداء الْحَيَّة. والغافت فِي ذَلِك كُله أقوى وأسرع فعلا والشكاعى يقرب فعله من هَذَا. وَقَالَ ج فِي الْمُفْردَات: الساريقون أقل إسخانا من القيصوم وَأكْثر إسخانا من الأفسنتين وَهُوَ ضار لفم الْمعدة مضرَّة شَدِيدَة لِأَن فِي طعمه ملوحة ومرارة وَإِنَّمَا فِيهِ من الْقَبْض شَيْء يسير والأفسنتين النبطي وَحده نَافِع للمعدة لِأَن فِيهِ مِمَّا يقبض شَيْئا يَسِيرا. وَقَالَ مسيح: إِنَّه يسهل الصَّفْرَاء وينفع الْمعدة ويهيج شَهْوَة الطَّعَام وَهُوَ جيد لليرقان والخناق وأورام الْعين وَالْأُذن وجسأ الكبد وَالطحَال وَالِاسْتِسْقَاء وصلابة الرَّحِم. وَقَالَ بعض الْمُحدثين: وَاجْتمعَ على ذَلِك جمَاعَة أَن النبطي مِنْهُ مر شَدِيد المرارة جيد جدا للذع العقارب عَجِيب فِي ذَلِك. وأصبت لِابْنِ ماسويه أَنه يدر الْبَوْل. أسطوخوذوس قَالَ د: إِنَّه حريف مَعَ مرَارَة يسيرَة. وطبيخه صَالح لأوجاع الصَّدْر كالزوفا وَقد ينْتَفع بِهِ فِي أخلاط بعض الْأَدْوِيَة المعجونة. وَأما شرابه فيحلل الغلظ والنفخ وأوجاع الأضلاع والعصب والبرودة المفرطة ويسقي المصروع مَعَ عَاقِر قرحا وسكبينج وكل خل يعْمل فِيهِ أسطوخوذوس ينفع المصروع. وَقَالَ ج فِي الثَّانِيَة: طعمه مر وَكَأَنَّهُ يقبض قَلِيلا ومزاجه مركب من جَوْهَر أرضي بَارِد من أَجله يقبض وجوهر أَرض لطيف كثير الْمِقْدَار من أَجله صَار مرا وَمن أجل تركيب هذَيْن الجوهرين صَار يُمكن فِيهِ أَن يفتح ويلطف ويجلو وَيُقَوِّي جَمِيع الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة والجسم كُله.

وَذَلِكَ لما قد بَينا من أَن جَمِيع الْأَدْوِيَة المركبة من مثل هَذَا الْجَوْهَر يفعل هَذِه الأفاعيل. وَقَالَ بولس: لِأَنَّهُ يلطف ويجلو وَيُقَوِّي جَمِيع الأحشاء وطبع الْحَيَوَان كُله. وَقَالَ ج فِي الميامر: إِنَّه يمْنَع من العفونة ويلطف. وَلم يذكر فِيهِ جالينوس أَنه أعنى أَن الأسطوخوذوس يسهل وَلذَلِك أَشك أَنه لَيْسَ أسطوخوذوس. قَالَ سلمويه: إِنَّه ينفع جَمِيع أوجاع الْبدن والعارضة للرأس. إكليل الْملك قَالَ د: إِن فِيهِ قبضا وتليينا للأورام وَلَا سِيمَا الحارة مِنْهَا الْعَارِضَة للعين والمعدة والمقعدة والأنثيين إِذا طبخ بالميبختج وتضمد بِهِ وَرُبمَا خلط مَعَه أَيْضا صفرَة بيض ودقيق حلبة أَو دَقِيق بزر الْكَتَّان وغبار الرحا أَو خشخاش. وَإِذا اسْتعْمل وَحده بِالْمَاءِ شفي القروح الخبيثة الشهدية. وَإِذا خلط بالطين الَّذِي يجلب من غاموس أَو خلط بِهِ عفص وديف بشراب ولطخ بِهِ القروح الرّطبَة الْعَارِضَة للرأس شفي مِنْهَا. وَمَتى اسْتعْمل مطبوخا بِالشرابِ أَو نيا مَعَ الشَّرَاب أَو مَعَ وَاحِد مِمَّا ذكرنَا سكن وجع الْمعدة. وَإِذا خلطت عصارته نِيَّة بميبختج وقطرت فِي الْأذن سكن وجعها. وَإِذا صبَّتْ عصارته على وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة هَذَا الدَّوَاء مركبة وَذَلِكَ أَن فِيهِ شَيْئا قَابِضا وَهُوَ مَعَ ذَلِك يحلل وينضج وَذَلِكَ لِأَن الْجَوْهَر الْحَار فِيهِ أَكثر من بَارِد. قَالَ بديغورس إِنَّه معتدل فِي الْحر وَالْبرد. وخاصته إذابة الفضول. أنيسون قَالَ د: قوته مسخنة ميبسة تفض الرِّيَاح عَن الْجِسْم وتسكن الوجع وَتحل النفخ وتعقل الْبَطن وتدر الْبَوْل والعرق وتذيب الفضول وتقطع الْعَطش وتوافق ذَوَات السمُوم من الْهَوَام وتمنع سيلان الرطوبات الْبيض من الرَّحِم وتنهض الباه. وَمَتى بخر بِهِ واستنشق دخانه سكن الصداع. وَمَتى سحق وخلط بدهن ورد وقطر فِي الْأذن أَبْرَأ مَا يعرض فِي بَاطِنهَا من الانصداع عَن سقطة أَو ضَرْبَة. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: أَنْفَع مَا فِي هَذَا بزره وَهُوَ حريف مر حَتَّى أَنه فِي حرارته قريب من الْأَدْوِيَة المحرقة وَمن التجفيف فِي الثَّالِثَة وَكَذَلِكَ فِي الإسخان وَهُوَ لذَلِك يدر الْبَوْل وَيذْهب بالنفخ من الْبَطن. قَالَ اريباسيوس: بزره يسخن جدا وَلذَلِك يدر الْبَوْل وَيذْهب بالنفخ من الْبَطن بحله الرِّيَاح

قَالَ بولس: حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه نَافِع من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد وَالطحَال المتولدة من الرطوبات عَاقل) للطبيعة يحلل الرِّيَاح الغليظة وَلَا سِيمَا مَتى قلى. وَهُوَ محدر لدم الْحيض وَالَّذِي يَلِي لَونه إِلَى الْبيَاض زَائِد فِي اللَّبن مهيج للباه. وَقَالَ حَكِيم بن حنين: إِنَّه يسْتَعْمل فِي السل المزمن. أبرامين قَالَت الخوز: وَهُوَ اسْم فَارسي وَهُوَ شَجَرَة على أَغْصَانهَا مثل الصُّوف قابضة جدا تشد الْبَطن. أنقوانقون دَوَاء فَارسي قَالَت الخوز: كل من يَسْتَعْمِلهُ حسن حفظه وجاد عقله. أشق قَالَ د: قوته ملينة جاذبة محللة للجسو ولبقايا الأورام الحارة إِذا صلبت. وَإِذا شرب أسهل الْبَطن ويحدر الْجَنِين. وَإِذا شرب مِنْهُ مِقْدَار درخمي بِالشرابِ حلل ورم الطحال. وَقد يُبرئ من وجع المفاصل وعرق النسا. وَمَتى خلط بالعسل ولعق مِنْهُ أَو خلط بِمَاء الشّعير وتحسى نفع من الربو وعسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب وَمن الصرع والرطوبة الَّتِي تكون فِي الصَّدْر ويدر مَعَ الْبَوْل الدَّم وينقي القروح الْعَارِضَة فِي الْحجاب الْقَرنِي ويلين الخشونة الْعَارِضَة للجفون. وَمَتى أذيب بالخل وَوضع على الكبد وَالطحَال حلل جسأهما. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل والزفت حلل الفضول المتحجرة فِي المفاصل. وَإِذا خلط بالخل والنطرون ودهن الْحِنَّاء وتمسح بِهِ كَانَ صَالحا للاعياء ولعرق النسا. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن قوته ملينة جدا وَلذَلِك يحل الصلابات الثؤلولية الْحَادِثَة فِي المفاصل وَيذْهب بصلابة الطحال وَيحل الْخَنَازِير. وَقَالَ اريباسيوس: الْأَشَج قوي التليين حَتَّى أَنه يحل الْخَنَازِير وَيحل التحجر الَّذِي يكون فِي المفاصل وَيذْهب بصلابة الطحال. وَقَالَ بولس: إِنَّه يحلل الأورام الصلبة والتعقد الَّذِي يعرض للمفاصل. وَقَالَ أَبُو جريج: ينفع القروح إِذا ألْقى فِي المراهم وَيَأْكُل اللَّحْم العفن وينبت الطري وينضج الأورام الصلبة وَيصْلح الْأَدْوِيَة المسهلة ويسهل البلغم اللزج الغليظ وينفع من المَاء لَكِن إِذا) شرب أَو تضمد بِهِ وَإِن حل بِالْمَاءِ واكتحل بِهِ نفع من البلة والجرب فِي الْعين. وَقَالَ ابْن ماسويه فِي إصْلَاح الْأَدْوِيَة المسهلة: وخاصته النَّفْع من عرق النسا والنقرس ووجع المفاصل والخاصرة والورك الْمُتَوَلد من البلغ اللزج. قَالَ الطَّبَرِيّ: إِنَّه يقتل حب القرع ويدر الْحيض وَالْبَوْل وَيخرج الرُّطُوبَة من الْجِسْم بالإسهال. انْقَضى حرف الْألف.

باب الباء

3 - (بَاب الْبَاء) بدسكان قَالَ بديغورس: خاصته الترقيق والتلطيف. بط قَالَ ج فِي الثَّانِيَة من الميامر: إِن مَعَ شحمه من تسكين الوجع أمرا عَظِيما جدا. وَقَالَ فِي الكيموسين: إِن جَمِيع أَعْضَاء الإوز عسر الهضم مَا خلا أجنحته. ابْن ماسويه: إِنَّه كثير الرُّطُوبَة بطئ فِي الْمعدة. قَالَ سلمويه: شَحم البط مسكن للذع فِي عمق الْجِسْم حَار لطيف. وأصبت لِابْنِ ماسويه أَن لحم البط يصفي اللَّوْن وَالصَّوْت ويسمن وَيزِيد فِي الباه وَيدْفَع الرِّيَاح لين دسم ثقيل فِي الْمعدة يُقَوي الْجِسْم. وَقَالَ القلهمان: لحم البط أحر وَأَغْلظ من جَمِيع اللَّحْم أَعنِي لحم الطير الأهلي. ج فِي الأولى من قاطاجانس: إِن شَحم البط أفضل الشحوم. لي لم أر شحما ألطف وَأَشد تَلْيِينًا وتحليلا مِنْهُ ويلين هَذَا وَحده على أَن لَحْمه حَار فِي غَايَة الْحَرَارَة على أَنِّي قد أكلت مِنْهُ فأسخنني ثمَّ أطعمت مِنْهُ المحرور فَحم وأطعمت مِنْهُ المبرود فأسخنه. بلاذر قَالَ بيديغورس: إِن خاصته إذهاب النسْيَان وتصفية الذِّهْن. وَقَالَ أَبُو جريج: إِنَّه حَار جدا يهيج الوسواس والبرص والجذام والورم فِي الْجوف وَرُبمَا قتل. وَلَا أرى أَن يقربهُ الشَّاب وَلَا من مزاجه حَار. وَهُوَ جيد للفالج وَلمن يخَاف عَلَيْهِ مِنْهُ. من مقَالَة تنْسب إِلَى ج قَالَ: ينفع مِنْهُ زنة نصف دِرْهَم للْحِفْظ. وعسله يقرح الْجلد وَيَأْكُل الثؤلول والوشم. قَالَ القلهمان: خاصته النَّفْع من استرخاء العصب. قَالَ ابْن ماسويه: البلاذر حَار يَابِس فِي الرَّابِعَة جيد لفساد الذِّهْن وَجَمِيع الْأَعْرَاض الْحَادِثَة فِي الدِّمَاغ من الْبرد والرطوبة. من السمُوم: عسل البلاذر إِذا طلي على الوشم قلعه ويقلع الثؤلول.

بورق قَالَ ج: أما الإفْرِيقِي فَلهُ قُوَّة تجلو فَلذَلِك لَيْسَ يغسل الوضح والوسخ فَقَط بل قد يَكْتَفِي بِهِ فِي شِفَاء الحكة أَيْضا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يحل الرطوبات الصديدية الَّتِي عَنْهَا تحدث الحكة وَلذَلِك قد أصَاب الْأَطِبَّاء فِي إلقائهم إِيَّاه فِي كثير من الْأَدْوِيَة المحللة. وَأما زبد البورق فقوته هَذِه الْقُوَّة إِلَّا أَنَّهَا ألطف وأدق. وَأما البورق الْعَام فقوته وسط بَين هَذِه الْقُوَّة الَّتِي للملح وَبَين الْقُوَّة الَّتِي للإفريقي وَذَلِكَ أَن الإفْرِيقِي يجلو فَقَط وَالْملح يقبض. فَأَما البورق فَفِيهِ القوتان جَمِيعًا إِلَّا أَن الْقَبْض فِيهِ يسير والجلاء فِيهِ كثير. وَقَالَ فِيهِ حِين أفرده بِالذكر: قد قُلْنَا قبل: إِن هَذَا فِي الْوسط بَين البورق الإفْرِيقِي وَالْملح فان هُوَ أحرق صَار قَرِيبا من الإفْرِيقِي وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يلطف فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب يجفف ويحلل. وَإِن ورد الْجِسْم مِنْهُ شَيْء قطع ولطف الأخلاط الغليظة اللزجة أَكثر من الْملح جدا. وَأما الإفْرِيقِي فَمَتَى لم يضْطَر إِلَيْهِ أَمر شَدِيد فَلَا يعطاه إِنْسَان يزدرده لِأَنَّهُ يغثى ويهيج الْقَيْء وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ تقطيعه الأخلاط الغريظة أَكثر من تقطيع البورق. وَكَانَ إِنْسَان فَرُئِيَ يسْتَعْمل البورق الإفْرِيقِي وَكَانَ بِهِ يشفى فِي كل وَقت من أكل الْفطر الخناق. وَأما البورق المحرق وَغير المحرق وَلَا سِيمَا زبده فَنحْن نَسْتَعْمِلهُ أَيْضا فِي كل من أكل الْفطر) الْقِتَال. قَالَ اريباسيوس: إِن قوته جلاءة حَتَّى أَنه لَيْسَ إِنَّمَا يجلو الْجِسْم فَقَط بل يُبرئ الحكة أَيْضا وَذَلِكَ أَنه يحل الأخلاط المحدثة للحكة. وَقَالَ فِيهِ ايضا: وَأَظنهُ فِي غير الأفريقي بل فِي البورق مُطلقًا: إِنَّه من خَارج يجفف ويحلل فان ورد بَاطِن الْجِسْم وَقطع ولطف الأخلاط الغليظة اللزجة أَكثر من سَائِر الْأَدْوِيَة. فَأَما زبد البورق فَلَيْسَ يجب أَن يزدرد دَاخل الْجِسْم إِلَّا لأمر ضَرُورِيّ عَظِيم جدا. قَالَ بولس: إِنَّه مَتى شرب أفسد الْمعدة جدا. قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه مَتى شرب أفسد الْمعدة جدا. قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه مَتى سحق بالخل وطلي على الجرب أذهبه. وَمَتى سحق ونثر على الشّعْر الغليظ أرقه. بسد قَالَ ديسقوريدوس: الْأَحْمَر قوته قابضة مبردة باعتدال يقْلع اللَّحْم الزَّائِد ويجلو آثَار القروح فِي الْعين ويملأ العميقة مِنْهَا لَحْمًا. وَهُوَ ينفع نفعا بَينا من نفث الدَّم وعسر الْبَوْل. وَإِذا شرب بِالْمَاءِ حلل ورم الطحال. وَقُوَّة الْأسود مثل ذَلِك.

قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه يجلو الْبَصَر وَإنَّهُ جيد للدمعة وَلَا يجفف الْعين تجفيفا قَوِيا. بومة قَالَ ج: دم البومة يشفي بعض أَصْنَاف ضيق النَّفس. واستعماله غَايَة الْفقر إِلَى الْأَدْوِيَة. بُسْتَان أبروز هَكَذَا ذكره فِي الْكتاب برطانيقي وأصبته فِي البث مُفَسرًا: بُسْتَان ابروز. وَقَالَ فِيهِ ج: إِن قُوَّة هَذَا النَّبَات قابضة تدمل الخراجات وَهُوَ فِي مِثَال ورق الحماض الْبري إِلَّا أَنه يضْرب إِلَى السوَاد أَكثر مِنْهُ. والعصارة الَّتِي تكون مِنْهُ تقبض كقبض الْوَرق وَمن أجل ذَلِك يطْبخ وَيُؤْخَذ مَاؤُهُ ويحفظ لِأَنَّهُ دَوَاء نَافِع لقروح الْفَم وَهُوَ مَعَ ذَلِك يشفي القروح المتعفنة. بقرة قَالَ ديسقوريدوس: بولها إِذا سحق بالمر وقطر فِي الْأذن سكن الوجع. قُرُونهَا قَالَ بولس: مَتى أحرقت قُرُونهَا وشربت مَعَ المَاء حبست نفث الدَّم. دَمهَا قَالَ د: مَتى تضمد بِهِ حارا مَعَ السويق لين الأورام الصلبة. زبلها وَقَالَ ج: لَا يجب أَن تدع أدوية الطِّبّ من هَذَا وتستعمل هَذَا وَإِن كَانَ قد نَفْعل ذَلِك. زبلها قَالَ د: أخثاء الْبَقر الراعية إِن وضعت سَاعَة تروثها على الأورام الحارة الْعَارِضَة من الخراجات سكنها وَمَتى صودفت غير حارة فَتلف فِي ورق وتسخن وتوضع عَلَيْهِ. وينفع نفعا بَينا من عرق النسا إِذا تضمد بِهِ وَهُوَ سخن. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ خل حل الْخَنَازِير والأورام الصلبة والكائنة فِي اللَّحْم الرخو. وأخثاء الْبَقر خَاصَّة إِذا تبخر بِهِ أصلح حَال الرَّحِم الناتئة. وَإِذا بخر بِهِ طرد البق. وَقَالَ جالينوس: إِنَّه نَافِع من لذع الزنابير ويطلي بِهِ بطُون المستسقين. وَقد ذكرنَا مَا قَالَ فِيهِ أَيْضا فِي ذكر الْبَوْل فاقرأه. وَقَالَ فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِنَّه مَتى أحرق بعد التجفيف وَسقي مِنْهُ المستسقي نفع نفعا بَينا. مرارها قَالَ د: مرار الثور يتحنك بِهِ مَعَ الْعَسَل للخناق وَيُبرئ قُرُوح الْمعدة. وَإِذا خلط بِلَبن الْمعز أَو امْرَأَة وقطر فِي الْأذن الَّتِي يسيل مِنْهَا الْقَيْح أبرأها. ويخلط بِمَاء الكراث ويقطر فِي الْأذن للطنين. . وَيَقَع فِي المراهم الْمَانِعَة للحمرة من الخراجات واللطوخات الَّتِي تَنْفَع من نهش الْهَوَام.) وَمَتى خلط بِعَسَل صلح للقروح الخبيثة ووجع الْفروج وَالذكر وَالْجَلد الَّذِي يحوي البيضتين. وَمَتى خلط بالنطرون أَو بالقيموليا أَبْرَأ الجرب المتقرح ونخالة الرَّأْس برءا حسنا.

قرنه، قَالَ: برادة قرن الثور مَتى شربت لالماء حبست الرعاف. وَكَذَلِكَ تفعل عِظَام فَخذيهِ وَرُبمَا حبست الْبَطن. قَالَ ذَلِك فِي الترياق إِلَى قَيْصر. كَعبه وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب: إِن كَعْب الْبَقر مَتى أحرق وسحق بِالْخمرِ نفع من وجع الْأَسْنَان. وَإِذا شرب مَعَ عسل استفرغ حب القرع من الْبَطن. وَمَتى شرب بالسكنجبين أذاب الطحال الْعَظِيم. وَهُوَ مهيج للباه أَيْضا. زبله قَالَ ماسرجويه: مَتى طلي زبل الْبَقر على الرّكْبَة بعد سحقه بخل نفع جدا من ألمها. وَذَلِكَ مَتى طلي على لذع الزنابير. بَوْله قَالَ: بَوْل الْبَقر نَافِع من وجع المقعدة والنواصير إِذا قعد فِيهِ. لَحْمه قَالَ أبقراط فِي كتاب مَاء الشّعير: لَيْسَ لحم أقوى وَلَا أطيب من لحم الْبَقر وَإِنَّمَا يضر من لم يقو على هضمه فَإِذا انهضم إِذا غذَاء كثيرا حسنا غليظا. وأجوده مَا أجيد طبخه وأطيل فان طول الطَّبْخ بهيئه بِسُرْعَة الهضم. قَالَت الخوز: زبل الْبَقر نَافِع جدا للذع الزنبور والنحل إِذا طلي عَلَيْهِ وَهُوَ نَافِع لوجع الرّكْبَة إِذا طلي عَلَيْهَا يخرج الوجع إِلَى خَارج. سمومه قَالَ: دم الثور الطري مَتى شرب قتل بالخنق وضيق النَّفس. وَهَذَا بقيء. بقلة حمقاء قَالَ فِيهَا د: إِن قوتها قابضة وَإِذا تضمد بهَا مَعَ سويق الشّعير نَفَعت من الصداع وأورام الْعين الحارة وَسَائِر الأورام الحارة والالتهاب الْعَارِض فِي الْمعدة والحمرة ووجع المثانة وتسكن الضرس والتهاب الأمعاء وسيلان الفضول إِلَيْهَا. وَتَنْفَع من لذع الكلى والمثانة وتضعف شَهْوَة الباه وَكَذَلِكَ مَاؤُهَا إِذا شرب. وَينْتَفع بهَا للحيات والدود وَنَفث الدَّم من الصَّدْر وقرحة المعي والبواسير الدامية. وَيدخل فِي الإكحال والحقن لسيلان الْموَاد إِلَى المعي ولحرقة الرَّحِم. ويخلط بدهن ورد وَيُوضَع على الرَّأْس للصداع الْعَارِض من الشَّمْس ويخلط بِالشرابِ وَيغسل بهَا الرَّأْس للبثور الْعَارِضَة فِيهِ. ويتضمد بهَا مَعَ سويق الشّعير للأورام الحارة الَّتِي يتخوف عَلَيْهَا الْفساد. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّهَا بَارِدَة مائية المزاج وفيهَا أَيْضا قبض يسير وَلذَلِك صَارَت تمنع الْموَاد المتجلبة والنزلات وخاصة مَا كَانَ مِنْهَا مائلا إِلَى المرارة والحرارة مَعَ أَنَّهَا تغير هَذِه الْموَاد وتحيل مزاجها وتبرد تبريدا شَدِيدا حَتَّى تبلغ الثَّالِثَة وترطب فِي الثَّانِيَة وَلذَلِك هِيَ من أَنْفَع الْأَشْيَاء كلهَا لمن يجد لهيبا وتوقدا مَتى وضعت على فَم معدته وعَلى مَا دون الشراسيف مِنْهُ. وَهِي مَعَ هَذَا تشفي الضرس لِأَنَّهَا تلين وتملأ الخشونة الَّتِي عرضت لَهَا من ملاقاة الطعوم الخشنة بِسَبَب مَا لَهَا من اللزوجة.

وعصارة هَذِه البقلة قوتها على مَا وَصفنَا فَهِيَ لذَلِك تبرد من دَاخل وَمن خَارج والبقلة أَيْضا تفعل ذَلِك. وَمن أجل مَا هِيَ عَلَيْهِ من الْقَبْض هِيَ مُوَافقَة لمن بِهِ قرحَة فِي المعي إِذا أكلت ولنزف الدَّم ونفثه وعصارته أقوى وأبلغ فِي هَذِه الْمَوَاضِع. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن غذاءها قَلِيل وَذَلِكَ الْقَلِيل أَيْضا رطب بَارِد لزج وَأما على طَرِيق الدَّوَاء فتسكن الضرس من أجل اللزوجة الَّتِي لَا لذع مَعهَا. وَقَالَ روفس: إِنَّهَا تبرد الْجِسْم وتفسد الْبَصَر. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِنَّهَا بَارِدَة محدثة للغشاوة فِي الْعين مَانِعَة من الْقَيْء.) وَقَالَ اريباسيوس: إِنَّهَا بَارِدَة جدا ورطوبتها كَافِيَة وفيهَا قبض يسير وَلذَلِك صَارَت تدفع سيلان الْموَاد المرية الحادة وَتغَير مَعَ ذَلِك كيفيتها وتبردها تبريدا قَوِيا وَلذَلِك صَارَت تَنْفَع الَّذين بهم التهاب أَكثر من جَمِيع الْأَشْيَاء مَتى وضعت على فَم الْمعدة وعَلى الْمَوَاضِع الَّتِي تَحت الأضلاع وَهِي نافعة من الضرس. وَفعل عصارتها كفعلها حَتَّى أَنَّهَا لَيست إِنَّمَا تطفيء وتبرد. من خَارج بل وَإِذا شربت وَهِي من أجل مَا فِيهَا من الْقَبْض طَعَام مُوَافق لأَصْحَاب اخْتِلَاف الدَّم ودرور الطمث وَقذف الدَّم. وعصارتها فِي هَذِه الْأَفْعَال أقوى كثيرا. وَقَالَ بولس: إِنَّهَا بَارِدَة فِي الثَّالِثَة رطبَة فِي الثَّانِيَة وَمن هَهُنَا صَارَت تَنْفَع من بِهِ حرارة مفرطة إِذا وضعت على الْبَطن وتدفع السيلان وَتذهب بالضرس وَتَنْفَع من دوشنطاريا ونزف الدَّم بقبضها. قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّهَا بَارِدَة فِي الثَّالِثَة رطبَة فِي الثَّانِيَة نافعة من الْقَيْء الصفراوي الْعَارِض من أجل الْمعدة والأمعاء ووجع الكلى والمثانة وَمَا يحدث فِيهَا من اللذع والحرارة وَمن القروح والأوجاع الحارة والحميات المزمنة المستحكمة قَاطِعَة لشَهْوَة الباه صَالِحَة لنفث الدَّم بِيَسِير عفوصتها. وماؤها يخرج حب القرع. وَمَتى دقَّتْ وضمد بهَا اليافوخ أذهبت الصداع الْحَار. وخاصتها قطع شَهْوَة البا وخلطها حميد. قَالَ أَبُو جريج: البقلة الحمقاء بَارِدَة وفيهَا يبس من أجل حمضتها ورطوبة من أجل لزوجتها وَمَتى احتقن بعصيرها من غير أَن يغلي نفع من الإسهال الصفراوي وقمع الفضول وَأمْسك الْبَطن. وتطفيء الورم الْحَار فِي الْبَطن وتسكن الصداع مَتى ضمد بهَا.

وبزرها غير مقلو يدر الْبَوْل ويسهل الْبَطن وينفع من بَدْء الْحَصَى. وَمَتى شربت مقلوة عقلت الْبَطن وعزت المعي. وَقَالَ مسيح: إِن الثآليل مَتى دلكت بالبقلة الحمقاء ذهبت. لي أَحسب أَن هَذَا يُرَاد بِهِ اليتوع الْمُشبه بالبقلة الحمقاء اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تفعل ذَلِك بِخَاصَّة.) ماسرجويه قَالَ: يزِيد فِي الباه للدونة الَّتِي فِيهَا وينفع من القلاع فِي فَم الصَّبِي. باذاورد قَالَ فِيهِ ديسقوريدوس: إِن أَصله إِذا شرب صلح لنفث الدَّم ووجع الْمعدة والإسهال المزمن ويدر الْبَوْل. وتضمد بِهِ الأورام البلغمية. وطبيخه جيد لوجع الْأَسْنَان إِذا تمضمض بِهِ. وبزره ينفع الصّبيان الَّذين يعرض لَهُم فَسَاد فِي حركات العضل مَتى شربوه ونهش الْهَوَام. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: أصل هَذَا النَّبَات مجفف يقبض قبضا معتدلا وَلذَلِك صَار نَافِعًا من وَمَتى وضع من خَارج كالضماد أضمر الأورام الرخوة ونفع أَيْضا من وجع الْأَسْنَان مَتى تمضمض بطبيخه. وَقُوَّة بزره أَيْضا لَطِيفَة حارة وَلذَلِك صَار نَافِعًا إِذا شرب من التشنج. وَقَالَ بديغورس: خاصته التَّحْلِيل والإذابة وتنقية الحمي الحديدة. قَالَ اريباسيوس: أَصله يجفف تجفيفا سَاكِنا يَسِيرا ويبرد وَمن أجل ذَلِك هُوَ نَافِع للإسهال الَّذِي من أجل عِلّة فِي الْمعدة وَيقطع قذف الدَّم. وَإِذا ضمد بِهِ للتهبج أضمره. وَمَتى تمضمض بِالْمَاءِ الَّذِي يطْبخ فِيهِ سكن وجع الْأَسْنَان. وَقُوَّة بزره حارة لَطِيفَة تَنْفَع من يعرض لَهُ التشنج إِذا شرب. قَالَ ماسرجويه: إِنَّه بَارِد فِي الأولى وَفِيه لطاقة وَتَحْلِيل هُوَ نَافِع من الحميات العتيقة الكائنة من الرُّطُوبَة وَضعف الْمعدة وَمن وجع الْأَسْنَان وَمن لذع الْهَوَام إِذا دق وَوضع عَلَيْهِ. قَالَ ابْن ماسة: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة نَافِع من الحميات العتيقة الكائنة فِي الْعُرُوق الْعسرَة. وَقَالَ عِيسَى: قد امتحنت حرارته فرأيته يسخن. باقلي قَالَ د: هُوَ مولد للرياح والنفخ عسر الانهضام تعرض مِنْهُ أَحْلَام ردية وَيصْلح للسعال وَيزِيد وَمَتى طبخ بخل وَمَاء وَأكل بقشره قطع الإسهال الْعَارِض من قرحَة الإمعاء والإسهال المزمن الَّذِي لَا قرحَة مَعَه والقيء. وَمَتى غلي بِالْمَاءِ وهريق ذَلِك المَاء عَنهُ وصب عَلَيْهِ مَاء آخر وَأتم نضجه بِهِ كَانَ أقل لنفخه. والْحَدِيث أردأ للمعدة وَأكْثر نفخا.

ودقيق الباقلي إِذا تضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ السويق سكن الورم الْحَار الْعَارِض من ضَرْبَة ونفع أورام الثدي الَّتِي ينْعَقد فِيهَا اللَّبن. وَإِذا خلط بدقيق الحلبة وَعسل حلل الدماميل والأورام الْعَارِضَة فِي أصُول الآذان وَمَا يعرض تَحت الْعين من ضَرْبَة وكمودة لون الْموضع. وَمَتى خلط بالورد والكندر وَبَيَاض الْبيض نفع من نتو الحدقة خَاصَّة. ونتو الْعين جملَة. وَإِذا عجن بِالشرابِ نفع من اتساع ثقب الحدقة وأورام الْعين الحارة الَّتِي تحدث من ضَرْبَة. وَقد يقشر وينقع وَيُوضَع على الجبين لقطع سيلان الفضول إِلَى الْعين. وَإِذا طبخ بِالشرابِ أَبْرَأ أورام الْحمرَة. وَإِذا ضمدت بِهِ عانات الصّبيان أَبْطَأَ بهم الِاحْتِلَام. ويجلو البهق عَن الْوَجْه. وَإِذا ضمد بقشره الْمَوَاضِع الَّتِي ينْبت فِيهَا الشّعْر كَانَ نَبَاته فِيهَا رَقِيقا ضئيلا. وَإِذا خلط بدقيق الباقلي سويق الشّعير وشب يمَان وزيت عَتيق وتضمد بِهِ حل الْخَنَازِير. وَإِذا قشر وشق بنصفين وَوضعت أنصافه على الْمَوَاضِع الَّتِي يعلق عَلَيْهَا العلق قطع نزف الدَّم مِنْهَا بعد أَخذ العلق. باقلي قبْطِي: وَأما القبطي فقوته قابضة: جَيِّدَة للمعدة ودقيقه يُوَافق الإسهال المزمن والقروح فِي المعي وخاصة سويقه إِذا عمل مِنْهُ حسو. وقشره أقوى فعلا. وَالشَّيْء الْأَخْضَر الَّذِي فِي وَسطه الَّذِي طعمه مر إِذا سحق وخلط بدهن ورد وقطر فِي الْأذن سكن وجعها. وَقَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة: هَذَا فِي كيفياته جَمِيعًا قريب جدا من المزاج المعتدل أَعنِي فِي التجفيف والجلاء. وَفِي جرم الباقلي نَفسه من قُوَّة الْجلاء شَيْء يسير. فَأَما قشره فقوته قابضة لَا تجلو وَلذَلِك صَار قوم من الْأَطِبَّاء يطبخون الباقلي بقشره بخل) ويطعمونه صَاحب قرحَة المعي والاستطلاق والقيء هُوَ أَشد نفخة من كل طَعَام وأعسر انهضاما إِلَّا أَنه يعين فِي نفث الرُّطُوبَة من الصَّدْر والرية. وَمَتى تضمد بِهِ خَارِجا فانه يجفف تجفيفا لَا أَذَى مَعَه. وَقد استعملته مرَارًا كَثِيرَة فِي النقرس بعد طبخه بِالْمَاءِ وخلطت بِهِ شَحم الْخِنْزِير واستعملته فِي مداواة الفسوخ والقروح الْحَادِثَة فِي العصب بعد طبخ دقيقه بالعسل والخل وَوَضَعته وَوضعت أَيْضا دقيقه على الورم بِسَبَب ضَرْبَة وَهُوَ ضماد بليغ لورم الْأُنْثَيَيْنِ والثديين وَذَلِكَ أَن هَذِه الْأَعْضَاء تستريح إِلَى الْأَشْيَاء المبردة باعتدال مَتى تورمت وخاصة إِن كَانَ ورم الثدي حدث من لبن تجبن فِيهِ فان هَذَا الضماد يقطع اللَّبن. وَكَذَلِكَ أَيْضا مَتى ضمدت عانات الصّبيان بدقيق الفول أَقَامُوا مُدَّة طَوِيلَة لَا ينْبت لَهُم فِيهَا شعر.

وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء لَهُ: الباقلي لَيْسَ يتَوَلَّد مِنْهُ لحم ملزز كثيف كَاللَّحْمِ الْمُتَوَلد من لحم الْخِنْزِير بل لحم رخو متخلخل وَهُوَ نافخ وَلَا يَنْفَكّ من النفخة وَلَو أَكثر طبخه وَأكْثر مَا ينْفخ إِذا لم يكن مُحكم النضج وَلمن لم يعتده. وجوهره سخيف خَفِيف يجلو بعض الْجلاء وَلذَلِك ينقي دَقِيق الباقلي الْبدن ويجلو عَنهُ الْوَسخ ويطلى على الْوَجْه فِي الْغمر وَذَلِكَ أَنه يقْلع الكلف والنمش. وَلما كَانَت فِيهِ هَذِه الْقُوَّة صَار لَا يبطئ فِي الْبَطن كالأطعمة الغليظة الَّتِي لَيْسَ مَعهَا شَيْء من الْجلاء أصلا بِمَنْزِلَة الخندروس والسميذ المنقى من النخالة والنشا. وَإِذا قلى الباقلي قلت نفخته إِلَّا أَنه يكون عسر الانهضام جدا ويولد خلطا غليظا. وَأما الباقلي الرطب فانه يغذو غذَاء أرطب ويولد فضلا أَكثر مِنْهُ وَهُوَ يَابِس وغذاؤه قَلِيل إِلَّا أَن انحداره سريع. وَلَيْسَ توليده للفضول فِي المعي فَقَط لَكِن فِي الْأَعْضَاء اً لية فعالج نفخته بالأشياء المسخنة الملطفة كَمَا تعالج جَمِيع الْأَشْيَاء النافخة. والباقلي الْمصْرِيّ أرطب فتوليده للفضول أَكثر من أجل ذَلِك وغذاؤه أقل وانحداره أسْرع. وَقَالَ فِي كتاب الكيموس: إِنَّه لَوْلَا أَن الباقلي ينْفخ لَقلت فِيهِ كَقَوْلي فِي الشّعير لِأَنَّهُ لَيْسَ بردئ الكيموس وَلَا يُولد السدد وَهَذَانِ الْأَمْرَانِ هما جَمِيعًا حَال الْأَطْعِمَة الحافظة للصِّحَّة. وَإِنَّمَا صَار كَذَلِك لِأَن قوته تجلو.) وَقَالَ روفس فِي الباقلي: الباقلي وحساؤه يغذوان غذَاء كثيرا وينفخان الْبَطن والشراسيف. قَالَ أريباسيوس: إِنَّه قريب من المزاج الْمُتَوَسّط جدا وَفِيه شَيْء يسير من الْجلاء وَالْقَبْض وَإِذا وضع خَارِجا يجفف من غير أَذَى. وَيجب إِذا اسْتعْمل فِي علاج النقرس أَن يطْبخ ويخلط مَعَه شَحم الْخِنْزِير. فَأَما فِي علاج البرص والقروح الَّتِي تحدث فِي العصب فَيجب أَن يوضع عَلَيْهَا دَقِيق الباقلي معجونا بِعَسَل وَيجْعَل على الْموضع الَّذِي قد تورم من أجل الضَّرْبَة مَعَ سويق الشّعير. وَقد يتَّخذ من الباقلي ضماد نَافِع للأنثيين والثديين وَذَلِكَ أَن هَذِه الْأَعْضَاء تنْتَفع بالتبريد السَّاكِن إِذا كَانَ فِيهَا ورم حَار وخاصة إِذا كَانَ تورم الثديين عَن لبن قد تجبن وَهَذَا اللَّبن إِذا كثر تجبن وتورم مِنْهُ الثدي فَهَذَا الضماد ينقص اللَّبن أَيْضا. وَيمْنَع نَبَات الشّعْر فِي عانات الصّبيان زَمَانا طَويلا. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِن الْيَابِس مِنْهُ بَارِد فِي آخر الأولى يَابِس فِي وَسطهَا. وَالرّطب مِنْهُ بَارِد رطب قَلِيل الْغذَاء بِالْإِضَافَة إِلَى الْيَابِس بطيء الهضم كثير النفخ. فان طبخ قلت نفخته وَكَذَلِكَ إِذا أنقع وشوي على الْجَمْر. وَمن أَحْمد تَدْبيره وَإِن كَانَ لَا يسلم من نفخته إطالة إنقاعه وطبخه حَتَّى يتهرأ.

وَأكله بالفلفل والكمون وَالْملح والحلتيت وَلَيْسَ الْخَلْط الْمُتَوَلد مِنْهُ برديء وَلَا يُورث السدد. وَهُوَ يجلو جلاء حسنا وَلَيْسَ ذَلِك فِي قشره لِأَن فِيهِ عفوصة شَدِيدَة. وَلَوْلَا مَا فِي الباقلي من توليد النفخ لَكَانَ شَبِيها بِمَاء الشّعير وَهُوَ نَافِع من السعال ووجع الصَّدْر الْعَارِض من حرارة ويبس وخاصة إِذا اتخذ مِنْهُ حساء. وَمَتى طبخ كَمَا هُوَ بِمَاء وخل خمر وَأكل نفع من وجع المعي وعقل الْبَطن وَمنع الْقَيْء. والمصري أرطب لرطوبة مصر دَائِما. من كتاب بوينوس فِي الفلاحة: الباقلي يوهن فكر آكله وَيمْنَع من رُؤْيَة الأحلام الصادقة لِأَنَّهُ يُولد رياحا كَثِيرَة. وَمَتى أطْعم مِنْهُ الدَّجَاج كثيرا قطع بيضه وَلم يبض. وَقَالَ ماسرجويه: دهن الباقلي ينقي الصَّدْر والرئة. وَمَتى طلي بِهِ مَوضِع حلق الشّعْر مِنْهُ مَرَّات منع من نَبَاته. وينقي الكلف. بَوْل قَالَ د: أما بَوْل الْإِنْسَان فانه مَتى شرب نفع من نهشة الأفعى والأدوية القتالة وَابْتِدَاء الحبن. وَإِذا صب على نهش هوَام الْبَحْر نفع. وَمَتى خلط النطرون وصب على عضة الْكَلْب نفع. وينفع الجرب المتقرح والحكة ويجلوها. وَالْبَوْل الْمُعْتق أَشد جلاء من غَيره مِمَّا لم يعْتق. وَهُوَ جيد للقروح الخبيثة الَّتِي تسْعَى. ويحتقن بِهِ فِي القروح الخبيثة فَيمْنَع من السَّعْي. وَيقطع سيلان الْقَيْح من الآذان. وَإِذا سحق فِي قشر رمان وقطر فِيهَا أخرج الدُّود المتولدة فِيهَا. وَبَوْل الصّبيان إِذا لم يحتلموا مَتى تحسى وَافق عسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب. وَمَتى طبخ فِي إِنَاء نُحَاس مَعَ عسل جلا الْبيَاض الْعَارِض فِي الْعين من اندمال القروح. وعكر الْبَوْل مَتى لطخ على الْحمرَة سكنها. وَإِذا أغْلى مَعَ دهن حناء وَاحْتمل سكن أوجاع الرَّحِم الَّتِي تورث الاختناق. ويجلو الجفون وَالْبَيَاض الْعَارِض فِي الْعين من اندمال الْقرح. وَبَوْل الْخِنْزِير الْبري لَهُ قُوَّة بَوْل الثور غير أَن لَهُ خَاصَّة: مَتى شرب فتت الْحَصَى المتولدة فِي المثانة ويبوله مَتى شرب مِنْهُ قوانوش. وَبَوْل الْمعز: مَتى شرب بسنبل الطّيب فِي كل يَوْم مَعَ قوانوشي مَاء حط الْجُبْن اللحمي وَأخرجه بالبول والإسهال. وَإِذا قطر فِي الْأذن سكن الوجع. وَبَوْل الْحمار: جيد لوجع الكلى. قَالَ جالينوس: كل بَوْل فقوته حارة إِلَّا أَنَّهَا تخْتَلف بِحَسب اخْتِلَاف الْحَيَوَان وَبَوْل

الْإِنْسَان يكَاد يكون أَضْعَف من كل بَوْل خلا أَبْوَال الْخَنَازِير الْأَهْلِيَّة الخصيان. ويمكنك تعرف قُوَّة الْبَوْل من رِيحه. وَفِي بَوْل الْإِنْسَان من قُوَّة الْجلاء أَكثر مِمَّا فِي غَيره من الأبوال وَدَلِيل ذَلِك مَا يَفْعَله القصارون فانهم يقطعون بِهِ وسخ الثِّيَاب وَلذَلِك ينطله الْأَطِبَّاء على الجرب وعَلى الْعلَّة الَّتِي يتقشر فِيهَا الْجلد فيشفي هَاتين العلتين وينطلونه أَيْضا على الْجِرَاحَات المملوءة من الرُّطُوبَة الْكَثِيرَة الْوَسخ وخاصة إِن كَانَ فِيهَا شَيْء قد تعفن. وَإِذا كَانَ فِي الْعَانَة مثل هَذِه الْعلَّة نقوها بالبول ويداوون بِهِ أَيْضا الْأذن الَّتِي يجْرِي مِنْهَا الْمدَّة والسعفة والحزاز فيبرئها. وَأما أَنا فَلَا أفعل ذَلِك لِأَن لي أدوية كَثِيرَة) تنوب عَن ذَلِك. فَأَما الخراجات الْحَادِثَة فِي الرجل وخاصة مَا كَانَ مِنْهَا إِنَّمَا يحدث عَن عَثْرَة فانها مَتى كَانَت خلوا من الورم فقد أبرأتها مرَارًا كَثِيرَة حِين حدثت فِي الْأَبدَان الصلبة بِأَن لففت عَلَيْهَا طاقات خرق وأمرتهم بالبول عَلَيْهَا دَائِما مَتى أَرَادوا الْبَوْل وَلَا يحلوه حَتَّى يبرأوا برءا تَاما. وَقد ذكر قوم من الْأَطِبَّاء أَن الثفل الراسب فِي الْبَوْل إِذا كَانَ ثخينا أَبيض تَبرأ بِهِ الأورام الْمَعْرُوفَة بالحمرة. وَأَنا أَقُول: إِن الْحمرَة مَتى كَانَت فِي ابتدائها وَكَانَت حمرَة بِالْحَقِيقَةِ فَلَيْسَ يُمكن برؤها بِشَيْء من الْأَدْوِيَة الحارة فَأَما الْحمرَة الَّتِي قد سكن لهيبها فَلَيْسَ الثفل الراسب فِي الْبَوْل فَقَط ينفعها بل كثير من الْأَدْوِيَة المحللة الْأُخَر. وَأما شرب أَبْوَال الْأَطْفَال من أجل نفس الانتصاب فَلَيْسَ هُوَ بِشَيْء لَا بُد مِنْهُ ضَرُورَة إِذْ كَانَت لهَذِهِ الْعلَّة أدوية كَثِيرَة نافعة وَقد شرب من هَذَا الْبَوْل فنفع من هَذِه الْعلَّة وَلَيْسَ بِأَفْضَل من غَيره من الْأَدْوِيَة. وَقَالَ بولس: بَوْل مَا خصى من الْحَيَوَان ضَعِيف لَا حِدة لَهُ. بَان دهنه قَالَ د: لدهن البان قُوَّة تجلو مَا يظْهر فِي الْوَجْه من الْآثَار الْعَارِضَة من فضول الْجِسْم والرطوبة اللبنية والثآليل والْآثَار السود الْعَارِضَة من اندمال القروح ويسهل الْبَطن وَهُوَ رَدِيء حبه: وَإِذا شرب من حبه درخمي وَاحِد مسحوق وَأخذ بخل وَمَاء أذبل الطحال. ويضمد بِهِ الطحال أَيْضا مَعَ دَقِيق الشيلم وَمَاء القراطن. ويضمد بِهِ النقرس. وَمَتى اسْتعْمل بالخل أذهب الجرب المتقرح وَالَّذِي لَيْسَ بمتقرح والبهق والْآثَار السود الْعَارِضَة من اندمال القروح. وَإِذا اسْتعْمل بالبول قلع البثور اللبنية والثآليل الَّتِي يُقَال لَهَا انثبو والكلف والبثور الْعَارِضَة فِي الْوَجْه. وَمَتى شرب بأدرومالي أهاج الْقَيْء وأسهل الْبَطن وَهُوَ ردئ للمعدة جدا. ودهنه أَيْضا يسهل الْبَطن. وقشره أَشد قبضا. وثجيره إِذا اعتصر دهنه يدْخل فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل للخشونة والحكة.

حبه قَالَ ج: فِي السَّادِسَة وَحب البان جوهره جَوْهَر حَار. فَأَما ثجيره الَّذِي يبْقى بعد اسْتِخْرَاج دهنه فالمرارة فِيهِ أَكثر ويخالط ذَلِك قبض أَيْضا وَلذَلِك) صَار قطاعا جماعا كانزا وَلذَلِك ينفع الكلف والنمش والبرش الْكَائِن فِي الْوَجْه والجرب والحكة وتقشر الْجلد ويلطف صلابة الكبد وَالطحَال. وَمَتى شرب من عصارته مِثْقَال وَاحِد بِعَسَل وَمَاء أهاج القئ الْكثير وأسهل إسهالا لَيْسَ بالدون وَلذَلِك مَتى استعملناه وَنحن نُرِيد بِهِ تنقية بعض الْأَعْضَاء وخاصة الْبَاطِنَة كالكبد وَمَتى استعملناه ضمادا بخل كَانَ أَكثر جلاء حَتَّى أَنه يجلو الجرب وتقرح الْجلد ويجلو أَكثر من جلائه لهذين الكلف والبهق والسعفة والنمش والبرش والبثور المتقرحة وَجَمِيع الأدواء المتولدة عَن الأخلاط الغليظة ويقلع آثَار القروح. وَيجب إِذا اسْتعْمل فِي علاج الطحال أَن يخلط مَعَ بعض أَنْوَاع الدَّقِيق المجفف كدقيق الكرسنة أَو دَقِيق أصل السوسن. وقوته قُوَّة تجلو وتقطع الْأَشْيَاء الغليظة مَعَ شَيْء من قبض. قشر حب البان الْخَارِج: فَأَما قشر حب البان الخارد فَقَبضهُ أَكثر جدا وَلذَلِك قد يسْتَعْمل فِي الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج إِلَى قبض كثير. ودهن حب البان قَابض. قَالَ بولس: أما دَاخل حب البان الَّذِي هُوَ كلحمه فَلهُ قُوَّة منقية تقطع مَعَ قبض وَلذَلِك مَتى شرب مِنْهُ وزن دِرْهَم بشراب الْعَسَل حرك القئ وأسهل الْبَطن وَإِذا شرب مَعَ خل وَمَاء نفع من سدد الأحشاء: وَهُوَ نَافِع ينقي الْجلد أَيْضا إِذا خلط مَعَ خل. وَأما قشره فانه يقبض جدا. قَالَ سلمويه: إِن حب البان يشد اللثة وَيقطع الرعاف ويلحم القروح. وأصل شجرته إِذا طبخ وتمضمض بِهِ نفع من وجع الْأَسْنَان. وعصيره وبزره نَافِع من وجع الكلى والكبد. قَالَ القلهمان: دهن البان ملين للعصب الجاسي جدا. بسقوريدون د: دَوَاء مَعْمُول لَهُ قُوَّة يفعل بهَا مَا يَفْعَله القلقطار وَهُوَ حَار. بشقيق وَيُسمى أَيْضا بساموس وَمن النَّاس من يُسَمِّيه دنقوانامرس. قَالَ د: إِنَّه يُؤْتى بِهِ من بِلَاد الْهِنْد وَهُوَ شَبيه بالقشور كَأَنَّهُ شجر التوت يدهن بِهِ لطيب رَائِحَته وينفع إِذا بخر بِهِ انضمام فَم الرَّحِم. بابلص قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: وَهُوَ الَّذِي يُسمى خشخاشا زبديا وَهَذَا يسهل كاسهال اليتوع وَهُوَ مثله فِي جَمِيع خصاله.

ببلين وَهُوَ الفرفخ الْبري قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه كاليتوع وبزره نَارِي مسهل. باريقوطن قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: بزر هَذَا النَّبَات وورقه يقطع ويسخن حَتَّى أَنه يَبُول الدَّم مَتى أَكثر مِنْهُ. وَهُوَ نَافِع للطحولين ولأصحاب ضيق النَّفس. والشربة المعتدلة مِثْقَال بشراب. ويجفف المنى. ود يزْعم أَنه قد جرب أَنه مَتى شرب مِنْهُ إِنْسَان سَبْعَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا جعله عقيما لَا يُولد لَهُ الْبَتَّةَ ويبول مِنْهُ أول مَا يشربه بولا دمويا. باطانيس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هُوَ فِي الثَّالِثَة من الإسخان وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي مداواة القروح الخبيثة والأكلة. بطارميقي قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: زهرَة هَذَا النَّبَات معطسة. وَمَتى اتخذ مِنْهُ ضماد حلل النمش وآثار الدَّم الْمَيِّت تَحت الْجلد. وَذَلِكَ أَنه حَار يَابِس. بقيوميون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هَذِه تحلل وتجذب وطعمها حريف وورقه مُحَلل للخراجات والثآليل المنكوسة. وثمرته أقوى من ورقه. وَهِي أَجود مَتى خلط بِهِ دَقِيق الشّعير وَجعل مِنْهُ ضماد وشأنها جذب السلاء. وَأَصلهَا مسهل مَعَ ذَلِك صفراء. بزركتان بيوليون قَالَ جالينوس فِي الثَّامِنَة: أصل هَذَا النَّبَات حاد الطّعْم حَار فِي الثَّالِثَة. باليطرون قَالَ ج فِي السَّادِسَة: ورقه كورق الكزبرة وقضبانه غِلَاظ كقضبان السذاب وقوته مجففة بِلَا لذع فَلذَلِك يدمل القروح المزمنة. بطراطيون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هُوَ شَبيه ببصل الفأر فِي قوته وطعمه وَيسْتَعْمل فِي جَمِيع أَفعاله بدله إِلَّا أَنه أَضْعَف مِنْهُ. باذروج د قَالَ: مَتى أَكثر من أكله أظلم الْبَصَر وأهاج الباه وَولد الرِّيَاح وأدر الْبَوْل وَاللَّبن وَهُوَ عسر الانهضام. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ السيكران ودهن ورد وخل نفع من الأورام الحارة. وَمَتى تضمد بِهِ وَحده نفع من لسع الْعَقْرَب والتنين البحري وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ شراب سكن ضَرْبَان الْعين. وماؤه يجلو ظلمَة الْبَصَر ويجفف الرطوبات السائلة إِلَى الْبَطن.

وبزره إِذا شرب نفع من يتَوَلَّد فِي بدنه السَّوْدَاء، وعسر الْبَوْل والنفخ. وَمَتى شم أحدث عطاسا وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: سكن العطاس. والباذروج أَيْضا يفعل ذَلِك. وَيَنْبَغِي أَن تغمض الْعَينَيْنِ فِي وَقت العطاس وتسد المنخرين. وَقُوَّة دهنه تشبه قُوَّة المرزنجوش إِلَّا أَنه أَضْعَف. قَالَ جالينوس فِي آخر الثَّامِنَة: هَذَا حَار فِي الثَّانِيَة وَفِيه رُطُوبَة فضلية وَلذَلِك لَيْسَ هُوَ بالنافع إِذا ورد الْجِسْم وَأما من خَارج فَهُوَ يحلل وينضج مَتى تضمد بِهِ. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء لَهُ: إِنَّه يُولد خلطا رديا. وَمَا قيل فِي توليده العقارب هُوَ كذب. ويضر الْمعدة وَهُوَ عسر الانهضام. وَقَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: الباذروج يَابِس ملهب مفن للرطوبة الَّتِي فِي الصَّدْر. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي آخر الأولى وَفِي رُطُوبَة فضلية من أجلهَا يسْرع العفن. وَإِن أَكثر مِنْهُ أورث فِي الْبَصَر ضعفا وجفف الرئة والصدر وأسهل الطبيعة وَولد نفخا وَهُوَ مدر للبول مكثر للبن عسر الانهضام سريع الْفساد والعفن. وبزره نَافِع من الصرع وتقطير الْبَوْل والمنى. وورقه وماؤه قَاطع للعطاس والرعاف مَتى قطر فِي) الْأنف أَو شم. وورقه أضرّ بالمعدة من بزره. وماؤه يحد الْبَصَر مَتى اكتحل بِهِ. وَقَالَ قسطس فِي كتاب الفلاحة: إِنَّه ينقص الذِّهْن جدا مَتى أَخذ غير أَن مَاءَهُ نَافِع للأطفال إِذا أَصَابَتْهُم الْحمى. وَقَالَ ابْن ماسه: إِنَّه حَار فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة رَدِيء للمعدة مجفف للرئة. وبزره جيد للتقطير. قَالَت الخوز: إِنَّه بَارِد رطب فِي الثَّانِيَة وَله غلظ وبزر كثير وَإِن عصارته مَعَ الكافور تقطع الرعاف. وَقَالَ حنين فِي أغذيته: إِن أبقراط قَالَ: الباذروج يَابِس حَابِس للبطن. قَالَ حنين: إِذا كَانَ جالينوس يَقُول: إِنَّهَا تطلق الْبَطن وأبقراط يَقُول: إِنَّهَا تعقله فَيُشبه أَن تكون لَهَا قوتان متضادتان فَمَتَى صادفت الْبَطن وَفِيه خلط معاون للاطلاق أطلقت وبالضد. بصل الفأر هُوَ العنصل. بازرد هُوَ القنة. بل بردى قَالَ د: يَسْتَعْمِلهُ الْأَطِبَّاء إِذا أَرَادوا فتح أَفْوَاه النواصير ويبلونه بِمَاء إِذا

أَرَادوا ذَلِك ويلفون عَلَيْهِ وَهُوَ رطب خرقَة كتَّان ويتركونه حَتَّى يجِف ثمَّ يدخلونه فِي الناصور فاذا دخل فِيهِ امْتَلَأَ رُطُوبَة وانتفخ وفتحه. وَأَصله يغذو غذَاء يَسِيرا مَتى مص. وَإِذا أحرق إِلَى أَن يصير رَمَادا وَاسْتعْمل رماده منع القروح الخبيثة الَّتِي فِي الْفَم وَسَائِر الْأَعْضَاء من السَّعْي. وتعمل مِنْهُ الْقَرَاطِيس والقرطاس المحرق أقوى فعلا مِنْهُ. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: مَتى أنقع البردي أَو الديس بخل وَمَاء أَو بشراب ثمَّ أحرق صَار دَوَاء مجففا على مِثَال القرطاس المحرق إِلَّا أَنه أَضْعَف فعلا. وَإِذا لف على الْجِرَاحَات الطرية كَمَا تدرو ألحمها. وَقَالَ بديغورس: خاصته قطع الدَّم مَتى أحرق. برباريس قد كتبناه فِي بَاب الْألف أمبرباريس. بلح ذَكرْنَاهُ مَعَ النّخل. قَالَ د: قوته مسخنة ملينة قابضة وثمرته مَتى شربت نَفَعت من نهش الْهَوَام وَالطحَال والحبن. وَمَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بشراب أدر اللَّبن والطمث ويضعف المنى ويثقل الرَّأْس ويسبت. وطبيخه مَتى جلس فِيهِ نفع من أوجاع الرَّحِم وأورامه الحارة. وثمره مَتى شرب مَعَ الفوتنج الْبري أَو تدخن بِهِ أَو احْتمل أدر الطمث. وَإِذا تضمد بِهِ أَبْرَأ من الصداع. وَقد يخلط بخل وزيت وَيصب على الرَّأْس لمن بِهِ ليثرغس وقرانيطس. وورقه مَتى تدخن بِهِ أَو افترش طرد الْهَوَام. وَمَتى تضمد بِهِ نفع من نهشها. وَإِذا خلط بِسمن وورق الْكَرم لين جساء الْأُنْثَيَيْنِ. وثمره إِذا تضمد بِهِ بِالْمَاءِ نفع من الوجع الْعَارِض من شقَاق المقعدة. وَإِذا خلط بالورق أَبْرَأ الخراجات والتواء الأعصاب. ويفرشه الْعباد لِأَنَّهُ يقطع شَهْوَة الْجِمَاع. وَيُقَال: إِنَّه من عمل عَصا مِنْهُ وتوكأ عَلَيْهَا منع من الحفاء. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن عيدانه لَا تدخل فِي شَيْء من أُمُور الطِّبّ وَأما ورقه وحبه فقوتهما حارة يابسة وجوهرهما لطيف وَذَلِكَ يظْهر فِي اسْتِعْمَالهَا وَمن ذوقهما أَيْضا فان فِي زهر هَذَا النَّبَات وورقه وثمرته حرافة وعفوصة قَلِيلا. وَحب الْفَقْد إِذا أكل نيا أسخن إسخانا بَينا وصدع فان قلي كَانَ تصديعه أقل. وَلَيْسَ يحدث حب الْفَقْد نفخة الْبَتَّةَ وخاصة المقلو مِنْهُ وَيقطع شَهْوَة الباه مَتى أكل مقلوا وَغير مقلو. وَيفْعل ذَلِك ورقه وورده وَقد وثق النَّاس بذلك مِنْهَا لِأَنَّهَا لَا تفعل ذَلِك مَتى أكلت بل وَإِذا افترشت.

وَمَعْلُوم من هَذِه الأفاعيل أَن البنجنكشت يسخن وَلَا يُولد رياحا اصلا وَهَذَا يدل على أَنه لطيف فِي غَايَة اللطافة وإحداثه الصداع لَيْسَ يكون من أَكثر مَا يتَوَلَّد عَنهُ من الرِّيَاح البخارية لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ ينْفخ الْبَطن ويهيج الباه كَالَّذي يفعل الجرجير لكنه لَيْسَ إِنَّمَا لَا يهيج) الْجِمَاع فَقَط بل قد يقطعهُ فتعلم من ذَلِك أَن قُوَّة الإسخان والتجفيف فِيهِ مثل قُوَّة السذاب وَلكنه لَيْسَ بمساو لَهُ بل هُوَ أقل مِنْهُ قَلِيلا فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا لِأَن السذاب أَكثر إسخانا وتجفيفا وَهُوَ أَيْضا مباين لَهُ فِي طعمه وَذَلِكَ أَن الفنجنكشت فِيهِ شَيْء من الْقَبْض يسير وَأما السذاب فَهُوَ إِذا كَانَ جافا كَانَ صَادِق المرارة حريفا وَإِذا كَانَ طريا فمرارته يسيرَة وَلَا قبض فِيهِ الْبَتَّةَ أَو عساه إِن كَانَ فَهُوَ شَيْء قَلِيل بِالْإِضَافَة إِلَى مَا فِي البنجنكشت فَمن أجل ذَلِك صَار البنجنكشت أَنْفَع للكبد وَالطحَال إِذا كَانَت فيهمَا سدد من برد من بزر السذاب ولنضعه بِحَسب هَذِه الْأَفْعَال فِي الدرجَة الثَّالِثَة من الْحر واليبس. وَإنَّهُ لكثير التلطيف. فَإِن من علم هَذَا من أمره ثمَّ يعلم الطَّرِيق الْمُؤَدِّي إِلَى حِيلَة الْبُرْء واستخرجه يجد من نَفسه: كَيفَ يدر الطمث إِن أَرَادَ إدراره بِهَذَا الدَّوَاء وَكَيف يحلل بِهِ الأورام الصلبة الْحَادِثَة فِي الْأَعْضَاء وَكَيف يحل بِهِ الإعياء إِذا عمل مِنْهُ مروخ مسخن. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن غذاءه يسير مجفف مسخن طارد للرياح والنفخ ويذهبها إذهابا قَوِيا وَلذَلِك هُوَ صَالح للْمَنْع من الْجِمَاع. اريباسيوس: إِن ورقه وزهره وثمره كل هَذِه حَار يَابِس فِي الْقُوَّة لَطِيفَة الْأَجْزَاء جدا يمْنَع شَهْوَة الباه لَيْسَ بِالْأَكْلِ فَقَط بل وبالافتراش أَيْضا تَحت من يعْنى بذلك. والبزر نَافِع ليسدد الكبد وَالطحَال. وبولس قَالَ مَعَ سَائِر مَا قَالَ جالينوس: إِن بزر البنجنكشت إِذا قلى كَانَ هضمه أسْرع. انْقَضى حرف الْبَاء.

باب التاء

3 - (بَاب التَّاء) تنوب قَالَ د: هُوَ شَجَرَة مَعْرُوفَة والقوفي وَهُوَ الْأرز هُوَ نوع مِنْهُ. وقشر كليهمَا يُوَافق الشجاج إِذا سحق وذر عَلَيْهَا. وَإِذا خلط بالمرداسنج ودقاق الكندر وَافق القروح الظَّاهِرَة فِي سطح الْجلد وَحرق النَّار. وَإِذا اسْتعْمل بموم مذاب بدهن الآس أدمل القروح الْعَارِضَة للبدن وَحرق النَّار. وَمَتى خلط بعد سحقه بقلقنت منع القروح النملية أَن تَنْتَشِر. وَمَتى تدخن بِهِ أخرج المشيمة والجنين. وَمَتى شرب عقل الْبَطن وَأمْسك الْبَوْل. وَمَتى دق ورق هَذِه الشَّجَرَة وتضمد بِهِ سكن الأورام الحارة وَمنع الخراجات الطرية أَن تنزف. وَمَتى طبخ بخل وتمضمض بِهِ حارا سكن وَجمع الْأَسْنَان. وَمَتى شرب مِنْهُ وزن دِرْهَم وَنصف بِمَاء أَو بِمَاء الْعَسَل وَافق من بكبده عِلّة. وَإِذا شقّ خَشَبَة وَقطع صغَارًا وطبخ بخل وَأمْسك طبيخه فِي الْفَم سكن وجع الْأَسْنَان. ودخانه يصلح للأكحال المحسنة لهدب الْعين وتساقط الأشفار والدمعة والمآفي المتأكلة. وَأما قضم قُرَيْش بزر شجر التنوب فقوته قابضة مسخنة إسخانا يَسِيرا ينفع من السعال ووجع الصَّدْر وَحده وَمَعَ الْعَسَل. وصمغ التنوب الرطب الَّذِي يُسمى لأركس فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع من السعال المزمن إِذا لعق وَحده. وَأما الزفت الرطب وَيكون من التنوب والأرز فَإِنَّهُ يصلح للأدوية القتالة. وَمَتى لعق مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف بِعَسَل كَانَ صَالحا لمن كَانَت فِي رئته قرحَة وَلمن فِي صَدره قيح وللسعال المزمن والربو. وَإِذا تحنك بِهِ كَانَ صَالحا للورم الَّذِي فِي العضل الَّذِي عَن جَنْبي الْحُلْقُوم ولورم اللهاة والخوانيق. وَمَتى اسْتعْمل بدهن الْورْد نفع من الرُّطُوبَة السائلة من الْأذن. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْملح كَانَ نَافِعًا من نهش الْهَوَام. وَإِذا خلط بِجُزْء مسَاوٍ لَهُ من الموم قلع الْآثَار الْبيض الَّتِي فِي الْأَظْفَار والقوابي وحلل الخراجات والصلابات الَّتِي فِي الرَّحِم والمقعدة. وَمَتى طبخ بدقيق الشّعير وَبَوْل صبي فتح الْخَنَازِير.

وَإِذا خلط بالكبريت أَو بقشر التوت أَو النخالة ولطخ بِهِ على النملة منعهَا من أَن تسْعَى. وَإِن) خلط بدقاق الكندر والموم ألحم القروح العتيقة. وَإِذا لطخ بِهِ مُفردا على الرجل والمقعدة وَافق الشقاق الَّذِي فيهمَا. وَإِذا خلط بالعسل نقي الْجِرَاحَات والقروح وَبني فِيهَا اللَّحْم. وَمَتى خلط بالزيت وَالْعَسَل قلع الخشكريشة الْعَارِضَة من الْجَمْر وعفونة القروح. ويخلط بالمراهم المعفنة. وَمَتى ضمد بِهِ فِي دَاء الثَّعْلَب أنبت الشّعْر فِيهِ. والدهن الَّذِي يجمع من الزفت مَتى طبخ وَيُسمى قسالاون يصلح لما يصلح لَهُ الزفت وهما جَمِيعًا يبرئان قُرُوح الْمَوَاشِي وجربها إِذا لطخا عَلَيْهَا. ودخان الزفت حَار قَابض يدْخل فِي الْأَدْوِيَة المحسنة لهدب الْعين وَالَّتِي تنْبت الأشفار المتناثرة والدمعة وَضعف الْعين والقروح فِيهَا. وَأما الزفت الْيَابِس وَهُوَ يكون من الرطب إِذا طبخ فَهُوَ مسخن ملين مفتح مُحَلل للخراجات والغدد المائلة إِلَى خَارج الكائنة من الصَّفْرَاء ولورم العضل. وَقَالَ جالينوس: إِن الزفت الْيَابِس يشفي القروح الْحَادِثَة فِي الْأَبدَان الَّتِي مزاجها حَار يَابِس ويهيج وينفر الَّتِي فِي الْأَبدَان اللينة. والدهن الَّذِي يكون من الزفت الرطب قريب من القطران. وَقَالَ فِيهِ فِي الثَّامِنَة حَيْثُ أفرد ذكره: إِن الْيَابِس يسخن ويجفف فِي الثَّالِثَة وتجفيفه أَكثر من إسخانه فَأَما الرطب فاسخانه أَكثر من تجفيفه وَفِيه شَيْء من اللطافة من أجلهَا صَار نَافِعًا والنوعان من الزفت جَمِيعًا فيهمَا شَيْء يجلو وَشَيْء ينضج وَشَيْء يحلل كَمَا أَنَّهُمَا عِنْد المذاق يُوجد فيهمَا شَيْء حريف حَار وَكَأَنَّهُ مر وَلذَلِك صَارا كِلَاهُمَا يقلعان الْأَظْفَار مَتى حدث فِيهَا الْبيَاض عِنْد مَا يخلطان بالشمع ويذهبان أَيْضا القواي وينضجان جَمِيع الأورام الصلبة الَّتِي لَا تنضج إِذا وَقعا فِي الأضمدة. واقواهما فِي هَذِه الْوُجُوه كلهَا الزفت الرطب. فَأَما الزفت الْيَابِس فَهُوَ فِي هَذِه الْخِصَال قَلِيل الْغناء وَهُوَ فِي إدمال الْجِرَاحَات ومواضع الضَّرْب أبلغ وأنفع وَهَذَا بِمَا يدل على أَنه يخالط الزفت الرطب شَيْء من رُطُوبَة حادة لَيست باليسيرة. فَأَما دهن الزفت الَّذِي يكون مِنْهُ فَهُوَ مثله إِلَّا أَن جوهره ألطف. وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي قضم قُرَيْش: إِن قوته منقية لِأَنَّهُ يقبض وَفِيه أَيْضا شَيْء من حِدة وحرافة مَعَ مرَارَة فَهُوَ لذَلِك نَافِع لما ينفث من الصَّدْر والرئة.)

وَقَالَ بديغورس: خَاصَّة الزفت التجفيف. وَقَالَ أريباسيوس فِي الزفت الرطب بعض قَول ج وَقَالَ فِي مَوضِع قذف الْمرة: ينفع الَّذين قد اجْتمعت فِي صُدُورهمْ مرّة. وَقَالَ بولس فِي الْجَمْر: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة وَلذَلِك يلصق الْجِرَاحَات الَّتِي بدمها. وَقَالَ: الزفت الْيَابِس يجفف فِي الثَّانِيَة ويسخن دونهَا. وَالرّطب على حَال فِيهِ إنضاج وَهُوَ يحلل وَفِيه حرافة وَلذَلِك يقْلع برص الْأَظْفَار وبياضها وينقي القوباء وينضج الأورام. والزفت الرطب أقوى من الْيَابِس حَتَّى أَنه نَافِع لأَصْحَاب السمنة وَمن بِهِ خراج فِي صفاق الْجنب إِذا خلط مَعَ فريبثا. والزفت الْيَابِس يلصق الْجِرَاحَات أَكثر من الرطب. وَقَالَ أَبُو جريج فِي الزفت: حَار يَابِس نَافِع من القروح ويجففها وينبت اللَّحْم الطري وَيحل الْخَنَازِير والفقر دونه فِي ذَلِك. وَقَالَ الدِّمَشْقِي: الْجَمْر يجلو الْبيَاض من الْعين. وَقَالَ الخوزي: إِن الزفت أَشد حرارة. تفاح قَالَ فِيهِ د: إِن ورقه وزهره وعصارته قابضة وثمره إِن كَانَ غضا. وَأما التفاح الربيعي فَإِنَّهُ يُولد مرّة صفراء ويولد نفخا ويضر بالعصب وَمَا كَانَ من جنسه. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: مَا كَانَ مِنْهُ مسيخ الطّعْم فالمائية عَلَيْهِ أغلب ومزاجه لذَلِك أرطب وأبرد مَعًا. وَأما الَّذِي الْغَالِب عَلَيْهِ العفوصة فالأغلب عَلَيْهِ المزاج الأرضي الْبَارِد. وَأما الْقَابِض مِنْهُ فَفِيهِ هَذَا الْجَوْهَر والجوهر المائي الْبَارِد كَمَا أَن فِي الحلو جوهرا مائيا معتدل المزاج فِي الْحر وَالْبرد. وَكَذَلِكَ يخْتَلف ورق شجرته وعصارته ولحاؤه. وَلذَلِك قد يمكنك أَن تسْتَعْمل مَا هُوَ أَشد قبضا وَأكْثر حمضة فِي إدمال الْجِرَاحَات وَمنع التحلب فِي ابْتِدَاء الأورام وتقوية فَم الْمعدة والمعدة إِذا استرخت. وَيسْتَعْمل الْفَج مِنْهُ فِي ابْتِدَاء الأورام وتزيدها. وَفِي جَمِيع التفاح رُطُوبَة فضلية كَثِيرَة وتعرف ذَلِك من عصارته فانها تحمض سَرِيعا وتفسد سَرِيعا إِلَّا مَا كَانَ مِنْهُ شَدِيد الْقَبْض فَإِنَّهُ أبقى. وَمَتى طبخت مَعَ الْعَسَل جَمِيع أَنْوَاع عصارته بقيت وَأما وَحدهَا فَإِنَّهَا تفْسد سَرِيعا.) وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِنَّه بِحَسب مَا بَينا قبل تعلم أَن الْقَابِض مِنْهُ وَمن السفرجل يولدان خلطا بَارِدًا أرضيا والحامض يُولد خلطا بَارِدًا لطيفا والحلو خلطا إِلَى الْحَرَارَة أميل والتفه خلطا مائيا بَارِدًا. وَيجب أَن تسْتَعْمل الْقَابِض لضعف الْمعدة من حرارة مفرطة أَو رُطُوبَة كَثِيرَة والعفص إِذا غليت الْحَرَارَة والرطوبة والحامض مَتى ظَنَنْت أَن فِي الْمعدة خلطا غليظا لَيْسَ بالبارد

جدا. والقابض يعقل الْبَطن فَأَما الحامض فَإِنَّهُ مَتى صَادف فِي الْمعدة خلطا غليظا قطعه وأحدره فيرطب لذَلِك البرَاز وَمَتى صادفها نقية كَانَ أَحْرَى لحبس الْبَطن. والحلو إِن كَانَ خلوا من الحدة والغلظ كَانَ أَحْرَى بِحَبْس الْبَطن وَمَتى كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فَهُوَ فَأَما التفه فردئ لِأَنَّهُ لَا لذاذة لَهُ وَلَا يُقَوي الْمعدة وَلَا يحبس الْبَطن. والتفاح الْفَج وَإِن كَانَ جيد الْجِنْس ردئ لِأَنَّهُ عسر الهضم بطئ النّفُوذ. والتفاح النضج إِذا ألبس عجينا أَو طينا معتدل الغلظ وشوي فِي رماد حَار نفع فِي الْأَمْرَاض كثيرا إِذا اسْتعْمل مرّة قبل الطَّعَام وَمرَّة بعده فِي قلَّة الشَّهْوَة وبطء الاستموراء والقيء والذرب وقروح المعي. وأجود التفاح لهَذَا العفص لِأَن هَذَا إِذا عولج بالشَّيْء صَار لَهُ قبض معتدل. وَأما المعتدل الْقَبْض من الأَصْل فَإِنَّهُ إِذا شوى ذهب قَبضه كُله فَتبْطل لذَلِك هَذِه الْأَفْعَال عَنهُ. وَهَذَا القَوْل من جالينوس فِي التفاح والسفرجل فِي كتاب الأغذية. وَقَالَ ابْن ماسويه: يَنْبَغِي للمحرور وَلمن فِي معدته بلغم لزج أَن يَأْكُل مَا حمض من التفاح وَيشْرب بعده نبيذا صرفا وَمن يُرِيد دبغ معدته الَّتِي قد ضعفت من الرُّطُوبَة أَو من عقل الطبيعة فَليَأْكُل العفص. والحلو مِنْهُ جيد لمن معدته بَارِدَة والتفه ردئ وَالَّذِي لم ينضج مِنْهُ على شَجَره مؤذ جدا لَا يَنْبَغِي التَّعَرُّض لَهُ. وَكَذَلِكَ جَمِيع الْفَاكِهَة التفهة النِّيَّة الَّتِي لم تنضج على شَجَرهَا لِأَنَّهَا فِي هَذِه الْحَال بطيئة الهضم لَا تسلك فِي الْعُرُوق سلوكا هينا وتولد خلطا صلبا جاسيا وتورث المكثر وَمن كَانَت علته من حرارة أطْعم التفاح الحامض مسلوقا ونيا ومشويا بعجين يطلى عَلَيْهِ لِئَلَّا يَحْتَرِق يطعم إِيَّاه مَعَ الْخبز ليقوي معدته ويشهيه الطَّعَام وَإِذا كَانَت طَبِيعَته منطلقة أطْعمهُ أَيْضا مِنْهُ لحبس الطَّعَام فِي معدته وَهُوَ مَحْمُود أَيْضا من الْقَيْء الْمُتَوَلد من الصَّفْرَاء وَلَا سِيمَا المزمنة) والعفص مِنْهُ. وَكَذَلِكَ سويقه إِذا خلط مَعَ مَاء الرُّمَّان المز وَمَاء الحصرم وطبخ طبخا بليغا فعل فِي تسكين القئ وتقوية الْمعدة وَقطع الإسهال الْمُتَوَلد عَن الْمرة الصَّفْرَاء مثل فعله. وخاصة التفاح ان إدمانه يُولد أوجاعا فِي العصب. وَسَوِيق التفاح يسكن القئ وَيُقَوِّي الْمعدة ويشد الطبيعة مَا لم يكن فِيهِ سكر. وشراب التفاح الْمُتَّخذ بِغَيْر عسل نَافِع للصفراء مسكن للقئ عَاقل للبطن. تامول قَالَ بديغورس: خاصته تَقْوِيَة فَم الْمعدة. قَالَ ماسروجويه: إِن فِيهِ حِدة ولطافة وَيُقَوِّي اللثة والأسنان والمعدة.

تمرهندي قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه يُطْفِئ الصَّفْرَاء وَيقطع الْعَطش ويسكن القئ الذريع وَيقبض الْمعدة المسترخية من كَثْرَة القئ. ماسرجويه: إِنَّه كالإجاص غير أَنه ألطف وَأَقل رُطُوبَة. توذري ذَكرْنَاهُ عِنْد ذكر اوروسيمن ترنجبين قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه صَالح يقطع الْعَطش ويسهل بِرِفْق ويسكن لهيب الصَّدْر ولهيب الْحمى. قَالَ ماسرجويه: إِنَّه جيد فِي الْحمى الحادة لتليين الْبَطن. قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه معتدل فِي الْحر وَالْبرد وَرطب نَافِع من الْحمى الحادة مَعَ يبس الطبيعة. قَالَت الخوز: إِنَّه نَافِع جدا للحمى الصالب لَا عديل لَهُ. توذرنج قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه حَار كحرارة الْحَرْف يسهل نفث الأخلاط وَيحل الأورام الصلبة. قَالَ: وَيَقُول فِيهِ د: إِنَّه مَتى ضمد بِهِ مَعَ مَاء الْعَسَل السرطان غير المتقرح نفع وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه ديسقوريدوس أوروسيمن. توت قَالَ د: ثمره يلين الْبَطن وَيفْسد فِي الْمعدة سَرِيعا رَدِيء للمعدة وعصارته أَيْضا كَذَلِك. وَمَتى وَإِن خلط بهَا شَيْء يسير من الْعَسَل كَانَت صَالِحَة لمنع الْموَاد من التحلب إِلَى الْأَعْضَاء والقروح الخبيثة والورم الْحَار فِي عضل الْحلق. وَمَتى صير فِيهَا شب وعفص وَسعد وَمر وزعفران وثمر الطرفا وأصل السوسن الأسمانجوني قويت جدا. والتوت الغض المجفف يسْتَعْمل بدل السماق وَهُوَ نَافِع من الإسهال المزمن. وقشر شجرته إِذا طبخ بِالْمَاءِ وَشرب طبيخه أسهل الْبَطن وَأخرج حب القرع ونفع من شرب الشوكران. وورق التوت إِذا دق وسحق وخلط بالزيت وتضمد بِهِ أَبْرَأ حرق النَّار. وَإِذا طبخ مَعَ ورق الْكَرم وورق التِّين الْأسود بِمَاء الْمَطَر سود الشّعْر. وَمَتى شرب من عصارة الْوَرق أُوقِيَّة وَنصف نفع من نهشة الرتيلا. وطبيخ القشر وَالْوَرق إِذا تضمد بِهِ على السن الوجعة أَزَال الوجع. وَمَتى تمضمض بِهِ وَافق وجع الْأَسْنَان. ودمعة التوت تصلح لوجع الْأَسْنَان وَتحل الخراجات وتسهل الْبَطن. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: ثَمَرَة هَذِه الشَّجَرَة إِذا كَانَت نضيجة أطلقت الْبَطن. وَمَتى جففت

قبل أَن تنضج فَإِنَّهُ دَوَاء يحبس الْبَطن حبسا شَدِيدا حَتَّى انها لتصلح لقروح المعي وللاستطلاق وَجَمِيع الْعِلَل الَّتِي من جنس التحلب ويخلط مَعَ الأضمدة كالسماق وَيشْرب بِالْمَاءِ وَالشرَاب.) وَكَذَلِكَ رب التوت فَإِنَّهُ يصلح لِأَشْيَاء كَثِيرَة مِمَّا يحْتَاج فِيهَا إِلَى قبض يسير. فَأَما التوت الْفَج فَفِيهِ مَعَ الْقَبْض حمضة. وَقُوَّة شَجَرَة التوت منقية مركبة من الْقُوَّة الْمَانِعَة وَمن الْقُوَّة المسهلة مَعَ شَيْء من المرارة حَتَّى أَن هَذَا اللحاء يقتل حب القرع. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن التوت إِذا وَقع فِي معدة نقية وَأكل قبل الطَّعَام نفذ من الْمعدة سَرِيعا جدا ويسهل الْخُرُوج لسَائِر الأغذية. وَمَتى أكل بعد الطَّعَام وَفِي الْمعدة خلط ردي أسْرع فَسَاده جدا وفساده فَسَاد سوء غَرِيب لَا ينْطق بِهِ يضر مضرَّة عَظِيمَة. وَفِي التوت الْفَج إِذا جفف كَانَ مِنْهُ دَوَاء فائق يصلح لمداواة قُرُوح المعي والذرب الطَّوِيل اللّّبْث وَهُوَ استطلاق الطبيعة. فَأَما سرعَة انحدار التوت النضج من الْبَطن فَيمكن أَن يكون ذَلِك لرطوبة جوهره ولزوجته وَيُمكن أَن يفعل ذَلِك بكيفية مُخَالطَة لَهَا فضل حِدة وحرافة تحرّك الْبَطن وخليق أَن يكون فِي التوت قُوَّة مسهلة من جنس الْأَدْوِيَة ضَعِيفَة وَمَتى لم يفْسد التوت فِي الْمعدة فَهُوَ لَا محَالة يرطب وَلَا يبرد إِلَّا أَن يكون قد أكل مبردا. وَالَّذِي ينَال الْجِسْم من غذائه يسير جدا كَمثل الْبِطِّيخ إِلَّا أَنه لَيْسَ برديء للمعدة وَلَا يهيج مِنْهُ القئ كَمثل الْبِطِّيخ. قَالَ ابْن ماسويه: الحلو مِنْهُ يسير الْحَرَارَة ملين للطبيعة والحامض مِنْهُ بَارِد يَابِس يعقل الْبَطن وَيدْفَع القئ ويدبغ المعي ويشهي الطَّعَام وَأكله على الرِّيق أَحْمد وأسرع انحدارا وَهُوَ يسهل الْخُرُوج للطعام. وَمَتى أكل بعد الطَّعَام عفن فِي الْمعدة وأفسد الطَّعَام إِلَّا أَنه يدر الْبَوْل وَلَيْسَ هُوَ لأحد أصلح مِنْهُ لمن معدته حارة وخاصة إِن كَانَ مبردا. والحامض مِنْهُ نَافِع لوجع الْحلق الْعَارِض من الْحَرَارَة وَلَا سِيمَا إِذا عصر وطبخ بعقيد الْعِنَب وَالْعَسَل والمر والزعفران والأقاقيا والشبث والعفص وثمر الطرفا. وَجُمْلَة نِسْبَة التوت إِلَى الْبرد أَكثر من نسبته إِلَى الْحر وَهُوَ مشه للطعام إِذا أكل على الرِّيق. وخاصته إدرار الْبَوْل. وَقَالَ ج فِي كتاب الكيموس إِن التوت إِذا انحدر قبل الطَّعَام وَقبل فَسَاده لم يفعل فعلا رديئا الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يكثر مِنْهُ. توتيا قَالَ د: قوتها قابضة مبردة تملأ القروح لَحْمًا منقية مغرية مجففة تجفيفا يَسِيرا.

ج قَالَ: إِذا غسلت التوتيا صَارَت دَوَاء أَشد تجفيفا من كل شَيْء مجفف من غير لذع فَهُوَ لذَلِك نَافِع للقروح السرطانية وَغَيرهَا من القروح الخبيثة وَقد يخلط أَيْضا فِي الشيافات للعين إِذا كَانَ ينحدر إِلَيْهَا شَيْء من الْموَاد وَفِي أدوية النفاخات والقروح الْحَادِثَة فِي الْعين وَهُوَ أَيْضا أفضل دَوَاء تداوى بِهِ قُرُوح المقعدة والمذاكير الخبيثة مِنْهَا وَفِي الْعَانَة لشدَّة تجفيفه بِلَا أَذَى وَلَا لذع. وَقَالَ فِي الْخَامِسَة من الميامر: إِن التوتيا المغسول شَأْنه أَن يجفف الرطوبات السائلة إِلَى الْعين تجفيفا معتدلا وَيمْنَع الرُّطُوبَة الفضلية المحتقنة فِي عروق الْعين من النّفُوذ والمرور فِي نفس طَبَقَات الْعين. تسميزج قَالَ ابْن ماسه وَقَالَ بولس: إِنَّه حَار يَابِس قَابض نَافِع من الرمد وأوجاع الْعين الحادة. تمساح قَالَ بولس: زبل التمساح يرق الْبيَاض الَّذِي فِي الْعين. وَقَالَ ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: الَّذين يعضهم التمساح مَتى أخذُوا شَحم التمساح فوضعوه على مَوضِع العضة شفَاه من سَاعَته. قَالَ وَقد جربت ذَلِك. تين قَالَ د: الطري النضج ردي للمعدة مسهل للبطن إسهالا يسهل انْقِطَاعه يجلب الْعرق واليابس مِنْهُ مغذ مسخن معطش ملين للطبيعة غير مُوَافق لسيلان الْموَاد إِلَى الْمعدة والمعي مُوَافق للحلق وقصبة الرئة والمثانة والكلى والربو وَتغَير اللَّوْن من مرض مزمن وَمن الصرع والحبن. وَمَتى طبخ مَعَ الزوفا وَشرب نقي فضول الصَّدْر ونفع من السعال المزمن والأوجاع المزمنة فِي الصَّدْر. وَمَتى دق بنطرون وقرطم وَأكل لين الْبَطن. وغذا تغرغر بطبيخه وَافق الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي قَصَبَة الرئة وعضل الْحلق. ويطبخ مَعَ دَقِيق الشّعير وَيسْتَعْمل فِي ضماد الْأَرْحَام مَعَ حلبة أَو مَعَ حشيش الشّعير وَيعْمل مِنْهُ مَعَ السذاب حقنة للمغس. وَإِذا دق بعد الطَّبْخ وتضمد بِهِ حل الجساء والأورام الْعَارِضَة فِي أصل الْأذن. ويلين الدمل وينضج الأورام الحارة الكائنة فِي اللَّحْم الرخو وخاصة مَتى خلط بالإيرسا والنطرون أَو النورة. وَإِذا اسْتعْمل مَعَ قشر الرُّمَّان أَبْرَأ الداحس. وَإِذا اسْتعْمل مَعَ القلقنت أَبْرَأ قُرُوح السَّاقَيْن الخبيثة الَّتِي يعسر اندمالها أَو الَّتِي يسيل مِنْهَا الْموَاد. وَمَتى طبخ بشراب وخلط بأفسنتين ودقيق شعير نفع المحبونين. وَإِذا أحرق وخلط بقيروطي مداف بِزَيْت عذب أَبْرَأ الشقاق الْعَارِض من الْبرد. وَإِذا دق وسحق وخلط بخردل مسحوق بِالْمَاءِ وصير فِي الْأذن أَبْرَأ دويها وحكتها. وَلبن التِّين الْبري والبستاني يجمد اللَّبن الذائب ويذيب الجامد ويقرح الْأَبدَان وَيفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. مَتى شرب بلوز مسحوق وأصبت فِي نُسْخَة قديمَة: بنشاستج أسهل الْبَطن وألان صلابة الرَّحِم.

وَمَتى احْتمل بصفرة الْبيض أَو بالموم الدسم الصافي نقي الرَّحِم وأدر الطمث. وَإِذا خلط بدقيق الحلبة نفع النقرس إِذا ضمد بِهِ مَعَ خل. وَمَتى خلط بِهِ سويق جلا الجرب المتقرح وَغير المتقرح والقوبا والكلف والبهق. وينفع من لسعة الْعَقْرَب إِذا قطر عَلَيْهَا وَمن ذَوَات السمُوم وعض الْكلاب. وَإِذا جعل فِي صوفة وَجعل فِي تَأْكُل الْأَسْنَان سكن وجعها. وَمَتى وضع مَعَ شَحم حول الثآليل النملية قلعهَا. وعصارة أَغْصَان التِّين الْبري كَذَلِك إِذا لم يكن ظهر وَرقهَا بعد فَإِنَّهَا تدق وتعصر وتجفف عصارتها وتستعمل فِي جَمِيع مَا يسهل فِيهِ لبن التِّين ويدخلان جَمِيعًا فِي الْأَدْوِيَة المقرحة. وَمَتى) طبخت الأغصان مَعَ لحم الْبَقر نضج سَرِيعا. وَإِذا حرك اللَّبن بِهِ لطبخ مَاء الْجُبْن كَانَ مَاء الْجُبْن مُطلقًا للبطن. وَأما الجميز: فمسهل للبطن قَلِيل الْغذَاء رَدِيء للمعدة. وَلبن الجميز ملين ملزق للجراحات مُحَلل للأورام الْعسرَة الْبُرْء والتحلل. وَيشْرب ويتمسح بِهِ نهش الْهَوَام وجسأ الطحال ووجع الْمعدة والاقشعرار. وَأما التِّين الْفَج فَإِنَّهُ مَتى طبخ وتضمد بِهِ لين العقد والخنازير وَإِذا لم يطْبخ وخلط بِهِ نطرون ودقيق وتضمد بِهِ قلع الثآليل النملية. وَالْوَرق يفعل ذَلِك. والتين الْفَج مَتى تضمد بِهِ بخل وملح أَبْرَأ القروح الرّطبَة الكائنة فِي الرَّأْس والشرى. وَقد تدلك بِهِ الجفون الخشنة المتشققة ويضمد بِهِ البهق الْأَبْيَض أَعنِي بورق التِّين الْأسود الثَّمر وأغصانه. والتين الْفَج مَتى خلط بِعَسَل نفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب والقروح الَّتِي يسيل مِنْهَا رطوبات عسلية. وَمَتى جعل مَعَه ورق الخشخاش الْبري أخرج قشور الْعِظَام. وَإِذا خلط بِهِ موم حل الدمامل. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ كرسنة وبشراب نفع من عضة ابْن عرس. وَإِذا أحرق خشب التِّين وأنقع رماده فِي مَاء وصفي بعد أَخذ قوته وأعيد فِيهِ من الرماد مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ عتق بعد ذَلِك يدْخل فِي الْأَدْوِيَة المقرحة والقروح الخبيثة. وَيَأْكُل اللَّحْم الزَّائِد. ويحقن بِهِ لقرحة المعي والسيلان المزمن كالبواسير والنواصير وَفِي القروح الْعَظِيمَة المتعفنة العميقة لِأَنَّهُ يقطع اللَّحْم الْفَاسِد ويلحم ويلصق أَيْضا مثل الْأَدْوِيَة الملزقة للجراحات الطرية. ويسقى مِنْهُ غير مُعتق لجمود الدَّم فِي الْبَطن من سقطة وَغير ذَلِك. ويسقى مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف لمن بِهِ إسهال مزمن ولقروح المعي. وَإِذا خلط بِزَيْت وتمسح بِهِ جلب الْعرق ونفع من وجع العصب والفالج. وشراب التِّين لطيف نافخ للمعدة رَدِيء لَهَا يقطع شَهْوَة الطَّعَام ويسهل الْبَطن ويدر الطمث وَيكثر اللَّبن ويولد دَمًا رديا ويعرض مِنْهُ دَاء الْفِيل مثل مَا يعرض من الفقاع.

وَقد تحرق أَغْصَان التِّين وتستعمل على مَا ذكرنَا فِي كتاب الصَّنْعَة وتستعمل بدل التوتيا. وَقَالَ ج: إِن رماد التِّين ورماد البلوط ورماد اليتوع أَشد وَأقوى الرماد جلاء. ورماد التِّين واليتوع قريبان من الْأَدْوِيَة المعفنة. وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي الجميز: إِن قوته جاذبة محللة وَذَلِكَ بِسَبَب لبنه. وَمَتى طبخ هَذَا التِّين) حلل الأورام الصلبة. وَمَتى وضع غير مطبوخ قلع الخيلان والتوته. وَقَالَ فِيهِ فِي الثَّامِنَة حَيْثُ أفرد ذكره: إِن التِّين الْيَابِس قوته حارة فِي الأولى عِنْد انْقِضَائِهَا أَو فِي ابْتِدَاء الثَّانِيَة وَله لطافة ولهاتين الخصلتين صنار يفنى بانضاج الأورام الصلبة وتحليلها مَعًا فقوة التِّين الْيَابِس إِذا اسْتعْمل وَحده ضمادا على مَا وصفت وَيجب إِذا كَانَ قصدك الإنضاج أَن تخلط بِهِ دَقِيق شعير فَإِن أردْت أمرا وسطا بَين هذَيْن فاخلط بِهِ خبْزًا. والتين اللحيم أَكثر إنضاجا وَالَّذِي فِي طعمه حِدة وحرافة أَكثر جلاء وتحليلا. وعقيد التِّين شبه الْعَسَل فِي الْقُوَّة. وَأما التِّين الرطب فقوته ضَعِيفَة من أجل المائية. وَالرّطب واليابس مِنْهُ مطلقان للبطن. وَأما التِّين الْبري فقوته حارة محللة وَكَذَلِكَ الْحَال فِي البستاني إِذا كَانَ فجا لم ينضج لما يخالطه من لبن شجر التِّين. وَأما شَجَرَة التِّين فمزاجها حَار لطيف كَمَا يدل على ذَلِك لينها وعصارتها وورقها فَإِن كل وَاحِد من هَذِه يسخن إسخانا شَدِيدا وَلذَلِك صَار كل وَاحِد مِنْهَا مَعَ مَا يلذع ويجلو جلاء قَوِيا قد يحدث فِي الْأَجْسَام قروحا وَيفتح أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي المقعدة ويقلع الثآليل الَّتِي تعرف بالخيلان وينثرها نثرا ويسهل الْبَطن. فَأَما لبن شجر التِّين الْبري وعصارة وَرقهَا فهما فِي كل شَيْء فِي هَذِه الْخِصَال أقوى من البستاني. وَأما قضبان شجر التِّين فلهَا من الْحَرَارَة ولطافة المزاج مَا يبلغ أَن يهرئ لحم الْبَقر الصلب مَتى طبخت مَعَه. وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي التِّين الْجبلي: قُوَّة هَذِه الشَّجَرَة تجلو وفيهَا مَعَ هَذَا حِدة وحرافة وَلذَلِك مَتى وضعت أَغْصَانهَا ضمادا على الثآليل المنكوسة الْمَعْرُوفَة برؤوس المسامير وعَلى الخيلان بترها وَكَذَلِكَ لبنه إِذا طلي وعولج بِكُل وَاحِد من هذَيْن مَعَ الْعَسَل قلع الالتواء وأذهب الْأَثر الغليظ الْحَادِث فِي الْعين وجلاه وهما بالغان للظلمة وَابْتِدَاء المَاء من أجل أخلاط غَلِيظَة. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن الَّذِي يجمد من التِّين إِنَّه ينحدر عَن الْمعدة سَرِيعا وَينفذ فِي جَمِيع الْجِسْم نفوذا سَرِيعا وَيخرج عَنهُ أَيْضا خُرُوجًا سَرِيعا وَذَلِكَ من أجل الْجلاء الْقوي

الَّذِي فِيهِ وَلذَلِك يخرج مِمَّن يَأْكُلهُ من أَصْحَاب وجع الكلى رملا كثيرا. وَهُوَ أَكثر غذَاء من سَائِر الْفَوَاكِه) إِلَّا أَن اللَّحْم الْمُتَوَلد مِنْهُ لَيْسَ بمكتنز كَاللَّحْمِ الْمُتَوَلد من الْخبز وَاللَّحم وَفِيه نفخة لمَكَان سرعَة انحداره ضار يَسِيرا وَلذَلِك هُوَ أقل مضرَّة من سَائِر الْفَوَاكِه. وللنضج مِنْهُ على غير النضج فضل كثير جدا. والتين النضج الْجيد قريب من أَلا يضر لِأَنَّهُ شَبيه بِالتِّينِ الْيَابِس. وَفِي التِّين الْيَابِس خلال حميدة كَثِيرَة وينقي الكليتين إِلَّا أَنه لَيْسَ بجيد الدَّم جدا وَلذَلِك يقمل. وقوته مُطلقَة مقطعَة وبهذه الْقُوَّة يُطلق الْبَطن وينقي الكليتين. وَأما الكبد وَالطحَال فَإِنَّهُ إِن كَانَ فيهمَا ورم فالتين الْيَابِس يضرهما وَكَذَلِكَ الطري وَإِنَّمَا يضرهما بِالْقُوَّةِ الْعَامَّة لجَمِيع الْأَطْعِمَة والأشربة الحلوة وَلَا بِشَيْء يخص التِّين. وَإِن كَانَ فيهمَا سددا وجسأ فالتين الْيَابِس وَحده لَا يضرهما وَلَا ينفعهما لكنه مَتى خلط بالأدوية القطاعة نفع نفعا بَينا عَظِيما وَلذَلِك صَار الْأَطِبَّاء يطْعمُون من كبده أَو طحاله وارمتين شَيْئا مِمَّا وَصفنَا قبل وَقت الطَّعَام بِكَثِير التِّين الْيَابِس مَعَ الحاشا أَو مَعَ الفلفل والزنجبيل والفوتنج النَّهْرِي أَو الزوفا. وعَلى هَذَا الْمِثَال إِذا أكل التِّين مَعَ شَيْء آخر مِمَّا قوته حريفة حادة. وَبِالْجُمْلَةِ مَعَ شَيْء لطيف قطاع كَانَ نَافِعًا لَا لمن كبده وطحاله بِالْحَال الَّتِي وَصفنَا بل وللأصحاء أَيْضا. وَذَلِكَ أَنه من الحزم فِي حفظ الصِّحَّة أَن تكون منافذ الْغذَاء مَفْتُوحَة لَا فِي المرضى بل وَفِي الأصحاء وَلذَلِك صَار كثير من النَّاس يَأْكُلُون التِّين الطري مَعَ ملح يَابِس مُطيب بأَشْيَاء قوتها قُوَّة مُطلقَة ملطفة وَمَعَ خل ومري وَهُوَ أَن التجارب أوقفتهم على منفعَته هَكَذَا فَإِن أكل مَعَ شَيْء من الْأَطْعِمَة الغليظة فَإِن ضَرَره يعظم بِحَسب ذَلِك. وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: إِن التِّين النضج قريب من أَلا يضر وكقوة الْعِنَب النضج

فَأَما التِّين الْيَابِس فَإِنَّهُ قد يكون فِي أَحْوَال حَافِظًا للصِّحَّة وَذَلِكَ إِذا أسْرع الْمُرُور عَن الْمعدة فَإِنَّهُ يسهل عبور الْغذَاء حَتَّى فِي الْجلد والكلى وَكَانَ جيد الكيموس فَإِن أَبْطَأَ مَال وقتا بعد وَقت إِلَى رداءة الكيموس وَولد فضلا كثيرا وَإِذا أكل بالجوز جاد كيموسه جدا وَكَذَلِكَ مَعَ اللوز لِأَن فِي اللوز قُوَّة الْجلاء إِلَّا أَن كيموسه مَعَ اللوز دون كيموسه مَعَ الْجَوْز وغذاؤه دون غذائه مَعَ الْجَوْز. وَقَالَ ارخيجانس: التِّين الرطب حَار رطب رَدِيء الْخَلْط لكنه يخرج سَرِيعا. روفس فِي كتاب التَّدْبِير: التِّين يُطلق الْبَطن ويسرع الهضم وينحدر بِلَا تَعب وَهُوَ ممروخ واليابس أسْرع انحدارا وانهضاما وغذاؤه كَاف. وَهُوَ أسخن من الرطب وأخف.) وَقَالَ اريباسيوس فِي الجميز: إِنَّه لطيف يسير الْحَرَارَة وَلذَلِك يجذب من عمق الْجِسْم ويحلل مَا اجتذب بِلَا لذع وَلَا أَذَى. وَقَالَ: التِّين الْيَابِس يسخن إسخانا قَلِيلا وَفِيه لطافة أَيْضا وَمن قبل هذَيْن الْأَمريْنِ ينضج الأورام اللطيفة ويحللها أَيْضا. فَأَما التِّين الْبري فَفِيهِ قُوَّة محللة حارة وَكَذَلِكَ الْحَال فِي التِّين البستاني الْفَج. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِن اللَّحْم الْمُتَوَلد مِنْهُ مكتنز بِالْإِضَافَة إِلَى سَائِر الْفَوَاكِه وَإنَّهُ يجلو المثانة والكلى وَيخرج مَا فيهمَا من الفضول وَهُوَ أقل الْفَوَاكِه نفخا ويجلو الكبد وَالطحَال. وَمَتى أكل بالمري نقي الْخَلْط البلغمي الْعَارِض للمعدة نَافِع للصدر والرئة والكلى والمثانة وَهُوَ يقمل وَلذَلِك يجب الإقلال مِنْهُ. وَالرّطب مِنْهُ أَحْمد من الْيَابِس والأبيض من الْأسود وَالْأسود جيد إِلَّا أَنه دونه. وَإِذا كثر مِنْهُ أقمل الثِّيَاب وخاصة الرطب. وَحكى عَن حَكِيم بن حنين: أَنه حكى عَن جالينوس أَن التِّين إِذا كَانَ مطبوخا مَعَ عسل وَجعل مِنْهُ خبز سميد وَمن القنة شَيْء يسير وَجعل مِنْهُ على الشعيرة الَّتِي تكون فِي الأجفان حللها وأبرأها. ترمس قَالَ د: إِن دقيقه إِذا لعق بِعَسَل قتل الْحَيَّات فِي الْبَطن وَكَذَلِكَ هُوَ إِن أكل بمرارته. وطبيخه يفعل ذَلِك. وَإِذا شرب مَعَ سذاب وفلفل يَعْنِي طبيخه نفع الطحال. وَإِذا صب على الورم الردي الْمَيِّت الَّذِي يُسمى عبقرايا نَفعه. وينفع القروح الخبيثة والجرب فِي ابْتِدَائه والبهق والْآثَار الْبيض الظَّاهِرَة فِي الْجلد من الكيموسات والبثر وقروح الرَّأْس الرّطبَة. وَمَتى خلط بالمر وَالْعَسَل واحتملته الْمَرْأَة أدر الطمث وَأخرج الْجَنِين. ودقيق ينقي الْبشرَة وَيذْهب بلون أثر الضَّرْبَة. وَإِذا خلط بسويق شعير وَمَاء سكن الأورام الحارة. وَإِذا خلط بالخل سكن وجع عرق النسا ووجع الخراجات. وَإِذا طبخ بالخل يسكن وجع أثر الضَّرْبَة. وَإِذا خلط بسويق الشّعير وتضمد بِهِ حلل الْخَنَازِير وَقلع النَّار الفارسية. وَإِذا طبخ بالخل وتضمد بِهِ حل الخراجات أَيْضا. وَمَتى طبخ بِالْمَاءِ الَّذِي ينزل من السَّمَاء إِلَى أَن يتهرأ وَجعل طلاء نقي الْوَجْه. وَمَتى طبخ مَعَ أصل خامالاون الْأسود وَغسل بِهِ الْمَوَاشِي الجربة نقاها وَيكون فاترا حِين يغسل بِهِ أَعنِي الطبيخ.) وأصل شَجَره مَتى طبخ وَشرب أدر الْبَوْل. والترمس الَّذِي لَا مرَارَة لَهُ يسكن الغثيان وَيُبرئ من ذهَاب شَهْوَة الطَّعَام. والبري يصلح لجَمِيع مَا ذكر. ج فِي السَّادِسَة: غذَاء الترمس الَّذِي قد نزعت مرارته غليظ وَيصْلح على طَرِيق الدَّوَاء أَن يكون مغذيا. وَأما الَّذِي مرارته فِيهِ فَإِنَّهُ يجلو ويحلل وَيقتل الديدان مَتى لعق بِعَسَل أَو شرب مَعَ الْخَيل الممزوج أَو ضمد بِهِ من خَارج. وطبيخه أَيْضا يقتل الديدان.

وَمَتى صب طبيخه على البهق والسعفة فِي الرَّأْس وَهِي بثور صغَار مَمْلُوءَة رُطُوبَة غروية نفع مِنْهُ وَمن الجرب والبثور والأكلة والقروح الخبيثة ونفعه لبَعض هَذِه من طَرِيق أَنه يجلو ولبعضها من طَرِيق أَنه يحلل ويجفف بِلَا لذع. وَهُوَ ينقي وَيفتح السدد أَي سدد الكبد وَالطحَال مَتى شرب مَعَ السذاب أَو الفلفل بِمِقْدَار مَا يستلذ. ويدر أَيْضا الطمث وَيخرج الأجنة مَتى احْتمل مَعَ الْعَسَل والمر من أَسْفَل. ودقيق الترمس أَيْضا يحلل تحليلا لَا لذع مَعَه وَذَلِكَ أَنه يشفي الخضرة والكمدة وَلَيْسَ هَذِه فَقَط بل يحل الْخَنَازِير والخراجات الصلبة مَتى طبخ بالخل والسعل أَو بالخل وَالْمَاء بِحَسب مزاج العليل وَحسب غلظ الْمَادَّة. وَجَمِيع هَذِه الْأَفْعَال الَّتِي قُلْنَا وَإِن طبيخ الترمس يَفْعَلهَا قد يُمكن فِي دقيقه أَن يَفْعَلهَا كلهَا. وَقد يَجْعَل من دقيقه ضماد لعرق النسا وَيُوضَع على الورك. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن جوهره صلب أرضي فَلذَلِك هُوَ عسر الهضم مولد لخلط غليظ ويولد الخام أَيْضا مَتى لم يستحكم نضجه فِي الْعُرُوق وَإِذا ذهب مَا فِيهِ من المرارة فَإِنَّهُ لَا يعين على إِطْلَاق الْبَطن كالأطعمة الَّتِي تجلو وَلَا أَحْسبهُ كالأطعمة الَّتِي تقبض لكنه يصير بطيء النّفُوذ عسر الانهضام وَهَذِه صفة يصف بهَا الْأَطِبَّاء الْأَطْعِمَة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا وَلَا وَاحِد من هَاتين الكيفيتين بَيِّنَة. قَالَ روفس: الترمس يسخن ويجفف وَيعْقل الْبَطن. قَالَ اريباسيوس: مَا كَانَت مرارته بِحَالِهَا فَهُوَ جلاء مُحَلل يقتل الدُّود والحيات الَّتِي تكون فِي الْبَطن مَتى لعق بالعسل وَمَتى ضمد بِهِ الْبَطن أَو شرب بخل ممزوج. وَالْمَاء الَّذِي يطْبخ بِهِ يخرج) الْحَيَّات أَيْضا من الْبَطن. وَمَتى صب هَذَا الطبيخ على الْجِسْم من خَارج نفع الوضح والسعفة والجرب وَابْتِدَاء موت الْأَعْضَاء والقروح الخبيثة وَذَلِكَ أَنه يجفف من غير لذع. وَهُوَ أَيْضا ينقي الكبد وَالطحَال مَتى شرب مَعَ سذاب وفلفل. ويحدر الأجنة والطمث مَتى خلط مَعَه مر وَعسل وَاحْتمل بصوفة. ودقيق الترمس أَيْضا يحلل من غير لذع وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ إِنَّمَا يذهب بالكمودة بل قد يذهب وَيجب أَن يطْبخ مَتى اسْتعْمل فِي هَذِه الْمَوَاضِع بالخل وَالْعَسَل أَو بالخل وَالْمَاء. وَيفْعل جَمِيع هَذِه الْأَفْعَال دقيقة أَيْضا.

قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة بطيء الهضم يُولد خلطا غليظا مَتى أكل مطيبا. قَالَ مسيح: إِنَّه جلاء للكلف وطبيخه نَافِع للقروح الصغار الكائنة فِي الرَّأْس إِذا طلي بِهِ وَمن الحصف والحكة والقروح الردية. وَقَالَ ج فِي كتاب الكيموس: إِن الترمس المطيب كثير الْغذَاء غير رَدِيء الْخَلْط. تَرَبد مَجْهُول قَالَ: التربد كثير الْغذَاء غير رَدِيء جيد للخام فِي الرُّكْبَتَيْنِ يُخرجهُ. ماسرجويه: إِنَّه يخرج الفضول الغليظة. قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه يسهل أخلاطا لزجة بلغمية وَهُوَ حَار يَابِس فِي الدرجَة الثَّالِثَة. قَالَ الخوزي: إِنَّه يسهل الْخَلْط النيء الغليظ. انْقَضى حرف التَّاء.

باب الثاء

3 - (بَاب الثَّاء) ثَعْلَب قَالَ د: رئة الثَّعْلَب مَتى جففت وشربت نَفَعت من الربو. وشحمه مَتى أذيب وقطر فِي الْأذن سكن وجعها. قَالَ ج فِي ذكر الرئة: إِن رئة الثَّعْلَب مَتى جففت وشربت نَفَعت من الربو. فَأَما جملَة الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثَّعْلَب فقد يطْبخ مرّة وَهُوَ حَيّ وَقد يطْبخ مرّة وَهُوَ ميت فَيكون هَذَا الزَّيْت محللا تحليلا كثيرا جدا ثمَّ يَجْلِسُونَ فِيهِ من بِهِ وجع المفاصل حَتَّى يغمر بدنه كُله ويأمرونه بطول الْمكْث فِيهِ فَيعرض من ذَلِك أَن يحلل مَا فِي المفاصل من الورم ويستفرغ جَمِيع بدنه وَلِأَن أبدان أَصْحَاب وجع المفاصل ممتلئة يعرض إِذا استفرغت أَلا ينصب إِلَى مفاصلهم بعد ذَلِك شَيْء من الْموَاد لِأَن جَمِيع الْبدن قد استفرغ وتحللت الأخلاط الَّتِي كَانَت محتقنة فِيهِ فَإِن عاود التَّدْبِير المولد للامتلاء عاودهم الوجع بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ إِذا كَانَت المفاصل قد اعتادت قبُول الْموَاد وانصبابها إِلَيْهَا. وَجُمْلَة فَإِن هَذَا الزَّيْت إِمَّا أَن يُبرئ جَمِيع أوجاع المفاصل وَإِمَّا أَن يعظم نَفعه لَهَا وَيجْعَل وَمَا كَانَ من الْأَدْوِيَة هَذَا شَأْنه فَشَأْنه اجتذاب مَا هُوَ سَاكن فِي عمق الْبدن وباطن الْجلد وَلذَلِك صَارَت هَذِه الْأَشْيَاء تسكن الوجع مرَارًا كَثِيرَة إِلَّا أَنَّهَا يسكنهُ دَائِما وَذَلِكَ أَن الأوجاع الَّتِي يكون الْخَلْط الْفَاعِل لَهَا محتقنا فِي بَاطِن الْجِسْم وَيكون مَا يحدث عَنهُ من الوجع إِمَّا من أجل خلط غليظ الْجَوْهَر وَإِمَّا بِسَبَب برودته وَإِمَّا بِسَبَب كَثْرَة حِدته وَإِمَّا بِسَبَب ريح نافخة تتولد مِنْهُ فَلَا تَجِد مخلصا فاستعمال زَيْت الثعالب فِيهَا لعمري نَافِع. وَقَالَ بولس: إِن الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثعالب أَحيَاء وموتى إِذا جلس فِيهِ سَاعَة طَوِيلَة من بِهِ) وجع المفاصل إِن كَانَت علته مبتدئة ذهب بهَا وَإِن كَانَت مزمنة جففها. قَالَ ابْن ماسويه: إِن مسك الثَّعْلَب شَدِيد الإسخان لَا أعرف شَيْئا من الْفراء أسخن مِنْهُ للبدن وَالدَّلِيل على ذَلِك لَحْمه. وَقَالَ: تشبه الثعالب إِذا لبست بالاصطلاء بالنَّار ويحدر من الْجِسْم رطوبات كَثِيرَة ويفنيها وَهَذَا لِبَاس الْمَشَايِخ والمرطوبين والمبلغمين لِأَنَّهُ يقتل الشَّهْوَة. ثوم قَالَ ديسقوريدوس: قوته مسخنة مذهبَة للنفخ من الْبَطن مجفف للمعدة معطش مقرح للجلد إِذا أكل أخرج حب القرع وأدر الْبَوْل. ونفع من نهشة

الْحَيَّة المدمية مَتى شرب بعده شراب دَائِما. وَمَتى سحق بِالشرابِ وَشرب كَانَ فائقا قوي الْمَنْفَعَة من ذَلِك. وَإِن أكل نفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب. وَهُوَ جيد للتغير الَّذِي يكون من الْمِيَاه وَلمن قد سقم من ذَلِك. ويصفي الْحلق كَيفَ أكل نيا أَو مطبوخا ويسكن السعال المزمن. وَإِذا شرب بطبيخ الفوتنج الْجبلي قتل الْقمل والصؤاب. وَإِذا أحرق وعجن بالعسل أَبْرَأ الْأَثر الْعَارِض تَحت الْعين الَّذِي يتَغَيَّر مَعَه اللَّوْن. وَإِن زيد فِيهِ مَعَ الْعَسَل دهن البان ولطخ بِهِ دَاء الثَّعْلَب أَبْرَأ مِنْهُ. وَمَتى خلط بالملح وَالزَّيْت أَبْرَأ البثر. وَإِن خلط بِعَسَل قلع البثور اللبنية والقوابي وقروح الرَّأْس الرّطبَة والنخالة والبهق والجرب المتقرح. وَإِذا طبخ مَعَ خشب الصنوبر والكندر وَأمْسك طبيخه فِي الْفَم سكن وجع الْأَسْنَان وَإِذا خلط بورق التِّين والكمون وَعمل مِنْهُ ضماد لعضة الْحَيَوَان الَّذِي يُسمى موغالى نفع. وطبيخ ورقه وَسَاقه إِذا جلس فِيهِ النِّسَاء أدر الْبَوْل والطمث وَأخرج المشيمة. وَيفْعل ذَلِك أَيْضا مَتى تدخن بِهِ. والخلط الَّذِي يعْمل مِنْهُ وَمن الزَّيْتُون والجزر الْمُسَمّى موطوطون يدر الْبَوْل وَيفتح أَفْوَاه الْعُرُوق وينفع من الحبن وَهَذَا يعمله النَّصَارَى وَأهل فَارس وَهُوَ طَعَام يعْمل من الجزر وَالزَّيْتُون والثوم. ج يَقُول فِي الثَّامِنَة فِي الثوم: المألوف أَنه يسخن ويجفف فِي الثَّالِثَة وَأما الْمُسَمّى ثوم الْحَيَّة وَهُوَ وَقَالَ فِي الثوم الْبري خَاصَّة: إِن فِيهِ مرَارَة وحدة وقبضا وَلذَلِك ينقي الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة ويسخنها مَعًا ويدر الْبَوْل والطمث. وَإِن شرب شفي فسوخ العصب والعضل ووجع الأضلاع الْحَادِث عَن السدد والبرودة.) ويلصق الخراجات الْعَظِيمَة مَتى وضع عَلَيْهَا وَهُوَ طري وينقيها مَتى كَانَ فِيهَا وسخ ويدمل الخراجات الخبيثة ويختمها إِذا جفف ونثر عَلَيْهَا. وَقَالَ أَيْضا: أما الثوم الكرائي فقوته قوم الثوم والكراث. وَمَا ذكر فِيهِ فِي كتاب الْغذَاء ذَكرْنَاهُ مَعَ البصل. روفس: الثوم يسخن وَيقطع الأخلاط الغليظة اللزجة ويضر بالبصر لِأَنَّهُ يخرق صفاقات الْعين ورطوبتها بحرارته ويكدر الْبَصَر. وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: الثوم مسخن. رَدِيء للعين. قَالَ حنين: هُوَ نَافِع الْعين الرّطبَة. قَالَ روفس: والثوم رَدِيء للأذن وَالرَّأْس والرئة والكلية. وَمَتى كَانَ فِي بعض الْمَوَاضِع وجع أهاجه.

قَالَ حنين: سَبَب هَذَا كُله حرافته. وَقَالَ ابْن ماسويه: الثوم حَار فِي الرَّابِعَة نَافِع للبلغم وخاصته قطع الْعَطش الَّذِي يعرض من البلغم المالخ الْمُتَوَلد فِي الْمعدة لتحليله إِيَّاه وتجفيفه لَهُ مسخن للمعدة الْبَارِدَة الرّطبَة. وَمَتى شوي بالنَّار وَوضع على الضرس الْمَأْكُول أَو دلكت بِهِ الْأَسْنَان الوجعة من الرُّطُوبَة وَالرِّيح أذهب مَا فِيهَا من الوجع. ومص ورق الينبوت الطري والتمضمض بعده بالنبيذ الريحاني يقطع رَائِحَته. وَهُوَ يقوم مقَام الترياق فِي لسع الْهَوَام الْبَارِدَة والأوجاع الْبَارِدَة. وإصلاحة للمحرور بسلقه بِمَاء وملح قَلِيل ثمَّ يخرج ويطجن بدهن اللوز ويؤكل وَيشْرب على أَثَره مَاء الرُّمَّان المز. قَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الثوم يحلل الرِّيَاح أَكثر من كل شَيْء يحللها غَيره وَلَا يعطش الْبَتَّةَ وَبَعض النَّاس يتَوَهَّم أَنه يعطش وَذَلِكَ لقلَّة خبرهم بِهِ وَهُوَ نَافِع لأهل الْبِلَاد الْبَارِدَة حَتَّى أَنهم مَتى منعُوا مِنْهُ عظم الضَّرَر بهم جدا. وَهُوَ جيد لوجع المعي إِذا لم يكن مَعَ حمى. من كتاب مَجْهُول: إِنَّه جيد لقروح الرئة. من فلاحة قسطس: الثوم مَتى أكل نيا أخرج الدُّود: ونفع من عسر الْبَوْل الَّذِي يخرج متقطعا وَهُوَ دَوَاء جيد للقولنج والسعال الْقَدِيم ووجع المفاصل والنقرس وَيذْهب بحح الصَّوْت وينفع) شرك الْهِنْدِيّ: إِن الثوم جيد للدبيلة الْبَاطِنَة والقولنج وعرق النسا فَإِذا أُرِيد لتفجير الدبيلات طبخ بِالْمَاءِ وَاللَّبن حَتَّى ينْحل وَيصب المَاء وَيُؤْخَذ فَإِنَّهُ ينفع السّلع والحميات العتيقة وقروح الرئة ووجع الْمعدة. وَقَالَ سندهشار الْهِنْدِيّ: إِنَّه جيد للرياح وَالنِّسْيَان والربو والسعال وَالطحَال والخاصرة والديدان وَيكثر الْمَنِيّ وَهُوَ جيد لمن قل منيه من كَثْرَة الْجِمَاع وَهُوَ رَدِيء للبواسير والزحير وانطلاق الْبَطن والخنازير وَأَصْحَاب الدق والحبالى والمرضعات. وَقَالَ أبقراط فِي كتاب مَاء الشّعير: الثوم محرك للريح فِي الْبَطن والخشونة فِي الصَّدْر والثقل فِي الرَّأْس وَالْعين وهيج على آكله كل مرض كَانَ يعرض لَهُ قبل ذَلِك. وَأفضل مَا فِيهِ أَنه يدر الْبَوْل. وَحكى حنين عَن أبقراط فِي كِتَابه فِي الأغذية: إِن الثوم يُطلق الْبَطن ويدر الْبَوْل جيد للبطن رَدِيء للعين لِأَنَّهُ شَدِيد التجفيف فَلذَلِك يضعف الْبَصَر ويضره. وَحكى عَن د أَنه قَالَ إِنَّه مجفف للمعدة وَذَلِكَ غلط وَالَّذِي أَحسب أَنه قَالَ إِنَّه مجفف للمني.

وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة من السَّادِسَة من إبيذيميا: إِن الثوم فِي الشتَاء سَبَب لمنافع عَظِيمَة وَذَلِكَ أَنه يسخن الأخلاط الْبَارِدَة وَيقطع الغليظة اللزجة الَّتِي تغلب فِي الشتَاء على الْبدن. قَالَ جالينوس إِن: أصل هَذَا النَّبَات مَتى دق نعما وسحق وضمدت بِهِ الخراجات ألحمها. وَإِذا شرب كَانَ طبيخه نَافِعًا للمغس وعسر الْبَوْل والقروح الْعَارِضَة فِي المثانة ويفت الْحَصَى. وَأما الثيل الْكثير الْوَرق الَّذِي يقتل الْمَوَاشِي إِذا أَكلته فَإِنَّهُ مَتى أخرجت عصارته وطبخت بشراب وَعسل كل وَاحِد مِنْهُمَا مسَاوٍ لَهَا فِي الْمِقْدَار وَنصف جُزْء من المر وَثلث جُزْء من الفلفل وَمثله من الكندر كَانَ دَوَاء نَافِعًا جيدا للعين وَيجب أَن يحرز فِي حق من نُحَاس. وطبيخ الْأُصُول يفعل مَا يَفْعَله النَّبَات. وبزره يدر الْبَوْل إدرارا شَدِيدا وَيقطع القئ والإسهال. وَقَالَ فِيهِ ج: إِن أصل هَذَا النَّبَات يُؤْكَل مَا دَامَ طريا وَهُوَ حُلْو مسيخ الطّعْم وَفِيه أَيْضا شَيْء من الحرافة مَعَ قبض يسير. وَنَفس الحشيشة إِذا ذاقها الْإِنْسَان وجدهَا مسيخة الطّعْم وَمن هَهُنَا تعلم أَن أَصله يَابِس باعتدال وَلذَلِك صَار يدمل الخراجات الطرية مَا دَامَت بدمها. فَأَما نفس الحشيشة فَمَتَى اتخذ مِنْهَا ضماد فَإِن ذَلِك الضماد يبرد تبريدا معتدلا وَهِي متوسطة فِي الرُّطُوبَة واليبس.) وَأما أَصْلهَا فلذاع لطيف قَلِيلا وَهَذَا إِذا يبس فت الْحَصَى مَتى طبخ وَشرب مَاؤُهُ. وبزره فِي الْأَكْثَر ضَعِيف إِلَّا النَّابِت فِي قرناسيس فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل ويجفف التجلب إِلَى الْمعدة والأمعاء لِأَن قوته مجففة لَطِيفَة مَعَ قبض يسير. فَأَما نفس الحشيشة فَإِنَّهَا تبرد تبريدا لَيْسَ بِالْقَوِيّ إِذا ضمد بهَا وَهِي متوسطة فِي اليبس والرطوبة وَفِي أَصله شَيْء يسير من اللطافة وَهُوَ لذاع. وَمَتى أَخذ أَصله وطبخ بِالْمَاءِ وَشرب فقد يفت الْحَصَى مرَارًا كَثِيرَة. وَقَالَ بولس: وقصب الثيل يجفف وَلِهَذَا السَّبَب صَارَت عصارته وَالْمَاء الَّذِي قد إِلَى فِيهِ أَصله يخلط بأدوية الْعين وَأما بزره فَإِنَّهُ يصلح الْمعدة. قَالَت الخوز: إِنَّه حَار معتدل. ثفسيا قَالَ جالينوس: قُوَّة أَصله وعصارته ودمعته وقشر أَصله مسهلة مقيئة إِذا شرب بِمَاء القراطن. والشربة من القشر أَرْبَعَة أوبولسات مَعَ ثَلَاثَة درخميات من بزر

الشبث وَمن العصارة ثَلَاثَة أوبولسات وَمن الدمعة درخمي وَاحِد لِأَنَّهُ إِن أعطي أَكثر من ذَلِك أضرّ جدا. والإسهال بِهِ مُوَافق للَّذين بهم النَّسمَة ووجع الْجنب المزمن ويعين على نفث الفضول. وَقد يَجْعَل فِي الْأَطْعِمَة وَيُعْطِي الَّذين يعسر عَلَيْهِم القئ. والدمعة والقشر شَدِيد الْقُوَّة على يبس مزاج الْبدن أَشد من قُوَّة سَائِر الْأَدْوِيَة الَّتِي تشبهها فِي الْقُوَّة إِذا احتجت أَن تجذب شَيْئا من عُضْو أَو تجْعَل للخلط سَببا لتنقله من مَوْضِعه إِلَى مَوضِع وَقد يخلط القشر أَو العصارة بِمثلِهِ كندرا وَمثله مرا وَيسْتَعْمل لكمنة الدَّم والْآثَار الباذنجانية فيقلع ذَلِك وَلَا يجب أَن يتْرك عَلَيْهَا أَكثر من ساعتين وَلَكِن يقْلع ثمَّ بعد ذَلِك يكمد الْموضع بِمَاء سخن. ويقلعان الكلف أَيْضا. والعصارة إِذا خلطت بالعسل قلعت الجرب المتقرح. وَمَتى خلطت بالكبريت ولطخت على الخراجات فجرها. وَينْتَفع بِهِ مَتى اسْتعْمل لطوخا للْجنب الَّذِي يعرض لَهُ وجع مزمن وَكَذَلِكَ الرّكْبَة والقدم والمفاصل. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: قوته مسخنة إسخانا قَوِيا مَعَ شَيْء من رطوبات فَلذَلِك يجتذب من عمق الْبدن جذبا قَوِيا عنيفا ويحلل مَا يجتذبه لكنه يفعل ذَلِك بعد مُدَّة طَوِيلَة بِسَبَب مَا فِيهَا من) الرُّطُوبَة الفضلية الَّتِي لَيست باليسيرة وَمن أجل هَذِه الرطوبات صَار الينتون يفْسد سَرِيعا. أريباسيوس: قوتها شَدِيدَة الحدة. وَقَالَ فِي سَائِر الْأَشْيَاء كَمَا قَالَ ج فِي ذكره للربو: إِن التافسيا يحْتَاج إِلَى مُدَّة من الزَّمَان حَتَّى يسخن وَذَلِكَ حَال الْأَدْوِيَة الَّتِي فِيهَا مَعَ حَرَارَتهَا رُطُوبَة فضلية وَذكره أَيْضا عِنْد ذكر الزنجبيل فاقرأه. ثلاسفي قَالَ ج فِي السَّادِسَة: هَذَا بزر بعض النَّبَات وقوته حارة حَتَّى أَنه يفجر الدبيلات الْبَاطِنَة مَتى شرب ويدر الطمث وَيفْسد الأجنة وينفع من عرق النسا إِذا حقن بِهِ لِأَنَّهُ يخرج دَمًا. فَأَما الشربة مِنْهُ فَثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم وينقي ويسهل أخلاطا مرارية. ثلج ابْن ماسه: إِنَّه رَدِيء للماشيخ خَاصَّة وَالَّذين معدهم بَارِدَة ويولد فِي المفاصل أوجاعا عسرة الانحلال ويعطش لجمعه وتبريده للحرارة الغريزية وَلِأَنَّهُ يحبس البخارات بِبرْدِهِ دَاخِلا فيعطش ويضر بالعصب. لي يجب أَن يحرز هَذَا. انْقَضى حرف الثَّاء

باب الجيم

3 - (بَاب الْجِيم) جزر وَيُسمى باليونانية سطاقونس. قَالَ ج فِي الْمقَالة الثَّامِنَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الجزر البستاني ضَعِيف فِي قوته فَأَما الْبري فقوي فِي كل شَيْء وَقد يدر الْبَوْل وَينزل الطمث. وَيفْعل هَذَا بجملته أَصله وورقه وَلَا سِيمَا بزره وَفِيه أَيْضا شَيْء من الْجلاء وَلذَلِك يَجْعَل أنَاس من ورقه ضمادا للقروح الَّتِي فِيهَا أَكلَة كي ينقيها. د: إِن سطاقونس الْبري وَهُوَ جزر الْبر الَّذِي يُسَمِّيه أنَاس قرباله يشبه ورق الراسن إِلَّا أَنه أعرض مِنْهُ ويلي المرارة. فَأَما سَاقه فمنتصب حاد وَفِي أَعْلَاهُ ظلل تشبه ظلل الشبث فِيهَا بهار أَبيض وَفِي وسط البهار شَيْء مثل الصوفة يشبه الأرجواني وَغلظ أَصله غلظ الْأصْبع وَطوله نَحْو من شبر وَهُوَ طيب الرَّائِحَة. ويؤكل مطبوخا. وَأما بزر الجزر فَإِنَّهُ إِذا شرب أَو إِذا احتملته الْمَرْأَة فِي صوفة حرك الطمث وأدره. وَإِذا شرب نفع من عسر الْبَوْل وَالِاسْتِسْقَاء ووجع الجنبين وعضات الْحَيَوَان المؤذي ولسع الْهَوَام. وَأَصله يدر الْبَوْل ويهيج شَهْوَة الْجِمَاع. وَإِذا أمسك فِي الرَّحِم أخرج الأجنة. وَأما ورقه فَإِذا سحق وضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل نفع قُرُوح الْأكلَة. وَأما الجزر الَّذِي يزرع فِي الْبَسَاتِين فَإِنَّهُ أصلح للْأَكْل من الْبري ويوافق كل مَا يُوَافقهُ الْبري وينفع مَا ينفع الجزر الْبري غير أَنه دونه فِي الْفِعْل. وَقَالَ فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الجزر حَار رطب وحره فِي الْجُزْء الثَّانِي منضم ورطوبته فِي الْجُزْء الأول منقبض أَيْضا وَله حراقة وَشَيْء من حِدة. ويدر الْبَوْل والطمث أَكثر من المزروع فِي الْبَسَاتِين الْمُسَمّى جزرا وَذَلِكَ لِأَن الجزر عسر الانهضام وَإِنَّمَا يغذو الْجِسْم أقل من غذَاء اللفت وَإِن أَكثر الْإِنْسَان من أكله ولد فِيهِ كيموسا رديا. والجزر الْبري أفضل مِنْهُ فِي مزاجه وَمن أَرَادَ أكله فليغسله مرَّتَيْنِ ثمَّ من بعد ذَلِك يَأْكُلهُ. وخاصة الجزر إدرار الطمث. وَأما الجزر المربى بالعسل فَلَيْسَ الانهضام فِيهِ مثل الَّذِي لَيْسَ هُوَ مربى. وَهُوَ جيد للباه زَائِد فِي الْمَنِيّ وَإِذا ربى بالعسل كثرت سخونته وَقلت رطوبته ونفخه.) قَالَ بولس فِي الْمقَالة السَّابِعَة: إِن الجزر يهيج الْبَوْل ويدر الْحَيْضَة وَهُوَ خَاصَّة بزره وَأَصله.

فَأَما ورقه فَلِأَنَّهُ ذُو قُوَّة جالبة قد ينفع وَهُوَ غض للأدواء الآكلة إِذا هيء بالعسل غير أَن جعفيل وَيُسمى باليونانية اورناقج وَتَفْسِيره خانق الكرسنة. قَالَ ج فِي الْمقَالة الثَّامِنَة من كتاب الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الجعفيل ذُو قُوَّة ميبسة مبردة فِي الْجُزْء الثَّالِث. قَالَ د فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: إِن اورناقج أَي خانق الكرسنة الَّذِي يُسَمِّيه آخَرُونَ قرنونيوريون وَآخَرُونَ أشداوريا وَأهل قبرس بورسيني لَهُ جزر يَلِي الْحمرَة يَعْلُو الأَرْض قدر شبرين وَقد يكون فِيهِ لزوجة عَلَيْهِ زغب أَكثر وَله ورق رخص وَله زهر وبهار يَلِي الْبيَاض والصفرة وَأَصله غليظ كالإصبع إِذا جف الأَصْل تشقق. وَيُقَال: إِنَّه إِذا نبت بَين أَي نوع من الْحُبُوب كَانَ خنقه وَلذَلِك سمي بِهَذَا الِاسْم لِأَن تَفْسِير اسْمه: خانق الكرسنة إِذْ يدل بِذكرِهِ وَاحِد من أَنْوَاع الْحُبُوب على سائرها. وَقد يُؤْكَل نيا ومطبوخا كَمثل اشفاراغش وَهُوَ الهليون. وَمَتى طبخ بِبَعْض الْحُبُوب يظنّ أَنه ينضجه سَرِيعا. وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: إِنَّه بَارِد فِي مزاجه يَابِس فِي الْجُزْء الأول. جنطيانا وَيُسمى باليونانية جنطياني. قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة السَّادِسَة من كتاب الْأَدْوِيَة المفردة: إِن أصل الجنطيانا كَاف فِي الْقُوَّة حَيْثُ يحْتَاج أَن ينقي ويلطف ويجلو وَيفتح السدد وَلَيْسَ اقتداره على مثل هَذَا بعجيب وَذَلِكَ لِأَنَّهُ مر بالكفاية. ديسقوريدوس فِي الْمقَالة الثَّالِثَة: إِنَّه قَالَ: إِن أول من وجد الجنطياني جنطين الْملك وَمِنْه مَا يلْزمه هَذَا الِاسْم فورقه الَّذِي يَلِي أَصله يشبه ورق الْجَوْز أَو ورق لِسَان الْحمل يضْرب إِلَى الْحمرَة وَالْوَرق الْمَبْسُوط مِنْهُ إِلَى أَسْفَل مستطيل. فَأَما السَّاق فمجوف أملس غليظ كالإصبع طوله نَحْو من ذراعين وَله شَيْء كثمر سقوندوليون وَهُوَ الكاكنج وَأَصله مطاول شَبيه بِأَصْل الزراوند غليظ مر وينبت فِي رُؤُوس الْجبَال الشاهقة فِي الْمَوَاضِع الْكَثِيرَة الْفَيْء الندية. وَأما قُوَّة أَصله فمسخنة مقبضة وَهُوَ نَافِع للسع الدَّوَابّ العادية إِذا شرب مِنْهُ زنة مثقالين مَعَ فلفل وسذاب مطبوخ أَو من عصارته وزن مِثْقَال وينفع وجع الجنبين والسقطة والوثء والفتق. وينفع من وجع الكبد وَمن معدته معتلة إِذا شرب مَعَ المَاء. وَإِذا احتملته الْمَرْأَة كالفتيلة أخرج الْجَنِين. وينفع الْخراج مَتى ضمد بِهِ. ويشفي القروح الْأكلَة وَلَا سِيمَا عصارته. ثمَّ هُوَ طلاء مُوَافق وَالْأَصْل يجلو البهق.

وَإِنَّمَا تهَيَّأ العصارة مِنْهُ إِذا دق وأنقع فِي المَاء خَمْسَة أَيَّام ثمَّ يطْبخ من بعد بِالْمَاءِ حَتَّى ترى الأَصْل فَوق المَاء فَإِذا برد المَاء صفي بِخرقَة ثمَّ طبخ حَتَّى يصير قوامه ثخينا كالعسل ثمَّ ترفع العصارة فِي إِنَاء فخار وَتحفظ فَقَط. وَقَالَ بولس فِي الْمقَالة السَّابِعَة: إِن الجنطياني أَصله قوي الْفِعْل حَيْثُ يحْتَاج إِلَى التلطيف والتنقية والجلاء وَفتح السدد. جبسين وَيُسمى باليونانية حماقسوس. قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة التَّاسِعَة من كتاب الْأَدْوِيَة: إِن الجبسين مَعَ قُوَّة عَامَّة لجَمِيع الْأَجْسَام الأرضية الحجرية الَّتِي قُلْنَا إِنَّهَا ميبسة لَهُ قُوَّة راسخة لَازِقَة وَذَلِكَ أَنه قد يتحجر على الْمَكَان ويتعقد ويصلب إِذا أنقع وَلذَلِك قد يخلط لنفعه مَعَ الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة الملائمة لنزف الدَّم فَإِنَّهُ وَحده إِذا جمد كَانَ صلبا حجريا من أجل ذَلِك هَمَمْت أَن أخلطه مَعَ بَيَاض الْبيض وَهُوَ اللَّطِيف الرَّقِيق الَّذِي يسْتَعْمل فِي وجع الْعَينَيْنِ إِذا خلط مَعَهُمَا أَيْضا دَقِيق الْحِنْطَة الَّذِي يكون على حيطان بيُوت الأرحاء. وَقد يجب أَن يتَّخذ هَذَا الضماد الْمَصْنُوع هَكَذَا بِشعر أرنب أَو مَا أشبهه فِي اللين. والجبسين إِذا أحرق لم تكن لزوجته على هَذِه الْحَال بل يكون لطيفا أَكثر مِنْهُ وَهُوَ غير محرق ثمَّ قد يحبس أَيْضا ويجمد إِذا عجن بخل وَمَاء. وَيَقُول د فِي الْمقَالة الْخَامِسَة: إِن الجبسين ذُو قُوَّة قابضة لزجة وَلذَلِك قد ينفع نزف الدَّم والعرق. وَإِذا شرب قتل على جِهَة الخناق. وَيَقُول بولس فِي الْمقَالة السَّابِعَة: إِن الجبسين مَعَ مَا ييبس قوته لزجة وَلذَلِك قد ينفع نزف الدَّم إِذا خلط مَعَ خطمي وَبَيَاض الْبيض. وَإِذا أحرق اضمحلت لزوجته وَصَارَ مجففا جدا لينًا جدا وبخاصة مَعَ الْخلّ وَالْمَاء. جشيش الْبر وَيُسمى باليونانية قرسيون وبالفارسية دورسيون وَرُبمَا يُسمى بِالْعَرَبِيَّةِ جشيشة. قَالَ ج فِي الْمقَالة السَّابِعَة من كتاب أدويته المفردة: إِنَّمَا سمي بِهَذَا الِاسْم مَا كَانَ من دَقِيق الْحِنْطَة والجلبان وَيُسمى الكتيت جريشا وَهُوَ مغذ أَكثر من سويق الشّعير غير أَنه أَضْعَف انهضاما مِنْهُمَا. وَيُسمى الحساء الْمُتَّخذ مِنْهُ: قواطوس وَالَّذِي يتَّخذ من دَقِيق الكتيت حَابِس للطبيعة يَسِيرا وَأكْثر إِذا قلي. وَقَالَ د: إِن الجشيش يُسمى مَا طحن جريشا وَاتخذ من الجلبان وَالْحِنْطَة وَمِنْه يكون الحساء الْمُسَمّى قواطوس وَهُوَ سهل الانهضام. وَالَّذِي يكون من الجلبان يحبس الطبيعة جدا وبخاصة إِن قلوته. وَقَالَ ج فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الجشيش يغذي أَكثر من النشاستج ويلين الطبيعة وينفخ ويسمن إِلَّا أَنه يُولد كيموسا غليظا لزجا لزاقا قَلِيلا. وَيجب أَن يطْبخ سَاعَة هوية على جمر ويحرك بِعُود من شبث ويلقي فِيهِ ملح ودهن

لوز وزيت إِنْفَاق وَيجب أَن يصب فِيهِ الدّهن أَولا حَتَّى يخْتَلط مَعَ الْحِنْطَة نعما. فَإِن أَخذ مَعَ عسل قَلِيل انتقصت لزوجته وَجَاز من الْمعدة سَرِيعا. وَقَالَ بولس فِي الْمقَالة السَّابِعَة: إِن قريميون وَهُوَ الجشيش الغليظ الْأَجْزَاء من دَقِيق الْحِنْطَة والكتيت يغذي أَكثر من السويق لكنه أعْسر استمراء من السويق. جرجير وَيُسمى باليونانية هوربيون. وَأما جالينوس فَلم يذكرهُ فِي كتاب الْأَدْوِيَة المفردة. وَقَالَ جالينوس: قَالَ د فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: إِن الجرجير مَتى أكل وَأكْثر مِنْهُ أهاج شَهْوَة الْجِمَاع وَكَذَلِكَ يفعل بزره أَيْضا ويدر الْبَوْل ويهضم ويلين الطبيعة. وَقد يسْتَعْمل بزره فِي تطييب ألوان الطَّبْخ وَقد يحفظ حَتَّى يَأْتِي عَلَيْهِ حِين ثمَّ يعجن بِعَسَل وَيعْمل مِنْهُ الأقراص. وَمن الجرجير بري ينْبت أَكْثَره فِي الْبَريَّة الَّتِي فِي بِلَاد سقورا وَيسْتَعْمل بزره أهل ذَلِك الْبَلَد بدل الْخَرْدَل وَهُوَ أَجود مِنْهُ وأذوب للفضول. وَقَالَ فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الجرجير حَار رطب غير أَنه حَار فِي الْجُزْء الثَّانِي رطب فِي الْجُزْء الأول وحرارته أَكثر من لدونت وَهُوَ مولد للريح محرك للجماع مولد للرياح الَّتِي تنشر الْقَضِيب. وَإِن أكل وَحده صدع الرَّأْس فَيجب لمن أَكثر من أكله أَن يَأْكُل مَعَه خسا وهندبا أَو بقلة حمقاء. وللجرجير أَن يدر الْبَوْل ويسهل الطبيعة ويهضم. وخاصة الجرجير نشره لعضو الْمَنِيّ. وَقَالَ بولس فِي الْمقَالة الأولى: إِن الجرجير حَار مولد للزَّرْع وَلذَلِك قد يهيج الْجِمَاع غير أَنه يصدع الرَّأْس. وَقَالَ أَيْضا فِي الْمقَالة السَّابِعَة: إِن هوريبون وَهُوَ الجرجير لَهُ مزاج معتدل من أجل ذَلِك يهيج الباه. وبزره يدر الْبَوْل. والجرجير الْبري أقوى من البستاني. جاوشير وَيُسمى باليونانية: اركافكش الَّذِي يكون من فانافس ابرافليون. قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الثَّامِنَة من كتاب الْأَدْوِيَة المفردة: إِن من هَذَا يكون ذَلِك الَّذِي يُسمى: اوفاكس أَي الجاوشير إِذا شرطت أُصُوله وجزوره وقضبانه وَهُوَ رطب أَعنِي الجاوشير. ومنافعه كَثِيرَة وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يسخن ويحلل ويلين فلنضعه فِي الْحَرَارَة من الْجُزْء الثَّالِث وَفِي اليبوسة من الْجُزْء الثَّانِي. فَإِذا قشر أَصله فَإِنَّهُ أَيْضا دَوَاء مجفف مسخن غير أَنه دون الجاوشير وَله شَيْء يجلو أَيْضا وَلذَلِك قد يعالج بِهِ الْعِظَام الْعَارِية وَالْخَرَاج الْخَبيث لِأَن هَذِه الْأَدْوِيَة وأمثالها

كَافِيَة فِي بِنَاء اللَّحْم وَلذَلِك يجلو ويجفف وَلَيْسَ بشديد الإسخان. فَمَا كَانَ منبتا للحم فَهُوَ يحْتَاج إِلَى هَذِه كلهَا كَمَا أوضحنا فِي كتاب الصِّنَاعَة الْكَبِيرَة. أما ثَمَر هَذَا الْعقار فحار أَيْضا يدر الطمث من أجل ذَلِك غير أَنِّي لست أعلم كَيفَ اعْتَادَ جَمِيع النَّاس أَلا يسموا هَذَا الْعقار بانافس بل بارفافس لِأَن فانافس اسقلينوس يسخن أقل من الَّذِي قبله وَلذَلِك قد يسْتَعْمل بهاره وثمره إِذا خلط بِعَسَل فِي علاج الْخراج والبثور والأكلة. فَأَما فانافس حمرونيون فشبيه الْقُوَّة بِالَّذِي قبله. وَقَالَ د فِي الْمقَالة الثَّالِثَة: إِن فانافس ابرافليون الَّذِي يجمع مِنْهُ الجاوشير يكثر فِي نراطيبا ولبنه هُوَ الجاوشير وَله ورق خشن سَاقِط على الأَرْض شَدِيد الخضرة يداني ورق التِّين مَعَ استدارته منقسم إِلَى خَمْسَة أَجزَاء وَله خرز كخرز قلحلاحا وَهُوَ عَال جدا يكون عَلَيْهِ غُبَار دَقِيق أَبيض وَعَلِيهِ من حوله ورق صغَار جدا وَفِي أَعْلَاهُ ظلل وَهُوَ كالشبث. وفقاحه أَبيض وَله بزر طيب الرَّائِحَة محرق. وأصوله كَثِيرَة تتجزأ من رَأس وَاحِد بيض ثَقيلَة الرّيح. قشرها غليظ مر الطّعْم. وينبت فِي موقى لينوي وَفِي مقدونيا. فَأَما أَخذ اللَّبن وَهُوَ الجاوشير من أَصله فَإِذا قطع فِي أول نَبَاته فَإِنَّهُ يخرج مِنْهُ لبن أَبيض فَإِذا جف صَار زعفرانيا أصفر من خَارج وَإِنَّمَا يجمع مَا يَجْزِي من اللَّبن بورق يفرش فِي حُفْرَة فِي الأَرْض حَتَّى إِذا جف أَخذ. وَقد يُؤْخَذ من جزره أَيْضا لبن إِذْ يشرط فِي إبان حصاد الْحِنْطَة وَيقبل مَا يجْرِي مِنْهُ على هَذَا الْمِثَال.) والجيد من أُصُوله تِلْكَ الْبيض الجافة الَّتِي خَارِجهَا ممتد لَيست بمجتمعة وَلَا مأكولة محرقة الطّعْم أفاويهية. فَأَما أَنْفَع ثمره فَالَّذِي بَين خرزه الْأَوْسَط لِأَن الَّذِي من شقيه لَيْسَ بسمين. وأجود الجوشير مَا كَانَ مر الطّعْم أَبيض الدَّاخِل أصفر الْخَارِج دهنا سريع التفتت والانحلال بِالْمَاءِ ثقيل الرَّائِحَة. وَمَا كَانَ مِنْهُ أسود لينًا فَلَيْسَ يصلح لشَيْء ويغش بالأشق والشمع ويختبر إِذا مرس بالأصبع بِالْمَاءِ فَمَا لم يكن مغشوشا فَإِنَّهُ ينْحل بِالْمَاءِ وَيصير كاللبن. وَقُوَّة الجوشير مسخنة ملطفة ملينة فَهُوَ لذَلِك نَافِع من النافض والحميات الدائرة وينفع الفتوق والخدوش وأوجاع الجنبين والسعال والمغس وتقطير الْبَوْل والحكة الَّتِي تكون فِي المثانة إِذا شرب بِمَاء الْعَسَل أَو بمطبوخ. ويحدر الطمث ويمخض الأجنة ويفش النفخ والصلابة الكائنة فِي الرَّحِم إِذا ديف بِعَسَل. وَقد يكون مِنْهُ دهن نَافِع لعرق النسا. وَقد يخلط فِي الأدهان المريحة للتعب وَفِي

أدوية وجع الراس. ويقلع الْجَمْرَة وينفع من النقرس إِذا وضع مِنْهُ ضماد مَعَ زبيب أَهلِي. وينفع من وجع الْأَسْنَان مَتى حشى بِهِ مَوضِع الأكال. وَمَتى اكتحل بِهِ أحل الْبَصَر. وَإِذا خلط بالزيت كَانَ مِنْهُ لزوق فَاضل لمن عضه كلب كلب. وَأَصله أَيْضا إِذا بَرى وَاحْتمل فِي الرَّحِم رمى بالأجنة. وينفع القروح العتيقة ويعقد اللَّحْم على الْعِظَام الْعَارِية إِذا سحق وَوضع عَلَيْهَا ثمَّ إِذا طليت بِهِ مَعَ الْعَسَل أَيْضا. وَإِذا أَخذ ثمره أَيْضا مَعَ الأفسنتين أحدر الطمث. وَإِذا أَخذ مَعَ الزراوند نفع من لسع الْهَوَام. فَأَما فانافس اسقلينوس فَإِن لَهُ جزرا دَقِيقًا يصعد من الأَرْض نَحْو ذِرَاع لَهُ شعب منقسمة وحواليه ورق يشبه ورق الرازيانج غير أَنه أكبر مِنْهُ وَرقا ورائحته حريفة. وَأَصله مر وَقُوَّة زهره وثمره أَن تَنْفَع القروح والبثور والأكلة من سحقت وضمد بهَا مَعَ عسل. وينفع من لسع الْهَوَام إِذا شرب مَعَ الْمَطْبُوخ وَإِذا خلط بالدهن وأدهن بِهِ. وَقد يُسمى أنَاس فانيفس فوتنجا بريا وَآخَرُونَ: فوتيلي إِلَّا أَنه قد وصف شَأْنه فِي نعت الفوتنج.) فَأَما فانافس حمرونيون فَأكْثر مَا ينْبت فِي جبل يُسمى: قيليون وَله ورق شَبيه بورق الرازيانج أَيْضا الْأَبْيَض وبهاره شَبيه بلون الذَّهَب وأصل دَقِيق لَيْسَ بغائر حَار حريف المذاقة. وَقُوَّة أَصله نافعة من لسع الْهَوَام مَتى شرب. وَإِذا وضعت فروعه ضمادا أَيْضا فعلت ذَلِك. بولس فِي الْمقَالة السَّابِعَة: إِن فانافس وَهُوَ الَّذِي يُسمى ابرافليون وَمِنْه يكون الجوشير يسخن فِي الْجُزْء الثَّالِث وييبس فِي الْجُزْء الثَّانِي ويلين ويحلل. فَأَما قشر أَصله فَإِنَّهُ أَضْعَف من الجاوشير وفيهَا شَيْء من الْجلاء وينبت اللَّحْم. وثمره يهيج الطمث. فَأَما ذَلِك الْمُسَمّى اسقلينوس والمسمى حمرونيون فَأَقل حرارة من ذَلِك الأول وهما نافعان للقروح الردية العادية والبثور مَتى اسْتعْمل وَرقهَا وَثَمَرهَا. وَيُسمى باليونانية فاوقاليس. وَقَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة من المفردة: إِنَّه قد يُسمى هَذَا آخَرُونَ دوقوا لِأَنَّهُ يُشبههُ فِي طعمه وَفِي قوته ويسخن وييبس ويهيج ويدر الْبَوْل ويكبس وَيدْفَع. وَقَالَ د فِي الْمقَال الثَّانِي: إِن الجزر الْبري لَهُ قضيب رينوي طوله ذِرَاع وَله ورق يشبه ورق الرازيانج قد يُؤْكَل نيا ومطبوخا وَهُوَ يغزر الْبَوْل. قَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن فاوقاليس الَّذِي يُسمى الجزر الْبري يسخن كالدوقوا ويدر الْبَوْل ويهيج الطمث ويكبس وَيدْفَع.

جلبان وَيُسمى الكتيت وباليونانية رها. قَالَ ج فِي السَّادِسَة من الْأَدْوِيَة: إِن قُوَّة الجلبان بَين قُوَّة الشّعير وَالْحِنْطَة وَمن ذَلِك يعرف أَنه فِي الْقُوَّة وسط بَينهمَا. قَالَ د: إِن رها وَهُوَ الكتيت نَوْعَانِ وَذَلِكَ أَن مِنْهُ مَا حبته وَاحِدَة وَمِنْه مَا يُسمى ذَا الحبتين لِأَن بزره حبتان حبتان وَهِي أَزوَاج محصورة فِي أقماع. وَهُوَ أَكثر غذَاء من الشّعير وَأطيب وَأَقل غذَاء من الْحِنْطَة. وَقد يتَّخذ مِنْهُ خبز أَيْضا. وَفِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الجلبان يُوجد فِي بِلَاد مصر وَهُوَ بَارِد يَابِس أقل من الجاورس. وَالْخبْز الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ يجب أَن يعجن نعما ويخبز فِي التَّنور ويؤكل سخنا رطبا فَإِنَّهُ مَتى برد وَمكث ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة ثمَّ أكل بعد ذَلِك وجد غير طيب وَهَذَا على أَن خبزه يغذو أَكثر من الجاورس. وَقَالَ بولس فِي الْمقَالة السَّابِعَة: إِن رها وَهُوَ الجلبان قريب فِي قوته من الْحِنْطَة وَهُوَ وسط فِي الإسخان والتبريد واليبس وَهُوَ من الأحساء. جُلُود عتق وَهُوَ سقاطات الأساكفة قَالَ جالينوس فِي القَوْل الْحَادِي عشر من كتاب الْأَدْوِيَة المفردة: إِن هَذِه مَتى أحرقت ظن نَاس أَنَّهَا نافعة للعقر الْحَادِث فِي الْقَدَمَيْنِ من الْخُفَّيْنِ كَانَ لَهَا مضادة لذَلِك وَلكنه إِن كَانَ من الْعقر ورم فَلَيْسَ يُغني شَيْئا. وَإِذا سكن الورم كَانَ مَا ينْتَفع بِهِ من الْجُلُود المحرقة لتجفيفها الْعقر وَاجِبا لِأَن هَذَا الرماد وَمَا أشبهه مجفف ناشف مَعَ أَنا نَحن قد عالجنا بِهِ مرّة فِي بعض الْقرى جرحا مثل هَذَا حدث عَن عقر الْحذاء. وَقد ينفع هَذَا الرماد وَمَا أشبهه الْجراح الكائنة من الحرق واسلخ الْكَائِن فِي الفخذين. وَقَالَ د فِي الْمقَال الثَّانِي: إِن سقاطات الأساكفة الْعتْق البالية مَتى أحرقت وتضمد بهَا نَفَعت نفعا بَينا جدا من حرق وَتَنْفَع من عقر الْحَادِث من الْخُف نفعا فِي الْغَايَة. جاورس اسْمه باليونانية كيجروس. قَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة: هُوَ يبرد فِي الْجُزْء الأول ويجفف إِمَّا فِي الْجُزْء الثَّالِث وَهُوَ قَابض وَإِمَّا فِي الْجُزْء الثَّانِي وَهُوَ أَيْضا لطيف قَلِيلا وَمن أجل أَنه على هَذَا القوام والمزاج مَتى أَخذ بِمَنْزِلَة الطَّعَام يغذو الْبدن غذَاء يَسِيرا أقل من جَمِيع أَنْوَاع الْحُبُوب وييبس الطبيعة. فَإِن وضع من خَارج فِي كيس أَو صرة وَعمل ضمادا كَانَ نَافِعًا جدا لمن يحْتَاج إِلَى التجفيف بِغَيْر لذع ومضض. وَإِذا اتخذ أَيْضا ضمادا فَإِن من شَأْنه أَيْضا أَن يجفف إِلَّا أَنه يتفتت ويتفرك سريا والضماد الْمُتَّخذ مِنْهُ قل مَا يلْزم. وَقَالَ د فِي الثَّانِيَة: إِن الجاورس أقل غذَاء من سَائِر الْحُبُوب الَّتِي يتَّخذ مِنْهَا الْخبز فَإِن هيء مِنْهُ خبز وَوضع مِنْهُ حسوشد الطبيعة وَهُوَ يهيج الْبَوْل فَإِن قلي وصير فِي كيس وكمد بِهِ نفع من المغس وَسَائِر الأوجاع.

روفس فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الجاورس بَارِد فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة وَهُوَ يَمْتَد فِي ذَلِك إِلَى نَحْو الثَّالِثَة وغذاؤه الْجِسْم قَلِيل نذر لرخاوته أَيْضا لِأَنَّهُ يَابِس ضَعِيف وَلِهَذَا يشد الطبيعة ويحدر الْبَوْل وَمَا هَذِه خاصته. فالمحرورون الَّذين انْطَلَقت طبائعهم جدراء بِأَن يأكلوه بدل وَمَتى طبخ بِاللَّبنِ إِذا الْجَسَد غذَاء حسنا وَلم يعقل الْبَطن. فَإِن لم تحب أَن تستعمله بِاللَّبنِ فاخلطه بِمَاء نخالة السميذ ودهن اللوز الحلو فَإِنَّهُ إِذا عمل هَكَذَا نَالَ الْبدن مِنْهُ غذَاء جيدا) وَلم يحبس الطبيعة. وَأما الْخبز الْمُتَّخذ مِنْهُ فَإِنَّمَا يغذي الْجِسْم غذَاء يَسِيرا ويشد الطبيعة ويبطئ فِي الْبَطن ويضعف فِي استمرائه. وخاصة الجاورس أَنه إِذا شدّ الطبيعة أدر الْبَوْل. وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن الجاورس يبرد فِي الْجُزْء الأول وييبس فِي الْجُزْء الثَّانِي وَهُوَ لطيف فِي أَجْزَائِهِ يَسِيرا. وَإِذا اتخذ مِنْهُ كماد فِي كيس أَو صرة كَانَ نَافِعًا للتجفيف. جرذان الْبيُوت قَالَ ج فِي الْحَادِيَة عشرَة من المفردة: إِن الجرذان الَّتِي فِي اليبوت مَتى شقَّتْ وَوضعت على لسع العقارب نَفَعت. وَقَالَ ديسقوريدوس فِي الثَّانِيَة: إِن الجرذان الَّتِي فِي الْبيُوت مَتى شقَّتْ وَوضعت على لسع العقارب نَفَعت جدا. وَإِذا شويت وأكلت نَفَعت الْأَطْفَال الَّذين يسيل اللعاب من أَفْوَاههم. جعدة يُسمى باليونانية فوليون. قَالَ ج فِي الثَّامِنَة من الْأَدْوِيَة المفردة: هُوَ مر عِنْد من يذوقه حريف قَلِيلا وَلذَلِك يفتح جَمِيع السدد الْحَادِثَة فِي الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة ويحرك الْبَوْل والطمث وَمَا دَامَت بعد غضة تلحم الضربات الْعَظِيمَة لَا سِيمَا نوعها ذَلِك الْأَكْبَر فَإِذا جَفتْ شفت الخراجات الخبيثة إِذا ذرت عَلَيْهَا. وَأكْثر مَا يفعل هَذَا تِلْكَ الجعدة الصُّغْرَى الَّتِي تسْتَعْمل فِي صَنْعَة المعجونات لِأَن هَذِه أَمر وَأَشد وَأحد وَأكْثر حرافة من تِلْكَ الْكُبْرَى حَتَّى أَنَّهَا تكون فِي الْجُزْء الثَّالِث مِمَّا ييبس وَفِي الثَّانِي مِمَّا يسخن. وَقَالَ د فِي الْمقَال الثَّالِث: إِن فوليون وَهُوَ الجعدة مِنْهَا مَا هُوَ جبلي وَيُسمى طريويون وَبِه يعالج وَإِنَّمَا هُوَ ثنمش صَغِير دَقِيق الْوَرق طوله نَحْو من شبر وَفِي أَعْلَاهُ رَأس كالكرة صَغِير فِيهِ كالشعر الْأَبْيَض ثقيل الرَّائِحَة مَعَ لذاذة قَليلَة وَهُوَ مَمْلُوء من الْوَرق أَعنِي الْقَضِيب محشو مِنْهُ. وَأما نوعها ذَلِك الآخر فأكبر وَأعظم غي أَنه لَيْسَ بِقَوي فِي رَائِحَته كالنوع الأول بل

أَضْعَف مِنْهُ قُوَّة وَلَكِن لَهُ قُوَّة. إِن طبخ وَشرب مَاء طبيخه نفع من لسع الْحَيَوَان المؤذي وَمن بِهِ استسقاء) وينفع من بِهِ يرقان وَمن لَهُ ألم الطحال مَعَ الْخلّ إِلَّا أَنه مصدع للراس رَدِيء للمعدة ويسهل وَإِذا فرش أَو دخن بِهِ طرد الْهَوَام العادية وَإِذا تضمد بِهِ أدمل. وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن فوليون وَهِي الجعدة الصُّغْرَى مِمَّا يسخن ويجفف فِي الْجُزْء الرَّابِع وَيفتح جَمِيع سدد أوعية الْجوف ويهيج الْبَوْل والحيضة وَإِذ هِيَ رطبَة تدمل الْجِرَاحَات الْعَظِيمَة. فَإِذا جَفتْ أدملت وشفت القروح الخبيثة العادية مَتى ذرت عَلَيْهَا. جلنار وَيُسمى رمانا مصريا وباليونانية: اورسطون. وَقَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن هَذَا إِنَّمَا هُوَ بهار الرُّمَّان الْبري كبهار الرُّمَّان الْكُوفِي الَّذِي هُوَ الأهلي إِلَّا أَنه قوي الْقَبْض فِي مذاقته وَهُوَ ذُو قُوَّة ميبسة مبردة غَلِيظَة. إِن كُنَّا ذاكرين لما قيل فِي الْمقَالة الرَّابِعَة من هَذَا الْكتاب حَيْثُ بَينا أَن كل شَيْء قَابض أرضي بَارِد غير أَنه لَيْسَ فِيهِ طعم مَعْلُوم وَمن أجل ذَلِك فلنصيره ميبسا مبردا لَيْسَ بِقَلِيل إِن كُنَّا قُلْنَا صَوَابا فِي ذَلِك الْمقَال الرَّابِع: إِن الْقَبْض لَازم للأدوية الأرضية المبردة وَقد يشْهد على هَذَا مَا يظْهر مِنْهُ وَذَلِكَ أَنه إِن ذَر على الْعقر وَغَيره من الدبر رَأَيْته قد ألحمها سَرِيعا ثمَّ فِي علاج نفث الدَّم أَيْضا وَمن فِي معاه قرحَة وَفِي علاج البلة المتجلبة إِلَى الْبَطن وَالرحم وَلَيْسَ من أحد إِلَّا وَهُوَ يسْتَعْمل هَذَا الدَّوَاء من الْأَطِبَّاء الَّذين كتبُوا الْكتب الشافية. وَقَالَ د فِي الْمقَالة الأولى: إِن الجلنار فقاح الرُّمَّان الْبري وأنواعه شَتَّى وَذَلِكَ أَنه يُوجد مِنْهُ مَا هُوَ على لون الْورْد وشبيه بفقاح الرُّمَّان الأهلي وَقد يتَّخذ مِنْهُ عصارة كَمَا يتَّخذ من الهيوفسطيداس والكثا وَهُوَ فقاح الرُّمَّان الأهلي. وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن الجلنار فقاح الرُّمَّان الْبري وَهُوَ قوي الْقَبْض بَارِد فِي قوته يَابِس قد يخْتم الْجرْح فِي قرح الْبدن وَيحبس البلل. جَار النَّهر اسْمه باليونانية بوطاموغيطن قَالَ ج فِي الثَّامِنَة من أدويته المفردة: إِنَّه يبرد وَيقبض مثل البرشيان دارو إِلَّا أَن طبعه أغْلظ من طبع ذَلِك. وَقَالَ د فِي الْمقَال الرَّابِع: إِن بوطاموغيطن الْمُفَسّر بجار النَّهر لَهُ ورق كورق السلق زبيري يشرب من المَاء قَلِيلا وَهُوَ مبرد قَابض نَافِع من الحكة والقروح المتأكلة العتيقة. وَإِنَّمَا سمي بجار النَّهر لِأَنَّهُ ينْبت فِي الْمِيَاه فِي الْأَمَاكِن الرّطبَة الندية. وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن بوطاموغيطن وَهُوَ جَار النَّهر يقبض أَيْضا ويبرد بِمَنْزِلَة البرشيان دارو وقوته على ذَلِك الْمِثَال. جميز قَالَ ج فِي الثَّامِنَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الجميز ذُو قُوَّة حارة محللة من أجل اللَّبن

المحتبس فِيهِ الْعَام لجَمِيع شجرته فَإِن طبخ فش الأورام الصلبة. وَإِن تضمد بِهِ من غير طبخ نفع الغدد الَّتِي تسمى بالتفاج وَقطع الخيلان والتوته. وَقَالَ د: فِي الْمقَالة الأولى فِي حطب التِّين: إِن التِّين الْفَج الَّذِي يُسمى الجميز ويسميه أنَاس هرنيا إِذا طبخ وتضمد بِهِ لين كل وثء وَخَنَازِير. وَمَتى سحق غير مطبوخ وخلط مَعَ البورق والدقيق وتضمد بِهِ استأصل الغدد الَّتِي تسمى رُؤُوس الْآثَار والتوته. وورق الجميز أَيْضا يفعل مثل ذَلِك ثمَّ إِذا دق وخلط مَعَ الْخلّ وَالْملح نفع الحزاز وقروح الرَّأْس وبغاث اللَّيْل. وَقد تحك بِهِ الجفون الخشنة المتشققة كالتين. فَأَما ورق التينة السَّوْدَاء فقد تُوضَع على البرص كالضماد وأغصنانها أَيْضا على ذَلِك الْمِثَال. وَإِذا خلطت بالعسل نَفَعت عضة الْكَلْب. وَقد يصعد الجميز الْعظم أَيْضا إِذا خلط مَعَ ورق الخشخاش. وَإِذا خلط بالشمع حلل الدمامل والداحس. وَإِذا وضع مِنْهُ ضماد مَعَ الكرسنة والمطبوخ نَافِع من لسعة موغالى وسقولوقندار. بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن الجميز حَار الْقُوَّة مُحَلل وَذَلِكَ من أجل اللَّبن الَّذِي فِيهِ فَإِذا طبخ حلل الأورام الصلبة. وَمَتى تضمد بِهِ نيا قلع النَّمْل والنتو. وَهُوَ التَّمْر الَّذِي يجمعه النَّمْل إِلَى وَكره وَيُسمى قلنقلادار. قيل فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِنَّه حَار فِي الْجُزْء الأول وَهُوَ ممتد نَحْو الثَّانِي رطب فِي الْجُزْء الأول وَهُوَ يقبض قَلِيلا دسم جدا وَمن) أجل ذَلِك هُوَ بطئ الاستمراء غاذ غذَاء كثيرا إِذا قبل هضما حسنا. ويجلب الباه. جندبادستر واسْمه باليونانية فاسطوروس. قَالَ ج فِي الْحَادِيَة عشرَة من المفردة: إِن هَذَا دَوَاء مَحْمُود نَافِع لأدواء شَتَّى فَأَما أَنه مسخن فَإِن ذَلِك بَين لِأَنَّك إِن شِئْت سحقته نعما وخلطته بالزيت ومرخت بِهِ أَي عُضْو شِئْت أحسست باسخانه عَلَانيَة فَكل مَا كَانَ مسخنا فَمن أجل ذَلِك يحلل شَيْئا من ذَلِك الْجَوْهَر الَّذِي يدنو مِنْهُ على الْمَكَان ويجففه إِلَّا أَن يكون الشَّيْء رطبا فِي طبعه كالزيت وَالْمَاء وَتَكون حرارته إِنَّمَا هِيَ كيفيته تدخل عَلَيْهِ من خَارج إِلَّا أَنه تصير لَهُ قُوَّة حارة بِمَنْزِلَة الْأَشْيَاء الَّتِي تسخن بالنَّار أَو تُوضَع فِي الشَّمْس فِي وَقت الصَّيف. فاجندبادستر لما كَانَ قوامه بِالْمَاءِ وَكَانَ لَهُ مَعَ هَذَا إسخان صَار من الْوَاجِب أَن يجفف إِلَّا أَن هَذَا عَام لَهُ ولأدوية أخر حارة وَلكنه لَا يجفف كتجفيفه لِأَنَّهُ ألطف مِنْهَا فَهُوَ من أجل هَذَا قوي أَكثر من غَيره من الْأَدْوِيَة المسخنة المجففة إِذْ جَمِيع الْأَدْوِيَة اللطيفة تصل إِلَى العمق بِسُرْعَة فَهِيَ لذَلِك أقوى من تِلْكَ الغليظة.

وَلما كَانَ الجندبادستر يصل إِلَى الْأَعْضَاء بسهولة لشدَّة غوصه وَلَا سِيمَا فِي الْأَعْضَاء المستحصفة كالعصب فَهَذِهِ الْأَجْسَام تنْتَفع بِهِ نفعا بَينا فِي الْغَايَة لمَكَان السَّبَب الْمَوْصُوف مَعَ أَن كثيرا من الْأَطِبَّاء يخطؤن فِي اسْتِعْمَال جندبادستر لأَنهم إِنَّمَا ينظرُونَ فِي هَذِه الْوَاحِدَة فَقَط أَعنِي هَل ارتعش أَو تشنج عُضْو مَا أَو عدم الْحمى أَو الْحَرَكَة أَو صَار أعْسر حسا وحركة وَلَا يعلمُونَ أَن مثل هَذِه الْأَعْرَاض قد تتصل بأعراض أخر غير متشابهة. وَأما أَنْت فَإِن كنت قد تعلمت أَن أبقراط يَقُول: إِن التشنج قد يكون من الامتلاء وَمن الاستفراغ فَحَيْثُمَا رَأَيْت أَنه يجب الاستفراغ استفرغت ونفضت من العصب مَا هُوَ محتبس فِيهِ على غير مجْرَاه الطبيعي فَاسق الجندبادستر وضمد بِهِ الْمَوَاضِع من الْخَارِج أَيْضا وحيثما كَانَ التشنج إِنَّمَا حدث عَن يبس فَاعْلَم أَن هَذَا الدَّوَاء ضد مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. وعَلى هَذَا الْمِثَال أَيْضا هُوَ نَافِع جدا لمن يرعش من الامتلاء وَمن كَانَت بِهِ الْعلَّة من الاستفراغ فَهُوَ على أَكثر مَا يكون من المضادة والمضرة لَهُ. وعَلى هَذَا الْقيَاس من هَذِه الْعِلَل يمكنك أَن تجرب هَذَا الدَّوَاء فيمكنك أَن تقف على علل فَم الْمعدة الَّتِي يحدث عَنْهَا الفواق وتجدد الْأَمر فِيهَا فَمَتَى كَانَت هَذِه الْعلَّة إِنَّمَا حدوثها عَن الامتلاء فَمن الْوَاجِب اسْتِعْمَال الجندبادستر.) وَمَتى كَانَ الفواق إِنَّمَا حدث عَن يبس واستفراغ أَو عَن لذع من قبل أخلاط حادة فاهرب عَن وَلَعَلَّ من ينظر فِي رَائِحَة الجندبادستر وَفِي طعمه يظنّ أَن طبعه وجوهره مُخَالف مضاد لبدن الْإِنْسَان وَلكنه إِذا اسْتَعْملهُ وَحده عيَانًا لَا يفعل شَيْئا مِمَّا تَفْعَلهُ الْأَدْوِيَة الْأُخَر الشبيهة بِهَذِهِ الَّتِي بَعْضهَا يضر فَم الْمعدة وَبَعضهَا يضر الْمعدة وَبَعضهَا الرَّأْس أَو عضوا آخر أَي عُضْو كَانَ. وَهَذَا الدَّوَاء الَّذِي إِن أَنْت داويت بِهِ بدنا رطبا يحْتَاج إِلَى التجفيف أَو بدنا بَارِدًا يحْتَاج إِلَى يبوسة وحرارة تبينت لَهُ منفعَته الْعَظِيمَة. وَأما إِن تتبين لَهُ فِي هَذَا الْموضع مضرَّة فَلَيْسَ تتبين لَهُ أصلا فِي شَيْء من الْأَعْضَاء وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ الْإِنْسَان غير مَحْمُوم أَو كَانَت حرارته فاترة لَيست بالشديدة بِمَنْزِلَة الْحمى الَّتِي تكون كثيرا مَعَ السبات وَمَعَ الْعلَّة الْمَعْرُوفَة بِالنِّسْيَانِ فَإنَّا نَحن قد أسقينا كثيرا من هَؤُلَاءِ الجندبادستر مَعَ الفلفل الْأَبْيَض من كل وَاحِد مِنْهُمَا مِقْدَار ملعقة فشربوه بِمَاء الْعَسَل وَلم تنَلْ وَاحِدًا مِنْهُم مضرَّة. وَإِذا كَانَت الْمَرْأَة أَيْضا قد احْتبسَ طمثها فَإِنِّي بعد مَا أتقدم فأستفرغ بدنهَا من كعبها استفراغا معتدلا أسقيها الجندبادستر مَعَ الفوذنج الْجبلي والنهري وَهَذَا شَيْء قد جربته فَوَجَدته فِي كل وَقت يدر الطمث من غير أَن يضر بِالْمَرْأَةِ شَيْئا من المضار وَهَذِه أَشْيَاء يَفْعَلهَا كلهَا مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل. وَأما من كَانَت تصيبه نفخة فِي معدته وأمعائه وَكَانَ يعسر نَفسه أَو كَانَ يعرض لَهُ مغس أَو كَانَ يعرض لَهُ فوَاق من أجل أخلاط بَارِدَة غَلِيظَة وَمن أجل ريح غَلِيظَة نافخة فَهُوَ ينْتَفع بِهِ مَتى شربه مَعَ خل ممزوج.

وَجَمِيع الْوُجُوه والعلل الَّتِي ينفع فِيهَا مَتى شرب ينفع مِنْهَا أَيْضا بِأَعْيَانِهَا إِذا وضع من خَارج على الْجلد مَعَ زَيْت عَتيق أَو مَعَ الزَّيْت الْمُسَمّى سقراوينون. فَأَما من كَانَ بدنه مُحْتَاجا إِلَى حرارة كَثِيرَة فَيجب أَن يدلك بدنه بِهِ. وَقد ينفع ايضا مَتى وضع على فَحم حَتَّى يصعد بخوره ويستنشق الْإِنْسَان دخانه وخاصة فِي جَمِيع الْعِلَل الْبَارِدَة الرّطبَة الَّتِي تحدث فِي الرئة وَفِي الدِّمَاغ. فَأَما فِي جَمِيع علل النسْيَان والسبات الكائنة مَعَ الْحمى فدواؤها بِهِ من غير أَن تخلطه بِوَاحِدَة من هَذِه الْأَنْوَاع الزيتية الَّتِي ذَكرنَاهَا لَكِن يجب أَن تخلطه إِذا داويتها بِهِ بدهن الْورْد وتضعه على الرَّأْس.) وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن الجندبادستر يسخن ويجفف مَعَ لطافة وَهُوَ من أجل ذَلِك ينفع ألم الأعصاب الْكَائِن من كَثْرَة الكيموسات وينفع آلاما أخر كَثِيرَة ويسخن الْأَعْضَاء الْبَارِدَة مَتى أدنى من خَارج. وَإِذا شرب مَعَ مَاء فَإِنَّهُ لَيْسَ يضر أَعْضَاء أخر مَتى كَانَت بالعليل حمى غير قَوِيَّة كَمَا تكون فِي وَأما آلام الكائنة فِي الدِّمَاغ وَفِي الرئة مَتى استنشق دخانه نفع نفعا عَظِيما. وَقَالَ د فِي الْمقَال الثَّانِي: إِن الجندبادستر وَهُوَ مذاكير حَيَوَان ذِي مثويين أَكثر مَأْوَاه فِي المَاء يغتذى بالسمك والسرطانات نَافِع للسع الْهَوَام وَهُوَ معطس أَيْضا. وَجُمْلَة القَوْل: الْمَنْفَعَة فِيهِ مُخْتَلفَة متفننة إِلَّا أَنه إِذا شرب مِنْهُ مقَال مَعَ الفوتنج الْبري أهاج الْحَيْضَة وَأخرج الأجنة والمشيمة. وَقد يشرب مَعَ خل للنفخة والمغس والفواق والأدوية القتالة وَلَا سِيمَا من شرب ذَلِك الدَّوَاء الَّذِي يُقَال لَهُ الكساس. وَقد يوقظ أَيْضا من بِهِ ذَلِك الدَّاء الْمُسَمّى ليترغس وَهُوَ النسْيَان ولسائر من يغرق فِي السبات مَتى طبخ مَعَ دهن ورد وخل وَمسح بِهِ مقدم الرَّأْس. وَإِذا استنشق بِهِ أَو تبخر بِهِ فعل ذَلِك. وَهُوَ نَافِع من الارتعاش والتشنج وكل دَاء للأعصاب إِذا شرب أَو إِذا خلط مَعَ الزَّيْت ومرخ بِهِ الْعُضْو الْأَلَم. وَجُمْلَة القَوْل فَهُوَ ذُو قُوَّة مسخنة فاختر مِنْهُ أبدا مَا كَانَت الخصيتان مِنْهُ ملتصقتين مزدوجتين بعضهما مَعَ بعض لِأَنَّهُ لَيْسَ يُسْتَطَاع أَن تُؤْخَذ مِنْهُمَا اثْنَتَانِ مزدوجتان فِي حجاب وَاحِد. وَهُوَ الَّذِي فِي داخلها محتبس شَبيه بالصمغ ثقيل الرَّائِحَة دفر حَار لذاع سريع الانفراك يَنْقَسِم فِي حجب جوهرية مُتَّصِلَة بِهِ وَقد يغشه قوم بِأَن يعمدوا إِلَى الجوشير والصمغ فيعجنونه بِالدَّمِ ويخلطون مَعهَا الجندبادستر ويلقون ذَلِك فِي مثانة ويجففونه.

فَأَما مَا يحكون أَن الْحَيَوَان إِذا قهر فِي الطّلب قطع خصيتيه وطرحهما فَبَاطِل لِأَنَّهُ محَال أَن يصل إِلَيْهِمَا وَذَلِكَ لِأَنَّهُمَا لاصقة بجسمه كخصي الْخِنْزِير وَيجب أَن يشق الْجلد عَلَيْهِمَا وَيخرج الْخصي مَعَ الْحجاب الَّذِي يحوي رُطُوبَة شَبيهَة بالعسل ويجفف وَيسْتَعْمل. جوز وَيُسمى باليونانية فاروو. قَالَ ج فِي الْمقَالة السَّابِعَة من كتاب الْأَدْوِيَة المفردة: إِن هَذِه الشَّجَرَة أَيْضا فِي وَرقهَا وَأَغْصَانهَا شَيْء من قبض إِلَّا أَن أبين ذَلِك وَأَكْثَره فِي قشور الْجَوْز الْخَارِج إِذا كَانَ طريا وَمن أجل هَذَا يَسْتَعْمِلهُ الصباغون ايضا. وَأما نَحن فَإنَّا نعتصر هَذَا القشر وَهُوَ رطب ونأخذه عصارة التوت وثمر العليق ثمَّ نطبخه بِعَسَل فَيصير ذَلِك الرب لنا دَوَاء نَافِعًا جدا للأورام الكائنة فِي الْفَم وَالْحلق ثمَّ ينفع جَمِيع مَا تَنْفَعهُ تِلْكَ العصارات الموصوفة. وَمَا يُؤْكَل من الْجَوْز دهني لطيف مسخن فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب يسْرع الاستحالة إِلَى المرار وخاصة مَا عتق مِنْهُ يكون هَذِه حَاله وَقد يُمكن أَن يخرج الْإِنْسَان مِنْهُ دهنه إِذا عتق وَفِي ذَلِك الْوَقْت يكون كثير التَّحْلِيل وَلذَلِك قد يداوي بِهِ قوم الْأكلَة والجمر والنواصير الكائنة فِي آماق الْعين وَقوم آخَرُونَ يستعملونه أَيْضا فِي الخراجات الْوَاقِعَة بالعصب. فَأَما مَا دَامَ حَدِيثا فان فِيهِ كَيْفيَّة قبض مَا. والجوز الَّذِي لم يستحكم بعد وَلم يجِف مثل جَمِيع غَيره من الثِّمَار مَمْلُوء رُطُوبَة غير مستمرأة. فَأَما قشره الجاف فَإِذا أحرق كَانَ دَوَاء لطيفا جيدا مجففا من غير لذع. وَقَالَ د فِي الْمقَال الأول: إِن الْجَوْز الْكِبَار الَّذِي يُسمى جوز الْملك ويسميه آخَرُونَ الْفَارِسِي فَإِنَّهُ إِذا نضج كَانَ بطيء الاستمراء رديا للمعدة مولدا للمرة مصدعا ضارا لمن بِهِ سعال. فَإِذا أكل قبل الطَّعَام هُوَ القئ. وَمَتى أَخذ مَعَ التِّين الياس والسذاب قبل أَخذ الْأَدْوِيَة القتالة وَبعد أَخذهَا كَانَ فادزهرها. وَإِذا أَكثر من أكله نفض حب القرع. وَقد يخلط بِهِ شَيْء يسير من الْعَسَل والسذاب ويضمد بِهِ الثدي الوارمة وَيحل التواء العصب. وَإِذا خلط بِهِ البصل وَالْملح وَالْعَسَل كَانَ صَالحا لعضة الْكَلْب وَالنَّاس. وَإِذا سحق كَمَا هُوَ بقشره وَوضع على السُّرَّة سكن المغس. فَأَما قشره فَإِذا أحرق وسحق بِالْخمرِ وَالزَّيْت ولطخ بِهِ رُؤُوس الْأَطْفَال حسن شُعُورهمْ. وَأنْبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب. وَأما لبه فَإِذا أحرق وسحق وخلط بِالشرابِ وَاحْتمل فِي صوفة منع الطمث. ولب الْجَوْز الْعَتِيق مَتى سحق وضمد بِهِ الْأَعْضَاء الَّتِي وَقعت فِي سَبِيل الْميتَة والجمر والقروح الكائنة فِي زَوَايَا الْعين) الَّتِي تَنْتَهِي إِلَى النواصير نَفعهَا وشفاها. وشفي دَاء الثَّعْلَب إِذا مضغ وَوضع على الْموضع. وَقد يكون مِنْهُ دهن مَتى دق واعتصر.

فَأَما الْجَوْز الرطب فَإِنَّهُ أقل ضَرَرا للمعدة وَأَشد حلاوة وَلذَلِك يخلط مَعَ الثوم ليسكن حِدته. وَإِذا طلي فش الخضرة الْحَادِثَة من الضَّرْبَة. وَقَالَ فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الْجَوْز حَار رطب إِلَّا أَنه حَار فِي الْجُزْء الثَّانِي وَهُوَ مقبض رطب فِي الْجُزْء الأول نَحْو وَسطه وَإِنَّمَا رطوبته رُطُوبَة عرضية لَيست مستمرأة يسيرَة تغذي الْجِسْم غذَاء يَسِيرا وَله قبض معتدل. إِذا عتق كثر دسمه ودهنه. فَأَما الْجَوْز الرطب فَأَقل فِي الْحَرَارَة من الْيَابِس إِلَّا أَنه غَالب عَلَيْهِ فِي اللدونة وَذَلِكَ أَنه مائي. مسيح: والجوز الْيَابِس مَتى أنقع فِي المَاء الْحَار من بعد مَا يقشر من قشره الْبَاطِن صَارَت قوته شَبيهَة بِقُوَّة الْجَوْز الرطب وَيجب أَن يغمس فِي مري وخل ويؤكل حِينَئِذٍ فَإِنَّهُ إِذا أكل هَكَذَا قلت مضرته الكائنة عَنهُ. وخاصة الْجَوْز قمع وجع الحنك وتقرح الْعين وينفع ألم المعي الْمُسْتَقيم وَيجب أَن يشرب بعده وَأما الْجَوْز المربى بالعسل فجيد للمعدة منشف لرطوبتها وَهُوَ حَار يَابِس لمَكَان الأفاويه الَّتِي تختلط مَعَه نَافِع للكبد الْبَارِدَة. وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن فارو وَهُوَ شَجَرَة الْجَوْز فِي أَغْصَانهَا شَيْء قَابض وَأكْثر ذَلِك فِي قشور الْجَوْز نَفسه وَلذَلِك مَتى طبخت عصارته مَعَ الْعَسَل كَانَ دَوَاء نَافِعًا للفم. وَأما قشره فَإِذا أحرق كَانَ دَوَاء نَافِعًا لطيف الْأَجْزَاء مجففا من غير لذع. وَأما الَّذِي يُؤْكَل مِنْهُ فدهني يحول إِلَى الْمرة سَرِيعا. فَأَما دهنه فلطيف فِي أَجْزَائِهِ فَاش للأورام والعفونات. وَأما الْجَوْز الزنج الَّذِي اكْتسب ذَلِك من أجل عتقه فَإِن لَهُ قُوَّة جالية لما فِي الْبشرَة. جبن وَيُسمى باليونانية طورس قَالَ ج فِي الْمقَالة الْعَاشِرَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الْجُبْن إِنَّمَا هُوَ لبن جامد وَلَكِن لَيْسَ جَمِيع الألبان تجمد وَيقبل التجبن بل إِنَّمَا يتجبن مِنْهُ مَا كَانَ الغلظ عَلَيْهِ أغلب فيسهل عِنْده انْعِقَاده ومفارقته للْمَاء. فَأَما الْجُبْن الْعَتِيق فقد يظْهر لمن ذاقه وَشمه حريفا حادا. وَلَا جرم أَتَانِي مرّة قوم بِرَجُل فِي محفة كَانَ قد اعتراه وجع المفاصل ثمَّ كَانَ فِي مفاصله كالحصى خطر ببالي أَن أعمد إِلَى كرَاع خِنْزِير مملوح كَانَ ملقى بِالْقربِ فأطبخه وأعجن ذَلِك الْجُبْن بمرقة وأمرسه مرسا نعما وأضعه على مفاصله فَفعلت فلعمري لقد نفع ذَلِك الَّذِي كَانَ بِهِ هَذَا الدَّاء نفعا بَينا وَذَلِكَ أَن جلد الْموضع الْأَلَم تفقأ من تِلْقَاء نَفسه من غير أَن يبط بحديد فَكَانَ يخرج كل يَوْم بِغَيْر أَذَى أَجزَاء من تِلْكَ الحصايات فَهَذَا مَا وجدته بالفكرة فتحقق بالتجربة ظَنِّي.

فَأَما الْجُبْن الحَدِيث الَّذِي هُوَ فِي مزاجه ضد الْعَتِيق فَإِنِّي ضمدت بِهِ أَيْضا ضَرْبَة لم تكن بالكبيرة جدا كَانَت أَصَابَت إنْسَانا بالقرية وَذَلِكَ أَنه سحقته نعما وَوضعت عَلَيْهِ من خَارج ورق الحماض وَقد يُمكن إِن لم يُوجد ورق الحماض أَن يضير بدله ورق الْكَرم أَو الدلب أَو الخس أَو السلق. فَهَذَا الْجُبْن الحَدِيث الَّذِي هُوَ مُفْرد فِي قوته ألحم الضَّرْبَة. وَأما الْجُبْن الآخر الَّذِي يُسمى عندنَا فِي برخامس وموسيا الَّتِي فَوْقنَا اوكسوغ الافسطس وَهُوَ الْمُتَّخذ من اللَّبن الرائب فَإِنَّهُ أدمل ضَرْبَة بعض أهل الْقرى لما وضع عَلَيْهَا على ذَلِك الْمِثَال وَذَلِكَ أَن للجبن الطري قُوَّة حابسة لِأَنَّهُ يبرد تبريدا معتدلا. فَأَما الَّذِي يُسمى اوكسوغ الافسطس فَإِنَّهُ مَعَ هَذِه الْقُوَّة لَهُ قُوَّة أُخْرَى تحلل قَلِيلا. وَقَالَ د فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: أما الْجُبْن الرطب فكثير الْغذَاء طيب لذيذ جيد للمعدة إِذا أكل سريع النّفُوذ فِي الْأَعْضَاء منم للحم ملين للبطن باعتدال على أَنه قد يكون فِيهِ اخْتِلَاف على قدر طبع اللَّبن الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ. وَإِذا طبخ وعصر ثمَّ شوي من بعد كَانَ حابسا للطبع. وينفع أورام الْعين وآثار الْوَجْه مَتى تضمد بِهِ. فَأَما لجبن الطري المملوح فقليل الْغذَاء إِذا أكل. وَله عمل فِي نُقْصَان اللَّحْم وَهُوَ رَدِيء للمعدة مؤذ للأمعاء. وماؤه يغذي الْكلاب أَكثر من كل شَيْء.) فَأَما الْجُبْن الَّذِي يُسمى إنفاقي فَإِنَّهُ جبن يتَّخذ من لبن الرماك زهم إِلَّا أَنه كثير الْغذَاء وَهُوَ يعدل الْجُبْن الْمُتَّخذ من اللَّبن الَّذِي يكون من الْبَقر وَمن النَّاس من يُسمى أنفحة الْخَيل إنفاقي. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِنَّا وَإِن كُنَّا قد قُلْنَا عَن الْجُبْن آنِفا وَلَكنَّا إِنَّمَا قُلْنَا عَنهُ قولا جزئيا لَا كليا وَمن أجل ذَلِك سنصفه أَيْضا حَتَّى يكون القَوْل فِيهِ كَامِلا غير نَاقص إِذْ نقُول هَكَذَا: إِن الْجُبْن ثَلَاثَة أَصْنَاف: أَحدهَا الْجُبْن الرطب الرائب الَّذِي يعْمل من سَاعَته وَالْآخر فَذَلِك الصلب الطري وَالثَّالِث الْجُبْن الْعَتِيق الَّذِي قد أَتَى عَلَيْهِ حِين وَعتق جدا. فَأَما الحَدِيث الرطب الَّذِي يعْمل من سَاعَته فبارد بِقِيَاس ذَيْنك الصِّنْفَيْنِ الآخرين وَذَلِكَ انه يحل قُوَّة اللَّبن الْغَالِبَة عَلَيْهِ ومائيته كَثِيرَة وَلَيْسَ فِيهَا ملح وَلَا الأنفحة الحريفة الَّتِي تكون مِنْهَا استفادة الْجُبْن الْحَرَارَة واليبوسة وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يعْمل ليبقى زَمنا كثيرا بل للذته وطراءته وَمنعه يَوْمه ذَلِك وَلَيْسَ تَغْلِيظ الكيموس كالعتيق. وَيَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل بعد أكل هَذَا النَّوْع أكل الْعَسَل كَمَا قُلْنَا آنِفا كي تقل مضرته. فَأَما الْجُبْن الآخر الَّذِي قد أَتَى عَلَيْهِ أَيَّام فَأَقل فِي حره ويبسه وحدته من الْعَتِيق الَّذِي قد أزمن وَأَغْلظ من الْعَتِيق فِي خلطه وَإِن كن لَيْسَ رديا كرداءة كيموس الْعَتِيق وَهُوَ سريع الاستمراء بطئ فِي الْمعدة كابطاء الْجُبْن الْعَتِيق. وَأما ذَلِك الْعَتِيق جدا فحار يَابِس حاد بِقِيَاس نَوْعي الْجُبْن ذَيْنك وَذَلِكَ أَنه شدّ عَنهُ

رُطُوبَة اللَّبن من أجل تعفنه والأنفحة الَّتِي فِيهِ وَالْملح وَمن أجل ذَلِك معطش جدا رَدِيء الكيموس. ومضرة الْجُبْن الْعَتِيق بحرارته وحرافته أَكثر من الْمَنْفَعَة الكائنة من حِدته الَّتِي هِيَ ملطفة للغلظ لِأَنَّهُ لَيْسَ يُمكن حِدته أَن تلطف غلظه كَمَا تقدر حرارته أَن تضر وَذَلِكَ أَن حرارته أَكثر من حرافته فَيجب أَن يخْتَار من الْجُبْن مَا لَيْسَ عتيقا وَلَا حارا جدا. والجبن الْمُتَّخذ من اللَّبن الرائب الْيَسِير الحمضة أقل مضرَّة للمعدة من جَمِيع الأجبان الْأُخَر وَذَلِكَ أَن حموضته تشد الْمعدة وَلَيْسَ هُوَ بصعب الاستمراء. والجبن الْمُتَّخذ من لبن الْمعز الَّتِي ترعى وتأكل العقاقير اللطيفة المفتحة كالشيح والإذخر والسعد وَأَشْبَاه ذَلِك خير من الْجُبْن المهيأ من لبن الماعز الَّتِي ترعى وتعتلف من الشحيش والعقاقير والجبن اللين أفضل من الصلب والمسترخي مِنْهُ خير من الشَّديد المكتنز. وَاعْلَم أَن الْجُبْن الْمَصْنُوع من اللَّبن الشَّديد الحمضة رَدِيء للمعدة من أجل غلظه مولد كيموسا) رديا من أجل الَّذِي يتَوَلَّد فِي الْجُبْن الْعَتِيق وَكَذَلِكَ أَيْضا ذَلِك الْجُبْن الْمُتَّخذ من مَاء الْجُبْن الْمُسَمّى بالرخبين فِي رداءة كيموسه وَلَيْسَ بِخَير من الرخبين وَاعْلَم أَن جَمِيع أَنْوَاع الْجُبْن رَدِيء ضار للمعدة. وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: ارطوروس وَهُوَ الْجُبْن أما المنعقد مِنْهُ طريا حَدِيثا فَلهُ قُوَّة حابسة مبردة يسيرَة وَلذَلِك مَتى تضمد بِهِ ألحم الْجِرَاحَات. فَأَما ذَلِك الْمُسَمّى اكسوغ الافسطوس وَهُوَ جبن اللَّبن الحامض فَلهُ مَعَ هَذَا تَحْلِيل أَيْضا وَهُوَ أَشد إدمالا للجراح. وَأما الْجُبْن الْعَتِيق وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ دسما فمحلل منق حاد بِقدر أَن يشفي الغدد الناتئة فِي المفاصل من أوجاعها وَلَا سِيمَا إِذا خلط مَعَ مرق لحم خِنْزِير مملوح عَتيق. جيرانيون قَالَ ج فِي الْمقَالة السَّابِعَة من كتاب الْأَدْوِيَة المفردة: إِن ورق هَذَا يشبه ورق شقائق النُّعْمَان وَأَصله حُلْو يُؤْكَل فَإِذا شرب مِنْهُ وزن دِرْهَم مَعَ مطبوخ أذهب نفخ الرَّحِم. وَقَالَ د فِي الْمقَالة الثَّالِثَة: إِن ورق جيرانيون شَبيه بورق شقائق النُّعْمَان مشقوق مستطيل وَأَصله مدمج حُلْو مدور يُؤْكَل وَإِذا شرب مِنْهُ وزن دِرْهَم مَعَ الْمَطْبُوخ فش نفخة الرَّحِم. وَقد يُسمى أنَاس جيرانيون أَيْضا عشبا آخر لَهُ جذور رقاق مستطيلة نَحْو من شبرين وورقه شَبيه بورق الخباز وَفِي رُؤُوس فروعه انثناء معقفة إِلَى فَوق كَأَنَّهَا رُؤْس الكراكي مَعَ منافذها أَو ألسن الْكلاب. وَلَيْسَ فِيهِ للطب مَنْفَعَة.

جوزهندي وَهُوَ نارجيل: قيل فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الْجَوْز الْهِنْدِيّ حَار رطب إِلَّا أَنه حَار فِي الْجُزْء الثَّانِي نَحْو وَسطه رطب فِي الْجُزْء الأول وَهُوَ منقبض وَالدَّلِيل على ذَلِك الغلظ وَالْفساد اللَّذَان يعرض لَهُ وشيكا وَهُوَ غريظ ثقيل على الْمعدة غير أَنه لَيْسَ برديء الكيموس. وَيجب أَن يتوخى مِنْهُ مَا كَانَ طريا شَدِيد بَيَاض اللب وَفِيه مَاء عذب طيب لِأَن المَاء الَّذِي دَاخله هُوَ دَلِيل على طراءته. وليقشر الَّذِي يَلِي بياضه من خَارج لِأَن قشره هَذَا صلب مكتنز بطئ فِي الْمعدة ثقيل الاستمراء: وَإِذا انهضم لم يغذ الْجِسْم إِلَّا غذَاء يَسِيرا حَقِيرًا. وليؤكل هَذَا الْجَوْز بسكر طبرزد وبفانيذ أَبيض وليفعل ذَلِك المحرورون. وَأما المبلغمون فليأكلوه بِعَسَل فائق. وَمَتى كَانَت الْمرة الصَّفْرَاء غالبة عَلَيْهِ فليتباعد عَنهُ. وليشرب المحرورون بعده سكنجبينا سكريا وجلابا سكريا متخذا من ورد رطب وليشرب المبلغمون عَلَيْهِ سكنجبينا معسلا مَعَ الميبة فَإِنَّهُ إِذا فعل هَذَا جَاوز الْمعدة وشيكا. وليستعمل على الرِّيق لَا سِيمَا يفعل ذَلِك المبلغمون وليلبثوا سَاعَة طَوِيلَة حَتَّى ينهضم وَينفذ من الْمعدة ثمَّ ينالوا الطَّعَام. وَلَكِن الْجَوْز الْهِنْدِيّ إِذا عتق أسهل حب القرع إِذا أكل لِأَن هَذِه خاصته. ودهن الْعَتِيق مِنْهُ نَافِع للأرواح الكائنة فِي الظّهْر والركبتين والبواسير الَّتِي من أجل البلغم إِذا شرب وَإِذا تمسح بِهِ من خَارج وَذَلِكَ أَنه حَار وَلَا سِيمَا إِذا أَخذ مَعَ دهن نوى المشمش وَنوى الخوخ إِذا سقِِي من كل وَاحِد من هَذِه الأدهان دِرْهَم أَو مِثْقَال. وخاصة الْجَوْز الْهِنْدِيّ أَن يسهل حب القرع وَلَا سِيمَا إِذا عتق ودهن الْجَوْز الْهِنْدِيّ الحَدِيث إِذا طيب بِهِ الطبيخ عَظِيم النَّفْع للمبلغمين وَهُوَ أحسن كيموسا من سمن الْبَقر وَالْغنم لِأَنَّهُ لَيْسَ يلزج فيرخي الْمعدة كسمن الْبَقر وَالْغنم. جَرَادَة النّحاس وَيُسمى باليونانية بعس قَالَ ج فِي الْمقَالة السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة: من القشور مَا هِيَ قشور النّحاس وَهِي نافعة لِأَشْيَاء كَثِيرَة وَمِنْهَا قشور الْحَدِيد أَو قشور الشابرقان وَهَهُنَا قشور أخر يُقَال لَهَا قشور المسامير. وَجَمِيع القشور تجفف تجفيفا شَدِيدا وَالْفرق وَالْخلاف بَين بَعْضهَا وَبَعض فِي أَنَّهَا تجفف أَكثر أَو أقل وَفِي أَنَّهَا أَيْضا من جَوْهَر غليظ أَو من جَوْهَر لطيف بعض أَكثر من بعض وَفِي أَن فِيهَا أَيْضا قبضا أَكثر وَأَقل. فالقشور الَّتِي يُقَال لَهَا قشور المسامير تجفف أَكثر من الْجَمِيع لِأَنَّهَا ألطف من غَيرهَا من أَنْوَاع القشور وَذَلِكَ لِأَن فِيهَا مَعَ هَذَا زنجارا. وَأما قشور الْحَدِيد فالقبض فِيهَا أَكثر وَهُوَ فِي قشور الشابرقان أَكثر مِنْهُ فِي قشور الْحَدِيد وَالْمرَاد بالشابرقان الْحَدِيد الَّذِي هُوَ صلب جدا وَلذَلِك صَار هَذَانِ النوعان من القشور أَنْفَع فِي الخراجات الخبيثة من قشور النّحاس.

وَأما قشور النّحاس فَهِيَ تنقص اللَّحْم وتذيبه أَكثر من قشور الْحَدِيد وقشور الشابرقان. وَأما قشور المسامير فَهِيَ فِي ذَلِك أَكثر من قشور النّحاس. وَجَمِيع أَنْوَاع القشور يلذع لذعا لَيْسَ بالدون وَهَذَا مِمَّا يدل على أَن قوام جوهرها لَيْسَ هُوَ بِكَثِير اللطافة بل هُوَ أَحْرَى أَن يكون أغْلظ وَذَلِكَ لِأَن الألطف دَائِما من الْأَشْيَاء الَّتِي قوتها قُوَّة وَاحِدَة بِعَينهَا على مَا بَينا فِي مَا تقدم من قَوْلنَا هَذَا هُوَ أقل تلذيعا. وَقَالَ د فِي الْمقَال الْخَامِس: إِن جَرَادَة لنحاس أما تِلْكَ الكائنة من مَعْدن النّحاس القرسي وَهِي الغليظة الَّتِي تسمى المسمارية فَإِنَّهَا فائقة. وَأما الكائنة من النّحاس الْأَبْيَض فردية وَهِي رقيقَة ضَعِيفَة. وبالواجب أَن تجتنب وتختار تِلْكَ الغليظة الَّتِي فهيا خضرَة الَّتِي إِذا نضح عَلَيْهَا خل صديت. فَأَما قوتها فقابضة ضامة ملطفة منقية تحبس الأواكل عَن التَّقَدُّم والانبساط وتختم الْجراح. وَمَتى شربت مَعَ الْعَسَل نقصت المَاء. وَمن النَّاس من يعجنا مَعَ الدَّقِيق وَيعْمل مِنْهَا حبا ويعطيها لتزدرد. وتخلط فِي الأكحال وَذَلِكَ أَنَّهَا مجففة للقروح مذيبة لجسأة الجفون. وَهَكَذَا تغسل: اعمد إِلَى جَرَادَة النّحاس الْيَابِس فنق مِنْهَا رطلا ثمَّ ألقها فِي هاوون مَعَ مَاء صَاف وحركها بِيَدِك نعما حَتَّى ترسب الجرادة ثمَّ الْتقط كل مَا يطفو على المَاء وصب عَلَيْهَا) مَاء الْمَطَر أُوقِيَّة وابسط كفك وادلك بهَا الهاوون نعما كَأَنَّك تمرسها أَو تفرغها فَإِذا بدأت اللزوجة بِالْخرُوجِ مِنْهَا فزد عَلَيْهَا مَاء قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تتمّ سِتّ أَوَاقٍ واعركها وامرسها مرسا قَوِيا. ثمَّ أمسك الجرادة بِيَدِك وامرسها على جنب الهاوون مرسا قَوِيا وصف عَنْهَا ذَلِك المَاء وَأمْسك الجرادة بِيَدِك وأوقعه فِي إِنَاء نُحَاس أَحْمَر فَإِن هَذَا لب الجرادة وفقاحها ثمَّ هُوَ قوي الْقُوَّة ملائم صَنْعَة الأكحال. فَأَما بَاقِيهَا فضعيف وَمَا بَقِي مِنْهُ فاغسله على ذَلِك الْمِثَال وَصفه حَتَّى لَا يخرج مِنْهُ لزوجة أصلا ثمَّ بعد ذَلِك غط المَاء بِخرقَة واتركه يَوْمَيْنِ لَا يُحَرك الْبَتَّةَ وَبعد ذَلِك أهرق عَنهُ المَاء وَمن النَّاس من يغسل جَرَادَة النّحاس أَيْضا كَمَا يغسل القليميا ويرفعها ويحفظ. وَأما جَرَادَة الشابرقان فقوتها وَقُوَّة جَرَادَة النّحاس وَاحِدَة وَمثلهَا تغسل ويتحفظ بهَا وَلكنهَا فِي بعض الطبيعة دون جَرَادَة النّحاس. وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن الجرادات كلهَا قَوِيَّة اليبس وَالْقَبْض قَوِيَّة اللذع وَلَكِن جَرَادَة النّحاس أَشد تجفيفا وألطف وَذَلِكَ أَن فِيهَا صدء لَا سِيمَا تِلْكَ الكائنة من مسامير النّحاس القبرسي الَّتِي تسمى المسمارية. فَأَما جَرَادَة الْحَدِيد فذات قبض يسير وجرادة الشابرقان خاصتها النَّفْع من القروح الخبيثة الْجَوْهَر إِلَّا أَن جَرَادَة النّحاس تنقى خَاصَّة وتذوب اللَّحْم.

جَرَادَة وَيُسمى باليونانية قريدس أما جالينوس فَلم يذكرهُ وَأما د فَقَالَ فِي الْمقَال الثَّانِي: إِن الْجَرَاد مَتى تبخر بِهِ نفع من عسر الْبَوْل وَلَا سِيمَا الْعَارِض للنِّسَاء. فَأَما جنس ذَلِك الْجَرَاد الَّذِي يُسمى ركسادوسحرس ويسميه آخَرُونَ الْحمار وَهُوَ الحرجل لَيْسَ لَهُ أَجْنِحَة طَوِيل الرجلَيْن مَتى جفف وسحق بعد أَن يكون قد أدنى من النَّار وَشرب مَعَ الْمَطْبُوخ نفع من لسعة الْعَقْرَب نفعا بَينا وَأكْثر من يَسْتَعْمِلهُ أهل لينوي الَّذين فِي ذَلِك الْبَلَد الَّذِي وَأما بولس فَقَالَ فِي الْمقَال السَّابِع: إِن الْجَرَاد مَتى تبخر بِهِ نفع عسر بَوْل النِّسَاء خَاصَّة فَأَما ذَلِك الَّذِي لَيست لَهُ أَجْنِحَة فنافع لمن لسعته عقرب مَتى شرب مَعَ مطبوخ. انْقَضى حرف الْجِيم.

باب الحاء

3 - (بَاب الْحَاء) حِنْطَة قَالَ د: مَتى أكلت نِيَّة ولدت الدُّود فِي الْبَطن. وَمَتى مضغت وتضمد بهَا نَفَعت من عضة الْكَلْب الْكَلْب. وَقَالَ جالينوس فِي الْحِنْطَة: إِنَّهَا إِن وضعت من خَارج الْجِسْم سخنت فِي الأولى وَلَا يظْهر لَهَا تجفيف وَلَا ترطيب وفيهَا شَيْء لزج يغرى بِهِ ويشد. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن هَذِه الْحبَّة أَنْفَع الْحُبُوب لأكْثر النَّاس والكثيف المكتنز الْعسر الرض مِنْهُ يغذو غذَاء كثيرا. فَأَما الرخو الْخَفِيف الْوَزْن فبضد ذَلِك وَمَا ينحدر من ثفل الْحِنْطَة أَكثر وأسرع لِكَثْرَة النخالة فِيهَا. وَالْحِنْطَة المسلوقة بطيئة الهضم نافخة فَإِن استمرأت كَانَ غذاؤها كثيرا. وزادت فِي الْقُوَّة زِيَادَة بَيِّنَة وأسخنت إسخانا بَينا. وَمَتى أَكلته الحبلى لم تسلم من مضرته. قَالَ: ابْن ماسويه: إِن الْحِنْطَة حارة فِي الأولى معتدلة فِي الرُّطُوبَة واليبس غير أَنَّهَا إِلَى الرُّطُوبَة أميل لاكتسابها ذَلِك زعم من المَاء وَالدَّلِيل فِيمَا ذكرنَا على ذَلِك كَثْرَة غذائها وَأَنَّهَا إِذا وَقَالَ: هَذِه الْخَاصَّة لَهَا. قَالَ: وَالْحِنْطَة لَا تجفف لَكِن تنضج. حِنْطَة سَوْدَاء قَالَ جالينوس: إِنَّه غذَاء كالحنطة وَله تَقْوِيَة ولحوج ومزاجه شَبيه بمزاج الْحِنْطَة) إِلَّا أَنه أَشد لزوجة مِنْهَا وَلذَلِك هُوَ أَكثر غذَاء مِنْهَا. وَقد يَجْعَل فِي الْحبّ مَادَّة الْخلّ وَمَاء الْبَحْر وَجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تجفف. فَأَما الخندروس فِي نَفسه فَلَا يجفف لَكِن ينضج كالحنطة وَهُوَ يُولد خلطا غليظا ويبطئ بالانحدار وَهُوَ كثير الْغذَاء قَوِيَّة. خبز قَالَ د: الْخبز الْمُتَّخذ من السميذ أَكثر غذَاء من الخشكار والمعمول من حِنْطَة خَفِيفَة الْوَزْن أسْرع نفوذا وَأَقل غذَاء. قَالَ ج: الْخبز الْكثير النخالة سريع الْخُرُوج عَن الْبَطن قَلِيل الْغذَاء وبالضد الْقَلِيل النخالة يبطئ غَايَة الإبطاء فِي الْخُرُوج وَيكثر غذاؤه. قَالَ: وعجين مثل هَذَا الْخبز لزج يَمْتَد إِذا مد وَلذَلِك هُوَ أحْوج إِلَى التخمير وَكَثْرَة الدعك والعجن وَألا يخبز من سَاعَته وَأما عجين الْخبز الْكثير النخالة فبضد ذَلِك وَلذَلِك

فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج أَن يلبث كثير لبث فِي التَّنور. وَبَين هذَيْن خبز متوسط فِي كَثْرَة النخالة وقلتها. والنخالة تكْثر إِمَّا لِأَنَّهُ مَعْمُول من حِنْطَة خَفِيفَة الْوَزْن رخوة أَو يكون مَعْمُولا بِغَيْر استقصاء ويقل تغذية هَذَا لهَذِهِ الْعِلَل. وأجود أَنْوَاع الْخبز للاستمراء أَكْثَرهَا اختمارا وأجودها عَجنا المنضج بِنَار لينَة معتدلة كَيْلا يتشيط خَارجه وَيبقى دَاخله نيا فَإِن الْخبز الَّذِي حَالَته هَذِه رَدِيء من أجل أَن بَاطِنه نيء وَظَاهره خزفي. فَأَما النَّار الضعيفة فَتتْرك الْخبز نيا. وَبَعض أَنْوَاع الْخبز أوفق لبَعض الْأَبدَان فأوفق الْخبز للَّذين يرتاضون رياضة صعبة كَثِيرَة الَّذِي لم يستحكم نضجه وَلَيْسَ فِيهِ خمير وَلَا ملح كثير. وَأما للمشايخ والتاركين الرياضة والناقهين فالكثير الخمير الْمُحكم النضج. فَأَما الفطير فَإِنَّهُ غير مُوَافق لأحد من النَّاس وَلَا يقدر على استمرائه الفلاحون على أَنهم أَشد النَّاس وَأَكْثَرهم كدا فضلا عَن غَيرهم وهم أقوى النَّاس على استمراء لجَمِيع الْأَطْعِمَة الغليظة. فَأَما خبز الفرن فَإِنَّهُ دون خبز التَّنور فِي الْحَمد لِأَن بَاطِنه لَا ينضج كنضج ظَاهره. وَأما خبز الطابق وَالْخبْز الَّذِي يدْفن فِي الْجَمْر وخبز الْملَّة فكله رَدِيء لِأَن بَاطِنه نيء لَا ينضج بالسواء. وَأما الْخبز المغسول فَإِنَّهُ قَلِيل الْغذَاء وَهُوَ أبعد أَنْوَاع الْخبز عَن توليد السدد لِأَن لزوجته وغلظه) وَقَالَ روفس: الْخبز الخشكار يلين الْبَطن والحواري يعقله والمختمر يلين والفطير يشد الطبيعة والرغيف الْكَبِير أخف من الرَّغِيف الصَّغِير وَأكْثر غذَاء وخبز الفرن أرطب من خبز التَّنور وخبز الْملَّة يعقل الْبَطن والمعمول بِاللَّبنِ كثير الْغذَاء وَالْخبْز الْحَار يسخن ويجفف والبارد لَا يفعل ذَلِك وَالْخبْز الَّذِي من الْحِنْطَة السمينة الحديثة يسمن. وَحكى حنين عَن روفس: أَن الْخبز كلما كَانَ أنقى كَانَ الْخَلْط الْمُتَوَلد مِنْهُ أَجود لكنه أَبْطَأَ انحدارا وَمَا كَانَ أَكثر نخالة كَانَ خلطه رديا وَخُرُوجه أسْرع. وَقَالَ ابْن ماسويه: أفضل الْخبز وَأَكْثَره غذَاء السميد وَهُوَ أَبْطَأَ انحدارا وهضما لقلَّة نخالته. ويتلوه خبز الْحوَاري فِي ذَلِك ثمَّ الخشكار وَأحمد أَوْقَات أكله فِي آخر الْيَوْم الَّذِي يخبز فِيهِ أَو من غير ذَلِك الْيَوْم قبل أَن يصلب ويجف. وَقَالَ ج: كل خبز ومتخذ من الْحِنْطَة مسخن إِلَّا الْخبز المغسول فَإِنَّهُ قد صَار فِي قوته كالنشا. وَحكى حنين عَن اثيناوس أَن خبز الْحِنْطَة المكتنزة لِاكْتِسَابِ الصِّحَّة أردأ وَهُوَ لتقوية الْقُوَّة أصلح وبالضد.

وَحكى عَن بروخس: أَن خبز الْملَّة أيبس الْخبز وأبطأه هضما وَلذَلِك يطعم للين الْبَطن والبلة الرقيقة فِي الْمعدة. دَقِيق وعجين وَأما دَقِيق الْحِنْطَة فَقَالَ فِيهِ د: إِنَّه يتضمد بِهِ مَعَ عصارة البنج لسيلان الفضول إِلَى الْأَعْضَاء والنفخ الْعَارِض للمعي. وَمَتى خلط بسكنجبين وَوضع على البثر اللبني قلعه. وَإِذا ضمد بدقيق الْحِنْطَة المتخلخلة مَعَ خل وشراب وَافق سموم الْهَوَام. وَإِذا طبخ حَتَّى يصير مثل الغراء والتقم نفع من نفث الدَّم من الصَّدْر. وَإِذا طبخ مَعَ نعنع وزبد كَانَ صَالحا للسعال وخشونة الصَّدْر. وَمَتى عجن دَقِيق الْحِنْطَة وضمد بِهِ اسفل الْقدَم حل الوجع الَّذِي يكون فِيهِ. وَقَالَ ج: دَقِيق الْحِنْطَة مَتى عجن بِمَاء الْعَسَل والدهن وضمد بِهِ حلل الأورام. وَقَالَ: خبز الْحِنْطَة مَتى طبخ بِمَاء القراطن وعجن بِهِ وخلط بِبَعْض العصارات الْمُوَافقَة سكن الأورام الحارة بتليينه وتبريده التبريد اللين. وَالْخبْز الْعَتِيق الْيَابِس يعقل الْبَطن وَحده وَمَعَ غَيره وَالْخبْز اللين إِذا بل بِمَاء وملح وضمد بِهِ أَبْرَأ القوابي المزمنة. خمير قَالَ د: خمير دَقِيق الْحِنْطَة جاذب ملطف للأورام الْعَارِضَة فِي أَسْفَل الْقدَم. وينضج) سَائِر الأورام. وَمَتى خلط بِالْمَاءِ أنضج الدماميل وَفتح أفواهها. وَقَالَ ج فِي الخمير فِي السَّادِسَة: إِنَّه ملطف يسير الْحَرَارَة وَلذَلِك صَار يجذب من عمق الْبدن بِلَا أَذَى وَلَا لذع. ويحلل وَهُوَ مركب من قوى متضادة وَذَلِكَ أَن فِيهِ حموضة بَارِدَة وحرارة نخالة قَالَ د: مَتى طبخت النخالة بخل ثَقِيف وضمد بهَا وَهِي سخنة الجرب المتقرح قلعته ونفعت الأورام الحارة فِي ابتدائها. وَإِذا طبخ بِالْمَاءِ وتضمد بِهِ سكن ورم الثدي الَّذِي ينْعَقد فِيهِ اللَّبن. وَوَافَقَ لسعة الأفعى والمغس. أَحسب أَنه بِالشرابِ إِلَّا أَنِّي كَذَا أصبته فِي عدَّة نسخ وللشراب فِي الورم الَّذِي يكون فِي الثدي من أجل تعقد اللَّبن فعل قوي. وَقَالَ ج: إِن للنخالة قُوَّة تجلو وتحرك المعي على دفع مَا فِيهِ. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِن النخالة حارة يابسة جلاءة وَتعلم حرهَا من أَنَّهَا تحلل الأورام المتولدة من الرّيح والبلغم وَمَا يجمد تَحت الْجلد إِذا ضمد بهَا بعد طبخها بِالْمَاءِ وَيعرف يبسها من أَنه مَتى ضمد بهَا الْجلد وقتا صَالحا يبسته وَيعرف جلاؤها من أَنَّهَا إِن مرست بِالْمَاءِ وطبخ مَا أميط عَنْهَا جلا مَا يعرض فِي الصَّدْر والرئة من الخشونة. وَحكى عَن ج أَن مَاء النخالة ملين للصدر تَلْيِينًا صَالحا وَأَنَّهَا تجلو كثيرا وتسخن يَسِيرا وتلين الْبَطن.

كشك الشّعير قَالَ ديسقوريدوس: مَتى طبخ كشك الشّعير مَعَ بزر الرازيانج وَجعل حساء أدر الْبَوْل. غُبَار الرَّحَى قَالَ د: مَتى عمل مِنْهُ حساء رَقِيق وتحسى وَهُوَ فاتر نفع من نفث الدَّم من الصَّدْر. وَمَتى طبخ بِمَاء وزيت وضمد بِهِ حلل الأورام الحارة. وَقَالَ ج: قوته قُوَّة تغذو وتنضج إِذا تضمد بِهِ. خبز القطائف قَالَ ج: إِنَّه يُولد خلطا غليظا لزجا وَلذَلِك يعقل الْبَطن. زلابية قَالَ ج: جَمِيع مَا يصب من الْعَجِين على الأدهان فَينْعَقد فِيهِ يُولد خلطا غليظا. اطرية قَالَ ج: جَمِيع مَا يتَّخذ من الفطير الغليظ كثير الْغذَاء والاطرية كَذَلِك وَهِي تغذو غذَاء كثيرا بعد أَن تستمرأ إِلَّا أَنَّهَا تسد مسالك الْغذَاء من الكبد وتغلظ الطحال الضَّعِيف) وتعظمه وتولد الْحَصَى فِي الكلى وخاصة مَتى كَانَت الأحشاء مستعدة لذَلِك. وَكَانَت هَذِه معمولة من دَقِيق متين. خبز قَالَ جالينوس: أصلح الْخبز لمن لَيْسَ بشاب وَلَا قوي الهضم وَلَا صَاحب رياضة الْكثير الخمير وَالْملح وَيجب أَن تجْعَل فِيهِ مِنْهُمَا مَا دَامَ لَا يُؤْذِي وَيكون بهما جيد المذاق ويجاد وعكه ويخبز فِي تنور معتدل. نشا قَالَ ج: النشا يصلح لسيلان الْموَاد إِلَى الْعين والقروح الْعَارِضَة لَهَا وَنَفث الدَّم من الصَّدْر قَالَ جالينوس: إِنَّه يبرد ويجفف وقوته مملسة. وَقَالَ أَيْضا: الْخبز يتَّخذ مِنْهُ ضماد إِذا كَانَ من حِنْطَة وَكَانَ فِيهِ خمير وملح ينضج لِأَن فِيهِ خميرا وملحا. وَقَالَ بولس فِي النشا: إِنَّه يبرد ويجفف ويسكن لذع الْأَشْيَاء الحريفة. وَقَالَ ابْن ماسويه: النشا بَارِد يَابِس للحموضة الَّتِي فِيهِ وَهُوَ جلاء ملين للبطن تَلْيِينًا معتدلا. وَقَالَ حنين فِي كتاب الْعين: إِن النشا أبرد من الْحِنْطَة وأخف مِنْهَا وَهُوَ مغر مُسَدّد. سويق الْحِنْطَة قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي وسط الأولى يَابِس فِي آخرهَا نَافِع لمن اعتدلت طَبِيعَته وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْبرد وَالسكر يعين على سرعَة انحداره وَهُوَ صَالح فِي الصَّيف. وغسيله بِالْمَاءِ الْحَار يقل نفخه لِأَنَّهُ يقوم لَهُ مقَام الطَّبْخ وَمَتى غسل بعد ذَلِك بِالْمَاءِ الْبَارِد عَاد إِلَى الْبُرُودَة والتطفئة. والنقيع أسْرع انحدارا عَن الْمعدة من الْمَطْبُوخ إِلَّا أَن الْمَطْبُوخ أقل نفخا. والنقيع

أصلح للمحرورين وأقطع للعطش والخلط الْمُتَوَلد من السويق بَارِد رطب لِكَثْرَة مَا يشرب مَعَه من المَاء. وَسَوِيق السلت ملين للبطن نَافِع من السعال ملين للصدر نَافِع من هيجان الْمرة الصَّفْرَاء. فتيت قَالَ ابْن ماسويه: أَحْمَده مَا اتخذ من الْخبز وجفف فِي الظل ودق جريشا ولت بدهن اللوز المر فَأَما المجفف فِي التَّنور فَإِنَّهُ بطئ رَدِيء فِي الْمعدة لِأَن التَّنور يورثه يبسا شَدِيدا. ينظر فِي هَذَا. الْحِنْطَة قَالَ ج فِي كتاب الْعَادَات: الْحِنْطَة قل مَا تنفخ من أجل حَرَارَتهَا ويبطئ انحدارها من أجل تلذذها وَإِن الْجلاء فِيهَا أقل مِنْهَا فِي الشّعير لقلَّة نخالتها.) خبز حَار وبارد قَالَ: وَأما الْخبز فالحار فِيهِ حرارة عرضية ورطوبة بخارية فلحرارته العرضية يعطش ولرطوبته البخارية يطفو فَوق الْمعدة ويعسر استمراؤه وانحداره وينفخ للخلتين جَمِيعًا ويشبع سَرِيعا وَذَلِكَ من أجل حرارته وَمن أجل أَنه يطفو. والبارد بالضد. وَقَالَ فِي الكيموسين: أَجود الْخبز الْمُتَّخذ من الْحِنْطَة الَّذِي قد استحكم نضجه فِي التَّنور ودعكه وتحريكه وَيجْعَل فِيهِ خمير وملح باعتدال وَيَتْلُو هَذَا فِي الْفَضِيلَة خبز الفرن. وَقَالَ: كل خبز لم ينضج باعتدال فَهُوَ رَدِيء. وَقَالَ فِي كتاب الْعَادَات: إِن الْحِنْطَة قَليلَة النفخ بِالْإِضَافَة إِلَى الشّعير. وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب أَيْضا: الْخبز الْحَار لما كَانَت فِيهِ فضل رُطُوبَة بخارية وحرارة عرضية كَانَ بِحَسب رطوبته العرضية يطفو فَوق الْمعدة وينفخ ويعسر انحداره وَمن أجل حرارته يعطش وبسبب الخلتين مَعًا يشْبع دفْعَة وَالْخبْز الْبَارِد لَا يفعل شَيْئا من ذَلِك إِذْ لَا حرارة عرضية لَهُ وَأَن الرُّطُوبَة البخارية تحللت عَنهُ. وَقَالَ فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من طيماؤس: إِن قُوَّة النخالة مثل قُوَّة دَقِيق الكرسنة فِي الْجلاء وَإِن دَقِيق الكرسنة أحلى من دَقِيق الباقلي ودقيق الشّعير. وَقَالَ فِي الثَّامِنَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الْحِنْطَة تسخن فِي الأولى وَلَا تجفف وَلَا ترطب وفيهَا لزوجة وتسديد وتغرية. والضماد الْمُتَّخذ من خبز الْحِنْطَة هُوَ أسخن من خبز الْحِنْطَة من أجل الخمير لِأَن قُوَّة الخمير تجذب من العمق. وَأما النشا فَإِنَّهُ يجفف أَكثر من الْحِنْطَة وَهُوَ مَعَ ذَلِك يبرد. وَقَالَ فِي الأولى من الأغذية: إِن الْخَيل مَتى أكلت من الْحِنْطَة لم تسلم من مضرته. قَالَ ماسرجويه: الفطير أَكثر غذَاء من الخمير. سندهشار قَالَ: الْحِنْطَة تغذو لقُوَّة وتسكن الرّيح وَهِي ثَقيلَة دسمة تزيد فِي النُّطْفَة.

قَالَت الخوز: الْخبز الْحوَاري يسمن الْجِسْم. قَالَ ماسرجويه: إِن النشا مَتى خلط بالزعفران وطلي بِهِ الْوَجْه أذهب الكلف. والنخالة مَتى أنقعت بِمَاء لَيْلَة ثمَّ مرست وصفيت وطبخ الصفو مَعَ سكر ودهن لوز وتحسى أنضج مَا فِي الصَّدْر.) وَمَتى أَخذ خمير الْحوَاري المعتدل فِي الاختمار فأنقع فِي المَاء ثمَّ صفي بعد ساعتين وَجعل فِيهِ وزن دانق من طباشير ودانقي سكر طبرزد فِي قدر ثَلَاثَة دَرَاهِم من المَاء وقيراطين من زعفران وَسقي الصَّبِي إِذا كَانَت لَهُ حمى وعطش فَإِنَّهُ يسكن الْحمى وَيقطع الْعَطش. حنين: الْحِنْطَة تسخن فِي الأولى وَالْخبْز الْمُتَّخذ مِنْهَا يسخن أَكثر وَهِي معتدلة فِي الرُّطُوبَة واليبس. ودقيقها مَتى اتخذ مِنْهُ حساء جيد لنفث الدَّم والقروح فِي الرئة والصدر والسعال والخشونة. حَماما قَالَ د: إِنَّهَا حريفة تلذع اللِّسَان طيبَة الرَّائِحَة وقوتها قابضة ميبسة مسخنة تجلب النّوم وتسكن الصداع إِذا ضمد بهَا الْجَبْهَة وتنضج الأورام الحارة. وَتَنْفَع من لسع العقارب مَتى ضمد بهَا مَعَ الباذروج الْمَكَان الملسوع. وينفع من أورام الْعين الحارة وأورام الأحشاء إِذا ضمد بهَا مَعَ الزَّبِيب. وَهِي نافعة من أوجاع الرَّحِم إِذا أدخلت الفرزجات وَإِذا جلس فِي طبيخها. وَمَتى شرب طبيخها كَانَ مُوَافقا للكبد العليلة والكلى والنقرس. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: قُوَّة هَذَا شَبيهَة بِقُوَّة الوج إِلَّا أَن هَذَا أَكثر إنضاجا والوج أَكثر تجفيفا. لي يَجْعَل بدله. قَالَ بديغورس: خاصته طرد الرِّيَاح وتنقية الْمعدة وتقوية الكبد مثل الوج سَوَاء. قَالَ اريباسيوس: هُوَ كالوج إِلَّا أَن الوج أَكثر يبسا والحماما أَكثر هضما وإنضاجا. وَقَالَ ج فِي الْخَامِسَة من الْفُصُول: إِن جَمِيع الْأَدْوِيَة الحارة حرارة قَوِيَّة وَلَا سِيمَا السليخة والقسط والدارصيني والحماما تصدع كَذَلِك الأفاويه أَكْثَرهَا تصدع لِأَنَّهَا حارة لَطِيفَة. قَالَ حنين فِي كتاب الترياق: الحماما خاصته التسكين والتنويم وَهُوَ من المسكرات. حلتيت قد ذَكرْنَاهُ مَعَ الأنجدان. حصرم نذكرهُ مَعَ الْعِنَب. حلزون نذكرهُ مَعَ الصدف.

حَبَّة خضراء: مسخنة، مَدَرَة للبول، رَدِيئَة للمعدة، تحرّك الباه. وَإِن شربت بشراب ووافقت نهش الرتيلا. ولدهنها تبريد وَقبض مثل مَا لدهن الْورْد. وورق هَذِه الشَّجَرَة وثمرتها قابضة توَافق مَا توَافق شَجَرَة المصطكي واستعمالها مثل ذَلِك. وصمغ هَذِه الشَّجَرَة أَجود الصموغ وَبعدهَا المصطكي ومنفعتها كمنفعتها ثمَّ صمغ التنوب وصمغ اللاطي واللاذن ثمَّ الصنوبر كل وَاحِد من هَذِه وخاصة هَذِه الصمغة مسخنة ملينة مذوبة منفية مُوَافقَة للسعال وقرحة الرئة منقية لما فِي الصَّدْر إِذا لعق وَحده أَو بِعَسَل مدر للبول ملين للبطن يلزق بهَا الشّعْر النَّابِت فِي الجفون. وَإِذا خلط بزنجار وقلقنت ونطرون أصلح الجرب المتقشر والآذان الَّتِي يسيل مِنْهَا رُطُوبَة. وَمَتى خلط بِعَسَل وزيت يصلح لحكة القروح. وَيدخل فِي المراهم والأدهان المحللة للاعياء. وينفع أوجاع الْجنب مَتى تمسح بِهِ وَحده أَو تضمد بِهِ. ودخان هَذِه الصموغ تصلح فِي صَنْعَة الأكحال الَّتِي تحسن هدب الْعين والمدة فِي المتأكلة والأشفال المتساقطة والدمعة. وَقَالَ ج: دهن الْحبَّة الخضراء مركب وَذَلِكَ أَنه لَا يلين فَقَط إِذا شرب لَكِن يقبض أَيْضا. وَقَالَ فِي الثَّانِيَة فِي دُخان البطم: إِنَّه بعيد من الْأَذَى واللذع وَهُوَ كدخان الكندر. وَقَالَ: إِن علك الْحبَّة الخضراء أَجود العلوك بعد المصطكي وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء من المرارة وَلذَلِك صَار يحلل أَكثر من المصطكي وَلَيْسَ لهَذَا العلك قبض مَعْرُوف مثل قبض المصطكي وَلما كَانَ مرا صَار لمَكَان هَذَا الطّعْم يجلو أَيْضا حَتَّى أَنه يشفي الجرب وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يجر ويجذب من عمق الْبدن أَكثر من سَائِر أَنْوَاع العلوك لِأَنَّهُ ألطف مِنْهَا. ولعلك البطم شَيْء من التليين وَبعده فِي التليين المصطكي.) وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي شَجَرَة البطم: إِن فِي جَمِيعهَا قبضا وَمَعَ ذَلِك هِيَ تسخن فِي الثَّانِيَة وَهَذَا مِمَّا يدل على أَنَّهَا تجفف أَيْضا إِلَّا أَنَّهَا تسخن مَا دَامَت طرية رطبَة فتجفيفها يسير حَتَّى أَنَّهَا إِذا هِيَ يَبِسَتْ صَارَت تجفف فِي الثَّانِيَة. وثمرتها تفعل ذَلِك خَاصَّة فَإِنَّهَا إِذا يَبِسَتْ صَارَت نَحْو الثَّالِثَة فِي التجفيف ويبلغ من إسخانها أَنه من يمضغها يعلم بحرها من سَاعَته وَلذَلِك صَارَت تدر الْبَوْل وَتَنْفَع الطحال. قَالَ بديغورس: علك البطم خاصته تَحْلِيل مَا فِي الصَّدْر والإذابة. وَقَالَ اريباسيوس: صمغ الْحبَّة الخضراء يحلل أَكثر من المصطلكي ويجلو حَتَّى أَنه يذهب الجرب والقوابي وَيُبرئ القروح الَّتِي فِي ظَاهر الْجِسْم أَكثر من سَائِر أَصْنَاف الراتينجات يَعْنِي الصموغ والعلوك.

وَقَالَ: فِي قشر هَذِه الشَّجَرَة وورقها وحبها قبض يسير وإسخان كَاف وَإِذا كَانَت رطبَة فَإِنَّهَا تجفف تجفيفا يَسِيرا فَإِذا جَفتْ كَانَ تجفيفها كَافِيا. وخاصة حبه إدرار الْبَوْل والنفع من الطحال. وَقَالَ ابْن ماسويه: الْحبَّة الخضراء حارة فِي الثَّانِيَة يابسة فِي وَسطهَا بطيئة الهضم تولد خلطا رديا نافعة لمن بِهِ بلغم لزج. فَأَما الْحبّ الْكِبَار من حبها فدهنه نَافِع لأَصْحَاب البلغم والرطوبات والفالج واللقوة إِذا دهن بِهِ. وَهُوَ ضار للمحرورين نَافِع من وجع الطحال الْعَارِض من الْبرد مدر للبول. وخاصته أَن يذهب بِشَهْوَة الطَّعَام. قَالَ جالينوس فِي الميامر: صمغ البطم يلين تَلْيِينًا كَافِيا ويحلل وينضج باعتدال وَهُوَ مَعَ هَذَا يجلو وينقي وَيفتح المجاري الضيقة. ذكر ذَلِك فِي بَاب القوباء فِي عِلّة الكبد. قَالَ أَبُو جريج: علك البطم هُوَ علك الانباط وَهُوَ حَار فِيهِ يبس قَلِيل وَيدخل فِي المراهم لِكَثْرَة نَفعه وتنقيته الخراجات ونشفه للمدة. وَمَتى وضع مُفردا على الخراجات الصلبة لينها وأسرع نضجها وَجمع مدَّتهَا. وَقَالَ جالينوس فِي الْخَامِسَة من تَدْبِير الأصحاء: صمغ الْحبَّة الخضراء مَتى أَخذ مِنْهُ قدر البندقة أَو الجوزة ألان الْبَطن بِلَا أَذَى وينقي الأحشاء ويجلوها أَعنِي الكبد وَالطحَال والرئة والكلى. قَالَ فِيهَا د: إِن دَقِيق الحلبة مَتى خلط بِمَاء القراطن وتضمد بِهِ كَانَ ملينا وَيصْلح دقيقها أَيْضا) للأورام الظَّاهِرَة والباطنة الحارة وَمَتى خلط دقيقها بنطرون وتضمد بِهِ حلل ورم الطحال. وَمَتى جلس النِّسَاء فِي طبيخها انتفعن بِهِ من وجع الْأَرْحَام الْعَارِضَة من ورم الرَّحِم وانضمامها. وَمَتى طبخت الحلبة بِمَاء وعصرت وَغسل الراس بعصارتها نقت الرَّأْس وحللت النخالة والقروح الرّطبَة. وَقد تخلط بشحم الإوز وتحتمل لتليين صلابة الرَّحِم وَفتح انضمامها. وَفِي نُسْخَة أُخْرَى يونانية زِيَادَة فِي بَاب الحلبة: إِنَّهَا مَتى اسْتعْملت طرية فِي الْأكل مَعَ الْخلّ نَفَعت من ضعف الْمعدة والقرحة فِيهَا والمعي. وطبيخها بِالْمَاءِ ينفع من الزحير والإسهال المزمن وقرحة المعي. والدهن الْمُتَّخذ مِنْهَا إِذا خلط وأدهن بِهِ نقي الشّعْر وصفاه. وَإِذا مسحت بِهِ آثَار القروح الْعَارِضَة فِي ظَاهر الْفروج والذكور بعد اندمالها ذهبت بهَا. ولدهن الحلبة قُوَّة ملينة للدبيلة منضجة وتوافق جدا لصلابة الرَّحِم. وتحقن بِهِ الْمَرْأَة الَّتِي يعسن ولادها من أجل الْجَفَاف

وَخُرُوج الرطوبات وينفع من أورام المقعدة ويحتقن بِهِ للزحير والمغس ويجلو نخالة الرَّأْس والقروح الرّطبَة. وَمَتى خلط بالشمع نفع من الحرق والشقاق الْعَارِض من الْبرد. ويخلط بأدوية الكلف وبالغمر. وَقَالَ جالينوس فِي الثَّامِنَة: الحلبة تسخن فِي الدرجَة الثَّانِيَة وتجفف فِي الدرجَة الأولى وَلذَلِك صَارَت تهيج الأورام الملتهبة. وَأما سَائِر الأورام القليلة الْحَرَارَة الصلبة فَإِنَّهَا قد تحلها وتفشها. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِنَّهَا تسخن إسخانا بَينا وتؤكل قبل الطَّعَام بالمري لتطلق الْبَطن وَهِي فِي هَذَا الْبَاب أصلح وأوفق من الترمس بِكَثِير لِأَنَّهُ فِي نفس جوهره لَيْسَ بعسر الْخُرُوج عَن الْبَطن. وَهِي تصدع مَتى أَكثر مِنْهَا وتغثي بعض النَّاس. وطبيخ الحلبة مَتى شرب مَعَ الْعَسَل أطلق الْبَطن وَأخرج مَا فِي المعي من الأخلاط الردية وَفِي هَذَا الطبيخ مَعَ الْعَسَل لزوجة وحرارة فَهُوَ بلزوجته مَأْمُون أَن يُؤْذِي وبحرارته يدْفع ويسكن الْأَذَى وَفِيه مَعَ هَذَا قُوَّة تجلو فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب يُحَرك المعي ويستدعيها إِلَى دفع مَا فِيهَا بالبراز إِلَّا أَنه يجب أَن يكون مَا يخلط من الْعَسَل يَسِيرا لِئَلَّا يكون لذاعا.) فَأَما من كَانَ فِي صَدره أوجاع مزمنة من غير أَن يكون مَعهَا حمى فَيَنْبَغِي أَن يطْبخ لَهُ الحلبة مَعَ تمر لحيم وَيُؤْخَذ شيرجها فيخلط مَعَه عسل كثير ويطبخ على جمر حَتَّى يثخن ثخنا قَالَ اريباسيوس: الحلبة تهيج الأورام الحارة الَّتِي قد عرض لَهَا شبه الغليان وتحلل الأورام الَّتِي هِيَ يسيرَة الْحَرَارَة وَالَّتِي هِيَ أَكثر صلابة وتحجرا. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّهَا حارة فِي الثَّانِيَة يابسة فِي الأولى وَلَيْسَت تولد خلطا جيدا وَهِي تغثي وتصدع مَتى أَكثر مِنْهَا. وأكلها بالخل والمري يمْنَع ضررها. وطبيخها مَتى شرب مَعَ عسل أحدر الأخلاط الردية الَّتِي فِي المعي بلزوجتها وتدر الطمث. وَمَتى أكلت مطبوخة بِتَمْر أَو عسل أَو تين على الرِّيق حللت البلغم اللزج الْعَارِض فِي الصَّدْر وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ التَّمْر أَصْغَر وَهَذِه الصّفة يَنْبَغِي أَن تعْمل بهَا إِذا لم تكن حمى. وَهِي مغير للنكهة مطيبة لريح الرجيع مفْسدَة لرائحة الْبَوْل والعرق. الطَّبَرِيّ قَالَ: الحلبة تنقي الصَّدْر وتهيج الباه. قَالَ ج عِنْد ذكره للدم: إِن طبيخ الحلبة يشفي الطرفة. وَقَالَ الْفَارِسِي: إِنَّهَا تلين الصَّدْر وَالْحلق والبطن وتزيد فِي الباه جيد للريح والبلغم وتسكن السعال والربو وعسر النَّفس جيد للبواسير. وَقَالَ جالينوس فِي الكيموسين: مَتى أدمن أكلهَا لم يكن كيموسها مَحْمُودًا.

قَالَت الخوز: إِنَّهَا تزيد فِي الدَّم جدا الرّطبَة مِنْهَا. ماسرجويه: طبيخ الحلبة يجعد الشّعْر وَيذْهب بالحزاز وينقي الصَّدْر ويغذو الرئة بعض الْغذَاء. حنين فِي كتاب الْعين: الحلبة حارة فِي الثَّانِيَة يابسة فِي الأولى تَنْفَع من الأورام الصلبة. حدل بَارِد يضر بالعصب ويشنجه وينفع الورم الْحَار إِذا ضمد بِهِ. الخوز: يَقُولُونَ ذَلِك. حناء قَالَ د: إِن لدهن الْحِنَّاء قُوَّة مسخنة ملينة مفتحة لأفواه الْعُرُوق مُوَافقَة لأوجاع الرَّحِم والأعصاب والشوصة ولكسر الْعِظَام مَتى اسْتعْمل وَحده أَو خلط بقيروطي وَيدخل فِي المراهم الْمُوَافقَة للفالج الَّذِي يعرض مِنْهُ ميل الرقة إِلَى خلف وللخناق وللأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الأربية وَيدخل فِي الأدهان المحللة للاعياء. وورق الْحِنَّاء قَابض وَلذَلِك مَتى مضغ أَبْرَأ القلاع والقروح الَّتِي فِي الْفَم الَّتِي تسمى بالجمر. وَمَتى تضمد بِهِ نفع من الأورام الحارة. وَيصب طبيخه على حرق النَّار. وَمَتى ضمدت بِهِ الْجَبْهَة مَعَ خل سكن الصداع. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة ورق الْحِنَّاء وقضبانه مركبة وَذَلِكَ أَن فِيهَا قُوَّة محللة اكتسبتها من جَوْهَر فِيهَا مائي حَار باعتدال وفيهَا أَيْضا قُوَّة قابضة اكتسبتها من جَوْهَر فِيهَا أرضي بَارِد وَلذَلِك يصب طبيخها على حرق النَّار. وَيسْتَعْمل فِي الأورام الملتهبة والجمر لِأَنَّهَا تجففها بِلَا أَذَى وَلَا لذع. وَهُوَ نَافِع أَيْضا من القروح فِي الْفَم من غير سَبَب من خَارج وخاصة من القروح الَّتِي من جنس القلاع وينفع أَيْضا من القلاع نَفسه الْحَادِث فِي أَفْوَاه الصّبيان. قَالَ مسيح: فعلهَا فِي الْجِرَاحَات كَفعل دم الْأَخَوَيْنِ. قَالَ ابْن ماسويه: الْحِنَّاء بَارِد فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة. حور قَالَ د: إِنَّه مَتى شرب من ثَمَر هَذِه الشَّجَرَة مِثْقَال نفع من عرق النسا وتقطير الْبَوْل. وَيُقَال: إِنَّه يقطع الْحَبل مَتى شرب مَعَ كلى بغل. وَيُقَال أَيْضا: إِن ورقه يفعل ذَلِك مَتى شربته الْمَرْأَة بخل بعد طهرهَا. وعصارة الْوَرق مَتى فترت وقطرت فِي الْأذن نفع من ألمها. وثمره إِذا دق وخلط بِعَسَل واكتحل بِهِ أَبْرَأ الغشاوة فِي الْعين. والرومي إِذا تضمد بورقه بالخل نفع من وجع قرحَة النقرس. وثمره نَافِع من الصرع.

وَقَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة: إِن ورد هَذِه الشَّجَرَة حَار فِي الثَّالِثَة وَهُوَ معتدل فِي التجفيف والترطيب إِلَّا أَنه أميل إِلَى اليبس قَلِيلا واللطافة أولى بزهرة هَذِه الشَّجَرَة من الغلظ. وَأما ورق هَذِه الشَّجَرَة فَهُوَ يفعل مَا يَفْعَله وردهَا إِلَّا أَن قوته أَضْعَف. وصمغها وَهُوَ الكاربا شَبيه الْقُوَّة بِقُوَّة زهرها وَهُوَ أسخن من الزهرة. فَأَما بزرها فَهُوَ ألطف من صمغها وَأكْثر تجفيفا إِلَّا أَنه لَيْسَ بِكَثِير الْحَرَارَة. وَقَالَ: مزاج هَذَا مركب من جَوْهَر مائي فاتر وجوهر أرضي قد لطف وَلِهَذَا صَارَت قواه مركبة. وَقَالَ بديغورس فِي الكاربا: إِنَّه يحبس الدَّم من أَي مَوضِع سَالَ من الْجِسْم. وَقَالَ أَبُو جريج: الكاربا حرارته ممتزجة بِشَيْء من برد وييبس وَله خَاصَّة فِي إمْسَاك الدَّم وخاصة من الزحير ويسكن خفقان الْفُؤَاد ويمسك الْبَطن. قَالَ ماسرجويه: إِنَّه نَافِع لخفقان الْفُؤَاد. والشربة مِنْهُ نصف مِثْقَال بِمَاء بَارِد. وَيحبس التحلب من الرَّأْس إِلَى الصَّدْر. قَالَت الخوز: إِنَّه يعلق على صَاحب الأورام الحارة فينفع. وَهَذَا بَارِد نَافِع من الخفقان وَنَفث الدَّم والرعاف. قَالَ ديسقوريدوس: مَتى تضمد بورقه أَبْرَأ نهش الْهَوَام. حَرْبَة قَالَ بولس: قوته قُوَّة سَائِر البزور وورقه إِذا كَانَ أَخْضَر يلزق الْجِرَاحَات. وَمَتى شرب يَابسا أَبْرَأ الطحال الجاسي. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة فِي لنجيطس: هَذَا النَّبَات لَهُ بزر مثلث شَبيه بالحربة وَأَصله شَبيه بِأَصْل الدوقوا وَهُوَ يدر الْبَوْل. وَأما النَّوْع الَّذِي يشبه ورقه ورق السقولوقندريون فورقه مَا دَامَ طريا يصلح لإدمال الْجِرَاحَات. وَأما إِذا يبس فَإِنَّهُ يشفي الطحال الصلب مَتى شرب بالخل. حنجرة قَالَ ابْن ماسه: الحنجرة بَارِدَة يابسة تغذو غذَاء يَسِيرا للغضروفية الَّتِي فِيهِ ولتؤكل بالأفاويه الحارة. حضض قَالَ فِيهِ د: إِن قوته قابضة يجلو ظلمَة الْبَصَر وَيُبرئ جرب الْعين وحكتها وَيقطع سيلان الرطوبات المزمنة وَيصْلح للآذان الَّتِي تسيل مِنْهَا مُدَّة. وَمَتى تحنك بِهِ نفع من ورم الْحلق واللثة وَإِذا شرب أَو احتقن بِهِ نفع من الإسهال المزمن وقرحة المعي ويسقي بنفث الدَّم والسعال ولعضة الْكَلْب وَيحسن الشّعْر ويشفي الداحس والنملة والقروح الخبيثة. وَمَتى احْتمل قطع سيلان الرطوبات السائلة إِلَى الرَّحِم.

وشجرة الحضض مَتى طبخت بخل ثَقِيف نَفَعت من أورام الطحال واليرقان ويدر الطمث. وَيُقَال إِنَّه يفعل ذَلِك هُوَ بِنَفسِهِ إِذا شرب كَمَا هُوَ مسحوقا. وَمَتى شرب من ثَمَرَته وزن مسطون أسهل بلغما مائيا. وينفع من الْأَدْوِيَة القتالة. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: هَذَا عندنَا يسْتَعْمل فِي مداواة الكلف والأورام والقروح الْحَادِثَة فِي الْفَم والدبر والنملة والتعفن والقروح الخبيثة وَالْأُذن الَّتِي يخرج مِنْهَا الْقَيْح والسحج والرطوبة المحتقنة فِي أصُول الْأَظْفَار وَذَلِكَ لِأَن قوته قُوَّة مجففة. وَهُوَ مركب من قوى أجناسها متباينة فَوَاحِدَة مِنْهَا هِيَ لَطِيفَة محللة حارة وَالْأُخْرَى أرضية بَارِدَة وَمن أجل هَذِه الْقُوَّة صَار للحضض قبض إِلَّا أَن هَذِه قَليلَة فِي هَذَا الدَّوَاء جدا. فَأَما التَّحْلِيل والتجفيف فَلَيْسَ هما قليلين بل هُوَ مِنْهُمَا فِي الدرجَة الثَّانِيَة. وَأما الْحَرَارَة فَهُوَ مِنْهَا نَحْو الْوسط المعتدل وَلذَلِك صَار النَّاس) يستعملون هَذَا الدَّوَاء فِي مداواة أدواء مُخْتَلفَة فيستعملونه على أَنه دَوَاء يجلو جلاء بَينا فيكحلون بِهِ الْعين لينقي مَا يكون فِي وَجه الحدقة مِمَّا يظلم الْبَصَر. وَيسْتَعْمل أَيْضا على أَنه يجمع أَجزَاء الْعُضْو ويشده فيسقي مِنْهُ أَصْحَاب استطلاق الْبَطن وَمن بِهِ قرحَة فِي أمعائه وَمن بِهِ النزف من النِّسَاء. والهندي أبلغ فِي هَذِه الأفاعيل. قَالَ بديغورس: خاصته النَّفْع من الأورام الرخوة الخوارة والنفاخات فِي الْجَسَد وَالْعين وَيقطع الدَّم. وَقَالَ اريباسيوس: قُوَّة الحضض مركب من جوهرين مُخْتَلفين: أَحدهمَا لطيف الْأَجْزَاء مُحَلل وَالْآخر أرضي بَارِد قد اكْتسب الحضض من أَجله قبضا وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي علل مُخْتَلفَة فيقام فِي بعض الأحيان مقَام دَوَاء جَامع مَانع إِذا اسْتعْمل فِي الإسهال الَّذِي عَن ضعف فِي الْمعدة وَاخْتِلَاف الدَّم وسيلان الْموَاد من الرَّحِم. وَقد يسْتَعْمل أَيْضا فِي علاج الْآثَار الَّتِي تكون فِي الْوَجْه وَفِي الأورام الَّتِي تكون فِيهِ وَفِي الْفَم وَفِي المقعدة وَفِي القروح والأورام الساعية وَالْعين والقروح الخبيثة وَالْأُذن الَّتِي يسيل إِلَيْهَا وَمِنْهَا الْقَيْح والسحج الفخذين والداحس. والحضض الْهِنْدِيّ أقوى فِي جَمِيع الْأَفْعَال. قَالَ بولس: إِنَّه يَابِس فِي الثَّانِيَة معتدل فِي الْحر وَالْبرد وَمَعَهُ تَحْلِيل وَقبض يسير فَلهَذَا صَار يسْتَعْمل فِي المبطونين بِأَن يطلى على بطونهم لأجل قَبضه وتجفيفه. وَيسْتَعْمل فِي الذوسنطاريا لما فِيهِ أَشْيَاء كَثِيرَة. وَيسْتَعْمل لغشاوة الْعين لما فِيهِ من التنقية وَيسْتَعْمل فِي القروح الردية الْمَذْهَب وَفِي الأورام الحارة. قَالَ الطَّبَرِيّ: الفيلزهرج هُوَ حَار باعتدال يُقَوي الشّعْر إِذا طلي بِهِ وينشف بلة الْعين إِذا كحل بِهِ. وَهُوَ مَاء يقطر من شجرته.

وَقَالَ ماسرجويه: الحضض معتدل فِي الْحر وَالْبرد قَابض. وأجود الحضض للورم الْعَرَبِيّ. فَأَما لتقوية الشّعْر فالهندي. سندهشار قَالَ: ينفع من أوجاع الْعين والورم والجذام والبواسير والقروح. قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه نَافِع من الكلف والأورام فِي الْمعدة إِذا طلي والقروح والعفونة والحمرة) والخبيثة والمدة فِي الْأذن ويجلو الظلمَة من الْعين وَيقبض وَيحبس الْبَطن جيد لقروح المعي ونزف الدَّم من الْأَرْحَام. حرف قَالَ ديسقوريدوس: كل حرف مسخن حريف رَدِيء للمعدة يلين الْبَطن وَيخرج الدُّود وَيحل ورم الطحال وَيقتل الأجنة. ويحرك شَهْوَة الْجِمَاع وقوته شَبيهَة بِقُوَّة الْخَرْدَل وبزر الجرجير وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل حلل ورم الطحال وأذهب القروح الشهدية. وَمَتى طبخ فِي الأحساء أخرج الفضول من الصَّدْر. وَمَتى شرب نفع من لسع الْهَوَام. وَمَتى تدخن بِهِ طردها. ويمسك الشّعْر المتساقط. ويقلع خبث النَّار الفارسية. وَمَتى خلط بخل وَسَوِيق شعير وتضمد بِهِ نفع من عرق النسا وحلل الأورام البلغمية الحارة. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ المَاء وَالْملح أنضج الدمل. وورقه يفعل ذَلِك إِلَّا أَنه أَضْعَف قَلِيلا. وَأما الْحَرْف الْأَبْيَض فَإِن شرب مِنْهُ اكسونافن قيأ وأسهل صفراء. ويحقن بِهِ لعرق النسا ويسهل الدَّم إِذا احتقن بِهِ. وَإِذا شرب فجر الدبيلات الَّتِي فِي بَاطِن الْجِسْم وأدر الطمث وَقتل الأجنة. وَقَالَ جالينوس: بزر الْحَرْف البابلي هَذَا كَانَ باسم رومي تَفْسِيره فِي ثَبت حنين: حرف بابلي قوته حارة حَتَّى أَنه يفجر الدبيلات الْحَادِثَة فِي الْجوف إِذا شرب ويدر الطمث وَيفْسد الأجنة.

وَإِذا احتقن بِهِ نفع من عرق النسا بِأَن يسهل شَيْئا يخالطه دم. وَمَتى شربت مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم قيأ وأسهل أخلاطا مرارية. وَقَالَ فِي السَّابِعَة فِي الْحَرْف قولا مُطلقًا: قوته قُوَّة تحرق كبزر الْخَرْدَل وَلذَلِك يسخن بِهِ أوجاع الورك الْمَعْرُوفَة بالنسا وأوجاع الرَّأْس وكل الْعِلَل المحتاجة إِلَى التحمر كَمَا يفعل ببزر الْخَرْدَل. وَقد يخلط ببزر الْحَرْف أَيْضا فِي أدوية يسقاها أَصْحَاب الربو من طَرِيق أَن الْأَمر فِيهِ مَعْلُوم أَنه يقطع الأخلاط الغليظة تقطيعا قَوِيا كَمَا يقطعهَا بزر الْخَرْدَل لِأَنَّهُ يشبه بِهِ فِي كل شَيْء. وبقلة الْحَرْف نَفسهَا إِن جففت كَانَت قوتها كقوة البزر وَأما مَا دَامَت رطبَة فَهِيَ بِسَبَب المائية تنقص نقصا بَينا. وَقَالَ فِي السَّابِعَة أَيْضا فِي الْحَرْف الْأَبْيَض: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة. قَالَ اريباسيوس فِي الْحَرْف البابلي: إِن قوته حارة وَلذَلِك يفجر الدبيلات الَّتِي تكون فِي الْجوف) ويحرك الطمث وَيفْسد الأجنة. وَإِذا احتقن بِهِ نفع عرق النسا لِأَنَّهُ يخرج شَيْئا دمويا. قد صَحَّ أَن ذَلِك الِاسْم فِي ثَبت حنين كَانَ صَحِيحا بِهَذِهِ الأفاعيل لِأَن هَذَا قَوْله فِي الْحَرْف البابلي أَيْضا. بولس فِي الْحَرْف البابلي: إِنَّه مَتى شرب مِنْهُ اكسونافن أخرج من فَوق وَمن أَسْفَل فضولا مرارية. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِن الْحَرْف يخرج حب القرع وَهُوَ ينفع من عرق النسا ووجع الورك ويجلو مَا فِي الصَّدْر والرئة من البلغم اللزج وَهُوَ رَدِيء للمعدة. وَمَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم أَو خَمْسَة بِمَاء حَار بعد سحقه أسهل الطبيعة وحلل الرِّيَاح الْعَارِضَة فِي المعي ونفع من القولنج. وَمَتى شرب مقلوا عقل الطبيعة وخاصة إِن لم يسحق لتحلل لزوجته بالقلو. وورقه أقل ضَرَرا للمعدة من بزره. قَالَ الْفَارِسِي: إِنَّه ينشف الْقَيْح من الْجوف وَيزِيد فِي الباه ويشهي الطَّعَام. قَالَ سلمويه: إِنَّه نَافِع من الاسترخاء فِي جَمِيع الْأَعْضَاء. قَالَ ابْن ماسه: مَتى شرب بِمَاء حَار حل القولنج وَأخرج الدُّود ونفع الطحال وعرق النسا ووجع الورك وأهاج الباه وَمنع الشّعْر من السُّقُوط. وبقله رَدِيء للمعدة. الطَّبَرِيّ: يهيج الباه وَيقتل الأجنة قتلا قَوِيا جدا شرب أَو احْتمل. والحرف رَدِيء للمعدة ليبسه. حاشا قَالَ فِيهِ ديسقوريدوس: إِنَّه مَتى شرب بالخل وَالْملح أسهل كيموسا بلغميا. وَإِذا اسْتعْمل طبيخه بالعسل نفع من عسر الْبَوْل وَمن ضيق النَّفس والبهر المحوج إِلَى الانتصاب والربو وَأخرج الدُّود الطوَال وأدر الطمث وَأخرج المشيمة والأجنة وأدر الْبَوْل. وَمَتى عجن بالعسل ولعق سهل وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ حلل الأورام البلغمية الحديثة. وَهُوَ يحلل الدَّم المتعقد ويقلع التوت والثآليل. وَمَتى خلط بسويق وعجن بشراب وَوضع على عرق النسا وَافقه. وَمَتى طرح فِي الطَّعَام وَأكل نفع من ضعف الْبَصَر. وَقد يصلح اسْتِعْمَاله فِي الصِّحَّة. وَشَرَابه ينفع من سوء الهضم وَقلة الشَّهْوَة والعصب المفرط الِاضْطِرَاب وَالْحَرَكَة والأوجاع الَّتِي تَحت الشراسيف والاقشعرار الْعَارِض فِي الشتَاء وسموم الْهَوَام الَّتِي تبرد الْجِسْم. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: هَذَا يقطع ويسخن إسخانا بَينا فَهُوَ لذَلِك يدر الطمث وَالْبَوْل وَيخرج الأجنة وَيفتح سدد الأحشاء وينفع من النفث من الصَّدْر والرئة وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن نضعه من الإسخان والتجفيف فِي الثَّالِثَة. قَالَ بديغورس: خاصته إِنْزَال الْحيض وَالْبَوْل وتنقية الْمعدة.

وَقَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: إِنَّه أيبس من الفوتنج وَإنَّهُ يشفي ظلمَة الْبَصَر ويحلل البلغم. وَقَالَ اريباسيوس: يسخن ويجفف وَيقطع إسخانا وتجفيفا وتقطيعا بَينا. قَالَ: وينفع من نفث الدَّم من الصَّدْر والرئة. وَيفتح سدد الأحشاء مَتى شرب. حرمل قَالَ فِيهِ د: إِنَّه مَتى سحق بالعسل وَالشرَاب ومرارة الدَّجَاج والزعفران وَمَاء الرازيانج الْأَخْضَر وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: قوته حارة فِي الثَّالِثَة لَطِيفَة وَلذَلِك يقطع الأخلاط الغليظة ويخرجها بالبول. مَجْهُول قَالَ: الحرمل يصفي الدَّم وَهُوَ جيد للسوداء. أَبُو جريج قَالَ: إِنَّه يقيء ويسكر شَاربه كاسكار الْخمر. حزاء قَالَ ماسرجويه: إِنَّه يشبه السذاب فِي الْقُوَّة قَاطع للمنى نَافِع من لذع العقارب. حبلب قَالَ فِيهِ د: إِنَّه من المسهلات. قَالَ ابْن ماسويه إِنَّه يسهل فضولا وَيخرج حب القرع. قَالَت الخوز: إِنَّه يسهل إسهالا قَوِيا وخاصة الديدان وَهُوَ حَار. حسك قَالَ فِيهِ د: إِنَّه صنفان وَكِلَاهُمَا يقبض ويبرد وتضمد بِهِ الأورام الحارة. وَإِذا خلط بِعَسَل أَبْرَأ القلاع والعفونات الْعَارِضَة فِي الْفَم وأورام العضل الَّتِي عَن جَانِبي الْحلق ووجع اللثة. وَقد تخرج عصارة هَذَا النَّبَات وتستعمل فِي الأكحال. والبري مِنْهُ مَتى شرب مِنْهُ درخميان وتضمد بِهِ نفع من نهش الأفاعي. وَمَتى شرب بِالشرابِ نفع من الْأَدْوِيَة القتالة. وطبيخه مَتى رش فِي مَوَاضِع براغيث قَتلهَا. وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا مركب من جَوْهَر رطب يسير الْمِقْدَار فِي الرُّطُوبَة وَمن جَوْهَر يَابِس لَيست يبوسته يسيرَة مَعَ أَنه بَارِد والأغلب على الحسك الْبري الأرضية وَهُوَ قَابض. والأغلب على النَّابِت فِي المَاء الْجَوْهَر المائي وَلذَلِك هما موافقان لمنع الأورام الحارة من الْحُدُوث. وَجُمْلَة فَهِيَ صَالِحَة لمنع مَا يسيل وَينصب. وَأما ثَمَر الحسك الْبري فَإِنَّهُ إِذا شرب فت الْحَصَى فِي الكلى.

وَقَالَ اريباسيوس: النَّابِت مِنْهُ فِي المَاء والنابت مِنْهُ فِي الأَرْض الْيَابِسَة يصلحان لدفع الأورام) الحارة وَمنع انصباب الْموَاد. وَأما النَّابِت على الأَرْض الْيَابِسَة فَفِي بزره لطافة يفت الْحَصَى فِي الكلى إِذا شرب. قَالَ ماسرجويه: إِذا شرب مَاء الحسك رطبا أذاب الْحَصَى. سندهشار قَالَ: هُوَ جيد لوجع المثانة وعسر الْبَوْل زَائِدَة فِي الْبَاءَة. حالبي قَالَ ج فِي بوبيون: إِن هَذَا الدَّوَاء إِنَّمَا سمي بِهَذَا الِاسْم لِأَنَّهُ نَافِع للحالب لِأَنَّهُ يشفي الورم الْحَادِث فِي الحالب إِذا وضع عَلَيْهِ من خَارج كالضماد وعلق عَلَيْهِ وقوته محللة قَلِيلا لِأَن حرارته يسيرَة وتجفيفه لَيْسَ بعنيف وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ طريا. حب النّيل وَهُوَ القرطم الْهِنْدِيّ. قَالَ أَبُو جريج الراهب: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة أَو بَارِد أَو رطب فِي الأولى يسهل الأخلاط الغليظة. وَقَالَ بديغورس: إِن خاصته النَّفْع من الفضول الغليظة وإسهال السَّوْدَاء والبلغم. حمام الصَّحرَاء وَغَيره قَالَ ابْن ماسويه: فراخ الْحمام فِيهَا حرارة ورطوبة فضلية وَمن أجل ذَلِك صَار فِيهَا بعض الغلظ والنواهض أخف وَأحمد غذَاء وَيجب أَن يأكلها المحرور بِمَاء الحصرم والكزبرة ولب الْخِيَار. وَقَالَ: للفراخ ثقل وإبطاء فِي الْمعدة قَالَه فِي كتاب الْكَمَال فِي بَاب الْمعدة. دم قَالَ د: دم الْحمام خَاصَّة قَاطع للرعاف الَّذِي من حجب الدِّمَاغ. زبل قَالَ د: زبل الْحمام أسخن وَأَشد إحراقا من غَيره من الزبول وَإِذا خلط بدقيق شعير وزيت وَمَاء قلع الخشكريشة من القروح الَّتِي تكون فِي النَّار الفارسية وَغَيرهَا وَيُبرئ حرق النَّار إِذا سحق بِزَيْت. لي أَنا أسْتَعْمل دَائِما زبل الْحمام الراعية فِي الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج إِلَى إسخان نَحْو علل الورك والصداع الْمَعْرُوف بالبيضة ووجع الأضلاع وَالظّهْر والنقرس وَقد كتبنَا مَا ذكره نصا فِي كتاب الزبول فاقرأه. بيضه قَالَ ابْن ماسويه: بيض الْحمام كثير الْحَرَارَة زهم.) قَالَت الخوز: مَتى طبخ زبل الْحمام بِالْمَاءِ وَجلسَ فِيهِ نفع من حصر الْبَوْل. حرباء قَالَ ديسقوريدوس: دم الحرباء يُقَال: إِنَّه يمْنَع الشّعْر الَّذِي ينتف من الشفر من أَن ينْبت. حب السمنة قَالَ ماسرجويه: إِنَّه حَار رطب فِيهِ دهنية كَثِيرَة وَلذَلِك يبطئ فِي الْمعدة فَإِذا انهضم كثر غذاؤه وَزَاد فِي الباه. حب القلقل ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْقَاف.

حب الزلم: قَالَ عِيسَى: إِنَّه حَار فِي الثَّانِيَة رطب فِي الأولى يزِيد فِي المنى زِيَادَة صَالِحَة طيب المذاقة دسم ينْبت فِي نَاحيَة شهرزور. حوصل قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه طَائِر كَبِير كالحمل الْكَبِير وَهُوَ نَوْعَانِ: أَبيض وأسود وَكِلَاهُمَا لَا يسخنان الْجَسَد كثيرا وَهُوَ من لِبَاس المحرورين والفتيان. حب منشم قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه جيد للمعدة المسترخية الْبَارِدَة حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة. حاشش دَوَاء فَارسي والخوز تَقول فِيهِ: إِنَّه أقوى من الفربيون وَإنَّهُ محرق وَإنَّهُ يكثر القئ وَهُوَ مسيخ الطّعْم. وَمن كَانَ بِهِ وجع شَدِيد وَشرب مِنْهُ زنه دِرْهَم قيأ شبه الدَّم وَلَيْسَ بِدَم خَالص وتخلص من ذَلِك الوجع. وَمَتى زَاد على دِرْهَم قَتله. حمل قَالَ ج فِي ذكر الرئة: إِن رئة الْحمل قد وثق النَّاس بهَا أَنَّهَا تشفي السحج الْحَادِث فِي الرجل من الْخُف. هَكَذَا كَانَ فِي كتاب اغلوقن وَوجدنَا تَفْسِيره فِي نسخ حرشفا وَلم نستحق ذَلِك. وَقَالَ فِيهِ د: مَتى شرب بِالشرابِ عقل الْبَطن وَمَتى شربه المحموم بِالْمَاءِ عقل الْبَطن. وَقد يعلق على الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الأربية. قَالَ جالينوس فِي الثَّامِنَة: أصل هَذَا النَّبَات يحدر بولا كثيرا منتنا مَتى سلق بشراب وَشرب ذَلِك الشَّرَاب وَلذَلِك صَار أَيْضا يذهب نَتن رَائِحَة الإبطين وَالْبدن كُله وَيفْعل هَذَا الْفِعْل بجملة جوهره من أجل أَن خاصته تخرج من الْجِسْم هَذِه الأخلاط فَأَما الْأَفْعَال الَّتِي يَفْعَلهَا بكيفياته فتدل على أَنه حَار فِي الثَّالِثَة نَحْو مبدئها وَكَذَلِكَ فِي اليبس. قَالَ بولس فِي الحرشف نصا باسمه: إِنَّه ينقى قَلِيلا ويجفف وَفِيه شَيْء من لطافة الْأَجْزَاء. وَقَالَ فِي العكوب: وَهُوَ اسْم عَرَبِيّ للحرشف إِنَّه مَتى شرب من عصارة هَذَا النَّبَات وزن دِرْهَم وَنصف مَعَ عسل وَمَاء حَار حرك القئ. قَالَ أَبُو جريج: إِن صمغ الحرشف مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ قيأ البلغم والمرتين ونقي الْمعدة. والجبلي أقوى فِي القئ. وَقَالَ مسيح: الكنكر حَار رطب فِي الأولى يزِيد فِي المنى وَهُوَ كالهليون فِي أَفعاله. وَقَالَ قسطس فِي الفلاحة: مَتى أذيب قيروطي وَشرب بِمَاء الكنكر حلل جَمِيع الأورام الصلبة وَمَتى غسل الرَّأْس بِمِائَة أذهب الحكة.

وَمَتى طلي بالدهن والشمع المشرب بِمَاء الكنكر على البرش فِي الْوَجْه مَرَّات قلعه. وَمَتى طلي) على دَاء الثَّعْلَب أنبت فِيهِ الشّعْر. الطَّبَرِيّ قَالَ: الكنكر بَارِد يهيج القئ. قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي الأولى رطب فِي الثَّانِيَة زَائِد فِي الباه. قَالَ القلهمان: إِنَّه بَارِد يقبض وَيحبس الْبَطن. قَالَت الخوز: إِن الحرشف بَارِد رطب غليظ يُولد سددا. حندقوقا البستاني يَقُول فِيهِ د: إِن عصارته مَتى خلطت بِعَسَل واستعملت نقت القروح الْعَارِضَة فِي الْعين الَّتِي تسمى ازعاما وَالَّتِي تسمى بالقاليا وَالَّتِي يُقَال لَهَا قوما وَمن غشاوة الْبَصَر. فَأَما الْبري فَإِنَّهُ مسخن قَابض ينفع الكلف مَتى لطخ عَلَيْهِ بِعَسَل. وَمَتى أنعم دقه وَشرب بشراب إِمَّا وَحده وَإِمَّا مَعَ بزر ملوخيا نفع أوجاع المثانة. وَحكى حَكِيم بن حنين عَن د: إِن عصارة البستاني مِنْهُمَا مَتى اسْتعْملت مَعَ الْعَسَل جلت الْبيَاض من الْعين. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: إِن الحندقوقا البستاني يجلو جلاء معتدلا وَكَذَلِكَ هُوَ فِي التجفيف وَهُوَ متوسط فِي الْحَرَارَة. وَأما الْبري فبزره فِي الثَّانِيَة من الإسخان. وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء يجلو. وَأما الحندقوقا الْمصْرِيّ فَإِن بزره يتَّخذ مِنْهُ خبز. قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي وسط الثَّانِيَة يدر الْبَوْل وَالْحيض وينفع من وجع الأضلاع الْحَادِث من البلغم اللزج مصدع يُولد دَمًا غليظا عكرا كدرا وَهُوَ مَحْمُود فِي وجع الْمعدة الْعَارِض من الْبرد طارد للرياح عَنْهَا يُورث وجع الْحلق ويضر المحرورين. والأمن من ضَرَره بِالْحلقِ أَن يُؤْكَل بعده الكزبرة والهندبا والخس. قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه حَار يَابِس فِي آخر الثَّانِيَة نَافِع للمعدة الْبَارِدَة والرياح الغليظة. وخاصة مَائه شدّ الْبَطن. وينفع من الهيضة. وَمَتى صب مَاؤُهُ على لذع الْعَقْرَب سكنه. وَإِن صب على عُضْو غير ملسوع أحدث فِيهِ وجعا. وبزره أقوى من ورقه. قَالَ الطَّبَرِيّ: إِنَّه قد عالج غير وَاحِد قد كَادُوا أَن يزمنوا بدهن الحندقوقا فَانْطَلَقت أَرجُلهم.) ماسرجويه يَقُول: إِنَّه جيد لوجع الْأُنْثَيَيْنِ وبدء الاسْتِسْقَاء ووجع الْأَرْحَام.

حنظل قَالَ ديسقوريدوس: مَتى أَخذ من شَحم هَذِه الثَّمَرَة أَربع أوبولسات بأدرومالي قيأ. وَإِن خلط بنطرون وَمر وَعسل مطبوخ وَعمل حبا أسهل الْبَطن. وَالثَّمَرَة كَمَا هِيَ مَتى جففت وسحقت وخلطت بِبَعْض أدوية الحقن نَفَعت من عرق النسا والفالج والقولنج وأسهلت بلغما وَمرَّة وخراطة ودما أَحْيَانًا. وَمَتى احتملت قتلت الْجَنِين. وَمَتى أخرج مَا فِي جَوْفه ومليء خلا وطبخ على رماد حَار وتمضمض بِهِ وَافق وجع الْأَسْنَان. وَإِن طبخ فِيهِ أدرومالي وَشرب أسهل كيموسا غليظا وخراطة وَهِي ردية للمعدة جدا. وَقد يسْتَعْمل لإسهال الْبَطن بِأَن يحْتَمل. وعصارة الثَّمَرَة إِذا كَانَ لون الثَّمر أَخْضَر إِذا دلكت على عرق النسا نَفعه. قَالَ ج فِي السَّابِعَة: طعم هَذَا الدَّوَاء مر وَلكنه مَتى شرب لم يقدر أَن يفعل أَفعَال المرارة لِأَنَّهُ يُبَادر فَيخرج مَعَ الْأَشْيَاء الَّتِي يُخرجهَا بالإسهال لشدَّة مَا هُوَ عَلَيْهِ من قُوَّة الإسهال وَإِذا كَانَ الحنظل طريا ثمَّ دلك بِهِ الورك مِمَّن بِهِ وجع لم يوجعه وركه. وَقَالَ بديغورس: خاصته إسهال البلغم والنفع من عرق النسا. وَقَالَ بولس: إِذا دلك بعصارته ورك من بِهِ عرق النسا نَفعه. قَالَ الْكِنْدِيّ: الحنظل شَدِيد الْحَرَارَة لطيف يجذب من أقاصي الْجِسْم وأطرافه لحرارته ولطافته وحدته. وخبرني غير وَاحِد أَن أصل الحنظل أعظم دَوَاء للسع الْعَقْرَب وَأَن الْأَعْرَاب مَشْهُور ذَلِك فيهم. وخبرت عَن أَعْرَابِي أَنه لسعت ابْنه عقرب فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع فَسَقَاهُ درهما من أصل الحنظل فسكن كل مَا بِهِ على الْمَكَان. قَالَ الْبَصْرِيّ: إِنَّه مَتى سحق وطلي عَلَيْهِ سكن وَجَعه أَيْضا. قَالَ: وَلَا سِيمَا أصل الحنظل الذّكر مِنْهُ. الْبَصْرِيّ: هُوَ صنفان: ذكر وَأُنْثَى وَالذكر هُوَ ليفي وَالْأُنْثَى رخو أملس أَبيض. حَدِيد توبال الشابرقان قَالَ د: إِن قوته كقوة النّحاس إِلَّا أَنه أَضْعَف فِي الإسهال من توبال النّحاس. وزنجار الْحَدِيد قَابض إِذا احْتمل قطع نزف الدَّم المزمن من الرَّحِم. وَمَتى شرب منع الْحَبل. وَمَتى لطخ بالخل على الْحمرَة والبثور أبرأها سَرِيعا ونفع من الداحس والظفرة والخشونة الَّتِي فِي الجفون والبواسير الناتئة فِي المقعدة ويشد اللثة. وَمَتى لطخ على النقرس نفع مِنْهُ. وينبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب الْعَتِيق الْقوي المزمن. وَالْمَاء الَّذِي يطفأ فِيهِ الْحَدِيد المحمي مُوَافق للإسهال المزمن وقروح الأمعال وورم الطحال والهيضة واسترخاء الْمعدة.

وَأما خبث الْحَدِيد فَإِن قوته كقوة زنجار الْحَدِيد إِلَّا أَنه أَضْعَف. وَإِذا شرب بالسكنجبين دفع مضرَّة السم الَّتِي تسمى قرابيطش. قَالَ ج فِي كل خبث: إِنَّه يجفف تجفيفا قَوِيا إِلَّا أَن خبث الْحَدِيد أَشد تجفيفا. وَإِن أَنْت سحقته بخل خمر ثَقِيف جدا ثمَّ طبخته كَانَ دَوَاء يجفف الْقَيْح الْجَارِي من الْأذن المزمن. وَقَالَ بولس مَتى أطفئ الْحَدِيد المحمي فِي المَاء صَار لذَلِك المَاء قُوَّة تجفف تجفيفا شَدِيدا وَلذَلِك يصلح لأَصْحَاب الطحال. وَمَتى أطفئ فِي شراب نفع المبطونين وَمن بِهِ الذوسنطاريا والهيضة وَضعف الْمعدة. قَالَ ماسرجويه: خبث الْحَدِيد يَابِس فِي الثَّانِيَة يُقَوي الْمعدة إِذا أنقع فِي الطلاء وَشرب مِنْهُ. قَالَ ابْن ماسه خبث الْحَدِيد حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة مقو للمعدة الَّتِي استرخت إِذا طبخ بشراب. لي قد صَحَّ بالتجربة نَفعه لأموريدوس ولسلس الْبَوْل ونزف دم الْحَيْضَة. حَيَّة قَالَ د: أما الأفعى فَمَتَى طبخت اسفيذباجا بعد قطع أطرافها بملح قَلِيل وسذاب وَأكل لَحمهَا أحد الْبَصَر وَأصْلح أوجاع العصب وَمنع الْخَنَازِير فِي وَقت ابتدائها من الزِّيَادَة. وملحها يفعل ذَلِك. وسلخ الْحَيَّة مَتى طبخ فِي شراب وقطر فِي الْأذن كَانَ علاجا نَافِعًا من أوجاعها. وَمَتى تمضمض بِهِ نفع أوجاع الْأَسْنَان. وَقد يخلط قوم مِنْهُ فِي أدوية الْعين وخاصة سلخ الذّكر مِنْهَا. جُمْلَتهَا قَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة: مَتى أخذت خيوط كَثِيرَة وخاصة مَتى كَانَت من أرجوان مصبوغ من الَّذِي يصعد من الْبَحْر فألقيت فِي عنق أَفْعَى وخنقت بهَا ثمَّ أَخذ مِنْهَا وَاحِد فلف كَمَا يَدُور فِي عنق من بِهِ ورم النغانغ أَو شَيْء من جَمِيع أورام الْحلق رَأَيْت مِنْهُ عجبا من فعله. وَقَالَ فِي ذكر اللحوم: لُحُوم الأفاعي تسخن وتجفف الْبدن مَتى طبخت بالزيت وَالْملح والشبث وَقد تقدر أَن تعلم أَن لحم الأفعى ينقى ويحلل من جَمِيع الْبدن أَشْيَاء يُخرجهَا من الْجلد مِمَّا أَقُول: وَهُوَ أَن بعض النَّاس قد اتّفق أَن شرب شرابًا قد مَاتَت فِيهِ أَفْعَى وَهُوَ مجذوم فتساقط عَنهُ غلظ جلده وَصَارَ بدنه على مِثَال مَا عَلَيْهِ لحم الحلزون والأصداف والسرطانات وَإِذا سَقَطت جثثها الشبيهة بالأخزاف فبرئ برءا تَاما. وَآخر اتّفق لَهُ ذَلِك فبرئ نَحْو مَا برِئ الأول. وَاتفقَ لرجل فيلسوف قد اسْتَعْملهُ بِاخْتِيَارِهِ فبرئ نَحْو برئهما إِلَّا أَنه أعقبه تقشر الْجلد وداويناه نَحن من ذَلِك التقشر حَتَّى برِئ.

