الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري
ابن باز
الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري بقلم أبي محمد عبد الله بن مانع الروقي الجزء الأول
تقريظ
تقريظ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد؛ فإن آثار العلماء الربانيين في أمتهم متعددة ومتنوعة، في حال حياتهم المباركة وبعد مماتهم: أما في حال حياتهم فالأثر ملموس ومشاهد يعيشه الناس مع علمائهم: علمًا وتعليمًا، واقتداءًا، وتوجيهًا وأمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر، ونشرًا للدين، وذبًا عنه، ووقوفًا أمام أعدائه من الملحدين والزنادقة وأهل البدع والإفساد. وكم شهد المسلمون في كل عصر مواقف لعلمائهم العاملين ينصرون فيها حقًا ويردون باطلًا كادت أن ترتفع أعلامه ويعم خطره على أمة الإسلام. وهؤلاء هم الذين تفقدهم الأمة إذا ماتوا. بل ربما لم يعرف الكثيرون قدرهم إلا بعد رحيلهم. وأما بعد وفاتهم فأظهر أثار العلماء: 1 - تلاميذهم الذين تلقوا عنهم، وساروا على منهاجهم، في نشر العلم النافع والدعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلشيوخهم ... - من هذا الأجر نصيب - دون أن ينقص من أجور التلامذة، كما جاء بذلك الحديث الصحيح عن رسول الله ... 2 - المؤسسات والمدارس التي أنشأوها أو شاركوا في إنشائها، وبقيت هذه المدارس ودور العلم تقدم للأمة العلم الصحيح والعمل الصالح من
خلال من تخرج منها من طلاب العلم الذين هم قدوات لغيرهم، يمتد أثرهم إلى عموم المسلمين. 3 - العلم النافع من خلال الكتب والرسائل والردود التي يؤلفونها بحيث تبقى علمًا تتلقاه الأمة، وتنتشر بمقدار كثرة نسخها واتساع انتشارها في بلاد المسلمين. ولأهمية هذا الأثر الأخير وعظم دوره في الأمة كما هو معلوم، حيث لا تزال المخطوطات الإسلامية العلمية المتفرقة في جميع أنحاء العالم أحد أهم ما يعني به طلاب العلم وتفتخر به أمة الإسلام على بقية الأمم. فإنني أحب أن أقف وقفة مع هذا الأثر لعلماء الإسلام قديمًا وحديثًا فأقول: كم يحزننا أن نقرأ ونسمع من علماء كبار كانوا أئمة في التحقيق في فنون العلم الشرعي المختلفة، وكانوا مرجعًا للأمة، بل ولعلماء عصرهم في معضلات المسائل، ثم لا نجد لهؤلاء العلماء أثرًا إلا ما دوّن من تراجمهم في كتب الأعلام والرجال - وكثيرًا ما تكون مختصرة لا تغني شيئًا -. هذا في الماضي أما في عصرنا الحاضر فقد تجددت وسائل حفظ العلم، وصارت الدروس والمحاضرات تسجل وتحفظ ليستفاد منها من خلال التسجيل أو بعد أن تفرغ وتصحح وتطبع. ولكن الشأن في الدروس التي لم تسجل، كما هو الحال في كثير من دروس الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى ليس هناك وسيلة لحفظ ذلك إلا عن طريق ما يدونه التلاميذ ويعلقونه أثناء الدرس، تلقيًا عن الشيخ مباشرة. وهذا ما نشير إليه في الفقرة التالية: 4 - ما يدونه التلاميذ ويعلقونه عن شيوخهم من خلال الأسئلة، أو سماع الدروس والتعليقات والتنبيهات التي تكون أثناء تلقي العلم عنهم أو
القراءة عليهم. وأظهر ما يمثل هذا النوع أمران: أحدهما: الأسئلة والمسائل التي يسألها التلاميذ أو يسمعونها أثناء الدرس بحيث يقوم بالسؤال غيرهم، فيقومون بتدوين ذلك وهذا كثير كما هو الحال في مسائل الإمام أحمد وغيره من أئمة الإسلام. الثاني: ما يدونه بعض الطلاب على طرة كتبهم أو في ورق آخر مستقل أثناء إلقاء الشيوخ دروسهم، وهذا النوع من تلقي وتدوين العلم من أشق ما يعانيه الطلاب، ولا يكاد يقوى على الاستمرار عليه إلا القليل النادر (¬1) من طلاب العلم، لأن الكثيرين يحبون الاستماع ويعتمدون على ما يبقى في الذاكرة من علم الشيخ وفوائده وتحقيقاته. وهذا الكتاب والسفر النفيس الذي يقدمه أخونا الشيخ الفاضل / عبد الله بن مانع الروقي، والذي اختار له أسمًا جميلًا وعنوانًا لطيفًا معبرًا «الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري» هو من ذلك النوع الشاق على طلاب العلم، والذي عُرف به أخونا الشيخ عبد الله من بين المشايخ الذين تلقوا وحضروا دروس شيخنا ووالدنا ابن باز - رحمه الله - حيث كان حريصًا على تدوين الفوائد والنكت والتعليقات والترجيحات، ولا يترك منها شيئًا حتى ولو كان أمرًا معلومًا مشهورًا بين طلاب العلم. فقيّد العلم وأنجح، وكان من أثار ذلك جملة من المسائل التي حفظها ودونها، وجملة من التعليقات على بعض كتب العلم ومنها هذا الكتاب المبارك الذي يجمع بين: صحيح البخاري، ومواضع من فتح ¬
الباري، وتعليقات الشيخ ابن باز. فأكرم بهم من سلسلة ذهبية توجت بحفظها وإخراجها للأمة من جانب أخينا عبد الله وفقه الله وسدده وأعظم أجره. بقي أن أشير إلى أن أهم ما يميز دروس الشيخ العلامة ابن باز - رحمه الله - قوة الترجيح ومتانة التحقيق ووضوح التعليق، فهو في مثل هذه الدروس العلمية لا يحرص على الشرح والتفصيل الواضحات، التي لا تحتاج إليها المطولات، وإنما يعلق التعليق المهم الذي يحتاج إليه العلماء وطلاب العلم الذين أخذوا أجمل العلم وأدركوا مسائله، ولكن تمر عليهم معضلات ومشكلات يحتاجون فيها إلى الجهابذة الذين يحلونها ويقررون القول الراجح منها وهذا ما يميز هذه التعليقات النفيسة في السفر المبارك. فدونك هذه الدرر، قصيرة في عبارتها عظيمة في معانيها وتحقيقاتها، يكفي أنها خلاصة علم شيخ قضى من عمره ما يزيد على السبعين عامًا مع هذا العلم والقراءة والتحقيق ليلًا ونهارًا حضرًا وسفرًا - رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في عليين. أما أخونا الشيخ عبد الله بن مانع فنقول له: جزاك الله خيرًا على ما عانيت أثناء الدروس، وجزاك الله خيرًا على حرصك على نشر علم الشيخ بدل أن يبقى محبوسًا، ونحن ننتظر المزيد من هذا النوع من العلم فعجّل بنشره وفقك الله وسددك وأثابك. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وكتبه / عبد الرحمن الصالح المحمود الرياض 18/ 3/1427 هـ.
إسنادي إلى «الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسننه وأيامه» للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ابن المغيرة البخاري - رضي الله عنه -. قال الفقير إلى مولاه: أبو محمد عبد الله بن مانع الروقي: حدثنا (إجازة) أبو تراب الظاهري، وأحمد الشاطري، وعبد القادر البخاري، قالوا حدثنا عمر بن حمدان المحرسي، قال: حدثنا السيد محمد بن عبد الحي الكتاني. وحدثنا (إجازة) أبو تراب الظاهري، قال: حدثنا السيد محمد بن عبد الحي الكتاني، عن أبيه عبد الكبير الكتاني، عن عبد الغني الدهلوي، عن محمد بن إسحاق الدهلوي، عن عبد العزيز الدهلوي، عن أبيه ولي الله الدهلوي، عن سالم بن عبد الله البصري، عن أبيه عبد الله بن سالم البصري، عن محمد بن علاء الدين الحافظ البابلي، عن محمد حجازي الشعراوي الواعظ، عن محمد بن أركماس، عن الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، قال: أخبرنا أبو إسحاق التنوخي، قال أخبرنا أبو العباس الحجار، قال: أخبرنا أبو الحسين بن المبارك الزبيدي، قال: أخبرنا أبو الوقت السجزي، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي، قال: أخبرنا عبد الله بن حَمُّويه السرخسي، قال: أخبرنا الفربري، قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ابن المغيرة الجعفي البخاري - رحمه الله -، قال: حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير، قال حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي: أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي
يقول: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على المنبر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه».
المقدمة
المقدمة الحمد لله ولي الصالحين، ورب الطيبين، تفضل على من شاء من عباده فهداه وعلمه ووفقه وسدده، فيا لسعادة من جعله الله إمامًا للمتقين يعلمهم ويهديهم إلى صراط الله المستقيم، فأي فضل عليهم قد أسداه، وأي تكريم لهم قد أعطاه، أولئك هم عبادة الله البررة {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [القصص: 68]. وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة خير الورى، وأشرف من وطئ الثري، نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. أما بعد: فهذه جملة من تعليقات إمام أهل السنة في عصره شيخنا عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - على صحيح البخاري وشيئًا من تعليقاته على مواضع من فتح الباري. سطرتها أناملي، سماعًا منه وجاد بها المولى كرمًا منه فلله الحمد كثيرًا كما أنعم كثيرًا أسميتها الحلل الإبريزية من التعليقات البازية. أسأل الله أن يتقبلها عملًا صالحًا لوجهه خالصًا وأن ينفعني بها وشيخي إنه جواد كريم. وقد امتازت تعليقات شيخنا رحمه الله تعالى بميزات من أهمها: 1 - القطع بحكم في كثير من المسائل، وما كان ذلك من الشيخ في أكثر ما قطع به إن لم يكن كله إلا بعد طول بحث وتأمل ونظر، فهي مسائل محققة محررة عنده، أخذنا زبدتها، وقطفنا ثمرتها. 2 - الإيجاز في عبارته مع ما تؤديه من عظيم المعاني، والفوائد، فالمسألة
وهنا تنبيهات مهمة للقارئ الكريم
يكون فيها خلاف كبير جدًا، يلخصه الشيخ رحمه الله تعالى في سطر أو سطرين مع ترجيح ما يراه، ولا أراه إلا كما قال الدارقطني «كان أبو القاسم بن منيع قلما يتكلم على الحديث فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج» (¬1). 3 - الفوائد المستنبطة، وبعضها لا يكاد يوجد عند غيره رحمه الله تعالى. 4 - التعقبات المقنعة، فهو أحيانًا يعلق على رواية، أو حكم، أو يتعقب بعض من قال بقول يراه الشيخ مرجوحًا، فيفصح عن وجه الضعف فيه بأوجز عبارة، وأبلغ معنى. وهذه الميزات من أهم الأسباب التي دفعتني لإخراج هذه المجموعة المباركة من التعليقات، وقد انبهر بها بعض أهل العلم لما أطلع عليها وألح في لزوم إخراجها سريعًا. وهنا تنبيهات مهمة للقارئ الكريم: 1 - حرصت كل الحرص على كتابة لفظ شيخنا بالنص إن أمكنني ذلك، وإن شق فأكتبه بالمعنى القريب. 2 - كتبت عن شيخنا أحواله في الدرس: من تبسم، وبكاء، وتسبيح، وتهليل، وتكبير، وتعجب، ودعاء. 3 - كل ما في الحاشية من كلام شيخنا إلا ما صدرته بقولي قلت: فمن كلامي. وما كان مصدرًا بنجمة فهو من كلامه أفردته بذلك لأنه ليس على صلب المتن. 4 - أذكر تاريخ السؤال عند الحاجة لذلك. 5 - إذا أحلت على جزء أو صفحة (من الأصل) فأريد به الجامع الصحيح مع شرحه فتح الباري (السلفية الثانية) وهو المراد بقولي تم الجزء .. ¬
6 - إذا قلت كذا في العيني فأعني به شرح بدر الدين العيني على البخاري المسمى (عمدة القاري). 7 - حذفت بعض الأسماء التي صرح بها شيخنا- إلا ما كان ذكره مكملًا للمقصود. 8 - الأحاديث الطوال اكتفيت بذكر ما عليه التعليق في أكثرها دون ذكر الحديث بكامله، وكنت في الأول أمرت الناسخ بالاكتفاء بذلك، ثم غيرت رأيي وقلت: بل اكتبها كلها، فاستدرك الناسخ بعضها، وبقي البعض الآخر لم يكمل .. فلعلنا نكملها في طبعات قادمة إن شاء الله تعالى حرصًا على عدم تأخير إخراج هذه التعليقات المباركة. 9 - سألت شيخنا عن كثير من الأحاديث لمعرفة قوله فيها، وأحيانًا أثبت ما رأيته في درجة الحديث للإفادة. 10 - أضفت فوائد مهمة من كلام بعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما لدعاء الحاجة لها. 11 - بذلت ما أستطيع لتصحيح الملازم، واجتهدت في ذلك ولكن يبقى عمل الإنسان معرضًا للنقص والزلل فمن وجد عيبًا فليستره، وحالي كما قال الأول: متى تصل العطاش إلى ارتواء ... إذا استقت البحار من الركايا ومن يثني الأصاغر عن مراد ... وقد جلس الأكابر في الزوايا وإن ترفع الوضعاء يومًا ... على الرفعاء من إحدى البلايا إذا استوت الأسافل والأعالي ... فقد طابت منادمة المنايا وكل علم يكتب وينشر إنما تعرف نفاسته، وتثمن قيمته، بقيمة صاحبه العلمية وشيخنا أبو عبد الله هذا الإمام العلم شيخ الإسلام في عصره شيخنا
ابن باز رحمه الله تعالى- وكنت رأيته بعد موته في المنام جالسًا وقد طلب ماءً فسقاه من سقاه من تلاميذ- وقد عرفت بعضهم- لكنه أراد ماءً باردًا غير ما سقي- فجاء أحدهم بماء بارد فسقي الشيخ فتبسم كأنه يقول: نعم هذا دواء العطشان. ولا أستطيع أن أصف شيخنا رحمه الله تعالى إلا بمقالة المزي في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو قوله: ما رأيت أحدًا أعلم بكتاب الله ولا بسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا أتبع لهما منه. وكفى بهذا عن ترجمته رحمه الله تعالى. ختامًا ... أشكر كل من أعانني على إخراج هذه التعليقات، وأسأل الله تعالى أن يثيبهم أجزل الثواب وأعظمه، ولا يفوتني أن أشكر الرجل الخير الجواد- أحسبه كذلك- مطلق الغويري سلمه الله تعالى فقد تبرع بتكلفة طباعة الملازم وتجهيز الكتب - فجزاه الله خير الجزاء وحفظه في نفسه وولده وماله. وكذلك أشكر زوجتي (أم محمد) التي استحثتني على التكميل والمسارعة فجزاهم الله جميعًا خير الجزاء، وسدّد فينا وفيهم القول والعمل. وسيتلو هذا الكتاب- إن شاء الله تعالى- سؤالاتي لابن باز وهي كثيرة جدًا، وتعليقات شيخنا على كتب أخرى يسر الله تعالى إخراجها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فلا قرت عين حاسد والحمد لله رب العالمين. وكتبه أبو محمد عبد الله بن مانع الروقي ص. ب 9010 الرياض 11413
1 - كتاب بدء الوحي
1 - كتاب بدء الوحي 1 - باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 1 - حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال حدثنا سفيان قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على المنبر قال: سمعت رسول الله يقول: «إنما الأعمال بالنيات (¬1)، وإنما لكلِّ امرء ما نوى: فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه». 2 - باب 2 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - أن الحارث بن هشام - رضي الله عنه - سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلًا فيكلمني فأعي ما يقول». قال عائشة - رضي الله عنها -: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقًا (¬2). ¬
3 - باب
3 - باب 3 - عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} [العلق: 1 - 3]، فرجع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - فقال: زملوني زملوني. فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا (¬1)، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل ..... ¬
4 - باب
4 - باب 5 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا موسى ابن أبي عائشة قال: حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16]، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك شفتيه، فقال ابن عباس: فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحركهما. وقال سعيد أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما - فحرك شفتيه - فأنزل الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 16، 17]، قال: جمعه لك في صدرك وتقرأه {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} قال: فاستمع له وأنصت {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} ثم إن علينا أن نقرأه. فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قرأه (¬1). ¬
6 - باب
6 - باب 7 - حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد لله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا تجارًا بالشام في المدة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهو بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمان فقال: أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت أنا أقربهم نسبًا. فقال: أدنوه مني، وقربوه. فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبًا لكذبت عنه. ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت هو فينا ذو نسب. قال فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا. قال فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا. قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم .... فهل يغدر؟ قلت: لا، ونحن منه في مدة (¬1) ... قال: ماذا يأمركم» (¬2) ... وهم أتباع الرسل (¬3) ... عن قدمه (¬4) ... لقد أمر ابن أبي كبشة (¬5). ¬
كتاب الإيمان
كتاب الإيمان 1 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بني الإسلام على خمس» وهو قول وفعل. ويزيد (¬1) وينقص. قال الله تعالى: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ - وَزِدْنَاهُمْ هُدًى - وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى - وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ - وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا}. 2 - باب دعاؤكم إيمانكم (¬2) 8 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان». 3 - باب أمور الإيمان وقول الله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ ¬
4 - باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177] (¬1) الآية. قال الحافظ: ... وعن الخليل البضع السبع (¬2). 4 - باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده 10 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «المسلم (¬3) من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه». 8 - باب حب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الإيمان 15 - عن قتادة عن أنس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» (¬4). ¬
9 - باب حلاوة الإيمان
9 - باب حلاوة الإيمان 17 - عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما (¬1)، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار». 10 - باب علامة الإيمان حب الأنصار 17 - حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة قال أخبرني عبد الله بن عبد الله بن جبر قال: سمعت أنسًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «آية (¬2) الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار». قال الحافظ: .... ووفي بالتخفيف، وفي رواية بالتشديد، وهما بمعنى (¬3). 12 - باب من الدين الفرار من الفتن 19 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن» (¬4). ¬
15 - باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال
15 - باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال 22 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهار الحيا - أو الحياة، شك مالك - فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية»؟ (¬1). قال وهيب: حدثنا عمرو «الحياة». وقال: «خردل من خير». 16 - باب الحياء من الإيمان 24 - عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر على رجل من الأنصار - وهو يعظ أخاه في الحياء - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دعه، فإن الحياء من الإيمان» (¬2). 17 - باب {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} 25 - حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة قال حدثنا شعبة عن واقد بن محمد قال: سمعت أبي يحدث عن ابن عمر ¬
18 - باب من قال إن الإيمان هو العمل
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله» (¬1). 18 - باب من قال إن الإيمان هو العمل لقول الله تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. 26 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل: أي العمل أفضل؟ فقال: «إيمان بالله ورسوله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور» (¬2). قال الحافظ: ... قال العلماء: اختلاف الأجوبة في ذلك باختلاف الأحوال (¬3)، واحتياج المخاطبين، وذكر ما يعلمه السائل والسامعون وترك ما علموه، ويمكن أن يقال: إن لفظة «من» (¬4) مرادة كما يقال فلان أعقل الناس .... ¬
19 - باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة، وكان على الاستسلام أو الخوف
19 - باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة، وكان على الاستسلام (¬1) أو الخوف 27 - عن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطى رهطًا - وسعد جالس - فترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا هو أعجبهم إلي. فقلت: يا رسول الله مالك عن فلان؟ فو الله إني لأراه مؤمنًا. فقال: أو مسلمًا. فسكت قليلًا. ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي فقلت: مالك عن فلان؟ فو الله إني لأراه مؤمنًا. فقال: أو مسلمًا. ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي، وعاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم قال: يا سعد، إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه، خشية أن يكبه (¬2) الله في النار. ورواه يونس وصالح ومعمر وابن أخي الزهري عن الزهري. قال الحافظ: ... ومحصل ما ذكره واستدل به أن الإسلام يطلق ويراد به الحقيقة الشرعية وهو الذي يرادف الإيمان وينفع عند الله، وعليه قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} وقوله تعالى: {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (¬3). ¬
20 - باب إفشاء السلام من الإسلام. وقال عمار. ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار
20 - باب إفشاء السلام من الإسلام. وقال عمار. ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار (¬1) 28 - عن عبد الله بن عمرو أن رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف». 21 - باب كفران العشير، وكفر دون كفر فيه عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2) 29 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أريت النار، فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن. قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان. لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط». 22 - باب المعاصي من أمر الجاهلية. ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنك إمرؤ فيك جاهلية» وقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] (¬3). ¬
باب {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} فسماهم المؤمنين
30 - حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة عن واصل الأحدب عن المعرور قال: لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة (¬1)، فسألته عن ذلك فقال: إني ساببت رجلًا عيرته بأمه، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا ذر، أعيرته بأمه؟ إنك إمرؤ فيك جاهلية. إخوانكم خولكم (¬2). جعلهم الله تحت أيدكم. فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم». باب {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} فسماهم المؤمنين 31 - حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب ويونس عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال: ذهبت لأنصر هذا الرجل. فلقيني أبو بكرة (¬3) فقال: أين تريد؟ قلت: أنصر هذا الرجل. قال: ارجع، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» فقلت: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصًا على قتل صاحبه». ¬
23 - باب ظلم دون ظلم
23 - باب ظلم دون ظلم (¬1) 32 - عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: لما نزلت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]، قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أينا لم يظلم فأنزل الله: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. 24 - باب علامة المنافق 33 - حدثنا سليمان أبو الربيع قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر قال: حدثنا نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «آية المنافق (¬2) ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان». ¬
26 - باب الجهاد من الإيمان
34 - حدثنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا (¬1)، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر». قال الحافظ: ........ وأحسن الأجوبة ما ارتضاه القرطبي (¬2). 26 - باب الجهاد من الإيمان 36 - حدثنا حرمي بن حفص قال: حدثنا عبد الواحد قال: حدثنا عمارة قال: حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير قال: سمعت أبا هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «انتدب الله لمن خرج في سبيله- لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي- أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله الجنة. ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل» (¬3). ¬
29 - باب الدين يسر، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة»
29 - باب الدين يسر، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «أحب الدين (¬1) إلى الله الحنيفية السمحة» (¬2) 39 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة». 30 - باب الصلاة من الإيمان، وقول الله تعالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} يعني صلاتكم عند البيت 40 - عن البراءة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده- أو قال أخواله- من الأنصار، وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل مكة، فداروا - كما هم- قبل البيت (¬3). وكانت اليهود ¬
31 - باب حسن إسلام المرء
قد أعجبتهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس، وأهل الكتاب، فلما ولى وجهة قبل البيت أنكروا ذلك. 31 - باب حسن إسلام المرء 41 - عن عطاء بن يسار أخبره أن أبا سعيد الخدري أخبره أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها، وكان بعد ذلك القصاص: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها، إلا أن يتجاوز الله عنها» (¬1). 32 - باب أحب الدين إلى الله أدومه 43 - عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها وعندها امرأة. قال: «من هذه؟ » قالت: فلانة- تذكر من صلاتها (¬2) - قال: «مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا». وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه. 33 - باب زيادة الإيمان ونقصانه وقول الله تعالى: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} وقال ¬
34 - باب الزكاة من الإسلام، وقوله: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة}
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} فإذا ترك شيئًا من الكمال فهو ناقص. 44 - عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير» (¬1). 45 - حدثنا الحسن بن الصباح سمع جعفر بن عون حدثنا أبو العميس أخبرنا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب أن رجلًا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال: أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (¬2) قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم بعرفة، يوم جمعة. 34 - باب الزكاة من الإسلام، وقوله: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (¬3) ¬
35 - باب إتباع الجنائز من الإيمان
46 - عن أنس عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خمس صلوات في اليوم والليلة». فقال: هل علي غيرها؟ قال: «لا. إلا أن تطوع». قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وصيام رمضان». قال: هل علي غيره؟ قال: «لا. إلا أن تطوع». قال وذكر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزكاة، قال: هل علي غيرها؟ قال: «لا. إلا أن تطوع». قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفلح إن صدق». 35 - باب إتباع الجنائز من الإيمان 47 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي المنجوفي قال: حدثنا روح قال: حدثنا عوف عن الحسن ومحمد عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا، وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد؛ ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط» (¬1). ¬
36 - باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر
36 - باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر وقال إبراهيم التيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبًا. وقال ابن أبي مليكه أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه (¬1). ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل. ويذكر عن الحسن: ما خافه إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق. وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة، لقول الله تعالى: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. 48 - حدثنا محمد بن عرعرة قال: حدثنا شعبة عن زبيد قال: سألت أبا وائل عن المرجئة، فقال: حدثني عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (¬2). قال الحافظ: .... أن المذكورين كانوا قائلين بتفاوت درجات المؤمنين في الإيمان، خلافًا للمرجئة (¬3). 49 - أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس قال: أخبرني عبادة بن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحي رجلان من المسلمين، فقال: «إني خرجت لأخبركم بليلة القدر. وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس» (¬4). ¬
37 - باب سؤال جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان، والإسلام، والإحسان، وعلم الساعة.
37 - باب سؤال جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان، والإسلام، والإحسان، وعلم الساعة. وبيان النبي - صلى الله عليه وسلم - له. ثم قال: جاء جبريل - عليها السلام - يعلمكم دينكم، فجعل ذلك كله دينًا. وما بين النبي - صلى الله عليه وسلم - لوفد عبد القيس من الإيمان وقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}. 5 - حدثنا مسدد قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بارزًا يومًا للناس، فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وبلقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث». قال: ما الإسلام؟ قال: «الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان». قال: ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك». قال: متى الساعة؟ قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها؛ وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله». ثم تلا النبي - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} الآية. ثم أدبر. فقال: ردوه. فلم يروا شيئًا. فقال: «هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم». قال أبو عبد الله: جعل ذلك كله من الإيمان (¬1). 38 - باب 51 - .. عبد الله بن عباس أخبره قال: أخبرني أبو سفيان أن هرقل قال له: ¬
40 - باب أداء الخمس من الإيمان
سألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم. وسألتك هل يرتد أحد سخطه لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد (¬1). 40 - باب أداء الخمس من الإيمان 53 - عن أبي جمرة قال: كنت أقعد مع ابن عباس يجلسني على سريره، فقال: أقم عندي حتى أجعل لك سهمًا من مالي. فأقمت معه شهرين، ثم قال: إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من القوم- أو من الوفد؟ » - قالوا: ربيعة. قال: «مرحبًا بالقوم- أو بالوفد- غير خزايا ولا ندامى». فقالوا: يا رسول الله. إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام. وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا، وندخل به الجنة، وسألوه عن الأشربة. فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع: أمرهم بالإيمان بالله وحده، قال: «أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ » قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخُمس»، ونهاهم عن أربع: عن الخنتم، والدباء، والنقير، والمزفت- وربما قال: المقير- وقال: «احفظوهن، وأخبروا بهن من وراءكم» (¬2). ¬
41 - باب ما جاء إن الأعمال بالنية والحسبة، ولكل امرئ ما نوى
41 - باب ما جاء إن الأعمال بالنية والحسبة، ولكل امرئ ما نوى فدخل فيه الإيمان والوضوء والصلاة والزكاة والحج والصوم والأحكام. وقال الله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} على نيته. ونفقة الرجل على أهله ... - يحتسبها- صدقة. وقال: ولكن جهاد ونية. 56 - حدثنا الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال: حدثني عامر بن سعد عن سعد بن أبي وقاص أنه أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فيَّ امرأتك» (¬1). 42 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» قوله تعالى: {إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} (¬2). 57 - عن جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. ¬
3 - كتاب العلم
3 - كتاب العلم 1 - باب فضل العلم، وقول الله تعالى: وقوله - عز وجل -: {يَرْفَعِ (¬1) ... اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}. 2 - باب من سئل علمًا وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ثم أجاب السائل 59 - .. عن أبي هريرة قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث. فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتى إذا قضى حديثه قال: «أين أراه السائل عن الساعة؟ » قال: ها أنا يا رسول الله. قال: «فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة». قال: كيف إضاعتها؟ قال: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» (¬2). 4 - باب قول المحدث (¬3) «حدثنا» أو «أخبرنا» و «أنبأنا». وقال لنا الحميدي: كان عند ابن عيينة حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وسعمت واحدًا ...... ¬
6 - باب ما جاء في العلم، وقوله تعالى: {وقل رب زدني علما}.
61 - حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وأنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟ » فوقع الناس في شجر البوادي. قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت. ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: «هي النخلة» (¬1). قال الحافظ: ........ وفيه ضرب (¬2) الأمثال والأشياء لزيادة الإفهام، وتصوير المعاني لترسخ في الذهن. 6 - باب ما جاء في العلم، وقوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}. القراءة والعرض على المحدث (¬3). ورأى الحسن والثوري ومالك القراءة جائزة (¬4) .... 63 - ... عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يقول: بينما نحن جلوس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم: أيكم محمد - والنبي - صلى الله عليه وسلم - متكئ بين ظهرانيهم - فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال له الرجل: ابن ¬
7 - باب ما يذكر في المناولة، وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان
عبد المطلب (¬1). فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قد أجبتك»، فقال الرجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة، فلا تجد علي في نفسك. فقال: «سل عما بدا لك». فقال: أسألك بربك ورب من قبلك، الله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: «اللهم نعم». قال: أنشدك بالله، الله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: «اللهم نعم». قال: أنشدك بالله، الله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: «اللهم نعم». قال: أنشدك بالله، الله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم نعم». فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر. 7 - باب ما يذكر في المناولة، وكتاب (¬2) أهل العلم بالعلم إلى البلدان وقال أنس: نسخ عثمان المصاحف فبعث بها إلى الآفاق، ورأى عبد الله بن عمر ويحيى بن سعيد ومالك ذلك جائزًا. واحتج بعض أهل الحجاز في المناولة بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث كتب لأمير السرية كتابًا وقال: لا تقرأه حتى تبلغ مكان كذا وكذا، فلما بلغ ذلك المكان قرأه على الناس وأخبرهم بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬
8 - باب من قعد حيث ينتهي به المجلس. ومن رأى فرجة في الحلقة فجلس فيها
65 - عن أنس بن مالك قال: كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - كتابًا- أو أراد أن يكتب- فقيل له: إنهم لا يقرءون كتابًا إلا مختوما (¬1)، فاتخذ خاتمًا من فضة نقشه: محمد رسول الله. كأني أنظر إلى بياضه في يده، فقلت لقتادة: من قال نقشه محمد رسول الله؟ قال: أنس. 8 - باب من قعد حيث ينتهي به المجلس. ومن رأى فرجة في الحلقة فجلس فيها 66 - .... عن أبي واقد الليثي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذهب واحد. قال فوقفا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبًا. فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ (¬2) أما أحدهم فآوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه». ¬
9 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «رب مبلغ أوعى من سامع»
قال الحافظ: (فاستحيا الله منه) .... أي رحمه ولم يعاقبه (¬1). 9 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «رب مبلغ أوعى من سامع» 67 - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - قعد على بعيره وأمسك إنسان بخطامه - أو بزمامه - قال: «أي يوم هذا؟ » فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه. قال: «أليس يوم النحر؟ » قلنا: بلى. قال: «فأي شهر هذا؟ » فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: «أليس بذي الحجة؟ » قلنا: بلى. قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب. قال الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه» (¬2). 10 - باب العلم قبل القول والعمل لقوله الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} فبدأ بالعلم. وأن العلماء هم ورثة الأنبياء، ورثوا العلم، من أخذه أخذ بحظ وافر، ومن سلك طريقًا يطلب به علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة. وقال جل ذكره: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ (¬3)}. وقال: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}. {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}. وقال: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من يرد الله به خيرًا يفقهه». وإنما العلم بالتعليم. وقال أبو ذر: لو وضعتم الصمصامة على هذه - وأشار ¬
11 - باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا
إلى قفاه - ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها. وقال ابن عباس: كونوا ربانيين حكماء فقهاء. ويقال: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. 11 - باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا 68 - عن ابن مسعود قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا (¬1). 16 - باب ما ذكر في ذهاب موسى - صلى الله عليه وسلم - في البحر إلى الخضر وقوله تعالى: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}. 74 - عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى، قال ابن عباس هو خضر. فمر بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه، هل سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر شأنه؟ قال: نعم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدًا أعلم منك؟ قال موسى: لا. فأوحى الله إلى موسى: بلى، عبدنا خضر. فسأل موسى السبيل إليه، فجعل الله له الحوت آية، وقيل له: إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه. وكان ¬
17 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم علمه الكتاب»
يتبع أثر الحوت في البحر. فقال لموسى فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره. قال: ذلك ما كنا نبغي. فارتدا على آثارهما قصصًا، فوجدا خضرًا، فكان من شأنهما الذي قص الله - عز وجل - في كتابه» (¬1). 17 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم علمه الكتاب» 75 - عن ابن عباس قال: ضمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: «اللهم علمه الكتاب» (¬2). 18 - باب متى يصح سماع الصغير (¬3)؟ 76 - عن عبد الله بن عباس قال: أقبلت راكبًا على حمار أتان -وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام- ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بمنى إلى غير جدار، فمررت ¬
25 - باب تحريض النبي - صلى الله عليه وسلم - وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان، والعلم ويخبروا من وراءهم. وقال مالك بن الحويرث قال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم»
بين يدي بعض الصف (¬1)، وأرسلت الأتان ترتع فدخلت في الصف، فلم ينكر ذلك علي. 25 - باب تحريض النبي - صلى الله عليه وسلم - وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان، والعلم ويخبروا من وراءهم. وقال مالك بن الحويرث قال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم» 87 - عن أبي جمرة قال: كنت أترجم بين ابن عباس وبين الناس، فقال: إن وفد عبد القيس أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «من الوفد - أو من القوم -» قالوا: ربيعة. فقال: «مرحبًا بالقوم - أو بالوفد - غير خزايا ولا ندامى». قالوا: إنا نأتيك من شقة بعيدة، وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، ولا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر حرام، فمرنا بأمر نخبر به من وراءنا ندخل به الجنة. فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع: أمرهم بالإيمان بالله - عز وجل - وحده، قال: هل تدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وتعطوا الخمس من المغنم. ونهاهم عن الدباء والحنتم، والمزفت (¬2) - قال شعبة: ربما قال النقير، وربما قال المقير. قال: أحفظوه وأخبروه من وراءكم. ¬
26 - باب الرحلة في المسألة النازلة وتعليم أهله
26 - باب الرحلة في المسألة النازلة وتعليم أهله 88 - عن عقبة بن الحارث أنه تزوج ابنه لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت: إني قد أرضعت عقبة والتي تزوج. فقال لها عقبة: ما أعلم أنك أرضعتني، ولا أخبرتني. فركب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، فسأله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كيف وقد قيل (¬1)؟ » ففارقها عقبة، ونكحت زوجًا غيره. 27 - باب التناوب في العلم (¬2) 89 - عن ابن عباس عن عمر قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد - وهي من عوالي المدينة - وكنا نتناوب النزول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ينزل يومًا وأنزل يومًا، فإذ نزلت جئته بخبر ذلك من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك. فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته فضرب بابي ضربًا شديدًا فقال: أثم هو؟ ففزعت، فخرجت إليه فقال: قد حدث أمر عظيم ... قال فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي، فقلت: طلقكن رسول الله؟ قالت: لا أدري. ثم دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت وأنا قائم: أطلقت نساءك؟ قال: لا. فقلت: الله أكبر (¬3). 28 - باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره 90 - حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان عن ابن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رجل: يا رسول الله لا ¬
أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان. فما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في موعظة أشد غضبًا من يومئذ فقال: «أيها الناس إنكم منفرون، فمن صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة» (¬1). 91 - حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا سليمان بن بلال المديني عن ربيعة عن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله رجل عن اللقطة فقال: «أعرف وكاءها - أو قال: وعاءها - وعفاصها، ثم عرفها سنة ثم استمتع بها، فإن جاء ربها فأداها إليه» قال: فضالة الإبل؟ فغضب (¬2) حتى أحمرت وجنتاه - أو قال: احمر وجهه - فقال: «ومالك ولها؟ معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر، فذرها حتى يلقاها ربها» قال: فضالة الغنم؟ قال: «لك أو لأخيك أو للذئب». ¬
31 - باب تعليم الرجل أمته وأهله
31 - باب تعليم الرجل أمته وأهله 97 - أخبرنا محمد - هو ابن سلام - حدثنا المحاربي قال: حدثنا صالح بن حيان قال: قال عامر الشعبي حدثني أبو بردة عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة (¬1) لهم أجران (¬2): رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران». ثم قال عامر: أعطيناكها بغير شيء، قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة. 32 - باب عظة الإمام النساء وتعليمهن 98 - حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة عن أيوب قال: سمعت عطاء قال سمعت ابن عباس قال: أشهد على النبي - صلى الله عليه وسلم - أو قال عطاء أشهد على ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ومعه بلال فظن أنه لم يسمع (¬3)، فوعظهن وأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقى القرط (¬4) والخاتم، وبلال يأخذ في طرف ثوبه. وقال إسماعيل عن أيوب عن عطاء وقال عن ابن عباس: أشهد على النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬
36 - باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم؟
36 - باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم؟ 101 - حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثني ابن الأصبهاني قال: سمعت أبا صالح ذكوان يحدث عن أبي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي - صلى الله عليه وسلم - غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك (¬1). فوعدهن يومًا لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: «ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابًا من النار» فقالت امرأة: واثنين؟ فقال: واثنين. 35 - باب من سمع شيئًا فراجع حتى يعرفه 103 - حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا نافع بن عمر قال: حدثني ابن أبي مليكة أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من حوسب عذب» قالت عائشة فقلت: أوليس يقول الله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} قالت: فقال: «إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب يهلك» (¬2). ¬
37 - باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب قاله ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
37 - باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب قاله ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - 104 - عن أبي شريح أنه قال لعمرو بن سعيد - وهو يبعث البعوث إلى مكة - ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولًا قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي حين تكلم به: حمد الله وأثنى عليه ثم قال: «إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، ولا يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها فقولوا: إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب» فقيل لأبي شريح: ما قال عمرو؟ قال: أنا أعلم منك يا أبا شريح، لا يعيذ عاصيًا، ولا فارًا بدم، ولا فارًا بخربة. قال الحافظ: ........ قوله: (باب ليبلغ العلم) بالنصب والشاهد بالرفع والغائب منصوب أيضًا، والمراد بالشاهد هنا الحاضر، أي ليبلغ من حضر من غاب (¬1). ¬
38 - باب إثم من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -
38 - باب إثم من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - 106 - عن منصور قال: سمعت ربعي بن حراش يقول: سمعت عليًا يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تكذبوا علي، فإنه من كذب علي فليلج النار». قال الحافظ: ..... وعلى تقدير ثبوته فليست اللام فيه للعلة بل للصيرورة كما فسر قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ} والمعنى أن مآل أمره إلى الإضلال (¬1). 109 - عن يزيد بن عبيد عن سلمة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار». قال الحافظ: ....... وهذا الحديث أول ثلاثي وقع في البخاري (¬2). قال الحافظ: ........ وبينت هناك الرد على من أدعى أن مثال المتواتر لا يوجد إلا في هذا الحديث، وبينت أن أمثلته كثيرة: منها حديث من بني لله مسجدًا (¬3)، والمسح على الخفين (¬4)، ورفع اليدين (¬5)، والشفاعة والحوض (¬6). ¬
39 - باب كتابة العلم
39 - باب كتابة العلم 111 - حدثنا محمد بن سلام قال: أخبرنا وكيع عن سفيان عن مطرف عن الشعبي عن أي جحيفة قال: قلت لعلي هل عندكم كتاب (¬1)؟ قال: لا إلا كتاب الله، أو فهم أعطيه رجل مسلم، أو ما في هذه الصحيفة. قال: قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر. قال الحافظ: ....... قوله: (العقل) أي الدية (¬2). قال الحافظ: ..... ويستفاد من ذلك أن أبا هريرة كان جزمًا بأنه ليس في الصحابة أكثر حديثًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - منه إلا عبد الله (¬3). 50 - باب الحياء في العلم وقال مجاهد: لا يتعلم العلم مستحى ولا مستكبر. وقالت عائشة: نعم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. قال الحافظ: ........ وقول مجاهد هذا وصله أبو نعيم في الحلية من طريق علي بن المديني عن ابن عيينة عن منصور عنه (¬4). ¬
52 - باب ذكر العلم والفتيا في المسجد
130 - عن أم سلمة قالت: جاءت أم سليم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رأت الماء». فغطت أم سلمة- تعني وجهها- وقالت: يا رسول الله، وتحتلم المرأة؟ قال: «نعم، تربت يمينك، فبم يشبهها ولدها؟ ». 52 - باب ذكر العلم والفتيا في المسجد 133 - عن عبد الله بن عمر أن رجلًا قام في المسجد فقال: يا رسول الله، من أين تأمرنا أن نهل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ويهل أهل الشام من الجحفة، ويهل أهل نجد من قرن» (¬1). 53 - باب من أجاب السائل بأكثر مما سأله 134 - عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رجلًا سأله: ما يلبس المحرم؟ فقال: «لا يلبس القميص ولا العمامة ولا السراويل ولا البرنس (¬2) ولا ثوبًا مسه الورس أو الزعفران، فإن لم يجد النعلين فليلبس الخفين، وليقطعهما حتى يكونا تحت الكعبين». ¬
4 - كتاب الوضوء
4 - كتاب الوضوء 1 - باب ما جاء في الوضوء وقوله الله تعالى: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}. قال أبو عبد الله: وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن فرض الوضوء مرة مرة، وتوضأ أيضًا مرتين، وثلاثًا، ولم يزد على ثلاث. وكره أهل العلم الإسراف فيه، وأن يجاوزوا فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). 2 - باب لا تقبل صلاة بغير طهور 135 - عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ» (¬2) قال رجل من حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة؟ فقال: فساء أو ضراط. 3 - باب فضل الوضوء، والغر المحجلون من آثار الوضوء 136 - عن نعيم المجمر قال: رقيت مع أبي هريرة على ظهر المسجد فتوضأ فقال: إني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًا ¬
4 - باب لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن
محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل» (¬1). قال الحافظ: ... وقيل الزيادة إلى نصف العضد والساق (¬2). 4 - باب لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن 137 - عن عباد بن تميم عن عمه أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال: «لا ينفتل- أو لا ينصرف- حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا» (¬3). 5 - باب التخفيف في الوضوء (¬4) 138 - عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نام حتى نفخ، ثم صلى- وربما قال اضطجع حتى نفخ ثم قام فصلى. ثم حدثنا به سفيان مرة عن ¬
6 - باب إسباغ الوضوء. وقال ابن عمر: إسباغ الوضوء الإنقاء
عن عمرو عن كريب عن ابن عباس قال: بت عند خالتي ميمونة ليلة، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليل، فلما كان في بعض الليل قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ من شن معلق وضوءً خفيفًا- يخففه عمرو ويقلله- وقام يصلي، فتوضأت نحوًا مما توضأ، ثم جئت فقمت عن يساره- وربما قال سفيان: عن شماله فخولني فجعلني عن يمينه. ثم صلى ما شاء الله، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، ثم أتاه المنادي فآذنه بالصلاة، فقام معه إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ. قلنا لعمرو: إن ناسًا يقولون إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنام عينه ولا ينام قلبه، قال عمرو: سمعت عبيد بن عمير يقول: رؤيا الأنبياء وحي. ثم قرأ {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} (¬1). 6 - باب إسباغ الوضوء. وقال ابن عمر: إسباغ الوضوء الإنقاء 139 - عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد أنه سمعه يقول: دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال، ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء. فقلت: الصلاة يا رسول الله. فقال: «الصلاة أمامك». فركب. فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله، ثم أقيمت العشاء فصلى، ولم يصل بينهما (¬2). ¬
8 - باب التسمية على كل حال، وعند الوقاع
8 - باب التسمية على كل حال، وعند الوقاع 141 - عن كريب عن ابن عباس يبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهما ولد لم يضره». قال الحافظ ... لكن مما أمر فيه بالصمت فغيره أولى (¬1). وقال الحافظ: ... عن ابن مسعود: وكان إذا غشى أهله فأنزل قال: «اللهم لا تجعل (¬2) للشيطان فيما رزقتني نصيبًا». 9 - باب ما يقول عند الخلاء 142 - عن عبد العزيز بن صهيب قال: سمعت أنسًا يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء (¬3) قال: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث». 10 - باب وضع الماء عند الخلاء 143 - عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل الخلاء فوضعت له وضوءً، قال: من وضع هذا؟ فأخبر، فقال: «اللهم فقهه في الدين» (¬4). ¬
11 - باب لا تستقبل القبلة بغائط أو بول، إلا عند البناء جدار أو نحوه
11 - باب لا تستقبل القبلة بغائط أو بول، إلا عند البناء جدارٍ أو نحوه (¬1) 144 - عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولها ظهره، شرقوا أو غربوا». قال الحافظ: ... وقال قوم بالتحريم مطلقًا (¬2). 12 - باب من تبرز على لبنتين 145 - عن واسع بن حبان عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول: إن ناسًا يقولون إذا قعدت على حاجتك فلا يستقبل القبلة ولا بيت المقدس. فقال عبد الله ابن عمر: لقد ارتقيت يومًا على ظهر بيت لنا، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على لبنتين (¬3) مستقبلًا بيت المقدس لحاجته. وقال: لعلك من الذين يصلون على أوراكهم، فقلت لا أدري والله. قال مالك: يعني الذي يصلي ولا يرتفع عن الأرض، يسجد وهو لاصق بالأرض. ¬
13 - باب خروج النساء إلى البراز
13 - باب خروج النساء إلى البراز 146 - عن عائشة أن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع- وهو صعيد أفيح- فكان عمر يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم -: احجب نساءك. فلم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل. فخرجت سوده بنت زمعة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة من الليالي عشاء، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة. حرصًا على أن ينزل الحجاب. فأنزل الله آية الحجاب (¬1). 147 - عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قد أذن أن تخرجن في حاجتكن» قال هشام: يعني البراز (¬2). 15 - باب الاستنجاء بالماء 150 - حدثنا شعبة عن أبي معاذ- واسمه عطاء بن أبي ميمونة- قال سمعت أنس بن مالك يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج لحاجته أجئ أنا وغلام معنا إداوة من ماء. يعني يستنجي به (¬3). 18 - باب النهي عن الاستنجاء باليمين 153 - عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا ¬
24 - باب الوضوء ثلاثا ثلاثا
شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه. ولا يتمسح بيمينه» (¬1). قال الحافظ: ... فألقى الروثة وقال: إنها ركس، ائتني بحجر (¬2). 24 - باب الوضوء ثلاثًا ثلاثًا 159 - حدثني إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب أن عطاء بن يزيد أخبره أن حمران مولى عثمان أخبره أنه رأى عثمان بن عفان دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ويديه إلى الموفقين ثلاث مرار، [ثم] مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه (¬3)، غفر له ما تقدم من ذنبه». ¬
25 - باب الاستنثار في الوضوء
25 - باب الاستنثار (¬1) في الوضوء 161 - عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من توضأ فليستنثر، ومن استجمر فليوتر». 27 - باب غسل الرجلين، ولا يمسح على القدمين 163 - عن يوسف بن ماهك (¬2) عن عبد الله بن عمر وقال: تخلف النبي - صلى الله عليه وسلم - عنا في سفرة سافرناها، فأدركنا وقد أرهقنا العصر، فجعلنا نتوضأ ونمسح ¬
29 - باب غسل الأعقاب وكان ابن سيرين يغسل موضع الخاتم إذا توضأ
على أرجلنا. فنادي بأعلى صوته «ويل للأعقاب من النار» مرتين أو ثلاثًا. قال الحافظ: ... أظهرها ما رواه ابن حبان في صحيحة من حديث أبي سعيد مرفوعًا «ويل واد في جهنم» (¬1). 29 - باب غسل الأعقاب وكان ابن سيرين يغسل موضع الخاتم إذا توضأ 165 - حدثنا محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة- وكان يمر بنا والناس يتوضؤن من المطهر- قال: أسبغوا (¬2) الوضوء، فإن أبا القاسم قال: «ويل للأعقاب من النار». 30 - باب غسل الرجلين في النعلين، ولا يمسح على النعلين 166 - عن عبيد بن جريج أنه قال لعبد الله بن عمر: يا أبا عبد الرحمن، رأيتك تصنع أربعًا لم أر أحدًا من أصحابك يصنعها. قال: وما هي يا ابن جريج؟ قال: رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين، ورأيتك تلبس النعال السبتية، ورأيتك تصبغ بالصفرة، ورأيتك إذا كنت بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال ولم تهل أنت حتى كان يوم التروية. قال عبد الله: أما الأركان فإني ¬
32 - باب التماس الوضوء إذا حانت الصلاة
لم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمس إلا اليمانيين. وأما النعال السبتية فإني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبس النعل التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها، فأنا أحب أن ألبسها. وأما الصفرة فإني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبغ بها، فأنا أحب أن أصبغ بها. وأما الإهلال فإني لم أر رسول الله يهل حتى تنبعث به راحلته. قال الحافظ: ... وأشار بذلك إلى ما روى (¬1) عن علي وغيره من الصحابة أنهم مسحوا على نعالهم في الوضوء ثم صلوا. 32 - باب التماس الوضوء إذا حانت الصلاة 169 - عن أنس بن مالك قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجده، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوضوء فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك الإناء يده وأمر الناس أن يتوضؤوا منه. قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه (¬2)، حتى توضؤوا من عند آخرهم. ¬
33 - بابا الماء الذي يغسل به شعر الإنسان
قال الحافظ: ... وبين المصنف في رواية قتادة أن ذلك كان بالزوراء (¬1). 33 - بابا الماء الذي يغسل به شعر الإنسان وكان عطاء لا يرى به بأسًا أن يتخذ منها الخيوط والحبال. وسؤر الكلاب وممرها في المسجد. وقال الزهري: إذا ولغ في إناء ليس له وضوء غيره يتوضأ به (¬2). وقال سفيان: هذا الفقه بعينه، يقول الله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا} وهذا ماء. وفي النفس منه شيء، يتوضأ به ويتيمم. قال الحافظ: قوله: (وكان عطاء) ... أنه كان لا يرى بأسًا بالانتفاع بشعور الناس التي تحلق بمني (¬3). 170 - عن ابن سيرين قال: قلت لعبيدة عندنا من شعر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصبناه من قبل أنس- أو من قبل أهل أنس- فقال: لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلي من الدنيا وما فيها (¬4). 171 - عن ابن سيرين عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما حلق رأسه كان أبو طلحة (¬5) أول من أخذ من شعره. ¬
172 - عن أبي هريرة قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعًا» (¬1). 173 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أن رجلًا رأى كلبًا يأكل الثري من العطش، فأخذ الرجل خفه فجعل يغرف له به حتى أواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة» (¬2). 174 - عن حمزة بن عبد الله عن أبيه قال: كانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يكونوا يرشون شيئًا من ذلك (¬3). 175 - عن عدي بن حاتم قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إذا أرسلت كلبك المعلم (¬4) فقتل فكل، وإذا أكل فلا تأكل فإنما أمسكه على نفسه». قلت أرسل كلبي فأجد معه كلبًا آخر. فلا تأكل، فإنما سميت على كلبك ولم تسم على كل آخر. ¬
34 - باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين من القبل والدبر
34 - باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين من القبل والدبر وقال جابر بن عبد الله: إذا ضحك في الصلاة أعاد الصلاة ولم يعد الوضوء. وقال الحسن: إن أخذ من شعره وأظفاره أو خلع خفيه فلا وضوء عليه (¬1). 176 - عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة ما لم يحدث» فقال رجل أعجمي: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: الصوت (يعني الضرطة) (¬2). 177 - عن عباد بن تميم عن عمه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا» (¬3). 178 - عن محمد بن الحنفية قال: قال علي كنت رجلًا مذاء (¬4) فاستحييت أن أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال «فيه الوضوء». [رواه شعبة عن الأعمش]. ¬
35 - باب الرجل يوضئ صاحبه
179 - عن عطاء بن يسار أخبره أن زيد بن خالد أخبره أنه سأل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قلت: أرأيت إذا جامع فلم يمن؟ قال عثمان: يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره. قال عثمان: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فسألت عن ذلك عليًا والزبير وطلحة وأبي بن كعب - رضي الله عنهم - فأمروه بذلك (¬1). 35 - باب الرجل يوضئ صاحبه 181 - عن أسامة بن زيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أفاض من عرفة عدل إلى الشعب فقضي حاجته. قال أسامة بن زيد: فجعلت أصب عليه ويتوضأ (¬2). فقلت: يا رسول الله أنصلي؟ فقال: «المصلي أمامك» (¬3). 36 - باب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره وقال منصور عن إبراهيم: لا بأس بالقراءة في الحمام (¬4)، ويكتب الرسالة على غير وضوء، وقال حماد عن إبراهيم: إن كان عليهم إزار فسلم، وإلا فلا تسلم. ¬
37 - باب من لم يتوضأ إلا من الغشي المثقل
183 - ... استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجلس يمسح النوم عن وجهه (¬1) بيده ... 37 - باب من لم يتوضأ إلا من الغشي المثقل 184 - عن أسماء بنت أبي بكر قال: أتيت عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خسفت الشمس، فإذا الناس قيام يصلون، وإذا هي قائمة تصلي. فقلت: ما للناس؟ فأشارت بيدها نحو السماء وقالت: سبحان الله. فقلت: آية؟ فأشارت أي نعم. فقمت حتى تجلاني الغشي، وجعلت أصب فوق رأسي ماء. فلما أنصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمد الله وأثنى عليه ثم قال: «ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار. ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل- أو قريب من- فتنة الدجال (لا أدري أي ذلك قالت أسماء) يؤتي أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن (أو الموقن، لا أدري أي ذلك قالت أسماء) فيقول: هو محمد رسول الله، جاءنا بالبينات والهدي، فأجبنا وآمنا وأتبعنا. فيقال: ثم صالحًا، فقد علمنا إن كنت لمؤمنا. وأما لمنافق (أو المرتاب، لا أدري أي ذلك قالت أسماء) فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته» (¬2). ¬
38 - باب مسح الرأس كله، لقول الله تعالى: {وامسحوا برءوسكم}
38 - باب مسح الرأس كله، لقول الله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} وقال ابن المسيب: المرأة بمنزلة الرجل تمسح على رأسها وسئل مالك: أيجزي أن يمسح بعض الرأس؟ فاحتج (¬1) بحديث عبد الله بن زيد. 39 - باب غسل الرجلين إلى الكعبين 186 - ... سأل عبد الله بن زيد عن وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدعا بتور من ماء فتوضأ لهم وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم -: فأكفأ على يده من التور فغسل يديه ثلاثًا (¬2)، ثم أدخل يده في التور فمضمض واستنشق واستنثر ثلاث غرفات، ثم أدخل يده فغسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يديه مرتين إلى المرفقين، ثم أدخل يده فمسح رأسه فأقبل بهما وأدبر مرة واحده، ثم غسل رجليه إلى الكعبين. ¬
40 - باب استعمال فضل وضوء الناس
40 - باب استعمال فضل وضوء الناس وأمر جرير بن عبد الله أهله أن يتوضؤوا بفضل سواكه (¬1). 187 - حدثنا الحكم قال: سمعت أبا جحيفة يقول: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالهاجرة، فأتى بوضوء فتوضأ، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون (¬2) به، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، وبين يديه عنزة في حجة الوداع بالأبطح. 188 - وقال أبو موسى: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه، ومج فيه، ثم قال لهما: اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما (¬3). 190 - حدثنا حاتم بن إسماعيل عن الجعد قال: سمعت السائب (¬4) بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وقع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم (¬5) النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة. ¬
43 - باب وضوء الرجل مع امرأته وفضل وضوء المرأة. وتوضأ عمر بالحميم من بيت نصرانية.
43 - باب وضوء الرجل مع امرأته وفضل وضوء المرأة. وتوضأ عمر بالحميم (¬1) من بيت نصرانية. 193 - عن عبد الله بن عمر أنه قال: كان الرجال والنساء يتوضؤون في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جميعًا (¬2). قال الحافظ: ... وأما مسألة التطهر بالماء المسخن فاتفقوا على جوازه إلا ما نقل عن مجاهد (¬3). 44 - باب صب النبي - صلى الله عليه وسلم - وضوءه على مغمي عليه 194 - عن محمد بن المنكدر قال: سمعت جابرًا يقول: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني وأنا مريض لا أعقل فتوضأ وصب علي من وضوئه، فقلت: يا رسول الله لمن الميراث، إنما يرثني كلالة؟ فنزلت آية الفرائض (¬4). ¬
45 - باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة
45 - باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة 195 - حدثنا حميد عن أنس قال: حضرت الصلاة، فقام من كان قريب الدار إلى أهله وبقي قوم، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمخضب (¬1) من حجارة فيه ماء، فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه (¬2)، فتوضأ القوم كلهم. قلنا: كم كنتم؟ قال: ثمانين وزيادة. 198 - عن عائشة قالت: لما ثقل النبي - صلى الله عليه وسلم - واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي (¬3)، فأذن له. فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم -. فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - بين رجلين تخط رجلاه في الأرض: بين عباس ورجل آخر- قال عبيد الله: فأخبرت عبد الله بن عباس فقال: أتدري من الرجل الآخر؟ قلت: لا. قال: هو علي- ¬
46 - باب الوضوء من التور
وكانت عائشة - رضي الله عنها - تحدث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بعدما دخل بيته واشتد وجعه «هريقوا عليّ من سبع قرب لم نحلل أو كيتهن، لعلي أعهد إلى الناس». وأجلس في مخضب لحفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم طفقنا نصب عليه تلك حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن. ثم خرج إلى الناس (¬1). 46 - باب الوضوء من التور قال الحافظ: ... والمعنى أن جمع بينهما ثلاث مرات كل مرة من غرفة (¬2) ... والمعنى أنه جمع بينهما ثلاث مرات من غرفة واحدة (¬3). 47 - باب الوضوء بالمد 201 - حدثنا ابن جبر قال: سمعت أنسًا يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يغسل- أو كان يغتسل- بالصاع إلى خمسة أمداد، ويتوضأ بالمد (¬4). ¬
48 - باب المسح على الخفين
48 - باب المسح على الخفين 202 - عن سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه مسح على الخفين، وأن عبد الله بن عمر سأل عمر عن ذلك فقال: نعم، إذا حدثك شيئًا سعد عن النبي. فلا تسأل عنه غيره (¬1). 49 - باب إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان 206 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا زكريا (¬2) عن عامر عن عروة بن المغيرة عن أبيه قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فأهويت لأنزع خفيه فقال: «دعهما، فإني أدخلتهما طاهرتين» فمسح عليهما. ¬
50 - باب من لم يتوضأ من لحم الشاة والسويق
قال الحافظ: ... قوله (وقد صح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن يطع الناس أبا بكر وعمر يرشدوا) (¬1). 50 - باب من لم يتوضأ من لحم الشاة والسويق (¬2) 207 - عن عبد الله بن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ. 52 - باب هل يمضمض من اللبن 211 - عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرب لبنًا فمضمض وقال: «إن له دسمًا». قال الحافظ: ... أن الأمر فيه للاستحباب (¬3). 53 - باب الوضوء من النوم، ومن لم ير من النعسة والنعستين أو الخفقة وضوءً 212 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا نعس أحدكم وهو يُصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه» (¬4). ¬
54 - باب الوضوء من غير حدث
قال الحافظ: ... إنما هذا في صلاة الليل، لأن الفريضة ليست في أوقات النوم، ولا فيها من التطويل ما يوجب ذلك (¬1). 54 - باب الوضوء من غير حدث 215 - عن سويد بن النعمان قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر حتى إذا كنا بالصهباء صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العصر، فلما صلى دعا بالأطعمة فلم يؤت إلا بالسويق، فأكلنا وشربنا، ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المغرب فمضمض ثم صلى المغرب، ولم يتوضأ (¬2). 55 - باب من الكبائر (¬3) أن لا يستتر من بوله 216 - عن مجاهد عن ابن عباس قال: مر النبي - بحائط من حيطان المدينة - أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يعذبان، وما يعذبان في كبير (¬4) - ثم قال - بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة» ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين، فوضع على كل قبر منهما كسرة. فقيل له: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: «لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا» أو «إلى أن ييبسا». ¬
56 - باب ما جاء في غسل البول
قال الحافظ: ... وقيل: المعنى ليس بكبير في الصورة ... (¬1) قال الحافظ: ... أي كان لا يشق عليهما الاحتراز من ذلك. (¬2) 56 - باب ما جاء في غسل البول (¬3) وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لصاحب القبر: «كان لا يستتر من بوله» - ولم يذكر سوى بول الناس (¬4). ¬
57 - باب ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - والناس الأعرابي حتى فرغ من بوله في المسجد
217 - عن أنس بن مالك قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لحاجته أتيته بماء فيغسل (¬1) به. 218 - عن ابن عباس قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان» (¬2)، وما يُعذبان في كبير: «أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة» ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة. قالوا: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا». 57 - باب ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - والناس الأعرابي حتى فرغ من بوله في المسجد 219 - عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى أعرابيًا يبول في المسجد فقال: دعوه حتى إذا فرغ دعا بماء فصبه عليه (¬3). ¬
58 - باب صب الماء على البول في المسجد
58 - باب صب الماء على البول في المسجد 220 - عن أبي هريرة قال: قام أعرابي فبال في المسجد، فتناوله الناس، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: «دعوه، وهريقوا على بوله سجلا من ماء- أو ذنوبًا من ماء - فإنما بُعثتم ميسرين، ولم تُبعثوا معسرين» (¬1). 221 - باب: يُهريق الماء على البول (¬2). وحدثنا خالد. قال وحدثنا سليمان عن يحيى (¬3) بن سعيد قال: سمعت أنس بن مالك قال: جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد، فزجره الناس، فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما قضى بوله أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذنوب من ماء فأهريق عليه. 59 - باب بول الصبيان 223 - عن أم قيس بنت محصن أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام (¬4) إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجلسه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. في حجره، فبال على ثوبه، فدعا بماء فنصحه ولم يغسله. ¬
60 - باب البول قائما وقاعدا
60 - باب البول قائمًا وقاعدًا 224 - عن حذيفة قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - سباطة قوم فبال قائمًا، ثم دعا بماء، فجئته بماء فتوضأ. قال الحافظ: ... ويدل عليه حديث عائشة قالت: «ما بال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا منذ أنزل عليه القرآن» (¬1). ¬
63 - باب غسل الدم
قال الحافظ: ... ولم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في النهي عنه شيء كما بينته في أوائل شرح الترمذي (¬1) والله أعلم. 63 - باب غسل الدم (¬2) 227 - حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى عن هشام قال حدثتني فاطمة عن أسماء قالت: جاءت امرأة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: أرأيت إحدانا تحيض في الثوب كيف تصغ؟ قال: «تُحته ثم تقرصه بالماء وتنضحه وتصلي فيه». 228 - عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: جاءت فاطمة ابنة أبي حُبيش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إني امرأة أُستحاض فلا ¬
66 - باب أبوال الإبل والدواب والغنم ومرابضها
أطهر، أفأدع الصلاة؟ فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا. إنما ذلك عرق، وليس بحيض. فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي» قال: وقال أبى: «ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت». 66 - باب أبوال الإبل والدواب والغنم ومرابضها وصلى أبو موسى في دار البريد والسرقين، والبرية إلى جنبه فقال: ها هنا وثم سواء (¬1). ¬
67 - باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء
67 - باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء قال الحافظ: ... فكما أن تغير صفة الدم بالرائحة الطيبة أخرجه من الذم إلى القدح فكذلك تغير صفة الماء إذا تغير بالنجاسة يخرجه عن صفة الطهارة إلى النجاسة (¬1). 69 - باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة لم تفسد عليه صلاته عن عمرو بن ميمون أن عبد الله بن مسعود حدثه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي عند البيت .... أيُكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد (¬2) ... 70 - باب البُزاق والمخاط ونحوه في الثوب (¬3) قال عروة عن المسور ومروان: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - زمن حُديبية .. فذكر الحديث: وما تنخم النبي - صلى الله عليه وسلم - نُخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهة وجلده (¬4). ¬
71 - باب لا يجوز الوضوء بالنبيذ ولا المسكر وكرهه الحسن وأبو العالية
241 - عن أنس قال: بزق النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثوبه. 71 - باب لا يجوز الوضوء بالنبيذ ولا المسكر وكرهه الحسن وأبو العالية وقال عطاء: التيمم أحب إلي من الوضوء بالنبيذ واللبن (¬1). 242 - عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كل شراب أسكر فهو حرام» (¬2). 72 - باب غسل المرأة أباها الدم عن وجهه وقال أبو العالية: امسحوا على رجلي فإنها مريضة. 243 - عن أبي حازم سمع سهل بن سعد الساعدي وسأله الناس- وما بيني وبينه أحد- بأي شيء دووي جُرح النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ما بقي أحد ¬
73 - باب السواك وقال ابن عباس: بت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستن.
أعلم به مني: كان علي يجيء بترسه فيه ماء، وفاطمة تغسل عن وجهه الدم. فأُخذ حصير فأحرق، فحُشي به جرحه (¬1). 73 - باب السواك وقال ابن عباس: بت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستن (¬2). 244 - عن أبى بردة عن أبيه قال. أتيهن، النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجدته يستن بسواك بيده يقول: «أُع، أُع» (¬3) والسواك في فيه كأنه يتهوع. ¬
74 - باب دفع السواك إلى الأكبر
245 - عن أبي وائل عن حذيفة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك (¬1). 74 - باب دفع السواك إلى الأكبر 246 - عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أراني أتسوك بسواك، فجاءني رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي: كبر (¬2)، فدفعته إلى الأكبر منهما» قال أبو عبد الله: اختصره نعيم عن ابن المبارك عن أسامة عن نافع عن ابن عمر. ¬
قال الحافظ: ... وقال المهلب: هذا ما لم يترتب القوم في الجلوس (¬1). قال الحافظ: ... وفيه حديث عائشة في سنن أبى داود قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله ثم أدفعه إليه» (¬2). ¬
75 - باب فضل من بات على الوضوء
75 - باب فضل من بات على الوضوء (¬1) عن البراء بن عازب قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أتيت (¬2) مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك. اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة. واجعلهن آخر ما تتكلم به». قال: فرددتها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما بلغت «اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت» قلت: ورسولك. قال «لا. ونبيك الذي أرسلت». ¬
5 - كتاب الغسل
5 - كتاب الغسل 1 - باب الوضوء قبل الغسل (¬1) 248 - عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم يُدخل أصابعه في الماء فتخلل بها أصول شعره، ثم يصب على رأسه ثلاث غرف بيديه، ثم يُفيض على جلده كله. 2 - باب غُسل الرجل مع امرأته 250 - عن عروة عن عائشة قالت: كنت أغتسل أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد (¬2)، من قدح يقال له الفرق. ¬
3 - باب الغسل بالصاع ونحوه
3 - باب الغُسل بالصاع ونحوه 251 - عن أبى بكر بن حفص قال: سمعت أبا سلمة يقول: دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة فسألها أخوها عن غُسل النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعت بإناء نحو من صاع (¬1) فاغتسلت وأفاضت على رأسها، وبيننا وبينها حجاب ... 252 - حدثنا أبو جعفر أنه كان عند جابر بن عبد الله هو وأبوه وعنده قوم، فسألوه عن الغُسل، فقال: يكفيك صاع. فقال رجل: ما يكفيني. فقال جابر كان يكفي من هو أوفى منك شعرًا وخير منك (¬2). ثم أمنا في ثوب (¬3). قال الحافظ: .... وقد ينسب إلى جده سام فيقال معمر بن سام (¬4). ¬
12 - باب إذا جامع ثم عاد ومن دار على نسائه في غسل واحد
12 - باب إذا جامع ثم عاد ومن دار على نسائه في غُسل واحد قال الحافظ: ... واحتجوا بحديث أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءً» (¬1). 13 - باب غُسل المذي والوضوء منه (¬2) 269 - عن أبى عبد الرحمن عن على قال: كنت رجلًا مذاء، فأمرت رجلًا أن يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - لمكان ابنته. فقال، فقال: «توضأ، واغسل ذكرك» (¬3). 14 - باب من تطيب ثم اغتسل، وبقى أثر الطيب 270 - عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال: سألت عائشة فذكرت ¬
18 - باب نفض اليدين من الغسل عن الجنابة
لها قول ابن عمر «ما أُحب أن أُصبح مُحرمًا أنضخ طيبًا» فقالت عائشة: أنا طيبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم طاف في نسائه، ثم أصبح محرمًا (¬1). 18 - باب نفض اليدين من الغسل عن الجنابة 276 - عن ابن عباس قال: قالت ميمونة: وضعت للنبي غُسلًا فسترته بثوب وصب على يديه فغسلهما ثم صب بيمينه على شماله فغسل فرجه بيده الأرض فمسحها (¬2)، ثم غسلها، فمضمض واستنشق وغسل وجهه وذراعيه، ثم صب على رأسه وأفاض على جسده، ثم تنحى فغسل قدميه، فناولته ثوبًا فلم يأخذه، فانطلق وهو ينفض يديه. ¬
19 - باب من بدأ بشق رأسه الأيمن في الغسل
19 - باب من بدأ بشق رأسه الأيمن (¬1) في الغسل 277 - عن عائشة قالت: كنا إذا أصابت إحدانا جنابة أخذت بيديها ثلاثًا فوق رأسها، ثم تأخذ بيدها على شقها الأيمن، وبيدها على شقها الأيسر. 20 - باب من اغتسل عُريانًا وحده في الخلوة، ومن تستر فالتستر أفضل وقال بهز عن أبيه عن جده النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2): «الله أحق أن يُستحيي منه من الناس». ¬
22 - باب إذا احتلمت المرأة
22 - باب إذا احتلمت المرأة 282 - عن أم سلمة أم المؤمنين أنها قالت: جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن الله لا يستحيى من الحق، هل على المرأة من غُسل إذا هي احتلمت؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نعم، إذا رأت الماء» (¬1). 23 - باب عرق الجنب، وأن المسلم لا ينجس 283 - حدثنا على بن عبد الله قال حدثنا يحيى قال حدثنا لحميد قال: حدثنا بكر عن أبي رافع عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقيه في بعض طريق المدينة وهو جُنُب، فانخنست منه، فذهب فاغتسل ثم جاء، فقال: أين ¬
24 - باب الجنب يخرج ويمشي في السوق وغيره
كنت يا أبا هريرة؟ قال: كنت جُنُبًا فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة. فقال «سبحان الله، إن المسلم لا ينجس» (¬1). 24 - باب الجُنُب يخرج ويمشي في السوق وغيره وقال عطاء: يحتجم الجنب ويُقلم أظفاره ويحلق رأسه وإن لم يتوضأ (¬2). 284 - حدثنا سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة، وله يومئذ تسع نسوة. 25 - باب كينونة الجُنُب في البيت إذا توضأ قبل أن يغتسل 286 - عن يحيى عن أبى سلمة قال: سألت عائشة أكان النبي. يرقد وهوُ جنب؟ قالت: نعم. ويتوضأ (¬3). ¬
28 - باب إذا التقى الختانان
290 - عن عبد الله بن عمر أنه قال: ذكر عمر بن الخطاب لرسول الله أنه تصيبه الجنابة من الليل، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «توضأ واغتسل ذكرك ثم نم» (¬1). 28 - باب إذا التقى الختانان (¬2) حدثنا معاذ بن فضالة قال حدثنا هشام 291 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل». ¬
29 - باب غسل ما يصيب من فرج المرأة
29 - باب غسل ما يصيب من فرج المرأة 292 - قال عثمان: «يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره» (¬1). قال الحافظ: ... إيجاب الغسل بالإيلاج بالنسبة إلى الإنزال نظير إيجاب الوضوء بمس الذكر بالنسبة إلى خروج البول فهما متفقان دليلًا (¬2). والله أعلم. 293 - أخبرني أبي بن كعب أنه قال: يا رسول الله إذا جامع الرجل المرأة فلم ينزل؟ قال: «يغسل (¬3) ما مس المرأة منه ثم يتوضأ ويصلي» قال أبو عبد الله: الغسل أحوط، وذاك الآخر (¬4). وإنما بينا لاختلافهم. ¬
6 - كتاب الحيض
6 - كتاب الحيض 1 - باب كيف كان بدء الحيض، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هذا شيء كتبه الله على بني آدم» وقال بعضهم: كان أول ما أرسل الحيض على بني إسرائيل. وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر (¬1). قال الحافظ: ... ما أخرجه عبد الرزاق عن ابن مسعود بإسناد صحيح قال: «كان الرجال والنساء في بني إسرائيل يصلون جميعًا، فكانت المرأة تتشرف للرجل، فألقى الله عليهن الحيض ومنعهن المساجد» (¬2). باب الأمر بالنفساء إذا نفسن 294 - عن عائشة تقول: خرجنا لنرى إلا الحج. فلما كنا بسرف حضت، فدخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، قال: مالك، أنفست؟ قلت نعم. قال: «إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاقضي ما يقضي الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت» (¬3) قالت: وضحى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نسائه بالبقر. ¬
3 - باب قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض
3 - باب قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض 297 - عن منصور بن صفية أن أمه حدثته أن عائشة حدثتها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القران (¬1). 4 - باب من سمى النفاس حيضًا (¬2) 298 - عن أبي سلمه أن زينب ابنة أم سلمة حدثته أن أم سلمة حدثتها قالت: بينا أنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مضطجعة في خميصة إذ حضت، فانسللت فأخذت ثياب حيضتي. قال: «أنفست؟ » قلت: نعم. فدعاني فاضطجعت معه في الخميلة. قال الحافظ: ... (باب من سمى النفاس حيضًا) قيل هذه الترجمة مقلوبة لأن حقها أن يقول من سمى الحيض نفاسا، وقيل يحمل على التقديم والتأخير (¬3). ¬
قال الحافظ: ... وقال النووي: هو الأرجح دليلًا لحديث أنس في مسلم «اصنعوا كل شيء إلا الجماع» وحملوا حديث الباب وشبهه على الاستحباب (¬1) جمعًا بين الأدلة. وقال أيضا: ... ويؤيده ما رواه ابن ماجه بإسناد حسن عن أم سلمة أيضًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتقي سورة الدم ثلاثا ثم يباشر بعد ذلك (¬2). 303 - عن عبد الله بن شداد قال: سمعت ميمونة: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت وهي حائض» (¬3). ¬
11 - باب هل تصلي المرأة في ثوب حاضت فيه؟
11 - باب هل تصلي المرأة في ثوب حاضت فيه؟ قال الحافظ: ..... وليس فيه أيضًا أنها صلت فيه فلا يكون فيه حجة لمن أجاز إزالة النجاسة بغير الماء، وإنما أزالت الدم بريقها ليذهب أثره ولم تقصد تطهيره (¬1). 15 - باب امتشاط المرأة عن غسلها من المحيض (¬2) 316 - عن عروة أن عائشة قالت: أهللت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، فكنت ممن تمتع ولم يسق الهدي. فزعمت أنها حاضت ولم تطهر حتى دخلت ليلة عرفة فقالت: يا رسول الله هذه ليلة عرفة، وإنما كنت تمتعت بعمرة. فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «انقضى رأسك وامتشطي وأمسكي عن عمرتك» ففعلت. فلما قضيت الحج أمر عبد الرحمن ليلة الحصبة فأعمرني من التنعيم، مكان عمرتي التي نسكت. ¬
19 - باب إقبال المحيض وإدباره
19 - باب إقبال المحيض وإدباره (¬1) وكن نساء يبعثن إلى عائشة بالدرجة (¬2) فيها الكرسف فيه الصفرة فتقول: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء (¬3)، تريد بذلك الطهر من الحيضة. وبلغ ابنة زيد بن ثابت أن نساء يدعون بالمصابيح من جوف الليل ينظرن إلى الطهر فقالت: ما كان النساء يصنعن هذا. وعابت عليهن. 20 - باب لا تقضى الحائض الصلاة وقال جابر وأبو سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «تدع الصلاة» 321 - عن معاذة أن امرأة قالت لعائشة: أتجزى إحدانا صلاتها إذا طهرت؟ ¬
21 - باب النوم مع الحائض وهي في ثيابها
فقالت: أحرورية أنت؟ كنا نحيض مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يأمرنا به. أو قالت: فلا نفعله. 21 - باب النوم مع الحائض وهي في ثيابها 322 - عن أم سلمة قالت: حضت وأنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الخميلة، فانسللت فخرجت منها فأخذت ثياب حيضتي فلبستها، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنفست؟ » قلت: نعم. فدعاني فأدخلني معه في الخميلة (¬1). قالت: وحدثتني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبلها وهو صائم. وكنت أغتسل أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد من الجنابة. 22 - باب من اتخذ ثياب الحيض سوى ثياب الطهر 323 - عن أم سلمة قالت: بينا أنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مضطجعة في خميلة حضت، فانسللت فأخذت ثياب حيضتي (¬2)، فقال: «أنفست؟ » فقلت: نعم. فدعاني فاضطجعت معه في الخميلة. ¬
23 - باب شهود الحائض العيدين ودعوة المسلمين، ويعتزلن المصلى
23 - باب شهود الحائض العيدين ودعوة المسلمين، ويعتزلن المصلى 324 - .... عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يخرج العواتق وذوات الخدور - أو العواتق ذوات الخدور (¬1) - والحيض، وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين، ويعتزلن الحيض المصلى» (¬2). قالت حفصة (¬3): فقلت: الحيض؟ فقلت: أليس تشهد عرفة وكذا وكذا؟ 24 - إذا حاضت في شهر ثلاث حيض .... ويذكر عن علي وشريح: إن امرأة جاءت ببينة من بطانة أهلها ممن يرضى دينه أنها حاضت ثلاثًا في شهر صدقت (¬4). وقال عطاء: أقراؤها ما ¬
25 - باب الصفرة والكدرة في غير أيام الحيض
كانت. وبه قال إبراهيم. وقال عطاء: الحيض يوم إلى خمس عشرة. وقال معتمر عن أبيه: سألت ابن سيرين عن المرأة ترى الدم بعد قرئها بخمسة أيام؟ قال: النساء أعلم بذلك. قال الحافظ: .... قال الدارمي: أخبرنا يعلي بن عبيد حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر هو الشعبي قال: جاءت امرأة إلى علي تخاصم زوجها طلقها فقالت: حضت في شهر ثلاث حيض، فقال علي لشريح: اقض بينهما. قال: يا أمير المؤمنين وأنت ههنا؟ قال: اقض بينهما. قال: إن جاءت من بطانة أهلها ممن يرضى دينه وأمانته تزعم أنها حاضت ثلاث حيض تطهر عند كل قرء وتصلي جاز لها وإلا فلا (¬1). 25 - باب الصفرة والكدرة في غير أيام الحيض قال الحافظ: ... عن حفصة عن أم عطية: «كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئًا» (¬2) وهو موافق لما ترجم به البخاري. والله أعلم. ¬
26 - باب عرق الاستحاضة
26 - باب عرق الاستحاضة 327 - عن عروة وعن عمرة عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أم حبيبة استحيضت سبع سنين فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فأمرها أن تغتسل فقال: «هذا عرق» فكانت تغتسل لكل صلاة (¬1). 27 - باب المرأة تحيض بعد الإفاضة 328 - عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله إن صفية بنت حيي قد حاضت. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لعلها تحسُنا، ألم تكن طافت معكن؟ » فقالوا: بلى. قال: «فأخرجي» (¬2). ¬
29 - باب الصلاة على النفساء وسنتها
329 - عن ابن عباس قال: رخص للحائض أن تنفر إذا حاضت. 330 - وكان ابن عمر يقول في أول أمره إنها لا تنفر، ثم سمعته يقول: تنفر، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص لهن (¬1). 29 - باب الصلاة على النفساء وسنتها 332 - عن ابن بريدة عن سمرة بن جندب أن امرأة ماتت في بطن فصلى عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام وسطها (¬2). 333 - عن عبد الله بن شداد قال: سمعت خالتي ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها كانت تكون حائضًا لا تصلي وهي مفترشة بحذاء مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي على خمرته إذا سجد أصابني بعض ثوبه (¬3). ¬
7 - كتاب التيمم
7 - كتاب التيمم 1 - باب 334 - ... جاء أبو بكر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء. فقالت عائشة: فعاتبني أو بكر وقال: ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنُنُي بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم، فتيمموا. فقال أُسيد بن الحضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر. قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فأصبنا العقد (¬1) تحته. ¬
3 - باب التيمم في الحضر إذا لم يجد الماء وخاف فوت الصلاة
335 - حدثنا يزيد- هو ابن صهيب الفقير (¬1) - عن جابر بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أُعطيت خمسًا لم يُعطهن أحد قبلي: نُصرت بالرعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأُحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأُعطيت الشفاعة، وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس عامة». 3 - باب التيمم في الحضر إذا لم يجد الماء وخاف فوت الصلاة قال أبو الجهيم: «أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبل على الجدار فمسح وجهه ويديه، ثم رد - عليها السلام -» (¬2). ¬
4 - باب المتيمم هل ينفخ فيهما؟
4 - باب المتيمم هل ينفخ فيهما؟ 338 - جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: إني أجنبت فلم أصب الماء. فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب: أما تذكر أنا كنا في سفر أنا وأنت، فأما أنت فلم تصل، وأما أنا فتمعكت فصليت، فذكرت للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كان يكفيك هذا» فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بكفيه الأرض ونفخ فيهما، ثم مسح وجهه وكفيه (¬1). 5 - باب التيمم للوجه وللكفيين 339 - ... وقال النضر أخبرنا شعبة عن الحكم قال: سمعت ذرًا يقول عن ابن عبد الرحمن بن أبزى قال الحكم وقد سمعته من ابن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال عمار (¬2). ¬
6 - باب الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء
قال الحافظ: ... فإن الأحاديث الواردة في صفة التيمم لم يصح منها سوى حديث أبي جهيم وعمار، وما عداهما فضعيف أو مختلف في رفعه ووقفه (¬1). 341 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا شُعبة عن الحكم عن ذر (¬2)، عن ابن عبد الرحمن ابن أبزى عن عبد الرحمن قال: قال عمار لعمر: تمعكت فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يكفيك الوجه والكفان». 6 - باب الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء قال الحسن: يُجزئه التيمم ما لم يُحدث (¬3). وأم ابن عباس وهو متيمم. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: لا بأس بالصلاة على السبخة والتيمم بها (¬4). ¬
344 - حدثنا مسدد قال حدثني يحيى بن سعيد قال حدثنا عوف قال حدثنا أبو رجاء عن عمران قال: كنا في سفر مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنا أسرينا حتى إذا كنا في آخر الليل وقعنا وقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها، فما أيقظنا إلا حر الشمس، وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ثم فلان- يسميهم أبو رجاء فنسي عوف- ثم عمر بن الخطاب الرابع، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث في نومه. فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس- وكان رجلًا جليدًا- فكبر ورفع صوته بالتكبير، فما زال يُكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما استيقظ شكوا إليه الذي أصابهم، قال: لا ضير أو لا يضير- ارتحلوا. فارتحل، فسار غير بعيد، ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ، ونودي بالصلاة فصلى بالناس، فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يُصل مع القوم، قال: ما منعك يا فلان أن تُصلي مع القوم؟ قال: أصابتني جنابة ولا ماء. قال: عليك بالصعيد. فإنه يكفيك. ثم سار النبي - صلى الله عليه وسلم - فاشتكى إليه الناس من العطش، فنزل فدعا فلانًا- كان يسميه أبو رجاء نسبه عوف- ودعا عليًا فقال: اذهبا فابتغيا الماء، فانطلقا فتلقيا امرأة بين مزادتين- أو سطيحتين- من ماء على بعير لها فقالا لها: أين الماء؟ قالت عهدي بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا خُلوفًا. قالا لها: انطلقي إذًا. قالت: إلى أين؟ قالا: إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت الذي يُقال له الصابيء. قالا: هو الذي تعنين، فانطلقي. فجاءا بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وحدثاه الحديث. قال: فاستنزلوها عن بعيرها، ودعا النبي. بإناء ففرغ فيه من أفواه المزادتين- أو السطيحتين- وأوكأ أفواههما وأطلق العزالى ونودي في الناس: استقوا واستقوا. فسقى من شاء واستقى من شاء،
وكان آخر ذاك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء قال: اذهب فأفرغه عليك. وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها. وأيم الله لقد أُقلع عنها وإنه ليُخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اجمعوا لها». فجمعوا لها- من بين عجوة ودقيقة وسويقة- حتى جمعوا لها طعامًا، فجعلوها في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها، قال لها: تعلمين ما رزئنا من مائك شيئًا، ولكن الله هو الذي أسقانا. فأتت أهلها وقد احتبست عنهم. قالوا: ما حبسك يا فلانة؟ قالت: العجب، لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابيء، ففعل كذا وكذا، فوالله إنه لأسحر الناس من بين هذه وهذه- وقالت بإصبعها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى الماء والأرض- أو إنه لرسول الله حقًا. فكان المسلمون بعد ذلك يُغيرون على من حولها من المشركين ولا يُصيبون الصرم الذي هي منه. فقالت يومًا لقومها: ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدًا، فهل لكم في الإسلام؟ فأطاعوها، فدخلوا في الإسلام (¬1). ¬
7 - باب إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت أو خاف العطش تيمم
قال الحافظ: ... وفى رواية المستملى والحموي «ونفرنا خلوفًا» (¬1). قال الحافظ: ... قوله (ما رزئنا) بفتح الراء وكسر الزاي- ويجوز فتحها- وبعدها همزة ساكنة أي نقصنا (¬2). قال الحافظ: .... هذه رواية الأكثر قال ابن مالك: ما (¬3) موصولة ... 7 - باب إذا خاف الجُنُب على نفسه المرض أو الموت أو خاف العطش تيمم قال الحافظ: ... «فغسل مغابنة وتوضأ» (¬4). ¬
8 - باب التيمم ضربة
قال الحافظ: .... وجواز الاجتهاد في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). 8 - باب التيمم ضربة 347 - عن الأعمش عن شقيق قال: كنت جالسًا مع عبد الله وأبي موسى الأشعري، فقال له أبو موسى: لو أن رجلًا أجنب فلم يجد الماء شهرًا أما كان يتيمم ويُصلي؟ فكيف تصنعون بهذه الآية في سورة المائدة {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} فقال عبد الله لو رُخص لهم في هذا لأوشكوا إذا برد عليهم الماء أن يتيمموا الصعيد. قلت: وإنما كرهتم هذا لذا؟ قال: نعم. فقال أبو موسى: ألم تسمع قول عمار لعمر: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة. فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال إنما كان يكفيك أن تصنع هكذا- فضرب بكفه ضربة (¬2) على الأرض ثم نفضها ثم مسح بهما ظهر كفه بشماله، أو ظهر ¬
شماله بكفه ثم مسح بهما وجهه. فقال عبد الله: أفلم تر عمر لم يقنع بقول عمار؟ وزاد يعلى عن الأعمش عن شقيق: كنت مع عبد الله وأبي موسى، فقال أبو موسى: ألم تسمع قول عمار لعمر إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثني أنا وأنت فأجنبت فتمعكت بالصعيد، فأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه فقال: «إنما كان يكفيك هكذا» ومسح وجهه وكفيه واحدة.
8 - كتاب الصلاة
8 - كتاب الصلاة 1 - باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء؟ 349 - عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر يُحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «فُرج (¬1) عن سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانًا فأفرغه في صدري ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا، فلما جئت إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء: افتح. قال: من هذا؟ قال: هذا جبريل. قال: هل معك أحد؟ قال: نعم، معي محمد - صلى الله عليه وسلم -. فقال: أُرسل إليه؟ قال: نعم. فلما فتح علونا السماء الدنيا، فإذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة، إذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل يساره بكى، فقال: مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت لجبريل: من هذا؟ قال: هذا آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه، فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، ¬
فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى. حتى عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها: افتح. فقال له خازنها مثل ما قال الأول، ففتح». قال أنس: فذكر أنه وجد في السماوات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم. ولم يثبت كيف منازلهم، غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا، وإبراهيم (¬1) في السماء السادسة. قال أنس- فلما مر جبريل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مرحبًا بالنبي الصالح والأخ الصالح. قلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس ثم مررت بموسى فقال: قال: مرحبًا بالنبي الصالح والأخ الصالح. قلت: من هذا؟ قال: هذا موسى. ثم مررت بعيسى فقال: قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح. قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى. ثم مررت بإبراهيم فقال: قال: مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -». قال ابن شهاب فأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ثم عُرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام» قال ابن حزم وأنس بن مالك: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ففرض الله على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال: ما فرض الله لك على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة. قال: فارجع إلى ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعني فوضح شطرها. ¬
فرجعت إلى موسى قلت: وضع شطرها. فقال: راجع ربك، فإن أمتك لا تطيق. فراجعت فوضع شطرها فرجعت إليه فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعته فقال: هي خمس وهى خمسون، لا يُبدل القول لدي. فرجعت إلى موسى فقال: راجع ربك. فقلت: استحييتُ من ربي- ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى، وغشيها ألوان لا أدري ما هي. ثم أُدخلت الجنة، فإذا فيها حبايل (¬1) اللؤلؤ، وإذا تُرابها المسك». ¬
2 - باب وجوب الصلاة في الثياب
350 - عن عائشة أم المؤمنين قالت: فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر، فأُقرت صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر (¬1). 2 - باب وجوب الصلاة في الثياب ويُذكر عن سلمة بن الأكوع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يزره ولو بشوكه» في إسناده نظر. ومن صلى في الثوب الذي يُجامع فيه ما لم ير أذى (¬2)، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا يطوف بالبيت عريان. قال الحافظ: ... (يزره) بضم الزاي وتشديد الراء أي يشد إزاره ويجمع بين طرفيه (¬3). 3 - باب عقد الإزار على القفا في الصلاة 352 - عن محمد بن المنكدر قال: صلى جابر في إزار قد عقده من قبل قفاه وثيابه موضوعة على المشجب. قال له قائل تُصلي في إزار (¬4) واحد؟ فقال: إنما صنعت ذلك ليراني أحمق مثلك. وأيُنا كان له ثوبان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ ¬
5 - باب إذا صلى في الثوب الواحد فليجعل على عاتقيه
358 - عن أبي هريرة أن سائلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة في ثوب واحد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أو لكُلكم ثوبان»؟ (¬1). 5 - باب إذا صلى في الثوب الواحد فليجعل على عاتقيه 359 - عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه شيء» (¬2). 360 - عن عكرمة قال: سمعت أبا هريرة يقول: أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من صلى في ثوب واحد فليخالف بين طرفيه» (¬3). 6 - باب إذا كان الثوب ضيقًا 362 - حدثني أبو حازم عن سهل قال: كان رجال يصلون مع النبي - صلى الله عليه وسلم ¬
7 - باب الصلاة في الجبة الشامية
عاقدي أُزُرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان، وقال للنساء: «لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوسًا» (¬1). 7 - باب الصلاة في الجبة الشامية وقال الحسن في الثياب (¬2) ينسجها المجوس لم ير بها باسًا، وقال معمر: رأيت الزهري يلبس من ثياب اليمن ما صُبغ بالبول. وصلى علي في ثوب غير مقصور. 363 - عن مغيرة بن شعبة قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فقال: يا مُغيرة خذ الإداوة. فأخذتها. فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى توارى عني فقضى حاجته، وعلية جُبة شامية، فذهب ليخرج يده من كمها فضاقت، فأخرج يده من أسفلها، فصببت عليه فتوضأ وضوءه للصلاة، ومسح على خفيه، ثم صلى (¬3). ¬
8 - باب كراهية التعري في الصلاة وغيرها
8 - باب كراهية التعري في الصلاة وغيرها 364 - عن عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد الله يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه: يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكبيك دون الحجارة. قال: فحله فجعله على منكبيه، فسقط مغشيًا عليه، فما رؤي بعد ذلك عُريانًا - صلى الله عليه وسلم - (¬1). 9 - باب الصلاة في القميص والسراويل والتبان والقباء 365 - عن أبي هريرة قال: قام رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الصلاة في الثوب الواحد، فقال: «أوكلكم يجد ثوبين» (¬2)، ثم سأل رجل عمر، فقال: إذا وسع الله فأوسعوا: جمع رجل عليه ثيابه، صلى رجل في إزار ورداء، في إزار وقميص، في إزار وقباء، في سراويل ورداء، في سراويل وقميص، في سراويل وقباء، في تُبان (¬3) وقباء، في تُبان وقميص، - قال: وأحسبه قال- في تُبان ورداء (¬4). ¬
10 - باب ما يستر من العورة
366 - عن ابن عمر قال: سأل رجل رسول الله. فقال: ما يلبس المحرم؟ فقال: «لا يلبس القميص ولا السراويل ولا البُرنس ولا ثوبًا مسه الزعفران ولا ورس. فمن لم يجد النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين» (¬1). 10 - باب ما يستر من العورة 367 - عن أبي سعيد الخدري أنه قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن اشتمال الصماء (¬2)، وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد ليس على فرجه منه شيء» (¬3). 368 - عن أبي هريرة قال: «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بيعتين: عن اللماس (¬4) والنباذ (¬5)، وأن يشتمل الصماء. وأن يُحتبى الرجل في ثوب واحد». ¬
12 - باب ما يذكر في الفخذ
369 - عن أبي هريرة قال: «بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر تُؤذن بمنى ألا لا يحج بعد العام مُشرك ولا يطوف بالبيت عريان. قال حُميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليًا فأمره أن يؤذن ببراءة. قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر: لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عُريان» (¬1). 12 - باب ما يُذكر في الفخذ ويُروى عن ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «الفخذ عورة» وقال أنس: حسر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن فخذه، وحديث أنس أسند، وحديث جرهد أحوط، حتى يُخرج من اختلافهم. وقال أبو موسى: غطى النبي - صلى الله عليه وسلم - ركبتيه حين دخل عثمان. وقال زيد بن ثابت: أنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وفخذه على فخذي، فثقُلت علي خفت أن ترُض فخذي (¬2). ¬
13 - باب في كم تصلي المرأة في الثياب
قال الحافظ: .... ووقع لي حديث محمد بن جحش مسلسلًا بالمحمديين (¬1) من ابتدائه إلى انتهائه. وما معه (أحوط) (¬2)، أي للدين. 371 - .... «الله أكبر خربت خيبر (¬3)، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين». قالها ثلاثًا. 13 - باب في كم تُصلي المرأة في الثياب 372 - عن عائشة قالت: «لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات في مروطهن، ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد» (¬4). ¬
14 - باب إذا صلى في ثوب له أعلام، ونظر إلى علمها
14 - باب إذا صلى في ثوب له أعلام، ونظر إلى علمها 373 - عن عائشة قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كنت أنظر إلى علمها وأنا في الصلاة فأخاف أن تفتتني» (¬1). 15 - باب إن صلى في ثوب مُصلب أو تصاوير هل تفسد صلاته؟ وما نُهي عن ذلك 374 - عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس «كان قرام لعائشة سترت يه جانب بيتها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أميطي عنا قرامك هذا، فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي» (¬2). 16 - باب من صلى في فروج حرير ثم نزعه 375 - عن عقبة بن عامر قال: «أُهدي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فروج حرير فلبسه فصلى به، ثم انصرف فنزعه نزعًا شديدًا كالكاره له وقال: لا ينبغي هذا للمتقين» (¬3). ¬
18 - باب الصلاة في السطوح والمنبر والخشب
18 - باب الصلاة في السطوح والمنبر والخشب قال أبو عبد الله: ولم ير الحسن بأسًا أن يُصلي على الجمد والقناطر وإن جرى تحتها بول أو فوقها أو أمامها إذا كان بينهما سترة. وصلى أبو هريرة على سقف المسجد بصلاة الإمام، وصلى ابن عمر على الثلج (¬1). ¬
20 - باب الصلاة على الحصير
377 - حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا أبو حازم قال: سألوا سهل بن سعد من أي شيء المنبر؟ فقال: ما بقي في الناس أعلم مني، هو من أثل الغابة، عمله فلان مولى فلانة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقام عليه رسول الله حين عُمل ووضع، فاستقبل القبلة، كبر وقام الناس خلفه، فقرأ وركع وركع الناس خلفه، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقرى فسجد على الأرض، ثم عاد إلى المنبر، ثم ركع ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى حتى سجد بالأرض. فهذا شأنه. قال أبو عبد الله: قال علي بن عبد الله (¬1) سألني أحمد بن حنبل - رحمه الله - عن هذا الحديث، قال فإنما أردت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أعلى من الناس، فلا بأس أن يكون الإمام أعلى من الناس بهذا الحديث. قال: فقلت: إن سُفيان بن عُيينة كان يُسأل عن هذا كثيرًا فلم تسمعه منه؟ قال: لا. 20 - باب الصلاة على الحصير وصلى جابر وأبو سعيد في السفينة قائمًا. وقال الحسن (¬2): قائمًا ما لم تشق على أصحابك تدور معها، وإلا فقاعدًا. 380 - عن أنس بن مالك أن جدته مُليكة دعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطعام صنعته له، فأكل منه ثم قال: قوموا فلأصل لكم. قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لُبس، فنضحته بماء. فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ¬
21 - باب الصلاة على الخمرة
وصففت واليتيم وراءه، والعجوز من ورائنا، فصلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين (¬1) ثم انصرف. 21 - باب الصلاة على الخمرة (¬2) 381 - عن ميمونة قالت: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصلي على الخُمرة». 22 - باب الصلاة على الفراش 382 - عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: «كنت أنام بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي، فإذا قام ¬
23 - باب السجود على الثوب في شدة الحر
بسطهما. قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح» (¬1). 23 - باب السجود على الثوب في شدة الحر 385 - عن أنس بن مالك قال: كنا نُصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فيضع أحدُنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود (¬2). 24 - باب الصلاة في النعال 386 - أخبرنا أبو سلمة سعيد بن يزيد الأزدي قال: سألت أنس بن مالك: أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصلي في نعليه (¬3)؟ قال: نعم. ¬
25 - باب الصلاة في الخفاف
25 - باب الصلاة في الخفاف 387 - عن همام بن الحارث قال: رأيت جرير بن عبد الله بال، ثم توضأ ومسح على خُفيه، ثم قام فصلى، فسئل فقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - صنع مثل هذا. قال إبراهيم فكان يعجبهم، لأن جريرًا كان من آخر من أسلم (¬1). 26 - باب إذا لم يُتم السجود 389 - عن أبي وائل عن حذيفة رأى رجلًا لا يُتم ركوعه ولا سجوده، فلما قضى صلاته قال له حذيفة: ما صليت؟ قال: وأحسبه قال: لو مُت مُت على غير سنة محمد - صلى الله عليه وسلم - (¬2). 27 - باب يُبدى ضبعيه ويُجافي في السجود 390 - عن عبد الله بن مالك ابن بُحينة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه (¬3). 28 - باب فضل استقبال القبلة، يستقيل بأطراف رجليه 391 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من صلى صلاتنا، ¬
29 - باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام والشرق
واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته» (¬1). 393 - قال ابن أبي مريم أخبرنا يحيي حدثنا حميد حدثنا أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال علي بن عبد الله حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا حميد قال سأل ميمون بن سياه أنس بن مالك قال: يا أبا حمزة ما يحرم دم العبد وماله؟ فقال: من شهد أن لا إله إلا الله (¬2)، واستقبل قبلتنا، وصلى صلاتنا، وأكل ذبيحتنا، فهو المسلم: له ما للمسلم، وعليه ما على المسلم (¬3). 29 - باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام والشرق ليس في المشرق ولا في المغرب قبلة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تستقبلوا القبلة بغائط أو بول، ولكن شرقوا أو غربوا» (¬4). 394 - عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرقوا أو غربوا» قال أبو أيوب (¬5): فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة، فننحرف ونستغفر الله تعالى. ¬
30 - باب قوله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}
30 - باب قوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا (¬1) مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} 395 - عن عمرو بن دينار قال: سألنا ابن عمر عن رجل طاف بالبيت للعمرة ولم يطف بين الصفا والمروة أيأتي امرأته؟ فقال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين وطاف بين الصفا والمروة، وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة. 397 - حدثتنا مسدد قال حدثنا يحيي عن سيف- يعني ابن سليمان- قال: سمعت مجاهدا قال: أتي ابن عمر فقيل له هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل الكعبة. فقال ابن عمر: فأقبلت والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد خرج، وأجد بلالًا قائمًا بين البابين، فسألت بلالًا فقلت: أصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكعبة؟ قال: نعم. ركعتين بين الساريتين اللتين على يساره إذا دخلت، ثم خرج فصلى في وجه الكعبة ركعتين. (¬2). 398 - عن عطاء قال: سمعت ابن عباس قال: «لما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل (¬3) حتى خرج منه. فلما خرج ركع ركعتين في قبل الكعبة وقال: هذه القبلة». ¬
31 - باب التوجه نحو القبلة حيث كان
31 - باب التوجه نحو القبلة حيث كان وقال أبو هريرة: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «استقبل القبلة وكبر». 400 - عن جابر قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على راحلته حيث توجهت. فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة» (¬1). 401 - عن إبراهيم عن علقمة قال: قال عبد الله صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إبراهيم: لا أدري زاد أو نقص- فلما سلم النبي قيل له: يا رسول الله أحدث في صلاة شيء؟ قال: «وما ذاك؟ » قالوا: صليت كذا وكذا. فثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلم. فلما أقبل علينا بوجهه قال: «إنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحرى الصواب، فليتم عليه ثم ليسلم، ثم يسجد سجدتين» (¬2). ¬
32 - باب ما جاء في القبلة
32 - باب ما جاء في القبلة ومن لا يرى الإعادة على من سها فصلى إلى غير القبلة وقد سلم النبي - صلى الله عليه وسلم - في ركعتي الظهر وأقبل على الناس بوجهه ثم أتم ما بقي. 402 - عن أنس قال: قال عمر «وافقت ربي في ثلاث: فقلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، وآية الحجاب، قلت يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغيرة عليه فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فنزلت هذه الآية» (¬1). 404 - عن علقمة عن عبد الله قال: «صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر خمسًا، فقالوا: أزيد في الصلاة؟ قال: «وما ذاك؟ » قالوا: صليت خمسا، فثنى رجليه وسجد سجدتين» (¬2). ¬
33 - باب حك البزاق باليد في المسجد
33 - باب حك البزاق باليد في المسجد 405 - عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رؤي في وجهه، فقام فحكه بيده فقال: «إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه- أو إن ربه بينه وبين القبلة (¬1) - فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته، ولكن عن يساره أو تحت قدميه» (¬2) ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه، ثم رد بعضه على بعض فقال: «أو يفعل هكذا». 34 - باب حك المخاط بالحصى من المسجد وقال ابن عباس: إن وطئت على قذر رطب فاغسله، وإن كان يابسا فلا (¬3). 408 و 409 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في جدار المسجد فتناول حصاة فحكها فقال: «إذا تنخم أحدكم فلا يتنخمن قبل وجهه ولا عن يمينه، وليبصق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى». ¬
35 - باب لا يبصق عن يمينه في الصلاة
35 - باب لا يبصق عن يمينه في الصلاة 410 و 411 - عن حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة وأبا سعيد أخبراه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في حائط المسجد، فتناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصاه فحكها ثم قال: «إذا تنخم أحدكم فلا يتنخم قبل وجهه ولا عن يمينه، وليبصق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى» (¬1). 412 - عن شعبة قال: أخبرني قتادة قال: سمعت أنسا قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يتفلن أحدكم بين يديه ولا عن يمينه، ولكن عن يساره أو تحت رجله» (¬2). قال الحافظ: ... تنبيه: أخذ المصنف كون حكم النخامة والبصاق واحدا من أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى النخامة فقال: «لا يبزقن» فدل على تساويهما (¬3). 38 - باب دفن النخامة في المسجد 416 - عن همام سمع أبا هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قام أحدكم إلى ¬
40 - باب عظة الإمام الناس في إتمام الصلاة وذكر القبلة
الصلاة فلا يبصق أمامه، فإنما يناجي الله ما دام في مصلاه، ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكا. وليبصق عن يساره أو تحت قدمه فيدفنها» (¬1). قال الحافظ: ... وكذا إذا خالط البزاق الدم (¬2). 40 - باب عظة الإمام الناس في إتمام الصلاة وذكر القبلة 419 - عن أنس بن مالك قال: صلى لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة، ثم رقي المنبر فقال في الصلاة وفي الركوع: «إني لأراكم من ورائي كما أراكم» (¬3). 41 - باب هل يقال مسجد بني فلان؟ 420 - عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء، وأمدها ثنية الوداع. وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق، وأن عبد الله بن عمر كان فيمن سابق بها (¬4). ¬
42 - باب القسمة وتعليق القنو في المسجد
42 - باب القسمة وتعليق القنو في المسجد قال أبو عبد الله: القنو العذق، والاثنان قنوان، والجماعة أيضا قنوان. مثل صنو وصنوان. 421 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمال من البحرين فقال: «انثروه في المسجد»، وكان أكثر مال أتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدا إلا أعطاه (¬1). إذ جاءه العباس فقال: يا رسول الله أعطني، فإني فاديت (¬2) نفسي وفاديت عقيلا. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خذ». فحثا في ثوبه، ثم ذهب يقله فلم يستطع، فقال: يا رسول الله اؤمر بعضهم يرفعه إلى. قال: «لا». قال: فارفعه أنت علي. قال: لا. فنثر منه ثم احتمله فألقاه (¬3) على كاهله، ثم انطلق، فما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبعه بصره- حتى خفى علينا- عجبا من حرصه- فما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثم منها درهم. ¬
43 - باب من دعا لطعام في المسجد، ومن أجاب منه
43 - باب من دعا لطعام في المسجد، ومن أجاب منه 422 - عن إسحاق بن عبد الله سمع أنسا قال: «وجدت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد معه ناس، فقمت، فقال لي: آرسلك أبو طلحة؟ قلت: نعم. فقال: لطعام؟ قلت: نعم. فقال لمن معه: قوموا. فانطلق وانطلقت بين أيديهم (¬1). 44 - باب القضاء واللعان في المسجد بين الرجال والنساء 423 - عن سهل بن سعد «أن رجلا قال: يا رسول الله أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله؟ فتلاعنا في المسجد وأنا شاهد» (¬2). ¬
45 - باب إذا دخل بيتا يصلي حيث شاء، أو حيث أمر، ولا يتجسس
45 - باب إذا دخل بيتا يصلي حيث شاء، أو حيث أمر، ولا يتجسس 424 - عن عتبان بن مالك «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه في منزله فقال: أين تحب أن أصلي لك من بيتك؟ قال فأشرت له إلى مكان، فكبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وصففنا خلفه، فصلى ركعتين» (¬1). 46 - باب المساجد في البيوت وصلى البراء بن عازب في مسجده في داره جماعة (¬2). 47 - باب التيمن في دخول المسجد وكان ابن عمر يبدأ برجله اليمني، فإذا خرج بدأ برجله اليسرى. 426 - عن عائشة قالت: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله: في طهوره، وترجله وتنعله» (¬3). ¬
48 - باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد؟
48 - باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد؟ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، (¬1) وما يكره من الصلاة في القبور، ورأى عمر أنس بن مالك يصلى عند قبر، فقال القبر القبر، ولم يأمره بالإعادة. 427 - عن عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير فذكرتنا للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصورا فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة» (¬2). قال الحافظ: ... وأورد معه أثر ابن عمر الدال على أن النهي عن ذلك لا يقتضي فساد الصلاة (¬3). ¬
49 - الصلاة في مرابض الغنم
49 - الصلاة في مرابض الغنم 429 - عن أنس قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في مرابض الغنم» ثم سمعته بعد يقول: «كان يصلي في مرابض الغنم قبل أن يبني المسجد (¬1). 51 - باب من صلى وقدامه تنور أو نار أو شيء مما يعبد (¬2) فأراد به الله وقال الزهري: أخبرني أنس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «عرضت علي النار وأنا أصلي». ¬
52 - باب كراهية الصلاة في المقابر
431 - عن عبد الله بن عباس قال: «انخسفت الشمس، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: «أريت النار فلم أر منظرًا كاليوم قط أفظ» (¬1). 52 - باب كراهية الصلاة في المقابر 432 - عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبورا» (¬2). قال الحافظ: ... «الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام» (¬3). قال الحافظ: ... وقد بالغ الشيخ محيي الدين فقال: لا يجوز حمله على الفريضة (¬4). ¬
53 - باب الصلاة في مواضع الخسف والعذاب
قال الحافظ: ... حاصل ما يحتمله أربعة معان، فذكر الثلاثة (¬1) الماضية. 53 - باب الصلاة في مواضع الخسف والعذاب ويذكر أن عليا - رضي الله عنه - كره الصلاة بخسف بابل. 433 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين، إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم» (¬2). قال الحافظ: ... ويدخل في حكم البيعة الكنيسة وبيت المدراس والصومعة وبيت الصنم وبيت النار ونحو ذلك (¬3). قال الحافظ: ... فقال له عمر: إنا لا ندخل كنائسكم من أجل الصور التي فيها، يعني التماثيل (¬4). ¬
56 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا»
قال الحافظ: ... وأن الكراهية في حال الاختيار (¬1). قال الحافظ: ... (لما نزل) كذا لأبي ذر بفتحتين والفاعل محذوف أي الموت، ولغيره بضم النون وكسر الزاي (¬2). 56 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا» 438 - عن جابر بن عبد الله قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر (¬3)، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا (¬4)، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم (¬5)، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة (¬6)، وأعطيت الشفاعة (¬7)» (¬8). ¬
57 - باب نوم المرأة في المسجد
57 - باب نوم المرأة في المسجد 439 - عن هشام عن أبيه عن عائشة أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم. قالت: فخرجت صبية لهم عليها وشاح (¬1) أحمر من سيور. قالت: فوضعته- أو وقع منها- فمرت به حدياة وهو ملقى، فحسبته لحما فخطفته. قالت فالتمسوه فلم يجدوه. قالت: فاتهموني به. قالت: فطفقوا يفتشوا قبلها. قالت: والله إني لقائمة معهم إذ مرت الحدياة فألقته، قالت: فوقع بينهم، قالت فقلت: هذا الذي اتهمتموني به زعمتم، وأنا منه بريئة وهو ذا هو. قالت فجاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلمت: قالت عائشة: فكان لها خباء في المسجد، أو حفش، قالت: ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ... ألا إنه من بلدة الكفر أنجاتي. ¬
58 - باب نوم الرجال في المسجد
58 - باب نوم الرجال في المسجد وقال أبو قلابة عن أنس: قدم رهط من عكل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانوا في الصفة وقال عبد الرحمن بن أبي بكر: كان أصحاب الصفة الفقراء. 441 - عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال: «أين ابن عمك؟ » قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسان: «انظر أين هو؟ » فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحه (¬1) عنه ويقول: «قم أبا تراب (¬2)، قم أبا تراب». قال الحافظ: ... والصفة موضع مظلل في المسجد النبوي (¬3). 442 - عن أبي هريرة قال: رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم، فمنها ما يبلغ الكعبين (¬4)، فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته. ¬
59 - باب الصلاة إذا قدم من سفر
59 - باب الصلاة إذا قدم من سفر وقال كعب بن مالك: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه 443 - عن جابر بن عبد الله قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد- قال مسعر: أراه قال ضحى- فقال: صل ركعتين. وكان لي عليه دين فقضاني وزادني (¬1). 60 - باب إذا دخل المسجد فليركع ركعتين عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة السلمي (¬2) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن تجلس». 61 - باب الحدث في المسجد 445 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الملائكة (¬3) تصلي على ¬
62 - باب بنيان المسجد
أحدكم ما دام في مصلاه (¬1) الذي صلى فيه ما لم يحدث، تقول اللهم اغفر له، اللهم ارحمه» (¬2). 62 - باب بنيان المسجد وقال أبو سعيد: كان سقف المسجد من جريد النخل. وأمر عمر ببناء المسجد وقال: أكن (¬3) الناس من المطر، وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس وقال أنس يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلا. وقال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى. قال الحافظ: ... عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد» (¬4). 446 - عن نافع أن عبد الله أخبره أن المسجد كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مبنيا باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئا، وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باللبن والجريد وأعاد عمده خشبا. ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة، وبني جداره بالحجارة المنقوشة والقصة، وجعل عمده من حجارة منقوشة، وسقفه بالساج (¬5). ¬
63 - باب التعاون في بناء المسجد
63 - باب التعاون في بناء المسجد 447 - حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة قال لي ابن عباس ولابنه علي: انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه. فانطلقا، فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فأحتبى، ثم أنشأ يحدثنا، حتى أتى على ذكر بناء المسجد فقال: «كنا نحمل لبنة وعمار لبنتين لبنتين. فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فينفض التراب عنه ويقول: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة (¬1) ويدعونه إلى النار (¬2) قال يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن». ¬
64 - باب الاستعانة بالنجار والصناع في أعواد المنبر والمسجد
قال الحافظ: ... «لبنة عنه ولبنة عن رسول - صلى الله عليه وسلم -» (¬1). 64 - باب الاستعانة بالنجار والصناع في أعواد المنبر والمسجد 448 - حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى امرأة أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أجلس عليهن» 65 - باب من بنى مسجدًا 450 - عن عاصم بن قتادة حدثه أنه سمع عبيد الله الخولاني أنه سمع عثمان بن عفان يقول - عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - (¬2): «إنكم أكثرتم، وإني سمعت النبي يقول: من بني مسجدًا -قال بكير. حسبت أنه قال - يبتغي به وجه الله (¬3)، بنى الله له مثله في الجنة». 66 - باب يأخذ بنصول النبل إذا مر في المسجد 451 - حدثنا سفيان قال: قلت لعمرو: أسمعت جابر بن عبد الله يقول «مر رجل في المسجد ومعه سهام فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أمسك بنصالها» (¬4). ¬
68 - باب الشعر في المسجد
68 - باب الشعر في المسجد 453 - أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة: أنشدك الله هل سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يا حسان أجب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اللهم أيده بروح القدس» قال أبو هريرة: نعم (¬1). 69 - باب أصحاب الحراب في المسجد 454 - عن صالح عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت: «لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا على باب حجرتي والحبشة يلعبون في المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسترني بردائه أنظر إلى لعبهم» (¬2). ¬
70 - باب ذكر البيع والشراء على المنبر في السجد
70 - باب ذكر البيع والشراء على المنبر في السجد 456 - عن عمرة عن عائشة قالت: «أتتها بريرة تسألها في كتابتها، فقالت: إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاء لي (¬1) وقال أهلها: إن شئت أعطيتها ما بقى. وقال سفيان مرة «إن شئت أعتقتها ويكون الولاء لنا. فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرته ذلك فقال: «ابتاعيها فأعتقيها، فإن الولاء لمن أعتق». ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وقال سفيان مرة «فصعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر فقال: «ما بال أقوام يشترطون شروطا ليس في كتاب الله؟ من اشترط شرطًا ليس في كتاب الله فليس له، وإن اشترط مائة مرة». 71 - باب التقاضي والملازمة في المسجد 457 - عن عبد الله بن كعب بن ماك عن كعب أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينًا كان له عليه في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
72 - باب كنس المسجد، والتقاط الخرق والقذى والعيدان
وهو في بيته، فخرج إليهما حتى كشف سجف حجرته فنادى: «يا كعب». قال: لبيك يا رسول الله. قال: «ضع من دينك هذا». وأومأ إليه، أي الشطر. قال: لقد فعلت يا رسول الله. قال: «قم فاقضه» (¬1). 72 - باب كنس المسجد، والتقاط الخرق والقذى والعيدان 458 - عن أبي هريرة أن رجلًا أسود - أو امرأة سوداء - كان يقم المسجد، فمات، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه فقالوا: مات. قال: «أفلا كنتم آذنتموني به، دلوني على قبره - أو قال قبرها - فأتى قبره فصلى عليه» (¬2). 73 - باب تحريم تجارة الخمر في المسجد 459 - عن عائشة قالت: لما أنزلت الآيات من سورة البقرة في الربا خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد فقرأهن على الناس، ثم حرم تجارة الخمر (¬3). ¬
74 - باب الخدم للمسجد
74 - باب الخدم للمسجد 460 - عن أبي هريرة أن امرأة - أو رجلًا - كانت تقم المسجد - ولا أراه إلا امرأة - فذكر حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى على قبره (¬1). 75 - باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد 461 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن عفريتًا من الجن تفلت علي البارحة - أو كلمة نحوها - ليقطع علي الصلاة، فأمكنني الله منه، فأردت أن أربطه (¬2) إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} قال روح: فرده خاسئًا». ¬
76 - باب الاغتسال إذا أسلم، وربط الأسير أيضا في المسجد
76 - باب الاغتسال إذا أسلم، وربط الأسير أيضًا في المسجد وكان شريح يأمر (¬1) الغريم أن يحبس إلى سارية المسجد. 462 - عن سعيد بن أبي سعيد أبا هريرة قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيلًا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أطلقوا ثمامة»، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله». 77 - باب الخيمة في المسجد للمرضى وغيرهم 463 - عن عائشة قالت: «أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل، فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلم يرعهم، وفي المسجد خيمة من بني غفار- إلا الدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذوا جرحه دمًا، فمات فيها (¬2). ¬
78 - باب إدخال البعير في المسجد للعلة
78 - باب إدخال البعير في المسجد للعلة وقال ابن عباس «طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - على بعير». 464 - عن أم سلمه قالت: «شكوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني أشتكى. قال: «طوفي من وراء الناس وأنت راكبة». فطفت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي إلى جنب البيت يقرأ بالطور وكتاب مسطور» (¬1). 79 - باب 465 - حدثنا أنس أن رجلين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - خرجا من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما. فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله (¬2). ¬
80 - باب الخوخة والممر في المسجد
80 - باب الخوخة والممر في المسجد 466 - عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري قال: خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إن الله خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله». فبكى أبو بكر - رضي الله عنه -، فقلت في نفسي: ما يبكي هذا الشيخ (¬1)، إن يكن الله خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله؟ فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا. قال: «يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلًا من أمتي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته. لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر». 81 - باب الأبواب والغلق للكعبة والمساجد (¬2) عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم مكة فدعا عثمان بن طلحة ففتح الباب، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - وبلال وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة، ثم أغلق الباب فلبث فيه ساعة ثم خرجوا. قال ابن عمر فبدرت فسألت بلالًا فقال: ¬
82 - باب دخول المشرك المسجد
صلي فيه (¬1)، فقلت: في أي؟ قال: بين الأسطوانتين: قال ابن عمر: فذهب علي أن أسأله كم صلى؟ قال الحافظ: ... وقوله (لو رأيت) (¬2) ... 82 - باب دخول المشرك المسجد 469 - عن أبي هريرة قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيلًا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد» (¬3). 83 - باب رفع الصوت في المسجد 470 - عن السائب بن يزيد قال: كنت قائمًا في المسجد فحصبتي رجل، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقال: اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما. قال: من أنتما- أو من أين أنتما؟ - قالا: من أهل الطائف. قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! (¬4). ¬
84 - باب الحلق والجلوس في المسجد
471 - عن عبد الله بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك أخبره أنه تقاضي ابن أبي حدرد دينًا له عليه في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في بيته، فخرج إليهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كشف سجف حجرته ونادي: «يا كعب بن مالك، يا كعب». قال: لبيك يا رسول الله، فأشار بيده أن ضع الشطر من دينك، قال كعب: قد فعلت يا رسول الله. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قم فاقضه» (¬1). 84 - باب الحلق والجلوس في المسجد 473 - عن نافع عن ابن عمر: «أن رجلًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب (¬2) فقال: كيف صلاة الليل؟ فقال: «مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة توتر لك ما قد صليت» قال الوليد بن كثير: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن ابن عمر حدثهم أن رجلًا نادي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد. ¬
85 - باب الاستلقاء في المسجد، ومد الرجل
85 - باب الاستلقاء في المسجد، ومد الرجل 475 - عن عباد بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستلقيًا في المسجد واضعًا إحدى رجليه على الأخرى (¬1). وعن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر وعثمان يفعلان ذلك. قال الحافظ: ... فيه أن النهي الوارد عن ذلك منسوخ، أو يحمل (¬2) النهي حيث يخشي أن تبدو العورة ... 86 - باب المسجد يكون في الطريق من غير ضرر بالناس وبه قال الحسن وأيوب ومالك. 476 - عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة عن الزبير أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: «لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفي النهار بكرة وعشية، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدًا بفناء داره (¬3)، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلًا بكاء لا يملك عينية إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين». ¬
87 - باب الصلاة في مسجد السوق
87 - باب الصلاة في مسجد السوق (¬1) وصلي ابن عون في مسجد في دار يغلق عليهم الباب. 477 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «صلاة الجميع تزيد على صلاته في بيته (¬2) وصلاته في سوقه خمسًا وعشرين درجة، فإن أحدكم إذا توضأ فأحسن وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه خطيئة (¬3)، حتى يدخل المسجد. وإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت تحبسه، وتصلي- يعني عليه- الملائكة ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يؤذ يحدث فيه». قال الحافظ: ... الإشارة إلى أن الحديث الوارد في أن الأسواق (¬4) شر البقاع وأن المساجد خير البقاع كما أخرجه البزار (¬5) وغيره لا يصح إسناده. ¬
88 - باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره
88 - باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره (¬1) 478، 479 - عن ابن عمر- «شبك النبي - صلى الله عليه وسلم - أصابعه». 482 - عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: «صلي بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي (¬2) - قال ابن سيرين: سماها أبو هريرة، ولكن نسيت أنا، قال- فصلي بنا ركعتين ثم سلم، فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ووضع يده اليمني على اليسرى، وشبك بين أصابعه، ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى، وخرجت السرعان من أبواب المسجد فقالوا: قصرت الصلاة. وفي القوم أبو بكر وعمر فهابا أن يكلماه، وفي القوم رجل في يديه طول يقال له ذو اليدين قال: يا رسول الله أنسيت ¬
89 - باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أم قصرت الصلاة؟ قال: لم أنس ولم تقتصر. فقال: أكما يقول ذو اليدين؟ فقالوا: نعم. فتقدم فصلى ما ترك ثم سلم. ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول. ثم رفع رأسه وكبر، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبر، فربما سألوه: ثم سلم؟ فيقول: نبئت أن عمران بن حصين قال: ثم سلم. قال الحافظ: ... وزاد هو «قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فصاروا هكذا وشبك بين أصابعه» الحديث (¬1). 89 - باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -. 483 - حدثنا موسى بن عقبة قال: رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق فيصل فيها، ويحدث أن أباه كان يصلي فيها، وأنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في تلك الأمكنة وحدثني نافع عن ابن عمر أنه كان يصلي في تلك الأمكنة وسألت سالمًا فلا أعلمه إلا وافق نافعًا في الأمكنة كلها، إلا أنهما اختلفا في مسجد بشرف الروحاء (¬2). ¬
90 - باب سترة الإمام سترة من خلفه
90 - باب سترة الإمام سترة من خلفه (¬1) 493 - عن عبد الله بن عباس أنه قال: «أقبلت راكبًا على حمار أتان وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار (¬2)، فمررت بين يدي بعض الصف فنزلت وأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف، فلم ينكر ذلك علي أحد». 494 - عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه فيصلي إليها والناس وراءه، وكان يفعل ذلك في السفر، فمن ثم اتخذها الأمراء. 495 - عن أبي جحيفة قال: سمعت أبي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم بالبطحاء ... - وبين يديه عنزة- الظهر ركعتين والعصر ركعتين تمر بين يديه المرأة والحمار» (¬3). 91 - باب قدركم ينبغي أن يكون بين المصلي والسترة؟ 496 - عن عبد العزيز بن حازم عن أبيه عن سهل قال: «كان بين مصلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين الجدار ممر الشاه» (¬4). ¬
92 - باب الصلاة إلى الحربة
92 - باب الصلاة إلى الحربة 498 - عن نافع عن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرتكز له الحربة (¬1)، فيصلي إليها. قال الحافظ: .... واعترض عليه في هذه الترجمة بأن فيها تكرارًا فإن العنزة (¬2) هي الحرية. 94 - باب السترة بمكة وغيرها (¬3) 501 - عن أبي جحيفة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالهاجرة فصلى بالبطحاء الظهر والعصر ركعتين ونصب بين يديه عنزة وتوضأ فجعل الناس يتمسحون بوضوئه. ¬
96 - باب الصلاة بين السواري في غير جماعة
96 - باب الصلاة بين السواري في غير جماعة 504 - عن ابن عمر قال: «دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - البيت وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة وبلال فأطال، ثم خرج، كنت أول الناس دخل على أثره، فسألت بلالًا، أين صلى؟ قال: بين العمودين المتقدمين» (¬1). 97 - باب، 506 - عن نافع أن عبد الله كان إذا دخل الكعبة مشى قبل وجهه حين يدخل، وجعل الباب قبل ظهره، فمشى حتى يكون بينه وبين الجدار الذي قبل وجهه تقريبًا من ثلاثة أذرع صلى يتوخى المكان الذي أخبره به بلال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى فيه. قال: وليس أحدنا بأس إن صلى في أي نواحي البيت شاء (¬2). ¬
98 - باب الصلاة إلى الراحلة والبعير والشجر والرحل
98 - باب الصلاة إلى الراحلة والبعير والشجر والرحل 507 - عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعرض راحلته فيصلي إليها. قلت: أفرأيت إذا هبت الركاب؟ قال: كان يأخذ هذا الرحل فيعدله فيصلي إلى أخرته- أو قال مؤخره- وكان ابن عمر - رضي الله عنه - يفعله (¬1). 99 - باب الصلاة إلى السرير 508 - عن عائشة قال: أعتدلتمونا بالكلب والحمار؟ لقد رأيتني مضطجعة علي السرير فيجئ النبي - صلى الله عليه وسلم - فيتوسط السرير فيصلي، فأكره أن أسنحه، فأنسل من قبل رجلي السرير حتى أنسل من لحافي (¬2). 100 - باب يرد المصلي من مرتين بيديه ورد ابن عمر في التشهد، وفي الكعبة، وقال: إن أبى إلا أن تقاتله فقاتله. 509 - عن أبي صالح أن أبا سعيد قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: وحدثنا آدم بن أبي إياس قال حدثنا سليمان (¬3) بن المغيرة قال حدثنا حميد بن هلال العدوي قال حدثنا أبو صالح السمان قال: رأيت أبا سعيد الخدري في يوم (¬4) جمعة ¬
يصلي إلى شيء يستره من الناس، فأراد شاب من بني أبي معيط أن يجتاز بين يديه فدفع أبو سعيد في صدره، فنظر الشاب فلم يجد مساغًا إلا بين يديه، فعاد ليجتاز فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى، فنال من أبي سعيد. ثم دخل على مروان فشكا إليه ما لقي من أبي سعيد، ودخل أبو سعيد خلفه على مروان. فقال: مالك ولابن أخيك يا أبا سعيد؟ قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان» (¬1). قال الحافظ: ... «رأيت ابن عمر يصلي في الكعبة فلا يدع أحدًا يمر بين يديه يبادره» (¬2). ¬
101 - باب إثم المار بين يدي المصلى
101 - باب إثم المار بين يدي المصلى 510 - عن بسر بن سعيد أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جهيم يسأله ماذا سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المار بين يدي المصلى، فقال أبو جهيم: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمر بين يديه». قال أبو النضر: لا أدري أقال أربعين يومًا أو شهر أو سنة (¬1). قال الحافظ: ... زاد الكشميهني «من الإثم» (¬2). قال الحافظ: ... وأطلق، فعيب ذلك عليه وعلى صاحب العمدة في إيهامه أنها في الصحيحين (¬3). ¬
102 - باب استقبال الرجل صاحبه أو غيره في صلاته وهو يصلي
102 - باب استقبال الرجل صاحبه أو غيره في صلاته وهو يصلي وكره عثمان أن يستقبل الرجل وهو يصلي، وإنما هذا إذا اشتغل به فأما إذا لم يشتغل فقد قال زيد بن ثابت: ما باليت، إن الرجل لا يقطع صلاة الرجل. قال الحافظ: ... أو يفرق بين ما إذا ألهاه أو لا؟ وإلى هذا التفصيل (¬1) جنح المصنف ... 103 - باب الصلاة خلف النائم (¬2) 512 - عن عائشة قالت: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشة، فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت». 104 - باب التطوع خلف المرأة 513 - عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: «كنت أنام بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي، فإذا قام بسطتها. قالت: والبيوت يومئذٍ ليس فيها مصابيح» (¬3). ¬
105 - باب من قال: لا يقطع الصلاة شيء
105 - باب من قال: لا يقطع الصلاة شيء 514 - قال الأعمش وحدثني مسلم عن مسروق عن عائشة: ذكر عندها ما يقطع الصلاة- الكلب والحمار والمرأة- فقالت: شبهتمونا بالحمر والكلاب، والله لقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي وإني على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة، فتبدو لي الحاجة فأكره أن أجلس فأوذي (¬1) النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنسل من عند رجليه. 515 - عن ابن شهاب أنه سأل عمه عن الصلاة يقطعها شيء؟ فقال: لا يقطعها شيء. أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: «لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم فيصلي من الليل وإني لمعترضة بينه وبين القبلة على فراش أهله» (¬2). ¬
106 - باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة
106 - باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة 516 - عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وهو حامل أمامه بنت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس، فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها» (¬1). 107 - باب إذا صلى إلى فراش فيه حائض 517 - عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: أخبرتني خالتي ميمونة بنت الحارث قالت: «كان فراشي حيال مصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فربما وقع ثوبه علي وأنا على فراشي» (¬2). 108 - باب هل يغمز الرجل امرأته عند السجود لكي يسجد؟ 519 عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «بئسما عدلتمونا بالكلب والحمار، ¬
109 - باب المرأة تطرح عن المصلى شيئا من الأذى
لقد رأيتني ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وأنا مضطجعة وبين القبلة، فإذا أراد أن يسجد غمز رجلي فقبضتها» (¬1). 109 - باب المرأة تطرح عن المصلى شيئًا من الأذى 520 - عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يصلي عند الكعبة وجمع قريش في مجالسهم، إذ قال قائل منهم إلا تنتظرون إلى هذا المرائي؟ أيكم يقوم إلى جذور آل فلان فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها فيجئ به. ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه؟ فانبعث أشقاهم، فلما سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضعه بين كتفيه، وثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجدًا. فضحكوا حتى مال بعضهم إلى بعض من الضحك. فانطلق منطلق إلى فاطمة - عليها السلام - وهي جويرية- فأقبلت تسعى، وثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجدًا حتى ألقته عنه، وأقبلت عليهم تسبهم، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قال: «اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش»، ثم سمي: «اللهم عليك بعمرو بن هشام (¬2) وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ¬
والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعمارة بن الوليد» قال عبد الله: فو الله لقد رأيتهم صرى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وأتبع أصحاب القليب لعنة». مسألة: من علم بالنجاسة ثم نسي ثم صلى؟ صلاته صحيحة كالجاهل. كان الفراغ من الجزء الأول يوم الأحد 19/ 5/1410 هـ-وكان البدء به يوم الخميس 13/ 5/1409 هـ فاستغرقنا بقراءته سنة وستة أيام والله المستعان
9 - كتاب مواقيت الصلاة
9 - كتاب مواقيت الصلاة 1 - باب مواقيت الصلاة وفضلها 521 - حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر الصلاة يومًا، فدخل عليه عروة بن الزبير فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخر الصلاة يومًا وهو بالعراق، فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري فقال: ما هذا يا مغيرة؟ أليس قد علمت أن جبريل نزل فصلى، فصلى رسول - صلى الله عليه وسلم -، ثم صلى فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم صلى فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم صلى فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم صلى فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال بهذا أمرت. فقال عمر لعروة: اعلم ما تحدث، أو إن جبريل هو أقام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقت الصلاة؟ قال عروة: كذلك كان بشير بن أبي مسعود يحدث عن أبيه (¬1). 522 - قال عروة: ولقد حدثتني عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر (¬2). ¬
2 - باب {منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين}
2 - باب {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} 523 - عن ابن عباس قال: «قدم وفد عبد القيس (¬1) على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إنا من هذا الحي من ربيعة، ولسنا نصل (¬2) إليك إلا في الشهر (¬3) الحرام، فمرنا بشيء نأخذه عنك وندعو إليه من وراءنا. فقال: آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: الإيمان -بالله ثم فسرها لهم -شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة (¬4)، وأن تؤدوا إلي خمس (¬5) ما غنمتم. وأنهى عن الدباء (¬6)، والحنتم، والمقير (¬7)، والنقير (¬8) «(¬9). 3 - باب البيعة على إقام الصلاة 524 - حدثنا قيس عن جرير بن عبد الله قال: بايعت (¬10) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. ¬
4 - باب الصلاة كفارة
4 - باب الصلاة كفارة 525 - حدثنا يحيى عن الأعمش قال حدثني شقيق قال: سمعت حذيفة قال: «كنا جلوسًا عند عمر - رضي الله عنه - فقال: أيكم يحفظ قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة؟ قلت أنا، كما قاله. قال إنك عليه- أو عليها- لجريء. قلت: فتنة (¬1) الرجل في أهله وماله (¬2) وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي. قال: ليس هذا أريد، ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر (¬3). قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا. قال أيكسر أم يفتح؟ قال: يكسر. قال: إذا لا يغلق أبدًا. قلنا: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم. كما أن دون الغد الليلة. إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأل حذيفة، فأمرنا مسروقًا فسأله، فقال: الباب عمر» (¬4). 526 - عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فأنزل الله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} فقال الرجل: يا رسول الله، ألي هذا؟ قال: «لجميع أمتي كلهم» (¬5). ¬
6 - باب الصلوات الخمس كفارة
6 - باب الصلوات الخمس كفارة 528 - عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسًا ما تقول ذلك يبقي من درنه؟ » قالوا: لا يبقي من درنه شيئًا. قال: «فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا» (¬1). 7 - باب تضييع الصلاة عن وقتها 529 - عن غيلان عن أنس (¬2) قال: ما أعرف شيئًا مما كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -. قيل: الصلاة. قال: أليس صنعتم ما صنعتم فيها؟ قال الحافظ: ... قوله: (صنعتم) بالمهملتين والنون للأكثر، وللكشميهني بالمعجمة وتشديد الياء (¬3). 8 - باب المصلي يناجي ربه - عز وجل - 531 - حدثنا هشام عن قتادة عن أنس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن أحدكم إذا صلى يناجي ربه، فلا يتفلن عن يمينه، ولكن تحت قدمه اليسرى» (¬4). ¬
وقال سعيد عن قتادة: لا يتفل قدامه أو بين يديه، ولكن عن يساره أو تحت قدميه. وقال شعبة: لا يبزق بين يديه ولا عن يمينه، ولكن عن يساره أو تحت قدمه. وقال حميد عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يبزق في القبلة ولا عن يمينه، ولكن عن يساره أو تحت قدمه». 535 - عن أبي ذر قال: «أذن مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر فقال: أبرد أبرد - أو قال: انتظر انتظر - وقال: شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة. حتى رأينا فيء التلول» (¬1). ¬
10 - باب الإبراد بالظهر في السفر
10 - باب الإبراد بالظهر في السفر 539 - عن أبي ذر الغفاري قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أبرد». ثم أراد أن يؤذن فقال له: أبرد» (¬1). حتى رأينا فيء التلول، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة» وقال ابن عباس: يتفيأ يتميل. ¬
11 - باب وقت الظهر عند الزوال
11 - باب وقت الظهر عند الزوال وقال جابر: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالهاجرة 540 - عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر (¬1). فقام على المنبر فذكر الساعة. فذكر أن فيها أمورًا عظامًا، ثم قال: «من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل، فلا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ما دمت في مقامي هذا». فأكثر الناس في البكاء، وأكثر أن يقول «سلوني». فقام عبد الله بن حذافة السهمي فقال: من أبي؟ قال: «أبوك حذافة» ثم أكثر أن يقول «سلوني». فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا. فسكت. ثم قال: «عرضت علي الجنة والنار آنفًا في عرض هذا الحائط، فلم أر كالخير والشر». 541 - عن أبي برزة «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي الصبح وأحدنا يعرف جليسه، ويقرأ فيها ما بين الستين إلى المائة. ويصلي الظهر إذا زالت الشمس، والعصر وأحدنا يذهب إلى أقصى المدينة رجع والشمس حية. ونسيت ما قال في المغرب. ولا يبالي بتأخير العشاء إلى ثلث الليل (¬2). - ثم قال - إلى شطر الليل». وقال معاذ قال شعبة: ثم لقيته مرة فقال: «أو ثلث الليل». 542 - عن أنس بن مالك قال: «كنا إذا صلينا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالظهائر سجدنا على ثيابنا اتقاء الحر «(¬3). ¬
12 - باب تأخير الظهر إلى العصر
12 - باب تأخير الظهر إلى العصر 543 - عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بالمدينة سبعًا وثمانيًا الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فقال أيوب: لعله في ليلة مطيرة؟ قال: عسى (¬1). قال الحافظ: ... والجمع الصوري أولى والله أعلم (¬2). 13 - باب وقت العصر 544 - عن عائشة قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي العصر والشمس لم تخرج من حجرتها» (¬3). 547 - عن سيار بن سلامة قال: دخلت أنا وأبي على أبي برزة الأسلمي، فقال له أبي: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي المكتوبة؟ فقال: كان يصلي الهجير - التي تدعونها الأولى - حين تدحض الشمس. ويصلي العصر ¬
ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حية. ونسيت ما قال في المغرب. وكان يستحب أن يؤخر من العشاء التي تدعونها العتمة (¬1)، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه، ويقرأ بالستين إلى المائة. 548 - عن أنس بن مالك قال: «كنا نصلي العصر، ثم يخرج الإنسان إلى بني عمرو بن عوف فيجدهم يصلون العصر» (¬2). 549 - أخبرنا أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف قال: سمعت أبا أمامة يقول: صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر، ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه يصلي العصر، فقلت: يا عم ما هذه الصلاة التي صليت؟ قال: العصر، وهذه صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي كنا نصلي معه. ¬
14 - باب إثم من فاتته العصر
14 - باب إثم من فاتته العصر 552 - عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله» (¬1). 15 - باب من ترك العصر 553 - عن أبي قلابة عن أبي المليح قال: كنا مع بريدة في غزوة في يوم ذي غيم، فقال: بكروا بصلاة العصر، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله» (¬2). 16 - باب فضل صلاة العصر 554 - حدثنا إسماعيل عن قيس عن جرير قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة - يعني البدر - فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل ¬
17 - باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب
طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا (¬1)؛ ثم قرأ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} قال إسماعيل: افعلوا، لا تفوتنكم. 17 - باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب 557 - عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه أخبره أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة، فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا، فأعطوا قيراطًا قيراطًا. ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا، فأعطوا (¬2) قيراطًا قيراطًا. ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس، فأعطينا قيراطين قيراطين. فقال أهل الكتابين: أي ربنا أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطًا قيراطًا، ونحن كنا أكثر عملًا. قال: قال الله - عز وجل -: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا. قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء». قال الحافظ: ... قوله (باب من أدرك (¬3) ركعة من العصر قبل الغروب) .. ¬
18 - باب وقت المغرب
قال الحافظ: ... فيقال في هذا ما أجيب به أهل الكتابين (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) (¬1). قال الحافظ: ... وهو أن المدة التي بين الظهر والعصر أطول من المدة التي بين العصر والمغرب (¬2). 18 - باب وقت المغرب 560 - عن محمد (¬3) بن عمرو بن الحسن بن علي قال: قدم الحجاج فسألنا جابر بن عبد الله فقال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر بالهاجرة، والعصر والشمس نقية، والمغرب إذا وجبت (¬4)، والعشاء أحيانًا وأحيانًا: إذا رآهم اجتمعوا عجل، وإذا رآهم أبطئوا أخر، والصبح - كانوا أو كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصليها بغلس». ¬
19 - باب من كره أن يقال للمغرب العشاء
19 - باب من كره أن يقال للمغرب العشاء 563 - عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله المزني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب، قال الأعراب وتقول هي العشاء» (¬1). 20 - باب ذكر العشاء والعتمة، ومن رآه واسعًا قال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أثقل الصلاة على المنافقين العشاء والفجر». وقال «لو يعلمون ما في العتمة والفجر» قال أبو عبد الله: والاختيار أن يقول العشاء لقوله تعالى: {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ}. ويذكر عن أبي موسى قال: «كنا نتناوب النبي - صلى الله عليه وسلم - عند صلاة العشاء فأعتم بها». وقال ابن عباس وعائشة: «أعتم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعشاء». وقال بعضهم عن عائشة: «أعتم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعتمة». وقال جابر: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي العشاء». وقال أبو برزة: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤخر العشاء». وقال أنس: «أخر النبي - صلى الله عليه وسلم - العشاء الآخرة». وقال ابن عمر وأبو أيوب وابن عباس - رضي الله عنهم - «صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - المغرب والعشاء» (¬2). ¬
22 - باب فضل العشاء
22 - باب فضل العشاء 567 - عن أبي بردة عن أبي موسى قال: «كنت (¬1) أنا وأصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزولًا في بقيع بطحان - والنبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة - فكان يتناوب النبي - صلى الله عليه وسلم - عند صلاة العشاء كل ليلة نفر منهم، فوافقنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا وأصحابي، وله بعض الشغل في بعض أمره، فأعتم بالصلاة حتى إبهار الليل. ثم خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى بهم، فلما قضى صلاته قال لمن حضره: «على رسلكم أبشروا، إن من نعمة الله عليكم أنه ليس أحد من الناس يصلي هذه الساعة غيركم» أو قال: «ما صلى هذه الساعة أحد غيركم» لا يدري أي الكلمتين قال، قال أبو موسى: «فرجعنا ففرحنا بما سمعنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». 23 - باب ما يكره من النوم قبل العشاء 568 - عن أبي برزة «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها» (¬2). ¬
24 - باب النوم قبل العشاء لمن غلب
24 - باب النوم قبل العشاء لمن غلب 569 - عن عائشة قالت: «أعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعشاء حين ناداه عمر: الصلاة، نام النساء والصبيان. فخرج فقال: ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم. قال: ولا يصلي يومئذ إلا بالمدينة، وكانوا يصلون فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول» (¬1). 570 - عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شغل ليلة فأخرها حتى رقدنا (¬2) في المسجد، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم خرج علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: «ليس أحد من أهل الأرض ينتظر الصلاة غيركم». وكان ابن عمر لا يبالي أقدمها أم أخرها، إذا كان لا يخشى أن يغلبه النوم عن وقتها. وكان يرقد قبلها. 25 - باب وقت العشاء إلى نصف الليل 572 - عن أنس قال: أخر النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة العشاء (¬3) إلى نصف الليل، ثم صلى ثم قال: «قد صلى الناس وناموا، أما إنكم في صلاة ما انتظرتموها». ¬
26 - باب فضل صلاة الفجر
26 - باب فضل صلاة الفجر 573 - عن إسماعيل حدثنا قيس قال لي جرير بن عبد الله: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال: «أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون - أو لا تضامون (¬1) - في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» ثم قال: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}. 576 - عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك «أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وزيد بن ثابت تسحرا، فلما فرغا من سحورهما قام نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة فصليا. قلنا لأنس: كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية» (¬2). ¬
29 - باب من أدرك من الصلاة ركعة
578 - عن عائشة قالت: «كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر متلفعات بمروطهن، ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس» (¬1). 29 - باب من أدرك من الصلاة ركعة 580 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة» (¬2). 30 - باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس 581 - عن ابن عباس قال: «شهد عندي رجال مرضيون، وأرضاهم عند عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس وبعد العصر حتى تغرب» (¬3). ¬
31 - باب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس
584 - عن أبي هريرة «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيعتين، وعن لبستين، وعن صلاتين: نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، وعن اشتمال الصماء، وعن الاحتباء في ثوب واحد يفضي بفرجه إلى السماء. وعن المنابذة، والملامسة» (¬1). 31 - باب لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس 585 - عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يتحرى أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس، ولا عند غروبها» (¬2). 32 - باب من لم يكره الصلاة إلا بعد العصر والفجر 589 - عن ابن عمر قال: أصلي كما رأيت أصحابي يصلون، لا أنهي أحدًا يصلي بليل ولا نهار ما شاء، غير أن لا تحروا طلوع الشمس ولا غروبها (¬3). ¬
33 - باب ما يصلى بعد العصر من الفوائت ونحوها
قال الحافظ: ... وبقي خامس وهو الصلاة وقت استواء الشمس وكأنه لم يصح عند المؤلف على شرطه فترجم على نفيه (¬1) .. 33 - باب ما يصلى بعد العصر من الفوائت ونحوها 590 - عن عائشة قالت: «والذي ذهب به ما تركهما حتى لقي الله، وما لقي الله تعالى حتى ثقل عن الصلاة، وكان يصلي كثيرًا من صلاته قاعدًا -تعني الركعتين (¬2) بعد العصر- وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصليهما، ولا يصليهما في المسجد مخافة أن يثقل على أمته، وكان يحب ما يخفف عنهم». 593 - عن عائشة قالت: «ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتيني في يوم بعد العصر إلا صلى ركعتين» (¬3). قال الحافظ: ... وأما ما روي عن ذكوان عن أم سلمة في هذه القصة أنها قالت: «فقلت يا رسول الله أنقضيهما إذا فاتتا؟ فقال: لا» (¬4) فهي رواية ضعيفة لا تقوم بها حجة .... ¬
34 - باب التبكير بالصلاة في يوم غيم
34 - باب التبكير بالصلاة في يوم غيم 594 - عن أبي قلابة أن أبا المليح حدثه قال: كنا مع بريدة في يوم ذي غيم فقال: بكروا بالصلاة فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من ترك صلاة العصر حبط عمله» (¬1). 35 - باب الأذان بعد ذهاب الوقت 595 - عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: «سرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة، فقال بعض القوم: لو عرست بنا يا رسول الله. قال: «أخاف أن تناموا عن الصلاة». قال بلال: أنا أوقظكم. فاضطجعوا، وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام. فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد طلع حاجب الشمس، فقال: «يا بلال أين ما قلت؟ » قال: ما ألقيت علي نومة مثلها قط. قال: «إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء. يا بلال قم فأذن الناس بالصلاة». فتوضأ. فلما ارتفعت الشمس وابيضت (¬2) قام فصلى». ¬
38 - باب قضاء الصلوات الأولى فالأولى
38 - باب قضاء الصلوات الأولى فالأولى 598 - عن أبي سلمة عن جابر قال: «جعل عمر يوم الخندق يسب كفارهم وقال: ما كدت أصلي العصر حتى غربت. وقال: فنزلنا بطحان فصلى بعد ما غربت الشمس، ثم صلى المغرب» (¬1). 39 - باب ما يكره من السمر بعد العشاء 599 - حدثنا عوف قال: حدثنا أبو المنهال قال: «انطلقت مع أبي إلى أبي برزة الأسلمي، فقال له أبي: حدثنا كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي المكتوبة؟ قال: كان يصلي الهجير - وهي التي تدعونها الأولى -حين تدحض الشمس، ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى أهله في أقصى المدينة والشمس حية. ونسيت ما قال في المغرب. قال: وكان يستحب أن يؤخر العشاء. قال: وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها. وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف أحدنا جليسه، ويقرأ من الستين إلى المائة» (¬2). قال الحافظ: ... قوله (باب ما يكره (¬3) من السمر بعد العشاء) أي بعد صلاتها. ¬
40 - باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء
40 - باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء 600 - حدثنا قرة بن خالد قال: انظرنا الحسن، وراث علينا حتى قربنا من وقت قيامه، فجاء فقال: دعانا جيراننا هؤلاء. ثم قال: قال أنس نظرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة حتى كان شطر الليل يبلغه، فجاء فصلى لنا، ثم خطبنا (¬1) فقال: «ألا إن الناس قد صلوا ثم رقدوا، وإنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة» قال الحسن: وإن القوم لا يزالون بخير ما انتظروا الخير. قال قرة: هو من حديث أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 601 - عن عبد الله بن عمر قال: «صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد. فوهل الناس في مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة. وإنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض» يريد بذلك أنها تخرم ذلك القرن (¬2). 41 - باب السمر مع الضيف والأهل 602 - عن عبد الرحمن بن أبي بكر «أن أصحاب الصفة كانوا أناسًا فقراء، ¬
وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، وإن أربع فخامس أو سادس. وأن أبا بكر جاء بثلاثة فانطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - بعشرة. قال: فهو أنا وأبي وأمي - فلا أدري قال: وامرأتي - وخادم بيننا وبين بيت أبي بكر. وإن أبا بكر تعشى عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم لبث حيث صليت العشاء، ثم رجع فلبث حتى تعشى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله. قالت له امرأته: وما حبسك عن أضيافك - أو قالت ضيفك - قال: أو ما عشيتيهم؟ قالت: أبوا حتى تجيء، قد عرضوا فأبوا. قال: فذهبت أنا فاختبأت. فقال: يا غنثر - فجدع وسب - وقال: كلوا لا هنيئًا. فقال: والله لا أطعمه أبدًا. وأيم الله. ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها. قال: يعني حتى شبعوا، وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك. فنظر إليها أبو بكر فإذا هي كما هي أو أكثر منها. فقال لامرأته: يا أخت بني فراس ما هذا؟ قالت: لا وقرة عيني (¬1)، لهي الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرات. فأكل منها أبو بكر وقال: إنما كان ذلك من الشيطان - يعني يمينه - ثم أكل منها لقمة، ثم حملها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأصبحت عنده. وكان بيننا وبين قوم عقد، فمضى الأجل ففرقنا اثنا عشر رجلًا مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل، فأكلوا منها أجمعون. أو كما قال. ¬
10 - كتاب الأذان
10 - كتاب الأذان 1 - باب بدء الأذان 603 - عن أنس قال: «ذكروا النار والناقوس، فذكروا اليهود والنصارى، فأمر بلال أن يشفع الأذان وأن يوتر الإقامة» (¬1). 604 - أخبرني نافع أن ابن عمر كان يقول: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة ليس ينادى لها. فتكلموا يومًا في ذلك، قال بعضهم: اتخذوا ناقوسًا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل بوقًا مثل قرن اليهود. فقال عمر: أولا تبعثون رجلًا ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا بلال، قم فناد بالصلاة» (¬2). 3 - باب الإقامة واحدة إلا قوله «قد قامت الصلاة» 607 - عن أنس قال: أمر بلال أن يشفع الأذان وأن يوتر الإقامة» (¬3) قال إسماعيل: فذكرت لأيوب فقال: إلا الإقامة. ¬
4 - باب فضل التأذين
4 - باب فضل التأذين 608 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله صراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضى النداء أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا، اذكر كذا - لما لم يكن يذكر - حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى» (¬1). 5 - باب رفع الصوت بالنداء قال الحافظ: ... وقيل لا يستحب بناء على أن الأذان لاستدعاء الجماعة للصلاة (¬2). قال: ... ومنهم من حمله على ظاهره (¬3). قال الحافظ: ... نظير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} (¬4). قال الحافظ: ... وكما أن الله يفضح بالشهادة قومًا فكذلك يكرم بالشهادة آخرين (¬5). ¬
6 - باب ما يحقن بالأذان من الدماء
6 - باب ما يحقن بالأذان من الدماء 610 - عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا غزا بنا قومًا لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر، فإن سمع أذانًا كف عنهم، وإن لم يسمع أذان أغار عليهم. قال فخرجنا إلى خيبر، فانتهينا إليهم ليلًا، فلما أصبح ولم يسمع أذانًا ركب وركبت خلف أبي طلحة، وإن قدمي (¬1) لتمس قدم النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: فخرجوا إلينا بمكاتلهم ومساحيهم. فلما رأوا النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: محمد والله، محمد والخميس. قال فلما رآهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الله أكبر، الله أكبر (¬2). خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم (¬3) فساء صباح المنذرين». 7 - باب ما يقول إذا سمع المنادي 611 - عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول (¬4) المؤذن». ¬
8 - باب الدعاء عند النداء
613 - قال يحيى وحدثني بعض إخواننا أنه قال: «لما قال حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. وقال: هكذا سمعنا نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقول» (¬1). قال الحافظ: ... فلم لا يقال يستحب للسامع أن يجمع بين الحيعلة والحوقلة (¬2)؟ 8 - باب الدعاء عند النداء 614 - عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة» (¬3). قال الحافظ: ... قوله (الذي وعدته) زاد في رواية البيهقي «إنك لا تخلف الميعاد» (¬4). ¬
9 - باب الاستهام في الأذان
9 - باب الاستهام في الأذان ويذكر أن أقوامًا اختلفوا في الأذان فأقرع بينهم سعد. 615 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا» (¬1). 10 - باب الكلام (¬2) في الأذان وتكلم سليمان بن صرد في أذانه. وقال الحسن: لا بأس أن يضحك وهو يؤذن أو يقيم 616 - عن عبد الله بن الحارث قال: خطبنا ابن عباس في يوم ردغٍ، فلما بلغ المؤذن حي على الصلاة فأمره أن ينادي: الصلاة في الرحال (¬3)، فنظر ¬
12 - باب الأذان بعد الفجر
القوم بعضهم إلى بعض، فقال: فعل هذا من هو خير منه. وإنها عزمة (¬1). 12 - باب الأذان بعد الفجر 618 - عن عبد الله بن عمر قال: «أخبرتني حفصة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اعتكف (¬2) المؤذن للصبح وبدا الصبح صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة». 620 - عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن بلالًا ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم» (¬3). 13 - باب الأذان قبل الفجر 621 - عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يمنعن أحدكم - أو أحدًا منكم - أذان بلال من سحوره، فإنه يؤذن - أو ينادي - بليل، ¬
14 - باب كم بين الأذان والإقامة، ومن ينتظر الإقامة؟
ليرجع قائمكم، ولينبه نائمكم وليس أن يقول الفجر أو الصبح - وقال بأصابعه ورفعها إلى فوق وطأطأ إلى أسفل - حتى يقول هكذا». وقال زهير بسبابتيه إحداهما فوق الأخرى، ثم مدهما عن يمينه وشماله (¬1). 622 و 623 - عن عائشة وعن نافع عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: وحدثني يوسف بن عيسى المروزي (¬2) قال حدثنا الفضل قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم». 14 - باب كم بين الأذان والإقامة، ومن ينتظر الإقامة؟ 624 - عن عبد الله بن مغفل المزني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بين كل أذانين صلاة - ثلاثًا - لمن شاء» (¬3). 625 - عن أنس بن مالك قال: «كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يبتدرون السواري حتى يخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب، ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء» (¬4). قال عثمان ¬
15 - باب من انتظر الإقامة
ابن جبلة وأبو داود عن شعبة «لم يكن بينهما إلا قليل». قال الحافظ: ... قوله - صلى الله عليه وسلم -: «بين كل أذانين صلاة» وما كونه - صلى الله عليه وسلم - لم يصلهما فلا ينفي الاستحباب (¬1). 15 - باب من انتظر الإقامة 262 - عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إذا سكت المؤذن بالأولى (¬2) من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر بعد أن يستبين الفجر، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة». 16 - باب بين كل أذانين صلاة لمن شاء 627 - عن عبد الله بن مغفل قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة - ثم قال في الثالثة - لمن شاء» (¬3). 17 - باب من قال: ليؤذن في السفر مؤذن واحد 628 - عن مالك بن الحويرث «أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفر من قومي، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيمًا رفيقًا. فلما رأى شوقنا إلى أهالينا قال: ارجعوا فكونوا فيهم وعلموهم وصلوا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم ¬
أحدكم، وليؤمكم أكبركم» (¬1). 18 - باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة والإقامة، وكذلك بعرفة وجمعٍ وقول المؤذن «الصلاة في الرحال» في الليلة الباردة أو المطيرة 629 - عن أبي ذر قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فأراد المؤذن أن يؤذن فقال له: أبرد. ثم أراد أن يؤذن فقال له: أبرد. ثم أراد أن يؤذن فقال له: أبرد. حتى ساوى الظل التلول، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن شدة الحر من فيح جهنم» (¬2). 630 - عن مالك بن الحويرث قال: أتى رجلان النبي - صلى الله عليه وسلم - يريدان السفر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أنتما خرجتما فأذنا، ثم أقيما، ثم ليؤمكما أكبركما» (¬3). 631 - عن أبي قلابة قال: حدثنا مالك: «أتينا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين يومًا وليلة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيمًا رفيقًا (¬4)، فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا - أو قد اشتقنا - سألنا عمن تركنا ¬
19 - باب هل يتتبع المؤذن فاه ها هنا وها هنا، وهل يلتفت في الأذان؟
بعدنا، فأخبرناه، قال: ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم وعلموهم، ومروهم - وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها - وصلوا كما رأيتموني أصلي، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم». 632 - عن عبيد الله بن عمر قال حدثني نافع قال: «أذن ابن عمر في ليلة باردة بضجنان، ثم قال: صلوا في رحالكم. فأخبرنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر مؤذنًا يؤذن ثم يقول على إثره: ألا صلوا في الرحال (¬1) في الليلة الباردة أو المطيرة في السفر». 19 - باب هل يتتبع المؤذن فاه ها هنا وها هنا، وهل يلتفت في الأذان؟ ويذكر عن بلال أنه جعل إصبعيه في أذنيه. وكان ابن عمر لا يجعل إصبعيه في أذنيه وقال إبراهيم: لا بأس أن يؤذن على غير وضوء. وقال عطاء: الوضوء (¬2) حق وسنة. وقالت عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله على كل أحيانه. ¬
634 - عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أنه رأى بلالًا يؤذن فجعلت اتتبع فاه ههنا وههنا بالأذان (¬1). قال الحافظ: ... فلما لقينا عونا لم يذكر فيه الاستدارة (¬2). قال الحافظ: ... فذكر الحديث وفيه «قال بلال: فجعلت إصبعي في أذني فأذنت» (¬3). قال الحافظ: ... قال العلماء في ذلك فائدتان: إحداهما: أنه قد يكون أرفع لصوته، وفيه حديث ضعيف أخرجه أبو الشيخ من طريق سعد القرظ عن بلال. ثانيهما: أنه علامة للمؤذن ليعرف من رآه على بعد أو كان به صمم أنه يؤذن (¬4). ¬
20 - باب قول الرجل فاتتنا الصلاة
قال الحافظ: ... لم يرد تعيين الإصبع التي يستحب وضعها، وجزم النووي أنها المسبحة (¬1). قال الحافظ: ... وقع في المغني للموفق نسبة حديث أبي جحيفة بلفظ « .. إن بلالًا أذن ووضع إصبعيه في أذنيه» إلى تخريج البخاري ومسلم، وهو وهم (¬2). 20 - باب قول الرجل فاتتنا الصلاة 635 - عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: «بينما نحن نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ سمع جلبة رجال، فلما صلى قال: «ما شأنكم؟ » قالوا: استعجلنا إلى الصلاة. قال: «فلا تفعلوا. إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا» (¬3). 21 - باب لا يسعى إلى الصلاة وليأت بالسكينة والوقار 636 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا» (¬4). ¬
22 - باب متى يقوم الناس إذا رأوا الإمام عند الإقامة؟
قال الحافظ: ... وأما الإسراع الذي لا ينافي الوقار كمن خاف فوت التكبيرة فلا، وهذا محكي عن إسحق بن راهويه. (¬1) 22 - باب متى يقوم الناس إذا رأوا الإمام عند الإقامة؟ 637 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني» (¬2). قال الحافظ: ... وعن أنس أنه كان يقوم إذا قال المؤذن «قد قامت الصلاة» رواه ابن المنذر وغيره (¬3). 24 - باب هل يخرج من المسجد لعلة؟ (¬4) 369 - عن أبي هريرة «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج وقد أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف، حتى إذا قام في مصلاه انتظرنا أن يكبر، انصرف قال: على مكانكم. فمكثنا على هيئتنا، حتى خرج إلينا ينطف رأسه ماء وقد اغتسل». ¬
26 - باب قول الرجل: ما صلينا
قال الحافظ: ... إن كان قبل التكبير فلا بأس أن يقعدوا (¬1). 26 - باب قول الرجل: ما صلينا (¬2) 641 - أخبرنا جابر بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءه عمر بن الخطاب يوم الخندق فقال: يا رسول الله، والله ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس تغرب، وذلك بعدما أفطر الصائم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: والله ما صلينا. فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بطحان وأنا معه، فتوضأ ثم صلى -يعني العصر- بعدما غربت الشمس، ثم صلى بعدها المغرب». 27 - باب الإمام تعرض له الحاجة بعد الإقامة 642 - عن أنس قال: «أقيمت الصلاة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يناجي رجلًا في جانب المسجد، فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم» (¬3). ¬
28 - باب الكلام إذا أقيمت الصلاة
28 - باب الكلام إذا أقيمت الصلاة 643 - عن أنس بن مالك قال: «أقيمت الصلاة، فعرض للنبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فحبسه بعدما أقيمت الصلاة». وقال الحسن: إن منعته أمه عن العشاء في جماعة شفقة عليه لم يطعها (¬1). 29 - باب وجوب صلاة الجماعة 644 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلًا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم. والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقًا سمينًا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء» (¬2). 30 - باب فضل صلاة الجماعة 645 - عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة» (¬3). ¬
31 - باب فضل صلاة الفجر في جماعة
قال الحافظ: ... فذكر نحوه قال: وذلك في صلاة الصبح، وفيه «فأمر رجلًا فأذن (¬1) وأقام ثم صلى بأصحابه» (¬2). 31 - باب فضل صلاة الفجر في جماعة 650 - حدثنا الأعمش قال: سمعت سالمًا قال: سمعت أم الدرداء تقول: دخل علي أبو الدرداء وهو مغضب، فقلت: ما أغضبك؟ فقال: والله ما أعرف من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - شيئًا إلا أنهم يصلون جميعًا» (¬3). 651 - عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشيً، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرًا من الذي يصلي ثم ينام» (¬4). 32 - باب فضل التهجير (¬5) إلى الظهر 652 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق، فأخره، فشكر الله له، فغفر له». ¬
33 - احتساب الآثار
654 - «ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا» (¬1). 33 - احتساب الآثار 656 - عن أنس قال: أن بني سلمة أرادوا أن يتحولوا عن منازلهم فينزلوا قريبًا من النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعروا المدينة فقال: «ألا تحتسبون آثاركم» (¬2). قال مجاهد: خطاهم: آثارهم، والمشي في الأرض بأرجلهم. 35 - باب اثنان فما فوقهما جماعة 658 - عن مالك بن الحويرث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا حضرت الصلاة فأذنا وأقيما، ثم ليؤمكما أكبركما» (¬3). ¬
36 - باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، وفضل المساجد
36 - باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، وفضل المساجد 659 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة» (¬1). 660 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب (¬2) نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه». قال الحافظ: ... وقيل المراد ظل عرشه (¬3) ويدل عليه حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناد حسن «سبعة يظلهم الله في ظل عرشه». 661 - عن إسماعيل بن جعفر عن حميد قال: «سئل أنس: هل اتخذ ¬
37 - باب فضل من غدا إلى المسجد ومن راح
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتمًا؟ فقال: نعم، أخر ليلة صلاة العشاء إلى شطر الليل، ثم أقبل علينا بوجهه بعدما صلى فقال: صلى الناس ورقدوا ولم تزالوا في صلاة منذ انتظرتموها. قال: فكأني أنظر إلى وبيص خاتمه» (¬1). 37 - باب فضل من غدا إلى المسجد ومن راح 662 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح» (¬2). قال الحافظ: ... وعلى هذا فالمراد بالغدو الذهاب وبالرواح الرجوع، والأصل في الغدو المضي من بكرة النهار والرواح بعد الزوال (¬3). 38 - باب إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة 663 - عن مالك بن بحينة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا وقد أقيمت الصلاة يصلي ركعتين، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لاث به الناس، وقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «آلصبح أربعًا، آلصبح أربعًا» (¬4). ¬
39 - باب حد المريض أن يشهد الجماعة
شعبة عن مالك وقال ابن إسحاق: عن سعد عن حفص عن عبد الله بن بحينة. وقال حماد: أخبرنا سعد عن حفص عن مالك. قال الحافظ: ... «فلا صلاة إلا التي أقيمت» (¬1). قال الحافظ: ... (إلا المكتوبة) فيه منع التنفل بعد الشروع في إقامة الصلاة سواء كانت راتبة أم لا، لأن المراد بالمكتوبة المفروضة، وزاد مسلم بن خالد (¬2) عن عمرو بن دينار. في هذا الحديث قيل «يا رسول الله: ولا ركعتي الفجر؟ قال: «ولا ركعتي الفجر» [أخرجه ابن عدي في ترجمة يحيى بن نصر الحاجب وإسناده حسن]. 39 - باب حد المريض أن يشهد الجماعة 664 - عن الأعمش عن إبراهيم قال الأسود: «كنا عند عائشة - رضي الله عنها -، فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها. قالت: لما مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقيل له: إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس. وأعاد، فأعادوا له. فأعاد الثالثة فقال: «إنكن صواحب (¬3) يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس». فخرج أبو بكر فصلى، ¬
40 - باب الرخصة في المطر والعلة أن يصلى في رحله
فوجد النبي - صلى الله عليه وسلم - من نفسه خفة، فخرج يهادي بين رجلين، كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع، فأراد أبو بكر أن يتأخر، فأومأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن مكانك. ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه». 40 - باب الرخصة في المطر والعلة أن يصلى في رحله 666 - أخبرنا مالك عن نافع أن ابن عمر أذن بالصلاة - في ليلة ذات برد وريح - ثم قال: ألا صلوا في الرحال. ثم قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر للمؤذن - إذا كانت ليلة ذات برد ومطر - يقول: ألا صلوا في الرحال» (¬1). 667 - عن محمود بن الربيع الأنصاري «أن عتبان بن مالك كان يؤم قومه وهو أعمى، وأنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا رسول الله، إنها تكون الظلمة ¬
42 - باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة وكان ابن عمر يبدأ بالعشاء
والسيل (¬1)، وأنا رجل ضرير البصر، فصل يا رسول الله في بيتي مكانًا أتخذه مصلى. فجاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أين تحب أن أصلي؟ » فأشار إلى مكان من البيت، فصلى (¬2) فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». 42 - باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة وكان ابن عمر يبدأ بالعشاء 672 - عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قدم (¬3) العشاء فابدؤا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم». 674 - عن ابن عمر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كان أحدكم على الطعام (¬4) فلا يعجل حتى يقضي حاجته منه وإن أقيمت الصلاة». ¬
43 - باب إذا دعي الإمام إلى الصلاة وبيده ما يأكل
قال الحافظ: ... قال النووي: في هذه الأحاديث كراهة الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله، لما [فيه] من ذهاب كمال الخشوع، ويلتحق به ما في معناه مما يشغل القلب (¬1) وهذا إذا كان في الوقت سعة، فإن ضاق صلى على حاله محافظة على حرمة الوقت ولا يجوز التأخير، وحكى المتولي وجهًا أنه يبدأ بالأكل وإن خرج الوقت، لأن مقصود الصلاة الخشوع فلا يفوته. 43 - باب إذا دعي الإمام إلى الصلاة وبيده ما يأكل 675 - عن جعفر بن عمرو بن أمية أن أباه قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل ذراعًا يحتز منها، فدعي إلى الصلاة فقام فطرح السكين فصلى ولم يتوضأ» (¬2). 44 - باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج 676 - عن إبراهيم عن الأسود قال: «سألت عائشة: ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة» (¬3). ¬
45 - باب من صلى بالناس وهو لا يريد إلا أن يعلمهم صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسنته
45 - باب من صلى بالناس وهو لا يريد إلا أن يعلمهم صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسنته 677 - عن أيوب عن قلابة قال: «جاءنا مالك بن الحويرث في مسجدنا هذا فقال: إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة، أصلي كيف رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي (¬1). فقلت لأبي قلابة: كيف كان يصلي؟ قال: مثل شيخنا هذا، قال: وكان شيخًا يجلس إذا رفع رأسه من السجود قبل أن ينهض في الركعة الأولى». 46 - باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة 678 - حدثني أبو بردة عن أبي موسى قال: مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - فاشتد ¬
مرضه، فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس». فقالت عائشة: إنه رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس. قال: «مروا أبا بكر فيصل بالناس». فعادت. فقال: «مري أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف». فأتاه الرسول، فصلى بالناس في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). 679 - عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - أنها قالت: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه: «مروا أبا بكر يصلي بالناس». قالت عائشة: قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس. فقالت عائشة: فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس. ففعلت حفصة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مه، إنكن لأنتن صواحب (¬2) يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس». فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرًا». 680 - عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك الأنصاري - وكان تبع النبي - صلى الله عليه وسلم - وخدمه وصحبه - أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي توفي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة، فكشف النبي - صلى الله عليه وسلم - ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف (¬3)، ثم تبسم يضحك، فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أتموا صلاتكم، وأرخى الستر، فتوفي من يومه». ¬
47 - باب من قام إلى جنب الإمام لعلة
681 - عن أنس قال: «لم يخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا، فأقيمت الصلاة، فذهب أبو بكر يتقدم، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بالحجاب فرفعه، فلما وضح وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - ما نظرنا منظرًا كان أعجب (¬1) إلينا من وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - حين وضح لنا فأومأ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى أبي بكر أن يتقدم، وأرخى النبي - صلى الله عليه وسلم - الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات». 47 - باب من قام إلى جنب الإمام لعلة 683 - عن عائشة قالت: «أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه، فكان يصلي بهم. قال عروة: فوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفسه خفة فخرج، فإذا أبو بكر يؤم الناس، فلما رآه أبو بكر استأخر، فأشار إليه أن كما أنت، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حذاء أبي بكر إلى جنبه، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والناس يصلون بصلاة أبي بكر». قال الجاحظ: ... (باب من قام) أي صلى (إلى جنب الإمام لعلة) (¬2). ¬
48 - باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول فتأخر الأول أو لم يتأخر جازت صلاته. فيه عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
48 - باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول فتأخر الأول أو لم يتأخر جازت صلاته. فيه عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - 684 - عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم، فحانت الصلاة، فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال: أتصلي للناس فأقيم؟ قال: نعم. فصلى أبو بكر، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس في الصلاة، فتخلص حتى وقف في الصف، فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته. فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر - رضي الله عنه - يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف، وتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى، فلما انصرف قال: يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك؟ فقال أبو بكر: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مالي رأيتكم أكثرتم التصفيق؟ من رابه شيء في صلاته فليسبح، فإنه إذا سبح التفت إليه، وإنما التصفيق للنساء» (¬1). ¬
49 - باب إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبرهم
49 - باب إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبرهم 685 - عن مالك بن الحويرث قال: قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن شببة فلبثنا عنده نحوًا من عشرين ليلة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - رحيمًا فقال: «لو رجعتم إلى بلادكم فعلمتموهم، مروهم فليصلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلاة كذا في حين كذا، وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم» (¬1). 50 - باب إذا زار الإمام قومًا فأمهم 686 - عن عتبان بن مالك الأنصاري قال: «استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذنت له، فقال: أين تحب أن أصلي من بيتك؟ فأشرت له إلى المكان الذي أحب، فقام وصففنا خلفه، ثم سلم وسلمنا» (¬2). 55 - باب إذا لم يتم الإمام وأتم من خلفه 694 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم، وإن أخطأوا فلكم وعليهم» (¬3). ¬
56 - باب إمامة المفتون والمبتدع
قال الحافظ: ... فإن أتموا فلكم ولهم (¬1). 56 - باب إمامة المفتون والمبتدع 695 - عن عبيد الله بن عدي بن خيار «أنه دخل على عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وهو محصور فقال: إنك إمام عامة، ونزل بك ما نرى، ويصلى لنا إمام فتنة ونتحرج. فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم» (¬2). وقال الزبيدي: قال الزهري «لا نرى أن يصلى خلف المخنث إلا من ضرورة لابد منها» (¬3). 696 - عن أبي التياح أنه سمع أنس بن مالك: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر: «اسمع وأطع ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة» (¬4). ¬
57 - باب يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواء إذا كانا اثنين
57 - باب يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواء إذا كانا اثنين 697 - عن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال: «بت في بيت خالتي ميمونة فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء، ثم جاء فصلى أربع ركعات، ثم نام، ثم قام، فجئت فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه، فصلى خمس ركعات (¬1)، ثم صلى ركعتين، ثم نام حتى سمعت غطيطه -أو قال خطيطه- ثم خرج إلى الصلاة». 58 - باب إذا قام الرجل عن يساره الإمام فحوله الإمام إلى يمينه لم تفسد صلاتهما 698 - عن ابن عباس - رضي الله عنهم - «نمت عند ميمونة والنبي - صلى الله عليه وسلم - عندها تلك الليلة، فتوضأ ثم قام يصلي، فقمت على يساره، فأخذني فجعلني عن يمينه، فصلى ثلاث عشرة (¬2) ركعة، ثم نام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، ثم أتاه المؤذن فخرج فصلى ولم يتوضأ». ¬
59 - باب إذا لم ينو الإمام أن يؤم، ثم جاء قوم فأمهم
59 - باب إذا لم ينو الإمام أن يؤم، ثم جاء قوم فأمهم 699 - عن ابن عباس قال: «بت عند خالتي، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل فقمت أصلي معه، فقمت عن يساره، فأخذ برأسي فأقامني عن يمينه» (¬1). 60 - باب إذا طول الإمام وكان للرجل حاجة فخرج فصلى 700 - عن جابر بن عبد الله «أن معاذ بن جبل كان يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم يرجع فيؤم قومه» (¬2). 701 - عن جابر بن عبد الله قال: «كان معاذ بن جبل يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يرجع فيؤم قومه، فصلى العشاء فقرأ بالبقرة، فانصرف الرجل فكأن معاذًا تناول منه، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «فتان، فتان، فتان (ثلاث مرار) أو قال فاتنًا، فاتنًا، فاتنًا». وأمره بسورتين من أوسط المفصل (¬3). قال عمرو: لا أحفظهما». 64 - باب الإيجاز في الصلاة وإكمالها 706 - عن أنس قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوجز الصلاة ويكملها» (¬4). ¬
65 - باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي
65 - باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي 707 - عن أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه» (¬1). 66 - باب إذا صلى ثم أم قومًا 711 - عن عمرو بن دينار عن جابر قال: «كان معاذ يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يأتي قومه فيصلي بهم» (¬2). 76 - باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم 725 - عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أقيموا صفوفكم، فإني أراكم من وراء ظهري. وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه» (¬3). ¬
77 - باب إذا قام الرجل عن يسار الإمام وحوله الإمام خلفه إلى يمينه تمت صلاته
77 - باب إذا قام الرجل عن يسار الإمام وحوله الإمام خلفه إلى يمينه تمت صلاته 726 - عن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال: «صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فقمت عن يساره، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأسي من ورائي فجعلني عن يمينه، فصلى ورقد، فجاءه المؤذن فقام وصلى ولم يتوضأ» (¬1). 78 - باب المرأة وحدها تكون صفًا 727 - عن أنس بن مالك قال: «صليت أنا ويتيم في بيتنا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمي -أم سليم- خلفنا» (¬2). 80 - باب إذا كان بين الإمام وبين القوم حائط أو سترة 729 - عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل في حجرته وجدار الحجرة قصير (¬3)، فرأى الناس شخص النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام ¬
81 - باب صلاة الليل
أناس يصلون بصلاته، فأصبحوا فتحدثوا بذلك، فقام ليلة الثانية فقام معه أناس يصلون بصلاته، صنعوا ذلك ليلتين أو ثلاثًا، حتى إذا كان بعد ذلك جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يخرج، فلما أصبح ذكر ذلك الناس، فقال: «إني خشيت أن تكتب عليكم صلاة الليل». قال الحافظ: ... والمسألة ذات خلاف شهير (¬1). 81 - باب صلاة الليل 731 - عن زيد بن ثابت «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتخذ حجرة -قال حسبت أنه قال: من حصير- في رمضان فصلى فيها ليالي، فصلى بصلاته ناس من أصحابه. فلما علم بهم جعل يقعد، فخرج إليهم فقال: «قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم، فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته، إلا المكتوبة» (¬2). ¬
82 - باب إيجاب التكبير وافتتاح الصلاة
82 - باب إيجاب التكبير وافتتاح الصلاة 732 - عن أنس بن مالك الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركب فرسًا فجحش شقه الأيمن -قال أنس - رضي الله عنه - فصلى لنا يومئذ صلاة من الصلوات وهو قاعد، فصلينا وراءه قعودًا، ثم قال لما سلم: «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا (¬1) ولك الحمد». 106 - باب الجمع بين السورتين في الركعة وقرأ الأحنف بالكهف في الأولى وفي الثانية بيوسف أو يونس. وذكر أنه صلى مع عمر - رضي الله عنه - الصبح بهما (¬2). 114 - باب إذا ركع دون الصف 783 - عن الحسن عن أبي بكرة أنه انتهى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو راكع فركع قبل أن يصل إلى الصف، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «زادك الله حرصًا، ولا تعد» (¬3). ¬
115 - باب إتمام التكبير في الركوع
قال الحافظ: ... خشيت أن تفوتني الركعة معك (¬1). 115 - باب إتمام التكبير في الركوع 784 - عن أبي العلاء مطرف عن عمران (¬2) بن حصين قال: «صلى مع علي - رضي الله عنه - بالبصرة فقال: ذكرنا هذا الرجل صلاة كنا نصليها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر أنه كان يكبر كلما رفع وكلما وضع» (¬3). 116 - باب إتمام التكبير في السجود 786 - عن مطرف بن عبد الله قال: «صليت خلف علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنا وعمران بن حصين فكان إذا سجد كبر، وإذا رفع رأسه كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر. فلما قضى الصلاة أخذ بيدي عمران بن حصين فقال: قد ذكرني هذا صلاة محمد - صلى الله عليه وسلم - أو قال- لقد صلى بنا صلاة محمد - صلى الله عليه وسلم -» (¬4). ¬
117 - باب التكبير إذا قام من السجود
787 - عن عكرمة قال: «رأيت رجلًا عند المقام يكبر في كل خفض ورفع، وإذا قام وإذا وضع. فأخبرت ابن عباس - رضي الله عنه - قال: أو ليس تلك صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - لا أم لك؟ » (¬1). 117 - باب التكبير إذا قام من السجود 788 - عن قتادة عن عكرمة قال: «صليت خلف شيخ مكة، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة، فقلت لابن عباس: إنه أحمق، فقال: ثكلتك أمك، سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -» (¬2). 118 - باب وضع الأكف على الركب في الركوع 790 - عن أبي يعفور قال: سمعت مصعب بن سعد يقول: «صليت إلى جنب أبي فطبقت بين كفي ثم وضعتهما بين فخذي، فنهاني أبي وقال: كنا نفعله فنهينا عنه وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب» (¬3). 119 - باب إذا لم يتم الركوع 791 - عن سليمان قال: سمعت زيد بن وهب قال: «رأى حذيفة رجلًا لا يتم الركوع والسجود، قال: ما صليت، ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم -» (¬4). ¬
121 - باب حد إتمام الركوع والاعتدال فيه، والطمأنينة
121 - باب حد إتمام الركوع والاعتدال فيه، والطمأنينة 792 - عن ابن أبي ليلى عن البراء قال: «كان ركوع النبي - صلى الله عليه وسلم - وسجوده وبين السجدتين وإذا رفع من الركوع - ما خلا القيام والقعود - قريبًا من السواء» (¬1). 122 - باب أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لا يتم ركوعه بالإعادة 793 - عن أبي هريرة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - - عليها السلام - فقال: «ارجع فصل فإنك لم تصل»، فصلى، ثم جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ارجع فصل فإنك لم تصل» (ثلاثًا) فقال: والذي بعثك بالحق فما أحسن غيره فعلمني. قال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن (¬2)، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى ¬
123 - باب الدعاء في الركوع
تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها». 123 - باب الدعاء في الركوع 794 - عن عائشة - رضي الله عنه - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي» (¬1). 124 - باب ما يقول الإمام ومن خلفه إذا رفع رأسه من الركوع 795 - عن أبي هريرة قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قال سمع الله لمن حمده قال: اللهم (¬2) ربنا ولك الحمد. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع وإذا رفع رأسه يكبر (¬3)، وإذا قام من السجدتين قال: الله أكبر». 126 - باب 797 - عن أبي هريرة قال: «لأقربن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان أبو هريرة - رضي الله عنه - يقنت في الركعة الأخرى من صلاة الظهر وصلاة العشاء وصلاة الصبح بعدما يقول سمع الله لمن حمده فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار» (¬4). ¬
127 - باب الاطمئنان حين يرفع رأسه من الركوع
798 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «كان القنوت في المغرب والفجر» (¬1). 127 - باب الاطمئنان حين يرفع رأسه من الركوع 800 - عن شعبة عن ثابت قال: «كان أنس ينعت لنا صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان يصلي، وإذا رفع رأسه من الركوع قام حتى نقول قد نسي» (¬2). 801 - عن البراء - رضي الله عنه - قال: «كان ركوع النبي - صلى الله عليه وسلم - وسجوده وإذا رفع رأسه من الركوع وبين السجدتين قريبًا من السواء» (¬3). 128 - باب يهوى بالتكبير حين يسجد وقال نافع: كان ابن عمر يضع يديه قبل ركبتيه (¬4). 803 - عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة كان يكبر في كل صلاة من المكتوبة وغيرها في رمضان وغيره فيكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول سمع الله ¬
لمن حمده، ثم يقول ربنا ولك الحمد قبل أن يسجد، ثم يقول الله أكبر حين يهوي ساجدًا، ثم يكبر حين يرفع رأسه من السجود، ثم يكبر حين يسجد، ثم يكبر حين يرفع رأسه من السجود ثم يكبر حين يقوم من الجلوس في الاثنتين، ويفعل ذلك من كل ركعة حتى يفرغ من الصلاة (¬1)، ثم يقول حين ينصرف: والذي نفسي بيده، إني لأقربكم شبهًا بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. إن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا. 804 - قالا: وقال أبو هريرة - رضي الله عنه - «وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يرفع رأسه يقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد - يدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم فيقول: اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام (¬2) وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسنين يوسف. وأهل المشرق يومئذ من مضر مخالفون له». 805 - عن أنس بن مالك يقول: «سقط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن فرس - وربما قال سفيان من فرس - فجحش شقه الأيمن، فدخلنا عليه نعوده، فحضرت (¬3) الصلاة فصلى بنا قاعدًا وقعدنا. وقال سفيان مرة: صلينا ¬
129 - باب فضل السجود
قعودًا، فلما قضى الصلاة قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا. قال سفيان: كذا جاء به معمر؟ قلت: نعم. قال: لقد حفظ. كذا قال الزهري ولك الحمد، حفظت من شقه الأيمن. فلما خرجنا من عند الزهري قال ابن جريح وأنا عنده: فجحش ساقه الأيمن». قال الحافظ: ... وهذه من المسائل المختلف فيها. قال مالك: هذه الصفة أحسن في خشوع الصلاة، وبه قال الأوزاعي، وفيه حديث عن أبي هريرة رواه أصحاب السنن (¬1). 129 - باب فضل السجود 806 - عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبرهما «أن الناس قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ ... ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم. وفي جهنم (¬2) كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم ¬
130 - باب يبدي ضبعيه ويجافي في السجود
شوك السعدان؟ ... فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة (¬1) في حميل السيل ... قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة - رضي الله عنهم -: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «قال الله: لك ذلك وعشرة أمثاله» (¬2). قال أبو هريرة: لم أحفظ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا قوله: «لك ذلك ومثله معه». قال أبو سعيد: إني سمعته يقول: «ذلك لك وعشرة أمثاله» (¬3). 130 - باب يبدي ضبعيه ويجافي في السجود 807 - عن عبد الله بن مالك بن بحينة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه» (¬4). 132 - باب إذا لم يتم السجود 808 - عن أبي وائل عن حذيفة رأى رجلًا لا يتم ركوعه ولا سجوده، ¬
133 - باب السجود على سبعة أعظم
فلما قضى صلاته قال له حذيفة: ما صليت. قال وأحسبه قال: ولو مت مت على غير سنة محمد - صلى الله عليه وسلم -» (¬1). 133 - باب السجود على سبعة أعظم 809 - عن ابن عباس «أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسجد على سبعة أعضاء (¬2)، ولا يكف شعرًا، ولا ثوبًا: الجبهة، واليدين، والركبتين، والرجلين». 811 - عن البراء بن عازب - وهو غير كذوب - قال: «كنا نصلي خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن أحد منا ظهره حتى يضع النبي - صلى الله عليه وسلم - جبهته على الأرض» (¬3). 135 - باب السجود على الأنف والسجود على الطين 813 - عن يحيى عن أبي سلمة قال: انطلقت إلى أبي سعيد الخدري فقلت ألا تخرج بنا إلى النخل نتحدث؟ فخرج فقال: «قلت حدثني ما سمعت من النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة القدر؟ قال: اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر الأول من رمضان واعتكفنا معه، فأتاه جبريل فقال: إن الذي تطلب ¬
136 - باب عقد الثياب وشدها ومن ضم إليه ثوبه إذا خاف أن تنكشف عورته.
أمامك. فاعتكف العشر الأوسط فاعتكفنا معه، فأتاه جبريل فقال: إن الذي تطلب أمامك. قام النبي - صلى الله عليه وسلم - خطيبًا صبيحة عشرين من رمضان فقال: من كان اعتكف مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فليرجع فإني أريت ليلة القدر، وإني نسيتها، وإنها في العشر الأواخر في وتر، وإني رأيت كأني أسجد في طين وماء. وكان سقف المسجد جريد النخل وما نرى في السماء شيئًا، فجاءت قزعة (¬1) فأمطرنا، فصلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأرنبته تصديق رؤياه» (¬2). 136 - باب عقد الثياب وشدها ومن ضم إليه ثوبه إذا خاف أن تنكشف عورته. 814 - عن سهل بن سعد قال: «كان الناس يصلون مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم عاقدو أزرهم من الصغر على رقابهم، فقيل للنساء لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوسًا» (¬3). قال الحافظ: ... وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ذلك مقعد الشيطان» (¬4). ¬
139 - باب التسبيح والدعاء في السجود
139 - باب التسبيح والدعاء في السجود 817 - عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي. يتأول القرآن» (¬1). 140 - باب المكث بين السجدتين (¬2) 819 - قال مالك بن الحويرث: فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقمنا عنده فقال: «لو ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
141 - باب لا يفترش ذراعيه في السجود
رجعتم إلى أهليكم، صلوا صلاة كذا في حين كذا، صلوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكبركم» (¬1). 821 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «إني لا آلو أن أصلي بكم كما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي بنا - قال ثابت: كان أنس يصنع شيئًا لم أر كم تصنعونه - كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل قد نسي، وبين السجدتين حتى يقول القائل قد نسي» (¬2). 141 - باب لا يفترش ذراعيه في السجود وقال أبو حميد: سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ووضع يديه غير مفترش ولا قابضهما. 822 - عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب» (¬3). ¬
142 - باب من استوى قاعدا في وتر من صلاته ثم نهض
142 - باب من استوى قاعدًا في وتر من صلاته ثم نهض 823 - حدثنا محمد (¬1) بن الصباح قال أخبرنا هشيم قال أخبرنا خالد الحذاء عن أبي قلابة قال أخبرنا مالك بن الحويرث الليثي أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدًا» (¬2). ¬
143 - باب كيف يعتمد على الأرض إذا قام من الركعة
143 - باب كيف يعتمد على الأرض إذا قام من الركعة 824 - عن أبي قلابة قال: «جاءنا مالك بن الحويرث فصلى بنا في مسجدنا هذا فقال: إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة، ولكن أريد أن أريكم كيف رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي. قال أيوب: فقلت لأبي قلابة وكيف كانت صلاته؟ قال: مثل صلاة شيخنا هذا - يعني عمرو بن سلمة - قال أيوب: وكان ذلك الشيخ يتم التكبير، وإذا رفع رأسه عن السجدة الثانية جلس واعتمد على الأرض، ثم قام». قال الحافظ: ... عن أبي هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم - كان ينهض على صدور قدميه، وعن ابن مسعود مثله بإسناد صحيح، وعن إبراهيم أنه كره أن يعتمد على يديه إذا نهض (¬1). 144 - باب يكبر وهو ينهض من السجدتين وكان ابن الزبير يكبر في نهضته. 825 - حدثنا يحيى (¬2) بن صالح قال حدثنا فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث قال: «صلى لنا أبو سعيد، فجهر بالتكبير حين رفع رأسه من السجود وحين سجد وحين رفع وحين قام من الركعتين وقال: هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم -». ¬
145 - باب سنة الجلوس في التشهد وكانت أم الدرداء تجلس في صلاتها جلسة الرجل، وكانت فقيهة.