وأشرنا أَيْضا على رجل يصيد الأفاعي كَانَ قد ابْتَدَأَ بِهِ الجذام بِأَن يأكلها مطبوخة بملح وَمَاء فبرئ من علته أَيْضا. وَرَأى رجل فِي الْمَنَام وَهُوَ مجذوم أَن يشرب ترياق الأفاعي وَيمْسَح بِهِ بدنه كُله فَفعل فتغيرت علته بعد أَيَّام يسيرَة إِلَى تقشر الْجلد ثمَّ برِئ من ذَلِك أَيْضا. فللحم الأفاعي من التجفيف مَا يفعل مَا ذكرنَا وَلَكِن قد يعرض مِنْهَا مرَارًا كَثِيرَة عَطش شَدِيد متْلف لَا يروي صَاحبه من المَاء لَكِن ينشق بَطْنه مِنْهُ وَيجب أَن يجْتَنب المعطشة وَأكْثر مَا يكون فِي شطوط الْأَنْهَار والسباخ. وَجُمْلَة أَقُول: إِن لُحُوم الأفاعي تحلل وتجفف تحليلا وتجفيفا قَوِيا مَعَ أَنه يسخن قَلِيلا وَيُشبه أَن) تكون قوته قُوَّة تبادر فِي الصعُود إِلَى الْجلد فتنفض وتدفع مِنْهُ جَمِيع مَا فِي الْجِسْم من الْفضل وَلذَلِك صَار يتَوَلَّد مِنْهُ فِي الْجِسْم قمل كثير وَيسْقط عَن الْجِسْم شَبيه بالقشور. قَالَ: وَذكر قوم أَن سلخ الْحَيَّة مَتى غلي بالخل وَأمْسك فِي الْفَم شفي وجع الأسنن. وَقَالَ اريباسيوس فِي الأفعى: إِن قُوَّة لحومها قَوِيَّة التجفيف يسيرَة الإسخان وَمن شَأْنهَا تَحْرِيك الفضول إِلَى نَاحيَة الْجلد وتفرغها وَلذَلِك يتَوَلَّد عَن أكلهَا قمل كَثِيرَة فِي الْجِسْم الَّذِي قد اجْتمعت فِيهِ كيموسات ردية وينفش وَيسْقط من جُلُودهمْ شَبيه بالقشور وَهُوَ الْخَارِج الغليظ الْمَانِع للأخلاط الغليظة أَن تنْحَل عَن الْجِسْم فَيحدث فِيهِ لذَلِك جربا وتقشر الْجلد. وَقد تطبخ لحومها بملح وشبث وكراث وزيت وَمَاء ويجتنب المعطشة وَالَّتِي على السواحل فَإِنَّهَا لَا تؤمن أَن تكون معطشة. ويبلغ من قوتها على تنقيتها للبدن أَن تنقى الجذام. وَقَالَ بولس: سلخ الْحَيَّة يجفف غَايَة التجفيف وَإِذا غلي مَعَ الْخلّ ذهب يوجع الْأَسْنَان. وسلخ الأفعى إِذا سحق مَعَ الْعَسَل واكتحل بِهِ أحد الْبَصَر جدا. وَمَتى أحرق وَوضع على دَاء الثَّعْلَب أنبت الشّعْر فِيهِ إنباتا عجيبا. وَقَالَ: شَحم الأفعى يمْنَع من نَبَات الشّعْر فِي الْعين وَمن نزُول المَاء فِيهَا. وَقَالَ ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: مَتى دقَّتْ الأفعى وضمد بهَا النهشة سكن الوجع. قَالَ ابْن ماسويه وَابْن ماسه: الأفعى مَتى طبخت اسفيذباجا وأكلت جلت الْبَصَر ومنعت الْخَنَازِير وأبرأت الجذام. وَقَالَ بعض عُلَمَاء اليونانيين: إِنَّه من أدمن أكلهَا طَال عمره. حمَار الْحصْر وحوافرها يُقَال إِنَّهَا مَتى أحرقت وشربت أَيَّامًا كَثِيرَة وزن فلنجارين فِي كل يَوْم نَفَعت المصروعين.

وَإِذا خلطت بِزَيْت وَوضعت على الْخَنَازِير حللتها. وَإِذا تضمد بهَا أبرأت من الشقاق الْعَارِض من الْبرد. وَقَالَ ج فِي ذكر الحوافر: قد زعم قوم أَن حوافر الْحمر تحرق وتسقى من يصرع كثيرا فتبرئه إِذا وَاصل شربهَا وَأَنَّهُمْ يحللون بهَا الْخَنَازِير إِذا عجنوها بِزَيْت. وَزَعَمُوا أَنه إِن نثر هَذَا الرماد وَهُوَ يَابِس شفي القروح الَّتِي تعرض فِي أصُول الْأَظْفَار فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ فِي الشتَاء. قَالَ د: وَبَوْل الْحمار جيد لوجع الكلى. قَالَ ابْن ماسه: بَوْل الْحمار الوحشي يفت الْحَصَى فِي الكلى والمثانة. قَالَ د: زبل الْحمار إِذا خلط بالخل قطع الدَّم محرقا كَانَ أَو غير محرق. وزبل الْحمار الرَّاعِي الْيَابِس مِنْهُ إِذا خلط بشراب نفع من لسع الْعَقْرَب نفعا عَظِيما. قَالَت الخوز: لحم الْحمار إِذا طبخ نفع صَاحب الكزاز من يبوسة كَثِيرَة جدا. حَيّ الْعَالم قَالَ د: لورق هَذَا النَّبَات قُوَّة مبردة قابضة يصلح إِذا ضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ السويق للنملة وَقد تخلط عصارته بدهن الْورْد وينطل بهَا الراس للصداع. ويشفى من نهش الرتيلا وَمن كَانَ بِهِ إسهال وقرحة المعي. وَمَتى شرب بِالشرابِ أخرج الدُّود المستطيل. وَمَتى احْتمل قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم. ويكتحل بمائه فينفع الرمد جدا. وَأما الصَّغِير فقوته كقوة الْكَبِير. وَأما الصِّنْف الآخر من حَيّ الْعَالم المسطح الْوَرق الَّذِي يشبه ورقه ورق البقلة الحمقاء وَعَلِيهِ زغب فَإِنَّهُ مسخن مقرح للجلد. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الشَّحْم الْعَتِيق حلل الْخَنَازِير. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن نوعيه جَمِيعًا يجففان قَلِيلا لِأَن فيهمَا قبضا يَسِيرا وهما بعيدان عَن كل طعم آخر قوي لِأَن الْجَوْهَر المائي فيهمَا كثير وهما يبردان تبريدا قَوِيا وهما فِي الثَّالِثَة من التبريد وَلذَلِك ينفعان الْحمرَة والأورام الحارة الْحَادِثَة عَن الْمَادَّة المنصبة والأورام الَّتِي تسْعَى وتنتشر فِي الْجِسْم. وَقَالَ فِي سقومطرون وَكَانَ تَفْسِيره حَيّ الْعَالم الصخري والبستاني: إِن هَذَا مركب من قوى متضادة وَذَلِكَ أَن فِيهِ شَيْئا قطاعا من أَجله يُمكن فِيهِ أَن ينقي الْقَيْح المحتقن فِي الرئة والصدر وَفِيه أَيْضا شَيْء يجمع ويشد من أَجله صَار ينفع من نفث الدَّم وَفِيه مَعَ هَاتين القوتين رُطُوبَة حادة وحرارة معتدلة من أجلهَا صَار يجده من ذاقه حُلْو المذاق طيب الرَّائِحَة وَإِذا مضغه الْإِنْسَان سكن عطشه. وَإِذا تعالج بِهِ من يجد خشونة فِي قَصَبَة رئته نقاها.

وبتركب هَذِه القوى صَار يحلل تحليلا بليغا وَيجمع ويشد مَعًا الْأَعْضَاء المحتاجة إِلَى ذَلِك وَلِهَذَا يوضع على الفتق الَّذِي ينزل فِيهِ الأمعاء وَيشْرب مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل لفسوخ العصب والعضل. فَأَما الَّذين يطبخونه بشراب ويسقونه لقروح الأمعاء والنزف الْأَحْمَر الْعَارِض للنِّسَاء فانهم يستعملونه فِي هَذِه الْوُجُوه من طَرِيق أَن يجفف وَيجمع ويشد وَأما الَّذين يسقونه لوجع الكلى فَمن طَرِيق أَنه يقطع وينقى.) وَأما الْأَكْبَر فقوته كقوة هَذَا وَلَكِن لَيْسَ فِي طعمه حلاوة وَلَا لَهُ طيب رَائِحَة بل هُوَ فِي هَذِه بعيد عَن الْأَصْغَر وَلما كَانَت فِيهِ لزوجة تهيج الحكة صَار شَبِيها بالعنصل من هَذَا الْوَجْه وَيسْتَعْمل فِي الْوُجُوه الَّتِي يسْتَعْمل فِيهَا الَّذِي قبله. وَقَالَ اريباسيوس: النوعان جَمِيعًا مِنْهُ يجففان تجفيفا يَسِيرا سَاكِنا وَالْغَالِب عَلَيْهِمَا جَمِيعًا الْجَوْهَر المائي ويبردان تبريدا قَوِيا وَلذَلِك ينفعان الورم الْحَار والورم السَّاعِي والأورام الحارة قَالَت الخوز فِي حَيّ الْعَالم: إِنَّه بَارِد فِي الثَّانِيَة مَتى مرس فقاحه فِي دهن البنفسج فسعط بِهِ من فِي رَأسه حرارة مكتنزة نفع جدا. وَأَصله يطْبخ فِي المَاء وَيصب على النقرس فيسكن. وجدت فِي ثَبت بختيشوع: ان عروقه مَتى طبخت مَعَ عروق لِسَان الْحمل وصب على مَوضِع النقرس سكن الوجع. حمص ديسقوريدوس: إِن البستاني يدر الْبَوْل ويولد النفخ وَيحسن اللَّوْن مَتى دلك بِهِ ويدر الطمث ويعين على إِخْرَاج الْجَنِين ويولد اللَّبن. وَالْأسود مَتى طبخ بِمَاء وتضمد بِهِ مَعَ عسل صلح لأورام الْحَصَى الحارة والقوابي وقروح الرَّأْس الرّطبَة والقروح السرطانية والقروح الخبيثة الساعية والجرب. وينفع طبيخه من اليرقان والحبن. ويضران جَمِيعًا بالمثانة القرحة والكلى. والبري يصلح لما يصلح لَهُ البستاني. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّه ينْفخ ويغذو ويلين الْبَطن ويدر الطمث. فَأَما الْأسود فَهُوَ أَكثر إدرارا للبول من سَائِر الحمص. وماؤه مَتى طبخ بِالْمَاءِ يفتت الْحَصَى الَّتِي وَأما الْجِنْس الآخر وَهُوَ الْكُرْسِيّ فقوته هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا أَعنِي قُوَّة جاذبة محللة قطاعة مفتتنة وَهُوَ حَار وَفِيه رُطُوبَة يسيرَة وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء من المرارة من أجلهَا ينقي وَيفتح سدد الكبد وَالطحَال والكلى ويجلو الجرب والبهق والقوباء والأورام الْحَادِثَة عِنْد الْأُذُنَيْنِ وَفِي البيضتين مَتى صلبتا ويشفي أَصْحَاب الخراجات الردية مَتى اسْتعْمل مَعَ الْعَسَل.

فَأَما الْبري فَإِنَّهُ أقوى من البستاني فِي الإسخان ويجفف أَكثر مِنْهُ بِمِقْدَار فضل حِدته ومرارته عَلَيْهِ.) وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن غذاءه أقوى من غذَاء الباقلي وَلَيْسَت نفخته بِدُونِ نفخة الباقلي يزِيد فِي الباه ويولد المنى وَلذَلِك يعلف فحولة الْخَيل الحمص. والجلاء فِيهِ أَكثر مِمَّا فِي الباقلي حَتَّى أَن الْأسود الصَّغِير مِنْهُ يفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى مَتى طبخ وَشرب مَاؤُهُ فَقَط. وَإِذا قلي أَيْضا ذهبت نفخته وعسر هضمه وغذا غذَاء كثيرا. وَالرّطب مِنْهُ أَكثر توليدا للفضول على مَا ذكرنَا من الباقلي. وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: إِن الحمص وَإِن كَانَ كثير الْغذَاء فَلَيْسَ بمحمود الكيموس وَلَا بِدُونِ الباقلي فِي النفخ. وَقَالَ روفس: يلين الْبَطن ويدر الْبَوْل كثير الْغذَاء. وَقَالَ اريباسيوس: إِنَّه مولد اللَّبن والمني ويحدر الطمث. وَالْمَاء الَّذِي يطْبخ فِيهِ يفت الْحَصَى فِي الكلى وخاصة طبيخ الْأسود مِنْهُ. فَأَما الْكُرْسِيّ فقوته جاذبة محللة مقطعَة جلاءة وَذَلِكَ أَن فِيهِ شَيْئا يَسِيرا من الْحَرَارَة والرطوبة وَفِيه مرَارَة بهَا ينقى الطحال والكبد والكلى. وَهُوَ يحلل الأورام الَّتِي تحدث إِلَى جَانب الْأُنْثَيَيْنِ وَيُبرئ من القروح الردية إِذا عولجت بِهِ مَعَ عسل ويقلع القوباء والجرب. وَقَالَ ابْن ماسويه: الحمص حَار فِي أول الثَّانِيَة رطب فِي وسط الدرجَة الأولى مكثر للانتشار زَائِد فِي الْمَنِيّ مدر لدم الْحيض. وَأما الحمص الْأسود فمنق للكلى والمثانة وخاصة مَتى طبخ مَعَ الفجل والكرفس وصب عَلَيْهِ دهن لوز حُلْو وَشرب. والحمص يفتح سدد الكبد والكلى وَالطحَال بمرارة يسيرَة فِيهِ نَافِع لما يعرض فِي الْجِسْم وَالرَّأْس من الحكة مَتى طليت بِهِ الأورام الْعَارِضَة فِي المذاكير وأصول الآذان. وَمَتى خلط بالباقلي أخصب الْجِسْم وأسمن. وَيفْعل ذَلِك مُفردا. ويغذو الرئة أَكثر من الْمعدة وَهُوَ فِي ذَلِك أحسن فعلا من الباقلي. وخاصته أَنه يضر بالقروح الَّتِي فِي الكلى والمثانة ملين للطبيعة وَلَا سِيمَا مَاؤُهُ. وَقَالَ الطَّبَرِيّ: إِنَّه إِن أنقع فِي الْخلّ لَيْلَة ثمَّ أكل على الرِّيق وصبر عَلَيْهِ نصف يَوْم قتل الدُّود فِي الْبَطن. وَقَالَ فِي النُّسْخَة الْقَدِيمَة: إِن الحمص يُطلق الْبَطن وَالْبَوْل وينفع من وجع الظّهْر والأعضاء) المخدرة إِذا ضمدت بِهِ والقوباء والسرطانات والحكة إِذا ضمد بِهِ. وَمَتى أكل منقعا فِي المَاء غير مطبوخ أنعظ جدا.

قَالَ ماسرجويه: إِنَّه يغذو الرئة أفضل من سَائِر الْأَشْيَاء وَلذَلِك إِذا كَانَ فِيهَا قُرُوح غلينا دقيقه بِالْمَاءِ وجعلناه حساء. حماض قَالَ د: بزر الحماض نَافِع من قرحَة المعي والإسهال المزمن والغثيان ولسع الْعَقْرَب وَمَتى تقدم فِي أَخذه قبل لسع الْعَقْرَب لم تحك فِيهِ لسعتها. وأصوله مَتى ضمد بهَا مَعَ الْخلّ مطبوخة أَو غير مطبوخة أبرأت الجرب المتقرح والقوابي والتقشر الَّذِي يعرض فِي الْأَظْفَار والداحس. وَيجب أَن يدلك الْمَكَان الَّذِي يحْتَاج إِلَى الضماد قبل ذَلِك بنطرون وخل فِي الشَّمْس. وطبيخه إِذا صب على الحكة الْعَارِضَة للبدن أَو خلط بِمَاء الحمات واستحم بِهِ سكنها. وَمَتى طبخ بِالشرابِ وتمضمض بِهِ سكن وجع الْأَسْنَان. وَحل ورم الطحال مَتى تضمد بِهِ بعد طبخه بخل. وَمَتى طبخ بِالشرابِ حل الْخَنَازِير وأورام الْحلق. وَمن النَّاس من يعلق أصل الحماض فِي رَقَبَة من بِهِ خنازير لِأَنَّهُ يرى بذلك أَنه ينفع. وَمَتى سحق الأَصْل وَاحْتمل قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم. وَمَتى طبخ بِالشرابِ وَشرب أَبْرَأ من اليرقان وفت الْحَصَى فِي المثانة وأدر الْبَوْل. ونفع من لسع الْعَقْرَب. والبري أنفذ فِي ذَلِك. وَقَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة: فِي الحماض التفه تَحْلِيل يسير. فَأَما الحماض الحامض فقوته مركبة وَذَلِكَ أَن فِيهِ مَعَ الْقُوَّة المحللة قُوَّة رداعة مَانِعَة. وَأما بزر الحماض الحامض فَفِيهِ قبض بَين حَتَّى أَنه يشفي قُرُوح المعي واستطلاق الْبَطن وَلَا سِيمَا بزر الحماض الْكِبَار وَأكْثر مَا ينْبت فِي الآجام وقوته أَضْعَف من قُوَّة هَذَا. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء فِي الحماض الَّذِي لَيْسَ بحامض: وَإِن هَذَا يُمكن أَن يُقَال: إِنَّه سلق بري إِذْ كَانَ شَبِيها بِهِ فِي طعمه وقوته. وَأما الحماض الحامض فقد يَأْكُلهُ النَّاس إِذا عرضت لَهُم شَهْوَة الطين والشهوات الردية وغذاؤه) وَقَالَ روفس: فِيهِ فضلَة لزجة. وَقَالَ فِيهِ فِي كتاب التَّدْبِير إِنَّه جيد فِي إِطْلَاق الْبَطن. وورقه يهيجه ويطلقه. قَالَ ابْن ماسويه: الحماض الَّذِي يشبه الكرنب بَارِد يَابِس فِي وسط الثَّانِيَة مطفئ لحدة الصَّفْرَاء عَاقل للبطن مشه للطعام إِذا كَانَ فَسَاد الشَّهْوَة من الْحَرَارَة جيد للمحرورين. وَالَّذِي يشبه الهندبا بَارِد يَابِس فِيهِ رُطُوبَة عرضية لزجة وَلما فِيهِ من اللزوجة صَار

نَافِعًا من السحج الْعَارِض فِي المعي من الْمرة الصَّفْرَاء إِذا كَانَ الثفل يَابسا لإزلاقه وإخراجه وتغريته السحج بلزوجته. ويولد خلطا مَحْمُودًا بَارِدًا. قَالَ ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن ورق الحماض يسهل الْبَطن وبزره يعقله. سندهشار قَالَ: هُوَ جيد للبواسير والخمار. حجر عاجي قَالَ د: أما الْحجر العاجي فَإِنَّهُ مَتى سحق وذر على مَوضِع النزف قطعه وَإِذا أحرق وَعمل مِنْهُ سنُون كَانَ جلاء للأسنان. حجر لبني وَإِنَّمَا سمي بِهَذَا الإسم لِأَنَّهُ مَتى حك خرج مِنْهُ شَيْء يشبه اللَّبن وَهُوَ رمادي اللَّوْن وَهُوَ حُلْو الطّعْم مَتى اكتحل بِهِ وَافق سيلان الدَّم والفضول إِلَى الْعين والقروح الْعَارِضَة فِيهَا وَيجب إِذا احْتِيجَ إِلَى اسْتِعْمَاله أَن يسحق بِالْمَاءِ وَيصير مَا يسيل مِنْهُ فِي حق من رصاص وَيسْتَعْمل بعد ذَلِك. الْحجر العسلي هُوَ شَبيه باللبني فِي أَحْوَاله إِلَّا أَنه إِذا حك خرجت مِنْهُ رُطُوبَة مفرطة الْحَلَاوَة جدا فَإِنَّهُ ينفع مِمَّا ينفع مِنْهُ اللبني. حجر يَهُودِيّ يكون بفلسطين شَبيه فِي شكله بالبلوط أَبيض حسن الشكل جدا فِيهِ خطوط متوازية كَأَنَّهَا خطت بالبيكار وينماع بِالْمَاءِ لَا طعم لَهُ. إِذا أَخذ مِنْهُ مِقْدَار حمصة وحك على مسن المَاء وَشرب بِثَلَاث اوبولسات من مَاء حَار نفع من عسر الْبَوْل وفت الْحَصَى الَّتِي فِي المثانة. الْحجر الْقمرِي وَيُسمى زبد الْقَمَر وبزاق الْقَمَر وَحجر الْقَمَر وأقرنياس وَهُوَ حجر يُؤْخَذ بِاللَّيْلِ فِي زِيَادَة الْقَمَر وَيُوجد بِبِلَاد الْعَرَب أَبيض شفاف خَفِيف يحك ويسقى حكاكه للصرع ويلبس النِّسَاء مِنْهُ تعاويذ. حجر المسن مَا يحك من المسن إِذا لطخ على دَاء الثَّعْلَب نفع. وَإِذا لطخ بِهِ ثدي الْأَبْكَار منعهَا أَن تعظم. وَإِذا شرب بالخل حلل ورم الطحال ونفع من الصرع. وَقَالَ ج فِي التَّاسِعَة فِي الْحجر العسلي: حرارته معتدلة من أجل طعمه واللبني معتدل. حجر محسطوس فَمثل الشاذنة إِلَّا أَنه أَضْعَف وَبعده الْحجر اللبني. وَأما العسلي فَفِيهِ حرارة وكل هَذِه الْحِجَارَة تقع فِي أدوية الْعين إِلَّا أَنَّهَا أَلين من الشاذنة. واللبنية أَنْفَع للأورام الحارة فِي حَال الِابْتِدَاء وَلكنهَا لَا تفي بانباتها. وَجَمِيع الْحِجَارَة تجفف وَلَكِن مَا لَا تُوجد لَهُ كَيْفيَّة فليعد فِي عداد الْأَشْيَاء الضعيفة

جدا الَّتِي لَا لذع مَعهَا وَمَا وجد لَهُ كَيْفيَّة فبحسب تِلْكَ الْكَيْفِيَّة قوته وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ يقبض فقوته جَامِعَة مُشَدّدَة وَإِن كَانَ يلذع فقوته مسخنة محللة مذوبة وَبَين هَاتين الطبقتين الْحِجَارَة الَّتِي تجلو فَقَط من غير لذع وَلَا قبض. الْحجر المجلوب من بِلَاد الْحَبَشَة وَهُوَ الَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة فقوته قَوِيَّة وَإِذا حك خرج حكاكه بِالْمَاءِ كاللبن يلذع اللِّسَان وَيسْتَعْمل فِي الْجلاء والتنقية. إِذا كَانَ فِي الْعين أَشْيَاء تستر الحدقة من غير ورم وآثار القروح فَإِن هَذَا الْحجر يرقها ويلطفها ويجلوها وَيذْهب الظفرة الْحَادِثَة فِي الْعين إِذا لم تكن صلبة جدا. الْحجر الْيَهُودِيّ وَأما الْحجر الفلسطيني وَهُوَ الْيَهُودِيّ فَإِنَّهُ يسْتَعْمل للحصاة فِي المثانة: أَن يحك وَيسْتَعْمل بِمِقْدَار أَربع أَوَاقٍ وَنصف من مَاء سخن. وَأما أَنا فَإِنِّي وجدته نَافِعًا للحصى فِي الكلى وَلم أره نفع الْحَصَى فِي المثانة. وَقَالَ د فِي الرمل الَّذِي على شاطئ الْبَحْر: فَإِنَّهُ إِذا حميت عَلَيْهِ الشَّمْس واندفن فِيهِ النَّاس الرّطبَة أبدانهم جفف الْبدن جدا. وَقَالَ ج: إِن هَذَا الرمل الْمَوْجُود على شاطئ الْأَنْهَار يجفف اللَّحْم المترهل الشبيه بِالْمَاءِ إِذا اندفن فِيهِ صَاحب هَذِه الْعلَّة. حجر أفروجي قَالَ: وَأما الْحجر الأفروجي فَإِنِّي أستعمله محرقا وَهُوَ يجفف تجفيفا قَوِيا وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء من الْقَبْض مَعَ تلذيع. وَقد قلت مرَارًا: إِن الْأَدْوِيَة الَّتِي تجمع قُوَّة مَانِعَة وَقُوَّة محللة كَثِيرَة الْمَنَافِع. حجر أَعْرَابِي وَهُوَ العاجي فَأَما الْحجر الْأَعرَابِي وَهُوَ العاجي فيجف ويجلو. حجر الْحَيَّة وَأما الْحجر الْمَعْرُوف بِحجر الْحَيَّة إِذا أحرق فقوته مفتتة للحجارة فِي المثانة. وَقَالَ ج: خبرني رجل صَدُوق أَنه ينفع من نهش الأفاعي إِذا علق. حجر البسد وَهَذَا حجر قد امتحنته فَوَجَدته نَافِعًا للمري والمعدة وَلذَلِك اتَّخذت مِنْهُ مخنقة وعلقتها على الْعُنُق. وَحجر الْقَمَر فَأَما الْحجر الْمُسَمّى زبد الْقَمَر فقد وثق النَّاس أَنه ينفع الصرع. حجر هندي وَأما الْحجر الْهِنْدِيّ وَالْحجر الْمُسَمّى أفنطس فقد جربناهما وهما يقْطَعَانِ الدَّم الْخَارِج من أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي المقعدة. حجر السفس وَهُوَ الفيروزج فقد وثق النَّاس مِنْهُ أَنه ينفع من لذع العقارب.

وَأما الْحجر الَّذِي يشتعل بِالْمَاءِ إِذا رش عَلَيْهِ وينطفي بالزيت فقد قيل فِيهِ: إِنَّه يطرد الْهَوَام. وَقد ذكر قوم أَن الْحَصَى المتولدة فِي المثانة مَتى شرب فتت الْحَصَى المتولدة فِي المثانة وجريته فَوَجَدته كذبا. ذكر ذَلِك ج عِنْد ذكره لما يتَوَلَّد فِي أبدان الْحَيَوَان مِمَّا لَيْسَ رطبا. قَالَ بولس: حجر غاغاطيس يجفف بِقُوَّة وَيصْلح للنفخ وَلَا سِيمَا المزمنة. الْحجر الأرميني وَهُوَ اللازورد: مسهل إِلَّا أَنه ردي للمعدة. حجر الأساكفة قَالَ ج فِي التَّاسِعَة: الْحجر الْمَعْرُوف بِحجر الأساكفة نَافِع من ورم اللهاة نفعا بَينا. حجر أسيوس وزهر حجر اسيوس يذوب اللَّحْم وَلَا يلذع للطافته وَهُوَ شَيْء يخرج على هَذَا الْحجر شبه الزهر يكون من الطل المواقع عَلَيْهِ. لي هَذَا الْحجر فِيهِ حِدة وَهَذَا أَيْضا هُوَ حزاز الصخر الَّذِي لَا حِدة فِيهِ يكون مَانِعا بَارِدًا إِلَّا الأول وَالَّذِي من حجر فِيهِ حِدة وَهَذَا يكون لذَلِك حادا لطيفا. حَكِيم بن حنين: إِن حنينا زعم أَن الْحجر الفروجي يكون فِي أَرض الرّوم وَفِي بلد قريب من جبل يدعى اولومقدس بَينه وَبَين قسطنطينية مائَة ميل ويطفو هَذَا الْحجر فَوق المَاء كَمَا يطفو القيشور. ولون هَذَا الْحجر أرجواني. وَقَالَ ابْن ماسه: إِن حجر الشفش وَهُوَ الفيروزج مَتى حك وَشرب نفع من لسع الْعَقْرَب. حزاز الصخر وَهُوَ شَيْء يتَوَلَّد عَن الصخر شبه الحزاز قوته فِي مَا ذكر اريباسيوس جلاءة مَعَ تبريد يسير وَقبض وتجفيف فَلذَلِك يمْنَع كَون الأورام. حجر الإسفنج وَإِذا طلبت هَذَا فاطلبه باسمه وَفِيمَا يعرف بِهِ إِن شَاءَ الله. وَقَالَ ج فِي التَّاسِعَة: حزاز الصخر هَذَا شَيْء ينْبت على الْحجر كالطحلب. وقوته تجلو وتبرد مَعًا إِلَّا أَن تبريده يسير وَهُوَ يجفف من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا. بالجلاء والتجفيف اكْتَسبهُ من الصخر والتبريد من المَاء وَيمْنَع من حُدُوث الأورام الحارة. وَإِن كَانَ يقطع الدَّم على مَا ذكر ديسقوريدوس فَلَيْسَ عِنْدِي فِي ذَلِك شَيْء أقوله. حجر أرميني قَالَ لوفطوس: إِن هَذَا حجر اللازورد وَفِيه قُوَّة مسهلة ومقيئة ينفع من وَقَالَ بولس: إِن الْحجر الأرميني لَونه لون اللازورد يَسْتَعْمِلهُ المزوقون بدل اللازورد وَهُوَ لين هش نَافِع من وجع الكبد إِذا سحق وَسقي بِمَاء الْعَسَل.

حلم دَمه قَالَ جالينوس: قيل فِي دم الْحلم: إِنَّه يمْنَع الشّعْر الَّذِي ينتف من الجفن أَن يعود وَذَلِكَ كذب. حرذون قَالَ جالينوس: دَمه وَإِن كَانَ يحد الْبَصَر فَلَيْسَ من الْوَاجِب أَن نَدع أدوية كَثِيرَة أَهْون مِنْهُ ونستعمله. زبل الحرذون قَالَ د: إِنَّه يدْخل فِي الْغمر وَيحسن اللَّوْن ويصقل الوه. قَالَ بولس: إِنَّه يذهب البهق. انْقَضى حرف الْحَاء.

باب الخاء

3 - (بَاب الْخَاء) خفاش قَالَ جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن دماغ الخفاش مَعَ الْعَسَل ينفع من ابْتِدَاء نزُول المَاء فِي الْعين. ورماده يحد الْبَصَر. قَالَ: وَمَا قيل فِي دَمه: إِنَّه يحفظ ثدي الْأَبْكَار وَيمْنَع نَبَات الشّعْر فِي الْعَانَة بَاطِل. يُقَال: إِنَّمَا يفعل ذَلِك بَوْله وَيُقَال: إِنَّه لبنه. قَالَ حَكِيم بن حنين: إِنَّه شَدِيد الْحَرَارَة يَابِس يجلو الْبيَاض والظفرة ويحدر الدُّمُوع وَيحد الْبَصَر. خرنوب أما الشَّامي فَقَالَ فِيهِ ديسقوريدوس: إِنَّه مَتى اسْتعْمل رطبا كَانَ رديا للمعدة ملينا للبطن وَمَتى جفف وَاسْتعْمل كَانَ أصلح للمعدة وأعقل للبطن وأدر للبول وخاصة المربى مِنْهُ بعصير الْعِنَب. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة هَذِه الشَّجَرَة مجففة قابضة وَكَذَلِكَ قُوَّة ثَمَرَتهَا وَهِي الخرنوب الشَّامي إِلَّا أَن فِي الثَّمَرَة شَيْئا من الْحَلَاوَة. وَقد عرض لهَذِهِ الثَّمَرَة أَيْضا شَيْء بِمَا يعرض لثمرة الفراسيا وَذَلِكَ أَنَّهَا مَا دَامَت غضة طرية فَهِيَ باطلاق الْبَطن أَحْرَى فَإِذا جَفتْ حبست الْبَطن من أجل رطوبتها الَّتِي تنْحَل وَتبقى الأرضية الَّتِي شَأْنهَا التجفيف. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية فِي الشَّامي مِنْهُ: إِن فِيهِ خشبية تولد أخلاطا ردية وَهُوَ عسر الانهضام ضَرُورَة وَلَا ينحدر مَعَ ذَلِك سَرِيعا وَلَقَد كَانَ الأجود أَلا يجلب هَذَا الخرنوب إِلَيْنَا من الْبِلَاد المشرقية الَّتِي تكون فِيهَا. لي مَتى دلكت الثآليل بالخرنوب الْفَج دلكا شَدِيدا أذهبها الْبَتَّةَ وَقد رَأَيْت ذَلِك. قَالَ عِيسَى بن ماسه: الخرنوب النبطي يجب أَن يكثر من أكله إِذا أفرط سيلان الطمث. خروع قَالَ د فِي دهنه: إِنَّه يصلح للجرب والقروح الرّطبَة الَّتِي فِي الرَّأْس وللأورام الحارة الَّتِي تكون فِي المقعدة لانضمام فَم الرَّحِم وانقلابها والْآثَار السمجة الْعَارِضَة من الِانْدِمَال ووجع الْأذن. وَمَتى خلط بالمراهم قوي فعلهَا. وَإِن شرب أسهل وَأخرج الدُّود من الْبَطن. وَإِذا نقي من حب الخروع ثلاثيون حَبَّة عددا وسحقت وشربت أسهلت بلغما وَمرَّة ورطوبة

وَمَتى دق حب الخروع وضمدت بِهِ الثآليل قلعهَا. وورق الخروع مَتى دق وخلط بسيكران سكن الأورام البلغمية والأورام الحارة الْعَارِضَة للعين. وَمَتى تضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ الْخلّ سكن أورام الثدي الوارمة فِي وَقت النّفاس والحمرة. وَقَالَ جالينوس فِي ذكر الزَّيْت: الدّهن الَّذِي يكون من الخروع أشبه شَيْء بالزيت الْعَتِيق وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل بدله وَهُوَ أَكثر تحليلا من الزَّيْت الحَدِيث وألطف. وَقَالَ فِي السَّابِعَة: خَاصَّة حب الخروع أَنه مسهل وَفِيه مَعَ هَذَا قُوَّة تَحْلِيل ويجلو وَكَذَلِكَ الْحَال فِي ورقه إِلَّا أَنه أَضْعَف كثيرا من الْحبّ. وَأما دهنه فَهُوَ أحر وألطف من الزَّيْت الساذج فَهُوَ لذَلِك أَكثر تحليلا مِنْهُ. وَقَالَ بديغورس: وَأما دهنه فَهُوَ أحر وألطف. وخاصة حبه الإذابة والترقيق والتلطيف وتقوية الْأَعْضَاء وَقطع الفضول. وَقَالَ الدِّمَشْقِي: إِن الخروع مسخن فِي آخر الدرجَة الثَّانِيَة مُحَلل للرطوبات ملين للعصب مسهل للبطن منق للعروق من الأخلاط الْبَارِدَة نَافِع من الخام ويوافق الأبردة. وَكَذَلِكَ دهنه. قَالَ الخوزي: إِنَّه أبلغ الملينات يلين كل صلابة. خنى خمير ذَكرْنَاهُ مَعَ الْحِنْطَة. خرسيلا نذكرهُ حَيْثُ نذْكر لصاق الذَّهَب. خَرْدَل قَالَ فِيهِ د: إِن قوته مسخنة ملطفة تجذب وتقلع البلغم إِذا مضغ مِنْهُ. وَمَتى دق وَضرب بِالْمَاءِ وخلط بأدرومالي وتغرغر بِهِ وَافق الأورام الْعَارِضَة فِي جَانِبي أصل اللِّسَان والخشونة المزمنة الْعَارِضَة فِي قَصَبَة الرية. وَإِذا دق وشم عطس وَنبهَ المصروعين واللواتي بِهن اختناق الْأَرْحَام وَقد يحلق رَأس صَاحب ليثرغس ويضمد بِهِ. وَمَتى جعل مِنْهُ مَعَ التِّين الضماد وَوضع على الْجلد إِلَى أَن يحمر وَافق عرق النسا وورم الطحال. وبالجمله فَهُوَ الْمُوَافق لكل وجع مزمن أَن يجتذب شَيْئا من عمق الْبدن إِلَى خَارجه. وَمَتى تضمد بِهِ أَبْرَأ دَاء الثَّعْلَب. وَإِذا خلط بالعسل أَو بالشحم أَبُو بالموم الْمُذَاب بالزيت نقي الْوَجْه وأذهب كمنة الدَّم الْعَارِضَة وَقد يرض وَلَا ينعم دقه فيشرب بِالْمَاءِ لبَعض الحميات الَّتِي تَدور بأدوار.

وَينْتَفع بِهِ مَتى خلط بالمراهم الجاذبة ومراهم الجرب. وَإِذا خلط بِالتِّينِ وَوضع على الْأذن نفع من ثقل السّمع والدوي. وَمَتى دق وَضرب بِالْمَاءِ وخلط بالعسل واكتحل بِهِ نفع من الغشاوة وخشونة الجفون. وَقد تخرج عصارة بزره وتجفف ثمَّ تسْتَعْمل. ودهن الْخَرْدَل أحد من دهن الفجل وَذكره فِي بَاب الزنجبيل فاقرأه. قَالَ ج فِي السَّابِعَة فِي الْخَرْدَل الْبري: إِنَّه مَتى أكل ولد خلطا رديا. وَمَتى ضمد بِهِ حلل وجلا. وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي الْخَرْدَل حَيْثُ أفرد ذكره: يسخن ويجفف فِي الرَّابِعَة. قَالَ بديغورس: الْخَرْدَل الْأَبْيَض يذيب الأورام الصلبة. قَالَ روفس: الْخَرْدَل يسخن ويلين الْبَطن.) قَالَ ابْن ماسويه: الْخَرْدَل حَار يَابِس فِي وسط الرَّابِعَة مُحَلل للرطوبة من الرَّأْس والمعدة وَالْبدن مجفف للسان. والإكثار مِنْهُ يُورث غما نَافِع من أوجاع الطحال والفؤاد وَمن الرُّطُوبَة وَالرِّيح مُحَلل للبلغم مَتى تغرغر بِهِ مَعَ سكنجبين نَافِع من البرص مَتى طلي عَلَيْهِ وَمن حمى الرّبع والحميات المزمنة البلغمية الْخَالِصَة. وَمَتى أكل مَعَ السلق المسلوق نفع من الصرع والسدد وَبِالْجُمْلَةِ من كل دَاء تولد من البلغم اللزج والرياح الغليظة والمرة السَّوْدَاء. وخاصته إِخْرَاج الرطوبات من الرَّأْس وتجفيف اللِّسَان الثقيل من البلغم محد لِلْبَصَرِ. مجفف للرطوبة الْعَارِضَة فِي الرَّأْس والمعدة. وَمن خاصته أَن يحد الْبَصَر الضَّعِيف مَتى أكل واكتحل بِهِ. قَالَ قسطس فِي الفلاحة: مَتى شرب بزر الْخَرْدَل المنتن بشراب على الرِّيق ذكي فؤاد آكله ونشطه للباه. وَمَتى أكل بِعَسَل نفع من السعال. ودخانه مَتى بخر بِهِ طرد الْحَيَّات طردا شَدِيدا جدا. وَمَتى خلط بالحبق وَشرب بشراب أخرج الدُّود. وَمَتى طلي بِمَاء الكبريت على الْخَنَازِير والسكبينج حللها تحليلا فِي الْغَايَة. وينبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب. ويسكن وجع الضرس وَالْأُذن إِذا قطر مَاؤُهُ فِيهَا. ماسرجويه قَالَ: الْخَرْدَل أسخن من الْحَرْف ينفع من النافض. خانق النمر ذكره ج باسمه فِي السَّادِسَة. خندروس خوخ قَالَ د: النضج مِنْهُ جيد للمعدة ملين للبطن والفج يعقل الْبَطن والمقدد أَشد عقلا. وطبيخ المجفف مَتى شرب منع سيلان الفضول إِلَى الْمعدة.

قَالَ ج فِي السَّابِعَة: قضبان هَذِه وورقها فِيهَا مرَارَة بهَا يقتل الدُّود مَتى ضمدت بِهِ السُّرَّة ويحلل مَعَ ذَلِك. فَأَما ثَمَرَتهَا فباردة رطبَة. وَقَالَ فِي كِتَابه فِي الْغذَاء: إِن الرُّطُوبَة المستكنة فِي هَذِه الثَّمَرَة وجرمها نَفسه سَرِيعا الْفساد رديان فِي جَمِيع الْخِصَال وَلذَلِك لَا يجب أَن يُؤْكَل الخوخ فِي آخر الْأَمر بعد الطَّعَام كَمَا جرت عَادَة بعض النَّاس لِأَنَّهُ مَتى طفا فِي الْمعدة فسد وَهَذَا أَمر عَام يَنْبَغِي لَك أَن تعي ذكره وَتَحفظه فِي جَمِيع الْأَطْعِمَة المولدة للدم الرَّدِيء الرّطبَة اللزجة السريعة الانحدار عَن الْمعدة وَلذَلِك قيل يجب أَن يُؤْكَل هَذِه الْأَطْعِمَة قبل الطَّعَام وَقبل سَائِر الْأَشْيَاء الرّطبَة فَإِنَّهَا إِن قدمت انحدرت سَرِيعا وطرقت لغَيْرهَا وسهلت انحداره وَأما مَتى أكلت فِي آخر الطَّعَام فَإِنَّهَا تفْسد وتفسد الْأُخْرَى مَعهَا. قَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: الخوخ يلين الطَّبْع ويبرد والمجفف أردأ وأعسر انهضاما. وَأكْثر قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد فِي آخر الأولى رطب فِي ابْتِدَاء الثَّانِيَة يُولد بلغما غليظا سريع الْفساد والعفونة فِي الْمعدة وَمَتى أكل بعد الطَّعَام طفا فِي الْمعدة وَمَتى أكل قبل الطَّعَام قدرت الْمعدة على هضمه واليابس مِنْهُ أَبْطَأَ هضما. وَمَتى دق ورقه أَو فقاحه وعصر وَشرب أسهل حب القرع والحيات. وَمَتى دلك بورقه الْجِسْم بعد الطلاء بالنورة قطع رائحتها. وَمَتى صب مَاء ورقه فِي الْأذن قتل الدُّود. ودهن نواره ينفع من وجع الْأذن الْبَارِد من الشَّقِيقَة. والخوخ المربى بالعسل يصلح للرية وَقد قلل الْعَسَل غلظه.) فِي الطِّبّ الْقَدِيم: إِن الخوخ يشهي الطَّعَام جيد للمعدة الحارة والعطش واللهب فِيهَا وَيزِيد فِي الباه ويطفئ الْحر. خبز ذَكرْنَاهُ مَعَ الْحِنْطَة. خمر نذكرهُ فِي بَاب الشين. نذكرهُ مَعَ القثاء. خصى الْمَوَاشِي وَغَيرهَا قَالَ جالينوس فِي كِتَابه فِي الْغذَاء: إِنَّهَا من جنس اللَّحْم الرخو إِلَّا أَنَّهَا لَيست فِي جودة الْخَلْط الْمُتَوَلد عَنْهَا كَاللَّحْمِ الرخو الَّذِي فِي الثديين وفيهَا مَعَ رداءة خلطها شَيْء من زهومة وَهِي أَيْضا دون اللَّحْم الرخو فِي سرعَة الانهضام وجودة الْغذَاء بِكَثِير. وخصى الْحَيَوَانَات الْفتية أفضل.

وَأما خصى التيوس والكباش والثيران فتأباها النَّفس وهضمها عسر وخلطها رَدِيء. وخصى الْبَقر والخنازير والتبوس والكباش ردية الدَّم إِلَّا أَن غذاءها مَتى انهضمت كثير. وقياسها بِحَسب اللحوم فَإِنَّهُ كَمَا أَن لحم الْخِنْزِير أَجود اللحوم كَذَلِك خصاه أفضل إِلَّا من خصى الديوك وَلَا سِيمَا السمينة فَإِنَّهَا أفضل وأجود فِي جَمِيع الْحَالَات. وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: إِن الخصى رَدِيء الْخَلْط خلا خصى الديوك وخاصة المسمنة. خاليدونيون قَالَ فِيهِ د: أما الْكَبِير فَمَتَى طبخ عصيره فِي إِنَاء نُحَاس على جمر حَتَّى يصير إِلَى النّصْف أحد الْبَصَر. وَمَتى ضمد بِهِ مَعَ الشَّرَاب أَبْرَأ النملة. وَمَتى مضغ سكن وجع الْأَسْنَان. وَيُقَال: إِن فراخ الخطاطيف مَتى عميت جَاءَت الْأُم بِهَذَا النَّبَات فَرَجَعت أبصارها. وَأما الصَّغِير فقوته حارة تقرح الْجلد وتقلع الجرب وَتَنْفَع من تشقق الْأَظْفَار وتقشرها. وَيُقَال إِنَّهَا الْعُرُوق الصفر وَيُقَال إِنَّه الماميران. وَمَتى أسعط بعصيره مَعَ الْعَسَل نقى الرَّأْس. خارد وَيُسمى أَيْضا خبارزد قَالَت الخوز فِيهِ: إِن لَهُ أصلا شَبِيها بالجوز يدر الْبَوْل. وورقه إِذا كَانَ طريا يضم الْجِرَاحَات الطرية والفسوخ مثل الضَّرْب بالعصا والسياط وينفع الطحال الصلب إِذا طبخ بِالشرابِ. خيري قَالَ د فِي الْأَصْفَر: إِنَّه نَافِع فِي أَعمال الطِّبّ. إِذا جفف وطبخ وَجلسَ فِي طبيخه النِّسَاء صَالح للأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الرَّحِم وأدر الطمث. وَإِذا خلط بقيروطي أَبْرَأ الشقاق الْعَارِض فِي المقعدة. وَإِذا خلط بِعَسَل أَبْرَأ القلاع. وَإِذا شرب من بزره دِرْهَمَانِ أَو احْتمل مَعَ عسل أدر الطمث وَأخرج الْجَنِين عِنْد الْولادَة. وأناغاليس الَّذِي يُسَمِّيه النبط اناكيرا وَوجدت تَفْسِيره فِي ثَبت حنين وَفِي كثير من الْكتب آذان الفأر قَالَ: نوعا هَذَا النَّبَات كِلَاهُمَا الأسمانجوني الزهرة والأحمر الزهرة يجلوان جَمِيعًا جلاء بليغا ويسخنان قَلِيلا ويجففان وَلذَلِك صَار يحلل كل وَاحِد مِنْهُمَا ويجذب السلاء وَمَا أشبهه من الْبدن. وعصارتهما تنفض مَا فِي الدِّمَاغ وتخرجه من المنخرين. وَجُمْلَة قوتهما مجففة من غير لذع وَلذَلِك صَارا يدملان الْجِرَاحَات وينفعان الْأَعْضَاء الَّتِي تتعفن.

وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة فِي ذكر الخيري: إِن جملَة هَذَا النَّبَات جلاءة وَهِي مائية لَطِيفَة وَأكْثر مَا تُوجد هَذِه الْقُوَّة فِي زهره وَهُوَ فِي الْيَابِس من الزهرة أَكثر مِنْهَا فِي الرطب الطري فَهُوَ لذَلِك) يلطف ويرق الْأَثر الغليظ الْكَائِن فِي الْعين. وطبيخه يدر الْبَوْل الطمث وَيخرج الأجنة الْمَوْتَى والمشيمة إِذا جلس فِيهِ وَمَتى شرب أَيْضا فَهُوَ دَوَاء يفْسد الأجنة لِأَنَّهُ شَدِيد الْحَرَارَة. وَإِن كسرت حِدته بِأَن يخلط مَعَه مَاء كثير أَو أَشْيَاء أخر مِمَّا يشبه ذَلِك صَار دَوَاء نَافِعًا من أدوية الأورام وَلذَلِك صَار المَاء الَّذِي يطْبخ فِيهِ الخيري إِذا لم يكن شَدِيد الْقُوَّة شفي الأورام الْحَادِثَة فِي الْأَرْحَام إِذا نطل عَلَيْهَا وخاصة المزمن مِنْهَا الصلب. وعَلى هَذَا النَّحْو مَتى خلط هَذَا المَاء مَعَ الشمع والدهن دمل القروح الْعسرَة فَأَما بزر الخيري فقوته قُوَّة الخيري بِعَينهَا إِلَّا أَنه أَنْفَع الْأَشْيَاء كلهَا فِي إحدار الطمث إِذا شرب مِنْهُ مِقْدَار مثقالين. وَمَتى احْتمل من أَسْفَل مَعَ الْعَسَل أفسد الأجنة الْأَحْيَاء. وَأخرج الْمَوْتَى مِنْهَا. وَأما أصُول الخيري فقوتها شَبيهَة بِهَذِهِ الْقُوَّة إِلَّا أَنَّهَا أغْلظ وَأقرب من طبيعة الأَرْض. وَإِذا خلط الأَصْل بالخل شفي الطحال الصلب. وَبَعض النَّاس يداوي بِهِ الأورام الْحَادِثَة فِي المفاصل إِذا صلبت وتحجرت. وَزَاد اريباسيوس فِي قَول جالينوس: إِنَّه ينفع الورم الصلب المزمن فِي الرَّحِم والورم الصلب المتحجر. وَقَالَ بولس: الخيري نَوْعَانِ وَلكُل وَاحِد مِنْهُمَا قُوَّة منقية قَوِيَّة وَفِيه شَيْء من الْحَرَارَة والجذب حَتَّى أَنه يجذب الشوك من عمق الْجِسْم. وعصارته إِذا استعط بهَا تنقي الرَّأْس. ابْن ماسويه: الخيري حَار يَابِس فِي أول الثَّانِيَة نَافِع لمن مزاجه معتدل وَيفتح السدد الْعَارِضَة فِي الرَّأْس وَلَا سِيمَا الْأَصْفَر مِنْهُ لِأَنَّهُ ألطف وَأَشد تحليلا من الْأَحْمَر. وَأما الْأَبْيَض فَإِنَّهُ ضَعِيف لَا يصلح لما ذكرنَا لغَلَبَة المائية عَلَيْهِ. وهما نباتان. قَالَ د: خصى الْكَلْب أما الَّذِي أَصله يشبه ببصل البلبوس إِلَّا أَنه إِلَى الطول والرقة وَأَصله مضاعف بازدواج مثل زيتونتين فِي عظم درسنوس أَحدهمَا فَوق الآخر وَأَحَدهمَا ممتلئ وَالْآخر متشنج رخو فَيُقَال: إِنَّه إِذا أكل الْقسم الْأَعْظَم مِنْهُ كَانَ مُوَافقا للذكران وَإِن أكل الْأَصْغَر مِنْهُ النِّسَاء ولدن الْإِنَاث.) وَيُقَال: إِنَّه يسقى مِنْهُ رطبا بِاللَّبنِ للجماع ويابسا لقطع الْجِمَاع. وَإِن كل وَاحِد مِنْهُمَا يبطل فعل صَاحبه إِذا شرب من بعده.

وَأما الآخر الَّذِي هُوَ أعظم مِنْهُ وَيُشبه أَصله الْأُنْثَيَيْنِ فَإِن إِذا ضمد بِهِ حلل الأورام البلغمية ونقي القروح وَمنع النملة من الانبساط فِي الْبدن وَفتح النواصير وَسكن الأورام الحارة. وَمَتى اسْتعْمل يَابسا منع القروح المتأكلة من الانبساط فِي الْجِسْم وَقطع العفونة عَنْهَا وَأَبْرَأ القروح الخبيثة الْعَارِضَة فِي الْفَم. وَإِذا شرب بِالشرابِ عقل الْبَطن. وَيذكر فِيهِ مَا يذكر فِي الَّذِي قبله. وَأما الْمُسَمّى خصى الثَّعْلَب فَإِن د قَالَ فِيهِ: يُقَال: إِنَّه إِن شرب بشراب قَابض أسود نفع الفالج الَّذِي يعرض مِنْهُ ميل الرَّأْس والرقبة إِلَى خلف وَإنَّهُ يهيج الْجِمَاع. ج قَالَ فِي الثَّامِنَة فِي خصى الثَّعْلَب: إِن قوته حارة رطبَة وَلذَلِك يجده من يذوقه حلوا وَمَا كبر مِنْهُ فممكن أَن تكون رطوبته كَثِيرَة فضلية نافخة وَلذَلِك مَتى شرب حرك شَهْوَة الْجِمَاع. وَأَصله يفعل هَذِه الْأَشْيَاء بِعَينهَا. وَأما الصَّغِير فرطوبته نضجة ومزاجه مائل إِلَى الْحَرَارَة واليبوسة وَلذَلِك صَار مَعَ أَنه لَا يُحَرك الشَّهْوَة من الْجِمَاع قد يمْنَع مِنْهُ. وَقَالَ فِي الثَّامِنَة: وَقد ذكر قوم أَنه يشفي التشنج الْكَائِن من خلف إِذا شرب وَحده مَعَ شراب أسود قَابض. خطمى قَالَ فِيهِ د: إِنَّه مَتى ضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِمَاء القراطن الخراجات والأورام الَّتِي تكون فِي أصل الْأذن والخنازير والدبيلات والثدي والمقعدة الوارمتين ورما حارا والورم النفخي الَّذِي يعرض فِي جفون الْعين وَغَيرهَا من الْأَعْضَاء وَهُوَ ورم بِهِ فضل من الرّيح والرطوبة السيالة كَانَ نَافِعًا لَهَا وينفع أَيْضا تمدد الأعصاب لِأَنَّهُ يحلل وينضج وَيفجر الأورام ويدمل. وَإِذا طبخ كَمَا قُلْنَا بِمَاء القراطن أَو بشراب ودق مَعَ شَحم الإوز وصمغ البطم وَاحْتمل كَانَ صَالحا للورم الْحَار الْعَارِض فِي الرَّحِم وانضمامهما. وَأَصله إِذا طبخ وَشرب نفع من عسر الْبَوْل والحصاة والفضول الفجة الغليظة وعرق النسا وقرحة المعي والارتعاش وشدخ أوساط العضل. وَمَتى طبخ بالخل وتمضمض بِهِ سكن وجع الْأَسْنَان. وبزره طريا كَانَ أَو يَابسا مَتى سحق وخلط بالخل وتلطخ بِهِ فِي الشَّمْس قلع البهق. وَإِذا خلط بالزيت والخل وتلطخ بِهِ منع مضرَّة ذَوَات السمُوم من الْهَوَام وَيصْلح لقروح المعي وَنَفث الدَّم والإسهال. وَمَتى شرب طبيخه بخل ممزوج أَو شراب نفع من لسع النَّحْل وَجَمِيع مَا لطف جرمه من الْحَيَوَان كالهوام وَمَا أشبههَا.

ويضمد بورقه مَعَ شَيْء يسير من الزَّيْت لنهش الْهَوَام. وَمَتى سحق أَصله وخلط بِمَاء أجمد المَاء إِذا نجم لَيْلَة. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: هَذَا يحلل ويرخي وَيمْنَع حُدُوث الأورام ويسكن الوجع وينضج الخراجات الْعسرَة النضج. وَأَصله أَيْضا وبزره يفْعَلَانِ مَا يَفْعَله ورقه وقضبانه مَا دَامَ طريا إِلَّا أَنَّهَا ألطف وَأكْثر تجفيفا وجلاء على أَنَّهُمَا يشفيان البهق. طبيخ الأَصْل نَافِع من قُرُوح المعي واستطلاق الْبَطن وَنَفث الدَّم من طَرِيق أَن فِيهِ قُوَّة قابضة. بديغورس قَالَ: الخطمى نَافِع من الْحمرَة والصفراء. وَقَالَ أريباسيوس فِي هَذَا الِاسْم مثل مَا قَالَ جالينوس قَالَ: وَيمْنَع من حُدُوث الأورام ويسكنها.) وَقَالَ: أَصله وبزره يبلغ جلاؤهما أَن ينقيا الْوَسخ. وطبيخ الأَصْل ينفع اخْتِلَاف الدَّم. قَالَ بولس: الخطمى يفش ويسكن الأورام الحارة وينضج الْخراج وَسَائِر مَا قَالَ جالينوس. قَالَ حنين فِي عهد أبقراط: إِن شَجَرَة الخطمى لما كَانَت تسخن إسخانا معتدلا لَا بعده تهَيَّأ فِيهَا أَن تكون كَثِيرَة الْمَنَافِع وَحدهَا أَو مَعَ غَيرهَا وَلذَلِك اسْمهَا باليونانية مُشْتَقّ من الْكثير الْمَنَافِع. قَالَ ج فِي الثَّانِيَة من الأغذية: إِن أصل الخطمى يحلل الأورام الدموية. قَالَ ماسرجويه: صمغ الخطمى بَارِد يسكن الْعَطش وَيحبس الْبَطن. خشخاش قَالَ د: إِن قُوَّة أصنافه مبردة وَلذَلِك مَتى طبخ ورقه مَعَ رؤوسه بِالْمَاءِ وصب طبيخها على الراس أرقد وَقد يشرب أَيْضا للسهر. وَإِذا دقَّتْ رؤوسه نعما وخلطت بالسويق وتضمد بهَا وَافَقت الأورام الحارة والحمرة وَيجب وَمَتى طبخت الرؤوس بِالْمَاءِ إِلَى أَن تنقص نصف المَاء ثمَّ خلط المَاء بالعسل وطبخ إِلَى أَن ينْعَقد كَانَ مِنْهُ لعوق نَافِع من السعال وَمن الفضول المنصبة إِلَى قَصَبَة الرية والإسهال المزمن. وَمَتى خلطت بِهِ عصارة هيوفسطيداس وأقاقيا كَانَ أقوى. وَقد يدق بزر الخشخاش الْأسود دقا نعما ويسقى بِالشرابِ لإسهال الْبَطن ولسيلان

الرُّطُوبَة المزمنة من الرَّحِم. ويخلط بِالْمَاءِ وتضمد بِهِ الْجَبْهَة والصدغان للسهر. وصمغة الخشخاش الْأسود وعصارته إِذا اسْتعْملت تبرد أَشد من تبريد البزر وتغلظ وتجفف فَإِنَّهُ إِذا أَخذ مِنْهُ شَيْء يسير بِمِقْدَار الكرسنة سكن الأوجاع وأرقد وأنضج ونفع من السعال والإسهال المزمن. وَإِذا أَخذ مِنْهُ الشَّيْء الْيَسِير نفع وَإِذا أَخذ مِنْهُ الْكثير أَنَام نوما شَدِيدا فِي الِاسْتِغْرَاق جدا مثل الَّذِي يعرض للَّذين بهم الْمَرَض الَّذِي يُقَال لَهُ ليثرغس ثمَّ يقتل. وَإِذا خلط بدهن الْورْد ودهن بِهِ الرَّأْس كَانَ صَالحا للصداع. وَمَتى خلط بدهن اللوز والزعفران والمر وقطر فِي الْأذن كَانَ صَالحا لأوجاعها. وَإِذا خلط بصفرة الْبيض المشوي والزعفران كَانَ صَالحا للأورام الحارة الْعَارِضَة للعين. وَإِذا خلط بالخل كَانَ صَالحا للحمرة والخراجات. وَمَتى لخط بِلَبن امْرَأَة وزعفران كَانَ صَالحا للنقرس. وَمَتى احْتمل فِي المقعدة بدل فتية أرقد. وَقد يقلى على خزفة حَدِيد إِلَى أَن ينْحل ويميل لَونه وَزعم د: أَن ارسسطراطيس كَانَ لَا يَسْتَعْمِلهُ فِي الأكحال وَلَا فِي علاج وجع الْأذن لِأَنَّهُ كَانَ) عِنْده يضعف الْبَصَر. واندراس أَيْضا يزْعم: أَنه لَوْلَا أَنه يغش لَكَانَ يعمى الَّذين يكتحلون بِهِ. ومنسديمس يزْعم: أَنه ينْتَفع برائحته فَقَط لينوم. وَأما فِي سَائِر الْأَشْيَاء فضار. قَالَ د: وَقد لعمري غلطوا وخالفوا مَا يعرف بالتجربة من قُوَّة هَذَا الدَّوَاء فَإِن مَا يظْهر مِنْهُ عِنْد التجارب يدل على حَقِيقَة مَا خبرنَا بِهِ من فعله. خشخاش منثور: هَذَا هُوَ الْمُسَمّى رمان السعال وَهُوَ خشخاش مصري. وَأما الخشخاش الْمصْرِيّ فَقَالَ فِيهِ ديسقوريدوس: إِنَّه إِن أخذت مِنْهُ خَمْسَة رُؤُوس وطبخت بِثَلَاث قوانوسات من شراب إِلَى أَن يصير إِلَى قوانوسين وَسقي أحد هَذَا الطبيخ أرقده. وبزر هَذَا النَّبَات مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار اكسونافن مَعَ الشَّرَاب الَّذِي يُقَال لَهُ مَاء القراطن لين الْبَطن تَلْيِينًا رَقِيقا. وَقد يخلط بالناطف والأطرية لهَذَا الْمَعْنى. وورقه إِذا تضمد بِهِ مَعَ الرؤوس أَبْرَأ الأورام الحارة. وَإِذا صب طبيخه على الرَّأْس أرقد.

وَأما الخشخاش الْبري فَإِنَّهُ مَتى طبخ أَصله بِالْمَاءِ حَتَّى يذهب النّصْف وَشرب طبيخه أَبْرَأ عرق النسا وَرجع الكبد ونفع الَّذين يظْهر فِي أبوالهم شَبيه نسج العنكبوت وَالَّذين بَوْلهمْ غليظ. وورقه وزهره مَتى تضمد بهما مَعَ الزَّيْت قلعا خبث القروح. وَمَتى كحلت بهما أعين الْمَوَاشِي جلا عيونها من آثَار القروح الْعَارِضَة فِي الطَّبَقَة القرنية الَّتِي يُقَال لَهَا أرغاما وَالَّتِي يُقَال لَهَا فعاليا. وَأما الخشخاش الزُّبْدِيُّ فَإِنَّهُ مَتى أَخذ مِنْهُ قدر اكسونافن بِمَاء القراطن قيأ ويوافق هَذَا القئ المصروعين خَاصَّة. قَالَ ج فِي السَّابِعَة: الخشخاش أَنْوَاع: فواحد مِنْهَا يُقَال لَهُ المنتثر لِأَن زهرته تنتثر وَتسقط بالعجلة وَالْآخر يُقَال لَهُ البستاني لِأَنَّهُ يزرع فِي الْبَسَاتِين والمباقل. وَمِنْه نَوْعَانِ آخرَانِ بريان: أَحدهمَا يحمل خشخاشا مفرطحا وَالْآخر يحمل خشخاشا أطول من هَذَا وَهُوَ أهزل وَأَشد رقة من الأول وَفِي وَاحِدَة من الأول الْعظم جملَة من الخشخاش الثَّانِي. وَهَذَا النَّوْع من الخشخاش يسيل وَيجْرِي منحدرا إِلَى أَسْفَل لذَلِك يُسَمِّيه قوم السَّائِل. وَقُوَّة جَمِيع الخشخاش تبرد إِلَّا أَن للبستاني بزرا ينوم تنويما معتدلا قصدا وَهُوَ أَبيض المنظر وَلذَلِك ينثر النَّاس مِنْهُ على الْخبز ويخلطونه بالعسل ويأكلونه.) وَأما النَّوْع الأول الَّذِي يسْقط زهره وينتثر بالعجلة فبزره يبرد تبريدا أَشد وَمن أجل ذَلِك لَا يَسْتَعْمِلهُ أحد وَحده فَيسلم من أَذَاهُ كَمَا يسْتَعْمل البستاني وَذَلِكَ أَنه ينوم تنويما شَدِيدا. وَأما النَّوْع الثَّالِث فبزره أسود وَهُوَ من جنس الْأَدْوِيَة والدوائية عَلَيْهِ أغلب ويبرد تبريدا بليغا. وَأما النَّوْع الرَّابِع فَهُوَ أَكثر دُخُولا فِي جنس الْأَدْوِيَة بزره ونواره وورقه ورؤوسه ويبلغ من شدَّة تبريده أَنه يحدث خدرا وتماوتا وَلذَلِك صَار اسْتِعْمَاله إِنَّمَا هُوَ للطبيب الْمجِيد بِأَن يخلطه بِمَا يكسر شدَّة قوته فِي التبريد لِأَنَّهُ فِي الدرجَة الرَّابِعَة. وَأما الخشخاش المقرن وَيُسمى بِهَذَا الِاسْم من أجل تعقف ثَمَرَته كغلف الحلبة فَهِيَ تشبه بقرن الثور. وَقد يُسَمِّيه قوم خشخاشا بحريا لِأَنَّهُ على الْأَكْثَر إِنَّمَا نَبَاته على شاطئ الْبَحْر وقوته قُوَّة تجلو وتقطع وَلذَلِك مَتى طبخ أَصله بِالْمَاءِ حَتَّى يذهب النّصْف نفع من علل الكبد. وَأما ورقه وزهره فنافعان للخراجات الوسخة الردية وَيجب أَن تجتنب إِذا تنقت الخراجات فَإِن من شَأْنهمَا أَن يجلوا جلاء شَدِيدا حَتَّى أَنَّهُمَا يذوبان اللَّحْم وينقصانه ولهذه الْقُوَّة لَا يجلوان الْوَسخ فَقَط بل يقلعان من القروح القشرة الْمُحْتَرِقَة الَّتِي تكون عَلَيْهَا. وَأما الخشخاش الزُّبْدِيُّ وَيُسمى بِهَذَا لِأَنَّهُ أَبيض كالزبد وَهُوَ نَبَات صَغِير وبزره يسهل البلغم. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن الْأَبْيَض أَجود من الْأسود وقوته تبرد وَلذَلِك يجلب النّوم وَمَتى أَكثر مِنْهُ ولد مَعَ النّوم سباتا وَهُوَ أَيْضا عس الانهضام وَيمْنَع الْأَشْيَاء المجتمعة فِي الصَّدْر والرئة من الْخُرُوج بالنفث والصعود بالسعال وَهُوَ نَافِع لمن يتجلب من رَأسه إِلَى صَدره مَادَّة رقيقَة لَطِيفَة وَلَيْسَ يغذو الْجِسْم غذَاء يعْتد بِهِ. روفس قَالَ: الخشخاش عَاقل للطبع وخاصة الْأسود والبستاني مِنْهُ وَيُسمى مروريا يُؤْكَل وينوم باعتدال.

وَالَّذِي يسيل بزره وَيُسمى السيال فَلَيْسَ يُؤْكَل بل هُوَ كالدواء. وَالْأسود البزر شَدِيد الْبرد. والمستطيل البزر يخدر وَمِنْه يصنع الأفيون. والمقرن ينقى وَيقطع حَتَّى أَن طبيخه نَافِع من وجع الكبد. وورقه وزهره ينقيان القروح الوسخة جدا وينزعان أثر الكي.) وَأما الأرميلي وَيُسمى الزُّبْدِيُّ أَيْضا فَإِن بزره يسهل الخام ويشفي من البلغم. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِن الْأسود بَارِد فِي وسط الدرجَة الرَّابِعَة يَابِس فِي آخرهَا وطبيخ الْأَبْيَض مِنْهُ إِذا نطل على الراس نوم نوما معتدلا مَتى لم يفرط فِي صبه وَمَتى أفرط فِيهِ أسبت. وَهُوَ عسر الانهضام يسير الْغذَاء نَافِع من السعال الْعَارِض من الرُّطُوبَة الحارة المنحدرة من الرَّأْس لدفعه إِيَّاهَا وَلَا سِيمَا مَتى اتخذ مِنْهُ شراب بِمَاء الْمَطَر للعفوصة الَّتِي فِي مَاء الْمَطَر. وَقَالَ ج فِي الثَّالِثَة من الميامر: إِن الأفيون مَتى شرب وَحده من غير أَن يخلط بالجندبادستر أورث بطلَان الهضم أَو نقصانه جدا. وَقَالَ فِي حِيلَة الْبُرْء فِي الْمقَالة الثَّالِثَة عشرَة فِي ذكر تسكين الوجع: إِن الأفيون والبنج وَجَمِيع الْأَدْوِيَة المخدرة تبرد وتجفف. الخوز فِي شوسماهي: إِن الأفيون لفرط برده يشنج وَيقتل. وَقَالَ حَكِيم بن حنين عَن جالينوس: إِنَّه مَتى ديف بِلَبن امْرَأَة وقطر فِي الْعين سكن الوجع الشَّديد. وأصبت فِي كتاب السمُوم الْمَنْسُوب إِلَى ج: أَنه بَارِد يَابِس نَافِع من انطلاق الْبَطن وقروح المعي. الشربة لَهُ مِنْهُ من دانق إِلَى دانقين والمقدار الْقَاتِل دِرْهَمَانِ. وَقَالَ فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الأفيون مَتى سقِِي شفي من الصداع المزمن وَكَانَت بِهِ النجَاة من الْمَوْت باذن الله. وَمَتى سقيته من قد انْحَلَّت قوته من السهر أَبرَأته وَذَلِكَ أَنه ينيمه فترجع قوته. وأصبت لِابْنِ ماسويه: أَن الأفيون يدبغ الْمعدة ويمسك الِاخْتِلَاف وَهُوَ فِي الرَّابِعَة من الْبُرُودَة وَفِي الثَّانِيَة من اليبس. قَالَ: ويجمد الدَّم. لي يبْحَث عَن هَذَا. وَقَالَ فِي الثَّانِيَة من حِيلَة الْبُرْء: إِن الأفيون والبنج واليبروح تجفف القروح. لي: وَهِي للحم الصَّحِيح أَشد تجفيفا.

قَالَ ابْن ماسويه: الْأَبْيَض من الناركيو بَارِد فِي الثَّالِثَة جيد للسعال وَمَتى عجن بِعَسَل وَأكل زَاد فِي الْمَنِيّ وأهاج النّوم. حنين فِي الأغذية: قَالَ أبقراط: جرم الخشخاش يعقل الْبَطن وَلَا سِيمَا الْأسود والأبيض قريب مِنْهُ ويخالطه شَيْء مُطلق فَلذَلِك الأجود أَن يسلق ثمَّ يسْتَعْمل المسلوق مِنْهُ.) وَقَالَ فِي كتاب الْعين: إِن الأفيون بَارِد يَابِس فِي الرَّابِعَة. وَقَالَ ج فِي الأولى فِي الأفيون: إِنَّه يبرد ويجفف. خلاف قَالَ اريباسيوس فِي الدَّوَاء الْمُسَمّى سطوني: وَقَالَ حنين: يزْعم بعض النَّاس أَنه الْخلاف ان قُوَّة ثَمَرَته وورقه قابضة من غير لذع ويجفف تجفيفا كَافِيا. وَالْمَاء الَّذِي يطْبخ فِيهِ يحقن بِهِ أَصْحَاب الِاخْتِلَاف الدموي وَيصب فِي الآذان الَّتِي تخرج مِنْهَا الصديد وَهُوَ يلصق الخراجات الْعَظِيمَة وَفعله لهَذِهِ الْأَشْيَاء يكون أقوى إِذا شرب مَعَ شراب أسود قَابض. وورقه مَتى ضمد بِهِ طريا نفع انفجار الدَّم. وَإِذا ضمدت بِهِ الْعين نفع من اتساع الحدقة وَهُوَ الانتشار مَتى كَانَ ذَلِك إِنَّمَا يحدث من ضَرْبَة. وَقَالَ بولس: ورق الْخلاف وزهره لَهما قُوَّة مجففة من غير لذع وَفِيهِمَا شَيْء من قبض. وقشره أَشد تجفيفا. ورماده يجفف تجفيفا شَدِيدا فَلذَلِك يقْلع الثآليل النملية إِذا عولج بِهِ مَعَ الْخلّ. قَالَ الطَّبَرِيّ: لبن الصفصاف يحلق الشّعْر. وَقَالَ سلمويه: إِن ورق الْخلاف بجفف بِلَا لذع وَقوم يشرحون خشب الْخلاف ويجمعون مِنْهُ صمغا ولبنا ويلقونه فِي الأكحال النافعة للأبصار الضعيفة لِأَنَّهُ يجلو ويلطف. وَهُوَ بَارِد يَابِس. خبة قَالَ بولس: النَّجْم وَهُوَ بزر الخبة لَهُ قُوَّة تهيج السدد وتسكن الأورام الحارة بعض السّكُون. خرم هَذَا هُوَ الَّذِي يُسمى الحالبي لاشتقاق اسْمه من الحالب. قَالَ بولس: إِنَّه يُبرئ الاربية العليلة لَيْسَ إِذا ضمد عَلَيْهَا فَقَط بل إِذا علق عَلَيْهَا وَله قُوَّة مختلطة تحلل وتبرد. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: اسطراطيقوس وَهُوَ الحالبي إِنَّمَا يُسمى بِهَذَا الِاسْم لنفعه من الورم الْحَادِث فِي الحالب ضمد بِهِ أَو علق عَلَيْهِ وقوته محللة وَفِيه أَيْضا قُوَّة مبردة دافعة فَهُوَ مركب من كيفيات كالورد إِلَّا أَنه لَيْسَ بقابض. وَقَالَ فِي السَّادِسَة فِي موقيون وَهُوَ الحالبي وَهُوَ الخرم هَذَا الدَّوَاء يُسمى بِهَذَا

الِاسْم لِأَنَّهُ نَافِع من وجع الحالب لِأَن النَّاس قد وثقوا مِنْهُ أَنه يشفي الورم الْحَادِث فِي الحالب إِذا ضمد بِهِ أَو علق عَلَيْهِ وقوته تحلل تحليلا يَسِيرا لِأَن حرارته يسيرَة وتجفيفه لَيْسَ بالشديد وَلَا بالعنيف المهيج وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ طريا غضا لينًا. ذكر جالينوس هَذَا الدَّوَاء الْمُسَمّى الحالبي وَهُوَ الخرم باسمين فِي السَّادِسَة وَقد ذكرناهما. خانق النمر وَقَالَ ج: قوته تعفن وتفسد وَلذَلِك يجب للانسان أَن يتوقى أَن يدْخلهُ الْبَطن فَإِن احْتَاجَ إِلَى تعفين عُضْو من خَارج أَو فِي المقعدة فَهُوَ كثير النَّفْع. وَأَصله خَاصَّة أَنْفَع. خاماقسيس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: زهرَة هَذَا النَّبَات شَدِيدَة المرارة فَهِيَ لذَلِك تفتح السدد الَّتِي فِي الكبد وتشفي لوجع الورك. قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: قُوَّة هَذَا تسخن فِي الدرجَة الثَّالِثَة وتجفف فِي الأولى. خامالاون الْمصْرِيّ قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: أما الْأسود مِنْهُ فَفِيهِ قتال لَا يسْتَعْمل إِلَّا من خَارج فَإِنَّهُ يعالج بِهِ الجرب والبهق والفوابي وَبِالْجُمْلَةِ يذهب جَمِيع الْعِلَل الَّتِي تحْتَاج إِلَى الْجلاء. وَقد يخلطان أَيْضا مَعَ الْأَدْوِيَة المحللة. وَإِذا اتخذ مِنْهُ ضماد شفى القروح المتأكلة وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يجفف فِي الدرجَة الثَّالِثَة ويسخن فِي الثَّانِيَة عِنْد مُنْتَهَاهَا. فَأَما أصُول النَّوْع الْأَبْيَض فيسقى لحب القرع مِنْهُ اكسونافن بشراب قَابض ويسقى للاستسقاء. خندريلي ذكر جالينوس فِي الثَّامِنَة. إِن قوته كقوة الهندبا إِلَّا أَنه أَكثر مرَارَة وَلذَلِك هُوَ أَشد تجفيفاً. خندروس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: مزاجه كمزاج الْحِنْطَة إِلَّا أَنه أَشد لزوجة مِنْهَا. خيربوا قَالَ ابْن ماسويه: طَبِيعَته طبيعة القرنفل حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة جيد للمعدة والكبد الباردتين. خروسو قومِي قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِن الْغَالِب عَلَيْهِ الطّعْم المر الحاد الحريف مَعَ الْقَبْض وَلذَلِك يسْتَعْمل طبيخه مَعَ الْعَسَل فِي علاج الأورام الْحَادِثَة فِي الرية وَعلل الكبد ويدر الطمث. وَكَانَ بحذائه بابونج أصفر. خِنْزِير قَالَ د: إِن ريته مَتى رضعت على السحج الْعَارِض فِي الرجل من الْخُف منع الورم. وكبد الذّكر مِنْهُ رطبَة كَانَت أَو يابسة إِذا شربت بشراب نَفَعت من نهش الْهَوَام. وكعبه إِذا أحرق وَشرب فَهُوَ على مَا ذكرنَا يحل المغس.

وَقَالَ ج: إِن رية الْخِنْزِير قد وثق النَّاس بِأَنَّهَا تشفى الْحَج الْعَارِض فِي الرجل من الْخُف. وَقَالَ: كَعْب الْخِنْزِير إِذا أحرق وَشرب فَهُوَ على مَا ذكرُوا يحل النفخ والمغس. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: كرعان الْخِنْزِير مُوَافقَة إِذا طبخت مَعَ كشك الشّعير لِأَنَّهَا تَجْعَلهُ أَجود وَأصْلح مِمَّا كَانَ وَتصير هِيَ أَلين وأرفق فِي الهضم. وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: جُلُود الْخَنَازِير إِذا سمنت مَتى أنضجت حسنا ولدت كيموساً لزجاً لَيْسَ بِكَثِير الغلظ وَلَا هُوَ فِي سرعَة الهضم وَقلة الفضول وجودة الكيموس مثل الأكارع. قَالَ بولس: إِن كبد الْخِنْزِير مَتى أَخذ طرياً وجفف وسحق وَشرب مَعَ شراب نفع من لسع قَالَ د: بَوْل الْخِنْزِير الْبري إِذا شرب فت الْحَصَى فِي المثانة. وزبله إِذا شرب وَهُوَ جَاف بِمَاء أَو شراب قطع نزف الدَّم وَسكن الوجع المزمن الْعَارِض للْجنب. وَإِذا شرب نفع من وَهن العضل. وَمَتى خلط بموم مذاب بدهن ورد أَبْرَأ العصب. خطَّاف قَالَ د: مَتى أَخذ فِرَاخه فِي زِيَادَة الْقَمَر وَهُوَ أول أَوْلَاده وشق وَأخذ من الْحَصَى الْمَوْجُود فِي بَطْنه وهما حصاتان: إِحْدَاهمَا ذَات لون وَاحِد وَالْأُخْرَى ذَات ألوان فشدتا مَعًا فِي جلد عجل أَو أيل قبل أَن يصيبهما تُرَاب وربطتا على عضد من بِهِ صرع أَو على رقبته انْتفع بِهِ كثيرا. وَقد جرب ذَلِك كثيرا فأبرأ الصرع برأَ تَاما. وَمَتى أكلت بعد شيها أحدت الْبَصَر. وَكَذَلِكَ مَتى أحرقت الْأُم مَعَ الْفِرَاخ فِي قدر وخلط رمادها بِعَسَل واكتحل بِهِ. وَمَتى تحنك برمادها نفع الخناق وورم اللهاة. وَمَتى ملحت وجففت وَشرب مِنْهَا درخمي بشراب نفع من الخناق. وَقَالَ جالينوس: الخطاطيف بعد خلطها بِعَسَل يستعملها كثير من النَّاس بِأَن يطلوها على حنجرة من بِهِ الخوانيق وعَلى جَمِيع الْعِلَل الَّتِي تكون مَعهَا ورم فِي الْحلق أَو فِي اللهاة. وَفِي النَّاس قوم يستعملون هَذَا الرماد فِي الْكحل ليحد الْبَصَر وَقوم آخَرُونَ يجففون الخطاطيف ويسحقونها ويسقون مِنْهَا وزن مِثْقَال. وَفِي كتاب مَجْهُول: إِن أدمغتها مَتى خلطت بِعَسَل واكتحل بهَا نَفَعت من ابْتِدَاء نزُول المَاء. خراطين قَالَ د: مَتى أنعم دقه وضمد بِهِ الأعصاب المتقطعة ألحمها وَيجب أَلا يحل ثَلَاثَة أَيَّام. وَمَتى طبخ بشحم الإوز وقطر فِي الْأذن أَبْرَأ من وجعها. وَإِذا طبخ بالطلاء وخلط بشحم الإوز وقطر فِي الْأذن الوجعة سكنه سَرِيعا. وَإِذا طبخ بالزيت وقطر فِي الْأذن الَّتِي

فِي الْجَانِب الْمُخَالف للسن الوجعة منع مِنْهَا. وَمَتى أنعم دقه وَشرب بطلاء أدر الْبَوْل. قَالَ ج: إِن قوما قد ذكرُوا أَنهم قد جربوا أَن الخراطين إِذا سحقت وَوضعت على العصب الْمَقْطُوع نفعته من سَاعَته نفعا عجيباً. وَمَتى شربت مَعَ عقيد الْعِنَب كَانَت دَوَاء يدر الْبَوْل. قَالَ بولس: الخراطين مُوَافقَة مُوَافقَة للعصب الْمَقْطُوع وَذَلِكَ أَنَّهَا مَتى وضعت عَلَيْهِ نفعته من سَاعَته. وَقَالَ ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الخراطين تفت الْحَصَى إِذا جففت وشربت وَيُبرئ اليرقان خبازي قَالَ ديسقوريدوس: أما البستاني فَهُوَ ردئ للمعدة ملين للبطن وخاصة قضبانه نَافِع للمعي والمثانة. وورقه مَتى مضغ نياً وضمد بِهِ مَعَ شَيْء من الْملح نقى النواصير وَأَنت فِيهَا اللَّحْم وَإِذا أردْت إدماله فبغير ملح. جيد للسلع الزنابير والنحل مَتى تضمد بِهِ. وَمَتى أنعم دقه وخلط بزبد وتلطخ بِهِ أحد لم تحك لسعتها فِي الْجِسْم. وَمَتى دقَّتْ بالبول وضمد بِهِ الرَّأْس أبرأت القروح الرّطبَة والنخالة. وَمَتى طبخ ورقه وأنعم دقه وخلط مَعَ زيتون وضمد بِهِ حرق النَّار والجمرة نفع مِنْهُمَا. وطبيخه مَتى جلس فِيهِ النِّسَاء لين صلابة أرحامهن. وَمَتى احتقن بِهِ نفع من اللذع فِي المعي وَالرحم والمقعدة. وورقه مَتى طبخ بأصوله نفع من الْأَدْوِيَة القتالة وَيجب أَن يشرب ذَلِك ويتقيأ وَيفْعل ذَلِك دَائِما. وينفع من نهشة الرتيلا ويدر الْبَوْل. وبزره إِذا خلط بِهِ بزر الحندقوقا الْبري وَشرب بشراب سكن أوجاع المثانة. وَقَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة: إِن البستاني نَافِع للأورام الحارة فِي ابتدائها.) وَقَالَ فِيهَا أَيْضا عِنْد ذكره لَهَا خَاصَّة: فَأَما الملوكية الْبَريَّة وَهِي الْخَبَّازِي فقوتها تحلل وتلين قَلِيلا. وَأما الملوكية البستانية فبحسب مَا فِيهَا من المائية تضعف قوتها وبزرهما جَمِيعًا أقوى مِنْهُمَا وَفضل قوته عَلَيْهِمَا بِحَسب يبسه. وَمن الملوكية جنس آخر يُقَال لَهَا: ملوكية الصخر وَهُوَ بَين هَاتين إِلَّا أَن تَحْلِيله أَكثر من تَحْلِيل هذَيْن وَله اسْم يَخُصُّهُ الخطمي. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية فِي البستاني مِنْهُ: إِنَّه بعيد أَن يبرد ويمكنك أَن تعلم ذَلِك قبل أَن تأكلها بِأَن تضمد بهَا ورماً حاراً فَإِنَّهُ يَصح لَك أَنَّهَا تسخن إسخاناً قَلِيلا وَهِي تنفذ

وتنحدر سَرِيعا لرطبوتها ولزوجتها وخاصة مَتى أكلت مَعَ مري وَهِي معتدلة الْأَمر فِي الانهضام. ورطوبة الملوكية أغْلظ وألزج من رُطُوبَة الخس. قَالَ روفس: فِيهِ فضلَة لزجة. وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: إِن الملوكية نافعة لانطلاق الْبَطن وَكَذَلِكَ الحماض. وَقَالَ بولس فِي النَّبَات الْمُسَمّى اليوطونيون وَهُوَ الْخَبَّازِي الَّذِي يَدُور مَعَ الشَّمْس قَالَ: الْكَبِير مِنْهُ لَهُ قُوَّة حارة يابسة ومنقية وَلذَلِك صَار المَاء الَّذِي يطْبخ بِهِ يسهل خاماً وَمرَّة. وَمَتى ضمدت والخبازي الصَّغِير يفعل هَذِه الأفاعيل. وَمَتى شربت ثَمَرَته مَعَ قطرون وزوفا وحرف قتل الدُّود. وَقَالَ فِي الْخَبَّازِي أَيْضا باسمه: إِن وزقة وأغصانه لَهُ قُوَّة ممتزجة تفش وتقبض وتجفف من غير لذع وَلَا أَذَى وَلذَلِك ينفع النطول بطبيخه من حرق النَّار وتلطخ بِهِ أَيْضا الأورام الحارة وَتَنْفَع من الْقلع مَتى مضغت وتخلط مَعَ أدوية الطحال. وَقَالَ ابْن ماسويه: الْخَبَّازِي بَارِد رطب فِي الأولى وخاصة البستاني وَهُوَ ردئ للمعدة الرّطبَة نَافِع للمثانة. وبزرها فِي ذَلِك أصلح مَحْمُود من الخشونة الْحَادِثَة فِي الصَّدْر والرئة والمثانة. وَمَتى دق وَرقهَا وَوضع على لسعة الزنبور سكن وَجَعه. وَمَتى طبخت بدهن ورد وضمدت بِهِ الأورام الْحَادِثَة فِي المثانة والكلى نفع. وخاصتها أَنَّهَا إِن وضعت على لسع الزنبور أذهبت الوجع. وَإِن ضمدت بهَا الأورام الحارة سكنها وأذهبها.) وَمن أكلهَا مسلوقة لينت بَطْنه. وَمَتى أكلت قبل السلق كَانَ فعلهَا فِي ذَلِك أقل. قَالَ الخوزي: إِنَّه بَارِد يسهل الْبَطن جيد للسعال وَهُوَ ألطف من السرمق وَأَغْلظ من السلق. خس قَالَ فِيهِ د: أما البستاني فمبرد منوم جيد للمعدة ملين للبطن مدر للبول وَمَتى طبخ وَإِذا شرب بزره نفع من الِاحْتِلَام الدَّائِم وَقطع شَهْوَة الْجِمَاع وَمَتى أَدِيم أكله أحدث فِي الْعين غشاوة. وَأما الْبري فَإِن قوته كقوة الخشخاش الْأسود وَمَتى شرب من لبنه نصف دِرْهَم بِمَاء ممزوج بخل أسهل كيموسا مائياً ونقي القرحة الْعَارِضَة فِي طبقَة الْعين القرنية الَّتِي تسمى: اخيلوس وَالَّتِي تسمى: ارعامن. وَمَتى اكتحل بِهِ مَعَ لبن جَارِيَة كَانَ جيدا للفرحة الَّتِي فِي القرنية الَّتِي تسمى: اسقوما وينوم ويسكن ويدر الطمث ويسقى للسعة الْعَقْرَب ونهشة الرتيلا.

وبزره مَتى شرب قطع الِاحْتِلَام وشهوة الْجِمَاع مثل بزر البستاني. وماؤه يفعل ذَلِك غير أَنه أَضْعَف فعلا من البزر. وَلبن الخس البستاني إِذا عظم وَغلظ مثل مَاء الْبري ولبنه وَيفْعل أَفعاله. وَإِن جمع لبنه وجفف فِي الشَّمْس كَانَ صَالحا لِأَن يسْتَعْمل إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: برودته لَيست فِي الْغَايَة لَكِنَّهَا فِي الْمثل كبرودة مَاء الغدران فَهُوَ لذَلِك نَافِع للأورام الحارة والحمرة إِذا كَانَا ضعيفين يسيرين فَأَما إِن عظما وقويا فَلَيْسَ فِي الخس بتبريدهما وَأما على طَرِيق الْغذَاء فقد يقطع الْعَطش. وبزره إِذا شرب يقطع تقطير المنى وَلذَلِك يسقى لِكَثْرَة الِاحْتِلَام وَكَذَلِكَ بزر الْبري الَّذِي قَالَ: وَيُقَال: إِن أَكثر الْأَشْيَاء مضادة للباه بزر الخس مَتى شرب بِالْمَاءِ. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِنَّه أَجود الْبُقُول غذَاء لِأَنَّهُ يُولد دَمًا لَيْسَ بالكثير وَلَا بالردئ إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي غَايَة الْجَوْدَة. وَقد كنت أكلت الخس فِي شَبَابِي لِأَن معدتي كَانَت تولد مرَارًا كثيرا فَكنت أبردها بِهِ وَأَنا الْآن فِي شيخوختي آكله مسلوقاً وَذَلِكَ أَنِّي لم أجد شَيْئا من الْبُقُول يداوى بِهِ السهر غَيره. والخلط الْمُتَوَلد مِنْهُ بَارِد رطب لَيْسَ بردئ فَلَا تعرض لَهُ لذَلِك رداءة كَمَا تعرض لسَائِر الْبُقُول وَلَا يعقل الْبَطن وَلَا يُطلقهُ لِأَنَّهُ لَا قبض فِيهِ وَلَا عفوصة وَلَا ملوحة وَلَا حِدة. وَبِالْجُمْلَةِ أَنه لَيْسَ فِيهِ قُوَّة تجلو فَتطلق الْبَطن. والخلة الَّتِي يذمه لَهَا جهال الْأَطِبَّاء بِأَن يَقُولُوا: إِنَّه) يُولد دَمًا كثيرا يجْتَمع مِنْهُ امتلاء دموي هُوَ لَهُ مديح وَذَلِكَ أَنه لَو كَانَ كَذَلِك كَانَ أَحْمد من سَائِر الْبُقُول والأطعمة الَّتِي لَيْسَ مِنْهَا شَيْء يُولد من الدَّم أَكثر من غَيره من الأخلاط ولكان يُمكن أَن ينقص ذَلِك الامتلاء الدموي بِأَن يعْطى الْقَلِيل مِنْهُ وبالرياضة لَكِن لَيْسَ الْأَمر كَذَلِك بل على مَا ذكرنَا. وَقَالَ عِنْد ذكره للخبازي: إِنَّك مَتى ضمدت بالخس ورماً حاراً تبين لَك أَنه يبرد فِي الثَّانِيَة. قَالَ: وَإِن أَنْت قست بَين رُطُوبَة هَذِه الْبُقُول الثَّلَاثَة أَعنِي الخس والسلق والملوكية وجدت الملوكية أغْلظ وألزج ورطوبة السلق متوسطة بَينهمَا وَوجدت الخس متوسطاً فِي الترطيب والتجفيف بَين الكرنب والبقلة اليمانية. وَأما القطف فَهُوَ أَكثر تجفيفاً مِنْهُمَا وَأَقل من الكرنب قَالَ هَذَا فِي ذكر البقلة اليمانية. روفس: الخس يسكن الْحَرَارَة وينيم ويلين الْبَطن. وَقَالَ فِي كتاب آخر: الخس يُرْخِي الْمعدة ويبردها وَهُوَ جيد فِي جَمِيع أَحْوَاله سريع الانهضام مطفئ للهيب شاف لجَمِيع الْعِلَل الْعَارِضَة من السكر مَتى أَخذ فِي وسط

الشَّرَاب. وَهُوَ نَافِع من اللذع الْعَارِض فِي الْمعدة والغثي ضار للعي مهيج للبطن قَاطع لشهة الباه ينوم. قَالَ أريباسيوس: برده ورطبوته ليستا بمفرطتين وَلذَلِك ينفع من الأورام الحارة والحمرة إِذا لم تكن قَوِيَّة وَهُوَ غذَاء يقطع الْعَطش. وبزره يقطع الامذاء والاحتلام. قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد رطب فِي أول الثَّالِثَة يُولد خلطاً مَحْمُودًا كثيرا أَكثر من توليد جَمِيع الْبُقُول ودماً صَالحا إِلَى الْبرد مَا هُوَ والرطوبة وينوم وينفع من الصَّفْرَاء ويطفئ لهيبها وَيُقَوِّي الْمعدة ليسير قَبضه وخاصة فِي أول نَبَاته وَيزِيد فِي اللَّبن. والمغسول مِنْهُ بِالْمَاءِ أردأ لِأَن جَمِيع الْبُقُول يزِيد غسلهَا بِالْمَاءِ فِي قراقرها وَمَتى أَدِيم أكله بِالْمَاءِ وَمَتى دق وضمد بِهِ اليافوخ أَيَّامًا سكن الْحَرَارَة فِي الرَّأْس والهذيان. وَهُوَ سريع الهضم. وَقَالَ قسطس فِي كتاب الفلاحة: إِن الخس يقطع الْعَطش والباه ويجلب النّوم وَيزِيد فِي الْجِسْم ويهيج شَهْوَة الْأكل وَمَتى أكل بالخل سكن الْمرة. وَإِن طبخ بدهن خل وَأكل أذهر اليرقان. وَهُوَ دَوَاء لسدة المنخرين والزكام ولاختلاف الْمِيَاه إِذا أكل على الرِّيق. قَالَ: وَمَتى أَدِيم أكله أظلم مِنْهُ الْبَصَر ويلين الْبَطن وينفع من تغير الْمِيَاه وَالْأَرضين إِذا أكل على) الرِّيق ويسكن وجع الوثء. وبزره يسكن وجع لسعة الْعَقْرَب ووجع الصَّدْر إِذا دق وَأكل وينوم. خزف أما خزف التَّنور فشديد اليبس. وَقَالَ د: إِن لَهُ قُوَّة تجلو وَلذَلِك مَتى خلط بالخل وتلطخ بِهِ للحكة والبثور والنقرس نفع نفعا بَينا. وَمَتى خلط بقيروطي حلل الأورام الجاسية والخنازير. وَقُوَّة الطين الَّذِي دَاخل الأتون مثل ذَلِك. وَقَالَ جالينوس فِي خزف القراميد: إِنَّه مثل القشور والسنباذج وَأكْثر مِنْهُ فِي ذَلِك خزف التَّنور لِأَنَّهُ قد ناله من السجر يبس كثير جدا وَلذَلِك يَقع مِنْهُ فِي المرهم الْمُسَمّى انقسطاش مِقْدَار خربق أَبيض قَالَ د: إِذا شرب نقي الْمعدة بالقيء وَقد يَقع فِي أخلاط الشيافات الجالية لِلْبَصَرِ. وَمَتى احْتمل أدر الطمث وَقتل الْجَنِين ويهيج العطاس. وَإِذا خلط بالسويق وعجن بالعسل قتل الفأر. وَإِذا طبخ مَعَ اللَّحْم هرأه. ويسقى على الرِّيق مِنْهُ وَحده أَو مَعَ الدَّوَاء الَّذِي يُسمى سطامونداس أَو مَعَ عصارة التافسا أَو مَعَ الْحبّ

الْمُسَمّى القس وَالشرَاب الْمُسَمّى مَاء القراطن ويخلط بالخبيص ويختبز أَيْضا فِي وسط الْخبز وَيحْتَمل أَيْضا فَتلا فيهيج الْقَيْء ويخلط فِي الحساء الْكثير. وَرُبمَا أطْعم الَّذِي يسقاه قبل ذَلِك طَعَاما يَسِيرا وَهَذَا يعْمل بالذين لَا يُؤمن عَلَيْهِم مِنْهُ الاختناق وَالَّذين أبدانهم ضَعِيفَة. فَإِنَّهُ لهَذِهِ الْجِهَة يُؤمن ضَرَره لِأَنَّهُ يُصَادف معدهم خَالِيَة من الطَّعَام. وَأما الخريق الْأسود مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاث أوبولسات أَو درخمي وَحده أَو مخلوطاً بسقمونيا وملح أسهل بلغماً وَمرَّة. وَقد يطْبخ بالعدس والأمراق وَيسْتَعْمل للاسهال. وَهُوَ نَافِع من الصرع والمالنخوليا والفالج وَالْجُنُون ووجع المفاصل. وَمَتى احْتمل أدر الطمث وَقتل الْجَنِين بِقُوَّة. وَإِذا دخل فِي ثقب النواصير وَترك فِيهَا ثَلَاثَة أَيَّام وَأخرج فِي الرَّابِع نقاها. وَيدخل فِي الْأذن الثَّقِيلَة السّمع وَيتْرك يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فينتفع بِهِ. وَإِذا خلط وَمَتى طبخ بالخل وتمضمض بِهِ سكن وجع الْأَسْنَان. وَيدخل فِي أخلاط الْأَدْوِيَة الأكالة للحم. وَقد يخلط بدقيق الشّعير وَالشرَاب ويتضمد بِهِ للحن من المَاء.) وَإِذا نبت عِنْد أصل الْكَرم كَانَت قُوَّة ذَلِك الشَّرَاب الْمُتَّخذ مِنْهُ مسهلة. وَقد يطْرَح فِي المَاء وترش بِهِ الْبيُوت للهوام كَمَا يفعل بالكندس وَالَّذِي يحتفره يحْتَرز من ضَرَره بِأَكْل الثوم وَشرب الشَّرَاب. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: نوعا الخربق يجلوان ويسخنان فهما لذَلِك ينفعان من البهق والقوابي والجرب وتقشر الْجلد ويقلع صلابة الناصور إِذا أَدخل فِيهِ فِي يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة. وَإِذا تمضمض بِهِ مَعَ الْخلّ نفع الْأَسْنَان. ولنضعهما فِي الثَّالِثَة من الإسخان والتجفيف. وَأما فِي الطّعْم فالأسود مِنْهُمَا أَشد حراقة والأبيض أَشد مرَارَة. وَقَالَ بديغورس فِي الْأَبْيَض: إِن خاصته إِخْرَاج الفضول اللزجة المخاطية. وَقَالَ أبقراط فِي كتاب الخربق: إِن الخربق الْأسود ينفض السَّوْدَاء من أَسْفَل والأبيض يُخرجهَا من فَوق بالقيء. وَقَالَ أريباسيوس: إنَّهُمَا جَمِيعًا جلاءان حادان وَلذَلِك ينفعان من الجرب والبهق والقوابي وتقشر الْجلد. وَمَتى أَدخل الْأسود مِنْهُ فِي النواصير الَّتِي فِيهَا لحم صلب قلعهَا فِي يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة ويقلع الثؤلول. وَمَتى طبخ بخل وتمضمض بِهِ نفع الْأَسْنَان لقُوَّة إسخانه وتجفيفه. قَالَ بولس: إنَّهُمَا يذهبان البرص والْآثَار الشبيهة بِهِ فِي الْجَسَد. وَأما الْأسود فَإِنَّهُ يقْلع غلظ النواصير إِن أَدخل فِيهَا ثَلَاثَة أَيَّام. قَالَ الدِّمَشْقِي: إِنَّه يحد الْبَصَر مَتى اكتحل بِهِ.

قَالَ سلمويه: هما حاران يابسان فِي الثَّالِثَة وَالْأسود أَشد حرارة. قَالَ ابْن ماسويه: مَتى بخرت بِهِ الْأَسْنَان نفع من وجعها. يحيى النَّحْوِيّ قَالَ فِي آخر كِتَابه فِي تَفْسِير النبض الصَّغِير: إِن الْأَبْيَض يستفرغ البلغم بالقيء وَالْأسود يسهل الكيموس الْأسود بِقُوَّة. قَالَ ابْن ماسويه فِي إصْلَاح الْأَدْوِيَة: إِن الْأسود مِنْهُ يسهل السَّوْدَاء والأبيض أَضْعَف ويسهل البلغم والسوداء والشربة مِنْهُمَا مثقالان. خُنْثَى قَالَ د: قُوَّة أَصله مسخنة حريفة وَإِذا شرب أدر الْبَوْل والطمث. وَمَتى شرب مِنْهُ درخمي بشراب نَفَعت من وجع الْجَنِين والسعال ووهن العضل. وَإِن أكل من أَصله مِقْدَار كف سهل الْقَيْء. وَقد يسقى مِنْهُ وزن ثَلَاث درخميات لنهش الْهَوَام فينفع. وَيَنْبَغِي أَن يضمد أَيْضا مَوضِع النهشة بورقه وزهره مخلوطين بِالشرابِ. وَإِذا طبخ الأَصْل بدردي الشَّرَاب وتضمد بِهِ وَافق القروح الوسخة والخبيثة والأورام الْعَارِضَة للثدي والخصي والدماميل والخراجات. وَإِذا خلط بسويق الشّعير نفع من الأورام الحارة فِي ابتدائها. وَإِذا دق الأَصْل وَأخرج مَاؤُهُ وخلط بشراب عَتيق حُلْو وَمر وزعفران وطبخ كَانَ مِنْهَا دَوَاء يكتحل بِهِ وينفع الْعين. وَإِن قطر وَحده أَو مَعَ كندر وَعسل وشراب وَمر وقتر وقطر فِي الْأذن الَّتِي يسيل مِنْهَا الْقَيْح وافقها. وَإِذا قطر فِي الْأذن الْمُخَالفَة للسن الوجعة سكن الوجع. وَإِذا أحرق الأَصْل وتضمد برماده فِي دَاء الثَّعْلَب أَبرَأَهُ. وَإِذا قور تجويفه وصب فِيهِ زَيْت وغلى بالنَّار نفع الشقاق الْعَارِض من الْبرد. وَمَتى قطر فِي الْأذن سكن أوجاعها. وَإِذا دلك البهق الْأَبْيَض بِخرقَة فِي الشَّمْس ثمَّ لطخ عَلَيْهِ الأَصْل بعد ذَلِك قلعه. وَمَتى شرب ثمره وزهره بشراب نفع نفعا عَظِيما من لسعة الْعَقْرَب وَمن سم الْحَيَوَان ذِي الْأَرْبَع وَالْأَرْبَعِينَ رجلا ويسهل الْبَطن. وَقَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة: الَّذِي ينْتَفع بِهِ من هَذَا هُوَ أَصله وقوته جلاءة فَإِن أحرق صَار رماده أَشد إسخاناً وتجفيفاً وَأكْثر تلطيفاً وتحليلاً وَهُوَ بِهَذَا السَّبَب يشفي دَاء الثَّعْلَب. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِنِّي قد رَأَيْت قوما عالجوه بالطبخ والإنقاع فَلم يضر بعد فِي حد مَا يُؤْكَل إِلَّا بعد كد. وقوته فتاحة ملطفة بِمَنْزِلَة قُوَّة اللوف الْجَعْد وَلذَلِك يطعم النَّاس أَصْحَاب اليرقان سَاق نَبَات الْخُنْثَى لِأَنَّهُ لَهُم دَوَاء كَبِير. وَقَالَ أريباسيوس: تصلح أُصُوله فِيمَا تصلح فِيهِ أصُول اللوف وَذَلِكَ لِأَن قوتها جلاءة فَإِن أحرقت كَانَ رمادها أَكثر سخونة وتجفيفاً وتلطيفاً وتحليلاً وَلذَلِك يُبرئ دَاء الثَّعْلَب. قَالَ ابْن ماسيويه: إِنَّه بَارِد رطب يُؤْكَل أَصله. خِيَار شنبر قَالَ بديغورس: خاصته إسهال الصَّفْرَاء وتحليلها.

قَالَ ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسلهة: إِنَّه يُطْفِئ حِدة الدَّم وَيذْهب الورم الْكَائِن فِي الْجوف. ويسهل الصَّفْرَاء الْمُحْتَرِقَة. قَالَ ماسرجويه: إِنَّه معتدل يلين الورم الصلب وأورام الْحلق والجوف مَتى تغرغر بِهِ مَعَ طبيخ الزَّبِيب وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب ويسهل بِلَا أَذَى وَلَا نكابة. أصبت لِابْنِ ماسويه أَيْضا أَنه بَارِد رطب لين يمشي الْمرة وينفع من اليرقان وينفع من وجع الكبد وَالْحلق وَيذْهب الورم. قَالَ الْفَارِسِي: إِنَّه لَا غائلة لَهُ ويسقى الحبالى للمشي وَيَمْشي الْمرة وينقي اليرقان وينفع من وجع الكبد وَالْحلق. خولنجان قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة جيد للمعدة يطيب النكهة هاضم للطعام. وَقيل فِي الطِّبّ الْقَدِيم: إِنَّه جيد للباه وَيزِيد فِيهِ جدا وينفع الكلى والخاصرة الْبَارِدَة. خطر قَالَت الخوز: دهن الْخطر حَار يَابِس جيد للابرية والنخالة فِي الرَّأْس. خل قَالَ ديسقوريدوس إِنَّه بَارِد يبرد وَيقبض صَالح للمعدة يفتق الشَّهْوَة وَيقطع نزف الدَّم من أَي عُضْو كَانَ مَتى شرب أَو جلس فِيهِ إِن احْتِيجَ إِلَى ذَلِك وَإِذا طبخ مَعَ الطَّعَام دفع سيلان الرطوبات. وَمَتى بل فِيهِ صوف غير مغسول وَوضع على الْجِرَاحَات فِي أول مَا تعرض منع من أَن ترم وَيرد الرَّحِم والمعي الْمُسْتَقيم إِلَى دَاخل ويشد اللثة المتبرئة من الْأَسْنَان الدامية. وينفع القروح الساعية والحمرة والنملة والجرب المتقرح والقوابي والداحس مَتى خلط بِبَعْض الْأَدْوِيَة الْمُوَافقَة لهَذِهِ الْأَمْرَاض. وَمَتى غسلت بِهِ القروح الخبيثة والأكلة غسلا دَائِما منعهَا أَن تسْعَى. وَمَتى خلط بِهِ شَيْء من كبريت وصب وَهُوَ سخن على النقرس نفع مِنْهُ. وَمَتى خلط بالعسل ولطخ بِهِ الْأَثر الْعَارِض دون الْعين من اجْتِمَاع الدَّم تَحت الْجلد أزاله. وَإِذا خلط بدهن ورد وَوضع بصوفة غير مغسولة على الصداع الْعَارِض من احتراق الشَّمْس نفع مِنْهُ. وبخاره إِذا سخن ينفع من الاسْتِسْقَاء وعسر السّمع والدوي والطنين فِي الْأذن. وَمَتى استنشق فتح الخياشيم. وَإِذا طلي مَعَ خثى الْبَقر على الاسْتِسْقَاء نفع. وَمَتى صب وَهُوَ فاتر على الورم الَّذِي يُقَال لَهُ فوجيلا أَو شرب بِهِ صوف وَوضع عَلَيْهِ أذهبه وَسكن الحكة الْعَارِضَة للجسم. وَقد يصب وَهُوَ سخن على نهش الْهَوَام الَّتِي تبرد الْجِسْم بسمها فينفع وَيصب وَهُوَ بَارِد على نهش الْهَوَام الَّتِي تسخن بسمها فينفع. وينفع من مضرَّة الْأَدْوِيَة القتالة إِذا شرب وَهُوَ سخن ويقىء وخاصة من مضرَّة الأفيون والشوكران والدواء الَّذِي يُقَال لَهُ اقونيطن وَهُوَ خانق النمر وجمود الدَّم وَاللَّبن الَّذِي فِي الْبَطن. وَمَتى شرب بالملح نفع من الْفطر الْقِتَال الَّذِي يخنق وَمن شرب السم الَّذِي يُقَال لَهُ

سملنقس. وَإِن تحسى قلع العلق الْمُتَعَلّق بِالْحلقِ وَسكن السعال المزمن وأهاج السعال الحَدِيث. وَمَتى تحسى وَهُوَ سخن وَافق عسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب. مَتى تغرغر بِهِ قطع سيلان الفضول إِلَى الْحلق وَوَافَقَ الخناق واللهاة الساقطة. وَمَتى تمضمض بِهِ والخل الَّذِي يلقى فِيهِ ملح صَالح وَيتْرك مُدَّة أَيَّام يمْنَع الساعية وينفع عضة الْكَلْب ونهش الْهَوَام وَيقطع نزف الدَّم من الشَّجَّة إِذا سخن وصب فِيهَا.) لي ويحقن بِهِ من فِي معاه قرحَة ساعية وَيقدم قبله الحقن بِاللَّبنِ وينقي نخالة الرَّأْس نعما وَيقتل العلق الْمُتَعَلّق بِالْحلقِ وَيذْهب القروح الرّطبَة الَّتِي فِي الرَّأْس. وَيرد النتو الَّذِي يكون فِي السرم إِلَى دَاخل. وَقَالَ جالينوس: قد بَينا فِي القوانين أَن الْخلّ مركب من جوهرين أَحدهمَا حَار وَالْآخر بَارِد وَكِلَاهُمَا لطيف وَأَن الْبَارِد أَكثر من الْحَار. وَقَالَ فِي الثَّامِنَة: الْخلّ يجفف فِي الثَّالِثَة عِنْد مُنْتَهَاهَا إِذا كَانَ ثقيفاً. وَقَالَ روفس: الْخلّ يبرد ويلطف الأخلاط الغليظة وييبس الْبدن وَيقطع الْعَطش. وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: الْخلّ بَارِد يُطْفِئ حرق النَّار أسْرع من كل شَيْء. وَيقطع الْعَطش ويشفي الْحمرَة وَيمْنَع انصباب الْموَاد وَمَتى أدمن امْرُؤ شرب الْخلّ وَكَانَ ضَعِيف الرية آل بِهِ الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء وَلَيْسَ يخَاف على من شربه وتعب بعد ذَلِك. قَالَ: وكل هَذِه تدل على برده. قَالَ: والخل ينْفخ ويولد الرِّيَاح وَيمْنَع من الجمود وَهُوَ منهض لشَهْوَة الطَّعَام معِين على الهضم قَالَ حنين: هَذَا لتقطعيه. قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه دابغ للمعدة مطفئ للمرة الصَّفْرَاء دَافع للمادة الحارة عَن الانحدار إِلَى الْأَعْضَاء إِذا صب عَلَيْهَا. وَمَتى خلط بِالطَّعَامِ وَأكل نفع من الْحمرَة الْيَسِيرَة المتولدة من الصَّفْرَاء. وَإِذا طلي نفع الاسْتِسْقَاء والحكة. وَهُوَ يذهب بشر السمُوم كالأفيون والبنج مُحَلل للدم وَاللَّبن الجامدين فِي الْجوف نَافِع من البلغم اللزج مقلص للهاة إِذا تغرغر بِهِ مَحْمُود فِي جَمِيع وجع الْأَسْنَان إِذا كَانَ من حرارة فيمضمض بِهِ بعد أَن يسخن. وخاصته إذهاب الْحمرَة من الْأَعْضَاء الملتهبة دَافع عَنْهَا الْخَلْط الحريف. قَالَ ابقراط فِي الْأَمْرَاض الحادة: إِن الْخلّ ينفع أَصْحَاب السَّوْدَاء وَهُوَ أضرّ للنِّسَاء وَذَلِكَ أَنه يولم الرَّحِم.

قَالَ ج الْخلّ يضر بالعصب والتجربة تشهد بذلك وَالْقِيَاس أَيْضا وَذَلِكَ أَن العصب عديم الدَّم بَارِد فيناله الضَّرَر بسهولة من جَمِيع الْأَشْيَاء الْبَارِدَة وخاصة إِن كَانَت لَطِيفَة لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يقدر أَن يغوص فِي عمقه حَتَّى يخالط جَمِيع أَجْزَائِهِ والخل كَذَلِك: وَقَالَ فِي الثَّانِيَة من طب طماناوس: إِن الْخلّ إِذا لم تكن مَعَه حرافة فَهُوَ بَارِد مَحْض وَإِذا كَانَت) فِي طعمه وريحه حرافة فَفِيهِ شَيْء من الْحَرَارَة وَهُوَ لذَلِك كَسَائِر الْأَدْوِيَة الَّتِي قواها مركبة. وَقَالَ فِي الْمقَالة الأولى من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن ابقراط قَالَ: الْخلّ أَنْفَع شَيْء للأبدان الصفراوية ويضعف الْبَصَر وَيَأْكُل البلغم. ابْن ماسه قَالَ: هُوَ جيد للمعدة الصفراوية الملتهبة نَافِع للصفراء يحل اللَّبن وَالدَّم الجامدين وينقع الطحال وَيقطع الْعَطش ويلطف الأغذية الغليظة. وَقَالَ فِي الثَّانِيَة من الميامر: إِن فِي الْخلّ الثقيف شَيْئا من الْحَرَارَة وَلَا يُطْفِئ ويبرد كَمَا يُطْفِئ الَّذِي لَيْسَ بثقيف جدا. وَقَالَ فِي الطِّبّ الْقَدِيم: الْخلّ إِذا طبخ بالنَّار نقصت برودته. خنافس مَتى سحقت أَجْوَاف الخنافس وغليت مَعَ الزَّيْت وقطرت فِي الْأذن نَفَعت من وجعها. قَالَ ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الخنفساء مَتى غليت بالزيت وقطرت فِي الْأذن سكن الوجع من سَاعَته انْقَضى حرف الْخَاء

باب الدال

3 - (بَاب الدَّال) دوسر اسْمه باليونانية أأغيلص. قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة السَّادِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن قُوَّة هَذَا الدَّوَاء محللة كَمَا قد يدل على ذَلِك طعمه وَذَلِكَ أَن فِيهِ حرافة يسيرَة وَقد يسْتَدلّ على ذَلِك من أَنه أَيْضا يشفي الأورام الَّتِي تبتدئ أَن تصلب والنواصير الَّتِي تحدث عِنْد الْعَينَيْنِ وتعرف بالغرب وباليونانية اخيلوس. قَالَ د فِي الْمقَال الرَّابِع: إِن أأغليص وَهُوَ الدوسر حشيشة يشبه وَرقهَا ورق الْحِنْطَة غير أَنه أَلين مِنْهُ. وَفِي طرفه ثَمَرَة فِي غلافين أَو ثَلَاثَة وَيظْهر فِي جوفي الغلف شَيْء دَقِيق شَبيه فِي دقته بالشعر. وَهَذَا النَّبَات مَتى تضمد بِهِ مَعَ الدَّقِيق أَعنِي دَقِيق الشّعير أَبْرَأ الغرب المتفجر وَحل الأورام الصلبة. وَقد تستخرج عصارته وتخلط بالدقيق وتجفف وتستعمل لهَذِهِ الْمَنْفَعَة. وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: إِن أأغيلص وَهُوَ الدوسر ذُو قُوَّة محللة وَلذَلِك قد ينفع من الأورام الحارة الجاسية وَيُبرئ الغرب. دخن قَالَ ج فِي السَّادِسَة من المفردة: الدخن جنس من الْحُبُوب ومنظره شَبيه بمنظر الجاورس وقوته كقوته وغذاؤه غذَاء يسير مجفف فَهُوَ لذَلِك يحبس الْبَطن كالجاورس. وَمَتى ضمد بِهِ من خَارج برد وجفف. قَالَ د فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: الدخن من الْحُبُوب الَّتِي يعْمل مِنْهَا الْخبز وَهُوَ شَبيه بالجاورس غير أَن الدخن أقل غذَاء من الجاورس وَأَقل هضماً. قَالَ بولس فِي الْمقَالة السَّابِعَة إِن هلوموس وَهُوَ الدخن شَبيه بالجاورس وَهُوَ فِي قوته ميبس مبرد. وَمَتى وضع ضماداً من خَارج جفف بلة الْجِسْم وأضمر الْبَطن. وَقَالَ فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الدخن يلائم مزاج الجاورس وَهُوَ بَارِد يَابِس فِي الْجُزْء الثَّانِي ممتد وَهُوَ أعْسر فِي الانهضام من الجاورس والكشوث أَكثر من الجاورس. دروبطارس وَهُوَ شَبيه بالسرخس.

قَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة من المفردة: قُوَّة هَذَا النَّبَات قُوَّة مركبة وَمن ذاقه وجده كَذَلِك لِأَن فِيهِ حلاوة وحدة ومرارة. قَالَ د فِي الرَّابِعَة: إِن هَذَا دَوَاء ينْبت على أَجزَاء البلوط الْعَتِيق وَهُوَ شَبيه بالسرخس غير أَنه أَصْغَر مِنْهُ بِكَثِير وَأَقل تشظياً مِنْهُ وَله أصُول مشتبكة بَعْضهَا بِبَعْض مبردة مقبضة عفصة فِي مذاقها مَعَ شَيْء من حلاوة. وَهَذِه الحشيشة مَتى جففت وسحقت مَعَ أُصُولهَا وذرت على الشّعْر حلقته غير أَنه إِذا عرق الْبدن يجب أَن يمسح الأول الَّذِي ذَر عَلَيْهِ ويجدد مِنْهُ شَيْء آخر. روفس: إِن دروبطارس حُلْو حريف مر قَلِيلا وَفِي أَصله عفوصة فَأَما قوته فمعفنة وَلذَلِك قد يحلق الشّعْر. دوقوا وَهُوَ بزر الجزر الْبري اسْمه باليونانية دوقس. قَالَ ج فِي السَّادِسَة من المفردة: إِن الجزر الَّذِي ينْبت فِي الْبر يُؤْكَل أقل مِمَّا يُؤْكَل الَّذِي يزرع فِي الْبَسَاتِين وَهُوَ أقوى من البستاني فِي كل شَيْء. وَأما البستاني فيؤكل أَكثر وَهُوَ أَضْعَف من الْبري وقوتهما جَمِيعًا حارة مسخنة فهما لذَلِك ملطفان وأصلهما فِيهِ مَعَ مَا وَصفنَا قُوَّة نافخة تحرّك شَهْوَة الْجِمَاع. وَأما بزر البستاني مِنْهُ فَفِيهِ أَيْضا شَيْء يُحَرك شَهْوَة الْجِمَاع وَأما بزر الْبري فَلَا ينْفخ أصلا فَأَما دوقس فَهُوَ ذُو قوتين بزره جَار جدا حَتَّى أَنه فِي إدرار الْبَوْل من أقوى الْأَدْوِيَة وَيصْلح أَيْضا لإدرار الطمث. وَمَتى وضع من خَارج حلل غَايَة التَّحْلِيل. ولورقه أَيْضا هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا إِلَّا أَنه أَضْعَف من بزره وَذَلِكَ بِسَبَب مَا يخالط الْوَرق من الرُّطُوبَة المائية الَّتِي هِيَ أَيْضا حارة المزاج. وَقَالَ د فِي الثَّانِيَة: إِن دوقس أَنْوَاع: يُسمى أَحدهَا قريطيقوس ورقه شَبيه بورق الرازيانج. غير أَنه أَصْغَر من ورق الرازيانج وأدق وَيكون قدره نَحْو شبر وَفِي أَعلَى رَأسه ظلة كظلة الكزبرة وبهاره أصفر وَفِيه ثَمَر أَبيض حاد زيتوني وَمَتى مضغ كَانَ طيب الرَّائِحَة وَله عرق غلظه) كالأصبع وَطوله نَحْو من شبر وينبت فِي الْمَوَاضِع الصخرية الَّتِي تنَال شُعَاع الشَّمْس كثيرا. فَأَما نَوعه الآخر فَيُشبه الكرفس الرُّومِي ريحاني طيب الرَّائِحَة. حريف محرق الطّعْم وَلَكِن ذَلِك الَّذِي يُقَال لَهُ قريطيقوس أَجود مِنْهُ.

فَأَما النَّوْع الثَّالِث فورقه شَبيه بورق الكزبرة وفقاحه أَبيض لَهُ رُؤُوس وثمر شَبيه بِرَأْس الشبث وثمره وأقماعه شبه أقماع الجزر محشوة بزراً طَويلا كالكمون حَار حريف. وبزرها جَمِيعًا يسخن وَمَتى شرب أنزل الأجنة وأدر الطمث وَالْبَوْل وَسكن المغس والسعال الْعَتِيق. ويفش الأورام البلغمية والصلابات مَتى وضع مِنْهُ ضماد. وَإِنَّمَا يعالج من نوعيه الآخرين ببزرهما فَقَط فَأَما ذَلِك الَّذِي يُقَال لَهُ قريطيقوس فقد يسْتَعْمل أَصله إِذا كبر ويسقى مِنْهُ للسعة بعض الدَّوَابّ العادية مَعَ الْمَطْبُوخ. وَقَالَ بولس السَّابِعَة: إِن دوقس الَّذِي يُسمى اسطافالينس نَوْعَانِ وَأما أَصله فنافخ يصلح للجماع وَأما بزر الْبري فَلَيْسَ بِنَافِع فِي هَذِه الْخلَّة لِأَنَّهُ غير نافخ إِلَّا أَنه يدر الْبَوْل ويهيج الْحَيْضَة وَكَذَلِكَ الحشيشة أَيْضا. دهن اللوز المر أما جالينوس وبولس فَلم يذكراه. وَقَالَ د فِي الْمقَالة الأولى: إِن دهن اللوز المر نَافِع لأوجاع الْأَرْحَام وانقلابها واختناقها والوثء. وأورام مَوضِع الوثء وينفع أَيْضا من وجع الرَّأْس وضربان الرَّأْس والأذنين وأورام الأرابي والأصوات والطنين والصفير الْكَائِن فِي الْأُذُنَيْنِ وينفع آلام الكليتين وَحصر الْبَوْل والحصى واللهيب وَالطحَال ويقلع الْآثَار من الْوَجْه والكلف ويبسط التشنج إِذا خلط بالعسل وأصل السوسن وشمع مذاب بدهن الْحِنَّاء أَو الْورْد وينفع غشاوة الْبَصَر ويجلو مَعَ الْمَطْبُوخ الحزاز والنخالة من الرَّأْس. وَهِي دودة القرمز وَتسَمى باليونانية قرقوس ناقيقوس. وَقَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة من المفردة: إِن لَهَا قُوَّة قابضة وَقُوَّة محللة مَعًا وَهُوَ مجفف بِهَاتَيْنِ الكيفيتين وَلذَلِك يُوَافق الْجِرَاحَات الْعَظِيمَة وجراح العصب غير أَن نَاسا يسحقونه بالخل ويعالجون بِهِ وَآخَرُونَ بالخل وَالْعَسَل. قَالَ د فِي الرَّابِعَة: إِن قرقوس ناقيقوس وَهِي دودة القرمز ثَمَر شجر شوكي فِيهِ شَيْء لاصق كالعدس يجتنى وَيجمع إِلَّا أَن أَجودهَا مَا كَانَ بحاطبة وأرمينية وَمن بعده مَا كَانَ من الْبِلَاد الَّتِي يُقَال لَهَا آسيا وقيلقيا وأجود ذَلِك كُله مَا كَانَ من أسبانيا. فَأَما قوتها فقابضة تَنْفَع من الْخراج وبط العصب مَتى سحقت وَوضعت على عصب مَعَ الْخلّ. وَقد يكون بقيليقيا فِي شجر البلوط صَغِيرا يشبه الحلزون ويلتقطه النِّسَاء بأفواههن ويسمونه بالدويدات.

وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: إِن دود الصباغين ميبسة بِغَيْر مضض وَلذَلِك قد تَنْفَع الْخراج الْعَظِيم والكلية والأعصاب مَتى سحقت مَعَ سكنجبين. ديك عَتيق قَالَ ج فِي الْحَادِيَة عشرَة من الْأَدْوِيَة المفردة: مرق الديوك المتقادمة مسهل للطبيعة إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن وَقَالَ د فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: إِن الديوك الْعتْق تسقى فتسهل الطبيعة. وَيَنْبَغِي أَن تخرج أجوافها وتحشى ملحاً ويخاط مَوضِع الشق ويطبخ بِعشْرين قوطوليات من المَاء حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى ثَلَاث قوطوليات ويتخمر وَيشْرب وَقد يشرب المرق كُله فِي مرّة وَاحِدَة. وَمن النَّاس من يطْبخ مَعهَا كرنباً بحرياً أَو من النَّبَات الَّذِي يُقَال لَهُ لسورسطس أَو قرطماً أَو بسبابجا فينفض الكيموس الغليظ الَّتِي اللزج الْأسود. وينفع الحميات المزمنة الَّتِي يُقَال لَهَا: ذَات الأدوار والارتعاش واللهيب ووجع المفاص ونفخة الْمعدة والترهل الْفَاسِد. دبق اسْمه باليونانية انكيوس. قَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة من المفردة: إِن الدبق مؤلف من طبع هوائي وَمن طبع مائي وَكِلَاهُمَا كثيران فِيهِ جدا وَمن طبع أرضي يسير جدا وَلذَلِك صَارَت الحدة أَكثر فِيهِ من المرارة وأفعاله أَيْضا تشهد لطبعه وَذَلِكَ أَنه يجذب الرُّطُوبَة من القعر جذباً قَوِيا وَلَيْسَ إِنَّمَا ذَلِك لما كَانَ مِنْهَا لطيفاً فَقَط بل وَلما كَانَ مِنْهَا غليظاً أَيْضا فيلطفها ويذيبها ويحللها إِلَّا أَنه لَيْسَ من الْأَشْيَاء الَّتِي تسخن سَاعَة تُوضَع بل يحْتَاج أَن يمْكث مُدَّة طَوِيلَة بعد وَضعهَا ثمَّ تسخن كَمثل وَقد قيل قبل: إِن هَذِه خصْلَة مَوْجُودَة فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي لَهَا قُوَّة مسخنة وفيهَا مَعَ ذَلِك فضل رُطُوبَة غير نضيجة. وَقَالَ د فِي الْمقَالة الثَّالِثَة: أَجود الدبق مَا كَانَ حَدِيثا أملس كراثي اللَّوْن من دَاخل ولون ظَاهره إِلَى الْحمرَة وَلَيْسَت فِيهِ خشونة وَلَا نخالة وقوته قُوَّة محللة ملينة جاذبة وَإِنَّمَا يعْمل من ثَمَر مستدير يكون فِي شجر البلوط الَّذِي يشبه ورقه ورق الشّجر الَّذِي يُقَال لَهُ بوقيدس وَهُوَ الشمشار بِأَن تدق الثَّمَرَة ثمَّ تغسل ثمَّ تطبخ بِالْمَاءِ وَمن النَّاس من يعمله بِأَن يمضغ الثَّمَرَة وَقد يكون أَيْضا من شجر التفاح والكمثرى وَغَيرهمَا من الشّجر وَقد يُوجد عِنْد أصُول بعض الشّجر الصغار. وَهُوَ ينضج الأورام الْبَارِدَة الْحَادِثَة عِنْد الْأُذُنَيْنِ وَسَائِر الأورام مَتى خلط بالراتينج والموم من كل) وَاحِدَة مِنْهُمَا جُزْء مسَاوٍ لَهُ.

وَمَتى تضمد بِهِ أَبْرَأ بَنَات اللَّيْل. وَإِذا خلط بالكندر أَبْرَأ القروح المزمنة والخراجات العادية الردية. وَمَتى خلط بالنورة وطبخ مَعهَا وَوضع على الأورام الخبيثة أَو على الطحال الجاسي حلل الورم والجسوء. وَمَتى خلط بزرنيخ الْأَصْفَر أَو الْأَحْمَر وَوضع على الْأَظْفَار قلعهَا وَإِذا خلط بالنورة وعصير الْعِنَب قواها. وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: الدبق يسخن مَعَ حرافة وبجذب من القعر جذباً قَوِيا ويفش كالتافسيا إِلَّا أَنه أَبْطَأَ مِنْهُ. دلب اسْمه باليونانية قلاطونس. قَالَ ج فِي الثَّامِنَة من المفردة: إِن للدلب مزاجاً رطبا بَارِدًا غير بعيد من المعتدلات وَلذَلِك مَتى سحق ورقه الغض وَوضع كالضماد على الأورام الحارة الْحَادِثَة فِي الرُّكْبَتَيْنِ سكنها تسكيناً ظَاهرا. وَأما لحاء هَذِه الشَّجَرَة وجوزها فقوتهما قُوَّة تجفف حَتَّى أَن القشرة من هَذِه الشَّجَرَة مَتى طبخت بالخل نفع ضَرْبَان الْأَسْنَان. وَجوزهُ مَتى اسْتعْمل مَعَ الشَّحْم أَبْرَأ الْجِرَاحَات الْحَادِثَة عَن حرق النَّار. وَقد يحرق قوم قشره ويتخذون مِنْهُ دَوَاء ميبساً جلاء يشفي الْأَلَم الَّذِي يكون من الرض. ورماده إِذا ذَر على الْجِرَاحَات الَّتِي من أجل كَثْرَة الرُّطُوبَة شفاهاً. وَيَنْبَغِي للانسان أَن يحذر الْغُبَار الَّذِي يلتزق بورق هَذِه الشَّجَرَة وَذَلِكَ أَنه ضار لقصبة الرئة مَتى استنشق لِأَنَّهُ ييبسها ويخشنها ويضر بالصوت وَالْكَلَام وَكَذَا يضر بِالسَّمْعِ وَالْبَصَر مَتى وَقع فِي الْأذن وَالْعين. وَقَالَ د: مَتى طبخ ورقه الرطب بِالْخمرِ وضمدت بِهِ الْعين منع البلة المتجلبة إِلَيْهَا وَسكن هيجانها وأورامها. وقشر الدلب مَتى طبخ مَعَ الْخلّ وتمضمض بِهِ نفع من ضَرْبَان الْأَسْنَان.) فَأَما جوزه الرطب فَإِذا شرب مَعَ الْمَطْبُوخ نفع من نهش الْهَوَام وَمَتى اسْتعْمل مَعَ الثرب أَبْرَأ حرق النَّار. وغبار الْوَرق وَالثَّمَر اللاصق بهما مَتى وَقع فِي الْأُذُنَيْنِ أَو فِي الْعَينَيْنِ ضرهما. وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: قلاطونس هُوَ الدلب بَارِد رطب فِي قوته جدا وَلِهَذَا السَّبَب صَار ورقه الغض ينفع من الأورام الحارة. وَأما قشره وَجوزهُ فَإِن قوتهما تجفف أَكثر وَإِن هِيَ طبخت بالخل شفت وجع

الْأَسْنَان وَأَبْرَأ حرق النَّار مَتى صيرت مَعَ الشَّحْم والقشر مَتى أحرق كَانَ مجففاً جلاء جدا حَتَّى أَنه يشفي البرص والقروح الرّطبَة. وَهِي شَجَرَة البق وَتسَمى باليونانية قطيلا. قَالَ جالينوس فِي الثَّامِنَة من المفردة: قد أدملنا بورق هَذِه الشَّجَرَة فِي بعض الْأَوْقَات جراحات طرية لأَنا وثقنا بِمَا يظْهر فِيهِ من الْقُوَّة القابضة والجالية مَعًا. ولحاء هَذِه الشَّجَرَة أَشد بردا وقبضاً من وَرقهَا وَلذَلِك قد تشفي الْعلَّة الَّتِي يتقشر مَعهَا الْجلد إِذا عولجت بِهِ بالخل فَأَما مَا دَامَ هَذَا اللحاء طرياً قريب الْعَهْد فَإِنَّهُ إِن لف كالرباط على مَوضِع الضَّرْبَة أمكن أَن يدمله. ولأصله أَيْضا هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا وَلذَلِك قد يصب قوم مَاءَهُ الَّذِي يطْبخ فِيهِ على جَمِيع الْعِظَام المحتاجة إِلَى الإدمال من كسر أَصَابَهَا. وَقَالَ د فِي الْمقَالة الأولى: ورق هَذِه الشَّجَرَة وَأَغْصَانهَا وزهرها وقشرها قَابض وَمَتى تضمد بالورق مسحوقاً بالخل كَانَ صَالحا للجرب المتقرح وألزق الْجِرَاحَات. وقشر الشَّجَرَة أَشد إلزاقاً للجراحات من الْوَرق مَتى ربطت بِهِ كَمَا ترْبط بالسير وَمَا كَانَ من قشرها غليظاً وَشرب مِنْهُ مِقْدَار مِثْقَال بِالْخمرِ أَو بِالْمَاءِ الْبَارِد أسهل بلغماً. وَمَتى صب طبيخ الأَصْل أَو طبيخ الْوَرق على الْعِظَام المنكسرة ألحمها وَيصب على الوثء فيجبره سَرِيعا. والرطوبة الْمَوْجُودَة فِي غلف الثَّمَرَة عِنْد أول ظُهُورهَا إِذا لطخت على الْوَجْه جلته وصفت بَشرته. وَمَتى جففت هَذِه الرُّطُوبَة تولد مِنْهَا حَيَوَان شَبيه بالبق.) وورق هَذِه الشَّجَرَة الغض قد يُؤْكَل بالبقل إِذا طبخ مَعَ بعض الطبيخات. فَأَما النخر المتناثر من خشبه الْعَتِيق الْكَائِن كالدقيق فَإِذا ذَر على الْجراح نقاها وختمها. وَيحبس القروح الدبابة الَّتِي تَأْكُل إِذا خلط مَعَ الأنيسون بالسواء وعجن بالمطبوخ وَإِذا صر فِي خرقَة وأحرق وسحق وذر. قَالَ بولس فِي السَّابِعَة: الدردار لَهُ قُوَّة مجففة تجلو حَتَّى أَنه يلصق الْجِرَاحَات وقشره أقوى فعلا مِنْهُ إِذا كَانَ طرياً ول على الْجِرَاحَات كالرباط وَهُوَ يُبرئ البرص أَيْضا مَعَ الْخلّ ولأصوله أَيْضا قُوَّة مثل هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا وَقد يسْكب طبيخه على الْخلْع الْمُحْتَاج إِلَى الْجَبْر وَكسر الْعِظَام فيشدها. ديفروجس وَتَفْسِيره المضاعف الإحراق والتشييط. قَالَ ج فِي التَّاسِعَة من المفردة: قُوَّة هَذَا الدَّوَاء وطعمه قُوَّة وَطعم مركب وَذَلِكَ أَن

فِيهِ شَيْئا يقبض شَيْئا حاراً قَلِيلا فَهُوَ لذَلِك دَوَاء نَافِع للجراحات الخبيثة الردية والقروح الْحَادِثَة فِي الْفَم مَتى اسْتعْمل مَعَ الْعَسَل المنزوع الرغوة أَو وَحده. وينفع أَيْضا فِي مداواة الخوانيق مَتى اسْتعْمل بعد مَا قد منع وَقطع أَولا مَا كَانَ يجْرِي وَينصب إِلَى تِلْكَ الْأَعْضَاء. وَقد استعملته أَيْضا لما قعطت اللهاة فداويتها بِهِ وَحده سَاعَة قطعهَا ثمَّ أعدته مرَارًا إِلَى ان اندملت اندمالاً وختماً جيدا شَدِيدا وينفع فِي هَذَا الْعُضْو خَاصَّة وَفِي جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي يحدث فِيهَا الْجِرَاحَات وَكَذَلِكَ هُوَ أَيْضا نَافِع للقروح الْحَادِثَة فِي الْعَانَة وَفِي الدّرّ واستعماله فِي هَذِه الْأَعْضَاء يكون كاستعماله فِي الْفَم لِأَن هَذِه الْأَعْضَاء تستريح إِلَى مثل هَذِه الْأَدْوِيَة بِأَعْيَانِهَا وتنتفع بهَا وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَنَّهَا أَعْضَاء حارة رطبَة على مِثَال وَاحِد. وَقَالَ د: الديفروجس على أَصْنَاف ثَلَاثَة: مِنْهَا صنف معدني يكون بقبرس فَقَط وَهُوَ جَوْهَر من جنس الطين وَيخرج من بِئْر هُنَاكَ ثمَّ يجفف فِي الشَّمْس ثمَّ يوضع عَلَيْهِ وحواليه الشوك والدغل وَيحرق وَلذَلِك سمى ديفروجس أَي مضاعف الإحراق. لِأَنَّهُ يجفف فِي الشَّمْس ثمَّ يحرق بالنَّار وصنف آخر مِنْهُ كَأَنَّهُ عكر النّحاس الْمُصَفّى غليظه وَذَلِكَ أَنه بعد صب المَاء على النّحاس وإخراجه من البواطن يُوجد فِي أَسْفَلهَا هَذَا الصِّنْف وَفِيه قبض النّحاس وطعمه) وصنف ثَالِث يعْمل على هَذِه الصّفة يُؤْخَذ الْحجر الَّذِي يُقَال لَهُ بوريطس وَهُوَ المرقشيثا وَيصير فِي أتون ويطبخ عدَّة أَيَّام كَمَا يطْبخ الكلس فَإِذا صَار لَونه أَحْمَر كالمغرة أخرج من الأتون وَرفع. وَمن النَّاس من زعم أَنه قد يعْمل مِنْهُ صنف رَابِع من الْحِجَارَة الَّتِي يعْمل مِنْهَا النّحاس إِذا صيرت هَذِه الْحِجَارَة فِي إِنَاء وطبخت فِي الأتون فَإِنَّهُ يُوجد مِنْهُ حواليها وَإِذا أخرجت الْحِجَارَة عَنْهَا أُصِيب أَيْضا مِنْهُ فِيهَا شَيْء كثير. وَيجب أَن يخْتَار مَا كَانَ فِي طعمه شَيْء من طعم النّحاس وَطعم الزنجار وَكَانَ قَابِضا يجفف اللِّسَان تجفيفاً شَدِيدا. ديسقوريدوس: وقوته قُوَّة قابضة مجففة منقية تنقية قَوِيَّة تجلو وتقلع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح وتدمل القروح الخبيثة المنتشرة فِي الْجِسْم. وَمَتى خلط بصمغ البطم أَو بالقيروطي حلل الدبيلات. وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: قُوَّة الديفروجس قُوَّة مختلطة وَذَلِكَ أَن فِيهِ شَيْئا من الْقَبْض والحرافة وَهُوَ دَوَاء للجراحات الردية الْمَذْهَب. دم اسْمه باليونانية إِي أَنا قَالَ جالينوس فِي الْعَاشِرَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِنَّه لَيْسَ دم بَارِد أصلا غير أَن دم الْخِنْزِير حَار رطب يَسِيرا ومزاجه خَاصَّة شَبيه بمزاج الْإِنْسَان وَلذَلِك إِن زعم أحد أَن دم الْإِنْسَان نَافِع لبَعض الأدواء فَيَنْبَغِي أَن يظْهر التجربة

وَالْفِعْل أَولا فِي دم الْخِنْزِير وَإِذا كَانَت الْحَال لَيست وَاحِدَة بل شَبيهَة بِتِلْكَ لِأَنَّهُ وَإِن كَانَت قُوَّة دم الْخِنْزِير دون قُوَّة دم الْإِنْسَان لكنه قد يفعل شَبِيها بِفِعْلِهِ. فَأَما دم الْحمام فقد اسْتَعْملهُ كثير من قدماء الْأَطِبَّاء عِنْد تشريحهم الرَّأْس إِذا انصدع شَيْء من عِظَامه بِأَن يصيروا فِي ذَلِك الصدع من دم هَذَا الْحمام فَإِن عدموه استعملوا بدله دم الورشان أَو دم الفاختة والشفانين أَيهَا كَانَ حَاضرا. وَبَعض الْأَطِبَّاء كَانَ يقطر من دم الْحمام وَهُوَ حَار فِي الْعين الَّتِي أصابتها طرفَة فَاجْتمع فِيهَا الدَّم فيشفيها بذلك. وَبَعْضهمْ كَانَ ينتف من الريش الَّذِي يكون أَصله مملوءاً دَمًا فيعصره فِي الْعين الَّتِي نالتها الطرفة أَو يشق أصل هَذَا الريش فَيَأْخُذ من ذَلِك الدَّم الَّذِي يخرج مِنْهُ حاراً ويقطره فِيهَا وَإِنَّمَا يفعل) ذَلِك مَتى أردنَا الْإِبْقَاء على الْحمام. وَمِنْهُم من يَأْخُذ من ريش فراخ الْحمام الرُّخْصَة الناعمة المملوءة دَمًا فيقطر مِنْهَا فِي الْعين. وَأما أَنا فقد حضرت عدَّة مِمَّن شقّ رَأسه وقطر فِيهِ بدل هَذِه الدِّمَاء الْمَذْكُورَة دهن ورد سخن على نَحْو سخونة الدَّم فبرؤا وَقد تُوجد شيافات وأقرصة تَنْفَع من هَذَا الدَّم الْحَادِث فِي الْعين كَالَّتِي يَقع فِي تركيبها المر والكندر والزعفران وعصارة الحلبة فَإِذا كَانَت هَذَا الْأَشْيَاء مَوْجُودَة وَهِي أَنْفَع من دم الْحمام فَمَا الَّذِي يضطرنا إِلَى دم الْحمام أَو الفاختة أَو الورشان وَنحن نجد هَذِه الْأَشْيَاء بِأَهْوَن سعي. وَكَذَلِكَ لَا نحتاج أَيْضا إِلَى دم الْحَيَوَان الْمُسَمّى غلوقس فِي الدَّاء الْمَعْرُوف بالربو أَو عسر النَّفس إِذْ كَانَ من الْأَطِبَّاء من يسْقِي العليل مِنْهُ وَمِنْهُم من يطْبخ لَحْمه فيطعمه الْمَرِيض ويحسيه مرقه وَمِنْهُم من يقطر على دَمه شَيْئا من المَاء ويسقيه العليل وَقد رَأَيْت طَبِيبا سقَاهُ عليلا بشراب وَسمعت آخر يمدحه وَأَنه شفي بِهِ امْرَأَة كَانَ بهَا ربو فَسَأَلته: أَي أَصْنَاف الربو كَانَ بِتِلْكَ الْمَرْأَة الَّتِي أبرأها دم هَذَا الْحَيَوَان بِزَعْمِهِ فَلم يجبني لِأَنَّهُ لم يعلم أَنْوَاع هَذَا الْمَرَض وَقد كنت علمت أَنه سقَاهُ لهَذِهِ الْمَرْأَة فَلم ينفعها وَمثل هَذَا الْخَطَأ لحق من أثبت فِي كتبه أَن دم الخفاش لَهُ مَنَافِع كَثِيرَة وَأَنه إِذا طلي على ثدي الْأَبْكَار حفظهَا على نهودها زَمنا طَويلا وَقد جربته فَوَجَدته بَاطِلا وَكَذَلِكَ وجدته فِي طلاء الإبطين وزعمهم أَنه يمْنَع من نَبَات الشّعْر فيهمَا وَفِي الْعَانَة إِذا طلي عَلَيْهَا وعَلى خصى الغلمان الَّذين لم يراهقوا. وَأما دم الأرنب وَدم الْمعز وَدم الدَّجَاج فقد يغتذى بِهِ كثير من النَّاس. وَمن الْأَطِبَّاء من سقِِي دم الْمعز مخلوطا بِعَسَل أَصْحَاب المَاء الْمَعْرُوف بالحبن وَمِنْهُم من شوي هَذَا الدَّم وسقاه لمن كَانَ بِهِ استطلاق وَاخْتِلَاف أَشْيَاء لزجة مخاطية الَّتِي تخالط الدَّم فانتفعوا بذلك وأظن أَن نفعهم بِهِ لغلظ الأرضية الَّتِي فِيهِ ويبسه.

وَمِنْهُم من زعم أَن دم الديوك والدجاج نَافِع من الدَّم السَّائِل من أغشية الدِّمَاغ وَهَذَا شَيْء لَا يَصح. وَمِنْهُم من زعم أَن دم الخرفان إِذا شرب نَافِع من الصرع وَهَذَا لَا يجمل بِنَا تجربته إِذْ كَانَت الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من هَذِه الْعلَّة لَطِيفَة القوى وَهَذَا الدَّم ضدها لغلظه ولزوجته. وَأما دم الجدي فَذكر فِيهِ بعض الْأَطِبَّاء قولا هَذَا لَفظه: إِن دِمَاء الجداء أَنْفَع فِي قذف الدَّم من) غَيرهَا من الدِّمَاء وَيجب أَن يكون جَامِدا. يُؤْخَذ مِنْهُ مِقْدَار رَطْل كَيْلا ويخلط مَعَه من الْخلّ الثقيف مثله ويطبخ حَتَّى يغلي ثَلَاث غليات أَو أَكثر ثمَّ يقسم على ثَلَاثَة أَجزَاء ويسقي فِي ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم جُزْء على الرِّيق وَهَذَا الدَّوَاء لَا أرى بتجربته بَأْسا إِذا لم تحضرك أدوية. فَأَما دم الدب فَإِنَّهُ إِذا وضع وَهُوَ حَار على الأورام أنضجها سَرِيعا وَيفْعل ذَلِك ايضا دم التيوس وَدم الْكَبْش وَدم الْبَقر. وَأما دم الضفادع الْخضر الصغار فقد جربت كذب من زعم أَنه إِذا طلي بِهِ مَوَاضِع الشّعْر وَقَالَ قوم: إِن دِمَاء الجراذين تحد الْبَصَر فَتركت تجربته لقذره وَإِنِّي أقدر على غَيره من الْأَدْوِيَة الممتحنة وَكَذَلِكَ لم أجرب دِمَاء الْخَيل وَقد ذكرُوا أَنَّهَا تحرق وتعفن. وَذكروا أَن دم الفأر يقْلع الثآليل والمسامير من الْأَبدَان فَلم أجربها احتقارا بهَا إِذْ كنت أقدر على أدوية كَثِيرَة تفعل ذَلِك. وَقَالَ د فِي الثَّانِيَة: إِن دِمَاء الجداء والحملان والإوز تخلط فِي المعجونات فتنفع نعما وَدم الْحمام يقطع الرعاف الَّذِي من حجب الدِّمَاغ. وَدم الْحمام والورشان والشفنين والقبج يُؤْخَذ وَهُوَ حَار فيكتحل بِهِ للجراحات الْعَارِضَة للعين وكمنة الدَّم فِيهَا والعشا. وَدِمَاء التيوس والماعز والأيايل والأرانيب مَتى شربت وَلَا سِيمَا إِذا طبخت على الْمِقْدَار نَفَعت من وجع المعي. وَمَتى شربت مَعَ الْمَطْبُوخ حصرت الطبيعة المنطلقة ونفعت من السم الَّذِي يُقَال لَهُ طقسقيون. وَدم الأرنب بحرارته إِذا لطخ على الكلف والبثر اللبني فِي الْوَجْه أبرأهما. وَدم الثور إِذا ضمد بِهِ وَهُوَ حَار مَعَ السويق حلل الأورام الصلبة. وَدم الْكَلْب إِذا شرب نفع من عض الْكلاب الكلبة وَمن شرب السم الَّذِي يُقَال لَهُ طقسقيون. وَدم السلحفاة الْبَريَّة يزْعم أنَاس أَنه نَافِع من الصرع ويزعمون أَن دم السلحفاة البحرية يحلل ويشفي الورم إِذا ضمد بِهِ مَعَ حشيش بِمَنْزِلَة الضماد.

فَأَما دم الْخَيل المتحصنة فَيَقَع فِي أخلاط المراهم المعفنة. وَدم الحرباء يُقَال إِنَّه إِذا نتف الشّعْر النَّابِت فِي الْعين وَجعل فِي أُصُوله لم يَدعه أَن ينْبت وَدم الضفادع اخضر القتالة أَيْضا يفعل ذَلِك.) وَقد يظنّ بِدَم الْحَيْضَة إِذا مسح بِهِ الذّكر أَو تغذى فِيهِ الناموس منع الْحَبل. وَمَتى لطخ بِهِ على النقرس خفف وَجَعه وَكَذَلِكَ مَتى لطخ بِهِ على الْحمرَة. وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: إِي أَنا هُوَ الدَّم وَهُوَ حَار غير أَن دم الْخِنْزِير رطب قَلِيل الْحَرَارَة شَبيه بمزاج دم الْإِنْسَان خَاصَّة. وَأما دم الْحمار والوراشين فَلِأَنَّهَا معتدلة تَنْفَع الدَّم الَّذِي يتكتل فِي الْعين من انْشِقَاق الْحجاب الَّذِي يُسمى معنفونس إِذا قطر فِي الْعين وَهُوَ حَار. وَإِذا سكب على المانيخيس الغليظة إِذا ربع جُزْء من قحف الرَّأْس عِنْد انكساره فِي البط وَالْقطع حفظه من الورم. وَأما دم دلاوقويس فَإِذا شرب مَعَ الْمَطْبُوخ أَو مَعَ المَاء نفع من عسر النَّفس. وَأما دم الخفاش فحافظ لثدي الْأَبْكَار وَلَيْسَ يتْرك الشّعْر أَن ينْبت فِي الْإِبِط وَدم الضفادع على هَذَا الْمِثَال. وَأما دم الماعز فَمن أجل يبسه ينفع من بِهِ استسقاء إِذا شرب مَعَ مَاء الْعَسَل وَإِذا شرب أَو أكل نفع من الذوسنطاريا وَمن بلة الْبَطن. وَدم التيس مَتى جفف وَشرب فت الْحَصَى الكائنة فِي الكلى. وَأما دم الدَّجَاج الأهلي فحابس لانبعاث الدَّم الْكَائِن من مقسقس. وَأما دم الدببة والتيوس والجواميس فمنضج للدمامل كَمَا يَزْعمُونَ وَأما دم الضَّب فَيحد الْبَصَر. وَدم الْخَيل الفحول يخلط فِي الْأَدْوِيَة المعفنة وَيَقَع فِيهَا دم الدلم وَالْحمل والإوز. وَقَالَ أَيْضا فِي الْمقَالة الأولى: كل دم أَي دم كَانَ إِذا كَانَ صَعب الاستمراء وَلَا سِيمَا ذَلِك الغليظ الَّذِي يَلِي لمرة السَّوْدَاء كَدم الثور ينضج الأورام. وَأما دم الأرنب فيبرد لِأَنَّهُ أطيب وَأكْثر من اغتذاذه يطبخه مَعَ الكبد وَغَيره من الْبُطُون. وَبَعْضهمْ يَأْكُلُون دم الْخِنْزِير أَيْضا. وَأما الدَّم الطري فقد ذكر أوميرش الشَّاعِر أَن أُنَاسًا يَأْكُلُون الدَّم الطري فيغذيهم. قَالَ ج فِي السَّابِعَة من المفردة فِي قَوْله على حب الخروع بِأَنَّهُ أحد وألطف من زَيْت الساذج وَلذَلِك يحلل أَكثر مِنْهُ.) وَقَالَ د فِي الأولى: إِن دهن الخروع يعْمل على هَذِه الصّفة: خُذ من حب الخروع

المستكمل الطري مَا أَحْبَبْت وجففه فِي الشَّمْس ودقه حَتَّى تقع قشوره وَتسقط عَنهُ ثمَّ ألقه فِي هاوون ودقه نعما ثمَّ صره فِي مرجل بِمَاء وأوقد تَحْتَهُ حَتَّى يغلي فَإِذا خرج مِنْهُ جَمِيع دسمه رفعت الْمرجل عَن النَّار وانتزعت الدّهن الَّذِي يطفو على المَاء بِصَدقَة ورفعته: فَأَما أهل مصر فلأنهم محتاجون مِنْهُ إِلَى الشَّيْء الْكثير يتخذونه على غير هَذِه الصّفة وَذَلِكَ أَنهم من بعد دقهم حب الخروع يلقونه فِي رحى ويطحنونه طحنا نعما ويصيرونه فِي صوان ويعصرونه بِآلَة كابسة. وَليكن دليلك على استكمال الخروع إِذا تَبرأ من المحيطة بِهِ. ودهن الخروع نَافِع للجرب وقروح الرَّأْس والأورام الْحَادِثَة فِي المقعدة ولانضمام فَم الرَّحِم ولانقلابها وللآثار المستحكمة السمجة الْعَارِضَة من الِانْدِمَال ووجع الْأُذُنَيْنِ. وَمَتى خلط فِي اللزوقات جعلهَا قَوِيَّة جدا ويسهل الطبيعة إِذا شرب وَيخرج حب القرع. وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة فِي قَوْله فِي الزَّيْت: إِن دهن الخروع تعادل قوته قُوَّة الزَّيْت الْعَتِيق. دهن الزفت قَالَ جالينوس: دهن الزَّيْت يكون من الزفت الرطب وَهُوَ شَبيه بِهِ فِي الْجِنْس إِلَّا أَن جوهره ألطف من جَوْهَر الزفت. وَقَالَ جالينوس أَيْضا: هُوَ ينفع من دَاء الثَّعْلَب. د فِي الْمقَالة الأولى فِي قَوْله على الزفت: إِنَّه قد يكون من الزفت الرطب شَيْء يُقَال لَهُ قسالاون مَتى نزعت عَنهُ رغوته الَّتِي تطفو عَلَيْهِ وَهُوَ مثل مَاء الْجُبْن على الْجُبْن وَتجمع فِي طبخ الزفت بصوف نقي يعلق على الزفت فَإِذا ابتل من البخار الصاعد إِلَيْهِ عصر فِي إِنَاء وَلَا تزَال تفعل بِهِ ذَلِك والزفت ينطبخ. وَهُوَ نَافِع لما ينفع مِنْهُ الزفت الرطب. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ دَقِيق شعير أنبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب. وَهُوَ والزفت الرطب يبرئان قُرُوح الْمَوَاشِي وجربها مَتى لطخا عَلَيْهَا. قَالَ بولس فِي القَوْل السَّابِع: إِن دهن الزفت يكون من الزفت الرطب وَهُوَ ألطف مِنْهُ فِي طبعه. دَار شيشعان وَيُسمى باليونانية اسقالانوس. قَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة من المفردة: إِنَّه فِي طعمه حريف قَابض وقوته بِحَسب طعمه وَهُوَ مركب من أَجزَاء غير متشابهة وَذَلِكَ أَنه بأجزائه الحارة يسخن وبأجزائه القابضة يبرد قَالَ د فِي الْمقَالة الأولى: إِن اسقيلانوس الَّذِي يُسَمِّيه نَاس هوسطقطون وَآخَرُونَ فابعون ويسميه أهل الشَّام عيدَان الناردين وَهُوَ الشيشعان. وَهِي شَجَرَة ذَات غلظ خشبية فِيهَا شوك كثير وينبت فِي أسوزس وَفِي دوريا ويستعمله العطارون فِي تعفيص الأدهان المطيبة غير أَن أجوده مَا كَانَ رزينا كثيفا طيب الرَّائِحَة فِي طعمه شَيْء من

المرارة وَإِذا قشر كن لَونه إِلَى لون الدَّم ماهو أَو لون الفرفير. وَمِنْه نوع آخر خشبي لَيست لَهُ رَائِحَة وَهُوَ دون الأول. وَأما قُوَّة الدارشيشعان فمسخنة مَعَ قبض وَلذَلِك يُوَافق قُرُوح الْفَم إِذا طبخ بشراب وتمضمض بِهِ وينفع القروح الوسخة الَّتِي فِي الْفَم والقروح الخبيثة الَّتِي تسري فِي الْجِسْم إِذا سكب عَلَيْهَا وَيذْهب نَتن الْأنف ويحدر الأجنة إِذا وَقع فِي الفرزجات. وطبيخه إِذا شرب يعقل الْبَطن يقطع نفث الدَّم وينفع من عسر الْبَوْل والنفخ. وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: إِن الدارشيشعان لَا تشبه أجزاؤه بَعْضهَا بَعْضًا وَذَلِكَ أَنه حَار لطيف قباض ولهذين الْأَمريْنِ صَار يجفف وينفع جدا من النزلات والعفونات والمواد المتجلبة. دَار صيني اسْمه باليونانية مولوسون. قَالَ ج فِي السَّابِعَة من المفردة: الدارصيني فِي غَايَة اللطافة وَلكنه لَيْسَ فِي غَايَة الْحَرَارَة بل هُوَ مِنْهَا فِي الدرجَة الثَّالِثَة وَلَيْسَ فِي الْأَدْوِيَة المسخنة شَيْء آخر يجفف كتجفيفه من أجل لطافة جوهره. فَأَما ذَلِك الَّذِي يُسمى قساموس فَإِنَّهُ كالدارصيني الضَّعِيف وَقد يُسَمِّيه آخَرُونَ الدارصيني الْكذَّاب. وَقَالَ د فِي الْمقَالة الأولى: أَصْنَاف الدارصيني كَثِيرَة فَمِنْهُ صنف يُسمى مولوسون لِأَن فِيمَا بَينه وَبَين السليخة الَّتِي يُقَال لَهَا موسوليطس مشاكلة يسيرَة. وَمِنْه صنف ثَان جبلي وَهُوَ غليظ قصير جدا ياقوتي اللَّوْن. وَمِنْه صنف ثَالِث أسود أملس متشظ لَيْسَ بِكَثِير العقد. وَمِنْه صنف رَابِع أَبيض رخو حسن النَّبَات لَهُ اصل هش الانفراك كَبِير. وَمِنْه صنف خَامِس رَائِحَته شَبيهَة برائحة السليخة سَاطِع الرَّائِحَة ياقوتي اللَّوْن قشره شَبيه بقشر السليخة الْحَمْرَاء صلب تَحت المجسة لَيْسَ بمتشظ جدا غليظ الأَصْل. وَأما الصِّنْف الْمَعْرُوف بالقرفة فَهُوَ دارصيني خشبي وَيُشبه الدارصيني فِي أَصله وَكَثْرَة عقده إِلَّا أَن طيب رَائِحَته أقل من طيب رَائِحَة الدارصيني. وَمن النَّاس من يزْعم أَن القرفة هِيَ جنس آخر غير الدارصيني وَأَنَّهَا من طبيعة أُخْرَى غير طَبِيعَته. وأجود الدارصيني الحَدِيث الْأسود اللَّوْن الَّذِي يضْرب إِلَى الرمادية والحمرة عيدانه دقاق ملس وأغصانه قريبَة بَعْضهَا من بعض طيبَة الرَّائِحَة جدا. وأبلغ محنته طيب رَائِحَته وَقد يُوجد فِي بعضه مَعَ طيب رَائِحَته شَيْء من رَائِحَة السذاب ورائحة القردمانا فِيهِ حرافة ولذع للسان وَشَيْء من ملوحة مَعَ حرارة وَإِذا حك لَا يتفتت سَرِيعا وَإِذا كسر كَانَ الَّذِي فِي مَا بَين أغصانه شَبِيها بِالتُّرَابِ دَقِيقًا. وَإِذا أردْت محنته

فَخذ الْغُصْن من أصل وَاحِد فَإِن امتحانه هَكَذَا هَين وَذَلِكَ أَن الفتات إِنَّمَا هُوَ خلة فِيهِ فَإِن الْجيد مِنْهُ يمْلَأ الخياشيم رَائِحَته فِي ابْتِدَاء الامتحان فَيمْنَع من معرفَة مَا كَانَ دونه. وَمَا كَانَت رَائِحَته من هَذِه الْأَصْنَاف شَبيهَة برائحة الكندر أَو رَائِحَة الآس أَو رَائِحَة السليخة) أَو كَانَ عطر الرَّائِحَة مَعَ زهومة فَهُوَ دون الْجيد. وأردأ مِنْهُ الْأَبْيَض والأجوف والمنكمش العيدان والأملس الخشبي واطرح أَصله فَلَا مَنْفَعَة فِيهِ. وكل دارصيني فقوته مسخنة مَدَرَة للبول منضجة تدر الطمث وَتسقط الأجنة إِذا شرب أَو احْتمل مَعَ المر ويوافق سموم الْهَوَام والأدوية القتالة ويجلو ظلمَة الْبَصَر ويقلع الرُّطُوبَة اللبنية والكلف إِذا لطخ بِهِ مَعَ الْعَسَل وينفع من السعال والنزلات والحبن ووجع الكلى وعسر الْبَوْل. وَبِالْجُمْلَةِ هُوَ كثير الْمَنَافِع ويخلط فِي الأدهان الثمينة المطيبة. ويحفظ قوته زَمَانا طَويلا بِأَن وَمِنْه صنف آخر يُسمى قساموس ويسميه قوم الدارصيني الزُّور وَهُوَ خشن الأغصان غليظ القضبان إِلَّا أَنه دون الدارصيني جدا فِي رَائِحَته ومذاقته. وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: إِن الدارصيني فِي غَايَة فِي لطافة الْأَجْزَاء إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي الْحَرَارَة فِي الْغَايَة بل هُوَ مِنْهَا فِي الْجُزْء الثَّالِث. وَلَيْسَ وَاحِد من الْأَدْوِيَة المقاومة لَهُ فِي الإسخان يجفف كتجفيفه وَذَلِكَ للطافة أَجزَاء جوهره. فَأَما قسامون فَإِنَّهُ مثل الدارصيني إِلَّا أَنه دونه وَقد يُسمى هَذَا دارصيني زور. وَفِي كتاب الْأَطْعِمَة: الدارصيني حَار. يَابِس مُطيب للمعدة نَافِع من الْبرد الْكَائِن فِيهَا وينفع الكبد ويجلو وَيفتح ويدر الْبَوْل ويحدر الطمث ويجلو غشاوة الْعين. دفلى اسْمه باليونانية بئريون. قَالَ ج فِي الثَّامِنَة من المفردة: هَذِه الشَّجَرَة مَعْرُوفَة عِنْد كل أحد وَهِي إِذا وضعت على الْجِسْم من خَارج فذات قُوَّة محللة بالكفاية. وَأما إِن أخذت إِلَى دَاخل فَإِنَّهَا قاتلة مفْسدَة لَيْسَ للنَّاس فَقَط بل لكثير من الْبَهَائِم. ومزاجها من الإسخان فِي الْجُزْء الثَّالِث عِنْد مبدئه وَفِي الأولى من التجفيف. وَقَالَ د: إِن الدفلى يُسَمِّيه قوم بئريون ويسميه آخَرُونَ رودفى وَهُوَ ثنمش مَعْرُوف لَهُ ورق شَبيه بورق اللوز إِلَّا أَنه أطول مِنْهُ وَأَغْلظ وأخشن وفقاحه شَبيه بفقاح الْورْد إِلَّا أَنه المدل وَحمله شَبيه فِي شكله بالخرنوب الشَّامي مَفْتُوح فِي شكله شَيْء شَبيه بالصوف.

وَأَصله طَوِيل حاد الطّرف مالح الطّعْم وينبت فِي الْبَسَاتِين وَفِي السواحل. وَقُوَّة زهره وورقه قاتلة للكلاب وَالْبِغَال وَالْحمير وَعَامة الْمَوَاشِي. وَإِذا شربا بِالشرابِ خلصا النَّاس من نهش ذَوَات السمُوم وخاصة مَتى خلطا بالسذاب. وَأما الضَّأْن والمعز فَإِن شربت من مَاء قد استنقع فِيهِ هَذَا النَّبَات قَتلهَا. وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة الدفلى مَتى وضع من خَارج ضمادا فقوته محللة وَإِذ شرب قتل. دردى الْخمر اسْمه باليونانية طورطس. قَالَ د فِي الْخَامِسَة: الْخمر الْمُخْتَار من درديها مَا كَانَ مِنْهَا من عتيقها وَمن الْبِلَاد الَّتِي يُقَال لَهَا انطاليا فَإِن لم تقدر على هَذَا فاختر مَا يشبهها. فَأَما دردى الْخلّ فشديد الْقُوَّة جدا وَيحرق مثل مَا يحرق دردى الْخمر بعد أَن يجفف نعما وَيَنْبَغِي أَن يحرق دردى الْخمر كَمَا يحرق زبد الْبَحْر بعد أَن يجفف تجفيفا بَالغا. وَمن النَّاس من يَأْخُذهُ ويصيره فِي إِنَاء فخار جَدِيد ويلهب تَحْتَهُ نَارا قَوِيَّة ويدعها عَلَيْهَا إِلَى أَن يصل عَملهَا إِلَى بَاطِنه. وَمِنْهُم من يكتله ويطمره فِي الْجَمْر ويدعه إِلَى أَن تَأْخُذ النَّار فِيهِ كُله. وأمارة جودة احتراقه اسْتِحَالَة لَونه إِلَى الْبيَاض أَو إِلَى لون الْهَوَاء وَأَن يكون مَتى قرب من اللِّسَان فَكَأَنَّهُ يلهبه لشدَّة إحراقه. وَقُوَّة هَذَا الدردى المحرق قُوَّة محرقة شَدِيدَة الإحراق جدا. تجلو وتقلع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح وتقبض وتعفن تعفينا شَدِيدا وتجفف وتسخن إِلَّا أَنه يجب أَنه تسْتَعْمل الدردى مَا دَامَ طريا فَإِن قوته تنْحَل وشيكا. وَلذَلِك يجب أَن يحرق مغطى وَلَا يتْرك مكشوفا بل مصوناً ملفوفا. وَهُوَ يغسل كَمَا يفعل بالتوتياء وَيسْتَعْمل فِي أدوية الْعين كالتوتياء ويجلو أثار الدمامل والقروح فِيهَا وَيذْهب بغشاوة الْعين. وَأما الدردى الَّذِي لم يحرق فَإِنَّهُ يضمر التهبج وَحده أَو مَعَ الآس غضا وَيقبض الأورام البلغمية. وَإِذا ضمد بِهِ مَعَ الآس الْبَطن والمعدة شدهما وَمنع عَنْهُمَا سيلان الرطوبات. وَمَتى ضمد على أَسْفَل الْبَطن وعَلى القروح قطع نزف الدَّم والطمث الدَّائِم. وَقد يحلل الخراجات غير المتقرحة والأورام ويسكن أورام الثدي. وَأما الدردى المحرق فَإِنَّهُ إِذا خلط بالراتينج قلع برص الْأَظْفَار وَإِذا خلط بعلك الأنباط مَعَ دهن قَالَ بولس فِي السَّابِعَة: دردى الشَّرَاب غير المحرق مركب القوى ويجفف تجفيفا شَدِيدا ويفش وَيقبض وَقَبضه على قدر نوع الشَّرَاب الَّذِي كَانَ مِنْهُ ويفش البثر ويسكن الثدي الَّذِي يدر لبنه شَدِيدا ويطفئ حرارته وَيسْتَعْمل فِي الْعِلَل الرّطبَة السيالة.

وَأما المحرق فَهُوَ من الْأَشْيَاء الَّتِي تحرق وتكوى وَيجب أَن يسْتَعْمل مَعَ الْأَدْوِيَة المحرقة وَهُوَ يقْلع برص الأظافير مَتى اسْتعْمل مَعَ الراتينج ويشقر الشّعْر إِذا لطخ بِهِ مَعَ دهن ورد شَجَرَة) المصطكي وَترك لَيْلَة وَغسل. ودردى الْخلّ أقوى فِي جَمِيع أَحْوَاله من دردى الشَّرَاب وَأَشد قبضا. انْقَضى حرف الدَّال

باب الذال

3 - (بَاب الذَّال) ذراريح قَالَ د: هِيَ كلهَا بِالْجُمْلَةِ معفنة مسخنة مقرحة. تدخل فِي الْأَدْوِيَة الْمُوَافقَة للأورام السرطانية وتبرئ الجرب المتقرح والقوابي الردية وتدر الطمث مَتى خلطت بالفرزجات وَمَتى خلطت بِبَعْض الْأَدْوِيَة المدرة للبول نَفَعت من الحبن لِكَثْرَة مَا تدر من الْبَوْل. وَقد زعم بعض النَّاس أَن أَجْنِحَتهَا وأرجلها بادزهر لأبدانها إِذا شربت. وَقَالَ ج إِنِّي قد جربت الذراريح تجربة لَيست بيسيرة فِي علاج الإظفار البرصة فَوَجَدتهَا مَتى وضعت عَلَيْهَا مَعَ قيروطي كَانَت نافعة لَهَا أَو مَعَ مرهم قلعتها حَتَّى يسْقط الظفر كُله وَقد يخلط فِي أدوية الجرب وتقشر الْجلد وَمَعَ أدوية أخر شَأْنهَا أَن تعفن وَمَعَ أدوية قلع الثآليل الْمَعْرُوفَة بالمسامير. وَكَانَ رجل من الْأَطِبَّاء يلقِي مِنْهَا شَيْئا يَسِيرا فِي الْأَدْوِيَة المدرة للبول. وَوجدت فِي الْمقَالة المنسوبة إِلَى جالينوس فِي السمُوم: إِنَّه حَار مفرط الْحر يذهب الجرب والبرص إِذا طلي بِهِ وَيقتل إِذا شرب. وَقَالَ فِي الثَّالِثَة من المفردة: إِن قُوَّة الذراريح شَدِيدَة جدا فِي إدرار الْبَوْل وتنقية الْجِسْم بِهِ وَإِنَّمَا تقرح المثانة لِأَنَّهَا تميل الْمَادَّة إِلَيْهَا لَكِن إِذا كَانَ مِقْدَاره يَسِيرا قوي على إدرار الْبَوْل بِقُوَّة قَوِيَّة ويذرق بالأدوية الَّتِي تخلط بِهِ لنفع المثانة وَلَا يُمكن أَن يحدث هُوَ بِنَفسِهِ تأكلا فِي المثانة لقلته وَلِأَن الْأَدْوِيَة حجاب لَهُ. لي إِن الذراريح لَيست إِنَّمَا تقرح المثانة بِأَنَّهَا تميل إِلَيْهَا مواد الْبدن وَلَو كَانَ كَذَلِك لوَجَبَ أَلا تفعل ذَلِك فِيمَن نجد الأخلاط فِيهِ جَيِّدَة لكنه معفن وَهُوَ يدر الْبَوْل بِسُرْعَة إِلَى المثانة ثمَّ يعفن هُنَاكَ وَلَو كَانَت النورة والزرنيخ تسبق إِلَى المثانة لكَانَتْ تعفن كَذَلِك المثانة لَكِنَّهَا لغلظها تعفن المعي. وَفِي قَول ج: إِنَّه لقلَّة مِقْدَاره لَا يتهيأ لَهُ أَن يعفن دَلِيل على صِحَة قَوْلنَا. وَقَالَ فِي الرَّابِعَة: إِن الذراريح مَتى خلطت مِنْهَا قَلِيلا بالأدوية مَعَ مَا لَا يضر بالمثانة ينقي) الكليتين. قَالَ ابْن ماسويه: إِذا دقَّتْ الذراريح وَجعلت مَعَ الشمع والدهن على النقط الْبيض فِي الْأَظْفَار أذهبها. وَإِن اكتحل بهَا أذهب الظفرة.

قَالَت الخوز: إِنَّه بَالغ النَّفْع جدا للسعفة والبرص إِذا طلي بِهِ. من السمُوم: الذراريح مفرطة الْحر من شرب مِنْهُ مِقْدَار مِثْقَال ورم بدنه وبوله الدَّم ثمَّ قَتله ذَنْب الْخَيل قَالَ فِيهِ د: هَذَا النَّبَات قَابض وَلذَلِك عصارته تقطع الرعاف. وَمَتى شربت بِالشرابِ نَفَعت من قُرُوح المعي وتدر الْبَوْل. إِذا أنعم دقه وضمد بِهِ الْجِرَاحَات بدمها ألحمها. وأصل هَذَا النَّبَات أَيْضا نَافِع للسعال وعسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب وَمن شدخ أوساط العضل. وَقد يُقَال: إِن ورقه إِذا شرب بِالْمَاءِ ألحم قطع المعي وَقطع المثانة وأضمر قيلة الأمعاء. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: هَذَا نَبَات قوته قُوَّة قابضة مرّة وَلذَلِك صَار يجفف غَايَة التجفيف من غير لذع فَهُوَ لذَلِك يدمل الْجِرَاحَات الْعَظِيمَة إِذا وضع عَلَيْهَا كالضماد وَلَو كَانَ العصب فِي تِلْكَ الْجِرَاحَات قد انْقَطع وينفع من الفتق الَّذِي ينحدر فِيهِ الأمعاء وَنَفث الدَّم والنزف الْعَارِض للنِّسَاء وخاصة الْأَحْمَر مِنْهُ وقروح الأمعاء وَسَائِر أَنْوَاع استطلاق الْبَطن إِذا شرب بِمَاء أَو شراب. وَقد يحدث عَنهُ قوم أَنه أدمل فِي بعض الْأَوْقَات جِرَاحَة وَقعت بالمثانة وبالأمعاء الدقاق. وعصارته نافعة أَيْضا من الرعاف وَمن الْعِلَل الَّتِي يستطلق فِيهَا الْبَطن إِذا شرب بشراب مَعَ شَيْء من الْأَدْوِيَة القابضة. وَإِن كَانَت هُنَاكَ حمى فبالماء. قَالَ: وينفع من قيلة المَاء وَهُوَ نَافِع من اخْتِلَاف الدَّم وَسَائِر أَنْوَاع الإسهال إِذا شربت الحشيشة نَفسهَا مَعَ الشَّرَاب وَالْمَاء. وعصارتها نافعة للرعاف والذرب مَتى شربت مَعَ بعض الْأَشْرِبَة القابضة أَو مَعَ مَاء إِن كَانَ العليل محرورا. قَالَت الخوز: إِنَّه بَارِد يَابِس. ذَنْب قَالَ ج فِي كتاب الكيموسين: إِن الأذناب أَشد صلابة من الْبُطُون والأمعاء وبحسب ذَلِك يكون عسر انهضامها وَقلة غذائها إِلَّا أَنَّهَا قَليلَة الفضول من أجل حركتها. ذِئْب قَالَ ج: زبل الذِّئْب عَجِيب الْفِعْل فِي القولنج وَقد ذكرنَا كَلَامه أَيْضا فِي بَاب الزبل فاقرأه. وَقَالَ ج: وَقد ألقيت من كبد الذِّئْب فِي الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالغافت النافع من وجع الكبد فَلم أر لَهُ فضلا فِي الْقُوَّة على الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مِنْهُ شَيْء.

ذرة قَالَ بولس: لَهَا قُوَّة مجففة مَعَ مَا فِيهَا من الْقَبْض. وَلِهَذَا تسْتَعْمل فِي أَنْوَاع الشق الَّذِي يعرض ذهب قَالَ مسيح: إِنَّه نَافِع للخفقان والبخر. ذُو الثَّلَاث وَرَقَات قَالَ عِيسَى ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس جلاء لطيف نَافِع من البواسير. ذُبَاب قَالَ ابْن ماسويه: قد جربته فَوَجَدته مَتى ذَلِك على لسعة الْعَقْرَب ينفع نفعا بَينا. لي: ينظر فِيهِ. انْقَضى حرف الذَّال

باب الراء

3 - (بَاب الرَّاء) راسن قَالَ فِيهِ د: إِن أَصله مَتى طبخ وَشرب طبيخه أدر الْبَوْل والطمث. وَإِن جعل مِنْهُ مَعَ الْعَسَل لعوق وَاسْتعْمل وَافق السعال وعسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب وشدخ العضل والنفخ ونهش الْهَوَام لحرارته. وورقه مَتى طبخ بشراب وتضمد بِهِ نفع من عرق النسا وانخلاع المفاصل الْحَادِث من الرُّطُوبَة. وَإِذا ربى أَصله بالطلاء كَانَ جيدا للمعدة. وَإِن أَخذ مِنْهُ خَمْسُونَ مِثْقَالا فَجعل فِي سنة قوانوسات عصير وَسقي بعد ثَلَاثَة أشهر نفع الرئة والصدر وأدر الْبَوْل. وَقَالَ د: وَقد زعم دمقراطيس أَن الراسن الْمصْرِيّ مَتى شرب أصل وَاحِد من أُصُوله نفع من نهش الْهَوَام. وَقَالَ ابْن ماسويه: خَاصَّة الراسن تقليل الْبَوْل. وَقَالَ ج فِي الْمقَالة السَّادِسَة: أَنْفَع مَا فِي هَذَا النَّبَات أَصله وَلَيْسَ يسخن الْجِسْم سَاعَة يوضع عَلَيْهِ فَلذَلِك لَا يجب أَن يُقَال إِنَّه حَار يَابِس مَحْض الْحَرَارَة واليبس كالفلفل الْأسود والأبيض لكنه فِيهِ مَعَ ذَلِك رُطُوبَة وَلذَلِك صَار يخلط فِي اللعوقات النافعة لنفث الأخلاط الغليظة اللزجة من الصَّدْر والرئة ويؤثر فِيهَا أثرا حسنا جدا وَقد يحْمُونَ بِهِ الْأَعْضَاء الَّتِي قد نالها الْأَذَى من الْعِلَل المزمنة الْبَارِدَة بِمَنْزِلَة عرق النسا الْعَارِض فِي الورك والشقيقة الْعَارِضَة فِي الرَّأْس وخلع المفاصل الْحَادِث عَن الرُّطُوبَة. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي وسط الدرجَة الثَّالِثَة أَو فِي أَولهَا وَحده دون حر الفلفل والثوم وَفِيه رُطُوبَة مائية فضلية. وَهُوَ نَافِع من الأوجاع المزمنة الْبَارِدَة وعرق النسا ووجع الورك والشقيقة المتولدة من البلغم وَمن انخلاع الْأَعْضَاء الْحَادِث من اللزوجة وَالرِّيح الْعَارِضَة فِي المفاصل إِذا ضمدت بِهِ.) وَهُوَ جلاء للخلط اللزج الْعَارِض فِي الصَّدْر والرئة من الرُّطُوبَة وَلَا سِيمَا إِذا عجن بالعسل. والإكثار مِنْهُ يُورث الصداع لِكَثْرَة بخاره الْحَار وَهُوَ يُقَوي المثانة وَيمْنَع من تقطير الْبَوْل الْعَارِض من الْبرد وَهُوَ بطئ فِي الْمعدة لخشبيته.

وَمَا ربى مِنْهُ بالخل أقل حرا وَأَقل ضَرَرا للمحرورين وَلَا سِيمَا إِذا غسل بِالْمَاءِ العذب. وَمَتى ضمد بِهِ على الْكسر جبره وعَلى الوثء أذهبه. وَقَالَ حنين فِي عهد أبقراط: إِن الراسن يذهب بالحزن والغيظ وَيبعد من الْآفَات لِأَنَّهُ يُقَوي فَم الْمعدة وينقي الصَّدْر وَيذْهب بالفضول الَّتِي فِي الْعُرُوق بالبول والطمث وخاصة الشَّرَاب الْمُتَّخذ مِنْهُ. رقع يماني هَذَا دَوَاء يقئ قيئا شَدِيدا بليغا. رمان قَالَ د: كُله جيد الكيموس جيد للمعدة قَلِيل الْغذَاء. والحلو يُولد حرارة قَليلَة فِي الْمعدة ونفخا وَلذَلِك لَا يصلح للمحرورين. والحامض ينفع الْمعدة الملتهبة وَهُوَ أَكثر إدرارا للبول من غَيره من الرُّمَّان وَأَشد قبضا. وَحب الرُّمَّان الحامض إِذا دخل فِي الطَّعَام منع الفضول أَن تسيل إِلَى الْمعدة والأمعاء. وَإِذا أنقع فِي مَاء وَشرب نفع من النفث. وطبيخه نَافِع من قرحَة المعي وسيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم إِذا جلس فِيهِ. وعصارة حبه وخاصة الحامض إِذا طبخ مَعَ الْعَسَل نَافِع من قُرُوح الْفَم والمقعدة والقروح الَّتِي فِي الْمعدة والداحس والقروح الخبيثة وَاللَّحم الزَّائِد ووجع الآذان والقروح الَّتِي فِي بَاطِن الْأنف. والجلنار قَابض مجفف يشد اللثة وَيلْزق الْجِرَاحَات بحرارته وَيصْلح لما يصله لَهُ الرُّمَّان. وطبيخه نَافِع للثة الدامية والأسنان المتحركة ويهيأ مِنْهُ لزق للفتق وَتخرج عصارته كَمَا تخرج عصارة هيوفسطيداس فتصلح لما يصلح لَهُ. وَقُوَّة قشر الرُّمَّان قابضة توَافق مَا يُوَافقهُ الجلنار. وأصل شَجَرَة الرُّمَّان الْبري تصلح عصارته لكل مَا يصلح لَهُ هيوفسطياس. وَقُوَّة قشر الرُّمَّان الحامض أَشد قبضا.) وشراب الرُّمَّان نَافِع من سيلان الفضول إِلَى الْمعدة والأمعاء والحميات الَّتِي يعرض مِنْهَا إسهال وَهُوَ جيد للمعدة يمسك الْبَطن ويدر الْبَوْل. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: الجلنار زهرَة الرُّمَّان الْبري وجنبذ الرُّمَّان زهرَة الرُّمَّان البستاني. وَطعم الجلنار طعم قوي الْقَبْض وقوته قُوَّة تجفف وتبرد وَهُوَ غليظ وَيجب أَن تعلم مِمَّا تقدم فِي القوانين أَنه أرضي بَارِد وَلَيْسَ فِي الجلنار طعم آخر بَين وَلذَلِك هُوَ يجفف ويبرد تبريدا لَيْسَ باليسير وَيشْهد على ذَلِك مَا نرَاهُ عيَانًا من أَنه ينثر. على مَوضِع السحج أَو مَوضِع فِيهِ قرحَة فيدملها سَرِيعا وَكَذَلِكَ أَيْضا فِي مداواة من ينفث الدَّم وَمن بِهِ قرحَة فِي الأمعاء وَمن يتجلب إِلَى بَطْنه أَشْيَاء تخرج بالإسهال وَالنِّسَاء اللواتي يتجلب إِلَى أرحامهن أَشْيَاء تخرج بالنزف وَجَمِيع الْأَطِبَّاء يَسْتَعْمِلهُ.

وَقَالَ فِي الثَّامِنَة حَيْثُ أفرد ذكره: جَمِيع الرُّمَّان طعمه قَابض وَلَكِن لَيْسَ الْأَكْثَر لَا محَالة فِيهِ الْقَبْض وَذَلِكَ لِأَن مِنْهُ مَا هُوَ حامض وَمِنْه حُلْو وَمِنْه قَابض فَيجب أَن يكون مَنْفَعَة كل نوع بِحَسب الطّعْم الْغَالِب عَلَيْهِ فحب الرُّمَّان أَشد قبضا من عصارته وَأَشد تجفيفا وقشوره أَكثر فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا من حبه وجنبذه الَّذِي يتساقط عَن الشّجر إِذا هُوَ عقد أَكثر من قشوره. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن ثقل مَا قلت فِي التفاح والسفرجل وَنَفسه إِلَى الرُّمَّان لم أحتج أَن أَقُول لَك هَهُنَا شَيْئا وَرُبمَا كَانَت عصارة الرُّمَّان أَنْفَع من وُجُوه شَتَّى مِنْهَا تَقْوِيَة الْمعدة وَدفع القئ. وَقَالَ روفس: الرُّمَّان الحامض رَدِيء للمعدة يجرد الأمعاء وَيكثر الدَّم. وَقَالَ فِي كتاب آخر: الرُّمَّان الحلو يلين الْبَطن ويهيج رياحا يسيرَة. وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: الرُّمَّان الحامض ينفع خفقان الْفُؤَاد والحلو لَيْسَ بسريع الهضم. قَالَ اريباسيوس: زهر الرُّمَّان الْبري وَهُوَ الجلنار شَدِيد الْقَبْض وقوته مجففة مبردة غَلِيظَة وَمَتى نثر بعد سحقه على السحج والقروح أدملها سَرِيعا وَلذَلِك يَسْتَعْمِلهُ جَمِيع الْأَطِبَّاء فِي نفث الدَّم وَمن بِهِ اختلافه وَفِي الْموَاد المنصبة إِلَى الْبَطن وَالرحم. قَالَ بولس: أما الحلو مِنْهُ فَإِن فِي كُله قُوَّة قابضة إِلَّا أَنَّهَا فِي الحامض أَكثر وَمن أجل ذَلِك يبرد ويجفف وَأما سَائِر الْأَفْعَال فَإِنَّهَا فِيهِ أقل والعفص مِنْهُ يبرد تبريدا أَكثر من الحلو وَهُوَ يجفف وَحب الرُّمَّان أَشد تجفيفا من مائيته وَأكْثر من الْحبّ تجفيفا قشوره وشحمه وَقُوَّة الجلنار قُوَّة شَحم الرُّمَّان.) قَالَ ابْن ماسويه: أما الحامض مِنْهُ إِذا شرب فنافع للإسهال الْعَارِض من الْمعدة من الصَّفْرَاء والقيء الْحَادِث مِنْهَا والحلو مِنْهُ نَافِع للمبرودين ويسخن الْمعدة تسخينا يَسِيرا وَلذَلِك يضر أَصْحَاب الْحمى الحادة والحامض يدر الْبَوْل بلطافته من أجل الحموضة الَّتِي فِيهِ وَهُوَ نَافِع من الظفرة الَّتِي تكون فِي الْعين مَتى اكتحل بِهِ والمز مِنْهُ نَافِع للمعتدل الطَّبْع. وحبه إِذا جف وَلَا سِيمَا الحامض ينفع طبيخه من إسهال الصَّفْرَاء وَكَذَلِكَ سويقه وَيجب اسْتِعْمَال سويق الرُّمَّان بِمَاء الرُّمَّان إِذا أردته أقوى. وَمَتى عصر الحامض والحلو بشحمهما أسهل الصَّفْرَاء وقوى الْمعدة وَشد اللثة. وقشور أصل الرُّمَّان مَتى طبخ بالنبيذ وَشرب نفع من الدُّود فِي الْبَطن وَحب القرع. وأقماع الرُّمَّان تدبغ الْمعدة وتشد الطبيعة وتلزق الْجِرَاحَات وتجففها إِذا شرب عَلَيْهَا

وخاصة الرُّمَّان أَن عصارته نافعة من الالتهاب الْعَارِض فِي الكبد من شرب النَّبِيذ وخاصة المز والحامض مِنْهُ. وَسَوِيق حب الرُّمَّان مسكن للصفراء نَافِع للمعدة ويشد الْبَطن ويشهي الطَّعَام بحموضته فَإِن وَرب الرُّمَّان الْمُتَّخذ بالخس نَافِع من قيء الصَّفْرَاء والبلغم جَمِيعًا دابغ للمعدة مشه للطعام نَافِع للحوامل. الطَّبَرِيّ: الرُّمَّان الحلو جيد للحلق والصدر ويقمع حرارة الكبد. وَقَالَ ابْن ماسويه: الرُّمَّان المز مسكن للصفراء نَافِع للمعدة الملتهبة وخاصة الرُّمَّان قمع الْحَرَارَة الكائنة فِي الكبد من أجل الْإِكْثَار من الشَّرَاب والحلو ملين للبطن. وَقَالَ بعض القدماء وَهُوَ انطليش الْآمِدِيّ: إِنَّه إِن أكل ثَلَاثَة من أقماع الرُّمَّان من أَمن من رمد الْعين سنة وَقَالَ: الجلنار نَافِع جدا للسحج ولإدمال القروح. فِي الطِّبّ الْقَدِيم: إِن الرُّمَّان يقطع الباه ويجلو الْفُؤَاد. ابْن ماسويه: إِن شراب الرُّمَّان الساذج جيد للالتهاب فِي الْمعدة وللخمار والحمى الحادة والقيء والإسهال والكبد الحارة وَالنِّسَاء الْحَوَامِل. راتينج: قد ذَكرْنَاهُ عِنْد ذكر الصنوبر. ريق قد ذَكرْنَاهُ عِنْد ذكر اللعاب.) رحم رطبَة قَالَ د: مَتى ضمدت بهَا الْأَعْضَاء المحتاجة إِلَى تسكين الوجع سكنته. رتة وَهُوَ البندق الْهِنْدِيّ. فِي كتاب ابْن البطريق فِي السمُوم: قشرها الْأَعْلَى يدق ويسقى مِنْهُ قدر عدسة وأسعط بِهِ فِي الشق الَّذِي فِيهِ اللسعة واسق مِنْهُ مِثْقَالا بِمَاء الْحَشِيش الَّذِي يُسمى الْحَاج واطل مِنْهُ أَيْضا على مَوضِع اللسع من العقارب والرتيلا وَيصْلح للسموم كلهَا وينفع من المَاء فِي الْعين ولحمى الرّبع واستطلاق الْبَطن والهيضة والجرب والشقيقة والصداع يسعط مِنْهُ بِقدر فلفلة وَكَذَلِكَ للقوة يسعط مِنْهُ أَيَّامًا والزمه بَيْتا مظلما فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ. ويسعط بِهِ للصرع وريح الخشم والسدة. وَأما قشر حبه الَّذِي فِي جَوْفه فَفِيهِ خشونة فيدخن بِهِ لريح الصّبيان وَالْجُنُون ويطلى على الْخَنَازِير بخل فَإِنَّهُ يُبرئهُ وللريح فِي الظّهْر والخاصرة ويسقى مِنْهُ قدر حمصة أَيَّامًا وَيحل القولنج. واسق مِنْهُ للخلفة بِمَاء بَارِد قدر حمصة ولريح السبل والغشاوة والظلمة يسعط بِمَاء

ويخلط بالإثمد ويكتحل بِهِ للحول. قَالَ القلهمان: هُوَ جيد لاسترخاء العصب. كَانَ بِرَجُل لقُوَّة فسعط بِشَيْء قَلِيل من الرتة قطرتين فِي الْجَانِب المعوج الَّذِي يغمض فِيهِ عينه وقطرة فِي الصَّحِيح فَسَالَ من أَنفه بلاغم كَثِيرَة جدا وأديم ذَلِك وزيدت فِي كل يَوْم قَطْرَة ثَلَاثَة أَيَّام فبرئ. الخوز: هُوَ جيد للفالج. قَالَ ماسرجويه: إِنَّه حَار يَابِس جيد للعصب الرخو. رخمة قَالَ ابْن البطريق: مرَارَة الرخمة تجفف فِي الظل فِي إِنَاء زجاج مختوم فَإِن لدغت أَفْعَى أَو عقرب أَو غير ذَلِك حك مِنْهُ فِي صدفة بِمَاء عذب وكحل مُخَالفا فِي الْجَانِب الصَّحِيح فَإِنَّهُ يبرأ. وَمَتى كَانَ بانسان شَقِيقَة حك مِنْهُ قَلِيلا فِي صدفة ثمَّ دقه بدهن بنفسج ثمَّ قطر فِي أَنفه مُخَالفا فِي الْجَانِب الصَّحِيح فَيبرأ. وَإِن كَانَت امْرَأَة فحك مِنْهَا بِلَبن الأتن وأسعطها وأسعط بِهِ الصَّبِي فَإِنَّهُ أَمَان من ريح الصّبيان ولوجع الْأذن مَتى جعل فِيهَا بِقَلِيل قطران فِي الْأذن الصَّحِيحَة واكحل مِنْهُ للبياض بِمَاء قَالَ: وَقد جربته فَوَجَدته لسم الْحَيَّة وَالْعَقْرَب والزنبور نَافِعًا جدا. قَالَ د: ذبل الرخم يُقَال إِنَّه يطْرَح الْجَنِين مَتى تبخر بِهِ. راوند قَالَ د: إِنَّه نَافِع مَتى شرب من الرّيح وَضعف الْمعدة والألم الْعَارِض فِي الْجوف من سقطة أَو غير ذَلِك ولوهن العضل ولورم الطحال ووجع الكبد والكلى والمغس والمثانة والصدر وامتداد مَا تَحت الشراسيف ووجع الرَّحِم وعرق النسا وَنَفث الدَّم من الصَّدْر والربو والفواق وقرحة المعي والإسهال المزمن والحميات الدائرة ونهش الْهَوَام والشربة مِنْهُ كالشربة من الغاريقون ويقل الرطوبات. وَمَتى لطخ بالخل على آثَار الضَّرْب والقوابي قلعهَا وَمَتى ضمدت بِهِ الأورام الحارة المزمنة من المَاء حللها وقوته قابضة مَعَ حرارة يسيرَة. وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: قُوَّة الراوند مركبة وَذَلِكَ أَن فِيهِ شَيْئا أرضيا بَارِدًا وَالدَّلِيل على ذَلِك قَبضه وَفِيه أَيْضا حرارة وَذَلِكَ أَن الْإِنْسَان مَتى مضغه فَأطَال مضغه وجد لَهُ حراقة وحدة وَفِيه جَوْهَر هوائي لطيف يدل على ذَلِك رخاوته وَخِفته وَأكْثر دلَالَة على ذَلِك مِنْهُ أَفعاله وَبِهَذَا السَّبَب صَار وَإِن كَانَ يقبض فقد يشفي مَعَ ذَلِك الفسوخ الْحَادِثَة فِي العصب والعضل ويشفي أَيْضا الْمَوَاضِع الَّتِي تحدث فِيهَا الخضرة والقوابي مَتى طلي عَلَيْهَا بالخل وَقد

يسْتَدلّ أَيْضا على أَفعاله بِمَا فِيهِ من الْقَبْض من أَدِلَّة قَوِيَّة فِي الْعِلَل الَّتِي يشفيها وَهِي نفث الدَّم واستطلاق الْبَطن وقروح الأمعاء وَذَلِكَ أَن الشَّيْء اللَّطِيف الهوائي لَا يضاد وَلَا يمانع الشَّيْء الأرضي الْبَارِد بل يذرقه ويؤديه ويوصله إِلَى العمق وَيصير سَببا لقُوَّة أَفعاله.) وَقَالَ بديغورش: الراوند الصيني خاصته النَّفْع من ضعف الْقلب والمعدة والكبد. وَقَالَ بولس: إِنَّه ينفع الفتق والامتداد ونزف الدَّم والذرب ويفش الْآثَار السود وينفع من وجع الكبد لِأَنَّهُ مركب من جَوْهَر أرضي بَارِد وجوهر هوائي لطيف وجوهر حَار حريف قَلِيل. الخوز: هُوَ جيد إِذا أَخذ مِنْهُ وزن دِرْهَمَيْنِ بطلاء ممزوج من الضَّرْبَة والسقطة بَالغ فِي ذَلِك وَقَالَت: أَظُنهُ حارا يَابسا فِي الثَّانِيَة. وَمَتى سحق بخل وطلي على الكلف أذهبه. رماد قَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة: جَمِيع مياه الرماد جلاءة وتقوى فِي ذَلِك وتضعف بِحَسب قُوَّة الْخشب الَّذِي يعْمل مِنْهُ. وَقَالَ فِيهِ فِي الثَّامِنَة حَيْثُ ذكره خَاصّا: إِن فِيهِ كيفيات متضادة وَذَلِكَ أَن فِيهِ جُزْءا أرضيا وجزءا كَأَنَّهُ دخاني إِلَّا أَن هَذَا الْجُزْء اللَّطِيف يُفَارِقهُ إِذا أنقع فِي المَاء وصفي عَنهُ خرج ذَلِك فِي وَيخْتَلف الرماد بِحَسب اخْتِلَاف الشّجر الَّذِي يكون عَنهُ. فَأَما د فلست أَدْرِي كَيفَ قَالَ فِي جَمِيع أَنْوَاع الرماد: إِن فِيهِ قُوَّة قابضة وَنحن نجد رماد خشب التِّين بَعيدا عَن هَذِه الْكَيْفِيَّة الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي شَيْء من أَجزَاء هَذِه الشَّجَرَة قبض كَالْقَبْضِ الْمَوْجُود فِي شجر البلوط وَقَالَت أَبِيه وَشَجر المصطكي ونبات لحية التيس وَمَا أشبههَا بل جَمِيع شجر التِّين مَمْلُوءَة كلهَا لَبَنًا حارا حرارة قَوِيَّة حادة كلبن اليتوع. فرماد الْخشب الْقَابِض كالبلوط فِيهِ من الْقَبْض مِقْدَار لَيْسَ بِيَسِير وَإِنِّي لأعْلم أَنِّي فِي بعض الْأَوْقَات قد حبست بِهِ دَمًا كَانَ انفجر عِنْدَمَا لم أقدر على دَوَاء غَيره. فَأَما رماد خشب التِّين فَلَيْسَ يَسْتَعْمِلهُ أحد فِي هَذَا الْبَاب لِكَثْرَة حِدته وإحراقه وجلائه وَهُوَ فِي الْحَالين جَمِيعًا مُخَالف لرماد خشب البلوط أَعنِي أَن الْجُزْء الدخاني فِيهِ أحد من الْجُزْء الدخاني الَّذِي فِي رماد البلوط والجزء الأرضي فِي رماد البلوط أميل إِلَى الْقَبْض مِنْهُ وَفِي رماد خشب التِّين هُوَ أميل إِلَى الْجلاء وَكَذَلِكَ هُوَ فِي رماد اليتوع. والنورة أَيْضا من أَنْوَاع الرماد وَهِي ألطف من رماد الْخشب بِمِقْدَار فضل حَاجَة الْحِجَارَة إِلَى طول الطَّبْخ وَشدَّة الْوقُود وكثرته عَلَيْهَا حَتَّى تصير رَمَادا وَفِي النورة جُزْء نَارِي كثير الْمِقْدَار وَلذَلِك إِذا غسلت مرَارًا كَثِيرَة صَار مِنْهَا دَوَاء مجفف بِلَا لذع فَإِن هِيَ غسلت بِمَاء الْبَحْر قَالَ: والأدوية الحارة إِذا أحرقت انْسَلَخَ من حَرَارَتهَا بالحرق مِقْدَار كثير جدا

والعديمة الْحَرَارَة) تكتسب بالحرق حرارة نارية وَلَيْسَ شَيْء يحرق فيبرد أصلا وَذَلِكَ أَنه يبْقى من الحرق شَيْء نَارِي وَهَذَا الناري يُفَارِقهُ بِالْغسْلِ وَيبقى بعد ذَلِك أرضيا بَارِدًا يجفف بِلَا لذع. وَقَالَ فِي التَّاسِعَة: مَاء المُرَاد يدْخل فِي المعفنات وَيحرق من غير وجع للطافته وعَلى قدر حِدة الرماد تكون حِدة المَاء ولطافته. وَقَالَ بولس: مَتى جعل فِي رماد اليتوع أَو التِّين نورة صَار المَاء محرقا وَيدخل فِي الْأَدْوِيَة المحرقة وَأقوى مياه الرماد مَاء النورة. روبيان قَالَ جالينوس فِي كتاب الأغذية: إِن الْحَال فِيهِ كالحال فِي السرطان وَقد ذكرنَا السرطان. وَقَالَ فِي كتاب الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الروبيان يحلل الأورام الصلبة ويجتذب الأزجة ويستفرغ حب القرع. ماسرجويه قَالَ: هُوَ حَار رطب باعتدال يزِيد فِي الْمَنِيّ ويلين الْبَطن. قَالَ ابْن ماسه: الروبيان قبل أَن يملح حَار رطب يزِيد فِي الباه ويغذو غذَاء صَالحا وَإِذا ملح أَو عتق يُولد سَوْدَاء وحكة. قَالَ ابْن ماسويه: لحم الرَّأْس غليظ. ربيثا قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّهَا أحر من الروبيان جَيِّدَة للمعدة نافعة لَهَا مجففة لما فِيهَا من الرُّطُوبَة وَلَا سِيمَا إِذا أكلت بالصعتر والشونيز والنبيذ والكرفس والسذاب مهيجة لشَهْوَة الباه. قَالَ ابْن ماسه: هِيَ أحر من الروبيان جَيِّدَة للمعدة الْكَثِيرَة الرُّطُوبَة وَلَا سِيمَا إِذا أكلت بالصعتر والشونيز والنبيذ والكرفس والسذاب وبالتوابل وفيهَا بعض العون على الباه. روذا أريذا كَانَ بحذائه: إِنَّه أصل الْورْد. قَالَ جالينوس: إِنَّه نَبَات قوته ملطفة محللة تسخن فِي آخر الثَّانِيَة أَو فِي أول الثَّالِثَة. رخبين قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة غير جيد الْخَلْط وَلَا جيد للمعدة الحارة يلين الْبَطن مَتى احْتمل شيافا. ريحَان سُلَيْمَان حشيشة تنْبت فِي بِلَاد أصفهان عيدانها شَبيهَة بعيدان الشبث الرطب نافعة جدا. حشيشة مَعْرُوفَة بِهَذَا الِاسْم وَهِي بقلة مَعْرُوفَة تَنْفَع من حمى طريطاوس وسونوخس والمليلة والسل إِذا طبخت وأكلت. وتشاكل قوتها قُوَّة البقلة اليمانية. قَالَ بولس: مَتى أكل أَصْلهَا نفع من القولنج.

وَقَالَ د: إِنَّهَا تطبخ بِالْمَاءِ وتسقى للإسهال المزمن وعملها كعمل السورنجان من غير نفع. وَقَالَ ذَلِك بولس. رعاد هِيَ السَّمَكَة المخدرة. قَالَ ج: وَقد ذكر قوم إِنَّهَا مَتى أدنيت من رَأس من بِهِ صداع سكن صداعه وَمن انقلبت مقعدته وَخرجت أصلحها وَقد جربت الْأَمريْنِ جَمِيعًا فَلم أجد وَاحِدًا مِنْهُمَا وَكَانَت تجربتي لهَذِهِ السَّمَكَة وَهِي ميتَة وَأَنا أَظن أَنه يجب أَن يفعل ذَلِك بهَا وَهِي حَيَّة فَإِنَّهُ كَذَلِك يُمكن أَن تشفي الصداع بِمَا تحدث من الخدر. وبولس يَقُول: الدّهن الَّذِي تطبخ فِيهِ هَذِه السَّمَكَة يسكن أوجاع المفاصل الحديثة إِذا دهنت بِهِ. وَقَالَ د: هَذِه السَّمَكَة المخدرة مَتى وضعت على رَأس من بِهِ صداع مزمن سكنه من رئة قَالَ ج فِي كتاب الأغذية لَهُ: إِن الرئة يصل إِلَى الْبدن مِنْهَا غذَاء بلغمي وَهُوَ أسهل هضما من الكبد وَالطحَال بِحَسب سخافة جرمها وغذاؤها أقل من غذَاء الكبد بِكَثِير. قَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: إِن الرئة قَليلَة الْغذَاء جدا. حنين يَقُول: ذَلِك بِحَسب أَنَّهَا خَفِيفَة تطفو على الْمعدة فَلَا تهضمها على مَا يجب وَلَو انهضمت لَكَانَ غذاؤها قَلِيلا لِأَنَّهَا يابسة. قَالَ روفس: كَانَ يجب بِحَسب جوهرها من الخفة أَن يسْرع هضمها لَكِنَّهَا تطفو فِي أَعلَى الْمعدة فَهِيَ لذَلِك أَبْطَأَ هضما. قَالَ حنين: كل ذَلِك لمن معدته ضَعِيفَة يطفو فِيهَا الطَّعَام الْخَفِيف. الخوزي: إِن أكلهَا نَافِع لمن بِهِ كسر فِي أحد أَعْضَائِهِ. قَالَ الخوزي وبولس: هِيَ عسرة الهضم. رعى الْإِبِل هَذِه باليونانية الاسفاقن. وَزعم اصطفن: أَنه رعى الْإِبِل. قَالَ فِيهِ د: إِن لطبيخ ورقه وأغصانه قُوَّة مَدَرَة للبول والطمث وَيخرج الْجَنِين ويسود الشّعْر وأصبنا فِي نسخ كَثِيرَة بعد هَذَا الِاسْم فَهُوَ الايسونسقس مُفَسرًا أَنه رعى الْإِبِل وَلَيْسَ صفته لورقهما وشجرهما وَاحِدًا وَلَا منبتهما فَلذَلِك يظنّ أَن اصطفن قد غلط لِأَن تَفْسِير هَذَا الِاسْم رعى الْإِبِل.

وَقَالَ: د فِي هَذَا إِن الْإِبِل إِذا ارتعى هَذَا النَّبَات لم تحك فِيهِ مضرَّة الْهَوَام. وَلذَلِك يسْقِي بزر هَذَا النَّبَات لنهش الْهَوَام. رازيانج قَالَ فِيهِ ديسقوريدوس: إِنَّه مَتى أكل زَاد فِي اللَّبن وبزره أَيْضا يفعل ذَلِك مَتى شرب أَو طبخ مَعَ الشّعير ويدر الْبَوْل وَلذَلِك يُوَافق وجع الكلى والمثانة وَيشْرب طبيخه بِالشرابِ لنهش الْهَوَام ويدر الطمث. وَمَتى شرب بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي الحميات سكن الغثيان والتهاب الْمعدة. وأصل الرازيانج مَتى تضمد بِهِ مدقوقا بِعَسَل أَبْرَأ عضة الْكَلْب الْكَلْب. وَمَاء الرازيانج مَتى جفف وَجعل فِي الأكحال المحدة لِلْبَصَرِ نفع جدا. وَيسْتَعْمل وَهُوَ رطب أَيْضا. والصمغة الَّتِي تخرج من سَاقه أقوى فِي حِدة الْبَصَر. وَمَاء الرازيانج غير البستاني الْمُسَمّى: رازيانجا عَظِيما فَإِنَّهُ يُبرئ تقطير الْبَوْل ويدر الطمث. وطبيخ ورقه يدر اللَّبن مَتى شرب ويبالغ فِي تنقية النُّفَسَاء. قَالَ ج فِي السَّابِعَة: أما البستاني فَإِنَّهُ يسخن إسخانا قَوِيا حَتَّى يُمكن أَن يوضع فِي الثَّالِثَة. وَأما تجفيفه فَفِي الأولى وَلذَلِك يُولد اللَّبن وَلَو جفف تجفيفا شَدِيدا لم يُولد اللَّبن. وَهُوَ نَافِع أَيْضا لمن قد نزل فِي عَيْنَيْهِ المَاء من هَذَا الْوَجْه بِعَيْنِه ويدر الْبَوْل ويحدر الطمث. وَأما الْبري الَّذِي يُسَمِّيه بعض النَّاس رازيانج الْجَبَل فَإِن أَصله وبزره أقوى تجفيفا من البستاني وأحسب أَن هَذَا الأَصْل وَهَذَا البزر إِنَّمَا يحبسان الطبيعة بِهَذِهِ الْقُوَّة إِذْ كَانَ لَيْسَ فيهمَا قبض بَين. وأصل هَذَا الرازيانج الْكَبِير وبزره أَيْضا يُمكن فيهمَا أَن يفتا الْحَصَى ويشفيا اليرقان. ويحدرا) الطمث ويدرا الْبَوْل إِلَّا أَنه لَيْسَ يجمع من اللَّبن مثل مَا يجمعه النَّوْع الأول. وَهَهُنَا رازيانج كَبِير آخر وبزره مدور شَبيه ببزر الكزبرة حَار حريف وقوته شَبيهَة بِقُوَّة الرازيانج الَّذِي ذكرته قبله إِلَّا أَنه أَضْعَف. وَقَالَ روفس: إِنَّه غليظ رَدِيء الْغذَاء يدر الْبَوْل. وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: الرازيانج عسر الانهضام قَلِيل الْغذَاء جيد لادرار الْبَوْل. وَقَالَ اريباسيوس: إِنَّه يُولد اللَّبن توليدا قَوِيا. وَقَالَ بولس: الرازيانج الْجبلي الَّذِي يشبه القاقلة يجفف أَكثر مِمَّا يجفف سَائِر أَنْوَاع الرازيانج وَلِهَذَا يحبس الْبَطن ويفت الْحَصَى ويدر الطمث.

قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه دابغ الْمعدة مفتح للسدد فِي الكبد نَافِع للكلى والمثانة نَافِع من الحميات المزمنة وخاصته توليد اللَّبن. وَحكى ج فِي كتاب الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء عَن ديمقراطيس: إِن الْهَوَام ترعى بزر الرازيانج الطري لتضيء أبصارها. قَالَ مسيح: إِن الرازيانج يفتح سدد الحشاء ويطفيء حرهَا وَيذْهب بالحميات الْقَدِيمَة. قَالَ ماسرجويه: عصير ورقه الرطب نَافِع من الْحمى الَّتِي من البلغم والمرة. وحبه يسخن فِي الثَّالِثَة. وَقَالَ ابْن ماسه: إِنَّه حَار فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الأولى فتاح لسدد الكبد زَائِد فِي اللَّبن ينفع مَاؤُهُ مَتى اكتحل بِهِ للْمَاء فِي الْعين. وبزره جيد لوجع الكلى ولسع الْهَوَام وعض الْكَلْب غير الْكَلْب. رعى الْحمام قَالَ د: مَتى أنعم دقه وخلط بدهن ورد أَو شَحم الْخِنْزِير الطري وَاحْتمل سكن الوجع من الرَّحِم. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ سكن الْحمرَة وَمنع القروح من الانبساط فِي الْجِسْم وألزق الْجِرَاحَات. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل أدمل القروح الخبيثة. وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِن قوته تجفف حَتَّى أَنه يدمل الْجِرَاحَات. قَالَ ماسرجويه: إِنَّه نَافِع إِذا وضع على الورم البلغمي وينفع من لذع العقارب. الخوز: خاصته النَّفْع من النقرس. ريباس قَالَ ابْن ماسويه: لَهُ قُوَّة رب حماض الأترج والحصرم. سندهشار: الريباس جيد للبواسير والخمار. قَالَ ابْن ماسه: الريباس بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة يقطع الْعَطش ويقمع الصَّفْرَاء والإسهال الصفراوي جيد للحصبة والجدري والطاعون. وربه مثل رب حماض الأترج. رامك قَالَ الدِّمَشْقِي: إِنَّه بَارِد يَابِس يشد الْمعدة ويقمع الْحَرَارَة. قَالَ ماسرجويه: إِنَّه بَارِد يَابِس لكنه لطيف منق. دَوَاء يَسْتَعْمِلهُ أهل الْقرى فيسهلهم. قيل ذَلِك فِي شوسماهي الخوز. رفاقس دَوَاء فَارسي يشبه الثوم وهما اثْنَان ملتويان واسمهما مُشْتَقّ من شكلهما يزيدان فِي الْمَنِيّ. رصاص قَالَ ديسقوريدوس: حكاكة الرصاص الَّتِي تخرج بالسحق بَين صلاية الرصاص وفهر الرصاص على مَا فِي كتاب الصَّنْعَة قوتها قُوَّة مبردة مغرية ملينة تملأ القروح العميقة لَحْمًا وتقطع سيلان الرطوبات إِلَى الْعين وَتذهب بِاللَّحْمِ الزَّائِد فِي

القروح وتقطع نزف الدَّم. وَإِذا خلطت بدهن ورد كَانَت صَالِحَة للقروح الْعَارِضَة فِي المقعدة والبواسير الَّتِي يخرج مِنْهَا الدَّم والقروح الْعسرَة والاندمال. وَفعله جملَة كَفعل التوتيا. وَأما الرصاص على وَجهه فَإِن دلك بِهِ على لدغة الْعَقْرَب وتنين الْبَحْر نفع مِنْهُمَا. وَيجب أَن يتوقى رَائِحَته إِذا أحرق فَإِنَّهَا ضارة جدا. وَقُوَّة الرصاص المحرق مثل قُوَّة خبث الرصاص إِلَّا أَن خبث الرصاص أَشد قبضا. وَأما اسفيذاج الرصاص فقوته مبردة مغرية ملينة يمْلَأ القروح لَحْمًا ويقلع اللَّحْم الزَّائِد فِي قَالَ ج فِي الأسرب: إِن قوته مركبة وَذَلِكَ ان فِيهِ جوهرا رطبا قد جمد بالبرودة وَفِيه مَعَ هَذَا جَوْهَر هوائي وَلَيْسَ فِيهِ من الأرضي إِلَّا شَيْء يسير. وَمِمَّا يدل على أَن فِيهِ جوهرا رطبا قد جمد بالبرودة سرعَة انحلاله وذوبانه إِذا ألقِي فِي النَّار وَمِمَّا يدل على أَن فِيهِ جوهرا هوائيا أَنه وَحده دون سَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي نعرفها قد علمنَا أَنه يزِيد فِي وَزنه ويربو فِي مِقْدَاره مَتى وضع فِي الْبيُوت الندية. وَقد رَأينَا مرَارًا كَثِيرَة أَن اللحام الَّتِي تلحم بِهِ قَوَائِم التماثيل من الْحِجَارَة تربو وتزيد فِي مقدارها حَتَّى تصير معلقَة من الْحِجَارَة فَهَذِهِ دَلَائِل مقنعة على برودته ورطوبته. وَيعرف أَيْضا ذَلِك بالامتحان والتجربة فَإنَّك مَتى اتَّخذت هاونا من أسرب مَعَ دستجه وألقيت فِيهِ أَي الْأَشْيَاء الرّطبَة شِئْت وسحقته حَتَّى يصير مَا فِي الهاوون كالعصارة كَانَ مِنْهَا شَيْء) بَارِد جدا أبرد من تِلْكَ الْبُرُودَة الَّتِي كَانَت لتِلْك الرُّطُوبَة. وَقد يسْتَعْمل ذَلِك فِي أورام المقعدة مَعَ قرحَة وَمَعَ بواسير وَفِي الأورام الحادة الحارة فِي المذاكير والعانة والثديين. وَيكون مَا يلقِي فِي الهاوون دهن ورد أَو شَيْئا فِيهِ قبض وتبريد أَو عصارة حَيّ الْعَالم من هَذَا الْجِنْس وَهَذَا دَوَاء نَافِع جدا قد استعملته فِي جَمِيع النزل إِلَى اللَّحْم الرخو والمفاصل وَفِي الخراجات الردية الخبيثة حَتَّى أَنِّي استعملته فِي القروح الَّتِي مَعَ السرطان فعجبت من فعله. وَإِن أَحْبَبْت أَن يجْتَمع لَك شَيْء كثير بِسُرْعَة فَاجْعَلْ سحقك لَهُ فِي شمس أَو فِي هَوَاء حَار أَي هَوَاء كَانَ فَإِن أَنْت أَيْضا جعلت هَذِه الرُّطُوبَة الَّتِي تسحقها فِي هَذَا الهاوون عصارة بَارِدَة بِمَنْزِلَة حَيّ الْعَالم أَو هندبا أَو بزرقطونا أَو حصرما أَو عِنَب الثَّعْلَب أَو الرجلة فَإِن الدَّوَاء يكون نَافِعًا فِي أَشْيَاء كَثِيرَة. وَمَتى مد من الأسرب صفيحة وشدت على الْعَانَة أذهبت الِاحْتِلَام. وَمَتى شدت الصفيحة على العصب الملتوي شدا محكما حلت التواءه وتعقده. وَيجب أَن يكون شدّ الأسرب على مَوضِع الْعلَّة نَفسه لَا على شَيْء مِمَّا حوله.

وَمَتى أحرق وَغسل فقوته تبرد وَأما قبل الْغسْل فقوته مركبة. وَهَذَا الابار المحرق نَافِع للخراجات الخبيثة. وَمَتى غسل كَانَ أَنْفَع فِي إدمالها من اللَّحْم وختمها. وَهُوَ نَافِع للقروح الردية الْمَعْرُوفَة بجيرونيه وللسرطانية المتعفنة مَتى اسْتعْمل مُفردا أَو خلط بِوَاحِد من الْأَدْوِيَة الَّتِي تختم وتدمل كالقليميا. وَمَتى عولجت هَذِه القروح فَيجب أَن تحل فِي أول الْأَمر مَا دَامَ الصديد كثيرا فِي كل يَوْم فَإِن لم يكن كثيرا فَمرَّة فِي ثَلَاثَة أَيَّام وَمرَّة فِي أَرْبَعَة أَيَّام وَيُوضَع عَلَيْهَا من خَارج إسفنجة مغموسة فِي مَاء بَارِد وترطب إِذا جَفتْ. وَقَالَ فِي الإسفيذاج: إِنَّه لَيْسَ بحاد وَلَا لذاع وَلَا مُحَلل بل هُوَ مغر مبرد. فَأَما الْمُسَمّى دود القرمز فَإِنَّهُ من الْبُرُودَة على مثل مَا عَلَيْهِ الإسفيذاج إِلَّا أَنه ألطف مِنْهُ حَتَّى أَنه يُمكن فِيهِ بِسَبَب هَذَا أَن تغوص قوته وَتصل إِلَى بَاطِن الْأَجْسَام الَّتِي تداوى بِهِ بِسُرْعَة. وَقَالَ بولس: مَتى وضعت صفيحة رصاص على عصب ملتو بسطته. وَقَالَ ج فِي الأولى من قاطاجانس: إِن المولوبدانا أبرد وأجف من المرداسنج والإسفيذاج أبرد وأجف من المولوبدانا والمرهم الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ يبرد تبريدا كثيرا جدا ويجفف.) انْقَضى حرف الرَّاء.

باب الزاي

3 - (بَاب الزَّاي) زعفران قَالَ فِيهِ د: قوته منضجة ملينة قابضة يدر الْبَوْل وَيحسن اللَّوْن وَيذْهب بالخمار مَتى شرب بميبختج وَيمْنَع الرطوبات أَن تسيل إِلَى الْعين مَتى لطخت بِهِ أَو اكتحل مِنْهُ بِلَبن امْرَأَة. وَقد ينْتَفع بِهِ أَيْضا مَتى خلط بالأدوية المشروبة للأوجاع الْبَاطِنَة والفرزجات والضمادات المستعملة لأوجاع الْأَرْحَام والمقعدة. ويحرك شَهْوَة الْجِمَاع ويسكن الْحمرَة مَتى لطخ عَلَيْهَا وينفع من الأورام الحارة الْعَارِضَة للآذان. وَيُقَال إِنَّه مَتى شرب مِنْهُ زنة ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء قتل. وَقُوَّة دهنه مسخنة منومة وَلذَلِك كثيرا مَا يُوَافق المبرسمين إِذا دهن بِهِ أَو شم أَو دهن بِهِ المنخران وينفع الأورام وينقي القروح. ويوافق صلابة الرَّحِم وانضمامها وَيحل القروح الخبيثة الْعَارِضَة فِيهَا مَتى خلط بموم ومخ وزعفران وَضَعفه زيتا لِأَنَّهُ ينضج ويلين ويسكن ويربط. وَيصْلح للزرقة مَتى اكتحل بِهِ مَعَ المَاء وللذين لَا يقدرُونَ أَن يقبلُوا حر الشَّمْس. ج يَقُول: فِي الزَّعْفَرَان شَيْء قَابض يسير وَقد بَينا أَن الْقَابِض أرضي وَلَكِن الْأَغْلَب عَلَيْهِ الْكَيْفِيَّة الحارة فَيكون جملَة جوهره من الإسخان فِي الدرجَة الثَّانِيَة وَفِي التجفيف فِي الدرجَة الأولى وَلذَلِك صَار فِيهِ بعض الإنضاج ويعينه على ذَلِك الْقَبْض الْيَسِير الَّذِي فِيهِ وَذَلِكَ أَن كل مَا يسخن إسخانا قَوِيا وَكَانَ فِيهِ قبض فَهُوَ فِي قوته مسَاوٍ للأدوية الَّتِي تغري وتلحج إِذا كَانَ مَعهَا حرارة وَقد بَينا أَن الْأَدْوِيَة المغرية اللاحجة الَّتِي فِيهَا حرارة مَوْجُودَة وَلَيْسَت بالشديدة فَهِيَ أدوية تنضج. وَقَالَ بولس: الزَّعْفَرَان حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي الأولى يقبض وينضج. وَقَالَ ابْن ماسويه: الزَّعْفَرَان حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي الأولى يقبض وينضج هاضم للطعام دابغ للمعدة من أجل عفوصته الْيَسِيرَة الَّتِي فِيهِ مقو للكبد مَذْهَب لعسر النَّفس وشهوة الطَّعَام مدر للبول محسن للون وخاصته إذهاب شَهْوَة الطَّعَام وتحسين اللَّوْن وَلَيْسَ بجيد للدماغ وَلَا الْإِكْثَار مِنْهُ بمحمود لإذهابه الشَّهْوَة.) وَقَالَ قسطا ابْن لوقا: الزَّعْفَرَان يفرح الْقلب حَتَّى أَنه يقتل إِن أَكثر مِنْهُ والشربة القاتلة ثَلَاثَة دَرَاهِم.

وَقَالَ ج فِي الميامر: الزَّعْفَرَان قَابض منضج مصلح للعفونة. مسيح يَقُول: إِنَّه مفتح لسدد الكبد وَيُقَوِّي الأحشاء شرب أَو تضمد بِهِ غير أَنه يمْلَأ الرَّأْس وَيذْهب غشاوة الْعين ويردع رطوبتها إِذا طلي بِهِ عَلَيْهَا مَعَ ألبان النِّسَاء وَيُقَوِّي شَهْوَة الْجِمَاع ويحلل الأورام وَفِيه شَيْء من الْقُوَّة القابضة شرب أَو وضع من ظَاهر مَعَ لطافة. ويحلل وَيُقَوِّي الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة والأعضاء الضعيفة بِمَا فِيهِ من الْقُوَّة القابضة مَتى شرب أَو وضع عَلَيْهَا من ظَاهر وَيفتح سدد الكبد وَالْعُرُوق باعتدال الْمَكَان مَا فِيهِ من الْحَرَارَة والمرارة إِلَّا أَنه يمْلَأ الدِّمَاغ. مَجْهُول: الزَّعْفَرَان جيد للطحال. قَالَ ابْن ماسويه: الزَّعْفَرَان حَار يَابِس ينيم وَيقبض وينفع من الشوصة مَتى شم. وخاصته أَنه إِذا اكتحل بِهِ مَعَ المَاء نفع الزرقة الْعَارِضَة بعقب الْمَرَض. وَهُوَ نَافِع للطحال مدر للبول مَذْهَب بِشَهْوَة الطَّعَام مهيج للباه مصدع رَدِيء للرأس منضج إِذا طلي على الورم الْحَار. وَإِن شرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء بَارِد قتل. لي كَانَت امْرَأَة تطلق أَيَّامًا فسقيت دِرْهَمَيْنِ من زعفران فَولدت من ساعتها وجرب ذَلِك مَرَّات فَكَانَ كَذَلِك. وَهُوَ يسكر سكرا شَدِيدا مَتى جعل فِي الشَّرَاب ويفرح حَتَّى أَنه يُصِيب مِنْهُ شبه الْجُنُون من شدَّة الْفَرح. قَالَ الخوزي: إِنَّه لَا يثير خلطا الْبَتَّةَ بل يحفظ الأخلاط بِالسَّوِيَّةِ وَهُوَ جيد للسدد فِي الكبد ويقويها. قَالَ حنين فِي كتاب الترياق: مَاء الزَّعْفَرَان يدر الْبَوْل ويسهل النَّفس وَيُقَوِّي آلَاف النَّفس جدا. قَالَ: وللزعفران خَاصَّة إماتة شَهْوَة الطَّعَام وملء الدِّمَاغ وإظلام الْبَصَر والحواس وَإِبْطَال الحموضة الَّتِي تكون فِي الْمعدة بهَا تكون شَهْوَة الطَّعَام. لي جربت فَوجدت الزَّعْفَرَان مسْقطًا لشَهْوَة الطَّعَام مغثيا.) مسيح قَالَ فِي الكناش: الْأَدْوِيَة الَّتِي تملأ الدِّمَاغ كالزعفران. زَيْت قَالَ فِيهِ د: إِن الْإِنْفَاق وَهُوَ الَّذِي يعْمل من الزَّيْتُون الغض أوفق أَنْوَاع الزَّيْت للأصحاء جيد للمعدة لما فِيهِ من الْقَبْض ويشد اللثة وَيُقَوِّي الْأَسْنَان مَتى أمسك فِي الْفَم وَيمْنَع من الْعرق مَتى تمسح بِهِ.

وَجَمِيع أَصْنَاف الزَّيْت حارة ملينة للبشرة وَيمْنَع الْبرد أَن يصل إِلَى الْأَعْضَاء وينشطها للحركة ويلين الطبيعة ويضعف قُوَّة السمُوم والأدوية الْخَارِجَة ويسقي مِنْهُ للأدوية القتالة يتقيأ بِهِ مَعَ المَاء الْحَار. وَإِذا شرب مِنْهُ تسع أَوَاقٍ بِمِثْلِهَا من مَاء الشّعير أَو المَاء الْحَار أسهل. وَمَتى طبخ بالسذاب وَسقي مِنْهُ وَهُوَ سخن زنة تسع أَوَاقٍ نفع المغس وَأخرج الدُّود من الْبَطن. وينفع مَتى احتقن بِهِ من القولنج الَّذِي من ورم الأمعاء وَمن شدَّة الزبل الجاف. والعتيق مِنْهُ أَشد إسخانا وتحليلا ويكتحل بِهِ لظلمة الْبَصَر. وَأما زَيْت الزَّيْتُون الْبري فقابض وموافق لمن بِهِ صداع كموافقة دهن الْورْد ويحقن الْعرق وَيمْنَع الشّعْر الْقَرِيب من السُّقُوط أَن يسْقط ويجلو النخالة من الرَّأْس والقروح الرّطبَة والجرب القرحي وَغير القرحي وَيمْنَع إسراع الشيب إِذا دهن بِهِ فِي كل يَوْم. وعكر الزَّيْت مَتى طبخ فِي إِنَاء نُحَاس قبرسي إِلَى أَن يثخن فَيصير كالعسل كَانَ قَابِضا وَيصْلح بَدَلا من الحضض ويفضل على الحضض بِأَنَّهُ إِذا خلط بخل وشراب ساذج أَو شراب أونومالي ولطخت بِهِ الْأَسْنَان الوجعة نَفعهَا. وَقد يَقع فِي أخلاط أدوية الْعين والمراهم وَإِذا عتق كَانَ أَجود. وَإِذا طبخ بِمَاء الحصرم إِلَى أَن يثخن كالعسل وطلي بِهِ على الْأَسْنَان المتحركة المتأكلة قلعهَا. وَمَتى خلط بالدواء الْمُسَمّى حمالانون معنقيع الترمس ولطخت بِهِ الْمَوَاشِي قلع جربها. وَأما مَا كَانَ مِنْهُ حَدِيثا لم يطْبخ أَعنِي من عكر الزَّيْت فَإِنَّهُ إِذا سخن وصب على النقرس وَالَّذين بهم أوجاع المفاصل نفعهم وَإِذا لطخ على جلد وضمد بِهِ بطن المحبون حط النفخ الْعَارِض لَهُم.) زيتون بري ديسقوريدوس: ورقه قَابض إِذا دق وسحق وتضمد بِهِ منع الْحمرَة أَن تسْعَى والنملة والشري والقروح الخبيثة الَّتِي تسمى الْجَمْر وينفع الداحس. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل قلع الخشكريشة ونقي القروح الوسخة وَإِذا خلط بالعسل وتضمد بِهِ حلل الورم الْحَار الَّذِي فِي الغدد وَجَمِيع الأورام الحارة وألزق جلد الرَّأْس إِذا انقلع وَإِذا مضغ أَبْرَأ القلاع والقروح فِي الْفَم وعصارته وطبيخه يفْعَلَانِ ذَلِك أَيْضا. وَمَتى احتملت عصارته قطعت سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم ونزف الدَّم وَترد نتو الْعين وَتَنْفَع من قروحها الَّتِي فِي الْحجاب الْقَرنِي وتقطع سيلان الرطوبات المزمنة إِلَيْهَا وَلذَلِك تقع فِي أخلاط الشيافات لتأكل الأجفان وسلاقها.

وَمَتى دق ورقه بشراب وعصر وجفف بعد فِي الشَّمْس وَعمل بعد أقراصا فَإِنَّهَا تصلح للآذان الَّتِي يسيل مِنْهَا الْقَيْح والآذان المتقرحة. وَإِذا تضمد بالورق مَعَ دَقِيق شعير كَانَ صَالحا للاسهال المزمن. وَقد يحرق الْوَرق مَعَ الزهر وَيسْتَعْمل بدل التوتيا وَلَيْسَ بِدُونِهِ فِي النَّفْع. وَقُوَّة الزَّيْتُون البستاني كقوة الزَّيْتُون الْبري غير أَنه أَضْعَف إِلَّا أَنه أوفق للعين من الْبري لِأَنَّهُ أسلس وأخف عَلَيْهَا مِنْهُ. والرطوبة من ورق الزَّيْتُون مَتى لطخ بهَا الرَّأْس أبرأت النخالة مِنْهُ والجرب والبهق والقوباء. وثمره إِذا ضمد بِهِ الرَّأْس شفي نخالة الرَّأْس والقروح الخبيثة. ولب الثَّمَرَة مَتى خلط بشحم ودقيق قلع الْآثَار الْبيض الْعَارِضَة للأظفار. زيتون المَاء: وَأما زيتون المَاء وَهُوَ المربى بِالْمَاءِ وَالْملح فَإِنَّهُ مَتى سحق وتضمد بِهِ لم يدع حرق النَّار أَن يتنفط وينقي القروح الوسخة. وَمَاء الْملح الَّذِي يكبس بِهِ الزَّيْتُون يشد اللثة والأسنان المتحركة. وَالزَّيْتُون الحَدِيث الْأَحْمَر اللَّوْن يحبس الْبَطن جيد للمعدة وَيمْنَع القروح الَّتِي تسْعَى وَيُبرئ الْجَمْر. زَيْت الزَّيْتُون الْبري ينفع اللثة الدامية مَتى تمضمض بِهِ ويشد الْأَسْنَان المتحركة ويهيأ مِنْهُ كماد للثة الَّتِي تسيل إِلَيْهَا الفضول بِأَن يلف الصُّوف على ميل ويغمس فِيهِ وَهُوَ حَار وَيُوضَع عَلَيْهَا.) وصمغ الزَّيْتُون الْبري يلذع اللِّسَان وَالَّذِي لَا يلذعه رَدِيء لَا ينفع وَيصْلح الْجيد لوجع الْأَسْنَان المتأكلة إِذا وضع عَلَيْهَا ولغشاوة الْعين يكحل بِهِ ويجلو وسخ القرحة العميقة الَّتِي تحدث فِي القرنية ويدر الْبَوْل والطمث وَيخرج الْجَنِين ويعد فِي الْأَدْوِيَة القتالة وَيُبرئ الجرب المتقرح والقوابي. وَقد تحرق أَغْصَان الزَّيْتُون وتغسل على مَا فِي كتاب الصَّنْعَة وتستعمل بدل التوتيا. وَقَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة فِي ذكر ثفل الزَّيْت: إِنَّه أرضي حَار إِلَّا أَن حرارته لَا تبلغ أَن يتَبَيَّن لذعه وَإِن هُوَ طبخ كَانَ أغْلظ وَأَشد تجفيفا فليوضع فِي الدرجَة الثَّانِيَة من الإسخان والتجفيف ممتدة وَمن أجل هَذَا يشفي القروح الَّتِي تحدث فِي الْأَبدَان الْيَابِسَة ويهيج القروح الْحَادِثَة فِي غَيرهَا من الْأَبدَان كلهَا لِأَن فِيهِ تهييجا وتنفيذا كَمثل مَا فِي الزَّيْت. وَقَالَ: ورق الزَّيْتُون وعيدانه الطرية من الْبُرُودَة فِيهَا بِمِقْدَار مَا فِيهَا من الْقَبْض. وَأما ثَمَرَتهَا فَمَا كَانَ مِنْهَا مدْركا قد استحكم نضجه فَهُوَ حَار حرارة معتدلة وَغير النضيج أَشد بردا وقبضا.

وَأما فِي السَّادِسَة فقد بَينا أَن الزَّيْت رطب ويسخن إسخانا معتدلا إِذا كَانَ متخذا من الزَّيْتُون الْمدْرك. وَأما المعتصر من الزَّيْتُون الْفَج وَهُوَ الانفاق فبمقدار قَبضه فِيهِ أَيْضا من الْبرد. وَإِذا عتق الزَّيْت كثر إسخانه. وَإِذا ذقت الزَّيْت فَوَجَدته عذبا فَهُوَ حَار باعتدال وَإِذا وجدته قَابِضا فبمقدار ذَلِك ينقص فِي الْحَرَارَة. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن الزَّيْتُون من الأغذية الَّتِي تغذو الْبدن غذَاء يَسِيرا جدا وَقد يَأْكُلهُ النَّاس مَعَ المري قبل الطَّعَام كي يلين طبائعهم. وزيتون الزَّيْت يُولد خلطا دسما فَأَما الْآخرَانِ فَإِنَّهُمَا يولدان خلطا غليظا فهما لذَلِك لَا يقويان الْمعدة ويفتقان الشَّهْوَة. روفس فِي كتاب التَّدْبِير: زَيْت الزَّيْتُون مسخن وَقد شكّ قوم فِي ترطيبه وَذَلِكَ أَنه دَوَاء دَاء الثَّعْلَب أملس لزج وَأَنا أَقُول: إِنَّه يسخن ويجفف قَالَ حنين: بل يرطب. قَالَ اريباسيوس: ثفل الزَّيْت يسخن من غير لذع لذعا بَينا وَمَتى طبخ اكْتسب قُوَّة تسخن) وتجفف. وَقَالَ بولس: المَاء الَّذِي يفصل من الزَّيْتُون المملح أقوى من الَّذِي يحل فِيهِ الْملح فِي التنقية حَتَّى أَنه يبلغ من قوته أَنه يحقن بِهِ لعرق النسا وَذُو سنطاريا الْفَاسِد. وَقَالَ أَيْضا: صمغ الزَّيْتُون الحبشي وَهُوَ الَّذِي يسْتَعْمل فِي آثَار الْجِرَاحَات فَيذْهب بهَا وَيذْهب الْبيَاض الَّذِي فِي الْعين والعشاوة وأوجاع الْأَسْنَان المتأكلة مَتى جعل فِي الأكال. وَقَالَ ابْن ماسويه: الْأَخْضَر من الزَّيْتُون بَارِد يَابِس عَاقل للبطن دابغ للمعدة. وزيتون المَاء دابغ للمعدة بعفوصته. وَالزَّيْتُون الْأسود حَار وَفِيه يبس يسير وَهُوَ أسْرع هضما من الْأَخْضَر. والخلط الْمُتَوَلد من الزَّيْتُون قَلِيل مَذْمُوم وَمَتى أكل فِي وسط الطَّعَام أَجَاد شَهْوَة الطَّعَام وقلل إبطاء الطَّعَام فِي الْمعدة. والكبار مِنْهُ أقوى فِي أَفعاله وَمَتى جعل فِي الْخلّ كَانَ أدبغ للمعدة. قَالَ ج: وزيت الْإِنْفَاق وَهُوَ من الزَّيْتُون الْأَخْضَر بَارِد يَابِس فِي الأولى مضاد للسموم بِخَاصَّة فِيهِ دابغ للمعدة مقو لَهَا صَالح للمحرورين وَلَا سِيمَا إِن كَانَ مغسولا والمتخذ من الزَّيْتُون الْأسود النضج حَار يَابِس. قَالَ د: وَالزَّيْت المغسول الَّذِي يعْمل فِي الجزيرة الْمُسَمَّاة سقيون يسخن إسخانا يَسِيرا ويوافق

وَقَالَ أَبُو جريج: صمغ الزَّيْتُون حَار يَابِس نَافِع للجراحات مَتى جعل فِي المراهم لِأَنَّهُ يجففها وينشف بلتها. الذَّهَبِيّ حَار والفج الْأَبْيَض من زيتون المَاء لَيْسَ بمسخن وَهُوَ يَابِس. زعرور قَالَ د فِيهِ: إِنَّه جيد للمعدة مُمْسك للبطن. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة ثَمَرَة الزعرور تقبض قبضا شَدِيدا وتحبس الْبَطن جدا وَفِي قضبانه وورقه عفوصة لَيست باليسيرة. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: مَا قلته فِي التفاح والسفرجل والكمثرى يصلح أَن أقوله هُنَا والزعرور أَشد قبضا من الغبيراء وَلذَلِك هُوَ أصلح لانطلاق الْبَطن. روفس فِي كتاب التَّدْبِير: إِنَّه يقطع القئ وَيعْقل الْبَطن وَلَا يحبس الْبَوْل. وَقَالَ اريباسيوس: إِن قَبضه شَدِيد حَتَّى لَا يُمكن أكله إِلَّا بعد كد وَيحبس الْبَطن حبسا شَدِيدا جدا. قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه يقمع الصَّفْرَاء. زوفا رطب زبيب قد ذَكرْنَاهُ مَعَ الْعِنَب. زنجبيل قَالَ د: قوته مسخنة مُعينَة على هضم الطَّعَام يلين الْبَطن تَلْيِينًا خَفِيفا جيد للمعدة وظلمة الْبَصَر وَهُوَ شَبيه الْقُوَّة بالفلفل. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إسخانه قوي وَلَكِن لَا يسخن من سَاعَته فِي أول الْأَمر كَمَا يفعل الفلفل وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي لطافة الفلفل وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ يَسْتَحِيل سَرِيعا إِلَى أَجزَاء صغَار وَيصير حارا بِالْفِعْلِ مثل الفلفل وَلَكنَّا نجده عيَانًا أَن فِيهِ شَيْئا من جَوْهَر لم ينضج وَهَذَا الشَّيْء لَيْسَ هُوَ يَابسا أرضيا بل الأحرى أَن يكون رطبا وَمن أجل ذَلِك صَار الزنجبيل يتفتت ويتأكل سَرِيعا من أجل مَا فِيهِ من رُطُوبَة الْفضل لِأَن هَذَا التأكل لَيْسَ يعرض لشَيْء من الْأَشْيَاء الْمَحْضَة اليبس أَو الرُّطُوبَة برطوبة نضجة مشاكلة لجوهرها وَقد يعرض هَذَا بِعَيْنِه للدارفلفل وَمن أجل ذَلِك صَارَت الْحَرَارَة الْحَادِثَة عَن الزنجبيل وَعَن الدَّار فلفل تبقى لابثة دهرا طَويلا أطول من لبث الْحَرَارَة الْحَادِثَة عَن الفلفل الْأَبْيَض والفلفل الْأسود وكما أَن النَّار إِذا أخذت فِي الْحَطب الْيَابِس تشتعل وتتشبث بِهِ على الْمَكَان وتطفأ بالعجلة كَذَلِك الْحَرَارَة الْحَادِثَة عَن الْأَدْوِيَة الَّتِي قوتها هَذِه الْقُوَّة أَعنِي الْقُوَّة الْيَابِسَة تشتعل أَكثر وأسرع وتلبث مُدَّة أقل والحرارة الْحَادِثَة عَن الْأَدْوِيَة الرّطبَة رُطُوبَة فضل تشتعل بابطاء وتلبث مُدَّة طَوِيلَة وَلذَلِك صَارَت مَنْفَعَة كل وَاحِد من هذَيْن الجنسين من الْأَدْوِيَة غير مَنْفَعَة الآخر وَذَلِكَ أَنا مَتى أردنَا أَن نسخن الْبدن كُله بالعجلة فَيجب أَن نعطي الْأَشْيَاء الَّتِي سَاعَة تلقي حرارة الْبدن يسخن بهَا على الْمَكَان وتنتشر فِي الْجِسْم كُله وَمَتى أردنَا إسخان عُضْو وَاحِد أَي عُضْو كَانَ

فَيجب أَن نَفْعل خلاف ذَلِك أَعنِي أَن تُعْطِي هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي سَاعَة تلقي حرارة الْبدن تبطي فِي السخونة حَتَّى إِذا هِيَ سخنت لَبِثت سخونتها مُدَّة طَوِيلَة فالزنجبيل والدارفلفل وَإِن كَانَا مخالفين للفلفل الْأسود فِي هَذَا الَّذِي وصفت فَإِن مخالفتهما إِيَّاه يسيرَة. وَأما الْحَرْف والخردل والينتون وخرء الْحمام الْبَريَّة فَإِنَّهَا لَا تشتعل الاشتعال التَّام إِلَّا فِي مُدَّة طَوِيلَة وَلَا يُفَارق أَيْضا لهيبها الْبدن مُدَّة طَوِيلَة. قَالَ ابْن ماسويه: الزنجبيل حَار فِي آخر الثَّالِثَة رطب فِي آخر الأولى يدل على رطوبته تَأْكُله وتعفنه وَهُوَ بليغ النَّفْع فِي السدد الْعَارِضَة فِي الكبد من الْبرد والرطوبة معِين على الْجِمَاع هاضم للطعام مُحَلل للرياح الغليظة الْحَادِثَة فِي الأمعاء والمعدة ملين للطبيعة نَافِع من ظلمَة الْبَصَر) المتولدة من الرُّطُوبَة إِذا اكتحل بِهِ. والزنجبيل المربى حَار يَابِس لِأَن الْعَسَل زعم أذهب رطوبته مهيج للجماع يزِيد فِي حر الْمعدة وَالْبدن ويهضم الطَّعَام وينشف البلغم وينفع من الْهَرم والبلغم الْغَالِب على الْجِسْم. قَالَ الْفَارِسِي: إِنَّه يهضم البلغم الَّذِي فِي الرَّأْس وَالْحلق ويهيج نَار الْمعدة ويمسك الْبَطن ويهيج الباه. مَجْهُول: الزنجبيل جيد للْحِفْظ. شرك قَالَ فِي الزنجبيل: مَعَ حرافته فِيهِ رُطُوبَة بهَا يزِيد فِي الْمَنِيّ. وَقَالَ حَكِيم بن حنين: إِن الزنجبيل يرتبه المحدثون لقَوْل ج فِيهِ: إِنَّه شَدِيد الْحَرَارَة فِي الدرجَة الثَّالِثَة وَلقَوْله فِيهِ: إِن فِيهِ رُطُوبَة يسيرَة فِي الأولى من الترطيب. قَالَ ابْن ماسه: خاصته تقليل الرُّطُوبَة المتولدة فِي الْمعدة عَن الْفَوَاكِه كالبطيخ وَنَحْوه وتقليل الرِّيَاح الغليظة فِي الْبَطن. ابْن ماسويه: إِنَّه يلين الْبَطن. زبيب الْجَبَل نذكرهُ عِنْد ذكر الميويزج. زهرَة الْملح زبل قَالَ د: أما أخثاء الْبَقر الراعية. إِذا وضعت حِين تروثها على الأورام الحارة من الخراجات سكنتها وَإِن صودفت غير حارة لفت فِي ورق وتسخن فِي رماد حَار ثمَّ يطْرَح الْوَرق وَيُوضَع على الأورام. وينفع نفعا بَينا من عرق النسا إِذا ضمد بهَا وَهِي سخنة. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ حل الْخَنَازِير والأورام الصلبة الَّتِي تكون فِي اللَّحْم الرخو. وخثى الثور خَاصَّة إِذا تبخر بِهِ أصلح حَال الرَّحِم وطرد البق. وبعر الماعز وَلَا سِيمَا الْجبلي مَتى شرب بِالشرابِ نفع من اليرقان وَإِن شرب بِبَعْض الأفاويه أدر الطمث وَأخرج الأجنة وَإِذا أنعم دق الْيَابِس مِنْهُ وخلط بالكندر واحتملته الْمَرْأَة فِي صوفة قطع سيلان نزف الدَّم من الرَّحِم. وَإِذا خلط بالخل قطع نزف الدَّم من أَي مَوضِع

كَانَ من الْجِسْم. وَمَتى أحرق وخلط بالخل أَو بالسكنجبين ولطخ على دَاء الثَّعْلَب أبراه. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ شَحم خِنْزِير نفع من النقرس. وَقد يطْبخ بالخل أَو بِالشرابِ وَيُوضَع على نهش الْهَوَام وعَلى الْملَّة والأورام الْعَارِضَة فِي أصل الْأذن فينفعها. وَإِذا كوي بِهِ عرق النسا نفع جدا. ويكوى بِهِ على هَذِه الْجِهَة: تشرب صوفة زيتا وتوضع على الْموضع العميق الَّذِي فِيمَا بَين الْإِبْهَام والزند من الْيَد وَهُوَ إِلَى الزند أقرب ثمَّ خُذ بَعرَة والهبها حَتَّى تصير جَمْرَة ثمَّ ضعها على الصُّوف وَلَا تزَال تفعل ذَلِك حَتَّى يصل الْحس بتوسط العصب إِلَى الورك ويسكن الْأَلَم. وَهَذَا الكي يُسمى الكي البعري. وبعر الضَّأْن مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ أَبْرَأ من الشري والثآليل وَاللَّحم الزَّائِد الْمَعْرُوف بالتوث والنملة. وَمَتى خلط بموم مذاب ودهن ورد أَبْرَأ من حرق النَّار. وزبل الْخِنْزِير الْبري مَتى شرب وَهُوَ حَار بِمَاء أَو شراب قطع نفث الدَّم وَسكن الوجع المزمن الْعَارِض للْجنب. وَإِذا شرب مَعَ خل أَبْرَأ وَهن العضل. وَإِذا خلط بموم مذاب بدهن ورد أَبْرَأ التواء العصب. وسرجين الْحمير وَالْخَيْل مَتى أحرق أَو لم يحرق وخلط بخل قطع سيلان الدَّم. وسرجين الْحمار الرَّاعِي الْيَابِس مِنْهُ مَتى خلط بشراب وضمد بِهِ وَشرب نفع من لسع الْعَقْرَب نفعا عَظِيما.) وزبل الْحمام أسخن وَأَشد إحراقا من غَيره من الزبول. وَقد يخلط بدقيق شعير وزيت وَمَاء فينفع الأورام الَّتِي تحْتَاج إِلَى تَحْلِيل. وَإِذا خلط بخل حلل الْخَنَازِير. وَمَتى خلط بالعسل وبزر الْكَتَّان قلع خشكريشة قُرُوح النَّار الفارسية. وَمَتى سحق بالزيت أَبْرَأ حرق النَّار. وزبل الدَّجَاج يفعل مَا يَفْعَله زبل الْحمام إِلَّا أَنه أَضْعَف. ويوافق أكل الْفطر الْقِتَال وَمن كَانَ بِهِ وزبل الرخم يُقَال: إِنَّه إِذا تبخر بِهِ طرح الْجَنِين. وزبل الفأر إِذا خلط بالخل ولطخ على دَاء الثَّعْلَب أَبرَأَهُ. وَمَتى شرب بالكندر أَو بِالشرابِ الْمُسَمّى اونومالي فت الْحَصَى وبولها. وَمَتى احتملت مِنْهُ شيافة أطلقت بطن الصّبيان. وزبل الْكَلْب إِذا شرب بشراب عقل الْبَطن. والعذرة مَتى تضمد بهَا وَهِي حارة منعت الْجَمْرَة من الخراجات وألزقتها. وَمَتى جففت وخلطت بِعَسَل وتحنك بهَا نَفَعت من الخناق. وزبل الحرذون يحسن اللَّوْن ويصقل الْوَجْه وَيصْلح للفم الوجع. وَقَالَ ج: قوته محللة تنقي الكلف وتقلع البهق والقوباء. قَالَ: وَقد جربت زبل الْكَلْب الَّذِي يطعم الْعِظَام وَيحبس أَيَّامًا حَتَّى يكون زبله أَبيض يَابسا لَا نَتن لَهُ فِي مداواة أورام الحنجرة والقروح فِي الأمعاء والخراجات العتيقة.

أما فِي أورام الحنجرة فَمَعَ أدوية نافعة من ذَلِك وَفِي قُرُوح المعي فَمَعَ اللَّبن الْمَطْبُوخ. بالخطمى أَو بِقطع الْحَدِيد المحمى فَوَجَدته عجيبا وَكَذَلِكَ فِي مداواة الخراجات الخبيثة وَهُوَ قوي جدا فِي التجفيف والتحليل. فَأَما زبل النَّاس فَإِنَّهُ كَانَ عندنَا رجل يتَأَذَّى بورم يعتاده فِي حلقه حَتَّى يشرف مِنْهُ على الاختناق ويضطره ذَلِك إِلَى الفصد فطلاه رجل قبل الفصد بزبل صبي فبرأ من سَاعَته. وداوى بِهِ قوما آخَرين فبرؤا. وَكَانَ ذَلِك الرجل يطعم الصَّبِي خبْزًا وترسما ويسقيه شرابًا عتيقا وَبعد أَن يجود هضمه يَأْخُذ زبله فِي الْيَوْم الثَّالِث. وَذكر أَيْضا أَنه قد جرب لُحُوم الدَّجَاج والحجل اسفيذباجا وغذاها الصَّبِي فَوجدَ الزبل يفعل ذَلِك. وَإِن الترمس إِنَّمَا يَسْتَعْمِلهُ لِئَلَّا يكون الزبل منتنا. وَأما زبل الذِّئْب فَكَانَ يسْقِيه بعض الْأَطِبَّاء أَصْحَاب القولنج إِذا لم يكن هُنَاكَ ورم وَلم يكن يسْقِيه فِي نوبَة الْعلَّة أصلا وَرُبمَا سقَاهُ من قبل الوجع. وَرَأَيْت بعض من شرب هَذَا الزبل لم يعاوده الوجع وَإِن عاوده فشيء يسير غير مؤذ. لَا يعْتد بِهِ. وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك الطَّبِيب يَأْخُذ الزبل) الْأَبْيَض وَإِنَّمَا يكون ذَلِك إِذا تغذى الذِّئْب بالعظام فَكنت أتعجب من منفعَته إِذا عولج بِهِ المرضى. وَكَانَ رُبمَا علقه على فَخذ الْمَرِيض فينفعه مَنْفَعَة بَيِّنَة ويشده بخيط من صوف كَبْش قد افترسه الذِّئْب وَذَلِكَ أبلغ فِي الْمَنْفَعَة. فَإِن لم يقدر عَلَيْهِ فَيَأْخُذ شبْرًا من جلد أيل ويشد بِهِ ذَلِك الزبل وعلقه على فَخذ العليل. وَأما نَحن فَإنَّا جعلنَا مِنْهُ فِي حق فضَّة مِقْدَار باقلاة وعلقناه على الوجع فنفع. وَلما رَأَيْت ذَلِك فِي وَاحِد من المرضى استعملته فِي عدَّة مِنْهُم بعد ذَلِك فنفعهم نفعا عَظِيما. وَكَانَ ذَلِك الطَّبِيب يخْتَار الزبول الْبيض الَّتِي تقع على الصخور من زبول الذئاب الَّتِي لم تماس الأَرْض وَلَا سَقَطت إِلَّا على شوك أَو على بعض الْحِجَارَة أَو الْحَشِيش وَقد يُوجد فِيهَا كسور عِظَام قد ابتلعها الذِّئْب فضعفت معدته عَن هضمها فَتخرج سَرِيعا قبل أَن تنطبخ فَكَانَ يسحق هَذِه الْعِظَام فيسقيها وَرُبمَا كَانَ يخلط مَعَ الزبل شَيْئا من ملح وفلفل إِذا كَانَ العليل متقززا ويسقيه بشراب أَبيض لطيف وَرُبمَا سقَاهُ بِمَاء وَحده. وَأما بعر الماعز فقوته حارة محللة نافعة من الأورام الجاسية فِي الطحال وَغَيره وَمن الأورام الصلبة وأورام الرّكْبَة المتقادمة مَتى خلط بدقيق شعير وعجن بخل ممزوج بِالْمَاءِ وَوضع عَلَيْهَا. وَهَذَا الدَّوَاء حاد جدا. وَإِنَّمَا يسْتَعْمل فِي الْقرَوِيين والأكرة لَا فِي الصّبيان وَالَّذين أبدانهم رخصَة وَقد اسْتعْمل فِي أورام أخر غير الرّكْبَة فنفع نفعا عَظِيما. وَيسْتَعْمل فِي الاسْتِسْقَاء وَالطحَال على وُجُوه كَثِيرَة. وَإِذا أحرقت هَذِه الزبول كَانَت ألطف من غير أَن تزداد بذلك حِدة بَيِّنَة وَلذَلِك تَنْفَع من دَاء الثَّعْلَب وَجَمِيع الأدواء المحتاجة إِلَى الْأَدْوِيَة الجلاءة بِمَنْزِلَة تقشر الْجلد والقوابي

والجرب والوضح والقروح الردية. وَقد يخلط أَيْضا فِي الأضمدة المحللة النافعة للأورام الْحَادِثَة فِي أصل الْأُذُنَيْنِ والأربيتين المتقادمة. وَكثير من الْأَطِبَّاء يسْتَعْمل هَذِه الزبول لِكَثْرَة تحليلها فِي نهش الأفاعي والهوام فَكَانَ من يتدارك مِنْهُم بالعاج نجا وَلَا سِيمَا نهش شَيْء سوى الأفاعي. وَكَانَ أَيْضا يسْقِي مِنْهُ أَصْحَاب اليرقان بِالشرابِ فيبرئهم. ويستعمله فِي نزف النِّسَاء فرزجا مَعَ كندر. وَيجب أَن تعلم أَن التجفيف عَام لجَمِيع الزبل إِلَّا أَنَّهَا مُخْتَلف فِي قدر مزاج الْحَيَوَان فَمَا كَانَ مِنْهَا الأشد يبسا فِي مزاجه فزبله أَشد يبسا وَمَا كَانَ حَار المزاج فزبله حَار. وَلَيْسَ شَيْء من) الزبل بَارِدًا إِلَّا أَنه مُخْتَلف فِي النَّاس خَاصَّة أَكثر اخْتِلَافا من سَائِر الْحَيَوَان وَذَلِكَ لاخْتِلَاف أغذيتهم فَلَيْسَ زبل من تغذى بالثوم والبصل مثل زبل من تغذى بالقرع والخس. وَأما زبول الْمَاشِيَة الراعية الْحَشِيش فَقل مَا يخْتَلف بَعْضهَا من بعض فَإِن رعيها وَاحِد وَإِن اخْتلف فقليل. وزبل الْبَقر يَابِس مُحَلل وَفِيه قُوَّة جاذبة وَلذَلِك ينفع من لسع النَّحْل والزنابير وَقد يُمكن أَن يكون فعله هَذَا من أجل طبعه. وَقد كَانَ رجل مَشْهُور بالطب يطلي من بِهِ استسقاء بالأخثاء على بدنه كُله فينتفع بذلك مَنْفَعَة بَيِّنَة وَكَانَ أَيْضا يستعملها فِي الْأَعْضَاء الوارمة من أبدان الأكرة وَكَانَ يجمع الخثاء فِي فصل الرّبيع لِأَن الْبَقر فِي ذَلِك الْوَقْت ترعى العشب الرطب وَحِينَئِذٍ تكون قُوَّة أخثائها لينَة جدا. وَأما إِذا رعت الْحَشِيش الْغَيْر الرطب فقوتها يابسة. والأخثاء الكائنة فِي فصل الرّبيع وسط بَين الأخثاء الكائنة من اعتلاف التِّبْن والكرسنة وأخثاء الْبَقر الَّتِي تعتلف الكرسنة نافعة لأَصْحَاب الاسْتِسْقَاء. وَقد كَانَ ذَلِك الطَّبِيب يسْتَعْمل أخثاء الْبَقر فِي الأورام الصلبة كلهَا والخنازير وَكَانَ عِنْد ذَلِك يعجنها بالخل ويضمدها بِهِ. وَجَمِيع هَذِه الْأَدْوِيَة إِنَّمَا يسْتَعْمل فِي أبدان الأكرة والفلاحين. وَأما بعر الضَّأْن فقد كَانَ ذَلِك الطَّبِيب يعالج بهَا الثآليل النملية وَهِي الَّتِي يحس فِيهَا بدبيب كدبيب النَّمْل والثآليل المتعقلة والمركوزة والمسمارية الَّتِي تسمى خيلانا وَاللَّحم الزَّائِد النَّابِت والجراحات الْحَادِثَة عَن الأخلاط الغليظة إِذا كَانَت صلبة والمسامير بعد عجنه بالخل وَكَثِيرًا مَا كَانَ يستعملها فِي قُرُوح حرق النَّار لِأَنَّهُ يختمها. وَكَانَ رُبمَا يخلطه بدهن ورد وشمع ثمَّ يَضَعهَا على تِلْكَ القروح. وَكَذَلِكَ كَانَ يفعل ببعر الْمعز المحرق يخلط مِنْهُ الْيَسِير مَعَ كثير من القيروطي. وَأما زبل الْحمام الْأَهْلِيَّة الراعية فحارة وزبل الْبَريَّة مِنْهَا والجبلية أَشد حرارة. وَأَنا أستعمله فِي الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج إِلَى إسخان وَرُبمَا خلطت مَعَه بزر الْحَرْف أَو بزر الْخَرْدَل

مسحوقين منخولين واستعملها فِي الْمَوَاضِع الْبَارِدَة المحتاجة إِلَى التسخين فِي الْعِلَل المزمنة كالنقرس والشقيقة والصداع والدوار وأوجاع الجنبين والكتفين وَالظّهْر والورك فقد يعرض فِي الظّهْر أوجاع مزمنة. وَيسْتَعْمل أَيْضا فِي أوجاع الْبَطن والكليتين والمفاصل مَا لمي تولد فِيهَا حِجَارَة وَهَذِه زبول بعيدَة) من النتن وَلذَلِك يكثر اسْتِعْمَالهَا فِي الْأَمْصَار مخلوطة بأدوية مُخْتَلفَة. وَأما الزبل الَّذِي يكون من الدَّجَاج فقد كَانَ ذَلِك الطَّبِيب يَسْتَعْمِلهُ فِي الخناق الْعَارِض من أكل الْفطر الْقِتَال واستعملته أَنا أَيْضا فِي أنَاس جاؤني وَقد أكلُوا الْفطر فسقيتهم إِيَّاه بعد أَن سحقته وعجنته بخل وَمَاء فنفعهم مَنْفَعَة بَيِّنَة وَذَلِكَ انهم بعد شربهَا بِقَلِيل هاج بهم قئ فقاؤا أخلاطا غَلِيظَة كَثِيرَة وأفلتوا بذلك من الْمَوْت. وَهُوَ أقل حرارة من زبل الْحمام. وَقد كَانَ ذَلِك الطَّبِيب يسْقِي مِنْهُ أَصْحَاب وجع القولنج المزمن بِالشرابِ فَإِن عزبه فبالخل وَالشرَاب ممزوجين بِالْمَاءِ. وَيجب أَن تعلم أَن الزبول تخْتَلف بِحَسب اخْتِلَاف حَال الْحَيَوَان إِذْ كَانَ مِنْهُ الْجبلي والبري والنهري والبحري والأهلي والوحشي والمرتاض والوادع والسمين والهريل فَإِن الْحَيَوَان مَتى ضمر بالرياضة صَار أيبس من غير المرتاض وَالَّذِي يعلف ويسمن بالأغذية الْيَابِسَة أَشد يبسا من الَّذِي يغذي بالباردة الرّطبَة فَلذَلِك زبل الْحمام الراعية فِي الْبيُوت أَضْعَف من الراعية فِي الْبَريَّة وزبول الدَّجَاج المعتلفة فِي الْبيُوت المحبوسة أَضْعَف من زبول المسترخية الملتقطة لنَفسهَا. وَأما زبل البط فلسنا نَسْتَعْمِلهُ لفضل حِدته وَكَذَلِكَ ذرق البزاة والعقبان وَلِأَنَّهَا أَيْضا قَلما تُوجد فِي كل مَوضِع فَلذَلِك تركت ذكرهَا. وَقد زعم بعض الْأَطِبَّاء أَن زبل هَذِه الطُّيُور تحلل الْخَنَازِير وَإِنَّمَا فزعوا إِلَى هَذِه لِئَلَّا يَقع أحد على خطيهم بِسُرْعَة. وَقد فعل ذَلِك طَبِيب آخر فَقَالَ: إِن زبل العقعق ينفع من الربو وَهُوَ مُبْطل فِي قَوْله فقد جرب قَوْله فَكَانَ كذبا صراحا. وَأما زبل الفأر فقد ذكر بعض الْأَطِبَّاء أَنه ينفع من دَاء الثَّعْلَب. وَكَانَ آخر يسْتَعْمل مِنْهُ فرزجة يحملهَا الطِّفْل ليحرك بَطْنه. وَلَيْسَ يجب أَن تخلي الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة ويلجأ إِلَى هَذِه. وَأما زبل الحرذون والعظاية فَإِن النِّسَاء يتخذنها لِأَنَّهُنَّ لم يكتفين بالأدوية الْمَوْجُودَة الَّتِي تصقل وجوههن وتبرقها حَتَّى استغن بزبول هَذِه. وَكَذَلِكَ يفعلن بزبل الزرازير وَقُوَّة هَذِه الزبول يابسة جلاءة غير أَن زبل الزرازير أَضْعَف من زبل العظاية. وَأما زبل الحراذين فينقي الكلف ويقلع البهق والقوباء. وَأما زبل الزرازير الَّتِي تعلف الْأرز فَإِنَّهَا تجلو الكلف جلاء قَوِيا.)

وَقَالَ اريباسيوس: قُوَّة بعر الماعز حادة محللة وَلذَلِك ينفع الأورام الصلبة لَا الَّتِي تكون فِي الطحال فَقَط بل الَّتِي تكون فِي سَائِر الْأَعْضَاء وَقد استعملته فِي علاج ركبة قد ورمت بِأَن اتَّخذت مِنْهُ ضمادا مَعَ دَقِيق الشّعير بخل ممزوج بِمَاء فنفع نفعا عَظِيما. ويعظم نَفعه مَتى اسْتعْمل كَذَلِك فِي علل أخر كَثِيرَة وَهُوَ أسخن من أَن يُوَافق أبدان النِّسَاء والأطفال والأبدان الرُّخْصَة. وَقَالَ فِي زبل الورل: إِنَّه كَمَا يجلو النمش كَذَلِك يجلو الوضح والقوباء. لي قد تبين من كَلَام اريباسيوس فِي هَذَا الْموضع وَفِي مَوَاضِع كَثِيرَة من كتَابنَا هَذَا أَنه إِنَّمَا يحْكى عَن جالينوس حِكَايَة فَقَط وَقد أَسَاءَ إِذْ لم يبين فِي هَذَا الْكَلَام أَن جالينوس قَالَ: إِنَّه داوى بزبل الْمعز ركبة وارمة لكنه قَالَه كَأَنَّهُ هُوَ عمله اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون قد اتّفق لَهُ أَيْضا ذَلِك وَذَلِكَ بعيد من نَص كَلَامه أَنه إِنَّمَا يحْكى عَن جالينوس وَلَكنَّا نكتب أقاويله كي يزْدَاد بذلك قَول جالينوس وضوحا وَصِحَّة أما وضوحا فلاختلاف الْغَلَط فِي النّسخ وَأما صِحَة فَلِأَنَّهُ يَحْكِي عَن نسخ يونانية فَإِذا اتّفق كَلَامه مَعَ الْمَنْقُول إِلَيْنَا خيرا كَانَ أوضح وأوكد. وَقَالَ بولس: زبل الصَّبِي مَتى أطْعم طَعَاما قَلِيل الفضول نَافِع من الاختناق. وأخثاء الْبَقر مَتى لطخ بهَا على الْجَسَد وأقيم فِي الشَّمْس نفع من الحبن. وزبل الفأر أَكثر الزبول تنقية. زراوند قَالَ د: مَتى شرب من الطَّوِيل مِقْدَار درخمي بِالشرابِ وتضمد بِهِ كَانَ صَالحا لسموم الْهَوَام والأدوية القتالة. وَإِذا شرب بالمر والفلفل نقي النُّفَسَاء من الفضول المحتبسة فِي الرَّحِم وأدر الطمث وَأخرج الْجَنِين. وَمَتى احتملته الْمَرْأَة فِي فرزج فعل ذَلِك. والمدحرج يفعل مَا يَفْعَله الطَّوِيل ويفضل عَلَيْهِ بِأَنَّهُ ينفع من الربو والفواق والنافض وورم الطحال ووهن العضل ووجع الْجنب مَتى شرب بِالْمَاءِ وَبِأَنَّهُ مَتى تضمد بِهِ أخرج السلا والأزجة من اللَّحْم وقشور الْعِظَام ويقلع خبث القروح العفنة وينقي أوساخها. وَإِذا خلط بالايرسا وَالْعَسَل مَلأ القروح العميقة لَحْمًا ويجلو الْأَسْنَان. وَأما الصِّنْف الثَّالِث من الزراوند الْمُسَمّى: قليمياطيطس فَإِنِّي أَحسب أَنه يفعل مَا يَفْعَله الزراوند الطَّوِيل والمدحرج إِلَّا أَنه أَضْعَف من ذَلِك. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: أَنْفَع مَا فِي هَذَا الدَّوَاء للطبيب أَصله وَهُوَ مر حريف قَلِيلا وألطف أَنْوَاع الزراوند المدحرج مِنْهُ وَهُوَ أقواها فِي جَمِيع الْخِصَال. وَأما النوعان الْآخرَانِ مِنْهُ فالشبيه مِنْهُمَا ببقس الْكَرم الطّيب الرَّائِحَة الْمُسْتَعْمل فِي الدّهن المطيب ضَعِيف فِي الطِّبّ. وَأما الطَّوِيل فَأَقل لطافة من المدحرج إِلَّا أَنه لَيْسَ بالضعيف بل قوته تجلو وتسخن وتحلل وجلاؤه وتحليله أقل. فَأَما إسخانه فَلَيْسَ بِدُونِ إسخان المدحرج بل عساه أَكثر

إسخانا مِنْهُ وَلذَلِك مَتى احتجنا إِلَى دَوَاء يجلو كَانَ الزراوند الطَّوِيل أَنْفَع بِمَنْزِلَة مَا نحتاج إِلَيْهِ إِذا أردنَا إنبات اللَّحْم فِي القرحة أَو نداوي قرحَة فِي الرَّحِم. فَأَما الْموضع الَّذِي يحْتَاج فِيهِ إِلَى أَن نلطف خلطا غليظا تلطيفا أَشد وَأقوى فَنحْن إِلَى المدحرج أحْوج إِذْ هُوَ أَجود وَأقوى. وَلذَلِك صَار يشفي الوجع الْحَادِث من قبل سدة أَو من قبل ريح غَلِيظَة غير نضجة إِنَّمَا يشفيه المدحرج خَاصَّة. وَهُوَ مَعَ ذَلِك يخرج السلا وَيذْهب العفونة وينقي القروح الوسخة ويجلو الْأَسْنَان واللثة وينفع أَصْحَاب الربو والفواق والصرع والنقرس إِذا شرب بِالْمَاءِ وَهُوَ أَيْضا أوفق للفسوخ الْحَادِثَة فِي أَطْرَاف العضل وَفِي أوساطها من كل دَوَاء آخر. بديغورس يَقُول: أما الطَّوِيل فخاصته النَّفْع من الرِّيَاح وإذابة مَا فِي الكبد. وَقَالَ اريباسيوس: أما الطَّوِيل فَإِنَّهُ ينْبت اللَّحْم فِي القروح ويوافق قُرُوح الرَّحِم أَيْضا. وَحَيْثُ) احتجت إِلَى تلطيف خلط غليظ بِقُوَّة فَاسْتعْمل المدحرج وَلذَلِك صَار المدحرج نَافِعًا من الأوجاع الْحَادِثَة عَن سدد أَو خلط لزج غير نضيج. وَهُوَ يخرج الأزجة والسلا وَيذْهب العفونة وينقي القروح الوسخة ويجلو الْأَسْنَان واللثة وينفع إِذا شربه أَصْحَاب الصرع والنقرس والفواق مَعَ المَاء وَهُوَ للْفَسْخ والهتك العاض للعضل أوفق من جَمِيع الْأَدْوِيَة. وَقَالَ ماسرجويه: إِن الطَّوِيل مَتى سحق بخل وطلي على القروح الرّطبَة العتيقة نَفعهَا وينقي الْأَسْنَان واللثة من الرُّطُوبَة الَّتِي فِيهَا. وَمَتى عجن المدحرج بِعَسَل وطلي على الطحال نفع جدا وَكَذَلِكَ مَتى سقِِي بالسكنجبين. زوفا يَابِس قَالَ د: قوته مسخنة إِذا طبخ بِالْمَاءِ والتين وَالْعَسَل والراب وَشرب نفع من أورام الرئة الصلبة والربو والسعال المزمن والبلة الَّتِي تنحدر من الرَّأْس إِلَى الْحلق والصدر وَنَفس الانتصاب وَيقتل الدُّود. وَمَتى لعق بالعسل فعل ذَلِك. وَإِذا شرب طبيخه مَعَ سكنجبين أسهل كيموسا غليظا. وَقد يسحق ويؤكل بِالتِّينِ الرطب لتليين الْبَطن. وَمَتى خلط بِهِ قردمانا أَو ايرسا أَو اورسمين قوى إسهاله وَيحسن اللَّوْن. ويتمضد بِهِ مَعَ النطرون والتين للطحال والحبن ويتضمد بِهِ مَعَ الشَّرَاب للأورام الصلبة. وَمَتى تضمد بِهِ بِمَاء مغلي حلل الدَّم الْمَيِّت الَّذِي تَحت الْعين. وَمَتى خلط بطبيخ التِّين كَانَ مِنْهُ غرغرة جَيِّدَة للخناق الَّذِي من ورم العضلات الدَّاخِلَة. وطبيخه بالخل إِذا تمضمض بِهِ سكن وجع الْأَسْنَان. وَمَتى بخرت الْأذن ببخاره حلل الرّيح الْعَارِضَة فِيهَا. وشراب الزوفا ينفع من الْعِلَل الَّتِي فِي الصَّدْر وَالْجنب والرية والسعال الْعَتِيق والربو من المغس وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا يسخن ويجفف فِي الدرجَة الثَّالِثَة وَهُوَ لطيف.

وَقَالَ روفس: الزوفا يسهل الخام. زوفا رطب قَالَت الخوز فِي الزوفا الرطب: إِنَّه حَار فِي الثَّالِثَة ويلين صلابة الْبدن وَلَا سِيمَا الأورام الصلبة الْبَارِدَة الَّتِي تكون فِي الرَّحِم والمثانة والكلى والكبد. زرين درخت وبديغورس: خاصته النَّفْع من لسع الْهَوَام وعسر الْبَوْل وعرق النسا. وَقَالَ الطَّبَرِيّ: عصير ورقه مَتى شرب أخرج الدَّم الجامد من المثانة. زوفرا قَالَ بولس أَصله الزوفرا وبزره حَار حَتَّى أَنه يدر الطمث وَيذْهب بالنفخ جدا. واقرأه فِي بَاب ج. قَالَت الخوز: إِنَّه جيد للذع العقارب مَتى شرب أَو صب طبيخه عَلَيْهِ. زهر حجر آسيوس ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْألف فِي بَاب اسيوس. زبرجد وزمرد مَجْهُول: الزبرجد نَافِع من الجذام مَتى شرب حكاكه. والزمرد يسيل عين الأفعى مَتى نظرت إِلَيْهِ. زرنباد قَالَ بديغورس: خاصته النَّفْع من لسع الْهَوَام. قَالَ مسيح: إِنَّه حَار. يَابِس فِي الثَّالِثَة مُحَلل جدا نَافِع من الرِّيَاح الغليظة ولسع الْهَوَام وَيحبس الْبَطن. قَالَ ماسرجويه: إِنَّه يحلل الْأَرْوَاح وخاصة الَّتِي فِي الْأَرْحَام وَيحبس القئ وَيعْمل فِي ريَاح الحام. وَقَالَ ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة فَاش جلاء يسمن إسمانا صَالحا ويفش الْأَرْوَاح وخاصته قطع رَائِحَة الثوم والبصل وَالشرَاب إِذا مضغ. ماسرجويه قَالَ: ينفع من نهش الْهَوَام حَتَّى أَنه يُقَارب فِي ذَلِك الحدوار. زوان قَالَ بولس: قوته قريبَة من قُوَّة الْحِنْطَة فِي الْحر وَالْبرد وَهُوَ يجفف قَلِيلا ويغري. اقرأه فِي بَاب شيلم. قَالَ ديسقوريدوس إِنَّه يقتل مَتى شرب لِأَنَّهُ يَأْكُل مَا يلقاه من الْأَعْضَاء بثقله وَقد ينفع من مضرته اللَّبن مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار كثير ويقيأ بِهِ وَالْخمر أَيْضا ينفع من مضرته إِذا شرب بالأفسنتين أَو ببزر الكرفس أَو مَعَ فوذنج الْجَبَل أَو الزوفا فَإِنَّهُ ينفع من مضرته. وَقَالَ ج: إِنَّه لَيْسَ عِنْدِي مِنْهُ تجربة وَلَا محنة هَل يقتل مَتى شرب وَلَا مَا يفعل إِذا وضع من خَارج. وَقَالَ بولس هُوَ من القتالة. وَمن النَّاس من يحرقه حَتَّى يصير كالرماد ويخلطه بأَشْيَاء أخر ويسقيه أَصْحَاب القولنج وايلاوس. قَالَ الخوزي: ينفع من الجرب والقروح الردية. وترابه يقتل الفأر.

السمُوم قَالَ: هُوَ قَالَت مَتى شرب. قَالَ ج فِي الرَّابِعَة من المفردة: الْأَدْوِيَة الأكالة بِمَنْزِلَة الزاج والزرنيخ والزئبق. وَقَالَ فِي الْخَامِسَة: إِن من الْأَدْوِيَة مَا يضر الْإِنْسَان وَلَو أَخذ مِنْهَا أقل مَا يكون كدود الصنوبر والينتون والزئبق ولعاب ذَوَات السمُوم وَالْفطر وعنب الثَّعْلَب القتالين. زاج قَالَ د: الَّذِي لَهُ لمع كالذهب قوته كقوة القلقطار. قَالَ: والسوري هوزاج أَحْمَر على مَا زعم قوم وقوته مثل قُوَّة الزاج وحدته مثل حِدته وَقد يُبرئ وجع الأضراس مَتى وضع على الْمَوَاضِع المتأكلة مِنْهَا ويشد الأضراس والأسنان المتحركة. وَإِذا احتقن بِهِ مَعَ الْخمر نفع عرق النسا. وَإِذا خلط بِالْمَاءِ ولطخ بِهِ البثور اللبنية أذهبها. وَقد يسْتَعْمل فِي الْأَدْوِيَة المسودة للشعر. الزاجات أجمع غير محرقة أقوى. وَأما الْملح والنطرون والكلس والدردي وثجير الْعِنَب فمحرقة أقوى. لي لهَذَا قانون نَكْتُبهُ: وَهُوَ أَن الْأَشْيَاء الَّتِي لَا حِدة لَهَا يكسبها النَّار حِدة وَالَّتِي فِيهَا حِدة تفارقها تِلْكَ الحدة بالنَّار لِأَنَّهَا تسلخها عَنْهَا. قَالَ ج: إِنَّه يُمكن أَن يكون الزاج الْأَحْمَر والقلقطار والزاج الْأَخْضَر إِنَّمَا يخْتَلف فِي الغلظ واللطافة وألطفها الْأَخْضَر والقلقطار قوته وسطى بَين هذَيْن. وَهَذِه الثَّلَاثَة كلهَا تحرق وتحدث فِي اللَّحْم قشرة صلبة بعد الإحراق وفيهَا مَعَ إحراقها قبض. والزاج الْأَخْضَر مَتى أدني من اللَّحْم المعري كَانَ تلذيعه إِيَّاه أقل من تلذيع القلقطار على أَنه حَار حرارة لَيست بِدُونِ حرارة القلقطار وَلَكِن إِنَّمَا صَار فِيهِ هَذَا مَوْجُودا للطافة جوهره. والقلقطار والزاج الْأَخْضَر يذوبان وينحلان إِذا طبخا بالنَّار فَأَما الزاج الْأَحْمَر فَلَا يذوب وَلَا ينْحل لِأَن جموده جمود قوي حجري كَمَا أَن الزاج الْأَخْضَر لما كَانَ قد نضج بحرارته الطبيعية فضل نضج على نضج القلقطار صَار حَقِيقا أَن يكون أعْسر انحلالا وذوبانا من القلقطار. وَقَالَ فِي الماليطونيا وَهُوَ زاج الأساكفة: إِنَّه يقبض قبضا شَدِيدا مَعَ أَنه يلطف أَكثر من جَمِيع الْأَدْوِيَة القابضة ويجلو جلاء يَسِيرا. قَالَ ابْن ماسويه: الزاج يجفف الرية جدا حَتَّى أَنه يقتل لذَلِك. زبد قَالَ ديسقوريدوس: قوته ملينة وَإِن أَكثر مِنْهُ أسهل. وَيقوم مقَام الزَّيْت فِي علاج الْأَدْوِيَة القتالة. وَإِذا خلط بِعَسَل ودلكت بِهِ لثة الصي نفع وأسرع النَّبَات وَمنع الوجع فِي اللثة والقلاع. وَإِذا طلي بِهِ الْجِسْم غذاه وأسمنه وَلم يعرض لَهُ حصف.

والطري مِنْهُ جيد إِذا احتقن بِهِ للأورام الحارة فِي انحطاطها والصلبة الْعَارِضَة للرحم ولقرحة المعي. وَإِذا كَانَ الورم فِي الرَّحِم حقن الْقبل. ويخلط بالأدوية المفتحة وَينْتَفع بِهِ فِي أدوية الْجِرَاحَات الْعَارِضَة للأعصاب وحجب الدِّمَاغ وفم المثانة ويملأ القروح وينقيها وَيَبْنِي اللَّحْم فِيهَا. وَإِذا وضع على نهش الأفاعي نفع مِنْهُ. ودخان الزّبد يجفف وَيقبض قبضا رَقِيقا وَيدخل فِي أدوية الْعين وَيقطع سيلان الْموَاد إِلَيْهَا وَقَالَ ج: الزّبد يسكن اللذع الْحَادِث عَن الْموَاد الحادة لِأَن طبعه لين سَاكن مغر يتشبث بالأعضاء. وَقَالَ فِي السّمن: إِنَّه يُرْخِي وينضج وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي مداواة الأورام الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن والأربية. وقوته منضجة تحلل تحليلا يَسِيرا من الْأَبدَان المتوسطة فِي الصلابة واللين وَلَيْسَ يقدر أَن يحلل الْأَبدَان الصلبة وَذَلِكَ أَن هَذِه تحْتَاج إِلَى دَوَاء أقوى ينضجها ويحللها بسهولة وَلذَلِك قد شفينا بِهِ مرَارًا كَثِيرَة الأورام الْحَادِثَة فِي أصُول الْأُذُنَيْنِ والفم وَغير ذَلِك من الْأَعْضَاء شِفَاء تَاما كَانَت فِي أبدان الْأَطْفَال وَالنِّسَاء. وَإِذا طلي أَيْضا على لثة الطِّفْل سهل نَبَات أَسْنَانه فِي وَقت طُلُوعهَا. وينضج ويحلل الْعِلَل الْحَادِثَة فِي الْفَم مَتى كَانَت من جنس الأورام وَكَانَ الَّذِي يتحلب وَقد انْقَطع. ويخلط فِي الأضمدة الَّتِي تُوضَع من خَارج على الأورام الْحَادِثَة فِي أصُول الْأُذُنَيْنِ ومراق الْبَطن وَفِي الْأُنْثَيَيْنِ. وَإِن هُوَ ازْدَادَ نفع أَيْضا نفعا عَظِيما فِي نفث مَا ينفث من الرئة فِي علل ذَات الْجنب وَذَات الرئة وأنضج الْعلَّة أَيْضا فَمَتَى لعق وَحده بِلَا عسل كَانَت معونته على النضج أَكثر وعَلى النفث أقل وَإِذا لعق مخلوطا بالعسل واللوز المر كَانَت إعانته على النفث أَكثر وإنضاجه أقل. قَالَ اريباسيوس فِي الزّبد مَا قَالَ ج فِي السّمن وَزَاد: إِن تَحْلِيله يسير وَإنَّهُ يُبرئ الأورام الَّتِي فِي الحالبين مَعَ سَائِر الأورام الَّتِي ذكرهَا ج وَفِي تِلْكَ الْأَبدَان. وَمَتى طلي اياما مُتَوَالِيَة على لثة) الصَّبِي لينها تَلْيِينًا لَيْسَ بِدُونِ تليين الْعَسَل. وَإِذا لعق مِنْهُ نفع من نفث الدَّم الَّذِي يكون من الرئة وأنضج الأورام الْعَارِضَة فِيهَا. وَقَالَ بولس: إِنَّه ينضج مَا فِي الصَّدْر ويلينه. وَقَالَ ابْن ماسويه فِي الزّبد: إِنَّه حَار رطب ملطخ للمعدة مرخ لَهَا ملين للطبع وللعصب وللأورام الصلبة السوداوية والبلغمية نَافِع من اليبس الْعَارِض للجسم وَمن الأورام الْحَادِثَة فِي أصُول الآذان والأربية ضار لمن رطب مزاجه ويعين على نَبَات أَسْنَان الطِّفْل إِذا

طلي بِهِ. وَمَتى خلط مَعَه اللوز المر والحلو جلا مَا فِي الصَّدْر من الرُّطُوبَة. وَهُوَ مُفردا نَافِع من السعال الْعَارِض من الْبرد واليبس. زرنيخ قَالَ د: الْأَصْفَر مِنْهُ قوته معفنة منقية للصديد يلذع لذعا شَدِيدا ويقلع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح ويحلق الشّعْر. والأحمر قوته كقوة الْأَصْفَر إِذا خلط براتينج أَبْرَأ دَاء الثَّعْلَب. وَمَتى خلط بالزفت قلع الْآثَار الْبيض الْعَارِضَة فِي الْأَظْفَار. وَمَتى خلط بالزيت نفع من الْقمل. وَمَتى خلط بالشحم حل الخراجات ويوافق القروح الْعَارِضَة فِي الْأنف والفم وَسَائِر القروح. وَمَتى خلط بدهن ورد وَافق البثر والبواسير الناتئة فِي المقعدة. وَقد يسقى بأنومالي من كَانَ فِي صَدره قيح فينتفع بِهِ. ويتدخن بِهِ مَعَ الراتينج ويجتذب دخانه بأنبوب فِي الْفَم للسعال المزمن. وَإِذا لعق بِعَسَل صفي الصَّوْت. ويخلط بالراتينج وَيعْمل مِنْهُ حب للربو فينفع جدا. وَقَالَ ج فِي الْأَصْفَر: قوته تحرق محرقا كَانَ أَو غير محرق والمحرق ألطف وَمَتى طَال مكثه على الْجِسْم قرحه. وَقَالَ فِي الْأَحْمَر: قوته كقوة الْأَصْفَر وَحقّ لَهُ أَن يخلط فِي المراهم المحللة الجلاءة لذَلِك. وَقَالَ اريباسيوس: هُوَ محرق أَو غير محرق قوته محرقة وَحقّ لَهُ أَن يخلط بالأدوية الجلاءة المحللة. قَالَت الخوز: إِنَّه ثَلَاثَة أَصْنَاف: مِنْهَا صنف أَبيض وَهُوَ قَاتل والأصفر جيد لآثار الضَّرْب بالعصا والسياط والخدوش. وَإِذا طلي بِهِ يذهب الدَّم الْمَيِّت. والأحمر أَجود من الفلدفيون. زبد الْبَحْر هَذَا كَانَ فِي الأَصْل قوانيون وَزعم كثير من النَّاس أَنه زبد الْبَحْر. وَالثَّانِي شكله أَيْضا شكل الإسفنجة خَفِيف ورائحته شَبيهَة برائحة الطحلب. وَالثَّالِث شكله كشكل الدُّود وَفِي لَونه فرفيرية. وَالرَّابِع شبه الصُّوف الْوَسخ خَفِيف. وَالْخَامِس يشبه شكله الْفطر وباطنه خشن وَلَا رَائِحَة لَهُ وَظَاهره أملس وَيُشبه القشور. والصنف الأول وَالثَّانِي يستعملان فِي الغسولات والبثور اللبنية والقوابي والجرب المتقرح والنمش والبرص والبهق والكلف الْأسود والْآثَار الْعَارِضَة فِي الْوَجْه. والصنف الثَّالِث يصلح لعسر الْبَوْل والرمل فِي المثانة ووجع الكلى وَالِاسْتِسْقَاء ووجع الطحال وَإِذا أحرق وخلط بِالْخمرِ ولطخ بِهِ دَاء الثَّعْلَب أَبرَأَهُ.