145 - باب سنة الجلوس في التشهد وكانت أم الدرداء تجلس في صلاتها جلسة الرجل، وكانت فقيهة. 827 - عن عبد الله بن عبد الله أنه أخبره «أنه كان يرى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - يتربع في الصلاة إذا جلس، ففعلته وأنا يومئذ حديث السن، فنهاني عبد الله بن عمر وقال: إنما سنة الصلاة أن تنصب رجلك اليمنى وتثني اليسرى، فقلت: إنك تفعل ذلك، فقال: إن رجلي لا تحملاني» (¬1). 828 - حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن خالد عن سعيد (¬2) عن محمد بن عمر ..... عن محمد بن عمرو بن عطاء: أنه كان جالسًا مع نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكرنا صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو حميد الساعدي «أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصر (¬3) ظهره، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، ... ¬
146 - باب من لم ير التشهد الأول واجبا لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام من الركعتين ولم يرجع
146 - باب من لم ير التشهد الأول واجبًا لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام من الركعتين ولم يرجع 829 - وعن عبد الله بن بحينة وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم الظهر، فقام في الركعتين الأوليين لم يجلس، فقام الناس معه، حتى إذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه كبر وهو جالس، فسجد سجدتين قبل أن يسلم، ثم سلم» (¬1). 149 - باب الدعاء قبل السلام 832 - عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو في الصلاة: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات. اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم». فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: «إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف» (¬2). ¬
151 - باب من لم يمسح جبهته وأنفه حتى صلى
151 - باب من لم يمسح جبهته وأنفه حتى صلى قال أبو عبد الله: رأيت الحميدي يحتج بهذا الحديث أن لا يمسح الجبهة في الصلاة. 836 - عن أبي سلمة قال: «سألت أبا سعيد الخدري فقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد في الماء والطين، حتى رأيت أثر الطين في جبهته» (¬1). قال الحافظ: ... وذكر العقيلي وابن عبد البر أن حديث التسليمة الواحدة معلول، وبسط ابن عبد البر الكلام على ذلك (¬2). 153 - باب يسلم حين يسلم الإمام وكان ابن عمر - رضي الله عنهم - يستحب إذا سلم الإمام أن يسلم من خلفه. 838 - عن محمود بن الربيع عن عتبان قال: «صلينا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسلمنا حين سلم» (¬3). 155 - باب الذكر بعد الصلاة 842 - عن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال: «كنت أعرف انقضاء صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتكبير» (¬4). ¬
844 - عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة قال: أملى علي المغيرة بن شعبة - في كتاب إلى معاوية - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» (¬1). قال الحافظ: ... تسبحون عشرًا وتحمدون عشرًا وتكبرون عشرًا، ولم أقف في شيء من طرق حديث أبي هريرة على من تابع ورقاء (¬2) على ذلك لا عن سُمي ولا عن غيره، .. قال الحافظ: ... (له الملك وله الحمد) زاد الطبراني من طريق أخرى عن المغيرة (¬3) «يحي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير - إلى - قدير ... ¬
156 - باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم
قال الحافظ: ... (فائدة) اشتهر على الألسنة في الذكر المذكور زيادة «ولا راد لما قضيت» وهي في مسند عبد بن حميد من رواية معمر عن عبد الملك ابن عمير بهذا الإسناد، لكن حذف قوله «ولا معطي لما منعت» ووقع عند الطبراني تامًا من وجه آخر كما سنذكره في كتاب القدر إن شاء الله تعالى. ووقع عند أحمد والنسائي وابن خزيمة من طريق هشيم عن عبد الملك بالإسناد المذكور أنه كان يقول الذكر المذكور أولًا ثلاث مرات (¬1). 156 - باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم 845 - عن سمرة بن جندب قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه» (¬2). قال الحافظ: ... وروى ابن أبي شيبة بإسناد حسن (¬3) عن علي قال «من السنة أن لا يتطوع الإمام حتى يتحول من مكانه» ... ¬
160 - باب ما جاء في الثوم النيء والبصل والكراث
160 - باب ما جاء في الثوم النيء والبصل والكراث 856 - عن عبد الوارث عن عبد العزيز قال: «سأل رجل أنسًا: ما سمعت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في الثوم؟ فقال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا - أو - لا يصلين معنا» (¬1). 161 - باب وضوء الصبيان، ومتى يجب عليهم الغسل والطهور؟ وحضورهم الجماعة والعيدين والجنائز وصفوفهم. 859 - عن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال: «بت عند خالتي ميمونة ¬
ليلة، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان في بعض الليل قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ من شن معلق وضوءً خفيفًا - يخففه عمرو ويقلله جدًا - ثم قام يصلي، فقمت فتوضأت نحوًا مما توضأ، ثم جئت فقمت عن يساره، فحولني فجعلني من يمينه، ثم صلى ما شاء الله (¬1)، ثم اضطجع فنام حتى نفخ. فأتاه المنادي يؤذنه بالصلاة فقام معه إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ». قلنا لعمرو: إن ناسًا يقولون: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - تنام عينه ولا ينام قلبه. قال عمرو: سمعت عبيد بن عمير يقول: «إن رؤيا الأنبياء وحي» ثم قرأ: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}. 861 - عن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال: «أقبلت راكبًا على حمار أتانٍ، وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف، فنزلت وأرسلت الأتان ترتع، ودخلت في الصف، فلم ينكر ذلك على أحد» (¬2). 862 - عن عائشة قالت: «أعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العشاء حتى ناداه عمر: قد نام النساء والصبيان فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إنه ليس أحد من أهل الأرض يصلي هذه الصلاة غيركم. ولم يكن أحد يومئذ يصلي غير أهل المدينة» (¬3). ¬
162 - باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس
863 - عن عبد الرحمن بن عابس سمعت ابن عباس - رضي الله عنهم - قال له رجل: شهدت الخروج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، ولولا مكاني منه ما شهدته - يعني من صغره - أتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت، ثم خطب، ثم أتى النساء فوعظهن وأمرهن أن يتصدقن، فجعلت المرأة تهوي بيدها إلى حلقها تلقى في ثوب بلال، ثم أتى هو وبلال البيت» (¬1). 162 - باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس 864 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعتمة حتى ناداه عمر: نام النساء والصبيان، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ما ينتظرها أحد غيركم من أهل الأرض. ولا يصلى يومئذ إلا بالمدينة»، وكانوا يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول». 865 - عن ابن عمر - رضي الله عنهم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن (¬2)» (¬3). ¬
163 - باب انتظار الناس قيام الإمام العالم
163 - باب انتظار الناس قيام الإمام العالم 867 - عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت: «إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي الصبح فينصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس» (¬1). 868 - عن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه» (¬2). 869 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لو أدرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أحدث النساء لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل. قلت لعمرة: أو منعن؟ قالت: نعم» (¬3). ¬
164 - باب صلاة النساء خلف الرجال
164 - باب صلاة النساء خلف الرجال 871 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيت أم سليم، فقمت ويتيم خلفه وأم سليم خلفنا» (¬1). 166 - باب استئذان المرأة زوجها بالخروج إلى المسجد 873 - عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا استأذنت امرأة أحدكم فلا يمنعها» (¬2). ¬
11 - كتاب الجمعة
11 - كتاب الجمعة 1 - باب فضل الغسل يوم الجمعة 877 - عن ابن عمر - رضي الله عنهم - «أن عمر بن الخطاب بينما هو قائم في الخطبة يوم الجمعة إذ دخل رجل من المهاجرين الأولين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فناداه عمر: أية ساعة هذه؟ قال: إني شغلت فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت التأذين، فلم أزد أن توضأت. فقال: والوضوء أيضًا؟ وقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بالغسل» (¬1). 878 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم» (¬2). ¬
3 - باب الطيب للجمعة
3 - باب الطيب للجمعة 880 - عن أبي بكر بن المنكدر قال حدثني عمرو بن سليم الأنصاري قال: أشهد على أبي سعيد قال: «أشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وأن يستن (¬1)، وأن يمس طيبًا إن وجد». قال عمرو: أما الغسل فأشهد أنه واجب، وأما الاستنان والطيب فالله أعلم أواجب هو أم لا، ولكن هكذا في الحديث. قال أبو عبد الله: هو أخو محمد بن المنكدر، ولم يسم أبو بكر هذا. رواه عنه بكير بن الأشج وسعيد ابن أبي هلال وعدة. وكان محمد بن المنكدر بأبي بكر وأبي عبد الله. 4 - باب فضل الجمعة يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة. فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر» (¬2). ¬
6 - باب الدهن للجمعة
قال الحافظ: ... «يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة» وهذا وإن لم يرد في حديث التبكير فيستأنس به في المراد (¬1). 6 - باب الدهن للجمعة 885 - عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس «عن ابن عباس - رضي الله عنهم - أنه ذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغسل يوم الجمعة، فقلت لابن عباس: أيمس طيبًا أو دهنًا إن كان عند أهله؟ فقال: لا أعلمه» (¬2). 7 - باب يلبس أحسن ما يجد 886 - عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال: يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة». ثم جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها حلل، فأعطى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حلة: فقال عمر: يا رسول الله، كسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما قلت. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إني لم أكسكها لتلبسها». فكساها ¬
8 - باب السواك يوم الجمعة وقال أبو سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: يستن
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أخًا له بمكة مشركًا» (¬1). 8 - باب السواك يوم الجمعة وقال أبو سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: يستن 889 - عن أبي وائل عن حذيفة قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل يشوص فاه» (¬2). 9 - باب من تسوك بسواك غيره 890 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقصمته ثم مضغته، فأعطيته رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستن به وهو مستند إلى صدري» (¬3). ¬
18 - باب المشي إلى الجمعة وقول الله جل ذكره: {وسعى لها سعيها}.
18 - باب المشي إلى الجمعة وقول الله جل ذكره: {وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا}. ومن قال: السعي العمل والذهاب لقول الله تعالى: {وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا} وقال إبراهيم بن سعد عن الزهري: إذا أذن المؤذن يوم الجمعة وهو مسافر فعليه أن يشهد (¬1) 907 - عن يزيد بن أبي مريم قال: حدثنا عباية بن رفاعة قال: أدركني أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة فقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار». ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
40 - باب قول الله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}
908 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وحدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون عليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا». 40 - باب قول الله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} 938 - عن سهل قال: «كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء مزرعة لها سلقًا، فكانت إذا كان يوم جمعة تنزع أصول السلق فتجعله في قدر ثم تجعل عليه قبضة من شعير تطحنها فتكون أصول السلق عرقه. وكنا ننصرف من صلاة الجمعة فنسلم عليها، فتقرب ذلك الطعام إلينا فنلعقه، وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك». قال الحافظ: ... وفي هذا الحديث جواز السلام على النسوة الأجانب (¬1). ¬
12 - كتاب العيدين
12 - كتاب العيدين 1 - باب في العيد والتجمل فيه 948 - عن عبد الله بن عمر قال: أخذ عمر جبة من استبرق تباع في السوق فأخذها، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ابتع هذه، تجمل بها للعيد والوفود، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنما هذه لباس من لا خلاق له». فلبث عمر ما شاء الله أن يلبث، ثم أرسل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجبة ديباج، فأقبل بها عمر فأتى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنك قلت إنما هذه لباس من لا خلاق له، وأرسلت إلي بهذه الجبة. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تبيعها أو تصيب بها حاجتك» (¬1). 2 - باب الحراب والدرق يوم العيد 949 - عن عائشة قالت: «دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث (¬2)، فاضطجع على الفراش وحول وجهه. ودخل أبو ¬
3 - باب سنة العيدين لأهل الإسلام
بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -! فأقبل عليه رسول الله - عليها السلام - فقال: دعهما. فلما غفل غمزتهما فخرجتا». 3 - باب سنة العيدين لأهل الإسلام 951 - عن البراء قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب فقال: «إن أول ما نبدأ من يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر، فمن فعل فقد أصاب سنتنا» (¬1). 952 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين. فقال أبو بكر: أمزامير (¬2) الشيطان في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ وذلك ¬
4 - باب الأكل يوم الفطر قبل الخروج
في يوم عيد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا». قال الحافظ: ... وقد روى ابن عدي من حديث واثلة أنه «لقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلم يوم عيد فقال: تقبل الله منا ومنك، فقال: نعم تقبل الله منا ومنك» وفي إسناده محمد بن إبراهيم الشامي وهو ضعيف (¬1). 4 - باب الأكل يوم الفطر قبل الخروج 953 - عن أنس قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات «(¬2) وقال مرجأ بن رجاء حدثني عبيد الله قال حدثني أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «ويأكلهن وترًا». 5 - باب الأكل يوم النحر 954 - عن أنس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من ذبح قبل الصلاة فليعد». فقام ¬
6 - باب الخروج إلى المصلى بغير منبر
رجل فقال: هذا يوم يشتهي فيه اللحم، وذكر من جيرانه، فكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - صدقه، قال: وعندي جذعة أحب إلي من شاتي لحم. فرخص له النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا أدري أبلغت الرخصة (¬1) من سواه أم لا. 955 - عن البراء بن عازب قال: «خطبنا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأضحى بعد الصلاة فقال: من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك، ومن نسك قبل الصلاة فإنه قبل الصلاة ولا نسك له. فقال أبو بردة بن نيار خال البراء: يا رسول الله فإني نسكت شاتي قبل الصلاة وعرفت أن اليوم يوم أكل وشرب، وأحببت أن تكون شاتي أول ما يذبح في بيتي، فذبحت شاتي وتغديت قبل أن آتي الصلاة. قال: شاتك شاة لحم (¬2). قال: يا رسول الله فإن عندنا عناقًا لنا جذعة هي أحب إلي من شاتين أفتجزي عني؟ قال: نعم. ولن تجزي عن أحد بعدك». 6 - باب الخروج إلى المصلى بغير منبر 956 - عن أبي سعيد الخدري قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج يوم الفطر والضحى إلى المصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس - والناس جلوس على صفوفهم - فيعظهم، ويوصيهم، ويأمرهم. فإن كان يريد أن يقطع بعثًا قطعه أو يأمر بشيء أمر به، ثم ينصرف «قال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان - وهو أمير ¬
19 - باب موعظة الإمام النساء يوم العيد
المدينة - في أضحى أو فطر، فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت، فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي، فجبذت ثوبه، فجبذني، فارتفع فخطب قبل الصلاة (¬1)، فقلت له: غيرتم والله، فقال: أبا سعيد قد ذهب ما تعلم، فقلت ما أعلم والله خير مما لا أعلم. فقال: إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة، فجعلتها قبل الصلاة». قال الحافظ: ... قوله (وكان ابن عمر ... إلخ) وصله ابن المنذر والفاكهي في «أخبار مكة (¬2)، من طريق ... 19 - باب موعظة الإمام النساء يوم العيد 978 - عن جابر بن عبد الله قال سمعته يقول: «قام النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفطر فصلى، فبدأ بالصلاة ثم خطب. فلما فرغ نزل فأتى النساء فذكرهن (¬3) ¬
20 - باب إذا لم يكن لها جلباب في العيد
وهو يتوكأ على يد بلال، وبلال باسط ثوبه يلقي فيه النساء الصدقة. قلت لعطاء: زكاة يوم الفطر؟ قال: لا، ولكن صدقة يتصدقن حينئذ: تلقى فتخها ويلقين. قلت: أترى حقًا على الإمام ذلك ويذكرهن؟ قال: إنه لحق عليهم، وما لهم لا يفعلونه؟ 979 - عن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال: شهدت الفطر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - يصلونها قبل الخطبة، ثم يخطب بعد. خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - كأني أنظر إليه حين يجلس بيده. ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء معه بلال فقال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} الآية. ثم قال حين فرغ منها: آنتن على ذلك؟ قالت امرأة واحدة منهن - لم يجبه غيرها - نعم. لا يدري حسن من هي. قال فتصدقن (¬1)، فبسط بلال ثوبه ثم قال: هلم، لكُن فداء أبي وأمي. فيلقين الفتخ والخواتيم في ثوب بلال. قال عبد الرزاق: الفتخ (¬2): الخواتيم العظام كانت في الجاهلية. 20 - باب إذا لم يكن لها جلباب في العيد 980 - عن حفصة بنت سيرين قالت: كنا نمنع جوارينا أن يخرجن يوم ¬
23 - باب كلام الإمام والناس في خطبة العيد وإذا سئل الإمام عن شيء وهو يخطب.
العيد فجاءت امرأة فنزلت قصر بني خلف، فأتيتها، فحدثت أن زوج أختها غزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - اثنتي عشرة غزوة، فكانت أختها معه في ست غزوات، فقالت: فكنا نقوم على المرضى، ونداوي الكلمى. فقالت: يا رسول الله، على إحدانا باس - إذا لم يكن لها جلباب - أن لا تخرج؟ فقال: لتلبسها صاحبتها من جلبابها (¬1)، فليشهدن الخير ودعوة المؤمنين. قالت حفصة: فلما قدمت أم عطية أتيتها فسألتها: أسمعت في كذا وكذا؟ قالت: نعم، بأبي -وقلما ذكرت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا قالت: بأبي - قال: ليخرج العواتق ذوات الخدور - أو قال: العواتق وذوات الخدور، شك أيوب - والحيض، ويعتزل الحيض المصلى (¬2)، وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين. قالت: فقلت لها: الحيض؟ قالت، أليس الحائض تشهد عرفات وتشهد كذا وتشهد كذا؟ ». 23 - باب كلام الإمام والناس في خطبة العيد وإذا سئل الإمام عن شيء وهو يخطب. 983 - عن البراء بن عازب قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر بعد الصلاة فقال: من صلى صلاتنا، ونسك نسكنا، فقد أصاب النسك. ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم. فقام أبو بردة بن نيار فقال: يا رسول الله، والله لقد نسكت قبل أن أخرج إلى الصلاة (¬3)، وعرفت أن اليوم يوم ¬
24 - باب من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد
أكل وشرب، فتعجلت، وأكلت وأطعمت أهلي وجيراني. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تلك شاة لحم». قال فإن عندي عناق جذعة هي خير من شاتي لحم، فهل تجزي عني؟ قال: «نعم، ولن تجزي عن أحد بعدك». 24 - باب من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد (¬1) 986 - عن سعيد بن الحارث عن جابر قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان يوم عيد خالف الطريق». ¬
14 - كتاب الوتر
14 - كتاب الوتر 1 - باب ما جاء في الوتر 990 - عن ابن عمر أن رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة الليل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى» (¬1). 2 - باب ساعات الوتر قال أبو هريرة: أوصاني النبي - صلى الله عليه وسلم - بالوتر قبل النوم. 995 - عن أنس بن سيرين قال: «قلت لابن عمر: أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة أطيل فيهما القراءة؟ فقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة، ويصلي الركعتين قبل صلاة الغداة وكأن الأذان بأذنيه» (¬2) قال حماد: أي بسرعة. 4 - باب ليجعل آخر صلاته وترًا 998 - عن نافع عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا» (¬3). ¬
5 - باب الوتر على الدابة
5 - باب الوتر على الدابة 999 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن أبي بكر (¬1) بن عمر بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن سعيد بن يسار أنه قال: «كنت أسير مع عبد الله بن عمر بطريق مكة، فقال سعيد: فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت ثم لحقته، فقال عبد الله بن عمر: أين كنت؟ فقلت: خشيت الصبح فنزلت فأوترت فقال عبد الله: أليس لك في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة؟ فقلت: بلى والله. قال: فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر على البعير. 7 - باب القنوت قبل الركوع وبعده 1004 - عن أبي قلابة عن أنس قال: كان القنوت في المغرب والفجر» (¬2). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
15 - كتاب الاستسقاء
15 - كتاب الاستسقاء 2 - باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - «اجعلها عليهم سنين كسني يوسف» 1006 - عن أبي هريرة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول: اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج سلمة بن هشام (¬1)، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين. اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف. وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله». 1007 - عن أبي الضحى عن مسروق قال: كما عند عبد الله فقال: «إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رأى من الناس إدبارًا قال: اللهم سبع كسبع يوسف. فأخذتهم سنة حصلت كل شيء، حتى أكلوا الجلود والميتة والجيف، وينظر أحدهم إلى السماء فيرى الدخان من الجوع. فأتاه أبو سفيان: فقال: يا محمد، إنك تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم. قال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ - إلى قوله - إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} (¬2) فالبطشة يوم بدر، وقد مضت الدخان والبطشة واللزام وآية الروم». قال الحافظ: ... ولفظه «حول رداءه حين استقبل القبلة» ... «وإنه لما ¬
6 - باب الاستسقاء في المسجد الجامع
أراد أن يدعو استقبل القبلة وحول رداءه» (¬1). 6 - باب الاستسقاء في المسجد الجامع (¬2) 1013 - عن شديك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يذكر أن رجلًا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطب، فاستقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا فقال: يا رسول الله هلكت المواشي، وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا. قال فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه فقال: «اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا». قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئًا. وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار. قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت، ثم أمطرت - قال: والله ما رأينا الشمس سبتًا. ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطب - فاستقبله قائمًا: فقال يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها (¬3). قال فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه ثم قال: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب والأدوية ومنابت الشجر». قال: فانقطعت، وخرجنا نمشي في الشمس. قال شريك: فسألت أنسًا: أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري (¬4). ¬
11 - باب ما قيل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحول رداءه في الاستسقاء يوم الجمعة
11 - باب ما قيل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحول رداءه في الاستسقاء يوم الجمعة 1018 - عن أنس بن مالك «أن رجلًا شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هلاك المال وجهد العيال، فدعا الله يستسقي. ولم يذكر أنه حول رداءه، ولا استقبل القبلة» (¬1). 14 - باب الدعاء إذا كثر المطر «حوالينا ولا علينا» 1021 - عن أنس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم جمعة، فقام الناس فصاحوا فقالوا: يا رسول الله قحط المطر، واحمرت الشجر، وهلكت البهائم، فادع الله يسقينا. فقال: «اللهم اسقنا» (مرتين) (¬2). وأيم الله ما نرى في السماء قزعة من سحاب، فنشأت سحابة وأمطرت، ونزل عن المنبر فصلى. فلما انصرف لم تزل تمطر إلى الجمعة التي تليها. فلما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب صاحوا إليه: تهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله يحبسها عنا. فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: «اللهم حوالينا ولا علينا». فكشطت المدينة، فجعلت تمطر حولها، ولا ممطر بالمدينة قطرة، فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل». ¬
16 - باب الجهر بالقراءة في الاستسقاء
16 - باب الجهر بالقراءة في الاستسقاء 1024 - عن عباد بن تميم عن عمه قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يستسقي، فتوجه إلى القبلة يدعو، وحول رداءه، ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة (¬1). ¬
16 - كتاب الكسوف
16 - كتاب الكسوف 4 - باب خطبة الإمام في الكسوف 1046 - عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: خسفت الشمس في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فخرج إلى المسجد، فصف الناس وراءه، فكبر، فاقترأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قراءة طويلة، ثم كبر فركع ركوعًا طويلًا، ثم قال سمع الله لمن حمده فقام ولم يسجد وقرأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر وركع ركوعًا طويلًا وهو أدنى من الركوع الأول، ثم قال سمع الله لمن حمد ربنا ولك الحمد، ثم سجد، ثم قال في الركعة الآخرة مثل ذلك فاستكمل أربع ركعات في أربع سجدات، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف. ثم قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: «هما آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة». وكان يحدث كثير بن عباس أن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - كان يحدث يوم خسفت الشمس بمثل حديث عروة عن عائشة، فقلت لعروة: إن أخاك يوم خسفت بالمدينة لم يزد على ركعتين (¬1) مثل الصبح، قال: أجل، لأنه أخطأ السنة. ¬
5 - باب هل يقول كسفت الشمس أم خسفت؟ وقال الله تعالى {وخسف القمر}
5 - باب هل يقول كسفت الشمس أم خسفت؟ وقال الله تعالى {وَخَسَفَ الْقَمَرُ} 1047 - عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى يوم خسفت الشمس فقام فكبر فقرأ قراءة طويلة، ثم ركع ركوعًا، طويلًا، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده، وقام كما هو، ثم قرأ قراءة طويلة وهي أدنى من القراءة الأولى، ثم ركع ركوعًا طويلًا (¬1) وهي أدنى من الركعة الأولى، ثم سجد سجودًا طويلًا، ثم فعل في الركعة الآخرة مثل ذلك، ثم سلم - وقد تجلت الشمس - فخطب الناس فقال في كسوف الشمس والقمر: «إنهما آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فافزعوا إلى الصلاة». قال الحافظ: ... (باب هل يقول كسفت الشمس أو خسفت) (¬2). 6 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «يخوف الله عباده بالكسوف» قاله أبو موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - 1048 - عن أبي بكر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الشمس والقمر ¬
7 - باب التعوذ من عذاب القبر في الكسوف
آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد، ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده» (¬1). 7 - باب التعوذ من عذاب القبر في الكسوف 1050 - ثم ركب رسول الله (¬2) - صلى الله عليه وسلم - ذات غداة مركبًا فخسفت الشمس، فرجع ضحى، فمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين ظهراني الحجر، ثم قام يصلي، وقام الناس وراءه فقام قياما طويلًا، ثم ركع ركوعًا طويلًا، ثم رفع فقام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول، ثم قام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فسجد وانصرف فقال ما شاء الله أن يقول، ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر» (¬3). 8 - باب طول السجود في الكسوف 1051 - عن عبد الله بن عمر أنه قال: «لما كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نودي: إن الصلاة جامعة. فركع النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين في سجدة (¬4)، ثم قام فركع ركعتين في سجدة، ثم جلس، ثم جلي عن الشمس. قال: وقال عائشة - رضي الله عنها -: ما سجدت سجودًا قط كان طول منها». ¬
1052 - عن عبد الله بن عباس قال: انخسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام قيامًا طويلًا (¬1) نحوًا من قراءة سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلًا، ثم رفع فقام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم قام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فقام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم انصرف وقد تجلت الشمس، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله». قالوا يا رسول الله، رأيناك تناولت شيئًا في مقامك، ثم رأيناك كعكت (¬2). قال - صلى الله عليه وسلم -: «إني رأيت الجنة، فتناولت عنقودًا (¬3) ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا (¬4). ورأيت النار فلم أر منظرًا كاليوم قط أفظع. ورأيت أكثر أهلها النساء»، قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: «بكفرهن». قيل يكفرن بالله؟ قال: «يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، ¬
10 - باب صلاة النساء مع الرجال في الكسوف
لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط». 10 - باب صلاة النساء مع الرجال في الكسوف 1053 - عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - أنها قالت: «أتيت عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خسفت الشمس - فإذا الناس قيام يصلون، وإذا هي قائمة تصلي. فقلت: ما للناس؟ فأشارت بيدها إلى السماء وقالت: سبحان الله (¬1). فقلت: آية؟ فأشارت أي نعم. قالت: فقمت حتى تجلاني الغشي، فجعلت أصب فوق رأسي الماء. فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا، حتى الجنة والنار. ولقد أوحي إلى أنكم تفتنون في القبور مثل - أو قريبًا من (¬2) - فتنة الدجال (لا أدري أيتهما قالت أسماء)، يوتى أحدكم فيقال له: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن - أو الموقن - (لا أدري أي ذلك قالت أسماء) فيقول: محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
14 - باب الذكر في الكسوف، رواه ابن عباس - رضي الله عنهما -
جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا، فيقال له: نم صالحًا، فقد علمنا إن كنت لموقنًا. وأما المنافق - أو المرتاب - (لا أدري أيتهما قالت أسماء) فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته». 14 - باب الذكر في الكسوف، رواه ابن عباس - رضي الله عنهما - 1059 - عن أبي موسى قال: «خسفت الشمس، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فزعًا يخشى أن تكون الساعة (¬1)، فأتى المسجد فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله وقال: هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره». قال الحافظ: ... ويجاب عن هذا باحتمال أن تكون قصة الكسوف وقعت قبل إعلام النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه العلامات (¬2). ¬
16 - باب قول الإمام في خطبة الكسوف: أما بعد
16 - باب قول الإمام في خطبة الكسوف: أما بعد 1061 - عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت: «فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد تجلت الشمس، فخطب فحمد الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد» (¬1). 17 - باب الصلاة في كسوف القمر (¬2) 1062 - عن أبي بكر - رضي الله عنه - قال: «انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى ركعتين». 1063 - عن أبي بكرة قال: «خسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج يجر رداءه حتى انتهى إلى المسجد، وثاب الناس إليه فصلى بهم ركعتين، فانجلت الشمس فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا يخسفان لموت أحد، وإذا كان ذاك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم. وذاك أن ابنًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - مات يقال له إبراهيم، فقال الناس في ذاك» (¬3). قال الحافظ: ... ولفظه من طريق النضر بن شميل عن أشعث (¬4) بإسناده في هذا الحديث. ¬
19 - باب الجهر بالقراءة في الكسوف
قال الحافظ: ... وفي هذا رد على من أطلق كابر رشيد (¬1) أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يصل فيه. 19 - باب الجهر بالقراءة في الكسوف 1066 - عن عائشة - رضي الله عنها - «إن الشمس خسفت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبعث مناديًا بالصلاة جامعة، فتقدم فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات» وأخبرني (¬2) عبد الرحمن بن نمر سمع ابن شهاب مثله. قال الزهري: فقلت ما صنع أخوك ذلك، عبد الله بن الزبير ما صلى إلا ركعتين مثل الصبح إذ صلى بالمدينة. قال: أجل، إنه أخطأ السنة. تابعه سفان بن حسين وسليمان بن كثير عن الزهري في الجهر. قال الحافظ: ...... (أخبرنا ابن نمر) بفتح النون وكسر الميم (¬3). ¬
17 - كتاب سجود القرآن
17 - كتاب سجود القرآن 1 - باب سجدة ص 1069 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «ص ليس من عزائم السجود، وقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها» (¬1). 4 - باب سجدة النجم قال ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 1070 - عن الأسود عن عبد الله - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ سورة النجم فسجد بها، فما بقي أحد من القوم إلا سجد، فأخذ رجل من القوم كفًا من حصى أو تراب فرفعه إلى وجهه وقال: يكفيني هذا: فقد رأيته بعد قتل كافرًا» (¬2). ¬
5 - باب سجود المسلمين مع المشركين، والمشرك نجس ليس له وضوء وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يسجد على وضوء.
5 - باب سجود المسلمين مع المشركين، والمشرك نجس ليس له وضوء وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يسجد على وضوء (¬1). 1071 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون، والجن والإنس» (¬2). 6 - باب من قرأ السجدة ولم يسجد 1072 - عن عطاء بن يسار أنه أخبره «أنه سأل زيد بن ثابت - رضي الله عنه - فزعم أنه قرأ على النبي - صلى الله عليه وسلم - والنجم فلم يسجد فيها» (¬3). ¬
7 - باب سجدة {إذا السماء انشقت}
7 - باب سجدة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} 1074 - عن أبي سلمة قال: «رأيت أبا هريرة - رضي الله عنه - قرأ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فسجد بها، يا أبا هريرة، ألم أرك تسجد؟ قال: لو لم أر النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد لم أسجد» (¬1). 8 - باب من سجد لسجود القارئ (¬2) وقال ابن مسعود لتميم بن حذلم - وهو غلام - فقرأ عليه سجدة فقال: اسجد، فأنت إمامنا فيها. 1075 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ علينا السورة فيها السجدة ونسجد حتى ما يجد أحدنا موضع جبهته». قال الحافظ: .... (باب من سجد لسجود القارئ) قال ابن بطال: أجمعوا على أن القارئ إذا سجد لزم المستمع أن يسجد كذا أطلق (¬3). ¬
9 - باب ازدحام الناس إذا قرأ الإمام السجدة
9 - باب ازدحام الناس إذا قرأ الإمام السجدة 1076 - عن ابن عمر قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ السجدة ونحن عنده، فيسجد ونسجد معه، فنزدحم حتى ما يجد أحدنا لجبهته موضعًا يسجد عليه» (¬1). ¬
18 - كتاب تقصير الصلاة
18 - كتاب تقصير الصلاة 1 - باب ما جاء في التقصير، وكم يقيم حتى يقصر 1080 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعة عشر يقصر، فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا، وإن زدنا أتممنا» (¬1). 1081 - عن يحيى بن أبي إسحاق قال: سمعت أنسًا يقول: «خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى مكة، فكان يصلي ركعتين ركعتين، حتى رجعنا إلى المدينة. قلت: أقمتم بمكة شيئًا؟ قال: أقمنا بها عشرا» (¬2). 2 - باب الصلاة بمني 1083 - عن أبي إسحاق قال سمعت حارثة بن وهب قال: «صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - آمن ما كان بمنيً ركعتين» (¬3). 1084 - حدثنا إبراهيم قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد يقول: «صلى بنا عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بمنى أربع ركعات، فقيل ذلك لعبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، فاسترجع (¬4) ثم قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
3 - باب كم أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجته؟
بمنى ركعتين، وصليت مع أبي بكر - رضي الله عنه - بمنى ركعتين، وصليت مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بمنى ركعتين، فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقلبتان». 3 - باب كم أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجته؟ 1085 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لصبح رابعة يلبون بالحج، فأمرهم أن يجعلوها عمرة، إلا من معه الهدي» (¬1) تابعه عطاء عن جابر. 4 - باب في كم يقصر الصلاة؟ وسمى النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا وليلة سفرًا وكان ابن عمر وابن عباس - رضي الله عنهما - يقصران ويفطران في أربعة برد، وهي ستة عشر فرسخًا (¬2). 1086 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم». قال الحافظ: .... وهو إجماع في غير الحج والعمرة والخروج من دار الشرك (¬3). ¬
5 - باب يقصر إذا خرج من موضعه
5 - باب يقصر إذا خرج من موضعه وخرج علي - رضي الله عنه - فقصر وهو يرى البيوت، فلما رجع قيل له: هذه الكوفة، قال: لا، حتى ندخلها. 1089 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «صليت الظهر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة أربعًا وبذي الحليفة ركعتين» (¬1). 6 - باب يصلي المغرب ثلاثًا في السفر 1091 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أعجله السير في السفر يؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء» (¬2). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
7 - باب صلاة التطوع على الدواب، وحيثما توجهت به
7 - باب صلاة التطوع على الدواب، وحيثما توجهت به 1093 - عن عبد الله بن عامر عن أبيه قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي على راحلته حيث توجهت به» (¬1). 8 - باب الإيماء على الدابة 1096 - عن عبد الله بن دينار قال: «كان عبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - يصلي في السفر على راحلته أينما توجهت يومئ (¬2). وذكر عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعله». 11 - باب من لم يتطوع في السفر دبر الصلاة وقبلها 1101 - عن عمر بن محمد أن حفص بن عاصم قال «سافر ابن عمر - رضي الله عنهم - فقال: صحبت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم أره يسبح (¬3) في السفر، وقال الله جل ذكره {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. ¬
12 - باب من تطوع في السفر في غير دبر الصلوات وقبلها
12 - باب من تطوع في السفر في غير دبر الصلوات وقبلها وركع النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتي الفجر في السفر. 1103 - عن عمرو بن أبي ليلى قال: «ما أنبأ أحد أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الضحى غير أم هانئ: ذكرت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة اغتسل في بيتها (¬1) فصلى ثمان (¬2) ركعات، فما رأيته صلى صلاة أخف منها، غير أنه يتم الركوع والسجود». 16 - باب إذا ارتحل بعدما زاغت الشمس صلى الظهر ثم ركب 1112 - عن أنس بن مالك قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل فجمع بينهما، فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب» (¬3). ¬
17 - باب صلاة القاعد
17 - باب صلاة القاعد 1113 - عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: «صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته وهو شاك، فصلى جالسًا وصلى وراءه قوم قيامًا، فأشار إليهم أن أجلسوا. فلما انصرف قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا» (¬1). قال الحافظ: ... لكن الخلاف ثابتًا فقد نقله الترمذي بإسناده إلى الحسن البصري قال إن شاء الرجل صلى صلاة التطوع قائمًا وجالسًا ومضطجعًا وقال به جماعة من أهل العلم، وأحد الوجهين للشافعية وصححه المتأخرون (¬2). 18 - باب صلاة القاعد بالإيماء 1116 - عن عبد الله بن بريدة أن عمران بن حصين وكان رجلًا مبسورًا. وقال أبو معمر مرة: عن عمران قال: «سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة الرجل وهو قاعد فقال: من صلى قائمًا فهو أفضل، ومن صلى قاعدًا فله نصف ¬
أجر القائم، ومن صلى نائمًا فله نصف أجر القاعد» قال أبو عبد الله: نائمًا عندي (¬1) مضطجعًا ها هنا. ¬
19 - باب إذا لم يطق قاعدا صلى على جنب
19 - باب إذا لم يطق قاعدًا صلى على جنب وقال عطاء: إن لم يقدر أن يتحول إلى القبلة صلى حيث كان وجهه. 1117 - عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة فقال: «صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب» (¬1). 20 - باب إذا صلى قاعدًا ثم صح، أو وجد خفة، تمم (¬2) ما بقي 1119 - عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي جالسًا فيقرأ وهو جالس، فإذا بقي من قراءته نحو من ثلاثين أو أربعين آية قام فقرأها وهو قائم، ثم يركع، ثم سجد، يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك، فإذا قضى صلاته نظر فإن كنت يقظى تحدث معي، وإن كنت نائمة اضطجع» (¬3). ¬
تمت قراءته في يوم الاثنين 30/ 5/ 1411 هـ-وقد بدأنا قراءته في 20/ 5/ 1410 هـ فاستغرقنا بقراءته سنة كاملة وعشرة أيام والله المستعان
19 - كتاب التهجد
19 - كتاب التهجد 1 - باب التهجد بالليل وقوله - عز وجل -: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}. 1120 - عن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل (¬1) يتهجد قال: «اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ... ». 2 - باب فضل قيام الليل 1121 - عن الزهري عن سالم عن أبيه - رضي الله عنه - قال: «كان الرجل في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى رؤياه قصها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتمنيت أن أرى رؤيا (¬2) فأقصها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكنت غلامًا شابًا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار. قال فلقينا ملك آخر فقال لي: لم ترع» (¬3). 3 - باب طول السجود في قيام الليل 1123 - عن الزهري قال أخبرني عروة أن عائشة - رضي الله عنها - أخبرته أن ¬
4 - باب ترك القيام للمريض
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي إحدى عشرة ركعة، كانت تلك صلاته، يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر. ثم يضجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة (¬1). 4 - باب ترك القيام للمريض 1125 - عن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «احتبس جبريل - عليها السلام - على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت امرأة من قريش: أبطأ عليه شيطانه، فنزلت {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} «(¬2). 5 - باب تحريض النبي - صلى الله عليه وسلم - على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب وطرق النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة وعليًا - رضي الله عنهم - ليلة للصلاة. 1126 - عن أم سلمة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استيقظ ليلة فقال: «سبحان الله، ماذا أنزل الليل من الفتنة، ماذا أنزل من الخزائن (¬3)، من يوقظ صواحب الحجرات؟ يا رُب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة». ¬
1127 - عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرقه وفاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة فقال: ألا تصليان؟ فقلت: يا رسول الله أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا يبعثنا. فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئًا، ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} (¬1). 1128 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم، وما سبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبحة الضحى قط، وإني لأسبحها» (¬2). 1129 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا ¬
6 - باب قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - الليل
من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أصبح قال: «قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم»، وذلك في رمضان (¬1). قال الحافظ: ... «ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - علي وعلى فاطمة من الليل فأيقظنا للصلاة، ثم رجع إلى بيته فصلى هويًا من الليل فلم يسمع لنا حسًا، فرجع إلينا فأيقظنا» (¬2). 6 - باب قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - الليل (¬3) 1130 - عن المغيرة - رضي الله عنه -: «إن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ليقوم- أو ليصلي- حتى ترم قدمان- أو ساقاه- فيقال له: أفلا أكون عبدًا شكورًا؟ ». ¬
7 - باب من نام عند السحر
7 - باب من نام عند السحر 1131 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهم - أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: «أحب الصلاة إلى الله صلاة داود - عليها السلام -، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، ويصوم يومًا ويفطر يومًا» (¬1). 1132 - عن عبدان قال: أخبرني أبي عن شعبة عن أشعت قال: سمعت أبي قال: سمعت مسروقًا قال: «سألت عائشة - رضي الله عنها -: أي العمل كان أحب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: الدائم (¬2). قلت: متى كان يقوم؟ قالت: يقوم إذا سمع الصارخ» (¬3). قال الحافظ: ... وجرت العادة بأن الديك يصيح عند نصف الليل غالبًا قاله محمد بن ناصر (¬4). ¬
8 - باب من تسحر فلم ينم حتى صلى الصبح
قال الحافظ: ... ويحتاج في إخراج الليالي القصار إلى دليل (¬1). 8 - باب من تسحر فلم ينم حتى صلى الصبح 1134 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وزيد بن ثابت - رضي الله عنه - تسحرا. فلما فرغا من سحورهما قام نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة فصلى. قلنا لأنس: كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: كقدر ما يقرأ الرجل خمسين آية» (¬2). ¬
9 - باب طول القيام في صلاة الليل
9 - باب طول القيام في صلاة الليل 1136 - عن حذيفة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - «كان إذا قام للتهجد من الليل يشوص فاه بالسواك». قال الحافظ: قال ابن المنير: يحتمل أن يكون أشار إلى أن استعمال السواك يدل على ما يناسبه من إكمال الهيئة والتأهب، وهو دليل طول القيام، إذ التخفيف لا يتهيأ له هذا التهيؤ الكامل (¬1). 10 - باب كيف صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكم كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل؟ 1138 - عن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال: «كانت صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عشرة ركعة (¬2). يعني بالليل». 1139 - حدثنا إسحاق حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي حصين (¬3) عن يحيى بن وثاب عن مسروق قال: «سألت عائشة - رضي الله عنها - عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل. فقالت: سبع وتسع وإحدى عشرة، سوى ركعتي الفجر». ¬
11 - باب قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - من نومه، وما نسخ من قيام الليل
11 - باب قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - من نومه، وما نسخ من قيام الليل 1141 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفطر من الشهر حتى نظن أنه لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئًا، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليًا إلا رأيته، ولا نائمًا إلا رأيته» (¬1). قال الحافظ: ... وذهب الجمهور إلا أنه ليس في القرآن شيء بغير العربية. وقالوا: ما ورد من ذلك فهو من توافق اللغتين (¬2)، وعلى هذا فناشئة الليل مصدر بوزن فاعلة من نشأ إذا قام (¬3). 12 - باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل بالليل 1142 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان». ¬
1143 - عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرؤيا قال: «أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة» (¬1). قال الحافظ: ... وفي حديث أبي سعيد: «ما أحد ينام إلا ضرب على سماخه بجرير معقود» (¬2). قال الحافظ: ... قال ابن عبد البر: زعم قوم أن هذا الحديث يعارض قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يقولن أحدكم خبثت نفسي»، وليس كذلك لأن النهي إنما ورد عن إضافة المرء ذلك إلى نفسه كراهة لتلك الكلمة، وهذا الحديث وقع ذمًا لفعله (¬3). ¬
13 - باب إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه
13 - باب إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه 1144 - عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «ذكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقيل: ما زال نائمًا حتى أصبح، ما قام إلى الصلاة (¬1)، فقال: بال الشيطان في أذنه». قال الحافظ: ... ويؤيده رواية سفيان هذا عندنا «نام عن الفريضة» أخرجه ابن حبان في صحيحه (¬2). قال الحافظ: ... واختلف في بول الشيطان، فقيل هو على حقيقته (¬3). 14 - باب الدعاء والصلاة من آخر الليل 1145 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فاستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» (¬4). ¬
15 - باب من نام أول الليل وأحيى آخره
15 - باب من نام أول الليل وأحيى آخره وقال سلمان لأبي الدرداء - رضي الله عنهما -: نم. فلما كان آخر الليل قال: قم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «صدق سلمان» (¬1). 1146 - عن أبي إسحاق عن الأسود قال: «سألت عائشة - رضي الله عنها -: كيف صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل؟ قالت: كان ينام أوله، ويقوم آخره فيصلي، ثم يرجع إلى فراشه، فإذا آذن المؤذن وثب، فإن كانت به حاجة اغتسل، وإلا توضأ وخرج» (¬2). 16 - باب قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل في رمضان وغيره 1147 - عن أبي سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره أنه سأل عائشة - رضي الله عنها -: كيف كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان؟ فقالت: ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ¬
ركعة (¬1): يصلي أربعًا (¬2)، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا. قالت عائشة: فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال: «يا عائشة إن عيني تنامان ولا بنام قلبي». 1148 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في شيء من صلاة الليل جالسًا، حتى إذا كبر قرأ جالسًا، فإذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأهن، ثم ركع». ¬
1149 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال عند صلاة الفجر: «يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة». قال: ما عملت عملًا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورًا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي» (¬1). قال أبو عبد الله: دف نعليك، يعني تحريك. قال الحافظ: ... والذي يظهر أن المراد بالأعمال التي سأله عن إرجائها الأعمال المتطوع بها، وإلا فالمفروضة أفضل قطعًا. ويستفاد منه جواز الاجتهاد في توقيت العبادة (¬2). ¬
18 - باب ما يكره من التشديد في العبادة
18 - باب ما يكره من التشديد في العبادة 1150 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال: «ما هذا الحبل؟ » قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا، حلوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد» (¬1). 1151 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كانت عندي امرأة من بني أسد، فدخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «من هذه؟ » قلت: فلانة، لا تنام الليل- تذكر من صلاتها- فقال: «مه، عليكم ما تطيقون من الأعمال، فإن الله لا يمل حتى تملوا» (¬2). 19 - باب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه 1152 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عبد الله، لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل» (¬3). ¬
21 - باب فضل من تعار من الليل فصلى
20 - باب 1153 - عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟ » قلت إني أفعل ذلك. قال: «فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عينك ونفهت نفسك، وإن لنفسك حقًا ولأهلك حقًا، فصم وأفطر، وقم ونم» (¬1). 21 - باب فضل من تعار من الليل فصلى 1154 - عن عبادة بن الصامت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد (¬2)، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: اللهم اغفر لي - أو دعا- استجيب، فإن توضأ قبلت صلاته». 1155 - عن الهيثم بن أبي سنان أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه - يقصص في قصصه- وهو يذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن (¬3) أخا لكم لا يقول الرفث»، يعني بذلك عبد الله بن رواحة. 1157 - فقصت حفصة على النبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى رؤياي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل». فكان عبد الله - رضي الله عنه - ¬
22 - باب المداومة على ركعتي الفجر
يصلي من الليل (¬1). قال الحافظ: ... وهو الحافظ الذي يقال له دحيم (¬2). قال الحافظ: ... والظاهر أنه من تصرف الرواة لأن الواو لا تستلزم الترتيب (¬3). قال الحافظ: ... فينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم العمل به ويخلص نيته لربه - سبحانه وتعالى - (¬4). 22 - باب المداومة على ركعتي الفجر 1159 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - العشاء، ثم صلى ثمان ركعات، وركعتين جالسًا (¬5)، وركعتين بين النداءين، ولم يكن يدعهما أبدًا». 23 - باب الضجعة على الشق الأيمن بعد ركعتي الفجر 1160 - عن عروة بن الزبير عن عائشة - رضي الله عنها - قال: «كان النبي ¬
24 - باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع
- صلى الله عليه وسلم - إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن» (¬1) 24 - باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع 1161 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى سنة الفجر فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة». (¬2) 26 - باب الحديث بعد ركعتي الفجر 1168 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي ركعتين، فإن كنت مستيقظة حدثني، وإلا اضطجع» (¬3) ¬
27 - باب تعاهد ركعتي الفجر، ومن سماهما تطوعا
27 - باب تعاهد ركعتي الفجر، ومن سماهما تطوعًا 1169 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - علي شيء من النوافل أشد منه تعاهدًا على ركعتي الفجر» (¬1) 28 - باب ما يقرأ في ركعتي الفجر 1171 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح حتى إني لأقول: هل قرأ بأم الكتاب» (¬2). 25 - باب ما جاء في التطوع مثني مثني 1162 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: «إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري- أو قال: عاجل أمر وآجلة- فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري- أو قال: في عاجل أمري ¬
29 - باب التطوع بعد المكتوبة
وآجلة- فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به قال: ويسمي حاجته» (¬1). 1165 - عن عبد الله بن عمر رضي عنهما قال: «صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين بعد الجمعة وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء» (¬2). 1166 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب: «إذا جاء أحدكم والإمام يخطب- أو قد خرج- فليصل ركعتين» (¬3). 29 - باب التطوع بعد المكتوبة 1172 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - سجدتين قبل الظهر وسجدتين بعد الظهر وسجدتين بعد المغرب وسجدتين بعد العشاء وسجدتين بعد الجمعة. فأما المغرب والعشاء ففي بيته» (¬4). قال ابن أبي ¬
30 - باب من لم يتطوع بعد المكتوبة
الزناد عن موسى بن عقبة عن نافع «بعد العشاء في أهله». تابعه كثير بن فرقد وأيوب عن نافع. 1173 - وحدثتني أختي حفصة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي سجدتين خفيفتين بعد ما يطلع الفجر، وكانت ساعة لا أدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها» تابعه كثير بن فرقد وأيوب عن نافع. وقال ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن نافع «بعد العشاء في أهله» (¬1). 30 - باب من لم يتطوع بعد المكتوبة 1174 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانيًا جميعًا وسبعًا جميعًا» قلت: يا أبا الشعثاء، أظنه أخر الظهر وعجل العصر، وعجل العشاء وأخر المغرب. قال: وأنا أظنه. (¬2). 31 - باب صلاة الضحى في السفر 1175 - عن توبة عن مورق قال: «قلت لابن عمر - رضي الله عنهما -: أتصلي الضحى؟ قال: لا. قلت: فعمر؟ قال: لا. قلت: فأبو بكر؟ قال: لا. قلت: فالنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا أخاله» (¬3). ¬
32 - باب من لم يصل الضحى ورآه واسعا
32 - باب من لم يصل الضحى ورآه واسعًا 1177 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبح سبحه الضحى، وإني لأسبحها» (¬1). 33 - باب صلاة الضحى في الحضر 1178 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام (¬2) من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر». 34 - باب الركعتين قبل الظهر 1180 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «حفظت من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر ركعات: ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل صلاة الصبح وكانت ساعة لا يدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها». ¬
35 - باب الصلاة قبل المغرب
1182 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدع أربعًا قبل الظهر (¬1)، وركعتين قبل الغداة. 35 - باب الصلاة قبل المغرب 1183 - عن عبد الله المزني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «صلوا قبل صلاة المغرب- قال في الثالثة-: لمن شاء كراهية أن يتخذها الناس سنة (¬2)» (¬3). ¬
36 - باب صلاة النوافل جماعة
36 - باب صلاة النوافل جماعة 1185 - عن عتبان بن مالك الأنصاري - رضي الله عنه - وكان ممن شهد بدرًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: كنت أصلي لقومي ببني سالم، وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جادت الأمطار، فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم. فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت له: إني أنكرت بصري، وأن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار، فيشق علي اجتيازه فوددت أنك تأتي فتصلي من بيتي مكانًا أتخذه مصلى (¬1). فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سأفعل» ..... فقال رجل منهم: ما فعل مالك؟ لا أراه. فقال رجل منهم: ذاك منافق لا يحب الله ورسوله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقل ذاك، ألا تراه قال لا إله إلا الله يبتغي (¬2) بذلك وجه الله؟ » ... فإذا عتبان شيخ أعمى يصلي لقومه، فلما سلم من الصلاة سلمت عليه وأخبرته من أنا، ثم سألته عن ذلك الحديث، فحدثنه كما حدثنه أول مرة» (¬3) ¬
37 - باب التطوع في البيت
37 - باب التطوع في البيت 1187 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبورًا» (¬1). ¬
20 - كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
20 - كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة 1 - باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة 1189 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومسجد الأقصى» (¬1). 1190 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام» (¬2). قال الحافظ: ... والحاصل أنهم ألزموا ابن تيمية بتحريم شد الرحل إلى زيارة قبر سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنكرنا صورة ذلك (¬3). 2 - باب مسجد قباء 1191 - عن نافع أن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان لا يصلي من الضحى ¬
5 - باب فضل ما بين القبر والمنبر
إلا في يومين: يوم يقدم (¬1) مكة فإنه كان يقدمها ضحى فيطوف بالبيت ثم يصلي ركعتين خلف المقام، ويوم يأتي مسجد قباء فإنه يأتيه كل سبت، فإذا دخل المسجد كره أن يخرج منه حتى يصلي فيه. قال: وكان يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يزوره (¬2) راكبًا وماشيًا». 5 - باب فضل ما بين القبر والمنبر 1195 - عن عبد الله بن زيد المازني - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة». 1196 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما بين بيتي ومنبري (¬3) روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي». ¬
6 - باب مسجد بيت المقدس
6 - باب مسجد بيت المقدس 1197 - عن عبد الملك سمعت مولى قزعة مولى زياد قال: «سمعت أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - يحدث بأربع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعجبتني وآنقتني قال: لا تسافر المرأة يومين (¬1) إلا ومعها زوجها أو ذو محرم. ولا صوم في يومين: الفطر والأضحى (¬2). ولا صلاة بعد صلاتين: بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب. ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد الأقصى، ومسجدي». ¬
21 - كتاب العمل في الصلاة
21 - كتاب العمل في الصلاة 1 - باب استعانة اليد في الصلاة إذا كان من أمر الصلاة وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: يستعين الرجل في صلاته من جسده بما شاء ووضع أبو إسحاق قلنسوته في الصلاة ورفعها ووضع علي - رضي الله عنه - كفه على رصغه الأيسر (¬1) إلا أن يحك جلدًا أو يصلح ثوبًا. 1198 - عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين - رضي الله عنه - وهي خالته - قال فاضطجعت على عرض الوسادة واضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهله في طولها، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، ثم استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس فمسح النوم عن وجهه بيده (¬2)، ثم قرأ العشر الآيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي، قال عبد الله ابن عباس - رضي الله عنهما -: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها بيده فصلى ركعتين، ثم ركعتين ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح». ¬
2 - باب ما ينهى من الكلام في الصلاة
2 - باب ما ينهى من الكلام في الصلاة 1200 - عن أبي عمرو الشيباني قال: قال لي زيد بن أرقم: «إن كنا لنتكلم (¬1) في الصلاة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، يكلم أحدنا صاحبه بحاجته، حتى نزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ} الآية، فأمرنا بالسكوت». 3 - باب ما يجوز من التسبيح والحمد في الصلاة للرجال 1201 - عن سهل - رضي الله عنه - قال: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلح بين بني عمرو بن عوف، وحانت الصلاة، فجاء بلال أبا بكر - رضي الله عنهما - فقال: حبس النبي - صلى الله عليه وسلم -، فتؤم الناس؟ قال: نعم، إن شئتم. فأقام بلال الصلاة، فتقدم أبو بكر - رضي الله عنه - فصلى، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يمشي في الصفوف يشقها شقًا حتى قام في الصف الأول، فأخذ الناس بالتصفيح قال سهل: هل تدرون ما التصفيح؟ هو التصفيق. وكان أبو بكر - رضي الله عنه - لا يلتفت في صلاته، فلما أكثروا التفت، فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصف، فأشار إليه مكانك. فرفع أبو بكر يديه فحمد الله، ثم رجع القهقري وراءه، وتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى» (¬2). ¬
5 - باب التصفيق للنساء
5 - باب التصفيق للنساء (¬1) 1203 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «التسبيح للرجال والتصفيق للنساء». 6 - باب من رجع القهقري في صلاته (¬2) أو تقدم بأمر ينزل به 1205 - قال الزهري أخبرني أنس بن مالك أن المسلمين بينا هم في الفجر يوم الاثنين وأبو بكر - رضي الله عنه - يصلي بهم، ففجأهم النبي - صلى الله عليه وسلم - قد كشف ستر حجرة عائشة - رضي الله عنها -، فنظر إليهم وهم صفوف، فتبسم يضحك. فنكص أبو بكر - رضي الله عنه - على عقيبه وظن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يخرج إلى الصلاة، وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحًا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حين رأوه. فأشار بيده أن أتموا ثم دخل الحجرة وأرخى الستر. وتوفي ذلك اليوم». 7 - باب إذا دعت الأم (¬3) ولدها في الصلاة 1206 - قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نادت امرأة ابنها وهو في صومعته قالت: يا جريج، قال: اللهم أمي وصلاتي. قالت: ¬
8 - باب مسح الحصى في الصلاة
يا جريج، قال: اللهم أمي وصلاتي. قالت: يا جريج، قال: اللهم أمي وصلاتي. قالت: اللهم لا يموت جريج حتى ينظر في وجه المياميس. وكانت تأوي إلى صومعته راعية ترعى الغنم، فولدت، فقيل لها: ممن هذا الولد؟ قالت: من جريج نزل من صومعته. قال جريج: أين هذه التي تزعم أن ولدها لي؟ قال: يا بابوس، من أبوك؟ قال: راعي الغنم». 8 - باب مسح الحصى في الصلاة 1207 - عن أبي سلمة قال: حدثني معيقيب «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد قال: إن كنت فاعلًا فواحدة» (¬1). 9 - باب بسط الثوب في الصلاة للسجود 1208 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنا نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه» (¬2). ¬
10 - باب ما يجوز من العمل في الصلاة
10 - باب ما يجوز من العمل في الصلاة 1209 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كنت أمد رجلي في قبلة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فإذا سجد غمزني، فرفعتها، فإذا قام مددتها» (¬1). 11 - باب إذا انفلتت الدابة في الصلاة وقال قتادة: إن أخذ ثوبه يتبع السارق ويدع الصلاة (¬2) 1211 - حدثنا الأزرق بن قيس قال: «كنا بالأهواز نقاتل الحرورية، فبينا أنا على جرف نهر إذا رجل يصلي، وإذا لجام دابته بيده، فجعلت الدابة تنازعه، وجعل يتبعها - قال شعبة: هو أبو برزة الأسلمي - فجعل رجل من الخوارج يقول: اللهم افعل بهذا الشيخ. فلما انصرف الشيخ قال: إني سمعت قولكم، وإني غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست غزوات أو سبع غزوات وثمانيًا، وشهدت تيسيره، وإني إن كنت أن أرجع مع دابتي أحب إلي من أن أدعها ترجع إلى مألفها فيشق علي». 1212 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «خسفت الشمس، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأ سورة طويلة، ثم ركع فأطال، ثم رفع رأسه، ثم استفتح بسورة أخرى، ثم ركع حتى قضاها وسجد، ثم فعل ذلك في الثانية ثم قال: إنهما آيتان من آيات الله، فإذ رأيتم ذلك فصلوا حتى يفرج عنكم. لقد رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدته، حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفًا (¬3) من ¬
12 - باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلاة
الجنة حين رأيتموني جعلت أتقدم، ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضًا حين رأيتموني تأخرت، ورأيت فيها عمرو بن لحي وهو الذي سيب السوائب». 12 - باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلاة ويذكر عن عبد الله بن عمرو، نفخ النبي - صلى الله عليه وسلم - في سجوده في كسوف. 1214 - عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا كان في الصلاة فإنه يناجي ربه، فلا يبزقن بين يديه ولا عن يمينه، ولكن عن شماله تحت قدمه اليسرى» (¬1). 13 - باب من صفق جاهلًا من الرجال في صلاته لم تفسد صلاته (¬2) فيه سهل بن سعد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬3) ¬
15 - باب لا يرد السلام في الصلاة
15 - باب لا يرد السلام في الصلاة 1216 - عن علقمة عن عبد الله قال: «كنت أسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة فيرد علي، فلما رجعنا سلمت عليه فلم يرد علي وقال: إن في الصلاة شغلًا» (¬1). 1217 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حاجة له، فانطلقت، ثم رجعت وقد قضيتها، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه فلم يرد علي، فوقع في قلبي ما الله أعلم به، فقلت في نفسي: لعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجد علي أني أبطأت عليه ثم سلمت عليه فلم يرد علي، فوقع في قلبي أشد من المرة الأولى. ثم سلمت عليه فرد علي (¬2). فقال: إنما منعني أن أرد عليك أني كنت أصلي. وكان على راحلته متوجهًا إلى غير القبلة». 16 - باب رفع الأيدي في الصلاة لأمر ينزل به 1218 - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن بني عمرو بن عوف بقباء كان بينهم شيء، فخرج يصلح بينهم في أناس من أصحابه (¬3)، فحبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحانت الصلاة، فجاء بلال إلى أبي ¬
17 - باب الخصر في الصلاة
بكر - رضي الله عنهما - فقال: يا أبا بكر، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد حبس وقد حانت الصلاة، فهل لك أن تؤم الناس؟ قال: نعم إن شئت. فأقام بلال الصلاة وتقدم أبو بكر - رضي الله عنه - فكبر للناس، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي في الصفوف يشقها شقًا حتى قام في الصف ... الحديث. 17 - باب الخصر في الصلاة 1219 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «نهي أن يصلى الرجل مختصرا» (¬1). قال الحافظ: ... «لا تشبهوا باليهود» (¬2). ¬
18 - باب يفكر الرجل الشيء في الصلاة
18 - باب يفكر الرجل الشيء في الصلاة وقال عمر - رضي الله عنه -: إني لأجهز (¬1) جيشي وأنا في الصلاة. 1221 - عن عقبة بن الحارث - رضي الله عنه - قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر، فلما سلم قام سريعًا دخل على بعض نسائه، ثم خرج ورأى ما في وجوه القوم من تعجبهم لسرعته، فقال: ذكرت - وأنا في الصلاة - تبرًا عندنا فكرهت أن يمسي - أو يبيت - عندنا، فأمرت بقسمته». 1222 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أذن بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا سكت المؤذن أقبل، فإذا ثوب أدبر، فإذا سكت أقبل، فلا يزال بالمرء يقول له أذكر ما لم يكن يذكر حتى لا يدري كم صلى». قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: إذا فعل أحدكم ذلك (¬2) فليسجد سجدتين وهو قاعد، وسمعه أبو سلمة من أبي هريرة - رضي الله عنه -. ¬
22 - كتاب السهو
22 - كتاب السهو 2 - باب إذا صلى خمسًا 1226 - عن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر خمسًا، فقيل له: أزيد في الصلاة؟ فقال: «وما ذاك؟ » قال: صليت خمسًا، فسجد سجدتين بعدما سلم» (¬1). 3 - باب إذا سلم في ركعتين أو في ثلاث فسجد سجدتين مثل سجود الصلاة أو أطول 1227 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر - أو العصر - فسلم، فقال له ذو اليدين: الصلاة يا رسول الله أنقصت؟ ¬
4 - باب من لم يتشهد في سجدتي السهو
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: «أحق (¬1) ما يقول؟ » قالوا: نعم. فصلى ركعتين أخريين، ثم سجد سجدتين». قال سعد: ورأيت عروة بن الزبير صلى من المغرب ركعتين، فسلم وتكلم، ثم صلى ما بقي وسجد سجدتين وقال: هكذا فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -». 4 - باب من لم يتشهد في سجدتي السهو وسلم أنس والحسن ولم يتشهدوا. وقال قتادة: لا يتشهد. 1228 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف من اثنتين، فقال له ذو اليدين أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أصدق ذو اليدين؟ » فقال الناس: نعم. فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى اثنتين أخريين، ثم سلم، ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع» (¬2). 5 - باب من يكبر في سجدتي السهو 1229 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «صلى النبي إحدى صلاتي العشي - قال محمد: وأكثر ظني أنها العصر - ركعتين، ثم سلم، ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يده عليها، وفيهم أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - فهابا أن يكلماه، وخرج سرعان (¬3) الناس، فقالوا: أقصرت الصلاة؟ ¬
6 - باب إذا لم يدر كم صلى -ثلاثا أو أربعا- سجد سجدتين وهو جالس.
ورجل يدعوه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذا اليدين فقال: أنسيت أم قصرت؟ فقال: لم أنس ولم تقصر. قال: بلى قد نسيت. فصلى ركعتين ثم سلم، ثم كبر فسجد مثل سجود أو أطول، ثم رفع رأسه فكبر، ثم وضع رأسه فكبر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبر». 6 - باب إذا لم يدر كم صلى -ثلاثًا أو أربعًا- سجد سجدتين وهو جالس. 1231 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع الأذان، فإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا وكذا - ما لم يكن يذكر - حتى يظل الرجل إن يدري (¬1) كم صلى. فإذا لم يدر أحدكم كم صلى - ثلاثًا أو أربعًا - فليسجد سجدتين (¬2) وهو جالس». 8 - باب إذا كُلم وهو يصلي فأشار بيده واستمع 1223 - عن بكير عن كريب أن ابن عباس والمسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن أزهر - رضي الله عنهم - أرسلوه إلى عائشة - رضي الله عنها - فقالوا: اقرأ - عليها السلام - منا جميعًا وسلها عن الركعتين بعد صلاة العصر وقل لها: إنا أخبرنا أنك تصلينهما، وقد بلغنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها، وقال ¬
ابن عباس: وكنت أضرب الناس مع عمر بن الخطاب عنها. قال كريب: فدخلت على عائشة - رضي الله عنها - فبلغتها ما أرسلوني، فقالت: سل أم سلمة. فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها، فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة، فقالت أم سلمة - رضي الله عنها -: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنها، ثم رأيته يصليهما حين صلى العصر، ثم دخل علي وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فأرسلت إليه الجارية فقلت: قومي بجنبه قولي له: تقول لك أم سلمة يا رسول الله سمعتك تنهى عن هاتين وأراك تصليهما، فإن أشار بيده فاستأخري عنه. ففعلت الجارية، فأشار بيده، فاستأخرت عنه. فلما انصرف قال: «يا ابنة أبي أمية، سألت عن الركعتين بعد العصر (¬1)، وإنه أتاني ناس من عبد القيس فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر، فهما هاتان». ¬
23 - كتاب الجنائز
23 - كتاب الجنائز 2 - باب الأمر بإتباع الجنائز قال الحافظ: ... وسقط من المنهيات في هذا الباب واحدة (¬1) سهوًا. قال الحافظ: ... وكان حذيفة يقول: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأذني هاتين ينهى عن النعي (¬2). 5 - باب الإذن بالجنازة (¬3) 6 - باب فضل من مات له ولد فاحتسب 1249 - عن ذكوان عن أبي سعيد - رضي الله عنه - أن النساء قلن للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اجعل لنا يومًا. فوعظهن وقال: «أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا لها حجابًا من النار». قالت امرأة: واثنان؟ قال: «واثنان» (¬4). قال الحافظ: .... فيلزم على قول القرطبي أنه إن مات له الرابع أن يرتفع عنه ذلك الأجر مع تجدد المصيبة وكفى بهذا فسادًا، والحق أن تناول الخبر الأربعة فما فوقها من باب أولى وأحرى (¬5). ¬
15 - باب كيف الإشعار للميت؟
15 - باب كيف الإشعار للميت؟ 1261 - أخبرنا ابن جريج أن أيوب أخبره قال: سمعت ابن سيرين يقول: «جاءت أم عطية - رضي الله عنها - امرأة من الأنصار من اللاتي بايعن - قدمت البصرة تبادر ابنًا لها فلم تدركه، فحدثتنا قالت: دخل علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن نغسل ابنته فقال: «اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورًا، فإذا فرغتن فآذنني، قالت: فلما فرغنا ألقى إلينا حقوه فقال: أشعرنها إياه، ولم يزد على ذلك» (¬1) ولا أدري أي بناته. وزعم أن الإشعار الففنها فيه. وكذلك كان ابن سيرين يأمر بالمرأة أن تشعر ولا تؤزر. 16 - باب يجعل شعر المرأة ثلاثة قرون (¬2) 1262 - عن أم عطية - رضي الله عنها - قالت: «ضفرنا شعر بنت النبي - صلى الله عليه وسلم -» - تعني ثلاثة قرون - وقال وكيع قال سفيان «ناصيتها وقرينها». 17 - باب يلقى شعر المرأة خلفها 1263 - عن أم عطية - رضي الله عنها - قالت: توفيت إحدى بنات النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اغسلنها بالسدر وترًا ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك، واجعلن في الآخرة كافورًا أو شيئًا من كافور، ¬
18 - باب الثياب البيض للكفن
فإذا فرغتن فآذنني. فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوه، فضفرنا شعرها ثلاثة قرون وألقيناها خلفها» (¬1). 18 - باب الثياب البيض للكفن 1264 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفن في ثلاثة أثواب يمانية بيض سحولية من كرسف ليس فيهن قميص ولا عمامة» (¬2). 19 - باب الكفن في ثوبين 1265 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: بينما رجل واقف بعرفة إذ وقع عن راحلته فوقصته - أو قال: فأوقصته - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين، ولا تحنطوه، ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيًا» (¬3). ¬
31 - باب زيارة القبور
31 - باب زيارة القبور 1283 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر، فقال: «اتقي الله واصبري». قالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه. فقيل لها: إنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك. فقال: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى» (¬1). 32 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنته» (¬2) لقول الله تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع ومسؤول عن رعيته» فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة - رضي الله عنها - {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} .... ¬
1284 - عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: «أرسلت ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه: إن ابنًا لي قبض، فأتنا. فأرسل يقرئ (¬1) السلام ويقول: إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب. فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها. فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال. فرفع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبي ونفسه تتقعقع - قال: حسبته أنه قال: كأنها شن - ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء». 1286 - عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال: «توفيت ابنة لعثمان - رضي الله عنه - بمكة وجئنا لنشهدها، وحضرها ابن عمر وابن عباس - رضي الله عنهم -، وإني جالس بينهما - أو قال: جلست إلى أحدهما، ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي - فقال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - لعمرو ابن عثمان: ألا تنهى عن البكاء؟ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الميت ليعذب ببكاء (¬2) أهله عليه». 1288 - قال ابن عباس - رضي الله عنهما - «فلما مات عمر - رضي الله عنه - ذكرت ذلك لعائشة - رضي الله عنها - فقالت: رحم الله عمر، والله ما حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله ليزيد الكافر عذابًا ببكاء أهله عليه، وقالت: حسبكم القرآن ¬
33 - باب ما يكره من النياحة على الميت
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. قال ابن عباس - رضي الله عنهما - عند ذلك: الله {هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} قال ابن أبي مليكة: والله ما قال ابن عمر - رضي الله عنهما - شيئًا» (¬1). قال الحافظ: ... ويقويه أن في رواية ثابت (¬2) المذكورة بلفظ لا يدخل القبر أحد قارف أهله البارحة. 33 - باب ما يكره من النياحة على الميت وقال عمر - رضي الله عنه -: دعهن يبكين على أبي سليمان، ما لم يكن نقع أو لقلقة. والنقع: التراب على الرأس، واللقلقة: الصوت. 1291 - عن المغيرة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن كذبًا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار»، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من نيح عليه يعذب بما نيح عليه» (¬3). ¬
34 - باب
34 - باب 1293 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهم - قال: جيء بأبي يوم أحد قد مثل به حتى وضع بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد سجي ثوبًا فذهبت أريد أن أكشف عنه فنهاني قومي، ثم ذهبت أكشف عنه فنهاني قومي، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفع، فسمع صوت صائحة (¬1) فقال: «من هذه؟ » فقالوا. ابنة عمرو - أو أخت عمرو - قال: «فلم تبكي؟ أو لا تبكي، فما زالت الملائكة تظلله بأجنحتها حتى رفع». 36 - باب رثاء النبي - صلى الله عليه وسلم - سعد بن خولة 1295 - عن سعد بن أبي وقاص عن أبيه - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودوني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي، فقلت: إني قد بلغ من الوجع، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا. فقلت: بالشطر؟ فقال: لا. ثم قال: الثلث والثلث كبير - أو كثير - إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في فيَّ امرأتك. فقلت: يا رسول الله، أخلف بعد أصحابي؟ قال: إنك لن تخلف فتعمل عملًا صالحًا إلا ازددت به درجة ورفعة، ثم لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون، اللهم امض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة. يرثي (¬2) له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن مات بمكة». ¬
37 - باب ما ينهى عن الحلق عند المصيبة
قال الحافظ: ... «نهى (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المراثي». 37 - باب ما ينهى عن الحلق عند المصيبة 1296 - وقال الحكم بن موسى حدثنا يحيى بن حمزة (¬2) عن عبد الرحمن بن جابر أن القاسم بن مخيمرة حدثه قال: حدثني أبو بردة بن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: «وجع أبو موسى وجعًا فغشي عليه، ورأسه في حجر امرأة من أهله فلم يستطع أن يرد عليها شيئًا، فلما أفاق قال: أنا بريء ممن برئ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بريء من الصالقة (¬3) والحالقة والشاقة». 39 - باب ما ينهى من الويل ودعوى الجاهلية عند المصيبة 1298 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليس (¬4) منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية» (¬5). 41 - باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة 1301 - عن أنس بن مالك قال: اشتكى ابن لأبي طلحة، قال فمات ¬
42 - باب الصبر عند الصدمة الأولى
وأبو طلحة خارج. فلما رأت امرأته أنه قد مات هيأت شيئًا ونحته في جانب البيت. فلما جاء أبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: قد هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح. وظن أبو طلحة أنها صادقة. قال: فبات. فلما أصبح اغتسل، فلما أراد أن يخرج أعلمته أنه قد مات، فصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بما كان منهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لعل الله يبارك لكما في ليلتكما» (¬1). قال سفيان: فقال رجل من الأنصار: فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن. 42 - باب الصبر عند الصدمة الأولى وقال عمر - رضي الله عنه -: نعم العدلان ونعم العلاوة (¬2) {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}. وقوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ (¬3) إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} 1302 - عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الصبر عند الصدمة الأول». ¬
43 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «إنا بك لمحزونون»
43 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «إنا بك لمحزونون» وقال ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تدمع العين ويحزن القلب». 1303 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: دخلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سيف القين (¬1) - وكان ظئرًا لإبراهيم - عليها السلام - فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إبراهيم فقبله وشمه. ثم دخلنا عليه بعد ذلك - وإبراهيم يجود بنفسه - فجعلت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تذرفان. فقال له عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: وأنت يا رسول الله؟ فقال: «يا ابن عوف إنها رحمة». ثم أتبعها بأخرى فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون». 44 - باب البكاء عند المريض 1304 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهم -، فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال: «قد قضى؟ » قالوا: لا يا رسول الله. فبكى النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬
46 - باب القيام للجنازة
فلما رأى القوم بكاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بكوا. فقال: «ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا (¬1) - وأشار إلى لسانه - أو يرحم. وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه» وكان عمر - رضي الله عنه - يضرب فيه بالعصا، ويرمي بالحجارة، ويحشى بالتراب (¬2). 46 - باب القيام للجنازة 1407 - عن عامر بن ربيعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا رأيتم الجنازة فقوموا (¬3) حتى تخلفكم» قال سفيان: قال الزهري أخبرني سالم عن أبي قال أخبرنا عامر بن ربيعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. زاد الحميدي «حتى تخلفكم أو توضع». 47 - متى يقعد إذا قام للجنازة 1309 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه قال: «كنا في جنازة فأخذ أبو هريرة - رضي الله عنه - بيد مروان فجلسا (¬4). ¬
49 - باب من قام لجنازة يهودي
قبل أن توضع، فجاء أبو سعيد - رضي الله عنه - فأخذ بيد مروان فقال: قم، فوالله لقد علم هذا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن ذلك. فقال أبو هريرة: صدق» (¬1). 49 - باب من قام لجنازة يهودي 1311 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهم - قال: مر بنا جنازة فقام لها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقمنا به، فقلنا: يا رسول الله إنها جنازة يهودي، قال: «إذا رأيتم الجنازة فقوموا» (¬2). 1313 - وقال أبو حمزة عن الأعمش عن عمرو عن ابن أبي ليلى قال: «كنت مع قيس وسهل - رضي الله عنهم - فقالا: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -». وقال زكريا عن الشعبي عن ابن أبي ليلى «كان أبو مسعود وقيس يقومان للجنازة» (¬3). قال الحافظ: ... (مر بنا) (¬4) بضم الميم على البناء للمجهول. ¬
50 - باب حمل الرجال الجنازة دون النساء
50 - باب حمل الرجال الجنازة دون النساء 1314 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم (¬1) فإن كانت صالحة قالت: قدموني وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها، أين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه صعق». 51 - باب السرعة بالجنازة وقال أنس - رضي الله عنه -: أنتم مشيعون. وامش بين يديها وخلفها وعن يمينها وعن شمالها. وقال غيره: قريبًا منها. 1315 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أسرعوا (¬2) بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم». 54 - باب الصفوف على الجنازة 1319 - حدثنا الشعبي قال: أخبرني من شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أتى على قبر منبوذ فصفهم وكبر أربعًا (¬3). قلت: يا أبا عمر ومن حدثك؟ قال: ابن عباس - رضي الله عنهم -». ¬
56 - باب سنة الصلاة على الجنائز
56 - باب سنة الصلاة على الجنائز وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من صلى على الجنازة». وقال: «صلوا على صاحبكم» وقال: «صلوا على النجاشي» سماها صلاة ليس فيها ركوع ولا سجود، ولا يتكلم فيها، وفيها تكبير وتسليم. وكان ابن عمر لا يصلي إلا طاهرًا، ولا يصلي عند طلوع الشمس ولا غروبها، ويرفع يديه. وقال الحسن: أدركت الناس وأحقهم على جنائزهم من رضوهم لفرائضهم (¬1). وإذا أحدث يوم العيد أو عند الجنازة يطلب الماء ولا يتيمم، وإذا انتهى إلى الجنازة وهم يصلون يدخل معهم بتكبيرة. وقال ابن المسيب: يكبر بالليل والنهار والسفر والحضر أربعًا. وقال أنس - رضي الله عنه -: تكبيرة الواحدة استفتاح الصلاة. وقال: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} (¬2) وفيه صفوف وإمام. ¬
57 - باب فضل إتباع الجنائز
57 - باب فضل إتباع الجنائز وقال زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: إذا صليت فقد قضيت (¬1) الذي عليك. وقال حميد بن هلال: ما علمنا على الجنازة إذنًا، ولكن من صلى ثم رجع فله قيراط. 58 - باب من انتظر حتى تدفن 1325 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من شهد الجنازة حتى يصلى فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان». قيل: وما القيراطان؟ قال: «مثل الجبلين العظيمين» (¬2). 59 - باب صلاة الصبيان مع الناس على الجنائز 1326 - عن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال: «أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبرًا فقالوا: هذا دفن- أو دفنت- البارحة. قال ابن عباس - رضي الله عنهم -: فصفنا خلفه، ثم صلى عليها» (¬3). 60 - باب الصلاة على الجنائز بالمصلى والمسجد 1327 - عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة أنهما حدثاه عن أبي هريرة ¬
61 - باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور
- رضي الله عنه - قال: «نعى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النجاشي صاحب الحبشة يوم الذي مات فيه فقال: «استغفروا لأخيكم» (¬1). 1329 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - «أن اليهود جاءوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل منهم وامرأة زنيا، فأمر بهما فرجما قريبًا من موضع الجنائز عند المسجد» (¬2). 61 - باب ما يكره (¬3) من اتخاذ المساجد على القبور ولما مات الحسن بن الحسن بن علي - رضي الله عنهم - ضربت (¬4) امرأته القبة على قبره سنة، ثم رفعت، فسمعوا صائحًا يقول: ألا هل وجدوا ما فقدوا؟ فأجابه الآخر: بل يئسوا فانقلبوا. ¬
62 - باب الصلاة على النفساء إذا ماتت في نفاسها
1330 - عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه الذي مات فيه: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا». قالت: ولولا ذلك لأبرزوا (¬1) قبره، غير أني أخشى أن يتخذ مسجدًا. 62 - باب الصلاة على النفساء إذا ماتت في نفاسها 1331 - عن سمرة - رضي الله عنه - قال: «صليت وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - على امرأة ماتت في نفاسها، فقام عليها وسطها» (¬2). 63 - باب أين يقوم من المرأة والرجل؟ 1332 - عن سمرة بن جندب (¬3) - رضي الله عنه - قال: «صليت وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - على امرأة ماتت في نفاسها، فقام عليها وسطها». ¬
64 - باب التكبير على الجنازة أربعا
قال الحافظ: ... وتعقب بأن الجنين (¬1) كعضو منها. قال الحافظ: ... (تنبيه) روى حماد بن زيد عن عطاء (¬2) بن السائب أن عبد الله بن معقل بن مقرن أتى بجنازة رجل وامرأة فصلى على الرجل ثم صلى على المرأة أخرجه ابن شاهين في الجنائز له، وهو مقطوع فإن عبد الله تابعي. 64 - باب التكبير على الجنازة أربعًا وقال حميد: صلى بنا أنس - رضي الله عنه - فكبر ثلاثًا ثم سلم، فقيل له فاستقبل القبلة، ثم كبر الرابعة، ثم سلم. 1333 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى، فصفى بهم وكبر عليه أربع تكبيرات» (¬3). 65 - باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة وقال الحسن: يقرأ على الطفل بفاتحة الكتاب ويقول: اللهم اجعله لنا فرطًا وسلفًا وأجرًا. 1335 - عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال: «صليت خلف ابن عباس - رضي الله عنهم - على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب. فقال: لتعلموا أنها سنة» (¬4). ¬
66 - باب الصلاة على القبر بعدما يدفن
قال الحافظ: ... قال الطحاوي .. ولعل قراءة من قرأ الفاتحة من الصحابة كان على وجه الدعاء لا على وجه التلاوة (¬1). 66 - باب الصلاة على القبر بعدما يدفن 1336 - عن سليمان الشيباني قال: سمعت الشعبي قال: «أخبرني من مر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - على قبر منبوذ فأمهم وصلوا خلفه. قلت: من حدثك هذا يا أبا عمرو؟ قال: ابن عباس - رضي الله عنهم -» (¬2). 1337 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن أسود - رجلًا أو امرأة - كان يقم بالمسجد، فمات، ولم يعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - بموته، فذكره ذات يوم فقال: ما فعل ذلك الإنسان؟ قالوا: مات يا رسول الله. قال: «أفلا أذنتموني؟ » فقالوا: إن كان كذا وكذا -قصته- قال فحقروا شأنه. قال: «فدلوني على قبره». فأتى قبره فصلى عليه (¬3). 67 - باب الميت يسمع خفق النعال 1338 - عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه - حتى إنه ليسمع (¬4) قرع نعالهم- أتاه ملكان ¬
فأقعداه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله. فيقال: انظر إلى مقعدك من النار، أبدلك الله به مقعدًا من الجنة. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فيراهما (¬1) جميعًا. وأما الكافر - أو المنافق - فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس. فيقال: لا دريت، ولا تليت. ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين» (¬2). قال الحافظ: ... ويدل على الكراهة حديث بشير بن الخصاصية: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يمشي بين القبور وعليه نعلان سبتيتان (¬3) فقال: يا ¬
68 - من أحب الدفن في الأرض المقدسة أو نحوها
صاحب السبتيتين ألق نعليك» (¬1). 68 - من أحب الدفن في الأرض المقدسة أو نحوها 1339 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أرسل ملك الموت إلى موسى - عليها السلام -، فلما جاءه صكه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت (¬2). فرد الله عليه عينه، وقال: ارجع فقل له يضع يده على متن ثور، فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة. قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن. فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فلو كنت ثم، لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر» (¬3). ¬
70 - باب بناء المسجد على القبر
70 - باب بناء المسجد على القبر 1341 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما اشتكى النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرت بعض نسائه كنيسة رأينها بأرض الحبشة يقال لها مارية، وكانت أم سلمة وأم حبيبة - رضي الله عنهما - أتتا أرض الحبشة فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها. فرفع رأسه فقال: «أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا ثم صوروا فيه تلك الصورة، أولئك شرار الخلق عند الله» (¬1). 71 - باب من يدخل قبر المرأة 1343 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: شهدنا بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس على القبر- فرأيت عينيه تدمعان، فقال: «هل فيكم من أحد لم يقارف الليلة (¬2)؟ » فقال أبو طلحة: أنا. قال: «فانزل في قبرها (¬3)». ¬
فنزل في قبرها فقبرها، قال مبارك قال فليح: أراه يعني الذنب. قال أبو عبد الله: (لِيَقْتَرِفُوا) أي ليكتسبوا. ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
72 - باب الصلاة على الشهيد
قال الحافظ: ... وأن لفظ المقارفة في الحديث أريد به ما هو أخص من ذلك وهو الجماع (¬1). 72 - باب الصلاة على الشهيد 1344 - عن عقبة بن عامر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يومًا فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: «إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها» (¬2). قال الحافظ: ... وفيه جواز تكفين الرجلين في ثوب واحد لأجل الضرورة إما بجمعهما فيه وإما بقطعة بينهما (¬3). ¬
73 - باب دفن الرجلين والثلاثة في قبر
73 - باب دفن الرجلين والثلاثة في قبر 1345 - عن عبد الرحمن بن كعب أن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أخبره «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد» (¬1). 75 - باب من يقدم في اللحد. وسمي اللحد لأنه في ناحية وكل جائر ملحد {مُلْتَحَدًا}: معدلًا. ولو كان مستقيمًا كان ضريحًا (¬2). 1347 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد (¬3) وقال: أنا شهيد على هؤلاء. وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصل عليهم، ولم يغسلهم». 76 - باب الإذخر والحشيش في القبر 1349 - عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: «حرم الله مكة، فلم تحل لأحد قبلي، ولا لأحد بعدي، أحلت لي ساعة من نهار: لا يختلي خلاها، ولا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط إلا لمعرف. فقال ¬
77 - باب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة؟
العباس - رضي الله عنه - إلا الإذخر لصاغتنا وقبورنا. فقال: إلا الإذخر». وقال أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «لقبورنا وبيوتنا». وقال أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم عن صفية (¬1) بنت شيبة «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -» (¬2) مثله. 77 - باب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة؟ 1351 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: «لما حضر أحد دعاني أبي من الليل فقال: ما أراني إلا مقتولًا في أول من يقتل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإني لا أترك بعدي أعز علي منك، غير نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وإن علي دينًا، فاقض، واستوص بأخوتك خيرًا. فأصبحنا، فكان أول قتيل، ودفن معه آخر في قبر، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر، فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم وضعته هنية (¬3)، غير أذنه» (¬4). ¬
78 - باب اللحد والشق في القبر
78 - باب اللحد والشق في القبر 1353 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين رجلين من قتلى أحد ثم يقول: «أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟ » فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد فقال: «أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة»، فأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يغسلهم» (¬1). 79 - باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه، وهل يعرض على الصبي الإسلام؟ وقال الحسن وشريح وإبراهيم قتادة: إذا أسلم أحدهما فالولد مع المسلم وكان ابن عباس - رضي الله عنه - مع أمه من المستضعفين (¬2)، ولم يكن مع أبيه على دين قومه وقال: الإسلام يعلو ولا يعلى. 1355 - وقال سالم: سمعت ابن عمر - رضي الله عنه - يقول: «انطلق ¬
بعد ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئًا قبل أن يراه ابن صياد، فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع - يعني في قطيفة له فيها رمزة (¬1)، أو زمرة- فرأت أم ابن صياد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتقي بجذوع النخل، فقالت لابن صياد: يا صاف- وهو اسم ابن صياد- هذا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فثار ابن صياد. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لو تركته بين». وقال شعيب في حديثه: فرفصه. رمرمة، أو زمزمة. وقال إسحاق الكلبي وعقيل: رمرمة. وقال معمر: رمزة. 1356 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان غلام يهودي يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرض، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: «أسلم». فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -. فأسلم. فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النار» (¬2). 1358 - قال ابن شهاب: يصلى على كل مولود متوفى وإن كان لغية، من أجل أنه ولد على فطرة الإسلام، يدعي أبواه (¬3) الإسلام أو أبوه خاصة وإن كانت أمه على غير الإسلام، إذا استهل صارخًا صلى عليه، ولا يصلى على من لا يستهل من أجل أنه سقط (¬4)، فإن أبا هريرة - رضي الله عنه - كان يحدث قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، ¬
80 - باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله
فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج (¬1) البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ » ثم يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} الآية. 80 - باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله 1360 - عن سعيد بن المسيب عن أبيه أنه أخبره «أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي طالب: «يا عم، قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله». فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو (¬2) على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك»، فأنزل الله تعالى فيه {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} [التوبة: 113]. 81 - باب الجريدة على القبر وأوصى بريدة الأسلمي أن يجعل في قبره جريدتان. ورأى ابن عمر - رضي الله عنه - فسطاطًا على قبر عبد الرحمن فقال: انزعه يا غلام، فإنما يظله عمله ¬
82 - باب موعظة المحدث عند القبر، وقعود أصحابه حوله
وقال خارجة بن زيد: رأيتني ونحن شبان في زمن عثمان - رضي الله عنه - وإن أشدنا وثبة الذي يثب قبر عثمان بن مظعون حتى جاوزه. وقال عثمان ابن حكيم: أخذ بيدي خارجة فأجلسني على قبر وأخبرني عن عمه زيد بن ثابت قال: إنما كره ذلك لمن أحدث عليه (¬1). وقال نافع: كان ابن عمر - رضي الله عنه - جلس على القبور. 1361 - عن ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه مر بقبرين يعذبان فقال: «إنهما لعذبان، وما يعذبان في كبير: أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة». ثم أخذ جريدة رطبة فشقها بنصفين، ثم غرز في كل قبر واحدة. فقالوا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ فقال: «لعله أن خفف عنهما، ما لم ييبسا» (¬2). 82 - باب موعظة المحدث عند القبر، وقعود أصحابه حوله 1326 - عن علي - رضي الله عنه - قال: «كنا في جنازة في بقيع الغرقد، ¬
فأتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقعد، وقعدنا حوله، ومعه مخصرة. فنكس فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: «ما منكم من أحد، وما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة». فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأما من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة؟ قال: «أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة». ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} الآية (¬1)». ¬
83 - باب ما جاء في قاتل النفس
قال الحافظ: .... مناسبة إيراد هذه الآيات في هذه الترجمة للإشارة إلى أن المناسب لمن قعد عند القبر أن يقصر كلامه على الإنذار بقرب المصير (¬1) ... 83 - باب ما جاء في قاتل النفس 1364 - وقال حجاج بن منهال حدثنا جرير بن حازم عن الحسن: حدثنا جندب - رضي الله عنه - في هذا المسجد فما نسينا وما نخاف أن يكذب جندب على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كان برجل جراح فقتل نفسه، فقال الله: بدرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة» (¬2). ¬
84 - باب ما يكره من صلاة على المنافقين والاستغفار للمشركين
84 - باب ما يكره (¬1) من صلاة على المنافقين والاستغفار للمشركين رواه ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 1366 - عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: «لما مات عبد الله بن أبي بن سلول دعي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي عليه. فلما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثبت إليه فقلت: يا رسول الله أتصلي على ابن أبي وقد قام يوم كذا وكذا كذا وكذا - أعدد عليه قوله - فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: «أخر عني يا عمر». فلما أكثرت عليه قال: إني خيرت فاخترت. لو أعلم أني إن زدت على السبعين (¬2) يغفر له لزدت عليها. فقال: فصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيرًا حتى نزلت الآيتان من ¬
85 - باب ثناء الناس على الميت
براءة {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا - إلى - وَهُمْ فَاسِقُونَ} قال: فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ، والله ورسوله أعلم». 85 - باب ثناء الناس على الميت 1368 - حدثنا عفان بن مسلم (¬1) حدثنا داود بن أبي الفرات عن عبد الله ابن بريدة عن أبي الأسود قال: «قدمت المدينة - وقد وقع بها مرض - فجلست إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فمرت بهم جنازة فأثنى على صاحبها خيرًا، فقال عمر - رضي الله عنه -: وجبت. ثم مر بأخرى فأثني على صاحبها خيرًا، فقال عمر - رضي الله عنه -: وجبت. ثم مر بالثالثة فأثني على صاحبها شرًا، فقال: وجبت. فقال أبو الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة. فقلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة. فقلنا: واثنان؟ . ثم لم نسأله عن الواحد». 86 - باب ما جاء في عذاب القبر 1370 - عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: اطلع النبي - صلى الله عليه وسلم - على أهل القليب (¬2) فقال: «وجدتم ما وعد ربكم حقًا». فقيل له: تدعو أمواتًا؟ فقال: «ما أنتم بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون». ¬
87 - باب التعوذ من عذاب القبر
1371 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: إنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنهم ليعلمون الآن (¬1) أن ما كنت أقول حق، وقد قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}». 87 - باب التعوذ من عذاب القبر 1375 - عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه (¬2) عن البراء بن عازب عن أبي أيوب - رضي الله عنه - قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد وجبت الشمس، فسمع صوتًا فقال: «يهود تعذب في قبورها». 88 - باب عذاب القبر من الغيبة والبول 1378 - عن ابن عباس - رضي الله عنه - مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على قبرين فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يسعى ¬
89 - باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي
بالنميمة وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله (¬1)». قال: ثم أخذ عودًا رطبًا فكسره باثنتين، ثم غرز كل واحد منهما على قبر ثم قال: «لعله يخفف عنهما، ما لم ييبسا». 89 - باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي 1379 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي (¬2)، إن كان من أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة». 90 - باب كلام الميت على الجنازة 1380 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا وضعت الجنازة (¬3) فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت قدموني، قدموني. وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها، أين يذهبون ¬
91 - باب ما قيل في أولاد المسلمين
بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق». 91 - باب ما قيل في أولاد المسلمين وقال أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كان له حجابًا من النار أو دخل الجنة». 1381 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث (¬1) إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم» (¬2). 1382 - عن البراء - رضي الله عنه - قال: «لما توفي إبراهيم - عليها السلام - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن له مرضعًا في الجنة» (¬3). قال الحافظ: ... «توفي صبي من الأنصار فقالت [عائشة]: طوبى (¬4) له لم يعمل سوءًا ولم يدركه .... قال الحافظ: وكأنه عنى ابن أبي زيد فإنه أطلق الإجماع (¬5) في ذلك. ¬
92 - باب ما قيل في أولاد المشركين
92 - باب ما قيل في أولاد المشركين 1384 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذراري المشركين فقال: «الله أعلم بما كانوا عاملين» (¬1). 1385 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمسجانه، كمثل البهيمة تنتج البهيمة، هل ترى فيها جدعاء» (¬2)؟ 93 - باب. 1386 - عن سمرة بن جندب قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال: «من رأى منكم الليلة رؤيا؟ » قال: فإن رأى أحد قصها، فيقول ما شاء الله. فسألنا يومًا فقال: «هل رأى أحد منكم رؤيا؟ » قلنا: لا ... الحديث وفيه: ... وإذا رجل قريب من الشجرة بين يديه نار يوقدها، فصعدا بي في الشجرة وأدخلاني دارًا لم أر قط أحسن منها، فيها رجال شيوخ وشباب ونساء وصبيان (¬3)، ثم أخرجاني منها ¬
94 - باب موت يوم الاثنين
فصعد ... فرفعت رأسي فإذا فوقي مثل السحاب (¬1)، قالا: ذاك منزلك. قلت: دعاني أدخل منزلي. قالا: إنه بقي لي عمر لم تستكمله، فلو استكملت أتيت منزلك». قال الحافظ: قالوا وأولاد المشركين؟ فقال: وأولاد المشركين (¬2). 94 - باب موت يوم الاثنين 1387 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «دخلت على أبي بكر - رضي الله عنه - فقال: في كم كفنتم النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: في ثلاثة أبواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة. وقال لها: في أي يوم توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: يوم الاثنين. قال: فأي يوم هذا؟ قالت: يوم الاثنين. قال: أرجو فيما بيني وبين الليل (¬3). قال الحافظ: ... «ما من مسلم يموت يوم الجمعة (¬4) أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر». 95 - باب موت الفجاءة، البغتة 1389 - عن عائشة - رضي الله عنها - أن رجلًا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن أمي افتلتت ¬
96 - باب ما جاء في قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -.