وَأما الصنفان الباقيان فهما يقبضان اللِّسَان ويستعملان فِي الْجلاء والتنقية وَحلق الشّعْر إِذا خلط بالملح. وَقَالَ ج فِي الْحَادِيَة عشرَة: جَمِيع أَنْوَاع زبد الْبَحْر يجلو ويحلل وَلها كَيْفيَّة حادة وَقُوَّة حارة وَذَلِكَ أَن بَعْضهَا يزِيد وَينْقص عَن بعض زِيَادَة ونقصانا لَيْسَ باليسير لِأَن بَعْضهَا لَيْسَ يفضل عَن بعض فِي الْحر والحدة واللطافة. وَأما أحد أَنْوَاع زبد الْبَحْر فَهُوَ كَيفَ رزين زهم يفوح مِنْهُ رَائِحَة السّمك المنتن وشكله وَأما النَّوْع الثَّانِي فشكله أطول من هَذَا ووزنه خَفِيف وجرمه سخيف. وَأما النَّوْع الثَّالِث فشكله كشكل الدُّود ولونه يضْرب إِلَى لون الأرجوان وقوام جرمه لين. وَأما النَّوْع الرَّابِع فَيُشبه الصُّوف الْوَسخ وَهُوَ سخيف خَفِيف. وَأما الْخَامِس فسطحه الْخَارِج أملس وداخله خشن وَلَيْسَت لَهُ رَائِحَة أصلا وَفِي طعمه حِدة وحراقة لِأَنَّهُ أحر من سَائِر أَنْوَاع زبد الْبَحْر حَتَّى أَنه يحلق الشّعْر. وَبِهَذَا السَّبَب لما كَانَ ذَانك النوعان الْأَوَّلَانِ ينفعان من الجرب والبهق والقوابي وَالْعلَّة الَّتِي يتقشر فِيهَا الْجلد ويصفيان أَيْضا الْبشرَة لاعتدال قوتهما وسكونهما صَار هَذَا النَّوْع الَّذِي ذَكرْنَاهُ أخيرا لَا يُمكن أَن يفعل ذَلِك لِأَنَّهُ لَيْسَ يجلو مَا يجده من الْوَسخ وَغَيره فِي ظَاهر الْجلد فَقَط بل يقشر الْجلد نَفسه ويكشطه ويغوص فِيهِ حَتَّى يحدث فِيهَا القروح.) وَأما النَّوْع الثَّالِث فَإِنَّهُ ألطف من سَائِر الْأَنْوَاع وَلذَلِك صَار إِذا أحرق شفي دَاء الثَّعْلَب. وَأما النَّوْع الرَّابِع فقوته من نوع قُوَّة هَذَا وَلكنه أَضْعَف مِنْهُ بِمِقْدَار لَيْسَ بِيَسِير. وَقَالَ بولس: زبد الْبَحْر قوته مجففة منقية وَلذَلِك يجلو الْأَسْنَان وينفع الحكة إِذا لطخ بخل وَمن البثور والنقرس. وَمَتى اسْتعْمل مَعَ شمع ودهن ورد حلل الْخَنَازِير. وَقَالَ: إِنَّه لطيف يجلو وَلذَلِك إِذا أحرق أرق الظفرة. وَمَتى اسْتعْمل مَعَ ملح دراني وَإِن لم وَقَالَ ابْن ماسويه: أعظم فعل لَهُ شدَّة تنقية القذى من الْعين. وَمَتى أحرق ولطخ بِهِ على دَاء الثَّعْلَب نفع مِنْهُ مَنْفَعَة بَيِّنَة. جيد للبهق والقوابي والبرص والجرب جدا. زجاج قَالَ جالينوس: إِنَّه يفت حَصى المثانة تفتيتا شَدِيدا مَتى شرب بشراب أَبيض رَقِيق. ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس جيد للابرية وتساقط الشّعْر. زهرَة نَبَات وهما نَوْعَانِ.

بسم الله الرحمن الرحيم

قَالَ بولس: كل وَاحِد مِنْهُمَا ميبس جاذب وَأَحَدهمَا مشبه بخامانيطس إِلَّا أَنه ألطف أَجزَاء وَلذَلِك صلح للصرع وتنقيته أَكثر. الزرازير قَالَ ج: زبل الزرازير يجلو النمش إِلَّا أَنه أَلين فِي ذَلِك. زنجفر قَالَ ج: هُوَ حَار باعتدال وَفِيه قبض. زرنب قَالَ بولس: هُوَ من الْأَدْوِيَة العطرية الرَّائِحَة حَار يَابِس قريب من الثَّالِثَة شَبيه بالسليخة فِي الْقُوَّة وبالكبابة أَيْضا. وَكَذَلِكَ قَالَ قولونيدوس: إِنَّه يسْتَعْمل بدل الدارصيني. مسيح: إِن فِيهِ قبضا وَفِيه مَعَ ذَلِك لطافة وحرارة يحبس الْبَطن. قَالَ ماسرجويه: قوته كقوة جوز الطّيب لكنه ألطف مِنْهُ وَإِذا سعط مِنْهُ بِالْمَاءِ ودهن بنفسج نفع من وجع الرَّأْس الْبَارِد الرطب وينفع الْمعدة والكبد الضعيفتين لطيب رَائِحَته. قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس. تمّ السّفر الْعشْرُونَ على مَا رتبه مُؤَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ رَحمَه الله ويتلوه السّفر الْوَاحِد وَالْعشْرُونَ بَاب السِّين. تمّ بمنه تَعَالَى وَحسن توفيقه طبع الْجُزْء الْعشْرين من الْحَاوِي الْكَبِير يَوْم الِاثْنَيْنِ السَّابِع من شَوَّال المكرم سنة من الْهِجْرَة النَّبَوِيَّة اير سنة ويتلوه الْجُزْء الْحَادِي وَالْعشْرُونَ أَوله بَاب السِّين من الْأَدْوِيَة المفردة. وَقد اعتنى بِتَصْحِيحِهِ وَالتَّعْلِيق عَلَيْهِ مصحح الدائرة الْأُسْتَاذ مُحَمَّد وجيه الدّين كَامِل الجامعة النظامية إِلَّا بعضه أَي من غير أَن الدخن س ص إِلَى فيغذيهم س ص وَمن بَاب الرَّاء ص إِلَى النورة س ص وَمن بَاب الزَّاي ص إِلَى الْبَطن س ص فقد صَححهُ وعلق عَلَيْهِ مصحح الدائرة الْأُسْتَاذ الْحَافِظ السَّيِّد خورشيد على كَامِل الجامعة النظامية وَبِي. اَوْ. ايل من الجامعة العثمانية وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين. الْفَقِير إِلَى رَحْمَة الله الْغَنِيّ الحميد السَّيِّد مُحَمَّد حبيب الله الرشيد القادري كَامِل الجامعة النظامية صدر المصححين بدائرة المعارف العثمانية (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) )

(فِي الْأَدْوِيَة المفردة بَاب السِّين)

(فارغة)

باب السين

(صلى الله على مُحَمَّد وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا) 3 - (بَاب السِّين) سعد د: إِن قوته مسخنة مفتحة لأفواه الْعُرُوق يدر بَوْل صَاحب الْحَصَاة والجبن وينفع من لدغ الْعَقْرَب جيد لتكميد الرَّحِم الْبَارِدَة ولانضمام فمها يدر الطمث نَافِع من القروح فِي الْفَم والقروح المتأكلة مَتى نثر يَابسا مسحوقاً وَيدخل فِي المراهم المسخنة. وَيُقَال: إِن فِي الْهِنْد نوعا من السعد إِذا مضغ كَانَ لَونه لون الزَّعْفَرَان وَإِذا لطخ على الْجلد حلق الشّعْر على الْمَكَان. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: أصل السعد يسخن ويجفف بِلَا لذع فَهُوَ لذَلِك ينفع نفعا عجيباً من القروح الْعسرَة الِانْدِمَال من أجل رُطُوبَة كَثِيرَة لِأَن فِيهِ مَعَ هَذَا شَيْئا من الْقَبْض وَلذَلِك صَار ينفع من قُرُوح الْفَم وَفِيه قُوَّة قطاعة بهَا صَار يفتت الْحَصَى ويدر الطمث وَالْبَوْل. اريباسيوس: يبريء القروح الْعسرَة الْبُرْء الَّتِي لَا تندمل من أجل رطوبتها برأَ عجيباً. الدِّمَشْقِي: فِيهِ عطرية وَقبض صَالح لاسترخاء الْمعدة جيد للثة. ابْن ماسويه: إِنَّه يزِيد فِي الْعقل وَيكسر الرِّيَاح ويدبغ الْمعدة وَيحسن اللَّوْن وَهُوَ جيد للبواسير نَافِع للمعدة والخاصرة ويطيب النكهة وَمَتى شرب مَعَ دهن الْحبَّة الخضراء شدّ الصلب وأسخن الكلى. وَقَالَ فِي ذكر خَواص الْأَدْوِيَة: خاصته نفع المثانة الْبَارِدَة وتقطير الْبَوْل. كتاب الْإِجْمَاع قَالَ: يحرق الدَّم وَيخَاف من إكثاره الجذام. سيسارون هُوَ نَبَات مَعْرُوف مَتى سلق أَصله وَأكل أدر الْبَوْل وأنهض شَهْوَة الطَّعَام. سمرنيون ذَكرْنَاهُ مَعَ الكرفس وَهُوَ كرفسيون. هُوَ ناردين نذكرهُ فِي بَاب النُّون. سَام أبرص ذَكرْنَاهُ مَعَ العظاية.

سليخة د: أَنَّهَا تقبض اللِّسَان وتلدغه وتجذبه جذباً يَسِيرا عطر الرَّائِحَة خمرية وقوتها مسخنة ميبسة مَدَرَة للبول تقبض قبضا رَفِيقًا جَيِّدَة فِي أدوية الْعين الَّتِي يُزَاد بهَا حِدة الْبَصَر. وَمَتى خلط بِعَسَل ولطخت بِهِ الرُّطُوبَة اللينة قلعهَا ويدر الطمث. وينفع من سم الأفعى مَتى شرب وَمن الأورام الحارة كلهَا الْعَارِضَة فِي الْجوف وَمن أوجاع الكلى واتساع الرَّحِم مَتى جلس فِي طبيخه أَو يدخن بِهِ. وَمَتى ألقِي ثَمَانِيَة مَثَاقِيل من سليخة فِي مِقْدَار جوش من عصير وصفى بعد شَهْرَيْن نفع الكبد وعسر الْبَوْل وَنفخ الْمعدة. ج فِي السَّابِعَة: هَذَا يسخن ويجفف فِي الثَّالِثَة وَهُوَ مَعَ هَذَا كثير اللطافة وَفِي طعمه حراقة كَثِيرَة وَقبض يسير فَهُوَ لهَذِهِ الْخِصَال كلهَا يقطع ويحلل مَا فِي الْجِسْم من الفضول وَفِيه مَعَ هَذَا تَقْوِيَة للأعضاء. وَهُوَ نَافِع من احتباس الطمث إِذا كَانَ لَا يدر من أجل الأخلاط الْبَارِدَة ألف ز سمرانيون يَقُول: هُوَ يدر الطمث ويبلغ أعماق الْأَعْضَاء من أجل غوصه وَيُقَوِّي الأحشاء. اوريباسيوس: هُوَ يسخن ويجفف بِقُوَّة لطيف الْأَجْزَاء حادة مَعَ قبض يسير وَهُوَ لذَلِك يقطع ويحلل الفضول الَّتِي فِي الْجِسْم. وَهُوَ مَعَ ذَلِك مقو للأحشاء نَافِع من احتباس الطمث إِذا كَانَ من كَثْرَة الفضول وغلظها. ج يَقُول فِي الميامر: إِن السليخة الفائقة لاحقة بالدارصيني فِي جلّ أَفعاله. مسيح: إِنَّهَا تقَوِّي الكبد والمعدة لَطِيفَة حادة. مهراريس: إِنَّه يلقى الْوَلَد بِقُوَّة قَوِيَّة. ساذج يَقُول فِيهِ د: إِنَّه طيب الرَّائِحَة ساطعها وَهُوَ أدر للبول من الناردين وأجود للمعدة مِنْهُ صَالح للأورام الحارة الَّتِي تكون فِي الْعين مَتى غلي بِالشرابِ وسحق ويطيب النكهة مَتى وضع تَحت اللِّسَان وَيجْعَل مَعَ الثِّيَاب ليحفظها. مسيح: هُوَ أقوى مِنْهُ كثيرا. قَالَ ج فِي السَّابِعَة: قوته شَبيهَة بِقُوَّة سنبل الطّيب. القلهمان: هُوَ كالسنبل فِي الطَّبْع غير أَن السنبل أقوى مِنْهُ. ساليا مَعْرُوف بِهَذَا الِاسْم بِالشَّام بزره صَغِير طَوِيل أسود يشبه بزر الكرفس إِلَى الطول يحرق اللِّسَان. يشرب لوجع الطحال وعسر النَّفس. سندروس قَالَ فِيهِ: إِن لَهُ قُوَّة فِي مَا يُقَال مهزلة للسمان مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم فِي كل يَوْم بِمَاء وسكنجبين أَيَّامًا كَثِيرَة ويسقى مِنْهُ للمطحولين والمصروعين والربو. وَمَتى شرب بِمَاء الْعَسَل أدر الطمث ويجلو الْآثَار الَّتِي تكون فِي الْعين سَرِيعا ويبريء ضعف الْبَصَر إِذا ديف الشَّرَاب واكتحل بِهِ. وَلَيْسَ يعدله شَيْء فِي منفعَته لوجع الْأَسْنَان وتساقط اللثة.

بديغورس فِي السندروس: إِن خاصته حبس الدَّم والنفع من النزلات. ماسرجويه: مَتى دخنت بِهِ النواصير جففها. سابيرج الطَّبَرِيّ إِنَّه كثير الْبرد حَتَّى أَنه رُبمَا قتل مَتى أكل الطري مِنْهُ. سرب قد ذَكرْنَاهُ مَعَ الرصاص. سيسنبر قد ذَكرْنَاهُ عِنْد ذكرنَا اسْمه الآخر. وَهُوَ النمام. سل ماسرجويه: هُوَ جيد لوجع العصب وَهُوَ حَار. يَابِس وَكَذَلِكَ الفل والبل. سندهشار: السل مر قَابض حريف يُوقد نَار الْمعدة وَيعْقل الْبَطن وينفع الْأَرْوَاح والقيء. بديغورس: السل والبل والفل خاصتها النَّفْع من أوجاع العصب. سفرجل قَالَ فِيهِ د: إِنَّه نَافِع جيد للمعدة مدر للبول وَمَتى شوي وَأكل كَانَ أقل لخشونته وَكَانَ نَافِعًا للإسهال المزمن الصفراوي وقروح المعي وَنَفث الدَّم والهيضة ألف ز وَغير المشوي أقل فعلا. ونقيع السفرجل مُوَافق للمعدة والأمعاء الَّتِي تسيل إِلَيْهَا الفضول. وعصارته تَنْفَع من عسر النَّفس المحوج للانتصاب. وَيعْمل من طبيخه حقنة لنتو المقعدة وَالرحم. والمربى بالعسل يدر الْبَوْل أَيْضا وَالْعَسَل الَّذِي ربى فِيهِ يعقل الْبَطن. وَالَّذِي يطْبخ مِنْهُ بالعسل جيد للمعدة. ويخلط بالضمادات ليعقل الْبَطن وَيذْهب الغثى والتهاب الْمعدة والثدي الوارم ورماً حاراً أَو يخسر الطحال والبواسير. وزهرة شجر السفرجل تصلح للضمادات القابضة رطبَة كَانَت أَو يابسة وللأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الْعين. وَإِذا شرب بشراب نفع من نفث الدَّم وإسهال الْبَطن ودرور الطمث. ولدهنه قُوَّة قابضة تصلح للقروح الخبيثة ونخالة الرَّأْس والشقاق الْعَارِض من الْبرد والنملة ولقروح الرَّحِم مَتى حقن بِهِ ويقمع حرقة الْبَوْل إِذا حقن بِهِ الذّكر ويحقن الْعرق وَيشْرب لشرب) الذراريح. وشراب السفرجل قَابض جيد للمعدة مُوَافق لقروح الأمعاء ووجع الكبد والكلى وعسر الْبَوْل. وَقد تحرق أغصانه وورقه وَيسْتَعْمل بعد الْغسْل بدل التوتياء. وَحَرقه على مَا فِي كتاب الصَّنْعَة. وَقد ذكر جالينوس فِيهِ أَشْيَاء ذَكرنَاهَا فِي بَاب التفاح.

وَقَالَ فِي الْمُسَمّى ساطوريا حَيْثُ أفرد ذكره خَاصّا: إِن رب السفرجل لَهُ شَيْء يَخُصُّهُ دون التفاح وَهُوَ أَن ربه يبْقى مَعَ الْعَسَل مَتى طبخ بِهِ وَأما رب التفاح فَإِنَّهُ يحمض وَذَلِكَ أَن فِيهِ رُطُوبَة كَثِيرَة بَارِدَة. وَقد اتَّخذت من هَذَا السفرجل دَوَاء ينفع من شَهْوَة مصفرة نفعا عَظِيما جدا. وَرب السفرجل أَيْضا كَذَلِك إِلَّا أَنه أَشد قبضا وَلذَلِك قد يحْتَاج إِلَيْهِ فِي بعض الْأَوْقَات إِذا أردنَا أَن نقوي معدة قد استرخت وضعفت جدا. ارخيجانس: السفرجل بَارِد رطب. روفس: يحبس الْبَطن ويدر الْبَوْل وينهض الشَّهْوَة. ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد فِي آخر الأولى يَابِس فِي وسط الثَّانِيَة وعفوصته أَكثر من عفوصة التفاح دابغ للمعدة مدر عَاقل للطبيعة قَاطع لنفث الدَّم مطفيء للصفراء. وربه الساذج نَافِع للصفراء المتولدة فِي الْمعدة وَهُوَ أبقى من رب التفاح. وَيجب أَلا يبلع جرم السفرجل لِأَنَّهُ يبطيء الهضم وَكَذَلِكَ يجب أَن يعْمل لجَمِيع مَا أمكن ذَلِك فِيهِ من الْفَوَاكِه. ومصبه على النَّبِيذ نَافِع مسهل للبطن مَانع لبخار النَّبِيذ من الصعُود إِلَى الرَّأْس وَلَا يجب أَن يكثر مِنْهُ لِأَنَّهُ يخرج إِذا أَكثر مِنْهُ مَا فِي الْمعدة قبل انهضامه. وَمَتى أُرِيد بِهِ عقل الْبَطن فليقدم قبل الطَّعَام بساعات حَتَّى يسكن فعل السفرجل من معدته ثمَّ يَأْكُل. والإكثار مِنْهُ يُولد القولنج ووجع العصب وخاصة مَتى أكل مَعَ التفاح الحامض والعفص فَإِنَّهُ يهيج وجع ألف ز العصب وخاصة أَنه مَعَ عفوصته يرد الْبَوْل. ولعاب حبه مَعَ السكر يقطع لهيب الْفَم وحرارة الْعَينَيْنِ والعطش ويلين قَصَبَة الرئة ويرطب يبسها. وَقَالَ: الميبة تقَوِّي الْمعدة وتدبغها وتسكن الْقَيْء الْعَارِض من البلغم. وشراب السفرجل) الساذج الَّذِي لَا عسل فِيهِ نَافِع من الْمرة الصَّفْرَاء عَاقل للطبيعة إِذا كَانَ الإسهال صفراء. ابْن ماسه: شراب السفرجل الَّذِي بالعسل جيد للقيء البلغمي مسخن للمعدة ويجلو الطبيعة جلاء يَسِيرا. وَأما الساذج فقاطع للقيء والإسهال الصفراوي والعطش. سنديان شَجَرَة فِيهَا قُوَّة كقوة البلوط غير أَنه أقوى. سمن يذكر مَعَ اللَّبن. سوسن قَالَ د: إِن ورقه مَتى تضمد بِهِ نفع من نهش الْهَوَام.

وعصارته مَتى خلطت بالخل وَالْعَسَل وطبخت فِي إِنَاء نُحَاس وَعمل مِنْهُ دَوَاء سيال مُوَافق للقروح المزمنة والجراحات فِي حدثان مَا تكون. وَأَصله مَتى طبخت بدهن ورد وَاسْتعْمل أَبْرَأ حرق النَّار ولين الجسو الْعَارِض فِي الرَّحِم وأدر الطمث وأدمل القروح. وَمَتى خلط بالعسل بعد سحقه أَبْرَأ انْقِطَاع الأعصاب والتواءها ويجلو البهق والجرب المتقرح ونخالة الرَّأْس والقروح الرّطبَة الْعَارِضَة فِيهِ. وَمَتى غسل بِهِ الْوَجْه نقاه وأذهب تشنجه. وَمَتى خلط وسحق بالخل وَحده أَو مَعَ ورق البنج ودقيق الْحِنْطَة سكن الأورام الحارة الْعَارِضَة للإثنين. وَيشْرب بزره لضَرَر الْهَوَام. وَمَتى دق البزر وَالْوَرق نعما وَعمل مِنْهُ ضماد بشراب نفع الْحمرَة جدا. وَأما أصل السوسن الأسمانجوني فَإِن قوته مسخنة ملطفة تصلح للسعال وتلطف مَا عسر نَفسه من الرطوبات الَّتِي فِي الصَّدْر. وَمَتى سقِِي مِنْهُ سبع درخميات بِمَاء الْعَسَل أسهل خلطاً غليظاً بلغمياً وَمرَّة صفراء وجلب النّوم وجلب الدُّمُوع وَأَبْرَأ من المغس. وَمَتى شرب بالخل نفع من نهش الْهَوَام ووجع الطحال وتشنج العصب وينفع من الْبرد والنافض والإمذاء من غير) جماع. وَمَتى شرب بِالشرابِ أدر الطمث. وَمَتى شرب بِالْمَاءِ وَجلسَ النِّسَاء فِيهِ نفع من أوجاع الرَّحِم لتليينه الصلابة الكائنة فِيهَا وفتحه فمها إِذا انْضَمَّ. ويتخذ مِنْهُ حقنة نافعة من عرق النسا ونتن اللَّحْم فِي النواصير وَفِي القروح العميقة. وَمَتى سلق وضمدت بِهِ الْخَنَازِير والأورام الصلبة المزمنة لينها وملأ القروح مَتى سحق وذر عَلَيْهَا. وَمَتى خلط بِعَسَل وطلي عَلَيْهَا نقاها وكسا الْعِظَام الْعَارِية اللَّحْم وَمَتى ضمد بِهِ الرَّأْس مَعَ الْخلّ ودهن الْورْد نفع من الصداع. وَمَتى خلط بِهِ خربق أَبيض مثل ضعفه ألف ز ولطخ بِهِ الكلف والرطوبة اللبنية نقاها. وَيَقَع فِي الفرزجات والمراهم وَفِي الأدهان الَّتِي تحلل الاعياء وَهُوَ طيب الرَّائِحَة يحذو اللِّسَان ويحرك العطاس مَتى شم وَكَانَ مسحوقاً نعما. ودهن السوسن ملين للأعصاب ولحبس الرَّحِم مسخن مفتح لانضمام فَم الرَّحِم مُحَلل لأورامه الصلبة وَبِالْجُمْلَةِ لَا نَظِير لَهُ فِي الْمَنْفَعَة من أوجاع الرَّحِم. ويوافق قُرُوح الرَّأْس الرّطبَة والثآليل ونخالة الرَّأْس وَهُوَ بِالْجُمْلَةِ مُحَلل. وَإِذا شرب أسهل مرّة صفراء ويدر الْبَوْل رَدِيء للمعدة ومغث. ودهن السوسن الأسمانجوني مسخن ملين ينقي الخشكريشات والعفونات

والأوساخ ويوافق أوجاع الرَّحِم وأورامه الحارة وانضمام فَمه وَيخرج الْجَنِين وَيفتح أَفْوَاه البواسير ويوافق دوِي الآذان مَتى اسْتعْمل بالخل والسذاب واللوز المر ويوافق النزلات المزمنة ونتن الْأنف إِذا دهنت بِهِ المنخران. وَإِذا شرب مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف أسهل الْجوف وَيصْلح لمن عرض لَهُ القولنج الْمُسَمّى ايلاوس ويدر الْبَوْل. ويسلس الْقَيْء على من عسر عَلَيْهِ مَتى دهنت بِهِ الْأَصَابِع أَو الريش الَّذِي يتقيأ بهَا وَيصْلح لمن بِهِ خناق أَو خشونة فِي قَصَبَة الرئة مَتى تحنك بِهِ أَو تغرغر بِهِ مَعَ مَاء القراطن. وَقد يسقى مِنْهُ من شرب البنج وَالْفطر والكزبرة. وَأما السوسن الْبري فَإِن طبيخ أَصله مَتى تمضمض بِهِ سكن وجع الْأَسْنَان وَإِذا طبخ ورقه بِالشرابِ وضمد بِهِ الْعُضْو الوارم ورماً بلغمياً أَو على الخراجات الفجة الَّتِي لم تجمع) بعد رُطُوبَة حللها. قَالَ ج فِي أصل السوسن الأسمانجوني: إِنَّه يدر الطمث وينفع السعال وَذَات الْجنب وَذَات الرئة واجتماع الْقَيْح فِي الصَّدْر والصرع والتشنج والاختلاج والرعدة وَالْفَسْخ والهتك فِي العضل وَيَبْنِي اللَّحْم فِي القروح الغائرة وينقيها ويسكن وجع الجنبين والكبد وَالطحَال ويحلل الْخَنَازِير وَيَبْنِي على الْعِظَام الْعَارِية لَحْمًا وينفع من سيلان الْمَنِيّ وينفع فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي يكمد بهَا الرَّحِم لِأَنَّهُ يلين وَيفتح وَيقطع النهش والكلف ويشفي من الصداع المزمن وَيفْسد الأجنة ويخرجها من الرَّحِم. وَقَالَ: دهن السوسن شَبيه بدهن الخروع. وَقَالَ: أصل السوسن الْبري قَابض طيب الرَّائِحَة مَعًا وَمن هَهُنَا تعلم أَن قوته مركبة من قُوَّة مَانِعَة وَقُوَّة محللة وأفعاله تشهد بذلك وَذَلِكَ أَن أَصله نَافِع لوجع الْأَسْنَان مَتى طبخ وتغرغر بِهِ وورقه نَافِع لكل خراج فِي وَقت تزيده ومنتهاه وليطبخ هَذَا الْوَرق بشراب وَيعْمل مِنْهُ ضماد وَيُوضَع عَلَيْهَا قبل أَن يتقيح. وَقَالَ فِي السَّابِعَة فِي السوسن: الْأَبْيَض البستاني مركبة من جَوْهَر أرضي لطيف مِنْهُ اكْتسب مرَارَة الطّعْم وَمن جَوْهَر مائي ألف ز معتدل المزاج وَلذَلِك صَار الدّهن الْمُتَّخذ من السوسن المطيب مِنْهُ وَغير المطيب قوته محللة من غير لذع ويلين وَلذَلِك صَار نَافِعًا جدا من صلابة الْأَرْحَام. وأصل السوسن وورقه أَيْضا مَتى سحق على حِدة فَشَأْنه أَن يجفف ويجلو ويحلل باعتدال وَلذَلِك ينفع من حرق المَاء الْحَار لِأَنَّهُ هَذَا الحرق يحْتَاج إِلَى دَوَاء يجمع التجفيف والجلاء المعتدل مَعًا. فَأصل هَذَا السوسن الْأَبْيَض يُؤْخَذ فيشوى ويسحق مَعَ دهن ورد وَيُوضَع على الْموضع الَّذِي يحرقه المَاء الْحَار وَيتْرك حَتَّى يبرأ وَهُوَ جيد أَيْضا فِي إدمال جَمِيع القروح ويلين صلابة الرَّحِم ويحدر الطمث.

وَأما ورق السوسن الْأَبْيَض فَإِنَّمَا يطبخونه ويضعونه لَا على الحرق الْحَادِث عَن المَاء الْحَار فَقَط بل على جَمِيع القروح إِلَى أَن تنختم وتندمل آخر اندمالها: وَمن النَّاس قوم يكبسون هَذَا الْوَرق فِي الْخلّ ويستعملونه فِي إدمال الْجِرَاحَات. وَقُوَّة الْجلاء فِي أصل هَذَا السوسن أَكثر مِنْهُ فِي ورقة مَعَ أَنه لَيْسَ فِي الأَصْل أَيْضا جلاء كثير) لِأَنَّهُ فِي الطَّبَقَة الأولى من الْأَدْوِيَة الجالية وَلذَلِك مَتى احْتِيجَ أَن يجلى بهَا بهق أَو جرب متقشر أَو سعفة خلطنا مَعَه أدوية جلاؤها أقوى من جلائه نَحْو الْعَسَل. وَمَتى كَانَ مَا يخالطه من الْعَسَل معتدل الْمِقْدَار يكون نَافِعًا أَيْضا من خراجات العصب والقروح وَسَائِر الْعِلَل كلهَا المحتاجة إِلَى التجفيف الشَّديد من غير لذع. وَقد اعتصرت ورق هَذَا السوسن فخزنت عصارته واحتفظت بهَا للعلاج فطبخت العصارة مَعَ خل وَعسل مثل خمس العصارة من كل وَاحِد مِنْهُمَا فَكَانَ عِنْد مَا بلوته دَوَاء فائقاً لجَمِيع الْعِلَل المحتاجة إِلَى التجفيف الْقوي من غير لذع بِمَنْزِلَة الخرجات الْكِبَار وخاصة مَا كَانَ مِنْهَا فِي رُؤُوس العضل والأوتار وَجَمِيع القروح الْعسرَة الِانْدِمَال. وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي السوسن الْبري: إِن أَصله جاذب مُحَلل وَإِن كَانَ كَذَلِك فمعلوم أَنه يجفف وخاصة الْأَعْلَى مِنْهُ. اريباسيوس فِي السوسن قولا مُطلقًا: أما زهره فلطيف الْأَجْزَاء وَأَصله وورقه مَتى سحق على حِدته جفف وحلل ويجلو باعتدال وَكَذَلِكَ ينفع من حرق النَّار وَالْمَاء المغلي. وَأما الأَصْل مِنْهُ فيشوى ويسحق ويخلط مَعَ دهن ورد وَيُوضَع على مَوضِع الحرق حَتَّى يندمل وَهُوَ أَيْضا دَوَاء يصلح فِي إدمال جَمِيع القروح ملين لصلابة الرَّحِم مدر للطمث. وَأما الْوَرق فَإِنَّهُ يطْبخ أَولا ثمَّ يوضع على هَذِه الْمَوَاضِع حَتَّى تندمل لَا على مَوضِع الحرق فَقَط بل على القروح أَيْضا فَإِن أَخذ إِنْسَان عصارة الْوَرق وطبخها مَعَ خَمْسَة أضعافها خلا وَخَمْسَة أضعافها عسلاً ألف ز عمل دَوَاء جيدا لجَمِيع الْمَوَاضِع الَّتِي يحْتَاج إِلَى التجفيف من غير لذع مثل الخراجات الْعَظِيمَة وخاصة مَتى كَانَت فِي أَطْرَاف العضل والقروح الَّتِي فِيهَا صديد والقروح المتقادمة الْعسرَة الِانْدِمَال. بولس: أصل السوسن يسخن وَهُوَ لطيف الْأَجْزَاء جدا منق منضج يصلح لأنواع السعال ويسهل النفث الَّذِي يكون فِي الصَّدْر ويبريء المغس والقروح الوسخة وَمَتى شرب مَعَ عسل وَمَاء حَار أسهل. وَأما دهن السوسن فيلين ويحلل وَيصْلح الأورام الحارة الَّتِي فِي الرَّحِم. وَأما السوسن وورقه فَإِنَّهُمَا يجففان وينقيان ويحللان قَلِيلا وَلذَلِك ينفعان من حرق النَّار.

ابْن ماسويه: الْأَبْيَض مِنْهُمَا حَار يَابِس فِي أول الثَّانِيَة ينفع من الأوجاع الْعَارِضَة فِي العصب) من البلغم ودهنه حميد فِي أوجاع العصب وأوجاع الْأَرْحَام والأسمانجوني أقل حرارة مِنْهُ. وأصل السوسن الأسمانجوني يسهل المَاء الْأَصْفَر بِخَاصَّة فِيهِ إِذا دق وعصر وَشرب مِنْهُ مِقْدَار أُوقِيَّة أَو أوقيتين. وَقَالَ مسيح: إِنَّه جيد للسعال والنفث المتعذر ويلطف الأخلاط الغليظة ويجلب النّوم وَيذْهب المغس ويلين الطبيعة وينفع من لسع الْهَوَام وجساء الطحال والتشنج والإمذاء وَيَبْنِي اللَّحْم فِي النواصير وينفع من الصداع. سرو قَالَ د: هَذِه الشَّجَرَة تقبض وتبرد وَمَتى شرب وَرقهَا مسحوقاً بطلاء وَشَيْء من المر نفع المثانة الَّتِي تنصب إِلَيْهَا الفضول وعسر الْبَوْل. وَجوز السرو مَتى دق وَهُوَ رطب وَشرب بخل نفع من نفث الدَّم وقرحة الأمعاء والبطن الَّتِي تسيل إِلَيْهِمَا الفضول وعسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب والسعال. وطبيخ جوز السرو يفعل مَا يفعل جوزه. وَمَتى دق وخلط بِالتِّينِ لين الصلابة وَأَبْرَأ اللَّحْم النَّابِت فِي بَاطِن الْأنف وَإِذا طبخ بالخل ودق وخلط بالترمس قلع الْآثَار الْعَارِضَة للأظفار. وَمَتى تضمد بِهِ أضمر الأدرة والفتق وورقه يفعل فعل جوزه. ونظن أَن جوز السرو مَتى دخن بِهِ مَعَ الأغصان وَالْوَرق طرد البق. وورق السرو مَتى سحق وضمد بِهِ ألزق الْجِرَاحَات وَقطع الدَّم وَمَتى خلط بالخل سود الشّعْر. ويتضمد بِهِ وَحده مَعَ السويق للحمرة والنملة والجمر والأورام الحارة الْعَارِضَة للعين. وَمَتى خلط بالقيروطي وضمد بِهِ الْمعدة قواها. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: ورق هَذَا وقضبانه وَجوزهُ مَا دَامَت طرية تدمل الْجِرَاحَات الْكِبَار الْحَادِثَة فِي الْأَجْسَام الصلبة. وَهَذَا يدل على أَن قوتها مجففة لَيْسَ مَعهَا حِدة وَلَا حرارة ظَاهِرَة. وطعمها يشْهد على ذَلِك وَذَلِكَ أَنه يُوجد فِي طعم جملَة هَذِه ألف ز حِدة وحراقة يسيرَة ومرارة كَثِيرَة جدا وعفوصة هِيَ أَشد وَأقوى كثيرا من المرارة وَإِنَّمَا فِيهَا من المرارة والحدة مِقْدَار مَا يبذرق ويوصل إِلَى العمق الْقَبْض من غير أَن يحدث هُوَ فِي الْبدن حرارة أصلا وَلَا لذعاً وَلذَلِك صَارَت هَذِه الشَّجَرَة تفني مَا كَانَ مختفياً فِي العمق الْعِلَل المرهلة) المتعفنة وتذهبه إذهاباً بِجَمِيعِ الْبعد عَن الْأَذَى والأمن فِي الْعَافِيَة مَعًا وَذَلِكَ أَن الْأَدْوِيَة الَّتِي تسخن وتجفف وَإِن كَانَت تقدر أَن تقيء الرُّطُوبَة المحتقنة فِي العمق فَإِنَّهَا مَعَ هَذَا تجذب إِلَى الْموضع بحدتها وحرارتها رطوبات أخر. وَبِهَذَا السَّبَب صَار السرو نَافِعًا لأَصْحَاب الفتق لِأَنَّهُ يجفف ويكسب الْأَعْضَاء الَّتِي قد استرخت من أجل الرُّطُوبَة قُوَّة وَذَلِكَ لِأَن قَبضه يصل إِلَى عمق تِلْكَ الْأَعْضَاء من طَرِيق أَن الَّذِي يخالطه من الْحَرَارَة يبذرق ذَلِك الْقَبْض ويوصله ويؤديه لِأَن مِقْدَار حرارة السرو كَاف فِي البذرقة والإيصال وَلم يبلغ بعد إِلَى حد مَا يلذع.

وَقد اسْتعْمل قوم السرو فِي مداواة الْجَمْرَة والنملة بعد أَن يخلطوه بدقيق الشّعير وَذَلِكَ من طَرِيق أَنه يفني الرُّطُوبَة الفاعلة لهَذِهِ الْعلَّة من غير أَن يسخن. وَقوم آخَرُونَ يستعملونه أَيْضا فِي مداواة الْجَمْرَة فيخلطونه إِمَّا مَعَ الشّعير وَالْمَاء أَو مَعَ خل ممزوج مزاجاً مكسوراً بِالْمَاءِ. اريباسيوس: إِنَّه يحلل الرطوبات المحتقنة فِي بَاطِن الْبدن من غير أَن يجذب إِلَى ذَلِك الْموضع رطوبات غَيرهَا. ابْن ماسويه: إِنَّه يحلل الْمدَّة فَإِن ضمد بِهِ قوى الْأَعْضَاء وَمَتى بخر طرد البق. ابْن ماسه قَالَ بعض قدماء الْأَطِبَّاء: مَتى بخر بجوزه وورقه أذهب البق. سابيطس وساريقون ذكرناهما عِنْد ذكر الأفسنتين. سقولو قندريا بالاسيا حَيَوَان بحري. قَالَ بولس: مَتى طبخ مَعَ زَيْت وطلي بِهِ أذهب الشّعْر وَإِذا لمس اعترى فِي عُضْو اللامس لَهُ حكة. وَأَنا أَحسب أَن هَذَا غلط وَإِنَّمَا هُوَ سالامندريا وَأَظنهُ تصحيفا. سماق أما السماق سماق الدباغة فَقَالَ فِيهِ د: إِن قُوَّة ورق شَجَره قابضة تصلح لما يصلح لَهُ الاقاقيا وطبيخ الْوَرق يسود الشّعْر وتعمل مِنْهُ حقنة لقروح المعي وَيشْرب مِنْهُ وَيجْلس فِي طبيخه لَهَا أَيْضا ويقطر مِنْهُ فِي الْأذن الَّتِي يسيل مِنْهَا الْقَيْح. وَمَتى تضمد بورقه مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل أضمر الداحس وَمنع الورم الْخَبيث من المعي. وَمَتى طبخ السماق الْيَابِس بِالْمَاءِ وصفي وطبخ إِلَى أَن يثخن كالعسل وَافق كل مَا يُوَافقهُ الحضض. وَالثَّمَر أَيْضا يفعل فعل الْوَرق وَمَتى جعل فِي الطَّعَام وَافق الإسهال المزمن وقروح المعي وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ المَاء منع الورم عَن قحف الرَّأْس والورم الْحَادِث فِي مَوَاضِع الضَّرْب والخدش. وَمَتى خلط بِعَسَل جلا خشونة اللِّسَان ألف ز وَقطع سيلان الرُّطُوبَة الْبَيْضَاء من الرَّحِم ويبريء البواسير وَإِذا خلط بفحم خشب البلوط مسحوقاً وَوضع عَلَيْهَا أبرأها. ونقيع الثَّمر إِذا طبخ إِلَى أَن يثخن كَانَ فعله أَجود من فعل الثَّمر. وصمغته يَجْعَل فِي أكال الْأَسْنَان فيسكن وجعها. وَأما السماق الْمَأْكُول فَإِنَّهُ مَتى شرب بشراب قَابض قطع الإسهال ونزف الدَّم من الرَّحِم. وَزعم قوم أَنه مَتى شدّ فِي صوف مصبوغ بحمرة وعلق على صَاحب النزف من أَي عُضْو كَانَ قطع الدَّم. ج فِي الثَّامِنَة: هَذِه الشَّجَرَة تقبض وتجفف وَلذَلِك صَار الدباغون يستعملونها. وأنفع مَا فِي هَذِه الشَّجَرَة ثَمَرَتهَا وعصارتها لِأَن فِيهَا طعماً قَابِضا بليغاً وأفعاله الْجُزْئِيَّة مُوَافقَة لطعومه.) وَهُوَ يجفف فِي الثَّالِثَة ويبرد فِي الثَّانِيَة.

قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي أول الثَّالِثَة يشهي الطَّعَام بحموضته ويشد الْبَطن بعفوصته وينفع الإسهال المزمن الْكَائِن من الْمرة الصَّفْرَاء مَتى أكل واصطبغ بِهِ وَهُوَ فِي مَذْهَب الْخلّ فِي جَمِيع حالاته غير أَن الْخلّ ألطف مِنْهُ وَأدْخل فِي الْبدن. وَمَتى طبخ بِهِ لحم أَو لحم دراج شدّ الْبَطن. وَمَتى تمضمض بنقيعه شدّ اللثة والأسنان وَمَتى ضمدت بِهِ المقعدة والبطن شدهما. ونفع من تجلب الصَّفْرَاء من الكبد إِلَى الْمعدة والأمعاء. وَمَتى قلي كَانَ عقله للبطن أَكثر غير أَن قواه الْأُخَر تضعف. وَمَتى أنقع فِي مَاء ورد واكتحل بذلك المَاء فِي ابْتِدَاء الرمد الْحَار منع الْمَادَّة وقوى الحدقة. وَسَوِيق السماق عَاقل للبطن دابغ للمعدة نَافِع لهيجان الصَّفْرَاء وإسهالها. ماسرجويه: مَتى طبخ السماق وصب على الوثء طبيخه لم يرم. سدر ثَمَرَة جيد للمعدة تعقل الْبَطن وطبيخ نشارة خشبه إِذْ شرب أَو احتقن بِهِ نفع من قرحَة المعي وسيلان الرطوبات المزمنة من الْأَرْحَام ويحمر الشّعْر. سويدا لَهُ لوز هِيَ بَارِدَة تبرد الورم والصلابة وتحلل الْمدَّة وعصارته تحلل الأورام من الْأَعْضَاء. لي ينظر فِي هَذَا. ذَكرْنَاهُ فِي الْحَرْف. سقاريداش: هَذَا هُوَ ثوم كراثي. سرطان نهري وبحري قَالَ د: إِن السراطين النهرية مَتى أحرقت وَأخذ من رمادها ثَلَاثَة مَثَاقِيل مَعَ مِثْقَال وَنصف من الجنطيانا وَشرب بِالشرابِ ثَلَاثَة أَيَّام نفع نفعا عَظِيما من عضة الْكَلْب الْكَلْب وَكَذَلِكَ مَتى خلط بالعسل مطبوخاً وَحده نفع نفعا بليغاً مِنْهُ وَأَبْرَأ شقَاق المقعدة وَالرّجلَيْنِ والشقاق الْعَارِض من الْبرد. وَمَتى دق نياً وَشرب بِلَبن الأتن نفع نفعا عَظِيما من نهش الْهَوَام والرتيلا وَالْعَقْرَب. وَمَتى طبخ وَأكل نفع من قرحَة الرئة ولشرب الأرنب البحري. وَمَتى ألف ز دقَّتْ مَعَ الباذروج وَقربت من الْعَقْرَب قَتلهَا. والبحرية كَذَلِك إِلَّا أَنَّهَا أَضْعَف. قَالَ ج فِي السرطان البحري: يعمه وَجَمِيع الْأَشْيَاء ذَوَات الأخزاف الْجلاء والتلطيف إِلَّا أَنَّهَا ألطف مِنْهَا وتجفف أَيْضا كَمَا هِيَ لكنه أَكثر لطافة مِنْهَا وَلذَلِك قد يسْتَعْمل محرقاً فِي مداواة البهق والكلف والنمش والجرب وَإِذا هُوَ خلط بالملح المحتفر أذاب ومحق الظفرة ويجلو الْأَسْنَان قبل الحرق ويجفف القروح والخراجات إِذا نثر عَلَيْهَا وَيسْتَعْمل فِي حك الأجفان لما فِيهِ من الخشونة المعتدلة. وَيعْمل مِنْهُ شيافة مطاولة وتحك بِهِ الأجفان حَتَّى تدمى فَإِنَّهُ يصير بعد عمل الشيافات فِيهِ أَجود.

وَأما النَّهْرِي فرماده يجفف وَفِي خصوصيته أَن جملَة جوهره ينفع نفعا عجيباً من عضة) الْكَلْب الْكَلْب مَتى اسْتعْمل وَحده أَو مَعَ الجنطيانا والكندر. وَيجب أَن يُؤْخَذ من الكندر جُزْء وَمن الجنطيانا خَمْسَة أَجزَاء وَمن رماد السرطانات عشرَة والشربة من رماد السرطانات وَحده ملعقة كَبِيرَة لمن يفزع من المَاء ويسقى إِن كَانَ علاجه مُنْذُ أول الْأَمر فَإِن أَنْت عالجته بعد أَن يمْضِي أَيَّام فملعقتان. وَاجعَل على مَوضِع العضة من خَارج المرهم الْمُتَّخذ بالزيت والجوشير والخل وَاجعَل من الْخلّ قسطاً وَمن الزَّيْت رطلا وَمن الجوشير ثَلَاث أوق وَيكون الْخلّ ثقيفاً وَإِنَّمَا ذكرت هَذَا هَهُنَا لِثِقَتِي بجودة هَذَا الدَّوَاء وَعلمِي بِأَنَّهُ لم يكت مِمَّن عضه الْكَلْب الْكَلْب مِمَّن اسْتعْمل هَذَا. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن السرطانات صلبة اللَّحْم عسرة الهضم كَثِيرَة الْغذَاء بعد أَن تطبخ بماين فَعِنْدَ ذَلِك يحبس الْبَطن مَتى أخرجت عَنهُ رطوبته المالحة بالطبخ ولحمه بعد ذَلِك عسر الْفساد كلحم الحلزون الصلب. بولس فِي السرطان النَّهْرِي: إِن رماده خَاصَّة لَهُ فعل عَجِيب فِي عضة الْكَلْب الْكَلْب وَمَتى ضمد بالسرطان النَّهْرِي مَوضِع نشب فِيهِ الشوك والأزجة أخرجهَا. ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن السرطان مَتى سحق وَجعل على الورم الجاسي حلله وَأخرج الأزجة من الْجِسْم. ابْن ماسه: لحم السرطان ومرقة نَافِع للمسلولين وَيزِيد فِي الباه وَمَتى دق مَعَ الْخَرْدَل وَوضع فِي الْبَيْت قتل العقارب. سكر أما الَّذِي يُوجد مِنْهُ جَامِدا على الْقصب ويتفتت كالملح فَقَالَ فِيهِ د: إِنَّه إِذا ديف بِمَاء وَشرب أسهل الْبَطن وَهُوَ جيد للمعدة نَافِع من وجع المثانة والكلى يجلو ظلمَة الْبَصَر مَتى اكتحل بِهِ. ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة السكر فِي الْجلاء والتجفيف والتحليل شَبيهَة بِقُوَّة الْعَسَل لكنه غير ابْن ماسويه فِي قصب السكر: إِنَّه حَار فِي الدرجَة الأولى رطب فِي آخرهَا وَهُوَ أقل رُطُوبَة من الموز نَافِع من الخشونة الْعَارِضَة للصدر والرئة ألف ز وَالْحلق والمثانة يُولد نفخاً وقراقر. وَالسكر حَار فِي الثَّانِيَة رطب فِي وسط الأولى ملين للطبيعة نَافِع للمعدة لجلائه مَا فِيهَا ضار لمن فِي معدته صفراء لتهيجه إِيَّاهَا بحلاوته. وَلَيْسَ الطبرزد فِي التليين كالسليماني والفانيذ. وَالسكر الَّذِي يُؤْتى بِهِ من الْحجاز الشبيه بِقطع الْملح وسكر الْعشْر الذرايني نَافِع

للمعدة بعفوصته جدا ولوجع الكلى والمثانة حاد لِلْبَصَرِ مَتى اكتحل بِهِ أَو بِالَّذِي قبله وهما جَمِيعًا يجففان ويحللان وَلَا يعطشان كَسَائِر السكر لقلَّة حلاوتهما وَلذَلِك ينفعان من الاسْتِسْقَاء مَتى شربا مَعَ لبن اللقَاح. ج فِي حِيلَة الْبُرْء فِي السَّابِعَة: إِن السكر يدْخل فِي عداد الْأَشْيَاء الجلاءة الفتاحة للسدد المنقية للمجاري. ابْن ماسويه وَابْن ماسه: الحَدِيث مِنْهُ حَار رطب والعتيق حَار يَابِس صَالح للرياح فِي الْبَطن يحلل الطبيعة. مَتى شرب مَعَ دهن لوز حُلْو منع القولنج. والعتيق مِنْهُ نَافِع للبلغم الَّذِي فِي الْمعدة وَالسكر المجلوب من الْيمن الشبيه بالمصطكي الْمَعْرُوف بسكر الْعشْر جيد للمعدة والكبد خَاصَّة للمرارة الْيَسِيرَة الَّتِي فِيهِ إِلَّا أَنه يعطش. وخاصة السكر النَّفْع من وجع المثانة والكلى وتنقيتهما. سمسم قَالَ د: إِنَّه رَدِيء للمعدة ويبخر الْفَم إِذا أكل وَبقيت مِنْهُ بقايا بَين الْأَسْنَان. وَمَتى تضمد بِهِ حلل غلظ الأعصاب وَأَبْرَأ الْخضر الْعَارِض من ضَرْبَة وَنَحْوه للأذن والأورام الحارة وَحرق النَّار ووجع معي القولون وعضة الْحَيَّة المدمية. وَمَتى خلط بدهن ورد سكن وجع الرَّأْس الْكَائِن من إحراق الشَّمْس. وشجرته مَتى طبخت بشراب فعلت هَذِه الْأَفْعَال وخاصة فِي أورام الْعين وضربانها. ج فِي السَّادِسَة: دهن السمسم غليظ. وَقَالَ فِي الثَّامِنَة حَيْثُ أفرد ذكره: إِن فِيهِ من الْجَوْهَر اللزج الدهني مِقْدَارًا لَيْسَ باليسير وَلذَلِك هُوَ لحاج ملين مَعًا ويسخن أَيْضا إسخاناً معتدلاً. وَهَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا مَوْجُودَة فِي دهنه وَهُوَ الشيرج. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِنَّه أَكثر البزر دهناً وَلذَلِك يزنخ سَرِيعا ويشبع آكله سَرِيعا وَهِي يغثي ويبطيء فِي الانهضام ويغذو الْبدن غذَاء يَسِيرا دسماً دهنياً. وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَالْأَمْر فِيهِ بَين إِنَّه لَيْسَ يُمكن أَن يُقَوي الْمعدة وَغَيرهَا من الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الْبَطن كَمَا لَا يُمكن ذَلِك فِي شَيْء من الْأَشْيَاء الدهنية وَلِأَن الْخَلْط الْمُتَوَلد من السمسم خلط غليظ صَار لَا يَنْفَكّ من الْمعدة سَرِيعا. والبزر الْمُسَمّى ارسيمون من جنس السمسم إِلَّا أَنه أَكثر طعماً وأحس فِي جَمِيع خصاله وَأَقل غذَاء وَهَذَانِ البزران جَمِيعًا حاران وَلذَلِك يهيجان الْعَطش. روفس: إِنَّه يلين الْبَطن.

ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي وسط الأولى رطب فِي آخرهَا مُفسد للمعدة مغير ألف ز للنكهة وخاصة مَتى بَقِي مِنْهُ بَين الْأَسْنَان شَيْء بطيء الهضم مرخ للأعضاء الَّتِي فِي الْجوف ودهنه أَضْعَف فعلا من جِسْمه. وَمَتى أكل بِعَسَل قل ضَرَره. وَمَتى غسل الشّعْر بورقه لينه وأطاله وأذهب الابرية الْعَارِضَة فِي الرَّأْس. وَمَتى طبخ دهنه بِمَاء الآس وَالزَّيْت الْإِنْفَاق كَانَ مَحْمُودًا فِي تصليب الشّعْر ونقى الحكة الكائنة من الدَّم والبلغم المالح وخاصة إِذا شرب دهنه بنقيع الصَّبْر وَمَاء الزَّبِيب بِلَا عجم وَمِقْدَار ذَلِك أوقيتان من نَقِيع الزَّبِيب وأوقية وَنصف من الشيرج وَيُؤْخَذ على الرِّيق مَعَ أُوقِيَّة من مَاء) الأنيسون. وَهَذَا أَيْضا نَافِع من الشقاق الْعَارِض فِي الرجل والخشونة الكائنة فِي الْجِسْم وَمَتى صير مَعَ ذَلِك زنة خَمْسَة دَرَاهِم من الفانيذ كَانَ أَحْمد. والمقشر من السمسم أقل ضَرَرا. وخاصة السمسم أَنه يغثي وَيفْسد النكهة. ماسرجويه: نَقِيع السمسم يدر الْحَيْضَة ويطرح الْوَلَد وَإِذا قلي وَأكل مَعَ بزركتان زَاد فِي الباه. ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي الثَّانِيَة رطب فِي الأولى يهيج الْقَيْء فَإِذا قلي صلح. وَقَالَ فِي كتاب دفع مضار السمُوم: إِن دهن الْحل مُضر بالمعدة ومفسد لَهَا وَإِنَّمَا منفعَته لمن كَانَت بِهِ الْمرة السَّوْدَاء أَو الشقاق فِي أَطْرَافه وَجَسَده فَإِن هَؤُلَاءِ يَنْتَفِعُونَ بِأَكْلِهِ لِأَنَّهُ يبسط أَطْرَافهم المنقبضة ويلينها ويلحم التشقق الَّذِي من يبس الْمرة السَّوْدَاء. سورنجان قَالَ بديغورس: خاصته النَّفْع من وجع المفاصل. بولس: أصل السورنجان لَهُ قُوَّة مسهلة وَكَذَلِكَ المَاء الَّذِي يغلى بِهِ. وَهُوَ رَدِيء للمعدة جدا. الدِّمَشْقِي: إِنَّه نَافِع لوجع النقرس غير حميد الْعَاقِبَة. والسورنجان مَتى أَكثر مِنْهُ حجر العضلات ونفع المفاصل وَلذَلِك يجب أَن يسْتَعْمل من أَكثر مِنْهُ تليين المفاصل وترطيبها. مَجْهُول: السورنجان الْأَبْيَض يزِيد فِي الباه. ماسرجويه: الْأَبْيَض جيد للنقرس والأحمر قَاتل. الْإِسْكَنْدَر: السورنجان بَارِد وَلذَلِك يسقى بالكمون والفلفل مَتى سقِِي لوجع المفاصل. وَلَيْسَ بالشديد الْبرد يحذر وَلَو كَانَ كَذَلِك لم يسهل. أَبُو جريج الراهب: السورنجان حَار فِي أول الثَّانِيَة. ابْن ماسه: الْأَحْمَر قَاتل والأبيض نَافِع من النقرس مجفف للرطوبات والخراجات العتيقة بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة.

لي لَو كَانَ السورنجان حاراً هيج وجع القروح.) القلهمان: السورنجان الْأَبْيَض حَار حرارة عَظِيمَة. د: يلين الْبَطن وَمَتى تضمد بِهِ مطبوخاً حل الأورام الَّتِي تسمى فوجيلا وَهِي أورام تكون من دم وَمرَّة غائرة فِي الْجِسْم لَا يظْهر مِنْهَا فِي الظَّاهِر كثير نفور. وَمَتى شرب بِمَاء القراطن أذهب اليرقان. ألف ز بولس يرطب فِي الثَّانِيَة ويبرد فِي الأولى وَلِهَذَا يلين الْبَطن. ولبزره قُوَّة منقية وَلذَلِك صَار نَافِعًا لمن بِهِ يرقان من برد فِي الكبد. لي بزر السرمق يقيء بِقُوَّة قَوِيَّة وَرَأَيْت رجلا شرب مِنْهُ دِرْهَمَيْنِ فقيأه وأسهله حَتَّى أضعفه. سرخس مَتى شرب من أَصله أَربع درخميات بِمَاء القراطن أخرج حب القرع وَإِن شرب مَعَ أوبولوسين من سقمونيا أَو خربق أسود كَانَ أبلغ وَيجب لمن أَرَادَ شربه أَن يتَقَدَّم بِأَكْل الثوم. وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: أَنْفَع مَا فِي هَذَا النَّبَات أَصله خَاصَّة وَذَلِكَ إِن شرب قتل حب القرع. وَإِذا شرب مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل قتل الأجنة الْأَحْيَاء وَأخرج الْمَوْتَى. وَلَيْسَ ذَلِك مِنْهُ عجيباً إِذا كَانَ مرا وَكَانَ فِيهِ مَعَ ذَلِك شَيْء من الْقَبْض وَمن أجل هَذَا مَتى وضع على الخراجات جففها تجفيفاً شَدِيدا لَا لذع مَعَه. وَالنَّوْع الآخر أَيْضا من السرخس وَهُوَ الْأُنْثَى قوته هَكَذَا بِعَيْنِه. وَقَالَ اريباسيوس فِي الْعقار الَّذِي يُسمى بطريس: وَفَسرهُ حنين أَنه السرخس: إِن أَصله مَتى شرب مِنْهُ أَربع درخميات مَعَ مَاء الْعَسَل قتل الْحَيَّات العراض والأجنة وأخرجها. سرنج كَانَ عَلَيْهِ اأدرى فاستدللنا عَلَيْهِ أَنه سرنج. قَالَ فِيهِ د: قوته كقوة الشاذنة إِلَّا أَنه أقوى وَيصْلح لأدوية الْعين وَهُوَ أَشد قبضا من الشاذنة وَلذَلِك يقطع نزف الدَّم. وَمَتى خلط بقيروطي أَبْرَأ حرق النَّار والبثور وَقد ذكرنَا مَا ذكر جالينوس فِي الأسرنج فِي ذكر الأسرب. اريباسيوس: السرنج ألطف من الاسفيذاج لِأَنَّهُ قد اكْتسب لطافة لم يكن لَهُ. سماني قَالَ ج فِي الْخَامِسَة من تَفْسِير السَّادِسَة من ابيذيميا: إِنِّي قد رَأَيْت نَاسا كثيرا اعتراهم تمدد فِي عضلهم من أكل السماني لِأَنَّهَا تَأْكُل الخربق فَيجب أَلا يُؤْكَل

إِلَّا مَا جرب مِنْهُ أَو علم أَنه لم يكن يُصِيب الخربق أَو لَا يكثر هَهُنَا فَإِن قوما قد عرض لَهُم التمدد من أكله لما أدمنوه. سنجاب ابْن ماسويه: إِن مسكه مَتى قيس بمسك السمور كَانَ بَارِدًا رطبا على أَنه يسخن الْجِسْم وَيصْلح مزاجه للمحرورين والشباب لِأَنَّهُ لَا يسخن إسخاناً مفرطاً وَأما السمور والدلق فيصلحان للمشايخ والمبرودين. سلرسلر دَوَاء رومي يسلخ الْجلد مَتى طلي عَلَيْهِ وَإِن سعط مِنْهُ مطبوخاً بِمثل حَبَّة من حِنْطَة نفع جدا. سكر هَذَا شَيْء يسكر جدا مَتى شرب ويسرع بالسكر ويعترى مِنْهُ الدوار والعطش. سك بديغورس: خاصته الزِّيَادَة فِي الْجِمَاع وَيفتح السدد والتحليل. ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس قباض يمسك القيئ وَيعْقل الْبَطن وَيُقَوِّي الْأَعْضَاء. سلحفاة قَالَ: دم السلحفاة الْبَريَّة يُوَافق الصرع وَدم ألف ز البحرية إِذا شرب بشراب وأنفحة الأرنب وكمون وَافق نهش الْهَوَام وَشرب الضفادع القتالة. قَالَ: ومرارتها توَافق الخناق والقروح الخبيثة الْعَارِضَة فِي أَفْوَاه الصّبيان. وَمَتى وضعت فِي منخري من بِهِ صرع نفع. وَقَالَت الخوز قاطبة إِن دَمه وبوله بَالغ النَّفْع جدا للفتق بالصبيان مَتى خلط بِهِ شَيْء من مسك وقطر فِي الإحليل. وَمَتى طبخ هَذَا الْحَيَوَان فِي المَاء وأقعد الصَّبِي فِيهِ نفع. سكنجبين أما الَّذِي يصنعه د وَفِيه ملح بحري وَقد ذَكرْنَاهُ فِي كتاب الصَّنْعَة فَقَالَ فِيهِ: إِن شرب أسهل كيموسا غليظاً ونفع من عرق النسا ووجع المفاصل والصرع ونهش الأفعى وَشرب الأفيون والسم الْمُسَمّى تافسيا ويتغرغر بِهِ للخناق. ج فِي السكنجبين: إِنَّه أصلح الْأَشْرِبَة لكل مزاج وللأسنان فِي حفظ الصِّحَّة لِأَنَّهُ يفتح السبل الضيقة وَلَا يدع أَن يحتبس فِيهَا كيموسا وَهُوَ من أدوية الصِّحَّة ويلطف. روفس فِي كتاب التَّدْبِير: السكنجبين يضاد البلغم والمرة السَّوْدَاء وينفع من تولدهما وينهض الشَّهْوَة. ابْن ماسويه: هُوَ نَافِع لتنقيح السدد وجلائها وَيقطع الأخلاط الغليظة. والسكري أَنْفَع للمحروين وجرو الْبَلَد الْحَار والعسلي فِي الْبلدَانِ والأمزاج الْبَارِدَة والحلو مِنْهُ نَافِع للمبلغمين والحامض للصفراويين والمعتدل للمعتدلين.

والسكنجبين جلاء مفتح مقطع للفضول نَافِع من الصَّفْرَاء والسعال البلغمي وَشرب الأفيون والذبحة الْحَادِثَة من الْحَرَارَة مَتى شرب أَو تغرغر بِهِ. ماسرجويه: هُوَ جيد للحميات الَّتِي مَعَ العفن. ابْن ماسويه: السكنجبين العسلي جيد لوجع المفاصل فِي الورك وللخوانيق والسكتة والسعال وَشرب الأفيون. ج فِي صبي يصرع: الْمُتَّخذ بخل العنصل لَا يضر بالعصب. ابْن ماسويه: إِنَّه يفتح السدد بالأصول والبزور وَيكسر الرِّيَاح ويلطفها وبالخل ينفع من الطحال) وَيفتح سدد الكبد ويسكن الْعَطش وينقى بِسَبَب الْعَسَل. والعسلي جيد للمبرودين ولوجع المفاصل والأوراك والسكتة والخوانيق والسعال وَشرب الأفيون. والسكري جيد للمحرورين وخاصة إِذا كَانَ حامضاً وَفِي الْأَزْمِنَة الحارة. والمعتدل الْحَلَاوَة جيد للمعتدلين. ساذروان بديغورس خاصته تَقْوِيَة الشّعْر. الطَّبَرِيّ: إِنَّه بَارِد قَابض يحبس الدَّم. ابْن ماسويه: إِنَّه يمْنَع انتشار الشّعْر. بولس: الَّذِي يسْتَعْمل مِنْهُ فِي الْأكلَة فبزره وَهُوَ حَار يَابِس فِي آخر الثَّانِيَة. ج فِي السَّابِعَة ألف ز فِي لوسيماخس: الْأَغْلَب عَلَيْهِ الْقَبْض وَبِذَلِك يدمل الْجِرَاحَات وَيقطع الرعاف إِذا ضمد بِهِ وَجَمِيع الدَّم من أَيْن ينبعث. وعصارته تشفي قُرُوح المعي مَتى حقن بِهِ وَنَفث الدَّم. سقوطرس وَهُوَ برذى يرْبط بِهِ الْكَرم. بولس: مَتى شرب من ثمره هَذَا أَو من زهره ثَلَاثَة قراريط حرك الْقَيْء كَمَا يُحَرك الخربق الْأَبْيَض من غير مضرَّة. فَأَما ثَمَرَته فَإِنَّهَا تسهل من أَسْفَل وَأما عصارته فَإِنَّهَا تَنْفَع من عرق النسا. سيسا مونداس ج فِي الثَّامِنَة: هُوَ شَبيه بالخربق فِي جلائه وإسخانه وتجفيفه وَسَائِر قواه قريب من سَائِر قوى الخربق. سنديريطس فسره حنين: الْجريرِي. وَقَالَ فِيهِ ج فِي الثَّامِنَة: إِن فِيهِ جلاء ورطوبة كَثِيرَة ويبرد قَلِيلا مَعَ شَيْء يسير من الْقَبْض فَهُوَ لذَلِك يمْنَع حُدُوث الأورام ويدمل الْجِرَاحَات الْحَادِثَة عَن الضَّرْب.

سفارطس عُيُون ج فِي الثَّامِنَة قوته مجففة. سفارطس ج فِي الثَّامِنَة: هُوَ جذاب قوي الجذب. سطاحوس ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا فِي الثَّالِثَة من الإسخان وَلذَلِك يدر الطمث وَيخرج المشيمة وَيفْسد الأجنة. سطوني جالينوس فِي الثَّامِنَة: أَنْفَع مَا فِي هَذَا النَّبَات ثَمَرَته وورقه وقوتهما قابضة بِلَا لذع ويجفف تجفيفاً بَينا كَأَنَّهُ فِي أول الثَّالِثَة وَلذَلِك يسْتَعْمل طبيخه فِي الحقن لقروح المعي ويقطر فِي الْأذن الَّتِي يسيل مِنْهَا الْقَيْح وَيلْزق الْجِرَاحَات الْعَظِيمَة. وَأبين مَا يكون فعله فِي ذَلِك مَتى اسْتعْمل مَعَ الشَّرَاب الْأسود الْقَابِض وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً شَدِيدا كل رُطُوبَة تكون على غير المجرى الطبيعي. وورقه الطري مَتى سحق وَوضع على مَوضِع انفجار الدَّم حَبسه. وَمَتى ضمدت بِهِ الْعين الَّتِي بهَا انتشار وَهُوَ اتساع الحدقة من ضَرْبَة نفع. سطراطيوس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: الْمَنْسُوب من هَذَا النَّبَات إِلَى المَاء فِيهِ رُطُوبَة مائية والمنسوب إِلَى الْبر فِيهِ شَيْء من قبض بِهِ صَار كَذَا وبسبب هذَيْن الجوهرين يُمكن فِيهِ إلزاق الْجِرَاحَات ونفع القروح وَيسْتَعْمل فِي البواسير وانفجار الدَّم. سيسارون فسره حنين: عشبة الشونيز. يَقُول فِيهِ ج فِي الثَّامِنَة: إِن أَصله مَتى طبخ نفع طبيخه الْمعدة وأدر الْبَوْل وَهُوَ حَار فِي الثَّانِيَة. وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء من المرارة وَالْقَبْض الْيَسِير. سقرينوبداس فسره حنين: عقرب بحري. ج فِي الثَّامِنَة: إِن هَذَا الدَّوَاء يسخن فِي الثَّالِثَة ويجفف فِي الثَّانِيَة. سليكس ج: إِنَّهَا شَجَرَة قتالة. سقارج يجلو جلاء شَدِيدا وَيدل على ذَلِك. ألف ز اسْتِعْمَال النفاشين لَهُ حَيْثُ يَحْتَاجُونَ إِلَى الْجلاء وجربنا مِنْهُ أَنه يجلو الْأَسْنَان وينقبها وَفِيه قُوَّة حارة وَلذَلِك يدْخل فِي الْأَدْوِيَة المحرقة المجففة الَّتِي تشفي اللثة سمواش ماسرجويه: قوته كقوة الفيلزهرج وَيُقَوِّي الشّعْر. سمور السمور يسخن ويجفف لِأَن حيوانه كَذَلِك والدلق أَضْعَف مِنْهُ فِي ذَلِك. سمك أما السَّمَكَة البحرية المخدرة فاسمها رعادة وَقد ذَكرنَاهَا فِي بَاب الرَّاء. وَقَالَ د: مَتى وضعت على رَأس من بِهِ صداع مزمن سكنته من سَاعَته.

وَمَتى احْتمل شدّ المقعدة الَّتِي تخرج إِلَى خَارج. وَأخرج حنين فِي التَّفْسِير الْقَدِيم: إِن هَذَا هُوَ الرّقّ البحري. والسمكة الَّتِي يُقَال لَهَا شيبيا وَهِي تعرف بِنَاحِيَة بَيت الْمُقَدّس بِهَذَا الِاسْم حوصلتها ملينة للبطن عسرة الانهضام وجلدها مَتى حك بِهِ الأجفان الخشنة فَهُوَ جيد. وَإِن أحرق بغطائه إِلَى أَن يسْقط عَنهُ الغطاء وسحق جلى الكلف والبهق والأسنان وَيغسل فَيدْخل فِي أدوية الْعين. وَإِذا كحلت بِهِ عُيُون الْمَوَاشِي أذهب الْبيَاض مِنْهَا. وَمَتى اكتحل بِهِ مَعَ الْخلّ أذاب الظفرة. وَالَّتِي تسمى طريغلا وَهِي بحريّة تورث الْعين غشاوة مَتى أدمن أكلهَا. وَمَتى شقَّتْ وَهِي نِيَّة وَوضعت على نهش تنين الْبَحْر وعقربه وعنكبوته أبرأت مِنْهُ. وَأما البحري فَإِذا أكل غضاً طرياً غراً ونقى قَصَبَة الرئة وجود الصَّوْت وَإِذا تضمد بِلَحْم المالح الْعَتِيق أخرج السلاء من اللَّحْم من عمقه. فَأَما مَاء ملح البحري المالح إِذا جلس فِيهِ من كَانَت بِهِ قرحَة فِي الأمعاء فِي ابْتِدَاء الْعلَّة وافقها بخر بِهِ الْموَاد إِلَى ظَاهر الْجِسْم وَإِذا احتقن بِهِ أَبْرَأ عرق النسا. والصنف الْمُسَمّى من السّمك سمارس المالح مِنْهُ مَتى أَخذ رَأسه وأحرق قلع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح ومنعها من السَّعْي وَقلع الثآليل المسمارية وَقلع التوت وَوَافَقَ لسعة الْعَقْرَب وعضة الْكَلْب كَالَّذي يَفْعَله كل سمك. وَأما السّمك الصغار الَّذِي يُسَمِّيه أهل الشَّام الصير مَتى أحرق وذر على الشقاق الْعَارِض للمقعدة أَبرَأَهُ. والمري الْمَعْمُول مِنْهُ مَتى تمضمض بِهِ أَبْرَأ القروح الخبيثة العفنة المنتنة الَّتِي فِي الْفَم. وَأما السّمك الصخري فَإِن مرقته تسهل الْبَطن وَتَنْفَع من عضة الْكَلْب الْكَلْب مَتى تضمد بِهِ ونهش الْهَوَام. وَأما السّمك الَّذِي يُسَمِّيه أهل الشَّام البن فَإِنَّهُ نَافِع من نهش الْحَيَّة المقرنة مَتى أَدِيم أكله وَالشرَاب عَلَيْهِ والقيء مرّة بعد مرّة. وينفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب.) والغراء الْمَعْمُول من السّمك مَتى ألقِي فِي الاحساء نفع من نفث الدَّم. قَالَ ج: كَانَ رجل يَأْخُذ رُؤُوس السمكات الصغار ألف ز المجففة المملوحة فيحرقها ويعالج بهَا الشقاق الْحَادِث فِي المقعدة واللهاة الوارمة ورماً صلباً مزمناً وعَلى هَذَا الْقيَاس قُوَّة هَذَا لَيست بحادة لِأَن الحدة أَكثر مَا يعرض لما يحرق بل هُوَ عَام لَهَا أجمع. قَالَ: وَأما الْحَيَوَان الْمُسَمّى الرعاد وَهِي السَّمَكَة المخدرة فقد ذكر قوم أَنَّهَا مَتى أدنيت من رَأس من يشكو الصداع سكن صداعه وَمَتى أدنيت مِمَّن تنْقَلب مقعدته أصلحها. وَقد جربت الْأَمريْنِ فَلم أَجِدهُ يفعل وَلَا وَاحِد مِنْهُمَا وَكَانَ تجربتي لَهَا وَهِي ميتَة وأظن أَنه

يجب أَن تدنى من رَأس صَاحب الصدع وَهِي حَيَّة فَإِنَّهُ بذلك يُمكن أَن تشفي الصداع بِمَا يحدث من الخدر. وَأما الَّتِي تسمى طريغلا فَإِنَّهَا تَنْفَع إِذا وضعت على لسعة التنين البحري. وَقَالَ فِي الْحَادِيَة عشر: وَمَاء السّمك المالح ينفع الخراجات المتعفنة كَمَا ينفع المري وينفع أَيْضا وجع الورك والنسا وقروح المعي مَتى حقن بِهِ العليل وَذَلِكَ لِأَنَّهُ بحدته يجذب الأخلاط المؤذية الْحَاصِلَة فِي الورك ويخرجها فِي المعي وَيغسل ويجفف القروح المتعفنة الَّتِي فِي الأمعاء وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي هَذَا الْوَجْه قوم من الْأَطِبَّاء مَاء البحري المملوح وَمَاء السميكات والصحناة. وَقد اسْتعْملت أَنا مَاء السميكات وَهِي الَّتِي تسمى المانون فِي مداواة القروح المعفنة فِي الْفَم. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن السّمك يخْتَلف النَّوْع الْوَاحِد مِنْهُ بِحَسب اخْتِلَاف مَكَانَهُ فلحم مَا يكون مِنْهُ فِي مَوضِع فِيهِ حمأة وعكر وكدر وفضول كَثِيرَة على غَايَة اللزوجة. وَالَّذِي يكون فِي المَاء الصافي أَجود وَأفضل وخاصة إِن كَانَ ذَلِك المَاء يَتَحَرَّك برياح تهب. وَالَّذِي يكون فِي المَاء الصافي فِي بحيرات يَسْتُرهَا عَن الرّيح شَيْء فَهُوَ أخس من الَّذِي يكون من بحيرات كَثِيرَة الأمواج لِأَن رياضته تكون أَكثر وفضوله أقل. وأخس من هَذَا الَّذِي يكون فِي فوهة نهر تخرج أقذار مَدِينَة وأوساخها. وَمَا كَانَ فِي بحيرة تتصل بنهر عَظِيم فِي أحد الجوانب وببحر عَظِيم عَن الْجَانِب الآخر وَمَا كَانَ من بحيرات مُنْقَطِعَة عَن الْأَنْهَار والبحار وخاصة إِن كَانَت هَذِه غدراناً صغَارًا لَا ينصب إِلَيْهَا أَنهَار كبار وَلَا فِيهَا عُيُون عِظَام تنبع. وَالَّذِي فِي الْمِيَاه الَّتِي لَيست جريتها قَوِيَّة رَدِيء أَيْضا. وَالَّذِي يكون فِي الْأَنْهَار فأجوده مَا كَانَ فِي أَنهَار قَوِيَّة الجرية حادتها.) وَأما الَّذِي يكون فِي أَنهَار تفيض إِلَى بحيرات فَلَيْسَ هُوَ بالجيد. وجودة السّمك تكون من قبل غذائه وَذَلِكَ أَن مِنْهُ مَا يغتذى من حشيش وأصول ونبات فَيكون لَحْمه لذَلِك أَجود وَمِنْه مَا يغتذى من حمأة وأصول رَدِيئَة فَيكون أخس مِنْهُ وَمَا يغتذى من أقذار مَدِينَة وأوساخها فَيكون لذَلِك أردأ من جَمِيع السّمك ألف ز حَتَّى أَنه مَتى مكث فضلا قَلِيلا بعد إِخْرَاجه من المَاء نَتن. وَمَا كَانَ من السّمك كَذَلِك فكله كريه اللَّحْم عسر الهضم وَالَّذِي فِيهِ من جودة الْغذَاء الْمِقْدَار الْقَلِيل جدا والفضول فِيهِ كَثِيرَة. وَأفضل السّمك مَا كَانَ فِي بَحر صَاف نقي المَاء جدا وخاصة مَتى كَانَ شط ذَلِك الْبَحْر لَيست أرضه ترابية ردغية بل إِمَّا رملية وَإِمَّا خشنة صخرية فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك تسْتَقْبل

الشمَال كَانَ سمكه أفضل بِكَثِير وَذَلِكَ أَنه لِكَثْرَة حركته بمهب الرِّيَاح يكون أَحْرَى لقلَّة فضوله ونقاء الرّيح وصفائها مِمَّا يزِيد فِي جودة طبع السّمك وفضيلة جوهره. والسمك الَّذِي يكون فِي الْبحيرَة الْمُتَّصِلَة من أحد جانبيها بنهر عَظِيم وَمن الْجَانِب الآخر ببحر لَحْمه بَين لحم السّمك البحري والنهري لِأَنَّهُ يستريح إِلَى الماءين. وَمن طبع هَذَا السّمك أَن يغالب جرية المَاء من النَّهر وَيبعد عَن الْبَحْر كثيرا إِلَّا أَن السّمك البحري لَيْسَ لَهُ شوك صغَار وَأما وَوجه تعرف السّمك الْجيد هُوَ أَلا يكون فِي لَحْمه فضل سمن وَيكون لذيذاً لَيْسَ فِيهِ حراقة وَلَا حِدة فَأَما التفه الطّعْم وَالَّذِي الْغَالِب على طعمه الشَّحْم وَالدَّسم فَهُوَ أخس فِي اللذاذة وأردأ فِي سرعَة الهضم وَهُوَ أَيْضا رَدِيء للمعدة رَدِيء الْغذَاء. وَمَا كَانَ من السّمك فِيهِ رُطُوبَة ولزوجة مخاطية فَإِنَّهُ إِذا ملح أذهب الْملح عَنهُ ذَلِك. والقريب الْعَهْد بالملح أفضل. وَالدَّم الْمُتَوَلد من جَمِيع السّمك أرق وألطف من الْمُتَوَلد من الْمَوَاشِي وَقَلِيل الْغذَاء بِالْإِضَافَة إِلَى الْمَوَاشِي وغذاؤه أسْرع تحللاً. وَأما السّمك الْقَلِيل الرُّطُوبَة الَّذِي يكَاد يتفتت لعدم الرُّطُوبَة وَالسمن فَإِنَّهُ كثير الْغذَاء صلب أرضي قَلِيل الرُّطُوبَة وَالدَّسم ينفذ سَرِيعا ويتحلل وَالدَّسم يمْلَأ الْمعدة سَرِيعا أول مَا يُؤْكَل ثمَّ يرجع فيقلل الشَّهْوَة. وَأما السّمك الصخري فَإِنَّهُ سريع الهضم فِي غَايَة الْجَوْدَة والموافقة لحفظ الصِّحَّة لِأَنَّهُ يُولد دَمًا متوسطاً فِي القوام وَيَتْلُو السّمك الصخري فِي هَذَا الْفضل السّمك اللجي.) والسمك الَّذِي يرْعَى فِي مَوَاضِع أقذار الْمَدِينَة فَإِنَّهُ إِذا مَا ازْدَادَ سمناً كَانَ أردأه غذَاء وَأكْثر فضولاً. وَمَا كَانَ مِنْهُ فَاضلا مَحْمُودًا فيصلح اسفيذباجاً للناقهين. وَأما الأصحاء فيصلح لَهُم الشوي على الطابق والمكبب. روفس فِي كتاب التَّدْبِير: السّمك الْكثير الأرجل يهيج الباه. والسمك المالح مَا كَانَ مِنْهُ إِذا ملح اكْتسب هشاشة فَإِنَّهُ يُطلق الْبَطن وَمَا اكْتسب صلابة فَلَا يُطلق الْبَطن وَالَّذِي يَسْتَفِيد من الْملح هشاشة مَا لم يصد من الْبَحْر. بولس: وَالْمَاء الَّذِي يسيل من السّمك ألف ز المالح أَشد فِي التنقية وأبلغ من المَاء الَّذِي يذوب فِيهِ الْملح ويبلغ من شدَّة تنقيته أَن يسْتَعْمل فِي حقن من بِهِ عرق النسا وَذُو شنطاريا الخبيثة. ومرق السّمك الطري يسهل الْبَطن إِذا شرب وَحده أَو مَعَ الشَّرَاب وخاصة إِن كَانَ طبخ بِمَاء وملح وشبث وزيت.

قَالَ: والجري المملح مَتى أكل نفع الْحُلْقُوم الَّذِي بِهِ رُطُوبَة وَمَتى ضمد بِهِ جذب الشوك الْغَائِب فِي الْجِسْم. ابْن ماسويه: السّمك الطري يُولد بلغماً نَافِع للمحرورين ولقحل الْجِسْم فَأَما من كَانَ الْأَغْلَب عَلَيْهِ البلغم وَفِي عصبه استرخاء فليجتنبه وخاصة فِي الشتَاء والبلاد الْبَارِدَة. والمالح حَار يَابِس قَاطع للبلغم نَافِع للقيء بِهِ لإِخْرَاج البلغم اللزج فِي الْمعدة وَكلما عتق كَانَ أَكْثَره لحره ويبسه. وَأحمد مَا أكل ممقوراً الجرى. ج: لحم الجري المملح قد قيل إِنَّه يخرج السلاء. وَقَالَ فِي الْخَامِسَة من تَدْبِير الصِّحَّة: إِن السّمك إِنَّمَا يمرخه كثير من النَّاس بَاطِلا فَإِنَّهُ وَجَمِيع مَا يتَّخذ مِنْهُ عسر الهضم ومولد للسدد فِي الأحشاء وَغَيرهَا وَإِنَّمَا يفلت من شدَّة إِذا أكل بعده عسل كثير. وَقَالَ فِي السَّادِسَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء: إِنَّه أبرد الْحَيَوَان وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنه يكون إِمَّا عديم الدَّم وَإِمَّا قَلِيله. الكوسج ماسرجويه: الكوسج حَار جَدِيد بِالْإِضَافَة إِلَى السّمك حَتَّى أَنه يزِيد فِي الباه وَمَا) يهيج من الْحَرَارَة لَا كَمَا يفعل سَائِر السّمك بالبرودة. وَقَالَ: يجب أَن يُؤْكَل السّمك أبدا حاراً وَلَا يُؤْكَل بَارِدًا. قَالَ سندهشار: السّمك الطري يزِيد فِي الباه وَيكثر الفضول. ابْن ماسويه وَابْن ماسه: المارها صنف من السّمك يزِيد فِي الباه. سويق: يذكر هُنَا مَا يعم الأسوقة وَأما مَا لَا يعمها بل يَخُصهَا فمذكور فِي أبوابه ابْن سقنقور د: يُقَال: إِنَّه مَتى شرب من الْموضع الَّذِي يَلِي كلاه درخميات بشراب أنهض الباه حَتَّى يحْتَاج إِلَى شرب العدس بِالْمَاءِ الْبَارِد حَتَّى يسكن. ج عِنْد ذكره الكلى: كلى السقنقور وَمَا يَليهَا تشرب لتحريك الباه. بولس قَالَ د إِلَّا أَنه زَاد فِيهِ: تشرب بطبيخ العدس بِعَسَل. الخوز: مَتى شرب من كلى السقنقور خَالِصا أنعظ حَتَّى يحْتَاج أَن يشرب لَهُ مَا يسكنهُ من الْأَدْوِيَة وَإِنَّمَا تقل قوته بِأَن يخلط بالأدوية. سلق د: إِنَّه صنفان أَحدهمَا أسود وَهُوَ الَّذِي يضْرب لشدَّة خضرته إِلَى السوَاد وَهَذَا الْأسود يعقل الْبَطن وَمَتى طبخ بعدس وخاصة أَصله فَإِنَّهُ أَشد عقلا للبطن

والصنف الآخر يسهل الْبَطن وَكِلَاهُمَا رَدِيء الكيموس للنطرونية الَّتِي فيهمَا وَلذَلِك ينقي عصارتهما مَتى استعط بهَا مَعَ الْعَسَل وينفع من وجع الْأذن. وطبيخ ورق السلق وأصوله مَتى غسل بِهِ الرَّأْس قلع الصَّوَاب والنخالة وَمَتى صب على الشقاق الْعَارِض من الْبرد نفع. وَقد يضمد البهق بورقه بعد غسل الْموضع بنطرون ويضمد بِهِ ألف ز ج فِي الثَّامِنَة: فِي السلق قُوَّة بورقية تجلو وتحلل وتنفض فضل الدِّمَاغ من المنخرين فَإِذا طبخ فارقته هَذِه الْقُوَّة وَصَارَت قُوَّة تبطل كمون الأورام وتحلل تحليلاً يَسِيرا. والسلق الْأَبْيَض جلاء وتحليله أَكثر لِأَن فِي الْأسود شَيْئا من قبض وخاصة فِي أُصُوله فَإِن الْقَبْض فِي أَكثر من سَائِر أَجْزَائِهِ. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن فِيهِ رُطُوبَة تجلو جلاء معتدلاً وبتلك الرُّطُوبَة يهيج الْبَطن للإطلاق ويلذع المعي والمعدة وخاصة إِذا كَانَت جَيِّدَة الْحس وَلذَلِك صَار السلق ضاراً للمعدة) وخاصة لمن معدته بِهَذِهِ الْحَال إِذا أَكثر مِنْهُ. وغذاؤه يسير كغذاء سَائِر الْبُقُول إِلَّا أَن السلق أَنْفَع من الملوكية فِي فتح السدد من الكبد وَغَيرهَا وخاصة مَتى أكل بالخردل وَإِن لم يُؤْكَل بخردل فَلَا أقل من أَن يُؤْكَل مَعَ خل. وَهُوَ دَوَاء بليغ لمن كَانَ طحاله عليلاً من سدد إِذا أكل على مَا وصفت. أرخيجانس: السلق حَار رطب. روفس: السلق حريف. وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: إِنَّه أَشد تَلْيِينًا للبطن من الملوكية. ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الأولى فِي أَولهَا وَفِيه حِدة يسيرَة للملوحة الَّتِي فِيهِ وَلذَلِك يضر بالمعدة. والأغلب عَلَيْهِ اللزوجة والجلاء وَلَيْسَ خلطه بحميد الْعَاقِبَة للملوحة الَّتِي فِيهِ والبورقية وَمَتى سلق بِالْمَاءِ ثمَّ طحن عقل الْبَطن. وَمَتى دق مَعَ أَصله وعصر وَغسل الرَّأْس بعصيره أذهب الحزاز. فِي أَصله غلظ وإبطاء فِي الْمعدة وتوليد للنفخ والقراقر وَإِذا طحن كَانَ أَبْطَأَ فِيهَا. وَمَتى سلق وَجعل مَعَه الفول أسْرع هضمه. وينفع من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد وخاصة مَتى أكل بالفلفل والخردل والكمون. وَمَتى أكل بالخل فتح السدد الَّتِي فِي الطحال وخاصة مَاء ورقه. وَأَصله أَن يجلو الابرية الغليظة الَّتِي فِي الرَّأْس. أَبُو جريج: السلق حَار رطب فِي الأولى وَفِيه من اليبس قَلِيل وَفِيه بورقية تخرج الثفل من الأمعاء إِذا حقن بهَا. وعصيره ينقي الرَّأْس وَمَتى سلق وَجعل على الأورام فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يحللها وَإِمَّا أَن ينضجها.

مسيح: إِن السلق رُبمَا امغس. ماسرجويه: إِنَّه من الْأَطْعِمَة الَّتِي فِيهَا غلظ. وَقَالَ فِي الفلاحة الرومية فِي كتاب قسطس: إِن عصيره مَتى دلك لَهُ الرَّأْس قتل الْقمل وأذهب الحزاز وَإِن جعل عصيره قيروطياً وَسقي وَوضع على الورم سكنه وَمَتى طلي على الكلف أذهبه. وَذهب بالقروح فِي الْأنف. وَمَتى طلي بِهِ دَاء الثَّعْلَب أنبت الشّعْر. الطِّبّ الْقَدِيم: هُوَ جيد للقولنج.) سخبر يهضم الطَّعَام. ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس يُقَوي الْمعدة الرّطبَة وَيفتح السدد من الكبد بمرارته ويهضم الطَّعَام وخاصته قطع البلغم اللزج من الْمعدة. سنّ هُوَ قُرَّة الْعين ينْبت فِي الْمِيَاه القابضة. قَالَ د: مَتى أكل مطبوخاً أَو غير مطبوخ فتت الْحَصَى وأخرجها ويدر الْبَوْل والطمث وينفع من قرحَة المعي. ج: هَذَا النَّبَات من الْحَرَارَة بِحَسب العطرية الَّتِي فِيهِ وَهُوَ ألف ز يحلل ويدر الْبَوْل سعلة وَيُسمى السعالي بولس: وَهَذَا الِاسْم لنفعه من السعال وضيق النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب مَتى تبخر بِهِ وَهُوَ مركب من جَوْهَر حَار وجوهر مائي. ج فِي فنجيون وَتَفْسِيره السعال: إِن هَذَا الدَّوَاء يُسمى بِهَذَا الِاسْم لِأَن النَّاس قد وثقوا مِنْهُ بِأَنَّهُ نَافِع من السعال ويفش الانتصاب مَتى بخر بورقه وَأَصله يَابسا واستنشق دخانه وَهُوَ حَار حريف باعتدال وَلذَلِك يفجر الدبيلات والخراجات الَّتِي تكون فِي الصَّدْر تفجيراً غير مؤذ. وَأما ورقه مَا دَامَ طرياً فَهُوَ ينفع الْأَعْضَاء الَّتِي يحدث فِيهَا الأورام الْغَيْر النضيجة إِذا وضع عَلَيْهَا وَذَلِكَ بِسَبَب مَا يخالط هَذَا الْوَرق من الرُّطُوبَة المائية. وَإِذا جفف لَا ينفع الأورام لِأَن قوته تحرق. سطرونيون نَبَات يسْتَعْمل فِي غسل الصُّوف لتنقيته مَعْرُوف. قَالَ د: أَصله حريف مدر للبول مَتى أَخذ مِنْهُ فلنجاران بِعَسَل نفع من أمراض الكبد وعسر النَّفس المحوج للانتصاب والسعال واليرقان ويسهل الْبَطن. وَمَتى شرب مَعَ الجوشير وأصل الْكبر فت الْحَصَى وأخرجها مَعَ الْبَوْل وحلل ورم الطحال. وَمَتى احْتمل أدر الطمث وَقتل الأجنة قتلا قَوِيا. وَمَتى طبخ بدقيق الشّعير حلل الخراجات فِي ابتدائها. وَيَقَع فِي أخلاط الشيافات المحدة لِلْبَصَرِ ويحرك العطاس وَمَتى خلط بِعَسَل واستعط بِهِ أحدر فضول الدِّمَاغ من المنخرين.

سنور قَالَ ابْن ماسويه وَابْن ماسه: لحم السنور مَتى جفف ودق استخرج الفضول والأزجة لِأَن لَهُ جذباً شَدِيدا. سوس نَبَات د: عصارته تصلح لخشونة قَصَبَة الرئة وَمَتى شرب بطلاء نفع من التهاب الْمعدة وأوجاع الصَّدْر وَمَا فِيهِ والكبد وجرب المثانة ووجع الكلى. وَمَتى امتص مَاؤُهُ قطع الْعَطش. وَقد يصلح للخراجات إِذا لطخت بِهِ. وأصل السوس إِذا جفف وتضمد بِهِ نفع من الداحس. ج فِي السَّادِسَة: أَنْفَع مَا فِيهِ عصارة أَصله وَطعم هَذِه العصارة حُلْو كحلاوة الأَصْل مَعَ قبض يسير وَلذَلِك صَارَت تملس الخشونة الْحَادِثَة لَا فِي المري فَقَط لَكِن وَفِي المثانة أَيْضا وَذَلِكَ لاعتدال مزاجها فجوهرها فِي الْحر وَالْبرد جَوْهَر مشاكل لجوهرنا. إِذْ كَانَ قد تقدم الْبَيَان أَن الشَّيْء الحلو هَذِه حَاله وَلَكِن إِذا كَانَ فِيهَا مَعَ الْحَلَاوَة قبض قد علم من ذَلِك أَن جملَة مزاجها فِي الْحر وَالْبرد إِنَّمَا هُوَ كالسخونة الفاترة فَهِيَ لذَلِك قريبَة من المزاج المعتدل وَلما كَانَ كل شَيْء حلاوته معتدلة وَهُوَ مَعَ ذَلِك رطب حق لهَذِهِ العصارة أَن تقطع الْعَطش من طَرِيق أَنَّهَا رطبَة رُطُوبَة معتدلة بَارِدَة أَكثر من مزاج بدن الْإِنْسَان. وَزعم د أَن أصل السوس مَتى جفف وسحق ألف ز كَانَ دَوَاء جيدا للظفرة الَّتِي تخرج فِي عين الْإِنْسَان وَاللَّحم الزَّائِد فِي أصُول الْأَظْفَار. بديغورس: خاصته نفع الصَّدْر والسعال. اريباسيوس قَالَ بَعْضًا مِمَّا قَالَ ج. الخوز قاطبة: إِن السوس يحلل الْقَيْح من الصَّدْر. قَالَ بولس: هُوَ ثَمَرَة شَجَرَة أَصْغَر من الإجاص وَهُوَ فِي الْقُوَّة قريب من الطرفا وَذَلِكَ أَن لَهَا قُوَّة تقطع وتجلو وَهُوَ فِي الْقُوَّة قريب مِنْهَا وجلاؤها من غير تجفيف بَين. وفيهَا شَيْء من الْقَبْض. وَالْمَاء الَّذِي يغلي فِيهِ إِذا شرب نفع الطحال وَأَبْرَأ وجع الْأَسْنَان. وَثَمَرهَا ولحاؤها قريبَة الْقُوَّة من العفص. ورماد الشَّجَرَة أَشد تجفيفاً. ينظر فِيهِ. والسبستان مَعَه يلين الصَّدْر وَحده لَا يُطلق الْبَطن وَهُوَ جيد لخشونة الصَّدْر.) سداب د: أما الْبري فَإِنَّهُ لحدته لَا يصلح فِي الطَّعَام. وَأما البستاني فَالَّذِي ينْبت عِنْد شجر التِّين أوفق للطعام وَكِلَاهُمَا محرق للجلد مدر للبول مَتى أكلا أَو شربا عقلا الْبَطن.

وَمَتى شرب من بزر أَحدهمَا اكسونافن فِي شراب كَانَ نَافِعًا للأدوية القتالة. وَمَتى تقدم فِي أكل الْوَرق وَحده أَو مَعَ تين يَابِس وَجوز أبطل فعل السم الْقَاتِل وضرر الْهَوَام. وَمَتى أكل قطع الْمَنِيّ. وَمَتى اسْتعْمل على مَا وَصفنَا كَانَ صَالحا لوجع الْجنب والصدر عسر النَّفس والورم الْعَارِض فِي الرئة وعرق النسا ووجع المفاصل والنافض. وَمَتى طبخ بالزيت واحتقن بِهِ كَانَ جيدا لنفخ المعي الَّذِي يُقَال لَهُ قولون والمعي الْمُسْتَقيم وَالرحم. وَمَتى سحق بِعَسَل ولطخ على فرج الْمَرْأَة إِلَى المقعدة نفع من اختناق الرَّحِم. وَمَتى غلي بالزيت وَشرب أخرج الدُّود. وَمَتى عجن بِعَسَل وضمد بِهِ أَبْرَأ وجع المفاصل. وَقد يتضمد بِهِ مَعَ التِّين للحبن اللحمي. وَمَتى طبخ بِالشرابِ إِلَى أَن ينتصف وَشرب نفع أَيْضا من هَذَا الصِّنْف من الحبن. وَمَتى أكل مملوحاً أَو غير مملوح أحد الْبَصَر. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ سويق سكن ضَرْبَان الْعين. وَإِذا اسْتعْمل بالخل ودهن الْورْد نفع من الصداع. وَإِذا صير فِي الْأنف مسحوقاً قطع الرعاف. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ ورق الْغَار الطري نفع من الورم الْعَارِض فِي الْأُنْثَيَيْنِ. وَمَتى غسل بِهِ مَعَ النطرون البهق الْأَبْيَض شفَاه وَقلع البثور اللينة والصلبة وَتسَمى التوت والثآليل. وَمَتى وضع على القوابي مَعَ شب وَعسل نفع. وعصارته مَتى سخنت فِي قشر رمانة وقطرت فِي الْأذن كَانَت جَيِّدَة لوجعها.) وَمَتى خلطت بعصارة رازيانج وَعسل واكتحل بهَا أحدت الْبَصَر. وَإِذا اسْتعْملت مَعَ الْخلّ واسفيذاج الرصاص ودهن الْورْد وتلطخ بهَا الْحمرَة نَفَعت من الْحمرَة والنملة وقروح الرَّأْس الرّطبَة. وَمَتى مضغ السذاب بعد أكل الثوم والبصل ألف ز قطع رائحتهما. وَمَتى أَكثر من الْبري قتل. والبري مِنْهُ بعد ظُهُور أزهاره يجمع ليحمل إِلَى الْبِلَاد فيحمر الْيَد وَالْوَجْه ويورمها وَجَمِيع الْبدن ورماً حاراً مَعَ حكة شَدِيدَة وَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم فِي الادهان قبل ذَلِك. وَزعم قوم أَن عصارته مَتى رَشَّتْ على الدَّجَاج منع النمس من أكلهَا.

وَالَّذِي ينْبت مِنْهُ فِي مقدونيا يقتل لِأَن ذَلِك الْجَبَل الَّذِي ينْبت فِيهِ هُوَ ملآن أفاعي. وبزر السذاب صَالح للأوجاع الْبَاطِنَة. ج فِي الثَّامِنَة: الْبري فِي الرَّابِعَة من الإسخان والتجفيف والبستاني فِي الثَّالِثَة وَلَيْسَ بحاد حريف فَقَط بل هُوَ مَعَ ذَلِك مر فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب يقطع ويحلل الأخلاط الغليظة اللزجة ولمكان هَذِه الْقُوَّة يستفرغ مَا فِي الْجِسْم بالبول وَهُوَ مَعَ هَذَا التلطيف يحلل وَيذْهب النفخ فَهُوَ لذَلِك من أَنْفَع شَيْء للرياح ومانع من شدَّة شَهْوَة الْجِمَاع ويحلل ويجفف تجفيفاً وتحليلاً شَدِيدا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ قوي التجفيف. روفس: إِنَّه مَانع من السل وينفع الْبَصَر ويدر الْبَوْل. وَقَالَ أَيْضا فِي كتاب التَّدْبِير: السذاب قَاطع للمني جيد للاستمراء وإدرار الْبَوْل وَهُوَ مُوَافق جدا للمعي الْأَسْفَل. ابْن ماسويه: إِنَّه نَافِع للريح الغليظة فِي القولون محدد لِلْبَصَرِ مَتى اكتحل بمائه مدر للْحيض مصدع عَاقل للطبيعة وخاصته إِفْسَاد الْمَنِيّ وتجفيفه. أَبُو جريج: صمغ السذاب جيد فِي آخر الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة يبريء القروح العتيقة مَتى نثر عَلَيْهَا وينفع من الْخَنَازِير فِي الْحلق والإبط مَتى استعط مِنْهُ بِوَزْن دانق. ساساليوس د: قُوَّة ثمره وَأَصله مسخنة وَمَتى شرب أَبْرَأ تقطير الْبَوْل وعسر النَّفس المحوج للانتصاب وينفعان من الأوجاع الْبَاطِنَة ويبرئان السعال المزمن. وَالثَّمَرَة خَاصَّة مَتى شربت هضمت الطَّعَام وحللت المغس وَهِي نافعة من الْحمى الَّتِي يعرض فِيهَا حر وَبرد مَعًا فِي أَجزَاء مُخْتَلفَة فِي الْجَسَد. وَقد يشرب بالفلفل وَالشرَاب للبرد فِي الْأَسْفَار وتسقى مِنْهُ الْمَوَاشِي الْإِنَاث ليكْثر النِّتَاج. وَأما الأبريطشي فَإِنَّهُ يشرب لعسر الْبَوْل وإدرار الطمث. وعصارة سَاق هَذَا النَّبَات وبزره إِذا كَانَ طرياً وَشرب مِنْهُ ثَلَاث أوبولسات بميبختج عشرَة أَيَّام أَبْرَأ وجع الكلى. وأصل هَذَا النَّبَات قوي إِذا عجن بِعَسَل ولعق مِنْهُ أخرج الفضول الَّتِي فِي الصَّدْر. وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: أصل هَذَا النَّبَات قوي الْحَرَارَة وَأكْثر من أَصله بزره يبلغ من إسخانه أَن يدر الْبَوْل إدراراً سَرِيعا وَهُوَ مَعَ هَذَا لطيف حَتَّى أَنه لينفع من الصرع ويفش الانتصاب. بديغورس خاصته: إِنْزَال الْبَوْل وَالْحيض والنفع من الصرع. الدِّمَشْقِي: إِنَّه يسهل ولادَة جَمِيع الْحَيَوَان. ماسرجويه: مَتى استعط بالساساليوس ألف ز نفع من الصرع جدا وَكَذَلِكَ مَتى ابْن ماسويه: يذيب البلغم الجامد وَيفتح السدد جيد للمعدة نَافِع للكليتين والمثانة منق للرياح من الخاصرة والحالبين.

سقندوليون يَقُول فِيهِ د: إِن بزره مَتى شرب أسهل بلغماً وشفى وجع الكبد واليرقان وعسر النَّفس والصرع ووجع الْأَرْحَام الَّتِي تخنق. وَإِن تدخن بِهِ أنبه المسبت. وَمَتى نطل بِهِ الرَّأْس مَعَ الزَّيْت وَافق قرانيطس وليثرغس والصداع. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الشَّرَاب منع النملة من السَّعْي فِي الْجِسْم. وَقد يعْطى من أَصله لليرقان ووجع الكبد. وينحت وَيجْعَل فِي النواصير الجاسية فيحلل جسوها. وعصارة زهره إِذا كَانَ رطبا وَافق الآذان الَّتِي فِيهَا قُرُوح وَالَّتِي يسيل مِنْهَا قيح. وَقد تخزن عصارته مثل سَائِر العصارات المخزونة. وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: قُوَّة ثَمَرَة هَذَا قُوَّة حارة قطاعة فَهِيَ لذَلِك أَنْفَع مَا تكون للربو والصرع وَهِي نافعة أَيْضا من اليرقان وَكَذَلِكَ قُوَّة الأَصْل فَإِنَّهُ يُوَافق هَذِه الْعِلَل ويقلع الصلابة الَّتِي فِي النواصير مَتى نحت وَجعل فِيهَا. وعصارة هَذَا تحفظ فينتفع بهَا جدا فِي مداواة القروح الْحَادِثَة فِي الْأذن الَّتِي قد عتقت. وَقَالَ أريباسيوس مَا قَالَ ج سَوَاء. وأصبت فِي الْأَرْبَع مقالات لأريباسيوس أَن بعض النَّاس زعم أَن هَذَا هُوَ الكاكنج. سكبينج قَالَ د: يصلح لوجع الصَّدْر وخضد العضل والأوتار والسعال المزمن ويقلع الفضول الغليظة الَّتِي فِي الرئة ويشفي الصرع والفالج الَّذِي يعرض مِنْهُ ميل الرَّقَبَة إِلَى خلف وَالَّذِي يعرض مِنْهُ ذهَاب الْحس وَالْحَرَكَة من بعض الْأَعْضَاء والحميات الدائرة وينفع هَذِه الأوجاع أَن تمسح بِهِ أَيْضا. وَمَتى شرب بادرومالي أدر الطمث وَقتل الْجَنِين. وَمَتى شرب بشراب نفع من نهش الْهَوَام. وَمَتى استنشقت رَائِحَته مَعَ الْخلّ الْعَتِيق نفع من اختناق الْأَرْحَام. ويجلو الْآثَار الْعَارِضَة من القروح فِي الْعين والغشاوة وظلمة الْبَصَر وَالْمَاء الْعَارِض فِي الْعين وَقد يجلو الْآثَار كَمَا يجلو الحلتيت مَعَ لوز مر وسذاب. ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه يسخن ويلطف على نَحْو الصموغ الْأُخَر وَفِيه شَيْء من الْجلاء ولسبب هَذَا ينقي الْأَثر الْحَادِث فِي الْعين ويلطفه ويرقه وَهُوَ أَيْضا من أفضل الْأَدْوِيَة للْمَاء النَّازِل فِي الْعين وظلمة الْبَصَر الْحَادِثَة من الأخلاط الغليظة. وَأما نَبَات السكبينج فَهُوَ ضَعِيف لَا مَنْفَعَة فِيهِ. بديغورس: خاصته طرد الرِّيَاح والإذابة والتحليل. أريباسيوس: صمغ السكبينج وَهُوَ الْمُسَمّى سكبينجاً يصلح للهتك الْكَائِن فِي العضل وأوجاع الجنبين والسعال الَّذِي يكون من ألف ز السدة الْحَادِثَة عَن أخلاط غَلِيظَة غير نضيجة.

قَالَ ج: السكبينج يُقَاوم السمُوم القتالة وَفعله فِي ذَلِك أَكثر من فعل القنة. حَكِيم بن حنين: إِن ج ذكر السكبينج مَتى سحق بخل وطلي على الشعيرة فِي الْعين والبثرة أذهبهما. أَبُو جريج: إِنَّه نَافِع للقولنج مَتى شرب أَو احتقن بِهِ ويسهل البلغم الغليظة الْمُجْتَمع فِي الْوَرِكَيْنِ ويلين الطَّبْع لينًا فِي رفق وينفع البواسير مُفردا ومؤلفاً وَيصْلح الْأَدْوِيَة المسهلة وَيخرج الرِّيَاح الغليظة. ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة: إِن خاصته النَّفْع من الْأَرْوَاح الْعَارِضَة فِي الأمعاء وَالظّهْر) والوركين وَدفع القولنج وإسهال البلغم اللزج. الْفَارِسِي: إِن السكبينج يسهل ويذيب الْحَصَاة وينفع من النافض وَيزِيد فِي الباه وَهُوَ جيد للكبد. الطَّبَرِيّ: ينفع من الْبرد فِي المقعدة والأرحام والأمعاء ويدر الْحيض وَالْبَوْل ويسهل المَاء الْأَصْفَر ويذيب الْحَصَى فِي الكلى وينشف بلة الْعين إِذا اكتحل بِهِ فِي ابْتِدَاء المَاء ويستعط بِهِ للصرع ويطلى على لدغ الْحَيَّات والعقارب وَيشْرب أَيْضا لذَلِك مِثْقَال بطلاء. ماسرجويه: إِنَّه جيد للرياح يحللها أَيْن كَانَت ويسهل المَاء الْأَصْفَر ويذيب الْحَصَى فِي الكلى وينفع فِي ابْتِدَاء المَاء ولذع العقارب. سقولو قندريون مَتى طبخ ورقه بخل وَشرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا حلل ورم الطحال وَيجب أَن يضمد بِهِ الطحال وَيُقَال: إِنَّه مَتى علق على الْمَرْأَة منع الْحَبل. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: هَذِه الحشيشة لَطِيفَة وَلَيْسَت بحارة فَلذَلِك تفت الْحَصَى وتحلل صلابة الطحال. أريباسيوس: إِنَّه لطيف الْأَجْزَاء من غير حرارة وَلذَلِك يفت الْحَصَى وَيذْهب بالطحال مَتى طبخ بشراب وَشرب قبل الطَّعَام. وَقد جربته فِي قوم كثير. الْإِسْكَنْدَر: مَتى علق على من بِهِ طحال أحدا وَأَرْبَعين يَوْمًا أضمر طحاله. وأصبت فِي ثَبت الْأَسْمَاء أَن سقولوقندريون عنصل. سقمونيا د: مَتى أَخذ مِنْهُ درخمي أَو ثَلَاث أوبولسات مَعَ القراطن أسهل مرّة وبلغماً وَقد يَكْفِي مِنْهُ بِوَزْن أبولوسين لتليين الْبَطن. وَإِذا احْتِيجَ إِلَى شربة قَوِيَّة فَثَلَاث أوبولسات مَعَ أوبولوسين من الخربق الْأسود ودرخمي من الْملح.

وأصل شجرته مَتى أَخذ مِنْهُ درخميات أسهل وَقد يطْبخ الأَصْل بخل وينعم دقه مَعَ دَقِيق شعير وَيعْمل مِنْهُ ضماد لعرق النسا. وَمَتى خلط بِعَسَل وزيت ولطخ بِهِ الخراجات حللها. وَمَتى طبخ بالخل ولطخ على الجرب المتقرح قشره. ويخلط بدهن ورد وخل وَيجْعَل على الرَّأْس للصداع. بولس: السقمونيا يجلو ويحلل البثر وينقي البرص وَيذْهب الصداع المزمن ألف ز مَتى اسْتعْمل بخل ودهن ورد وصب على الرَّأْس. من كتاب ينْسب إِلَى حُبَيْش وَإِلَى أبي جريج: السقمونيا حَار يَابِس وحره أَكثر من يبسه. ابْن ماسويه: فِي إصْلَاح المسهلة: إِنَّه يسهل صفراء وَيُورث غماً وكرباً وَهُوَ رَدِيء للمعدة والكبد وَيذْهب شَهْوَة الطَّعَام. وَقَالَ فِي كتاب الْمسَائِل الطبيعية: السقمونيا إِذا كَانَ قَلِيلا وَكَانَ عتيقاً أدر الْبَوْل وَلم يُطلق الْبَطن. وَقَالَ فِيهِ أَيْضا: السقمونيا قَلِيل الْحَرَارَة والخربق كثير الْحَرَارَة وَلذَلِك يسهل وَلَا يقيء. قَالَ: والتفسيا وعصارة قثاء الْحمار أَكثر حرارة من الخربق. ابْن ماسه: يسهل صفراء مَعَ فضلَة دموية رَدِيء للمعدة يصلح أَن يخلط بعصير السفرجل. قَالَ عِيسَى: وحره ويبسه فِي الثَّالِثَة. انْقَضى حرف السِّين.

باب الشين

3 - (بَاب الشين) شراب ج فِي الْمقَالة الأولى من حفظ الصِّحَّة: الشَّرَاب يعدل الفضول الَّتِي من جنس المرار ويستفرغها وَيدْفَع اليبس عَن الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَيذْهب مَا ينَال الْجِسْم من يبس التَّعَب المفرط وَذَلِكَ أَنه يرطب كلما أفرط عَلَيْهِ اليبس من الْأَعْضَاء ويعدوه وَيكسر من حِدة الْخَلْط الَّذِي من جنس المرار ويستفرغه بالعرق وَالْبَوْل. الرَّابِعَة النَّبِيذ الطَّبَرِيّ: والغليظة يجْتَمع فِي الْعُرُوق امتلاء وأخلاطاً نِيَّة كَثِيرَة رَدِيئَة. د: أما الْأَشْرِبَة العتيقة فَإِنَّهَا تضر بالأعصاب والحواس إِلَّا أَنَّهَا لذيذة الطّعْم وَيمْنَع مِنْهَا إِذا بعض الْأَعْضَاء عليلاً. وَأما فِي وَقت الصِّحَّة فقد يشرب مِنْهُ الْقَلِيل وَلَا يضر. وَأما الحَدِيث فَإِنَّهُ نافخ عسر الهضم يرى أحلاماً رَدِيئَة ويدر الْبَوْل. وَأما الْمُتَوَسّط فَإِنَّهُ بَرِيء من عيوبها وَلذَلِك يجب أَن يخْتَار شربه فِي وَقت الصِّحَّة وَالْمَرَض. وَالْأسود قَابض غليظ كثير الْغذَاء جيد لمن بِهِ إسهال. وَأما الَّذِي يلقى فِيهِ بعض الْأَدْوِيَة فَإِنَّهُ يَجِيء طبع ذَلِك الْعقار. وَالشرَاب الحلو الحَدِيث يرفع بخاراً كثيرا إِلَى الرَّأْس ويسكر سَرِيعا وينفخ الْبَطن وَهُوَ رَدِيء للمعدة. وَأما الْعَتِيق جدا فَإِنَّهُ جيد للغشي وهضم الْغذَاء رَدِيء للمثانة وغشاوة الْبَصَر وَلَا يجب أَن يستكثر من شربه. والحلو الغليظ يزِيد فِي اللَّحْم وَيحسن اللَّوْن غير أَنه مُوَافق فِي الهضم. وَأما الْبَالِغ الْقَبْض فَإِنَّهُ يدْفع السيلانات عَن الْمعدة ومضرته للرأس يسيرَة. وَأما اللَّبن الْقَلِيل الخمرية فمضرته للعصب قَليلَة لينَة. وَأما الطّيب الرَّائِحَة إِذا كَانَ مَعَ ذَلِك لينًا يُمكن أَن يشرب مِنْهُ مِقْدَار كثير وَلَا يسكر فَإِنَّهُ يعرض عَنهُ خمار طَوِيل الْمدَّة. وَأما الَّذِي يتَّخذ بِمَاء الْبَحْر فنافع مسهل للبطن رَدِيء للعصب. ألف ز وَالشرَاب كُله بِالْجُمْلَةِ إِذا كَانَ خَالِصا لَا يخالطه شَيْء وَفِيه قبض فَإِنَّهُ يسْرع) الذّهاب فِي الْجِسْم ويسخن وَيُقَوِّي الْمعدة والشهوة ويغذو الْبدن وَيزِيد فِي الْقُوَّة وَيحسن اللَّوْن

وينفع من شرب السمُوم المخدرة مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار صَالح وَمن شرب المرتك وَأكل الْفطر ولسع الْهَوَام الْبَارِدَة وَيذْهب بالنفخة المزمنة واسترخاء الْمعدة وَالرِّيح الشرسفية وَلمن أفرط بِهِ الْعرق والتحليل وَلَا سِيمَا مَا كَانَ أَبيض عتيقاً طيب الرَّائِحَة. والعتيق الحلو جيد للعلل الَّتِي تكون فِي المثانة والكلى وينفع الخراجات والأورام مَتى غمس فِيهِ صوف غير مغسول وَوضع عَلَيْهَا وَمَتى صب على القروح الخبيثة والآكلة الَّتِي تسيل إِلَيْهَا الفضول نَفعهَا وأنفع الْأَشْرِبَة للأصحاء مَا لم يخالطه مَاء الْبَحْر. وَمَا كَانَ فِيهِ قبض وَكَانَ إِلَى الْبيَاض والغلط الْأسود رَدِيء للمعدة نافخ إِلَّا أَنه يزِيد فِي اللَّحْم. وَالرَّقِيق الْقَابِض جيد للمعدة لكنه لَا يزِيد فِي اللَّحْم كَمَا يزِيد الْأسود. والعتيق الْأَبْيَض الرَّقِيق يدر الْبَوْل إِلَّا أَنه يصدع الرَّأْس ويضر بالعصب. وَالسكر كُله رَدِيء وَلَا سِيمَا إِذا أدمن. وَمَتى ألح على السكر كل يَوْم أضرّ بالعصب وأضعفه وأرخاه. وَإِن أدمن على الشَّرَاب لم تؤمن الْأَمْرَاض الحادة. وأجود الْأَشْيَاء أَن يَأْخُذ مِنْهُ الْإِنْسَان بِمِقْدَار معتدل مَا بَين الْأَيَّام وَلَا سِيمَا مَتى جعل شرابه فِي تِلْكَ الْأَيَّام الْبَاقِيَة المَاء وَذَلِكَ أَنه يحلل وَينفذ وينقي الفضول الظَّاهِرَة والخفية. وَيجب بعد شرب الشَّرَاب أَن يشرب المَاء فَإِنَّهُ يكسر صولة الشَّرَاب ويسكن عاديته. وَالشرَاب المعسل يسْقِي فِي الحميات مَتى أزمنت وضعفت الْمعدة وَهُوَ ملين للبطن وَلَا يدر الْبَوْل وينقي الْمعدة وينفع من وجع المفاصل والكلى وَالرحم وَلَيْسَت لَهُ سُورَة شَدِيدَة فِي الرَّأْس. حنين فِي مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة: الْخُمُور المائية لَا تُؤثر فِي الرَّأْس وَلَا فِي العصب أثرا بَينا كَمَا تُؤثر الْخمر العتيقة. وَقَالَ: الحوصي أَشد إسخاناً من الْأَبْيَض وَالْأسود والأحمر وَلذَلِك قرعه للرأس أَشد مِنْهَا. وَالْأسود أَبْطَأَ انحداراً من الْأَبْيَض وَأَقل إدراراً للبول وَأَشد قرعاً للرأس وَذَلِكَ أَنه يكون أسخن وألطف. وَأما الَّذِي لَا رَائِحَة لَهُ الْبَتَّةَ فَهُوَ أَضْعَف الْخمر وأقلها خمرية وأغلظها وأبردها وَلَيْسَت تحدث) فِي الرَّأْس حَدثا الْبَتَّةَ لِأَنَّهَا غَلِيظَة شَدِيدَة الغلظ وَلَا نجد شرابًا حلواً رَقِيقا غَايَة الرقة وَلَا أَبيض اللَّوْن بل يكون أبدا مائلة إِلَى الغلظ والسواد لنَقص حلاوتها. والخمرة الحلوة تسخن إسخاناً معتدلاً. وكل شراب حُلْو فغليظ بطيء النّفُوذ وَلَيْسَ أَنَّهَا لَا يحلل السدد بل قد يحدثها فِي الكبد وَالطحَال وَلَا يحدثها فِي الرئة بل يحلل مجاري الرئة وينقيها. وَهِي أَيْضا أقل قرعاً للرأس من

الشَّرَاب الريحاني كثيرا إِلَّا أَنَّهَا ألف ز تسهل الْبَطن أَكثر من سَائِر الْخُمُور ويستحيل سَرِيعا إِلَى المرار ويتولد عَنْهَا نفخ أَكثر من سَائِر الْخُمُور الرقيقة وَأكْثر غلظاً إِلَّا أَن نفختها أَيْضا لَيست مِمَّا تضر بالأمعاء السُّفْلى لِأَن رياحه على حَال ألطف من سَائِر نفخ الْأَشْيَاء غير الشَّرَاب. قَالَ: وَالشرَاب الحوصي أحسن الْخُمُور كلهَا وَأولى أَن تسمى خمرًا. والمائي أقوى الْخُمُور فِي إدرار الْبَوْل وأقلها خمرية. وَالشرَاب الحلو يعطش والمائي أَكْثَرهَا إدراراً للبول والحلو لَا يدر الْبَوْل. وَالشرَاب الْأسود الغليظ الْمركب طعمه بَين الحلو والقابض رَدِيء لِأَنَّهُ يبطيء نُفُوذه وَهُوَ نافخ مركب من طعمين متضادين يتمانعان بِالْفِعْلِ. والعفص جيد للِاخْتِلَاف الْكثير الخراطة وذرب الْبَوْل. وَالصرْف يضر بِالرَّأْسِ وينفع الأمعاء. والممزوج جدا لَا يضر بِالرَّأْسِ وَلَا ينفع الأمعاء بل يَضرهَا ويرخيها وينفخها وَالصرْف يقويها بِقَبْضِهِ ويسخنها ويحلل النفخ مِنْهَا. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الشَّرَاب فِي الثَّانِيَة من الإسخان وَمَا كَانَ مِنْهَا أعتق ابْن ماسويه: الْعَتِيق جدا يضر بالبصر. وَالزَّبِيب المعسل يستأصل البلغم جيد للمعدة الرّطبَة والمتخذ من الفانيذ وَالسكر جيد لمن فِي صَدره عِلّة وَفِي مثانته. لي الشَّيْخ يحْتَاج إِلَى إدمانه وَلَا يحْتَاج إِلَى الْإِكْثَار مِنْهُ. ج فِي قوى النَّفس: الشَّرَاب ينفع الشُّيُوخ لِأَن أبدانهم بَارِدَة قَليلَة الدَّم فَهُوَ يسخنهم باعتدال وَيزِيد فِي دِمَائِهِمْ.) وَأما من هُوَ فِي سنّ النَّمَاء فَإِنَّهُ يلهيهم ويخرجهم إِلَى حركات مفرطة جنونية. فلاطن: لَا يجب من طلب الْوَلَد أَن يشرب ليلته تِلْكَ وَلَا الْمَرْأَة. ج: الشَّرَاب إِنَّمَا يمْنَع مِنْهُ الْقُضَاة والمدبرون لِأَنَّهُ مَتى مَلأ الْبدن بخارات حارة وخاصة الرَّأْس قوى النَّفس الشهوانية والعصبية تَقْوِيَة شَدِيدَة وَجعل النَّفس الفكرية مسرعة إِلَى الْقَضَاء والصريمة. السَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الشَّرَاب الْقوي يضر بالأبدان المنهوكة وبالناقهين وَأما الَّذِي لَيْسَ يقوى وَلَا يحْتَمل مزاجاً كثيرا وَله مَعَ ذَلِك قبض فَمن أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُم. وَذَلِكَ أَنه قد يسلم من مضار المَاء وَلم يبلغ أَن يسخن إسخان الشَّرَاب الْقوي.

وَالشرَاب لَا ينْفخ بل إِن صَادف فِي الْبدن نفخة حللها وَلَا يبطيء فِي مَا بَين الشراسيف كَمَا يبطيء المَاء وَيفتح الطّرق الَّتِي ينفذ فِيهَا الْغذَاء وَيرْفَع الْغذَاء ويصعده ويعين على سرعَة نُفُوذه ويولد دَمًا جيدا ويعدل المزاج وينضج مَا هُوَ محتقن فِي الْمعدة وَالْعُرُوق وَيزِيد فِي قُوَّة الْأَعْضَاء ويبذرق الفضول ويسوقها إِلَى البرَاز. والمائي الْأَبْيَض أَكثر الْأَنْوَاع إدراراً للبول. قَالَ: وَالشرَاب الْعَتِيق إِذا كَانَ مرا جفف تجفيفاً كثيرا. روفس فِي كتاب: الشَّرَاب ألف ز يبلغ من الإسخان الثَّالِثَة وَبَعضه يبرد الْأَبدَان. وَالْأسود كثير الْغذَاء وَلَا سِيمَا إِن كَانَ مائلاً إِلَى الْحَلَاوَة وَعدم الْقَبْض وَهُوَ غير قوي الإسخان إِلَّا أَن يمِيل إِلَى المرارة. والكائن مِنْهُ فِي الْبِلَاد الْبَارِدَة أقل سخونة. والأبيض قَلِيل الْغذَاء لَا ريح لَهُ وَلَا يضر بِالرَّأْسِ. وبقدر رِيحه قرعه وإسراعه إِلَى الرَّأْس. وأسخنه الْأَصْفَر الْمشرق وخاصة مَتى مَال إِلَى المرارة. والعتيق أقوى على النّفُوذ وإدرار الْبَوْل. والجسم يَسْتَفِيد من الشَّرَاب قُوَّة وجلداً بِسُرْعَة وَينفذ الْغذَاء وَيغسل الْعُرُوق ويجيد الهضم ويسرع استحالته إِلَى الدَّم ويبريء الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة والقولنج الغليظ والرمد وَالْجُنُون. والإكثار مِنْهُ تعرض مِنْهُ السكتة وَلَا يجب أَن يشربه مَحْمُوم وَلَا من بِهِ ورم أَو صداع أَو قرح أَو فَسَاد مزاج. لي ينظر فِيهِ.) وَمن أَرَادَ الْإِكْثَار مِنْهُ فَلَا يكثر الرياضة يَوْمه لِأَنَّهُ مَتى فعل ذَلِك عرض لَهُ بعد طَعَامه كسل وفتور فيسرع النّوم. وَأعظم مضرَّة السكر على الْأَبدَان الضعيفة وَيدْفَع شدَّة المَاء. وَقَالَ فِي كتاب الْعَوام: الشَّرَاب ينمي الْحَرَارَة الغريزية ويحركها فَيكون لذَلِك الهضم أقوى وَالدَّم أَجود ويسهل احْتِمَال الطَّعَام الْكثير إِذا أقل مِنْهُ ويسمن الناقهين والمضرورين ويشهي الْأكل. لي ويسخن البلغم ويحط شَيْئا من الصَّفْرَاء ويعدل مَا لَا ينحط مِنْهَا وَيذْهب من ذَاته ويبسط النَّفس ويريحها وَيزِيد فِي الذكاء والشجاعة ويدر الْبَوْل والعرق ويعرض لمن تَركه الْهم وخبث النَّفس وَالْغَضَب وَبدر الْبدن. وشربه باعتدال فِيهِ هَذِه الْمَنَافِع. فَأَما السكر فَإِنَّهُ يفْسد الدِّمَاغ وخاصة مَتى أدمن فليجتنب مِنْهُ ذَلِك وَمن شربه للِانْتِفَاع بِهِ فَلَا يشربه على طَعَام حريف وَلَا يكثر مِنْهُ. الْفُصُول الثَّالِثَة: الشَّرَاب المائي كَمَا أَن منظره شَبيه بالمائي فَكَذَلِك قوته قريبَة من قُوَّة المَاء

فَأَما مَا كَانَ من الْأَشْرِبَة غليظاً وَكَانَ مَعَ ذَلِك أَحْمَر فَهُوَ أَكثر الأنبذة غذَاء وأسرعها للأبدان النحيفة إخصاباً. وَقَالَ: أقل الأنبذة غذَاء الرَّقِيق. والأحمر الغليظ كثير الْغذَاء إِلَّا أَن الْأسود أَكثر غذَاء مِنْهُ لكنه أَبْطَأَ غذَاء من الْأَحْمَر. والأبيض الغليظ أغذأ من المائي وَأَبْطَأ غذَاء مِنْهُ. وبحسب سرعَة غذائها يكون سرعَة خُرُوجهَا من الْجِسْم فَإِن الشَّرَاب المائي أسْرع الْأَشْرِبَة خُرُوجًا بالبول لسرعة نُفُوذه كُله إِلَى نَاحيَة الكلى إِلَّا الْيَسِير. وَأما سَائِر الأنبذة الَّتِي ينحدر مِنْهَا مَعَ البرَاز شَيْء كثير فعلى حسب مِقْدَار زمَان إغذائها الْبدن يكون زمَان خُرُوجهَا. حِيلَة الْبُرْء السَّابِعَة: قَالَ لَيْسَ من الْوَاجِب أَن يشرب من يحْتَاج إِلَى إنعاش بدنه شَيْئا خلا الشَّرَاب بعد أَلا تكون بِهِ حمى والمائي أوفق لهَؤُلَاء ألف ز يَعْنِي الناقهين وَهُوَ الْأَبْيَض الرَّقِيق الْقَلِيل الِاحْتِمَال للْمَاء فَإِن الشَّرَاب الْكثير الِاحْتِمَال للْمَاء أقوى الْأَشْرِبَة وليتوقه الناقهون والضعفاء لِأَنَّهُ يضر بقوتهم. وَأما الْأَبْيَض الْقَابِض فَهُوَ نَافِع وَذَلِكَ أَنه قد جَاوز حد المَاء فِي مَا يخْشَى من رداءته وَلم يبلغ حد الشَّرَاب فِي مَا يحذر من مضرته.) وَالشرَاب ينفذ الْغذَاء ويحط النفخ ويولد دَمًا جيدا ويعدل المزاج وينضج مَا هُوَ محتقن فِي الْمعدة وَالْعُرُوق وَيزِيد فِي قُوَّة الْأَعْضَاء ويبذرق الفضول ويسوقها إِلَى البرَاز. وَالشرَاب المائي أَكثر الْأَشْرِبَة إدراراً للبول. الثَّانِيَة عشر قَالَ: من غشي عَلَيْهِ يجب أَن يسقى شرابًا حَار الطَّبْع سريع النّفُوذ وَهُوَ الْأَصْفَر الرَّقِيق الْعَتِيق الريحاني وَالَّذِي فِيهِ مَعَ ذَلِك مرَارَة فَإِنَّهُ كثير الْحَرَارَة. وَلَيْسَ يكون فِي توليد الدَّم وجودة الْغذَاء كَسَائِر أَنْوَاع الشَّرَاب وَلَا يستلذ بِهِ ويضرهم فِي الْمعدة ويؤلمها. وَأفضل الشَّرَاب مَا كَانَ طَبِيعَته قَابِضا وَلَا يبْقى فِيهِ لِأَنَّهُ قد عتق من الْقَبْض شَيْء يحس والحرارة فِيهِ بَيِّنَة ظَاهِرَة فَإِن هَذَا لذيذ المشرب معِين على الاستمراء والنضج وانحدار الفضول ويسكن حِدة الأخلاط. واليسير الْقَبْض نَافِع للمعدة والأمعاء الَّتِي تجمع فضولاً. قَالَ: وَلَا تَجِد من الشَّرَاب الْأَبْيَض اللَّوْن حاراً الْبَتَّةَ. وأسخن أَنْوَاع الشَّرَاب الْأَحْمَر الناصع الْمشرق وَهُوَ الناري وَمن كَانَ رَأسه ضَعِيفا فَإِن الشَّرَاب الْقوي يسْرع الامتلاء فِيهِ وخاصة الريحاني فَإِنَّهُ يصدع أَكثر من سَائِر الْأَشْرِبَة. والقابض يُقَوي الْمعدة وَهُوَ أبعد الْأَشْرِبَة كلهَا من الْإِضْرَار بِالرَّأْسِ وَلَا ينفذ الْغذَاء وَلَا يدر الفضول وَلَا يصلح لأَصْحَاب الغشى. والأشربة الصفر أعون على استمراء الطَّعَام لِأَنَّهَا أَشد إسخاناً وَهِي مَعَ هَذَا تعدل

المزاج وتغذو الْبدن وَلذَلِك صَارَت نافعة من جودة الأخلاط. وَلَيْسَ فِي المائي من هَذِه الْخِصَال شَيْء وَذَلِكَ أَن الَّذِي يصير من هَذِه دَمًا قَلِيل جدا. والأصفر يصدع والمائي أبعد الْأَشْرِبَة من التصديع وَهُوَ أَكْثَرهَا إدراراً للبول والتالي لَهُ فِي إدرار الْبَوْل أرق صنوف الْخمر وألطفها. وَأما الْأَصْفَر الغليظ فَأَبْطَأَ نفوذاً من الْأَصْفَر الرَّقِيق إِلَّا أَنه أَجود جَمِيع الْأَشْرِبَة القابضة فِي تَنْفِيذ الْغذَاء وغذاؤها أَكثر من الْأَصْفَر الرَّقِيق وَهِي أسْرع الْأَشْرِبَة كلهَا أصلا لرداءة الأخلاط لِأَنَّهَا تولد دَمًا جيدا. الثَّالِثَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: الشَّرَاب مَتى شرب بِمِقْدَار معتدل أنمى الْحَرَارَة الغريزية وَزَاد فِيهَا إِذْ كَانَ أخص الأغذية بهَا وأكثرها مشاكلة وموافقة لَهَا. من كتاب الكيموس: الشَّرَاب الْأَبْيَض الرَّقِيق يدر الْبَوْل أَكثر من سَائِر الْخُمُور وَهُوَ أقلهَا غذَاء) للبدن. وَأكْثر الْخُمُور غذَاء أغلظها ألف ز وخاصة إِن كَانَت حلوة سَوْدَاء. والسوداء أغْلظ من الْحمر والحمر أغْلظ من الصَّفْرَاء والصفراء من الْبَيْضَاء. وَيصْلح لمن يحْتَاج إِلَى حصب بدنه الْحمر الحلوة والغليظة. وَلمن يحْتَاج إِلَى تلطيف بدنه وَفتح والطيبة الرّيح أَجود كيموساً من غَيرهَا غير أَنَّهَا تضر بِالرَّأْسِ. والغليظة القابضة البشعة العديمة الرَّائِحَة اجتنبها فَإِنَّهَا رَدِيئَة الْخَلْط فَإِن كَانَت مُنْتِنَة الرَّائِحَة فَهِيَ أَشد. وَيحْتَاج إِلَى الْخمر القابضة وَينْتَفع بهَا من يَبْغِي تَقْوِيَة معدته وَمن بِهِ ذرب. فَأَما فِي غير ذَلِك فَإِنَّهَا ردئية لِأَنَّهَا لَا تعين على نُفُوذ الْغذَاء وَلَا تولد الدَّم وَلَا تدر الفضول. وَأَصْحَاب الأمزاج الحارة يصلح لَهُم الْخُمُور القليلة الْحَرَارَة ولأصحاب الأمزاج الْبَارِدَة الصَّهْبَاء الذكية الرَّائِحَة الْمرة وَهَذَا تسْتَعْمل فِي المحرورين وتولد فيهم حميات بِسُرْعَة. وَأما فِي المبلغمين فتنفعهم وتقوي أفعالهم الطبيعية. وَالْخمر الْخلْوَة تلين الْبَطن والعصير ينْفخ ويعسر انهضامه وَيُطلق الْبَطن. وَالْخُمُور الغليظة تصلح بعض الصّلاح مَتى عتقت فَأَما وَهِي طرية فلتترك فَإِنَّهَا فِي نَفسهَا عسرة الهضم فضلا عَن أَن تعين عَلَيْهِ. وأضعف الْخُمُور التفهة. من كتاب الأغذية قَالَ ج: أوفق أَنْوَاع الشَّرَاب كُله لتوليد الدَّم الْأَحْمَر الغليظ

وَبعده الْأسود الحلو الغليظ وَبعد هَذَا مَا كَانَ لَونه أسود أَو أَحْمَر وَكَانَ قوامه غليظاً وَفِيه مَعَ ذَلِك قبض. وَأَقل أَنْوَاع الشَّرَاب غذَاء الْأَبْيَض الرَّقِيق القوام المائي. والحلو من الشَّرَاب أسْرع هضماً من الْقَابِض وأسرع نفوذاً. وَأَغْلظ من الشَّرَاب هُوَ أَبْطَأَ نفوذاً وهضماً إِلَّا أَنه مَتى صَادف معدة قَوِيَّة حَتَّى يجود هضمه أَكثر غذَاء. وَالرَّقِيق أَكثر إدراراً للبول. وَقَالَ فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: الْخُمُور الْبيض القليلة الِاحْتِمَال للْمَاء كَمَا أَنه لَا تضر بِالرَّأْسِ كَذَلِك لَا تسخن كثير إسخان وَلَا تعين على الهضم كثير مَعُونَة لَا فِي الْمعدة وَلَا فِي الْعُرُوق وَكَذَلِكَ لَا تخصب الْجِسْم كَبِير خصب.) قسطاً فِي علل الدَّم: الشَّرَاب الحَدِيث يُولد رياحاً يمْلَأ بهَا الْعُرُوق وَلَا يعين على الهضم والعتيق يلطف وَلَا يزِيد فِي الْبدن كَبِير شَيْء بل يلطف الأخلاط وينقض مِنْهَا والمعتدل سليم من هذَيْن. فَهُوَ لذَلِك يجيد الهضم وَلَا ينْفخ. الْإِسْكَنْدَر: الشَّرَاب الْعَتِيق رَدِيء للعصب وَإِذا شرب باعتدال كَانَت منفعَته عَظِيمَة فِي الهضم وإيصال الْغذَاء وتوليد الدَّم والاغتذاء ويشفي النَّفس ويشجعها. فلاطن: الصّبيان لَا يجب أَن يسقوا إِلَى ثَمَان عشرَة سنة لِأَنَّهُ لَا يجب أَن يزادوا نَارا على نَار وَأما السكر وَكَثْرَة الشَّرَاب أَعنِي إدمانه فليمتنع مِنْهُ الشَّبَاب الْبَتَّةَ إِلَى الْأَرْبَعين. فَإِذا هم بلغُوا الْأَرْبَعين فَنعم الدَّوَاء على برودة الشيخوخة حَتَّى أَنه يسلي الهموم وَيذْهب خبث النَّفس. شربين د: إِنَّهَا شَجَرَة القطران. قَالَ: وللقطران قُوَّة آكِلَة للحم الَّذِي للبدن الْحَيّ حافظة للأبدان الْميتَة وَلذَلِك سمى حَيَاة الْمَوْتَى. وَيحرق الثِّيَاب والجلود لإفراط إسخانه وتجفيفه وَلذَلِك يحد الْبَصَر إِذا وَقع فِي الأكحال ويجلو آثَار القروح. وَمَتى قطر فِي الْأذن مَعَ الْخلّ قتل الدُّود الَّتِي فِيهَا. وَمَتى خلط بِمَاء قد طبخ فِيهِ زوفا وقطر فِيهَا سكن دويها وطنينها. وَإِذا قطر فِي السن المتأكلة سكن الوجع. وَمَتى تمضمض بِهِ مَعَ الْخلّ فعل ذَلِك. وَإِذا لطخ على الذّكر قبل الْجِمَاع منع الْحَبل. وَإِن لطخ على الْحلق حلل اللوزتين. وَمَتى لطخت بِهِ الْمَوَاشِي قتل قملها وصؤابها. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ ملح نفع من نهشة الْحَيَّة المقرنة.

وَمَتى شرب بالطلاء نفع من شرب الأرنب البحري. وَمَتى لعق مِنْهُ أَو تلطخ بِهِ نفع من دَاء الْفِيل. وَمَتى تحسى مِنْهُ قدر أُوقِيَّة وَنصف نقي قُرُوح الرئة وأبرأها. وَمَتى حقن بِهِ قتل الدُّود الْغِلَاظ والدقاق وَأخرج الأجنة. وصفوه الَّذِي يجْتَمع على رَأسه يفعل هَذِه الأفاعيل.) وَله خَاصَّة فِي برْء جرب الْمَوَاشِي وَالْكلاب وَيقتل القردان ويدمل قروحها. واطلها بعد جز صوفها. ودخان القطران يجمع مثل دُخان الزفت وَيفْعل أفاعيل دُخان الزفت. وَثَمَرَة الشربين رَدِيئَة للمعدة وينفع من السعال وشدخ العضل وتقطير الْبَوْل. وَمَتى شرب مسحوقاً مَعَ الفلفل أدر الطمث. وَمَتى شرب بِخَمْر نفع من شرب الأرنب البحري. وَإِن خلط بشحم الأيل ومخه وَمسح بِهِ الْجِسْم لم تقربه الْهَوَام. وَيدخل فِي المعجونات. د: غذاؤه أقل من غذَاء الْحِنْطَة. وَمَاء الشّعير أَكثر غذَاء من سويق الشّعير. وَيمْنَع حِدة الفضول جيد لخشونة قَصَبَة الرئة وقروحها. ويلطخ بِجَمِيعِ مَا يصلح لَهُ كشك الْحِنْطَة غير أَن كشك الْحِنْطَة أَكثر غذَاء وأدر للبول. وَأما كشك الشّعير فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل وَهُوَ جلي نافخ رَدِيء للمعدة منضج للورم البلغمي يعْنى بكشك الشّعير جشيشه المقشر. ودقيق الشّعير مَتى طبخ مَعَ التِّين وَمَاء القراطن حلل الأورام البلغمية والصلبة. وَمَتى خلط بإكليل الْملك وقشور الخشخاشسكن وجع الْجنب. وَقد يخلط ببزر الْكَتَّان والحلبة والسذاب ويتضمد بِهِ للنفخ الْعَارِضَة فِي الأمعاء. وَمَتى خلط بالزفت الرطب وَالزَّيْت وَبَوْل صبي أنضج الْخَنَازِير. وَإِذا اسْتعْمل مَعَ الآس والكمثرى ألف ز أَو العليق أَو قشور الرُّمَّان عقل الْبَطن. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ السفرجل نفع من الورم الْحَار الْعَارِض فِي النقرس. وَمَتى طبخ بخل ثَقِيف وَوضع سخناً على الجرب المتقرح أَبرَأَهُ. وَمَتى طبخ بِالْمَاءِ حَتَّى يصير كالحناء الرَّقِيق ثمَّ خلط بزفت وزيت فتح الأورام. وَمَتى طبخ بالخل نفع من سيلان الفضول إِلَى المفاصل. ماسرجويه: الشّعير بَارِد فِي الثَّانِيَة يَابِس ويبسه فِي قشوره فَإِذا قشر لم يجفف.

وَأما مَاء الشّعير فيلين الصَّدْر ويدر الْبَوْل. وَمَتى طلي وَهُوَ حَار على الكلف أَبرَأَهُ.) وطبيخ سويق الشّعير يعقل الْبَطن. شيلم د: مَا ينْبت مِنْهُ بَين الْحِنْطَة فَإِن لَهُ قُوَّة تشفي رداءة القروح الخبيثة إِذا خلط بقشر الفجل وَالْملح وتضمد بِهِ. وَمَتى خلط بكبريت لم يحرق وخل أَبْرَأ القوابي الرَّديئَة والجرب المتقرح. وَمَتى طبخ بزبل حمام وبزر كتَّان بشراب حلل الْخَنَازِير وَفتح الأورام الَّتِي يعسر نضجها. وَمَتى طبخ بِمَاء القراطن وتضمد بِهِ نفع من عرق النسا. وَإِذا تبخر بِهِ مَعَ سويق شعير وَمر وزعفران وكندر وَافق الْحَبل وأعان على تَركه. ج فِي السَّادِسَة: هَذَا يجفف ويسخن تجفيفاً وإسخاناً عَظِيما حَتَّى يكَاد من الْأَدْوِيَة الحريفة وَهُوَ فِي هَذَا الْبَاب أَكثر من أصُول السوسن إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي اللطافة كأصول السوسن بل هُوَ فِي ذَلِك أقل مِنْهَا كثيرا. فَمن الْوَاجِب أَن يَجعله الْإِنْسَان فِي مبدأ الدرجَة الأولى من الإسخان وَفِي شلجم قَالَ د: مَتى طبخ وَأكل كَانَ كثير الْغذَاء نافخاً مولداً للحم الرخو مهيجاً للباه وطبيخه يصب على النقرس والشقاق الْعَارِض من الْبرد فينفع وَكَذَلِكَ مَتى ضمد بِهِ وَهُوَ سليق. وَمَتى قورت سلجمة وأذيب فِي تقويرها شمع ودهن ورد على رماد حَار كَانَ نَافِعًا من الشقاق المتقرح الْعَارِض من الْبرد. وَقُلُوب الشلجم تُؤْكَل مطبوخة فتدر الْبَوْل. وبزره يَقع فِي الترياقات ويهيج الباه. وَإِذا غلي السلجم بِالْمَاءِ وَالْملح كَانَ أقل غذَاء إِلَّا أَنه يُحَرك شَهْوَة الْجِمَاع. وَأما بزر السلجم الْبري فيستعمل فِي الْغمر مَعَ دَقِيق باقلي وكرسنة وشعير وحنطة. ج فِي السَّادِسَة: بزر هَذَا النَّبَات يهيج شَهْوَة الباه لِأَنَّهُ يُولد رياحاً نافخة وَكَذَلِكَ أَصله نافخ عسر الهضم زَائِد فِي الْمَنِيّ. شيطرج د: قُوَّة ورقه حارة محرقة وَلذَلِك يعْمل مِنْهُ ضماد لعرق النسا لذاع جدا مَتى دق نعما وَمَتى لطخ بِهِ الجرب المتقرح قلعه. ألف ز ونظن بأصول الشيطرج أَنَّهَا مَتى علقت فِي عنق من بِهِ وجع المثانة سكن. ابْن ماسه: بزره كبزر الرشاد فِي الْقُوَّة إِلَّا أَنه أقل يبساً مِنْهُ. يحول إِلَيْهِ مَا قَالَ ج فِي عرق النسا.

شنجار هُوَ النَّوْع الْمُسَمّى اونوقليا أَصله قَابض فِيهِ مرَارَة يسيرَة وَهُوَ دابغ للمعدة ملطف يجلو الأخلاط المرارية والأخلاط المالحة لِأَن الطّعْم العفص مَتى خلط بالمر فَشَأْنه أَن يفعل هَذِه الْأَفْعَال. وَلذَلِك صَار هَذَا الدَّوَاء نَافِعًا لأَصْحَاب اليرقان وَلمن بِهِ وجع الكلى وَالطحَال وَهُوَ مَعَ هَذَا مبرد وَلذَلِك مَتى خلط بالضماد مَعَ دَقِيق الشّعير نفع من الورم الْمُسَمّى حمرَة. ويجلو مَتى شرب وَإِذا وضع من خَارج وَلذَلِك صَار يشفي البهق إِذا سحق بخل ولطخ عَلَيْهِ. وَأما ورقه فقوته أَضْعَف وَلكنه أَيْضا يجفف وَيقبض وَلذَلِك صَار يشفي استطلاق الْبَطن فَأَما النَّوْع الْمُسَمّى لوقاسيوس فَهُوَ أَيْضا نَافِع من الورم الْمَعْرُوف بالحمرة على مِثَال مَا ينفع الأول وأصل هَذَا النَّوْع الثَّانِي أَشد قبضا من النَّوْع الأول. وَأما النَّوْع الَّذِي يُقَال لَهُ أَبُو خينس والفساريوس فقوته أَشد من قُوَّة ذَيْنك النَّوْعَيْنِ وَمن أجل ذَلِك صَار يتَبَيَّن فِي طعمه من الحراقة مِقْدَار أَكثر وَهُوَ نَافِع مَنْفَعَة بليغة لمن نهشه هوَام موذ إِذا تضمد بِهِ أَو أدنى مِنْهُ أَو أكله المنهوش أكلا. وَأما نَوعه الرَّابِع الَّذِي لَيْسَ لَهُ اسْم يَخُصُّهُ فالحال فِيهِ مثل مَا فِي النَّوْع الثَّالِث إِلَّا أَنه أَشد مرَارَة مِنْهُ وَأقوى فَلذَلِك يخرج حب القرع مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال وَنصف مَعَ زوفا وقردمانا أَو حرف. شبرم ابْن ماسويه وَابْن ماسه: يسهل سَوْدَاء وبلغماً. السمُوم: الْقَاتِل مِنْهُ زنة دِرْهَمَيْنِ. وَيقطع إسهاله الْجُلُوس فِي المَاء الْبَارِد وصبه على الرَّأْس. شونجشر شيح ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا لَيْسَ بِقَبض كقبض الأفسنتين ويسخن أَكثر مِنْهُ وَفِيه مرَارَة أَكثر مِمَّا فِي الأفسنتين مَعَ ملوحة يسيرَة ويضر بالمعدة وَيقتل الدُّود أَكثر من الأفسنتين ضمد بِهِ أَو شرب ويسخن فِي الثَّالِثَة ويجفف فِيهَا. ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة قَاتل للحيات الَّتِي تؤذي بسمها. ودهنه يذهب النافض والشقيقة الْبَارِدَة وينبت اللِّحْيَة الَّتِي تبطيء. وخاصته النَّفْع من لسع الرتيلا وَالْعَقْرَب إِذا شرب ويصدع مَتى أَكثر مِنْهُ جدا. ماسرجويه: رماد الشيح مَعَ الزَّيْت الْعَتِيق ينْبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب. شعر قَالَ ج فِي الْحَادِيَة: عشرَة مَتى أحرق صَارَت قوته كقوة الصُّوف المحرق فِي أَن يسخن ويجفف إسخاناً وتجفيفاً شَدِيدا ألف ز.

شاهسفرم ابْن ماسه: فِيهِ حرارة ويبس نَافِع للمحرورين إِذا شم بعد أَن رش عَلَيْهِ مَاء بَارِد أَو مَاء ورد. وَبَعض الْأَطِبَّاء يَقُول: إِنَّه بَارِد من أجل أَنه لم يتأذ أحد من المبرسمين برائحته فضلا عَن الأصحاء. وَأما الحماحم فأشد حرارة وخاصة الْأَبْيَض. ماسرجويه قَالَ: هُوَ بَارِد رطب نَافِع من الْحَرَارَة والاحتراق والصداع ويهيج النّوم. وبزره يحبس الْبَطن من الْحَرَارَة والحرقة مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء بَارِد. شَحم د: الطَّبَرِيّ: من الشحوم اللينة كشحوم الدَّجَاج والإوز جيد لأوجاع الرَّحِم والعتيق والمالح رَدِيء لَهَا. وشحم الْإِنَاث من الْبَقر وشحم الثور الْفَحْل قَابض يقبض قبضا يَسِيرا. وشحم الْفِيل والأيل مَتى تلطخ بهما طرد الْهَوَام. وشحم العنز أَشد قبضا من سَائِر الشحوم وَلذَلِك تعالج بِهِ قُرُوح المعي مَعَ الْخبز والسماق وشحم التيس أَشد تحليلاً وَمَتى عجن بِهِ بعر الْمعز والزعفران وضمد بِهِ النقرس نفع. وشحم الضَّأْن يحلل إِلَّا أَنه أقل تجفيفاً من هَذِه. شَحم الْخِنْزِير يُوَافق أوجاع الْأَرْحَام والمقعدة وَحرق النَّار. وَمَتى جمع مَعَ قورة أَو رماد عَتيق كَانَ جيدا للشوصة والورم الرخو والصلب. شَحم الْحمار: يُقَال: إِنَّه يذهب آثَار القروح. شَحم الإوز والدجاج جيدان لوجع الْأَرْحَام والشقاق فِي الشّفة وشقاق الْوَجْه ووجع الْأذن. شَحم الدب ينْبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب ويوافق الشقاق الْعَارِض من الْبرد.) شَحم الثعالب جيد لوجع الْأذن. شَحم الأفعى مَتى خلط بِعَسَل وقطران وزيت عَتيق وَافق الغشاوة وَالْمَاء الْعَارِض فِي الْعين وَمَتى نتف الشّعْر وطلي بشحم الأفعى الطري منع من نَبَاته بعد ذَلِك. شَحم السّمك النَّهْرِي مَتى خلط بِعَسَل أحد الْبَصَر. ح فِي الْحَادِيَة عشرَة: الْفرق بَين السمين والشحم فِي الغلظ وَلذَلِك صَار مَا كَانَ من الْحَيَوَان جملَة طبعه وجوهره أرْضى فَإِنَّمَا يتَوَلَّد فِيهِ الشَّحْم وَمَا كَانَ رطبا فَالَّذِي يتَوَلَّد فِيهِ هُوَ السمين وَلذَلِك صَار السمين يذوب بالنَّار سَرِيعا وَلَا يحمر بعد مَا يذوب والشحم لَيْسَ يذوب بسهولة

وَجَمِيع الْحَيَوَانَات الرّطبَة المزاج فَإِنَّهَا إِذا سمنت تحمل من السمين أَكثر مِمَّا تحمل من الشَّحْم كثيرا كالخنازير السمينة وَأما الْبَقر والمعز المسمنة فَإِنَّهَا تحمل من الشَّحْم أَكثر ليبوسة مزاجها. وشحم مَا كَانَ أجف مزاجاً من الْحَيَوَانَات أيبس وشحم الأرطب أَكثر تَلْيِينًا وإنضاجاً وَلذَلِك نحقن من كَانَ فِي أمعائه السُّفْلى لذع بشحم الْمعز أَكثر مِمَّا نحقنه بشحم الْخِنْزِير لَا من طَرِيق ألف ز أَن شَحم الْخِنْزِير أقل تسكيناً للحدة من شَحم الْمعز لَكِن من طَرِيق أَنه ليبوسته يجمد سَرِيعا. وَلَكِن شَحم الْخِنْزِير وَإِن كَانَ أَكثر تسكيناً وقمعاً للحدة وَهُوَ يخرج سَرِيعا بسهولة فَلذَلِك اخترنا شَحم الماعز عِنْد اللذع الشَّديد من القروح فِي الأمعاء والزحير مَعَ أَن الشَّحْم الْخِنْزِير لِأَنَّهُ ألطف وَأَشد تسكيناً للحدة إِذا كَانَ السَّبَب المؤذي مستكناً فِي العمق لِأَن الشَّيْء الغليظ أقل غوصاً وَأَقل ممازجة للرطوبات الرَّديئَة. وَلذَلِك صَار شَحم البط أَشد تسكيناً للذع الْحَادِث فِي عمق الْأَعْضَاء وَهُوَ أَشد إسخاناً من شَحم الْخِنْزِير. وَأما شَحم الديوك والدجاج فَهُوَ بَين هذَيْن. وشحم الذّكر أسخن من الْأُنْثَى وَأَشد تجفيفاً وَكَذَلِكَ شَحم الخصى من الْحَيَوَان. وَلِأَن الْخِنْزِير أقل حرارة ويبساً من جَمِيع الْحَيَوَانَات ذَوَات الْأَرْبَع صَار شحمه لذَلِك قَلِيل الْحَرَارَة كثير الرُّطُوبَة. وَجَمِيع الشَّحْم والسمين كُله يسخن الْإِنْسَان ويرطبه إِلَّا أَنَّهَا تخْتَلف فِي ذَلِك بِحَسب أمزجتها فشحم الْخِنْزِير أبلغ فِي الترطيب قَلِيل الإسخان وشحم المسن أخف وأسخن من الرَّضِيع. وَكَذَلِكَ شَحم الماعز أجف وَأَقل حرارة من شَحم الضَّأْن وشحم الثور أَكثر حرارة ويبساً من شَحم الْعجل. وشحم التيس أسخن وأجف من شَحم الماعز.) وشحم فحولة الثيران أسخن وأجف من شَحم الماعز إِلَّا أَنه أقل فِي ذَلِك من شَحم الْأسد لِأَن شَحم الْأسد أَشد تحليلاً من شحوم سَائِر ذَوَات الْأَرْبَع وَأَشد حرارة وألطف جدا من جَمِيع الشحوم وَلذَلِك لَا يخلط فِي المراهم المستعملة للجراحات والأورام الحارة لما يحدث فِي الْخراج والورم من الْحَرَارَة. فَأَما الأورام الصلبة المزمنة وتعقد العصب وَبِالْجُمْلَةِ الْعِلَل الصلبة المتحجرة فشحم الْأسد من أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهَا. وشحم الْخِنْزِير لَا يُمكنهُ أَن ينفع هَذِه. وَأما شَحم الثور والعجل فَكَأَنَّهُ متوسط بَين هذَيْن وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي الأورام الصلبة وَفِي الخراجات أَيْضا فيخلط مَعَ المحللة للتحليل وَمَعَ المنضجة للإنضاج. وَمَا قيل فِي شَحم الأفاعي من أَنه يمْنَع الشّعْر إِذا نتف وطلي مَكَانَهُ مَنعه من النَّبَات فكذب. وَكَذَلِكَ أَيْضا قَوْلهم إِنَّه يبريء ابْتِدَاء المَاء إِذا اكتحل بِهِ. وَأما شَحم الدب فقد صدقُوا أَنه ينفع من دَاء الثَّعْلَب وَلَكِن لنا أدوية أسهل وجودا وأنفع مِنْهُ.

وشحم الثَّعْلَب يصفونه لوجع الْأذن على غير تَحْدِيد فَلَا يجب أَن يلْتَفت إِلَى قَوْلهم فِيهِ. وَكَذَلِكَ قَوْلهم فِي شَحم السّمك لابتداء المَاء فِي الْعين فَإِنَّهُم لَا يَدْرُونَ مَا يَقُولُونَ. شقريدون قوته مسخنة مَدَرَة للبول وَقد يدق وَهُوَ طري أَو يطْبخ بشراب وَهُوَ يَابِس ويسقى لنهش الْهَوَام والأدوية القتالة ويسقى مِنْهُ وزن درخمي بِالشرابِ الْمُسَمّى أدرومالي للذع الْعَارِض فِي الْمعدة وقروح المعي وعسر الْبَوْل وينقي الصَّدْر من الْخَلْط الغليظ والقيح. وَمَتى خلط يَابسا بالحرف وَالْعَسَل والراتينج والقردمانا مَكَان الْحَرْف ألف ز وهييء لعوقاً كَانَ صَالحا للسعال المزمن وشدخ العضل. وَمَتى خلط بخل ثَقِيف ولطخ على مَوضِع الوجع من النقرس أَو خلط بِمَاء وضمد بِهِ كَانَ صَالحا لَهُ. وَإِذا خلط بقيروطي سكن ورم مَا دون الشراسيف الصلب المزمن. وَمَتى احتملته الْمَرْأَة أدر الطمث. وَمَتى وضع على الخراجات ألزقها. وَقد تشرب عصارته للأوجاع الَّتِي ذكرنَا. شاهترج ج فِي السَّادِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة: كَمَا أَن طعمه فِيهِ مرَارَة وَقبض مَعًا كَذَلِك فِي مزاجه حرارة وبرودة مَعًا وَهُوَ أَيْضا يجفف وينفع الْمعدة لِأَن فِيهِ قبضا لَيْسَ بِيَسِير وَلَيْسَ فِيهِ من الْحَرَارَة مِقْدَار كثير يتَبَيَّن. وَأما تجفيفه فَفِي الثَّانِيَة. ماسرجويه: الْحَرَارَة أقل فِيهِ من الْبُرُودَة واليبس فِيهِ كثير وَهُوَ جيد للمعدة. ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة: خاصته نفع الْمعدة والجرب والبثر وإسهال الْمرة الصَّفْرَاء المحرقة وتصفية الدَّم وإدرار الْبَوْل وأجوده مَا اخضر لَونه وَمر طعمه وَكَانَ حَدِيثا: والشربة من طبيخه من خَمْسَة دَرَاهِم إِلَى عشرَة وَمن جرمه من ثَلَاثَة دَرَاهِم إِلَى سَبْعَة مَعَ مثله من الاهليلج الْأَصْفَر. فَإِن أَرَادَ مُرِيد شرب مائَة معتصراً فَلَا يطبخه وَيَأْخُذ مِنْهُ مَا بَين أَربع أَوَاقٍ إِلَى ثَمَان أَوَاقٍ مَعَ وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم أَو سَبْعَة من الاهليلج الْأَصْفَر وَوزن سكرا أَبيض. شاذنة قَالَ جالينوس فِي التَّاسِعَة: مَتى حكت الشاذنة بِالْمَاءِ حَتَّى تثخن وجدت فِيهِ قبضا فَفِيهِ إِذا من الْبرد بِقدر مَا فِيهِ من الْقَبْض وَلذَلِك يمْنَع ويردع. وَقد أصَاب الْأَطِبَّاء فِي خلطهم إِيَّاه فِي شيافات خشونة الْعين وَأَنت قَادر أَيْضا أَن تسْتَعْمل الشاذنة وَحدهَا فِي خشونة الأجفان فَإِن كَانَت الخشونة مَعَ أورام حادة دفت الشاذنة ببياض الْبيض وبماء الحلبة أَعنِي طبيخها وَمَتى كَانَت خشونة الأجفان خلوا من الورم الْحَار فَحل الشاذنة ودفها بِالْمَاءِ وقطر مِنْهُ فِي الْعين أَولا وَهُوَ رَقِيق باعتدال حَتَّى إِذا رَأَيْت العليل قد احْتمل ذَلِك فزد فِي ثخنه دَائِما واجعله فِي آخر الْأَمر فِي ثخن يحمل بالميل وحك بِهِ تَحت الجفن بعد أَن يقلب.

وحكاك هَذَا الْحجر نَافِع من نفث الدَّم وَمن جَمِيع القروح بِأَن يسحق يَابسا كالغبار ويضمر اللَّحْم الزَّائِد وَلم يسْتَعْمل الْأَطِبَّاء القدماء فِي هَذَا الْوَجْه وَحده مُفردا فقد اسْتَعْملهُ فِي هَذِه الْوُجُوه الَّتِي ذكرتها. وَإِذا حكت الشاذنة على مَا وصفت وقطر بالميل فِي الْعين أدمل وَختم القروح فِي الْعين وَحده مُفردا. وَهَذَا شَيْء لم أزل امتحنه بالتجربة. وَقَالَ د: قوته مسخنة إسخاناً يَسِيرا ملطفة تجلو آثَار الْعين وَتذهب الخشونة من الجفن إِذا وَمَتى ألف ز خلط بِلَبن امْرَأَة نفع من الرمد والحرق وَالَّذِي يعرض فِي الْعين وَالْعين الدموية. وَيشْرب بِالْخمرِ لعسر الْبَوْل وسيلان الطمث وَنَفث الدَّم الدَّائِم. شب قَالَ ج فِي التَّاسِعَة: اسْم هَذَا الدَّوَاء مَأْخُوذ من الْقَبْض لِأَن الْقَبْض فِيهِ كثير جدا وجوهره غليظ وألطف أَنْوَاعه الَّذِي يَأْتِي من الْيمن وَبعده المستدير. وَأما الشب الرطب واللبني والصفائحي فَكلهَا شَدِيدَة الْغَلَط. شابابك ابْن ماسويه: هُوَ حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة شبه القيصوم فِي الْقُوَّة يقطع اللعاب السَّائِل من أَفْوَاه الصّبيان وينفع من أوجاع السَّوْدَاء. شقائق وَمَتى طبخ بطلاء وضمد بِهِ أَبْرَأ أورام الْعين الصلبة وعصارته تجلو آثَار القروح فِي الْعين وَفِي سَائِر الْجِسْم وينفع القروح الوسخة. وَمَتى طبخ الْوَرق مَعَ القضبان بحشيش الشّعير وَأكل أدر الْبَوْل. وَمَتى احْتمل أدر الطمث. وَمَتى تضمد بِهِ قلع الجرب المتقرح. ج فِي السَّادِسَة: جَمِيع الشقائق قوتها حادة غسالة جاذبة فتاحة وَلذَلِك مَتى مضغت جلبت البلغم. وَمَتى استعط بعصارتها نقت الدِّمَاغ. وَهِي تلطف وتجلو الْأَثر الْحَادِث فِي الْعين عَن قرحَة. والشقائق أَيْضا تنقي القروح الوسخة ويقلع ويستأصل الْعلَّة الَّتِي يتقشر مَعهَا الْجلد ويحدر الطمث مَتى احْتمل ويدر اللَّبن. ابْن ماسه: هُوَ حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة وَمَتى خلط زهره مَعَ قشر الْجَوْز الرطب صبغ الشّعْر صبغاً شَدِيدا سوَاده ويقلع القوباء وَمَتى جفف أدمل القروح. شوك جَمِيع الْأَصْنَاف تحلق بأسمائها.

شَوْكَة بَيْضَاء وَيُقَال: إِنَّهَا الباذاورد. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: أصل الباذاورد يجفف وَيقبض قبضا معتدلاً وَلذَلِك صَار ينفع من استطلاق الْبَطن وَمن ضعف الْمعدة وَنَفث الدَّم وَمَتى ضمدت بِهِ الأورام الرخوة أضمرها. وَمَتى تمضمض بطبيخه نفع من وجع الْأَسْنَان. وبزره أَيْضا قوي اللطافة حَار وَلذَلِك ينفع التشنج إِذا مَا شرب. شكاعي قَالَ د فِي الشَّوْكَة الْعَرَبيَّة وَهِي مَا ترجمت الشكاعي: إِن طبيعتها قريبَة من طبيعة الشَّوْكَة الْبَيْضَاء وَهِي مَا ترْجم الباذاورد وَهِي قابضة وَأَصلهَا يُوَافق سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم وَنَفث الدَّم من الصُّدُور وسيلان الرطوبات المزمنة من الْبدن. ج فِي السَّادِسَة: إِنَّه نَبَات شَبيه بنبات الباذاورد إِلَّا أَن قوته مجففة وَيقبض أَكثر من الباذاورد وَأَصله أقوى مَا فِيهِ وَلذَلِك صَار نَافِعًا من النزف الْعَارِض للنِّسَاء من رُطُوبَة ألف ز كَمَا يفعل الباذاورد وينفع اللهاة الوارمة والأورام الْحَادِثَة فِي المقعدة. وَأَصله يدمل القروح لِأَن قوته دابغة باعتدال.

ابْن ماسه: إِنَّه حَار فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة. شبث قَالَ د: طبيخ جمة هَذَا النَّبَات وبزره مَتى شربا أردا الْبَوْل وسكنا النافض وجليا النفخ وقطعا الْقَيْء الْعَارِض من طفو الطَّعَام فِي الْمعدة ويمسكان الْبَطن ويدران الْبَوْل ويسكنان الفواق وَمَتى أدمن أكله أَضْعَف الْبَصَر وَقطع الْمَنِيّ. وَمَتى جلس النِّسَاء فِي طبيخه نفع جدا من أوجاع الرَّحِم. وَمَتى أحرق بزره وضمدت بِهِ البواسير النابتة قلعهَا. ج فِي السَّادِسَة: الشبث يسخن ويجفف إِلَّا أَن إسخانه نظن أَنه فِي الدرجَة الثَّانِيَة ممتدة وَأما فِي الدرجَة الثَّالِثَة فمسترخية وتجفيفه فِي الثَّانِيَة عِنْد ابتدائها وَفِي الأولى عِنْد انتهائها وَلذَلِك صَار مَتى طبخ بالزيت صَار ذَلِك الزَّيْت دهناً يحلل ويسكن الوجع ويجلب النّوم وينضج الأورام اللينة الَّتِي لم تنضج وَذَلِكَ أَن الزَّيْت الَّذِي يطْبخ بِهِ الشبث يصير مزاجه قَرِيبا من مزاج الْأَدْوِيَة المقيحة المنضجة إِلَّا أَنه على حَال أسخن مِنْهَا قَلِيلا وألطف فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب مُحَلل. وَإِن أحرق الشبث صَار فِي الثَّالِثَة من دَرَجَات الإسخان والتجفيف وَلذَلِك ينفع القروح المترهلة الْكَثِيرَة الصديد مَتى نثر عَلَيْهَا وخاصة مَا حدث مِنْهَا فِي أَعْضَاء التناسل. وَأما القروح الْقَدِيمَة الَّتِي تكون فِي القلفة فَهُوَ يدملها على مَا يجب. وَأما الشبث الطري فَالْأَمْر فِيهِ بَين أَنه أرطب وَأَقل حرارة وَذَلِكَ لِأَن عصارته بَاقِيَة فِيهِ فَهُوَ لذَلِك ينضج ويجلب النّوم أَكثر من الشبث الْيَابِس ويحلل أقل مِنْهُ وَبِهَذَا السَّبَب كَانَ القدماء يتخذون مِنْهُ أكاليل يضعونها على رؤوسهم فِي وَقت الشَّرَاب. ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة وخاصته تسكين الفواق وجلب النّوم ودهنه جيد للرياح. وبزره مَتى جعل فِي الأحساء كثر اللَّبن. وَمَتى أَكثر مِنْهُ وَحده قلل الْمَنِيّ وأظلم الْبَصَر. شونيز قَالَ ج فِي الثَّالِثَة: مَتى ضمدت بِهِ الْجَبْهَة نفع من الصداع الْبَارِد فَإِذا استعط بِهِ مسحوقاً مَعَ دهن الإيرسا نفع من ابْتِدَاء المَاء النَّازِل فِي الْعين وَمَتى تضمد بِهِ مسحوقاً مَعَ الْخلّ قلع البثور اللبنية والجرب المتقرح وَحل الأورام البلغمية المزمنة الصلبة. وَمَتى دق وخلط ببول عَتيق وضمدت بِهِ الثآليل المسمارية قلعهَا وحلل الأورام البلغمية المزمنة. وَمَتى طبخ بخل مَعَ خشب الصنوبر وتمضمض بِهِ سكن وجع الْأَسْنَان. وَمَتى ضمدت بِهِ السُّرَّة مَعَ مَاء أخرج الدُّود الطوَال. وَمَتى اشتم نفع الزُّكَام. وَمَتى شرب أَيَّامًا كَثِيرَة أدر اللَّبن والطمث. وَمَتى شرب بالنطرون سكن عسر النَّفس. وَإِذا شرب مِنْهُ مِقْدَار درخمي بِمَاء نفع من نهشة الرتيلا. وَمَتى بخر بِهِ طرد ألف ز وَزعم قوم أَنه مَتى أَكثر من شربه قتل. ابْن ماسويه: الشونيز فِي الثَّالِثَة من الْحَرَارَة واليبس. خاصته إذهاب الْحمى الكائنة من البلغم والسوادء وَقتل حب القرع نَافِع من لسع الرتيلا. شهدانج ابْن ماسويه: هُوَ حَار فِي الثَّانِيَة. خاصته تجفيف الرُّطُوبَة الْحَادِثَة فِي الْأذن مَتى قطر دهنه وَمَتى أَكثر أكله ولد الصداع وَقطع الباه. وورقه يسْقط الحزاز الَّتِي فِي الرَّأْس واللحية. شَجَرَة مَرْيَم ابْن ماسه: إِنَّهَا حارة يابسة فِي الثَّانِيَة نافعة من الزُّكَام الْبَارِدَة فِي الدِّمَاغ وَمَتى اكتحل بِمَائِهَا مَعَ الْعَسَل نفع من نزُول المَاء. شوكران شاطل دَوَاء هندي يشبه الكمأة الْيَابِسَة وَهُوَ حَار يسهل الْخَلْط البلغمي. انْقَضى حرف الشين.

باب الصاد

3 - (بَاب الصَّاد) صنوبر د: إِن ثَمَرَته مَتى شربت مَعَ بزر القثاء بالطلاء أدر الْبَوْل ونفع من قرحَة الكلى والمثانة وَإِذا شرب بعصارة رجلة سكن لذع الْمعدة ويفيد الْبدن الضَّعِيف قُوَّة ويقمع فَسَاد الرطوبات الَّتِي فِي الْبدن وَإِذا أخذت ثَمَرَة الصنوبر بغلفها من شجرتها ورضت كَمَا هِيَ رطبَة وطبخت بطلاء وَأخذ من طبيخها أَربع أَوَاقٍ وَنصف كل يَوْم وَافَقت السعال المزمن وقرحة الرئة. وقشور الصنوبر بورقه مَتى شرب كَمَا ذكرنَا فِي التنوب نفع من وجع الكبد. وَمَتى أنقع حب الصنوبر بشراب حُلْو وطبخ وَشرب كَانَ مُوَافقا جدا للقروح الَّتِي فِي الرئة نَافِعًا لَهَا. قَالَ ج فِي السَّادِسَة فِي الراتينج: إِنَّه يدمل القروح الَّتِي فِي الْأَبدَان ويهيج يبقر مَعَه القروح الَّتِي فِي الْأَبدَان الناعمة. وَقَالَ فِي السَّابِعَة: حب الصنوبر الْكِبَار إِذا كَانَت طرية فَفِيهَا مرَارَة يسيرَة وَلذَلِك صَارَت نافعة لمن بِهِ قيح مُجْتَمع فِي رئته أَو فِي صَدره ولسائر من يحْتَاج إِلَى إصعاد شَيْء محتقن إِلَى صَدره أَو رئته وقذفه بالسعال بسهولة. وَهُوَ على سَبِيل الْغذَاء عسر الانهضام يغذو الْبدن غذَاء قَوِيا وعَلى سَبِيل الدَّوَاء من شَأْنه أَن يغري ويملس الخشونة وخاصة إِذا نقع فِي المَاء حَتَّى يَنْسَلِخ مِنْهُ جَمِيع مَا فِيهِ من الحدة والحراقة فَإِن الَّذِي يبْقى مِنْهُ بعد ذَلِك يكون فِي غَايَة الْبعد عَن اللذع وَفِي غَايَة التغرية واللحوج وَهُوَ فِي وسط بَين الْحَرَارَة والبرودة ممزوج من جَوْهَر مائي وجوهر أرضي والهواء فِيهِ قَلِيل جدا. وَقَالَ فِي الثَّامِنَة: فِي لحاء شَجَرَة الصنوبر من قُوَّة الْقَبْض مَا يبلغ أَن يشفيالسحج إِذا وضع عَلَيْهِ كالضماد شِفَاء لَا غَايَة ألف ز وَإِذا شرب احْتبسَ الْبَطن وأدمل حرق المَاء الْحَار. وَكَذَلِكَ لحاء النَّوْع الْمُسَمّى قوفا إِلَّا أَن قوته أقل من قُوَّة هَذَا وَأما ورق هَاتين الشجرتين فَمن طَرِيق أَنه رطب أَمن لحائهما فِيهِ قُوَّة تدمل مَوضِع الضَّرْب.) وَأما الصنوبر الْكِبَار فقوة ورقه ولحائه وَإِن كَانَ يشبه قُوَّة هَاتين اللَّتَيْنِ ذكرنَا فَإِنَّهُ أقوى حَتَّى أَنه لَا يُمكن أَن يفعل وَاحِدَة من تِلْكَ الْأَفْعَال الَّتِي ذكرنَا فعلا حسنا بل فِيهِ لذع مؤذ.

وَأما الدُّخان الَّذِي يرْتَفع من هَذَا فَهُوَ أَنْفَع للأجفان الَّتِي قد استرخت وَانْتَفَخَتْ أشفارها وللمآق الَّتِي ذَابَتْ وتأكلت وَصَارَت تسيل مِنْهَا الدمعة. قَالَ: والعلك الَّذِي يكون من الصنوبر الْكِبَار وَالصغَار أَشد حرافة من علك البطم لكنهما لَا يجذبان أَكثر مِنْهُ وعلك الصنوبر الْكِبَار فِي ذَلِك أَشد وَأكْثر من علك الصنوبر الْمُسَمّى قوفا وَأما علك الصنوبر الصغار وعلك الشّجر الَّذِي يُسمى لاطي فهما وسط بَين الْأَمريْنِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمَا أحد من علك البطم وَأَقل حِدة من علك قوفا وعلك الصنوبر الْكِبَار. ولعلك الصنوبر جملَة حِدة وحراقة فَأَما العلك الَّذِي يُسمى لاركش فَهُوَ شَبيه بعلك البطم. قَالَ: والدود الْأَخْضَر الَّذِي يُوجد على شَجَرَة الصنوبر قوته قُوَّة الذراريح بِعَينهَا. قَالَ: وَقد يسْتَعْمل أطباء زَمَاننَا الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ دود الصنوبر فِي حلق الشّعْر. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء فِي حب الصنوبر الَّذِي يُقَال لَهُ فدرس: إِنَّه دَوَاء لَا يغذو الْبَتَّةَ دون إنقاعه فِي المَاء حَتَّى تصلح حرافته وحدته كَسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي فِيهَا حِدة وحراقة فَإِذا سلخت حدتها غذت غذَاء يَسِيرا وَهِي تلذع الْمعدة لذعاً قَوِيا وتصدع الرَّأْس وَلَو أَخذ مِنْهَا مِقْدَار يسير. وَحب الصنوبر الْكِبَار يُولد دَمًا غليظاً جيدا يغذو غذَاء صَالحا. وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: إِن حب الصنوبر الْكَبِير غليظ الكيموس وَلَيْسَ برديء الكيموس. ارخيجانس: الصنوبر حَار رطب. اريباسيوس: الصنوبر الصغار الْغَالِب على قشوره الْقُوَّة القابضة إِذا سحق ونثر على السحج أَبرَأَهُ نعما وَيحبس الْبَطن إِذا شرب ويدمل قُرُوح النَّار وَالْمَاء الْحَار. وَأما قشر الصِّنْف الآخر الْمُسَمّى قوفا فَهُوَ شَبيه بِهَذَا إِلَّا أَنه أَضْعَف مِنْهُ. وَفِي ورق الصِّنْفَيْنِ الآخرين مِنْهُ قُوَّة تلزق الْجِرَاحَات. ودخانه نَافِع من انتفاخ الأشفار وذوبان المأقين ونقصانهما والدموع الَّتِي تجْرِي مِنْهُمَا. بولس فِي خشب الصنوبر وقشوره: إِن فيهمَا شَيْئا من حراقة وَهُوَ منق ويعين على النضج) وَلذَلِك إِذا غلي بالخل وتمضمض بِهِ أذهب وجع الْأَسْنَان. وَمَتى جعل فِي اللعوقات سهل تصعيد مَا يصعد من الصَّدْر. وَمن تغرغر بطبيخه بخل قد خلط فِيهِ بعد ذَلِك عسل أحدر بلغماً كثيرا ألف ز من الْفَم. ابْن ماسويه وَابْن ماسه: حب الصنوبر الْكِبَار حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي أَولهَا كثير

الْغذَاء غليظ بطيء الهضم نَافِع للاسترخاء الْعَارِض للبدن مجفف للرطوبة الْفَاسِدَة المتولدة فِي وَيجب أَن يقشر من قشريه وينقع فِي المَاء الْحَار زَمنا طَويلا ثمَّ يُؤْكَل مَعَ الْعَسَل إِن كَانَ مبروداً وَمَعَ الطبرزد إِن كَانَ مزاجه حاراً فَإِن ذَلِك يعين على هضمه وتجويد غذائه. وَأما الْحبّ الصغار فَفِيهِ عفوصة وحرافة ومرارة وَهُوَ نَافِع لوجع الرئة والسعال وَالضَّرَر الْحَادِث من الْبرد وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْحَرَارَة واليبس وَهُوَ بالدواء أشبه مِنْهُ بالغذاء. والإكثار مِنْهُ يمغس وَلذَلِك يجب أَن يمس بعده من الرُّمَّان المز والعذب. وخاصة حب الصنوبر النَّفْع من وجع الصَّدْر والرئة الْعَارِض من الْبرد والرطوبة وَهُوَ نَافِع من الرُّطُوبَة الْعَارِضَة فِي المثانة والكلى. أَبُو جريج: الراتينج نَافِع من الخراجات الصلبة مَتى ضمدت بِهِ وينفع الْأَعْضَاء الَّتِي تكون فِيهَا الخراجات مَتى خلط بالمراهم وَإِذا نثر على القروح الَّتِي فِي الرَّأْس مَعَ الجلنار وَالْعُرُوق أبرأها وَفِي سَائِر الْجَسَد. ج فِي كتاب الكيموسين: حب الصنوبر الْكِبَار غليظ الكيموس إِلَّا أَنه رَدِيء الكيموس. صفراغون هُوَ طَائِر هَذَا اسْمه بالافرنجية تُؤْخَذ أمعاؤه فتنظف وَتحرق وَيشْرب قَلِيلا قَلِيلا فتفت صدف د: إِن صدف الفرفير مَتى أحرق كَانَت لَهُ قُوَّة ميبسة جالية للأسنان نَاقِصَة للحم الزَّائِد منقية للقروح مدملة لَهَا وَكَذَلِكَ يفعل النَّوْع الَّذِي يُسمى فيروقس. وَإِن حشي بملح وأحرق فِي قدر جلا الْأَسْنَان وَحرق النَّار مَتى ذَر عَلَيْهِ. وَيجب أَن يتْرك عَلَيْهِ حَتَّى يجِف فَإِنَّهُ إِذا اندمل سقط من نَفسه. وَلحم الصدف الْمُسَمّى فيروقس جيد للمعدة وَلَا يلين الْبَطن. وَلحم الصدف الَّذِي يُسمى فرقون أَشد قُوَّة وإحراقاً من لحم النَّوْع الْمُسَمّى فيروقس إِلَّا أَنه يَأْكُل اللَّحْم مَتى وضع عَلَيْهِ. والصدف النبطي إِذا أحرق فعل فعل الفيروقس وَإِذا غسل بعد ذَلِك وَاسْتعْمل فِي أدوية الْعين وَافق أوجاعها وَإِذا خلط بالعسل أذاب غلظ الجفون وجلا الْبيَاض والخشونة والغشاوة. ولحمه يوضع على عضة الْكَلْب الْكَلْب فينفع مِنْهَا. والصدف الَّذِي يُسمى بِالشَّام طلبيس فَإِنَّهُ إِذا أكل طرياً ألان الْبَطن وخاصة مرقه. وَمَا كَانَ مِنْهُ عتيقاً وأحرق وخلط بقطران وسحق وقطر على الجفن لم يذر الشّعْر ينْبت فِي

ومرق أَصْنَاف الصدف الصغار يسهل الْبَطن مُفردا وَمَعَ يسير من الشَّرَاب. وصدف الفرفير إِذا خلط بِزَيْت وأدهن بِهِ ألف ز أمسك الشّعْر المتساقط وأنبته وَإِذا شرب بخل أذبل الأورام فِي الطحال. وَمَتى بخر بِهِ أَفَاق النِّسَاء اللواتي بِهن اختناق من وجع الْأَرْحَام وَيخرج المشيمة مِنْهُنَّ مَتى بخر بِهِ. وَأما غطاء الصدف الْهِنْدِيّ الْعطر الرَّائِحَة والبايلي وَالَّذِي على سَاحل قلزم فَإِنَّهُ إِذا بخر بِهِ نفع من اختناق الْأَرْحَام الْبَتَّةَ وَفِي رِيحه شَيْء من ريح الجندبادستر وَلذَلِك يُنَبه المصروعين. وَأما الصدف اللؤْلُؤِي وَهُوَ جلياس فَإِنَّهُ جيد للمعدة وَالْفساد. والبحري سريع النَّفْع فِي ذَلِك. وَقُوَّة أغطية الصدف كلهَا إِذا أحرقت مسخنة جالية للجرب والبهق والأسنان. إِذا أحرقت) بِلُحُومِهَا وسحقت واكتحل بهَا مَعَ عسل جلت آثَار اندمال القروح والكلف والغشاوة. وَمَتى ضمد بهَا غير محرقة الحبن أضمره وَلَا يُفَارق الانتفاخ حَتَّى يحطمه ويفني رطوبته ويسكن أوجاع النقرس وأورامه ويجذب السلاء من اللَّحْم ويدر الطمث مَتى احْتمل. وَإِن ضمدت الْجِرَاحَات وخاصة الَّتِي فِي الأعصاب بِلُحُومِهَا مسحوقة مَعَ مر وكندر ألزقها. وَإِذا سحقت بخل قطعت الرعاف. ولحومها طرية غير مطبوخة وَلَا مشوية تسكن وجع الْمعدة وَمَتى دقَّتْ بأغطيتها وشربت بِخَمْر وَشَيْء يسير من مر أبرأت القولنج ووجع المثانة. واللزوجة الَّتِي تكون على لحم الْبري مِنْهَا إِذا وضعت بابرة على الشعرة الَّتِي فِي الجفن وألزقت التزقت. جالينوس يَقُول فِي ذكر لحم الحلزون: إِن الرُّطُوبَة الَّتِي تُوجد فِي الحلزون وَتسَمى صديد الحلزون فَإِنَّهَا مَتى خلطت مَعَ الكندر وَالصَّبْر أَو مَعَ المر أَو مَعَ جَمِيع هَذِه أَو مَعَ بَعْضهَا ودقت حَتَّى يصير هِيَ والدواء فِي ثخن الْعَسَل صَار لَهُ علوكة تجفف الأورام المخاطية الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن تجفيفاً جيدا وَهُوَ أَيْضا لزاق. ويجفف أَيْضا الْموَاد المنحدرة من الرَّأْس إِلَى الْعَينَيْنِ إِذا وضع على الْجَبْهَة. وَقد يسْتَعْمل الحلزون فِي إِخْرَاج السلاء بعد السحق مَعَ خزفه وَفِي مداواة اختناق الطمث. وَقد سحقت لحم الحلزون نعما وَوَضَعته على جِرَاحَة كَانَ مَعهَا قطع وَفسخ فِي العصب فاندملت حسنا وَلم يحدث فِي الْعصبَة ورم وَكَانَ صَاحبهَا صلب الْجِسْم وسحقت مَعَ ذَلِك اللَّحْم شَيْئا من غُبَار حَائِط قريب من الرَّحَى. وَقد ذكر الْأَطِبَّاء الَّذين كَانُوا قبلنَا أَنه يجب أَن يخلط مَعَ لحم الحلزون المر والكندر وَقد يلزق

وَقَالَ فِي الحلزون الْمُسَمّى فيروقس وفرفورا: إِن جثته صلبة جدا وَلست أستعمله إِلَّا محرقاً. وَقُوَّة هَذِه الجثة محرقة تجفف تجفيفاً بليغاً. وَيجب أَن تجْعَل كالغبار بالسحق. نَافِع للخراجات الخبيثة. وَهَذَا شَيْء عَام لجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تجفف من غير لذع لذعاً بَينا. وَذَلِكَ أَن الَّذِي ألف ز يلذع بهيج ويثور فَيكون سَببا لانصباب الْموَاد وَلِجَمِيعِ مَا هَذَا سَبيله شَيْء عَام. وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذا عجنت بالخل وَالْمَاء أَو بالخل وَالْعَسَل أَو بِالشرابِ وَالْعَسَل كَانَت نافعة نفعا كثيرا جدا) للخراجات المتعفنة وَلذَلِك صَار جَمِيع الخراجات ينفعها هَذَا إِلَّا أَن بِالْأَقَلِّ وَالْأَكْثَر على قدر الأمزجة. وَأما اوسطراون فَإِن خزفه شَبيه بخزف فيروقس لكنه ألطف مِنْهَا وَلِجَمِيعِ هَذَا الحلزون قُوَّة تجمع الْأَجْزَاء مَا دَامَت غير محرقة فَإِذا أحرقت صَار لَهَا قُوَّة مُخَالفَة لهَذِهِ وَهِي الْقُوَّة المحللة وَإِن غسلتها بعد ذَلِك صَار مَاؤُهَا معفناً وَمَا يبْقى أرضياً لَا لذع مَعَه أصلا وَهُوَ يكون نَافِعًا جدا لجَمِيع الخراجات الرّطبَة لِأَنَّهُ يَبْنِي اللَّحْم فِيهَا ويختمها. فَأَما خزف الحلزون الْمُسَمّى ارسطرا فَإِنِّي أستعمله محرقاً فِي مداواة الخراجات الرّطبَة والخراجات العتيقة الَّتِي يعسر نَبَات اللَّحْم فِيهَا من أجل مَادَّة تنصب إِلَيْهَا وَقد صَارَت نواصير وَغَارَتْ فأضع حولهَا مِنْهُ من خَارج مَعَ شَحم عَتيق وأضع من دَاخل الْجرْح بعض الْأَشْيَاء الَّتِي تنْبت اللَّحْم بِمَنْزِلَة الشَّيْء الَّذِي يُسَمِّيه اليونانيون مقرناً وَهَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا مَوْجُودَة فِي جَمِيع أخزاف الْحَيَوَان بعد أَن يحرق إِلَّا أَنه بعد أَن يحرق على مَا يجب لكنه فِي خزف الْحَيَوَان الْمُسَمّى اوسطرا أَكثر وَبعده فِي خزف فيروقس وفرفورا وَلذَا صَار مَا هَذَا سَبيله من الرماد يخلط بالمراهم المحللة مَعَ الشَّحْم الْعَتِيق. وَمَتى أردته أَكثر حِدة أخلط بِهِ الشحوم الحارة. وَجَمِيع هَذِه الأرمدة تجلو وتبرق الْأَسْنَان بالجلاء الَّذِي فِيهِ والخشونة. وَإِذا أردته لهَذَا وَنَحْوه فَلَيْسَ يحْتَاج إِلَى سحقه نعما وَمَتى أردته للخراجات الخبيثة فأجد سحقه فَإِن هَذِه الأرمدة مَتى أحرقتها تنقص اللَّحْم الزَّائِد باعتدال وَمَتى خلطت بالملح جلت الْأَسْنَان جلاء قَوِيا حَتَّى أَنه يجفف اللثة المترهلة ونفع الْجِرَاحَات العفنة. وَأما جثة فرفورا فقد زعم بعض أَصْحَاب الْكتب أَنه مَتى شرب بالخل شفى الطحال المترهل وَمَتى تدخن بِهِ نفع من اختناق الْأَرْحَام وَيخرج المشيمة من الرَّحِم. وَالَّذِي يُسمى فوحيل فَمَتَى أحرق بجثته وخلط مَعَ رماده عفص أَخْضَر وفلفل أَبيض نفع من القروح الْحَادِثَة فِي الأمعاء مَا دَامَت لم تتعفن نفعا عَظِيما. وَيجب أَن يَجْعَل من الفلفل جُزْء وَمن العفص جزءان وَمن رماد الحلزون أَرْبَعَة أَجزَاء يسخن نعما ويذر على الطَّعَام ويسقى بشراب

وَقد يوضع الحلزون بجثته على بطُون المستسقين وعَلى أورام المفاصل. وَإِذا وضعت عَلَيْهِ قِطْعَة قلعه يعسر لكنه يجفف ألف ز تجفيفاً شَدِيدا وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء يسخن من أجل إحراقه. وَيجب إِذا وضعت أَن تتْرك عَلَيْهَا حَتَّى تسْقط من ذَاتهَا.) وَهَذَا بِعَيْنِه يجب أَن يفعل فِي مداواة الأورام الْعسرَة الْبُرْء والانحلال الْحَادِثَة فِي الْأذن من ضَرْبَة أَو رضة وَذَلِكَ أَن هَذَا الدَّوَاء يجففها تجفيفاً شَدِيدا وَلَو أَنه صَادف فِيهَا رُطُوبَة غَلِيظَة لزجة متمكنة فِي عمق الْعُضْو. قَالَ: فَأَما الأصداف الصغار الجافة مَتى أحرقت فَإِن رمادها فِي مَا يُقَال يبلغ من إحراقه أَنه إِن خلط مَعَ القطران ثمَّ قطر مِنْهُ فِي مَوَاضِع الشّعْر المنقلب فِي الأجفان بعد النتف مَنعه من النَّبَات ثَانِيَة. وَقَالَ فِي الحلزون الْمُسَمّى فلنجارس: إِن لَحْمه عسر الهضم كثير الْغذَاء وَفِيه رُطُوبَة تطلق الْبَطن على مثل مَا فِي جَمِيع الْحَيَوَانَات الخزفية الْجلد وَمَتى طبخ بماءين عقل الْبَطن وغذا غذَاء كَافِيا. وَأما مَا صلب لَحْمه من الحلزون فقوة الإسهال فِيهِ أقل وفساده أعْسر وَلذَلِك يطعم من يفْسد الطَّعَام فِي معدته بعد طبخه بماءين أَو ثَلَاثَة. ويتولد من اللَّحْم الصلب مِنْهُ خلط خام وَمن وَلحم الحلزون مَتى أحرق صَارَت قوته صَالِحَة للتجفيف وَلذَلِك يَسْتَعْمِلهُ فِي بعض الْمَوَاضِع الغائرة الَّتِي قد طَالَتْ مدَّته بِسَبَب انصباب الْموَاد إِلَيْهَا وعسر نَبَات اللَّحْم فِيهَا وَصَارَت فِي طَرِيق النواصير. وَاسْتَعْملهُ فِي هَذَا الْموضع بِأَن تضعه حولهَا من خَارج بشحم خِنْزِير عَتيق وَيصب فِي نفس التجويف بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي تنْبت اللَّحْم. بولس: الحلزون المحرق لَهُ قُوَّة مجففة قَليلَة الْحَرَارَة نَافِع من الذوشنطاريا مَا لم يعفن بعد. وَيجب أَن يُؤْخَذ من الحلزون أَرْبَعَة أَجزَاء وَمن الفلفل الْأَبْيَض جُزْء وَمن العفص جزءان فَإِن أَخذ حلزون غير محرق وسحق وَوضع على بطن من بِهِ حبن أَو على مفاصل من بِهِ وجع المفاصل وَيتْرك عَلَيْهِ حَتَّى يسْقط من ذَاته نفع. وَذَلِكَ أَنه يجفف الرُّطُوبَة الَّتِي تكون فِي العمق. ج: لحم الأصداف يُقَال: إِنَّه ينفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب. وَأَنا أَظن أَن هَذَا الدَّاء يحْتَاج إِلَى أدوية تبدل فِي كل وَقت بِحَسب الْعلَّة. وَلحم الحلزون مَتى سحق وطلي بِهِ الْبدن جفف تجفيفاً قَوِيا وَلذَلِك ينفع من الاسْتِسْقَاء. صابون بولس: إِن لَهُ قُوَّة تعفن وتجلو. صَبر قَالَ د: قوته قابضة مجففة مُحصنَة للأبدان وَإِذا شرب مِنْهُ درخمي

وَنصف بِمَاء فاتر أسهل الْبَطن ونقى الْمعدة وَمَتى شرب مِنْهُ درخمي بِمَاء قطع نفث الدَّم ونقى اليرقان وَمَتى حبب مَعَ الراتينج أَو بِعَسَل منزوع الرغوة وَأخذ أسهل الْبَطن. وَمَتى أَخذ مِنْهُ ثَلَاث درخميات نقى تنقية كَامِلَة. وَمَتى خلط بالأدوية المسهلة دفع ضررها عَن الْمعدة. وَإِذا ذَر على الحزاجات ألزقها وأدمل القروح ومنعها من الانبساط وشفى القروح الَّتِي ألف ز فِي القروح وألزق الخراجات الطرية. وَإِذا ديف بشراب حُلْو شفى من البواسير الناتئة والشقاق الْعَارِض فِي المقعدة. وَيقطع الدَّم السَّائِل من البواسير ويدمل الداحس المتقرح. وَمَتى خلط بِعَسَل أذهب آثَار الضَّرْب الباذنجانية واللون البنفسجي الْعَارِض تَحت الْعين وَسكن حكة الْعين والمأق. وَمَتى خلط بالخل ودهن الْورْد ولطخ على الْجَبْهَة والصدغين سكن الصداع. وَإِذا خلط بِالشرابِ أمسك الشّعْر المتناثر. وَإِذا خلط بِعَسَل أَو بشراب وَافق أورام العضل الَّذِي وَقد يشوى فِي الْجَمْر على خزف ويلف حَتَّى يَسْتَوِي من جَمِيع نواحيه وَيسْتَعْمل فِي الاكتحال. حَكِيم بن حنين قَالَ: قَالَ د: إِن الصَّبْر نَافِع من أوجاع الْعين وخاصة من جربها الخشن وحكة المأق والأجفان. ج يَقُول: النَّابِت مِنْهُ فِي الْبِلَاد الحارة جيد والهندي فِيهِ مَنَافِع كَثِيرَة وَذَلِكَ أَنه يجفف تجفيفاً لَا لذع مَعَه وَلَيْسَ طبعه بسيطاً مُفردا وَالشَّاهِد على ذَلِك طعمه فَإِن فِيهِ قبضا ومرارة مَعًا إِلَّا أَن قَبضه يسير ومرارته شَدِيدَة وَهُوَ أَيْضا يحدر الثفل من الْبَطن. وَتعلم من هَذِه الْأَفْعَال إِن كنت ذَاكِرًا لما تقدم فِي القوانين أَنه يجفف فِي الثَّالِثَة ويسخن فِي إِمَّا فِي الأولى ممتداً أَو فِي الثَّانِيَة مسترخياً. وَمِمَّا يشْهد على أَن قُوَّة الصَّبْر مركبة مخلوطة مَا يَفْعَله من أَفعاله الْجُزْئِيَّة أَولا فأولاً) وَذَلِكَ أَنه أَنْفَع للمعدة من كل دَوَاء آخر ويلصق النواصير الغائرة ويدمل القروح الْعسرَة الِانْدِمَال وخاصة مَا كَانَ مِنْهَا فِي الدبر والمذاكير. وينفع أَيْضا من الأورام الْحَادِثَة فِي هَذِه الْمَوَاضِع إِذا ديف بِالْمَاءِ وطلي عَلَيْهَا وَيلْزق ويدمل الْجِرَاحَات على ذَلِك الْمِثَال وينفع إِذا اسْتعْمل فِي الأورام الْحَادِثَة فِي الْفَم والمنخرين والعينين.

وَبِالْجُمْلَةِ من شَأْنه أَن يمْنَع كل مَا ينجلب ويحلل كل مَا قد حصل. وَفِيه مَعَ هَذَا جلاء يسير يبلغ من قلته أَنه لَا يلذع الخراجات النقية. اوريباسيوس فِيهِ هَذَا القَوْل فِي أَفعاله الْجُزْئِيَّة غير أَنه كَانَت فِي نُسْخَة كناشه الصَّغِير: إِنَّه يسخن إسخاناً شَدِيدا وتجفيفه وَقَبضه ضَعِيف وَهَذَا مُخَالف لرأي ج فَيجب أَن ينظر فِي نسخ أخر. بولس: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة نَافِع للمعدة مُحَلل ينقي الزبل الَّذِي فِي الْبَطن وَإِذا غسل كَانَت تنقيته أقبل وَكَانَ أَنْفَع للمعدة ويسكن الأورام الحارة وَيفتح أَفْوَاه الْعُرُوق وَلَا سِيمَا الَّتِي تكون فِي المذاكير والفروج. ج فِي تَدْبِير الأصحاء: من طبع الصَّبْر جذب الصَّفْرَاء وإخراجها فَإِنَّهُ فِي السَّادِسَة. وَقَالَ فِي الميامر فِي الثَّانِيَة: إِن الصَّبْر الْغَيْر المغسول أَكثر إسهالاً وَالْغسْل ينقص من قوته الدوائية نقصا بَينا ويخرجه عَن طبعه إخراجاً كثيرا حَتَّى أَنه لَا يكَاد يسخن. قَالَ: وَفِي الصَّبْر قُوَّة إسهال لَيست بالقوية بل إِنَّمَا مِقْدَار قوته أَن يبلغ أَن يسهل مَا فِي الْبَطن مِمَّا يلقاه ويماسه فَإِن سقِِي مِنْهُ فضل قَلِيل بلغت قوته ألف ز إِلَى نَاحيَة الصَّدْر والكبد. وَأما أَن يكون الصَّبْر من الْأَدْوِيَة الَّتِي تنقص الْجِسْم كُله فَلَا. وَقَالَ: الصَّبْر أبلغ الْأَدْوِيَة لمن تعرض فِي معدته علل من جنس المرار حَتَّى أَنه يبريء كثيرا مِنْهَا فِي يَوْم وَاحِد. وَقَالَ: وَيجب أَن تعلم أَن الْعِلَل الْحَادِثَة فِي الْمعدة والبطن من أجل أخلاط رَدِيئَة ينْتَفع أَصْحَابهَا بالأدوية المتخذة بِالصبرِ. قَالَ: وَالصَّبْر لَا يَسْتَطِيع على جذب الرطوبات الغليظة لما هُوَ عَلَيْهِ من ضعف قوته المسهلة فَإِذا خلط بِهِ الأفاويه اللطيفة قَوّته.) الْفَارِسِي: الصَّبْر يسخن الْمعدة ويدبغها أَيْضا ويطرد الرِّيَاح وَيزِيد الْفُؤَاد حِدة ويجلوه جيد لأوجاع المفاصل والنقرس يُخرجهُ إِلَى خَارج ويسهل خلطه. ابْن ماسويه فِي إصْلَاح الْأَدْوِيَة المسهلة: خَاصَّة الصَّبْر تنقية الْمعدة وَالرَّأْس ويجفف القروح الْحَادِثَة فِي المذاكير وَيفتح سدد الكبد وَيذْهب اليرقان ويضر بالمقعدة وخاصة الَّذِي لَيْسَ بأحمر وَلَا متفرك. جالينوس فِي مقَالَته إِن قوى النَّفس نافعة لمزاج الْبدن: إِن للصبر قُوَّة مسهلة وَقُوَّة مقوية للمعدة ويلحم الْجِرَاحَات الطرية الَّتِي يدملها يخْتم القروح المستوية مَعَ سطح الْبدن ويجفف الرُّطُوبَة فِي الأجفان. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه يجلب البلغم من الرَّأْس والمفاصل وَيفتح سدد الكبد والمعدة.

قَالَ: والعربي إِنَّمَا يسْتَعْمل بالطلاء فَقَط وَلَا يشرب. وأصبت لِابْنِ ماسويه أَيْضا: إِنَّه نَافِع للعينين مجفف للجسد ويطلى بمائه الشقاق الَّذِي يكون فِي الْيَدَيْنِ فينفعه. قَالَ بولس: إِنَّه يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي المقعدة. وَقَالَت الخوز: الْعَرَبِيّ يطلى على الأورام وَهُوَ أَجود فِي ذَلِك من السقوطري وَلَا يستعملون السقوطري فِي الطلاء الْبَتَّةَ وَلَا الْعَرَبِيّ فِي الشَّرَاب. وَقَالَ مهراريس: إِنَّه ضار بالكبد والبواسير. وَقَالَ فِي الطِّبّ الْقَدِيم: إِن الصَّبْر مسهل للسوداء جيد للمالنخوليا وَحَدِيث النَّفس. وَقَالَ ج فِي الثَّالِثَة من المفردة: إِن الصَّبْر مَتى غسل غسلا جيدا إِمَّا أَلا يسهل الْبَتَّةَ أَو يسهل إسهالاً ضَعِيفا لِأَن فِيهِ من الْقُوَّة المسهلة تنغسل غسلا ويفارقه أَكْثَرهَا. صعتر قَالَ فِيهِ د: قوته شَبيهَة بِقُوَّة الحاشا وَفِيه مَنَافِع. وَقَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: إِن قوته كقوة الحاشا إِلَّا أَنه أَضْعَف.

وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي آخر الثَّالِثَة وَلَا سِيمَا الْبري وخاصته طرد الرِّيَاح والنفخ والقراقر هاضم للطعام مَذْهَب للثقل الْعَارِض فِي الْمعدة من الطَّعَام الغليظ مدر للبول والطمث محد لِلْبَصَرِ الضَّعِيف من الرُّطُوبَة وَلذَلِك يُؤْكَل مَعَ الباذروح والفجل وَهُوَ نَافِع من وجع الورك أكل أَو تضمد بِهِ من خَارج مَعَ الْحِنْطَة المهروسة.) صفصاف: ألف ز ذَكرْنَاهُ مَعَ الْخلاف. صمغ قَالَ ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة الصمغ تجفف وتغري. وَالْأَمر فِيهِ لذَلِك بَين أَنه يذهب الخشونة. وَقَالَ بديغورس: الصمغ الْعَرَبِيّ يلين خشونة الصَّدْر وَيعْقل الْبَطن. وَقَالَ أَبُو جريج: أجوده الصافي الْقَلِيل الْخشب وَهُوَ مُمْسك للبطن وَيُقَوِّي المعي وَيجْبر الْعِظَام الكسيرة مَتى تضمد بِهِ وَيدْفَع ضَرَر قُرُوح الرئة لِأَنَّهُ بَارِد يَابِس. وَقَالَ حنين فِي الترياق: فِي الصمغ مَعَ تغريته يبوسة غالبة فَهُوَ لذَلِك بَالغ فِي الْأَمْكِنَة الَّتِي يحْتَاج فِيهَا مَعَ تغرية إِلَى تجفيف لِأَن الْكثير وَإِن كَانَت تغري كتغرية الصمغ فَإِنَّهَا لَا تجفف فَهِيَ لذَلِك تطرح مَعَ المسهلة وَلَا يطْرَح الصمغ وخاصة صمغ الأقاقيا وَهُوَ الَّذِي يخْتَار للإلقاء مَعَ الترياق. يذكر هَهُنَا مَا يعم الصموغ فَأَما مَا يَخُصهَا فَكل وَاحِد مَعَ مَا هُوَ لَهُ صمغ واستعن بِذكر صحناة قَالَ ايْنَ ماسويه: الصحناة مجففة للمعدة جالية لما فِيهَا من بلغم نافعة من رداءة النكهة قَاطِعَة للبلغم صَالِحَة من ودع الورك الْمُتَوَلد من البلغم. وَقَالَ ابْن ماسه: إِنَّهَا حارة يابسة فِي الثَّانِيَة رَدِيئَة الْخَلْط تنشف رُطُوبَة الْمعدة وتولد جرباً ودماً سوداوياً وحكة وتطيب النكهة الْحَادِثَة من فَسَاد الْمعدة. صندل قَالَ الدِّمَشْقِي: إِنَّه يبرد فِي الثَّالِثَة ويجفف فِي الثَّانِيَة. قَالَ ماسرجويه: إِنَّه بَارِد فِي الثَّالِثَة نَافِع من ضعف الْمعدة والصداع الْحَار والأحمر أبرد وأنفع فِي منع التجلب. ابْن ماسويه: الصندل جيد للخفقان الْكَائِن من الحميات إِذا طلي على الْمعدة وللحمرة. انْقَضى حرف الصَّاد

باب الضاد

3 - (بَاب الضَّاد) ضفادع د: مَتى طبخت بملح وزيت وأكلت كَانَت بادزهراً للهوام كلهَا ومرقتها أَيْضا مَتى عملت على هَذِه الصّفة كَانَت مُوَافقَة للأورام المزمنة الْعَارِضَة للأوتار. وَمَتى أحرقت وذر رمادها على الْموضع الَّذِي يسيل مِنْهُ الدَّم قِطْعَة وَإِن خلط بزفت رطب وطلي على دَاء الثَّعْلَب أَبْرَأ مِنْهُ. وَدم الضفادع الْخضر إِذا قطر على مَوضِع الشّعْر النَّابِت فِي الجفن بعد نتفه لم يَدعه ينْبت. وَإِذا طبخ بخل وَمَاء وتمضمض بِهِ نفع من وجع الْأَسْنَان. قَالَ ج يُقَال: إِن رماد الضفادع المحرقة يقطع انفجار الدَّم مَتى وضع عَلَيْهِ. وَإِذا عولج بِهِ زَعَمُوا دَاء الثَّعْلَب مَعَ الزفت الرطب شفَاه. قَالَ: أما مَا قيل فِي الدَّم الَّذِي من الضفادع. إِنَّه يمْنَع الشّعْر الزَّائِد فِي جفن الْعين أَن ينْبت فَهُوَ كذب. السمُوم من أكل ضفدعاً تورم بدنه ألف ز كُله وكمد لَونه وَقذف الْمَنِيّ حَتَّى يَمُوت. ضَأْن نذكرهُ مَعَ اللَّحْم. ضرع قَالَ جالينوس فِي كتاب الْغذَاء: إِنَّه مَتى كَانَ ملآن من لبن فغذاؤه مَتى استمريء استمراء جيدا قريب من غذَاء اللَّحْم وَإِذا لم يستحكم هضمه تولد مِنْهُ خلط غليظ خام أَو بلغمي. قَالَ ابْن ماسه: الضَّرع بَارِد يَابِس للْعصبَةِ الَّتِي فِيهِ غير أَنه إِذا كَانَ فِيهِ لبن كَانَ أسْرع لهضمه وَأحمد مزاجه. وَيجب أَن يُؤْكَل بالأفاويه يسْرع انحداره عَن الْمعدة. وَقَالَ جالينوس فِي الكيموس: إِنَّه مَتى كَانَ فِيهِ لبن فَهُوَ طَعَام جيد غليظ الكيموس فَإِن كَانَ الْحَيَوَان صَحِيحا مَحْضا كَانَ ضرعه كثير الْغذَاء جيد الْخَلْط. ضرو قَالَ ج فِي رسم الطِّبّ بالتجارب: إِنَّه قد وَقع الْإِجْمَاع على أَنَّهَا تعقل الْبَطن وَإِنَّمَا ذكرهَا على قَالَ ابْن ماسه: الضرو حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي الأولى جلاء مُحَلل طيب الرّيح ويجلب إِلَى مَكَّة شَيْء يُسمى رب الضرو نَافِع من القلاع غَايَة النَّفْع. ضبع قَالَ جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر: مرَارَة الضبع العرجاء مَتى خلطت بِعَسَل واكتحل بهَا نَفَعت المَاء الْكَائِن فِي الْعين. انْقَضى حرف الضَّاد

باب الطاء

3 - (بَاب الطَّاء) طرفاء د: ثَمَرَته تقبض اللِّسَان وَيسْتَعْمل بدل العفص فِي أدوية الْعين وأدوية الْفَم مُوَافقَة لنفث الدَّم مَتى شربت وللإسهال المزمن ولسيلان الرطوبات المزمنة من الْأَرْحَام ونهش الرتيلا وَمَتى تضمد بِهِ أضمر الأورام البلغمية. وقشره يفعل فعل الثَّمر. وَمَتى طبخ ورقه بِمَاء ومزج طبيخه بِالشرابِ وَشرب أذبل الطحال وَمَتى تمضمض بِهِ نفع من وجع الْأَسْنَان وَمَتى جلس فِي طبيخه منع السيلان المزمن من الرَّحِم. وَيصب هَذَا الطبيخ على الَّذين يتَوَلَّد فيهم قمل كثير. وَيحْتَمل رماد خشب الطرفاء فَيمْنَع السيلان من الرَّحِم. وَيعْمل من سوق الطرفاء مشارب يسقى فِيهَا المطحولون. ج فِي السَّابِعَة: قوته تقطع وتجلو من غير أَن تجفف تجفيفاً بَينا وَفِيه مَعَ هَذَا قبض وَلما كَانَ فِيهِ هَذِه القوى صَار نَافِعًا للطحال الصلب مَتى طبخ ورقه وَأَصله أَو قضبانه بالخل أَو بِالشرابِ وَشرب وينفع أَيْضا من وجع الْأَسْنَان. وَأما ثَمَر الطرفاء ولحاؤه ففيهما قبض شَدِيد حَتَّى أَن قوتها فِي ذَلِك قريبَة من قُوَّة العفص الْأَخْضَر إِلَّا أَن الطرفاء يخالطه شَيْء لطيف لَيْسَ بِيَسِير. وَقد يسْتَعْمل بَدَلا من العفص مَتى لم يقدر عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ الْأَمر فِي لحائه. ورماد الطرفاء يجفف تجفيفاً شَدِيدا. فالأكثر فِيهِ الْجلاء والتقطيع والأقل الْقَبْض. ماسرجويه. رماد الطرفاء ألف ز يجفف القروح الْعسرَة وخاصة الْكَائِن من حرق النَّار.) الخوز: إِنَّه بَارِد لطيف يَابِس نَافِع للأورام الْبَارِدَة إِذا دخنت بِهِ ولأكثر الأورام. طريغلا ذكر عِنْد ذكر السّمك. طلع: يذكر مَعَ النّخل. طيهوج يذكر مَعَ اللَّحْم. طحال وَقَالَ فِي كتاب الكيموس فِي سَائِر الْحَيَوَان مَا خلا الْخَنَازِير: إِنَّه شَدِيد رداءة الكيموس فَأَما طحال الْخِنْزِير فَذَلِك قَلِيل فِيهِ.

روفس فِي كتاب التَّدْبِير: إِن انهضام الطحال لَيْسَ بسريع. قَالَ حنين: ذَلِك لعفوصته. ابْن ماسويه: إِنَّه عفص سوداوي رَدِيء بطيء الهضم. طحلب د: إِن الخضرة الشبيهة بالعدس الْقَائِم فَوق المَاء وَهُوَ عدس المَاء بَارِد وَمَتى تضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير نفع من الْحمرَة والأورام الحارة والنقرس. وَمَتى ضمدت بِهِ قيلة الأمعاء الْعَارِضَة للصبيان أضمرها وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: خرقها. وَقَالَ حنين: لم يُمكن أَن يفهم باليوناني هَاتَانِ اللفظتان جَمِيعًا. وَأم الطحلب البحري فَهُوَ شَيْء يكون فِي الْحِجَارَة الَّتِي تقرب من الْبَحْر شَبيهَة بالشعر فِي الرقة لَا سَاق لَهُ وَهُوَ قباض جدا وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: مبرد جدا يصلح للأورام الحارة المحتاجة إِلَى التبريد من النقرس نفعا بَينا. ج فِي الثَّامِنَة: قوته مركبة من جَوْهَر أرضي وجوهر مائي كِلَاهُمَا باردان وَذَلِكَ أَن طعمه قَابض وَهُوَ يبرد. وَمَتى ضمد بِهِ نفع من جَمِيع الْعِلَل المحتاجة إِلَى التبريد نفعا بَينا. وَقَالَ فِي الطحلب الَّذِي يكون على الصخر: مِمَّا يَقع عَلَيْهِ من الندى والطل وَهُوَ يشفي القوبا وقوته تجلو وتبرد مَعًا إِلَّا أَن تبريدها يسير. وَهِي تجفف من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا والجلاء والتجفيف اكْتَسبهُ من الصخر والتبريد من المَاء. وَلَيْسَ بعجب أَن يكون شَيْئا مركبا من مثل) هَذِه الطبائع يمْنَع من حُدُوث الأورام الحارة. فَأَما إِن كَانَ هَذَا الدَّوَاء يقطع الدَّم المنفجر على مَا قَالَ د فَلَا شَيْء عِنْدِي فِيهِ. وَقَالَ فِي الطحلب حِين أفرد ذكره: مزاجه رطب كَأَنَّهُ فِي الثَّانِيَة مِنْهَا. طراثيث خاصته حبس الْبَطن وَالدَّم. قَالَ بولس: قوته شَبيهَة بِقُوَّة الجلنار وَهُوَ دَوَاء قوي فِي جَمِيع أَفعاله فِي الْعِلَل السيالة وَهُوَ مَعًا يجفف يُقَوي الْأَعْضَاء. ابْن ماسويه: رَدِيء المزاج بطيء الهضم. طوفريوس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: قُوَّة هَذَا قُوَّة قطاعة وَلذَلِك يشفي حساؤه الطحال وَهُوَ فِي الثَّالِثَة من التجفيف وَالثَّانيَِة من الإسخان. طيلاقيون ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا يجفف ويجلو وَلَا يسخن ألف ز إسخاناً بَينا فَهُوَ فِي الأولى من الإسخان وَفِي آخر الثَّانِيَة من التجفيف وَلذَلِك يُوَافق الخراجات المتعفنة ويشفي البهق والبرص إِذا عولج بِهِ مَعَ الْخلّ. طراغيون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: ورق هَذَا النَّبَات وثمرته وصمغته محللة لَطِيفَة حارة كَأَنَّهَا فِي الثَّانِيَة وَلذَلِك يخرج السلاء ويفت الْحَصَى ويدر الْبَوْل إِذا شرب مِنْهُ مِثْقَال وينبت فِي قريطش

وَمِنْه نوع آخر شَدِيد الْقَبْض يصلح للعلل السيلانية. طريفلون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: قوته حارة يابسة فِي الثَّالِثَة وريحه كريح القفر وَلذَلِك يشفي وجع الأضلاع الْحَادِث عَن السدد ويدر الْبَوْل والطمث. طرنجو ماناس ج: هَذَا يفعل فعل البرشياوشان. طريفلن: هَذَا ينْبت فِي الرّبيع وَله بزر شَبيه ببزر العصفر إِذا طبخ وصب طبيخه على نهش الأفعى. لي أصبت بحذاء هَذَا فِي ثَبت الْأَدْوِيَة حندقوقا وَوجدت فِي كتب كَثِيرَة أَن الحندقوقا يفعل هَذَا الْفِعْل وَهُوَ غلط فِيمَا أَحسب فِي الِاسْم. بولس: يسْتَعْمل فِي النورة مَتى أُرِيد أَن يكون يبسها أَكثر. طرخون ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي وسط الثَّانِيَة بطيء فِي الْمعدة عسر الهضم. الطَّبَرِيّ: إِنَّه بَارِد ثقيل. مسيح: هُوَ حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة مجفف ناشف للبلة. طرخشقوق الخوز: نَافِع من لذع الْعَقْرَب والتنين ولبه يجلو بَيَاض الْعين. طباشير بديغورس: خاصته النَّفْع من الْحَرَارَة والصفراء. حَكِيم بن حنين حكى عَن ج: إِن للطباشير تحليلاً ودفعاً غير أَن التبريد أقوى. وَقَالَ: فِي مذاقته قبض ومرارة مَعًا وَهَذَانِ مجففان وَقد بَان أَنه مركب فِي قواه كالورد وَلَكِن وَقَالَ: إِن الطباشير نَافِع من أورام الْعين الحارة. الدِّمَشْقِي: هُوَ بَارِد فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة نَافِع من التهاب الصَّفْرَاء وَيُقَوِّي الْمعدة وَيدْفَع الكرب وينفع القروح فِي الْفَم. ماسرجويه: إِنَّه جيد للصفراء والغثي والبثور فِي أَفْوَاه الصّبيان عَاقل للبطن. الخوزي: إِنَّه جيد لخفقان الْفُؤَاد وَهُوَ بَادر يَابِس فِي الثَّالِثَة يشد الْبَطن وينفع الْفَم واحتراق الْمرة وَيُقَوِّي الْمعدة وينفع من الغشي إِذا شرب مِنْهُ أَو طلي بِهِ وَمن الخفقان جيد للْحرّ والبثر فِي أَفْوَاه الصّبيان. طين أما الْمَخْتُوم فَقَالَ د: إِنَّه مَتى شرب بِالْخمرِ دفع مضرَّة الْأَدْوِيَة القتالة بِقُوَّة قَوِيَّة وَإِذا تقدم فِي شربه وَشرب بعده الدَّوَاء الْقَاتِل أخرجه بالقيء ويوافق لذع الْهَوَام. وَقَالَ: جَمِيع الطين المستعملة فِي الطِّبّ يعمها التبريد والتغرية وتختلف بعد فِي خَواص ألف ز لَهَا.

القيموليا قَالَ: إِذا ديف بخل ولطخت بِهِ الأورام الْعَارِضَة فِي أصُول الآذان وَسَائِر الخراجات حللها وَإِذا خلط بِمَاء وخل ولطخ على حرق النَّار أول مَا يعرض نفع وَمنع التنفط وحلل أورام الجاسية الْعَارِضَة فِي الْأُنْثَيَيْنِ وَجَمِيع الأورام الحارة. وبالجملو فَإِنَّهُ كثير الْمَنَافِع وَذَلِكَ إِنَّمَا يكون فِي الْخَالِص مِنْهُ. وَقَالَ: الطين المحرق وخزف التَّنور الشَّديد اليبس لَيْسَ لَهُ قُوَّة قَوِيَّة وَمَتى خلط بخل ولطخ بِهِ نفع الحكة والبثور والنقرس وَإِن خلط بقيروطي حلل الأورام الجاسية الَّتِي يُقَال لَهَا الْخَنَازِير. والطين الَّذِي يكون فِي حيطان الأتون قوته مثل تِلْكَ. ج فِي التَّاسِعَة حِكَايَة عَن الرجل الَّذِي من أهل هَذِه الجزيرة الَّتِي فِيهَا هَذَا الطين الَّذِي وضع كتابا فِي اسْتِعْمَال هَذَا الطين: إِنَّه كَانَ يداوي بِهِ الْجِرَاحَات الطرية بدمها والقروح الْعسرَة الْبُرْء وَكَانَ يَسْتَعْمِلهُ أَيْضا فِي مداواة نهش الأفاعي وَغَيرهَا من الْهَوَام وَكَانَ يتَقَدَّم فيسقي مِنْهُ من يخَاف عَلَيْهِ أَن يسْقِي دَوَاء قتالاً ويسقي مِنْهُ من قد شرب مِنْهَا شَيْئا أَيْضا بعد شربه السم وَكَانَ يزْعم أَن هَذَا الدَّوَاء الْمُتَّخذ بحب العرعر وَهُوَ الَّذِي يَقع فِيهِ من هَذَا الطين شَيْء كثير قد امتحنته فَوَجَدته يهيج الْقَيْء إِذا شربه الْإِنْسَان والسم الَّذِي شربه فِي معدته. فقد قَالَ جالينوس: ثمَّ جربت أَنا أَيْضا ذَلِك فِي من شرب أرنباً بحرياً وَمن شرب الذراريح بالحدس مني عَلَيْهِم أَن يَكُونُوا قد شربوا هَذَا فتقيؤا من ساعتهم مَا شربوه كُله بعد شربهم الطين الْمَخْتُوم وَلم تعرض لَهُم الْأَعْرَاض الَّتِي تعرض لمن شرب هَذَا وَكَانَ فِي الْقَيْء السم الَّذِي شربوه وَلست أعلم هَل يفعل ذَلِك فِي جَمِيع السمُوم. قَالَ: فَأَما ذَلِك الرجل الَّذِي دفع إِلَيّ الْكتاب فَكَانَ يضمن عَن هَذَا الطين الْمَخْتُوم ذَلِك وَيَزْعُم أَيْضا أَنه قد شفى بِهِ عضة الْكَلْب الْكَلْب عِنْد مَا يسقى مِنْهُ بشراب ممزوج ويطلى على القرحة الْحَادِثَة عَن العضة مِنْهُ بخل ثَقِيف وَكَذَلِكَ يزْعم أَن هَذَا الطين إِذا ديف بخل نفع من نهش) جَمِيع الْهَوَام بعد أَن يوضع فَوْقه إِذا طلي ودق بعض العقاقير الَّتِي قد علمنَا من أمرهَا أَن قوتها مضادة للعفونة وخاصة ورق سقرديون وَبعده ورق قنطوريون دَقِيق وَبعد هَذَا ورق الفراسيون. وَأما الْجِرَاحَات الخبيثة العفنة فَإنَّا لما استعملنا فِي مداواتها هَذَا الطين الْمَخْتُوم نَفعهَا نفعا عَظِيما. وَيجب أَن يسْتَعْمل بِحَسب عظم رداءة الْجراحَة وخبثها وَذَلِكَ لِأَن الْجراحَة المنتنة المترهلة الوسخة تحْتَمل أَن يطلى عَلَيْهَا هَذَا الطين بالخل ثخيناً وَمَا دون ذَلِك من الْجِرَاحَات فَمرَّة بالخل وَمرَّة بِالشرابِ وَمرَّة بِمَاء الْعَسَل على نَحْو الْجراح فينفع جدا فِي إلزاق الْجِرَاحَات الطرية وَفِي شِفَاء المتقادمة الخبيثة والعسرة الِانْدِمَال. فَأَما طين الأَرْض السمينة فَهُوَ نَافِع فِي مداواة جَمِيع الْأَعْضَاء المحتاجة إِلَى اليبس

وَقد رَأَيْت مستسقين ومطحولين يطلونه عَلَيْهِم فينتفعون بِهِ نفعا ألف ز عَظِيما. وَقد ينفع أَيْضا الأورام المترهلة الرخوة العتيقة. وإنني لأعرف قوما ترهلت أبدانهم من كَثْرَة استفراغ الدَّم من أَسْفَل وانتفعوا بِهَذَا الطلاء نفعا عجيباً وَذَلِكَ لِأَن قُوَّة التُّرَاب مجففة من أجل أَن جرم الأَرْض يَابِس. وَإِذا كَانَت الأَرْض خَالِصَة لَا يخالطها جَوْهَر مائي فَهِيَ مجففة تجفيفاً لَا لذع مَعَه وَمِمَّا يعينها على ذَلِك الْغسْل. وَإِنَّمَا يغسل التُّرَاب بالتصويل على مَا سنصف فِي كتاب صَنْعَة أَعمال الطِّبّ. وَيغسل كل تربة على قدر خلوصها وجودتها. قَالَ: وَأما تربة شاموس فَلَا تحْتَاج إِلَى غسل وَنحن نستعمل الْمُسَمّى من هَذِه التربة كَوْكَب شاموس فِي مداواة نفث الدَّم خَاصَّة وانفجاره من حَيْثُ كَانَ كَمَا نستعمل الْمَخْتُوم وبهذه الْقُوَّة بِعَينهَا صَارَت هَذِه الترابات نافعة لانفجار دم الْأَرْحَام وَالْبرد الْعَارِض للنِّسَاء ولقروح المعي قبل أَن يتعفن. وَقَالَ أَيْضا فِي الطين الْمَخْتُوم: قد استعملته فِي مداواة قُرُوح الأمعاء العفنة الساعية فنفعت بِهِ مرَارَة كَثِيرَة نفعا بَينا بِأَن حقنت بِهِ وسقيت مِنْهُ بعد أَن غسلت القرحة أَولا بحقنة بِمَاء الْعَسَل على مَا قد جرت بِهِ الْعَادة بل يكون مَاء عسل لَهُ صروفة ثمَّ بعد ذَلِك بِمَاء الْملح ثمَّ حقنت بِهِ والطين الْمَخْتُوم أقوى من طين شاموس بِكَثِير وَلذَلِك لَا يحْتَمل الْأَعْضَاء الَّتِي بهَا ورم حَار قُوَّة الطين الْمَخْتُوم بل يحس خشونة بَيِّنَة وخاصة الْأَبدَان الناعمة.) قَالَ: وَأما طين شاموس فَإِنَّهُ يسكن هَذَا الورم فضلا عَن أَن يهيجه وخاصة إِن كَانَ فِي بدن رطب وأعضاء رطبَة نَحْو الثديين وَلحم الغدد وَإِذا أردْت اسْتِعْمَاله فاعجنه بِمَاء ودهن ورد فائق قدر مَا يمنعهُ أَن يجِف فَإِنَّهُ على هَذِه الصّفة نَافِع جدا للأورام الحارة فِي ابتدائها والنقرس الْحَار وَفِي جَمِيع الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج إِلَى برودة معتدلة. وَهَذَا الطين يبرد تبريداً كَافِيا وجوهر الهوائية عَلَيْهِ أغلب إِذا قيس بالطين الْمَخْتُوم وَالدَّلِيل على ذَلِك خفته فِي الْوَزْن فاعبر أبدا التُّرَاب باللين والخشونة والعلوكة والاملاس واللزوق والحل وكوكب شاموس ففيهما جلاء يسير فَلذَلِك يسْتَعْمل فِي الْغمر. وَقد بَينا فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من حِيلَة الْبُرْء: أَن كل شَيْء فِيهِ جلاء يسير نَافِع فِي بِنَاء اللَّحْم فِي الْجِرَاحَات فَإِن كَانَ مَعَ هَذَا يجفف فَهُوَ يدمل وَيخْتم الْجِرَاحَات. وأنفع هَذِه الْأَشْيَاء للقروح الَّتِي لَا غور لَهَا ولحرق النَّار مَا كَانَ يجفف بِلَا لذع وَلَا إسخان وَلَا تبريد ظَاهر وَلذَلِك صَار طين شاموس وطين كيوس من أفضل الْأَدْوِيَة للقروح الْحَادِثَة من حرق النَّار لِأَن هَذِه تحْتَاج إِلَى أدوية تجلو جلاء يَسِيرا جدا من غير سخونة وَلَا

برودة مَعْلُومَة ألف ز وَهَذَا مَوْجُود فيهمَا وَلذَلِك صَار طين شاموس لَا ينفع القروح الْحَادِثَة عَن حرق النَّار وَلَا غَيرهَا من القروح كَمَا ينفعها غَيره من أَنْوَاع الطين لِأَن فِيهِ لزوجة وعلوكة فَهُوَ لذَلِك أَشد تَقْوِيَة وَأكْثر لحوجة حَتَّى أَنه لَا يُمكن أَن يجلو. وَالْأَمر فِي ذَلِك يكون على مَا وصفت إِذا لم يكن فِي الْجَوْهَر العلك اللزج حِدة مَعْلُومَة كَمَا يُوجد فِي الدبق. وطين شاموس أَنْفَع للأورام الحارة من طين سالينوس وكيوس على أَن هذَيْن أَيْضا نافعان إِذا لم يُوجد غَيرهمَا. قيموليا: وَأما هَذَا فقوته مركبة وَذَلِكَ أَن فِيهِ شَيْئا يبرد وشيئاً يحلل بعض التَّحْلِيل وَلذَلِك مَتى غسل خرج مِنْهُ هَذَا الْمُحَلّل فَإِن لم يغسل عمل بالقوتين كلتيهما وَيكون عمله بِحَسب إِعَانَة الرُّطُوبَة الَّتِي تسْتَعْمل بِهِ فَإِنَّهُ مَتى خلط برطوبة محللة صَار الْبَتَّةَ طيناً محللاً وَلذَلِك صَار نَافِعًا لحرق النَّار أَيْضا. وَقد يطلى على حرق النَّار أَيْضا بخل كثير المزاج بِالْمَاءِ. وَقد يجب أَن يكون هَذَا أَيْضا حَاضرا لذهنك فِي جَمِيع أَنْوَاع الطين فَإِن كل طين وتربة خَفِيفَة الْوَزْن تَنْفَع من حرق النَّار إِذا طلي عَلَيْهِ من سَاعَته بالخل وَالْمَاء ويمنعه أَن يحدث نفاخات.) وَانْظُر مِقْدَار صروفه الْخلّ إِلَى لين الْبدن ورطوبته. وكل طين عَار من الكيفيات فَإِنَّهُ يجفف من غير لذع فَإِن كَانَ فِيهِ قبض فَفِيهِ من الْبُرُودَة بِحَسب ذَلِك وَإِن كَانَ فِيهِ حراقة فَمن الْحَرَارَة فَحسب ذَلِك. وَكَذَلِكَ خفته تدل على أَن فِيهِ من الهوائية مِقْدَارًا كثيرا. وَثقله يدل على أَن فِيهِ من الأرضية مِقْدَارًا كثيرا. وَأما الطين الكرمي وَهُوَ الَّذِي يطلى على عيدَان الْكَرم فَيقْتل الدُّود الَّتِي فِيهِ فَإِن فِيهِ دوائية بِحَسب ذَلِك وَكَذَلِكَ خفته تدل وَهُوَ لذَلِك بعيد عَن جَمِيع أَنْوَاع الأَرْض المستعملة فِي الطِّبّ وَقَرِيبَة عَن جَوْهَر الْحِجَارَة وَلذَلِك يخلط بالأدوية الَّتِي تحْتَاج أَن يجفف بهَا شَيْء ويحلل وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ لَهَا الْبعد عَن اللذع والتسكين وإذهاب الوجع كَمَا لطين شاموس وكيوس وسالينوس وَإنَّهُ إِن غسل لم يلذع. وَأما طين اقريطس فَهُوَ شَبيه بِهَذَا إِلَّا أَنه أَضْعَف كثيرا وَالْأَكْثَر فِيهِ الهوائية وَفِيه أَيْضا جلاء وَلذَلِك يجلى بِهِ أواني الْفضة. وطين ليموس وَهُوَ الْمَخْتُوم قوته أَكثر من جَمِيع هَذِه وَفِيه شَيْء من قبض. فَأَما طين ارطوناس فَهُوَ أقوى من هَذِه أَيْضا إِلَّا أَن قوته لَا تبلغ أَن تلذع فَإِن غسل صَار مثلهَا فِي اليبس والتسكين وَكَذَلِكَ يغسل مرَّتَيْنِ إِذا أُرِيد الِاسْتِقْصَاء.

وَكَذَلِكَ القيموليا قد يغسل مَرَّات فَإِن أحرقت الطين ثمَّ غسلته اكْتسب برودة وسلخ الْغسْل حِدته فَكَانَ بذلك أَشد تجفيفاً. وَكَذَلِكَ لما كَانَ الطين نَافِعًا للقروح بِالْقُوَّةِ الْعَامَّة ألف ز لكل طين صَار أَنْفَع مَا يكون لَهَا إِذا هُوَ غسل من بعد الإحراق وَهُوَ فِي هَذِه الْحَال نَافِع جدا للقروح الْحَادِثَة فِي الأمعاء ولاستطلاق الْبَطن وَنَفث الدَّم ونزف الطمث والنوازل من الرَّأْس وقروح الْفَم العفنة. وَمن ينحدر من رَأسه إِلَى صَدره مَادَّة يَنْفَعهُ نفعا عَظِيما وَلذَلِك صَار عَظِيم النَّفْع لمن بِهِ ضيق نفس من أجل هَذِه النَّوَازِل ضيقا متوالياً وينفع أَصْحَاب السل وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يجفف القروح الَّتِي فِي رئاتهم حَتَّى لَا يمتلوا بعد ذَلِك إِلَّا أَن يَقع فِي تدبيرهم خطأ عَظِيم أَو يتَغَيَّر مزاج الْهَوَاء دفْعَة إِلَى حَال رَدِيئَة. قَالَ: والطين الأرميني ينفع هَؤُلَاءِ غَايَة النَّفْع وَإِن كَانَ مقامهم فِي بلدان بَارِدَة وخاصة من كَانَ مِنْهُم يُصِيبهُ الربو أَو ضيق النَّفس مرَارًا مُتَوَالِيَة. وَأكْثر النَّاس لما شربوا مِنْهُ فِي هَذَا الموتان) الْعَظِيم برؤا بِسُرْعَة. فَأَما من لم يَنْفَعهُ هَذَا الطين فكلهم مَاتَ وَلم ينْتَفع بِشَيْء آخر مِمَّا عولج بِهِ فَكَانَ ذَلِك دَلِيلا على أَن من مَاتَ مِنْهُم كَانَت حَالَته حَالَة من لَا يجوز أَن يبْقى أصلا. وَهَذَا الطين يشرب مَعَ شراب لطيف رَقِيق القوام وممزوج مزاجاً معتدلاً مَتى لم يكن العليل محموماً أَو كَانَت حماه يسيرَة فَأَما مَتى كَانَت شَدِيدَة فاكسره بِالْمَاءِ جدا. وَقَالَ اريباسيوس: جَمِيع الأطيان إِذا كَانَت لَا تشوبها كَيْفيَّة أُخْرَى تجفف من غير لذع وَتعين على ذهَاب تِلْكَ الكيفيات غسله. والسمين من الطين مُوَافق فِي جَمِيع علاج الْأَعْضَاء الَّتِي تحْتَاج إِلَى تجفيف وينفع الأورام العتيقة والتهيج. وَإِنِّي لأعرف قوما قد كَانَت غلبت على أبدانهم الرُّطُوبَة المائية بِسَبَب دم كثير استفرغ مِنْهُم من السفلة انتفعوا لما لطخوا أبدانهم بِهِ نفعا بَينا وَقوم آخَرُونَ أبرؤا بِهِ أَيْضا أوجاعاً قد تمكنت فِي بعض الْأَعْضَاء برأَ تَاما. وَقَالَ فِي طين كيوس بعض قَول جالينوس وَقَالَ فِي طين شاموس الْكَوْكَب خَاصَّة: إِنَّه نَافِع من نفث الدَّم من أَي مَوضِع كَانَ كَمَا ينفع الطين الْمَخْتُوم وَكَذَلِكَ انفجار الدَّم من الرَّحِم وقروح المعي قبل أَن يحدث فِيهَا عفونة. وطين شاموس يسكن الأورام الحارة وخاصة مَا كَانَ فِي الثديين والأنثيين وَفِي جَمِيع الْأَعْضَاء الغددية وَيجب أَن يخلط بِمَاء ودهن ورد قدر مَا يمنعهُ أَن يجِف وَهُوَ مَحْمُود على هَذِه الْجِهَة من الِاسْتِعْمَال فِي الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج فِيهَا إِلَى التبريد الْيَسِير فَفِيهِ إِذا تبريد يسير. وَأما طين شاموس وكيوس ففيهما جلاء يسير وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي الْغمر.

بولس الطين الرُّومِي وَهُوَ الْمَخْتُوم إِذا حقن الدوسنطاريا المتأكل بعد أَن يغسل المعي قبل ذَلِك بِمَاء الْعَسَل ثمَّ بِمَاء مالح قَالَ: والمغرة أقوى من الطين الرُّومِي وَهُوَ الْمَخْتُوم وَلذَلِك يدْخل فِي ألف ز وَيقتل الدُّود. وطين شاموس أَكثر تسكيناً من الطين الْمَخْتُوم لما فِيهِ من التغرية واللزوجة وَيجب أَن يسْتَعْمل فِي جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَى تسكين وَهُوَ يبريء نفث الدَّم والمرة وعسر النَّفس الَّذِي يكون من الرُّطُوبَة والقروح الرّطبَة. والعلل الوبائية ينفع مِنْهَا غَايَة النَّفْع إِذا شرب بِمَاء إِن كَانَت حمى أَو مَعَ شراب رَقِيق المزاج مَا لم تكن حمى.) والطين اللامي قريب من الأرميني. وطين الْجلاء يحلل وَله قُوَّة معفنة وَينْقص اللَّحْم الْفضل الَّذِي ينْبت فِي الخراجات العتيقة مَتى خلط بشمع ودهن ورد. الطَّبَرِيّ: الْخَالِص من الْحِجَارَة لَهُ قُوَّة قابضة مجففة مغرية تقع فِي المراهم المدملة والمجففة ويمسك الْبَطن مَتى تحسى فِي هيضة أَو احتقن بِهِ ويسقى لوجع الكبد وَالَّتِي يستعملها البحارون أَضْعَف. الخوز: الطين الْمَخْتُوم الْخَالِص مِنْهُ مَتى ذَر مِنْهُ على فَم الْجرْح الَّذِي يسيل مِنْهُ الدَّم قطعه طاليسفر قَالَ ج فِي السَّابِعَة: هَذِه قشرة تجلب من بِلَاد الْهِنْد لَهَا قبض شَدِيد مَعَ شَيْء من العطرية الْيَسِيرَة وحدة ورائحتها طيبَة مثل جلّ الأفاويه وَيُشبه أَن تكون هَذِه القشرة أَيْضا مركبة من جَوْهَر مُخْتَلف وَالْأَكْثَر فِيهَا الْجَوْهَر الأرضي والأقل فِيهَا الْجَوْهَر اللَّطِيف فَهِيَ لذَلِك تجفف وتقبض قبضا شَدِيدا وَلذَلِك صَارَت تخلط فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من الاستطلاق وقروح المعي لِأَنَّهَا فِي الدرجَة الثَّالِثَة من دَرَجَات الْأَشْيَاء الَّتِي تجفف. فَأَما فِي الإسخان والتبريد فَلَيْسَ يتَبَيَّن لَهُ فيهمَا قُوَّة وَفعل بَين. الدِّمَشْقِي: إِنَّهَا نافعة من أَرْوَاح البواسير. انْقَضى حرف الطَّاء.

باب العين

3 - (بَاب الْعين) عرعر يَقُول: الْكَبِير مِنْهُ وَالصَّغِير مسخنان ملطفان يدران الْبَوْل وَمَتى دخن بهما طرد الْهَوَام. وثمره يسخن إسخاناً يَسِيرا وَيقبض وَهُوَ جيد للمعدة إِذا شرب ولأوجاع الصَّدْر والسعال والنفخ وضرر الْهَوَام ويدر الْبَوْل ويوافق شدخ العضل وأوجاع الرَّحِم. عوسج د يَقُول: ورق جَمِيع أَصْنَاف العوسج جَيِّدَة للحمرة والنملة مَتى تضمد بِهِ. عفص د يَقُول: إِنَّه شَدِيد الْقَبْض مَتى سحق ونثر على اللَّحْم الزَّائِد أضمره وَمنع الرُّطُوبَة من السيلان إِلَى اللِّسَان واللثة وينفع من القلاع. وَمَتى وضع فِي أكال الْأَسْنَان سكن وجعها. وَمَتى أحرق وَيجْلس فِي طبيخه لخُرُوج الرَّحِم وسيلان الرطوبات المزمنة. وَإِذا أنقع فِي خل وَمَاء وَغسل بِهِ سود الشّعْر. وَمَتى سحق وذر على مَاء أَو خمر وَشرب نفع من قرحَة المعي والإسهال المزمن. وينفعهم أَيْضا إِذا خلط بالغذاء الملائم لَهُم وَجعل ألف ز طبيخه فِي أغذيتهم. وَبِالْجُمْلَةِ فليستعمل فِي كل مَوضِع يحْتَاج إِلَى التجفيف وَالْقَبْض والإمساك. عنكبوت قَالَ د: إِذا خلط بِبَعْض المراهم وَوضع على الْموضع الَّذِي يسيل مِنْهُ دم نفع. وَمَتى وضع على القروح الَّتِي لَا عمق لَهَا منع الورم. وَمن العنكبوت صنف يكون نسجه كثيفاً أَبيض وَزعم قوم أَنه مَتى شدّ فِي جلد وعلق فِي الْعُنُق أَو فِي الْعَضُد أَبْرَأ من حمى الغب وَإِذا طبخ بدهن ورد وقطر فِي الْأذن نفع من وجعها. جالينوس فِي الْحَادِيَة عشرَة: قد ذكر قوم أَن نسج العنكبوت مَتى وضع على الْجراحَة وَضعهَا من الورم. يَقُول د: قوته جالية مفتحة لأفواه الْعُرُوق مجلب للرطوبات وَلذَلِك ينقي القروح الوسخة الغائرة وَإِذا طبخ حَتَّى يغلظ ألزق الْجِرَاحَات الطرية. وَإِذا طبخ مَعَ شبث رطب ولطخت بِهِ القوابي أبرأها. وَإِذا خلط بملح دراني وقطر فِي الْأذن فاتراً سكن دويها. وَمَتى تلطخ بِهِ قتل الْقمل والصؤاب. وَمَتى لطخت بِهِ القلفة القصيرة بعد الاستحمام ومرست وأديم شهرا أطالها. وجلى ظلمَة الْبَصَر. وَمَتى تحنك لَهُ أَو تغرغر أَبْرَأ الخوانيق وورم اللوزتين ويوافق السعال.

وَمَتى شرب سخناً بدهن ورد نفع من نهش الْهَوَام وَشرب الأفيون وَإِذا لعق نفع من أكل الْفطر الْقِتَال وعضة الْكَلْب الْكَلْب. وَإِذا لم تنْزع رغوته حرك السعال وأسهل الْبَطن. وَإِن لم يرد ذَلِك مِنْهُ فلتنزع رغوته. وَالَّذِي فِيهِ مرَارَة يجلو الكلف. والحريف مِنْهُ جدا الَّذِي يُحَرك العطاس إِذا شم. وَيُورث إِذا أكل ذهَاب الْعقل بَغْتَة والعرق الْبَارِد. وينفع مِنْهُ أكل السذاب والسمك المالح وَشرب اونومالي والقيء مرّة بعد مرّة. وَمَتى خلط هَذَا الْعَسَل مَعَ الْقسْط وتلطخ بِهِ نقى الكلف. وَمَتى خلط بالملح أذهب آثَار الضَّرْب الباذنجانية. ابْن ماسه: مَاء الْعَسَل جيد للقوة والمعدة الْبَارِدَة والورم فِي المعي يشهي الطَّعَام والمطبوخ مِنْهُ قَالَ: وَالْعَسَل حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة حلا لطيف يجذب الرطوبات من قَعْر الْجِسْم وينقي القروح. وَمَتى طبخ قلت حِدته وحرافته جيد للبلغم رَدِيء للصفراء مَانع للجسم أَن يفْسد وينتن.) وَعسل الْقصب يلين الْبَطن وَعسل الطبرزد لَا يلين. وهما حاران رطبان فِي الأولى. عَصا الرَّاعِي قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: فِي هَذَا النَّبَات شَيْء يقبض إِلَّا أَن الْأَكْثَر فِيهِ الشَّيْء المائي الْبَارِد وَهُوَ فِي الثَّانِيَة من التبريد فِي أقصاها أَو فِي الثَّالِثَة فَهُوَ لذَلِك نَافِع جدا لمن يجد التهاباً فِي فَم معدته إِذا وضع عَلَيْهَا وَهُوَ بَارِد من خَارج وينفع أَيْضا الورم الْمَعْرُوف بالحمرة والفلغموني وَيمْنَع ويودع الْموَاد المنصبة وَلذَلِك صَار النَّاس يظنون أَنه يجفف. وَهُوَ أَنْفَع الْأَدْوِيَة للحمرة المنتشرة والقروح المتورمة ولسائر القروح الوارمة ورماً حاراً ألف ز وَالَّتِي تنصب إِلَيْهَا الْموَاد ويدمل الْجِرَاحَات الطرية وينفع من القروح الَّتِي تكون فِي الْأذن ويجفف الْقَيْح الْكثير فِيهَا وَيقطع نزف الدَّم الْعَارِض للنِّسَاء ويشفي قُرُوح المعي وَنَفث الدَّم وانفجاره من حَيْثُ كَانَ إِذا أفرط. وَزعم د: أَنه يدر الْبَوْل أَيْضا إِذا سقِِي من بِهِ حصر الْبَوْل وَلَا يستقصى تَحْدِيد الْحصْر الَّذِي يحْتَاج أَن يعْطى مِنْهُ فِيهِ. وَفِي جَمِيع هَذِه الْخِصَال الذّكر أقوى فعلا من الْأُنْثَى. عرق قَالَ ج فِي السَّادِسَة: الْعرق يتكون مِمَّا يشرب بعد أَن يسخن ويكتسب شَيْئا من الصديد المراري كالحال فِي الْبَوْل إِلَّا أَنه قد نضج أَكثر من الْبَوْل لِأَنَّهُ قد مر وَنقل فِي جَمِيع الْأَعْضَاء حَتَّى وصل إِلَى الْجلد وَيخْتَلف بِحَسب المزاج الحيواني. وَفِي الْعرق مرَارَة خُفْيَة مَعَ ملوحة بَيِّنَة وَقُوَّة محللة تحليلاً لَيْسَ باليسير وَلذَلِك يعالج

الثدي الوارم بالعرق الَّذِي مازج التُّرَاب من عرق المصارعين وَهَذَا التُّرَاب نَافِع جدا فِي مداواة الثدي الوارم إِذا وضع عَلَيْهِ وَحده. فَإِن رَأَيْته يَابسا جدا فاعجنه بِهَذَا الدّهن وَلَيْسَ الأجود مِنْهُ مَا هُوَ يَابِس لَكِن مَا هُوَ لين وَمَتى خلط بِهِ دهن ورد صلح لجمود اللَّبن فِي الثدي بعد الْولادَة وَقد حللت بِهِ ورماً كَانَ فِي الأربية فبريء سَرِيعا. ج يَقُول: أَنْوَاع العلك تسخن وتجفف وَيُخَالف بَعْضهَا بَعْضًا فَإِن بَعْضهَا فِيهِ لطافة أَكثر أَو حِدة وَفِي بَعْضهَا قبض أَكثر وَبَعضهَا لَا قبض فِيهِ. وأفضلها المصطكي وَذَلِكَ أَنه مَعَ مَا فِيهِ من الْقَبْض الْيَسِير الَّذِي بِهِ صَار نَافِعًا لضعف الكبد والمعدة وورمها. وَفِيه أَيْضا: إِنَّه يجفف تجفيفاً لَا أَذَى مَعَه وَذَلِكَ أَنه لَا حِدة لَهُ أصلا وَهُوَ لطيف جدا. وَبعد المصطكي علك البطم وَلَيْسَ لهَذَا قبض وَفِيه مرَارَة وَلذَلِك يحلل أَكثر من تَحْلِيل المصطكي. ولمكان هَذَا الطّعْم صَار يجلو جلاء كثيرا حَتَّى أَنه يشفي الجرب ويجذب من عمق الْبدن أَكثر من سَائِر الْأَنْوَاع الْأُخَر من العلك لِأَنَّهُ ألطف مِنْهَا. فَأَما العلك الَّذِي يكون من شجر الصنوبر الصغار وَالَّذِي يكون من شجر الصنوبر الْكِبَار فهما أَشد حراقة وحدة من علك البطم ولكنهما لَيْسَ وَاحِد مِنْهُمَا يحلل وَلَا يجذب أَكثر مِنْهُ وعلك الصنوبر الصغار فِي هَذِه الْخِصَال أَكثر من علك الصغار. وَأما علك الصنوبر الصغار وعلك الشَّجَرَة الَّتِي تسمى اللاطي فهما وسط بَين الْأَمريْنِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمَا أحد من علك البطم وَأَقل حِدة من علك القوقي وعلك الصنوبر الْكِبَار. ولعلك البطم مَعَ هَذَا شَيْء من اليبس وَبعده فِي اليبس المصطكي. والعلك الْمُسَمّى لاركش شَبيه لَعَلَّك البطم.) عِنَب قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه يسمن سَرِيعا وَلَكِن بِلَحْم رهل والأبيض أَحْمد من الْأسود إِذا اسْتَوَت حَالهَا فِي الرقة. وَالزَّبِيب ألف ز مَتى أكل بعجمه جيد لأوجاع المعي. ولحمه إِذا أكل كَانَ حلواً. والقشمش قَاطع للبلغم جدا. وشراب الحصرم جيد للمعدة الحارة قَاطع للإسهال الصفراواي والعطش جيد للوحمى والحوامل يُقَوي معدهن وَيمْنَع الْإِسْقَاط وَيدْفَع الْمَشْي. عدس قَالَ ج: إِنَّه مَتى أدمن أكله أظلم الْبَصَر وعسر هضمه وَهُوَ رَدِيء للمعدة مولد للنفخ وَمَتى طبخ بقشره حل الْبَطن وأجوده أسرعه نضجاً وَالَّذِي إِذا أنقع فِي المَاء لم يسوده. وقوته قابضة وَلذَلِك إِذا قشر وأنعم طبخه وهريق مَاؤُهُ الأول

عقل الْبَطن وأسهل ذَلِك الطبيخ الْبَطن. ويعرض وَيعْقل الْبَطن فِي الْغَايَة مَتى طبخ مَعَه هندباً ولسان الْحمل والبقلة الحمقاء والسلق الْأسود أَعنِي الشَّديد الخضرة أَو قشر رمان أَو ورد يَابِس أَو زعفران أَو سفرجل أَو كمثرى أَو عفص فج يطْبخ مَعَه وَيخرج مَا فِيهِ بعد الطَّبْخ وبالخل والسماق وَيجب أَن يسلق سلقاً جيدا قبل ذَلِك وَإِلَّا حرك الْبَطن. وَإِذا قشر مِنْهُ ثَلَاثُونَ حَبَّة وابتلعت نَفَعت من استرخاء الْمعدة. وَمَتى طبخ وتضمد بِهِ مَعَ السويق سكن وجع النقرس. وَإِذا طبخ بِعَسَل مَلأ القروح العميقة وَقلع خبثها ونقى وسخها. وَإِن طبخ بالخل وضمدت بِهِ الْخَنَازِير والأورام الصلبة حللها. وَمَتى خلط بِهِ إكليل الْملك وسفرجل ودهن ورد أَبْرَأ أورام الْعين الحارة وورم المقعدة. وَأما الأورام الْعَظِيمَة الْعَارِضَة للمقعدة والقروح العميقة فليستعمل فِيهَا العدس مَعَ قشر الرُّمَّان أَو الْورْد الْيَابِس يطْبخ مَعَه وَعسل. وَكَذَلِكَ فليستعمل للأكلة بعد أَن يُزَاد عَلَيْهِ شَيْء من مَاء الْبَحْر. وَكَذَلِكَ لتنفط الْجَسَد والنملة والحمرة والشقاق الْعَارِض من الْبرد. وَإِذا طبخ بِمَاء الْبَحْر وتضمد بِهِ وَافق الثدي الوارم من احتقان اللَّبن وتعقده.) ج فِي الْخَامِسَة من تَفْسِير السَّادِسَة من ابيذيميا: إِن العدس إِمَّا أَن يكون معتدلاً فِي الْحر وَالْبرد أَو مائلاً إِلَى الْحَرَارَة قَلِيلا وَدَلِيل ذَلِك أَنه لَا يظْهر بعد أكله مَا دَامَ فِي الْمعدة وَلَا إِذا انحدر تبريد للبدن فَإِنَّهُ مركب من شَيْء يُطلق الْبَطن وَمن شَيْء يعقله وَالْمُطلق مِنْهُ حَار لَا محَالة وَإِن كَانَ الْعَاقِل بَارِدًا أرضياً فَإِنَّهُ إِذا ضمدت بِهِ القروح الوارمة مَعَ أَنه يمْنَع وَيدْفَع يقبضهُ قد يجمع الْمدَّة قَلِيلا والأشياء الْبَارِدَة لَا تفعل ذَلِك. ماسرجويه: المقشر مِنْهُ بَارِد غليظ يحبس الْبَوْل والبطن ويغلظ الدَّم فِي الْعُرُوق فَلَا يجْرِي وَإنَّهُ أبرد من الماش. ابْن ماسويه وَابْن ماسه: جرم العدس بَارِد يَابِس فِي الأولى وقشره حَار يَابِس فِي الأولى وَفِيه جلاء. والعدس رَدِيء للغذاء خاصته تقليل الْبَوْل والطمث لتغليظه الدَّم. عَاقِر قرحا إِنَّه يجلب البلغم ألف ز مَتى مضغ وَكَذَلِكَ مَتى طبخ بخل وَأمْسك فِي الْفَم نفع من وجع الْأَسْنَان. وَمَتى مضغ جلب بلغماً كثيرا. وَمَتى سحق وخلط بِزَيْت وتمسح بِهِ أدر الْعرق ونفع من وجع الكزاز إِذا كَانَ يعرض للْإنْسَان كثيرا ونفع الْأَعْضَاء الَّتِي قد غلب عَلَيْهَا الْبرد وَالَّتِي قد فسد حسها وحركتها. ج فِي السَّابِعَة: أَكثر مَا يسْتَعْمل من هَذَا النَّبَات أَصله خَاصَّة وقوته محرقة وَمن أجل هَذِه الْقُوَّة صَار مسكنا لوجع الْأَسْنَان الْحَادِث من الْبُرُودَة وينفع من النافض والاقشعرار

الْكَائِن بأدوار. وَإِذا دلك بِهِ الْجِسْم قبل نوبَة الْحمى مَعَ زَيْت نفع من النافض. وأذهب الخدر والاسترخاء المزمن. من كتاب الْإِجْمَاع: العاقرقرحا لطيف. عليق د فِي باطس وَكَانَ ترْجم عَلَيْهِ: إِنَّه العليق. قَالَ: العليق هُوَ العوسج فِي الْمقَالة الرَّابِعَة: هُوَ نَبَات قَابض مجفف وأغصانه مَتى طبخت مَعَ الْوَرق صبغ طبيخها الشّعْر. وَمَتى شرب عقل الْبَطن وَقطع السيلان المزمن من الرَّحِم ويوافق نهشه الْحَيَوَان الَّذِي يُسمى قرسطس. وَإِذا مضغ الْوَرق شدّ اللثة وَأَبْرَأ القلاع. وَمَتى تضمد بالورق منع النملة من السَّعْي فِي الْبدن وَأَبْرَأ قُرُوح الرَّأْس الرّطبَة وَأَبْرَأ نتوء الْعين والبواسير الناتئة الْعَارِضَة فِي المقعدة وَالَّتِي يسيل مِنْهَا الدَّم. وَإِن دق الْوَرق نعما وَوضع على الْمعدة العليلة والضعيفة الَّتِي يسيل إِلَيْهَا الْموَاد وافقها. وعصارة ثمره إِذا كَانَ نضيجاً نضجاً تَاما وَافق أوجاع الْفَم. وَمَتى أكل ثمره وَلم يستحكم بعد فِي النضج عقل الْبَطن. وزهره مَتى شرب بِالْمَاءِ عقل الْبَطن أَيْضا. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة فِي العليق نصا: إِن جَمِيع أَجزَاء هَذَا النَّبَات قابضة إِلَّا أَن الْوَرق الطري خَاصَّة مِنْهُ لما كَانَت المائية فِيهِ كَثِيرَة صَار قَبضه أقل وَكَذَلِكَ أَطْرَافه أَيْضا وَلذَلِك مَتى مضغت شفت القلاع وَغَيره من قُرُوح الْفَم. وَهِي أَيْضا تدمل سَائِر الْجِرَاحَات لِأَن مزاجها مركب من جَوْهَر أرضي بَارِد وجوهر مائي فاتر. فَأَما ثَمَرَته فَإِنَّهَا مَتى كَانَت نضجة كَانَ الْخَلْط الَّذِي فِيهَا حاراً باعتدال وَذَلِكَ أَنه يكون حلواً قَلِيلا ولسبب حلاوته وَقلة قَبضه قد يُؤْكَل ويستلذ. فَأَما إِذا لم تكن الثَّمَرَة نضيجة بعد فَإِن الْأَكْثَر فِيهَا الْجَوْهَر الأرضي وَلذَلِك تكون عفصة وتجفف تجفيفاً شَدِيدا وَكِلَاهُمَا يجففان ويحفظان وَإِن كَانَتَا أَشد تجفيفاً مِنْهُمَا إِذا كَانَتَا رطبتين. وزهرة العليق أَيْضا قوتها هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا الْمَوْجُودَة فِي ثَمَرَته وينفع على ذَلِك الْمِثَال من قُرُوح الأمعاء واستطلاق الْبَطن ولضعف الْمعدة وَالْمعْنَى وَنَفث الدَّم. وَأما أصل العليق فَفِيهِ ألف ز مَعَ قَبضه جَوْهَر لطيف لَيْسَ بِيَسِير فَهُوَ لذَلِك يفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى.) عشر قَالَ د فِي الرَّابِعَة: هِيَ سمانيقس.

وَقَالَ حنين: هُوَ الْعشْر من أكله من النَّاس عرض لَهُ انطلاق الْبَطن. وَمِنْه كثيف مَتى قعد الْإِنْسَان فِي ظله ضره وَرُبمَا قَتله فليحذر. من كتاب السمُوم: لبن الْعشْر حاد جدا يقتل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم فِي يَوْمَيْنِ بِأَن يفت الرئة والكبد وينفع من السعفة مَتى طليت بِهِ جدا. عصفر ماسرجويه: إِنَّه حَار قَابض باعتدال. مَتى سحق وطلي بخل على القوباء أذهبها الْبَتَّةَ. وَمَتى طلي بِعَسَل على القلاع فِي أَفْوَاه الصّبيان أذهبه وأذهب بلة اللِّسَان والفم. قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: أما الْمَأْكُول وَهُوَ البستاني فَإِنَّهُ يسْتَعْمل حَيْثُ يحْتَاج إِلَى تبريد وَقبض لِأَنَّهُ يفعل الْأَمريْنِ جَمِيعًا فِي الدرجَة الثَّانِيَة. فَأَما الكاكنج فَهُوَ أَحْمَر الثَّمَرَة وورقه قوته كقوة سَائِر عِنَب الثَّعْلَب. وَأما ثَمَرَته فَإِنَّهَا تدر الْبَوْل وَلذَلِك قد يخلط فِي أدوية كَثِيرَة تصلح للكبد والمثانة والكلى. وَأما الجالب للنوم مِنْهُ فَمَتَى شرب من لحاء أُصُوله زنة مِثْقَال بشراب جلب النّوم. وَهُوَ فِي سَائِر أَعماله كالأفيون إِلَّا أَنه أَضْعَف مِنْهُ حَتَّى يكون فِي الثَّانِيَة من الْبُرُودَة والأفيون فِي الرَّابِعَة. وبزر هَذَا النَّوْع يدر الْبَوْل وَمَتى شرب مِنْهُ أَكثر من اثْنَتَيْ عشرَة حَبَّة أحدث الْجُنُون. وَأما النَّوْع الرَّابِع فَإِنَّهُ مَتى شرب مِنْهُ أَربع مَثَاقِيل أَو أقل من ذَلِك أورث جنوناً وَلَيْسَ فِيهِ شَيْء من مَنَافِع عِنَب الثَّعْلَب مَتى شرب. فَأَما مَتى ضمد بِهِ فَإِنَّهُ يبريء القروح الساعية وخاصة لحاء أَصله لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً كثيرا كَافِيا فِي أول الثَّانِيَة. ابْن ماسه: الَّذِي يسْتَعْمل مِنْهُ الْأَخْضَر الْوَرق الْأَصْفَر الثَّمَرَة وَهُوَ خَمْسَة أَنْوَاع. مسيح قَالَ: وَهُوَ بَارِد يَابِس فِي آخر الثَّالِثَة أَشد قبضا من كل الْبُقُول يصلح لمن يحْتَاج أَن) يطفيء حرارة نارية. عنبر ابْن ماسه: هُوَ حَار يَابِس مقو للدماغ والحواس وَالْقلب نَافِع للمشايخ والمبرودين. عروق الصباغين قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه يجلو جلاء قَوِيا ويسخن. وعصارة هَذِه الْعُرُوق تَنْفَع لحدة الْبَصَر ويجلو مَا قُدَّام الحدقة من المَاء وَالْبَيَاض.

وَقد تسْتَعْمل هَذِه الْأُصُول فِي اليرقان الْحَادِث عَن سدد الكبد مَعَ أنيسون وشراب أَبيض. وَمَتى مضغت هَذِه الْأُصُول كَانَت نافعة جدا لوجع الْأَسْنَان. عناب ابْن ماسه: إِنَّه حَار رطب فِي الأولى خاصته قمع حِدة الدَّم الصفراوي ونفع الصَّدْر ألف ز والرئة وَهُوَ رَدِيء للمعدة. ج فِي كتاب الأغذية: إِن غذاءه يسير وهضمه عسير.

باب الغين

3 - (بَاب الْغَيْن) غاريقون قَالَ فِيهِ د: إِنَّه قَابض مسخن صَالح للأمغاس والكيموسات الفجة ووهن العضل خلا مَا فِي أَطْرَافه والسقطة مَتى سقِِي مِنْهُ درخمي نفع من وجع الكبد والربو وعسر الْبَوْل ووجع الكلى وَالرحم الَّذِي يعرض مِنْهُ الاختناق واليرقان وَفَسَاد لون الْجِسْم وَقد يسقى لقرحة الرئة بالطلاء ولورم الطحال بالسكنجبين وَمَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة ابولسات بِالْمَاءِ قطع نفث الدَّم من الصَّدْر والرئة. وَمَتى أَخذ مِنْهُ ثَلَاث ابولسات بسكنجبين كَانَ صَالحا لعرق النسا ووجع المفاصل والصدر ويدر الطمث. وَمَتى شرب قبل دور الحميات أبطل النافض. وَمَتى شرب مِنْهُ درخمي بِمَاء القراطن أسهل الْبَطن. ويسقى مِنْهُ درخمي بشراب ممزوج للأدوية القتالة وَمَتى شرب مِنْهُ ثَلَاث ابولسات نفع نفعا عَظِيما من نهش الْهَوَام. وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ نَافِع من جَمِيع الأوجاع الْعَارِضَة فِي بَاطِن الْجِسْم ويسقى برطوبات على حسب الْعلَّة وَالسّن وَالزَّمَان والمزاج. ج: إِنَّك مَتى ذقته وجدت لَهُ حلاوة فِي أول الْأَمر ثمَّ إِنَّه فِي آخر الْأَمر يحذي اللِّسَان ويجد لَهُ مرَارَة وَبعد أَن يمْضِي لذَلِك وَقت تتبين مِنْهُ حراقة مَعَ شَيْء من قبض يسير وَهُوَ أَيْضا رخو الجرم. وَمن هَذِه الْأَشْيَاء يعلم أَنه مركب من جَوْهَر مائي وجوهر أرضي وَقد لطفته الْحَرَارَة وَأَنه لَيْسَ فِيهِ من المائية شَيْء أصلا وَمن أجل ذَلِك صَارَت قوته محللة مقطعَة للأشياء الغليظة فَهُوَ لذَلِك فتاح للسدد الْحَادِثَة فِي الكبد والكلى ويشفي من اليرقان الْحَادِث عَن سدد الكبد وينفع أَصْحَاب الصرع لهَذِهِ الْقُوَّة أَيْضا وَكَذَلِكَ من النافض الَّذِي يكون بأدوار وَهُوَ الْمُتَوَلد عَن الأخلاط الغليظة اللزجة وَهُوَ نَافِع أَيْضا من نهش الْهَوَام الْبَارِدَة السم مَتى وضع من خَارج على مَوضِع اللسعة كالضماد وَإِذا شرب مِنْهُ أَيْضا الملسوع مِقْدَار مِثْقَال وَاحِد بشراب ممزوج وَهُوَ مَعَ هَذَا دَوَاء يسهل.) بديغورس: خاصته إسهال البلغم الغليظ والسوداء. اريباسيوس: إِنَّه يحلل وَيقطع الأخلاط الغليظة وينقي وَيفتح السدد الَّتِي فِي الأحشاء وَمن أجل ذَلِك صَار نَافِعًا لمن بِهِ اليرقان الْعَارِض من أجل سدد الكبد. وينفع أَيْضا من الصرع والنافض الآخر الَّذِي يكون بأدوار الْمُتَوَلد عَن أخلاط غَلِيظَة لزجة.

بولس: هُوَ فَاش قطاع للغلظ يفتح السدد وخاصة الَّتِي فِي الأحشاء. وَقيل فِي شوشماهي الخوز: إِن الغاريقون يسهل الأخلاط الْمُخْتَلفَة وَلَا سِيمَا الْمرة السَّوْدَاء. وَقَالَ الخوزي: خاصته إسهال البلغم الغليظ والسوداء. وأصبت لَهُم إِجْمَاعًا أَنه يسهل أخلاطاً مُخْتَلفَة وَأكْثر إسهاله للصفراء. من كتاب اليرقان لحنين: الغاريقون يخرج الفضول من العصب والدماغ بِخَاصَّة فِي ذَلِك عَجِيبَة. غراء يَقُول د: إِن الَّذِي يعْمل من جُلُود الْبَقر مَتى ديف بالخل وتلطخ بِهِ جلا القوباء وقشر الْجلد المتقرح الَّذِي لَيْسَ بغائر. وَمَتى أذيب بِالْمَاءِ وتلطخ بِهِ على حرق النَّار لم يَدعه يتنفط. وَمَتى أذيب بِعَسَل أَو خل كَانَ صَالحا للخراجات. وَقد يظنّ أَنه يبسط تشنج الْوَجْه. وَقد يحرق غراء الْجُلُود من الْبَقر وَيغسل وَيسْتَعْمل بدل التوتيا على مَا فِي كتاب الصَّنْعَة. بولس: غراء السّمك لَهُ قُوَّة تغرى وتجفف مُوَافق للمراهم الَّتِي تهَيَّأ للرأس وَالَّتِي تغرى وتلحم وأدوية البرص وَفِي شقَاق الْوَجْه وتمدده. جالينوس: غراء السّمك مَتى ألقِي فِي الأحساء نفع من نفث الدَّم. غبيراء د يَقُول: إِن الَّذِي يجني من شَجَرَة وَهُوَ غض مَتى جفف فِي الشَّمْس أمسك الْبَطن. ودقيق الغبيراء وطبيخها يفْعَلَانِ ذَلِك. ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه أقل قبضا من الزعرور جدا ودقيقه أقل حبسا للبطن من الزعرور. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن مَا قلته فِي التفاح يصلح أَن أقوله هَهُنَا وَهُوَ أقل قبضا من الغبيراء. روفس فِي كتاب التَّدْبِير: الغبيراء أَو الزعرور يقْطَعَانِ الْقَيْء ويعقلان الْبَطن وَلَا يحبسان الْبَوْل. ابْن ماسه: إِنَّه بَارِد فِي وسط الأولى يَابِس فِي آخر الثَّانِيَة يسير الْغذَاء دابغ للمعدة عَاقل للبطن وَسَوِيق الغبيراء عَاقل للبطن جيد للمعدة والمرة الصَّفْرَاء. ابْن ماسويه وَابْن ماسه: هُوَ بَارِد فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة. خاصته قمع حِدة الصَّفْرَاء المنصبة إِلَى الْبَطن والأمعاء. الْإِجْمَاع: هُوَ نَافِع جدا من الصداع. وَهُوَ يقمع البخار الصاعد من الْخمر إِذا تنقل بهَا أَبْطَأَ بالسكر جدا.

غلاصم ابْن ماسويه: إِنَّهَا أسْرع انهضاماً من غَيرهَا. غُبَار الرَّحَى ذَكرْنَاهُ مَعَ الْحِنْطَة. غَار د: ورق الْغَار مسخن ملين فَلذَلِك مَتى جلس فِي طبيخه وَافق أمراض المثانة وَالرحم. والطري من ورقه يقبض قبضا معتدلاً. وَمَتى تضمد بِهِ مسحوقاً نفع من لسع الزنبور والنحل. وَإِذا شرب أرْخى الْمعدة وحرك الْقَيْء. وَأما حبه فَهُوَ أَشد إسخاناً من الْوَرق. وَمَتى عمل مِنْهُ لعوق بِعَسَل أَو بطلاء كَانَ صَالحا لقرحة الرئة وعسر النَّفس الَّذِي يحْتَاج فِيهِ إِلَى الانتصاب والصدر الَّذِي يسيل إِلَيْهِ الفضول. وَيشْرب بِالْخمرِ للسعة الْعَقْرَب. ويقلع البهق. وَإِذا خلط كَسبه بدهن ورد وشراب عَتيق وقطر فِي الْأذن نفع من دويها وألمها وَمن عسر السّمع. وَيَقَع فِي الأذهان ألف ز المحللة للإعياء والمسوحات المسخنة. وقشر أصل الْغَار مَتى شرب مِنْهُ درخمي أَو سَبْعَة قراريط فت الْحَصَى وَقتل الْجَنِين ونفع من كبده عليلة. ولدهن الْغَار قُوَّة مسخنة ملينة مفتحة لأفواه الْعُرُوق محللة للاعياء وتوافق كل وجع من أوجاع الأعصاب والاقشعرار وأوجاع الْأذن والنزلات والصداع. وَإِذا شرب غى شَاربه. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: ورق هَذِه الشَّجَرَة وثمرتها وَهِي حب الْغَار يسخنان ويجففان إسخاناً قَوِيا وتجفيفاً كَذَلِك وخاصة حب الْغَار فَإِنَّهُ فِي ذَلِك أبلغ من الْوَرق. وَأما لحاء هَذِه الشَّجَرَة فَهُوَ أقل حِدة وحراقة وَأَشد مرَارَة وَفِيه شَيْء قَابض فَهُوَ لذَلِك يفت الْحَصَى وينفع من علل الكبد والشربة ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم بشراب ريحاني. ودهن الْغَار أَشد حرارة من دهن الْجَوْز وَأكْثر تحليلاً مِنْهُ. وَزَاد اريباسيوس بعد هَذَا ذكر الزَّيْت.) غاغاطيس حجر خَفِيف تفوح مِنْهُ رَائِحَة القفر يَابِس قحل مَتى تدخن بِهِ صرع من بِهِ صرع وينفش اختناق الْأَرْحَام ويطرد الْهَوَام وَيدخل فِي أدوية النقرس. غيافاليون قَالَ ج: إِنَّه نَبَات مُشْتَقّ من اسْم القطيفة الَّتِي يتغطى بهَا النَّاس وَهُوَ قَابض يشفي من قُرُوح الرئة مَتى شرب بشراب قَابض. غاليون ج فِي السَّادِسَة: هَذَا يجمد اللَّبن وقوته مجففة مَعَ حِدة يسيرَة وزهرته تصلح لانفجار الدَّم. وَقد ظن أَنه يشفي من حرق النَّار وَهُوَ طيب الرّيح. ولونه لون السفرجل.

غوشنة ابْن ماسويه: إِنَّهَا من جنس الكمأة بَارِدَة رطبَة فِي الأولى وَلَيْسَ بردهَا بِقَوي وَفِي طبعه لحمية يسيرَة وَلَيْسَت برديئة الْخَلْط. غافت د يَقُول: إِن ورقه مَتى أنعم دقه وخلط بشحم خِنْزِير عَتيق وَوضع على القروح الْعسرَة الِانْدِمَال أبرأها. وَمَتى شرب هَذَا النَّبَات أَو بزره بِالشرابِ نفع من قرحَة المعي ونهش الْهَوَام. ج فِي السَّادِسَة: قُوَّة هَذَا الدَّوَاء لَطِيفَة قطاعة تجلو من غير حرارة مَعْلُومَة وَلذَلِك صَار يفتح السدد من الكبد وَفِيه مَعَ هَذَا قبض يسير من أَجله صَار يُقَوي الكبد. بديغورس: إِنَّه لطيف ينقي وَلَيْسَت لَهُ حرارة مَعْلُومَة وخاصته النَّفْع من السدد. ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الغافت ينفع من وجع الكبد نفعا بَينا. مسيح: هُوَ جيد للحميات العتيقة واللثة المتقادمة. وَقَالَ ج فِي الترياق: خاصته نفع الكبد جدا. وَفِي شوسماهي الخوز: إِن الغافت لَيْسَ بالشديد الْحَرَارَة وَهُوَ نَافِع من الْحمى الحادة إِذا عتقت. غرب جالينوس فِي السَّادِسَة: ورقه يسْتَعْمل فِي إدمال الْجِرَاحَات الطرية. وَأما زهرته فيستعملها جَمِيع الْأَطِبَّاء فِي أخلاط المراهم المجففة لِأَن قوته قُوَّة مجففة بِلَا بلذع وَفِيه شَيْء من عفوصته وَمن النَّاس ألف ز قوم يتخذون من ورد الغرب عصارة فَيكون مِنْهَا دَوَاء يجفف وَلَا يلذع وينفع من أَشْيَاء كَثِيرَة فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَنْفَع مِمَّا يجفف وَلَا يلذع وخاصة إِذا كَانَ يحْتَاج إِلَى قبض قَلِيل. ولحاء هَذِه الشَّجَرَة أَيْضا قوته كقوة وردهَا وورقها إِلَّا أَنه أيبس مزاجاً مثل جَمِيع أَنْوَاع اللحاء. وَفِي النَّاس قوم يحرقون لحاء الغرب ويستعملون رماده فِي جَمِيع الْعِلَل الَّتِي تحْتَاج إِلَى تجفيف كثير بِمَنْزِلَة الثآليل وخاصة المدورة وَالْبيض الشبيهة برؤس المسامير والثآليل المنكوسة المرتكزة فِي الْجلد فَإِن هَذِه كلهَا يقلعها رماد شجر الغرب مَتى عجن بخل وطلي عَلَيْهَا. وَفِي النَّاس قوم يَعْمِدُونَ إِلَى هَذِه الشَّجَرَة فِي وَقت مَا تورق فيشرطون لحاءها بمشرطة ويجمعون الصمغة الَّتِي تخرج من تِلْكَ الْمَوَاضِع ويستعملونها فِي مداواة جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تقف فِي وَجه الحدقة فتظلم لَهَا الْبَصَر لِأَن هَذِه الصمغة تجلو وتلطف وَيُمكن من أجل ذَلِك أَن تسْتَعْمل فِي أَشْيَاء أخر. اريباسيوس: أما ورقه فيستعمل فِي إلزاق الْجِرَاحَات الَّتِي بدمها وقوته مجففة من غير

لذع مَعَ قبض يسير. ولحاؤها مَتى أحرق كَانَ أَشد تجفيفاً فَلذَلِك يقْلع الثآليل بعد عجنه بخل ثَقِيف. د: إِن هَذِه الشَّجَرَة قابضة وَإِذا شرب وَرقهَا مَعَ فلفل قَلِيل بعد سحقها بشراب نفع من ايلاوس. وَمَتى أَخذ وَحده مِنْهُ الْحَبل. وثمرته مَتى شربت نَفَعت من نفث الدَّم. والقشر أَيْضا يفعل ذَلِك. وَإِذا أحرق القشر وعجن بخل وتضمد بِهِ قلع الثآليل الَّتِي فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وحلل حسوء القروح. وعصارة ورقه وقشره إِذا كَانَ رطبا مَتى سحق وطبخ فِي دهن ورد مَعَ قشر رمانة نفع من وجع الْأذن. وطبيخه يسْتَعْمل فِي الصب على أرجل المنقرسين فينفعهم ذَلِك جدا ويجلو نخالة الرَّأْس. وَقد يسْتَخْرج مِنْهَا رُطُوبَة إِذا قشر قشرها فِي إبان ظُهُور الزهرة مِنْهَا فَإِنَّهَا تُوجد مجتمعة فِيهِ) بديغورس فِي الغرب: خاصته إِخْرَاج العلق من الْحلق وإلحام الْجرْح الطري بدمه. ابْن ماسه: ورق الغرب مَتى شرب أورث العقم وينفع من قذف الدَّم. وَاللَّبن الْخَارِج مِنْهُ يحد الْبَصَر. انْقَضى حرف الْغَيْن

باب الفاء

3 - (بَاب الْفَاء) فو قَالَ فِيهِ د: إِن قُوَّة أَصله مسخنة تدر الْبَوْل مَتى شرب يَابسا. وطبيخه يفعل ذَلِك أَيْضا وينفع من وجع الْجنب ويدر الطمث. ج فِي الثَّامِنَة: إِن فِي أَصله عطرية وَقُوَّة شَبيهَة بِقُوَّة السنبل إِلَّا أَنه دون السنبل الشَّامي وَفعله فِي ذَلِك مثل فعل المنتجوشة. فرفير قد ذَكرْنَاهُ فِي البقلة الحمقاء. فستق قَالَ د: الشَّامي الشبيه بالصنوبر جيد للمعدة نَافِع من نهش الْهَوَام. ج فِي الثَّامِنَة: فِي هَذِه الثَّمَرَة شَيْء كَأَنَّهُ إِلَى المرارة عطري فَهِيَ لذَلِك تفتح السدد ألف ز وتنقي الكبد خَاصَّة وَتَنْفَع من علل الصَّدْر والرئة. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن غذاءه يسير وَيُقَوِّي الكبد وَيفتح منافذ الْغذَاء مِنْهَا وَفِي طعمه ميل قَلِيل إِلَى المرارة وَالْقَبْض العطري. وَقد علمنَا أَن أَشْيَاء كَثِيرَة نَظَائِر هَذَا نافعة للكبد أَيْضا. ارخيجانس: الفستق حَار يَابِس أَشد حرارة من الْجَوْز واللوز. ابْن ماسويه وَابْن ماسه: الفستق حَار لين فِي وسط الثَّانِيَة وَفِيه مرَارَة يسيرَة وعفوصة فَلذَلِك ينفع الكبد من وجع الكبد الْحَادِث من الرُّطُوبَة والغلظ. وَمَتى دق وَشرب بالمطبوخ أَو بالنبيذ الشَّديد نفع من نهش الْهَوَام. وَزعم د: إِنَّه يلين الْبَطن وَلَا يعقله. فيلجوش قد ذَكرْنَاهُ فِي ذكر اللوف. ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء. فسافس حَيَوَان بشبه القراد مَعْرُوف بِهَذَا الِاسْم بِالشَّام يكون فِي الأسرة. د يَقُول: من أَخذ مِنْهَا سَبْعَة عدد أَو جعلت فِي باقلاة وابتلعت قبل أَخذ الْحمى نَفَعت من حمى الرّبع. وَمَتى ابتلعت بِغَيْر باقلى نَفَعت من لسع الثعبان. وَإِذا شمت أنبهت من اختناق الْأَرْحَام. وَمَتى شربت بخل أَو شراب أخرجت العلق من الْحلق. وَمَتى سحقت وَوضعت فِي ثقب الإحليل أبرأت عسر الْبَوْل. ج: إِن قوما ذكرُوا أَن الفسفس مَتى شرب مَعَ خل أخرج العلق الَّذِي يبتلع. وَأما نَحن فنخرج العلق أبدا بِأَكْل الثوم.