نفسها، وأظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجر إن تصدقت (¬1) عنها؟ قال: «نعم». 96 - باب ما جاء في قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2) وأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -. ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
1389 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليتعذر (¬1) في مرضه: أين أنا اليوم، أين أنا غدًا؟ استبطاء ليوم عائشة. فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري، ودفن في بيتي» (¬2). 1392 - الحديث ... وأوصيه بالأنصار خيرًا الذين تبؤوا الدار والإيمان أن يقبل من محسنهم ويعفى عن مسيئهم. وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم» (¬3). ¬
97 - باب ما ينهى من سب الأموات
97 - باب ما ينهى من سب الأموات 1393 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تسبوا (¬1) الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا». 98 - باب ذكر شرار الموتى 1394 - عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال أبو لهب عليه لعنة الله للنبي - صلى الله عليه وسلم -: تبًا لك سائر اليوم، فنزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (¬2). ¬
24 - كتاب الزكاة
24 - كتاب الزكاة 1 - باب وجوب الزكاة 1395 - عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذًا - رضي الله عنه - إلى اليمن فقال: «ادعهم إلى شهادة (¬1) أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم. أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم». 1397 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن إعرابيًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة. قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان (¬2)». قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا. فلما ولى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا». 1400 - «فقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال (¬3). والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم ¬
2 - باب البيعة على إيتاء الزكاة
على منعها. قال عمرو - رضي الله عنه -: فو الله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر - رضي الله عنه - فعرفت أنه الحق». 2 - باب البيعة على إيتاء الزكاة 1401 - عن قيس قال: قال جرير بن عبد الله: بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم» (¬1). 3 - باب إثم مانع الزكاة وقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}. 1402 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تأتي الإبل على صاحبها على خير ما كانت إذا هو لم يعط فيها حقها، تطؤه بأخفافها. وتأتي الغنم على صاحبها على خير ما كانت إذا لم يعط فيها حقها تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها. قال: ومن حقها أن تحلب على الماء. قال: ولا يأتي أحدكم يوم القيامة بشاة يحملها على رقبته (¬2) لها يعار فيقول: يا محمد، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد بلغت. ولا يأتي ببعير يحمله على رقبته له رغاء فيقول: يا محمد، فأقول: لا أملك شيئًا، قد بلغت». ¬
4 - باب من أدي زكاته فليس بكنز
1403 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من آتاه الله مالًا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعًا أقرع له زبيبتان يطوقه (¬1) يوم القيامة ثم يأخذ بهزمتيه - يعني شدقيه - ثم يقول: -أنا مالك، أنا كنزك. ثم تلا: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} الآية». 4 - باب من أدي زكاته فليس بكنز لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليس فيما دون خمسة أواق صدقة». 1404 - عن خالد بن أسلم قال: «خرجنا مع عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - فقال أعرابي: أخبرني عن قول الله {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قال ابن عمر - رضي الله عنهم -: من كنزها فلم يؤد زكاتها فويل له (¬2)، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طهرًا للأموال». 1405 - عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليس فيما دون خمس أواق صدقة، وليس فيما دون خمس ذود صدقة، وليس فيما دون خمس أوسق صدقة» (¬3). 1406 - عن زيد بن وهب قال: «مررت بالربذة، فإذا أنا بأبي ذر - رضي الله عنه -، فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قال ¬
5 - باب إنفاق المال في حقه
معاوية: نزلت في أهل الكتاب، فقلت: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذاك، وكتب إلى عثمان - رضي الله عنه - يشكوني، فكتب إلي عثمان أن أقدم المدينة، فقدمتها، فكثر علي الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذلك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريبًا. فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمروا علي حبشيًا لسمعت وأطعت» (¬1). 1408 - قال لي خليلي - قال قلت: من خليلك؟ قال: النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا ذر أتبصر أحدًا؟ » قال: فنظرت إلى الشمس ما بقي من النهار، وأنا أرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرسلني في حاجة له، قلت: نعم. قال: «ما أحب أن لي مثل أحد ذهبًا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير (¬2). وإن هؤلاء لا يعقلون، إنما يجمعون الدنيا. لا والله، لا أسألهم دنيا ولا أستفتيهم عن دين حتى ألقى الله». 5 - باب إنفاق المال في حقه 1409 - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬
8 - باب الصدقة من كسب طيب
«لا حسد (¬1) إلا في اثنين: رجل أتاه الله مالًا فسلطه (¬2) على هلكته (¬3) في الحق، ورجل آتاه الله حكمة (¬4) فهو يقضي بها يعلمها». 8 - باب الصدقة من كسب طيب لقوله تعالى: {وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. 1410 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من تصدق بعدل (¬5) تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل». قال الحافظ: ... وهذا طرف من حديث أخرجه مسلم باللفظ الأول (¬6). ¬
9 - باب الصدقة قبل الرد
قال الحافظ: .... «لا تقبل صدقة من غلول» أن الغال لا تبرأ ذمته إلا برد الغلول إلى أصحابه بأن يتصدق به (¬1). قال الحافظ: .... «حتى تكون أعظم من الجبل» (¬2). 9 - باب الصدقة قبل الرد 1412 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال، فيفيض، حتى يهم رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي» (¬3). 1413 - عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - يقول: «كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءه رجلان: أحدهما يشكو العيلة، والآخر يشكو قطع السبيل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما قطع السبيل فإنه لا يأتي عليك إلا قليل حتى تخرج العير إلى مكة بغير خفير. وأما العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه. ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه ¬
وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثم ليقولن له: ألم أوتك مالًا؟ فليقولن: بلى. ثم ليقولن: ألم ألرسل إليك رسولًا؟ فليقولن: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار. فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة» (¬1). 1414 - عن أبي موسى - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب (¬2) ثم لا يجد أحدًا يأخذها منه، ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به، من قلة الرجال وكثرة النساء» (¬3). ¬
10 - باب اتقوا النار ولو بشق تمرة، والقليل من الصدقة
10 - باب اتقوا النار ولو بشق تمرة، والقليل من الصدقة 1345 - عن أبي مسعود - رضي الله عنه - قال: «لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير، فقالوا: مرائي. وجاء رجل فتصدق بصاع (¬1)، فقالوا: أن الله لغني عن صاع هذا. فنزلت: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} الآية. 1416 - عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمرنا بالصدقة انطلق أحدنا إلى السوق فتحامل، فيصيب المد وإن لبعضهم اليوم لمائة ألف» (¬2). 1418 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة (¬3)، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت. فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا، فأخبرته فقال: من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترًا من النار». 11 - باب فضل صدقة الشحيح الصحيح 1419 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرًا؟ قال: «أن تصدق وأنت ¬
28 - باب مثل المتصدق والبخيل
صحيح (¬1) شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان». 1420 - عن عائشة - رضي الله عنه - أن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قلن للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أينا أسرع بك لحوقًا؟ قال: «أطولكن يدًا». فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدًا (¬2). فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقًا به، وكانت تحب الصدقة. 28 - باب مثل المتصدق والبخيل 1443 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد». وعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما. فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت - أو وفرت - على جلده حتى تخفى بنانه وتعفو أثره. وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئًا إلا لزقت كل حلقة مكانها، فهو يوسعها ولا تتسع» (¬3). ¬
30 - باب على كل مسلم صدقة، فمن لم يجد فليعمل بالمعروف
30 - باب على كل مسلم صدقة (¬1)، فمن لم يجد فليعمل بالمعروف 1445 - عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «على كل مسلم صدقة». فقالوا: يا نبي الله فمن لم يجد؟ قال: «يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق». قالوا: فإن لم يجد؟ قال: «يعين ذا الحاجة الملهوف». قالوا: فإن لم يجد؟ قال: «فليعمل بالمعروف، وليمسك عن الشر، فإنها له صدقة» (¬2). 31 - باب قدر كم يعطي من الزكاة والصدقة، ومن أعطى شاة 1446 - عن أم عطية - رضي الله عنها - قالت: بعث إلى نسيبة الأنصارية بشاة، فأرسلت إلى عائشة - رضي الله عنه - منها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «عندكم شيء؟ » فقلت: لا، إلا ما أرسلت به نسيبة من تلك الشاة. فقال: «هات، قد بلغت محلها» (¬3). 32 - باب زكاة الورق 1447 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس فيما دون خمس ذود صدقة من الإبل، وليس فيما دون خمس أواق صدقة، وليس فيما دون خمسة أو سق صدقة» (¬4). ¬
33 - باب العرض في الزكاة
33 - باب العرض في الزكاة وقال طاووس قال معاذ - رضي الله عنه - لأهل اليمن: أئتوني بعرض ثياب خميص أو لبيس بالصدقة مكان الشعير والذرة، أهون عليكم، وخير لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة (¬1). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تصدقن ولو من حليكن» فلم يستبن صدقة الفرض من غيرها. فجعلت المرأة تلقي خرصها وسخابها. ولم يخص الذهب والفضة من العروض. 1449 - حدثنا مؤمل (¬2) حدثنا إسماعيل عن أيوب عن عطاء بن أبي رباح قال ابن عباس «أشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصلى قبل الخطبة فرأى أنه لم يسمع النساء، فأتاهن ومعه بلال ناشر ثوبه فوعظهن وأمرهن أن يتصدقن، فجعلت المرأة تلقي» وأشار أيوب إلى أذنه وإلى حلقه. ¬
34 - باب لا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع
قال الحافظ: .... وهو مصير منه إلى أن مصارف الصدقة الواجبة كمصارف صدقة التطوع (¬1) بجامع ما فيهما من قصد القربة. 34 - باب لا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع 1450 - عن محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبي قال حدثني ثمامة أن أنسًا - رضي الله عنه - حدثه أن أبا بكر - رضي الله عنه - كتب له التي فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة» (¬2). 35 - باب ما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية وقال طاووس وعطاء: إذا علم الخليطان أموالهما فلا يجمع مالهما. وقال سفيان: لا تجب حتى يتم لهذا أربعون شاة ولهذا أربعون شاة (¬3). ¬
36 - باب زكاة الإبل
1451 - عن محمد بن عبد الله قال: حدثني ثمامة أن أنسًا حدثه أن أبا بكر - رضي الله عنه - كتب له التي فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية». 36 - باب زكاة الإبل 1452 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن إعرابيًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الهجرة فقال: «ويحك، إن شأنها شديد، فهل لك من إبل تؤدي صدقتها؟ » قال: نعم. قال: «فاعمل من وراء البحار (¬1) فإن الله لن يترك (¬2) من عملك شيئًا». ¬
37 - باب من بلغت عنده صدقت بنت مخاض وليست عنده
37 - باب من بلغت عنده صدقت بنت مخاض وليست عنده 1453 - عن ثمامة أن أنسًا - رضي الله عنه - حدثه أن أبا بكر - رضي الله عنه - كتب له فريضة الصدقة التي أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - «من بلغت عنده من الإبل صدقة الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهمًا. ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليس عنده الحقة وعنده الجذعة فإنها تقبل منه الجذعة ويعطيه المصدق عشرين درهمًا أو شاتين. ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده إلا بنت لبون فإنها تقبل منه بنت لبون ويعطي شاتين أو عشرين درهمًا. ومن بلغت صدقته بنت لبون وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويعطيه المصدق عشرين درهمًا أو شاتين. ومن بلغت صدقته بنت لبون وليست عنده وعنده بنت مخاض فإنها تقبل منه بنت مخاض ويعطى معها عشرين درهمًا أو شاتين» (¬1). 38 - باب زكاة الغنم 1454 - عن ثمامة بن عبد الله بن أنس أن أنسًا حدثه أن أبا بكر - رضي الله عنه - كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين «بسم الله الرحمن الرحيم. هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين، والتي أمر الله بها رسوله، فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها، ومن سئل فوقها فلا يعط: في أربع وعشرين من الإبل فما دونها من الغنم من كل ¬
خمس شاة، فإذا بلغت خمسًا وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها بنت مخاض أنثى، فإذا بلغت ستًا وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها بنت لبون أنثى، فإذا بلغت ستًا وأربعين إلى ستين ففيها حقة طروقة الجمل، فإذا بلغت واحدة وستين إلى خمس وسبعين ففيها جذعة، فإذا بلغت- يعني ستًا وسبعين- إلى تسعين ففيها بنتًا لبون فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة ففيها حقتان طروقتا الجمل. فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة. ومن لم يكن معه إلا أربع من الإبل فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها، فإذا بلغت خمسًا من الإبل ففيها شاة. وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين إلى عشرين ومائة شاة. فإذا زادت على عشرين ومائة إلى مائتين شاتان، فإن زادت على مائتين إلى ثلاثمائة ففيها ثلاث، فإذا زادت على ثلاثمائة ففي كل مائة شاة، فإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة واحدة فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها، وفي الرقة ربع العشر، فإن لم تكن إلا تسعين ومائة فليس فيها شيء ألا أن يشاء ربها» (¬1). ¬
39 - باب لا تؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس، إلا ما شاء المصدق
39 - باب لا تؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس، إلا ما شاء المصدق 1455 - عن ثمامة أن أنسًا - رضي الله عنه - حدثه أن أبا بكر - رضي الله عنه - كتب له التي أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - «ولا يخرج في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس، إلا ما شاء المصدق» (¬1). قال الحافظ: المصدق: اختلف في ضبطه (¬2). 40 - باب أخذ العناق في الصدقة (¬3) 1456 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «قال أبو بكر - رضي الله عنه -: والله لو منعوني عناقًا (¬4) كانوا يؤدونها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم على منعها». ¬
41 - باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة
41 - باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة 1458 - عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بعث معاذًا - رضي الله عنه - على اليمن قال: «إنك تقدم على قوم أهل كتاب (¬1)، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا الصلاة فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد على فقرائهم، فإذا أطاعوا بها فخذ منهم، وتوق كرائم أهل الناس». ¬
43 - باب زكاة البقر
43 - باب زكاة البقر قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لأعرفن (¬1) ما جاء الله رجلًا ببقرة لها خوار». ويقال جؤار. تجأرن: ترفعون أصواتكم كما تجأر البقرة. 1460 - عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: «انتهيت إليه قال: والذي نفسي بيده -أو والذي لا إله غيره، أو كما حلف - ما من رجل تكون له إبل أو بقر أو غنم لا يؤدي حقها إلا أتي بها يوم القيامة أعظم ما تكون وأسمنه، تطؤه بأخفافها وتنطحه بقرونها، كلما جازت أخراها ردت عليه أولاها حتى يقضي بين الناس» (¬2). 44 - باب الزكاة على الأقارب وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «له أجران: أجر القرابة والصدقة». 1461 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: «كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالًا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويشرب من ماء فيه طيب. قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية {لَنْ تَنَالُوا (¬3) الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قام أبو طلحة ¬
إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن الله تبارك وتعالى يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح»، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين. فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه». 1462 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أضحى أو فطر إلى المصلى، ثم انصرف فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة فقال: «أيها الناس، تصدقوا». فمر على النساء فقال: «يا معشر النساء تصدقن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار». فقلن: وبم ذلك يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير. ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم (¬1) ¬
45 - باب ليس على المسلم في فرسه صدقة
من إحداكن يا معشر النساء». ثم انصرف، فلما صار إلى منزله جاءت زينب امرأت ابن مسعود تستأذن عليه، فقيل: يا رسول الله، هذه زينب. فقال: «أي الزيانب؟ » فقيل: امرأت ابن مسعود. قال: «نعم، أئذنوا لها»، فأذن لها. قالت: يا نبي الله، إنك أمرت اليوم بالصدقة، وكان عندي حلي لي فأردت أن أتصدق بها، فزعم ابن مسعود أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم». 45 - باب ليس على المسلم في فرسه صدقة 1463 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليس على المسلم في فرسه وغلامه صدقة» (¬1). 47 - باب الصدقة على اليتامى 1465 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله فقال: «إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها». فقال رجل: يا رسول الله، أويأتي الخير بالشر؟ فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقيل له: ما شأنك تكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يكلمك؟ فرأينا أنه ينزل عليه. قال فمسح عنه الرحضاء فقال: «أين السائل» - وكأنه حمده- فقال: «إنه لا يأتي الخير بالشر، وإن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم (¬2) ¬
48 - باب الزكاة على الزوج والأيتام في الحجر
إلا آكلة الخضراء، أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ورتعت. وإن هذا المال خضرة حلوة، فنعم صاحب المسلم ما أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل- أو كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنه من يأخذه بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع، ويكون شهيدًا عليه يوم القيامة». 48 - باب الزكاة على الزوج والأيتام في الحجر 1466 - عن زينب امرأت عبد الله بمثله سواء قالت: كنت في المسجد فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «تصدقن ولو من حليكن». وكانت زينب تنفق على عبد الله وأيتام في حجرها. فقالت لعبد الله: سل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيجزي عني أن أنفق عليك وعلى أيتامي في حجري من الصدقة؟ (¬1) 1467 - عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة قالت: قلت يا رسول الله، إلى أجر أن أنفق على بني أبي سلمة؟ إنما هي بني. فقال: «أنفقي عليهم، فلك أجر ما أنفقت عليهم» (¬2). قال الحافظ: ... بل معناه أنها إذا أعطت زوجها فأنفقه على ولدها كانوا أحق من الأجانب، فالإجزاء يقع بالإعطاء للزوج والوصول إلى الولد بعد بلوغ الزكاة محلها. الذي يظهر لي أنهما قضيتان: إحداهما في سؤالها ¬
49 - باب قول الله تعالى {وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله}
عن تصدقها بحليها على زوجها وولده (¬1)، والأخرى في سؤالها عن النفقة والله أعلم. 49 - باب قول الله تعالى {وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} 1468 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصدقة، فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد وعباس بن عبد المطلب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرًا فأغناه الله ورسوله، وأما خالد فإنكم تظلمون خالدًا، قد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله (¬2)، وأما العباس بن عبد المطلب فعم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهي عليه صدقة ومثلها معها». ¬
50 - باب الاستعفاف عن المسألة
50 - باب الاستعفاف عن المسألة 1469 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - إن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده فقال: «ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر» (¬1). 1470 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفسي بيده، لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلًا فيسأله، أعطاه أو منعه» (¬2). 1472 - عن سعيد بن المسيب أن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني ثم قال: «يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه (¬3)، كالذي يأكل ولا يشبع. اليد العليا خير من اليد السفلى». قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر - رضي الله عنه - يدعوا حكيمًا إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه. ثم إن ¬
51 - باب من أعطاه الله شيئا من غير مسألة ولا إشراف نفس {وفي أموالهم حق للسائل والمحروم} [الذاريات: 19]
عمر - رضي الله عنه - دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئًا. فقال عمر: إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ (¬1) حكيم أحدًا من الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى توفي». 51 - باب من أعطاه الله شيئًا من غير مسألة ولا إشراف نفس {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات: 19] 1473 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت عمر يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعطيني العطاء فأقول: أعطه من هو أفقر إليه مني، فقال: «خذه، إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل، فخذه (¬2)، وما لا فلا تتُبعه نفسك». ¬
53 - باب قول الله تعالى: {لا يسألون الناس إلحافا}
53 - باب قول الله تعالى: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} وكم الغنى، قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ولا يجد غنى يُغنيه». 1476 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس المسكين الذي ترُدُه الأكلة (¬1) والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غنى ويستحي، أو لا يسأل الناس إلحافًا». عن خالد الحذاء عن ابن أشوع عن الشعبي حدثني كاتب المغيرة ابن شعبة قال: كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة أن اكتُب إلي بشيء سمعته من النبي - صلى الله عليه وسلم - فكتب إليه: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل (¬2) وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال» (¬3). عن عامر بن سعد عن أبيه قال: «أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رهطًا وأنا جالس فيهم، قال فترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم رجلًا لم يعطه- وهو أعجبهم إلي- فقمت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فساررته فقلت: مالك عن فلان، والله إني لأراه مؤمنًا. قال: أو مسلمًا. قال فسكت قليلًا، ثم غلبني ما أعلم فيه فقلت: يا رسول الله، ¬
مالك عن فلان، والله إني لأراه مؤمنًا. قال: أو مسلمًا. قال فسكت قليلًا ثم غلبني ما أعلم فيه فقلت: يا رسول الله، مالك عن فلان، والله إني لأراه مؤمنًا. قال: أو مسلمًا. إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يُكب في النار على وجهه» (¬1). قال أبو عبد الله: {فَكُبْكِبُوا}: قلبوا. {مُكِبًّا}: أكب (¬2) الرجل إذا كان فعلُه غير واقع على أحد، فإذا وقع الفعل قلت: كبه الله لوجهه، وكببته أنا. 1479 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يحد غنى يغنيه، ولا يُفطن به فيصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس» (¬3). 1480 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو- أحسبه قال إلى الجبل- فيحتطب فيبع فيأكل ويتصدق خير له من ¬
54 - باب خرص التمر
أن يسأل الناس». قال أبو عبد الله صالح بن كيسان أكبر من الزهري، وهو قد أدرك ابن عمر (¬1). قال الحافظ: ... وأنه أمر بالإقبال أو القبول، ووقع عند مسلم «إقبالًا (¬2) أي سعد». 54 - باب خرص التمر 1481 - عن أبي حميد الساعدي قال: غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك، فلما جاء وادي القُرى إذا امرأة في حديقة لها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: «اخرُصوا»، وخرص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة أوسُق، فقال لها: أحصي ما يخرج منها. فلما أتينا تبوك قال: «أما إنها ستهب الليلة ريح شديدة فلا يقومن أحد، ومن كان معه بعير فليعقله»، فعقلناها، وهبت ريح شديدة فقام رجل فألقته بجبل طيئ (¬3). وأهدى ملك أيلة للنبي - صلى الله عليه وسلم - بغلة بيضاء، وكساه بُردًا، وكتب له ببحرهم. فلما أتى وادي القُرى قال للمرأة: «كم جاء حديقتك؟ » قالت: عشرة أوسق خرص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ¬
55 - باب العشر فيما يسقى من ماء السماء وبالماء الجاري
«إني متعجل إلى المدينة، فمن أراد منكم أن يتعجل معي فليتعجل». فلما - قال ابن بكار كلمة معناها- أشرف على المدينة قال: «هذه طابة»، فلما رأى أحُدًا قال: «هذا جُبيل يُحبنا (¬1) ونحبه» ... 55 - باب العُشر فيما يسقى من ماء السماء وبالماء الجاري ولم ير عمر بن عبد العزيز في العسل شيئًا. عن سالم بن عبد الله عن أبيه - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريًا العشر، وما سُقي بالنضح نصف العشر» (¬2). ¬
57 - باب أخذ صدقة التمر عند صرام النخل
57 - باب أخذ صدقة التمر عند صرام النخل وهل يُترك الصبي فيمس تمر الصدقة؟ 1485 - حدثنا عمر (¬1) بن محمد بن الحسن الأسدي حدثني أبي حدثنا إبراهيم ابن طهمان عن محمد بن زياد عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُؤتى بالتمر عند صرام النخل، فيجيء هذا بتمره وهذا من تمره، حتى يصير عنده كومًا من تمر، فجعل الحسن والحسين - رضي الله عنهما - يلعبان بذلك التمر (¬2)، فأخذ أحدهما تمرة فجعله في فيه، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فأخرجها من فيه فقال: «أما علمت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة» (¬3). ¬
59 - باب هل يشتري صدقته؟
1488 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الثمار حتى تُزهى. قال: حتى تحمار» (¬1). 59 - باب هل يشتري صدقته؟ ولا بأس أن يشتري صدقة غيره لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما نهى المتصدق خاصة عن الشراء ولم ينه غيره 1489 - عن سالم أن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - كان يحدث «أن عمر بن الخطاب تصدق بفرس في سبيل الله، فوجده يُباع، فأراد أن يشتريه، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأمره فقال: «لا تعد في صدقتك». فبذلك كان ابن عمر - رضي الله عنهما - لا يترك أن يبتاع شيئًا تصدق به إلا جعله صدقه» (¬2). ¬
60 - باب ما يذكر في الصدقة للنبي - صلى الله عليه وسلم -
قال الحافظ: ... ويلتحق بالصدقة الكفارة والنذر وغيرهما من القربات. وأما إذا ورثه فلا كراهة. وأبعد من قال يتصدق به (¬1). قال الحافظ: ... وكأنه فهم أن النهي عن شراء الصدقة إنما هو لمن أراد أن يتملكها لا لمن يردها صدقها (¬2). 60 - باب ما يُذكر في الصدقة للنبي - صلى الله عليه وسلم - 1491 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أخذ الحسن بن علي - رضي الله عنهما - تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كخ، كخ، ليطرحها. ثم قال: أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة»؟ (¬3) 61 - باب الصَّدَقَةِ عَلَى مَوَالِى أَزْوَاجِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -. 1492 - عَنِ ابْنِ عَبِّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ: «وَجَدَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - شَاةً مَيِّتَةً ¬
63 - باب أخذ الصدقة من الأغنياء وترد فى الفقراء حيث كانوا
أُعْطِيَتْهَا مَوْلاَةٌ لِمَيْمُونَةَ مِنَ الصَّدَقَةِ، قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - هَلاَّ انْتَفَعْتُمْ بِجِلْدِهَا؟ (¬1) قَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ. قَالَ: «إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا». 63 - باب أَخْذِ الصَّدَقَةِ مِنَ الأَغْنِيَاءِ وَتُرَدَّ فِى الْفُقَرَاءِ (¬2) حَيْثُ كَانُوا 1496 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ: «إِنَّكَ سَتَأْتِى قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ ¬
64 - باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة
بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً (¬1) تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ». 64 - باب صَلاَةِ الإِمَامِ وَدُعَائِهِ لِصَاحِبِ الصَّدَقَةِ وَقَوْلِهِ: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة: 103]. 1497 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلاَنٍ. فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ (¬2) عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى». ¬
65 - باب ما يستخرج من البحر
65 - باب مَا يُسْتَخْرَجُ مِنَ الْبَحْرِ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: لَيْسَ الْعَنْبَرُ بِرِكَازٍ، هُوَ شَىْءٌ دَسَرَهُ الْبَحْرُ وَقَالَ الْحَسَنُ: فِي الْعَنْبَرِ وَاللُّؤْلُؤِ الْخُمُسُ (¬1)، فَإِنَّمَا جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الرِّكَازِ الْخُمُسَ، لَيْسَ فِى الَّذِى يُصَابُ (¬2) فِي الْمَاءِ. 1498 - وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم «أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِأَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا، فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ، فَأَخَذَهَا لأَهْلِهِ حَطَبًا -فَذَكَرَ الْحَدِيثَ- فَلَمَّا نَشَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ» (¬3). ¬
66 - باب في الركاز الخمس
66 - باب فِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ وَقَالَ مَالِكٌ وَابْنُ إِدْرِيسَ: الرِّكَازُ دِفْنُ الْجَاهِلِيَّةِ، فِي قَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ الْخُمُسُ. وَلَيْسَ الْمَعْدِنُ بِرِكَازٍ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَعْدِنِ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ. وَأَخَذَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنَ الْمَعَادِنِ مِنْ كُلِّ مِائَتَيْنِ خَمْسَةً. وَقَالَ الْحَسَنُ: مَا كَانَ مِنْ رِكَازٍ فِي أَرْضِ الْحَرْبِ فَفِيهِ الْخُمُسُ، وَمَا كَانَ مِنْ أَرْضِ السِّلْمِ فَفِيهِ الزَّكَاةُ، وَإِنْ وَجَدْتَ اللُّقَطَةَ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ فَعَرِّفْهَا، وَإِنْ كَانَتْ مِنَ الْعَدُوِّ فَفِيهَا الْخُمُسُ (¬1). وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ الْمَعْدِنُ رِكَازٌ مِثْلُ دِفْنِ الْجَاهِلِيَّةِ، لأَنَّهُ يُقَالُ: أَرْكَزَ الْمَعْدِنُ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ شَىْءٌ. قِيلَ لَهُ: قَدْ يُقَالُ لِمَنْ وُهِبَ لَهُ شَىْءٌ أَوْ رَبِحَ رِبْحًا كَثِيرًا أَوْ كَثُرَ ثَمَرُهُ أَرْكَزْتَ. ثُمَّ نَاقَضَ وَقَالَ: لاَ بَأْسَ أَنْ يَكْتُمَهُ فَلاَ يُؤَدِّيَ الْخُمُسَ (¬2). 1499 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ (¬3)، وَفِى الرِّكَازِ الْخُمُسُ». 67 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} وَمُحَاسَبَةِ الْمُصَدِّقِينَ مَعَ الإِمَامِ 1500 - عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضى الله عنه قَالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ ¬
68 - باب استعمال إبل الصدقة وألبانها لأبناء السبيل
صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِنَ الأَسْدِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ يُدْعَى ابْنَ اللُّتْبِيَّةِ فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ (¬1). 68 - باب اسْتِعْمَالِ إِبِلِ الصَّدَقَةِ وَأَلْبَانِهَا لأَبْنَاءِ السَّبِيلِ 1501 - عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه «إنَّ نَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ اجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، فَرَخَّصَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا. فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ. فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأُتِيَ بِهِمْ فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ وَتَرَكَهُمْ بِالْحَرَّةِ يَعَضُّونَ الْحِجَارَةَ» (¬2). 69 - باب وَسْمِ الإِمَامِ إِبِلَ الصَّدَقَةِ بِيَدِهِ 1502 - عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضى الله عنه قَالَ: «غَدَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ لِيُحَنِّكَهُ، فَوَافَيْتُهُ فِي يَدِهِ الْمِيسَمُ (¬3) يَسِمُ إِبِلَ الصَّدَقَةِ». ¬
70 - باب فرض صدقة الفطر
70 - باب فَرْضِ صَدَقَةِ الْفِطْرِ 1503 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّي قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ» (¬1). 73 - باب صَدَقَةِ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ 1506 - عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ رضي الله عنه يَقُولُ: «كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ» (¬2). ¬
75 - باب صاع من زبيب
75 - باب صَاعٍ مِنْ زَبِيبٍ 1508 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: «كُنَّا نُعْطِيهَا فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ وَجَاءَتِ السَّمْرَاءُ قَالَ: أُرَى مُدًّا مِنْ هَذَا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ» (¬1). 77 - باب صَدَقَةِ الْفِطْرِ عَلَى الْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ فِي الْمَمْلُوكِينَ لِلتِّجَارَةِ: يُزَكَّى فِى التِّجَارَةِ، وَيُزَكَّى فِى الْفِطْرِ (¬2). 1511 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: «فَرَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَدَقَةَ الْفِطْرِ -أَوْ قَالَ: رَمَضَانَ- عَلَى الذَّكَرِ وَالأُنْثَى وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، فَعَدَلَ النَّاسُ بِهِ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ. فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضى الله عنهما يُعْطِى التَّمْرَ، فَأَعْوَزَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنَ التَّمْرِ فَأَعْطَى شَعِيرًا، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ حَتَّى إِنْ كَانَ يُعْطى عَنْ بَنِيَّ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضى الله عنهما يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا. وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ» (¬3). ¬
78 - باب صدقة الفطر على الصغير والكبير
78 - باب صَدَقَةِ الْفِطْرِ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ (¬1) 1512 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ». ¬
26 - كتاب العمرة
26 - كتاب العمرة 1 - باب العمرة وُجُوبِ الْعُمْرَةِ وَفَضْلِهَا وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: لَيْسَ أَحَدٌ إِلاَّ وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ وَعُمْرَةٌ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: إِنَّهَا لَقَرِينَتُهَا فِى كِتَابِ اللَّهِ {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]. 1773 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ». قال الحافظ: . . . وجزم المصنف بوجوب العمرة، وهو متابع في ذلك للمشهور عن الشافعي وأحمد وغيرهما من أهل الأثر (¬1). ¬
2 - باب من اعتمر قبل الحج
2 - باب مَنِ اعْتَمَرَ قَبْلَ الْحَجِّ 1774 - عن ابْنُ جرير «إنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ الْعُمْرَةِ قَبْلَ الْحَجِّ فَقَالَ: لاَ بَأْسَ. قَالَ عِكْرِمَةُ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ» (¬1). 3 - باب كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ 1777 - عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَجَبٍ» (¬2). ¬
1781 - قَالَ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما: «اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذِي الْقَعْدَةِ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ مَرَّتَيْنِ» (¬1). قال الحافظ: . . . (فقال بدعة) تقدم الكلام على ذلك والبحث فيه في أبواب التطوع (¬2). قال الحافظ: . . . وإنما سميت عمرة القضية والقضاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قاضى قريشا فيها لا أنها وقعت قضاء عن العمرة التي صد عنها (¬3). قال الحافظ: . . . سكوت ابن عمر على إنكار عائشة يدل على أنه كان اشتبه عليه أو نسي أو شك (¬4). ¬
5 - باب العمرة ليلة الحصبة وغيرها
قال الحافظ: . . . (فصل) لم يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم إلا في أشهر الحج كما تقدم، وقد ثبت فضل العمرة في رمضان بحديث الباب، فأيهما أفضل؟ (¬1). قال الحافظ: . . . وقال صاحب (¬2) "الهدى": يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كان يشتغل في رمضان من العبادة بما هو أهم من العمرة، وخشي من المشقة على أمته إذ لو اعتمر في رمضان لبادروا إلى ذلك مع ما هم عليه من المشقة في الجمع بين العمرة والصوم، وقد كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يفرض على أمته وخوفا من المشقة عليهم (¬3). 5 - باب الْعُمْرَةِ لَيْلَةَ الْحَصْبَةِ وَغَيْرِهَا 1783 - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُوَافِينَ لِهِلاَلِ ذِي الْحَجَّةِ، فَقَالَ لَنَا: مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِالْحَجِّ فَلْيُهِلَّ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، فَلَوْلاَ أَنِّي أَهْدَيْتُ لأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ. قَالَتْ: فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ، وَكُنْتُ مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، فَأَظَلَّنِي يَوْمُ عَرَفَةَ وَأَنَا حَائِضٌ، فَشَكَوْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ارْفُضِي عُمْرَتَكِ (¬4)، ¬
6 - باب عمرة التنعيم
وَانْقُضِي رَأْسَكِ وَامْتَشِطِي، وَأَهِلِّى بِالْحَجِّ. فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ أَرْسَلَ مَعِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ إِلَى التَّنْعِيمِ، فَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ مَكَانَ عُمْرَتِي». 6 - باب عُمْرَةِ التَّنْعِيمِ (¬1) 1784 - عَنْ عَمْرٍو بْنَ أَوْسٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِى بَكْرٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ أَنْ يُرْدِفَ عَائِشَةَ وَيُعْمِرَهَا مِنَ التَّنْعِيمِ». قال الحافظ: . . . قال صاحب "الهدي": لم ينقل أنه صلى الله عليه وسلم اعتمر مدة إقامته بمكة قبل الهجرة، ولا اعتمر بعد الهجرة إلا داخلا إلى مكة، ولم يعتمر قط خارجا من مكة إلى الحل ثم يدخل مكة بعمرة كما يفعل الناس اليوم (¬2)، ولا ثبت عن أحد من الصحابة أنه فعل ذلك في حياته إلا عائشة وحدها انتهى. 7 - باب الاِعْتِمَارِ بَعْدَ الْحَجِّ بِغَيْرِ هَدْيٍ 1786 - عن عَائِشَةُ رضي الله عنها قَالَتْ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُوَافِينَ لِهِلاَلِ ذِي الْحَجَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهِلَّ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُهِلَّ بِحَجَّةِ فَلْيُهِلَّ، وَلَوْلاَ أَنِّي أَهْدَيْتُ لأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ. فَمِنْهُمْ مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنْهُمْ مِنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ، وَكُنْتُ مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، فَحِضْتُ قَبْلَ أَنْ أَدْخُلَ مَكَّةَ، فَأَدْرَكَنِي يَوْمُ عَرَفَةَ وَأَنَا حَائِضٌ، فَشَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: دَعِي عُمْرَتَكِ، وَانْقُضِي رَأْسَكِ وَامْتَشِطِي، ¬
8 - باب أجر العمرة على قدر النصب
وَأَهِلِّى بِالْحَجِّ، فَفَعَلْتُ. فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ أَرْسَلَ مَعِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ إِلَى التَّنْعِيمِ، فَأَرْدَفَهَا، فَأَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ مَكَانَ عُمْرَتِهَا، فَقَضَى اللَّهُ حَجَّهَا وَعُمْرَتَهَا، وَلَمْ يَكُنْ فِي شَىْءٍ مِنْ ذَلِكَ هَدْيٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَلاَ صَوْمٌ» (¬1). 8 - باب أَجْرِ الْعُمْرَةِ عَلَى قَدْرِ النَّصَبِ 1787 - قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَصْدُرُ النَّاسُ بِنُسُكَيْنِ وَأَصْدُرُ بِنُسُكٍ؟ فَقِيلَ لَهَا: «انْتَظِرِي، فَإِذَا طَهُرْتِ فَاخْرُجِي إِلَى التَّنْعِيمِ فَأَهِلِّي، ثُمَّ ائْتِينَا بِمَكَانِ كَذَا، وَلَكِنَّهَا عَلَى قَدْرِ نَفَقَتِكِ، أَوْ نَصَبِكِ» (¬2). قال الحافظ: . . . قال النووي: ظاهر الحديث أن الثواب والفضل في العبادة يكثر بكثرة النصب والنفقة، وهو كما قال، لكن ليس ذلك بمطرد (¬3): فقد يكون بعض العبادة أخف من بعض وهو أكثر فضلا. . . ¬
9 - باب المعتمر إذا طاف طواف العمرة ثم خرج هل يجزئه من طواف الوداع؟
9 - باب الْمُعْتَمِرِ إِذَا طَافَ طَوَافَ الْعُمْرَةِ ثُمَّ خَرَجَ هَلْ يُجْزِئُهُ مِنْ طَوَافِ الْوَدَاعِ؟ 1788 - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «خَرَجْنَا مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ وَحُرُمِ الْحَجِّ، فَنَزَلْنَا بسرف، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ: مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلاَ. وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ذَوِي قُوَّةٍ الْهَدْيُ فَلَمْ تَكُنْ لَهُمْ عُمْرَةً (¬1). فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ لأَصْحَابِكَ مَا قُلْتَ، فَمُنِعْتُ الْعُمْرَةَ. قَالَ: وَمَا شَأْنُكِ؟ قُلْتُ: لاَ أُصَلِّى. قَالَ، فَلاَ يَضُرَّكِ، أَنْتِ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ، كُتِبَ عَلَيْكِ مَا كُتِبَ عَلَيْهِنَّ، فَكُونِي فِي حَجَّتِكِ، عَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَكِهَا، قَالَتْ: فَكُنْتُ حَتَّى نَفَرْنَا مِنْ مِنًى فَنَزَلْنَا الْمُحَصَّبَ، فَدَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: اخْرُجْ بِأُخْتِكَ من الْحَرَمَ فَلْتُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ افْرُغَا مِنْ طَوَافِكُمَا، أَنْتَظِرْكُمَا هَا هُنَا. فَأَتَيْنَا فِى جَوْفِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: فَرَغْتُمَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَنَادَى بِالرَّحِيلِ فِى أَصْحَابِهِ، فَارْتَحَلَ النَّاسُ، وَمَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ قَبْلَ صَلاَةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ خَرَجَ مُوَجِّهًا إِلَى الْمَدِينَةِ» (¬2). ¬
10 - باب يفعل بالعمرة ما يفعل بالحج
10 - باب يَفْعَلُ بالْعُمْرَةِ مَا يَفْعَلُ بالْحَجِّ 1789 - عن صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ يَعْنِي عَنْ أَبِيهِ «أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْجِعْرَانَةِ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ وَعَلَيْهِ أَثَرُ الْخَلُوقِ -أَوْ قَالَ صُفْرَةٍ- فَقَالَ: كَيْفَ تَأْمُرُنِى أَنْ أَصْنَعَ فِي عُمْرَتِي؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسُتِرَ بِثَوْبٍ، وَوَدِدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ. فَقَالَ عُمَرُ: تَعَالَ، أَيَسُرُّكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْوَحْىَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَرَفَعَ طَرَفَ الثَّوْبِ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ لَهُ غَطِيطٌ -وَأَحْسِبُهُ قَالَ: كَغَطِيطِ الْبَكْرِ- فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ (¬1) قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْعُمْرَةِ؟ اخْلَعْ عَنْكَ الْجُبَّةَ، وَاغْسِلْ أَثَرَ الْخَلُوقِ عَنْكَ، وَأَنْقِ الصُّفْرَةَ، وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكِ (¬2)». 1790 - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -وَأَنَا يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ- أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} فَلاَ أُرَى عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا أَنْ لاَ يَطَّوَّفَ بِهِمَا. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: كَلاَّ، لَوْ كَانَتْ كَمَا تَقُولُ كَانَتْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لاَ يَطَّوَّفَ بِهِمَا، إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الأَنْصَارِ، كَانُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ، وَكَانَتْ مَنَاةُ حَذْوَ قُدَيْدٍ، وَكَانُوا يَتَحَرَّجُونَ أَنْ يَطُوفُوا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلاَمُ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ¬
11 - باب متى يحل المعتمر؟
ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} زَادَ سُفْيَانُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامٍ: مَا أَتَمَّ اللَّهُ حَجَّ امْرِئٍ وَلاَ عُمْرَتَهُ لَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ» (¬1). 11 - باب مَتَى يَحِلُّ الْمُعْتَمِرُ؟ وَقَالَ عَطَاءٌ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه: «أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً وَيَطُوفُوا، ثُمَّ يُقَصِّرُوا وَيَحِلُّوا». 1791 - عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: «اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاعْتَمَرْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ طَافَ وَطُفْنَا مَعَهُ، وَأَتَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ وَأَتَيْنَاهَا مَعَهُ، وَكُنَّا نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَرْمِيَهُ أَحَدٌ (¬2). فَقَالَ لَهُ صَاحِبٌ لِي: أَكَانَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ؟ قَالَ: لاَ». 1792 - قَالَ فَحَدِّثْنَا مَا قَالَ لِخَدِيجَةَ، قَالَ: «بَشِّرُوا خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ (¬3)، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ». قال الحافظ: . . . وتقدم الكلام عن قوله "أدخل الكعبة" في "باب من لم يدخل الكعبة في أثناء الحج" وقوله "لا" في جواب "أدخل الكعبة" معناه أنه لم يدخلها في تلك العمرة (¬4). ¬
12 - باب ما يقول إذا رجع من الحج أو العمرة أو الغزو؟
12 - باب مَا يَقُولُ إِذَا رَجَعَ مِنَ الْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ أَوِ الْغَزْوِ؟ (¬1) 1797 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ يُكَبِّرُ (¬2) عَلَى كُلِّ شَرَفٍ (¬3) مِنَ الأَرْضِ ثَلاَثَ تَكْبِيرَاتٍ ثُمَّ يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ (¬4)». 13 - باب اسْتِقْبَالِ الْحَاجِّ الْقَادِمِينَ، وَالثَّلاَثَةِ عَلَى الدَّابَّةِ (¬5) 1798 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ (¬6) اسْتَقْبَلَتْهُ أُغَيْلِمَةُ بَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَحَمَلَ وَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَآخَرَ خَلْفَهُ». 14 - باب الْقُدُومِ بِالْغَدَاةِ 1799 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ، وَإِذَا رَجَعَ صَلَّى بِذِي الْحُلَيْفَةِ بِبَطْنِ ¬
15 - باب الدخول بالعشي
الْوَادِي وَبَاتَ حَتَّى يُصْبِحَ (¬1). 15 - باب الدُّخُولِ بِالْعَشِيِّ 1800 - عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لاَ يَطْرُقُ أَهْلَهُ، كَانَ لاَ يَدْخُلُ إِلاَّ غُدْوَةً أَوْ عَشِيَّةً» (¬2). 16 - باب لاَ يَطْرُقُ أَهْلَهُ إِذَا بَلَغَ الْمَدِينَةَ 1801 - عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: «نَهَى (¬3) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَطْرُقَ أَهْلَهُ لَيْلاً» (¬4). 17 - باب مَنْ أَسْرَعَ نَاقَتَهُ إِذَا بَلَغَ الْمَدِينَةَ 1802 - عن أَنَس رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَأَبْصَرَ دَرَجَاتِ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ نَاقَتَهُ، وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً حَرَّكَهَا». قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: زَادَ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ حُمَيْدٍ «حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّهَا». حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ «جُدُرَاتٍ» (¬5). تَابَعَهُ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ. ¬
18 - باب قول الله تعالى: {وأتوا البيوت من أبوابها} [البقرة: 189].
18 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} (¬1) [البقرة: 189]. 1803 - عَنْ الْبَرَاءَ رضي الله عنه قَالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِينَا، كَانَتِ الأَنْصَارُ إِذَا حَجُّوا فَجَاءُوا لَمْ يَدْخُلُوا مِنْ قِبَلِ أَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ، وَلَكِنْ مِنْ ظُهُورِهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَدَخَلَ مِنْ قِبَلِ بَابِهِ، فَكَأَنَّهُ عُيِّرَ بِذَلِكَ، فَنَزَلَتْ {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}». 19 - باب السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ 1804 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ (¬2): يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ. فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ» (¬3). 20 - باب الْمُسَافِرِ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ يُعَجِّلُ إِلَى أَهْلِهِ 1805 - عَنْ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَبَلَغَهُ عَنْ صَفِيَّةَ (¬4) بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ شِدَّةُ وَجَعٍ، فَأَسْرَعَ ¬
السَّيْرَ، حَتَّى كَانَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّفَقِ نَزَلَ، فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعَتَمَةَ، جَمَعَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ إِنِّى رَأَيْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا».
تمت قراءة هذا الجزء في يوم الإثنين 5/ 7 /1412 هـ-وقد بدأنا قراءته في 30/ 5 / 1411 هـ-فاستغرقنا بقراءته سنة كاملة وشهر وخمسة أيام والله الهادي
الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري بقلم أبي محمد عبد الله بن مانع الروقي الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (2)
25 - كتاب الحج
25 - كتاب الحج 1 - باب وجوب الحج وفضله وقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97]. 1513 - عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان الفضل رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاءت امرأة من خثعم، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يصرف وجه الفضل إلى الشَّق الآخر، فقالت: يا رسول الله إن فريضة (¬1) الله على عباده في الحجَّ أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يثُبت على الراحلة، أفأحجُّ عنه؟ قال: نعم. وذلك في حجة الوداع». 2 - باب قول الله تعالى: {يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج: 28]. فجاجًا: الطرُق السريعة 1514 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركب راحلته بذي الحليفة ثم يُهلُّ حتى تستوي به قائمة» (¬2). ¬
3 - باب الحج على الرحل
3 - باب الحجَّ على الرَّحل (¬1) 1516 - وقال أبان حدثنا مالك (¬2) بن دينار عن القاسم بن محمد عن عائشة - رضي الله عنها - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معها أخاها عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم، وحملَها على قَتب». 1517 - عن عبد الله بن أنس قال: حجَّ أنس على رحل، ولم يكن شحيحًا، وحدَّث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجَّ على رحل وكانت زاملته» (¬3). 4 - باب فضل الحجَّ المبرور 1520 - عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نُجاهد؟ قال: لا، ولكن أفضل الجهاد حج مبرور» (¬4). ¬
8 - باب ميقات أهل المدينة، ولا يهلوا قبل ذي الحليفة
1521 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من حجَّ لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» (¬1). 8 - باب ميقات أهل المدينة، ولا يُهلُّوا (¬2) قبل ذي الحُليفة 1525 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يُهلُّ (¬3) أهل المدينة من ذي الحليفة، وأهل الشام من الجُحفة، وأهل نجد من قرن». قال عبد الله «وبلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ويهُلُّ أهل اليمن من يلمْلم». ¬
13 - باب ذات عرق لأهل العراق
13 - باب ذات عرق لأهل العراق 1531 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لما فُتح هذا المصران (¬1) أتَوا عمر فقالوا: يا أمير المؤمنين إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدَّ لأهل نجد قرنًا وهو جَوْرُ عن طريقنا، وإنا إن أردنا قرنًا شقَّ علينا. قال: فانظروا حذوها من طريقكم. فحدَّ لهم ذات عرق (¬2). 15 - باب خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - على طريق الشجرة 1533 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخرُج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المُعَرَّس، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كام خرج إلى مكة يُصلَّي في مسجد الشجرة، وإذا رجع صلَّى بذي الخليفة الوادي وبات حتى يُصبح» (¬3). 16 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «العقيق واد مبارك» (¬4) 1534 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال إنه سمع عمر - رضي الله عنه - يقول: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - بوادي العقيق يقول: أتأني الليلة آت من ربَّي ¬
17 - باب غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب
فقال: صَلَّ (¬1) في هذا الوادي المبارك وقل: عُمرة في حجَّة». قال الحافظ: ... وفي الحديث فضل العقيق كفضل المدينة وفضل الصلاة فيه (¬2). 17 - باب غسل الخَلوق ثلاث مرات من الثياب 1536 - عن صفوان بن يعلى أخبره «أن يعلى قال لعمر - رضي الله عنه -: أرني النبي - صلى الله عليه وسلم - حين يوحى إليه. قال: فبينما النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة -ومعه نفر من أصحابه -جاءه رجل فقال: يا رسول الله، كيف ترى في رجل أحرم بعمرة وهو متُضَمَّخٌ بطيب؟ فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة، فجاءه الوحي، ¬
18 - باب الطيب عند الإحرام، وما يلبس إذا أراد أن يحرم، ويترج ويدهن
فأشار عمر - رضي الله عنه - أن يعلى، فجاء يعلى -وعلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوب قد أظل به -فأدخل رأسه، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محمرُّ الوجه وهو يِغطُّ، ثم سُرَّيَ عنه فقال: «أين الذي سأل عم العمرة؟ » فأتيَ برجل فقال: «اغسل الطيب الذي بك ثلاث مرات، وانزع عنك الجُبَّة، واصنع في عُمرتك كما تصنع في حجَّتك» قلت لعطاء: أراد الإنقاء حين أمره أن يغسل ثلاث مرات (¬1) قال: نعم. 18 - باب الطيب عند الإحرام، وما يلبس إذا أراد أن يحرم، ويترجَّ ويدَّهن وقال: ابن عباس - رضي الله عنهما -: يشمُّ المحرم الرَّيحان (¬2)، وينظرُ في المرآة، ويتداوى بما يأكل الزيت والسمن. وقال عطاء: يتختَّم ويلبس الهميان. وطاف ابن عمر - رضي الله عنهما - وهو محرم وقد حزم على بطنه بثوب (¬3). ولم تر عائشة بالتُّبان (¬4) بأسًا (¬5) للذين يرحلون هودجها. ¬
22 - باب الركوب والارتداف في الحج
22 - باب الركوب والارتداف في الحج 1543، 1544 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن أسامة - رضي الله عنه - كان رِدف النبي - صلى الله عليه وسلم - من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفصل في المزدلفة إلى منى، قال فكلاهما قال: لم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يُلبَّ (¬1) حتى رمى جمرة العقبة». 23 - باب ما يلبس المحرم من الثياب والأردية والأزُر 1545 - عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة بعدما ترجَّل وادَّهن ولبس إزاره ورداءه هو وأصحابه، فلم ينه عن شيء من الأردية والأزُر تُلبس إلا المزعفرة التي تردع على الجلد، فأصبح بذي الحليفة، ركب راحلته حتى استوي على البيداء أهلَّ هو وأصحابه، وقلَّد بدنته، وذلك لخمس بقين من ذي القعدة، فقد مكة لأربع ليالي خلون من ذي الحجة، فطاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة، ولم يحل من أجل بُدنه لأنه قلَّدها. ثم نزل بأعلى مكة عند الحجون وهو مهلٌّ بالحجَّ، ولم يقرب (¬2) الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة، وأمر أصحابه أن ¬
26 - باب التلبية
يطوفوا بالبين وبين الصفا والمروة، ثم يقصروا من رؤوسهم ثم يحلوا، وذلك لمن لم يكن معه بدنة قلدها، ومن كانت معه امرأته فهي له حلال والطيب والثياب». 26 - باب التلبية 1549 - عند عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «إن تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك له لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك» (¬1). قال الحافظ: ... لا بأس أن يزيد فيها من الذكر لله ما أحب، وهو قول محمد والثوري والأوزاعي، واحتجوا بحديث أبي هريرة يعني الذي أخرجه النسائي (¬2). 29 - باب الإهلال مستقبل القبلة 1553 - حدثنا أيوب عن نافع قال: «كان ابن عمر - رضي الله عنهما - إذا صلي بالغداة بذي الخليفة أمر براحلته فرحلت، ثم ركبن فإذا استوت به ¬
30 - باب التلبية إذا انحدر في الوادي
استقبل القبلة قائمًا ثم يلبي حتى يبلغ المحرم (¬1)، ثم يمسك (¬2)، حتى إذا جاء إذا طوي بات به حتى يصبح، فإذا صلى الغداة اغتسل وزعم أن رسول الله فعل ذلك». 1554 - حدثنا فليح عن نافع قال: «كان ابن عمر - رضي الله عنهما - إذا أراد الخروج إلى مكة ادهن بدهن ليس له رائحة طيبة (¬3)، ثم يأتي مسجد الحليفة فيصلي، ثم يركب. وإذا استوت به راحلته قائمة أحرم ثم قال: هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل». 30 - باب التلبية إذا انحدر في الوادي 1555 - عن مجاهد قال: «كنا عند ابن عباس - رضي الله عنهما -، فذكروا الدجال أنه قال مكتوب بين عينيه: كافر (¬4). فقال ابن عباس: لم أسمعه، ¬
31 - باب كيف تهل الحائض والنفساء؟
ولكنه قال: أما موسى كأني أنظر إليه إذا انحدر في الوادي يلبي» (¬1). 31 - باب كيف تهل الحائض والنفساء؟ 1556 - عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فأهللنا (¬2) بعمرة ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من كان معه هدي فليهل (¬3) بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعًا». فقدمت مكة وأنا حائض ولم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة (¬4)، فشكرت ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «انفضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة»، ففعلت، فلما قضينا الحج أرسلني النبي - صلى الله عليه وسلم - مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فاعتمرت فقال: «هذا مكان عمرتك». قالت: فطاف الذين كانوا أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة ثم حلوا، ثم طوافًا واحدًا (¬5) بعد أن رجعوا من منى، وأما الذين جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافًا واحدًا». ¬
32 - باب من أهل في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - كإهلال النبي - صلى الله عليه وسلم -
32 - باب من أهل في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - كإهلال النبي - صلى الله عليه وسلم - 1558 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «قدم علي - رضي الله عنه - على النبي - صلى الله عليه وسلم - من اليمن فقال: «بما أهللت؟ » قال: بما أهل به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «لولا أن معي الهدي لأحللت» وزاد محمد بن بكر بن ابن جريج قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بما أهللت يا علي؟ » قال: بما أهل به النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1) قال: «فأهد وامكث حرامًا كما أنت». 1559 - عن أبي موسي - رضي الله عنه - قال: «بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قوم باليمن، فجئت وهو بالبطحاء فقال: «بما أهللت؟ » قلت أهللت كإهلال النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: «هل معك من هدي؟ » قلت: لا. فأمرني فطفت بالبيت وبالصفا والمروة. ثم أمرني فأحللت، فأتيت امرأة من قومي (¬2) فمشطتني أو غسلت رأسي. فقدم عمر - رضي الله عنه - فقال: إن نأخذ بكتاب الله فإنه يأمرنا بالتمام، قال الله: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ} [البقرة: 196]. وإن نأخذ بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه لم يحل حتى نحر الهدي». ¬
33 - باب قول الله تعالى: {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}، {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج}.
قال الحافظ: ... وظهر لي من ذلك أن المراد بقيس قيس بن سليم والد أبي موسى الأشعري وأن المرأة (¬1) زوج بعض إخوته. 33 - باب قول الله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}. وقال ابن - رضي الله عنهما -: «أشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة». وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - «من السنة أن لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج». وكره عثمان - رضي الله عنه - أن يحرم من خراسان أو كرمان (¬2) 156 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أشهر الحج، وليالي الحج، وحرم الحج، فنزلنا بسرف. قالت: فخرج إلى أصحابه فقال: «من لم يكن منكم معه هدي فأحب أن يجعلها عمرة ¬
34 - باب التمتع والقران والإفراد بالحج وفسخ الحج لمن لم يكن معه هدي
فليفعل، ومن كان معه الهدي فلا». قالت: فالآخذ بها والتارك لها من أصحابه. قالت: فأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجال من أصحابه فكانوا أهل قوة وكان معهم الهدي فلم يقدروا (¬1) على العمرة. قالت: فدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي فقال: «ما يبكيك يا هنتاه؟ » قلت: سمعت قولك لأصحابك فمنعت العمرة ... [الحديث]. 34 - باب التمتع والقران والإفراد بالحج وفسخ الحج لمن لم يكن معه هدي 1561 - عن عائشة - رضي الله عنها -: «خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا نرى إلا أنه الحج، فلما قدمنا تطوفنا بالبيت، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - من لم يكن ساق الهدي أن يحل، فحل من لم يكن ساق الهدي ونساؤه لم يسقن فأحللن. قالت عائشة - رضي الله عنها -: فحضت، فلم أطف البيت. فلما كانت ليلة الحصبة قالت: يا رسول الله، يرجع الناس بعمرة وحجة وأرجع أنا بحجة. قال: «وما طفت ليالي قدمنا مكة؟ » قلت: لا. قال: «فاذهبي مع أخيك إلى التنعيم فأهلي بعمرة (¬2)، ثم موعدك كذا كذا». قالت صفية: ما أراني إلا حابستهم. قال: «عقرى حلقى، أو ما طفت يوم النحر؟ » قالت: قلت بلي. قال: «لا بأس، انفري». قالت عائشة - رضي الله عنها -: فلقيني النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مُصعدٌ من مكة وأنا منهبطة عليها، أو أنا مصعدة وهو منهبط منها». 1562 - عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
عام حجة الوداع، فمنا من أهل بعمرة، ومنا من أهل بحجة وعمرة، ومنا من أهل بالحج، وأهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحج (¬1). فأما من أهل بالحج أو جمع الحج والعمرة (¬2) لم يحلوا حتى كان يوم النحر» (¬3). 1564 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرم صفرًا، ويقولون: إذا برأ الدبر (¬4)، وعف الأثر، وانسلخ صفر، حلت العمرة لمن اعتمر. قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج، فأمرهم أن يجعلوها عمرة، فتعاظم ذلك عنهم فقالوا: يا رسول الله، أي الحل. قال: «حل كله». 1567 - عن شعبة قال: أخبرنا أبو جمرة بن عمران الضبعي قال: «تمتعت، فنهاني أناس، فسألت ابن عباس - رضي الله عنهما - فأمرني، فرأيت في المنام كأن رجلًا يقول لي: حج مبرور وعمرة متقبلة، فأخبرت ابن عباس فقال: سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال لي: أقم عندي فأجعل لك سهمًا من مالي. قال شعبة: فقلت: لم؟ فقال: للرؤيا التي رأيت» (¬5). ¬
36 - باب التمتع على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال الحافظ: ... وقال صاحب الهداية من الحنفية: الخلاف بيننا وبين الشافعي مبني على أن القارن يطوف طوافًا واحدًا وسعيًا واحدًا فبهذا فإن الإفراد أفضل (¬1) ... قال الحافظ: ... وهذا أعدل المذاهب وأشبهها بموافقة الأحاديث الصحيحة (¬2). قال الحافظ: ... قوله (حدثنا أبو شهاب) هو الأكبر واسمه موسى بن نافع (¬3). قال الحافظ: ... قال مغلطاي: كأنه يقول من كان هكذا لا يجعل حديثه أصلًا من أصول العلم (¬4). 36 - باب التمتع على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 1571 - عن قتادة قال: حدثني مطرف عن عمران - رضي الله عنه - قال: «تمتعنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزل القرآن، قال رجل برأيه ما شاء» (¬5). ¬
38 - باب الاغتسال عند دخول مكة
قال الحافظ: ... قوله (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي) (¬1). قال الحافظ: ... والذي ذهب إليه الجمهور أن التمتع أن يجمع الشخص الواحد بينهما في سهر واحد في أشهر الحج في عام واحد وأن يقدم العمرة وأن لا يكون مكيًا (¬2). 38 - باب الاغتسال عند دخول مكة 1573 - أخبرنا أيوب عن نافع قال: «كان ابن عمر - رضي الله عنهما - إذا دخل أدني الحرم أمسك (¬3) عن التلبية، ثم يبيت بذي طوي، ثم يصلي به الصبح ويغتسل (¬4)، ويحدث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك». 39 - باب دخول مكة نهارًا أو ليلاً 1574 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «بات النبي - صلى الله عليه وسلم - بذي طوي حتى أصبح ثم دخل مكة، وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يفعله» (¬5). ¬
40 - باب من أين يدخل مكة
40 - باب من أين يدخل مكة 1575 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخل من الثنية العليا ويخرج من الثنية السفلى» (¬1). 41 - باب من أين يخرج من مكة 1576 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة من كداء من الثنية العليا التي بالبطحاء، ويخرج من الثنية السفلى». قال أبو عبد الله: كان يقال: هو مسدد كاسمه: قال أبو عبد الله: سمعت يحيى بن معين يقول سمعت يحيى ابن سعيد يقول: لو أن مسددًا أتيته في بيته فحدثته لاستحق ذلك، وما أبالي كتبي كانت عندي أو عند مسدد (¬2). قال الحافظ: ... (الثنية السفلى) ذكر في ثاني حديثي الباب «وخرج من كدا» وهو بضم الكاف مقصور وهي عند باب شبيكة بقرب شعب الشاميين من ناحية قعيقعان (¬3). 42 - باب فضل مكة وبنيانها 1583 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: لما بنيت الكعبة ذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - والعباس ينقلان الحجارة، فقال العباس للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اجعل إزارك ¬
على رقبتك (¬1). فخر إلى الأرض (¬2)، وطمحت عيناه إلى السماء فقال: أرني إزاري، فشده عليه» (¬3). 1583 - عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها: «ألم تري أن قومك لما بنو الكعبة اقتصروا علي (¬4) قواعد إبراهيم»، فقلت: يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ قال: «لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت». 1584 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الجدر (¬5) أمن بالبيت هو؟ قال: نعم. قلت: فما لهم لم يدخلوه في البيت؟ قال: «إن قومك قصرت بهم النفقة» (¬6). قلت: فما شأن بابه مرتفعًا؟ قال: «فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا، ولولا أن قومك (¬7) ¬
حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه بالأرض». 1586 - عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: «يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين بابًا شرقيًا وبابًا غربيًا فبلغت به أساس إبراهيم». فذلك الذي حمل ابن الزبير - رضي الله عنهما - على هدمه. قال يزيد: وشهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه من الحجر، وقد رأيت أساس إبراهيم حجارة كأسنمة الإبل. قال جرير: فقلته له أين موضعه؟ قال: أريكة الآن. فدخلت معه الحجر، فأشار إلى مكان فقال: ها هنا: قال جرير: فحزرت من الحجر ستة أذرع أو نحوها» (¬1). قال الحافظ: ... «خرجنا إلى منى فأقمنا بها ثلاثًا ننتظر العذاب، وارتقي ابن الزبير على جدار الكعبة هو بنفسه فهدم» (¬2). قال الحافظ: ... ولم يزل الحجر موجودًا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كما صرح به كثير من الأحاديث الصحيحة (¬3). ¬
44 - باب توريث دور مكة وبيعها وشرائها
44 - باب توريث دور مكة وبيعها وشرائها وأن الناس في المسجد الحرام سواء خاصة، لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً (¬1) ... الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}. البادي: الطارئ. معكوفًا: محبوسًا. 1588 - عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - أنه قال: يا رسول الله أين تنزل، في دارك بمكة؟ فقال: «وهل ترك عقيل من رباع أو دور؟ » وكان عقيل ورق أبا طالب وهو وطالب، ولم يرثه جعفر ولا علي - رضي الله عنهما - شيئًا، لأنهما كانا مسلمين وكان عقيل وطالب كافرين، فكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: لا يرث المؤمن الكافر» (¬2) قال ابن شهاب وكانوا يتأولون قول الله تعالي: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [الأنفال: 72] الآية. ¬
45 - باب نزول النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة
45 - باب نزول النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة 1589 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أراد قدوم مكة: «منزلنا غدًا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر» (¬1). 1590 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الغد يوم النحر- وهو بمنى-: «نحن نازلون غدًا بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر، يعني بذلك المحصب، وذلك أن قريشًا وكنانة تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب- أو بني المطلب- أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -» (¬2). وقال سلامة عن عقيل، ويحيى بن الضحاك عن الأوزاعي، أخبرني ابن شهاب. وقالا: بني هاشم وبني المطلب. قال أبو عبد الله: بني المطلب أشبه (¬3) ¬
47 - باب قول الله تعالي {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل
47 - باب قول الله تعالي {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المائدة: 97]. 1591 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة» (¬1). 48 - باب كسوة الكعبة 1594 - عن أبي وائل قال: جئت إلى شيبة. وحدثنا قبيصة سفيان عن واصل عن أبي وائل قال: جلست مع شيبة على الكرسي في الكعبة فقال: لقد جلس هذا المجلس عمر - رضي الله عنه - فقال: «لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمته. قلت إن صاحبيك لم يفعلا. قال: هما المرآن أقتدي بهما» (¬2). ¬
49 - باب هدم الكعبة
49 - باب هدم الكعبة قالت عائشة - رضي الله عنها -: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يغزو جيش الكعبة فيخسف بهم». 1595 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كأني به أسود (¬1) أفحج يقلعها حجرًا حجرًا». قال الحافظ: ... وكل ذلك لا يعارض قوله تعالي: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا} لأن ذلك إنما وقع بأيدي المسلمين (¬2) فهو مطابق لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ولن يستحل هذا البيت إلا أهله»، فوقع ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو من علامات نبوته، وليس في الآية ما يدل على استمرار الأمن المذكور فيها. والله أعلم (¬3). 50 - باب ذكر في الحجر الأسود 1597 - عن عمر - رضي الله عنه - «أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك» (¬4). ¬
51 - باب إغلاق البيت، ويصلي في أي نواحي البيت شاء.
قال الحافظ: ... ومنها حديث ابن عباس مرفوعًا «نزل الحجر الأسود من الجنة (¬1) وهو أشد بياضًا من اللبن. 51 - باب إغلاق البيت، ويصلي في أي نواحي البيت شاء. 1598 - عن سالم عن أبيه قال: «دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة فأغلقوا عليهم، فلما فتحوا كنت أول من ولج، بلالا فسألته: هل صلي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: نعم، بين العمودين اليمانيين» (¬2). 53 - باب من لم يدخل الكعبة 1600 - عن عبد الله بن أبي أوفي قال: «اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطاف بالبيت، وصلي خلف المقام ركعتين ومعه من يستره (¬3) من الناس، فقال له ¬
54 - باب من كبر في نواحي الكعبة
رجل: أدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكعبة؟ قال: لا» (¬1). 54 - باب من كبر في نواحي الكعبة 1601 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قاتلهم الله، أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط. فدخل البيت فكبر في نواحيه، ولم يصل فيه» (¬2). 56 - باب استلام الحجر الأسود حين يقدم مكة أو ما يطوف، ويرمل ثلاثًا 1603 - عن سالم عن أبيه - رضي الله عنه - قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يقدم مكة إذا استلم الركن الأسود أول ما يطوف يخب ثلاثة أطواف من السبع» (¬3). ¬
57 - باب الرمل في الحج والعمرة
57 - باب الرمل في الحج والعمرة 1605 - عن زيد بن أسلم عن أبيه «أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال للركن (¬1): أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا إني رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - استلمك ما استلمتك؟ فاستلمه ثم قال: ما لنا وللرمل؟ إنما كنا رائينا به المشركين، وقد أهلكهم الله. ثم قال: شيء صنعه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلا نحب أن نتركه». 1606 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: ما تركت استلام هذين الركنين في شدة ولا رخاء منذ رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يستلمهما. قلت لنافع: أكان ابن عمر يمشي بين الركنين؟ قال: إنما كان يمشي ليكون أيسر لاستلامه» (¬2). 58 - باب استلام الركن بالمحجن 1607 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن» (¬3). 59 - باب من لم يستلم إلا الركنين اليمانيين 1608 - عن أبي الشعثاء قال: ومن يتقي شيئًا من البيت؟ وكان معاوية يستلم الأركان، فقال له ابن عباس - رضي الله عنهما -: إنه لا يستلم هذان ¬
الركنان. فقال: ليس شيء من البيت مهجورًا (¬1). وكان ابن الزبير - رضي الله عنهما - يستلمهن كلهن». قال الحافظ: ... وأما غيره فنقل عن الإمام أحمد أنه سئل عن تقبيل منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقبيل قبره فلم ير به بأسًا (¬2)، واستبعد بعض أتباعه صحة ذلك، ونقل عن ابن أبي الصيف اليماني أحد علماء مكة من الشافعية جواز تقبيل (¬3) المصحف وأجزاء الحديث وقبور الصالحين وبالله التوفيق. حاشية: الأحكام التي تنسب إلى الدين لابد من ثبوتها في نصوص الدين، وكل ما لم يكن عليه الأمر في زمن التشريع وفي نصوص التشريع فهو مردود على من يزعمه. وتقدم قول الإمام الشافعي وفي نصوص التشريع فهو مردود على من يزعمه. وتقدم قول الإمام الشافعي «ولكنا نتبع السنة فعلًا أو تركًا»، وهو مقتضى قول أمير المؤمنين عمر فيما خاطب به الحجر الأسود برقم 1597 و 1610. هذه هي النصوص، وسيأتي قول الحافظ عن ابن عمر في جوابه لم سأله عن استلام ¬
60 - باب تقبيل الحجر
الحجر «أمره إذا سمع الحديث أن يأخذ به ويتقي الرأي». والخروج عن هذه الطريقة تغيير للدين وخروج به إلى غير ما أراده الله (¬1). 60 - باب تقبيل الحجر 1611 - عن الزبير بن عربي قال: «سأل رجل ابن عمر - رضي الله عنهما - عن استلام الحجر فقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستلمه ويقبله. قال قلت: أرأيت إن زحمت، أرأيت إن غلبت؟ قال: اجعل «أرأيت» (¬2). باليمن، رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستلمه ويقبله» (¬3). ¬
63 - باب من طاف بالبيت إذا قدم مكة قبل أن يرجع إلى بيته ثم صلي ركعتين، ثم خرج إلى الصفا
63 - باب من طاف بالبيت إذا قدم مكة قبل أن يرجع إلى بيته ثم صلي ركعتين، ثم خرج إلى الصفا 1614، 1615 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن أول شيء بدأ به حين قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه توضأ ثم طاف ثم لم تكن عمرة. ثم حج أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - مثله». «ثم حججت مع أبي الزبير - رضي الله عنه -، فأول شيء بدأ به الطواف. ثم رأيت المهاجرين والأنصار يفعلونه. وقد أخبرتني أمي أنها أهلت وأختها والزبير وفلان وفلان بعمرة. فلما مسحوا الركن حلوا» (¬1). 161 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا طاف في الحج أو العمرة أول ما يقدم سعى ثلاثة أطواف ومشي أربعة، ثم سجد سجدتين (¬2)، ثم يطوف بين الصفا والمروة». 1617 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا طاف بالبيت الطواف الأول (¬3) يخب ثلاثة أطواف ويمشي أربعة، وأنه كان يسعى بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة». ¬
64 - باب طواف النساء مع الرجال
64 - باب طواف النساء مع الرجال 1618 - قال ابن جريج أخبرني عطاء- إذ منع (¬1) ابن هشام النساء الطواف مع الرجال- قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الرجال؟ قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب. قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن ... (الحديث). 1619 - عن أم سلمه - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: «شكوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني أشتكي فقال: «طوفي من وراء الناس (¬2) وأنت راكبة»، فطفت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينئذ يصلي إلى جنب البيت ويقرأ {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}» (¬3). قال الحافظ: ... روي الفاكهي عن إبراهيم النخعي قال: نهي عمر (¬4) أن يطوف الرجال مع النساء، قال فرأى رجلًا معهن فضربه بالدرة، وهذا إن صح لم يعارض. قال الحافظ: ... ويلتحق بالراكب المحمول إذا كان له عذر، وهل يجزئ هذا الطواف عن الحامل والمحمول؟ (¬5). ¬
66 - باب إذا رأي سيرا أو شيئا يكره في الطواف قطعه.
66 - باب إذا رأي سيرًا أو شيئًا يكره في الطواف قطعه. 1621 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأي رجلًا يطوف بالكعبة بزمام أو غيره فقطعه» (¬1). 68 - باب إذا وقف في الطواف. وقال عطاء فيمن يطوف فتقام الصلاة، أو يدفع عن مكانه: إذا سلم يرجع إلى حيث قطع عليه (¬2). ويذكر نحوه عن ابن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهم -. 69 - باب صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لسبوعه وركعتين وقال نافع: كان ابن عمر - رضي الله عنهما - يصلي لكل سبوع ركعتين. وقال إسماعيل بن أمية: قلت للزهري إن عطاء يقول تجزئه المكتوبة من ركعتي الطواف، فقال: السنة أفضل، لم يطف النبي سبُوعًا قط إلا صلى ركعتين» (¬3). ¬
70 - باب من لم يقرب الكعبة ولم يطف حتى يخرج إلى عرفة ويرجع بعد الطواف الأول
70 - باب من لم يقرب الكعبة ولم يطف حتى يخرج إلى عرفة ويرجع بعد الطواف الأول 1625 - عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة فطاف وسعى بين الصفا والمروة، ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة» (¬1). 71 - باب من صلي ركعتي الطواف خارجا من المسجد وصلى عمر - رضي الله عنه - خارجًا من الحرم. 1626 - عن أم سلمه - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو بمكة وأراد الخروج- ولم تكن أم سلمة طافت بالبيت وأرادت الخروج- فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أقيمت صلاة الصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون». ففعلت ذلك، فلم تصل حتى خرجت» (¬2). ¬
73 - باب الطواف بعد الصبح والعصر
73 - باب الطواف بعد الصبح والعصر وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يصلي ركعتين ما لم تطلع الشمس وطاف عمر بعد الصبح فركب حتى صلى الركعتين بذي طوي. 1628 - عن عائشة - رضي الله عنها - «إن ناسا طافوا بالبيت بعد صلاة الصبح، ثم قعدوا إلى المذكر، حتى إذا طلعت الشمس قاموا يصلون، فقالت عائشة - رضي الله عنها -: قعدوا، حتى إذا كانت الساعة التي تكره فيها الصلاة قاموا يصلون» (¬1). 1631 - قال عبد العزيز «ورأيت عبد الله بن الزبير يصلي ركعتين بعد العصر ويخبر أن عائشة - رضي الله عنها - حدثته أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يدخل بيتها إلا صلاهما» (¬2). قال الحافظ: ... من حديث جبير بن مطعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا بني عبد مناف، من ولى منكم من أمر الناس شيئًا فلا يمنعن أحدًا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار» (¬3). قال الحافظ: ... والحسن بن عمر البصري (¬4). ¬
74 - باب المريض يطوف راكبا
74 - باب المريض يطوف راكبًا 1632 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف بالبيت وهو على بعير (¬1) كلما أتى على الركن أشار إليه بشيء في يده وكبر». قال الحافظ: ... وأبعد من استدل به على طهارة بول البعير وبعره (¬2) (¬3). 75 - باب سقاية الحاج 1635 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى السقاية فاستسقي. فقال العباس: يا فضل اذهب إلى أمك فأتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشراب من عندها. فقال: «اسقني». قال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنهم يجعلون أيديهم فيه. قال: اسقني. فشرب منه. ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال: «اعملوا فإنكم على عمل صالح». ثم قال: «لولا أن تغلبوا لنزلت ¬
حتى أضع الحبل على هذه». يعني عاتقة. وأشار إلى عاتقه» (¬1). قال الحافظ: ... واستدل به على أن الذي أرصد للمصالح العامة لا يحرم على النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا على آله تناوله، لأن العباس أرصد سقاية زمزم لذلك (¬2). قال الحافظ: ... وفي المستدرك من حديث ابن عباس مرفوعًا «ماء زمزم لما شرب له» (¬3). ¬
77 - باب طواف القارن
77 - باب طواف القارن 1638 - عن عائشة - رضي الله عنها - خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فأهللنا بعمرة ثم قال: «من كان معه هدي فليهل بالحج والعمرة» ... فطاف الذين أهلوا بالعمرة ثم حلوا ثم طافوا طوافًا آخر بعد أن رجعوا من مني. وأما الذين جمعوا بين الحج والعمرة فإنما طافوا طوافًا واحدا» (¬1). 1639 - عن أيوب عن نافع «أن ابن عمر - رضي الله عنهما - دخل ابنه عبد الله (¬2) بن عبد الله وظهره (¬3) في الدار فقال: إني لا آمن أن يكون العام بين الناس قتال فيصدوك عن البيت، فلو أقمت. فقال: قد خرج رسول الله فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فإن حيل بيني وبينه أفعل كما فعل رسول الله ¬
78 - باب الطواف على وضوء
- صلى الله عليه وسلم - {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} ثم قال: أشهدكم أني قد أوجبت مع عمرتي حجًا. قال: ثم قدم فطاف لهما طوافًا واحدًا» (¬1). قال الحافظ: ... ولا أعلم أحدًا قال به غيره وغير أصحابه (¬2). قال الحافظ: ... ولا أصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافًا واحدًا طوافه الأول (¬3). 78 - باب الطواف على وضوء 1641 - عن عبد الرحمن بن نوافل القرشي أنه سأل عروة بن الزبير فقال: قد حج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرتني عائشة - رضي الله عنها - أنه أول شيء بدأ به حين قدم أنه توضأ ثم طاف بالبيت (¬4)، ثم لم تكن عمرة. ثم حج أبو بكر - رضي الله عنه - فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت ثم لم تكن عمرة. ثم عمر - رضي الله عنه - مثل ذلك ... الحديث ... وهذا ابن عمر عندهم فلا ¬
79 - باب وجوب الصفا والمروة، وجعل من شعائر الله
يسألونه ولا أحد ممن مضى ما كانوا يبدؤون بشيء حين يضعوا أقدامهم من الطواف بالبيت ثم لا يحلون. وقد رأيت أمي وخالتي حين تقدمان لا تبتدئان بشيء أول من البيت تطوفان به ثم لا تحلان». 79 - باب وجوب الصفا والمروة، وجعل من شعائر الله 1643 - عن الزهري قال عروة «سألت عائشة - رضي الله عنها - فقلت لها: أرأيت قول الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة ... والحديث ... قال أبو بكر: فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما: في الذي كانوا يتحرجون أن يطوفوا في الجاهلية بالصفا والمروة، والذي يطوفون ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام من أجل أن الله تعالى أمر بالطواف بالبيت ولم يذكر الصفا، حتى ذكر ذلك بعدما ذكر الطواف بالبيت» (¬1). 80 - باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة وقال ابن عمر - رضي الله عنهما -: السعي من دار بني عباد إلى زقاق بني أبي حسين (¬2). 1649 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إنما سعى (¬3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبيت وبين الصفا والمروة ليري المشركين قوته». ¬
81 - باب تقضى الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت وإذا سعي على غير وضوء بين الصفا والمروة
81 - باب تقضى الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت وإذا سعي على غير وضوء بين الصفا والمروة 1650 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قدمت مكة وأنا حائض، ولم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة، قالت: فشكوت ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «افعلي كما يفعل الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري» (¬1). 1652 - .... الحديث ... فلما قدمت أم عطية - رضي الله عنها - سألتها أو قالت: سألناها- فقالت وكانت لا تذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا قالت: بأبي- فقلنا: أسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول كذا وكذا؟ قالت: نعم بأبي (¬2). فقال: «لتخرج العواتق ذوات الخدور» ... الحديث. 82 - باب الإهلال من البطحاء وغيرها للمكي وللحاج إذا خرج إلى منى وسئل عطاء عن المجاور يلبي بالحج، قال: وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يلبي يوم التروية إذا صلى الظهر واستوي على راحلته. وقال عبد الملك عن عطاء عن جابر - رضي الله عنه -: قدمنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأحللنا حتى يوم التروية وجعلنا مكة بظهر لبينا بالحج. وقال أبو الزبير عن جابر: أهللنا من البطحاء (¬3). وقال عبيد بن جريج لابن عمر - رضي الله عنهما -: رأيتك ¬
83 - باب أين يصلي الظهر يوم التروية؟
إذا كنت بمكة أهل الناس رأوا الهلال ولم تهل أنت حتى يوم التروية، فقال: لم أر النبي - صلى الله عليه وسلم - يهل حتى تنبعث به راحلته» (¬1). 83 - باب أين يصلي الظهر يوم التروية؟ 1654 - حدثنا إسماعيل بن أبان حدثنا أبو بكر عن عبد العزيز قال: «خرجت إلى منى يوم التروية فلقيت أنسًا - رضي الله عنه - ذاهبًا على حمار، فقلت: أين صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا اليوم الظهر؟ فقال: انظر حيث يصلي أمراؤك فصل» (¬2). 84 - باب الصلاة بمنى 1657 - عن عبد الرحمن بن يزيد عبد الله - رضي الله عنه - قال: «صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، ومع أبي بكر - رضي الله عنه - ركعتين، ومع عمر - رضي الله عنه - ركعتين، ثم تفرقت بكم الطرق، فياليت حظي من أربع ركعتان متقبلتان» (¬3). ¬
85 - باب صوم يوم عرفة
85 - باب صوم يوم عرفة 1658 - عن عمر مولى أم الفضل عن أم الفضل «شك الناس يوم عرفة في صوم النبي - صلى الله عليه وسلم - فبعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بشراب فشربه» (¬1). ¬
86 - باب التلبية والتكبير إذا غدا من منى إلى عرفات
86 - باب التلبية والتكبير إذا غدا من منى إلى عرفات 1659 - عن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك- وهما غاديان من منى إلى عرفة- كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه، ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه» (¬1). 87 - باب التهجير بالرواح يوم عرفة 1660 - عن ابن شهاب عن سالم قال: كتب عبد الملك إلى الحجاج أن لا يخالف ابن عمر في الحج. فجاء ابن عمر - رضي الله عنه - وأنا معه يوم عرفة حين زالت الشمس، فصاح عنده سرادق الحجاج، فخرج وعليه ملحفة معصفرة فقال: مالك يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: الرواح إن كنت تريد السنة. قال: هذه الساعة؟ قال: نعم. قال: فأنظرني حتى أفيض على رأسي ثم أخرج. فنزل حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي، فقلت إن كنت تريد السنة فاقصر الخطبة وعجل الوقوف (¬2). فجعل ينظر إلى عبد الله، فلما رأي ذلك عبد الله قال: صدق». ¬
89 - باب الجمع بين الصلاتين بعرفة
89 - باب الجمع بين الصلاتين بعرفة وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - إذا فاتته الصلاة مع الإمام جمع بينهما. 1662 - عن عقيل بن ابن شهاب قال: «أخبرني سالم أنا الحجاج بن يوسف- عام نزل (¬1) بابن الزبير - رضي الله عنهما - سأل عبد الله - رضي الله عنه -: كيف تصنع في المواقف يوم عرفة؟ فقال سالم: إن كنت تريد السنة فهجر بالصلاة يوم عرفة. فقال عبد الله بن عمر: صدق، إنهم كانوا يجمعون بين الظهر والعصر في السنة (¬2). فقال لسالم: أفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال سالم: وهل يتبعون بذلك إلا سنته؟ ». 90 - باب قصر الخطبة بعرفة عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله «أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج أن يأتم بعبد الله بن عمر في الحج، فلما كان يوم عرفة جاء ابن عمر - رضي الله عنهما - وأنا معه حين زاغت الشمس- أو زالت- فصاح عند فسطاطه: أين هذا؟ فخرج إليه، فقال ابن عمر: الرواح. فقال: الآن؟ قال: نعم. قال: أنظرني أفيض عليَّ ماء. فنزل ابن عمر - رضي الله عنهما - حتى خرج، فسار بيني وبين أبي، فقلت: إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم فاقصر (¬3) الخطبة وعجل الوقوف. فقال ابن عمر: صدق». ¬
91 - باب الوقوف بعرفة
91 - باب الوقوف بعرفة 1664 - عن جبير بن مطعم قال: أضللت بعيرًا لي، فذهبت أطلبه يوم عرفة، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - واقفًا بعرفة (¬1)، فقلت: هذا والله من الحمس، فما شأنه ها هنا؟ ». 1665 - عن هشام عن عروة قال عروة: «كان الناس يطوفون في الجاهلية عراة إلا الحمس- والحمس قريش وما ولدت- وكانت الحمس يكتسبون على الناس، يعطي الرجل الرجل الثياب يطوف فيها (¬2)، وتعطى المرأة المرأة الثياب تطوف فيها، فمن لم يعطه الحمس طاف بالبيت عريانًا. وكان يفيض جماعة الناس من عرفات ويفيض الحمس من جمع. قال: وأخبرني أبي عن عائشة - رضي الله عنها - أن هذه الآية نزلت في الحمس {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} قال: كانوا يفيضون من جمع فدفعوا إلى عرفات». قال الحافظ: ... فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجاهلية يقف مع الناس بعرفة على جمع له ثم يصبح مع قومه بالمزدلفة فيقف معهم ويدفع إذا دفعوا (¬3). ¬
92 - باب السير إذا دفع من عرفة
قال الحافظ: ... وكانوا إذا أهلوا بحج أو عمرة لا يأكلون لحمًا ولا يضربون وبرًا ولا شعرًا. قال الحافظ: ... تحمس تشدد (¬1)، ومنه حمس الوغى إذا اشتد (¬2). قال الحافظ: ... ويحتمل أن يكون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقفة بعرفة قبل الهجرة انتهى ملخصًا. وهذا الأخير هو المعتمد كما بينته قبل بدلائله (¬3). 92 - باب السير إذا دفع من عرفة 1666 - عن هشام بن عروة عن أبيه بأنه قال: «سئل أسامة وأنا جالس: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في حجة الوداع حين دفع؟ قال: كان يسير العنق، فإذا وجد فجوة نص» (¬4). قال هشام: والنص فوق العنق. قال أبو عبد الله: فجوة: متسع، والجميع فجوات وفجاء، وكذلك ركوة وركاء. مناص ليس حين فرار. ¬
94 - باب أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسكينة عند الإفاضة، وإشارته إليهم بالسوط
قال الحافظ: .... وأما اعتلال ابن عبد البر بأن الوضوء لا يشرع مرتين لصلاة واحدة فليس بلازم لاحتمال أنه توضأ ثانيًا عن حدث طارئ، وليس الشرط بل ذهب جماعة إلى جوازه وإن كان الأصح خلافه (¬1). 94 - باب أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسكينة عند الإفاضة، وإشارته إليهم بالسوط 1671 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه دفع مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة، فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وراءه زجرًا شديدًا وضربًا وصوتًا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: «أيها الناس، عليكم السكينة، فإن البر ليس بالإيضاح» (¬2). 95 - باب الجمع بين الصلاتين بالمزدلفة 1672 - عن كريب عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - أنه سمعه يقول: دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفة، فنزل الشعب فبال، ثم توضأ ولم يسبغ (¬3) الوضوء. فقلت له: الصلاة. فقال: «الصلاة أمامك». فجاء المزدلفة فتوضأ ¬
96 - باب من جمع بينهما ولم يتطوع
فأسبغ، ثم أقيمت الصلاة فصلي المغرب، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله، ثم أقيمت الصلاة فصلى، ولم يصل بينهما». 96 - باب من جمع بينهما ولم يتطوع 1673 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المغرب والعشاء بجمع، كل واحدة منهما بإقامة ولم يسبح بينهما، ولا على إثر كل واحدة منهما» (¬1). 97 - باب من أذن وأقام لكل واحدة منهما 1675 - عن عبد الرحمن بن يزيد قال: «حج عبد الله - رضي الله عنه -، فأتينا المزدلفة حين الأذان بالعتمة أو قريبًا من ذلك، فأمر رجلًا فأذن وأقام، ثم صلى المغرب، وصلى بعدها ركعتين، ثم دعا بعشائه فتعشى، ثم أمر- أرى رجلًا- فأذن فأقام» قال عمرو لا أعلم الشك إلا من زهير «ثم صلى العشاء ركعتين (¬2)، فلما طلع الفجر قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يصلي هذه الساعة إلا هذه الصلاة في هذا المكان من هذا اليوم. قال عبد الله: هما صلاتان تحولان عن وقتهما: صلاة المغرب بعدما يأتي الناس المزدلفة، والفجر حين يبزغ الفجر (¬3)، قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله». ¬
قال الحافظ: ... «ولم يتطوع قبل كل واحدة منهما ولا بعدها» (¬1). قال الحافظ: ... ولو تأتى له ذلك في حق عمر- لكونه كان الإمام الذي يقيم للناس حجهم- لم يتأت له في حق ابن مسعود لأنه إن كان معه ناس من أصحابه لا يحتاج في جمعهم إلى من يؤذن لهم، وقد أخذ بظاهره مالك، وهو اختيار البخاري (¬2). وروى ابن عبد البر عن أحمد بن خالد أنه كان يتعجب من مالك حيث أخذ بحديث ابن مسعود وهو من رواية الكوفيين مع كونه موقوفًا ومع كونه لم يروه ويترك ما روى عن أهل المدينة وهو مرفوع، قال ابن عبد البر: وأعجب أنا من الكوفيين (¬3) حيث أخذوا بما رواه أهل المدينة وهو أن يجمع بينهما بأذان وإقامة واحدة (¬4). قال الحافظ: ... وكأنه كان يراه من الأمر الذي يتخير فيه الإنسان، وهو المشهور عن أحمد، واستدل بحديث (¬5) ابن مسعود على جواز التنفل ... قال الحافظ: ... وإنما أراد أنها وقعت قبل الوقت المعتاد فعلها فيه في الحضر (¬6). ¬
98 - باب من قدم ضعفة أهل بليل، فيقفون بالمزدلفة ويدعون، ويقدم إذا غاب القمر
98 - باب من قدم ضعفة أهل بليل، فيقفون بالمزدلفة ويدعون، ويقدم إذا غاب القمر 1978 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول: «أنا ممن قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة المزدلفة في ضعفة أهله» (¬1). 1679 - عن عبد الله مولى أسماء عن أسماء أنها نزلت ليلة جمع عند المزدلفة فقامت تصلي، فصلت ساعة ثم قالت: يا بني هل غاب القمر؟ قلت: لا (¬2). فصلت ساعة ثم قالت: هل غاب القمر؟ قلت: نعم. قالت: فارتحلوا، فارتحلنا ومضينا، حين رمت الجمرة، ثم رجعت فصلت الصبح في منزلها. فقلت: يا هنتاه، ما أرانا إلا قد غلسنا. قالت: يا بني، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن للظعن». ¬
1681 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «نزلنا المزدلفة، فاستأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سودة أن تدفع قبل حطمة الناس- وكانت امرأة بطيئة- فأذن لها، فدفعت قبل حطمة الناس، وأقمنا حتى أصبحنا نحن، ثم دفعنا بدفعه، فلأن أكون استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما استأذنت سودة أحب إلى من مفروح (¬1) به» (¬2). قال الحافظ: ويؤيده ما أخرجه الطحاوي من طريق شعبة مولى ابن عباس عنه قال: «بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أهله وأمرني أن أرمي مع الفجر» (¬3). ¬
99 - باب متى يصلي الفجر بجمع
99 - باب متى يصلي الفجر بجمع 1682 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة لغير ميقاتها، إلا صلاتين: جمع بين المغرب والعشاء، وصلى الفجر قبل ميقاتها» (¬1). 100 - باب متى يدفع من جمع 1684 - عن أبي إسحاق سمعت عمرو بن ميمون يقول: شهدت عمر - رضي الله عنه - صلى بجمع الصبح، ثم وقف فقال: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس، يقولون: أشرق (¬2) ثبير. وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خالفهم، ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس». ¬
101 - باب التلبية والتكبير غداة النحر حين ترمي الجمرة، والارتداف في السير.
101 - باب التلبية والتكبير غداة النحر حين ترمي الجمرة، والارتداف في السير. 1686، 1687 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - كان ردف النبي - صلى الله عليه وسلم - من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى، قال فكلاهما قالا: لم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبى حتى رمى جمرة العقبة» (¬1). قال الحافظ: ... واختلفوا أيضًا هل يقطع التلبية مع رمي أول حصاة أو عند تمام الرمي؟ فذهب إلى الأول الجمهور، وإلى الثاني (¬2) أحمد وبعض أصحاب الشافعي ويدل لهم ما روى ابن خزيمة (¬3) من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن ابن عباس عن الفضل. ¬
102 - باب {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري ا
102 - باب {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 196] 1688 - أخبرنا شعبة حدثنا أبو جمرة (¬1) قال: «سألت ابن عباس - رضي الله عنهما - عن المتعة فأمرني بها، وسألته عن الهدي فقال فيها جزور أو بقرة أو شاة أو شرك في دم (¬2). قال: وكأن ناسًا كرهوها، فنمت فرأيت في المنام كأن إنسانًا ينادي: حج مبرور، ومتعة متقبلة. فأتيت ابن عباس - رضي الله عنهما - فحدثته، فقال: الله أكبر، سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -». ¬
103 - باب ركوب البدن
103 - باب ركوب البدن 1690 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأي رجلًا يسوق بدنة فقال: «اركبها». قال: إنها بدنة قال: «اركبها». قال: إنها بدنة. قال: «اركبها». ثلاثة» (¬1). قال الحافظ: اركبها بالمعروف إذا ألجئت (¬2) إليها حتى تجد ظهرًا. قال الحافظ: ... وقال مالك لا يشرب من لبنه فإن شرب لم يغرم (¬3). 108 - باب إشعار البدن (¬4) 1699 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «فتلت قلائد هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم أشعرها وقلدها- أو قلدتها- ثم بعث إلى بها إلى البيت وأقام بالمدينة فما حرم عليه شيء كان له حل». ¬
109 - باب من قلد القلائد بيده
109 - باب من قلد القلائد بيده 1700 - عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة بن عبد الرحمن أنها أخبرته «أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة - رضي الله عنها -: إن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: من أهدى هديًا حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر هديه. قالت عمرة: فقالت عائشة - رضي الله عنها -: ليس كما قال ابن عباس، أنا فتلت قلائد هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي، ثم قلدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيديه، ثم بعث بها مع أبي، فلم يحرم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء (¬1) أحله الله له حتى نحر الهدى». 113 - باب الجلال للبدن وكان ابن عمرو - رضي الله عنهما - لا يشق من الجلال إلا موضع السنام وإذا نحرها نزع جلالها مخافة أن يفسدها الدم ثم يتصدق بها. 1707 - عن على - رضي الله عنه - قال: «أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أتصدق بجلال البدن التي نحرت وبجلودها» (¬2). ¬
114 - باب من اشترى هدية من الطريق وقلدها
114 - باب من اشترى هّدْية من الطريق وقلدها 1708 - عن موسى بن عقبة عن نافع قال: «أراد ابن عمر - رضي الله عنهما - الحج، عام حجة الحرورية في عهد ابن الزبير - رضي الله عنهما -، فقيل له: إن الناس كائن بينهم قتال ونخاف أن يصدوك ... الحديث ... وأهدى هديًا مقلدًا اشتراه، حتى قدم فطاف بالبيت وبالصفا، ولم يزد على ذلك ولم يحلل من شيء حرم منه حتى يوم النحر، فحلق ونحر، ورأى أن قد قضى طوافه للحج والعمرة بطوافه الأول (¬1)، ثم قال: كذا صنع النبي - صلى الله عليه وسلم -». قال الحافظ: ... ونزول الحجاج بابن الزبير كان في سنة ثلاثة وسبعين (¬2). 115 - باب ذبح الرجل البقر عن نسائه من غير أمرهن 1709 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخمس بقين من ذي القعدة لا نرى إلا الحج، فلما دنونا من مكة أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لم يكن معه هدي إذا طاف وسعى بين الصفا والمروة أن يحل. قالت: فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر، فقلت: ما هذا؟ قال: نحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أزواجه (¬3). قال يحيى: فذكرته للقاسم فقال: أتتك بالحديث على وجهه». ¬
116 - باب النحر في منحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى
116 - باب النحر في منحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى 1711 - عن موسى بن عقبة عن نافع «أن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان يبعث بهدية من جمع من آخر الليل حتى يدخل به منحر النبي - صلى الله عليه وسلم - مع حجاج فيهم الحر والمملوك» (¬1). 117 - باب من نحر هديه بيده 1712 - عن أبي قلابة عن أنس- وذكر الحديث- قال: «ونحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده (¬2) سبع بدن قيامًا، وضحى بالمدينة كبشين أملحين أقرنين، مختصرًا». 118 - باب نحر الإبل مقيدة 1713 - عن زياد بن جبير قال: «رأيت ابن عمر - رضي الله عنهما - أتى على رجل قد أناخ بدنته ينحرها، قال: ابعثها قيامًا مقيدة (¬3) سنة محمد - صلى الله عليه وسلم -». 119 - باب نحر البدن قائمة 1714 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر بالمدينة أربعًا، والعصر بذي الحليفة ركعتين فبات بها، فلما أصبح ركب راحلته، ¬
120 - باب لا يعطي الجزار من الهدي شيئا
فجعل يهلل ويسبح. فلما علا على البيداء لبى بهما جميعًا. فلما دخل مكة أمرهم أن يحلوا ونحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده سبع بدن قيامًا، وضحى بالمدينة كبشين أملحين أقرنين» (¬1). 120 - باب لا يعطي الجزار (¬2) من الهدي شيئًا 1716 - عن علي - رضي الله عنه - قال: «بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقمت علي البدن، فأمرني فقسمت لحومها ثم أمرني فقسمت جلالها وجلودها (¬3)». 1716 - عن علي - رضي الله عنه - قال: «أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أقوم على البدن، ولا أعطي عليها شيئًا في جزارتها». قال الحافظ: ... وأصح منه ما وقع عند مسلم في حديثه جابر الطويل فإن فيه «ثم انصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المنحر فنحر ثلاثًا (¬4) وستين بدنة. ¬
124 - باب ما يأكل من البدن وما يتصدق
124 - باب ما يأكل من البدن وما يتصدق وقال عبد الله أخبرني نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: لا يؤكل من جزاء الصيد والنذر ويؤكل مما سوى ذلك. وقال عطاء: يأكل ويطعم من المتعة. 1719 - حدثنا عطاء سمع جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - يقول: «كنا نأكل (¬1) من لحوم بدننا فوق ثلاث منى، فرخص لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «كلوا وتزودوا»، فأكلنا وتزودنا (¬2)» قلت لعطاء: أقال حتى جئنا المدينة؟ قال: لا. 125 - باب الذبح قبل الحلق 1722 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: زرت قبل أن أرمي، قال: «لا حرج». قال: حلقت قبل أن أذبح، قال: «لا حرج»، قال: ذبحت قبل أن أرمي، قال: «لا حرج». وقال عبد الرحيم الرازي (¬3). 1723 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: رميت بعدما أمسيت (¬4)، فقال: «لا حرج». قال: حلقت قبل أن أنحر، قال: «لا حرج». ¬
127 - باب الحلق والتقصير عند الإحلال
1724 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: «قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالبطحاء فقال: «أحججت؟ » قلت: نعم. قال: «بما أهللت؟ » قلت: لبيك بإهلال كإهلال النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: «أحسنت»، انطلق فطف بالبيت وبالصفا والمروة. ثم أتيت امرأة من نساء بني قيس (¬1) ففلت رأسي، ثم أهللت بالحج، فكنت أفتي به الناس حتى خلافة عمر - رضي الله عنه -، فذكرته له: إن نأخذ بكتاب الله فإنه يأمرنا بالتمام، وأن نأخذ بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يحل حتى بلغ الهدي محله». 127 - باب الحلق والتقصير عند الإحلال 1728 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم اغفر للمحلقين»، قالوا وللمقصرين، قال: «اللهم اغفر للمحلقين»، قالوا وللمقصرين، قالها ثلاثًا (¬2) قال: «للمقصرين». قال الحافظ: ... ومن ثم استحب الصلحاء إلقاء الشعور عند التوبة والله أعلم (¬3). ¬
128 - باب تقصير المتمتع بعد العمرة
قال الحافظ: ... فقد تظاهرت الأحاديث في مسلم وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل له ما شأن الناس حلوا من العمرة ولم تحل أنت من عمرتك؟ فقال: «إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحلل حتى أنحر (¬1)». 128 - باب تقصير المتمتع بعد العمرة 1731 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة أمر أصحابه أن يطوفوا بالبيت وبالصفا والمروة، ثم يحلوا ويحلقوا أو يقصروا» (¬2). 129 - باب الزيارة يوم النحر وقال أبو الزبير عن عائشة وابن عباس - رضي الله عنهم - «أخر النبي - صلى الله عليه وسلم - الزيارة إلى الليل». ويذكر عن أبي حسان عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يزور البيت أيام منى» (¬3). ¬
130 - باب إذا رمى بعدما أمسى، أو حلق قبل أن يذبح ناسيا أو جاهلا
130 - باب إذا رمى بعدما أمسى، أو حلق قبل أن يذبح ناسيًا أو جاهلاً 1734 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل له في الذبح والحلق والرمي والتقديم والتأخير فقال: لا حرج» (¬1). 131 - باب الفُتيا على الدابة عند الجمرة 1738 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناقته (¬2) .. فذكر الحديث». ¬
132 - باب الخطبة أيام منى
132 - باب الخطبة أيام منى 1739 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس يوم النحر فقال: «يا أيها الناس، أي يوم هذا؟ » قالوا: يوم حرام. قال: «فأي بلد هذا؟ » قالوا: بلد حرام. قال: «فأي شهر هذا؟ » قالوا: شهر حرام. قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا». فأعادها مرارًا. ثم رفع رأسه فقال: «اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ » قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: فوالدي نفسي بيده، إنها لوصيته إلى أمته فليبلغ الشاهد الغائب (¬1)، لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض». ¬
133 - باب هل يبيت أصحاب السقاية أو غيرهم بمكة ليالي منى؟
1742 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى: «أتدرون أي يوم هذا؟ » ... الحديث ... «وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي جمع بهذا (¬1)، وقال: «هذا يوم الحج الأكبر». فطفق النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللهم اشهد». وودع الناس فقالوا: هذه حجة الوداع». 133 - باب هل يبيت أصحاب السقاية أو غيرهم بمكة ليالي منى؟ 1745 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن العباس - رضي الله عنه - استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته، فأذن له» (¬2). قال الحافظ: ... وفي الحديث دليل على وجوب المبيت بمنى وأنه من مناسك الحج لأن التعبير بالرخصة يقتضي أن مقابلها عزيمة وأن الإذن (¬3) وقع للعلة ¬
المذكورة، وإذا لم توجد أو ما في معناها لم يحصل الإذن، وبالوجوب قال الجمهور، وفي قول الشافعي ورواية عن أحمد وهو مذهب الحنفية أنه سنة، ووجوب الدم بتركه مبني على هذا الخلاف ولا يحصل المبيت إلا بمعظم الليل، وهل يختص الإذن بالسقاية وبالعباس أو بغير ذلك من الأوصاف المعتبرة في هذا الحكم؟ فقيل وهم بنو هاشم، وقبل كل من احتاج إلى السقاية فله ذلك. ثم قيل أيضًا يختص الحكم بسقاية العباس حتى لو عملت سقاية لغيره لم يرخص لصاحبها في المبيت لأجلها، ومنهم من عممه وهو الصحيح في الموضعين، والعلة في ذلك إعداد الماء للشاربين، وهل يختص ذلك بالماء أو يلتحق به ما في معناه من الأكل غيره؟ محل احتمال. وجزم الشافعية بإلحاق من له مال يخاف ضياعه أو أمر يخاف فوته أو مريض يتعاهده بأهل السقاية، كما جزم الجمهور بإلحاق الرعاء الخاصة، وهو قول أحمد واختاره ابن المنذر، أعني الاختصاص بأهل السقاية والرعاء لإبل، والمعروف عن أحمد اختصاص العباس بذلك وعليه اقتصر صاحب المغنى، وقال المالكية: يجب الدم في المذكورات سوى الرعاء، قالوا: ومن ترك المبيت بغير عذر وجب عليه دم عن كل ليلة.