فسطارون حشيشة تسمى بِهَذَا الِاسْم. قَالَ بديغورس: خاصتها النَّفْع من الفضول الغليظة والنقرس. فلنجمشك قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار. يَابِس فِي آخر الثَّانِيَة يفتح السدد الْعَارِضَة فِي الدِّمَاغ وينفع من الخفقان الْعَارِض من البلغم والسوداء فِي الْقلب. وَمَتى شم أَو أكل فتح سدد المنخرين. سندهشار: الفرنجمشك يزِيد فِي الْمرة جيد للبواسير. القلهمان: إِنَّه أعدل من المرزنجوش والنمام وَلَيْسَ فِيهِ من اليبس مَا فيهمَا. فلنجة يَقُول الدِّمَشْقِي: إِنَّهَا حارة فِي الثَّانِيَة فِيهَا قُوَّة قابضة وَقُوَّة محللة. الطَّبَرِيّ فِيهِ قُوَّة محللة. ماسرجويه: إِن فِيهَا مَعَ الْحَرَارَة والتحليل شَيْئا من الْقَبْض. ابْن ماسويه: إِنَّهَا حارة يابسة. فروج ذكر مَعَ الديك. ذكر مَعَ الحضض. فأر اتّفق النَّاس على أَنه مَتى شقّ وَوضع على لذع الْعَقْرَب نفع. وَإِذا شوي وَأطْعم الصّبيان جفف اللعاب السَّائِل من أَفْوَاههم. وَقَالَ جالينوس: وَلَا يجب أَن يسْتَعْمل دم فَإِن الْبيُوت تنثر الثآليل إِذْ كَانَ قد يُوجد مَا كَانَ أيسر مِنْهَا. د: زبل الفأر مَتى طلي على دَاء الثَّعْلَب نفع مِنْهُ وَمَتى شرب بالكندر واونومالي فت الْحَصَاة. وَمَتى حمل شيافة أطلق بطن الصَّبِي. وَقَالَ ج فِي الترياق: إِنَّهَا إِذا أحرقت وعجنت بِعَسَل ولطخ بهَا على دَاء الثَّعْلَب أنبت الشّعْر وَقد يفت الْحَصَى الْكَائِن فِي المثانة. وَقَالَ الخوزي: ألف ز مَتى طبخ بِالْمَاءِ وَقعد فِيهِ من بِهِ حصر الْبَوْل نَفعه. فجل د يَقُول: إِنَّه مولد للرياح رَدِيء للمعدة يكثر الجشاء ويدر الْبَوْل ويسخن. وَمَتى أكل بعد الطَّعَام لين الْبَطن وأعان على نُفُوذ الْغذَاء وَمَتى أكل قبل الطَّعَام دفع الطَّعَام وَرَفعه إِلَى أعالي الْمعدة وَلم يذره يسْتَقلّ فَلذَلِك يسهل الْقَيْء وَقد يلطف الْحَواس. وَمَتى أكل مطبوخاً كَانَ صَالحا للسعال المزمن والكيموس الغليظ الْمُتَوَلد من الصَّدْر. وقشره وَحده إِذا اسْتعْمل بسكنجبين كَانَ أَشد تسهيلاً للقيء من الفجل نَفسه وَوَافَقَ المحبونين وَالطحَال مَتى تضمد بِهِ.

وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ عسل قلع القروح الخبيثة والْآثَار الْعَارِضَة تَحت الْعين مَعَ كمدة لون الْموضع وأنفع من نهش الأفعى. وَمَتى خلط بدقيق شيلم أنبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب وجلا البثور اللبنية. وَإِن أكل نفع من الاختناق الْعَارِض من أكل الْفطر الْقَتْل. وبزره مَتى شرب بخل قيأ وأدر الْبَوْل وحلل ورم الطحال وَمَتى طبخ بسكنجبين وتغرغر بِهِ وَهُوَ حَار نفع من الخناق. وَمَتى شرب بشراب نفع من نهشة الأفعى المقرنة. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ قلع قرحَة الغنغرانا قلعاً قَوِيا. والفجل الْبري ملهب مدر للبول. وَقَالَ فِيهِ فِي الثَّامِنَة: إِنَّه يسخن فِي الثَّالِثَة ويجفف فِي الثَّانِيَة. وَأما الْبري فَهُوَ فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا أَكثر وبزر هَذِه البقلة أَيْضا أقوى من جَمِيع مَا فِيهَا وَفِي جَمِيعهَا قُوَّة محللة وَلذَلِك صَار الفجل من أجل هَذِه الْقُوَّة المحللة ينفع من النمش الْكَائِن فِي الْوَجْه وَمن الخضرة فِي أَي مَوضِع كَانَت من الْجِسْم. وَقَالَ فِي الأغذية: قوته ملطفة مسخنة إسخاناً بليغاً لِأَن الْغَالِب عَلَيْهِ الحدة. والمسلوق يغذو أَكثر لِأَنَّهُ يسلخ حرافته إِلَّا أَنه على حَال قَلِيل الْغذَاء. روفس: الفجل نَافِع من البلغم ويهيج الْقَيْء ويضر بِالرَّأْسِ وَالْعين والأسنان والحنك. وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: الفجل جيد للبلغم وَلمن يُرِيد استفراغ مَا فِي بَطْنه رَدِيء للأسنان وَالْعين وَالْحلق. حنين: سَبَب رداءته جوهره المتعفن الَّذِي فِيهِ.) رَجَعَ قَول روفس: وَهُوَ مُفسد للطعام رَدِيء لعلل النِّسَاء كلهَا مُحدث للرياح فِي أعالي الْبَطن. اريباسيوس: إِن الفجل لقُوَّة محللة وَمن أجل ذَلِك يسْتَعْمل فِي الْآثَار فِي الْجِسْم وَسَائِر الْمَوَاضِع الكمدة اللَّوْن فيعظم نَفعه. وَقَالَ: إِن بزر الفجل يحلل الْمدَّة الكائنة تَحت الصفاق الْقَرنِي والْآثَار الدموية الَّتِي فِي الْوَجْه. ابْن ماسويه: هُوَ حَار فِي أول الثَّانِيَة يَابِس فِي أول الثَّانِيَة مدر للبول جلاء للكلى والمثانة. وَإِن أكل بعد الطَّعَام هضمه وخاصة ورقه. ألف ز وَهُوَ حد الْبَصَر. وَمَاء ورقه نَافِع من اليرقان والسدد الْعَارِضَة فِي الكبد وخاصة مَتى شرب مَعَه سكنجبين سكري إِن كَانَت هُنَاكَ رُطُوبَة.

وبزره يفعل ذَلِك أَيْضا وَمَتى طبخ وَأكل نفع من السعال الْمُتَوَلد من الرُّطُوبَة ويلين الطبيعة وينفخ. وَإِن أكل مَعَ السكنجبين غثى. وَمَتى دق بزره مَعَ الكندس وطلي بِهِ البهق الْأسود فِي الْحمام أذهبه. وَمَتى أَكثر من أكله نياً أمغس. وخاصته النَّفْع من اليرقان وورقه يهضم الطَّعَام ولحمه يغثي ويعفن الطَّعَام كُله وَالدَّلِيل على ذَلِك جشاؤه. الْفَارِسِي: بزر الفجل نَافِع لضربان المفاصل والنفخة فِي الْبَطن ويسهل خُرُوج الطَّعَام ويشهيه جيد لوجع المفاصل. قسطس فِي الفلاحة: الفجل نَافِع من وجع الكلى والمثانة والسعال. مَتى أكل مَعَ الْعَسَل نفع من وجع الصَّدْر. ويهيج الباه وَيزِيد فِي اللَّبن وَيمْنَع لذع الْهَوَام مَتى طلي بِهِ الْجِسْم. وبزره نَافِع من السمُوم والهوام بِمَنْزِلَة الترياق. وَمَتى شدخت قِطْعَة فجل وطرحت على عقرب قتلتها. لي خبرني صديق لي أَنه جرب هَذَا وَصَحَّ إِنَّه قطر مَاء ورق الفجل عَلَيْهَا فَرَآهُ أنفذ وَأَنَّهَا انتفخت وانشقت فِي نصف سَاعَة. وينفع من حمى الرّبع والنافض ووجع الْجوف بزره مَعَ الْعَسَل.) وَمَتى لسعت الْعَقْرَب من أكل فجلاً لم يؤذ لسعها كَبِير ضَرَر. ويقلع آثَار الضَّرْب والبرش وينبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب. وَإِن أدمن أكله من تمرط شعره نبن شعره. وبزره إِذا استف أَبْرَأ وجع الكبد لكنه يكثر الْقمل فِي الْجَسَد. وَمَتى شرب من عصير الفجل نقص المَاء من المستسقين. الطَّبَرِيّ: الفجل يحل الغلظ فِي الْجَسَد وينفع بزره من القوباء. وَمَاء ورقه ينفض اليرقان ويفت الْحَصَى. وَقَالَت الخوز: إِن بزره نَافِع من الْقَيْء. لي لَا يُمكن بزر الفجل أَن يسكن الْقَيْء لَكِن قَوْله نَافِع من الْقَيْء إِنَّه يقيء. فاشرا وفاشر سِتِّينَ أما الفاشرا فَقَالَ د: إِن الثَّمَرَة الْحَمْرَاء الشبيهة بالعناقيد يحلق الشّعْر عَن الْجُلُود. وَقُلُوب هَذَا النَّبَات أول مَا يطلع تُؤْكَل فتدر الْبَوْل وتسهل الْبَطن. وَقُوَّة ورقه وثمره وَأَصله حادة حريفة وَلذَلِك مَتى تضمد بهَا مَعَ الْملح نَفَعت من القروح الرَّديئَة.

وَالْأَصْل مَتى خلط بالكرسنة والحلبة جلا ظَاهر الْجِسْم ونقاه وصفاه وأذهب الكلف والثآليل والبثور اللينة والْآثَار السود الْعَارِضَة من اندمال القروح. وَإِذا طبخ بالزيت حَتَّى يتهرى فعل ذَلِك أَيْضا وَقد يذهب بكمنة الدَّم الْعَارِضَة تَحت الْعين. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ شراب سكن الداحس وحلل الأورام الصلبة وفجر الدُّبَيْلَة وَأخرج الْعِظَام إِذا تضمد بِهِ. وَيَقَع فِي المراهم الأكالة للحم. وَيشْرب مِنْهُ سنة كل يَوْم درخمى للصرع والفالج والسدر فيعظم نَفعه ومى شرب مِنْهُ ألف وَإِذا احتملته الْمَرْأَة أخرج الْجَنِين والمشيمة وَمَتى شرب أدر الْبَوْل. وَقد يعْمل مِنْهُ بالعسل لعوق للمختنقين وَفَسَاد النَّفس والسعال ووجع الْجنب وشدخ العضل. وَمَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا كل يَوْم قدر ثَلَاثَة اوبولسات بالخل حلل ورم الطحال. ويضمد بِهِ مَعَ التِّين لورم الطحال فينفع وينقي الرَّحِم إِذا جلس فِي طبيخه وَهَذَا الطبيخ يخرج) الْجَنِين أَيْضا. وعصارته تسهل البلغم. وثمرته صَالِحَة للجرب المتقرح والغير المتقرح مَتى تلطخ بِهِ. وَإِن أخرجت عصارة سَاقه وتحسيت مَعَ حِنْطَة مطبوخة غزرت اللَّبن. ج: فِي السَّادِسَة: إِن أَطْرَافه فِي أول مَا تطلع تُؤْكَل فتنفع الْمعدة بقبضها وفيهَا مَعَ الْقَبْض مرَارَة يسيرَة وحرافة وَلذَلِك تدر الْبَوْل باعتدال. وَأما أصل هَذَا النَّبَات فَإِنَّهُ يجلو ويجفف ويسخن إسخاناً معتدلاً وَمن أجل ذَلِك يذوب الطحال الصلب مَتى شرب وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ التِّين ويشفي الجرب وتقشر الْجلد. وَأما ثَمَرَة هَذَا النَّبَات الَّتِي هِيَ كالعناقيد فيستعملها الدباغون. بولس: وَمن البرص أَيْضا.

وَأما الفاشرستين فَقَالَ فِيهِ د: إِن قلوبه فِي أول طُلُوعهَا تُؤْكَل فتدر الْبَوْل والطمث وتحلل ورم الطحال وتوافق الصرع والفالج. وَأَصله شَبيه بِأَصْل الفاشرا وَيصْلح لما يصلح لَهُ ذَلِك غير أَنه أَضْعَف. وورق هَذَا النَّبَات مَتى تضمد بِهِ مَعَ الشَّرَاب وَافق أعراف الْحمير مَتى تقرحت وَيسْتَعْمل هَكَذَا لالتواء العصب. ج: إِن هَذَا مثل الفاشرا فِي أَفعاله غير أَنه أَضْعَف. اريباسيوس: الفاشرا مَتى أكل ورقه مَعَ أغصانه وَهِي طرية تحرّك الْبَوْل تحريكاً رَقِيقا وَقُوَّة أَصله مجففة جلاءة لَطِيفَة وإسخانه إسخان سَاكن وَلذَلِك صَار يحلل التحجر والصلابة الَّتِي تكون فِي الطحال مَتى شرب وَوضع من خَارج مَعَ تين وَيذْهب الجرب وتقشر الْجلد. وَأما الفاشرستين فَهُوَ مثله إِلَّا أَنه أَضْعَف. فضَّة د: قُوَّة خبثها قُوَّة مولوبدانا وَكَذَلِكَ يَقع فِي المراهم الدكن والخاتمة للقروح وَهُوَ قَابض جدا. ج: خبث الْفضة يدْخل فِي المراهم المجففة. الدِّمَشْقِي: إِنَّه يجفف ويبرد وسحالتها نافعة من الخفقان. الخوز: خبث الْفضة جيد للجرب والحكة. فلفلموية د: خاصته النَّفْع من الأوجاع الْبَارِدَة وخاصة القولنج والنقرس. ماسرجويه: إِنَّه حَار يَابِس ينفع من كل وجع بَارِد خاصته التشنج. ابْن ماسه: إِنَّه نَافِع للقولنج والأرواح الْبَارِدَة. فَاخِتَة ابْن ماسويه: هُوَ عسر الهضم عَاقل للطبيعة. فوسطس ج فِي السَّابِعَة: ألف ز ورق هَذَا النَّبَات مُحَلل وَمَعَهُ رُطُوبَة مائية بِمَنْزِلَة الملوكية. اريباسيوس: إِنَّه يسخن إسخاناً كَافِيا إِلَّا أَن إسخانه دون الفلفل وَإِذا كَانَ طرياً ثمَّ دق مَعَ بزره حل الأورام والْآثَار الَّتِي تكون فِي الْوَجْه والأورام الصلبة. ج فِي اوديقاي وَتَفْسِيره فلفل المائي فِي الثَّامِنَة: إِن هَذَا النَّبَات يسخن إِلَّا أَنه يسخن كإسخان الفلفل وينبت فِي مَوَاضِع رطبَة وَإِذا اسْتعْمل طرياً ضماداً أذهب نمش الْوَجْه وكلفه إِذا كَانَ صلباً وحلله. وَقَالَ: هَذَا يسخن إسخان الفلفل مَتى تضمد بِهِ طرياً أذهب النمش والكلف وَإِن كَانَ قد صلب وَعتق. فالنوس ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا ينفع من أوجاع المثانة لِأَن فِيهِ شَيْئا مُطلقًا مسخناً. فوميون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: النَّاس يستعملون بزر هَذَا النَّبَات فِي مداواة الْبيَاض فِي الْعين وَإِخْرَاج السلاء والحشيشة أَيْضا تفعل ذَلِك فِي مَا يظنّ بهَا. وَهَذَا أَيْضا يدل على أَن فِيهَا قُوَّة تجلو وتجذب. فلفيوس قَالَ اريباسيوس: قوته حارة مرّة وَلَيْسَ تغري ثَمَرَته من الْقَبْض وَلذَلِك يدر بولاً كثيرا مرياً وينفع من سدد الكبد وضعفها ويلين الْبَطن مَتى جفف وسحق ونثر على مَاء الْعَسَل وَشرب وَيُقَوِّي الْمعدة إِذا سحق وَهُوَ يَابِس ونثر على شراب ممزوج. فواملش ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا قَابض وَلذَلِك ينفع من استطلاق الْبَطن وقروح المعي.

فاجرو مجر قَالَ ج فِي السَّابِعَة من قاطاجانس: هَذَا دَوَاء لَيست مَعَه حرافة الْبَتَّةَ وَإِنَّمَا هُوَ دَوَاء قوي التَّحْلِيل والتجفيف. فراطاو غونون ج فِي السَّابِعَة: لثمرته حِدة وحرافة وَصورته شَبيهَة بحب الجاورس. فوفل قَالَ بديغورس: إِنَّه جيد للأورام الحارة الغليظة. ماسرجويه: إِنَّه قوي الْبرد قَابض قوته كقوة الصندل الْأَحْمَر. فربيون قَالَ فِيهِ د: لهَذِهِ الصمغة إِذا اكتحل بهَا قُوَّة جالية للْمَاء فِي الْعين إِلَّا أَن لدغها يَدُوم النَّهَار كُله فَلذَلِك يخلط بالعسل والشياف على قدر حِدته. وَإِذا خلط بِبَعْض الْأَشْرِبَة المعمولة بالأفاويه وَشرب وَافق عرق النسا ويطرح قشور الْعِظَام من يَوْمه. وَيجب أَن يوقي اللَّحْم الَّذِي حول الْعِظَام الْبَتَّةَ: إِمَّا بقيروطي أَو عجين. وَزعم قوم أَنه من نهشه شَيْء من الْهَوَام مَتى شقَّتْ جلدَة رَأسه وَمَا يَليهَا إِلَى أَن يظْهر القحف وَجعل هَذَا الصمغ مسحوقاً فِي جَوف الشق وخيط لم يصبهُ مَكْرُوه. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: قُوَّة هَذَا الدَّوَاء لَطِيفَة محرقة. بديغورس: خاصته النَّفْع من المَاء الْأَصْفَر. ج: فِي الثَّامِنَة من الميامر: إِن الفربيون الحَدِيث أَشد إسخاناً من الحلتيت على أَن الحلتيت أَشد من السمُوم: مَتى فتق فِي الدّهن ألف ز ومرخ بِهِ نفع من من الفالج والخدر جدا وَقتل الأجنة مَتى احْتمل وَيقتل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم ويقرح الْمعدة والمعي. ابْن ماسويه فِي إصْلَاح الْأَدْوِيَة: خاصته إسهال البلغم اللزج الثَّابِت فِي الْوَرِكَيْنِ وَالظّهْر والمعي. الخوز: الفربيون يضم فَم الرَّحِم جدا حَتَّى يمْنَع الأجنة من السُّقُوط إِذا سقِِي أمهاتهم دون الْإِسْقَاط. فرس د: الزَّوَائِد الَّتِي قرب ركب الْخَيل إِذا أحرقت ودقت وشربت أبرأت الصرع فِيمَا يُقَال. بولس: جلد الْمهْر إِن أحرق وطلي بِالْمَاءِ على البثور أبرأها. وَقَالَ د: أنفخة الْفرس خَاصَّة مُوَافقَة للإسهال المزمن وقرحة المعي. قَالَ ج: قد ذكرُوا أَنَّهَا تَنْفَع من قُرُوح المعي والذرب. وَقَالَ د زبل الدَّابَّة يفعل مَا يفعل زبل الْحمار فاقرأه فِي بَاب ج. فاط وَيُقَال فساط قَالَ ابْن ماسويه: دَوَاء يجلب من أَرض التّرْك جيد لشرب الشوكران ولسع الْهَوَام مَتى سقِِي بِالْمَاءِ الْبَارِد.

الخوزي: إِنَّه يدْفع ضَرَر جوز ماثل والسموم والهوام ويسكن الوجع الشَّديد يسقى بِمَاء بَارِد. فيلزهرج بديغورس: خاصته تَقْوِيَة الشّعْر. فقاع قَالَ د: الفقاع الْمُتَّخذ من الشّعير يدر الْبَوْل ويضر الكلى والعصب وحجب الدِّمَاغ ويولد نفخاً وأخلاطاً رَدِيئَة. وَإِذا أنقع فِيهِ العاج سهل عمله. ابْن ماسه: الفقاع الْمُتَّخذ من دَقِيق شعير وسنبل وقرنفل وفلفل وسذاب رَدِيء فِي الْغذَاء رَدِيء للرأس والمتخذ من خبز الْحوَاري ونعنع وكرفس جيد الكيموس جيد للمعدة والمحرورين. لي إِنَّمَا صَار فقاع الْخبز خبْزًا لِأَنَّهُ يتَّخذ من دَقِيق الْحِنْطَة. فسوريقون قَالَ د: هَذَا الدَّوَاء يجفف أَشد تجفيفاً من القلقطار وَهُوَ أبعد من اللذع مِنْهُ. وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَالْأَمْر بَين أَنه ألطف وَهُوَ أبدا يذهب الجرب. فنك ابْن ماسه: فرو الفنك أحر من السنجاب وأبرد من السمور. فاغرة قَالَ ابْن ماسه: يشبه الحمص وَهِي حارة يابسة فِي الثَّالِثَة تدخل فِي الْأَدْوِيَة الْمصلحَة للمعدة. فل دَوَاء هندي يدْخل فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تبرد قوته كقوة البيروح واللفاح. فروماغان فسريق حَبَّة رُومِية تُؤْكَل كالباقلي الرطب جيد جدا للباه. فوفر مَعْرُوف بِهَذَا الِاسْم وَهُوَ رومي. لَهُ أصل طيب شَبيه الْقُوَّة بالسنبل. فراسيون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: كَمَا أَن طعمه مر كَذَلِك فعله مُوَافق لطعمه وَذَلِكَ أَنه فتاح لسدد الكبد وَالطحَال ينقي الصَّدْر والرئة بالنفث ويحدر الطمث وَمَتى وضع من خَارج جلا وحلل وَلذَلِك ألف ز فليوضع من الْحَرَارَة فِي الثَّانِيَة نَحْو آخرهَا وَمن اليبس فِي وسط الثَّالِثَة أَو آخرهَا. وعصارته تسْتَعْمل لتحديد الْبَصَر ولوجع الْأذن المزمن مَتى احْتِيجَ لَهَا إِلَى شَيْء يفتح وينقي ثفل السّمع والأجزاء الَّتِي تَجِيء من عصبَة السّمع من الغشاءين المغشيين للدماغ. اريباسيوس لَيْسَ: إسخانه وتجفيفه بالقويين وَمَتى تضمد بِهِ جلا وَقطع ونقى أَصْحَاب اليرقان بالمنخرين وينفع مَا كَانَ من أوجاع الْأذن قَدِيما لطول الْمدَّة. بولس: الدَّوَاء الْمُسَمّى بالوطي وَهُوَ فراسيون لَهُ قُوَّة منقية حريفة إِذا ضمد بِهِ مَعَ الْملح نفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب.

فلفل قَالَ د: الْأَبْيَض مِنْهُ يَقع فِي الأكحال والترياقات وَالدَّار فلفل صَالح للترياقات والمعجونات. والفلفل الْأسود أَشد حرافة من الْأَبْيَض والأبيض أَضْعَف مِنْهُ. وَقُوَّة الفلفل بِالْجُمْلَةِ مسخنة هاضمة للطعام تدر الْبَوْل جاذبة محللة جالية لظلمة الْبَصَر. وَمَتى جعل مَعَ الدّهن وتمسح بِهِ نفع من النافض ونفع من نهشة الْهَوَام وأدر الْبَوْل وأحدر الْجَنِين. وَقد يظنّ أَنه إِن احْتمل بعد الْجِمَاع أفسد الزَّرْع إفساداً قَوِيا. وَمَتى اسْتعْمل فِي اللعوقات والأشربة وَافق السعال وَسَائِر أوجاع الصَّدْر. وَمَتى تحنك بِهِ مَعَ الْعَسَل وَافق الخناق. وَإِذا شرب مَعَ ورق الْغَار الطري نفع من المغس وَإِذا مضغ مَعَ الزَّبِيب قلع البلغم. وَهُوَ من المسكنة للوجع. وَإِذا وَقع فِي الصباغات فتق الشَّهْوَة وأعان على الهضم. وَهُوَ مُوَافق للأصحاء. وَإِذ خلط بالزفت حل الْخَنَازِير. وَإِذا خلط بالنطرون جلا البهق. وَمَتى خلط بالخل وتضمد بِهِ أَو شرب حلل ورم الطحال.) ج: أصُول الفلفل شَبيهَة بِالْقِسْطِ. وَأما ثَمَرَته فَهِيَ أول طُلُوعهَا دَار فلفل وَلذَلِك صَار الدَّار فلفل أرطب من الفلفل المستحكم. وَالدَّلِيل على رُطُوبَة الدَّار فلفل أَنه يتأكل إِذا أزمن. وَأَنه إِذا ذيق إِنَّمَا يبتديء باللذع بعد قَلِيل وَلَا يلذع من أول ذوقه ثمَّ يبْقى على تلذيعه مُدَّة لَيست باليسيرة. وَأما الفلفل الْأَبْيَض فَهُوَ أَشد حرافة وَأحد من الْأسود وَذَلِكَ أَن الْأسود من أجل أَنه نضيج قد صَار كَأَنَّهُ احْتَرَقَ ويبس احتراقاً ويبساً مفرطاً والنوعان كِلَاهُمَا يسخنان ويجففان إسخاناً وتجفيفاً قَوِيا. اريباسيوس: أما الصِّنْف الطَّوِيل مِنْهُ فَهُوَ الدارفلفل وَهُوَ أول مَا ينْبت من الفلفل وَلذَلِك صَار أَكثر رُطُوبَة. وَأما الْأَبْيَض إِذا استحكم وانْتهى منتهاه صَار فلفلاً فَمن أجل ذَلِك صَار أَكثر حِدة من الفلفل وَأما الفلفل الْأسود فقد جف بِأَكْثَرَ من الْمِقْدَار. والنوعان جَمِيعًا قَوِيا الإسخان والتجفيف. ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس فِي وسط الرَّابِعَة مدر للبول وَمَتى احتملته الْمَرْأَة بعد الْجِمَاع منع الْحَبل ألف ز نَافِع من المغس والرياح الغليظة الْعَارِضَة فِي الْمعدة والمعي قَاطع للبلغم اللزج فِي الصَّدْر والرئة والمعدة وخاصته منع الْحَبل مَتى احْتمل بعد الْجِمَاع ويهضم الطَّعَام.

وَقَالَ: الدَّار فلفل حَار رطب هاضم للطعام طراد للرياح من الْمعدة والأمعاء ضار للمحرورين. ج فِي تَدْبِير الأصحاء: الفلفل الْأَبْيَض أصلح للمعدة وأبلغ مَا يكون نفعا للمعدة الْبَارِدَة. من كتاب الْمسَائِل: الفلفل مَتى أَكثر مِنْهُ أدر الْبَوْل وَمَتى قلل أطلق الْبَطن والسقمونيا بضد ذَلِك. ج فِي تَدْبِير الأصحاء: الفلفل الْأَبْيَض يُقَوي الْمعدة أَكثر من الفلفلين الآخرين. والدارفلفل يحل غلظ الرِّيَاح النافخة وَيدْفَع مَا على فِي الْمعدة إِلَى أَسْفَل الْبَطن ويعين على هضم الطَّعَام. شرك: الفلفل يهزل ويجفف الْمَنِيّ. قَالَ: وَالدَّار فلفل مَعَ حرافته لَهُ رُطُوبَة بهَا يزِيد فِي الباه. حنين من كتاب الترياق: الفلفل ينقي الكبد والبطن والصدر والمعدة وَهُوَ نَافِع من لسع الْهَوَام) وَهُوَ يسخن العصب والعضلات مَا لايبلغه غَيره. ابْن ماسويه: خَاصَّة الفلفل أَنه مَتى احْتمل مِنْهُ فرزجة بعد الْجِمَاع منع الْحَبل وَيقطع الأخلاط الغليظة فِي الكبد والرئة والمعي وينقي ويجلو بِقُوَّة. والأبيض أقوى فعلا من الْأسود وَهُوَ جيد للارتعاش الْحَادِث من الْحمى الدورية. فقلا مينوس وَهُوَ بخور مَرْيَم. قَالَ د: إِنَّه مَتى شرب بِالشرابِ الْمُسَمّى ادرومالي أسهل بلغماً وكيموساً مائياً وأدر الطمث إِذا شرب أَو احْتمل. وَقد زعم بعض النَّاس أَنه مَتى تخطته امْرَأَة حَامِل أسقطت. وَإِذا شدّ فِي الرَّقَبَة أَو الْعَضُد منع الْحَبل. وَقد يشرب بِالشرابِ للأدوية القتالة والسموم وخاصة لسم الأرنب البحري. وَمَتى تضمد بِهِ نفع من سموم الْهَوَام. وَمَتى خلط بشراب أسكر إسكاراً شَدِيدا. وَمَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل بطلاء أَو بِمَاء القراطن ممزوج بِمَاء أَبْرَأ اليرقان. وَيجب إِذا سقِِي من بِهِ اليرقان أَن يضجع فِي بَيت حَار ويغطى بِثِيَاب كَثِيرَة كي يعرق ولون ذَلِك الْعرق يشبه لون الْمرة الصَّفْرَاء. وَقد يخلط مَاؤُهُ بِعَسَل ويسعط بِهِ لتنقية الرَّأْس وَيصير على صوفة وَيحمل فِي المقعدة لإسهال الْبَطن. وَإِذا لطخت بِهِ السُّرَّة والمراق والخاصرة لين الْبَطن وَطرح الْجَنِين. وَإِذا خلط مَاؤُهُ بِعَسَل واكتحل بِهِ وَافق المَاء الْعَارِض فِي الْعين وَضعف الْبَصَر وَيقتل الْجَنِين قتلا قَوِيا. وَمَتى خلط بخل ولطخ على المقعدة الناتئة ردهَا إِلَى دَاخل.

وَأَصله ينقي الْبشرَة وَيذْهب بالبثر وَمَتى خلط بخل أَو بِعَسَل أَو ترك وَحده وَاسْتعْمل أَبْرَأ الْجِرَاحَات قبل أَن تعْتق. وَإِذا تضمد بِهِ حلل ورم الطحال. ونقى الكلف وداء الثَّعْلَب ويوافق النقرس. وطبيخه مَتى صب على الرَّأْس وَافق القروح الْعَارِضَة لَهُ والشقاق الْعَارِض من الْبرد. وَمَتى قور أَصله ألف ز وسخن فِيهِ زَيْت عَتيق على رماد حَار فعل ذَلِك وَرُبمَا جعل مَعَه قَلِيل شمع.) ج فِي بخور مَرْيَم نصا: قُوَّة هَذَا منقية لِأَنَّهُ يجلو وَيقطع وَيفتح ويحلل ويجذب وَالدَّلِيل على ذَلِك أَفعاله الْجُزْئِيَّة فَإِن عصارته تفتح أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي المقعدة وتحلل الخرجات والخنازير وَسَائِر الصلابات. وَمَتى اكتحل بهَا مَعَ الْعَسَل نفع من المَاء فِي الْعين ونقى الدِّمَاغ مَتى استعط بِهِ. وَله من شدَّة الْقُوَّة مَا إِن طلي على مراق الْبَطن أطلقهُ وأفسد الْجَنِين. وَمَتى احْتمل من أَسْفَل كَانَ أقوى الْأَدْوِيَة فِي إِخْرَاج الْجَنِين. وَأَصله أَضْعَف من عصارته إِلَّا أَنه أَيْضا قوي فَهُوَ لذَلِك يدر الطمث مَتى شرب أَو احْتمل. وينفع أَصْحَاب اليرقان لِأَنَّهُ لَيْسَ إِنَّمَا ينقي الكبد وَيفتح سددها فَقَط بل قد ينقص المرار الْمُنْتَشِر فِي جَمِيع الْبدن ويخرجه بالعرق وَلذَلِك يجب بعد شرب الشَّارِب لَهُ أَن يحتال فِي تعريقه وَيجب أَلا يُجَاوز مَا يشرب مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَيشْرب بشراب حُلْو أَو بِمَاء الْعَسَل. وبزره أَيْضا يجلو وَلذَلِك يشفي دَاء الثَّعْلَب والكلف وَجَمِيع النمش وَسَائِر مَا هَذَا سَبيله من الْعِلَل. وَهَذَا الدَّوَاء نَافِع من الطحال إِذا تضمد بِهِ طرياً كَانَ أَو يَابسا. وَفِي النَّاس قوم يَأْخُذُونَ من أَصله إِذا جف فيسقونه أَصْحَاب الربو. اريباسيوس فِي عصارته: إِنَّه يُحَرك الإسهال مَتى احْتمل بصوفة وَقَالَ فِي أَصله مَا قَالَ جالينوس فِي بزره وَزَاد فِيهِ أَنه يذهب بالحصف وَجَمِيع مَا على الْجلد وَمَا أشبهه إِذا ضمد بِهِ رطبا أَو يَابسا. بولس فِي بخور مَرْيَم: إِنَّه مَتى شرب من أَصله خَمْسَة دَرَاهِم بِعَسَل وَمَاء حَار أسهل إسهالاً وَقَالَ فِيهَا ثلثتها: إِن لَهَا قُوَّة منقية تقطع وتفش. وعصارته مَعَ عسل تبريء الغشاوة الَّتِي تكون من رُطُوبَة غَلِيظَة. وشجرة مَرْيَم الَّتِي تسْتَعْمل فِي الْأكلَة مَتى غليت وَشرب مَاؤُهَا نفع من بِهِ يرقان نفعا عَظِيما.

ابْن ماسويه: بخور مَرْيَم يحلل الخراجات والأورام وَمَتى عمل مِنْهُ شياف لين الْبَطن. وَمَتى اكتحل بِهِ مَعَ عسل نفع من جَمِيع الغشاوة وَالْمَاء وَمَتى استعط بِهِ نفع. وَمَتى لطخ على مراق الْبَطن أسهل ونقى الكلف وداء الثَّعْلَب وَسكن الصداع ونفع الطحال وَمن البثور والقروح. ابْن ماسه فِي العرطنيثا: أَصله حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة.) فودنج قَالَ د: إِنَّه مَتى شرب بِالشرابِ الْمُسَمّى اندرومالي أسهل كيموسا مائياً وبلغماً وأدر الطمث شرب أَو احْتمل. وَقد زعم بعض النَّاس أَنه ينفع من شرب ذَوَات السمُوم وَمن نهش الْهَوَام. وَمَتى شرب طبيخها أدر الْبَوْل ونفع من رض لحم العضل وأطرافها وعسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب ألف ز والمغس والهيضة والنافض. وَمَتى أَخذ نياً أَو مطبوخاً فدق وَشرب بالعسل قتل الدُّود فِي الْبَطن. وَإِن أكل وَشرب بعده مَاء الْجُبْن نفع من دَاء الْفِيل. وَيشْرب لذَلِك على حسب مَاء الْجُبْن أَيَّامًا مُتَوَالِيَة. وَمَتى احْتمل ورقه قتل الأجنة وأدر الطمث. وَمَتى دخن بورقه طرد الْهَوَام. وَمَتى افترش أَيْضا فعل ذَلِك. وَمَتى طبخ بشراب وتضمد بِهِ أذهب الْآثَار السود من الْجِسْم وأذهب الدَّم الْمَيِّت الْعَارِض تَحت الْعين. وَقد يتضمد بِهِ لعرق النسا فيحرق الْجلد ويبدل مزاج الْعُضْو. وعصارته مَتى قطرت فِي الْأذن قتلت الدُّود الْمُتَوَلد فِيهَا. وَمَنَافع شراب الفوتنج الْجبلي مثل مَنَافِع الحاشا. وشراب النَّهْرِي نَافِع لعلل الْمعدة وَقلة الشَّهْوَة ويدر الْبَوْل وينفع من اليرقان. ج: فِي السَّادِسَة: هَذَا النَّبَات لما كَانَ فِيهِ حِدة ومرارة صَار يلطف تلطيفاً قَوِيا وَالدَّلِيل على ذَلِك مَتى وضع على الْجِسْم من خَارج حمره وَإِن ترك مُدَّة قرحه. وَمِمَّا يعلم أَنه ملطف إِخْرَاجه للأخلاط الغليظة اللزجة من الصَّدْر والرئة بالنفث وَأَنه يدر الْبَوْل. وَقَالَ: الفوتنج النَّهْرِي طَبِيعَته لَطِيفَة ومزاجه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة وَيعلم ذَلِك من طعمه وأفعاله لِأَن فِي طعمه حرافة وحرارة بَيِّنَة. وَمن جربه حِين يعالج بِهِ الْجِسْم وجده أَنه مَتى وضع على الْبدن من خَارج وَهُوَ مسحوق أسخن فِي أول الْأَمر ولذع وسحج الْجلد ثمَّ إِنَّه فِي آخر الْأَمر يجرح.

وَمَتى شرب وَحده وَهُوَ يَابِس بِمَاء الْعَسَل أسخن إسخاناً بَينا وأدر الْبَوْل والعرق وجفف الْجِسْم وَمن أجل ذَلِك قد اسْتَعْملهُ قوم فِي مداواة النافض الْكَائِن بأدوار ويطبخونه بالزيت) ويدهنون بِهِ الْجِسْم كُله ويدلكونه دلكا شَدِيدا ويستعملونه أَيْضا من دَاخل بِأَن يسقوه على مَا وصفت. وَقوم آخَرُونَ يضعونه على الورك وَإِذا كَانَ بالإنسان وجع عرق النسا فيضمدونه بِهِ على أَنه دَوَاء عَظِيم النَّفْع لِأَنَّهُ يجذب حرارة من عمق الْبدن ويسخن العضل كُله إِلَّا أَنه يحرق الْجلد إحراقاً بَينا ويحدر الطمث إحداراً قَوِيا مَتى شرب أَو احْتمل من أَسْفَل. وَهُوَ أَيْضا من الْأَدْوِيَة النافعة لأَصْحَاب الجذام لَا من طَرِيق أَنه يحلل الأخلاط اللطيفة فَقَط تحليلاً شَدِيدا لَكِن من طَرِيق أَنه مَعَ هَذَا يقطع ويلطف الأخلاط الغليظة تقطيعاً وتلطيفاً شديدين وَهَذِه الأخلاط هِيَ المولدة لهَذَا الوجع. وَكَذَلِكَ من شَأْنه أَن يجلو الْآثَار السود وَيذْهب باللون الْحَائِل من محاجر الْعُيُون وأجود مَا يسْتَعْمل فِي هَذِه الْمَوَاضِع بِأَن يطْبخ بشراب وتضمد بِهِ الْمَوَاضِع وخاصة إِذا كَانَ طرياً. وَأما إِذا كَانَ يَابسا فَإِنَّهُ ألف ز قوي جدا يحرق بسهولة وَسُرْعَة. وَلما كَانَ هَذَا حَاله صَارُوا يستعملونه فِي مداواة نهش الْهَوَام كلهَا كَمَا يسْتَعْمل الكي وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الْأُخَر الَّتِي تسخن. وَلها حِدة وحرافة ولطافة وَهِي تجتذب إِلَيْهَا بِسُرْعَة وسهولة من عمق الْجِسْم الرُّطُوبَة الَّتِي نجدها فِي الْمَوَاضِع. فَأَما المرارة الَّتِي فِي هَذَا الدَّوَاء. فَهِيَ يسيرَة جدا وَلكنهَا تفعل مَا يفعل غَيرهَا من المرارة الْكَثِيرَة الْمَوْجُودَة فِي الْأَشْيَاء الْأُخَر وَذَلِكَ لِأَنَّهَا مَعَ حرارة كَثِيرَة وَمَعَ جَوْهَر لطيف فَصَارَ هَذَا الدَّوَاء من هَذَا الْوَجْه مَتى شرب عصيره أَو احتقن بِهِ قتل الدُّود الصغار والكبار. وعَلى هَذَا الْمِثَال يقتل الدُّود الَّتِي فِي الْأذن وَفِي جِرَاحَة أُخْرَى. وعَلى هَذَا الْمِثَال صَار يخرج الأجنة شرب أَو احْتمل بِقُوَّة قطاعة لمَكَان حرارته ولطافته ومرارته. وَفِيه أَيْضا قُوَّة تجلو لمَكَان مرارته فَقَط. وَهُوَ ينفع من ضيق النَّفس من أجل هَذِه الْخِصَال كلهَا الَّتِي ذَكرنَاهَا وينفع أَصْحَاب اليرقان من أجل مرارته خَاصَّة كَمَا أَن جَمِيع الْأَدْوِيَة الْمرة نافعة والفوتنج الْجبلي أَنْفَع فِي هَذِه الْوُجُوه كلهَا من النَّهْرِي. وَقَالَ فِيهِ فِي الثَّامِنَة حَيْثُ ذكره مُطلقًا: إِن قُوَّة جَمِيع أَنْوَاعه قطاعة ملطفة مجففة مسخنة فِي الثَّالِثَة وَفِي بعض أَنْوَاعهَا شَيْء من الْقَبْض.) مَجْهُول: الفوتنج يقطع خلفة الصّبيان. روفس يقيء بلغماً وَيقطع الباه.

وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: الفوتنج الْجبلي مجفف منهض للشهوة مدر للبول جيد للعين محدر للمرار. والبري مسخن نَافِع للرحم وَمُطلق للبطن إطلاقاً صَالحا. أريباسيوس فِي الْبري: إِنَّه يسخن ويجفف ويلطف بِقُوَّة وَلذَلِك يدْفع الرطوبات الغليظة اللزجة الَّتِي فِي الصَّدْر والرئة بسهولة ويدر الطمث. والنهري قوي الْحَرَارَة واليبس لطيف الْأَجْزَاء. إِذا شرب يَابسا وَحده أَو مَعَ مَاء وَعسل أسخن إسخاناً بَينا وحرك الْعرق وحلل وجفف الْجِسْم وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي علاج النافض الدائرة من دَاخل وخارج. وَأما من خَارج فطبيخه بالزيت يمرخ بِهِ الْجِسْم كُله بدلك قوي. وَأما من دَاخل فبأن يسقى بِمَاء الْعَسَل. وَقد تضمد بِهِ الوركان لمن بِهِ عرق النسا على أَنه دَوَاء قوي يجتذب الرطوبات من عمق الْبدن إِلَى ظَاهره ويسخن العضل كُله وَيحرق الْجلد إحراقاً بَينا ويحدر الطمث إِذا شرب أَو احْتمل إحداراً قَوِيا. وَهُوَ أَيْضا صَالح لأَصْحَاب الجذام. وَلَيْسَ دَوَاء بتة أَجود للرمد من الفوتنج بعد أَن يجفف ويسحق ويكتحل بِهِ. ماسرجويه: الأهلي مِنْهُ البستاني يسكن الْقَيْء. والبري جيد للسع العقارب جدا. والجبلي نَافِع لليرقان وَيقطع الباه الْبَتَّةَ وَيخرج ألف ز حب القرع مَتى شرب. والجبلي أقوى فِي جَمِيع هَذِه الْأَفْعَال من النَّهْرِي. بولس: القرنيثا هُوَ الفوتنج يسخن ويلطف بِقُوَّة يحمر الْمَوَاضِع مَتى تضمد بِهِ ويشفي نفث الرطوبات من الصَّدْر والرئة. وَقَالَ: إِن الفوتنج يجذب من العمق سَرِيعا جدا وَلذَلِك يُحَرك ويفش الْجَسَد كُله ويكف الْبرد الَّذِي يعرض بأدوار إِذا دلك دلكا قَوِيا مَعَ زَيْت أَو شرب وينفع من عرق النسا وينقي رداءة الكيموس الَّتِي يعرض للجلد. ابْن ماسويه: الفوتنج الْجبلي حَار يَابِس فِي آخر الثَّالِثَة مَذْهَب لما يُولد الباقلي من النفخ) والعدس مَتى طبخ مَعَهُمَا نافض للبلغم مقو للمعدة نَافِع للاستسقاء إِذا أكل مَعَ التِّين وَمن السعال الْعَارِض من البلغم. وماؤه صَالح من الحكة المتولدة فِي الْجِسْم مَتى طلي بِهِ فِي الْحمام واليرقان الْمُتَوَلد من الْمرة السَّوْدَاء والصفراء الغليظة طارد للرياح من الْمعدة والبطن. وخاصته إذهاب النفخ الْمُتَوَلد من الباقلي. فانيذ ابْن ماسه: هُوَ حَار رطب فِي الأولى ملين للبطن وَلَا سِيمَا الْأَبْيَض مِنْهُ جيد للسعال إِلَّا أَنه أغْلظ من السكر.

فاوانيا هَذَا كَانَ بإزائه علوفوسندي وَتَفْسِيره فاوانيا. وَفِيه شكّ لِأَنَّهُ لم يذكر أخص الْأَفْعَال بِهِ. د: فِي علوسوفيذي: يسقى من أَصله قدر لوزة للنِّسَاء اللواتي لم يستنظفن فِي وَقت النّفاس فينظفن بأدوار الطمث. وَإِذا شرب بِالشرابِ نفع من وجع الْبَطن واليرقان ووجع الكلى والمثانة. وَإِذا طبخ بِالشرابِ وَشرب عقل الْبَطن. وَمَتى شرب من حَبَّة الْأَحْمَر عشر حبات أَو اثْنَتَا عشرَة حَبَّة بشراب أسود قَابض نفع نزف الدَّم من الرَّحِم. وَمَتى أكل نفع من وجع الْمعدة واللذع فِيهَا. وَإِذا أكله الصّبيان أَو شربوه أذهب ابْتِدَاء الْحَصَى عَنْهُم. وَأما حبه الْأسود فَإِنَّهُ مَتى شرب مِنْهُ خمس عشرَة حَبَّة بِالشرابِ الْمُسَمّى مَاء القراطن أَو بِالشرابِ نَفَعت من اختناق الْأَرْحَام والكابوس. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: أصل هَذَا النَّبَات يقبض قبضا يَسِيرا مَعَ حلاوة فَإِذا مضغ مُدَّة طَوِيلَة ظَهرت لَهُ حِدة وحرافة مَعهَا مرَارَة يسيرَة وَلذَلِك يدر الْبَوْل مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار لوزة وَاحِدَة بِمَاء الْعَسَل. وَيجب أَن يسحق نعما وينخل نخلا رَقِيقا ثمَّ يسقى وَهُوَ مَعَ هَذَا ينقي الكبد وَلذَلِك يحلل ويلطف بِقُوَّة وَيقطع الأخلاط الغليظة. ولهذه الْقُوَّة يقْلع الْآثَار السود من الْوَجْه ويجلو سَائِر الْآثَار الَّتِي تكون فِيهِ وأنفع مَا يكون فِي مثل هَذَا الْموضع إِذا طبخ وَاتخذ ضماداً وخاصة مَتى كَانَ طرياً لَا يَابسا لِأَنَّهُ إِذا جف كَانَ) أَكثر إحراقاً. وعصارته تقتل الْحَيَّات والدود الْمُتَوَلد فِي المعي إِذا احتقن بِهِ وينفع الربو واليرقان: لِأَنَّهُ يجلو وَيفتح سدد الكبد والكليتين ألف ز مَتى كَانَ فيهمَا سدد. وأفعاله هَذِه إِنَّمَا يَفْعَلهَا من طَرِيق مَا فِيهِ من الحدة والمرارة. وَأما من طَرِيق أَن فِيهِ شَيْئا من الْقَبْض فَهُوَ يحبس الْبَطن المنطلق. وَيجب فِي هَذَا الْموضع أَن يطْبخ بِنَوْع من أَنْوَاع الشَّرَاب الحلوة العفض وَيشْرب. وقوته بِالْجُمْلَةِ مجففة جدا وَلذَلِك لَيْسَ يجب أَن يقطع مِنْهُ الرَّجَاء فِي أَنه إِذا علق على الصّبيان الَّذين يصرعون شفاهم فَإِنَّهُ حقيق بِأَن يَثِق النَّاس مِنْهُ ذَلِك إِذْ كَانَ قوي التجفيف. وَإِنِّي لأعرف صَبيا أَقَامَ ثَمَانِيَة أشهر لَا يصرع مُنْذُ وَقت علق عَلَيْهِ هَذَا الأَصْل فَلَمَّا سقط عَنهُ بالتواني صرع من سَاعَته. وَلما علق ثَانِيَة كَانَ من هَذِه الْعلَّة فِي عَافِيَة. فَرَأَيْت بِهَذَا السَّبَب أَن آخذه أَيْضا من عُنُقه لأجربه بذلك. فساعة أَخَذته عاودته الْعلَّة. وَلما رَأينَا ذَلِك عمدنا إِلَى قِطْعَة مِنْهُ أعظم أَو أطرى من تِلْكَ فعلقناها عَلَيْهِ فَلم يزل مُنْذُ ذَلِك الْوَقْت فِي عَافِيَة من الْعلَّة سالما مِنْهَا. وَإِذا كَانَ الْأَمر فِي هَذَا على مَا وَصفنَا فَمن الْمقنع أَن يكون يفعل ذَلِك لأحد

الْأَمريْنِ: إِمَّا لِأَن أَجزَاء من الدَّوَاء تنْحَل بتخالط الْهَوَاء فيستنشقها العليل استنشاقه الْهَوَاء حَتَّى إِذا وصلت إِلَى دَاخل الْجِسْم شفت الْموضع العليل وَإِمَّا لِأَن الْهَوَاء نَفسه يَسْتَحِيل ويتغير بذلك الدَّوَاء وَيقبل قوته فَإِذا وصل إِلَى الْبدن ذَلِك الْهَوَاء بالاستنشاق فعل ذَلِك. وَقد نجد نَظِير هَذَا الحلتيت أَنه على هَذَا الْوَجْه ينفع اللهاة الوارمة. والشونيز المقلو أَيْضا مَتى شدّ فِي خرقَة شداً سليما وَهُوَ حَار وَشمه المزكوم جفف مَا ينحدر من رَأسه إِلَى قَصَبَة الرئة وَإِلَى مَنْخرَيْهِ بالحرارة الَّتِي تصل إِلَى الدِّمَاغ من مداومة استنشاقه. وَكَذَلِكَ أَيْضا تفعل الخيوط الْكَثِيرَة وخاصة إِذا كَانَت من الأرجوان الصاعد من الْبَحْر. وتصنع: إِن أخذت فألقيت فِي عنق أَفْعَى وخنقت بهَا الأفعى ثمَّ أَخذ كل وَاحِد من تِلْكَ الخيوط فلف كَمَا يَدُور على عنق إِنْسَان بِهِ ورم النغانغ أَو غَيره من جَمِيع الأورام الْحَادِثَة فِي الْعُنُق رَأَيْت الْعجب من نَفعه إِيَّاه. فَأَما أصل الفاوانيا فَيجب أَن تعلم أَن مزاجه مزاج لطيف مجفف وَأَنه لَيْسَ يسخن إسخاناً) بَينا لكنه فِي الإسخان معتدل. وَزَاد أريباسيوس: إِنَّه إِذا شرب فِيمَا زعم حرك الطمث وَمنع الْموَاد الَّتِي تنصب إِلَى الْمعدة مَتى شرب بشراب قَابض وَشرب للقبض الَّذِي فِيهِ وتجفيفه قوي. وَلذَلِك أَثِق بِأَنَّهُ ينفع بالتجفيف الْقوي الَّذِي بالصبيان مَتى علق عَلَيْهِم. وقوته لَطِيفَة مجففة وَلَيْسَت حرارته بظاهرة. الْيَهُودِيّ فِي كِتَابه: إِن الفاوانيا مَتى تدخن بِهِ الْمَجْنُون ألف ز والمصروع أَبرَأَهُ. وَإِذا وَإِن علق على الَّذين بهم الكابوس من الْخَلْط الغليظ نفعهم. وَمَتى أخذت ثَمَرَته مَعَ الجلنجبين أَيَّامًا كَثِيرَة نفع نفعا عَظِيما. الخوز: إِنَّه نَافِع من النقرس جدا. فوة الصَّبْغ قَالَ د: يدر الْبَوْل وَلذَلِك إِذا شرب بِمَاء القراطن نفع من اليرقان وعرق النسا والفالج الَّذِي يعرض مِنْهُ ضَرَر الْحس مَعَ الْحَرَكَة ويبول بولاً كثيرا وَرُبمَا بَوْل الدَّم. وَيجب للَّذين يشربونه أَن يستحموا فِي كل يَوْم. إِذا شربت أَغْصَان الفوة مَعَ الْوَرق نَفَعت من نهش الْهَوَام. وثمره مَتى شرب بسكنجبين حلل ورم الطحال. وعروقه وَهِي الفوة إِذا احْتمل أدر الطمث. وأحدر الْجَنِين وَإِذا لطخ بالخل على البهق الْأَبْيَض أَبرَأَهُ. ج: هُوَ عفص مر الطّعْم وَلذَلِك صَار جَمِيع مَا ذَكرْنَاهُ من القوانين أَن هذَيْن الطعمين

مَا يفعلانه هُوَ مَوْجُود فِي هَذَا الدَّوَاء وَلذَلِك أَنه صَار ينقي الكبد وَالطحَال وينفع من سددهما ويدر الْبَوْل الغليظ الْكثير وَرُبمَا بَوْل الدَّم ويدر الطمث ويجلو جلاء معتدلاً. فَهُوَ لذَلِك نَافِع من البهق الْأَبْيَض مَتى طلي عَلَيْهِ بالخل. وَفِي النَّاس قوم يسقونه بِمَاء الْعَسَل لمن عرض لَهُ استرخاء ولأصحاب عرق النسا. بديغورس خاصته تنقية الكبد وَالطحَال وإنزال الْحَيْضَة وَالْبَوْل. وَقَالَ بولس: إِنَّه نَافِع للطحال والكبد منق للكلى حَتَّى أَنه يَبُول بولاً دموياً وينقي ظَاهر) الْجلد. ابْن ماسه: إِن الْقُوَّة مَتى طليت على البهق الْأَبْيَض بخل أَبرَأته الْبَتَّةَ. الخوز: مَتى سقِِي مِنْهَا دِرْهَم مَعَ دِرْهَمَيْنِ من الراوند الصيني أَبْرَأ من السقطة والضربة وَليكن بقدح نَبِيذ نفع. فطر قَالَ د: مِنْهُ قَاتل ويدلك على ذَلِك أَسبَاب كَثِيرَة مِنْهَا أَن يكون قَرِيبا من حَدِيد صديء أَو جُحر بعض الْهَوَام أَو خرق أَو أَشْيَاء أخر عفنة أَو بعض الْأَشْجَار الَّتِي من خاصتها أَن يكون مَا تحتهَا من الْفطر رديئاً وَقد تُوجد على الْفطر الْقِتَال رُطُوبَة لزجة ويعفن سَرِيعا إِذا اجتنى فَأَما الآخر مِنْهُ وَإِن كَانَ غير قَاتل فكثيراً مَا يعرض عَنهُ الهيضات والاختناق وَهُوَ كثير الْغذَاء عسر الهضم. ج فِي السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة: قوته شَدِيدَة الْبرد والرطوبة وَلذَلِك هُوَ قريب من الْأَدْوِيَة القتالة. وَالْقَاتِل مِنْهُ خَاصَّة كل مَا كَانَ يخلط جوهره بِشَيْء من العفونة. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن الْجيد مِنْهُ غير المؤذي بَارِد الْغذَاء من أَكثر مِنْهُ ولد خلطاً رديئاً. وَمِنْه أَنْوَاع رَدِيئَة قتالة. وَقد رَأَيْت رجلا أَصَابَهُ مِنْهُ ضيق نفس وَغشيَ وعرق بَارِد وتخلص مِنْهُ بعد جهد بالأشياء الْمُقطعَة وسكنجبين بفوتنج قد طبخ فِيهِ وَنَثَرت ألف ز عَلَيْهِ رغوة البورق فنقى ذَلِك الْفطر الَّذِي كَانَ قد اسْتَحَالَ فِي معدته إِلَى خلط غليظ بَارِد.

وَقَالَ فِي كتاب الكيموس: إِن لَهُ كيموساً بَارِدًا لزجاً غليظاً. بولس: الْفطر الْقَاتِل فِيهِ عفونية. ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد رطب فِي آخر الثَّالِثَة يُولد خلطاً غليظاً لزجاً أَكثر مِمَّا تولد الكمأة وَيُورث الذبْحَة والسدد والخدر. وَمَا اجتنى مِنْهُ تَحت الزَّيْتُون والمواضع القذرة رَدِيء. والأصلح أَن يسلق وَيجْعَل مَعَه الكمثرى الرطب واليابس والحبق الْجبلي لتقل غائلته وَيشْرب ج فِي كتاب الكيموسين: الْفطر لَهُ كيموس غليظ بَارِد لزج وَالنَّوْع الْمُسَمّى القلاع لم يبلغنَا أَن أحدا مَاتَ من أكله لَكِن قد أصَاب قوما مِنْهُ الهيضة لما لم ينهضم. وَهُوَ أسلم من سَائِر) الْفطر. وَأما سَائِر الْفطر فقد مَاتَ مِنْهُ قوم كثير وشارفوا الْمَوْت من شدَّة الهيضة الَّتِي أخذتهم والاختناق. وَقَالَ فِي مَكَان آخر من هَذَا الْكتاب: إِن لَهُ كيموساً بَارِدًا غليظاً لزجاً وَأعرف قوما أكلُوا من نوع مِنْهُ وماتوا من ساعتهم. قَالَ: الْفطر الَّذِي يجِف أقل رداءة لِأَن الْفطر النيء الَّذِي يعفن قبل أَن يجِف. لي هَذَا كُله أَوْمَأ إِلَى أَن الْفطر الْقَاتِل لَا يجِف. الخوز: الْإِكْثَار من الْفطر يُورث عسر الْبَوْل. انْقَضى حرف الْفَاء

باب القاف

3 - (بَاب الْقَاف) قردمانا د: صمغه حريف مَعَ شَيْء من مرَارَة وقوته مسخنة. مَتى شرب بِالْمَاءِ نفع من الصرع وَمن السعال وعرق النسا والفالج الَّذِي من استرخاء وَالَّذِي من رض العضل وَيخرج حب القرع. وَمَتى شرب بِخَمْر نفع من وجع الكلى وعسر الْبَوْل ولسع الْعَقْرَب وَبِالْجُمْلَةِ ينفع من لسع ذَوَات السمُوم. وَمَتى شرب مِنْهُ درخمي مَعَ قشر أصل الْغَار فت الْحَصَى. وَمَتى تدخن بِهِ الْحَوَامِل أسقطن الأجنة. وَمَتى لطخ بِهِ الجرب بخل قلعه. ج فِي السَّابِعَة: إِنَّه يسخن إسخاناً شَدِيدا إِلَّا أَنه دون الْحَرْف فِي الإسخان لَكِن بِحَسب طيب رَائِحَته ولذته ينقص عَن الْحَرْف فِي الْحَرَارَة إِلَّا أَن هَذَا أَيْضا مَتى وضع على ظَاهر الْبدن أنكأه حَتَّى يجرحه. وَفِيه أَيْضا مرَارَة يسيرَة من أجلهَا يقتل الدُّود ويجلو ويقلع الجرب قلعاً قَوِيا مَتى طلي عَلَيْهِ بخل. بديغورس: خاصته الإذابة والتحليل والنفع من الجرب وتقوية الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة. أريباسيوس: يبلغ من حرارته أَن يحرق الْجلد مَتى تضمد بِهِ وَيقتل الدُّود ويجلو الجرب جدا مَتى طلي مَعَه خل. قضم قُرَيْش قد ذَكرْنَاهُ مَعَ التنوب. قُرَّة الْعين ذَكرْنَاهُ فِي بَاب السِّين وَهُوَ سنّ. قسط د يَقُول: قوته مسخنة ألف ز مَدَرَة للبول تلذع اللِّسَان وتجذبه وتدر الطمث نَافِع من وجع الْأَرْحَام مَتى عمل مِنْهُ فرزجة أَو جلس فِي طبيخه. وَإِذا شرب نفع من نهش الأفعى. وَمَتى شرب بِخَمْر وأفسنتين نفع من أوجاع وشدخ العضل والنفخ. ويحرك شَهْوَة الْجِمَاع مَتى شرب بِخَمْر وَعسل. وَيخرج حب القرع مَتى شرب بِالْمَاءِ. وَيعْمل مِنْهُ لطوخ بالزيت للنافض قبل آخرهَا وللفالج الَّذِي مَعَه استرخاء وينقي الكلف مَتى لطخ عَلَيْهِ بِمَاء وَعسل. ج فِي السَّابِعَة: فِي الْقسْط كَيْفيَّة مرّة كَثِيرَة جدا وَكَيْفِيَّة حريفة وحرارة كَثِيرَة جدا وَكَيْفِيَّة مجففة وبحرارته يقرح وَلذَلِك يدلك بِهِ الْجِسْم من النافض بأدوار قبل وَقت النّوبَة وَيسْتَعْمل فِي أبدان المفلوجين وَأَصْحَاب ليثرغس وَبِالْجُمْلَةِ مَتى احْتِيجَ إِلَى إسخان عُضْو مَا.

ويجتذب من عمق الْبدن إِلَى ظَاهره خلطاً مَا وَلذَلِك صَار الْقسْط يدر الْبَوْل والطمث وينفع من الهتك وَالْفَسْخ الْحَادِث فِي العضل ووجع الجنبين ولمرارته يقيل حب القرع ويبريء الكلف مَتى طلي عَلَيْهِ بِالْمَاءِ وَالْعَسَل. وَفِي مزاج الْقسْط مَعَ مَا وَصفنَا رُطُوبَة نافخة من أجلهَا يعين على الْجِمَاع مَتى شرب بِالشرابِ. أريباسيوس: إِنَّه يقتل الْحَيَّات ويجلو الكلف إِذا طلي عَلَيْهِ بِمَاء وَعسل ويحرك الباه مَتى أَخذ مَعَ عسل. وَقَالَ بولس: الْكَيْفِيَّة الْمرة فِي الْقسْط قَليلَة بِالْإِضَافَة إِلَى الْكَيْفِيَّة الحارة والحريفة وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي إسخان الْأَعْضَاء والجذب من عمق الْجِسْم إِلَى ظَاهره ويدر الْبَوْل والطمث وَيقتل الدُّود ويحرك الباه لنفخة فِيهِ وَيصْلح للفالج وعرق النسا وللبرد بأدوار إِذا دلك بِهِ الْجَسَد مَعَ دهن.) القلهمان: دهن الْقسْط جيد لاسترخاء العصب ولعرق النسا وَمَتى تدخن فِي قمع بِالْقِسْطِ أسقط الْوَلَد وأدر دم الْحيض. قاقيا هُوَ مَذْكُور فِي حرف الْألف. قب ذكر فِي بَاب د. قيموليا مَذْكُور فِي الأطيان. قصب الذريرة قَالَ فِيهِ د: إِن فِي طبعها قبضا يَسِيرا مَعَ شَيْء من الحرافة مَتى شرب أدر الْبَوْل وَلذَلِك مَتى طبخ مَعَ الثيل أَو بزر الكرفس وَشرب وَافق من بِهِ حبن وَمن بكلاه عِلّة وَالَّذين بهم تقطير الْبَوْل وشدخ العضل. وَإِذا شرب أَو احْتمل أدر الطمث. وَأَبْرَأ من السعال مَتى تدخن بِهِ وَحده أَو مَعَ صمغ البطم واجتذب دخانه بأنبوبة إِلَى الْفَم ونفع من أوجاع الْأَرْحَام إِذا جلس فِي طبيخه. وَأما الْقصب الْمَعْرُوف فَإِن أَصله مَتى تضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ السرخس جذب من اللَّحْم أزجة النشاب وشظايا الْخشب والقصب والسلاء وأشبهها وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ سكن وجع انفتال العصب ووجع الصلب. وَإِذا دق ورقه طرياً وَوضع على الْحمرَة والأورام الحارة أبرأها. وقشره إِذا أحرق ألف ز وتضمد بِهِ مَعَ خل أَبْرَأ دَاء الثَّعْلَب. وزهر الْقصب مَتى وضع فِي الْأذن أحدث صمماً. ج فِي السَّابِعَة فِي قصب الذريرة: إِن فِيهِ قبضا يَسِيرا وَفِيه شَيْئا من حِدة وحرافة كَثِيرَة جدا. وَأما أَكثر جوهره فَمن طبيعة أرضية وطبيعة هوائية متمازجين تمازجاً حسنا على توَسط

من) الْحَرَارَة والبرودة فَهُوَ لذَلِك يدر الْبَوْل إدراراً يَسِيرا. ويخلط فِي أضمدة الْمعدة والكبد وَذَات الرَّحِم بِسَبَب أورام تحدث فِيهَا أَو بِسَبَب إدرار الطمث. وَإِذا خلط فِي هَذِه الْأَدْوِيَة نفع نفعا كثيرا جدا. وَإِذا الْأَمر فِيهِ على هَذَا فليوضع فِي الثَّانِيَة من التجفيف والإسخان وَكَانَ تجفيفه أَشد من إسخانه وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء لطيف كَمَا فِي الأفاويه الْأُخَر إِلَّا أَن الشَّيْء اللَّطِيف مَوْجُود فِي كثير من الْأَشْيَاء الطّيبَة الرّيح بِمِقْدَار كثير. وَأما فِي قصب الذريرة فَلَيْسَ هُوَ بِكَثِير. وَقَالَ فِيهَا: أما الْقصب الْفَارِسِي فقد ذكر قوم أَنه مَتى خلط مَعَ بصل الزير اجتذب من عمق الْبدن السلاء والأبر وَغير ذَلِك لِأَن فِيهِ قُوَّة جاذبة. وَلَكِن لم يجذب ذَلِك مِنْهُ. وَأما بِحَسب مَا يُمكن أَن يسْتَدلّ عَلَيْهِ بالحدس من مذاقته فَفِيهِ جلاء يسير عَار من الحدة والحرافة. وَأما ورق الْقصب مَا دَامَ طرياً فَهُوَ يبرد تبريداً كَافِيا وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء من قُوَّة الْجلاء. وَأما قشور الْقصب مَتى أحرقت فقوتها لَطِيفَة غَايَة فِي اللطافة محللة وفيهَا أَيْضا شَيْء يجلو وإسخانها أَكثر من تجفيفها. والقطن الَّذِي فِي أَطْرَاف عقد الْقصب يجب أَن يحذر لِأَنَّهُ مَتى دخل فِي الْأذن لحج فِيهَا وَتعلق بهَا جدا فأضر بِالسَّمْعِ حَتَّى أَنه مرَارًا كَثِيرَة يجذب صمماً. بديغورس فِي الْقصب النبطي: خاصته إِخْرَاج الشوك وَالْحَدِيد من الْجَسَد. أريباسيوس فِي الْقصب المالوف: إِنَّه يجلو جلاء لَيْسَ بالكثير من غير حِدة. وَأما ورقه الطري فَإِنَّهُ يبرد تبريداً يَسِيرا وَفِيه أَيْضا شَيْء من جلاء. وَقُوَّة قشوره مَتى أحرقت فَإِنَّهَا تصير لَطِيفَة محللة وَيُوجد فِيهَا أَيْضا جلاء مَا وَهُوَ قوي التجفيف والإسخان. الدِّمَشْقِي: إِنَّه نَافِع للسحج الَّذِي فِي ظَاهر الْجَسَد وَيدخل فِي المراهم. ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة. مسيح: هُوَ نَافِع للمعدة والكبد والأرحام. الخوز: إِن قصب الذريرة يحلل الأورام ويسخن ويلطف. قرطاس ذكر مَعَ البردي. قرطم د: إِنَّه مَتى دق وخلط بِمَاء الْعَسَل وطبخ مَعَ بعض الأمراق الَّتِي فِيهَا الطُّيُور أسهل الْبَطن وَهُوَ رَدِيء للمعدة. وَمَتى اتخذ مِنْهُ بعد أَن يقشر قدر قسط وَمن اللوز ثَلَاث قوانوسات وأنيسون درخمي وَمن النطرون مثله وَمن دَاخل التِّين الْيَابِس مَا يخرج من ثَلَاثِينَ تينة وَعمل ذَلِك ناطفاً والقرطم يجمد اللَّبن ويسهل مَاء اللَّبن الَّذِي يَجْعَل فِيهِ.

وَقُوَّة بزر القرطم مثل قُوَّة زهر الانجرة غير أَنه أَضْعَف. وَأما القرطم الْبري فَإِنَّهُ مَتى سحق ورقه أَو حبه وَشرب بفلفل وشراب نفع من لسع الْعَقْرَب. وَقد زعم بعض النَّاس أَنه مَتى أمْسكهُ الملسوع لم يجد وجعاً فَإِن طَرحه عَاد الوجع. وَيسْتَعْمل ناطفه هَكَذَا يخلط بلوز مقشور ونطرون وأنيسون وَعسل مطبوخ فَيجْعَل ناطفاً وَيُؤْخَذ مِنْهُ كالجوزة قبل الْغَدَاء وجوزة بعد الْعشَاء أَو قبله. ج فِي السَّادِسَة: إِن قوته مسخنة باعتدال. قَوْله هَذَا فِي القرطم الْبري. ودهن القرطم البستاني يُطلق الْبَطن. ودهن الأنجرة أكد إطلاقاً مِنْهُ. قَالَ وَفِيه فِي السَّابِعَة: وَالَّذِي يسْتَعْمل مِنْهُ بزره فَقَط يسهل بِهِ الْبَطن. وَهُوَ فِي الدرجَة الثَّانِيَة من الإسخان مَتى اسْتعْمل من خَارج. بولس: مَتى تضمد بِهِ أسخن فِي الثَّالِثَة. الدِّمَشْقِي فِي المربق: إِنَّه حَار فِي الأولى ملطف جلاء. وَقَالَ: القرطم يحلل اللَّبن الجامد ويجمد الذائب. ماسرجويه: فِيهِ حرافة ويلين الْبَطن وَيدْفَع الرِّيَاح وَيزِيد فِي الْمَنِيّ. ابْن ماسه: إِنَّه حَار فِي الثَّالِثَة رطب فِي الأولى وَهُوَ مسهل للكيموسات المحرقة الغليظة. رَدِيء للمعدة. قرفة ذكره فِي الدارصيني. قيصوم قَالَ فِيهِ د: إِنَّه مَتى شرب مسحوقاً أَو طبيخه نفع من عسر النَّفس الانتصابي وخضد لحم العضل وأطرافه وعرق النسا وعسر الْبَوْل واحتباس الطمث. وَمَتى شرب بشراب نفع من السمُوم القتالة. ويهيأ مِنْهُ مَعَ الزَّيْت مسوح للنافض. وَمَتى افترش أَو تدخن بِهِ طرد الْهَوَام. وَإِذا شرب بشراب نفع من نهشها وخاصة سم الرتيلا وَالْعَقْرَب. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ سفرجل مطبوخ أَو خبز نفع أورام الْعين الحارة. وَمَتى طبخ مسحوقاً مَعَ وَقُوَّة دهنه مسخنة تصلح لانضمام الرَّحِم ولصلابته ويدر الطمث وَيخرج المشيمة. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن قوته حارة يابسة. وقفنا مِنْهُ على مزاجه بطعمه وَذَلِكَ لِأَنَّهُ فِي غَايَة المرارة وَهَذَا الطّعْم إِذا كَانَ على هَذِه الْحَال فجوهره جَوْهَر أرضي لكنه جَوْهَر قد لطفته الْحَرَارَة الْكَثِيرَة تلطيفاً لَيْسَ بِيَسِير حَتَّى صَار يسخن ويجفف إسخاناً وتجفيفاً عَظِيما. وَقد وقفنا على مزاجه أَيْضا من أَفعاله الْجُزْئِيَّة وَذَلِكَ أَنَّك إِن أخذت أَطْرَافه وزهرته وهما المستعملان لِأَن سَائِر عوده إِنَّمَا هُوَ خشب لَا ينْتَفع بِهِ فَنثرَتْ مِنْهَا بعد السحق على جِرَاحَة

بَقِيَّة لذعها على الْمَكَان وأهاجها حَتَّى تنفر مِنْهُ. وَإِن أنقعت مِنْهُ شَيْئا فِي الزَّيْت وصببته على الرَّأْس أَو الْمعدة وجدته يسخن إسخاناً بَينا ألف ز وَكَذَلِكَ إِن دلكت بِهِ أبدان أَصْحَاب النافض الكائنة بأدوار قبل الْوَقْت خف النافض حَتَّى لَا يقشعر صَاحبهَا إِلَّا يَسِيرا جدا مَعَ أَنه سَاعَة يَقع على الْجَسَد لَا تفوت الْحس حرارته. وَمَا يَفْعَله من قَتله الديدان من أجل مرارته وَهُوَ شَيْء تعلم مِنْهُ إِن كنت ذَاكِرًا لما قيل فِي الطّعْم المر: إِنَّه دَوَاء يقطع ويحلل. ويمكنك أَن تقيس عَلَيْهِ بِأَنَّهُ فِي هَذِه الْأَفْعَال أَكثر وأبلغ من الأفسنتين بِأَنَّهُ يسير الْقَبْض والأفسنتين فِيهِ من الْقَبْض مِقْدَار لَيْسَ بِيَسِير وَمن أَنه لَا يضر الْمعدة كمضرة الشيح والأفسنتين نَافِع لَهَا.) وَقد بَينا قبل فِيمَا تقدم من القوانين: إِن كل عصارة مرّة الطّعْم فَهِيَ ضارة لفم الْمعدة جدا إِذا كَانَ هَذَا الطّعْم فِيهَا مُفردا. وَأما الَّتِي فِيهَا عفوصة وَقبض أَو تكون فِي الْجُمْلَة قابضة فَهِيَ نافعة لفم الْمعدة. فَإِذا اخْتَلَط هَذَانِ الطعمان كَانَ الْأَغْلَب مِنْهَا أظهر فعلا. قَالَ: وَمَتى اخْتَلَط القيصوم مَعَ السفرجل الْمَطْبُوخ أَو مَعَ الْخبز وَعمل مِنْهُ ضماد شفى أورام الْعين وحلل الخراجات إِذا سحق وطبخ مَعَ دَقِيق شعير. وَلَيْسَ القيصوم هُوَ الشيح. وَأما القيصوم المحرق فَإِن قوته حارة يابسة أَكثر من القرع المجفف المحرق وَأكْثر أَيْضا من أصُول الشبث المحرقة ويستدل على ذَلِك أَن هَذِه تصلح للقروح الرّطبَة الَّتِي فِيهَا صلابة مَتى كَانَت خلوا من الورم وَلذَلِك ظن بهَا جَمِيع النَّاس أَنَّهَا نافعة للقروح الْحَادِثَة فِي القلفة. وَأما رماد القيصوم فَإِنَّهُ يلذع جَمِيع القروح لذعاً كثيرا وَمن أجل ذَلِك هُوَ نَافِع من دَاء الثَّعْلَب مَتى طلي عَلَيْهِ بِبَعْض الأدهان اللطيفة كدهن الخروع أَو الفجل أَو الزَّيْت وَيفْعل فعلا لَيْسَ بِدُونِ فعله مَعَ هَذِه إِذا أنقع فِي الدّهن الْمُتَّخذ من الْإِذْخر بالزيت وَذَلِكَ أَنه يُوسع مسام الْجَسَد لِأَنَّهُ لطيف مسخن لذاع. هُوَ فوتنج جبلي. قلليط يذكر مَعَ الكرنب. قفر د: إِن قوته مَانِعَة من تورم الْجِرَاحَات ملزقة للشعر الَّذِي فِي الْعين محللة مَتى احْتمل أَو اشتم أَو تدخن بِهِ كَانَ صَالحا لأوجاع الْأَرْحَام الَّتِي يعرض لَهَا الاختناق ولخروج الرَّحِم. وَإِذا تدخن بِهِ نفع صرع من كَانَ بِهِ صرع مثل مَا يفعل الْحجر الْمُسَمّى غلقاطيس وَهُوَ شَبيه بالزفت.

وَمَتى شرب بالجندباستر وخمر أدر الطمث ونفع من السعال المزمن والربو وعسر النَّفس ونهش الْهَوَام وعرق النسا وأوجاع الْجنب. وَقد يحبب وَيُعْطى مِنْهُ من بِهِ إسهال مزمن. وَإِذا شرب بخل ذوب الدَّم الجامد المتعقد فِي الْجوف. وَإِذا استنشق دخانه أَبْرَأ النزلات. وَمَتى وضع فِي السن الوجعة سكنها. وَأما النفط وَهُوَ صفو القفر ألف ز البابلي فَإِنَّهُ نَافِع للْمَاء فِي الْعين وَالْبَيَاض. إِذا تضمد بالقفر مَعَ دَقِيق الشّعير ونطرون وموم نفع النقرس ووجع المفاصل. وَقَالَ ج فِي الْحَادِيَة عشرَة: الرطب قوته مجففة فِي الثَّالِثَة وَلذَلِك صَار يسْتَعْمل فِي إلزاق الْجِرَاحَات الطرية بدمها وَفِي سَائِر مَا يحْتَاج إِلَى التجفيف مَعَ الإسخان الْيَسِير. بديغورس: القفر الْيَهُودِيّ يحلل. والنفط خاصته التَّحْلِيل والإذابة. الطَّبَرِيّ: النفط حَار مُحَلل نَافِع من الرِّيَاح وَبرد المثانة والأعضاء. ماسرجويه: مَتى شرب من النفط شَيْء قَلِيل حَار نفع من السعال والربو والرياح الَّتِي فِي المثانة من الْبرد ووجع المفاصل الْبَارِدَة وخاصة الْأَبْيَض. الخوزي النفط الْأسود مَتى احْتمل بصوفة نفع من الديدان المتولدة فِي المقعدة وكل مَوضِع فِيهِ ديدان.) ذكر مَعَ الشربين. قير قد ذكر مَعَ التنوب. قاليورس وَهِي شَجَرَة الاميربارس فِي مَا يُقَال. قَالَ د: مت شرب بزره نفع من السعال وفت الْحَصَى الَّتِي فِي المثانة وَصلح لنهش الْهَوَام. وورقها وَأَصلهَا قابضان وَإِذا شرب طبيخها عقل الْبَطن وأدر الْبَوْل ونفع من السمُوم القاتلة ونهش الْهَوَام. وَأَصلهَا مَتى دق وتضمد بِهِ حلل الخراجات فِي ابتدائها والأورام البلغمية. قفعون هُوَ بصل الزير. قطائف ذكرت مَعَ الْحِنْطَة. أما الَّذِي زهره أَبيض فقوته قابضة وَكَذَلِكَ مَتى شرب بشراب قَابض نفع من فِي أمعائه قرحَة إِذا أَخذ مرَّتَيْنِ فِي النَّهَار.

وَإِذا تضمد بِهِ منع الخبيثة من السَّعْي. وَإِذا خلط بموم وزيت عذب أَبْرَأ حرق النَّار. والصنف الَّذِي يكون مِنْهُ هَذَا اللاذن مثل الأول وَقُوَّة اللاذن مسخنة ملينة مفتحة أَفْوَاه الْعُرُوق. وَإِذا خلط بشراب وَمر ودهن الآس أمسك الشّعْر المتساقط وَإِذا لطخ بشراب على آثَار الدماميل واندمال القروح جففها. وَإِذا قطر فِي الْأذن مَعَ الشَّرَاب الْمُسَمّى ادرومالي أَو مَعَ دهن الْورْد أَبْرَأ أوجاعها. ويدخن بِهِ لإِخْرَاج المشيمة وَإِذا احْتمل فِي الْفروج ألان صلابة الرَّحِم. وَيدخل فِي الْأَدْوِيَة المسكنة للأوجاع والضربان والصداع وَغَيرهَا وأدوية السعال والمراهم. وَإِذا) شرب بشراب عَتيق عقل الْبَطن وأدر الْبَوْل. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة فِي نَبَات اللاذن نصا باسمه وَقَالَ: الَّذِي يكون مِنْهُ فِي الْبِلَاد الحارة هُوَ من جنس الَّذِي يكون عندنَا إِلَّا أَنه بِسَبَب الْبَلَد قد اكْتسب حرارة لدنة مَحْضَة فَهُوَ بِهَذَا مَخْصُوص دون الَّذِي عندنَا وَيُخَالف مَا فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة فِي أَنه لَا برودة فِيهِ أصلا وَفِي أَنه مَعَ ذَلِك جلاء فِيهِ شَيْء ألف ز من الْحَرَارَة. وَأما سَائِر مَا فِيهِ من الْأَفْعَال الْأُخَر فَهُوَ فِيهَا على مثل مَا عَلَيْهِ فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة. وَأما اللاذن من هَذَا النَّبَات فحار فِي الثَّانِيَة نَحْو آخرهَا قريب من الثَّالِثَة وَفِيه قبض يسير وَفِي جوهره لطف جدا فَهُوَ من أجل هَذِه الْخِصَال كلهَا يلين تَلْيِينًا معتدلاً ويحلل على ذَلِك الْمِثَال وَالْأَمر فِيهِ مَعْلُوم أَنه ينضج وَلَيْسَ بعجب أَن يكون نَافِعًا من علل الْأَرْحَام إِذْ كَانَ فِيهِ مَعَ هَذِه الْخِصَال الموصوفة قبض يسير فَلذَلِك صَار يُقَوي وينبت الشّعْر الَّذِي ينتثر لِأَنَّهُ يفني جَمِيع مَا فِي أُصُوله من الرُّطُوبَة الرَّديئَة وَيجمع ويشد بِقَبْضِهِ المسام الَّتِي فِيهَا مراكز الشّعْر. فَأَما دَاء الْحَيَّة وداء الثَّعْلَب فَلَيْسَ يُمكن أَن يشفيهما لِأَن هَاتين عِلَّتَانِ تحتاجان إِلَى أدوية تحلل تحليلاً كثيرا بِالْإِضَافَة إِلَى تَحْلِيل اللاذن لِأَن هَذِه أدواء تكون من رطوبات كَثِيرَة غَلِيظَة لزجة وَلَا تقدر عَلَيْهَا إِلَّا الْأَدْوِيَة القطاعة المحللة وَيجب أَن تكون مَعَ تحليلها أَو تقطيعها لَطِيفَة الْجَوْهَر لَا قبض فِيهَا أصلا وَلَا يَنْبَغِي أَن تبلغ لطافتها أَن تجفف وتفنى مَعَ الأخلاط اللزجة المجتمعة هُنَالك الرُّطُوبَة الطبيعية الَّتِي بهَا يَنْمُو الشّعْر ويتزيد فَإِنَّهَا إِن كَانَت كَذَلِك لَيْسَ إِنَّمَا تشفي دَاء الثَّعْلَب بل القروح المبتدئة أَيْضا. بولس فِي حشيش اللاذن: إِنَّه قَابض بَارِد وورقه وأغصانه تجفف على أَنَّهَا تلصق الْجِرَاحَات. الدِّمَشْقِي: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة يفتح السدد وينفع من السعال ويلين الصَّدْر وَيُقَوِّي أصُول الشّعْر وَيذْهب بوجع الْأذن وَيخرج المشيمة ويلين جسو الرَّحِم ويسكن الأوجاع.

ج فِي الرَّابِعَة من قاطاجانس: إِن اللاذن يدمل القروح الْعسرَة الِانْدِمَال. الخوز: اللاذن بَارِد قَابض يمسك الْبَطن. قسامون ذكر فِي بَاب د عِنْد ذكر كسانقون. قراسيا قَالَ د: مَتى اسْتعْمل رطبا لين الْبَطن واليابس يمسك. وصمغ القراسيا إِذا خلط بشراب ممزوج بِمَاء أَبْرَأ السعال المزمن وَحسن اللَّوْن وَأحد الْبَصَر وأنهض الشَّهْوَة. وَإِذا شرب بشراب وَحده نفع من بِهِ حَصَاة. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: فِي ثَمَر هَذِه الشَّجَرَة قبض وَلَيْسَ ذَلِك باستواء بل الْحَال فِيهَا كالحال فِي التفاح وَالرُّمَّان وَمَا كَانَ من هَذِه الثَّمَرَة فِيهَا حلاوة فَهُوَ منحدر عَن الْمعدة بسهولة وينفعها نفعا وَأما الحامض مِنْهَا فنافع للمعدة البلغمية المملوءة فضولاً لِأَن الحامض مِنْهَا يجفف أَكثر مَا هُوَ عفص مِنْهُ وفيهَا مَعَ هَذَا شَيْء قطاع. وَأما صمغ هَذِه الثَّمَرَة فَفِيهِ الْقُوَّة العامية الْمَوْجُودَة فِي جَمِيع الْأَدْوِيَة اللزجة ألف ز الَّتِي لَا لذع مَعهَا فَهُوَ لذَلِك نَافِع من الخشونة الكائنة فِي قَصَبَة الرئة. وَحكى قوم أَنَّهَا مَتى شربت فتت الْحَصَى. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن ثَمَرَة القراسيا تشبه التوت بِمَا فِيهَا من الْقَبْض وَبَعضهَا فِيهَا قبض بَين يشبه قبض العليق وَبَعضهَا أَشد قبضا من العليق. وَيُمكن أَن تعرف جَمِيع أَنْوَاعه فِي مَا تقدم فِي التوت والعليق. وَأما عليق الْكَلْب فَإِنَّهُ أَشد قبضا وغذاؤه يسير. قرنورا ذكر مَعَ الشوك المنتن. قماشير قنفذ بري وبحري. قَالَ ج: أما البحري فَهُوَ جيد للمعدة ملين للبطن ويخلط جلده بأدوية الجرب. وَإِذا أحرق نقى القروح الوسخة وَنقص اللَّحْم الزَّائِد. وَأما الْبري فَإِنَّهُ إِذا أحرق جلده وخلط بزفت رطب ولطخ بِهِ دَاء الثَّعْلَب وَافقه. ولحمه مَتى ملح ثمَّ شرب بسكنجبين نفع من وجع الكلى والحبن اللحمي والفالج وداء الْفِيل وَابْتِدَاء الحبن جملَة وَيقطع سيلان الْموَاد إِلَى الأحشاء. وَإِذا جففت كبده على خرقَة فِي شمس حارة وَسَقَى مِنْهَا عملت عمل اللَّحْم ومرارته تمنع من نَبَات الشّعْر.

قَالَ ج القنفذان كِلَاهُمَا الْبري والبحري مَتى أحرقا جملَة وَصَارَ مِنْهُمَا رَمَادا يجلو ويحلل ويفنى اللَّحْم الزَّائِد. وَقد اسْتَعْملهُ قوم فِي مداواة الْجِرَاحَات الوسخة وَالَّتِي ينْبت فِيهَا لحم فضل. بولس: لحم الْقُنْفُذ مَتى جفف لَهُ قُوَّة ميبسة وَمَتى شرب لَحْمه نفع من الجذام ورداءة المزاج. ابْن ماسويه: لحم الْقُنْفُذ مَانع من النقرس الانتصابي وينفع من الجذام وَمن السل والتشنج ووجع الكلى وَلَا سِيمَا إِذا جفف وَشرب وَمن الاسْتِسْقَاء المتمكن. واللحمي فَإِن كَانَ يفعل ذَلِك فقوته شَدِيدَة التَّحْلِيل والتجفيف. ابْن ماسه: الْقُنْفُذ عَجِيب جدا فِي برْء الْخَنَازِير والغدد العصبية. ورماد النحري أَيْضا يحلل وَينْقص اللَّحْم وَهُوَ صَالح لريح الصّبيان. فَأَما الْقُنْفُذ الْجبلي وَهُوَ الَّذِي يَرْمِي الْإِنْسَان بشوكه مثل النبل فَهُوَ قريب من هذَيْن.) قرع إِذا ضمد بِهِ يافوخ الصَّبِي نَفعه من الورم الْحَادِث فِي دماغه وَكَذَلِكَ ينفع مَتى تضمد بِهِ من الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الْعين والنقرس. وَمَاء قشر القرع مَتى استعط بِهِ وَحده أَو بدهن ورد نفع من وجع الْأَسْنَان. وَمَتى طبخ القرع كَمَا هُوَ وعصر وَشرب مَاؤُهُ بِعَسَل وَشَيْء يسير من النطرون أسهل الْبَطن إسهالاً خَفِيفا. ج فِي السَّابِعَة: مزاجه بَارِد رطب فِي الثَّانِيَة وَلذَلِك عصير جرادته نَافِع من وجع الْأذن الْحَادِث من ورم حَار مَتى اسْتَعْملهُ الْإِنْسَان مَعَ دهن ورد وَكَذَلِكَ أَيْضا دهن القرع مَتى عمل مِنْهُ ضماد أطفأ وَبرد الأورام الحارة ألف ز تطفئة وتبريداً باعتدال. وَإِذا أكل القرع ولد بلة فِي الْمعدة. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن القرع النيء كريه ومضرته للمعدة عَظِيمَة. وَقد رَأَيْت إنْسَانا أقدم على أكله نيئاً فأحس بمعدته ثقلاً وبرداً وأصابه عَلَيْهِ غشى ثمَّ غثي وقييء. وَلَا دَوَاء لهَذِهِ الْأَعْرَاض الَّتِي تعرض مِنْهُ إِلَّا الْقَيْء فَإِذا سلق غذا غذَاء رطبا وَلذَلِك غذاؤه يسير فِي مثل جَمِيع الْأَطْعِمَة الَّتِي تولد خلطاً مائياً رَقِيقا وانحداره عَن الْمعدة سريع لما ذكرنَا من رطوبته وَلما فِيهِ من الملاسة والذلق. وَإِذا انهضم فَلَيْسَ خلطه برديء مَا لم يسْبق إِلَيْهِ الْفساد قبل انهضامه وَالْفساد يعرض لَهُ إِمَّا من الصَّنْعَة وَإِمَّا من خلط رَدِيء فِي الْمعدة وَإِمَّا من أجل إبطائه فِيهَا كَالَّذي يعرض لجَمِيع الْفَوَاكِه الرّطبَة من الْفساد إِذا أَبْطَأت فِي الْمعدة وَلم تسرع الانحدار. وَمَتى أكل وَحده تولد مِنْهُ خلط تفه. فَإِن أكل مَعَ غَيره تولد مِنْهُ خلط طعمه طعم ذَلِك

الشَّيْء الَّذِي مَعَه لِأَنَّهُ يَنْقَلِب ويتشبه بِهِ. فَإِن كَانَ مَعَ خَرْدَل تولد مِنْهُ خلط حريف مَعَ حرارة بَيِّنَة. وَمَتى أكل مَعَ ملح تولد عَنهُ خلط مالح. وَمَتى أكل مَعَ الْأَشْيَاء القابضة قبض. وَقَالَ فِي ذكر التوت: إِن القرع مَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ من أَنه أول الثِّمَار الصيفية كلهَا مضار مَتى لم ينحدر عَن الْمعدة سَرِيعا فسد فَسَاد سوء غَرِيب لَا ينْطق بِهِ. روفس: إِنَّه يبرد ويرطب. والمر فِيهِ جُزْء من الْحَرَارَة من أجل المرارة. والقرع يلين الْبَطن وَلَا يدر الْبَوْل.) وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: إِنَّه مرطب سريع الهضم قَلِيل الْغذَاء قَاطع للعطش. ابْن ماسويه: إِنَّه يغذو غذَاء بلغمياً نَافِع لمن بِهِ حرارة ويبس سريع الاستحالة ضار لأَصْحَاب الْمرة السَّوْدَاء لبرده فَقَط ولأصحاب البلغم بالكيفيتين جيد لأَصْحَاب الصَّفْرَاء مَتى سلق وَاتخذ بعد بِمَاء الحصرم وَمَاء الرُّمَّان وخل الْخمر ودهن اللوز وزيت الانفاق. وَمَتى عمل بالسفرجل ولد خلطاً مَحْمُودًا وأضر بالقولون. وَسَوِيق القرع نَافِع من السعال ووجع الصَّدْر الْعَارِض من الْحَرَارَة قَاطع للعطش نَافِع من الكرب الْحَادِث من الصَّفْرَاء. والقرع المربى يصلح للذة لَا للدواء لِأَنَّهُ لَا برد فِيهِ وَلَا حر فَيعْمل عملا قَوِيا. ج فِي كتاب الكيموسين: القرع عسر الهضم وَهُوَ مَعَ ذَلِك مَتى فسد كَانَ مِنْهُ كيموس رَدِيء فِي الْغَايَة. وَقَالَ ماسرجويه: مَتى طلي بالعجين وشوي نفع مَاؤُهُ من الْحمى الحادة وَمن الْعَطش والسعال ولين الْبَطن باعتدال مَتى سقِِي مَعَ سكر. الخوزي: هُوَ نَافِع لوجع الْحلق. وَقَالَ فِي الطِّبّ الْقَدِيم: إِنَّه جيد للبرسام قَاطع للعطش وينفع من الْحمى الغب. ابْن ماسه: القرع يُولد القولنج الْبَارِد وماؤه جيد للصبيان مَتى وضع على اليافوخ. قثاء ج البستاني مِنْهُ يلين الْبَطن جيد للمعدة ألف ز مبرد لَا يفْسد يُوَافق المثانة وينعش صَاحب الغشى الْحَار مَتى شمه ويدر الْبَوْل إدراراً يَسِيرا. وَإِذا شرب بِلَبن أَو طلاء وَافق المثانة القرحة يَعْنِي بزره. وورقه مَتى تضمد بِهِ أَبْرَأ عضة الْكَلْب. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل أَبْرَأ الشرى البلغمي. وَأما الْبري وَيعرف بقثاء الْحمار فَإِن عصارته مَتى قطرت فِي الْأذن نَفَعت من أوجاعها. وَأَصله مَتى تضمد بِهِ مَعَ سويق الشّعير حلل كل ورم بلغمي عَتيق. وَإِذا وضع على الخراجات مَعَ صمغ البطم فجرها. وَمَتى طبخ بالخل وتضمد بِهِ نفع من النقرس. وطبيخه حقنة من عرق النسا.

ويتمضمض بِهِ لوجع الْأَسْنَان. وَمَتى اسْتعْمل يَابسا مسحوقاً نقى البهق والجرب المتقرح والقوابي والأثر السود الْعَارِضَة من) اندمال القروح. وَمَتى أَخذ من عصارة الأَصْل اوبولوس وَنصف أقل مَا يكون أَو أَخذ من قشره ربع اكسونافن أسهل كل وَاحِد مِنْهُمَا بلغماً وَمرَّة صفراء وخاصة من أبدان الَّذين بهم استسقاء فَإِنَّهُ عَجِيب جدا ينفع من غير إِضْرَار بالمعدة. وَيجب أَن يُؤْخَذ من الأَصْل نصف رَطْل ويسحق مَعَ قسطي شراب وخاصة من الشَّرَاب الْمصْرِيّ وَيُعْطى مِنْهُ المستسقي ثَلَاثَة قوانوسات على الرِّيق فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام إِلَى أَن يضمر الورم جدا. وعصارة قثاء الْحمار فَهِيَ مُوَافقَة للاسهال والشربة التَّامَّة مِنْهُ مِقْدَار اوثولوسين وَأَقل مَا يشرب مِنْهُ مِقْدَار نصف اوبولوس. وَأما الصّبيان فيسقون مِقْدَار اوبولوسين. وَمَتى أعْطوا أَكثر من ذَلِك ضرهم جدا. وَمن هَذِه العصارة تخرج بالإسهال والقيء بلغماً وَمرَّة. والإسهال بهَا نَافِع جدا للَّذين بهم رداءة النَّفس. وَإِن أَحْبَبْت أَن تسهل بهَا فاخلط بهَا ضعفها من الْملح وَمن الإثمد قدر مَا يُغير لَوْنهَا تغييراً صَالحا واعمل مِنْهَا حبا أَمْثَال الكرسنة فاسقه بِالْمَاءِ وليتجرع بعده من المَاء الفاتر قدر قوانوش. وَمَتى أَحْبَبْت الْقَيْء بهَا فأدفها بِالْمَاءِ ثمَّ خُذ مِنْهَا بريشة والطخ الْموضع الَّذِي يَلِي أصل اللِّسَان من دَاخل فَإِن كَانَ الْإِنْسَان عسر الْقَيْء فدفها بالزيت أَو بدهن السوسن وامنع الَّذِي تُرِيدُ قيئه من النّوم. وَيجب أَن يسقى الَّذين يحمل عَلَيْهِم الْقَيْء وَلم يسكن شرابًا مَعَ زَيْت فَإِنَّهُم يهدؤن ويسكن عَنْهُم الْقَيْء فَإِن لم يسكن فليسقوا سويق شعير بِالْمَاءِ الْبَارِد والخل الممزوج وأطعمهم الْفَوَاكِه الغضة وَسَائِر مَا يَسْتَطِيع أَن يشد الْمعدة. وَهَذِه العصارات تدر الطمث وَتقتل الْجَنِين إِذا احتملت. وَمَتى استعط بهَا مَعَ اللَّبن نقت اليرقان وأذهبت الصداع المزمن. وَمَتى تحنك بهَا مَعَ الزَّيْت الْعَتِيق أَو مَعَ الْعَسَل ومرارة الثور نَفَعت مَنْفَعَة قَوِيَّة من الخناق. وَأما أصل القثاء البستاني فَإِنَّهُ مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار اوبولوسين بعد سحقه بادرومالي قيأ. ج فِي الثَّانِيَة من أغذيته فِي القثاء البستاني مَا قد ذَكرْنَاهُ فِي ذكر الْبِطِّيخ. وَقَالَ فِي الثَّامِنَة من أدوية المفردة فِي قثاء الْحمار: ألف ز عصارة قثاء الْحمار تحدر) الطمث وتفسد الأجنة مَتى احتملت كَمَا يفعل جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي لَهَا مرَارَة ولطافة مَعًا وخاصة مَتى كَانَت فِيهَا حرارة مَا مثل مَا فِي عصارة قثاء الْحمار فَإِن هَذِه العصارة مرّة فِي غَايَة المرارة وَهِي حارة حرارة يسيرَة كَأَنَّهَا من الْحَرَارَة فِي الدرجَة الثَّانِيَة وَمَا كَانَ كَذَلِك

فقوته قُوَّة محللة وَلذَلِك قد صَار بعض النَّاس يطلي مِنْهَا على ورم الحنجرة مَعَ الْعَسَل أَو مَعَ الزَّيْت الْعَتِيق. وَهِي أَيْضا نافعة من اليرقان الْأسود مَتى استعط بهَا مَعَ الْخلّ. وَمَتى اسْتعْملت على هَذَا الْوَجْه فِي الصداع الْمَعْرُوف بالبيضة أَبرَأته الْبَتَّةَ. فَهَذِهِ أَفعَال عصارة الْوَرق. وَأما عصارة أصل النَّبَات فَإِنَّهَا أَضْعَف. وَقُوَّة الأَصْل تجلو وتلين وتحلل. وَقَالَ فِي كتاب أغذيته فِي القثاء البستاني: إِنَّه يدر الْبَوْل كَمَا يفعل الْبِطِّيخ إِلَّا أَنه فِي ذَلِك دونه لِأَنَّهُ أقل رُطُوبَة وَلِهَذَا لَيْسَ يسْرع إِلَيْهِ الْفساد فِي الْمعدة كَمَا يسْرع إِلَى الْبِطِّيخ. وَقد يستمرأ بِهِ الْفَرد بعد الْفَرد من النَّاس سَرِيعا من أجل مُوَافَقَته لَهُم على مَا بَينا أَن الشَّيْء الأوفق يستمرأ أَجود. روفس فِي كتاب التَّدْبِير: القثاء البستاني بَارِد رطب مدر للبول. اريباسيوس فِي القثاء البستاني: النضيج مِنْهُ جوهره ألطف وَأما الَّذِي لَيْسَ بنضيج فجوهره أغْلظ. وَفِيه أَيْضا قُوَّة جلاءة مقطعَة وَمن أجل ذَلِك يدر الْبَوْل ويجلو الْأَسْنَان. وَأما القثاء الْبري وَهُوَ قثاء الْحمار فَإِن عصارة ثَمَرَته تدر الطمث وتفسد الأجنة مَتى احتملت بصوفة وَتصْلح لأَصْحَاب اليرقان مَتى استعطوا بهَا مَعَ اللَّبن وعَلى هَذِه الْجِهَة يسْتَعْمل أَعنِي بِاللَّبنِ فَإِنَّهَا تذْهب الصداع الَّذِي يُسمى الْبَيْضَة وَهُوَ الْمُشْتَمل على الرَّأْس كُله. وعصارة أَصله وورقه أَضْعَف مِنْهُ. وَأما أَصله فَإِنَّهُ يجلو ويحلل ويلين. وقشره أَكثر تجفيفاً. بولس: عصارة قثاء الْحمار حارة فِي الثَّالِثَة تدر الطمث وَتقتل الأجنة لشدَّة مرارته مَتى احْتمل مِنْهُ فرزجة. وَمَتى لطخت بِهِ المنخران مَعَ لبن من دَاخل فرغ مِنْهُمَا فضولاً كَثِيرَة. وَمَتى حقن بِهِ من أَسْفَل أفرغ خاماً وَرُبمَا أفرغ دَمًا. ابْن ماسويه فِي القثاء وَالْخيَار: إنَّهُمَا باردان رطبان فِي آخر الثَّالِثَة وأبردهما الْخِيَار وَهُوَ يُولد) بلغماً لزجاً يصير مِنْهُ إِلَى الْعُرُوق خلط نيء يكون مِنْهُ إِذا أَكثر حميات مزمنة. وَلَا يدران الْبَوْل كإدرار الْبِطِّيخ ويفسدان فِي الْمعدة سَرِيعا. وَيجب للمكثر مِنْهُمَا أَن يسْتَعْمل النانخه إِلَّا أَن تكون معدته ملتهبة. وَمن أَصَابَهُ الغشي من حرارة فَإِن شم صَالح لَهُ بِخَاصَّة فِيهِ. مَجْهُول: قثاء الْحمار مَتى احْتمل مِنْهُ قتل الْوَلَد. سلمويه: عصارة قثاء الْحمار فِي الثَّانِيَة: تدر الطمث مَتى احتملت وَتقتل الْوَلَد وتجذب

الرطوبات مَتى استعط بهَا وتسهل بلغماً وخاماً وَرُبمَا أخرجت الدُّود مَتى لطخ بهَا المقعدة. ألف ز. ابْن ماسه: نَحن نَسْتَعْمِلهُ فِي وجع الرَّأْس الْمَعْرُوف بالبيضة يسعط بِهِ فيعظم نَفعه. ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة: إِنَّه يسهل المَاء والبلغم من غير إِضْرَار بالمعدة والشربة مِنْهُ خَمْسَة قراريط وَمن عصارته ثَلَاثَة قراريط. مسيح: الْخِيَار يهيج الغشى رَدِيء للمعدة. قسوس د: أصنافه ثَلَاثَة: أسود وأبيض وأحمر وَجَمِيع أصنافه حريفة قابضة ضارة للعصب. وَمَتى أَخذ من زهره الْأَبْيَض مَا تحمله ثَلَاث أَصَابِع وَشرب بشراب كَانَ صَالحا لقرحة المعي. وَيجب مَتى احْتِيجَ إِلَى شربه أَن يشرب مرَّتَيْنِ فِي النَّهَار. وَمَتى خلط بموم مذاب بِزَيْت وَافق حرق النَّار. ويدر الطمث أَعنِي رؤوسه. والطري من ورقه مَتى سحق وخلط بالخل وطلي أَبْرَأ وجع الطحال. وَمَتى عصر ومرخ بدهن الايرسا وَعسل أَو نطرون فاستعط بِهِ وَافق أوجاع الرَّأْس وَالْأُذن وتقيحها. وَالْأسود مَتى شرب من مَائه وَأكْثر مِنْهُ أَضْعَف الْجِسْم. ويخلط بالدهن. ويسود الشّعْر. وَإِذا قطر مَا يعصر من رؤوسه بعد أَن يسخن فِي قشر رمانه مَعَ دهن ورد فِي الْأذن الْمُخَالفَة للسن الوجعة فيسكن الوجع. وَمَتى طبخ ورقه بشراب وَعمل مِنْهُ ضماد كَانَ مُوَافقا لكثير من القروح الخبيثة الْعَارِضَة من حرق النَّار. وَإِن تبخر مِنْهَا بِوَزْن درخمي بعد الطُّهْر منع الْحَبل. وَمَتى أَخذ قضيب من قضبانه بورقه وغمس فِي خل واحتملته الْمَرْأَة أدر الطمث. ويعين مَتى احْتمل وَحده على إِخْرَاج الْجَنِين. وَمَتى قطر مَاؤُهُ فِي الْأنف نقى النتن والعفونة مَتى عرضا فِيهِ. ودمعته مَتى لطخت بهَا الشُّعُور حلقتها وَقتلت الْقمل. وَمَتى استخرج مَاء الْأُصُول وخلط بخل وَشرب نفع من نهش الرتيلا. بولس ورقه مَتى غلي مَعَ شراب ألصق الْجِرَاحَات وينفع من حرق النَّار وَالطحَال. وصمغه أَشد حرافة فبذلك يقتل الْقمل ويحلق الشّعْر. قنطوريون قَالَ د: أما الْكَبِير مِنْهُ فَمَتَى أعطي من أَصله من بِهِ حمى بِالْمَاءِ نفع

من وَهن العضل ووجع الْجنب والربو والسعال المزمن وَنَفث الدَّم من الصَّدْر والمغس وأوجاع الْأَرْحَام. وَإِذا خلط وَهِي فِي شكل فرزجة وَاحْتمل فِي الرَّحِم أدر الطمث وَأخرج الْجَنِين. وعصارته تفعل ذَلِك. وَمَتى كَانَ رطبا دق وَاسْتعْمل فِي الْجِرَاحَات وَمَتى كَانَ يَابسا أنقع فِي المَاء أَولا ثمَّ دق وَيسْتَعْمل بعد ذَلِك للجراحات لِأَنَّهُ يضمر وَيلْزق. وَقد تخرج عصارته وتستعمل بدل الحضض وَمَتى دق وطبخ مَعَ اللَّحْم جمعه. وَأما الصَّغِير فَإِنَّهُ مر جدا. وَإِذا دق وَهُوَ رطب وتضمد بِهِ ألزق الْجِرَاحَات ونقى القروح المزمنة وأدملها. وَمَتى طبخ وَشرب طبيخه أسهل مرّة ألف ز صفراء وكيموساً غليظاً. ويهيأ من طبيخه حقنة لعرق النسا تسهل وتخفف الوجع. وعصارته مَتى خلطت بالعسل جلت ظلمَة الْبَصَر. وَمَتى احتملت فِي فرزج أدرت الطمث وأخرجت الأجنة. وَمَتى شربت وَافَقت أوجاع الْأَرْحَام والعصب خَاصَّة. ويستخرج عصارة هَذَا النَّبَات بعد أَن ينقع خَمْسَة أَيَّام وتطبخ إِلَى أَن تصير فِي قوام الْعَسَل. ج فِي السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة فِي أصل القنطوريون الْكَبِير: إِن أصل هَذَا النَّبَات فِيهِ مذاقات متضادة فَفِي طعمه حِدة وحرافة وَقبض مَعَ شَيْء من حلاوة يسيرَة. وَأما فعله فَإِنَّهُ يفعل بالحدة والحرافة أَن يدر الطمث وَيخرج الْجَنِين الْمَيِّت وَيفْسد الْحَيّ ويخرجه. وبالقبض يفعل الْأَفْعَال الْبَارِدَة الأرضية وَذَلِكَ أَنه يدمل الْجِرَاحَات وينفع من نفث الدَّم. والشربة مِنْهُ مثقالان مَتى كَانَ الشَّارِب محموماً فبالماء وَمَتى كَانَ غير مَحْمُوم فبالشراب. وينفع بكيفياته كلهَا من الهتك وَالْفَسْخ الْحَادِث فِي العضل وضيق النَّفس والسعال الْعَتِيق وَذَلِكَ لِأَن هَذِه علل لَيْسَ إِنَّمَا يحْتَاج فِيهَا إِلَى إِخْرَاج مَا هُوَ فِي الْأَعْضَاء على غير المجرى الطبيعي فَقَط بل يجب مَعَ ذَلِك أَن تقوى الْأَعْضَاء أَنْفسهَا الَّتِي يسْتَخْرج ذَلِك مِنْهَا. واستفراغ مَا يستفرغ ينْتَفع فِيهِ بالحدة والحرافة إِذا لم تكن مُفْردَة وَحدهَا خَالِصَة لَكِن) يخالطهما شَيْء من الْحَلَاوَة وَإِن لم يكن حلاوة فيخالطها على حَال شَيْء من الْحَرَارَة. وَذَلِكَ لِأَن الحدة والحرافة مَتى كَانَ يخالطها شَيْء من الْجَوَاهِر المعتدلة المزاج لم يكن لَهَا حِينَئِذٍ عنف وَسورَة. وَالشَّيْء الحلو هُوَ معتدل المزاج. وَأما شدَّة الْأَعْضَاء وتقويتها عِنْد الاستفراغ فَيحْتَاج وَينْتَفع فِيهِ بِالْقَبْضِ.

وَهَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي يَفْعَلهَا أصل القنطوريون الْجَلِيل فقد يَفْعَلهَا بِأَعْيَانِهَا عصارته وَمن النَّاس قوم يستعملون عصارة القنطوريون الْجَلِيل مَكَان الحضض. وَأما الدَّقِيق فَإِنَّهُ لَيْسَ ينْتَفع بِأَصْلِهِ. وَأما قضبانه وورقه وزهرته فكثيرة الْمَنَافِع جدا. والمرارة أَكثر فِيهَا من غَيرهَا وفيهَا أَيْضا قبض يسير وَلذَلِك يجفف تجفيفاً لَا لذع مَعَه. وَقد قلت: إِن أَمْثَال هَذِه الْأَدْوِيَة تَنْفَع مَنَافِع كَثِيرَة جدا. وَأَنا مذكرك لذَلِك هَهُنَا على طَرِيق الْمِثَال فَإِن أصلح جَمِيع مَا يَفْعَله هَذَا الدَّوَاء من أَفعاله الْجُزْئِيَّة فَأَقُول: إِنَّه يدمل الْجِرَاحَات الْكِبَار إِذا ضمد بِهِ وَهُوَ طري وَيخْتم أَيْضا الْجِرَاحَات العتيقة الْعسرَة الْخَتْم مَتى تضمد بِهِ. وَمَتى يبس خلط فِي المراهم المدملة والمجففة الَّتِي يُمكن فِيهَا أَن تدمل النواصير والقروح الغائرة وَأَن يلين الأورام الصلبة العتيقة أَيْضا وَأَن يشفي الخراجات الرَّديئَة الخبيثة. وَقد يخلط أَيْضا مَعَ الأضمدة الَّتِي تشفي الْعِلَل الْحَادِثَة عَن الْموَاد المنصبة إِلَى الْأَعْضَاء. وَأفضل هَذِه الْأَدْوِيَة مَا كَانَ يجفف تجفيفاً قَوِيا مَعَ شَيْء من الْقَبْض من غير أَن يكون مَعَه شَيْء من اللذع. وَفِي النَّاس قوم يطبخون القنطوريون وَيَأْخُذُونَ مَاءَهُ ويحقنون ألف ز بِهِ صَاحب عرق النسا فَيخرج خلطاً غليظاً مرارياً إِذْ هُوَ دَوَاء يسهل وَيخرج من الْبدن كهذه الأخلاط وَإِذ أَكثر إسهاله حَتَّى يخرج شَيْئا دموياً كَانَ أعظم لنفعه. وعصارة هَذَا القنطوريون قوتها كهذه الْقُوَّة أَعنِي قُوَّة تجفف وتجلو فَهِيَ لذَلِك تفعل جَمِيع مَا وصفت فعلا جيدا وتكحل بِهِ الْعين مَعَ الْعَسَل ويحدر الأجنة مَتى احْتمل والطمث وَقد يشفي علل العصب لِأَنَّهُ يجفف وَيقبض الأخلاط اللاحجة فِيهَا تجفيفاً ونقصاناً لَا أَذَى مَعَه. وَهُوَ من أفضل الْأَدْوِيَة لسدد الكبد وَالطحَال مَتى تضمد بِهِ خَارِجا وَشرب. اريباسيوس: أما الْكَبِير فأصله حَار حاد قَابض وَمن أجل حِدته يحدر مَا كَانَ من الأجنة) حَيا ولسبب قَبضه يلزق الْجِرَاحَات وينفع من نفث الدَّم. وَمِقْدَار مَا يسقى مِنْهُ مثقالان بِمَاء إِن كَانَ محموماً وَإِن لم يكن محموماً فبالشراب. وينفع الهتك والحرق العارضين فِي العضل وعسر النَّفس والسعال المزمن. والدقيق يجفف تجفيفاً قَوِيا من غير لذع وَيلْزق الْجِرَاحَات الْعِظَام مَتى تضمد بِهِ وَهُوَ طري وَمن النَّاس من يحقن بطبيخ هَذِه الحشيشة أَصْحَاب عرق النسا لِأَنَّهُ يخرج رطوبات مرية. فَإِذا عمل عملا قَوِيا استفرغ شَيْئا دموياً. وَكَانَ نَفعه أَكثر. وعصارته تفعل هَذِه الْأَفْعَال وتحط الأثفال.

بولس: أصل القنطوريون الْكَبِير نَافِع من نفث الدَّم وَمن سَائِر الْعِلَل الَّتِي تعرض للصدر. ابْن ماسه: خاصته إسهال البلغم اللزج والمرة الشبيهة بالدردي وينفع مَا يعرض فِي الورك شرب أَو احتقن بِهِ. الخوز: إِنَّه قوي الإسهال للبلغم وَكَذَلِكَ للْمَاء. قرن يذكر هَهُنَا مَا يعم الْقُرُون. قَالَ ج: مَتى أحرقت جلت الْأَسْنَان بالخشونة والجلاء مَعًا. قطاة الخوزي: لَحمهَا فِي غَايَة اليبس وَلَيْسَ بالشديد الْحَرَارَة جيد لاستطلاق الْبَطن وَالِاسْتِسْقَاء. قانصة قَالَ ج: قوانص البط كَثِيرَة الْغذَاء لذيذة وَبعدهَا قوانص الدَّجَاج المسمن. قَالَ: وَمَا قيل فِي قانصة النعام من أَنه يهديء الْعِظَام فَبَاطِل. وَكَذَلِكَ قَوْلهم فِي قوانص الْحمام لِأَنَّهَا هِيَ أَنْفسهَا لَا تهضم الأغذية كَمَا تفعل بعض الْأَدْوِيَة كالزنجبيل والفلفل وَمن جِهَة الشَّرَاب والخل وَمن جِهَة أُخْرَى. وَقَالَ فِي كتاب الْأَدْوِيَة: وجد الضَّمَان الَّذِي ضمن عَن قانصة الدَّجَاج بَاطِلا ويزعمون أَنَّهَا تَنْفَع إِذا شربت فَم الْمعدة. وَقَالَ ابْن ماسويه: الْجُلُود الَّتِي فِي أَجْوَاف القوانص إِذا شربت نَفَعت من وجع الْمعدة وَلَا سِيمَا قوانص الديوك. قانخيون قَالَ: إِنَّهَا صمغة تكون فِي بِلَاد الغرب فِيهِ شَبيه من المر زهم كريه الرَّائِحَة يتدخن بِهِ مَعَ المر والميعة. وَيُقَال: إِن لَهُ قُوَّة ألف ز مهزلة للسمان إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاث أَربَاع دِرْهَم بسكنجبين أَيَّامًا كَثِيرَة وبالماء. وَقد يسقى مِنْهُ المطحولون والمصروعون وَالَّذين بهم الربو. وَمَتى شرب بِمَاء الْعَسَل أدر الطمث. ويجلو الْآثَار الَّتِي فِي الْعين جلاء يَسِيرا. ويبريء من ضعف الْبَصَر إِذا ديف بشراب واكتحل بِهِ. وَلَا يعدله شَيْء فِي نَفعه من وجع الْأَسْنَان وتساقط اللثة. أَبُو عمرَان: هَذِه الصّفة هِيَ صفة السندروس. ويضعف ذَلِك أَن د قد ذكر السندروس عِنْد ذكره الخوز. أَبُو جريج: السندروس حَار يَابِس وَهُوَ نَافِع من النَّوَازِل ينزلها إِذا بخر بِهِ ويجفف القروح.

بديغورس: خاصته النَّفْع من النزلات ونزف الدَّم.) قوطو ليدون قوته مركبة من جَوْهَر رطب مائل إِلَى الْبرد وَمن جَوَاهِر أخر يسيرَة الْمِقْدَار من المرارة وَمن أجل ذَلِك صَار يبرد وَلَا يجفف القروح كَمَا تفعل الْأَشْيَاء المجففة ويجلو ويحلل ويبريء الأورام الَّتِي مَعهَا حمرَة والحمرة الَّتِي مَعهَا ورم. وَهُوَ ضماد صَالح للمعدة إِذا كَانَ فِيهَا لهيب ج فِي السَّابِعَة: قوطوليدون دَوَاء مركب من جَوْهَر رطب قَابض ضَعِيفا ومرارة قَليلَة فَلذَلِك يشفي الأورام الحارة والحمرة وَهُوَ جيد للهيب الْمعدة إِذا ضمد بِهِ. وورقه وَأَصله قد وثق النَّاس مِنْهُ أَنه يفت الْحَصَى. قرقومعما د: قوته جالية لظلمة الْبَصَر مَدَرَة للبول مسخنة منضجة. قرنفل بولس: هُوَ حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة. حَكِيم بن حنين: المحدثون يرتبون هَذَا فِي الثَّالِثَة من الْحر واليبس ويستعملونه فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تحد الْبَصَر وَتذهب الغشاوة وَتَنْفَع من السَّيْل. أَبُو جريج: علك القرنفل شَبيه الْقُوَّة بعلك البطم. قرفة الطّيب قوقي حَيَوَان بحري. يَقُول د: أنفحة القوقي توَافق الصرع واختناق الرَّحِم. ج: قوتها كقوة الجندبادستر. قبج وطيهوج سندهشار: لحم القبج جيد للمعدة والفؤاد وَكَذَلِكَ لحم الطيهوج والصيقور خَفِيف. الخوزي: لحم القبج جيد لحبس الْبَطن وَالِاسْتِسْقَاء. وَقَالَ أَيْضا: لَحْمه حَار رطب نافخ يزِيد فِي الباه ويسمن وَلذَلِك يُؤْكَل للسمنة. قرقيون هُوَ حجر يخرج من الْبَحْر لَهُ كَيْفيَّة حريفة يَنْفِي كل شَيْء ويحلله. وَمِنْه لون بنفسجي فَإِذا أحرق أَبْرَأ دَاء الثَّعْلَب والقوباء والبهق. وَالنَّوْع المستوي السَّطْح الأملس حريف جدا لَا ينقي فَقَط بل يسلخ الْجلد. وَالَّذِي يشبه قاقلة مسيح الدِّمَشْقِي: الَّتِي بأقماعها وَالَّتِي بِلَا أقماع. وَالَّتِي بِلَا أقماع حارة يابسة فِي الأولى جيد للمعدة هاضمة للطعام نافعة للبلة ألف ز فِي الْحلق. وَالَّتِي بالأقماع أَكثر قبضا تَنْفَع من الغثيان وَكَثْرَة الْقَيْء مَتى خلطت مَعَ المصطكي وشربت بِمَاء الرمانين.

مَجْهُول: الْقَافِلَة جَيِّدَة للغثى والقيء. ماسرجويه كَذَلِك. قرط ماسرجويه: إِن ثمره طرياً يلين الْبَطن لِأَن فِيهِ حرارة يسيرَة وليناً وَهِي يابسة تعقل الْبَطن. وَأما ورقه فَهُوَ بَارِد قَابض. ابْن ماسه: فِيهِ قبض شَدِيد ويسهل حب القرع. قلب بولس: هُوَ يفت الْحَصَى ويدر الْبَوْل. سندهشار: يذهب الربو والفواق جيد للبواسير نَاقص من النُّطْفَة. ابْن ماسه: عَجِيب جدا فِي إدرار الْبَوْل والطمث ويفت الْحَصَى فِي الكلى والمثانة وَهُوَ حَار يَابِس. قلقاس أَصله مَتى طبخ وَأكل كَانَ جيدا للمعدة يدر الْبَوْل حَار فِي الثَّانِيَة. ابْن ماسويه: القلقاس حَار رطب فِي الأولى يزِيد فِي الباه. قلقل ابْن ماسويه: حب القلقل حَار رطب زَائِد فِي الْجِمَاع وخاصته مَتى خلط بالسمسم وعجن بِعَسَل الطبرزد أَو الفانيذ وَلَا يضر حِينَئِذٍ وَلَا هُوَ رَدِيء الْخَلْط وَمَتى قلي كَانَ أَحْمد. والإكثار مِنْهُ يتخم وَيُورث الهيضة. ماسرجويه: هُوَ حَار رطب فِي الثَّانِيَة زَائِد فِي الباه مَتى تنقل بِهِ على الشَّرَاب صدع. وَلَيْسَ خلطه برديء وخاصة إِذا قلي. قطن الدِّمَشْقِي: لب حب الْقطن مسخن ملين للصدر نَافِع من السعال. ابْن ماسويه: عصارة ورقه نافعة من الإسهال الْعَارِض للصبيان. قلب ج فِي كتاب الْغذَاء: إِن جوهره لحم صلب عضلي فَهُوَ لذَلِك عسر الهضم بطيء الانحدار عَن الْمعدة والنفوذ فِي الأمعاء وَإِذا استمريء كَانَ مَا يَنَالهُ الْجِسْم مِنْهُ مِقْدَار لَيْسَ بِيَسِير. وَقَالَ فِي الكيموس: إِنَّه كثير الْغذَاء. ابْن ماسويه: الْقلب حاس بطيء الانهضام إِلَّا أَنه إِذا انهضم كَانَ كثيرا مَحْمُودًا مستحصفاً. قتاد د: صمغه وَهُوَ الكثيراء لَهُ قُوَّة مغرية شَبيهَة بِقُوَّة الصمغ يسْتَعْمل فِي الأكحال والسعال وخشونة قَصَبَة الرئة وَانْقِطَاع الصَّوْت وَإِذا خلط مَعَه شَيْء يسير من قرن أيل محرق أَو شب مِقْدَار درخمي وأنقع فِي ميبختج وَشرب نفع من حرقة المثانة ووجع الكلى.

ج فِي الثَّالِثَة: الكثيراء لَهُ قُوَّة شَبيهَة بِقُوَّة الصمغ وَهِي قُوَّة تغرى وتلزق وتلحج وتكسر من حِدة الْأَشْيَاء الحادة وَهُوَ أَيْضا يجفف تجفيف الصمغ. أَبُو جريج: الكثيراء بَارِدَة وفيهَا رُطُوبَة تسهل الْبَطن وينفع من السعال وقرحة المعي غير أَنَّهَا تزيد فِي الخلفة وَتَنْفَع من قُرُوح الْعين والبثر والرمد وَتصْلح حِدة الْأَدْوِيَة المسهلة. ماسرجويه: هُوَ جيد لقروح المثانة وخشونة الْحلق وَاللِّسَان. قنبرة ألف ز د: إِنَّهَا مَتى أكلت نَفَعت من القولنج. ج: أما القنابر فَإِنَّهَا إِذا طبخت مرقة بَيْضَاء نَفَعت من القولنج. وَيجب أَن يدمن أكلهَا كثيرا مَعَ مرقها. وَقد جربت نَفعهَا لهَذِهِ الْعلَّة وبلوته. ابْن ماسه: هِيَ تلين الْبَطن مَتى أكل مرقها وتعقله مَتى أكل لَحمهَا. قوقاداس قَالَ فِيهِ د: إِن الصمغة الَّتِي تخرج من هَذَا النَّبَات فِي لَوْنهَا حمرَة وَهِي لذاعة للسان. مَتى نطل الرَّأْس بالخل ودهن الْورْد نَفَعت من ليثرغس وقرانيطس والصدر والصداع المزمن والفالج الَّذِي يعرض مِنْهُ بطلَان الْحس. وَجُمْلَة فَإِن التمسح بهَا بالخل وَالزَّيْت نَافِع لوجع الأعصاب. وتنشق رِيحه نَافِع من اختناق الْأَرْحَام والسبات. وَمَتى بخر بِهِ طرد الْهَوَام. وَمَتى خلط بدهن ورد وَوضع فِي أكال الْأَسْنَان نفع. وَمَتى اسْتعْمل بالبيض صلح للسعال وعسر النَّفس والمغس والنفخ. ويلين الْبَطن لينًا رَقِيقا. ويحلل ورم الطحال. وينفع نفعا عَظِيما من عسر الْولادَة. وَمَتى شرب نفع من وجع المثانة والكلى والتمدد الْعَارِض فيهمَا وَيفتح فَم الرَّحِم. وأصل هَذَا النَّبَات يفعل فعل الصمغة إِلَّا أَنه أَضْعَف. ويخصه أَنه مَتى سحق نعما وَهُوَ يَابِس ونثر على القروح نقاها وَأخرج قشور الْعِظَام مِنْهَا وأدمن الخبيثة ويخلط فِي المراهم والأضمدة المسخنة. وَقد قَالَ ج فِي بودامس مَا كتبناه فِي بَاب ب. قرمز قَالَ فِي السَّابِعَة: حب القرمز فِي قوته قبض ومرارة مَعًا وَهُوَ يجفف بِهَاتَيْنِ الكيفيتين تجفيفاً لَا لذع مَعَه وَلذَلِك يصلح للجراحات الْكِبَار ولجراحات العصب. وَإِذا عولج بِهِ هَذِه الْجِرَاحَات فقوم يسحقونه بالخل وَقوم يسحقونه بالخل وَالْعَسَل ويعالجون بِهِ. وَقَالَ فِي دود القرمز: إِذا أَخذ من الشّجر وَهُوَ بعد طري فَهُوَ يبرد ويجفف فِي الثَّانِيَة لِأَن فِيهِ شَيْئا يقبض قبضا معتدلاً.

قاماس وقيقابون ج فِي السَّابِعَة: إِنَّه يجفف بِلَا لذع وجوهره جَوْهَر غليظ لزج فَهُوَ لذَلِك مَتى أنقع فِي الشَّرَاب ولعق مِنْهُ أَبْرَأ خشونة قَصَبَة الرئة والمري وَمَتى مضغ فعل ذَلِك لِأَنَّهُ مثل رب السوس. قسطرن ج فِي السَّابِعَة: إِنَّه يقطع الأخلاط الغليظة لِأَنَّهُ مر حريف ويفت الْحَصَى فِي الكلى ويجلو الكبد والرئة ويحدر الطمث وينفع من الصرع والهتك وَالْفَسْخ فِي العضل. وَإِذا ضمد بِهِ نفع أَيْضا لنهش الْهَوَام. وينفع من عرق النسا والجشاء الحامض. قرقياقس ج فِي السَّابِعَة: يزْعم ج أَن هَذَا النَّبَات إِذا شرب نقى الْأَرْحَام والمعي لِأَنَّهُ طيب الرَّائِحَة فَهِيَ وثمرته تولد اللَّبن مَتى أخذت مَعَ بعض الأحساء. قلدريون ألف ز. ج فِي السَّابِعَة: إِنَّه حَار وَلم يبلغ أَن يحرق وَهُوَ لطيف فاجعله فِي الثَّالِثَة من الْحر واليبس. وَقَالَ فِي هَذِه الْمقَالة: ورقه فِيهِ قُوَّة حارة محرقة حَتَّى أَنه يكشط الْجلد فَهُوَ لذَلِك فِي الرَّابِعَة. قليماطس ج فِي السَّابِعَة: ورقه فِيهِ قُوَّة محرقة حارة حَتَّى أَنه يكشط الْجلد فَهُوَ لذَلِك فِي الرَّابِعَة. قليماطش الشبيه بِالْغَارِ والشبيه بالآس والشبيه بالبطباط. قَالَ ج: إِنَّه نَافِع من استطلاق الْبَطن وقروح المعي مَتى شرب بشراب. وَإِذا مضغ سكن وجع الْأَسْنَان. وَمَتى احْتمل سكن وجع الْأَرْحَام. قورنوس ج فِي السَّابِعَة: قد وثق النَّاس أَن أصل هَذَا النَّبَات مَتى أكل نفع من انطلاق الْبَطن. قرنيون ج فِي السَّابِعَة: إِنَّه مالح الطّعْم مره فَلذَلِك يجلو ويجفف إِلَّا أَنه فيهمَا ضَعِيف. انْقَضى حرف الْقَاف.

باب الكاف

3 - (بَاب الْكَاف) كندر قَالَ د: إِنَّه يقبض ويسخن ويجلو ظلمَة الْبَصَر ويملأ القروح العميقة ويدملها وَيلْزق الْجِرَاحَات الطرية وَيقطع نزف الدَّم من أَي مَوضِع كَانَ والنزف الَّذِي من حجب الدِّمَاغ ويسكنه وَيمْنَع القروح الخبيثة الَّتِي فِي المقعدة وَفِي سَائِر الْأَعْضَاء من الانتشار إِذا خلط بِاللَّبنِ وعملت مِنْهُ فَتِيلَة وَجعلت فِيهَا. وَمَتى خلط بالخل والزفت ولطخ بِهِ الوجع الَّذِي يُسمى مرميقيا وَهُوَ وجع يعرض مِنْهُ فِي الْجِسْم شَبيه بالثآليل وَمَعَهَا شبه دَبِيب النَّمْل فِي ابْتِدَاء هَذَا الوجع أَبرَأَهُ ويقلع القوابي. وَمَتى خلط بشحم البط وشحم الْخِنْزِير أَبْرَأ القروح الْعَارِضَة من حرق النَّار والشقاق الْعَارِض من الْبرد. وَإِذا خلط بالنطرون وَغسل بِهِ الرَّأْس أَبْرَأ القروح الرّطبَة. وَإِذا خلط بِعَسَل أَبْرَأ الداحس. وَإِذا خلط بالزفت أَبْرَأ شدخ الْأذن. وَمَتى خلط بِخَمْر حلوة وقطر فِي الْأذن نفع من أوجاعها كلهَا. وَمَتى خلط بطين قيموليا ودهن الْورْد ولطخ بِهِ نفع من الأورام الحارة الْعَارِضَة للثدي فِي النّفاس. وَيدخل فِي أدوية قَصَبَة الرئة والضمادات المحللة للأورام فِي الأحشاء. وَمَتى شرب نفع من نفث الدَّم. وَمَتى شربه الأصحاء جسهم. وَمَتى أَكثر من شربه مَعَ الْخمر قتل. وَأما قشور الكندر فأقوى قبضا من الكندر وَلذَلِك هُوَ أوفق من الكندر لنفث الدَّم وَالنِّسَاء) اللواتي تسيل مِنْهُنَّ رطوبات مزمنة. وَيصْلح لجلاء آثَار القروح الْكَثِيرَة الْوَسخ الَّتِي فِي الْعين وعلاجها. وَمَتى قلي كَانَ جيدا للحكة فِي الْعين. وَأما دقاق الكندر فقوته كقوة الكندر غير أَنه أَضْعَف. وَأما دُخان الكندر فقوته مسكنة للأورام الحارة فِي الْعين. وَيقطع سيلان الرطوبات مِنْهَا وينقي قروحها وَيَبْنِي اللَّحْم ألف ز فِي قُرُوح الْعين الْكَثِيرَة الْوَسخ ويسكن الورم الْعَارِض فِي الْعين الَّذِي يُسمى السرطان. ج فِي السَّابِعَة: هَذَا يسخن فِي الثَّانِيَة ويجفف فِي الأولى وَفِيه مَعَ هَذَا قبض يسير إِلَّا أَن

وَأما قشر الكندر فقوته قابضة قبضا بَينا فَهُوَ لذَلِك يجفف تجفيفاً شَدِيدا حَتَّى أَنه فِي مُنْتَهى الدرجَة الثَّانِيَة من دَرَجَات الْأَشْيَاء المجففة وَهِي أغْلظ من الكندر وَلَيْسَ فِي حِدة وَلَا حراقة أصلا. وَلما كَانَت هَذِه الكيفيات والقوى فِيهِ مَوْجُودَة أَكثر الْأَطِبَّاء اسْتِعْمَاله فِي مداواة نفث الدَّم وَلمن كَانَت معدته رخوة وَلمن بِهِ ذوسنطاريا وذرب وقرحة المعي وَلَا يقتصرون على خلطه فِي الأضمدة الَّتِي يداوى بهَا من خَارج دون أَن يلقوه أَيْضا فِي الْأَدْوِيَة الْوَارِدَة إِلَى دَاخل الْجِسْم. وَأما دُخان الكندر فَإِنَّهُ أيبس وأسخن من الكندر حَتَّى أَنه يعد فِي الثَّانِيَة وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء من الْجلاء وَلذَلِك يُقَال: إِنَّه ينقي ويملأ القروح الَّتِي تكون فِي الْعين كَمَا يفعل دُخان المر ودخان الميعة. وَقَالَ: دُخان الكندر يَسْتَعْمِلهُ الْأَطِبَّاء فِي أخلاط الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح للعين الوارمة وَالَّتِي فِيهَا قرحَة فَإِن قُرُوح الْعين تنقى بِهَذَا الدُّخان وتمتليء لَحْمًا. وَقد يستعملونه أَيْضا فِي الأكحال الَّتِي تحسن شعر الأشفار. بولس: الكندر حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي الأولى وَفِيه قبض. وَأما قشور الكندر فَإِنَّهُ بَين الْقَبْض وَهُوَ يَابِس فِي الثَّانِيَة وَهُوَ أغْلظ أَجزَاء من الكندر مَتى وَأما أغصانه فَإِنَّهَا حارة يابسة فِي الثَّالِثَة مَعَ شَيْء من الْقَبْض وَمَعَهَا شَيْء من التنقية وَلِهَذَا السَّبَب ينقي ويلحم العفن فِي الْعين. حَكِيم بن حنين عَن جالينوس إِنَّه قَالَ: إِذا كحل بِهِ جرب الْعين الَّتِي فِيهَا دم مُجْتَمع حلله ونفع) مِنْهُ. أَبُو جريج: الكندر حَار فِي أول الثَّالِثَة يَابِس فِي آخرهَا يحرق الدَّم والبلغم وينشف رطوبات الصَّدْر وَيُقَوِّي الْمعدة الضعيفة ويسخنها مَتى بردت. وقشار الكندر كَذَلِك. وَمَتى أنقع مِنْهُ مِثْقَال وَشرب فِي مَاء كل يَوْم نفع من البلغم وَزَاد فِي الْحِفْظ وأذهب كَثْرَة النسْيَان غير أَنه يحدث لشاربه إِذا أَكثر مِنْهُ صداع وبخار رَدِيء وإحراق الدَّم. الْفَارِسِي: الكندر يهضم الطَّعَام ويطرد الرِّيَاح جيد للحمى. وَقَالَ فِي الثَّانِيَة من طيماؤس: الكندر الْأَحْمَر أقوى جلاء من الْأَبْيَض وقوته مثل قُوَّة دَقِيق الشّعير فِي الْجلاء. والكندر الْأَبْيَض أَضْعَف فِي جَمِيع الْخلال وَهُوَ فِي الطَّبَقَة الأولى. ابْن ماسويه: يَأْكُل البلغم وَيذْهب بِحَدِيث النَّفس وَيزِيد فِي الذِّهْن ويذكيه وينفع الْقلب. ذَكرْنَاهُ فِي النورة.

كرم الشَّرَاب قَالَ فِيهِ د: إِن ورقه وخيوطه إِذا تضمد بهما سكنا الصداع لبردهما وقبضهما وَإِذا ضمد بِأَحَدِهِمَا وَحده أَو مَعَ سويق شعير سكن الورم الْحَار فِي الْمعدة والالتهاب الْعَارِض لَهَا. وعصارة الْوَرق قابضة ألف ز نافعة من قرحَة المعي وَنَفث الدَّم ووجع الْمعدة ورحم النِّسَاء. وخيوط الْكَرم إِذا أنقعت بِالْمَاءِ وشربت فعلت ذَلِك. ودمعة الْكَرم وَهِي شَبيهَة بالصمغ تجمد على الْقَضِيب مَتى شربت بِالشرابِ أخرجت الْحَصَى. وَمَتى تلطخ بهَا أبرأت القوابي والجرب المتقرح وَغير المتقرح. وَيجب أَن يغسل الْعُضْو بالنطرون قبل أَن يلطخ بِهِ. وَإِذا تمسح بِهِ مَعَ الزَّيْت حلق الشّعْر وخاصة الدمعة الْمَجْمُوعَة من قضبان الكوم الطرية إِذا شرحت ورشحت مِنْهَا الدمعة كَمَا يرشح الْعرق وَهِي أَيْضا تذْهب الثآليل النملية إِذا لطخ ورماد قضبان الْكَرم ورماد ثجير الْعِنَب مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ أَبْرَأ المقعدة الَّتِي قلع مِنْهَا بواسير ناتئة والتواء العصب وينفع من نهشة الأفعى. إِذا ضمد بِهِ مَعَ دهن ورد وبشراب وخل نفع من الورم الْحَار الْعَارِض للطحال. ودهن زهرَة الْكَرم مثل دهن الْورْد غير أَنه لَا يُطلق الْبَطن. وَالْكَرم الْبري الَّذِي يحمل عنباً مثل البستاني. وَقُوَّة دهن الْعصير مسخنة ملينة مسكنة تصلح للنافض وَلكُل أوجاع الأعصاب وَالرحم وَهُوَ أَنْفَع الأدهان المحللة للاعياء لقُوَّة تليينه. وَأما الْكَرم الْبري إِن طبخ أَصله بِالْمَاءِ وَشرب مَعَ قوانوس شراب قد عمل بِمَاء الْبَحْر أسهل المَاء ونفع الحبن. والعناقيد تنقي الكلف وَمَا أشبهه من الْآثَار. وَثَمَرَة الكرمة الْبَريَّة مَتى شربت جَيِّدَة للمعدة تدر الْبَوْل وَتمسك الْبَطن وتقطع نفث الدَّم وَهِي جَيِّدَة للخفقان وَالْكرب والمعدة الَّتِي يحمض فِيهَا الطَّعَام. ويخلط بالخل ودهن الْورْد وَيُوضَع على الرَّأْس رطبا كَانَ أَو يَابسا وَيمْنَع من الغرب المتفجر) ابْتِدَائه وينفع اللثة والقروح الخبيثة الْعَارِضَة فِي الْفروج وَيدخل فِي الْأَشْيَاء القاطعة لنزف الدَّم. ويتضمد بِهِ مَعَ سويق شعير لسيلان الفضول إِلَى الْعين والتهاب الْمعدة ويضمد بِهِ لحرارة الكبد.

وَمَتى أحرق على خزفة مَوْضُوعَة على جمر كَانَ صَالحا لأوجاع الْعين ويبريء الداحس مَعَ الْعَسَل والظفرة واللثة المسترخية الَّتِي يسيل مِنْهَا الدَّم. قَالَ: ورماد قضبان كرم الشَّرَاب قوته محرقة. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ شَحم عَتيق أَو مَعَ الزَّيْت نفع من شدخ العصب واسترخاء المفاصل وتعقد العصب. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ والنطرون نفع من نهش الْهَوَام وعض الْكَلْب الْكَلْب. وَيَقَع فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تكوى وَيشْرب مَاء رماده للسقطة وَالْفطر الْقِتَال. ج فِي السَّادِسَة: الْكَرم الْبري يجلو حَتَّى أَنه يذهب الكلف والنمش وَجَمِيع مَا هَذَا سَبيله مِمَّا يحدث فِي ظَاهر الْجِسْم وفيهَا مَعَ هَذَا قُوَّة دابغة. وَكَذَلِكَ قُوَّة الْكَرم الأهلي إِلَّا أَنه أَضْعَف فِي ذَلِك فعلا. بولس: فقاح الْكَرم وَهُوَ زهره أَعنِي الْبري مِنْهُ شَدِيد الْقَبْض مقو وَلَا سِيمَا مَا يَلِي الْبَطن. ذَكرْنَاهُ مَعَ القتاد ألف ز. كاكنج ذَكرْنَاهُ مَعَ عِنَب الثَّعْلَب. كمثرى قَالَ د: جَمِيع أصنافه قابضة وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي الضمادات الْمَانِعَة من مصير الْموَاد إِلَى الْأَعْضَاء. وَمَتى شرب طبيخه وَأكل مِنْهُ بعد أَن يجفف عقل الْبَطن. وَمَتى أكل الكمثرى والمعدة خَالِيَة أضرا آكله. والكمثرى الشَّديد الْقَبْض البطيء النضج. رماد خشبه قوي النَّفْع من خنق الْفطر الْقِتَال. وَقد قيل: إِنَّه مَتى طبخ الكمثرى الْبري مَعَ الْفطر لم يضر آكله. د فِي السَّادِسَة: ورق هَذِه الشَّجَرَة وأطرافها قابضة. وَأما الثَّمَرَة فَفِيهَا مَعَ ذَلِك حلاوة ومائية. وَتعلم من ذَلِك أَن أَجزَاء هَذِه الثَّمَرَة غير مُتَسَاوِيَة المزاج بل فِيهَا أرضية ومائية. وَإِن شِئْت قلت من وَجه آخر: إِن بَعْضهَا حَار وَبَعضهَا معتدل وَلذَلِك مَتى أكل الكمثرى قوى الْمعدة وَسكن الْعَطش. وَمَتى تضمد بِهِ جفف وجلا جلاء يَسِيرا وَلِهَذَا السَّبَب أعلم أَنِّي قد أدملت بِهِ جراحات كَثِيرَة حَيْثُ لم أقدر على دَوَاء آخر. والكمثرى الْبري أَكثر قبضا ودبغاً وتجفيفاً فَهُوَ لذَلِك يدمل مَا هُوَ من الْجِرَاحَات أعظم وَيمْنَع الْموَاد من التجلب. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن نقلت مَا ذكرت فِي التفاح إِلَى هَهُنَا لم أحتج أَن أَقُول فِيهِ شَيْئا الْبَتَّةَ. والكمثرى الْكِبَار يغذو أَكثر من سَائِر أَنْوَاعه.

روفس فِي كتاب التَّدْبِير: الكمثرى خلطه أَحْمد من خلط التفاح وَهُوَ أسْرع هضماً مِنْهُ. ابْن ماسويه: الكمثرى بَارِد فِي الأولى يَابِس فِي الأولى مُخْتَلف الطّعْم والحامض مِنْهُ العفص يخْتَلط فِي الأضمدة الَّتِي يُرَاد بهَا منع الفضول المنحدرة إِلَى الْأَعْضَاء ودبغ الْمعدة وعقل الطبيعة وَلَا سِيمَا إِذا طبخ بخل وَأكل. والمقدد مِنْهُ مَتى أكل فعل ذَلِك وَكَذَلِكَ الْيَابِس مِنْهُ إِذا أكل. والإكثار مِنْهُ يُورث القولنج بِخَاصَّة فِيهِ. وَيَنْبَغِي أَن يشرب بعد أكله مَاء الْعَسَل بالأفاويه) وخاصة إِن طبخ مَعَ الْفطر أذهب ضَرَره. وَرب الكمثرى قَاطع للاسهال الصفراوي دابغ للمعدة. ابْن ماسويه: الكمثرى الْبري يذهب ضَرَر الْفطر إِذا طبخ مَعَه والصيني مقو للمعدة قَاطع للعطش مسكن للخلط الصفراوي بَارِد فِي الثَّانِيَة رطب فِي الأولى. وشراب الكمثرى مقو للمعدة قَاطع للعطش والإسهال. كتيت ذكر ج فِي السَّابِعَة أَنه الهرطمان عِنْد ذكره الْحَشِيش. وَقد ذَكرْنَاهُ عِنْد ذكر الهرطمان. كور ذكره ج فِي السَّابِعَة. كتَّان قُوَّة بزر الْكَتَّان شَبيهَة بِقُوَّة بزر الحلبة وَإِذا خلط بِمَاء الْعَسَل وَالزَّيْت وَالْملح حلل الأورام الحارة ولينها ظَاهِرَة كَانَت أَو باطنة. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ التِّين والنطرون قلع الكلف والبثر اللبني. وَإِذا وَإِذا طبخ بشراب قطع النملة والبثر اللبني والقروح ألف ز الشهدية. وَمَتى خلط بالحرف على السوَاء مَعَ الْعَسَل نفع من شقَاق الْأَظْفَار. وَإِذا خلط بِعَسَل وفلفل ولعق وَأكْثر مِنْهُ حرك الباه وَأخرج الفضول الَّتِي فِي الصَّدْر وَسكن السعال. ويحتقن بطبيخه للذع المعي وَالرحم ولإخراج الفضول. وَمَتى جلس النِّسَاء فِي طبيخه نفع الأورام الْعَارِضَة فِي الْأَرْحَام. ج فِي السَّابِعَة: قد قَالَت القدماء: إِن بزر الْكَتَّان نَافِع جدا من لذع المعي وَهُوَ لين خَفِيف على الأحشاء لكنه أقل فِي ذَلِك من البابونج. وَقَالَ فِي ذكره خَاصّا: إِن أكل ولد نفخة وَلَو كَانَ مقلواً وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ ممتليء من الرطوبات الفضلية. وَهُوَ مَعَ ذَلِك حَار فِي الأولى وسط فِي مَا بَين الرُّطُوبَة واليبس. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء لَهُ: إِنَّه رَدِيء للمعدة عسر الهضم قَلِيل الْغذَاء متوسط فِي

إِطْلَاق) الْبَطن وحبسه ويخالطه شَيْء يسير من الْقُوَّة المدرة للبول وَيظْهر ذَلِك ظهوراً بَينا مَتى أكل بعد أَن يقلى وَهُوَ إِذْ ذَاك أولى لحبس الْبَطن. روفس: بزر الْكَتَّان يلين الْبَطن. بولس: الْكَتَّان نَفسه إِذا أحرق يكون لَهُ دُخان لطيف ينفع من الزُّكَام واختناق الْأَرْحَام. ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي الأولى وقوته معتدلة فِي الرُّطُوبَة واليبس بطيء الهضم رَدِيء للمعدة يسير الْغذَاء يدر الْبَوْل والرطوبة. وخاصته إِن ضمدت بِهِ الْأَظْفَار الْبيض مَعَ الموم وَالْعَسَل أصلحها. ج فِي آخر تَدْبِير الأصحاء: إِن بزر الْكَتَّان مَتى طبخ بِالْمَاءِ كَانَ طبيخه مبرداً وَأَظنهُ يُرِيد الرطب مِنْهُ بل لَا شكّ فِي ذَلِك. أَبُو جريج: بزر الْكَتَّان حَار لين نَافِع من قُرُوح المثانة والكلى وينضج الخراجات مَتى ضمدت بِهِ. وَمَتى شرب محمصاً أنضج السعال الْبَارِد الرطب. الطَّبَرِيّ: إِنَّه مَتى وضع على الظفر أصلح مَا فِيهِ من التشنج وَالْفساد ويحتبس الْبَطن. ماسرجويه: طبيخ بزر الْكَتَّان يضْرب مَعَ الدّهن ويحقن بِهِ القروح الَّتِي فِي المعي فيعظم نَفعه. لي ينفع من تسكين الوجع واللذع. ابْن ماسه: ثِيَاب الْكَتَّان بَارِدَة يابسة من لِبَاس الصَّيف وَدَلِيل برده أَنه يقصر على لابسه كل يَوْم. وبزر الْكَتَّان خاصته إِذا ضمدت بِهِ الْأَظْفَار الَّتِي فِيهَا نقط بيض مَعَ الشمع وَالْعَسَل والحرف أذهبها رَدِيء للمعدة عَاقل للبطن وخاصة إِذا قلي. كماشير دَوَاء هندي مَعْرُوف حَار فِي الرَّابِعَة يسْقط الأجنة. شرك: خاصته الإذابة والتحليل ينزل الْبَوْل والحيضة. ماسرجويه: حَار فِي الرَّابِعَة يطْرَح الْوَلَد ويسهل المَاء بِقُوَّة. الخوزي: لَا مِثَال لَهُ فِي طرح الْوَلَد وإسهال المَاء. كشك ذكر مَعَ الْحِنْطَة وَالشعِير. كرسنة د: إِنَّهَا تصدع وَتطلق الْبَطن وتبول الدَّم وتسمن الْبَقر. ودقيقها يسهل الْبَطن وَيحسن اللَّوْن ألف ز وَإِذا أَكثر من أكلهَا أمغست وبولت الدَّم. ويخلط بالعسل فينقي القروح والبثور اللينة والكلف والْآثَار الظَّاهِرَة فِي الْجلد من الكيموسات وينقي الْبشرَة وَيمْنَع القروح الخبيثة من السَّعْي ويلين الورم الصلب والمميت

للعضو والأورام الصلبة الْعَارِضَة فِي الْيَدَيْنِ وَغَيرهَا من الْأَعْضَاء ويقلع النَّار الفارسية والقروح الشهدية. وَمَتى عجنت بشراب أَو تضمد بهَا أبرأت من عضة الْكَلْب الْكَلْب ونهشة الأفعى وعضة الْإِنْسَان. وَمَتى اسْتعْملت مَعَ الْخلّ نَفَعت من عسر الْبَوْل وسكنت الزحير والمغس. وَمَتى قليت الكرسنة وأنعم دقها وخلطت بِعَسَل وَأخذ مِنْهَا مِقْدَار جوزة وَافَقت المهازيل. وَمَاء طبيخ الكرسنة مَتى صب على الشقاق الْعَارِض من الْبرد والحكة الْعَارِضَة لِلْيَدَيْنِ أبرأت مِنْهَا. وَقَالَ ج فِي الكرسنة: إِنَّه يجفف فِي الثَّالِثَة ويسخن فِي الأولى وبحسب مرارته يقطع ويجلو ويقيح السدد. وَمَتى أَكثر من أكله بَوْل الدَّم. مسيح: الكرسنة حارة فِي الثَّانِيَة تنقي الرطوبات الغليظة. وَقَالَ عِيسَى: الكرسنة مَتى أَكثر مِنْهَا جلبت الرعاف وبولت الدَّم.) الخوز: الكرسنة حب تَأْكُله الْبَقر بالمغرب وَهُوَ نَافِع إِذا طلي من السعفة ووجع الْأذن. وينفع من السعال مَتى خلطت بالمخيطة ويسقى مَعَ المطجنا للسعال أَيْضا. وَهُوَ حب يشبه حب السفرجل. وَقَالَ ج فِي الأغذية: إِنَّهَا تولد خلطاً رديئاً وَنحن نُصْلِحهَا كَمَا نصلح الترمس ثمَّ نستعملها مَعَ الْعَسَل كَمَا نستعمل الدَّوَاء الَّذِي ينقي الرُّطُوبَة من الصَّدْر والرئة. والأبيض مِنْهُ أميل إِلَى الْغذَاء وَإِذا طبخت مرَّتَيْنِ خرجت عَنْهَا الْكَرَاهَة وَذهب عَنْهَا مَا يجلو وَيقطع وَبَقِي جوهرها الأرضي الْيَابِس وغذا غذَاء يَابسا. كمون أما البستاني فَقَالَ فِيهِ د: لَهُ قُوَّة قابضة مسخنة. إِذا طبخ بالزيت أَو احتقن بِهِ بدقيق شعير وَافق المغس والنفخ ويسقى بخل ممزوج بِالْمَاءِ لنَفس الانتصاب وبالشراب لنهش الْهَوَام. وينفع من ورم الْأُنْثَيَيْنِ الْحَار إِذا خلط بزبيب ودقيق باقلي أَو قيروطي وَوضع عَلَيْهَا. وَيقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم. وَيقطع الرعاف مَتى سحق بخل واشتم وَجعل فِي الْأنف. ويصفر اللَّوْن مَتى شرب أَو تلطخ بِهِ. وَأما غير البستاني فَهُوَ أَشد حرافة وَيشْرب بِالْمَاءِ للمغس والنفخ وَمَتى شرب سكن الفواق. وَمَتى شرب بِالشرابِ نفع من ضَرَر الْهَوَام والبلة الْعَارِضَة فِي الْمعدة. وَإِذا مضغ وخلط بِزَيْت وَعسل وتضمد بِهِ قلع آثَار لون الدَّم الْعَارِض تَحت الْعين. وَمَتى

من الكمون غير البستاني صنف وبزره شَبيه ألف ز ببزر الشونيز. وَهُوَ نَافِع جدا مَتى شرب من نهش الْهَوَام وتقطير الْبَوْل والحصاة وَبَوْل علق الدَّم. يجب أَن يشرب بعده مَاء بزر الكرفس. ج فِي السَّابِعَة: الكمون الْبري إِن هَذَا الدَّوَاء حريف مر وَفِيه قبض أَيْضا وَلذَلِك يحدر من الْبَوْل المراري شَيْئا كثيرا ويشفي السدد والضعف الْكَائِن فِي الكبد. وعصارته أَيْضا تحد الْبَصَر بِأَن تحدر من الْعين دموعاً كَثِيرَة كَمَا يفعل الدُّخان. وَأعرف إنْسَانا كَانَ يسْتَعْمل هَذَا الدَّوَاء على أَنه يُقَوي الْمعدة وَيُطلق الْبَطن فَكَانَ يجففه ويحفظه ثمَّ يسحقه وينثر مِنْهُ على مَاء الْعَسَل إِذا أَرَادَ أَن يُطلق الْبَطن وَيشْرب وَإِذا أَرَادَهُ) لتقوية الْمعدة نثر مِنْهُ على شراب ممزوج. وَقَالَ فِي الكمون الْمُسْتَعْمل: إِنَّه حَار وشأنه إدرار الْبَوْل وطرد الرِّيَاح وإذهاب النفخ وَهُوَ فِي الثَّالِثَة من الإسخان. روفس: الكمون النبطي يسهل الْبَطن. ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة يدر الْبَوْل وَيحل النفخ. وَمَتى احتملته الْمَرْأَة مَعَ زَيْت عَتيق قطع كَثْرَة ضَرَر الْحيض والرعاف وَإِذا خشيت بِهِ جِرَاحَة طرية أدملها وَلم وَإِن نفخ فِي الْأنف بعد دقه قطع الرعاف. وَإِن أَكثر من شربه أَو غسل الْوَجْه بمائه صفر اللَّوْن. وَهُوَ نَافِع من الرِّيَاح الغليظة مجفف للمعدة. خاصته تصفير اللَّوْن وَقطع الرعاف وَالْحيض. أصبت فِي جَامعه أَن الْكرْمَانِي يعقل الْبَطن والنبطي لَا يعقله. وأصبت أَن الكمون الْبري هُوَ الْكرْمَانِي. حَكِيم بن حنين: المحدثون رتبوا حرارة الكمون فِي الثَّالِثَة وَإِن د قَالَ فِيهِ: إِنَّه جيد للأورام وَلَا سِيمَا أورام الْعين الْكَثِيرَة الْمَادَّة. مسيح: هُوَ يصفر اللَّوْن وَتلك خاصته ويطرد الرِّيَاح. الْفَارِسِي: يبرد الرِّيَاح وينضج الطَّعَام ويجفف الصَّدْر جيد للبلغم. ابْن ماسويه: هُوَ حَار فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة يصفر اللَّوْن مَتى شرب مِنْهُ وَيقطع الطمث مَتى احْتمل فرزجة جيد لكبد. مَتى شرب بخل ممزوج نفع من الربو. كاربا ذكره مَعَ الْجَوْز. كزبرة قَالَ د: قوتها مبردة وَإِن تضمد بهَا مَعَ الْخبز أَو السويق أبرأت الْحمرَة والنملة. وَمَتى تضمد بهَا مَعَ دَقِيق باقلي حللت الْخَنَازِير.

وبزرها مَتى شرب مِنْهُ شَيْء يسير بالميبختج أخرج الدُّود الطوَال وَولد الْمَنِيّ. وَمَتى شرب مِنْهُ شَيْء كثير خلط الذِّهْن وَلذَلِك من الْوَاجِب أَن يتوقى كثرته وإدمانه. وَأما مَاء الكزبرة إِذا خلط بالاسفيذاج والخل ودهن الْورْد ولطخ على الأورام الحارة الملتهبة الظَّاهِرَة فِي الْجلد نفع مِنْهَا. ج فِي السَّابِعَة: د يزْعم أَن الكزبرة بَارِدَة وَهُوَ غير مُصِيب فِي ذَلِك لِأَنَّهَا مركبة من قوى متضادة وَالْأَكْثَر فِيهَا ألف ز الْجَوْهَر المر. وَقد بَينا أَن هَذَا الْجَوْهَر الأرضي قد يلطف بالحرارة وَفِيه أَيْضا رُطُوبَة مائية فاترة الْقُوَّة لَيست بيسيرة الْمِقْدَار وفيهَا مَعَ ذَلِك قبض يسير فَهُوَ بِسَبَب هَذِه القوى كلهَا يفعل جَمِيع تِلْكَ الْأَفْعَال المتفننة الَّتِي وصفهَا د فِي كِتَابه إِلَّا أَنَّهَا لَيست تفعل تِلْكَ الْأَفْعَال من طَرِيق أَنَّهَا تبرد بل أَنا أصف السَّبَب فِيهَا وَاحِدًا وَاحِدًا. فَإِن القَوْل الَّذِي يجْرِي على هَذَا فِي الدَّوَاء بعد: الدَّوَاء نَافِع إِذا كَانَ بالقوانين الْمَذْكُورَة قبل فَأول مَا أَقُول: إِن د وَغَيره من الْأَطِبَّاء قد حكمُوا فِي أدوية مَا أَنَّهَا تصلح لعلل مَا أَنَّهَا تصلح لعلل مَا بِأَحْكَام مُهْملَة لَا تَحْدِيد لَهَا وَذَلِكَ أَنه قد يُمكن أَن يكون فِي عُضْو مَا حمرَة ثمَّ يسود ويخضر ويبرد بعد ذَلِك والأطباء مقيمون على تبريده وَلَيْسَ يحْتَاج فِي ذَلِك الْوَقْت إِلَى أدوية مبردة بل إِلَى أدوية تحلل وتستفرغ الْخَلْط الراسخ فِي الْعُضْو وَلَا يفرقون فِي ملاكهم بَين الَّتِي تصلح للحمرة فِي وَقت الِابْتِدَاء وَبعد الِانْتِهَاء بل يَقُولُونَ فِيهَا جَمِيع: إِنَّهَا أدوية للحمرة. وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك لِأَن الورم الْمَعْرُوف بالحمرة إِذا سكن لهيبه وغليانه فَلَيْسَ يجب أَن يُسمى ذَلِك الْوَقْت حمرَة. ونظن أَن الْأَدْوِيَة الَّتِي تشفيه أدوية بادرة وَلَا نُقِيم على أَن الْعلَّة حارة والأدوية الَّتِي تشفيها بَارِدَة كَمَا نجد د يظنّ بالكزبرة أَنَّهَا بَارِدَة من أجل أَنه إِن اتخذ مِنْهَا ضماداً مَعَ خبز وَسَوِيق شعير وَوضع على الْحمرَة فشفاها فَإِن الكزبرة مَعَ الْخبز لم يشف وَلَا هُوَ يشفي فِي وَقت من الْأَوْقَات حمرَة خَالِصَة وَهِي الَّتِي مَعهَا لهيب وَيكون لون الورم أَحْمَر) بل إِنَّمَا يشفي الْحمرَة الَّتِي قد خمدت وَبَردت. وَكَذَلِكَ أَشَرنَا نَحن على من يُرِيد استنباطه قوى الْأَدْوِيَة على تَحْصِيل وتحديد أَن نَخْتَار لَهَا مَرضا بسيطاً مَا أمكنه فيجرب قُوَّة الدَّوَاء فِيهِ. وَجل الْأَطِبَّاء يغلط فِي هَذَا. وَقد يكون فِي بعض الْأَوْقَات حمرَة يخالطها ورم بلغمي وَحُمرَة يخالطها ورم سوداوي وَيحدث عَن تراكيب هَذِه علل كَثِيرَة. وَذكر هَذَا لَا يَلِيق هَذَا الْكتاب فَنَقُول: إِن الضماد الَّذِي وَصفه د من الكزبرة والسويق لَا يشفي فِي وَقت من الْأَوْقَات حمرَة خَالِصَة أَعنِي الورم الْكَائِن عِنْد امتلاء الْعُضْو من مَادَّة من جنس المرار وَقد يُمكن أَن تعلم أَن الكزبرة بعيدَة من التبريد من أفعالها الَّتِي ذكرهَا د وَذَلِكَ أَنه زعم أَنَّهَا تحل الْخَنَازِير مَتى اسْتعْملت مَعَ دَقِيق الباقلي ولاأحسب أَن د يشك فِي

أَن الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة لَا يَفِي لتحليل الْخَنَازِير إِذْ كَانَ قد وصف فِي كِتَابه من الْأَدْوِيَة الَّتِي تشفي الْخَنَازِير أدوية كَثِيرَة كلهَا مُوَافقَة ومزاجها حَار وفعلها التَّحْلِيل. ارخيجانس: الكزبرة بَارِدَة رطبَة ألف ز شَدِيدَة الْبُرُودَة. روفس: الكزبرة تبرد وتجفف. اريباسيوس: الْغَالِب على الكزبرة الْجَوْهَر المر الَّذِي هُوَ أرضي لطيف الْأَجْزَاء وَفِيه أَيْضا من المائية شَيْء لَيْسَ باليسير وَقبض يسير وَمن أجل هَذِه الْأَشْيَاء صَار فعله متفنناً. بولس: إِنَّهَا مركبة من كيفيته مرّة لَطِيفَة الْأَجْزَاء ورطوبة مائية فاترة وفيهَا شَيْء من قبض وَلذَلِك تصلح للأورام الحارة والحمرة إِذا لم تكن حارة جدا وتفش الأورام اللينة إِذا جعل مَعهَا شَيْء آخر مِمَّا يصلح لَهَا. وَمَتى شرب من بزرها شَيْء قَلِيل مَعَ شراب حُلْو أخرجت الدُّود. وَمَتى أَخذ مِنْهَا شَيْء ابْن ماسويه: الكزبرة الرّطبَة بَارِدَة يابسة بردهَا أَكثر من يبسها وفيهَا رُطُوبَة يسيرَة مكتسبة من المَاء نافعة من هيجان الْمرة الصَّفْرَاء إِذا أكلت وَإِذا طليت على الأورام الحارة وَلمن يجد فِي معدته التهاباً فَأكلهَا رطبَة بخل ثَقِيف. وخاصتها تَوْقِيف الطَّعَام فِي الْمعدة وَلَا يجب الْإِكْثَار مِنْهَا لِأَنَّهَا تورث خبث النَّفس. وَمَتى طليت مَعَ لباب الْخبز أَو دَقِيق الشّعير على الأورام الصفراوية عِنْد احمرارها وَفِي آخر أمرهَا نَفَعت من ذَلِك.) وخاصتها النَّفْع من البثر الْكَائِن من الْخَلْط الْحَار الْعَارِض للفم وَاللِّسَان إِذا تمضمض بِمَائِهَا أَو دلكت بهَا. والكزبرة الْيَابِسَة بَارِدَة فِي وسط الثَّانِيَة يابسة فِي وسط الثَّالِثَة دابغة للمعدة نَفسهَا مسكنة للالتهاب الْعَارِض من الصَّفْرَاء. وَمَتى قليت عقلت الطبيعة. وَقطعت الدَّم مَتى شربت أَو ذرت على مَوضِع الدَّم. وَهَذِه خاصتها. وَحكى حَكِيم بن حنين أَن جالينوس زعم أَن د قَالَ: الكزبرة مَتى خلطت بدقيق الحمص حللت الْخَنَازِير. قَالَ: وَقد قَالَ ج: إِن عصارة الكزبرة إِذا قطرت فِي الْعين مَعَ لبن امْرَأَة سكنت الضربان الشَّديد. أَبُو جريج: الكزبرة بَارِدَة فِي آخر الثَّالِثَة مخدرة تورث الْغمر والغشي. وَهِي سم يجمد. وَقَالَ فِي بعض الْكتب: إِن الكزبرة تمنع البخار من الصعُود إِلَى الرَّأْس فَلذَلِك تسكن الصداع وَالسكر وتمنع نفث الدَّم وتعقل الْبَطن وَتَنْفَع إِذا شربت مَعَ سكر من وجع الظّهْر وَالرَّأْس الحاد.

كناش الْإِسْكَنْدَر: الكزبرة تمنع البخار من الصعُود إِلَى الرَّأْس فَلذَلِك يخلط فِي طَعَام صَاحب الصرع الَّذِي من بخار يصعد من الْمعدة. ابْن ماسويه: الكزبرة نافعة للمعدة الملتهبة وللمحرورين قَاطِعَة للدم إِذا شرب مِنْهَا مثقالان مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء لِسَان الْحمل غير مغلي. وخاصتها: إِنَّهَا مَتى مضغت ألف ز نَفَعت من السلان الْكَائِن فِي الْفَم. والإكثار مِنْهَا يفْسد الْفِكر. الخوز: إِذا أنقعت الْيَابِسَة وَشرب مَاؤُهَا بسكر قطعت الانعاظ الشَّديد وجففت الْمَنِيّ. لي وَكَذَلِكَ مَتى استفت مَعَ السكر. حنين فِي كتاب الأبدال الْمَنْسُوب إِلَى ج: إِن حب ج لمعاندة د حمله على أَن قَالَ: إِن الكزبرة مائلة إِلَى الْحَرَارَة وَذَلِكَ أَنه بَين: إِن الْقُوَّة الْبَارِدَة فِي الكزبرة أَكثر من أَنه إِن أَكثر من شرب عصيرها الخوز: إِنَّهَا تَنْفَع الْحَرَارَة والخشونة فِي الْفَم واللهاة ونقيع مَائِهَا مَعَ السكر يقطع الانعاظ. وَهِي نافعة لوجع المثانة وصلابتها. قَالَ حُبَيْش فِي كتاب الأغذية قَالَ ابقراط: الكزبرة الرّطبَة حارة تعقل الْبَطن وتسكن الجشاء) الحامض مَتى أكلت فِي آخر الطَّعَام وتجلب النّوم. السمُوم: مَتى شرب من عصير الكزبرة أَربع أَوَاقٍ قتل. لي الكزبرة الرّطبَة تمنع الرعاف إِذا قطر مِنْهَا وتنشق مَاؤُهَا. كبريت د: أقواه مَا لم يقرب النَّار والأصفر يسخن ويحلل وينضج السعال وَيخرج الْقَيْح الَّذِي فِي الصَّدْر سَرِيعا. مَتى تحسى فِي بيضه أَو تدخن بِهِ نفع من الربو. وَمَتى تدخنت بِهِ الْحَامِل طرحت الْجَنِين. وَإِذا خلط بصمغ البطم قلع الجرب المتقرح والقوابي والْآثَار الْبيض الْعَارِضَة فِي الْأَظْفَار وَإِذا لطخ بِهِ مَعَ الْخلّ قلع الجرب المتقرح والبهق. وَإِذا لطخ مَعَ الراتينج أَبْرَأ لسعة الْعَقْرَب. وَإِذا خلط مَعَ الْخلّ نفع من مضرَّة سم التنين البحري ولسعة الْعَقْرَب. وَإِذا خلط بالنطرون وَغسل بِهِ الْبدن سكن الحكة الْعَارِضَة فِيهِ. وَمَتى أَخذ مِنْهُ فلنجاران وَشرب بِمَاء أَو بَيْضَة نفع اليرقان وأنضج الزُّكَام والنزلة. وَإِذا ذَر على الْبدن قطع الْعرق. وَإِذا لطخ على النقرس مَعَ النطرون وَالْمَاء نفع. وينفعه أَيْضا مَتى تدخن بِهِ. وَيقطع النزف. وَمَتى خلط بِالْخمرِ وَالْعَسَل ولطخ على شدخ الْأذن أَبرَأَهُ. وَقَالَ ج: كل كبريت فقوته جاذبة لِأَن مزاجه حَار وجوهره لطيف وَلذَلِك يُقَاوم جلّ السمُوم من الْهَوَام ويضادها. وَقد استعملته مرَارًا كَثِيرَة فِي مداواة لسعة طروغن البحري ونهشة التنين. وَسمعت

الصيادين يمدحونه. واستعماله أَن يسحق وينثر على الْمَوَاضِع أَو يعجن بالريق وَيُوضَع عَلَيْهِ. وَقد جربت هَذَا فَوَجَدته نَافِعًا. وَأرى أَن يعجن بالبول وَقد نجح إِذا اسْتعْمل مَعَ الزَّيْت الْعَتِيق أَو مَعَ الْعَسَل أَو علك البطم. وَقد شفيت بِهِ أَيْضا الجرب وتقشر الْجلد والقوباء مَعَ علك البطم مرَارًا كَثِيرَة لِأَنَّهُ يجلو ويقلع هَذِه الْعِلَل كلهَا من غير أَن يدْفع مِنْهَا شَيْئا إِلَى عمق الْبدن وَكثير من الْأَدْوِيَة الَّتِي تشفي هَذِه فقوته مركبة مِمَّا يحلل وَيمْنَع مَعًا. اريباسيوس: هُوَ حَار لطيف جذاب يقتل الْهَوَام وَيمْنَع من سمومها وَيذْهب الجرب والقوباء) إِذا اسْتعْمل ألف ز مَعَ علك البطم لِأَنَّهُ يجلو جَمِيع هَذِه من غير أَن يَدْفَعهَا إِلَى دَاخل. كندس ج يَقُول فِي الثَّامِنَة: أَكثر مَا يسْتَعْمل مِنْهُ أَصله وطعمه حريف وَهُوَ حَار يَابِس فِي الرَّابِعَة وشأنه أَن يجلو ويهيج العطاس بِمَنْزِلَة الْأَشْيَاء الحارة. بديغورس: خاصته قطع البلغم والمرة السَّوْدَاء الغليظة وَتَحْلِيل الرِّيَاح من الخياشيم. كنكر ذكر مَعَ الحرشف. كمأة ج فِي الثَّامِنَة: قوام جرم الكمأة جَوْهَر أرضي كثير الْمِقْدَار يخالطه شَيْء يسير من الْجَوْهَر اللَّطِيف. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية لَهُ يعمه مَعَ جَمِيع الْأَطْعِمَة التفهة: إِن الْخَلْط الْمُتَوَلد مِنْهَا لَا طعم لَهُ إِلَّا أَنه أميل إِلَى الْبُرُودَة والغذاء الْمُتَوَلد من الكمأة أغْلظ من الْمُتَوَلد من القرع. وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: إِن الكمأة غَلِيظَة الكيموس قَليلَة الْغذَاء إِلَّا أَنه لَيْسَ بردىء الكيموس. ابْن ماسه: هِيَ رَدِيئَة للمعدة بطيئة الهضم يُورث إدمانها القولنج والسكتة والرياح وخاصتها ايزاد هَذِه الأدواء مَعَ وجع الْمعدة. واليابسة أضرّ فَإِن أحب أكلهَا فليتدفن فِي الطين الرطب إِلَى أَن ترطب وَيشْرب عَلَيْهَا النَّبِيذ الصّرْف وَيُؤْخَذ بأثرها الزنجبيل المربى وتستعمل بالتوابل الحارة بعد سلقها بِمَاء وملح وصعتر. وجدت فِي مقَالَة تنْسب إِلَى ج فِي السمُوم: إِن الكمأة بَارِدَة فِي الرَّابِعَة زعم وَهَذَا عِنْدِي غلط. وَقَالَ فِي هَذِه الْمقَالة: إِنَّهَا تورث عسر الْبَوْل والقولنج وَكَذَلِكَ الْفطر.) ابْن ماسويه: وَالْفطر يُولد خلطاً غليظاً أَكثر مِمَّا يُولد الكمأة وَإِذا قَرَأت مَا قيل فِي الْفطر بَان لَك أَنَّهَا أردأ من الكمأة جدا.

ماسرجويه قَالَ: إِنَّهَا بَارِدَة غَلِيظَة وفيهَا نوع من حمرَة وَهِي قاتلة. ابْن ماسويه وَابْن ماسه: هِيَ بَارِدَة رطبَة فِي الثَّانِيَة وتورث ثقلاً فِي الْمعدة فَإِن أكلت بالتوابل وَالزَّيْت والمري خفت وليفعل بهَا ذَلِك بعد السلق فَإِنَّهُ أَجود وَلَيْسَت برديئة الْخَلْط. الخوزي: الْإِكْثَار مِنْهَا يُولد عسر الْبَوْل والقولنج. القلهمان: الكمأة أقل غلظاً من الْفطر وأجودها مَا كَانَ فِي مَوَاضِع رمل قَلِيل المَاء. مسيح: يُولد سَوْدَاء أكلا وماؤها يجلو الْبَصَر كحلاً. كلى ج فِي كتاب الْغذَاء: الْخَلْط الْمُتَوَلد مِنْهَا رَدِيء ظَاهر الرداءة وهضمها عسر شاق. روفس فِي كتاب التَّدْبِير: الكلى رَدِيئَة الهضم والغذاء وفعلها قَلِيل فِي إِطْلَاق الْبَطن. حنين: لَا تجود فِي الهضم لبشاعتها وَغلظ جوهرها وبطء انحدارها. ابْن ماسويه: الكلى بَارِدَة يابسة غير محمودة وفيهَا زهومة يسيرَة من أجل مائية الْبَوْل. وكلى الجداء أَحْمد الكلى وخاصة إِن أكلت حارة. ج فِي الكيموسين: الكلى رَدِيئَة الْخَلْط غَلِيظَة. ج فِي الكيموسين: هَذِه تولد كيموساً لزجاً ألف ز وَلكنه لَيْسَ بغليظ وَهِي صَالِحَة فِي الانهضام عديمة الفضول حَسَنَة الكيموس سريعة الانهضام. ابْن ماسويه: أَطْرَاف الْحَيَوَان لزجة عصبية تغذو غذَاء يَسِيرا وتسهل الطبيعة بلزوجتها بطيئة الهضم نافعة من السعال الْمُتَوَلد من الْحَرَارَة وخاصة مَتى طبخت مَعَ الشّعير المقشر. ج فِي الكيموسين: إِنَّهَا تولد غذَاء لزجاً لَيْسَ بغليظ وَالدَّلِيل على ذَلِك حَالهَا فِي النضج لِأَن مَا كَانَ يَرْبُو كثيرا فيتهرأ فِي الطَّبْخ فَإِنَّهُ جيد الهضم. بولس: هِيَ عصبية قَليلَة السّمن وَاللَّحم لزجة قَليلَة الْغذَاء مُطلقَة للبطن.) كامخ يذكر هَهُنَا مَا يعم الكوامخ فَأَما ذكر كل وَاحِد فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب ذكر الكوامخ. كروكر دهن قَالَ بديغورس: خاصته النَّفْع من الفالج وأوجاع العصب. الطَّبَرِيّ: ينفع من السدد والحميات الْبَارِدَة. كبد أما كبد الْكَلْب الْكَلْب فَالْقَوْل فِيهَا مستفيض: إِنَّهَا مَتى شويت وَأكل مِنْهَا صَاحبهَا عضة الْكَلْب الْكَلْب نَفَعت من الْفَزع من المَاء وَقد يشد قوم نَاب الْكَلْب الْكَلْب على عضد الْإِنْسَان ليحفظه من عضة الْكَلْب الْكَلْب.

وَأما كبد المعزى فَإِنَّهَا مَتى شويت فَإِن الرُّطُوبَة السائلة مِنْهَا نافعة للعشا. وَمَتى فتحت الْعين على بخاره إِذا شوي أَو طبخ نفع. وَإِن أكلت مشوية صرعت من بِهِ صرع وَلَا سِيمَا كبد التيس. ج أما كبد الْكَلْب الْكَلْب فقد ذكر قوم أَنَّهَا مَتى شويت وأكلت نَفَعت من عضة الْكَلْب الْكَلْب. وَقد رَأَيْت قوما أكلُوا مِنْهَا فعاشوا لكِنهمْ تداووا مَعَ ذَلِك بِغَيْرِهِ وَبَلغنِي أَن قوما اقتصروا عَلَيْهِ فماتوا. وَأما كبد المعزى فَإِنَّهَا تشوى ويكحل بصديدها من العشا وَيفتح الْعين قبالة بخاره وتؤكل مشوية كَذَلِك فَإِنَّهَا تكشف أَمر من بِهِ صرع إِذا أكلهَا. وَأما كبد الذِّئْب فقد ألقيت أَنا مِنْهَا فِي الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالغافت لوجع الكبد فَلم يزدْ على الَّذِي لَا كبد فِيهِ. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: أكباد الْمَوَاشِي والحيوانات المألوفة الْأكل تولد خلطاً غليظاً عسر الانهضام بطيء الانحدار عَن الْمعدة والنفوذ فِي المعي. وَأفضل الكبود فِي جَمِيع الْأَحْوَال الكبود الَّتِي تسمى التبنية من أجل أَن حيوانها يعتلف التِّبْن) الْيَابِس حَتَّى يسير كبده فِي هَذِه الْحَال سَمِينَة. قَالَ: وكبد البط المسمن الَّذِي يَجْعَل غذاءه بِالتِّينِ لذيذ جدا كثير الْغذَاء يُولد دَمًا مَحْمُودًا وخلطاً فِي غَايَة الْجَوْدَة ألف ز وحاله فِي الانهضام فِي الْمعدة وَخُرُوجه من الْبَطن على أصلح مَا يكون. روفس فِي كتاب التَّدْبِير: الكبد أَبْطَأَ انهضاماً وَأكْثر غذَاء من الطحال. ابْن ماسويه: الأكباد من جَمِيع الْحَيَوَان حارة رطبَة بطيئة الهضم يُولد خلطاً غليظاً كَالَّذي يتَوَلَّد من الطحال والخصى. وأكباد الدَّجَاج محمودة وَلَا سِيمَا المسمنة وخاصة مَا جعل فِي علفه التِّين. ج فِي كتاب الكيموس: إِن الكبد بَارِدَة غَلِيظَة الْخَلْط لَكِنَّهَا لَيست برديئة الْخَلْط. كباد مَعْرُوف. خاصته إِخْرَاج الدُّود وَحب القرع. وأحسب أَن هَذَا كتيت. كبر قَالَ د: إِنَّه رَدِيء للمعدة ويلين الْبَطن ويعطش. وَمَتى شرب ثمره كل يَوْم مرّة ثَلَاثِينَ يَوْمًا زنة درخمي بشراب حلل ورم الطحال وأدر الْبَوْل ونفع من عرق النسا والداء الَّذِي يفْسد مِنْهُ الْحس وَالْحَرَكَة من عُضْو وَاحِد ووهن العضل ويدر الطمث ويقلع البلغم مَتى مضغ. وثمره مَتى طبخ بخل وتمضمض بِهِ سكن وجع الْأَسْنَان.

وقشر أَصله مَتى جفف وَافق مَا ذكرنَا وينقي القروح الوسخة المزمنة الجاسية. وَقد يخلط بدقيق شعير ويضمد بِهِ ورم الطحال. وَمَتى عض بِالسِّنِّ الألمة على أصل الْكبر نفع. وَإِذا أنعم سحقه بخل ولطخ على البهق الْأَبْيَض جلاه. وَإِذا أَخذ مَاؤُهُ وقطر فِي الْأذن قتل الدُّود الْمُتَوَلد فِيهَا. وَيكون مِنْهُ نوع ينْفخ نفخاً مفرطاً. وَنَوع يُحَرك الْقَيْء. وَالَّذِي ينْبت بِنَاحِيَة بَحر القلزم ولينوى حريف جدا ينفط الْفَم وَيَأْكُل اللثة حَتَّى يفْسد الْأَسْنَان فَلذَلِك لَا يصلح للطعام. وَقَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة: إِن قُوَّة أصل الْكبر الْغَالِب عَلَيْهَا المرارة وَبعده الحرافة وَبعد هذَيْن الْقَبْض فَلذَلِك يدل على أَنه مركب من قوى مُخْتَلفَة متضادة وَذَلِكَ أَنه يقدر أَن يجلو وينقي وَيفتح وَيقطع لمَكَان مرارته وَأَن يسخن ويحلل لمَكَان حرافته وَأَن يجمع ويشد لمَكَان قَبضه وَلذَلِك صَار قشر هَذَا الأَصْل أَنْفَع من كل دَوَاء آخر يعالج بِهِ الطحال الصلب إِذا ضمد بِهِ مَعَ أدوية أخر نافعة للطحال أَو شرب بالخل أَو السكنجبين أَو بِمَاء أشبهه أَو يجفف ويسحق ويخلط بِهَذِهِ وَذَلِكَ أَنه يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة إِذا شرب على هَذِه الصّفة تقطيعاً بَينا ويخرجها بالبول وَالْغَائِط ومراراً كَثِيرَة قد يخرج بالغائط شَيْئا دموياً فيسكن وجع الطحال ويخف أمره على الْمَكَان وَكَذَلِكَ يفعل فِي وجع الورك. وَهُوَ مَعَ هَذَا يدر الطمث ويحدر البلغم إِذا تغرغر بِهِ وَإِذا مضغ وينفع من الهتك الَّذِي يَقع فِي وَإِذا مضغ قشر هَذَا الأَصْل وَوضع على الْجِرَاحَات الخبيثة ضماداً عظم نَفعه لِأَنَّهُ يجففها) ويجلوها جلاء وتجفيفاً قَوِيا وَكَذَلِكَ ينفع من وجع ألف ز الْأَسْنَان مرّة إِذا طبخ بشراب وَمرَّة إِذا طبخ بخل ومراراً كَثِيرَة بِأَن يمضغ أَو يعَض عَلَيْهِ وَحده. وَلكُل وَاحِد من هَذِه وَقت. وَقد تعلم مِمَّا قدمنَا من القوانين أَن لهَذَا القشر قُوَّة قطاعة وَقُوَّة تجلو وَقُوَّة تحلل وَقُوَّة تشد وتغري وتقبض إِذْ كَانَ يجلو البهق إِذا طلي عَلَيْهِ بالخل ويحلل الْخَنَازِير والأورام الصلبة إِذا خلط مَعَ الْأَدْوِيَة النافعة لذَلِك. وَأما ثمره الْكبر الَّذِي يكون فِي الْبِلَاد القوية الْحَرَارَة كَالَّذي يكون فِي أَرض تهَامَة فَإِنَّهُ أحد وَأَشد حراقة من الْكَائِن فِي الْبِلَاد الَّتِي هِيَ أبرد بِمِقْدَار كثير فَفِيهِ لهَذَا السَّبَب قُوَّة محرقة لَيست بيسيرة. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية فِي ثَمَرَة الْكبر: قوتها لَطِيفَة جدا وَلذَلِك غذاؤه يسير كَسَائِر الْأَشْيَاء اللطيفة وَهِي قبل أَن تملح أَكثر غذَاء. وَإِذا ملحت إِن هِيَ أكلت أطلقت الْبَطن

وغذت غذَاء قَلِيلا جدا وَكَانَت مُوَافقَة لتحريك الشَّهْوَة المقصرة ولجلاء مَا فِي الْمعدة والبطن من البلغم وإخراجه بالبراز ولتفتيح مَا فِي الكبد وَالطحَال من السدد وتنقيتها. وَإِذا اسْتعْملت لهَذَا الْوَجْه وَحَال القضبان كَذَلِك إِلَّا أَنَّهَا أغْلظ. أريباسيوس: قُوَّة أصل الْكبر مركبة وَذَلِكَ أَنه يجلو وَيفتح وينقي وَيقطع ويحلل بحدته وَيجمع بِقَبْضِهِ وَلذَلِك ينفع الطحال الصلب أَكثر من كل شَيْء من دَاخل أَو خَارج إِذا ضمد بِهِ وَإِن طبخ مَعَ خل وسكنجبين وَشرب وَذَلِكَ أَنَّهَا تقطع الأخلاط الغليظة اللزجة تقطيعاً بَينا إِذا أخذت على هَذِه الْجِهَة. وَلَيْسَ إِنَّمَا تفعل ذَلِك بالبول فَقَط بالإسهال أَيْضا. وَقد تسهل من الْبَطن أَيْضا مرَارًا كَثِيرَة شَيْئا دموياً فتنفع من الطحال والوركين بِهَذَا الاستفراغ وتحدر الطمث ويجلب البلغم من الْفَم فتنفع من الفتق والحرق الْكَائِن فِي العضل. وَهُوَ دَوَاء جيد للقروح الخبيثة إِذا ضمد بهَا وينفع أَيْضا من وجع الْأَسْنَان إِذا طبخ بالخل وَمرَّة بِالشرابِ ومراراً كَثِيرَة إِذا مضغت على حدتها. ويقلع الوجع إِذا طلي عَلَيْهِ بالخل ويحلل الْخَنَازِير والأورام الصلبة إِذا خلط بالأدوية الَّتِي تصلح لذَلِك.) وعصارته تقتل الدُّود فِي الْأذن من أجل مرارتها. وَقُوَّة حب الكزبرة هَذِه الْقُوَّة. بولس: أصل الْكبر ينقي وَيقطع ويسخن ويحلل ويفش لما فِيهِ من المرارة. وَهُوَ أَيْضا يجمع ويشد لما فِيهِ من الْقَبْض. وَلذَلِك ينفع الطحال الجاسي من دَاخل وخارج. ويدر الطمث ويقلع البلغم وينفع من القروح الرَّديئَة الْمَذْهَب. وَيذْهب بوجع الْأَسْنَان وَيحل الأورام وَيذْهب الوهن وَيذْهب بالبهق وَيقتل الدُّود فِي الْأذن. وَقُوَّة الْوَرق وَالثَّمَر كَذَلِك إِلَّا أَنَّهَا أَضْعَف. ابْن ماسويه: هُوَ مقو لشَهْوَة الطَّعَام ألف ز والمربى بالخل دابغ للمعدة. فَأَما غير المربى بالخل فضار للمعدة مجفف لَهَا معطش جلاء لما فِيهَا من البلغم فتاح للسدد فِي الكبد وَالطحَال مدر للطمث نَافِع من وجع الورك. وخاصته نفع الطحال والإضرار بالمعدة مضرَّة يسيرَة. الْفَارِسِي: يزِيد فِي الباه جيد للبواسير ويطيب الْفَم وَهُوَ ترياق ويطرد الرّيح. ابْن ماسه: الْكبر حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة جيد لوجع الورك وَإِذا أنقع بخل ذهب إضراره بالمعدة.

الخوز: الْكبر يشفي النواصير الَّتِي تكون فِي المأق وَإنَّهُ ينفع الْمعدة ويسكن الْحمى وَالدَّم. وَهُوَ حَار يَابِس. لي أدام صديق لي أكل كامخ الْكبر الطري فسحجه وَأرى أَنه إِن حقن بعصيره من بِهِ عرق النسا كَانَ بليغاً جدا. كلب قَالَ د: دَمه إِذا شرب وَافق عضة الْكَلْب الْكَلْب وسم السم الَّذِي يطلى على النشاب. زبله قَالَ: وزبل الْكَلْب مَتى شرب بشراب قَابض عقل الْبَطن. وَقَالَ ج: قد اسْتعْملت زبل الْكَلْب الْأَبْيَض مِنْهُ الْيَابِس فِي مداواة الخناق والذرب وقروح المعي فَوَجَدته عجيباً. وَقد ذكرنَا كَلَامه بِلَفْظِهِ فِي الزبل فاقرأه. وَكَذَلِكَ فِي القروح الخبيثة. كبده قَالَ د فِي كبد الْكَلْب القَوْل فِيهِ مستفيض: إِنَّه مَتى شوي وَأكل نفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب وَمن الْفَزع من المَاء. وَج قد ذكر هَذَا وَقَالَ: قد رَأَيْت قوما عضهم كلب كلب أكلُوا من هَذِه الكبد فعاشوا وَبَلغنِي أَن قوما اقتصروا عَلَيْهَا فماتوا. لبنه قَالُوا: وَمَا قيل إِن لبن الكلبة يمْنَع أَن يعود الشّعْر الَّذِي ينتف من الجفن وَمن الْعَانَة كذب. وَكَذَلِكَ مَا قيل: إِنَّه يخرج الأجنة الْمَوْتَى إِذا شرب بَوْله. كشت بركشت بديغورس خاصته قطع شَهْوَة الْجِمَاع. ماسرجويه: قُوَّة هَذَا كقوة البرشكان وَإنَّهُ حَار يَابِس لطيف. كور كندم بولس: إِنَّه يَابِس وَله قُوَّة تبرد قَلِيلا وتجفف وتبريء من القوبا وتطفيء الْحَرَارَة وتقطع الدَّم على مَا ذكر د. وَكَانَ فِي الْكتاب هَذَا الِاسْم عندعندوم. وَقَالَ فِي كتاب الطلسمات: إِن هَذِه التربة البربرية تسمى بالرقة: كوركندم. وَإِذا طرح مِنْهُ ربع كيلجة فِي عشرَة أَرْطَال من الْعَسَل وَثَلَاثِينَ رطلا من المَاء الْحَار وَضرب نعما وغطى رَأس الْإِنَاء أدْرك شرابًا من سَاعَته. والرقي ضَعِيف والبربري قوي. الخوز: يسمن وَيزِيد فِي الْمَنِيّ. كشوث ابْن ماسويه: إِن فِيهِ مرَارَة وعفوصة والأغلب فِيهِ الْحَرَارَة فِي وسط الأولى يَابِس فِي آخر الثَّالِثَة دابغ للمعدة لمرارته وعفوصته مقو للكبد مَذْهَب لليرقان مفتح للسدد الْعَارِضَة فِيهِ وللطحال ألف ز مخرج للفضول العفنة من الْعُرُوق والأوردة نَافِع من الحميات المزمنة ملين للطبيعة وَلَا سِيمَا مَاؤُهُ فَإِنَّهُ صَالح من الحميات الْعَارِضَة للصبيان مَتى شرب مَعَ سكنجبين. وَإِن أَكثر مِنْهُ ثقل فِي الْمعدة لعفوصته.

وخاصته إِخْرَاج الفضول اللطيفة من الْعُرُوق والأوردة بَالغ النَّفْع من الحميات المزمنة. ماسرجويه: إِنَّه بَارِد لطيف وَفِيه قبض نَافِع من اليرقان وسدد الكبد وَالطحَال. كزمازك قَالَ الدِّمَشْقِي: إِنَّه بَارِد فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي الثَّالِثَة ينقص اللَّحْم الزَّائِد وينفع من تَأْكُل الْأَسْنَان. كهربا الخوز هُوَ يعلق على صَاحب الأورام الحادة فينفع وَهُوَ بَارِد نَافِع للخفقان وَنَفث الدَّم والرعاف. كار هُوَ خشب يجلب من الْهِنْد كثير ببلخ وَأَحْسبهُ مغاث هندي نَافِع للرض وَالْكَسْر جدا جدا. كرش ج فِي كتاب الْغذَاء: الكروش والمصارين والأرحام من الْمَوَاشِي أَصْلَب من اللَّحْم وَلذَلِك مَتى انهضم أَجود مَا يكون من الانهضام لم يتَوَلَّد مِنْهَا دم خَالص لَا عيب فِيهِ بل خلط أَشد بردا وَهُوَ غير مصلح يحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة لتتغير وتستحيل فِي الْمعدة وتنضج حَتَّى يصير دَمًا. وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: إِن الأمعاء والأرحام والبطون أَصْلَب من اللَّحْم وغذاؤها أقل مِنْهَا وكيموسها دون كيموسه فِي الْجَوْدَة. روفس فِي كتاب التَّدْبِير: إِن الكروش والأمعاء بطيئة الهضم وغذاؤها أَكثر. أَحسب أَنه يُرِيد أَن غذاءها أَكثر من غذَاء الرئة لِأَن كَلَامه فِيهَا بعقب كَلَامه فِي الرئة. ابْن ماسويه: بطُون الْحَيَوَان الرضع أَحْمد لرطوبتها وَسُرْعَة ... والكرش بطيئة الهضم يسير الْغذَاء. ج: بطُون الطير مُخْتَلفَة وَهِي صلبة فَهِيَ لذَلِك عسرة الهضم فَإِن انهضمت فَهِيَ كَثِيرَة بولس: الْبُطُون والمصارين بطيئة الهضم مولدة للبلغم. ماسرجويه: بطُون الطير حارة حَدِيدَة فَلذَلِك لَا نطعمها المرضى. كادي قيل فِي كتاب الْأَسْمَاء الْهِنْدِيَّة: إِنَّه يستأصل الجذام ويقطعه. كزبرة البير د: طبيخ هَذَا النَّبَات مَتى شرب أَبْرَأ من الربو واليرقان ووجع الطحال وعسر الْبَوْل وَقد يفت الْحَصَى وَيعْقل الْبَطن. وَيشْرب بشراب لنهش الْحَيَّات وينفع من سيلان الفضول إِلَى الْمعدة وَقد يدر الطمث وينقي النُّفَسَاء وَيقطع سيلان الدَّم.

ويضمد بِهَذَا النَّبَات القروح الخبيثة المفرطة الرداءة وينبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب ويبدد الْخَنَازِير. ويخلط بِمَاء الرماد فينقي نخالة الرَّأْس ويقلع القروح الرّطبَة. ويخلط بدهن اللاذن والآس فَيمسك الشّعْر المتساقط. وَإِذا خلط بِالشرابِ وَمَاء الرماد فعل لي هَذَا الدَّوَاء لَا يتَبَيَّن لَهُ كَيْفيَّة غالبة بل هُوَ فِي الكيفيات على السوَاء وَلَا سِيمَا فِي الْحر وَالْبرد. وقوته الثَّانِيَة تلطف وتحلل وقوته الثَّالِثَة قُوَّة تنْبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب وتبدد الْخَنَازِير ويخلط بِمَاء الرماد فينقي نخالة الرَّأْس ويقلع القروح الرّطبَة وَيشْرب فيفت الْحَصَى ويعين على نفث الأخلاط اللزجة من الصَّدْر والرئة وَيحبس الفضول المنبثة. ابْن ماسويه: خاصتها إسهال الصَّفْرَاء الْعَارِضَة فِي الْمعدة والأمعاء. الشربة من سَبْعَة دَرَاهِم إِلَى عشرَة دَرَاهِم. ابْن ماسه: يفت الْحَصَى وَيخرج الأخلاط الغليظة من الصَّدْر ويرقق الأخلاط الغليظة من الصَّدْر وَغَيره وَيحل الْخَنَازِير وَيُقَوِّي الشّعْر مَتى غسل الرَّأْس بطبيخها. وَإِذا طبخت فِي مَاء رماد البلوط قوت الشّعْر ونفت النخالة. وَهِي بليغة النَّفْع فِي ذَلِك. كسيلا قيل فِي جَامع الخوز: إِنَّه حَار رطب جيد لاسترخاء الْمعدة ويسمن. كرمدانة لي هَذِه حَبَّة شريفة جليلة الْقدر قد ذكرهَا أبقراط وَغَيره من القدماء. وَهِي تسهل المَاء والمرة وتنقي أَيْضا وتعمل أعمالاً جليلة. كافور مسيح: هُوَ بَارِد يَابِس فِي الثَّالِثَة يقطع الرعاف مَعَ عصير الْبُسْر الْأَحْمَر. قَالَ ماسرجويه: أَخذ رجل من معارفي سِتَّة مَثَاقِيل من الكافور فِي ثَلَاث مَرَّات ففسدت معدته حَتَّى لم تهضم الْبَتَّةَ وَانْقطع عَنهُ الباه بالواحدة. وَلم يحدث بِهِ مرض غير هَذَا. ابْن ماسويه: الكافور بَارِد فِي الثَّالِثَة نَافِع للمحرورين مَعَ مَاء الْورْد يُقَوي أعضاءهم وحواسهم مَتى ألقِي مِنْهُ كمية يسيرَة مَعَ أدوية تعقل الطبيعة الَّتِي تمشي صفراء. وَقَالَ فِي الطِّبّ الْقَدِيم: إِن الكافور يعقل الْبَطن ويسرع الشيب. كتيت قَالَ ج فِي السَّادِسَة: قُوَّة جَمِيع أصنافه بَين الْحِنْطَة وَالشعِير. بقلة مَعْرُوفَة. ماسرجويه: قوته من قُوَّة البقلة اليمانية. ابْن ماسويه: إِنَّه من جنس الْفطر وَهِي قريبَة من الغوشنة فِي الطَّبْع وَهِي بَارِدَة إِلَّا أَن بردهَا لَيْسَ بِقَوي. كشك قَالَ ابْن ماسويه: الفامي مِنْهُ رَدِيء الكيموس. وَأما الْمُتَّخذ من

الْحِنْطَة المنقاة والكرفس والنعنع والسذاب والأرز وَمَاء الحصرم وكزبرة رطبَة وأطراف الأترج وحماماً وفلنجمشك فجيد. كمافيطوس قَالَ د: إِذا شرب ورق هَذَا النَّبَات سَبْعَة أَيَّام مُتَوَالِيَة أَبْرَأ اليرقان وَإِذا شرب مَعَ الشَّرَاب الَّذِي يُقَال لَهُ ادرومالي أَرْبَعِينَ يَوْمًا مُتَوَالِيَة أَبْرَأ عرق النسا. وَقد يسقى مِنْهُ لعِلَّة الكبد وعسر ألف ز الْبَوْل ووجع الكلى والمغس. وَقد يسْتَعْمل هَذَا النَّبَات لضَرَر السم الْمُسَمّى اقرنيطن وَقد يضمد بِهِ مَعَ سويق الشّعير لهَذِهِ وَمَتى خلط بِعَسَل وَاحْتمل نقى الفضول من الرَّحِم. وَإِذا وضع على الثدي الجاسية حلل جساها. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل ألزق الْجِرَاحَات وَمنع النملة من السَّعْي فِي الْبدن. جالينوس فِي الثَّامِنَة: المرارة أقوى فِيهِ من الحرافة وَفعله أَن ينقي وَيفتح ويجلو الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة أَكثر مِمَّا يسخنها وَلذَلِك صَار أَنْفَع الْأَدْوِيَة لمن بِهِ يرقان وَبِالْجُمْلَةِ لمن فِي كبده سدد بسهولة وَهُوَ مَعَ هَذَا يحدر الطمث مَتى شرب مَعَ عسل وَمَتى احْتمل من أَسْفَل. وينفع من إدرار الْبَوْل. وَبَعض النَّاس يُعْطي مِنْهُ لوجع الورك بعد طبخه بِمَاء الْعَسَل. وَمَا دَامَ طرياً فَهُوَ يلزق الْجِرَاحَات ويلحمها ويشفي بذلك الْجِرَاحَات المتعفنة ويحلل الصلابة) من الثديين وَذَلِكَ لِأَنَّهُ فِي التجفيف فِي الثَّالِثَة وَمن الإسخان فِي الثَّانِيَة. بديغورس: خاصته تفتيح السدد وإنزال الْحيض وَالْبَوْل. حنين فِي الترياق: الكمافيطوس مسهل. كروان هِيَ حشيشة القلاف مقرحة للأفواه وخاصتها نفع الْفُؤَاد ووجعه وَدفع الْهَوَام. كرفس د: أما البستاني فَإِنَّهُ يُوَافق كلما توافقه الكزبرة. إِذا تضمد بِهِ مَعَ الْخبز والسويق سكن أورام الْعين الحارة والتهاب الْمعدة وأورام الثدي الحارة ويدر الْبَوْل نيئاً ومطبوخاً. وطبيخه بأصوله إِذا شرب نفع من السمُوم وحرك الْقَيْء وَيعْقل الْبَطن. وبزره أَشد إدراراً للبول وينفع من نهش الْهَوَام وَشرب المرداسنج وَيحل النفخ وَيدخل فِي أخلاط الْأَدْوِيَة الَّتِي تسكن الأوجاع والأدوية المركبة لضَرَر سموم الْهَوَام وأدوية السعال. وَأما الكرفس النَّابِت فِي المَاء فَهُوَ أعظم من الكرفس البستاني وقوته كقوته. وَأما الكرفس الْجبلي فَإِن أَصله وثمرته أدرا الطمث وَالْبَوْل مَتى شربا بشراب.

وَأما المقدونس وَهُوَ الكرفس الرُّومِي فَإِنَّهُ مَعَ إدراره الْبَوْل والطمث جيد لإدرار الْمعدة والقولون والمغس وَمَتى شرب أَيْضا نفع من وجع الْجنب والكلى والمثانة. وَأما الْمُسَمّى سمرنيون فَإِنَّهُ أعظم من الكرفس البستاني ولونه إِلَى الْبيَاض مَا هُوَ وَله سَاق جوفاء طَوِيلَة ناعمة كَأَن فِيهَا خُطُوطًا وَفَوق ورقه ميل يسير إِلَى الْحمرَة مسخن يُوَافق نهش الْهَوَام والسعال وعسر النَّفس وَالْبَوْل ويحلل الأورام البلغمية مَتى ضمدت بِهِ فِي ابتدائها والأورام الصلبة وخاصة الأورام الحارة وَيصْلح للجراحات فِي جَمِيع أحوالها إِلَى أَن تنختم. وَمَتى حك أَصله وَجعل مِنْهُ فرزجة وَاحْتمل أخرج الْجَنِين. ويوافق عرق النسا إِذا شرب بِالشرابِ. ويوافق أَيْضا وجع الكلى وَالطحَال والمثانة ألف ز وَيخرج المشيمة ويدر الطمث ويسكن النفخ فِي الْمعدة ويدر الْعرق ويحرك الجشاء. وَيشْرب للحبن خَاصَّة ولأدوار الْحمى. وَأما الكرفس الْبري فَإِنَّهُ مَتى تضمد بِهِ بورقه وأغصانه قرح وألم وَلذَلِك يبريء تشقق) الْأَظْفَار وتقشرها وَكَذَلِكَ يفعل بالجرب والنمش والثآليل. وَمَتى ضمد بِهِ دَاء الثَّعْلَب وقتا يَسِيرا قطعه. وَمَتى طبخ وصب طبيخه فاتراً على الشقاق الْعَارِض من الْبرد نفع مِنْهُ. وَأَصله إِذا جفف وأنعم دقه وشم عطس. وَمَتى علق فِي الرَّقَبَة سكن وجع الْأَسْنَان إِلَّا أَنه يفتها. وقوته حارة جدا مقرحة. وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: الكرفس الْجبلي أَنْفَع مَا فِيهِ بزره. وَجُمْلَة النَّبَات شَبيه بِهِ إِلَّا أَنه أَضْعَف. وكما أَن طعمه مر حريف كَذَلِك هُوَ حَار قطاع وَبِهَذَا السَّبَب يحدر الْبَوْل والطمث كثيرا وَيحل النفخ ويذهبه. وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ لَا محَالة فِي الثَّالِثَة من الإسخان والتجفيف. وَقَالَ فِيهَا أَيْضا فِي الكرفس الْمَأْكُول: إِنَّه يبلغ من إسخانه أَن يدر الطمث وَالْبَوْل وَيحل الرِّيَاح وَالَّذِي يُسمى مِنْهُ اوراساليون وساساليون يشبه بزر الكرفس الْمُسْتَعْمل إِلَّا أَن النَّوْع الْمُسَمّى اوراساليون أَضْعَف مِنْهُ بِحَسب مَا النَّوْع الْمُسَمّى اوسالينون أقوى مِنْهُ. وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي سمرنيون: إِنَّه أقوى من الكرفس البستاني وأضعف من الْجبلي وَلذَلِك صَار يحدر الطمث وَالْبَوْل ويسخن ويجفف فِي الثَّالِثَة. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء فِي الكرفس البستاني والجبلي وسمون وَهُوَ كرفس المَاء وسمرنيون: إِنَّهَا كلهَا تدر الْبَوْل وكرفس الْجبلي بعيد عَن الِاعْتِدَال.

وَأما سمرنيون فمعتاد وَهُوَ أَجود من الكرفس البستاني وأخف مِنْهُ بِكَثِير وَفِيه مَعَ هَذَا عطرية فَهُوَ لذَلِك أَكثر إدراراً للبول وأحدر للطمث. والكرفس البستاني أَنْفَع للمعدة من جَمِيع هَذِه لِأَنَّهُ ألذ مِنْهَا وَأكْثر اعتياداً. ارخيجانس: الكرفس البستاني حَار رطب وَأَصله حَار يَابِس. روفس: الكرفس يمْلَأ الْأَرْحَام رُطُوبَة حريفة ويدر الْبَوْل وَلَا يُطلق الْبَطن. اريباسيوس: بزر الكرفس الْجبلي حَار مر وَلذَلِك يُحَرك الطمث ويدر بولاً كثيرا وَيحل الرِّيَاح ويسخن ويجفف بِقُوَّة قَوِيَّة. ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي أول الثَّانِيَة يَابِس فِي وسط الثَّانِيَة يدر الْبَوْل قَلِيل النفخ. وخاصة بزره فَإِنَّهُ مقو للمعدة فتاح للسدد فِي الكبد عَاقل للطبيعة ضار لمن بِهِ صرع جدا. وماؤه مغث.) وَأَصله أقوى من بزره. وبزره أقوى من ورقه. والمربى أسْرع هضماً للرطوبة المكتسبة وأنفع لأَصْحَاب الخراجات. أَبُو جريج: إِنَّه حَار يَابِس فِي أول الثَّانِيَة نَافِع للكبد الْبَارِدَة والسدد فِيهَا. وَإِن طلي على الأورام الحارة ألهبها. من كتاب قسطس فِي الفلاحة قَالَ: الكرفس يهيج شَهْوَة الباه من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَلذَلِك ألف ز يمنعهُ الْمُرضعَة لِأَنَّهُ يهيج الباه مِنْهَا ويقلل اللَّبن. والكرفس يطيب النكهة فَلذَلِك يكثر من أكله من بِهِ بخر وَمن يحْتَاج أَن يسَار السُّلْطَان والأشراف كثيرا يدمنون أكله لِئَلَّا يكون فِي أَفْوَاههم رَائِحَة كريهة. حَكِيم بن حنين: إِن حذاق الْأَطِبَّاء الْمُحدثين يضعون الكرفس فِي أول الثَّانِيَة من الْحَرَارَة واليبس. حنين فِي الترياق: إِن بزر الكرفس الْجبلي خاصته إِطْلَاق الْبَطن فِي القولنج. أَبُو جريج: إِنَّه حَار فِي أول الثَّانِيَة يَابِس فِي آخر الأولى وماؤه نَافِع من السدد فِي الكبد وَينفذ بِمَا يمزج بِهِ وَيفتح سدد الأحشاء بِخَاصَّة عَجِيبَة ويسخن الكبد الَّتِي قد بردت وينفع من المَاء وَمَتى شرب غير مغلي غشى ووقف فِي الْمعدة وَإِن أَكثر مِنْهُ قيأ. ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة ينقي الكبد والكلى والمثانة وَيفتح السدد وَيحل الرِّيَاح والنفخ الْعَارِض فِي الْمعدة ويضر بِصَاحِب الصرع. مسيح: أصنافه كلهَا نافعة للمعدة ويضر بِصَاحِب الصرع. كمادريوس د يَقُول: مَتى شربت الحشيشة نَفسهَا طرية أَو شرب طبيخها نفع من

شدخ العضل والسعال وجساء الطحال وعسر الْبَوْل وَابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء ويحدر الطمث والجنين. وَمَتى شرب بخل نفع من ورم الطحال. وَمَتى شرب بشراب أَو ضمد بِهِ نفع لنهش الْهَوَام. وَقد يسحق ويعجن ويحبب وَيشْرب للعلل الَّتِي ذكرنَا. وَمَتى خلط بِعَسَل نقى القروح المزمنة الوسخة. وَمَتى خلط بالزيت واكتحل بِهِ أَبْرَأ القرحة الَّتِي يُقَال لَهَا: اخيلوس الْعَارِضَة فِي الْعين. وَمَتى تمسح بِهَذَا الزَّيْت أسخن. وَأما شرابه فمسخن مُحَلل نَافِع من التشنج واليرقان والنفخة فِي الرَّحِم وإبطاء الهضم وَابْتِدَاء ج فِي الثَّامِنَة: الْأَكْثَر فِي هَذَا الدَّوَاء الْكَيْفِيَّة الْمرة وَفِيه مَعَ هَذَا حِدة وَلذَلِك هُوَ حقيق بإذابة الطحال وإدرار الطمث وَالْبَوْل وتقطيع الأخلاط الغليظة وتفتيح السدد الَّتِي الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة فليوضع فِي الثَّانِيَة من التجفيف والإسخان على أَن إسخانه أَكثر من تجفيفه. بديغورس: إِنَّه يقطع الفضول ويذيب الطحال. كافروره ابْن ماسويه قَالَ: هِيَ حارة يابسة فِي الثَّالِثَة تجفف رطوبات الرَّأْس وتحلل سدده. كسن قَالَت الخوز: إِنَّه حَار فِي الأولى يلين وينفع من السعال. كرنب د يَقُول: إِنَّه مَتى سلق سلقة خَفِيفَة وَأكل أسهل الْبَطن وَإِن أجيد سلقه وخاصة إِن سلق مرَّتَيْنِ بِمَاء أمسك الْبَطن. والكرنب النَّابِت فِي الصَّيف رَدِيء للمعدة والمصري لَا يُؤْكَل لمرارته وَمَتى أكل الكرنب نفع وقلب الكرنب ألف ز أَجود للمعدة وأدر للبول من سائره. وَإِن عمل بِالْمَاءِ وَالْملح كَانَ رديئاً للمعدة مليناً للبطن. وعصارة الكرنب مَتى خلطت مَعَ أصل السوسن الْمُسَمّى إيرسا ونطرون وشراب أسهل الْبَطن. وَمَتى خلط بشراب نفع من نهشة الأفعى. وَإِذا خلط بدقيق الحلبة وتضمد بِهِ نفع النقرس ووجع المفاصل والقروح الوسخة العتيقة. وَمَتى استعط بعصارته نقى الرَّأْس. وَمَتى احْتمل مَعَ دَقِيق الشيلم أدر الطمث. وورق الكرنب مَتى أنعم دقه وتضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ سويق نفع من كل ورم حَار بلغمي ويبريء الْحمرَة والشرى والجرب المتقرح. وَإِذا خلط بالملح قلع النَّار الفارسية. وَقد يمسك الشّعْر المتساقط. وَإِذا أكل الْوَرق نيئاً بالخل نفع الطحال. وَإِذا مضغ ومص مَاؤُهُ أصلح الصَّوْت الْمُنْقَطع.

وطبيخ الكرنب يسهل الْبَطن ويدر الطمث. وزهره إِذا عمل مِنْهُ فرزجة واحتملتها الْمَرْأَة بعد الْحَبل قتل الْجَنِين. وَمَتى احْتمل قبل الْحَبل منع الْولادَة. وبزر الكرنب الْمصْرِيّ يقتل الدُّود لمرارته وَيَقَع فِي الترياقات وينقي الْوَجْه من البثور اللبنية. وقضبان الكرنب الطرية إِذا أحرقت مَعَ الْأُصُول وخلط برمادها شَحم عَتيق وضمد بِهِ سكن أوجاع الْجنب المزمنة. وَأما الْبري مِنْهُ فَإِنَّهُ إِذا ضمد بِهِ ألزق الجرحات وحلل الأورام البلغمية. ج فِي السَّابِعَة: إِن الكرنب البستاني مجفف إِذا أكل وضمد بِهِ وَلَيْسَ بِظَاهِر الحدة والحرافة تبلغ) قوته إِلَى إدمال الْجِرَاحَات وإشفاء القروح الخبيثة والأورام الَّتِي صلبت وَصَارَت فِي حد مَا يعسر انحلاله والحمرة الَّتِي قصَّتهَا مثل هَذِه الْقِصَّة وبهذه الْقُوَّة بِعَينهَا تشفي الشرى والنملة وَفِيه أَيْضا جلاء بِهِ تشفي تقشر الْجلد. وبزر الكرنب يقتل الدُّود إِذا شرب وخاصة بزر الكرنب الْمصْرِيّ من أجل أَنه أيبس مزاجاً ولمرارة طعمه أَيْضا فَإِن مرَارَة الطّعْم مَوْجُودَة فِي جَمِيع الْأَدْوِيَة القاتلة للديدان فبهذه الْقُوَّة صَار ينفع من النمش والكلف الْكَائِن فِي الْوَجْه وَمن جَمِيع الْعِلَل الَّتِي تحْتَاج إِلَى جلاء يسير. وَأما قضبان الكرنب إِذا أحرقت فرمادها يجفف تجفيفاً قَوِيا. وَأما الْبري فَإِنَّهُ أحد وأيبس وَلذَلِك مَتى أكل أضرّ. وطعمه أَمر من البستاني وَذَلِكَ لِأَن فِي البستاني أَيْضا مرَارَة وحرافة إِلَّا أَن هذَيْن جَمِيعًا فِي الْبري أقوى وَلذَلِك صَار يحلل ويجلو أَكثر من البستاني. وَأما البحري فَإِنَّهُ ملين للبطن لميله إِلَى الملوحة وَقد يسْتَعْمل أَيْضا من خَارج الْجِسْم فِي الْوُجُوه الَّتِي تحْتَاج فِيهَا إِلَى تِلْكَ الكيفيات الَّتِي ذَكرنَاهَا. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن الْأَطِبَّاء يستعملونه على أَنه دَوَاء مجفف ورطوبته تسهل الْبَطن بعض الإسهال وجرمه لتجفيفه يعقل وَإِذا أردته لعقل الْبَطن سلقته بماءين وَإِذا أردته للإسهال سلقته مرّة وَاحِدَة وغمسته بعد سلقه ألف ز فِي مربى وزيت. والكرنب يجفف كتجفيف العدس وَلذَلِك يحدثان ظلمَة الْبَصَر إِلَّا أَن تكون الْعين مُنْذُ أول أمرهَا رطبَة رُطُوبَة مُجَاوزَة للاعتدال وينال الْبدن مِنْهَا غذَاء يَسِيرا أرق وأرطب من غذَاء العدس لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ صلابة جرم العدس واكتنازه وَلَيْسَ دَمه بجيد كَدم الْخبز بل رَدِيء كريه الرَّائِحَة. وَقَالَ: إِن بيض القنبيط أقل تجفيفاً من ورق الْقسْط والكرنب.

ارخيجانس: إِن الكرنب حَار يَابِس حريف وبزره كَذَلِك وَهُوَ أحر مِنْهُ. روفس فِي كتاب التَّدْبِير: إِنَّه يَابِس ينفع من السكر ويدر الْبَوْل. وَقَالَ فِي كتاب آخر: إِنَّه ييبس الْبَطن وَيحسن اللَّوْن. قَالَ اريباسيوس: قوته مجففة وَلَيْسَ بِظَاهِر الحدة بعد بل مقدارها الْمِقْدَار الَّذِي يلزق الْجِرَاحَات ويبريء القروح الخبيثة والأورام الصلبة الْعسرَة الانحلال وَمَا كَانَ من الورم الْمَعْرُوف) بالجمرة وَمن الأورام الساعية على هَذِه الْحَال. وَقَالَ أَيْضا: فِيهِ قُوَّة جلاءة يجلو بهَا الجرب المتقرح المتقشر. وَأما بزره فَإِنَّهُ يقتل الْحَيَّات الكائنة فِي الْجوف إِذا شرب وينفع من الكلف والْآثَار الَّتِي تسمى العدسية. وأصول الكرنب مَتى أحرقت وَصَارَت رَمَادا كَانَت قَوِيَّة التجفيف حَتَّى أَنه يكْتَسب من ذَلِك قُوَّة محرقة وَلذَلِك يسْتَعْمل مخلوطاً مَعَ شَحم عَتيق فِي أوجاع الجنبين وَنَحْوهَا وَذَلِكَ أَنه يحلل تحليلاً قَوِيا. وَقَالَ ابْن ماسويه: هُوَ حَار يَابِس فِي الأولى والنابت فِي الصَّيف رَدِيء للمعدة لما فِيهِ من الحرافة. وَمَتى احْتمل من بزره دِرْهَمَانِ بعد الْجِمَاع أفسد الْمَنِيّ وَلم يكن مِنْهُ حمل. وطبيخه يخرج حب القرع خَاصَّة مَعَ مَاء الشيح والترمس ويولد دَمًا عكراً سوداوياً. وَمَتى طبخ بِاللَّحْمِ أَو الدَّجَاج السمين قلت غائلته. وَمَتى طلي بمائه المعصور على الأورام البلغمية وَالَّتِي من الدَّم الفلغموني الغليظ حللها. وَهُوَ مجفف اللِّسَان. والإكثار مِنْهُ يغثي نَافِع من وجع الطحال الوارم والرطوبة وَالرِّيح مُحَلل للبلغم مَتى تغرغر بِهِ مَعَ سكنجبين نَافِع للبهق لَا سِيمَا إِذا طلي عَلَيْهِ وَمن حمى الرّبع والحميات المزمنة والحميات البلغمية الْخَالِصَة الَّتِي لَا صفراء مَعهَا. وَمَتى أكل مَعَ السلق نفع من وجع الْأَرْحَام. وخاصته إِخْرَاج الرُّطُوبَة من الرَّأْس وتجفيف اللِّسَان الثقيل من البلغم. والقنبيط أغْلظ وَأَبْطَأ فِي الْمعدة يُولد دَمًا عكراً وَأصْلح مَا يُؤْكَل بِلَحْم سمين أَو بدهن لوز. والإكثار مِنْهُ يضعف الْبَصَر. وغذاؤه يسير وَيصْلح مَتى طبخ قبل بِالْمَاءِ وَالْملح ثمَّ يطْبخ بِاللَّحْمِ السمين أَو الدَّجَاج المسمنة أَو دهن اللوز. وخاصة الكرنب ألف ز دفع السكتة. وخاصة بزره إِفْسَاد الْمَنِيّ مَتى احتملته الْمَرْأَة بعد طهرهَا. وَقَالَ فِي الميامر: إِن بزر الكرنب الْبري يلطف تلطيفاً قَوِيا ويجفف نعما ويحلل تحليلاً بليغاً. وَقَالَ فِي كتاب مَا بَال: إِن الكرنب بَارِد وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي استطلاق الْبَطن الشَّديد.

قسطس: ينفع من السعال الْقَدِيم والنقرس مَتى صب على المفاصل. وَمَتى أطْعم الصّبيان) شبوا سَرِيعا. وعصيره مَتى شرب بالنبيذ أَيَّامًا أذهب وجع الطحال. ويبريء عصيره الجرب والحكة. وَمَتى خلط عصيره بالزاج والخل وطلي بِهِ البرص والجرب نفع. وَمَتى خلط رماده ببياض الْبيض أَبْرَأ حرق النَّار. ويجلب النّوم إِذا أكل ويصفي الصَّوْت وينفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب. ويضمد بِهِ الطحال. كراث قَالَ د: أما البستاني فنافخ رَدِيء الكيموس تعرض مِنْهُ أَحْلَام رَدِيئَة ويدر الْبَوْل ويلين الْبَطن ويلطف وَيحدث غشاوة فِي الْعين ويدر الطمث ويضر بالمثانة القرحة والكلى نعما. وَإِن طبخ بِمَاء الشّعير أخرج الرطوبات الَّتِي فِي الصَّدْر. وورقه مَتى طبخ بِمَاء وملح وَجلسَ النِّسَاء فِي نفع من انضمام فَم الرَّحِم والصلابة الْعَارِضَة فِيهِ. وَإِن سلق بِالْمَاءِ وهريق عَنهُ بكرم سلق أَيْضا قلت نفخته. وَأما النبطي فَإِنَّهُ أَشد حرافة وَفِيه شَيْء من قبض وَلذَلِك مَتى خلط مَاؤُهُ بدقاق الكندر قطع الدَّم وخاصة الرعاف ويحرك شَهْوَة الْجِمَاع. وَمَتى خلط بِعَسَل ولعق كَانَ صَالحا للأوجاع كلهَا الْعَارِضَة فِي الصَّدْر وقرحة الرئة. وَإِذا أكل نقى قَصَبَة الرئة. وَإِن أدمن أكله أظلم الْبَصَر. وَهُوَ رَدِيء للمعدة. وَمَتى شرب مَعَ مَاء القراطن نفع من نهش الْهَوَام. وَإِن تضمد بالكراث فعل ذَلِك أَيْضا وَمَتى خلط مَاؤُهُ بالخل والكندر أَو اللَّبن ودهن الْورْد وقطر فِي الْأذن نفع من الوجع والدوي. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ السماق قطع الثآليل وأذهب الشرى. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْملح قلع خبث القروح. وَمَتى شرب من بزره درخمي مَعَ مثله من حب الآس قطع نفث الدَّم من الصَّدْر. وَأما كراث الْكَرم فَهُوَ أردأ للمعدة وأسخن وأدر للبول والطمث وينفع من نهش الْهَوَام. ج فِي السَّادِسَة: الكراث الْبري قوته متوسطة بَين الكراث والثوم وَلذَلِك هُوَ أَشد حرافة وَأكْثر تجفيفاً من البستاني كَمَا أَن جَمِيع الْأَشْيَاء الْبَريَّة أقوى من البستانية وأحرف فَهُوَ أقوى للمعدة وتقطيعه وتفتيحه للسدد أَكثر من البستاني وَلذَلِك يدر الطمث إدراراً كثيرا إِذا كَانَ قد احْتبسَ من أجل خلط بَارِد. وَمَعَهُ من الْحَرَارَة مَا يقرح مَتى وضع على الْجِسْم من خَارج.) وَقد قُلْنَا: إِن مَا يسخن هَذَا الإسخان فَهُوَ فِي أقْصَى الدَّرَجَات.

وَمَا ذكر فِيهِ فِي كتاب الْغذَاء ذَكرْنَاهُ فِي ذكر البصل. روفس: الكراث يسخن ألف ز الْجِسْم ويغرز الْبَوْل وينقي الصَّدْر. وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: إِنَّه يسخن قَلِيلا وَيقطع الجشاء الحامض ويدر الْبَوْل والطمث وَيُطلق الْبَطن جيد للعين. قَالَ بولس فِي كراث الْكَرم: إِنَّه حريف جدا فِي الدرجَة القصوى من الْحَرَارَة وَلذَلِك يقرح وَيقطع الكيموسات وَيفتح السدد. رَدِيء للمعدة. ابْن ماسويه: الكراث النبطي حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة وَمَتى سلق مرَارًا قلت حرافته وضرره قَلِيل الْغذَاء مصدع يُولد بخاراً وَيرى أحلاماً رَدِيئَة وَهَذِه خاصته. وَمَتى سلق وطحن وَأكل وضمد بِهِ البواسير الْعَارِضَة من الرُّطُوبَة نفع مِنْهَا. وينفع من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد المتولدة من البلغم. وَمَتى صير فِي مَائه خل ودقاق كندر مسحوق وسعط بِهِ قطع الرعاف. وَهُوَ زَائِد فِي الباه للرطوبة الَّتِي اكتسبها من المَاء. وأصل الكراث النبطي نَافِع من وجع القولنج إِذا اتخذ مِنْهُ اسفيذباجة بدهن القرطم ودهن لوز حُلْو وشيرج. وَإِن عصر مَاؤُهُ وَجعل فِيهِ خل وكندر ودهن ورد وصب فِي الْأذن سكن وجعها الْعَارِض من الْبرد والرطوبة. وَمَتى سحق بزره وعجن بقطران وبخرت بِهِ الأضراس الَّتِي فِيهَا الديدان نثرها وَسكن الوجع. وَمَتى قلي بزره مَعَ الْحَرْف نفع من البواسير وعقل الطَّبْع وَحل الرِّيَاح الَّتِي فِي الأمعاء. وَأما الشَّامي فَإِنَّهُ أقل حرا ويبساً ويولد رياحاً أقل مِمَّا يُولد النبطي ويدر الْبَوْل وَالْحيض ويلين الْبَطن. وَيُورث الْإِكْثَار مِنْهُ ضعف الْبَصَر ويضر بالكلى والمثانة الَّتِي فِيهَا القروح. وَمَتى طبخ مَعَ مَاء الشّعير جلا البلغم اللزج الْمُتَوَلد فِي الصَّدْر. وَمَتى سلق ورقه بِمَاء وملح أَو مَاء الْبَحْر وضمدت بِهِ الرَّحِم الوارمة من البلغم حلل ورمها. وَمَتى بخر بِهِ فعل ذَلِك وخاصة ورقه وَمَتى طبخ بِمَاء وملح نفع من الجسأة الْعَارِض للرحم. وَهُوَ رَدِيء للمعدة بطيء الهضم.) الْيَهُودِيّ: خَاصَّة الكراث إِفْسَاد الْأَسْنَان واللثة. ابْن ماسه: خَاصَّة أَصله النَّفْع من القولنج وَإِذا أكل الكراث وَشرب طبيخه نفع من البواسير الْبَارِدَة. وأجود الكراث مَا دق مِنْهُ.

والشامي أقل حرارة ويبساً وخاصته الْإِضْرَار بالمثانة والكلى الَّتِي فِيهَا قُرُوح. وورق الكراث الشَّامي خاصته النَّفْع للرحم الَّتِي فِيهَا رُطُوبَة يزلق الْوَلَد. ماسرجويه: بزر الكراث إِذا دخنت بِهِ المقعدة جفف البواسير. كبيكج: وَهُوَ الْعنَّاب. قَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة: أَنْوَاعه أَرْبَعَة قوتها كلهَا حارة حريفة شَدِيدَة حَتَّى أَنَّهَا مَتى وضعت من خَارج أحدثت قروحاً مَعَ وجع. وَمَتى اسْتعْمل بِقدر فَإِنَّهُ يقْلع الجرب وَالْعلَّة الَّتِي يتقشر مَعهَا الْجلد والأظفار الَّتِي يظْهر فِيهَا الْبيَاض ويحلل الْآثَار ألف ز وينثرالثآليل الْمُتَعَلّقَة والمركوزة الَّتِي يحدث فِيهَا إِذا أضرها بِبرد الْهَوَاء وجع شَبيه بقرص النَّمْل. وينفع من دَاء الثَّعْلَب مَتى وضع عَلَيْهِ مُدَّة يسيرَة وَذَلِكَ أَنه مَتى أَبْطَأَ كشط الْجلد وأحدث فِي الْموضع قرحَة. وَهَذِه الْأَفْعَال كلهَا أَفعَال ورق هَذَا النَّبَات. وقضبانه مَا دَامَت طرية مَتى وضعت من خَارج كالضماد فعلت فعله. وَأما أَصْلهَا إِذا هُوَ جفف نفع لتحريك العطاس كَمثل جَمِيع الْأَدْوِيَة القوية الإسخان. ويجفف وينفع من وجع الْأَسْنَان مَعَ أَنه يفتها لِأَنَّهُ يجففها تجفيفاً قَوِيا. وَبِالْجُمْلَةِ فَكلهَا تجفف وتسخن إسخاناً وتجفيفاً قَوِيا. كراويا د: هُوَ يدر الْبَوْل ويسخن جيد للمعدة هاضم للطعام وقوته كقوة الأنيسون. ج فِي السَّابِعَة: ويجفف فِي الثَّالِثَة وَفِيه حرافة معتدلة فَهُوَ لذَلِك يطرد الرِّيَاح ويدر الْبَوْل لَا ابْن ماسويه: إِنَّه أغْلظ من الكمون وَيخرج حب القرع مقو للمعدة مُحَلل للرياح عَاقل للبطن أقل من الكمون. وخاصته إِخْرَاج حب القرع. وأصبت أَنه نَافِع من الخفقان. كنيل دَاره ماسرجويه: هُوَ حَار منق يقتل الدُّود وَحب القرع. كاشم قُوَّة بزر هَذَا النَّبَات وَأَصله مسخنة هاضمة للغذاء مُوَافقَة لأوجاع الْجوف والأورام البلغمية والنفخ وخاصة الْعَارِضَة فِي الْمعدة ولسع الْهَوَام ويدر الْبَوْل وَكَذَلِكَ مَتى احْتمل. وَقد يَقع البزر وَالْأَصْل فِي أخلاط الْأَدْوِيَة الهاضمة للطعام وَالَّتِي تسرع انحداره وَيذْهب النفخ وَيسْتَعْمل فِي الطَّعَام بدل الفلفل. وَهُوَ مر الطّعْم. ج: فِي السَّابِعَة فِي الكاشم الْبري: أصل هَذَا النَّبَات وبزره يبلغ إسخانهما أَن يحدرا الطمث وَالْبَوْل وهما مَعَ هَذَا يطردان الرِّيَاح والنفخ.

وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة هاضم للطعام مَذْهَب النفخ والقراقر ويدر الْبَوْل وَالْحيض نَافِع جدا. ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة يهضم الطَّعَام وَيفتح السدد الَّتِي فِي الكبد من الْبرد والرطوبة ويطيب الْأَطْعِمَة. وخاصته تقليل الرُّطُوبَة الَّتِي فِي الْمعدة وَيحل النفخ مَتى اسْتعْمل فِي الطبيخ وَإِذا خلط فِيهِ مَعَ الأبازير. الخوز: إِنَّه يشفي مِنْهُ دِرْهَم بشراب ممزوج للحيات فِي الْبَطن وللمستسقين زنة دِرْهَمَيْنِ.) كبابة ج: فِي السَّابِعَة: إِن قوته شَبيهَة بالدارصيني إِلَّا أَنه ألطف مِنْهُ جدا وَلذَلِك صَار أَكثر تفتيحاً مِنْهُ للسدد الْعَارِضَة فِي الأحشاء. وَهُوَ مدر للبول منق للكلى من الْحَصَى المتولدة فِيهَا وَلَا تبلغ لطافته أَن تسْتَعْمل بَدَلا من الدارصيني. مسيح: إِن فِيهَا حرارة وبرودة إِلَّا أَن الْحَرَارَة أغلب وَهِي جَيِّدَة للحلق حابسة للبطن. فِي الثَّامِنَة: بزر هَذَا النَّبَات قوته محللة. كسيرس ألف ز ج فِي الثَّامِنَة: قوم يسمونه: كسوريس أصل هَذَا النَّبَات قوته حادة لَطِيفَة محللة وَلذَلِك هِيَ مجففة وبزره أَكثر فِي ذَلِك وَلذَلِك يدر الْبَوْل ويشفي صلابة الطحال إِن شَاءَ الله تَعَالَى. انْقَضى حرف الْكَاف.

باب اللام

3 - (بَاب اللَّام) لِسَان الْحمل قَالَ د: هما صنفان والأكبر مِنْهُمَا أَكثر مَنْفَعَة ولورق لِسَان الْحمل قُوَّة قابضة مجففة وَلذَلِك إِذا تضمد بِهِ وَافق القروح الخبيثة والقروح الَّتِي تسيل إِلَيْهَا الْموَاد والقروح الوسخة وَمن بِهِ دَاء الْفِيل وَيقطع سيلان الدَّم وَيمْنَع القروح الخبيثة وَالنَّار الفارسية والنملة والشرى وَيمْنَع الساعية من السَّعْي فِي الْجِسْم ويدمل القروح المزمنة ويبرىء القروح الخبيثة وَيلْزق الْجِرَاحَات العميقة بدمها. وَمَتى تضمد بهَا مَعَ الْخلّ نفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب وَحرق النَّار والأورام الحارة والعارضة فِي أصوال الآذان والأورام الَّتِي تسمى: فوجيلا والخنازير ونواصير الْعين. وَمَتى طبخ هَذَا البقل وَأكل بملح وَافق والإسهال المزمن. وَقد يطْبخ أَيْضا مَعَ العدس بدل السلق ويؤكل وَيصْلح أَن يغتذى بِهِ أَصْحَاب الحبن والصرع والربو. وَأما الْوَرق مَتى تمضمض بِهِ دَائِما أَبْرَأ القروح الَّتِي فِي الْفَم. وَإِذا خلط بطين قيموليا أَو باسفيذاج الرصاص أَبْرَأ الْحمرَة. وَمَتى حقنت بِهِ النواصير نفع مِنْهَا. وَإِذا قطر فِي الْأذن الوجعة سكن الوجع. وَإِذا ديفت بِهِ الشيافات وقطر فِي الْعين نفع للرمد. وَيصْلح للثة الدامية الرخوة وَيقطع نفث الدَّم من الصَّدْر إِذا شرب وقروح الرئة والأمعاء. وتحتمل فِي صوفة لوجع الرَّحِم الَّذِي يعرض مِنْهُ الاختناق ولسيلان الفضول إِلَى الرَّحِم. وثمره إِذا شرب بِالشرابِ قطع سيلان الفضول إِلَى الْبَطن. وَمَتى طبخ أَصله وتمضمض بطبيخه أَو مضغ الأَصْل سكن وجع الْأَسْنَان. وَيشْرب الْوَرق أَيْضا بالطلاء لوجع المثانة والكلى. وَقد زعم قوم: أَنه إِذا شرب ثَلَاثَة أصُول من لِسَان الْحمل بِأَرْبَع أوارق وَنصف من شراب ممزوج نفع من حمى الغب. وَمَتى شرب بِهِ أَرْبَعَة أصُول نَفَعت من حمى الرّبع. وَقد تعلق هَذِه الْأُصُول فِي عنق من بِهِ خنازير يرجون بذلك تحليلها. فِي السَّادِسَة: مزاجه مركب فِيهِ مائية بَارِدَة وَفِيه قبض وَالْقَبْض هُوَ لجوهر أرْضى بَارِد فَهُوَ لذَلِك يبرد ويجفف فِي الثَّانِيَة وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف مَعَ قبض نافعة للقروح الْحَادِثَة فِي الأمعاء وَذَلِكَ أَنَّهَا تقطع الدَّم وَمَتى كَانَ هُنَاكَ شىء من اللهيب والتوقد أطفأته. وتدمل) النواصير وَسَائِر القروح الرّطبَة العفنة مَعًا.

وَهَذَا الدَّوَاء إِمَّا أَن يكون الْمُتَقَدّم لجَمِيع هَذِه الْأَدْوِيَة وَإِمَّا غير مُخْتَلف الف ز عَنْهَا وثمرته وَأَصله قريبان مِنْهُ فِي الْقُوَّة إِلَّا أَنَّهُمَا أبيس مِنْهُ وَأَقل برودة وَمَعَ هَذَا فان ثَمَرَته لَطِيفَة جدا وَأَصله أغْلظ. وروق هَذِه الحشيشة أَيْضا إِذا جفف صَارَت قوته ألطف وبرودته أقل لِأَن الْفضل المائي يفنى ويتحلل وَلذَلِك صرنا نستعمل أصل هَذَا النَّبَات فِي مداواة وجع الْأَسْنَان فَيعْطى صَاحب الوجع أَصله ليمضغه. ويطبخ الأَصْل أَيْضا بِالْمَاءِ وَيُعْطِي ذَلِك المَاء ليتمضمض بِهِ. وَأما فِي مداواة السدد الْحَادِثَة فِي الكبد والكلي فانا نستعمل أُصُوله وورقه أَيْضا وَأكْثر مِنْهُمَا جَمِيعًا ثَمَرَته خَاصَّة لِأَن جَمِيع هَذِه فِيهَا جلاء وَعَسَى أَن تكون هَذِه الْقُوَّة مَوْجُودَة فِي نفس الحشيشة أَيْضا مَا دَامَت طرية إِلَّا أَنَّهَا مغمورة فِي كَثْرَة رُطُوبَة الحشيشة فَلَا يتَبَيَّن فعله لذَلِك. اريباسيوس: تبريده وتجفيفه وَقَبضه كَاف وَلذَلِك. يُوَافق القروح الخبيثة وسيلان الْموَاد إِلَى الْأَعْضَاء والعفن وَمن أجل ذَلِك صَار يصلح أَيْضا لاخْتِلَاف الدَّم وَيقطع الدَّم السَّائِل من البواسير. وَمَتى كَانَ بانسان لهيب أطفأه وَيلْزق الْجِرَاحَات. وَهُوَ ينفع من جَمِيع القروح الْقَرِيبَة للْعهد والمتقادمة وَذَلِكَ أَنه يجفف من غير لذع وَفِيه برودة وَلم يبلغ الْأَمر بهَا إِلَى أَن تخدر. وَقُوَّة ثَمَرَته ألطف وأصوله أغْلظ ورق هَذِه الحشيشة إِذا جفف تصير قوته لَطِيفَة قَليلَة الْبرد وَلذَلِك تسْتَعْمل أُصُوله فِي علاج سدد الكبد والكلي وَكَذَلِكَ ورقه وَأكْثر من هذَيْن لوزان قَالَ د: دهن اللوز المر يصلح للأرحام وانقلابها وأورامها الحارة ووجعها الَّذِي يعرض مَعَه اختناق والصداع ووجع الْأذن ودويها وطنينها وينفع من وجع الْكُلِّي وعسر الْبَوْل. وَإِذا خلط بِعَسَل وأصل السوسن وشمع مذاب بدهن حناء أَو دهن ورد نفع من بِهِ حَصَاة أوربو أَو ورم فِي الطحال ويقلع الْآثَار الَّتِي تكون من فضول الْجِسْم فِي الْوَجْه ويقلع الكلف ويبسط تشنج الْوَجْه. وينفع من كدر الْبَصَر وكلاله. إِذا خلط بِخَمْر نفع من القروح الرّطبَة والحزاز الَّتِي تكون فِي الرَّأْس والنخالة. وأصول هَذِه الشَّجَرَة إِذا طبخ ودق نعما وسحق نقى الكلف الَّذِي فِي الْوَجْه. واللوز إِذا ضمد بِهِ أَيْضا يفعل ذَلِك. وَإِذا احْتمل أدر الطمث. وَإِذا خلط بخل ودهن ورد وضمد بِهِ الجبين نفع من الصداع. وَإِذا خلط بخل ودهن ورد ودهن بنفسج شفى الصداع) أَيْضا. وَمَتى خلط بشراب كَانَ جيدا للشرى. وَإِذا خلط بِعَسَل كَانَ صَالحا للقروح الساعية والنملة وعضة الْكَلْب. وَإِذا أكل سكن الوجع وألان الْبَطن وجلب النّوم وأدر الْبَوْل. وَمَتى اسْتعْمل بنشاستج

الْحِنْطَة والنعنع كَانَ جيدا لنفث الدَّم. الف وَإِذا شرب وَحده أَو مَعَ صمغ البطم بشراب مائي كَانَ صَالحا لوجع الْكُلِّي ووروم الرئة الحارة. وَإِذا اسْتعْمل بالمبيختج نفع من عسر الْبَوْل ويدرق الْحَصَاة. وَإِذا لعق مِنْهُ قدر جوزة بِعَسَل وَلبن نفع من وجع الكبد والسعال والنفخ فِي القولون. وَإِذا تقدم قبل الشَّرَاب بِأخذ خمس لوزات مِنْهُ منع السكر. وَمَتى أطْعم الثَّعْلَب قَتله. وصمغ اللوز يقبض ويسخن وينفع من نفث الدَّم. وَمَتى لطخ بِهِ القوابي بخل قلعهَا. وَإِذا شرب بشراب ممزوج نفع من السعال المزمن. وَمَتى شرب بشراب قَابض فت الْحَصَى. والحلو أَضْعَف من المر بِكَثِير وَهُوَ أَيْضا يدر الْبَوْل. مَتى أكل اللوز بقشره وَهُوَ طرى أصلح بلة الْمعدة. ج فِي السَّادِسَة فِي اللوز المر: قوته ملطفة وَالدَّلِيل عَلَيْهِ طعمه وَمَا يظْهر من فعله بالتجربة لِأَنَّهُ يجلو النمش ويعين فِي نفث الأخلاط الغليظة اللزجة من الصَّدْر والرئة. وَهَاتَانِ القوتان تابعتان للقوة الملطفة وَمِمَّا يتبع هذَيْن الْجلاء. وَقد يتَبَيَّن أَن لأمثال هَذِه قُوَّة فتاحة بطرِيق الْعرض وَالشَّاهِد عَنهُ التجربة وَذَلِكَ أَن اللوز يفتح السدد الْعَارِضَة فِي الكبد عَن الأخلاط الغليظة اللزجة المتضاغطة فِي أقْصَى الْعُرُوق تفتيحا بليغا ويشفى أَيْضا الأوجاع الْحَادِثَة فِي الأضلاع واالطحال وَفِي الكلى من أَمْثَال هَذِه الْأَسْبَاب. وَجُمْلَة شَجَرَة هَذَا اللوز قوتها مثل هَذِه الْقُوَّة وَلذَلِك قد يُؤْخَذ أصل الشَّجَرَة فيطبخ وَيُوضَع على الكلف فيذهبه. فَأَما اللوز الحلو فَفِيهِ مرَارَة يسيرَة وَلِأَن الْغَالِب عَلَيْهِ الْحَلَاوَة صَارَت مرارته خُفْيَة لَا تكَاد تظهر ظهورا بَينا إِلَّا أَن يعْتق وَقد بَينا أَن كل حُلْو معتدل الْحَرَارَة. ودهن اللوز المر المرارة فِيهِ كَثِيرَة وَفِيه شىء من قبض. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: لَيْسَ فِي اللوز شىء من طعم الْقَبْض أصلا بل الْغَالِب عَلَيْهِ الْجلاء) والتلطيف وَلذَلِك يجلو الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة وينقيها ويعين على قذف الرطوبات من الرئة والصدر. وَبَعض اللوز يبلغ من شدَّة قوته القطاعة الَّتِي فِيهِ أَلا يُؤْكَل البته من أجل مرارته. وَفِي اللوز دهينة وَلذَلِك يزنخ أَيْضا إِذا طَال مكثه إِلَّا أَن دهنيته أقل من دهنية الْجَوْز وَلذَلِك لَا يصلح لإِطْلَاق الْبَطن. وغذاؤه قَلِيل. قَالَ ارخيجانس: اللوز حَار رطب وخلطه جيد. وَقَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: اللوز المر مدر للبول عسر الهضم. أريباسيوس فِي اللوز المر إِنَّه يلطف تلطيفاً كَافِيا حَتَّى أَنه يجلو وَيذْهب بالكلف ويعين على قذف الأخلاط اللزجة الغليظة من الصَّدْر والرئة مَعُونَة صَالِحَة وَهُوَ أَيْضا يفتح وينقى سدد الكبد وَالطحَال أَو فِي المعى

وَقُوَّة شَجَرَة اللوز هَذَا شَبيهَة بِقُوَّة اللوز نَفسه حَتَّى أَن أُصُوله مَتى طبخت وسحقت وطلى بهَا الكلف جلاه ونفعه. وَأما اللوز الحلو فانه الف أَضْعَف من المر. ابْن ماسويه: الحلو مِنْهُ حَار رطب فِي وسط الأولى وحرارته معتدلة يجلو الكلف من الْوَجْه نَافِع من البلغم اللزج الْعَارِض من الصَّدْر والرئة مفتح لسدد الكبد وَالطحَال نَافِع من القولنج ووجع الكلى ويغذو غذَاء يَسِيرا. ودهنه أخف من جِسْمه. وَالرّطب مِنْهُ مَتى أكل بقشره شدّ اللثة ودبغها وَسكن مَا فِي الْفَم من الْحَرَارَة بعفوصته وحموضته وَإِذا أكل بالسكر أسْرع الانحدار عَن الْمعدة. وَمَتى قلى يابسه كَانَ أدبغ للمعدة. والمر حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة وَهُوَ أقوى فِي الأفاعيل الَّتِي يَفْعَلهَا من الحلو. وَهُوَ دَوَاء لَا غذَاء. وخاصته منع السكر وتخفيفه ويجلو الكلف. وينفع من نفث الدَّم. وَسَوِيق اللوز الحلو ثقيل فِي الْمعدة نَافِع من السعال ووجع الصَّدْر مهيج للصفراء بحلاوته. أَبُو جريج: صمغ اللوز الحلو يذهب مَذْهَب الصمغ الْعَرَبِيّ وَكَذَلِكَ صمغ الإجاص. ماسرجويه: دهن اللوز جيد للمعدة مفتح للسدد فِي الكبد جيد للصدر والرئة. ابْن ماسويه: اللوز الحلو حَار رطب فِي الأولى وَإِن أكل الحلو مَعَ قشره نفع من وجع الْفَم وجلا مَا فِي الصَّدْر والرئة من الرُّطُوبَة. لاركس ذَكرْنَاهُ فِي حرف التَّاء فِي التنوب. لاذن ذَكرْنَاهُ فِي قسوس فِي حرف الْقَاف. لفت ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الشين فِي الشلجم. لوف وَيُسمى الفيلجوش قَالَ د: أما اللوف الْمَعْرُوف فانه مَتى تضمد مَعَ أَصله بأخثاء الْبَقر كَانَ جيدا للنقرس. وقوته شَبيهَة بِقُوَّة اللوف الْمُسَمّى بلوف الْحَيَّة إِلَّا أَنه أقل حراقة بِكَثِير. وَأما لوف الْحَيَّة فان العنقود الَّذِي يكون على طرفه إِذا عصر مَاؤُهُ وخلط بِزَيْت وقطر فِي الْأذن سكن الوجع. وَمَتى صير فِي صوفة وقطر فِي الْأذن سكن الوجع. وَمَتى أَدخل فِي الْأنف أذهب اللَّحْم الزَّائِد والسرطان فِيهِ. وَمَتى شرب من ثمره ثَلَاثُونَ حَبَّة بخل ممزوج أسقط الْجَنِين. وَمَتى شمت الْمَرْأَة رَائِحَة هَذَا النَّبَات عِنْد ذبول زهرته أسقطت.

وَأَصله مسخن قَاطع من نفس الانتصاب ووهن العضل والسعال والنزلة. وَمَتى شوى وَأكل بالعسل سهل نفث الرطوبات وأدر الْبَوْل وَمَتى شرب بشراب حرك شَهْوَة الباه. وَمَتى خلط بالفاشر أَو الْعَسَل وَجعل مرهما نقى القروح الخبيثة وأدملها. وَيعْمل بلاليط للنواصير وَإِخْرَاج الأجنة. وَإِن دلك الأَصْل على الْجَسَد أَبْرَأ من نهشة الأفعى. وَمَتى لطخ بشراب وَوضع على الشقاق الْعَارِض من الْبرد وافقة. وَمَتى لف فِيهِ الْجُبْن لم يتدود. وَأما الأَصْل فانه يُوَافق القرحة الْعَارِضَة فِي الْعين الَّتِي تسمى نعاليون وَالَّتِي تسمى اخيلوس. ج فِي السَّادِسَة: الف ز اللوف الْمُسَمّى أأرن جوهره جَوْهَر أرْضى حَار فَهُوَ لذَلِك يجلو وَلَكِن لَيست قُوَّة الْجلاء فِيهِ قَوِيَّة كقوتها فِي اللوف الآخر الَّذِي يُسمى دراقيطون) فليوضع فِي الأولى من الإسخان والتجفيف. وَأما أَصله فَهُوَ أَنْفَع مَا فِيهِ. وَمَتى أكل قطع الأخلاط الغليظة تقطيعا معتدلا وَلذَلِك هُوَ نَافِع لنفث مَا فِي الصَّدْر. وَالنَّوْع الآخر الْمُسَمّى دراقيطون أَنْفَع فِي ذَلِك. وَقَالَ فِي السَّادِسَة أَيْضا فِي النَّوْع الْمُسَمّى دراقيطون: أصل هَذَا النَّبَات وورقة شَبيه بالنوع الآخر من اللوف الْمُسَمّى: أأرن إِلَّا أَن هَذَا أحد من ذَلِك وَأمر وَهُوَ لذَلِك أسخن مِنْهُ وألطف. وَفِيه شىء يسير من قبض وَهَذَا الْقَبْض إِذا كَانَ مَوْجُودا فِي هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي ذَكرنَاهَا أعنى مَعَ الحدة وَمَعَ المرارة كَانَ النَّبَات عِنْد ذَلِك أقوى. وأصل هَذَا اللوف ينقى وَيفتح سدد الكبد وَالطحَال والكلى لِأَنَّهُ يلطف الأخلاط الغليظة اللزجة. وَهُوَ نَافِع جدا للجراحات الرَّديئَة وَذَلِكَ أَنه يجلوها وينقيها تنقية قَوِيَّة وينفع أَيْضا من جَمِيع الْعِلَل المحتاجة إِلَى الْجلاء. إِذا طلى بالخل قلع البهق. وورقة أَيْضا قوته هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا فَهُوَ لذَلِك يصلح للقروح والخراجات الطرية. وَكلما كَانَ ورقة أقل جفوفا كَانَ إدماله للجراحات بِحَسب ذَلِك أَكثر لِأَن الْوَرق الْكثير الجفوف قوته وَاحِدَة مِمَّا تصلح للجراحات الْحَادِثَة عَن الضربات. وَقد وثق النَّاس من اللوف بِأَنَّهُ يحفظ الْجُبْن الرطب إِذا وضع عَلَيْهِ من خَارج ويمنعه من العفونة وبزره أقوى من ورقة وَمن أَصله أَيْضا فَهُوَ لذَلِك يشفى السراطين والأورام الْحَادِثَة فِي المنخرين الَّتِي تسمى الْكَثِيرَة الأرجل وَهِي بواسير الْأنف.

وعصارة اللوف أَيْضا تنقى الْآثَار الْحَادِثَة فِي الْعين عَن قرحَة. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: الَّذِي لَا حِدة فِيهِ وَلَا حراقة أَجود للغذاء. وَالَّذِي فِيهِ ذَلِك أَنْفَع لإصعاد الرطوبات المجتمعة فِي الصَّدْر والرئة. والخلط الْمُتَوَلد مِنْهُ غليظ وخاصة الَّذِي لَيست فِيهِ حِدة دوائية وَلَا حراقة. وَقد يطعم اللوف الْجَعْد بعد سلقه مَرَّات حَتَّى يذهب عَنهُ مَا فِيهِ من الدوائية لمن يحْتَاج أَن يقْلع من صَدره ورئته خلطا لزجا. وَقَالَ أريباسيوس: صنفاه جَمِيعًا جلاءان إِلَّا أَن السبط لَيْسَ بقوى كالجعد والجعد يسخن إسخانا كَافِيا وَلذَلِك يصلح لقذف الرطوبات من الصَّدْر.) وَقَالَ النَّوْع الْمُسَمّى دراقيطون مِنْهُ أحد من الْمُسَمّى أأرن وَأكْثر مرَارَة وإسخانا وألطف وَفِيه مَعَ الحدة قبض يسير ومرارة وَلذَلِك صَار دَوَاء قَوِيا من ذَلِك. إِن أَصله ينقى وَيفتح سدد جَمِيع الأحشاء بتلطيفة الأخلاط الغليظة اللزجة وَهُوَ دَوَاء صَالح للقروح الخبيثة وينقى ويجلو سَائِر الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج إِلَى جلاء قوى وينفع البهق مَتى اسْتعْمل وَأما ورقة فانه ينفع من القروح والجراحات القربية وَكلما كَانَ الْوَرق أقل جفافا كَانَ إلزاقه للجراحات أَكثر وَذَلِكَ أَنه إِذا جف كَانَ أَكثر حِدة من أَن يلزق الْجِرَاحَات. ليثابوطس قَالَ د فِيهِ: إِنَّه ثَلَاثَة أَصْنَاف ولصنف وَاحِد مِنْهَا ثَمَرَة تسمى فجروا. قَالَ: وَإِذا تضمد بِهَذَا النَّبَات مدقوقا قطع سيلان الدَّم من البواسير وَسكن الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي المقعدة والبواسير الناتئة وأنضج الْخَنَازِير والأورام الْعسرَة النضج. وَأَصله إِذا اسْتعْمل يَابسا مَعَ الْعَسَل نقى القروح. وَإِذا شرب بِالْخمرِ أَبْرَأ المغس وَوَافَقَ نهش الْهَوَام وأدر الطمث وَالْبَوْل. وَمَتى تضمد بِهِ رطبا حل الأورام البلغمية. وجميعه إِذا خلط بِعَسَل واكتحل بِهِ أحد الْبَصَر. وثمره إِذا شرب فعل ذَلِك. وَإِذا شرب بِالشرابِ والفلفل نفع من الصراع وأوجاع الصَّدْر المزمنة واليرقان. وَإِذا تمسح بِهِ مَعَ الزَّيْت أدر الْعرق. وَمَتى خلط بدقيق الشيلم والخل وتضمد بِهِ وَافق شدخ العضل وأطرافها والنقرس. وَمَتى خلط بخل ثَقِيف نقى البهق. وَيجب أَن يسْتَعْمل لتفجير الدبيلات بزر الليثابوطس الْمُسَمّى فجروا لِأَنَّهُ حريف يخشن الْحلق لَكِن بزر الْأَصْنَاف الْأُخَر. والمسمى فجروا مسخن وَلذَلِك يخلط فِي الغسولات الَّتِي يغسل بهَا الرؤوس ويذر عَلَيْهَا أَيْضا وَيتْرك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يغسل بعد ذَلِك فَيقطع النزل الَّتِي تنصب إِلَى الْعين.

وجدت فِي نُسْخَة اريباسيوس أَنه ثَلَاثَة أَنْوَاع وقوتها جَمِيعًا متشابهة وَهِي ثلاثتها ملينة محللة مقطعَة. وعصارة أُصُولهَا وحشائشها إِذا خلطت بالعسل أذهبت ظلمَة الْبَصَر الَّتِي تكون عَن غلظ الرطوبات.) فِي السَّابِعَة فِي ليثابوطس: إِن أَنْوَاع هَذَا الدَّوَاء ثَلَاثَة وَاحِد لَا ثَمَر لَهُ والاثنان بثمران وقوتها كلهَا شَبيهَة بَعْضهَا بِبَعْض وَهِي قُوَّة تحلل وتلين. وعصارة حشيشه إِذا خلطت بالعسل شفت ظلمَة الْبَصَر الْحَادِثَة عَن الرُّطُوبَة الغليظة. وطبيخ النَّوْع الَّذِي يُسَمِّيه الرّوم رسمانيون إِذا شربه أَصْحَاب اليرقان نفعهم وَذَلِكَ لِأَن أَنْوَاع هَذَا النَّبَات كلهَا فِيهَا قُوَّة تجلو وتقطع. لوسماجس هُوَ سراج القطرب ذَكرْنَاهُ فِي بَاب السِّين. ذكر فِيهِ أَن بزره مَتى نفع من لسعة الْعَقْرَب. وَأما البرى مِنْهُ فانه مَتى أَخذ من بزره درخميان أسهل الْبَطن. وَقَالَ ج فِيهِ: إِنَّه حَار يَابِس فِي آخر الثَّالِثَة. لِسَان ابْن ماسويه: إِنَّه غليظ كثير الْحَرَكَة لِاجْتِمَاع الرُّطُوبَة فَيجب أَن يُؤْكَل بالخردل. بولس: إِنَّه رخو قَلِيل الْغذَاء. قَالَ ج فِي كتاب الْغذَاء: إِن جوهره مركب من اللَّحْم الرخو وعروق وَعصب وعضل تولد فِيهِ فضل رُطُوبَة. ليلاب قَالَ د: مَاء ورقة يسهل الْبَطن. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: قُوَّة هَذَا النَّبَات محللة. وَقَالَ فِيهِ فِي السَّابِعَة: اللبلاب الَّذِي يعرف بِحَبل الْمَسَاكِين مركب من قُوَّة متضادة وَذَلِكَ أَن فِيهِ جوهرا قَابِضا وَقد بَينا أَن هَذَا الْجَوْهَر بَارِد أرْضى وَفِيه أَيْضا قُوَّة حادة حريفة وَقد بَينا أَن هَذِه الْقُوَّة الحريفة حارة وطعمه شَاهد على ذَلِك وَفِيه مَعَ هَذَا جَوْهَر ثَالِث وَهُوَ الْجَوْهَر المائي الْمَوْجُود فِيهِ مَا دَامَ رطبا فاذا جف انحل عَنهُ هَذَا الْجَوْهَر وبقى فِيهِ ذَلِك الجوهران الأرضيان أَعنِي الْبَارِد الْقَابِض والجوهر الْحَار الَّذِي لَهُ الحدة والحرافة. وورق هَذَا اللبلاب مَتى طبخ بِالشرابِ مَا دَامَ طريا أدمل الْجِرَاحَات الْكِبَار وشفى الخراجات الخبيثة وَختم القروح الْحَادِثَة عَن حرق النَّار. وَمَتى طبخ ورقة بالخل نفع الطحال. وَأما زهرته فَهِيَ أقوى وَبِهَذَا السَّبَب صَارَت مَتى سحقت مَعَ القيروطى كَانَت من أَنْفَع شىء لحرق النَّار.

وَأما عصارة هَذَا النَّبَات فَهُوَ دَوَاء يسعط بِهِ ويشفي أَيْضا الْمَادَّة المتجلبة إِلَى الْأذن إِذا عتقت والقروح العتيقة فِي الْأذن وَفِي الْأنف. وَإِن كَانَت عصارته فِي بعض الْأَوْقَات حارة فَيجب أَن يخلط مَعهَا دهن ورد ودهن آخر عذب. وصمغة هَذَا النَّبَات تقتل الْقمل وتحلق الشّعْر لِأَن قوتها قُوَّة تحرق إحراقا خفِيا وَذَلِكَ أَنه بِمَنْزِلَة صمغ ماى. اريبارسيوس فِي اللبلاب الْكَبِير الَّذِي يصعد على الشّجر: إِن عصارته مُعينَة على تنقية الرَّأْس مَتى استعط بهَا وتقطع الْموَاد المنصبة إِلَى الْأُذُنَيْنِ إِذا أزمنت والقروح الْقَدِيمَة فِيهَا وَسَائِر ذَلِك بِلَفْظ ج. وَقَالَ ابْن ماسويه: اللبلاب حَار فِي وسط الدرجَة الأولى يَابِس فِي أَولهَا حريف فِيهِ عفوصة يسيرَة يسهل صفراء محترقة وَهُوَ دَوَاء لَا غذَاء. وَإِن دق وخلط بدهن ورد وموم مصفى وتضمد بِهِ الاحتراق الْكَائِن من النَّار نفع.) وَإِن دق ورقة وقطر فِي الْأذن أذهب وجعها الْحَادِث من الصَّفْرَاء. وَمَتى قطر فِي الْأنف نفع من الرَّائِحَة المنتنة الْعَارِضَة فِيهِ وَغسل مَا فِيهِ من الأوساخ. وَأما لبنه السَّائِل مِنْهُ فان طلى بِهِ الْجَسَد أذهب الْقمل. وخاصة انه إِذا دق وخلط بالموم الْمُصَفّى ودهن الْورْد نفع من حرق النَّار. وَمَتى طبخ مَاؤُهُ قل إسهاله وَفتح السدد. وَمَتى شرب غير مطبوخ كَانَ أقوى إسهالا وَأَقل تفتيحا للسدد. الخوز: اللبلاب بَارِد يسهل وينفع من الْحمى الصالبة. لوقفرولس قَالَ جالينوس: إِنَّه يجفف تجفيفا لَا لذع مَعَه الْبَتَّةَ وَلذَلِك يخلط بقيروطى وَيسْتَعْمل فِي إدمال الْجِرَاحَات الَّتِي فِي الْأَبدَان اللينة. وَيسْتَعْمل فِي شيافات الْعين وَهُوَ لين سَاكن اللِّقَاء أَكثر فِي ذَلِك فِي جَمِيع الْحِجَارَة. د: هُوَ حجر مصرى يَسْتَعْمِلهُ القصارون فِي تبييض الثِّيَاب رخو ينماع سَرِيعا وَهُوَ جيد لنفث الدَّم وَهُوَ مغر جيد للاسهال المزمن من وجع المثانة إِذا شرب بِالْمَاءِ. وَمَتى احتملته الْمَرْأَة قطع الطمث. وَيدخل فِي الشيافات المسكنة المغرية وَالَّتِي للقروح وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يمْلَأ القروح الَّتِي فِي الْعين وَيقطع السيلان إِلَيْهَا. وَإِن خلط بقيروطى كَانَ جيدا فِي إدمال القروح الخبيثة. لبخ كَانَ كَانَ جزأه فرشاء أَو هُوَ السدر. قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِن لورقه قبضا معتدلا حَتَّى أَنه ينفع نزف الدَّم فِي بعض الْأَوْقَات إِذا ضمد عَلَيْهِ.

لَا لَا حشيشة تجلب من مَكَّة نافعة للبواسير إِذا تدخن بهَا تنثرها وتسكن وجع المقعدة. يَقُول فِيهِ د: إِنَّه أجمع جيد الكيموس مغذ للبدان ملين للبطن نافخ للمعدة والأمعاء. وَلبن الرّبيع أَكثر مائية من لبن الصَّيف وَالَّذِي يكون من المرتعى من النَّبَات الرطب أَشد تَلْيِينًا للبطن من الَّذِي يرتعى من الْيَابِس. والجيد من اللَّبن الشَّديد الْبيَاض المستوى القوام إِذا قطر على الظفر كَانَ مجتمعا لم يتمدد. وَلبن الْمعز أقل ضَرَرا للبطن من غَيره من الألبان لِأَنَّهُ يرتعى أَشْيَاء قابضة كشجرة المصطكى وَالزَّيْتُون والحبة الخضراء فَلذَلِك صَار لبن الماعز جيدا للمعدة. وَلبن الضَّأْن ثخين دسم حُلْو لَيْسَ بجيد للمعدة كلبن الْمعز. وَلبن الأتن وَالْبَقر وَالْخَيْل أَكثر إسهالا للبطن من غَيره من الألبان. وَلبن الْحَيَوَان المرتعى للعقاقير المنشأة مُفسد للمعدة والأمعاء. وكل لبن إِذا طبخ كَانَ أَعقل للبطن من غَيره وخاصة مَا نشف مَاؤُهُ بحصى محمى يلقى فِيهِ وينفع من القروح الْبَاطِنَة وخاصة مَا فِي الْحلق وقصبة الرئة والأمعاء والكلي والمثانة والحكة والجرب والبثر وَفَسَاد الْجَسَد بالكيموسات والرديئة. وَإِذا غلى ذهبت نفخته وَإِذا طبخ بالحصى المحمى إِلَى أَن يذهب نصفه نفع من إسهال الْبَطن مَعَ قرحَة الأمعاء. وَمَاء الْجُبْن مسهل يصلح أَن يذهب نصفه نفع من إسهال الْبَطن مَعَ قرحَة وَمَاء الْجُبْن مسهل يصلح أَن يسهل بِهِ من لَا يُمكن أَن يسقى دَوَاء حادا كَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ أَصْحَاب الماليخوليا والصرع والجرب المتقرح وداء الْفِيل والبثور. وَيخرج مَاء الْجُبْن لهَؤُلَاء بالسكنجبين ويسقى مِنْهُ تسع أَوَاقٍ فِي وَقت بعد وَقت حَتَّى ينتهى إِلَى ثَلَاثَة أَرْطَال وتسع أَوَاقٍ. وَيجب لشاربه أَن يتمشى فِي مَا بَين الْوَقْت وَالْوَقْت. وَاللَّبن الحليب يصلح للحرقة واللهيب الْعرض من الْأَدْوِيَة القتالة كالذراريح وَنَحْوهَا والسالامندرا) والبنج والشوكران. وَلبن الْبَقر خَاصَّة ملائم للمعدة إِذا أكل صَاحبهَا شَيْئا مسموما ويتمضمض بِاللَّبنِ للقروح الْعَارِضَة فِي الْفَم ويتغرغر بِهِ للقروح الْعَارِضَة فِي جَوَانِب الحنك. وَلبن الْبَقر والضأن والماعز إِذا طبخ بالحصى المحمى قطع الإسهال والمغس والزحير ويحتقن بِهِ وَحده مَعَ مَاء الشّعير للذع المعى والقروح فِي الرَّحِم. وَلبن النِّسَاء أغذى وَأَشد جلاء من سَائِر الألبان وَإِذا سقى نفع من اللذع الْعَارِض فِي الْمعدة وقرحة الرئة وَشرب الأرنب البحرى.

ويخلط بِهِ كندر ويقطر فِي الْعين للطرفة. وَمَتى خلط بِهِ أفيون وموم وزيت وطلى على النقرس نفع. والألبان أجمع رَدِيئَة للطحال والكبد العليلة والعصب والحمى والصداع والسدر والصرع إِلَّا مَاؤُهُ فانه يصلح للشقيقة. وَزعم قوم: أَن لبن الكلبة فِي أول بطن تضع مَتى لطخ بِهِ الشّعْر حلقه وَمَتى شرب أخرج الأجنة الْمَوْتَى وَكَانَ بادزهرا من الْأَدْوِيَة القتالة. والجبن الرطب غير الملوح جيد للمعدة هَين السلوك فِي الْأَعْضَاء يزِيد فِي اللَّحْم ويلين الْبَطن تَلْيِينًا معتدلا. وَمَتى شوى عقل الْبَطن. وَمَتى ضمدت بِهِ الْعين الوارمة ورما حارا نَفعهَا. وينفع من اللَّوْن الْعَارِض تَحت الْعين. والجبن الحَدِيث الملوح أقل غذَاء من الرطب الَّذِي لَا ملح فِيهِ وَهُوَ ينقص اللَّحْم ردىء للمعدة والأمعاء. والجبن الْعَتِيق يعقل الْبَطن. وَمَاء الْجُبْن يغذو الْكلاب. وَأما الزّبد: فقوته ملينة وَمَتى أَكثر مِنْهُ أسهل الْبَطن. وَيقوم مقَام الزَّيْت فِي علاج الْأَدْوِيَة القتالة. وَمَتى خلط بِعَسَل ودلكت بِهِ لثة الصبى نفع وأسرع نباتها ونفع الوجع فِي اللثة والقلاع. وَمَتى طلى بِهِ الْجِسْم غذاه وأسمنه وَلم يعرض لَهُ حصف.) والطرى مِنْهُ جيد إِذا احتقن بِهِ للأورام الحارة الصلبة الْعَارِضَة فِي الرَّحِم والأمعاء. وَإِذا كَانَ ورم فِي الرَّحِم حقن الْقبل. ويخلط فِي الْأَدْوِيَة المفتحة وَينْتَفع بِهِ فِي أدوية جراحات العصب وحجب الدِّمَاغ وفم الْمعدة ويملأ القروح وينقيها ويبنى اللَّحْم فِيهَا. وَمَتى وضع على نهشة الأفعى نفع مِنْهَا. ودخان الزّبد يدْخل فِي أدوية الْعين فيجفف وَيقبض قبضا رَقِيقا وَيقطع سيلان الْموَاد ويملأ قروحها سَرِيعا. وَقَالَ ج: أَجود اللَّبن مَا لم يشبه بشىء من الخلاط المعتدل القوام الصافي اللَّوْن الَّذِي إِذا تطعمته لم تَجِد فِيهِ حموضة وَلَا حراقة وَلَا ملوحة بل تكون فِيهِ حلاوة يسيرَة ورائحته طيبَة غير مذمومة فَمَا كَانَ مِنْهُ على هَذِه الصّفة فتولده عَن الدَّم الصَّحِيح البرىء عَن الْآفَات وَإِذا كَانَ كَذَلِك نفع من النَّوَازِل الحريفة اللذاعة ونقى الْأَعْضَاء من الكيموسات الرَّديئَة بِغسْلِهِ لَهَا وجلائه إِيَّاهَا ويلحج فِيهَا ويلصق بهَا فَيمْنَع حِدة الأخلاط الحريفة من الْوُصُول

إِلَيْهَا كَمَا يفعل ذَلِك يجب أَن يمص من الثدى. وأوفق هَذِه الألبان ألبان النِّسَاء الصحيحات الْأَبدَان اللواتي لم يطعن فِي السن وَلم يكن فِي سنّ الفتيات بل تكون الْمَرْأَة نصفا معتدلة المزاج محمودة الْغذَاء يكون الْغذَاء مولدا للكيموسات النقية. وَبعد ألبان النِّسَاء فِي الْجَوْدَة والموافقة فألبان الْحَيَوَانَات الَّتِي لم تبعد عَن طبيعة الْإِنْسَان. وروائح لُحُوم الْحَيَوَانَات تدل على جودة أَلْبَانهَا ودمائها وصحتها وَبعدهَا وقربها من مزاج الْإِنْسَان إِذْ فِي الْحَيَوَان مَا لَحْمه منتن الرَّائِحَة كلحم الْكَلْب وَالذِّئْب والأسد والفهد والضباع والدببة وَنَحْوهَا. وَأما لُحُوم الْحَيَوَانَات الطّيبَة الروائح كلحوم الضَّأْن والخنازير والمعز وَالْبَقر وَالْخَيْل والحمر الْأَهْلِيَّة والوحشية والظباء وَنَحْوهَا مِمَّا يغتذى بهَا أَكثر النَّاس فهى قريبَة من طبيعة الْإِنْسَان ملائمة لَهُ وَلذَلِك تسْتَعْمل ألبان الْبَقر والمعز وَالْحمير فِي الْأَكْثَر. ويتخذ من أَلْبَانهَا الْجُبْن مَا خلا ألبان الْحمير فانها رقيقَة مائية لَا جبنية فِيهَا وَلَا غلظ وَلَا دسم. فَأَما لبن الْبَقر فغليظ كثير الدسم. وألبان الْمعز وسط بَين ذَلِك.) وَاللَّبن مركب من ثَلَاثَة جَوَاهِر: جبنية ومائية وزبدية فاذا ميزت هَذِه الْجَوَاهِر بالعلاج وَفَارق وَالسمن غَالب على لبن الْبَقر وَلذَلِك يتَّخذ مِنْهُ أَكثر. وَالسمن مُحَلل منضج يسْتَعْمل فِي الأورام الَّتِي خلف الْأذن وَفِي الأربيتين وَغَيرهَا إِذا أردنَا تليينها وإنضاجها. وَأما قُوَّة مَاء اللَّبن الَّذِي يتَمَيَّز من الدسم والجبينة فانه ينقى وَيغسل الأحشاء وينقى عَنْهَا الفضول العفنية وَيفْعل ذَلِك بِغَيْر لذع يسكن اللذع مَتى شرب أَو احتقن بِهِ وَيغسل القروح الَّتِي فِيهَا قيح ردىء فَاسد ويبرئها. وَقد يخلط بِهَذَا المَاء الْأَدْوِيَة الَّتِي تفش المَاء النَّازِل إِلَى الْعين وَيسْتَعْمل فينفع من ذَلِك. وَهُوَ يجلو الكلف ويشفى أورام الْعين وَالدَّم المنصب إِلَيْهَا مَعَ بعض الْأَدْوِيَة الْمُوَافقَة لذَلِك. وَإِذا اسْتعْمل اللَّبن وَفِيه جبنية فانه يلصق الأحشاء ويسكن لذع الأخلاط المؤذية ويسكن انطلاق الْبَطن المفرط وَيقطع اخْتِلَاف الْأَشْيَاء اللزجة الدموية بعد طبخه بِالْحِجَارَةِ المحمية حَتَّى تفنى مائيته أَو يطْبخ مَكَان الْحِجَارَة بِقطع حَدِيد مستديرة صقيلة وَيكون لَهَا مقابض فَحِينَئِذٍ تكون أَجود من الْحِجَارَة للقبض الَّذِي فِي الْحَدِيد. وَجَمِيع الألبان نافعة من الرمد الْكَائِن من النَّوَازِل الحارة وَرُبمَا عالجنا بِهِ مُفردا

وَرُبمَا خلطنا بِهِ بعض الشيافات وَرُبمَا بدهن ورد وشىء من بَيَاض الْبيض وجعلناه على الأجفان الوارمة فينفعها. وتحقن بِهِ الأورام والأرحام القرحة إِمَّا وَحده وَإِمَّا مخلوطا بِمَا يُوَافق للقروح من الْأَدْوِيَة. وَكَذَلِكَ يسْتَعْمل للقروح الْحَادِثَة فِي المقعدة عَن خلط لذاع. وَينْتَفع بِهِ فِي البواسير وقروح الْأُنْثَيَيْنِ. وَبِالْجُمْلَةِ فِي كل ورم لذاع أَو قرحَة سيالة من كَثْرَة رُطُوبَة لذاعة. ويخلط بِهِ الدَّوَاء الَّذِي يتَّخذ من أتاتين الَّتِي ذوب فِيهَا النّحاس فينفع من القروح السرطانية ويسكن وجعها. ويتمضمض بِهِ لقروح الْفَم فيسكن أوجاعها وينفع من أورام اللوزتين واللهاة إِذا تغرغر بِهِ. وَإِذ كَانَ جوهره بَرِيئًا من اللذع فَبِحَق يسكن الأوجاع وخاصة مَتى طبخ فانه حِينَئِذٍ يكون بَالغ الْمَنْفَعَة فِي ذَلِك وَلذَلِك يسْقِيه الْأَطِبَّاء لشارب الدَّوَاء الْقَاتِل كالذراريح وَنَحْوهَا فينفعهم. وَأما ألبان الْكلاب فقد ذكرلها مَنَافِع لم تصح كَقَوْلِهِم: إِنَّه إِذا لطخ بِهِ خصى الغلمان وعاناتهم لم تنْبت الشّعْر وَكَذَلِكَ قَوْلهم فِي لطخه على مَوضِع الشّعْر الَّذِي ينتف من بَاطِن الجفن) وإخراجه للجنين الْمَيِّت إِذا شربته الْمَرْأَة. كل هَذِه الْأَقَاوِيل خدع وأباطيل. فَأَما الْجُبْن فانما هُوَ لبن جامد وَلَكِن لَيْسَ جَمِيع الألبان يجمد وَيقبل التجبن بل إِنَّمَا يفعل ذَلِك مَا كَانَ الغلظ عَلَيْهِ أغلب فيسهل انْعِقَاده ومفارقته للْمَاء. وَأما الْجُبْن الْعَتِيق فقد يعرض لمن ذاقه وَشمه حرافة وحدة. وَقد أتيت مرّة بِرَجُل فِي محفة اعتراه وجع المفاصل وَكَانَ فِي مفاصله كالحصى فحطر ببالي أَن أعمد إِلَى كوارع الْخَنَازِير المملوحة كَانَت بالحضرة فطبختها وعجنتها بذلك الْجُبْن الْعَتِيق وَكَانَ حَاضرا بمرقبة ومرسته مرسا نعما وَوَضَعته على مفاصله وَحين فعلت ذَلِك انْتفع بِهِ جدا. وَذَلِكَ أَن جلد الْموضع تشقق من تِلْقَاء نَفسه من غير بط بحديد فَكَانَ يخرج مِنْهُ يَوْمًا بعد يَوْم بِلَا أَذَى أَجزَاء من تِلْكَ الْحَصَى فَهَذَا مَا وجدته مَا وجدته بالفكرة وَتحقّق عندى بالتجربة. فَأَما الْجُبْن الحَدِيث فقوته مُخَالفَة لقُوَّة الْعَتِيق وَقد ضمدت بِهِ جرحا بعد أَن سحقته ثمَّ علوته بورق الحماض فبرأ جرح ذَلِك الرجل لِأَنَّهُ لم يكن خبيثا. وَإِنَّمَا جعلت ذَلِك البقلة إِذْ لم يحضرني غَيرهَا. وَأما أَنْت فان لم تجدها فَاسْتعْمل بدلهَا ورق الْكَرم أَو السلق أَو الخس أَو الدلب فَإِنَّهُ يجزئك. وَأما الْجُبْن الْمُتَّخذ من اللَّبن الحامض فَفِيهِ مَعَ الْقُوَّة الْمَانِعَة المبردة قُوَّة أُخْرَى تحلل تحليلاً يَسِيرا.