134 - باب رمي الجمار
134 - باب رمي الجمار وقال جابر: رمي النبي صلي الله يوم النحر ضحي، ورمي بعد ذلك بعد الزوال. 1746 - حدثنا أبو نعيم حدثنا مسعر عن وبرة قال: «سألت ابن عمر - رضي الله عنهما -: متى أرمي الجمار؟ قال: إذا رمى إمامك فارمه. فأعدت عليه المسألة، قال: كنا نتحين، فإذا زالت الشمس رمينا» (¬1). 135 - باب رمي الجمار من بطن الوادي 1747 - عن عبد الرحمن بن يزيد قال «رمى عبد الله من بطن الوادي، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، إن ناسًا يرمونها من فوقها (¬2)، فقال: والذي لا إله غيره، هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة (¬3) - صلى الله عليه وسلم -». قال الحافظ: ... وتمتاز جمرة العقبة عن الجمرتين الأخريين بأربعة أشياء: ¬
اختصاصها بيوم النحر، وأن لا يوقف عندها، وترمى ضحى، ومن أسفلها استحبابًا (¬1). ¬
138 - باب يكبر مع كل حصاة
138 - باب يكبر مع كل حصاة قال ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: 1750 - عن عبد الواحد حدثنا الأعمش قال: «سمعت الحجاج يقول على المنبر: السورة الذي يذكر فيها البقرة (¬1). والسورة التي يذكر فيها آل عمران، السورة التي يذكر فيها النساء. قال فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد أنه كان مع ابن مسعود - رضي الله عنه - حين رمى جمرة العقبة فاستبطن الوادي، حتى إذا حاذى بالشجرة اعترضها فرمى بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم قال: من ها هنا- والذي لا إله غيره- مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة - صلى الله عليه وسلم -». 140 - باب إذا رمى الجمرتين يقوم مستقبل القبلة ويسهل 1751 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «انه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة (¬2)، ثم يتقدم حتى يسهل فيقوم مستقبل القبلة، فيقوم طويلًا، ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطي، ثم يأخذ ¬
142 - باب الدعاء عند الجمرتين
ذات الشمال فيسهل ويقوم مستقبل القبلة، فيقوم طويلًا ويدعو، ويرفع يديه ويقوم طويلًا، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها، ثم ينصرف، ثم ينصرف فيقول: هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله». 142 - باب الدعاء عند الجمرتين 1753 - أخبرنا يونس عن الزهري «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رمى الجمرة التي تلي مسجد منى يرميها بسبع حصيات، يكبر كلما رمى بحصاه، ثم تقدم أمامها فوقف مستقبل القبلة، رافعًا يديه يدعو، وكان يطيل الوقوف (¬1)، ثم يأتي الجمرة الثانية فيرميها بسبع حصيات، يكبر كلما رمى بحصاة، ثم ينحدر ذات اليسار مما يلي الوادي، فيقف مستقبل القبلة رافعًا يديه يدعو. ثم يأتي الجمرة التي عن العقبة فيرميها بسبع حصيات، يكبر عند كل حصاة، ثم ينصرف ولا يقف عندها». قال الحافظ: ... كان ابن عمر يقوم عند الجمرتين مقدار ما يقرأ سورة البقرة (¬2). ¬
143 - باب الطيب بعد رمي الجمار، والحلق قبل الإفاضة
143 - باب الطيب بعد رمي الجمار، والحلق قبل الإفاضة 1754 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «طيبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي هاتين حين أحرم، ولحله حين أحل قبل أن يطوف. وبسطت يديها» (¬1). قال الحافظ: ... والتحلل الأول يقع بأمرين من ثلاثة: الرمي والحلق والطواف، فلولا أنه حلق بعد أن رمى لم يتطيب. وفي هذا الحديث حديث لمن أجاز الطيب وغيره من محظورات (¬2) الإحرام بعد التحلل الأول. 144 - باب طواف الوداع 1755 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن الحائض» (¬3). 145 - باب إذا حاضت المرأة بعدما أفاضت 1757 - عن عائشة - رضي الله عنها - أن صفية بنت حيي زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ¬
146 - باب من صلى العصر يوم النفر بالأبطح
حاضت، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أحابستنا هي؟ » (¬1) قالوا: إنها قد أفاضت، قال: «فلا إذا». 1758، 1759 - عن أيوب عن عكرمة «أن أهل المدينة سألوا ابن عباس - رضي الله عنهما - عن امرأة طافت ثم حاضت، قال لهم: تنفر، قالوا: لا نأخذ بقولك وندع قول زيد (¬2)، قال: إذا قدمتم المدينة فسلوا. فقدموا المدينة فسألوا، فكان فيمن سألوا أم سليم، فذكرت حديث صفية». 146 - باب من صلى العصر يوم النفر بالأبطح 1764 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - حدثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه «صلى الظهر والعصر المغرب والعشاء ورقد رقدة بالمحصب، ثم ركب إلى البيت فطاف به» (¬3). ¬
147 - باب المحصب
147 - باب المحصب 1765 - عن عائشة - رضي الله عنها - قال: «إنما كان منزل ينزله النبي - صلى الله عليه وسلم - ليكون أسمح لخروجه» (¬1). 1766 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ليس التحصيب بشيء، إنما هو منزل نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (¬2). 148 - باب النزول بذي طوي قبل أن يدخل مكة والنزول بالبطحاء التي بذي الحليفة إذا رجع من مكة 1768 - سئل عبيد الله عن المحصب، فحدثنا عبيد الله عن نافع قال: «نزل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمر وابن عمر». وعن نافع «إن ابن عمر - رضي الله عنها - كان يصلي بها- يعني المحصب- الظهر والعصر- أحسبه قال: والمغرب- قال خالد: لا شك في العشاء، ويهجع هجعة، ويذكر ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -» (¬3). قال الحافظ: ... وفي حديث أبي الزبير عن جابر «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم في الموسم بمجنة وعكاظ يبلغ رسالات ربه» (¬4). ¬
قال الحافظ: ... (باب الادلاج من المحصب) وقع في رواية لأبي ذر الادلاج بسكون الدال والصواب تشديدها فإنه بالسكون سير أول الليل والتشديد سير آخره وهو المراد هنا، والمقصود الرحيل من مكان المبيت بالمحصب سحرًا وهو الواقع في قصة عائشة (¬1). ¬
27 - كتاب المحصر
27 - كتاب المحصر 1 - باب إذا أحصر المعتمد 1807 - عن جويرية عن نافع أن عبيد الله بن عبد الله وسالم بن عبد الله أخبراه أنهما كلما عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - ليالي نزل الجيش بابن الزبير فقالا: لا يضرك أن لا تحج العام، وإنا نخاف أن يحال بينك وبين البيت. فقال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحال كفار قريش دون البيت (¬1)، فنحر النبي - صلى الله عليه وسلم - هديه، وحلق رأسه. وأشهدكم (¬2) أني قد أوجبت العمرة إن شاء الله، أنطلق فإن خلي بيني وبين البيت طفت، وإن حيل بيني وبينه فعلت كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا معه. فأهل بالعمرة من ذي الحليفة (¬3)، ثم سار ساعة، ثم قال: إنما شأنهما واحد، أشهدكم أني قد أوجبت حجة مع عمرتي. فلم يحل منهما حتى دخل يوم النحر وأهدى وكان يقول لا يحل حتى يطوف طوافًا واحدًا (¬4) يوم يدخل مكة». ¬
3 - باب النحر قبل الحلق في الحصر
3 - باب النحر قبل الحلق في الحصر 1811 - عن المسور - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحر قبل أن يحلق، وأمر أصحابه بذلك» (¬1). 4 - باب من قال: ليس على المحصر بدل وقال روح عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - إنما البدل على من نقض حجة بالتلذذ، فأما من حبسه عذر أو غير ذلك فإنه يحل ولا يرجع، وإن كان معه هدي وهو محضر نحره إن كان لا يستطيع أن يبعث به، وإن استطاع أن يبعث به لم يحل حتى يبلغ الهدي محله. وقال مالك وغيره: ينحر هديه ويحلق في أي موضع كان ولا قضاء عليه، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بالحديبية نحروا وحلقوا وحلوا من كل شيء قبل الطواف وقبل أن يصل الهدي إلى البيت، ثم لم يذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أحدًا أن يقضوا شيئًا (¬2) ولا يعودوا له. والحديبية خارج عن الحرم. ¬
5 - باب قول الله تعالى {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك}.
1813 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال حين خرج إلى مكة معتمرًا في الفتنة «إن صددت عن البيت صنعنا كما صنعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فأهل بعمرة من أجل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أهل بعمرة عام الحديبية. ثم إن عبد الله بن عمر نظر في أمره فقال: ما أمرهما (¬1) إلا واحد. فالتفت إلى أصحابه فقال: ما أمرهما إلا واحد، أشهدكم أني قد أوجبت الحج مع العمرة. ثم طاف لهما طوافًا واحدًا. ورأي أن ذلك مجزئ عنه (¬2)، وأهدى» (¬3). 5 - باب قول الله تعالى {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} (¬4). 1814 - عن كعب بن عُجرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لعلك آذاك هوامك؟ » قال: نعم يا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «احلق رأسك، وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين (¬5) أو انسك بشاة». ¬
7 - باب الإطعام في الفدية نصف صاع
7 - باب الإطعام في الفدية نصف صاع 1816 - عن عبد الله بنن معقل، قال: جلست إلى كعب بن عجرة - رضي الله عنه - فسألته عن الفدية، نزلت في خاصة وهي لكم عامة. حملت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقمل يتناثر على وجهي، فقال: «ما كنت أرى الوجع بلغ بك ما أرى». أو ما كنت أرى الجهد بلغ بك ما أرى. «تجد شاة؟ » فقلت: لا. فقال: «فصم ثلاثة أيام، أو اطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع» (¬1). 9 - باب قول الله تعالى {فَلَا رَفَثَ} 1819 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من حج هذا البيت فلم يرفث (¬2) ولم يفسق (¬3)، رجع كما ولدته أمه». ¬
28 - كتاب جزاء الصيد
28 - كتاب جزاء الصيد 1 - باب قول الله تعالى: {لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ... } الآية قال الحافظ: ... قوله: (باب جزاء الصيد ونحوه وقول الله تعالى: {لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ}) (¬1). 2 - باب إذا صاد الحلال فأهدي للمحرم (¬2) الصيد أكله ولم ير ابن عباس وأنس بالذبح بأسًا. وهو في غير الصيد، نحو الإبل والغنم والبقر والدجاج والخيل. يقال عدل ذلك: مثل. فإذا كسرت عدل فهو زنة ذلك. قيامًا: قوامًا: يعدلون: يجعلون عدلًا. 1821 - عند عبد الله بن أبي قتادة قال: «انطلق أبي عام الحديبية، فأحرم أصحابه ولم يحرم. وحدث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن عدوًا يغزوه، فانطلق النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبينما أنا مع أصحابه يضحك بعضهم إلى بعض، فنظرت، فإذا أنا بحمار وحش، فحملت عليه فطعنته فأثبته، واستعنت بهم فأبوا أن يعينوني. فأكلنا من لحمه، وخشينا أن نقتطع، فطلبت النبي - صلى الله عليه وسلم - أرفع فرسي شأوًا وأسير شأوًا، فلقيت رجلًا من بني غفار في جوف الليل، قلت: أين تركت النبي ¬
3 - باب إذا رأي المحرمون صيدا فضحكوا ففطن الحلال
- صلى الله عليه وسلم -؟ قال: تركته بتعهن، وهو قائل السقيا. فقلت: يا رسول الله، إن أهلك يقرءون - عليها السلام - ورحمة الله، إنهم قد خشوا أن يقتطعوا دونك؟ فانتظرهم. قلت يا رسول الله أصبت حمار وحش وعندي منه فاضلة. فقال للقوم: كلوا. وهم محرمون». 3 - باب إذا رأي المحرمون صيدًا فضحكوا ففطن الحلال 1822 - عن عبد الله بن أبي قتادة أن أباه حدثه قال: «انطلقنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية، فأحرم أصحابه ولم أحرم. فأنبئنا بعدو بغيقة، فتوجهنا نحوهم، فبصر أصحابي بحمار وحش، فجعل بعضهم يضحك إلى بعض (¬1)، فنظرت فرأيته، فحملت عليه الفرس، فطعنته فأثبته، ... ». 5 - باب لا يشير المحرم إلى الصيد لكي يصطاده الحلال 1824 - عن عبد الله بن أبي قتادة أن أباه حدثه قال: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج حاجًا (¬2) فخرجوا معه، فصرف طائفة منهم فيهم أبو قتادة فقال: خذوا ساحل البحر حتى نلتقي، فأخذوا ساحل البحر، فلما انصرفوا أحرموا ¬
6 - باب إذا أهدى للمحرم حمارا وحشيا حيا لم يقبل
كلهم إلا أبو قتادة (¬1) فبينما هم يسيرون إذا رأوا حمر وحش، فحمل أبو قتادة على الحمر فعقر منها أتانًا، فنزلوا فأكلوا من لحمها وقالوا: أنأكل لحم صيد ونحن محرومون؟ ... قال الحافظ: ... وأما الخروج إلى الحج فكان في خلق كثير وكان كلهم على الجادة (¬2) لا على ساحل البحر. قال الحافظ: ... وأيضًا فالحج في الأصل قصد البيت فكأنه قال خرج قاصدًا البيت، ولهذا يقال للعمرة الحج الأصغر (¬3). 6 - باب إذا أهدى للمحرم حمارًا وحشيًا (¬4) حيًا لم يقبل 1825 - عن عبد الله بن عباس عن الصعب بن جثامة الليثي أنه أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمارًا وحشيًا (¬5) وهو بالأبواء- أو بودان- فرده عليه، فلما رأي ما في وجهه قال: إنا لم نرده عليه إلا أنا حرم». ¬
7 - باب ما يقتل المحرم من الدواب
7 - باب ما يقتل المحرم من الدواب 1826 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح» (¬1). 1831 - عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للوزغ: «فويسق» (¬2)، ولم أسمعه أمر بقتله». قال الحافظ: ... وروى ابن أبي شيبة أن عطاء سئل عن قتل الوزغ في الحرم فقال: إذا آذاك فلا بأس بقتله وهذا يفهم توقف قتله على أذاه (¬3). 8 - باب لا يعضد شجر الحرم (¬4) وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يعضد شوكه». ¬
9 - باب لا ينفر صيد الحرم
1832 - عن أبي شريح العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة «ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولًا قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للغد من يوم الفتح، فسمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به، إنه حمد الله وأثني عليه ثم قال: إن مكة حرمها الله (¬1) ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، ولا يعضد بها شجرة. فإن أحد ترخص لقتال رسول الله (¬2) - صلى الله عليه وسلم - فقولوا له: إن الله أذن لرسوله - صلى الله عليه وسلم - ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب. فقيل لأبي شريح: ما قال لك عمرو، قال: أنا أعلم (¬3) بذلك منك يا أبا شريح، إن الحرم لا يعيذ عاصيًا، ولا فارًا بدم، ولا فرًا بخربه» خربة: بلية. 9 - باب لا ينفر صيد الحرم 1833 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله حرم مكة، فلم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، وإنما أحلت لي ساعة من نهار، لا يختلي خلاها، ولا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرف» (¬4). وقال العباس: يا رسول الله إلا الإذخر لصاغتنا ¬
10 - باب لا يحل القتال بمكة
وقبورنا. فقال: «إلا الإذخر». وعن خالد عن عكرمة قال: هل تدري ما «لا ينفر صيدها»؟ هو أن ينحيه من الظل ينزل مكانه (¬1). 10 - باب لا يحل القتال بمكة وقال أبو شريح - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يسفك بها دمًا. 1834 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم افتتح مكة: «لا هجرة (¬2)، ولكن جهاد ونية (¬3)، وإذا استنفرتم فانفروا (¬4)، فإن هذا بلد حرم الله يوم خلق السماوات والأرض، وهو حرام بحرمه الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبل، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر ¬
11 - باب الحجامة للمحرم
صيده، ولا يلتقط إلا من عرفها، ولا يختلي خلاها». قال العباس: يا رسول الله إلا الإذخر، فإنه لقينهم (¬1)، ولبيوتهم. قال: «إلا الإذخر». 11 - باب الحجامة للمحرم وكوي ابن عمر ابنه وهو محرم. ويتداوى ما لم يكن فيه طيب (¬2). 1835 - عن على بن عبد الله حدثنا سفيان قال: قال عمرو: أول شيء سمعت عطاء يقول: «سمعت ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم» ثم سمعته يقول: «حدثني طاووس عن ابن عباس» فقلت: لعله سمعه منهما. 1836 - عن ابن بحينة - رضي الله عنه - قال: «احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم بلحي جمل (¬3) في وسط رأسه». ¬
12 - باب تزويج المحرم
12 - باب تزويج المحرم 1837 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة وهو محرم» (¬1). 13 - باب ما ينهي من الطيب للمحرم والمحرمة وقالت عائشة - رضي الله عنها -: لا تلبس المحرمة ثوبًا بورس أو زعفران (¬2). 1838 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قام رجل فقال: يا رسول الله ماذا تأمرنا أن نلبس من الثياب في الإحرام؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تلبسوا القميص ولا السراويلات ولا العمائم ولا البرنس، إلا أن يكون أحد ليست ¬
له نعلان فليلبس الخفين وليقطع (¬1) أسفل من الكعبين. ولا تلبسوا شيئًا مسه زعفران ولا الورس. ولا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين». تابعه موسي بن عقبة وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة وجويرية وابن إسحاق في النقاب والقفازين. وقال عبيد الله: ولا ورس. وكان يقول: لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين. وقال مالك عن نافع عن ابن عمر: لا تنتقب المحرمة. وتابعه ليث بن أبي سليم. 1839 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: وقصت برجل محرم ناقته فقتلته، فأتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اغسلوه وكفنوه ولا تغطوا رأسه (¬2) ولا تقربوه طيبًا (¬3)، فإنه يبعث يهل». قال الحافظ: ... والأصل أن كل ما ثبت لواحد في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثبت لغيره حتى يتضح التخصيص (¬4). قال الحافظ: ... واختلف في الصائم يموت هل يبطل صومه بالموت حتى يجب قضاء صوم ذلك اليوم عنه أولا؟ (¬5). ¬
14 - باب الاغتسال للمحرم
14 - باب الاغتسال للمحرم وقال ابن عباس - رضي الله عنه -: يدخل المحرم الحمام ولم ير ابن عمر وعائشة بالحك (¬1) بأسًا. 184 - عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه أن عبد الله بن العباس والمسور بن مخرمة اختلفا بالأبواء، فقال عبد الله بن عباس: يغسل المحرم رأسه، وقال المسور: لا يغسل المحرم رأسه. فأرسلني عبد الله بن العباس إلى أبي أيوب الأنصاري فوجدته يغتسل بين القرنين وهو يستر بثوب، فسلمت عليه، فقال: من هذا؟ فقلت أنا عبد الله بن حنين، أرسلني إليك عبد الله بن العباس أسألك: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغسل رأسه وهو محرم؟ فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطأطأه حتى بدا لي رأسه ثم قال لإنسان يصب عليه: اصبب. فصب رأسه، ثم حرك رأسه بيديه فأقبل بها وأدبر. وقال: هكذا رأيته - صلى الله عليه وسلم - يفعل (¬2). 15 - باب لبس الخفين للمحرم إذا لم يجد النعلين (¬3) 1841 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب ¬
17 - باب لبس السلاح للمحرم
بعرفات: «من لم يجد النعلين فليلبس الخفين، ومن لم يجد إزارًا فليلبس سراويل للمحرم» (¬1). 1842 - عن سالم بن عبد الله - رضي الله عنه - سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما يلبس المحرم من الثياب؟ فقال: «لا يلبس القميص ولا العمائم ولا السراويلات ولا البرنس ولا ثوبًا مسه زعفران ولا ورس، وإن لم يجد نعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا أسفل الكعبين» (¬2). قال الحافظ: ... واشترط الجمهور قطع الخف (¬3) وفتق السراويل فلو ... قال الحافظ: ... وقال الرازي من الحنفية: يجوز لبسه وعليه الفدية كما قال أصحابهم في الخفين، ومن أجاز لبس السراويل على حاله قيده بأن لا يكون في حالة لو فتقه لكان إزاراَ لأنه في تلك الحالة يكون واجد الإزار (¬4). 17 - باب لبس السلاح للمحرم وقال عكرمة إذا خشي العدو لبس السلاح وافتدي (¬5). ولم يتابع عليه في الفدية. ¬
18 - باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام
1844 - عن البراء - رضي الله عنه - «اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة، فأبي أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم: لا يدخل مكة سلاحًا إلا في القراب» (¬1). 18 - باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام ودخل ابن عمر وإنما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإهلال لمن أراد الحج والعمرة. ولم يذكره للحطابين وغيرهم (¬2). 1845 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، هن لهن ولكل آت أتي عليهن من غيرهم ممن أراد الحج والعمرة، فمن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ، حتى أهل مكة من مكة». 1846 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عام الفتح وعلى رأسه المِغفر، فلما نزعه جاء رجل فقال: إن ابن خطل متعلق (¬3) بأستار الكعبة، فقال: اقتلوه». 19 - باب إذا أحرم جاهلاً وعليه قميص وقال عطاء: إذا تطيب أو لبس جاهلاَ أو ناسيًا فلا كفارة عليه (¬4). ¬
20 - باب المحرم يموت بعرفة، ولم يأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يؤد عنه بقية الحج
1847 - عن صفوان بن يعلى عن أبيه قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه رجل عليه جبة فيه أثر صفرة أو نحوه، كان عمر يقول لي: تحب إذا نزل عليه الوحي أن تراه؟ فنزل عليه، ثم سري عنه، فقال: «اصنع في عمرتك ما تصنع في حجك» (¬1). 1848 - وعض رجل يد رجل- يعني فانتزع ثنيته- فأبطله النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2). 20 - باب المحرم يموت بعرفة، ولم يأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يؤد عنه بقية الحج 1849 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «بينا رجل واقف مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفة إذ وقع عن راحلته (¬3) فوقصته- أو قال فأقعصته- فقال النبي ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
21 - باب سنة المحرم إذا مات
- صلى الله عليه وسلم -: «اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين- أو قال ثوبيه- ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه، فإن الله يبعثه يوم القيامة يلبي» (¬1). 21 - باب سنة المحرم إذا مات 1851 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رجلًا كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوقصته ناقته وهو محرم فمات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اغسلوه بماء وسدر (¬2)، وكفنوه في ثوبيه، ولا تمسوه بطيب، ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيًا». 22 - باب الحج والنذور عن الميت، والرجل يحج عن المرأة 1852 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال: «نعم حجي عنها، أرأيت لو كان عن أمك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا الله، فالله أحق بالوفاء» (¬3). ¬
24 - باب حج المرأة عن الرجل
24 - باب حج المرأة عن الرجل 1855 - عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال «كان الفضل رديف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاءت امرأة من خثعم، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه (¬1)، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر، فقالت: إن فريضة الله أدركت أبي شيخاَ كبيرًا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: «نعم». وذلك في حجة الوداع» (¬2). ¬
25 - باب حج الصبيان
قال الحافظ: ... ويقرب ذلك ما رواه أبو يعلي (¬1) بإسناد قوي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال: «كنت ردف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعرابي معه بنت حسناء فجعل الأعرابي يعرضها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجاء أن يتزوجها، وجعلت ألتفت إليها، ويأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - برأسي فيلويه، فكان يلبي حتى رمي جمرة العقبة ... 25 - باب حج الصبيان 1857 - عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أقبلت- وقد ناهزت الحلم- أسير على أتان لي، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يصلي بمني، حتى ¬
26 - باب حج النساء
سرت بين يدي بعض الصف الأول، ثم نزلت عنها فرتعت، فصففت مع الناس وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال يونس عن ابن شهاب بمنى في حجة الوداع» (¬1). قال الحافظ: ... [حديث] أيما غلام حج به أهله ثم بلغ فعليه حجة أخري، ثم ساقه بإسناد صحيح (¬2). 26 - باب حج النساء 1861 - عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قالت: «قلت يا رسول الله ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: «لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج حج مبرور». قالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (¬3). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
1863 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من حجته قال لأم سنان الأنصارية: «ما منعك من الحج؟ » قالت: أبو فلان- تعني زوجها- كان له ناضحان حج على أحدهما، والآخر يسقي أرضا لنا. قال: «فإن عمرة (¬1) في رمضان تقضي حجة معي» رواه ابن جريج عن عطاء سمعت ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال عبيد الله عن عبد الكريم عن عطاء عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬
1864 - عن قزعة مولي زياد قال: سمعت أبا سعيد- وقد غزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثنتي عشرة غزوة- قال: أربع سمعتهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو قال يحدثهن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعجبني وآنفنني: «أن لا تسافر امرأة مسيرة يومين (¬1) ليس معها زوجها أو ذو محرم. ولا صوم يومين: الفطر والأضحى. ولا صلاة بعد صلاتين: بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس. ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد الأقصى». قال الحافظ: ... وإلا سودة لم تخرج من بيتها بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2). قال الحافظ: ... والعذر عن عائشة أنها تأولت الحديث المذكور كما تأوله غيرها من صواحباتها على أن المراد بذلك أنه لا يجب (¬3) عليهن غير تلك الحجة. ¬
27 - باب من نذر المشي إلى الكعبة
27 - باب من نذر المشي إلى الكعبة 1866 - عن عقبة عن عامر قال: نذرت أختي أن تمشي إلى بيت الله، وأمرتني أن استفتي لها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فاستفتيته، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لتمش ولتركب» (¬1). قال: وكان أبو الخير لا يفارق عقبة. قال الحافظ: ... «أن أخته نذرت أن تمشي حافية غير مختمرة» (¬2). قال الحافظ: ... «مرها فلتختمر ولتركب ولتصم ثلاثة أيام» (¬3). ¬
29 - كتاب فضائل المدينة
29 - كتاب فضائل المدينة 1 - باب حرم المدينة 1870 - عن علي - رضي الله عنه - قال: «ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: المدينة حرم ما بين عائر (¬1) إلى كذا (¬2)، من أحدث فيها حدثًا أو آوي محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، وقال: ذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر (¬3) مسلمًا فعلية لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل. ¬
2 - باب فضل المدينة وأنها تنفي الناس
ومن تولي قومًا بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والناس أجمعين، ولا يقبل منه صرف ولا عدل». قال الحافظ: ... لم يجعل الإذن شرطًا لجواز الادعاء، وإنما هو لتأكيد التحريم، لأنه إذا استأذنهم في ذلك منعوه وحالوا بينه (¬1) وبين ذلك قاله الخطابي وغيره ... 2 - باب فضل المدينة وأنها تنفي الناس 1871 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد» (¬2). قال الحافظ: ... وروى أحمد من حديث البراء بن عازب رفعه «من سمي المدينة يثرب فليستغفر الله، هي طابة هي طابة» (¬3). قال الحافظ: ... فدل أن المراد بالحديث تخصيص ناس دون ناس ووقت دون وقت (¬4). ¬
3 - باب المدينة طابة
3 - باب المدينة طابة 1871 - عن عباس بن سهل بن سعد عن أبي حميد - رضي الله عنه - «أقبلنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من تبوك حتى أشرفنا على المدينة فقال: هذه طابة» (¬1). 5 - باب من رغب عن المدينة 1874 - عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «تتركون المدينة على خير ما كانت، لا يغشاها إلا العواف- يريد عوافي السباع والطير- وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشًا، حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما» (¬2). 1875 - عن سفيان بن أبي زهير - رضي الله عنه - أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «تفتح اليمن، فيأتي قوم يبسون (¬3)، فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. وتفتح الشام، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. وتفتح العراق، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون» (¬4). ¬
6 - باب الإيمان يأرز إلى المدينة
وقال الحافظ: ... وقال النووي: المختار أن هذا الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة (¬1)، ويؤيده قصة الراعيين. قال الحافظ: ... معناه يسوقون دوابهم، والبس سوق الإبل تقول بس بس عند السوق وإرادة السرعة. وقال الداودي: معناه يزجرون دوابهم فيبسون (¬2) ما يطئونه من الأرض من شدة السير .... 6 - باب الإيمان يأرز إلى المدينة 1876 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها» (¬3). ¬
7 - باب إثم من كاد أهل المدينة
7 - باب إثم من كاد أهل المدينة 1877 - عند جُعيد عن عائشة- هي بنت سعد- قالت: سمعت سعدًا - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يكيد أهل المدينة (¬1) أحد إلا انماعَ كما ينماع الملح في الماء». قال الحافظ: في أفراد مسلم ... «ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار (¬2) ذوب الرصاص ... ». قال الحافظ: ... كما وقع لمسلم بن عقبة (¬3) وغيره فإنه عوجل عن قرب وكذلك الذي أرسله. 9 - باب لا يدخل الدجال المدينة 1880 - عن مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر (¬4) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال». 1881 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه ¬
الملائكة صافين يحرسونها. ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فيخرج الله كل كافر ومنافق» (¬1). 1882 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا طويلًا عن الدجال، فكان حدثنا به أن قال: يأتي الدجال- وهو محرَّم عليه أن يدخل نقاب المدينة - بعض السباخ التي بالمدينة- فيخرج إليه يومئذٍ رجل هو خير الناس- أو من خير الناس- فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثه. فيقول الدجال: أرأيت إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم. فيقول الدجال: أقتله فلا أسلط عليه» (¬2). 1886 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدرات (¬3) المدينة أوضع راحلته، وإن كان على دابة حركها، من حبها». قال الحافظ: ... (فبايعه على الإسلام، فجاء من الغد محمومًا فقال أقلني) ظاهره أنه سأل الإقالة من الإسلام وبه جزم عياض (¬4). ¬
11 - باب كراهية النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تعري المدينة
قال الحافظ: ... واستدل به عن على تفضيل المدينة (¬1) على مكة وهو ظاهر من هذه الجهة، لكن لا يلزم من حصول أفضلية المفضول في شيء من الأشياء ثبوت الأفضلية له على الإطلاق. قال الحافظ: ... الظاهر أن البركة حصلت في نفس المكيل بحيث يكفي المد فيها من لا يكفيه في غيرها، وهذا أمر محسوس عند من سكنها (¬2). 11 - باب كراهية النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تعري المدينة 1887 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد، فكرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تعري المدينة وقال: يا بني سلمة ألا تحتسبون آثاركم؟ فأقاموا» (¬3). 12 - باب 1888 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي» (¬4). ¬
1889 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وعك أبو بكر وبلال، فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول: كل امرئ مصبح في أهله ... والموت أدني من شراك نعله وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته يقول: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي إذخر وجليل وهل أردن يومًا مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل (¬1) وقال: اللهم العن شيبة بن ربيعة وأمية بن خلف، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء. ثم قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد. اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا، وصححها لنا، وانقل حماها إلى الجحفة». قالت: وقدمنا المدينة وهي أوبأ (¬2) أرض الله، قالت: فكان بطحان يجري نجلًا. تعني ماء آجنا. 1890 - عن عمر - رضي الله عنه - قال: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد (¬3) رسولك - صلى الله عليه وسلم -. وقال ابن زريع عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن أمه عن حفصة بنت عمر - رضي الله عنهما - قالت: سمعت عمر .. نحوه. وقال هشام عن زيد عن أبيه عن حفصة: سمعت عمر - رضي الله عنه -. ¬
30 - كتاب الصوم
30 - كتاب الصوم 1 - باب وجوب صوم رمضان 189 - عن طلحة بن عبيد الله «أن أعرابيًا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثائر الرأس فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله على من الصلاة؟ فقال: «الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا». فقال: أخبرني بما فرض الله على من الصيام؟ فقال: «شهر رمضان إلا أن تطوع شيئًا». فقال: أخبرني ما فرض الله على من الزكاة؟ قال فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشرائع الإسلام. قال: والذي أكرمك بالحق، لا أتطوع (¬1) شيئا ولا أنقص مما فرض الله على شيئًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفلح (¬2) إن صدق. أو دخل الجنة إن صدق». ¬
3 - باب الصوم كفارة
1892 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «صام النبي - صلى الله عليه وسلم - عاشوراء (¬1) وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك (¬2). وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه». 3 - باب الصوم كفارة 1895 - عن أبي وائل عن حذيفة قال: «قال عمر - رضي الله عنه -: من يحفظ حديثًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة؟ قال حذيفة: أنا سمعته يقول: فتنة الرجل في أهله وماله وجاره (¬3) تكفرها الصلاة والصيام والصدقة. قال: ليس أسال عن هذِه؟ إنما أسأل عن التي تموج كما يموج البحر. قال: وإن دون ذلك بابًا مغلقًا. قال: فيفتح أو يكسر؟ قال: يكسر. قال: ذاك أجدر أن لا يغلق إلى يوم القيامة. فقلنا لمسروق: سلة، أكان عمر يعلم من الباب؟ (¬4) فسأله فقال: نعم، كما يعلم أن دون غد الليلة». ¬
4 - باب الريان للصائمين
قال الحافظ: ... يحتمل أن يكون المراد إلا الصيام فإنه كفارة (¬1) وزيادة ثواب على الكفارة. 4 - باب الريان للصائمين 1896 - عن سهل - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون (¬2) يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد». 1897 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير (¬3)، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة». فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بأبي أنت وأمي يا رسول، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: «نعم، وأرجو أن تكون منهم» (¬4). ¬
5 - باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان، ومن رأى كله واسعا
قال الحافظ: ... قوله: (من أنفق زوجين (¬1) في سبيل الله). قال الحافظ: ... فقيل أراد الجهاد (¬2)، وقيل ما هو أعم منه. 5 - باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان، ومن رأى كله واسعا (¬3) 1898 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذ جاء رمضان (¬4) فتحت أبواب الخير». 1900 - عن أبي عمر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له» (¬5). 6 - باب من صام رمضان إيمانا واحتسابا ونية وقالت عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يبعثون على نياتهم». 1901 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا (¬6) غفر له ما تقدم من ذنبه». ¬
7 - باب أجود ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان
7 - باب أجود ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان 1902 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود (¬1) الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل - عليها السلام - يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ (¬2)، يعرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن، فإذا لقيه جبريل - عليها السلام - كان أجود بالخير من الريح المرسلة» (¬3). 8 - باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم 1903 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» (¬4). ¬
9 - باب هل قول إني صائم إذا شتم
9 - باب هل قول إني صائم إذا شتم 1904 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم (¬1). والذي نفس محمد بيده لخلوف في الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه». 10 - باب الصوم لمن خاف على نفسه العزبة 1905 - عن إبراهيم عن علقمة قال: بينا أنا أمشي مع عبد الله - رضي الله عنه - فقال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض (¬2) للبصر، وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» (¬3). ¬
11 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا»
11 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا» 1911 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: آلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نسائه، وكان انفكت رجله، فأقام في مشربة تسعا وعشرين ليلة ثم نزل، فقالوا: يا رسول الله آليت شهرا، فقال: «إن الشهر يكون تسعا وعشرين». (¬1) قال الحافظ: ... فإن أكثر الرواة عن شعبة قالوا فيه «فعدوا ثلاثين» (¬2) .. قال الحافظ: ... قوله: (فاقدروا) تقدم أن للعلماء فيه تأويلين، وذهب ¬
12 - باب شهرا عيد لا ينقصان
آخرون إلى تأويل ثالث قالوا: معناه فاقدروا بحساب المنازل (¬1). قال الحافظ: ... قال ابن عبد البر: لا يصح عن مطرف، وأما ابن قتيبة (¬2) فليس هو ممن يعرج عليه في مثل هذا ... قال الحافظ: ... خامسها (¬3) يجوز لهما ولغيرهما مطلقا. وقال ابن الصباغ أما بالحساب فلا يلزمه بلا خلاف بين أصحابنا. 12 - باب شهرا عيد لا ينقصان 1912 - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «شهران لا ينقصان، شهرا عيدا: رمضان (¬4) وذو الحجة». قال الحافظ: ... إن جاء أحدهما تسعا وعشرين جاء الآخر ثلاثين ولابد. وقيل لا ينقصان في ثواب العمل فيهما (¬5). ¬
13 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا نكتب ولا نحسب»
13 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا نكتب ولا نحسب» 1913 - عن أبي عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب (¬1)، الشهر هكذا وهكذا. يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين». 14 - باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين 1914 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم» (¬2). 15 - باب قول الله جل ذكره {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}. ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
16 - باب قول الله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}.
1915 - عن البراء - رضي الله عنه - قال: «كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الرجل صائمًا فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي. وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائمًا، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها: أعندك طعام؟ قالت: لا، ولكن أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل. فغلبته عيناه، فجاءته امرأته، فلما رأته قالت خيبة لك، فلما انتصف النهار غُشي عليه، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} ففرحوا بها فرحًا شديدًا (¬1)، ونزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}. 16 - باب قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}. 1917 - عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: لما نزلت {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي. فغدوت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت له ذلك فقال: «إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار» (¬2). ¬
17 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال»
17 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا يمنعنَّكم من سحوركم أذان بلال» 1918، 1919 - عن عائشة - رضي الله عنها - أن بلالًا كان يؤذن بليل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر» قال القاسم: ولم يكن بين أذانهما إلا أن يرقى ذا وينزل ذا (¬1). قال الحافظ: ... وروى ابن المنذر بإسناد صحيح عن علي أنه صلى الصبح ثم قال: الآن حين تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود (¬2) ... قال الحافظ: ... وروى بإسناد صحيح عن سالم بن عبيد الأشجعي - وله صحبة - أن أبا بكر قال له: «أخرج فانظر هل طلع الفجر؟ قال: فنظرت ثم أتيته فقلت: قد ابيض وسطع، ثم قال: أخرج فانظر هل طلع؟ فنظرت فقلت: قد اعترض، فقال: الآن أبلغني شرابي» (¬3). 18 - باب تعجيل (¬4) السَّحور 1920 - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «كنت أتسحَّر في أهلي، ثم تكون سُرعتي أن أُدرك السجود مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». ¬
19 - باب قدركم بين السحور وصلاة الفجر
19 - باب قدركم بين السحور وصلاة الفجر 1921 - عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: تسحَّرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قام إلى الصلاة. قلت: كم كان بين الأذان والسَّحور؟ قال: «قدر خمسين آية» (¬1). 20 - باب بركة السَّحور من غير إيجاب، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه واصلوا ولم يُذكر السَّحور (¬2) 1922 - عن عبد الله - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - واصل، فواصل الناس، فشق عليهم، فنهاهم، قالوا: إنك تواصل، قال: «لست كهيئتكم، إني أظلُّ أُطعم وأُسقى». 1923 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تسحَّروا، فإن في السحور بركة» (¬3). 21 - باب إذا نوى بالنهار صومًا وقالت أم الدرداء: كان أبو الدرداء يقول: عندكم طعام؟ فإن قلنا لا، قال: فإن صائم يومي هذا (¬4). ¬
22 - باب الصائم يصبح جنبا
1924 - عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلًا ينادي في الناس يوم عاشوراء (¬1): أن من أكل فليُتمَّ أو فليصم، ومن لم يأكل فلا يأكل». 22 - باب الصائم يصبح جُنبًا 1925، 1926 - ... عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أباه عبد الرحمن أخبر مروان أن عائشة وأم سلمة أخبرتاه «أن رسول الله ¬
- صلى الله عليه وسلم - كان يدركه الفجر وهو جُنْبٌ من أهله، ثم يغتسل ويصوم. وقال مروان لعبد الرحمن بن الحارث: أُقسم بالله لتُقرِّعنَّ بها أبا هريرة، ومروان يومئذ على المدينة، فقال أبو بكر: فكره ذلك عبد الرحمن. ثم قُدر لنا أن نجتمع بذي الحليفة - وكانت لأبي هريرة هنالك أرض (¬1) - فقال عبد الرحمن لأبي هريرة: إني ذاكرٌ لك أمرًا، ولولا مروان أقسَمَ عليَّ فيه لم أذكره لك. فذكر قول عائشة وأم سلمة، فقال: كذلك حدثني (¬2) الفضل بن عباس وهنَّ أعلم» وقال همام وابن عبد الله بن عمر عن أبي هريرة «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمرُ بالفطر» والأول أسنَدُ (¬3). قال الحافظ: ... إذ يمكن أني حمل الأمر بذلك على الاستحباب في غير الفرض (¬4). قال الحافظ: ... صار ذلك إجماعًا أو كالإجماع لكن من الآخذين بحديث أبي هريرة من فرق بين من تعمد الجنابة وبين من احتلم (¬5). ¬
23 - باب المباشرة للصائم وقالت عائشة - رضي الله عنها -: يحرم عليه فرجها
23 - باب المباشرة للصائم وقالت عائشة - رضي الله عنها -: يحرُمُ عليه فرجُها 1927 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبِّل ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لإربه». وقال: قال ابن عباس {مَآرِبُ}: حاجة. قال طاووس {أُولِي الْإِرْبَةِ}: الأحمق لا حاجة له في النساء وقال جابر بن زيد: إن نظر فأمنى يُتمُّ صومه (¬1). 24 - باب القبلة للصائم قال الحافظ: ... وكما ثبت عندهم أن أوائل الشرب لا يفسد الصيام فكذلك أوائل الجماع اهـ. والحديث الذي أشار إليه أخرجه أبو داود والنسائي من حديث عمر، قال النسائي منكر (¬2) ... ¬
25 - باب اغتسال الصائم
25 - باب اغتسال الصائم وبلَّ ابن عمر - رضي الله عنهما - ثوبًا فألقي عليه وهو صائم ودخل الشَّعبيُّ الحمام وهو صائم. وقال ابن عباس: لا بأس أن يتطعَّم القِدر أو الشيء وقال الحسن: لا بأس بالمضمضة والتبرُّد للصائم (¬1). وقال ابن مسعود: إذا كان صوم أحدكم فليُصبح دهينًا مُترجلًا. وقال أنس: إن لي أبزَنَ أتقحَّم فيه وأنا صائم. ويُذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه استاك وهو صائم. وقال ابن عمر: يستاك أول النهار وآخره ولا يبلعُ ريقه. وقال عطاء: إن ازدَردَ ريقَه لا أقول يُفطر وقال ابن سيرين: لا بأس بالسِّواك الرَّطب (¬2). قيل: له طعم. قال: والماء له طعم وأنت تمضمض به ولم ير أنس والحسن وإبراهيم بالكحل للصائم بأسًا (¬3). 27 - باب سواك الرطب واليابس للصائم قال الحافظ: ... قال ابن المنيّر أخذ البخاري شرعية السواك للصائم (¬4) بالدليل الخاص، ثم انتزعه من الأدلة العامة التي تناولت أحوال متناول السواك وأحوال ما يستاك به، ثم انتزع ذلك من أعم من السواك وهو المضمضة إذ هي أبلغ من السواك الرطب. ¬
31 - باب المجامع في رمضان هل يطعم أهله من الكفارة إذا كانوا محاويج؟
31 - باب المجامع في رمضان هل يُطعمُ أهله من الكفارة إذا كانوا محاويج؟ 1937 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن الآخِرَ (¬1) وقع على امرأته في رمضان. فقال: «أتجد ما تحرِّرُ رقبة؟ » قال: لا. قال: «فتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ » قال: لا. قال: «أفتجد ما تُطعم به ستين مسكينًا؟ » قال: لا. قال: فأُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بعَرق فيه تمرٌ - وهو الزَّبيل - قال: «أطعم هذا عنك»، قال: على أحوج منا؟ ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا. قال: «فأطعمك أهلك». 32 - باب الحجامة والقيء للصائم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: إذا قاء فلا يفطر، إنما يخرج ولا يولج. ويذكر عن أبي هريرة أنه يفطر، والأول أصحُّ. وقال ابن عباس وعكرمة: الصوم مما دخل وليس مما خرج (¬2). وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يحتجم وهو صائم، ثم تركه، فكان يحتجم بالليل. واحتجم أبو موسى ليلًا. ¬
ويذكر عن سعد وزيد بن أرقم وأم سلمة أنهم احتجموا صيامًا. وقال بكير عن أم علقمة: كنا نحتجم عند عائشة فلا تُنهى. ويروى عن الحسن عن غير واحد مرفوعًا «أفطر الحاجم والمحجوم» (¬1). وقال لي عياش: حدثنا عبد الأعلى حدثنا يونس عن الحسن مثله، قيل له: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. ثم قال: الله أعلم. 1938 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم» (¬2). قال الحافظ: ... عن أبي هريرة رفعه قال: «من ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه القضاء، وإن استقاء فليقض» (¬3). قال الحافظ: وقال ابن حزم .. لكن وجدنا من حديث أبي سعيد «أرخص النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحجامة للصائم» وإسناده صحيح فوجب الأخذ به لأن ¬
33 - باب الصوم في السفر والإفطار
الرخصة إنما تكون بعد العزيمة، فدل على نسخ الفطر بالحجامة سواء كان حاجمًا أو محجومًا انتهى. والحديث المذكور أخرجه النسائي وابن خزيمة والدارقطني ورجاله ثقات، ولكن اختلف في رفعه ووقفه (¬1). قال الحافظ: ... «ثم رخص النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد في الحجامة للصائم. وكان أنس يحتجم وهو صائم» (¬2). قال الحافظ: ... «نهى النبي عن الحجامة للصائم وعن المواصلة ولم يحرمهما إبقاء على أصحابه» إسناده صحيح (¬3) والجهالة بالصحابي لا تضر. 33 - باب الصوم في السفر والإفطار 1941 - عن ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فقال لرجل: «انزل فاجدح لي»، قال: يا رسول الله الشمس، قال: «انزل فاجدح لي»، قال يا رسول الله الشمس، قال: «انزل فاجدح لي»، فنزل فجدح له فشرب، ثم رمى بيده هنا ثم قال: «إذا رأيتم الليل أقبل من ها هنا فقد أفطر الصائم» (¬4). ¬
34 - باب إذا صام أياما في رمضان ثم سافر
1943 - عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أأصوم في السفر؟ -وكان كثير الصيام- فقال: «إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر» (¬1). 34 - باب إذا صام أيامًا في رمضان ثم سافر 1944 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى مكة في رمضان فصام، حتى بلغ الكديد أفطر، فأفطر الناس» (¬2). قال أبو عبد الله: والكديد ماء بين عُسفان وقُديد. 35 - باب 1945 - عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره في يوم حار حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم، إلا ما كان من النبي - صلى الله عليه وسلم - وابن رواحة» (¬3). 36 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن ظُلل عليه واشتد الحر (¬4) «ليس من البر الصوم في السفر» 1946 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهم - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
37 - باب لم يعب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعضهم بعضا في الصوم والإفطار
في سفر فرأى زحامًا ورجلًا قد ظُلل عليه فقال: «ما هذا؟ » فقالوا صائم، فقال: «ليس من البر الصوم في السفر» (¬1). 37 - باب لم يعب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعضهم بعضًا في الصوم والإفطار 1947 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنا نسافر مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يعب الصائم عن المفطر، ولا المفطر على الصائم» (¬2). 38 - باب من أفطر في السفر ليراه الناس 1948 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى مكة فصام حتى بلغ عُسفان، ثم دعا بماء فرقعه إلى يده ليراه الناس فأفطر حتى قدم مكة، وذلك في رمضان، فكان ابن عباس يقول: قد صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأفطر، فمن شاء صام ومن شاء أفطر» (¬3). 39 - باب {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} قال ابن عمر وسلمة بن الأكوع: نسختها {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. عن ابن أبي ليلى حدثنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - «نزل رمضان فشقَّ عليهم (¬4)، ¬
40 - باب متى يقضى قضاء رمضان
فكان من أطعم كل يوم مسكينا ترك الصوم ممن يُطيقه، ورُخِّص لهم في ذلك، فنسختها {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} فأمروا بالصوم». 1949 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «قرأ {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} قال: هي منسوخة» (¬1). 40 - باب متى يُقضى قضاء رمضان وقال ابن عباس: لا بأس أن يُفرَّق، لقول الله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (¬2) وقال سعيد بن المسيب في صوم العشر: لا يصلح حتى يبدأ برمضان. وقال إبراهيم: إذا فرَّط حتى جاء رمضان آخر يصومهما، ولم ير عليه إطعامًا. ويذكر عن أبي هريرة مرسلًا، وابن عباس أنه يُطعم، ولم يذكر الله تعالى الإطعام، إنما قال: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (¬3). 1950 - عن يحيى عن أبي سلمة قال: سمعت عائشة - رضي الله عنها - تقول «كان عليَّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان» قال يحيى (¬4): الشغل من النبي أو بالنبي - صلى الله عليه وسلم - (¬5). ¬
41 - باب الحائض تترك الصوم والصلاة
41 - باب الحائض تترك الصوم والصلاة وقال أبو الزِّناد: إن السنن ووجوه الحق لنأتي كثيرًا على خلاف الرأي، فما يجد المسلمون بُدًا من اتباعها، من ذلك أن الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة. 1951 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أليس إذا حاضت لم تُصلِّ ولم تصُم؟ فذلك نقصان دينها» (¬1). 42 - باب من مات وعليه صوم وقال الحسن: إن صام عنه ثلاثون رجلًا يومًا واحدًا جاز. 1952 - عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليُّه» (¬2). ¬
43 - باب متى يحل فطر الصائم؟
1953 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ قال: «نعم، فدين الله أحق أن يُقضى» (¬1). قال الحافظ: ... قلت: لكن الجواز مقيد بصوم لم يجب فيه التتابع لفقد التتابع في الصورة المذكورة (¬2). 43 - باب متى يحل فطر الصائم؟ وأفطر أبو سعيد الخدري حين غاب قرص الشمس. 1954 - عن عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه - رضي الله عنهما - قال: ¬
44 - باب يفطر بما تيسر من الماء أو غيره
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم». 1955 - عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر وهو صائم، فلما غابت الشمس قال لبعض القوم: يا فلان قم فاجدح لنا، فقال: يا رسول الله لو أمسيت، قال: «أنزل فاجدح لنا» (¬1)، قال: يا رسول الله فلو أمسيت، قال: «انزل فاجدح لنا»، قال: إن عليك نهارًا، قال: «انزل فاجدح لنا. فنزل فجدح لهم، فشرب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: «إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا فقد أفطر الصائم». قال الحافظ: ... (فاجدح) بالجيم ثم الحاء المهملة، والجدح تحريك السويق ونحوه بالماء بعود يقال له المجدح مجنح الرأس، وزعم الداودي أن معنى قوله اجدح (¬2) لي أي احلب، وغلطوه في ذلك. 44 - باب يُفطر بما تيسَّر من الماء أو غيره 1956 - عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو صائم، فلما غابت الشمس قال: «انزل فاجدح لنا»، قال: يا رسول الله لو أمسيت، قال: «أنزل فاجدح لنا»، قال: يا رسول الله إن عليك نهارًا، قال: «انزل فاجدح لنا»، فنزل فجدح لهم، ثم قال: «إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا فقد أفطر الصائم. وأشار بإصبعه قبل المشرق» (¬3). ¬
45 - باب تعجيل الإفطار
45 - باب تعجيل الإفطار 1958 - عن ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فصام حتى أمسى، قال لرجل: «انزل فاجدح لي»، قال: لو انتظرت حتى تُمسي، قال: «انزل فاجدح لي، إذا رأيت الليل قد أقبل من ها هنا فقد أفطر الصائم» (¬1). قال الحافظ: ... قوله (عن فاطمة) زاد أبو داود «بنت المنذر» (¬2). قال الحافظ: ... واختاره ابن خزيمة فقال قول هشام لا بد من القضاء لم يسنده ولم يتبين عندي أن عليهم قضاء (¬3). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
47 - باب صوم الصبيان
47 - باب صوم الصبيان وقال عمر (¬1) - رضي الله عنه - لنشوانٍ في رمضان: ويلك، وصبياننا صيام. فضربه. ¬
49 - باب التنكيل لمن أكثر الوصال. رواه أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
1960 - عن الرُّبَيع بنت معوِّذ قالت «أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم. قلت: فكنا نصوِّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن. فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار» (¬1). قال الحافظ: ... وقد اختلف السلف في ذلك فنقل التفصيل عن عبد الله ابن الزبير، وروى ابن أبي شيبة بإسناد (¬2) صحيح عنه أنه كان يواصل خمسة عشر يومًا. 49 - باب التنكيل لمن أكثر الوصال. رواه أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - 1965 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال في الصوم، فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله «قال وأيُّكم مثلي؟ إني أبيت يُطعمني ربي ويسقين». فلما أبّوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يومًا ثم يومًا، ثم رأوا الهلال (¬3)، فقال: «لو تأخر لزدتكم». كالتنكيل لهم حين أبّوا أن ينتهوا. ¬
50 - باب الوصال إلى السحر
50 - باب الوصال إلى السَّحر 1967 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تُواصلوا (¬1)، فأيُّكم أراد أن يواصل فليواصل حتى السَّحر»، قالوا فإنك تواصل يا رسول الله، قال: «لست كهيئتكم، إني أبيت لي مطعم يطعمني وساقٍ يسقين» (¬2). ¬
52 - باب صوم شعبان
52 - باب صوم شعبان 1969 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم حتى نقول لا يُفطر، ويُفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان» (¬1). 1970 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم شهرًا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كلَّه، وكان يقول: خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يَملْ (¬2) حتى تَملُّوا. وأحبُّ الصلاة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ما دُاوم عليه وإن قلَّت. وكان إذا صلى صلاة داوم عليها». 53 - باب ما يُذكر من صوم النبي - صلى الله عليه وسلم - وإفطاره 1972 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُفطر من الشهر ¬
54 - باب حق الضيف في الصوم
حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئًا: وكان لا تشاء تراه من الليل مصلِّيًا إلا رأيته، ولا نائمًا إلا رأيته» (¬1). 54 - باب حق الضيف في الصوم (¬2) 1974 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» فذكر الحديث، يعني «إن لزّورك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا. فقلت: وما صوم داود؟ قال: نصف الدهر؟ . 55 - باب حق الجسم في الصوم 1975 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عبد الله، ألم أُخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ » فقلت: بلى يا رسول الله. قال: «فلا تفعل، صُم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقًا، وإن لعينك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا، وإن لزّورك عليك حقًا. وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر كله». فشددت فشُدِّد عليَّ. قلت: يا رسول الله إني أجد قوة، قال: «فصم صيام نبي الله داود ¬
57 - باب حق الأهل في الصوم، رواه أبو جحيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
- عليها السلام - ولا تزد عليه». قلت: وما كان صيام نبي الله داود - عليها السلام -؟ قال: «نصف الدهر». فكان عبد الله يقول بعدما كبر: يا ليتني قبلْتُ رخصة (¬1) النبي - صلى الله عليه وسلم -». 57 - باب حق الأهل في الصوم، رواه أبو جُحيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - 1977 - عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: «بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أني أسرد الصوم، وأصلِّي الليل فإما أرسل إلى وإما لقيته فقال: «ألم أخبر أنك تصوم ولا تُفطر، وتصلِّي؟ فصم وأفطر وقُم ونم، فإن لعينيك عليك حظًا وإنَّ لنفسك وأهلك عليك حظًا». قال: إني لأقوى لذلك. قال: «فصم صيام داود - عليها السلام - قال: وكيف؟ قال: كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ولا يفرُّ إذا لاقى». قال: من لي بهذه يا نبي الله» (¬2) قال عطاء: لا أدري كيف ذكر صيام الأبد، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا صام من صام الأبد» (¬3) مرتين. ¬
61 - باب من زار قوما فلم يفطر عندهم
قال الحافظ: ... «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة وقال: هي كهيئة الدهر» (¬1). 61 - باب من زار قومًا فلم يُفطر عندهم (¬2) 1982 - عن أنس - رضي الله عنه - «دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على أم سليم، فأتته بتمر وسمن، قال: «أعدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم». ثم قام إلى ناحية من البيت فصلَّى غير المكتوبة، فدعا (¬3) لأم سليم وأهل بيتها. فقالت أم سليم: يا رسول الله إن لي خُويصة، قال: «ما هي؟ » قالت: خادمك أنس (¬4). فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به: اللهم ¬
62 - باب الصوم من آخر الشهر
ارزقه مالًا وولدًا، وبارك له (¬1). فإني لمن أكثر الأنصار مالًا. وحدَّثتني ابنتي أمينة أنه دُفن لصُلبي مقدم الحجاج البصرة بضع وعشرون ومائة» (¬2). 62 - باب الصوم من آخر الشهر 1983 - عن عمران بن حُصين - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سأله - أو سأل رجلًا وعمران يسمع- فقال: «يا فلان أما صمتَ سَرَرَ هذا الشهر؟ » قال: أظنه قال نعم يعني رمضان، قال الرجل: لا، يا رسول الله. قال: «فإذا أفطرت فصم يومين»، لم يقل الصَّلت: أظنه يعني رمضان» (¬3). قال أبو عبد الله: وقال ثابت عن مطرِّف عن عمران عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «من سَرَرَ شعبان». ¬
63 - باب صوم يوم الجمعة، وإذا أصبح صائما يوم الجمعة فعليه أن يفطر
63 - باب صوم يوم الجمعة، وإذا أصبح صائمًا يوم الجمعة فعليه أن يُفطر 1984 - عن محمد بن عبَّاد قال «سألت جابرًا - رضي الله عنه -: أنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم الجمعة؟ قال: نعم». زاد غير أبي عاصم «يعني أن ينفرد بصومه» (¬1). ¬
64 - باب هل يخص شيئا من الأيام
قال الحافظ: ... «يعني إذا لم يصم قبله ولا يريد أن يصوم بعده» (¬1). قال الحافظ: ... واستدل بأحاديث الباب على منع إفراد يوم الجمعة بالصيام (¬2). 64 - باب هل يخص شيئًا من الأيام 1987 - عن منصور عن إبراهيم عن علقمة «قلت لعائشة - رضي الله عنها -: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يختص من الأيام شيئًا؟ قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيُّكم يطيق ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطيق» (¬3)؟ 65 - باب صوم يوم عرفة 1989 - عن ميمونة (¬4) - رضي الله عنها - «أن الناس شكوا في صيام النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة، فأرسلت إليه بحلابٍ وهو واقف في الموقف، فشرب منه والناس ينظرون» (¬5). ¬
66 - باب صوم يوم الفطر
66 - باب صوم يوم الفطر 1990 - عن أبي عبيد مولى ابن أزهر قال «شهدت العيد مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: هذان يومان نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صيامهما: يوم فطركم من صيامكم. واليوم الآخر تأكلون فيه من نُسككم» (¬1). 1991 - عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم الفطر والنحر (¬2)، وعن الصَّماء (¬3)، وأن يحتبي (¬4) الرجل في الثوب الواحد». ¬
67 - باب صوم يوم النحر
67 - باب صوم يوم النحر 1993 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «يُنهى عن صيامين (¬1) وبيعتين: الفطر والنحر، والملامسة والمنابذة» (¬2). 1994 - عن زياد بن جبير قال: «جاء رجل إلى ابن عمر - رضي الله عنهما - فقال: رجل نذر أن يصوم يومًا قال: أظنه قال الاثنين فوافق ذلك يوم عيد، فقال ابن عمر: أمر الله بوفاء النذر، ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صوم هذا اليوم» (¬3). 68 - باب صيام أيام التشريق 1997، 1998 - عن سالم عن ابن عمر - رضي الله عنهم - قال: «لم يُرخَّص في أيام التشريق أن يُصَمن إلا لمن لم يجد الهدي» (¬4). ¬
69 - باب صيام يوم عاشوراء
69 - باب صيام يوم عاشوراء 2002 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه في الجاهلية، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فُرض رمضان يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه» (¬1). 2003 - عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - يوم عاشوراء عام حجَّ على المنبر يقول: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب الله عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر» (¬2). 2004 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: «ما هذا؟ » قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوِّهم فصامه موسى، قال: «فأنا أحق بموسى منكم»، فصامه وأمر بصيامه» (¬3). ¬
2005 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: «كان يوم عاشوراء تعدُّه اليهود عيدًا، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فصوموه أنتم» (¬1). 2007 - عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من أسلَم أن أذَّن في الناس أن من كان أكل فيصُم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصُم، فإن اليوم يوم عاشوراء» (¬2). ¬
31 - كتاب صلاة التراويح
31 - كتاب صلاة التراويح 1 - باب فضل من قام رمضان 2010 - عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريِّ أنه قال: «خرجت مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرِّقون يصلِّي الرجل لنفسه، ويصلِّي الرجل فيُصلِّي بصلاته الرهط. فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل. ثم عزم فجمعهم على أُبيِّ بن كعب. ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلُّون بصلاة قارئهم، قال عمر: نِعْمَ البدعة (¬1) هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون - يريد آخر الليل - وكان الناس يقومون أوله». 2013 - عن أبي سلمه بن عبد الرحمن أنه «سأل عائشة - رضي الله عنها -: كيف كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلِي أربعًا (¬2) فلا تسأل ¬
عن حُسنهن وطولهن، ثم يصلِّي أربعًا فلا تسأل عن حُسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا. فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال: يا عائشة، إن عينيَّ تنامان، ولا ينام قلبي». قال الحافظ: ... ورواه سعيد بن منصور من وجه آخر وزاد فيه «وكانوا يقرؤون بالمائتين ويقومون على العصي من طول القيام» (¬1). ¬
32 - كتاب فضل ليلة القدر
32 - كتاب فضل ليلة القدر 1 - باب فضل ليلة القدر وقال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. قال ابن عيينة: ما كان في القرآن {وَمَا أَدْرَاكَ} فقد أعلمه، وما قال {وَمَا يُدْرِيكَ} فإنه لم يُعلم (¬1). 2014 - عن عبد الله عن سفيان قال: حفظناه وأيّما (¬2) حفظ من الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا (¬3) غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه». قال الحافظ ... ومقصود ابن عيينة أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعرف تعيين ليلة القدر، وقد تعقب (¬4) هذا الحصر بقوله تعالى: {لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} ... قال الحافظ: ... وروى بنصب أيما (¬5) على أنه مفعول مطلق لحفظ المقدر. ¬
2 - باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر
2 - باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر 2016 - عن أبي سلمة قال: سألت أبا سعيد -وكان لي صديقًا- فقال «اعتكفنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العشر الأوسط من رمضان، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال: إني أُريت ليلة القدر ثم أُنسيتُها -أو نسيتها- فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر، وإني رأيت أني أسجدُ في ماء وطين، فمن كان اعتكف معي فليرجع. فرجعنا، وما نرى في السماء قزعة، فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد، وكان من جريد النخل، وأُقيمت الصلاة، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد في الماء والطين (¬1)، حتى رأيت أثر الطين في جبهته». 3 - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر. فيه عُبّادة 2018 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان حين يُمسي من عشرين ¬
ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه ورجع من كان يجاور معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس فأمرهم ما شاء الله، ثم قال: كنت أجاور هذه العشر، ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليبت في معتكفه، وقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها فابتغوها في العشر الأواخر، وابتغوها في كل وتر، وقد رأيتُني أسجد في ماء وطين. فاستهلَّت السماء في تلك الليلة فأمطرت، فوكف المسجد في مُصلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة إحدى وعشرين، فبصرت عيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونظرت إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طينًا وماء» (¬1). 2022 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هي في العشر الأواخر»، في تسع يمضين أو في سبع يبقين، تابعه عبد الوهاب، عن أيوب. وعن خالد عن عكرمة عن ابن عباس «التمسوا في أربع وعشرين» (¬2) يعني ليلة القدر» (¬3). ¬
4 - باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس
قال الحافظ: ... وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين، وقد تقدمت أدلة ذلك. قال العلماء: الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها، بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها (¬1) ... 4 - باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس 2023 - عن أنس عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليُخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: «خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت (¬2)، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة». ¬
5 - باب العمل في العشر الأواخر من رمضان
5 - باب العمل في العشر الأواخر من رمضان 2024 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله» (¬1). ¬
33 - كتاب الاعتكاف
33 - كتاب الاعتكاف 1 - باب الاعتكاف في العشر الأواخر، والاعتكاف في المساجد (¬1) 2025 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأواخر من رمضان». 2026 - عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده» (¬2). 2027 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف في العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عامًا، حتى إذا كان ليلة إحدى وعشر ... - وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه- قال: ¬
«من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر، فقد أُريت هذه الليلة ثم أُنسيتها، وقد رأيتُني أسجد في ماء وطين من صبيحتها، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر». فمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوكف المسجد، فبصُرَت عيناي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جبهته أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين» (¬1). قال الحافظ: ... وشرطه مالك لأن الاعتكاف عندهما ينقطع بالجمعة، ويجب (¬2) بالشروع عند مالك. قال الحافظ: وخصه (¬3) حذيفة بن اليمان بالمساجد الثلاثة، وعطاء بمسجد مكة والمدينة وابن المسيب بمسجد المدينة (¬4)، واتفقوا على أنه لا حد لأكثره واختلفوا في أقله (¬5) فمن شرط فيه الصيام قال أقله يوم. قال الحافظ: ... واتفقوا على فساده بالجماع حتى قال الحسن والزهري: من جامع فيه لزمته الكفارة، وعن مجاهد: يتصدق بدينارين (¬6). ¬
3 - باب لا يدخل البيت إلا لحاجة
3 - باب لا يدخل البيت إلا لحاجة 2029 - عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: «وإن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليدخل رأسه وهو في المسجد فأُرجِّله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفًا» (¬1). ¬
4 - باب غسل المعتكف
4 - باب غسل المعتكف 2030 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يباشرني وأنا حائض» (¬1). 5 - باب الاعتكاف ليلًا 2032 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن عمر سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد، قال: «أوف بنذرك» (¬2). 6 - باب اعتكاف النساء عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فكنت أضربُ له خباء فيصلي الصبح ثم يدخله. فاستأذنت حفصة عائشة أن تضرب خباء، فأذِنت لها فضربت خباء. فلما ¬
7 - باب الأخبية في المسجد
رأته زينب بنت جحش ضربت خباء آخر، فلما أصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى الأخبية فقال: «ما هذا؟ » فأُخبر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الْبرَّ تُرون بهنَّ؟ » فترك الاعتكاف ذلك الشهر، ثم اعتكف عشرًا من شوال» (¬1). قال الحافظ: ... وكأنه - صلى الله عليه وسلم - خشي أن يكون الحامل لهن على ذلك المباهاة (¬2) والتنافس الناشئ عن الغيرة حرصًا على القرب منه خاصة فيخرج الاعتكاف عن موضوعه أو لما أذن لعائشة وحفصة ... قال الحافظ: ... دليل على أن النوافل المعتادة إذا فاتت تقضى استحبابًا، واستدل به المالكية على وجوب قضاء العمل لمن شرع فيه ثم أبطله، ولا دلالة فيه (¬3) لما سيأتي. قال الحافظ: ... وأن الأفضل للنساء أن لا يعتكفن في المسجد (¬4). 7 - باب الأخبية في المسجد 2034 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يعتكف، فلما انصرف إلى المكان الذي أراد أن يعتكف إذا أخبية: خباء عائشة، وخباء حفصة، وخباء زينب. فقال: «آلبرَّ تقولون بهن؟ » ثم انصرف فلم يعتكف، حتى اعتكف عشرًا من شوال» (¬5). ¬
8 - باب هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد؟
8 - باب هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد؟ (¬1) 2035 - عن علي بن الحسين - رضي الله عنهما - «أن صفية زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أنها جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدَّثت عنده ساعة ثم قامت تنقلب فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - معها يَقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مرَّ رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت لهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: «على رسلكما، إنما هي صفية (¬2) بنت حُييّ». فقالا: سبحان الله يا رسول الله، ¬
9 - باب الاعتكاف وخروج النبي - صلى الله عليه وسلم - صبيحة عشرين
وكَبُر عليهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ (¬1) الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا» (¬2). 9 - باب الاعتكاف وخروج النبي - صلى الله عليه وسلم - صبيحة عشرين 2036 - عن أبي سلمه بن عبد الرحمن قال: «سألت أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - قلت: هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر ليلة القدر؟ قال: نعم، اعتكفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشر الأوسط من رمضان، قال فخرجنا صبيحة عشرين (¬3)، قال فخطبنا رسول الله صبيحة عشرين فقال: «إني أُريت ليلة القدر، وإني نسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر في وتر، فإني رأيت أني أسجد في ماء وطين، ومن كان اعتكف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليرجع»، فرجع الناس إلى المسجد وما نرى في السماء قزعة، قال: فجاءت سحابة فمطرت، وأقيمت الصلاة فسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطين والماء، حتى رأيت الطين في أرنبته وجبهته. ¬
10 - باب اعتكاف المستحاضة
10 - باب اعتكاف المستحاضة 2037 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت «اعتكفت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة مستحاضة من أزواجه، فكانت ترى الحُمرة والصُّفرة، فربما وضعنا الطَّست تحتها وهي تصلي» (¬1). قال الحافظ: فذكر الحديث وزاد فيه «قال وحدثنا به خالد مرة أخرى عن عكرمة أن أم سلمة كانت عاكفة وهي مستحاضة» فأفاد بذلك معرفة عينها وازداد بذلك عدد المستحاضات (¬2) .. 11 - باب زيارة المرأة زوجها في اعتكافه 2038 - عن عليّ بن الحسين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد وعنده أزواجه، فرُحن، فقال لصفية بنت حييّ: «لا تعجلي حتى أنصرف معك»، وكان بيتها في دار أسامة، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - معها (¬3)، فلقيه رجلان من الأنصار، فنظرا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أجازا، فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تعاليا، إنها صفية بنت حييّ»، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، قال: «إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يُلقيَ في أنفسكما شيئًا». ¬
12 - باب هل يدرأ المعتكف عن نفسه
12 - باب هل يدرأ المعتكف عن نفسه 2039 - عن علي بن حسين أن صفية - رضي الله عنها - أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو معتكف، فلما رجعت مشى معها، فأبصره رجل من الأنصار، فلما أبصره دعاه (¬1) فقال: «تعال، هي صفية - وربما قال سفيان: هذه صفية- فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم». قلت لسفيان: أتته ليلًا؟ وهل هو إلا ليلًا؟ . 13 - باب من خرج من اعتكافه عند الصبح 2040 - عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: «اعتكفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشر الأوسط، فلما كان صبيحة عشرين (¬2) نقلنا متاعنا، فأتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «من كان اعتكف فليرجع إلى معتكفه، فإني رأيت هذه الليلة، ورأيتني أسجُدُ في ماء وطين». فلما رجع إلى معتكفه قال: وهاجت السماء فمُطرنا، فوالذي بعثه بالحق لقد هاجت السماء من آخر ذلك اليوم، وكان المسجد عريشًا رأيت على أنفه وأرنبته أثر الماء والطين». 14 - باب الاعتكاف في شوال 2041 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في كل رمضان، فإذا صلى الغداة دخل مكانه الذي اعتكف فيه. قال ¬
15 - باب من لم ير عليه إذا اعتكف صوما
فاستأذنته عائشة أن تعتكف، فأذن لها فضربت فيه قبَّة، فسمعت بها حفصة فضربت قبَّة، وسمعت زينب بها فضربت قبَّة أخرى. فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الغداة أبصر أربع قباب، فقال: «ما هذا؟ » فأُخبر خبرهنَّ، فقال: «ما حملهنَّ على هذا؟ آلبرَّ؟ انزعوها فلا أراها»، فنُزعت، فلم يعتكف في رمضان حتى اعتكف في آخر العشر (¬1) من شوال». 15 - باب من لم ير عليه إذا اعتكف صومًا 2042 - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أوف نذرك. فاعتكف ليلة» (¬2). 16 - باب إذا نذر في الجاهلية يعتكف ثم أسلم 2043 - عن نافع عن ابن عمر أن عمر - رضي الله عنه - نذر في الجاهلية ¬
18 - من أراد أن يعتكف ثم بدا له أن يخرج
أن يعتكف في المسجد الحرام -قال: أُراه قال ليلةً - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أوْف بنَذرك» (¬1). 18 - من أراد أن يعتكف ثم بدا له أن يخرج 2045 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فاستأذنته عائشة فأذن لها، وسألت حفصة عائشة أن تستأذن لها ففعلت، فلما رأت ذلك زينب بنت جحش أمرت ببناء فبُني لها. قالت: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى انصرف إلى بنائه، فأبصر الأبنية فقال: «ما هذا؟ » قالوا: بناء عائشة وحفصة وزينب. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «آلبرَّ أردن بهذا؟ ما أنا بمعتكف» (¬2). فرجع. فلما أفطر اعتكف عشرًا من شوال». 19 - باب المعتكف يُدخل رأسه البيت للغسل 2046 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أنها كانت تُرجِّل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي حائض وهو معتكف في المسجد وهي في حُجرتها يُناولها رأسه» (¬3). ¬
34 - كتاب البيوع
34 - كتاب البيوع 1 - باب ما جاء في قول الله - عز وجل -: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}. 2047 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «إنكم تقولون: إن أبا هريرة يُكثر الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يُحدِّثون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل حديث أبي هريرة؟ وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصَّفق بالأسواق وكنت ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفظ (¬1) إذا نسُوا ... [الحديث]. 2049 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة، فآخى (¬2) النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، وكان سعد ذا غِنى، فقال لعبد الرحمن: أُقاسمك مالي نصفين وأُزوِّجك (¬3). قال: بارك الله ¬
2 - باب الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات
لك في أهلك ومالك، دُلُّوني على السوق (¬1)، فما رجع حتى استفضل أقطًا وسمنًا، فأتى به أهل منزله. فمكثنا يسيرًا -أو ما شاء الله- فجاء وعليه وضَرٌ من صُفرة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَهْيَم» (¬2)؟ قال: يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار. قال: «ما سُقت إليها؟ » قال: نواة من ذهب -أو وزن من ذهب- قال أُوْلم ولو بشاة». 2 - باب الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما مشتبهات 2051 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا ابن عُيينة حدثنا أبو فَروة (¬3) عن الشعبيِّ قال سمعت النعمان بن يشير - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «الحلال بيِّن، والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهة. فمن ترك ما شُبِّه عليه من الإثم كان لما استبان أترك، ومن اجترأ على ما يشُكُّ فيه من الإثم أوشك أن بواقع ما استبان. والمعاصي حمى الله، من يرتع حول الحمى يوشك أن بواقعه» (¬4). ¬
3 - باب تفسير المشبهات
3 - باب تفسير المشبَّهات 2053 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت «كان عتبة بن أبي وقاص عهِدَ إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن ابن وليدة زمعة منِّي فاقبضه. قالت: فلما كان عام الفتح أخذه سعد بن أبي وقاص، وقال: ابن أخي، قد عهد إلى فيه. فقام عبد بن زمعة فقال: أخي، وابن وليدة أبي وُلد على فراشه. فتساوقا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال سعد: يا رسول الله، ابن أخي، كان قد عهد إلى فيه. فقال عبد بن زمعة: أخي، وابن وليدة أبي، ولد على فراشه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هو لك يا عبد بن زمعة». ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الولد للفراش وللعاهر الحجَرُ». ثم قال لسودة بنت زمعة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -. احتجبي منه يا سودة، لما رأى من شبهة بعُتبة، فما رآها حتى لقي الله» (¬1). 2054 - عن عديِّ بن حاتم - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المِعراض، فقال: «إذا أصاب بحدِّه فكل، وإذا أصاب بعرضه فقتل فلا تأكل، فإنه وقيذ». قلت: يا رسول الله أُرسل كلبي وأُسمِّي، فأجد معه على الصيد كلبًا آخر لم أُسمِّ عليه، ولا أدري أيهما أخذ. قال: «لا تأكل، إنما سمَّيت على كلبك ولم تُسمِّ على الآخر» (¬2). ¬
4 - باب ما يتنزه من الشبهات
4 - باب ما يُتنزه من الشبهات 2055 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بتمرة مسقوطة قال: «لولا أن تكون صدقة لأكلتها» (¬1). قال الحافظ: ... وقد روى أحمد (¬2) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: تضور النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فقيل له ما أسهرك؟ قال: «إني وجدت تمرة ساقطة فأكلتها، ثم ذكرت تمرًا كان عندنا من تمر الصدقة فما أدري أمن ذلك كانت التمرة أو من تمر أهلي، فذلك أسهرني» ... 5 - باب من لم ير الوساوس ونحوها من الشبهات 2056 - عن عبّاد بن تميم عن عمِّه قال: شُكي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل يجد في الصلاة شيئًا أيقطَعُ الصلاة؟ قال: «لا، حتى يسمع صوتا أو يجد ريحًا» (¬3). ¬
7 - باب من لم يبال من حيث كسب المال
2057 - عن عائشة - رضي الله عنها - أن قومًا قالوا يا رسول الله إن قومًا يأتوننا باللحم لا تدري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سَمُّوا الله عليه وكلُوه» (¬1). 7 - باب من لم يُبال من حيث كسب المال 2059 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه (¬2) أمن الحلال أم من الحرام» (¬3). ¬
8 - باب التجارة في البز وغيره
8 - باب التجارة في البَزِّ (¬1) وغيره (¬2) 2060، 2061 - عن أبي المنهال قال: «كنت أتجر في الصرف، فسألت زيد بن أرقم - رضي الله عنه - فقال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -». وعن أبي المنهال قال: «سألت البراء بن عازب وزيد بن أرقم عن الصرف فقالا: كنا تاجرين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصرف فقال: إن كان يدًا بيد فلا بأس، وإن كان نسيئًا فلا يصلُح» (¬3). قال الحافظ: ... واختلف في ضبط البز (¬4). 9 - باب الخروج في التجارة وقول الله - عز وجل -: {فَانْتَشِرُوا (¬5) فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}. 2062 - عن عُبيد بن عُمر أن أبا موسى الأشعري استأذن على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فلم يُؤذن له -وكأنه كان مشغولًا- فرجع أبو موسى. ¬
10 - باب التجارة في البحر
ففرغ عمر فقال: ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس؟ ائذنوا له. قيل: قد رجع. فدعاه: فقال كنا نُؤمر بذلك. فقال: تأتيني على ذلك بالبيِّنة. فانطلق إلى مجالس الأنصار فسألهم، فقالوا: لا يشهد لك على هذا إلا أصغرنا أبو سعيد الخدري. فذهب بأبي سعيد الخدري، فقال عمر: أخفى عليَّ هذا من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ألهاني الصَّفقُ. يعني الخروج إلى التجارة» (¬1). 10 - باب التجارة في البحر (¬2) 2063 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أنه ذكر رجلًا من بني إسرائيل خرج في البحر فقضى حاجته». 11 - باب {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} 2064 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: «أقبلت عيرٌ ونحن نصلِّي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الجمعة، فانفض الناس إلا اثني عشر رجلًا، فنزلت هذه الآية: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} (¬3). ¬
12 - باب قول الله تعالى: {أنفقوا من طيبات ما كسبتم}
12 - باب قول الله تعالى: {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} 2065 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مُفسدة كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها بما كسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقُص بعضهم أجر بعض شيئًا» (¬1). 2066 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا أنفقت المرأة من كسب زوجها عن غير أمره فلها نصف أجره» (¬2). 13 - باب من أحب البسط في الرزق 2067 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من سرَّه أن يُبسط له في رزقه أو يُنسأ (¬3) له في أثره فليصل رحمه» (¬4). 14 - باب شراء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنَّسيئة 2068 - عن الأعمش قال: «ذكرنا عند إبراهيم الرَّهن في السَّلم فقال: حدَّثني الأسود عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترى طعامًا من يهودي إلى أجل ورهنه درعًا من حديد» (¬5). ¬
15 - باب كسب الرجل وعمله بيده
2069 - عن محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا أسباط (¬1) أبو اليسع البصريُّ حدثنا هشام الدَّستوائي عن قتادة «عن أنس - رضي الله عنه - أنه مشى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بخبز شعير وإهالة سنخة، ولقد رهن النبي - صلى الله عليه وسلم - درعًا له بالمدينة عند يهودي وأخذ منه شعير لأهله. ولقد سمعته يقول: ما أمسى عند آل محمد - صلى الله عليه وسلم - صاعُ برٍّ ولا صاع حبِّ، وإن عنده لتسع نسوة». 15 - باب كسب الرجل وعمله بيده 2070 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لما استُخلف أبو بكر الصديق قال: لقد علم قومي أن حرفتي لم تكن تعجز عن مؤنة أهلي، وشُغلت بأمر المسلمين، فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال وأحترف للمسلمين فيه» (¬2). 2071 - عن عائشة - رضي الله عنها - «كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عُمّال أنفسهم، فكان يكون لهم أرواح (¬3)، فقيل لهم: لو اغتسلتم». ¬
2072 - عن المقدام - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما أكل أحد طعامًا قطُّ خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبيَّ الله داود - عليها السلام - كان يأكل من عمل يده» (¬1). 2073 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أن داود النبي - عليها السلام - كان لا يأكل إلا من عمل يده» (¬2). 2074 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لأن يحتطب أحدكم حُزمة على ظهره خير من أن يسأل أحدًا فيعطيه أو يمنعه» (¬3). قال الحافظ: ... وفوق ذلك من عمل اليد ما يكتسب من أموال الكفار بالجهاد وهو مكسب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهو أشرف المكاسب لما فيه من إعلاء كلمة الله تعالى وخذلان كلمة أعدائه والنفع الأخروي (¬4). ¬
16 - باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع، ومن طلب حقا فليطلبه في عفاف
16 - باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع، ومن طلب حقًا فليطلبه في عفاف 2076 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى» (¬1). 17 - باب من أنظر مُوسرًا 2077 - عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تلقَّت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم»، فقالوا: أعملت من الخير شيئًا؟ قال: «كنت آمر فتياني أن ينظروا ويتجاوزوا عن الموسر. قال: فتجاوزوا عنه». قال أبو عبد الله: وقال أبو مالك عن ربعيّ. وقال أبو عوانة. عن عبد الملك عن ربعي «فأقبل من الموسر، وأتجاوز عن المعسر» (¬2). ¬
18 - باب من أنظر معسرا
18 - باب من أنظر مُعسرًا 2078 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كان تاجر يداينُ الناس، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه» (¬1). 19 - باب إذا بيَّن البيعان، ولم يكتُما، ونصحا ويُذكر عن العدّاء بن خالد قال: كتب لي النبي - صلى الله عليه وسلم - «هذا ما اشترى محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العدّاء بن خالد بيع المسلم من المسلم، لا داء ولا خبثة ولا غائلة» قال قتادة: الغائلة الزنا، والسرقة والإباق. وقيل لإبراهيم: إن بعض النخاسين يسمِّي: آرِي خُراسان، وسجستان، فيقول: جاء أمس من خُراسان، وجاء اليوم من سجستان. فكرهه كراهة شديدة. وقال عقبة بن عامر: لا يحلُّ لامرئ يبيع سلعة يعلم أن بها داء إلا أخبره (¬2). ¬
20 - باب بيع الخلط من التمر
2079 - عن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «البيعان بالخيار ما لم يتفرَّقا - أو قال: حتى يتفرَّقا - فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا (¬1) مُحقت بركة بيعهما». قال الحافظ: ... والمعنى أن النخاسين كانوا يسمون مرابط دوابهم بأسماء البلاد ليدلسوا على المشتري بقولهم ذلك ليوهموا أنه مجلوب من خراسان (¬2) وسجستان فيحرص عليها المشتري ويظن أنها قريبة العهد بالجلب. 20 - باب بيع الخلط من التمر 2080 - عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: كنا نُرزق تمر الجمع، وهو الخِلط من التمر، وكنا نبيع صاعين بصاع. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا صاعين بصاع ولا درهمين بدرهم» (¬3). ¬
21 - باب ماذ قيل في اللحام والجزار
21 - باب ماذ قيل في اللحام والجزّار (¬1) 2081 - عن أبي مسعود - رضي الله عنه - قال: جاء رجل من الأنصار يُكنى أبا شُعيب فقال لغلام له قصاب: أجعل لي طعامًا يكفي خمسة من الناس، فإني أريد أن أدعو النبي - صلى الله عليه وسلم - خامس خمسة، فإني قد عرفت في وجهه الجوع، فدعاهم، فجاء معهم رجل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - إن هذا قد تَبعنا، فإن شئت أن تأذن له فأذن له، وإن شئت أن يرجع رجع. فقال: «لا، بل قد أذِنت له» (¬2). 22 - باب ما يمحق الكذب والكتمان في البيع 2082 - عن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «البيعان بالخيار ما لم يتفرّقا - فإن قال حتى يتفرقا (¬3) - فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحقت بركة بيعهما». 23 - باب قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا (¬4) مُضَاعَفَةً} 2083 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليأتين على الناس زمان لا يُبالي المرء بما أخذ المال أمن الحلال أم من حرام» (¬5). ¬
قال الحافظ: .. ما أخرجه النسائي مرفوعًا «يأتي على الناس زمان يأكلون الربا، فمن لم يأكله أصابه من غباره» (¬1). ¬
24 - باب أكل الربا وشاهده وكاتبه
24 - باب أكل الربا وشاهده وكاتبه قول الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} 2084 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لما نزلت آخر البقرة قرأهن النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم في المسجد، ثم حرَّم التجارة في الخمر» (¬1). ¬
25 - باب موكل الربا، لقوله - عز وجل -: {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين} إلى قوله: {وهم لا يظلمون}
2085 - عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة، انطلقنا حتى أتينا على نهر من دم، فيه رجل قائم، وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد الرجل أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فردّه حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان، فقلت: ما هذا؟ فقال الذي رأيته في النهر: آكل الربا» (¬1). 25 - باب موكل الربا، لقوله - عز وجل -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} إلى قوله: {وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} وقال ابن عباس: هذه آخر آية نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم -. 2086 - عن عون بن أبي جُحيفة قال: «رأيت أبي اشترى عبدًا حَجَّاماَ (¬2). ¬
26 - باب {يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم}
فسألته، فقال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ثمن الكلب وثمن الدم، ونهى عن الواشمة والموشومة، وآكل الربا وموكله، ولعن المصور». 26 - باب {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} 2087 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الحلف منفقة (¬1) للسّلعة، ممحقة للبركة». 27 - باب ما يكره من الحلف في البيع 2088 - عن عبد الله بن أوفى - رضي الله عنه - «أن رجلًا أقام سلعة وهو في السوق، فحلف بالله لقد أعطى (¬2) بها ما لم يُعط ليوقع فيها رجلًا من المسلمين، فنزلت {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} (¬3). ¬
28 - باب ما قيل في الصواغ
28 - باب ما قيل في الصَّواغ (¬1) وقال طاووس عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُختلى خلاها» وقال العباس: «إلا الإذخر فإنه لقَينهم (¬2). فقال: إلا الإذخر». 2090 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله حرَّم مكة ولم تحل لأحد قبلي، ولا لأحد بعدي، وإنما أُحلت لي ساعة من نهار، لا يُختلى (¬3) خلاها، ولا يُعضد شجرها ولا يُنفر صيدها ولا يلتقط لقطتها إلا لمعرّف». وقال عباس بن عبد المطلب: إلا الإذخر لصاغتنا ولسُقف بيوتنا. فقال: «إلا الإذخر» فقال عكرمة: هل تدري ما يُنفر صيدها؟ هو أن تُنحية من الظل وتنزل مكانه. قال عبد الوهاب عن خالد «لصاغتنا وقبورنا». قال الحافظ: .. ولعل المصنف أشار إلى حديث «أكذب الناس الصباغون والصواغون» وهو حديث مضطرب الإسناد أخرجه أحمد وغيره (¬4). ¬
29 - باب ذكر القين والحداد
29 - باب ذكر القين والحداد 2091 - عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال: «كنت قينًا في الجاهلية، وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، قال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، قلت: لا أكفر حتى يُميتك الله ثم تُبعث. قال: دعني حتى أموت وأبعث، فسأوتي مالًا وولدًا فأقضي. فنزلت {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} (¬1). 30 - باب الخيّاط 2092 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «إن خياطًا دعا (¬2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطعام صنعه، قال أنس بن مالك فذهبت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك الطعام، فقرّب إلى رسول الله خبزًا ومرقًا فيه دُباء وقديد، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتتبع الدُباء من حوالي القصعة. قال: فلم أزل أحب الدباء (¬3) من يومئذ». 31 - باب النسّاج 2093 - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «جاءت امرأة ببردة - قال أتدرون ما البُردة؟ فقيل له: نعم هي الشّملة منسوجة في حاشيتها- ¬
32 - باب النجار
قالت: يا رسول الله، إني نسجت هذه بيدي أكسوكها، فأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - محتاج إليها، فخرج إلينا وإنها إزارة، فقال رجل من القوم: يا رسول الله أكسُنيها، فقال: نعم. فجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - في المجلس، ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه. فقال له القوم: ما أحسنت، سألتها إياه، لقد عرفت أنه لا يرُدُ سائلًا، فقال الرجل: والله ما سألتها إلا لتكون كفني يوم أموت. قال سهل فكانت كفنه» (¬1). 32 - باب النّجار 2094 - عن أبي حازم قال: «أتى رجال إلى سهل بن سعد يسألونه عن المنبر فقال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى فلانة - امرأة قد سماها سهل- أن مُري غلامك النجار يعمل لي أعوادًا أجلس عليهن إذا كلمت الناس (¬2)، فأمرته يعملها من طرفاء الغابة، ثم جاء بها، فأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها، فأمر بها فوضعت فجلس عليها» (¬3). ¬
33 - باب شراء الإمام الحوائج بنفسه
2095 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا أجعل (¬1) لك شيئًا تقعد عليه؟ فإن لي غلامًا نجارًا. قال: «إن شئت». فعملت له المنبر. فلما كان يوم الجمعة قعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر الذي صنع فصاحت النخلة التي كان يخطُب عندها حتى كادت أن تنشق، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أخذها فضمَّها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرّت. قال: «بكت على ما كانت تسمع من الذكر». 33 - باب شراء الإمام الحوائج بنفسه وقال ابن عمر - رضي الله عنهما -: اشترى النبي - صلى الله عليه وسلم - جملًا من عمر، واشترى ابن عمر بنفسه (¬2)، وقال عبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما - جاء مشرك بغنم فاشترى النبي - صلى الله عليه وسلم - منه شاة، واشترى من جابر بعيرًا. 2096 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «اشترى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يهودي طعامًا نسيئة، ورهنه درعه (¬3)». ¬
34 - باب شراء الدواب والحمير
34 - باب شراء الدواب والحمير 2079 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -، قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزاة فأبطأ بي جملي وأعيا، فأتى عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «جار؟ » فقلت: نعم، قال: «ما شأنك؟ » قلت: أبطأ عليّ جملي وأعيا فتخلفت. فنزل يحجنُه بمحجنه ثم قال: «اركب»، فركبته، فقد رأيته أكفه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: «تزوجت؟ » قلت: نعم قال: «بكرًا أم ثيبًا؟ » قلت: بل ثيبًا قال: «أفلا جارية تلاعبها وتُلاعبك؟ » قلت: إن لي أخوات، فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهم وتمشطهن وتقوم عليهن، قال: «إما إنك قادم، فإذا قدمت فالكيس الكيس» (¬1). ثم قال: «أتبيع جملك؟ » قلت نعم. فاشتراه مني بأوقية. ثم قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلي وقدمت بالغداة فجئنا إلى المسجد فوجدته على باب المسجد، قال: «الآن قدمت؟ » قلت: نعم. قال: «فدع جملك فادخل فصلَّ ركعتين»، فدخلت فصلت، . فأمر بلالًا أن يزن له أوقية (¬2)، فوزن لي بلال فأرجح في الميزان. فانطلقت حتى وليت. فقال: «ادعوا لي جابرًا»، ¬
35 - باب الأسواق التي كانت في الجاهلية، فتتابع بها الناس في الإسلام
قلت الآن يُرد عليّ الجمل، ولم يكن شيء أبغض إلى منه، قال: «خُذ جملك، ولك ثمنه». 35 - باب الأسواق التي كانت في الجاهلية، فتتابع بها الناس في الإسلام 9098 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كانت عُكاظ ومجنَّة وذوي المجاز أسواقًا في الجاهلية، فلما كان الإسلام تأثموا من التجارة فيها، فأنزل الله {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} في مواسم الحج (¬1) .. قرأ ابن عباس كذا» (¬2). 36 - باب شراء الإبل الهيم أو الأجرب الهائم: المخالف للقصد في كل شيء. 2099 - قال عمرو: «كان ها هنا رجل اسمه نواس، وكانت عنده إبل هيم، فذهب ابن عمر - رضي الله عنهما - فاشترى تلك الإبل من شريك له، فجاء إليه شريكه، فقال: بعنا تلك الإبل. فقال: ممن بعتها؟ فقال: من شيخ كذا وكذا. فقال: ويحك، ذاك والله ابن عمر. فجاءه فقال: إن شريكي باعك إبلًا هيمًا ولم يعرفك. قال: فاستقها. قال: فلما ذهب يستاقها فقال: دعها: رضينا بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا عدوى» (¬3). ¬
37 - باب بيع السلاح في الفتنة وغيرها
37 - باب بيع السلاح في الفتنة وغيرها وكره (¬1) عمران بن حًصين بيعه في الفتنة 2100 - عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حُنين فبعت الدِّرع فابتعت به مخرفًا في بني سلمة، فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام». 38 - باب في العطار وبيع المسك 2101 - عن أبي برده بن أبي موسى عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدَمُك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه، وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحًا خبيثة» (¬2). ¬
39 - باب ذكر الحجام
39 - باب ذكر الحجام 2103 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعطى الذي حجمه، ولو كان حرامًا لم يُعطه (¬1). 40 - باب التجارة فيما يُكره (¬2) لبسُه للرجال والنساء 2104 - عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عمر - رضي الله عنه - بحُلَّة حرير- أو سيراء- فرآها عليه فقال: «إني لم أرسل بها إليك لتلبسها إنما يلبَسُها من لا خلاق له، إنما بعثت إليك لتستمتع بها. يعني تبيعها». ¬
41 - باب صاحب السلعة أحق بالسوم
2105 - عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - أخبرته أنها اشترت نُمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام على الباب فلم يدخل فعرفتُ في وجهه الكراهة فقلت: يا رسول الله أتوب إلى الله والى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ماذا أذنَّبت؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما بال هذه النَّمرقة؟ » قلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسّدها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يُعذبون، فيقال لهم: أحيوا ما خلقتم»، وقال: «إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة» (¬1). 41 - باب صاحب السِّلعة أحقُّ بالسوم (¬2) 2106 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا بني النجار ثامنوني بحائطكم. وفيه خِربٌ ونخلٌ». ¬
42 - باب كم يجوز الخيار؟
42 - باب كم يجوز الخيار؟ 2107 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن المتبايعين بالخيار في بيعهما ما لم يتفرَّقا أو يكون البيع خيارًا» قال نافع: وكان ابن عمر إذا اشترى شيئًا يُعجبه فارق صاحبه (¬1). 43 - باب إذا لم يوقِّت الخيار هل يجوز البيع؟ 2109 - عن ابن عمر - رضي الله عنها - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «البيعان بالخيار ما لم يتفرَّقا، أو يقول أحدهما لصاحبه اختر، وربما قال: أو يكون بيع خيار» (¬2). 44 - باب «البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا» 2110 - عن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «البيعان ¬
46 - باب إذا كان البائع بالخيار هل يجوز البيع؟
بالخيار ما لم يتفرَّقا فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما مُحقت بركة بيعهما» (¬1). 2111 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرَّقا، إلا بيع الخيار» (¬2). 46 - باب إذا كان البائع بالخيار هل يجوز البيع؟ (¬3) 2113 - عن أن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كل بيَّعِين لا بيع بينهما حتى يتفرقا، إلا بيع الخيار». 47 - باب إذا اشترى شيئًا فوهب من ساعته قبل أن يتفرقا ولم ينكر البائع على المشتري، أو اشترى عبدًا فأعتقه وقال طاووس فيمن يشتري السلعة على الرضا ثم باعها وجبت له والربح له؟ 2115 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فكنت على بكر صعب لعمر، كان يغلبني يتقدم أمام القوم، فيزجُره عمر ويردّه، ثم يتقدم فيزجره عمر ويردُّه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر: «بعنيه». قال: هو لك يا رسول الله. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بعنيه»، فباعه من رسول ¬
48 - باب ما يكره من الخداع في البيع
الله - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هو لك يا عبد الله بن عمر تصنع به ما شئت» (¬1). 2116 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «بعت من أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - مالًا بالوادي بمال له بخيبر، فلما تبايعنا رجعت على عقبي حتى خرجت من بيته خشية أن يرادَّني البيع، وكانت السُّنة أن المتبايعين بالخيار حتى يتفرقا، قال عبد الله: فلما وجب بيعي وبيعه رأيت أني قد غبَنتُهُ بأني سُقته إلى أرض ثمود بثلاث ليال، وساقني إلى المدينة بثلاث ليال» (¬2). 48 - باب ما يُكره من الخداع في البيع 2117 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رجلًا ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يخدع في البيوع، فقال: «إذا بايعت فقل لا خِلابة» (¬3) (¬4). ¬
49 - باب ما ذكر في الأسواق
49 - باب ما ذُكر في الأسواق 2118 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يُخسف بأوَّلهم وآخرهم». قال: قلت يا رسول الله كيف يُخسف بأوّلهم وآخرهم وفيهم أسواقهم (¬1) ومن ليس منهم؟ قال: «يُخسف بأولهم وآخرهم، ثم يُبعثون على نيّاتهم (¬2)» (¬3). 2119 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة أحدكم في جماعة تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعًا وعشرين درجة، وذلك بأنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لا ينهزُه إلا الصلاة، لم يخطُ خطوة إلا رُفع بها درجة، أو حُطَّت عنه بها خطيئة، والملائكة تصلي على أحدهم مادام في مصلاه الذي يصلي (¬4) فيه: اللهم صلّ عليه، اللهم ارحمه، ما لم يُحدث فيه، ما لم يؤذ فيه، وقال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه». ¬
2121 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: دعا رجل بالبقيع: يا أبا القاسم، فالتفت إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: لم أعنِك، قال: «سمُّوا باسمي ولا تَكنَّوا بكنيتي» (¬1). 2122 - عن أبي هريرة الدَّوسي - رضي الله عنه - قال: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في طائفة النهار لا يكلّمني ولا أكلمه، حتى أتى سوق بني قينقاع، فجلس بفناء بيت فاطمة فقال: «أثمَّ لُكعُ» فحسبته شيئًا، فظننت أنها تُلبسه سخابًا أو تغسله فجاء يشتد حتى عاتقه وقبله وقال: «اللهم أحِّبه وأحبَّ من يُحبُّه». 2124 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُباع الطعام (¬2) إذا اشتراه حتى يستوفيه» (¬3). قال الحافظ: .. «أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق (¬4). قال الحافظ: ... وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وقد تقدم مستوفي في أبواب الجماعة (¬5). ¬
53 - باب بركة صاع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومده
53 - باب بركة صاع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومُدِه (¬1) 2129 - عن عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أن إبراهيم حرَّم مكة ودعا لها، وحرَّمت المدينة كما حرَّم إبراهيم مكة، ودعوتُ لها في مُدِّها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم - عليها السلام - لمكة» (¬2). 54 - باب ما يُذكر في بيع الطعام، والحُكرة 2131 - عن سالم عن أبيه - رضي الله عنه - قال: «رأيت الذين يشترون الطعام مجازفة يُضربون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبيعوه حتى يُؤووه إلى رحالهم» (¬3). ¬
55 - باب بيع الطعام قبل أن يقبض، وبيع ما ليس عندك
2134 - عن مالك بن أوس أنه قال: «من عنده صرف؟ فقال طلحة: أنا حتى يجيء خازننا من الغابة. قال سفيان هو الذي حفزناه عن الزهري ليس فيه زيادة، فقال: أخبرني مالك بن أوس سمع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يخبر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الذهب بالورقة ربًا إلا هاء وهاء» (¬1). قال الحافظ .... لكن مجرد إيواء الطعام إلى الرحال لأي يستلزم الاحتكار الشرعي، لأن الاحتكار الشرعي إمساك الطعام عن البيع وانتظار الغلاء مع الاستغناء عنه وحاجة الناس إليه (¬2). 55 - باب بيع الطعام قبل أن يُقبض، وبيع ما ليس عندك 2135 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أما الذي نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو الطعام أن يباع حتى يُقبض. قال ابن عباس ولا أحسب كل شيء إلا مثله (¬3). ¬
56 - باب من رأي اشتري طعاما جزافا أن لا يبيعه حتى يؤويه إلى رحله، والأدب في ذلك
56 - باب من رأي اشتري طعامًا جزافاُ أن لا يبيعه حتى يؤويه إلى رحله، والأدب (¬1) في ذلك 2137 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لقد رأيت الناس في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبتاعون جزافًا - يعنى الطعام - يضربون أن يبيعوه في مكانهم حتى يؤوه إلى رحلهم». 57 - باب إذا اشتري متاعًا أو دابة فوضعه عند البائع، أو مات قبل أن يُقبض وقال ابن عمر - رضي الله عنهما -: ما أدركت الصفقة حيًا (¬2) مجموعًا فهو من المبتاع (¬3). 2138 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لقل يوم كان يأتي على النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يأتي فيه بيت أبي بكر أحد طرفي النهار، فلما أذن له في الخروج ¬
58 - لا يبيع على بيع أخيه، ولا يسوم على سوم أخيه، حتى يأذن له أو يترك
إلى المدينة لم يرعنا إلا وقد أتانا ظهرًا، فخبر به أبو بكر فقال: ما جاءنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الساعة إلا لأمر حدث. فلما دخل عليه قال لأبي بكر: أخرج من عندك. قال: يا رسول الله، وإنما هما ابنتاي، يعنى عائشة وأسماء. قال: أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج؟ قال: الصحبة يا رسول الله. قال: الصحبة قال: يا رسول الله، إن عندي ناقتين أعددتهما للخروج، فخذ إحداهما. قال: قد أخذتها بالثمن» (¬1). 58 - لا يبيع على بيع أخيه، ولا يسوم على سوم أخيه، حتى يأذن له أو يترك 2140 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبيع حاضر لباد. ولا تناجشوا. ولا يبيع الرجل على بيع أخيه. ولا يخطب على خطبة أخيه. ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها» (¬2). 59 - باب بيع المزايدة 2141 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن رجلًا أعتق غلامًا له عن دبر فاحتاج، فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «من يشتريه مني؟ » فاشتراه نعيم ابن عبد الله بكذا وكذا، فدفعه إليه» (¬3). ¬
60 - باب النجش ومن قال لا يجوز ذلك البيع
60 - باب النَّجش ومن قال لا يجوز ذلك البيع وقال ابن أبي أوفى «الناجش آكل (¬1) ربًا خائن» وهو خداع باطل لا يحلُّ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الخديعة في النار، ومن عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد». 2143 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النجش» (¬2). قال الحافظ: ... قوله (عن النجش) (¬3) تقدم أن المشهور أنه بفتح الجيم وحكا المطرزي فيه السكون. 61 - باب بيع الغرر، وحبل الحَبلة 2143 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهي عن بيع حبل الحبلة، وكان بيعًا يتبايعه أهل الجاهلية: كان الرجل يبتاع الجزور إلى أن تنتج الناقة، ثم تنتج التي في بطنها» (¬4). ¬
62 - باب بيع الملامسة. قال أنس: نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه
62 - باب بيع الملامسة. قال أنس: نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه 2144 - عن عامر بن سعد أن أبا سعيد - رضي الله عنه - أخبره «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهي عن المنابذة (¬1)، وهي طرح الرجل ثوبه بالبيع إلى رجل قبل أن يقلبه أو ينظر إليه. ونهى عن الملامسة، والملامسة لمس الثوب لا ينظر إليه». 2145 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «نهي عن لبستين: أن يحتبي الرجل في الثوب الواحد (¬2)، ثم يرفعه على منكبه. وعن بيعتين: اللماس، والنَّباذ». 63 - باب بيع المنابذة. وقال أنس: نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه 2147 - عن أبي سعيد - رضي الله عنه -: «نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن لبستين (¬3) وعن بيعتين: الملامسة والمنابذة». ¬
64 - باب النهي للبائع أن لا يحفل الإبل والبقر والغنم وكل محفلة والمصراة التي صري لبنها وحقن فيه وجمع فلم يحلب أياما. أوصل التصرية حبس الماء منه: صريت الماء إذا حبسته.
قال الحافظ: ... وظاهر الطرق كلها أن التفسير من الحديث المرفوع (¬1). 64 - باب النهي للبائع أن لا يحفل الإبل والبقر والغنم وكل محفلة والمصراة التي صري لبنها وحقن فيه وجمع فلم يحلب أيامًا. أوصل التصرية حبس الماء منه: صريت الماء إذا حبسته. 2148 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «لا تصروا (¬2) الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد فإنه بخير النظرين بعد أن يحتلبها: إن شاء أمسك وإن شاء ردها وصاع تمر». ¬
65 - باب إن شاء رد المصراة وفى حلبتها صاع من تمر
65 - باب إن شاء رد المصَراة وفى حلبتها صاع من تمر 2151 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من اشترى غنمًا مصراة فاحتلبها، فإن رضيها أمسكها، وإن سخطها ففي حلبتها (¬1) صاع من تمر». 66 - باب بيع العبد الزاني. وقال شُريح: إن شاء رد من الزنا (¬2) 2152 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرب، ثم إن زنت فليجلدها، ولا يثرب، ثم إن زنت الثالثة فليبعها ولو بحبل من شعر» (¬3). 2153، 2154 - عن أبي هريرة ويزيد بن خالد - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن قال: إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فبيعوها ولو بضفير» (¬4). ¬
67 - باب الشراء والبيع مع النساء
67 - باب الشراء والبيع مع النساء 2155 - عن عائشة - رضي الله عنها - «دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت له، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اشتري وأعتقي فإنما الولاء (¬1) لمن أعتق»، ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم - من العشي فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: «ما بال الناس يشترطون شروطًا ليس في كتاب الله؟ من اشترط شرطًا ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن اشترط مائة شرط، شرط الله أحق وأوثق». 2156 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن عائشة - رضي الله عنها - ساومت (¬2) بريرة، فخرج إلى الصلاة، فلما جاء قالت: إنهم أبوا أن يبيعوها إلا أن يشترطوا الولاء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما الولاء لمن أعتق» قلت لنافع: حرًا كان زوجها أو عبدًا؟ فقال: ما يدريني (¬3). 68 - باب هل يبيع حاضر لباد بغير أجر؟ وهل يعينه أو ينصحه؟ وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «إذا استنصح أحدكم أخاه فينصح له» ورخص فيه عطاء 2158 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تلقوا الركبان، ولا يبع (¬4) حاضر لباد». قال: فقلت لابن عباس: ما قوله ¬
69 - باب من كره أن يبيع حاضر لباد بأجر
«لا يبيع حاضر لباد؟ » قال: لا يكون له سمسارًا (¬1). 69 - باب من كره أن يبيع حاضر لباد بأجر 2159 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبيع حاضر لباد» (¬2) وبه قال ابن عباس. 70 - باب لا يشتري حاضر لباد بالسمسرة وكرهه ابن سيرين وإبراهيم للبائع وللمشتري وقال إبراهيم: إن العرب تقول بع لي ثوبًا، وهي تعنى الشراء. 2160 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يبتع المرء على بيع أخيه (¬3)، ولا تناجشوا، ولا يبع حاضر لباد». 71 - باب النهي عن تلقى الركبان (¬4) وأن بيعه مردود لأن صاحبه عاص آثم إذا كان به عالمًا، وهو خداع في البيع والخداع لا يجوز. 2162 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التلقي، وأن يبيع حاضر لباد». ¬
72 - باب منتهي التلقي
قال الحافظ: ... «لا تلقوا الجلب، فمن تلقاه فاشترى منه فإذا أتي سيده السوق فهو بالخيار» (¬1). 72 - باب منتهي التلقي 2166 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «كنا نتلقى الركبان فنشتري منهم الطعام، فنهانا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نبيعه حتى يبلغ به سوق الطعام». قال أبو عبد الله: هذا في أعلى السوق (¬2)، ويبينه حديث عبيد الله. 2167 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «كانوا يبتاعون الطعام في أعلى السوق فيبيعونه في مكانه، فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبيعوه في مكانه حتى ينقلوه» (¬3). 73 - باب إذا اشترط شروطًا في البيع لا تحل 2168 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: جاءتني بريرة فقالت كاتبت (¬4) أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية، فأعينيني. فقلت: إن أحب ¬
أهلك أن أعدها لهم، ويكون ولاؤك لي فعلت. فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم، فأبوا ذلك عليها، فجاءت من عندهم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس فقالت: إني قد عرضت ذلك عليهم، فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم. فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرت عائشة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «خذيها واشترطي لهم الولاء، فإنما الولاء لمن أعتق». ففعلت عائشة ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد ما بال رجال يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله، ما كان من شرط ليس في كتاب (¬1) الله فهو باطل وإن كان مائة شرط، قضاء الله أحق، وشرط الله أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق» (¬2). ¬
75 - باب بيع الزبيب بالزبيب، والطعام بالطعام
75 - باب بيع الزبيب بالزبيب، والطعام بالطعام 2171 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهي عن المزابنة. والمزابنة بيع الثمر بالتمر كيلًا، وبيع الزبيب بالكرم كيلًا» (¬1). 76 - باب بيع الشعير بالشعير 2174 - عن مالك بن أوس أخبره أنه التمس صرفًا بمائة دينار، فدعاني طلحة بن عبيد الله فتراوضنا، حتى اصطرف مني، فأخذ الذهب يقلبها في يده ثم قال: حتى يأتي خازني من الغابة، وعمر يسمع ذلك. فقال: والله لا تفارقه حتى تأخذ منه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الذهب بالذهب (¬2) ربًا إلا هاء وهاء، والتمر بالتمر إلا هاء وهاء». 78 - باب بيع الفضة بالفضة 2177 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض، ولا ¬
79 - باب بيع الدينار بالدينار نساء
تبيعوا الورق بالورق إلا مثلا بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا منها غائبًا بناجز» (¬1) 79 - باب بيع الدينار بالدينار نساء 2178 و 2179 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم. فقال له: فإن ابن عباس لا يقوله. فقال أبو سعيد: سألته فقلت سمعته من النبي - صلى الله عليه وسلم - أو وجدته في كتاب الله؟ قال: كل ذلك لا أقول، وأنتم أعلم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منى، ولكن أخبرني أسامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ربا (¬2) إلا في النسيئة» (¬3). 81 - باب بيع الذهب بالورق (¬4) يدًا بيد 2182 - عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه - رضي الله عنه - قال: «نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الفضة بالفضة، والذهب بالذهب إلا سواء بسواء، وأمرنا أن نبتاع الذهب بالفضة (¬5) كيف شئنا، والفضة بالذهب كيف شئنا». ¬
88 - باب شراء الطعام إلى أجل
88 - باب شراء الطعام إلى أجل 2200 - عن الأعمش قال: «ذكرنا عند إبراهيم الرهن في السلف فقال: لا بأس به. ثم حدثنا عن الأسود عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشتري طعامًا من يهودي إلى أجل فرهنه درعه» (¬1). قال الحافظ: ... قوله: «باب إذا أراد بيع تمر بتمر خير منه» (¬2). 90 - باب من باع نخلًا قد أُبِّرت أو أرضًا مزروعة، أو بإجارة 2203 - عن نافع مولي ابن عمر «أيما نخل بيعت قد أبرت (¬3) لم يذكر الثمر فالثمر للذي أبرها، وكذلك العبد (¬4) والحرث (¬5)، سمى له نافع هذه الثلاث». 91 - باب بيع الزرع بالطعام كيلاً 2205 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المزابنة (¬6): أن يبيع ثمر حائطه إن كان نخلًا بتمر كيلًا، وإن كان كرمًا أن ¬
93 - باب بيع المخاضرة
يبيعه بزبيب كيلًا، وإن كان زرعًا أن يبيعه بكيل طعام. ونهى عن ذلك كلَّه» (¬1). 93 - باب بيع المخاضرة 2207 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المحاقلة والمخاضرة والملامسة والمنابذة والمُزابنة» (¬2). قال الحافظ: ... والمراد بيع الثمار والحبوب قبل أن يبدو صلاحها (¬3). 94 - باب الجُمَّار (¬4) وأكله 2209 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يأكل جُمَّارًا، فقال: «من الشجر شجرة كالرجل المؤمن» (¬5)، فأردت أن أقول هي النخلة، فإذا أنا أحدثهم، قال: «هي النخلة». ¬
95 - باب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم
95 - باب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون (¬1) بينهم في البيوع والإجازة والمكيال والوزن وسُنتهم على نياتهم ومذاهبهم المشهورة وقال شُريح للغزّالين: سُنّتكم بينكم. وقال عبد الوهاب عن أيوب عن محمد: لا بأس العشرة بأحد عشر ويأخذ للنفقة ربحًا. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لهند «خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف». وقال تعالى: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} وأكترى الحسن من عبد الله بن مرداس حمارًا فقال: بكم؟ قال: بدانقين، فركبه؛ ثم جاء مرة أخرى فقال الحمار الحمار، فركبه ولم يُشارطه فبعث إليه بنصف درهم (¬2). 2212 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} أُنزلت في والي اليتيم (¬3) الذي يُقيم عليه ويُصلح في ماله: إن كان فقيرًا أكل منه بالمعروف (¬4). ¬
96 - باب بيع الشريك من شريكه
قال الحافظ: ... قوله: (لا بأس العشرة بأحد عشرة) (¬1). 96 - باب بيع الشَّريك من شريكه 2213 - عن أبي سلمة عن جابر - رضي الله عنه - «جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشفعة في كل مال لم يُقسم، فإذا وقعت الحدود وصُرفت الطرق فعلا شُفعة» (¬2). 97 - باب بيع الأرض والدُّور والعروض مُشاعًا غير مقسوم 2214 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالشفعة في كل مال لم يُقسم. فإذا وقعت الحدود وصُرفت الطرق (¬3) فعلا شُفعة». ¬
98 - باب إذا اشترى شيئا لغيره بغير إذنه فرضي
98 - باب إذا اشترى شيئًا لغيره بغير إذنه فرضي 2215 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «خرج ثلاثة نفر يمشون فأصابهم المطر (¬1)، فدخلوا في جبل، فانحطت عليهم صخرة. فقال بعضهم لبعض ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه. فقال أحدهم: اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران، فكنت أخرج فأرعى، ثم أجيء بالحلاب فآتي به أبويَّ فيشربان، ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي. فاحتبست ليلة فجئت، فإذا هما نائمان، قال: فكرهت أن أوقظهما، والصَّبية يتضاغون عند رجليَّ، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما حتى طلع الفجر. اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرُج عنا فُرجة نرى منها السماء. قال ففُرج عنهم. قال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني كنت أحبُ امرأة من بنات عمي كأشد ما يُحبُّ الرجل النساء، فقالت لا تنال ذلك منها حتى تعطيها مائة دينار، فسعيت فيها حتى جمعتها، فلما قعدت بين رجليها ¬
99 - باب الشراء والبيع مع المشركين وأهل الحرب
قالت: اتق الله ولا تفُضَّ الخاتم إلا بحقه، فقمتُ وتركتها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرُح عنا فُرجة. قال: ففرج عنهم الثلثين. وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرًا بفرق من ذرة، فأعطيته وأبي ذلك أن يأخذ، فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته حتى اشتريت منه بقرًا وراعيها، ثم جاء فقال: يا عبد الله أعطني حقَّي، فقلت: انطلق إلى تلك البقر وراعيها فإنها لك. فقال: أستهزئ بي؟ قال فقلت: ما أستهزئ بك، ولكنها لك. اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرُج عنا، فكُشف عنهم». 99 - باب الشراء والبيع مع المشركين وأهل الحرب 2216 - عن عبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم جاء رجل مشرك مُشعان طويل بغنمٍ يسوقها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بيعًا أم عطية - أو قال: أم هبة - فقال: لا، بيع. فاشترى منه شاة» (¬1). ¬
100 - باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه
100 - باب شراء المملوك من الحربيَّ وهبته وعتقه 2217 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هاجر إبراهيم - عليها السلام - بسارة، فدخل بها قرية فيها ملك من الملوك - أو جبّار من الجبابرة - فقيل: دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء. فأرسل إليه أن يا إبراهيم من هذه التي معك؟ قال: أختي. ثم رجع إليها فقال: لا تُكذَّبي حديثي، فإني أخبرتهم أنك أختي، والله إن على الأرض من مؤمن غيري وغيرك. فأرسل بها إليه فقام إليها، فقامت توضأُ وتصلَّي فقالت: اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلَّط علىَّ الكافر (¬1). فغُط حتى ركض برجله - قال الأعرج قال أبو سلمة بن عبد الرحمن إن أبا هريرة قال - قالت اللهم إن يمُت يقال هي قتلته. فأُرسل ثم قام إليها فقامت توضأ وتصلى وتقول: اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تُسلَّط علىَّ هذا الكافر، فغُط حتى ركض برجله - قال عبد الرحمن قال أبو سلمة قال أبو هريرة - فقالت اللهم إن يمُت فيقال هي قتلته. فأُرسل في الثانية أو في الثالثة فقال: والله وما أرسلتم إلىَّ إلا شيطانًا، أرجعوها إلى إبراهيم، وأعطوها آجَرَ، فرجعت إلى إبراهيم - عليها السلام -، فقالت: أشعَرت أن الله كبَت الكافرَ وأخدم وليدة». ¬
101 - باب جلود الميتة قبل أن تدبغ
2218 - عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: «اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام، فقال سعد: هذا يا رسول الله ابن أخي عتبة بن أبي وقاص، عهد إلىَّ أنه ابنه، انظر إلى شبه. انظر إلى شبهه. وقال عبد بن زمعة: هذا أخي يا رسول الله وُلد على فراش أبي من وليدته. فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شبهه (¬1) فرأى شبيهًا بيَّنًا بعتبة، فقال: «هو لك يا عبد، الولد للفراش وللعاهر الحَجرُ، واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة». فلم تره سودة قط». 2219 - قال عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - لصهيب: «اتق الله ولا تدَّع إلى غير أبيك. فقال صهيب: ما يسرُّني أن لي كذا وكذا وأني قلت ذلك، ولكني سُرقت وأنا صبيّ» (¬2). 101 - باب جلود الميتة قبل أن تُدبغ 2221 - عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بشاة ميتة فقال: «هلا استمتعتم بإهابها؟ » قالوا: إنها ميتة. قال: «إنما حَرُم أكلها» (¬3). ¬
102 - باب قتل الخنزير
102 - باب قتل الخنزير وقال جابر: حرَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - بيع الخنزير 222 - عن ابن المسَّيب أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده ليوشكنَّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكيمًا مُقسطًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد» (¬1). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
103 - باب لا يذاب شحم الميتة، ولا يباع ودكه
103 - باب لا يذاب شحم الميتة، ولا يباع ودكه رواه جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - 2223 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: بلغ عمر أن فلانًا باع خمرًا فقال: قاتل الله فلانًا، ألم يعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «قاتل الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها (¬1) فباعوها» (¬2). 2224 - عن أبى هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «قاتل الله يهودًا، حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها». قال أبو عبد الله: قاتلهم الله لعنهم. {قُتِلَ} لعن. {الْخَرَّاصُونَ} الكذابون (¬3). 104 - باب بيع التصاوير التي ليس فيها روح، وما يكره من ذلك 2225 - عن سعيد بن أبي الحسن قال: «كنت عند ابن عباس - رضي الله عنهما - إذ أتاه رجل فقال: يا أبا عباس إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدى، وإني أصنع هذه التصاوير (¬4) فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما ¬
105 - باب تحريم التجارة في الخمر
سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعته يقول: «من صور صورة إن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبدًا». فربا الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه. فقال: ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر، كل شيء ليس فيه روح». 105 - باب تحريم التجارة في الخمر وقال جابر - رضي الله عنه -: حرم النبي - صلى الله عليه وسلم - بيع الخمر. 2226 - عن عائشة - رضي الله عنها - لما نزلت آيات سورة البقرة عن آخرها خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «حرمت التجارة في الخمر» (¬1). 106 - باب إثم من باع حُرًا 2227 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قال الله: ثلاثة أنا خصمهم (¬2) يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حُرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره». ¬
108 - باب بيع العبد والحيوان بالحيوان نسيئة
108 - باب بيع العبد والحيوان بالحيوان نسيئة واشترى ابن عمر راحلة بأربعة أبعرة مضمونة عليه يوفيها صاحبها بالربذة وقال ابن عباس: قد يكون البعير خيرًا من البعيرين. واشترى رافع بن خديج بعيرًا ببعيرين فأعطاه أحدهما وقال: آتيك بالآخر غدًا رهوًا إن شاء الله. وقال ابن المسيب لا ربًا في الحيوان: البعير بالبعيرين والشاة بالشاتين إلى أجل. وقال ابن سيرين: لا بأس ببعير ببعيرين ودرهم بدرهم نسيئة (¬1). 2228 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «كان في السبي صفية فصارت إلى دحية الكلبي، ثم صارت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -» (¬2). 109 - باب بيع الرقيق 2229 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أخبره أنه بينما هو جالس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا رسول الله إنا نصيب سبيًا فنحب الأثمان فكيف ترى ¬
110 - باب بيع المدبر
في العزل؟ (¬1) فقال: «أو إنكم تفعلون ذلك؟ لا عليكم أن لا تفعلوا ذلك، فإنها ليست نسمة كتب الله أن يخرج إلا هي خارجة». 110 - باب بيع المدبَّر 2234 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ولا يثرب عليها، ثم إن زنت فليجلدها الحد ولا يثرب عليها، ثم إن زنت الثالثة فتبين زناها فليبيعها (¬2) ولو بحبل من شعر». 111 - هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها؟ ولم ير الحسن بأسًا أن يقبلها أو يُباشرها. وقال ابن عمر - رضي الله عنه -: إذا وهبت الوليدة التي توطأ أو بيعت أو عتقت فيستبرأ رحمها بحيضة، ¬
112 - باب بيع الميتة والأصنام
ولا تستبرأ العذراء. وقال عطاء: لا بأس أن يصيب من جاريته الحامل ما دون الفرج (¬1). وقال الله تعالى: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ}. 2235 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال «قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر، فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب - وقد قتل زوجها وكانت عروسًا - فاصطفاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه فخرج بها، حتى بلغنا سد الروحاء حلت فبنى بها، ثم صنع حيسًا في نطع صغير، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «آذن من حولك»، فكانت تلك وليمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صفية. ثم خرجنا إلى المدينة، قال: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحوي لها وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب» (¬2). 112 - باب بيع الميتة والأصنام 2236 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو بمكة عام الفتح «إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام» (¬3). فقيل: يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنه يطلى بها السفن ¬
ويُدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس، فقال: «لا، هو حرام». ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: «قاتل اليهود، إن الله لما حرَّم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه». قال الحافظ: .. واستدل الخطابي على جواز الانتفاع بإجماعهم على أن من ماتت له دابة ساغ له إطعامها لكلاب الصيد فكذلك يسوغ دهن السفينة بشحم الميتة ولا فرق (¬1). قوله (ثم قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: قاتل الله اليهود .. إلخ) وسياقه مشعر بقوة ما أوله الأكثر (¬2) ... قال الحافظ: ... فعلى هذا إن كانت بحيث إذا كسرت ينتفع برضاضها جاز بيعها (¬3). ¬
113 - باب ثمن الكلب
113 - باب ثمن الكلب 2237 - عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ثمن الكلب (¬1)، ومَهر (¬2) البغيَّ، وحُلوان الكاهن (¬3)». 2238 - عن عون بن أبي جحفة قال: «رأيت أبي اشترى حجّامًا فأمر بمحاجمه فكُسرت (¬4)، فسألته عن ذلك، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب، وكسب الأمَة، ولعن الواشمة والمستوشمة، وآكل الربا وموكله، ولعن المصوَّر». قال الحافظ: .. حديث جابر قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ثمن الكلب إلا كلب صيد» (¬5). ¬
35 - كتاب السلم
35 - كتاب السلم 1 - باب السَّلَم في كيل معلوم 2239 - عن عمرو بن زرارة أخبرنا إسماعيل بن عُلية أخبرنا ابن أبي نجيح عن عبد الله بن كثير عن أبي المنهال عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قَدِم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة والناس يُسلفون في التمر العام والعاملين - أو قال عامين أو ثلاثة، شكَّ إسماعيل - فقال: «من سلَّف في تمر فليُسلف في كيل معلوم ووزن معلوم» (¬1). 3 - باب السَّلم إلى من ليس عنده أصل 2244، 2245 - عن الشيباني عن محمد بن أبي المجالد قال: «بعثني عبد الله بن شداد وأبو بُردة إلى عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنهما - فقالا: سَلْه هل كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يُسلفون في الحنطة؟ (¬2) قال عبد الله: كنا نسلف نبيط أهل الشام في الحنطة والشعير والزيت في ¬
4 - باب السلم في النخل
كيل معلوم إلى أجل معلوم. قلت: إلى من كان أصله عنده؟ قال: ما كنا نسألهم عن ذلك. ثم بعثاني إلى عبد الرحمن بن أبزى فسألته، فقال: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يُسلفون على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم نسألهم ألهم حرث أم لا». قال الحافظ: ... (حتى يحرز) بتقديم الراء على الزاي أي يحفظ ويصان، وفي رواية الكشميهني بتقديم الزاي على الراء أي يوزن أو يخرص (¬1)، وفائدة ذلك معرفة كمية حقوق الفقراء ... 4 - باب السَّلم في النخل 2247، 2248 - عن عمرو عن أبي البختري قال: «سألت ابن عمر - رضي الله عنهما - عن السَّلم في النَّخل فقال: نُهي عن بيع النخل حتى يصبح (¬2)، وعن بيع الورق نساء بناحر. وسألت ابن عباس عن السَّلم في النخل فقال: ¬
5 - باب الكفيل في السلم
نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بيع النخل حتى يُؤكل منه أو يأكُل منه حتى يوزن» (¬1). 5 - باب الكفيل (¬2) في السَّلَم 2251 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «اشترى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعامًا من يهودي بنسيئة، ورهنه درعًا له من حديد». 7 - باب السَّلم إلى أجل معلوم 2253 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وهم يُسلفون في الثَّمار السَّنتين والثلاث (¬3)، فقال: «أسلفوا في الثمار في كيل معلوم إلى أجل معلوم». وقال عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان حدثنا ابن أبي نجيح وقال: «في كيل (¬4) معلوم ووزن (¬5) معلوم». ¬
8 - باب السلم إلى أن تنتج الناقة
2254، 2255 - عن محمد بن أبي مجالد قال: «أرسلني أبو بُردة وعبد الله بن شداد إلى عبد الرحمن بن أبزى وعبد الله بن أبي أوفى فسألتهما عن السلف فقالا: كنا نُصيب المغانم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان يأتينا أنباط من أنباط الشام، فنُسلِّفهم في الحنطة والشعير والزيت إلى أجل مسمى. قال قلت: أكان لهم زرع، أو لم يكن لهم زرع؟ قالا ما كنا نسألهم عن ذلك» (¬1). 8 - باب السلَّم إلى أن تنتج الناقة 2256 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «كانوا يتبايعون الجزور إلى حَبَل الحبلة، فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه» (¬2). ¬
36 - كتاب الشفعة
36 - كتاب الشفعة 1 - باب الشُّفعة فيما لم يُقسم، فإذا وقعت الحدود فلا شُفعة 2257 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالشفعة في كلِّ ما لم يُقسم، فإذا وقعت الحدود وصُرفت الطرُّق فلا شُفعة» (¬1). 2 - باب عرض الشُّفعة على صاحبها قبل البيع وقال الحكم: إذا أذن له قبل البيع فلا شفعة له (¬2). وقال الشَّعبي: من بيعت شفعته وهو شاهد لا يُغيِّرها فلا شفعة له (¬3). 2258 - عن عمرو بن الشريد قال: «وقفت على سعد بن أبي وقاص فجاء المسور بن مخرمة لوضع يده على إحدى منكبيَّ، إذ جاء أبو رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا سعد ابتَع مني بيتيَّ في دارك. فقال سعد والله ما أبتاعهما. فقال المسور والله لتبتاعنَّهما. فقال سعد: والله لا أزيدك على أربعة آلاف مُنجَّمة أو مُقطَّعة. قال أبو رافع: لقد أُعطيت بها خمسمائة دينار، ولولا أني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: الجار أحق بسقبه (¬4) ما أعطيتُكها بأربعة آلاف وأنا أُعطى بها خمسمائة دينار، فأعطاها إياه» (¬5). ¬
3 - باب أي الجوار أقرب؟
3 - باب أيُّ الجوار أقرب؟ 2259 - عن عائشة - رضي الله عنها - قلت يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أُهدي؟ قال: «إلى أقربهما منك بابًا» (¬1). ¬
37 - كتاب الإجارة
37 - كتاب الإجارة 1 - باب استئجار الرجل الصالح 2260 - عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الخازن الأمين الذي يُؤدِّي ما أُمر به طيِّبة نفسه أحد المتصدِّقيْن» (¬1). 2261 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: «أقبلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعي رجلان من الأشعريين، فقلت ما علمت أنهما يطلبان العمل. فقال: لن - أو لا - نستعمل على عملنا من أرادهُ» (¬2). ¬
3 - باب استئجار المشركين عند الضرورة، أو إذا لم يوجد أهل الإسلام وعامل النبي - صلى الله عليه وسلم - يهود خيبر
قال الحافظ: ... قال العلماء (¬1): من الحكمة في إلهام الأنبياء من رعي الغنم قبل النبوة أن يحصل لهم التمرن برعيها ... 3 - باب استئجار المشركين عند الضرورة (¬2)، أو إذا لم يوجد أهل الإسلام وعامل النبي - صلى الله عليه وسلم - يهود خيبر 2263 - عن عائشة - رضي الله عنها - «واستأجر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر رجلًا من بني الديل ثم من بني عبد بن عديّ هاديًا خِرِّيتًا - الخرِّيت: الماهر بالهداية - قد غمس يمين حلف في آل العاص بن وائل، وهو على دين كفار قريش، فأمناه، فدفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال، فأتاهما براحلتيهما صبيحة ليال ثلاث فارتحلا، وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل الدِيليُّ فأخذ بهم أسفل مكة وهو طريق الساحل». 4 - باب إذا استأجر أجيرًا ليعمل له بعد ثلاثة أيام - أو بعد شهر أو بعد سنة - جاز وهما على شرطهما الذي اشترطاه إذا جاء الأجل 2264 - عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: واستأجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر رجلًا من بني الدِّيل هاديًا خرِّيتًا وهو على دين كفار ¬
5 - باب الأجير في الغزو
قريش، فدفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال، فأتاهما براحلتيهما صُبح ثلاث» (¬1). 5 - باب الأجير في الغزو 2265 - عن يعلى بن أمية - رضي الله عنه - قال: «غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - جيش العُسرة، فكان من أوثق أعمالي في نفسي، فكان لي أجير، فقاتل إنسانًا، فعضَّ أحدهما إصبع صاحبه، فانتزع إصبعه فأندرّ ثنيَّته فسقطت، فانطلق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأهدر (¬2) ثنيَّته وقال: أفيدع إصبعه في فيك تقضَمُها؟ قال أحسبه قال: كما يقضَم الفحل». 6 - باب إذا استأجر أجيرًا فبيَّن له الأجل، ولم يُبيِّن العمل (¬3) لقوله: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ - إلى قوله - وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}. يأجرُ فلانًا: يعطيه أجرًا. ومنه في التعزية: آجرك الله. قال الحافظ: ... إذا قلنا أن شرع من قبلنا شرع لنا إذا ورد شرعنا بتقريره (¬4). ¬
8 - باب الإجارة إلى نصف النهار
قال الحافظ: ... وقد أبعد من جوز أن يكون المهر شيئًا آخر غير الرعي، وإنما أراد شعيب (¬1) أن يكون يرعى غنمه هذه المدة ويزوجه ابنته ... قال الحافظ: ... قال ابن المنير وقصد البخاري أن الإجارة تضبط بتعين العمل (¬2) كما تضبط بتعين الأجل. 8 - باب الإجارة إلى نصف النهار 2268 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مثلُكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أُجراء فقال: من يعمل لي من غُدوة إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود. ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط؟ فعملت النصارى. ثم قال: من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين (¬3)؟ فأنتم هم. فغضبت اليهود والنصارى فقالوا: ما لنا أكثر عملًا وأقلَّ عطاء؟ قال: هل نقصتُكم من حقِّكم؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء». ¬
10 - باب إثم من منع أجر الأجير
10 - باب إثم من منع أجر الأجير عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمُهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حُرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره» (¬1). 11 - باب الإجارة من العصر إلى الليل 2271 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قومًا يعملون له عملًا يومًا إلى الليل على أجر معلوم، فعملوا له نصف النهار، فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل. فقال لهم: لا تفعلوا، أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملًا، فأبوا وتركوا. واستأجر آخرين بعدهم فقال: أكملوا بقية يومكم هذا ولكم الذي شرَطت لهم من الأجر فعملوا، حتى إذا كان حين صلاة العصر قالوا: لك ما عملنا باطل، ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه. فقال لهم: أكملوا بقية عملكم فإن ما بقي من النهار شيء يسير، فأبوا، فاستأجر قومًا أن يعملوا له بقية يومهم، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس، واستكملوا أجر الفريقين كليهما، فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور» (¬2). ¬
13 - باب من آجر نفسه ليحمل على ظهره، ثم تصدق به، وأجر الحمال
13 - باب من آجر نفسه ليحمل على ظهره، ثم تصدَّق به، وأجر الحمّال 2273 - عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمرنا بالصدقة انطلق أحدنا إلى السوق فيُحامل، فيُصيب المدَّ وإن لبعضهم لمائة ألف. قال: ما نراه إلا نفسه» (¬1). 14 - باب أجر السمسرة وقال ابن سيرين: إذا قال بعهُ بكذا، فما كان من ربح فلك أو بيني وبينك، فلا بأس به وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المسلمون عند شروطهم» (¬2). ¬
15 - باب هل يؤاجر الرجل نفسه من مشرك في أرض الحرب؟
2274 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُتلقى الرُّكبان، ولا يبيع حاضر لباد. قلت يا ابن عباس: ما قوله لا يبيع حاضر لباد؟ قال: لا يكون له سمسارًا». 15 - باب هل يُؤاجر الرجل نفسه من مُشرك في أرض الحرب؟ (¬1) 2275 - عن خباب - رضي الله عنه - قال: «كنت رجلًا قينًا، فعملت للعاص بن وائل، فاجتمع لي عنده، فأتيته أتقاضاه فقال: لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد. فقلت: أما والله حتى تموت ثم تُبعث فلا. قال: وإني لميِّت ثم مبعوث؟ قلت: نعم. قال: فإنه سيكون لي ثمَّ مال وولد، فأقضيك. فأنزل الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا}. ¬
16 - باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب
16 - باب ما يُعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب وقال ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله». وقال الشَّعبي: لا يشترط المعلِّم، إلا أن يُعطى شيئًا فليقبله. وقال الحكم: لم أسمع أحدًا كره أجر المعلم وأعطى الحسن دراهم عشرة. ولم ير ابن سيرين بأجر القسَّام بأسًا، وقال: كان يقال السُّحت الرِّشوة في الحكم، وكانوا يُعطون على الخَرص (¬1). ¬
2276 - عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: «انطلق نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حيّ من أحياء العرب فاستضافوهم فأبّوا أن يُضيِّفوهم، فلُدغ سيِّد ذلك الحي، فسَعَوا له بكلِّ شيء، لا ينفعه شيء. فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرَّهط الذي نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء. فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لُدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم والله، إني لأرقى (¬1)، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تُضيَّفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جُعلا. فصالحوهم على قطيع من الغنم. فانطلق يتفل عليه ويقرأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فكأنما نُشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قَلبة. قال فأوفوهم جُعلهم الذي صالحوهم عليه. فقال بعضهم: اقسموا. فقال الذي رَقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا. فقدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكروا له، فقال: «وما يُدريك أنها رُقية؟ » ثم قال: «قد أصبتم» (¬2)، أقسموا واضربوا لي معكم سهمًا، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -». ¬
17 - باب ضريبة العبد، وتعاهد ضرائب الإماء
17 - باب ضريبة العبد، وتعاهد ضرائب الإماء 2277 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «حَجَم أبو طيبة النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر له بصاع أو صاعين من طعام، وكلَّم مواليه فخفف عن غلَّته أو ضريبته» (¬1). ¬
20 - باب كسب البغي والإماء
20 - باب كسب البغيِّ والإماء وكره (¬1) إبراهيم أجر النائحة والمغنِّية. 2282 - عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغيِّ وحُلوان الكاهن» (¬2). قال الحافظ: ... وزاد أن عبد الله بن أبيّ أمر أمة له بالزنا فزنت فجاءت ببرد (¬3). 21 - باب عَسْب الفَحْل 2284 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عَسْب الفحل» (¬4). ¬
22 - باب إذا استأجر أرضا فمات أحدهما
قال الحافظ: وللترمذي من حديث أنس أن رجلًا من كلاب سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عسب الفحل فنهاه، فقال: يا رسول الله إنا نطرق الفحل فنكرم، فرخص له في الكرامة (¬1) .... «من أطرق فرسًا فأعقب كان له كأجر سبعين فرسًا» (¬2). 22 - باب إذا استأجر أرضًا فمات أحدهما وقال ابن سيرين: ليس لأهله أن يخرجوه إلى تمام الأجل. وقال الحكم والحسن وإياس بن معاوية: تمضي الإجارة إلى أجلها. وقال ابن عمر: أعطي النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر بالشطر فكان ذلك على عهد ¬
النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وصدرًا من خلافة عمر، ولم يذكر أن أبا بكر وعمر جدّدا الإجارة بعدما قُبض النبي - صلى الله عليه وسلم -. 2285 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر اليهود أن يملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها. وأن ابن عمر حدَّثه أن المزارع كانت تُكرى على شيء سماه نافع لا أحفظه» (¬1). ¬
38 - كتاب الحوالة
38 - كتاب الحوالة 1 - باب الحوالة. وهل يرجع في الحوالة وقال الحسن وقتادة: إذا كان يوم أحال عليه مليًا جاز. وقال ابن عباس: يتخارج الشريكان وأهل الميراث فيأخذ هذا عينًا وهذا دينًا (¬1)، فإن توى لأحدهما لم يرجع على صاحبه. 2287 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مطل الغني ظلم (¬2)، فإذا أتبع أحدكم على ملي فليتبع». 2 - باب إذا أحال على ملي فليس له رد 2288 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مطل الغني ظلم، ومن أتبع على ملي فليتبع» (¬3). ¬
3 - باب إن أحال دين الميت على رجل جاز
3 - باب إن أحال دين الميت على رجل جاز 2289 - عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «كنا جلوسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أتي بجنازة فقالوا: صل عليها، فقال: «هل عليه دين؟ » قالوا: لا. قال: «فهل ترك شيئًا؟ » قالوا: لا، فصلى عليه. ثم أتي بجنازة أخرى فقالوا: يا رسول الله صل عليها. قال: «هل عليه دين؟ » قيل نعم. قال: «فهل ترك شيئًا؟ » قالوا: ثلاثة دنانير. فصلى عليها. ثم أتي بالثالثة فقالوا: صل عليها. قال: هل ترك شيئًا؟ » قالوا لا. «فهل عليه دين؟ » قالوا: ثلاثة دنانير. قال: صلوا على صاحبكم. قال أبو قتادة: صل عليه يا رسول الله وعلى دينه. فصلى عليه» (¬1). ¬
39 - كتاب الكفالة
39 - كتاب الكفالة 1 - باب الكفالة في القرض والديون بالأبدان وغيرها 2291 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر رجلًا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال كفى بالله شهيدًا. قال: فائتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلًا. قال: صدقت، فدفعها إليه على أجل مسمى. فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم التمس مركباُ يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركبًا، فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجج موضعها، ثم أتى بها إلى البحر فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلانًا ألف دينار فسألني كفيلًا فقلت كفى بالله كفيلًا، فرضي بك. وسألني شهيدًا فقلت كفى بالله شهيدًا، فرضي بذلك. وإني جهدت أن أجد مركبًا أبعث إليه الذي إليه فلم أقدر، وإني أستودعكها. فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبًا يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبًا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذه لأهله حطبًا، فلما نشرها
وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار فقال: والله ما زلت جاهدًا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبًا قبل الذي أتيت فيه. قال: هل كنت بعثت إلى بشيء؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركبًا قبل الذي جئت فيه. قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف الدينار راشدًا. قال الحافظ: ... قلت: والذي يظهر لي أنه «فآبوا» (¬1) بهمزة ممدودة وهي بمعنى فراجعوا فلا يفسد المعنى. قال الحافظ: ... والمقصود منه هنا الإشارة إلى أن الكفالة (¬2) التزام مال بغير عوض تطوعًا. ¬
3 - باب من تكفل عن ميت دينا فليس له أن يرجع. وبه قال الحسن
قال الحافظ: ... قوله: قلت لأنس بن مالك أبلغك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا حلف في الإسلام» (¬1). 3 - باب من تكفل عن ميت دينًا فليس له أن يرجع. وبه قال الحسن 2295 - عن سلمة بن الأكواع - رضي الله عنه - «عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي بجنازة ليصلي عليه فقال: «هل عليه من دين؟ » قالوا: لا فصلى عليه. ثم أتي بجنازة أخرى فقال: «هل عليه من دين؟ » قالوا: نعم، قال: فصلوا على صاحبكم. قال أبو قتادة: علي دينه يا رسول الله، فصلى (¬2) عليه» (¬3). 2296 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهم - قال: «قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لو قد جاء مال البحرين قد أعطيتك هكذا وهكذا»، فلم يجيء مال البحرين حتى قبض النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر فنادى: من كان له عند النبي - صلى الله عليه وسلم - عدة أو دين فليأتنا، فأتيته فقلت: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لي كذا وكذا، فحثى لي حثية، فعددتها، فإذا هي خمسمائة وقال: خذ مثليها» (¬4). ¬
4 - باب جوار أبي بكر في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعقده
4 - باب جوار أبي بكر في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعقده 2297 - عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: «لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين». وعنها - رضي الله عنها - قالت: «لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان (¬1) الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفي النهار بكرة وعشية. فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرًا قبل الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة، وهو سيد القارة فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأنا أريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي. قال ابن الدغنة: إن مثلك لا يخرج ولا يُخرَج، فإنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق (¬2)، وأنا لك جار. فارجع فاعبد ربك ببلادك، فارتحل ابن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف في أشراف كفار قريش فقال لهم: إن ¬
أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلًا يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق؟ فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة، وأمنوا أبا بكر، وقالوا لابن الدغنة: مر أبا بكر ليعبد ربه في داره، فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك، ولا يستعلن به، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا. قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر، فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره. ثم بدا لأبي بكر فابتني مسجدًا بفناء داره، وبرز، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلًا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليه فقالوا له: إذا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره، وإنه جاوز ذلك فابتنى مسجدًا بفناء داره، وأعلن الصلاة والقراءة، وقد خشينا أن يفتن أبنائنا ونساءنا، فأته، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن ذلك فسله أن يرد إليك ذمتك، فإنا كرهنا أن يخفرك، ولسنا مقريين الإستعلان. قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال: قد علمت الذي عقدت لك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترد إلى ذمتي؛ فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له. قال أبو بكر: فإني أرد إليك جوارك وأرضي بجوار الله- ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ بمكة- فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قد أريت دار هجرتكم، رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين (¬1). وهما الحرتان». فهاجر من هاجر قبل ¬
المدينة حين ذكر ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة. وتجهز أبو بكر مهاجرًا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «على رسلك (¬1)، فإني أرجو أن يؤذن لي». قال أبو بكر: هل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: «نعم» فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر». ¬
5 - باب الدين
5 - باب الدين 2298 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين، فيسأل: «هل ترك لدينه فضلًا؟ » فإن حدث أنه ترك لدينه وفاء صلى، وإلا قال للمسلمين: «صلوا على صاحبكم». فلما فتح الله عليه الفتوح قال: «أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه، ومن ترك مالًا فلورثته» (¬1). ¬
40 - كتاب الوكالة
40 - كتاب الوكالة 1 - باب وكالة الشريك الشريك في القسمة وغيرها وقد أشرك النبي - صلى الله عليه وسلم - عليًا في هديه ثم أمره بقسمتها. 2300 - عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه غنما يقسمها على صحابته، فبقي عتود (¬1)، فذكره للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ضح به أنت». 2 - باب إذا وكل المسلم حربيًا في دار الحرب أو في دار الإسلام- جاز 2301 - عن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: «كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلما ذكرت «الرحمن» قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية، فكاتبته «عبد عمرو». فلما كان في يوم بدر خرجت إلى جبل لأحرزه حين نام الناس، فأبصره بلال، فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار فقال: أمية ابن خلف، لا نجوت إن نجا أمية. فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا، فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه (¬2) لأشغلهم ¬
3 - باب الوكالة في الصرف والميزان
فقتلوه، ثم أبو حتى يتبعونا- وكان رجلًا ثقيلًا- فلما أدركونا قلت له: ابرك، فبرك، فألقيت عليه نفسي لأمنعه، فتجللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه، وأصاب أحدهم رجلي بسيفه وكان عبد الرحمن بن عوف يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه». 3 - باب الوكالة في الصرف والميزان وقد وكل عمر وابن عمر في الصرف 2302، 2303 - عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمل رجلًا على خيبر، فجاءهم بتمر جنيب فقال: أكل تمر خيبر هكذا؟ فقال: إنا لنأخذ الصاع بالصاعين والصاعين بالثلاثة. فقال: لا تفعل، بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبًا. وقال في الميزان مثل ذلك». 4 - باب إذا أبصر الراعي أو الوكيل شاة تموت أو شيئًا يفسد ذبح أو أصلح ما يخاف عليه الفساد 2304 - عن نافع أنه سمع ابن كعب بن مالك يحدث عن أبيه أنه كانت
5 - باب وكالة الشاهد والغائب جائزة
له غنم ترعى بسلع فأبصرت جارية لنا بشاة من غنمنا موتًا، فكسرت حجرا فذبحتها به (¬1)، فقال لهم: لا تأكلوا حتى أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أرسل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من يسأله- وأنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذاك- أو أرسل- فأمره بأكلها». 5 - باب وكالة الشاهد (¬2) والغائب جائزة 2305 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان لرجل على النبي - صلى الله عليه وسلم - جمل سن من الإبل، فجاءه يتقاضاه فقال: «أعطوه»، فطلبوا سنه فلم يجدوا له إلا سنًا فوقها، فقال: «أعطوه»، فقال: أوفيتني أوفى الله بك، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن خياركم أحسنكم قضاء». ¬
7 - باب إذا وهب لوكيل أو شفيع قوم جاز
7 - باب إذا وهب لوكيل أو شفيع قوم جاز لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لوفد هوازن حين سألوه المغانم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نصيبي لكم». 2307، 2308 - عن عقيل عن ابن شهاب قال وزعم عروة أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد أموالهم وسبيهم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أحب الحديث إلى أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي وإما المال ... [الحديث] ... فارجعوا حتى يرفعوا إلينا عرفاؤكم أمركم». فرجع الناس، فكلمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه أنهم قد طيبوا (¬1) وأذنوا». ¬
8 - باب إذا وكل رجل رجلا أن يعطى شيئا ولم يبين كم يعطى، فأعطى على ما يتعارفه الناس
8 - باب إذا وكل رجل رجلاً أن يعطى شيئًا ولم يبين كم يعطى، فأعطى على ما يتعارفه الناس 2309 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فكنت على جمل ثفال إنما هو في آخر القوم، فمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «من هذا؟ » قلت جابر بن عبد الله. قال: «مالك؟ » قلت: إني على جمل ثفال. قال: «أمعك قضيب؟ » قلت: نعم. قال: «أعطنيه»، فأعطيته فضربه فزجره، فكان من ذلك المكان من أول القوم. قال: «بعنيه»، فقلت: بل هو لك يا رسول الله. قال: «بل بعنيه، قد أخذته بأربعة دنانير ولك ظهره إلى المدينة». فلما دنونا من المدينة أخذت أرتحل، قال: «أين تريد؟ قلت: تزوجت امرأة قد خلا منها. قال: «فهلا جارية تلاعبها؟ » قلت: إن أبي توفى وترك بنات فأردت أن أنكح امرأة قد جربت خلا منها، قال: «فذلك». فلما قدمنا المدينة قال: «يا بلال اقضه وزده». فأعطاه أربعة دنانير وزاده قيراطًا: قال جابر: لا تفارقني زيادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يكن القيراط يفارق جراب جابر بن عبد الله» (¬1). قال الحافظ: ... أي ليس جميع الحديث عند واحد منهم بعينه وإنما عند بعضهم منه ما ليس عند الآخر (¬2). ¬
9 - باب وكالة المرأة الإمام في النكاح
9 - باب وكالة المرأة الإمام في النكاح (¬1) 2310 - عن سهل بن سعد قال: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إني قد وهبت لك من نفسي. فقال رجل: زوجنيها. قال: «قد زوجناكها بما معك من القرآن». 10 - باب إذا وكل رجلا فترك الوكيل شيئًا فأجازه الموكل فهو جائز وإن أقرضه إلى أجل مسمى جاز 2311 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «وكلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: إني محتاج، وعلي عيال، ولي حاجة شديدة. قال فخليت عنه. فأصبحت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ » قال قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالًا، فرحمته فخليت سبيله. «أما إنه قد كذبك وسيعود». فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنه سيعود، فرصدته، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال دعني فإني محتاج، وعلي عيال، لا أعود. فرحمته فخليت سبيله. فأصبحت فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟ » قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالًا، فرحمته فخليت سبيله. قال: «أما إنه قد كذبك، وسيعود». ¬
فرصدته الثالثة، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا آخر ثلاث مرات، إنك تزعم لا تعود ثم تعود. قال: دعني أُعلِّمك كلمات ينفعك الله بها. قلت: ما هنَّ؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنَّك شيطان حتى تصبح. فخلَّيت سبيله. فأصبحت فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما فعل أسيرك البارحة؟ » قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخلَّيت سبيله. قال: «ما هي؟ » قلت: قال لي إذا أويت (¬1) إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من ¬
11 - باب إذا باع الوكيل شيئا فاسدا فبيعه مردود
أولها حتى تختم الآية {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ... } وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تُصبح؛ وكانوا أحرص شيء على الخير، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أما أنه قد صدقك وهو كذوب. تعلم من تُخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ » قال: لا. قال: «ذاك شيطان». قال الحافظ: ... وفيه أن السارق لا يقطع في المجاعة (¬1). 11 - باب إذا باع الوكيل شيئًا فاسدًا فبيعه مردود 2312 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: جاء بلال إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بتمر برني، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من أين هذا؟ » قال بلال: كان عندي تمر رديء، فبعت منه صاعين بصاع لنُطعم النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: «أوَّه أوَّه، عين الرِّبا، لا تفعل، ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التمر ببيع آخر ثم اشتريه» (¬2). قال الحافظ: ... وقد وقع عند أحمد مرفوعًا «خير تمراتكم البرني (¬3)، يذهب الداء ولا داء فيه». ¬
12 - باب الوكالة في الوقف ونفقته وأن يطعم صديقا له ويأكل بالمعروف
12 - باب الوكالة في الوقف ونفقته وأن يطعم صديقًا له ويأكل بالمعروف 2313 - عن عمرو، قال في صدقة عمر - رضي الله عنه - «ليس على الوليِّ جُناح أن يأكل ويؤكل صديقًا له غير متأثِّل مالًا. فكان ابن عمر هو يلي صدقة عمر، يُهدي لناس من أهل (¬1) مكة كان ينزل عليهم» (¬2). 13 - باب الوكالة في الحدود 2316 - عن عقبة بن الحارث قال «جيء بالنُّعيمان - أو ابن النعيمان - شاربًا، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كان في البيت أن يضربوه، قال: فكنت أنا فيمن ضربه، فضربناه بالنِّعال والجريد» (¬3). 15 - باب إذا قال الرجل لوكيله: ضعه حيث أراك الله. وقال الوكيل: قد سمعت ما قلت 2318 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالًا، وكان أحبَّ أمواله إليه بيرُحاء وكانت مستقبلة المسجد، وكان ¬
16 - باب وكالة الأمين في الخزانة ونحوها
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويشرب من ماء فيه طيّب. فلما نزلت {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قام أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن الله تعالى يقول في كتابه: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وإن أحبَّ أموالي إلى بيرُحاء، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذُخرها عند الله، فضعْها يا رسول الله حيث شئت. فقال: بخ (¬1)، ذلك مال رائح، ذلك مال رائح (¬2). قد سمعت ما قلت فيها، وأرى أن تجعلها في الأقربين (¬3). قال: أفعل يا رسول الله. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمِّه». تابعه إسماعيل عن مالك. وقال روح عن مالك (رابح). 16 - باب وكالة الأمين في الخزانة ونحوها 2319 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الخازن الأمين الذي يُنفق - وربما قال: الذي يعطي - ما أُمر به كاملًا موفِّرًا طيبًا نفسه إلى الذي أُمر به أحد المتصدِّقين (¬4)» (¬5). ¬
تمت قراءة هذا الجزء في يوم الأحد 19/ 6/1413 هـ-وقد بدأنا قراءته في 13/ 8/1412 هـ فاستغرقنا بقراءته عشرة أشهر وستة أيام والله الهادي
41 - كتاب الحرث والمزارعة
41 - كتاب الحرث والمزارعة 1 - باب فضل الزرع والغرس إذا أُكل منه 2320 - عن قتادة عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مسلم يغرس غرسًا، أو يزرع زرعًا- فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة» (¬1). 2 - باب ما يُحذر من عواقب الاشتغال بآلة الزرع، أو مجاوزة الحد الذي أُمر به 2321 - عن أبي أُمامة الباهلي قال - ورأى سكة (¬2) وشيئًا من آلة لحرث فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذُّل». ¬
3 - باب اقتناء الكلب للحرث
3 - باب اقتناء الكلب للحرث 2322 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أمسك كلبًا فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط (¬1)، إلا كلب حرث أو ماشية». قال ابن سيرين وأبو صالح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إلا كلب غنم أو حرث أو صيد» وقال أبو حازم عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كلب صيد أو ماشية». قال الحافظ: ... واختلفوا في اختلاف الروايتين في القيراطين (¬2) والقيراط. قال الحافظ: ... واختلف في القيراطين المذكورين هنا هل هما كالقيراطين المذكورين في الصلاة على الجنازة واتباعها (¬3). 4 - باب استعمال البقر للحراثة 2324 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت: لم أُخلق لهذا، خُلقت للحراثة (¬4). قال: آمنت به أنا وأبو بكر وعمر. وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي، فقال ¬
5 - باب إذا قال اكفني مؤونة النخل وغيره وتشركني في الثمر
له الذئب: من لها يوم السَّبع (¬1)، يوم لا راعي لها غيري؟ قال: آمنت به أنا وأبو بكر وعمر. قال أبو سلمة: وما هما يومئذ في القوم» (¬2). قال الحافظ: ... والمستفاد من صيغة إنما في قوله: «إنما خلقت للحرث» عموم مخصوص (¬3). 5 - باب إذا قال اكفني مؤونة النخل وغيره وتُشركني في الثمر 2325 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «قالت الأنصار للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اقسم بيننا وبين إخواننا النَّخيل. قال: «لا». فقالوا (¬4): تكفونا المؤونة ونشرككم في الثمرة. قالوا: سمعنا وأطعنا» (¬5). قال الحافظ: ... ولا يلزم من اشتراط المواساة ثبوت الاشتراك في الأرض، ولو ثبت بمجرد ذلك لم يبق لسؤالهم لذلك ورده عليهم معنى، وهذا واضح بحمد الله تعالى (¬6). ¬
6 - باب قطع الشجر والنخل.
6 - باب قطع الشجر والنخل. وقال أنس: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنخل فقُطع 2326 - عن عبد الله - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه حرَّق (¬1) نخل بن النَّضير وقطع، وهي البويرة، ولها يقول حسَّان: لهان على سراة بني لُؤى ... حريق بالبويرة مستطير 7 - باب 2327 - عن حنظلة بن قيس الأنصاري سمع رافع بن خديج قال: «كنا أكثر أهل المدينة مُزدرعًا، كنا نُكري الأرض بالناحية منها مسمى لسيِّد الأرض، قال فمما يصاب ذلك وتسلم الأرض، ومما يصاب الأرض ويسلم ذلك، فنُهينا. وأما الذهب والورق فلم يكن يومئذ» (¬2). 8 - باب المزارعة بالشَّطر ونحوه وقال قيس بن مسلم عن أبي جعفر قال: ما بالمدينة أهل بيت هجرة إلا يزرعون على الثلث والربع. وزارع عليٌّ وسعد بن مالك ... وقال إبراهيم ¬
10 - باب
وابن سيرين وعطاء والحكم والزهري وقتادة: لا بأس أن يُعطى الثوب بالثلث أو الربع (¬1) ونحوه: وقال: معمر: لا بأس أن تُكرى الماشية على الثلث والربع إلى أجل مسمى (¬2). 10 - باب 2330 - عن علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو: قلت لطاوس: لو تركت المخابرة، فإنهم يزعمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عنه (¬3). قال: أي عمرو، إني أعطيهم وأُعينهم. وإن أعلمهم أخبرني - يعني ابن عباس - رضي الله عنهما - - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينه عنه، ولكن قال: «أن يمنح أحدكم أخاه خير له من أن يأخذ عليه خرجًا معلومًا» (¬4). 11 - باب المزارعة مع اليهود 2331 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أعطى خيبر ¬
12 - باب ما يكره من الشروط في المزارعة
اليهود على أن يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها» (¬1). 12 - باب ما يُكره من الشروط في المزارعة 2332 - عن رافع - رضي الله عنه - قال: «كنا أكثر أهل المدينة حقلًا، وكان أحدنا يُكري أرضه فيقول: هذه القطعة لي وهذه لك، فربما أخرجت ذهِ ولم تخرج ذهِ، فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم -» (¬2). 13 - باب إذا زرع بمال قوم بغير إذنهم، وكان في ذلك صلاح لهم 2333 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينما ثلاثة نفر يمشون أخذهم المطر، فأووْا إلى غار جبل ... وقال الثالث (¬3): ¬
14 - باب أوقاف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأرض الخراج ومزارعتهم ومعاملتهم
اللهم إني استأجرت أجيرًا بفرق أرزُ، فلما قضى عمله قال: أعطني حقي، فعرضت عليه فرغب عنه، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرًا ورُعاتها، فجاءني فقال: اتق الله. فقلت اذهب إلى ذلك البقر ورعاتها فخذ. فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي. فقلت: إني لا أستهزئ بك، فخذ. فأخذه، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرُج ما بقي. ففرج الله». 14 - باب أوقاف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأرض الخراج ومزارعتهم ومعاملتهم وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر: «تصدَّق بأصله لا يُباع، ولكن يُنفق ثمره فتصدَّقَ به». 2334 - عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: «قال عمر - رضي الله عنه -: لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية إلا قسمتها بين أهلها كما قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر» (¬1). 15 - باب من أحيا أرضًا مواتًا ورأى ذلك عليٌّ في أرض الخراب بالكوفة وقال عمر: من أحيا أرضًا ميتة فهي له. ويروى عن عمرو بن عوف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال في غير حق مسلم: وليس لعرق ظالم فيه حق. ويروى فيه عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬
17 - باب إذا قال رب الأرض أقرك ما أقرك الله - ولم يذكر أجلا معلوما - فهما على تراضيهما
2325 - عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أعمر أرضًا ليست لأحد فهو أحق (¬1)» قال عروة: قضى به عمر - رضي الله عنه - في خلافته. قال الحافظ: ... وفي أسانيدها مقال، لكن يتقوى بعضها ببعض (¬2). 2337 - عن ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الليلة أتاني آت من ربي وهو بالعقيق أن صَلِّ (¬3) في هذا الوادي المبارك وقل: عمرة في حجَّة». قال الحافظ: وإنما أراد التنبيه على أن البطحاء (¬4) التي وقع فيها التعريس والأمر بالصلاة فيها لا تدخل في الموات الذي يحيا ويملك إذ لم يقع فيها تحويط ونحوه من وجوه الإحياء. 17 - باب إذا قال رب الأرض أقرِّك ما أقرِّك الله - ولم يذكر أجلاً معلومًا - فهما على تراضيهما 2338 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما ظهر ¬
18 - باب ما كان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يواسي بعضهم بعضا في الزراعة والثمر
على خيبر أراد إخراج اليهود منها (¬1)، وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمسلمين، وأراد إخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليُقرهم بها أن يكفوا عملها ولهم نصف الثمر، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نُقرُّكم بها على ذلك ما شئنا»، فقرُّوا بها حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء» (¬2). 18 - باب ما كان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يواسي بعضهم بعضًا في الزراعة والثمر 2339 - قال ظُهير: «لقد نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أمر كان بنا رافقًا». قلت: ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو حق. قال: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما تصنعون بمحاقلكم؟ » قلت: نُؤاجرها على الربيع وعلى الأوسق من التمر والشعير. قال: «لا تفعلوا، ازرَعوها، أو أَزرِعوها، أو أمسكوها». قال رافع: قلت سمعًا وطاعة» (¬3). 2342 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينه عنه، ولكن قال: «أن يمنح أحدكم أخاه خير له من أن يأخذ شيئًا معلومًا» (¬4). 2345 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كنت أعلم في عهد ¬
20 - باب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الأرض تُكرى. ثم خشيَ عبد الله أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أحدث في ذلك شيئًا لم يكن يعلمه، فترك كراء الأرض» (¬1). 20 - باب 2348 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يومًا يحدِّث - وعنده رجل من أهل البادية - أن رجلًا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له: ألست فيما شئت؟ قال: بلى ولكن أحب أن أزرع. قال: فبذر، فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده، فكان أمثال الجبال. فيقول الله: دونك يا ابن آدم، فإنه لا يشبعك شيء. فقال الأعرابي: والله لا تجده إلا قرشيًا أو أنصاريًا، فإنهم أصحاب زرع. فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -» (¬2). قال الحافظ: ... قوله: (فقال له ألست فيما شئت) (¬3) قال الحافظ: ... وفي هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهى في الجنة من أمور الدنيا ممكن فيها (¬4) قاله المهلب. 21 - باب ما جاء في الغرس 2349 - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أنه قال: «إن كَّنا لنفرح بيوم الجمعة، كانت لنا عجوز تأخذ من أصول سِلق لنا كنا نغرسه في أربعائنا ¬
فتجعله في قدر لها، فتجعل فيه حبَّات من شعير - لا أعلم إلا أنه قال: ليس فيه شحم ولا وَدَك - فإذا صلينا الجمعة زُرناها فقرَّبته إلينا، فكنّا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك، وما كنا نتغدَّى ولا نقيل إلا بعد الجمعة» (¬1). 2350 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «يقولون إنا أبا هريرة يكثر الحديث، والله الموعد. ويقولون: ما للمهاجرين والأنصار لا يُحدِّثون مثل أحاديثه؟ وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصَّفق بالأسواق، وإن إخوتي من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم، وكنت امرءً مسكينًا ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملء بطني، فأحضر حين يغيبون، وأعي حين ينسون. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا: «لن يبسُط أحد منكم ثوبه - حتى أقضي مقالتي هذه - ثم يجمعه إلى صدره فينسى من مقالتي شيئًا أبدًا»، فبسطت نمرة ليس عليَّ ثوب غيرها حتى قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - مقالته ثم جمعتها إلى صدري، فوالذي بعثه بالحق ما نسيت من مقالته تلك إلى يومي هذا. والله لولا آيتان في كتاب الله ما حدثتكم شيئًا أبدًا {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى - إلى - الرَّحِيمُ} (¬2). ¬
42 - كتاب المساقاة
42 - كتاب المساقاة 1 - باب من رأى صدقة الماء وهبته ووصيَّته جائزة، مقسومًا كان أو غير مقسوم 2351 - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدح فشرب منه، وعن يمينه غلام أصغر القوم والأشياخ عن يساره، فقال: «يا غلام أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ؟ » قال: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحدًا يا رسول الله. فأعطاه إياه» (¬1). 2352 - عن شعيب عن الزهري قال: حدثني أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه حلِبَت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة داجن- وهو في دار أنس بن مالك- وشيب لبنُها بماء من البئر التي في دار أنس، فأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القدح فشرب منه، حتى إذا نزع القدح عن فيه، وعن يساره أبو بكر وعن يمينه أعرابي، فقال عمر- وخاف أن يُعطيه الأعرابي- أعط أبا بكر يا رسول الله عندك، فأعطاه الأعرابي الذي عن يمينه ثم قال: الأيمن فالأيمن» (¬2). ¬
2 - باب من قال: إن صاحب الماء أحق بالماء حتى يروى، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يمنع فضل الماء
قال الحافظ: ... وسيأتي البحث في هذه المسألة في باب «هل ينتفع الواقف بوقفه .. » (¬1). 2 - باب من قال: إن صاحب الماء أحق بالماء حتى يروى، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يمُنع فضل الماء 2353 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يُمنع فضل الماء ليُمْنَع به الكلأ» (¬2). ¬
3 - باب من حفر بئرا في ملكه لم يضمن
3 - باب من حفر بئرًا في ملكه لم يضمن 2355 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المعدن جُبارٌ (¬1)، والبئر جُبارٌ، والعجماء جُبارٌ وفي الرَّكاز (¬2) الخمس». 4 - باب الخصومة في البئر، والقضاء فيها 2356، 2356 - عن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم هو عليها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان، فأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا .. الآية}» فجاء الأشعث فقال: ما حدَّثكم أبو عبد الرحمن فيَّ أنزلت هذه الآية، كانت لي بئر في أرض ابن عم لي، فقالي لي: شهودك. قلت مالي ¬
5 - باب إثم من منع ابن السبيل من الماء
شهود. قال: فيمينه. قلت يا رسول الله إذًا يحلف. فذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الحديث فأنزل الله ذلك تصديقًا له (¬1). 5 - باب إثم من منع ابن السبيل من الماء 2358 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل كان له فضل ماء بالطريق، فمنعه من ابن السبيل. ورجل بايع إمامه لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط. ورجل أقام سلعته بعد العصر فقال: والله الذي لا إله غيره لقت أعطيت بها كذا وكذا، فصدًّقه رجل. ثم قرأ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا}» (¬2). 6 - باب سكر الأنهار 2359، 2360 - عن عروة عن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - أنه حدثه «أن رجلًا من الأنصار خاصم الزبير عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في شراج الحرَّة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري: سرَّح الماء يمرّ. فأبى عليه. فاختصما عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للزبير: «اسق يا زُبير ثم ¬
أرسل الماء إلى جارك». فغضب الأنصاري فقال: أن كان ابن عمتك. فتلوَّن وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: «اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر». فقال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}» (¬1). قال الحافظ: ... وحكا الواحدي أيضًا وشيخه الثعلبي والمهدوي أنه حاطب ابن أبي بلتعة (¬2). قال الحافظ: ... قوله: (الجدر هو الأصل) (¬3) كذا هنا في رواية المستملي وحده. ¬
9 - باب فضل سقى الماء
9 - باب فضل سقى الماء 2363 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش، فنزل بئرًا يشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثري من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم امسك بقيه، ثم رقى فسقى الكلب (¬1)، فشكر الله له فغفر له. قالوا: يا رسول الله وان لنا في البهائم أجرًا؟ قال: في كل كبد رطبة أجر». 2364 - عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة الكسوف فقال: دنت مني النار حتى قلت أي ربٌ وأنا معهم؟ فإذا امرأة - حسبت أنه قال- تخدُشها هرة. قال: ما شأن هذه؟ قالوا: حبستها حتى ماتت جوعًا». 10 - من رأي أن صاحب الحوض والقربة أحق بمائه 2366 - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدح فشرب، وعن يمينه غلام هو أحدث القوم، والأشياخ عن يساره، فقال: «يا ¬
11 - باب لا حمي إلا لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -
غلام أتأذن لي أن أعطي الأشياخ؟ » فقال: ما كنت لأوثر بنصيبي منك أحدًا يا رسول الله. فأعطاه إياه (¬1). 2367 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفسي بيده لأذودن (¬2) رجالًا عن حوضي كما تُذاد الغربية من الإبل عن الحوض». 2369 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثلاثة لا يُكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطي بها أكثر مما أعطى وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر (¬3) ليقتطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل مائة فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك». 11 - باب لا حمي إلا لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - 2370 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن الصعب بن جثامة قال: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا حمى إلا لله ولرسوله». وقال: بلغنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حمى النقيع، وأن عمر حمى الرشف والربذة (¬4). ¬
12 - باب شرب الناس وسقي الدواب من الأنهار
12 - باب شرب الناس وسقي الدواب من الأنهار 2371 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «الخيل لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر. فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة، فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات، ولو انه انقطع طيلُها فاستنت شرفًا أو شرفين كانت أثارها وأرواثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يُرد أن يسقى كان ذلك حسنات له، فهي لذلك أجر. ورجل ربطها تغنيًا وتعفُفًا ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر. ورجل ربطها فخرًا ورياء ونواء لأهل الإسلام فهي على ذلك وزر. وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحمر (¬1) فقال: «ما انزل علىٌ فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة (¬2) الفاذة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}». 2372 - عن زيد بن الجُهني - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن اللقطة فقال: «اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرّفها سنة، فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها». قال: فضالة الغنم؟ قال: «هي لك أو لأخيك أو للذئب». قال فضالَّة الإبل؟ قال: «مالك ولها؟ معها سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربُّها» (¬3). ¬
13 - باب بيع الحطب والكلإ
13 - باب بيع الحطب والكلإ 2373 - عن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لان يأخذ أحدكم حبلًا فيأخذ حزمة من حطب فيبيع فيكف الله بها وجهه خير من أن يسأل الناس أعطى أم منع» (¬1). 2375 - عن على بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «أصبت شارفًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مغنم يوم بدر، قال: وأعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شارفًا أخري، فأنختهما يومًا عند باب رجل من لأنصار وأنا أريد أن أحمل عليهما إذخرًا لأبيعه، ومعي صائغ من بني قينقاع فأستعين به على وليمة (¬2) فاطمة، وحمزة بن عبد المطلب يشرب (¬3) في ذلك البيت معه قينه. فقالت: ألا يا حمزة للشرف نواء، فثار إليها حمزة بالسيف فجبّ أسنمتهما، وبقر خواصرهما، ثم أخذ من أكبادها- قلت لابن شهاب: ومن السَّنام. قال: قد جبًّ أسنمتهما فذهب بها- قال ابن شهاب قال علي - رضي الله عنه -: فنظرت إلى منظر أفظعني، فأتيت نبي الله وعنده زيد بن حارثة فأخبرته الخبر فخرج ومعه زيد، فانطلقت معه، فدخل على حمزة فتغيًّظ عليه، ¬
14 - باب القطائع
فرفع حمزة بصره وقال: هل أنتم إلا عبيد لآبائي (¬1)! فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقهقر (¬2) حتى خرج عنهم، وذلك قبل تحريم الخمر». 14 - باب القطائع 2376 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقطع من البحرين، قالت الأنصار: حتى تُقطع لإخواننا من المهاجرين مثل الذي تقطع لنا. قال: «سترون (¬3) بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني» (¬4). 15 - باب كتابة القطائع 2377 - عن أنس - رضي الله عنه - دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الأنصار ليقُطع (¬5) لهم بالبحرين، فقالوا: يا رسول الله إن فعلت فاكتب لإخواننا من قريش بمثلها، فلم يكن ذلك عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال إنكم: «سترون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني». ¬
16 - باب حلب الإبل على الماء
16 - باب حلب الإبل على الماء 2378 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من حق الإبل أن تُحلب على الماء» (¬1). 17 - باب الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط أو في نخل، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من باع نخلًا بعد أن تُؤبَّر فثمرتها للبائع، وللبائع الممر والسقي حتى يرفع، وكذلك رب العرية». 2382 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «رخَّص النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيع العرايا بخرصها من التمر فيما دون خمسة أو سق، أو في خمسة أو سق شك داود في ذلك» (¬2). ¬
43 - كتاب الاستقراض وأداء الديون
43 - كتاب الاستقراض وأداء الديون 1 - باب من اشترى بالدين وليس عنده ثمنه، أو ليس بحضرته 2385 - عن جابر بن عبدا لله - رضي الله عنهما - قال: «غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «كيف ترى بعيدك؟ أتبيعه؟ » قلت: نعم، فبعته إياه. فلما قدم المدينة غدوت إليه البعير، فأعطاني ثمنه» (¬1). 2386 - عن عبد الواحد عن الأعمش قال: «تذاكرنا عند إبراهيم الرهَّن في السَّلم فقال: حدثَّني الأسود عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترى طعاما من يهودي إلى أجل ورهنه درعا من حديد» (¬2). 2 - باب من أخذ أموال الناس يريد أدائها، أو إتلافها 2387 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله» (¬3). ¬
3 - باب أداء الديون
3 - باب أداء الديون 2388 - عن أبى ذر - رضي الله عنه - قال: «كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما أبصر يعنى أحُدا - قال: ما أحب أنه تحول لي ذهبا يمكث عندي منه دينار فوق ثلاث إلا دينارا أرصده لدين. ثم قال: إن الأكثرين هم الأقلون (¬1)، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا- وأشار أبو شهاب بين يديه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم. وقال: مكانك، وتقدم غير بعيد فسمعت صوتا، فأردت أن أتيه. ثم ذكرت قوله: مكانك حتى أتيك. فلما جاء قلت: يا رسول الله، الذي سمعت- أو قال: الصوت الذي سمعت - قال: وهل سمعت؟ قلت: نعم، قال: أتاني جبريل - عليها السلام - فقال: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، قلت: ومن (¬2) فعل كذا وكذا؟ قال: نعم». 4 - باب استقراض الإبل قال الحافظ: ... وأن من عليه دين لا ينبغي له مجافاة (¬3) صاحب الحق وإن من أساء الأدب على الإمام كان عليه التعزيز بما يقتضيه الحال ... ¬
5 - باب حسن التقاضي
5 - باب حسن التقاضي 2391 - عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مات رجل، فقيل له: ما كنت تقول؟ قال: كنت أبايع الناس: فأتجوز عن الموسر وأخفف عن المعسر (¬1). فغفر له» قال أبو مسعود: سمعته عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 6 - باب هل يعطى أكبر من سنه؟ 2392 - عن أبى هريرة - رضي الله عنه - أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يتقاضاه بعيرًا، قال: قال رسول الله: «أعطوه». فقال: لا نجد إلا سنًا أفضل من سنَّه، فقال الرجل: أوفيتني أوفاك الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أعطوه، فإن من خيار الناس أحسنهم قضاء» (¬2). 7 - باب حسن القضاء 2393 - عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: كان لرجل على النبي - صلى الله عليه وسلم - سن من الإبل، فجاءه يتقاضاه، فقال: «أعطوه». فطلبوا سنَّه فلم يجدوا إلا سنًا فوقها، فقال: «أعطوه». فقال: أوفيتني أوفى الله بك. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن خياركم أحسنكم (¬3) قضاء». ¬
8 - باب إذا قضى دون حقه أو حلله فهو جائز
2394 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أتيت النبي وهو في المسجد -قال مسعر: أراه قال ضحى- فقال: صل ركعتين (¬1). وكان لي عليه دين فقضاني وزادني». 8 - باب إذا قضى دون حقه أو حلله فهو جائز 2395 - عن ابن كعب بن مالك أن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أخبره أن أباه قتل يوم أحد شهيدًا وعليه دين، فاشتد الغرماء في حقوقهم، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألهم أن يقبلوا تمر حائطي ويحللوا أبي فأبوا، فلم يعطهم النبي - صلى الله عليه وسلم - حائطي وقال: سنغدو عليك، فغدا علينا حتى أصبح، فطاف في النخل ودعا في ثمرها بالبركة، فجددتها فقضيتهم، وبقى لنا من تمرها (¬2). 9 - باب إذا قاص، أو جازفه في الدين تمرا بتمر أو غيره 2396 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه أخبره «أن أباه توفى وترك عليه ثلاثين وسقا لرجل من اليهود، فاستنظره جابر، فأبى أن ينظره، فكلم ¬
10 - باب من استعاذ من الدين
جابر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليشفع له إليه، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلم اليهودي ليأخذ تمر نخله بالتي له فأبى (¬1)، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النخل فمشى فيها، ثم قال لجابر: جد له فأوف له الذي له، فجده بعدما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأوفاه ثلاثين وسقا، وفضلت له سبعة عشر وسقا، فجاء جابر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخبره بالذي كان فوجده يصلى العصر، فلما انصرف أخبر بالفضل، فقال: أخبر ذلك ابن الخطاب، فذهب جابر إلى عمر فأخبره، فقال له عمر: لقد علمت حين مشى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليباركن فيها». 10 - باب من استعاذ من الدين 2397 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو في الصلاة ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من المأثم (¬2) والمغرم». فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ يا رسول الله من المغرم؟ قال: «إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف» (¬3). ¬
11 - باب الصلاة على من ترك دينا
11 - باب الصلاة على من ترك دينًا 2399 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة. اقرؤوا إن شئتم {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}، فأيما مؤمن مات وترك مالًا فليرثه عصبته من كانوا، ومن ترك دينًا (¬1) أو ضياعًا فليأتني، فأنا مولاه». قال الحافظ: ..... وأشار به إلى بقيته وهو أنه كان لا يصلى على من عليه دين، فلما فتحت الفتوح صار يصلي عليه (¬2). 12 - باب مطل الغني ظلم 2400 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مطل الغني ظلم» (¬3). 13 - باب لصاحب الحق مقال ويذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لي الواجد يحل عقوبته وعرضه». ¬
14 - باب إذا وجد ماله عند مفلس في البيع والقرض والوديعة فهو أحق به
2401 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل يتقاضاه فأغلظ له، فهم به أصحابه فقال: دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا» (¬1). قال الحافظ: ........... (عرضه شكايته) وقال كل منهما: عقوبته حبسه (¬2). 14 - باب إذا وجد ماله عند مفلس في البيع والقرض والوديعة فهو أحق به 2402 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من أدرك ماله بعينه عند رجل أو إنسان قد أفلس فهو أحق به من غيره» (¬3). ¬
15 - باب من أخر الغريم إلى الغد أو نحوه ولم ير ذلك مطلا
15 - باب من أخر الغريم إلى الغد أو نحوه ولم ير ذلك مطلاً وقال جابر: «اشتد الغرماء في حقوقهم في دين أبي، فسألهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقبلوا تمر حائطي فأبوا، فلم يعطهم الحائط ولم يكسره لهم وقال: «سأغدو عليكم غدًا»، فغدا علينا حين أصبح فدعا في ثمرها بالبركة، فقضيتهم» (¬1). 16 - باب من باع مال المفلس أو المعدم فقسمه بين الغرماء، أو أعطاه حتى ينفق على نفسه 2403 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أعتق رجل غلامًا له عن دبر فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من يشتريه مني؟ » فاشتراه نعيم بن عبد الله، فأخذ ثمنه فدفعه إليه» (¬2). 17 - باب إذا أقرضه إلى أجل مسمى، أو أجله في البيع وقال ابن عمر في القرض إلى أجل: لا بأس به وإن أعطي أفضل من دراهمه ما لم يشترط. وقال عطاء وعمرو بن دينار: هو إلى أجله في القرض (¬3). ¬
18 - باب الشفاعة في وضع الدين
18 - باب الشفاعة في وضع الدين 2405 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: «أصيب عبد الله وترك عيالًا ودينًا، فطلبت إلى أصحاب الدين أن يضعوا بعضًا من دينه فأبوا، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستشفعت به عليهم فأبوا. فقال: صنف تمرك كل شيء منه على حدته: عذق ابن زيد على حدة، واللين على حدة، والعجوة على حدة، ثم أحضرهم حتى آتيك ففعلت. ثم جاء - صلى الله عليه وسلم - فقعد عليه، وكال لكل رجل حتى استوفى، وبقى التمر كما هو كأنه لم يمس» (¬1). 2406 - وغزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - على ناضح لنا، فأزحف الجمل فتخلف علي فوكزه النبي - صلى الله عليه وسلم - من خلفه. قال: «بعينه ولك ظهره إلى المدينة». فلما دنونا استأذنت قلت: يا رسول الله إني حديث عهد بعرس قال - صلى الله عليه وسلم -: «فما تزوجت، بكرًا أم ثيبًا؟ » قلت: ثيبًا، أصيب عبد الله وترك جواري صغارًا فتزوجت ثيبًا تعلمهن وتؤدبهن. ثم قال: «ائت أهلك». فقدمت فأخبرت خالي ببيع الجمل فلامني، فأخبرته بإعياء الجمل، وبالذي كان من النبي - صلى الله عليه وسلم - ووكزه إياه. فلما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - غدوت إليه بالجمل، فأعطاني ثمن الجمل والجمل وسهمي مع القوم» (¬2). ¬
19 - باب ما ينهي عن إضاعة المال، وقول الله تعالى: {والله لا يحب الفساد}
19 - باب ما ينهي عن إضاعة المال، وقول الله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} و{لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ}، وقال في قوله تعالى: {أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ}، وقال تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} وما ينهى عن الخداع 2407 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني أخدع في البيوع، فقال: «إذا بايعت فقل لا خلابة». فكان الرجل يقوله» (¬1). 2408 - عن المغيرة بن شعبة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات. وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال» (¬2). ¬
20 - باب العبد راع في مال سيده ولا يعمل إلا بإذنه
20 - باب العبد راع في مال سيده ولا يعمل إلا بإذنه 2409 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كلكم راع ومسئول عن رعيته: فالإمام راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع، وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسئولة عن رعيتها. والخادم في مال سيده راع، وهو مسئول عن رعيته. قال فسمعت هؤلاء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأحسب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: والرجل في مال أبيه راع وهو مسئول عن رعيته. فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته» (¬1). ¬
44 - كتاب الخصومات
44 - كتاب الخصومات 1 - باب ما يذكر في الإشخاص، والخصومة بين المسلم واليهود 2410 - عن عبد الله بن ميسرة عن النزال بن سبرة سمعت عبد الله يقول: سمعت رجلًا قرأ آية سمعت من النبي - صلى الله عليه وسلم - خلافها، فأخذت بيده فأتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «كلاكما محسن». قال شعبة أظنه قال: «لا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا» (¬1). 2411 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: استب رجلان: رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمدًا على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسي على العالمين. فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم وجه اليهودي. فذهب اليهودي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلم فسأله عن ذلك، فأخبره. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش جنب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله» (¬2). 2412 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس جاء يهودي فقال: يا أبا القاسم ضرب وجهي رجل من أصحابك. فقال: «من؟ » قال: رجل من الأنصار. قال: ادعوه فقال: «أضربته؟ » قال: ¬
سمعته بالسوق يحلف: والذي اصطفى موسى على البشر، قلت: أي خبيث، على محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ فأخذتني غضبة ضربت وجهه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تخيروا بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من تنشق عنه الأرض (¬1)، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق، أم حوسب بصعقة الأولى» (¬2). 2413 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن يهوديًا رضً رأس جارية بين حجرين. قيل: من فعل هذا بك، أفلان أفلان؟ حتى سمى اليهودي فأومأت برأسها، فأخذ اليهودي فاعترف، فأمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فرضَ رأسه بين حجرين» (¬3). ¬
2 - باب من رد أمر السفيه والضعيف العقل، وإن لم يكن حجر عليه الإمام
قال الحافظ: ................ قوله: (بسم الله الرحمن الرحيم. ما يذكر في الإشخاص (¬1) والخصومة بين المسلم واليهود). 2 - باب من ردَ أمر السفيه والضعيف العقل، وإن لم يكن حجر عليه الإمام ويذكر عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ردَ على المتصدق قبل النهي، ثم نهاه، وقال مالك: إذا كان لرجل (¬2) مال وله عبد ولا شيء له غيره فأعتقه لم يجز عتقه (¬3). ¬
4 - باب كلام الخصوم بعضهم في بعض
4 - باب كلام الخصوم بعضهم في بعض 2416 - 2417 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من حلف على يمين وهو فيها فاجر ليقتطع بها مال أمرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبا». قال فقال الأشعث: فيَ والله كان ذلك. كان بيني وبين رجل من اليهود أرض، فجحدني، فقدمته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي رسول الله: «ألك بينة؟ » قلت لا. قال فقال لليهودي: أحلف. قال: قلت يا رسول الله إذن يحلف ويذهب بمالي. فأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلى آخر الآية» (¬1). 2418 - عن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب - رضي الله عنه - أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينًا كان له عليه في المسجد، فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في بيته، فخرج إليهما حتى كشف سجف حجرته فنادى: «يا كعب» قال: لبيك يا رسول الله، قال: «ضع من دينك هذا» (¬2) -وأومأ إليه أي الشطر- قال: لقد فعلت يا رسول الله قال: «قم فاقضه» (¬3). 2419 - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «سمعت هشام بن ¬
5 - باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة
حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على ما أقرؤها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرأنيها، وكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى لله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ على غير ما أقرأينها. فقال لي: أرسله. ثم قال له: اقرأ فقرأ. قال: هكذا أنزلت. ثم قال لي: اقرأ. فقرأت. فقال: هكذا أنزلت، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف (¬1)، فاقرءوا منه ما تيسرَ». 5 - باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت 2420 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أخالف إلى منازل قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم» (¬2). قال الحافظ: ..... «فجعل يخرجهن امرأة امرأة وهو يضربهن بالدرة» (¬3). ¬
6 - باب دعوى الوصي للميت
6 - باب دعوى الوصيِّ للميت 2421 - عن عائشة - رضي الله عنها - أن عبد بن زمعة وسعد بن أبي وقاص اختصما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في ابن أمة زمعة، فقال سعد: يا رسول الله أوصاني (¬1) أخي إذا قدمت أن أنظر ابن أمة زمعة فأقبضه فإنه ابني. وقال عبد بن زمعة: أخي وابن أمة أبي، ولد على فراش أبي. فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - شبهًا بيِّنًا بعتبة، فقال: هو لك يا عبد بن زمعة، الولد للفراش (¬2). واحتجبي منه يا سودة». 7 - باب التوثق ممن تخشى معرَّته وقيد ابن عباس عكرمة على تعلم القرآن والسُّنن والفرائض (¬3). 2422 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيلًا قِبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثُمامة بن أُثال سيد أهل اليمامة، فربطوه بسارية من سواري المسجد. فخرج إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما عندك يا ثُمامة؟ قال: عندي يا محمد خير-فذكر الحديث- فقال: أطلقوا ثُمامة». ¬
8 - باب الربط والحبس في الحرم
قال الحافظ: .... وصلة ابن سعد في الطبقات وأبو نعيم في الحلية (¬1). 8 - باب الربط والحبس في الحرم واشترى نافع بن عبد الحارث دارًا للسجن بمكة من صفوان بن أمية على إن رضي عمر فالبيع بيعه، وإن لم يرض عمر فلصفوان أربعمائة دينار. وسَجَنَ ابن الزبير بمكة (¬2). 2423 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيلًا قِبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثُمامة بن أُثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد» (¬3). 9 - باب في الملازمة 2424 - حدثني الليث قال: حدثني جعفر بن ربيعة -عن عبد الله (¬4) بن هُرمز عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري «عن كعب بن مالك - رضي الله عنه - أنه كان له على عبد الله بن أبي حدرد الأسلميِّ دين، فلقيه فلزمه، فتلكما حتى ارتفعت أصواتهما، فمر بهما النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يا كعب» - وأشار بيده كأنه يقول: النصف - فأخذ نصف ما عليه وترك نصفًا». ¬
45 - كتاب في اللقطة
45 - كتاب في اللقطة 1 - باب إذا أخبره ربُّ اللقطة بالعلامة دفع إليه 2426 - عن سلمة سمعت سويد بن غفلة قال: لقيت أبيِّ بن كعب - رضي الله عنه - قال: «أصبت صُرَّة فيها مائة دينار، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال عرِّفها حولًا، فعرَّفتها حولًا فلم أجد من يعرفها، ثم أتيته فقال: عرِّفها حولًا، فعرَّفتها فلم أجد، ثم أتيته ثلاثًا (¬1) فقال: احفظ وعاءها وعددها ووكاءها، فإن جاء صاحبها وإلا فاستمتع بها، فاستمتعت. فلقيته بعد بمكة فقال: لا أدري ثلاثة أحوال أو حولًا واحدًا». قال الحافظ: في رواية حماد بن سلمة وسفيان الثوري وزيد بن (¬2) أنيسة. 2 - باب ضالة الإبل 2427 - عن زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - قال: «جاء أعرابي النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عما يلتقطه فقال: «عرِّفها سنة، ثم اعرف عفاصها ووكاءها، فإن جاء أحد يخبرك بها وإلا فاستنفقها». قال: يا رسول الله فضالة الغنم؟ قال: «لك أو لأخيك أو للذئب» (¬3). قال: ضالة الإبل؟ فتمعَّر وجه النبي ¬
3 - باب ضالة الغنم
- صلى الله عليه وسلم - فقال: «مالك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها، ترد الماء وتأكل الشجر». 3 - باب ضالة الغنم 2428 - عن زيد بن خالد - رضي الله عنه - يقول: «سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن اللُّقطة فزعم أنه قال: اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرِّفها سنة (يقول يزيد إن لم تُعرف استنفق بها صاحبها، وكانت وديعة عنده. قال يحيى: فهذا الذي لا أدري أفي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم هو شيء من عنده). ثم قال: كيف ترى في ضالة الغنم؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: خذها (¬1)، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب (قال يزيد: وهي تعرُّف أيضًا). ثم قال: كيف ترى في ضالة الإبل؟ قال فقال: دعها، فإن معها حذاءها وسقاءها، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها». 5 - باب إذا وجد خشبة في البحر أو سوطًا أو نحوه 2430 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر رجلًا من بني إسرائيل- وساق الحديث- فخرج ينظر لعل مركبًا قد جاء بماله، فإذا هو بالخشبة فأخذها لأهله حطبًا، فلما نشرها وجد المال والصحيفة» (2). ¬
6 - باب إذا وجد تمرة في الطريق
6 - باب إذا وجد تمرة في الطريق 2432 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إني لأنقلب إلى أهلي، فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون صدقة فأُلقيها». قال الحافظ: ... كأنه أشار بذلك إلى إثبات لقطة الحرم (¬1). قال الحافظ: ... واستدل به على جواز تعريف الضالة في المسجد الحرام. ¬
8 - باب لا تحتلب ماشية أحد بغير إذنه
8 - باب لا تُحتلب ماشية أحد بغير إذنه 2435 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يحلبُنَّ أحد ماشية امرئ بغير إذنه، أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتُكسر خزائنه فيُنتقل طعامه؟ فإنما تخزُنُ لهم ضروع ماشيتهم أطعماتهم، فلا يحلبُنَّ أحد ماشية أحد إلا بإذنه» (¬1). 10 - باب هل يأخذ اللقطة ولا يدعها تضيع حتى لا يأخذها من لا يستحق؟ 2437 - عن سويد بن غفلة قال: كنت مع سلمان بن ربيعه وزيد بن صوحان في غزاة، فوجدت سوطًا (¬2)، فقالا لي: ألقه، قلت: لا، ولكني إن وجدت صاحبه وإلا استمتعت به. فلما رجعنا حججنا، فمررت بالمدينة، فسألت أبيَّ بن كعب - رضي الله عنه - فقال: وجدت صُرَّة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها مائة دينار، فأتيت بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال «عرِّفها حولًا»، فعرَّفتها حولًا. ثم أتيت فقال: «عرِّفها حولًا»، فعرَّفتها حولًا، ثم أتيته فقال: «عرِّفها حولًا»، فعرَّفتها حولًا. ثم أتيته الرابعة فقال: «اعرف عدَّتها ووكاءها ووعائها، فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها». 11 - باب من عرَّف اللقطة ولم يدفعها إلى السلطان 2438 - عن زيد بن خالد - رضي الله عنه - «أن أعرابيًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن اللقطة، قال: «عرِّفها سنة، فإن جاء أحد يخبرك بعفاصها ووكاءها وإلا ¬
12 - باب
فاستنفق بها». وسأله عن ضالة الإبل فتمعَّر وجهه وقال: «مالك ولها؟ معها سقاؤها وحذاؤه، ترد الماء وتأكل الشجر، دعها حتى يجدها ربُّها». وسأله عن ضالة الغنم فقال: «هي لك، أو لأخيك أو للذئب» (¬1). 12 - باب 2439 - عن أبي بكر - رضي الله عنه - قال: «انطلقت فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه فقلت: لمن أنت؟ قال: لرجل من قريش - فسماه فعرفته- فقلت: هل في غنمك لبن؟ فقال: نعم. فقلت هل أنت حالب لي؟ قال: نعم. فأمرته فاعتقل شاة من غنمه، ثم أمرته أن ينفُض ضرعها من الغبار، ثم أمرته أن ينفض كفيه فقال هكذا - ضرب إحدى كفيه بالأخرى- فحلب كُثبة من لبن، وقد جعلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إداوة، على فيها خرقة، فصببت على اللبن حتى برد اسفله، فانتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: اشرب يا رسول الله، فشرب حتى رضيت» (¬2). ¬
46 - كتاب المظالم
46 - كتاب المظالم 1 - باب قصاص الظالم الآية {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ (¬1) وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ} وقال يونس بن محمد: حدثنا شعبان (¬2) عن قتادة 2 - باب قول الله تعالى: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} 2441 - عن صفوان بن محرز المازني قال: «بينما أنا أمشي مع ابن عمر - رضي الله عنهما - آخذٌ (¬3) بيده إذ عرض رجل فقال: كيف سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النجوى؟ فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه (¬4) ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم؛ فيعطى كتاب حسناته. وأما الكافر والمنافقون فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين». ¬
3 - باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه
3 - باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يُسلمه 2442 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ويُسلمه (¬1)، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة». قال الحافظ: ... في حديث أبي هريرة عند الترمذي (¬2) «ستره الله في الدنيا والآخرة» وفي الحديث حض على التعاون (¬3) وحسن التعاشر والألفة. 4 - باب أعن أخاك ظالمًا أو مظلومًا 2444 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا»، قالوا: يا رسول الله، هذا ننصره مظلومًا، فكيف ننصره ظالمًا؟ قال: «تأخذ فوق يديه» (¬4). 5 - باب نصر المظلوم 2445 - عن البراء بن عازب قال: أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبع، ونهانا عن سبع. ¬
6 - باب الانتصار من الظالم
فذكر عيادة المريض، واتِّباع الجنائز، وتشميت العاطس، ورد السلام، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي (¬1)، وإبرار القسم» (¬2). 6 - باب الانتصار من الظالم (¬3) {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}. {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} قال إبراهيم: كانوا يكرهون أن يستذلوا، فإذا قدروا عفوا. 7 - باب عفو المظلوم لقوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149]، {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} (¬4) [الشورى: 40 - 44]. ¬
8 - باب الظلم ظلمات يوم القيامة
8 - باب الظلم ظلمات يوم القيامة 2447 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الظلم ظلمات يوم القيامة» (¬1). 10 - باب من كانت له مظلمة عند الرجل فحلَّلها له هل يُبيِّن مظلمته؟ 2449 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كانت له (¬2) مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه» (¬3). ¬
11 - باب إذا حلله من ظلمه فلا رجوع فيه
11 - باب إذا حلَّله من ظُلمه فلا رجوع فيه 2450 - عن عائشة - رضي الله عنها - {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا} قالت: الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقه، فتقول: أجعلك من شأني في حل، فنزلت هذه الآية في ذلك» (¬1). ¬
12 - باب إذا أذن له أو أحله ولم يبن كم هو
12 - باب إذا أذن له أو أحله ولم يبِّن كم هو 2451 - عن سعد الأنصاري ... (¬1). قال الحافظ: ... (ولم يبين كم هو) أورد فيه حديث سهل بن فهد في استئذان (¬2) الغلام في الشرب. 13 - باب إثم من ظلم شيئًا من الأرض 2453 - عن محمد بن إبراهيم أن أبا سلمة حدثه أنه كانت بينه وبين أناس خصومة، فذكر لعائشة - رضي الله عنها - فقالت: يا أبا سلمة اجتنب الأرض، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من ظلم قيد شبر من الأرض طُوِّقه من سبع أرضين» (¬3). 14 - باب أذا أذن إنسان لآخر شيئًا جاز 2455 - عن حفص بن عمر حدثنا شعبة عن جبلة: كنا بالمدينة في بعض أهل العراق فأصابنا سنة، فكان ابن الزبير يرزقنا التمر، فكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يمر بنا فيقول: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الإقران (¬4)، ¬
15 - باب قول الله تعالى: {وهو ألد الخصام}
إلا أن يستأذن (¬1) الرجل منكم أخاه». 2456 - عن أبي وائل عن أبي مسعود «أن رجلًا من الأنصار يقال له أبو شعيب كان له غلام لحام، فقال له أبو شعيب: اصنع لي طعام خمسة لعلي أدعو النبي - صلى الله عليه وسلم - خامس خمسة -وأبصرَ في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - الجوع- فدعاه، فتبعهم رجل لم يُدع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن هذا قد اتَّبعنا، أتأذن له؟ » قال: نعم» (¬2) (2). 15 - باب قول الله تعالى: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} 2457 - عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أبغض الرجال إلى الله الألَدُّ (¬3) الخصم». 16 - باب إثم من خاصم في باطل وهو يعلمه 2458 - عن أم سَلمة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنه سمع خصومة بباب حجرته، فخرج إليهم فقال: إنما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنه صَدَقَ فأقضي له بذلك، ¬
17 - باب إذا خاصم فجر
فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليتركها» (¬1). 17 - باب إذا خاصم فجر 2459 - عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أربع من كُنَّ فيه كان منافقًا (¬2)، أو كانت فيه خُصلَّة من أربع كانت فيه خُصلَّة من النفاق حتى يدعها: إذا حدَّث كذب، وإذا وعَدَ أخلف، وإذا عاهد غَدَر، وإذا خاصم فَجَر» (¬3). 18 - باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه 2460 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مسيِّك فهل عليَّ حرج أن أطعم من الذي له عيالنا؟ فقال: «لا حرج عليك أن تطعميهم بالمعروف» (¬4). ¬