وَأما الزّبد وَالسمن فقوته منضجة وَفعله ذَلِك فِي الْأَبدَان اللينة أقوى وأنجح. وَأما فِي الجاسية الصلبة فقوته تضعف عَنْهَا. وَإِذا كَانَ على مَا ذكرنَا فَهُوَ نَافِع من الأورام الْحَادِثَة فِي الْأُصُول الْأذن والأربية والفم فِي الْأَبدَان وَرُبمَا لطخنا بِهِ أوراما ودبيلات فِي أبدان الغلمان وَالنِّسَاء وَحده فشفيناهم بِهِ. وَكَثِيرًا مَا لطخنا بِهِ غلظ اللثة والعمور وخاصة فِي لثة الطِّفْل. وَإِذا أردنَا إسراع نَبَات أَسْنَانه دلكنا لثة الصبى بِهِ. وينفع أيضاا سَائِر أورام الْفَم ويخلط بِبَعْض الْأَشْيَاء الَّتِي يعْمل مِنْهَا الضمادات وتوضع على الشراسيف وأورام الحالبين وَغَيرهَا من الْمَوَاضِع الَّتِي فِيهَا أورام ودبيلات فيحلها. وَإِذا لعق مِنْهُ مخلوطا بِعَسَل كَانَت منفعَته من النفث الْكَائِن من الرئة فِي أَصْحَاب ذَات الْجنب أورام الرئة عَجِيب وَكَانَ معينا على النضج وَهُوَ مَعَ ذَلِك ينضج.) وَهُوَ أعنى الزّبد مَتى لعق وَحده بِغَيْر عسل كَانَت معونته على أَكثر وعَلى النفث أقل وأضعف فعلا. وَإِذا كَانَ مخلوطا بِعَسَل ولوز مر كَانَت قوته على النفث أَكثر وعَلى النضج أقل. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن الألبان تخْتَلف لاخْتِلَاف أَنْوَاع الْحَيَوَان وأوقات السّنة فلبن الْبَقر أغْلظ الألبان وَلَا يزَال يغلظ مَا امْتَدَّ الزَّمن أَولا أَولا حَتَّى يَنْقَطِع أصلا. وَيكون فِي الرّبيع رطبا جدا وكميته أَكثر. وَاللَّبن الأغلظ أوفق لمن يُرِيد كَثْرَة الْغذَاء وَأَقل إطلاقا للبطن. والمطبوخ بِقطع الْحَدِيد إِلَى أَن تفنى مائيته يسقى لمن يعرض لَهُ لذع فِي معدته من فضل حاد وَيعْقل الْبَطن. وَيجب أَن تعلم أَن اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحديد والحصى يتجبن فِي الْمعدة وَلذَا صرنا نخلط مَعَه عسل القراح على اللَّبن بعد ذهَاب مائيته لِأَن الْأَطِبَّاء لم يهربوا من مائية اللَّبن بل من الحدة الَّتِي يُطلق بهَا الْبَطن وَلبن الْمعز أرق وَأَقل دسما من لبن اللقَاح. وَأما لبن الأتن فالجبن وَالدَّسم فِيهِ قَلِيل وَلذَلِك لَا يتجبن فِي الْمعدة إِلَّا فِي الندرة مَتى يشرب وَهُوَ حَار سَاعَة يحلب فَمَتَى خلط مَعَه عسل وملح لم يُمكن أَن ينْعَقد فِي الْمعدة من أجل رطوبته صَار يُطلق الْبَطن أَكثر لِأَن إِطْلَاق الألبان للبطن إِنَّمَا تكون بِهَذِهِ المائية لِأَن الجبينة قوتها عَاقِلَة للبطن. وبحسب مَا عَلَيْهِ مَاء اللَّبن من الصّفة فِي توليد الدَّم الْجيد إِذا قيس إِلَى سَائِر أَجزَاء

اللَّبن كَذَلِك تعرف سَائِر الْأَشْيَاء الْأُخَر الْمُطلقَة وأحسب أَنه بِهَذَا السَّبَب كَانَت القدماء تستعمله فِي إِطْلَاق الْبَطن للبطن. وينبغى أَن تخلط مَعَه من الْعَسَل مِقْدَار مَا يستلذه الشَّارِب وَلَا يغثى نَفسه وَكَذَلِكَ من الْملح بِمِقْدَار مَا لَا يُؤْذى حاسة الذائق. وَمَتى أردْت أَن تطلق الْبَطن أَكثر فَاجْعَلْ الْملح أَكثر. فَأَما اللَّبن الردىء الْخَلْط فانه يبلغ من رداءته أَن يفْسد أخلاط الْجَسَد وَلَو كَانَت جَيِّدَة. وَإِنِّي لأعرف طفْلا كَانَت جَيِّدَة مرضعته رَدِيئَة اللَّبن فَامْتَلَأَ بدنه قروحا. وَلَو أَن حَيَوَانا رعى سقمونيا أَو يتوعا أَو نَحْوهَا لأطلق لبنة الْبَطن فَلذَلِك يجب أَن تفهم مَا قلته فِي اللَّبن مِمَّا مثلته: أَنه أَجود الأغذية فِي توليد الدَّم الْجيد اللَّبن الْجيد الَّذِي فِي غَايَة الْجَوْدَة.) فَأَما اللَّبن الَّذِي ينقص من غَايَة الْجَوْدَة فبحسب ذَلِك نقصانه عَن الْمرتبَة الَّتِي ذكرنَا فِي نفع الْبدن إِلَّا أَن اسْتِعْمَال اللَّبن الْكثير المائية وَإِن دَامَ أقل خطرا من غَيره. فَأَما اللَّبن الْكثير الجبنية الْقَلِيل المائية فَلَيْسَ إدمانه مَحْمُودًا لجَمِيع النَّاس وَذَلِكَ أَنه يُولد الْحَصَى فِي الكلى والسدد فِي الكبد فِيمَن كَانَت هَذِه الْأَعْضَاء مِنْهُ مستعدة لذَلِك. فَأَما الصَّدْر والرئة ونواحيها فالألبان كلهَا مُوَافقَة لَهَا. فَأَما الرَّأْس فالألبان غير مُوَافقَة لَهُ وتضره إِلَّا أَن يكون قَوِيا جدا وَكَذَلِكَ فان اللَّبن غير مُوَافق للجنبين إِذْ كَانَت النفخة تسرع إِلَيْهِمَا لِأَنَّهُ يتَوَلَّد مِنْهُ ريَاح فِي أَكثر معد النَّاس. وَإِذا طبخ اللَّبن مَعَ بعض الأغذية المولدة للخلط الغليظ ذهبت نفخته إِلَّا أَنه يكون أبلغ فِي توليد السدد والحصى. وَهَذِه الأغذية مثل السميذ والحندروس والنشا والعطرية وخبز الفرن وَالْملَّة والفطير وَاللَّبن على مَا ذكرنَا جيد الْغذَاء كَثِيرَة إِلَّا أَنه مركب من شَيْء يعقل وَشَيْء يلطف يُطلق شَيْء يحدث السدد وَشَيْء يلطف الأخلاط الفليفة وَذَلِكَ أَن مَاء اللَّبن الأخلاط الغليظة وَذَلِكَ أَن مَاء اللَّبن يلطف الأخلاط الغليظة وَيُطلق الْبَطن. وجبنه حَابِس للبطن مولد للأخلاط الغليظة الَّتِي من أجلهَا تحدث السدد والحصى. وإدامة اللَّبن يضر بالأسنان واللثة وَيحدث فِي اللثة ترهلا وَفِي الْأَسْنَان سرعَة عفن وتأكل فَلذَلِك يجب أَن يتمضمض بعده بشراب ممزوج. والأجود أَن يخلط مَعَه عسل فان ذَلِك مِمَّا يذهب بالجبنية الَّتِي تلزق بالأسنان واللثة ويجلوها. وَإِن كَانَ مِمَّا يضر رَأسه فليتمضمض بِالشرابِ الصّرْف

فانه أصلح. وأجود من ذَلِك فِي دفع الضَّرَر عَن اللثة والأسنان مَتى خلط الْعَسَل بِالشرابِ الصّرْف فانه أصلح وأجود من أَن يتمضمض أَولا بِمَاء الْعَسَل ثمَّ يتمضمض بشراب صرف قَابض. رأئب فَأَما اللَّبن الحامض فانه لَا يضر بالأسنان إِلَّا من جنس الضرس مثل سَائِر الْأَشْيَاء الحامضة الْبَارِدَة والعفصة. والمعد الْبَارِدَة لَا تستمرىء اللَّبن الحامض على أى الْجِهَات كَانَ استمراء جيدا. والمعد الْبَارِدَة والحارة يفْسد اللَّبن فيهمَا أما فِي الحارة فبأن ينْتَقل إِلَى الدخانية. وَفِي الْبَارِدَة إِلَى الحموضة لَكِن الرائب الحامض يصلح للمعدة الحارة وَينْتَفع بِهِ غَايَة الْمَنْفَعَة وَأما الْمعد المعتدلة فيعسر استمراء الرائب الحامض فِيهَا إِلَّا أَنه على حَال لَا يقويها على) هضمه حَتَّى لَا تهضمه أصلا. مخيض فَأَما المخيض من اللَّبن الَّذِي قد أخرج زبده فانه لَا يَسْتَحِيل إِلَى الدخانية الْبَتَّةَ وَلَا فِي معدة فِي غَايَة توليد المرار والالتهاب لِأَنَّهُ قد فَارقه الْجُزْء الدسم والحار الَّذِي فِي مائيته وَمَا بقى فَهُوَ الْجُزْء الجبنى قد اسْتَحَالَ إِلَى أبرد مِمَّا كَانَ. وَإِذا كَانَ كَذَلِك فانا نقُول: إِن هَذَا اللَّبن المخيض يُولد خلطا غليظا بَارِدًا وَلذَلِك لَا تستمريه المعتدلة ويولد الخام. قَالَ: وينفع هَذَا الْغذَاء وَمَا جرى مجْرَاه الْمعدة الملتهبة وَهُوَ فِي غَايَة الْإِضْرَار بالمعدة الْبَارِدَة. وَقَالَ: واللبأ إِذا لم يخلط بِعَسَل كَانَ أَبْطَأَ انهضاما وأبلغ فِي توليد الْخَلْط الغليظ وَأَبْطَأ فِي الانحدار عَن الْمعدة والنفوذ فِي الأمعاء. وَإِذا خلط بِعَسَل كَانَ مَا يحظى بِهِ الْبدن مِنْهُمَا جَمِيعًا من الْغذَاء مِقْدَارًا كثيرا. قَالَ: وَأما الْجُبْن فانه يزْدَاد حِدة من أجل الأنفحة وينقى عَنهُ جَمِيع رُطُوبَة مائية اللَّبن وَلَا سِيمَا إِذا عتق فانه فِي ذَلِك الْوَقْت يكون أحد والحرارة المحرقة فِيهِ أبين فَيكون إحداثه للععطش بِهَذَا السَّبَب أَكثر وانهضامه أعْسر وَلذَلِك لَا يَسْتَفِيد الْجُبْن من الْأَشْيَاء الحريفة الحادة الملطفة الَّتِي تخلط بِهِ صلاحا وجوده كَمَا يَسْتَفِيد ذَلِك مِنْهَا جَمِيع الْأَطْعِمَة الغليظة مَتى خلطت بهَا لكنه يزْدَاد عِنْد مَا تخلط مَعَه رِدَاءَهُ لِأَن الْمضرَّة الدَّاخِلَة عَلَيْهِ من أجل هَذِه الْأَشْيَاء زَائِدَة فِي رداءة غذائه. وحرارته المتحرفة تعم الْمَنْفَعَة الَّتِي يستفيدها من تلطيف هَذِه الْأَشْيَاء الغليظة. وَإِذا خلط الْجُبْن بِهَذِهِ الْأَشْيَاء كَانَ فِي تِلْكَ الْحَال لَيْسَ يسير الْإِعَانَة على توليد الْحَصَى فِي الكلى لِأَن الْحِجَارَة تتولد فِي الْأَبدَان الَّتِي يجْتَمع فِيهَا خلط غليظ مَعَ حرارة نارية ملتهبة وَلذَلِك يجب أَن يحذر من الْجُبْن مَا كَانَ فِي مثل هَذِه الْحَال لِأَنَّهُ لَا خير فِيهِ للانهضام وَلَا للنفوذ وَلَا لإدرار الْبَوْل وَإِطْلَاق الْبَطن وَلَا فِي جودة الْغذَاء.

والجبن الَّذِي على هَذِه الْحَال مَا كَانَ لَيْسَ بعتيق وَلَا حريف وَلَا حاد فانه وَإِن كَانَ هَكَذَا فَهُوَ ردىء إِلَّا أَن رداءته أقل من رداءة الْجُبْن الْعَتِيق. وَأفضل أَنْوَاع الْجُبْن الْمُتَّخذ من اللَّبن الحامض وَهُوَ ألذها وأنفعها للمعدة وأسرعها انهضاما وانحدارا وَلَيْسَ غذاؤه بردىء إِلَّا أَن الدَّم الْمُتَوَلد مِنْهُ غليظ. وَذَلِكَ أَمر يعم جَمِيع الْجُبْن.) والجبن اللين أفضل من الصلب والرخو المتخلخل أفضل من المتكاثف والجبن المتين العلك والهش المتفرك رديئان وأفضلهما الْمُتَوَسّط بَين هذَيْن وَإِنَّمَا يعرف فَضله من الطّعْم. وأفضله وأجوده مَا لَا طعم قوى فِيهِ وَلَكِن الْحَلَاوَة والعذوبة أغلب عَلَيْهِ قَلِيلا واللذيذ أفضل من الكريه وَالَّذِي فِيهِ من الْملح مِقْدَار معتدل أفضل من الَّذِي لَا ملح فِيهِ الْبَتَّةَ. والجبن الَّذِي يقل طعمه فِي الجشاء هُوَ أفضل وَمَا بقى طعمه فِي الجشاء لَا بثا فَلَيْسَ بمحمود لِأَن مَا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ عسر الانهضام والاستحالة. وَقَالَ فِي كتاب الكيموس: الْغَالِب على لبن اللقَاح والأتن المائية وعَلى لبن النعاج الجبنية وعَلى لبن الْبَقر الدسم وَلبن الْمعز معتدل فِي هَذِه الثَّلَاثَة وَلَيْسَ من الْحرَّة أَن يشرب الْإِنْسَان لبن الْمعز بِلَا عسل لِأَنَّهُ كثيرا مَا يتجبن فِي الْمعدة. وَأفضل الألبان لبن الْحَيَوَان الصَّحِيح المخصب. وَجَمِيع الْجُبْن غليظ الْخَلْط فان كَانَ عتيقا فَهُوَ مَعَ ذَلِك ردىء الْخَلْط. وكيموس الطرى أقل غلظا وألين يبرىء قُرُوح الرئة وَحده. وَمَعْلُوم أَن ذَلِك إِنَّمَا يكون مِنْهُ قبل أَن تعظم القرحة وتصلب. وَلبن النِّسَاء أَحْمد فِي علاج السل وَيجب أَن يمص من الثدى لِأَنَّهُ يعْدم بعض فضائله سَاعَة يخرج من الثدى. مَجْهُول: اللَّبن يمْلَأ الْمعدة وتولد كثرته حمى وقملا. وَقَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: اللَّبن أفضل الأغذية للأخلاط السوداوية والبثور والعفن فِي الْأَعْضَاء والسموم وَهُوَ حَار رطب قوى فِي ذَلِك. وَاسْتدلَّ على ذَلِك بِأَنَّهُ قد انهضم أَكثر من انهضام الدَّم وَعَن الدَّم كَانَ فَهُوَ أَشد مِنْهُ انهضاما. حنين: ينظر أى الْأَعْضَاء هضمته فأنما هضمته أَعْضَاء بَارِدَة يهضمه غدد الثديين وهما باردان. روفس: وَلِأَن اللَّبن دسم نضيج صَار إلهابه للحرارة سَرِيعا سهلا وَلذَلِك صَار يعطش وإشعاله للحمى سهل سريع.

قَالَ حنين: ذَلِك لسرعة استحالته إِلَى مَا يُصَادف. روفس: وَمَتى تنَاوله إِنْسَان فِي كل يَوْم رطب بدنه وأحدث ثقلا فِي الرَّأْس ودوارا وجشاء حامضا وينفخ الْمعدة وَبعد أَن يُولد دَمًا جيدا يحبس الطبيعة فِي بعض الْأَوْقَات ويطلقها فِي) بعض. وَلبن كل حَيَوَان على حسب دَمه من الغلظ أَو من الرقة فان دم الْبَقر غليظ وَكَذَلِكَ لبنة غليظ. وَدم الْمعز رَقِيق وَكَذَلِكَ لبنة. روفس: لبن الرماك يلى لبن الْمعز فِي الرقة. حنين: لبن الرماك وَلبن الْحَيَوَان الَّذِي يكد وَيعْمل أَو يرتاض أبيس وَلبن الْحَيَوَان الحبلى فَاضل اريباسيوس فِي الزّبد: إِن فِيهِ مَعَ أَن قوته منضجة شَيْئا من الْقُوَّة المحللة وَلذَلِك يبرىء مَرَّات كَثِيرَة الأورام الَّتِي تعرض فِي أبدان النِّسَاء والأورام الَّتِي تعرض فِي جَانب الْأذن وَالَّتِي فِي الحالبين وأورام الْفَم وَسَائِر الآورام الَّتِي تعرض للمرطوبين كأبدان الصّبيان وأبدان النِّسَاء. وَقَالَ: إِن اللَّبن سريع التَّغْيِير بالهواء الْحَار والبارد أَيْضا يُفْسِدهُ. وَينْقص فَضله مَتى لم يسْتَعْمل سَاعَة يحلب أَو من ثدى الْمَرْأَة أَو غَيرهَا من يحلب مِنْهُ. وَجُمْلَة اللَّبن ينفع من الْموَاد الحارة المنصبة إِلَى الْعين وَالدَّم المنعقد فِيهَا وللآثار الَّتِي تحدث فِي الْوَجْه وَإِذا كَانَ فِي الْعين ورم ثمَّ وضع على الأجفان من خَارج مَعَ بيض ودهن ورد خام فِي وَقت النّوم حلل تِلْكَ الأورام. وَيجب أَن يسْتَعْمل فِي ذَلِك لبن امْرَأَة صَحِيحَة محمودة التَّدْبِير حِين يحلب وَيسْتَعْمل أَيْضا فِي قُرُوح الْأَرْحَام وَفِي جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي تحْتَاج فِيهَا إِلَى تسكين ورم حَار أَو لذاع أَو عِلّة خبيثة. قَالَ: وَإِذا عزمنا على إِعْطَاء اللَّبن لأَصْحَاب اخْتِلَاف الدَّم وَجَمِيع الَّذين يخرج مِنْهُم بالإسهال فضول حادة فقد يجب أَن يتَقَدَّم فِي طبخه بالحصى حَتَّى يذهب أَكثر مائيته فان طبخناه بِقطع الْحَدِيد صَار أقوى كيثرا. وَقَالَ ابْن ماسويه: فِي لبن الْإِبِل ملوحة وحدة وَاللَّبن ضار للمبلغمين. وطبع اللَّبن عِنْد حلبه حَار رطب وحرارته يسيرَة وَدَلِيل حرارته حلاوته وقربه فِي الاستحالة إِلَى الدَّم والإكثار مِنْهُ يُولد الْحَصَى فِي المثانة ويتجبن فِي الْمعدة وَأكْثر مَا يكون اللَّبن نَافِعًا لمن طَبِيعَته حارة يابسة وَلَيْسَ فِي معدته صفراء. والحامض مِنْهُ بَارِد يَابِس إِذا قسته إِلَى الحليب عسر الانهضام

ويتمضمض بعد أكل اللَّبن بالنبيذ الصّرْف أَو بِمَاء السماق مَعَ العاقر قرحا أَو الْخلّ وَالْعَسَل أَو بِالْمَاءِ لِئَلَّا تفْسد اللثة. وَلَا يجب أَن يَأْكُل الحليب من يجد جشاء دخانيا.) وَلبن النِّسَاء نَافِع من وجع الصَّدْر والرئة والكلى والمثانة. وَكَذَلِكَ لبن الأتن وَلبن الْبَقر المنزوع الزّبد نَافِع من تطفئه الْحَرَارَة ومقو للمعدة معدل لَهَا. وَكَذَلِكَ لبن اللقَاح نَافِع للسدد المتولدة فِي الكبد من الدَّم الغليظ. وَلبن الْإِبِل يدر دم الْحيض الْمُنْقَطع من الْحَرَارَة واليبس. والأحمد اجْتِنَاب اللَّبن الْبَتَّةَ إِذا لم يكن الْجَسَد نقيا. مَجْهُول: لَا يسقى اللَّبن الضُّعَفَاء الرؤوس وَلَا المنتفخ مِنْهُم مَا تَحت الشراسيف لِأَنَّهُ يزِيد فِيهَا ويصدع الرَّأْس ويملؤه وَلَا الضِّعَاف الْمعدة وَلَا المحمومين. وَيصْلح إِن أردته لِأَن ترطب بِهِ بدنا حارا يَابسا مخيض الْبَقر الحامض المنزوع الزّبد ولأصحاب السل لبن الأتن. ولمشى الدَّم يخرج زبد لبن الْمعز وَهُوَ حليب حُلْو ويستقصى ذَلِك ثمَّ يطْبخ بِقطع الْحَدِيد المحماة بعد أَن يصب عَلَيْهِ مثله من المَاء وَلَا تزَال تطبخه حَتَّى يذهب ذَلِك المَاء فان هَذَا نَافِع جدا. وَيقطع الخراطة وَالدَّم قطعا عجيبا. وَأكْثر مَا يسقى مِنْهُ ثلثا مِنْهُ رَطْل. ومخيض الْبَقر الحامض يطفىء الصَّفْرَاء وَيقطع الِاخْتِلَاف المفرط الْكَائِن مِنْهَا. وَلبن الأتن وَالنِّسَاء نَافِع من قُرُوح الرئة. وَلبن اللقَاح نَافِع من حرارة الكبد ويبسها نفعا بليغا وَهُوَ أحر من سَائِر الألبان. ويسقى مِنْهُ من رَطْل إِلَى رطلين حليبا بسكر الْعشْر وزن خَمْسَة دَرَاهِم فينفع الاسْتِسْقَاء الْحَار. وَيجب أَن يتمضمض بعد اللَّبن بِمَاء الْعَسَل وَالشرَاب أَو بسكنجبين لِأَن اللَّبن يفت الْأَسْنَان ويرخى اللثة. وَإِذا ولد اللَّبن فِي الْمعدة جشاء دخانيا فاقطعه واستفرغ الشَّارِب لَهُ صفراء. وَإِذا ولد حموضة فَأَقل مِنْهُ واقطعه أَيَّامًا ثمَّ اغذه. وَإِن أدمن اسْتِعْمَاله فليجعل مَعَ بعض الملطف لتأمن من تولد الْحَصَى. وَمَاء الْجُبْن يسهل الأخلاط الْمُحْتَرِقَة إِذا عمد بسكنجبين وَألقى فِيهِ بعد ملح وغلى وَأخذت رغوته. وَاللَّبن ردىء للكبد وَالطحَال نَافِع للصدر إِذا كَانَ حلوا.) والجبن حريف من أجل الأنفحة حَار وأعتقد أردؤه وَهُوَ يعطش لملوحته. والأنفحة ضارة للمعدة مولدة للقولنج تعقد الْبَطن عقدا شَدِيدا.

والزبد نَافِع من خشونة الْجَسَد من دَاخل وَمن خَارج الْعَارِض من السَّوْدَاء وكل خشونة تحدث كالقوابي وَنَحْوهَا. اليهودى: لبن الأتن نَافِع من عسر الْبَوْل واللهب واشتعال الْقلب والرئة جيد لقروح الرئة دَافع لكل أمراض الصَّدْر جيد لقروح المثانة ومجارى الْبَوْل يسقى مِنْهُ قدر ثَلَاث أَوَاقٍ أَو نَحْوهَا من أتان شهباء مصلحَة الْعلف. وَلبن الْمعز قَالَ: يَسْتَحِيل إِلَى دم جيد نَافِع للسعال وَنَفث الدَّم والسل ونهول الْجِسْم. وَلبن الضَّأْن جيد للسعال والربو ويصفى اللَّوْن جدا ويكسب اللَّحْم وَيزِيد فِي الدِّمَاغ والنخاع والباه. وَلبن اللقَاح: نَافِع للْمَاء الأصفراء والبهر وضيق النَّفس وَيفتح سدد الكبد ويقوى الْجِسْم. ويسقى مَعَ سكر لتصفية لون النِّسَاء. ومخيض الماعز نَافِع للصفراء إِذا أَخذ على مَا فِي بَابه واللاحتراق واليرقان والحمى المفرط إِذا أكل مَعَه الْجُبْن. ويسقى مَعَ خبث الْحَدِيد للصفار. ويسقى اللَّبن نَفسه للسمنة. جملَة اللَّبن قَالَ روفس فِي كتاب اللَّبن: اللَّبن يخْتَلف بِحَسب اخْتِلَاف نوع الْحَيَوَان وَسنة وسخنته وغذائه ورياضته وَقرب عَهده بِالْولادَةِ وصنعته وبجوهره وَيَقَع ذَلِك من الْخلاف مَا يُمكن أَن يكون دَوَاء وغذاء وَيخْتَلف ذَلِك أَيْضا بِحَسب الْأَبدَان. فان من النَّاس من يخف عَلَيْهِ شرب الْقَلِيل وَإِن أَكثر مِنْهُ بالضد. قَالَ: وَلبن اللقَاح أرق الألبان وأبطأها انحدارا عَن الْمعدة على أَن مَا فِيهِ من المائية كثير وَقد جرب ذَلِك. وَلبن الضَّأْن أغْلظ الألبان وأكثرها جبنا بطىء الانحدار يلهب الْبَطن. وَلبن الرماك والأتن أسْرع انحدارا. وَلبن الْبَقر يغذو غذَاء مَحْمُودًا ويسهل إسهالاً يَسِيرا وَلبن الْمعز أَضْعَف إسهالاً من لبن الْبَقر. فَأَما فِي سَائِر أَحْوَاله فمنفعته معتدلة. وألبان الْخَنَازِير قد كَانَت تسقى للسل. وَمن أدمنها أورثته وضحا.) وَلبن النِّسَاء يقطر فِي الْعين ويرضع مِنْهُ المسلول كَمَا يرضع الطِّفْل فيسمن وَيبرأ من قروحه الَّتِي فِي الرئة سَرِيعا. اسْتِدْلَال على اللَّبن: يسْتَدلّ عَلَيْهِ بِصِحَّة الْحَيَوَان وسقمه بِمَا يتهيأ لَك من الدَّلَائِل ورقة جلودها وَقلة شعرهَا وتناثرها وامتناعها من الْعلف يدل على مَرضهَا فليحذر لبن الْحَيَوَان السقيم إِلَّا أَن يقْصد بِهِ الإسهال. فان انحدار هَذَا اللَّبن أسْرع. وَلبن الْحَيَوَان الصَّحِيح أغذى وَأطيب. وَلبن الْحَيَوَان الْأَبْيَض ضَعِيف وَهُوَ ضَعِيف

الْقُوَّة أَعنِي الْحَيَوَان الْأَبْيَض فِي نَفسه. وَالْأسود أقوى أبدا وأحمل لتغير الْأَزْمِنَة ولبنه أَجود وَأَبْطَأ انحدارا وَلبن الْأَبْيَض أسْرع انحدارا. اللَّبن بِحَسب الْوَقْت: لبن الرّبيع أرطب وأرق والصيفى أثخن وأخف كثيرا لِأَن الزَّرْع فِي هَذَا الْوَقْت يكون أجف مِنْهُ فِي وَقت الرّبيع فَيكون اللَّبن لذَلِك أدسم وَأَغْلظ لِأَن الَّذِي يَأْكُلهُ الْحَيَوَان ينهضم. اللَّبن بِحَسب المرعى قَالَ: الراعية فِي الآجام والمروج أرطب لَبَنًا والراعية فِي القلاع وَالْجِبَال أجف وأسخن والراعى فِي الآجام أطلق للبطن. والمتولد عَن رعى الْأَدْوِيَة المسهلة يسهل.

اللَّبن بِحَسب الْأَسْنَان أَجود الألبان المتناهى السن فَأَما لبن الصَّغِير السن فأرطب وَلبن الْهَرم اللَّبن بِحَسب الطّعْم والقوام اللَّبن الحامض وَالرَّقِيق والثخين والمالح ردىء وَأما الحلو المستوى القوام الذى لَهُ ثخن فَهُوَ جيد. مَاء الْجُبْن خَيره الرَّقِيق. اللَّبن بِحَسب مُدَّة الْحمل قَالَ: لبن الْحَيَوَان الَّذِي مُدَّة حمله أَكثر من حمل الْإِنْسَان أَو أقل رَدِيء للانسان والمساوى ملائم وَلذَلِك صَار لبن الْبَقر أَكثر ملائمة. جملَة اللَّبن قَالَ: بِالْجُمْلَةِ أَنه يغذو غذَاء كَافِيا ويولد لَحْمًا لينًا رطبا ويعدل الأخلاط اللذاعة ويستفرغ بَعْضهَا وينفع من سقى شَيْئا حارا أَو حقن بِهِ. وَإِن كَانَ فِي الرَّحِم لذع فحقن بِهِ نفع. وَإِذا شرب نفع القروح الَّتِي فِي الرئة والأمعاء والكلى وَالرحم والدمامل والبثر وَسَائِر الخشونات. وينفع من شرب الذراريح. وَبِالْجُمْلَةِ شرب الْأَدْوِيَة المقرحة الأكالة. ويقابل البنج وَيرد عقل من يسقاه على الْمَكَان.) وينفع من الأورام الْعَارِضَة فِي الحنك شرب أَو تغرغر بِهِ وَلمن بدنه يَابِس قحل وَلمن بِهِ عِلّة فِي مَا دون الشراسيف لَا يسهل تخلصه مِنْهَا. لى هَذَا القَوْل فِيهِ نظر. قَالَ: وَأما المطحول والمكبود وَصَاحب الخفقان والنفخ والسدد وَثقل الرَّأْس وظلمة الْبَصَر ورقتها والعشا والحميات وانبعاث الدَّم فضار لَهُم. وَكَذَلِكَ من يتجشأ جشاء دخانيا أَو حامضا. وَمن لَا يعرض هَاتَانِ الخلتان فاسقه إِيَّاه. اللَّبن بِحَسب الْأَسْنَان وَأما الصّبيان فليشربوه إِلَى وَقت الإنبات ثمَّ يَدعُوهُ وخاصة من كَانَ مِنْهُم محروراً فَإِنَّهُ يتجبن فِي معدهم وَيُورث كربا وقلقا فِي كل معدة حارة المزاج. وَهُوَ ينفع الصّبيان لِأَنَّهُ يرطبهم وَيزِيد فِي نموهم. وَلَا يُوَافق لمن تناهى فِي شبابه لغَلَبَة الْحر عَلَيْهِ وَبعد الِانْتِهَاء فانه جيد لِأَنَّهُ يرطب ويعدل الأخلاط ويسكن الحكة الْعَارِضَة فِي أبدان الْمَشَايِخ. وَإِيَّاك أَن تسقيه أَصْحَاب الأمزجة الحارة والمحمومين لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل فيهم إِلَى المرار وينفخ الأحشاء وَيحدث صداعا وثقلا فِي الرَّأْس ويضر بالأبصار إِذا لم يجد انهضامه لِأَنَّهُ مَتى أصَاب الْمعدة وفيهَا ضَرَر شاركها الرَّأْس فَمَتَى تنَاول اللَّبن فَليدع جَمِيع الْأَطْعِمَة والأشربة إِلَى أَن ينحدر إِلَى أَسْفَل لِأَنَّهُ إِن خالطه شىء وَكَانَ قَلِيلا فسد وأفسد ذَلِك اللَّبن مَعَه وَلذَلِك يَسْتَعْمِلهُ الرُّعَاة فيخصب أبدانهم. وَيجب أَن يُؤْخَذ بِالْغَدَاةِ وَلَا يُؤْكَل عَلَيْهِ شىء إِلَى انهضامه ويحذر التَّعَب بعده لِأَنَّهُ يمخضه ويحمضه لِأَن التَّعَب قد يحمض الْأَطْعِمَة القوية ويمخضها فضلا عَن اللَّبن والسكون بعده أصلح بعد أَن يكون مستيقظا فان ذَلِك أَحْرَى أَن ينحدر اللَّبن فِي أول مرّة يَأْخُذهُ وَهُوَ لذَلِك مُحْتَاج قَالَ: وَاللَّبن فِي أول أمره إِنَّمَا يخرج مَا فِي الأمعاء ثمَّ إِنَّه إِذا دَامَ بِهِ بعد ذَلِك يدْخل فِي الْعُرُوق ويغذو غذَاء حميدا ويعدل مَا فِيهَا وَلَا يُطلق الْبَطن بل يمسِكهُ. وَمن أَرَادَهُ للاطلاق أَخذ مِنْهُ مِقْدَارًا كثيرا. وَمن أَرَادَهُ للتغذى والترطيب فليأخذ مِنْهُ مِقْدَارًا أقل لَا يثقل عَلَيْهِ الْبَتَّةَ. جملَة قَالَ: وينفع شرب اللَّبن فِي الْعِلَل المزمنة فِي الصَّدْر والسعال وَنَفث الدَّم من الصَّدْر وَلَا يجب أَن يدمن بل يغب. وَهُوَ جيد من قُرُوح الرئة والهلاس. وَمَتى شرب للأخلاط اللذاعة والفضول فِي الْعُرُوق فليخلط مَعَه عسل فانه يصير أَجود وأسرع انحدارا وَقد يسهل إِذا خلط مَعَه ملح.) وَإِذا شرب لاخْتِلَاف الدَّم والفضول وَعلل المعى الصَّائِم وَمَا يسيل إِلَى الْمعدة فاشربه مطبوخاً. ويطبخ أَولا برفقولين حَتَّى يذهب بعضه ثمَّ ويطبخ بعد ذَلِك طبخاً أَكثر ويحذر أَن يتجبن أَو تسمير مَاؤُهُ أَولا بِرِفْق ولين حَتَّى يذهب بعضه أَو يَحْتَرِق وَذَلِكَ يكون بِأَن يطْبخ ويحرك بخشب التِّين وَيُؤْخَذ مَا يجْتَمع على شفة الْقدر بشىء ينشف بِهِ فيطبخ على هَذِه الصّفة حَتَّى يغلظ فانه يحبس الْبَطن وينفع من قُرُوح الأمعاء ويقوى الْبَطن. ويطبخ بالحصى أَيْضا على مَا يعرف.

مَاء الْجُبْن قَالَ: يسقى من يحْتَاج أَن يسهل إسهالا قَوِيا ويتخذ على هَذِه الصّفة غير أَنه يرش عَلَيْهِ مرّة بسكنجبين وَمرَّة بشراب وَمرَّة بِمَاء الْعَسَل على قدر الْحَاجة فان كَانَ الْخَلْط بلغميا رششنا عَلَيْهِ بسكنجبين. وَقد ينفع مَاء الْجُبْن الضَّعِيف والمهلوس. لى فِي هَذَا نظر. قَالَ: ويخلط مَعَه فِي أول الْأَمر ملح وَمَتى أخذت مَعَه أدوية مسهلة فلينقص مقدارها فان الْخَطَأ فِيهِ عَظِيم مَتى أفرط وَزنهَا. فَأَما هُوَ وحدة فَلَا يعرض مِنْهُ خطأ. قَالَ: والمجبن بالقرطم قوى فِي إسهاله. وَمَتى طبخ بعد أَخذه وَجعل فِيهِ الْملح أسهل بِقُوَّة. وَمن احْتَاجَ إِلَى مسهل وَلم يقو على الْأَدْوِيَة فليسق مَعَ ملح أَو مَاء الْبَحْر فانه يستفرغه استفراغا صَالحا ويخلط فِيهِ حاشا وافثيمون وَقد يخلط مَعَه قثاء الْحمار فيقوى بِهِ. وَقد يسقى للأمعاء الَّتِي يخَاف أَن يحدث فِيهَا قرحَة وَالَّتِي يجرحها البرَاز المرارى وقروح الكلى والمثانة وَلَا يَجْعَل فِيهِ فِي هَذَا الْحَال ملح ولحرقة الْبَوْل وَلَا يتوقى أَخذه فِي الصَّيف الشَّديد الْحر كَمَا يتوقى المسهلة من الْأَدْوِيَة. وينفع القوى الإسهال مِنْهُ للخراجات والبثر الكمدة اللَّوْن وَإِخْرَاج الأخلاط الرَّديئَة المجتمعة تَحت الْجلد والقروح الحديثة والقديمة الخبيثة والسعفة والمواد السائلة إِلَى الْعين والأجفان والكلف وَفِي الحميات المزمنة الطَّوِيلَة وَمن يخَاف عَلَيْهِ الأستسقاء. قَالَ: والجبن يُولد البلغم ويلهب الْبَطن ويعطش وَيحدث جشاء حامضا. وَمَتى انهضم كَثْرَة غذاؤه. والمتخذ بالنَّار أفضل من الْمُتَّخذ بالأنفحة والْحَدِيث أَجود من الْعَتِيق والمشوي من النىء.) وأنواعه كلهَا رَدِيئَة ومضرة الرطب مِنْهُ أسهل وينفع من شرب المرداسنج. ابقراط من كتاب الْفُصُول فِي آخر الْخَامِسَة: اللَّبن رَدِيء لمن يتَأَذَّى بالصداع والحمى وَلمن مَا دون شراسيفة منتفخ وفيهَا قراقر وَلمن بِهِ عَطش وَلمن الْغَالِب على مزاجه المرار وَلمن هُوَ فِي حمى حادة وَلمن اخْتلف دَمًا كثيرا. وينفع أَصْحَاب السل إِذا لم تكن بهم حمى قَوِيَّة ولأصحاب الدق وَالَّذين تذوب أبدانهم. ج: اللَّبن من الْأَشْيَاء الَّتِي تسرع إِلَيْهَا الاستحالة وَمَتى صَادف معدة حارة اسْتَحَالَ فِيهَا إِلَى الدخانية وَفِي الْبَارِدَة إِلَى الحمضة. ويستدل على ذَلِك من الَّذِي يحلى يحمض وَالَّذِي يطْبخ بِنَار وَيحمل عَلَيْهِ حَتَّى يصير دخانيا. وَإِذا استمرئ اللَّبن على مَا يَنْبَغِي فانه غذَاء غزير جيد لِأَنَّهُ على حَال فِي حَال استمرائه إِلَى أَن يستمرئ قد يُولد نفخا فِي مَا دون الشراسيف ويصدع وَهُوَ يفعل ذَلِك فِي الأصحاء فَلذَلِك هُوَ أَجود أَن يفعل ذَلِك فِي المستعد للصداع والمنتفخ الشراسيف. وَلَيْسَ إِنَّمَا يضر من بِهِ فِي شراسيفه نفخة لَكِن وَمن فِي

شراسيفه ورم مائي أَو ورم آخر كَانَ حمرَة أَو فلغمونيا أَو ترهلا أَو سقيروس أَو دبيلة لم تنفجر وَهُوَ يزِيد فِي عَطش من عطشه بالطبع قوى أَو من شربه على عَطش شَدِيد حدث لَهُ لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل إِلَى المرار. وينفع من قُرُوح الرئة والدق أَيْضا. وَهُوَ غذَاء مَحْمُود سريع النّفُوذ. وَيجب أَن يَسْتَعْمِلهُ إِذا لم يخف أَن تكون مضاره أَكثر من مَنَافِعه. الساهر: لبن الأتن أَجود الألبان كلهَا بعد لبن النِّسَاء للسل وَنَفث الدَّم وجلاء الكلى والمثانة من الْمدَّة والخلط الغليظ وَلَا يكَاد يتجبن فِي الْمعدة إِلَّا فِي الندرة إِذا لم يشرب سَاعَة يحلب ويسقى مِنْهُ أوقيتان ثمَّ يُزَاد حَتَّى يبلغ ثلثا رَطْل. وَإِذا سقيته للسل والدق فاعلف الأتان الْأَشْيَاء الْبَارِدَة كالهندبا وَالشعِير المنقع. وَإِن كَانَت الْعلَّة نفث الدَّم فاعلفها الْأَشْيَاء القابضة وَالشعِير والكزبرة الْيَابِسَة والينبوت والعوسج واطرح فِيهِ طينا مَخْتُومًا وَنَحْو ذَلِك. وَلبن الْمعز بدله. وَلبن النعاج جيد للسعال الْيَابِس. وَلبن الْبَقر يقوى الْمعدة وَيقطع الإسهال ويسكن الْحَرَارَة وينفع من الدق ويسقى مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ بعد أَن ينْزع زبدة كُله. ويعنى باستمرائه. وَمَا أكثرت مِنْهُ أقللت من تَأْخِير الْغذَاء. ويسقى مَعَ) الْخبث فيخصب الْبدن. مَاء الْجُبْن يخرج الأخلاط الْمُحْتَرِقَة ويبرد الْبدن وَيفتح سدد الكبد وَالطحَال واليرقان والبثور والقروح والجرب والشرى وَيخرج الفضول السوداوية الَّتِي تكون عَن احتراق الصَّفْرَاء ويقلعالكلف ويجلو ظلمَة الْبَصَر إِذا كَانَ من خلط مراري. هَذِه أَفعاله إِذا اتخذ بالسكنجبين. ويسقى لليرقان الَّذِي من قبل الكبد بسقمونيا وإهليلج أسود وللبثور والقروح بِمَاء الشاهترج وَمَاء الكشوت وإهليلج أصفر من كل وَاحِد أُوقِيَّة ولأصحاب السَّوْدَاء بدرهم اقتيمون وَنصف دِرْهَم غاريقون ودانقى ملح. وَقد أبرأت بِهِ ظلمَة الْبَصَر الْحَادِثَة من الْحَرَارَة واليبس وخاصة الْحَادِث فِي عقب الْأَمْرَاض الحادة. ويسقى للمستسقين بسكر الْعشْر والأدوية المخرجة للْمَاء واتخذه للصفراء بسكنجبين وللبلغم بلباب القرطم والأنفحة. واسقه لأَصْحَاب السَّوْدَاء الكائنة عَن احتراق البلغم بالإهليلج الْأسود ولسان الثور وحجارة أرمينية وبرنجمشك بملح هندي واسطوخدوس. لبن اللقَاح: ينفع من سدد الكبد وَالطحَال والغلظ فيهمَا وَالِاسْتِسْقَاء وَجَمِيع الأورام

الصلبة. ويسقى فِي الأورام الَّتِي تؤول إِلَى المَاء عِنْد استحكام المَاء وَلَا يسقى قبل ذَلِك. وَأما الَّذِي يؤول إِلَى جَمِيع المَاء فيسقى فِي أول الْأَمر. ويعلف النَّاقة الْأَشْيَاء النافعة ويسقى المستقين بِمَاء القاقلي وسكر الْعشْر والمازريون وبالكاكنج ويسقى للأورام الصلبة فِي الْجوف كلهَا بالأدهان كدهن الخروع ودهن اللوز المر والحلو. وأجود أَوْقَات اللَّبن للسقى الرّبيع لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ أَكثر مائية. وَأما فِي الخريف فانه قَلِيل المائية كثير الجبنية وَفِي الشتَاء لَا يُمكن شربه وَلَا يشرب بعد ولادَة الْحَيَوَان بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا كى يقل اللبأ مِنْهُ ويؤمن تجبنه. وَإِن عرض مِنْهُ إسهال فاطرح فِيهِ الْأَشْيَاء القابضة كالقرط والطراثيث وَمَا أشبههما تتْرك فِيهِ سَاعَة ثمَّ يصفى وَيشْرب. وَقَالَ ج فِي الْمقَالة الرَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء نَحْو آخرهَا: إِن اللَّبن لَا تزيد حرارته على برودته وَلَا برودته على حرارته. وَقَالَ أَيْضا: إِن الدَّم من كل حَيَوَان متوسط بَين صفرائه وبلغمه وَهُوَ أحر من بلغمه وأبرد من صفرائه.) وَقَالَ فِي تَدْبِير الأصحاء: إِن اللَّبن الصَّحِيح أَبيض اللَّوْن طيب الرَّائِحَة والطعم ومعتدل القوام مستوى الْأَجْزَاء. وَأما الألبان الرَّديئَة فَأَنَّهَا إِمَّا أَن تكون غَلِيظَة جبنية وَإِمَّا رقيقَة مائية. وَأما كمدة اللَّوْن أَو غير مستوية الْأَجْزَاء أَو يكون فِي طعمها حموضة أَو ملوحة أَو طعم غَرِيب وريحها منتن فَهَذِهِ صفة الألبان الرَّديئَة غير الصَّحِيحَة. وَقَالَ فِي تَدْبِير الطِّفْل فِي الْخَامِسَة مِنْهُ: اللَّبن يُولد فِيمَن منافذه بالطبع ضيقَة سددا فِي الكبد وحجارة فِي الكلى ويولد فِي كثير من النَّاس نفخا وقراقر وَيفْسد الْأَسْنَان واللثة لمن أدمن عَلَيْهِ. وَقَالَ: والمرعى الَّذِي يرعاه الْحَيَوَان يُغَيِّرهُ تغيره تغييرا عَظِيما. وَلبن الْحَيَوَان الَّذِي يرْعَى حشائش مسهلة يسهل وَالَّذِي يرْعَى الْيَابِس تكون أَلْبَانهَا حريفة أَو حامضة أَو عفصة. وَيجب أَلا يكون اللَّبن الَّذِي يسْتَعْمل لَهُ طعم دوائي الْبَتَّةَ كى يقوم مقَام الأغذية وَليكن من حَيَوَان فَتى. مسيح فِي السّمن: إِنَّه ملين للعصب واليبس فِي الْبدن ضار للمعدة مرخ لَهَا. ج فِي الْخَامِسَة من الْفُصُول: إِن نُقْصَان حر اللَّبن عَن حر الدَّم كنقصان حر اللَّحْم العددي الَّذِي يحيله عَن حر لحم الكبد وَهُوَ لحم عديم الدَّم بَارِد. الطَّبَرِيّ: اللَّبن ينفع من علل خمس: عسر النَّفس وَنَفث الدَّم والسل والحبن والسعال.

ابْن ماسويه: الْجُبْن يُورث وجعا فِي الْمعدة وَيعْقل الْبَطن وَيُورث القولنج ويولد الْحَصَى. ج فِي الْخَامِسَة من المفردة: اللَّبن لَهُ حرارة فاترة أنقص قَلِيلا من الدَّم وَذَلِكَ أَن الدَّم معتدل الْحَرَارَة والصفراء مُجَاوزَة الْحَرَارَة للاعتدال والبلغم مجاوز الِاعْتِدَال إِلَى الْبُرُودَة. فَأَما اللَّبن فَهُوَ فِي حرارته بَين البلغم وَالدَّم لكنه إِلَى الدَّم أقرب وَمن البلغم أبعد. بولس فِي الأولى: كل جبن عَتيق فَهُوَ حريف معطش بطئ الهضم رَدِيء الكيموس معِين على توليد الْحَصَاة. وأجودة الْجُبْن الحَدِيث الْقَلِيل المالح وأردؤه أعْتقهُ وأحرفه. وَأما مَاء الْجُبْن قَالَ: يسقى بسكر أَو بسكنجبين وَالْقدر رَطْل وَنصف إِلَى رطلين. اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحصى قَالَ: هَذَا يصلح لاخْتِلَاف الدَّم وللفضول الحادة المرية. الخوزى فِي مَاء الْجُبْن: إِنَّه جيد للحرارة فِي الكبد واليرقان ويلين الْبَطن. ويغذو اللَّبن لمن يكثر من الصَّوْم وَمن الْجِمَاع. قَالَ: وَرَأَيْت البقرى ينفع من بِهِ حرارة غَرِيبَة. وَلبن الْمعز ينفع من نفث الدَّم وبوله إِذا طبخ.) وَقَالَ فِي سمن الْبَقر: إِنَّه حَار فِي الثَّانِيَة رطب فِي الثَّالِثَة نَافِع من الرُّطُوبَة الكائنة فِي الرئة والصدر ويخرجها بالنفث وَهُوَ نَافِع للذع الْهَوَام وخاصة الْحَيَّات فانه يوهن سمها وَيمْنَع أَن يصل إِلَى الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة جيد للسع الْعَقْرَب إِلَّا أَن أَكثر نفع للحيات. قَالَ: وزبد الْبَقر جيد لخفقان الْقلب والمعدة. وَالسمن يعقل الْبَطن. وَقَالَ ج فِي كتاب الكيموس: لبن النعاج غليظ وَلبن الأتن رَقِيق وَلبن الْبَقر دسم وَلبن الْمعز معتدل فِي كل هَذِه الْخِصَال وَذَلِكَ إِنَّه لَيْسَ بِكَثِير الرُّطُوبَة والرقة وَلَا كثير السّمن وَالدَّسم وَلذَلِك صَار فعله متوسطا إِلَّا أَن اللَّبن اللَّطِيف المائي أَكثر إسهالا وَأكْثر غذَاء للبدان والغليظ أَكثر وَأَقل إطلاقا للبطن. وكل لبن فمركب من ثَلَاثَة جَوَاهِر: مائي لطيف وجبني غليظ ودهني دسم وَلَا تستوي مقادير هَذِه الْأَجْزَاء فِي كل الألبان لَكِن الْأَغْلَب على لبن اللقَاح والأتن الرُّطُوبَة المائية وعَلى لبن النعاج الجبنية وعَلى لبن الْبَقر الدهنية. وَأما لبن الْمعز فمتوسط بَين هَذِه الْحَالَات كلهَا إِذا قيس بِسَائِر الألبان الَّتِي فِي الْأَطْرَاف فَأَما إِذا قيس بعضه بِبَعْض فانه يخْتَلف فِي السن والمراعى والأزمان وَقرب الْعَهْد بِالْولادَةِ اخْتِلَافا لَيْسَ بِيَسِير وَمَعَ أَنه لَيْسَ يكَاد يتجبن. وَلَيْسَ من الحزم أَن يشرب لبن الْمعز بِلَا عسل لِأَن كثير مِمَّن يشرب لَبَنًا مُفردا يتجبن فِي معدته. قَالَ: وَمن النَّاس من يشرب اللَّبن بِالْمَاءِ وَالْملح وَالْعَسَل لِئَلَّا يتجبن.

وَأفضل الألبان كلهَا فِي جودة الكيموس لبن الْحَيَوَان المخصب الصَّحِيح إِذا شرب سَاعَة يحلب فَأَما مَا طبخ من اللَّبن حَتَّى فنيت رطوبته أعنى مائيته فان كيموسه يكون غليظا وخاصة إِذا وَأما الْجُبْن فانه غليظ فِي طبعه أَي جبن كَانَ فان كَانَ عتيقا فَهُوَ مَعَ ذَلِك رَدِيء الْخَلْط. وَقد يُؤْكَل مِنْهُ الطري حِين يتجبن قبل الطَّعَام لتليين الْبَطن. وغلظه فِي هَذَا الْوَقْت أقل من غلظ الْعَتِيق فَلَيْسَتْ لَهُ رِدَاءَهُ الْبَتَّةَ. وَأما الْجُبْن الطري فانه يلين الْبَطن تَلْيِينًا كثيرا. وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب: اللَّبن قد ذكره الْأَطِبَّاء كلهم وَقَالُوا: إِنَّه أحسن الْأَشْيَاء كيموسا وَلذَلِك رأى قوم أَن الَّذين بهم قُرُوح فِي الرئة فاللبن وَحده يبرئهم ويشفيهم وَمن الْبَين أَن يكون أَن ذَلِك قبل أَن تعظم القرحة وتصلب.) وَلبن النِّسَاء فِي ذَلِك أَحْمد الألبان فانه ملائم للْإنْسَان ويأمرون بامتصاصه من ثدى الْمَرْأَة لِأَنَّهُ قد يعْدم شَيْئا من فضائله سَاعَة يخرج من الثدى وَيجب أَن يكون الْمَرْأَة صَحِيحَة الْجِسْم خصبة اللَّحْم. وَقَالَ جالينوس: اللَّبن المعتدل فِي الرقة والغلظ يخصب الْجِسْم. وَلَا تسق اللَّبن من يَعْتَرِيه بعد شربه صداع وَلَا من يحمض فِي معدته وَلَا من يَسْتَحِيل فِيهَا إِلَى الدخانية. وَلَا يَتَحَرَّك الَّذِي يشربه فانه إِن انحدر قبل الانهضام وَحل فيوشك أَن يَسْتَحِيل إِلَى أخلاط وَإنَّهُ من شربه وَفِي الْمعدة وَلَا سِيمَا الطَّعَام الغليظ والقابض فانه يبْقى فِي أعالى الْمعدة وَيفْسد فَسَادًا غَرِيبا ويولد بخارات حادة يكون عَنْهَا سدد ودوار. الطبرى: عَن بعض كتب الْهِنْد: لبن الْبَقر أفضل الألبان ينفع من السل والربو والنقرس والحمى العتيقة. وَلبن الْمعز جيد للسل والحمى العتيقة واستطلاق الْبَطن لِأَنَّهُ الْمعز كَثِيرَة المشى قَليلَة الشّرْب وترعى مَا كَانَ مرا خَفِيفا. وَلبن اللقَاح فِيهِ حرارة وملوحة وَله خفَّة وينفع من البواسير وَالِاسْتِسْقَاء والدبيلة ويهيج شَهْوَة الْغذَاء وَالْجِمَاع. وَلبن الضَّأْن أردأ الألبان وَهُوَ حَار غير ملائم للبدن يهيج الفواق والمرة والبلغم. وَخير مَا شرب اللَّبن إِذا كَانَ حاراً حِين يحلب لِأَنَّهُ مَتى برد ثقل جدا وأهاج البلغم فان برد فليسخن بالنَّار قَلِيلا فانه يخف.

وألبان الْمَوَاشِي الْأَهْلِيَّة الَّتِي تَأْكُل الفت والنخالة ثَقيلَة مرطبة جدا والراعية فِي الصحارى بِالْعَكْسِ. والرائب الَّذِي فِيهِ حموضة يزِيد فِي الشَّهْوَة ويطفئ نَار الْمعدة وينفع من انطلاق الْبَطن. ابْن ماسويه: إِنَّه بَين الْحَرَارَة والبرودة وَهُوَ إِلَى الْبُرُودَة أقرب لأجل الحموضة الَّتِي فِيهِ وَهُوَ غليظ. قَالَ: وَسمن أَجود السّمن كُله للباه والكلى. قَالَ: ويطبخ اللَّبن على أضْرب مُخْتَلفَة على نَحْو الْعِلَل فَمرَّة مَعَ المَاء وَمرَّة يطْرَح فِيهِ كثيراء) وخشخاش وَمرَّة يطْرَح فِيهِ صمغ. وَقد يسقى لبن الْبَقر لقروح الْأَرْحَام إِذا عتقت. فَأَما مخيض الْبَقر فَأَما قد سقيته من الدوسنطاريا وَهُوَ جيد لَهُ خَاصَّة والسل والحرارة فِي الكبد والمعدة وَلكُل احتراق وحدة. واسقه مَعَ الاطريفل فيقوى الْمعدة وَمَعَ خبث الْحَدِيد فيقويها ويطفىء الْحر والسمين جيد للقلاع فِي أَفْوَاه الصّبيان مَعَ الْعَسَل. الطَّبَرِيّ عَن الْهِنْد: اللَّبن يزِيد فِي النُّطْفَة ويحفظ الصِّحَّة ويغذى غذَاء الْخبز يزِيد فِي الْحِفْظ وَيذْهب الإعياء وَالْغَم والسل والسعال وَمن مرض من كَثْرَة الْجِمَاع واليرقان وَهُوَ ترياق من السمُوم ويصفى اللَّوْن وَيكثر لبن الْمَرْأَة ويسكن الْعَطش وَأسر الْبَوْل. ابْن ماسويه: إِنَّه ردىء لمن مزاج أَسْنَانه بَارِد لِأَنَّهُ يَضرهَا وَهُوَ بَارِد فِي الثَّانِيَة إِذا أخرج زبده قَالَ: وَاللَّبن حَار فِي وسط الأولى رطب فِي الثَّانِيَة فِي أَولهَا ضار للمعدة جيد للصدر. اللبأ قَالَ: هُوَ غليظ بطىء الانحدار رَدِيء للمرطو بَين يهيج القولنج ويولد الْحَصَى ووجع الْمعدة. السّمن خاصته العجيبة النَّفْع من السمُوم القاتلة. قَالَ: وخاصة اللَّبن انه يجلو وَيغسل الفضول الحادة ويستحيل إِلَى مَا صَادف وَلذَلِك يجب أَلا يُؤْكَل فِي الصَّيف لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل إِلَى المرار وتتولد عَنهُ حميات طَوِيلَة وَهُوَ فِي الرّبيع أمثل. مَاء الْجُبْن شَأْنه إسهال الأخلاط المحرقة الحادة مثل مَا يحدث للمجذومين وَيخرج الصَّفْرَاء الْمُحْتَرِقَة. وخاصته نفع المجذومين والمصروعين الصرع السوداوى.

المصل: بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة ردىء الكيموس مُضر بالمعدة وَأَصْحَاب السَّوْدَاء جدا. وَإِذا طبخ بِاللَّحْمِ السمين صلح قَلِيلا. ج فِي آخر الرَّابِعَة من المفردة: إِن اللَّبن لَيْسَ الْحر فِيهِ بغالب الْبُرُودَة وَلَا الْبُرُودَة غالبة الْحَرَارَة ومزاج جملَة اللَّبن دون مزاج الْجِسْم المعتدل فِي الْحَرَارَة. فَأَما على التَّفْصِيل مماؤه بَارِد رطب وسمنه أَكثر اعتدالا فِي المزاج. والجبن دونه فِي ذَلِك. وَقَالَ ارسطوطالس فِي الْمقَالة الرَّابِعَة من الْآثَار العلوية: إِن لبن اللقَاح الْغَالِب على مزاجه المائية) وَالْبرد وَلَا أرضيه فِيهِ. لحم قَالَ ج: بعض اللحوم يغذى وَبَعضهَا فِيهِ دوائية وَبَعضهَا قاتلة. ثمَّ قَالَ: فِي لُحُوم الأفاعى مَا كتبناه فِي ذكر الأفعى وَأَقُول: إِن لحم الْحَيَوَان الَّذِي هُوَ حَار بالطبع فانه مَعَ أَنه يغذو يسخن والبارد يبرد كَذَلِك الْيَابِس يجفف وَالرّطب يرطب فَلْيَكُن عَمَلك بِحَسب أَنْوَاع الْحَيَوَان. مِثَال ذَلِك: إِن الْكَبْش أبيس مزاجا من الْخِنْزِير فلحمه يجفف أَكثر من لَحْمه والمعز أيبس من الْكَبْش والثور أيبس من الْمعز والأسد أبيس من الثور وَكَذَلِكَ فَافْهَم فِي الْحَرَارَة فان حرارة الْأسد أَكثر من حرارة الْكَلْب وَالْكَلب أحر من فَحل الثور وفحل الثور أحر من الخصى فَمَتَى أردْت تجفيف الْجِسْم فأعط اللحوم المجففة. وَكَذَلِكَ فَافْهَم من سَائِر الكيفيات. المملوح: وَالِاخْتِلَاف فِي المملوح مِنْهُ وَغير الملوح لَيْسَ ييسير بل هُوَ كثير جدا لِأَن لحم الْحَيَوَان الَّذِي يرطب إِذا ملح يجفف تجفيفا كثيرا أَكثر من لحم الْحَيَوَان الْيَابِس المزاج غير المملوح. وَكَذَلِكَ مَا يشوى من اللَّحْم أيبس من الَّذِي طبخ بِالْمَاءِ ساذجا. وَقد قيل فِي لحم الْقُنْفُذ البرى: إِنَّه مَتى جفف وَشرب نفع من الجذام وَسُوء المزاج المتمكن والتشنج وَعلل الكلى وَالِاسْتِسْقَاء اللحمى فان كَانَ يفعل ذَلِك فقوته محللة مجففة تحيلاً وتجفيفاً شَدِيدا. وَكَذَلِكَ لحم ابْن عرس إِذا قدد مَتى أكل نفع من الصرع على ماذكرنا. وَأما لحم الجدى إِذا قدد وَيُقَال إِنَّه إِذا دق وتضمد بِهِ أخرج السلاء لِأَن لَهُ قُوَّة جاذبة. وَيُقَال: إِن لحم الحلزون والأصداف ينفع الْجِرَاحَات الرَّديئَة الْحَادِثَة من عضة الْكَلْب الْكَلْب. وَأما أَنا فلست أَظن أَن عضة الْكَلْب يشفيها دَوَاء خَاص بِحَسب أَحْوَاله وأوقاته. وَلحم الحلزون البرى إِذا دق فِي هاوون ثمَّ سحق بعد ذَلِك وطليت بِهِ الْأَعْضَاء جفف تجفيفا قَوِيا وَلذَلِك ينفع من الاسْتِسْقَاء.

وَقَالَ فِي كتاب الأغذاء: إِن اللَّحْم مَتى استمرىء نعما تولد مِنْهُ دم جيد فَاضل نَافِع لصَاحبه وخاصة من لُحُوم الْحَيَوَانَات الجيدة الْخَلْط بِمَنْزِلَة لحم الْخِنْزِير وَقد يعرف بالتجربة أَن لحم الْخِنْزِير أَكثر غذَاء من جَمِيع الأغذية.) وَلحم الْبَقر غذاؤه أَكثر إِلَّا أَنه يُولد دَمًا غليظا مائلا إِلَى السَّوْدَاء فان أكله سوداوى بالطبع أَصَابَهُ مِنْهُ إِذا أدمنه الْأَمْرَاض السوداوية كالجذام والسرطان والجرب المتقشر وَالرّبع والوسواس وكما يفضل لحم الْبَقر على لحم الْخِنْزِير فِي الغلظ كَذَلِك يفضل لحم الْخِنْزِير على لحم الْبَقر فِي اللزوجة والمائية وَهُوَ أوفق للاستمراء والهضم. وكل حَيَوَان يَابِس المزاج فلحم صغيره أفضل لِأَنَّهُ أرطب وَبِالْعَكْسِ فَلذَلِك لُحُوم العجاجيل أفضل من لُحُوم الْبَقر وَلُحُوم الجداء أسْرع هضما من لُحُوم الْمعز الْبَالِغَة. وَإِن كَانَ الْمعز أقل يبسا من الْبَقر لكنه أيبس من الْإِنْسَان وَالْخِنْزِير فَلذَلِك لُحُوم الخنانيص تغذو غذَاء قَلِيلا لرطوبتها وَسُرْعَة نفوذها وتحللها. وَلحم الحملان أَيْضا أرطب وَأكْثر تولدا للبلغم. وَلُحُوم النعاج أَكثر فضولا وأردأ خلطا. وَلحم الماعز يُولد خلطا رديئا مَعَ حِدة. وَلحم التيوس خلطه ردىء جدا واستمراؤه وهضمه عسر جدا. وَبعد لُحُوم التيوس فِي ذَلِك لُحُوم الكباش وَبعد الكباش لُحُوم الْبَقر. وَلحم الخصى أفضل من جَمِيع الْحَيَوَانَات من الْفَحْل. والهرم ردىء الْخَلْط والهضم وغذاؤه قَلِيل حَتَّى أَن الْخَنَازِير على رُطُوبَة مزاجها إِذا هرمت صَار لَحمهَا كالليف جافاً فيعسر لذَلِك هضمه. فَأَما لحم الأرانب فدمها غليظ إِلَّا أَنه على حَال أَجود من الدَّم الْمُتَوَلد من لحم الْبَقر والكباش والنعاج. وَلحم الْإِبِل لَيْسَ بِدُونِ هَذِه فِي رداءة الدَّم فَهُوَ عسر الهضم صلب. وَلُحُوم الْحمر الوحشية مَتى كَانَت سَمِينَة فتية فهى قريبَة من لحم الْإِبِل. وَلُحُوم الْحمر الحضرية الهرمة هِيَ الْغَايَة القصوى من رداءة الدَّم وعسر الهضم وَهِي رَدِيئَة الدَّم بشعة زهمة لَا تقبلهَا النَّفس. وَكَذَلِكَ لُحُوم الْخَيل. وَشر من هَذِه لُحُوم الدببة. وَشر من تِلْكَ لحم الْأسد والنمر. وَقد تُؤْكَل بعد طبخها بماءين. وَالْحَيَوَان المخصب أَجود هضما.)

وَقَالَ فِي ذكر الخصى: إِنَّه كَمَا أَن لحم الْخِنْزِير أَجود اللحوم كَذَلِك خصاه أَجود الأخصية إِلَّا خصى الديوك. لحم الطير: وَلُحُوم الطير قَليلَة الْغذَاء سريعة الهضم بِالْإِضَافَة إِلَى المواشى. وأسرع لحم الطير انهضاما لحم الحجل والفراخ والفراريج والفواخت. وَأما لحم الدَّجَاج والديكة الْكَامِلَة والعصافير المرجية فأصلب مِمَّا ذكرنَا. وَلحم الطاؤس أَصْلَب مِمَّا وَصفنَا وَأَغْلظ وَأَبْطَأ انهضاما وَأقرب إِلَى شبه الليف. وَأما البط والنعام فانها كَثِيرَة الفضول عسرة الهضم. وَأما أَجْنِحَتهَا فَلَيْسَتْ بِدُونِ أَجْنِحَة الطير الْأُخَر فان كثيرا من الطير الصغار أَجْنِحَتهَا صلبة ليفية عضلية. وَجُمْلَة لحم الكركى عضل ليفى وَلذَلِك يُؤْكَل بعد أَن يذبح بأيام. وَلحم الْحُبَارَى متوسط بَين الكركى والبط. وَلحم الْبَقر يَقُول فِيهِ ارخيجانس: إِنَّه حَار يَابِس غير ملائم للنَّاس إِلَّا لُحُوم العجاجيل. وَلحم الماعز حَار يَابِس وَلحم الضَّأْن حَار رطب وَلحم الأيل حَار يَابِس. وَكَذَلِكَ لحم الأرانب وَلحم الْحمام وَلحم الإوز إِلَّا أَن لحم الإوز حَار يَابِس حريف. روفس: الْحمل لَحْمه يلين الْبَطن تَلْيِينًا صَالحا. وَلحم الأرنب يحبس الْبَطن ويدر الْبَوْل. وَلحم الطير أَشد يبسا من لُحُوم الْمَوَاشِي. وأشدها يبسا الفواخت ثمَّ الدراج ثمَّ الْحمام والديوك الصغار. وَقَالَ: لحم البط أرطب لُحُوم الطير الَّتِي فِي المَاء. وَلُحُوم الْحَيَوَانَات القليلة الدَّم أيبس وَلحم الذّكر المملوح قَلِيل الْغذَاء لِأَن الْملح قد أفنى رطوبته ويعفن الْبَطن وخاصة مَتى أنقع فِي الْخلّ. وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: لحم الحولى أجوده وَهُوَ أسرعه انهضاما وَهُوَ كثير الْغذَاء. وَلحم الماعز أقل من لحم الْبَقر وأسرع انهضاما. وَلحم الأيل بعده فِي اليبس. والمعز البرى أَجود من الأيل. ابْن ماسويه: لحم الْمعز ضار لسكان الْبِلَاد الْبَارِدَة صَالح لسكان الْبِلَاد الحارة وَهُوَ أقل حرارة من لحم الضَّأْن وأجف يُولد دَمًا يَابسا بِالْإِضَافَة إِلَى الدَّم الْمُتَوَلد من لحم الضَّأْن وَفِيه) حرارة وحدة يسيرَة وَلَيْسَ بزهم لقلَّة حرارته ورطوبته لِأَن ذَلِك يكون للحرارة والرطوبة.

وَلحم الخصى من الضَّأْن والماعز أَحْمد لِأَنَّهُ مركب قَلِيل الْحَرَارَة عذب. وَمَتى أزمن حيوانه كَانَ رديا يُولد سَوْدَاء ودما غليظا. وَلُحُوم التيوس يُولد مرّة سَوْدَاء ويبطىء فِي الهضم وَهِي ردية الْخَلْط. وخاصتها توليد السَّوْدَاء. لحم الحملان معتدل نَافِع للمحرورين اليابسى المزاج. وَمن كَانَ فِي معدته رُطُوبَة زَاد فِيهَا إِلَّا أَن خاصته النَّفْع من السَّوْدَاء. لحم الجداء أقل حرارة ورطوبة من لحم الحملان وَإِن كَانَ رطبا وَذَلِكَ فِيهِ من أجل أَن اللَّبن نَافِع لمن طبعه حَار يَابِس لرطوبة اللَّبن ويولد دَمًا مَحْمُودًا وَأَصله المتوسطة فِي السن. وخاصته لمن كَانَ. حَار المزاج يَابسا. لحم الحولى يُولد دَمًا مَحْمُودًا لَا رطبا وَلَا يَابسا وينفع من السَّوْدَاء وخاصة الخصى مِنْهُ وينفع من كَانَ مزاجه حارا يَابسا لقلَّة حرارته ورطوبته. وَيجب أَن يملح من اللحوم مَا كَانَ رطبا فَأَما الغليظة مِنْهَا فَلَا يجب أَن يملح لِأَنَّهَا تزداد غلظا. لحم الْبَقر بَارِد إِذا قيس إِلَى الْغنم غليظ الْغذَاء عكر الدَّم بطىء الهضم يحدث دَاء الْفِيل والسرطان والجرب وَحمى الرّبع وغلظا فِي الكبد وجسوا. ومرق لَحْمه مَتى عمل بالخل قطع الإسهال الصفراوى. وَيجب أَن يتحسى مالم تكن حمى. مَعَ وَإِن كَانَت الْمعدة قَوِيَّة فيأكل لَحْمه أَيْضا وَهُوَ نَافِع للمعى وَمَا كَانَ فِي مثل مزاجها للملائمة. وَلحم العجاجيل يغذو غذَاء صَالحا وخاصة إِذا انهضم. وَمَتى جعل مَعَ لحم الْبَقر برز الْبِطِّيخ هدأه وَكَذَلِكَ قشوره وَلم يطلّ الْبَتَّةَ فِي الْمعدة. وَمن أحب أكله للاسهال الصفراوى فليؤكل بخل خمر أَو سماق وكزبرة يابسة وزعفران. وخاصته نفع الْمرة المتجلبة إِلَى الْمعدة وَلَا سِيمَا حساء مرقه الْمَعْمُول بخل الْخمر. لحم الْجَزُور يُولد دَمًا سوداويا عسر الهضم ويعين على هضمه التَّعَب قبل أكله ويتحرك بعد حَرَكَة يسيرَة ليستقر فِي قَرَار معدته ثمَّ ينَام على شقة الْأَيْسَر ليسخن بِالنَّوْمِ عَلَيْهِ لحم الأرانب يُولد دَمًا غليظاً دون مَا يُولد لحم الْبَقر والكباش والتيوس وَإِن طجن لَحْمه وصير جَوف الْقدر) وَأكل نفع من القرحة الْعَارِضَة فِي المعى. وخاصته توليد الدَّم الغليظة. لحم الظباء يُولد دَمًا يقرب من الدَّم السوداوى غير أَنه أَحْمد من لُحُوم الْبَقر والجزر. وَلحم حمر الوحشى المزمن مِنْهَا يُولد خلطا ردىء الهضم مغث. وشحمه نَافِع من الكلف إِذا طلى عَلَيْهِ وَإِن غلي بدهن الْقسْط كَانَ نَافِعًا لوجع الظّهْر والكلى الْعَارِض من البلغم وَالرِّيح الغليظة.

لحم الطير أخف من المواشى. وأخف لحم الطيهوج والفراريج والتدرج وفراخ الحجل. وَلحم الدراج عَاقل للبطن. وَكَذَلِكَ القطا والحجل والطيهوج. وَلحم الفراريج ملين للطبيعة مسكن للحرارة الْعَارِضَة فِي الْمعدة. روفس فِي كتاب اللَّبن: لحم الْحَيَوَان الْأسود أخف من الْأَبْيَض. ج فِي كتاب الكيموس: لحم الخنانيص الصغار جدا كثير الفضول. وَلحم الْخَنَازِير المسنة ردىء لبرودته ورطوبته وَإِن كَانَ أفضل الْحَيَوَان لحم الْخَنَازِير ويتلوه لحم وَأما لحم الحملان فَهُوَ رطب لزج مخاطى. وَأما سَائِر لحم الْحَيَوَان المشى فانى آمُر من يعْنى بِحسن الْخَلْط أَن يمْتَنع من أكله. وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب: إِن لحم الجدى أفضل فِي الْغذَاء والهضم من لحم الْحمل لِأَنَّهُ أقل رُطُوبَة من لُحُوم الحملان. وَقَالَ أَيْضا فِي كتاب الأغذية عِنْد ذكر الْفرس: إِن النمكسود يُولد خلطا غليظا مائلا إِلَى السَّوْدَاء وَلَا يجب أَن يكثر مِنْهُ وخاصة من بدنه الْغَالِب عَلَيْهِ السَّوْدَاء وَدَمه غليظ ردىء لِأَنَّهُ يزِيد الدَّم غلظا ورداءة. الطبرى: لحم الْبَقر نَافِع للمحرورين ضار لأَصْحَاب البلغم والسوداء. وَلحم البط أفضل لُحُوم الطير. وَلُحُوم الدَّجَاج ألطف لُحُوم الطير وأسرعها هضما. الخوز: لحم القبج حَار رطب يَسْتَعْمِلهُ النِّسَاء لِأَنَّهُ يشد الْمعدة ويسمن الْجِسْم جدا. لحم القطا يُولد السَّوْدَاء. لحم الْفِرَاخ حَار رطب جدا يكثر الدَّم. ويعالج بالفراخ خَاصَّة من خلا بدنه من الدَّم من طول الْمَرَض.) وَلحم الورشان والشفنين هما فِي نَحْو لُحُوم الْحمام والقطا حَار يَابِس نَافِع لمن بِهِ سدد وَضعف الكبد وَفَسَاد المزاج وَالِاسْتِسْقَاء. والبط لَحْمه يقرب من لُحُوم الضَّأْن فِي رطوبته وَهُوَ أَجود. وَيزِيد فِي اللَّحْم ويسمن. ابْن ماسويه: لحم حمر الْوَحْش غليظ سوداوى مَعَ شىء من حرارة. والفراخ لَحْمه أحر من جَمِيع لُحُوم الطير المألوفة مَعَ عسر انهضامه وَكَثْرَة توليد الدَّم ورطوبته.

لحم القنابر حَار يَابِس وَكَذَلِكَ لحم العصافير. والتدرج يشبه الدراج معتدل جيد جدا. الحبرج يُولد سوداءوكذلك الكركى. والإوز غليظ يُولد خلطا رديا غليظا. وَلحم الشقراق حَار نَافِع من الرِّيَاح. لى مَا تبينت من لحم الجزر أَنه يسخن إسخانا قَوِيا. وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة من الميامر: لَا يطعم المحمومون لحم الْفِرَاخ. وَفِي كثير من الْكتب: يطعم المحمومون مِنْهَا. فَيدل على أَنَّهَا لَيست عِنْده كَثِيرَة الْحَرَارَة. وَنحن نستبين أَن لَهَا حرارة كَثِيرَة وَهِي تجلب الخوانيق: وَكَانَ سَبَب موت الْمُنْتَصر أَنه أكل فراخا فِي يَوْم ثَلَاث مَرَّات شوى. وَلَعَلَّ ذَلِك إِنَّمَا يكون فِي الْبِلَاد الْبَارِدَة يطْعمُون المحمومون مِنْهَا. ماسر جويه قَالَ: لحم الْبَقر بَارِد غليظ يُولد دَمًا غليظا بَارِدًا مثل الجزر والتيوس الجبلية. قَالَ: وأحشاء الطير لَا نطعمها المرضى فانها حارة ونطعمهم لحومها لِأَن جَمِيع الطير بطونها حَدِيدَة. قَالَ: وأحر لُحُوم الطير الأهلى لُحُوم البط وأغلظه. وَلحم الْحمام جيد للكلى وَيزِيد فِي المنى وَالدَّم. وَلحم الفراريج وخاصة الديوك أحر وألطف من لحم الدَّجَاج. وَاللَّحم المملوح أَشد حرا ويبسا من غير المملوح. سندهشار: لُحُوم السبَاع وَذَوَات المخالب من الطير والجوارح جَيِّدَة للبواسير العتيقة وَفَسَاد الْمعدة والسل وتقوى الْبَصَر وتلين الْبَطن وتبرىء بحرافتها.) وكل لحم ذبح وَأكل سَرِيعا فَهُوَ أقوى وَأَصَح. وَلَا يجب أَن يُؤْكَل الْمَيِّت والمهزول جدا وَلَا السمين جدا وَلَا الْهَرم وَلَا الَّذِي مر لولادته أقل من شهر وَمَا ضرّ بِهِ سبع وَلَا غريق وَلَا مَرِيض. ابْن ماسويه: لحم الْحمل خاصته إصْلَاح من غلبت عَلَيْهِ السَّوْدَاء وَمن كَانَ يَابِس المزاج تحل الْمعدة وَلحم الجدي أقل حرارة مِنْهُ وَأكْثر رُطُوبَة إِذا كَانَ رضيعاً جيد يغذو غذَاء حسنا. لحم النعاج رطب ردىء الْخَلْط. لحم الضَّأْن الخصى حَار رطب لطيف. لحم إناث الْمعز أقل حرارة من الضَّأْن وَأَقل رُطُوبَة وَلَا دفر لَهُ وَلَا زهومة. لحم التيوس يُولد السَّوْدَاء. لحم الْبَقر بِالْإِضَافَة إِلَى لحم الْحمل بَارِد يَابِس من أدوية الأمرض السوداوية.

مرق لحم الْبَقر بالتوابل والخل جيد لمن بِهِ ذرب صفراوى ويرقان. الظباء يُولد لَحمهَا مرّة سَوْدَاء. لحم الْخِنْزِير يهيج الباه قَلِيل الزهومة. الطير قَالَ: لحم الطير جمله أخف من الماشى وأخف لحم الطير الدراج والطيهوج وَهِي حَسَنَة الكيموس. والفراريج نافعة للمحرورين وَمن فِي معدته التهاب وحرارة مفرطة. والفراخ أحر من جَمِيع هَذِه بطيئة الهضم جدا تولد دَمًا كثيرا. والتدرج هِيَ كالدجاج المسن تولد سَوْدَاء. النعاج لَحْمه شَبيه لحم الْحمل. لحم القطا يَابِس جدا يُولد سَوْدَاء جيد للِاخْتِلَاف وَالِاسْتِسْقَاء. لحم القبج حَار رطب ينقى وَيزِيد فِي الباه ويسمن الْجِسْم. لحم القنابر يعقل الْبَطن مَتى سلقت وصب مرقها. الْفِرَاخ تزيد فِي الدَّم جدا يصلح أَن تطعم الناقه الَّذِي قد برد بدنه وَالَّذِي قل دَمه. لحم الدَّابَّة حَار فِي الثَّالِثَة يُولد دَمًا غليظا. لَك بولس: هُوَ صمغة شَبيهَة بالمر طيبَة الرَّائِحَة. وَيسْتَعْمل بخورا وَله قُوَّة يهزل السمان جدا وَيفتح السدد. هَذَا يُوهم أَنه غلط وَأَن هَذَا هُوَ الكاربا. الطبرى: هُوَ حَار يَابِس يفتح سدد الكبد والمعدة. ماسر جويه: إِنَّه حَار يَابِس فتاح للسدد فِي الكبد جيد للمعدة ويقويها ويقوى الكبد وَلَعَلَّ الَّذِي سَمَّاهُ د قرمزا هُوَ اللك. يذكر مَعَ الميعة. لَا طينى قَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّه يجلو باعتدال وَيقبض أَيْضا. لوبيا كَانَ فِي كتاب الأغذية أَن اللويبا هَذَا الأسم فَهُوَ دوليجن هُوَ اللوبيا. وَقد صحّح فِي الْأَسْمَاء أَنه اللوبيا. وجالينوس يسْتَدلّ فِي الْكتاب ويحدس على هَذَا الِاسْم. وَذكر ج أَن صَاحب كتاب التَّدْبِير قَالَ فِي دوليجن: إِنَّه أسْرع خُرُوجًا بالبراز من الماش وَلَيْسَ لَهُ هَذَا نفخة كنفخة الماش وَفِيه: انه اللوبيا شكّ. حَدَّثَنى بعض إخوانى أَن إِسْحَاق بن حنين صحّح هَذَا وَقَالَ: هُوَ اللوبيا. أرخيجانس: اللوبيا بَارِد يَابِس. ابْن ماسويه: اللوبيا حَار فِي الأولى فِي وَسطهَا رطب كَذَلِك والأحمر مِنْهُ أحر ويدر الْحيض إِذا صير مَعَه قنة ودهن ناردين.

قَالَ: وَمن أَدِلَّة رطوبته سرعَة نفخته ويولد خلطا بلغميا غليظا رديا للمعدة. وَأكله مَعَ الْخَرْدَل يمْنَع ضَرَره. والأحمر أَحْمد خلطا. والأبيض كثير الرُّطُوبَة عسر الانهضام ويعين على هضمه وَأما الطرى مِنْهُ فَيجب أَن يُؤْكَل بالملح والفلفل والصعتر ليعين على هضمه وَيشْرب عَلَيْهِ نَبِيذ صرف. والمربى مِنْهُ بالخل قَلِيل الرُّطُوبَة بطىء الهضم من أجل الْخلّ ليبسه. لى أَمر اللوبيا فِي أَنه لَا ينْفخ ظَاهر وَقد غلط النَّاس على ج فِي أمره وَسبب ذَلِك الِاسْم) الْمُشْتَرك فِي اليونانى وَذَلِكَ بَين لمن قَرَأَ الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين من كتاب ج فِي الأغذية. وَلما ذكر اللوبيا فِي أول الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ: والسلق وَهُوَ اللوبيا. وَأما دوليجن فَلم يتَبَيَّن أَنه اللوبيا بل قد بحث عَنهُ بحثا طَويلا فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين. وَالْحب الَّذِي قَالَ: وَهَهُنَا أَحسب أَن القدماء تسمى اللوبيا وَأما دوليجن فَيمكن أَن يكون هَذَا الْغَلَط فِي الِاسْم على جالينوس أَيْضا. الدمشقى: إِنَّه حَار فِي الأولى كثير الرِّيَاح مدر للبول. اريباسيوس: إِنَّه ينْفخ. ابْن ماسويه: اللوبيا حَار رطب فِي الأولى وخاصته إدرار الطمث لاسيما الْأَحْمَر مِنْهُ ملين للبطن جيد للصدر والرئة يُورث أحلاما ردية. حنين فِي كتاب الأغذية: قَالَ ج اللوبيا: إِنَّه كثير الْغذَاء ونفختة أقل من نفخة الباقلى وَقَرِيب من نفخة الماش وَخُرُوجه أسْرع من خُرُوج الماش وَالدَّم الْمُتَوَلد مِنْهُ دون الْمُتَوَلد من الماش وَهَذَا أغْلظ وَأقرب إِلَى البلغم. وَقَالَ د: إِن اللوبيا يدر الْبَوْل وَيرى أحلاما رَدِيئَة. وَحكى عَن روفس أَنه قَالَ: إِن اللوبيا ينْفخ نفخا يَسِيرا ويغذو غذَاء كثيرا. لِسَان العصافير قَالَ بديغورس: خاصته الزِّيَادَة فِي الْجِمَاع. الدمشقى: إِنَّه نَافِع من الخفقان زَائِد فِي الباه. ليمونيون قَالَ ج فِي السَّابِعَة: ثَمَرَة هَذَا مَتى شربت بِالشرابِ نَفَعت من انطلاق الْبَطن وَاخْتِلَاف الدَّم وَيحبس الطمث وَهِي قابضة. والشربة اكسونافن. لوفاقانيس قَالَ فِي السَّابِعَة: إِن أَصله مر فَهُوَ لذَلِك يحلل ويجفف فِي الدرجَة الثَّالِثَة وإسخانه فِي الأولى. ليثابوطس قَالَ ج فِي السَّابِعَة: أَنْوَاعه ثَلَاثَة: وَاحِد مِنْهَا لَا ثَمَر لَهُ والآخران يثمران وقوتها جَمِيعًا محللة

وعصارته مَتى خلطت بالعسل أبرأت ظلمَة الْبَصَر الْحَادِث عَن الرُّطُوبَة الغليظة. وطبيخه نَافِع لليرقان. لينودو سطس قَالَ ج فِي السَّابِعَة: هَذَا يَسْتَعْمِلهُ النَّاس كلهم فِي إلانه الْبَطن. وَمَتى أحب أحد تجربته فضمد بِهِ وجد لَهُ تحليلا بليغا. لوغارين قَالَ ج فِي السَّابِعَة قُوَّة هَذَا الدَّوَاء يجفف مَا ينحدر إِلَى الْبَطن وَيخرج مِنْهُ بالمواد حَتَّى أَنه يجفف تجفيفا جيدا. لوتجيطش هُوَ الحربة وَهُوَ مَذْكُور فِي بَاب الْحَاء. لِسَان الثور قَالَ ج: هَذَا نَبَات مزاجه مزاج حَار رطب وَمن أجل ذَلِك مَتى ألْقى فِي الشَّرَاب قرح ذَلِك الشَّرَاب وَهُوَ نَافِع للسعال من أجل خشونة قَصَبَة الرئة والحنجرة إِذا طبخ بِمَاء الْعَسَل. الخوز: إِنَّه بَارِد رطب فِي الثَّانِيَة وورقه إِذا أحرق نفع من رخاوة اللِّسَان واللثة والقلاع فِي لزاق الذَّهَب قَالَ د: لَهُ قُوَّة تجلو اللثة وتقطع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح وتنقيها وتقبض وتسخن وتعفن تعفينا كثيرا وتلذع لذعا يَسِيرا وَهُوَ مهيج للقىء قَاتل. قَالَ ج: هَذَا من الْأَدْوِيَة الَّتِي تذيب اللَّحْم لكنه لَا يلذع لذعا شَدِيدا وَأما تَحْلِيله وتجفيفه فشديد. وَبَعض النَّاس لَا يُسمى بِهَذَا الِاسْم إِلَّا المعدنى فَقَط وَآخَرُونَ يسمون بِهِ الْمَصْنُوع من بَوْل الْأَطْفَال فِي النّحاس وَليكن النّحاس وَليكن أَحْمَر بِأَن يسحق فِي الصَّيف أَو هَوَاء حَار وَآخَرُونَ يدْخلُونَ هَذَا أَيْضا فِي عداد الزنجار ويجعلونه نوعا مِنْهُ. وَهُوَ دَوَاء نَافِع جدا للجراحات الخبيثة مَتى اسْتعْمل وَحده أَو خلط مَعَ غَيره. وَهَذَا يجفف أَكثر مِمَّا اللزاق المعدانى وَهُوَ أقل لذعا لِأَنَّهُ ألطف. وَمَتى أحرقت المعدني لطفته أَكثر. وَقَالَ فِيهِ عِنْد ذكره الْبَوْل: إِنَّه جيد للخراجات الْعسرَة الْبُرْء وَيسْتَعْمل فِي المداواة الخراجات الخبيثة على أَنه دَوَاء فَاضل. لازورد قَالَ د: قوته كقوة لزاق الذَّاهِب إِلَّا أَنه أَضْعَف مِنْهُ وينبت شعر الأجفان وَله قُوَّة تقلع بهَا اللَّحْم الزَّائِد ويعفن تعفينا يَسِيرا جدا وَلذَلِك يخلط مَعَ الْأَدْوِيَة النافعة للعين وَيسْتَعْمل كحلا وَحده للأشفار إِذا كَانَت قد انتثرت من أجل أخلاط حادة لَا تنمى وَلَا تنْبت وَكَانَت دقاقا ضعافا وَذَلِكَ أَن حجر اللازورد فِي هَذَا الْموضع يفنى هَذِه الأخلاط الحادة وَيرد الْعُضْو إِلَى مزاجه الأصلى فَيكون نَبَات الشّعْر عَنهُ بِعرْض.

لحية التيس قَالَ ج فِي السَّابِعَة: فِيهِ قبض لَيْسَ بِيَسِير وَذَلِكَ مَوْجُود فِي مذاقته وَفِي أَفعاله الْجُزْئِيَّة أَولا فأولا لِأَن ورقه الغض إِذا سحق جفف وَقبض تجفيفا وقبضا يبلغ بهما أم يدمل الْجِرَاحَات. وزهرته أَيْضا أقوى من ورقه حَتَّى أَنه من شرب مِنْهَا بشراب أبرأت مَا يكون من قُرُوح المعى وَضعف الْمعدة وتجلب مَا ينجلب إِلَيْهَا. وَإِذا اتخذ ضمادا نفع الْجِرَاحَات المتعفنة لِأَن قوتها قَوِيَّة التجفيف وَذَلِكَ أَنَّهَا من اليبوسة فِي الثَّانِيَة عِنْد منتاها وَفِي هَذَا الدَّوَاء من الْبُرُودَة مِقْدَار مَا قد صَارَت بِهِ حرارته فاترة جدا. وَأما الَّذِي يُؤْخَذ من أصل هَذَا النَّبَات وَيُقَال لَهُ: هيوفسطيداس فَهُوَ أَشد قبضا من ورقه جدا وَهُوَ دَوَاء بليغ الْقُوَّة فِي شِفَاء جَمِيع الْعِلَل الَّتِي تكون من تجلب الْموَاد بِمَنْزِلَة نفث الدَّم واستطلاق الْبَطن ونزف الدَّم وقروح المعى ولتقوية الْأَعْضَاء الَّتِي قد قد ضعفت من أجل رُطُوبَة كَثِيرَة اكتسبتها إِذا وضع عَلَيْهَا قُوَّة لَيست بالدون وَبِهَذَا السَّبَب صَار يخلط فِي الأضمدة النافعة لفم الْمعدة والكبد وَيدخل فِي الترياق الْكَبِير ليقوى الْأَعْضَاء ويشدها. وَقَالَ فِي الميامر عِنْد ذكر أدوية الْعين: إِن عصارة لحية التيس تقبض قبضا معتدلا كالورد وبزره. لعاب قَالَ ج: هَذَا أَيْضا يخْتَلف بِحَسب مزاج الْحَيَوَان وحاله من ريها وضمرها وَاخْتِلَاف أجناسها وَفضل حَرَارَتهَا ونقصانها فان البزاق مِمَّن اغتذى أَضْعَف من الجائع وَمن الريان أَضْعَف من العطشان. وبصاق من كَانَ غذاؤه معتدلا واستمراؤه حسنا معتدل. وَهَذَا البصاق هُوَ الَّذِي يَسْتَعْمِلهُ طوره الْأَطْفَال فِي قوباء الْأَطْفَال فيقلعونها بِهِ بِأَن نبل فِيهِ الْأصْبع ويدلك الْموضع دلكا بلغيا وَيفْعل ذَلِك فِي مَرَّات كَثِيرَة. وَكثير من الأكرة يَمْضُغُونَ الْحِنْطَة ويضعونها على الْجِرَاحَات فتنضج وتتحلل. وَإِنَّمَا تفعل ذَلِك الْحِنْطَة بمخالطتها للريق. وَذَلِكَ أَنَّهَا لَو طبختها أعنى الْحِنْطَة فِي مَاء ثمَّ وَضَعتهَا على الْخراج وَإِذا كَانَت الخراجات فِي الْأَبدَان الرُّخْصَة اسْتعْمل فِيهَا البزاق وَحده أَو ممضوغا بالخبز فَيكون أَسْرعَا لنضجه وتحليله وَلذَلِك ينفع من الدَّم الَّذِي ينصب إِلَى الْعين ويحلل الْآثَار الكمدة من الْوَجْه وَسَائِر الْبدن لَا سِيمَا مَتى مضغ الْخبز مَعَ الفجل. والريق فِي جملَة طبعه مقاوم لجَمِيع الْهَوَام وَقد كَانَ بعض النَّاس وَعَدَني أَنه يقتل عقربا بريقها فتموت فِي الْحِين فرقاها سَاعَة ثمَّ بَصق عَلَيْهَا فَمَاتَتْ فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك أَمرته أَن يبصق على عقرب أُخْرَى من غير رِيقه فَفعل فَمَاتَتْ من ساعتها كالأخرى فأعلمته أَن الَّذِي

قتل الْعَقْرَب إِنَّمَا كَانَ البصاق وَأَن هَذِه الْقُوَّة فِيهِ أَشد مَتى كَانَ صَاحبه على الرِّيق وَمَتى كَانَ على الامتلاء فبصاقه ضَعِيف. لاعية قَالَ ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة هَذَا شَبيهَة بالفراسيون إِلَّا أَنه أَضْعَف كثيرا مِنْهُ. وَيسْتَعْمل بدله إِذا لم يُوجد على علم من تَقْصِيره فِي الْفِعْل. أَبُو جريج: مَتى دقَّتْ وألقيت فِي غَدِير فِيهِ سمك طفت على المَاء كالميتة. انْقَضى حرف اللَّام

باب الميم

3 - (بَاب الْمِيم) مو قَالَ د: مين وَهُوَ المو وَيُسمى أَيْضا منفطير نَبَاته كنبات الشبث يكون بِبَلَد ماقدونيا وبلاد اشبانيا وأصوله دقاق طيبَة الرَّائِحَة تشذ اللِّسَان. إِذا غليت بِالْمَاءِ أَو لم تغل وشربت مسحوقة فانها تسكن الوجع الْعَارِض من احتقان الفضول فِي المثانة والكلى وهى جَيِّدَة لعسر الْبَوْل. وَإِذا سحقت وخلطت بِعَسَل ولعقت نَفَعت من الرّيح الْعَارِضَة فِي فَم الْمعدة والمغس وأوجاع الْأَرْحَام والمفاصل والصدر الَّذِي تنصب إِلَيْهِ الْموَاد. وَإِذا سلقت وَجلسَ النِّسَاء فِي طبيخها أدرت الطمث. وَإِذا ضمد بهَا عانة الصبى أدرت الْبَوْل. وَإِذا أَخذ مِنْهَا أَكثر من الْمِقْدَار الْكَافِي صدعت. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: أصُول المو وَهِي المستعملة وَهِي حارة فِي الثَّالِثَة يابسة فِي الثَّانِيَة تدر الْبَوْل وتحدر الطمث وَإِذا أَكثر من أكلهَا أحدثت الصداع من طَرِيق أَنَّهَا تسخن أَكثر مِمَّا تجفف وَذَلِكَ أَن فِيهَا رُطُوبَة نافخة غير نضيجة فاذا أصعدت الْحَرَارَة هَذِه الرُّطُوبَة إِلَى الرَّأْس أوجعته وَقَالَ أريبارسيوس: يسخن إسخانا قَوِيا ويجفف تجفيفا صَالحا وَلذَلِك يُحَرك الْبَوْل والطمث إِلَّا أَنه يصدع وينفخ. الدمشقى: هُوَ شَبيه بالسنبل فِي قوته غير أَنه أَكثر حرارة وَأَقل قبضا. ملوخيا كرناه فِي ذكر الخبازى فِي حرف الْخَاء. مسن ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاب الْجَامِع للحجارة. مرقشيثا قَالَ د: قوته محرقا كَانَ أوغير محرق مسخنة محللة تجلو غشاوة الْبَصَر منضجة للأورام الجاسية مَتى خلط براتينج وَقد يقْلع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح مَعَ شىء يسير من إسخان وَقبض. قَالَ ج: هُوَ وَاحِد من الْحِجَارَة الَّتِي لَهَا قُوَّة شَدِيدَة جدا وَنحن نَسْتَعْمِلهُ بِأَن نخلطه فِي المراهم المحللة ونلقى مَعَه أَيْضا من الْحجر الْمُسَمّى: سحطبوس وَقد حلل هَذَا المرهم مرَارًا كَثِيرَة الْقَيْح والرطوبة الشبيهة بعلق الدَّم إِذا كَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا محتنقا فِي الْمَوَاضِع الَّتِي بَين العضل.

وَيجب مَتى اسْتعْملت هَذِه الْحِجَارَة أَن تكون ميحوقة جدا كالهباء لتصل إِلَى عمق الْأَعْضَاء الَّتِي تعالج بهَا وَلَا يفتت بِمَنْزِلَة الرمل. لينانوس فِي كتاب الْحِجَارَة: إِنَّه مَتى علق على الصبى لم يقرع فانه يجعد الشّعْر. وَمَتى سحق بالخل وطلى بِهِ البرص أَبرَأَهُ. لى ينظر فِيهِ. مصطكى قَالَ د: إِنَّه نَافِع من نفث الدَّم والسعال المزمن إِذا شرب وَهُوَ جيد للمعدة محرك للجشاء يدْخل فِي السنونات الجالية للاسنان وغمر الْوَجْه لجلائه وَيلْزق الشّعْر النَّابِت فِي الأجفان إِلَى دَاخل ويطيب النكهة مَتى مضغ ويشد اللثة. ودهن ثَمَرَة المصطكى يبرىء الْمَوَاشِي وَالْكلاب من الجرب وَيَقَع فِي الفرزجات والأدهان المحللة للاعياء ومراهم الجرب المتقرح.

وَأما دهن المصطكى الَّذِي يعْمل مِنْهُ نَفسه فانه يصلح لأوجاع الْأَرْحَام كلهَا لإسخانه بِرِفْق وَقبض وتليين وَيصْلح أَيْضا للضمادات الَّتِي تضمد بِهِ الْمعدة للاسهال المزمن من قُرُوح المعى وَمَا يعرض فِي الْوَجْه من الْآثَار من فضول الْبدن لجلائه وتحسينه اللَّوْن. وَقُوَّة ثَمَرَة المصطكى قابضة مُتَسَاوِيَة الْقُوَّة مَتى طبخ قشرها وَأَصلهَا بِالْمَاءِ طبخا طَويلا ثمَّ صفى المَاء وَحده إِلَى أَن يثخن كالعسل صلح هَذَا الطبيخ لقبضه إِذا شرب لنفث الدَّم واستطلاق الْبَطن وقرحة المعى ونزف الدَّم من الرَّحِم وبروز الرَّحِم والسرم وَبِالْجُمْلَةِ يُمكن أَن يسْتَعْمل بدل الأقاقيا والهيوفسطيداس. وعصارة وَرقهَا كَذَلِك. وَمَتى صب طبيخ الْوَرق على القروح العميقة وعَلى الْعِظَام الْمَكْسُورَة بنى اللَّحْم فِي القروح وألحم الْعِظَام وَقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم وَيمْنَع القروح الخبيثة أَن تسْعَى فِي الْجِسْم ويدر الْبَوْل. وَمَتى تمضمض بِهِ شدّ الْأَسْنَان المتحركة. وَإِذا عملت من أغصانه مساويك جلت الْأَسْنَان. وَيكون من ثَمَرَة هَذِه الشَّجَرَة دهن قَابض يُوَافق جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَى قبض. ج فِي السَّادِسَة عِنْد ذكر الزَّيْت: دهن المصطكى قوته مركبة لِأَنَّهُ مَتى شرب فَلَيْسَ يلين فَقَط بل وَيقبض أَيْضا. وَقَالَ فِي السَّابِعَة: الْأَبْيَض من المصطكى وَهُوَ الْمُسَمّى علك الرّوم مركب من قوى متضادة أعنى من قُوَّة تقبض وَقُوَّة تلين فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب نَافِع لأورام فَم الْمعدة والأمعاء والكبد ويسخن ويجفف فِي الدرجَة الثَّانِيَة. وَأما المصطكى الْأسود الَّذِي يعرف بالقبطى فتجفيفه أَشد من تجفيف الْأَبْيَض وَقُوَّة الْقَبْض فِيهِ أقل مِنْهَا فِي ذَلِك فَهُوَ لذَلِك أَنْفَع لمن يحْتَاج إِلَى التجفيف القوى وَلذَلِك هُوَ نَافِع للأورام الصلبة) وَأما دهن المصطكى الْمُتَّخذ من الْأَبْيَض وَلَا يكَاد يتَّخذ من الْأسود فقوته شَبيهَة بِقُوَّة المصطكى. وَقَالَ فِيهِ فِي الثَّامِنَة حَيْثُ ذكر العلك: إِن أفضل أَنْوَاع العلك: إِن أفضل أَنْوَاع العلك وَأَوْلَادهَا بالتقديم علك الرّوم وَهُوَ المصطكى وَذَلِكَ أَنه مَعَ مَا فِيهِ من الْقَبْض الْيَسِير الَّذِي بِهِ صَار نَافِعًا لضعف الكبد والمعدة. وورقها فِيهِ أَيْضا قُوَّة تجفف أَيْضا تجفيفا لَا أَذَى مَعَه وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا حِدة لَهُ أصلا وَهُوَ لطيف جدا. وَقَالَ فِيهِ فِي الثَّامِنَة أَيْضا فِي شَجَرَة المصطكى: إِنَّهَا مركبة من جَوْهَر مائى حَار قَلِيل وَمن جَوْهَر أرْضى بَارِد لَيْسَ بِكَثِير الْمِقْدَار وبسببه صَارَت تقبض قَلِيلا وَهِي فِي الثَّانِيَة تجفف نَحْو آخرهَا وَالثَّالِثَة عِنْد ابتدائها. وَأما حَالهَا فِي الْبُرُودَة والحرارة فحال معتدلة المزاج وَالْقَبْض فِي أَجزَاء هَذِه الشَّجَرَة على مِثَال وَاحِد أَعنِي فِي عروقها وورقها وقضبانها وَثَمَرهَا ولحائها. وَمَتى اتخذ من وَرقهَا غضا ضماد كَانَت قُوَّة الضماد تقبض قبضا يَسِيرا وَلذَلِك قد يشرب وَحده وَمَعَ أدوية أخر لقروح المعى واستطلاق الْبَطن وَهُوَ أَيْضا نَافِع لمن بِهِ نفث الدَّم ولنزف بديغورس: خاصته إذابة البلغم وتقوية الْمعدة. اريباسيوس: إِن فِيهِ قوتين مختلفتين: قابضة ومرخية وَلذَلِك ينفع الأورام الكائنة فِي الْمعدة والبطن والمعى والكبد وإسخانه وتجفيفه كَاف وَالْكَافِي عِنْد اريبارسيوس فِي الثَّانِيَة والقوى فِي الثَّانِيَة والقوى فِي الثَّالِثَة. وَقَالَ فِيهِ حَيْثُ ذكر الراتينج: إِن المصطكى مَعَ مَا فِيهِ من الْقَبْض الْيَسِير يقوى ضعف الْمعدة والكبد وينفع من الأورام الَّتِي تكون فِيهَا ويجفف من غير أَذَى وَذَلِكَ أَنه أقل حِدة وَأكْثر لطاقة من سَائِر الراتينجات. وَيَعْنِي بالراتينجات جَمِيع العلوك والصموغ. أَبُو جريج: المصطكى أقل حرا ويبسا من الكندر وألطف مِنْهُ أَنْفَع فِي تسخين الْمعدة وَله فعل فِي الرَّأْس وجذب البلغم إِذا مضغ وَمن أجل ذَلِك جعل مَعَ الصَّبْر فَيُصْلِحهُ ويجذب مَعَه بلغما من الرَّأْس. مسيح: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة نَافِع من نفث الدَّم والسعال وفتور الشَّهْوَة جيد للمعدة) يجلو الْأَسْنَان وَيحسن الْبشرَة إِذا طلى بِهِ ويسكن وجع اللثة. الخوزى: الَّذِي يضْرب مِنْهُ إِلَى السوَاد وَإِلَى الْحمرَة وَهُوَ القبطى أبلغ فِي إمْسَاك الْبَطن. حنين فِي كتاب الترياق: إِن المصطكى يحلل الأورام فِي الْمعدة وينفع من السعال.

مرزنجوش: إِنَّه مسخن جدا وَمَتى شرب طبيخه نفع من بَدْء الاسْتِسْقَاء وعسر الْبَوْل والمغس. وَمَتى اسْتعْمل ورقه بالعسل أذهب آثَار الدَّم الْعَارِضَة تَحت الْعين. وَمَتى احْتمل أدر الطمث. ويتضمد بِهِ مَعَ الْخلّ للسعة الْعَقْرَب. وَقد يعجن بقيروطى وَيُوضَع على التواء العصب وعَلى الأورام البلغمية ويتضمد بِهِ مَعَ المسيكزان لأورام الْعين الصلبة وَيدخل فِي المراهم المحللة للاعياء والمسخنة الملينة. ولدهنه قُوَّة مسخنة ملطفة حارة تصلح لانضمام الرَّحِم الَّذِي يعرض مِنْهُ الاختناق ويسكن وجع الظّهْر والأربية. وَمَتى اسْتعْمل بالعسل كَانَ أَجود لِأَنَّهُ يلطف يشدة جلائه. وَإِذا تمسح حلل الاعياء الْعَارِض. وَيدخل فِي ضمادات الفالج الَّذِي يعرض مِنْهُ ميل الرَّقَبَة إِلَى خلف وَفِي ضروب الفالج الْأُخَر. ج فِي الثَّامِنَة: قُوَّة هَذَا محللة لَطِيفَة وَذَلِكَ أَنه يجفف ويسخن فِي الدرجَة الثَّالِثَة. ابْن ماسويه فِي المرزنجوش والنمام: إنَّهُمَا: إنَّهُمَا حاران يابسان فِي الثَّالِثَة نافعان من الأوجاع الْبَارِدَة الرّطبَة والصداع البلغمى والشقيقة السوداوية والبلغمية غير أَن المرزنجوش مَحْمُود الْفِعْل فِي عِلّة اللقوة أَكثر. ماسرجويه قَالَ: دهن المرزنجوش ينفع من السدة فِي الدِّمَاغ إِذا استعط بِهِ وللشقيقة وَجَمِيع الْأَرْوَاح الغليظة فِي الرَّأْس إِذا أدهن بِهِ. ابْن ماسويه: خَاصَّة المرز بخوش إِذا دق وصير مَاؤُهُ فِي الججمة بعد الْفَرَاغ من الْحجامَة وَوضع على مَوَاضِع الشَّرْط أذهب الْآثَار الْبيض مِنْهَا وَيفتح السدد من المنخرين والأذنين. موغالى ذكر فِي ذكر ابْن عرس. مصارين ذكرت مَعَ الكرش وَكَذَلِكَ المعى. مبيختج ذكر مَعَ الشَّرَاب. مقل الْيَهُود قَالَ فِيهِ د: إِن قوته مسخنة ملينة إِذا ديف بريق صَائِم حلل الجسو والورم الغليظ الْبَارِد وأدرة المَاء. وَمَتى احْتمل أَو تبخر بِهِ فتح فَم الرَّحِم المنضم ويحدر الْجَنِين وكل رُطُوبَة. وَهُوَ نَافِع من شدخ أوساط العضل ووجع الْجنب والرياح. وَيدخل فِي المراهم الْمُوَافقَة لصلابة الأعصاب وتعقدها.

ج فِي السَّادِسَة: الْمقل الْأسود الصقلى أَلين من الْمقل الآخر الْعَرَبِيّ وقوته ملينة. والعربي أَشد تجفيفا من الْأَدْوِيَة الملينة والْحَدِيث الرطب الْعَرَبِيّ إِذا عجن بِالْيَدِ كَانَ كاللبن فعمله مثل عمل الصقلى وَكلما عتق حدث فِي طعمه مرَارَة وَصَارَ حادا حريفا يَابسا وَخرج من طبعه فِي الِاعْتِدَال فِي الْأَدْوِيَة الملينة للأورام الصلبة. وَقد يسْتَعْمل الْعَرَبِيّ خَاصَّة فِي مداواة ورم الحنجرة وَفِي قيلة المَاء ملينا بريق إِنْسَان صَائِم وَلَا يزالون يعجنونه حَتَّى يأتى فِي قوام المرهم. وَقد يظنّ بالمقل الْعَرَبِيّ أَنه يفت الْحَصَى فِي الكلى مَتى شرب ويدر الْبَوْل وَيذْهب الرِّيَاح الغليظة ويفشها ويشفى الأوجاع فِي الأضلاع وفسوخ العضل. بديغورس: خاصته إِنْزَال الْحيض وَالْبَوْل والتحليل. اريباسيوس: قُوَّة الْمقل الْيَهُودِيّ التليين. ويستعمله بعض النَّاس فِي الأورام الَّتِي تكون فِي الحنجرة وَفِي قيلة المَاء بعد عجنه بريق صَائِم وَهُوَ أَيْضا يحل الْأَرْوَاح الَّتِي تَنْعَقِد فِي الْأَعْضَاء وأوجاع الأضلاع وهتك العضل. أَبُو جريج: الْمقل الْأَزْرَق حَار فِي آخر الأولى وَله حِدة تمسك الطبيعة إِذا لانت وَيقطع الدَّم) السَّائِل من المعقدة وينفع من البواسير وَيقطع مادتها وينفع الخراجات إِذا خلط بالمراهم وَيذْهب بالخنازير وَإِذا طلى على السعفة بخل أبرأها. ابْن ماسويه: إِنَّه نَافِع من البواسير ويحلل الأورام الدَّاخِلَة مَتى شرب بمطبوخ والخارجة مَتى وضع عَلَيْهَا محلولا بمطبوخ. قَالَ فِي إصْلَاح الْأَدْوِيَة المسهلة. ماسرجويه حِكَايَة عَن ج قَالَ: يحلل الأورام الصلبة فِي الْأُنْثَيَيْنِ وَغَيرهمَا. سلمويه: يحلل الأورام الصلبة فِي الْبَطن وَالْحلق والرقبة إِذا ضمد بِهِ وَإِذا شرب وينفع من انفجار الدَّم لما شرب. حنين فِي الترياق: الْمقل يحل الدَّم الجامد. مَاعِز ذكر فِي بَاب الْعين مَعَ العنز. مغرة ذكر مَعَ الطين فِي بَاب الطَّاء. ماليطرنا مريق ذكر مَعَ القرطم. موميائى قَالَ د: هُوَ شىء جامد كالقار يتَّخذ من الْجبَال الَّتِي يُقَال لَهَا: الصواعقية وَيُلْقِيه المَاء إِلَى الشطوط وتفوح مِنْهُ رَائِحَة زفت مخلوط بقفر وَله قُوَّة مسخنة ملينة مدملة جابرة للكسر نافعة من علل الْجوف. وَحكى لى عَن بعض الْأَطِبَّاء مَنَافِع الموميائى قَالَ: هُوَ نَافِع للصداع البلغمى والبارد من غير مَادَّة والشقيقة والفالج واللقوة والصراع والدوار.

ويسعط مِنْهُ لهَذِهِ الْعِلَل بِحَبَّة مَعَ مَاء مرزنجوش ولوجع الْأذن يدهن ياسمين. ولوجع الْحلق يداف مِنْهُ قِيرَاط بِرَبّ التوت أَو بطبيخ العدس والسوسن. ولسيلان الْقَيْح من الْأذن يداف مِنْهُ شعيرَة بدهن ورد وَمَاء حصرم وتلوث فِيهِ فَتِيلَة وَتدْخل فِي الْأذن. ولثقل اللِّسَان يداف مِنْهُ قِيرَاط بِمَاء قد طبخ فِيهِ صعتر فارسى. وللسعال يطْبخ بِمَاء عناب أَو مَاء شعير وسبستان ويسقى مِنْهُ ثَلَاثَة أَيَّام على الرِّيق. وللخفقان قِيرَاط بسوسن أَو يماء نعنع. وللريح والنفخة فِي الْمعدة قِيرَاط بِمَاء كمون وكراويا أَو بِمَاء النانخه. وللصدمة والدفعة بالمعدة والكبد قِيرَاط مَعَ دانقى طين أرمينى ودانق زعفران بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو خيارشنبر. وللفواق حَبَّة بطبيخ بزر الكرفس وكمون كرمانى. ولوجع الرَّأْس الْعَتِيق يُؤْخَذ مِنْهُ حَبَّة وَمن الْمسك والكافور والجند بادستر حَبَّة حَبَّة يداف الْجَمِيع بدهن بَان ويسعط بِهِ. وللخناق قِيرَاط بسكنجبين. ولوجع الطحال قِيرَاط بِمَاء الكزبرة. وللسموم حبتان بِمَاء قد طبخ فِيهِ الحسك والانجدان. وللعقارب قِيرَاط مَعَ خمر صرف وَيُوضَع على الْموضع بِسمن بقر. أَبُو جريج: هُوَ يصلح للكسر والوهن من دَاخل الْجِسْم وخارجه وينفع الصَّدْر والرئة. وَهُوَ قريب من الِاعْتِدَال إِلَّا أَن لَهُ خُصُوصِيَّة فِي تسكين أوجاع الْكسر إِذا شرب مِنْهُ أَو تمرخ بِهِ أَو احتقن بِهِ. وينفع من قُرُوح الإحليل والمثانة. الطبرى: الموميائى حَار لطيف جيد للسقطة والضربة والرياح. خبرت أَن رجلا نفث الدَّم فَلم يَنْقَطِع عَنهُ بأدويته الَّتِي تشفيه فسقى من الموميائى ثَلَاث حبات زَعَمُوا بنبيذ فَانْقَطع عَنهُ ذَلِك.) قَالَ ماسرجويه: إِنَّه حَار لطيف جيد للوثء وَالْبرد والرياح وَمَتى استعط مِنْهُ بِقَلِيل نفع من ابْن ماسه: إِن ج قد ذكره فِي الميامر حَيْثُ تكلم على الصداع فَيجب أَن يطْلب ذَلِك ويحول الميامر فِي الرَّابِعَة مِنْهُ. قَالَ: من أدوية الْعين أدوية حارة حريفة كالموميائى والحلتيت والسكنجبين والفربيون وَبِالْجُمْلَةِ كل دَوَاء يسخن إسخانا قَوِيا من غير أَن يحدث فِي الْعين خشونة. الخوز: إِنَّه دَوَاء أبلغ من كل دَوَاء لنفث الدَّم وَإنَّهُ مَتى حل بزنبق وَتحمل نفع من قلَّة الصَّبْر على حبس الْبَوْل. مثك ذكر مَعَ السوسن. مصل ذكر مَعَ اللَّبن. مران قَالَ د: إِن عصارة ورقه مَتى شربت بِخَمْر نَفَعت من نهشة الأفعى.

وقشر المران مَتى أحرق ولطخ على الجرب المتقرح قلعه. وَيُقَال: إِن نحاتة خشب المران تقتل مَتى شربت. وَقَالَ ج: عفوصة بليغة وَهُوَ مَعَ هَذَا يُؤْكَل وَلذَلِك يحبس الْبَطن حبسا شَدِيدا كَمَا يفعل الزعرور وورقها أَيْضا وقضانها عفصة قَوِيَّة التجفيف وَلذَلِك يدمل الْجِرَاحَات الْكِبَار الَّتِي فِي الْأَبدَان الصلبة وَأما الصغار فِي الْأَبدَان اللينة فَهِيَ مضادة لَهَا وَذَلِكَ أَنَّهَا تهيج هَذِه وتثورها لِأَنَّهَا تجففها أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي. مطراويسا ج: فِي الثَّامِنَة: هَذَا فِي جَمِيع. ماهيزهرة أَبُو جريج: إِنَّهَا نافعة لأوجاع المفاصل وَلمن تتشبك أَصَابِعه. مر د: إِن قويه مسخنة ميبسة لَازِقَة لما يحْتَاج أَن يلزق قابضة ويلين فَم الرَّحِم المنضم ويفته. وَمَتى احْتمل مَعَ الافسنتين أَو مَاء الترمس أَو مَعَ عصارة السذاب أدر الطمث وَأخرج الْجَنِين بِسُرْعَة. وَقد يشرب مِنْهُ مِقْدَار باقلاه للسعال المزمن وللنفس المحوج للانتصاب ووجع الصَّدْر وَالْجنب وَإِذا أَخذ مِنْهُ مِقْدَار باقلاه بفلفل وَمَاء قبل أَخذ النافض بساعتين سكنها. وَمَتى وضع تَحت اللِّسَان وازدرد مَا يتَحَلَّل مِنْهُ لين خشونة قَصَبَة الرئة وصفى الصَّوْت وَقتل الدُّود. وَإِذا ليك فِي الْفَم طيب رَائِحَته. ويخلط بالسذاب الرطب وتلطخ بِهِ الآباط المنتنة. وَمَتى خلط بخل الْخمر وَالزَّيْت وتمضمض بِهِ شدّ الْأَسْنَان واللثة. وَمَتى ذَر على قُرُوح الرَّأْس أدملها. وَمَتى لطخ مَعَ لحم الصدف على غضروف الْأذن المشدخة أَبرَأَهُ ويكسو الْعِظَام الْعَارِية لَحْمًا. وَمَتى خلط بالأفيون والجند بادستر والماميثا أَبْرَأ الْأذن الَّتِي يسيل مِنْهَا الْقَيْح وأورامها الحارة. ويلطخ بِهِ مَعَ الْعَسَل والسليخة على الثآليل. وَمَتى خلط بخل وطلى على القوابي جلاها. وَمَتى أَخذ بريشة ولطخ بِهِ المنخران قطع النزلات المزمنة. ويملأ القروح الَّتِي فِي الْعين ويجلو بياضها وظلمتها وخشونتها الَّتِي تكون فِي الجفون. ودخانه يصلح لَهُ المر. وريح الْجيد من المر طيبَة حارة وطعمه مر. وَمَتى أَخذ من المر مثقالان وَمن الفلفل الْأَبْيَض مِثْقَال وَمن أصل السوسن سِتَّة مَثَاقِيل

وَمن الشب ثَلَاثَة مَثَاقِيل ودقت دقا جريشا وأنقعت فِي سِتَّة أقساط من المَاء وَتركت أَيَّامًا ثمَّ روق وَقَالَ: دُخان الكندر بعيد عَن الْأَذَى كدخان المر.) ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا فِي الثَّالِثَة من الإسخان والتجفيف وَلذَلِك إِذا نثر على الشجاج الْحَادِثَة فِي الرَّأْس أمكن أَن يلزقها وَفِيه من المرارة أَيْضا أَمر لَيْسَ ييسير وَمن أجل هَذِه المرارة صَار يقتل الدُّود والأجنة ويخرجها وَفِيه لهَذِهِ الْقُوَّة جلاء وَلذَلِك يخلط فِي الأكحال الَّتِي تتَّخذ للقروح والْآثَار الغليظة الَّتِي تكون فِي الْعين وَبِهَذَا السَّبَب صَار يخلط فِي أدوية السعال الْقَدِيم والربو وَلَا يحدث فِي قَصَبَة الرئة خشونة كَمَا تفعل سَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي تجلو بل فِيهِ من الْجلاء مِقْدَار قصد. وَلَا عتدال جلائه صَار بعض النَّاس يخلطه فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تشرب لخشونه قَصَبَة الرئة بِخَاصَّة من طَرِيق أَنه يسخن ويجفف إسخانا وتجفيفاً بليغاً وَلَا يخَافُونَ أصلا من فضل مرارته وجلائه. قَالَ: والمجلوب من بروطيا يسخن ويلين ويحلل. وَقَالَ حَيْثُ ذكر مَاء السّمك المالح: ينفع الخراجات المتعفنة كَمَا ينفعها المر. بديغورس: خَاصَّة المر التَّحْلِيل وتفتيح السدد. بولس: إِنَّه يلصق الشجوج الْعَارِضَة للرأس وَهُوَ مُوَافق لَهَا جدا. ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: إِن من المر ضربا يخلط بِهِ لبن شَجَرَة فارفاستين وَهِي شَجَرَة قتالة فَيصير هَذَا المر مَتى أكل قتالا لكنه عَجِيب فِي الأكحال وَذَلِكَ أَنه يحلل الْمدَّة الَّتِي فِي الْعين بِلَا لذع وَقد يفش المَاء فِي ابْتِدَائه مَتى كَانَ رَقِيقا. أَبُو جريج: المر فِي آخر الأولى يَابِس فِيهَا وَهُوَ ينفع من استرخاء الْمعدة ويشد الْبَطن وينفع من المَاء الْأَصْفَر مَتى شرب مِنْهُ أَو ضمد بِهِ الْبَطن. وَيدخل فِي أدوية القروح وينشف البلة. وَمَتى سعط بِوَزْن دانق مِنْهُ جلا الدِّمَاغ وَأخرج عَنهُ الرّيح الغليظة ويقوى الْأَدْوِيَة إِذا خلط فِي الشَّرَاب والسعوط لِكَثْرَة مَنَافِعه. الدِّمَشْقِي: المر جيد للقوباء مَتى لطخ بِهِ. ابْن ماسويه: خاصته النَّفس ونقي كل ريح مُنْتِنَة وعفنة. ميبة ابْن ماسه: أما الممسكة فيقوى الْمعدة ويسخنها ويمسك الْبَطن وَيقطع القىء ويقوى الْقلب. ماميثا د يَقُول: أما الشياف الْمُتَّخذ مِنْهُ فانه يسْتَعْمل فِي الأكحال فِي ابْتِدَاء الْعِلَل الْبَارِدَة.

ج: هَذَا نَبَات فِيهِ قبض مَعَ بشاعة ويبرد حَتَّى أَنه يشفى الْحمرَة إِذا لم تكن قَوِيَّة جدا. ومزاجه مزاج مركب من جَوْهَر مائى وجوهر أرْضى وَكِلَاهُمَا باردان إِلَّا أَن برودتها لَيست بالشديدة لَكِن مثل برودة مياه الغدران. بديغورس: خاصتها النَّفْع من الأورام الحارة الغليظة. اريبارسيوس: يَقُول جالينوس. ماهو دانه قَالَ د: مَتى أَخذ من بزره سَبْعَة أَو ثَمَانِيَة وَعمل مِنْهُ حب وَشرب أَو أكل من غير أَن يحبب بعد أَن يمضغ نعما وَشرب بعده مَاء بَارِد أسهل بلغما. وثمره وماؤه ولبنه يعْمل لبن اليتوع. وَإِذا شرب من ورقه الْمَطْبُوخ مَعَ الدَّجَاج وَأكل مرقه أسهل الْبَطن. ج: قد زعم قوم أَنه من اليتوع وَجَمِيع قوته شَبيهَة بِقُوَّة أَنْوَاع اليتوع وَإِنَّمَا فِيهِ خَاصَّة وَاحِدَة بهَا يُفَارق اليتوع وَهِي أَنه أَعنِي البزر إِذا ذاقه الذائق وجده حلوا وَفِي هَذِه البزور خَاصَّة قُوَّة الإسهال. بولس: إِنَّهَا تسهل إسهال اليتوع وخاصة لَبنهَا وَأما بزرها فقوة الإسهال فِيهِ أَكثر. سلمويه قَالَ د: مَتى طبخ مَعَ القطف وديك عَتيق وَأكل أسهل الْبَطن. هُوَ المرو الْبري. ماسرجويه: هُوَ شَبيه الْقُوَّة بالبزرقطونا. مداد قَالَ د: أما الْمَعْمُول من خشب الصنوبر وَمثل ثلثه من صمغ فانه يصلح للمراهم المعفنة وَحرق النَّار إِذا عجن بِالْمَاءِ ثخينا ولطخ وَلَا يُؤْخَذ حَتَّى يسْقط من نَفسه بِأَنَّهُ لَا سقط حَتَّى يندمل. ج فِي المداد: إِنَّه يجفف تجفيفا شَدِيدا وَإِذا ديف بِالْمَاءِ وطلى على حرق النَّار نفع من سَاعَته. وَمَتى حل بالخل كَانَ أَنْفَع. بولس: المداد الهنداى على مَا زعم د من الْأَشْيَاء الَّتِي تبرد قَلِيلا وينفع الأورام الحارة والنفخ وينقي الْجِرَاحَات. وَقَالَ رجل صَدُوق: إِن عقربا لسعته فَأخذ من المداد الهندى فسكن وَجَعه. ميس قَالَ بولس: أما البستاني دوا النلث وَرَقَات فَلهُ قُوَّة منقية مجففة قَلِيلا وَهُوَ معتدل فِي الْحر وَالْبرد. وَأما البرى فانه حَار فِي الثَّانِيَة.

وَأما الْمصْرِيّ فَإِنَّهُ يتَّخذ خَبرا أَيْضا. محلب الدمشقى: هُوَ يفت الْحَصَى. الطبرى: هُوَ بَارِد. ماسرجويه: إِنَّه معتدل وَفِيه تَحْلِيل. قَالَ: وَزعم بعض الْأَطِبَّاء أَنه بَارِد يَابِس. وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار لين نَافِع من وجع الخاصرة مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل نَافِع للغثى. الخوزى: هُوَ بَارِد يَابِس فِي الأولى. محروت ابْن ماسويه: هُوَ حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة قَاطع للبلغم مقو للمعدة الْبَارِدَة. ماش ج: هُوَ فِي جملَة جوهره شَبيه بالباقلى وَيُخَالِفهُ فِي أَنه لَا ينْفخ كنفخ الباقلى وَأَنه لَا جلاء فِيهِ وَلذَلِك انحداره عَن الْمعدة والبطن أَبْطَأَ انحدارا من الباقلى. ابْن ماسويه: هُوَ بَارِد فِي الأولى معتدل فِي الرُّطُوبَة واليبس غير أَنه إِلَى اليبس أقرب وَلَا سِيمَا مَتى قشر وطبخ وَجعل مَعَه مرى ودهن لوز حُلْو. وَفِي قشره بعض العفوصة وَلَيْسَ بنافخ وَمَتى ضمدت بِهِ الْأَعْضَاء الواهنة نَفعهَا وَسكن أوجاعها وخاصة مَتى عجن بالمطبوخ والزعفران والمر وَأحمد وَأحمد المعالجة بِهِ فِي الصَّيف والأمزاج والعلل والحارة. فانه أحب محب إذهاب نفخه فليطبخه بِمَاء القرطم ودهن اللوز مَتى لم تكن حمى صفراوية أَو ورم فان كَانَت حمى فاطبخه مَعَ الرجلة والخس والسرمق وشعير مهروس. وَمَتى أردْت أَن تعقل الْبَطن فقشره واطبخه بِمَاء ثمَّ اقله ثمَّ اطبخه مَعَ البقلة الَّتِي تسمى الحماض وَاجعَل مَعَه مَاء الرُّمَّان والسماق فانه عِنْد ذَلِك يعقل الْبَطن ويسكن الْحَرَارَة. ماسرجويه: الماش نَظِير العدس غير أَنه أقل بردا مِنْهُ جيد للرض وَالْفَسْخ مَتى ضمد بِهِ. سندهشار: الماش يسكن الْمرة وينفخ وَينْقص الباه. حنين فِي الأغذية: انحداره أسْرع من انحدار الباقلى. ينظر فِيهِ. قَالَ: مَاؤُهُ ملين للبطن وجرمه جيد الْغذَاء. وَحكى عَن أبقراط أَنه قَالَ: يضعف الْأَسْنَان. ملوخ مَعْرُوف بِهَذَا الِاسْم بِالشَّام. قَالَ فِيهِ د: إِنَّه مَتى شرب من أَصله درخمى بِمَاء القراطن نفع من شدخ العضل وَسكن ميعة قَالَ د: أما السائلة فَهُوَ دهن المر وإسخانه كاسخان المر. ودخان الميعة أقوى من دُخان المر ودخان الكندر.

ج فِي الثَّامِنَة: الميعة تسخن وتلين وتنضج وَلذَلِك تشفى السعال والزكام والنوازل والبحوحة وتحدر الطمث إِذا شربت أَو احتملت من أَسْفَل. ودخانها شَبيه بِدُخَان الكندر. أَبُو جريح يَقُول: إِنَّه صمغ شَجَرَة بالروم يسيل مِنْهُ وَهُوَ حَار يَابِس فِي الأولى ويبسه أقل من حره وينفع من وجع الصَّدْر والرئة ويبدد البلة ويمسك الطبيعة ويطيب الْمعدة ويقويها وينفع الرِّيَاح الغليظة وتشبك الْأَعْضَاء إِذا طبخ أَو طلى بِهِ من دَاخل الْجَسَد والقروح الْخَارِجَة والجرب رطبَة ويابسه إِذا طلى بِبَعْض الأدهان. ويابسه ينزل البلة من الرَّأْس إِذا بخربه. الدمشقى: هِيَ حارة رطبَة ملينة. ودخانها جيد للسعال. والسائلة تملو الدِّمَاغ وَتَنْفَع الجرب والقروح الرّطبَة. قَالَ ذَلِك فِي اللبني. . ج فِي الْخَامِسَة من تَفْسِير السَّادِسَة: إِنَّا نشفي من وجع القولنج عِنْد الشدَّة بِمَا يبرد تبريدا قَوِيا لى قد اتّفق الْجَمِيع أَنَّهَا مسخنة فَيجوز أَن تكون وَإِن كَانَت حارة أَنَّهَا تدخل مَعَ هَذِه لِأَنَّهَا تسكن الوجع أَو لِأَن تصلح هَذِه وأحسب أَن الميعة مخدرة. ماسرجويه: الميعة حارة محللة ينفع دخانها من السعال والزكام وَمَتى احتملت أدر الطمث. ابْن ماسويه: الميعة السائلة حارة لينَة جَيِّدَة للصدر ورياح المفاصل والسعال. ج فِي الثَّانِيَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء حِين ذكر تسكين الوجع الْأَدْوِيَة الَّتِي تخدر كالأفيون والبنج وأصول اليبروج والميعة السائلة وَهَذَا كَلَام يدل على أَن الميعة مخدرة لِأَن الْمَعْنى فِي هَذَا الْكَلَام قد خرج عَن أَن تكون الميعة إِنَّمَا تدخل فِي تدخل فِي هَذِه لتصلح بهَا بل صَارَت الميعة بِهَذَا الْكَلَام ركنا من أَرْكَان المخدرة كاخدار الْأَشْيَاء الَّتِي تسم وَفِي خلال كَلَامه هَهُنَا إِن الميعة) تسبت وَهِي لعمرى تثقل الرَّأْس جدا إِلَّا أَن المر والزعفران على أَنَّهُمَا حاران يفْعَلَانِ ذَلِك. وَقَالَ فِي الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة: إِن بعض النَّاس يعرض لَهُم الصداع من الرِّيَاح الحارة كنحو العفن والمنى لما احتقن فَصَعدَ بخاره. الطبرى: دُخان الميعة جيد للزكام من كتاب الاجماع الميعة حارة يابسة تعقل الْبَطن. ماميران ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه أحد من عروق الصباغين كثيرا وَإِذا وضع على الْجلد قرحه سَرِيعا ويقلع

وَمَتى استعط بعصارته نفض من المنخرين فضل الدِّمَاغ لِأَنَّهُ حَار جدا وَلذَلِك يجب أَن يوضع فِي الرَّابِعَة عِنْد ابتدائها من الْحر واليبس. بولس: إِنَّه يرق آثَار الْبيَاض الكائنة فِي الْعين وَذَلِكَ أَن لَهُ قُوَّة منقية. مزمار الراعى كَانَ بحذائه فِي ثَبت حنين داماسونيون وَهُوَ مزمار الراعى. قَالَ ج فِي السَّادِسَة: زعم د فِي الْمقَالة الثَّالِثَة أَنه مَتى شرب من أَصله شفى القروح وحبن الْبَطن وحلل الأورام الرخوة وَأما أَنا فَلم أجربه فِي هَذِه الْأَشْيَاء لَكِن جربته أَنه يفت الْحَصَى فِي الكلى مَتى شرب طبيخه وَمن أجل ذَلِك مَعْلُوم أَن قوته جلاءة. مسهار هَذَا ضرب من الخشخاش وَهُوَ بَارِد فِي الثَّالِث. منريون ج فِي السَّابِعَة: أَصله يقبض وَيقطع النزف الْعَارِض للنِّسَاء وَجَمِيع الْموَاد السائلة. وبزرة يُخَالِفهُ جدا حَتَّى أَنه يدر الطمث لِأَنَّهُ لطيف قطاع. ملكنش الخشنة جالينوس فِي السَّابِعَة: هَذَا يلتف على الشَّجَرَة وَهُوَ مِمَّا يفترش ولورقه حِدة وحراقة وَهُوَ مسخن وَقُوَّة الملكنش الحرشاء غير قُوَّة الملساء. منى قَالَ ج فِي الأولى من تَدْبِير الأصحاء: إِن الْغَالِب عَلَيْهِ بقياسه إِلَى الدَّم الهوائية والنارية وَهُوَ أيبس من الدَّم. مارق هُوَ شىء يشبه الياسمين الْأَبْيَض إِلَّا أَن ورقه ألطف مِنْهُ وَهُوَ أقل حرارة مِنْهُ. مولى قَالَ ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة هَذَا تشد وَتجمع وَلذَلِك مَتى احْتمل مَعَ دَقِيق الشيلم نفع الرَّحِم المتقرح. ماسقرن ابْن ماسويه: هُوَ دَوَاء هندى يدْخل فِي الأدهان المقوية. موافسقس تَفْسِيره شوك الْفَأْرَة. ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِنَّه شىء ينْبت فِي الرّبيع لَهُ بزر شَبيه بنزر العصفر مَتى طبخ وصب مَاؤُهُ على نهشة الأفعى وَالدَّابَّة الَّتِي تسمى فلحيون سكن الْأَلَم من سَاعَته. وَمَتى صب على مَوضِع لم تنهشه أَفْعَى عرض مثل مَا يعرض من نهشة الأفعى. مشمش د: هُوَ أَجود للمعدة من الخوخ. قَالَ ج: أما الأرميني فثمرته بَارِدَة رطبَة كَأَنَّهَا فِي الثَّالِثَة. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِنَّه مجانس للخوخ إِلَّا أَنه أفضل مِنْهُ وَأَنه لَا يفْسد كفساد الخوخ فِي الْمعدة وَلَا يحمض. وَهُوَ عِنْد خلق ألذ مِنْهُ فَهُوَ أَجود للمعدة مِنْهُ.

ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد رطب فِي وسط الثَّانِيَة وَهُوَ شَبيه بالخوخ ويولد خلطا أردأ من الْخَلْط الَّذِي يولده الخوخ غليظ نيا كالأوتار ويولد خلطا كالأوتار ويولد حميات مزمنة وَلذَلِك يجب أَن يُؤْخَذ بعده أنيسون ومصطكى زنة مِثْقَال بميبة أَو بنبيذ صرف. وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة فِي برقوقيا: إِنَّه بَارِد رطب فِي الثَّانِيَة. ماسريه: إِنَّه يُولد خلطا غليظا يتَوَلَّد مِنْهُ حمى بطيئة الانحلال عقبه. الخوز: هُوَ يسهل الصَّفْرَاء ويولد خلطا غليظا يتَوَلَّد مِنْهُ حمى. لى كَانَ بِرَجُل بخر وحدست أَنه من معدته فأطعمته مِنْهُ رطبا فَذهب بخره ثمَّ كَانَ يسْتَعْمل نقيعه دَائِما وَلَا أَحسب أَنه يُوجد شىء أَشد تبريدا للمعدة مِنْهُ وَلَا أَشد تلطيخا وإضعافا. مسك قَالَ حَكِيم بن حنين: إِنَّه حَار يَابِس يسْتَعْمل فِي الْأَدْوِيَة المقوية للعين ويجلو الْبيَاض الرَّقِيق وينشف رطوباتها. مسيح: هُوَ حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة لطيف دَقِيق يقوى الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة لطيب رَائِحَته وينفع من الصداع المزمن من رُطُوبَة ويولد الصداع لمن كَانَ دماغه حارا ويقوى الدِّمَاغ الْبَارِد. القلهمان: حرارته فِي الثَّانِيَة ويبسه فِي الثَّالِثَة. ابْن ماسويه وَابْن ماسه: يقوى الْقلب والأعضاء الدَّاخِلَة مَتى شرب والخارجة مَتى ضمد بِهِ وَهُوَ حَار يَابِس. من كتاب الْإِجْمَاع: يبخر الْفَم مَتى جعل فِي الطبيخ. مرو هُوَ أَرْبَعَة أَنْوَاع أَحدهَا مرماحور وميرارون وادرسعان ودارما. الدِّمَشْقِي: المرماحور أَشد حرارة ويبسا من المرزنجوش وَلذَلِك هُوَ أقوى فعلا مِنْهُ ينفع من وجع الْمعدة الْحَادِث من البلغم والرياح الغليظة الْحَادِثَة فِي الدِّمَاغ مَتى شم واستعط بِهِ والصداع البلغمى والسوداوى وَجَمِيع الْأَمْرَاض الْبَارِدَة فِي الرَّأْس وَهُوَ فِي نَحْو الشيح جيد إِذا طبخ وكب على بجاره مَا سرجويه: هُوَ كثير الْحَرَارَة واليبس ملطف وَهُوَ نوع من المرو حَار فِي الثَّالِثَة. الخوز: إِنَّه جيد للخفقان وَمَتى أَنْفَع فِي الشَّرَاب وَشرب أسكر جدا. قَالَ: والمسمى أدرسرغان حَار يَابِس وَهُوَ طيب الرّيح. والمسمى مِنْهُ ميردارون حَار ويسكر كالحرمل وَأَشد مَا يكون إِذا طبخ بشراب وَشرب. ودارما يسعط بِهِ الصّبيان ليناموا وبرز المروحار يَابِس. ابْن ماسويه: المروحار يَابِس فِي الثَّالِثَة أَنْوَاعه كلهَا تَنْفَع من البلغم.

وَمَتى أَكثر شمه على النَّبِيذ أسكر وصدع. أَبُو جريج: بزر المرو أقل حرا من بزر الْكَتَّان وَلكنه أَشد إنضاجا للخراجات. وَمَتى قلى عقل الْبَطن وقوى المعى وَمَتى لم يقل أسهل وَكَذَلِكَ حَال كل البزور اللعابية. وَقد ذكرنَا أَن لينانوطس يُقَال لَهُ المرو. ابْن ماسويه: ينفع من الخفقان الْبَارِد وَيفتح سدد الرَّأْس جيد لأوجاع الرَّحِم وَالنِّسَاء الْحَوَامِل) الطبرى: المرماحوز كثير الْحر واليبس ملطف. القلهمان: المرو أَرْبَعَة أَنْوَاع: أَحدهَا يُسمى مردارون وَهُوَ حَار. وَالثَّانِي أدرسرغان وَهُوَ حَار لين. وَالثَّالِث يُسمى دارما ينفع الخفقان وَهُوَ الْأَبْيَض وَهُوَ معتدل. وَالرَّابِع المرمامويه وَهُوَ المرماحوز وَهُوَ حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة. وَمِنْه نوع آخر يُسمى مشنهار وَهُوَ بَارِد نَافِع للصداع وللأورام. ميويزج قَالَ د: مَتى أَخذ مِنْهُ خمس عشرَة حَبَّة وأنعم دقة وَسقي بِمَاء القراطن قيأ كيموسا غليظا وَيجب أَن يتمشى شَاربه مشيا رَفِيقًا وَيَنْبَغِي أَن تفقد أَمر هم وَأَن تسقيهم سقيا متواتراً من مَاء القراطن لِأَنَّهُ يخَاف مِنْهُ الاختناق وإحراق الْحلق. وَمَتى سحقت على حِدة وخلطت بالزرنيخ الْأَحْمَر وَالزَّيْت ولطخ بِهِ وَافق الْقمل والحكة والجرب الَّذِي لَيْسَ بمقترح. وَمَتى مضغ أخرج بلغما كثيرا. وَمَتى طبخ بالخل نفع هَذَا الطبيخ مَتى تمضمض بِهِ من وجع الْأَسْنَان وأذهب رُطُوبَة اللثة. وَمَتى خلط بالعسل أَبْرَأ القلاع وَيَقَع فِي المراهم الملينة. وَقَالَ ج: إِنَّه حَار. حريف حراقة قَوِيَّة حَتَّى أَنه يحدر من الرَّأْس مَتى مضغ أَو تغرغر بِهِ بلغما كثيرا ويجلو جلاء قَوِيا وَلذَلِك صَار نَافِعًا لتقشر الْجلد وَفِيه مَعَ هَذَا قُوَّة محرقة. بديغورس: خاصته التقطيع والتحليل. وَقَالَ اريباسيوس فِي الثَّانِيَة: حِدته قَوِيَّة وَهُوَ يجتذب البلغم اجتذابا قَوِيا ويجلو جلاء شَدِيدا وَلذَلِك ينفع من الجرب. وَفِيه أَيْضا قُوَّة محرقة. مَاء د: أما العذب أجودة السَّرِيع النّفُوذ من الْبَطن الْقَلِيل النفخة الَّذِي لَا يفْسد. مَاء الْبَحْر حريف ردىء للمعدة مسهل للبطن يسهل بلغما. وَإِذا صب على الْبدن وَهُوَ حَار أسخن وحلل ونفع من ألم العصب والشقاق الْعَارِض من الْبرد قبل أَن يتقرح. وَيدخل فِي المراهم المحللة وينفع من المغس مَتى حقن بِهِ. وَيصب على الجرب

والحكة والقوابي وَالْقمل وأورام الثدى. وَإِذا كمد بِهِ حلل الدَّم الْمُجْتَمع تَحت الْجلد. وَمَتى دخل فِيهِ أحد وَهُوَ سخن نفع من نهش الأفعى والهوام الَّتِي يعرض من نهشها ارتعاش وَمن برد الْجِسْم ولسعة الْعَقْرَب والرتيلا والأفعى. وبخاره ينفع من الاسْتِسْقَاء والصداع وعسر السّمع. وَقد يسْقِي وَحده لإسهال الْبَطن وَيُعْطى بعده مرق الدَّجَاج أَو السّمك ليكسر اللذع الْعَارِض مِنْهُ. وَقَالَ ج فِي كتاب الكيموس فِي مَنَافِع المَاء ومضاره: إِن الثَّلج وَإِن كَانَ لَا يظْهر للحس ضَرَره للأبدان الصَّحِيحَة فِي أول الْأَمر فان ضَرَره ينمي وَيزِيد قَلِيلا قَلِيلا من غير أَن يحس يه حَتَّى إِذا طعن فِي السن أحدث فِي المفاصل والعصب أمراضا كَثِيرَة عسرة الْبُرْء وأصبته لبَعض القدماء وَأَظنهُ روفس. المَاء الْحَار يسخن ويرطب. وَالْمَاء البورقي ينفع الصَّدْر وَالرَّأْس والمعدة الرّطبَة وَالِاسْتِسْقَاء مَعَ برد والتهيج الَّذِي من الْمَرَض. وَمَاء الشب ينفع من نفث الدَّم والقىء ونزف الْحيض والإسقاط. وَمَاء الكبريت يلين العصب وَيذْهب بالبثر الْكَائِن فِي الْجَسَد. وَمَاء القفر يمْلَأ الرَّأْس ويؤلم الْحَواس ويسخن الْجِسْم. وَمَاء النّحاس ينفع الْفَم وَالْأُذن والأحشاء والبواسير واللهاة وَالْعين. اخْتِيَار المَاء قَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: الْمِيَاه الْجَارِيَة أفضل من الْقَائِمَة والقائمة أفضل من مَاء الْأَيَّام وَمَاء الْمَطَر أفضل من مَاء الثَّلج. وَالَّذِي يسْتَقْبل الْمشرق أفضل من الَّذِي يسْتَقْبل) الْمغرب وَالَّذِي يسْتَقْبل الشمَال أفضل من الَّذِي يسْتَقْبل الْجنُوب. ومياه الْآبَار قَليلَة اللطاقة فَلذَلِك إِذا وصلت إِلَى الْجوف كَانَ بلها للطعام وحلها لَهُ أقل حَتَّى يحدث لذَلِك سوء الهضم. انحداره بالبول أسْرع بِسَبَب غلظها وبردها وَأفضل مَا تكون مياه الْآبَار بعد التصفية مَرَّات والمحض وَبعد تنقية النز. والمياه الْجَارِيَة ألطف وأسرع تحليلا للطعام ومعونة على الهضم ودرور الْبَوْل. مياه النقائع أما مياه النقائع فردية وَذَلِكَ أَنَّهَا عفنة وَهِي فِي الصَّيف حارة وَفِي الشتَاء بَارِدَة فَهَذَا دَلِيل على رداءة المَاء فَهِيَ لذَلِك فِي الصَّيف تهيج الْبَطن وتبطىء الانحدار إِلَى المثانة ويعرض مِنْهُ على الْأَكْثَر زلق الأمعاء وَاخْتِلَاف الدَّم ويؤول الْأَمر بشاربه إِلَى وجع العضل وَذَات الْجنب والسعال ويضر بالطحال وَيحدث فِيهِ فِي أول الْأَمر

أورام ووجع ويؤول الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء وَتَكون الرّجلَانِ من أجل الطحال ضعيفتين وَمَتى حدث بهَا قُرُوح عسر اندمالها. والنقائع الَّتِي تخرج عَنْهَا مياهها فِي السّنة مرَّتَيْنِ ويدخلها غَيرهَا فَهِيَ أصلح وَأَقل عفونة. مَاء الْمَطَر وَمَاء الْمَطَر خَفِيف الْوَزْن لطيف يَعْنِي حلوا وينضج مَا يطْبخ بِهِ أسْرع ويسرع إِلَى السخونة وَقل مَا يحْتَاج بِهِ أَن يمزج بِهِ الشَّرَاب لِأَنَّهُ فِي نَفسه مُوَافق فَاضل وَجَمِيع فضائله مَوْجُودَة وَذَلِكَ أَنه جيد للهضم جيد لإدرار الْبَوْل جيد للكبد وَالطحَال والكلى والمثانة والرئة والعصب إِلَّا أَنه لَيْسَ فِيهِ قُوَّة مبردة شَدِيدَة الْبرد لكنه أَكثر ترطيبا. وَهُوَ ينفذ سَرِيعا وَهَذَا دَلِيل على فَضله لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل سَرِيعا للطافته وَأَنه لَا شىء صلب مَانع فِيهِ وَكَذَلِكَ فأفضل الْأَطْعِمَة والأشربة أسرعها إِلَى الاستحالة. وَمَاء الْمَطَر الربيعي والشتوي أفضل مَا يكون ولهذين أَكثر مرحى. وَحكى عَن أبقراط: الْمِيَاه الَّتِي يظْهر فِيهَا طعم ردىء والكمدة وَالَّتِي لَهَا رَائِحَة وَالَّتِي ثقلهَا كثير وَالَّتِي تَتَغَيَّر فِي زمَان كثير وَالَّتِي فِيهَا طعم يجمد عَلَيْهَا شىء ويعلوها رغوة وَالَّتِي ينزل فِيهَا ثفل وَالَّتِي مَتى بردت وَكَانَت فِي إِنَاء نُحَاس جمدت وتحجرت وَالَّتِي تتولد فِيهَا العلق أَو حَيَوَان آخر ومياه الآجام والنقائع وَالَّتِي تنْبت فِيهَا حشائش ردية والمستديرة للشمس وَالَّتِي لَا تخترقها الرِّيَاح وَلَا تجرى وَالَّتِي بِالْقربِ من أجمة كلهَا ردية وَيجب طبخ المَاء الردىء فِي إِنَاء فجار ثمَّ يبرد ثمَّ يفتر وَيشْرب. حنين: يطْبخ حَتَّى ينزل غليظها ويصفي فِي فجار لَا كَيْفيَّة فِيهِ.) تغير المَاء وَإِذا تغير المَاء وَبرد نزل مَا فِيهِ من الثفل كُله. روفس: وَإِن احتجت لعسكر مَاء من مياه ردية فاحفر آبارا متحاذية بَعْضهَا أَخفض وَأجر فِيهَا المَاء بعد أَن يلقِي فِيهَا الْمدر الحلو السمين وَهُوَ الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ الفخار فان ذَلِك المَاء ينزل كيفيته الردية فِيهِ. قَالَ: وكل مَاء فَهُوَ بقياسه إِلَى الْخمر غير غاذ عسر الهضم مغير اللَّوْن نافخ مضعف مسكن للعطش مضعف للنزلات الباردةء نُحَاس جمدت وتحجرت وَالَّتِي تتولد فِيهَا العلق أَو حَيَوَان آخر ومياه الآجام والنقائع وَالَّتِي تنْبت فِيهَا حشائش ردية والمستديرة للشمس وَالَّتِي لَا تخترقها الرِّيَاح وَلَا تجرى وَالَّتِي بِالْقربِ من أجمة كلهَا ردية وَيجب طبخ المَاء الردىء فِي إِنَاء فجار ثمَّ يبرد ثمَّ يفتر وَيشْرب. حنين: يطْبخ حَتَّى ينزل غليظها ويصفي فِي فجار لَا كَيْفيَّة فِيهِ. تغير المَاء وَإِذا تغير المَاء نزل مَا فِيهِ من الثفل كُله. روفس: وَإِن احتجت لعسكر مَاء من مياه ردية فاحفر آبارا متحاذية بَعْضهَا أَخفض وَأجر فِيهَا المَاء بعد أَن يلقِي فِيهَا الْمدر الحلو السمين وَهُوَ الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ الفخار فان ذَلِك المَاء ينزل كيفيته الردية فِيهِ. قَالَ: وكل مَاء فَهُوَ بقياسه إِلَى الْخمر غير الْخمر غاذ عسر الهضم مغير اللَّوْن نافخ مضعف مسكن للعطش مضعف للنزلات الْبَارِدَة لَا يحدث النّوم وَلَا يسكن الْفِكر وَلَا يعسر النَّفس وَيكون فِي أَكثر الْأَمر عِلّة لحدة الأخلاط. حنين: إِن شرب الشَّرَاب لما كَانَ يدر الْبَوْل صَار يخرج الفضول المائية الَّتِي تَجْتَمِع يَوْمًا فيوما فيبقي لذَلِك الدَّم. وَأما المَاء فانه لَا يدر الْبَوْل فَصَارَت الفضول المائية الْحَادِثَة عَنهُ تبقي فِي الْعُرُوق فتكثر فَكلما بقيت فِي الْعُرُوق سخنت وأحرقته وَالدَّلِيل على ذَلِك الْبَوْل. فَمَتَى احتدت وَصَارَت صديدا صيرت الأخلاط المختلطة مَعهَا حادة وَصَارَت سَببا لجَمِيع هَذِه الْعِلَل.

روفس: المَاء بِقِيَاس الْخمر يحدث التقشر والبهق والقوابي. وَمَتى شرب الْإِنْسَان مَاء بعد أكله الْبُقُول فَهُوَ على خطر من الجرب والتقشر والنخالة والقوابي والقروح العفنية والثآليل الْمُتَعَلّقَة والحمرة وَمَا أشبه ذَلِك.) إصْلَاح الردىء مِنْهَا قَالَ روفس: الْمِيَاه البورقية يصلحها اللَّبن وَالْخمر الغليظ والنشاشتج وَالْبيض. والشبية يصلحها الْخمر الْبَيْضَاء الريحانية. حنين: لِأَنَّهُ يدر الْبَوْل الَّذِي يحْبسهُ المَاء الشبى. قَالَ: لِأَن هَذَا جلاء فاذا اخْتَلَط بعفوصة هَذَا المَاء أصلحه. قَالَ روفس: والمياه الشبيه وَنَحْوهَا تصلحها الْبُقُول الملطفة للبطن كالثوم والبصل والكراث. قَالَ: وَالْمَاء بِالْقِيَاسِ إِلَى الْخمر جيد لمن بِهِ وجع وظلمة فِي بَصَره ووجع فِي عصبه. وَأَنا أَظن أَن فِي هَذَا غَلطا وَأَنه يحْتَاج بدل عصبَة عينة. روفس: لِأَنَّهُ فِي مثل هَذِه الْأَحْوَال يحْتَاج إِلَى إِلَّا يرْتَفع إِلَى الرَّأْس بخار والبخار يرْتَفع عَن الشَّرَاب أَكثر. وَقَالَ: المَاء ينفع من بِهِ استرخاء أَو صرع أَو وجع المفاصل. حنين: لِأَن هَذِه علل يحْتَاج أَن يكون الدَّم مَعهَا غليظا بطىء النّفُوذ وَشرب المَاء يَجعله بِهَذِهِ الْحَال وَالشرَاب بعكس ذَلِك. روفس: وَشرب المَاء يسكن شَهْوَة الباه وينفع من الْعلَّة الَّتِي تسمى الانتفاخ الألمى وَلمن بِهِ رعشة وَأَصْحَاب الدّرّ وَهُوَ رَدِيء للصدر وقصبة الرئة إِذا كَانَ فِيهَا عقد. حنين: ذَلِك لِأَن المَاء ردىء لجَمِيع القروح لِأَنَّهُ يرطب والقروح تحْتَاج إِلَى تجفيف قوى وقصبة الرئة تحْتَاج إِلَى التجفيف القوى لِأَنَّهَا يابسة المزاج. وَالَّذِي ينفع هَؤُلَاءِ شرب الْخمر. روفس: وَهُوَ مَعَ ذَلِك يغثى. وَالْمَاء ردىء للمرى والبطن والمعى والكبد والكلى والمثانة وَالرحم وَهُوَ جيد للاختناق فِي الرَّحِم ويحدر مَا يتَوَلَّد مِنْهُ فِي المعى إِذا شرب حارا مرّة وباردا أُخْرَى. حنين: إِن كَانَ مَا يحْتَاج أَن تحدره من سوء مزاج حَار فليشرب بَارِدًا وبالضد. روفس: وينفع لمن هضمه بطىء. حنين: إِذا كَانَ الْفساد من حرارة. روفس: وَلمن يعرق عرقا كثيرا. حنين: مَتى كَانَ ذَلِك من تحلل الدَّم ورقته وتحلل الْبدن.)

روفس: وَهُوَ نَافِع لمن يَبُول بولا كثيرا. حنين: مَتى كَانَ ذَلِك من حرارة نارية فِي الكلى والمثانة. روفس: وَهُوَ نَافِع فِي وَقت طُلُوع الْكَلْب وللفتيان الحسان اللَّحْم السمان وللصبيان وَلمن كَانَ فِي النشى وَلمن بِهِ هيضة وَلمن تنَاول دَوَاء مسهلا فأفرط عَلَيْهِ. حنين: ذَلِك لِأَن الدَّم فِي عروق هَؤُلَاءِ رَقِيق وأفواهها وَاسِعَة. قَالَ روفس: وَلمن بِهِ انفجار الدَّم من مَنْخرَيْهِ أَو من حرارة. حنين: لِأَن دم هَؤُلَاءِ مُحْتَاج إِلَى أَلا يجْرِي. روفس: إِن أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي أَسْفَله. وَلمن شرب شرابًا صرفا كثيرا فَعرض لَهُ التهاب وَالْعلَّة الَّتِي تسمى بوليموس. إِن كَانَت بوليموس الْعلَّة الَّتِي من عَادَة القدماء أَن يسعوها. بِهَذَا الأسم وَهُوَ الغشى الْحَادِث من عدم الْغذَاء وَغَلَبَة الْبرد فَشرب المَاء الْبَارِد ضار لمن بِهِ ذَلِك وَشرب الْخمر نَافِع. وَلست أدرى أَي بوليموس يَعْنِي. روفس: وَهُوَ نَافِع أَيْضا لمن بِهِ حمى محرقة مَتى لم يكن جسو مَا دون الشراسيف لِأَنَّهُ إِذا مَا أَكْثرُوا من شربه عرض لَهُم قىء وانحلت الْحمى وَخرجت مَعَ الْعُرُوق وَلمن يتَأَذَّى بالهيضة وَلمن بِهِ ذوبان المنى. حنين: ذَلِك لِأَنَّهُ يجمد ويكثف ويسد. روفس: وينفع من ذوبان المنى المَاء شرب أَو استحم بِهِ وَكَذَلِكَ ينفع من بِهِ نزف والضعيف وَمن بِهِ قىء والمرضعة فِي وَقت طُلُوع الْكَلْب إِذا كَانَ بطن الطِّفْل مُطلقًا أَو كَانَت بِهِ حمى. وينفع من الكرب والفواق ونتن رَائِحَة الْفَم وَجَمِيع الْجِسْم. قَالَ حنين: فانه لَهُ كل هَذِه الصِّفَات الَّتِي وصفوها. فالماء الممزوج بالفلفل من الشَّرَاب أَكثر نفعا. روفس وَقد ينْتَفع هَؤُلَاءِ أَيْضا بالاستحمام الْبَارِد. وينفع البثور والنخالة والقوابي وَمن يكثر عرقه شربوه أَو استحموا بِهِ. حنين قد قَالَ: إِن المَاء يُورث هَذِه. وَذَلِكَ لمن كَانَ المَاء شرابه فَأَما من شرب الشَّرَاب فَأَصَابَهُ عَنهُ هَذِه فالماء يَنْفَعهُ.) روفس: ويشد اللثة ويقوى العصب ويسكن الباه وَلذَلِك هُوَ نَافِع للصبيان إِذا ابْتَدَأَ شعر الْعَانَة ينْبت فِيهَا وَيعْقل الْبَطن خَاصَّة فِي الَّذين هم فِي النشأ وَفِي الْمَشَايِخ وَفِي الَّذين تلين بطونهم. كل هَذِه الْأَفْعَال فِي المَاء الْبَارِد. المَاء الفاتر وَأما الفاتر فانه نَافِع للصداع ووجع الرَّأْس والرمد وتأكل اللثة والأسنان وَلمن بِهِ فِي لثته ورم يجْرِي مِنْهُ الدَّم وَلمن بِهِ قُرُوح فِي حنكه أَو أورام اللهاة

والرئة وَإِذا كَانَ ينحدر إِلَيْهَا من الرَّأْس مواد وَيجْرِي الْمدَّة من أُذُنه ولنتن رَائِحَة الْأنف وَلمن فِي أَنفه لحم فضل نابت ولفم الْمعدة مَتى كَانَت ضَعِيفَة والسعال الدَّائِم الْكَائِن عَن الأخلاط الحريفة وللحمى الحادة وَالَّتِي الْغَالِب عَلَيْهَا المرار. حنين: المَاء ينفع أَصْحَاب الْحمى الحادة مَتى لم يكن فِي أحشائهم ورم أَو فِي عروقهم أخلاط ردية فجة. روفس: وينفع من الْغَالِب عَلَيْهِ الْخَلْط الْأسود الملتهب وَلمن يتَوَلَّد فِيهِ الْمرة السَّوْدَاء وَلمن يعرض لَهُم الهيضة فِي ابتد الْأَمر وَلمن يُصِيبهُ فِي الْحمى المرار الزنجارى وَلمن يعرض لَهُ الْعرق والتحلل دَائِما إِذا منع مَانع من اسْتِعْمَال المَاء الْبَارِد. وَقد ينْتَفع بِالْمَاءِ الفاتر فِي القروح الَّتِي تعرض فَوق الْحجاب وَنَفث الدَّم ولنهك الأغشية الَّتِي فِي الصَّدْر. وينفع المَاء الْحَار مَتى احْتِيجَ إِلَى التليطف وَإِلَى انصباب الأخلاط وذوبانها وتلينيها وإنضاجها وتحليلها وتقشرها وَفتح السدد وَإِلَى جذب الْموَاد إِلَى الْأَعْضَاء. وَالْمَاء الْحَار يستفرغ البزاق والمخاط وينفع من التهوع ويسكن جَمِيع الأوجاع وخاصة الَّتِي فِي مَا دون الشراسيف فِي الْبَطن والمعى إِذا كَانَ حدوثها عَن ريَاح وينفع فِي جودة الهضم ونفوذ الْغذَاء واتصاله إِلَى الْأَعْضَاء وَحسن النشى ويجود حس جَمِيع الْبدن ويسهل حركاته ويدر الطمث وينفع فِي جودة الهضم نفعا فِي الْغَايَة وينفع الأحبشاء وَالرَّأْس والعصب من بِهِ ذَات الْجنب والرئة ووجع الْحلق وخفقان الْفُؤَاد والخراجات الْعَظِيمَة وينضج هَذِه الْعِلَل كلهَا شرب أَو استحم بِهِ أَو تكمد بِهِ ويسكن الْأَعْرَاض الْحَادِثَة عَن نهش الْهَوَام ويهيج القىء ويسكن الاقشعرار وكل برد يهيجه الْإِنْسَان وينفع من تولد الْحمرَة والقروح. وَرُبمَا سكن الحكاك. وَمن ظن أَن الْمِيَاه المالحة تَنْفَع من انطلاق الْبَطن والشبيه فِي عقله فَقَط غلط وَذَلِكَ أَنه إِن شربه) أحد على أَن ينْطَلق بَطْنه فَلم ينْطَلق عرضه لَهُ من ذَلِك أَن تجمع كبده الْمدَّة وَيحدث بِهِ استسقاء. لى يجب أَن تنظر فِي قَوْله تجمع كبده مُدَّة وَلَيْسَ يجب. زعم أَن يحكم على جودة المَاء من خفَّة وَزنه فَقَط. إصْلَاح الْمِيَاه قَالَ د: والمياه الثَّقِيلَة الطباع تولد الْحِجَارَة والدوالى وَيجب أَن تشرب بشراب الْعَسَل فانه صَلَاحهَا أَو بِأَن يُؤْخَذ قبلهَا شىء من الأفاويه المدرة للبول وَالْمَاء الَّذِي ينغسل فِيهِ أَرض ردية التربة. وَمَاء الْمَطَر جيد فِي خلط الْأَدْوِيَة وغسلها وَفِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تعْمل للمواد المنصبة إِلَى الْعين والقروح فِيهَا.

وَأفضل مياه الْعُيُون مَا كَانَت جريتها على مَوَاضِع حجرتة أَو مدرية. حنين: الصخرية تجْعَل المَاء صلبا. قَالَ: وَأفضل الْأَنْهَار الْجَارِيَة الشَّدِيدَة الجرية دَائِما الَّتِي لَا تختلط بِمَا يفْسد كيفيتها. ومياه الْآبَار العميقة والمالحة الْبَارِدَة يجب أَن تطبخ قبل فِي إِنَاء وَاسع الْفَم ثمَّ يبرد ذَلِك وَالْمَاء الكبريتي يستفرغ الْبدن وينفع من القوابي والبهق وتقشر الْجلد والبرص والجرب والقروح المزمنة وأروام المفاصل والصلابة وَالطحَال والكبد وَالرحم وأوجاع الْقطن وَالركبَة والاسترخاء والثآليل الْمُتَعَلّقَة والسعفة. وَأما مياه الحمآت القابضة فانها مَانِعَة من الإسهال والعرق المفرط والقىء والذرب وبطء الهضم والدوالى. وَأما الَّذِي فِيهِ قمة الرماد فنافع من وجع الطحال. والمالحة مُطلقَة للبطن. حنين: المَاء المالح يسهل من لم يعتده فانه يلذع أمعاءه فاذا اعتاده أمسك بِقَبْضِهِ ويبسه وَقلة انحداره. تصفية المَاء ابْن ماسويه: مِمَّا يصفي المَاء الكدر أَن تلقي فِيهِ قطع خشب الساج والآجر الْجَدِيد والطين الأرميني وَسَوِيق الْحِنْطَة وَإِن شرب المَاء الكدر بالنبيذ الصلب أذهب غائلته. وَالْمَاء مرطب للبدن مُطلق للطبيعة يَنْبَغِي للمبرود اجتنابه. فان أحب صَاحب الرُّطُوبَة شربه) فليطبخه حَتَّى يذهب نصفه فِي إِنَاء حِجَارَة أَو حَدِيد أَو قَوَارِير ثمَّ يروق وَيشْرب. ثلج: وَأما الثَّلج فَيضر بالشباب إِضْرَارًا لَيْسَ بعاجل الْمَكْرُوه وبالمشايخ إِضْرَارًا عَاجلا مبردا للمعدة وَلَا يحْتَملهُ إِلَّا حَار المزاج. وَيجب للمسنين ااجتنابه وَلَا سِيمَا الباردى الْمعد. وَهُوَ مُفسد للعصب مولد للبلغم. وَالْمَاء الْمبرد عَلَيْهِ أقل ضَرَرا مِنْهُ. وَمن أدمن الثَّلج فليدمن دُخُول الْحمام وَشرب النَّبِيذ الْعَتِيق ويتمرخ بدهن السوسن ودهن النرجس. بولس: مَاء الْبَحْر يسهل الخام. الحمآت جملَة قَالَ الْيَهُودِيّ: الحمآت جمع تجفف مديفية المزاج الرطب وَيجب أَن يتدرج بالنزول. البورقية البورقية والكفرية والكبريتية والملحية نافعة من وجع الرَّأْس والصدر إِذا تكاثفت فيهمَا البلة وَالِاسْتِسْقَاء ورطوبة الْمعدة وَيذْهب بالرهل والبلغم.

الشبية والشبية تقطع نفث الدَّم والطمث جيد للمعدة الَّتِي اعتادت القىء. الكبريتية والكبريتية تلين العصب وتسخنه وَتَنْفَع من الشخوص وتضعف الْمعدة وَتَنْفَع من القروح والجرب. الكفرية والكفرية تسخن إسخانا شَدِيدا وتثقل الرَّأْس والحواس. والحديدية تَنْفَع الْمعدة وَالطحَال. المَاء السَّرِيع الْقبُول الحرّ وَالْبرد. قَالَ ج فِي كتاب الأغذية: إِنَّه سريع الْخُرُوج من الْبَطن إِمَّا بالبول وَإِمَّا مَعَ الثفل وَالَّذِي هُوَ بالضد يبقي فِي الْبَطن زَمَانا طَويلا وَذَلِكَ مثل الأغذية الْعسرَة الهضم. الْمِيَاه الراكدة قَالَ: والمياه الراكدة فِي السباخ والبطائح هِيَ فِي الصَّيف حارة غَلِيظَة كريهة الرَّائِحَة لِأَنَّهَا لَا تجْرِي وَالشَّمْس دائمة الشروق عَلَيْهَا ردية اللَّوْن تولد الْمرة الصَّفْرَاء ومحلها مَحل الأغذية العفنة يتَوَلَّد مِنْهَا فِي الْمثل مَا يتَوَلَّد من السمُوم وتولد الأخلاط العفنة وخاصة الصَّفْرَاء وَهُوَ يُورث فِي الشتَاء البحح لِأَنَّهَا فِي الصَّيف تعفن وتسخن وَفِي الشتَاء تغلظ وتبرد. وَمن شرب مِنْهَا عظم طحالة وتصلب أكبادهم خَاصَّة ومعدهم ويسرع فِي السدد وينحف.) وَشر هَذِه المكشوف للشمس وَالْبرد. ويولد فيهم نفخا وينحف أبدانهم وَيكثر الْحَرَارَة العفنة فِيهَا. قَالَ: وشاربوا هَذَا المَاء يكثرون من الأغذية ويدوم ظمأهم لفرط الْحَرَارَة فيهم يَحْتَاجُونَ للغذاء للذع الَّذِي يجدونه فِي معدهم لرداءة هَذَا المَاء وَأَعْلَى بطُون هَؤُلَاءِ وأسافلها جاسية جدا وَلذَلِك يجب أَن يستعملوا الْأَدْوِيَة المسهلة القوية لِأَن بطونهم لَا تستفرغ إِلَّا بدواء قوى وَهَذَا الْمَرَض لَازم لَهُم فِي الشتَاء والصيف أَعنِي عظم الطحال والاستكثار من الأغذية ودوام الْعَطش ويموتون بالاستسقاء كثيرا ويعرض لَهُم فِي الصَّيف الخلفة وقروح المعي وحميات مزمنة وتؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء. وَشر مَا تكون هَذِه الْمِيَاه فِي الصَّيف. وَإِذا خرجت الفضول مِنْهُم بالإسهال إِن كَانَت حارة أورثتهم قُرُوح المعي وَإِلَّا نقصت حرارتهم قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تفْسد أمزجتهم. ويعرض للشباب مِنْهُم أوجاع الرئة وَالْجُنُون لِأَن الشَّبَاب لحدتهم تسرع الآفة إِلَيْهِم من حرارة هَذَا المَاء وأوجاع الرئة يعرض مِنْهَا فِي الشتَاء أَكثر. ويعرض للكهول مِنْهُ حمى محرقة ويشد بهم مَا دَامَت بطونهم يابسة. ويعرض للنِّسَاء مُهِمّ البلغم الْأَبْيَض ويعسر حبلهن وولادهن وَيفْسد طمثهن. ويعرض لصبيانهن الأدرة ولرجالهن الدوالى فِي سوقهم والقروح وتنقص أعمارهم ويسرع هرمهم. ويصيب نِسَاؤُهُم حَبل كَاذِب.

وَيَتْلُو هَذَا فِي الرداءة مياه الْعُيُون النابعة الحارة والمعدنية الحديدية والفضية والذهبية والشبيه والكبريتية فان هَذِه كلهَا يعرض مِنْهَا عسر الْبَوْل وَشدَّة الِاخْتِلَاف وَإِن كَانَت هَذِه الْمَوَاضِع حجرتة فَهُوَ أردأ. ومياه النّحاس تسهل إِلَّا أَنَّهَا غير مُوَافقَة للأصحاء. وَأما مياه الْمَعَادِن إِن أدمنت عسر عَلَيْهَا النجو وَالْبَوْل. الْمِيَاه المنصبة من مَوَاضِع مشرفة وتلاع ترابية أفضل الْمِيَاه وأصحها وَهِي عذبة حارة فِي الشتَاء وَكَذَلِكَ النابعة من الْعُيُون الغائرة. وَلَا يجب أَن يكون صخريا وَلَا معدنيا وَهَذِه لَا تحْتَاج أَن تشرب بشراب وَهُوَ أعظم فَضِيلَة للْمَاء. فَأَما الْمِيَاه الكدرة والزهمة والمالحة وكل مَاء فِيهِ كَيْفيَّة ردية فانها تحْتَاج أَن تمزج بشراب كثير.) والمياه الفاضلة عذبة بَارِدَة فِي الصَّيف حارة فِي الشتَاء وأجوده مَعَ ذَلِك أَن يكون يسيل من الْأُفق الشَّرْقِي الصيفي لأ هَذِه بيض براقة طيبَة الرَّائِحَة وَهَذِه تبرد سَرِيعا وتسخن سَرِيعا وَهُوَ أفضل عَلامَة للْمَاء الْجيد. والكائن فِي الْهَوَاء الصافي أفضل من غَيره وَهَذِه هِيَ الكائنة فِي الْأُفق الشَّرْقِي الصيفي فَأَما المائلة عَن الشرق فَأَغْلَظ والمياه المالحة ردية مفْسدَة. أفضل الْعُيُون الْمُقَابلَة للمشرق وَبعدهَا الَّتِي فِيهَا بَين الْمشرق الصيفي وأفضلها المائلة إِلَى الْمشرق وَبعدهَا الَّتِي فِيهَا بَين مغرب الشَّمْس الشتوي والصيفي وأرداها كلهَا فِي نَاحيَة فَأَما الْعُيُون الَّتِي مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب الشتوي فالشمالية خير من الجنوبية فَهَذِهِ الْمَوَاضِع الجيدة تزيد المَاء الْفَاضِل فضلا والردية مِنْهَا تنقص من فضيلته. والمالح والنحاسي والبطىء النضج لَا يُقَوي عَلَيْهِ إِلَّا الأصحاء الأقوياء فِي الصِّحَّة لِأَن الْقُوَّة القوية لَا تكَاد تنكؤها هَذِه. والأجود أَلا تشرب. مياه الْعُيُون قبالة قطب الشمالي بَارِدَة صلبة عذبة ثَقيلَة. مياه الْبلدَانِ الَّتِي هِيَ مُقَابلَة للمشرق خَفِيفَة عذبة نيرة وهواؤها لطيف لما ذكرنَا فِي الْبلدَانِ. مياه الْعُيُون الْمُقَابلَة للمغرب بالضد غَلِيظَة غير صَافِيَة وَلَا نقية. الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ أبقراط: الْعلم بالمياه عَظِيم النَّفْع فِي تَدْبِير الصِّحَّة. وَقَالَ ج: ذَلِك بِالْوَقْتِ لِأَنَّهُ لَا غناء بِنَا عَن اسْتِعْمَاله وَلَا يمكنا الاغتذاء إِلَّا مَعَه.

قَالَ أبقراط: الْمِيَاه الراكدة فِي السباخ والبطائح حارة فِي الصَّيف غَلِيظَة كريهة الرّيح بِسَبَب ركودها وَعدمهَا للجرى وَلِأَن الشَّمْس تشرق عَلَيْهَا دَائِما وتحر فَتكون ضَرُورَة ردية اللَّوْن مولدة للصفراء. لى لم يُعْط الْعلم فِي سَبَب لَونه وَالْعلَّة فِيهِ أَن لطيفه يذهب دَائِما ويبقي يزْدَاد غلظا وعنونة فَيكون لَونه لذَلِك رديا لِأَن النُّور وَالْإِشْرَاق يكون للطافته. قَالَ ج: هَذَا المَاء عفن فَلذَلِك يُولد أخلاطا فَاسِدَة كَمَا تولد السمُوم المعفنة ويولد الصَّفْرَاء وَغَيرهَا من الأخلاط المعفنة ذَلِك كُله لعدمه للجرى واحتراقه بالشمس قد عفن واكتسب طبيعة ردية لمن شرب مِنْهَا.) قَالَ أبقراط: وَهَذِه الْمِيَاه تكون فِي الشتَاء بَارِدَة جامدة كدرة من أجل الثلوج والجمود فَتَصِير لذَلِك بلغمية تورث البحح. قَالَ ح فِي هَذِه الْمِيَاه: لِأَنَّهَا بَارِدَة فِي هَذَا الْفَصْل أَعنِي الشتوي وَفِي الْفَصْل الصيفي تكون عفنة وَفِي الشتَاء غير نضيجة فتولد فِي الصَّيف الصَّفْرَاء وَفِي الشتَاء البلغم لِأَن الْمِيَاه الْبَارِدَة تولد البلغم وتبحح الصَّوْت. قَالَ أبقراط: الَّذين يشربون هَذِه الْمِيَاه تعظم أطلتهم وَأَنا أَقُول: إِنَّه لَا تفْسد أطحلتهم فَقَط لَكِن وَغَيرهَا من الْأَعْضَاء وخاصة الكبد والمعدة لِأَن هَذِه الْمِيَاه تولد السدد فِي المعاء سَرِيعا لِأَنَّهَا كدرة لِأَن الطحال أسْرع إِلَيْهِ لِأَنَّهُ يجتذب من الدَّم الغليظ. لى فَيحدث فِيهِ الغلظ أَولا فاذا ضعف عَن الجذب حدث حِينَئِذٍ فِي غَيره. قَالَ: وَمن يشرب هَذِه الْمِيَاه تكون بطونهم حارة بالحرارة العفنة يابسة وأبدانهم نحيفة منتفخة لِأَنَّهُ يتَوَلَّد فيهم عفوته ورياح غَلِيظَة وتنحف أبدانهم لأَنهم لَا يغتذون كثيرا من أجل وَهَذِه الْمِيَاه حارة فِي الصَّيف عفنة وَفِي الشتَاء جامدة كدرة وَمن اضْطر إِلَى شربهَا عرض لَهُ ذكرنَا. قَالَ: وَتَكون أبدان أَصْحَابهَا نحيفة مَهْزُولَة وخاصة الْوَجْه والتراقى والمناكب لِأَن فِيهَا عظاما كبارًا فيتبين الهزال عَلَيْهَا أَكثر وَتَكون أطحلتهم وبطونهم عَظِيمَة منتفخة لِأَن دِمَاءَهُمْ تفْسد وأكبادهم تضعف لعظم الأطحلة وَالطحَال إِذا عظم اجتذب أَكثر غذَاء الْبدن إِلَيْهِ فيهزل الْبدن اضطرارا ويعظم الطحال لعلتين لجذبه أَكثر الْغذَاء ولإنهاكه قُوَّة الكبد. قَالَ: ويكثرون من الأغذية فيدوم ظمأهم. قَالَ: وَإِنَّمَا يَدُوم عطشهم بِسَبَب الْمرة الصَّفْرَاء الَّتِي فِي أبدانهم. وَأما إفراطهم فِي شَهْوَة الأغذية فانما يكون ذَلِك فِي الصَّيف والخريف لِأَن فِي بطونهم أخلاطاً فَاسِدَة يلذع الْبَطن. وَأما فِي الشتَاء فَيكون ذَلِك عَنْهُم لشدَّة برد بطونهم ولشدة برد مَائِهِمْ وَفِي الْحَالَتَيْنِ

تكْثر شهوتهم للأغذية وَلَا تستفرغ من أبدانهم أخلاط إِلَّا بدواء قوى لِأَن أعالى بطونهم وأسافلها جاسية قَوِيَّة جدا فَلذَلِك يجب أَن يستعملوا من المسهلة القوية جدا لأَنهم لَا يقدرُونَ على استفراغ أبدانهم إِلَّا بدواء قوى.) وَعظم الطحال والاستكثار من الأغذية ودام الْعَطش لَا يفارقهم فِي الشتَاء والصيف ويعرض لَهُم المَاء الْأَصْفَر كثيرا ويقتلهم ويعرض لَهُم فِي الصَّيف اخْتِلَاف أغراس وذوب طَوِيل وَحمى طَوِيلَة مزمنة. وَإِذا طَالَتْ هَذِه الحميات أفسدت مزاجهم وَولدت المَاء الْأَصْفَر. قَالَ: وَإِنَّمَا يعرض لَهُم الذرب وَاخْتِلَاف الأغراس فِي الصَّيف لِأَن هَذِه الْمِيَاه أردأ مَا تكون فِي هَذَا الزَّمَان. وَإِذا خرجت هَذِه الفضول مِنْهُم فان كَانَت لذاعة جدا أحدثت الِاخْتِلَاف والأغراس وَإِن لم تكن حريفة كَانَت ردية فَقَط. وبكثرة الِاخْتِلَاف وتنقص حرارتهم فَيفْسد مزاجهم. وَحمى الرّبع تحدث فِي الصَّيف وتطول بهم لأَنهم لَا يقدرُونَ على شرب مَاء عذب طيب وَإِنَّمَا تدوم الْحمى بِشرب هَذَا المَاء لِأَنَّهُ يُولد عفونة دَائِما. قَالَ: وشباب هَؤُلَاءِ تعرض لَهُم أوجاع الرئة وَفَسَاد الْعقل فَأَما أوجاع الرئة فتعرض فِي الشتَاء لِأَن هَذِه الْمِيَاه تكون فِي الشتَاء بَارِدَة جدا كدرة جامدة وَفِي الصَّيف عفنة مخدرة للأخلاط فتفسد أخلاط هَؤُلَاءِ. وَقد ترْتَفع فِي الشَّبَاب خَاصَّة بخارات حارة إِلَى الرَّأْس وَأما الشُّيُوخ فتعرض لَهُم حمى محرقة لى لم يُعْط جالينوس عِلّة يبس بطونهم وَلَا يُمكن أَن ينْسب إِلَى مَاء الْملح أَنه يجفف الْبَطن قد تقدم أَن هَذِه الْمِيَاه تلذع الْبَطن. وَيجب أَن يبْحَث عَنهُ. قَالَ: وَأما نِسَاؤُهُم فَيعرض لَهُنَّ استسقاء لحمى ورهل وَلَا يحبلن إِلَّا بعسر وَلَا يلدن إِلَّا بِمَشَقَّة وَتَكون جثثهم عظاما غلاظا فاذا غذتهم الْأُمَّهَات نحفوا وَلَا يكون طمثن على مَا يجب إِنَّمَا يعرض لَهُنَّ البلغم الْأَبْيَض لِأَنَّهُ يحدث فِي أكبادهن عللا. والأجنة ينحفون لِأَن أبدانهن ردية جدا. لى لم يُعْط أَيْضا عِلّة لكَوْنهم غلاظا. وَالسَّبَب فِيهِ عِنْدِي كَثْرَة الفضول فِي الْبَطن. قَالَ: ويعرض لصبيانهن الأدرة ولرجالهن الدوالى وقروح السَّاق وَلَا يطول أعمارهن لرداءة أخلاطهن من فَسَاد المَاء. قَالَ: ونسباؤهم يتوهمن أَنَّهُنَّ حبالي فاذا بلغن بِوَقْت الْولادَة ضمرت بطونهن وَلم يكن بِهن حَبل لِأَنَّهُ يجْتَمع فِي أرحامهن المَاء الْأَصْفَر وَيمْكث أشهرا ثمَّ أَنه يستفرغ دفْعَة مَاء كثير) ويضمر الْبَطن. فَهَذِهِ حَال البطائحي السباخي.

وَفِي مياه الْعُيُون من مياه الْعُيُون الردية مَاء الْعُيُون الَّتِي تنبع من الْأَرْضين الحارة وَمن معادن الْحَدِيد والنحاس وَالْفِضَّة وَالذَّهَب والكبريت والشب والزفت والبورق وَالْملح فان هَذِه كلهَا إِنَّمَا تعرض تكون من شدَّة الْحَرَارَة فَتكون هَذِه الْمِيَاه جاسية يعرض لمن شربهَا عسر الْبَوْل وَشدَّة الِاخْتِلَاف. قَالَ: والمياه النابعة من الأَرْض المعدنية ردية كلهَا وَلَا سِيمَا إِذا كَانَت مَعَ ذَلِك أَرضًا صخرية. قَالَ: وَأما الخارية من الأَرْض الحديدية فأقلها رداءة لِأَنَّهَا لَا تَأْخُذ من كَيْفيَّة الْحَدِيد كَبِير شىء. ويعم هَذِه الْمِيَاه كلهَا الجسو وعسر الهضم وتضر من شربهَا على قدر طبائعهم وَرُبمَا نَفَعت فِي بعض الأسقام فانه قد انْتفع بالمياه الحديدية والنحاسية فِي وجع الكلى والقولنج والكبد والمعدة غير أَن إدمان شربهَا يفْسد الأخلاط ويسقم لِأَنَّهَا دَوَاء لَا غذَاء. فمياه الْعُيُون المعدنية مذمومة للأصحاء وَجَمِيع الْمِيَاه الجاسية الغليظة تورث عسر الْبَوْل والقولنج. وَأما المَاء النحاسي فيسهل كالأدوية المسهلة غير أَنه لَا يُوَافق أحدا من الأصحاء. والمياه المعدنية والحجرية كثيرا لَا يشْربهَا أحد لِأَنَّهَا لَا تنهضم وتمنع خُرُوج الْبَوْل وَالْبرَاز لعسر نُزُولهَا. قَالَ: والمياه الَّتِي تنصب من مَوَاضِع مشرفة وتلاع ترابية أفضل الْمِيَاه وأصحها وَهِي عذبة لَا تحْتَاج أَن تشرب بِالشرابِ وَهِي فِي الصَّيف بَارِدَة وَفِي الشتَاء حارة وَهَذِه حَال الْمِيَاه النابعة من الْعُيُون الغائرة أَعنِي أَن تكون حارة فِي الشتَاء بَارِدَة فِي الصَّيف. ج: إِن أفضل الْمِيَاه المنبعثة من مَوَاضِع مشرقة وتلاع ترابية وشراهخا البطائحية الراكدة السبخية والمياه الصخرية فانها ردية. وتفقد الْعُيُون الغائرة وَالظَّاهِرَة لِئَلَّا تكون تنبع من مَوَاضِع معدنية أَو صخرية فاذا لم تكن الْعُيُون تنبع من معادن وَلَا من الصخر وَكَانَت مَعَ ذَلِك غائرة تَحت الأَرْض فانه جيد لِأَنَّهُ يكون بَارِدًا فِي الصَّيف حارا فِي الشتَاء أَبيض عذبا. وَأما الْعُيُون الَّتِي على ظَاهر الأَرْض فانها صَالِحَة. وَالْمَاء الْجيد فَقل مَا يحْتَاج إِلَى الشَّرَاب. وَأما الْمِيَاه الردية فانها تحْتَاج إِلَى شراب كثير حَتَّى يغلب عَلَيْهَا وَتبطل كيفيتها.) لى الْعُيُون المستوية غائرها خير من ظَاهرهَا. قَالَ: وَخير الْمِيَاه الجيدة الفاضلة السائلة من أفق شَرق الشَّمْس لَا سِيمَا الْمشرق الصيفي يَعْنِي الْقَابِل فِي الْمَوَاضِع لهَذَا الْمَكَان الْمُسْتَتر عَن غَيره. قَالَ: لِأَن هَذِه الْمِيَاه بيض براقة طيبَة الرّيح لَا محَالة. قَالَ: المَاء الْعَذَاب الصافي الْخَفِيف الطّيب الرَّائِحَة يبرد ويسخن سَرِيعا اضطرارا وَمَا كَانَ بِخِلَافِهِ فانه يبطىء فِي ذَلِك.

وَمن الْمِيَاه الجيدة الْمِيَاه السَّائِل من الْمشرق. والصيفي أفضل الْمِيَاه كلهَا لِأَن الْهَوَاء هُنَاكَ صَاف جدا وصفاء الْهَوَاء ينفع مَالا ينفع اعْتِدَال الْحَرَارَة والبرودة فَلذَلِك هَذَا المَاء أفضل من مَاء الْبِلَاد المعتدلة فِي الْحر وَالْبرد إِذا لم تكن مُقَابلَة لمشرق الشَّمْس وَكَذَلِكَ رُطُوبَة الْهَوَاء وكدرته يضران بِالْمَاءِ مَا لَا يضرّهُ برودته. لى الَّذِي ينفع المَاء ويجعله خَفِيفا صفاء الْهَوَاء والحرارة وَالَّذِي يَجعله غليظا ثقيلا غلظ الْهَوَاء والبرودة إِلَّا أَن صفاء الْهَوَاء خير لَهُ من الْحَرَارَة وغلظه شَرّ من الْبُرُودَة. قَالَ: وكل مالح من الْمِيَاه بطىء النضج جاس فانه ضار للأصحاء وَرُبمَا نفع فِي بعض الْعِلَل. قَالَ: فَأَما مَا كَانَ من الْمِيَاه الملوحة فَكلهَا ردية عسرة الهضم. قَالَ: الْمِيَاه إِمَّا بطائحية وَإِمَّا عُيُون وَإِمَّا مَاء الْمَطَر. قَالَ: فماء الْعُيُون إِذا كَانَت أرْضهَا معدنية أَو تخرج من صَخْر لم تغن الْجِهَة الحميدة والارتفاع شَيْئا لِأَن المعدنية مفْسدَة للدم. والخارجة من الصخر بطيئة الْخُرُوج مِمَّن يشْربهَا وَلَكِن كَمَا أَن أفضل الْمِيَاه الجيدة الْجَارِيَة بازاء الْمشرق الصيفي كَذَلِك شَرّ الْمِيَاه الردية الْجَارِيَة بازاء الْجنُوب. قَالَ: وَأفضل الْمَوَاضِع الَّتِي تواريها الْعُيُون جَيِّدَة كَانَت أَو ردية مشرق الشَّمْس ثمَّ نَاحيَة الفرقدين ثمَّ الْمغرب وأردؤها كلهَا الْجنُوب لِأَن الرّيح الْجنُوب كمدة حارة فتفسد الْجيد من المَاء وتزيد الردىء رداءة. قَالَ: وأصناف هَذِه الْمِيَاه الثَّلَاثَة وَإِن كَانَت ردية فانها لَا تقوى على أَن تفْسد الْجِسْم الصَّحِيح الْكَامِل الصِّحَّة: وَهِي المالحة وَالْخَارِج من الصخر والبطىء النضج بعد كَونهَا جَارِيَة. قَالَ: وَمن كَانَ جاسى الْبَطن من النَّاس فان الْمِيَاه العذبة الْخَفِيفَة الصافية نافعة لَهُ وَمن كَانَ بَطْنه غير جاس فان الْمِيَاه البطيئة النضج خير لَهُ لِأَن الْمِيَاه السريعة تسهل الْبَطن وتلينة والبطيئة تحبسه.) قَالَ: المالحة تطلق الْبَطن مِمَّن لم يعتدها فاذا اعتادها خففت الْبدن ويبست الطبيعة لِأَن من الْمِيَاه الجاسية البطيئة النضج فَأَما فِي أول الْأَمر فَكَانَت تلذع الْبَطن فاذا اعتادت الْبَطن صَحَّ فعل طبعه فان الْملح يجفف وَيقبض فيشد الْبَطن ويصلبه. مياه الأمطار قَالَ: مياه الأمطار خَفِيفَة عذبة تبرد جدا لِأَن الشَّمْس تَأْخُذ لطيف المَاء. قَالَ: وتسخن سَرِيعا وتبرد سَرِيعا وتنضج مَا يطْبخ بِهِ سَرِيعا وتتغير وتتعفن سَرِيعا. وَلَا تظن أَن المَاء الَّذِي يعفن سَرِيعا مَاء ردىء فانه رُبمَا كَانَ فَاضلا جيدا إِن اجْتمعت لَهُ العلامات الجيدة وَذَلِكَ أَن سرعَة استحالته مِمَّا يدل على جودته لَا على رداءته. وَزعم

أَن سَبَب سرعَة عفنه هُوَ أَن يجْتَمع من مَوَاضِع شَتَّى وَأَن الْأَشْيَاء الَّتِي تكون مجتمعة من أَشْيَاء شَتَّى أسهل عفونة وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك عِنْدِي لَكِن سرعته فِي العفن إِنَّمَا هُوَ لأجل لطافته لِأَن قَالَ: فماء الْمَطَر أَجود الْمِيَاه كلهَا مَا دَامَ لم تعرض لَهُ رَائِحَة ردية فانه إِن حدث لَهُ ذَلِك أورث بموجة وسعالا وَثقل الصَّوْت وَهَذِه الْمِيَاه أَعنِي مَاء الْمَطَر إِذا طبخ لم يغن عَنهُ الطَّبْخ شَيْئا. وَإِذا بَدَأَ يعفن بَدَت فِيهِ رَائِحَة الشَّرَاب ويتخذ مِنْهُ الشَّرَاب الَّذِي يُقَال لَهُ: أدرومالى فيصلح لَهُ حِينَئِذٍ. وَإِن صَبر عَلَيْهِ انفشت عَنهُ العفونة وَإِن شرب والعفن فِيهِ قَائِم أورث مَا قَالَ. وَلم يخبر بالعلل. قَالَ: وَأما الْمِيَاه الَّتِي إِنَّمَا هِيَ جليد وثلج ذاب فانها كلهَا ردية لِأَنَّهَا إِذا جمدت مرّة لم ترجع إِلَى طبعها الأول لِأَن مَا كَانَ مِنْهَا خَفِيفا انْقَلب من الخفة وَمَا كَانَ من المَاء كدرا بَقِي على حَاله. وَيعلم ذَلِك أَنَّك إِن أخذت من مَاء وجمدته ثمَّ حللته فِي الشَّمْس وجدته قد نقص نُقْصَانا كثيرا. قَالَ: فَهَذِهِ دلَالَة على أَن لطيف المَاء ينفش وَلَا يَقع عَلَيْهِ الجمود وَإِنَّمَا يجمد مَا فِيهِ من الغلظ. قَالَ ج: يُوَافق أبقراط على هَذَا أرسطاطاليس وفلاطن فِي أَن لطيف المَاء لَا يجمد ويتحلل عِنْد الجمود وينفش ويبقي الكدر الغليظ فِيهِ فيجمد. لى لَيْسَ هَذَا قِيَاسا صَحِيحا وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يُوزن قدح مَاء ثمَّ يجمد ويوزن وَهُوَ جامد فان نقص وَزنه فَذَاك. فَأَما ان يذوّب بعد الجمود فان ذَلِك النُّقْصَان إِنَّمَا لحقه عِنْد الذوب لَا عِنْد وَقَالَ أبقراط: المَاء الَّذِي يكون من الثلوج وكل مَا يَنْبع فَذَلِك أردأ الْمِيَاه. وَقَالَ ج: يَعْنِي بِمَا تنبع تِلْكَ الْمِيَاه الَّتِي هِيَ بَارِدَة كبرد الثَّلج والجليد فان هَذِه قريبَة من تِلْكَ) وَإِن لم تكن ذَابَتْ مِنْهَا لِأَنَّهَا غَلِيظَة جاسية بطيئة النضج وَأكْثر مَا تكون هَذِه الْمِيَاه نَحْو الفرقدين وَلَا تشرق عَلَيْهَا الشَّمْس بِقُوَّة فَتكون غَلِيظَة وجاسية. قَالَ: فَأَما المَاء الَّذِي يجْتَمع من مياه كَثِيرَة وسيول كَثِيرَة مُخْتَلفَة يجْتَمع فِي بحيرة أَو نهر من مَوَاضِع شَتَّى مُخْتَلفَة فَتكون بَعْضهَا مياها حلوة وَبَعضهَا مالحة فاذا اخْتلطت كلهَا غلت فِي حَال بعد حَال وريح بعد ريح مَا بعد مِنْهَا عَلَيْهَا فان بَعْضهَا يتعفن بِبَعْض الرِّيَاح فَمِنْهَا مَا يعفن بالشمال وَمِنْهَا مَا يعفن بالجنوب وَهِي أَيْضا عكرة الثفل. ويعرض لشاربها وجع الخاصرة والورك والأدرة.

قَالَ: وَكَذَلِكَ المَاء الَّذِي يجىء من مَوَاضِع بعيدَة جدا يُورث مثل هَذِه الْأَشْيَاء لِأَنَّهُ يمر بأرضين مُخْتَلفَة فَيَأْخُذ كيفيات مُخْتَلفَة وَلَيْسَ مَا يَنْفَعهُ طول الْمسير إِلَّا الَّذِي مسيرَة تجاه الْمشرق وَالْأَرْض الَّتِي يمر عَلَيْهَا وَاحِدَة الطَّبْع جَيِّدَة ذكية عذبة فان هَذَا المَاء أَكثر إنباتا للأشياء وأخصب وَأَعْدل الْمِيَاه كلهَا. قَالَ: وكل مَا يطول مكثه فِي المعي فانه يذهب مِنْهُ إِلَى الورك والأنثيين أَشْيَاء تورث الأدرة من مسَائِل حنين: كل مَا فِيهِ ريح وَطعم غَالب فطبعه طبع ذَلِك الرّيح والطعم وَالَّذِي لَا طعم لَهُ وَلَا ريح فطبعه بَارِد رطب وكل مَاء خَفِيف الْوَزْن بالميزان فانه أسْرع نفوذا من الْبَطن والأثقل أَبْطَأَ نفوذا. المَاء اللين هُوَ الَّذِي لَيست فِيهِ حرارة وَلَا برودة مفرطة مُجَاوزَة للقدر يفزع لَهَا الشَّارِب أَو المستحم بهَا. لى معنى يفزع أَي يُنكره الْبدن إنكارا شَدِيدا وَمثل هَذِه الْمِيَاه تكون فِي الْمَوَاضِع العميقة الآجامية. وَالْمَاء الخشن فَهُوَ الَّذِي يفزع مِنْهُ شَاربه أَو المستحم بِهِ إِمَّا لحرارته وَإِمَّا لبرودته وَتَكون فِي الْمَوَاضِع الْعَالِيَة وَإِمَّا فِي الحمآت أَو الْمَعَادِن والصخرية. قُوَّة مَاء الْملح عسر بطىء النضج. معنى المَاء الْعسر البطىء النضج أَن يعسر انْتِقَاله إِلَى الْحَرَارَة أَو إِلَى الْبُرُودَة وَيلْزمهُ لَا محَالة عرضان: إِمَّا أَن مَا طبخ فِيهِ يبطىء نضجه والأخر أَنه رزين فِي الْوَزْن ثقيل فِي الْمعدة. وَالْمَاء الْعسر التَّغَيُّر لِأَنَّهَا بطيئة التنقل إِلَى الْحَرَارَة والبرودة وَلَيْسَت بخشنة وَذَلِكَ أَنَّهَا أَعنِي من) المَاء المالح لِأَن كل مَاء عسر التَّغَيُّر مالح لِأَن من الْمِيَاه الْعسرَة النضج كَثِيرَة كَمَا ذكرنَا. المَاء التَّغَيُّر أَعم من الخشن لِأَن كل مَاء خشن عسر التَّغَيُّر وَلَيْسَ كل مَا كَانَ عسر التَّغَيُّر خشنا لِأَن الْمِيَاه المالحة عسرة التَّغَيُّر لَيست فِيهَا حرارة وَلَا برودة مجاورة للقدر. مياه الْمَدِينَة الْمَوْضُوعَة حِيَال الرِّيَاح الشمالية بَارِدَة فِيهَا خشونة تقرع الْجِسْم. وَالْمَاء الْقَائِم يُولد فِي الصَّيف مرّة لعفونته وَفِي الشتَاء بلغما الجموده ويولد دَائِما فِي الطحال صلابة وانتفاخا ويهزل الْجِسْم ويعظم الْبَطن وتهيج فِيهِ حرارة غَرِيبَة ويهيج شَهْوَة الطَّعَام وَالشرَاب لَا بالعلاج بل بِالْفَسَادِ ويسهل القىء وَلَا يسهل بطُون شاربيه إِلَّا الْأَدْوِيَة القوية وَيُورث اخْتِلَاف الدَّم والذرب وَحمى الرّبع وَذَات الرئة وَالْجُنُون وَحمى

محرقة وَالِاسْتِسْقَاء اللحمى وعسر الولاد والعفن والسل وَفَسَاد الطمث وقروح السَّاق وَقصر الْعُمر والتشنج وَهُوَ شَرّ الْمِيَاه أجمع ويتلوه الْمِيَاه الْقَائِمَة فِي الرداءة وَهُوَ بعْدهَا فِي الدرجَة الثَّانِيَة. مياه الْمَدِينَة الْمَوْضُوعَة حِيَال الرِّيَاح الجنوبية مالحة لينَة. الْمِيَاه الخشنة نَوْعَانِ: أَحدهمَا إِنَّمَا هُوَ خشن لِأَنَّهُ قد أفرط فِي الْحر وَالْبرد وَهُوَ نقي من الكيفيات الْأُخَر عذب كَالْمَاءِ الْكَائِن فِي الْمَوَاضِع الصخرية. وَالْآخر مياه الحمآت والمعادن. المَاء الخشن يعقل الْبَطن وَيمْنَع الْبَوْل هَذِه الْبَارِدَة الصخرية. فَأَما الحارة فانها تعطش وتلهب وَتفعل أمورا أخر بِحَسب خَاصَّة مختلط بِهِ من فضول المَاء. والجيد فِي الْغَايَة أَن يكون لَهُ عُيُون غائرة وَلَا تحْتَاج إِلَى كثير شراب طيب الطّعْم وَالرِّيح خَفِيف الْوَزْن حَار فِي الشتَاء بَارِد فِي الصَّيف. أفضل الْعُيُون الْمُقَابلَة للشرق ثمَّ الْمُقَابلَة للشمال ثمَّ الْمُقَابلَة للغرب. وشرها الْمُقَابلَة للجنوب وخاصة عِنْد هبوب رِيحهَا فَهَذَا بِحَسب النواحي لَا فِي شىء آخر. الْبدن الْقوي لَا تضره الْمِيَاه الردية إِلَّا الْبَالِغَة الرداءة. الَّذِي بَطْنه يَابِس يحْتَاج إِلَى المَاء العذب الْجيد وَلِأَنَّهُ يُطلق الطبيعة وَلِأَنَّهُ ينهضم سَرِيعا. وَالَّذِي بَطْنه منطلق يحْتَاج إِلَى الخشن والبطنء النضج والمالح لِأَن هَذِه يعسر نفوذها فَيمْنَع البرَاز ويبطؤ خُرُوجهَا من الْبَطن. وَالْمَاء المالح يُطلق الْبَطن مِمَّن لم يعتده أَولا ثمَّ يعقله. الْمقَالة الثَّانِيَة: مَاء الْمَطَر أخف الْمِيَاه وأعذبها وأصفاها لِأَنَّهُ متصاعد ويعرض لمن شرب من) عفنه البحة والسعال وَثقل الصَّوْت. مَاء الْمَطَر إِن لم يعفن فَيجب أَن يطْبخ فانه لَا يعفن بعد وَإِن كَانَ قد عفن فليترك حَتَّى يسكن فسباته تبطل عفونته إِذا سكن ثمَّ شرب. المَاء الذائب من الثَّلج والجليد فِي غَايَة الرداءة لِأَنَّهُ غليظ ثقيل. المَاء الْمُجْتَمع من سيول كَثِيرَة وأنهار مُخْتَلفَة ردىء وَكَذَلِكَ مَا كَانَ جائيا من أَرضين بعيدَة وَهَذَا المَاء يُولد الْحَصَى ووجع الكلى وعسر الْبَوْل وعرق النسا والأدرة. الطبرى عَن الْهِنْد: إِذا كَانَت الأَرْض قاعا لَا نَبَات فِيهَا فماؤها خَفِيف وَإِذا كَانَت أَرضًا بشجر فماؤها ثقيل. وَإِنَّمَا المفرط الْحر أَو الْبرد ردىء لَا يجب أَن يشرب مِنْهُ وَلَا مَاء فِيهِ دندن أَو طحلب أَو حيات وَلَا مَاء يقل عَلَيْهِ طُلُوع الشَّمْس فان اضْطر إِلَيْهِ صفاه وسخنه ثمَّ شربه بعد أَن يبرد.

وَلَا يجب أَن يشرب المَاء الْبَارِد الضَّعِيف الْمعدة والضعيف الْبدن الْقَلِيل اللَّحْم والناقه وَمن بِهِ طحال أَو يرقان أَو اخْتِلَاف أَو استسقاء أَو بواسير. قَالَ الْإِسْكَنْدَر: المَاء السخن مَتى شرب بِعَسَل يطْرَح كل مشج سوء إِلَى النواحي السُّفْلى وَإِذا حرك القىء فَهُوَ جيد لِأَنَّهُ يخرج أخلاطا ردية تمتزج بِهِ. وَلَا أعلم مَاء خيرا مِنْهُ لمن شربه لِأَنَّهُ يلين اليبس ويسكن الْحر ويرخى المفاصل وَهُوَ جيد للتخمة أَيْضا. سندهشار قَالَ: المَاء الْحَار المغلى جيد للفواق والنفخة وَالرِّيح والعطش والسعال والربو والزكام ووجع الخاصرة وَالْجنب وَالْحلق الوجع والمثانة. الخوز فِي شوشماهي: المَاء العذب يقوى الْجَسَد. وَالَّذِي يجْرِي على الْكفْر ينفع العصب إِذا قعد فِيهِ. وَمَاء الكبريت ينفع القروح العتيقة والحكة والجرب. وَمَاء الْحَدِيد نَافِع من استرخاء الْمعدة. وَالْمَاء الْحَار العذب يفتح مسام الْجَسَد ويجلو جَمِيع اللزوجة المتلبسة عَلَيْهِ ويرطب الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة. وَالْمَاء الَّذِي يجْرِي على الْجَبَل والحصى لَا يخرج مِنْهُ لغيره ثقيل لَا يمرئ وَيُورث الشوصة الربو وضيق النَّفس.) وَالْمَاء العفن كمياه النقائع وَمَوْضِع الحمأة يَجْعَل الدَّم رديا جدا. لى الْمِيَاه الَّتِي يسْرع النتن إِلَيْهَا يجب أَن تنظر قبل ذَلِك فان كَانَ يتَبَيَّن فِي الشم أَو الذَّوْق شىء من الْكَرَاهِيَة فان سرعَة النتن إِنَّمَا جاءها من أَنَّهَا عفنة لَا من أَنَّهَا لَطِيفَة وبالضد فتفقد ذَلِك فانه بَاب كَبِير. وَأما الْحمى الرّيح فسريع فِي إيراث الْحمى لِأَنَّهُ يحر الدَّم. مغاث قَالَ بديغورس: خاصته الزِّيَادَة فِي المنى والإسمان وَالنعْمَة أَظُنهُ يُرِيد اللعبة وَهَذَا غلط. الدِّمَشْقِي: المغاث حَار رطب فِي الثَّانِيَة وبزره يكثر المنى وعيدانه نافعة من تشنج العصب والنقرس مَتى ضمد بِهِ بخل. وَقيل فِي شموسماهي الخوز وماسرجويه: المغاث جيد للنقرس إِذا طلى عَلَيْهِ ويلين التشبك وصلابة الرَّحِم وتشنج العصب. ابْن ماسويه: إِنَّه حَار رطب يزِيد فِي الباه. وَأَصله نَافِع للنقرس وصلابة الرَّحِم وَكَذَلِكَ حشيشه. وَأَصله نَافِع للنقرس ويلين صلابة العصب والمفاصل.

مَالِي قَالَ بولس: هِيَ شَجَرَة مَعْرُوفَة وَرقهَا مَتى شرب نفع من لسع الأفعى. وقشرها مَتى أحرق ولطخ بِهِ البرص نَفعه. وَيُقَال: إِن نشارته إِذا شربت قتلت وَكَذَلِكَ نَقِيع خشبته. مليخ قَالَ ج فِي السَّابِعَة: إِنَّه يكون كثيرا بقاليقلا وتؤكل أَطْرَافه مَا دَامَت غضة وتكبس وتستعد لوقت آخر وتولد منيا ولبنا. وطعمه فِيهِ ملوحة وَقبض يسير. وَمن هَهُنَا تعلم أَن أجزاءه غير مريح قَالَ الدِّمَشْقِي: إِنَّه حب هندي وَهُوَ حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة وَهُوَ شَبيه بالزوفا يدر الطمث وَيفتح سدد الكبد وَالطحَال. موعاس قَالَ ج فِي السَّابِعَة: بزر هَذَا النَّبَات فِيهِ دسومة وَقُوَّة تغرى وتلحج. ملح قَالَ د: قوته قابضة جاذبة تنقي وتحلل وتقلع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح وتكوى. وتختلف هَذِه الْأَفْعَال فِيهِ فِي الشدَّة والضعف على قدر اختلافه وَقُوَّة أصنافه وتمنع القروح الخبيثة من الانتشار. وَيَقَع فِي أخلاط أدوية الجرب ويقلع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح الَّتِي تكون فِي الْعين والظفرة وَيصْلح أَن يدْخل فِي الجفن.

وَإِذا خلط بالزيت وتمسح بِهِ أذهب الإعياء. وَهُوَ جيد للأورام البلغمية الْعَارِضَة للمستسقين. وَإِذا تكمد بِهِ سكن الوجع. وَإِذا ركب بِهِ سكن الوجع. وَإِذا خلط بالزيت والخل وتلطخ بِهِ قرب النَّار إِلَى أَن يعرق سكن الحكة وأذهب الجرب المتقرح وَغير المتقرح والقوابي. وَإِذا خلط بِعَسَل وخل وزيت وتحنك بِهِ سكن الخناق. وينفع مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل أَيْضا من ورم اللهاة والنعنغ. وَقد يتضمد بِهِ مَعَ سويق الشّعير محرقا وَالْعَسَل للآكله والقلاع واللثة المسترخية. وَقد يتغمد بِهِ أَيْضا مَعَ بزر الْكَتَّان للسعة الْعَقْرَب وَمَعَ فوتنج الْجبلي وخمير وَفِي نُسْخَة أُخْرَى مَكَان الخمير:) السّمن أنضج الأورام البلغمية الْعَارِضَة فِي الْأُنْثَيَيْنِ. وينفع من نهشة التمساح. وَمَتى سخن وصير فِي خرقَة وغمس فِي خل وَضرب بِهِ ضربا رَفِيقًا وَوضع على الْعُضْو المنهوش من بعض الْهَوَام نفع من النهشة. وَمَتى اسْتعْمل بالعسل نفع من كمنة الدَّم الَّتِي تَحت الْعين. وَيدْفَع مضرَّة الأفيون وَالْفطر الْقِتَال مَتى شرب بالسكنجبين. مَتى خلط بالدقيق وَالْعَسَل نفع من التواء العصب. وَإِذا خلط بالزيت وَوضع على حرق النَّار لم يَدعه أَن ينتفط. وَيُوضَع على النقرس فينفع مِنْهُ. وَيسْتَعْمل بالخل لوجع الْأذن. وَإِذا ضمد بِهِ مَعَ الْخلّ ولطخ بِهِ مَعَ الزوفا يمْنَع الْحمرَة والنملة من الأنتشار فِي الْبدن. وَمَتى طرح فِي المَاء نفع ذَلِك المَاء للقرحة الخبيثة الساعية الَّتِي فِي المعى وَإِذا حقن بِهِ عرق وَيسْتَعْمل للصب على الْأَعْضَاء مَكَان مَاء الْبَحْر. ج فِي الْعَاشِرَة: يجب أَن تعلم أَن جَمِيع المحتفرة تجفف لِأَنَّهَا أرضية وَبَعضهَا فِيهِ حِدة فان غسلت مرَارًا كَثِيرَة جففت بِلَا لذع. وَقُوَّة الْملح وملح الْبَحْر على مِثَال وَاحِد. وَالْملح مركب من كيفيتين: مرَارَة وَقبض فَفِيهِ أدنى جلاء بالمرارة ويجفف بهما جَمِيعًا. وَقَالَ فِي الْحَادِيَة عشرَة حَيْثُ أفرد ذكر الْملح المحتفرو الْملح البحري: قوتهما قُوَّة وَاحِدَة بِعَينهَا فِي الْجِنْس ويختلفان فِي أَن المحتفر أَشد اكتنازا. وَلذَلِك الغلظ وَالْقَبْض فِيهِ أَكثر وَلذَلِك لَا ينْحل بِسُرْعَة كَمَا ينْحل ملح الْبَحْر. وَالْملح الْمُتَوَلد فِي نقائع المَاء المالح والبحيرات كملح الْبَحْر وَقُوَّة هَذِه الأملاح مجففة ويمكنك أَن تعرف الْخلاف الَّذِي بَين الأملاح من طعمها وَذَلِكَ أَن مَا كَانَ فِيهِ مِنْهُ مرَارَة فَفِيهِ تَحْلِيل بِقدر ذَلِك وَأما مَا كَانَ طعمه مالحا فَقَط فَشَأْنه مَعَ مَا يحلل أَن يقبض ويشد. وَالْملح المحرق أَكثر تحليلا وألطف وَلَا يُمكن فِيهِ أَن يجمع وَيقبض ويشد كَمَا يُمكن ذَلِك فِي الَّذِي لم يحرق. وَقَالَ أَيْضا فِيهَا: وَأما زهرَة الْملح فانها ألطف من الْملح المحرق فضلا عَن غير المحرق وطعمه وَقَالَ فِيهَا: أما غُبَار الْملح فانه شَبيه بزبد الْملح إِلَّا أَنه ألطف من الْملح وَيُمكن فِيهِ أَن يلطف) ويحلل أَكثر من الْملح كثيرا وَأَن يجمع مَا يبقي من جَوْهَر الْجِسْم الَّذِي يلقاه كَمَا يجمع الْملح. اريبارسيوس: قُوَّة الْملح مركبة من كيفيتين: من الْجلاء وَالْقَبْض وَهَاتَانِ الكيفيتان تجففان وَلذَلِك ينشف الرُّطُوبَة الَّتِي فِي الْجِسْم ويفنيها وَيجمع الْأَعْضَاء الصلبة بِقَبْضِهِ وَلذَلِك صَار ينشف الْأَبدَان من الرُّطُوبَة الَّتِي فِيهَا ويحفظها من العفن. فَأَما الْملح المحرق فانه يحلل أَكثر إِلَّا أَنه لَا يجمع ويلبد بِحَسب ذَلِك فَأَما زهرَة الْملح فَهِيَ ألطف من الْملح المحرق وطعمها حَار وتحليلها كَاف. بولس: قوته تيبس وتقبض قبضا شَدِيدا وَلذَلِك يفني كل رُطُوبَة غربية فِي الأجساد وَيجمع الْبَاقِي بِقَبْضِهِ وَلذَلِك يحفظ اللحوم من أَن تعفن.

ابْن ماسويه: هُوَ حَار يَابِس فِي آخر الثَّالِثَة مُحَلل جلاء وَفِيه عفوصة يسيرَة غامر للرطوبات الَّتِي تكون فِي الْأَبدَان مجفف لَهَا مذيب للأخلاط الجامدة فِي الْجِسْم حَافظ للأبدان بيبسه يلين الطَّبْع وينفع من البلغم والحكة الْعَارِضَة الْبَتَّةَ إِذا خلط بالخل ودهن الْورْد وطليت بِهِ الحكة فِي الْحمام. أَبُو جريح: إِنَّه حَار يَابِس إِذا خلط بالأغذية الْبَارِدَة كالجبن والسمك والكوامخ أحالها عَن طبائعها حَتَّى تصير حارة يابسة ويعين على الإسهال والقىء ويحلل البلغم ويقلع البلغم اللزج من الْمعدة والصدر وَيغسل المعى ويهيج القىء ويكثره ويعين الْأَدْوِيَة الَّتِي تقلع السَّوْدَاء على قلعهَا من أقاصي الْجِسْم. الْفَارِسِي: الْملح الْهِنْدِيّ بديع الْفِعْل فِي التُّخمَة وَالرِّيح ويسهل خُرُوج الطَّعَام. وَقَالَ ج فِي الرَّابِعَة من المفردة: إِن كل ملح قد يخالطه شىء من الْقَبْض خَفِي خَاص وخاصة الْملح الْعسر التفتت وَمَا كَانَ من الْملح سريع التفتت فَهُوَ أَكثر جلاء وتحليلا وَأَقل قبضا وَالَّذِي لَا يتفتت إِلَّا بعسر حَاله على هَذِه الْحَال. والأملاح الْمرة والهشة فالجلاء فِيهَا أَكثر من الْقَبْض وَكَذَلِكَ فِيهَا تَحْلِيل كثير. وَمَا كَانَ صلبا يحتفر من مَعْدن فَهُوَ أقل حرارة ولطفا من غَيره من الْملح. وزهرة الْملح سهلة التفتت هشة فَمن أجل ذَلِك هِيَ ألطف وأسخن. والمر الطّعْم قد قرب من قُوَّة البورق. ابْن ماسه: الْملح الْأسود الَّذِي لَيْسَ سوَاده شَدِيد وَلَا لَهُ رَائِحَة النفط حَار فِي الثَّانِيَة يسهل) البلغم والسوداء. والنفطي يسهل المَاء والسوداء والبلغم العفن. الدراني يسهل البلغم. وَأما المر فيسهل السواداء بِقُوَّة. الخوز: الْملح الْهِنْدِيّ يسهل المَاء الْأَصْفَر ويطرد الرِّيَاح ويلين الْبَطن وَيذْهب البلغم وَيحد الْفُؤَاد وينفع من وَجَعه ويشهي الطَّعَام. وَالْملح كُله جيد للدبيلة والتخم ويهضم الطَّعَام وَيذْهب بالصفرة من الْوَجْه. ج فِي الثَّانِيَة من قاطاجانس: إِن الْملح قَبضه أَكثر من تَحْلِيله بِكَثِير وَفِيه تبقى كثير. مازريون قَالَ د: ورقه يسهل مرّة وبلغما وخاصة مَتى خلط بِجُزْء مِنْهُ جزءان من أفسنتين وعجن بِعَسَل أَو بِمَاء وَعمل مِنْهُ حب وَالْحب الْمُسْتَعْمل مِنْهُ مَتى شرب لم يذب فِي الْجوف وَخرج فِي البرَاز كُله. وَمَتى أنعم دقه وعجن بِعَسَل وضمدت بِهِ القروح الوسخة قطع الخشكريشة ونقاها. وَمَتى أَخذ من المازريون وَقت ازهاره اثنى عشر درخميا فيلقي على جزءين من شراب وَيتْرك شَهْرَيْن ثمَّ يصفي فِي إِنَاء آخر وَيتْرك ثمَّ يشرب مِنْهُ نفع الاسْتِسْقَاء والكبد ونقي النُّفَسَاء.

بديفورس: خاصته إسهال السَّوْدَاء وَالْمَاء الْأَصْفَر وَكَذَلِكَ حَال غَيره من اليتوعات. من كتاب السمُوم: إِنَّمَا يقتل مَتى شرب مِنْهُ درخمى بِأَن يجفف رُطُوبَة الكبد. مرداسنج وَيُقَال: إِن الْمَعْمُول مِنْهُ بِالْغسْلِ وَهُوَ الْأَبْيَض يصلح للا كَحال ويجلو الْآثَار السمجة من القروح فِي الْوَجْه مثل الكلف وَنَحْوه. وَقَالَ أَيْضا: المرتك تجفف إِلَّا أَن تجفيفه قَلِيل جدا وَهُوَ أَيْضا فِي جَمِيع كيفياته متوسط لِأَنَّهُ لَا يسخن وَلَا يبرد ظَاهرا وجلاؤه أَيْضا وَقَبضه يسير فَهُوَ لذَلِك دون الْأَدْوِيَة المتدلة الْجلاء وَدون الَّتِي تجمع وتقبض. وَهُوَ نَافِع فِي الْوسط من المحتفرة وَقد يسْتَعْمل كالمادة فيخلط بِهِ إِمَّا مَا لَهُ لذع شَدِيد وَإِمَّا مَاله قبض أَو فعل آخر. اريبارسيوس: يجفف بِمَنْزِلَة الْأَشْيَاء الحجرية وَفعله لذَلِك إِنَّمَا هُوَ بغاية السّكُون والرفق. ج فِي قاطاجانس: إِن المرداسنج معتدل بَين التبريد والإسخان ويبرد فِي الأولى وَهُوَ متوسط أَيْضا بَين المسددو والجالية وَلَا ينقي القروح وَلَا يوسخها وَلَا ينْبت اللَّحْم وَلَا ينقصهُ لِأَنَّهُ متوسط بَين هَذِه جمع. فِي شوسماهي الخوز: المرداسنج المبيض أعظم مَنَافِعه أَنه يجلو الْآثَار الَّتِي يبقي فِي الْوَجْه من القروح وَغَيرهَا وَإِذا غسل كَانَ مبردا فِي الثَّانِيَة. جيد للسحج وَمنع القروح. وَقَالَت الخوز: يبس المرداسنج المبيض كثير وَأكْثر نَفعه لمن يُرِيد إذهاب آثَار القروح من السمُوم: المرداسنج مَتى شرب حبس الْبَطن وورم الْجوف وجلب الْمَوْت. والباسليقون: مرداسنج للخفة فِي الصّبيان. مرَارَة د: المرارات كلهَا مسخنة حريفة وَيخْتَلف فِي الْقُوَّة. ومرارة السّمك الْمُسَمّى بالعقرب والشنبوط والسلحفاة والضبع العرجاء وَالْعِقَاب والدجاج والمعز الوحشية شَدِيدَة الْقُوَّة توَافق ابْتِدَاء المَاء النَّازِل فِي الْعين والقروح. ومرارة الثور أقوى من الضَّأْن والدب والتيس وَالْخِنْزِير. والمرارات كلهَا تحرّك الإسهال وخاصة فِي الصّبيان إِذا صيرت فَتِيلَة بصوف واحتملت فِي المقعدة. ومرارة الثور يتحنك بهَا مَعَ عسل للخناق وتبرىء القروح فِي المقعدة. وَإِذا خلطت بِلَبن عنز أَو لبن امْرَأَة وقطرت فِي الْأذن الَّتِي يسيل مِنْهَا الْقَيْح أبرأها. وتخلط بِمَاء الكراث وتقطر فِي الْأذن لطنينها. وتقطع فِي المراهم الْمَانِعَة للحمرة من الخراجات واللطوخات الَّتِي تَنْفَع من نهش الْهَوَام.

وَتصْلح مَتى خلطت بالعسل للقروح الخبيثة ووجع الْفرج وَالْجَلد الَّذِي نَحْو البيضتين. وَمَتى خلطت ومرارة الغبان والدب تصلحان لما تصلح لَهُ مرَارَة الثور غير أَنَّهَا أَضْعَف مَتى لعق مِنْهَا نَفَعت مِنْهَا من الصرع. ومرارة السلحفاة تصلح للخناق والقروح الخبيثة الْعَارِضَة فِي أَفْوَاه الصّبيان. وَمَتى وضعت فِي منخري من بِهِ صرع نفعته. ومرارة العنز الوحشية إِذا اكتحل بهَا أبرأت العشا خَاصَّة. وَتفعل ذَلِك مرَارَة التيس وتقلع اللَّحْم الزَّائِد الَّذِي يُقَال لَهُ التوت. وَإِذا لطخ بهَا دَاء الثَّعْلَب أذهبته والزيادات الْعَارِضَة فِي مَوَاضِع الورم. ومرارة الْخِنْزِير تسْتَعْمل للقروح الْعَارِضَة فِي الْأذن وَلِجَمِيعِ مَا وَصفنَا من القروح. وَقَالَ ج: الْمرة وَهِي مَاء دَاخل المرارة. هَذِه الْخَلْط أسخن مَا فِي بدن الْحَيَوَان وتختلف بِحَسب اخْتِلَاف الْحَيَوَانَات فالحيوانات الحارة المزاج أحر مرّة من الْبَارِدَة المزاج ونجد عيَانًا الْمرة من الْحَيَوَان الْحَار المزاج حَمْرَاء فان جَاع أَو عَطش مَالَتْ حِينَئِذٍ فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى لون الزنجار وَفِي بعض الْأَوْقَات إِلَى لون الباذنجان وَرُبمَا مَالَتْ إِلَى لون النيلج وَيجب أَن تتفقد لون الْمرة حِين تُرِيدُ خلطها بالدواء فتستعمل بِحَسب ذَلِك.) والأطباء يخلطون فِي أَقْرَاص أندرون وأقراص فراسيون وأقراص قولوندوس وَنَحْوهَا مرَارَة الثور وَبَين أَن مرَارَة الْفَحْل أحر من مرَارَة الخصى من ذَلِك الْحَيَوَان وَذَلِكَ أَن كل ذكر يخصى يصير طبعه شَبِيها بطبع الْحَيَوَان الْقَرِيب الْعَهْد بالولاد. وكما يتَغَيَّر الْبَوْل بِحَسب حَال الْجِسْم فَيكون عِنْد التَّعَب والعطش أَحْمَر وبضد ذَلِك كَذَلِك الْحَال فِي المرارة. وَاعْلَم أَنَّك إِن ألقيت فِي الدَّوَاء الَّذِي تعمله مرّة صفراء صَار بذلك معتدل الْحَرَارَة وَإِن ألقيت فِيهِ مرّة مائية جعلته أَضْعَف بِحَسب ميل الْمرة إِلَى المائية وَلذَلِك يحدث لمن يُرِيد فتح أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي المقعدة إِذا تعالج بِتِلْكَ المرارة أَن يجدهَا مرّة أَضْعَف مِمَّا يجب وَمرَّة أقوى. وَقد تخْتَلف المرارة بِحَسب اخْتِلَاف الْبدن فِي ذكاء حسه وغلظه وَالدَّلِيل على أَن المرارة حارة أَنَّهَا تفتح وتفجر الدَّم الَّذِي يخرج من أَسْفَل إِذا هُوَ انْقَطع ويجد من استعملها لَهَا لذعا وَلذَلِك نتوقي نَحن أَن نستعمل المرارات الَّتِي مرتها حَمْرَاء وَهِي خَالِصَة وَحدهَا وَإِنَّمَا يَقع مِنْهَا فِي الْأَدْوِيَة شىء قَلِيل وَكَذَلِكَ الشيافات. ومرارة الْخِنْزِير يبلغ من ضعفه أَن القروح تحتملها وَهِي أَكثر مائية من جَمِيع المرارات إِلَّا الْخَنَازِير الْبَريَّة فان مرَارَة هَذِه أحر كَمَا أَن لَحمهَا أحر.

وَقد تسْتَعْمل مرَارَة الْخِنْزِير الأهلي فِي مداواة القروح الْحَادِثَة فِي الْأذن على أَنَّهَا دَوَاء نَافِع وَيخْتَلف اسْتِعْمَال المرارات بِحَسب أَوْقَات الْعِلَل أَيْضا فيصلح لَهَا فِي وَقت دون وَقت مرَارَة دون مرَارَة وَذَلِكَ أَنه مَتى كَانَت القرحة فِيهَا صديد وقيح كثير احتملت مَا هِيَ من المرارات أَشد تجفيفا بِمَنْزِلَة مرَارَة الْكَبْش فانها أحر قَلِيلا من مرَارَة الْخِنْزِير ومرارة الماعز أَيْضا أحر من هَذِه ومرارة الدب والثور قريبتان من مرَارَة الماعز. فَأَما مرَارَة الْفَحْل من الثيران فَهِيَ أقوى من هَذِه لَكِنَّهَا أَضْعَف من مرَارَة الْعَقْرَب البحرى وَالرّق البحري. فَأَما مرَارَة الماعز الْجبلي فقد ذكر قوم فِي كتبهمْ أَنَّهَا تَنْفَع من العشا. فَأَما مرَارَة الطُّيُور فَكلهَا أحر وأيبس من مرَارَة ذَوَات الْأَرْبَع. ومرارة الدَّجَاج ومرارة الحجل أَنْفَع مَا فِي مرَارَة الطير لما يحْتَاج إِلَيْهِ فِي الطِّبّ. فَأَما مرَارَة البزاة والعقبان فشديدة اللذع قَوِيَّة الحدة لأكلها اللَّحْم كَذَلِك ألوانها زنجارية وَرُبمَا) كَانَت سَوْدَاء. وَإِذا أَنْت نظرت فِي مَا ذكرت لَك عرفت أَنَّهَا تحْتَاج فِي كل وَقت وَعلة وَبِأَيِّ قدر. ابْن ماسه: مرَارَة الْجَوَارِح وخاصة الباشق جَيِّدَة للْمَاء والانتشار والظلمة. مري قَالَ د: الْمَعْمُول من السّمك المالح واللحوم المالحة مَتى صب على القروح الخبيثة منعهَا من السَّعْي ويبرىء عضة الْكَلْب الْكَلْب ويحقن بِهِ لقرحة المعى ليكويها ولعرق النسا ليحرك الْأَعْضَاء إِلَى دفع الفضول. وَقَالَ ج فِي الْحَادِيَة عشرَة: قُوَّة المرى حارة يابسة وَلذَلِك اسْتَعْملهُ قوم من الْأَطِبَّاء فِي مداواة القروح المتعفنة وألقوا مِنْهُ فِي الحقنة لمن بِهِ قرحَة المعى وَمن وجع الورك. قَالَ بولس: هُوَ قوى الْحَرَارَة واليبس وَيسْتَعْمل خَارِجا فِي القروح المتعفنة وداخلا لعرق النسا والذوسنطاريا. ابْن ماسويه: المرى الْمُتَّخذ من دَقِيق الشّعير حَار فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة والمتخذ من السّمك أقل حرارة ويبسا ملين للطبيعة قَاطع للبلغم نَافِع من وجع الورك جلاء منق لما فِي الْمعدة والمعى. وخاصته النَّفْع من وجع الْوَرِكَيْنِ إِذا أكل أَو احتقن بِهِ. ماسرجويه: لَهُ قبض وتقوية وتنقية فَلذَلِك يكتحل بِهِ فِي الجدري ليمنع أَن تخرج بثرة فِي الْعين وَإِن خرج شىء أذابه ونفع مِنْهُ. ابْن ماسه: خاصته نشف رُطُوبَة الْمعدة وتطييب النكهة وانه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة. وَهُوَ حجر يتَوَلَّد بَين الذَّهَب وَالْفِضَّة. قَالَ د: إِنَّه ينْبت اللَّحْم وَلَا يصلح إِدْخَاله فِي المراهم الجالية.

وَقَالَ ج: قوته كقوة المرداسنج وَهُوَ زائل قَلِيلا عَن الأعتدال إِلَى الْبرد وَفِيه قُوَّة تجلو وَهَذَانِ الدواآن يذوبان وينحلان فِي الزَّيْت إِذا طبخا بِهِ وبالماء. وَقَالَ فِي الأولى من قاطاجانس: إِنَّه أبرد من المرداسنج وأيبس. موز قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي وسط الأولى رطب فِي آخرهَا يغذو غذَاء يَسِيرا والإكثار مِنْهُ يُولد ثفلا كثيرا وَهَذِه خاصته نَافِع من القرحة الْحَادِثَة فِي الْحلق والصدر والرئة والمثانة إِلَّا أَن الْإِكْثَار مِنْهُ يثفل فِي الْمعدة والصدر والرئة والمثانة إِلَّا أَنه يجب لمن كَانَ مزاجه بَارِدًا فَأكْثر مِنْهُ أَن يشرب بعده مَاء الْعَسَل أَو سكنجبينا معسلا وَيُؤْخَذ الزنجبيل المربى وَهُوَ ملين للطبيعة. سندهشار: إِنَّه دَوَاء جيد للصدر والمثانة والكلى ويدر الْبَوْل. القلهمان: يزِيد فِي النُّطْفَة والبلغم. ابْن ماسه: يُولد السدد إِن أَكثر مِنْهُ. وَقيل فِي الطِّبّ الْقَدِيم: إِنَّه يُحَرك الباه وَيزِيد فِي الصَّفْرَاء وَهُوَ ثقيل فِي الْمعدة. ماسرجويه: هُوَ لطيف يقوى الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة. مخ قَالَ د: أقوى الأمخاخ فعلا للعلاج مخ الأبل ثمَّ مخ الْعجل ثمَّ مخ الثور ثمَّ مخ الماعز والضأن. وَجَمِيع أصنافه محللة ملينة مسخنة تملأ القروح. ومخ الأيل يطرد الْهَوَام مَتى تلطخ بِهِ. ج: قُوَّة المخ تحلل وتلين الصلابة والتحجر فِي العضل كَانَ أَو فِي الوترات أَو فِي الرباطات أَو فِي الأحشاء. وَالَّذِي جربته فَوَجَدته عَظِيم النَّفْع مخ عظم الأيل وَبعده مخ الْعجل وَأما مخ عظم الْبَقر والتيوس فَهُوَ أَشد حرافة وحدة وَأكْثر تجفيفا فَهُوَ لذَلِك لَا يقدر على تَحْلِيل الصلابة المتحجرة. وَأَنت عَالم بِهَذَا إِن كنت ذَاكِرًا للقوانين: وَقد يركب من مخ عِظَام الأيل والعجل أَشْيَاء ملينة وَأَشْيَاء محللة فرزجة فتنفع علل الْأَرْحَام وتضمد بهَا الْأَرْحَام خَارِجا فتلين. ومخ الصلب وَهُوَ النخاع أيبس من مخ الْعِظَام وَلَيْسَ فِي اللين والدسومة مَا لمخ الْعِظَام وَيجب أَن يَعْنِي بالأمخاخ أَن لَا يعفن. وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: الَّذِي فِي جَوف الْعِظَام أعذب وأدسم من الدِّمَاغ وَهُوَ أَيْضا يهيج وَأما النخاع فانه لَا يغثى لِأَنَّهُ أَصْلَب من الدِّمَاغ والمخ وغذاؤه إِذا استمرىء لَيْسَ بِيَسِير. قَالَ بولس: المخ يلين الْأَبدَان الخشنة الجاسية والأورام الصلبة والمخ الَّذِي يكون من الْأَطْرَاف فانه) أدسم وَأَشد تَلْيِينًا والنخاع أيبس وأجسأ.

قَالَ ابْن ماسويه: المخ دسم يلطخ الْمعدة وَيذْهب بالشهوة ملين للبطن يَنْبَغِي أَن يُؤْكَل بالأفاويه. موم قَالَ د: قوته مسخنة ملينة تملأ القروح مَلأ وسطا لَيْسَ بالقوى وَيشْرب مِنْهُ عشر حبات مثل الجاورس مَعَ بعض الأحساء لقروح المعى وَيمْنَع اللَّبن من التعقد فِي ثدى المرضعات. ج فِي السَّابِعَة: كَأَنَّهُ فِي الْوسط بَين المسخنة والمبردة والمجففة والمرطبة وَفِيه شىء غليظ قَلِيل دبقي وَلذَلِك لَيْسَ إِنَّمَا لَا يجفف بل عساه أَن يظنّ أَنه يرطب بعرص آخر إِذْ كَانَ بدبقيته يمْنَع التَّحَلُّل من أجل ذَلِك هُوَ مَادَّة لجَمِيع الأضمدة الْأُخَر الَّتِي تبرد وَالَّتِي تسخن. وَأما هُوَ فِي نَفسه فَهُوَ من الْأَدْوِيَة المنضجة إنضاجا ضَعِيفا وَلَيْسَ من الْأَدْوِيَة الَّتِي ترد إِلَى الْجوف لَكِن من الْأَدْوِيَة الَّتِي تُوضَع من خَارج وَفِيه مَعَ هَذَا شىء يحلل وَهَذَا الشىء فِي الْعَسَل كثير. وَقَالَ أَبُو جريح: إِنَّه يلين صلابة الأورام وَيصْلح خشونة الصَّدْر إِذا طلى عَلَيْهِ أَو لعق مِنْهُ مَعَ بعض الأدهان مثل البنفسج والخل ويلين الأعصاب الجاسية والقروح الخشكريشة وَقد يعْقد أَكثر المراهم. إِذا طلى على العصب الجاسى حلل جسوه. مازريون قَالَ فِيهِ د: ورقة يسهل مرّة وبلغما. وَمَتى شرب مِنْهُ اكسونافن بطبيخ الفوذنج الْجبلي أخرج حب القرع. وَقد يسقى مِنْهُ أَصْحَاب الحبن مِقْدَار درخمى مَرَّات فيضمرهم. وَشرب طبيخة نَافِع لعسر الْبَوْل وَإِذا شرب نفع من نهش الْهَوَام وَإِذا خلط بالسوبق وعجن بِالْمَاءِ وَالزَّيْت قتل الفأر وَالْكلاب والخنازير. وَأما الْأسود فَمَتَى سحق أَصله وخلط بشىء يسير من القلقنت وصير مَعَ القطران وشحم عَتيق قلع الجرب. وَمَتى خلط بكبريت وقفز وطبخ مَعهَا خل ولطخ بهَا القوابي قلعهَا. وَإِن تمضمض بِهِ بعد طبخه سكن وجع الْأَسْنَان. وَإِذا خلط بِهِ من الفلفل جُزْء مسَاوٍ لَهُ من الموم مثله وألصق على الْأَسْنَان الألمة نفع من ذَلِك وَقد يطْبخ بالخل ويكمد بِهِ الْأَسْنَان وَإِذا خلط بالكبريت نقى الكلف والبهق. وَقد يَقع فِي أخلاط المراهم الَّتِي تَأْكُل. وتضمد بِهِ القروح المتأكلة والقروح الخبيثة فيشفيها ويبرئها. وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: فِيهِ من الطّعْم المر مِقْدَار كثير فَهُوَ لذَلِك ينقي القروح الوسخة ويقلع الخشكريشة والقشور الْعِظَام الْحَادِثَة فِي وَجه القرحة إِذا اسْتعْمل مَعَ الْعَسَل. بولس: لحب المازريون قُوَّة حريفة محرقة إِذا شرب أسهل المَاء وَحب القرع وَهَذَا أَجود من الْأسود فِي ذَلِك.

وَالْأسود جيد للجرب والحكة. الخوز: خَاصَّة المازريون إسهال السَّوْدَاء. وَهُوَ يَابِس فِي الرَّابِعَة يَأْكُل الرُّطُوبَة من الكبد وَمن جَمِيع الْجَسَد ويسرع الاسْتِسْقَاء إِلَى شَاربه وينفع القروح الردية. لى فِي هَذَا شكّ لأَنا قد أصبْنَا مازريون بتفسير وَأما هَذَا فَكَانَ خامالاون وَقَالَ بعض النَّاس: إِنَّه مازريون وَقد أصبْنَا نَحن خامالاون بِالصِّحَّةِ وَلَيْسَ هَذَا مازريون. الدِّمَشْقِي: المازريون الْأَبْيَض يسهل المَاء وَحب القرع وَهُوَ أَجود من الْأسود فِي ذَلِك غير أَن الْأسود جيد للحكة والجرب. مغنيطس قَالَ د: إِذا سقى مِنْهُ ثَلَاث أوبولسات بِمَاء القراطن أسهل كيموسا غليظا وَقد) يحرق فَيصير شادنة. وَقَالَ ج: قوته كقوة الشادنه. ماسرجويه: هوجيد لمن سقى برادة الْحَدِيد وَلمن يمسهُ بَطْنه من شرب خبث الحيد. وَهُوَ يَابِس جدا. من قَالَ ماسرجويه: إِنَّه معتدل فِي الرُّطُوبَة واليبس حَار فِي الأولى جيد للصدر والرئة وَالْوَاقِع مِنْهُ على الطرفاء جيد للسعال. مقل مكي عِيسَى ابْن ماسويه: هُوَ بَارِد قَابض يعقل الْبَطن ويقوى الْمعدة. مشكطر امشيغ قَالَ فِيهِ د: إِنَّه يطْرَح الأجنة الْمَوْتَى بِالشرابِ والتداخين بِهِ وَالِاحْتِمَال وَهُوَ أقوى من الفوتنج بِكَثِير. وَالشرَاب الْمُتَّخذ بِهِ نَافِع للكرب جيد للغثى ويحدر دم النُّفَسَاء. ج فِي السَّادِسَة: جوهره لطيف أَكثر من جَوْهَر الفوتنج البرى وَأما فِي سَائِر خصاله فَهُوَ شَبيه بِهِ. والمسمى مشكطرامشيع ذُو زهر مثله إِلَّا أَنه أَضْعَف مِنْهُ. مرغاوا حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة جلاء لطيف. موردا سفرم الطبرى: يقوى الْمعدة والكبد ابْن ماسرجويه: قوته كقوة الباذاورد إِنَّه لَيْسَ بقوى الْحَرَارَة جيد للديدان الَّتِي فِي الشرج مَتى احْتمل. الخوزى: قوته كقوة الأفسنتين الرُّومِي يقوى الْمعدة والكبد وَهُوَ أَشد قبضا. مدريو فَلَنْ ج فِي السَّابِعَة: قوته مجففة يدمل الْجِرَاحَات. مولش ج فِي السَّابِعَة: أَصله طيب الرَّائِحَة حُلْو المذاق يحدر الطمث ويعين على نفث مَا فِي الصَّدْر فَهُوَ لذَلِك فِي الثَّانِيَة من الإسخان.

باب النون

3 - (بَاب النُّون) ناردين قَالَ د: قوته مسخنة ميبسة يدر الْبَوْل فَلذَلِك إِذا شرب عقل الْبَطن. وَمَتى احْتمل فرزجة قطع النزف وجفف الرُّطُوبَة السائلة من الرَّحِم. وَإِذا شرب بِمَاء بَارِد سكن الغثيان ونفع من الخفقان والنفخ واليرقان ووجع الكبد والكلى. وَمَتى جلس النِّسَاء النُّفَسَاء فِي طبيخة نفع الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الْأَرْحَام. جيد لسُقُوط الأشفار لقبضه إِيَّاهَا وإنباته لَهَا. ويذر على الأجساد الْكَثِيرَة الْعرق. وينفع من أدوية الْعين. وقوته كقوة المورى غير أَنه أدر للبول وأجود للمعدة. وَمَتى شرب بطبيخ الأفسنتين نفع من الأورام الحارة الْعَارِضَة وَمن اليرقان وَنفخ الْمعدة. وَمَتى شرب بِالْخمرِ نفع من وجع الطحال وأورام الكلى والمثانة ونهش الْهَوَام. وَقُوَّة الناردين الجبلى مثل قُوَّة الاقليطى. ج فِي الثَّامِنَة فِي سنبل الطّيب: إِنَّه يسخن فِي الأولى ويجفف فِي آخر الثَّانِيَة وَهُوَ مركب من جَوْهَر قَابض كثير المقدرار وجوهر حاد لَيْسَ بِكَثِير الْمِقْدَار وجوهر مائل إِلَى الْحَرَارَة يسير) الْمِقْدَار وَلِأَنَّهُ مركب من هَذِه القوى صَار حَقِيقا بِأَن ينفع الكبد وفم الْمعدة إِذا شرب أَو وضع من خَارج ويدر الْبَوْل ويشفى اللذع الْحَادِث فِي الْمعدة. ويجفف الْموَاد المنحدرة المنصبة إِلَى الْمعدة والأمعاء والمواد المجتمعة فِي الصَّدْر وَالرَّأْس. وَأقوى أَصْنَاف السنبل فِي ذَلِك الهندى وَهُوَ أَشد سوادا من السنبل الشَّامي. وَأما الأقليطى فقوته من جنس قُوَّة سنبل الطّيب إِلَّا أَنه أَضْعَف مِنْهُ فِي جَمِيع خصاله خلا إدرار الْبَوْل وَهُوَ أَشد حرارة من ذَلِك السنبل وَقَبضه أقل من قبض ذَلِك. وَأما الجبلى فَهُوَ أَضْعَف أَنْوَاع السنبل: ابْن ماسويه فِي عصافير السنبل إِنَّه حَار فِي الأولى يَابِس فِي آخر الثَّانِيَة مقو للمعدة والكبد مدر للبول مجفف للرطوبة الْعَارِضَة فِي الرَّأْس والصدر نَافِع من اللذع الْحَادِث فِي الْمعدة والمعى. وَالْأسود خير من الْأَحْمَر. ج: إِن الطين الَّذِي ينْقض من أُصُوله جيد لغسل الْيَد طيب الرَّائِحَة.

مسيح: يصلح للمعدة إِلَّا أَن يكون حارة المزاج جدا وينشف بلنها لمجهول: السنبل جيد لحمى الغب. الْإِسْكَنْدَر فِي كِتَابه: السنبل نَافِع للرأس وللصدر لِأَنَّهُ يجفف مَا فيهمَا. وَمَتى شرب بخل وَرفع فِي إِنَاء أَخْضَر ثمَّ أمرّ مِنْهُ ميل على الأجفان أنبت الأشفار. وَالْأسود أبلغ. ابْن ماسويه فِي ذكر خَواص الْأَدْوِيَة: خَاصَّة السنبل إمْسَاك الطمث مَتى شرب. نخاع ذكر مَعَ المخ. نش ذكر مَعَ الْحِنْطَة. نخالة الْحِنْطَة ذكرت فِي الْحِنْطَة. نَبِيذ ذكرت أصنافه كلهَا مَعَ الشَّرَاب فِي بَاب الشين. نخل قَالَ د: البلح مَتى شرب بخل خمر عفص قطع الإسهال والرطوبات المزمنة السيلان من الرَّحِم وَالدَّم السَّائِل من والبواسير. وَمَتى ضمد بِهِ الخراجات قطع الدَّم. القسب ينفع من نفث الدَّم ووجع الْمعدة والمثانة مَتى تضمد بِهِ مسحوقا مَعَ سفرجل وموم مذاب بدهن زهرَة الْكَرم وينفع من قرحَة المعى. وَمَتى أكل مَعَ حب الصنوبر أَبْرَأ خشونة الْحلق. فَأَما النَّوَى فانه يحرق ويطفأ بِخَمْر وَيسْتَعْمل بعد غسله بدل التوتيا فِي الأكحال الَّتِي تحسن هدب الْعين. وقوته قابضة مُغيرَة. وَيصْلح إِذا خلط بالناردين للقروح الَّتِي فِي الْعين ولنتوءها ولسقوط الأشفار. وَيمْنَع زِيَادَة اللَّحْم فِي القروح ويدملها. جفرى وقشر الجفرى قَابض مَانع للقروح من السعى ويشد المفاصل الرخوة وينفع من وجع العصب والكلى والمثانة والأحشاء ويبرىء من سيلان الفضول إِلَى جَانب الْبَطن وَالرحم وَمَتى طبخ وَهُوَ غضن براتينج وموم وَوضع على الجرب وَترك عَلَيْهِ عشْرين يَوْمًا أَبْرَأ مِنْهُ. وَالثَّمَر الَّذِي فِي جَوف هَذَا القشر وَهُوَ الكفرى فقوته كقوة القشر خلا أَنه أقل عفوصة. والجمار يعْمل عمل الكفرى. ودهن قشر الكفرى مشاكل للقوة الَّتِي فِي دهن الْورْد غير أَنه لَا يسهل الْبَطن.

دبس: وَأما دبس العقيد فان طبيخه بِالْمَاءِ مَتى مزج بِالشرابِ الْمُسَمّى أدرومالى بالعتيق مِنْهُ) ونبيذه ذَلِك. وطبيخه وَحده يقبض قبضا شَدِيدا. وَأما شراب التَّمْر فمصدع قَاطع لسيلان الْموَاد لقبضه ويوافق الْمعدة الضعيفة والإسهال المزمن وَنَفث الدَّم. ج فِي الثَّامِنَة: جَمِيع أَجزَاء النَّخْلَة فِيهَا قبض. والجمار مركب من جَوْهَر مائي فاتر وجوهر أرْضى بَارِد. فَأَما ثَمَرَة النّخل وخاصة مَا هُوَ مِنْهَا حُلْو فحرارته لَيست ييسيرة. وَقد تسْتَعْمل من خَارج فِي الْجمع والتجفيف والشد وَالْقَبْض. وَقُوَّة الطّلع قُوَّة الْجمار وقشور الطّلع فِيهِ قبض أَكثر وَلذَلِك صَار يسْتَعْمل فِي مداواة الخراجات المتعفنة وَفِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تشد المفاصل الرخوة وَفِي الْأَدْوِيَة النافعة للكبد وفم الْمعدة مَعَ مَا يوضع من خَارج وَمَا يشرب. وأصل النَّخْلَة قوته قُوَّة تجفف تجفيفا لَا لذع مَعَه وَفِيه شىء من قبض. ثمَّ قَالَ فِي كتاب الأغذية: إِنَّه لَيْسَ شىء من أَنْوَاع ثَمَر النّخل يَخْلُو من قبض وحلاوة إِلَّا أَن بعضه قد يكون الْقَبْض فِيهِ يَسِيرا. وَقد بَينا أَن الحلو كثيرا كثير الْغذَاء والقابض عَاقل للبطن جيد للمعدة. وَجَمِيع الثَّمَرَة مصدع عسر الهضم وَبَعضه لَهُ مس لذع فِي فَم الْمعدة. وَمَا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ يحدث الصداع أَكثر. وغذاؤه غليظ وَفِيه مَعَ ذَلِك بعض اللزوجة. ذَلِك إِذا كَانَ لحيما سمينا. وكل غذَاء على هَذِه الصّفة إِذا خالطته حلاوة يسْرع إِلَى اجتذاب السدد وَإِن كَانَ فِي الكبد ورم أَو صلابة أضرّ بهَا غَايَة الْإِضْرَار وَبعد الكبد فِي الْمضرَّة الطحال. وَالرّطب أعظم مضرَّة مَتى أَكثر مِنْهُ فضل قَلِيل. والشديد الْحَلَاوَة مِنْهُ أحر من غَيره. وَأما الْبُسْر فَالَّذِي يتَوَلَّد مِنْهُ أبرد. وَالرّطب ينْفخ. وَنسبَة الرطب إِلَى التَّمْر كنسبة التِّين الرطب إِلَى الْيَابِس. والإكثار من الْبُسْر يمْلَأ الْبدن خلطا حارا وتصيب آكله قشعريرة ونافض. عسيرا مَا يسخن. وَيحدث فِي أبدانهم سددا. وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: إِن الرطب يُولد كيموسا غليظا وشيكا فيصعد فِي الكبد وَيحدث) فِيهَا سددا. روفس: البلح يغزر الْبَوْل وينفخ. وَقَالَ أَيْضا فِي كتاب التَّدْبِير: التَّمْر أردأ غذَاء من التِّين وأسرع هضما مِنْهُ وأدر للبول. وَمَتى

ابْن ماسويه فِي الْجمار: إِن خاصته إِبْرَاء وجع الْمعدة والإبطاء فِيهَا بَارِد فِي آخر الأولى يَابِس فِي وَسطهَا يعقل الْبَطن وينفع من الصَّفْرَاء وَالدَّم الحريف. الطّلع: وَأما الطّلع فيابس فِي وسط الثَّانِيَة بَارِد فِي آخر الأولى بطىء فِي الْمعدة عَاقل للبطن يُورث الْإِكْثَار مِنْهُ وجع الْمعدة ويولد النفخ والقولنج فليؤكل مَعَ الشحوم وَالدَّسم وَيشْرب بعده النَّبِيذ الْعَتِيق. والبلح بَارِد يَابِس فِي وسط الثَّانِيَة دابغ للمعدة واللثة والفم وَهُوَ ردىء للصدر والرئة بطىء فِي الْمعدة عَاقل للبطن. الْبُسْر إِذا حلا صَار حارا فِي الأولى يَابسا فِي الثَّانِيَة نَافِعًا للفم والمعدة وَيعْقل الْبَطن ويولد قراقر ونفخا ورياحا وخاصة إِذا شرب على أكله مَاء. والهش مِنْهُ لَا يبطؤ فِي الْمعدة كالسكر والجيسوار. رطب الرطب حَار فِي الثَّانِيَة رطب فِي الأولى. وخاصته إِفْسَاد اللثة والأسنان وغذاؤه أَكثر من غذَاء الْبُسْر يُولد أَولا فِي الكبد سددا ثمَّ فِي الطحال. وَمَا اشتدت حلاوته وصفرته فَهُوَ أَجود. والإكثار مِنْهُ يُولد حميات. وَأحمد الهيرون وشره الْأسود وَيجب أَن يتضمض بعده بالنبيذ الصّرْف أَو بالعسل يسلم من تمر وَالتَّمْر أحر من الرطب وَأَبْطَأ فِي الْمعدة يصدع. وبخاره ردىء للفم والثة والأسنان ويولد الْمرة الصَّفْرَاء ويمغس ويولد شرحا. وَكَانَ ج يمدح مِنْهَا الْقَلِيل الرُّطُوبَة الْخَفِيف الَّذِي فِيهِ عفوصة قَليلَة. قسب: القسب أَحْمد من الرطب وَالتَّمْر للعفوصة الَّتِي فِيهِ وَلَيْسَ نفخه كنفخ الرطب. وَالتَّمْر دابغ للمعدة عَاقل للطبيعة. الدِّمَشْقِي: التَّمْر نَفسه يبسه أقل من حرَّة يلين الْبَطن ويجلو الصَّدْر وَيفْسد اللثة والأسنان ويهيج الصداع. ج فِي الكيموسين: إِن رطب النّخل يُولد كيموسا غليظا ويسد مجاري الكبد سَرِيعا ويغلظ) الطحال. وَمَتى كَانَ فِي الأحشاء ورم يسير أَو ابْتِدَاء ورم فانه يزِيد فِيهِ وَيزِيد فِي البلخية وأدوار الحميات ويهيج بهَا. جفرى ابْن ماسويه وَابْن ماسه: الجفرى بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة مورث للقولنج. جمار يقمع حِدة الدَّم والصفراء. بلح وَبسر هما باردان يابسان فِي الثَّانِيَة جيدان للفم واللثة يعقلان الطبيعة ويقويان الْمعدة.

تمر قَالَ: هُوَ حَار رطب فِي الأولى يُولد سددا فِي الكبد وَالطحَال. فِي الطِّبّ الْقَدِيم: يطفىء الشرى يَعْنِي الْجمار. سندهشار: التَّمْر يزِيد فِي المنى وَاللَّحم جيد للسعال والسل. نرجس قَالَ د: إِنَّه مَتى أكل أَصله مسلوقا هيج القىء. وَمَتى اسْتعْمل مَعَ الْعَسَل بعد سحقه وَافق حرق النَّار. وَمَتى تضمد بِهِ ألزق الْجِرَاحَات الْعَارِضَة فِي الأعصاب. وَمَتى سحق وخلط بِعَسَل وتضمد بِهِ نفع من انفتال الأوتار الَّتِي فِي العقبين والأوجاع المزمنة الْعَارِضَة فِي المفاصل. وَمَتى خلط بالخل نقي الكلف والبهق. وَمَتى خلط بالكرسنة وَالْعَسَل نقي أوساخ القروح وفجر الدبيلات الْعسرَة النضج. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ دَقِيق الشيلم وَالْعَسَل أخرج السلاء وَمَا أشبهه. ودهن النرجس يصلح لأوجاع الرَّحِم لتليينه صلابتها وفتحه إِيَّاهَا إِذا انضمت وَهُوَ مصدع. وَقَالَ ج: أصل النرجس مجفف حَتَّى أَنه يلحم الْجِرَاحَات الْعَظِيمَة ويبلغ من قوته أَنه يلحم الْقطع الْحَادِث فِي الوترات وَفِيه مَعَ ذَلِك شىء يجلو ويجذب. بولس: أصل النرجس يبلغ من إلزاقه الْجِرَاحَات أَنه يلزق الْعَظِيمَة مِنْهَا ويلصق أَيْضا قطع العصب وَفِيه أَيْضا جذب وجلاء. ابْن ماسويه: يبلغ من إلزاقه للخراجات أَنه يلحمها وَهُوَ يفعل أَفعَال الياسمين إِلَّا أَنه أَضْعَف وَهُوَ نَافِع لوجع العصب الْعَارِض من البلغم. ودهنه جيد لذَلِك. الدمشقى: هُوَ حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة يدمل القروح الغائرة فِي العصب وَله قُوَّة غسالة جالية. نفط ذَكرْنَاهُ مَعَ القفر. ناركبو ذَكرْنَاهُ مَعَ الخشخاش. نشارة الْخشب المتآكل قَالَ د: إِنَّه إِذا ضمد بِهِ نقي القروح وأدملها. وَإِذا خلط بِمثلِهِ من الأنيسون وعجن بِخَمْر وصير فِي خرقَة وأحرق وسحق وذر على القروح النملية منعهَا أَن تسْعَى فِي الْجِسْم. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: من شَأْن هَذَا أَن ينقي القروح الرّطبَة ويجلوها وخاصة إِن كَانَ من خشب لَهُ قبض وجلاء مَعًا بِمَنْزِلَة بعض أَجنَاس الشوك. نحام قَالَ ابْن ماسويه: لحم النحام أكْرم لحم الطير وأفضله حَار دسم يقوى الْجِسْم وينشط نيل قَالَ د: إِن ورقة الَّتِي يكون مِنْهَا النّيل يحلل الأورام والخراجات فِي

ابتدائها وَيلْزق الْجِرَاحَات لحرارتها وَيقطع سيلان الدَّم ويبرىء القروح الخبيثة والنملة والحمرة الخبيثة. وَأما البرى فانه يفعل مَا يفعل الأهلى وينفع الطحال خَاصَّة. ج فِي السَّادِسَة: أما البستاني الَّذِي يَسْتَعْمِلهُ الصباغون فقوته تجفف تجفيفا قَوِيا من غير لذع لِأَنَّهُ قَابض فَهُوَ يدمل الخراجات الْحَادِثَة فِي الْأَبدَان الصلبة وَلَو كَانَت فِي رُؤُوس العضل وَيقطع أَيْضا انفجار الدَّم ويحلل ويضمر إضمارا كثيرا الأورام الرخوة ويقاوم مقاومة شَدِيدَة جَمِيع الْجِرَاحَات الردية عفنة كَانَت أَو متأكلة فان وجد فِيهِ بعض الْأَوْقَات صلابة عِنْد جَوْهَر صَاحب الْعلَّة فاخلط مَعَ ورقة إِذا سحق خبْزًا أَو دَقِيق شعير أَو دَقِيق حِنْطَة بِحَسب الْعلَّة الْغَالِبَة. فَأَما النّيل البرى فَفِيهِ حِدة بَينه فِي مذاقته وَفِي فعله فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب أَكثر تجفيفا من النّيل البستاني. وَلذَلِك صَار أقوى فِي علاج العفونة الرّطبَة الْحَادِثَة فِي الخراجات وَفِي القروح. فَأَما علاج القروح الْأُخَر الَّتِي ذَكرنَاهَا فَهُوَ أقل نفعا لَهَا لِأَنَّهُ قوى وتجفيفه مَعَه لذع. وَجَمِيع مَا هَذَا سَبيله فَهُوَ يهيج الأورام ويثورها.) وَقَالَ أريباسيوس: يدمل الْجِرَاحَات الَّتِي فِي الْأَبدَان الصلبة وَلَو كَانَت فِي رُؤُوس العضل ويضمد بِهِ الْموضع الَّذِي يجْرِي مِنْهُ الدَّم فيقطعه وَيحل الأورام المتهيجة تحليلا كَافِيا ويضمرها. وَقَالَ فِي سَائِر الْأَشْيَاء مثل قَول جالينوس. الخوز: النّيل حَار قَابض فِيهِ حِدة وَلَا سِيمَا البرى. وهما يحبسان الدَّم ويجففان الْأكلَة فِي القروح إِذا ضمدت بِهِ. وَإِذا دق ورقة مَعَ دَقِيق الشّعير وضمدت بِهِ الأورام حللته لقُوَّة. والبرى أقوى فعلا وَالَّذِي بِهِ تصنع عصارة البستاني مِنْهُ. جرب أَنه جيد للقىء. عَجِيب الْفِعْل إِذا سقى الصّبيان الَّذين بهم سعال شَدِيد من شدته. وَيَقُول غير وَاحِد من الْأَطِبَّاء: نعنع: قَالَ فِيهِ د: إِنَّه جيد لقروح الرئة إِن قوته مسخنة قابضة مجففة وَلذَلِك مَتى شربت عصارنه بخل قطعت الدَّم وَيقتل الدَّم الطوَال ويخرجه ويحرك الباه. وَمَتى شربت مِنْهُ طاقات بِمَاء رمان حامض سكن القىء والفواق والهيضة. وَمَتى تضمد بِهِ سويق حلل الدبيلات. وَإِذا وضع على الْجَبْهَة سكن الصداع. وَمَتى وضع على الثدى الوارم وَالَّذِي تعقد فِيهِ اللَّبن نَفعه.

وَمَتى خلطت عصارته بِمَاء القراطن نفع من وجع الْأذن. وَمَتى احْتمل فِي وَقت الْجِمَاع منع الْحَبل. وَمَتى ذَلِك بِهِ اللِّسَان لانت خشونته. وَمَتى ألْقى مِنْهُ طاقات فِي اللَّبن لم يتجبن. قَالَ ج: فِي السَّادِسَة النعنع أقل إسخانا من القوتنج النهرى وَقُوَّة الفوتنج النهرى فِي الثَّالِثَة من الْحر. والنعنع مثل الفوتنج البستاني فِي الإسخان والفوتنج النهرى مثل النعنع البرى. والنعنع من أجل أَنه يزرع فِي الْبَسَاتِين قد اكْتسب رُطُوبَة فَهُوَ لذَلِك يُحَرك الْجِمَاع تحريكا يَسِيرا. وَهَذَا شىء عَام مُشْتَرك لجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي فِيهَا رُطُوبَة فضل غير نضيجة نضجاً تَاما وَمن أجل هَذَا المزاج صَار بعض النَّاس يدقه ويضعه مَعَ دَقِيق شعير على الخراجات والدبيلات فينفعها وَهَذَا شىء لَا يقدر عَلَيْهِ الفوتنج النهرى لِأَنَّهُ يسخن ويجفف بِأَكْثَرَ مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ وَفِيه مَعَ هَذَا شىء من المرارة والعفوصة فَهُوَ بِسَبَب مرارته يقتل الديدان وبسبب عفوصته يقطع نفث الدَّم مَا دَامَ لم يعْتق إِذا شرب بالخل الممزوج.) وجوهره فِي اللطافة على أَكثر مَا عَلَيْهِ غَيره من النَّبَات. لى أَحسب أَن هَذَا يُرِيد بِهِ الفوتنج لِأَن النعنع لَيْسَ ألطف مَا يكون وَفِيه رُطُوبَة فضلية وَيحْتَاج إِلَى نظر بعد. ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي آخر الثَّانِيَة يسخن الْمعدة ويسكن الغثيان البلغمى ويجشىء ويعين على الهضم. وخاصته تسكين القىء البلغمى وتطيب الْمعدة وينفع الفواق البلغمى إِذا شرب مُفردا وَإِذا شرب بِمَاء النمام. نمام قَالَ فِيهِ د: الَّذِي ينْبت مِنْهُ بَين الصخور منتصب القوام يدر الطمث إِذا شرب ويدر الْبَوْل وينفع من رض العضل وورم الكبد الصلب الفلغموني وضرر الْهَوَام شرب أَو تضمد بِهِ. وَإِذا طبخ بالخل مَعَ دهن ورد وصب على الرَّأْس سكن الصداع. وَإِذا شرب وَافق خَاصَّة مرض ليثرغس وقرانيطس. وَإِذا شرب مِنْهُ أَربع درخميات سكن قىء الدَّم وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: سكن القىء مُطلقًا. وَأما البرى فبزره إِذا شرب بِالشرابِ وَافق تقطير الْبَوْل والحصى وَسكن المغس والفواق. ويضمد بِوَرَقَة الصدغ والجبهة للصداع وللسع الزنابير والنحل على الْموضع. وَمَتى شرب سكن القىء. ج: فِي السَّادِسَة: إسخان هَذَا الدَّوَاء بليغ يبلغ أَن يدر الْبَوْل والطمث وَلِهَذَا يعْطى مِنْهُ

بولس: السيسنبر حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة لطيف مُحَلل وبزره أقوى مِنْهُ وَلِهَذَا يعْطى مِنْهُ أَصْحَاب الفواق وَمن بِهِ مغس مَعَ الشَّرَاب. وَمَا ذكر ابْن ماسويه فِيهِ قد ذَكرْنَاهُ فِي ذكر المرزنجوش. ابْن ماسويه: النمام يفتح سدد المنخرين. وخاصته النَّفْع من لسع الزنابير مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال بالسكنجبين. نبق ج فِي السَّابِعَة: فِي هَذِه الشَّجَرَة كَيْفيَّة قبض لَيْسَ بِكَثِير وَهِي مَعَ هَذَا لَطِيفَة مجففة. وَمِمَّا يدل على ذَلِك أَن نشارة خشبها ينفع من النزف من الْأَرْحَام وقروح المعى والذرب. وَهَذِه النشارة يطْبخ بِالْمَاءِ مرّة وبالشراب أُخْرَى على حسب مَا تَدْعُو إِلَيْهِ الْحَاجة وَيسْتَعْمل فِي الحقن ويشد أصُول الشّعْر وَذَلِكَ دَلِيل على أَن فِيهَا شَيْئا من قبض مَعَ تجفيف معتدل. وَقد قُلْنَا فِي ذكر اللاذن: إِن كل دَوَاء يشد أصُول الشّعْر وينبته فَلهُ مثل هَذِه الْقُوَّة. وَقَالَ اريبارسيوس مَكَان قَول ج الذرب: إِنَّه ينفع من الإسهال الْعَارِض من ضعف الْمعدة وَاخْتِلَاف الدَّم. قَالَ: وَلَيْسَ إِنَّمَا يحقن بطبيخ هَذَا النَّبَات بل قد يشرب أَيْضا. وَسَوِيق النبق نَافِع للمعدة عَاقل للبطن. وطبيخ نشارة خشبه إِذا شرب أَو احتقن بِهِ نفع قرحَة المعى وسيلان الرطوبات المزمنة من الْأَرْحَام ويحمر الشّعْر لى رَأَيْت النبق متخما يُولد الهيضة إِذا أَكثر مِنْهُ ابْن ماسويه: يقمع الصَّفْرَاء. نوشادر قَالَ بديغورس: إِنَّه يذوب ويرفق ويلطف. نارنكس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة بزر هَذَا النَّبَات يسخن ويلطف وجوهره مَا دَامَ طريا فِيهِ شىء من قبض فَلذَلِك ينفع نفث الدَّم وانطلاق الْبَطن. نوارس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا يحلل بِلَا لذع حَتَّى أَن النَّاس قد وثقوا مِنْهُ أَنه يلحم العصب الْمُنْقَطع. وأصوله خَاصَّة أَكثر فعلا. وطبيخه يسقى لمن بِهِ عِلّة فِي عصبه.

نوغالى:

ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه يقبض قبضا معتدلا. ويظن أَنه إِن شرب زَاد فِي اللَّبن فان كَانَ كَذَلِك فلبه حَار رطب. نوغا نيطس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: لهَذَا من المرارة والبشاعة أَمر عَظِيم وَلذَلِك لَا ينفع من أَشْيَاء كَثِيرَة. وَقد يسْتَعْمل كالضماد فِي مَوَاضِع الضَّرْب وَفِي جلاء الكلف فِي الْوَجْه. نولوفيش فِي الثَّامِنَة: إِنَّه يسخن ويجفف فِي الثَّانِيَة فَلذَلِك يدمل مَوَاضِع الضَّرْب. نوليموس ج فِي الثَّامِنَة: هُوَ لطيف مجفف وَلذَلِك يسقى أُصُوله بِالشرابِ لوجع الورك وقروح المعى وصلابة الطحال. نوطا حيطن ج فِي الثَّامِنَة: هُوَ يبرد وَيقبض مثل عَصا الراعى إِلَّا أَنه أغْلظ جوهرا مِنْهُ. نيلج ج فِي التَّاسِعَة: قوته قُوَّة حارة تقبض أَكثر من الزنجفر وَفِيه مَعَ هَذَا قبض. وَهُوَ المنفذ دَوَاء يعرف بِهَذَا الِاسْم. سلمويه: هَذَا دَوَاء لطيف حَار وشحمه الْأَخْضَر الْمَوْجُود فِي جَوْفه قباض فَلذَلِك ينفع من انطلاق الْبَطن وَنَفث الدَّم. نسرين قَالَ بولس: أما نَبَاته كُله فان لَهُ قُوَّة مسخنة لَطِيفَة الْأَجْزَاء وَهَذِه الْقُوَّة فِي زهره أَكثر لاسيما إِذا كَانَ يَابسا حَتَّى أَنه يدر الطمث وَيقتل الأجنة ويخرجها. وَمَتى خلط بِهِ مَاء حَتَّى يكسر قوته صلح أَيْضا فِي الأورام الحارة وَلَا سِيمَا الَّتِي تكون فِي الرَّحِم. وأصوله أَيْضا لَهَا قُوَّة قريبَة من هَذِه الْقُوَّة إِلَّا أَنَّهَا أغْلظ أَجزَاء وَأكْثر أرضية وَهُوَ يحلل الأورام الحارة الجاسية إِذا صيرت مَعَ الْخلّ. ابْن ماسه: حَاله كَحال النرجس وَكَذَلِكَ زهره. ودهنه مَحْمُود للشوصة المتولدة من السَّوْدَاء نَافِع من أوجاع الْأَرْحَام. ماسرجويه: إِنَّه شَبيه الْقُوَّة بالياسمين إِلَّا أَنه أقل حرارة مِنْهُ وأخف على الطباع وَأَقل يبسا أَيْضا. نَار مشك بديغورس: خاصته الترقيق والتلطيف. ماسرجويه: إِنَّه يَابِس فِي الثَّانِي حَار فِي الأولى ويرقق ويلطف. ابْن ماسويه: قوته كقوة الناردين. نارجيل قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي وسط الثَّانِيَة رطب فِي الأولى وَدَلِيل

رطوبته سرعَة تغيره وَهُوَ بطىء الانهضام فِي الْمعدة. وَالْمُخْتَار مِنْهُ الحَدِيث الْأَبْيَض العذب المَاء وَيجب للمحرورين أَن يجتنبه. والعتيق مِنْهُ يخرج حب القرع. ودهنه نَافِع من الرّيح الْعَارِضَة فِي الظّهْر والوركين والبواسير المتولدة من البلغم والسوداء إِذا شرب مَعَ دهن نوى المشمس أَو الخوخ. وَإِن طليت بِهِ البواسير نفع مِنْهَا. وماؤه يزِيد فِي الباه. ماسرجويه: إِنَّه حَار حَابِس للبطن. سندهشار: إِنَّه يحد الذِّهْن ويسهل وينفع من وجع المثانة. قَالَ د: قوته مسخنة ملهبة مجففة. مَتى شرب بشراب نفع من المغس وعسر الْبَوْل ويدر الطمث وَالْبَوْل ويخلط فِي أدوية الذراريح ليضاد عسر الْبَوْل وَفِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تقشر البهق والبرص. وَإِذا سحق بالعسل وضمد بِهِ قلع كمنة الدَّم تَحت الْعين. وَإِن شرب أَو تلطخ بِهِ أحَال لون الْجِسْم إِلَى الصُّفْرَة. وَإِن تدخن بِهِ مَعَ الزفت والراتينج نقى الرَّحِم. ج: أَنْفَع مَا فِيهِ بزره وقوته مسخنة مجففة ملطفة وَفِي طعمه أَيْضا مرَارَة يسيرَة وحراقه وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ الْبَوْل ويحلل فليوضع فِي الثَّالِثَة من الإسخان والتجفيف نَحْو وَسطهَا إِلَى آخرهَا. أريباسيوس: بزره يسخن إسخانا شَدِيدا وَهُوَ لطيف مدر للبول مُحَلل. بولس: النانخة حارة تدر الْبَوْل وتغزر الطمث وتفتح سدد الأحشاء.) ابْن ماسويه: يدر الْبَوْل والطمث وَيحل الرِّيَاح يزِيل المغس الْحَادِث من الرّيح والبلغم ويسخن الْمعدة والكبد. وَإِن أَكثر مِنْهُ صفر اللَّوْن. أَبُو جريج: طبيخه يحل النفخ الْبَتَّةَ. وحبة يذهب بالبلة والحميات العتيقة. وطبيخه يصب على لسع الْعَقْرَب فيسكن الوجع على الْمَكَان. الْفَارِسِي: إِنَّه يقطع الْقَيْح الَّذِي فِي الصَّدْر والمعدة ويسكن الرِّيَاح ويهضم الطَّعَام جيد لوجع الفواد والغثيان وتقلب النَّفس وَمن لَا يجد طعم الطَّعَام. سلمويه: إِنَّه يدر الْبَوْل والطمث جيد للكلى وَيفتح سدد الأحشاء. ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة يدر الطمث وَالْبَوْل ينفع الكلى وينقيها وينفع المثانة والكبد وينفع من لسع الْهَوَام.

والإكثار مِنْهُ يسود اللَّوْن. وَقَالَ فِي ذكر لخواص الْأَدْوِيَة: إِن خاصته إدرار الْبَوْل الْعسر. نريفش قَالَ د: إِن لبنه مَتى أكل رطبا نفع من نفث الدَّم والإسهال المزمن. ويسقى أَيْضا لنهش الأفعى بِالشرابِ. وَإِن جعل فِي المنخرين قطع الرعاف. وبزره إِذا شرب نفع من المغس. وَإِن أكل سَاقه صرّع. وَيعْمل بالملح ويؤكل. نعام قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه بطىء فِي الْمعدة كثير الرُّطُوبَة. وَقَالَ ج فِي الكيموسين: إِن أعضاءه كلهَا عسرة الهضم كَثِيرَة الفضول وأجنحتها صلبة ليفية عضلية. نيلوفر أَصله مَتى شرب نفع من الإسهال المزمن. ونفع من قرحَة المعى وحلل ورم الطحال. ويضمد بِهِ لوجع المثانة. وَإِذا خلط بِالْمَاءِ وصير على البهق أذهبه. وَإِن خلط بزفت وصير على دَاء الثلعب أَبْرَأ. وَيشْرب للاحتلام فيسكنه. وَمَتى أدمن شربه أَضْعَف ذكر شَاربه. وبزره أَيْضا يفعل مَا يَفْعَله الأَصْل فِي هَذِه الْأَشْيَاء جَمِيعًا. والصنف الْأَصْفَر الزهر الْأَبْيَض الأَصْل إِذا شرب أَصله وورقه بشراب نفعا من سيلان الرُّطُوبَة المزمنة من الرَّحِم. وَقَالَ ج فِي نيمقا وَفَسرهُ حنين بنيلوفر: إِن أَصله وبزره يجففان بِلَا لذع فَلذَلِك يحبس الْبَطن وَيقطع سيلان المنى والاحتلام وينفع من قُرُوح المعى. وَمَا كَانَ مِنْهُ أَبيض الأَصْل فَهُوَ أقوى من الْأسود حَتَّى أَنه يقطع نزف الدَّم الْحَادِث للنِّسَاء وَيشْرب الْأَبْيَض الأَصْل وَالْأسود لهَذِهِ الْعلَّة بشراب قَابض وَفِيهِمَا جَمِيعًا قُوَّة جالية وَلذَلِك يشفيان البهق وداء الثَّعْلَب. فاذا عولج بهما البهق عَجنا بِالْمَاءِ. وَإِذا عولج بهما دَاء الثَّعْلَب عَجنا بالزفت الرطب والطلاء. والأنفع فِي هَاتين العلتين الْأسود الأَصْل وَفِي الْعِلَل الْأُخَر الْأَبْيَض الأَصْل. أريبارسيوس: مَكَان البهق الرص. ابْن ماسويه حَيْثُ ذكر أفاعيل البنفسج: هُوَ أَكثر فعلا لهَذِهِ الْأَفْعَال من البنفسج النيلوفر. وَقَالَ ابْن ماسه: إِنَّه بَارِد رطب فِي الثَّالِثَة لطيف غواص يسبت وَيذْهب بالسهر. وَقَالَت الخوز: أصل النيلوفر الهندى قوته كقوة اليبروح.

شراب النيلوفر جيد للسعال والشوصة ملين للبطن ويطفىء جدا.) نيطافلن قَالَ د: طبيخ أصل هَذَا النَّبَات مَتى طبخ بِالْمَاءِ حَتَّى ينقص الثُّلُث وَأمْسك فِي الْفَم سكن وجع الْأَسْنَان. وَإِذا تمضمض بِهِ منع القروح الخبيثة من أَن تنبسط فِي الْفَم. وَإِذا تغرغر بِهِ نفع من خشونة الْحلق. وَإِذا شرب نفع من إسهال الْبَطن وقرحة المعى ووجع المفاصل وعرق النسا. وَمَتى دق نَاعِمًا وطبخ بالخل وتضمد بِهِ منع النملة من السعى فِي الْجِسْم. وَقد يحلل الْخَنَازِير والأورام الصلبة والبلغمية وتورم الشريان عِنْد الفصد والدبيلات والحمرة والداحس والبواسير الناتئة فِي المقعدة ويبرىء الجرب. وعصارو أَصله إِذا كَانَ طريا صلح لوجع الكبد ووجع الرئة والأدوية القتالة. وَقد يشرب الْوَرق بأدرومالى أَو بشراب ممزوج مَعَ شىء يسير من الفلفل لحمى الرّبع وَالْغِب والورد فيشرب للورد ورق غُصْن وَاحِد وللغب ورق غُصْنَيْنِ وللربع أَرْبَعَة أَغْصَان. وَإِن شرب الْوَرق ثَلَاثِينَ يَوْمًا مُتَوَالِيَة من الصرع. وعصارة الْوَرق إِذا شرب مِنْهَا عشرَة أَيَّام فِي كل يَوْم مِقْدَار ثَلَاث قوانوسات أبرأت اليرقان. وَمَتى تضمد بالورق مَعَ الْملح وَالْعَسَل أَبْرَأ الخراجات والبواسير والداحس. وَقد ينفع من قيلة المَاء. وَإِذا شرب هَذَا النيات أَو تضمد بِهِ قطع نزف الدَّم. وَقد يسْتَعْمل هَذَا النَّبَات فِي التَّطْهِير للهياكل. وَيَزْعُم بعض النَّاس أَن هَذَا هُوَ الفنجنكشت وَتَفْسِيره نيطافلن ذُو خمس وَرَقَات. فَأَما الفنجنكشت فانه بِالْفَارِسِيَّةِ وَتَفْسِيره ذُو خمس وَرَقَات وباليونانية: اعيس. وَزعم حنين أَن صيادنة الْعرَاق يعْرفُونَ هَذَا الدَّوَاء بِهَذَا الِاسْم وَإِنَّمَا يُوجد مِنْهُ عِنْدهم أَصله فَقَط. وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة فِي نيطافلن: إِن أصل هَذَا الدَّوَاء يجفف بِقُوَّة وَلَيْسَت لَهُ حِدة وَلَا حرافة أصلا وَلذَلِك هُوَ نَافِع كنفع جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تجفف بِلَا لذع. وتجفيفه كَأَنَّهُ فِي الثَّالِثَة وَلَا حرارة فِيهِ. نُحَاس أما المحرق فَقَالَ د: إِنَّه يقبض ويجفف ويلطف ويجذب وينقى القروح ويدملها ويجلو غشاؤة الْعين وَينْقص اللَّحْم الزَّائِد وَيمْنَع الساعية. وَمَتى شرب بأدرومالى ولعق بِعَسَل أَو تحنك بِهِ أهاج القىء. وخبث النّحاس شَبيه الْقُوَّة بِهِ إِلَّا أَنه أَضْعَف.

وَأما زهرَة النّحاس وَصفته فِي كتاب الصَّنْعَة فقوته قابضة تنقص اللَّحْم الزَّائِد وتجلو غشاؤه وَمَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة أبولسات أسهل كيموسا غليظا وأذاب اللَّحْم الزَّائِد فِي بَاطِن الْأنف والمقعدة. وَإِذا خلطت بِالْخمرِ أذهبت البثور. وَمَا كَانَ من زهرَة النّحاس أَبيض وسحق وَنفخ فِي الْأذن بمنفخة نفع من الصمم المزمن. وَإِذا خلط بِعَسَل وتحنك بِهِ حلل أورام اللهاة والنغانغ. وَأما توباله فَيقبض ويعصر ويلطف وَيمْنَع القروح الخبيثة من الانتشار ويدمل وَإِذا شرب بِالشرابِ الَّذِي يُقَال لَهُ مَاء القراطن أسهل كيموسا مائيا. وَمن النَّاس من يسْقِيه بعد عجنه بدقيق الْحِنْطَة وَيعْمل مِنْهُ حبا. وَيَقَع فِي أدوية الْعين ويجفف القروح الْعَارِضَة فِيهَا ويحلل الخشونة الْحَادِثَة فِي الجفون. وَأما الزنجار فقوته مثل قُوَّة التوبال إِلَّا أَنه أقوى وكل أَصْنَاف زنجار النّحاس فقابض مسخن يجلو الْآثَار الْعَارِضَة فِي الْعين عَن اندمال القروح ويلطف ويذرى الدُّمُوع وَيمْنَع الساعية من الانتشار فِي الْبدن والخراجات أَن ترم. وَإِذا خلط بالموم وَالزَّيْت أدمل القروح. وَإِذا طبخ بالعسل نقي القروح الوسخة والبواسير الجاسية. وَإِذا خلط بالأشق وعملت مِنْهُ فتائل أذابت جسو البواسير الجاسية وينفع أورام اللثة وانتفاخها. وَإِذا خلط بالعسل واكتحل بِهِ حلل الجسو الْعَارِض فِي الجفون وليكحل بِهِ بعد أَن تكمد الْعين باسفنجة مبلولة بِمَاء سخن. وَإِذا خلط بصمغ البطم والنطرون والنحاس المحرق قلع الجرب. قَالَ ج فِي الزنجار: إِن لَهُ كَيْفيَّة حادة يجدهَا فِيهِ من يذوقه وَهُوَ يحلل وَينْقص اللَّحْم الزَّائِد) ويذيبه لَا اللَّحْم الرخو فَقَط بل والصلب. وَمَتى جعل مِنْهُ بِطرف الْميل شىء قَلِيل على القروح الَّتِي فِيهَا لحم زَائِد وجدهَا من غَد قد اسْتَوَت وضمرت وَلذَلِك يظنّ قوم بغلط مِنْهُم أَنه يدمل على أَنه لَيْسَ كَذَلِك وَذَلِكَ أَنه مَتى جعل مِنْهُ فضل قَلِيل نَقصهَا وأكلها. والأدوية الَّتِي تدمل لَا تَأْكُل اللَّحْم بل تجمعه وتصلبه. والزنجار لَيْسَ يلذع القروح فَقَط بل تلذع اللِّسَان فِي مذاقته أَيْضا. وَمَتى خلط الْيَسِير مِنْهُ بقيروطى كثير صَار يجلو الْمُتَّخذ مِنْهُ جلاء لَا لذع مَعَه وَذَلِكَ الْفِعْل حِينَئِذٍ لجملة المراكب لَا للزنجار. وَقَالَ فِي قشر النّحاس: إِنَّه ينقص اللَّحْم الزَّائِد ويذيبه أَكثر من قشور الْحَدِيد. وَجَمِيع القشور تجفف تجفيفا شَدِيدا. وَالْفرق بَين بَعْضهَا وَبَعض أَنَّهَا تجفف أَكثر وَأَقل.

وقشور المسامير تجفف أَكثر من الْجَمِيع لِأَنَّهَا ألطف من سَائِر القشور وَذَلِكَ لِأَن فِيهَا وَأما قشور الْحَدِيد فالقبض فِيهَا أَكثر وَهُوَ فِي قشور الشابرقان أَكثر مِنْهُ فِي قشور اللين وَلذَلِك صَار هَذَانِ القشران أَنْفَع فِي الخراجات الخبيثة من قشور النّحاس. وقشور المسامير هِيَ تذيب اللحوم اللين أَكثر من قشور النّحاس. وكل القشور يلذع لذعا بالذوق وَهَذَا يدل على أَن جوهرها لَيْسَ بِكَثِير اللطافة. وَقَالَ فِي النّحاس المحرق: إِن فِيهِ شَيْئا حارا وَله مَعَ هَذَا قبض وَلذَلِك مَتى غسل كَانَ مِنْهُ دَوَاء جيد لإلحام الْجِرَاحَات وإدمالها وَقد يُمكن فِيهِ أَن يفعل ذَلِك قبل الْغسْل أَيْضا وخاصة فِي الْأَبدَان الصلبة وَأما الْأَبدَان اللينة فالمغسول أَنْفَع لَهَا. فَأَما توبال النّحاس فقوته أَيْضا لَطِيفَة ألطف من قُوَّة النّحاس المحرق وَمن قشور النّحاس وَلذَلِك صَار الشياف الَّذِي يَقع فِيهِ هَذَا التوبال يجلو ويقلع ويحلل من الأجفان الخشونة الْكَثِيرَة الَّتِي يُقَال لَهَا: سوقوموس. أريباسيوس: مَتى خلط قَلِيل من الزنجار بِكَثِير من الشمع الْمُذَاب بالدهن كَانَ الْمركب مِنْهُ لَهُ جلاء من غير لذع. وَيجب أَن تعلم من هَهُنَا أَن قانون المدملة أَن تكون جلاءة بِلَا لذع مجففة. وَقَالَ ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن توبال النّحاس يسهل إِذا شرب إسهالا كثيرا. الخوز: سحالة النّحاس جيد للعين الرّطبَة المترخية الَّتِي يكثر الدمع فِيهَا.) وَقَالُوا أَيْضا: إِن النّحاس المحرق بَارِد يَابِس ينفع من وجع الْعين وانفجار الدَّم والمطث. نطرون قَالَ د: قوته شَبيهَة بِقُوَّة الْملح ويفضل عَلَيْهِ بِأَنَّهُ يسكن المغس إِذا سحق مَعَ الكمون وَشرب بِالشرابِ أَو بِمَاء طبيخ السذاب والشبث. وَيمْسَح بِهِ لبَعض الحميات الآخذة بأدوار قبل الدّور بِالْقربِ من النَّار مَعَ الزَّيْت أَو بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي تعْمل لذَلِك. وَيَقَع فِي المراهم الجاذبة وأدوية الجرب. وَمَتى قطر فِي الْأذن مَعَ خمر وَمَاء أبرأها من الرّيح والدوى والطنين والرطوبة السائلة مِنْهَا. وَإِن خلط بالخل وقطر فِيهَا نقى أوساخها. وَمَتى خلط بشحم الْحمار أَو الْخِنْزِير أَبْرَأ عضة الْكَلْب الْكَلْب. وَمَتى خلط بشحم البط أنضج الأورام. وَمَتى خلط بصمغ البطم فتح أَفْوَاه الدماميل. ويتضمد بِهِ مَعَ القير للاستسقاء. وَمَتى اكتحل بِهِ مَعَ عسل أحد الْبَصَر. وَمَتى شرب بِالْمَاءِ دفع مضرَّة الذراريح الَّتِي يُسمى يونونطش. وَمَتى شرب مَعَ الأنجدان دفع

وَيعْمل مِنْهُ ضماد نَافِع للهزال. ويخلط بقيروطى. ويضمد بِهِ للفالج الَّذِي يعرض مِنْهُ ميل الرَّقَبَة إِلَى خلف فِي انحطاط الْعلَّة وَلَا لالتواء العصب. وَقد يخلط بالعجين ويخبز لمن بِهِ استرخاء فِي أَسْنَانه. أبقراط فِي كتاب الخربق: إِن النطرون والأملاح الَّتِي يرام أَن تحل ويسخن بهَا الْجلد فانها لَا تسخن لِأَنَّهَا إِذا حلت بردت أَكثر مِمَّا تسخن. أريباسيوس: لَا يجب أَن يُؤْكَل النطرون إِلَّا لأمر عَظِيم إِن اضْطر إِلَى ذَلِك. نورة قَالَ د: المعمولة من الرخام أفضلهَا وجميعها ملهب لذاع بُخَارى. وَمَتى خلط مَعَ الشَّحْم وَالزَّيْت كَانَ منضجا ملينا محللا مدملا والْحَدِيث أقوى من الْعَتِيق والحى من المطفأ. وَقَالَ ج: إِن غير المطفأ يحرق إحراقا شَدِيدا حَتَّى أَنَّهَا تحدث قشرة صلبة محترقة. فَأَما مَا أطفىء مِنْهَا فانها سَاعَة تطفأ تحدث قشرة محترقة ثمَّ إِنَّهَا بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ يقل إحراقها فاذا أزمنت بَطل ذَلِك مِنْهَا إِلَّا أَنَّهَا تسخن وتذوب اللَّحْم. فان غسلت النورة سلخت حدتها ولذعها فِي المَاء وَصَارَ مَاؤُهَا معفنا وَصَارَت هِيَ تجفف بِلَا لذع فان غسلت مرّة ثَانِيَة ومرارا كَثِيرَة صَارَت لَا لذع لَهَا أصلا. صَارَت تجفف تجفيفا شَدِيدا من غير لذع. نمر الخوزى: شحمه أعظم دَوَاء للفالج ومرارته قاتلة ومرارة اليبر أنفذ فِي ذَلِك وَكَذَلِكَ شحمه. وَقيل فِي ثَبت الْأَسْمَاء: شَحم النمر نَافِع جدا للفالج ومرارته قاتلة من ساعتها. السمُوم: مرَارَة النمر قاتلة من ساعتها. انْقَضى حرف النُّون

باب الواو

3 - (بَاب الْوَاو) وَج قَالَ د: رَائِحَته حريفة وَقُوَّة أَصله حارة إِذا سلق وَشرب مَاؤُهُ أدر الْبَوْل ونفع من أوجاع الْجنب والصدر والكبد والمغس وشدخ العضل ويحلل ورم الطحال وينفع من تقيطر الْبَوْل ونهش الْهَوَام وَيجْلس فِي طبيخه لوجع الْأَرْحَام. وَأما عصارة الوج فانها تجلو ظلمَة الْبَصَر. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّمَا يسْتَعْمل مِنْهُ أَصله فَقَط وَهُوَ حَار حريف فِي طعمه مرَارَة يسيرَة وَلَيْسَت لَهُ رَائِحَة ردية. وَمن ذَلِك يعلم أَن قوته حارة حريفة وجوهره لطيف وَيشْهد على ذَلِك إدراره الْبَوْل. وَإنَّهُ ينفع صلابة الطحال ويجلو ويلطف مَا يحدث من الغلظ فِي الطَّبَقَة القرنية من طَبَقَات الْعين وأنفع مَا يكون مِنْهُ لهَذَا عصارة أَصله. وَمن الْبَين أَنه يجفف لَا محَالة فليوضع إِذا فِي الثَّالِثَة فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا. بديغورس: خاصته طرد الرِّيَاح وتنقية الْمعدة وتقوية الكبد. وَقَالَ اريباسيوس: إِنَّه شَدِيد الْحَرَارَة واليبس لطيف الْأَجْزَاء فِي قوامه ولذالك صَار يُحَرك الْبَوْل وينفع من الطحال الَّذِي قد صلب وتحجر. الْفَارِسِي: الوج يذهب بالنفخة والضربان وينفع من السدة ويجفف المفاصل الرّطبَة ويصفى اللَّوْن وَيزِيد الباه. ج فِي الثَّانِيَة من طيماوس: الوج يجلو بِلَا لذع وطبيعته مثل طبع الزراوند وأصل السوسن. ماسرجويه: يحلل الرّيح الَّتِي تكون تَحت الطحال. سندهشار: هوجيد لثقل اللِّسَان. ابْن ماسويه وَابْن ماسه: خَاصَّة الوج ترقيق الْبيَاض وإذهابه. وزغ ذكر فِي الْعين مَعَ عظاية. ورد الْحبّ هُوَ كسلح. وسخ قَالَ د: إِن الْمُجْتَمع مِنْهُ فِي حيطان مَوَاضِع الرياضة على الْأَصْنَام يسخن ويحلل الخراجات الْعسرَة قَالَ: والمجتمع مِنْهُ على أبدان المصارعين ينفع من العقد الْعَارِضَة فِي البراجم إِذا وضع عَلَيْهَا.

وينفع من عرق النسا إِذا وضع على الْمَوَاضِع بدل المراهم والكماد. وَقَالَ أَيْضا: وسخ كوارات النَّحْل قوته قُوَّة مسخنة جدا جاذبة للسلاء وَغَيرهَا من اللَّحْم. وينفع مَتى تبخر بِهِ من السعال المزمن ويجلو القوابي جلاء قَوِيا. والمجتمع مِنْهُ فِي حيطان الحمامات يسخن ويلين ويحلل وينى اللَّحْم ويوافق الشقاق الَّذِي فِي المقعدة والبواسير مَتى لطخ عَلَيْهَا. وَقَالَ ج: إِنَّه يلين تَلْيِينًا معتدلا. بولس: إِنَّه يسخن قَلِيلا ويلين وَيصْلح لأنواع الشقاق فِي المقعدة. وَقَالَ ج فِي وسخ الْحمام: إِنَّه يلين تَلْيِينًا معتدلا. وَقَالَ وسخ الكور فِي الثَّامِنَة: قوته تجلو جلاء وسطا وتجذب جذبا قَوِيا. لِأَن جوهره جَوْهَر لطيف وَهُوَ يسخن فِي الثَّانِيَة قَرِيبا من آخرهَا وَفِي الثَّالِثَة عِنْد ابتدائها. وَقَالَ فِي الثَّامِنَة أَيْضا: والوسخ الَّذِي يُوجد فِي التمايثل الَّتِي يحرق عِنْدهَا زَيْت كثير مُحَلل ملين والوسخ الْمُجْتَمع على أبدان المصارعين فبحسب مَا فِيهِ من الْغُبَار يُخَالف الأول. وَأما وسخ التماثيل فمحلل للخراجات غير النضيجة وَالَّذِي من الكراع نَافِع من الأورام الْحَادِثَة فِي الثديين وَذَلِكَ أَنه يطفىء لهيبها وَيمْنَع مَا ينصب ويحلل مَا قد انصب لِأَنَّهُ مركب من غُبَار وزيت ووسخ الْأَبدَان وعرقها يحلل. فَأَما وسخ التماثيل فَلِأَنَّهُ يكْتَسب حِدة من تماثيل النّحاس فَهُوَ أَجود. وَقَالَ فِي الْعَاشِرَة حَيْثُ أفرد ذكره: إِن الْوَسخ إِنَّمَا هُوَ بَقِيَّة غَلِيظَة أرضية تبقى من الشىء الَّذِي يتَحَلَّل من جَمِيع الْبدن تحليلا خفِيا وَمن هَذَا تعلم أَن قوته مجففة وَأَن فِيهِ مَعَ ذَلِك شَيْئا من) الْحَرَارَة. وَقد قيل فِي وسخ الْأذن: إِنَّه ينفع من الداحس. وَقَالَ أريباسيوس: وسخ الكور قوى الإسخان شَدِيد الْجلاء صَالح لطيف الْجَوْهَر. وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن وسخ الْحمام يلين تَلْيِينًا معتدلا. ورد قَالَ د: إِنَّه بَارِد واليابس مِنْهُ أَشد قبضا من الطرى. وعصارة الْورْد الرطب إِذا قطع عَن ورقه أَطْرَافه الْبيض وطلى على الْعين فِي الأورام الحارة نَفعهَا. فان طبخ الْيَابِس بشراب كَانَ صَالحا لوجع الرَّأْس وَالْعين وَالْأُذن واللثة إِذا تمضمض بِهِ والمقعدة إِذا لطخ بريشة وَالرحم والمعى الْمُسْتَقيم. وَمَتى طبخ ورق الْورْد وَلم يعصر وتضمد بِهِ نفع من الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي المراق وَمن بلة الْمعدة والحمرة. وَيدخل فِي الأكحال وأدوية الخراجات.

وبزر الْورْد مَتى ذريابسا على اللثة الَّتِي ينصب إِلَيْهَا الفضول كَانَ صَالحا. وأقماع الْورْد إِذا شربت قطعت الإسهال وَنَفث الدَّم. ولدهن الْورْد قُوَّة قابضة مبردة تسهل الْبَطن إِذا شرب ويطفىء التهاب الْمعدة ويبنى اللَّحْم فِي القروح العميقة ويسكن رداءة الردية مِنْهَا. وَيصْلح للقروح الرّطبَة فِي الرَّأْس والصراع والصداع فِي ابْتِدَائه. ويتمضمض بِهِ لوجع الْأَسْنَان. وَيصْلح للجفن الَّذِي فِيهِ غلظ إِذا اكتحل بِهِ. وَإِذا احتقن بِهِ نفع من قرحَة المعى وَالرحم. يتَّخذ مِنْهُ أخلاط أَقْرَاص طيبَة الرَّائِحَة تصلح نَتن الْعرق وتطيب الْبدن على هَذِه الصّفة يُؤْخَذ من الْورْد الَّذِي لم يصبهُ مَاء فَيتْرك حَتَّى يضمر وَيُؤْخَذ مِنْهُ أَرْبَعُونَ مِثْقَالا وَمن سنبل الطّيب خَمْسَة مَثَاقِيل وَمن المرستة مَثَاقِيل تعْمل أقراصا وترفع وَيمْسَح الْجِسْم وَيغسل بهَا فِي الْحمام نَافِع لما ذكرنَا. وَأما شراب الْورْد فاذا اسْتَعْملهُ من معدته وَجَعه نَفعه وَإِن كَانَت لَا تهضم الطَّعَام وشربه نَفعه ونفع من الإسهال المزمن وقرحة المعى.) وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: قد ذكرنَا فِيمَا تقدم أَنه مركب من جَوْهَر مائى مَعَ طعم قَابض وَطعم مر وَقد وَصفنَا أَصْنَاف هَذِه الطعوم. وَأما بزر الْورْد فَهُوَ أَشد قبضا من الْورْد فَهُوَ أَيْضا لذَلِك مجفف. وَيُسمى اريباسيوس هَذَا الَّذِي سَمَّاهُ جالينوس بزر الْورْد وَهُوَ البزر الَّذِي فِي وَسطه. بولس: الْورْد من حرارة وقيض ومرارة وزهرة يقبض قبضا أَكثر وَمن هَهُنَا يجفف. قَالَ: وأصل شَجَرَة الْورْد مركب لَهُ قُوَّة محللة وَهُوَ حَار فِي الثَّانِيَة لطيف. ابْن ماسويه: الْورْد بَارِد فِي الأولى يَابِس فِي آخر الثَّانِيَة شمه نَافِع لأَصْحَاب الصَّفْرَاء وَمن بِهِ حرارة مسكن للصداع الصفراوى والعارض من حرارة الدَّم نَافِع للبخار الحاد الحريف الْعَارِض مِنْهَا والأوجاع الحارة مهيج للعطش للصفراويين الحارى الأدمغة. إِذا ربب بِعَسَل جلا مَا فِي الْمعدة من البلغم وَإِذا ربب بسكر فعل ذَلِك. لى جرب غير وَاحِد من أصدقائى ورق الْورْد الرطب أخذُوا مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم فأسهلهم عشرَة مجَالِس وَأكْثر وَأَقل وَكَذَلِكَ عصارته. وَإِن الْورْد إِذا جف كَانَ أَشد قبضا لِأَن المرارة تُفَارِقهُ حِينَئِذٍ إِلَّا قَلِيلا لَكِن التجفيف فِي الْورْد قوى لِأَنَّهُ مركب من الْقَابِض والمر والثوم عَلَيْهِ يقطع البلة ويسهل إسهالا كثيرا. وَقَالَ ج فِي الثَّالِثَة: الْقَبْض فِي الْورْد يسير وَإِنَّمَا يقبض بِقدر مَا لَا ينَال الْأَجْسَام الَّتِي تَلقاهُ من الْقُوَّة المركبة مِقْدَار مَا يتَحَلَّل بِهِ قوتها وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَلَيْسَ من الْعجب أَن ينفع من الأورام الدموية وخاصة فِي تزييدها لِأَن فِيهِ قبضا مَا.

وَأما دهن الْورْد فَلِأَن قَبضه أفضل مَا تداوى بِهِ هَذِه الأورام فِي وَقت تصفرها. ماسرجويه: الْورْد جيد للمعدة والكبد جيد للحمى الَّتِي تكون من عِلّة الكبد والمعدة. حَكِيم بن حنين: مَاء الْورْد نَافِع لانصباب الْموَاد إِلَى الْعين ومانع لما قد حصل فِيهَا أَيْضا من التَّحَلُّل. الطبرى: إِنَّه نَافِع لمن قد غشى عَلَيْهِ مَتى تجرعه مَرَّات. الخوز: دهن الْورْد ردىء للريح والبرودة جدا. وَأما الْمُسَمّى الميسى فانه حَار يَابِس. وَأَصله يحرق كاحراق العاقر قرحا.) ج فِي الثَّالِثَة: مَاء الْورْد أبرد من الْبدن المعتدل لَيْسَ بِكَثِير إِلَّا أَن مَاء الْورْد لطيف كثير اللطافة. وَالدَّلِيل على ذَلِك سرعَة جفاف الْورْد وَأَنه لَا لزوجة لَهُ أصلا. وَأَن رَائِحَته تغلب على رَوَائِح الأدهان المطيبة بِهِ لِأَنَّهُ يسْبق فَيمْلَأ مجارى تَنْشَق الرّيح قبل أَن تصل إِلَيْهَا تِلْكَ الروائح الْأُخْرَى المختلطة مَعَه. لى يجب أَن تنظر مَا السَّبَب فِي تعطيس الْورْد. حنين فِي الترياق: الْورْد يقوى الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة ويصل قَبضه ويغوص من أجل المر الَّذِي مَعَه. وَقَالَ فِي كتاب الْعين: الْورْد فِيهِ قبض وَتَحْلِيل ويبس. ورشان أبن ماسويه: هُوَ عسر الهضم عَاقل للبطن. وَقَالَ ج: دم الورشان يكتحل بِهِ لخراجات الْعين وكمنة الدَّم والعشا ورل د: دم الورل وَإِن كَانَ يحد الْبَصَر فاستعماله فقر إِلَى الْأَدْوِيَة. ج: خرء الورل يحد الْبَصَر ويجلو الْوَجْه من النمش والكلف والبهق. ورس الدمشقى: إِنَّه حَار لطيف يَابِس ينفع مَتى لطخ على البهق والحكة. وسمة الطبرى: هُوَ حَار وَإنَّهُ يصْبغ الشّعْر. ماسرجويه: إِنَّه مر حَار قَلِيلا فَلذَلِك هُوَ إِلَى الْحَرَارَة وَفِيه قبض. ورد الْحمار ابْن ماسويه: هُوَ بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة أَضْعَف من الْورْد فِي فعله شكله شكل طَائِر حَار يَابِس فِي الأولى وَهُوَ أصفر لَيْسَ يُفَارق الرّيح. انْقَضى حرف الْوَاو

باب الهاء

3 - (بَاب الْهَاء) هندبا البرى مِنْهُ أَجود للمعدة والبستاني صنفان: أَحدهمَا عريض الْوَرق وَالْآخر دَقِيق وكل أَصْنَاف الهندبا مر قَابض جيد للمعدة. إِذا طبخ وَأكل بالخل عقل الطبيعة. وخاصة البرى مِنْهُ فانه أَشد عقلا للبطن وأجود للمعدة. وينفع من ضعف الْمعدة. وَإِذا تضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ سويق شعير سكن الالتهاب الْعَارِض فِي الْمعدة. وَمَتى اسْتعْمل مِنْهُ ضماد نفع من الخفقان. ونفع من النقرس وأورام الْعين الحارة. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ أُصُوله نفع من لسع الْعَقْرَب. وَمَتى خلط بسويق وضمد بِهِ مَعَ أُصُوله نفع وَسكن الأورام الحارة. وَمَاء الهندبا مَتى خلط باسفيذاج الرصاص وخل كَانَ لطوخا نَافِعًا جدا لمن يحْتَاج إِلَى تبريد. وَقَالَ ج فِي الثَّانِيَة: مزاج الهندبا البرى بَارِد يَابِس وَهُوَ مِنْهُمَا فِي الأولى. فَأَما البستاني فتبريده أَكثر من البرى وَلكنه بِسَبَب مَا خالطه من المائية الغريبة الْكَثِيرَة قد ذهب عَنهُ اليبس. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: قوته كقوة الخس غير أَنه دونه فِي خصاله. ارخيجانس: الهندبا بَارِد رطب. اريبارسيوس: مزاج الهندبا يَابِس يسير الْبرد. بولس الهندبا البرى بَارِد يَابِس فِي الأولى كالبستاني مِنْهُ وَفِيه شىء من قبض وَلذَلِك يُوَافق) الذوسنطاريا الَّتِي تكون فِي الكبد. وَقَالَ فِي الطرخشقوق: إِنَّه يبرد تبريدا شَدِيدا ويبرد مَعَ شىء من قبض. ابْن ماسويه فِي الهندبا: إِنَّه فِي وَقت الصَّيف تظهر مرارته فيميل إِلَى الْحَرَارَة وَفِي الشتَاء بعكس ذَلِك. وَجُمْلَة أمره أَنه بَارِد فِي الأولى يَابِس فِي وَسطهَا يشوبه من حرارة إِذا اجتنى فِي الصَّيف مقو للمعدة مفتح لسدد الكبد جلاء لما فِيهَا وَفِي الْمعدة. وخاصته تفتيح السدد على مَا فِيهِ من العفوصة. وَأما البلخشكوك فانه بَارِد فِي أول الثَّانِيَة واليبس أغلب عَلَيْهِ. مقو للمعدة والكبد دابغ لَهَا.

وَإِن دق وَوضع على لسع الْعَقْرَب أَو أكل أَو شرب مَعَه مَاؤُهُ نفع مِنْهُ. وخاصته النَّفْع من لسع الْهَوَام. ج فِي الميامر: الْغَالِب على مزاجه الْبرد الْيَسِير وَفِيه مرَارَة وبهذين جَمِيعًا يقبض قبضا معتدلا أَبُو جريج: الهندبا ينفع مَاؤُهُ الأورام الَّتِي فِي الْجوف ويقوى الْمعدة وَيفتح السدد. حنين فِي الاختيارات: إِن الطرخشقوق يشرب فينفع للسع الْعَقْرَب والزنبور والحيات وَحمى الرّبع. هليون قَالَ د: إِذا سلق سلقة وَأكل أَو شرب أدر الْبَوْل. وَمَتى طبخت أُصُوله وَشرب طبيخها نفع من عرق النسا وغزر الْبَوْل. وَمَتى طبخ بِالشرابِ نفع طبيخه من نهش الرتيلا. وَإِذا تمضمض بِهِ السن الألمة. وبزره إِذا شرب فعل مثل فعل الْأُصُول. وَيُقَال: إِن طبيخه يقتل الْكلاب. وَقَالَ ج فِي الصخرى مِنْهُ: إِن قوته جلاءة وَلَا يسخن وَلَا يبرد تسخينا وتبريدا ظَاهرا فَلذَلِك يفتح سدد الكبد والكلى وخاصة أَصله وبزره ويشفى أَيْضا وجع الْأَسْنَان لِأَنَّهُ يجفف من غير إسخان وَهَذَا أَكثر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ الْأَسْنَان خَاصَّة. روفس: الهليون يغزر الْبَوْل وَيعْقل الْبَطن. اريباسيوس: لَهُ قُوَّة جلاءة وَلَا يسخن شَدِيدا وَلذَلِك يفتح سدد الكبد والكلى وخاصة أُصُوله وبزره وَهُوَ أَيْضا يذهب بوجع الْأَسْنَان لِأَنَّهُ يجفف من غير إسخان. ابْن ماسويه: هُوَ حَار رطب فِي أول الثَّانِيَة يلين الْبَطن ويدر الْبَوْل ويغير رَائِحَته زَائِد فِي الباه مفتح للسدد الَّتِي تعرض فِي الكلى والكبد نَافِع للاسنان وَمَا يحدث من وجع الظّهْر الْمُتَوَلد من البلغم وَالرِّيح وينفع من وجع القولنج لتليينه الطبيعة. وَإِن أَكثر مِنْهُ غثى. هليلج أما الْأَصْفَر مِنْهُ فَقَالَ فِيهِ بديغورس: خاصته إسهال الصَّفْرَاء. وَأما الْأسود فخاصته تَقْوِيَة الْمعدة وَقطع الفضول الغليظة. ابْن ماسويه: الكابلى المربى دابغ للمعدة مقو لَهَا هاضم للطعام مجفف للرطوبة ملين للطبيعة نَافِع من ريَاح البواسير والمرة السَّوْدَاء. الْيَهُودِيّ: الكابلى خاصته تنقية فضول الْمعدة وتجفيفها. وَقَالَ: خَاصَّة الْأسود النفيع من السَّوْدَاء وخفقان الْقلب وتصفية اللَّوْن. وَقَالَ فِي الْأَصْفَر: خاصته إسهال الصَّفْرَاء ودبغ الْمعدة. وَقَالَ الدِّمَشْقِي: إِنَّهَا كلهَا بَارِد يابسة فِي الأولى وَالْأسود ينفع من السَّوْدَاء بخاصته والأصفر

ماسرجويه: الْأسود قَابض دابغ فِيهِ شىء من الْبُرُودَة وشىء من حِدة ولطافة. والأصفر يسهل الصَّفْرَاء فِي رفق واعتدال مَعَ قبض فِيهِ. الهندى: الهندى مرسوس الْحَرَارَة يخرج الثفل من الْبَطن ويقوى الْحَواس وَيزِيد فِي الْحِفْظ والذهن وينفع من الجذام والقولنج وعزوب الذِّهْن والبواسير والمليلة العتيقة والصداع وَالِاسْتِسْقَاء وَالطحَال ويجلب البلغم والقىء. وَقَالَ فِي كتاب الْحمى: إِن من طبيعة الهليلج الْقَبْض والحرارة. ابْن ماسويه: الهليلج الْأسود جيد للمعدة والبواسير والأصفر يطفىء الْمرة ويدبغ الْمعدة ويسهل صفراء. حَكِيم بن حنين: زعم المحدثون أَن الهليلج الْأَصْفَر بَارِد شَدِيد الْقَبْض فِيهِ مرَارَة يسيرَة وَيسْتَعْمل فِي تقرية الْعين المسترخية وَيمْنَع الْموَاد الَّتِي تسيل كحلا. أَبُو جريج: الكابلى بَارِد وَفِيه حرارة يسيرَة وَيسْتَعْمل فِي تَقْوِيَة الْعين وينشف البلغم وَيعْمل فِي السَّوْدَاء. والأصفر أسخن من الْأسود وَإِنَّمَا صَار بَارِدًا للحموضة الَّتِي فِيهِ. ابْن ماسه: الْأَصْفَر بَارِد يَابِس يسهل الصَّفْرَاء وشيئا من البلغم. والكابلى يخرج شَيْئا من السَّوْدَاء جيد للمعدة والبواسير. هُوَ لحية التيس. هزار حسان هُوَ الفاشرا. قَالَ بديغورس: شَأْنه الترقيق والتلطيف. وَقَالَ القلهمان: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة. هيل وهال حَار يَابِس لطيف. الطبرى: هُوَ ألطف من القاقلة وَقد ذكر فِي بَاب القاقلة فِي حرف الْقَاف لِأَنَّهَا شَبيهَة بِهِ. هريسة إِنَّهَا بطيئة الهضم كَثِيرَة الْغذَاء تولد دَمًا كثيرا لِأَنَّهَا مصنوعة من ضَرْبَيْنِ كثيرى الْغذَاء ملائمين للطبيعة وهما الْحِنْطَة وَاللَّحم. وَالدَّم الْمُتَوَلد مِنْهُمَا إِلَى الرُّطُوبَة أقرب نافعة للمحرورين وَلمن بدنه جَاف وَيكثر اللَّحْم. هرقلوس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: فِيهِ قبض وبرودة بَيِّنَة مَتى أكل أَو تضمد بِهِ مَا دَامَ رطبا فان جفف أسخن هراسة وَيعرف بالهرنوة وبالفارسية هره. قَالَ ماسرجويه: إِن فِي عروقه بعض الْحَلَاوَة وَهُوَ فِي الحدة وَالْقَبْض معتدل الْحر وَالْبرد. وَمَتى دق وَوضع وَهُوَ رطب على مَوضِع نزف الدَّم نفع. وطبيخه يذيب الْحَصَى ويدر الْبَوْل.

ابْن ماسه: إِنَّه حَار رطب. هرطمان قَالَ ج: إِنَّه نوع من الْحُبُوب قوته مثل قُوَّة الشّعير وَذَلِكَ أَنه مَتى وضع من دقيقه ضماد حلل وجفف قَلِيلا من غير لذع ومزاجه بَارِد برودة يسيرَة وَفِيه مَعَ هَذَا شىء من الْقَبْض فَهُوَ ينفع من انطلاق الْبَطن. وَقَالَ فِيهِ عِنْد ذكره: إِنَّه متوسط بَين الْحِنْطَة وَالشعِير. قَالَ: والحشيش الْمُتَّخذ مِنْهُ أَشد حبسا للبطن من حشيش الشّعير. قَالَ: وَلَا سِيمَا إِن قلى. قَالَ: وَقَالَ د فِي أولومرا: هُوَ جنس من الكتيت إِنَّه بَين الْحِنْطَة وَالشعِير. وَقَالَ فِي السَّابِعَة: إِن الهرطمان هُوَ الكتيت عِنْد ذكر الْحَشِيش. وَقَالَ ماسرجويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة جيد للنقرس والرياح الغليظة فِي الْأَعْضَاء. هفت بهلو حشيشة مَعْرُوفَة. ماسرجويه: إِنَّه بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة وَيحبس الْبَطن. هيو فاريقون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا يسخن ويجفف وجوهره جَوْهَر لطيف حَتَّى أَنه يدر الْبَوْل والطمث وَيجب إِذا أردْت أَن تسقى مِنْهُ من يحْتَاج إِلَى هَذَا أَن تسقى من ثَمَرَته كَمَا هِيَ وَلَا تقتصر على بزره وَحده. وَمَتى اتخذ مِنْهُ وَحده مَعَ ورقه ضماد وضمدت بِهِ مَوَاضِع حرق النَّار والقروح ألحمها وأدملها. وَمَتى جفف ودق ونثر على القروح المترهلة والعفنة نقاها. وَقد يسقى لوجع الورك. قَالَ بديغورس: خاصته إِنْزَال الْحيض والإذابة والتحليل. انْقَضى حرف الْهَاء

باب الياء

3 - (بَاب الْيَاء) يبروح إِنَّه يطْبخ أُصُوله بِالشرابِ إِلَى أَن يذهب الثُّلُث وَيرْفَع وَيُؤْخَذ مِنْهُ أَو قية وَنصف للسهر وتسكين الأوجاع. وَمن يحْتَاج أَن يبطل حس من يقطع مِنْهُ عُضْو أَو يكوى فيشرب من دمعته أَو مِنْهُ كُله بِالشرابِ الَّذِي يُقَال لَهُ مَاء القراطن فيقىء بلغما وَمرَّة كَمَا يفعل الخربق. وَمَتى أَخذ مِنْهُ مِقْدَار كثير قتل. وَيَقَع فِي أدوية الْعين والأدوية الَّتِي تسكن الأوجاع والمروخات الملينة. وَمَتى أَخذ مِنْهَا نصف أوبولوس وأحتمل أدر الطمث وَأخرج الْجَنِين. وَإِن جعل فِي المقعدة فَتِيلَة أنامت. وَيُقَال: إِن الأَصْل مَتى طبخ مَعَ العاج لينه وَيكون لبنه فِيهِ مِقْدَار سِتّ سَاعَات فانه يصيره سَلس القياد يشكل بِأَيّ شكل أَرَادَ. وورقة إِذا أكل طريا وتضمد بِهِ نفع من الأورام الحارة الْعَارِضَة للعين والقروح ويحلل الأورام) وَإِذا دلك بِهِ البرش دلكا رَقِيقا خَمْسَة أَيَّام أَو سِتَّة أذهبه من غير أَن يقرح الْموضع. وَقد يجفف الْوَرق وَيسْتَعْمل لما يسْتَعْمل فِيهِ وَهُوَ رطب. وَإِذا دق الأَصْل نعما وخلط بالخل أَبْرَأ الْحمرَة. وَإِذا خلط بِعَسَل أَو بِزَيْت كَانَ جيدا للسع الْهَوَام. وَإِذا خلط بِالْمَاءِ حل الْخَنَازِير والخراجات. وَإِذا خلط بالسويق سكن وجع المفاصل. وَقد يعْمل مِنْهُ شراب يبطل الْحس من غير أَن يطْبخ بِأَن يلقى فِي مطريطوس شراب حُلْو من قشر الأَصْل ثَلَاثَة أُمَنَاء يطْرَح فِيهِ ويسقى ثَلَاث قوانوسات من يحْتَاج إِلَى أَن يقطع مِنْهُ عُضْو أَو أَن يكوى فانه يسبت إسباتا لَا يحس مَعَه. ولفاح هَذَا الصِّنْف إِذا أكل أسبت إسباتا لَا يحس مَعَه. ولفاح هَذَا الصِّنْف الْأَبْيَض الَّذِي لَا سَاق لَهُ مَتى شم أَيْضا أسبت. وعصارته تفعل ذَلِك وَمَتى أَكثر مِنْهُ عرضت للمكثر مِنْهُ السكتة. وبزر اللفاح ينقى الرَّحِم مَتى شرب. وَإِن خلط بكبريت لم تمسه النَّار وَاحْتمل قطع نزف الدَّم من الرَّحِم. وعصارته أقوى من دمعه.

والصنف مِنْهُ الَّذِي يشبه ورقة ورق الْأَبْيَض إِلَّا أَنه أَصْغَر مِنْهُ فان أَصله يسبت وَيبقى سباته وَيُقَال إِنَّه بادزهر لعنب الثَّعْلَب المجنن. ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة الْبُرُودَة فِي هَذَا النَّبَات كَثِيرَة حَتَّى أَنه فِي الثَّالِثَة مِنْهُ وَفِيه مَعَ هَذَا حرارة يسيرَة. وَأما اللفاح نَفسه فَفِيهِ رُطُوبَة وَلذَلِك يحدث السبات. وَأما قشر أصل اليبروح فقوته قَوِيَّة جدا وَهِي مَعَ تبريدها مجففة. وَأما نفس أصل المستبطن للقشر فَهُوَ ضَعِيف. ابْن ماسويه فِي اللفاح: إِنَّه بَارِد مَعَ رُطُوبَة فضلية نَافِع من السهر صَالح لأَصْحَاب الصَّفْرَاء مسكن للصداع الْمُتَوَلد من الدَّم الْحَار والمرة مخدر مَتى أكل أَو شم. ابْن ماسه: اللفاح بَارِد فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة فِيهِ شىء قَلِيل من الْحَرَارَة. وَأَصله وعصارته ينيمان. ولبنه مَتى شرب أسهل البلغم والمرة. وَمَتى أمسك فِي الرَّحِم أخرج الْجَنِين.) ورقه يقْلع الْآثَار والنمش من غير أَن تحرج. ماسرجويه قَالَ: اللفاح فِي الثَّالِثَة من الْبرد وَفِيه حرارة ممتزجة مَعَ ذَلِك. وَإِن أكل من اللفاح فَرُبمَا قتل. وأعراضه الاختناق وَحُمرَة الْوَجْه وَذَهَاب الْعقل وينفع مِنْهُ أَن يسقى سمنا وَعَسَلًا أَو لى خبرنى بعض مَشَايِخ الْأَطِبَّاء بِبَغْدَاد أَن جَارِيَة أكلت خمس لفاحات فَسَقَطت مغشية عَلَيْهَا واحمرت وَإِن رجلا صب على رَأسهَا مَاء الثَّلج حَتَّى أفاقت. وَرَأَيْت من النِّسَاء من يشرب أَصله للسمنة فيصرن بِحَال من قد خرج من الْحمام أَو يشرب شرابًا كثيرا من حمرَة الْوَجْه وَالْبدن وانتفاخهما. يتوع قَالَ د: إنَّهُمَا سَبْعَة أَصْنَاف وقوتها مُتَقَارِبَة وَلها لبن مَتى قطر مِنْهُ على تينة ثَلَاث قطرات أَو أَربع وجفف وَأخذ أسهل إسهالا كَافِيا. وَمَتى شرب خَالِصا بطلاء بموم وَعسل فانه يخشن الْحلق.

وَإِن تلطخ بِهِ فِي الشَّمْس حلق الشّعْر أَعنِي هَذَا اللَّبن إِذا كَانَ حَدِيثا ثمَّ جعل النَّابِت بعد ذَلِك رَقِيقا أشقر ثمَّ إِنَّه بِأخرَة يسْقط كُله. وَيجْعَل فِي أكال الأضراس فيسكن الوجع. وَيجب أَن يَجْعَل فَوْقه على الأكال شمع لِئَلَّا يُصِيب اللثة وَاللِّسَان. إِذا لطخ بِهِ الثآليل والتوث والقوابي قلعهَا ويوافق الظفرة والجدري والأكلة والورم الْخَبيث الْمُسَمّى عنقرايا والنواصير. وورقه وثمره إِذا أَخذ مِنْهُمَا نصف اكسونافن وشربا فعلا كَفعل اللَّبن. وَقد ذكر ج: أَن لَهُ قُوَّة غسالة وَذَكَرْنَاهُ نَحن عَنهُ فِي بَاب ذكر اللَّبن. ج فِي الثَّامِنَة: جَمِيع أَنْوَاع اليتوع قوتها حارة وفيهَا مَعَ هَذَا مرَارَة وَأقوى شىء فِيهَا لَبنهَا ثمَّ بزرها وورقها وَفِي أُصُولهَا أَيْضا شىء من هَذِه القوى وَلَيْسَ ذَلِك فِي الْجَمِيع مُسَاوِيا. وأصل اليتوع مَتى طبخ بالخل أذهب وجع الْأَسْنَان وشفتها وَلَا سِيمَا الوجع الْحَادِث فِي الْأَسْنَان المتأكلة. هَذِه الْأَفْعَال هِيَ للنوع من اليتوع الْمُسَمّى الذّكر وَهُوَ أَحْمد القضبان مَمْلُوء لَبَنًا حارا وورقه كورق الزَّيْتُون إِلَّا أَنه أطول.) فَأَما لبن اليتوع فانه لما كَانَت قوته أَشد وَأظْهر صَار النَّاس يضعونه فِي ثقب السن المتأكلة لِأَنَّهُ إِن مَاس سَائِر الْأَجْزَاء الَّتِي فِي الْفَم أحرقها على الْمَكَان وقرحها وَلذَلِك هِيَ فِي دَرَجَة الْأَشْيَاء المحرقة وَلذَلِك لبن اليتوع يحلق الشّعْر لكنه لشدَّة قوته يحْتَاج أَن يخلط مَعَه زَيْت. وَإِن أَدِيم هَذَا الْفِعْل على الشّعْر أبْطلهُ الْبَتَّةَ. ولهذه الْقُوَّة يقْلع الثآليل الَّتِي تتَعَلَّق والمنكوسة والخيلان وَاللَّحم الزَّائِد النَّابِت الَّذِي فِي جَانب الْأَظْفَار والتوث ويجلو القوابي والجرب لِأَنَّهُ فِيهِ جلاء من أجل مرارته ولشدة إسخانه وَيُمكن فِيهِ أَن يشفى القروح المتأكلة والحمرة المتعفنة مَتى اسْتعْمل فِي الْوَقْت وبالمقدار الَّذِي يجب وبهذه الْقُوَّة يقْلع الصلابة الَّتِي حول النواصير وَجَمِيع هَذِه الْأَفْعَال الَّتِي يَفْعَلهَا يَفْعَلهَا بزره وورقه فعلا حسنا. وَقد يطْرَح فِي غَدِير فِيهِ سمك فيطفو السّمك كَأَنَّهَا ميتَة. أَبُو جريج: إِن مِنْهَا المازريون والشبرم وَالْعشر واللواعى والعرطنيثا والحلتيتا وضروبا أخر كَثِيرَة وَالَّذِي يخص الْأَطِبَّاء بقَوْلهمْ لبن اليتوع لبن اللاعية. ابْن ماسه: مَتى أدمن طلى الشّعْر بِلَبن اليتوع منع نَبَاته الْبَتَّةَ وَيحْتَاج أَن يَجْعَل مَعَ دهن ليقمع حِدته فانه يحلق. الخوزى: جَمِيع أَنْوَاع اليتوع تسهل السَّوْدَاء والبلغم الغليظ وَالْمَاء. ينبوت قَالَ فِيهِ بولس: لَهُ قُوَّة فاشة من غير لذع يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل زهره وورقه أَكثر من غَيره. الدمشقى: هُوَ بَارِد يَابِس جيد للمغس والإسهال واليرقان. وَيقتل طبيخه البراغيث مَتى رش بِهِ الْبَيْت جيد للسع الْهَوَام. وماؤه مَتى شرب طرح الْوَلَد.

ابْن ماسه: هُوَ حَار فِي الثَّالِثَة مَتى طبخت أغصانه وورقه فِي الدّهن وأدهن بِهِ نفع من وَمَتى دق جوزه وورقه وَشرب بِخَمْر أخرج الأجنة بِقُوَّة قَوِيَّة وأدر الطمث. ياسمين قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة نَافِع من الرطوبات والبلغم المالح صَالح للشيوخ والباردى المزاج وَنَافِع من الصداع الْعَارِض من البلغم اللزج. ماسرجويه: إِن ورق الياسمين رطبا كَانَ أَو يَابسا مَتى وضع على الكلف أذهبه. ابْن ماسه: الْأَصْفَر دون الْأَبْيَض فِي الْحَرَارَة. انْتهى بَاب الْيَاء وَهُوَ آخر الْحُرُوف

الجزء 7

(الْجُزْء الثَّانِي وَالْعشْرُونَ) (كتاب صيدلة الطِّبّ فِي الصيدلة وَفِي الجداول جداول الاستنباط الْأَسْمَاء والأوزان والمكاييل)

(فارغة)

بسم الله الرحمن الرحيم

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (كتاب صيدلة الطِّبّ) قَالَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ: الْمعرفَة بالأدوية وتمييزها جيدها ورديها وخالصها ومغشوشها وَإِن كَانَ لَيْسَ بِلَازِم للطبيب ضَرُورَة كَمَا يحسبه جهال النَّاس فَهُوَ أَحْرَى وأزين بهَا. وَلذَلِك رَأَيْت أَن أجمع هَذَا الْفَنّ وَإِن لم يكن جُزْءا من الطِّبّ ضَرُورِيًّا فِي كتاب يَخُصُّهُ ليعرف ويجتمع الَّذِي خصصها كل وَاحِد مِنْهَا بِكِتَاب. وَإِن ذهب على ذَاهِب يعد هَذَا جُزْءا من أَجزَاء الطِّبّ الْخَاصَّة كالمعرفة بِمَا تؤثره الْأَدْوِيَة فِي أبدان النَّاس والمعرفة بِأَسْبَاب الْأَمْرَاض ودلائلها وَلم يعدها صناعَة خادمة للطب كَحال الصناعات الَّتِي يخْدم بَعْضهَا بَعْضًا فسيضطر إِلَى أَن يعد صناعات كَثِيرَة أَجزَاء الطِّبّ يحْتَاج إِلَى بَعْضهَا كَمَا يحْتَاج إِلَى عناية الصيدلة إِذْ كَانَ كثيرا مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ من الْأَدْوِيَة أفاويه طيبَة وَكثير مِنْهَا ثمار وأعسال وأدهان وَيحْتَاج إِلَى بَعْضهَا فيتخذ الْآلَة والأداة الَّتِي يعالج بهَا) كالمباضع والمناط والأميال والصنانير والمقاريض والمحاقن والمحاجم للأعناق وَغير ذَلِك مِمَّا يطول الْكَلَام بِهِ. وَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يعد شَيْء من هَذِه جُزْءا خَاصّا من الطِّبّ بل صناعَة خادمة لَهُ كخدمة الصِّنَاعَة بَعْضهَا لبَعض وَلَا يجوز أيضاُ أَن يُسمى أعرف النَّاس بأنواع الْأَدْوِيَة وأشكالها وألوانها وخالصها الف ط ومغشوشها طَبِيبا بل إِنَّمَا يُسمى الطَّبِيب من عرف أفاعيل هَذِه فِي أبدان النَّاس وَمن إِذا أُتِي بدواء مَا لم يره قبل وقته ذَلِك قطّ وَلَا سمع لَهُ بِذكر وَلَا باسم قدر أَن يعرفهُ من امتحانه إِيَّاه جَمِيع أفاعيله الظَّاهِرَة وَإِنَّمَا شرطنا الظَّاهِرَة لِأَن للأدوية أفاعيل باطنة وَهِي الَّتِي تسمى الْخَواص وَلَا يبلغ الطَّبِيب استخراجها كجذب المغنطيس للحديد وإمساكه عَن جذبه إِيَّاه ذَلِك بالثوم وَرجع الْفِعْل عَلَيْهِ إِذا غسل بالخل أَو كهرب الْحجر الْمُسَمّى الباغض للخل من الْخلّ وكتحلية المرادسنج للخل إِذا طرح فِيهِ وتسويده لأبدان النَّاس إِذا وَقع فِي النورة الَّتِي يطلون بهَا وَنَحْو ذَلِك. وَهُوَ إِن لم يقدر على اسْتِخْرَاج هَذِه القوى بطرِيق القانون الطبي فَهُوَ أقوى على استخراجها بطرِيق التجارب إِذا كَانَ قَوِيا فِي الصِّنَاعَة بَالغا لجَمِيع النَّاس وَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يدع الصِّنَاعَة الْخَاصَّة بِهِ وَيقبل على مَا يجده من غير صناعَة لِأَنَّهُ إِن فعل ذَلِك اضْطر على الإقبال على صناعات كَثِيرَة إِذْ الصناعات تخْدم بَعْضهَا بَعْضًا. اللَّهُمَّ إِلَّا بالمقدار الَّذِي عَرفْنَاهُ من بَابه وَذكره مَا لَا يشْغلهُ شغل يتَبَيَّن ضَرُورَة مِمَّا هُوَ أولى بِهِ وأخص.

قوانين الصيدلة

وَيَنْبَغِي أَن يكون إقباله على صناعته الْخَاصَّة بِهِ وَحَقِيقَته فِيهَا كاقبال أهل الصناعات على صناعاتهم وإشرافهم على غَيرهَا مِمَّا يقرب مِنْهُ وَيَدْنُو إِلَيْهِ فِي وَقت الْفَرَاغ والراحة أَو بعد اسْتِيفَاء الطبيعة من صناعته وَيتَعَلَّق بالمقدار الَّذِي هُوَ أحْوج إِلَيْهِ اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون فِي نَفسه من الْفضل مَا يَتَّسِع لذَلِك وينشط لَهُ فَإِنَّهُ إِن أمكن رجلا أَن يتدرب على صناعات كَانَ أجمل وَأحسن. وَقد ظن بعض النَّاس أَن الف ط الطَّبِيب الْعَارِف بِفعل دَوَاء لَا يُمكنهُ اسْتِعْمَاله على ثِقَة ويقين إِذا كَانَ جَاهِلا بنوعه لِأَنَّهُ لَا يَأْمَن. زَعَمُوا أَن يكون يدْفع إِلَيْهِ البَائِع لَهُ غير الَّذِي يُريدهُ وَكَانَ هَذَا عِنْدهم أعظم مَا أَرَادوا وَمِمَّا يسْتَحق بِهِ أَن يكون صناعَة الصيدلة جُزْءا من أَجزَاء الطِّبّ. فأجبناهم أَنه قد يُمكن للطبيب الاحتراس من هَذَا بِوَجْهَيْنِ: أَحدهمَا عمله وصناعته وَذَلِكَ أَنه) إِذا طلب دَوَاء محللا ثمَّ أعْطى دَوَاء قَابِضا أَو عفصا مقويا مُسَددًا علم حِينَئِذٍ حق علم أَن هَذَا الدَّوَاء لَيْسَ بالدواء الَّذِي أَرَادَهُ وَكَذَلِكَ إِذا طلب دَوَاء ممسكا مغريا فَوَجَدَهُ حريفا أَو مرا على مثل عمله الأول كَانَ هُوَ الْحَاكِم على الصيدلاني بِأَنَّهُ غلط. وَالْوَجْه الثَّانِي من بَاب التجربة الْعَقْلِيَّة وَذَلِكَ أَنه إِن ابْتَاعَ الدَّوَاء الَّذِي يُريدهُ من عداد عقاقير فيسموه باسمه لم يجز أَن يكون قد وَقع فِي الْأَمر غلط أَو تواطئوا إِذا اشْترى ذَلِك من مَوَاضِع مِنْهَا وَكَذَلِكَ يفعل فِي تعرف جودته وخلوصه. وَذَلِكَ مِمَّا لَا يعسر وَلَا يضيق الْبَتَّةَ إِلَّا فِي الْقرى والدساكر وَقد يُمكن فِي ذَلِك أَيْضا ضروب من الثَّانِي لسنا نحب أَن نطول الْكتاب بذكرها على أَنا لَا ننكر أَن الْمعرفَة بِهَذَا الْفَنّ أَعنِي الصيدلة إِذا انضمت للطبيب على علمه كَانَ أفضل فَإِنَّهُ شَدِيد الالتصاق بصناعة الطِّبّ لَكنا نقُول: إِن مَحَله من صناعَة الطِّبّ غير مَحل الْأَجْزَاء قَالَ ج فِي أول الْخَامِسَة من تَفْسِير طبائع العقاقير: والصيادلة العطارون والطباخون والمضمدون والمسوحون والحقانون والفصداون والبطاطون وَإِن كَانَ الطَّبِيب قد يعْمل هَذِه الْأَعْمَال فِي بعض الْأَحَايِين فَإِنَّمَا يعْمل عمل مَا يعْمل من الف ط ذَلِك بِمَنْزِلَة مَا يمد يَده النجار فِي بعض الْأَحَايِين إِلَى المجذاف أَو الدقل فَيعْمل بِهِ شَيْئا من أَعمال الملاحين. 3 - (قوانين الصيدلة) قَالَ ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء إِن مَا يَجْعَل من الْحَشِيش وثمره على قضبانه إِذا كَانَ ثمره كثيرا غضا ممتليا ملززا صَالح الْبَقَاء هُوَ أَجود من الَّذِي لَهُ نضيض وَهُوَ الَّذِي ينحسف انحسافا سريع الْفساد وأذكاها رَائِحَة فِي الْجِنْس الَّذِي يَخُصُّهُ أَجودهَا وَكَذَلِكَ

إِذا كَانَ بَالغا فِي طعمه الَّذِي يَخُصُّهُ وَمَا كَانَ لَيْسَ بمشنج وَلَا مهزول ملززا غير منتفخ خَارج فِي ذَلِك عَن نَوعه فَهُوَ أَجود والغلط إِذا كَانَ من تلزز فَهُوَ جيد وَإِذا كَانَ مَعَ سخافة متشنج فَهُوَ ردئ. قَالَ: وَأفضل الأقشار مَا لَيْسَ قشرء بمتشنج لِأَن تشنج القشر يدل على أَن الأَصْل قضيف مهزول. وَأما الثِّمَار والقضبان والأغصان فَيَنْبَغِي أَن تكون طرية كَثِيرَة. وَأما البزور فاستدل عَلَيْهَا بامتدادها وامتلاء قشرها فَإِنَّهُ أَجودهَا وَأما الألبان والعصارات فَلَا يَنْبَغِي أَن تكون قد جَفتْ جفوفا شَدِيدا لطول مكثها وَلَا يكون طعمها ورائحتها ضعيفين. وَقَالَ د: يَنْبَغِي أَن يجمع الْأَدْوِيَة فِي الْأَزْمِنَة الْمُوَافقَة لَهَا فانها قد تكون فِي زمَان قَوِيَّة وَفِي زمَان ضَعِيفَة وَيَنْبَغِي أَن تجمع والهواء صَاف فانه قد يعرض فِيهَا اخْتِلَاف كثير إِذا لقطت بعد أمطار وَقعت عَلَيْهَا وَبعد عدم الْمَطَر فِي أوقاته والكائنة مِنْهَا فِي الْمَوَاضِع الجبلية الْبَارِدَة الرَّائِحَة مِنْهَا أقوى وَالَّتِي فِي السهل والمواضع الرّطبَة الطّيبَة الَّتِي لَيست بريحة أَضْعَف وأضعف من غَيره مَا لقط فِي غير زَمَانه وَمَا ضمر وذوى من مَائه لِأَنَّهُ لعِلَّة الف ط عرضت لَهُ وَلَيْسَ يقدر من لم يُشَاهد مَا فِي الْأَزْمِنَة عِنْد تغير حَالهَا أَن يعرف اختلافها وَمَا يعرض لَهَا فَلَا يغلط لذَلِك. وَجَمِيع هَذِه الحشايش الملتقطة خلا الخربقين فانها تبقى قوتها ثَلَاث سِنِين أَكثر شَيْء. وَيَنْبَغِي أَن تلْتَقط ذَوَات البزور والبزور فِيهَا وافرة تَامَّة مثل اسطوخدوس والكمادريوس والقيصوم والمرو والافسنتين والزوفا. وَيجمع الزهر قبل سُقُوطه. وَيُؤْخَذ الثَّمر وَهُوَ ونضيج وَيجمع إِذا ابتدأت أَن تَجف قبل أَن تبتدى تتساقط.) وَيَنْبَغِي أَن تُؤْخَذ عصارات الْأَدْوِيَة النابتة والسوق غضة وَكَذَلِكَ عصارة الأوراق ويشرط سوقها فِي وَقت أَخذ اللَّبن مِنْهَا والصمغ. وَيَنْبَغِي أَن يجمع الْأُصُول والأغصان والقشور ابْتِدَاء طرحها الْوَرق وَمَا كَانَ قَوِيا فليجفف فِي مَوَاضِع غير ندية وَمَا كَانَ فِيهَا طين فليغسل بِالْمَاءِ. الْأَدْوِيَة إِمَّا ثَمَرَة أَو زهر أَو ورق أَو قضبان أَو قشور أَو أصُول أَو عصارات أَو ألبان أَو صموغ أَو معدنية حجرية أَو نبع مثل القار وَغَيره. الْأُصُول: الزنجبيل الراوند الزراوند الطَّوِيل البنطافلن الْقسْط السنبل الْهِنْدِيّ البنتجوشه الجنتيان المو الوج الفو. الْوَرق: سفورس فوتنج فراسيون اسطوخدوس جعده مشكطرا مشيع كمادريوس هيوفاريقون قنطوريون.

افسنتين أَبُو جريج: إِنَّه أَنْوَاع كَثِيرَة يُؤْتى بهَا من بلد فَارس من نَحْو الْمشرق من جبل اللكام وَغَيرهَا أجوده الصورى والطرسوسي الَّذِي إِذا رَأَيْته خلته زغبا وَفِيه عقد كَأَنَّهَا بزر الصعتر الْفَارِسِي وَمَا كَانَ شَدِيد المرارة فَيظْهر مِنْهُ فِي السحق مثل مَا يظْهر من الصَّبْر وَكَانَت صفرته كَأَنَّهَا زغب فراخ الْحمام. الف ط افسنتين من حِيلَة الْبُرْء: إِن الأفسنتين القاطي قُوَّة الْقَبْض فِيهِ أَكثر وَفِيه مَعَ ذَلِك عطرية وورقة وزهره أَصْغَر من ورق سَائِر الأفسنتين. وَأما سَائِر الأفسنتين فالمرارة غالبة وَقَالَ ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: عصارة الأفسنتين تغش بعصارة الفراسيون وَلَيْسَ الضَّرَر فِيهِ بكبير جدا. 4 (الأقافيا) هَذَا صمغ الْقرظ. قَالَ بولس: إِنَّه رب الْقرظ خَاصَّة الاسطرك وأصبت أَنه صمغ الزَّيْتُون. الايرسا د: إِنَّه نوع من السوسن وورقة شَبيه ورق شعير غير أَنه أعرض مِنْهُ وَأعظم وألزج وَله سَاق عَلَيْهِ زهر منحن فِيهِ ألوان مُخْتَلفَة يوازي بَعْضهَا بَعْضًا ببياض وصفرة وفرفيرية ولون السَّمَاء وَمن اخْتِلَاف ألوان يشبه بايرس وَهُوَ قَوس قزَح وَله أصُول صلبة ذَات عقد طيب الرّيح. وَيَنْبَغِي إِذا قلعت أَن تجفف فِي الظل وَتجمع فِي خيط كتَّان. وأجود هَذَا النَّوْع من السوسن مَا كَانَ فِي بِلَاد سوريا وماقدونيا والجيد مِنْهُ مَا كَانَ أَصله كثيفا قَصِيرا عسر الرض مائلا إِلَى الْحمرَة طيب الرَّائِحَة نقيها لَا تشوبها رَائِحَة أُخْرَى يحذو اللِّسَان ويحرك العطاس إِذا دق وَأما مَا كَانَ من هَذَا النَّوْع من بلد شتوي فَإِنَّهُ أَبيض وقوته دون قُوَّة السوسن الَّذِي ذكرنَا. فَإِذا عتق الأيرسا تسوس وتفتت غير أَنه حِينَئِذٍ يكون أطيب رَائِحَة مِنْهُ قبل ذَلِك. ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ مَا كثر مَاؤُهُ وانفركت أجزاؤه وَمَا كَانَ قَصِيرا غير سخيف فَإِذا شم عطس بِقُوَّة. 4 (إسارون) د: لَهُ ورق يشبه ورق النَّبَات الْمُسَمّى قسوس غير أَنه أَصْغَر مِنْهُ بِكَثِير وَأَشد استدارة وَله زهرَة فِيمَا بَين الْوَرق عِنْد أَصله لَونه فرفيري شَبيه الف ط زهرَة البنج فِيهِ بزره وَهُوَ يشبه القرطم وَله أصُول كَثِيرَة معوجة شَبيهَة بالثيل غير أَنَّهَا ألزق بِكَثِير طيبَة الرَّائِحَة مسخن يلْدغ اللِّسَان جدا. 4 (الْإِذْخر) د: اختر مِنْهُ الحَدِيث الَّذِي فِيهِ حمرَة كثير الزهر فَإِذا انْشَقَّ كَانَ فِي لَونه فرفيرية دَقِيقًا فِي رَائِحَته شَبيه بالورد إِذا دلك بِالْيَدِ ويلذع اللِّسَان ويحذوه حذوا يَسِيرا. ونفعه فِي الزهر وقضيب الْأُصُول.

أغالوجن: د: إِنَّه خشب يُؤْتى بِهِ من الْهِنْد وَمن بِلَاد للغرب شَبيه بالصلاية فِي صلابته وتلززه منقط طيب الرَّائِحَة قَابض مَعَ حرارة يسيرَة لَهُ قشر كَأَنَّهُ جلد موشى يسْتَعْمل فِي الدخن. اودومالي د: وَهُوَ دهن أثخن من الْعَسَل يسيل من سَاق شَجَرَة بترمذ وأجودها الْعَتِيق الثخين الدسم الصافي. 4 (أذن الفأر) أَبُو جريج: أَغْصَانهَا منبسطة على الأَرْض دقاق لَهَا ثَلَاث جَوَانِب وبزرها شَبيه الكزبرة ونورها أَزْرَق وَهُوَ ورق صغَار جدا إِذا بزر أكل بزره الخطاطيف. الأملج قَالَ أَبُو جريج الشير أملج ينقع فِي بَلَده فِي اللَّبن ليكسر شدَّة قَبضه. الأفيتمون أَبُو جريج: أجوده مَا احمر لَونه واحتدت رَائِحَته وَيكون حاد الرَّائِحَة اقريطي. اشق ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ الَّذِي يشبه اللبان ورائحته رَائِحَة الجندبادستر شَدِيد الانضمام نقى من القذر والدرن. وَقَالَ: اختر مِنْهُ مَا لم يكن فِيهِ عيدَان ورائحته رَائِحَة الكزبرة مر الطّعْم وَلَا وسخ فِيهِ. الأنزروت ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ من الشبيهة باللبان يقرب من الصُّفْرَة فِيهِ مرَارَة مَا. ارماك ابْن ماسويه: إِنَّه خشب يشبه القرفة طيب الرّيح بجلب من الْيمن. وَسمعت أَنه خشب يتَّخذ مِنْهُ الْحُقُوق الف ط قسح. اقليا قَالَ اريباسيوس: الْمُخْتَار مِنْهُ مَا فِيهِ شَيْء يسير من خضرَة طيب الرَّائِحَة. افيون اريباسيوس: أقوى الأفيون الكثيف الرزين الشَّديد الرَّائِحَة المر الطّعْم السهل الانحلال أملس أَبيض لَيْسَ بالخشن وَلَا ينْعَقد وَلَا يجمد إِذا أذيب بِالْمَاءِ وَلَيْسَ بالصلب وَإِذا وضع فِي الشَّمْس انحل وَإِن ألهب فِي السراج لم يكن لهيبه مظلما وَالَّذِي يغش مِنْهُ بالماميثا أصفر إِذا أديف بِالْمَاءِ صفره كالزعفران. والمغشوش بالصموغ ضَعِيف الْقُوَّة صافي اللَّوْن. بِلِسَان ج فِي كتاب الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: دهن البلسان يُمكن أَن يغش عشا غامضا. د: لَهُ ورق شَبيه بورق السذاب غير أَنه أَشد بَيَاضًا بِكَثِير وأدور وَرقا وَيكون فِي بِلَاد الْهِنْد وَهُوَ يخرج بعد طُلُوع الْكَلْب وشجره يشرط بمشراط حَدِيد وَالَّذِي يسيل مِنْهُ يسير وَإِنَّمَا هُوَ لبن البلسان. وَالَّذِي يجْتَمع مِنْهُ فِي كل سنة خَمْسُونَ رطلا إِلَى سِتِّينَ وَيُبَاع فِي مَكَانَهُ بِضعْف وَزنه فضَّة. والجيد مِنْهُ الحَدِيث القوى الرَّائِحَة الَّذِي لَيْسَ فِيهِ رَائِحَة الحموضة وَهُوَ سريع الانحلال يلذع

وَقد يغش بدهن حَبَّة الخضراء ودهن الْحِنَّاء ودهن شَجَرَة المصطكى وبأشياء أخر كالعسل والشمع ودهن الآس.) والخالص مِنْهُ إِذا قطر مِنْهُ على صوفة وَغسل مِنْهَا لم يُؤثر فِيهَا فَأَما الْمَغْشُوش مِنْهُ فانه يبْقى لَهُ أثر. والخالص يجمد اللَّبن إِذا قطر عَلَيْهِ والمغشوش مِنْهُ فَإِنَّهُ يبْقى لَهُ أثر. والخالص يجمد اللَّبن إِذا قطر عَلَيْهِ والمغشوش لَا يفعل ذَلِك. والخالص إِذا قطر على المَاء انحل ثمَّ يصير للْمَاء قوام اللَّبن بِسُرْعَة والمغشوش يطفو مثل الزَّيْت ويجتمع ويتفرق وَيصير بِمَنْزِلَة الْكَوَاكِب والخالص على طول الزَّمَان يثخن فَيفْسد. وَمِنْهُم من ظن أَن الْخَالِص إِذا قطر على المَاء يغوص أَولا فِي عمقه ثمَّ أَنه يطفو عَلَيْهِ وَهُوَ الف ط غير منحل. وَأما عود البلسان فأجوده الحَدِيث الرَّقِيق الْأَحْمَر الطّيب الخشن يفوح مِنْهُ رَائِحَة دهن البلسان ويختار من حبه الْأَشْقَر الممتلئ الْعَظِيم الثقيل الَّذِي يلذع اللِّسَان ويحذوه حذوا يَسِيرا وتفوح مِنْهُ ريح البلسان. وَقد يغش بحب يخلط بِهِ وَهُوَ صَغِير فارغ ضَعِيف الْقُوَّة طعمه كالفلفل. بسفايج أَبُو جريج: وَهُوَ عود أغبر يقرب من السوَاد تشوبه حمرَة قَليلَة رَقِيق الْعود وَله شعب كَثِيرَة تشبه الأرجل وأجوده مَا غلظ عوده وَقرب من الْحمرَة وَكَانَ حَدِيثا اجتنى من عَامه. وَفِيه إِذا ذقته طعم مرَارَة حَدِيدَة تشبه طعم القرنفل. ابْن ماسويه: اختر الْأَصْفَر مِنْهُ المكسر الَّذِي فِيهِ حلاوة يسيرَة مَعَ عفوصة وغلطة كغلط الْخِنْصر. البوزيدان قَالَ ابْن ماسويه: من أَجود البوزيدان مَا ابيض لَونه وَغلظ عوده وَكَثُرت خطوطه والدقيق الْعود الأملس الْقَلِيل الْبيَاض ردئ. البلبوس أَبُو جريج: إِنَّه بصل صغَار يشبه بصل الزَّعْفَرَان وورقه يشبه ورق الكراث وَيُشبه ورده البنفسج. بزرقطونا ابْن ماسويه: أجوده المكثر الخصب الَّذِي يرسب مِنْهُ الْكثير. بسبابة ابْن ماسويه: إِنَّه قشر الجوزبوا. يداشقان ابْن ماسويه: إِنَّه الحشيشة الَّتِي تتَّخذ مِنْهُ القبط الأسورة. برسياوشان: هُوَ حشيشة رقيقَة جدا يذهب قوتها سَرِيعا وينبت من حِيَاض المَاء. جنطيانا أَجود الجنطيانا أَحْمَر لَونه وصلب عوده.) جلبهنك قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه يشبه الْحبَّة أصفر وأحمر صَغِير الْقدر. جاوشير ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ الْأَصْفَر الظَّاهِر الْأَبْيَض الْجوف. المر الطّعْم الشَّديد الرَّائِحَة السَّرِيع الانكسار وليتجنب الف ط الْأسود. جوز ماثل ابْن البطريق قَالَ: يشبه جوز القئ وَجه يشبه حب الابرنج. جدوار هُوَ قطع صلب يشبه الزرنباد.

4 - (دهاها هيج) قَالَ ابْن ماسويه: يشبه الفودنج الْأَحْمَر إِلَّا أَنه أَصْغَر مِنْهُ حَار يَابِس. دَار فلفل ج فِي حفظ الصِّحَّة: إِنَّه أول مَا يَنْبَغِي أَن يتفقد من الدَّار فلفل وَأَن ينظر هَل يشبه طعمه طعم الفلفل وَبعد ذَلِك ألقه فِي المَاء فَإِن الْخَالِص مِنْهُ الَّذِي لَيْسَ مَعْمُولا يمْكث نَهَاره فِي المَاء القار لَا يبتل فَإِذا لم يبتل بِالْمَاءِ وَكَانَ طعمه طعم الفلفل وَلم يكن متأكلا فَهُوَ جيد. دَار صيني ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: زعم قوم أَن دَار صيني لَا يضعف على الْأَيَّام قوته فامتحنت أَنا مِنْهُ كثيرا فَرَأَيْت قوته تتفاضل على حسب تقادمها فِي الزَّمَان وَرَأَيْت الْقدَم أَضْعَف واستعملت مِنْهُ مَا أَتَى عَلَيْهِ ثَلَاثُونَ سنة فِي الترياق فرأيته أَضْعَف. قَالَ: وَرَأَيْت الدارصيني الطّيب جدا وَالَّذِي مذاقه حَار جدا غير مؤذ بتلذيعه وَأما الَّذِي د: أجوده الحَدِيث الْأسود اللَّوْن الَّذِي يضْرب إِلَى الرمادية والحمرة عيدانه دقاق ملس أغصانه قريبَة بَعْضهَا من بعض طيب الرَّائِحَة جدا. وأبلغ محنته طيب الرَّائِحَة جدا وَفِي طيب رَائِحَته شَيْء من رَائِحَة السذاب أَو القردمانا وَفِيه حرافة وَشَيْء من ملوحه مَعَ حرافة. إِذا حك لَا يتفتت سَرِيعا فَإِذا كسر كَانَ الَّذِي فِيمَا بَين أغصانه شَبِيها بِالتُّرَابِ رَقِيقا. إِذا أَرَادَت محنته فَخذ الْغُصْن من أصل وَاحِد فَإِن امتحانه هَكَذَا هَين وَذَلِكَ أَن الفتات إِنَّمَا هُوَ خلة فِيهِ والجيد يمللأ الخياشيم الف ط رَائِحَته فِي ابْتِدَاء الامتحان فَيمْنَع من معرفَة مَا كَانَ دونه. وَمِنْه جبلى غليظ قصير جدا ياقوتي اللَّوْن. وَمِنْه صنف ثَالِث أسود أملس متشظ لَيْسَ بِكَثِير العقد. وَفِيه صنف رَابِع أَبيض هُوَ منفتح حسن النَّبَات لَهُ أصل هَين الانفراك كَبِير.) وَمِنْه صنف خَامِس رَائِحَته كرائحة السليخة سَاطِع ياقوتي اللَّوْن وقشره مثل قشر السليخة الْحَمْرَاء أَصْلَب تَحت المجسة لَيْسَ متشظ جدا غليظ الأَصْل. فَمَا كَانَ من هَذِه الْأَصْنَاف شَبيهَة برائحة الكندر أَو رَائِحَة الآس أَو رَائِحَة السليخة أَو كَانَ عطر الرَّائِحَة مَعَ زهومة فَهُوَ دون الْجيد. وأردأ مِنْهُ مَا كَانَ مِنْهُ أَبيض وَمَا كَانَ أجوف والمنكمش العيدان. والأملس الْحسن. الأَصْل أَنه لَا ينْتَفع بِهِ. وَقد يُوجد دارصيني زنجي وَهُوَ مثل الدارصيني فِي المنظر إِلَّا أَنه يفرق بَينهمَا بزهومة الرَّائِحَة.

وَقد يُوجد شَيْء يشبه بالدارصيني جنس من أَجنَاس النَّبَات ضَعِيف الرَّائِحَة. وَإِذا أردْت أَن تيقى قوته زَمَانا طَويلا فاسحقه وأعجنه بشراب وقرصه وجففه فِي الظل وارفعه. 4 (دَار شيشعان) د: هِيَ شَجَرَة ذَات غلظ وَتدْخل بغلظها فِيمَا يُسمى خشب فِيهَا شوك كَبِير وَتدْخل فِي أفاويه الْعطر. والجيد مِنْهُ الرزين إِذا قشر رئى لَونه إِلَى لون الفرفير كثيف طيب الرَّائِحَة فِيهِ شَيْء من مرَارَة. وأصبت فِي كتاب مَجْهُول أَنه أصل السنبل الْهِنْدِيّ. دند أَبُو جريج: إِنَّه ثَلَاثَة أَصْنَاف: صيني كبار الْحبّ أشبه شَيْء بالفستق وَمِنْه جنس شَبيه بحب الخروع إِلَّا أَنه منقط بنقط سود صغَار يجلب من سجستان وجنس ثَالِث متوسط فِي الْمِقْدَار بَين الصيني والشحرى وَهُوَ أغبر يضْرب إِلَى الصُّفْرَة يُؤْتى بِهِ من الْهِنْد. والصيني الف ط أَجود الثَّلَاثَة وأقواها فِي الإسهال والهندي أصلح من الشحرى. وَاعْلَم أَنه على طول الزَّمَان لَا يزَال اللب الَّذِي فِي جَوْفه مثل الألسن يصغر حَتَّى ينفذ. وخاصة فِي غير بِلَاده. وَأما فِي بِلَاده فَهُوَ أقوى وَأبقى. ديودار ابْن ماسويه: إِنَّه من جنس الأبهل شبه السرو. دبق اريباسيوس: الْجيد مِنْهُ أملس اللَّوْن ظَاهره كراثي وباطنه أَحْمَر لَيست فِي خشونة وَلَا مَا) يشبه النخالة. وَيجمع الدبق من شَجَره وشجرة التفاح والكمثرى وَشَجر آخر. هليلج أجوده مَا رسب فِي المَاء. قَالَ: أَبُو جريج: قد تبيع الصيادلة هليلج أسود من الْأَصْفَر على أَنه أسود وَلَيْسَ كَذَلِك وَإِنَّمَا سَواد الهليلج على قدر نضجه فِي شَجَره. ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة: الْمُخْتَار من الْأَصْفَر الشَّديد الصُّفْرَة الَّذِي يضْرب إِلَى الخضرة الرزين الممتلئ الَّذِي لَيْسَ بنخر. قَالَ: واختر من الكابلي الَّذِي هُوَ إِلَى الْحمرَة وَهُوَ رزين ممتلئ. 4 (هزار جشان) ابْن ماسويه: ثَمَرَة تشبه العناقيد ويستعمله الدباغون. هرنوه ابْن ماسويه: إِنَّهَا حب أَصْغَر من الفلفل تشم مِنْهُ رَائِحَة الْعود وتعلوه صفرَة قَليلَة. هليلج قَالَ ابْن ماسه: أصنافه أَرْبَعَة: أصفر وأسود كابلي وَهُوَ كبار وأسود صغَار هندي وَنَوع آخر خَفِيف رَقِيق يعرف بالصيني نَخْتَار مِنْهُ الَّذِي لَهُ منقار.

وَج قَالَ د: إِن ورقه يشبه ورق الآس غير أَنه أدق وأطول وأصوله لَيست ببعيدة فِي الشّبَه من أُصُوله غير أَنَّهَا مشبكة بَعْضهَا بِبَعْض وَلَيْسَت بمستقيمة لَكِنَّهَا معوجة وَفِي ظَاهرهَا عقد لَوْنهَا إِلَى الْبيَاض مَا هِيَ حريفة. وأجود الوج مَا كَانَ أَبيض كثيفا غير متأكل وَالَّذِي من الْمَدِينَة الف ط الْمُسَمَّاة قعوق وَهُوَ على هَذِه الصّفة وَكَذَلِكَ الَّذِي من عمورية. ورس ابْن ماسويه: يجلب من الْيمن أَحْمَر قانئ يُوجد على قشور شجر بِالْيمن يتَّخذ مِنْهَا وَهُوَ شَبيه بالزعفران المسحوق. زعفران أقواه الحَدِيث الْحسن اللَّوْن الَّذِي على شعره بَيَاض قَلِيل الطول الضخم غير المتفتت الهش الممتلئ الَّذِي يصْبغ الْيَد سَرِيعا الَّذِي لَيْسَ بمتكرج وَلَا ندى سَاطِع الرَّائِحَة حادها وَالَّذِي بِخِلَاف هَذِه الصّفة فَأَما أَن يكون عتيقا أَو قد نقع.

زوان قَالَ ابْن ماسويه: أجوده الْخَفِيف الْوَزْن غير الثخين وَلَا المتفتت اللزج عِنْد المضغ ولونه بعد المضغ إِلَى الْحمرَة وَقبل المضغ إِلَى الصُّفْرَة وَفِيه عفوصة يسيرَة.) زراوند ابْن ماسويه: إِنَّه ثَلَاث أَصْنَاف: الطَّوِيل والمدحرج وَالَّذِي يشبه ببقش الْكَرم. زرنب قَالَ ابْن ماسويه: رَائِحَته رَائِحَة الأترج وَهُوَ حشيش دَقِيق. حزوان: قَالَ ابْن ماسويه: أجوده الْخَفِيف الْوَزْن غير النخر وَلَا المتفتت اللزج عِنْد المضغ لَونه بعد المضغ إِلَى الْحمرَة وَقبل المضغ إِلَى الصُّفْرَة وَفِيه عفوصة يسيرَة. حضض قَالَ ج فِي مُقَابلَة الْأَدْوِيَة للأدواء: الحضض الْهِنْدِيّ يغش غشا غامضا جدا يخفى عَن المهرة من النَّاس. حَماما قَالَ د: إِنَّهَا شَجَرَة كَأَنَّهَا عنمقود من خشب مشتبك بعضه بِبَعْض وَله زهر صَغِير مثل زهر لوقاين وورق شَبيه بورق بروانيا يَعْنِي الفاشرا وأجوده الأرميني لَونه كالذهب ولون خشبه كالياقوت طيب الرَّائِحَة. وَأما النَّابِت فِي المَاء فضعيف لِأَنَّهُ ينْبت فِي أَمَاكِن رطبَة وَهُوَ عَظِيم لَونه إِلَى الخضرة لين تَحت المجسة وخشبه كالشظايا. وَفِي رَائِحَته شبه رَائِحَة الف ط السذاب. وَأما النبطي فَإِنَّهُ ياقوتي لَيْسَ بطويل وَلَا عسر الرض خلقته كخلقة العنقود وَهُوَ ملآن من ثَمَرَته رَائِحَته ساطعة. فاختر مِنْهُ الحَدِيث الْأَبْيَض الَّذِي لَونه كلون الدَّم الَّذِي لَيْسَ بمنضغط وَلَا مشتبك وَلَا متخلخل متفرق ملآن من بزره وَهُوَ شَبيه بعناقيد صغَار ثقيل طيب الرَّائِحَة جدا فَلَيْسَتْ فِيهِ رَائِحَة التكرج حريف يلذع اللِّسَان لَونه وَاحِد لَا يخْتَلف. ويغش بِشَيْء يُشبههُ غير أَنه لَيست لَهُ رَائِحَة وَلَا ثَمَرَة. وَإِذا أردْت أَن تأمن هَذ أَو شبهه فاجتنب الفتات واختر مِنْهُ مَا كَانَت أغصانه تَامَّة نابتة من أصل وَاحِد. وَقَالَ ابْن ماسويه: أجوده الأرميني الَّذِي لَونه كالذهب وَعوده مر وَلَيْسَت لَهُ رَائِحَة شَدِيدَة وَالَّذِي هُوَ أغْلظ من هَذَا لَونه أَخْضَر وخشبه ذُو شظايا فَإِنَّهُ ردئ. وَمِنْه جنس آخر أَحْمَر مستطيل كثير الْورْد شَدِيد الرَّائِحَة سريع التفرك وَالْمُخْتَار من هَذَا الْجِنْس هُوَ العطسي الحَدِيث الْقَلِيل الْبيَاض الَّذِي يَلِي الْحمرَة كثيف الْأَجْزَاء منبسط غير ملتو بعضه على بعض كثير البزر مكتنز شَبيه بالعناقيد رزين شَدِيد الرَّائِحَة حريف الطّعْم يلذع اللِّسَان وَلَيْسَت فِيهِ ألوان مُخْتَلفَة. قَالَ ابْن ماسويه الطَّبِيب: أجوده مَا كَانَ من أرمينية لَونه كلون الذَّهَب عوده مر لَيْسَ لَهُ رَائِحَة شَدِيدَة.) أما الْأَخْضَر الضخم المنبسط الَّذِي رِيحه مثل ريح الحبق الْجبلي فردئ. قَالَ أريباسيوس: اختر مِنْهُ الْأَبْيَض أَو المائل إِلَى الْحمرَة الَّذِي لَيْسَ بالمتكرج ويلذع اللِّسَان. واختر أغصانه ودع فتَاته. حنظل قَالَ أَبُو جريج: يَنْبَغِي لمجتني الحنظل أَن يجتنيه فِي آخر السّنة إِذا اصفر وَلَا يقربهُ وَهُوَ الف ط أَخْضَر أَو فِيهِ خضرَة. وشحمه إِن أخرج من بطيخه نقصت سَرِيعا وضعفت وَإِن ترك فِي بطيخه بقى دهرا. وَالَّذِي على شَجَره حَنْظَلَة وَاحِدَة قتالة. حسب السمنة قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه حب شَجَره تنْبت فِي القفار على قدر الذارع وَرقهَا أَبيض لَيْسَ بشديد الْبيَاض يحمل ثَمَرَة على قدر الفلفل لخشبها دهن وَلها بزر. حب النّيل هُوَ قرطم هندي. حضض قَالَ فِي كتاب شرك: إِن الحضض الْهِنْدِيّ هُوَ أَن يُؤْخَذ خشب الزرشك فيطبخ طبخا جيدا حَتَّى لَا يبْقى فِيهِ شَيْء من الْقُوَّة ثمَّ يصفى ويطبخ المَاء حَتَّى يجمد. حجر اليشب قَالَ عِيسَى ابْن ماسه: إِنَّه أصفر اللَّوْن. حبلب قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه يجلب من بِلَاد الْحَبَشَة. حجر الْيَهُودِيّ قَالَ ثَابت فِي كتاب الْحمى: إِنَّه بِمَنْزِلَة جوزة مسطوحة الشكل فِيهِ آثَار خطوط كَأَنَّهَا خطت بالبيكار. 4 (طين مختوم) ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: يغش وَلَا يعرف الْبَتَّةَ. قَالَ الخوزى: أجوده الَّذِي رِيحه الشبث وَإِذا وضع مِنْهُ على فَم السَّائِل مِنْهُ الدَّم قطعه.

طاليسفر قَالَ ج فِي السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِنَّه قشر يجلب من بِلَاد الْهِنْد فِي طعمها قبض شَدِيد مَعَ شَيْء من حِدة وعطرية يسيرَة ورأئحتها أَيْضا طيبَة مثل سَائِر الأفاويه. طباشير قَالَ ماسرجويه: إِنَّه يكون فِي جَوف القنا الْهِنْدِيّ وَأَنا أَظن أَنه يكون فِي حِجَارَة النورة. وَهَذَا الظَّن من الْكَاتِب لَا من الْمُؤلف. ابْن ماسويه: إِنَّه يجلب من الْبَادِيَة. 4 (كسيلا) ابْن ماسويه: إِنَّهَا عيدَان يعلوها سَواد تشبه عيدانه عيدَان الفوتنج. الف ط كندر أريباسيوس: أجوده الذّكر وَهُوَ المستدير الْحبَّة الْكِبَار الْأَبْيَض وباطنه يندق بِالْيَدِ. ويغش بالصمغ والراتينج وَمَعْرِفَة ذَلِك سهلة لِأَن الصمغ لَا يلتهب والراتينج إِنَّمَا يدخن فَقَط والكندر يلتهب. كاكنج قَالَ الخوزي: إِنَّه نَوْعَانِ: أَحدهمَا يُؤْتى بِهِ من ماه وَمن أَصْبَهَان والبلدان الْبَارِدَة. قَالَ فِي الْخَامِسَة من قاطاجانس: إِن الكاكنج هُوَ عِنَب الثَّعْلَب الْأَحْمَر الثَّمر. لِسَان الثور ابْن ماسويه فِي الْكَمَال: إِنَّهَا حشيشة وَرقهَا عريض مثل ورق المرو خشنة اللَّمْس. لاغيه قَالَ أَبُو جريج: إِنَّهَا شَجَرَة تنْبت فِي سفح الْجَبَل لَهَا ورد أصفر طيب الرَّائِحَة قَلِيلا مَا هُوَ يَقع على وردهَا الرَّاعِي من النَّحْل وَلها لبن غزير إِذا قطعت. لعبة قَالَ أَبُو جريج الراهب: شبه صُورَة يشبه جرمها السورنجان الْأَبْيَض ويجلب من افريقة لاذن قَالَ أريباسيوس: أجوده الطّيب الرَّائِحَة الَّذِي لَونه إِلَى الخضرة سهل الانحلال يدبق بِالْيَدِ نقى من الرمل يشبه الراتينج والقبرسي فِي هَذِه الصّفة. مر ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: وَإِن من المر مَا يخلط بِهِ بعض ألبان اليتوعات الْقَابِلَة فَيصير قتالا إِذا ورد دَاخل الْبدن. وَالَّذِي يفرق بَينه وَبَين الَّذِي لَيْسَ فِيهِ ذَلِك اللَّبن طيب رَائِحَته فَإِن الطّيب الرَّائِحَة لَيْسَ فِيهِ من ذَلِك اللَّبن شَيْء.) قَالَ أَبُو جريج: أجوده مَا قرب من الْبيَاض وشابه شَيْء من الْحمرَة يسيرَة وَلم يخالطه لحاء شَجَرَة. ميعة قَالَ فِي قاطاجانس: أقوى أَنْوَاع الميعة الَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة وَإِذا عتق هَذَا النَّوْع أَيْضا فَهُوَ يضْرب إِلَى الذهبية وَهَذَا النَّوْع عَزِيز وَالنَّوْع الآخر الف ط المائل إِلَى السوَاد ردئ. قَالَ أَبُو جريج: إِن الميعة صمغ يسيل من شَجَرَة بالروم يتحلب مِنْهُ فَيُؤْخَذ فيطبخ. ويعتصر من لحاء تِلْكَ الشَّجَرَة فَمَا عصر مِنْهُ سمى ميعة سَائِلَة وَيبقى الثخين يشبه الثجير وَيُسمى ميعة يابسة.

مو قَالَ د: سَاقه شيبَة بساق الشبث وورقه مثل ورقه غير أَنه أغْلظ من الشبث وارتفاعه نَحْو من ذارعين متفرق الْأُصُول وأصوله دقاق بَعْضهَا معوجة وَبَعضهَا مُسْتَقِيمَة طوال طيبَة الرَّائِحَة يحذو اللِّسَان. مازريون قَالَ أَبُو جريج الراهب: إِنَّه جِنْسَانِ: مِنْهُ كبار الْوَرق إِلَى الدقة مَا هُوَ وجنس آخر صغَار الْوَرق إِلَى الثخن مَا هُوَ جعد وَهُوَ أردأ الجنسين. قَالَ ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ المتكاثف الْوَرق إِلَى الثخن مَا هُوَ وَهُوَ يشبه ورق الزَّيْتُون إِلَّا أَنه ألطف حَار الطّعْم يخشن الْحلق. ماهودانه قَالَ أَبُو جريج الراهب: إِنَّه جِنْسَانِ لَهما بهار وورق طوال فِي طول الْأَصَابِع مشرف إِذا نظر إِلَيْهَا النَّاظر شبهها بالسمك وَيخرج ثَمَرهَا مثل جوز الْقطن وأصغر فِيهِ ثَلَاث حبات سود. مقل ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ الصافي اللزج الَّذِي رِيحه مثل ريح أظفار الطّيب. ج فِي الْأَدْوِيَة المفردة: إِنَّه نَوْعَانِ: صقلي وَهُوَ أسود وألين من الْعَرَبِيّ والعربي هُوَ أصفى لونا من الصقلى. قَالَ أريباسيوس: اختر مِنْهُ المر الطّعْم الشبيه بغراء الْجُلُود جُلُود الْبَقر يكَاد يدبق بِالْيَدِ مَا كَانَ سهل الانحلال نقيا من العيدان والوسخ إِذا دخن بِهِ كَانَت رَائِحَته شَبيهَة برائحة الْأَظْفَار. مغاث أصبت فِي كتاب مَجْهُول: إِنَّه عروق الرُّمَّان الْبري الف ط وأصبت أَيْضا فِي قَول ماسرجويه: انه طورك لسفرم.) قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه آس بحري نبطي وَهُوَ نَوْعَانِ: أَبيض وأسود داسم. قَالَ ابْن ماسويه: يشبه البطم مائلة إِلَى الصُّفْرَة طيبَة الرَّائِحَة. نارمشك ابْن ماسويه: فقاح شَجَرَة يُسمى نَار ماسيس. سحسونه قَالَ فِي بعض الْكتب: إِن السحسونه هُوَ بزر السجستان وَكَذَلِكَ أصبت فِي تذكرة عَبدُوس. سكبينج ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: إِن الْخَالِص من السكبينج ينْحل سَاعَة تلقيه فِي المَاء. وَيُشبه القنة إِذا كَانَت زبدية خَفِيفَة الْوَزْن وَهُوَ أكثف وَأَشد تلززا من الصِّنْف الآخر وإياه يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل لِأَنَّهُ أفضل نوعيهما. قَالَ: والسكبينج الْمَعْمُول من القنة لَيست لَهُ رَائِحَة السكبينج وَلَا ينْحل. قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه حَار لين وأجوده مَا صفا مِنْهُ يجلب من نَاحيَة الْمشرق. قَالَ ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ أقرب لون دَاخله إِلَى الْحمرَة وخارجه إِلَى الْبيَاض الصافي الشَّديد الرّيح المر الطّعْم.

قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه أَرْبَعَة أَنْوَاع سليخة ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: السليخة تستحيل كثيرا إِلَى الدارصيني ترى مُنَاسبَة الشّجر مِنْهُ يَعْنِي من الدَّار صيني سليخة ويجد مِنْهَا قضبانا مُتَّصِلَة أَغْصَانهَا نَحْو الدارالصيني. قَالَ فِي ترياق قَيْصر: السليخة الملساء الطّيبَة الطّعْم: الرّيح وَمِنْهَا مَا طعمه طعم الشَّرَاب. ج: لَهَا سَاق غليظ القشر وَيكون فِي بوادي الْعَرَب وورق شَبيه بورق الايرسا الياقوتي الْحسن اللَّوْن مثل لون الشب دَقِيق الثقب أملس طَوِيل غليظ الأنابيب ثقيل يلذع اللِّسَان ويقبضه ويحذوه حذوا يَسِيرا الف ط عطر الرَّائِحَة فِيهِ حمرَة وَهُوَ ثَلَاثَة أَصْنَاف وَهَذِه أَجودهَا وَأما الْأسود الكريه فَفِيهِ فرفيرية ورائحته كرائحة الْورْد. وَأما الْأسود الكرية الرَّقِيق القشر المشققة فانما هِيَ نَحْوهَا من دونه. وَقد يُوجد شَيْء شَبيه بالسليخة جدا. وَيفرق بَينهمَا بِأَنَّهُ لَيْسَ بحريف وَلَا عطر وقشره لاصق بشحمه. وَمن السليخة مَا لَونه إِلَى الْبيَاض أجوف رَائِحَته مثل رَائِحَة الكراث. وَمِنْه مَا لَيْسَ بغليظ الأنبوب بل رَقِيق أجوف.) قَالَ ابْن ماسويه: أَجودهَا مَا كَانَ إِلَى الْحمرَة صَافِيَة اللَّوْن أَحْمَر كلون البسد مستطيل دَقِيق سنبل ج: قد يسْتَعْمل السنبل بِأَن يطْبخ أَولا ثمَّ يُبَاع على أَنه لَا عيب فِيهِ فاحذره. قَالَ مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا: هَذَا لَا يكون قوى الطّعْم وَلَا مشبع اللَّوْن. قَالَ ابْن ماسه: أجوده الْأسود. قَالَ د: أجوده السوري وَهُوَ وافر الجمة أشقر طيب الرَّائِحَة جدا فِيهِ شَيْء من رَائِحَة السعد وسنبله صَغِير مر مجفف يحذو اللِّسَان وَيمْكث طيبه فِي الْفَم إِذا مضغ وقتا طَويلا. وَمِنْه هندي وَهُوَ ضَعِيف. وَهُوَ أطول وَأكْثر سنبلا وَيخرج سنبله من أصل وَاحِد وأكمام سنبله هُوَ ملتف بعضه بِبَعْض زهم الرَّائِحَة. وَهُوَ الَّذِي من الْهِنْدِيّ بعيد من النَّهر الَّذِي ينْبت عِنْده دوائح الْجَبَل طيب رَائِحَته وأقصر سنبلا وتشبه رَائِحَته السعد. وَيكون مِنْهُ نوع فِي وَسطه سَاق وَهُوَ أَشد بَيَاضًا وَهُوَ ردئ. وَرُبمَا نقع السنبل فِي المَاء ويستدل على ذَلِك من بَيَاض السنبل وقحله وَمن أَنه لَا تُرَاب فِيهِ. وَقد يغش بِأَن يرش عَلَيْهِ إثمد أَو سكر ليتلبد ويثقل.

قَالَ: الناردين الاقليطي هِيَ شَجَرَة الف ط صَغِيرَة يقْلع بطينها وتشد حزما تملا الْكَفّ وَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم بِيَوْم فِي رش الحزم وتنقى من الطين وتوضع فِي مَوضِع ندى وَتَحْته قَرَاطِيس وَفِي الْيَوْم الثَّانِي ينقى من طينه فانه حِينَئِذٍ لَا يتَبَيَّن الْجيد من الردئ لما أفادته الْقُوَّة من الرُّطُوبَة. ويغش هَذَا بنبات يُشبههُ يفرق بَينهمَا أَن هَذَا النَّبَات زهم لَهُ رَائِحَة كرائحة البيش وَله سَاق. وَهَذَا أَشد بَيَاضًا وورقه أقصر من ورق الناردين الاقليطي وَلَيْسَ أَصله بمر وَلَا طيب الرَّائِحَة مثل أصُول الناردين. وَإِذا أردْت أَن يبْقى الناردين على قوته وكثرته فاطرح ورقه ودق أُصُوله وسوقه نَاعِمًا واعجنها بشراب وَاجْعَلْهَا أقراصا وارفعها فِي إِنَاء خزف جَدِيد وَأحكم تَغْطِيَة رَأسه. والجيد مِنْهُ مَا كَانَ حَدِيثا طيب الرَّائِحَة حَدِيث الْأُصُول عسر الانفراك ممتليا. قَالَ: وَأما الناردين الجبلى فَإِن ورقه يشبه ورق العصفر وَكَذَلِكَ أغصانه غير أَنَّهَا أَصْغَر) وَلَيْسَ هِيَ بخشبية وَلَا مشوكة. وَله أصلان أَو أَكثر سود طيبَة الرَّائِحَة كَالَّتِي للحناء غير أَنَّهَا أرق أَصْغَر بِكَثِير وَلَيْسَ لَهُ سَاق وَلَا ثَمَرَة وَلَا زهرَة. سعد د: لَهُ ورق يشبه ورق الكراث غير أَنه أطول وأدق وأصلب وَله سَاق طولهَا ذارع وَأكْثر وفيهَا اعوجاج كساق الْإِذْخر وعَلى طرفه أوراق صغَار وأصوله كَأَنَّهَا زيتون مِنْهُ طَوِيل وَمِنْه مدور مشتبك بعضه مَعَ بعض سود طيبَة الرَّائِحَة فِيهَا مرَارَة وينبت فِي أَمَاكِن غامرة وَأَرْض رطبَة. وأجودها مَا كَانَ ثقيلا كثيفا غليظا عسر الرض خشنا طيب الرَّائِحَة مَعَ شَيْء من حِدة. ساذج د: يتَوَهَّم قوم أَنه ورق الناردين الْهِنْدِيّ لتشابه رَائِحَته ويغلطون فِي ذَلِك فَإِن الأسارون والوج يشبه الف ط رائحتهما رَائِحَة الناردين. والساذج ينْبت فِي بِلَاد الْهِنْد فِي أَمَاكِن فِيهَا حمأة وَيظْهر على وَجه المَاء بِمَنْزِلَة عدس المَاء وَلَيْسَ لَهُ أصل فَإِذا جَمَعُوهُ على الْمَكَان نظموه فِي خيط كتَّان ويجففونه ويخزنونه. وأجوده الحَدِيث الَّذِي لَونه إِلَى الْبيَاض مَا هُوَ السوَاد الصَّحِيح غير منثقب سَاطِع الرَّائِحَة دَائِم الطّيب فِيهِ شبه رَائِحَة الناردين لَيْسَ بمالح وَلَا مسترخ. وَأما المسترخى مِنْهُ المنثقب الَّذِي رَائِحَته كرائحة الشَّيْء المتكرج فَإِنَّهُ ردئ. سقمونيا أَبُو جريج الراهب: أجوده مَا كَانَ أَبيض يضْرب إِلَى الزرقة كَأَنَّهُ قطع الصدف المكسر سريع التفتت والمجلوب مِنْهُ من جبل اللكام على هَذِه الصّفة. هَذَا لَا يقربهُ مثل الكرمان الْأسود المستدير الشكل المغمر. قَالَ: وَقُوَّة السقمونيا لَا تنكسر إِلَّا بعد ثَلَاثِينَ سنة أَو أَرْبَعِينَ سنة إِلَّا مَا قد أصلح

بالشَّيْء قَالَ ابْن ماسويه: أجوده أعظمه قطعا وأبيض. سكر الْعشْر أَبُو جريج: وَهُوَ يَقع على النَّبَات الْمُسَمّى الْعشْر. 4 (سورنجان) أَبُو جريج: أجوده الْأَبْيَض الدَّاخِل وَالْخَارِج الصلب الْكسر فَأَما الْأسود والأحمر فانهما رديان جدا وَيُبَاع مِنْهُ على أَنه اللعبة البربرية. قَالَ الخوزى: السورنجان أصل نابت ينْبت قبل الأمطار وَهُوَ صنفان: أَبيض وأحمر والأبيض دَوَاء والأحمر ردئ. وَيُقَال: إِن السورنجان أصل نابت فِي الخريف تنْبت لَهُ وردة تسمى بلغَة أهل واسحر حفر وبلغة أهل الصغد سكروه. وَهَذِه الوردة لونان: أَبيض وأصفر وَهُوَ أول الْأَنْوَار المنفتحة الف ط فِي السفوح والمواضع الجبلية. ورق هَذَا النَّبَات لاطئ بِالْأَرْضِ. 4 (سيسا ليوس) ابْن ماسويه: إِنَّه يشبه الزنجبيل. وَقد أصبت فِي بعض الْكتب أَنه أنجدان رومى. عسل ج فِي حِيلَة الْبُرْء: افضل الْعَسَل الْأَحْمَر اللَّوْن الناصع الطّيب الرَّائِحَة الصافي الَّذِي ينفذ فِيهِ الْبَصَر بصفائه ومذاقته حريفة حادة لذيذة غَايَة اللذاذة إِذا أَنْت رفعت مِنْهُ شَيْئا بأصبعك سَالَ إِلَى الأَرْض. وَلم يَنْقَطِع فَإِن انْقَطع فَإِنَّهُ إِمَّا أغْلظ وَإِمَّا أرق مِمَّا يَنْبَغِي فِي الْجُمْلَة فَإِن ذَلِك لِأَنَّهُ غير متشابه الْأَجْزَاء ووالعسل الغليظ فِي أَجْزَائِهِ كلهَا وَفِي بعض أَجْزَائِهِ كثير الموم وَالرَّقِيق كثير الفضول غير نضج عسر الانهضام. وَمَا ظهر فِيهِ طعم الموم ووسخ الكور فَهُوَ عسل سوء. وَمَا سطعت مِنْهُ رَائِحَة قَوِيَّة حادة فَلَيْسَ بمحمود. وَإِن كَانَت خُفْيَة فَلَيْسَ بضائر. عنصل قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه يخرج من الحقول من غير زرع كالرمانة وَإِذا كَانَ أَيَّام الرّبيع يخرج وردا أسود وورقة شبه ورق السوسن. عَاقِر قرحا: أجوده الحاد الطّعْم المحرق للسان الَّذِي مكسره إِلَى الْحمرَة وغلظه كغلظ الْأصْبع. فربيون ج فِي قاطاجانس: إِن الْعَتِيق مِنْهُ لَا يبْقى لَونه الرماني لكنه يضْرب إِلَى الصُّفْرَة وَيكون مَعَ ذَلِك فِي غَايَة الجفوف وَإِذا أدفته بالزيت لَا ينداف مَعَه إِلَّا بكد. والْحَدِيث بِخِلَاف ذَلِك فانه ينداف بِسُرْعَة. وذوق الحَدِيث بِمَنْزِلَة النَّار حَتَّى أَنه يحرق اللِّسَان والعتيق يسير الحدة. والفريبون الْفَائِق تبقى قوته أَكثر شَيْء ثَلَاث سِنِين أَو أَرْبعا وَتبطل قوته من الرَّابِعَة إِلَى السَّابِعَة) قَالَ أَبُو جريج فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: إِن الفربيون يَجْعَل فِي آنِية مَعَ باقلى مقشر فتحفظ قوته وَلَا تتأكل مُدَّة. قَالَ ابْن ماسويه الف ط: اختر مِنْهُ الحَدِيث الصافي الْأَصْفَر اللَّوْن الحاد الرَّائِحَة الحريف الطّعْم.

فو د: وَقد يشبه ورق رعباذيلا. وَهُوَ الكرفس الْعَظِيم الْوَرق والقضبان وَسَاقه ذارع أَو أَكثر أملس ناعم لَونه مائل إِلَى الأرجوان مجوف ذُو عقد لَهُ زهرَة شَبيهَة بزهرة النرجس غير أَنه أكبر مِنْهُ وَفِي ميله إِلَى الْبيَاض شَيْء من فرفيرية وَفِي غلظ أَعلَى مَوضِع من أَصله مثل غلظ الْخِنْصر ويتشعب من أَسْفَل الأَصْل شعبًا معوجة مثل الْإِذْخر والخربق الْأسود مشتبكة بَعْضهَا بِبَعْض لَوْنهَا إِلَى الشقرة مَا هُوَ طيب الرَّائِحَة فِيهَا شَيْء من رَائِحَة الناردين مَعَ شَيْء من زهومة. ويغش بِأَصْل ألآس الْبري. والمعرفة بِهِ هينة لِأَن أصل الآس الْبري صلب عسر الرض لَيْسَ بِطيب الرَّائِحَة. فلفل ج فِي الثَّامِنَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن أصُول الفلفل تشبه الْقسْط وثمرته فِي أول مَا يطلع الدَّار فلفل وَلذَلِك صَار الدَّار فلفل أرطب من الفلفل ويسرع إِلَيْهِ التأكل وَلَا يلذع من سَاعَته والفلفل الْأَبْيَض أَشد حراقة من الْأسود لِأَن الْأسود أنضج والأبيض فج. فيلزهرج قَالَ ماسرجويه: إِنَّه ثَلَاثَة أَصْنَاف: أَحدهَا هندى وَالْآخر يعْمل من الزرشك وَالْآخر عَرَبِيّ وَهُوَ الْمُسَمّى حضض. فاغره ابْن ماسويه: هُوَ أصل يشبه الحضض. وَقَالَ ابْن ماسه: إِنَّه أصل النيلوفر الْهِنْدِيّ. فلنجه قَالَ ابْن ماسويه: أصل النيلوفر الْهِنْدِيّ. فلفمويه ابْن ماسه إِنَّه أصل الفلفل. صَبر قَالَ أَبُو جريج: هُوَ ثَلَاثَة أَصْنَاف: الأسقوطري والعربي والسمنجاني والأسقوطري تعلوه صفرَة شديبة كالزعفران وَإِذا استقبلته بِنَفس حَار من فِيك خلت أَن فِيهِ ضربا من رَائِحَة المر. وَهُوَ سريع التفرك وَله بريق وبصيص قريب من بريق الف ط الصمغ الْعَرَبِيّ فَهَذَا) هُوَ الْمُخْتَار. وَأما الْعَرَبِيّ فَهُوَ دونه فِي الصُّفْرَة والرزانة والبريق والبصيص. وَأما السمنجاني فرديء جدا منتن الرّيح تقرب رَائِحَته إِذا قابلته بِنَفس حَار من فِيك رَائِحَة قَالَ: وَالصَّبْر إِذا عتق أسود وانكسرت حِدته والمغشوش الْأَحْمَر البارق والشديد التفرك حمرته كحمرة الكبد سهل الانحلال صَادِق المرارة. فَأَما مَا كَانَ مِنْهُ أسود عسر الْكسر فَلَا خير فِيهِ. ونباته شَبيه بنبات الراسن. ضرو ج: هُوَ قشره. وَقَالَ ابْن ماسويه: هُوَ صمغ شَجَرَة تسمى الكمكام يجلب من الْيمن. قنة: لَهُ ذكر عِنْد السكبينج.

وَقَالَ فِي كتاب الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: إِنَّه نَوْعَانِ: أَحدهمَا زبدي خَفِيف الْوَزْن وَهَذَا أَشد بَيَاضًا. وصنف آخر أكثف وَأَشد تلززا وَهُوَ أَجودهَا وإياه فَاسْتعْمل. قرفة قَالَ فِي ترياق قَيْصر: إِن مِنْهَا مَا هُوَ صلب طيب الرَّائِحَة يشبه الدارصيني لَهُ عيدَان طوال شَدِيدَة طيبَة رَائِحَته أقل كثيرا من الدارصيني. وَقد زعم قوم أَنه جنس آخر غير الدارصيني. قردمانا: الْجيد مِنْهُ يكون بأرمينية فاختر مِنْهُ الْعسر الرض الممتلئ الصلب المنضم وَمَا خَالف ذَلِك فردئ. والجيد سَاطِع الرَّائِحَة حريف الطّعْم مَعَ شَيْء من مرَارَة. قسط د: أجوده مَا كَانَ فِي بِلَاد الْعَرَب وَكَانَ أَيْضا خَفِيفا طيب الرَّائِحَة وَبعده الْهِنْدِيّ وَهُوَ غليظ أسود خَفِيف مثل القثاء وَبعده السورى وَهُوَ ثقيل ولونه لون خشب الشمشاد سَاطِع الرّيح وأجوده الحَدِيث الْأَبْيَض الممتلئ الكثيف الْيَابِس غير المتأكل وَلَا زهم يلذع اللِّسَان ويحذوه. ويغش بأصول الف ط الراسن الصلبة ويغرق بَينهمَا لِأَن الراسن لَا يحذو اللِّسَان وَلَا رَائِحَته قَوِيَّة ساطعة كرائحته. قصب الذريرة قَالَ: ينْبت بِالْهِنْدِ. أجوده الياقوتي اللَّوْن المتقارب العقد الَّذِي إِذا هشم ينهشم إِلَى شظايا كَثِيرَة وأنبوبة ملآن من شَيْء لَونه إِلَى الْبيَاض مَا هُوَ يشبه نسج العنكبوت لزج إِذا مضغ فِيهِ قبض وَشَيْء من حراقة.) قثى قَالَ: هِيَ حَبَّة نستعملها مركبة قد ذكرنَا تركيبها فِي صَنْعَة الطَّبِيب والمعجونات. قروقومعما قَالَ: هُوَ ثفل دهن الزَّعْفَرَان. قَالَ د: أجوده الطّيب الرَّائِحَة الَّذِي فِيهِ من المر باعتدال الرزين الْأسود الَّذِي لَيْسَ فِيهِ عيدَان وَإِذا أذيب كَانَ لَونه قَرِيبا من لون الزَّعْفَرَان جدا وَكَانَ لينًا فِيهِ مرَارَة يسيرَة يصْبغ الْأَسْنَان وَاللِّسَان صبغا شَدِيدا وَيبقى سَاعَات كَثِيرَة. قَالَ أَبُو جريج: ينْبت على وَجه الأَرْض مَبْسُوطا وَيَنْبَغِي أَن يجتنى فِي آخر الصَّيف ليؤخذ مَا قد اصفر مِنْهُ وَالَّذِي إِذا أَصَابَهُ الندى انقلع سَرِيعا وَخرج حبه وافرا يضْرب وَجه لاقطه. وأجوده مَا كثرت ثَمَرَته فِي شَجَره وَكثر مَاؤُهُ. قَالَ: يتَّخذ مِنْهُ مَا اصفر على شَجَره الْكثير الْحمل: واعصره وَلَا تذقه وَخذ المَاء مَعَ الثفل الغليظ وصيره فِي إِنَاء وَكلما صفى المَاء فصب عَنهُ صَفوه واترك الثخين قدر مَا ينعجن واجعله فِي خرقَة صفيقة وعلقه حَتَّى يقطر جَمِيع مَا فِيهِ ثمَّ تجففه فِي غضارة على رماد فاتر وَهُوَ مَبْسُوط ثمَّ ضَعْهُ فِي الظل إِلَى لوح أَيَّامًا حَتَّى يستحكم جفافه وارفعه. قَالَ ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ الْمُسْتَقيم الَّذِي يشبه صغَار القثى الصَّادِق المرارة واختر من عصارته الْأَبْيَض الف ط الأملس الْخَفِيف الْوَزْن الَّذِي يشبه الاشقال.

قَالَ بولس: الْمُخْتَار من عصارة قثاء الْحمار مَا كَانَ إِلَى الخضرة الْخَفِيف يكون قد أُتِي عَلَيْهِ أَكثر من سنة. قليميا ج فِي الْأَدْوِيَة المفردة: إِنَّه يكون من دُخان النّحاس وَمن دُخان الْفضة وَمن دُخان حجرَة المرقشيثا وَمِنْه أَيْضا معدني غير مَعْمُول. والمعمول صنفان: عنقودي وَهُوَ بخار مَا يرْتَفع فِي الأتون وصفائحي وَهُوَ مَا يبْقى فِي أسافل الأتون. قلب ابْن ماسويه: بزر الْهِنْدِيّ يشبه بزر الْكَتَّان إِلَّا أَنه أكبر مِنْهُ قَلِيلا يعلوه غبرة. قَالَ ثَابت: إِنَّه ماش هندى. قفر الْيَهُود اريباسيوس: الْجيد مِنْهُ مَا لَونه مائل إِلَى لون الفرفير بليغ قوى الرَّائِحَة رزين وَأما الْأسود فانه ردي يغش بزفت يخلط بِهِ. قنطوريون قَالَ الخوزى: إِنَّهَا نَوْعَانِ: كَبِير وصغير ينبتان فِي آخر الرّبيع وورقه يشبه ورق الأثل.) 4 (راسن) د: ورقه يشبه الدَّقِيق من ورق النَّبَات الَّذِي يُسمى قلومس غير أَنه أخشن وأطول وَأعظم طيب الرَّائِحَة حريف ياقوتي اللَّوْن وَفِيه شعب. قَالَ ابْن طَاوس: يكون بِمصْر صنف آخر من الراسن وَهِي حشيشة لَهَا أَغْصَان طولهَا ذارع مسطحة على الأَرْض مثل النمام وورقه شبه ورق العدس غير أَنه أطول وَهُوَ كثير الأغصان وَله أصُول صفر غلظها مثل الْخِنْصر وأسفلها دون أَعْلَاهَا وَعَلَيْهَا قشر أسود. وينبت فِي مَوَاضِع قريبَة من الْبَحْر وَفِي التلول. راوند ج فِي الْمُقَابلَة الف ط للأدواء: إِن الرواند لَا يغش لَكِن يُؤْخَذ من الْمَوَاضِع الَّتِي تنْبت فِيهَا مَا دَامَ طريا فيطبخونه وَيَأْخُذُونَ عصارته ويجمدون تِلْكَ العصارة ويجلبونها إِلَى الْبلدَانِ ويبيعون الَّذِي قد طبخ على أَنه لم يغش والمغشوش مِنْهُ متكاثف الْجَوْهَر متماسك لِأَنَّهُ من عصارة والخالص أَشد تخلخلا وسخافة وَالْقَبْض فِي الْخَالِص ضَعِيف وَهُوَ فِي الراوند الْمَعْمُول قوى والتأكل يسْرع إِلَيْهِ. شيطرج ج فِي الميامر: إِن صفة نَبَات الشطرج أَنه ينْبت كثيرا فِي الْقُبُور والحيطان العتيقة والمواضع الَّتِي لَا تحرث وَهُوَ ناضر أبدا إِلَّا أَنه أَحْمَر وورقه يشبه ورق الْحَرْف وَطول قصبه ذارع وَأَقل وَأكْثر ويخلف فِي الصَّيف وَرقا دقاق لَا يزَال عَلَيْهِ حَتَّى يضْربهُ الْبرد فَإِذا برد الْهَوَاء جف من الْوَرق مَا يجِف قضيبه وانتثر وَبقيت مِنْهُ بقايا نَحْو أَصله فَإِذا كَانَ فِي الصَّيف خرج عَن قصبته زهر صغَار جدا كثير الْوَرق لَونه لون اللَّبن وَأَرْدَفَ ذَلِك بزرا صَغِيرا غَايَة الصغر لَا يُمكن أَن يرى حسا لصغره وَأَصله لَهُ رَائِحَة حادة جدا وَهُوَ أشبه شَيْء بالحرف.

شبرم أَبُو جريج الراهب: أَجود الشبرم مَا أَحْمَر لَونه حمرَة خَفِيفَة وَكَانَت الْقطعَة مِنْهُ كَأَنَّهَا جلد ملفوف رَقِيق اللحاء. فَأَما الغليظ الْجِسْم الْقَلِيل الْحمرَة الَّتِي بسطا تحمر وَفِيه شبه الخيوط فَهُوَ شَرّ الشبرم وَأكْثر هَذِه فَأَما الْفَارِسِي فأردأ الشبرم. شوكران قَالَ روفس فِي كتاب المالنخوليا: إِن الشوكران ورقه شَبيه بورق اليبروح إِلَّا أَنه أَصْغَر وَأَصله رَقِيق لَيست لَهُ ثَمَرَة. تفسيا أصبت أَنه صمغ السذاب البرى.) قَالَ الف ط د فِي قاطاجانس: التفسيا تضعف قوته فِي سنة. وَقَالَ فِي الميامر: لَا ينْتَفع بِهِ بعد ثَلَاث سِنِين. تَرَبد قَالَ أَبُو جريج: أَجود التربد الْأَبْيَض اللَّوْن الملتف الشكل المصبغ الطَّرفَيْنِ الَّذِي مثل أنابيب الْقصب الدَّقِيق الْجِسْم الدَّقِيق الأنبوب السَّرِيع التفتت الَّذِي لَيْسَ بغليظ وَلَا برقيق ويسرع التأكل إِلَى التربد والتأكل يضعف فعله وَهُوَ الَّذِي يرَاهُ مثقبا كرأس الإبر وَكَانَ خَفِيف الْوَزْن جدا هَذَا وَقد ذهبت قوته. قَالَ ماسرجويه: اختر مِنْهُ مَا جَوْفه شديدي الْبيَاض وَظَاهره أملس رَقِيق الْعود لَيْسَ بِذِي شظايا غير متأكل. خربق قَالَ أركاغنيس فِي كتاب الْعِلَل المزمنة: أجوده الْمُتَوَسّط بَين الْعَتِيق والْحَدِيث وَالسمن والهزال فالرمادي اللَّوْن السهل انكساره الَّذِي يخرج مِنْهُ إِذا كسر شبه الْغُبَار ومذاقه حريف قَالَ د: إِن الخربقين تبقى قوتهما سِنِين كَثِيرَة. قَالَ ابْن ماسويه: اختر من الخربق الْأَبْيَض المستطيل الدسم السَّرِيع الانكسار غير النخر المنفرك الَّذِي إِذا كَسرته رَأَيْت فِي جَوْفه شبه غزل العنكبوت فِي طعمه حراقة يحرق اللِّسَان. قَالَ: واختر من الْأسود الصلب القضبان الممتلئة الدسم الرقيقة الَّذِي فِي جَوْفه شبه نسج العنكبوت الْحَدِيد الطّعْم. قَالَ أريباسيوس: اختر مِنْهُ مَا كَانَ ممتلئا حريفا بَادِي الطّعْم. خيارشنبر قَالَ ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: اختر مِنْهُ الْبراق الدسم. قَالَ ماسرجويه: أجوده مَا لم يخرج من قصبه.

قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه نَوْعَانِ: أَحدهمَا يجلب من كابل وَالْآخر يجلب من الْبَصْرَة. الف ط خَرْدَل قَالَ ابْن ماسه: أَجود الْخَرْدَل الْأَحْمَر الْكَبِير الْحبّ الَّذِي إِذا فركته ظَهرت مِنْهُ زعفرانية ولدونة. غاريقون ج فِي الْمُقَابلَة للأدواء: إِنَّه لَا يُمكن أَن يغش وكل مَا كَانَ أخف وزنا فَهُوَ أَجود وَمَا كَانَ أكثف وَأقرب إِلَى الخشبية فَهُوَ أردأ. قَالَ أَبُو جريج: اجوده مَا إِذا كسر وجد أملس الجوانب شَدِيد الْبيَاض خَفِيف فِي مذاقته قَالَ ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: اختر مِنْهُ الْأُنْثَى وعلامته أَنه يرى فِي جوفها إِذا قطع) شَبِيها بالفراخ مستويا فَأَما الذّكر مِنْهُ فَإِنَّهُ أملس مستدير فِي جَمِيع النواحي وَأول طعمه يقرب من الْحَلَاوَة ثمَّ يظْهر عِنْد المطاولة مرَارَة فاختر من الْأُنْثَى أَيْضا مَا كَانَ أَبيض الْجوف سريع التفرك. 4 (أريبا سيوس) أجوده مَا كَانَ فِي شظايا مُسْتَقِيمَة.

(سقط: من هَذِه الصفحة إِلَى صفحة 323)

قوانين استعمال الأطعمة والأشربة وفي الأمراض التي تعدى وتتوارث وغيرها

(الْجُزْء الثَّالِث وَالْعشْرُونَ) (قوانين اسْتِعْمَال الْأَطْعِمَة والأشربة وَفِي الْأَمْرَاض الَّتِي تعدى وتتوارث وَغَيرهَا)

(فارغة)

بسم الله الرحمن الرحيم

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (قوانين اسْتِعْمَال الْأَطْعِمَة) (والأشربة لحفظ الصِّحَّة ومضار الْجُوع والعطش ومنافعهما وَدفع مضارهما) يَنْبَغِي أَن يكْتب هَهُنَا مَا أمكن من تَدْبِير الْغذَاء وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي اسْتِعْمَاله بِحَسب الزَّمَان وَالْحَرَكَة والمزاج وَالسّن يحْتَاج أَن يحول إِلَى هَهُنَا من بَاب الْمعدة والعادات وَمَا يَلِيق بِهِ. لي ظهر من قُوَّة كَلَام جالينوس فِي الْمقَالة السَّابِعَة من كتاب حِيلَة الْبُرْء أَنه يَنْبَغِي أَن يكون الطَّعَام بِقدر مَا لَا يثقل الْمعدة وَالشرَاب بِقدر مَا لَا يطفو وَلَا يجذبه مس قرقرة وَيكون جُمْلَتهَا بِقدر مَا لَا يثقل على الْمعدة بِلَا أَذَى وَلَا تمدد وَلَا انتفاخ وَأَنه إِن عرض فِي يَوْم مَا هَذَا فَيجب أَن يقصر فِي الثَّانِي بِمِقْدَار عظم الْعَارِض فِي الْيَوْم الَّذِي قبله وَإِن لم يعرض زِدْت بِمِقْدَار مَا تحْتَمل الْمعدة من الطَّعَام وَالشرَاب من غير أَن تعرض لَهَا هَذِه الْأَعْرَاض أَعنِي الثّقل والتمدد والانتفاخ والقراقر والطفو فِي فمها فَهُوَ مقدارها الَّذِي يحْتَاج أَن يلْزمه فَإِن تَغَيَّرت الْعَادة عملت بعد بِحَسب ذَلِك. لي وَتبين أَيْضا من كَلَامه فِي هَذِه الْمقَالة أَن السّكُون وَالنَّوْم بعد الطَّعَام عون عَظِيم على هضمه وبالضد ذَلِك أَنه قَالَ إِن الطَّعَام الثَّانِي لَيْسَ يُعينهُ على مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الاستمراء إِن يسكن المتناول لَهُ بعده وينام لَكِن قد يُعينهُ على ذَلِك أَيْضا طول الْوَقْت وعناية اللَّيْل لِأَنَّهُ كَانَ فِي ذكر الْعشَاء. وَأَن الشَّرَاب بعد الطَّعَام من قبل أَن يستمرأ يفْسد الاستمراء إِلَّا أَن يعرض من الْعَطش شئ مؤذ فيشرب بِقدر مَا يسكنهُ الف ي فَقَط وَإِذا انحط الْغذَاء فليستوف من الشَّرَاب فَإِنَّهُ) إِذا فعل ذَلِك انحدر الطَّعَام وَنفذ أسْرع وَخرج فِي البرَاز وَكَانَت الشَّهْوَة من غَد أقوى من أَن لَا يشرب. إِن مِمَّا تبين من كَلَام جالينوس فِي الرَّابِعَة من حفظ الصِّحَّة أَن الطَّعَام إِذا فسد فِي الْمعدة يجب أَن يُبَادر إِلَى إِخْرَاجه كَيفَ أمكن بالقئ أَو بالإسهال وَيجب أَن تجتهد فِي أَن لَا تكون تخم بِتَقْدِير كمية الْغذَاء وَلَو اضطررت إِلَى أَن يكون ردياً فَإِن التخم إِذا لم يكن أَن يجْتَمع فِي الْعُرُوق شئ ردئ وَلَو كَانَت الأغذية ردية بل إِن اجْتمع شئ فَفِي نَاحيَة الْجلد.

وَالرُّكُوب وَالْحَرَكَة بعد الطَّعَام أبلغ مَا يكون فِي إِفْسَاد الْغذَاء وإيراث الأخلاط الردية والخراجات وَنَحْوهَا. وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب: يجب فِي تَدْبِير حفظ الصِّحَّة أَن يبْدَأ بالتعب ثمَّ بِالطَّعَامِ ثمَّ بِالنَّوْمِ وإعرف إصْلَاح التخم من بَاب الْمعدة. من السَّادِسَة من تَدْبِير الأصحاء الَّذين مزاج أكبادهم ومعدهم وأعضائهم الرئيسة مُتَسَاوِيَة فَإِن الطَّعَام الَّذِي يلتذونه هُوَ أغذى لَهُم وَأما الَّذين مزاج هَذِه الْأَعْضَاء مُخْتَلف فيهم حَتَّى يكون فِي الْمثل مزاج الْمعدة بِخِلَاف مزاج الكبد فَإِنَّهُم قد يشتهون مَا يضرهم على مَا قُلْنَا فِي بَاب حفظ قَالَ جالينوس: يجب أَن تعرف خَواص الأغذية والأطعمة الَّتِي تستدرك بالتجربة فَإِن لَهَا فِي قُوَّة الهضم أعظم المعونة وتعمل بِحَسبِهِ. لي اسْتَعِنْ بِبَاب قوانين حفظ الصِّحَّة وانقله إِلَى هَهُنَا. الأولى من كتاب الأخلاط قَالَ: مصابرة الْعَطش يشفي من علل مائية والأبدان الرّطبَة وَأما الْأَبدَان المرارية الأخلاط فَإِنَّهُ يَضرهَا ويهيج فِيهَا المرار. قَالَ: وَكَذَلِكَ الْجُوع فَإِنَّهُ يهيج المرار جدا فَأَما الأخلاط النِّيَّة فَإِنَّهُ ينضجها وَيقطع البلغم. قَالَ: الشِّبَع والري ينفعان الْأَبدَان الَّتِي الْغَالِب ألف ي عَلَيْهَا المرار والجوع والعطش الَّتِي استولى عَلَيْهَا البلغم. الْمقَالة الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: 3 (التَّدْبِير الرَّدِيء فِي الْمطعم وَالْمشْرَب) غير الشبيه بعضه بِبَعْض أوفق فِي حَال حفظ الصِّحَّة فِي جَمِيع الْأُمُور الْأَوْقَات من الِانْتِقَال بَغْتَة إِلَى تَدْبِير آخر وأجود مِنْهُ لِأَن تَغْيِير الْعَادة على غير تدريج عَظِيم الضَّرَر. قَالَ: وَمن ذَلِك أَن انْتِقَال من جرت عَادَته أَن يَأْكُل فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ إِن انْتقل إِلَى أَن يَأْكُل مرّة بَغْتَة أحدث عَلَيْهِ ضَرَرا وضعفاً وَمن لم تكن عَادَته أَن يتغذى فتغذى أضعفه ذَلِك على الْمَكَان وكسله وأرخاه فَإِن تعشى مَعَ ذَلِك تجشأ جشاء حامضاً. وَمِنْهُم من يعرض لَهُ لين الْبَطن لِأَنَّهُ قد ثقل على معدته شئ جاءها بِخِلَاف الْعَادة لِأَن الطبيعة كَانَت قد اعتادت أَن لَا تتملأ مرَّتَيْنِ وَلَا تهضم الطَّعَام مرَّتَيْنِ. وَمن اسْتعْمل الخواء على غير عَادَة عرض لَهُ كرب عَظِيم قلق واضطراب النّوم. وَإِذا تَركه وَهُوَ مُعْتَاد ضعف وسهر. قَالَ: وَمن ناله ثقل من الْغذَاء فَيَنْبَغِي أَن ينَام نوماً كثيرا بِقدر لَيْلَة مَعَ توقي الْبرد فِي الشتَاء وَالْحر والصيف فَإِن لن يتهيأ لَهُ النّوم يمشي مشياً كثيرا وليشربوا شرابًا قَلِيلا لِئَلَّا يهيج بهم نفخ وَلَا قراقر فَإِذا تخلصوا من ذَلِك لم يعاودوا الْعشَاء والغذاء الَّذِي يثقل عَلَيْهِم وَإِن أَحبُّوا ذَلِك تدرجوا فِيهِ قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يعتادوه.

قَالَ: وَمن اعْتَادَ أَن يَأْكُل فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ إِن أكل مرّة استرخى بدنه وَضعف وجزع من كل عمل وَعرض لَهُ وجع فِي الْفُؤَاد حَتَّى يتَوَهَّم أَن أحشاءه معلقَة ويبول بولاً حاراً أَو يبرز برازاً محترقاً وَرُبمَا وجد فِي فِيهِ مرَارَة وغثياً وتغور عَيناهُ وصدغاه وتختلج وتبرد أَطْرَافه وخاصة إِن كَانَ مزاجه مرارياً. 3 (اخْتِلَاج الأصداغ) فيزيد بِهِ شدَّة نبض الشرايين الَّتِي هُنَاكَ وَأما أَطْرَافهم الف ي فتبرد لانصباب المرار إِلَى الْمعدة فيؤذيها ويلذغها فيكرب فتبرد الْأَطْرَاف لذَلِك. وَالْأَكْثَر من ترك من هَؤُلَاءِ الْغذَاء لم يُمكنهُ أَن يَسْتَوْفِي عشاءه وَإِذا تعشى تقلبت معدته وثقلت وعسر نَومه أَكثر مِمَّا كَانَ لَو كَانَ قد تغدى يَوْمه ذَلِك. قَالَ: وَمن كَانَ مراري الطَّبْع ولبث من غير أَن يتغدى وَلم تكن لَهُ عَادَة جرت بذلك انصب إِلَى معدته مرار فتشغب نَفسه للطعام لسوء حَال معدته فَإِن أكرهها على ذَلِك ثقل عَلَيْهِ وَضعف نَومه وَكثر تقلبه وَفَسَد طَعَامه وَمَتى كَانَت مُدَّة صَوْمه أطول كَانَ ثقل الْعشَاء عَلَيْهِ أَشد وَيجب لهَؤُلَاء أَيْضا أَن يتوقوا فَإِن احْتِمَاله يصعب عَلَيْهِم ثمَّ يتعشون عشَاء خَفِيفا وَليكن غذاؤه رطبا ويخفف غذاءه من غَد وَيشْرب شرابًا أَبيض غير ممزوج. وَبِالْجُمْلَةِ من أَرَادَ أَن يعود من ترك الْغذَاء إِلَى أكله وَمن أكله إِلَى تَركه فَيجب أَن يعود إِلَيْهِ على تدريج. وَأهل المرار أقل احْتِمَالا للصَّوْم وَهُوَ عَلَيْهِم أصعب لِأَن معدهم تفْسد وتمتلئ مرَارًا إِلَّا أَن ذَلِك وَأما من ينصب إِلَى معدته المرار وَلَيْسَ مزاجه بمراري فَإِنَّمَا تعرض لَهُ الْأَعْرَاض الردية فِي الْمعدة فَقَط كالغثى وقئ الصَّفْرَاء. وَالَّذِي الْغَالِب على مزاجه ومعدته البلغم يحْتَمل الصَّوْم وَالْأكل مرّة لِأَن البلغم يَسْتَحِيل عِنْد التجوع إِلَى الدَّم ويغذوهم وَأما أَصْحَاب المرار فيزيد الْجُوع مرتهم حِدة ورداءة. قَالَ: وَالسَّبَب فِي أَن تكون الأحشاء معلقَة أَن الْمعدة إِذا لم تمتلئ بِالطَّعَامِ لَا يسدها لَكِن تنقبض وتنضم فتنغلق الأحشاء. قَالَ: وَتَنَاول الأغذية والأشربة الَّتِي قد جرت بهَا الْعَادة وَإِن كَانَت أخس كَانَت أوفق من الَّتِي هِيَ أَجود مِنْهَا إِذا كَانَت غير مألوفة. قَالَ: وَمن انْتقل من قلَّة اسْتِعْمَال الطَّعَام إِلَى ألف ي الْإِكْثَار مِنْهُ وبالضد عظم ضَرَره لَهُ جدا والانتقال من قلَّة الْغذَاء إِلَى الْإِكْثَار مِنْهُ بغية أَكثر ضَرَرا مَرَّات كَثِيرَة من الِانْتِقَال من الْكَثْرَة إِلَى الْقلَّة.

قَالَ: والجوع الطَّوِيل تمتلئ بِهِ الْمعدة صديداً.) لي على مَا فِي الْفُصُول من الْمقَالة الأولى: الْأَبدَان يجب أَن تغذى بِمِقْدَار الْوَقْت والمزاج والمهنة فَإِن الشتَاء وَسن الصّبيان والمزاج الْحَار الرطب والكد والرياضة توجب أَن يكون الْغذَاء كثيرا أما الشتَاء فلطول اللَّيْل: وسخونة الْجوف لعدم التَّحَلُّل. وَأما المزاج فَلِأَن مَا كثرت فِيهِ الْحَرَارَة الغريزية يحْتَاج إِلَى غذَاء أَكثر. وَأما السن فَلِأَن الصّبيان لِكَثْرَة مَا يتَحَلَّل مِنْهُم يَحْتَاجُونَ إِلَى غذَاء أَكثر وَكَذَلِكَ الشَّبَاب وَأما الْمَشَايِخ فَأَقل. أَصْحَاب الرياضة يَحْتَاجُونَ إِلَى غذَاء أَكثر وبالضد. وَكَذَلِكَ الْحَال فِي كَيْفيَّة الْغذَاء فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يكون عِنْد حفظ الصِّحَّة ملائماً لذَلِك المزاج فَإِن الصّبيان يَحْتَاجُونَ إِلَى غذَاء أرطب والشباب إِلَى مَا هُوَ أجف وبحسب ذَلِك يتم الْبَاب. وَأما الْمَشَايِخ فيحتاجون إِلَى أَن يغتذوا قَلِيلا قَلِيلا فِي أزمنة مُتَقَارِبَة كَمَا قد بَينا ذَلِك فِي أبوابه. والأغذية الَّتِي هِيَ شَبيهَة بالطبع تسْتَعْمل عِنْد حفظ الصِّحَّة والمضادة عِنْد الْمَرَض كَمَا قَالَ أبقراط: إِن الْغذَاء الرطب جيد للمحمومين. الْمقَالة الثَّالِثَة: من كَانَ عَازِمًا أَن لَا يَأْكُل لحمية أَو لسَبَب مَا فَلَا يتعب وَلَا يفصد وَلَا يسهل وَلَا يتقيأ وَلَا يعْمل شَيْئا يُحَرك الْبدن حَرَكَة قَوِيَّة لِأَن الْقُوَّة تخور إِذا اسْتعْمل هَذِه مَعَ الْجُوع الشَّديد جدا. 3 (شرب الشَّرَاب على الْجُوع) الشَّديد قبل أَن يتَنَاوَل الطَّعَام يُورث التشنج واختلاط الذِّهْن سَرِيعا. مَا كَانَ من الطَّعَام أخس قَلِيلا إِلَّا أَنه ألذ فَيجب أَن يخْتَار على الْأَفْضَل مِنْهُمَا إِلَّا أَنه أكره لِأَن الْمعدة تحتوي على مَا تلتذ وَتلْزَمهُ جدا فتجيد هضمه وَلَا تحتوي على الكريه فَلذَلِك ألف ي يسوء هضمه فيجلب إِمَّا غثياً وَإِمَّا نفخة. وَاعْلَم أَن الشَّيْء الَّذِي هُوَ عِنْد النَّاس أَكْثَرهم أردأ قَلِيلا ثمَّ كَانَ عِنْد وَاحِد مستلذاً فَإِنَّهُ خير لَهُ فَإِن جمع اللَّذَّة أَن لَا يكون ذَمِيمًا الْبَتَّةَ فَذَلِك أفضل مَا يكون وَإِنَّمَا قُلْنَا: أخس قَلِيلا لِأَن الشَّيْء المستلذ إِن كَانَ فِي الْغَايَة من الرداءة فَلَا يجب حِينَئِذٍ أَن يُؤثر لأجل استلذاذه بل إِذا كَانَت رداءته قَليلَة وَلَذَّة العليل لَهُ أَكثر مِنْهُ للَّذي لَيست لَهُ تِلْكَ الرداءة وَكَذَلِكَ الْأَمر فِي الْبدن الصَّحِيح.

المقالة السابعة

وَقَالَ روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام اعْلَم أَن بعض النَّاس يستمرئ بعض الأغذية الردية وَينْتَفع بهَا أَكثر مِنْهُ بالجيدة عِنْد النَّاس الْأُخَر بخواص دقائق فِي مزاجه ذَلِك الطَّعَام فاعرف ذَلِك بالسؤال لَهُ وأعطه مِنْهُ واعمل بِحَسبِهِ فَإِن هَذَا الْأَمر لَا يلْحقهُ الطَّبِيب: وَيجب لكل إِنْسَان أَن يتفقد ذَلِك الْخَامِسَة من الْفُصُول من عَطش بِاللَّيْلِ عطشاً شَدِيدا إِن نَام بعد ذَلِك وَلم يشرب فَذَلِك مَحْمُود. قَالَ جالينوس: إِن كَانَ الْعَطش شَدِيدا فَيجب أَن يشرب لِأَن حفظ الصِّحَّة إِنَّمَا هُوَ أَن يمد نُقْصَان الرُّطُوبَة بالرطوبة إِن كَانَ ذَلِك من شرب شراب قَلِيل المزاج أَو من قلَّة الشَّرَاب وَأَن تقمع حرارة الشَّرَاب بِالْمَاءِ إِن كَانَ ذَلِك الْعَطش إِنَّمَا هُوَ من أجل الشَّرَاب الْحَار فَأَما إِن كَانَ الْعَطش يَسِيرا فَلَيْسَ يجب لَا محَالة أَن يُؤذن لَهُ فِي الشَّرَاب لَكِن انْظُر: هَل عطشه من عجز الرُّطُوبَة أَو من حرارة شراب كثير كَانَ شربه فَإِن كَانَ من عجز الرُّطُوبَة أذن لَهُ فِي الشَّرَاب وَإِن كَانَ من كَثْرَة الشّرْب فَلَا تَأذن لَهُ لِأَنَّهُ قد يُمكن إِذا نَام هَذَا أَن ينْتَفع بِهِ. لي لِأَنَّهُ إِذا نَام لَا ينهضم ذَلِك الشَّرَاب هضماً محكماً. 3 - (الْمقَالة السَّابِعَة:) 3 - (الْجُوع يُبرئ من جَمِيع الْعِلَل الرّطبَة) ألف ي) لي لِأَنَّهُ يُخَفف الرُّطُوبَة تَخْفِيفًا قَوِيا لِأَن بالرطوبة الْبدن دَائِم التَّحَلُّل فَإِذا لم يخلف بَدَلا مِمَّا ينْحل جفف جفوفاً شَدِيدا. الْمقَالة الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان: لَا يجب أَن يشرب الشَّرَاب بعد الرياضة وَبعد الْحمام لِأَنَّهُ فِي تِلْكَ الْحَال يضر بِالرَّأْسِ والعصب جدا: وَكَذَلِكَ المَاء الْبَارِد فِي هَذِه الْأَوْقَات لَيْسَ بسليم من الْمضرَّة إِلَّا أَن يشرب قبله مِقْدَارًا يَسِيرا من الشَّرَاب ممزوجاً بِمَاء حَار وَذَلِكَ أَن شرب المَاء الْبَارِد قبل الطَّعَام يضر بالمعدة والكبد وَرُبمَا نَالَ العصب مِنْهُ مضرَّة فِي بعض النَّاس. قَالَ: فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يشرب الشَّرَاب بعد الرياضة وَالْحمام على الْمَكَان فَإِن كَانَ لَا بُد مِنْهُ فالأجود أَن يشرب قبله شَيْء من مَاء كَمَا نجد أَصْحَاب الصراع يَفْعَلُونَ ذَلِك. قَالَ: إِذا عرض للْإنْسَان أَن يتجشأ طعم طَعَامه من غَد الْيَوْم الَّذِي أكله عرضت لَهُ نفخة فِيمَا دون الشراسيف فَإِن ذَلِك لِأَن طَعَامه لم ينهضم فلينم نومَة طَوِيلَة فِي الْيَوْم الثَّانِي وَيسْتَعْمل فِي الثَّالِث حَرَكَة قَوِيَّة كَثِيرَة وَيجْعَل شرابه أَكثر وَأَشد صروقه وَيَأْكُل غذَاء أقل حَتَّى يرجع إِلَى الْحَال الطبيعية. من كتاب الكيموسين قَالَ الَّذين أكلُوا الأغذية الدوائية عِنْد المجاعة فَسدتْ أمزجتهم ووقعوا فِي علل كَثِيرَة. لي الْفَوَاكِه أَكْثَرهَا دوائية فَلذَلِك الأدمان لَهَا يفْسد الدَّم.

قَالَ: كَانَ أَبوهُ يمنعهُ من أكل الْفَوَاكِه فِي الخريف فَيبقى لَا يمرض ثمَّ أَنه أكل فِي الخريف من الْفَوَاكِه فَمَرض مَرضا احْتَاجَ فِيهِ إِلَى فصد وبلي بدبيلة. قَالَ: فَجعلت على نَفسِي أَن لَا آكل من الْفَاكِهَة شَيْئا خلا الَّتِي وَالْعِنَب الْمُحكم النضج وَأَن أَكثر مِنْهُمَا ألف لي: اسْتَعِنْ بجوامع حفظ الصِّحَّة. وَقَالَ هَهُنَا: الأطمعة الغليظة إِن انهضمت فغذاؤها كثير وخلطها جيد وَأقوى النَّاس على اسْتِعْمَالهَا أَصْحَاب الرياضة الَّذين مجاريهم وَاسِعَة وهم الَّذين يعرض لَهُم فِيهَا وجع فِي الكبد وَلَا ثقل فِي الكبد وَلَا ثقل وَلَا تمدد فَأَما غير هَؤُلَاءِ فتؤذيهم السدد. والأطعمة الملطفة تجْعَل الدَّم أَولا سخناً رَقِيقا ثمَّ تَجْعَلهُ سوداويا وأجود الْأَطْعِمَة المتوسطة لمن) يعْنى بِحِفْظ الصِّحَّة لَا بخصب الْبدن. قَالَ: فَيَنْبَغِي لمن يعْنى بِحِفْظ الصِّحَّة أَن لَا يدمن الغليظة لَكِن كَمَا يجب اسْتِعْمَالهَا على غير شُرُوطهَا وَلَو كَانَت جَيِّدَة الكيموس وَأما الردية الكيموس فليجتنب فِي كل الْأَوْقَات ملطفة كَانَت أَو مُغَلّظَة وَأما الغليظة فَلَيْسَ فِي كل حِين يجب أَن تجتنب لِأَن أهل الرياضة وَأَصْحَاب المجاري الواسعة يُمكنهُم اسْتِعْمَالهَا وَالِانْتِفَاع بهَا. قَالَ: وَأما الْأَطْعِمَة الجيدة فِي الْأَكْثَر فَهِيَ الَّتِي تولد دَمًا معتدلاً وَأما الْأَطْعِمَة اللطيفة الْخَلْط فَإِنَّهَا تجْعَل الَّذين يدمنونها نحافاً ضعافاً لِأَن غذاءها يسير. وَأفضل الْأَطْعِمَة كلهَا فِي بَقَاء الصِّحَّة المتوسطة بَين اللطافة والغلظ واللزوجة والقحل فَإِن إفراط القحل فِي الْأَطْعِمَة رَدِيء وَلذَلِك صَارَت الْأَطْعِمَة المتخذة من الدخن والجاورس قريب أَن يظنّ آكله أَن يَأْكُل رملاً. لي وَمثل هَذِه لَا يتَوَلَّد عَنْهَا دم مَحْمُود لَكِن دم لَا لزوجة لَهُ وَلَيْسَ ذَلِك بحميد. قَالَ: والأبدان المستحصفة الْعسرَة التَّحَلُّل يَحْتَاجُونَ من الأغذية إِلَى أرطبها وأسرعها تحللاً وألطف وَأَقل مِقْدَارًا وأيبس وَأَبْطَأ تحللاً. قَالَ: وَمن كَانَ دَمه سوداوياً يحْتَاج إِلَى الأغذية الرّطبَة المزاج وَمن كَانَ دَمه صفراوياً يحْتَاج إِلَى الأغذية الرّطبَة الْبَارِدَة وَأما الَّذِي دَمه بلغمي فَيحْتَاج إِلَى الأغذية ألف ي الحارة الْيَابِسَة وَمن كَانَ يجْتَمع فِي بدنه دم جيد إِلَّا أَنه كثير الكمية فَإلَى أغذية جَيِّدَة قَليلَة الكمية. قَالَ فَمن أَرَادَ اسْتِعْمَال الأغذية بِالصَّوَابِ فَيحْتَاج أَن يعرف حَال الْأَبدَان ثمَّ يكون غَرَضه بعد فِيهَا أَن تكون جَيِّدَة الكيموس وَأَن تنهضم هضماً جيدا ويستعملها بِحَسب مزاج الْبدن وأعضائه فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَت أَعْضَاء الْبدن مُخْتَلفَة فاحتيج لذَلِك إِلَى تَدْبِير مستقصى. قَالَ: والأطعمة اللطيفة أحفظ للصِّحَّة لَكِنَّهَا لَا تكسب الْبدن جلدا وَلَا خصباً فَمن آثر دوَام الصِّحَّة بِلَا جلد فليدمنها وَمن يحْتَاج مَعَ ذَلِك إِلَى جلد فليأخذ من الْمُغَلَّظَة وَلَا

يكثر ويجعلها فِي الْأَوْقَات الَّتِي يشْتَد فِيهَا جوعه فَأَما فِي غير هَذِه الْأَوْقَات فلتستعمل المتوسطة بَين القليلة الْغذَاء والكثيرة الْغذَاء. فَأَما 3 (الْأَطْعِمَة الردية الْخَلْط) فَيجب للنَّاس أجمع أَن يدعوها وَمِنْهَا الْفَاكِهَة الرّطبَة إِلَّا أَن يتعبوا فِي الصَّيف تعباً شَدِيدا فيحتاجوا إِلَيْهَا لحرارة أبدانهم ويبسها فليأكلوا حِينَئِذٍ قبل الطَّعَام التوت والمشمش والبطيخ والخوخ وَنَحْوهَا والأجاص وَلَيْسَ هَذَا تَدْبِير جيدا لِأَنَّهُ قد يُمكن مداواة هَذَا اليبس بِأَن يدْخل الْحمام وَيشْرب بعد خُرُوجه خمرًا ممزوجة وَيبقى ثمَّ يَأْكُل خساً وكوارع الْخِنْزِير المتخذة بالمري وَالزَّيْت وَأَجْنِحَة الدَّجَاج وسمكاً ليناُ رخصاً أَو الْبُقُول الجيدة وَشَرَابًا ممزوجاً بِمَاء بَارِد شَدِيد الْبرد مَتى كَانَ مُعْتَادا لَهُ ومشهياً وَالْبيض التيمبرشت فَأَما أَنا فِي هَذِه الْحَالة فأشرب مَاء الشّعير وَليكن مِقْدَار برد المَاء بِقدر الْعَادة. قَالَ: والثلج لَا يضر فِي هَذِه الْحَال وَإِن اجْتنب وتوقى وَقت شدَّة الْحر وَشرب من مَاء الْعُيُون الْبَارِدَة كَانَ أصلح فَإِن الثَّلج وَإِن كَانَ لَا يظْهر لِلْحسنِ مضرته للأبدان الصَّحِيحَة فَإِن ضَرَره ألف ي يتزيد قَلِيلا قَلِيلا من غير أَن يحس بِهِ حَتَّى إِذا أسن الْإِنْسَان أحدث فِي المفاصل والعصب أمراضاً عسرة الْبُرْء وَلَا يكَاد تَبرأ أَو يكون فِي الْأَعْضَاء الضعيفة أَكثر. والتخم المتواترة عَظِيمَة الْقُوَّة فِي اجتلاب الْأَمْرَاض من الأغذية الحميدة كَانَت أَو من الذميمة إِلَّا أَن التخم الَّتِي من الذميمة الكيموس أشر. وَمَا كَانَ من التخم من الأغذية الردية الكيموس مِمَّا خلطه لطيف فَإِنَّهُ يُولد أمراضاً حادة وحميات خبيثة والحمرة وَنَحْوهَا من الْأَمْرَاض الحادة. وَمَا كَانَ من الغليظة البلغمية الكيموس فَإِنَّهُ يحدث عَنهُ وجع المفاصل والنقرس والكلى والرئة وجساوة الطحال والكبد. وَمَا كَانَ مِنْهَا يُولد سَوْدَاء فَيحدث الإلحاح عَلَيْهَا السراطين والتقشر وَحمى الرّبع والجرب والمالنخوليا والبواسير. وَمَا كَانَ من الأغذية مختلطاً متفنن الكيموس الردي فَإِنَّهُ يُورث أوراماً وسعالاً والقروح والأكلة وحميات تنتكس مرّة بعد مرّة وتطول. فَمن الْوَاجِب لمن يُرِيد بَقَاء الصِّحَّة أَن يَعْنِي بِتَقْدِير الكمية فِي الْأَطْعِمَة وجودة كيموسها وجودة الهضم فَإِنَّهُ إِن عني بذلك لم يكد يمرض. قَالَ: وَمن لم يُمكنهُ اسْتِعْمَال نوع من أَنْوَاع الرياضة قبل الطَّعَام بِالْقَصْدِ إِلَيْهَا خَاصَّة فليستعمل) الرّكُوب وَالْمَشْي قبله. فَإِن السّكُون شَرّ عَظِيم فِي حفظ الصِّحَّة كَمَا أَن الْحَرَكَة خير عَظِيم وَذَلِكَ لِأَن الْإِنْسَان مَتى عني بِأَن لَا يعرض لَهُ سوء هضم الْبَتَّةَ فَلَا يَتَحَرَّك بعد الْأكل حَرَكَة قَوِيَّة لم يمرض الْبَتَّةَ فَإِن الْحَرَكَة القوية بعد الطَّعَام تولد فِي الْبدن خلطاً نيئاً تمتلئ مِنْهُ الْعُرُوق وَذَلِكَ شَرّ عَظِيم فِي حفظ الصِّحَّة كَمَا أَنه من أصلح شَيْء الْحَرَكَة قبل الطَّعَام.

كتاب بويثوس في العلاج

لي تَدْبِير الْمطعم وَالْمشْرَب يتم بأمرين: أَحدهمَا الْمعرفَة بطبائعها وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي كتاب جَوَامِع أَصْنَاف الحميات شرب المَاء الْبَارِد فِي غير وقته رُبمَا أحدث الذبول والإمساك عَن الْغذَاء مُدَّة طَوِيلَة يحدث عَنهُ الذبول وَشرب المَاء الْبَارِد جدا بعقب الرياضة يُورث الاسْتِسْقَاء وخاصة إِن كَانَ كثيرا. 3 - (كتاب بويثوس فِي العلاج) قَالَ: من يتَعَرَّض للشمس كثيرا فَيَنْبَغِي أَن لَا يَأْكُل غذاءه فِي مرّة وَاحِدَة لَكِن يفرق عدَّة مَرَّات فَإِن ذَلِك أسلم وأوفى فِي مَنْفَعَة هضم الطَّعَام. من مَنْفَعَة النبض قَالَ: إِذا تنَاول الْإِنْسَان الطَّعَام أَكثر مِمَّا يحْتَمل عظم نبضه وَصغر تنفسه لِأَن الْمعدة تزحم الْحجاب فَيصير النَّفس أَصْغَر وَلَكِن يصير أَشد تواتراً ليلحق بِهِ مَا فَاتَ من الْعظم. من الثَّانِيَة من القوى الطبيعية قَالَ: إِذا احْتَاجَت الْمعدة إِلَى الْغذَاء وَلم تَجدهُ جذبت إِلَيْهَا فضولاً من جنس المرار والبلغم تدفعها عَلَيْهَا الكبد من فضولها عِنْد شدَّة جذب الْمعدة من الكبد. لي لذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يُؤَخر الطَّعَام جدا لِأَن الْمعدة تمتلئ فِي هَذِه الْحَالة بِمثل هَذِه الأخلاط فَلَا يجب للْإنْسَان أَن يدافع بِالطَّعَامِ والمعدة شَدِيدَة الإحساس بِالْجُوعِ لِأَنَّهُ مَتى دَامَ ألم الْجُوع بهَا وَلم يتَنَاوَل الْغذَاء جلبت فضولاً من الكبد وَإِن تهَيَّأ ذَلِك على الْإِنْسَان فعلامته بطلَان الشَّهْوَة وغثى الْمعدة وَتَقَلُّبهَا فَيجب فِي هَذِه الْحَال أَن يشرب شرباً يلين الْبَطن فَإِذا أحس بالشهوة أكل حِينَئِذٍ وَلَا يَنْبَغِي أَيْضا أَن يُبَادر الْإِنْسَان بِالْأَكْلِ قبل أَن يحس بلدغ الْجُوع لِأَن فِي تِلْكَ الْحَال فِي الْمعدة فضل بلاغم فَإِذا وَقع فِيهَا الْغذَاء اخْتَلَط بهَا وَصَارَ جملَة الْغذَاء أَكثر بلغماً وأفسد قُوَّة الْمعدة والهضم وَجعل الدَّم مَتى داوم هَذَا التَّدْبِير بلغمياً. الثَّانِيَة من الأولى من مسَائِل افيذيميا ألف ي فِي النَّاس أَفْرَاد يضرهم بعض الأغذية النافعة لأكْثر النَّاس وتنفعهم الضارة وَهَؤُلَاء لَيْسَ يُمكن فيهم إِلَّا التجربة فتعرف ذَلِك من كل من تدبره وأعمل بِحَسبِهِ.) الْخَامِسَة من السَّادِسَة: قَالَ: الْأَطْعِمَة الَّتِي هِيَ فِي غَايَة الضعْف إِنَّمَا لَهَا من الْعُمر مُدَّة قَليلَة قَالَ جالينوس: يَعْنِي القليلة الْغذَاء. لي والرقيقة الْغذَاء وَيُمكن أَن يَعْنِي بقوله أَن من أدمنها قصر عمره مُدَّة وَقد يُمكن أَن يكون يَعْنِي بذلك أَن مُدَّة اتساعها للبدن قصير إِلَّا أَن الأول أشبه وَهَذَا بعيد.

الأولى من الأغذية: قَالَ: الَّذين يتعبون تعباً شَدِيدا كثيرا كالفلاحين وَغَيرهم أقوى النَّاس على استمراء الأغذية الغليظة لأَنهم لشدَّة تعبهم ينامون نوماً غرقاً وَهَذِه الْخلَّة الْوَاحِدَة نافعة فِي استمرائها فَأَما كَثْرَة التَّحَلُّل من أبدانهم اللَّازِم لَهُم من أجل التَّعَب فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى أَن تختطف الْأَعْضَاء الْغذَاء من الْمعدة سَرِيعا قبل استحكام نضجه وَرُبمَا اختطفته وَلم ينله شَيْء من النضج وَذَلِكَ إِذا مَا أردْت أكلهَا تتعب. قَالَ: وَهَؤُلَاء الْقَوْم يصابون فِي آخر أعمارهم بأمراض عسرة شَدِيدَة ويموتون قبل وَقت الشيخوخة وَكثير من النَّاس لجهلهم يغبطونهم بِقُوَّة أبدانهم وَإِذا رَأَوْهُمْ يستمرؤن أَشْيَاء لَا يقدر على استمرائها. قَالَ: فَلَيْسَ لهَؤُلَاء فِي الاستمراء خلة محمودة إِلَّا النّوم الْغَرق فَإِن ذَلِك يعينهم مَعُونَة بَيِّنَة على الاستمراء فَإِن أَخذ هَؤُلَاءِ السهر ليَالِي كَثِيرَة مُتَوَالِيَة مرضوا على الْمَكَان. قَالَ: إِن دَامَ أحد على اسْتِعْمَال الأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء مِمَّن لَا يرتاض أسْرع إِلَيْهِ الامتلاء كَمَا أَن بعض أَصْحَاب الرياضة كالصراع وَنَحْوه إِن دَامَ على الْبُقُول وَمَاء الشّعير فسد بدنه وأسرع إِلَيْهِ السل. قَالَ: 3 (الْخَلَاص من التُّخمَة) الثَّانِيَة من الأغذية: ألف ي قَالَ: يجب أَن تسْأَل عَن الْغذَاء وتمتحنه بالتجربة فَإِن بعض الأغذية الردية يستمرئها بعض النَّاس بِخَاصَّة مشاكلة بَين ذَلِك الْإِنْسَان وَبَينهَا وَتَكون لَهُ أقل ضَرَرا مِنْهُ لغيره وَيكون هَذَا أعظم سبار لَك وأوثق من غَيره. قَالَ: والحزم فِي أَن تتْرك الأغذية الردية وَإِن كَانَت تستمرأ لِأَنَّهَا لَا بُد أَن تولد على طول الْأَيَّام فِي الْبدن خلطاً ردياً مائياً خاماً وَإِمَّا حاراً خَرِيفًا وَيُورث حميات وأمراضاً الأولى أَن تقدم أسْرع الأغذية نزولاً قبل أعسرها أبدا لِأَنَّك أَن أخرتها فَسدتْ وأفسدت الْغذَاء كُله. قَالَ: وَقد ينْتَفع بالفواكه الرّطبَة الْبَارِدَة ذَا قدمت قبل الأغذية فِي الْيَوْم الَّذِي تَعب فِيهِ الْإِنْسَان وأصابه حر شَدِيد فَإِنَّهَا تُطْفِئ فضل تِلْكَ الْحَرَارَة وَلَيْسَ هَذَا التَّدْبِير أَيْضا فِي الْغَايَة من الْجَوْدَة لِأَن لَهُ تدبيراً أَجود من هَذَا فِي إطفاء تِلْكَ الْحَرَارَة وَهُوَ مَاء الشّعير والأغذية الجيدة الْخَلْط وَإِذا قدمت الأغذية الجيدة الرّطبَة السريعة الاستحالة أَولا أعانت على إِطْلَاق الْبَطن وسهلت للطعام مخرجه وَإِن أكلت بعد الطَّعَام أَشْيَاء قابضة وَقد أكلت قبل أَشْيَاء مزلقة قوت أعالي الْمعدة وأطلقت الطبيعة وَيجب أَن يسْتَعْمل ذَلِك فِيمَن يُصِيبهُ الْقَيْء بعد الطَّعَام كثيرا وَإِن قدمت القابضة ثمَّ أكلت المزلقة ضعفت أعالي الْمعدة وهاج الْقَيْء وامتسك الْبَطن لِأَن أسافلها قَوِيَّة. فِي آخر الثَّانِيَة من الأغذية قَالَ يجب أَن تحذر إدمان الْأَشْيَاء الحريفة الحادة وَلَا سِيمَا

فِيمَن كَانَ طبعه مرارياً لِأَن هَذِه الْأَطْعِمَة إِنَّمَا توَافق من كَانَت تَجْتَمِع فِي بدنه أخلاط بلغمية أَو خلط غليظ لزج فَقَط وبالضد الَّذين أخلاطهم حارة حريفة جدا لَا يجب أَن يعنوا بِكَمَال الهضم كغيرهم لِأَن هَؤُلَاءِ إِذا كمل هضمهم بقيت أخلاطهم حريفة فَإِذا أكلُوا قبل تَمام الهضم أغذية ألف ي مرطبة تفهة أصلحت حراقة أخلاطهم وَإِذا صلح ذَلِك فَلْيَدعُوا بعد هَذَا التَّدْبِير لِئَلَّا يجْتَمع فِي أبدانهم أخلاط خام إِلَّا أَن يَكُونُوا فِي الْغَايَة من حراقة الأخلاط فَإِن هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى اسْتِعْمَال هَذَا التَّدْبِير دَائِما وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى الرياضة وَلَا الْحمام قبل الطَّعَام. قَالَ الطَّبَرِيّ: قَالَ أبقراط: لَا تَأْكُل فِي الصَّيف حاراً بِالْفِعْلِ وَلَا فِي الشتَاء بارداُ بِهِ. الشَّرَاب على الطَّعَام ردي مُفسد للهضم وَبعد الطَّعَام يعين على انحدار الطَّعَام والغذاء إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ المحرورون. وَأفضل أَوْقَات الْأكل الْأَوْقَات الْبَارِدَة من النَّهَار وَمن أحس بثقل وتجشأ جشاء حامضاً فليتقيأ) بسكنجبين وَيَأْخُذ شَيْئا من الكموني بعد أَن أحس بثقل فِي كبده. قَالَ: فَإِذا أكل فلينم على يَمِينه قَلِيلا ثمَّ يَنْقَلِب على يسَاره وينام نَومه. قَالَ وَلَا يكثر التقلب فَإِنَّهُ يهيج الرِّيَاح ويعين على الهضم أَن ينَام على الْبَطن سَاعَة وَيجْعَل على بَطْنه ثيابًا ويدثر بهَا وَيجْعَل وسادته مُرْتَفعَة. قَالَ الطَّبَرِيّ من بعض كتب الْهِنْد: الْإِكْثَار من الأغذية الْيَابِسَة يذهب الْقُوَّة واللون ويجفف الْبَطن والإكثار من الدسم يُورث الكسل والكلل وَيذْهب بالشهوة والإكثار من الْبَارِد يُطْفِئ نَار الْبدن وَيُورث الثّقل والكسل والإكثار من المالح يضر بِالْعينِ والإكثار من الحريف والحامض يجلب الْهَرم وَلَا يَنْبَغِي أَن يُؤْكَل شَيْء مِمَّا يكون فِي المَاء مَعَ الْعَسَل والفانيذ والحبوب الَّتِي لم تدْرك والألبان خَاصَّة وَلَا يُؤْكَل اللَّبن مَعَ شَيْء من الحموضات والبقول وَالثِّمَار الحامضة فَإِن ذَلِك يُورث الجذام وَلَا يُؤْكَل الماست مَعَ الفجل وَلَا مَعَ الدَّجَاج وَلَا السّمك مَعَ الْبُقُول فَإِنَّهُ رَدِيء جدا وَلَا يُؤْكَل سمن فِي إِنَاء نُحَاس وصفر وَلَا يشرب سويق على أرز مطبوخ بِلَبن وَلَا يشوى الكباب على جمر حطب الخروع فَإِنَّهُ رَدِيء جدا. قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي أَن يشرب مَاء بِئْر على مَاء نهر وَلَا مَاء نهر ألف ي على مَاء بِئْر وَلَا مَاء بِلَاد على مَاء بِلَاد أُخْرَى حَتَّى يستمرأ المَاء الأول. 3 (شرب المَاء الْبَارِد على الرِّيق) يهزل الْبدن ويطفئ نَار الْمعدة وشربه بعد الطَّعَام يسمن الْبدن ويصححه وَيزِيد فِي البلغم وشربه على الْمَائِدَة يطيب النَّفس وَيصِح الْبدن ويعين على الهضم. قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي أَن يُطِيل ويبطئ بِمدَّة الْأكل جدا وَيكثر ألوانه لِأَن أَوَائِله يُخَالف فِي

الهضم أواخره وَيكثر مِنْهُ ويثقل على الْمعدة وليخط بعد الطَّعَام مائَة خطْوَة ويتكئ على الْيَسَار ويجتنب بعد الطَّعَام الِاغْتِسَال وَالرُّكُوب وَأكل الْحُبُوب المقلوة. قَالَ: وَأفضل الْغذَاء مَا كَانَ دسماً خَفِيفا مسخناً لِأَن الدسم يسمن الْجِسْم وَيُقَوِّي الْحَواس وَالطَّعَام السخن الْخَفِيف يسْرع الاستمراء ويبطئ الْهَرم وَالطَّعَام السخن يزِيد فِي نَار الْمعدة. قَالَ أَبُو هِلَال الْحِمصِي: الطَّعَام الْحَافِظ للصِّحَّة لَا يَنْبَغِي أَن يكون بَارِدًا بِالْفِعْلِ بِقدر مَا يُطْفِئ حرارة الْمعدة وَلَا حاراً فيلهب ويهيج بخاراً ويطفو وخاصة فِي الصَّيف وَلَا غليظاً يتعب الْمعدة وَيطول مكثه وَلَا رَقِيقا فَلَا يَغْدُو بِأَن يفْسد وَلَكِن لتكن كميته بِقدر مَا تقوى الطبيعة عَلَيْهِ قُوَّة كَامِلَة فَإِنَّهُ زَاد على هَذَا صَار مَا يَنْبَغِي أَن يكون زَائِدا فِي الْغذَاء زَائِدا فِي الفضول وَنقص هضمه على التَّمام فتراكم يَوْمًا يَوْمًا وَيكثر فتضعف الْقُوَّة بِقدر الْغذَاء لِأَن الفضول لَيست غذَاء وتلتزم تِلْكَ الفضول من حرارة الْجوف وتلتصق فِي المجاري فتكثر من ذَلِك السدد وفنون الأورام والعفونات الَّتِي تورث فنون الحميات والأمراض وليقدم الألطف والأسرع انحداراً. قَالَ: وَيجب أَن يسْتَعْمل السّكُون بعد الْأكل لِأَن الطبيعة إِذا لم تسكن بعد الْغذَاء ألف ي كَانَت كمن يعْمل عملا وَهُوَ قلق مَشْغُول بِغَيْرِهِ وَكَذَلِكَ الطبيعة فَإِنَّهَا إِذا حركت بعد الْغذَاء شَيْئا من حركات الْبدن وَالنَّفس مثل الغيظ وَالْغَضَب والهم فسد الطَّعَام وَأخرجه نياً قبل تمكن الْمعدة مِنْهُ وَكَانَ مَا مِنْهُ فِي الكبد نيا غليظاً فَلَا ينفذ نفوذاً سهلاً فَتتْرك الْأَعْضَاء التغذي بِهِ وَيكثر السدد والعفونات فَلذَلِك يَنْبَغِي النّوم أَو السّكُون عَن جَمِيع الحركات بعد الطَّعَام لتتمكن الطبيعة من جودة هضمه. قَالَ: فَيجب أَن تقسم مَا تحْتَاج إِلَيْهِ من الْغذَاء فِي مرَّتَيْنِ وَتجْعَل ثلثه فِي الْغذَاء وثلثيه فِي الْعشَاء لِأَن ذَلِك أولى بِأَن يخف على الطبيعة وتجيد هضمه على الكبد والأعضاء هضماً فِي الْغَايَة وتستولي عَلَيْهِ وَليكن أَقَله وأخفه لوقت الْغَدَاء لتعتصم بِهِ الْقُوَّة فَقَط وَلَا تهيج الْحَرَارَة ويخف على الْمعدة وَأَكْثَره وأغلظه للعشاء مَعَ أَنه لَا يجب أَن يكون مَا يُؤْخَذ مِنْهُ فِي الْوَقْتَيْنِ جَمِيعًا إِلَّا) قدر مَا يكون إِذا جمعا غير ثقيلين على الطبيعة وَلَا يذهب فِي الْمَرَّتَيْنِ إِلَى الاستكثار مِنْهُ لَكِن يذهب إِلَى تفريقه وَإِن كَانَ مِقْدَارًا قصدا وَالْوَقْت مَا بَين الْغَدَاء وَالْعشَاء ثَمَان سَاعَات وَمَا بَين وَلَا يَنْبَغِي أَن يكثر أَصْنَاف اللذيذة الشهية لِأَنَّهَا إِذا أَكثر مِنْهَا أُصِيب مِنْهَا ثَلَاثَة أَمْثَال الْحَاجة فِي وَقت الْأكل لاختلافها وصنوفها وَكَثْرَة لذاتها وتهيج الشَّهْوَة عَلَيْهَا ثمَّ تثقل بعد ذَلِك على الطبيعة ويتخم تخماً عَظِيمَة فَإِن وَقع ذَلِك فليترك الْعشَاء ويلطف التَّدْبِير بعده. وَلَا يَنْبَغِي أَن يشرب الشَّرَاب حَتَّى يتَحَلَّل الطَّعَام وَينزل عَن الْمعدة ويقل الشَّرَاب إِن احْتِيجَ إِلَيْهِ على الطَّعَام فَإِنَّهُ يُورث قراقر ونفخاً وجشاء لِأَن المَاء يمْنَع الْمعدة أَن تحتوي

على الطَّعَام ويطيفه فِي أعالي الْمعدة فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يمسك عَن شرب الشَّرَاب والإكثار من المَاء إِلَّا بِقدر الْحَاجة لقطع الْعَطش إِلَى أَن يصير مَا فِي الْمعدة كيلوساً فَعِنْدَ ذَلِك يشرب عَلَيْهِ فَإِن الشَّرَاب حِينَئِذٍ يمتزج بِهِ وَلَا يُغير عَنهُ وَلَا يطفو فَوْقه بل يُعينهُ على البروز والنفاذ وَلَا يَتَحَرَّك عَن الامتلائية لِأَن ذَلِك ينشر فِي الْبدن أخلاطاً نِيَّة تورث الفالج والسدد وَلَا يشرب المَاء الْبَتَّةَ وخاصة الْبَارِد بعد كل حَرَكَة شَدِيدَة ينهزم النَّفس مثل النِّكَاح والرياضة وَالْحمام والتعب وَالْحَرَكَة وَالْقَبْض وَالْغَضَب وَإِخْرَاج الدَّم وَفِي الْجُمْلَة عِنْد كل حَالَة ترخى الْجَسَد وتفتح مجاريه. شرك قَالَ: إِذا أكل الْإِنْسَان بِالْغَدَاةِ وَلم ينهضم بل فسد فَإِن أكل على طَعَام فَاسد جَمِيعًا فَلذَلِك لَا يجب أَن ألف ي يَأْكُل طَعَاما الْبَتَّةَ حَتَّى يستمرئ الَّذِي قبله وليرفق بالمعدة فَإِن صَلَاحهَا صَلَاح جَمِيع الْجَسَد. من كتاب اهرن: قَالَ: عمَّة الأستنرار انك إِذا تجشيت كَانَ جشاؤك ريح لَهُ وَطعم وَيكون قَلْبك فَرحا وجسمك فَإنَّك قد استمرأت استمراء صَحِيحا وَهُوَ أَجود الْأَوْقَات كلهَا. وَأَيّمَا رجل كَانَت معدته ضَعِيفَة الهضم فاسقة فِي الصَّيف بعد أكله قدح مَاء بَارِد وَفِي الشتَاء قدح مَاء حَار. لي ينظر فِي شرب المَاء الْحَار على الطَّعَام. الطَّبَرِيّ قَالَ: اجْتنب التخم فَإِنَّهَا أصل كل دَاء فَإِن أتخمت فَخذ الجوارشنات فَإِن علمت أَن تِلْكَ تخمة عَظِيمَة غَلِيظَة عتيقة فَخذ دَوَاء الْمَشْي فَإِنَّهُ لَا تنقي هَذِه التخم بالجوارشنات وَيسلم مِنْهَا إِلَّا بدواء الْمَشْي. اريباسوس قَالَ: إِن أَكثر مكثر من الطَّعَام وَالشرَاب فِي حَاله فلتقيئه فَإِنَّهُ يدْفع التخم ومضرة) الشَّرَاب. روفش إِلَى الْعَوام قَالَ: لَا يَنْبَغِي أَن تتقيأ وشربت شرابًا قَلِيلا لِأَن ذَلِك ضار جدا بل يَجْعَل يَوْم الْقَيْء إِذا شربت الْكثير قَالَ: وَلَا تشرب على طَعَام حريف فَإِنَّهُ رَدِيء. لي الْأكل الوافي تسخن الْمعدة بعده وَلَا يحْتَملهُ شئ من الْفُصُول إِلَّا الشتَاء لِأَنَّهُ فِي هَذَا الْفَصْل ينْتَفع بِهِ لِأَن الْجَسَد يسخن بعده فيعتدل وَأما فِي الصَّيف فَإِنَّهُ لَا ينهضم وَيجب أَن يُؤْكَل قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يتملأ ضَرْبَة الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يهيج مثل الْحمى وَهُوَ فِي الخريف أردأ وأشر وَفِي الخريف خَاصَّة يجب أَن يشرب على الطَّعَام أَو بعده بِشَيْء قَلِيل وَيشْرب من الْخمر الصّرْف فَإِن المَاء الْبَارِد رَدِيء فِي هَذَا الْفَصْل وَلَا يَأْكُل الْفَوَاكِه وَلَا يشتهيها ألف ي وَهُوَ أبلغ شَيْء فِي حفظ الصِّحَّة وَأَن بدنه يرطب وَلَا تهيج فِيهِ حراقة الأخلاط الْمُحْتَرِقَة. وَبِالْجُمْلَةِ فالشراب فِي هَذَا الْفَصْل دَوَاء ضَرُورَة فَأَما فِي الرّبيع فَإِنَّهُ رَدِيء لِأَنَّهُ يزِيد

فِي انتشار الدَّم وهيجان الأخلاط الْمُحْتَرِقَة وَهُوَ فِي الصَّيف أقل رداءة إِذا أَكثر مزاجه وَهُوَ فِي الشتَاء صَالح حميد وَمَتى كَانَت تهيج بِهِ بعد الْأكل سخونة فَيجب أَن لَا يَأْكُل أكلا كثيرا ضَرْبَة لَكِن قَلِيلا قَلِيلا لِأَن الْمعدة ذَا امْتَلَأت أَخذ الْإِنْسَان مِنْهُ شبه النافض ثمَّ أعقبه شبه الصالب حَتَّى تبدو الْعِظَام تسخن. 3 (الْفَوَاكِه) ابْن ماسويه فِي دفع مضار الأغذية قَالَ: الْفَوَاكِه جملَة يجب أَن تقدم قبل الطَّعَام وخاصة الرقيقة المزلقة. الرطب يغسل الْفَم بعد أكله تنقية للثته وفمه الْغسْل البليغ لِأَن الرطب من شَأْنه إرخاء اللثة ويتمضمض بعد ذَلِك بِمَاء الْورْد وَقد أنقع فِيهِ سماق أَو يُؤْكَل على إثره الرُّمَّان المز والسكنجبين السكرِي أَو مَاء الإجاص فَإِن بذلك يسهل خُرُوجه وَيدْفَع ضَرَره. الخوخ يشرب بعد أكله مَاء الْعَسَل الْمَطْبُوخ. المشمش يشرب بعده شراب صرف صلب أَو يستف من الكندر مِثْقَال أَو يَأْخُذ فنداديقون. الموز يشرب بعده مَا يشرب بعد المشمش خلا الكندر. مَتى وجد صَاحبه بعده ضَرَرا فِي العصب والمعدة فليأخذ مَا يُقَوي الْمعدة كالعود والسنبل والبسباسة وَمَا يُقَوي العصب كالقسط والجند بادستر وَأما سَائِر خصاله فحميدة. الكمثري الْإِكْثَار مِنْهُ يُولد قولنجاً فليشرب بعده مَاء الْعَسَل الْمَطْبُوخ المسهل. النبق والزعرور: مَتى وجد بعدهمَا ثقل فِي الْمعدة أَخذ من المصطكي دِرْهَم وَمن القاقلة نصف دِرْهَم بِمَاء حَار. ألف الرُّمَّان الحلو إِن كَانَ صفراوياً شرب بعده السكنجبين أَو يَأْكُل الرُّمَّان الحامض. الْبِطِّيخ يُؤْكَل بعده كندر وزنجبيل فَإِن كَانَ محروراً شرب بعده سكنجبيناً. التِّين المحرور يشرب بعده سكنجبيناً والمبرود يشرب بعده شرابًا عتيقاً قَوِيا صرفا فَيمْنَع تولد النفخ. الْعِنَب يحذر قشره وعجمه فَإِن وجد نفخاً شرب مصطكى أَو زنجبيلاً وَإِن صدع بعده شرب سكنجبيناً. الإجاص مَتى أكله بلغمي شرب بعده مَاء الْعَسَل أَو شرابًا عتيقاً أَو شَيْئا من مصطكى وعود صرف. اللوز يقشر من قشره ثمَّ ينقع فِي المَاء الْحَار حَتَّى يلين وَيصير بِمَنْزِلَة الرطب فَإِنَّهُ أسْرع لانحداره ويؤكل إِمَّا بالعسل وَإِمَّا بالطبرزد وَيفْعل ذَلِك بلوز الصنوبر والشاهبلوط. الفستق يفعل بِهِ مَا يفعل باللوز وينقع فِي مَاء حَار وملح.

البندق يشرب بعده الميبة وَنَحْوهَا من النافعة للمعدة وَنَحْوهَا. الْجمار يُؤْخَذ بالعسل وَيشْرب بعده الشَّرَاب الْعَتِيق الْقوي. الخشخاش الطّلع يُؤْكَل مَعَ الخرذل والفلفل والمري وَيشْرب بعده الشَّرَاب الصّرْف وَمَاء الْعَسَل بالأفاويه. البلح والبسر شرب بعده مَا يحدره عَن الْمعدة كشراب الْعَسَل وَالسكر وبالسنبل والمصطكى. الْخِيَار والقثاء من كَانَ بلغمياً فليأكله بالمري الَّذِي فِيهِ شونيز وصعتر وَإِن كَانَ محروراً فبخل خمر ويؤكل. لب البلوط يلعق بعده عسل ليطلق الْبَطن. الْجَوْز يفعل بِهِ مَا يفعل باللوز ويأكله البلغمي بالمري ويتمضمض بعده بِمَاء السماق أَو بِمَاء الكزبرة الرّطبَة وَيَأْكُل بعده الْأَشْيَاء الْبَارِدَة كلب الْخِيَار والقثاء ألف ي والخس وَنَحْوه. النارجيل يقشره ظَاهره ويؤكل بِعَسَل طبرزد وَيشْرب بعده جلاب سكري. الْحبَّة الخضراء السمسم والشهدانج وَحب الفلفل وبزر الْكَتَّان يُؤْكَل كلهَا مقلوة مملحة وَيشْرب بعْدهَا مَاء الْعَسَل إِن كَانَ مبروداً والسكنجبين السكرِي إِن كَانَ محروراً. الباذنجان يشق شقتين متقاطعتين ثمَّ يملح وَيُوضَع فِي المَاء سَاعَة ليجتذب الْملح فَسَاده ثمَّ ينقع فِي المَاء الْبَارِد ليخلص من كدره ثمَّ يسلق بِالْمَاءِ القراح وتأكله بعد ذَلِك كَيفَ شِئْت ويؤكل بعده الإجاص. الكمأة تسلق بِالْمَاءِ وَالْملح والصعتر ثمَّ تأكلها كَيفَ شِئْت وَإِن سلقت بالزيت والحلتيت أبطل مَا يُولد فِي الْمعدة من البلغم اللزج. وَكَذَلِكَ يفعل بِالْفطرِ فَإِن وجد بعدهمَا ثقل شرب شرابًا صرفا أَو مَاء الْعَسَل أَو خُذ من الترياق زنة دِرْهَم. القنبيط يغسل بِالْمَاءِ وَالْملح مَرَّات ثمَّ يسلق وَيصب عَلَيْهِ المَاء ويطبخ بعد ذَلِك بِاللَّحْمِ السمين فَيمْنَع يبوسته وتوليده للمرة السَّوْدَاء ويسرع حدره عَن الْمعدة وَيجْعَل مَعَه الكمون والفلفل والكرويا وَيشْرب بعده الشَّرَاب الْقوي الْعَتِيق والأشياء المسهلة المنقية للمعدة كالأرياج ويؤكل بالحرمل والخل والخرذل والمري. الكرنب يغسل بِالْمَاءِ الْبَارِد وَالْملح مرَارًا ثمَّ بِالْمَاءِ القراح مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا حَتَّى يصفو كدره ثمَّ يطْبخ بِاللَّحْمِ السمين.

البصل يتَعَمَّد مِنْهُ الْقَلِيل الحراقة وَيغسل أَولا بِالْمَاءِ وَالْملح مَرَّات ثمَّ بالخل الحاد فَإِنَّهُ يمْنَع حِدته ويؤكل بعده لب القثاء فَإِن ذَلِك يمْنَع سورته فِي الرَّأْس. الثوم يُؤْخَذ بالخل فَإِن لم يرد ذَلِك ألف ي فباللحم السمين بعد سلقه بِالْمَاءِ وَالْملح فَإِن دسم اللَّحْم يمْنَع حِدته ويبسه ويؤكل بعده لب الْخِيَار. وَكَذَلِكَ يُؤْكَل لب الْخِيَار بعد الكراث إِن أكل نياً. الباذروج الراسن يشرب بعده السكنجبين. الجرجير يُؤْكَل بعده خس أَو طرخون وَإِلَّا فوحده إِن أَرْبَد للباه. الشلجم يسلق ويؤكل بالتوابل لتطرد رياحه. وَكَذَلِكَ الجزر. الطرخون يُؤْكَل ورقه فَقَط ويؤكل بعده مري وهندباً بخل ليسرع حدوره بِبرْدِهِ. الزَّيْتُون يصطبغ بعده بخل. اللوبيا يُؤْكَل بخردل وزيت وسذاب ويستف بعده مَا يحط النفخ. الباقلي العدس يجاد سلقه ويؤكل بعده فنداديقون. الماش يُؤْكَل بعده سلق لِئَلَّا ينْفخ وَلَا يُورث القراقر. الْأرز يجيد غسله وإنقاعه ثمَّ طبخه بِاللَّبنِ الحليب. الجاورس يُؤْكَل بِاللَّبنِ الحليب ويؤكل بالسمن وَالسكر ليسهل خُرُوجه. الْخَرْدَل مَتى ولع بِهِ فليخلط بدهن لوز حُلْو ليكسر حِدته. الترمس ينقع فِي المَاء حَتَّى يطيب ثمَّ يُؤْكَل بالتوابل. الحلبة تُؤْكَل بالخل والمري ويتمضمض بعْدهَا بِالشرابِ الصّرْف فَيذْهب بخبث رائحتها وتشرب الحمص يعْمل بِزَيْت الْإِنْفَاق ولباب الْخبز ويجاد إنضاجه وَيجْعَل فِيهِ فلفل قَلِيل. الفالوذج يعْمل بِعَسَل الصعتر أَو بالسكر وَيُؤْخَذ بعده الهليلج المربى وَيشْرب شرابًا عتيقاً. العصيدة يتَّخذ من كعك وَشَيْء من فلفل وَعسل الطبرزد. الهريسة يجاد تقشير ألف ي الْحِنْطَة ثمَّ تصنع بلحوم الدَّجَاج والحولى من الضَّأْن وَإِن شِئْت جعلت فِيهَا لَبَنًا وَإِن ثقلت أكل بعْدهَا الزنجبيل المربى وتؤكل بالمري. اللوزينج والقطائف والعلكية يجادها بخميرها وعجينها وإنضاجها. السميذ والإطرية تُؤْكَل بالعسل والفلفل وبدهن اللوز.

الماست والشيراز الْجُبْن يُؤْكَل مَعَ الصعتر والأنجدان وَالرّطب يُؤْكَل بِعَسَل. اللَّبن يستف بعده مصطكى ونانخواه دِرْهَم من كل وَاحِدَة. المصلية: تُؤْكَل حارة لَا بَارِدَة وَيكثر فلفلها وَلَا يَجْعَل مَعهَا سمن وَلَا زبد. المضيرة: لَا يقربهَا سمن وتؤكل حارة وتؤكل قبل الطَّعَام الشيراز يمزج بِزَيْت الْإِنْفَاق لِئَلَّا يفْسد الْمعدة. لحم الْبَقر: الْفَتى مِنْهُ الْأَشْقَر تُؤْكَل مقاديمه ويتعب قبل ذبحه ويطبخ بخل خمر وسذاب وكرفس وفلفل وورق الأترج وثوم وزعفران بعد سلقه بِالْمَاءِ وَالْملح قبل طبخه بالخل وَيُؤْخَذ بعده وَبعد لحْمَان الصَّيْد الغليظة كلحم حمَار الْوَحْش وَنَحْوه مِثْقَال زنجبيل. الجزر: تُؤْكَل الأعرابية قَليلَة بالزيت الركابي والفلفل والكزبرة والكرويا ويسلق قبل ذَلِك بِالْمَاءِ وَالْملح وَيشْرب بعده شراب عَتيق. الأرانب: يجود إنضاجها وتؤكل بالتوابل الرؤس: تُؤْكَل بالخرذل والأنجدان بالخل البط: يطْبخ بالخل والسذاب وروق الأترج والفوتنج ثمَّ يُؤْكَل بالخردل والمرىء وجوذابة من لَحْمه لغلظه الْفِرَاخ: تُؤْكَل بخل خمر وَمَاء التفاح المز وَالرُّمَّان المز والحصرم وحماض ألف الأترج الْبيض: تُؤْكَل النيمبرشت بالفلفل والصعتر وَالْملح والمرىء السّمك: يجاد شيه ويؤكل بدهن اللوز ويؤكل على أَثَره الْعَسَل وَيشْرب عَلَيْهِ الشَّرَاب الْعَتِيق الْقوي الصحناة: تُؤْكَل بخل خمر وزيت إِن كَانَ محروراً وَإِن كَانَ مبرداً فليكثر زيتها وصعترها. الروبيان: يسلق بِالْمَاءِ الْحَار مَرَّات ثمَّ يغسل بِالْمَاءِ العذب ثمَّ صفه واطبخه كَيفَ شِئْت وأحمده مَا طبخ بخل. الْجَرَاد: يسلق بِالْمَاءِ وَالْملح وَيشْرب على إثره السكنجبين السكرِي أَو رمان مز أَو رب الحصرم والأشياء المطفئة للمرة ويسهل بعد الْإِكْثَار مِنْهُ الْبَطن بِمَا يخرج الْمرة. السويق: النقيع أصلح للمحرور والمطبوخ لصَاحب البلغم فيغلى بِمَاء حَار مَرَّات وَأحمد الشَّرَاب للمحرور أَن يمزج بِالْمَاءِ ويبرد يَوْمًا ثمَّ يشرب بعد كل قدح جرعة من المَاء ليطفئ حِدته) وسورته الْبَتَّةَ ويمزجه أَيْضا فِي هَذَا الْوَقْت وَيَأْكُل قبله البوارد والهلام والقريص والسكباج

الفقاع: يتَّخذ من الْخبز السميذ النضج المختمر. المَاء الغليظ: يطْبخ حَتَّى يذهب نصفه ثمَّ يطْرَح فِيهِ السويق فَإِنَّهُ يلطفه. الطين: يُؤْكَل مِنْهُ الأرميني المقلو بالملح وَيمْنَع وينوب عَنهُ حَصى صغَار بملح ثمَّ تُؤْخَذ فِي الْفَم وتمص. 3 (الْأَمْرَاض الحادة) الثَّالِثَة قَالَ: إِذا تعدى إِنْسَان عَادَته فِي الْمطعم وَالْمشْرَب حَتَّى يثقله إِمَّا لكثرته وَإِمَّا لِكَثْرَة المرات الَّتِي يتغذى فِيهَا تجشأ جشاء حامضاً ولانت طَبِيعَته وأصابه عِنْد النّوم قلق وكرب وَكَثْرَة التقلب على فرَاشه ودوامه وينفع هَؤُلَاءِ أَن يَنَامُوا نوماً ألف ي طَويلا لَيْلَة أَو بِقدر لَيْلَة مَعَ توق من الْبرد فِي الشتَاء وَمن الْحر فِي الصَّيف فَإِن لم يُمكنهُم أَن يَنَامُوا تَمْشُوا مشياً كثيرا رَفِيقًا مُتَّصِلا لَا يستريحون فِي الْوسط ثمَّ لَا يَأْكُلُون يومهم أَو يَأْكُلُون قَلِيلا وَيَشْرَبُونَ شرابًا قَلِيلا قَوِيا صرفا وَلَا يَنْبَغِي أَن تغير الْعَادة فِي عدد المرات لِأَن من اعْتَادَ أَن يَأْكُل مرَّتَيْنِ إِذا هُوَ أكل مرّة ضعف جدا واسترخى وسخن بدنه واحمر بَوْله وتعلقت أحشاؤه وَمن كَانَت عَادَته أَن يَأْكُل مرّة إِن هُوَ ثنى ثقل عَلَيْهِ لِأَن الْمعدة قد تعودت إِلَّا تمتد مرَّتَيْنِ فِي الْيَوْم وَمن كَانَ مراري الطَّبْع وَلم يُبَادر بالغذاء تقلبت معدته وَسَقَطت شَهْوَته للغذاء وَقل نَومه. لي قد سَمِعت وَرَأَيْت أَن قوما شربوا بِالْغَدَاةِ سويقاً بِمَاء بَارِد اشتهوا يومهم الطَّعَام واستمرؤه وبالضد وَرَأَيْت هَؤُلَاءِ أَصْحَاب الأكباد والمعد الحارة. قَالَ: وَمن أَصَابَهُ هَذِه المضار من ترك الطَّعَام فليتوق الْحر وَالْبرد والتعب فَإِنَّهَا تضمر جدا بِأَكْثَرَ من الْعَادة وَيَأْكُل أكلا خَفِيفا قَلِيلا من غَد رطبا سهل الاستمراء وَيشْرب شرابًا صَالحا صرفا ويتدبر كَذَلِك يَوْمَيْنِ حَتَّى يعود إِلَى حَاله الطبيعي وَلَا يظنّ أَنه يحْتَاج أَن يتغذى أَكثر ليلحق مَا فَاتَ فَإِنَّهُ إِن أَكثر لم يهضمه لِأَن معدته قد ضعفت. قَالَ: وتمتلئ الْمعدة من الْجُوع الطَّوِيل صديدات ردية. الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: شرب الشَّرَاب بعقب الرياضة وَالْحمام على الْمَكَان قبل أَن يتَنَاوَل الْأَطْعِمَة أَو شَيْئا من الْأَشْرِبَة إِمَّا مَاء أَو غَيره يضر بِالرَّأْسِ والعصب وَأَصْحَاب الرياضة يشربون بعد الرياضة شَيْئا من المَاء الْبَارِد ثمَّ يشربون الشَّرَاب.) قَالَ: وَلَيْسَ شرب المَاء الْبَارِد بمحمود وَلَا سليم بعقب الرياضة وَالْحمام وَيحْتَاج أَن يقدم قبله شرب مِقْدَار يسير من الشَّرَاب الممزوج بِمَاء فاتر ألف ي وَذَلِكَ أَن شرب المَاء الْبَارِد قبل الطَّعَام يضر بالمعدة وبالكبد وَرُبمَا نَالَ العصب مِنْهُ مضرَّة فِي بعض النَّاس. لي الشَّرَاب الصّرْف الصلب مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار صَالح بعد الرياضة وَالْحمام ضرّ بِالرَّأْسِ والعصب فَأَما الْقَلِيل الممزوج على مَا ذكرنَا فَلَا وخاصة ضَرَره لمن كَانَ ضَعِيف الرَّأْس. وَالْمَاء الْبَارِد الشَّديد الْبرد الْكثير بعقب الرياضة وَالْإِنْسَان يَلْهَث رَدِيء وَذَلِكَ أَنه يبرد

العلل والأعراض

الكبد بردا شَدِيدا فَأَما إِن تجرع مَاء بَارِدًا على الرِّيق من مزاج كبد حَار نفع وَغسل ونفع من كمون قَالَ جالينوس: شرب الشَّرَاب الْكثير المزاج الْبَارِد بِالْفِعْلِ جيد لمن بِهِ سوء مزاج حَار طبيعي أَو عرضي وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يقصر عَن تبريد الْبدن وَفِيه مَعَ ذَلِك الْمَنَافِع الَّتِي تستفاد من الشَّرَاب. السَّادِسَة من 3 - (الْعِلَل والأعراض) قَالَ: يلْحق التخم فِي حَال دون حَال بعض هَذِه الْأَعْرَاض: نفخ ولذع وانطلاق الْبَطن والغثي وَسُقُوط الشَّهْوَة وهيجانها المفرط والكسل وَغلظ الذِّهْن والبلادة وَثقل الرَّأْس وَالْأُذن ووجع الْفُؤَاد وتبلد الْعقل والكآبة السوداوية والقولنج ووجع الطحال والكبد والصدر والمفاصل والتكسير والحمى فَجَمِيع هَذِه الْأَعْرَاض تعرض عَن التخم بِحَسب الأغذية وَحسب حالات الْبدن. السَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء: أَصْحَاب الأمزاج الحارة الْيَابِسَة أقل النَّاس احْتِمَالا للجوع والعطش يحْمُونَ مِنْهُ سَرِيعا ويحتاجون أَن يباكروا الْغذَاء وَأَن يَأْكُلُوا فِي الْيَوْم أكلتين ويستعملوا الرَّاحَة وَشرب المَاء الْبَارِد وَيحْتَاج أَن تكون أغذيتهم مِمَّا يُولد خلطاً عذباً وَيكون مَعَ ذَلِك بِسَبَب تكثيره الْغذَاء فَإِنَّهُ يتَوَلَّد فيهم من الأول أخلاط ردية وَمن الثَّانِي سدد يحْمُونَ مِنْهَا. لي إِلَّا أَن يدمنوا الاستحمام والأغذية ألف ي الحلوة والدسمة تستحل فيهم إِلَى بولس: من سكر يَوْمًا فَلْيقل من الْغذَاء ويستحم ويتدلك وَيَمْشي لينفض عَن الْبدن بِقدر مَا ملأَهُ الْخمر فِي الْيَوْم الْمَاضِي فَإِنَّهُ كَذَلِك لَا يُصِيبهُ امتلاء وَمن أَرَادَ أَن يتملأ من الْخمر فَلَا يتملأ من الطَّعَام. أوريباسيوس قَالَ: من فسد الطَّعَام فِي معدته فَإِنَّهُ إِن لَان بَطْنه كَفاهُ وَإِلَّا فليلينه باعتدال وَمن كَانَ يعتاده كَثْرَة فَسَاد الطَّعَام فِي معدته فجنبه الَّتِي يسْرع إِلَيْهَا الْفساد والزهمة وقيئه قبل الطَّعَام) وأعطه مَا يُولد خلطاً حميدا وَلَا يكون حريفاً وَلَا مدخناً ويتعاهد المسهل باعتدال كل قَلِيل. لي هَذِه للتخمة الدخانية على أَن الإسهال ينفع جَمِيعًا من تملأ من الشَّرَاب فليتقيأ ويغتسل بِمَاء حَار وينام حَتَّى يصحو. قَالَ: من أعظم الْخَطَأ فِي الْأَطْعِمَة التملي مِنْهَا فَإِنَّهُ وَإِن كَانَت الْمعدة قَوِيَّة فاستمرأته امْتَلَأت الْعُرُوق مِنْهَا امتلاء شَدِيدا حَتَّى تألم وتتمدد وَرُبمَا تصدعت وَرُبمَا وَقعت هيضة وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن من أدمن ذَلِك عرضت لَهُ الْأَمْرَاض الامتلائية وَإِذا كَانَ فِي يَوْم مَا فقيئه على الْمَكَان قبل أَن يستمرئه فتمتلئ بِهِ الْعُرُوق وَانْطَلق الْبَطن من ذَاته فَذَاك وَإِلَّا فَأَطْلقهُ وَإِن لم تفعل ذَلِك فلتزد فِي الْيَوْم وَيشْرب المَاء قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يستمرئ غذاؤه استمراء جيدا

فَإِذا انحدر فليستحم وَيَأْكُل شَيْئا قَلِيلا وَيشْرب شرابًا رَقِيقا فَإِن استمرأه فَذَلِك وليرجع إِلَى عَادَته وَإِن لم يستمرئه وَثقل بدنه وعسرت حركته وكل ذهنه وَمَال إِلَى النّوم واعتراه كسل وَلَا يعرف لَهُ سَبَب فقد عرض لَهُ امتلاء فِي الْعُرُوق فَإِن عرض لَهُ فِي هَذِه الْحَال إعياء فليسكن وَلَا يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ حَتَّى يكمل الهضم ثمَّ يرتاض وَيشْرب مسهلاً. من كتاب مُحدث يُقَال إِن سلمويه ابتدأه: تحر من أَوْقَات النَّهَار ألف ي الْأَوْقَات الْبَارِدَة فَإِنَّهَا أَجود للغذاء وَلَا يشرب عَلَيْهِ إِلَّا قدر مَا يسكن بِهِ الْعَطش حَتَّى ينهضم ويخف الْبَطن ثمَّ خُذ حَاجَتك من الشَّرَاب فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يسْرع نُفُوذه وَخُرُوجه ولطف الأغذية فِي الصَّيف وغلظها فِي الشتَاء. من أول السَّادِسَة من جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء قَالَ: وَقد يكون من الأغذية مَا لَهَا ملائمة لحيوان مَا بجملة جوهره وَلِهَذَا صَارَت لأنواع الْحَيَوَانَات أَن يَأْكُل كل وَاحِد نوعا آخر من الْغذَاء وَقُوَّة هَذِه الأغذية عَظِيمَة جدا لمن لاءمته فِي الاستمراء جدا لي هَذِه الَّتِي يحْتَاج أَن يسْأَل عَنْهَا. من مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: أحد الْأَشْيَاء فِي الاستمراء أَن تجمع فِي الْمعدة أغذية مُخْتَلفَة فِي قبُول الاستمراء حَتَّى أَن أَصْحَاب الرياضة لما قد عرفُوا ذَلِك يَأْكُلُون اللَّحْم فِي الْعشَاء وَالْخبْز فِي الْغذَاء. قَالَ جالينوس فِي الرَّابِعَة من السَّادِسَة من افيذيميا: إِذا كَانَ المَاء ثقيلاً بطئ الانحدار طَوِيل اللّّبْث فِي الْمعدة أَو منفخاً لَهَا أَو فَارغًا لَهَا أَو مُثقلًا لَهَا فقد يصلحه أَن تطبخه ثمَّ تبرده) وتشربه. روفس فِي كِتَابه فِي الْحمام قَالَ: الْأكل مرّة وَاحِدَة فِي الْيَوْم يُخَفف الْبدن وَيعْقل الْبَطن فَأَما الْغذَاء وَالْعشَاء فيفعل ضد ذَلِك وَالْمَاء الْحَار إِذا شرب يهزل الْبدن. من سياسة الصِّحَّة: من أتخم فليتقيأ مَا دَامَ جشاؤه ردياً فَإِن أَبْطَأَ حَتَّى ينزل إِلَى أَسْفَل فليسهل بَطْنه وَمن أتخم مَرَّات مُتَوَالِيَة فليشرب دَوَاء مسهلاً. وَمن كَانَ يجد فِي الشراشيف ثقلاً ورياحاً فضع تَحْتَهُ مخدة لينَة حارة وينام عَلَيْهَا ولتكن نَاحيَة الرَّأْس من الْبدن عِنْد النّوم عالية وَسَائِر الْبدن مَنْصُوبًا وَلَا يكون الْمَنْصُوب إِلَى لحية الرَّأْس فَإِنَّهُ رَدِيء فِي الاستمراء يدْفع الطَّعَام إِلَى فَم الْمعدة وَليكن التصويب ألف ي نَاحيَة أَسْفَل الْبدن وَلَا يكثر التقلب لِأَنَّهُ يقلب الطَّعَام من مَكَان إِلَى مَكَان وَيفْسد الهضم وَإِذا وجد نفخة تَحت الشراشيف إِذا أصبح فالمشي يذهب بِهِ وَمن كَانَ عبلاً خصب الْبدن فَليَأْكُل مرّة فِي نصف النَّهَار والنحيف يَأْكُل مرَّتَيْنِ أَكلَة خَفِيفَة بِالْغَدَاةِ وأكلة قَوِيَّة للعصر. الصّبيان إِلَى أَن يبلغُوا ثَمَانِي عشرَة سنة لَا يَنْبَغِي أَن يَذُوقُوا شرابًا لِأَنَّهُ لَا يجب أَن يزِيدُوا نَارا على نَار وَأما الشَّبَاب فليشربوه باعتدال إِلَى أَن يصير لَهُم ثَلَاثُونَ وليمتنع من

السكر وَكَثْرَة الشَّرَاب ومواترة الشَّرَاب إِلَى أَرْبَعِينَ وَأما بعد الْأَرْبَعين من السن إِلَى سنّ الشيخوخة خَاصَّة فَإِنَّهُم يَنْتَفِعُونَ بِهِ نفعا عَظِيما مَعَ أَنه يسلي الْإِنْسَان وَيذْهب خبث نَفسه. ابْن ماسويه قَالَ: الكمثري يذهب بِضَرَر الْفطر إِذا طبخ مَعَه والكمثري يحْتَاج أَن يشرب بعده مَاء الْعَسَل لِئَلَّا يُورث القولنج. قَالَ: أكل السّمك عسر الهضم وَلَا يفلت من شَره إِلَّا بِعَسَل كثير يُؤْكَل بعده. وَقَالَ: من أَكثر من الْخِيَار والقثاء احْتَاجَ أَن يكثر من النانخواه إِلَّا أَن تكون معدته ملتهبة. من كتاب حنين فِي تَدْبِير الأصحاء بالمطعم وَالْمشْرَب قَالَ: لما كَانَت أبداننا دائمة التَّحَلُّل من الْهَوَاء الْمُحِيط وَمن الْحَرَارَة الغريزية الَّتِي فِينَا احْتَاجَت إِلَى الاغتذاء لتخلف بَدَلا مِمَّا يتَحَلَّل وَلِأَنَّهُ لَيْسَ جَمِيع مَا يُؤْكَل يَسْتَحِيل احْتِيجَ إِلَى مجاري الفضول فَلذَلِك جملَة حفظ الصِّحَّة الإخلاف بالغذاء وإدرار الفضول. قَالَ: وَمن كَانَ معتدلاً فِي مزاجه يتَوَلَّد فِيهِ دم خَالص نقي فَإِنَّهُ يحْتَاج أَن يغذي بالأغذية المعتدلة وَقد يكون قدرهَا كَقدْر عظم جثته وَقدر يقظته ونومه وَمن كَانَت تتولد فِيهِ صفراء أَو) سَوْدَاء أَو بلغم فليعط الأغذية ألف ي المضادة لما يتَوَلَّد وَمن يكثر تولد النفخ فِيهِ فليعط مَا لَا ينْفخ الْبَتَّةَ وَمَتى كَانَ الْبدن مستحصفاً عسر التَّحَلُّل فغذه بأغذية قَليلَة لَطِيفَة رقيقَة لقلَّة مَا يتَحَلَّل مِنْهُ فَهَذَا هُوَ التَّدْبِير مَا لم يعرض شَيْء مَانع فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَت الكبد بَارِدَة ضيقَة المجاري واحتيج إِلَى اسْتِعْمَال اللطيفة وَاجْتنَاب الغليظة وَإِن كَانَ الْبدن منهوكاً مُحْتَاجا إِلَيْهَا متخلخلاً لِئَلَّا تحدث فِي الكبد سدداً وَإِذا كَانَت الكبد حارة فيحذر الحلوة وَإِن احْتَاجَ إِلَيْهَا الْبدن لسرعة استحالتها إِلَى الصَّفْرَاء وَرُبمَا كَانَ يتَوَلَّد فِي الْمعدة بلغم فَيحْتَاج أَن يُعْطي مَا يجلو وبقطع إِن كَانَ يجوز ذَلِك وَرُبمَا احْتَاجَت لِضعْفِهَا أَن تقوى بأغذية لَا يحْتَاج إِلَيْهَا سَائِر الْبدن وَحِينَئِذٍ يجب أَن تنظر فِي الأوجب وَرُبمَا كَانَت تولد مرَارًا كثيرا فتحتاج أَن تخلط بالأغذية مَا يقمع حِدة الصَّفْرَاء وَيتْرك المولدة لَهَا وَرُبمَا كَانَ الطَّعَام يطفو على رَأس الْمعدة فتحتاج إِلَى اسْتِعْمَال الأغذية الثَّقِيلَة غير الرقيقة وَالْحَرَكَة الْيَسِيرَة الرفيقة وَاجْتنَاب الحساء لِئَلَّا يرْتَفع الْغذَاء إِلَى فَوق وَرُبمَا انحط الْغذَاء قبل انهضامه وَحِينَئِذٍ إِلَى مَا يقبض ويمسك أسافل الْمعدة وَرُبمَا أَبْطَأَ انحداره واحتيج إِلَى أَن يسْتَعْمل مَا يلين الْبَطن وَمَتى كَانَ الرَّأْس حاراً قَابلا للبخار احْتِيجَ إِلَى اجْتِنَاب الأغذية الحارة وَإِن احْتَاجَ إِلَيْهَا سَائِر الْبدن. وَانْظُر فِي مِقْدَار الْحَرَكَة قبل الطَّعَام فَإِن كَانَت كَثِيرَة عنيفة فاغذه بأغذية غَلِيظَة لزجة كَثِيرَة بطيئة التَّحَلُّل وَلم تَأمره بالحمية لقلَّة الْحَاجة إِلَيْهَا وَمَتى لم تكن قبل الطَّعَام حَرَكَة أَو كَانَت يسيرَة فَلَا تقتصر على الحمية وَقلة الطَّعَام ولطافته دون أَن تسْتَعْمل مَعَ ذَلِك إفراغ الفضول بالإسهال وَالْبَوْل وَالْحمام والفصد لتستنظف الفضول ألف ي وَمَتى كَانَت الْحَرَكَة كَافِيَة استعملنا الأغذية المعتدلة فِي كثرتها وَقدر لطافتها وغلظها وَكَذَلِكَ النّوم بعد فَإِنَّهُ إِذا كَانَ

النّوم بعد الطَّعَام استعملنا أغذية كَثِيرَة غَلِيظَة كالحال فِي الشتَاء وبالضد كالحال فِي الصَّيف فاغذ الْأَبدَان المعتدلة بالأغذية المعتدلة والخارجة عَن الِاعْتِدَال بالإفراط المضاد وَإِذا كَانَ لَا بُد أَن يَأْكُل غذَاء غير مُوَافق فَلَا يدع أَن يخلط بِهِ شَيْئا مُوَافقا أَو دافعاً لضرره وَقدر كميته فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ جيد الْغذَاء كُله يفضل على مَا تقوى عَلَيْهِ الْقُوَّة تولد مِنْهُ شَيْء رَدِيء. وَيجب أَن يقدم مَا يجب تَقْدِيمه وَيُؤَخر مَا يجب تَأْخِيره فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي أَكلَة طعامان أَحدهمَا ملين للبطن وَالْآخر عَاقل لَهُ فَإِنَّهُ هُوَ قدم الملين وَأتبعهُ بِالْآخرِ سهل انحدار الحابس وَإِن كَانَ هُوَ قدم الحابس لم ينحدر أَو فسدا جَمِيعًا وَذَلِكَ أَن الطَّعَام الملين إِذا أَرَادَ الْخُرُوج وَمنعه من ذَلِك) الَّذِي تَحْتَهُ فسد وأفسد مَا تَحْتَهُ وَإِذا كَانَ الملين قَلِيلا انحدر إِذا انهضم وَسَهل للحابس الانحدار وَكَذَلِكَ إِن جمع فِي أَكلَة طعامين أَحدهمَا سريع الهضم وَالْآخر بطيئة فليقدم البطيء الهضم ليسبق إِلَى قَعْر الْمعدة وَمن لم يَأْخُذ غذَاء حَتَّى ينحدر الَّذِي كَانَ قد أَخذه قبل وَيقدم قبله حَرَكَة كَافِيَة وَأتبعهُ بنوم كَانَ ذَلِك أحسن فِي استمرائه وَمن أَخذ طَعَامه أبدا قبل حَاجته إِلَيْهِ ولد التخم والبشم وَإِذا أَخذه بعد حَاجته إِلَيْهِ وحركة كَافِيَة حسن استمراؤه لِأَن الْمعدة قد احتمت واشتاقت إِلَى الْغذَاء وَأما معدته وكبده فَهِيَ بِمَنْزِلَة الْخمر الزكي فَيحسن استمراءه وبالضد فَإِن أَخذه على غير حَاجَة وَلَا بعد حَرَكَة كثر فضوله وَمن أتبع الطَّعَام بنوم هضم طَعَامه وَمن أتبعه بحركة أحدث فِيهِ سدداً وغلظاً فِي الكبد والكلى وَسَائِر الْأَعْضَاء وَرُبمَا كَانَ الطَّعَام يطفو فِي أعالي الْمعدة لِضعْفِهَا فَلَا تَأمر هَؤُلَاءِ بِالنَّوْمِ حَتَّى ينحدر الطَّعَام وَيصير فِي القعر وَرُبمَا أمرناه بحركة يسيرَة وَإِن أتبع الطَّعَام ألف ي بِالشرابِ الْكثير منع أَن تحتوي عَلَيْهِ الْمعدة فَلَا ينهضم فَلَا يُؤْخَذ على الطَّعَام من المَاء إِلَّا مَا يسكن بِهِ حَال الْعَطش لأكله ويصبر على قَلِيل من الْعَطش حَتَّى ينهضم ثمَّ يَأْخُذ مَا أحب مِنْهُ فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يرقه وينفذه ويسهل خُرُوجه وَلَا يدْفع الطَّعَام عَن وَقت حركته الشهوانية لِأَنَّهُ إِن أَخّرهُ عَنْهَا وَلم يُبَادر عِنْد تحريكها صَارَت فِي الْمعدة فضول ردية فَيبْطل أَولا الشَّهْوَة وَيفْسد الْغذَاء بِأُخْرَى وأجود الْأَوْقَات للإغتذاء الْأَوْقَات الْبَارِدَة والحارة ردية. لي فَإِن لم يُوجد الْوَقْت الْبَارِد فَلْيَكُن فِي مَوضِع ريح لِأَن الْحَرَارَة المحيطة بالجسم تضعف الهضم وَمن كَانَ الْغَالِب على مزاجه الْحَرَارَة وَكَانَت معدته لحرارتها يسْرع فِيهَا تولد المرار يحْتَاج إِلَى الْغذَاء وَمن كَانَ ينصب إِلَى معدته مرار كَثِيرَة وَكَانَ حَار الْمعدة جدا يحْتَاج إِلَى الأغذية الغليظة الْعسرَة الهضم لِأَن السريعة الهضم تفْسد فِيهَا وَمن اعْتَادَ غذَاء مَا فَهُوَ لَهُ أوفق وَإِن كَانَ أخس قَلِيلا وَكَذَلِكَ الْحَال فِي مَرَّات مَا يتَنَاوَل أوقاته وللالتذاذ أَيْضا حَظّ عَظِيم فَإِن من التذ من غذَاء فَهُوَ أَشد استمراء فَيجب أَن يلْزم الْعَادة إِذا كَانَت قد طَالَتْ وَإِن لم يكن صَوَابا فَلَا يغيرها مَا لم يضْطَر إِلَيْهِ شَيْء لَا بُد مِنْهُ وَإِن حدث بعد ذَلِك فتدرج إِلَى ترك الْعَادة قَلِيلا قَلِيلا وَمن لم يحْتَج إِلَى اكْتِسَاب الْجلد والشدة وَلم تكن لَهُ رياضة كَثِيرَة فَأصْلح الأغذية مَا لَا يَغْدُو غذَاء كثير غليظاً وبالضد فَأَما المطلفة فَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهَا فِي الْأَحَايِين على سَبِيل التَّدَاوِي بهَا.)

من الكيموسين قَالَ: لما تجنبت وَتركت الْفَاكِهَة وَالَّتِي تولد الْخَلْط النيء بالرياضة وَكَانَ لَا يُصِيبنِي سوء فَسَاد هضم بقيت بِلَا حمى أَنا وَجَمِيع من قبل مني مُنْذُ سِنِين كَثِيرَة ألف ي خمس عشرَة سنة وَعشْرين من غير أَن احتجنا مَعَ ذَلِك إِلَى اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة وَكَذَا تكون حَال من عني بالهضم والارتياض فَأَما من لَا يُمكنهُ أَن يرتاض قبل الطَّعَام وَلَا أَن يَأْكُل فِي الْوَقْت الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ وينام فَإِنَّهُ لَا يُمكن أَن تدوم صحتهم إِلَّا بِاسْتِعْمَال الإسهال فِي بعض الْأَوْقَات والفصد وإدرار الْبَوْل فَإِن صحتهم لَا تبقى إِلَّا بذلك اجْتِمَاع الْخَلْط الرَّدِيء فِي الْعُرُوق يؤول إِلَى أَمريْن: إِمَّا أَن يَسْتَحِيل إِلَى الدَّم وَإِمَّا أَن يعفن وَهَذَا الْخَلْط يتَوَلَّد عَن الأغذية الغليظة وَعَن قلَّة اسْتِيلَاء لي فِي خلال كَلَامه: وَعَن الْفَوَاكِه الرّطبَة كالمشمش والتفاح وَكَذَلِكَ من أَكثر من هَذِه يحْتَاج أَن يتَعَاهَد بالإسهال. لي الْحَد الْجيد فِي الأغذية أَن لَا يتَوَلَّد مِنْهَا دم مراري وَلَا يتَوَلَّد عَنْهَا خلط كثير نيء فاعرف ذَلِك بعلاماته واقصد أبدأ بتدبيرك وَكَذَلِكَ تغذى المحمومين بِالْخِيَارِ والبقول الْبَارِدَة الرّطبَة لِأَن دِمَاءَهُمْ مرارية يحْتَاج أَن يكثر فِيهَا الْخَلْط النيء لتعتدل وتغذى الأصحاء بِمَا لَا يُولد هَذَا الْفضل وخاصة من لم تكن طَبِيعَته حارة لِأَن هَذَا الْفضل إِذا كثر عفن وأشعل حميات وَيجب أَن ينظر فِي ذَلِك ويحرز إِن شَاءَ الله. وَقد شبه جالينوس هَذَا الْفضل بِالْمَاءِ القاتم والأشياء الَّتِي تقيم مُدَّة فِي مَكَان فتعفن. وَقَالَ: هَذِه رُطُوبَة غَرِيبَة فِي الْبدن لَا تلتزق بِهِ إِلَّا أَن تنضج وَكَذَلِكَ رُبمَا بادرها العفن قبل ذَلِك واشتعلت حميات. قَالَ: الأغذية اللطيفة تجْعَل من يدمنها ضَعِيفا نحيفاً تسرع إِلَيْهِ الْآفَات فَهِيَ لذَلِك مذمومة وَإِنَّمَا يجب أَن تسْتَعْمل فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يحْتَاج إِلَيْهَا فِيهَا. قَالَ: وَاعْلَم أَن الهضوم الثَّلَاثَة يتبع بَعْضهَا بَعْضًا فِي الْجَوْدَة والرداءة فالهضم الَّذِي فِي الْمعدة إِن كَانَ جيدا ألف ي تبعه هضم الكبد جيدا وَتبع هضم الكبد هضم الْعُرُوق وبالضد. وَمن كتاب روفس عَلَامَات الصَّائِم ضعف الْبدن وَصغر الْعُرُوق وَفَسَاد اللَّوْن وعلامة المكثر من الطَّعَام قُوَّة الْبدن والنشاط للْعَمَل وجودة اللَّوْن. قَالَ: اللَّحْم ملائم للبدن جدا لِأَنَّهُ يزِيد فِي اللَّحْم بِسُرْعَة ويقويه غَايَة التقوية لِأَن كل شَيْء يقوى يُشبههُ.)

روفس فِي كِتَابه المالنخوليا قَالَ: إِذا أكلُوا فَلَا يشْربُوا عَلَيْهِ شرابًا كثيرا دفْعَة فَإِن ذَلِك يفْسد الهضم لَكِن يتوفى ذَلِك وَيشْرب قَلِيلا قَلِيلا بِقدر مَا يدْفع بِهِ الْعَطش فَقَط وَلَا يمِيل إِلَى اللَّذَّة فَإِن الهضم يجود بذلك كَمَا يجود طبخ الشَّيْء بالرطوبات المعتدلة الكمية. لي تَحْرِير أَمر الْخَلْط النيء وعفنه: إِن الأغذية الَّتِي تكون فِيهَا فضول مائية كَثِيرَة لَا يُجيب كل الكيموس الَّذِي يكون مِنْهَا إِلَى أَن يصير دَمًا نقياً بِحَسب مَا يُمكن أَن يلزق بالأعضاء لَكِن يكون فِيهِ أبدا مائية وَهَذِه المائية إِذا طَال مكثها احتدت على الْأَيَّام وَصَارَت صديداً لِأَنَّهَا اغلظ من الْعُرُوق وَلَا تنْحَل فِي الهضم الثَّالِث كلهَا لِأَن فضول الهضم الثَّالِث إِنَّمَا يكثر على قدر هَذِه المائية وغلظها فَإِذا لم ينْحل مَا برز مِنْهَا إِلَى الْفضل وَطَالَ مقَام مَا هُوَ مِنْهَا فِي الْعُرُوق احتد مَا هُوَ مِنْهَا فِي الْعُرُوق احتد مَا هُوَ مِنْهَا فِي الْعُرُوق لطول مقَامه وَلذَلِك إِن تغذى أحد بِمثل هَذِه ثمَّ ارتاض وتعرق كَانَ أقل لبلائها لِأَن مَا برز مِنْهَا إِذا تحلل تتبعه طَائِفَة مِمَّا فِي الْعُرُوق لي فِيهِ تَحْرِير كثير كَيفَ يحرز وَهُوَ كَيفَ لَا يعفن الدَّم الْجيد نَفسه إِذا طَال ألف ي مقَامه وَلم صَارَت هَذِه لَا تبرز بروز الدَّم وَهِي أرقى مِنْهُ. جَوَامِع اغلوقن قَالَ: ليكن مِقْدَار إسقائك الشَّرَاب على هَذِه الشُّرُوط إِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فالكثير وَإِن كَانَت ضَعِيفَة فالقليل وَالشَّيْخ يسقى كثيرا وَالصَّبِيّ يسقى قَلِيلا والشاب معتدلاً وَمن قد اعْتَادَ فَأكْثر وَمن لم يعْتد فَأَقل وَفِي الشتَاء كثيرا وَفِي الصَّيف قَلِيلا وَفِي الْبَلَد الْبَارِد كثيرا وَفِي الْبَلَد الْحَار قَلِيلا وَفِي المزاج الْحَار كثيرا وَفِي الْبَارِد قَلِيلا. لي ينظر فِي هَذَا وَأَنا أَقُول إِن هَذَا صَحِيح لِأَنَّهُ يفهم مِنْهُ على أَنه يدْفع ضَرَر الشَّرَاب الْكثير فِي الْأَبدَان الْبَارِدَة لما يورثه من الْعِلَل الْبَارِدَة وبالضد من ذَلِك لَا تسرع إِلَيْهَا الْعِلَل الْبَارِدَة من الشَّرَاب لَا سِيمَا إِذا سقيت الشَّرَاب باعتدال فعلى هَذَا فليفهم هَذَا الْمَعْنى وَيحْتَاج أَن يحرر تحريراً أَكثر. مسَائِل الرَّابِعَة من السَّادِسَة: ابيذيميا قَالَ: يقصر الْعُمر خَاصَّة فِيمَن يغتذي بأغذية قَليلَة الْغذَاء مثل الْبُقُول وَالثِّمَار الصلبة والقشور. حنين حِكَايَة عَن جالينوس من كتاب الكيموسين أَحْسبهُ وَيجب أَن تنظر ويحول ذَلِك من هُنَاكَ قَالَ: الأغذية الَّتِي يبطئ انحدارها يجب أَن تتَنَاوَل بعد أغذية تسرع الْخُرُوج. قَالَ: وَأما الأغذية الَّتِي تفْسد سَرِيعا فَقَدمهَا قبل جَمِيع الأغذية وَمَا كَانَ رَدِيء الْغذَاء سريع) الانحدار فليقدم قبل الأغذية وَإِذا كَانَ الْغذَاء لَيْسَ برديء الْغذَاء وَلَا جيده وَلَيْسَ ينحدر سَرِيعا فليؤكل فِي وسط الطَّعَام وكل مَا يلين الْبَطن فليؤكل قبل الطَّعَام وَمَا يشد

فَبعد الطَّعَام وَمَا يلين وَمَا لَا يشد فَانْظُر فَإِن كَانَ غذاؤه جيدا فليؤكل مَتى شِئْت وَإِن كَانَ لَيْسَ بجيد الْغذَاء فليؤكل بَين الطَّعَام. ألف ي لي الْأَطْعِمَة يجب أَن تقدم وتؤخر بِحَسب الْحَال للبدن وبحسبها فِي نَفسهَا والردي الْغذَاء والسريع الْفساد يقدم وبالضد وَفِي حَال الْبدن فَإِذا كنت تُرِيدُ إِطْلَاق الْبَطن فَقدم مَا يسهل وبالضد. من كتاب أبقراط فِي الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ: يَنْبَغِي أَن تقدر الأغذية قصدا فَإِن قَلِيل الْجُوع يُقَوي على هدم بدن الرجل وإنهاكه وَإِن كَانَ لَا يشبه الْأَمْرَاض الَّتِي تعرض من قلَّة الطّعْم يعرض من كثرته. الأولى من الْفُصُول قَالَ جالينوس فِي تَفْسِير كَلَام أبقراط: إِن الأصحاء يجب أَن يكون تَقْدِير أغذيتهم ينحو نَحْو أَمريْن إِمَّا أَن نزيد فِي قوتهم وَإِن كَانَ وَلَا بُد فَلَا ينقص مِنْهَا وَأما المرضى فَإِن تبقى قوتهم بِحَالِهَا وَلَا تنقص كَبِير نُقْصَان فَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى الْكثير. لي الْخلّ تصلح بِهِ الأغذية المرخية للمعدة وَالَّتِي تحْتَاج أَن تلطف من غير حرارة والتوابل تصلح بهَا البطيئة والباردة وَلَا يَنْبَغِي أَن تُؤْكَل الثمارنية. كناش أبي عباد اللَّجْلَاج: التُّخمَة تكون إِذا أكل قبل الرياضة وَقبل الاستحمام وَقبل ظُهُور النضج فِي الْبَوْل فَإِن ذَلِك يجمع فِي الْعُرُوق أخلاطاً نِيَّة فَيَنْبَغِي أَن لَا تَأْكُل قبل ظُهُور النضج فِي الْبَوْل وَتَقْدِيم القابضة يسد مسالك نُفُوذ الْغذَاء إِلَى المَاء سَرِيعا. من حفظ الصِّحَّة لأبقراط: من أَرَادَ أَن يبْقى عَلَيْهِ غذاؤه ويجود هضمه فليجعله وَاحِد النَّوْع وَيَأْخُذهُ فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ على هَذِه الْجِهَة يطول مكثه وَيكثر غذاؤه ويقل مَا يخرج بالبراز مِنْهُ لِأَن الْقُوَّة تقوى عَلَيْهِ قُوَّة كَامِلَة فَإِن كَانَ مَعَ هَذَا غذَاء كثير الغذائية فَهُوَ تَدْبِير ألف ي مغلط فِي الْغَايَة وَمن أَرَادَ أَن يُطلق بَطْنه وَلَا ينَال غذَاء كثيرا فليأخذ ضَرْبَة أَطْعِمَة مُخْتَلفَة فَإِن ذَلِك يعين على سرعَة الْخُرُوج وَقلة الاغتذاء بِهِ. وَقَالَ: إِذا عرض للْإنْسَان أَن يتجشأ جشاء فِيهِ طعم طَعَامه من غَد وَعرضت لَهُ نفخة فِيمَا دون الشراسيف فَإِن مِقْدَار الطَّعَام قد ضعفت عَنهُ الْحَرَارَة الغريزية فسخن الْمعدة بالتكميد) وليطل النّوم ثمَّ ليرتض ويقلل الطَّعَام حَتَّى تبطل تِلْكَ الْأَعْرَاض الْبَتَّةَ ثمَّ يُخَفف أَيَّامًا. قَالَ: وَجَمِيع الأغذية المنفخة ردية والأشربة المنفخة مِنْهَا. روفس فِي كتاب الشَّرَاب من احْتَاجَ أَن يجلس بعد طَعَامه وَلَا ينَام فَلَا يتعب قبل طَعَامه وبالضد وَمن أَرَادَ أَن يكثر من الشَّرَاب فَلَا يكثر من الْأكل وَيجْعَل فِيهِ شَيْئا مَا يدر الْبَوْل وَإِن اتّفق أَن يكثر الْأكل وَالشرَاب فليتقيأ فَإِن تهَيَّأ أَن يشرب بعد الْقَيْء مَاء عسل ويتقيأه أَيْضا فَهُوَ أَجود ويتمضمض بعده بخل وَيغسل وَجهه بِمَاء بَارِد.

وَقَالَ فِي كتاب شرب اللَّبن: إِن التَّعَب بعد الطَّعَام يحمضه. روفس إِلَى الْعَوام قَالَ: يجب أَن يتعب قبل الطَّعَام بِمَا قد اعتاده كل أحد من التَّعَب وَمَا رَآهُ لَا يضر ثمَّ يَأْكُل مِمَّا قد اعْتَادَ وَعلم مُوَافَقَته لَهُ فَإِن كَانَ إِنْسَان يعرف مَا يُوَافقهُ من الأغذية مَا لَا يعرفهُ الطَّبِيب فليأخذ بِقدر مَا يسهل هضمه بِهِ وبقدر تَعبه والمرات بِحَسب عَادَته. والتملي من الطَّعَام رَدِيء فَإِنَّهُ وَإِن هضمته الْمعدة امْتَلَأت مِنْهُ الْعُرُوق وتمددت وَحدثت مِنْهُ أسقام كَثِيرَة وَكَثُرت البخارات فِي الْبدن بِكَثْرَة لِأَن قلَّة البخار تَابع لقلَّة الدَّم فَإِن وَقع مَعَ ذَلِك فليتقيأه من سَاعَته قبل أَن ينحدر ويلطف التَّدْبِير من غَد وَإِن أدمن التملي فليدمن ضروب الاستفراغ وَإِلَّا وَقع فِي أسقام وَمن لم يُمكنهُ الْقَيْء لعِلَّة فَأمره بِالنَّوْمِ الْكثير ثمَّ يجزع المَاء الْحَار مَرَّات فَإِن المَاء الْحَار يجلب النّوم ألف ي وَيغسل الأمعاء ويهضم وَأمره بالحمام وَحسن التَّدْبِير وَشرب شراب ممزوج وَترك الْغذَاء إِلَى أَن يخرج المثقل لهضم. روفس فِي المالنخوليا: الطَّعَام الْقَلِيل وَلَو كَانَ ردياً تحيله الطبيعة لشدَّة استيلائها عَلَيْهِ وبالضد. وَله من كتاب حفظ الصِّحَّة قَالَ: أَحْمد الْمَشْي الرفيق بعد الطَّعَام لِأَنَّهُ يعين على الهضم ويدر الْبَوْل وَالْبرَاز وَيجْعَل الْإِنْسَان عِنْد الْعشَاء جيد الْأكل ويجيد هضم عشائه وأدم الْحَرَكَة الشَّدِيدَة. الطَّبَرِيّ: لَا تَأْكُل فِي الصَّيف الْحَار بِالْفِعْلِ وَلَا فِي الشتَاء بَارِدًا بِهِ لِأَنَّهُ يسْتَقْبل الرَّاحَة وَالْوَقْت الْبَارِد والغذاء إِنَّمَا هُوَ للمحرورين الَّذين يخَاف إِن تغذوا أَن تهيج بهم حرارة وينفع من الثّقل بعد الطَّعَام أَن يدثر الْبَطن ويتكأ على شَيْء لين حَار سَاعَة ويتمشى بعد ذَلِك. ابْن ماسويه: الْحَرَكَة بعد الطَّعَام تولد سدداً والتملي كل يَوْم يكثر الفضول ويولد السدد) والعفونات والتجفيف دَائِما يتْرك المجاري مَفْتُوحَة وَلَا يشرب مَاء شَدِيد الْبرد على الرِّيق إِلَّا من يُرِيد تبريده كبده فِي القيظ للخوف من البرسام فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك نَافِع. روفس فِي كتاب التَّدْبِير: المَاء الردي أقل ضَرَرا لمن اعتاده على هَؤُلَاءِ أَيْضا لَا يسلمُونَ مِنْهُ. قسطاً بن لوقا: من أكل الْفَاكِهَة فَيجب أَن يسْرع الْحَرَكَة بعْدهَا وَالْأكل بعد ذَلِك حَتَّى ينحدر ويزلق فَلَا يصير مِنْهَا إِلَى الْعُرُوق كثير شَيْء فَيَأْمَن أخلاطها الردية وَمن أحس بالغذاء متحيزاً

باب تدبير المطعم والمشرب

(بَاب تَدْبِير الْمطعم وَالْمشْرَب) ألف ي لحفظ الصِّحَّة فِي كميتها وكيفيتها وَسُوء ترتيبها وَنَحْو ذَلِك. 3 (الْحَار والبارد) يستعان بقوانين الأغذية من الْأَدْوِيَة المفردة وبباب الْمعدة وَيرد إِلَى هَهُنَا من بَاب المَاء مَا فِيهِ من الْحَار والبارد. قَالَ ابْن اللَّجْلَاج: التُّخمَة تكون إِذا أكل قبل الرياضة وَقبل الاستحمام وَقبل ظُهُور النضج وَأَنا أَقُول إِن هَذَا يجمع فِي الْعُرُوق أخلاطاً نِيَّة فَيجب أَن لَا يَأْكُل دون ظُهُور النضج فِي الْبَوْل. قَالَ: وَأكل الْأَطْعِمَة القابضة قبل الطَّعَام يسد مسالك الْغذَاء من الْمعدة والأمعاء إِلَى الكبد ويشد الْبَطن. وَقَالَ جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء: شرب الشَّرَاب على الطَّعَام قبل انهضامه يمْنَع الْمعدة أَن تحتوي عَلَيْهِ احتواء شَدِيدا جيدا فَيفْسد لذَلِك الهضم فَإِن عَطش فَيجب أَن يعْطى مِنْهُ قدر مَا يسكن عطشه فَإِذا انهضم الْغذَاء فَيجب أَن يشرب عَلَيْهِ الْعَادة من الشَّرَاب وَالْمَاء فَإِنَّهُ أسْرع انحداراً حِينَئِذٍ عَن الْمعدة وأسرع جرية فِي طَرِيق الْغذَاء وأعون على أَن يَنْتَهِي من غذَاء الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام وَترك الْأكل مرَّتَيْنِ يضر الَّذين مزاجهم حَار يَابِس وينفع الَّذين مزاجهم بَارِد رطب. الْأَبدَان الحارة المرارية يجب أَن لَا تغذى بِشَيْء من الَّتِي فِيهَا كيفيات حريفة أَو حارة ويقتصر بهَا على العذبة وَلَا يغذوا كثيرا جدا فَإِنَّهُم لَا ينهضمونه هضماً جيدا بل غذهم بِمَاء يبرد ويرطب مَعَ عذوبة طعم نَحْو مَاء كشك الشّعير الْمُحكم فَإِنَّهُ يسكن عطشهم ويرطبهم. وَقَالَ جالينوس فِي حفظ الصِّحَّة: الْأَبدَان الَّتِي تَجْتَمِع مِنْهَا فِي الْمعدة مرار كثير يَحْتَاجُونَ إِلَى الْأكل مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَمن لَا يعرض لَهُ ذَلِك يجب أَن يمسكوا عَن الطَّعَام حَتَّى يستحموا.) الف ي قَالَ يجب إِذا أردْت أَن تكون الطبيعة معتدلة أَن تقدم من الْأَطْعِمَة والأشربة مَا كَانَ مِنْهَا مليناً للبطن ويختار من الشَّرَاب مَا كَانَ حلواً وَمن الْبُقُول مَا كَانَ مِنْهَا مليناً للبطن

مَعْمُولا بالزيت والمري وَاحْذَرْ القابضة والعفصة قبل الطَّعَام وَبعده فَإِن بعض النَّاس تسهل طبائعهم الْأَشْيَاء القابضة وَأكْثر هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاء الْمعد وَمن اضْطر أَن يتَنَاوَل شَيْئا من الطَّعَام قبل وَقت فَرَاغه من أشغاله وَقبل الرياضة فَليَأْكُل خبْزًا وَحده بِلَا أَدَم أَو يَجْعَل مِقْدَاره مِقْدَار معتدلاً يُمكن مَعَه أَن ينهضم هضماً بَالغا إِلَى وَقت فَرَاغه وَلَا يشرب عَلَيْهِ مَاء وَلَا غَيره إِن أمكن ذَلِك وَإِلَّا فَلْيَكُن أقل مَا يُمكن وَإِن أحب أَن يرتاض بعد هضم هَذَا الْمِقْدَار فَلْيفْعَل حَتَّى إِذا فرغ استحم وَأكل غذاؤه وَيجب أَن يكون الْمَشْي قبل الطَّعَام قَوِيا سَرِيعا وَبعد الطَّعَام يكون إِن احْتِيجَ إِلَيْهِ فِي غَايَة الإبطاء مَعَ أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يكون الْمَشْي قبل الطَّعَام أَيْضا من السرعة فِي الْحَال الَّتِي يمشي همساً حَاجَة وَإِن أَبْطَأَ الهضم وَوجدت ثقلاً فِي نَاحيَة الكبد فلطف التَّدْبِير وَاسْتعْمل الفلافلي والسكنجبي فَإِذا فسد الطَّعَام فِي الْمعدة فَإِنَّهُ إِن انحدر فَهُوَ أفضل فِي بَقَاء الصِّحَّة وَإِن لم ينحدر فأعنه على ذَلِك بالأشياء الَّتِي تلين الْبَطن من غير لذع كالجوارش الكموني إِذا كَانَ البورق فِيهِ مُسَاوِيا لأجزائه والدواء الْمُتَّخذ بِالتِّينِ الْيَابِس ولباب القرطم أَو بالأفتيمون وينتقغ أَيْضا من كَانَت هَذِه حَاله بالقيء قبل الطَّعَام وَيشْرب الشَّرَاب الحلو وَترك مَا يسْرع الْفساد من الأغذية وَيَأْكُل الْعسرَة الْفساد الجيدة الْخَلْط ويتعاهد فِي مُدَّة يسيرَة إسهال الْبَطن بالأدوية المعتدلة الإسهال بِمَنْزِلَة أيارج فيقرا. قَالَ وَقد جريت أَخذ الْأَشْيَاء القابضة بعد الطَّعَام فوجدنها تطلق الْبَطن أَكثر مِمَّا إِذا مسك عَنْهَا فَلم تُؤْخَذ ألف ي الْبَتَّةَ. قَالَ: يجب إِن احتجت إِلَى تلين الْبَطن أَن تقدم الْأَشْيَاء المزلقة والمحدرة للبطن ثمَّ تَأْكُل الْأَطْعِمَة القوية وبالضد وَإِذا كَانَ طعامان أَحدهمَا أسْرع اسْتِحَالَة وقدمت غير المستحيل ثمَّ أَخذ الأسرع اسْتِحَالَة بعد فَسَاد من أجل ممانعة العسير الاستحالة إِيَّاه من الْخُرُوج وَهَذَا يفْسد بِهِ الاستحمام بعد الْبدن للتغذي والأبدان الفاضلة لَا يجب أَن تَأْكُل شَيْئا قبل الاستحمام فَأَما من احْتَاجَ أَن يَأْكُل شَيْئا قبل الاستحمام فَلَا يَنْبَغِي أَن يشرب عَلَيْهِ شَيْئا لِأَنَّهُ إِن شرب ثمَّ استحم انجر الْغذَاء كُله بِجَمِيعِ فضوله بَغْتَة إِلَى جَمِيع الْجِسْم لِأَنَّهُ قد رق وَمَا الْبدن الْفَاضِل فَإِنَّهُ يَأْكُل وَيشْرب بِمِقْدَار حَاجته فِي الطَّبْع إِلَيْهِ وَلَيْسَ يمِيل إِلَى الإفراط إِلَّا أَن يكون قد عود من) صغره نهماً وَأما فِيمَا يَدعُوهُ إِلَيْهِ طبعه فَإِنَّهُ يَأْكُل بِمِقْدَار الْحَاجة لِأَن طباعه لَا تحركه أَكثر وَلَا تقصر بِهِ عَن الْوَاجِب لَهُ وَإِذا فسد الطَّعَام غَايَة الْفساد فِي الْمعدة فَيجب أَن تحركه إِمَّا بقيء وَإِمَّا بإسهال لِأَنَّهُ لَيْسَ يُمكن أَن ينهضم مثل هَذَا الْخَلْط لبعد مزاجه عَن مزاج الْبدن. يجب أَن يتَعَاهَد من الطَّعَام كميته أَو لَا يكون بِمِقْدَار الِاعْتِدَال وَلَا يكون فَوق الْقُوَّة

وكيفيته لكَي يكون مُوَافقا فِي الكيفيات الْأَرْبَع وإسهال الْبَطن واعتقاله وحرارته بِالْفِعْلِ وبرودته بِهِ ولطاقته وجلائه وغلظه ولزوجته وَحسن ترتيبه لِئَلَّا يقدم الْعسر الهضم قبل السهل الهضم والبطيء الْخُرُوج قبل السَّرِيع الْخُرُوج إِذا ارتادت الطبيعة وبالضد وَأَن يحسن التَّدْبِير قبله وَبعده أما قبله فالرياضة وَالْحمام وَأما بعده فالسكون وَالنَّوْم وَترك الرّكُوب وَالْحَرَكَة وَاسْتِعْمَال النّوم. قَالَ ج فِي كتاب الأغذية: إِن الفلاحين وَالَّذِي يتعبون دَائِما فِي الْأَعْمَال الصعبة أَشد أبداناً وَأقوى على استمراء الْأَطْعِمَة ألف ي الغليظة ويعينهم على ذَلِك أَن أبدانهم لدوام كدها تتحلل تحللاً دَائِما فتحتاج لذَلِك الْأَعْضَاء إِلَى أَن تختطف الْغذَاء قبل تَمام نضجه وَرُبمَا اختطفته وَمن ينله نضج الْبَتَّةَ وَذَلِكَ عِنْد مَا يردفون لهضم الْمُتَقَدّم قبل الطَّعَام بتعب آخر وَأكْثر هَؤُلَاءِ يموتون قبل الشيخوخة لِأَن أعضاءهم تيبس قبل آوان يبسها ويصابون فِي آخر أعمارهم بأمراض صعبة عسرة وَقد يغبط هَؤُلَاءِ جهال النَّاس على شدَّة أبدانهم وجودة هضمهم وَإِنَّمَا كَانَ يحبب ذَلِك لَو لم تعقبهم هَذِه المضار الْعَظِيمَة وَمِمَّا يعنيه أَيْضا على هضم الأغذية الغليظة إِنَّهُم لشدَّة الكد ينامون نوما غرقاً جدا فَإِن أَخذ أحدهم بالسهر ليَالِي مُتَوَالِيَة مرض سَرِيعا وكما أَن أَصْحَاب الرياضة والتعب مَتى استعملوا الأغذية اللطيفة ضعفوا كَذَلِك غير أهل الكد والتعب وهم أهل الدعة والترفه إِذا استعملوا الأغذية الغليظة أسرعت إِلَيْهِم الْأَمْرَاض الامتلائية والسدد والأخلاط الخامة. 3 (الْأَطْعِمَة اللزجة تورث حميات) لِأَنَّهُ يتَوَلَّد عَنْهَا سدد والأطعمة المرارية تولد الْحمى لحدة الدَّاء الْمُتَوَلد عَنْهَا. من كتاب أغذية جالينوس: إِذا كَانَ الْبدن معتدلاً فَالَّذِي يحفظه على حَاله الأغذية المعتدلة وَإِذا كَانَ مائلاً عَن الِاعْتِدَال وَكَانَ لَهُ ذَلِك طبيعاً فيحفظه الْمُشبه لَهُ وَكَذَلِكَ إِن كَانَ ميله عَن الإعتدال خَارِجا عَن الطَّبْع فتوافقه الْأَطْعِمَة المضادة وَهَذَا من علاج الْأَمْرَاض وَالطَّعَام المشتهى أفضل من غَيره إِذا لم يكن التباين بَعيدا جدا وَهَذَا أسْرع هضماً من غير المشتهى وَذَلِكَ لِأَن الْمعدة تحتوي عَلَيْهِ وينهضم انهضاماً محكماً وعَلى الْأَكْثَر هِيَ مشابهة مُوَافقَة وَلذَلِك تشْتَهي فالزمها ون كَانَ أخس حَالا وَإِلَّا أَن يكون ألف ي الْفرق بَينهمَا وَبَين مَا يحْتَاج إِلَيْهِ كثيرا جدا فدعها حِينَئِذٍ فَإِن ذَلِك حِينَئِذٍ إِنَّمَا هُوَ لغَلَبَة الْخَلْط الردي كنحو شَهْوَة الطين والفحم وَمَا أشبه ذَلِك. يجب أَن ينظر فِيمَا يطعم فتجعله مُوَافقا وتجتنب الضار وَذَلِكَ يعرف من جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهمَا أَن لكل إِنْسَان معرفَة خاصية بِنَفسِهِ يعرف بهَا من تجاربه مَا يُوَافقهُ مِمَّا يضرّهُ فَيجب أَن يعْمل بِحَسب ذَلِك وَالثَّانِي أَن يقْصد قصد الجيدة لما تريده وتجتنب الردية. مِثَال ذَلِك: إِنَّهَا إِذا كَانَت مسالك الكبد أَو الكلى ضيقَة وَكَانَت الكلى مَعَ ذَلِك حارة نارية تَوْقِيت الْأَطْعِمَة الغليظة اللزجة لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تحدث سدداً وحصى وَأَقْبَلت على

الملطفة لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تحفظ الصِّحَّة وَإِن وَقع فِي الْفَرد الْأَمر بِخِلَاف ذَلِك تداركته. وَالَّذين أخلاطهم حارة حريفة جدا لَا يَنْبَغِي أَن يعنوا بِكَمَال الهضم كغيرهم ن هَؤُلَاءِ مَتى كمل هضمهم بقيت أخلاطهم حريفة وَإِذا أكلُوا قبل كَمَال الهضم أغذية مرطبة تفهة أصلحت حرافة أخلاطهم فَذا صلح ذَلِك فَلْيَدعُوا بعد هَذَا التَّدْبِير لِئَلَّا تَجْتَمِع فِي أبدانهم أخلاط خامة إِلَّا أَن يَكُونُوا فِي الْغَايَة من حرافة الأخلاط فَإِن هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى استعمالهم هَذَا التَّدْبِير دَائِما وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى الاستحمام قبل الطَّعَام وَلَا الرياضة. وَإِذا رَأَيْت الْإِنْسَان يقيئ صفراء وَيفْسد طَعَامه إِلَى الدخانية فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك بَارِد المزاج فقيئه قبل طَعَامه فَإِن المجرى الْعَظِيم من مجاري المرار قد انصب إِلَى معدته وبراز هَذَا أَبيض فِي أَكثر الْحَالَات واجعله عسر الْفساد غليظ الْجَوْهَر فَإِنَّهُ يجود استمراؤه لَهُ كلحم الْبَقر الْمَطْبُوخ بالخل.) من الكيموسين: المداومة على اللزجة من الأغذية تولد السدد فِي الكبد والكلى لِأَن هذَيْن العضوين ألف ي هما بالطبع ضيقي المجاري فَإِذا أَكثر الْإِنْسَان من هَذِه الأغذية أحس فِيهَا بثقل وَتبع ذَلِك سدد وَتَبعهُ إِمَّا عفن وَإِمَّا ورم وَلذَلِك يجب أَن يتبع هَذَا التَّدْبِير إِذا وَقع بالأشياء الملطفة لتقلع هَذِه وَلَا تديم الملطفة أَيْضا لِأَنَّهَا تجْعَل الدَّم مرارياً أَولا ثمَّ سوادوياً لِأَنَّهَا تسخن إسخاناً شَدِيدا وَأَشد الْأَبدَان اسْتِعْدَادًا لذَلِك الَّتِي هِيَ أضيق مجاري بالطبع وَهَذِه يُمكن أَن تدوم صِحَّتهَا مَتى ارتاضت قبل الطَّعَام ارتياضاً كَافِيا. قَالَ: من أمكنه أَن يرتاض وينام مَا شَاءَ بعد طَعَامه ويستحم وخاصة إِذا استعملها لم يعرض لَهُ ثقل فِي أحشائه وَأما من لم يُمكنهُ ذَلِك لشغل أَو لم يعْتد أَن يرتاض قبل الطَّعَام أَو لم تتهيأ لَهُ الرياضة لسن أَو لضعف فليمتنعوا مِنْهَا على أَنه لَا يَنْبَغِي لأحد أَن يَأْكُل قبل أَن يَتَحَرَّك حَرَكَة مَا وَلَكِن إِذا لم تتهيأ رياضة قَوِيَّة فليستعمل دونهَا مثل الرّكُوب وَالْمَشْي وَذَلِكَ أَن السّكُون شَرّ عَظِيم فِي حفظ الصِّحَّة كَمَا أَن الرياضة قبل الطَّعَام أَنْفَع من جَمِيع الْأَشْيَاء فِي حفظ الصِّحَّة كَذَلِك الْحَرَكَة بعد الطَّعَام من أضرّ الْأَشْيَاء فِي حفظ الصِّحَّة لِأَن الْغذَاء يتَأَذَّى من الْبَطن قبل هضمه فتجتمع مِنْهُ فِي الْعُرُوق كميوسات كَثِيرَة تولد أمراضاً مُخْتَلفَة إِن لم يسْتَوْفى ذَلِك تحلل يعرض بعد بِسَبَب تَعب كثير أَو انهضام قوي إِلَى الدَّم بِقُوَّة الكبد. والحزم أَن يتباعد من الْأَطْعِمَة اللزجة وَالَّتِي تحفظ الصِّحَّة لَا تخصب الْبدن. الْأَبدَان المستحصفة الْعسرَة التَّحَلُّل يَحْتَاجُونَ إِلَى أغذية أَزِيد رُطُوبَة ولزوجة وبالضد وَمن كَانَ يتَوَلَّد فِي دَمه سَوْدَاء كَثِيرَة يحْتَاج أَن تكون أطعمته أرطب وأسخن إِلَّا أَن سخونتها أقل وَكَذَلِكَ فقس فِيمَن دَمه مراري وبلغمي وَمن كَانَ يكثر تولد الدَّم فِيهِ إِلَّا أَنه دم جيد فَهُوَ يحْتَاج إِلَى أغذية قَليلَة الْغذَاء.

وَيجب أَن تسْتَعْمل الْأَطْعِمَة الغليظة اللزجة مَتى أَحْبَبْت تَقْوِيَة الْبدن بعد الرياضة وعَلى ألف ي مَا يجب لَهَا فَأَما الْفَوَاكِه الرّطبَة فَيجب أَن تدعها الْبَتَّةَ اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يتعب أحد مِنْهُم فِي الصَّيف تعباً شَدِيدا فيحتاجون إِلَى أَن يرطبوا أبدانهم فَإِنَّهُ يصلح لَهُم حِينَئِذٍ أَن يَأْكُلُوا قبل الطَّعَام التوت والإجاص والمشمش والبطيخ وأجود من هَذَا فِي تسكين هَذَا اليبس الْعَارِض الْبيض النيمبرشت والسمك المعتدل وَشرب المَاء الْبَارِد وَلَا يسْتَعْمل الْبَارِد إِلَّا عِنْد هَذِه الْحَاجة وَمن قد اعتاده والحار المزاج لِأَن الثَّلج يحدث فِي طول الزَّمَان أمراضاً عسرة فِي) الأعصاب والمفاصل وليجتنب التخم المتواترة فَإِنَّهَا عَظِيم الْقُوَّة فِي إِفْسَاد الأخلاط وجلب الْأَمْرَاض وخاصة مَتى كَانَت من أَطْعِمَة ردية الكيموس والتخم الكائنة من الْأَطْعِمَة الَّتِي رداءة كيموسها ملطفة تحدث حميات خبيثة وجمرة وخراجات والغليظة تحدث أوجاع المفاصل والربو وجسأ الأحشاء والسراطين والبواسير. والأغذية الَّتِي عرف النَّاس أَنهم يستمرؤنها أَجود وأسرع فَهِيَ أوفق لَهُم إِلَّا أَنه إِن كَانَ ذَلِك غذَاء فِي غَايَة الْبعد عَمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فَلَيْسَ يجب أَن يدمنها من أجل موافقتها الاستمراء لِأَنَّهَا وَإِن كَانَت جمعت على طول الْأَيَّام ذَلِك الْخَلْط الْخَاص بهَا. مِثَال ذَلِك أَن رجلا يستمرئ العدس وَلحم الْبَقر أَجود من غَيره وَهُوَ يحْتَاج أَن يكون دَمه رَقِيقا لطيفاً فَلَيْسَ يُمكن أَن يتَوَلَّد من هذَيْن لجودة الهضم الَّذِي يكون فِي الْمعدة لَهَا خلط رَقِيق بل غليظ وَإِن كَانَت فِي هَذِه الْمعدة أصلح مِنْهَا فِي غَيرهَا. قَالَ جالينوس: وَأَنا أُشير على جَمِيع النَّاس أَن يدعوا الأغذية الردية الأخلاط وَإِن كَانُوا يستمرؤنها جيدا فَإِنَّهُ لَا بُد أَن تَجْتَمِع على طول الْأَيَّام فيهم رطوبات عفنة تجلب أمراضاً حادة أَو خامية تجلب أمراضاً مزمنة. قَالَ: وَأفضل الْأَوْقَات لأكل الْفَاكِهَة الرّطبَة إِذا كَانَ الْبدن قد سخن ويبس من حر وتعب لِأَن الْمعدة فِي تِلْكَ الْحَالة والكبد قشفة وَهَذِه تصلح ألف ي من يبسها فَإِن كَانَت مَعَ ذَلِك مبردة على الثَّلج بردت أَيْضا ولطفت الْحَرَارَة. وَالَّتِي تقدم قبل الطَّعَام لتليين الْبَطن الْبيض النيمبرشت والبقول المطيبة بالمري وَالزَّيْت وَالشرَاب الحلو قدر قدح أَو قدحين ثمَّ يتبع ذَلِك بألطف الطَّعَام ثمَّ بأغلظه وَإِذا احتجت أَن تمسكه أَولا فبالبضد أطْعم أَولا القابضة ثمَّ اتبع سَائِر الْأَطْعِمَة. وَإِذا كَانَ طعامان أَحدهمَا أَبْطَأَ اسْتِحَالَة فاجعله بعد السَّرِيع الاستحالة لَا بل إِن قدمت البطيء الاستحالة فسد السَّرِيع الاستحالة قبل أَن ينحدر الْقوي. من الْعَادَات قَالَ: وَلَا تنقل الْعَادة من طَعَام إِلَى طَعَام وَمن كمية إِلَى كمية وَلَا

من شراب إِلَى شراب وَمن صرف إِلَى مزاج وَمن مزاج إِلَى صرف إِلَّا قَلِيلا قَلِيلا واستعن بِبَاب الْعَادَات) وَكَذَلِكَ الْأَوْقَات مرّة كَانَت أَو اثْنَتَيْنِ. وَاعْلَم أَن الْأَبدَان المرارية إِذا أَمْسَكت عَن الطَّعَام وَقت عَادَتهَا انصب إِلَى معدها مرار فأفسد معدهم وقلل شهوتهم فَإِن أكلُوا بعد ذَلِك كَانَ هضمهم فَاسد ردياً لاختلاط المرار بِالطَّعَامِ وَيكون نومهم ردياً. لي أَنا أرى أَن يقدم هَؤُلَاءِ فِي هَذِه الْحَالة الْبِطِّيخ والتوت والفواكه الرّطبَة المبردة ويمكثون سَاعَة حَتَّى تختلط وتنحدر ثمَّ يَأْكُلُون طعامهم وَإِن أمكن يقيؤا أَولا ثمَّ يَأْكُلُوا. الْيَهُودِيّ قَالَ: لَا يجب أَن يُطلق شرب المَاء وَقت أَخذ الأغذية فِي الانهضام وَلَا فِي اللَّيْل بعد النّوم إِذا كَانَ الْجوف فِيهِ طَعَام لِأَن ذَلِك يبلد الهضم ويطفئ الْحَرَارَة الغريزية. مَتى كَانَ رجل يستمرئ الأغذية الغليظة وتفسد فِي معدته اللطيفة فَاعْلَم أَن مزاج معدته حَار إِمَّا بالطبع وَإِمَّا بِالْعرضِ وَهَذَا إِنَّمَا تفْسد ألف ي هَذِه الْأَطْعِمَة فِيهِ إِلَى الدخانية أبدا لِأَنَّهَا تفْسد بفرط الْحَرَارَة فَانْظُر إِن كَانَ برازه فِي الْأَكْثَر أَبيض وبدنه بدن بلغمي فقيئه قبل طَعَامه وَإِن كَانَ غير ذَلِك فقد ذَكرْنَاهُ. وَيجب أَن تجْعَل الْغذَاء على حسب المزاج وَالْوَقْت وَالْحَال جملَة فَانْظُر فِيهِ. مِثَال ذَلِك أَن الْأَبدَان المتخلخلة تحْتَاج إِلَى أغذية أغْلظ وبالضد وَكَذَلِكَ الَّذِي يرتاض ويتعب فَأَما من كَانَ يتَوَلَّد فِيهِ دم كثير جدا فَيحْتَاج إِلَى أَطْعِمَة قَليلَة فَإِن لم يشْبع بهَا جعلت كَثِيرَة الكمية قَليلَة الْغذَاء وبالضد من كَانَ يحْتَاج أَن يتَوَلَّد فِيهِ دم كثير وَلم يُمكن حمل الأغذية الْكَثِيرَة فِي معدته فَيحْتَاج إِلَى أَطْعِمَة قَليلَة الكمية كَثِيرَة الْغذَاء وعَلى ذَلِك فقس فِي جملَة الْبدن وَفِي عُضْو عُضْو مِنْهُ. الأغذية مَا دَامَت تزيد حفظ الْبدن على حَاله فَتكون أشكالاً وَأما إِذا عرض للبدن عَارض احتجت أَن تزيله فَيكون أضداد الْعَارِض وَكَذَلِكَ إِذا أردْت أَن تنقل مزاجاً ردياً وَكَانَ صَحِيحا إِلَى مزاج أَجود مِنْهُ. الْأَطْعِمَة المولدة للدم اللَّطِيف أَحْمد فِي دوَام الصِّحَّة لَكِنَّهَا لَا تفِيد جلدا وَلَا قُوَّة والغليظة بالضد فَمن كَانَ يُرِيد دوَام الصِّحَّة وَلَا يحْتَاج إِلَى أَعمال فِيهَا كد فليدمها وَمن كَانَ يحْتَاج إِلَى الْأَعْمَال القوية فَلَا بُد لَهُ من الغليظة فليمد يَده إِلَيْهَا مَعَ حسن التَّدْبِير لما يحْتَاج إِلَيْهَا وَلَا يدمنها.)

وَيجب اجْتِنَاب الغليظة اللزجة فالملوحة للَّذين كلاهم وأحشاؤهم جملَة ضيقَة المجاري بالطبع مَعَ أَن الكلى من كل إِنْسَان ضيقَة المجاري فَإِذا اسْتعْمل التَّدْبِير المغلظ مُدَّة فليستعمل التلطيف لينقى تِلْكَ المجاري الَّتِي يجد فِيهَا ثقلاً أَولا فَإِن ذَلِك الحزم وَليكن اسْتِعْمَال الْأَطْعِمَة الحريفة وَنَحْوهَا فِي الْأَبدَان المرارية أقل وبالضد. وَمن كَانَ يتهيأ لَهُ أَن يرتاض قبل الطَّعَام فَلَيْسَ ألف ي بِهِ كَبِير حَاجَة إِلَى الِاسْتِقْصَاء فِي الأغذية وبالضد وَلَيْسَ إِنَّمَا يحْتَاج من لَا يرتاض قبل طَعَامه وَلَا ينَام بعده حَتَّى يكمل هضمه أَن يستقصي أَمر الْغذَاء لَكِن يحْتَاج أَن يسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الملطفة والمسهلة والفصد. حنين: وليحذر التَّعَب بعد الطَّعَام وَذَلِكَ أَنه يجذب إِلَى الْأَعْضَاء الْغذَاء فجا نياً فَتحدث بِسَبَبِهِ أمراض ردية وَلَا يغرك حَال الفلاحين وَغَيرهم وَأعَاد الْكَلَام. قَالَ أبقراط: الْأَشْيَاء الْبَارِدَة كالجمد والثلج ضارة للصدر مهيجة للسعال جالبة لانفجار الدَّم والنزل. قَالَ: وَمن أعظم الْأَسْبَاب قُوَّة فِي إِفْسَاد الدَّم التخم المتواترة وَمَتى كَانَت من أغذية ردية الْغذَاء كَانَت أردأ وَإِذا كَانَت من الغليظة ولدت أمراضاً غَلِيظَة واللطيفة تولد أمراضاً حادة. الأغذية السريعة الْفساد يجب تَقْدِيمهَا قبل جَمِيع الأغذية والفواكه كلهَا خلا القابضة مَتى أردْت تليين الْبَطن لِأَن هَذِه تطرق لغَيْرهَا وتنحدر سَرِيعا وَإِن كَانَت فَوق فَسدتْ وأفسدت الطَّعَام. والغذاء الَّذِي لَيْسَ بمحمود وَلَا لَهُ لزوجة ورطوبة مثل الْفَوَاكِه فاجعله فِي وسط الطَّعَام كَمَا لين الْبَطن فَيَنْبَغِي أَن يقدم قبل الطَّعَام وَإِذا أردْت أَن تلين الْبَطن فَلَا يَنْبَغِي أَن تبادر بِمَا يلين الطَّبْع بعْدهَا لَكِن يشرب عَلَيْهَا شراب حُلْو قَلِيل وينتظر سَاعَة ثمَّ يُؤْخَذ الطَّعَام وبالضد إِذا كَانَ الْبَطن لينًا وَيجب أَن تستقصي تنقية الْحُبُوب مِمَّا يخالطها من الْأَشْيَاء الردية وخاصة لمن كَانَ مزاجه ردياً وَكَانَ مزاج السّنة ردياً أَيْضا مثل الَّذِي يُصِيب فِيهَا الزَّرْع اليرقان وَنَحْوه لِأَن ذَلِك وَإِن لم تظهر مضرته فِي زمَان يسير فَإِنَّهُ ستظهر فِي مَا يسْتَأْنف وليبعد مِنْهَا من يُرِيد التَّدْبِير اللَّطِيف بالعتيقة الف ي وبالضد والمتوسطة بالمتوسطة وأجوده مَا ترك حَتَّى يضمر ضموراً معتدلاً. والأبدان الضعيفة إِمَّا بالطبع وَإِمَّا بِالْعرضِ فَاجْعَلْ أغذيتها لَطِيفَة سهلة الاستحالة وبالضد لِأَن) القوية تحْتَمل الْأَطْعِمَة الغليظة القوية وَأما الْأَطْعِمَة الصلبة الجافة فَلَا تكَاد الْأَبدَان الضِّعَاف تقلبها إِلَى الدَّم. من حفظ الصِّحَّة لأبقراط: قَالَ: احذر شرب الشَّرَاب الْبَتَّةَ بعقب الاستحمام والرياضة لِأَنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس ويضره وَلَا يشرب المَاء الْبَارِد فِي هَذِه الْحَال فَإِن اضطررت إِلَيْهِ فَاشْرَبْ شرابًا قَلِيلا ممزوجاً بِمَاء حَار لِأَن شرب المَاء الْبَارِد قبل الطَّعَام يضر بالمعدة

والكبد وَرُبمَا نَالَ العصب مِنْهُ وَمن هَذَا الْكتاب قَالَ: من احْتَاجَ من غذائه إِلَى أَن يبْقى ويجود هضمه فليجعله وَاحِد النَّوْع وَيَأْخُذهُ فِي مرار كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ على هَذِه الصّفة يطول مكثه وَيكثر غذاؤه ويقل مَا ينحدر مِنْهُ بالبراز لِأَن الطبيعة تقوى عَلَيْهِ قُوَّة كَامِلَة فَإِن كَانَ مَعَ هَذَا كثير الْغذَاء فَهُوَ تَدْبِير مغلظ فِي الْغَايَة وَمن أَرَادَ أَن يُطلق بَطْنه وَلَا ينَال بدنه غذَاء كثيرا فليأخذ مِنْهُ كثيرا ضَرْبَة وأطعمة مُخْتَلفَة فَإِن ذَلِك يعين على سرعَة الْخُرُوج وَقلة الإعتذاء. من تَدْبِير الصِّحَّة لأبقراط قَالَ: إِذا عرض لأحد أَن يتجشأ جشاء فِيهِ طعم طَعَامه من غَد يَوْمه وَمن عرضت لَهُ نفخة فِيمَا دون الشراسيف فَإِن ذَلِك يكون لِأَن مِقْدَار الطَّعَام أَكثر من الْحَرَارَة الغريزية فَلذَلِك يجب أَن تسخن الْمعدة وَيطول النّوم ويرتاض ويقل الطَّعَام حَتَّى يبطل السَّبَب الْبَتَّةَ ثمَّ لَا يُجَاوز بعد مِقْدَار مَا لَا يتخمه. قَالَ جالينوس فِي صبي يصرع: ألف ي يجب أَن يقسم الْغذَاء فَليَأْكُل ثلثه فِي الْغذَاء وَيكون أكله الْبُقُول الملينة للبطن وثلثيه فِي الْعشَاء وَيكون أكله الأغذية القوية. وَقَالَ: جَمِيع الأغذية المجففة للبطن المنفخة الْعسرَة الهضم ردية فِي جَمِيع الْأَوْقَات والحالات. قَالَ: وليتجنب النافخ من الشَّرَاب جَمِيع النَّاس قَالَ ذَلِك فِي حفظ الصِّحَّة أبقراط. وَقَالَ فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: فَأَما تَدْبِير الْمطعم وَالْمشْرَب للبدن المعتدل فبالأطعمة المعتدلة وَقَالَ فِي الْحَث على تعلم الصِّنَاعَة أَن أبقراط قَالَ: إِن دوَام الصِّحَّة يكون بترك التملي من الْغذَاء وبالرياضة المعتدلة. قَالَ: والرياضة بِأَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي وَالْأكل بِأَكْثَرَ مِمَّا يجب يعود بِهِ الْبدن إِلَى غَايَة الْعظم وَالْخصب وَيكون مستعداً لأمراض ردية جدا. وَقَالَ فِي كتاب النفخ أَن الأغذية الْمُخْتَلفَة المتفننة تحدث اضطراباً لِأَن بَعْضهَا يبطئ انهضامه وَبَعضهَا يسْرع.) افيذيميا قَالَ: الْأَبدَان الْيَابِسَة المزاج أحمل للجوع من أضدادها لِأَنَّهُ لَا ينْحل مِنْهَا إِلَّا الْقَلِيل. قَالَ: الَّذين لَا يَأْكُلُون الطَّعَام إِلَّا مرّة وَاحِدَة فِي النَّهَار ويكثرون كميته حَتَّى يثقل الْمعدة جدا مَعَ مَا لَا يَنْتَفِعُونَ بذلك قد يضرهم إِن كَانَت أحشاءهم أَو معدهم ضَعِيفَة غَايَة الضَّرَر بذلك يَنْبَغِي فِي الأغذية أَن تختبر أَو يختبر العليل مَا يُوَافقهُ فَإِن من النَّاس

أفذاذ يخرج أَمرهم عَن القانون حَتَّى يَنْفَعهُمْ بعض الأطمعة الضارة فِي الْأَكْثَر وبالضد فَلذَلِك يجب أَن يكون الطَّبِيب أَو الرجل نَفسه قد عرف ذَلِك من نَفسه. افيذيميا قَالَ: أكل الكراث والثوم يُورث فِي الصَّيف مَعَ مَا يُورث من الْحَرَارَة مغساً وتقطيعاً ألف فَأَما فِي الشتَاء فيعظم نَفعه لِأَنَّهُ يقطع الأخلاط الغليظة ويسخن الْبَارِدَة اللزجة الَّتِي قد الأخلاط: قَالَ: الْعَطش جيد لمن قد غلبت عَلَيْهِ الأخلاط المائية وردئ للمرار يهيجه وَكَذَلِكَ الْجُوع فَهُوَ جيد للأخلاط النِّيَّة ينضجها بطول الْجُوع والشبع ينفع

من كتاب الأخلاط

الْأَبدَان المرارية والناقصة الدَّم. 3 - (من كتاب الأخلاط) قَالَ: الْأَطْعِمَة الَّتِي تولد الدَّم الْجيد إِذا أَخذ مِنْهَا مَا فَوق الطَّاقَة تولد بلغماً. أبقراط فِي الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: من جرت عَادَته أَن يَأْكُل فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ إِن انْتقل إِلَى أَن يَأْكُل مرّة دفْعَة من غير تدرج حدث لَهُ ضَرُورَة ضَرَر وَضعف وَمن انْتقل من عَادَته أَن يَأْكُل مرّة إِلَى مرَّتَيْنِ أضعفه غذاؤه على الْمَكَان وأثقل بدنه وأرخاه وكسله وتجشأ من غذائه جشاء حامضاً وَرُبمَا عرض لَهُ ذرب وَذَلِكَ أَنه يثقل الْمعدة عَن عَادَتهَا وَإِنَّمَا كَانَت عَادَتهَا أَن تهضم الطَّعَام مرّة لَا مرَّتَيْنِ وَمِنْهُم من إِن تعشى كرب وقلق وعسر نَومه وَكثر تقلبه على فرَاشه لِأَن كَثْرَة الْأَطْعِمَة تفعل ذَلِك وخاصة فِيمَن لم يعْتد ذَلِك وَقد لَا ينْتَفع من هَؤُلَاءِ أَعنِي من يثقل عَلَيْهِ الطَّعَام بِأَن ينَام بِمِقْدَار لَيْلَة تَامَّة أما فِي الشتَاء فَمَعَ توقي الْبرد وَفِي الصَّيف للْحرّ فَإِن لم يُمكنهُم النّوم فليمشوا مشياً رَفِيقًا كثيرا من غير أَن يستريحوا فِي الْوسط فَإِذا كَانَ بعد ذَلِك أكلُوا أكلا خَفِيفا جدا وَيَشْرَبُونَ شرابًا صرفا قَلِيلا لِأَن ذَلِك يُعِيد الْمعدة إِلَى قوتها وَمن اعْتَادَ الْأكل مرَّتَيْنِ فَأكل مرّة استرخى بدنه وَضعف وَعرض لَهُ وجع فِي الْفُؤَاد حَتَّى يتَوَهَّم أَن أحشاءه معلقَة واحتد بَوْله. وَمِنْهُم من يُصِيبهُ غثيان وقيء وغؤور الْعين ألف ي واختلاج الأصداغ وَبرد الْأَطْرَاف) ويمر فَمه إِن كَانَ صفراوياً وَإِنَّمَا تبرد أَطْرَافهم لنُقْصَان الْحَرَارَة الغريزية وانصباب الأخلاط المرارية فِي الْمعدة وَأكْثر هَؤُلَاءِ إِذا ترك غذاءه اخْتَلَط عَلَيْهِ أَيْضا عشاؤه وصعب عَلَيْهِ نَومه. وَإِذا أردْت أَن تعيد من ترك طَعَامه إِلَى عَادَته فَوْقه أَولا الْحر وَالْبرد فَإِنَّهُ مِمَّا يصعب عَلَيْهِ وَلَا يحْتَملهُ وَاجعَل كمية غذائه أقل مِمَّا جرت بِهِ عَادَته لِأَن الْمعدة قد ضعفت واجعله رطبا لِأَنَّهَا قد جَفتْ واسقه شرابًا غير ممزوج بِمِقْدَار طَعَامه لِأَن الممزوج يضعف الْمعدة والقليل المزاج يجفهها وَهُوَ يحْتَاج إِلَى مَا يقوى وَلَا يجفف ثمَّ دَرَجه بغذاء أَكثر حَتَّى تعيده إِلَى عَادَته. الْأَبدَان المرارية يَضرهَا تَأْخِير الْغذَاء وَتَركه فَأَما البلغمية فَلَا. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تنظر فَلَعَلَّ الْبدن إِنَّمَا يغلب المرار والبلغم على معدته فَقَط لَا على كل مزاجه لِأَنَّهُ وَإِن كَانَ ذَلِك فَهَذَا الحكم فِيهِ صَحِيح وَإِنَّمَا ذَكرْنَاهُ لِئَلَّا يغلظك أَن ترى بدناً الْغَالِب عَلَيْهِ فِي جثته وسخنه البلغم فيجرى الحكم عَلَيْهِ فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ يتَوَلَّد فِي معدته مرار كثير وَهَذَا يضرّهُ الْإِمْسَاك عَن الْغذَاء وَجَمِيع مَا حكيناه. والأطعمة المعتدلة والأشربة أفضل من غَيرهَا لمن اعتادها وَإِن كَانَت أحسن مِنْهَا لِأَنَّهَا فيهم أَجود وأسهل هضماً وَأَقل توليداً للأمراض. روفس فِي كتاب الشَّرَاب: من أَرَادَ أَن يجلس بعد أكله وَيشْرب يَوْمه فَلَا يسرف فِي الرياضة قبل الطَّعَام فَإِنَّهَا تتعبه وتنقله وتنميه إِذا أكل وَمن أَرَادَ النّوم فليتعب قبل الطَّعَام وليقدم قبل أكله مَا يدر الْبَوْل كالكرفس وَنَحْوه وَيجْعَل طَعَامه جملَة يَوْمه ذَلِك الَّذِي يُرِيد أَن يشرب فِيهِ أقل فَإِنَّهُ أصلح لبدنه وَأَصَح من غذ وَإِن كَانَ بدنه ضَعِيفا فليجنب السكر فَإِن السكر ألف ي رَدِيء وخاصة فِي الْأَبدَان الضعيفة وَإِن اتّفق أَن يشرب كثيرا مَعَ أكل كثير فليدفع ضَرَره بالقيء فَإِن تهَيَّأ أَن يشرب بعد الْقَيْء مَاء الْعَسَل ويتقيأ أَيْضا فَإِنَّهُ جيد وليتمضمض بعد ذَلِك بِمَاء وخل وَيغسل وَجهه بِمَاء بَارِد. وَقَالَ فِي كتاب شرب اللَّبن: إِن التَّعَب بعد الطَّعَام يحمض الطَّعَام. وَقَالَ روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: أما تَدْبِير من كَانَ صَحِيحا فَأَرَادَ حفظ صِحَّته أَن يروض بدنه بِالْأَعْمَالِ قبل الطَّعَام وَأَن تكون تِلْكَ الْأَعْمَال قد اعتادها فَإِنَّهَا أوفق وأنفع ثمَّ ليتناول مِنْهَا مَا قد اعْتَادَ أكله وَعرف أَنه أَنْفَع لَهُ ويجتنب مَا علم أَنه يضرّهُ فَإِن كل إِنْسَان أعلم بذلك فِي نَفسه من الطَّبِيب لِأَن من الْأَطْعِمَة مَا ينفع بعض النَّاس دون بعض ويضرهم لأمر لَا) يعرفهُ الْأَطِبَّاء وَلَا يُدْرِكهُ إِلَّا بالتجربة وَتَكون كميته بِقدر مَا يسهل عَلَيْهِ هضمه وبقدر تَعبه وعرفه ومراره وَيَأْكُل فِي المرات بِحَسب عَادَته وَذَلِكَ أَن من النَّاس من يثقل جدا إِذا أكل طَعَامه فِي مرّة وَمِنْهُم من ينْتَفع بذلك وَاتبع فِي الْجُمْلَة الْعَادة فَإِن قوتها عَظِيمَة وسل كل وَاحِد عَن تَدْبيره لنَفسِهِ واعرف ذَلِك مِنْهُ ثمَّ دبره كَذَلِك. والامتلاء من الطَّعَام رَدِيء وَإِن هضمته الْمعدة فَإِن الْعُرُوق ينالها مِنْهُ ضَرَر وتمددت وتشققت وأورثت أوجاعاً كَثِيرَة وَكَثُرت البخارات فِي الْبدن لِكَثْرَة الدَّم لِأَن قلَّة البخارات وَكَثْرَتهَا تَابِعَة لكمية الدَّم. قَالَ: وَيجب إِن أَكثر يَوْمًا من الطَّعَام لشَهْوَة أَن يتقيأه من سَاعَته ويلطف تَدْبيره من غَد فَمن أدمن التملي من الطَّعَام وَلم يسْتَعْمل أَنْوَاع الاستفراغات كثرت الفضول فِي عروقه وَمن لم ينهضم طَعَامه عرض لَهُ ثقل ووجع فِي الْقلب وملأ أمعاءه رياحاً وَعرض لَهُ وجع

الجنبين وَالنَّفس الْحَار وَثقل رَأسه وَذَهَبت ألف ي شَهْوَته للطعام وَرُبمَا اشْتهى الشَّهَوَات الردية وَعرض لَهُ السهر واصفر اللَّوْن وضعفت قوته ولانت طَبِيعَته لينًا مفرطاً ويتبرز برازاً لينًا لذاعاً رَقِيقا ومرارياً وَرُبمَا تقيأ. قَالَ: وَإِذا تمليت من الطَّعَام فَأَرَدْت أَن تتقيأ فأسرع قبل أَن ينهضم أَو يَأْخُذ فِي الهضم وامنع من الْقَيْء من لَا يحْتَمل ذَلِك على مَا فِي بَابه وَإِن لم يحْتَمل الْقَيْء على مَا وَصفنَا فِي بَابه بِسَبَب أمزجتهم وخلقهم فَأَمرهمْ بِالنَّوْمِ كثيرا وَشرب المَاء الْحَار مرَارًا كَثِيرَة فَإِن شرب المَاء الْحَار يجلب إِلَيْهِم النعاس وَيغسل الأمعاء ويهضم الطَّعَام جيدا ويحدره وخاصة إِذا كَانُوا مُحْتَاجين إِلَى الإسهال وَأمرهمْ بالاستحمام وتقليل الْغذَاء وَشرب شراب ممزوج بِالْمَاءِ الْكثير وَيمْنَعُونَ من الطَّعَام مَا لم يخرج مَا أكلوه وينهضم سَرِيعا. وَحكى جورجس عَن ج أَنه قَالَ: إِن الْإِنْسَان لَا يزَال صَحِيحا مَا دَامَ يَأْكُل باعتدال وَتخرج مِنْهُ فضوله على مَا يجب وَيجب إِذا امْتنعت أَن تدر الْبَوْل وتسهل الْبَطن بالأشياء الَّتِي تسْتَعْمل فِي حفظ الصِّحَّة قد ذَكرنَاهَا فِي المسهلات وَمثل هَذَا صمغ البطم قدر بندقه مَعَ شَيْء من ملح يسقى عِنْد النّوم وبمثل الْأَطْعِمَة الَّتِي تسهل كمرق الحلزون البحري والسلق واللبلاب والبسفايج فِي الطَّعَام وَالصَّبْر قدر ثَلَاث حمصات يسْتَعْمل عِنْد النّوم. لي حب لهَذَا الْعَمَل: يُؤْخَذ نصف دِرْهَم صَبر وَمثله من علك البطم ودانق نظرون) وَيُؤْخَذ فَإِنَّهُ جيد. الْفُصُول: أحمل النَّاس للإمساك عَن الْغذَاء الْمَشَايِخ وبعدهم الكهول والفتيان أقل احْتِمَالا لَهُ وَالصبيان أقل احْتِمَالا من الفتيان وَمن كَانَ من الصّبيان أقوى شَهْوَة فَهُوَ أقل احْتِمَالا لَهُ وَإِنَّمَا يصلح هَذَا فِي الْمَشَايِخ فِيمَن هُوَ فِي ابْتِدَاء الشيخوخة لَا فِي الَّذين هم ألف ي فِي الْغَايَة القصوى لِأَن أُولَئِكَ يَحْتَاجُونَ إِلَى الْغذَاء فِي كل قَلِيل وَلَا يحْتَملُونَ الْإِمْسَاك عَنهُ وقتا طَويلا وَأَكْثَرهم يحْتَاج مِنْهُ إِلَى الْقَلِيل جدا فِي كل مرّة وَذَلِكَ أَن حَالهم كَحال السراج الَّذِي قد قرب من الانطفاء فَهُوَ يحْتَاج أَن يُزَاد فِيهِ الزَّيْت قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يحْتَمل أَن يصب فِيهِ شَيْء كثير دفْعَة فَلذَلِك يجب أَن يطعم مَرَّات كَثِيرَة بكمية قَليلَة. وَأما الصّبيان فَلِأَن الْحَرَارَة الغريزية فيهم كَثِيرَة وأبدانهم فِي النشؤ وَيكثر التَّحَلُّل مِنْهُم فهم يحْتَملُونَ الْكثير من الطَّعَام دفْعَة وَمن الفتيان مَتى مَا أَمْسكُوا عَن الطَّعَام مُدَّة أضرّ ذَلِك بهم وأمرضهم. وَمن كَانَ أقوى شَهْوَة فَهُوَ فِي حرارته بِأَكْثَرَ تحلله أَكثر فَلذَلِك يحْتَاج إِلَى استجلاب ذَلِك أسْرع ومضرته إِن لم يفعل أَكثر.

والأبدان الرّطبَة يتَحَلَّل مِنْهَا أَكثر مِمَّا يتَحَلَّل من الْأَبدَان الْيَابِسَة فَلذَلِك يحْتَاج إِلَى الْغذَاء أسْرع وَأكْثر لِأَن الْأَشْيَاء الرّطبَة أَشد مواتاة للتحليل من الْيَابِسَة وَقس ذَلِك من الْبُقُول والخشب فَإنَّك إِن وَضَعتهَا فِي الشَّمْس وجدت أَحدهمَا ينقص نُقْصَانا كثيرا وَالْآخر بِحَالهِ. الطَّعَام الْكثير ضَرْبَة يثقل على الْبدن فِي الصَّيف خَاصَّة جدا وَكَذَلِكَ فِي الخريف وَتَكون مؤونته فِي الشتَاء وَالربيع أقل. لَيْسَ مَتى كَانَ الْإِنْسَان يَأْكُل حَتَّى تتمدد معدته فَهُوَ لَا محَالة يضرّهُ وَلَا يستمريه لَكِن مَتى فعل ذَلِك وعروقه ممتلية ضرّ ضَرَرا عَظِيما إِن لم يتقيأه إِن كَانَت قوته الهاضمة قَوِيَّة وَمَتى كَانَت قُوَّة الهضم فِيهِ ضَعِيفَة فَإِنَّهُ يضرّهُ وَيفْسد فِي بَطْنه. وَلَيْسَ مَتى أقل الْأكل فَإِنَّهُ قد أَمن ضَرُورَة الضَّرَر لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون غذَاء ردياً وعسر الهضم فِي نَفسه وَإِن كَانَت كميته قَليلَة أَو تكون قوته ضَعِيفَة وَحَاجته إِلَيْهِ قَليلَة فَلذَلِك لَا يجب أَن يقْتَصر على النّظر فِي كَثْرَة مَا يرد الْمعدة وقلته حَتَّى ألف ي تتفقد مَعَ ذَلِك هَذِه الْأَحْوَال وَنَحْوهَا.) الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام لمن مزاجه نَارِي مُدَّة طَوِيلَة يشعل بِهِ حمى فَإِن لم تتداركه خيف عَلَيْهِ الْوُقُوع فِي الدق. مَا كَانَ من الأغذية ألذ وأشهى وَأكْثر اعتياده فاختره وَإِن كَانَ أخس فِي الأصحاء والمرضى لِأَن الملتذ يجود اشْتِمَال جملَة غذائه وَإِن كَانَ أَجود سر لذَلِك المغتذي.

العلل والأعراض

(فِي العطاس واجتلابه وَمنعه) (ومنافعه ومضاره وجهة اسْتِعْمَاله) 3 - (الْعِلَل والأعراض) قَالَ: إِذا لم يكن العطاس عَن زكام فَهُوَ أعظم الْأَشْيَاء نفعا للرأس المملوء من البخارات. الأولى من الأخلاط قَالَ العطاس يجب أَن يجلب حينا وَيمْنَع حينا وَهُوَ ضار مَتى كَانَ فِي الصَّدْر والرية أَو فِي الرَّأْس أخلاط نِيَّة لم تنضج لِأَن هَذِه الأخلاط حِينَئِذٍ إِنَّمَا تحْتَاج إِلَى السّكُون والإسخان المعتدل فتنضج لذَلِك الأخلاط النِّيَّة الَّتِي فِيهِ وَالَّذِي يعرض من الْحَرَكَة ضد هَذَا وَذَلِكَ أَن الرَّأْس يمتلئ بِهِ أَكثر مِمَّا يجب فَلَا ينضج الأخلاط الَّتِي فِيهِ فَأَما مَتى كَانَت الأخلاط قد نَضِجَتْ فَإِنَّهُ ينْتَفع بالعطاس نفعا بَينا. قَالَ: 3 (التصبر على دغدغة العطاس) 3 (نَافِع من قطع العطاس حَتَّى أَنه إِن كَانَ ضَعِيفا لم يحْتَج إِلَى علاج سواهُ.) لي العطاس يسكنهُ المَاء الْحَار وَالْحمام وَالنَّوْم. الْمقَالة الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ: أما الزُّكَام والعطاس فرديء فِي جَمِيع الْعِلَل الكائنة فِي الصَّدْر والرئة قبل الْعلَّة حدثت أَو بعْدهَا وَأما فِي سَائِر الْأَمْرَاض القتالة فَإِنَّهُ يتفع بِهِ لِأَنَّهُ يدل إِذا حدث على النضج وَشدَّة قُوَّة الْقُوَّة الدافعة وَلَيْسَ يحدث فِي سَائِر الْأَمْرَاض فِي أول الْمَرَض. ألف ي من كتاب مَا بَال ذَلِك الْأنف وَالْعين يسكن العطاس ويدفعه. قَالَ: والعطاس يكون من كَثْرَة الرُّطُوبَة وَفَسَاد الْحَرَارَة الغريزية. قَالَ: 3 (لعطاس يدل على قُوَّة الدِّمَاغ) بِأَن الهضم فِيهِ جيد لِأَنَّهُ يكون إِذا كَانَ حر الدِّمَاغ غَالِبا لرطوبته وَهُوَ مَحْمُود حَتَّى أَن من قرب من الْمَوْت لم يسْتَطع أَن يعطس الْبَتَّةَ. الْمقَالة الْخَامِسَة من الْفُصُول: 3 (العطاس يسهل الْولادَة) ويطرح المشيمة وينفض عَن الْبدن الأخلاط الملتزقة بِهِ. الْمقَالة السَّابِعَة من الْفُصُول: العطاس يكون إِذا سخن الدِّمَاغ وَرطب الْموضع الْخَالِي الَّذِي فِي الرَّأْس وَانْحَدَرَ الْهَوَاء الَّذِي فِيهِ فَيسمع لَهُ صَوت لِأَن خُرُوجه ونفوذه يكون فِي مَوضِع ضيق. قَالَ جالينوس: لَيْسَ كل عطاس يكون إِذا سخن الرَّأْس فَإنَّا قد نرَاهُ يهيج بِإِدْخَال

سحاة وَقد يرْتَفع من العطاس ريح من أَسْفَل فَإِذا صَارَت فِي مجْرى المنخرين صَارَت سَببا لحدوث العطاس. قَالَ: وَرَأى أَن قَول الْقَائِل إِن الْهَوَاء الَّذِي يخرج من الرَّأْس وَحده هُوَ الصَّوْت المسموع فِي العطاس كذب وَذَلِكَ أَنا نرى عيَانًا يرْتَفع من الرَّايَة دفْعَة انقباض الصَّدْر فِي تِلْكَ الْحَالة ويدخله قبل العطاس هَوَاء كثير. قَالَ: فَيجب أَن يكون حُدُوث العطاس من شَيْء يلْدغ بطُون الدِّمَاغ وتشتاق الطبيعة إِلَى دَفعه كَمَا يعرض فِي السعال والفواق. قَالَ: والعطاس الَّذِي يكون ابتداؤه من الدِّمَاغ يُخَفف الرَّأْس يَعْنِي الَّذِي لَا يستجيب وَذَلِكَ أَن هَذَا العطاس يكون إِذا مَا انْحَلَّت الرطوبات الَّتِي فِي الدِّمَاغ حَتَّى تصير هَوَاء ثمَّ يدْفع ذَلِك الْهَوَاء بحركة من الطبيعة وَإِنَّمَا تحل تِلْكَ الرطوبات حَتَّى تصير هَوَاء إِذا سخنت وَإِنَّمَا تسخن من الْحَرَارَة الغريزية إِذا تنفست لِأَن تِلْكَ الفضول الرّطبَة إِنَّمَا اجْتمعت لِضعْفِهَا. لي إِذا صَارَت ألف ي الرطوبات ريحًا ودغدغت بطُون الدِّمَاغ حدث عَن ذَلِك مَا يحدث عَن السخاة وَأما عِلّة صَوت العطاس مَا حكى عَن أبقراط فَبَاطِل لِأَنَّهُ لَا يشبه قَول أبقراط وَقد بَين جالينوس ذَلِك وَلَوْلَا ذَلِك لبينا نَحن بَيَانا أَكثر وأوضح. من آلَة الشم: العطاس يسكن الثّقل الْعَارِض فِي الرَّأْس وَفِي خلال الْكَلَام مَا يجْتَمع مِنْهُ أَن العطاس ينفض الدِّمَاغ من فضوله نفضاً فِي الْغَايَة فَلذَلِك هُوَ جيد لمن يحْتَاج أَن ينفض من دماغه خلطاً ردياً. لي إِلَّا أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يكون اسْتِعْمَال التعطيس بِالْقَوِيّ إِلَّا بعد تنقية الْبدن جدا لِأَنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس. الطَّبَرِيّ قَالَ عَن بعض كتب الْهِنْد قَالَ: لَا يَنْبَغِي أَن يعطس أحد إِلَّا وَوَجهه مستو قبالة) صَدره. اهرن قَالَ: 3 (مَا يهيج العطاس) الكندس والقسط والعاقرقرحا والافتيمون والجندبادستر والفلفل والشونيز وَحب الحرمل والخرذل والزنجبيل وَالصَّبْر والبورق وورق المرزنجوش الْيَابِس والصعتر وشحم وَمِمَّا يسكن العطاس من أقراباذين سَابُور أَن يحسوا حساء حاراً.

اريباسيوس قَالَ: من فِي صَدره ورئته كيموسات نِيَّة محتقنة فَلَا يعطس لَكِن اسْتعْمل لَهُ مَا يطلي بِهِ على الحنك. قَالَ اهرن: يسكن العطاس الحسا الْحَار وَيَضَع على الرَّأْس مَاء حاراً ويسعط بدهن الْفَرْع وَاللَّبن. بولس قَالَ: لَا تنفخ المعطسة فِي الْأنف. لي لأه رُبمَا طارت إِلَى الدِّمَاغ لَك ألصق الدَّوَاء فِي الْأنف بريشة أَو بالإصبع. وَمِمَّا يقطع العطاس أَن يسعط بدهن الْورْد والشيرج وشم ألف ي الانيسون والباذروج. بولس قَالَ: العطاس الْكثير رُبمَا عرض فِي الحميات وَفِي غَيرهَا من الْأَمْرَاض فيؤذي ويهيج لِأَنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس وَيسْقط الْقُوَّة ويزعج الصَّدْر والرئة وَرُبمَا سليت من الْأنف والصدر فَلذَلِك يجبل أَن يقطع وَقد يقطع ذَلِك من الْعين وَالْأنف وَفتح الْأنف وَذَلِكَ الحنك بِشدَّة والتقلب على الجوانب وغمز الْأَطْرَاف وترطيب العضل بالأدهان وخاصة اللحيين وصب دهن حَار فِي الْأُذُنَيْنِ وَوضع مرفقة حارة تَحت فقرة الْقَفَا وليجتنب الانتباه عَن النّوم بَغْتَة وَالدُّخَان وَالْغُبَار والأشياء المعطسة كالفلفل والجندبادستر والكندس والزراوند والخردل ويشم تفاحاً وسويقاً فَإِنَّهَا تكسر حِدة العطاس والإسفنج البحري إِذا كَانَ فَارغًا يفعل مثل ذَلِك وَإِن احتجت إِلَى جلب العطاس فاحتل فِي مد الْعُنُق إِلَى فَوق بِرِفْق وَاسْتِعْمَال شم الْأَشْيَاء الحريفة وَسُكُون الْفِكر. مَجْهُول قَالَ: الاستلقاء يرِيح الْبدن والأعضاء تضعف كثرته الْبَصَر ويولد الْحَصَى فِي الكلى وبنغط ويحفظ الْبدن على حالاته. ليقورس قَالَ: التَّعَب يهرم سَرِيعا وَيحرق الدَّم وييبس الْبدن ويولد السَّوْدَاء ويشد العضل) وَالْبدن ويصلبه حَتَّى تقل أمراضه إِلَّا أَنه يجفف سَرِيعا وَلَا يبلغ أَصْحَابه من الْعُمر مَا لَهُم أَن يبلغوه فِي طبائعهم الكد يكْسب الْأَعْضَاء قُوَّة ويقوى الهضم ويثقل النّوم إِلَّا أَنه يسْرع فِي يبس الْأَعْضَاء. والراحة تحفظ الرطوبات فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وتطيل الْعُمر غير أَنَّهَا تولد عفونات إِن كَانَ الْبدن مستعداً لذَلِك فَيجب أَن يتَعَاهَد ذَلِك مِنْهُ بالتنقية.

المقالة الثانية من الأعضاء الآلمة

(النّوم واليقظة ومنافعهما ومضارهما) ألف ي واستجلابهما ومنفعتهما وَفِي الرَّاحَة والتعب وصنوف التشكل وَالْقعُود والاستلقاء وَالْقِيَام وَنَحْوهَا وَمَا تدل عَلَيْهِ فِي الْأَمْرَاض وَفِيمَا يثقل الرَّأْس ويخففه قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الثَّانِيَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء: لذَلِك الْكثير يجلب النّوم. وَقَالَ: النّوم ينضج واليقظة تحلل إِن شَاءَ الله. 3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الآلمة:) 3 - (النّوم والسبات يتولدان من أَسبَاب بَارِدَة) والحار يفعل خلاف ذَلِك فَإنَّا نرى عيَانًا أكل الخس والاستحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر على الرَّأْس وَالشرَاب الممزوج بِالْمَاءِ يجلب النّوم وَالتَّدْبِير اللَّطِيف وَالشرَاب الصّرْف الْعَتِيق يجلب الأرق. قَالَ: كَانَ غُلَام عَطش فَشرب من شراب عَتيق جدا صرف مِقْدَارًا كثيرا فبقى مُنْذُ شربه فِي سَائِر عمره لَا ينَام ثمَّ إِنَّه فِي بعض الْأَوْقَات مَعًا كَانَ بِهِ من الأرق حم لترادف الأرق عَلَيْهِ وَلما تبع ذَلِك اخْتِلَاط الذِّهْن هلك. 3 - (جَوَامِع الْعِلَل بِحَسب الْأَعْضَاء) قَالَ: الخشخاش والخس والباقلي يجلب النّوم والخرذل وَالْكبر يجلبان الأرق وَالنَّوْم من الْبُرُودَة والرطوبة وللبرودة الْمرتبَة الأولى والسهر من الْحر واليبس وللحر الْمرتبَة الأولى. من الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ النّوم تحْتَاج إِلَيْهِ النَّفس الف ي عِنْدَمَا يكثر تحللها باليقظة لتكتسب فِي النّوم مِقْدَارًا صَالحا وَلذَلِك تَجِد نوم من قد أعيا أَشد استغراقاً وخاصة إِذا تنَاول من الطَّعَام مِقْدَارًا معتدلاً لِأَن الَّذِي جرى من هَؤُلَاءِ من الرّوح النفساني أَكثر ويرطبون الْآن بالغذاء وخاصة إِن كَانَ أرطب وَكَذَلِكَ الشَّرَاب والاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار يوضع على الرَّأْس. من الرَّابِعَة من الميامر: يُؤْخَذ ورق اليبروج وَأَصله وَلبن الخشخاش وورقه وَسَوِيق شعير فَيجْعَل مِنْهُ تفاحة ويشمها العليل يُؤْخَذ أفيون وزعفران وميعة وتفاح ويتخذ مِنْهُ تفاحة ويشمها العليل فَإِنَّهُ يَنْعس. لطرد النّوم يشم تفاحة كافور

لي ينظر فِي هَذَا فَإِنَّهُ عَجِيب. التَّاسِعَة قَالَ جالينوس: الأفيون أقوى الْأَدْوِيَة الخدرة فِي جلب النّوم ذَلِك لِأَنَّهُ فَوق كل دَوَاء يجلب النّوم حَسبك بِهِ أَنه إِذا احْتمل فِي المقعدة أَو طلى على الْجَبْهَة أَو شم جلب النعاس. الرَّابِعَة من تَدْبِير الأصحاء قَالَ: الْحمام يجلب النّوم وَمن لم يجلب لَهُ الْحمام النّوم فَإِن ذَلِك رَدِيء لَا خير فِيهِ يدل على تمكن اليبس من الْبدن. قَالَ: وَالنَّوْم لَا يحدث عَن الْحَرَارَة وَإِن كَانَ مَعَ حرارة كَانَ مضطرباً مشوشباً كثير التفرغ والاختلاط سريع التيقظ جدا فيجل أَن تعلم أَن السهر قوي جدا فِي إِفْسَاد الدَّم إِلَى المرارية وإضعاف الهضم وجلب الْأَمْرَاض وخاصة فِي الْأَبدَان النحيفة المرارية وتعظم قوته فِي ذَلِك عِنْد جالينوس فِي حفظ الصِّحَّة بِأَنَّهُ حفظ نَفسه على أَنه لم يزل أَكثر دهره ساهراً. الْمقَالة الأولى من الأخلاط قَالَ: من كَانَ فِي بدنه أخلاط تحْتَاج أَن تنضج فالنوم ينضجها وَمن كَانَ يحْتَاج إِلَى التَّحَلُّل فاليقظة تحللها وَالنَّوْم يجلب الأخلاط إِلَى بَاطِن الْبدن فَإِن كَانَ استفراغ فِي ظَاهر الْبدن من دم جرح أَو غَيره قطعه وَيقطع أَيْضا الْقَيْء والإسهال لَا لهَذِهِ ألف ي الْعلَّة لَكِن للسكون لِأَن السّكُون يمْنَع الاستفرغات كلهَا وَالْحَرَكَة تهيجها وتثيرها) واليقظة تجتذب الأخلاط إِلَى ظَاهر الْبدن والأخلاط الَّتِي يحْتَاج أَن يرفق غلظها وتحلل فاليقظة نافعة لَهَا وَلَكِن يَنْبَغِي أَن يكون بِقدر قصد لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يقْصد لإنضاجها بِالنَّوْمِ ولتحليلها وَمن أضرّ الْأَشْيَاء النّوم الطَّوِيل لصَاحب الأخلاط الْبَارِدَة جدا وَهُوَ يمِيل إِلَى النّوم بِسَبَبِهَا وَلَيْسَ هُوَ بِصَالح لَهُ لَكِن فتر النّوم فِي جَمِيع هَؤُلَاءِ بِمِقْدَار مَا يَكْتَفِي بِهِ من اسْتِرْدَاد الْقُوَّة إِذا انْحَلَّت من الْيَقَظَة بِأَن يحدث عَن النّوم بعد النضج وَأما فِي ابْتِدَاء أدوار الْحمى فَجَمِيع النَّاس إِلَّا الشاذ يعلم مبلغ ضَرَر النّوم وخاصة إِذا كَانَت الْحمى مَعهَا سبات وَقد يعرض أَيْضا ضَرَر من النّوم للأحشاء المتورمة إِذا كَانَ فِي ابْتِدَاء دور الْحمى وَذَلِكَ لِأَنَّهُ تنصب إِلَيْهَا مَادَّة من الدَّم تميله عِنْد ذَلِك نَحْو بَاطِن الْبدن مَعَ الْحَرَارَة الغريزية. قَالَ: من كَانَت الأخلاط الدموية غالبة عَلَيْهِ فاليقظة لَهُ أَنْفَع من النّوم وخاصة مَتى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وأنفع مَا يكون النّوم مَتى كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة إِذا كَانَ فِي الأخلاط بعض النُّقْصَان وخاصة إِن كَانَ فِيهَا مَعَ نُقْصَان كميتها نهوة. قَالَ: مَتى كَانَ الْبدن مرارياً وَفِي الْأَمْرَاض الحادة فقد يحْتَاج إِلَى سُكُون وراحة كَامِلَة وَأما الأخلاط النِّيَّة والأمراض الْبَارِدَة فقد يحْتَاج فِيهَا فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى الْحَرَكَة. الْمقَالة الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ: الصَّوْت الملتذ باعتدال والأصوات المستوية كخرير الْمِيَاه وَنَحْوه إِذا لم تكن شَدِيدَة مهولة تجلب النّوم إِن شَاءَ الله.

الرَّاحَة جَيِّدَة فِي نضج الأخلاط وَفِي استفراغها. ألف ي قَالَ حنين هَهُنَا: النّوم يرطب الْبدن فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَلَيْسَ من شَأْنه أَن يسخن أَو يبرد فِي جَمِيعهَا لَكِن يسخن فِي بعض الْأَوْقَات ويبرد فِي بعض ويسخنه فِي حَال ويبرده فِي حَال أُخْرَى لِأَن الْحَرَارَة فِي أبدان الْحَيَوَان جِنْسَانِ: أَحدهمَا غريزي وَالْآخر غَرِيب فَمَتَى صَادف النّوم فِي الْبَطن أَطْعِمَة وَفِي الْعُرُوق أخلاطاً بلغمية نِيَّة وَبِالْجُمْلَةِ بَارِدَة كَيفَ كَانَت هضمها وأنضجها حَتَّى يتَوَلَّد مِنْهَا دم جيد أسخن لذَلِك الْبدن الْحَرَارَة الغريزية فِيهِ وَمَتى كَانَت فِي ابدن حرارة غَرِيبَة نارية وَحمى بِسَبَب ورم فِي بعض أحشائه فَأطَال النّوم وَكَانَ ذَلِك فِي ابْتِدَاء النّوبَة فَإِن الْبدن يسخن حِينَئِذٍ بحرارة خَارِجَة عَن الطَّبْع ويتزيد لذَلِك النّوم فيزيد فِي الْحمى وَمَتى نَام الْإِنْسَان وَلَيْسَت فِي بدنه مَادَّة الْغذَاء وَلَا فِي عروقه خلط يحْتَاج أَن ينضج بل نَام بعد النضج الْكَامِل فَإِن حرارته الغريزية تقل.) لي هَذَا قَول ضَعِيف وَإِنَّمَا يبرد الْبدن وتقل حرارته الغريزية إِذا نَام بعقب النضج لِأَن الْمَادَّة بعقب التَّحَلُّل وَإِن لم يكن كحاله فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ على حَال بَاقٍ وخاصة فِي دَاخل الْبدن فحال النّوم بعد النضج كَحال نَار لَا تمد بالزيت فَلذَلِك يكون كل سَاعَة أَضْعَف. قَالَ حنين: وَمَتى كَانَ الْأَغْلَب على الْبدن الأخلاط الَّتِي من جنس المرار وَكَانَت للطبيعة من فضل الْقُوَّة مَا يُمكنهَا تمييزها واستفراغها بعد ذَلِك فَإِن الْحَرَارَة الغريبة عِنْد ذَلِك تطفأ بِالنَّوْمِ وَرجع الْبدن إِلَى حَاله الطبيعية وَمَتى لم يُمكن للطبيعة من القوى فِي هَذِه الْحَال مَا تقوى على تَمْيِيز هَذِه الأخلاط المرارية وإخراجها عَن الْبدن فَإِن الْبدن لَا يسخن من النّوم وَلَا يبرد لَكِن يبْقى بِحَالهِ. وَمَتى نَام الْإِنْسَان وَبِه حمى عفونة أخلاط زَائِدَة وَكَانَ فِي الطبيعة فضل قُوَّة يُمكنهَا مَعَه ألف ي فِي النّوم نضج تِلْكَ الأخلاط حَتَّى يتَوَلَّد مِنْهُ دم جيد فَإِن الْبدن يسخ حِينَئِذٍ ويبرد مَعًا فِي وَقت نَومه إِلَّا أَن سخونته تكون بالحرارة الغريزية ويبرد بالحرارة الغريبة فينمى الْحَرَارَة الغريزية وتذبل الْحَرَارَة الغريبة الْخَارِجَة عَن الطبيعة وتذبلها وتطفئها. فَأَما السهر فيجفف الْبدن فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَلَا يسخن أَو يبرد فِي جَمِيعهَا فَافْهَم بَاقِي الْقِسْمَة فِيهِ من عكس أَفعَال النّوم وَذَلِكَ أَن كل مَا يقدر النّوم على فعله فِي الأخلاط فِي كل وَاحِد من الْأَبدَان بِحَسب كيقية تِلْكَ الأخلاط وكميتها فالسهر يفعل فِيهِ بضد ذَلِك. قَالَ جالينوس: التَّعَب واسترخاء الْقُوَّة مِمَّا يعين على جلب النّوم الْمُسْتَغْرق وَلذَلِك فَأنى أمنع الَّذين لَا ينامون نوماً غرقاً من النّوم وتغميض الْعين والاتكاء والاستراحة فِي وَقت نومهم وَرُبمَا ربطتهم رِبَاطًا بَالغا يوجعهم حَتَّى إِذا استرخت قوتهم حللت الرِّبَاط وأخمدت السراج ورددت الْأَبْوَاب وَأمرت أَن ينحى عَنهُ كل حس وَصَوت الْبَتَّةَ فَإِنَّهُم ينامون نوماً غرقاً.

قَالَ جالينوس: النّوم المعتدل يُولد دَمًا مَحْمُودًا والمجاوز الْمِقْدَار فِي الِاعْتِدَال يفْسد الأخلاط والناقص عَن الِاعْتِدَال يَجْعَلهَا مرارية والتعب يزِيد فِي حِدة الصَّفْرَاء ويولد الْمرة الناصعة الْحمرَة القليلة الرُّطُوبَة. قَالَ: التَّعَب يفنى الدَّم وَيجْعَل مَا يبْقى مرارياً والراحة تزيد فِي الدَّم وتجعله بلغمياً. الْمقَالة الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: السهر الشَّديد يمْنَع الطَّعَام وَالشرَاب من النضج وَيسْقط الْقُوَّة لِكَثْرَة التَّحَلُّل ويجفف الْبدن وَالنَّوْم الْكثير يُرْخِي الْبدن ويثقل الرَّأْس وَذَلِكَ أَنه يمْلَأ) الْبدن رُطُوبَة حارة ويرخى لذَلِك ألف ي لِأَنَّهُ لَا يتَحَلَّل مِنْهُ مَا يجب فتجتمع مِنْهُ فِي الْبدن فضول بخارية. الْمقَالة الأولى من الْفُصُول قَالَ: إِذا كَانَ النّوم فِي الْأَمْرَاض يحدث وجعاً فَذَلِك من عَلَامَات الْمَوْت وَإِذا كَانَ لَا يجلب وجعاً فَلَا. قَالَ جالينوس: لَيْسَ يَعْنِي بِهَذَا النّوم الْكَائِن فِي ابْتِدَاء النوائب فَإِن هَذَا النّوم يضر لَكِن لَيْسَ بِدَلِيل على الْمَوْت وَإِنَّمَا هُوَ شَيْء يتبع طبيعة ذَلِك الْوَقْت. وَذَلِكَ أَن الكيموسات تميل فِي ابْتِدَاء النوائب إِلَى بَاطِن الْبدن وخاصة فِيمَن بِهِ ورم أَو قشعريرة فتطول لذَلِك مُدَّة الْحمى مَتى نَام فِي ابْتِدَاء النوائب وَلَا تَنْتَهِي مُنْتَهَاهَا إِلَّا بعد كد ون كَانَ ورم فِي الأحشاء زَاد فِيهِ وَإِن كَانَ مِمَّن تجلب إِلَى معدته كيموسات كَثِيرَة جدا وَلم تنضج فِي ذَلِك الْوَقْت كَمَا تنضج فِي غير هَذَا الْوَقْت من النّوم. وَأما الَّذِي يَقُول أبقراط: فَإِن كَانَ العليل مَتى نَام انتبه وَهُوَ أثقل وَأَشد عَلَيْهِ. وَقد ينفع النّوم فِي الْأَكْثَر نفعا بَينا وَلَا سِيمَا فِي انحطاط النوائب فَإِنَّهُ ينفع هُنَاكَ نفعا عَظِيما وَقد ينفع فِي مُنْتَهى النّوبَة وَفِي آخر الْبرد بِالْقربِ من الْمُنْتَهى. فَإِذا كَانَ النّوم يضر وَلَو فِي الانحطاط فدلالته على الشَّرّ فِي الْغَايَة لِأَنَّهُ قد صَار يضر فِي الْوَقْت الأنفع وَذَلِكَ لَا يكون إِلَّا لشدَّة الوجع. 3 (مضار النّوم) إِذا كَانَ شَأْنه أَن يضر هِيَ هَذِه: يزِيد الْحمى والوجع وَيكثر سيلان مَا سيل إِلَى بعض أَعْضَاء الْبدن وَيزِيد فِي الأورام وَرُبمَا عرض للْمَرِيض أَن يتَكَلَّم فِي نَومه كلاماَ مشوشاً وَيبقى بعد الانتباه مختلطاً مُدَّة وَرُبمَا حدث لبَعْضهِم فِي ابْتِدَاء النّوبَة سبات لَا ينتبه إِذا حرك إِلَّا بكد وَهَذِه الْأَشْيَاء كلهَا تعرض من خبث الأخلاط ورداءتها وَذَلِكَ أَنه مَتى كَانَت الْحَرَارَة الغريزية ألف ي أقوى من الأخلاط أنضجتها فِي وَقت النّوم وَمَتى كَانَ كل الأخلاط أغلب للْمَرِيض مَا وَصفنَا من الْأَعْرَاض لغلبتها عِنْد النّوم غَلَبَة أَكثر فَإِن النّوم تميل فِيهِ الْحَرَارَة الغريزية إِلَى بَاطِن الْبدن بأجمعها فَإِذا كَانَت فِي ذَلِك الْوَقْت لَا تحدث فِي الأخلاط حسن حَال دلّ على ضعفها فِي الْغَايَة فَلذَلِك يدل على الْمَوْت وَأما إِن هُوَ أحدث حسن حَال فَلَيْسَ بِدَلِيل كَامِل على ثِقَة صَحِيحَة لِأَنَّهُ من قبل هَذِه الْحَال قد

يجب أَن يسلم العليل من وَجه آخر قد يهْلك لِأَنَّهُ قد يُمكن من بِهِ ورم عسر الانحلال فِي بعض فِي بعض أَعْضَائِهِ الشَّرِيفَة أَن يَمُوت وَلَو كَانَ النّوم يصلح بعض حَاله والأجود أَن يكون النّوم دَائِما إِنَّمَا يدل على الْمَوْت إِذا كَانَ يجلب ضَرَرا وَأما إِذا لم يحدث ضَرَرا فَلَا يدل وَلَا على كل وَاحِد من الْأَمريْنِ. قَالَ جالينوس: هَذَا دَلِيل على قُوَّة الْحَرَارَة الغريزية. قَالَ أبقراط: النّوم واليقظة كل وَاحِد مِنْهُمَا إِذا جَاوز الْمِقْدَار الْقَصْد فَهِيَ عَلامَة رَدِيئَة. الْمقَالة الرَّابِعَة: التشنج والتفزع والتوجع الَّذِي يكون فِي الْحمى بعد النّوم رَدِيئَة وَذَلِكَ أَن النّوم يجب أَن يصلح الْحَال لَا أَن يُفْسِدهَا وَفِي هَذِه الْحَال يدل على أَن الْخَلْط الرَّدِيء قد صَار إِلَى الرَّأْس لِأَن ميل الطبيعة فِي النّوم إِلَى دَاخل الْبدن وكما أَن الْإِنْسَان إِذا صَار بعد تنَاول الطَّعَام إِلَى النّوم عرض لَهُ فِي رَأسه امتلاء كَذَلِك إِذا نَام وَفِي بدنه امتلاء أَو كَثْرَة امتلاء رَأسه فيعل الدِّمَاغ فَإِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ سَوْدَاء عرض لَهُ تفزع وَإِن كَانَ حاراً لذاعاً عرض لَهُ تشنج ألف ي وتوجع وَلَوْلَا أَن الْمَنْفَعَة الْعَارِضَة من أنضاج النّوم للأخلاط أَكثر مَا يحدث عَلَيْهِ من الْمضرَّة من ميل الأخلاط إِلَى بَاطِن الْبدن لَكَانَ ضارا فِي كل حَالَة. لي وَلذَلِك يجب أَن يسْتَعْمل كَمَا يجب على مَا بَينا قبل. الْمقَالة السَّادِسَة: إِن ظهر بَيَاض الْعين فِي الْأَمْرَاض فِي النّوم والجفن منطبق وَلَيْسَ ذَلِك بعقب اخْتِلَاف وَلَا عَادَة وَلَا شرب دَوَاء فَذَلِك مهلك.) قَالَ: إِنَّمَا يظْهر بَيَاض الْعين إِذا لم ينطبق الجفن انطباقاً محكماً وَذَلِكَ يعرض إِمَّا لغَلَبَة اليبس على الْبدن كَمَا يعرض فِي الْجلد المدبوغ وَيكون بعقب استفراغ وتحلل كثير جدا وَإِمَّا لشدَّة السَّابِعَة: التشنج واختلاط الذِّهْن قد يلحقان السهر وَإِذا لحقاه فَهُوَ رَدِيء ن هَذَا التشنج يكون من اليبس والسهر أَشد شَيْء فِي تجفيف الْبدن وَالدَّم أَيْضا عِنْد السهر الطَّوِيل يحتد ويميل إِلَى المزارية وَلذَلِك يحدث اخْتِلَاط الذِّهْن وَقد يحدث عَن السهر المفرط هَذَانِ. قَالَ جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الأفيون نَافِع جدا لمن قد ضعفت قوته من السهر لِأَنَّهُ ينومه فترجع قوته إِلَيْهِ. الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ سهر شَدِيدا دَائِم فَعرض لَهُ سعال مَاتَ. من كتاب ينْسب إِلَى جالينوس وَأَحْسبهُ بروفس وَهِي مقَالَة فِي النّوم واليقظة والضمور قَالَ: إِن النّوم يرطب والسهر يجفف دَائِما بِإِطْلَاق وَلَيْسَ يسخن النّوم وَلَا يبرد دَائِما لكنه إِذا كَانَ الْبدن كثير البلغم نقياً من الحميات كثير الأخلاط النِّيَّة فَإِن النّوم يهضمها ويولد دَمًا نقياً جيدا فيسخن الْإِنْسَان بِكَثْرَة الْحَرَارَة ألف ي الغريزية.

وَقَالَ: النّوم ضار فِي ابْتِدَاء الحميات لِأَنَّهُ يجمع الْحَرَارَة إِلَى بَاطِن الْبدن فَإِن كَانَ هُنَاكَ ورم هيجه وَإِن كَانَ فِي الْبدن أخلاط رَدِيئَة ازدادت رداءة فَلذَلِك تَأمر المحموم باليقظة فِي ابْتِدَاء النّوبَة لكَي تخرج الْحَرَارَة إِلَى ظَاهر الْبدن فَأَما النّوم فِي هبوط الْحمى فنافع وَكَذَلِكَ فِي الهبوط الْكُلِّي. لِأَن الْهَوَاء الْكثير الَّذِي ينتشق فِي الْيَقَظَة وَكَثْرَة التَّحَلُّل يجفف الْبدن. من آلَة الشم قَالَ: لَا يُمكن أحد من النَّاس الدُّخُول فِي النّوم فِي هَوَاء مضى دون أَن تستر عَيناهُ وَلذَلِك جعلت للحيوان الَّذِي لَيْسَ لَهُ أجفان كالسرطانات وَنَحْوهَا مخابي تغور فِيهَا الْعين عِنْد النّوم. وَقَالَ: إِن الاستلقاء على الْقَفَا يحفظ فضول الدِّمَاغ فِي بطونه فَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يكثر من النّوم على الْقَفَا المستعد للسكتة والصرع. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: لَا يجب أَن ينَام على الْقَفَا من تنحدر من رَأسه نزلة لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يسهل دُخُولهَا إِلَى قَصَبَة الرئة. طيماوس الْمقَالة الأولى قَالَ: النّوم والأحلام المختلطة تكون إِذا كَانَ فِي الْبدن ريَاح غَلِيظَة) نافخة غير نضيجة من أخلاط نِيَّة لم يستحكم نضجها. لي أصبت فِي أَمَاكِن أَن الباقلي يَجْعَل النّوم مضطرباً وَيمْنَع من كَون الرُّؤْيَا الصادقة لِأَنَّهُ يُولد رياحاً كَثِيرَة إِلَّا أَنه إِذا لم يكن فِي النّوم اضْطِرَاب أصلا قلت الأحلام فِي النّوم وبالضد فَتكون أَصْنَاف من التخييل غَرِيبَة مُنكرَة وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَت فِي الْبدن حركات يضاد بَعْضهَا بَعْضًا وَهَذَا يكون إِذا كَانَت ريَاح غَلِيظَة نافخة من أخلاط نِيَّة. الْمقَالة الثَّانِيَة من طيماوس قَالَ: النّوم الْكثير الْغَرق إِذا عرض للأصحاء ألف ي أنذر بِمَرَض وَإِذا عرض لبَعض المرضى فَكَأَنَّهُ دَلِيل على الصِّحَّة. من آخر الْمقَالة الأولى من حركات العضل: أقل مَا يُمكن فِيهِ هُوَ الشكل الطبيعي وَهَذَا لَا بُد أَن يكون أَن يَمْتَد فِيهِ العضل امتداداً مَا وَلكنه لَا يبلغ أَن يحس ألمه سَرِيعا حَتَّى يجْتَمع فِيهِ ألم كثير إِلَّا أَن يضعف الْبدن فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يحس بالألم سَرِيعا وَلذَلِك يتَأَذَّى فِي هَذِه الْحَال بِجَمِيعِ أَصْنَاف الشكل وَيجب الِانْتِقَال من شكل إِلَى شكل سَرِيعا جدا كَمَا يعرض عِنْد الغشى. الثَّانِيَة من أفيذيميا: قَالَ: يجب أَن تتفقد حالات المنامات وأوقاتها فتنظر هَل رَأَيْت فِي ابْتِدَاء الْمَرَض الْكُلِّي أَو الجزئي أَو بِقرب الْأكل وَمَا أشبه ذَلِك لِأَن الثَّلج وَالْمَاء فِي النّوم ينذران بالأخلاط الْبَارِدَة فِي الْبدن لكنه أرادأ فِي ابْتِدَاء نوبَة مَعهَا اقشعرار فَإِنَّهُ يجب أَن يُضَاف إِلَى ذَلِك أَن فِي الْبدن خلطاً بَارِدًا فَإِن رأى ذَلِك فِي الانحطاط أَو فِي الإنتهاء فَهَذَا يدل كثيرا على خلط بَارِد فِي الْبدن وخاصة مَتى لم يتَنَاوَل شَيْئا من الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة بِالْفِعْلِ أَو بِالْقُوَّةِ.

الرَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: ظَاهر بدن النَّائِم أبرد من بَاطِنه وباطنه أسخن والمنتبه بالضد. قَالَ جالينوس: يعلم ذَلِك من أَن النَّائِم يحْتَاج إِلَى فضل دثار وغطاء لرأسه مَا كَانَ منتبهاً لم يحْتَج إِلَيْهِ وَمن عظم التنفس فِي وَقت النّوم يعلم أَنه قد اجْتمع فِي الْجَسَد حرارة كَثِيرَة وَكَذَلِكَ حرارة الهضم فِي الْمعدة وَفِي الْعُرُوق. قَالَ: وَالنَّوْم يرطب فِي جَمِيع الْأَحْوَال والسهر يجفف فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَلَيْسَ يسخن فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَلَا يبرد لكنه مَتى صَادف فِي الْبدن أخلاطاً نِيَّة يقدر على هضمها كثر الدَّم فزادا فِي الْحَرَارَة الغريزية وَإِن صَادف الْبدن وَفِيه حمى عفن برد الْحَرَارَة الغريزية وأنمى الْحَرَارَة الغريبة ألف ي هَذَا إِذا كَانَت تِلْكَ الْحمى عَن عفن أخلاط بلغمية وَمَتى كَانَت الْحمى عَن) أخلاط مَارِيَة فَإِنَّهُ إِن قوي على تَمْيِيز تِلْكَ الأخلاط ونقيها عَن الْبدن فعل ذَلِك ورد الْبدن إِلَى اعتداله الطبيعي وَإِن لم يقو على ذَلِك حفظه على مزاجه وَإِن نَام وَبِه حمى من ورم فِي أحشائه فِي ابْتِدَاء حماه رد النّوم الْبدن فِي حَالَة أسخن وأبرد بِأَن يَجعله أسخن بالحرارة الغريزية وأبرد بالحرارة الغريبة. قَالَ: السهر يجوع الْإِنْسَان لأجل أَنه يحلل مِنْهُ شَيْئا كثيرا لكنه لَا يعين على الهضم كَمَا يعين النّوم. والسهر إِذا كَانَ الْإِنْسَان يعْمل فِيهِ عملا مَا مهنئاً فَإِنَّهُ يحلل بدنه وَلَا ينقص بِهِ كَبِير شَيْء من قوته فَأَما من اسْتلْقى على قَفاهُ ويتقلب ويسهر حينا وينام حينا فَإِن قوته تخور وتضعف وَلَا تهيج شَهْوَته كالحال فِي السهر الْخَالِص وَيكون فِي جَمِيع أَحْوَاله شرا مِمَّن ينَام نوماً جيدا. الْخَامِسَة من السَّادِسَة قَالَ النّوم الْقَلِيل بعقب الدَّوَاء المسهل والقيء يسكن التَّعَب الَّذِي نَالَ الْبدن من المسهل والمقيئ وَإِن كَانَت قد بقيت بَقِيَّة من أخلاط غير نضيجة فِي الكبد وَالْعُرُوق الْقَرِيبَة من الكبد أنضجها وَأما النّوم الْكثير على الْجُوع وعَلى استفراغ الْبدن وَقلة الأخلاط فَإِنَّهُ يهزل ويطفئ الْحَرَارَة الغريزية لِأَنَّهَا إِذا غارت فِي بَاطِن الْبدن فَلم تَجِد مَا تغتذى بِهِ طفئت. السَّابِعَة من السَّادِسَة: إِذا كَانَ لون الْجَسَد يصير فِي النّوم أردأ مِنْهُ فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ رَدِيء وَإِذا كَانَ النّوم يزِيد فِي الْعلَّة فَإِنَّهُ مهلك وَإِذا كَانَ يخففها وَينْقص مِنْهَا كَيفَ كَانَت فَإِنَّهُ مرض سليم. قَالَ جالينوس فِي الثَّانِيَة من الأغذية: أَنا مُنْذُ شخن آكل كل عَشِيَّة خساً سليقاً مطيباً ألف ي لأجتلب بِهِ النّوم لِأَنِّي الْيَوْم حَرِيص على النّوم. لي كي تبقى لَهُ الرُّطُوبَة مَا أمكن. الطَّبَرِيّ قَالَ: مِمَّا يهيج النّوم جدا أَن يسعط بدهن النيلوفر وتدلك أَسْفَل الْأَقْدَام بِهِ.

وَقَالَ: إِن جعلت حبتين من حب القرع فِي منخرك سهرت وَإِن طليت الْأنف بقلقنت قويت اهرن قَالَ: ثقل الرَّأْس وَاللِّسَان تَنْفَع مِنْهُ الغرغرة الَّتِي تجلب النّوم. من كتاب هندي قَالَ: النّوم بِالنَّهَارِ يجلب الأدواء البلغمية كالزكام وَالطحَال وانكساف اللَّوْن والورم فِي الأحشاء والحمى والاسترخاء فِي العصب وَضعف الشَّهْوَة والمعدة وَيجْعَل صَاحبه) نؤوماً كسلاناً بطيء الْحَرَكَة. الثَّانِيَة من أَصْنَاف النبض قَالَ: النّوم إِنَّمَا يكون إِذا غارت الْحَرَارَة الغريزية إِلَى دَاخل الْجَسَد إِمَّا لِأَنَّهَا تقبل على الْغذَاء بِسَبَب يبس وتعب عرض لَهَا وَإِمَّا لِأَنَّهَا لَا تطِيق أَن تتنفس إِلَى خَارج لسَبَب إفراط يبس الرُّطُوبَة وَالْأول يكون بِهِ النّوم الطبيعي وَالثَّانِي يكون فِي السبات ولليثرغس وضد هَذَا النّوم فِي سَببه هُوَ سهر الموسومين وضد الأول الانتباه الطبيعي فَإِن السهر الوسواسي يكون عِنْد مَا تصير الْحَرَارَة الغريزية من النَّفس إِلَى حد يلهب وَيصير نارياً. قَالَ: فَأَما النّوم الطبيعي فَيكون عِنْدَمَا تحْتَاج الْحَرَارَة الغريزية إِلَى رُطُوبَة كَثِيرَة ووجدتها غزيرة فِي الْبَطن فتجتمع لهَذِهِ الْعلَّة فِي الأحشاء والبطن فِي طلب الرُّطُوبَة واليقظة الطبيعية تكون إِذا حظيت الحارة الغريزية بحاجتها من الرُّطُوبَة وَرجعت إِلَى كيفيتها الطبيعية واستغنت عَن الرُّطُوبَة لذَلِك فانتشرت وَخرجت. لي قد بَان من هُنَاكَ كَيفَ صَار الْأكل ينوم وَأَن الْحَرَارَة الغريزية إِذا يَبِسَتْ طلبت الرُّطُوبَة فَإِن كَانَ فِي الْبَطن ألف ي رُطُوبَة جَاءَ النّوم لدخولها إِلَى الْبَطن وَإِلَّا ازدادت حرافة وحدة وَمَا يتبع هَذَا من الْكَلَام. من كتاب غَرِيب لاجتلاب النّوم: سليخة أفيون زعفران يدق ويداف بدهن ورد وَيمْسَح الْوَجْه والجبهة وَالرَّأْس ينَام نوماً غرقاً. لي الأفاويه كلهَا تسبت لِأَنَّهَا تثقل الرَّأْس فلتدخل فِي الشمومات المنومة. وللسهر الشَّديد الْغَالِب: قشور أصل اليبروح وبزر بنج أسود وأفيون يسحق بِمَاء الخس ويطلى بِهِ من الصدغ إِلَى الصدغ. والمر يثقل الرَّأْس وينيم. من اختيارات حنين: نَحْو منوم يحْتَاج إِلَيْهِ من يطول سهره فِي الْعِلَل يُؤْخَذ قشور أصل اليبروج وساذج وحماماً وقسط وزرنب واصطرك وأشق ومقل وأصل اللفاح وأفيون أُوقِيَّة أُوقِيَّة حب البلسان رَطْل يتبخر بِهِ على جمر حطب السرو. وحنين قَالَ: للْمَنْع من السبات يمسح العليل وَجهه بخل وَمَاء وتربط أَطْرَافه ربطاً شَدِيدا ويحتجم بَين الْكَتِفَيْنِ فَإِن لم يعن ذَلِك فَاسْتعْمل التعطيس.

اريباسيوس قَالَ: فِي إفراط السهر تغسل وُجُوههم بطبيخ السفرجل وَتُؤْخَذ قشور الخشخاش) وأصل اليبروح بِالسَّوِيَّةِ فيستحقان بدهن بنفسج حَتَّى يصير طلاء ويطلى عَلَيْهِ ويشم مِنْهُ وَإِن ضمدت الْجَبْهَة بنمام وإكليل الْملك قد طبخا بشراب حُلْو هيج النّوم. قَالَ وَإِن أفرط السهر فلطخ الْجَبْهَة والصدغ بأفيون وعصارة اليبروح وَأما السبات فَيغسل الْوَجْه بخل وَمَاء وتوضع محاجم على الصلب وعَلى الخرز وتمص مصاً شَدِيدا ويعطسون ويقلل غذاؤهم ويلطف. حنين فِي كتاب الْمعدة: إِذا اسْتلْقى الْإِنْسَان مُدَّة طَوِيلَة وَالنَّوْم مُتَعَذر عَلَيْهِ فَإِن هضمه وَجَمِيع أَفعاله الطبيعية تكو أَضْعَف وَأَقل. لي فِي هَذِه الْحَال يجب أَن يقوم ألف ي الْإِنْسَان ويشتغل بِعَمَلِهِ لِأَن السهر الَّذِي يعرض فِيهِ تحلل من الْبدن يَدعُوهُ إِلَى شَهْوَة الطَّعَام وَإِلَى النّوم الْغَرق وَهَذَا هُوَ السهر. تياذوق: الأشنة تجلب النّوم مَتى وضعت تَحت الرَّأْس الوجع. وَمِمَّا ينيم نوماً غرقاً: بزر البنج. وبزر اللفاح وقشور الخشخاش وبزر الخس وأفيون وبزر الرجلة وبزر الشوكران يسحق بِمَاء أَو بلعاب البزرقطونا وتطلى بِهِ الصدغان أَو يدخن بنواة من الأفيون أَو بِشَيْء من بزر الشوكران أَو أصُول اللفاح. وَإِن حشيت مخدة بوبر الأرنب وَوضعت تَحت الرَّأْس أنامت. 3 (قرصة تجلب النّوم) أفيون وقشور أصل اليبروح مِثْقَال مِثْقَال زعفران تصف مِثْقَال يتَّخذ أقراصاً وَعند الْحَاجة تداف وتطلى بِهِ الصدغان ويدخن الْبَيْت أَيْضا. الثَّانِيَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: الاحتراق فِي الشَّمْس يسهر والبرودة تصيب الرَّأْس تسبت وَالْبرد فِي السبات لَهُ الْمرتبَة الأولى ثمَّ الرُّطُوبَة. وَالْحر فِي السهر ثمَّ اليبس. وَقَالَ: الثّقل فِي الرَّأْس الْخُلُو من الوجع اللذاع الْحَار ينفع صَاحبه بِمَا يحدر البلغم. الثَّانِيَة من حركات العضل قَالَ: النّوم على الْقَفَا هُوَ غَايَة إراحة العضل وَلذَلِك صَار يتشكل بِهِ الضُّعَفَاء جسداً وَالْمَيِّت فَإنَّك إِذا قلبت جثة الْمَيِّت على جَنْبَيْهِ لم يبْق لكنه يَنْقَلِب بِسُرْعَة إِمَّا على وَجهه وَمَا على قَفاهُ وَلذَلِك النّوم على جنب يدل على قُوَّة العضل واحتمالها لَهُ. قَالَ: وَلَا يكون الغطيط إِلَّا بِفَتْح الْفَم والاستلقاء على الْقَفَا وَفتح الْفَم يدل على غَايَة استرخاء الفك فَلذَلِك ينفتح من الْمَوْتَى. ألف ي

الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: الْقُوَّة النفسانية تسكن وتستريح فِي وَقت النّوم وَتَدَع أَكثر أفعالها فَأَما الْقُوَّة الطبيعية فتفعل أَكثر ذَلِك وَيفْعل ذَلِك من أَن الإعياء نعم العون لي جريت فَوجدت ثقل الْمعدة يقطع النّوم وَيرى منامات ردية فَلَا يدع الْإِنْسَان أَن يسْتَغْرق وخاصة إِذا كَانَ الْإِنْسَان غير تَعب والخفة أَيْضا تخلط النّوم فَأَما الْمُتَوَسّط فيجلب نوماً لذيذاً غرقاً. أريباسيوس: دخنة تنوم: اصطرك حاما اشق مقل أصل اللفاح أفيون بالسواء يَجْعَل بَنَادِق ويتبخر بِهِ على جمر خشب السرو. بولس واريباسيوس قَالَا: إِذا عرض أرق مفرط فاربط الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ حَتَّى توجعا فِي الْوَقْت الَّذِي اعْتَادَ فِيهِ النّوم وَمرَّة أَن يفتح عَيْنَيْهِ وَلَا يغمضها حَتَّى ينصب ويؤذيه الرِّبَاط وقتا طَويلا ثمَّ إِذا هُوَ مَال إِلَى النّوم جدا فَحل الرِّبَاط ضَرْبَة وارفع السراج والنور فَإِنَّهُ سينام. وَإِن كَانَ أرقاً شَدِيدا فاغسل الْوَجْه بطبيخ الخشخاش الْأسود واشمه الأفيون وأصل اليبروح وَأخذ مِنْهُمَا بِالسَّوِيَّةِ فاعجنه بشراب حُلْو ودهن ورد ويضمد أَو يسحق أفيون ويطرح على قيروطي ويضمد بِهِ وَيدخل فِي الْغذَاء الخشخاش والخس ويعطون لعوق الخشخاش وَشَرَابه. وَمَتى لم يكن يسْرع الامتلاء إِلَى رَأسه جيدا فليؤخذ ساذج وحماماً وقسط وزرنب أُوقِيَّة) أُوقِيَّة وَمن حب البلسان رَطْل وَمن الاصطرك وأصل اليبروح والأفيون أُوقِيَّة أُوقِيَّة فبخره بهَا على جمر السرو. فَأَما السبات فليغسل وَجهه دَائِما ألف ي بِمَاء ممزوج بخل وتربط اطراف وَلَا تحل فِي وَقت عَادَة النّوم ويشم المقطعات الحارة ويحجم فِيمَا بَين الْكَتِفَيْنِ والنقرة. وَمَتى دَامَت الْعلَّة فحرك العطاس وَاسْتعْمل الأغذية الحارة مَا أمكن. بولس قَالَ: ينفع من اخْتِلَاف النّوم بعد الاستمراء بالْعَشي شرب شراب رَقِيق وتمسح الْجَبْهَة بدقيق الخشخاش واليبروح ويغليان بالدهن ودهن الشبث الطري والغذاء الرطب وَرُبمَا عسر النّوم لفساد الْغذَاء أَو لكثرته فليتقيأ. قَالَ: وَالنَّوْم رَاحَة للقوة النفسانية يعين على الهضم ونضج الأخلاط النِّيَّة ويسكن الوجع الَّذِي فِي الْأَعْضَاء ويرخي الْأَعْضَاء الَّتِي قد تمددت باليبس ويشفي الآلام النفسانية وَيرد الْفِكر الَّذِي زَالَ إِلَى الاسْتقَامَة وَهُوَ يرطب الْبدن أبدا. قَالَ: ونوم النَّهَار لَيْسَ بذلك الطائل لِأَنَّهُ لَا يمتدج مِقْدَار مَا يتم الهضم بِهِ وَإِذا انْقَطع النّوم قبل كَمَال الاستمراء وجد جشاء حامضاً ويمتلئ الْبَطن نفخاً اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تطول بِهِ القائلة حَتَّى يستحكم هضم الْغذَاء فَأَما اللَّيْل فمدته كَافِيَة فِي تَمام الهضم وَأَيْضًا فظلمته

جوامع العلل والأعراض

وبرده تعين على الِاسْتِغْرَاق فِي النّوم وَحصر الْحَرَارَة وَهَاتَانِ خلَّتَانِ نافعتان فِي الهضم ويستدل على أَن اللَّيْل كَاف فِي الهضم أَن النَّاس ترهقهم فضول الْغذَاء أبدا بعد نوم اللَّيْل وَبِالْجُمْلَةِ فَلْيَكُن النّوم بِمِقْدَار لي إِذا كَانَ ينقص ويحلل الفضول المتولدة عَن الاستمراء. لي صَنْعَة ساذجة جَيِّدَة: يدق بزر الخس ويعجن بطبيخ قشور الخشخاش الْأَبْيَض وَالْأسود ويطلي من الصدغ إِلَى الصدغ وينشق دهن القرع أَو النيلوفر والبنفسج ويسعط بِهِ. لي شراب يسكن السعال ويهيج النّوم: بزر خشخاش أَحْمَر جُزْء وَربع ويطبخ حَتَّى تنزل قوتها ألف ي فِي المَاء ويمرس ويصفى ويلقى عَلَيْهِ سكر ويعقد وللمبرسم أطبخ فِي مَاء الشّعير بزر خشخاش زبزر خس. من آلَة الشم قَالَ: من اسْتلْقى ليلته كلهَا على قَفاهُ خيف عَلَيْهِ أَن تسرع إِلَيْهِ السكتة وَالْإِغْمَاء الصرع وَذَلِكَ أَن فضول الدِّمَاغ حِينَئِذٍ لَا تسيل بل تمتلئ رُطُوبَة مِنْهُ. لي هَذَا الشكل جدا عِنْد امتلاء الرَّأْس وَفِي هَذِه الْحَال يَنْبَغِي أَن ينقى فضل الدِّمَاغ بالشم مِمَّا) يحدر فِي الْأنف والحنك لَا أَن يَجْعَل فِيهِ. روفس فِي كِتَابه فِي الْحمام قَالَ: التَّعَب يجفف الْبدن ويقويه جدا. ج: الدّهن الَّذِي يطْبخ فِيهِ الشبث الْيَابِس يجلب النّوم إِذا تَنْشَق مِنْهُ. 3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض) النّوم الطبيعي يكون من رُطُوبَة معتدلة تندى الدِّمَاغ وَالْخَارِج عَن الطَّبْع يكون إِمَّا من برودة تحدر الدِّمَاغ وَإِمَّا من رُطُوبَة كَثِيرَة تبله وتستغرقه. لي بِأَن من كَلَامه أَن للرطوبة أَعمال النّوم على الْحَقِيقَة وَأما الْبُرُودَة فَإِنَّمَا تجلبه لخدر الْقُوَّة وموتها. 3 (مُفْرَدَات) اللفاح يسبت وَأما قشور أَصله فَإِنَّهَا قَوِيَّة جدا وَالْأَصْل نَفسه ضَعِيف. ج: الإبريسا يجلب النّوم الحماما يجلب النّوم الْإِذْخر يثقل الرَّأْس دهن الزَّعْفَرَان يسبت ويتخذ من المر الزَّعْفَرَان يلقيان فِي زَيْت قد عفص بالحمايا والإذخر والميعة. لي هَذَا قوي جدا والمر يسبت جدا والميعة السائلة تنيم وتسبت الصَّبْر ينوم. د قَالَ: الأقحوان إِن اشتم أَنَام وأسبت. الزَّعْفَرَان ينيم ويسبت إِذا شم ويثقل الرَّأْس إِن أكل. قَالَ حنين فِي كتاب الترياق: إِن الحماما تسكن وتنوم. ابْن ماسويه قَالَ: عصارة اللفاح وَأَصله يسبتان. ألف ي الفلاحة: الكرنب يثقل الرَّأْس مَتى أكل ويسبت المرو الْأَبْيَض الْمُسَمّى الدَّرْمَك يسعط بِهِ الصّبيان فينامون والمرماحوز مَتى أَكثر شمة على النَّبِيذ جلب نوماً غرقاً.

ابْن ماسويه: النيلوفر ينوم ويسبت. ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر قَالَ: الأفيون مَتى سقى من قد انْحَلَّت قوته من السهر أَبرَأَهُ لِأَنَّهُ ينميه فترجع قوته إِلَيْهِ. روفس فِي كتاب الْحمام قَالَ: إِن النّوم الزَّائِد يسخف الْبدن ويوهنه والمعتدل يسخنه ويقويه واليسير يجففه ويسخنه ونوم الصبوح يجفف والسهر بعد الطَّعَام يضر ضَرَرا بَينا. مسَائِل فيذيميا: النّوم الطَّوِيل إِن كَانَ بعد غذَاء زَاد فِي الْحَرَارَة الغريزية وأخصب الْبدن وَإِن كَانَ بعد رياضة أَو حمام أَو استفراغ وَبِالْجُمْلَةِ فِي حَال لَيْسَ للبدن فِيهِ مَا يغتذي مِنْهُ نقص الْحَرَارَة الغريزية وقصف الْبدن. بولس قَالَ: من سهر من الأصحاء لَا لعرض مرض فَأدْخلهُ الْحمام بالْعَشي بعد استمراء الْغذَاء وغذه بالخس والسمك وَنَحْوهَا واسقه خمرًا ممزوجاً لَيْسَ بعتيق وعرق رَأسه بدهن ورد قد أنقع بيبروح أَو بدهن الشبث الطري وليتعب قَلِيلا ثمَّ يستريح دفْعَة. والباه المعتدل يجلب بعده نوماً صَالحا. وَكثير من النَّاس إِذا وثر رَأسه وَقَدمَاهُ جلب لَهُ نوماً فَإِن حدث الأرق عَن كَثْرَة طَعَام فِي الْمعدة أَو فَسَاده ولذعه لَهَا فقيئه وغذه. ج قَالَ: إِن شرب من الأفيون قدر حَبَّة كرسنة أَنَام نوماً معتدلاً وَإِن أَخذ مِنْهُ شَيْء كثير أَنَام) نوماً ثقيلاً يعسر الانتباه مِنْهُ. ابْن ماسويه: البنفسج ينيم نوماً معتدلاً والنيلوفر أقوى مِنْهُ وَمَتى جعلت الأشنة فِي شراب أَنَام ذَلِك الشَّرَاب نوماً غرقاً. الفنجن كست مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ أسبت وَثقل الرَّأْس ودهن اللوز يسبت ألف ي اللَّبن يحدث ج وروفس: الإيرسا مسبت. د: الكاكنج الْأَحْمَر الزهرة مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم بشراب أَنَام نوماً قَرِيبا من الأفيون وَقَالَ د: الصَّبْر قوته منومة الشبث يجلب النّوم الخشخاش يجلب النّوم الْقدر من الأفيون للنوم قدر كرسنة وَمَتى أَخذ أَكثر مِنْهُ جلب سباتاً قَوِيا ثقيلاً مثل ليثرغس وَمَتى احْتمل أَيْضا أرقد ورائحته تنوم الخس منوم لبن الخس الْبري ينوم. قَالَ جالينوس: إِنِّي كنت فِي شيخوختي آكل خساً مسلوقاً وَذَلِكَ أَنِّي لم أجد دَوَاء للسهر أَجود مِنْهُ. لي يتَّخذ مِنْهُ فَتِيلَة وسنبوسك بدهن لوز ويشيم بنفسجاً وينتقل بالخشخاش وتذاب حَبَّة أفيون فِي بنفسج خَالص ويسعط أَو يربى بنفسج بخشخاش أسود فَإِنَّهُ جيد.

لي الكافور يسهر. ابْن ماسويه: قد يكون سهر من رُطُوبَة عفة مالحة وينفع مِنْهُ دهن الشبث وطبيخه إِذا نطل بِهِ ودهن الإيرسا والزعفران. الإفراط فِي السهر يفني الرطوبات ويضعف الْبدن وَلَيْسَ يَنُوب نوم النَّهَار عَن سهر اللَّيْل ونوم النَّهَار يصفر اللَّوْن ويهيج الأحشاء وَالنَّوْم يحبس الرطوبات دَاخل الْبدن فَلذَلِك تعظم المجسة وَلَا يهش إِلَى الطَّعَام فِي عقبه. إِسْحَاق: مِمَّا يجلب النّوم: الأغذية والأشربة المرطبة وترطيب الرَّأْس ودلك الْقَدَمَيْنِ والإكثار) من الْحمام المعتدل. جَامع ابْن ماسويه: مِمَّا يرقد: بزر الخس بزر الخشخاش قشوره قشور اللفاح وقشور الجفرى شوكران افيون يتَّخذ طلاء بِمَاء الكزبرة الرّطبَة وَمَاء الْخلاف أَو مَاء الْورْد ويطلى الجبين كُله وَأقوى مِنْهُ جلب لبن الْمعز على الرَّأْس وَلبن الضَّأْن وَأقوى من ذَلِك مَا قد طبخ فِيهِ رَأس ألف ي الْحمل وأكارعه مَعَ شبث بِلَا ملح أَو يُؤْخَذ بنفسج وخشخاش وبزر خس وورق اللفاح وشبث طري يطْبخ وينطل ويحتقن لثقل الرَّأْس. جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء: الدَّلْك الْكثير الدَّائِم لِلْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ قوى فِي جلب النّوم وَالنَّوْم يثقل الأحشاء وَيمْنَع الأخلاط أَن تنْحَل لكنه ينضج. الافسنتين يخدر الرَّأْس. الطَّبَرِيّ: كَثْرَة التقلب على الْفراش يُولد النفخ. مسَائِل ارسطاطاليس فِي الباه: النّوم يكثر جَوْهَر الدِّمَاغ. ج يَأْتِي مَا ينيم ويسبت ويثقل الرَّأْس وَيمْنَع النّوم ويخفف الرَّأْس وَفِي مَنَافِعه ومضاره: البنفسج قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه ينوم نوماً معتدلاً. دهن الْإِذْخر ودهن الاصطرك يثقل الرَّأْس ويسبت. الفنجنكست: إِن شرب مِنْهُ درخمى ثقل الرَّأْس وأسبت. د: دهن النيلوفر ينوم. د: النيلوفر أقوى من البنفسج. ابْن ماسويه: دهن الزَّعْفَرَان ينيم نوماً كثيرا. الحماما يجلب النّوم إِذا ضمدت بِهِ الْجَبْهَة.

د: يبروح تطبخ أُصُوله بِالشرابِ إِلَى أَن يذهب الثُّلُث ويسقى مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف للسهر وتخدير الْحس من يحْتَاج أَن يبطل حسه ليقطع مِنْهُ عُضْو أَو يكوى وَمَتى جعل من أصُول اليبروح فَتِيلَة فِي المقعدة وأنامت. اللفاح إِن اشتم جلب النّوم إِذا كثر مِنْهُ. ابْن ماسويه: دهن الزَّعْفَرَان مَتى طليت المنخرين بِهِ أسبت. د: اللوز المر إِذا أكل جلب النّوم وَقَالَ: اللَّبن يحدث ثقلاً فِي الرَّأْس. روفس: أصل السوسن الأسمانجوني يجلب النّوم. السكاكنج الْأَحْمَر الزهرة مَتى شرب مِنْهُ درخمي بشراب أَنَام نوماً قَرِيبا من نوم الأفيون. وَقَالَ: قُوَّة الشبث منومة وَالزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الشبث يجلب النّوم والشبث ألف ي الطري إِن أَكثر مِنْهُ جلب النّوم وَقد تُوضَع مِنْهُ أكاليل على الرَّأْس لذَلِك. ج: طبيخ الخشخاش مَتى نطل على الرَّأْس أسبت وَمَتى أكل أَيْضا نفع من السهر ويسحق بِالْمَاءِ وتطلى بِهِ الْجَبْهَة والصدغان للسهر وَمَتى أَخذ من الأفيون مِقْدَار كرسنة أرقد رقاداً معتدلاً وَإِن أَخذ مِنْهُ شَيْء كثير أَنَام نوماً شَدِيد الِاسْتِغْرَاق مثل مَا ينَام أَصْحَاب ليثرغس وَمَتى احتملت فَتِيلَة أرقد رقاداً كثيرا ورائحته تنوم أَيْضا وَمَتى أخذت خمس جماجم من الخشخاش الْمصْرِيّ وطبخت بِثَلَاث قوانوشات شراب وَسَقَى أرقد. وَقَالَ: لبن الخشخاش منوم. قَالَ جالينوس: إِنِّي فِي شيخوختي كنت آكل دَائِما خساً مسلوقاً وَذَلِكَ أَنِّي لم أجد دَوَاء أداوي بِهِ السهر أَجود مِنْهُ.) سَماع لي واستخراج: يسلق الخس ثمَّ يتَّخذ مِنْهُ شبه بفلية وتطيب وتؤكل ويشتم البنفسج وينتقل بخشخاش أَبيض وأسود وينطل على الرَّأْس مَاء قد طبخ فِيهِ خشخاش. قَالَ: ودهن يتَّخذ من الأفيون ينوم نوماً غرقاً. ابْن ماسويه: إِذا كَانَ السهر من الرُّطُوبَة المالحة العفنة نفع مِنْهُ دهن الشبث إِذا دهن بِهِ الرَّأْس وطبيخ الشبث ينطل على الرَّأْس فينوم ودهن الإيرسا ودهن الزَّعْفَرَان وطبيخه. والإفراط فِي السهر يفنى الرطوبات ويضعف الْقُوَّة وَلَيْسَ يَنُوب نوم النَّهَار عَن سهر اللَّيْل ونوم النَّهَار يصفر اللَّوْن ويهبج الأحشاء وَالنَّوْم يحبس الرطوبات دَاخل الْبدن فَلذَلِك تعظم المجسة بعقبه وَلَا يهش إِلَى الطَّعَام فِي عقب النّوم. إِسْحَاق مِمَّا يجلب النّوم: الأغذية والأشربة المرطبة وترطيب الرَّأْس ودلك الْقَدَمَيْنِ وَالْحمام المعتدل إِذا أَكثر مِنْهُ. من جَامع ابْن ماسويه: مَا ينيم ويرطب الْبدن وَالرَّأْس: برزخس حب خشخاش ألف ي وقشرة قشور اللفاح بزر شوكران أفيون يَجْعَل طلاء بِمَاء الخس وَمَاء الكزبرة وَمَاء

الْخلاف وَمَاء ورد يطلي الجبين كُله فِي الْيَوْم ثَالِث مَرَّات وَأقوى من ذَلِك حلب لبن الْمعز على الرَّأْس وَأقوى من ذَلِك مَاء قد طبخ فِيهِ رَأس حمل ومقدمه مرضوضة مَعَ شبث بِغَيْر ملح. وَأَيْضًا: يُؤْخَذ خشخاش وشبث وقشر الخشخاش ولفاح يطْبخ بِالْمَاءِ وينطل على الرَّأْس وَيجْعَل الثّقل ضماداً بدهن بنفسج ويخبص بِهِ الرَّأْس. قَالَ جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء: مِمَّا يجلب النّوم جدا الدَّلْك الْكثير لِلْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ إِذا أَدِيم وَأكْثر فنه قوي. وَقَالَ هَهُنَا: النّوم يمْنَع الأخلاط أَن تنْحَل ويثقل الأحشاء لكنه ينضج. الْأَعْضَاء الألمة: النّوم يكون من الْبُرُودَة وَتعلم ذَلِك من أجل الْأَزْمَان الْبَارِدَة يَجْعَل الْهَوَام كَأَنَّهَا ملقاة ميتَة. والباقلي والخشخاش وَكَذَلِكَ الخس والكراث والخردل والأدوية والأمراض الحادة وللرطوبة فِي ذَلِك فعل أَيْضا وَالدَّلِيل على ذَلِك الاستحمام وَالشرَاب وَسن الصِّبَا وَكَذَلِكَ الأرق فالعلة الْأَقْوَى فِيهِ للحرارة وَالثَّانيَِة لليبس والأرق يعرض مَعَ حرارة ويعرض لقلَّة الْغذَاء وَالْغَم.) قَالَ: الأرق يكون إِذا كَانَت الرُّطُوبَة المبثوثة فِي الدِّمَاغ على غير مَا يستلذه الدِّمَاغ. ابْن ماسويه: إِذا عرض فِي الحميات الحادة صداع فانطل على الرَّأْس مَاء الشّعير وقشور الخشخاش وبزر الخس واجلب اللَّبن عَلَيْهِ أَيْضا واسطعه بدهن البنفسج والنيلوفر وَاجعَل الطَّعَام الخس وَضعه على اليافوخ والجبهة. الافسنتين يجفف الرَّأْس وَيذْهب بِالنَّوْمِ. عكس قَول جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء: الْيَقَظَة تحل الأخلاط والأحساء. من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع لج: من كَانَ بِهِ سهر ألف ي فَعرض لَهُ سعال مَاتَ. قَالَ فِي التؤياق إِلَى قَيْصر: إِن الأفيون نَافِع لمن قد ضعفت قوته من السهر لِأَنَّهُ ينومه فَيرد قوته إِلَيْهِ بذلك. من مقَالَة تنْسب إِلَى جالينوس قَالَ: النّوم يرطب والسهر ييبس دَائِما وَالنَّوْم لَا يسخن دَائِما لكنه إِذا كَانَ الْبدن نقياً من الحميات وَكَانَ كثير الأخلاط النِّيَّة فَإِنَّهُ يهضمها ويولد دَمًا نقياً فيسخن الْأَسْنَان لذَلِك وَيكثر فِيهِ الْحَار الغريزي وَإِن كَانَ فِي الْبدن أخلاط ردية وَحمى فَإِنَّهُ يطفي حرارة الْحمى وينمي الْحَار الغريزي. وَالنَّوْم فِي ابْتِدَاء الْحمى رَدِيء جدا لِأَن الْحَرَارَة تغور فتثير وتهيد ورماً إِن كَانَ فِي الأحشاء وَإِن كَانَ فِي الْبَطن أخلاط ردية كَثِيرَة ازدادت أَيْضا رداءة فَلذَلِك لَا يجب أَن ينَام

المحموم فِي أول أَخذ الْحمى لَهُ وَلَكِن قد ينْتَصب ويسهر لتخرج الْحَرَارَة إِلَى ظَاهر الْبدن. فَأَما النّوم الْكَائِن فِي سَائِر الْأَوْقَات فقد ينْتَفع الْبدن بذلك وخاصة إِذا كَانَ فِي هبوط الْمَرَض فَإِن نَفعه حِينَئِذٍ يعظم وَرُبمَا نفع فِي مُنْتَهى الْمَرَض وَفِي آخر صُعُوده إِلَّا أَن أبين منفعَته إِنَّمَا تكون فِي زمَان هبوط الْمَرَض قَالَ: وَالنَّوْم يعين على لين الْبَطن لِأَنَّهُ يمْنَع كثراً اليبس والحركات ويطفي الْحَرَارَة الكائنة فِي جَمِيع الْبدن. أفيذيميا قَالَ: ظَاهر بدن المنتبه أسخن من ظَاهر بدن النَّائِم وباطن بدن النَّائِم أسخن من بَاطِن بدن المنتبه وَيعلم ذَلِك من أَن النَّائِم يحْتَاج إِلَى فضل دثار عظم النَّفس فِي حَال النّوم يدل على حرارة الْبَاطِن وجودة الهضم. قَالَ: النّوم يرطب فِي جَمِيع الْأَحْوَال كَمَا أَن السهر يجفف فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَلَيْسَ يبرد أَو) يسخن دَائِما لكنه إِن صَادف الْبدن نقياً من الْحمى وَفِيه أخلاط بلغمية أَو بِالْجُمْلَةِ نِيَّة فَإِنَّهُ ينضجها وَيزِيد فِي الدَّم فيسخن الْجَسَد كُله لذَلِك وأنمى ألف ي الْحَرَارَة الغريزية. وَمَتى صَادف الْبدن وَفِيه حمى وعفونة برد بتنظيفه حرارة الْحمى وأنمى الْحَار الغريزي. وَمَتى صَادف الْبدن وَلَيْسَت بِهِ حمى أَو بِهِ حمى وَفِيه أخلاط كَثِيرَة مرارية فَإِنَّهُ إِن قوي على تَمْيِيز تِلْكَ الأخلاط ونقضها عَن الْبدن رد الْبدن إِلَى اعْتِدَال مزاجه فِي صِحَّته وَإِن لم يقو على ذَلِك حفظ الْبدن على صِحَّته. قَالَ: النّوم غير الْغَرق مثل أَن يكون طول اللَّيْل مُسْتَلْقِيا وينام بعضه ويتقلب ويسهر الْبَاقِي فَإِنَّهُ لَا تكون شَهْوَته وَلَا أَفعاله الطبيعية كَامِلَة جَيِّدَة كَمَا تكون فِيمَن ينَام اللَّيْل النّوم الْغَرق. وَقَالَ: يفعل النّوم فِي الْبدن مَا يَفْعَله الْخَفْض والدعة واليقظة تفعل مَا تَفْعَلهُ الحركات. من كتاب الأخلاط قَالَ: إِذا كَانَ الْبدن يحْتَاج إِلَى تَحْلِيل فَعَلَيْك باليقظة وَإِذا كَانَ يحْتَاج إِلَى إنضاج فَعَلَيْك بِالنَّوْمِ وَإِن كَانَت الأخلاط مائلة نَحْو قَعْر الْبدن فَأَرَدْت جذبها فَعَلَيْك باليقظة وبالضد. وَالنَّوْم أَيْضا يسكن انفجار الدَّم من جِرَاحَة. والقيء وَهُوَ رَدِيء جدا لمن فِي بدنه خام كثير وَفِي ابْتِدَاء الحميات وخاصة إِذا كَانَت الْعلَّة عِلّة فِيهَا سبات أَو كَانَ فِي الأحشاء ورم فَإِنَّهُ يعظم عِنْد ذَلِك ضَرَر النّوم فِي ابْتِدَاء النّوبَة لِأَنَّهُ يصب إِلَيْهَا الْموَاد وَيزِيد فِي الورم جدا. قَالَ: من كَانَت الأخلاط الدموية غالبة عَلَيْهِ فاليقظة لَهُ أَنْفَع من النّوم وخاصة إِذا كَانَ قَوِيا وأنفع مَا يكون النّوم إِذا كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة وَكَانَ فِي الدَّم نُقْصَان وخاصة إِن كَانَ فِيهِ بعض النهوة.

قَالَ حنين فِي كتاب الأخلاط: إِنِّي أفعل جَمِيع مَا فعله جالينوس فِي كتبه إِذا هَذَا الْموضع ثمَّ قَالَ: أَقُول إِن النّوم يرطب الْبدن دَائِما وَلَيْسَ من شَأْنه أَن يسخن فِي جَمِيع الْأَحْوَال لَكِن مَتى صَادف فِي الْبَطن أَطْعِمَة وَفِي الْعُرُوق أخلاطاً نِيَّة بَارِدَة هضمها وَولد دَمًا جيدا وَمَتى كَانَت ألف ي فِي الْجوف حرارة نارية غَرِيبَة مثل حمى أَو ورم وَأطَال الْحمى فِي ابْتِدَاء النّوبَة فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يسخن الْبدن سخونة غَرِيبَة وَمَتى نَام وَلَيْسَ فِي الْبدن لَا غذَاء وَلَا خلط خام وَلَا حرارة نارية فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يبرد الْبدن ويطفي الْحَرَارَة) الغريزية: وَمَتى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وَفِي الْبدن أخلاط ردية قَليلَة أَو ضَعِيفَة فَإِن النّوم يهضمها ويميزها وَيرد الْبدن إِلَى حَاله الطبيعي وَلَا يسخنه وَلَا يبرده وَمَتى كَانَ الْغَالِب على الْبدن المرار وَلم يكن لَهُ فضل قُوَّة يُمكنهُ أَن يُمَيّز ويخرجه عَن الْبدن فَإِنَّهُ يحفظ الْبدن على حَاله الَّتِي وجده عَلَيْهَا وَمَتى كَانَ بِإِنْسَان حمى من عفونة أخلاط ردية وَكَانَ فِي الطبيعة فضل قُوَّة وقدرت أَن تنضجها فِي وَقت النّوم فَإِن النّوم حِينَئِذٍ يسخن بالسخونة الغريزية وَينْقص من الْحر الْغَرِيب فَيكون مسخناً مبرداً فَهَذَا فعل النّوم فِي الْبدن. وَأما السهر فيجفف الْبدن فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَلَا يسخن ويبرد فِي جَمِيع الْأَحْوَال فَافْهَم الْأَمر فِيهِ على عكس الْأَمر فِي النّوم. لي قد أحسن حنين فِي هَذَا الْجمع. قَالَ جالينوس: أَنا أسْتَعْمل فِيمَن أفرط عَلَيْهِ السهر بِأَن أَشد أَيْديهم وأرجلهم فِي الْوَقْت الَّذِي جرت عَادَتهم أَن يَنَامُوا فِيهِ حَتَّى توجعهم وَآمرهُمْ باليقظة وَمَتى غمضوا أمنعهم حَتَّى يسترخوا استرخاء شَدِيدا ثمَّ أحل ذَلِك الرِّبَاط دفْعَة وَآمرهُمْ بإظلام الْموضع والهدو وَأَن لَا يسمعوا صَوتا الْبَتَّةَ فأحدث بذلك النّوم الْغَرق. والتعب ينيم نوماً غرقاً. قَالَ جالينوس: النّوم المعتدل يُولد دَمًا جيدا والمفرط يفْسد الأخلاط وَأما السهر فيولد الْمرة. من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: كَثْرَة السهر من غير عَادَة يفْسد الهضم والانتقال من السهر إِلَى كَثْرَة ألف ي النّوم على غير عَادَة يحدث استرخاء الْبدن وَثقل الرَّأْس وَذَلِكَ أَن النّوم الْكثير يمْنَع التَّحَلُّل فيجتمع فِي بدنه فضول بخارية فَيكون ذَلِك سَببا لاسترخاء الْبدن بِمَنْزِلَة الْبدن بِمَنْزِلَة شَيْء قد طبخ بِالْمَاءِ. وَأما الْيَقَظَة فبخلاف ذَلِك لِأَنَّهَا تجفف فَلذَلِك تكثف الْبدن وتصلبه. الْفُصُول قَالَ: السهر أبلغ الْأَشْيَاء فِي استفراغ الْبدن وتجفيفه وَالدَّم عِنْد السهر يحتد ويميل إِلَى طبيعة المرار. وَإِن بخر فِي الْبَيْت اصطرك وحماماً ويبروح ومقل أَنَام. لي اسْتِخْرَاج على مَا فِي الميامر: يُؤْخَذ لفاح وزعفران وميعة وحماماً فَيجْعَل مِنْهَا

تفاحة ويشمها العليل ويدلكها ويشمها فَإِنَّهُ ينيمه وأصول اليبروح.) من اختيارات حنين دخنة تطرد السهر وتنيم: ساذج حَماما قسط زرنب اصطرك اشج مقل صقلبي أصل اليبروج أفيون أُوقِيَّة أُوقِيَّة حب بِلِسَان رَطْل يجمع ويبخر على جمر خشب السرو. وَقَالَ: للسبات المفرط يغسل وَجه العليل بخل وَمَاء فاتر ويربط أَطْرَافه ربطاً شَدِيدا ويحجم بَين الْكَتِفَيْنِ والنقرة فَإِن دَامَت الْعلَّة اسْتعْمل العطوس فَإِنَّهُ نَافِع. وَقَالَ فِي الْعِلَل والأعراض: صب المَاء الفاتر الْوسط الْحر كثيرا على الرَّأْس يجلب النّوم الطَّبَرِيّ: كَثْرَة التقلب من جنب إِلَى جنب يهيج الرِّيَاح فِي الْبَطن. الطَّبَرِيّ: دهن النيلوفر ينيم إِذا سعط بِهِ أَو دلك بِهِ أَسْفَل الْقدَم. الافسنتين قَالَ روفس: إِنَّه يُخَفف الرَّأْس. دخنة تنيم العليل: اصطرك حَماما اشق مقل صقلبي أصل اللفاح أفيون تجْعَل بَنَادِق ويتبخر بِهِ على خشب السرو. ألف ي

(الإعياء والتمطي) (والتثاؤب والتكسير والاختلاج) قَالَ جالينوس فِي الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض: الإعياء ثلثة ضروبة: أَحدهَا يحس صَاحبه كَأَن بدنه قد رض وَقت وَالثَّانِي يحس كَأَن بِهِ تمدداً وَالثَّالِث يحس كلما تحرّك كَأَن فِي بدنه قروحاً فَإِذا أحس الْإِنْسَان فِي بدنه بتمدد من غير تَعب فَهَذَا يُسمى إعياء ابْتِدَاء حَادِثا من تِلْقَاء نَفسه وَذَلِكَ

جوامع العلل والأعراض

يكون للامتلاء الَّذِي بِحَسب التجاويف. وَأما 3 (الإعياء القروحي) فَإِنَّهُ أَكثر مَا يكون عِنْد الْحَرَكَة إِلَّا أَن يكون قَوِيا عَظِيما ً وَصَاحبه يظنّ أَنه يحس بشوك فِي بدنه وَالْفَاعِل لهَذَا الضَّرَر رُطُوبَة لذاعة. وَأما الإعياء الَّذِي يحس كَأَن بدنه مرضوض فَإِنَّهُ لَا يحْتَمل من الْحَرَكَة إِلَّا الْمِقْدَار الْيَسِير جدا ويحس بحرارة بَيِّنَة مَعَ لذع وتمدد وَذَلِكَ أَن الْبدن كُله فِي دَاخله خلط رَدِيء وَهَؤُلَاء لَا يرومون فَأَما القروحي والتمددي فقد يكون فيهمَا تمط إِذا كَانَا قليلي الْمِقْدَار جدا وَإِذا كَانَ حدوثهما عَن فضل نافخ بخاري. فَأَما الَّذين يصيبهم الإعياء القروحي وَيكون عَظِيما فَإِنَّهُم لَا يحْتَملُونَ شَيْئا من الحركات لَكِن توجعهم أبدانهم كَأَن فِيهَا قروحاً ويقشعرون فَإِن تزيد هَذَا الْعَارِض أشرفوا على النافض لأَنهم من غير أَن يتحركوا يقشعرون فضلا عَن أَن يتحركوا ولاسيما إِذا تحركوا حَرَكَة قَوِيَّة شَدِيدَة وخاصة إِن كَانَ الْبدن شَدِيد الْحس وَالْفضل حَار قوي اللذع وَلذَلِك الْأَطِبَّاء ينهون هَؤُلَاءِ عَن الحركات وَالْحمام لِأَنَّهُ يهيج مِنْهُ النافض والحمى سَرِيعا. والتمطي يكون لنفض الفضول المجتمعة عَن فضول الهضم الْكَائِن ألف ي من الهضم الثَّالِث وَلذَلِك يعرض بعقب النّوم أَكثر وَفِي الْحَالَات الَّتِي يكثر فِيهَا مثل هَذِه الفضلة فِي الْبدن فيمدد الْحَيَوَان عضله لتخرج مِنْهُ هَذِه الرطوبات. الرَّابِعَة قَالَ: أَصْحَاب الإعياء من الحركات القوية الطَّوِيلَة مَتى لينوا أبدانهم بالتمريخ والدلك اللين واتبعوه بِالنَّوْمِ أحسوا لَهُ بلذة بَيِّنَة. لي والاستحمام والدهن والغذاء الرطب. 3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض) الإعياء الْحَادِث من تِلْقَاء نَفسه أَحدهَا يحس صَاحبه بحس القروح وَهَذَا يكون من خلط مراري حاد وشفاؤه شرب المسهل لذَلِك الْخَلْط والتمدد يكون من الامتلاء ودواؤه الاستفراغ وَيكون إِمَّا من أخلاط غير لذاعة وَإِمَّا من ريح غَلِيظَة وشفاؤه يكون بالاستفراغ للأخلاط إِذا كَانَ مَعَ ثقل والأشياء الملطفة إِذا كَانَ بِلَا ثقل كالكمون والأنيسون وَإِذا كَانَ التمدد مَعَ لذع حَتَّى يكون مِنْهُ ألم مثل الورم الْحَار فَإِنَّهُ يكون من كَثْرَة الدَّم الْحَار وشفاؤه يكون بالفصد. والإعياء القروحي والتمددي قد يُمكن أَن تفرغ أبدان أَصْحَابهَا بالحركة إِذا كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل لذَلِك قَلِيلا فَأَما الضَّرْب الشبيه بالورم الْحَار فَلَا يحْتَمل صَاحبه الْحَرَكَة لِأَن الْحَرَكَة تسخن بدنه وتلهبه فيحم من سَاعَته. التثاؤب تمط يكون فِي عضل الْفَم والتمطي يكون إِذا كَانَت الأخلاط المؤذية قَليلَة فَإِن زَادَت كَانَ قشعريرة وَإِن زَاد كَانَ نافضاً ً. الثَّانِيَة من تَدْبِير الأصحاء: اسْتَعِنْ بهَا وجمل قَوْله فِي الإعياء أَن أعظم الْخَطَأ الْعَارِض فِي الرياضة والإعياء صنفان: صنف حَادث من تِلْقَاء نَفسه وسنقول فِيهِ بعد وَصفنَا مَا يحدث بعد التَّعَب فَأَقُول ألف ي إِن أَصْنَاف الإعياء تِسْعَة ثَلَاثَة مُفْردَة وَهِي التمددي ويعرض من شدَّة العضل والأعصاب عِنْد التَّعَب فَقَط وَلَيْسَ مَعَه فِي الْبدن فضلَة تفعل ذَلِك لَكِن إِنَّمَا يكون لامتداد العضل. القروحي: القروحي وَهُوَ الَّذِي يحس صَاحبه بألم مثل القرحة وَذَلِكَ يكون من أجل كَثْرَة الفضول جدا عنج الْحَرَكَة فتجذب من الفضول الَّتِي حولهَا فَإِن كَانَ ذَلِك قَوِيا كَانَ غائراً لِأَن الإعياء قد بلغ إِلَى الأوتار وأغشية الْعِظَام فَلذَلِك يُسمى إعياء الْعِظَام. قَالَ: وَهَهُنَا حَال أُخْرَى تغلط النَّاس حَتَّى يَظُنُّوا أَنَّهَا إعياء وَيكون من أجل اليبس المفرط فِي العضل لذَلِك يرى من أَصَابَهُ هَذَا إِذا نزع ثِيَابه قحل الْبدن ذابلاً ضامراً تثقل الْحَرَكَة عَلَيْهِ من غير أَن يحس بألم قروحي وَلَا امتدادي وَلَا تورمي. قَالَ: وَهَذِه الْحَال تقحل الْعَضُد ضَرُورَة وتضمره وتذبله فَأَما الإعياء الورمي فَإِنَّهُ ينْفخ الْبدن ويورمه أَكثر مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ فِي طبعه وكل وَاحِد من هَذِه يحْتَاج إِلَى علاج خَاص. قَالَ: والإعياء القروحي يكون من أجل حِدة الفضول ويعرض فِي الْأَبدَان الَّتِي فِيهَا كيموس) رَدِيء محتقن وَيكون أَيْضا من أجل التخم إِذا اجترأ الْإِنْسَان أَن يرتاض أَو يقوم فِي الشَّمْس ويطيل وَهُوَ متخم وَقد يحدث فِي الْأَبدَان الجيدة الأخلاط عِنْد إفراط الرياضة وَيكون بدن من يُصِيبهُ هَذَا الإعياء مقشعراً متكاثف الْجلد وتسمعه يَقُول أَيْضا إِنَّه إِذا رام الْحَرَكَة أصَاب وجعاً مثل الوجع الْعَارِض من القرحة وَبَعْضهمْ يُصِيبهُ فِي جلده وَبَعْضهمْ يُصِيبهُ ذَلِك فِي لَحْمه. وعلاج هَذَا يكون بضد السَّبَب الْفَاعِل وَذَلِكَ أَنه يجب أَن تحلل الفضلة فيسكن الوجع من سَاعَته وَذَلِكَ يكون بالدلك ألف ي الْكثير بالدهن العديم الْقَبْض.

قَالَ: فَلْيَكُن غرضك فِي الْيَوْم الأول بِهَذَا الدَّلْك والدهن اللين أَن يمْنَع الإعياء من الْحُدُوث إِن حدث تقصد إِلَى إذهابه وَإِنَّمَا يذهب الإعياء بالرياضة المسكنة الَّتِي تسْتَعْمل فِيهَا حركات معتدلة فِي كميتها بطيئة فِي كيفيتها وتقطع الحركات بوقفات كَثِيرَة تسْتَعْمل فِيهَا الدَّلْك للبدن بأيد كَثِيرَة ليفرغ من الدَّلْك سَرِيعا لِئَلَّا يبرد والكي تنْحَل فضوله سَرِيعا. وليكثر اسْتِعْمَال الدَّلْك إِذا كَانَت الفضول محتقنة فِي نفس الْجلد وَتَحْته وَيكثر اسْتِعْمَال حَرَكَة الْبدن من ذَاته فِي الإعياء الَّذِي تكون الفضول فِيهِ محتقنة فِي العضل وَهُوَ الورمي وَذَلِكَ أَن الفضول حِينَئِذٍ إِنَّمَا تخرج من العضل لتحريكها من دَاخل الْبدن والدلك من خَارج لِأَن تحريكها يمدها والدلك يعصرها فَيدْفَع الْفضل كالشيء المعصور. وَأما الصِّنْف الامتدادي فَإِن علاجه الإرخاء وَيكون بالدلك الْقَلِيل اللين بالدهن العذب المفتر وبالراحة التَّامَّة وبالاستحمام بِالْمَاءِ العذب المعتدل الْحر والمكث فِيهِ طَويلا وَإِن احْتَاجَ أَن ينشف الدّهن عَنهُ مَعَ الْعرق أُعِيد عَلَيْهِ ويمرخ من الْغَد سَاعَة يقوم من النّوم وَهَذَا الصِّنْف من الإعياء يعرض عِنْد الرياضة للَّذين أخلاطهم جَيِّدَة إِذا تعبوا فِي الرياضة الشَّدِيدَة البطيئة. والدلك يعسر عَلَيْهِم الإعياء لامتداد أبدانهم وَلَا تكون أبدانهم كثيفة وَلَا مقشعرة كأبدان أَصْحَاب الإعياء القروحي وَلَكِن قد تكون فِي الضمور والذبول مثل تِلْكَ وَتَكون أسخن مِمَّا كَانَت عَلَيْهِ فِي وَقت صِحَّتهَا وأسخن من أبدان أَصْحَاب الإعياء القروحي. وَأما الصِّنْف الثَّالِث وَهُوَ الورمي فَيكون من الحركات الضعيفة المتوالية وَهَذَا الصِّنْف وَحده يورم ألف ي العضل وينفخها أَكثر مِمَّا كَانَت عَلَيْهِ فِي طبيعتها حَتَّى يكون ألمها مثل ألم الورم الْحَار وَلذَلِك يوجعه إِن لمس بدنه وتزيد حرارته وتتوجع أَيْضا إِذا رام الْحَرَكَة من تِلْقَاء نَفسه وَهَذَا الصِّنْف أَكثر مَا يعرض لمن لم يعْتد الرياضة وَأما الْمُعْتَاد لَهَا فَإِنَّهُ يعرض لَهُ فِي) الندرة إِذا تحرّك حركات صعبة مُتَوَالِيَة كَثِيرَة فاقصد فِي علاجه إِلَى إفراغ الفضول وتسكين الامتداد وتطفئة الالتهاب كَمَا يقْصد لعلاج الورم الْحَار. والدلك بالدهن الْكثير الفاتر والدلك الرفيق والمكث فِي المَاء المعتدل حره زَمَانا طَويلا يشفي من هَذَا الإعياء فَإِن كَانَ المَاء أَكثر فتورة كَانَ أبلغ وينفعهم السّكُون الطَّوِيل والمرخ وَجَمِيع مَا يرِيح ويحلل الفضول وَصَاحب هَذَا الصِّنْف يحْسب أَن أعضاءه مرضوضة إِلَّا الْعِظَام. فَأَما الصِّنْف الرَّابِع الشبيه بالإعياء الَّذِي لَا يكون فِيهِ لَا حس القروح وَلَا حس التكسر والورم وَلَا الامتداد وَلَا مَعَه كسل عَن الْحَرَكَة لَكِن مَعَه قضف الْبدن وجفافه فَإِنَّهُ يعرض فِي الْأَبدَان الجيدة الأخلاط المعتدلة الْمُعْتَادَة للرياضة إِذا صَارَت إِلَى رياضة مفرطة ثمَّ صَارَت إِلَى التسكين وَذَلِكَ أَن الفضول تنْحَل عِنْد هَذَا الْفِعْل.

3 - (الإعياء الممتد) يسترخي وَلَا تبقى فِي الْبدن آفَة خلا اليبس الْعَارِض من الاستفراغ وَلَا يحْتَاج صَاحبه إِلَى شَيْء من التَّدْبِير غير أَنه يَنْبَغِي أَن يَجْعَل مَاءَهُ الَّذِي يستحم بِهِ أسخن ثمَّ من بعد ذَلِك يدْخل المَاء الْبَارِد ليجمع جلده ويقويه. لي: تَدْبِير هَذَا بعد هَذِه الْعَلامَة وَأما فِي الْيَوْم الثَّانِي فَيحْتَاج إِلَى رياضة مسكنة يسيرَة لينَة بطيئة ودلك يسير لين وَليكن المَاء الَّذِي يستحم بِهِ حاراً على مَا كَانَ فِي الْيَوْم الأول وَيخرج من آبزن المَاء الْحَار وَيدخل من سَاعَته إِلَى آبزن المَاء الْبَارِد لتبقى قُوَّة جلده ألف يَاء وحرارته على حَاله فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك كَانَ تحلله فِيمَا يسْتَأْنف أقل ووصول الْغذَاء إِلَى أَعْضَائِهِ أسْرع وَهُوَ إِلَى ذَلِك مُحْتَاج لِأَنَّهُ لم تحدث بِهِ آفَة سوى القضاضة ويبس اللَّحْم فَهُوَ ينظر فِيهِ فَإِنِّي أَظن أَنه يحْتَاج أَن يكون مَعَه الاستحمام. قَالَ: وَأَصْحَاب الإعياء القروحي إِذا سكن إعياؤهم فليرجعوا إِلَى غذائهم الَّذِي قد اعتادوه وليقلوا مِنْهُ قَلِيلا فَإِن كَانَ إعياؤهم بَاقِيا احتاجوا إِلَى أَن يكون غذائهم أرطب قَلِيلا. وَأَصْحَاب الإعياء الامتدادي يَحْتَاجُونَ إِلَى غذَاء أقل من أَصْحَاب القروحي وَأَصْحَاب الإعياء الورمي يَحْتَاجُونَ إِلَى غذَاء أرطب وَأَقل من جَمِيع مَا ذكرت وَيكون بَارِدًا قَلِيلا وَكلهمْ يحْتَاج إِلَى أغذية جَيِّدَة الْخَلْط ويحذر اللزجة إِذا كَانَ الإعياء ورمياً أَو قرحياً لِأَنَّهُ يمْنَع التَّحَلُّل وَأما الامتدادي فليستعمل اللزجة ويقل كميتها.) قَالَ: وَأما من أَخذ هَذِه الْأَشْيَاء من تجربة فَقَط فَإِنَّهُ كثيرا مَا يُخطئ مثل من يَقُول: إِن الإعياء يذهب الإعياء وَإِنَّمَا هُوَ وَاحِد من الإعياء يذهب بالإعياء وَهُوَ الَّذِي يحْتَاج إِلَى رياضة فِي الْيَوْم الثَّانِي مثل الرياضة فِي الْيَوْم الأول وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ الإعياء لِأَن الفضلة محتقنة فِي العضل. وَأما قَول من قَالَ: 3 (الرَّاحَة تذْهب بالإعياء) فَإِنَّهُ يصدق فِي الإعياء الامتدادي والورمي وَالْقَائِل: إِن غذَاء المعيي يجب أَن ينقص صَادِق لِأَنَّهُ نَافِع للإعياء القروحي إِذا سكن مَا بهم سكوناً كَامِلا وَالْقَائِل أَيْضا إِنَّه يجب أَن يُزَاد فِي غذائهم صَادِق فِي الْحَال الشبيهة بالإعياء الَّذِي هُوَ رَابِع وَكَذَلِكَ الْقَائِل: إِنَّه يجب أَن يستحموا بِالْمَاءِ الْحَار صَادِق ألف ي لِأَن هَذَا مُوَافق للإعياء الورمي وَالنّصف الرَّابِع الشبيه بالإعياء إِلَّا أَن أَصْحَاب الإعياء الورمي يَحْتَاجُونَ إِلَى مَا هُوَ أقل حرا وَأَصْحَاب الْحَال الشبيهة بالإعياء يَحْتَاجُونَ إِلَى مَا هُوَ كثير الْحر اسْتَعِنْ بِهَذِهِ الْمقَالة فَإِن الْحَال الشبيهة بالإعياء إِن كَانَ مَعَ ذَلِك حرارة حدثت عَنْهَا حمى. قَالَ: وَأكْثر من يُصِيبهُ الإعياء يحم. قَالَ: 3 (الْحَال الشبيهة بالإعياء) تكون من قضف الْأَعْضَاء لِكَثْرَة تحللها بالرياضة فَيعرض لَهَا من ذَلِك مثل مَا يعرض من طول الْإِمْسَاك عَن الْغذَاء فينفعه لذَلِك المَاء الْحَار جدا لِأَنَّهُ

يحْتَاج أَن تكثف جلده وتكثيف الْجلد لَا يكون إِلَّا بِالْمَاءِ الْحَار جدا أَو الْبَارِد جدا وَلَا يُمكن أَن يستحم بِالْمَاءِ الْبَارِد لِأَنَّهُ لَا يُؤمن من أَن يضرّهُ لما قد صَار إِلَيْهِ الْبدن من التَّحَلُّل والاتساع والخلاء من كَثْرَة الرياضة فَلَيْسَ فِيهِ مقاومة للبرودة أصلا وَأما المَاء المغلي فَلَا يتخوف مِنْهُ شَيْء من المضار ويكثف أَيْضا وَينْتَفع أَيْضا بِمَا يبْقى فِيهِ من حرارة ثمَّ يَنْبَغِي أَن يدْخل بعد فِي المَاء الْبَارِد وَلَا يُطِيل الْمكْث فِيهِ تنقص مَنْفَعَة المَاء المغلي. قَالَ: وأصناف الإعياء البسيطة ثَلَاثَة: القروحي والورمي والامتدادي وَإِذا ازدوجت هَذِه اثْنَان اثْنَان صَارَت ثَلَاثَة أخر: القروحي مَعَ الورمي مَعَ الامتدادي وَإِذا ازدوجت هَذِه ثلاثتها حدث صنف رَابِع: القروحي مَعَ الامتدادي والورمي فَذَلِك صَارَت سَبْعَة: ثَلَاثَة بسيطة وَأَرْبَعَة مركبة وتعرفها بِظُهُور علاماتها مركبة. وعلاجها علاج مركب فاقصد للأغلب وَلَا تغفل الآخر. مثل ذَلِك: إِذا حدث فِي العضل انتفاخ وَكَانَ مَعَ ذَلِك يظنّ أَن عضله مرضوض ويحس فِيهَا بقروح فَإِن الْبدن قد أَصَابَهُ إعياء قروحي وَرمي فاقصد لأكثرهما عظما ولأشدهما حفزاً من جِهَة ضَرَره ألف ي. قَالَ: أضرّ من القروحي فَانْظُر فَإِن كَانَ أعظم مِنْهُ أَيْضا فَلَا تشك فِي أَن الْقَصْد يجب أَن يكون إِلَيْهِ أَكثر وَإِن تَسَاويا فِي الْعظم وَإِن كَانَ ينقص عظمه من القروحي بِمِقْدَار مَا هُوَ أَشد مِنْهُ فِي الطَّبْع فاقصد لَهما جَمِيعًا قصدا وَاحِدًا فَهَذَا هُوَ القانون. لي الامتدادي أسهلها كلهَا. قَالَ: كَمَا أَن الإعياء الْحَادِث عَن التَّعَب عرض صحي كَذَلِك الإعياء الْحَادِث عَن تِلْقَاء نَفسه عرض مرضِي وَلَيْسَ لهَذَا الإعياء سَبَب بَارك كَمَا للحادث عَن التَّعَب بل سَبَب متقادم وَهَذَا الإعياء أَيْضا ثَلَاثَة أضْرب بسيطة: القروحي والتمددي والورمي والقروحي يحدث حسا مَعَ وجع كَأَن فِي الْبدن قرحَة ويحس بذلك إِمَّا فِي الْجلد وَحده إِذا لم يكن الإعياء) شَدِيدا وَإِمَّا فِي الْجلد وَاللَّحم مَعًا إِذا كَانَ الإعياء شَدِيدا جدا وَسبب الإعياء القروحي يكون عَن الرطوبات الحارة اللطيفة تَأْكُل الْبدن وتنخسه وَذَلِكَ يكون إِمَّا من إفراط التَّعَب الْكَائِن بعقب الرياضة وَإِمَّا من رداءة كيموس يجْتَمع فِي الْبدن وَلَا يحس الْإِنْسَان اجتماعه. وَأما الإعياء الامتدادي الْحَادِث من تِلْقَاء نَفسه فَإِنَّهُ تَابع لإخلاء الْبدن الَّذِي بِحَسب التجاويف يمدد الْبدن. وَأما الإعياء الورمي فَإِنَّهُ يكون من امتلاء وَمن رداءة الكيموس اللذاع كَأَن هَذَا الامتلاء جَامع قَالَ: الامتداد القروحي لَا يحدث إِلَّا عَن الكيموس اللذاع ومادام هَذَا الكيموس مخالطاً للدم فِي الْعرق لم يحدث عَنهُ إعياء قروحي لِأَن جودة الدَّم تقهره فَلَا يشْعر بِهِ بل تحدث عَنهُ الْحَال القرحية فَإِذا صَار فِي اللَّحْم وَالْجَلد حدث عَنهُ حِينَئِذٍ فَإِن تحركت هَذِه

الأخلاط فِي اللَّحْم حَرَكَة ضَعِيفَة حدث عَنْهَا مس الإعياء فَإِن تحركت حَرَكَة شَدِيدَة أحدثت النافض إِن كَانَت حارة على مَا بَينا فِي بَاب النافض. قَالَ: وَهَذِه الفضول إِمَّا أَن تحْتَاج أَن تستفرغ ألف ي وَإِمَّا أَن تحلل لِأَن الفضول فِي الإعياء القروحي حَادث فِي اللَّحْم الَّذِي على الْعِظَام فَلَيْسَ يُمكن أَن يفرغ بالدواء كَمَا يفرغ الَّذِي فِي الأوراد والبطن. قَالَ: ولتحدث على نوع الفضلة من لون الْبدن وَمن التَّدْبِير الْمُتَقَدّم على مَا فِي بَاب الأخلاط واعرف الفضلة منبثة هِيَ فِي الْجلد أم فِي اللَّحْم فَإِنَّهَا إِذا كَانَت فِي الْجلد اجْتنبت تقليل التَّدْبِير وَإِن كَانَت فِي اللَّحْم كَانَ علاجها أعْسر. وَأَنا مبتدئ بتدبير الكيموس الرَّدِيء إِذا كَانَ فِي الْجلد فَأنْزل إِن شَابًّا جيد الكيموس كَانَ فِيمَا مضى يجيد التَّدْبِير ثمَّ إِنَّه عرض لَهُ سفر فَلم يُمكنهُ أَن يروض بدنه على الْعَادة وَلَا أَن يستحم وَجعل يسْتَعْمل الْأَطْعِمَة الردية ويركب بعقب غدائه وعشائه ويسهر ليله أجمع حَتَّى لَا يستريح قَالَ: فَمن كَانَت هَذِه صفته غير مُمكن فِيهِ اجْتِمَاع الكيموس الرَّدِيء كثيرا وَلذَلِك لَا يحْتَاج إِلَى إصْلَاح قوي طَوِيل بل يَكْتَفِي بالرياضة المسكنة وَبِالْجُمْلَةِ مَا ذكرنَا أَولا مِمَّا يفرغ مَا فِي الْجلد لِأَن الآفة إِنَّمَا هِيَ فِيهِ وَحده ثمَّ أنزل إِن هَذَا قد اجْتمع فِي جَمِيع بدنه كيموس رَدِيء فَمن كَانَت هَذِه صفته فَإنَّا لَا نروضه الْبَتَّةَ وَلَا نحرك فِيهِ شَيْئا بل نأمره بِالنَّوْمِ والسكون والإمساك عَن الطَّعَام جَمِيع نَهَاره فَإِذا أَمْسَى مرخناه مرخاً لينًا وحممناه بِالْمَاءِ المعتدل فِي حره وغذيناه) بغذاء جيد الكيموس وَجَعَلنَا ذَلِك حساء وقللناه وَلم نمنعه الشَّرَاب لِأَن الشَّرَاب أبلغ فِي إنضاج الكيموسات الَّتِي قد نَضِجَتْ على النّصْف من سَائِر الْأَشْيَاء وَهُوَ مدر للعرق وَالْبَوْل ويجلب النّوم لأَنا نحتاج فِيمَن كَانَت هَذِه حَاله أَن نفرغ بعض كيموساته بالعرق وَالْبَوْل وينضج بَعْضهَا بِالسُّكُونِ وَالنَّوْم إِن شَاءَ الله. ألف ي لي على هَذَا تَدْبِير الَّذين بهم نافض بِلَا حمى. قَالَ: فَإِن سكن هَذَا الْعَارِض بعد فعلنَا هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي وَصفنَا فَيجب أَن يرد الشَّاب إِلَى عَادَته قَلِيلا قَلِيلا وَإِن مكث الْعَارِض إِلَى النّوم ففكر فِي علاج أقوى من الأول خَاصَّة وَإِن كَانَ إِنَّمَا يحس بالإعياء بِاللَّيْلِ إِن كَانَ يعرض لَهُ سهر أَو غثيان أَو كَانَ نَومه مضطرباً لَيْسَ بمستغرق لِأَن من كَانَت هَذِه حَاله يجب فصده وإسهاله إِن أجابت الْقُوَّة بعد أَن تنظر إِلَى مَا هُوَ أحْوج فَإِن كَانَت قوته ضعفيه فَلَا تفصده وَلَكِن أسهله باعتدال إِن احْتَاجَ إِلَيْهِ وَإِذا كَانَت الْقُوَّة جَيِّدَة والإعياء بَاقِيا فسل: هَل الكيموس الردي الْفَاعِل للإعياء كَثْرَة الدَّم أَو كَثْرَة كيموس خام غير نضج أَو فضلَة أُخْرَى ففرغ الدَّم إِن كَانَ ذَلِك من الدَّم أَو اشرط السَّاق ثمَّ اتبعهُ بدواء خَاص بإسهال ذَلِك الكيموس الَّذِي تظن أَنه كَانَ غَالِبا فِي الدَّم وَإِن كَانَ الكيموس الرَّدِيء وَحده غَالِبا فافصد للإسهال من ذَلِك الْخَلْط.

وَقد تكون هَذِه الفضلة صفراء أَو سَوْدَاء أَو بلغماً مالحاً أَو حامضاً وكل هَذِه قد تكون غَلِيظَة وَتَكون مائية وَاسْتدلَّ على نوع الكيموس الْغَالِب على مَا فِي بَاب الأخلاط. وَمَتى كَانَ مَعَ الإعياء بثور فِي الْبدن سهل تعرف الْخَلْط الْغَالِب وَإِذا لم يُمكن فاعرفه بالحدس من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَسَائِر الدلالات المقولة فِي بَاب تعرف غَلَبَة الأخلاط ثمَّ اقصد لاستفراغ ذَلِك الْخَلْط إِمَّا بالفصد وَإِمَّا بالإسهال وَإِمَّا بضروب أخر إِذا لم يكن هذَيْن. لي: يجب أَن تعلم أَن الْعِنَايَة بتدبير الإعياء وَاجِب لِأَن فِيهِ حفظ الْبدن من الْحمى لِأَن الإعياء إِذا لم تعالج ألهب الْحمى أَو النافض الَّتِي لَا تتبعها حمى على مِقْدَار الْخَلْط الْفَاعِل للإعياء. قَالَ: وَلِأَن الإعياء القروحي ألف ي يكون فِيهِ خَارج الْعُرُوق خلط لذاع ينخس اللَّحْم وداخل الْعُرُوق خلط ني لم يستحكم نضجه صَار الْغَرَض فِي استفراغ مَا فِي اللَّحْم وانضاج مَا فِي الْعُرُوق فَلذَلِك يجب أَن يمْنَع من الحركات الصعبة ومرخه بالدلك وَليكن الدَّلْك بِرِفْق) ويحمه كي يستفرغ بذلك مَا فِي اللَّحْم ثمَّ أمره بالهدو والسكون والإمساك عَن الْغذَاء ثمَّ حمه أَيْضا مرّة ثَانِيَة أَو ثَالِثَة إِن أمكن ذَلِك من غير أَن يغتذى بِشَيْء الْبَتَّةَ وَيكون فِيمَا بَين ذَلِك سَاكِنا نَائِما وَالْحمام يجلب لَهُ النّوم. لي: مَتى كَانَ يعرض لَهُ عَن الْحمام نافض فَاعْلَم أَن الْأَمر قد خرج عَن هَذَا الْحَد وَإِن كَانَ بالأخلاط من الْكَثْرَة والرداءة مَا يثير حمى فاترك الْحمام الْبَتَّةَ وَعَلَيْك بالاستفراغ بالدواء والإنضاج وتبديل المزاج. قَالَ: فَاجْعَلْ غذاءه حساء يَسِيرا أَو مَاء الشّعير وَكَذَلِكَ تدبره من غَد وَاجعَل غذاءه مَاء الشّعير والأشياء الَّتِي تلطف أَكثر مَتى توهمت أَن الأخلاط الخامة فِي الْعُرُوق كَثِيرَة والسكنجبين والفلفل والزنجبيل وَجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تقطع الأخلاط الغليظة وأعطهم الخس والسمك الرضراضي وكل مَا لَيْسَ لَهُ لزوجة وأعطهم لُحُوم الطير وَمن الْأَشْرِبَة السكنجبين وَمَاء الْعَسَل وَالشرَاب الْأَبْيَض اللَّطِيف وَأكْثر من هَذِه بِحَسب مَا تميل إِلَيْهِ من حَال مَا فِي الأدواء وَحَال مَا خَارج. وَقَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فأعطهم من الأغذية الجيدة الكيموس الَّتِي تجلو من غير لذع وَلَا تَغْدُو غذَاء كثيرا وَلَا تولد خلطاً غليظاً وَأما الْأَشْيَاء الَّتِي تدر الْبَوْل فلست أحمدها فِي هَذَا الْموضع ولاسيما الْكَثِيرَة الإسخان المذيبة للدم لِأَنَّهَا تثور الدَّم. قَالَ: فدبرهم على هَذَا الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث وَالرَّابِع ألف ي فَإِن رَجَعَ الْبدن إِلَى حَاله وَذهب الإعياء الْبَتَّةَ فادلكه دلكا كثيرا ليستفرغ مَا فِي اللَّحْم كُله. قَالَ: ورضه رياضة قَليلَة فَإِن ذهب بعد ذَلِك مس الإعياء كُله فَرده إِلَى الْعَادة والرياضة الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا وَإِن كَانَ قد بَقِي من الإعياء شَيْء وَحده وظلت العلامات الدَّالَّة على الْخَلْط الخام فِي الْعُرُوق فعالجه بعلاج التسكين.

لي: يَعْنِي بالرياضة البطيئة الحركات الَّتِي فِيهَا وقفات وبالدلك الَّذِي يفرغ مَا فِي اللَّحْم لِأَنَّهُ لَيْسَ هَهُنَا شَيْء يحْتَاج أَن ينضج وَلَا شَيْء يعالج غير إِخْرَاج هَذِه الفضلة اللذاعة من اللَّحْم أَو بِهَذَا العلاج بالحمام يخرج. قَالَ: وَإِن ذهب حس الإعياء أَو بقيت عَلَامَات الأخلاط النِّيَّة فِي الْعُرُوق فدع الرياضة الْبَتَّةَ وَعَلَيْك بِالسُّكُونِ الطَّوِيل والهدو.) لي لِأَنَّهُ لَيْسَ حِينَئِذٍ فِي اللَّحْم فَضله يجب أَن تستفرغ وَإِنَّمَا تحْتَاج أَن تنضج الأخلاط النِّيَّة. قَالَ: وَفِي هَذِه الْحَال إِذا كَانَت الأخلاط النِّيَّة كَثِيرَة فَلَا تفصده وَلَا تسهله وَلَا ترضه لِأَن الفصد يخرج بِهِ دم نضج من الْأَعْضَاء وينجذب لذَلِك بدلكه إِلَى الْأَعْضَاء دم غير نضج حَار وَأما الرياضة فَإِنَّهَا تجذب إِلَى الْأَعْضَاء أخلاطاً نِيَّة وَأما المسهلة فَإِنَّهَا تؤذيهم وتمغسهم وَلَا يخرج مِنْهُم إِلَّا مَالا بَال لَهُ لِأَن هَذِه الأخلاط بطيئة السيلان عسرة الْحَرَكَة فتتقدم فتسد المسالك الضيقة الَّتِي تخرج فِيهَا عِنْد الإسهال وتمنع من الْخُرُوج بالإسهال. لي يجب أَن تعلم أَن هَذَا إِذا صَار إِلَى هَذَا الْحَد فَإِن هَذَا علاج الْبدن الَّذِي فِيهِ خام كثير لَا علاج الإعياء القروحي مَحْضا. قَالَ: فَمر هَؤُلَاءِ بِالسُّكُونِ وَاجعَل طعامهم وشرابهم وأدويتهم مَا كَانَ ملطفاً مقطعاً لغلظ الكيموسات من غير ألف ي أَن تسخن إسخاناً كثيرا صَارَت إِلَى الْبدن كُله وَكَذَلِكَ الكسنجين وَمَاء الْعَسَل وَمَاء الشّعير لأَنهم يحْتَملُونَ لطافة التَّدْبِير أَكثر من غَيرهم وَذَلِكَ لِأَن كَثْرَة الكيموسات الخامة فيهم تقوم مقَام الطَّعَام إِذا نَضِجَتْ قَلِيلا قَلِيلا وَمن أجل أم جَمِيع من هَذِه صفته ينتفخ بَطْنه ويعظم وتتولد فِيهَا ريَاح من أجل مَا يتَنَاوَلهُ أخلط فِي طعامهم دَار فلفل فَإِنَّهُ يعين على الهضم ويحلل النفخ وَمَتى لم يتَّفق الدَّار فلفل فَاسْتعْمل الفلفل الْأَبْيَض فَإِنَّهُ يُقَوي الْمعدة أَكثر من الفلفلين الآخرين وَإِن لم يكن الفلفل الرزين الْأسود فَاسْتعْمل جوارش الكمون والفلافلي البسيطة يعْطى فِي كل يَوْم مَرَّات قبل الطَّعَام وَبعده وَعند النّوم ملعقة كَبِيرَة لمن بدنه كَبِير وصغيرة لمن بدنه صَغِير وأعطهم الزنجبيل المربى بالخل وَهُوَ الَّذِي يَتَّخِذهُ الْعَجم من أصل هَذَا النَّبَات. لي أرى أَنه الاشترغار. قَالَ: لِأَن حرارة هَذِه الْأَدْوِيَة تبوح وتطفأ فِي الأوراد الأولى وَلَا تصل إِلَى أعالي الْجِسْم كَمَا تصل حرارة الْأَدْوِيَة الْبَاقِيَة. قَالَ: وَكَذَلِكَ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالفوتنج النَّهْرِي وينتفعون بالسكنجبين فَبِهَذَا التَّدْبِير دبرهم يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَإِذا وجدت الكيموسات الخامة قد لطفت فاسقهم شرابًا لطيف القوام خوصي اللَّوْن أَو أَبيض واجتنب الغليظ وَالْأسود فَإِذا فعلت جَمِيع مَا وصفت لَك

وَرَأَيْت النَّفْع قد ظهر فحمه وامرخه وادلك بالرفق فَإِذا رَأَيْت الْبَوْل قد ابْتَدَأَ فِيهِ الرسوب فزد فِي لَك قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى) ترده إِلَى عَادَته وَاسْتعْمل فِي هَذَا الْوَقْت الأدهان المحللة. قَالَ: وَلست أرى فِي هَذَا العلاج الْقَيْء الْبَتَّةَ إِذا كَانَت هَذِه الكيموسات مَعَ إعياء لِأَنَّهُ يكون بِهِ جذب الأخلاط اللذاعة الَّتِي فِي اللَّحْم إِلَى دَاخل فَأَما إِذا لم ألف ي تكن مَعَه إعياء فَيجوز ذَلِك. وَيجب أَن يحذر هَهُنَا أَيْضا الْبرد يُصِيب ظَاهر الْبدن والأشياء القابضة وَجَمِيع مَا يدْفع مَا فِي خَارج اللَّحْم وَيَردهُ إِلَى دَاخل مَتى كَانَ إعياء بل تدبر مَعَ هَذَا التَّدْبِير بِمَا يُخرجهَا إِلَى ظَاهر الْبدن نَحْو الْحمام والرياضة والدلك بعد أَن يَجِيء الْوَقْت الَّذِي يجوز فِيهِ ذَلِك على مَا قد حددت. قَالَ: فاعمل الْآن على أَن الأخلاط الخامة فِي اللَّحْم لَا فِي الأوراد وَأَن هَذِه الْأَعْضَاء تَجِد مس الإعياء فَلَيْسَ كَمَا تخوفنا فِي الَّذين كَانَت الأخلاط الخامة فِي عروقهم إِعْطَاء الْأَشْيَاء القوية الإسخان لِئَلَّا يصير الخام إِلَى جَمِيع الْجَسَد يتخوف الْآن بل يُعْطي هَؤُلَاءِ أَشْيَاء تَنْتَشِر حَرَارَتهَا إِلَى الْجلد وادلكهم بالدهن المرخي ولاسيما إِذا استيقظوا من نومهم بِالْغَدَاةِ. لي عَلامَة هَذِه الْحَال أَن يكون الْحس القرحي غائراً وَالْبَوْل نضجاً. قَالَ: لِأَن هَذَا الدَّلْك ينضج الكيموسات الخامة ويعين على اعْتِدَال الْبدن وبعقب الدَّلْك بِالسُّكُونِ زَمَانا طَويلا يكون نَفعه أَكثر لِأَنَّهُ ينضج نعما وَيظْهر نَفعه أَكثر مَتى كَانَ المتدلك قد أقل فِي الْيَوْم الْمَاضِي من الطَّعَام وَلم يتَنَاوَل بعد عشائه شَيْئا من الْأَشْيَاء سوى الشَّرَاب الخوصي اللَّطِيف وَلَا يجب أَن تروضه على الْمَكَان رياضة شَدِيدَة لِئَلَّا يضْطَر الْبدن أَن يغتذي بالكيموسات النِّيَّة بل ادلكه دلكا كثيرا وحمه بِالْمَاءِ المعتدل فِي السخونة واغذه بأغذية جَيِّدَة الكيموس غير لزجة وأعطه الملطفة فِي أطعمته وأدويته وَلَا يتخوف من اسْتِعْمَالهَا وَإِن كَانَت قَوِيَّة الإسخان بل أعطهم من الدَّوَاء الْمَعْمُول بالفوتنج النَّهْرِي وَلَا تتخوفه وَليكن ناعم السحق ليصل سَرِيعا إِلَى جَمِيع الْبدن وأعطه قبل الطَّعَام وَلَا تعطه بعده لِأَنَّهُ يُوصل الطَّعَام نياً إِلَى جَمِيع الْبدن بلطافته بل أعْطه بعد الطَّعَام الفلافلي وَنَحْوه مِمَّا يعين على الهضم ألف ي وَلَا يبلغ أَن ينتشر الْغذَاء نياً فِي جَمِيع الْبدن فَإِن كَانَ فِي هضم الطَّعَام تَقْصِير فأعطه دَوَاء سفرجلي مَتى اضطررت إِلَيْهِ. وَاعْلَم أَن أبلغ الْأَدْوِيَة لهَؤُلَاء دَوَاء الفوتنج وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يلطف بِقُوَّة ويحلل ويدر الْبَوْل فَإِذا صلح) الْبدن على هذَيْن يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَرْضه قَلِيلا فَإِن ذهب الإعياء فأعده إِلَى رياضته المحكمة الَّتِي اعتادها وَإِن بقيت أَمَارَات الإعياء فَاجْعَلْ رياضته مسكنة وَدبره أَيْضا على مَا دبرت حَتَّى يسكن ثمَّ رده إِلَى عَادَته. قَالَ: وَلِأَن الدّهن الْمَعْمُول ببزر ألاطي يذهب الإعياء نَافِع لمن كَانَ فِي لَحْمه أخلاط

تحْتَاج إِلَى النضج فَاسْتَعْملهُ وَقد وصف فِي الصَّنْعَة وَكَذَلِكَ دهن فقاح الْجَوْز ودهن البابونج ينفع مثلهَا ودهن الشبث ودهن المرزبحوش فِي الشتَاء وَمَتى أَحْبَبْت أَن يطول مكثها على الْبدن فَاجْعَلْ مَعهَا صمغاً وطبيخ أصُول السلق الْأَبْيَض يطْبخ الدّهن فِي إِنَاء مضاعف وَاسْتَعْملهُ وأصول قثاء الْحمار وأصول الخطمي والفاشرا فَإِن هَذِه كلهَا إِذا أَعْطَتْ كيفياتها لبَعض الأدهان المحللة حللت ونفعت من الإعياء. وَليكن ميلك فِي التَّدْبِير على حسب مَا ترى وَإِن كَانَ أَمر الاستفراغ أوجب فَذَلِك وَإِن كَانَ أَمر الإنضاج أوجب فِيهِ وَإِن تَسَاويا فاجمع التَّدْبِير الَّذِي يستفرغ مَا قد حصل فِي اللَّحْم خَارِجا وينضج مَا فِي الْعُرُوق وَإِن كَانَ فِي الْعُرُوق وَإِن كَانَ على مَا قُلْنَا فَإِنَّهُ قد يكون هَذَا الخام فِي اللَّحْم أجمع خَارج الْعُرُوق على مَا قد فَرغْنَا من ذكره الْآن. قَالَ: والإعياء الامتدادي مَتى حدث من تِلْقَاء نَفسه يدل على امتلاء الدَّم فافصد واحجم السَّاق وَقد يمكنك إِن كَانَ قَلِيلا أَن تجاويه بالإمساك عَن الْغذَاء أَو بالرياضة فَأَما إِن كَانَ كثيرا مزعجاً فَعَلَيْك بالفصد. فِي الإعياء الورمي قَالَ: فَأَما الإعياء الورمي ألف ي فَمن أجل صعوبة الوجع وَكَثْرَة الْحَرَارَة لَا يحْتَمل أَن يُؤَخر الفصد سَاعَة يسيرَة فضلا عَن أَيَّام لِأَنَّهُ يجلب على الْمَكَان حمى صعبة مَتى لم يُبَادر بالفصد لِأَن دم أَصْحَاب هَذَا الإعياء حَار جدا وهم محتاجون إِلَى إفراغ دم كثير وَأَكْثَرهم تبادره الْحمى وَإِن أخرجُوا الدَّم فَلذَلِك لَا يجب أَن يتباطأ بالفصد وَلَا يقلل أَيْضا إِخْرَاج الدَّم بل يكثر مِنْهُ إِلَى بُلُوغ الغشي وَلَا يخرج فِي الْمرة الأولى إِلَى أَن يبلغ الغشى لِأَنَّك لَا تقدر حِينَئِذٍ أَن تستفرغ ثَانِيَة بل توق فِي الأول لِئَلَّا يعرض الغشى ليمكنك أَن تخرج ثَانِيَة ليَكُون الْمخْرج فيهمَا أَكثر من الْمخْرج فِي مرّة إِلَى أَن يعرض الغشى وَلَا تفرغ فِي الْمرة الثَّانِيَة من الغشي لِأَنَّهُ مَتى عرض لَا يحْتَاج أَن يفرغ مرّة أُخْرَى بل تقلله وتغذوه فَإِن لم يفصد من هَذِه حَاله فَإِنَّمَا يتَخَلَّص ببخت سعيد وَقُوَّة جَيِّدَة تبْعَث رعافاً كثيرا أَو عرقاً كثيرا.) وَانْظُر قبل الفصد أَيْن الامتداد والوجع الناخس أَكثر أَفِي الصَّدْر أم فِي الظّهْر ونواحيه أَو فِي الرَّأْس والعنق ثمَّ افصد إِمَّا القيفال وَإِمَّا الباسليق وَإِن كَانَ بالسواء فِي الناحيتين فافصد الأكحل وَإِن حموا بعد الفصد فعالجهم بعلاج الْحمى وَذَلِكَ خَارج من حفظ الصِّحَّة دَاخل فِي علاج الْأَمْرَاض. فَخذه من هُنَاكَ. قَالَ: إِن لم يحموا فاغذهم بعد الفصد بكشك الشّعير والحساء وحمهم فِي الْيَوْم الثَّانِي ومرخهم بدهن كثير مرخ. وَقَالَ: غذهم وأعطهم الْبُقُول وَإِن أَحبُّوا السّمك الصغار وَلَا يَقع فِي طبيخهم أباريز وحذرهم الشَّرَاب فِي الْيَوْم الثَّانِي أَيْضا فَأَما فِي الثَّالِث فَإِن احْتمل شرب المَاء وَلم يضر بهضمهم فَهُوَ أَجود لَهُم وَإِلَّا فاعطهم مَاء الْعَسَل لِأَنَّهُ يبرد قَلِيلا وَإِنَّمَا يحْتَاج صَاحب هَذَا الإعياء إِلَى التبريد وأعطهم شرابًا أَبيض ممزوجاً بِمَاء وَاجعَل أغذيتهم جَيِّدَة ألف ي الْخَلْط غير

مسخنة بتة وَلَا تغذهم دفْعَة غذَاء كثيرا لِأَن من استفرغ استفراغاً قَوِيا ثمَّ أعطي دفْعَة غذَاء كثيرا جذب بدنه مِنْهُ وَهُوَ ني فيولد بعد ذَلِك أَيْضا أمراضاً. الثَّانِيَة من كتاب الأخلاط قَالَ: قد بَينا فِي كتبنَا أَن الإعياء الْحَادِث من تِلْقَاء نَفسه يكون إِمَّا عَن فَسَاد الأخلاط وَإِمَّا امتلاء الْبدن. من كتاب مَا بَال قَالَ: الإعياء فِي الصَّيف يداوي بالحمام وَالْمَاء وَفِي الشتَاء بالمرخ بالدهن. قَالَ: وَأما المَاء الْمَضْرُوب بالدهن فَإِنَّهُ أسْرع حلا للإعياء من الدّهن وَحده. الْمقَالة الثَّانِيَة من الْفُصُول: قَالَ: الإعياء الْحَادِث من تِلْقَاء نَفسه ثَلَاثَة ضروب: القروحي وَقد يكون من كيموس رَدِيء والتمددي يكون من كَثْرَة الأخلاط والورمي وَيكون مِنْهُمَا جَمِيعًا أَعنِي رداءة الأخلاط وَكَثْرَتهَا. من الْفُصُول قَالَ: كل حَرَكَة يتحركها الْبدن فَتَركهَا حِين يَبْتَدِئ الإعياء يمْنَع أَن يحدث لَهُ إعياء وَمن اعْتَادَ تعباً مَا فَهُوَ أحمل لَهُ من غَيره وَإِن كَانَ أصعب. الْمقَالة الرَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: الإعياء ضروب أَحدهَا يُقَال لَهُ مُطلق وَهُوَ الْكَائِن من الْحَرَكَة وَالْآخر يُقَال لَهُ إعياء حَادث من ذَات نَفسه وَهُوَ الَّذِي يحدث بِلَا حَرَكَة والكائن من الْحَرَكَة شَيْء يَخُصُّهُ وَهُوَ أَن المفاصل أَنْفسهَا فِيهِ يكون أسخن من سَائِر الْجَسَد. من كتاب العلامات: عَلَامَات الإعياء ضعف الْبدن كُله وبطء الحركات ووجع الْأَعْضَاء) وضيق النَّفس وخذر فِي الدِّمَاغ وكسل مفرط. الثَّالِثَة من الثَّالِثَة من افيذيميا قَالَ: التثاؤب يكون بتوتر عضل اللحيين لاستفراغ بخارات غَلِيظَة وَمَتى عرض لصحيح فَهُوَ رَدِيء وَمَتى عرض ألف ي لمن غلب على بدنه الْبرد والتكاثف حَتَّى لَا ينْحل من بدنه شَيْء أَو يكون مَا ينْحل قَلِيلا فَهُوَ مَحْمُود لِأَنَّهُ يدل على أَن الطبيعة قد لطفت الأخلاط بعض التلطيف واستعانت فِي دَفعهَا بتوتر العضل وَكَذَلِكَ الْحَال فِي التمطي وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَت الطبيعة فِي غَايَة الْقُوَّة لطفت الأخلاط تلطيفاً كثيرا حَتَّى تَدْفَعهُ من منافس الْجلد بِلَا توتر العضل فَإِذا كَانَت ضَعِيفَة وَكَانَت البخارات أغْلظ استعانت بتوتر العضل لإِخْرَاج تِلْكَ البخارات وعصرها عَن الْبدن. والتمطي والتثاؤب: إِذا انْتقل الْمَرِيض من هَوَاء بَارِد إِلَى هَوَاء حَار فَهُوَ جيد وَكَذَلِكَ فِي كل تَغْيِير يكون من الْبرد إِلَى الْحر وبالضد لِأَن التثاؤب والتمطي فِي الْبَيْت الْبَارِد يروم تَحْلِيل شَيْء مَا لكنه يدل على عرض مرض وَفِي الْبَيْت الْحَار إِذا لم يكن قبل ذَلِك يدل على أَن الطبيعة لما صَارَت فِي الْهَوَاء الْحَار استعانت بِهِ وَأخذت فِي تَحْلِيل ذَلِك الْفضل. إمْسَاك النَّفس مُدَّة طَوِيلَة يقطع التثاؤب لِأَن الْهَوَاء المحتبس فِي الصَّدْر إِذا أكره يسخن ويلطف

السَّادِسَة من الثَّانِيَة ابيذيميا: الشَّرَاب الممزوج بِمثلِهِ مَاء مَتى شرب نفع من التثاؤب لِأَن التثاؤب يكون من استرخاء العضل الَّذِي يُحَرك اللحى وَيَردهُ والتمطي إِذا حدث هَذَا الْعَارِض فِي جلّ العضل. لي ينفع هَذَا إِذا لم يكن التثاؤب والتمطي مَعَ حَالَة ردية حارة أَو ورم حَار فَإِنَّهُ فِي تِلْكَ الْحَال لَا يجب أَن يقرب شرابًا. فَأَما فِي غَيره يذهب الْبَتَّةَ. الْخَامِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: يعرض الاختلاج فِي جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي يُمكن أَن تؤاتي للامتداد وَلَا يعرض فِي الْعظم والغضاريف وَنَحْوهَا مِمَّا لَا يؤاتي الانبساط وَتَكون من بخارية ألف ي لَا تسكن وتهيج بَغْتَة وَلَيْسَ يكون ذَلِك من الرطوبات وَلَوْلَا أَن هَذَا البخار غليظ لَكَانَ يَسْتَحِيل من الْأَعْضَاء الَّتِي تختلج فِيهَا فَلَا يحدث اخْتِلَاج وبالواجب صَار يحدث فِي الْأَعْضَاء الَّتِي تبرد وَذَلِكَ أَن الْعُضْو إِذا برد امْتنع أَن يتَحَلَّل مِنْهُ مَا يتَحَلَّل لتكاثف الْجلد لِأَن الرُّطُوبَة تغلظ فِيهِ أَيْضا. من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: يسْتَدلّ على كَون الاختلاج من ريح غَلِيظَة وَأَنه يحدث) عَن الْبرد أَنه يعالج وَيبرأ بالأدوية المتخذة بالعاقرقرحا والجندباستر والتكميد بِمَاء الْملح وبماء الْبَحْر وَمَاء البورق. من الْمسَائِل الطبيعية لِابْنِ ماسويه قَالَ: التَّعَب الْحَادِث عَن الْمَشْي وَالْحَرَكَة إِذا حدث فِي الصَّيف عولج بِالْمَاءِ الفاتر وَالْحمام ثمَّ بِالْمَاءِ الْبَارِد وَإِذا حدث فِي الشتَاء عولج بالمروخ والدهن. قَالَ: ويعالج التَّعَب فِي الصَّيف بقلة الْمطعم وَكَثْرَة المشرب وَفِي الشتَاء بِكَثْرَة الْمطعم وَقلة المشرب. لي كثيرا مَا تلْزم الْأَطْرَاف وَجل الْبدن تكسير وإعياء بعد النّوم وخاصة بعد النّوم الْقصير وَذَلِكَ يكون لِأَن البخارات الدخانية قد كثرت وتحتاج أَن تحلل فَيكون مِنْهَا مثل مس الإعياء ويشفي فِي هَذِه الْحَال الغمز وَالْحمام فَأَما المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ لَا يشفى مِنْهُ لكنه يسكنهُ لِأَنَّهُ يكسر تِلْكَ البخارات فتجتمع ويقل لذعها وتمديدها فَإِن دَامَت هَذِه الْحَال فَإِن الْبدن يحْتَاج إِلَى استفراغ ويسكنه أَيْضا الْمَشْي وَالْحَرَكَة والدلك نَافِع جدا للتكسير الْكَائِن فِي الْعُضْو وَكَذَلِكَ الضَّبْط على الشريان وأنفع مِنْهَا للنوم على الْوَطْء والاستحمام بِالْمَاءِ الفاتر وَشرب الشَّرَاب الْكثير المزاج وَيشْرب مِنْهُ قدر مَا تطيب بِهِ النَّفس وَلَا يكسر الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يزِيد فِيهِ من غَد وَإِن دَامَ فَلَيْسَ إِلَّا الفصد والإسهال. قَالَ: إِن التَّعَب المفرط يجلب حميات إِذا أمسك عَنهُ. لي رَأَيْت نَاسا سافروا فِي الصَّيف بسفر ألف ي وَلما استراحوا مَا استراح مِنْهُم إِلَّا من

مُفْرَدَات د: الأشنة جَيِّدَة مَتى وقعته فِي أخلاط الأدهان الَّتِي تحلل الإعياء. من سياسة الصِّحَّة قَالَ إِذا كَانَ الْإِنْسَان يجد كَأَن لَحْمه ينخس ويدغدغ فَإِن تَحت جلده فضولاً تحْتَاج أَن تفش ويفشها الدَّلْك والغمز وَالْحمام فَإِن كَانَ ذَلِك لتمدد والنخس غائر جدا احْتَاجَ إِلَى غمز شَدِيد وَإِلَى مشي وحركة ليسخن العضل وتندفع تِلْكَ الفضول وَإِلَى جُلُوس فِي المَاء الْحَار زَمَانا طَويلا وَهَذَا غَرَض جَمِيع الإعياء أَعنِي الدَّلْك وَالْمَاء الْحَار والغمز. يحيى النَّحْوِيّ فِي تَفْسِير النبض الصَّغِير قَالَ: الْحمام يسْتَعْمل بِحَق بعد الرياضة لِأَنَّهُ يرطب الْبدن فصيلح الْجَفَاف الَّذِي ناله من الرياضة وَيحل الفضول اللذاعة الَّتِي ذَابَتْ ويعدلها إِن شَاءَ الله.

المقالة الثانية من الأدوية المفردة قال

(فِي تَدْبِير الْمُسَافِرين والعساكر) (فِي الْبر وَالْبَحْر والاحتراس من الْحر وَالْبرد وحوادث الْهَوَاء والجوع والعطش) (وَمَا يحفظ الْوَجْه من احتراق الشَّمْس والتشقق بالبرد.) يرد مَا ينفع من تَغْيِير الْمِيَاه إِلَى هَهُنَا إِن شَاءَ الله. علاج الإعياء فِي بَابه. قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الْعَاشِرَة من حِيلَة الْبُرْء: الَّذين يسافرون فِي برد شَدِيد ثمَّ يغتذون سَاعَة ينزلون بغذاء حَار تهيج بهم حارة يتحير فِي أمرهَا هَل هِيَ حمى أم لَا. 3 (من الْعِلَل والأعراض) ألف ي الْمقَالة الأولى قَالَ الْبرد الشَّديد فِي السّفر قد قتل خلقا قبل وصولهم إِلَى الفندق وَبَعْضهمْ يَجعله مثل نصف ميت وَأصَاب بَعضهم التشنج من قُدَّام أَو من خلف أَو فِي الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا وَبَعْضهمْ أَصَابَهُم الجمود وَهُوَ مثل السكات. الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض: الَّذين يتعبون إِذا لينت أبدانهم بالتمريخ والدلك اللين وَاتبع ذَلِك بِسُكُون أحسوا لذَلِك بلذة طيبَة وخاصة فِي المفاصل الَّتِي قد اشْتَدَّ وجعها. لي على مَا رَأَيْت فِي حفظ الصِّحَّة فِي الْمقَالة الرَّابِعَة: إِن كَانَ الْمُسَافِر يقدر كمية أغذيته حَتَّى لَا تلْحقهُ تخم لم يكد تصيبه رداءة أخلاط فِي عروقه وَلَو أَنه اضْطر إِلَى ترك الْحمام وَالرُّكُوب دَائِما بعقب الْغَدَاء وَالْعشَاء وَقلة النّوم بِاللَّيْلِ لَكِن يُصِيبهُ ذَلِك فِي نَاحيَة الْجلد فَيَنْبَغِي فِي حسن تَدْبِير السّفر أَن يقدر كمية الْغذَاء وَيصْلح كيفيته مَا اسْتَطَاعَ وَلَا يَأْكُل إِلَى أَن ينزل ويستريح فَإِن كَانَ ولابد مِنْهُ فيجيد المضغ ويتماهل وَلَا يَأْكُل أكله التَّام وَلَا يشرب حَتَّى يتخضخض الْبَطن وَفِي الْأَيَّام الْيَسِيرَة استحم إِذا قدرت على ذَلِك ثمَّ كل واسترح ونم وقتك الأطول وَإِن عرض أَن يكون السّير بِاللَّيْلِ فَلَا تتعش لَكِن اجْعَل غذاءك الْأَكْثَر أبدا فِي الْوَقْت الَّذِي تكون فِيهِ الرَّاحَة أطول واجتنب التخم. 3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ:) 3 - (الزَّيْت إِذا مسح بِهِ الْبدن لم ينله الْبرد) الْمقَالة الثَّانِيَة من الثَّانِيَة من أفيذيميا قَالَ: قد رَأينَا قوما سافروا فِي الْبرد الشَّديد قد جمدوا وماتوا كلهم كَمَا يَمُوت من شرب الأفيون. لي وَيحدث من الْبرد الغشي الجوعي.) قَالَ: وَالَّذين يَسِيرُونَ فِي شمس مفرط الْحَرَارَة مُدَّة طَوِيلَة قد يبلغ بهم الضعْف وَسُقُوط الْقُوَّة إِلَى الْغَايَة القصوى حَتَّى لَا يقدروا أَن يتحركوا حَتَّى يستنقعوا فِي المَاء الْحَار فيقرون على الْمَكَان ويسكن عطشهم.

علاج من أصابه السموم

الطَّبَرِيّ: مَا يدْفع الْبرد حَتَّى لَا يحس بِهِ الاستكثار ألف ي من الثوم والجوز وَشرب النَّبِيذ الصّرْف عَلَيْهِ وَمسح أَطْرَاف الْبدن أَو مَا أمكن مِنْهُ بالزيت. مَجْهُول: مَتى أطْعم إِنْسَان رَطْل شمع مذاب بدهن بنفسج لم يشته الطَّعَام عشرَة أَيَّام وَأَيْضًا طَعَام يتَّخذ من الكبود المشوية يعْصم جدا وَأَيْضًا دهن اللوز ودهن البندق. وللعطش مصل يمسك فِي الْفَم وخل وَمَاء يشرب واطلب فِي بَاب الْعَطش. مَجْهُول للعين يُصِيبهَا الْبرد من الثَّلج فِي السّفر: تنطل بطبيخ تبن الْحِنْطَة مَرَّات أَو احم حِجَارَة ورش عَلَيْهَا طلاء حَتَّى يرْتَفع البخار إِلَى الْعين أَو اطبخ المرزنجوش والشبث والبابونج وأكبه عَلَيْهِ. شَمْعُون قَالَ: تلف على الْأَطْرَاف خرق وقطن مغموسة فِي الأدهان المسخنة أَو أَي دهن كَانَ مَتى سَافَرت فِي الثَّلج. قَالَ: وللسموم إِن ضرته السمُوم فَلَا يشرب من المَاء فِي سَاعَته وليشد مناخره وفمه بعمامة وَيحْتَمل ذَلِك وَإِن شقّ عَلَيْهِ أَو أبلغ عَلَيْهِ الْعَطش فليتمضمض بِالْمَاءِ وليصبه وليصير على ذَلِك حَتَّى يسكن عطشه أَو يشرب مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا إِن لم يصبر وَلِأَنَّهُ مَتى شرب مِنْهُ ريه مَاتَ على الْمَكَان. وَقَالَ: 3 - (علاج من أَصَابَهُ السمُوم) اسكب على يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وَوَجهه ماءاً بَارِدًا وَأمره يتمضمض بِالْمَاءِ وَلَا يبلعه ويتجرع مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا واسقه دهن الْورْد بِمَاء ثمَّ اسْقِهِ المَاء بعد ذَلِك وأطعمه الخس والهندباء والقثاء والقرع وأطعمه سمكًا مالحاً واسفيذباجا بِلَحْم الطير ويغتسل بِالْمَاءِ الْبَارِد ويدهن بعده وضع على رَأسه دهن ورد مَعَ عصارة حَيّ الْعَالم وضمد بَطْنه بالأضمدة الْبَارِدَة وليحذر الْجِمَاع. اريباسيوس قَالَ: يشرب الْمُسَافِر فِي الصَّيف سويق الشّعير وَلَا يكْشف أعضاءه للْحرّ وَفِي الشتَاء يَأْكُل أغذية حارة وَيشْرب الشَّرَاب وَيكثر كمية الأغذية ألف ي فَإِن الْغذَاء الْكثير يشخن جدا وتدهن الْأَطْرَاف وَلَا يسخن بدنه إِذا استراح وَهُوَ مزمع أَن يمشي من سَاعَته. قَالَ والقيء الْعَارِض لركاب الْبَحْر أول يَوْم يَنْفَعهُ تقليل الْغذَاء ذَلِك الْيَوْم وأعطهم العدس والخل وخبزاً بشراب ريحاني وَمَاء فَإِن دَامَ بهم الْقَيْء فقلل غداءهم وشرابهم وليشموا التفاح والسفرجل. قَالَ: وَمن جمد وَبرد فِي الثَّلج فليضطجع فِي مَكَان دفيء ثمَّ يدهن بدهن الخيري أَو دهن السوسن وَمن بعد قَلِيل إِذا سخنوا قَلِيلا اِسْقِهِمْ فلفلاً وَمَرا بشراب عَتيق أَو اِسْقِهِمْ الحلتيت بشراب وَقدم إِلَيْهِم طَعَاما حسن النّفُوذ سريعه. وَأما الَّذين سخنوا واحترقوا فِي الشَّمْس فبالضد اجعلهم فِي مَكَان ريح واغسل وُجُوههم وأيديهم وأرجلهم بِمَاء بَارِد وغذهم بغذاء بَارِد سريع الهضم واسقهم مَاء بَارِدًا قَلِيلا قَلِيلا.

مَجْهُول للبرد يُصِيب الْعين فِي السّفر: يكب على بخار طبيخ القيصوم وإكليل الْملك وصب مِنْهُ فِي الْعين واكحله بالثوم فَأدْخل فِيهِ ميلًا ويعطس فَإِنَّهُ جيد. اطلاؤس للبرد يُصِيب الْعين فِي السّفر: اقل الْحِنْطَة على طابق حَدِيد واسخنه نعما واعجنه بشراب واطل بِهِ جفن الْعين. من كتاب ينْسب إِلَى جالينوس فِي سياسة الطِّبّ قَالَ: من سَافر فِي برد شَدِيد فليدهن الْأَطْرَاف بدهن قد فتق فِيهِ قَلِيل من الفلفل والفربيون والجندباستر وَيَأْكُل الثوم وَيشْرب الشَّرَاب الصّرْف أَو مَاء الْعَسَل المهيأ مَعَ الفلفل وَقد يَأْخُذ بعض النَّاس قَلِيلا من الحلتيت فينفع نفعا) عَظِيما وَشد الْأنف لِئَلَّا يدْخلهُ هَوَاء بَارِد. وَإِذا خَرجْتُمْ من الْهَوَاء الْبَارِد فإياكم وَالْجُلُوس من سَاعَتكُمْ لَكِن ترددوا سَاعَة فِي مَوضِع دفئ ثمَّ ادخُلُوا الْحمام الْحَار ألف ي وأطيلوا الْجُلُوس فِيهِ فَإِن تعذر فاجلسوا بِقرب النَّار ثمَّ التفوا فِي دثار كثير لين وناموا فَإِن النّوم يخرج ذَلِك الْبرد عَنْكُم فَإِن بَقِي شَيْء من تِلْكَ الْأَعْرَاض فتعالجوا من غَد كَذَلِك. وَإِن عرضت لكم قشعريرة فتقيؤا بعد الطَّعَام. وَأما التَّحَرُّز من الْحر فَإِذا أردْت السّفر فِي حر شَدِيد فإياك والتملي من الطَّعَام وَاحْذَرْ التخم وَالشرَاب وَلَا تسرف لَكِن كل قصدا واشرب فَإِنَّهُ إِذا لم تفعل خيف عَلَيْك الْحمى واستظل من الشَّمْس بالثياب واغتسل إِذا نزلت بِالْمَاءِ الْبَارِد واغسل الْوَجْه واشرب مِنْهُ قَلِيلا وَلَا تكْثر بِمرَّة بل قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ شربه ضَرْبَة يصدع وينفح وَيَأْكُل الأغذية الرّطبَة وَيقدم الْفَوَاكِه الرّطبَة وَيشْرب شرابًا قَلِيلا ممزوجاً فَإِنَّهُ يهدأ الْحر والقشف وينام فِي مَوضِع ريح وَإِيَّاك والباه فَإِن هاج صداع فعالج بالخل ودهن الْورْد على الرَّأْس وَرطب الأغذية وبردها. من الْمسَائِل لِابْنِ ماسويه قَالَ: تغير الْمِيَاه على الْمُسَافِر أضرّ من تغير الأغذية والهواء. لي يكْتب وَمَا ينفع من تغير الْمِيَاه. قَالَ: وَاخْتِلَاف الْمِيَاه يعْمل لِأَنَّهُ يفْسد الهضم ويولد أخلاطاً ردية وَهِي أضرّ على الْمُسَافِر من اخْتِلَاف الأغذية وَذَلِكَ أَنه لَا يَقع بَين الأغذية من الْخلاف مثل مَا يَقع بَين الْمِيَاه لَكِنَّهَا كلهَا الْمقَالة الأولى من الْعِلَل والأعراض قَالَ: الَّذين سافروا فِي برد شَدِيد بَعضهم أَصَابَهُ تشنج من خلف أَو من قُدَّام أَو جمود أَو غير ذَلِك من الْأَمْرَاض. من الطِّبّ الْقَدِيم: للسموم القاتلة ينقع البصل من اللَّيْل فِي الدوغ ثمَّ يُؤْكَل بالخبز وَيشْرب ذَلِك الدوغ فَإِنَّهُ أَمَان مِنْهُ ألف ي.

الْخَامِسَة من السَّادِسَة قَالَ: إِذا تَعب الْإِنْسَان وبدنه غير نقي خرجت مِنْهُ قُرُوح. لي رَأَيْت رجلا مدمناً للشراب سَافر قبل أَن يفتصد فَامْتَلَأَ بدنه دمامل فَلذَلِك يجب أَن ينقى الْبدن قبل السّفر. لي من سَافر فِي حر شَدِيد فَلَا يخرج حَتَّى يشرب سويقاً وسكراً وَليكن مَعَه دهن بنفسج وَخلاف وَيَضَع مِنْهُ على هامته وَلَا يتملأ من الْغذَاء وَمن سَافر فِي برد شَدِيد وثلج فليشرب) شرابًا صرفا قَوِيا على شَيْء دسم لِئَلَّا يحدث لَهُ الْجُوع الغشي ويمرخ أَطْرَافه بدهن زنبق. من الأقراباذين الْقَدِيم: يمْنَع أَن تسْقط الْأَطْرَاف قنة وثوم يدافان بالزيت ويطلى بِهِ فَلَا تبالي بالثلج. لي قد فَكرت فِي سَبَب العفونة من الثَّلج فَلم أَجدهَا تكون إِلَّا لعدم التَّحَلُّل وَلذَلِك أرى أَن يوقى الْعُضْو ويلف عَلَيْهِ شعر ويدهن بالأدهان المسخنة الحارة فَإِن خدر عولج بالدلك وَهَذِه الأدهان ورد مَا هَهُنَا إِلَى علاج الخبيثة فِي بَابه إِذا كمد فَأَما قبل أَن يكمد فينفع مِنْهُ الدَّلْك والتكميد والوضع على طبيخ التِّين والسلجم والشيث والكرنب والبابونج حَتَّى يحمر فَأَما إِن هُوَ كمد فليشرط قبل أَن يتقيح ويسيل مِنْهُ دم كثر مَا سَالَ ثمَّ يطلى بالطين الأرميني والخل وَالْمَاء فَإِنَّهُ يمْنَع أَن يتقيح فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى علاج الخبيثة. الخوز وَابْن ماسويه: البصل جيد لتغيير الْمِيَاه جدا وجيد للسمائم لِأَنَّهُ يُولد فِي الْمعدة رطوبات غَلِيظَة فَلَا تحيك فِي الْمُسَافِر أَفعَال السمُوم وينفع من تغير الْمِيَاه أَن تشرب بخل أَو نَبِيذ. قسطس: الثوم ينفع من تَغْيِير الْمِيَاه. وَقَالَ: الخس ينفع من تغير الْمِيَاه جدا. من سياسة الصِّحَّة: قَالَ: لتكن الخيم وَالدَّوَاب فِي الشتَاء قريبَة وَالنُّزُول ألف ي بغور وَفِي الصَّيف بالضد وَإِن كَانَ مَوضِع هوَام فأحرقوا ذَلِك بالدغل والعشب وبخروا بالفنة وَقرن الأيل ورشوا بطبيخ قئاء الْحمار وَنَحْوه وَإِن كَانَ موضعا منتن الرّيح فَعَلَيْكُم بالطيب وَإِن كَانَ يَجِيء برِيح فاستدبروها وَإِن بليتم بِشرب مَاء فَأَتمَّ حريف منتن فَلَا تَأْكُلُوا غذَاء حاراً لطيفاً وَإِن مرض فِي الْعَسْكَر خلق كثر فليعزلوا. فِي قَالَ: ليصف مَرَّات وَالْمَاء المالح يشرب بالخل ويلقى فِيهِ خرنوب أَو حب الآس أَو زعرور أَو طي حر ويؤكل السفرجل والزعرور فَإِنَّهُمَا يمنعان رداءة المَاء المالح. وَإِن كَانَ المَاء شيباً عفصاً فَأَكْثرُوا الشَّرَاب وأطلقوا الْبَطن وَإِن كَانَ المَاء يُطلق الْبَطن فروموا عقله وَإِن كَانَ يعقل فأطلقوه وَإِن كَانَ المَاء مرا فاستعملوا الحلو وَإِن كَانَ فِيهِ حشايش ردية فابحثوا عَنْهَا وَأَكْثرُوا من الدَّم.

وَأكل الثوم نَافِع من الْمِيَاه الغليظة الكدرة فَأَما من الْمرة فَلَا.) وَإِن كَانَ المعسكر ومداً جنوبياً وخماً وطباً فَأَكْثرُوا الرياضة ولطفوا التَّدْبِير وبالضد. قريطن قَالَ: وَخذ نشا وَكَثِيرًا وصمخ الإجاص ولعاب البزرقطونا مجففاً ولعاب السفرجل يسحق بِمَاء الْخِيَار وبماء القثاء أَو بكثيراً أَو ببياض الْبيض وبماء الرجلة ويطلى على الْوَجْه وينفع أَي وَاحِد شِئْت من هَذِه. وَإِذا لم يحضر فالكعك الشَّامي ينقع بِالْمَاءِ ويطلى عَلَيْهِ ثمَّ يغسل عِنْد الْحَاجة. وينفع مِنْهُ غراء الْجُلُود وغراء السّمك وَاللَّبن الْمَطْبُوخ الغليظ مَعَ دَقِيق الْحوَاري وَبَيَاض الْبيض مَعَ الكثيرا أَو مَعَ أَيهَا شِئْت وَاتخذ مِنْهَا أقراصاً تكون مَعَك عِنْد الْحَاجة تحكها وتطلى بهَا. لي: وَأما الَّذِي يمْنَع الْوَجْه من ألف ي التشقق فشحم الدَّجَاج والشمع والدهن حنين فِي حفظ الصِّحَّة بالمطعم وَالْمشْرَب قَالَ: السمافر يحْتَاج إِلَى أغذية قَليلَة الكمية كَثِيرَة الْغذَاء ويثقل عَلَيْهِ ويضره ضدها. بولس قَالَ: الْقَيْء الْمعَارض لركاب الْبَحْر فِي أول يَوْم لَا تسهل مقاومته وَلَا يجب أَيْضا أَن يُقَاوم لِأَنَّهُ ينْتَفع بِهِ فِي أَكثر الْأَمر فَإِن دَامَ بِهِ فَلْيقل الْغذَاء وَيَأْكُل عدساً مقشراً بخل قد مريء بالطبخ. لي القطران إِذا مسحت بِهِ الْأَطْرَاف أمنت أَن تعفن من الْبرد الْبَتَّةَ وَإِن كَانَ قد بَدَأَ بهَا وجع. الْخَامِسَة من السَّادِسَة من أفيذيميا إِذا تَعب الْإِنْسَان وبدنه غير نقي خرجت بِهِ قُرُوح وَإِذا تَعب وَفِي بدنه أخلاط غَلِيظَة أحدث بِهِ سدداً فِي الكبد والكلى وأوراماً بَارِدَة فِي الْجلد. لي يجب أَن تتفقد الْحَالة قبل السّفر فتصلح الأول بالتعديل وَالثَّانِي بالتلطيف وَإِن لم يكن قبل السّفر فَفِي السّفر نَفسه. بليناس فِي الطبعيات: دَوَاء جيد لمن يُصِيبهُ غشي إِذا ركب السَّفِينَة: يستف بزر الكرفس أَو تطلى المنخران باسفيذاج وفوتنج بخل وزيت أَو يشرب افسنتينا. قَالَ: وَمن يُرِيد أَلا يعطش فِي الطَّرِيق فيسحق ثَلَاثَة دَرَاهِم بزر البقلة الحمقاء بالخل ومثليه مَاء

من الْمسَائِل الطبيعية لأرسطوطاليس قَالَ: الْمُسَافِر يمرض من تغير المَاء أَكثر مِمَّا يمرض من تغير الأغذية والأهوية وَتغَير الْمِيَاه يعْمل. قَالَ: ويعالج التَّعَب فِي الصَّيف بالحمام وَفِي الشتَاء بالمرخ بدهن حَار.) قَالَ: ويعالج التَّعَب أَيْضا فِي الصَّيف بقلة الْأكل وَكَثْرَة الشَّرَاب الممزوج وَفِي الشتَاء بِكَثْرَة الْأكل والقليل من الشَّرَاب الصّرْف.

من كتاب العين

(فِي تسكين الأوجاع والتكميد) (وَدَلَائِل على أمكنتها ونوعها:) ألف ي اسْتَعِنْ بِكِتَاب الْعين. 3 - (من كتاب الْعين) قَالَ: أَسبَاب الأوجاع الَّتِي من دَاخل إِمَّا من كيموس كثير وَإِمَّا من ريح لَا منفذ لَهَا وَإِمَّا ورم حَار عَظِيم أَو ورم صلب وَإِمَّا من كيموس لذاع أَو يبس مفرط وَإِمَّا حرارة أَو برودة مفرطتان لِأَن هَذِه كلهَا تحلل الْقُوَّة. قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الثَّانِيَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء: اسْتِعْمَال تسكين الوجع إِن كَانَ مَعَ ذَلِك دَاء لَهُ فَيجب أَن يسْتَعْمل باتكال وتقدر إِن كَانَ مَا يخَاف مِنْهُ سوء عاقبته أَو زِيَادَة فِي ذَلِك الْمَرَض فَيجب أَن تسْتَعْمل مِنْهُ بِقدر مَا لابد مِنْهُ عِنْد الضَّرُورَة فَمَتَى رَأَيْت أَن الوجع يكَاد يحل الْقُوَّة وَلم يقدر على تسكينه بِمَاء يجمع لَك من تسكين الوجع نفع الْعلَّة فِي طَرِيق الْبُرْء لم يُمكن أَن يسكن إِلَّا بالمخدرات وَنَحْوهَا فَلَا تدع اسْتِعْمَالهَا فِي هَذَا الْوَقْت فَإِنَّهَا وَإِن كَانَت مضرَّة فَالَّذِي يُمكن أَن يتلافى ضَرَره خير من إِتْلَاف العليل وَمَتى كَانَ لَك غنى وَمَتى كَانَ الوجع بِهِ من الْقلَّة إِنَّك تعلم أَنه لَا يحل الْقُوَّة فاقصد إِلَى علاج الْمَرَض الَّذِي يكون بقلعه قلع الوجع وَلَا تلْتَفت إِلَيْهِ وبالضد مَتى كَانَ الوجع عَظِيما فاقصد لَهُ وَحده حَتَّى تسكنه وَإِن كَانَت زِيَادَة فِي الْمَرَض ثمَّ عد إِلَى الْمَرَض. وَيجب أَن لَا يكون الْمَرِيض لتجلده يحْتَمل الوجع جدا ويصابره وَلَا الطَّبِيب يحملهُ ذَلِك فَإِنَّهُ رُبمَا عرض بعقبه تشنج وَغشيَ دفْعَة وَتَبعهُ موت وَأَن يكون رخواً جدا حَتَّى إِذا عرض وَلَو قَلِيلا مَال إِلَى تسكينه وَترك العلاج لَكِن يكون الْحَد فِي احْتِمَال الوجع بِقدر مَا يكون أَمِين الْعَاقِبَة مَعْلُوم أَنه لَا يبلغ أَن يهتك الْقُوَّة إِلَى أَن يقْلع الْمَرَض فَأَما إِن علمت أَن الْمَرِيض لَا يتهيأ لَهُ أَن تبقى ألف ي لَهُ قُوَّة مَعَ ذَلِك الوجع إِلَى أَن تقلع الْعلَّة فابدر إِلَى تسكين الوجع. قَالَ: فَإِنِّي أَنا على شدَّة حذري ونفوري من الْأَدْوِيَة المخدرة قد أسْقى مِنْهَا فِي القولنج الصعب الشَّديد إِذا رَأَيْت الوجع غليظاً جدا وَكَذَلِكَ من يشْتَد سهره لسعال مقلق لنزلة) تنحدر من رَأسه إِلَى صَدره اسْقِهِ من المخدرات لِأَن ضَرَر هَذِه إِذا عولج بهَا مرّة أَو مرَّتَيْنِ فِي الْحِين قَلِيلا يُمكن أَن تصلح. قَالَ: وَهَذِه الْأَدْوِيَة تخْتَلف وَذَلِكَ أَن مَا كَانَ مِنْهَا فِيهِ الْأَدْوِيَة المسكنة أَكثر فَهِيَ

تسكن الوجع أسْرع وعاقبتها أشر وَأما الَّتِي يخالطها من المسكنات فَتكون هِيَ أَكثر فِي الدَّوَاء فَهِيَ دون ذَلِك فِي تسكين الوجع إِلَّا أَنَّهَا أَحْمد عَاقِبَة وَأفضل مَا تكون هَذِه الْأَدْوِيَة إِذا أَتَت عَلَيْهَا سنة والفلونيا أحد هَذِه الْأَدْوِيَة إِذا أَتَت عَلَيْهَا سنة والأدوية المتخذة بالبزور مِنْهَا والأقراص الْمُثَلَّثَة الزوايا فَهَذِهِ أقل تخديراً وآمن عَاقِبَة وَأفضل مَا تكون هَذِه فِي الْأَمْن من سوء الْعَاقِبَة مَتى اسْتعْملت بعد سنة فَأَما فِي تسكين الوجع فَإِنَّهَا كلما كَانَت أطرأ كَانَت أنفذ والأجود أَن تستعملها وَهِي متوسطة وَلَا تكون صولة المخدرة بَاقِيَة لطرائها وَلَا تكون قد ضعفت لطول الزَّمَان وتوقها عِنْد الأوجاع الْبَارِدَة أَكثر فَأَما عِنْد الأوجاع الحارة فَهُوَ مَعَ أَنه يسكن الوجع رُبمَا شفي مِنْهَا يحول قانون المسكنة للوجع من الْأَدْوِيَة المفردة إِلَى هَهُنَا إِن شَاءَ الله. قَالَ: والوجع إِنَّمَا يكون لتفرق اتِّصَال الْحس وَيحدث أَيْضا عِنْد تغير المزاج دفْعَة كَمَا يحدث لمن أَصَابَهُ الْبرد فِي أَطْرَافه إِذا اصطلى بالنَّار. لي إِذا كَانَ مَعَ وجع لَيْسَ لورم حَار فَإِن صب المَاء الْحَار عَلَيْهِ والمرخ يسكنهُ لِأَنَّهُ إِمَّا يكون ريحًا فينحل أَو رُطُوبَة لذاعة فيسخن مزاجه أَو سوء مزاج يَابِس ألف ي فيرطب. قَالَ: فالوجع يكون فِي ابْتِدَائه إِمَّا من شَيْء يفرق الِاتِّصَال وَإِمَّا من شَيْء يسخن أَو يبرد بِقُوَّة وعنف. لي وَهَذِه أَيْضا إِنَّمَا تحدث الوجع بِأَن ترض وتمد وتقطع الِاتِّصَال وَإِنَّمَا يُمكن أَن يفرق الِاتِّصَال خلط كثير يمدد أَو بَارِد يقبض قبضا شَدِيدا فيمتد أَو حَار فَيقطع فَإِن هذَيْن يفرقان الِاتِّصَال أَكثر وأسرع فَلذَلِك مَتى حدث وجع شَدِيد فابحث عَنهُ أخلط كثير هُوَ أم ريح لَا تَجِد مخلصاً تمدد الْعُضْو أَو رُطُوبَة لذاعة أَو سوء مزاج يَابِس. لي ذكر جالينوس من سوء المزاج هَهُنَا الْيَابِس فَقَط لِأَنَّهُ هُوَ سَبَب تفرق الِاتِّصَال فَأَما سوء المزاج الرطب فَلَا يكون مَعَه وجع من طَرِيق أَن سوء المزاج الرطب لَا يحلل الِاتِّصَال بل إِذا كَانَ مَعَ خلط يتمدد لَكِن سوء المزاج الْحَار إِنَّمَا يقطع أَيْضا الِاتِّصَال لما يحدث من اليبس وَكَذَلِكَ سوء المزاج الْبَارِد وَأَيْضًا توجع الْعُضْو يُؤَدِّي إِلَى اليبس.) قَالَ: وابحث مَعَ ذَلِك أَيْضا هَل شَيْء يسخن إسخاناً قَوِيا أَو يبرد. قَالَ: فَيجب أَن تجيد الْبَحْث أَولا عَن جَمِيع الْأَسْبَاب الَّتِي يُمكن أَن يكون مِنْهَا الوجع ثمَّ اقصد إِلَى العلاج الَّذِي هُوَ أولى. لي فصلت الْأَسْبَاب فحصلت إِمَّا خلط يمدد بِكَثْرَة أَو ريح وَإِمَّا خلط حَار حريف وَإِمَّا خلط يسخن أَو يجفف أَو يبرد بِقُوَّة وَإِمَّا سوء مزاج حَار أَو بَارِد أَو يَابِس. قَالَ: وَأَجد النّظر أَولا ثمَّ عالج. مِثَال ذَلِك: كَانَ عليل يظنّ أَن بِهِ وجع قولنج وَكَانَ لَا ينْتَفع بِشَيْء من النطولات

والضمادات والحقن بل يهيج عَلَيْهِ هَذَا الوجع وَذَلِكَ أَنه لما حقن بدهن السذاب ساءت حَاله وَلما حقن بالحقنة الَّتِي يَقع فِيهَا الجندبادستر صَار إِلَى حَالَة أشر وأردأة وَلما تنَاول أَيْضا فلفلاً وَعَسَلًا صَار إِلَى حَالَة أَيْضا أشر وأردأ وَكَذَلِكَ لما تنَاول ألف ي عصارة الحلبة فحدست لذَلِك أَن فِي أمعائه أخلاطاً لذاعة مداخلة لجرم المعي نَفسه يرد عَلَيْهِ من فَوق وَمن أَسْفَل يجلبه إِلَى نَفسه فأطعمته طَعَاما يعسر فَسَاده فرأيته قد قل وَجَعه فَعلمت أَنه يَنْبَغِي أَن أنقى ذَلِك الْخَلْط الرَّدِيء المشرف لأمعائه واليارج الفيقرا هُوَ أَجود مَا تنقى بِهِ هَذِه الأخلاط إِلَّا أَنِّي لم أقدم على تنقيته دفْعَة لِأَنَّهُ كَانَ قد نهك لطول الوجع وشدته لَكِن فعلت بِهِ ذَلِك قَلِيلا قَلِيلا وَجعلت أريحه بَين كل شهر أَعنِي أَيَّامًا فبرئ فَيجب أَن تَجِد الحدس والتمييز ثمَّ أقدم العلاج. قَالَ: وَمَتى كَانَ الْفَاعِل للوجع كَثْرَة أورام كَمَا يعرض فِي الْأَعْضَاء الوارمة فافصده من ساعتك واجذب الدَّم إِلَى نَاحيَة الضِّدّ فَإِن جزع من الفصد فاجذب الدَّم بالدلك والرباط فَإِن لم يسكن بعد الفصد فَإِن الفضلة قد رسخت فعالج بالأدوية المحللة وعالج الوجع الْكَائِن عَن الرّيح بالأشياء الملطفة أشربة وحقناً ونطولاً. وَإِذا كَانَ الوجع من رُطُوبَة لذاعة فاستفرغها وَبدل مزاجها فَإِن اضطررت فَاسْتعْمل المخدرة والتخدير عَام لجَمِيع الأوجاع إِلَّا أَنه أقل مضرَّة لمن كَانَ وَجَعه من سَبَب حَار فَأَما من كَانَ بِهِ ذَلِك من برد وخلط غليظ فَإِنَّهُ رَدِيء فَيجب أَن تجتنب فِي هَذِه الْمَوَاضِع فَإِن المخدرة تُطْفِئ هَذَا الوجع أَولا وتزيد فِي غلظه وعسر انقلاعه ثمَّ إِنَّه بعد إِذا سخن يهيج بِقُوَّة وَيكون أَشد فتضطر إِلَى المخدرة فَيكون الْأَمر دوراً أبدا حَتَّى يهْلك. قَالَ: فاجتنب اسْتِعْمَال هَذِه فِي الْمَوَاضِع الَّتِي تخمن أَن سَبَب الوجع ريَاح غَلِيظَة تولدت عَن) أخلاط بَارِدَة وفيمن يدمن البطالة والامتلاء وعالج أوجاع الرِّيَاح فِي الْجوف بالبزور الملطفة والجندبادستر والقليل من الأفيون ألف ي والمحاجم والتكميد كَمَا فصلنا فِي بَاب القولنج وأوجاع الْعين وَالْأُذن الشَّدِيدَة وَمَتى أكسب الأفيون مضرَّة فاستدرك ذَلِك بالتسخين بعده. قَالَ: وكمد الْعين وَالْأُذن عِنْد الوجع الشَّديد من ريح ممددة بالتكميد بالجاروس. قَالَ: 3 (التكميد بالجاروس) أفضل فَإِنَّهُ أجف الْأَشْيَاء الَّتِي يكمد بهَا وَهُوَ مَعَ هَذَا يَابِس والبخار الْمُتَوَلد مِنْهُ غير لذاع وَلَا مؤذ. والمحاجم بالنَّار تحلل الأوجاع الَّتِي من الرِّيَاح الغليظة أَيْن وضعت أسْرع مَا يكون حَتَّى يكون قَالَ: وَيجب أَن تعلق عَلَيْهِ مَرَّات كَثِيرَة بلهيب نَار. إِذا رَأَيْت التكميد يزِيد فِي الوجع فَاعْلَم أَن هُنَاكَ خلطاً غليظاً تحلله الْحَرَارَة وَلَا تقدر

أَن تفشه فَتحدث تمدداً أَكثر فاعمل فِي إنضاجه بِالصَّوْمِ وَالْحَرَكَة والأشياء الَّتِي تسخن إسخاناً شَدِيدا وتفش الرِّيَاح. الْمقَالة الأولى من جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: الوجع الثقيل هُوَ فِي الأحشاء والوجع الَّذِي مَعَه وخز يدل على أَن الْعلَّة فِي غشاء وَالَّذِي مَعَه ضَرْبَان يدل على أَنه فِي عرق ضَارب أَو فِي مَوضِع كثير الْعُرُوق الضوارب والوجع الحاد اللذاع يدل على أَنه من الْحَرَارَة والوجع المتمدد يدل على أَنه من ريح إِذا كَانَ لَا ثقل لَهُ وَإِن كَانَ مَعَ ثقل فَإِنَّهُ من خلط بَارِد كثير الكمية إِن كَانَ لَا حرارة مَعَه وَإِن كَانَ مَعَ حرارة فَمن خلط حاد والوجع الَّذِي مَعَه خدر يدل على الْبرد والوجع الَّذِي مَعَ لذع يدل على الْحر. إِذا كَانَ عُضْو لَا يحس وَعَلِيهِ غشاء حساس كَانَ الوجع الَّذِي يحدث فِيهِ ثقلاً لِأَن الغشاء حِينَئِذٍ يثقل الْعُضْو وَلذَلِك صَار الوجع الْحَادِث فِي الكبد وَالطحَال والرئة والكلى ثقيلاً الوجع الَّذِي ألف ي يَمْتَد فِي الْجَانِبَيْنِ طولا وَيُسمى وجعاً طَويلا عَام للعروق والعصب أَن يكون فيهمَا والوجع الَّذِي كَأَنَّهُ دائر مركزه أَشد إِنَّمَا يكون فِي غشاء الوجع الَّذِي كَأَنَّهُ وتر مَمْدُود يدل على أَن الوجع فِي عرق أَو عصبَة الوجع المنتسج يدل على أَنه فِي غشاء عضلة والوجع المكسر للعظام يدل على أَنه فِي غشاء على عظم إِذا نالتها آفَة من ريح كَثِيرَة أَو برودة أَو امتلاء والوجع) الرخو وَهُوَ الَّذِي يكون تمدده أقل يدل على أَنه فِي اللَّحْم. الوجع الممتد فِي الْجَانِبَيْنِ عَام للعصب وَالْعُرُوق إِلَّا أَنه كَانَ فِي العصب كَانَ أغور لِأَن وضع العصب فِي الْأَكْثَر غائر وَإِذا كَانَ فِي الْعُرُوق غير الضوارب كَانَ غائراً وَإِذا كَانَ فِي الشرايين كَانَ بَين ذَلِك. الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض: الْمس اللين الرفيق يسكن وجع الْأَعْضَاء الوجعة إِن شَاءَ الله. الْخَامِسَة مِنْهُ من يُصِيبهُ الوجع الشَّديد الْقَاتِل يتَغَيَّر لَونه وَيحدث فِي بدنه الْبرد ويرتعد ويصغر نبضه ثمَّ يبطل أصلا ثمَّ يَمُوت بِأَن تنقبض الْحَرَارَة كلهَا إِلَى بَاطِن بدنه تزيد فِيهِ مَا فِي الْأَدْوِيَة المفردة. الثَّانِيَة من الميامر قَالَ: قَالَ جالينوس: مَعَ شَحم البط من تسكين الوجع أَمر عَظِيم. وَقَالَ فِي الميامر قولا يُوجب مِنْهُ أَن الدّهن أجمع وَجَمِيع المرخيات وَالَّتِي تنضج تسكن الوجع. قَالَ: يعقب شرب الْأَدْوِيَة المخدرة لتسكين الوجع فَسَاد الاستمراء وَضَعفه وَكَثِيرًا مِمَّن استعملها فِي أُذُنه أورثته عسر السّمع وَفِي عَيْنَيْهِ أورثته ظلمَة إِلَّا أَنه يجب أَن يسْتَعْمل إِذا أفرط قَالَ: وَاسْتعْمل المخدرة ألف ي فِي وجع الْأذن وَالْعين والأسنان إِذا ضعفت.

الأدوية المسكنة للأوجاع

لي هُوَ فِي الْأَسْنَان بِأَن يسقى مِنْهَا بِقدر نبقة. لي فِي وجع الْأَسْنَان وَالْعين مَأْمُونَة الْعَاقِبَة الْبَتَّةَ إِذا سقيت وَكَذَلِكَ فِي الْأذن وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى تَحْدِيد الْأَمر فِيهَا فِي القولنج. فِي السَّابِعَة قَالَ: تسْتَعْمل 3 - (الْأَدْوِيَة المسكنة للأوجاع) فِي الأوجاع الصعبة المبرحة وَعند السهر الشَّديد والسعال المقلق. قَالَ: فَأَما مَا كَانَ من الأوجاع أخف من هَذِه فتكفيه الْأَدْوِيَة الَّتِي تتَّخذ من البزور الطّيبَة الرّيح المدرة للبول وَيَقَع فِيهَا شَيْء من المخدرة وَهَذِه تسمى أدوية البزور وَقد ذكرنَا مِنْهَا فِي بَاب نفث الدَّم فَأَما المسكنة للأوجاع الَّتِي تسْتَعْمل فِي القولنج فَإِن قُوَّة المخدرات فِيهَا أقوى وأبلغ ودواء فيلن أَحدهَا. قَالَ: والأفيون أقوى المخدرات كلهَا وأجلبها للنوم السباتي وَهُوَ يسكن الوجع إِن احْتمل فِي المقعدة. قَالَ: وَيجب أَن يخلط بِهِ من الْأَدْوِيَة مَا ينضج ويسكن الْعِلَل وَمَا يحلل ويلطف بِحَسب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من دَوَاء فيلن فَإِنَّهُ قد أَلفه بِحَسب هَذِه الْأَعْرَاض. لي الْأَشْيَاء الَّتِي تسكن الوجع بتسوية المزاج والتحليل: لبن اللفاح والشبث وبزر الْكَتَّان والخطمي والبابونج والزوفا الرطب وشحم الدَّجَاج وصفرة الْبيض والشاترج وإكليل الْملك والزعفران والحماما واللاذن وطبيخ اللفت والضماد بِهِ مطبوخ وَالْمَاء الفاتر والتكميد ودهن البابونج ودهن الشبث وَمَا كَانَ درجتها من الْحَرَارَة والرطوبة. وَأما المسكنة بالتخدير وَالْبرد فالبزرقطونا والكزبرة والمغاث واللفاح والخشخاش الْأسود وكل شَيْء مِنْهُ: صمغة ولبنة وعصارته الَّتِي هِيَ الأفيون والبنج الْأَحْمَر وَالْأسود وعنب الثَّعْلَب المخدر والشوكران والثلج وَالْمَاء ألف ي الْبَارِد. الْمقَالة الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ: الوجع الشَّديد يسكن بالأصوات الملتذة لِأَنَّهَا تجلب نوماً غرقاً ويسخن الْبدن قَلِيلا. فِي التكميد: الْمقَالة الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: التكميد يسكن الأوجاع بِأَن يلطف ويرقق الأخلاط ويفش بَعْضهَا ويفش الرِّيَاح فيريح من التمدد وَهُوَ أَصْنَاف فَمِنْهُ الرطب وَمِنْه الْيَابِس وَمِنْه قوي لذاع وَمِنْه لطيف هَين لَا لاذع مَعَه وَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل لكل مَا يشاكله فَاسْتعْمل التكميد الرطب وَهُوَ التكميد بِالْمَاءِ الْحَار فِي الأورام الدموية الَّتِي حدوثها عَن دم رَقِيق مائي وَالْقَوِي مِنْهُ حَيْثُ تُرِيدُ أَن تلطف خلطاً غليظاً وَهُوَ الْيَابِس الشَّديد السخونة والضعيف وَهُوَ الرطب حَيْثُ تكون الأخلاط لذاعة.) وَاعْلَم أَنه إِذا كَانَ التكميد يزِيد الوجع شرا فالبدن يحْتَاج إِلَى استفراغ قوي لِأَن الكماد إِن صَادف الْبدن ممتلئاً جذب بِأَكْثَرَ مِمَّا يحلل وَفِي هَذِه الْأَوْقَات كلما كَانَ الكماد أبلغ كَانَ أضرّ.

وَمن التكميد الْقوي أَن تطبخ الكرسنة المدقوقة بخل ممزوج مزاجاً قَلِيلا ثمَّ يجفف ويكمد بِهِ فَإِنَّهُ قوي مصلح يحل الأخلاط الغليظة ويقطعها أَو بالملح وبالجاروس. وَاعْلَم أَن الْملح لذاع والجاروس غير لذاع وَالْملح أقوى والجاروس أقوى فِي أُمُور. الثَّانِيَة من الْفُصُول: قَالَ إِذا كَانَ الوجع فِي لحم الأحشاء كَانَ وجعاً مَعَه ثقل وَإِذا كَانَ فِي الأغشية الَّتِي تحيط بالأحشاء أَو فِي عروقها كَانَ وجعاً حاراً ناخساً وَمِقْدَار الوجع فِي كيفيته وكميته يدل على الْخَلْط وعَلى كميته وَذَلِكَ أَن الْخَلْط المراري يكون وَجَعه أَشد وأصعب والبلغمي أَشد وأهون وَالْكثير الْمِقْدَار يَأْخُذ مَكَانا أَكثر وَيكون وَجَعه أَشد وبالضد. قَالَ: أَنْوَاع الوجع: الناخس والتمدد الَّذِي مَعَ خدر وَالَّذِي مَعَ ثقل وَالَّذِي يغرز يثقب وَيَأْكُل وَالَّذِي يكون دَائِما وَالَّذِي يكون لَهُ فترات ألف ي وَالَّذِي يكون مستوياً أَو مُخْتَلفا والقليل وَالْكثير. لي يجب أَن يضم كل وَاحِد من هَذِه إِلَى سَببه. من كتاب الفصد قَالَ: حُدُوث الوجع فِي الأغشية يحس الْإِنْسَان كَأَنَّهُ ينخس مِنْهُ فِي مَرْكَز ذَلِك الْموضع العليل ثمَّ إِن ذَلِك يتَأَدَّى بعد ذَلِك إِلَى جَمِيع الْمُحِيط بذلك المركز. الثَّانِيَة من أفيذيميا: قَالَ: رَأَيْت أَقْوَامًا احتملوا أفيوناً فِي المقعدة ليسكن أوجاعاً كَانَت بهم فَقَتلهُمْ. السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: قد استعملنا المحجمة مرَارًا كَثِيرَة فسكنا بهَا أوجاعاً كَانَت فِي الْبَطن وَالْجنب على الْمَكَان وَبِالْجُمْلَةِ كل وجع يظنّ أَن سَببه كَثَافَة ريح يمْنَعهَا من التَّحَلُّل فِي الْأَجْسَام الَّتِي هِيَ محتقنة فِيهَا فَاسْتعْمل المحجمة الصماء وَهِي المحاجم بالنَّار. الرَّابِعَة من الثَّانِيَة قَالَ: إِذا عرض فِي بعض الْأَعْضَاء وجع فَانْظُر هَل حدث من خَارج وَذَلِكَ أَنه كثيرا مَا يَتَحَرَّك الوجع من حَرَكَة توهنه أَو ينَام عَلَيْهِ وشكله على غير مَا يجب فيوهنه أَو يقلبه ويديره قلباً ردياً وشديداً دفْعَة وَقد ناله برد فَيبلغ إِلَيْهِ الْفَسْخ والالتواء خَاصَّة فِيمَن مزاجه يَابِس أنكأ وَمن هَؤُلَاءِ أَيْضا للكهول والشيوخ هَذِه الْأَشْيَاء كلهَا فَإِذا لم يكن سَبَب) فَانْظُر فِي تَدْبيره الْمُتَقَدّم هَل اسْتعْمل على مَا يجب أَن يجْتَمع مِنْهُ خلط مَا بِعَيْنِه أَو امتلاء أَو انْقَطع عَنهُ استفراغ كَانَ يعتاده فَإِن كَانَ شَيْء من ذَلِك فَإِن كَانَ سَبَب الوجع فضلا فبادر فِي استفراغه أَولا ثمَّ اقصد الْعُضْو الوجع بِمَا يمْنَع عَنهُ لِأَنَّك إِن قصدت بالمائعات إِلَى الْعُضْو قبل الاستفراغ لم تأمن أَن ترد على عُضْو شرِيف وَكَذَلِكَ فَلَا تقدم على التكميد والتسخيف قبل الاستفراغ لأَنا لَا نَأْمَن أَن يكثر الجذب إِلَيْهِ فَإِن كَانَ مَا تقدم من التَّدْبِير لَا يدلك على أَن فِي الْبدن ألف ي امتلاء فَلَا عَلَيْك أَن تستعل التكميد والأدوية المسكنة أَعنِي الحارة الرّطبَة فَإِن لم يسكن الوجع بِهَذِهِ فاستفرغ الْبدن وخاصة إِن زَاد الوجع من

فعلك ذَلِك فبادر بالاستفراغ فَإِن فِي الْبدن امتلاء وَإِن كَانَ لم يشْعر بِهِ العليل وخفي عَلَيْك لِأَنَّهُ اجْتمع قَلِيلا قَلِيلا. السَّادِسَة من السَّادِسَة من أفيذيميا قَالَ: التكميد يسكن الوجع لِأَنَّهُ يسخف الْأَعْضَاء ويحلل مَا فِيهَا وَأما تبريد الْأَعْضَاء الوجعة فرديء لِأَنَّهُ يكثفها وَيمْنَع التَّحَلُّل فيزيد فِي التمدد فيزيد فِي الوجع. قَالَ: والتبريد لَا ينفع من الأوجاع إِلَّا الْكَائِن من سوء المزاج الْحَار الَّذِي لَا مَادَّة لَهُ كالصداع الْكَائِن من الشَّمْس والورم الْمَعْرُوف بالحمرة. قَالَ: والوجع يسكن بالتكميد وَأما التخدير فَيحْتَاج إِلَى شَيْء لَهُ قدر وَإِلَى شَيْء يكون مَعَه يدْفع عَنهُ الضَّرَر فَإِن الْقَلِيل لَا يسكن الوجع وَكَثِيره يُورث ضَرَرا شَدِيدا بعد ذَلِك فَلذَلِك احتيل فِي أَن خلطت بِمَا يمْنَع ذَلِك مِنْهَا كالفلونيا وَنَحْوهَا. قَالَ: وَشرب الْخمر الصّرْف يسكن أَيْضا بعض الأوجاع وَهُوَ الَّذِي يكون من غلظ الدَّم وبرده فنه ينفع على الْمَكَان. ثمَّ إِنَّه يجلب النّوم ويسكن سكوناً تَاما والأجود أَن لَا يشرب لَكِن ينقع فِيهِ خبز ويؤكل لِأَنَّهُ إِذا شرب هيج بخاراً كثيرا فَزَاد فِي الوجع وعَلى هَذَا الْوَجْه تسخن قَلِيلا قَلِيلا على مَا يجب. قَالَ: فَأَما مَاء اللَّحْم فَلَا ينقع فِيهِ خبز فَإِنِّي قد جربته فرأيته رُبمَا هاج الوجع بِهِ فَأَما النقيع فَلَا خوف فِيهِ ويسكن الوجع. الْخَامِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: من يُصِيبهُ وجع شَدِيد قَاتل يتَغَيَّر لَونه ثمَّ يجد الْبُرُودَة ويرتعد ثمَّ يصغر نبضه ثمَّ يَنْقَضِي وَيخْفى عَن الْحس أصلا ثمَّ يَمُوت بعد هَذَا.) لي هَذِه مَعَ الغشى ألف ي دَلِيل الوجع الْقَاتِل وَإِذا رَأَيْتهَا فبادر بالتخدير وتدبير الغشي والعرق الْبَارِد والاختلاط مِنْهَا وَخُرُوج الفضول بِلَا إِرَادَة. لي ابْن عبدويه شرب مَاء ثلج كثيرا فأعقبه وجعاً فِي بَطْنه وصدره وكتفيه لَا يُطَاق فَبعثت إِذا احتجت إِلَى تسكين الوجع بالمخدرات فَانْظُر فِي حَال برد الْبدن وَصغر نبضه وَضَعفه وَلَا تقدم عَلَيْهِ فِي الْأَبدَان الَّتِي هَذِه حَالهَا وَكَذَلِكَ فتفقد حَال من تُرِيدُ عقل بَطْنه وإمساك سعاله وإمساك دم. الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: الَّتِي تسكن الوجع هِيَ الْأَدْوِيَة المفردة الحارة فِي الدرجَة الأولى وَتَكون مَعَ ذَلِك لَطِيفَة وَتَكون عديمة الْقَبْض أصلا لِأَن هَذِه تفرغ وتحلل وتسوي المزاج وتنضج بِمَنْزِلَة دهن الشبث والبابونج. قَالَ: فَأَما المخدرة فأفضلها مَا كَانَ يجفف لِأَن مَا فِيهِ رُطُوبَة كَثِيرَة بِمَنْزِلَة الشوكران فَلَا

خير فِي شربه واليروح أَيْضا هُوَ مثل الشوكران فِي ذَلِك خلا القشور من أَصله إِذا هِيَ جففت وَكَذَلِكَ البنج خلا بزره. لي هَذِه الرُّطُوبَة قَوِيَّة التخدير جدا لَا تستحيل وَلَا تستولي عَلَيْهَا الطبيعة بِسُرْعَة. لي تثبت فِيهِ من الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة حَال الأوجاع إِن شَاءَ الله. بولس قَالَ إِذا كَانَ الوجع مَعَ خذر فَإِنَّهُ لرداءة مزاج بَارِد وَإِن كَانَ مَعَ ضَرْبَان فَإِنَّهُ لورم حَار وَإِذا كَانَ شَبيه شَوْكَة قد غرزت فِي مَكَان فَذَلِك لخلط غليظ لَا حج فِي مَوضِع وَإِذا كَانَ ينخس فَهُوَ فِي غشاء وَكَذَلِكَ الَّذِي يَبْتَدِئ من مَرْكَز ثمَّ يَتَّسِع والوجع الَّذِي يَمْتَد فِي طول الْبدن فَهُوَ فِي عصب أَو عرق والوجع الَّذِي يكون كَأَنَّهُ يتمزق ويتغرز فِي الجوانب يكون فِي اللَّحْم والوجع الَّذِي هُوَ فِي العمق هُوَ إِمَّا فِي الْعِظَام وَإِمَّا فِي الأغشية الَّتِي عَلَيْهَا والوجع الَّذِي يكون ألف ي إِمَّا لامتلاء من الدَّم وَإِمَّا للأخلاط وَإِمَّا لسوء مزاج حَار أَو بَارِد لريح نافحة أَو خلط حَار يَأْكُل فاستدل بِمَا سلف من التَّدْبِير فَإِن كَانَ قد احْتبسَ استفراغ كَانَ مُعْتَادا لَهُ وَأكْثر الْغذَاء فافصده وأسهله بِمَا تقدر أَنه يحْتَاج إِلَيْهِ فَإِذا فعلت ذَلِك وَسكن الوجع وَإِلَّا فَخذ فِي تسخيف ذَلِك الْعُضْو بِالَّتِي تسخن وتجفف باعتدال كالتكميد بدهن البابونج وبزر الْكَتَّان وَجَمِيع مَا يُرْخِي فَإِن كَانَ الوجع ريحًا فَاعْلَم ذَلِك من شدَّة التمدد بِلَا ثقل فعلاجه تسخين الْموضع وفش الرِّيَاح وَإِن كَانَ من خلط حَار فَلَا يُوَافقهُ التكميد لَكِن التَّعْدِيل والترطيب) بالدهن اللين كالزيت العذب والشيث. لي فعلاج الأوجاع على هَذَا بِأَن يستقصى أَولا أَسبَابهَا ثمَّ تعالج فَإِذا اضطررت وَبلغ الوجع إِلَى أَن يخَاف الغشي فَاسْتعْمل المخدرة اريباسيوس فِي التكميد قَالَ: الكماد شَأْنه تخلخل الْجلد وتسهيل المجاري بالتحلل الْخَفي وتلطيف الْفضل وَالدَّم الَّذِي فِي الورم الْحَار وتحلله فَلَا يجب أَن يسْتَعْمل إِلَّا وَالْبدن نقي قَلِيل الفضول أَو بعقب استفراغ ذِي قدر وَإِلَّا جر إِلَى الْموضع أَكثر مِمَّا يحلل مِنْهُ. والكماد الرطب يُوَافق الورم الْحَار الَّذِي يكون من الْمرة والكماد الْحَار الْيَابِس يُوَافق الأورام الَّتِي سَببهَا دم لطيف. لي ينظر فِي هَذَا. وَالَّذِي لَا يلذع يُوَافق الَّذِي من الأخلاط اللذاعة وَالَّذِي يلذع يُوَافق الكيموسات الغليظة اللزجة إِن شَاءَ الله. جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: الوجع اللذاع يدل على حرارة وحدة وَالَّذِي مَعَ تمدد يدل على كَثْرَة من الأخلاط أَو من الرِّيَاح. الأولى من تَفْسِير السَّادِسَة أبيذيميا قَالَ: الأوجاع الَّتِي تطول تكون من الأخلاط ألف ي الْبَارِدَة وَالَّتِي تقصر مدَّتهَا من الصَّفْرَاء وَالدَّم.

الثَّانِيَة من الميامر قَالَ: للمخدرة تسكن الأوجاع وَقد تبرئها بِالْعرضِ لَا بأنفسها بل تجلب النّوم فتنضج الطبيعة الْخَلْط الْفَاعِل للوجع. لي لذَلِك لَا شَيْء أصلح فِي وجع القولنج والأسنان والرمد والصداع من أَن يسقى من هَذِه مَا ينيم وليترك الْغذَاء بِالْجُمْلَةِ ليتم نضج الْبَاقِي وَلَا خَفَاء بِأَن هَذَا يفعل فِي الْعِلَل الغليظة. قَالَ: وَهَذِه المخدرة إِذا قليت بطلت أفعالها الْبَتَّةَ فَأَما أَن هِيَ خلطت بالجندبادستر وَتركت قَالَ: وغائلتها أَن تورث من اكتحل بهَا ضعف الْبَصَر وَمن صب فِي أُذُنه ثقل سَمعه وَمن شربهَا فسد استمراؤه. لي إِذا شكا إِلَيْك أحد وجعاً فِي مَوضِع فَلَا تقدم على الْحمام وَالْمَاء الفاتر جدا لَكِن بعد أَن تعلم أَن ذَلِك الوجع لخلط غليظ أَو لريح مرتبكة فِي ذَلِك الْموضع وَأَن الْبدن نقي وَأَن ذَلِك الشَّيْء قد استكن هُنَاكَ فَعِنْدَ ذَلِك فانطله بِالْمَاءِ الْحَار ومرخه بدهن الشبث والبابونج وضع) عَلَيْهِ الأضمدة المسكنة. الدّهن الَّذِي طبخ فِيهِ الشبث يسكن الوجع جدا. جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: الضماد الْمُتَّخذ من بزر الْكَتَّان يسكن الوجع لِأَن مثل هَذِه الْأَدْوِيَة تسري وتستفرغ الْخَلْط المؤذي. الخطمي يسكن الأوجاع بِقُوَّة قَوِيَّة وَيمْنَع حُدُوث الورم. المسكنة للوجع بالإرخاء والتحليل: الخطمي الشبث البابونج بز الْكَتَّان الحلبة وَمَا أشبههَا من الحارة فِي الأولى إِلَى الثَّانِيَة. وَمن الرطوبات: دهن البابونج دهن الْقطن عصير التِّين نَفسه عصير الْعِنَب المَاء الْحَار الميبختج. قَالَ: الخطمي من أَجود ألف ي الْأَدْوِيَة يرِيح من الوجع وَلَو كَانَت هُنَاكَ أعصاب ممتدة لِأَنَّهُ يحل وينضج. لي جَمِيع المراهم المنضجة تسكن الوجع. لي مصلح. مسَائِل الثَّالِثَة من أفيذيميا قَالَ: إِذا توجع بعض الْأَعْضَاء فَانْظُر هَل كَانَ لَهُ سَبَب باد من خَارج مثل انفتال أَو نوم عَلَيْهِ فَانْظُر هَل الْبدن ممتلئ فَإِن كَانَ ممتلئاً فبادر فاستفرغه وَبعد ذَلِك عَلَيْك بالنطل والدهن والتكميد وَسَائِر العلاج الرطب باعتدال إِلَّا أَن تخشى ورماً فَإنَّك حِينَئِذٍ تسْتَعْمل الْمَانِعَة فَإِن سكن الوجع بذلك فالزمها حَتَّى تَبرأ الْبَتَّةَ وَإِن لم يكن فِي الْبدن امتلاء فَاسْتعْمل الإرخاء وتسكين الوجع مُنْذُ أول الْأَمر فَإِن سكن فأدمها حَتَّى تَبرأ وَإِن لم تسكن أَو زَاد فِيهَا فاستفرغ الْبدن ثمَّ عد إِلَى ذَلِك. مسَائِل السَّادِسَة من أفيذيميا التكميد مُخْتَلف فالعين تكمد باسفنج لين والصدر

والورك بالجاروس فِي كيس والبطن وَالرَّأْس بصب الدّهن المسخن عَلَيْهِمَا وَالْيَدَانِ وَالرجلَانِ بصب المَاء الْحَار عَلَيْهِمَا. قَالَ: إِذا احتقن فِي عُضْو مَا ريح أَو خلط يوجع بتمديده فعلاجه صب المَاء الْحَار عَلَيْهِ لي عد بزر الكرفس فِيمَا يسكن الوجع. قَالَ: واللوز المر يسكن الوجع إِذا أكل وَجَمِيع المغريات تسكن الوجع مِنْهَا: اللَّبن والزبد) وَبَيَاض الْبيض والنشا وصمغ الإجاص ودقيق السميذ والطين الْمَخْتُوم والقيروطي والصمغ والكثيرا والإسفيذاج وحكاك الأسرب الفلفل عده فِي المسكنات الرّطبَة يسكن الوجع إِذا تضمد بِهِ ودهن الشيث بزر السلجم الخطمي الترمس. د: الميعة شَحم البط بليغ جدا. لي ضماد مسكن للوجع: بزر الْكَتَّان خطمي دَقِيق الشّعير حلبة بزر السلجم نخالة بابونج شَحم البط ودهن الشبث إِن شَاءَ الله. فِي ألف ي

المسكنة للوجع والمخدرة للحس بالطبع وَالْعرض والوجع الْعَارِض فِي بعض الْأَعْضَاء والتكميد البابونج يسكن الوجع لِأَنَّهُ يُرْخِي ويوسع مسام الْبدن. جالينوس: بزر البابونج قريب مِنْهُ بزر الْكَتَّان قريب مِنْهُ أَيْضا عصارة البنج الْأَبْيَض والأحمر يخلط بالأدوية الَّتِي تسكن الوجع وبالأشياف فتنتفع. د: بزر البنج سكن الوجع ورق البنج يجفف وَيجْعَل أقراصاً وَيرْفَع ثمَّ يسْتَعْمل. د: التكميد بالجاروس نَافِع جدا فِي تسكين الوجع. د: دمعة اليبروح وعصارته تدخلان فِي الأشياف وَفِي الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع. د: قشر أصل اليبروح قوي جدا فِي تخدير الْحس. د: بزر الكرفس يسكن الوجع اللوز المر مَتى أكل يسكن الوجع. د: اللَّبن والزبد والقيروطي وَبَيَاض الْبيض والأدوية الَّتِي تغرى كلهَا تسكن الأوجاع وتمنع اللذع. جالينوس قَالَ: اللَّبن جملَته مسكنة للوجع وتمنع اللذع وَمَتى أفنيت رطوبته بالطبخ فَهُوَ أقوى فِي ذَلِك فعلا. الكماد بالملح والجاروس قشور أصل الكاكنج. المنوم يهدئ الوجع. قَالَ د: الفلفل من الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع. الرّطبَة إِذا تضمد بهَا تسكن الوجع. الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الشبث مسكن للوجع. وَقَالَ: بزر السلجم من المسكنة للأوجاع. الخطمي يسكن الأوجاع. جالينوس: الأفيون إِن أَخذ مِنْهُ قدر كرسنة يسكن الأوجاع وَقَالَ: الميعة السائلة تسكن الأوجاع. ج: فِي خيلة الْبر قَالَ: الدَّوَاء الَّذِي يَقع فِيهِ من هَذِه المخدرة أدوية كَثِيرَة تَنْفَع سَاعَة تُؤْخَذ فِي تسكين الوجع إِلَّا أَن عاقبته فِي بدن الْمَرِيض برد شَدِيد يعسر إقلاعه وَمَا

كَانَ مَعَه أدوية ألف ي مسخنة فَفعله فِي تسكين الأوجاع أقل ومضرته فِي الْعَاقِبَة أقل وَأفضل وَهَذَا إِن شرب بعد أَن يأنى عَلَيْهِ سنة ودواء فيلن وَهُوَ الفلونيا أحد هَذِه الْأَدْوِيَة والأقراص الْمُثَلَّثَة الزوايا هِيَ أسْرع فِي تخدير الْحس وعاقبتها أشر والدواء الْمُتَّخذ بالبزور أَيْضا كَذَلِك وَلذَلِك يجب أَن تسْتَعْمل هَذِه قبل أَن يَأْتِي عَلَيْهَا وَقت صَالح وَلَا تستعملها بعد مُدَّة طَوِيلَة لِأَنَّهُ يبطل فعلهَا. الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: إِذا كَانَ الوجع ثقيلاً يدل على أَنه فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَإِن كَانَ مَعَه وخز فَهُوَ فِي غشاء وَإِن كَانَ مَعَ ضَرْبَان فَهُوَ فِي مَوضِع عروق ضوارب أَو وَاحِد عَظِيم مِنْهَا والوجع الَّذِي مَعَه تمدد يدل على كَثْرَة من الأخلاط إِذا كَانَ مَعَ ثقل أَو من الرِّيَاح إِذا كَانَ بِلَا ثقل والوجع الَّذِي مَعَه وخز ولذع يدل على حرارة وَإِذا كَانَ مَعَ الوجع خدر دلّ على برودة والوجع الَّذِي كَأَنَّهُ شَيْء يثقب فَيحدث عَن خلط كثير الْمِقْدَار بَارِد متحرك وَالَّذِي كَأَنَّهُ سلاءة) مركوزة يحدث عَن خلط بَارِد جدا كثير الْمِقْدَار لَا يَتَحَرَّك والوجع الَّذِي يَمْتَد طولا فِي الْجَانِبَيْنِ إِمَّا أَن يكون فِي عرق أَو عصب والوجع الَّذِي مَعَه تقرح وحكاك يدل على خلط حريف وَالَّذِي مَعَه خشونة يدل على خلط محتبس والوجع الناخس وَهُوَ وجع يَمْتَد عرضا باستدارة لَا يدل على أَن الْعلَّة فِي غشاء وَالَّذِي يجد صَاحبه كَأَنَّهُ فِي الْموضع وخزاً يَمْتَد إِلَى الْجَانِبَيْنِ هُوَ فِي العصب أَو فِي عرق ضَارب أَو غير ضَارب والوجع المتشنج يدل على أَنه فِي غشاء يُجَلل عضله والوجع الَّذِي مَعَه مثل التكسير يدل على أَنه فِي أغشية الْعِظَام إِذا نالتها آفَة من برودة أَو ريح كَثِيرَة أَو امتلاء والوجع الرخو وَهُوَ الَّذِي تمدده أقل يدل على أَن الْعلَّة فِي اللَّحْم والضربان لَا يكون إِلَّا باجتماع ألف ي أَشْيَاء: أَحدهَا أَن يكون الْعُضْو حساساً وَأَن يكون بِقرب عرق ضَارب وَأَن يكون بِهِ ورم حَار والوجع الشبيه بالمسلة المركوزة فَإِنَّهُ يكون فِي عُضْو غليظ الجرم بِمَنْزِلَة القولون من مَادَّة سَاكِنة والوجع الثاقب يكون من هَذِه الْمَادَّة لِأَنَّهُ متحرك والوجع الثقيل هُوَ فِي عُضْو لَا حس لَهُ والوجع الَّذِي يَمْتَد فِي الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا وَهُوَ طَوِيل بل دَقِيق فَهُوَ عَام للعروق والعصب إِلَّا أَنه كَانَ فِي العصب كَانَ أَشد غوراً وَالَّذِي فِي غير الضوارب عَال فِي سطح الْجِسْم وَالَّذِي فِي الضوارب وسط فِي ذَلِك. أوجاع الأغشية غير مُتَسَاوِيَة من أجل اخْتِلَاف جوهرها فِي ذكاء الْحس ومشاركتها الْأَعْضَاء الَّتِي تتصل بهَا. قَالَ: والوجع الثقيل يعم جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي لَا حس لَهَا وَلذَلِك صَار وجع الكبد وَالطحَال والكلى والرئة ثقيلاً. افيذيميا قَالَ: المخدرة مَتى أَخذ مِنْهَا الْقَلِيل لم تَنْفَع وَإِن أَكثر مِنْهَا ضرت مَعَ ذَلِك فِي الْعَاقِبَة فَلذَلِك احتيل أَن يخلط بهَا أدوية حارة لِأَنَّهَا على ذَلِك الْوَجْه تسكن الوجع وَيكون ضررها فِي الْعَاقِبَة أقل كنحو دَوَاء فيلن.

وَقَالَ: أول مَوضِع تسْتَعْمل فِيهِ المخدرات للوجع فِيهِ الْعين وَالْأُذن والقولون. قَالَ جالينوس فِي قاطاجانس: شكا إِلَى رجل أَنه إِذا أصَاب رُكْبَتَيْهِ الْبرد أسْرع إِلَيْهِ الوجع وَأَنه ينْتَفع بالأدوية الحارة فَأخذت قيروطاً وألقيت عَلَيْهِ فربيوناً حَدِيثا ثَمَانِيَة أَو عشرَة وأمرته أَن يطليه عَلَيْهِ فسكن وَجَعه فِي أسْرع الْأَوْقَات. قَالَ جالينوس: لَا أعلم فِي الأوجاع الشَّدِيدَة المفرطة علاجاً أقوى وأبلغ من الفصد إِلَى أَن يعرض) الغشي وَإِذا عرض وجعان فَإِن أشدهما يخفي الآخر ألف ي كالحال فِي المحموم وَغير ذَلِك من أَعْرَاض النَّفس. مِثَال ذَلِك: إِن فِي ذَات الْجنب إِذا كَانَ يَأْخُذ فِي الأضلاع موضعا كَبِيرا وَكَانَ مَعَ نخس فالعلة عَظِيمَة وَهِي فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَلذَلِك يحْتَاج إِلَى علاج قوي وَإِذا كَانَ قَلِيل الكمية سَاكن الْكَيْفِيَّة فيكفيه الْيَسِير من العلاج. قَالَ: فالوجع الثقيل يكون فِي الْأَجْزَاء اللحمية وَالْعُرُوق وَنَحْوهَا والوجع الحاد إِذا كَانَ سَببه من خلط مراري كَانَ أَزِيد حِدة وَأَشد إزعاجاً وإقلاقاً وَمَتى كَانَ سَبَب الوجع ريحًا غَلِيظَة أَو خلطاً بلغمياً كَانَ الوجع أشر وَلَيْسَ يدل مِقْدَار عظم الوجع على كَيْفيَّة السَّبَب الْفَاعِل لَهُ فَقَط لكنه يدل على كميته وَذَلِكَ أَن كل سَبَب من الْأَسْبَاب يحدث شَيْئا من الْأَشْيَاء فَفعله يتزيد بِحَسب تزيد جوهره. وَيجب أَن تتفقد فِي الأوجاع هَل هِيَ ناخسة أَو مَعهَا ثقل أَو شَبيه بالتأكل أَو بِشَيْء يثقب أَو لَهُ فترات أَو مستو أَو مُخْتَلف وَفِي مِقْدَار شدته ورخاوته. الأوجاع الَّتِي تنحدر من الظّهْر إِلَى الْمرْفقين يحلهَا فصد الْعرق. قَالَ: الضربان هُوَ حس مؤلم يحدث من حَرَكَة الْعُرُوق الضوارب وَلَيْسَ يحس بنبض الْعُرُوق الضوارب مادامت الْأَعْضَاء بِحَالِهَا الطبيعية لِأَن ملاقاة الْعُرُوق لما حولهَا لَا يكون مَعهَا أَذَى ومكانها الَّذِي تتحرك فِيهِ وَاسع فِي تِلْكَ الْحَال وَإِذا حدث فِي تِلْكَ الْأَعْضَاء ورم حَار ضَاقَ الْمَكَان وَشدَّة حس الْموضع الوارم وإحساسه بِالْمَاءِ وَمن نبض الْعُرُوق الضوارب وَيُسمى ذَلِك الضربان وحركة النبض فِي هَذِه الْحَال أَيْضا تتزيد من أجل غَلَبَة الْحَرَارَة. قَالَ فِي الميامر: إِن مَعَ شَحم ألف ي البط من تسكين الأوجاع أمرا عَظِيما. قَالَ: جالينوس فِي الميامر: أقوى الْأَدْوِيَة فِي تسكين الأوجاع الأفيون وَلَيْسَ إِذا أَخذ لَكِن إِذا حل بعقيد الْعِنَب وغمست فِيهِ فَتِيلَة وَاحْتمل فَإِن خلط فِيهِ مَا يكسر قوته كَانَ أَضْعَف فعلا لكنه أسلم وَيجب أَن يخلط بِهِ فِي كل مَوضِع على قدر مَا يَنْبَغِي فَمرَّة بِمَا يحلل وَمرَّة بِمَا ينضج وَمرَّة بِمَا يُبدل المزاج. فِي التكميد قَالَ جالينوس فِي الْأَمْرَاض الحادة: اسْم التكميد يَقع على كل مَا سخن

بِهِ الْبدن بِوَجْه من الْوُجُوه وَمن أَصْنَاف التكميد مَا هُوَ رطب فِي الْغَايَة وَمِنْه يَابِس وَمِنْه ممتزج وَمِنْه) لذاع وَمِنْه غير لذاع والتكميد بِمَاء حَار فِي شنة أَو زق رطب غير لذاع وَالَّذِي يكون المَاء الْحَار فِيهِ فِي إِنَاء نُحَاس أَو فخار متوسط بَين الرطب واللذاع والصنف الثَّالِث الَّذِي يكون يَابسا يكون لذاعاً. والتكميد ينفع للأوجاع الَّتِي لَيْسَ الْأَبدَان فِيهَا شَدِيدَة الامتلاء. لي وَفِي الْأَعْضَاء الَّتِي لَا يُمكن أَن تجلب إِلَيْهَا دَمًا كثيرا مثل القولون وَغَيره فَإِنَّهُ إِذا كمد وَلَو أَن الْبدن فِي غَايَة الْكَثْرَة من الدَّم لم يجذب إِلَيْهِ دَمًا فَإِن كَانَ فِي الْبَطن رطوبات كَثِيرَة فقد يُمكن أَن تهيج بخاراً فتزيد فِي الوجع وَلذَلِك يجب كَمَا أَنَّك فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يخَاف انجذاب الدَّم إِلَيْهَا تبدأ بالفصد ثمَّ تكمد حِينَئِذٍ بِثِقَة أَن تبدأ فِي مثل هَذِه بالإسهال والحقن ثمَّ تكمد. قَالَ جالينوس: مَا كَانَ من التكميد رطبا انْتفع بِهِ فِيمَا كَانَ من الأورام الحارة حُدُوثه عَن الأخلاط من جنس المرار واليابس ينْتَفع بِهِ فِيمَا كَانَ حُدُوثه من دم رَقِيق مائي وَذَلِكَ أَنه يجب أَن يُقَابل الشَّيْء بضده فالتكميد الَّذِي لَا لذع مَعَه ينفع فِي مداواة الأخلاط اللذاعة والتكميد ألف ي اللذاع ينْتَفع بِهِ فِي مداواة الأخلاط الغليظة اللزجة إِذا كَانَ يلطف وَيقطع أَشد فَلذَلِك يجب أَن يسْتَدلّ على الْخَلْط أَولا من السن وَالْوَقْت وَالتَّدْبِير وأعراض الوجع أَو الورم من اللَّوْن والمدافعة وَإِذا كَانَت ذَات الْجنب فاستدل على الْخَلْط بلون النفث فابدأ بالتكميد إِذا جهلت الْخَلْط ثمَّ إِن لم ينفع التكميد الْبَتَّةَ فاستفرغ جملَة الْبدن. والتكميد الرطب أسلم لِأَنَّهُ إِن لم ينفع لم يضر فَأَما التكميد بالخل والكرسنة فَلَيْسَ يجب أَن تقدم عَلَيْهِ إِلَّا مَعَ الْمعرفَة الْبَالِغَة إِن لم يَقع حَيْثُ يجب عظم ضَرَره والتكميد بالملح والجاروس يعمهما جَمِيعًا اليبس إِلَّا أَن الْملح لذاع والجاروس غير لذاع. فِيمَا يسكن بالتقوية الوجع قَالَ د: صمغ الإجاص يُقَوي الجنبين النشا غُبَار الرَّحَى دَقِيق السميذ الطين الْمَخْتُوم اللَّبن بيض الْبيض القيروطي المرداسنج يُقَوي الصمغ الْعَرَبِيّ الكثيرا. د وَج: اسفيذاج الرصاص. د: حكاك الأسرب الاسفيذاج الَّذِي بالخل إِن شَاءَ الله.

(فِي الْأَمْرَاض الَّتِي تعدِي) (وتتوارث والمهلكة والسهلة وَالَّتِي تزداد مَعَ الْأَيَّام وَالَّتِي يتناقص وَالَّتِي يمْنَع) (بَعْضهَا بَعْضًا وانتقال بَعْضهَا إِلَى بعض فِي الحدة والرداءة.) قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الأولى من أَصْنَاف الحميات: مُلَابسَة من يمرض من الموتان خطر وَذَلِكَ أَنه لَا يَأْمَن أَن يعدى والجرب والرمد وَمن الْخطر أَيْضا مُلَابسَة أَصْحَاب قرحَة الرئة ومساكنتهم وَبِالْجُمْلَةِ كل من يكون ألف ي حَال الْهَوَاء الَّذِي يخرج مِنْهُ فِي التنفس حَال عفونة حَتَّى أَنه يغلب النتن على الْبيُوت الَّتِي يأوون إِلَيْهَا. الْمقَالة الثَّانِيَة من كتاب الأخلاط قَالَ: يعرض لنا الضرس مَتى رَأينَا إنْسَانا يَأْكُل الْأَطْعِمَة المضرسة. وَقَالَ فِيهَا: الْأَمْرَاض الَّتِي تعتاد قَبيلَة وجنساً وَإِن هم لم يخطئوا فِي تدبيرهم تسمى أمراضاً جنسية وَيجب للطبيب أَن يسْأَل عَنْهَا وَيقف عَلَيْهَا بِالْمَسْأَلَة لأهل ذَلِك الْجِنْس. من كتاب مَا بَال: القروح تعدِي. الْخَامِسَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ: الْأَمْرَاض الَّتِي تتزيد وتترى إِن لم تعالج كلما السَّادِسَة من السَّادِسَة من أبيذيميا: الرّبع تشفى من الصرع وتمنع حُدُوثه إِذا كَانَ قد تقدم وَجَمِيع الحميات تشفى من التشنج وَمن النزلة والربو والذرب يشفى من الرمد وزلق الأمعاء وَذَات الْجنب وقرانيطس وليترغس وَبِالْعَكْسِ وَلَا خير فِي نقلة قرانيطس إِلَى ليثرغس وَفِي نقلة ذَات

الْجنب إِلَى ذَات الرئة وانتفاخ أَفْوَاه الْعُرُوق فِي المقعدة يشفي الْأَمْرَاض السوداوية كلهَا وخاصة الوسواس السوداوي وصلابة الطحال والدوالي تشفى من النقرس ووجع المفاصل وَعلل الكلى والربو والجرب والحكة والبثور الْخَارِجَة فِي ظَاهر الْبدن والخراجات قد تمنع كثيرا من حُدُوث الْأَمْرَاض الحادة وورم المقعدة من ورم الأحشاء ووجع الورك من وجع الكلى ووجع الْأَرْحَام. يستقصى هَذَا هَهُنَا وَيرد إِلَى موَاضعه أَيْضا إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَوجه اسْتِقْصَائِهِ أَن تنظر فِي عِلّة عِلّة مَا يمْنَع مِنْهَا وَمَا يحدثها وَإِلَى مَا تنْتَقل وَمَا حميد مَا تنْتَقل إِلَيْهِ وذميمه إِن شَاءَ الله. ألف ي الأولى من الأهوية والبلدان قَالَ: الَّذين طبائعهم أبدا لينَة لَا تعرض لَهُم ذَات) الْجنب وَلَا ذَات الرئة وَلَا حمى محرقة وَلَا شَيْء من الْأَمْرَاض الحادة لِأَن فضولهم تستفرغ دَائِما فِي كل يَوْم. قَالَ: ويبس الطبيعة يكون سَببا لهَذِهِ كلهَا الْيَهُودِيّ: قَالَ أفلاطن: إِن السبل فِي الْعين يتوارث فِي النَّسْل. لي قد رَأينَا نَحن ذَلِك كثيرا. الطَّبَرِيّ قَالَ: البرص والصرع يتوارثان. من كتاب الْحَرَّانِي قَالَ: البرص يعدي. الطَّبَرِيّ على مَا للهند: إِن البواسير تتوارث. الْمقَالة الأولى من مسَائِل أفيذيميا: حمى الغب وَحمى الرّبع سليمتان والمريطاوس خطير وَكَذَلِكَ البلغمية خطيرة والسرسام الْحَار والبارد خطيران وهما قرانيطس وليثرغس والورم الصلب فِي الكبد خطير. قَالَ فَإِن كَانَ الْمَرِيض يحسن الحمية والطبيب يحسن التَّدْبِير وَالْمَرَض يزْدَاد وَلَا ينقص فَإِنَّهُ مرض رَدِيء صَعب وبالضد وَإِن كَانَ الطَّبِيب يُخطئ وَالْمَرِيض يتساهل وَالْعلَّة لَا تزيد فَإِنَّهَا سهلة. الثَّانِيَة من الأخلاط: علل الصَّدْر وَالْحلق تشارك أَعْضَاء التناسل فَإِن السعال يسكن كثيرا الأورام الَّتِي تحدث فِي المثانة وَالرحم وَيكون عَن اختناق الرَّحِم ذَات الرئة والخوانيق لِأَن بَينهمَا يحول فِيهِ من آخر السَّابِعَة من الْفُصُول: إِن مرض كَذَا إِذا انْتقل إِلَى مرض كَذَا. قسطا: الجرب والسل يعديان والجذام يعدي لِأَن الْهَوَاء الْمُحِيط بهم يتنشفه غَيرهم والرمد يعدي بالوهم النَّفْسِيّ. لي لذَلِك لَا يعدى إِلَّا من أدمن النّظر إِلَيْهِ النقرس والسل يتوارثان ألف ي وَكَذَلِكَ الجذام والسل. جالينوس فِي كتاب الحميات: حميات الموتان تعدِي وَكَذَا الجرب والرمد والسل والصلع والقرع اللَّذَان لم يحدثا عَن سَبَب باد يتوارث وَكَذَا ضعف الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة. الطَّبَرِيّ: مِمَّا لَا يبرأ: السرطان والنقرس وَمِمَّا يتوراث: السل والصرع والجذام والجدري يعدي.)

الأعضاء الشريفة

(فِي العلاجات الْعَامَّة) (وقوانين عامية وجمل لَا تلِيق بمعان تفرد بِهِ والاستدلالات العامية) جالينوس فِي آخر السَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الْأَعْضَاء الَّتِي هِيَ أَشد حرارة إِذا أَصَابَهَا مرض من برد احْتَاجَت إِلَى الإسخان ويداوم إسخانها زَمَانا طَويلا وَكَذَلِكَ فَافْهَم فِي سَائِر الكيفيات وَذَلِكَ أَنه يجب أَن يكون رُجُوع الْأَعْضَاء إِلَى حَالهَا الطبيعية فِي مُدَّة وَذَلِكَ أَنه قد خرجت من حَالهَا الطبيعية خُرُوجًا كثيرا وَأما إِذا كَانَ عُضْو حَار وأصابه مرض حَار فَإِنَّهُ قد يحْتَاج إِلَى تبريد يسير وَكَذَلِكَ سَائِر الكيفيات لذَلِك صَار الْمَرَض الَّذِي يلائم طبيعة الْمَرِيض أقل خطراً. 3 - (الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة) لَا يجب أَن تستفرغ فضولها جدا بل احفظ مَعَ ذَلِك قوتها ولتحفظ قُوَّة الْعُضْو بِمِقْدَار الْحَاجة إِلَيْهِ فِي بَقَاء الْحَيَاة وَأعظم الْأَعْضَاء فِي ذَلِك الْقلب والمرضى إِلَى فعله أَشد اضطراراً مِنْهُم إِلَى غَيره فَأَما الدِّمَاغ فَلَيْسَ يحْتَاج إِلَيْهِ المرضى كحاجتهم إِلَى الْقلب فحاجتهم إِلَى الْقلب أوكد لِأَنَّهُ يكفيهم أَن يتنفسوا فَقَط وَأما فعل الكبد فلابد للأعضاء مِنْهَا ضَرُورَة والمعدة تستفرغ بالقيء والإسهال والأمعاء بالإسهال وَحده وَكَذَلِكَ الْجَانِب المقعر من الكبد فَأَما الكلى والمثانة والجانب المحدب من الكبد فبالبول إِن لم يكن الْخَلْط ألف ي الْمُجْتَمع فِيهَا خلطاً كثيرا جدا فَإِن كَانَ كثيرا فبالأدوية المسهلة. قَالَ: وَمَا كَانَ الدَّوَاء يلقاه فَلْيَكُن بِمِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَمَا كَانَ لَا يلقاه لَكِن يحْتَاج أَن يمر ويغوص مَسَافَة حَتَّى يبلغ إِلَيْهِ فيزاد فِي قوته بِحَسب ذَلِك وَلَا تقدم على مَا كَانَ من الْأَعْضَاء كثير الْحس بالأدوية القوية بَغْتَة وَلَا فِي دفْعَة وَاحِدَة لَكِن يقوى فِي مُدَّة طَوِيلَة وبالضد. قَالَ: إِذا كَانَ مَا يدل عَلَيْهِ الْمَرَض لَا يضر بِالْقُوَّةِ فَهُوَ مُخْتَار فَلَا تُؤخر وَإِذا كَانَ مَا يدل عَلَيْهِ الْمَرَض يضاد مَا تدل عَلَيْهِ الْقُوَّة فتوقف فَإِنَّهُ مرّة يَنْبَغِي أَن يفعل مَا يدل عَلَيْهِ الْمَرَض قَلِيلا قَلِيلا وَمرَّة يدل على أَنه يجب أَن يفعل الْبَتَّةَ. مِثَال فِي ذَلِك: إِنَّه إِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وَالْمَرِيض يحْتَاج إِلَى استفراغ فَيجب أَن لَا تتَوَقَّف وَإِن كَانَت الْقُوَّة غير قَوِيَّة إِلَّا أَنَّهَا لَيست سَاقِطَة فَيجب أَن تستفرغ قَلِيلا قَلِيلا وَإِن كَانَت سَاقِطَة فَإِنَّهُ لَا يجب أَن يستفرغ بل قو العليل وينعش حَتَّى يقوى ثمَّ يعالج.)

قَالَ: لَا تغفل أَمر الْهَوَاء فِي كل مرض وَهل هُوَ مضاد لما يحْتَاج إِلَيْهِ أَو مُوَافق فَإِنَّهُ إِن كَانَ مُوَافقا فَهُوَ أَحْمد الْأَسْبَاب النافعة وَإِن كَانَ مضاداً فَلَا تدع أَن تقلبه فِي الْموضع الَّذِي فِيهِ العليل الثَّانِيَة عشرَة قَالَ إِذا حدثت مَعَ الْأَمْرَاض أَعْرَاض فَإِنَّهَا إِن كَانَت قَوِيَّة جدا تنهك الْقُوَّة فَأقبل عَلَيْهَا ودع الْمَرَض وَإِن كَانَت ضَعِيفَة لَا تحل الْقُوَّة فَعَلَيْك بعلاج الْمَرَض نَفسه ودع الْعرض فَإِن قطع الْمَرَض هُوَ الْعرض. مِثَال فِي ذَلِك: إِن حدث فِي قُرُوح الأمعاء الَّتِي مَعَ عفونة لذع فَإِن كَانَ مفرطاً جدا احتجت أَن تحقنه بشحم الْبَقر والقيروطي وَنَحْوهمَا وَهَذِه لَا تَنْفَع القرحة بل تسكن ألف ي اللذع وتريح الْقُوَّة مُدَّة لِئَلَّا تنْحَل وَإِن كَانَ هَذَا اللذع قَلِيلا فَلَا يجب أَن تقصد لَهُ بل يحقن بالأشياء القالعة للعفونة وَإِن كَانَت قَوِيَّة فِي اللذع وَليكن الْحَد فِي احْتِمَال الوجع الَّذِي هُوَ الْعَارِض قدر مَا لَا يحل الْقُوَّة وَإِن خيف أَن تنْحَل الْقُوَّة فاقصد لَهُ ودع علاج الْمَرَض ثمَّ عد إِلَيْهِ. وَقَالَ فِي الْمقَالة الأولى من جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: إِذا أَنْت شَككت فِي وجع هَل هُوَ من الْحَرَارَة أَو من الْبُرُودَة فدواه بأَشْيَاء تبرد أَو تسخن تبريداً وتسخيناً قَلِيلا فَإِن رَأَيْتهَا قد نفع وَاحِد مِنْهَا فقد أصبت الْغَرَض فزد فِي التبريد إِن كَانَ الْمُوَافق أَو الإسخان إِن كَانَ كَذَلِك وَإِن أَنْت أَخْطَأت فَلم تخطئ إِلَّا قَلِيلا إِذا كَانَت الْكَيْفِيَّة الَّتِي قست بهَا يسيرَة وَتعلم من الضَّرَر الْعلَّة أَيْضا فداو بالضد وَلَا تقدم فِي هَذِه التجربة على القوى الْكَيْفِيَّة فَإنَّك تخطئ خطأ رُبمَا لم تقدر على إِصْلَاحه. الثَّانِيَة من الْفُصُول: مَتى اندفعت إِلَى بعض الْأَعْضَاء فضلَة كالخوانيق والخراجات والبثور فَانْظُر إِن كَانَ مَا يبرز من الْبدن مرارياً فَاعْلَم أَن الدَّم كُله رَدِيء وَفِي الْبدن أخلاط ردية وَإِن كَانَ مَا يبرز من الْبدن كَالَّذي يبرز من الأصحاء فَاعْلَم أَن جَمِيع مَا كَانَ فِي الدَّم من الرداءة هُوَ مَا قد دَفعه فَتقدم فِي هَذِه الْحَال على تغذية الْبدن بِثِقَة. لي أما الْحَال الأولى فَإِنَّهُ يحْتَاج فِيهِ إِلَى استفراغ لينقي الدَّم مِمَّا فِيهِ فَأَما فِي هَذِه الْحَال فَلِأَن الدَّم جيد نقي فَهُوَ يحْتَاج إِلَى تَقْوِيَة الْقُوَّة. لي إِذا أردْت أَن تكون أبقراطياً صَحِيحا فَعَلَيْك بِحِفْظ الْقُوَّة جهدك فَإِن أبقراط يصرف أَكثر عنايته فِي الْأَمْرَاض ألف ي إِلَى حفظ الْقُوَّة لِأَن الْقُوَّة إِذا ضعفت لم يغن العلاج شَيْئا وَكَانَ كلما يرد على الْبدن يحِيل وَلَا يَسْتَحِيل اسْتِعْمَال الْكثير بَغْتَة مِمَّا يمْلَأ الْبدن أَو يستفرغه أَو) يسخنه أَو يبرده أَو يحركه بِنَوْع مَا من الْحَرَكَة أَي نوع كَانَ خطر لِأَن طبيعة الْبدن

تقوم باعتدال وكل مفرط مَا كَانَ مقاوماً للطبيعة إِن أَنْت فعلت جَمِيع مَا يجب وَلم تَرَ يكون مَا تُرِيدُ فَلَا تنْتَقل عَمَّا أَنْت عَلَيْهِ مادامت الْأُمُور الَّتِي دعتك إِلَى مَا عملت قَائِمَة. قَالَ جالينوس: إِذا كَانَ طَرِيق العلاج على الصَّوَاب فَإِنَّهُ يُمكن أَن لَا يظْهر نَفعه لقُوَّة الْعلَّة فَلَا تنْتَقل عَنهُ مادام السَّبَب الَّذِي أوجب ذَلِك التَّقْدِير قَائِما وصابره فَإِنَّهُ سَيظْهر أَثَره بعد. السَّابِعَة من الْفُصُول: الْغذَاء زَائِد فِي قُوَّة الصَّحِيح وَفِي مرض الْمَرِيض إِذا اعتل العليل لم ينهضم غذاؤه إِلَى دم جيد لَكِن إِلَى دم رَدِيء بِحَسب غَلَبَة الْخَلْط الْفَاعِل للمرض فَيصير مَادَّة لَهُ. الْمقَالة الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان: قَالَ الْعُضْو الَّذِي تكْثر فِيهِ الْأَمْرَاض حَتَّى يكون أبدا فِي الْبدن عليلاً أَو فِي أَكثر الْحَالَات فَإِنَّهُ أَضْعَف أَعْضَاء الْبدن بالطبع كالقدمين من المنقرسين من أَصْحَاب وجع المفاصل وَالرَّأْس من أَصْحَاب الصداع وَالْعين من الَّذين تدوم بهم أوجاع الْعين وَنَحْو ذَلِك. انْتِقَال الْموَاد والفضول المنصبة من الْأَعْضَاء الخطيرة إِلَى الخسيسة جيد وبالضد فَإنَّا رَأينَا كثيرا مِمَّن انْتَقَلت الْمَادَّة فِيهِ فِي تحلل النقرس من قدمه أَو بعض مفاصله إِلَى عُضْو شرِيف فَمَاتَ وَإِنَّمَا يُمكن هَؤُلَاءِ أَن يبرؤا بِأَن يجتذب ذَلِك الْخَلْط ثَانِيَة إِلَى الْعُضْو أَسْفَل مِنْهُ. من كتاب الحقن وَهُوَ ينْسب إِلَى جالينوس وَهُوَ فِيمَا أَحسب ألف ي لروفس: إِن اليونانيين إِذا أشكلت عَلَيْهِم عِلّة خلوا بَين الطبيعة وَبَينهَا لِأَن الطبيعة كَافِيَة فِي إنقاء الْأَمْرَاض مَا استطاعت. لي يرَوْنَ أَن التَّخْلِيَة بَين الطبيعة وَبَين الْعلَّة أفضل من الْإِقْدَام بعلاج على غير معرفَة وَذَلِكَ أَن الطبيعة لَا تعْمل شَيْئا ضاراً والعلاج على غير معرفَة لَا يُؤمن أَن يكون معينا على الطبيعة والطبيعة تبرئ الْعلَّة وتدفعها إِلَى أَن تضعف عَنْهَا وَلَا تطيقها فَأَما إِن تعْمل شَيْئا رديئاً أَعنِي يكون عوناً عَلَيْهَا فَلَا فَلذَلِك إِن أمكن عِنْد الْعِلَل المشتبهة العلاج أَن تقوى الطبيعة بغذاء مُوَافق فَقَط بعد أَن لَا يكون فِيمَا تروم أَن تقرب مِنْهَا شَيْئا مشكوكاً فِي أَمر الْعلَّة يَضرهَا اقْتصر على ذَلِك لخفاء الطبيعة وَالْعلَّة. من رسم الطِّبّ بالتجربة قَالَ: وَمَتى عالجنا بِشَيْء مَا مُدَّة طَوِيلَة فَلم ينجح فَيجب أَن تنْتَقل) إِلَى ضِدّه وَهَذَا بَاب وركن استخرجناه بالتجربة. الْمقَالة الثَّانِيَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: مَتى عالجنا إنْسَانا بأَشْيَاء تعدل المزاج فهاج بِهِ الوجع وازداد فاستفرغه على الْمَكَان فَإِن ذَلِك دَلِيل على أَن الْبدن ممتلئ من ذَلِك الْخَلْط الرَّدِيء الْعسر الاستحالة الْكثير الْمِقْدَار لذَلِك صَار مَا عالجته مَادَّة لَهُ افْعَل ذَلِك فِي الحقن والأدوية الَّتِي من فَوق. الثَّانِيَة من أفيذيميا: يجب لمن يَعْنِي بحدوث النضج. حَيْثُ يحْتَاج أَن يُغيرُوا

بالاستفراغ حَيْثُ يحْتَاج أَن يُغير وَيدْفَع الْمَادَّة من الْعُضْو الْأَشْرَف إِلَى الأخس إِذا لم يُمكن إِخْرَاجه عَن الْبدن يجب أَن تَنْفَع الْمَرِيض فَإِن كَانَ ولابد فَلَا تضره. قَالَ جالينوس: أَنا لَا أقدم على علاج الْبَتَّةَ فِيهِ شُبْهَة حَتَّى أصنع كم مِقْدَار ضَرَره إِن لم ينفع أَو هَل يضر وَلَو قَلِيلا ثمَّ كنت بِحَسب ذَلِك أعمل ألف ي فَإِن شَككت وَخفت من علاجي أَنه لم يَقع بالموافقة وجني جِنَايَة عَظِيمَة لم أستعمله وَلَو رَجَوْت بِهِ النَّفْع وَإِن كَانَ عِنْدِي أَنه لَا ضَرَر فِيهِ الْبَتَّةَ أَو لَيْسَ فِيهِ كَبِير مضرَّة وَأَنه يلْحق عَالَجت بِهِ وَيجب أَن يكون الطَّبِيب مَعَ الْمَرِيض على الْمَرَض كَذَلِك فَلْيَكُن الْمَرِيض مَعَ الطَّبِيب حَتَّى لَا يكون الطَّبِيب يُطلق مَا يُؤْذِي وَلَا الْمَرِيض يَعْصِي الطَّبِيب فِيمَا يَأْمُرهُ. الرَّابِعَة من الثَّانِيَة من أفيذيميا قَالَ: الْمَرَض المشاكل للمزاج أسلم وأسهل برءاً. مِثَال: الغب فِي المزاج المراري والمحرقة من طَرِيق أَن حُدُوث هذَيْن فِي هَذَا أسهل برءاً يهيج بِهِ مرَارًا فَلذَلِك لَا يكون عَظِيما وَأما فِي البلغم فَلَا يهيج بِهِ إِلَّا من أَمر صَعب غَالب. لي: هَذَا إِنَّمَا هُوَ فِي هَذَا الْبَاب فَقَط وَأما فِي طَرِيق المضادة فالمزاج المضاد فَأنْظر فِيهِ وأشرحه إِن شَاءَ الله تَعَالَى. قَالَ جالينوس فِي هَذَا الْموضع: إِن صَاحب المزاج الْحَار أسْرع برءاً من صَاحب المزاج الْبَارِد الرطب لِأَنَّهُ لرطوبته قد يشفى من غير أَن يكون قَوِيا وبحرارته يضاد مَرضه فَيبرأ الْبَتَّةَ سَرِيعا وَأما صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس فَإِنَّهُ لَا يشفى إِلَّا من أَمر صَعب وَأما صَاحب المزاج الْبَارِد لي: وَمن هَهُنَا قد بَان مِمَّا ذكرنَا وَتمّ كل مَا احْتِيجَ إِلَيْهِ من الشَّرْح البليغ للمتعلم. الثَّانِيَة من الثَّانِيَة من أفيذيميا قَالَ: أبقراط ينظر إِلَى الْبَوْل فِي جَمِيع الْعِلَل وَإِن لم يكن من علل الكبد أَعنِي فِي علل الأمعاء والمعدة وَالْقلب والعصب والدماغ فَإِن كَانَ حسنا لم تَأْخُذ مِنْهُ) كَبِير دلَالَة على الْخَلَاص وَإِن كَانَ ردياً كَانَ عَظِيم الدّلَالَة ألف ي على الْهَلَاك لِأَنَّهُ لَا يكون قد تضاعفت عِلّة على عِلّة. الْخَامِسَة من السَّادِسَة: أَصْحَاب الْأَمْرَاض المزمنة يجب أَن يَنْتَقِلُوا من الأَرْض الَّتِي هم بهَا وأجوده أَن يَنْتَقِلُوا إِلَى هَوَاء مضاد لمزاج مرضهم. لي هَذَا علاج قوي وَذَلِكَ أَن الْهَوَاء دَائِم اللِّقَاء فَيكون لَهَا كَأَنَّهُ علاج دَائِم كل وَقت. الطَّبَرِيّ: إِن كره العليل علاجاً مَا كَرَاهِيَة شَدِيدَة فَلَا تجبره عَلَيْهِ وَلَو كَانَ بليغ النَّفْع فَإِن الطبيعة لَا تقبله وَلَا تنْتَفع بِهِ. روفس فِي كِتَابه فِي المالنخوليا: إِذا عَالَجت مَرضا طَويلا مزمناً فأغب العلاج حينا

وعد فِيهِ حَتَّى لَا توهن الطبيعة فَإِن الْأَعْضَاء تألفه فَإِنِّي رَأَيْت أَقْوَامًا بهم مالنخوليا عولجوا بأكباب فَلم ينتفعوا وَلما ترك علاجهم برؤا بعد. ابْن ماسويه فِي كِتَابه فِي علل الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة: كل شَيْء يعالج بِهِ الْبدن فَأَما أَن يخرج عَنهُ شَيْئا بِمَنْزِلَة المسهل وَإِمَّا أَن يحبس فِيهِ شَيْئا بِمَنْزِلَة السفرجل وَإِمَّا أَن يزِيد فِيهِ شَيْئا بِمَنْزِلَة الْخبز وَإِمَّا أَن يُغير المزاج بِمَنْزِلَة المَاء الْبَارِد فِي الْحمى. لَا تدم على دَوَاء مُدَّة طَوِيلَة لِأَن الطبيعة تستخف بِهِ. لي فَإِن لن تقدر فِيمَا تعالج بِهِ من هَذَا شَيْئا فَلَا معنى لَهُ إِلَّا أَن يدعى أَن فِيهِ خَاصَّة. أفيذيميا الْمقَالة الأولى من مسَائِله: إِذا كَانَ الْمَرِيض يحسن الحمية والطبيب يحسن التَّدْبِير وَالْمَرَض يزْدَاد فَإِنَّهَا عِلّة سوء وبالضد. الْمقَالة الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: 3 (لأمراض الْحَادِثَة عَن الشِّبَع) 3 (شفاؤها الْجُوع وَالَّتِي من التَّعَب بالراحة وَكَذَلِكَ فِي الأضداد.) أغلوقن فِي الأولى قَالَ: يجب أَن تدخل على كل كَيْفيَّة فَتَجَاوز الْحَد الطبيعي ضدها ألف ي فَإِن ذَلِك أصلح كثيرا فِيهَا من الاستفراغ. لي قد عظم جالينوس فِي هَذَا الْموضع أَمر تَبْدِيل المزاج وَإِنَّمَا فعل ذَلِك على طَرِيق الْمُبَالغَة فِي الْكَلَام وَذَلِكَ بَين من كَلَامه هُنَاكَ وعَلى الْحَقِيقَة فَلَيْسَ تَبْدِيل المزاج بصغير الْقدر فِي العلاج بل كَأَنَّهُ الْبَاب الْأَعْظَم مِنْهُ وَذَلِكَ أَن جَمِيع أَبْوَاب العلاج صنفان: الاستفراغ وتبديل المزاج يحْتَاج إِلَيْهِ أَكثر وأعم وألزم فِي مَوَاضِع أَكثر من الاستفراغ وَالْحَد الْحَقِيقِيّ فِيهِ مَا كَانَ تهَيَّأ فِيهِ أَن تحيله الْأَدْوِيَة فَلَا يحْتَاج إِلَى استفراغ فَأَما مَا لم يكن فِيهِ ذَلِك فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى الاستفراغ أَولا حَتَّى يقل مِقْدَاره ثمَّ إِلَى تَبْدِيل المزاج وَفِي الْأَحْوَال الَّتِي لَا مَادَّة مَعهَا فَلَا تحْتَاج إِلَى تَبْدِيل المزاج فَقَط. 3 (مُشَاركَة الْأَعْضَاء بَعْضهَا بَعْضًا) الأولى من الثَّانِيَة من أفيذيميا قَالَ: مُشَاركَة الْأَعْضَاء بَعْضهَا بَعْضًا لبَعض الْعِلَل على ثَلَاثَة أضْرب: إِمَّا للمجاورة وَإِمَّا للإتفاق فِي الْفِعْل وَإِمَّا للاتفاق فِي الْجِنْس أما الِاتِّفَاق فِي الْجِنْس فَلَمَّا شَارك الْعُضْو العصبي للعضو وَالَّذِي تغلب عَلَيْهِ الشرايين وَالْعُرُوق الَّذِي تغلب عَلَيْهِ الشرايين وَالْعُرُوق وَأما اتِّفَاق الْفِعْل فمشاركة الثديين لأعضاء التوليد. لي يحرر هَذَا ويستقصى عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله. من مسَائِل الْفُصُول: إِذا كَانَت فِي الْعُرُوق أخلاط ردية مرارية وَالْبدن بِحَال نُقْصَان فَلَا تسْتَعْمل الاستفراغ لَكِن التغذية الْكَثِيرَة لتعم الْخَلْط الردي. الْخَامِسَة من تَدْبِير الأصحاء: وَلَا تدمن على الْبدن بعلاج دَوَاء وَاحِد فَإِن الطبيعة تألفه فتستخف بِهِ وَيصير كالحال فِي الْغذَاء.

السَّادِسَة: إِذا سقيت دَوَاء فَلَا تأخذن بعده شَيْئا يُغير الدَّوَاء من طَعَام وَغَيره لَكِن خمل الدَّوَاء فِي الْوَقْت ليعْمَل عمله ويتفشى فِي الْبدن ثمَّ اعْمَلْ مَا شِئْت. ألف ي من فُصُول أفيذيميا: الْأَمْرَاض الَّتِي لَا تحدث إِلَّا فِي كل ندرة يعسر انقضاؤها. مسَائِل الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: تَبْدِيل الأخلاط ضَرْبَان: إِمَّا بِالزِّيَادَةِ فِيهَا وَإِمَّا بِالنُّقْصَانِ) مِنْهَا فَاسْتعْمل الأول عِنْدَمَا يكون حَال الْبدن حَال امتلاء وَزِيَادَة. لِجَالِينُوسَ فِي صبي يصرع قَالَ: أعْطه مَا يَشْتَهِي قَلِيلا وَإِن كَانَ ضاراً لِأَنَّك إِن حَملته على الحمية المفرطة لم يُؤمن لإفراط الشَّهْوَة أَن يَأْكُل سرا فيستكثر وَإِذا كَانَ أكله عَلَانيَة بِقدر مَا تسكن شَهْوَته لم يحرص على ذَلِك كل الْحِرْص. أبقراط فِي الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ: الْأَمْرَاض الكائنة من سوء مزاج بِلَا مَادَّة سريعة الْقبُول للبرء وَأما الكائنة من الْموَاد فَإِنَّهَا لَا تَبرأ دون أَن تستفرغ تِلْكَ الْموَاد وتنضج. الرَّابِعَة عشرَة من النبض قَالَ فِي صدق الطَّبِيب وإيضاح مَا يحد: وَالثَّانِي بِلُزُوم الطَّبِيب لعليل حَتَّى لَا يُفَارِقهُ الْبَتَّةَ وَهُوَ أفضل أَبْوَاب التعرف. حِيلَة الْبُرْء قَالَ جالينوس: إِن قَول الْأَطِبَّاء: يجب أَن يبْدَأ من العلاج بأخفه فَإِن لم ينْتَفع ارتقيت إِلَى مَا هُوَ أقوى إِنَّمَا هُوَ قَول صَحِيح فِي الْعِلَل الَّتِي لَيْسَ صَاحبهَا مِنْهَا على خطر وَأما الْعِلَل الخطرة فَذَلِك مُنكر كَقَوْل أبقراط فِي الْفُصُول: أبلغ المداواة فِي الْأَمْرَاض الَّتِي فِي الْغَايَة القصوى من الِاسْتِقْصَاء إِذا كَانَ الْفضل يتحلب من عُضْو فعالج الْعُضْو الَّذِي يتحلب مِنْهُ وَاقْتصر بِالَّذِي يتحلب إِلَيْهِ على التقوية فَقَط وَمنع التحلب يكون من جِهَتَيْنِ: أَحدهمَا إِن جَمِيع الْموَاد الَّتِي تتحلب قد يمْنَعهَا الْأَشْيَاء القابضة وَالْآخر برد ذَلِك الْعُضْو إِلَى مزاجه الطبيعي وَانْظُر بعد ذَلِك فِي جملَة الْبدن وَفِي عُضْو عُضْو مِنْهُ هَل فِيهِ امتلاء وَفِي الْأَسْبَاب الْمُتَقَدّمَة ألف ي هَل انْقَطع شَيْء كَانَ يسيل فَإِنِّي رَأَيْت خلقا كثيرا كَانَ يصيبهم زكام فَانْقَطع الزُّكَام وَمَال الْفضل إِلَى الرئة وَالْعين والمعدة فَإِن كَانَت الفضلة مَالَتْ من أَعْضَاء خسيسة إِلَى أَعْضَاء نفيسة فَردهَا بِالْعَكْسِ واقطع السَّبَب الْفَاعِل للسيلان على مَا قد تبين فِي حفظ الصِّحَّة. إِذا تضادت الاستدلالات فَانْظُر إِلَى أقواها قُوَّة واعمل بحسبها لَا إِلَى أَكثر عددا وَلَا تغفل أَمر هَذَا أَيْضا إِن أمكن فَإِن لم يُمكن مَعَ الأول فَلَا تلْتَفت إِلَيْهِ. وَمن القوانين العامية أَن يكون إِذا بَدَأَ فضل يمِيل إِلَى عُضْو فاستفرغ مِنْهُ شَيْئا لِأَن ذَلِك يجر إِلَيْهِ وَأَن تقويه وَأَن تسْتَعْمل فِي آخر الْعِلَل المحللة المجففة فَإِن هَذَا يستقصي الْبَقِيَّة الَّتِي تبقى من تِلْكَ الْمَادَّة ويفنيها. الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة: الدَّلِيل على مرض الْعُضْو لبثه بِحَالهِ وَالدَّلِيل على) مشاركته تزيد علته مَعَ عِلّة غَيره وتنقصه بتنقصه.

الْيَهُودِيّ: اجْعَل الفصد والإسهال فِي الْمُبْتَدَأ والمنتهى وَفِي الصعُود اقْتصر على التّرْك للطبيعة إِن طبيعة الْإِنْسَان لأبقراط وَشرح جالينوس: إِذا كَانَت الفضلات تَجِيء وترسب إِلَى عُضْو قوي فالعلة قَوِيَّة خطيرة. مِثَال ذَلِك: من انْتقل فضل وجع المفاصل فِيهِ إِلَى كبده أَو قلبه فَإِن هَؤُلَاءِ لَا يتخلصون الْبَتَّةَ إِلَّا بِأَن يمال الْفضل إِلَى مَوْضِعه ويستفرغ بِقُوَّة وَالْبدن كُله. الْفُصُول إِذا كَانَ الْمَرِيض قَلِيل الْغذَاء أَو لَا يتغذى فَلَا تسْتَعْمل فِيهِ فصداً وَلَا إسهالاً وَلَا شَيْئا بِالْجُمْلَةِ مِمَّا يُحَرك الْبدن حَرَكَة قَوِيَّة ويغير تغييراً شَدِيدا وَذَلِكَ أَن الْإِمْسَاك عَن الْغذَاء كَاف فِي إِسْقَاط الْقُوَّة ألف ي فَإِن أَعَانَهُ استفراغ أَو تَغْيِير عَظِيم عظم ضَرَره اطلب الْأَمْرَاض المهولة السليمة واهرب من الَّتِي لَا هول فِي ظَاهرهَا وباطنها خطير وَلَا تتعرض للمهلكة. سرابيون: غير الْأَدْوِيَة على الدَّاء المزمن لِأَن الطبيعة إِذا ألفت شَيْئا قل نَفعه لَهَا وَلِأَن الْأَدْوِيَة تخْتَلف بالدقيق فَيكون بَعْضهَا أوفق من بعض. الرَّابِعَة من الْفُصُول: حَيْثُ كَانَ الْعرق فهناك الْمَرَض وَحَيْثُ كَانَ الْعُضْو حاراً أَو بَارِدًا بِأَكْثَرَ مِمَّا يجب فهناك الْعلَّة. لي الِاسْتِدْلَال على علل الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة إِمَّا من نفس تَغْيِير جوهرها كَمَا يسْتَدلّ بالطبقة الثخينة الغليظة على أَن القرحة فِي المعي الْأَسْفَل وَإِمَّا بالموضع كَمَا يسْتَدلّ بالأيمن على الكبد وَإِمَّا بالفضول كالشحم الْخَارِج الْكثير يدل على أَنه من الْغِلَاظ وَإِمَّا بِضَرَر الْفِعْل كنقصان الذِّهْن عَن عِلّة الدِّمَاغ وَإِمَّا بِمَا يظْهر عَلَيْهَا من التَّغْيِير كاللون واللمس وَنَحْوه.

(فِي محنة الطَّبِيب وتعنيته) من محنة الطَّبِيب قَالَ: الْأَعْمَال الَّتِي يمْتَحن بهَا الطَّبِيب: مَتى رَأَيْت الطَّبِيب يُبرئ بالأدوية الأدواء الَّتِي تعالج بعلاج الْحَدِيد مثل الخراجات والدبيلات واللوزتين والخنازير واللهاة الغليظة والسلع والغدد والمواضع الَّتِي تعفن من الْبدن وَالْعِظَام الَّتِي تتعرى من اللَّحْم فَمَتَى كَانَ الطَّبِيب يُبرئ جَمِيع هَذِه وَلَا يحْتَاج فِي شَيْء مِنْهَا إِلَى البط وَالْقطع إِلَّا أَن تَدعُوهُ إِلَى ذَلِك ضَرُورَة شَدِيدَة فاحمد مَعْرفَته وَاحْمَدْ أَيْضا من يعالج بالأدوية الظفرة والجرب والبردة وَالْمَاء والنواصير وَالشعر وَزِيَادَة لحم الآماق ونقصانه وَاحْمَدْ من يحل الْمدَّة ويسكن البثر فِي الْعين حَتَّى يرجع من يُبرئ دَاء الْفِيل ويفتت ألف ي الْحِجَارَة الَّتِي فِي المفاصل وَيمْنَع تولدها وَمن يُبرئ الوجع الصلب الجاسي فِي المفاصل والأحشاء والعضل وانعقال المفاصل والقروح السرطانية والوسواس والنواصير والقروح الردية والنقرس وعرق النسا والصرع والفالج والاسترخاء والصداع الْمُسَمّى بالبيضة والشقيقة والسدر والمدة المحتبسة فِي فضاء الصَّدْر والربو وَنَفث الدَّم عَن الرئة وزلق الأمعاء وقروحها والدبيلات والأورام الكائنة فِي الأحشاء فَإِن الطَّبِيب الحاذق يقدر على أَن يعالج وَيُبرئ جَمِيع هَذِه بالأدوية وَالتَّدْبِير. قَالَ: والطبيب الحاذق يقدر على أَن يُبرئ بدواء وَاحِد عللاً كَثِيرَة فَإِنَّهُ يُمكنهُ أَن يُبرئ بالمرداسنج القروح وَأَن ينْبت بِهِ اللَّحْم وَأَن يدمل بِهِ بِأَن يخلط شَيْئا يعد شَيْء فِي حَال بعد حَال ويمكنه إِذا لم يجد أدوية فِي الْقرى والدساكر أَن يسْتَبْدل مِنْهَا أَشْيَاء هينة مَوْجُودَة فَيَنْبَغِي أَن يحمد إِذا برِئ على يَدَيْهِ أمراض ردية. الرَّابِعَة من السَّادِسَة من أبيذيميا: قَالَ: يَنْبَغِي أَن يكون الطَّبِيب لطيفاً فِي بدنه نظيفاً فِي وَجهه وشعره وَسَائِر أَعْضَائِهِ وَتَكون ثِيَابه نظيفة. قَالَ الْيَهُودِيّ: يَنْبَغِي أَن يكون الطَّبِيب باشا طلقاً حسن الْمنطق وَلَا يكون عبوساً وَلَا عجولاً متهوراً وَلَا شَرها إِلَى المَال وَيكون لَهُ لِسَان وهيئة حَسَنَة فِي خلقه ورتبته وَيكون كهلاً فِي السن ورحمياً بالمريض متحنناً عَلَيْهِ حَافِظًا لسر يطلع عَلَيْهِ وَإِن فصد إنْسَانا أَو سقَاهُ دَوَاء حَضَره. الْمقَالة الأولى من أَيَّام البحران فِي آخرهَا قَالَ: من قَرَأَ كتب أبقراط وَلم يخْدم أفضل مِمَّن خدم وَلم يقْرَأ كتب أبقراط قَالَ: إِنَّه لما ولي علاج الْمُقَاتلَة وَهُوَ ابْن ثَمَان عشرَة سنة لَام مَوْلَاهُ على) ذَلِك الْملك فَقَالَ مَوْلَاهُ: رَأَيْت مَا أفناه هَذَا الشَّاب من عمره فِي

الإكباب على صناعته أَكثر مِمَّا أفناه أُولَئِكَ الْمَشَايِخ وَإنَّهُ لما عالجهم برِئ على ألف ي يَدَيْهِ من لم يبرأ على يَدي وَقَالَ فِي الرَّابِعَة من السَّادِسَة: يجب أَن لَا يكون الطَّبِيب فظاً غليظاً حَتَّى يبغضه الْمَرِيض وَلَا يكون ملقى خدوماً حَتَّى يتهاون بِهِ لَكِن تكون لَهُ من الْجَلالَة فِي عين الْمَرِيض مَا لَا يعصيه ويساعده فِي بعض الْأَحْوَال طلبا لمساعدته والتقرب من قلبه حَتَّى يصير بَين الْحَالين واستعن بِهَذِهِ الْمقَالة فَإِن فِيهَا أَشْيَاء يجب أَن يستعان بهَا. من محنة الْأَطِبَّاء قَالَ: قد يكون الطَّبِيب يتَعَلَّم هَذِه الصِّنَاعَة وَلم يرتض فِيهَا على مَا يجب أَعنِي يتَعَاهَد خدمَة المرضى فيقصر عَمَّا يبلغهُ المرتاض فَأَما من لم يستعملها أَعنِي من الْكتب فَلَيْسَ يُمكن أَن يتعرف ذَلِك فِي المرضى وَأما من قَرَأَ فخليق أَن يُصِيب الْأَوْقَات الَّتِي يجب أَن يسْتَعْمل فِيهَا كل وَاحِد من هَذِه. قَالَ: واسأله أَيْن ذكر أبقراط وَغَيره الْأَشْيَاء الَّتِي تدل على تقدمة الْمعرفَة وصواب العلاج فَإِن ذكرهَا فسله عَن مُخَالفَة القدماء بَعضهم لبَعض وموافقتهم. قَالَ: فَأول شَيْء تسأله عَنهُ التشريح وَمَنَافع الْأَعْضَاء وَهل عِنْده علم بِالْقِيَاسِ وَحسن فهم ودربة فِي معرفَة كتب القدماء فَإِن لم يكن عِنْده ذَلِك فَلَيْسَ بك حَاجَة إِلَى امتحانه فِي المرضى وَإِن كَانَ عَالما بِهَذِهِ الْأَشْيَاء فامتحن أَعماله حِينَئِذٍ فِي المرضى فَمَتَى رَأَيْته يُبرئ بالأدوية مَوَاضِع تحْتَاج إِلَى غير الْأَدْوِيَة فَذَلِك الطَّبِيب. من كِتَابه فِي أَن 3 (الطَّبِيب الْفَاضِل فيلسوف) قَالَ: وَيحْتَاج الطَّبِيب أَن يعرف الهندسة والنجوم وَإِلَّا لم يعرف تَقْسِيم الْأَزْمِنَة وَحَال الْبلدَانِ وَيحْتَاج أَن يعرف الْمنطق وَإِلَّا لم يحسن تَقْسِيم أَجنَاس الْأَمْرَاض إِلَى أَنْوَاعهَا ألف ي وَلَا يعرف صَوَاب من أصَاب وَخطأ من أَخطَأ مِمَّن دبر تدبيرين مُخْتَلفين وَيحْتَاج أَن يعرف تقدمة الْمعرفَة وَيحْتَاج أَن يكون متكلماً حسن الْعبارَة وَيجب أَن يكون درباً بكتب أبقراط فهما بهَا. قَالَ: وَلَيْسَ يمْنَع من عني فِي أَي زمَان كَانَ أَن يصير أفضل من أبقراط وَلَا يُمكن أَن يتدرب بِهَذِهِ الصِّنَاعَة المغرم بالشهوات. وَقَالَ: إِن أبقراط طلبه أردشير بن بابك فَلم يجب إِلَى الْخُرُوج عَن بَلَده إِلَى الْفرس فَلَمَّا ألح عَلَيْهِ ملك اليونانيين فِي الْخُرُوج قَالَ لَهُ أبقراط: لست أبذل الْفَضِيلَة بِالْمَالِ. من أَجزَاء الطِّبّ قَالَ: لَا يُمكن أَن يعالج علاج صَوَاب حَتَّى يعرف تركيب الْبدن وَذَلِكَ يعرف من التشريح وَيعرف من البحران وأيامه والمزاج والأسطقسات وَمَنَافع الْأَعْضَاء وتشريح الْأَحْيَاء والمزاج والقوى الطبيعية وَهَذِه كلهَا مُقَدّمَة الشِّفَاء. أبقراط من كِتَابه فِي الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ: يحْتَاج الطَّبِيب إِلَى تعلم طَوِيل وَطلب

أول الطب

حثيث حَتَّى لَا يكون خطاؤه إِلَّا يَسِيرا وَإِنَّا لنمدح الطَّبِيب الْقَلِيل الْخَطَأ لِأَن الصَّوَاب فِي هَذِه الْعلم عسر إِصَابَته. من محنة الطَّبِيب قَالَ: انْظُر أَولا بِمَاذَا أفنى عمره بِالْقِرَاءَةِ لكتب الطِّبّ والتجربة أَو بالاشتغال بِغَيْر ذَلِك وَمَا حَاله فِيهَا الْآن وَهل يشْتَغل إِذا خلا بِالْقِرَاءَةِ أَو بالتجارب وَكَيف همته وَجه لذَلِك وَهل يمِيل إِذا خلا إِلَى اللَّهْو وَالشرَاب فَلَا تعبأ بامتحانه. قَالَ: ومحنته بالْكلَام يحْتَاج أَن يكون الممتحن لَهُ درباً بالْكلَام عَالما بالحجاج فَأَما امتحانه بِالْعَمَلِ فيتهيأ لمن لم يكن كَذَلِك. 3 - (أول الطِّبّ) أساس العليل والتثبت فِي الِاسْتِدْلَال بأعراض الْعلَّة على أَسبَابهَا وَاخْتِيَار مَا سهل على العليل من الْأَدْوِيَة وَالتَّدْبِير إِن شَاءَ الله.

بَاب محنة الطَّبِيب وخلقه وزيه وَسَائِر مَا يحْتَاج ألف ي إِلَيْهِ أَن يكون عَلَيْهِ وَسيرَته فِي مُعَامَلَته للنَّاس قَالَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ: لست أرى أَن الإغراق فِي وصف محنة الطَّبِيب كَمَا وَصفه قوم كثير بِنَافِع لَا للمتحن وَلَا للمثخن وَذَلِكَ أَن الَّذِي يروم من الطَّبِيب أَن يبين لَهُ أَن يُمَيّز النبض بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء والخصيان وَالصبيان قد طلب أمرا غير مُمكن فِي الْأَكْثَر وَجَاوَزَ الْحَد الَّذِي يحْتَاج إِلَى مَعْرفَته الطَّبِيب من أَمر النبض وَأَنا أعلم يَقِينا أَنه لَو امتحن ابْن ماسويه الْكَاتِب هَذَا فِي كِتَابه بِهَذِهِ المحنة لكَانَتْ حيرته فِيهَا أَشد وَأكْثر من حيرة الْأَعْمَى فِي التَّفْرِقَة بَين الْأَشْيَاء الَّتِي تدْرك بِآلَة الْبَصَر. وَجُمْلَة أَقُول إِن هَذَا شَيْء لَا يصغي إِلَيْهِ عَاقل الْبَتَّةَ وَلَيْسَ فِي صناعَة النبض وَلَو استغرقت كمالاً بِمِقْدَار طَاقَة الْإِنْسَان ذَلِك على تَحْقِيق الْبَتَّةَ اللَّهُمَّ إِلَّا بحدس ضَعِيف لَا يجوز لمتوق أَن يُطلق بِهِ لِسَانا أَو يعْقد عَلَيْهِ ضميراً فَإنَّك قد تَجِد نسَاء كثيرا نبضهن أعظم وَأقوى من نبض رجال كثيرين وَكَذَلِكَ قد تَجِد خصياناً فِي مثل هَذِه الْحَال فَأَما نبض الصّبيان فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج أَن يعرف إِذْ كَانَ حس أبدانهم لَيْسَ يخفي على ذِي حاسة قد كره فضول هَذَا القَوْل وَهَذَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَلَا يَقع تَحْتَهُ. وَكَذَلِكَ أرى أَن الممتحن للطبيب بالتفرقة بَين مَاء الْإِنْسَان وَبَعض الْمِيَاه الَّتِي قد شبهت بِهِ جَاهِل وَذَلِكَ أَن الطَّبِيب ينظر فِي المَاء فِي الْأَكْثَر إِلَى اللَّوْن والقوام وَمَا يتخيل مِنْهُ يحس الْبَصَر وَلَا يذوقه وَلَا يشمه فِي الْأَكْثَر فَإِذا شبه عَلَيْهِ فِي هَذَا الْبَاب الَّذِي ينظر فقد برِئ من اللائمة. وَلَيْسَ فِي غَايَة هَذَا الْعلم أَيْضا التَّفْرِقَة بَين الْبَوْل من جَمِيع الْأَشْيَاء المشبهة لَهُ نظرا وَالَّذين كتبُوا فِي التَّفْرِقَة بَين هَذَا راموا أَن يبينوا ذَلِك ويحدوه جهال بِهَذِهِ الصِّنَاعَة وَالَّذِي يحْتَاج أَن يمْتَحن بِهِ الطَّبِيب من النبض أَن يفرق بَين القوى والصلب ولبين الصَّغِير والضعيف وَبَين المستوي والمتخلف وَأَن يحس بالتغايير الْعِظَام الَّتِي تحدث ويمكنه أَن يحفظ صُورَة النبض الطبيعي مِمَّن قد أَكثر حَبسه فِي نَفسه ويخبر عَن تَغْيِيره إِذا حدث فِيهِ تَغْيِير عَظِيم فَهَذَا قدر لَا بُد مِنْهُ وَلَا) يكون طَبِيبا الْبَتَّةَ إِلَّا بِهِ. وَله بعد من الْفَضَائِل فِيهِ أَبْوَاب كَثِيرَة وَيجب أَن يمْتَحن مِنْهُ رجل عَالم بالنبض. وَأما فِي المَاء فحبسه أَن يكون عَالما بالرسوب وأنواعه والقوام والألوان على مَاذَا تدل

فِي الْأَكْثَر مِمَّا قد علم بالتجربة وَالْقِيَاس نَحْو الْعلم بِأَن مياه الفاسدي المزاج على الْأَكْثَر وسخة غَلِيظَة مسبهة لمياه الحبالي وَأَن المَاء الْأَبْيَض الرَّقِيق دَال على عدم النضج فِي الْأَكْثَر وَقد تكون لَهُ أَسبَاب غير هَذِه. وَإِن الرسوب مِنْهُ مَا يدل على الْكُلِّي كالرمل الْأَحْمَر وَقطع اللَّحْم وَمِنْه مَا يدل على المثانة كالنخالة فِي المَاء وَمِنْه مَا يدل على جِرَاحَة كالمدة وَمِنْه مَا يدل على خلط فِي كالرسوب الخامي. والرسوب الْمُنْذر بطول الْمَرَض وسلامته وَالْمُنْذر بِالْخَيرِ وَالشَّر وَكَذَلِكَ يسْأَل عَن القوام واللون والطعم وَالرِّيح وَعَن الْبَوْل مَا هُوَ وَمِمَّا ينْفَصل وَمن أَيْن يَأْخُذ الصَّبْغ وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يجب فِي هَذَا الْأَمر من المسائلة فَإِن هَذَا مِقْدَار لَا يكون بِهِ طَبِيبا الْبَتَّةَ إِلَّا بِهِ وَله بعد فضل علم كَبِير على مِقْدَاره يكون فَضله فِي صناعته اللَّهُمَّ إِلَّا أَن ينتحل صناعَة التجربة فَقَط فَإِن هَذَا يجب أَن يسْأَل عَمَّا يدل عَلَيْهِ وَينْتَفع بِهِ دون سَائِر الْأَسْبَاب. وَأما من انتحل الْقيَاس فَأول مَا يجب أَن يمْتَحن بِهِ هَل لَهُ معرفَة بالْكلَام وَالْحجاج وَمَا لَهُ وَعَلِيهِ وَأَيْنَ مبلغه من ذَلِك فَإِنَّهُ على قدر ذَلِك تكون قوته فِي التَّعَلُّق بالطب القياسي. وَأكْثر مَا أرى أَن يمْتَحن بِهِ الطَّبِيب فِي الحميات والأمراض الحادة والبحارين ألف ي وأيامها وَيسْأل كَيفَ يفرق بَين أَنْوَاع الْحمى من أول دورها وَكَيف تميز المركبة فَإِنَّهُ يدل على قدر عنايته لذَلِك تكون فضلته ومعرفته وَجُمْلَة كَافِيَة أَقُول إِنَّه يجب أَن يوثق بِهِ فِي الْأَكْثَر. أما من يعْمل على طَرِيق التجارب فأكثرهم تجربة وأطولهم خدمَة وزماناً فِي الصِّنَاعَة وَلَا يقْتَصر على طول الزَّمَان فَقَط لِأَنَّهُ يُمكن أَن يبلغ فِي الزَّمن الْقَلِيل الْفَتى الْحَدث مَا لَا يتهيأ بُلُوغه فِي الزم الطَّوِيل الْمَعْرُوف بِكَثْرَة عناية العلاج والمرضى الْمُؤثر برهم على الِاكْتِسَاب. وَأما من يزْعم أَنه طَبِيب قياسي فأعلاهم رُتْبَة فِي الْكَلَام والجدل والمنطق والطبيعيات والتعاليم وَلَا يقْتَصر مِنْهُ على ذَلِك وَحده بل تكون لَهُ مَعَ هَذَا دربة واحتيال كثير ومراعاة للمرضى وخدمة كَثِيرَة حَتَّى لَا يقصر عَن أحد من المجربين فِيمَا ظهر بالتجربة ويفضلهم) بِالْقِيَاسِ وَهَذَا الرجل هُوَ الطَّبِيب الْفَاضِل وَلَا يكَاد يخفي أمره لِأَنَّهُ يرى دَائِما نصبا تعباً فِي النّظر والبحث تَارَة وَفِي مزاولة الْعَمَل أُخْرَى لَا يهنئه شَيْء غَيره وَلَا يلتذ إِلَّا بِهِ وَلَا يقوم شَيْء من أَعْرَاض الدُّنْيَا مقَام مَا قد آثره وَمَاله إِلَيْهِ فَإِن لم يجْتَمع هَذَا لرجل وَاحِد فَيجب للمعنى بِأم الطِّبّ أَن يجمع رجلَيْنِ أَحدهمَا فَاضل فِي الْفَنّ العلمي من الطِّبّ وَالْآخر كثير الدربة والتجربة والصدر عَن اجْتِمَاعهمَا فِي أَكثر الْأَمر فَإِن اخْتلفَا فِي شَيْء فليعرض مَا اخْتلفَا فِيهِ على كثير من أَصْحَاب التجربة فَإِن أَجمعُوا جَمِيعًا على مُخَالفَة صَاحب النّظر قبل مِنْهُم فَإِن الشكوك المبطلة تقع فِي الْأَكْثَر فِي الْفَنّ العلمي النظري أَكثر مِنْهُ فِي التجربة فَإِن

لم يتهيأ لَهُ إِلَّا أحد هذَيْن الرجلَيْن فليتخير المجرب فَإِنَّهُ أَكثر نفعا فِي صناعَة الطِّبّ من العاري من الْخدمَة والتجربة الْبَتَّةَ وليمتحن بِمَعْرِِفَة ألف ي صور الْعِلَل والتفريق بَعْضهَا من بعض. مِثَال ذَلِك أَن يفرق بَين وجع الكلى ووجع القولون ووجع ذَات الْجنب من ذَات الرئة وَالِاخْتِلَاف الَّذِي من الكبد من قُرُوح الأمعاء وَبَوْل الدَّم وشبههما الَّتِي من الأعالي من الَّتِي من الأسافل وَالْفرق بَين ضروب الدَّم الْخَارِج من الْفَم بَعْضهَا من بعض وَنَحْو ذَلِك والتمييز بَين الخراجات بَعْضهَا من بعض والردية والمزمنة والسريعة الْبُرْء وَمَا قد حصل مِنْهَا فِيهَا شَيْء وَمَا لم يحصل وَأي نوع هُوَ الْحَاصِل فِيهَا والتفرقة بَين أشكال الْأَعْضَاء الطبيعية والأشكال الواهنة والزائلة فَإِنَّهُ لَا يكون طَبِيبا الْبَتَّةَ حَتَّى يكون صَوَابه فِي هَذَا أَكثر من خطائه كثيرا وعَلى قدر قلَّة خطائه كَذَلِك يكون فَضله ثمَّ ليسأل عَن دَلَائِل الأمزاج أمزاج النَّاس والأعضاء وَعَن طبع طبائع الأغذية والأدوية فَإِن التَّوَسُّع فِي ذَلِك دَال على فضل وبالضد. وَكَذَلِكَ فليمتحن فِي الْمعرفَة بأزمان الْأَمْرَاض وتغيير العلاج فِي زمَان زمَان ويحسب نوع نوع فَإِن هَذَا مِمَّا لَا يَسعهُ أَن يكون طَبِيبا إِلَّا بمعرفته. 3 (امتحانه بِمَعْرِِفَة العقاقير) فَأرى أَنَّهَا محنة ضَعِيفَة وَذَلِكَ لِأَن هَذِه صناعَة هِيَ بالصيدلاني أولى مِنْهَا بالطبيب إِلَّا أَن نقصر مَعْرفَته بالكثيرة الِاسْتِعْمَال مِنْهَا فَيدل على قلَّة علمه ومزاولته ودربته. فَأَما الْمُطَالبَة بِمَعْرِِفَة الْغَرِيب النَّادِر مِنْهَا وَالْفرق بَين الْجيد والرديء مِنْهَا فَلَيْسَ ذَلِك خَالِصا بصناعة الطِّبّ وَيُمكن أَن يكون طَبِيبا فَاضلا مقصراً عَن كثير من جلابي العقاقير فِي هَذَا الْبَاب وَعَلِيهِ أَن يعرف حمى يَوْم من أَولهَا فِي أَكثر الْأَمر وينذر بِأَنَّهَا لَا تعود وَيدخل أَصْحَابهَا الْحمام وَيَأْذَن لَهُم فِي الْغذَاء وَالتَّصَرُّف وَيعرف ويصيب فِي أَكثر زمَان الْأَمْرَاض والبحارين ليمكنه ألف ي الْغذَاء بحبسه وَأَن يُبرئ الطَّبِيب بالأدوية مَا يعالج بالحديد دَلِيل على فَضله وَكَذَلِكَ إِذا أَبْرَأ الأدواء الغليظة كداء الْفِيل وَالْحِجَارَة فِي الْكُلِّي والمثانة والأورام الصلبة فِي المفاصل والدوالي والنواصير من غير كي فَذَلِك دَلِيل على نَفاذ مَعْرفَته بالأدوية وفضله فِي العلاج من إِيمَان أبقراط: الشكل الَّذِي يحْتَاج أَن يكون عَلَيْهِ الطَّبِيب يجب أَن تكون الْفرج الَّتِي تكون فِيمَا بَين أَصَابِعه وَاسِعَة وإبهامه مُقَابل السبابَة. أفيذيميا قَالَ: إِذا كَانَ طَبِيب يطعم العليل وَلَا يشْعر حَتَّى يَبْتَدِئ بِهِ النوب فَهُوَ جَاهِل وَمن أفيذيميا قَالَ: الْعِلَل الَّتِي ظَاهرهَا مهول وباطنها هَين فتضمنوا برءها وبالضد. قَالَ: وَإِيَّاكُم وإفشاء أسرار الأعلاء إِذا وقفتم عَلَيْهَا فقد هلك عَلَيْهَا جمَاعَة من الْأَطِبَّاء.

علل الشعر في تساقطه

(فِي الصلع وَحفظ الشّعْر) (وتطويله وإنباته وإنبات اللحى والحواجب وإنبات الشّعْر فِي جَمِيع الْمَوَاضِع) (الَّتِي تحْتَاج إِلَيْهِ وَلَو على كي القروح.) الأولى من الميامر قَالَ: 3 (الصلع يكون عِنْد نَفاذ الرُّطُوبَة) الَّتِي تَسْقِي الشّعْر. لي قد ذكر فِي المزاج أَن الشّعْر يكون من بخار يتراكم وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ رُطُوبَة تسقيه كالحال فِي النَّبَات. والصلع يكون من عدم البخار أَو من صلابة الْجلد حَتَّى لَا يُمكن أَن يخرج مِنْهُ بخار. لي مَا يعرض من قلَّة الصلع فِي النِّسَاء والخصيان وَعَدَمه فِي الصّبيان وكثرته فِي الْمَشَايِخ والشباب يدل على ألف ي أَن للرطوبة فِيهِ فعلا قَوِيا. لي: رَأَيْت عماد علاج ابْتِدَاء الصلع على شَيْء جملَته هَذِه: ذَلِك الرَّأْس حَتَّى يحمر ثمَّ يطلى بشحم البط أَو شَحم الدَّجَاج لَيْلَة ثمَّ يطلى بالتفسيا والزفت واللذان وَالشرَاب والمصطكي والدهن يجْرِي مَا يجب. وَيتْرك لَيْلَة ثمَّ يغسل بِالْمَاءِ الْحَار ويعاد عَلَيْهِ التَّدْبِير أَو تجمع هَذِه الْأَدْوِيَة فَإِن احْمَرَّتْ من التفسيا والزفت فَدَعْهُ أَيَّامًا وَاسْتعْمل الشحوم خَالِصَة حَتَّى يسكن اللذع ثمَّ عد فِيهِ. قَالَ: وَمن 3 - (علل الشّعْر فِي تساقطه) تخلخل الْجلد وَالْغَرَض فِي علاجه تَقْوِيَة جرم الدِّمَاغ وجذب دم جيد إِلَيْهِ فَذَلِك لَا يجب أَن يعالج بالأدوية الَّتِي ترطب بل بالأدوية الَّتِي تقَوِّي الدِّمَاغ وَمِنْهَا مَا يقبض بِمَنْزِلَة اللاذن فَإِنَّهُ قد جمع ذَلِك وَلذَلِك اللاذن إِذا خلط بالدهن وادهن بِهِ منع من تساقط الشّعْر وليتقدم قبل ذَلِك بدلك الرَّأْس حَتَّى يحمر. ويعرض تمرط الشّعْر للناقهين كثيرا. وأجود دهن يذاب بِهِ اللاذن دهن شَجَرَة المصطكي فَإِنَّهُ مثله فِي طبعه وَلست أطمع أَن أجد دَوَاء أَجود من دهن شَجَرَة المصطكي الْمُذَاب فِيهِ اللاذن لتساقط الشّعْر. فَإِن كَانَ الشّعْر يتساقط جدا وَهُوَ قَلِيل صلابة الأَصْل فَاجْعَلْ بدل دهن المصطكي دهن الآس لِأَنَّك حِينَئِذٍ تحْتَاج إِلَى قبض أَكثر أَو دهن الناردين فِي الشتَاء وَقد اكتفيت فِي علاج تمرط الشّعْر بِهَذِهِ العلاجات ودبرت أَصْحَابهَا تَدْبِير الناقه وَاحْذَرْ الأدهان الْبَارِدَة والقوية الْقَبْض والأطلية الَّتِي هِيَ كَذَلِك وخاصة فِيمَن كَانَت تسرع إِلَى رَأسه النزلات فَإِنَّهَا رُبمَا جلبت بلَاء عَظِيما.

دواء يطول به الشعر

3 - (دهن جيد لتساقط الشّعْر) جوز السرو وَعشرَة أعداد لأذن وافسنتين من كل وَاحِد بِوَزْن جوز السرو واسحقه وصيره فِي صرة وألقه فِي دهن وادهن بِهِ ألف ي الرَّأْس فَإِنَّهُ لَا يتساقط شعره وَيمْنَع الحزاز الْبَتَّةَ إِن شَاءَ الله. 3 - (دَوَاء يطول بِهِ الشّعْر) يغلف دَائِما بلاذن قد سحق بشراب عفص ودهن الآس. آخر: يحرق بزر الْكَتَّان ويغلف بِهِ بدهن شيرج. مَا بَال قَالَ: الصلع يكون من اليبس وَمن كَانَ أحر مزاجاً صلع أسْرع لِأَن الْحَرَارَة تفني الرُّطُوبَة. 3 (الخصيان لَا يصلعون) لِأَن الأخصاء يشبههم بِالنسَاء فَكَمَا أَنه لَا يعرض الصلع للنِّسَاء لرطوبة مزاجهن فَكَذَلِك لَا يعرض للخصيان الصلع وَلَا تعرض لَهُم الدوالي وَإِن ظَهرت بهم الدوالي عَاد الشّعْر. قَالَ: جالينوس: هَذَا قَول بَاطِل مَا من أحد يجهل أَن الصلع لَا يبرأ وَالْقَوْل إِنَّه لَا يحدث بالصلع الدوالي بَاطِل وَكَذَلِكَ أَنه مَتى حدث بهم دوالي برِئ صلعهم إِلَّا أَن يَكُونُوا يُرِيدُونَ بالصلع القرع وداء الثَّعْلَب وَنَحْوهَا لِأَنَّهَا تكون من أخلاط ردية إِذا انْتَقَلت إِلَى الرجلَيْن حَتَّى تحدث الدوالي جَازَ أَن يعود الشّعْر. الْحَادِيَة عشرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: شعر الْحَاجِب والأشفار لَا ينتثر إِلَّا من آفَة عَظِيمَة جدا لِأَن نباتها على جسم غضروفي صلب فليلك نماؤها أقل وبقاؤها بِحَالِهَا أَكثر وَكَذَلِكَ الحبشان لَا تنمي شُعُورهمْ وَلَا تطول ليبس جلدَة الرَّأْس مِنْهُم إِلَّا أَنهم يصلعون أَيْضا سَرِيعا لهَذِهِ الْغَايَة. السَّادِسَة من الثَّانِيَة من أفيذيميا: اللثغ لَا يصلعون وَكَذَلِكَ الصغار الرؤس. قَالَ جالينوس: مَا رَأَيْت ألثغ أصلع وَلَعَلَّه أَن يكون على صَدره شعر كثير فَإِنَّهُ لَا يصلع الثَّانِيَة من السَّادِسَة: الْأَدْوِيَة النافعة لداء الثَّعْلَب نافعة للَّذين يبطئ خُرُوج اللِّحْيَة مِنْهُم وَقد جربناها فيهم فَوَجَدْنَاهَا ألف ي تبلغ لَهُم مَا يُرِيدُونَ. الصلع يكون إِذا انْتقصَ الدِّمَاغ وَفَارق عظم اليافوخ فيبس لذَلِك الْجلد الَّذِي فَوْقه يبساً) شَدِيدا وَهُوَ الصلع الَّذِي يَجِيء فِي وقته. الطَّبَرِيّ: ذراريح طرية تقطف رؤوسها وأجنحتها وتجفف فِي الظل ثمَّ يقطر عَلَيْهَا دهن بنفسج ويسحق ويطلى بهَا حَيْثُ شِئْت فَإِنَّهُ ينفطه فائق النفاطات وعالجها فَإِنَّهُ ينْبت عَلَيْهَا الشّعْر. لي الشّعْر يذهب أَو يرق إِمَّا لرداءة الْخَلْط كالحال فِي دَاء الثَّعْلَب والجذام وَإِمَّا ليبس الْجلد كالحال فِي الصلع وَأما لعدم البخار كالحال فِي النَّاقة وَإِمَّا لقلَّة الأخلاط كالحال فِي النَّاقة وَإِمَّا لاسترخاء الْجلْدَة كَالَّذي يَتَنَاثَر شعره.

أبقراط من كتاب الْجَنِين: قَالَ فِيهِ أقوالاً يجب مِنْهَا أَن الخصيان تبرد طبعائهم لمقام المنى فيهم وَإنَّهُ لذَلِك لَا يصيبهم الصلع لِأَنَّهُ زعم لَا ينحدر من رُؤْسهمْ بخارات كَثِيرَة وَمَا رَأَيْت أَنا لهَذِهِ الْغَايَة مِمَّن فِي هَذَا النَّحْو أصلع الْبَتَّةَ كالخنثى والكوسج وَالَّذين أمزجتهم رطبَة ورأيته يحدث دَائِما فِي أَصْحَاب الأمزجة الحارة. بولس: دهن لخفظ الشّعْر وتطويله: كزبرة الْبِئْر جُزْء لاذن جزءان يخلط بخل خمر ودهن الآس وَيسْتَعْمل. 3 (لإنبات الحواجب والأشفار) لطخ أصبعك بالدهن أَو شَحم الإوز وادلك بِهِ الرصاص ثمَّ لطخ بِهِ الحواجب شَحم الدب جيد لذَلِك يدلك ويطلى عَلَيْهِ. وينبت الشّعْر فِي الْمَوَاضِع الْمُحْتَرِقَة والكي أَن يغلي فِي قدر ورق التِّين ويضمد بِهِ أَو أَخذ هيوفاريقون ثَمَانِيَة مرزنجوش جُزْءا فاسحقه مَعَ زَيْت حَتَّى يصير كالعسل واطله أَو خُذ عصارة قثاء الْحمار وَعشرَة من قشور النّحاس فاجعله أقراصاً واخلط مِنْهُ عِنْد النّوم جُزْءا مَعَ ثَمَانِيَة أَجزَاء قيروطي وَاسْتَعْملهُ إِن شَاءَ الله. ألف ي الْإِسْكَنْدَر من كناشه: إِذا سقط الشّعْر من كَثْرَة اليبس فأدمن الْحمام والأغذية الرّطبَة السريعة الهضم ودع المالح والحامض وكل مَا يمض وَالشرَاب الْعَتِيق فنه قد يبثر إِذا كَانَ صرفا والباه وَيكثر صب المَاء العذب الفاتر على الرَّأْس ويمسحه بعد ذَلِك بِالْمَاءِ والدهن وَلَا يغسلهُ بالصابون وَنَحْوه وَإِن كَانَ ذهَاب الشّعْر لتقبض المسام فأعطه كراثاً وثوماً وَعَلَيْك بِمَا يفتح المسام واطل الرَّأْس بالخردل والتافسيا واجتنب ذَلِك فِيمَن شعره قد ذهب لتخلخل مسامه وعالجهم بالضد. شرك: إِذا أردْت نَبَات الشّعْر على القروح فأطلها بحافر حمَار محرق أَو قُرُون محرقة بدهن الْحل. مَجْهُول قَالَ: تطبخ الذراريح بِزَيْت حَتَّى تَنْفَسِخ وَحَتَّى يغلظ الزَّيْت وأطل مِنْهُ قَلِيلا إِن شِئْت فَإِنَّهُ ينْبت الشّعْر. شَمْعُون: طلاء يشد جلدَة الرَّأْس: اطبخ عفصاً مرضوضاً بطلاء عَتيق حَتَّى يَرْبُو وينتفخ ثمَّ دقه واخلطه بدهن ورد واحلق الرَّأْس وأطله ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ اغسله بعد ذَلِك فِي الْحمام. طلاء يُبرئ الصلع الْكَائِن فِي غير وقته: يُؤْخَذ من الحشيشة الَّتِي تسمى خركوش وَمن قضيب الْحمار وطحاله مشويين من كل وَاحِد نصف رَطْل وَمن اللَّذَان عشرُون درهما انقع اللاذن بشراب ودق الْبَاقِي واخلطهما. سندهشار: طلاء على الصلع: عصارة البلاذر تنْبت الشّعْر وَهُوَ بليغ النَّفْع فِي ذَلِك. ابْن ماسويه: مِمَّا يحفظ الشّعْر ويكثفه: تعتصر أَطْرَاف الآس وتطبخ فِي دهن خيري حَتَّى يخضر ثمَّ يلقى عَلَيْهِ لاذن قد ديف فِي شراب ويدهن بِهِ.)

حنين من الِاخْتِيَار قَالَ: مِمَّا ينْبت الشّعْر فِي الْمَوَاضِع الَّتِي تُرِيدُ أَن تطلى ببيض النَّمْل مَعَ دهن بَان فائق. فبلغريوس: فِي الصلع قبل وقته: شَحم الثور مملح سِتَّة وَعِشْرُونَ درهما اشنان وتفسيا من كل وَاحِد ثَمَانِيَة عشر درهما مر ثَمَانِيَة عشر شعر الْخَنَازِير سِتَّة وَأَرْبَعُونَ قضيب الْحمار ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ دِرْهَم طحاله سِتَّة وَتسْعُونَ لاذن ثَمَانِيَة يشوى الطحال والقضيب وينحت وَيجمع الْجَمِيع بشراب أسود واحلق الرَّأْس واطله ودعه خَمْسَة أَيَّام. ثمَّ اغسله وأرحه يَوْمَيْنِ ثمَّ أعد ذَلِك فَإِن أَصَابَته قُرُوح فاطل الْموضع بشحم الإوز. مَجْهُول: مِمَّا ينْبت الشّعْر فِي الحواجب سَرِيعا: تحرق جوزتين بِقدر مَا تنسحق فَقَط وتؤخذان وَنوى تمر مِثْقَال وَخمْس عشرَة حَبَّة فلفل يطلى بدهن ورد إِن شَاءَ الله أَو يحرق شونيز ويطلى عَلَيْهِ بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ عَجِيب وخاصة للحاجب. تياذوق قَالَ: ينفع من الصلع فِي غير وقته: جُزْء لاذن نصف جُزْء برشياوشان يسحق ويداف بشراب ودهن الآس ويطلى أَو يدمن غسل الرَّأْس بعصير الرجلة: أَو يدهن بدهن الدهمست مَعَ قشر الرُّمَّان يدمن ذَلِك. مَجْهُول: مَتى سحق الكندس بدهن النيلوفر وطلي بِهِ أَيْن شِئْت أنبت الشّعْر فِي مَرَّات. قربطن الْمقَالة الأولى: دَوَاء يحفظ الشّعْر: ورق الشقائق يسحق مَعَ دهن الآس وَيمْسَح بِهِ الرَّأْس وَيتْرك لَيْلَة ثمَّ يستحم وَإنَّهُ مَعَ حفظ الشّعْر قد يسوده أَو خُذ لاذناً أنقعه فِي شراب عفص ثمَّ أنعم سحقه بدهن الآس وَاسْتَعْملهُ قبل الْحمام أَو خُذ لاذناً ببرشياوشان بمطبوخ ودهن الْورْد فَاسْتَعْملهُ. لي على مَا رَأَيْت لَهُ: لاذن برشياوشان رماد قشر الصنوبر شَحم الدب شراب عفص دهن المصطكي يطلى بِهِ مَرَّات بعد الْحلق جيد لإنبات الشّعْر فِي الصلع المبادر. لي قرص يمسك الشّعْر المتساقط ويسوده: حب الآس برشياوشان أقاقيا عفص عصارة الآس مجففة ألف ي لاذن يجاد سحقه بمطبوخ أسود ويقرص وَيُؤْخَذ عِنْد الْحَاجة. لي يغلف بِهِ الشّعْر كل أُسْبُوع مرّة وَيتْرك نصف يَوْم ويستحم وليغلف بدهن ورد إِن شَاءَ الله قريطن فِي زِينَة الشّعْر وَيُقَال إِنَّه لايلاونطره: تُؤْخَذ بطُون سِتّ أرانب ثمَّ يجفف نعما ثمَّ تحرق فِي إِنَاء فخار وتقسم ثَلَاثَة أَيَّام وَيُؤْخَذ الثُّلُث مِنْهَا وَمن ورق الآس والعوسج مثل) الْبُطُون المحرقة الثُّلُث الَّذِي أخذت وَمن البرشياوشان ثلث أَوَاقٍ وَيجمع الْجَمِيع فِي إِنَاء

الأدوية المفردة

زجاج مطين ثمَّ يحرق ويسحق نعما وينخل بالحرير ويخلط برطل شَحم دب ورطل من دهن الفجل وَيرْفَع فِي إِنَاء وَعند الْحَاجة يداف بدهن طيب أَي دهن كَانَ وَيسْتَعْمل. لي هَذِه صفة مُجْتَمع عَلَيْهَا فلتثقف من أقريطن وَمن الميامر إِن شَاءَ الله. ابْن ماسويه من كناشه قَالَ: انتشار الشّعْر يكون إِمَّا من قلَّة الدَّم كالحال فِي الناقهين أَو لكثافة الْجلد أَو من تخلخله فَالْأول يدبر تَدْبِير الناقهين ويدمن الْحمام والأغذية اللطيفة الحميدة وَذَلِكَ الرَّأْس وَيتْرك الأغذية الغليظة وَيصب المَاء الفاتر على رَأسه فَأَما الَّذِي لكثافة الْجلد فأدمن دلكه واطل بدهن البابونج ولاذن ودهن الشبث والبصل وَأما الَّذِي من تخلخل الْجلد فبدهن الآس ودهن الْورْد وَنَحْوهمَا. 3 - (الْأَدْوِيَة المفردة) رماد القيصوم مَتى خلط بالزيت بالزيت الْعَتِيق أنبت اللِّحْيَة الَّتِي تبطئ بِالْخرُوجِ لِأَنَّهُ يُوسع مسام الْبدن البرشياوشان ينْبت الشّعْر. واللذان ينْبت الشّعْر وَيُقَوِّي مَا انتثر مِنْهُ لِأَنَّهُ يفنى الرطوبات الردية الَّتِي فِي أَصله وَيجمع المسام الَّتِي فِيهَا أصُول الشّعْر فيقويه وَلَيْسَ يقدر على إِبْرَاء دَاء الثَّعْلَب لِأَن هَذَا الدَّاء يحْتَاج إِلَى أدوية أَكثر تحليلاً من اللاذن ألف ي كثيرا وَيجب أَن تكون قطاعة لَطِيفَة الْجَوْهَر لَا قبض فِيهَا أصلا وَلَا يجب أَن يبلغ شدَّة تجفيفها إِلَى أَن تفنى الرُّطُوبَة الطبيعية فَإِنَّهَا إِذا كَانَت كَذَلِك فعلت فِي دَاء الثَّعْلَب والصلع الْمُبْتَدِئ. نشارة خشب التِّين يمسك الشّعْر. ديسقو ريدوس: المر إِذا خلط باللاذن وَالْخمر ودهن الآس أمسك الشّعْر المتساقط. لي يُؤْخَذ مر ولاذن بِالسَّوِيَّةِ ويسحقان بِخَمْر عفص حَتَّى ينحلا ثمَّ يصب عَلَيْهِمَا المكرر مَا يصير بِهِ فِي نَحْو ثخن الخلوق ويطلى وينام عَلَيْهِ ثمَّ يغسل بطبيخ الآس والورد والمرزنجوش والأملج. الخوز ورق الأزاذدرخت يطول الشّعْر. لي صفة دهن مصطكي: يسخن بِشَيْء من دهن الْورْد ويداف فِيهِ مثله من المصطكي حَيْثُ يذوب فِيهِ ويغلى وينحل عَلَيْهِ نعما ثمَّ يصب عَلَيْهِ بَاقِي دهن الْورْد حَتَّى يَسْتَوِي كُله وَيرْفَع. الخوز سادوران خاصته تَقْوِيَة الشّعْر المتساقط. الفلاحة: الفجل إِن أدام أكله من تمرط شعره أَنْبَتَهُ. أدوية أقريطن لإنبات الشّعْر وَحفظه وَمنعه من التساقط: الْخمر العفص اللاذن دهن الآس رعى الْحمام برشياوشان دهن الناردين دهن الْورْد حب الآس أقاقيا أَطْرَاف الآس بزر السلق بزر الكرفس مصطكي العليق قشور الصنوبر المحرقة زعفران كندر مصطكي حب الْغَار حب السرو. أدويته المركبة وَقد تقدم قبل هَذَا صفتان وَهَذِه صفة ثَالِثَة: يُؤْخَذ رعى الْحمام النَّوْع

القويم مِنْهُ فيجف بأصوله ويدق وينخل بالحرير ثمَّ يخلط بالزيت حَتَّى يصير مثل الخلوق وَيجْعَل فِي إِنَاء نُحَاس فَإِذا رَأَيْته قد تغير فغلف بِهِ الرَّأْس لَيْلَة ثمَّ أدخلهُ الْحمام إِن شَاءَ الله. ألف ي آخر: يُؤْخَذ من حب الآس الْأسود وبزر الكرفس وأطراف الآس وأطراف العوسج وبزر السلق بِالسَّوِيَّةِ برشياوشان لاذن نصف نصف شراب أسود عفص سِتَّة أَجزَاء تطبخ بِهِ الْأَدْوِيَة حَتَّى تتهرأ وَيذْهب من الشَّرَاب الثُّلُثَانِ ثمَّ ألق عَلَيْهِ زيتاً مطيباً بالسعد والسنبل جزءين وَأعد طبخه ثَانِيَة. فَإِذا إِلَى ثَلَاث غليات يصفى المَاء والدهن عَن الْأَدْوِيَة واعصرها حَتَّى لَا يبْقى فِيهَا رُطُوبَة وارفعه فِي إِنَاء زجاج وحرك الْإِنَاء عِنْد الْحَاجة وامسح بِهِ الشّعْر فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فَإِنَّهُ يحفظه أَن يَتَنَاثَر وَمَعَ ذَلِك يسوده. دَوَاء جيد للشعر المتساقط والصلع: يُؤْخَذ رَطْل وَنصف من شراب قَابض ولاذن أُوقِيَّة قشور الصنوبر محرقة أوقيتان برشياوشان محرق مثله شَحم الدب رَطْل عصارة عِنَب الثَّعْلَب أَربع أَوَاقٍ وَنصف يطْبخ اللاذن بالطلاء حَتَّى يثخن ثمَّ تلقى عَلَيْهِ سَائِر الْأَدْوِيَة وَتَأْخُذ مِنْهُ مَتى شِئْت فتذيبه بدهن طيب وأجوده دهن الناردين ويطلى بِهِ الرَّأْس وَقد يطلى بِهِ بِلَا دهن. آخر ينفع من تساقط الشّعْر: بزر الكرفس بزر السلق برشياوشان كندر من كل وَاحِد أوقيتان جوز خَمْسَة عشر عددا قشور الصنوبر رَطْل يجمع فِي قدر ويطين رَأسه ويشوى فِي تنور قوي حَتَّى يَحْتَرِق كُله ويسحق ثمَّ يلقى عَلَيْهِ رَطْل من شَحم الدب ويخلط نعما ويلقى مَعَه خَمْسَة دَرَاهِم جَفتْ البلوط وَيرْفَع فِي إِنَاء وَعند الْحَاجة تَأْخُذ مِنْهُ قدر مَا تُرِيدُ فتديفه بِبَعْض الأدهان الطّيبَة واطل بِهِ فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ.) وللصلع احْلق الرَّأْس واطله فَإِنَّهُ جيد. وللصلع جيد بَالغ: كروش سِتّ أرانب يجفف نعما ثمَّ يشوى فِي فخار بِقدر مَا ينسحق ثمَّ تسحق وتخلط بهَا ثَلَاث أَوَاقٍ ألف ي من لاذن وَمثلهَا أقاقيا وَمثلهَا ورق العليق ويشوى شَيْئا خَفِيفا ثمَّ ينخل بمنخل صفيق وَيصب عَلَيْهَا شَحم الدب وشحم القوقي فَإِن لم يُوجد فدهن الفجل رطلان بِالسَّوِيَّةِ وَيرْفَع فِي إِنَاء رصاص وَعند الْحَاجة يداف بِبَعْض الأدهان الطّيبَة ويحلق الرَّأْس ويطلى بِاللَّيْلِ وَيغسل بِالنَّهَارِ. لي الأولى خير من هَذِه لتساقط الشّعْر. ورق الآس الرطب لاذن عوسج أَطْرَاف السرو جوز السرو وَحب الْغَار يسحق بالزيت ويغلف بِهِ الرَّأْس. لإنبات الحواجب: خُذ لب عشْرين بندقة فاشوه حَتَّى ينسحق واجمعه بدهن فجل واطله حَتَّى ينْبت أَو خُذ لاذناً فَحله بشراب وَخذ كزبرة الْبِئْر وبزر الكرفس وَحب الآس فاحرقه قَلِيلا حَتَّى يسود واجمعه بشحم دب ودهن فجل واطله بِهِ وامتثل علاج دَاء الثَّعْلَب.

لي أَخْبرنِي مخبر أَنه لم يجد شَيْئا أبلغ فِي إنبات الشّعْر وتطويله من كزبرة الْبِئْر وَأَنه إِن أَدخل فِي غسل النِّسَاء طول شعورهن جدا وَيجب أَن يكون حَدِيثا لِأَنَّهُ رَقِيق الجرم سريع ذهَاب الْقُوَّة. لي دَوَاء ينْبت اللحى: برشياوشان ولاذن ودهن بَان وَقَلِيل تفسيا. آخر: رماد القيصوم وبندق محرق ولاذن وذراريح وكندس يغلى فِي دهن بَان فِي مغرفة حَتَّى يسود ويمزج بِمثلِهِ غَالِيَة ويدلك ويطلى بِهِ. وَمِمَّا يحسن شعر الحواجب: نوى تمر مسحوق بعد أَن يحرق وَلَا يستقصى لَكِن يتْرك إِذا اسود ولان ثمَّ يعجن بعد حرقه وسحقه بدهن الآس ويطلى بِهِ الْحَاجِب واللحية فينبت وَيحسن ويسود. من الْكَمَال والتمام مجرب لنبات اللِّحْيَة: دهن لوز مر يخلط ألف ي بشيح أرمني محرق ويطلى بِهِ. د: طبيخ الآس وورقه وحبه وبرشياوشان إِذا خلط بلاذن ودهن الآس وشراب أمسك الشّعْر المتساقط. قشر الْجَوْز إِذا أحرق وسحق بشراب وزيت ولطخ بِهِ رُؤُوس الصّبيان حسن شُعُورهمْ. دهن الحلبة مَتى خلط بدهن الآس وتمسح بِهِ نقى الشّعْر وصفاه. الْحَرْف يمسك الشّعْر المتساقط. المر مَعَ اللاذن ودهن الآس وخمر قَابض يمسك الشّعْر المتساقط. بدبديغورش قَالَ: خَاصَّة السادوران تَقْوِيَة الشّعْر. وَله: مَتى غسل الرَّأْس بِمَاء ورق السمسم لينه وَطوله. وَله: فيلزهرج يُقَوي الشّعْر. د: الصَّبْر مَعَ الشَّرَاب يمسك الشّعْر. هردوس: إِذا كَانَت رُطُوبَة الْبدن دهنية كَانَ الشّعْر نامياً بَاقِيا وَذَلِكَ إِن هَذِه الرُّطُوبَة لَا يجِف سَرِيعا وَالسَّبَب فِي طول الشّعْر أَن تكون رطوبته لَا تَجف سَرِيعا. قَالَ: ودماغ الْإِنْسَان أرطب أدمغة الْحَيَوَان وَلذَلِك يطول شعره والصلع يكون من فقد الرُّطُوبَة الدسمة وَهَذِه الرُّطُوبَة حادة وَلذَلِك صَارَت الْأَشْجَار الدهنية لَا ينتثر وَرقهَا. الْجِمَاع يفني الرُّطُوبَة الدسمة خَاصَّة من الرَّأْس وَهَذِه الرُّطُوبَة الَّتِي يكون بهَا الشّعْر وَلذَلِك لَا يكَاد خصي يصلع.

مَجْهُول: خُذ بيض الضفادع وَهُوَ الشَّيْء الطَّوِيل الَّذِي يكون عَلَيْهِ عقد فَيكون فِي المَاء الْوَاقِف فينقع فِي الزَّيْت حَتَّى يصفر الزَّيْت فِي عشرَة أَيَّام ثمَّ يدهن بِهِ. دهن الحلبة يجعد الشّعْر وَكَذَلِكَ بزر البنج إِذا غسل بِهِ والنورة والمرداسنج يجعدان الشّعْر والمواشط يستعملنه بِقدر. أفيذيميا: مَتى أمسك من بَدَأَ بِهِ الصلع عَن الْجِمَاع كَانَ جيدا لِأَن بدنه يرطب. قَالَ: الدِّمَاغ من الأصلع يَابِس وَكَذَلِكَ ألف ي الْجلد الَّذِي فَوق القحف. من الطبيعيات: مَتى غسل الشّعْر بطبيخ ورق الزَّيْتُون جعده.) لتكسر الشّعْر: تذاب ثَلَاثَة مَثَاقِيل من الفيلزهرج فِي الزَّيْت بِقدر مَا يَكْفِي ويدهن بِهِ الرَّأْس نعما عشرَة أَيَّام وَلَا يغسل ثمَّ يغسل فَإِنَّهُ عَجِيب. اختيارات حنين دهن يطول الشّعْر: يُؤْخَذ من اللاذن فيذاب الْجيد مِنْهُ فِي قدح مطين وَيصب مَا ذاب عَنهُ فِي شَيْء ثمَّ يطْرَح عَلَيْهِ زَيْت وجوزبوا وَزنه ودقه نعما حَتَّى يمتزج مَرَّات ثمَّ تستعمله يدهن بِهِ الرَّأْس وَيغسل بنقيع الحنظل. من الْأَدْوِيَة المفردة لحفظ الشّعْر: حب آس وعفص وأملج يطْبخ فِي الدّهن ويدهن بِهِ أَو تحرق شَجَرَة بزر الْكَتَّان مَعَ بزرها ويطلى مَعَ دهن أَو اسحق اللاذن بِخَمْر واطل بِهِ. يُوسُف الساهر: مِمَّا يُقَوي الشّعْر ويقويه ويمسكه: الأملج العوسج الآس اللاذن المر الصَّبْر الشَّرَاب الْقَابِض العفص البرشياوشان دهن المصطكي وَمِمَّا يطوله: اللزوجات بعد هَذِه مثل ورق السمسم والقرع ولعاب البزرقطونا والبزور أجمع وَهُوَ جيد لمن يتقصف شعره ويتشقق وأجود مِنْهُ أَن تطبخ هَذِه فِي الدّهن والدهن وَحده نَافِع فليدم ذَلِك. دهن يحفظ الشّعْر: أملج يطْبخ بأَرْبعَة أَمْثَال مَاء حَتَّى يبْقى الرّبع ويصفى وَيصير على مثله دهن ورد ويطبخ حَتَّى يذهب المَاء وَيسْتَعْمل. دهن يطول الشّعْر: عصارة ورق السمسم ورق الخطمي ولعاب بزر الْكَتَّان يطْبخ فِي الدّهن الطَّبَرِيّ: إدمان الْعِمَامَة يجفف جلدَة الرَّأْس وَيُورث الصلع. وَله فِي كناشه: ضعف الشّعْر يكون إِمَّا لعوز الْغذَاء وَإِمَّا لتكاثف جلدَة ألف ي الرَّأْس وَإِمَّا لشدَّة تخلخله.

علاج لعوز الْغذَاء: الْحمام وَالطَّعَام المرطب وَترك المالح واليابس وَاجْتنَاب الشَّرَاب الْعَتِيق وَشرب الحَدِيث وَلَا يكون المَاء وَالْحمام حارين وَيكثر صب المَاء الفاتر على الرَّأْس وَيغسل باللزوجات ويحذر الحريفة كالبورق وَنَحْوه وَالَّذِي من ضيق المسام فليغسل الرَّأْس بزبد الْبَحْر ويدلك بالبصل ويحمر بالدلك ليتسع وَمَا كَانَ من التخلخل فبالقابضة وَالْحمام بِالْمَاءِ الفاتر ثمَّ بالبارد بعقبة والأدهان القابضة إِن شَاءَ الله.

(فارغة)

(فِيمَا يعرض لجلد من البهق والبرص والجذام وَغَيرهَا وَفِي خضاب الشّعْر وَالْيَد)

(فارغة)

بسم الله الرحمن الرحيم

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (فِيمَا يحمر اللَّوْن ويبيضه) (ويصقله ويصفيه وَفِيمَا يذهب بالخيلان والبثور اللبنية والنبك الْحمر وآثار)) (القروح والْآثَار السود وَفِيمَا يصفر ويسود وآثار الدَّم الْمَيِّت والوشم وآثار) (الجدري والكي والبرش والنمش والبرص والعدس وَمَا يمْنَع حرق النَّار) (وَمن حرق الشَّمْس للْوَجْه وَالرِّيح والحمرة الَّتِي تظهر فِي الْوَجْه فِي الشتَاء) (وَابْتِدَاء الجذام) 3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعارض) قَالَ: حرارة الْهَوَاء الشَّديد الدَّائِم يصفر الْوَجْه. الْخَامِسَة من الميامر للنبك الَّتِي تكون فِي الْوَجْه فِي ابْتِدَاء الجذام: صمغ أَبيض رغوة البورق كندر كبريت غير مطفئ بِالسَّوِيَّةِ يذاب ويسحق سحقا نعما ويتخذ أقراصا ويجفف ثمَّ يطلى مِنْهُ مَا شِئْت بخل وَيتْرك حَتَّى يجِف ثمَّ يُؤْخَذ من الصابون رَطْل وَمن الأشق رَطْل الف ى وَمن الكندر ثَلَاث أَوَاقٍ وَمن المصطكى مثله وَمن النطرون مثله يطْبخ الصابون والأشق بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يذوبا واطرح عَلَيْهِ الْبَقِيَّة منخولا بحريرة وينعم سحقة جَمِيعًا فِي إِنَاء زجاج ويطلى بِهِ الْوَجْه وَيتْرك قَلِيلا ثمَّ يغسل بِمَاء فاتر ويدلك دلكا رَفِيقًا وَيسْتَعْمل هَذَا الغاسول فِي جَمِيع هَذِه الْعِلَل والتخييلات اسْتَعِنْ بِهَذِهِ الْمقَالة. الثَّانِيَة من الأخلاط: من أَكثر من شم النانوخة كثيرا ونام عَلَيْهِ أَو نظر إِلَيْهِ كثيرا اصفر لَونه. افيذيميا الأولى من الثَّانِيَة قَالَ: النمش يكون ممازجة الْخَلْط الْأسود للدم. وَقَالَ أَيْضا: يتَوَلَّد من خلط سوداوي ينْدَفع من الْجلد. قَالَ: ويعرض لبَعض من بِهِ النمش تشقق الشفتين وَذَلِكَ يكون ليبس مزاجه لِأَن من مزاجه يَابِس متهيء لتولد النمش فِيهِ.

الرَّابِعَة من الثَّالِثَة: الْغَضَب والغيظ يحمران اللَّوْن وَيجب أَن يحتال فِي تهييج ذَلِك لمن حَال لَونه بأنواع لَطِيفَة فِيهَا محبَّة التغالب كالصراع والمباراة بالْكلَام والمهارشة بالكلاب والديوك وَنَحْوه فَإِن هَذِه تجْرِي الدَّم نَحْو سطح الْبدن ضَرْبَة وَأما السرُور فَإِنَّهُ يجره إِلَيْهِ قَلِيلا قَلِيلا لِأَنَّهُ يبسط الدَّم فِي الْبدن كُله وَمَتى كَانَ ذهَاب اللَّوْن فِي عُضْو وَاحِد فالدلك والتحمير وطلي الزفت والحركات المعتدلة وَالتَّعْلِيق. لي مَا عني بِالتَّعْلِيقِ. الطَّبَرِيّ: جيد للكلف ويجلو الْوَجْه ويبيضه ويحسنه: دَقِيق الترمس ثَلَاثَة دَقِيق باقلي جزاءان دَقِيق الشّعير مثله بزر الفجل نصف جُزْء حمص جزءان كرسنة مثله عدس مقشر نشا جُزْء جُزْء كثيرا نصف جُزْء حب الْبِطِّيخ ثَلَاثَة أَجزَاء شَيْء من زعفران يعجن بِلَبن امْرَأَة الف ي ويطلى الْوَجْه بِاللَّيْلِ وَيغسل بِالنَّهَارِ بِمَاء قد طبخ فِيهِ قشور الْبِطِّيخ والبنفسج. وَقَالَ: للبادشنام وَهُوَ حمرَة مَعَ حرارة يظْهر فِي الْوَجْه: زراوند طَوِيل جُزْء سمسم جُزْء يدق ويعجن بِالْمَاءِ وَيشْرب على الرِّيق. وَقَالَ: غمرة تجْعَل لون الْوَجْه كالنار: خَرْدَل أَبيض زرنيخ أَحْمَر بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِاللَّبنِ ويغمر بِهِ الْوَجْه سَبْعَة أَيَّام. 3 (اختيارات الْكِنْدِيّ) طلاء يذهب الْآثَار السود وَيرد الْبشرَة إِلَى لَوْنهَا ويقلعها قلعا تَاما: لوز مر مقشر صدف محرق ماش مقشره حمص أَبيض مقشر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ. ترمس نصف دِرْهَم كرسنة دِرْهَم زبد الْبَحْر عِظَام بالية محرقة مِمَّا تكون فِي الْحِيطَان دِرْهَم دِرْهَم أنزروت دِرْهَم يجاد سحقه ويعجن بِمَاء شعير وسكر ويطلى بِهِ فانه عَجِيب. لي يُزَاد فِيهِ بزر بطيخ وَيسْتَعْمل بِمَاء الباقلى. بولس فِي الدَّم الْمَيِّت: انطله بطبيخ الحلبة ثمَّ بِمَاء قد غلى فِيهِ إكليل الْملك ثمَّ انطله بشياف ملبس الوردي ثمَّ بشياف المر فَإِن لم ينجح فاطله بالأشياف الَّتِي تهَيَّأ بالأسرنج أَو ضمده بزوفا مطبوخ أَو كمده بِمَاء شَدِيد الملوحة أَو إِسْحَق قشر الفجل بِعَسَل وضمد بِهِ فَإِنَّهُ بليغ فِي تَحْلِيل ذَلِك أَعنِي الدَّم الْمَيِّت. لي صفة جَيِّدَة: ضمده بمرهم اللعابات مَعَ لعاب الحلبة والأشق والكندر. وَمَا يحمر الْوَجْه: زعفران فوة الصَّبْغ طحلب المَاء كندر وَمر بِالسَّوِيَّةِ يسحق بدهن المصطكى ويطلى بِهِ الْوَجْه وَيتْرك سَاعَة ثمَّ يغسل بِمَاء حَار ويعاد عَلَيْهِ فَإِنَّهُ جيد. وللوشم يغسل الْموضع بالنطرون ثمَّ يوضع عَلَيْهِ علك البطم ويربط وَيتْرك أسبوعا ثمَّ يحل ويدلك دلكا جيدا بملح ثمَّ يُعَاد عَلَيْهِ فانه يخرج السوَاد عَلَيْهِ. لي الطخة الف ي بمرهم أسود الَّذِي من علك البلاذر والزفت السَّائِل حَتَّى يَأْكُلهُ كُله. قَالَ: فلفل اثْنَان سذاب أَرْبَعَة زرنيخ أَحْمَر أَرْبَعَة زرنيخ أصفر وَاحِد عسل مَا

يجمع بِهِ يغسل الْموضع بالنطرون ويلطخ بِهِ وَيتْرك ثَلَاثًا ثمَّ يدلك نعما ويسمح ثمَّ يلطخ أَيْضا فَإِنَّهُ يذهب الخضرة فِي عشْرين لَيْلَة من غير أَن يخرج الْموضع أَو يكون لَهُ أثر. والكبيكج إِذا ضمد بِهِ الوشم أذهبه وَكَذَلِكَ ورق الْكبر وَيذْهب بالآثار السود الفاشرا والفاشرشتين إِذا طبخ بالزيت حَتَّى يتهرأ وَيمْسَح بِهِ والفوتنج الْمَطْبُوخ بِالشرابِ والمرادسنج المبيض إِذا طلى بدهن الْورْد. وَأما الْآثَار الَّتِي تكون من القوباء وَغَيره فان شَحم الْحمار يَجْعَل لَونه كلون الْجَسَد إِذا طلى بِهِ أَو بزر الجرجير أَو أشق بمرارة عنز أَو عِظَام محرقة بشراب أَو مرادسنج ونعنع ودقاق الكندر بالسواء يلطخ بِعَسَل.) 3 (صفة قويه تذْهب الْآثَار) نطرون أشق مر كبريت أصفر بالسواء يسحق بخل أَبيض ويطلى بِشَيْء قَلِيل مِنْهُ لِئَلَّا يقرح أَو يُؤْخَذ قيموليا وزبل الْحمام وصابون وكندر بالسواء يسحق بخل ويطلى بِهِ. شرك: قَالَ استخرج الدَّم الْمَيِّت بِشَرْط الْموضع. قَالَ: يُؤْخَذ خَرْدَل أَبيض وزرنيخ أَحْمَر بِالسَّوِيَّةِ يسحق على صلاية بِمَاء أَو لبن ويغمر بِهِ الْوَجْه سَبْعَة أَيَّام فانه يحمر الْوَجْه كالنار. مَجْهُول للخيلان والبرش: انزروت وسكر طبرزد ولوز مقشر مَا يجمعه يطلى بخل أَو ينقع التِّين فِي خل حامض ويسحق مَعَ مثله من الكعك ويطلى على البرش والخيلان لَيْلَة وَيغسل بخل من غَد. شَمْعُون للبرش الْأسود الْكَائِن فِي الْوَجْه شبه العدس: يجفف العلق ويطلى عَلَيْهِ بخل. من اختيارات حنين والكندي قَالَ حنين: يذهب الخيلان من الْوَجْه أَن تُؤْخَذ سِتّ لوزات مقشرة ومثقال من الكندر الْأَبْيَض ومثقال وَنصف الف ي من سكر يجمع ويطلى بِهِ الوجع أسبوعا فانه بليغ. لتحسين الْوَجْه وتحميره: زوفا يَابِس دِرْهَمَانِ زعفران نصف دِرْهَم يشرب ويؤكل الحمص ويطلى الْوَجْه بِاللَّيْلِ بخرء الضَّب. القلهمان: يُؤْخَذ ربع من حب القرع فيبل ويقشر ويدق نعما وَيُؤْخَذ ربع لوز حُلْو مقشر من قشريه وينعم ودقه وسته مَثَاقِيل انزروت مِثْقَال زعفران فَيجمع جَمِيعًا ويغمر بِهِ الْوَجْه ببياض الْبيض فانه أَجود غمرة تكون. لي قد يحدث لبَعض النَّاس فِي الشتَاء حمرَة فِي الْوَجْه مَعَ بثور بيض عريضة وَقد تكون غير بيض وَلَا يكون بهم فِي الصَّيف شَيْء وَإِنَّمَا يكون لذَلِك لبرد يُصِيب الْوَجْه وَلَا يتَحَلَّل من وَجهه خَاصَّة بخار كثير وَيُشبه وُجُوه المجذومين. علاجه: فصد القيفالين ثمَّ الْجَبْهَة والمحاجم على الْقَفَا ويكب على المَاء الْحَار دَائِما فان كفى وَإِلَّا طلى باللوز المر والنطرون.

اريباسيوس للنمش: نطرون مشوى ودقيق الكرسنة يطلى بطبيخ السلق وَيذْهب بالنمش أَيْضا وآثار القروح مَا قد كتب فِي بَاب الكلف.) قَالَ: وَيذْهب بسماجة اللَّوْن وصفرته الفرخ وَالطَّعَام اللذيذ وَاسْتعْمل فِي الطَّعَام الفجل والكراث والحمص. وَمِمَّا يحسن اللَّوْن أَيْضا شرب مَاء الرُّمَّان الحلو وَالْحمام الدَّائِم وَغسل الْوَجْه دَائِما بطبيخ اللوز المر حارا. وللآثار الْخضر الْعَارِضَة فِي الْبدن: يدلك فِي الْحمام بالملح ثمَّ يكمد بصوفة فِيهَا طبيخ الفجل وطبيخ الأفسنتين. قَالَ: ويقلع النمش اسفيذاج الرصاص إِذا طلى عَلَيْهِ بخل وأدمن فِي زمن طَوِيل وَهُوَ بليغ. اطلاوش قَالَ: يذهب بآثار القروح الرّطبَة أَن يطْبخ الفاشرا بالزيت حَتَّى يغلط ويطلى عَلَيْهِ الف ي أَو خُذ فريك الْحِنْطَة فاعجنه بدهن ورد واطله أَو دق بزر الجرجير بِعَسَل واطلة أَو اطله بالمرارة أَيَّامًا مَا كَانَت أَو اطله بالإسفيذاج والخل. قَالَ: وَأما الْبِئْر الَّذِي يظْهر فِي جلدَة الْوَجْه وَهُوَ بثر يَابِس صَغِير خُذ الْعَسَل والخل الحاذق فاخلطهما وادلك بِهِ البثر دلكا شَدِيدا فانه يفشه ويبرده أَو خُذ صمغ البطم فأذبه وانثر عَلَيْهِ شبا يَمَانِيا وأنعم خلطه بِهِ وضمده بِهِ فانه يذهب بِهِ. فان كَانَ البثر مزمنا جاسيا فَخذ صابونا أَرْبَعَة وَمن الأشق وَاحِدًا وَمن الكندر مثله فاعجنها بِالْمَاءِ فاسحق حَتَّى ينْحل وَيصير فِي غلظ الْعَسَل ثمَّ اطله ودعه سَاعَة ثمَّ اغسله بِمَاء حَار أَو خُذ نطرونا وصمغا عَرَبيا فَاتخذ مِنْهُمَا أقراصا بخل وارفعه وَعند الْحَاجة اطله بِمَاء ودعه سِتّ سَاعَات ثمَّ اغسله بِمَاء حَار فانه يذهب الْأَثر وينقى البثرة. الساهر: للخضرة من ضَرْبَة: بزر فجل زرنيخ أَحْمَر وَمَاء يطلى فانه عَجِيب. التَّذْكِرَة غسول ينقى الْوَجْه: باقلى مقشر كرسنة ترمس بزر فجل بزر بطيخ مقشر حمص نشا. طلاء يقْلع الْآثَار السود من الْوَجْه: حكاك الخزف الْجَدِيد يطلى بجلاب الطبرزد. وَيذْهب بآثار القروح: يمسح بدهن جوز ويطلى عَلَيْهِ لاذن ثمَّ تحل الْعِظَام البالية بِمَاء وتطلى عَلَيْهِ. الْكَمَال: يُؤْخَذ من بعر عَتيق بَال أَبيض عِظَام نخرة عشرَة عشرَة أصُول الْقصب الْيَابِس عشرُون جُزْءا خزف جَدِيد عشرَة نشا عشرَة ترمس خَمْسَة بزر بطيخ مقشر عشرَة أرز) مقشر مثله حمص مثله حب البان خَمْسَة عشرَة يعجن بِمَاء الشّعير ويطلى وَيغسل

بطبيخ البنفسج وَالشعِير وَإِن أردْت أَن يجلو أَكثر فاخلط فِيهِ قسطا وَمَرا وزراوندا الف ي طَويلا من كل وَاحِد عشرَة وَهُوَ بليغ لآثار القروح والجدري. آخر يذهب بآثار القروح: أصُول الْقصب ثَلَاثُونَ نشا شعير باقلى حمص مقشر عشرَة عشرَة أرز مقشر مغسول عشرُون عِظَام بالية خَمْسَة عشر خزف جَدِيد عشرُون حب بطيخ مثله يطلى بِمَاء الْبِطِّيخ أَو بِمَاء قد طبخت فِيهِ قشوره الْيَابِسَة وَيغسل بِهَذَا المَاء غذوة وَعَشِيَّة. غمرة تجلو الْوَجْه تبيضه دَقِيق الباقلي وَالشعِير جُزْء جُزْء دَقِيق حمص جزءان بزر فجل ربع جُزْء عدس مقشر نشا نصف جُزْء كثيرا مثله حب بطيخ جزءان زعفران قَلِيل يطلى بِلَبن امْرَأَة وَيتْرك بِاللَّيْلِ وَيغسل بطبيخ البنفسج وقشور الْبِطِّيخ. المنجح للحمرة الصلبة الَّتِي تظهر فِي الْوَجْه فِي الشتَاء: يفصد القيفال ويسهل ويحجم ثمَّ تفصد عرق الْجَبْهَة وَأرْسل العلق عَلَيْهِ مَرَّات ثمَّ يطلى مَا بقى بالمحللة وبأدوية القوباء. الْكَامِل قَالَ: يذهب آثَار الْقرح حبق نهري يدق مَعَ ملح الْعَجِين ويعجن بِعَسَل النَّحْل ويضمد بِهِ. قَالَ: ويحمر اللَّوْن أَن يطلى لَيْلًا الحرء الضَّب وَيغسل غدْوَة ويسقى بِدِرْهَمَيْنِ من الزوفا الْيَابِس وَنصف دِرْهَم من الزَّعْفَرَان وَاجعَل طَعَامه مَاء حمص تفعل ذَلِك أَيَّامًا. وَمِمَّا يقْلع الدَّم الْمَيِّت: يقشر الْجَوْز الْعَتِيق من قشريه ويمضغ نعما ويضمد بِهِ ويشد أَو ينخل زرنيخ أَحْمَر بحريرة ويعجن بِمَاء الكراث النبطي وَشَيْء من دَقِيق الترمس ويضمد بِهِ ويشد إِلَى أَن تنْحَل الخضرة. قَالَ: والزعفران يحسن اللَّوْن إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء حَار والزوفا الْيَابِس يشرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ وَكَذَلِكَ يفعل التِّين الْيَابِس خَاصَّة والحلتيت والأفيون ومخ الْبيض والقثاء. قريطن للآثار السود والقروح فِي الْوَجْه: الف ي دَقِيق الباقلي دَقِيق الكرسنة دَقِيق الترمس ايرسا كندر قرن أيل محرق بِالسَّوِيَّةِ أشق نوشاذر لوز مر ثَلَاث كثيرا صمغ عَرَبِيّ ربع ربع يقرص عِنْد الْحَاجة يطلى بِلَبن أَو بِمَاء شعير. للآثار الْعَارِضَة من اندمال القروح: دَقِيق باقلي يعجن بِمَاء الْبِطِّيخ ويقرص ويجفف فِي الظل) وَعند الْحَاجة فاطل بِهِ الْموضع ودعه نصف الْيَوْم ثمَّ اغسله فِي الْحمام مَرَّات. قَالَ: فان تمادت الْعلَّة فَاسْتعْمل هَذِه. قرص ينفع لآثار القروح والسواد الْعَارِض فِي الْعُنُق: تَأْخُذ من دَقِيق الفول جُزْء حب البان ثلث جُزْء قيموليا مثله وَمثل ذَلِك نطرون أَحْمَر لوز مر اطله على مَا وَصفنَا. وَهَذَا أَيْضا قوى فِي قلع آثَار القروح: دَقِيق الباقلي وفاشرا وَقرن أيل محرق وَحب بَان وقيموليا بِالسَّوِيَّةِ نوشادر ثمن جُزْء قرصه بِمَاء واطله عِنْد الْحَاجة.

آخر: قسط لوز منقى دَقِيق باقلي وحمص يعجن بِمَاء الْبِطِّيخ ويقرص وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة. قَالَ: والغمر الَّتِي تبسط الْوَجْه وَتذهب تشنجه وتصقله إِذا جعلته على الْبَطن والعنق فعلت ذَلِك وبيضته وبسطته. 3 (للدم الْمَيِّت) يغسل الْموضع بالنطرون ثمَّ ضمده بصمغ البطم وشده ودعه سِتَّة أَيَّام وَلَا تحله ثمَّ اغسله وانخسه بالإبر حَتَّى يدمى ثمَّ نشف الدَّم وادلكه بالملح ودعه قدر نصف سَاعَة ثمَّ يوضع عَلَيْهِ هَذَا الدَّوَاء وَلَا تحله خَمْسَة أَيَّام فانه يخرج الدَّم كُله عَلَيْهِ وَهُوَ: كندر ونطرون ونورة وشمع وَعسل يجمع الْجَمِيع ويعجن الْعَسَل وتذيب الشمع وتلقيه عَلَيْهِ واخلطه نعما ويضمد بِهِ وَيحل فِي كل ثَالِث أَو خَامِس. دَوَاء عَجِيب يذهب الدَّم الْمَيِّت فلفل جُزْء الف ي نورة جزءان زرنيخ أَحْمَر مثله أصفر مثله يعجن بِعَسَل وَيرْفَع فِي إِنَاء فخار وَعند الْحَاجة يغسل الْموضع بالنطرون ثمَّ يضمد يالراتينج ويشد خَمْسَة أَيَّام وَبعد ذَلِك يحل وينخس بابرة وينشف ويذر عَلَيْهِ ملح وَيجْعَل الدَّوَاء على خرقَة كتَّان وَيلْزق ويقر خَمْسَة أَيَّام ثمَّ يحل ويجرد الْموضع وانزع السوَاد وَأعد الطلاء فانه يقْلع الوشم فِي عشْرين لَيْلَة من غير تقرح. لي هَذِه الصِّفَات أحسبها للوشم. وللنبك الْأَحْمَر وَابْتِدَاء الجذام: صمغ أَبيض وبورق وكندر وكبريت أصفر بِالسَّوِيَّةِ يسحق بالخل نَاعِمًا ويقرص ويجفف فِي الظل ويطلى عِنْد الْحَاجة بخل وَيغسل من غَد بِمَاء فاتر. قريطن فِي الزِّينَة للسعفة فِي الْوَجْه: انقع قيموليا: وَهُوَ قطع الطين الخوزي الْأَبْيَض عشرَة بِخَمْر ثمَّ اطرَح عَلَيْهِ بنجا مسحوقا زنة أَرْبَعَة دَرَاهِم وجففه فِي الظل وقرصه وَعند الْحَاجة يطلى بِالْمَاءِ فانه بليغ. تياذوق قَالَ: الميعة الرّطبَة تنقى الْوَجْه وَالْأنف إِذا طليا بِهِ تنقية بليغة. قَالَ وَيمْنَع النبك والبثر أَن يظْهر فِي الْوَجْه إِن يطلى بالسمن. لي هَذِه الْعلَّة الَّتِي ترسم فِي الْكتب بالنبك والبثور وَالَّتِي تظهر فِي ابْتِدَاء الجذام أَو فِي الشتَاء هِيَ الْعلَّة الَّتِي تخرج فِي الْوَجْه فِي الشتَاء مَعَ حمرَة شَدِيدَة وَله فِي الْكتب علاج وخاصة فِي الميامر وقريطن فَخذهَا مِنْهَا على أَن هَهُنَا مَا أغْنى. سرابيون: إِذا كَانَ النمش والخيلان أَصْلِيًّا فَلَا تعالجه وَإِن كَانَ حَادِثا فنق الْوَجْه من السوَاد وَاسْتعْمل بعد الأطلية.

3 - (طلاء جيد للثآليل العدسية والخيلان) آخر: ترمس وبورق مشوي بِالسَّوِيَّةِ أشق نوشاذر الف ي ثلث ثلث يحل الأشق بِمَاء حَار ويطلى ببياض الْبيض. للخيلان والنمش الْأسود: دَقِيق الشّعير والباقلى وأصول السوسن بِالسَّوِيَّةِ أشق نوشاذر ربع ربع جُزْء يجمع بدهن بنفسج أَو دهن نرجس ويطلى. للنمش: يطلى بِمَاء الحلبة أَو بلعاب حب السفرجل: زعفران أَو يعجن دَقِيق الكرسنة بطبيخ إكليل الْملك ويطلى بِهِ الْوَجْه أَو يحل المر ويعجن بِهِ لوز مر ويطلى بِهِ. للخيلان والنمش الْأسود: ذرق الْحمام وبورق بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل ويطلى بِهِ. جلاء للْوَجْه: دَقِيق كرسنة وحمص وباقلى وشعير وترمس وإبرسا وأصل النرجس نصف نصف أصل السوسن وصمغ ربع ربع يقرص وَعند الْحَاجة يطلى بِمَاء الْبِطِّيخ. غمرة تحسن الْوَجْه: لوز حُلْو كثيرا صمغ دَقِيق الباقلي إيرسا غراء السّمك يذاب الغراء بِالْمَاءِ ويطلى بِهِ وَهِي بليغة. آخر بليغ جدا: يطْبخ دودة الصباغين حَتَّى يغلظ وَتُؤْخَذ أُوقِيَّة من ذرق العصافير وَمثله من الترمس المقشر وَمثله من الحمص المقشر وَمثله من بزر الْبِطِّيخ المقشر ويعجن بِهِ ويطلى وَيغسل غدْوَة بطبيخ البنفسج والبابونج الْيَابِس. الْعِظَام البالية. وأصول الْقصب الْفَارِسِي. وخزف أَبيض قد أعدته فِي النَّار فِي كوز جَدِيد مرّة أُخْرَى ونشا وترمس وبزر بطيخ وأرز مغسول وحمص وكرسنة وَحب البان وقسط مر زراوند طَوِيل يطلى بِمَاء الْبِطِّيخ وَهُوَ بليغ لكل كلف. اريباسيوس: دَوَاء عَجِيب فِي قلع النمش وآثار القروح وَالدَّم الْمَيِّت: اسْتعْمل فِيهِ التضميد بالعلك على أَمر أقريطن ثمَّ خُذ نطرونا ونورة ورماد الكبريت أَو رماد الف ي الكندر يجمع بِعَسَل ويطلى. بولس قَالَ: شرب الْخمر يحسن اللَّوْن جدا ويلين الْبشرَة. لي تجربة: تُؤْخَذ أصُول الْقصب الرطب فتعصر ويخلط مَعهَا أَعنِي العصارة شَيْء من عسل وتطلى بِهِ آثَار الجدري والقروح وَيتْرك يَوْمًا ثمَّ يُعَاد كلما جف ثمَّ يغسل بِلَبن حليب ويعاد فانه عَجِيب.) غمرة مجربة: كثيرا زجاج شَامي زعفران ترمس لب حب الْقطن مِثْقَال مِثْقَال يدق نعما ويطلى بِهِ الْوَجْه بدهن اللوز ويغطى بِقطن وَيغسل عِنْد الصُّبْح. الأقراباذين الْقَدِيم. قَالَ: مِمَّا يحسن اللَّوْن جدا: الاطريفل الصَّغِير وَيذْهب بِالدَّمِ الْمَيِّت والوشم أَن ينخس بابرة غرزا جيدا متقاربا ثمَّ يطلى ببورق وَعسل ويعجن كندس مَعَ لب الْخبز ج

الأدوية المفردة

3 - (الْأَدْوِيَة المفردة) الْكَرم الْبري يجلو النمش. اللوز المر يجلو النمش بِقُوَّة ثجير حب البان يسحق بخل ويلطخ بِهِ النمش فيقلعه وَكَذَلِكَ البرش. الكبيكج مَتى اسْتعْمل مِنْهُ شَيْء قَلِيل قلع الْآثَار وَإِن أَكثر مِنْهُ قرح دَقِيق الترمس إِذا طلى حلل الدَّم الْمَيِّت الفوتنج النَّهْرِي يحلل آثَار الدَّم الْمَيِّت والقروح إِذا طلى بِهِ بعد أَن يطْبخ طريا بِزَيْت. بزر الكرنب يقْلع النمش. التِّين الْبري الَّذِي فِيهِ شَيْء من لبنية مَتى ضمد بِهِ قلع الخيلان. الفجل يحلل آثَار الدَّم الْمَيِّت والنمش. لبن التِّين يقْلع هَذِه الْأَشْيَاء. ديسقورديس: الإيرسا يخلط بضعفيه من الخربق الْأَبْيَض ويطليان على الرُّطُوبَة اللبنية الَّتِي تنحدر من الْأنف والخد فيعظم نَفعه لَهَا. الزَّعْفَرَان يحسن اللَّوْن مَتى شرب بالميبختج. دهن الخروع يذهب آثَار القروح السمجة الف ي جدا. دهن البان يذهب آثَار القروح. دهن اللاذن إِذا طبخ ولطخ بشراب على آثَار القروح أذهبها. التِّين الْيَابِس يرد اللَّوْن الَّذِي قد ذهب من مرض مزمن وَكَذَلِكَ الْبُسْر إِذا أكل وخاصة إِذا طبخ الْبُسْر وَشرب من طبيخه بالجلاب فان من شَأْنه أَن يحسن اللَّوْن جدا وَيزِيد فِي الدَّم والحرارة الغريزية. الْعَسَل مَتى خلط بموم وملح وضمدت بِهِ آثَار الضَّرْب حلل الدَّم الجامد. الحلبة إِذا ضمد بهَا تبرئ آثَار القروح وتذهبها حَتَّى لَا ترى. دَقِيق الترمس يحلل آثَار الضَّرْب الْأسود. الْخَرْدَل يدق ويخلط بِهِ الْعَسَل وتضمد بِهِ آثَار الدَّم الْمَيِّت فيبريه. لي كَانَ بِوَجْه إِنْسَان سعفة حَمْرَاء فعلقت عَلَيْهَا علقَة فبريت الْبَتَّةَ. قَالَ: واطل السعفة فِي الْوَجْه والقوباء والخشكريشة بالخردل يسحق بخل ويطلى بِهِ وَهُوَ بليغ فاعتمد عَلَيْهِ. الزراوند الصَّبْر مَتى خلط بِعَسَل أذهب آثَار الضَّرْب الباذنجانية. ورق الفوذنج يحل الدَّم الْمَيِّت. المزرنجوش مَتى ضمد مَعَ عسل حلل آثَار الدَّم الْمَيِّت. الكمون يصفر اللَّوْن شرب أَو تلطخ بِهِ. والنانجة تفعل ذَلِك وَتحل ابْتِدَاء الدَّم الْمَيِّت. الشونيز مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ قلع البثور اللبنية. الحلتيت مَتى اسْتعْمل فِي الطَّعَام حسن اللَّوْن جدا.

القلهمان: البلاذر يذهب الوشم. الفلاحة: مَاء الجرجير مَه مرار الْبَقر يذهب بالبرش والكلف وَيذْهب آثَار القروح اللبنية الْبَتَّةَ. الْيَهُودِيّ: خَاصَّة الهليلج الكابلي أَن يحسن اللَّوْن جدا أَكثر من الإطريفل. الخوز: الوج يحسن اللَّوْن. الف ي الخوز: الكنكرزذ يطلى على البرش يذهب بِهِ سَرِيعا وورق اللفاح يقطع البرش من غير أَن يجرح. روفس ابْن ماسويه: إدمان أكل الكرنب يحسن اللَّوْن. الخوزى: أكل الْملح فِي الطَّعَام يذهب بالصفرة. والخوز قَالَت: أعظم مَنَافِع المرداسنج المبيض أَن يجلوا آثَار القروح والجدري بِقُوَّة قَوِيَّة وَلَا يقرحها الْبَتَّةَ. ابْن ماسويه: السعد يحسن اللَّوْن جدا إِذا أَخذ. ابْن ماسويه وسندهشار: إدمان الْخلّ يصفر اللَّوْن. أدوية أقريطن للغمر الترمس الباقلى العدس الْعَسَل التِّين اللوز المر الحمص النشا اللاذن غراء السّمك أظلاف العجاجيل تطبخ حَتَّى تتهرأ أَو يُؤْخَذ طبيخ لحم الصدف الكثيرا الصمغ الأشق الكندر الْمقل المرتك المبيض الشّعير المهروس الإسفيذاج الْأَبْيَض بَيَاض الْبيض نشارة العاج بزر الْبِطِّيخ الْقسْط اللَّبن الخشخاش الْأَبْيَض. أدوية الْآثَار والخيلان: ترمس مر قسط إيرسا بورق نوشاذر مرادسنج مغسول قرن أيل محرق صابون لوز مر كندر صمغ البطم عسل خربق أَبيض شعير مقشر باقلى أشق مقل إيرسا فاشرا حب البان قيموليا دَقِيق الكرسنة اسفيذاج الرصاص بورق هَذِه تقلع الْآثَار السود كلهَا حَيْثُ كَانَت وآثار القروح إِن شَاءَ الله. قرص لَهُ قوى فِي آثَار الجدري والقروح: إيرسا قسط مرتك مغسول قرن أيل محرق ونوشاذر بورق أشق يحل الأشق بِمَاء ويعجن بِهِ ويقرص وَعند الْحَاجة يلطخ وَهُوَ بليغ للكلف وَفِيه ترمس. أُخْرَى لَهُ تحمر الْوَجْه وتبسطه مصلح: دَقِيق باقلى شعير مقشر حمص مقشر دَقِيق سميذ يجمع ويطلى ببياض الف ي الْبيض ويقرص ويطلى عِنْد الْحَاجة بِمَاء البلبوس. قَالَ: والفوة تحمر الْوَجْه وَالْحب الَّذِي يسْتَعْمل فِي الصَّبْغ. وَاسْتعْمل هَذِه الْأَدْوِيَة على الْعُنُق والبطن الَّذِي فِيهِ آثَار سود أَو وسخ تُرِيدُ قلعه وَفِي غسول الْيَد وَالرجل بيضه ويصقله ويحسنه: قيموليا رَطْل ايرسا أُوقِيَّة اصطربيون أُوقِيَّة

اطله أَيْن شِئْت فاذا رَأَيْته قد بَدَأَ يجِف فادلكه بِالْمَاءِ دلكا نعما ثمَّ اغسله ونشفه. وَأَيْضًا غسول للبدن: قيموليا رَطْل نطرون مشوي ايرسا سعد سنبل أُوقِيَّة أُوقِيَّة اغسل وَمَتى كَانَت بشرة سَوْدَاء خشنة فَأكْثر دلكها فِي الْحمام بدقيق الشّعير المقشر والباقلي والبورق وَنَحْوهمَا فانها تبيض وتجلى وتلين. د: أصل الأنجدان مَعَ زَيْت يبريء كمنة الدَّم الْعَارِضَة تَحت الْعين. دهن البان يجلو جَمِيع الْآثَار الَّتِي تكون فِي الْوَجْه عَن فضول الْبدن وآثار اندمال القروح والبثور اللبنية.) حب البان مَعَ خل يذهب آثَار اندمال القروح ويقلعها قلعا بليغا قَوِيا. دَقِيق الباقلي مَعَ دَقِيق الحلبة وَعسل يحلل مَا تَحت الْعين وكمنة الدَّم والأذاراقي يقْلع الْآثَار اللبنية وَنَحْوهَا. الأفسنتين مَتى خلط بِعَسَل وتضمد بِهِ قلع الْآثَار البنفسجية الْعَارِضَة تَحت الْعين. قَالَ ج: دَقِيق الباقلي بقلع النمش مَتى طلي عَلَيْهِ الْجُبْن الرطب يحلل كمنة الدَّم من تَحت الْعين. ج: دَقِيق الكرسنة يقْلع الْآثَار. الزاج السوري يذهب الْآثَار اللبنية مَتى طلى عَلَيْهَا بِالْمَاءِ. زبد الْبَحْر يقلعها بِقُوَّة. دهن الحلبة يذهب آثَار القروح. الف ى ورق اليبروح مَتى دلك بِهِ البرش دلكا رَفِيقًا وَنَحْوه من الْآثَار أسبوعا أذهبه من غير تقريح للموضع. قَالَ: وَيجوز أَن يجفف هَذَا الْوَرق وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة. د: عناقيد الْكَرم البرى لقُوَّة جلائه يذهب النمش وَمَا أشبهه. وَقَالَ: بزر الْكَتَّان مَعَ النطرون والتين يقْلع اللبنية وَكَذَلِكَ دَقِيق الكرسنة. الكرفس يبرى النمش بزر الكرنب يبرى النمش. ج: واللوز المر يقْلع النمش. قَالَ: وَالْحِنْطَة الممضوغة إِذا ضمد بِهِ جلت النمش وَالدَّم الْمَيِّت من تَحت الْجلد وَأقوى مِنْهُ الْخبز إِذا مضغ وطبخ مَعَ الفجل. د: المصطكى ودهنه يجلو الْوَجْه وَيحسن اللَّوْن وَيدخل فِي الْغمر. ورق المرزنجوش مَتى دق وَهُوَ يَابِس مَعَ عسل أذهب كمنة الدَّم.

المرداسنج المبيض يجلو آثَار القروح وَغَيرهَا من الْآثَار الْحَادِثَة فِي الْجَسَد. النانخواه مَعَ عسل يقْلع كمنة الدَّم. أصل السوسن وَعسل مَتى غسل بِهِ الْوَجْه نقاه وَبسطه. ج: السرطان البحري المحرق ينقى النمش. ج: الفجل ينفع من النمش وَمَوْت الدَّم وَكَذَلِكَ بزره قَالَ: وَهُوَ عَظِيم النَّفْع فِي الْآثَار جدا.) بخور مَرْيَم والفوتنج يقْلع الْآثَار. الزرنيخ قوي فِي التَّحْلِيل للدم الْمَيِّت. الصَّبْر مَعَ عسل يقْلع كمنة الدَّم الْمَيِّت. ج: الزراوند إِن طلي بالخل على الدَّم الْمَيِّت حلله. شَحم الْحمار يَجْعَل آثَار القروح بلون الْجَسَد. الشونيز يقْلع الخيلان وَكَذَلِكَ لبن التِّين. ج: الخروع يقْلع آثَار القروح. الْخَرْدَل مَعَ عسل يقْلع كمنة الدَّم. قَالَ: وَيذْهب النمش الْأَدْوِيَة الَّتِي تذْهب الكلف. قَالَ: وَالَّذِي يقْلع موت الدَّم جوز عَتيق يقشر من قشره وينعم الف ى مضغه ويضمد بِهِ ويشد أَو زرنيخ أَحْمَر يحل بِمَاء الكراث النبطي مَعَ شَيْء من دَقِيق الترمس ويضمد. دهن فستق ولاذن وَعِظَام بالية أَيْضا تحل بِالْمَاءِ وتطلى. عَبدُوس: أَمر بِهَذَا للبرص فِي الْحجامَة مجرب: فوة الصَّبْغ يعجن ببقم ويطلى مجرب. جيد للبرص أَيْضا: يغرز بالإبرة غرزا كثيرا فانه عَجِيب. ابْن البطريق: عسل البلاذر يقْلع الوشم. اطهورسفس: غراء السّمك إِذا ديف بِالْمَاءِ وطلى بِهِ الْوَجْه صقله ومدده وأذهب تشنجه وَمَتى طلى بِعَسَل البلاذر وَغسل بِالْغَدَاةِ بِمَاء بَارِد نقاه وجلاه. ومخ الأيل يذاب فِي شمس ويطلى بِهِ يُحسنهُ ويصقله وَيمْنَع إحراق الشَّمْس بِهِ. حنين من اختياراته طلاء يبيض الْوَجْه ويحسنه: عروق ورس وزعفران بِالسَّوِيَّةِ يطلى بِمَاء الْأرز.

الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة قَالَ: انقع السميذ فِي مَاء وَصفه واخلطه بِمثلِهِ من بَيَاض الْبيض واطله إِذا برد فِي شمس أَو ريح فاذا نزلت فاغسله. أَبُو جريج: اللعبة تحمر الْوَجْه وتحسنه إِذا شربت فِي الْأَشْرِبَة لَا تخطيء إِلَّا أَنَّهَا رُبمَا هيجت مَرضا حارا ويبلغ من أمرهَا إِلَى أَنَّهَا رُبمَا أعقبت حمرَة لون ثَابِتَة مثل الشامة الشَّدِيدَة الْحمرَة فِي) الْوَجْه وَالرَّأْس أَو المفاصل. قَالَ: والبلبوس يجذب الدَّم إِلَى ظَاهر الْبدن وَلَا يجب أَن يتْرك على الْوَجْه أَكثر من سَاعَة فان قرح فاطله بمرداسنج وَهُوَ يقْلع الْآثَار. بختيشوع لتحسين اللَّوْن: يشرب على الرِّيق أَيَّامًا لَبَنًا وَشَرَابًا. قَالَ: ويحفظ الْوَجْه من الشَّمْس وَالرِّيح كثيرا نشا يلطخ ببياض الْبيض. روفس: الف ى البصل يحسن اللَّوْن. قَالَ: والكرنب يحسن اللَّوْن. مَجْهُول: رماد الطرفا ورماد الْعود يُؤْكَل أَيَّامًا يحسن اللَّوْن. قَالَ: والكبريت يحسن اللَّوْن مَتى طلي على الْوَجْه. د: بَيَاض الْبيض يمْنَع إحراق الشَّمْس وَالرِّيح.

علاجها

(فِي الثآليل والمسامير) الْيَهُودِيّ: يكون الثآليل من دم يَابِس. لي: 3 - (علاجها) الفصد الْمُتَوَاتر والإسهال للسوداء إِذا كَانَت الثآليل غالبة كَثِيرَة فادلكها بالأشياء المركبة مَعَ قبض قوى مَعَ حرارة لتجف جفافا شَدِيدا فتنتثر مثل الخرنوب وَالْكبر والطرفا وَجوز السرو وَالزَّيْتُون الْفَج. اهرن قَالَ: الثآليل تتولد من الْفضل الغليظ السوداوي. بولس قَالَ: يجب أَن ينقى مَا حول الثآليل والمسامير وَيُوضَع حواليها وَعَلَيْهَا دَوَاء أكال قد أذيب بِمَاء الأشق. والمسمار ثؤلول أَبيض يشبه رَأس المسمار وَيكون فِي جَمِيع الْأَعْضَاء لَا سِيمَا فِي أَسْفَل الرجل. الاختصارات قَالَ: اطلها بِعَسَل البلاذر. يُؤْخَذ من ثَمَرَة الطرفا فتسحق بخل وتطلى على الثؤلول مَرَّات فيقلعه مجرب بَالغ. لي عَمَّن جرب تُؤْخَذ أرضه فيدلك بهَا الثؤلول مَرَّات فَإِنَّهُ يبطل الْبَتَّةَ. لي كَانَ بِعِيسَى الْقيم فِي المارستان مَا لم أر أَكثر وَلَا أوحش مِنْهَا فدلكها ... ... ... فبرأت الْبَتَّةَ ثمَّ حدست أَنا على ذَلِك فدلكتها بورق الآس الرطب وأدمنت ذَلِك فَذَهَبت وأحسب أَن ورق الْكبر أبلغ فِي ذَلِك. ج 3 - (الْأَدْوِيَة المفردة) الكبيكج ينثر الثآليل إِذا طلى عَلَيْهَا نثراً قَوِيا. لحاء شَجَرَة الغرب يحرق ويطلى رماده بخل عَلَيْهَا الف ى ينثرها. قشر لحاء الغرب يحرق ويعجن بخل خمر ويضمد بِهِ يقْلع الثآليل. الحلتيت يعجن بِلَبن التِّين ويضمد بِهِ فيقلع الثآليل وَيجْعَل مِنْهُ فِي الْموضع فَيمْنَع العودة. دهن البلسان يذهب الثآليل. ملح يعجن بِمَاء البصل ويضمد بِهِ.

البلبوس يضمد بِهِ يقلعها. بعر الماعز مَعَ خل يقلعها. د: لبن اليتوع مَعَ دمعة الْكَرم وَالْمَاء الكبريتي نَافِع من الثآليل. د: وروفس: مرار التيس يقْلع الثآليل. مَاء الكراث النبطى مَعَ سماق يضمد بِهِ. لبن التِّين والتين الْفَج يقلعها. ج: الذراريح مَعَ زرنيخ يقْلع المسامير. قَالَ: ورماد لحاء الغرب مَعَ خل يقلعها ويقلع المسامير. د: حب الخروع يقلعها. رماد الْخلاف بخل أَو الخربق الْأسود يقلعها بِهِ. دهن الفستق يذهبها والزرنيخ الْأَحْمَر والقلى والنورة والزئبق الْمَقْتُول برماد البلوط وَالزَّيْت. من التَّذْكِرَة: تطبخ الْحِنْطَة بِالْمَاءِ وتصفى وتترك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ تطلى عَلَيْهَا. حِيلَة الْبُرْء للثآليل المنكوسة: تُؤْخَذ ريشة قَوِيَّة تجويفها مسَاوٍ لعظم الثؤلول تُوضَع عَلَيْهَا وتغمز إِلَى أَسْفَل وتلوى مَعَ غمز شَدِيد فانه يقلعها فِي أسْرع الْأَوْقَات وَيجب أَن يكون رَأس الريشة حادا وَتَكون قَوِيَّة. لي: اسْتعْمل عداد قوالب من صفر أَو حَدِيد وَيسْتَعْمل وأهون من ذَلِك أَن تعلق بصنارة وتمد جدا إِلَى فَوق ويقور حواليها بمبضع. اطهورسقس: ذرق العصافير يقلعها إِن شَاءَ الله. ابْن البطريق: عسل البلاذر يقلعها إِن شَاءَ الله.

(فِي الشقاق الْكَائِن فِي جَمِيع الْبدن) (خلا المقعدة وَالرحم والخشونة)) الأولى من الثَّانِيَة من افيذميا قَالَ: 3 (تشقق الشفتين يعرض من اليبس) فانا نرى التشقق يعرض فِي اللِّسَان فضلا عَن الشفتين فِي الحميات الحادة الْيَابِسَة إِذا فنيت رطوبات الْبدن. قَالَ: وجلدة الرَّأْس أَيْضا تتشقق إِذا أفرط عَلَيْهَا اليبس وَلذَلِك ترى الْأَمْرَاض الَّتِي يفرط عَلَيْهَا اليبس والخشب إِذا يبس جدا وكل مَا تفنى رطوبته فَتلك حَاله فالأبدان الَّتِي مزاجها اليبس يعرض لَهَا التشقق أَكثر. 3 (اختيارات الْكِنْدِيّ) للشقاق فِي الرجلَيْن يدْخل الْحمام وينقع رجلَيْهِ فِي مَاء حَار حَتَّى يلين الشقاق نعما ثمَّ يذر عَلَيْهِ 3 (بولس لشقاق الشّفة) دردى مشوي يخلط بشحم الإوز وَالْعَسَل وعلك البطم أَجزَاء سَوَاء أَو يمسح عَلَيْهِ بدهن ورد وزوفا. لي: لشقاق الْعقب مجرب عَن الموسوس: شمع ودهن حل وعلك البطم وميعة سَائِلَة يجمع فانه عَجِيب. 3 (بولس للشقاق فِي الْأَطْرَاف) لطخه بزفت رطب أَو احْرِقْ سرطانا ثمَّ اسحقه بدهن زَيْت يصير كالعسل واغسل الشقاق ولطخه بِهِ أَو اغل لب بصل العنصل فِي الزَّيْت ثمَّ أذب فِيهِ علك البطم وَيجْعَل فِيهِ أَو خُذ نورة حَبَّة عشرَة اسفيذاج عشْرين شمعا مثله شحما حَدِيثا ثَلَاثِينَ فلفونيا أَرْبَعِينَ بزر الْكَتَّان عشرَة زيتا خمسين يذاب وَيجمع وَهُوَ جيد للشقاق الَّذِي يكون فِي الْعقب خَاصَّة. وَأما الشقاق المزمن الَّذِي قد صَار قرحا فِي الْعقب فَخذ مرداسنجا وشمعا وزيتا وَعَسَلًا الف ى بِالسَّوِيَّةِ فانه بليغ للشقاق مَعَ قُرُوح فِي الْعقب وَبَين الْأَصَابِع لَا سِيمَا إِن كَانَ قَرِيبا من الظفر. مَجْهُول بليغ جيد: يذاب دهن بنفسج مَعَ شمع أصفر وَمثل جَمِيعه من البارزد ثمَّ يمسح الشقاق بِاللَّيْلِ ويبكر على الْحمام. الطَّبَرِيّ: إِن أردْت أَن لَا تتشقق الرجل الْبَتَّةَ فادهنها كل لَيْلَة لَا تغب لَيْلَة الْبَتَّةَ وَإِن أردْت أَن لَا تتشقق الشفية فَاسْتعْمل السعوط. اختيارات حنين: بطيخ السرطان النَّهْرِي بدهن حل ويطلى بِهِ أَو يطلى بالقطران مَعَ السمسم.

مسَائِل افيذيميا قَالَ: تشقق الشّفة لَيْسَ يكون من اليبس فَقَط لَكِن من رداءة الأخلاط الَّتِي فِي الْجِسْم. لي: افرق بَينهمَا إِن الشَّاب لَا يبلغ لَهُ وانه تسرع إِلَيْهِ الْحمى وَحِينَئِذٍ يحْتَاج إِلَى مَا يرطب بدنه كُله ويعدله وَيخرج عَنهُ الصَّفْرَاء. اريباسيس للشفة تتشقق: عفص أَخْضَر يسحق كالكحل ثمَّ يعجن بصمغ البطم أَو بالزوفا الرطب أَو الْعَسَل ويلطخ بِهِ وَإِن كَانَ الشقاق عميقا فالطخه بشحم مَاعِز وشحم بط. لي جيد للشقاق فِي الشّفة: عفص أَخْضَر يسحق الْكل ثمَّ يعجن بوشق وَيسْتَعْمل. وللشقاق فِي الْوَجْه والشفة: خُذ علك البطم ومصطكى وزوفا رطب ومخ الأيل مقل وشمع. دهن آخر: شمع بنفسج كثيرا نشا لعاب حب السفرجل شَحم الماعز ويكمد قبل ذَلِك بِمَاء حَار. قَالَ: والزق على مَا يرى مِنْهُ غرقي الْبيض أَو نسج العنكبوت أَو غرقي الْقصب.) قَالَ: وشحم الماعز يذهب بالشقاق الْعَتِيق وَكَذَلِكَ شَحم الْبَقر. لي يذاب الضرو وَيجْعَل من دهنه حارا فِي الشقاق الْعَتِيق فانه جيد بَالغ إِن شَاءَ الله. الف ى مَجْهُول قَالَ: ويدق حب الخروع نعما وانضح عَلَيْهِ شَيْئا من مَاء وادلك الْعقب المتشقق فانه جيد. لي يمسح بدهن الخروع بعد أَن يسحق أَو بالدهن الصيني فانه جيد. قَالَ: وللشقاق الْعَارِض فِي الشّفة تغمس قطنة فِي الدّهن وَاجْعَلْهَا فِي الشّفة حِين ينَام. أطلاوس قَالَ: لَا شَيْء أبلغ للشقاق فِي الْعقب من أَن تذيب علك البطم فِي الزَّيْت ويدهن بِهِ لقاق الَّذِي يكون فِي الشّفة يسحق العفص الْفَج نعما وَيُؤْخَذ صمغ البطم فأذبه على النَّار واعجن بِهِ العفص ثمَّ اطل بِهِ الشفتين أَو اطل عَلَيْهِ شَحم البط أَو مخ الْبَقر. يُوسُف التلميذ لشقاق الشّفة مجرب: دردى الزَّيْت وعلك البطم وشحم البط يجمع. افيذيميا الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة قَالَ: تشقق الشفتين يحدث للأبدان المائلة إِلَى اليبس أَو للَّتِي اللَّحْم فِيهَا ناعم وفيهَا مَعَ ذَلِك أخلاط ردية لذاعة أكالة. لي يُؤْخَذ أُوقِيَّة دهن أكارع ودرهمان من المرداسنج وَثلثه سكر وبطيخ حَتَّى يغلظ ويعالج بِهِ شقَاق الْعقب. واللازوق جيد لَهُ. د: الكندر مَتى خلط بشحم البط أَبْرَأ الشقاق الْكَائِن من الْبرد.

لي يَعْنِي الْوَجْه يتشقق فِي الشتَاء والأطراف. الزفت الرطب جيد للشقاق فِي الْأَطْرَاف. شَحم الدَّجَاج والبط جيد للشقاق فِي الشّفة جدا. شمع ودهن يمزج بِمَاء السلجم جيد للشقاق الَّذِي من الْبرد. ابْن ماسويه: يُؤْخَذ دهن سمسم مقشر أُوقِيَّة وَنصف فَيصب على أوقيتين من شيرج الزَّبِيب أَو الْعِنَب وَيشْرب أَيَّامًا فينفع من الشقاق فِي الْوَجْه وَالْيَد والشفة وَالرجل الف ى والأظفار. د: القاقيا ينفع من الشقاق الْعَارِض من الْبرد. الراتينج مَعَ دهن جيد للشقاق فِي الرجل.) البسفايج جيد للشقاق الْعَارِض فِيمَا بَين الْأَصَابِع. السرطان النَّهْرِي نَافِع من الشقاق الْعَارِض من الْبرد. شَحم الدَّجَاج والبط جيد للشقاق الْعَارِض فِي الشّفة وَالْوَجْه. طبيخ ورق السلق نَافِع لقاق الْعَارِض من الْبرد طبيخ السلجم مَتى صب على الشقاق الْعَارِض من الْبرد ويضمد بِهِ نفع فان شرب قيروطي بِمِائَة كَانَ جيدا. إِسْحَاق للشقاق فِي الشفتين: يسحق الْورْد كالكحل ويخلط بصمغ عَرَبِيّ ويطلى بِهِ فانه كَانَ لَهُ فضل غور فليسمح بشحم الإوز. مَجْهُول: ينفع من تشقق الْيَد وَالرجل أَن يدلك بشحم الحنظل وينفع مِنْهُ شَحم الماعز والنخاع والشيرج وشيرج الْعِنَب. من التَّذْكِرَة للشقاق فِي الْيَد وَالرجل: شب يماني جَوف الاشقيل زاج كندر مرداسنج موم شَحم مَاعِز يَجْعَل عَلَيْهِ أَو يطْبخ السرطان فِي دهن حل ويدهن بِهِ وينفع مِنْهُ قيروطي قد شرب بِمَاء المرزنجوش. 3 (للشقاق بَين الْأَصَابِع) قَالَ: ودهن الشيرج جيد لمن تتشقق أَطْرَافه لِأَنَّهُ يذهب بالمرة السَّوْدَاء يمْنَع يبسها جدا وَتَنْفَع مِنْهُ السرطانات النهرية تطبخ بِمَاء وَيشْرب مَعَ السكر. لي أَحسب أَن السّمك مَتى عمل كبابا جيد لمن ينشق أَطْرَافه وَكَذَلِكَ السرطانات. الساهر للشقاق فِي الرجل: يطْبخ الحرمل ويعجن بِهِ حناء ويخضب فان كَانَ مِمَّن لَا يخضب فالزمه دهن لدارصيني. مَجْهُول غَرِيب نَافِع لمن تشققت شفته: كثيرا تبل قطنة بلاًّ جيدا الف ى بدهن أَي دهن كَانَ وَضعهَا فِي السُّرَّة بِاللَّيْلِ إِذا نَام. قَالَ: وَكسب الخروع نَافِع للشقاق فِي الرجل إِن شَاءَ الله.

(فِيمَا يحدث فِي الْأَظْفَار) (وَفِيمَا يحدث بِالْقربِ مِنْهَا والداحس وتشقق الْأَظْفَار الْمُسَمّى أَسْنَان الفأر) (وصفرة الْأَظْفَار ورضها وَمَوْت الدَّم فِيهَا وقلعها والبرص فِيهَا والأظفار) (والأصابع الزَّائِدَة والملتزقة) قَالَ ج فِي الميامر: الدَّوَاء الْمُتَّخذ من الصَّبْر والجلنار والكندر والعفص يبرىء الداحس والعفص يُبرئهُ. الأولى من الأخلاط قَالَ: 3 (إِذا كَانَ تَحت الظفر دم) عرض عَن رضة شققت الظفر بسكين حادة بالوارب وسيلت الدَّم بِأَن تشيل الظفر بِرِفْق ثمَّ اردده عَلَيْهِ ليَكُون غطاء لما تَحْتَهُ من اللَّحْم فيسكن الوجع على الْمَكَان وَبعد أَيَّام شل الظفر أَيْضا وسيل الصديد ثمَّ رده إِلَى مَوْضِعه وعالج الإصبع بالتحليل والتسكين وانطل عَلَيْهِ المَاء والدهن الفاتر وضع عَلَيْهِ بِأخرَة باسليقونا وَلَا يجب أَن يعرى اللَّحْم الَّذِي تَحت الظفر فانه مَتى عرى تزيد بِسُرْعَة فيبدر من ذَلِك الْموضع المكشوف فَيحدث تَحْتَهُ من الوجع مَا هُوَ أعظم من الداحس لِأَن مَا يبدر من اللَّحْم يلقى شقّ الظفر وَإِذا سكن الوجع من الإصبع أصلا بِهَذَا العلاج فانا عِنْد ذَلِك تساويها حَتَّى تَبرأ بالأدوية المحللة. اهرن قَالَ ك يكون تشقق الأظافر الَّتِي تسمى أَسْنَان الفأر من حِدة السَّوْدَاء ويبسها وينفع مِنْهُ الفصد والإسهال بعد مَا يخرج ذَلِك الف ي الْخَلْط وينفع من صفرَة الظفر أَن يطلى بالعفص والشبث بشحم البط أَو يُؤْخَذ بزر الجرجير فيسحق نعما بخل حامض ويطلى على مَوضِع الصُّفْرَة من الظفر أَو تطليه مَعَ مرَارَة الْبَقر. بولس: 3 (الداحس خراج يكون إِلَى جَانب الظفر) فَإِذا كَانَ فِي ابْتِدَائه وَيكون صَغِيرا فان الْعَسَل مَعَ العفص يسكنهُ وَيمْنَع أَن يجمع أَقْرَاص اندروماخس حَتَّى إِذا استحكم الداحس فان عرضنَا حِينَئِذٍ أَن يفنى اللَّحْم الزَّائِد بِمَا لَا يلذع لذعا شَدِيدا وَيصْلح لَهُ قبل الْجمع وسخ الْأذن والحضض فاذا جمع فليبط بطا صَغِيرا وَيخرج مَا فِيهَا ثمَّ يضمد بِعَسَل أَو بورد يَابِس وَمَاء ورد وَسَوِيق النبق وَنَحْوه وَيصْلح لَهُ دَقِيق

وَأما الداحس المتقرح فليوضع عَلَيْهِ مرهم الزنجار قد خلط بمرهم إسفيذاج وانزروت وَيجْعَل فَوْقه خرقَة قد بلت بشراب وليبتر اللَّحْم من الظفر من كل نَاحيَة. وَمَتى نخس الظفر اللَّحْم فاقطعه وعالج اللَّحْم بالأدوية الأكالة والمراهم المذيبة للحم المجففة. وَهَذَا مرهم خَاص لقروح الداحس: يُؤْخَذ من الدردى المحرق والكندر بِالسَّوِيَّةِ زنجار نصف يسحق بالعسل وَيُوضَع عَلَيْهِ. 3 (رض الْأَظْفَار) وَأما رض الْأَظْفَار فليضمد بورق الآس أَو ورق الرُّمَّان اللين. وَأما موت الدَّم تحتهَا فاخلط دَقِيقًا بزفت وضع عَلَيْهِ. 3 (انتزاع الْأَظْفَار الوجعة) واخلط كبريتا مسحوقا بشحم وضع عَلَيْهِ. للبياض فِي الْأَظْفَار والنقط الشبيهة بالبرص: دَقِيق دبق شجر البلوط وبقلة الحمقاء وحلبة أُوقِيَّة أُوقِيَّة ذراريح نصف أُوقِيَّة تافسيا أُوقِيَّة خل مَا يَكْفِي. آخر: وسخ الكوارات وشمع أَحْمَر وخمر بِالسَّوِيَّةِ وكبريت صفر نصف جُزْء يعجن بالزيت آخر: كبريت وبورق يجمع الف ي بالزفت وَيُوضَع عَلَيْهِ فانه بقلعه. آخر يقْلع الظفر بِلَا قرحَة: زرنيخ أَحْمَر وأصفر كبريت أصفر علك البطم يكون ضمادا لَهُ وَيحل كل أُسْبُوع فاذا سقط الظفر فضع عَلَيْهِ شمعا مَعَ دهن آس فِيهِ شَيْء من دَوَاء الزرنيخ. بولس: إِذا كَانَ الداحس رطبا متأكلا فَاسْتعْمل فِيهِ فلدفيون من زرنيخ وزاج وزنجار ونورة فانه يجففه سَرِيعا وَلَا شَيْء أبلغ مِنْهُ فِيهِ. الإختصارات قد يحدث لرؤس العصب الَّتِي تَنْتَهِي عِنْد الْأَظْفَار انتشار فَعَلَيْك فِيهِ بمرهم الشحوم ومخ الْبَقر والشمع وإنقاع الْيَد فِي مَاء النخالة ومرخها بدهن البنفسج. لي: الْعَامَّة تغمس الداحس أبدا فِي دهن مسخن. اريباسيوس: مرهم جيد للداحس المتقرح: قشور الرُّمَّان الحامض وعفص وتوبال النّحاس زنجار بِالسَّوِيَّةِ يخلط بِعَسَل قدر مَا يلطخ عَلَيْهِ ويطلى عَلَيْهِ ويشد وَلَا يمس الْموضع مَاء وَلَا دهن ويعاد عَلَيْهِ فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ. التَّذْكِرَة للورم الْحَادِث فِي أصُول الْأَظْفَار: يوضع عَلَيْهِ حب آس مطبوخ بعقيد الْعِنَب فاذا أَخذ يتقيح فَعِنْدَ ذَلِك ضع عَلَيْهِ بزر مرو وبزرقطونا ولبنا فَإِذا تقيح فتح وعولج بمرهم الْخلّ الْأَبْيَض ومرهم الإسفيذاج. 3 (لتشقق الْأَظْفَار وتقشيره) يطلى بأشراس مَعَ ملح الْعَجِين ودردى الْخلّ ويطلى ببصل الفأر المشوي.

وللنقط الْبيض الْعَارِضَة فِيهِ: يطلى بزفت رطب. 3 (للأظفار الجربة) يشد عَلَيْهَا شَحم الضَّأْن مذابا واتركه ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ حلّه وحكه إِن كَانَ قد لَان وَإِلَّا أعد عَلَيْهِ وَأعد الحك حَتَّى يَسْتَوِي. الْكَامِل لِابْنِ ماسويه قَالَ: يذهب بتقشر الْأَظْفَار أَن تطلى بالأشراس مَعَ ملح الْعَجِين الف ي ودردى الْخمر ويطلى ببصل الفأر المشوي مَعَ دهن الْحل مرَارًا. انطيلش قَالَ: إِذا كَانَ يسيل من الداحس مُدَّة رقيقَة مُنْتِنَة فبادر بِالْقطعِ والبكى لِأَن مثل هَذِه القرحة تَأْكُل الإصبع كلهَا وتفسدها سَرِيعا. قريطن للأظفار الجربة: تذيب شَحم الضَّأْن ثمَّ تضع مِنْهُ على الظفر وشده وحله بعد ثَلَاث فَإِذا لَان حككته ثمَّ أعدت الشَّحْم عَلَيْهِ والخل حَتَّى يَسْتَوِي. لي: أَحسب أَنه من جيد العلاج للداحس حِين يَبْدُو: أَن يضمد بخل ونخالة مسخنين أخذت ذَلِك من الرهصة وَقد كَانَ بعض مَشَايِخنَا يَأْمر أَن تغمس الإصبع حِين يَبْدُو بِهِ الداحس فِي دهن مسخن أَشد مَا يحْتَملهُ الْإِنْسَان وَقد أبرأت الداحس المتقرح بمرهم الجلنار فَوَجَدته جيدا. اريباسيوس للأظفار المتقشرة: دبق البلوط دَقِيق الحلبة تافسيا زرنيخ أَحْمَر بِالسَّوِيَّةِ ذراريح نصف يجمع بخل ويضمد بِهِ. لي: هَذَا قوي لقلع الظفر. قَالَ: وَيمْنَع من استحكام الداحس أَن يضمد بِعَسَل وعفص. ويجفف قروحه وَيبرأ سَرِيعا: كندر زرنيخ أَحْمَر بِالسَّوِيَّةِ يسحقان وينثر عَلَيْهِ ويكبس بِهِ كبسا جيدا ويشد عَلَيْهِ فانه يبرأ سَرِيعا. الْمقَالة الثَّامِنَة من الميامر: ينفع من الداحس الصَّبْر المغسول بِمَاء الأفاويه وَالصَّبْر الْهِنْدِيّ إِذا نثر عَلَيْهِ. لي: لم أر شَيْئا إِلَى هَذِه الْغَايَة أوفق عَلَيْهِ للداحس من مرهم الإسفيذاج بمرداسنج وكافور) وأفيون لِأَنِّي رَأَيْت هَذَا صَالحا فِي كل حِين لِأَنَّهُ يسكن الوجع وَإِن ذهب الْعُضْو يجمع لم تَمنعهُ بل أعن بالقيروطي وباللزوجات وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يجمع سكن وَجَعه ونشفه إِذا فاح فانه جيد. مُفْرَدَات جالينوس: الكبيكج يقْلع الْأَظْفَار الف ي الَّتِي يظْهر فِيهَا البرص. أصل السوسن إِذا جفف وسحق ونثر كَانَ بليغا لإبراء اللَّحْم الزَّائِد الَّذِي يخرج فِي أصُول الْأَظْفَار. الحضض جيد للداحس. الزفت الرطب مِنْهُ واليابس يقلعان الْأَظْفَار البرص إِذا خلطا بالشحم وضمد بهما. الذراريح قَالَ: قد جربناها فَوَجَدْنَاهَا بليغة فِي علاج الْأَظْفَار البرص مَتى ضمدت بِهِ مَعَ القيروطي يقلعها سَرِيعا حَتَّى تسْقط.

الكندر إِذا خلط بِعَسَل أَبْرَأ الداحس. جوز السرو إِذا خلط بدقيق وخل وضمدت بِهِ الأظافير البرص قلع الْآثَار مِنْهَا. الحضض يُبرئ الداحس. الأقاقيا جيد للداحس. السماق إِذا ضمد بِهِ بسكنجبين أضمر الداحس. الآس الْيَابِس إِذا ذَر على الداحس نفع. برادة أَنْيَاب الْفِيل يُبرئ الداحس. بزر الْكَتَّان إِذا خلط بِمثلِهِ خزفا وَسُحْقًا وعجنا بِعَسَل وضمدت بِهِ الْأَظْفَار المتشققة المتقشرة أبرأها. لي: ينفع من هَذِه جَمِيع الألعبة والشحوم والمخاخ. أصل الشونيز مَتى سحق ونثر على الداحس نفع جدا. ابْن ماسويه: خَاصَّة بزر الْكَتَّان مَتى ضمدت بِهِ الْأَظْفَار الْبيض مَعَ الثوم وَالْعَسَل أصلحها. الطَّبَرِيّ: مَتى وضع بزر الْكَتَّان على الظفر المتشنج أصلح تشنجه. ابْن ماسويه قَالَ: بزر الْكَتَّان مَتى خلط بِمثلِهِ من الخزف وعجن بشهد أذهب النقط الْبيض مِنْهَا. انطيلش قَالَ: قد تعرض فِي أَصَابِع الْيَدَيْنِ وخاصة فِي الْكِبَار قرحَة مُنْتِنَة تفْسد الْأَظْفَار. وتتأدى مِنْهُ إِن لم تبادر إِلَى الْعظم فتفسده وَإِذا وصلت إِلَى الْعظم نتنت رَائِحَته جدا وَعرض رَأس الإصبع وَلذَلِك يجب أَن يقطع جَمِيع الظفر الف ي الْفَاسِد والعظم إِن كَانَ قد فسد ويكوى لِأَن هَذَا الدَّاء مَتى دب أفسد الإصبع كلهَا إِن لم يقطع ويكوى بعد ذَلِك.) قَالَ: وَقد تنْبت أَحْيَانًا من الإصبع إِصْبَع أُخْرَى وَرُبمَا كَانَ لَحْمًا فَقَط وَعند ذَلِك فاقطعها بِلَا حذر وَلَا توق الْبَتَّةَ وَإِن كَانَ فِيهَا عظم فمده مدا كثيرا ليستبين لَك مفصلها ثمَّ اقْطَعْ الْجلد وافصلها من الْمفصل نَفسه وَكَذَلِكَ إِن كَانَ على الرسغ. لي: لَا شَيْء أبلغ للداحس من أَن يطلى عَلَيْهِ أفيون بخل أَو يوضع عَلَيْهِ بزر قطونا بخل أَو يغمس فِي المَاء الْبَارِد حَتَّى يخدر ذَلِك. مسيح: طلاء نَافِع من الْبيَاض الْحَادِث فِي الْأَظْفَار: دبق زرنيخ أَحْمَر بالسواء وتضمد بِهِ الْأَظْفَار ثَلَاثَة أَيَّام وَينْزع عَنْهَا. 3 (للأظفار الَّتِي قد مَاتَت واسودت) قردمانا يسحق مَعَ تين سمين قد أنقع فِي خل وضمد بِهِ. للَّتِي تخضر وتتعقد: بزر الجرجير يدق ويعجن بخل ثَقِيف وتضمد بِهِ الْأَظْفَار ثَلَاثِينَ يَوْمًا يُعِيد كأظفار الْأَظْفَار وَكَذَلِكَ يفعل الْخَرْدَل. من كتاب سقراطيس فِي الْأَحْجَار: صدأ الْحَدِيد مَعَ دهن ورد للداحس جيد جدا. د: ورق الآس يَابِس يذر عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ إِن اسْتعْمل قيروطي عَلَيْهِ. والأقراص الَّتِي من النبك الَّتِي فِي سَاق الآس أقوى كثيرا قد كتبت فِي حرق النَّار والقاقيا. وسخ الْأذن نَافِع من الورم

الْحَادِث فِي أصُول الْأَظْفَار مَا لم تَنْفَسِخ. بلبوس مَتى خلط بدقيق شعير نفع من شدخ الْأَظْفَار. د: الدبق يخلط بالزرنيخ الْأَصْفَر والأحمر فيقلع الظفر. الدردى المحرق مَتى خلط بالزرنيخ قلع الْآثَار الْبيض الْعَارِضَة فِي الْأَظْفَار. د وَج: قد قيل إِن وسخ الْأذن نَافِع من الداحس. ورق الزَّيْتُون إِذا ضمد بِهِ بعد دقه الداحس نفع. لب نوى الزَّيْتُون إِذا خلط الف ي بشحم ودقيق قلع البرش الْأَبْيَض من الظفر إِذا ضمد بِهِ. الزرنيخ مَتى خلط بالزفت قلع الْآثَار الْعَارِضَة فِي الْأَظْفَار. الحضض يشفي الداحس. زنجار الْحَدِيد يشفيه. د وَج: زعم قوم أَنه مَتى نثر رماد حوافر الْحمير على القروح الَّتِي فِي أصُول الْأَظْفَار فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ أبرأها. أصُول الحماض مَتى تضمد بهَا مَعَ الْخلّ أَبْرَأ تقشر الْأَظْفَار. بزر كتَّان وحرف بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل وَيجْعَل على الظفر فَيذْهب بتشققها وتقشرها. ابْن ماسويه قَالَ: خَاصَّة بزر الْكَتَّان أَن يصلح الْآثَار الْبيض مَتى ضمد بِهِ مَعَ موم وَعسل.) الكبريت مَتى ضمد بِهِ مَعَ صمغ البطم قلع الْآثَار الْبيض فِي الْأَظْفَار. سمرنيون يُبرئ تشقق الْأَظْفَار وتقشرها. ج: الماميران يقْلع الْأَظْفَار البرص. وَقَالَ: جوز السرو مَتى خلط بخل وترمس قلع الْآثَار الْبيض الْعَارِضَة فِي الْأَظْفَار. أصل السوسن نَافِع من الداحس. لحم الزَّبِيب يقْلع الْأَظْفَار المتحركة سَرِيعا مَتى ضمدت بِهِ. الشب إِذا حل بِالْمَاءِ وَوضعت فِيهِ الْيَد وَهُوَ حَار قلع الْآثَار الْبيض فِي الْأَظْفَار ونفع من الداحس. الْخلّ فِي الْجُمْلَة نَافِع من الداحس. وَمِمَّا يذهب بتقشرها أَن تطلى بالأشراس مَعَ شَيْء من ملح الْعَجِين ودردى الْخمر أَو تطلى ببصل الفأر المشوي مَعَ دهن حل مَرَّات. لي: انقلاب الْأَظْفَار وتعقفها يكون من السَّوْدَاء فيسهل بالافتيمون ومرق الديوك الْعتْق وَسَائِر مَا يسهل السَّوْدَاء. لي: رَأَيْت النورة والزرنيخ تعْمل فِي الظفر قَرِيبا من عمله فِي الشّعْر وتحله وترخيه فاذا احتجت إِلَى ذَلِك فَاسْتَعْملهُ. إِسْحَاق: اسحق الكندر وَضعه على الف ي الداحس وشده أَو يُؤْخَذ عفص وقشر رمان حامض وتوبال النّحاس بِالسَّوِيَّةِ وتين يَابِس مسحوق بالسواء يعجن بِعَسَل واطله وشده وحله فِي كل يَوْمَيْنِ وَلَا يقربهُ دهن وَلَا شَيْء من الرطوبات وَمَتى رَأَيْت فِي الْموضع نداوة فنشفها بقطنة مبلولة بشراب. المارستان: أَخذ رجل ملحاً محرقا فعجنه بالزيت نعما وَوَضعه على داحس وارم

مؤلم كَانَ يعالج بالبزر قطونا وَنَحْوه مُدَّة فَلَا ينفع وَكَانَ يشتعل اشتعالا فساعة وضع عَلَيْهِ هَذَا برد وَبرئ بعد على أَنه كَانَ حارا مثل النَّار وأحسب أَنه إِنَّمَا كَانَ ذَلِك لِأَنَّهُ حلل بِقُوَّة ووسع فأراح من التمدد. مَجْهُول: وينفع من تشقق الْأَظْفَار: أَن يطلى ببزر الجرجير ومرارة الثور. لي: لتشقق الْأَظْفَار: زوفا رطب لاذن شمع أصفر دهن خيري يطلى بِالْمَاءِ. ابْن ماسويه: أكل الشيرج وإدمانه جيد لمن تتقشع أظافيره وتنتثر أَطْرَافه إِلَّا أَنه رَدِيء للمعدة. وللبياض والتشنج فِي الأظافير لحم الزَّبِيب وَلحم التَّمْر يدقان بدهن ورد ويضمد بِهِ.) ويقلع الْأَظْفَار ميوزج مَعَ تين يضمد بِهِ أودقيق مَعَ زرنيخ. الْكَمَال والتمام: الشظايا الَّتِي تخرج فِي الْأَظْفَار يَجْعَل عَلَيْهَا حرف وملح مدقوقين. وَمِمَّا يقلعها بِلَا وجع: لحم الزَّبِيب مَعَ جاوشير قَلِيل أَو مر. وللبياض يطلى بزفت وزرنيخ أَحْمَر. الْيَهُودِيّ: إِذا أردْت أَن تقلع ظفر المجذوم فضمده بصمغ السرو أَيَّامًا حَتَّى يلين ثمَّ اغرز أصلة بإبرة حَتَّى يخرج مِنْهُ دم كثير ثمَّ ضع عَلَيْهِ ثوما مدقوقا فِي كل يَوْم وَلَيْلَة ثمَّ جدد لَهُ ثوما فِي كل يَوْم مرَّتَيْنِ فانه يسْقط وينبت بدله ظفر أحسن مِنْهُ إِن شَاءَ الله. الف ي د: ثَمَرَة الْكَرم الْبري يبري الداحس مَتى خلط بِعَسَل. وَقَالَ: الكندر إِذا خلط بالعسل أَبْرَأ الداحس. وَقَالَ: بزر كتَّان وحرف بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل وَيجْعَل على الْأَظْفَار فينفع من تشققها وتقشرها. ابْن ماسويه: الكبريت مَتى تضمد بِهِ مَعَ صمغ البطم قلع الْآثَار الْبيض فِي الْأَظْفَار. د: الكرفس الْبري يُبرئ تشقق الْأَظْفَار وتقشرها. الكبيكج مَتى اسْتعْمل بِقدر قلع الْبيَاض فِي الْأَظْفَار. ج: فِي الميامر مِمَّا يقْلع الْآثَار من الْأَظْفَار البرص: جوز السرو مَتى طبخ بالخل ودق وخلط بالترمس قلع الْآثَار الْبيض من الْأَظْفَار. د: مَتى تضمد بورق السماق مَعَ خل أضمر الداحس. د: أصُول السوسن مَتى تضمد بِهِ بعد تجفيفه وسحقه نفع من الداحس. وَقَالَ ج: زعم د أَن أصل السوسن مَتى جفف وسحق كَانَ دَوَاء جيدا للحم الزَّائِد فِي أصُول الْأَظْفَار.

لحم الزَّبِيب مَتى ألزق على الْأَظْفَار المتحركة أسْرع قلعهَا. د: برادة نَاب الْفِيل مَتى تضمد بِهِ أَبْرَأ الداحس. وَقَالَ بولس: برادة ظفر الْفِيل يُبرئ الداحس مَتى تضمد بهَا. أصل الفاشرا مَتى تضمد بِهِ مَعَ شراب سكن الداحس. الصَّبْر يدمل الداحس المتقرح. وَقَالَ: الشب مَتى طبخ بِالْمَاءِ وصب على الْآثَار الْبيض الْعَارِضَة للأظفار نفع.) وَقَالَ: الزفت الرطب مَتى خلط مَعَ مثله من الموم وضمد بِهِ قلع الْآثَار الْبيض الَّتِي فِي الْأَظْفَار. ج: كلا الزفتين يقلعان الْأَظْفَار الف ي إِذا حدث فِيهَا الْبيَاض مَتى خلط بالشمع. التِّين الْيَابِس مَتى اسْتعْمل مَعَ قشر رمان أَبْرَأ الداحس. د وَج: قد جربت الذراريح فَوَجَدتهَا تقلع الْأَظْفَار البرص مَتى طلي عَلَيْهَا مَعَ قيروطي يفعل ذَلِك أَو مَعَ مرهم الْخلّ نفع الداحس. د وَابْن ماسويه: الْبيَاض الَّذِي يعرض للأظفار اطله بالزفت. وَيذْهب تقشر الْأَظْفَار وتعقفها وَيكون من السَّوْدَاء الإسهال بالافتيمون ومرق الديك الْهَرم وَسَائِر مَا يسهل السَّوْدَاء وغذه بالأغذية الرّطبَة. إِسْحَاق وَقَالَهُ غَيره: خرو الديك الْأَحْمَر يوضع على الداحس ويشد حَتَّى يبرأ. للبياض والتشنج فِي الْأَظْفَار: زبيب بِغَيْر عجم وتمر مقشر يمضغ وَيجْعَل عَلَيْهِ مَعَ دهن ورد ويشد حَتَّى يبرأ. للبياض والتشنج يعالج بالمراهم اللينة. وللأظفار السمجة يقلعها: كبريت وزرنيخ أَحْمَر وزفت رطب وعلك البطم جُزْء جُزْء مرداسنج قلقديس تُرَاب كندر نُحَاس محرق جُزْء وَنصف يوضع عَلَيْهِ ويشد حَتَّى يسْقط. وَأَيْضًا: ميويزج الْجَبَل مَعَ تين وَيُوضَع عَلَيْهِ. أَيْضا: دَقِيق وزرنيخ يوضع عَلَيْهِ من تذكرة عَبدُوس: نَافِع للقوابي والأظفار الحارة يوضع عَلَيْهَا خرو الديك الْأَحْمَر. وللقوباء تحدث فِي الْأَظْفَار: ميويزج يدق مَعَ عسل التِّين ويضمد بِهِ. من التَّذْكِرَة الورم الْعَارِض فِي أصُول الْأَظْفَار: اجْعَل عَلَيْهِ حب الآس مطبوخا بخل أَو دهن الآس فان ذهب وَإِلَّا فَاجْعَلْ عَلَيْهِ بزر مرو حَتَّى ينضج فاذا نضج جعل عَلَيْهِ مَا يَفْتَحهُ خميرة بملح كثير وَنَحْوه فاذا تفتح عولج بمرهم الْخلّ ومرهم الإسفيداج. لتقشر الْأَظْفَار وتشققها: اطلها بالأشراس مَعَ ملح وعجين خمير الف ي وببصل الفأر بعد شيه.)

لتقلص الْأَظْفَار من التَّذْكِرَة: تطبخ الحشيشة الَّتِي تسمى صامر يَوْمًا بدهن السوسن وَمَاء السوسن وَيجْعَل. ولوجع الْأَظْفَار يضمد بفقاح الآس أَو حبه ويضمد بِهِ. وَمن الْكَمَال والتمام للبياض الْعَارِض فِي الْأَظْفَار: يُؤْخَذ شَيْء من بزر الْكَتَّان وحلبة فتخلط مَعَ عسل وشمع وَيصير عَلَيْهِ. وللشظايا الَّتِي تخرج حول الْأَظْفَار: شَيْء من حرف وملح يدقان ويجعلان عَلَيْهِ. دَوَاء يسْقط الْأَظْفَار الَّتِي قد فَسدتْ مَعَ غير وجع: يخلط مَعَ لحم الزَّبِيب جاوشير قَلِيل أَو من شجرته ويضمد بِهِ. وللبياض نَافِع: يطلى ببزر بنج أَحْمَر وزفت وشب وكبريت وَعسل وخل. دَوَاء يسْقط الْأَظْفَار الَّتِي ابْيَضَّتْ: يَجْعَل عَلَيْهَا دردى الشَّرَاب المحرق. وللشظايا الَّتِي تخرج حول الْأَظْفَار: مصطكى أَبيض يداف ويخلط مَعَ ملح جريش وَيصير عَلَيْهِ. وللبياض الْعَارِض فِي الْأَظْفَار: زفت وَجوز السرو وشمع يخلط وَيجْعَل على الأظافير. والذراريح مَعَ شمع ودهن يسْقط الْأَظْفَار الَّتِي قد ابْيَضَّتْ. قَالَ ج فِي أَصْنَاف الحميات: مَتى حدثت قرحَة صَغِيرَة فِي جَانب الْأَظْفَار فتهاون الْإِنْسَان بادمالها حَتَّى ينْبت لحم فضل ضغط اللَّحْم وأحدث ووجعا وَحدث مِنْهُ ورم فِي الإصبع كُله الْيَهُودِيّ قَالَ: تشقق الْأَظْفَار الَّذِي يُسمى أَسْنَان الفأر وتشققها يكون من حِدة السَّوْدَاء الف ي أَو ليبسها يعالج بالمراهم اللينة. وَقَالَ: إِذا أردْت قلع الصفر المجزم فاطل عَلَيْهِ صمغ المرو أَيَّامًا كَثِيرَة حَتَّى يلين ثمَّ اغرز أَصله بابرة حَتَّى يخرج مِنْهُ دم كثير وضع عَلَيْهِ ثوما مدقوقا يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ حلّه وَأعد عَلَيْهِ الثوم فِي كل يَوْم مرَّتَيْنِ فانه يسْقط وينبت حوله لحم وظفر حسن. من محنة الطَّبِيب قَالَ: الْغَرَض فِي اللَّحْم الزَّائِد الَّذِي ينْبت فِي أصل الْأَظْفَار شَيْء وَاحِد وَهُوَ أدوية تذيبة من غير لذع. افيذيميا للداحس: العفص الْفَج مَعَ عسل. ج: العفص الْفَج نَافِع فِي أَوَائِل الداحس وَفِي أواخره مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. والداحس إِنَّمَا

هُوَ زِيَادَة لحم) ينْبت فِي قرحَة تكون عِنْد الظفر فتوجع لذَلِك الوجع الشَّديد فَفِي أول نَبَات هَذَا اللَّحْم يمنعهُ العفص من النَّبَات وَأما إِذا عظم فَلَا لِأَن العفص لَا يقوى على نقص هَذَا اللَّحْم وَيحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى أدوية تَأْكُل اللَّحْم من غير لذع. ج فِي كتاب الأخلاط: إِذا برص الظفر وَصَارَ عَنهُ دم فِي اللَّحْم فَانِي أشق فِي الظفر شقا بالوراب بسكين حادة حَتَّى يخرج ذَلِك الدَّم وأدع الْموضع المشقوق من الظفر يكون غطاء لما تَحْتَهُ فان الوجع يسكن على الْمَكَان ويسيل صديد القرحة فِيمَا بعد بِأَن تشيل ذَلِك الظفر قَلِيلا حَتَّى يسيل مَا تَحْتَهُ. وَأما علاجه مُنْذُ أول أمره فاذا سيلت الدَّم بعد الشق فانطله بِالْمَاءِ والدهن المسخنين ثمَّ اسْتعْمل فِيهَا بِأخرَة مرهم الباسليقون وَلَا تكشف عَنهُ الظفر بِسُرْعَة فانه رُبمَا نبت مِنْهُ لحم زَائِد مؤلم. قريطن قَالَ: اطل على الظفر الجرب شَحم الضَّأْن وتشد عَلَيْهِ خرقَة ثَلَاثَة أَيَّام وَلينه فاذا لَان حككته ثمَّ أعد الطلاء والحك لَهُ فانه يَسْتَوِي. الف ي فيلغريوس: قد شفيت كم من مرّة الْأَظْفَار البرص بالنورة الَّتِي لم يطفأ وشحم الماعز يجمع وَيُوضَع عَلَيْهِ. إدمان دهن الشيرج جيد لمن تتفقع أظافيره إِلَّا أَنه رَدِيء للمعدة. أطهور سفس قَالَ: غراء السّمك نَافِع للبياض الَّذِي يظْهر فِي الْأَظْفَار مَتى طلي عَلَيْهَا. أهرن تشقق الظفر الَّذِي يُسمى بأسنان الفأر أما أَن يكون من حِدة السَّوْدَاء أَو يبسها إِذا كَانَ الدَّم سوداوياً يَابسا يُوصل الْغذَاء إِلَيْهَا يَابسا. قَالَ: وينفع من صفرَة الْأَظْفَار أَن يُؤْخَذ شب وعفص وشحم بط بالسواء يعْمل مرهما ويطلى مَجْهُول قَالَ: تشقق الظفر يكون من مرّة سَوْدَاء حادة وينفعه بزر الجرجير بمرارة الثور. لي: على مَا رَأَيْت لتشقق الظفر: زفت رطب وَلَا ذن وشمع أصفر ودهن خيرى يطلى عَلَيْهِ دَائِما. المارستان أَخذ رجل ملحا مسحوقا فعجنه بِزَيْت ثمَّ وَضعه على داحس مؤلم قد كَانَ يعالجه بالبزرقطونا وَغَيره من نَحْو هَذِه فَلَا ينفع وَلَا يسكن الضربان وَكَانَ يشتعل مثل النَّار اشتعالا فساعة وضع عَلَيْهِ هَذَا الْملح هدأه على أَنه قد كَانَ مثل النَّار حرارة وَأَنا أَظن أَن ذَلِك إِنَّمَا نفع) لِأَنَّهُ حلل بِقُوَّة ووسع وأراح من التمدد وَلَا يجوز ذَلِك فِي الأورام الْعَظِيمَة لِأَنَّهُ يجذب شَيْئا كثيرا جدا.

فِي القوباء والتقشر والبلخية الْخَامِسَة من الميامر قَالَ: وَهِي عِلّة ردية وَرُبمَا وسعت فِي الْوَجْه وتوسعت وَفِي الحَدِيث والمزمن مِنْهَا الف ي بون بعيد. للحديثة الْعَهْد: تُؤْخَذ حِنْطَة كَثِيرَة فتجعل على سندان ويحمى اسطام وَيُوضَع فَوْقهَا وَيُؤْخَذ مَا يسيل مِنْهَا واطله حارا فان خلقا قد برؤا بِهَذَا وَحده وَلم يحتاجوا مَعَه إِلَى شَيْء آخر واطلها بثمرة الخبازى الْبري مَرَّات مُتَوَالِيَة. للقوباء العتيقة: اسحق ورق الْكبر بالخل وضع عَلَيْهَا أَو اسحق المارزبون وضع عَلَيْهَا أَو ورق الفنجنكست وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو أصل الخبازى بخل واطل عَلَيْهَا. أَقْرَاص نافعة لَهَا: غراء النجارين وكندر وكبريت وخل تسحق وتتخذ أقراصا ويطلى عِنْد الْحَاجة بخل فاتر. آخر: مَا زريون وعاقرقرحا وكبريت وكندر وغراء جُلُود الْبَقر وخل ثَقِيف تتَّخذ أقراصا وَعند الْحَاجة يطلى بالخل. لي: على مَا رَأَيْت لَا شَيْء أَنْفَع للقوباء المزمنة من أَن تطلى بالزفت بعد أَن تضمد بِالْمَاءِ الْحَار ثمَّ تنْزع عَنهُ وتكمد وتطلى بشحم الدَّجَاج أَو البط ويكرر ذَلِك عَلَيْهَا أَو قيروطي فِيهَا تافيسا والتكميد بِالْمَاءِ الْحَار كل مرّة حَتَّى يحمر وَبِالْجُمْلَةِ فان آفَة القوباء الدّهن وَفِي الْمثل أَن القوباء تَقول: لَا كنت فِي دَار يكون فِيهَا دهن. الْخَامِسَة من الميامر وَفِي قريطن أَشْيَاء كَثِيرَة للقوباء اسْتَعِنْ بهَا مَتى احتجت والقوباء عِنْدِي سعفة يابسة. الْيَهُودِيّ قَالَ: عالج القوباء بمنتحوشة أَو بالمغاث أَو بالاقاقيا أَو الرامك كل ذَلِك مَعَ خل. مَجْهُول صَحِيح: القوباء تطلى بصمغ عَرَبِيّ قد ديف فِي خل حاذق مَرَّات فانه ببطل الْبَتَّةَ. أهرن: ينفع من القوباء أَن تطليها بخل فانه عَجِيب. أَو تداف الأشراس بخل وتطلى بِهِ

فانه يقلعها الْبَتَّةَ وَمَتى جمعا بالخل كَانَ أقوى وَإِذا عَالَجت القوباء فَذَهَبت فاطل الف ي الْعُضْو بعد ذَلِك بالمقوية لِئَلَّا ينصب فضل آخر ويقبله الْعُضْو فتعود.) بولس: القوباء يحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف بِقُوَّة وتنقى بعد استفراغ الْبدن. فأدويتها البسيطة: الحمص والخربقان والزفت وخرو الزرارير وَالْعُرُوق ودهن الْحِنْطَة. وَيصْلح لقوباء الصّبيان أَن تدلك بالبصاق دلكا مُتَّصِلا أَو يطلى عَلَيْهَا صمغ الإجاص. وَإِن كَانَت القوباء مزمنة فاسحق ورق الفنجنكست بخل وضمد بِهِ أَو ورق الْكبر بخل أَو يُؤْخَذ كبريت ودقاق الكندر وأشق يداف بخل ويطلى. مَجْهُول للبلخية فِي الْيَد وَالرجل: دق الكمون وانخله ويدق بالقطران ويطلى بعد أَن يغسل بِالْمَاءِ الْحَار نعما وَيتْرك لَيْلَة وَعند الصُّبْح يوضع فِي المَاء الْحَار وَيغسل بِهِ أَيْضا ويعاد عَلَيْهِ يبرأ فِي مَرَّات. وللقوباء اطلها بدهن اللوز المر فانها تذْهب فِي مَرَّات. الاختصارات قَالَ: القوباء تَنْقَسِم قسمَيْنِ أَحدهمَا يضْرب إِلَى الْحمرَة وَإِذا حكت ظهر عَلَيْهَا نداوة كالعرق وَيكون هَذَا من دم قد احتد وَصَارَ سوداويا وَيُسمى القوباء الرطب وَهُوَ أسْرع برءا وَالثَّانِي يضْرب إِلَى الْبيَاض وَيكون من بلغم قد سخن واستحال وملح وَمَال إِلَى كَيْفيَّة السَّوْدَاء فافصد فِي الأول ثمَّ اسْقِهِ طبيخ الإهليلج الْكَبِير والشاهترج ثمَّ اطله بعد بالمنتخوشة مَعَ شَيْء من صمغ عَرَبِيّ بخل. وَأما الْبَيْضَاء فاسقه الاصطماخيقون واليازج ثمَّ اطله باللوز المر. مَجْهُول قَالَ: اطلق القوباء بالنفط الْأَبْيَض مَرَّات فانه يذهب بهَا الْبَتَّةَ. المنجح قَالَ: أرسل عَلَيْهَا العلق ثمَّ أرسل عَلَيْهَا المحاجم كي ينقي الْمَوْضُوع مِمَّا حلب العلق ثمَّ اطله سَاعَة بموم أَبيض وشمع ودهن ورد ودعه لَيْلَة ثمَّ اطله بالغد بدقيق شعير الف ي وبزر بطيخ ودقيق حمص ونخالة وَكَثِيرًا ودعه لَيْلَة ثمَّ اغسله مِنْهَا بطبيخ البابونج وأصل الخطمى فان بَقِي شَيْء فَأرْسل عَلَيْهِ العلق ثَانِيَة والمحاجم ثمَّ اطله بطلاء أقوى تحليلا من الأول وَهُوَ أَن يُؤْخَذ حب البان عشرَة كبريت أصفر أَرْبَعَة منتخوشة خَمْسَة ينعم دقة ويطلى بخل خمر ودهن ورد. قريطن قَالَ: القوباء الحديثة يذهبها دهن الْحِنْطَة وَأما المزمنة فالطخها بصمغ الزَّيْتُون الْبري أَو بِمَاء البقلة الحمقاء أَو اغسله بالنطرون ثمَّ ضمدها بالفنجنكست والمزمنة جدا خُذ زاجا مرا كندرا صبرا هنديا كبريتا اعجن الْكل بالطلاء واطل عَلَيْهَا وَيغسل بِمَا وَصفنَا.) تياذوق قَالَ: ينفع من القوباء أَن تعصر البزر قطونا الرّطبَة وتطلى بهَا أَو تطلى بالميعة أَو بصمغ الزَّيْتُون أَو دق قشور الْكبر بخل ويضمدها بِهِ. وللردية: كندر كبريت صَبر زاج بالسواء صمغ دِرْهَمَانِ يطلى بخل.

سرابيون قَالَ: تكون القوباء من أخلاط غَلِيظَة فِيهَا أخلاط لَطِيفَة حادة وَلذَلِك مَتى كَانَت الأخلاط الحادة الرقيقة فِيهَا أغلب كَانَت أسْرع برءا وبالضد وتحتاج إِلَى أدوية تجمع التسكين والتحليل والأغذية الجيدة وَالْحمام فانه لَا علاج أبلغ للقوباء من إدامة المَاء الْحَار العذب لِأَنَّهُ يسكن اللذع ويحلل الغلظ وَبعد ذَلِك إِن احتجت إِلَى زِيَادَة فَاسْتعْمل فِي الرّطبَة الْأَدْوِيَة القوية التجفيف وَإِن كَانَت الرُّطُوبَة يسيرَة فَاسْتعْمل الضعيفة الْجلاء. فَأَما القوباء الوجعة الهائجة فَاسْتعْمل فِيهَا القوية التجفيف بِلَا لذع. وَأما الشّعير مُفردا فانه يذهب القوباء القليلة الرُّطُوبَة إِذا طلى بِهِ فِي الْحمام وَكَذَلِكَ طبيخ النخالة وبزر الْبِطِّيخ ودهن الْحِنْطَة وحماض الف ي الأترج. فَأَما الَّتِي بالأطفال فان صمغ الإجاص إِذا طليت بِهِ كفاها ويذهبها وسخ الْأَسْنَان إِذا دلكت بِهِ على الرِّيق. فَأَما الرّطبَة جدا الَّتِي ترشح فينفع مِنْهَا الْخُنْثَى والخربق وبعر الضَّب وخرء الزرارير ووأما الْحَالة الَّتِي لَا تَنْفَع فِيهَا اللينة وتنفر بالقوية فَاسْتعْمل فِيهَا القوية التجفيف بِلَا لذع كالشياف الماميثى والكندر وزبد الْبَحْر والكثيرا وتوبال النّحاس والبورق والمنتخوشة مَعَ خل. فان أزمنت القوباء وطالت الْمدَّة فاطلها بالقوية كالخربق الْأَبْيَض والترمس والنطرون والأشق بالخل الثقيف وتغسل بعد قَلِيل وتعاد. الْكَمَال والتمام: ابدأ فِي القوابي بفصد الْعرق الْقَرِيب من مَوضِع الْعلَّة أَو الْحجامَة عَلَيْهِ ثمَّ اسْقِ طبيخ الافتيمون والغاريقون واسق بعده مَاء الْجُبْن والشاهترج الرطب ثُلثي رَطْل من مَاء الْجُبْن وَثلث رَطْل من مَاء الشاهرتج وإهليلج أصفر وأسود ثَلَاثَة ثَلَاثَة وافتيمون دِرْهَمَانِ ملح هندي دانقان وَبِالْجُمْلَةِ فان لم تذْهب بِهَذِهِ فَخذ فِي القوية كاللوغاذيا والتياذريطوس وليدمنوا الاستحمام بِالْمَاءِ العذب وَيمْسَح القوابي دَائِما بدهن البنفسج وبدهن النيلوفر وَيكثر صب المَاء الْحَار عَلَيْهَا وتدلك باللزوجات ويحذر المالح وَمَا يُولد سَوْدَاء وَالتَّمْر خَاصَّة وَالشرَاب الصّرْف والإكثار مِنْهُ وَمن الباه ولينقل إِلَى مَا هُوَ أرطب فانه نَافِع لَهُ.)

وَمن بليغ علاجه أَن تصب عَلَيْهِ كل سَاعَة مَاء حارا حَتَّى يحمر ثمَّ يدلك بدهن البنفسج ويدمن ذَلِك فانه يستأصله إِن شَاءَ الله. الاقراباذين الْقَدِيم للقوباء الْقَدِيمَة: تطلى بالقطران الف ي فانها تذْهب باذن الله. قَالَ: والقوابي تكون من مَادَّة قَليلَة الكمية مَعهَا لزوجه مَعَ حِدة وَمِنْهَا ردية جدا وَهِي الَّتِي يرى مَا تحتهَا أَحْمَر والحكة والخشونة فِيهَا شَدِيدَة وتعالج بالعلق ثمَّ بعد افصد أقرب الْعُرُوق إِلَيْهَا ثمَّ اطل بالقوية التَّحْلِيل كالبورق والكبرتي والحلزون ورماد التِّين وَأما الْبَيْضَاء أَو اللينة أَو القليلة الخشونة والحكة فاطلها بالشحوم واللعابات وانطلها أبدا بِالْمَاءِ الْحَار حَتَّى تذْهب. ج الْأَدْوِيَة المفردة: ثجير حب البان مَتى سحق بخل قلع التقشر. الخربقان كِلَاهُمَا نافعان للقوابي. الحمصى الكرسني يجلو القوباء. الزفت الرطب يذهب القوابي. ريق اللإنسان الصَّائِم يذهب القوباء المبتدئة من أبدان الصّبيان. اطهورسفس: غراء الْجُلُود ينفع القوباء مَتى طليت بخل. ديسقوريدس: صمغ الإجاص مَعَ الْخلّ يذهب قوابي الصّبيان إِذا طلى عَلَيْهَا. ماسرجويه: لَا يعرف دَوَاء خيرا للقوباء من المر إِذا طلى عَلَيْهَا وخاصة فِي الصّبيان. الْخَرْدَل مَتى طلى على القوباء الوحشة أبرأها الْبَتَّةَ. الأشق إِذا لطخ بخل على القوباء أبرأها. زبد الْبَحْر جيد للقوباء. روفس: الزّبد نَافِع لكل خشونة تحدث فِي ظَاهر الْجِسْم وباطنه عَن السَّوْدَاء كالقوابي وَنَحْوهَا شرب أَو تمسح بِهِ. ج: بعر الماعز محرق نَافِع من القوبا. زبد الْبَحْر جيد للقوباء. لي: ضماد دَقِيق بِالْحِنْطَةِ جيد للقوباء وَكَذَلِكَ ضماد دَقِيق الحلبة وَالْمَاء وَالزَّيْت أَجود. أصل الحماض مَعَ خل جيد وَيجب أَن يدلك قبل ذَلِك بنطرون الف ي وخل.) الطحلب الَّذِي يتَوَلَّد على الصخر خير مِنْهُ. دمعة الْكَرم عجب فِي هَذَا الْمَعْنى فليغسل قبل بنطرون ثمَّ يطلى وَالَّذِي يرشح من قضبانه حِين يَحْتَرِق أقوى مِنْهُ.

الكندر مَعَ زفت وخل جيد. الجورجندم يُبرئ القوباء. ج: قد شفيت القوابي بكبريت قد خلطت مَعَه. د: الْملح وَالزَّيْت يبرئان القوباء. صمغ اللوبيا يقْلع القوباء. المَاء الكبريتي جيد للقوباء. روفس. د: شمع وَعسل وسذاب مَتى ضمد بِهِ نفع. ج: الْعَسَل مَتى طبخ مَعَ شب رطب ولطخت بِهِ القوابي أبرأها. لي خبرني صديق لي أَنه طبخ عصارة حماض الأترج حَتَّى غَلطت ثمَّ لطخ بهَا القوباء مَرَّات فبرأت. الزراوند مَتى طليت بِهِ القوباء بخل قلعهَا. الشيلم مَعَ كبريت وخل يُبرئ القروح الردية. الزفت الرطب مَعَ موم مثله عَجِيب واليابس يفعل ذَلِك. لبن التِّين يقْلع القوباء. الزراريح تبرئ القوباء الردية. رماد الثوم يُبرئ القوباء الردية ويخلط مَعَ عسل ويطلى ويطلى الْخلّ مَعَ الْخَرْدَل فَهُوَ جيد للوحشة مِنْهَا. الْكَامِل: القردمانا تسحق مَعَ دهن الْحِنْطَة وحماض الأترج وخل خمر جيد بليغ. مَجْهُول: يذهب بهَا أَن تطلى بالصمغ الْعَرَبِيّ. قَالَ فِي يه: الْمَادَّة الَّتِي تكون مِنْهَا القوباء ردية قَليلَة الكمية. وَمن القوابي ردية جدا. وَهِي الَّتِي يرى تحتهَا لحم أَحْمَر خشن والسليم مِنْهَا اللينة. طلاء جيد: صَبر مر دِرْهَم دِرْهَم كبريت ربع دِرْهَم حب البان مقشر دِرْهَم) وَنصف صمغ لوز حُلْو دِرْهَم وَربع كثيرا دِرْهَم جلد الورل ثلثه يعجن بشحم دَجَاج أوبط أَو مخ أيل ويطلى عَلَيْهِ ويعلق الف ي عَلَيْهِ العلق أَو يُؤْخَذ بورق أرميني نصف مِثْقَال دهن

حِنْطَة ثَلَاثَة دَرَاهِم حماض أترج قفر يَهُودِيّ دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر الجرجير دِرْهَمَانِ شونيز دِرْهَم وَنصف خربق السود مثله زاج محرق مثله يطلى ويسقى اللك المغسول مثل غسل الصَّبْر وزن بِثَلَاث أَوَاقٍ من الْمَطْبُوخ الريحاني. جورجس: قَالَ: ينفع مِنْهَا الفصد والإسهال بالهليلج والطلي بالعفص والسماق والخل أَو بالعفص والخل وبحماض الأترج وَعسل اللبني وَقد تطلى بالخردل والخل فِي آخر الْأَمر إِن شَاءَ الله.

(فِي الوضح والبهق الْأَبْيَض) وَالْأسود والأحمر والكلف وبرص المحاجم من السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: البرص يكون إِذا كَانَ اللَّحْم بلغميا فَيصير مَا تَحْتَهُ من الدَّم بلغميا أَيْضا وَيكون نوع ذَلِك اللَّحْم كلحم الأصداف والحيوانات العديمة الدَّم وَلَا يغتذى ذَلِك الْموضع بِالدَّمِ الَّذِي يَجِيء إِلَيْهِ لَكِن يحيله إِلَى نَوعه. وَأما البهق فالعلة فِيهِ لَيست بممعنة فِي اللَّحْم بل إِنَّمَا هُوَ فِي الْجلد شَيْء بِمَنْزِلَة القشور والأبيض يكون من البلغم وَالْأسود من السَّوْدَاء اسْتَعِنْ بِهَذِهِ الْمقَالة. العلامات قَالَ: قد يكون بهق أَبيض حَتَّى أَنه قد ينْبت الشّعْر عَلَيْهِ أَبيض فامتحن برءه بِأَن تجيد دلكه. فان لم يحمر بالدلك الشَّديد فانخسه بالإبرة. فان خرجت مِنْهُ رُطُوبَة مائية فَلَا تطمع فِي برئه وبالضد. الرَّابِعَة من طيماوس قَالَ: البهق شَيْء كَأَنَّهُ قد جمد على الْجلد وَأما البرص الف ي فانه يُغير نفس الْجلد حَتَّى يَجعله عديم الدَّم وَرُبمَا جعل اللَّحْم الَّذِي تَحْتَهُ كَذَلِك. أهرن: البهق الْأسود يتَوَلَّد من البلغم المحترق والسوداء والأبيض والبرص من البلغم وَإِذا ظهر بولس قَالَ: مَا لم يخرج مِنْهُ إِذا غرز دم فانه لَا يبرأ. وَكَذَلِكَ كَمَا لم يحمره الدَّلْك الشَّديد والمزمن عسر الْبُرْء. قَالَ: وَخلق كثير كووا مَوضِع الوضح فاستراحوا مِنْهُ الْبَتَّةَ وبقى بهم أثر الكي فَقَط فليدلك أَولا حَتَّى يحمر ويكاد يدمى أَو يدمي ثمَّ يطلى بالأدوية المحرقة وَقد يدلك بورق التِّين إِلَى أَن) يكَاد يدمى أَو يدمي ثمَّ يطلى عَلَيْهِ بالمغرة بخل أَو عسل أَو يغرز بابرة ثمَّ يطلى بمغرة. 3 (البهق مثل الوضح) لكنه لَا يكون فِي العمق كَمَا يكون البرص وَفِي البرص ينْبت الشّعْر عَلَيْهِ أَبيض والأبيض يكون من البلغم وَالْأسود من السَّوْدَاء. وَمِمَّا يصلح لَهَا: النورة المغسولة تطفأ بِالْمَاءِ وأصل دم الْأَخَوَيْنِ إِذا ضمد بِهِ مَعَ الْخلّ والخربقين والنطول بِمَاء الترمس والتضميد بدقيقة والخل ولحاء أصل الْكبر

يطلى بخل والفوة وزبد الْبَحْر والقاقلة وبزر الجرجير ولوز مر وأصل قثاء الْحمار وورق التِّين والنطرون. وَيذْهب بالأسود أَن يغسل الْموضع بخل وبورق الخيرى ثمَّ يلطخ فِي الشَّمْس بزرنيخ أَحْمَر وزاج بخل. وَيذْهب بالأبيض قلقنت وزنجار بِالسَّوِيَّةِ ونطرون مثلهمَا يطلى بعد أَن يغسل بالخل والنطرون والكبريت أَو خُذ جُزْء كبريت أصفر اذاراقي بِالسَّوِيَّةِ فاغسل البهق وَإِذا جف فاطله ودعه حَتَّى يجِف فِي الشَّمْس مَرَّات ثمَّ اغسله فِي الْحمام. لي يلطخ بالبلبوس ويضمد بِهِ وَيجمع مَا يجتذب الدَّم. فَأَما الوشم فَلْيَكُن الف ي بِالْمَاءِ المحلول من الطلق أَو مغرة قد مزجت بطين الْجلاء حَتَّى يشبه لون الْجَسَد. شرك الْهِنْدِيّ: قسط شيطرج هندي فلفل زرنيخ أَحْمَر زنجار يسحق بالخل الحاذق وَيجْعَل فِي إِنَاء نُحَاس وَيتْرك أسبوعا ثمَّ يعالج بِهِ البرص الْمُبْتَدِئ والبهق بِأَن يطلى ويقام فِي الشَّمْس فانه يذهب البرص مالم يَتَفَاقَم وَيذْهب بالبهق الْبَتَّةَ. لي يجب أَن يُعَاد مَرَّات فِي الشَّمْس. قَالَ: 3 (يشرب صَاحب البرص دَوَاء الْمَشْي الْقوي) ويديم بعد ذَلِك الإطريفل ويدع الدسم من الأغذية الْيَابِسَة وَيشْرب الشَّارِب الْعَتِيق. قَالَ: والبرص المشرب بحمرة الرَّقِيق الْقَلِيل الانتشار والاتساع الَّذِي فِي لَونه صفرَة وَحُمرَة مَا وَسَوَاد وَيظْهر مرّة وَيخْفى أُخْرَى سريع الْبُرْء وكل برص كثير الانبساط قَلِيل الدَّم لَونه سحابي فَلَا برْء لَهُ وَمَا حدث فِي الْيَد وَالرجل فانه أعْسر. مَجْهُول للبهق والبرص: إهليلج اسود وكندر أَبيض وزنجبيل جُزْء جُزْء يجمع بِعَسَل الزَّبِيب ويؤكل كل يَوْم مثل الْبَيْضَة. 3 (طلاء يصْبغ البرص أسود وأحمر) شيرطج هندي أسود خبث الْحَدِيد زاج الأساكفة. زنجار فوة قشور رمان يسحق بخل خمر يَوْمًا حَتَّى يسود وبيطلى عَلَيْهِ مَرَّات مجرب. وَكَانَ فِي النُّسْخَة زِيَادَة شقائق النُّعْمَان وَهُوَ جيد. شَمْعُون قَالَ: يكون البرص من الأغذية الْكَثْرَة المائية القليلة الدَّم الَّتِي تستحيل إِلَى دم أَبيض فيعقد مِنْهَا لحم أَبيض كلحم الصدف فعالجهم بِمَا ينقص اللَّحْم قَلِيلا قَلِيلا زَمَانا طَويلا وبمسخنات. لي ينفع مِنْهُ إدرار الْبَوْل لِأَنَّهُ يقلل مائية الدَّم جدا.

وَلَا طلاء أَجود من أَن يسْتَحق الذرايح بالخل وتطليه عَلَيْهِ حَتَّى يتقرح. لي خُذ ذراريح وفوة الصَّبْغ فاسحقه بخل واطله وزد فِيهِ من الشيطرج فانه بليغ يصْبغ وَيجْرِي دَمًا. قَالَ طيلاوس: يُبرئهُ سَرِيعا شاهترج رطب أَو يَابِس تشق حبه ويحشى بَطنهَا وتخاط وتشوى فِي الْجَمْر حَتَّى تنضج نعما وَيخرج وَيُؤْخَذ الشاهترج فيضمد بِهِ البرص فَيبرأ فِي يَوْم وليلتين إِذا وضع عَلَيْهِ. الاختصارات قَالَ: يطلى على البرص مثل البلاذر والشيطرج وَالصَّبْر والقاقيا والمرداسنج وَيتْرك سَاعَة ثمَّ يغسل أَو يطلى يالشيطرج الْفَارِسِي معجونا بخل الْخمر. من اختبارات حنين للبهق الْأَبْيَض: يستف سويق حِنْطَة قد أُعِيد قليه وأجيد ذَلِك وَيشْرب على إثره نصف أُوقِيَّة من المرى النبطي ويصابر الْعَطش إِلَى نصف النَّهَار إِن شَاءَ الله. معجون للبهق الْأَبْيَض: إهليلج كايلي أملج أُوقِيَّة أُوقِيَّة تَرَبد ثَلَاث أواقي فانبذ نصف) رَطْل يحل بِالْمَاءِ وَتُؤْخَذ رغوته حَتَّى يغلط ويعجن بِهِ يشرب من ثَلَاثَة إِلَى خَمْسَة. طلاء جيد: فوة زبد الْبَحْر بزر الفجل كندس خل خمر عَجِيب. اربياسيس للبهق والبرص: خربق أَبيض فلفل شونيز زبد الْبَحْر كبريت زرنيخ أَحْمَر فوة شيطرج زنجار ذراريح تسحق بخل وتقرص ويجفف وَعند الْحَاجة تسحق بالخل ويطلى مَجْهُول: يطلى بالترياق واللوغاذيا بِمَاء القنابري عَلَيْهِ فانه بليغ. الساهر طلاء للبرص جيد: خَرْدَل شونيز خربق أسود كندس بزر فجل عَاقِر قرحا شيطرج فوة دمادم شقائق زنجار دِرْهَم دِرْهَم يعجن بطبيخ الشيطرج والفوة الف ي نَافِع. آخر لَهُ: شونيز خربق شقائق النُّعْمَان أصل الْكبر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ شيطرج حضض دمادم مر زرنيخ دِرْهَم دِرْهَم يطلى فِي الشَّمْس بِمَاء البقم. وينفع من الوضح دم أسود سالخ إِذا طلى بِهِ. وَمن أدويته: الشونيز الخربق الكندس البلاذر الشيطرج الفوة الكبريت الزرنيخ الذراريح الميويزج التافسيا المارزيون الْخَرْدَل الْكبر العاقرقرحا القلقديس لبن التِّين الشقائق البرئ الترمس الزاج العفص الروسختج حب البان زبد الْبَحْر بزر الفجل بزر الكرنب دم الايقع بزر الجرجير بورق فلفل زنجبيل زبد الْبَحْر جندبادستر فرفيون.

طلاء كَانَ يتَّخذ جِبْرِيل بن بختيشوع: كبريت فرفيون خربق دِرْهَم دِرْهَم بلاذر دِرْهَمَانِ عاقرقرحا شيطرج مِثْقَال مِثْقَال يطلى بخل للبهق الْأسود. بزر الفجل كندس يطلى بخل. للوضح يطلى بقشور الْجَوْز الرطب المعصور يغلى حَتَّى يغلظ ويطلى وَلَا يغسل مَرَّات فانه يصبغه. الْكَمَال قرصة عَجِيبَة للوضح: كندس بزر فجل تافسيا مازريون فوة الصَّبْغ. شيطرج حرف عاقرقرحا ميويزج يجمع بِدَم حَيَّة سَوْدَاء ويقرص وَعند الْحَاجة يسحق بِمَاء الفوة بعد أَن يطْبخ ويصفى وَيدخل الْحمام ثمَّ يخرج فيطلى بِهِ وَيتْرك سَاعَة ويطلى حَتَّى يغلظ الطلاء وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يدْخل الْحمام ثمَّ يطلى أَيْضا فانه عَجِيب. لي يُزَاد فِي هَذِه عسل البلاذر.) ابْن ماسويه: فِي المنقية قَالَ: الَّذِي يذهب بالبهق الْأَبْيَض بزر فجل عشرَة كندس ثَمَانِيَة فوة خَمْسَة شيطرج هندي خَمْسَة يدق وينخل ويطلى بخل خمر فِي الْحمام بعد أَن يعرق وَيتْرك ثَلَاث سَاعَات وَيغسل بطبيخ المرزنجوش والنمام الف ي والشيح والبابونج. قريطن يتَبَيَّن من كَلَامه أَن البهق الْأسود يحْتَاج إِلَى مَا يحلل بِقُوَّة كأدوية الدَّم الْمَيِّت والكلف الكدر. دَوَاء لَهُ قوى: كبريت أصفر نطرون أَحْمَر بِالسَّوِيَّةِ اسحقهما بخل وزيت فِي الشَّمْس ويطلى بِهِ الْموضع ودعه يجِف مَرَّات ثمَّ يغسل فِي الْحمام ويكمد بِالْمَاءِ الْحَار وَافْعل ذَلِك مَرَّات وللمزمن اطله بكبريت والقلقنت والنطرون بخل فِي الشَّمْس الحارة. والبهق الْأَبْيَض هَذَا دواؤه خَاصَّة والبلبوس بخل أَو اغسل البهق بنطرون واطله عَلَيْهِ فانه يُبرئهُ أَو خُذ شونيزا فاسحقه بالزيت والخل حَتَّى يصير ضمادا وَضعه عَلَيْهِ وَأقرهُ يويمن فانه يبريه الْبَتَّةَ. صبغ للبرص يلون الْجَسَد يَدُوم ثَمَانِيَة أَيَّام: مر عفص فج زبد الْبَحْر يعجن بالزفت ويطلى بعد غسل الْموضع. قَالَ: وَاعْتمد فِي علاج البرص على الْأَدْوِيَة الَّتِي تنفط الْجلد كالتافسيا والبلاذر والشيطرج والميويزج والذراريح واقفأ النفاطات وعالجها حَتَّى تسكن ثمَّ عد إِلَى العلاج وَقد عالجه بالقردمانا. وَمَا يصبغه أسود: زاج قلقنت عفص ينعم دقه ويعجن بخل قد انقعت فِيهِ برادة الْحَدِيد ويدلك فِي الشَّمْس ثمَّ اطله أَيَّامًا فانه فِي طليات يسود يبْقى نصف حول. دَوَاء نَافِع للبرص قد برأَ عَلَيْهِ فلَان الْملك: ورق المازريون وبزره مقشر وخربق أسود

وفلفل يطْبخ بخل مَا يغمره حَتَّى يتهرأ ثمَّ يطْرَح فِيهِ ذراريح وزاج وبرادة الْحَدِيد ونطرون وزبد الْبَحْر ويطبخ حَتَّى يغلظ واغسل الْموضع بنطرون واطله بريشة فِي الشَّمْس مَرَّات وَلَا يغسل مَا أمكن احْتِمَاله وَلَا يقرب الدّهن فان تنفط فافقأ النفاطات وسيل ماءها واترك حَتَّى تَجف قَلِيلا ثمَّ يُعَاد. وَاعْلَم أَن أعْسر مَوضِع فِي الْجَسَد برءا الَّذِي لَا ينْبت فِيهَا الشّعْر. صفة أُخْرَى قد جربها قريطن: خربق أسود فاشرا لحاء أصل المازريون كبريت أصفر زاج زنجار برادة الْحَدِيد) زبد الْبَحْر ورق التِّين يسحق نعما حَتَّى يصير كالخلوق وَيرْفَع فِي حق رصاص وَعند الْحَاجة يغسل الْموضع بنطرون ويطلى بخل فِي الشَّمْس إِن شَاءَ الله. لي صبغ جيد: مرادسنج نورة عفص زاج حناء يعجن بِعَسَل بخل السوَاد ويطلى مَرَّات فانه يصْبغ فِي عشرَة أَيَّام أسود وَيبقى أشهرا وَإِن شَرط وطلى أَو دلك فانه أبلغ. ابْن سرابيون قَالَ: لَا يبرأ من البرص كل مَا أَخذ من الْجَسَد موضعا كَبِيرا وكل مَا أزمن وكل مَا إِذا غرز بابرة خرجت مِنْهُ رُطُوبَة لبنية وَيبرأ مَا بِخِلَاف ذَلِك ابدأ فِي علاجه بترك الأغذية الْبَارِدَة الرّطبَة: السّمك وَاللَّبن وَمَا يكون مِنْهُ والبقول والفواكه الرّطبَة وأمل الْغذَاء كُله إِلَى مَا يسخن ويجفف من بعد سقيه اليارجات الْكِبَار بطبيخ الإهليلجات والافتيمون وَالزَّبِيب وَالْملح الْهِنْدِيّ والبسفايج فان لم يكن ذَلِك فاسقهم كل لَيْلَة حب الصَّبْر والمصطكى. أَو بِهَذَا الدَّوَاء فَإِنَّهُ أصلحها كلهَا: دارصيني سنبل عيدَان بِلِسَان مصطكي أسارون زعفران ساذج هندي فوتنج نهري شَحم حنظل دِرْهَم دِرْهَم صَبر ثَمَانِيَة عشر درهما الشربة دِرْهَم بالكنجبين العسلي وَمَاء حَار. ويستعملون بعد النفض هَذَا المعجون دَائِما وَهُوَ مُخْتَار بَالغ: كلكلانج دِرْهَمَانِ هليلج أسود دِرْهَم افتيمون دانقان يشرب سَبْعَة أَيَّام. الف ي وَأفضل هَذِه كلهَا: بزر الزوفرا جُزْء بزر الأنجروة نصف جُزْء صَبر ربع جُزْء تجمع بِعَسَل منزوع الرغوة قدر مَا يجمعه الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم وَهُوَ مجرب. وَمثله فِي الْقُوَّة وَهُوَ نَافِع: بزر الزوفرا عشرَة سنا ثَلَاثَة وَج اثْنَان افتيمون أَرْبَعَة إهليلج أسود عشرَة الزَّبِيب أَرْبَعُونَ يعجن بِعَسَل وَيسْتَعْمل. طلاء جيد: يطلى بخردل وحناء جزءين بخل أَو يُؤْخَذ عسل البلاذر سَبْعَة عاقرقرحا تافسيا ثَلَاثَة ثَلَاثَة فرفيون أَرْبَعَة شيطرج فَارسي دِرْهَمَانِ يطلى بِهِ بعد أَن يعجن بِلَبن إِن شَاءَ الله.

للبهق الْأسود: ابدأ بالفصد وإسهال السوادء بعد ذَلِك ثمَّ بالأطلية وأخصها بِهِ الشقائق والهزار حسان إِذا سحقا وعجنا بالخل وطلى. والبهق الْأَبْيَض مُنَاسِب للبرص وَالْفرق بَينهمَا أَنه فِي السَّطْح والبرص غائر فَلذَلِك ينْبت فِيهِ شعر أَبيض وَرُبمَا كَانَ للبهق غور إِلَّا أَنه أقل فان كَانَ البهق الْأَبْيَض مزمنا غائرا فَذَلِك يعالج) بعلاج البرص وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فَأَقل من ذَلِك إِن شَاءَ الله. معجون خَاص بالبهق الْأَبْيَض: إهليلج أسود عشرَة زوفرا عشرَة سنا سَبْعَة مصطكى ثَلَاثَة وَج دِرْهَمَانِ افيثمون خَمْسَة يعجن بالزبيب شَيْء من عسل قدر مَا يجمع بِهِ الشربة مِنْهُ دِرْهَمَانِ كل يَوْم على الربق. فَأَما الْأسود فبالفصد والإسهال للسواد متواتراً والأغذية وَالْحمام والمعجونات من الهليلج الْأسود والكايلي والأفيثمون والبسفايج وَالْملح الْهِنْدِيّ وَالْحجر الأرميني والغاريقون يدام اسْتِعْمَالهَا ثمَّ يطلى بالخربق بخل الف ي وَمَاء وبفشر الكثيرا وعيدان الفوة أَو بالشيطرج الْفَارِسِي. وَمِمَّا يخضبه نعما: الزرنيخ الْأَحْمَر والنطرون والكبريت يطلى فِي الشَّمْس بعد غسله بالبورق. طلاء مجرب لسابور: شيطرج هندي خَمْسَة قشور أصل الْكبر ثَلَاثَة فوة دِرْهَمَانِ يطلى بخل فِي الشَّمْس طيلة على طلية كل يَوْم ثمَّ يغسل من الْغَد ثمَّ يُعَاد هَكَذَا. لي عَلَيْك فِي البهق الْأسود بالفصد وإدامة إسهال السَّوْدَاء بِأَن يسقى مَاء الْجُبْن بالافيثمون وَعَلَيْك بترطيب الْبدن بالحمام وَالشرَاب الرَّقِيق بِالْمَاءِ الْكثير وَجُمْلَة بِالتَّدْبِيرِ المرطب وتفقد حَال الطحال واعمل على أَنَّك تزيد فِيهِ دَمًا رطبا وَأما الْموضع فكمده بِالْمَاءِ الْحَار طَويلا حَتَّى يحمر ثمَّ اطله بالغمر الَّتِي ترق الْبشرَة وأدوية الكلف والْآثَار. لي كنت أرى البهق يكثر فِي الْأَبدَان العبلة الواسعة الْعُرُوق السمر الزب وَلم أتحقق الْعلَّة حَتَّى قَرَأت لج فِي كتاب الفصدان الْأَبدَان السمر الصلبة السّمن الغليظة الدِّمَاء لَا تنْتَفع بالحجامة لِأَن دَمهَا غليظ لَا يبرز إِلَى اللَّحْم وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى الفصد لِأَن الدَّم مِنْهَا فِي أجوف الْعُرُوق علمت حينذ أَن هَذِه الْأَبدَان وَإِن كَانَ الدَّم فِي عروقها كثيرا فَهُوَ قَلِيل فِي لحومها فعلت حِينَئِذٍ الْعلَّة وَلذَلِك تكون عروقهم فِي غَايَة السعَة والامتلاء ولحومهم تكون كمدة خضرًا كَحال مُحَمَّد بن الْحُسَيْن. وَقد قَالَ جالينوس فِي مَوضِع آخر: مثل هَذِه الْأَبدَان دماؤها حارة ردية فَلَا يغتذى بِهِ الْبدن وَلَا يشرب مِنْهُ إِلَّا أقل ذَلِك فَلذَلِك يكون فِي عروقهم دم كثير ولحومهم قَليلَة وَهِي خضر صفر فَعَلَيْك فِي هَؤُلَاءِ بالحمام الدَّائِم والدلك وترقيق الدَّم وخصب أبدانهم فان الدَّم الف ي بذلك يبرز إِلَى لحومهم.)

الأدوية المفردة

الْيَهُودِيّ قَالَ: عالج البهق الْأسود بالفصد أَولا ثمَّ بطبيخ الأفيثمون والغاريقون والهليلج الْأسود وَالزَّبِيب والبسفايج ثمَّ اطله بعد ذَلِك بالكندس وبزر الفجل. وَهَذِه صفة دهن الْبيض: تُؤْخَذ اثْنَتَيْ عشرَة يبضة فتسلق وَتُؤْخَذ محاحها وَتجْعَل فِي مغرفة حَدِيد وَتجْعَل على جمر حَتَّى تحترق وَيصير المح فحما وَيجمع الدّهن فِي قَارُورَة ويطرح الثفل. لي هَذِه الْعلَّة إِنَّمَا يكون مغيضها فِي الْموضع نَفسه فَعَلَيْك بالأطلية الَّتِي تحمر الْبدن فان شرب الْأَدْوِيَة لَا يكَاد ينفع وَكم قد هلك بذلك وَدم العليل جيد وَإِنَّمَا يَسْتَحِيل فِي الْموضع نَفسه والأدوية الَّتِي تحمر الْبدن وتجتذب الدَّم فَهِيَ كالتافسيا وبصل الفأر وَنَحْوهمَا فان اتّفق أَن يكون الدَّم قَلِيلا كثير الْفضل المائي فَعِنْدَ ذَلِك فأغثه بادرار الْبَوْل الْكثير فانه ملاكه وبالرياضة. طلاء المارستان المجرب: شيطرج هندي فوة بزر الفجل كندس زنجار خل ثَقِيف يطلى بِهِ فِي الشَّمْس الحارة طلية على أُخْرَى ثمَّ يتْرك العليل ويغتسل فِي الْحمام وَيُعِيد فِي الْيَوْم الثَّانِي إِن شَاءَ الله. لي يحْتَاج البهق الْأَبْيَض إِلَى مَا يجذب الدَّم وَالْأسود إِلَى مَا يجلو بِقُوَّة ويحلل كبزر الجرجير والقسط. لي للبهق الْأَبْيَض: خَرْدَل تافسيا كبريت يسحق بعصارة العنصل ويتخذ شيافة وَعند الْحَاجة يحك بِمَاء العنصل فان لم يكن فبماء البصل ويدلك الْموضع حَتَّى يحمر ويطلى إِن شَاءَ الله. 3 - (الْأَدْوِيَة المفردة) ثجير حب البان مَتى سحق بخل ولطخ أَبْرَأ البهق بِقُوَّة قَوِيَّة. لي على قِيَاس جاليونوس: الكبيكج من الْأَشْيَاء البليغة فِي جذب الدَّم فاطله على البرص والبهق ويرفق لَا يقرح سَرِيعا وَإِذا قرح فعالج ثمَّ عاود وفكر فِي أَن تجْعَل عَلَيْهِ المقيحات حَتَّى إِذا قيحته نثرت عَلَيْهِ الدَّوَاء الحاد حَتَّى إِذا قور مِنْهُ شَيْئا صَالحا واستنظفه أنبت اللَّحْم إِلَّا أَن هَذَا العلاج يصلح للصَّغِير مِنْهُ. قَالَ جالينوس: أصل الخطمى وبزره يشفيان البهق. الخربقان كِلَاهُمَا نافعان من البهق. فوة الصَّبْغ نافعة من البهق الْأَبْيَض إِذا طلى عَلَيْهِ بخل. البصل مَتى سحق وطلى فِي الشَّمْس على البهق أذهبه بِقُوَّة قَوِيَّة. حب الْغَار ينفع البهق ويقلعه إِذا طلى عَلَيْهِ. مَاء البصل مَتى خلط بخل ثَقِيف قَلِيل ويتلطخ بِهِ فِي الشَّمْس يُبرئ البهق الْبَتَّةَ.

لي من جيد العلاج ذَلِك البهق حَتَّى يحمر بالبصل وخاصة بالعنصل فانه يجذب دَمًا كثيرا. د: أصل اللوف يطلى مَتى دق وخلط بخل على البهق فيقلعه. الفوة مَتى لطخت أُصُولهَا بخل على البهق الْأَبْيَض أَبرَأته. بزر الخطمى مَتى سحق ولطخ بخل على البهق الْأَبْيَض وَجلسَ فِي الشَّمْس أَبرَأَهُ. ابْن ماسه: الورس نَافِع للبهق الْأَبْيَض طلى عَلَيْهِ أَو شرب. زبد الْبَحْر جيد للبهق الْأَبْيَض والبرص جدا. الفلاحة: مَتى خلط بِمَاء الكبريت زاج وخل ثَقِيف وطلى بِهِ البرص أذهبه مجرب. الكزبرة جيد للبهق مَتى طلى بهَا وَإِن أكلت كَانَت صَالِحَة للبهق الْأَبْيَض ابْن ماسويه: مَاء الكرنب جيد للبهق طلاء وَإِن حك بِهِ نفع من البهق الْأَبْيَض. ابْن ماسويه وَابْن ماسه: خَاصَّة المرزنجوش أَنه مَتى دق الف ي وعصر وَجعل فِي لينانوس: من كتاب الْحِجَارَة: المرقشيثا مَتى لطخ بخل على البرص أَبرَأَهُ. ابْن ماسويه: بزر الفجل مَتى دق مَعَ الكندس وطلى بِهِ البهق الْأسود فِي الْحمام أذهبه. الْخَرْدَل نَافِع مَتى طلى على البرص. عَبدُوس: قد برأَ غير وَاحِد بفوة الصَّبْغ يعجن بطبيخ البقم ويطلى برص المحاجم وَأما غَيره من البرص فليغرز بابرة ثمَّ يطلى وَهُوَ جيد. د: قشور أصل الْكبر مَتى طليت على البهق جلته. المَاء الكبريتي يجلو البهق. روفس د: يطلى بصل النرجس مَعَ خل على البهق فيجلوه. والنانوخة جَيِّدَة لذَلِك. أصل النيلوفر وبزره مَتى طليا بِالْمَاءِ أذهبا البهق الْأَبْيَض. ج: السرطان البحري المحرق والتفسيا يجلوان البهق. الفلفل مَعَ نطرون يجلو البهق الْأَبْيَض. لبن التِّين يجلو البهق الْأسود. الترمس رماد الثوم حب الْغَار الشيطرج الْأسود الْهِنْدِيّ ينعم سحقه بخل خمر

بليغ قوى فِي ذَلِك وَيتْرك أَيَّامًا حَتَّى يحمر ثمَّ يطلى وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة بعد دلكه بِشدَّة ثمَّ يغسل فِي الْحمام ثمَّ يعاود لَا مثيل لَهُ فِي البهق الْأَبْيَض. هندية وصفت فَصحت: كبريت أَبيض يصب عَلَيْهِ مَاء لبن قد حمض أَشد مَا يكون وَيتْرك لَيْلَة ويطلى بِهِ الْأَبْيَض يذهب بِهِ. وَقد جرب أَيْضا: يسحق المر بخل ويطلى بِهِ جيد للأبيض ويقلع أَصله الْبَتَّةَ أَن يسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم من حب النّيل مقشرا معجونا بِعَسَل. القوى الطبيعية: ابحث عَن البهق الْأسود عَن حَال الطحال الف ي فانه إِنَّمَا يكثر إِذا ضعف الطحال عَن جذب السَّوْدَاء. مَجْهُول قَالَ: ادلك البهق بِحَبَّة من عِنَب الثَّعْلَب يذهب بِهِ أصلا. يه: خَاصَّة الشونيز النَّفْع من البرص إِذا طلى بِهِ. قَالَ: والخردل نَافِع إِذا طلى. مَجْهُول: يسقى كل يَوْم مِثْقَالا من الزوفرا قد سحق ولت بدهن شيرج وَبعده يلوك هليلجة كابلية سَوْدَاء تفعل ذَلِك طول الشتَاء ودع الحموضة والحلاوة وَأَقل الْغذَاء وَلَا يسقى فِي الصَّيف يذهب البرص الْبَتَّةَ فانه يكون لسوء هضم. سفوف نَافِع للبهق والبرص: إهليلج أسود أملج شونيز بالسواء. زوفرا جُزْء وَنصف يشرب) ثَلَاثَة دَرَاهِم كل غدْوَة وَمثله عَشِيَّة وَمَتى حم تَركه أَيَّامًا ثمَّ عاود ويطلى بتافسيا وفلفل وشيطرج بِمَاء الحنظل وَمَتى تنفط يراح أَيَّامًا. طلاء عَجِيب: شونيز مقلو شيطرج فَارسي عشرَة عشرَة شب ثَلَاثَة سنا مثله زاج عفص اثْنَان اثْنَان بزر حرمل مقلو خَمْسَة يطلى بخل خمر فان أسود فَوق الْمِقْدَار طلى بِلَبن النِّسَاء. فِي الْكَمَال والتمام وَمن التَّذْكِرَة أَيْضا علاج خَاص للبرص ينفض بالقوقايا واليارجات الْكِبَار وَيلْزم هَذَا المعجون سنة إِن شَاءَ الله: وَج خَمْسَة اهليلج كابلي منقى عشرَة بليلج أملج أنيسون نانخة سِتَّة سِتَّة افيثمون خَمْسَة عشر بسفايج عشرَة إهليلج أصفر منقى خَمْسَة عشر ايارج فيقرا عشرُون درهما ملح هندي سَبْعَة بزر الزوفرا عشرُون عَاقِر قرحا عشرَة تَرَبد خَمْسُونَ شَحم حنظل عشرُون غاريقون خَمْسَة عشر سقمونيا ثَمَانِيَة يعجن بِعَسَل الصعتر الشربة من مِثْقَال إِلَى مثقالين الف ي كل خَمْسَة أَيَّام مرّة وَالطَّعَام عصافير وقنابر مطجنات وقلايا وَزِير باج بِلَحْم خَفِيف حولى والشارب الزبيبي وَالْعَسَل أَو شراب مفتر وَيكثر بالتعرق فِي الْحمام وخاصة بعد الدَّوَاء وَلَا يُجَامع إِلَّا على الرِّيق وَيتْرك المَاء الْبَتَّةَ وَيشْرب مَا ذكرنَا وَمن شراب عَتيق.

من كتاب مَجْهُول مُعظم مجرب قَالَ: إِذا ظهر من البرص نقطة فاعصر من أَطْرَاف الْكَرم المزة قدحا كل يَوْم وَيشْرب أَيَّامًا يوفقه فَلَا يزِيد الْبَتَّةَ. قَالَ: والإسهال بحب النّيل يقْلع البرص الْبَتَّةَ. الْيَهُودِيّ: اعرفه بِأَن الشّعْر النَّابِت عَلَيْهِ أَبيض متمعط فان لم يكن شعر فاعرفه من أَنه ابدا منخفض عَن جلدَة الْبدن وسطحه ويتسع كل قَلِيل وَلَا يخرج مِنْهُ فليتركوا الفصد الْبَتَّةَ والزمهم القئ. من السمُوم الْمَنْسُوب لج: الذراريح ينفع جدا من البرص. جورجس قَالَ: اطل الوضح بعد الْحمام بالبلاذر والشيطرج وَالصَّبْر والأقاقيا والمرادسنج والخل وينفع حناء وخردل وَحل. الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة قَالَ: اغرز الْموضع بابرة ويبريه صبغ بذرق الْحمام. اطهورسفس قَالَ: يطلى بقطران ويضمد بِهِ ثَلَاثَة أَيَّام لَا يحل فانه يبريه.)

(فِي الْقمل والصؤاب.) الميامر قَالَ: 3 (يتَوَلَّد الْقمل من رطوبات حارة) مَا لم تبلغ حَرَارَتهَا إِلَى أَن تبرز إِلَى سطح الْجلد وَإِنَّمَا تتولد فِي بَاطِن الْبدن فَلذَلِك يجب أَن تعالج بالمجففات الَّتِي مَعهَا جذب وَتَحْلِيل قوي. أرجنجانس: ميويزج زرنيخ أَحْمَر بورق يسحق بِزَيْت وخل ويطلى بِهِ الرَّأْس أَو اطله بالسماق وَالزَّيْت أَو بأصول الحماض الحامض الف ي مَعَ زَيْت أَو بالخربق الْأَبْيَض والبورق أَو بالشب وَالزَّيْت. العلامات قَالَ: صَاحب الْقمل يعرض لَهُ صفرَة فِي وَجهه وَقلة شَهْوَة الطَّعَام وينحف بدنه وتضعف حركته وقوته. بولس: اغسل الرَّأْس مِنْهُ بطبيخ الترمس فانه بليغ واسحق ميويزجا بخل ولطخه حَيْثُ شِئْت فانه جيد عَجِيب. تياذوق: ورق الدفلى وورق الأزاددرخت يلقيان فِي الدّهن ويدهن بِهِ فانه عَجِيب أَو ادهن اهرن قَالَ: احم صَاحب الْقمل من الأغذية الغليظة وأعطه الملطفة المولدة للدم الْبَارِد وَيكثر الْحمام وتبديل الثِّيَاب وتجعلها خَاصَّة الْكَتَّان فانه قل مَا تقع فِيهِ ثمَّ اسْتعْمل الأطلية. طلاء جيد: كندس زرنيخ أَحْمَر زراوند طَوِيل ميويزج قطران مرَارَة الْبَقر قدر مَا يعجن بِهِ ويطلى بِهِ الرَّأْس وَالْبدن. وينفع مِنْهُ ورق الآس والأزاددرخت وورق السرو والخل والبورق. لي: وَبِالْجُمْلَةِ كل مجفف وَجَمِيع أدوية الجرب. الْيَهُودِيّ قَالَ: يكون الْقمل من كَثْرَة الدَّم وينفع مِنْهُ الفصد ثمَّ الإسهال وَمن بعدهمَا الأطلية. مَجْهُول: يبخر بالكندس مَرَّات ثمَّ يفتق فِي الدّهن ويتمرخ بِهِ.

سرايبون قَالَ: وَرُبمَا عرض من الْقمل بَغْتَة شَيْء كثير وَيكون من رطوبات فِيهَا بعض الحدة كامنة تَحت الْجلد وَتصْلح لَهُ الْأَدْوِيَة المجففة الجاذبة فنق الْجَسَد أَولا ثمَّ خُذ ميويزجا وزرنيخا أَحْمَر وبورقا بِالسَّوِيَّةِ يطلى بخل خمر ودهن ورد أَو خَرْدَل وزرنيخ وزئبق أَو اسْتعْمل الزئبق الْمَقْتُول وَحده الف ي أَو يُؤْخَذ أزاددرخت وكندس مثل خمسه فيسحق بدهن قد طبخ فِيهِ ورق الدفلى) وَيسْتَعْمل فان كَانَ الدَّم كثيرا فافصده وأسهله وألزمه الاستحمام بِالْمَاءِ المالح مُدَّة لينقى الْجلد ثمَّ بِالْمَاءِ العذبة الْحَار وليترك الأغذية الحارة الغليظة وَلَا يقرب التِّين وخاصة الْيَابِس. ديسقوريدس: دهن الفجل جيد جدا لمن قمل بعقب مرض طبيخ الطرفاء يقتل الْقمل. الخوز قَالَت: الأزاددرخت يقتل الْقمل. وَقَالَ د: الزرنيخ مَعَ الزَّيْت الميويزج لمن قمل مَعَ زرنيخ وزيت مَاء الْبَحْر طبيخ السلق عسل يلطخ بِهِ. الثوم مَتى شرب مَعَ طبيخ الفوتنج الْجبلي فتلها جَمِيعًا إِن شَاءَ الله. يه الْأَدْوِيَة المنقية القاتلة للقمل: الزرنيخ الْأَحْمَر الزراوند الكبريت الميويزج الدَّار صيني قصب الذريرة العاقر قرحا النورة رماد البلوط الحنظل يسحق بَعْضهَا بِزَيْت ويطلى بِهِ وَكَذَا المرارات والقسط المر وبزر الفجل وَالْعَسَل وَجوز السرو والقردمانا. وَيمْنَع تولدها المَاء الكبريتي ويطلى الْبدن بِهِ. والاغتسال بطبيخ الشيح والفوتنج. مَجْهُول: يدخن بالكندس ويمرخ بدهن قد سحق فِيهِ. بختيشوع: الشب مَتى حل بِمَاء وطلى بِهِ قتل الْقمل. الْكَمَال قَالَ: قد يحدث فِي الْمَرَض الطَّوِيل قمل يصب عَلَيْهِم طبيخ ورق الصنوبر وَجوز السرو وفوتنج وادهنهم بدهن قرطم. الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة: اسحق ورق البزر كتَّان بدهن واطل بِهِ.

(فِي الشرى) الْمقَالة الأولى من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الْأَوَائِل يسمون الشرى بَنَات اللَّيْل من أجل أَنه يهيج بِاللَّيْلِ. السَّادِسَة قَالَ: البثور المحددة الرؤس حكتها ابدا أَشد لِأَن خلطها أحر وَأحد والمفرطحة الْبيض أقل من تِلْكَ لِأَنَّهَا أبرد. الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يعتري من الشرى الشَّديد جُنُون وَغشيَ وقلق وخضرة الشفتين والأطراف والقيء جيد لجَمِيع أَصْنَاف الشرى والفصد والإسهال للخلط الْغَالِب. الطَّبَرِيّ قَالَ: اطل الْبدن من صَاحب الشرى بِالصبرِ والمرو والبورق معجونا بدردى الْخلّ. لي يسقى كزبرة وسكرا. بولس قَالَ: للشرى بِاللَّيْلِ أَذَى شَدِيد فادف حلتيتا بِمَاء واطله عَلَيْهِ فانه يجفف بِلَا لذع أَو دق شوكرانا وَضعه عَلَيْهِ أَو دق كرفسا مَعَ سويق الشّعير وَضعه عَلَيْهِ أَو وضع عَلَيْهِ عِنَب الثَّعْلَب أَو كزبرة رطبَة أَو طبيخ ورق زيتون أَو ابْسُطْ عسل الزَّبِيب على خرقَة والزمه وليدع الحريفة والحامضة والمالحة وَالْحمام وَالشَّمْس والاصطلاء بالنَّار. لي: يسقى من بزر الْحِنَّاء خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء بَارِد فيسكن من سَاعَته والمسحوق أبلغ. من اختيارات حنين: للشرى: يُؤْخَذ من القاقلة دِرْهَم بِمَاء بَارِد فانه يسكنهُ. قَالَ وَهُوَ مجرب نَافِع جدا. للساهر قَالَ: يشرب نشاستج العصفر بِمَاء الرُّمَّان وسكر ويطلى فِي الْحمام بدقيق الشّعير ودهن ورد أَو يتعرق ثمَّ يتدلك بالشاهسفرم ويسقى طبيخ الإهليلج الْأَصْفَر والشاهترج والتربد. قَالَ: 3 (مَاء الْجُبْن جيد للشرى والحكة) وَالصبيان يحجمون إِن كَانَ قد أَتَى عَلَيْهِم سَبْعَة أشهر فانها نافعة للشرى ويحمون وطبيخ البنفسج وَالشعِير والقرع والنيلوفر وَلَا يقرب الدّهن ويتعاهد الْمُرضعَة.

دواء مجرب

وَله مجرب: البنج دِرْهَم يدق وَيشْرب بِمثلِهِ سكرا فانه نَافِذ وَيشْرب بِمَاء بَارِد. ابْن سرابيون قَالَ: إِذا حدث الشرى من دم صفراوي ويستدل عَلَيْهِ من المزاج من حمرَة البثور وَمن أَنه يكون بِالنَّهَارِ أغلب فابدأ بالفصد وَبعد ذَلِك اسْقِهِ مَاء تمر هندي وإجاص وَبعد فان كَانَ من بلغم مالح فانه يهيج بِاللَّيْلِ ولونه أَبيض فاسقه مَاء جوز السرو الرطب أُوقِيَّة وَاحِدَة مَعَ دِرْهَم من الصَّبْر. وينفع مِنْهُ أَن تنقع آجر جيد فِي المَاء وَيشْرب أَو يشرب عفص بخل خمر أَو وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم من حب الْفَقْد بِلَبن حامض. وينفع نفعا عجيبا دِرْهَم كبابة مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم سكر. 3 - (دَوَاء مجرب) دِرْهَمَانِ من فوتنج. دِرْهَمَانِ من خمير طباشير ورد أَحْمَر نصف نصف. كافور قِيرَاط اسْقِهِ بِمَاء الرُّمَّان الحامض وبماء القثاء وانقع السماق وَصفه واسقه مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ. مَعَ دِرْهَم أملج مَعَ دِرْهَم سكر يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فانه عَجِيب. روفس قَالَ: اسْقِ للشرى مَاء الْجُبْن أَيَّامًا فانه ينفطه كُله وينفعهم شرب اللَّبن. لي بزر الْحبَّة خمير مجفف طباشير ورد بزر قطونا بزر الرجلة كافور قِيرَاط يستف مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بأوقية من مَاء الرُّمَّان وَيَأْكُل سماقه. د: ورق الآس يطْبخ ويخبص ويضمد بِهِ الشرى. ينفع الشرى بعر الضَّأْن مَعَ خل يضمد بِهِ. وينفع الشرى كزبرة. لحم الزَّبِيب يضمد بِهِ الشرى ينفع جدا. وَإِن دق الكبريت وضمد بِهِ نفع. وَمَاء الكراث مَعَ سماق يطلى بِهِ.) الْجَامِع: اسْقِ للشرى درهمي كبابة مَعَ دِرْهَم سكر بِمَاء بَارِد وَيشْرب مَاء الرُّمَّان ويغذى بِمَاء حصرم إِن شَاءَ الله. الف ي الْيَهُودِيّ قَالَ: يكون لون الشرى بِحَسب الْخَلْط الْغَالِب فالصفراوي أصفر أَو أَحْمَر قَلِيل والدموي أَحْمَر كَبِير والسوداوي أَخْضَر صَغِير والبلغمي أَبيض كَبِير وتخضر مَعَ السوداوي الشّفة ويعرض الغشي ويعتري من الصفراوي الِاخْتِلَاط فافصد فِي الدموي وأسهل فِي الصفراوي بسقمونيا بالهليلج والنرنجبين وانطلهم بخل ودهن ورد وملح قَلِيل واسقهم مَاء الرُّمَّان مَعَ طباسشير وخمير مجفف حامض جدا وقيء البلغم وحمه فِي الْحمام واسقه جوز السرو وسكرا وأسهل السوادي بالغاريقون وحمه واطله بالبورق والماميثا وَعسل. جورجس قَالَ: ينفع مِنْهُ الْخلّ شربا وطليا والهليلج والفصد إِن شَاءَ الله.

(فِيمَا يذهب الصنان ونتن الْعرق) (كُله ونتن الْبَوْل وَالْبرَاز وَمَا يلينه وَمَا بخرج أثر النورة والذراير الَّتِي يطيب) (بهَا الْبدن.) لي جربت أَن الشَّرَاب يذهب نَتن البرَاز وجودة الهضم أَيْضا مِمَّا تقلل نَتن البرَاز وَوجدت الأنجدان والحلتيت يزيدان فِي نَتنه جدا. بولس للصنان: شب رطب جزءان مر جُزْء يذاب بشراب وَيسْتَعْمل أَو يحرق خبث الْفضة ويعجن بشراب وَيسْتَعْمل. التَّذْكِرَة لتطيب رَائِحَة الْبدن: أَن يطلى الْبدن بورق السرو ودهن الْورْد وَيَأْكُل فلنجه وسليخه على الربق إِن شَاءَ الله. ابْن ماسويه فِي الْحمام قَالَ: يقطع رَائِحَة النورة ذَلِك الْبدن بعده بورق الخوخ الْيَابِس المدقوق أَو بالسك أَو بالصندل الْأَبْيَض أَو بثجير الف ي العصفر والنخالة. تياذوق قَالَ: 3 (الصندل يقطع رَائِحَة الْإِبِط) 3 (وَالرجل إِذا كَانَ مُنْكرا جدا فيدلك بِمَاء حَار أَولا وَيغسل ثمَّ يطلى بالميسوسن فانه) 3 (بليغ.) سرابيون قَالَ: الَّتِي يطيب بهَا الْبدن وَمِنْهَا بالجوهر مثل الأفاويه والطيوب وَمِنْهَا بِالْعرضِ وَهِي الَّتِي تسد منافذ الْبدن مثل المرادسنج والشب وخبث الْفضة والتوتيا فان هَذِه كلهَا تمنع الْعرق من الآباط والأرابي وَالرجل فَلَا يظْهر النتن وَالَّتِي تطيب بجوهرها فالحارة تصلح للأبدان الْبَارِدَة وبالضد. 3 (ذرور يطيب الْجَسَد المنتن) الْعرق يصلح للمحرورين: سعد ساذج فقاح إذخر يسحق بشراب ريحاني سحقا نعما ثمَّ يجفف ويلقى عَلَيْهِ ورد وصندل وآس واسحقه واعجنه بِمَاء ورد وَيسْتَعْمل بعد التجفيف بِأَن يذر على الْجَسَد المنتن الْعرق إِن شَاءَ الله وَيمْسَح بِهِ. وَأَيْضًا: يدلك الْجَسَد بعد الْحمام بطبيخ التَّمام والآس والورد والمرزنجوش والأشنة وقصب الذريرة.

الأدوية المفردة

وَمِمَّا يسْتَعْمل فِي ذَلِك ورق الأترج ودهنه والآس والورد ورق الخوخ والحماما والقسط والسنبل لي: لَا شَيْء أذهب للعرق المتتن من الشَّرَاب الريحاني وَأكل الحرشف والهليون. وَجَمِيع مَا يدر الْبَوْل الغليظ كالأبهل فانه عَجِيب إِن اسقف مِنْهُ كل يَوْم صَار ريح الْعرق كريح الأبهل وَكَذَلِكَ ريح الْبَوْل وَقطع النتن الْبَتَّةَ. 3 - (الْأَدْوِيَة المفردة) الحرشف مَتى سلق وَشرب مَاؤُهُ أدر الْبَوْل إدرارا كثيرا منتنا وأذهب نَتن الْإِبِط وَجَمِيع الْبدن. المر يخلط بشب ويطلى الف ي الْإِبِط وَالرجل الَّتِي تعرق عرقا منتنا فتذهب بذلك إِن شَاءَ الله. صفة أَقْرَاص الْورْد يدْفع الْعرق المنتن ويطيب الْبدن: ورق الْورْد الطري مَا قد أضمر أَرْبَعِينَ يَوْمًا سنبل هندي خَمْسَة مر سِتَّة سك خَمْسَة تتَّخذ أقراصا وتمسح بِهِ حَيْثُ تُرِيدُ. لي يطلى على الرجل بِمَاء الشبث والإ زيد فِيهِ شب ثَلَاثَة دَرَاهِم. دهن الآس يمْنَع الْعرق المنتن جدا. ابْن ماسويه: الحلبة تفْسد ريح الْعرق وَالْبَوْل وتطيب ريح النجو. قريطن: إِذا اسود الْبدن من النورة فاغسله بدقيق الحمص والباقلى والبورق بالسوزية وَأَجد دلكه فانه يبيض ويلين الْبشرَة ويبطئ نَبَات الشّعْر. بولس: من كَانَ يَعْتَرِيه دفر فليطرح ورق السرو فِي دهن وشمسه ويمرخ بِهِ بدنه وليأخذ كل يَوْم لي تجربة: ورق السرو ادلك بِهِ الرجل فانه يمْنَع الْعرق المفرط الْكَائِن فِيهِ. روفس قَالَ: ترك الشَّرَاب والاقتصار على المَاء يذهب الدفر ونتن الْعرق.

(فِي الكلف) الْخَامِسَة من الميامر قَالَ: 3 (الكلف يكون عِنْد خُرُوج الدَّم) 3 (من الْعُرُوق الصغار إِمَّا بِفَسْخ أَو رض أَو لامتلائها وتجتمع تَحت الْجلد ويكمد لون) 3 (الْموضع إِذا جمد ذَلِك الدَّم وَلذَلِك قد أَجَاد الْأَطِبَّاء فِي الْمُبَادرَة إِلَى علاجه قبل أَن) 3 (يسود وَالْغَرَض فِي علاجه أَن يحلل ذَلِك الدَّم الَّذِي قد انصب إِلَى الْجلد قبل أَن يجمد) 3 (فيعسر تَحْلِيله وَلِأَن صفاقات الْعُرُوق الَّتِي خرج عَنْهَا ذَلِك الدَّم إِن رضت وانفسخت) 3 (صَار يخلط مَعَ الْأَدْوِيَة شَيْء يسير من الْأَدْوِيَة القابضة لِأَن الدَّوَاء الَّذِي لَهُ قُوَّة محللة) 3 (فَقَط حلل الف ي الدَّم الَّذِي قد خرج عَن الْعُرُوق فَيخرج مِنْهَا شَيْء آخر) 3 (وَلَكِن إِذا برأَ ذَلِك الْفَسْخ الَّذِي فِي تِلْكَ الْعُرُوق الصغار فَحِينَئِذٍ يحْتَاج إِلَى مَا يحلل من) 3 (غير أَن يقبض بتة.) لي هَذَا كَأَنَّهُ يُسمى آثَار الدَّم الْمَيِّت كلفا فَافْهَم هَذَا الْكَلَام فِي الفسوخ كلهَا واستعن بِمَا فِي علاجه قَالَ: يعالج الكلف المزمن بعد أَن يعْتق ويسود بالقوية التَّحْلِيل وَأما الحَدِيث فبالتي تحلل تحليلا يَسِيرا. قَالَ: وَأَنا أعمد الشياف الوردي الْمَنْسُوب إِلَى سَلس وَهُوَ فِي الرَّابِعَة من الميامر فأحكه ثمَّ أطلي بِهِ الكلف بعد أَن أكمده بطبيخ إكليل الْملك والحلبة ثمَّ فِي الْمرة الثَّانِيَة أديف هَذِه الأشياف بِهَذَا المَاء وأطليه ثمَّ أديفه بِمَاء الحلبة فَقَط وَمَتى بقى من الْعلَّة شَيْء يسير أدفت شَيْئا من شياف المر بطبيخ الحلبة وطليت مِنْهُ الْموضع وَيجب أَن يطلى فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ وكمد قبل ذَلِك كل مرّة بطبيخ تِلْكَ الْأَشْيَاء الَّتِي وصفتها وَهُوَ حَار وَإِن تمادت الْعلَّة طبخ فِي المَاء حلبة فَقَط واسقط إكليل الْملك فَهَذَا علاج يذهب الكلف الْبَتَّةَ حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء وَمَتى بقى فِي بعض الْأَحْوَال مِنْهُ شَيْء فالشياف الْمُتَّخذ بالأسرنج يذهبه والأدوية القوية التَّحْلِيل الَّتِي أَنا واصفها. ارجنجانس قَالَ: يضمد بالفجل وَيرْفَع سَاعَة يلذع. جالينوس قَالَ: إِذا كَانَ الكلف مبتدئا فانه لَا يجب لَا أَن يتْرك يلذع لِأَنَّهُ يجذب من الْعُرُوق) المنفسخة دَمًا أَكثر مِمَّا يحلل فَأَما المزمن فَمَا طَال لبثه عَلَيْهِ فَهُوَ أَجود. وَمِمَّا ينفع الكلف الْقَرِيب الْعَهْد إِذا كمد لَونه بالعجلة أَن تغمس اسفنجة فِي مَاء وملح وتوضع على الْموضع وَيرْفَع رفعا ووضعا متواليا.

قَالَ جالينوس: اسْتعْمل هَذَا الْأسود وَلَا تستعمله الف ي فِي الْأَحْمَر والأصفر لِأَنَّهُمَا بعد لم يغلطا ويسكن اللذع إِن هاج عَن مَاء الْملح بالتكميد بِالْمَاءِ العذب. قَالَ: ضمده بدقيق الباقلى معجونا بِعَسَل أَو ضمده بفوتنج أَو زوفا معجونا بِعَسَل واسحق خردلا مَعَ شَحم وَضعه عَلَيْهِ. قَالَ ج: هَذَا ينفع من الكلف الْعَتِيق. قَالَ: والخل وَالْعَسَل مَتى وضعا عَلَيْهِ باسفنجة جلا الكلف والخل الثقيف يحل الكلف الغليظ أَو يضمد بالقردمانا والمر ولعاب الْخَرْدَل وشمع وزيت وتافسيا أَو قيورطي أَو الْحِمصِي الكرسني أَو قشور الفجل معجونا بِعَسَل أَو بصل الزير مَعَ عسل أَو مر وملح بخل أَو أصل لوف الْحَيَّة بِعَسَل أَو اللوف بِعَسَل أَو يضمد بالكمون أَو يسحق الفاشرا بِعَسَل ويضمد بِهِ أَو يضمد بِمَاء وملح حَار ثمَّ يوضع عَلَيْهِ بعد ذَلِك قشور الفجل معجونة بِعَسَل. قَالَ جاليونس: هَذِه صِفَات مجربة فَلذَلِك كتبتها فلتستعمل بِحَسب مَا حددت قَالَ جالبينوس: قد جربت الْجَوْز أَنْعَمت دقه وضمدته وشددته عَلَيْهِ لَيْلَة ثمَّ يُعَاد. اهرن: الكلف انفضه دَائِما بحب الصَّبْر وأعطه الترمس وَهَذَا الدَّوَاء: إهليلج أسود جزءان زنجبيل نصف جُزْء سكر مثل الْجَمِيع يستف مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم. ويعظم نفع طبيخ الافيثمون لَهُ والفصد وَإِذا نقيت فأعط مَا يقوى الْمعدة بعد ذَلِك ثمَّ اسْتعْمل الطلاء. يُؤْخَذ بزر جرجير ونشا ومرادسنج مبيض بِالسَّوِيَّةِ زعفران شَيْء قَلِيل خرو الحراذين وخرو الْكلاب ودقيق الباقلى وَالشعِير والحلبة جزءين جزءين. دهن اللوز الحلو دهن النارجيل مَا يجمع ويطلى بِهِ. أَو يُؤْخَذ باقلى ودقيق سميذ واطبخ حلبة واعجنها الف ي بِهِ وقرصه وَعند الْحَاجة اسحق مَعَه شَيْئا من زعفران واطله بِمَاء الشّعير. الْكِنْدِيّ للكلف: نشارة العاج وبزر التِّين الْأَصْفَر ولوبيا أَحْمَر وماش ولوز مر يداف بِمَاء) الشّعير ويطلى بِاللَّيْلِ وَيغسل بِالنَّهَارِ يذهب بِهِ الْبَتَّةَ. مَجْهُول إِلَّا أَنه ممدوح: يسحق خربق أَبيض بدهن الزَّيْت ويطلى بِهِ الكلف سَبْعَة أَيَّام فَيذْهب بِهِ الْبَتَّةَ من الأَصْل. آخر أَيْضا: يُؤْخَذ قرع يَابِس عَتيق فينعم سحقه وَيجْعَل مَعَه قَلِيل زعفران ويطلى بِهِ يذهب

القلهمان: الياسمين رطبا كَانَ أَو يَابسا مَتى دق وضمد بِهِ الكلف قلعه وَكَذَلِكَ النسرين. مَجْهُول للكلف: يطلى بالمقل الْأَزْرَق بِاللَّيْلِ وَيغسل بِالنَّهَارِ غدْوَة يفعل ذَلِك لَيَال فانه يذهبه الْبَتَّةَ وَإِسْحَق الْخَرْدَل الْأَبْيَض بالزيت سحقا بليغا واطله بِهِ سَبْعَة أَيَّام فانه يذهب بِهِ الْبَتَّةَ. قرصة للكلف عَجِيبَة: مازريون أَرْبَعَة خَرْدَل أَبيض عشرَة أشق دِرْهَمَانِ مقل دِرْهَمَانِ يحلان ويعجنت ويقرص ويطلى لَيْلًا وَيغسل بِالنَّهَارِ بِأَن يدلك بدقيق الشّعير وَمَاء حَار إِن شَاءَ الله. فرْصَة أُخْرَى جَيِّدَة: قسط مر دِرْهَم دَقِيق الباقلي دِرْهَمَانِ بزر جرجير نصف دِرْهَم خَرْدَل مثله فلفل بورق نصف نصف يجمع بمقل قد حل بِمَاء العصفر ويطلى عَلَيْهِ أَو يُؤْخَذ خربق أَبيض ودقيق الحمص وصمغ عَرَبِيّ يطلى بِهِ الْوَجْه للكلف. آخر للكلف الساهر منتخوشة دِرْهَم بورق مثله بزر فجل وَعظم بَال وَحب بَان وَحجر الفلفل دِرْهَم دِرْهَم الف ي كندس نصف دِرْهَم ويطلى. آخر: بزر فجل وبزر جرجير حجر الفلفل ترمس بزر بطيخ قسط لوز مر يطلى جيد بَالغ. نُسْخَة جَيِّدَة مجربة أَخَذتهَا من النخاسين: زئبق دِرْهَمَانِ لوز مقشر ثَلَاثَة دَرَاهِم يقتل الزئبق بالدق ثمَّ يدق مَعَه بزر الْبِطِّيخ ويطلى أَولا وَيغسل أسبوعا ويجد الطلاء كل سَاعَة وَيغسل بصابون فانه يكون كَأَنَّهُ قد ذهب. فيلغريوس: يُؤْخَذ بورق وَكَثِيرًا بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ أقراصا ويطلى بخل وَيغسل بصابون. التَّذْكِرَة: حب محلب مقشر مازريون لوز مقشر نشاستج للعصفر زعفران كثيرا. وللكلف والنمش عَجِيب: إيرسا خربق أسود ترمس لوز مر قسط مر خرء العصافير قلي كبريت كرسنة سليخة دارصيني يطلى بِمَاء التِّين الْمَطْبُوخ. تياذوق للكلف: يطلى بمقل أَزْرَق صَاف بِالْمَاءِ لَيْلًا وَيغسل نَهَارا بِمَاء حَار فانه يذهب أَو) يطلى بالبورق الأرميني بالميبختج والمزمن يطلى بخردل أَو يقشر لوز مر ويسحق بخل حذق ويطلى لَيْلًا وَيغسل غدْوَة. لي مرادسنج أُوقِيَّة زَيْت عَتيق أوقيتان يطْبخ حَتَّى ينْحل ويطرح عَلَيْهِ بعد رغوة الحلبة والخردل ومقل وَمر يسحقان باللعاب حَتَّى يتخمض ويتخذ داخليون ثمَّ يكمد الكلف حَتَّى يحمر ويلصق بِهِ لَيْلَة ويكمد من غَد حَتَّى يتقلع. ج الفاشرا يذهب الكلف. الْكَرم الْبري يذهب الكلف. الفاشر سِتِّينَ يذهبه.

اللوز المر يذهبه وأقواه مَتى أخذت عروق شجرته فسحقت وضمد بِهِ. ثجير حب البان مَتى سحق بخل ولطخ بِهِ الكلف أَبرَأَهُ الْبَتَّةَ وأذهب آثَار القروح. الْقسْط المر مَتى طلى على الكلف أَبرَأَهُ الْبَتَّةَ وَليكن بِمَاء الف ي الْعَسَل. بزر الكرنب يقْلع الكلف إِذا طلى. التِّين الَّذِي فِيهِ شَيْء من لبنية يقْلع الكلف. مَتى سحقت بِهِ أدوية الكلف كَانَت أقوى وأنفع جدا. ديسقوريدوس: ايرسا جُزْء خربق أَبيض جزءان يسحق ويطلى على الكلف يقلعه الْبَتَّةَ. ماسرجويه: مَتى سحق الدارصيني بِمَاء وطلى على الكلف أسْرع ذَهَابه. مسيح: الورس نَافِع للكلف. ماسرجويه: مَتى دق الياسمين الرطب أَو الْيَابِس وضمد بِهِ الكلف أذهبه. الْهِنْدِيّ قَالَ: الكلف يكون من كَثْرَة الدَّم. لي دَقِيق الحمص عشرَة قسط مر دارصيني جُزْء جُزْء بزر الفجل خَرْدَل بورق فلفل بزر جرجير جزءان جزءان يقرص بِمَاء الباقلى ويطلى بِهِ وَيغسل بطبيخ البنفسج وبزر الْبِطِّيخ والنخالة وإكليل الْملك. يه: مَتى لطخ الكلف بحماض الأترج أذهبه. د: الباقلى ج: بزر الْبِطِّيخ يذهب بِمَاء غور مِنْهُ. د: الدَّار صيني مَعَ عسل يذهبه. قَالَ: الحضض يسْتَعْمل للكلف. وَقَالَ: الحندقوقا يذهبه. بصل النرجس مَعَ خل يذهبه. ج: سرطان بحري رماده يذهبه. الكرسنة تذهبه بلعاب الحلبة. بزر الْكَتَّان مَعَ نطرون وتين يذهبه. بخور مَرْيَم يذهبه. د: لبن التافسيا يقْلع الكلف. حب الخروع يعجن بألبان النِّسَاء وَيحمل عَلَيْهِ. يه: من المنقية الَّتِي تذْهب النمش والكلف: الإيرسا الخربق الْأسود الترمس الحمص الْأَبْيَض للكلف الرَّقِيق مَجْهُول: يطلى بصندل الف ي أَبيض بِمَاء بَارِد بِاللَّيْلِ دَائِما نَافِع إِن شَاءَ الله.

للقوى المزمن: يطلى بشونيز مسحوق بِمَاء بَارِد. وللعسر يسحق المازريون بخل واجعله أقراصا وَعند الْحَاجة يحل ويطلى لَيْلًا وَيغسل من غَد. الْكَمَال: كثيرا كندس لبن يطلى. وَأَيْضًا قوي: أنجرة كرسنة بصل النرجس يطلى بِعَسَل أَو خُذ ثجير العصفر فضعه فِي الشَّمْس حَتَّى يغلط وأدم طلاءه بِهِ. فانه عَجِيب. الْقوي الطبيعية: إِذا كثر الكلف الكدر الْأسود فتفقد حَال الطحال فانه رُبمَا عجز عَن جذب الْخَلْط الْأسود فيكثر الدَّم فَعَلَيْك حِينَئِذٍ باسهال السَّوْدَاء كمرق الديوك الهرمة مَعَ) البسبايج وَنَحْوه. الْيَهُودِيّ: ينمقع الْمقل فِي لبن وذوبه مَعَ شَيْء من زعفران واطل بِهِ يقْلع الكلف والنمش. لي الِاعْتِمَاد عندنَا فِي المارستان على السحسيويه وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ سبستان. من اختيارات حنين: الكلف الغليظ يطلى بالفلفل. الفلاحة الفارسية: بصل يطلى بخل ثَقِيف ويطلى على الكلف وَيسْتَقْبل الشَّمْس ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يغسل ويعاد مَرَّات. مَجْهُول: عالج الكلف الرَّقِيق فِي الْوَجْه بنشا وزعفران وثجير العصفر يطلى لَيْلًا وَيغسل نَهَارا وَأما الْعسر فالقسط إِذا طبخ مَعَ ورد الخربق ثمَّ طبخ طبيخه حَتَّى يغلظ ثمَّ يطلى بِهِ فَلَا شَيْء أقوى مِنْهُ.

(فِي دَاء الْحَيَّة وداء الثَّعْلَب) الرَّابِعَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء: لَا يجب أَن يسرف فِي الْأَدْوِيَة الحارة فانها تجْعَل جلدَة الرَّأْس كحاله فِي الصلع وَلذَلِك يجب تفقد العصضو فَمَتَى ورم مسحته بشحم البط أَو شَحم الدَّجَاج الف ي فان هذَيْن بلطفهما يصلان إِلَى أعماق الْجلد وَلَا تزَال تفعل ذَلِك وَتَدَع الدَّوَاء الحاد حَتَّى يسكن الْعُضْو ثمَّ تعود فِي الْعَمَل. 3 (الينتون نَافِع فِي هَذِه الْحَالة) وَيجب اسْتِعْمَال الدللك وَالْحمام حَتَّى يحمر الْجلد وَمَتى كَادَت تقرح فَارْجِع إِلَى الشحوم. قَالَ: وأدل دَلِيل على الْخَلْط الْفَاعِل لون جلدَة الرَّأْس وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَالسّن وَالزَّمَان والبلد. الأولى من الميامر قَالَ: يعرض من رُطُوبَة ردية تصير إِلَى أَسْفَل الشّعْر فاستدل على نوعها بلون الْجلد وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم ثمَّ استفرغ الْبدن من ذَلِك الْخَلْط وضاده بالغذاء. وَأَنا أسهل هَؤُلَاءِ بالأيارج الْحَنْظَلِي على وَجهه إِذا كَانَ السَّبَب بلغميا وأزيد مَعَه خربقا أسود إِذا كَانَ الْخَلْط سوادويا أَو سقمونيا إِذا كَانَ صفراويا فَأَما بايارج شَحم الحنظل على وَجهه فان شَأْنه إسهال البلغم خَاصَّة من الرَّأْس وَحب القوقايا جيد أَن يسهل بِهِ هَؤُلَاءِ وَبعد الإسهال وَيجب أَن تستفرغ هَذَا الْخَلْط من أصُول الشّعْر قبل أَن يكْتَسب جلدَة الرَّأْس مِنْهُ سوء مزاج لابثا يصير بِحَالَة وَاحِدَة دم جيد لَا محَالة وَقَلبه إِلَى نَوعه وَإِذا كَانَ الْغَرَض استفراغ هَذَا الْخَلْط فان أدويته يجب أَن تكون محللة. قَالَ: وَإِنَّمَا صرنا نداوي دَاء الثَّعْلَب أول مَا يداوي بِهِ بالمحللة لِأَن الْخَلْط يكون قد حصل لِأَنَّهُ لَا يرسب دَاء الثَّعْلَب حَتَّى يرسب الْخَلْط ويستقر فِي أصُول الشّعْر وَيظْهر ضَرَره وفساده فاذا كَانَ فِي أول تكونه وجلدة الرَّأْس بَاقِيَة على حَالهَا فانه من الصَّوَاب استفراغ الْخَلْط وتقوية جلدَة الرَّأْس وَمنع الْخَلْط من أَن يصير الف ي إِلَيْهَا. قَالَ: وَقد أبرأت مرَارًا كَثِيرَة دَاء الثَّعْلَب بالاستقصاء بالإسهال حَده وَذَلِكَ أَنه كَانَ أدمن

أكل الْفطر قبل أَن أزمن يشْبع مِنْهُ كل يَوْم فَلَمَّا عرض لَهُ دَاء الثَّعْلَب أسهلته بأيارج شَحم الحنظل وَحده فِي خَمْسَة أَيَّام مرَّتَيْنِ فِي الْمرة الأولى أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَفِي الثَّانِيَة خَمْسَة مَثَاقِيل وَقبل ذَلِك كنت سقيته من القوقايا إِحْدَى عشرَة حَبَّة كل حَبَّة فِي عظم الحمصة. ونسخته: شَحم حنظل جُزْء عصارة إفسنتين جزءان سقمونيا جزءان صَبر مثله. وَكنت عَازِمًا أَن آخذ بعد الإسهال فِي المضوغ والغراغر فَدفع عَن ذَلِك سفر فَرجع إِلَيْنَا بعد عشْرين يَوْمًا وَقد برأَ وَكنت تقدّمت إِلَيْهِ فِي إصْلَاح غذائه فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك اسْتعْملت دَائِما هَذَا العلاج فِي قوم فبرئوا كلهم بِغَيْر شَيْء آخر لكنى لم أرم أَن أجرب الِاقْتِصَار على الإسهال وَحده فَقَط فِي دَاء الثَّعْلَب المزمن لِأَنِّي علمت أَن فِي مثل هَذَا يكون قد لحجت فِيهِ الرُّطُوبَة فِي جلدَة الرَّأْس لحوجا عسرة الانقلاع.) وَمَتى كَانَت الْعلَّة أَكثر إزمانا وجلدة الرَّأْس أسوء حَالا فَكُن فِي برئه بالإسهال وَحده أقل طَمَعا. والأدوية الَّتِي يعالج بهَا دَاء الثَّعْلَب بالطلاء يجب أَن تكون محللة وَجَمِيع المحللة حارة وَلَكِن لَا يجب أَن تكون قَوِيَّة الْحَرَارَة لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تحرق جلدَة الرَّأْس وَمَعَ ذَلِك ينقص من الْعلَّة فِي الِابْتِدَاء وَيظْهر عَنْهَا نفع عَظِيم ثمَّ إِنَّهَا تجْعَل جلدَة الرَّأْس من شدَّة الْجَفَاف فِي مثل حَال الصلع فَلذَلِك يجب أَن لَا تكون أدوية دَاء الثَّعْلَب تسخن إسخاناً قَوِيا ولتكن مَعَ ذَلِك لَطِيفَة لِأَنَّهَا تحْتَاج أَن تغوص فِي جلدَة الرَّأْس وَهِي غَلِيظَة قَوِيَّة وَيجب مَعَ ذَلِك أَن تكون جاذبه لتجتذب الدَّم الْجيد الف ي إِلَى الْموضع بِمَنْزِلَة التافسيا فانه قد اجْتمع فِيهِ التَّحْلِيل واجتذاب الدَّم. وَلَكِن حرارته أَكثر مِمَّا تحْتَاج إِلَيْهِ هَذِه الْعلَّة. فَلذَلِك فليستعمل بالحذر لِأَنَّهُ يحدث فِي الرؤس قروحا ورما وانتفاخا فلذالك تكسر قوته بالشمع والدهن اللَّطِيف مثل الزَّيْت الْعَتِيق ودهن الخروع وَإِن لم تَجِد شَيْئا من هَذ فاكسر قوته بِالْمَاءِ. اسْتعْمل الحَدِيث مِنْهُ فَهُوَ أرق والعتيق أغْلظ لِأَنَّهُ أقوى يَعْنِي أَكثر مَا تسحقه بِهِ من المَاء وَكَذَلِكَ من القيروطي. قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل كَمَا قد أُتِي عَلَيْهِ ثَلَاث سِنِين فانه لَا ينفع وَأما الحَدِيث فانه حاد فاكسر قوته وَهُوَ الَّذِي لَهُ من سِتَّة أشهر إِلَى سنة. والفريبون يُوَافق هَذِه الْعلَّة وَهُوَ من القوية الإسخان ودهن الْغَار وَهَذَانِ مَعَ أَنَّهُمَا يسخنان ويحللان يجذبان جذبا قَوِيا ويجلبان إِلَى الْموضع دَمًا جيدا فاستعملهما أما الفربيون فاخلطه بالشمع والدهن وَأما دهن الْغَار فاخلطه بشمع كي يبْقى على الْموضع. الفربيون الْعَتِيق أَيْضا أَضْعَف فان كَانَ حَدِيثا فاخلط مِنْهُ قَلِيلا. وذد مَا احْتمل وَتوقف فان كَانَ عتيقا فاخلط مِنْهُ فِي القيروطي وَغَيره وَإِذا عَالَجت بِهِ فتفقد أَثَره فان احْتمل الْبدن فزد وغلا فانقص. فان الإفراط لَا يلْحق وَالتَّقْصِير يلْحق فأقوى مَا يسْتَعْمل فِي دَاء الثَّعْلَب الفربيون وَبعد الْخَرْدَل والحرف والتافسيا والأذراقي فَهَذِهِ فِي الطَّبَقَة الأولى ويتلوها فِي الْقُوَّة الكبريت

ورغوة البورق والخربقان وبزر الجرجير ودهن الْغَار وَصِنْفًا زبد الْبَحْر وقشور الْقصب وأصوله محرقة والزفت والقطران وخرء الفار وشحم الدب وأفضله الْعَتِيق جدا وشحم البط وَجَمِيع الشحوم اللطيفة الَّتِي يُمكنهَا الغوص وَالْبُلُوغ إِلَى أقاصي الشّعْر.) واللوز المر محرقا بقشره نَافِع لَهُم فِي هَذِه الْعلَّة الف ي وَكَذَلِكَ الكندر إِذا سحق أَيَّامًا بخل فائق لطيف فِي الشَّمْس طلي فَاسْتعْمل هَذِه واخلط بالقوية قيروطا وبالضعيفة دهن الْغَار وتفقد أَثَرهَا فِي كل يَوْم وعالج المزمن بالقوى والْحَدِيث بالأضعف. وَاعْلَم أَن التافسيا نعم الدَّوَاء لهَذِهِ الْعلَّة مَتى أزمنت وعسر برؤها فَأَما إِذا كَانَت الْعلَّة مبتدئة يسيرَة فالإسهال يبرئها. أَو مَعَ الإسهال بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي ذكرت. لطوخ لداء الثَّعْلَب المزمن الْقوي: فربيون تافسيا دهن الْغَار من كل وَاحِد مثقالان كبريت لم يدن من النَّار وخربق أَيَّامًا كَانَ أسود أَو أَبيض مِثْقَال مِثْقَال يخلط بِسِتَّة مَثَاقِيل من القيروطي معمولة من دهن الْغَار وشمع بِالسَّوِيَّةِ وَيسْتَعْمل على أَنه دَوَاء قوي جدا. وَقد خلطت بِهِ بعض الْأَوْقَات مِثْقَالا من حرف ومثقالا من زبد الْبَحْر. والزفت الرطب يَنُوب عَن دهن الْغَار إِذا لم تَجدهُ. آخر: اخلط تافسيا وفربيونا وأذاراقي بِبَعْض الشحوم اللطيفة وَاسْتَعْملهُ واجعله عشر الشحوم واحلق الشّعْر أَولا بِالْمُوسَى ثمَّ ادلك الْموضع بِخرقَة خشنة إِلَى أَن يحمر وَانْظُر إِلَى سرعَة احمراره وبطئها وعَلى حسب ذَلِك فَلْيَكُن رجاؤك بِسُرْعَة الْبُرْء وبطئه لِأَنَّهُ إِن كَانَ يحمر بعد دلكات يسيرَة فالعلة لَطِيفَة ضَعِيفَة وبالضد مَتى لم يحمر الْبَتَّةَ وَإِن أَكثر الدَّلْك فالعلة عسرة ردية وتفقده بعد العلاج بالأدوبية والطلاء فادلكه أَيْضا وَانْظُر هَل صَارَت تظهر أسْرع فان كَانَت الْحمرَة إِنَّمَا تظهر فِي دلكات مُسَاوِيَة للَّتِي كَانَت تظهر بهَا قبل الدَّوَاء وَتَكون إِذا ظَهرت مُسَاوِيَة للحمرة الَّتِي كَانَت قبل فان الدَّوَاء لم يعْمل شَيْئا فزد الف ي فِي قوته وَانْظُر أَيْضا إِلَى لون الْجلد هَل حمره الدَّوَاء وجسه فَانْظُرْهُ هَل سخن لِئَلَّا يؤول الْأَمر إِلَى التقريح أَو الاحتراق. وَأَنت لَا تشعر وَإِن ابْتَدَأَ يسخن فاكسر من قُوَّة الدَّوَاء إِذا خفت ذَلِك وترفق بأبدان الصّبيان والخصيان وَالنِّسَاء وَنَحْوهَا وعالج الْأَبدَان القوية بِقُوَّة. طلاء: احْرِقْ الذارريح واعجن رمادها بالزفت الرطب حَتَّى يصير كالقيروطي واغسل الْموضع بخل وبورق وأجدا دلكه ثمَّ ضع عَلَيْهِ الدَّوَاء لَيْلَة وفوقه خرقَة وافرة وأعده حَتَّى تحدث لَهُ نفاخات فافقأها فانه إِذا جَفتْ يَبْدُو الشّعْر فاحلقه مَرَّات. آخر: اطله بميويزج مسحوق بدهن غَار فانه عَجِيب أَو اطله بِلَبن اليتوع فاذا تنفط فَأخْرج الصديد فان الشّعْر يبرز من تَحْتَهُ.)

دواء قوي جيد

قَالَ: وأسقلبياذس يَأْمر أَن يجْتَنب هَؤُلَاءِ الشَّرَاب وَالْحمام والتملئ من الطَّعَام وخاصة مَا ينْفخ وَجَمِيع مَا يغذى غذَاء كثيرا وَأَن يعرقوا عرقا كثيرا أَو أكلُوا لَحْمًا. لي ينظر فِيهِ. 3 - (دَوَاء قوي جيد) بورق إفريقي جزءان نوشادر جُزْء أحرقهما وأدفهما بخل ثَقِيف وادلك الْموضع ثمَّ اطله وَهُوَ رَقِيق كوسخ الْحمام فاذا نشف بعد ثَلَاث سَاعَات فأعده وَافْعل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام وَمَتى تبثر مَوضِع فشقه وسيل صديده وتعمد بالدواء بِحَسب الْموضع الَّذِي لم يتبثر وَإِيَّاك والموضع الَّذِي قد تبثر ونشف الصديد الَّذِي يخرج من النفاخات افْعَل ذَلِك أسبوعا فان الشّعْر يبدئ ينْبت من حواليه. وَأما سورغالس فيأمر بِاسْتِعْمَال التَّدْبِير المنعش والغذاء المولد للدم الْمَحْمُود وَاسْتِعْمَال المحجمة عَلَيْهِ وَحلق الرَّأْس وداء الْخَرْدَل ثمَّ بعد أَن يوضع عَلَيْهِ دَوَاء الْخَرْدَل اطله بالزفت أَو بالقطران وادلكه قبل ذَلِك بالبصل الف ي أَو أطله بتافسيا ودعه يتنفط ثمَّ كمده بِالْمَاءِ الْحَار وامسحه بالقيروطي. اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء قَالَ: مَتى تبثر الْموضع وَحمى واحمر فامسحه بشحم الدَّجَاج حَتَّى يسكن ثمَّ عد إِلَى الْأَدْوِيَة الحارة. وَالْحمام يَنُوب عَن الدَّلْك إِذا أردْت طليه. ذكر انطليش أَنه يعالج دَاء الثَّعْلَب الردي بالمحاجم والعلق. الْإِسْكَنْدَر فِي كناشة: يُؤْخَذ من الْخلّ الشَّديد الحموضة وَمن دهن الْورْد أُوقِيَّة فاجمع ذَلِك كُله وادلك الْموضع بِخرقَة صوف خشنة ثمَّ اطله فانك ترى الْعجب من جوده فعله. انطليش قَالَ: الْأَفْعَال الحميدة الَّتِي يعالج بهَا دَاء الثَّعْلَب من علاج الْيَد هُوَ الشَّرْط وَتَعْلِيق المحاجم والعلق. بولس قَالَ: يكون دَاء الثَّعْلَب لرطوبات ردية فِي أصل الشّعْر فَيجب أَن تعرف الْخَلْط من لون الْجلد وَمن التَّدْبِير الْمُتَقَدّم ثمَّ استفرغ الْبدن من ذَلِك الْخَلْط وافصد فَإِذا فعلت ذَلِك فَعَلَيْك بالغراغر والتعطيس الَّتِي تنقى الرَّأْس ثمَّ صر إِلَى علاج نفس الْموضع فادلك الْموضع بالخل والبورق الأرميني بِخرقَة خشنة حَتَّى يحمر الْموضع ثمَّ اطله بالأفاويه على صلابة الْجَسَد وَأما) إزمان الْعلَّة فَاسْتعْمل الدَّلْك بالخل والنطرون وَالْحلق الدَّائِم فان كثيرا قد برئوا بِهَذِهِ وَحده عِنْد كل طلية أَو طليات.

الأدوية المفردة

أهرن قَالَ: دَاء الْحَيَّة يكون مَعَ ذهَاب الشّعْر وَذَهَاب الْجلْدَة الرقيقة. قَالَ: فَأَما استفراغ الْبدن فِي هَذِه الْعلَّة فَلْيَكُن من الْخَلْط الَّذِي دلك عَلَيْهِ لون الْجلد وَالتَّدْبِير الْمَاضِي فَأَما الَّتِي تطلى فَمن أَي خلط كَانَ الدَّاء فلتكن الأطلية بالحادة اللطيفة لِأَنَّهُ يُرَاد تَحْلِيل مَجْهُول عَجِيب: ذراريح وخردل الف ي يسحق بدهن ورد قد طبخ حَتَّى صَار كالغالية ويطلى فانه يتنفط ثمَّ ينْبت الشّعْر. لي يطْبخ حَتَّى تنْحَل فِيهِ الذراريح. من اقراباذين الصُّحُف قَالَ: الزم صَاحب الدَّاء الْمَعْرُوف بداء الثَّعْلَب قلنسوة فِيهَا وبر لَا تُفَارِقهُ لَيْلًا وَلَا نَهَارا ليَكُون رَأسه أبدا عرقا فانه أبلغ علاجه واسقه الشَّرَاب مكسورا بِالْمَاءِ سقيا دَائِما فانه يفتح مسامه وَيكثر دَمه والبخار فِي رَأسه وينبت شعره وألح عَلَيْهِ بالدلك كل يَوْم بِخرقَة حَتَّى يحمر فانه ملاكه واحلقه بِالْمُوسَى مَتى بدا وَطَالَ قَلِيلا فانه أَجود وَلَا بُد أَن تمر عَلَيْهِ الموسى كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة وَلَا يقرب الرَّأْس بِمَاء مَا أمكن فانه رَدِيء فان كَانَ وَلَا بُد فاطبخ فِيهِ الشيح وكزبرة البثر والمرزنجوش والنمام وَنَحْوهَا. قَالَ: والزمه الأغذية المرطبة الجيدة كخبز الْحوَاري وَلحم الجدي والدجاج وصفرة الْبيض وجنبه كل مَا يغلظ الدَّم أَو يَجعله حريفا وَإِن كَانَ ممتلئا فافصد الْجَبْهَة والصدغين وَبَعض عروق الرَّأْس هَذَا إِذا كَانَت مَعَ الْعلَّة عروق الرَّأْس ممتلئة حارة وَإِلَّا فَلَا وَإِن كَانَت جلدَة الرَّأْس حَمْرَاء وعروقها ممتلئة فَلَا شَيْء أبلغ من هَذَا وادلك رَأسه أبدا وَيكون دَائِما متقلسا حَتَّى يكون رَأسه أبدا عرقا وادلك بالبصل حَتَّى يَقع فِيهِ مثل لهيب النَّار وَمَتى تقرح فاطله ابْن ماسويه فِي الكناش قَالَ: ادلك الْموضع حَتَّى يدمى ثمَّ يدلك بالبصل فان لم يحمر فاشرطه شرطا موجعا ثمَّ اطله بالثوم وَاجعَل أغذيته جَيِّدَة وَأكْثر الْحمام وصب المَاء الفاتر على الرَّأْس وليدمن الشَّرَاب الصافي. وَاعْلَم أَنه بِقدر سرعَة حمرته عِنْد الدَّلْك وبطئه يكون الْبُرْء. 3 - (الْأَدْوِيَة المفردة) الكبيكج يُبرئ دَاء الف ي الثَّعْلَب مَتى وضع عَلَيْهِ مُدَّة يسيرَة. لي هَذَا قوي جيد فَاسْتَعْملهُ بعقل. قَالَ: دَاء الثَّعْلَب يحْتَاج إِلَى أدوية يكون أقوى تحليلا من اللاذن كثيرا جدا وَأَن تكون مقطعَة لِأَنَّهُ يكون من أخلاط غَلِيظَة لزجة وَأَن تكون مَعَ تحليلها لَطِيفَة الْجَوْهَر لَا قبض

لَهَا أصلا وَلَا يبلغ من تجفيفها أَن تفنى نفس الرُّطُوبَة الْأَصْلِيَّة فاذا اجْتمع لَهَا ذَلِك نَفَعت لَا دَاء الثَّعْلَب وَحده لَكِن والصلع الْمُبْتَدِئ أَيْضا. البصل ينْبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب أسْرع مِمَّا ينْبت زبد الْبَحْر إِذا دلك بِهِ دلكا شَدِيدا. لي جربته فَوَجَدته مغنيا عَن غَيره فاعتمد عَلَيْهِ. ديسقوريدس: البصل ينْبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب أسْرع من سَائِر الْأَدْوِيَة. ابْن ماسويه: زبد الْبَحْر نَافِع لداء الثَّعْلَب جدا. لي أَحسب أَن البلبوس أبلغ من البصل. لي يُؤْخَذ مِثْقَال من زبد الْبَحْر وزاج وَربع مِثْقَال فربيون وَمثله تافسيا وبطون الذراريح مثله يعجن بعصارة البلبوس أَو بصل حريف ويشيف وَعند الْحَاجة يدلك الْموضع حَتَّى يحمر ثمَّ يطلى بِمَاء البصل. آخر لي ركبته: زبد الْبَحْر وزاج مِثْقَال فربيون مثله تافسيا نصف مِثْقَال يعجن بدهن الخروع وَيحمل. ولي زبد الْبَحْر عشرَة بورق خَرْدَل كبريت فربيون تافسيا دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ يتَّخذ شيافا ويدك الْموضع بالبصل حَتَّى يلتهب ويحترق ثمَّ يطلى عَلَيْهِ ويسكن إِذا تبثر بشحم الدب أَو شَحم البط فانه بليغ. قَالَ جالينوس فِي ذكر اللاذن: إِن دَاء الثَّعْلَب يكون من رطوبات غَلِيظَة لَا يقدر على حلهَا إِلَّا الْأَدْوِيَة القطاعة المحللة الَّتِي لَهَا لطافة وَلَا قبض لَهَا وَلَا يَنْبَغِي أَن تبلغ لطافتها إِلَى أَن تجفف وتفنى من الأخلاط الردية الرطوبات الطبيعية الَّتِي بهَا ينمى الشّعْر فانها الف ي إِذا كَانَت كَذَلِك أبرأت دَاء الثَّعْلَب بل القرع الْمُبْتَدِئ أَيْضا. الْيَهُودِيّ قَالَ: دَاء الْحَيَّة يسلخ الْجلد مَعَ ذهَاب الشّعْر لِأَن خلطه أحد وأحرف من خلط دَاء) الثَّعْلَب وعلاجه كعلاج دَاء الثَّعْلَب وانحلاق الشّعْر يكون من السَّوْدَاء فَاسق مَا يسهلها ثمَّ اشرطه وادلكه بالمزرنجوش. روفس إِلَى الْعَامَّة قَالَ: يُبرئهُ الْخَرْدَل والخل مَتى تضمد بِهِ بعد الدَّلْك. من كتاب غَرِيب قَالَ: اطرَح فِي الغالية شَيْئا من تافسيا واطله فان الغالية تفنى بنفاذ التافسيا.

(فِي الحزاز وَالْفساد) (الَّذِي من جنسه مِمَّا يحدث فِي جلدَة الرَّأْس والغسولات الممسكة للشعر.) الميامر الأولى قَالَ: 3 (يكون الحزاز من أخلاط ردية) وَالْقَصْد فِيهَا إفناؤها فَيجب أَن ينقى الْبدن أَولا إِن رَأَيْت للقوباء ثباتا ثمَّ عالج مَوضِع الْعلَّة بأدوية تجلو وتحلل وتخلط بهَا بعض القوابض كي يقوى الرَّأْس وَلَا يقبل البخار. أرجنجانس قَالَ: اغسل الرَّأْس بِمَاء الحلبة وعصارة السلق والبورق ثمَّ اعجن القيموليا بمرارة الْبَقر ودعه ساعتين ثمَّ اغسله واطله بقلقنت وبورق مسحوق بِزَيْت أَو خُذ حب البان ودقيق الباقلى بِالسَّوِيَّةِ فاطبخها بِمَاء واغسل بِهِ الرَّأْس أَو اغسل الرَّأْس بلوز مر مقشر اطله بخل ودعه ساعتين ثمَّ اغسله بِمَاء حَار أَو خُذ رغوة البورق وقلقنت بِالسَّوِيَّةِ فاطله ودعه ثَلَاث سَاعَات بعد حلقه ثمَّ اغسله بِبَعْض الْمِيَاه وَاسْتَعْملهُ فِي الشَّهْر أَربع مَرَّات فانه يمْنَع حُدُوث هَذَا الْعَارِض الْبَتَّةَ. افيذيميا الثَّالِثَة من السَّادِسَة قَالَ: الف ي مَا تتولد من مزاج فِي الرَّأْس خَاصَّة أَو أخلاط الْبدن بَاقِيَة بِحَالِهَا الطبيعية ثمَّ يحدث فِيهَا حَادث ردئ. الطَّبَرِيّ عَجِيب للإبرية: يغسل الرَّأْس كل أَرْبَعَة أَيَّام بحمص مدقوق مَعَ خطمى وخل خمر فانه عَجِيب. اهرن قَالَ: ينفع مِنْهُ الادهان بدهن اللوز المر أَحْيَانًا بعد الْغسْل بطبيخ البورق والسلق. قَالَ: وَيكون من البلغم وَمن المالح مِنْهُ وينفعه أَولا الفصد ثمَّ الإسهال. من اختيارات الْكِنْدِيّ للحزاز فِي الرَّأْس مجرب تُؤْخَذ فراخ التوت فتجفف ثمَّ تسحق) وَيغسل بهَا الرَّأْس كَمَا يغسل بالخطمى فانه يذهب بِهِ فِي مرّة وأبطأه فِي ثَلَاث مَرَّات. ومجرب أَيْضا: خُذ لعاب البزرقطونا وصمغا عَرَبيا وَكَثِيرًا وأملج وزجاجا شاميا مسحوقا كالكحل يغسل بِهِ. ولي بزر خطمى إِذا طبخ فِي الزَّيْت وَغسل بِهِ الرَّأْس أذهب الحزاز الْيَابِس والخطمى نَفسه والكثيرا ولعاب البزرقطونا وَحب السفرجل كلهَا تذْهب بالحزاز الْيَابِس والإدهان بِاللَّيْلِ بالأدهان المضروبة بالألعبة ثمَّ يغسل من غَد فِي الْحمام. بولس قَالَ: الحزاز يكون من بلغم مالح أَو دم سوداوي فنق الْبدن من هذَيْن الخلطين ثمَّ اسْتعْمل

أدويته المفردة

الْإِسْكَنْدَر قَالَ: الإبرية تكون إِمَّا لرقة جلد الرَّأْس أَو لرقة الْجَسَد كُله وَقد يكون لسوء مزاج فِي الرَّأْس أَو بلغم مالح أَو دم سوداوي فنق الْبدن من هذَيْن الخلطين إِن كَانَ يحْتَاج إِلَى ذَلِك فَإِذا نقيته فَخذ طينا خوزيا فبله بِالْمَاءِ ودعه يبتل ثمَّ اعجنه بعصارة السلق واطل بِهِ الرَّأْس ودعه يجِف ثمَّ اغسله ثمَّ حل الكندر بشراب وزيت وادهنه اثْنَي عشر يَوْمًا ثمَّ اسحق بعد ذَلِك ميويزجا بِزَيْت وادهنه وَإِن كَانَت الإبرية كمدة رطبَة فاغسل الرَّأْس بِمَاء وملح أَو بِمَاء بَارِد قد أنقع فِيهِ ترمس أَو بطبيخ الترمس الف ي فانه عَجِيب. اربياسيس للحزاز المزمن الْغَالِب: قلقيدس وكبريت يسحقان ويدافان بشراب وَيضْرب بدهن المصطكي ويلطخ بِهِ الرَّأْس ويلطخ بِهِ الرَّأْس وَهُوَ محلوق. الساهر قَالَ: مِمَّا جربته فَوَجَدته بَالغا للحزاز أَن يغسل الرَّأْس بعصير ورق الْخلاف الرطب. لي وَإِن غسل بِمَاء سلق وبورق أذهبه. 3 - (أدويته المفردة) مَاء سلق قيموليا لعاب خَرْدَل وبزرقطونا ترمس باقلى نطرون حمص ميويزج دردى الشَّرَاب خطمى زجاج مرار الْبَقر حلبة حنظل مَاء ورق السمسم الرطب خل خمر فلتستعمل اللزجة مِنْهَا عِنْد شدَّة اليبس والحادة عِنْد تكاثف الحزاز جدا وَلَا شَيْء أصلح من الْحلق الدَّائِم والدهن وَالْمَاء الْحَار. الْكَمَال والتمام لِابْنِ ماسويه: يدق الحمص وَيضْرب بخل وخطمى وَغسل بِهِ الرَّأْس فِي الْأُسْبُوع ثَلَاث مَرَّات. قريطن قَالَ: هَذِه صفة مجربة للحزاز: يُؤْخَذ دردي الشَّرَاب رَطْل صابون أُوقِيَّة بورق أَربع درخميات يجمع الْجَمِيع نعما ويلطخ بِهِ الرَّأْس وَيتْرك ساعتين ثمَّ يغسل بِمَاء السلق ودقيق الحمص ويدهن بدهن الآس. وللحزاز المزمن الْقَدِيم: كبريت أصفر وقلقنت وبورق بِالسَّوِيَّةِ لاذن مخلوط بدهن المصطكى يجمع ويلطخ بِهِ الرَّأْس ثمَّ يغسل بعد لَيْلَة أَو خُذ خربقا أَبيض ونطرونا وقلقنتا وكبريتا الطخ بِهِ الرَّأْس ثمَّ ادهنه بعد غسله بدهن المصطكى ولاذن. الْحمام لِابْنِ ماسويه قَالَ: يذهب الإبرية من رُؤْس المحرورين: الحمص السحيق الْمَضْرُوب بِمَاء السلق وخل خمر أَو مَاء ورق السمس الرطب أَو خل خمر وَمَاء السلق وحمص. سرابيون: إِذا كَانَت أخلاط الْبدن جَيِّدَة والحزاز يتَوَلَّد فان طباع الرَّأْس تويد الحزاز وَيكون ذَلِك ليبس جلدَة الرَّأْس الف ي وعلاجها الترطيب بالأدهان والأطلية اللزجة واللعابات وَإِن كَانَ ذَلِك إِنَّمَا هُوَ لبخارات ترْتَفع إِلَيْهِ فأسهل ثمَّ اغسل الرَّأْس بِمَاء السلق وملح وخل قَلِيل.

وَأقوى من هَذَا مرَارَة الثور والبورق وَإِذا غسل فليطل بقيموليا وبخل ودهن ورد وَيتْرك سَاعَة ثمَّ يغسل فانه يمْنَع قبُول الرَّأْس للبخار بتة. ابْن ماسويه: الزّجاج جيد للابرية فِي الرَّأْس لَا عديل لَهُ فِي ذَلِك. والحرف يذهب الحزاز ويربى الشّعْر مَتى غسل بِهِ الرَّأْس. ورق السمسم الرطب ذهب الحزازا إِذا غسل الرَّأْس بِهِ. وَقَالَ: خَاصَّة السلق إذهاب الحزاز من الرَّأْس.) لي للحزازا مَرَاتِب فأولها وَهُوَ أخفها يَكْفِيهِ الدّهن بِاللَّيْلِ وَالْحمام بِالْغَدَاةِ وَالْمسح بالألعبة وَالثَّانِي يحْتَاج إِلَى مَا يجلو باعتدال كدقيق الحمص وَمَاء السلق والقليل من الْخَرْدَل والصابون وَالثَّالِث يحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة جدا يحلق الرَّأْس ثمَّ يطلى بالبورق والكبريت والخل وَيتْرك حَتَّى يشْتَد مضضه ثمَّ يغسل. د: طبيخ ورق الْعِنَب يجلو النخالة النطرون يذهبها. البروشياوشان مَعَ مَاء الرماد يقْلع القروح الرّطبَة من جلدَة الرَّأْس. دهن اللوز المر مَعَ شراب يذهب النخالة مرَارَة الثور مَعَ نطرون يقْلع الحزاز. يه: غسل الرَّأْس بورق السمسم يذهب النخالة. ورق الشاهدانج مَتى دق وَغسل بِهِ الرَّأْس أذهب النخالة. الْخَبَّازِي يذهب النخالة الْخلّ وَالْملح الْمُعْتق يذهب النخالة. مَجْهُول أدوية النخالة: الدردى الْمَطْبُوخ بورق مَاء السلق. مرَارَة الْبَقر قيموليا دَقِيق الحمص زجاج حلبة كبريت زبد الْبَحْر خطمى تمر هندي ينفع وَيغسل بِهِ الرَّأْس. وللحزاز قوي: يُؤْخَذ مَاء السلق رَطْل يلقى فِيهِ بورق الف ي أرميني ويحلق الرَّأْس كل خَمْسَة أَيَّام وَيغسل بِهِ عشْرين مرّة يذهب بِهِ الْبَتَّةَ. وللحرارة والحزاز فِي الرَّأْس: أَدَم غسله بطبيخ بنفسج بزر الْبِطِّيخ نَافِع للحزاز. غسول يمْنَع الْبيَاض ويقوى الشّعْر ويسوده: شاقائق النُّعْمَان قشور جوة ز لاذن شب جوز يه: يذهب النخالة من المبلغمين الْغسْل بالحنظل والترمس والشيح الأرميني وَمن المحرورين الخطمى والخل والألعبة من الْبُقُول الْبَارِدَة. روفس إِلَى الْعَامَّة: يحلق الرَّأْس وَيغسل بِمَاء السلق ثمَّ يطلى بِمَاء النطرون القلقنت بمرار العنز أَو بلوز مر مَعَ خل وزبد الْبَحْر وقلقنت مَعَ خل وَيتْرك سَاعَة ثمَّ يغسل بِمَاء عذب يفعل ذَلِك مَرَّات فانه نَافِع. ويقلع الْقَدِيم مِنْهُ الْغسْل بالبول.

الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة: يغسل الرَّأْس بعصارة السلق ودقيق الحلبة والبورق ثمَّ اطله بأخثاء الْبَقر واتركه سَاعَة واغسله بِمَاء السلق وخردل فانه عَجِيب أَو بالصابون أَو بالبزرقطونا. مَجْهُول قَالَ: يغسل الرَّأْس بِمَاء الكرفس مَعَ الْخلّ وَإِن أزمن وَطَالَ فاطل الرَّأْس بالكندس) وَالزَّيْتُون وخل خمر اللَّيْل كُله واغسله فِي الْحمام وَيرَاح لَيْلَة ويطلى أُخْرَى فانه يذهبه الْبَتَّةَ. لي للحزاز الْغَالِب الَّذِي يبطل الشّعْر الْبَتَّةَ ويغلب على جلد الرَّأْس فِيهِ الْبيَاض الخشكريشي: يُؤْخَذ من الزوفا الرطب نصف جُزْء شَحم بط جُزْء دهن خيري جُزْء تفسيا ربع جُزْء لاذن جزءان يغسل بِهِ الرَّأْس ويدلك بِمَاء حَار وصابون ثمَّ يدلك دلكا يَابسا حَتَّى يحمر ثمَّ اطله بِهِ واتركه يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ اغسله فِي الحماما بِمَاء عذب ونشفه وادلكه واطله فانه يُعِيد مزاج

(فِي الحصف) الثَّالِثَة من الْفُصُول الف ي قَالَ: 3 (الحصف يكون من كَثْرَة الْعرق) إِذا كَانَ مراريا فَتحدث لذَلِك فِي الْجلد خشونة وبثور وَلذَلِك يُسمى اليونانيون الحصف باسم مُشْتَقّ من الْعرق. لي 3 (الْمَنْع من الحصف) يكون بِالْمَنْعِ من الْعرق وَلَكِن يَنْبَغِي إِذا فعلت ذَلِك أَن يدْخل الْحمام ليستدرك مَا قصر الصَّيف فِي تَحْلِيله وَيشْرب مَا يسهل الصَّفْرَاء. وَلُزُوم المرقد الَّذِي لَا يعرق الْبَتَّةَ يمْنَع من الحصف. لي هَذَا الْكَلَام أَحْسبهُ لِجَالِينُوسَ. إِذا بلغ اللذع فِي الْجلد إِلَى أَن يُورث حفصا فالصفراء زَائِدَة وتحتاج إِلَى نفض قوي مِنْهَا. الْيَهُودِيّ: عالج الحصف بعفص وعروق يسحقان بخل ودهن ورد ويطلى وَيغسل عَنهُ بعد يَوْم بِمَاء قد ألْقى فِيهِ آس وَورد يَابِس ويشمس أَو خُذ صندلا وماميثا وزعفرانا وكافورا فاطله بِمَاء ورد واطله بخل ودهن ورد وحناء أَو ضمده بقشر الْبِطِّيخ. لي القروح الَّتِي تكون من الحصف ردية خبيثة فتحتاج إِلَى تطفية وتبريد كثير وتعديل شبه حرق النَّار وينفع مِنْهَا مرهم الإسفيذاج. أهرن قَالَ: إِذا اعترى الْإِنْسَان الحصف كل سنة فافصده قبل ذَلِك وأسهله صفراء وينفع من الحصف عفص وعروق يطلى بخل ودهن ورد ثمَّ يغسل بِمَاء الآس والورد مطبوخا أَو مشمسا ويطلى بعد ذَلِك بصندل وشياف ماميثا وَقَلِيل كافور بِمَاء ورد.) الساهر قَالَ: للحصف خل الْخمر حناء ملح يلطخ بِهِ فِي الْحمام وبصبر عَلَيْهِ فاذا مضه جيدا اغْتسل وتدلك بنخالة. سرابيون: اسْتعْمل للحصف الْحمام الدَّائِم بِالْمَاءِ العذب الَّذِي قد طبخت فِيهِ الْأَشْيَاء القابضة ويطلى بورس قد عجن بِمَاء الْبِطِّيخ ويدلك بالشاهسفرم هَذَا إِذا كَانَ ابتداؤه وَإِنَّمَا هَاجَتْ حكة فَقَط. ديسقوريدس قَالَ: إِذا مسح الْبدن بالزبد الف ى لم يعرض لَهُ الحصف. لي طين أرميني إسفيذاج يطلى بِمَاء وبخل وَرَأَيْت الصندل

إِذا طلى الْبدن بِهِ فِي الْحمام أورث حكة والكافور لَا يفعل ذَلِك فاذا كَانَت أَعْضَاء يعتادها الحصف فبادر قبل خُرُوجه أَو كَمَا يبْدَأ فضمدها بِمَاء يبرد وَيمْنَع الْعرق وروحها وَأكْثر صب المَاء الْبَارِد عَلَيْهَا فانها تسلم. والزبد إِن يطلى بِهِ الْبدن لم يحصف. الْكَمَال والتمام: قَالَ: اِسْقِهِمْ مَاء الرُّمَّان الحامض مَعَ بزرقطونا وأطعمهم عدسا مقشرا والحماض فَإِن لم يكن فصد وإسهال فامسحهم بدهن ورد مَعَ كثيرا وخبث الْفضة ومرداسنج وعرقهم فِي الْحمام غدْوَة وَعَشِيَّة ثمَّ أدخلهم مَاء بَارِدًا ويدلكون الْحمام بِلَحْم الْبِطِّيخ مَعَ الورس بعد التعرق ثمَّ يدلكون بعد ذَلِك بالشاهسفرم سَاعَة قَوِيَّة ثمَّ يغتسلون بِمَاء فاتر ويدلكون بِلَحْم الْبِطِّيخ ودقيق الباقلى وَالشعِير مَعَ شَيْء من ورس ويتعاهد المحاجم والإهليلج الْأَصْفَر والإجاص وَالتَّمْر هندي ويدهن الْحمام. جورجس قَالَ: يهيج من الْعرق وينفع مِنْهُ الإستحمام بطبيخ الآس والورد الْيَابِس وتطلى قروحه بعفص وخل وعروق وَالْمَاء المسخن فِي الشَّمْس نَافِع فِيهِ وَكَذَلِكَ دهن الْورْد. اطهورسفس: غراء السّمك إِذا ديف بِالْمَاءِ وطلى نفع من الحصف جدا إِن شَاءَ الله.

(فِي خضاب الشّعْر أسود وأحمر) والشيب والنصول والتجعيد والتسبيط وخضاب الْيَد الْمقَالة الأولى من الميامر قَالَ: يجب أَن يدهن من يُرِيد أَن يبْقى سَواد شعره ويسود مَا قد ابيض مِنْهُ بالقطران مَحْضا خَالِصا ويدعه أَربع سَاعَات ثمَّ يدْخل الْحمام كل أَرْبَعَة أَيَّام بعد طليه فانه ينفع الف ى ذَلِك من كَانَ مزاجه أعنى مزاج رَأسه بَارِدًا فَأَما من مزاجه حَار فليخلط بِهِ دهنا. قَالَ: وَكَذَلِكَ لطيف الزفت الَّذِي يَعْلُو عَلَيْهِ لَهُ لطافة وإسحان وَمَا كَانَ على مِثَال هَذِه الْحَال فانه يمْنَع من إسراع الشيب إِلَى الشّعْر وَلَا يضر بِالْمُسْتَعْملِ وَلَا يورثه مَا تورثه الْأَدْوِيَة القابضة والباردة من النزل الردية فانه قد مَاتَ من اسْتِعْمَال هَذِه الْأَدْوِيَة القوية الْقَبْض وَالْبرد خلق كثير لنزل أورثتهم السكتة والسل وَإِن أَنْت اسْتعْملت هَذِه فَاسْتعْمل مِنْهَا مَا كَانَت لَهُ لطافة وَلم يكن شَدِيد الْقَبْض وَالْبرد. خضاب يسود الشّعْر عَن أرجنجاس: إِسْحَاق ورق الْكبر والطخة بِلَبن امْرَأَة أَو لبن أتان حَتَّى يصير على الثُّلُث ويخضب بِهِ وَيتْرك اللَّيْل كُله أَو خُذ قشور أصل الغرب فاسحقها مَعَ قَالَ: وَمِمَّا يحمر الشّعْر: الترمس يسحق بِالْمَاءِ ويختضب بِهِ. وَمِمَّا يجعده: رغوة الْملح والمر يغسل بِهِ مَرَّات. مَا بَال قَالَ: 3 (لون الشّعْر) 3 (يكون دَائِما بِحَسب الدَّم فان كَانَ رَقِيقا مائيا كَانَ أصهب وأبيض وَإِن كَانَ حارا) 3 (أسود متينا كَانَ أسود.) قَالَ: وَكَانَ مزاج الرَّأْس مِنْهُ أبرد شَاب أسْرع وَإِن كَانَ حارا كَانَ أسود وشاب بابطاء. لي عفص محرق روسختج شعير محرق عشرَة عشرَة وَلكُل عشرَة ثلثا دِرْهَم من ملح ذراني يعجن بِمَاء وَيمْسَح بِهِ الشّعْر فَإِذا جف أخذت قطنة فنديته بِهِ ثمَّ يضْرب عَلَيْهِ ضربا افْعَل ذَلِك قدر ساعتين ثمَّ اغسله ينصبغ بِلَا شدّ وَلَا عَذَاب. وَحرق العفص إِذا

لت بنفط واجعله فِي بستوقة مطلية ويودع تنورا حارا لَيْلَة ويشد رَأسهَا جدا ثمَّ أخرجهَا وأسحقها وَالشعِير أَقَله على مقلى حَتَّى يَحْتَرِق. قَالَ: الف ي واغسل السوَاد عَن الْبشرَة بالدهن أَو بدقيق الحمص والباقلى يدلك ولليهودي: نورة مرادسنج طين خوزي بِالسَّوِيَّةِ بورق أرميني نصف جُزْء يسحق ويختضب بِهِ وَلَا يتْركهُ إِلَّا سَاعَة وَاحِدَة ثمَّ اغسله وَإِلَّا أحرق الشّعْر. د: 3 (شقائق النُّعْمَان) يسود الشّعْر. والطبري يَقُول: جرب غير وَاحِد أَنهم أخذُوا كل يَوْم إهليلجة سَوْدَاء كابلية فلاكوها حَتَّى لم يبْق إِلَّا النَّوَى سنة تَامَّة فبقى لَهُم سَواد شُعُورهمْ إِلَى آخر أعمارهم. لي يطْبخ جوز السرو وَيُؤْخَذ من مَائه جُزْء وَمن مَاء الآس وَمن طبيخ الأملج وخل الْحَدِيد فَيصب على مثله من بَان ويطبخ حَتَّى ينفى المَاء ثمَّ يدهن بِهِ كل يَوْم فانه يبطئ بالشيب. ودهن الْقسْط يُقَارب فعل القطران فِي الإبطاء بالبياض وَلَا نَتن لَهُ وَيجب أَن يكون قَوِيا مرددا. ودهن الشونيز يسود الشّعْر وَيمْنَع أَن يبيض وَهُوَ أقوى من القطران. خضاب أبي عباد: يصب على خبث الْحَدِيد بعد أَن يسحق بخل خمر فائق مَا يغمر أَربع أَصَابِع ويطبخ حَتَّى يذهب النّصْف بعد أَن يتْرك نقيعا أسبوعين ثمَّ صفه ثمَّ خُذ إهليلجا أسود وزن الْخبث فَيصب عَلَيْهِ الْخلّ بعد سحقه ويطبخ حَتَّى ينشف الْخلّ وَيصير كالخلوق ثمَّ يغمر بالدهن ويطبخ حَتَّى يغلظ الدّهن وَيصير كالغالية ويرقق بالنَّار ويلطخ بِهِ الشّعْر كل يَوْم أسبوعا فانه يسود. بولس قَالَ: اسحق ورد الشقائق بالزيت حَتَّى يكون فِي قوام الغالية ثمَّ ادهن بِهِ ألرأس فانه مِمَّا يسود. لي يدق شقائق النُّعْمَان ويغمر بالزيت ويشمس ثمَّ يعتصر ويعاد فِيهِ ثَلَاث مَرَّات ثمَّ اطرَح فِيهِ شَيْئا من شب فانه جيد للنصول. قَالَ: وَمِمَّا يجعد الشّعْر ويسوده: عفص الف ي كزبرة الْبِئْر يسحقان بِمَاء ملح حَتَّى يصير الْكل فِي ثخن الْعَسَل ثمَّ بِغسْل الرَّأْس بِمَاء الرماد ويطلى عَلَيْهِ وَيتْرك يَوْمَيْنِ ثمَّ يغسل ويجفف ويدهن بدهن آس فانه يَجعله أسود أَجْعَد. قَالَ: وَمَتى حلق قبل ولطخ كَانَ أَشد جعودة. دهن يبطيء بالشيب: زَيْت إِنْفَاق ثَلَاثَة أقساط سنبل أُوقِيَّة وَنصف أظفار الطّيب نصف أُوقِيَّة فقاح إذخر مثله يطْبخ وَيُؤْخَذ أُوقِيَّة أقاقيا فتداف بشراب وتسحق نعما فَإِذا بقى من الزَّيْت الثُّلُث فى وخلطت بِهِ الأقاقيا وادهن بِهِ فِي كل يَوْم.

وَمِمَّا يحمر الشّعْر ويجعده: مر جُزْء سورج مثله يَجْعَل فِي ثخن الخلوق بِالْمَاءِ ويطلى بِهِ الرَّأْس) بعد غسله وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يغسل وَيفْعل مثل ذَلِك دَقِيق الترمس إِن غلف بِهِ يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يغسل. وَكَذَلِكَ دردرى الشَّرَاب مَتى لطخ بِهِ وَترك لَيْلَة أصبح وَهُوَ أشقر وَكَذَلِكَ طبيخ السعد والكندس يشقر الشّعْر إِن شَاءَ الله ويحمره. وَمِمَّا يبيض: زهرَة البوصير الْأَبْيَض يحرق ويداف بخل وخطمى وَيغسل بِهِ الرَّأْس. وَيسْتَعْمل فِيمَا يغسل الرَّأْس الشب وقشور الفجل. لي يجفف النسرين وَيغسل بِهِ الرَّأْس وتغلف بِهِ اللِّحْيَة ويدهن بدهن النسرين فانه يبيض. الْإِسْكَنْدَر: تلقى قشور الْجَوْز الرطب فِي الزَّيْت وتكرر مَرَّات يلقى فِيهِ شَيْء من شب فانه يصْبغ وَهُوَ حسن إِن شَاءَ الله. لتشقير الشّعْر الشَّديد الْحمرَة: يُؤْخَذ مر ورغوة الْملح بِالسَّوِيَّةِ يسحقان بِالْمَاءِ حَتَّى يَكُونَا فِي ثخن الْعَسَل ثمَّ اغسل بِهِ الرَّأْس واطله بِهِ ودعه يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ اغسله وَافْعل ذَلِك بترمس وغلفه بدردى الْخلّ فانه الف ي يَجْعَل الشّعْر الْأسود أشقر فِي لَيْلَة. ويجعده ويحمره كلون الذَّهَب: سماق أوقيتان عفص نصف رَطْل عروق كركم أوقيتان شعر الْخَنَازِير جُزْء ترمس ثَلَاث أَوَاقٍ يصب على جَمِيع ذَلِك وَهُوَ فِي إِنَاء زجاج سَبْعَة أقساط من المَاء وَيتْرك عشرا ويحرك كل يَوْم مرَّتَيْنِ ثمَّ بل بذلك المَاء الشّعْر ودعه يجِف وبله مَرَّات ثمَّ اغسله بصابون وَمَاء حَار يحرج فِي لون الذَّهَب وَهُوَ مجرب. لي يطلى بالعروق الصفر. آخر: بورق وورق السعد وعصارة الكندس اطل بِهِ الرَّأْس. وَمِمَّا يبيضه: بزر الراسن وشب وقشر فجل يَابِس يجمع ذَلِك كُله بالدق واخلط بِهِ نصف جُزْء غراء وعالج بِهِ. لي خضاب خَفِيف: عفص مقلو روسختج شب ملح ذراني حناء خطر يعجن بخل وَيتْرك حَتَّى يتكرس قدر نصف سَاعَة ثمَّ يغسل بِهِ فانه بليغ وَاجعَل أوزانه على مَا يجب. خضاب أبي عمر: يسحق مرداسنج حَتَّى يرجع كالكحل. ويلقى عَلَيْهِ نورة مثله وينعم سحقهما مَعًا ويعجن الْكل بِقدر مَا ينعجن بِهِ صابون ويطلى عَلَيْهِ. لي: على مَا لتياذوق وَفِيه إصْلَاح قَلِيل: مَاء العفص الْقوي الْأَحْمَر يطْبخ فِي الدّهن

حَتَّى ينضب ثمَّ يُؤْخَذ خل الْحَدِيد فيطبخ فِيهِ حَتَّى ينضب ثمَّ يلقى عَلَيْهِ قَلِيل شب وَمثله من) الروسختج وَيسْتَعْمل. شرك فِي الشيب: قَالَ ابدأ بالإسهال والقيء والحقن الملينة حَتَّى ينقى الْبدن ثمَّ تسترجع الْقُوَّة أَيَّامًا. حَتَّى يعود إِلَى حَاله ثمَّ ابدأ فِي شرب المشب يُؤْخَذ مِنْهُ غدْوَة وَعَشِيَّة وَلَا تَأْكُل لنصف النَّهَار وتدرج فِي التزيد مِنْهُ. وَأحد أدويته: عسل البلاذر واستخراجه على مَا يسْتَخْرج دهن الحمص سَوَاء. قَالَ: واخلط بِهِ عسلا ماذيا قدر ثمنه وَسمن الْبَقر مثل ربعه وَيشْرب مِنْهُ الف ي قَلِيلا قَلِيلا بِمِقْدَار مَا لَا يُؤثر أثرا رديا ثمَّ تدرج فِيهِ سنة إِلَى النّصْف. قَالَ: والإطريفل الْمَعْمُول بالحديد مثل ذَلِك. لي: إهليلج أسود وأملج وَعسل البلاذر ثمن الْكل يلت بدهن جوز ويعجن بِعَسَل وَيسْتَعْمل. قَالَ شرك: يحمى حَدِيد ويغمس فِي المَاء وَيُؤْخَذ التوبال فَيجمع مَعَ الإطريفل ويعجن بِعَسَل. قَالَ: وَقد تفعل ذَلِك أَيْضا سحالات جَمِيع الأجساد وَالذَّهَب خَاصَّة. قَالَ: وَهَذِه صفة جَيِّدَة تُؤْخَذ كل يَوْم إهليلجة سَوْدَاء قبل الطَّعَام وَبلا لجتين حِين تُرِيدُ الْأكل وَأَرْبع أملجات بعد الطَّعَام وكل ذَلِك معجونا بِعَسَل وَسمن بقر فانه كأخذ الريباس الْكِبَار. أَو يشرب سنة كَامِلَة كل يَوْم من إطريفل هَذِه صفته: إهليلج بليلج وأملج وَدَار فلفل معجون بِعَسَل ملتوت بِسمن بقر فانه جيد غَايَة. لي: أَخْبرنِي صديق لي أَنه شرب دِرْهَم زاج بِمَاء فسكن رياحا غَلِيظَة كَانَت بِهِ وأسخنه حَتَّى تأذى بذلك ونفض شعر أَبيض كَانَ فِي رَأسه ولحيته وَشرب غُلَام شبا فعرق مَكَانَهُ. لي: شَمْعُون على مَا فِي بَاب قد أصلح: يطْبخ شَحم الحنظل فِي الدّهن الوردي مرّة بعد أُخْرَى ويطبخ بالحنظل فِي المَاء ويطبخ الدّهن فِي ذَلِك المَاء مثل الدّهن ثمَّ يسْتَعْمل فانه قَالَ: إِنَّه يسود الشّعْر جدا وَأَنا أَحسب أَنه لَا يصْبغ ن بل يبطئ بالشعر المبيض. فَقَالَ: وَهَذَا يجعد الشّعْر جدا صَحِيح: عفص كزمازك نحاتة الإبر ورق السرو وحبه وَحب السفرجل ومرداسنج وَكَثِيرًا وطين حوزى وأملج عشرَة عشرَة نورة لم تطفأ خَمْسَة اعجنها بِمَاء السلق واطل بِهِ الشّعْر طليا نعما ويشد الرَّأْس يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ حلّه بعد ذَلِك واغسله فانه يتجعد وَيحسن ويسود.)

آخر جيد جدا: خُذ نورة جُزْءا وسدرا ثُلثي جُزْء دقهما الف ي وانخلهما واعجنهما بِمَاء بَارِد واطل بِهِ الشّعْر. سندهشار قَالَ: المشبب يصلح قبل وَقت الْهَرم وأجوده فِي وسط الشَّبَاب فاذا أَرَادَ إِنْسَان ذَلِك فلينق بدنه أَولا بالقيء والإسال وَيعود نَفسه الِاقْتِصَار على غذَاء جيد وَاحِد ثمَّ يبْدَأ بأخذها وَمِنْهَا أَن تَأْخُذ الإطريفل الصَّغِير سنة أَو تَأْخُذ إهليلجا أسود وبليلجا وأملج وَدَار فلفل وَيسْتَعْمل سنة أَو يُؤْخَذ زنجبيل وإهليلج وَدَار فلفل وَيسْتَعْمل سنة أَو يطْبخ هليلجا بِمَاء ويغمس فِيهِ صَفَائِح الْحَدِيد وَيُؤْخَذ التوبال فيعجن بِعَسَل وَسمن وَيسْتَعْمل. ابْن ماسويه دهن يسود الشّعْر: قشر الْجَوْز وقشر الرُّمَّان الحَدِيث من كل وَاحِد أوقيتان ورق الزَّيْتُون نحاتة الإبر عفص أُوقِيَّة أُوقِيَّة يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويضاف إِلَيْهِ رَطْل وَاحِد من الشيرج ويطبخ حَتَّى يبْقى الدّهن ويتمسح بِهِ فانه جيد. قَالَ: والمبيضة للشعر: خرء الخطاطيف مرَارَة الثور قشر أصل الكرنب أصل الْكبر ياسمين مَاء الْورْد ويسرع بالبياض مَتى دهنته بالزئبق وبخرته بالكبريت كل قَلِيل. حنين من اختياراته: يشيب لحاء إهليلج أسود بِلَا نوى أَرْبَعُونَ درهما زنجبيل نانخه عشرَة عشرَة بلت بالسمن: وتعجن بفانيذ مثل نصف الدَّوَاء وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم فانه عَجِيب. القلهمان: يُؤْخَذ من ورق الْخَبَّازِي الْبري شَيْء كثير وَيجْعَل فِي الصَّيف فِي المَاء فِي الشَّمْس حَتَّى يحمر المَاء ثمَّ يصفى وَيصب على ورق آخر أَربع مَرَّات ثمَّ تعجن بِهِ الْحِنَّاء ويخضب بِهِ يَجِيء أسود كحنك الْغُرَاب. وَمَتى خضب الشّعْر الْأسود بزبل الخطاطيف وَترك بِمِقْدَار مَا تتْرك الْحِنَّاء بيضه. قَالَ: وَمَتى عجنت الْحِنَّاء بخل السوَاد وخضب بِهِ جَاءَ شَدِيد السوَاد إِلَّا أَنه منتن الرّيح. الف ي لي: تمتحن هَذِه على الْبدن فَمَا سود فَهُوَ يسود الشّعْر وَقد يسود الشّعْر إِذا خضب خضابا على خضاب آخر عشر مَرَّات يَجِيء شَدِيد السوَاد جدا. تجربة: وتعجن الْحِنَّاء مَعَ المرداسنج والنورة أَو بِمَاء النورة والمرداسنج ويعجن بِهِ. آخر: خضاب الْجَوْز الْهِنْدِيّ الَّذِي يدقق وَتدْخل فِيهِ عروقه. قَالَ: ضع عرقين من عروقه فِيهِ فانه صَحِيح وَكَذَلِكَ شقائق النُّعْمَان مَا إِذا كرر إلقاؤها فِي الدّهن إِن شَاءَ الله.) قَالَ: وَهَذَا خضاب طريف حسن: يُؤْخَذ النمام فينقى من الطين ثمَّ يغسل ثمَّ اغمره بِالْمَاءِ غمرا واطبخه حَتَّى يذبل النمام وقطر من المَاء قَطْرَة على مرْآة أَو سكين مجلوة فَإِذا سودها وَإِلَّا زد فِي طبخه حَتَّى يسود الْحَدِيد فاذا بلغ فاعصر وَخذ المَاء فاطبخه فِي

طنجير حَتَّى يغلظ ويكاد ينْعَقد ثمَّ ارفعه ودعه أشهرا ثمَّ خُذ مِنْهُ فِي سكرجة فأدفه بِمَاء حَار وغلف بِهِ الشّعْر فِي الْحمام فِي الشتَاء وَفِي الصَّيف فِي الْبَيْت فادلك بِهِ أصُول الشّعْر فانه يسود الشّعْر وَلَا يسود الْبشرَة وَلَا الْيَد الْبَتَّةَ وَهُوَ صَحِيح حسن. مَجْهُول: نورة بَيْضَاء فائقة مرداسنج طين خوزي بِالسَّوِيَّةِ ينعم سحق الْجَمِيع ويداف بِالْمَاءِ ويطلى بِهِ وَيتْرك نصف يَوْم من غدْوَة إِلَى الظّهْر وَيغسل. قَالَ: وَمِمَّا يجعد الشّعْر التغليف بالأشياء القابضة نَحْو ورق السدر وَأم غيلَان وَمَا يبسطه قَلِيلا نَحْو النورة. قَالَ: 3 (مِمَّا يسود الشّعْر) إِن اعتصرت قشور الْجَوْز وَألقى فِي المَاء أُوقِيَّة شب فِي رَطْل من الْعصير وروسختج نصف أُوقِيَّة وعفص محرق قَلِيلا بالزيت قدر مَا ينسحق وَيرْفَع فِي الشَّمْس شهرا ثمَّ يطلى مِنْهُ بمسواك فانه غَايَة بعد أَن يصفى من الأثفال. تياذوق قَالَ: اطبخ العفص فِي الدّهن حَتَّى يقوى ثمَّ اطرَح فِيهِ صفرا محرقا وشبا وادهن بِهِ. قَالَ: 3 (مِمَّا يبيضه) ذرق الخطاف مَعَ مرَارَة الْبَقر ودهن الزئبق الف ي وفقاح الْكبر وفقاح الزَّيْتُون وَأَشْبَاه ذَلِك من الفقاح مَتى سحق ونثر عَلَيْهِ. الساهر قَالَ: يعتصر رَطْل من شقائق النُّعْمَان وَيصب عَلَيْهِ نصف رَطْل من دهن الشيرج وأوقية من الشب ويطبخ حَتَّى ينضب المَاء ثمَّ يسْتَعْمل. لي: جرب مَاء الْجَوْز وقشور الباقلى وَينظر أَيهمَا أوفق. مَجْهُول قَالَ: مَتى نقى عجم الزَّبِيب وقلى نعما وسحق كالكحل وغمر بدهن حل وَدفن فِي سرقين حمَار شهرا ثمَّ أخرج وأتبع بِهِ مَا نصل من الخضاب سوده. يُوسُف مِمَّا يجعد الشّعْر: حلبة بزر بنج سدر عفص نورة مرداسنج. تجعيد: ودهن الحلبة يجعد الشّعْر وَكَذَلِكَ بزر بنج إِذا غسل بِهِ. خضاب أسود صَحِيح: يصب على ورق الْكبر بعد دقه لبن ويطبخ حَتَّى يذهب الثُّلُث ويصفى ويطلى وَيتْرك لَيْلَة وَيغسل من الْغَد يخرج أسود. قَالَ: وَيُؤْخَذ رَطْل من ورق الشقائق وأوقية شب وأوقية روسختج يجمع فِي إِنَاء ويشد رَأسه ويدفن فِي زبل حَتَّى يذبل الشقائق ويرخى مَاءَهُ ويختضب بِهِ فانه عَجِيب. تحمير قَالَ: يسحق الترمس ويطلى بِهِ فانه يحمره. تبيض: وَإِن عجن الماش بخل وطلى بِهِ الشّعْر بيضه. آخر: مَتى سحق الكبريت بشراب عَتيق وطلى بِهِ بيض الشّعْر. مَجْهُول خضاب يسود الشّعْر: دهن حل الق عَلَيْهِ مثل ثلثه من الأملج واطبخه بِنَار لينَة سَاعَة ثمَّ صفه وألق عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَجزَاء افْعَل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات وَصفه وَخذ لكل

رَطْل من هَذَا الدّهن ربع رَطْل من صَفَائِح أسرب رقيقَة فَرضهَا وألقها فِيهِ وغله بِرِفْق إِلَى أَن يغلظ الدّهن ويشتد سوَاده ثمَّ دَعه ثَلَاثَة أَيَّام وحركه عِنْد الطَّبْخ تحريكا رَفِيقًا واطبخه بِرِفْق وامسح بِهِ الشّعْر فانه يسوده. آخر: يُؤْخَذ مَاء قشر الْجَوْز الف ي الرطب وَيجْعَل فِي قنينة زجاج ويلقى فِيهِ قشر الْجَوْز الرطب مدقوقا وَشَيْء من زاج وَقطع حَدِيد وَشَيْء من خل وعفص ويشمس شهرا ويصفى ويختضب بِهِ.) آخر: يُؤْخَذ نَبَات الشّعير الرطب وَهُوَ حشيش قبل أَن يسنبل جزءان شب جُزْء يَجْعَل فِي قَارُورَة ويدفن حَتَّى يصير كُله مَاء أسود ثمَّ يلطخ بِهِ الشّعْر بمسواك فيسوده. خضاب آخر: اعمد إِلَى قرعَة فقور مِنْهَا قَلِيلا وألق فِيمَا قورت كف ملح وَأعد التقوير عَلَيْهِ وتطرح عَلَيْهِ من الْغَد كفا آخر افْعَل ذَلِك خمس مَرَّات حَتَّى يصير مَا فِي جَوف الْقرعَة مَاء أسود ثمَّ صبه فِي إِنَاء وألق فِيهِ شَيْئا من قشور الْحَدِيد أَو سحالته واتركه أَيَّامًا واختضب بِهِ. آخر: يُؤْخَذ خشب الْخلاف محدد الرَّأْس فيغمس فِي عداد قرع على شَجَرهَا حَتَّى ينفذ إِلَى الْجَانِب الآخر وتترك حَتَّى يَنْتَهِي نضجها ثمَّ اقطعها من نصفهَا من القشور فيسيل مِنْهُ مَاء أسود ويخضب بِهِ الرَّأْس واللحية يصْبغ الشّعْر. آخر: ورق السدر عفص أملج سحالة الْحَدِيد بلاذر عدس كتم شعير محرق نوى تمر محرق. آخر: ورق السرو عفص أملج زاج قشر الرُّمَّان مَاء الشقائق مَاء قشور الْجَوْز الرطب حب الزَّبِيب وسمة يدق وَيجْعَل فِي رَطْل مَاء وَسدس رَطْل زَيْت ويطبخ حَتَّى يبْقى الزَّيْت ويصفى ويدهن بِهِ فِي لَيْلَة مَرَّات ثمَّ يغسل من الْغَد. الْكَمَال والتمام تَدْبِير نَافِع فِي الإبطاء بالشيب: يسْتَعْمل الْقَيْء ويديم الْحمام على الرِّيق وَيتْرك جَمِيع الأغذية الرّطبَة والألبان والسمك والفواكه وَيمْتَنع من صب المَاء العذب على الرَّأْس ويسهل الطبيعة بالمخرج للبلغم ويدمن الأنقرذيا والمثروذيطوس والترياق وَنَحْوهَا يقْتَصر على المطجنات والقلايا ويدع الأمراق والثرائد وَيكثر من الْخَرْدَل والفلفل والتوابل الف ي وَيجْعَل غسول الرَّأْس بشحم الحنظل والبورق ومرارة الثور ويتغرغر بِمَا يجلب البلغم وَيسْتَعْمل الطّيب الْحَار والرياحين الحارة ويدع الْبَارِدَة وَيتْرك الْبُقُول كلهَا والحبوب وَإِذا صب على رَأسه المَاء أَجَاد مَسحه بمناديل وتجفيفه حَتَّى يستحكم جفافه ويتعاهد الأدهان المسودة للشعر المعمولة بجوز السرو والأملج والإهليلج وَنَحْوه. تحمير: دردى الْمَطْبُوخ يحرق ويخلط بِهِ شَيْء من الراتينج ودهن الْإِذْخر ويطلى بِهِ الشّعْر.

لي: إِذا صبغت الشّعْر بالأدوية الَّتِي فِيهَا عفص وروسختج وشب فادهنه من الْغَد بدهن الْحل الَّذِي لَا ملح فِيهِ واغسله بلعاب البزر قطونا وورق السمسم وَمَاء الشّعير لِئَلَّا يتقصف.) قريطن قَالَ: يمْنَع من إسراع الشيب إدمان الْغسْل والادهان بالأشياء القابضة مثل دهن قشور الْجَوْز وَنَحْوهَا مِمَّا قد ذكرت فِي بَاب حفظ الشّعْر. قَالَ: وَهَذَا اللطوخ يسود الشّعْر: قشر الْجَوْز الرطب وسماق الدباغة وأطراف الآس وقاقيا يطْبخ بنبيذ زبيب أسود تِسْعَة أَمْثَال الدَّوَاء حَتَّى يصير إِلَى الرّبع ثمَّ يصفى وتطبخ العصارة حَتَّى يصير كالعسل ويدلك بِهِ الشّعْر كل يَوْم دلكا نعما. دهن يشقر الشّعْر: يُؤْخَذ دردى الشَّرَاب محرقا وَغير محرق ودهن بَان ويطلى بِهِ أَو اطله بمر وميويزج بِمَاء لَيْلَة ثمَّ اغسله أَو خُذ مَاء رماد الْكَرم فَبل بِهِ الشّعْر ودعه يجِف مَرَّات ثمَّ خُذ عفصا وبورقا فاعجنه بذلك المَاء واطله وغسله ببورق افْعَل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات ثمَّ اغسله بِمَاء حَار وصابون افْعَل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام يشقر. صبغ يَجْعَل الشّعْر ذهبيا: شب مِثْقَال زرنيخ أصفر ثَلَاث أَوَاقٍ زعفران دِرْهَمَانِ وَثلث عروق صفر ثَمَانِيَة وَخَمْسُونَ درهما اطبخ الف ي الْعُرُوق بِمَاء الرماد طبخا نعما وَصفه واعجن بِهِ الأخلاط واخضب بِهِ بعد غسله فاذ جف فاغسله بطبيخ الحلبة وَالشعِير والكمون فانه صَحِيح عَجِيب. تياذوق قَالَ: مِمَّا يبيض الشّعْر دهن الرازقي وفقاح الياسمين إِن شَاءَ الله. من النَّوَادِر قَالَ: الْملح يحمر الشّعْر بِشدَّة اليبس وَكَذَلِكَ الرماد والزرنيخ وَلذَلِك على صيادي الْبَحْر شُعُور حمر. قَالَ: ويحمر الشّعْر شدَّة اليبس ويفرقه أَيْضا ويضعفه. مَجْهُول الخضاب الْعَام: عشرُون عفص عشرَة روسختج دِرْهَمَانِ شب دِرْهَم ملح ذراني يغمر العفص فِي الزَّيْت وَيجْعَل على طابق أَو طنجير حَتَّى يسود ويسحق الروسختج على حِدة كالكحل ثمَّ يلقى عَلَيْهِ الْبَقِيَّة ويعاد سحقه وينخل بحريرة ثمَّ يعجن بِالْمَاءِ ويخضب بِهِ. الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة: يسحق خبث الْفضة ويطبخ بخل حَتَّى يتهرأ وَيذْهب نصف الْخلّ ثمَّ اطل بِهِ الشّعْر وَلَا يُصِيب بِهِ الْبشرَة فانه يسودها. واطبخ أصل الْكبر بخل خمر ثَقِيف حَتَّى يبْقى الثُّلُث ثمَّ اغسل رَأسك واطله بِهِ فانه يسود لي: رَأَيْت أسْرع شَيْء فِي إسراع الشيب إدامة النَّبِيذ لَا مِثَال لَهُ فِي ذَلِك والإكثار من إِخْرَاج الدَّم قد يفعل ذَلِك وَبِالْجُمْلَةِ كل مَا برد الْبدن أَو رطبه يفعل ذَلِك فان كَانَا مَعًا كَانَا ابلغ) وبالضد.

لي تبييض: يُؤْخَذ نسرين ولفاح وقشور خشخاش مجففة يسحق بِمَاء الْورْد ويدمن طليه يبيض. الساهر خضاب الأَصْل: رَطْل عفص يمسح بِزَيْت يقلى قَلِيلا قدر مَا يتشقق وَيُؤْخَذ روسختج وشب وَكَثِيرًا خَمْسَة عشر خَمْسَة عشر ملح سَبْعَة دَرَاهِم يجاد سحقه ويسحق جَمِيعًا ويعجن بِمَاء حَار ويخمر ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يخضب بِهِ وَيتْرك سِتّ سَاعَات فانه بليغ إِن شَاءَ الله. الف ي ج: الْأَدْوِيَة المفردة: زَيْت الزَّيْتُون الْبري مَتى تمسح بِهِ كل يَوْم منع الْبيَاض جوز السرو مَتى ضمد بِهِ أَو غسل بطبيخه منع سرعَة الْبيَاض الحضض يحمر الشّعْر. الأقاقيا تسود الشّعْر العفص يسود الشّعْر السماق يسوده. ديسقوريدس قَالَ: يَقُول قوم إِن من يَأْكُل لُحُوم الأفاعي يطول عمره وَذَلِكَ خبر شَائِع مستفاض. قَالَ: أما على حسب عمل الأفاعي فِي الجذام فانه يُمكن أَن يدْفع جَمِيع اليبس إِلَى خَارج قَالَ: وتؤكل اسيفذباجا على مَا يعْمل الترياق. شرك: الإهليلج الْأسود يمْنَع بِالسَّوَادِ. الطَّبَرِيّ: الوسمة تصبغ الشّعْر. ابْن ماسويه: الكافور يسْرع الشيب أَخذ أَو تمسح بِهِ. وَقَالَ: الماورد يبيض الشّعْر مَتى تمسح بِهِ. لي: الْعَامَّة تَقول إِن الغالية تبيض الشّعْر إِذا تمسح بِهِ. لينابوس فِي كتاب الْحِجَارَة قَالَ: المرقشيثا تجعد الشّعْر إِذا غلف بِهِ. أدوية أقريطن لتسويد الشّعْر: السنبل الْإِذْخر أظفار الطّيب قاقيا قشور الْجَوْز الرطب قسط شب يماني زاج آس عفص سماق أبهل خرنوب مرداسنج نورة روسختج حَدِيد. لي: المركبة مسوح جيد يسود الشّعْر: عفص فج أُوقِيَّة سماق الدباغة أوقيتان زاج نصف أُوقِيَّة روسختج مثله. قطع الْحَدِيد أُوقِيَّة مرداسنج أُوقِيَّة نورة أُوقِيَّة وَنصف يصب على الْجَمِيع رطلان من مَاء ويشمس شهرا وَيكون مَا قد أنقع فِيهِ خطر وحناء ثمَّ يدْخل فِيهِ) الْمشْط كل يَوْم يمشط بِهِ فانه يسود. آخر لي: يحفظ الشّعْر من الشيب وَيذْهب بِمَا قد حدث: قاقيا عفص حلبة بزر بنج كزبرة يابسة سنبل لاذن عصارة قشور الْجَوْز الف ي مجففة عصارة شقائق النُّعْمَان

صدأ الْحَدِيد روسختج زاج شب أسود ويتخذ أقراصا رقيقَة ويجفف وَيُؤْخَذ فِي الشَّهْر ثَلَاث مَرَّات أَو أَرْبعا يطلى بِهِ بِاللَّيْلِ وَيغسل من غَد بطبيخ الأملج والآس. آخر لأقريطن: مرداسنج أَرْبَعَة طين خوزي مثله نورة إِن كَانَت حَدِيثَة جزءان وَإِلَّا فَأَرْبَعَة يعجن بِمَاء حَار حَتَّى تصير فِي ثخن الخلوق ويتقدم فِي غسل الشّعْر بالنطرون ويجفف ثمَّ يلطخ بِهِ ويغطى بورق السلق حَتَّى يجِف ثمَّ يغسل بخطمى وخل ويدهن دَائِما بدهن ورد قد أنقع فِيهِ إفسنتين. أُخْرَى جَيِّدَة: إسفيذاج الرصاص سِتَّة دَرَاهِم قيموليا مثله طين حر مثله نورة خَمْسَة دَرَاهِم شب دِرْهَم حلبة دِرْهَمَانِ يسحق بِالْمَاءِ ويطلى الشّعْر بِهِ وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة وفوقه ورق. لِئَلَّا يسْرع الْجَفَاف وَيغسل من غَد بطبيخ الحلبة. قَالَ: وَقد يطلى الشّعْر بطبيخ العفص الرطب فيسوده. وَمن الثَّانِيَة: من كتاب أبقراط فِي الْجَنِين قَالَ: مَا دَامَ الدَّم كثيرا غليظا متينا فالشعر يكون أسود وَلذَلِك تبيض شُعُور الناقهين ثمَّ تسود مَتى عَادَتْ أبدانهم. من كتاب الخضابات: إهليلج أسود خبث الْحَدِيد أملج ينقع بخل خمر فائق شهرا ثمَّ يصفى وَيصب عَلَيْهِ دهن ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيتبع أصُول الشّعْر بِهِ أبدا بمسواك يسوده. وللنصول: يتَّخذ من الخضاب بندقة وتبل وتمسح بِهِ النصول كل لَيْلَة وكل غدْوَة إِن شَاءَ الله. خضاب جيد مجرب: يُؤْخَذ خطر أَجود مَا يكون وأشده خضرَة ينخل بحريرة ويلقى على كل عشْرين مِنْهُ دِرْهَمَانِ من أملج ومثقال من شب ويعجن بالخل الف ي وَيتْرك فِي الشَّمْس حَتَّى يختمر ثمَّ ألق عَلَيْهِ ربعه من الخطمى وَيضْرب بِالْمَاءِ وَيغسل بِهِ كَمَا يغسل بالخطمى وَلَا يغسل عَنهُ سَرِيعا بل يتْرك ملفوفا سَاعَة وَاحِدَة فِي حمام حَار فانه أَجود وَيبقى سِتَّة أشهر لَا يحْتَاج إِلَى شَيْء غير اتِّبَاع النصول. خضاب آخر جيد: ورق الْحِنَّاء وورق الوسمة يصب عَلَيْهَا على حِدة مَاء وتشمس وتصفى وَيصب على آخر طرى ثَلَاث مَرَّات وَتُؤْخَذ برادة حَدِيد تغمر بخل وتشمس حَتَّى) تسود وعفص ويشمس حَتَّى يحمر ويخثر وَيُؤْخَذ مرداسنج ونورة حَيَّة فيسحق المرداسنج نعما ويشمس حَتَّى تدخل فِيهِ صوفة فتسود فان اسودت وَإِلَّا فيصفى بِالْمَاءِ ويطرح عَلَيْهِ زِيَادَة مرداسنج ونورة حَتَّى يبلغ وَيُؤْخَذ من الْحِنَّاء والوسمة وَاحِد مَاء العفص ربع خل الْحَدِيد ربع مَاء النورة والمرداسنج وَاحِد وَخذ لكل رَطْل من الْجَمِيع خَمْسَة من روسختج وَمثله من الشب ودرهمي ملح ذراني وَعشرَة دَرَاهِم من قشور الْجَوْز الرطب أَو عصارته

مجففة فأنعم سحقه وألقه فِيهِ وشمسه شَهْرَيْن وجذبه بصوف حَتَّى أفناه ثمَّ اغسل الرَّأْس بخطمى والطخه بريشة أَو مسواك يبلغ مَا تُرِيدُ ويطبخ مِنْهُ شَيْء حَتَّى يغلظ واتخذه بَنَادِق وَاتبع بِهِ النصول فانه عَجِيب. خضاب ابْن رزين الَّذِي كَانَ يخضب بِهِ: ثَلَاثُونَ عفصة تمسح بِزَيْت وتقلى فِي مقلى حَتَّى تسود ثمَّ تشدخ بِقِطْعَة لبد حَتَّى يتفتت ثمَّ تدق نعما ويخلط بهَا درهما روسختج وَنصف دِرْهَم من الشب وَمثله من الْملح الذراني وَمن الْحِنَّاء المكية زنة دِرْهَم يعجن بِمَاء الآس المعصور الْمَطْبُوخ حَتَّى يغلظ قَلِيلا وَيجْعَل فِي مغرفة حَدِيد ويساط على النَّار حَتَّى يغلى غليا جيدا الف ى ثمَّ يخضب بِهِ بعد غسله وتجفيفه ويعصب بورق الْكَرم أَو السلق وينام عَلَيْهِ لَيْلَة وَيغسل من غَد فانه ينمى سوَاده كل يَوْم وَهُوَ عَجِيب. مُفْرَدَات تسود: ج حب الآس وماؤه القاقيا قشور أصل البلوط تطبخ بِالْمَاءِ حَتَّى تلين ثمَّ يخضب بِهِ لَيْلَة تسود. د وَج: البندق المحرق يسحق بالزيت ويسمح بِهِ يافوخ الصّبيان يسود شُعُورهمْ. ورق البوصير الذَّهَبِيّ الْأَصْفَر الزهرة يصْبغ الشّعْر أَحْمَر. د: الدردى المحرق يخلط بدهن المصطكى ويخضب بِهِ الشّعْر لَيْلَة يحمره. ج: مَتى ادمن التمسح بِزَيْت الزَّيْتُون الْبري بطأ الشيب. الحضض يحمر الشّعْر. جوز السرو مَعَ خل يسود الشّعْر. د: العفص إِذا أنقع فِي خل وَمَاء سود الشّعْر. د: يسود الشّعْر ويحفظه: دهن الآس يَجْعَل فِيهِ عفص ويشمس وَيجْعَل فِيهِ لاذن وخمر ويطبخ حَتَّى يتعسل ثمَّ يغسل بِهِ. السماق يسود. طبيخ نشارة السدر تحمر الشّعْر.) غلوف للشعر يحفظه ويسوده: إهليلج أسود وأملج وعفص عشرَة عشرَة لاذن عشرُون ورق آس وحبه ثَلَاثُونَ يلقى فِي ثَلَاثَة أَرْطَال من زَيْت وَيتْرك ثَلَاثًا ثمَّ يطْبخ حَتَّى يغلظ ويغلف بِهِ أَو يُؤْخَذ حب الزَّبِيب فيقلى على مقلى حَتَّى يكَاد يَحْتَرِق ثمَّ يسحق وينخل بحريرة ويغمر بدهن شيرج ويشمس شَهْرَيْن ثمَّ تتبع بِهِ النصول بمسواك يسود إِن شَاءَ الله. آخر: تُؤْخَذ شقائق برؤسها رَطْل شب ربع رَطْل روسختج مثله يعجن فِي فخارة وَيصب عَلَيْهِ أُوقِيَّة من الحبر الْأسود ويدفن فِي الزبل حَتَّى ينْحل الْجَمِيع وَيتبع بِهِ النصول. آخر: مرداسنج نورة زاج عفص حناء أملج خطر يصب عَلَيْهِ مَاء الآس ويشمس حَتَّى

مَجْهُول لدفع الشيب: إهليلج أسود بليلج أملج بِالسَّوِيَّةِ يصب عَلَيْهِ مَاء الآس ويشمس حَتَّى يقوى ثمَّ يتبع بِهِ النصول ويختضب بِهِ أَيْضا وَقد يجمع هَذِه بِزَيْت أَبيض ويخضب بِهِ. دهن الخروع يسود الشّعْر مَتى أدمن عَلَيْهِ. دهن يسود الشّعْر: ورق السرو عفص أملج سحالة الإبر لاذن كُنْتُم سويق شعير نوى محرق زاج قشر رمان خبث الْفضة خبث الْحَدِيد خَمْسَة خَمْسَة يَجْعَل فِي رَطْل زَيْت ويطبخ حَتَّى يصير إِلَى الثُّلُث بِنَار لينَة ثمَّ يصفى ويدهن بِهِ لَيْلًا وَيغسل من غَد يبْقى أسود شهرا. وَأَيْضًا: برادة حَدِيد شعير محرق زاج أملج نوشاذر ملح هندي قشور رمان قشور باقلي عباسي شقائق النُّعْمَان لم تتفتح حب زبيب محرق جوز رطب سماق ينعم دقه وَيجْعَل فِي رَطْل مَاء وَربع رَطْل زَيْت ويطبخ حَتَّى يذهب المَاء ويصفى الدّهن ويعلق فِي الشَّمْس حَتَّى يسود وَيسْتَعْمل إِن شَاءَ الله. دهن الْخَرْدَل: خَرْدَل جزءان سمسم جُزْء يعتصر ويلقى فِيهِ ثلثه ويدق فَيلقى فِيهِ ثلثه مَاء ويطبخ سَاعَة بِنَار لينَة ثمَّ صفه وألق ثلثا آخر ثَلَاث مَرَّات ثمَّ صفه وألق لكل رَطْل مِمَّا حصل رَطْل صَفَائِح أسرب رقيقَة جدا فألقه فِيهِ واطبخها بِنَار لينَة وأدم تحريكه حَتَّى يشْتَد لهورش قَالَ: قد يبيض الشّعْر لِأَن الْغذَاء لَا ينهضم هضما محكما فَيكون بخار الدَّم حِينَئِذٍ مائيا وَتعلم من ذَلِك أَن بعض المرضى تبيض شُعُورهمْ وَإِذا صحوا اسودت. قَالَ: وَالْمَاء الْحَار يبيض الشّعْر والبارد يسوده إِذا استحم بِهِ. لي: النتف يبيض الشّعْر والنخاسون مَتى أَرَادوا أَن يجْعَلُوا للدابة غرَّة نتفوه مَرَّات الف ى) فيبيض. اختيارات حنين: حَنْظَلَة بَريَّة يخرج حبها وتملأ من دهن الْغَار ويطرح فِيهَا بزر بنج أسود غير مدقوق مِقْدَار كف ويخلى يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يطلى بِهِ الشّعْر يمْنَع الشيب. ويسود أَيْضا: عجم الزَّبِيب إِذا أَخذ وقلى جيدا: ثمَّ أنعم دقه وغمر بدهن حل وَدفن فِي الزبل شهرا ثمَّ أخرج فأتبع بِهِ النصول سودها. مَتى سحق الترمس بِمَاء وطليت بِهِ الحواجب حمر. وَمَتى سحق الماش بخل وطلي بِهِ الْحَاجِب بيضه. وَمَتى سحق الكبريت بشراب عَتيق وطلي بِهِ بيض الشّعْر أَيَّامًا ثمَّ يعود.

اطهورسفس: بيض الحباري يسود الشّعْر جدا. بيض اللقلق يسود جدا وَلَا يجب أَن يماس الْجلد. مسيح: دهن قد طبخ فِيهِ شَحم الحنظل أَو شونيز أَو جَمِيعًا يمسك الشّعْر الْأَبْيَض فليكرر فِيهِ مَرَّات. وَمِمَّا يبيض: الياسمين ومرار الماعز ودهن زنبق وخرء الخطاطيف ومرارة الثور إِن شَاءَ الله. خضاب قوي يحمر: سماق أوقيتان عفص ثَلَاث أَوَاقٍ أذريون أصفر أوقيتان شعر الْجِنّ باقتان افسنتين باقة ترمس مقشر يَابِس كفان يدق بِعشْرَة أَرْطَال مَاء أَيَّامًا ثمَّ يكمد بِهِ الرَّأْس وَهُوَ فاتر وَيغسل بعد ذَلِك بالصابون أَو يخضب بحناء عجن بطبيخ الكندس فانه يحمر ويشقر أَو يخضب بالشب والزعفران والأصطرك يعجن بطبيخ الحلبة. قَالَ: هَذِه كلهَا قَوِيَّة فِي التحمير أَو يدمن غسله بالترمس والحلبة مَعَ دردى الْخمر. أَبُو أَحْمد تجربة بغداذ: يلت إهليلج أسود بِزَيْت واشوه فِي حامة فِي تنور حَتَّى ينسحق ثمَّ انخله بالحرير وصب عَلَيْهِ خلاقد طرح فِيهِ ثَلَاثَة الف ى برادة حَدِيد ويشمس شهرا ثمَّ اسحق بِهِ الإهليلج وَزنه وَليكن مسودا ثمَّ اسحقه بِهِ بدهن ثمَّ اطبخه فِي مغرفة حَتَّى يغلظ وارفعه مشدود الرَّأْس وَعند الْحَاجة فَخذ شبا وحله فِي المَاء وامسح بِهِ الشّعْر نعما ثمَّ ادلكه بِهَذِهِ الغالية دلكا جيدا وأدم ذَلِك ثمَّ اغسله فِي الْحمام يَجِيء أسود. أَو يُؤْخَذ حب الْقطن فَيدق وَيخرج لبه ثمَّ يدق اللب فِي هاون بِلَا مَاء الْبَتَّةَ واعصره فِي غضارة تخرج دهنه وَخذ مِنْهُ ثَلَاثِينَ درهما فاطرح عَلَيْهِ برادة أسرب وبرادة حَدِيد) وروسختج زنة اثْنَي عشر درهما بِالسَّوِيَّةِ وغله حَتَّى يسود وَإِن شِئْت طيبته بمسك. غَالِيَة الْمَنْصُور مجربة: أملج خَمْسُونَ درهما رَطْل وَنصف من مَاء الآس الرطب المعصور وَأَرْبَعَة أَرْطَال من المَاء يطْبخ حَتَّى يبْقى النّصْف ثمَّ ينزل عَن النَّار وَيُؤْخَذ خَمْسُونَ درهما خطر حناء خمسين وسمة خمسين وعفص عشْرين وَعشرَة زاج وَخمسين من الصمغ فَتلقى فِيهِ ويطبخ حَتَّى يغلظ ويحرك بِعُود ويطيب بمسك وسك وَيُؤْخَذ

مِنْهُ عِنْد الْحَاجة مِثْقَال وَيمْسَح بِهِ الرَّأْس واللحية فيصبغ وتجفف مِنْهُ قِطْعَة وتتخذ شياقة يتبع بهَا النصول تبله بريقك وتمسحه بِهِ وَقد جرب أَبُو أَحْمد هَذَا. خضاب ذهبي لليد: يسحق برادة الْحَدِيد بِمَاء الزاج وَيتْرك حَتَّى يصدأ نعما ثمَّ يسحق ويعجن بِمَاء ويخضب بِهِ ويصبر عَلَيْهِ كَمَا يصبر على الْحِنَّاء يخرج ذهبيا. أَيْضا خضاب آخر: يقطر الْقصب النبطي الحَدِيث بعد أَن يقشر ويشد النَّار حَتَّى يقطر مِنْهُ شَيْء أَحْمَر سليط كَالدَّمِ تعجن بِهِ حناء ويخضب بِهِ يَأْتِي ذهبيا إِن شَاءَ الله. تمّ كتاب أَنْوَاع الخضاب وَهُوَ تَمام كتاب الْمَعْرُوف بالحاوي الْكَبِير للفيلسوف الْمُحَقق والنحرير المدقق بقراط زَمَانه وجالينوس أَوَانه الشَّيْخ الْجَلِيل مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ تغمده الله بغفرانه تمت الْمقَالة)

§1/1