19 - باب ما جاء في السقائف
2461 - عن عقبة بن عامر قال: «قلنا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنك تبعثنا فننزل بقوم لا يقروننا فما ترى فيه؟ فقال لنا: «إن نزلتم بقوم فأُمر لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا، فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف» (¬1). 19 - باب ما جاء في السقائف وجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في سقيفة بن ساعدة. 2462 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «عن عمر - رضي الله عنهم - قال حين توفى الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - إن الأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، فقلت لأبي بكر: انطلق بنا، فجئناهم في سقيفة بني ساعدة». قال الحافظ: .. وكأنه أشار إلى أن الجلوس في الأمكنة العامة جائز، وأن اتخاذ صاحب الدار ساباطًا أو مستظلًا جائز إذا لم يضره المارة (¬2). 20 - باب لا يمنع جاره أن يغرز خشبة في جداره 2463 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يمنع ¬
21 - باب صب الخمر في الطريق
جار جاره أن يغرز خشبه في جداره». ثم يقول أبو هريرة: مالي أراكم عنها معرضين؟ والله لأرمينَّ بها بين أكتافكم (¬1). 21 - باب صبِّ الخمر في الطريق 2464 - عن أنس - رضي الله عنه - «كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة، وكان خمرهم يومئذ الفضيخ (¬2) فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناديا ينادي: ألا إن الخمر قد حُرِّمت. قال: فقال لي أبو طلحة: أُخرج فأهرقها، فخرجت فهرقتها، فجرت في سكك المدينة (¬3). فقال بعض القوم: قد قُتل قوم وهي في بطونهم. فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآية» (¬4). ¬
22 - باب أفنية الدور والجلوس فيها، والجلوس على الصعدات
قال الحافظ: ... قال المهلب: إنما صبت في الطريق للإعلان برفضها وليشهر تركها وذلك أرجح في المصلحة من التأذي بصبها في الطريق (¬1). 22 - باب أفنية الدور والجلوس فيها، والجلوس على الصعُدات قالت عائشة: فابتنى أبو بكر مسجدا بفناء داره يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصَّف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ بمكة. 2465 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إياكم والجلوس على الطرقات». فقالوا: ما لنا من مجالسنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. فقال: «فإذا أتيتم إلى المجالس فأعطوا الطريق حقها»، قالوا: وما حق الطريق؟ قال: «غض البصر، وكف الأذى، وردُ السلام، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر» (¬2). 23 - باب الآبار التي على الطريق إذا لم يُتأذ بها 2466 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي قال: «بينما رجل بطريق فاشتد عليه العطش، فوجد بئرًا فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب ¬
25 - باب الغرفة والعلية المشرفة وغير المشرفة على السطوح وغيرها
من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خُفه ماء فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرًا؟ فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر» (¬1). 25 - باب الغرفة والعُلِّيَّة المشرفة وغير المشرفة على السطوح وغيرها 2468 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لم أزل حريصا أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اللتين قال الله لهما: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} .. الحديث مطولًا ... وكان قد قال: «ما أنا بداخل عليهن شهرًا»، من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله. فلما مضت تسع وعشرون دخل على عائشة فبدأ بها، فقالت له عائشة: إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرًا، وإنا أصبحنا بتسع وعشرين ليلة أعدها عدًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الشهر تسع وعشرون»، وكان ذلك الشهر تسعًا وعشرين. قالت عائشة: فأُنزلت آية التخيير، فبدأ بي أول امرأة فقال: «إني ذاكرًا لك أمرًا ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك». قالت: قد أعلم أن أبويَّ لم يكونا يأمراني بفراقك. ثم قال: إن الله قال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} إلى قوله: {عَظِيمًا} قلت: أفي هذا أستأمر أبويَّ، ¬
26 - باب من عقل بعيره على البلاط، أو باب المسجد
فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة. ثم خيَّر نساءه. فقلن مثل ما قالت عائشة» (¬1). 26 - باب من عقل بعيره على البلاط، أو باب المسجد 2470 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد فدخلت إليه وعقلت الجمل في ناحية البلاط فقلت هذا جملك، فخرج فجعل يطيف بالجمل قال: «الجمل والثمن لك» (¬2). ¬
27 - باب الوقوف والبول عند سباطة قوم
27 - باب الوقوف والبول عند سبُاطة قوم 2471 - عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: «لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو قال: لقد أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - سباطة قوم فبال قائما» (¬1). قال الحافظ: ... وجاز البول (¬2) في السباطة وإن كانت لقوم بأعيانهم لأنها أعدت لإلقاء النجاسات والمستقذرات. 28 - باب من أخذ الغصن وما يؤذي الناس في الطريق فرمى به 2472 - عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخذه، فشكر الله له فغفر له» (¬3). قال الحافظ: ... هذا الحديث في أفراد جرير بن حازم رواية عن لزبير (¬4) هذا. ¬
30 - باب النهي بغير إذن صاحبه
قال الحافظ: ... فإن كانت الطريق سبعة أزرع لم يمنع من القعود في الزائد، وإن كان أقل منع لئلا يضيق الطريق على غيره (¬1). 30 - باب النهي بغير إذن صاحبه وقال عبادة بايعنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا ننتهب. 2475 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم (¬2) حين ينتهبها وهو مؤمن». وعن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... مثله، إلا النُّهبة. قال البربري: وجدت بخط أبي جعفر «قال أبو عبد الله: تفسيره أن يُنزع منه، يريد الإيمان» (¬3). ¬
31 - باب كسر الصليب وقتل الخنزير
31 - باب كسر الصليب وقتل الخنزير قال الحافظ: .. ولا يخفى أن محل كسر الصليب إذا كان مع المحاربين، أو الذمي إذا جاوز به الحدّ الذي عوهد عليه ... (¬1) 32 - باب هل تُكسر الدَّنان التي فيها خمر، أو تُخرَّق الزِّقاق؟ فإن كسر صنمًا أو صليبًا أو طنبورًا أو مالا ينتفع بخشبه. وأتى شريح في طنبور كُسر فلم يقضِ فيه بشيء. 2477 - عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى نيرانًا توقد يوم خيبر فقال: «علام توقد هذه النيران؟ » قالوا: على الحمر الإنسية. قال: «اكسروها وهريقوها». قالوا: ألا نهريقها ونغسلها؟ قال: «اغسلوا» (¬2). 2479 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أنها كانت اتخذت على سهوة لها سترا فيه تماثيل. فهتكه (¬3) النبي - صلى الله عليه وسلم - فاتخذت منه نمرقتين، فكانتا في البيت يجلس عليهما». ¬
33 - باب من قاتل دون ماله
33 - باب من قاتل دون ماله 2480 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من قُتل دون ماله فهو شهيد» (¬1). 34 - باب إذا كسر قصعة أو شيئًا لغيره 2481 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين مع خادم بقصعة فيها طعام، فضربت بيدها فكسرت القصعة، فضمها وجعل فيها الطعام وقال كلوا. وحبس الرسول والقصعة حتى فرغوا فدفع القصعة الصحيحة وحبس المكسورة» (¬2). قال الحافظ: ... ولم يصب عمران في ظنه أنها حفصة بل هي أم سلمة (¬3). كما تقدم، نعم وقعت القصعة لحفصة أيضًا. ¬
35 - باب إذا هدم حائطا فليبن مثله
35 - باب إذا هدم حائطًا فليبن مثله 2482 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «كان رجل في بني إسرائيل يقال له جريج يصلِّي فجاءته أمه فدعته فأبى أن يجيبها فقال: أجيبها أو أصلّي ثم أتته فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات (¬1). وكان جريج في صومعته فقالت امرأة لأفتنن جُريجًا. فتعرضت له فكلمته فأبى (¬2). فأتت راعيا فأمكنته من نفسها، فولدت غلاما فقالت هو من جريج فأتوه وكسروا صومعته (¬3)، فأنزلوه وسبُّوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال: من أبوك يا غلام (¬4) قال الراعي. قالوا نبني صومعتك من ذهب؟ قال: لا. إلا من طين». ¬
47 - كتاب الشركة
47 - كتاب الشركة 1 - باب الشركة في الطعام والنَّهد والعروض وكيف قسمة ما يُكال ويوزن مجازفة أو قبضة قبضة، لما لم ير لمسلمون في النَّهد بأسًا أن يأكل هذا بعضًا وهذا بعضًا. وكذلك مجازفة الذهب والفضة، والقران في التمر. 2484 - عن يزيد بن أبي عُبيد عن سلمة - رضي الله عنه - قال: خفَّت أزواد القوم وأملقوا، فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - في نحر إبلهم فأذن لهم، فلقيهم عمر فأخبروه فقال: ما بقاؤكم بعد إبلكم؟ فدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما بقاؤهم بعد إبلهم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ناد في الناس يأتون بفضل أزوادهم»، فبُسط لذلك نطع وجعلوه على النِّطع فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا وبرَّك عليه ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فرغوا، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله» (¬1). ¬
4 - باب القرآن في التمر بين لا شركاء حتى يستأذن أصحابه
2485 - عن رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: «كنا نصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر فننحر جزورًا، فتقسم عشر قسم، فنأكل لحمًا نضيجًا قبلا أن تغرب الشمس» (¬1). 2486 - عن أبى موسى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الأشعرين إذا أرملوا (¬2) في الغزو أو قل طعام عياله بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموا بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم منى وأنا منهم» (¬3). 4 - باب القرآن في التمر بين لا شركاء حتى يستأذن أصحابه 2489 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقرن الرجل بين التمرتين جميعًا حتى يستأذن أصحابه» (¬4). 5 - بابا تقويم الأشياء بين الشركاء بقيمة عدل 2492 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عنى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أعتق ¬
6 - باب هل يقرع في القسمة؟ والاستسهام فيه
شقيصًا من مملوكه فعليه خلاصة في ماله، فإن لم يكن له مال قوم المملوك قيمة عدل، ثم استُسعي غير مشقوق عليه» (¬1) 6 - باب هل يُقرع في القسمة؟ والاستسهام فيه 2493 - عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مثل القائم على حدود الله (¬2). والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا». 7 - باب شركة اليتيم وأهل الميراث 2494 - عن عروة بن الزبير أنه سأل عائشة - رضي الله عنها - عن قول الله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ - إلى- وَرُبَاعَ} فقالت: يا ابن أختي، هي اليتيمة تكون في حجر وليها تُشاركه في ماله، فيُعجبه مالها وجمالها، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها، فيُعطيها مثل ما يعطيها ¬
8 - باب الشركة والأرضين وغيرها
غيره، فنُهوا أن ينكحوهن إلا أن يُقسطوا لهن ويبلغوا بهن أعلى سُنتهن من الصداق، وأُمروا أن ينكحوا ما طاب من النساء سواهن. قال عروة قالت عائشة: ثم إن الناس استفتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذه الآية، فأنزل الله {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ - إلى قوله- وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}، والذي ذكر الله أن يُتلى عليكم في الكتاب الآية الأولى التي قال فيها {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} قالت عائشة: وقول الله في الآية الأخرى {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} يعني هي رغبة أحدكم ليتيمه التي تكون في حجره حين تكون قليله المال والجمال، فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن» (¬1). 8 - باب الشركة والأرضين وغيرها 2495 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «إنما جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الشفعة في كل ما لم يقسمَ، فإذا وقعت الحدود وصُرفت الطريق فلا شفعة» (¬2). ¬
9 - باب إذا قسم الشركاء الدور أو غيرها فليس لهم رجوع ولا شفعة
9 - باب إذا قسم الشركاء الدور أو غيرها فليس لهم رجوع ولا شُفعة 2496 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالشفعة في كل ما لم يُقسم، فإذا وقعت الحدود وصُرفت الطرق فلا شفعة» (¬1). 10 - باب الاشتراك في الذهب والفضة وما يكون فيه الصرف 2497، 2498 - عن سليمان بن أبي مسلم قال: سألت أبا المنهال عن الصرف يدًا بيد فقال: «اشتريت أنا وشريك لي شيئًا يدًا بيد ونسيئة، فجاءنا البراء بن عارب فسألناه فقال: فعلت أنا وشريكي زيد بن أرقم وسألنا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: ما كان يدًا بيد فخذوه، وما كان نسيئة فردوه» (¬2). 11 - باب مشاركة الذمي والمشركين في المزارعة 2499 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال «أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر اليهود أن يعملوها ويزرعوها، ولهم شطر ما يخرج منها» (¬3). ¬
12 - باب قسم الغنم والعدل فيها
12 - باب قسم الغنم والعدل فيها 2500 - عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاه غنمًا يقسمها على صحابته ضحايا، فبقي عتود، فذكره لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ضحً به أنت» (¬1). 13 - باب الشركة في الطعام وغيره قال الحافظ: ... إذا قال الرجل للرجل أشركني فإذا سكت يكون شريكة في النصف (¬2). 14 - باب الشركة في الرَقيق 2503 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أعتق شركًا له في مملوك وجب عليه أن يعتق كله إن كان له مال قدر ثمنه يقام قيمة عدل ويُعطي شركاؤه حصنهم ويخلًى سبيل المعتق». 2504 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أعتق شقصًا له في عبد أُعتق كله إن كان له مال، وإلا يُستسع غير مشقوق عليه» (¬3). ¬
15 - باب الاشتراك في الهدى والبدن
15 - باب الاشتراك في الهدى والبُدن وإذا أشرك الرجل رجلًا في هديه بعدما أهدى 2505، 2506 - عن عطاء عن جابر وعن طاووس عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه صُبح رابعة من ذي الحجة مهلين بالحج لا يخلطهم شيء .. فلما قدمنا أمرنا فجعلناها عمرة، وأن نحل إلى نسائنا. ففشت في ذلك القالة. قال عطاء: فقال جابر فيروح أحدنا إلى منى وذكره يُقطر منيًا -فقال جابر بكفه- فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام خطيبًا فقال: بلغني أن أقوامًا يقولون كذا وكذا، والله لا أنا أبرٌ وأتقى لله منهم، ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت وما هديت، ولولا أن معي الهدى لأحللت. فقام سراقة بن مالك بن جُعشم فقال: يا رسول الله، هي لنا أو للأبد؟ فقال: لا، بل للأبد. قال وجاء علي بن أبي طالب، فقال أحدهما يقول: لبيك بما أهل به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقيم على إحرامه، وأشركه في الهدى» (¬1). ¬
16 - باب من عدل عشرة من الغنم بجزور في القسم
16 - باب من عَدَلَ عشرة من الغنم بجزور في القسم 2507 - عن رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بذي الحليفة من تهامة فأصبنا غنمًا أو أبلًا، فعجل القوم فأغلوا بها القدور، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بها فأكفئت، ثم عدل عشرة من الغنم بجزور. ثم إن بعيرًا ندَّ وليس في القوم إلا خيل يسيرة فحبسه بسهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش، فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا». قال: قال جدي: يا رسول الله إنا نرجو- أو نخاف- أن نلقى العدو غدًا، وليس معنا مُدى، أفنذبح بالقصب؟ فقال: «اعجل، أو أرني. ما أنهر الدم وذُكر اسم الله عليه فكلوا، ليس السن والظفر. وسأحدثكم عن ذلك: أما السن فعظم، وأما الظفر فمدى الحبشة» (¬1). ¬
48 - كتاب الرهن
48 - كتاب الرهن 1 - باب في الرهن في الحضر 2508 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «ولقد رهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - درعه بشعير، ومشيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بخبز شعير وإهالة سنخة. ولقد سمعته يقول: ما أصبح لآل محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا صاع ولا أمسى، وإنهم لتسعة أبيات» (¬1). 2 - باب رهن درعه 2509 - عن الأعمش قال: «تذاكرنا عن إبراهيم الرهن والقبيل (¬2). في السلف، فقال إبراهيم: حدثنا الأسود عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترى من يهودي طعامًا إلى أجل ورهنه درعة» (¬3). 3 - باب رهن السلاح 2510 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من لكعب بن الأشراف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -» فقال محمد بن ¬
4 - باب الرهن مركوب ومحلوب
مسلمة: أنا. فأتاه فقال: أردنا أن تُسلفنا وسقًا أو سقين. فقال ارهنوني نساءكم. قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟ قال: فارهنوني أبنائكم. قالوا: كيف نرهنك أبناءنا فيُسبُ أحدهم فيقال: رُهن بوسق أو وسقين (¬1)؟ هذا عار علينا، ولكنا نرهنك اللأمة- قال سفيان: يعني السلاح - فوعده أن يأتيه، فقتلوه، ثم أتوُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه». 4 - باب الرهن مركوب ومحلوب 2511 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: «الرهن يُركب بنفقته، ويُشرب لبن الدًرُ إذا كان مرهونًا» (¬2). 2512 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الظهر يُركب بنفقته إذا كان مرهونًا، ولبن الًرٌ يُشرب بنفقته إذا كان مرهونًا، وعلى الذي يركب ويشرب النفقة» (¬3). ¬
6 - باب إذا اختلف الراهن والمرتهن ونحوه فالبينة على المدعي، واليمين على المدعى عليه
6 - باب إذا اختلف الراهن والمرتهن ونحوه فالبينة على المدًعي، واليمين على المدعى عليه 2514 - عن ابن أبي مليكة قال: «كتبت إلى ابن عباس فكتب إليَّ: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى أن اليمين على المُدعى عليه» (¬1). ¬
49 - كتاب العتق
49 - كتاب العتق 1 - باب في العتق وفضله 2517 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أيما رجل أعتق امرأً مسلمًا استنقذ الله بكل عضو منه عضوًا منه من النار» (¬1). قال سعيد ابن مرجانة: فانطلقت به إلى علي بن الحسين، فعمد علي بن الحسين - رضي الله عنهما - إلى عبد له قد أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم- أو ألف دينار- فأعتقه. 2 - باب أي الرقاب أفضل 2518 - عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: «سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: إيمانًا بالله وجهاد في سبيله». قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: «أعلاها ثمنًا، وأنفسها عند أهلها»: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: «تُعين ضائعًا، أو تصنع لأخرق». قال: فإن لم أفعل؟ قال: «تدع الناس من الشر، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك» (¬2). ¬
3 - باب ما يستحب من العتاقة في الكسوف أو الآيات
قال الحافظ: ... (تعين ضائعًا) (¬1). بالضاد المعجمة وبعد الألف ...... 3 - باب ما يستحب من العتاقة في الكسوف أو الآيات 2519 - عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت: «أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعتاقة في كسوف الشمس» (¬2). 4 - باب إذا أَعتق عبدًا بين أثنين، أو أمة بين الشركاء 2527 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أعتق نصيبًا- أو شقيصًا- في مملوك فخلاصه عليه في ماله إن كان له مال، وإلا قوم عليه فاستُسعى به غير مشقوق عليه» (¬3). 6 - باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق نحوه، ولا عتاقة إلا لوجه الله تعالى وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم» (¬4). ¬
7 - باب إذا قال لعبده هو لله ونوى العتق، والإشهاد في العتق
2529 - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الأعمال بالنية، ولامرئ ما نوى: فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه» (¬1). 7 - باب إذا قال لعبده هو لله ونوى العتق، والإشهاد في العتق 2530 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه لما أقبل يريد الإسلام- ومعه غلامه- ضلً كل واحد منهما من صاحبه، فأقبل بعد ذلك وأبو هريرة جالس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا أبا هريرة هذا غلامك قد أتاك، فقال: أما إني أشهدك أنه حر (¬2). قال فهو حين يقول: يا ليلة (¬3) من طولها وعنائها ... على أنها من دارة الكفر نجًت. ¬
8 - باب أم الولد
8 - باب أم الولد 2533 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان عتبه بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن يقبض إليه ابن وليدة زمعة. قال عتبة: إنه ابني. فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الفتح أخذ سعد ابن وليدة معه فأقبل به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقبل معه بعبد من زمعة. فقال سعد: يا رسول الله هذا أبن أخي، عهد إلى أنه ابنه. فقال بن ابن زمعة: يا رسول الله هذا أخي، ابن وليدة زمعة، ولد على فراشه. فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبن وليدة زمعة فإذا هو أشبه الناس به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هو لك يا عبد بن زمعة، من أجل أنه ولد على فراش أبيه. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: احتجبي منه يا سودة بنت زمعة. مما رأى من شبهه بعتبة. وكانت سودة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -» (¬1). 9 - باب بيع المُدبَّر 2534 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أعتق رجل منا عبدًا له عن دُبُر، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - به قباعه. قال جابر: مات الغلام عام أول» (¬2). ¬
10 - بيع الولاء وهبته
10 - بيع الولاء وهبته 2535 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - يقول: «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الولاء وعن هبته» (¬1). 2536 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «اشتريت بريرة، فاشترط أهلها ولاءها، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أعتقيها، فإن الولاء لمن أعطى الورق». فأعتقُها، فدعها النبي - صلى الله عليه وسلم - فخيًرها من زوجها فقالت: لو أعطاني كذا وكذا ما ثبتُ عنده. فاختارت نفسها» (¬2). 11 - باب إذا أُسِر أخو الرجل أو عمه هل يُفادى إذا كان مشركًا؟ وقال أنس: قال العباس للنبي - صلى الله عليه وسلم -: «فاديت نفسي وفاديت عقيلًا» وكان عليٌ له نصيب من تلك الغنيمة التي أصاب من أخيه عقيل وعمه عباس. 2537 - عن أنس - رضي الله عنه - أن رجالًا من الأنصار استأذنوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ائذن لنا فلنترك لأبن أختنا عباس فداءه، فقال: «لا تدعون منه درهمًا» (¬3). 12 - باب عتق المشرك 2538 - عن هشام أخبرني أبي «أن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - أعتق ¬
13 - باب من ملك من العرب رقيقا فوهب وباع وجامع وفدى وسبى الذرية
في الجاهلية مائة رقبة، وحمل على مائة بعير. فلما أسلم حمل على مائة بعير وأعتق مائة رقبة. قال: فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، أرأيت أشياء كنت أصنعها في الجاهلية كنت أتحنث بها- يعني أتبرًر بها- قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أسلمت على ما سلفَ لك من خير» (¬1). قال الحافظ: ... وإنما تأويله أن الكافر إذا فعل ذلك انتفع به إذا أسلم لما حصل له من التدرب على فعل الخير فلم يحتج إلى مجاهدة جديدة، فيثاب بفضل الله عما تقدم بواسطة انتفاعه بذلك بعد إسلامه (¬2). 13 - باب من ملك من العرب رقيقًا فوهب وباع وجامع وفدى وسبى الذرية 2541 - عن علي بن الحسن عن عبد الله عن ابن عون قال: «كتب إلى نافع، فكتب إلي، إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغار على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تُسقى على الماء، فقتل مقاتلهم وسبى ذراريهم وأصاب يومئذ جويرية. حدثني به ابن عمر، وكان في ذلك الجيش» (¬3). ¬
14 - باب فضل من أدب جاريته وعلمها
2542 - عن ابن محيريز قال: رأيت أبا سعيد - رضي الله عنه - فسألته فقال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بني المصطلق فأصبنا سبيًا من سبي العرب فاشتهينا النساء فاشتدت علينا العزُبة وأحببنا العزل، فسألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ما عليكم أن لا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة» (¬1). 2543 - عن أبي زرعة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ما زلت أحبٌ بني تميم منذ ثلاث سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فيهم، سمعته يقول: «هم أشدٌ أمتي» (¬2). على الدًجال: قال: وجاءت صدقاتهم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هذه صدقات (¬3) قومنا». وكانت سبيًة منهم عند عائشة فقال: «أعتقيها فإنها من ولد (¬4) إسماعيل». 14 - باب فضل من أدب جاريته وعلمها 2544 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كانت له جارية فعلُمها فأحسن إليها، ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران» (¬5). 15 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «العبيد إخوانكم فأطعموهم مما تأكلون» 2545 - عن المعرور بن سُويد قال: رأيت أبا ذر الغفاري - رضي الله عنه - ¬
16 - باب العبد إذا أحسن عبادة ربه، ونصح سيده
وعليه حُلًة وعلى غلامه حُلة، فسألناه عن ذلك فقال: إني ساببت رجلًا فشكاني إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أعيرته بأمه؟ » ثم قال: «إن إخوانكم خوَلُكم (¬1). جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليُطعمه (¬2). مما يأكل وليُلبسه مما يلبس، ولا تكلّفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأ عينوهم». 16 - باب العبد إذا أحسن عبادة ربه، ونصح سيده 2546 - عن أبي عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «العبد إذا نصح سيده وأحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين» (¬3). 17 - باب كراهية التطاول على الرقيق 2552 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضئ ربك. وليقل: سيدي مولاي. ولا يقل أحدكم: عبدي، أمتي. وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي» (¬4). ¬
19 - باب العبد راع في مال سيده
2544 - عن نافع عن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلكم راع ومسؤول عن رعيته: فالأمير الذي على الناس فهو راع عليهم وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم (¬1)، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع على مال سيًده وهو مسؤول عنه. ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». قال الحافظ: ... واتفق العلماء على أن النهي الوارد في ذلك للتنزيه، حتى أهل الظاهر (¬2). 19 - باب العبد راع في مال سيده 2588 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كلكم راع ومسؤول عن رعيته: فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته ... الحديث» (¬3). 20 - باب إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه 2559 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه» (¬4). ¬
قال الحافظ: .... وقال حرب الكرماني في «كتاب السنة» سمعت إسحاق ابن راهوية يقول: صح أن الله خلق آدم على صورة (¬1) الرحمن. ¬
50 - كتاب المكاتب
50 - كتاب المكاتب 1 - باب المكاتب ونجومه في كل سنة (¬1) نجم وقوله: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: 33]. وقال رَوْح عن ابن جريج قلت لعطاء: أواجب علي إذا علمت له مالًا أن أكاتبه؟ قال: ما أراه إلا واجبًا .. إلخ. 2560 - عن عائشة - رضي الله عنها - إن بريرة دخلت عليها تستعينها في كتابتها وعليها خمس أواقي نجمت عليها في خمس سنين، فقالت لها عائشة- ونَفِست فيها- أرأيتِ أن عددت لهم عدة واحدة أيبيعك أهلك فأعتقك فيكون ولاؤك لي؟ فذهبت بريرة إلى أهلها فعرضت ذلك عليهم، فقالوا: لا، إلا أن يكون لنا الولاء. قالت عائشة: فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرتُ ذلك له، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اشتريها فأعتقيها، فإنما الولاء لمن أعتق». ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ما بال رجال يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله؟ (¬2) من اشترط شرطًا ليس في كتاب الله فهو باطل، شرط الله أحق وأوثق». ¬
2 - باب ما يجوز من شروط المكاتب، ومن اشترط شرطا ليس في كتاب الله فيه عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
2 - باب ما يجوز من شروط المكاتب، ومن اشترط شرطًا ليس في كتاب الله فيه عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - 2562 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أرادت عائشة - رضي الله عنها - أن تشتري جارية لتعتقها، فقال أهلها: على أن ولاءها لنا. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يمنعك ذلك، فإنما الولاء لمن أعتق» (¬1). 3 - باب استعانة المكاتب وسؤاله الناس 2563 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: جاءت بريرة فقالت: إني كاتبت أهلي على تسع (¬2). أواق في كل عام أوقية فأعينيني. فقال عائشة: إن أحبً أهلك أن أعُدها لهم عدة واحدة وأعتقك فعلت فيكون ولاؤك لي. فذهبت إلى أهلها فأبوا عليها فقال: إني قد عرضت ذلك عليهم، فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم. فسمع بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألني فأخبرته، ¬
4 - باب بيع المكاتب إذا رضي. وقالت عائشة: هو عبد ما بقي عليه شيء
فقال: «خُذيها فأعتقيها واشترطي لهم الولاء، فإن الولاء لمن أعتق». قالت عائشة: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد، فما بال رجال منكم يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله؟ فأيما شرط كان ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط، فقضاء الله أحق، وشرط الله أوثق. ما بال رجال منكم يقول أحدهم أعتق يا فلان ولي الولاء إنما الولاء لمن أعتق». قال الحافظ: ... القوة الكسب، والوفاء (¬1) بما وقعت الكتابة عليه، وليس المراد به المال، ويؤيد ذلك أن المال الذي في يد المكاتب لسيدة فكيف يكاتبه بماله قال الحافظ ... فكذا إنما يقال فيه وفاء (¬2). وفيه أمانة وفيه حسن معاملة ونحو ذلك. 4 - باب بيع المكاتب إذا رضي (¬3). وقالت عائشة: هو عبد ما بقي عليه شيء 2564 - عن عمرة بنت عبد الرحمن «إن بريرة جاءت تستعين عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها -، فقالت لها: إن أحب أهلك أن أصُب لهم ثمنك صبة واحدة وأعتقك فعلت. فذكرت بريرة ذلك لأهلها فقالوا: لا، إلا أن يكون الولاء لنا. قال مالك قال يحيى: فزعمت عمرة أن عائشة ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اشتريها وأعتقيها، فإنما الولاء لمن أعتق». ¬
51 - كتاب الهبة، وفضلها، والتحريض عليها
51 - كتاب الهبة، وفضلها، والتحريض عليها 2567 - عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت لعروة «ابن أختي، إن كان لننظر إلى الهلال ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقدت في أبيات رسول الله نار. فقلت: يا خالة، ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان التمر والماء. إلا أنه قد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيران من الأنصار كانت لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ألبانها فيسقينا» (¬1). قال الحافظ ... والصدقة وهي هبة ما يتمحض به طلب ثواب الًاخرة، والهدية (¬2) وهي ما يكرم به الموهوب له. 2 - باب القليل من الهبة 2568 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو دعيت إلى ذراع أو كُراع لأجبت، ولو أهدي إلى ذراع أو كُراع لقبلت» (¬3). ¬
3 - باب من استوهب من أصحابه شيئا
3 - باب من استوهب من أصحابه شيئًا 2570 - عن عبد الله بن أبي قتادة السلمى (¬1) عن أبيه - رضي الله عنه - قال: «كنت يومًا جالسًا مع رجال من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في منزل في طريق مكة- ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نازل أمامنا- والقوم محرمون وأنا غير محرم، فأبصروا حمارًا وحشيًا- وأنا مشغول أخصف نعلي- فلم يؤُذنوني به، وأحبوا لو أني أبصرته ... الحديث». 4 - باب استسقى وقال سهل «قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: اسقني» 2571 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دارنا هذه فاستسقى، فحلبتا له شاة لنا، ثم شُبته من ماء بئرنا هذه، فأعطيته، وأبو بكر، فأعطى الأعرابي فضله، ثم قال: «الأيمنون الأيمنون، ألا فيمنوا». قال أنس: فهي سنة، فهي سنة. ثلاث مرات» (¬2). ¬
6 - باب قبول الهدية
6 - باب قبول الهدية 2573 - عن عبد الله بن عباس عن الصعب بن جثَامة - رضي الله عنهم - أنه أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمارًا وحشيًا- وهو بالأبواء أو بودان- فردً عليه، فلما رأى ما في وجهه قال: «أما إنا لم نَرُده عليك إلا أنا حُرُم» (¬1). 7 - باب قبول الهدية 2575 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أهدت أم حفيد- خالة ابن عباس- إلى النبي أهدت أم حفيد- خالة ابن عباس- إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أقِطًا وسمنًا وأضبُا، فأكل النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأقط والسمن وترك الأضُب تقدُرًا. قال ابن عباس: فأُكل على مائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو كان حرامًا ما أُكل على مائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (¬2). 2578 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أنها أرادت أن تشتري بريرة، وأنهم اشترطوا ولاءها، فذُكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اشتريها فأعتقيها، فإنما الولاء لمن أعتق. وأُهدي لها لحم، فقيل النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل تُصدُق على بريرة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هو لها صدقة ولنا هدية». وخُيًرت. قال عبد الرحمن: زوجها حرٌ أو عبد؟ قال شعبة: سألت عبد الرحمن عن زوجها، قال: لا أدري أحرٌ أم عبد» (¬3). ¬
8 - باب من أهدى إلى صاحبه، وتحرى بعض نسائه دون بعض
قال الحافظ: ... ووقع عند النسفي «باب الهدية» (¬1). قال الحافظ: .. ويستنبط من هذه القصة جواز استرجاع صاحب الدين من الفقير ما أعطاه له من الزكاة بعينه (¬2). 8 - باب من أهدى إلى صاحبه، وتحرى بعض نسائه دون بعض 2581 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كن حزبين: فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان المسلمون قد علموا حُب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائشة ... الحديث .. فكلم حزب أم سلمة فقلن لها: كلمي (¬3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُكلم الناس فيقول: من أراد أن يُهدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هدية فليهديها حيث كان من بيوت نسائه ... الحديث ... ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقول: إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر. فكلمته فقال: «يا بُنية، ألا تحبين ما أحب؟ » قالت بلى. فرجعت إليهن فأخبرتهن، فقلن ارجعي إليه، ¬
9 - باب ما لا يرد من الهدية
فأبت أن ترجع، فأرسلن زينب بنت جحش، فأتته فأغلظت وقالت: إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة، فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبًتها، حتى إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لينظر إلى عائشة هل تكلم، قال: فتكلمت عائشة تردٌ على زينب حتى أسكتتها. قالت: فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عائشة وقال: «إنها بنت أبي بكر» (¬1). 9 - باب ما لا يُردٌ من الهدية 2582 - عن ثمامة بن عبد الله قال: «دخلت عليه فناولني طيبًا، قال: كان أنس - رضي الله عنه - لا يردٌ الطيب» (¬2). قال الحافظ: ... من حديث ابن عمر مرفوعًا «ثلاث لا ترد: الوسائد والدهن واللبن، قال الترمذي: يعني بالدهن الطيب، وإسناده حسن (¬3) ... ¬
10 - باب من رأى الهبة الغائبة جائزة
10 - باب من رأى الهبة الغائبة جائزة 2583، 2584 - ذكر عروة أن المسوّر بن مخرمة - رضي الله عنهما - ومروان أخبراه «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين جاءه وفد هوازن قام في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإن إخوانكم جاءونا تائبين، وإني رأيت أن أرُدَ إليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يُطيَّب ذلك فليفعل، ومن أحب أن يكون على حظَّه حتى نُعطيه إياه من أول ما يُفيء الله علينا. فقال الناس: طيَّبنا لك» (¬1). قال الحافظ: ... ففيه أنهم وهبوا ما غنموه من السبي من قبل أن يقسم (¬2) وذلك في معنى الغائب. قال الحافظ: ... بل في نفس الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل ذلك إلا بعد تطييب نفوس المالكين (¬3). 12 - باب الهبة للولد وإذا أعطى بعض واده شيئًا لم يجُز حتى يعدل بينهم ويعطي الآخر مثله، ولا يُشهد عليه وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اعدلوا بين أولادكم في العطية» (¬4). 2586 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ¬
13 - باب الإشهاد في الهبة
«إني نحلت ابني هذا غلامًا. فقال: أكلَّ ولدك نحلت مثله؟ قال: لا. قال: فأرجعه» (¬1). 13 - باب الإشهاد في الهبة 2587 - عن حُصين عن عامر قال: «سمعت النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - وهو على المنبر يقول: أعطاني أبي عطية، فقالت عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تُشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية، فأمرتني أن أُشهدك يا رسول الله. قال: «أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟ » قال: لا. قال: «فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم». قال: فرجع فردَّ عطيته» (¬2). 14 - باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها قال إبراهيم: جائزة. وقال عمر بن عبد العزيز: لا يرجعان. واستأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءه في أن يُمرَّض في بيت عائشة. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه». وقال الزهري- فيمن قال لامرأته: هبي لي بعض صداقك أوكلَّه، ثم لم ¬
يمكث إلا يسيرًا حتى طلَّقها فرجعت فيه- قال: يَرُدُّ إليها إن كان خلّبَها (¬1)، وإن كانت أعطته عن طيب نفس ليس في شيء من أمره خديعة جاز. 2588 - عن عُبيد الله بن عبد الله قالت عائشة - رضي الله عنها -: «لما ثقُل النبي - صلى الله عليه وسلم - فاشتدَّ وجعه استأذن أزواجه أن يُمرَّض، فأذنَّ له فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض، وكان بين العباس وبين رجل آخر. فقال عُبيد الله: فذكرت لابن عباس ما قالت عائشة، فقال: وهل تدري من الرجل الذي لم تُسمِّ عائشة؟ قلت: لا، قال: هو عليُّ بن أبي طالب» (¬2). 2589 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «العائد في هبته كالكلب يقئُ ثم يعود في قيئه» (¬3). ¬
15 - باب هبة المرأة لغير زوجها، وعتقها إذا كان لها زوج، فهو جائز إذا لم تكن سفيهة فإذا كانت سفيهة لم يجز
15 - باب هبة المرأة لغير زوجها، وعتقها إذا كان لها زوج، فهو جائز إذا لم تكن سفيهة فإذا كانت سفيهة لم يجز 2590 - عن أسماء - رضي الله عنها - قالت: «قلت يا رسول الله مالي مال إلا ما أدخل عليَّ الزُبير، فأتصدق؟ قال: تصدَّقي، ولا تُوعي فيوعى عليك» (¬1). 2592 - عن كُريب مولى ابن عباس أن ميمونة بنت الحارث - رضي الله عنها - أخبرته أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت: أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي؟ قال: «أوَفعلت؟ » قال: نعم. قال: «أما أنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك» (¬2). 2593 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تبتغي بذلك رضا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (¬3). ¬
16 - باب بمن يبدأ بالهدية؟
16 - باب بمن يبدأ بالهدية؟ 2594 - عن كُريب مولى ابن عباس أن ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أعتقت وليدة لها، فقال لها: «ولو وصلت بعض أخوالك كان أعظم لأجرك» (¬1). 2595 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت يا رسول الله، إني لي جارين فإلى أيهما أُهدي؟ قال: «إلى أقربهما منك بابا» (¬2). 17 - باب من لم يقبل الهدية لعلَّة وقال عمر بن عبد العزيز: «كانت الهدية في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هدية، واليوم رشوة» (¬3). 2596 - عن الصعب بن جثامة الليثي- كان من أصحا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يخبر «أنه أهدى لرسول الله حمار وحش وهو بالأبواء- أو بودان- وهو محرم فردَّه، قال صعب: فلما عرف في وجهي ردّه هديتي قال: ليس بنا ردٌ عليك، ولكنا حُرمُ» (¬4). 2597 - عن أبي حُميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: «استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من الأزد يقال له ابن اللُّتبيَّة على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أُهدى لي. قال: فهلا جلس في بيت أبيه- أو بيت أمه- فينظر ¬
18 - باب إذا وهب هبة أو وعد ثم مات قبل أن تصل إليه
أيهدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منكم شيئَا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرًا له رُغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تَيْعر- ثم رفع بيده حتى رأينا عُفرة إبطيه- اللهم هل بلَّغت، اللهم هل بلَّغت. ثلاثًا» (¬1). 18 - باب إذا وهب هبة أو وعد ثم مات قبل أن تصل إليه وقال عَبيدة: إن ماتا وكانت فُصلت (¬2). الهدية والمهدَى له حيٌ فهي لورثته، وإن لم تكن فصلت فهي لورثة الذي أهدى. وقال الحسن أيهما مات قبل فهي لورثة المهدَى له قبضها الرسول (¬3). 2598 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لو جاء مال البحرين أعطيتك هكذا» (ثلاثا)، فلم يقدم حتى توفي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمر أبو بكر مناديًا فنادى: من كان له عند النبي - صلى الله عليه وسلم - عدة أو دين فليأتنا. فأتيته فقلت: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعدني فحثى لي ثلاثًا (¬4). ¬
19 - باب كيف يقبض العبد والمتاع
قال الحافظ: ... وذهب الجمهور إلى أن الهدية لا تنتقل إلى الُمهدى إليه إلا بأن يقبضها أو وكيله (¬1). 19 - باب كيف يُقبض العبد والمتاع 2599 - عن المسور بن مخرمة - رضي الله عنهما - أنه قال: «قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبية ولم يُعط مخرمة منها شيئًا، فقال مخرمة: يا بُني انطلق بنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلقت معه فقال: ادخل فادعه لي، قال فدعوته له، فخرج إليه وعليه قباء منها فقال: خبأنا هذا لك. قال فنظر إليه فقال: رضي مخرمة» (¬2). 20 - باب إذا وهب هبة فقبضها الآخر ولم يقل قبلت 2600 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: هلكت، فقال: «وما ذاك؟ قال: وقعت بأهلي في رمضان. قال: «أتجد رقية؟ » قال: لا. قال: «فهل تستطيع أن تصوم شهريين متتابعين؟ » قال: لا. قال: «فتستطيع أن تطعم ستين مسكينًا؟ » قال: لا. قال فجاء رجل من الأنصار بعرق والعَرق المكتل فيه تمر، فقال: «اذهب بهذا فتصدق به». قال: على أحوج منا يا رسول الله؟ والذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا. ثم قال: «اذهب فأطعمه أهلك» (¬3). ¬
21 - باب إذا وهب دينا على رجل
21 - باب إذا وهب دينًا على رجل قال شعبة عن الحكم: هو جائز ووهب الحسن بن علي - رضي الله عنه - لرجل دَينه، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من كان له عليه حق فليعطه أو ليتحلله منه». فقال جابر: «قُتل أبي وعليه دين، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - غُرماءه أن يقبلوا ثمر حائطي ويُحلِّلوا أبي» (¬1). 2601 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أن أباه قتل يوم أُحد شهيدًا فاشتد الغرماء في حقوقهم (¬2)، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلمته، فسألهم أن يقبلوا ثمر حائطي ويُحلَّلوا أبي فأبوا، فلم يعطهم ولم يكسره لهم، ولكن قال: سأغدو عليك إن شاء الله. فغدا علينا حين أصبح، فطاف في النخل فدعا في ثمره بالبركة، فجددتها، فقضيتهم حقوقهم، وبقي لنا من ثمرها بقية. ثم جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس فأخبرته بذلك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر: «اسمع- وهو جالس- يا عمر». فقال: ألا يكون قد علمنا (¬3) أنك رسول الله؟ والله إنك لرسول الله». 22 - باب هبة الواحد للجماعة 2602 - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتي بشراب ¬
23 - باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة، والمقسومة وغير المقسومة
فشرب، وعن يمينه غلام (¬1)، وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: إن أذنت لي أعطيت هؤلاء، فقال: ما كنت لأوثر بنصيبي منك يا رسول الله أحدًا. فتلَّه في يده». 23 - باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة، والمقسومة وغير المقسومة 2606 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان لرجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دين، فهمَّ به أصحابه فقال: دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا. وقال: اشتروا له سنًا فأعطوها إياه، فإن من خيركم أحسنكم قضاء» (¬2). 25 - باب من أُهدي له هدية وعنده جلساؤه فهو أحق 2610 - عن ابن عُيينة عن عمرو عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، وكان على بكرِ لعمر صعب، فكان يتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيقول أبوه: يا عبد الله لا يتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدًا، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بعنيه»، فقال عمر: هو لك. فاشتراه، ثم قال: «هو لك يا عبد الله، فاصنع به ما شئت» (¬3). ¬
26 - باب إذا وهب بعيرا لرجل وهو راكبه، فهو جائز
26 - باب إذا وهب بعيرًا لرجل وهو راكبه، فهو جائز 2611 - عن ابن عمرو - رضي الله عنهما - قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، وكنت على بكر صعب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر: «بعْنيه»، فابتاعه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هو لك يا عبد الله» (¬1). 27 - باب هدية ما يُكره لبسُها (¬2) 2612 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «رأى عمر بن الخطاب حُلة سيراء عند باب المسجد فقال: يا رسول الله، لو اشتريتها فلبستها يوم الجمعة وللوفد. قال: «إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة». ثم جاءت حُلل، فأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر منها حُلة، فقال: أكسوتَنيها وقلت في حُلة عُطارد ما قلت؟ فقال: «إني لم أكسكها لتلبسها». فكساها عمر أخَا له بمكة مشركًا» (¬3). قال الحافظ: ... ويستفاد من الترجمة الإشارة إلى منع مالا يستعمل أصلًا للرجال والنساء كآنية الأكل والشرب من ذهب وفضة (¬4). ¬
28 - باب قبول الهدية من المشركين
28 - باب قبول الهدية من المشركين وقال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هاجر إبراهيم - عليها السلام - بسارة، فدخل قرية فيها ملك أو جبّار فقال: أعطوها آجَر» (¬1). وأُهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم - شاة فيها سُمُّ. وقال أبو حميد «أهدي ملك أيلة للنبي - صلى الله عليه وسلم - بغلة بيضاء، وكساه بُردًا، وكتب إليه ببحرهم». 2615 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «أُهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - جُبَّة سُندس، وكان ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها، فقال: «والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد (¬2). ابن معاذ في الجنة أحسن من هذا». 29 - باب الهدية للمشركين 2619 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «رأى عمر حُلَّة على رجل تُباع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابتعْ هذه الحلَّة تلبسها يوم الجمعة وإذا جاءك ¬
23 - باب ما قيل في العمرى والرقبى
الوفد، فقال: إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة، فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها بحُلَل، فأرسل إلى عمر منها بحُلَّة، فقال عمر: كيف ألبسها وقد قلت فيها ما قلت؟ قال: «إني لم أكسُكها لتلبسها، تبيعها أو تكسوها». فأرسل بها عمر إلى أخ (¬1) له من أهل مكة قبل أن يسلم». 2620 - عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - قالت: قدمت علىَّ أمَّي وهي مشركة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستفتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: إن أمَّي قدمت وهي راغبة، أفأصِلُ أمي؟ قال: «نعم، صِلي أمَّك» (¬2). 23 - باب ما قيل في العُمرى والرُقبى 2625 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: «قضي النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعُمرى أنها لمن وُهبت له» (¬3). ¬
33 - باب من استعار من الناس الفرس
قال الحافظ: ... لكن ابن حزم قال بصحتها وهو شيخ الظاهرية. ثم اختلفوا إلى ما يتوجه التمليك، فالجمهور أنه يتوجه إلى الرقبة (¬1). كسائر الهبات. قال الحافظ: ... وعن الحنفية التمليك في العمرى يتوجه إلى الرقبة وفي الرقبى إلى المنفعة، وعنهم أنها باطلة (¬2). قال الحافظ: ... عن جابر قال: جعل الأنصار يعمرون المهاجرين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أمسكوا عليكم أموالكم ولا تفسدوها، فإنه من أعمر عمرى فهي للذي أعمرها حيًا وميتًا ولعقبه» (¬3). 33 - باب من استعار من الناس الفرس 2627 - عن قتادة قال: سمعت أنسًا يقول: كان فزع بالمدينة، فاستعار النبي - صلى الله عليه وسلم - فرسًا من أبي طلحة يقال له المندوب فركبه، فلما رجع قال: «ما رأينا من شيء، وإن وجدناه لبحرًا» (¬4). ¬
34 - باب الاستعارة للعروس عند البناء
34 - باب الاستعارة للعروس عند البناء 2628 - حدثنا عبد الواحد بن أيمن حدثني أبي قال: دخلتُ على عائشة - رضي الله عنها - وعليها درع قِطرٍ ثمن خمسة دراهم، فقالت: ارفع بصرك إلى جاريتي انظر إليها فإنها تُزهى أن تلبسه في البيت. وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما كانت امرأة تُقيَّن بالمدينة إلا أرسلت إلىَّ تستعيره» (¬1). 35 - باب فضل المنيحة 2629 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «نعم المنيحة اللَّقحة الصفَّي منحة، والشاة الصفي تغدو بإناء وتروح بإناء» (¬2). 2630 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لما قدم المهاجرون المدينة من مكة وليس بأيديهم (¬3)، وكانت الأنصار أهل الأرض والعقار، فقاسمهم الأنصار (¬4). على أن يُعطوهم ثمار أموالهم كل عام ويكفوهم العمل والمؤنة. وكانت أم أنس أم سُليم كانت أم عبد الله بن أبي طلحة، فكانت أعطت أم أنس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عذاقًا، فأعطاهن النبي - صلى الله عليه وسلم - أم أيمن مولاته أمَّ أسامة بن زيد. قال ابن شهاب فأخبرني انس بن مالك «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما فرغ من قتال أهل خيبر فانصرف إلى المدينة ردَّ المهاجرون إلى الأنصار منائحهم من ¬
36 - باب إذا قال: أخدمتك هذه الجارية على ما يتعارف الناس فهو جائز
ثمارهم، فردَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أمَّه عذاقها، فأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم أيمن مكانهنَّ من حائطه». 2631 - عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أربعون خَصلة- أعلاهن منيحة العنز- ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعدها إلا أدخله الله بها الجنة» (¬1). 2632 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: كنت لرجال منا فضول أرضين، فقالوا: نُؤاجرها بالثلث والربع والنصف، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه، فإن أبى فليمسك أرضه» (¬2). 2634 - عن عمرو عن طاووس قال: حدثني أعلمهم بذلك- يعني ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى أرض تهتز زرعًا، فقال: «لمن هذه؟ » فقالوا: اكتراها فلان. فقال: «أما إنه لو منحها إياه كان خيرًا له من أن يأخذ عليها أجرًا معلومًا» (¬3). 36 - باب إذا قال: أخدمتُك هذه الجارية على ما يتعارف الناس فهو جائز وقال بعض الناس: هذه عارية (¬4). وإن قال: كسوتك هذا الثوب فهذه هبة ¬
37 - باب إذا حمل رجل على فرس فهو كالعمرى والصدقة وقال بعض الناس: له أن يرجع فيها
2635 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «هاجر إبراهيم بسارة، فأعطوها آجرَ، فرجعت فقالت: أشعرت أن الله كبتَ الكافر، وأخدم وليدة؟ » وقال ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فأخدمها هاجر» (¬1). 37 - باب إذا حمل رجل على فرس فهو كالعُمرى والصدقة وقال بعض الناس: له أن يرجع فيها 2636 - عن سفيان قال سمعت مالكًا يسأل زيد بن أسلم فقال: سمعت أبي يقول: قال عمر - رضي الله عنه -: حملت على فرس في سبيل الله، فرأيته يُباع، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «لا تشتره ولا تعد في صدقتك» (¬2). ¬
52 - كتاب الشهادات
52 - كتاب الشهادات 2 - باب إذا عدَّل (¬1). رجل رجلاً فقال: لا نعلم إلا خيرًا، أو ما علمت إلا خيرًا وساق حديث الإفك فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأسامة حين استشاره، فقال: أهلُك ولا نعلم إلا خيرًا 2637 - حدثنا حجاج حدثنا عبد الله بن عمر النميريُّ حدثنا ثوبان وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير وابن المسيَّب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله عن حديث عائشة - رضي الله عنها - حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليًا وأسامة حين استلبث الوحي يستأمرها في فراق أهله، فأما أسامة فقال: أهلك ولا نعلم إلا خيرًا. وقالت بريرة إن (¬2) رأيتُ عليها أمرًا أغمصُهُ أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من يعذُرُنا في رجل بلغني أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت من أهلي إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلًا ما علمت عليه إلا خيرًا». 3 - باب شهادة المختبئ وأجازه عمرو بن حُريث، قال: وكذلك يُفعل بالكاذب الفاجر وقال الشعبي وابن سيرين وعطاء وقتادة: السَّمع شهادة (¬3) ¬
4 - باب إذا شهد أو شهود بشيء وقال آخرون ما علمنا بذلك يحكم بقول من شهد
قال الحافظ: .. قوله: (قال وكذلك يفعل بالكاذب الفاجر) (¬1). 4 - باب إذا شهد أو شهود بشيء وقال آخرون ما علمنا بذلك يُحكم بقول من شهد قال الحميدي: هذا كما أخبرنا بلال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في الكعبة، وقال الفضل: لم يُصلَّ، فأخذ الناس بشهادة بلال. كذلك عن شهد شاهدان أن لفلان على فلان ألف درهم، وشهد آخران بألف وخمسمائة يُقضى بالزيادة (¬2). 2640 - عن عبد الله بن أبي مُليكة عن عقبة بن الحارث أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز، فأتته امرأة فقالت: قد أرضعت عُقبة والتي تزوج، فقال لها عقبة: ما أعلم أن أرضعتني، ولا أخبرتني. فأرسل إلى آل أبي إهاب يسألهم فقالوا: ما علمناه أرضعت صاحبتنا. فركب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة فسأله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كيف وقد قيل؟ » ففارَقها ونكحت زوجًا غيره» (¬3). 5 - باب الشهداء العدول 2641 - عن عبد الله بن عتبة قال: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: «إن أُناسًا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر ¬
6 - باب تعديل كم يجوز؟
لنا خيرًا أمِناه وقرَّبناه وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسب سريرته. ومن أظهر لنا سوءًا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة» (¬1). 6 - باب تعديل كم يجوز؟ 2643 - عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود قال: «أتيت المدينة وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتًا ذريعًا، فجلست إلى عمر - رضي الله عنه - فمرَّت جنازة فأثنى خيرًا، فقال عمر: وجبت. ثم مر بأخرى فأثنى خيرًا، فقال عمر: وجبت. ثم مر بالثالثة فأثني شرًا، فقال: وجبت. فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة». قلنا: وثلاثة؟ قال: «وثلاثة». قلنا: واثنان؟ قال: «واثنان» (¬2). ثم لم نسأله عن الواحد» (¬3). 7 - باب الشهادة على الأنساب، والرضَّاع المستفيض، والموت القديم 2644 - عن عروة بن الزبير عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: استأذن ¬
8 - باب شهادة القاذف والسارق والزاني.
عليَّ أفلَح فلم آذن له، فقال: أتحتجبين مني وأنا عمُّك؟ (¬1). فقلت وكيف ذلك؟ فقال: أرضعتك امرأة أخي بلبن أخي. فقالت: سألت عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «صدق أفلح، ائذني له». 2647 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي رجل فقال: «يا عائشة من هذا؟ » قلت: أخي من الرَّضاعة. قال: «يا عائشة انظرن من إخوانكن، فإنما الرضاعة من المجاعة» (¬2). 8 - باب شهادة القاذف والسارق والزاني (¬3). وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعًا بقذف المغيرة، ثم استتابهم وقال: من تاب قبلت شهادته ...... وقال بعض الناس (¬4): لا تجوز شهادة القاذف وإن تاب. ثم قال: لا يجوز نكاح بغير شاهدين، فإن تزوج بشهادة محدودين جاز، وإن تزوج بشهادة عبدين لم يجز. وأجاز شهادة المحدود والعبد (¬5) والأمة لرؤية هلال رمضان ¬
9 - باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد
وكيف تعرف توبته. وقد نفى (¬1) النبي - صلى الله عليه وسلم - الزاني سنة، ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كلام كعب بن مالك وصاحبيه حتى مضى خمسون ليلة. 9 - باب لا يشهد على شهادة جور إذا أُشهد 2650 - عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال: سألت أمي أبي بعض الموهبة لي من ماله، ثم بدا له فوهبها لي، فقال: لا أرضى حتى تشهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بيدي وأنا غلام فأتى بي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أمَّه بنت رواحة سألتني بعض الموهبة لهذا. قال: «ألك ولد سواه؟ » قال: نعم. قال فأراه قال: «لا تُشهدني على جور» (¬2). 2651 - عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» - قال عمران: لا أدري أذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدُ قرنين أو ثلاثة (¬3) - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن بعدكم قومًا يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يُستشهدون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السَّمن» (¬4). ¬
10 - باب ما قيل في شهادة الزور
قال الحافظ: ... وتأولوا حديث عمران بتأويلات: أحدها أنه محمول على شهادة الزور (¬1). قال الحافظ: ... (كانوا يضربوننا (¬2) على الشهادة والعهد). 10 - باب ما قيل في شهادة الزور لقول الله - عز وجل -: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ (¬3) الزُّورَ} وكتمان الشهادة {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [البقرة: 283] تلووا ألسنتكم بالشهادة. 2653 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الكبائر قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وشهادة الزور» (¬4). 2654 - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثًا)؟ » قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئًا فقال -: ألا وقول الزور». قال فما زال يكرِّرها (¬5) حتى قلنا: ليته سكت. ¬
11 - باب شهادة الأعمى وأمره ونكاحه وإنكاحه ومبايعته وقبوله في التأذين وغيره وما يعرف بالأصوات
11 - باب شهادة الأعمى (¬1) وأمره ونكاحه وإنكاحه ومبايعته وقبوله في التأذين وغيره وما يُعرف بالأصوات وأجاز شهادته قاسم والحسن وابن سيرين والزهري وعطاء. وقال الشعبي: تجوز شهادته إذا كان عاقلًا. وقال الحكم: رُبَّ شيء تجوز فيه. وقال الزهري: أرأيت ابن عباس لو شهد على شهادة أكنت ترُدُّ؟ وكان ابن عباس يبعث رجلًا، إذا غابت الشمس أفطر. ويسأل عن الفجر فإذا قيل له طلع صلى ركعتين .. وقال سليمان بن يسار: استأذنت على عائشة فعرفت صوتي، قالت: سليمان؟ ادخل فإنك مملوك ما بقي عليك شيء. وأجاز سمرة بن جندب شهادة امرأة منتقبة (¬2). 2656 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يُؤذِّن - أو قال: حتى تسمعوا أذان - ابن أم مكتوم» وكان ابن أم مكتوم رجلًا أعمى لا يؤذِّن حتى يقول له الناس: أصبحت (¬3). 2657 - عن المسور بن مخرمة - رضي الله عنه - قال: قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - أقبية، فقال لي أبي مخرمة: انطلق بنا إليه عسى أن يعطينا منها شيئًا. فقام أبي على الباب فتكلم، فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - صوته، خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه قباء وهو يريد محاسنه وهو يقول: «خبأت هذا لك، خبأت هذا لك» (¬4). ¬
13 - شهادة الإماء والعبيد
13 - شهادة الإماء والعبيد 2659 - عن ابن أبي مليكة قال: حدثني عقبة بن الحارث أو سمعته منه «أنه تزوج أم يحيى بنت أبي إهاب، قال فجاءت أمةٌ سوداء (¬1) فقالت: قد أرضعتكما. فذكرتُ ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فأعرض عني، قال فتنحيت فذكرت ذلك له، قال: وكيف وقد زعمت أنها قد أرضعتكما. فنهاه عنها». 14 - باب شهادة المرضعة 2660 - عن عقبة بن الحارث قال: تزوجت امرأة، فجاءت امرأة فقالت: إني قد أرضعتكما، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «وكيف وقد قيل؟ دعها عنك. أو نحوه» (¬2). 15 - تعديل النساء بعضهن بعضًا 2661 - حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود - وأفهمني بعضه أحمد - حدثنا فُليح بن سليمان عن ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيَّب وعلقمة بن وقاص الليثي وعُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله منه. قال الزهري وكلهم حدثني طائفة من حديثها - وبعضهم أوعى من بعض وأثبت له اقتصاصًا - وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة، وبعض حديثهم يصدق بعضهم بعضًا. ¬
زعموا أن عائشة قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يخرج سفرًا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سَهمها أخرج بها معه. وأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج سهمي فخرجت معه بعد ما أُنزل الحجاب، فأنا أُحمل في هودجٍ وأُنزل فيه. فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة أذن ليلة من رحيل، فقمت حين آذن بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فسلمت صدري، فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي، فحبسني ابتغاؤه فأقبل الذين يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوا على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافًا لم يثقلن ولم يغشهُنَّ اللحم، وإنما يأكلن العُلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقَل الهودج فاحتملوه، وكنت جارية حديثة السنِّ، فبَعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منزلهم وليس فيه أحد، فأممتُ منزلي الذي كنتُ به فظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إليَّ. فبينا أنا جالسة غلبتني عيناني فنمت، وكان صفوان بن المُعطل السُّلمي ثم الذَّكوانيُّ من وراء الجيش، فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حتى أناخ راحلته فوَطئ يَدها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا مُعرِّسين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك. وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أُبيّ بن سلول. فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرًا، والناس يفيضون من قول أصحاب الإفك، ويريبُني في وجَعي أني لا أرى من النبي - صلى الله عليه وسلم - اللطف الذي كنت أرَى منه حين أمرض، إنما يدخل فيُسلِّم ثم يقول: «كيف تيكم؟ » لا أشعرُ بشيء من ذلك حتى نقهتُ، فخرجت
أنا وأُمُّ مسطح قبل المناصع متبرزنا، لا نخرج إلا ليلًا إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكُنف قريبًا من بيوتنا، وأمرُنا أمرُ العرب الأُوَل» في البرِّية أو في التنزه. فأقبلت أنا وأُمُّ مسطح بنت أبي رُهم نمشي، فعثرت في مرطها فقالت: تعس مسطح. فقلتُ لها: بئس ما قلت، أتسُبِّين رجلًا شَهدَ بدرًا؟ فقالت: يا هَنتَاه، ألم تسمعي ما قالوا؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضًا على مرضي. فلما رجعت إلى بيتي دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلَّم فقال: «كيف تيكم؟ » فقلت: ائذن لي إلى أبَويَّ - قالت: وأنا حينئذ أريد أن استيقن الخبر من قبَلهما - فأذن لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيت أبَويَّ، فقلتُ لأمي: ما يتحدَّث به الناس؟ فقالت: يا بُنية، هوِّني على نفسك الشأن، فوالله لقلَّما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها. فقلت: سبحان الله، ولقد يتحدث الناس بهذا؟ قالت: فبتُ تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمعٌ ولا أكتحلُ بنوم. ثم أصبحت، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليّ بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحيُ يستثيرهما في فراق أهله، فأما أسامة فأشار عليه بالذي يعلمُ في نفسه من الوُدِّ لهم، فقال أسامة: أهلُكَ يا رسول الله ولا نعلم والله إلا خيرًا. وأما عليُّ بن أبي طالب فقال: يا رسول الله لم يُضيِّق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدُقك. فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بريرة فقال: يا بريرة هل رأيت فيها شيئًا يريبك؟ فقالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت منها أمرًا أغمصه عليها قط أكثر من أنها جارية حديثة السنِّ تنام عن العجين فتأتي الداجن فتأكله. فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبيّ ابن سلول، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من يعذُرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمتُ على
أهلي إلا خيرًا، وقد ذكروا رجلًا ما علمتُ عليه إلا خيرًا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي». فقام سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله، والله أنا أعذُرك منه، إن كان من الأوس ضرَبنا عُنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك. فقام سعد بن عُبادة وهو سيد الخزرج - وكان قبل ذلك رجلًا صالحًا، ولكن احتَملته الحمية - فقال: كذَبتَ لعَمر الله، والله لا تقتُله ولا تقدر على ذلك. فقام أُسَيد بن الحَضير فقال كذبت لعمرُ الله، والله لنقتلنَّه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين. فثار الحيّان الأوس والخزرج حتى هموُّا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر. فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت. وبكيتُ يومي لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، فأصبح عندي أبواي وقد بكيت ليلتي ويومًا حتى أظنُّ أن البكاء فالق كبدي. قالت: فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي إذا استأذنت امرأة من الأنصار فأذنتُ لها فجلست تبكي معي، فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيلَ فيَّ ما قيل قبلها، وقد مكث شهرًا لا يُوحى إليه في شأني شيء. قالت: فتشهَّد ثم قال: «يا عائشة فإني بلغني عنكِ كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيُبرئك الله، وإن كنت ألَممْت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه». فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالته قَلَص دمعي حتى ما أُحس منه قطرة. وقلت لأبي: أجِب عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: والله لا أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما قال. قالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرًا من القرآن، فقلت: إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس ووقر في أنفسكم وصدَّقتم به، وإن قلت
لكم إني بريئة - والله يعلم أني بريئة - لا تُصدِّقونني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر - والله يعلم أني بريئة - لتُصدِّقنِّي (¬1) والله ما أجد لي ولكم مثلًا إلا أبا وسف إذ قال: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}. ثم تحوَّلت على فراشي وأنا أرجو أن يُبرِّئني الله. ولكن والله ما ظننت أن يُنزل في شأني وحيًا، ولأنا أحقر في نفسي من أن يُتكلم بالقرآن في أمري، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النوم رُؤيا تُبرِّئُني، فوالله ما رام مجلسَهُ ولا خرجَ أحد من أهل البيت حتى أُنزل عليه الوحي، فأخذه ما يأخذه من البُرحاء، حتى إنه ليتحرد منه مثل الجُمان من العَرَق في يوم شات. فلما سُرِّيَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي: «يا عائشة أحمدي الله، فقد برأك الله». قالت لي أمي: ¬
16 - باب إذا زكى رجل رجلا كفاه
قومي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقلت: لا والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله. فأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] الآيات. فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - - وكان يُنفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه - والله لا أُنفق على مسطح الذي أبدًا بعد أن قال لعائشة فأنزل الله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]. فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بلى والله، إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح الذي كان يُجرى عليه. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل زينب بنت جحش عن أمري، فقال: يا زينب ما علمت؟ ما رأيت؟ فقالت: يا رسول الله، أحمي سَمعي وبصَري، والله ما علمت عليها إلا خيرًا. قالت: وهي التي كانت تُساميني، فعصمها الله بالورع». قال وحدثنا فُلَيح عن هشام بن عروة عن عائشة وعبد الله بن الزبير مثله. قال وحدثنا فُلَيح عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن بن سعيد عن القاسم بن محمد بن أبي بكر مثله. 16 - باب إذا زكى رجل رجلاً كفاه 2662 - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال: أثنى رجل على رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «ويلك، قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك» (مرارًا). ثم قال: «من كان منكم مادحًا أخاه لا محالة فليقل: أحسب فلانًا. والله حسيبه. ولا أزكي على الله أحدًا. أحسبه كذا وكذا. إن كان يعلم ذلك منه» (¬1). ¬
17 - باب ما يكره من الإطناب في المدح، وليقل ما يعلم
17 - باب ما يكره من الإطناب في المدح، وليقُل ما يعلم 2663 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يُثني على رجل ويطريه في مدحه فقال: «أهلكتم - أو قطعتم - ظهر الرجل» (¬1). 18 - باب بلوغ الصبيان وشهادتهم 2664 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرضه يوم أُحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني، ثم عرضني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني» قال نافع: فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فحدثته الحديث فقال: إن هذا الحدٌّ بين الصغير والكبير (¬2)، وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة. 2665 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «غُسل يوم الجمعة واجب على كلِّ محتلم» (¬3). ¬
19 - باب سؤال الحاكم المدعى: هل لك بينة؟ قبل اليمين
19 - باب سؤال الحاكم المدَّعى: هل لك بينة؟ قبل اليمين 2666، 2667 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من حلف على يمين - وهو فيها فاجر - ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان». قال فقال الأشعث بن قيس: فيَّ والله كان ذلك، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدَّمته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألك بيِّنة؟ » (¬1) قال قلت: لا. قال فقال لليهودي: احلف. قال قلت: يا رسول الله إذن يحلف ويذهب بمالي. قال فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلى آخر الآية». 20 - باب اليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «شاهداك أو يمينه». وقال قتيبة: حدثنا سفيان عن ابن شُبرمة كلمني أبو الزناد في شهادة ¬
21 - باب إذا ادعى أو قذف فله أن يتلمس البينة وينطلق لطلب البينة
الشاهد ويمين المدعي، فقلت: قال الله تعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282] قلت: إذا كان يُكتفى بشهادة شاهد ويمين المدَّعى فما تحتاج أن تُذكَّر إحداهما الأخرى، ما كان يصنع بذكر هذه الأخرى؟ (¬1) 21 - باب إذا ادَّعى أو قذف فله أن يتلمس البيِّنة وينطلق لطلب البيِّنة 2671 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بشريك بن سحماء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: البيِّنة، أو حدُّ (¬2) في ظهرك، فقال: يا رسول الله، إذا رأى أحدنا على امرأته رجلًا ينطلق يلتمس البيِّنة؟ فجعل يقول: البينة وإلا حدٌّ في ظهرك. فذكر حديث اللِّعان». 22 - باب اليمين بعد العصر 2672 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بطريق يمنع منه ابن السبيل. ورجل بايع رجلًا لا يبايعه إلا للدنيا، ¬
23 - باب يحلف المدعى عليه حيثما وجبت عليه اليمين
فإن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له. ورجل ساوم رجلًا بسلعة بعد العصر (¬1) فحلف بالله لقد أعطى بها كذا وكذا فأخذها». 23 - باب يحلف المدَّعى عليه حيثما وجبت عليه اليمين قال الحافظ: ... أي وجوبًا، وهو قول الحنفية والحنابلة، وذهب الجمهور إلى وجوب التغليظ، ففي المدينة عند المنبر (¬2)، وبمكة بين الركن والمقام وبغيرهما بالمسجد الجامع. واتفقوا على أن ذلك في الدماء والمال الكثير لا في القليل. 24 - باب إذا تسارع قوم في اليمين 2674 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرض على قوم اليمين فأسرعوا، فأمر أن يسهم بينهم في اليمين أيهم يحلف» (¬3). 25 - باب قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77]. ¬
26 - باب كيف يستحلف؟
2675 - عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنهما - قال: «أقام رجل سلعته فحلف بالله لقد أُعطي بها ما لم يُعطها. فنزلت {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا}» (¬1). 26 - باب كيف يُستحلف؟ قال تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ} وقول الله - عز وجل -: {ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} يقال: بالله وتالله ووالله. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ورجل حلف بالله كاذبًا بعد العصر» ولا يُحلف (¬2) بغير الله. 2678 - عن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو يسأله عن الإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خمس صلوات في اليوم والليلة»، فقال: هل عليَّ غيره؟ قال: «لا، إلا أن تطوَّع». فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وصيام شهر رمضان»، هل عليَّ غيره؟ قال: «لا، إلا أن تطوَّع». قال وذكر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزكاة، هل عليَّ غيره؟ قال: «لا، إلا أن تطوَّع». قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقُص. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفلح (¬3) إن صدق». 27 - باب من أقام البينة بعد اليمين 2680 - عن أم سلمة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له ¬
28 - من أمر بإنجاز الوعد. وفعله الحسن
بحق أخيه شيئًا (¬1) بقوله فإنما أقطعُ له قطعة من النار، فلا يأخذها». قال الحافظ: ... وقد ذهب الجمهور (¬2) إلى قبول البيِّنة. 28 - من أمر بإنجاز الوعد. وفعله الحسن 2681 - عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: أخبرني أبو سفيان أن هرقل قال له «سألتك ماذا يأمركم؟ فزعمت أنه يأمر بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء (¬3) بالعهد وأداء الأمانة، قال: وهذه صفة نبي». 2683 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهم - قال: لما مات النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء أبا بكر مال من قبل العلاء بن الحضرمي فقال أبو بكر: من كان له على النبي - صلى الله عليه وسلم - دين، أو كانت له قبَلَه عدة فليأتنا: قال جابر: فقلت وعدني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعطيني هكذا وهكذا وهكذا - فبسط يديه ثلاث مرات - قال جابر: فعدَّ في يدي خمسمائة ثم خمسمائة ثم خمسمائة» (¬4). 2684 - عن سعيد بن جبير قال: «سألني يهودي من أهل الحيرة: أي الأجلين قضى موسى؟ قلت: لا أدري حتى أقدَمَ على حبر العرب فأسأله. ¬
29 - باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها
فقدمت فسألت ابن عباس فقال: قضى أكثرهما وأطيبهما، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال فعل» (¬1). 29 - باب لا يُسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها 2685 - عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أُنزل على نبيه - صلى الله عليه وسلم - أحدث الأخبار بالله تقرؤونه لم يُشب؟ وقد حدَّثكم الله أن أهل الكتاب بدَّلوا ما كتب الله وغيَّروا بأيديهم الكتاب فقالوا: {هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} [البقرة: 79] أفلا ينهاكم بما جاءكم من العلم عن مُساءلتهم؟ ولا والله ما رأينا منهم رجلًا قط يسألكم عن الذي أُنزل عليكم» (¬2). قال الحافظ: ... لا تقبل ملة على ملة وتقبل بعض الملة على بعضها (¬3). 30 - باب القرعة في المشكلات 2686 - عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مثل ¬
المُدهن (¬1) في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها (¬2)، فكان الذين في أسفلها يمرُّون بالماء على الذين في أعلاها، فتأذوا به، فأخذ فأسًا فجعل ينقر أسفل السفينة، فأتوه فقالوا: مالك؟ قال: تأذيتم بي ولا بُدَّّ لي من الماء، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجّوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم». 2687 - عن خارجة بن زيد الأنصاري أن أم العلاء امرأة من نسائهم قد بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته «أن عثمان بن مظعون طار له سهمه في السُّكنى حين أقرعت الأنصار سكنى المهاجرين، قالت أم العلاء فسكن عندنا عثمان بن مظعون، فاشتكى فمرَّضناه، حتى إذا تُوفيَ وجعلناه في ثيابه دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وما يُدريك أن الله أكرمه؟ » فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أما عثمان فقد جاءه والله اليقين، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري (¬3) - أنا رسول الله - ما يُفعل به». قالت: فوالله لا أزكي أحدًا بعده أبدًا، وأحزنني ¬
ذلك. قالت: فنمت فأُريت لعثمان عينًا تجري، فجئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال: «ذلك عمله». 2688 - عن عائشة - رضي الله عنه - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه. وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها. غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تبتغي بذلك رضا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (¬1). 2689 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التَّهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا» (¬2) (¬3). ¬
53 - كتاب الصلح
53 - كتاب الصلح 2 - باب ما جاء في الإصلاح بين الناس 2690 - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - «أن ناسًا من بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء، فخرج إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في أناس من أصحابه يصلح بينهم، فحضرت الصلاة ولم يأت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأذّن بلال بالصلاة ولم يأت النبي - صلى الله عليه وسلم -. فجاء إلى أبي بكر فقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - حُبس، وقد حضرت الصلاة، فهل لك أن تؤُم الناس؟ فقال: نعم، إن شئت. فأقام الصلاة فتقدم أبو بكر، ثم جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يمشي في الصفوف حتى قام في الصف الأول، فأخذ الناس في التصفيح حتى أكثروا، وكان أبو بكر لا يكاد يلتفت في الصلاة، فالتفت فإذا هو بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وراءه، فأشار إليه بيده فأمره أن يصلِّي كما هو، فرفع أبو بكر يده فحمد الله (¬1)، ثم رجع القهقري، ¬
2 - باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس
وراءه حتى دخل في الصف، فتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى بالناس، فلما فرغ أقبل على الناس فقال: يا أيها الناس، إذا نابكم شيء في صلاتكم أخذتم بالتصفيح، إنما التصفيح للنساء، من نابه شيء في صلاته فليقل سبحان الله، فإنه لا يسمعه أحد إلا التفت. يا أبا بكر، ما منعك حين أشرت إليك بم تُصلِّ بالناس؟ فقال: ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يصلِّي بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -». 2691 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لو أتيت عبد الله بن أُبيّ. فانطلق إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وركب حمارًا، فانطلق المسلمون يمشون معه - وهي أرض سبخة - فلما أتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إليك عنِّي، والله لقد آذاني نتن حمارك. فقال رجل من الأنصار منهم: والله لحمار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطيب ريحًا منك. فغضب لعبد الله رجل من قومه، فشتما، فغضب لكلِّ واحد منهما أصحابه، فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال، فبلغنا أنها نزلت {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (¬1) اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}» (¬2). 2 - باب ليس الكاذب الذي يُصلح بين الناس 2692 - عن ابن شهاب أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن أمّه أمّ كلثوم بنت عقبة (¬3) أخبرته أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ليس الكذَّاب ¬
3 - باب قول الإمام لأصحابه: اذهبوا بنا نصلح
الذي يصلح بين الناس فينمى خيرًا أو يقول خيرا» (¬1). 3 - باب قول الإمام لأصحابه: اذهبوا بنا نصلح 2693 - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - «أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأُخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال: اذهبوا بنا نصلح بينهم» (¬2). 4 - باب قوله تعالى: {أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} 2694 - عن عائشة - رضي الله عنها - {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} قالت: «هو الرجل يرى من امرأته ما لا يُعجبه كِبرًا أو غيره فيريد فراقها، فتقول: أمسكني، واقسم لي ما شئت. قالت: ولا بأس إذا تراضيا» (¬3). ¬
5 - باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود
5 - باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود 2695، 2696 - عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني - رضي الله عنهما - قالا: «جاء أعرابي فقال: يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله. فقام خصمه فقال: صدق، اقض بيننا بكتاب الله. فقال الأعرابي: إن ابني كان عسيفًا على هذا فزنى بامرأته، فقالوا لي: على ابنك الرَّجم، ففديت ابني منه بمائة من الغنم ووليدة، ثم سألت أهل العلم فقالوا: إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لأقضين بينكما بكتاب الله، أما الوليدة والغنم فردٌ عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام. وأما أنت يا أُنيس- لرجل- فاغد على امرأة هذا فارجمها». فغدا عليها أنيس فرجمها» (¬1). 2697 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو ردّ» (¬2). 6 - باب كيف يُكتب «هذا ما صالح فلان بن فلان (¬3) فلان بن فلان» 2698 - عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: لما صالح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل الحديبية كتب علي بن أبي طالب رضوان الله عليه بينهم كتابًا. فكتب «محمد رسول الله» فقال المشركون: لا تكتب محمد رسول الله، ¬
لو كنت رسولًا لم نُقاتلك. فقال لعلي: امحُه. فقال علي: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام، ولا يدخلوها إلا بجُلبّان السلاح. فسألوه: ما جلبَّان السلاح؟ فقال: القراب بما فيه» (¬1). 2699 - عن البراء - رضي الله عنه - قال: «اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يَدَعوه يدخل مكة، حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام. فلما كتبوا الكتاب كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: لا نُقرُّ بها، فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك، لكن أنت محمد بن عبد الله. قال: أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله، ثم قال: لعلي أمح «رسول الله» قال: لا والله لا أمحوك أبدًا، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب فكتب (¬2): هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، لا يدخل مكة سلاح إلا في القراب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه، وأن لا يمنع أحدًا من أصحابه أراد أن يقيم بها. فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليًا فقالوا: قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل. فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فتبعتهم ابنة حمزة- يا عم، يا عم- فتناولها عليٌّ فأخذ بيدها وقال لفاطمة: ¬
7 - باب الصلح مع المشركين
دونك ابنة عمك احمليها. فاختصم فيها عليٌّ (¬1) وزيد وجعفر. فقال علي: أنا أحق بها وهي ابنة عمي وخالتها تحتي. وقال زيد: ابنة أخي. فقضى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال: الخالة بمنزلة الأم، وقال لعلي أنت مني وأنا منك. وقال لجعفر أشبهت خلقي وخُلقي. وقال لزيد: أنت أخونا ومولانا». 7 - باب الصلح مع المشركين 2700 - عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: صالح النبي - صلى الله عليه وسلم - المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء: على أن من أتاه من المشركين ردَّه إليهم، ومن أتاهم من المسلمين لم يردُّوه. وعلى أن يدخلها من قابل ويقيم بها ثلاثة أيام، ولا يدخلها إلا بجلبُّان السلاح: السيف والقوس ونحوه. فجاء أبو جندل (¬2) يحجل في قيوده فردَّه إليهم». 8 - باب الصلح في الدية 2703 - عن أنس أن الرُّبيّع- وهي ابنة النضر- كسرت ثنية جارية، فطلبوا الأرش وطلبوا العفو، فأبَوا. فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمرهم بالقصاص، فقال أنس بن النضر: أتُكسر ثنيَّة الرُّبيع يا رسول الله؟ لا والذي بعثك ¬
9 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن بن علي - رضي الله عنهما -: «ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين، وقوله جل ذكره {فأصلحوا بينهما}.
بالحق لا تُكسر ثنيَّتُها. (¬1) فقال: يا أنس كتاب الله القصاص. فرضي القوم وعفوا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره». 9 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن بن علي - رضي الله عنهما -: «ابني هذا سيد، ولعل الله أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين، وقوله جل ذكره {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}. 2703 - عن الحسن قال: «استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لأتُولى حتى تقتل أقرانها. فقال له معاوية- وكان والله خير الرجلين- أي عمرو، إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم؟ فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس- عبد الرحمن بن سمُرة وعبد الله بن عامر بن كُريز- فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه. فأتياه فدخلا عليه فتكلَّما وقالا له وطلبا إليه. فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها. قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك. قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به. فما سألهما شيئًا إلا قالا: نحن لك به. فصالحه (¬2). فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر- والحسن بن علي إلى جنبه- ¬
10 - باب هل يشير الإمام بالصلح؟
وهو يُقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين». 10 - باب هل يشير الإمام بالصُّلح؟ 2705 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوت خصوم بالباب، عالية أصواتهم، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء، وهو يقول: والله لا أفعل، فخرج عليهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أين المتألّي على الله لا يفعل بالمعروف؟ » فقال: أنا يا رسول الله، فله أيُّ ذلك أحبَّ» (¬1). 12 - باب إذا أشار الإمام بالصلح فأبى، حكم عليه بالحكم البين 2709 ـ- عن عروة بن الزبير أن الزبير كان يُحدث أنه خاصم رجلًا من الأنصار قد شهد بدرًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شراج من الحرَّة كانا يسقيان به كلاهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للزبير: «اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك» (¬2). فغضب الأنصاري فقال: يا رسول الله أن كان ابن عمّتك. فتلوَّن وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: «اسق، ثم احبس حتى يبلغ الجدر». فاستوعى رسول الله ¬
13 - باب الصلح بين الغرماء وأصحاب الميراث، والمجازفة في ذلك
- صلى الله عليه وسلم - حينئذ حقه للزبير. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك أشار على الزبير برأي سعة له وللأنصاري فلما أحفظ الأنصاري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استوعى للزبير حقه في صريح الحكم، قال عروة قال الزبير: والله ما أحسب هذه الآية إلا في ذلك {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}». 13 - باب الصلح بين الغرماء وأصحاب الميراث، والمجازفة في ذلك وقال ابن عباس: لا بأس أن يتخارج الشريكان (¬1) فيأخذ هذا دينًا وهذا عينًا فإن توَى لأحدهما لم يرجع على صاحبه 2709 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «توفي أبي وعليه دين، فعرضت على غرمائه أن يأخذوا التمر بما عليه فأبوا، ولم يروا أن فيه وفاء، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له فقال: إذا جَددته فوضعته في المربد آذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فجاء ومعه أبو بكر وعمر، فجلس عليه ودعا بالبركة ثم قال: ادع غُرماءك فأوفهم. فما تركت أحدًا له على أبي دَينٌ إلا قضيتَه، وفضل ثلاثة عشر وسقًا: سبعةٌ عجوةٌ وستةٌ لونٌ، أو ستةٌ عجوةٌ وسبعةٌ لون. فوافيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب فذكرت ذلك له، فضحك فقال: ائت أبا بكر وعمر فأخبرهما، فقالا: لقد علمنا- إذ صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما صنع- أن سيكون ذلك» (¬2). ¬
14 - باب الصلح بالدين والعين
14 - باب الصلح بالدَّين والعين (¬1) 2710 - عن عبد الله بن كعب أن كعب بن مالك أخبره أنه تقاضى ابن أبي حدْرد دينًا كان له عليه في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في بيته، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهما حتى كشف سجفَ حجرته فنادى كعب بن مالك، فقال: «يا كعب»، فقال: لبيك يا رسول الله، فأشار بيده أن ضع الشَّطر، فقال كعب: قد فعلت يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قم فاقضه» (¬2). ¬
54 - كتاب الشروط
54 - كتاب الشروط 1 - باب ما يجوز من الشروط في الإسلام، والأحكام، والمبايعة 2711، 2712 - عن مروان والمسور بن مخرمة - رضي الله عنهما - يخبران عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لما كاتب سُهيل بن عمرو يومئذ كان فيما اشترط (¬1) سهيل بن عمرو على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا يأتيك منا أحد (¬2) - وإن كان على دينك- إلا رددته إلينا وخليت بيننا وبينه. فكره المؤمنون ذلك وامتعضوا منه، وأبي سهيل إلا ذلك فكاتبه النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، فردَّ يومئذ أبا جندل إلى أبيه سهيل بن عمرو، ولم يأته أحد من الرجال إلا رده في تلك المدة وإن كان مسلمًا. وجاءت المؤمنات مهاجرات، وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ- وهي عاتق- فجاء أهلها يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرجعهم إليهم فلم يرجعها إليهم لما أنزل الله فيهن {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ - إلى قوله- وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}». 2713 - قال عروة فأخبرتني عائشة «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمتحنهن بهذه الآية {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ (¬3) - ¬
2 - باب إذا باع نخلا قد أبر
إلى- غَفُورٌ رَحِيمٌ} قال عروة قالت عائشة: فمن أقرَّ بهذا الشرط منهن قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قد بايعتك» كلامًا يكلمها به، والله ما مسَّت يده يد امرأة قط في المبايعة، وما بايعهم إلا بقوله». 2 - باب إذا باع نخلاً قد أُبر 2716 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من باع نخلًا قد أُبرت فثمرتها للبائع إلا أن يشترط المبتاع» (¬1). 4 - باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة إلى مكان مسمَّي جاز 2718 - عن جابر «أنه كان يسير على جمل له قد أعيا، فمرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فضربه، فسار سيرًا ليس يسير مثله. ثم قال: بعنيه بأوقية، فبعته، فاسثنيت حملانه إلى أهلي. فلما قدمنا أتيته بالجمل ونقدني ثمنه، ثم انصرفت، فأرسل على أثري قال: ما كنت لآخذ جملك، فخذ جملك ذلك فهو مالك» (¬2). ¬
6 - باب الشروط في المهر عند عقدة النكاح
5 - باب الشروط في المعاملة 2720 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر اليهود أن يعملوها ويزرعوها، ولهم شطر ما يخرج منها» (¬1). 6 - باب الشروط في المهر عند عُقدة النكاح وقال عمر: إن مقاطع الحقوق عند الشروط، ولك ما شرطت. وقال المسور: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر صهرًا له فأثنى عليه في مصاهرته فأحسن قال: حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي» (¬2). 2721 - عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أحق الشروط أن توفوا بها ما استحللتم به الفروج» (¬3). 7 - باب الشروط في المزارعة 2722 - عن رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: «كنا أكثر الأنصار حقلًا، فكنا نُكري الأرض، فربما أخرجت هذه ولم تخرج هذه. فنُهينا عن ذلك، ولم نُنْه عن الوَرِق» (¬4). ¬
9 - باب الشروط التي لا تحل في الحدود
9 - باب الشروط التي لا تحل في الحدود 2724، 2725 - عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني - رضي الله عنهما - أنهما قالا: » إن رجلًا من الأعراب أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أنشدك الله إلا قضيت لي بكتاب الله. فقال الخصم الآخر - وهو أفقه منه-: نعم فاقض بيننا بكتاب الله وائذن لي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قل». قال: إن ابني عسيفًا على هذا فزنى بامرأته، وإني أُخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة، فسألت أهل العلم فأخبروني أنما على ابني جلد مائة وتغريب عام، وأن على امرأة هذا الرجم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده لأقضينَّ بينكما بكتاب الله: الوليدة والغنم ردُّ، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام. اغدُ يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها». قال فغدا عليها فاعترفت، فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرُجمت» (¬1). 10 - باب ما يجوز من شروط المكاتب إذا رضي بالبيع على أن يُعتق 2726 - عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال: دخلت على عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخلت علي بريرة وهي مكاتبة فقالت: يا أم ¬
11 - باب الشروط في الطلاق
المؤمنين اشتريني، فإن أهلي يبيعوني فأعتقيني. قالت: نعم قالت: إن أهلي لا يبغونني حتى يشترطوا ولائي. قالت: لا حاجة لي فيك. فسمع ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو بلغه- فقال: «ما شأن بريرة؟ » فقال: اشتريها فأعتقيها وليشترطوا ما شاءوا. قالت فاشتريتها فأعتقتها واشترط أهلها ولاءها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الولاء لمن أعتق، وإن اشترطوا مائة شرط - صلى الله عليه وسلم -» (¬1). 11 - باب الشروط في الطلاق 2727 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التلقي، وأن يبتاع المهاجر للأعرابي، وأن تشترط المرأة طلاق أختها، وأن يستام الرجل على سوم أخيه. ونهى عن النَّجش، وعن التصرية» (¬2). قال الحافظ: ... في الرجل يقول امرأته طالق وعبده حر إن لم يفعل كذا يقدم الطلاق والعتاق (¬3). ¬
12 - باب الشروط مع الناس بالقول
12 - باب الشروط مع الناس بالقول 2728 - عن سعيد بن جبير- قال: إنا لعند ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: حدثني أبيُّ بن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «موسى رسول الله .. فذكر الحديث قال: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}: كانت الأولى نسيانًا، والوسطى شرطًا، والثالثة عمدًا قَالَ {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا}، {لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ}، {فَانْطَلَقَا ... فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} قرأها ابن عباس «أمامهم ملك» (¬1). 13 - باب الشروط في الولاء 2729 - عن عائشة قالت: جاءتني بريرة فقالت: كاتبت أهلي على تسع أواق، في كل عامٍ أوقية، فأعينيني. فقالت: إن أحبوا أن أعُدها لهم ويكون ولاؤك لي فعلت. فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم، فأبوا عليها، فجاءت من عندهم ... -ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس- فقالت: إني عَرضتُ ذلك عليهم، فأبَوا إلا أن يكون الولاء لهم، فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبَرَت عائشة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «خُديها واشترطي لهم الولاء، فإنما الولاء لمن أعتق». ففعلت عائشة. ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «ما بال رجال يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله؟ ما كان من شرط ليس في كتاب (¬2) الله فهو باطل، وإن كان مائة شرط، فقضاء الله أحق، وشرط الله أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق». ¬
14 - باب إذا اشترط في المزارعة «إذا شئت أخرجتك»
14 - باب إذا اشترط في المزارعة «إذا شئت أخرجتك» 2730 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لما دفع أهل خيبر عبد الله بن عمر قام عمر خطيبًا فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامل يهود خيبر على أموالهم وقال نقرُّكم ما أقركم الله (¬1)، وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك فعُدي عليه من الليل ففدعت يداه ورجلاه، وليس لنا هناك عدوُّ غيرهم، هم عدوُّنا وتُهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم (¬2). فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق فقال: يا أمير المؤمنين، أتخرجنا وقد أقرَّنا محمد - صلى الله عليه وسلم -: كيف بك إذا أُخرجت من خيبر تعدو بك قلوصُك ليلة بعد ليلة. فقال: كان ذلك هزيلة من أبي القاسم. فقال: كذبت يا عدو الله. فأجلاهم عمر، وأعطاهم قيمة ما كان لهم من التمر وإبلًا وعروضًا من أقتاب وحبال وغير ذلك». قال الحافظ: ... وهذا لا يقتضي حصر السبب في إجلاء عمر إياهم (¬3). 15 - باب الشروط في الجهاد، والمصالحة مع أهل الحرب، وكتابة الشروط 2731، 2732 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرازق أخبرنا معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني عروة عن المسور بن مخرمة ومروان- ¬
يُصدِّق كل واحد منهما حديث صاحبه- قالا» خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن خالد بن الوليد بالنميم في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين». فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقَتَرة الجيش، فانطلق يركض نذيرًا لقريش، وسار النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا كان بالثَّنيَّة التي يُهبط عليهم منها بَرَكت به راحلته، فقال الناس: حَل حَل. فألحَّت. فقالوا خلأت القصواء. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخُلق، ولكن حبسها حابس الفيل». ثم قال: «والذي نفسي بيده، لا يسألونني خُطة يُعظمون فيها حُرمات الله إلا أعطيتهم إياها». ثم زجرها فوثبَت. قال فعدَل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرُّضًا، فلم يلبثه الناس حتى نزحوه، وشُكَي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العطش، فانتزع سهمًا من كنانته، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، فوالله ما زال يجيش لهم بالرَّي حتى صدروا عنه. فبينما هم كذلك، إذ جاء بُديل بن وَرقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة - وكانوا عيبة نصح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل تهامة- فقال: إني تركت كعب بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية، ومعهم العود المطافيل، وهم مقاتلوك وصادُّوك عن البيت. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنا لم نجيء لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشا قد نهتكمُ الحرب وأضرَّت بهم، فإن شاءوا ماددتهم مدة ويُخلوا بيني وبين الناس، فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل الناس فعلوا، وإلا فقد جمُّوا. وإن هم أبَوا فو الذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، ولينفذن الله أمره. فقال بُديل: سأبلغهم ما تقول. قال فانطلق حتى أتى قريشًا قال: إنا جئناكم من هذا الرجل، وسمعناه يقول قولًا، فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا.
فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تخبرونا عنه بشيء. وقال ذوو الرأي منهم: هات ما سمعته يقول. قال سمعته يقول كذا وكذا. فحدَّثهم بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام عروة بن مسعود فقال: أي قوم، ألستم بالوالد؟ قالوا: بلى. قال: أو لست بالوَلد؟ قالوا: بلى. قال: فهل تتهموني؟ قالوا: لا. ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عُكاظ، فلما بلَّحوا عليَّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا: بلى. قال: فإن هذا قد عرض عليكم خطة رُشد اقبلوها ودعوني آته. قالوا: ائته. فأتاه، فجعل يكَّلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوًا من قوله لبديل. فقال عروة عند ذلك: أي محمد، أرأيت إن استأصلت أمر قومك، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك؟ وإن تكن الأخرى، فإني والله لا أرى وجوهًا، وإني لأرى أشوابًا من الناس خليقًا أن يفرُّوك ويدعوك. فقال له أبو بكر: امصص بَظَر اللات، أنحن نفرُّ عنه وندعهُ؟ فقال: من ذا؟ قالوا: أبو بكر. قال: أما والذي نفسي بيده، لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك. قال وجعل يكلَّم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكلما تكلَّم كلمة أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه السيف وعليه المغفر (¬1)، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي - صلى الله عليه وسلم -، ضرب يده بنعل السيف، وقال له آخر يدك عن لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟ قال: المغيرة بن شعبة. فقال: أي غدر، ألست أسعى في غدرتَك؟ وكان المغيرة صَحَب قومًا في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أما الإسلام فأقبلُ وأما المال فلست منه في شيء». ثم إن عروة جعل ¬
يرمُق أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعينيه. فو الله ما تنخم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نُخامةً إلا وقعت في كفَّ رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدُّون إليه النظر تعظيمًا له. فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم، والله لقد وفدتُ على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت مليكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - محمدًا، والله إن يتنخَّمُ نُخامة إل وقعت في كفَّ رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحدُّدون إليه النظر تعظيمًا له، وإنه قد عرَض عليكم خطة رُشد فأقبلوها. فقال رجل من بني كنانة: دعوني آتيه، فقالوا: ائته. فلما أشرف على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا فلان، وهو من قوم يُعظمون البدن، فابعثوها له. فبُعثت له، واستقبله الناس يُلبُّون. فلما رأى ذلك قال: سبحان الله، ما ينبغي لهؤلاء أن يُصدُّوا عن البيت. فلما رجع إلى أصحابه قال: رأيت البُدن قد قُلِّدت وأُشعرت، فما أرى أن يُصدُّوا عن البيت. فقام رجل منهم يُقال له مكرز بن حفص فقال: دعوني آته. فقالوا: ائته. فلما أشرف عليهم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هذا مكرز، وهو رجل فاجر». فجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -. فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو. قال معمر: فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قد سهل لكم من أمركم». قال معمر قال الزهري في حديثه: فجاء سهيل بن عمرو فقال: هات اكتُب بيننا وبينكم كتابًا. فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الكاتب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بسم الله الرحمن الرحيم» فقال سهيل: أما
«الرحمن» فو الله ما أدري ما هي، ولكن اكتب «باسمك اللهم» كما كنت نكتب، فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا «بسم الله الرحمن الرحيم»، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اكتب باسمك اللهم». ثم قال: «هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله»، فقال سهيل: والله لو كنَّا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: وإني لرسول الله وإن كذَّبتموني، اكتب «محمد بن عبد الله» قال الزهري: وذلك لقوله «لا يسألونني خُطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها» فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: على أن تُخلُّوا بيننا وبين البيت فنطوف به. فقال: سهيل: والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة، ولكن ذلك من العام المقبل، فكتب، فقال سهيل: وعلى أنه لا يأتيك منا رجل- وإن كان على دينك- إلا رددته إلينا. قال المسلمون: سبحان الله، كيف يُردُّ إلى المشركين وقد جاء مسلمًا؟ فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سُهيل ابن عمرو يرسف في قيوده، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن تردُه إلى فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنا لم نقض الكتاب بعد. قال: فو الله إذًا لم أصالحك على شيء أبدًا. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فأجزه لي، قال: ما أنا بمجيزة لك، قال: بلى فافعل، قال: ما أنا بفاعل. قال مكرز: بل قد أجزناه لك (¬1). قال أبو جندل: أي معشر المسلمين أُردُّ إلى المشركين وقد جئت مسلمًا؟ ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عُذُّب عذابًا شديدًا في الله. قال فقال عمر ابن الخطاب: فأتيت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ألست نبي الله حقًا؟ قال: بلى. قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فلم نُعطي ¬
الدَّنية في ديننا إذًا؟ قال: إني رسول الله ولست أعصيه، وهو ناصري، قلت: أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتك أنا نأتيه العام؟ قال قلت: لا. قال فإنك آتيه ومُطوَّف به. قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر، أليس هذا نبي الله حقًا؟ قال: بلى. قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فلم نعطى الدنية في ديننا إذًا؟ قال: أيها الرجل، إنه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليس يعصي ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه فو الله إنه على الحق (¬1). قلت أليس كان يحدَّثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتك أنا تأتيه العام؟ قال قلت: لا: فإنك آتيه ومُطوَّف به. قال الزهري قال عمر: فعملت لذلك أعمالًا. قال: فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: قوموا فانحروا (¬2) ثم احلقوا. قال: فو الله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم (¬3) منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدنك، وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلَّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك: نحرَ بُدنه، ودعا حالقه فحلقه. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، ¬
حتى كان بعضهم يقتُل غمًا. ثم جاء نسوة مؤمنات، فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ - حتى بلغ- بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [الممتحنة: 10] فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك، فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية ثم رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا: العهد الذي جعلت لنا، فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدًا، فاستله الآخر، فقال: أجل والله إنه لجيد، لقد جرَّبت به ثم جرَّبت به ثم جرَّبت. فقال أبو بصير: أرني انظر إليه، فأمكنه منهن فضربه حتى برد، وفرَّ الآخر حتى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدو، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآه: لقد رأى هذا ذُعرًا، فلما انتهى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قُتل والله صاحبي وإني لمقتول. فجاء أبو بصير فقال: يا نبي الله، قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم، ثم أنجاني الله منهم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ويل أمَّه مسعر حرب لو كان له أحد، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر. قال وينفلت منهم أبو جندل بين سُهيل فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمع منهم عصابة، فو الله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها. فقتلوهم وأخذوا أموالهم. فأرسلت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تناشده الله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فأنزل الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ - حتى بلغ- حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ}.
وكانت حميَّتهم أنهم لم يقروُّا أنه نبيُّ الله، ولم يُقرُّوا ببسم الله الرحمن الرحيم، وحالوا بينهم وبين البيت». قال أبو عبد الله معرَّة العُرِّ: الجرَبُ. تزَيِّلوا. وحميتُ القومَ: منعتهم حماية. وأحميتُ الحمى: جعلته حمى لا يُدْخل. وأحميت الرَّجل إذا أغضبته إحماء. قال الحافظ: ... وقد اختلف العلماء في المدة التي تجوز المهادنة فيها مع المشركين: فقيل لا تجاوز عشر سنين على ما في هذا الحديث وهو قول الشافعي والجمهور، وقيل تجوز الزيادة، وقيل لا تجاوز أربع سنين، وقيل ثلاثًا، وقيل سنتين، والأول هو الراجح والله أعلم (¬1). ¬
16 - باب الشروط في القرض
16 - باب الشروط في القرض 2734 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر رجلًا سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فدفعها إليه إلى أجل مسمى» (¬1). ¬
17 - باب المكاتب، وما لا يحل من الشروط التي تخالف كتاب الله
17 - باب المكاتب، وما لا يحل من الشروط التي تخالف كتاب الله 2735 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أتتها بريرة تسألها في كتابتها فقالت: إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاء لي. فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرته ذلك، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ابتاعيها فأعتقيها، فإنما الولاء لمن أعتق». ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فقال: «ما بال أقوام يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله؟ من اشترط شرطًا ليس في كتاب (¬1) الله فليس له وإن اشترط مائة شرط». 18 - باب ما يجوز من الاشتراط والثُّنيا في الإقرار والشروط التي يعارفها الناس بينهم. وإذا قال مائة إلا واحدة أو اثنتين. وقال ابن عون عن ابن سيرين: قال الرجل لكريِّه: أدخل ركابك، فإن لم أرحل معك يوم كذا وكذا فلك مائة درهم، فلم يخرج، فقال شريح: من شرط على نفسه طائعًا غير مكره فهو عليه. وقال أيوب عن ابن سيرين: إن رجلًا باع طعامًا. قال: إن لم آتك الأربعاء فليس بيني وبينك بيع (¬2)، فلم يجئ، فقال شريح للمشتري: أنت أخلفت، فقضى عليه» (¬3). ¬
19 - باب الشروط في الوقف
2736 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدة (¬1)، من أحصاها دخل الجنة» (¬2). 19 - باب الشروط في الوقف 2737 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن عمر بن الخطاب أصاب أرضًا بخيبر، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأمره فيها فقال يا رسول الله، إني أصبت أرضًا بخيبر لم أُصب مالًا قط أنْفَس عندي منه، فما تأمر به؟ قال إن شئت حبَسْت أصلها وتصدَّقت بها (¬3). قال فتصدق بها عمر أنه لا يُباع ولا يوهب ولا يورث. وتصدق بها في الفقراء وفي القربى وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل والضيَّف، ولا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، ويُطعم غير متموِّل». ¬
55 - كتاب الوصايا
55 - كتاب الوصايا 1 - باب الوصايا، قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وصية الرجل مكتوبة عنده 2739 - عن عمرو بن الحارث خَتَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخي جُويرية بنت الحارث قال: «ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند موته درهمًا ولا دينارًا ولا عبدًا ولا أمة ولا شيئًا، إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضًا جعلها صدقة» (¬1). 2740 - عن طلحة بن مُصَرِّف قال: «سألت عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنهما -: هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى؟ فقال: لا. فقلت: كيف كُتب على الناس الوصيَّة أو أُمروا بالوصية؟ قال: أوصى بكتاب الله» (¬2). 2741 - عن إبراهيم عن الأسود قال: «ذكروا عند عائشة أن عليًا - رضي الله عنهما - كان وصيًا، فقالت: متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى صدري- أو قالت: حَجْري- فدعا بالطسْت، فلقد انخنث في حجْري فما شعرت أنه قد مات، فمتى أوصى إليه؟ » (¬3). ¬
2 - باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس
قال الحافظ ... والمعتبر فيه أن يعقل ما يوصي به. وروى الموطأ (¬1) فيه أثرًا عن عمر أنه أجاز وصية غلام لم يحتلم، وذكر البيهقي أن الشافعي علق به على صحة الأثر المذكور، وهو قوي فإن رجاله ثقات وله شاهد، وقيد مالك صحتها بما إذا عقل ولم يخلط، وأحمد بسبع وعنه بعشر. 2 - باب أن يترُك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس 2742 - عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودني وأنا بمكة، وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها، قال: يرحم الله ابن عفراء. قلت: يا رسول الله أُوصي بمالي كله؟ قال: لا. قلت: فالشطر؟ قال: لا. قلت: الثلث؟ قال: فالثلث والثلث كثير، إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة، حتى اللقمة التي ترفعها إلى فيّ امرأتك، وعسى الله أن يرفعك فينتفع بك ناس ويُضرَّ بك آخرون. ولم يكن له يومئذ إلا ابنة» (¬2). ¬
3 - باب الوصية بالثلث
3 - باب الوصية بالثلث وقال الحسن: لا يجوز للذِّميِّ (¬1) وصيَّة إلا الثلث وقال الله - عز وجل -: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}. 2744 - عامر بن سعد عن أبيه - رضي الله عنه - قال: «مرضت فعادني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن لا يرُدَّني على عقبي. قال: لعل الله يرفعك وينفع بك ناسًا. قلت: أريد أن أوصي وإنما لي ابنة. قلت: أوصي بالنصف؟ قال: النصف كثير. قلت: فالثلث؟ قال: الثلث والثلث كثير- أو كبير- قال فأوصى الناس بالثلث فجاز ذلك لهم» (¬2). 4 - باب قول الموصي لوصيِّه: تعاهد ولدي. وما يجوز للوصيِّ من الدعوى 2745 - عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: «كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص ... الحديث ... فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هو لك يا عبد بن زمعة، الولد للفراش وللعاهر الحَجرُ». ثم قال لسودة بنت زمعة احتجبي منه. لما رأى من شبهه بعتبة. فما رآها حتى لقي الله» (¬3). ¬
5 - باب إذا أومأ المريض برأسه إشارة بينة جازت
5 - باب إذا أومأ المريض برأسه إشارة بيِّنة جازت 2746 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن يهوديًا رضَّ رأس جارية بين حجرين، فقيل لها: من فعل بك؟ أفلان أو فلان؟ حتى سُمِّي اليهودي فأومأت برأسها، فجيء به، فلم يزل حتى اعترف، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فرُضَّ رأسه بالحجارة (¬1). 6 - باب لا وصية لوارث 2747 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان المال للولد، وكانت الوصية للوالدين، فنسخ الله من ذلك ما أحبَّ، فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين، وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس، وجعل للمرأة الثمن والربع، وللزوج الشطر والرُّبع» (¬2). 7 - باب الصدقة عند الموت 2748 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - يا رسول الله: أي الصدقة أفضل؟ قال: «أن تصدَّق وأنت صحيح حريص، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تُمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان ¬
8 - باب قول الله - عز وجل - {من بعد وصية يوصي بها أو دين}
كذا وقد كان لفلان» (¬1). 8 - باب قول الله - عز وجل - {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} ويُذكر أن شُريحًا وعمر بن عبد العزيز وطاوسًا وعطاء وابن أُذينة أجازوا إقرار المريض بدَين. وقال الحسن أحق ما تصدق به الرجل آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة (¬2). وقال إبراهيم والحكم: إذا أبرأ الوارث من الدين برئ (¬3). وأوصى رافع بن خديج أن لا تُكشف امرأته الفزارية عما أغلق عليه بابها (¬4). وقال الحسن إذا قال لمملوكه عند الموت: كنت (¬5) أعتقتك جاز (¬6). وقال الشَّعبي: إذا قالت المرأة عند موتها: إن زوجي قضاني وقبضت (¬7) منه جاز. وقال بعض الناس (¬8): لا يجوز إقراره لسوء الظن به للورثة. ثم ¬
9 - باب تأويل قوله تعالى: {من بعد وصية يوصي بها أو دين}
استحسن فقال: يجوز إقراره بالوديعة والبضاعة والمضاربة (¬1). وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» ولا يحل مال المسلمين لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «آية المنافق إذا ائتُمن خان» وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} فلم يخص وارثًا ولا غيره. 2749 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا ائتُمن خان، وإذا وعد أخلَف» (¬2). 9 - باب تأويل قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} ويُذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى بالدَّين (¬3) قبل الوصية. وقوله - عز وجل -: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} فأداء الأمانة أحق من تطوع الوصية. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا صدقة إلا عن ظهر غنىً». وقال ابن عباس: لا يُوصِي العبد إلا بإذن أهله. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «العبد راع في مال سيده» (¬4). 2750 - عن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال لي: يا حكيم، إن هذا المال خَضر حلوٌ، فمن أخذه بسخاوة (¬5) نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس ¬
10 - باب إذا وقف أو أوصى لأقاربه، ومن الأقارب؟
لم يُبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا (¬1) خير من اليد السفلى. وقال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا أرزأُ أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر يدعو حكيمًا ليُعطيه العطاء بعدك شيئًا. ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله، فقال: يا معشر المسلمين، إني أعرضُ عليه حقَّه الذي قسم الله له من هذا الفيء فأبى أن يأخذه. فلم يرزأ حكيم أحدًا من الناس بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى توفي - رحمه الله -» (¬2). 2751 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كلكم راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيَّتها، والخادم في مال سيده راع ومسؤول عن رعيته، قال: وأحسب أن قد قال: والرجل راع في مال أبيه» (¬3). 10 - باب إذا وقف أو أوصى لأقاربه، ومِن الأقارب؟ وقال الأنصاري حدثني أبي عن ثمامة عن أنس بمثل حديث ثابت «قال ¬
11 - باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب؟
اجعلها لفقراء قرابتك، قال أنس: فجعلها لحسان وأُبيَّ بن كعب وكانا أقرب إليه مني». 11 - باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب؟ 2753 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزل الله - عز وجل - {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (¬1) [الشعراء: 214] قال: يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم، لا أُغني عنكم من الله شيئًا. يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئًا. يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا. يا صفية عمه رسول الله لا أغني عنك من الله شيئًا. ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئًا». ¬
12 - باب هل ينتفع الواقف بوقفه؟
12 - باب هل ينتفع الواقف بوقفه؟ 2755 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا سوق بدنة فقال: «أركبها»، قال: يا رسول الله إنها بدنة، قال: «أركبها ويلك» في الثانية أو في الثالثة» (¬1). 15 - باب إذا قال أرضي أو بستاني صدقة الله عن أمي فهو جائز، وإن لم يُبيَّن لمن ذلك 2756 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن سعد بن عُبادة - رضي الله عنه - تُوفيت أمَّه وهو غائب عنها فقال: يا رسول الله إن أمي تُوفيت وأنا غائب عنها، أينفعها شيء إن تصدَّقت به عنها؟ قال: نعم. قال: فإني أُشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها» (¬2). 16 - باب إذا تصدق أو وقف بعض رقيقه أو دوابَّه فهو جائز 2757 - عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب (¬3) بن مالك - رضي الله عنه -: قلت يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله ¬
17 - باب من تصدق إلى وكيله ثم رد الوكيل إليه
- صلى الله عليه وسلم -، قال: أُمسك عليك بعض مالك فهو خير لك. قلت: أمسك سهمي الذي بخيبر» (¬1). 17 - باب من تصدَّق إلى وكيله ثم ردَّ الوكيل إليه 2758 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: لما نزلت: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} جاء أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله يقول الله تبارك وتعالى في كتابه {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وإن أحبَّ أموالي إلىَّ بيرحاء - قال وكانت حديقة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويستظل بها ويشرب من مائها - فهي إلى الله - عز وجل - وإلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرجو بره وذُخره، فضعها أي رسول الله حيث أراك الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بخٍ يا أبا طلحة، ذلك مال رابح قبلناه منك ورددناه عليك، فاجعله في الأقربين». فتصدَّق به أبو طلحة على ذوي رحمه. قال: وكان منهم أُبيٌّ وحسّان. قال وباع حسان حصته منه من معاوية فقيل له تبيع صدقة أبي طلحة؟ فقال: ألا أبيع صاعًا من تمر بصاع من دراهم؟ قال: وكانت تلك الحديثة في موضع قصر بني حُدَيلة الذي بناه معاوية» (¬2). 18 - باب قول الله - عز وجل -: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} [النساء: 8] 2759 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إن ناسًا يزعمون أن هذه ¬
20 - باب الإشهاد في الوقف والصدقة
الآية نُسخت، ولا والله ما نُسخت، ولكنها مما تهاون الناس، هما واليان: والٍ يرث وذاك الذي رزق، ووالٍ لا يرث (¬1) فذاك الذي يقوم بالمعروف، يقول لا أملك لك أن أُعطيك». 2761 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن سعد بن عُبادة - رضي الله عنه - استفتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أمي ماتت وعليها نذرٌ، فقال: «اقضِهِ عنها» (¬2). 20 - باب الإشهاد في الوقف والصدقة 2762 - عن عكرمة مولى ابن عباس يقول: «أنبأنا ابن عباس أن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - - أخا بني ساعدة - توفيت أمه وهو غائب، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن أمي توفيت وأنا غائب عنها، فهل ينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟ (¬3) قال: «نعم». قال: فني أُشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها». 21 - باب قول الله تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا * وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 2، 3]. ¬
باب وما للوصي أن يعمل في مال اليتيم وما يأكل منه بقدر عمالته
2763 - عن الزهري قال: «كان عروة بن الزبير يحدَّثُ أنه سأل عائشة - رضي الله عنها - {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} قالت: هي اليتيمة في حَجِر وليَّها، فيرغب في جمالها ومالها، ويُريد أن يتزوجها بأدنى من سُنة نسائها، فُنهوا عن نكاحهنَّ إلا أن يُقسطوا لهن في إكمال الصَّداق، وأُمروا بنكاح من سواهنَّ من النساء، قالت عائشة: ثم استفتى الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدُ، فأنزل الله - عز وجل - {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} [النساء: 127]. قالت [عائشة] فبيَّن الله في هذه أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال رغبوا في نكاحها ولم يُلحقوها بسنَّتها بإكمال الصداق، فإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركوها والتمسوا غيرها من النساء. قال فكما يتركونها حين يرغبون عنها فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها إلا أن يُقسطوا لها الأوفى من الصداق ويُعطوها حقها» (¬1). باب وما للوصي أن يعمل في مال اليتيم وما يأكل منه بقدر عمالته 2764 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن عمر تصدَّق بمال له على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان يقال له ثمغ، وكان نخلًا - فقال عمر: يا رسول الله إني استفدت مالًا وهو عندي نفيس فأردت أن أتصدَّق به (¬2)، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تصدق بأصله، لا يُباع ولا يوهب ولا يُورث، ولكن يُنفق ¬
23 - باب قول الله تعالى: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا} [النساء: 10]
ثمره». فتصدق به عمر، فصدَقتهُ تلك في سبيل الله وفي الرقاب والمساكين والضيَّف وابن السبيل ولذي القربى، ولا جُناح على من وليه أن يأكل منه بالمعروف، أو يوكل صديقه غير متموَّل به». 2765 - عن عائشة - رضي الله عنها - {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قالت: أنزلت في والي اليتيم أن يُصيب من ماله إذا كان محتاجًا بقدر ماله (¬1) بالمعروف». 23 - باب قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10] 2766 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اجتنبوا السبع الموبقات». قالوا: يا رسول الله وما هُنَّ؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق؛ وأكل الربا، وأكل (¬2) مال اليتيم، والتَّوالي يوم الزحف، وقذف المحصنات (¬3) المؤمنات الغافلات». ¬
24 - باب {ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم} لأعنتكم: لأخرجكم وضيق ع
24 - باب {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} لأعنتكم: لأخرجكم وضيَّق عليكم. وعَنَتْ (¬1): خضعت. 2767 - عن أيوب عن نافع قال: ما ردَّ (¬2) ابن عمر على أحد وصيَّته وكان ابن سيرين أحب الأشياء إليه في مال اليتيم أن يجتمع إليه نصحاؤه وأولياؤه فينظروا الذي هو خير له. وكان طاووس إذا سُئل عن شيء من أمر اليتامى قرأ {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ}. وقال عطاء في يتامى الصغير والكبير: يُنفق الولي على كل إنسان بقدره من حصته. 25 - باب استخدام اليتيم في السفر والحضر إذا كان صلاحًا له. 2767 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ليس له خادم، فأخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن أنسًا غلام كيَّس فليخدمك، قال فخدمته في السفر والحضر، ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا؟ ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا وهكذا؟ » (¬3). ¬
26 - باب إذا وقف أرضا ولم يبين الحدود فهو جائز، وكذلك الصدقة
26 - باب إذا وقف أرضًا ولم يُبيَّن الحدود فهو جائز، وكذلك الصدقة 2769 - حدثنا عبد الله بن مَسلمة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالًا من نخل، وكان أحب ماله إليه بيرحاء مستقبلة المسجد، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويشرب من ماء فيها طيَّب، قال أنس: فلما نزلت {لن تنالوا البرَّ حتى تُنفقوا مما تُحبون} وإن أحب أموالي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها حيث أراك الله، فقال: بخ، ذلك مال رابح - أو رايح، شك ابن مسلمة - وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين. قال أبو طلحة: أفعل ذلك يا رسول الله. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه (¬1)». 277 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن رجلًا (¬2) قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن أمَّه توفيت أينفعها إن تصدقتُ عنها؟ قال: نعم. قال: فإن لي مخرافًا فأنا أشهدك أني قد تصدقت به عنها». 27 - باب إذا وقف جماعة أرضًا مشاعًا فهو جائز 2771 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ببناء مسجد فقال: يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا، قالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله (¬3)». ¬
29 - باب الوقف للغني والفقير والضيف
29 - باب الوقف للغني والفقير والضيف قال الحافظ: ... وفيه جواز الوقف على الأغنياء لأن ذوي القربي والضيف (¬1) لم يقيد بالحاجة وهو الأصح عند الشافعية. 30 - باب وقف الأرض للمسجد 2774 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - «لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أمر بالمسجد وقال: يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا، فقالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله» (¬2). 31 - باب وقف الدواب والكُراع والعروض والصامت وقال الزهري فيمن جعل ألف دينار في سبيل الله، ودفعها إلى غلام له تاجر يتجر بها، وجعل ربحه صدقة للمساكين والأقربين، هل للرجل أن يأكل من ربح تلك الألف شيئًا وإن لم يكن جعل ربحها صدقة في المساكين؟ قال: ليس له أن يأكل منها (¬3). ¬
32 - باب نفقة القيم للوقف
2775 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن عمر حمل على فرس له في سبيل الله أعطاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له فحمل عليها رجلًا، فأُخبر عمر أنه قد وقفها يبيعها، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبتاعها فقال: «لا تبتعُها، ولا ترجعنَّ في صدقتك» (¬1). 32 - باب نفقة القيَّم للوقف 2776 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقتسم ورثتي دينارًا ولا درهمًا، ما تركت - بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي - فهو صدقة» (¬2). 33 - باب إذا وقف أرضًا أو بئرًا أو اشترط لنفسه مثل دلاء المسلمين ووقف أنس دارًا، فكان إذا قدم نزلها. وتصدَّق الزبير بدوره وقال للمردودة من بناته (¬3): أن تسكن غير مضرة ولا مُضر بها، فإن استغنت بزوج فليس لها حق. وجعل ابن عمر نصيبه من دار عمر سُكنى لذوي الحاجات من آل عبد الله. 2778 - عن أبي عبد الرحمن «أن عثمان - رضي الله عنه - حيث حُوصر أشرف عليهم وقال: أنشدُكم الله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: ألستم تعلمون ¬
36 - باب قضاء الوصي ديون الميت بغير محضر من الورثة
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من حفرَ رُومة فله الجنة، فحفرتها؟ ألستم تعلمون أنه قال: من جهَّز جيش العسرة فله الجنة، فجهَّزته؟ قال فصدَّقوه بما قال. وقال عمر في وقفه: لا جُناح على من وليه أن يأكل، وقد يليه الواقف وغيره، فهو واسع لكل» (¬1). 36 - باب قضاء الوصيَّ ديون الميت بغير محضر من الورثة 2781 - عن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما - «أن أباه استشهد يوم أحد وترك ست بنات وترك عليه دينًا، فلما حضره جذاذ النخل أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله قد علمت أن والدي استُشهد يوم أحُد وترك عليه دينًا كثيرًا، وإني أحبُّ أن يراك الغُرماء. قال: اذهب فبيدر كل تمر على ناحية. ففعلت، ثم دعوته، فلما نظروا إليه أغروا بي تلك الساعة، فلما رأى ما يصنعون طاف حول أعظمها بيدرًا ثلاث مرات، ثم جلس عليه ثم قال: ادع أصحابك، فما زال يكيل لهم حتى أدى الله أمانة والدي، وأنا والله راض أن يؤدي الله أمانة والدي ولا أرجع إلى أخواتي تمرة، فسلم والله والبيادر كلها حتى أني أنظر إلى البيدر الذي عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه لم ينقص تمرة واحدة» (¬2). ¬
تمت قراءة هذا الجزء في يوم الخميس 19/ 6/1413 هـ في يوم الأحد 20/ 6/1413 هـ فاستغرقنا سنة كاملة ولله الحمد
56 - كتاب الجهاد والسير
56 - كتاب الجهاد والسير 1 - باب فضل الجهاد والسير 2782 - عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: «الصلاة على ميقاتها». قلت: ثم أي؟ قال: «ثم بر الوالدين». قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». فسكتُّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو استزدته لزادني» (¬1). 2783 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونيَّة، وإذا استُنفرتم فانفروا» (¬2). 2784 - عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: «لكُنَّ أفضل الجهاد حجٌ مبرور» (¬3). 2785 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: دُلَّني على عمل يعدل الجهاد. قال: لا أجده. قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتُر، وتصوم ولا تُفطر؟ قال: ومن يستطيع ذلك؟ قال أبو هريرة: إن فرس المجاهد ليستنُّ في طوله، فيُكتب له حسنات» (¬4). ¬
2 - باب أفضل الناس مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
2 - باب أفضل الناس مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله 2786 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قيل يا رسول الله أي الناس أفضل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مؤمن (¬1) يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله». قالوا: ثم من؟ قال: «مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شرَّه (¬2) والله أعلم بمن يُجاهد في سبيله - كمثل الصائم القائم. وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه (¬3) أن يُدخله الجنة أو يرجعه سالمًا مع أجر أو غنيمة». 3 - باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء 2788، 2789 - عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأطعمته وجعلت تَفلي (¬4) رأسه، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم استيقظ وهو يضحك، ¬
4 - باب درجات المجاهدين في سبيل الله
قالت: فقلت: وما يُضحك يا رسول الله؟ قال: «ناس من أمتي عُرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله، يركبون ثبَجَ هذا البحر ملوكًا على الأسرة - أو مثل الملوك على الأسرَّة، شك إسحاق -» قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم وضع رأسه، ثم استيقظ وهو يضحك. فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: «ناس من أمتي عُرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله» - كما قال في الأول - قالت: قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: «أنت من الأولين». فركبَت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان فصُرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت». 4 - باب درجات المجاهدين في سبيل الله 2790 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقًا على الله أن يُدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي وُلد فيها» (¬1). فقالوا: يا رسول الله، أفلا نُبشَّر الناس؟ قال: «إن في الجنة مائة درجة أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ... - أراه قال: وفوقه عرش الرحمن - ومنه تفجَّر أنهار الجنة» ¬
5 - باب الغدوة والروحة في سبيل الله، وقاب قوس أحدكم في الجنة
5 - باب الغدوة والرَّوحة في سبيل الله، وقاب قوس أحدكم في الجنة 2793 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لقاب قوس في الجنة خير مما تطلُعُ عليه الشمس وتغرب. وقال: لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلُعُ عليه الشمس وتغرُب» (¬1). 6 - باب الحور العين وصفتهن 2796 - عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضوع قيد - يعني سوطه - خير من الدنيا وما فيها. ولو أن امرأة من أهل الجنة اطَّلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحًا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها» (¬2). 7 - باب تمني الشهادة 2797 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «والذي نفسي بيده، لولا أن رجالًا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلَّفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلَفتُ عن سرية تغدو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أني أُقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أُقتل ثم أحيا، ثم أُقتل ثم أحيا، ثم أُقتل» (¬3). ¬
8 - باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم
2798 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففُتح له. وقال: ما يسرُّنا أنهم عندنا» (¬1). أول قال: «ما يسرُّهم أنهم عندنا، وعيناه تذرفان». 8 - باب فضل من يُصرع في سبيل الله فمات فهو منهم 2799، 2800 - عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت مِلحان قالت: نام النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا قريبًا مني ... الحديث ... فخرجت مع زوجها عُبادة بن الصامت غازيًا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام فقُربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت» (¬2). 9 - باب من يُنكبُ في سبيل الله 2801 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أقوامًا من بني سُليم إلى بني عامر في سبعين، فلما قدموا قال لهم خالي: أتقدَّمكم، فإن أمَّنوني حتى أُبلَّغهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلا كنتم مني قريبًا. فتقدم فأمَّنوه، فبينما يحدَّثُهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أومُئوا إلى رجل منهم فطعنه فأنفذه، فقال: الله أكبر، فُزت وربَّ الكعبة. ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجل أعرج صعد الجبل، قال همام: وأراه آخر معه، فأخبر جبريل - عليها السلام - النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم قد لقوا ربَّهم فرضي عنهم وأرضاهم؛ فكنا نقرأ (¬3). أن بلَّغوا قومنا أن قد لقينا ربَّنا فرضي عنا وأرضانا، ثم نُسخ ¬
11 - باب قول الله - عز وجل -: {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين} [التوبة: 52]
بعد، فدعا عليهم أربعين صباحًا؛ على رِعلٍ وذكوان وبني لحيان وبني عُصيَّة الذين عصَوا الله ورسوله». قال الحافظ: ... وفي الباب ما أخرجه أبو داود والحاكم والطبراني من حديث أبي مالك الأشعري مرفوعًا «من وقصه فرسه أو بعيره في سبيل الله أو لدغته هامة أو مات على أي حتف شاء الله فهو شهيد» (¬1). 11 - باب قول الله - عز وجل -: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة: 52] 2804 - عن أبي سفيان بن حرب أن هرقل قال له: «سألتك كيف كان قتالكم إياه، فزعمت أن الحرب سجال ودول، فكذلك الرسل تُبتلى ثم تكون لهم العاقبة» (¬2). 12 - باب قول الله - عز وجل - {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] 2805 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: غاب عمَّي أنس بن النَّضر عن قتال بدر. فقال: يا رسول الله، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع (¬3). فلما كان يوم أُحد وانكشف ¬
13 - باب عمل صالح قبل القتال
المسلمون قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ... الحديث». 2806 - وقال: «إن أُخته - وهي تسمى الرُّبيَّع - كسرت ثنية امرأة فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقصاص، فقال أنس: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا تُكسر ثنيَّتها، فرضوا بالأرش وتركوا القصاص، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره». (¬1). 13 - باب عمل صالح قبل القتال 2808 - عن البراء - رضي الله عنه - قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل مقنع بالحديد فقال: يا رسول الله، أُقاتل أو أُسلم؟ قال: «أسلم ثم قاتل». فأسلم ثم قاتلَ فقُتل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عمل قليلًا وأُجر كثيرًا» (¬2). 14 - باب من أتاه سهم غربٌ فقتله 2809 - عن أنس بن مالك أن أم الرُّبيَّع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبيَّ الله ألا تحدَّثني عن حارثة - وكان قُتل يوم بدر أصابه سهم غربٌ - فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء. قال: «يا أم حارثة، إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى» (¬3). ¬
15 - من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
15 - من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا 2810 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليُرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» (¬1). 16 - باب من اغبرَّت قدماه في سبيل الله 2811 - عن عبد الرحمن بن جبير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما غبرَّنا قدما عبد في سبيل الله فتمسَّه النار» (¬2). 17 - باب مسح الغبار عن الرأس في سبيل الله 2812 - عن عكرمة أن ابن عباس قال له ولعليَّ بن عبد الله: ائتيا أبا سعيد فاسمعا من حديثه. فأتيا وهو وأخوه في حائط لهما يسقيانه، فلما رآنا جاء فاحتبى وجلس فقال: «كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة، وكان عمَّار ينقل لبنتين لبنتين (¬3)، فمرَّ به النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسح عن رأسه الغبار (¬4) وقال: ¬
19 - باب فضل قول الله تعالى {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون (169) فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من
ويح عمار تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار». 19 - باب فضل قول الله تعالى {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169 - 171]. 2815 - ع جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - يقول: «اصطبح ناس الخمر (¬1) يوم أحد، ثم قُتلوا شهداء، فقيل لسفيان: من آخر ذلك اليوم؟ قال: ليس هذا فيه». 20 - باب ظلَّ الملائكة على الشهيد 2816 - عن جابر قال: «جيء بأبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد مُثَّل به ووضع بين يديه، فذهب أكشف عن وجهه، فنهاني قومي، فسمع صوت نائحة، فقيلك ابنه عمرو - أو أخت عمرو - فقال: لم تبكي، أو لا تبكي، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها» (¬2). 23 - باب من طلب الولد للجهاد 2819 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «قال سليمان بن داود - رضي الله عنه -: لأطوفن الليلة على مائة امرأة - أو تسع ¬
24 - باب الشجاعة في الحرب والجبن
وتسعين - كلُّهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله. فقال له صاحبه (¬1): قل إن شاء الله، فلم يقل (¬2) إن شاء الله، فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشقَّ رجل (¬3). والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فُرسانًا أجمعون». 24 - باب الشجاعة في الحرب والجُبن 2820 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس. ولقد فزع أهل المدينة، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - سبقهم على فرس، وقال: «وجدناه بحرا» (¬4). 25 - باب ما يُتعوَّذ من الجبن 2822 - عن عمرو بن ميمون الأوديَّ قال: «كان سعد يُعلَّم بنيه هؤلاء الكلمات كما يُعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ منهن دُبُر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك (¬5) من الجُبن، وأعوذ بك أن أُرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب ¬
26 - باب من حدث بمشاهده في الحرب
القبر. فحدَّثت به مصعبًا فصدَّقه». 26 - باب من حدَّث بمشاهده في الحرب 2824 - عن السائب بن يزيد قال: «صبحتُ طلحة بن عُبيد الله وسعدًا والمقداد بن الأسود وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهم -، فما سمعت أحدًا منهم يحدَّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أني سمعت طلحة يحدَّث عن يوم أحد» (¬1). قال الحافظ: ... كان كثير من كبار الصحابة لا يحدثون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خشية المزيد والنقصان، وقد تقدم بيان ذلك في العلم، وأما تحديث طلحة فهو جائز إذا أمن الرياء والعجب (¬2). 27 - باب وجوب النفير (¬3)، وما يجب من الجهاد والنية وقول الله - عز وجل -: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41) لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ} [التوبة: 41، 42]. وقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ - إلى قوله - عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 38، 39]. يُذكر عن ابن عباس: «انفروا ثُبات: سرايا متفرَّقين» ويقال: واحد الثُّبات ثُبة. ¬
29 - باب من اختار الغزو على الصوم
29 - باب من اختار الغزو على الصوم قال الحافظ: ... وفيه [أبو طلحة] أنه كان لا يرى بصيام الدهر بأسًا (¬1). 30 - باب الشهادة سبع سوى القتل قال الحافظ: ... وفيه «الشهداء سبعون سوى القتل في سبيل الله» فذكر زيادة على حديث أبي هريرة الحريق، وصاحب ذات الجنب، والمرأة تموت بجمع (¬2). 31 - باب قول الله - عز وجل - {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ - إلى قوله - غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 95، 96] 2832 - عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال: «رأيت مروان بن الحكم جالسًا في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أملى عليَّ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قال فجاءه ابن أمَّ مكتوب وهو يملُّها عليَّ فقال: ¬
32 - باب الصبر عند القتال
يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت - وكان رجلًا أعمى - فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله - صلى الله عليه وسلم - فخِذُهُ على فخِذِي. فثقُلت عليَّ حتى خِفتُ أن ترضَّ فخِذي. ثم سُرَّي عنه، فأنزل الله - عز وجل -: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (¬1). 32 - باب الصبر عند القتال 2833 - عن سالم أبي النَّضر أن عبد الله بن أبي أوفى كتب فقرأته إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا لقيتموهم فاصبروا» (¬2). 34 - باب حفر الخندق 2835 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة وينقلون التراب على متونهم (¬3) ويقولون: نحن الذين بايعوا محمدًا على الجهاد ما بقينا أبدا والنبي - صلى الله عليه وسلم - يجيبهم ويقول: اللهم أنه لا خير إلا خيرُ الآخرة، فبارك في الأنصار والمهاجرة. 36 - باب فضل الصوم في سبيل الله 2480 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ¬
37 - باب فضل النفقة في سبيل الله
يقول: «من صام يومًا (¬1) في سبيل الله بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا». 37 - باب فضل النفقة في سبيل الله (¬2) 2842 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام على المنبر فقال: «إنما أخشى عليكم من بعدي ما يُفتَح عليكم من بركات الأرض. ثم ذكر زهرة الدنيا فبدأ بإحداهما وثنى بالأخرى. فقام رجل فقال: يا رسول الله، أوَيأتي الخير بالشرّ؟ فسكت عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، قلنا يُوحى إليه، وسكت الناس كأن على رؤوسهم الطير. ثم إنه مسح عن وجهه الرُّحضاء، فقال: أين السائل آنفًا؟ أوَخيرٌ (¬3) هو - ثلاثًا - إن الخير لا يأتي إلا بالخير. وإنه كل ما يُنبت الرَّبيع ما يقتل حَبَطًا أو يُلمُّ، أكلت حتى امتدَّت خاصرتاها استقبلت الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت. وإن هذا المال خضرة حلوة، ونعم صاحب (¬4) المسلم لمن أخذه بحقَّه فجعله في سبيل الله واليتامى ¬
38 - باب فضل من جهز غازيا أو خلفه بخير
والمساكين ومن لم يأخذها بحقه فهو كالآكل الذي لا يشبع، ويكون عليه شهيدًا يوم القيامة». 38 - باب فضل من جهَّز غازيًا أو خلَفَهُ بخير 2844 - عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يدخل بيتًا بالمدينة غير بيت أم سُليم، إلا على أزواجه، فقيل له، فقال: «إني أرحمُها، قُتل أخوها معي» (¬1). 39 - باب التحنيط عند القتال قال الحافظ: .... واستدل به على أن الفخذ ليست عورة (¬2)، وقد مضى البحث فيه في أوائل كتاب الصلاة. 41 - باب هل يُبعث الطليعة وحده 2847 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ندب النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس - قال صدقةُ أظنُّه يوم الخندق - فانتدب الزبير، ثم ندب الناس فانتدب الزبير، ثم ندب الناس فانتدب الزبير، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن لكل نبيَّ حواريًا، وحواريَّ الزبير بن العوام» (¬3). ¬
42 - باب سفر الاثنين
42 - باب سفر الاثنين 2848 - عن مالك بن الحويرث قال: انصرفت من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لنا - أنا وصاحب لي -: «أذَّنا وليَؤمّكما أكبركما» (¬1). قال الحافظ: قال الطبري: ... وليس بحرام فالسائر وحده في فلاة وكذا البائت في بيت وحده (¬2) لا يأمن من الاستيحاش لاسيما إذا كان ذا وساوس رديئة .. ¬
43 - باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
43 - باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة 2851 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «البركة في نواصي الخيل» (¬1). 44 - باب الجهاد ماضٍ مع البَرَّ والفاجر لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة». 2852 - عن عروة البارقي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر والمغنمَ» (¬2). 45 - باب من احتبس فرسًا في سبيل الله لقوله تعالى: {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} 2853 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من احتبس فرسًا في سبيل الله، إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده، فإن شبَعَه وريَّهُ وروثَهُ وبولَهُ في ميزانه يوم القيامة» (¬3). ¬
46 - باب اسم الفرس والحمار
46 - باب اسم الفرس والحمار 2856 - عن معاذ - رضي الله عنه - قال: كنت رِدف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار يقال له عُفير، فقال: «يا معاذ، هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله؟ » قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئًا، وحقُّ (¬1) العباد على الله أن يُعذَّب من لا يشرك به شيئًا»، فقلت: يا رسول الله أفلا أُبشر به الناس؟ قال: «لا تُبشَّرهم فيتَّكلوا» (¬2). 2857 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان فزع بالمدينة، فاستعار النبي - صلى الله عليه وسلم - فرسًا لنا يقال له مندوب، فقال: ما رأينا من فزع، وإن وجدناه لبَحْرًا» (¬3). 47 - باب ما يذكر من شُؤم الفرس 2859 - عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن كان في شيء ففي المرأة والفرس والمسكن» (¬4). ¬
48 - الخيل لثلاثة
48 - الخيل لثلاثة 2860 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الخيل لثلاثة: لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر. فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال في مرج أو روضة، فلما أصابت في طيَلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات، ولو أنها قطعت طيلها فاستنَّت شرفا أو شرفين كانت أرواثها وآثارها حسنات له، ولو أنها مرَّت بنهر فشربت منه ولم يُرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له. فأما الرجل الذي هي عليه وزر فهو رجل ربطها فخرًا ورياء ونواء لأهل الإسلام فهي وزر (¬1) على ذلك». وسُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحُمر فقال: «ما أنزل علىَّ فيها إلا هذه الآية الجامعة الفاذَّة: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}» (¬2). 49 - من ضرب دابة غيره في الغزو 2861 - عن جابر بن عبد الله قال: «سافرت معه في بعض أسفاره .. (الحديث) .. يا جابر استمسك، فضربه (¬3) بسوطه ضربة، فوثب البعير ¬
51 - باب سهام الفرس
مكانه، فقال: أتبيع الجمل؟ قلت: نعم، فلما قدمنا المدينة ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد في طوائف أصحابه، فدخلت عليه وعقلتُ الجمل في ناحية البلاط فقلت له: هذا جملُك. فخرج فجعل يُطيف بالجمل ويقول: الجمل جملنا. فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أواق من ذهب فقال: «أعطوها جابرًا. ثم قال: «استوفيت الثمن؟ » قلت: نعم. قال: الثمن والجمل لك (¬1)». 51 - باب سهام الفرس 2863 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل للفرس سهمين ولصاحبه سهمًا (¬2). وقال مالك: يُسهم للخيل والبراذين منها لقوله: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا} ولا يُسهم لأكثر من فرس. 52 - باب قادة دابَّة غيره في الحرب 2864 - عن أبي إسحاق قال رجل للبراء بن عازب - رضي الله عنه -: أفررتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حُنين؟ قال: لكنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يفرَّ، إن هوازن كانوا قومًا رُماة، وإنما لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا، فأقبل المسلمون على الغنائم، فاستقبلونا بالسَّهام، فأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يفرَّ، فلقد رأيته وإنه لعلى بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان اخذ بلجامها (¬3) والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب» (¬4). ¬
53 - باب الركاب، والغرز للدابة
53 - باب الرَّكاب، والغرز للدابة 2865 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا أدخل رجله في الغرز واستوت به ناقته قائمة أهلَّ من عند مسجد ذي الحليفة» (¬1). 54 - باب ركوب الفرس العُرى 2866 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - «استقبلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - على فرس عُرْىٍ (¬2) ما عليه سرج في عُنقه سيف». 55 - باب الفرس القطوف 2867 - عن أنس ابن مالك - رضي الله عنه - «أن أهل المدينة فزعوا مرة فركب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرسًا لأبي طلحة كان يقطفُ- أو كان فيه قطاف- فلما رجع قال: وجدنا فرسكم هذا بحرًا، فكان بعد ذلك لا يُجارى» (¬3). 56 - باب السبق بين الخيل 2868 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «أجري النبي - صلى الله عليه وسلم - ما ضُمَّر من الخيل من الحفياء إلى ثنيَّة الوداع، وأجرى ما لم يُضمَّر (¬4) من الثَّنيَّة إلى ¬
58 - باب غاية السباق للخيل المضمرة
مسجد بني زُرَيق. قال ابن عمر: وكنت فيمن أجرى» (¬1). 58 - باب غاية السباق للخيل المضمَّرة 2870 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «سابق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الخيل التي قد ضُمرت، فأرسلها من الحفياء، وكان أمدُها ثنيَّة الوداع. فقلت لموسى: فكم كان بين ذلك؟ قال: ستة أميال أو سبعة. وسابق بين الخيل التي لم تضمَّر، فأرسلها من ثنيَّة الوداع، وكان أمدُها مسجد بني زريق. قلت: فكم بين ذلك؟ قال: ميل أو نحوه. وكان ابن عمر ممن سابق فيها» (¬2). قال الحافظ: ... وقد أجمع العلماء على جواز المسابقة بغير عوض، لكن قصرها مالك والشافعي على الخف والحافر والنصل، وخصه بعض العلماء بالخيل، وأجازه عطاء في كل شيء (¬3). ¬
60 - باب الغزو على الحمير
قال الحافظ: .. وهو أن يخرج كل منهما سبقًا فمن غلب أخذ السبقين فاتفقوا على منعه (¬1) 60 - باب الغزو على الحمير قال الحافظ: ... (باب الغزو على الحمير) (¬2). 62 - جهاد النساء 2876 - عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله نساؤه عن الجهاد فقال: «نِعْمَ الجهادُ الحجُ» (¬3). 63 - باب غزو المرأة في البحر 2877 - 2878 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابنة ملحان فاتَّكأ عندها، ثم ضحك، فقالت: لم تضحك يا رسول الله؟ فقال: «ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله، مثلهم ¬
64 - باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه
مثل الملوك على الأسرة». فقالت يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: «اللهم اجعلها منهم». ثم عاد فضحك، فقالت له مثل- أو ممَّ- ذلك، فقال لها مثل ذلك، فقال ادع الله أن يجعلني منهم، قال: «أنت من الأولَّين (¬1) ولست من الآخرين». قال: قال أنس فتزوَّجت عُبادة بن الصامت فركبت البحر مع بنت قِرظة، فلما قفلت ركبت دابَّتها، فوقصت بها، فسقطت عنها فماتت» (¬2). 64 - باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه 2879 - عن عائشة - رضي الله عنها - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يخرج أقرَعَ بين نسائه فأيتهن يخرج سهمها خرج بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقرع (¬3) بيننا في غزوة غزاها، فخرج فيها سهمي، فخرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل (¬4) أن ينزل الحجاب» (¬5). ¬
65 - باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال
65 - باب غزو النساء وقتالهن (¬1) مع الرجال 2880 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأمَّ سُليم وإنهما لمشمَّرتان أرى خدم سوقهن تنقُزان القربِ- وقال غيرة: تنقُلان القِرب- على متونهما ثم تُفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتُفرغانه في أفواه القوم» (¬2). 67 - باب مداواة النساء الجرحى في الغزو 2882 - عن الربُّيِّع بنت مُعوَّذ قالت: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - نسقي، ونُداوي الجرحى، ونَرُدُّ القتلى إلى المدينة» (¬3). 68 - باب رَّد النساء الجرحى والقتلى قال الحافظ: .. وفيه جواز معالجة المرأة الأجنبية الرجل الأجنبي للضرورة (¬4). 70 - باب الحراسة في الغزو في سبيل الله 2885 - عن عائشة - رضي الله عنها - قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - سَهرَ، فلما ¬
71 - باب فضل الخدمة في الغزو
قدم المدينة قال: «ليت رجلًا من أصحابي يحرُسني الليلة»، إذ سمعنا صوت سلاح، فقال: «من هذا؟ » فقال: أنا سعد بن أبي وقاص جئت لأحرسك. فنام النبي - صلى الله عليه وسلم -» (¬1). 2887 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «تعس عبدُ الدينار وعبدُ الدرهم وعبدُ الخميصة: إن أُعطي رضيَ وإن لم يُعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش. طوبي لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعثِ رأسه مُغبرة قدماه، إن كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة. إن استأذن لم يَؤذن له، وإن شفَعَ لم يُشفَّع» (¬2). 71 - باب فضل الخدمة في الغزو 2888 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «صبحت جرير بن عبد الله فكان يخدمني (¬3). وهو أكبر من أنس. قال جرير: إني رأيت الأنصار يصنعون شيئًا لا أجد أحدًا منهم إلا أكرمته» (¬4). ¬
72 - باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر
2889 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر أخدمه، فلما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - راجعًا وبدا له أُحُدَّ قال: «هذا جبل يُحبنا ونُحبه» (¬1). ثم أشار بيده إلى المدينة قال: «اللهم إني أُحرَّم ما بين لابتيها كتحريم إبراهيم مكة، اللهم بارك لنا في صاعنا ومُدَّنا». 2890 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثرُنا ظلًا الذي يستظل بكسائه، وأما الذين صاموا فلم يعملوا شيئًا، وأما الذين أفطروا فبعثوا الرَّكاب. وامتهنوا وعالجوا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ذهب المفطرون اليوم بالأجر» (¬2). 72 - باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر قال الحافظ: .. والسلامي (¬3) تقدم تفسيره في الصلح مع بعض الكلام عليه. 73 - باب فضل رباط يوم في سبيل الله 2892 - عن سهل بن سعد الساعديَّ - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «رباط يوم في سبيل الله (¬4) خير من الدنيا وما عليها. وموضع سوط ¬
74 - باب من غزا بصبي للخدمة
أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها» (¬1). 74 - باب من غزا بصبي للخدمة (¬2) 2893 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبى طلحة: «التمس لي غلامًا من غلمانكم يخدمني حتى أخرج إلى خيبر»، فخرج بي أبو طلحة مردفي وأنا غلام راهقت الحلم، فكنت أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل، فكنت أسمعه كثيرًا يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال». ثم قدمنا خيبر، فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب - وقد قتل زوجها، وكانت عروسًا - فاصطفاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه، فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت، فبني بها، ثم صنع حيسًا في نطع صغير، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «آذن من حولك». فكانت تلك وليمة (¬3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صفية .... الحديث». ¬
75 - باب ركوب البحر
75 - باب ركوب البحر قال الحافظ: ... وفي حديث زهير بن عبد الله يرفعه «من ركب البحر إذا ارتج فقد برئت منه الذمة» وفى رواية «فلا يلومن إلا نفسه» أخرجه أبو عبيد في «غريب الحديث» وزهير مختلف في صحبته، وقد أخرج البخاري حديثه في تاريخه (¬1). قال الحافظ: .. قوله (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) في رواية النسائي «إنما نصر الله هذه الأمة بضعفتهم، -بدعواتهم وصلاتهم وإخلاصهم» (¬2). 77 - باب لا يقول (¬3) فلان شهيد قال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله». 2898 - عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم ... (الحديث) قال فجرح الرجل جرحًا شديدًا، ¬
79 - باب اللهو بالحراب ونحوها
فاستعجل الموت (¬1)، فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه ... الحديث» (¬2). 79 - باب اللهو بالحراب ونحوها 2901 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «بينا الحبشة يلعبون عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بحرابهم، دخل عمر فأهوى إلى الحصي فحصبهم بها، فقال: دعهم يا عمر». زاد على: حدثنا عبد الرازق أخبرنا معمر «في المسجد» (¬3). 80 - باب المجن ومن يترس بترس صاحبه 2903 - عن أبي حازم عن سهل قال: «لما كسرت بيضة النبي - صلى الله عليه وسلم - على رأسه وأدمي وجهه وكسرت رباعيته، وكان على يختلف بالماء في المجن وكانت فاطمة تغسله، فلما رأت الدم يزيد على الماء كثرة عمدت إلى ¬
81 - باب الدرق
حصير فأحرقتها وألصقتها على جرحه فرقًا الدم» (¬1). 2905 - عن علي - رضي الله عنه - قال: «ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يفدي رجلًا بعد سعد، سمعته يقول: ارم فداك أبى وأمي» (¬2). قال الحافظ: ... وفى حديث علي جواز التفدية، وسيأتي بسط ذلك بأدلته وبيان ما يعارضه في كتاب الأدب (¬3) إن شاء الله تعالي. 81 - باب الدرق 2906 - عن عائشة - رضي الله عنها - «دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان تغنيان (¬4) بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «دعهما». فلما غفل غمزتهما فخرجتا». 82 - باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق 2908 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس، وأشجع ¬
83 - باب ما جاء في حلية السيوف
الناس. ولقد فزع أهل المدينة ليلة فخرجوا نحو الصوت فاستقبلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد استبرأ الخبر وهو على فرس لأبي طلحة عري وفى عنقه السيف وهو يقول: لم تراعوا، لم تراعوا. ثم قال: «وجدناه بحرًا». أو قال: إنه لبحر» (¬1). 83 - باب ما جاء في حلية السيوف 2909 - عن أبي أمامة قال: «لقد فتح الفتوح قوم ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة، إنما كانت حليتهم العلابي والآنك والحديد» (¬2). 84 - باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة 2910 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أخبره أنه غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل نجد، فلما قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاة، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتفرق الناس يستظلون بالشجر، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة وعلق بها سيفه، ونمنا نومة، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعونا، وإذا عنده أعرابي فقال: إن هذا اخترط على سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده سلتًا، فقال: من يمنعك مني؟ فقلت الله (ثلاثًا) (¬3). ولم يعاقبه وجلس». ¬
85 - باب لبس البيضة
85 - باب لبس البيضة 2911 - عن سهل - رضي الله عنه - أنه سئل عن جرح النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد فقال: «جرح وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة - رضي الله عنها - تغسل الدم وعلى يمسك. فلما رأت أن الدم لا يرتد إلا كثرة أخذت حصيرًا فأحرقته حتى صار رمادًا، ثم ألزقته (¬1)، فاستمسك الدم». 86 - باب من لم ير كسر السلاح عند الموت قال الحافظ: ... قوله (باب من لم ير كسر السلاح وعقر الدواب (¬2) عند الموت). 87 - باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر 2913 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أنه غزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاة، فتفرق (¬3) الناس في العضاة يستظلون بالشجر ... الحديث». 88 - باب ما قيل في الرماح 2914 - عن أبى قتادة - رضي الله عنه - أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا ¬
89 - باب ما قيل في درع النبي - صلى الله عليه وسلم - والقميص في الحرب
كان ببعض طريق مكة تخلف مع أصحاب له محرمين وهو غير محرم، فرأى حمارًا وحشيًا، فاستوي على فرسه، فسأل أصحابه أن يناولوه سوطه فأبوا، فسألهم، فسألهم رمحه (¬1) فأبوا، فأخذه ثم شد على الحمار فقتله، فأكل منه بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبى بعض، فلما أدركوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألوه عن ذلك فقال: «إنما هي طعمة أطعمكموها الله». قال الحافظ: .. وجعلت الذلة والصغار على من خلف أمرئ، ومن تشبه بقوم فهو منهم «وأخرج أبو داود منه قوله «من تشبه بقوم فهو منهم» (¬2). قال الحافظ: ... وله شاهد مرسل بإسناد حسن أخرجه ابن أبي شيبة من طريق الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... 89 - باب ما قيل في درع النبي - صلى الله عليه وسلم - والقميص في الحرب وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أما خالد فقد احتبس أدراعه في سيبل الله». 2915 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في ¬
قبة: «اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك. اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم». فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألححت على ربك. وهو في الدرع (¬1)، فخرج وهو يقوم: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 45، 46]. 2916 - عن عائشة - رضي الله عنهما - قالت: «توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعًا من شعير». 2917 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مثل البخيل والمتصدق مثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما، فكلما هم المتصدق بصدقته اتسعت عليه حتى تعفى أثره، وكلما هم البخيل (¬2) بالصدقة انقبضت كل حلقة إلى صاحبتها وتقلصت عليه وانضمت يداه إلى تراقيه». فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «فيجتهد أن يوسعها فلا تتسع» (¬3). ¬
90 - باب الجبة في السفر والحرب
90 - باب الجبة في السفر والحرب 2918 - عن المغيرة بن شعبة قال: «انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجته، ثم أقبل، فتلقيته بماء - وعليه جبة شامية - فمضمض واستنشق، وغسل وجهه، فذهب يخرج يديه من كميه وكانا ضيقين، فأخرجهما من تحت، فغسلهما، ومسح برأسه وعلى خفيه» (¬1). 91 - باب الحرير في الحرب 2919 - عن قتادة عن أنس «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخص لعبد الله بن عوف والزبير في قميص من حرير من حكة كانت بهما» (¬2). 92 - باب ما يذكر في السكين 2923 - عن جعفر بن عمرو بن أمية الضميري عن أبيه قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل من كتف يحتز (¬3) منها، ثم دعي إلى الصلاة فصلي ولم يتوضأ». ¬
93 - باب ما قيل في قتال الروم
93 - باب ما قيل في قتال الروم 2924 - عن أم حرام أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا»، قالت أم حرام: قلت يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم». فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: «لا» (¬1). 94 - باب قتال اليهود 2925 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول: يا عبد الله، هذا يهودي ورائي فاقتله» (¬2). 95 - باب قتال الترك 2928 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك، صغار الأعين حمر الوجوه، ذلف الأنوف، كأن وجوههم المجان (¬3) المطرقة. ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر». قال الحافظ: ... وكان خروجه (بابك الخرمي) في سنة إحدى ومائتين أو قبلها، وقتله في سنة اثنتين وعشرين (¬4). ¬
97 - باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته فاستنصر
97 - باب من صَفَّ أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته فاستنصر 2930 - عن البراء- وسأله رجل: «أكنتم فررتم يا أبا عُمارة يوم حُنين- قال: لا والله، ما ولَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج شُبّان أصحابه وخفافهم حُسَّرًا ليس بسلاح، فأتوا قومًا رُماة جمعَ هوازن وبني نصر، ما يكاد يسقط لهم سهم، فرشقوهم رشقًا ما يكادون يُخطئون، فأقبلوا هنالك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو على بغلته البيضاء وابن الحارث بن عبد المطلب يقود به، فنزل واستنصر ثم قال: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب»، ثم صفَّ أصحابه» (¬1). 2932 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو في القنوت: اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مُضر، اللهم سنين كسني يوسف» (¬2). 2933 - عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنهما - يقول: «دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب على المشركين فقال اللهم مُنزل الكتاب، سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم» (¬3). 2934 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي في ظل ¬
100 - باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم
الكعبة، فقال أبو جهل وناس من قريش، ونُحرت جزور بناحية مكة فأرسلوا من سلاها وطرحوه عليه، فجاءت فاطمة فألقته عنه، فقال اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، لأبي جهل بن هشام وعُقبة (¬1) بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عُتبة وأُبيَّ بن خلف وعُقبة بن أبي مُعيط. قال عبد الله: فلقد رأيتهم في قَليب بدر قتلى. قال أبو إسحاق: ونسيتُ السابع. وقال يوسف بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق: «أمية بن خلف»، وقال شعبة «أمية أو أُبيٌّ» والصحيح أمية (¬2). 2935 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن اليهود دخلوا على - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السامُ عليك، ولعنتُهم. فقال: ما لك؟ قلت: أولم تسمع ما قالوا؟ قال فلم تسمعي ما قلت: وعليكم» (¬3). 100 - باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألَّفهم قال الحافظ: ... وأنه - صلى الله عليه وسلم - كان تارة يدعو عليهم وتارة يدعو لهم، فالحالة الأولى حيث تشتد شوكتهم ويكثر أذاهم كما تقدم في الأحاديث التي قبل هذا بباب، والحالة الثانية حيث تؤمن غائلتهم ويرجى تألفهم كما في قصة دوس (¬4). ¬
101 - باب دعوة اليهود والنصارى وعلى ما يقاتلون عليه؟
101 - باب دعوة اليهود والنصارى وعلى ما يقاتلون عليه؟ 2939 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بكتابه إلى كسرى، فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين يدفعه عظيم البحرين إلى كسرى. فلما قرأه كسرى خرَّقه، فحسبت أن سعيد بن المسيب قال: فدعا عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُمزَّقوا كل ممزَّق» (¬1). 102 - باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى الإسلام والنبوة 2941 - قال ابن عباس: فأخبرني أبو سفيان بن حرب أنه كان بالشام في رجال من قريش قدموا تجارًا في المدة التي كانت بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين كفار قريش ... (الحديث) ... فقال: كنتم تتهمونه على الكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا. قال: فأشراف الناس يتَّبعونه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم. قال: فيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون. قال: فهل يرتدُّ أحد سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا (¬2). قال: فهل يغدِرُ؟ ... (الحديث) ... ولو أرجو أن أخلُص إليه لتجشَّمتُ لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت قدميه (¬3) ... (الحديث) ... قال أبو سفيان: والله ما زلت ذليلًا مُستيقنًا ¬
103 - باب من أراد غزوة فورى بغيرها، ومن أحب الخروج يوم الخميس
بأن أمره سيظهر حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره» (¬1). 2942 - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلًا يفتح الله على يديه، فقاموا يرجون لذلك أيهم يُعطى، فقال: أين عليٌ؟ فقيل: يشتكي عينيه، فأمر فدُعي له فبصق في عينيه فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء، فقال: نُقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال: على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعُهُم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حُمُر النَّعَم» (¬2). 2943 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قومًا لم يُغِرْ حتى يصبح، فإن سمع أذانًا أمسك، وإن لم يسمع أذانًا أغار بعد ما يصبح، فنزلنا خيبر ليلًا (¬3). 103 - باب من أراد غزوة فورَّى بغيرها، ومن أحبَّ الخروج يوم الخميس 2947 - عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب - رضي الله عنه - وكان قائد كعب من بنيه- قال: «سمعت كعب بن مالك حين تخلَّف عن رسول الله ¬
104 - باب الخروج بعد الظهر
- صلى الله عليه وسلم - ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد غزوة إلا ورَّى (¬1) بغيرها». 2949 - عن كعب بن مالك أن كعب بن مالك - رضي الله عنه - كان يقول: «لقلما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج في سفر إلا يوم الخميس» (¬2). 104 - باب الخروج بعد الظهر 2951 - عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بالمدينة الظهر أربعًا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، وسمعتهم يصرخون بهما جميعًا» (¬3). 106 - باب الخروج في رمضان (¬4) 2953 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان فصام حتى بلغ الكَديدَ أفطر». 107 - باب التوديع 2954 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ¬
108 - باب السمع والطاعة للإمام
بعث فقال لنا: «إن لقيتم فلانًا وفلانًا- لرجلين من قريش سماهما- فحرِّقوهما بالنار». قال: ثم أتيناه نودِّعه حين أردنا الخروج فقال: «إني كنت أمرتُكم أن تحرِّقوا فلانًا وفلانًا بالنار، وإن النار لا يُعذِّب (¬1) بها إلا الله، فإن أخذتموهما فاقتلوهما». 108 - باب السمع والطاعة للإمام 2956 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «السمع والطاعة حق، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة» (¬2). 109 - باب يُقاتل من وراء الإمام، ويُتَّقى به 2956 - عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «نحن الآخرون (¬3) السابقون». 110 - باب البيعة في الحرب أن لا يفرُّوا، وقال بعضهم: على الموت 2958 - عن عمر - رضي الله عنه - «رجعنا من العام المقبل، فما اجتمع منا ¬
111 - باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون
اثنان على الشجرة (¬1). التي بايعنا تحتها، كانت رحمة من الله. فسألنا نافعًا: على شيء بايعهم، على الموت؟ قال: لا، بل بايعهم على الصبر». قال الحافظ: ... كأنه أشار إلى أن لا تنافي بين الروايتين لاحتمال أن يكون ذلك في مقامين، أو أحدهما يستلزم الآخر (¬2). قال الحافظ: ... وكان فرضًا عليهم أن لا يفروا عنه حتى يموتوا (¬3) دونه. 111 - باب عزم الإمام على الناس فيما يُطيقون 2964 - قال عبد الله - رضي الله عنه - «لقد أتاني اليوم رجل فسألني عن أمر ما دريت ما أردُّ عليه فقال: أرأيت رجلًا مؤديًا نشيطًا يخرج مع أمرائنا في المغازي ... (الحديث) ... وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله. وإذا شكَّ في نفسه شيء سأل رجلًا فشفاه منه، وأوشك أن لا تجدوه. والذي لا إله إلا هو، ما أذكر ما أذكر ما غبرَ من الدنيا إلا كالثَّغْب شُرب صفوهُ، وبقي كَدَرُه» (¬4). ¬
112 - باب كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس
قال الحافظ: وأما توقف ابن مسعود عن خصوص جوابه وعدوله إلى الجواب العام فللإشكال الذي وقع له من ذلك .. ويستفاد منه التوقف في الإفتاء فيما أشكل من الأمر كما لو أن بعض الأجناد استفتى ... إلخ (¬1). 112 - باب كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا لم يُقاتل أول النهار أخَّر القتال حتى تزول الشمس 2965 - عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أيامه التي لقيَ فيها انتظر حتى مالت الشمس» (¬2). 113 - باب استئذان الرجل الإمام لقوله {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ} [النور: 62]. 2967 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فتلاحق بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا على ناضح لنا قد أعيا فلا يكاد يسير، فقال لي: «ما لبعيرك؟ » قال قلت: أعيا ... (الحديث) ... قال: فلما ¬
116 - باب مبادرة الإمام عند الفزع
قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة غدوت عليه بالبعير، فأعطاني ثمنه وردَّه عليَّ» (¬1). 116 - باب مبادرة الإمام عند الفزع عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان بالمدينة فزع، فركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرسًا لأبي طلحة فقال: «ما رأينا من شيء، وإن وجدناه لبَحْرًا (¬2)» (¬3). 119 - باب الجعائل والحُملان في السبيل 2971 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن عمر بن الخطاب حمل على فرس في سبيل الله فوجده يُباع، فأراد أن يبتاعه فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: لا تَبتَعْه ولا تعد في صدقتك» (¬4). 2972 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لولا أن أشُقَّ على أمتي ما تخلَّفت عن سرية، ولكن لا أجد حمولة، ولا أجد ما ¬
120 - باب الأجير وقال الحسن وابن سيرين: يقسم للأجير من المغنم
أحملهم عليه، ويشُقُّ عليَّ أن يتخلَّفوا عني، ولوَددتُ أني قاتلت في سبيل الله فقُتلت ثم أُحييت، ثم قُتلت ثم أحييت» (¬1). 120 - باب الأجير وقال الحسن وابن سيرين: يُقسم للأجير من المغنم 2973 - عن صفوان بن يعلى عن أبيه - رضي الله عنه - قال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك فحملت على بكر، فهو أوثق أعمالي في نفسي، فاستأجرت أجيرًا فقاتل رجلًا فعض أحدهما الآخر، فانتزع يده من فيه ونزع ثنيَّته، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأهدرها فقال: «أيدفع يده إليك فتقضمها كما يقضم الفحل» (¬2). قال الحافظ: ... للأجير في الغزو حالان: إما أن يكون استؤجر للخدمة أو استؤجر ليقاتل، فالأول قال الأوزاعي وأحمد وإسحاق: لا يسهم له (¬3). ¬
131 - باب ما قيل في لواء النبي - صلى الله عليه وسلم -
131 - باب ما قيل في لواء النبي - صلى الله عليه وسلم - 29774 - عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي «أن قيس بن سعد الأنصاري - رضي الله عنه - وكان صاحب لواء (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد الحجَّ فرجَّل». 2975 - عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «كان عليٌّ - رضي الله عنه - تخلَّف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في خيبر، وكان به رَمَدٌ، فقال: أنا أتخلَّف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فخرج عليٌ فلحق النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها فقال رسول الله: لأُعطينَّ الراية- أو قال ليأخدن- غدًا رجل يحبُّه الله ورسوله، أو قال: يحبُّ الله ورسوله، يفتح الله عليه. فإذا نحن بعلي وما نرجوه. فقالوا: هذا عليٌ، فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففتح الله عليه» (¬2). 2976 - عن نافع بن جبير قال: «سمعت العباس يقول للزبير - رضي الله عنهما -: هاهنا أمرَكَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تركُزَ الراية» (¬3). قال الحافظ: ... وأبين تعيين المكان المشار إليه وأنه الحجون، وهو بفتح المهلة وضم الجيم الخفيفة (¬4). ¬
122 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «نصرت بالرعب مسيرة شهر»
122 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «نصرت بالرعب مسيرة شهر» وقول الله - عز وجل -: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ} [آل عمران: 151] قال جابر عن النبي: 2977 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بعثتُ بجوامع الكلم، ونصرتُ بالرعب». فبينا أنا نائم أوتيت مفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي قال أبو هريرة: وقد ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنتم تنتثلونها» (¬1). 2978 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن أبا سفيان أخبره أن هرقل أرسل إليه ... - وهم بإيلياء - ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما فرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا، فقلت لأصحابي حين أُخرجنا: لقد أمِر أمْر ابن كبشة (¬2)، إنه يخافه ملك بنى الأصفر». 123 - باب حمل الزاد في الغزو وقول الله - عز وجل -: «{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]. 2979 - عن أسماء - رضي الله عنها - قالت: «صنعت سفرة (¬3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت أبي بكر حين أراد أن يُهاجر إلى المدينة. قالت: فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به، فقلت لأبى بكر: والله ما أجد شيئًا أربط به إلا ¬
نطاقي. قال: فشقيه باثنين فاربطيه: بواحد السقاء، وبالآخر السفرة، فلذلك سميت ذات النطاقين» (¬1). 2980 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كنا نتزود لحوم الأضاحي على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة» (¬2). 2981 - عن سويد بن النعمان أنه خرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر، حتى إذا كانوا بالصهباء - وهي أدنى خيبر - فصلوا العصر، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأطعمة، ولم يؤت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بسويق، فلكنا فأكلنا وشربنا، ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فمضمض ومضمنا وصلينا» (¬3). 2982 - عن سلمة - رضي الله عنه - قال: «خفت أزواد الناس وأملقوا، فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - في نحر إبلهم، فأذن لهم، فلقيهم عمر فأخبروه، فقال: ما بقاؤكم بعد إبلكم؟ فدخل عمر على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ما بقاؤهم بعد إبلهم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ناد في الناس يأتون بفضل أزوادهم، فدعا وبرك عليهم، ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فرغوا، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله» (¬4). ¬
124 - باب حمل الزاد على الرقاب
124 - باب حمل الزاد على الرقاب 2983 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «خرجنا ونحن ثلاثمائة نحمل زادنا على رقابنا، ففني زادنا، حتى كان الرجل منا يأكل في كل يوم تمرة. قال رجل: يا أبا عبد الله، وأين كانت التمرة تقع من الرجل؟ قال: لقد وجدنا فقدها حين فقدناها، حتى أتينا البحر، فإذا حوت قد قذفه البحر، فأكلنا منه ثمانية عشر يومًا ما أحببنا» (¬1). 125 - باب إرداف المرأة خلف أخيها 2984 - عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: يا رسول الله يرجع أصحابك بأجر حج وعمرة، ولم أزد على الحج؟ (¬2) فقال لها: «اذهبي، وليردفك عبد الرحمن». فأمر عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم. فانتظرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأعلى مكة حتى جاءت». 2985 - عن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق - رضي الله عنهما - قال: «أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أردف عائشة وأعمرها من التنعيم» (¬3). ¬
127 - باب الردف على الحمار
127 - باب الردف على الحمار 2988 - عن عبد الله - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته مردفًا أسامة بن زيد ومعه بلال ومعه عثمان بن طلحة من الحجية حتى أناخ في المسجد، فأمره أن يأتي بمفتاح البيت (¬1)، ففتح ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه أسامة وبلال وعثمان، فمكث فيها نهارًا طويلًا، ثم خرج فاستبق الناس، فكان عبد الله بن عمر أول من دخل، فوجد بلالًا وراء الباب قائمًا. فسأله: أين صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأشار له إلى المكان الذي صلى فيه. قال عبد الله: فنسيت أن أسأله: كم صلى من سجدة». 128 - باب من أخد بالركاب ونحوه 2989 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس: يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها - أو يرفع عليها متاعه - صدقة، والكلمة الطبية صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة» (¬2). ¬
129 - باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو
129 - باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو 2990 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهي أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو» (¬1). قال الحافظ: ... أجمع الفقهاء أن لا يسافر بالمصحف في السرايا والعسكر الصغير المخوف عليه (¬2). 130 - باب التكبير عند الحرب 2991 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «صبح النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر وقد خرجوا بالمساحي على أعناقهم، فلما رأوه قالوا: محمد والخميس، محمد والخميس. فلجئوا إلى الحصن، فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه، وقال: الله أكبر، خربت (¬3) خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، وأصبنا حمرًا فطبخناها، فنادي منادي النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الله ورسوله ينهياكم عن لحوم الحمر، فأكفئت القدور بما فيها» تابعه علي عن سفيان «رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه». ¬
131 - باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير
131 - باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير 2992 - عن أبي موسي الأشعري - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكنا إذا أشرفنا علي واد هللنا وكبرنا، ارتفعت أصواتنا. فقال: النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنه معكم (¬1)، وإنه سميع قريب، تبارك اسمه، وتعالي جده». 132 - باب التسبيح إذا هبط واديًا 2993 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا» (¬2). 133 - باب التكبير إذا علا شرفًا قال الحافظ: .... ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله أن لا يوصف بالعلو لأن وصفه بالعلو من جهة المعني والمستحيل كون ذلك من جهة الحس (¬3). ¬
134 - باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة
134 - باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة 2996 - عن أبي موسي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا» (¬1). قال الحافظ: ... حديث أبي هريرة رفعه «من توطأ فأحسن وضوءه ثم خرج إلى المسجد فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله مثل أجر من صلى وحضر، لا ينقص ذلك من أجره شيئًا» أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم وإسناده قوي (¬2). 135 - باب السير وحده 2997 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: ندب النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس يوم الخندق، فانتدب الزبير (¬3)، ثم ندبهم فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن لكل نبي حواريًا وحوري الزبير» قال سفيان: الحواري الناصر. ¬
136 - باب السرعة في السير
قال الحافظ: ... قال ابن المنير: السير لمصلحة الحرب أخص من السفر، والخبر ورد في السفر فيؤخذ من حديث جابر جواز السفر منفردًا للضرورة (¬1). 136 - باب السرعة في السير 2999 - عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - - كان يحيي يقول: وأنا أسمع، فسقط عني - عن مسير النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فقال: فكان يسير العنق. فإذا وجد فجوة (¬2) نص. والنص فوق العنق». 137 - باب إذا حمل على فرس فرآها تباع 3002 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن عمر بن الخطاب حمل على فرس في سبيل الله، فوجده يباع، فأراد أن يبتاعه، فسأل رسول الله ¬
138 - باب الجهاد بإذن الأبوين
- صلى الله عليه وسلم -، قال: «لا تبتعه، ولا تعد في صدقتك» (¬1). 138 - باب الجهاد بإذن الأبوين 3004 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنه في الجهاد فقال: «أحي والداك؟ » قال: نعم. قال: «ففيهما فجاهد» (¬2). قال الحافظ: ... لأن برهما فرض عين عليه والجهاد فرض كفاية، فإذا تعين الجهاد فلا إذن (¬3). 139 - باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل 3005 - عن عباد بن تميم أن أبا بشير الأنصاري رضي الله أخبره أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، قال عبد الله حسبت أنه قال: والناس في مبيتهم، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسولًا: لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت (¬4). ¬
140 - باب من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجة أو كان له عذر هل يؤذن له؟
قال الحافظ: ... ويؤيده حديث عقبة بن عامر رفعه «من علق تميمة فلا أتم الله له» (¬1). قال الحافظ: ... فأما ما فيه ذكر الله فلا نهي فيه فإنه إنما يجعل للتبرك والتعوذ بأسمائه وذكره (¬2). قال الحافظ: ... وكذلك لا نهى عما يعلق لأجل الزينة ما لم يبلغ الخيلاء أو السرف. واختلفوا في تعليق الجرس (¬3). أيضًا. 140 - باب من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجَّة أو كان له عُذر هل يؤذن له؟ 3006 - عنى ابى عباس - رضي الله عنهما - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يخلُونَّ رجل بامرأة، ولا تُسافرنَّ امرأه إلا ومعها مَحْرمَ، فقام رجل فقال: يا رسول الله، اكتتبت في غزو كذا وكذا، وخرجت امرأتي حاجَّة، قال: اذهب فاحجُج مع امرأتك» (¬4). ¬
141 - باب الجاسوس
141 - باب الجاسوس 3007 - عن على - رضي الله عنه - قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد بن الأسود وقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه منها. فانطلقنا تعادَى خيلُنا، حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب. فقالت: ما معي من كتاب. فقلنا: لُتخرجن الكتاب، أو لنُلقينَّ الثياب. فأخرجته من عِقاصِها، فأتينا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أُناس من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا حاطب ما هذا؟ » قال: يا رسول الله لا تجعَل علىَّ، إني كنت امرءًا ملصقًا في قريش، ولم أكن من أنفُسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النَّسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون بها قرابتى، وما فعلت كفرًا ولا ارتدادا ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قد صدقكم». فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنُق هذا المنافق. قال: «إنه شَهدَ بدرًا، وما يُدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتُم فقد غفَرتُ لكم» (¬1). ¬
142 - باب الكسوة للأسارى
142 - باب الكسوة للأُسارى (¬1) 3008 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «لما كلن يوم بدر أُتيَ بالعباس ولم يكن عليه ثوب، فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - له قميصًا، فوجدوا قميص عبد الله بن أُبيّ يُقدَرُ عليه، فكساه النبي - صلى الله عليه وسلم - إياه، فلذلك نزع النبي - صلى الله عليه وسلم - قميصه الذي ألبسه». قال ابن عُيينة: كانت له عند النبي - صلى الله عليه وسلم - يدٌ، فأحبَّ أن يُكافئه (¬2). 143 - باب فضل من أسلم على يديه رجل 3009 - عن سهل - رضي الله عنه - يعني ابن سعد-قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم خبير: «لأُعطين الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه يُحبُّ الله ورسوله ويُحبُّه الله ورسوله». فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى، فغَدَوا كلُّهم يرجوه، فقال: «أين علىُّ؟ » فقيل: يشتكى عينيه، فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه، فقال: أُقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال: «أنفُذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعُهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما ¬
144 - باب الأسارى في السلاسل
يجب عليهم، فوالله لأن يهدى الله بك رجلًا خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعَم» (¬1). 144 - باب الأُسارى في السلاسل قال الحافظ: وسيأتي عن أبى هريرة في قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قال: «خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام»، قال ابن الجوزي: معناه أنهم أسروا وقيدوا، فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا طوعًا فدخلوا الجنة (¬2). 145 - باب فضل من أسلم من أهل الكتابين 3011 - عن أبى بردة أنه سمع أباه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: الرجل تكون له الأمَة فيُعلِّمها فيُحسن تعليمها، ويُؤدِّبُها فيُحسن تأديبها (¬3)، فيتزوجها، فله أجران. ومؤمن أهل الكتاب الذي كان مؤمنًا ثم آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فله أجران، والعبد الذي يؤدِّي حق الله لسيِّده». 146 - باب أهل الدار يبيتون، فيصاب الولدان والذِّرارىُّ 3012 - عن الصعب بن جثامه - رضي الله عنهم - قال: «مرَّ بي النبي - صلى الله عليه وسلم - ¬
147 - باب قتل الصبيان في الحرب
بالأبواء -أو بوَدّان- فسئل عن أهل الدار يُبيَّتون من المشركين فيصاب من نسائهم وذراريهم، قال: هم منهم. وسمعته يقول لا حمى (¬1) إلا لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -». 147 - باب قتل الصبيان في الحرب 3014 - عن عبد الله - رضي الله عنه - أخبره «أن امرأة وُجدت في بعض مغازي النبي - صلى الله عليه وسلم - مقتولة، فأنكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل النساء الصبيان» (¬2). 149 - باب لا يُعذَّب بعذاب الله 3016 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعث فقال: «إن وجدت فلانًا وفلانًا فأحرقوهما بالنار». ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أردنا الخروج: «إني أمرتُكم أن تُحرقوا فلانًا وفلانًا، وإن النار لا يُعذِّب (¬3) بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما». ¬
152 - باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق؟
3017 - عن أيوب عن عكرمة أن عليًا - رضي الله عنه - حرَّق (¬1) قومًا، فبلَغ ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أُحرَّقهم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تعذِّبوا بعذاب الله»، ولقتلُتهم كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من بدَّل دينه فاقتلوه». 152 - باب إذا حرَّق المشركُ المسلمَ هل يحرَّق؟ 3018 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رهطًا من عُكل ثمانية قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فاجتَووا المدينة، فقالوا: يا رسول الله أبلغنا رِسْلا، قال: «ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذَّود». فانطلقوا فشربوا من أبوابها وألبانها حتى صَحُّوا وسَمنوا، وقتلوا الراعي واستاقوا الذَّود، وكفروا بعد إسلامهم. فأتى الصريخ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبعث الطلب، فما ترجَّل النهار حتى أُتيَ بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ثم أمر بمسامير فأُحميت فكحَلَهم بها وطرحَهم بالحرَّة يستسقون فما يُسقون حتى ماتوا» (¬2). ¬
154 - باب حرق الدور والنخيل
154 - باب حرق الدور والنخيل 3020 - عن قيس بن أبي حازم قال: «قال لي جرير: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا تُريحُنى من ذي الخَلَصة» - وكان بيتًا في خثعَمَ يسمِّى كعبة اليمانية- قال فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمَس وكانوا أصحاب خيل، قال: وكنت لا أثُبتُ على الخيل، فضرب في صدري وقال: «اللهم ثبِّتْه واجعلْه هاديًا مَهْديا». فانطلق إليها فكسرها وحرّقها، ثم بعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبره فقال رسول جرير: والذي بعثك بالحق ما جئتُك حتى تركتها كأنها جملٌ أجوفُ أو أجرب. قال: فبارك في أحْمَس ورجالها خمس مرات» (¬1). 155 - باب قتل النائم المشرك 3022 - عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رهطًا من الأنصار إلى أبي رافع ليقتلوه، فانطلق رجل منهم فدخل حصنهم، قال فدخلت في مربط دواب لهم، قال وأغلقوا باب الحصن، ثم إنهم فقدوا حمارًا لهم فخرجوا يطلبونه، فخرجت فيمن خرج أُريهم أنني أطلُبه معهم، فوجدوا الحمار، فدخلوا ودخلت، وأغلقوا باب الحصن ليلًا، فوضعوا المفاتيح في كُوَّة حيث أراها، فلما ناموا أخذت المفاتيح ففتحت باب الحصن، ثم دخلت عليه فقلت: يا أبا رافع، فأجابنى فتعمدت فضربته، فصاح، ¬
156 - لا تمنوا لقاء العدو
فخرجت، ثم جئت ثم رجعت كأني مغيث فقلت يا أبا رافع- وغيرت صوتي- فقال: ما لم لأمِّك الويل، قلت: ما شأنك؟ قال: لا أدرى من دخل عليَّ فضربني، قال فوضعت سيفي في بطنه، ثم تحاملت عليه حتى قرع العظم، ثم خرجت وأنا دَهشٌ، فأتيت سُلَّمًا لهم لأنزل منه فوقعت، فوُثئَت رجلي، فخرجت إلى أصحابي فقلت: ما أنا ببارح حتى أسمع الناعية، فما برحت حتى سمعت نعايا أبي رافع تاجر أهل الحجاز (¬1). قال: فقمت وما بي قَلَبَة حتى أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه». قال الحافظ: ... وجواز اغتيال ذوى الأذية البالغة منهم، وكان أبو رافع يعادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويؤلب عليه الناس (¬2). 156 - لا تَمنَّوا لقاء العدو 3025 - ثم قام في الناس فقال: لا تمنَّوا لقاء العدوِّ (¬3) وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا. واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف. ثم قال: اللهم منزِل الكتاب، ومجريَ السَّحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم» (¬4). ¬
157 - باب الحرب خدعة
157 - باب الحرب خدعة 3027 - عن أبى هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «هلك كسرى، ثم لا يكون كسرى بعده. وقيصرٌ (¬1) ليهلكنَّ، ثم لا يكونُ قيصرٌ بعده. ولتُقسَمنَّ كنوزهما في سبيل الله» (¬2). 329 - عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: «سمّى النبي - صلى الله عليه وسلم - الحرب خدعة» (¬3). 158 - باب الكذب في الحرب 3031 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من لكعب بن الأشرف، فإنه قد آذى الله ورسوله؟ » قال محمد بن مسلمة: أتحب أن أقتله يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال فأتاه فقال: إن هذا- يعنى النبي - صلى الله عليه وسلم - قد عنّانا وسألنا الصدقة. قال: وأيضًا والله لتملُّنَّه. قال: فإنا أتبعناه فنكره أن ندعَهُ حتى ننظر إلى ما يصير أمره. قال فلم يزل يكلِّمه حتى استمكن منه فقتله» (¬4). ¬
160 - باب ما يجوز من الاحتيال، والحذر مع من يخشى معرته
160 - باب ما يجوز من الاحتيال، والحذر مع من يخشى معرَّته 3033 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: «انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبي بن كعب قِبَلَ ابن صياد (¬1) - فحدِّث به في نخل - فلما دخل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النخل، طفق يتَّقي بجذوع النخل وابن صياد في قطيفة له فيها رمرَمة، فرأت أمُّ صياد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا صاف هذا محمد، فوثب ابن صياد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو ترَكَتْهُ بَيَّن». 161 - باب الرَّجز في الحرب، ورفع الصوت في حفر الخندق 3034 - عن البراء - رضي الله عنه - قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق وهو ينقل التراب (¬2) حتى وارى التراب شعر صدره -وكان رجلًا كثير الشعر- وهو يرتجزُ بَرجز عبد الله: اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا فأنزلن سكينة علينا ... وثبِّت الأقدام إن لاقينا إن الأعدا قد بَغَوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا يرفع بها صوته» (¬3). ¬
162 - باب من لا يثبت على الخيل
162 - باب من لا يثبُتُ على الخيل 3035 - عن قيس عن جرير - رضي الله عنه - قال: «ما حَجَبَني النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهه». 3036 - «ولقد شكوت إليه أني لا أثبتُ على الخيل، فضرب بيده في صدره، وقال: اللهم ثبِّته واجعلهُ هاديًا مهديًا» (¬1). 163 - باب دواء الجرح بإحراق الحصير 3037 - عن أبى حازم قال: «سألوا سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه -: بأيِّ شيء دُووي جُرحُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ما بقي أحدٌ من الناس أعلم به مني، كان عليٌّ يجيء بالماء في تُرسه، وكانت - يعنى فاطمة- تغسل الدم عن وجهه، وأُخذ حصيرٌ فأُحرق (¬2)، ثم حُشي به جُرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». 164 - باب ما يُكره من التنازع والاختلاف في الحرب 3038 - عن سعيد بن أبى بُردة عن أبيه عن جدِّه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن قال: «يسِّرا ولا تُعسِّرا، وبشِّرا ولا تُنقِّرا، وتطاوعاَ ولا تختلفا» (¬3). ¬
166 - باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته: يا صباحاه حتى يسمع الناس
3039 - عن البرء بن عازب - رضي الله عنه - قال: جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرجالة يوم أُحُد-وكانوا خمسين رجلًا - عبد الله بن جُبير فقال: إن رأيتمونا تخطفُنا الطَّير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أُرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزَمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم. فهزموهم. قال: فأنا والله رأيت النساء يشددن، قد بجت خلاخلهنَّ وأسوقُهنَّ، رافعات ثيابهن. فقال أصحاب ابن جُبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنظرون؟ فقال عبد الله بن جُبير: أنسيتم ما قال لم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: والله لنأتينَّ (¬1) الناس فلنُصيبنَّ من الغنيمة فلما أتوهم صُرفت وجوهم، فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أُخراهم، فلم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غير اثني عشر رجلا ... الحديث» (¬2). 166 - باب من رأى العدوَّ فنادى بأعلى صوته: يا صباحاه حتى يسمع الناس 3041 - عن سلمة قال: «خرجت من المدينة ذاهبًا نحو الغابة. حتى إذا كنت بثَنية الغابة لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف. قلت: ويحك، ما بك؟ قال: أخِذت لقاح النبي - صلى الله عليه وسلم -. قلت: من أخذها؟ قال: غطفان وفزارة. فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لابتيها: يا صباحاه، يا صباحاه. ¬
167 - باب من قال: خذها وأنا ابن فلان. وقال سلمة: خذها وأنا ابن الأكوع
ثم اندفعت حتى ألقاهم وقد أخذوها، فجعلت أرميهم وأقول: أنا ابن الأكوع، واليوم يوم الرُضُّع. فاستنقذتُها منهم قبل أن يشربوا، فأقبلت، فلقيني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، إن القوم عطاش، وإني أعجلتُهم أن يشربوا سقيهم، فأبعث في إثرهم. فقال: يا ابن الأكوع مَلَكت فأسْجحْ، إن القوم يُقرَون في قومهم» (¬1). 167 - باب من قال: خذها وأنا ابن فلان. وقال سلمة: خذها وأنا ابن الأكوع 3042 - سأل رجل البراء - رضي الله عنه - فقال: يا أبا عُمارة، أوَلَّيتُم يوم حُنين؟ قال البراء وأنا أسمعُ: أما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يوُلِّ يومئذ، كان أبو سفيان بن الحارث آخذًا بعنان بغلته، فلما غشيَهُ المشركون نزل فجعل يقول: أنا النبي - صلى الله عليه وسلم - لا كَذب، أنا ابن عبد المطلب، قال: فما رُئيَ من الناس يومئذ أشدُّ منه» (¬2). 168 - باب إذا نزل العدو على حُكم رجل 3043 - عن أبى سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد هو ابن معاذ بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - وكان قريبًا منه - فجاء على حمار، فلما دنا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قوموا إلى سيِّدكم، فجاء فجلس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: إن هؤلاء نزلوا على حُكمك. قال: فإني ¬
169 - باب قتل الأسير، وقتل الصبر
أحكمُ أن تُقتَل المقاتلة، وأن تُسبى الذُّرية. قال: لقد حكمت فيهم بحكم الملك» (¬1). 169 - باب قتل الأسير، وقتل الصَّبر 3044 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاء رجل فقال: إن ابن خَطَلٍ متعلِّق بأستار الكعبة، فقال: اقتلوه» (¬2). 170 - باب هل يستأسر الرجل؟ ومن لم يستأسر، ومن ركع ركعتين عند القتل 3045 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة رهط سرية عينًا، وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري - جدَّ عاصم بن عمر بن الخطاب- فانطلقوا، ... (الحديث) ... والله ما رأيت أسيرًا قطُّ خيرًا من خُبيب، والله لقد وجدته يومًا يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثقٌ في الحديد وما بمكة من تمر. وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خُبيبًا. ¬
171 - باب فكاك الأسير
فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحلِّ قال لهم خُبيبٌ: ذروني أركع ركعتين. ثم قال: لولا أن تظُنُّوا أن ما بي جزع لطوَّلتُها، اللهم أحصهم عددًا. ولست أُبالي حين أُقتل مسلمًا ... على أيِّ شق كان لله مصرَعي وذلك في ذات الإله، وإن يشأ ... يُبارك على أوصال شلْو ممزَّع فقتله ابن الحارث، فكان خُبيب هو سنَّ الركعتين لكل امريء مُسلم قُتل صبرًا. فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أُصيب، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه خبرهم وما أُصيبوا، وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حُدِّثوا أنه قُتل ليُؤتَوا بشيء منه يُعرَف، وكان قد قتل رجلًا من عُظمائهم يوم بدر، فبُعث على عاصم مثل الظُّله من الدَّبر، فحمته من رسولهم، فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئًا» (¬1). 171 - باب فكاك الأسير 3046 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فكُّوا العاني ... -يعنى الأسير- وأطمعوا الجائع، وعُودوا المريض» (¬2). ¬
172 - باب فداء المشركين
172 - باب فداء المشركين 3050 - عن محمد بن جبير عن أبيه - وكان جاء في أسارى بدر- قال: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطُّور» (¬1). 173 - باب الحربىِّ إذا دخل دار الإسلام بغير أمان 3051 - عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: «أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - عينٌ من المشركين -وهو في سفر- فجلس عند أصحابه يتحدث، ثم انفتل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اطلبوه واقتلوه، فقتلتُه، فنفله سَلَبَه» (¬2). 174 - باب يقاتل عن أهل الذمة ولا يُسترقُّون 3052 - عن عمر - رضي الله عنه - قال: «وأوصيه بذمة الله وذمة ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يُوفَّى لهم بعهدهم، وأن يُقاتل من ورائهم، ولا يُكلَّفوا إلا طاقتهم» (¬3). 176 - هل يُستشفع إلى أهل الذِّمة؟ ومعاملتهم 3053 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «يوم الخميس وما يوم الخميس. ثم بكى حتى خضبَ دمعُهُ الحصباء، فقال: اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه يوم الخميس فقال: ائتوني بكتاب أكتبْ لكم كتابًا لن تضلُّوا بعده أبدًا. فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع. فقالوا هجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: دعوني، فالذي أنا فيه خيرٌ مما تدعوني إليه. وأوصى عند موته بثلاث: ¬
177 - باب التجمل للوفود
أخرجوا المشركين من جزيرة العرب (¬1)، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، ونسيتُ الثالثة». وقال يعقوب بن محمد: سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب فقال: مكة والمدينة واليمامة واليمن. وقال يعقوب: والعَرجُ أول تهامة. 177 - باب التَّجمل للوفود 3054 - عن سالم بن عبد الله أن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: وجد عمر حُلة استبرق تُباعُ في السوق، فأتى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فقال: يا رسول الله ابتع هذه الحلة فتجمَّل بها للعيد والوفد (¬2). فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنما هذه لباس من لا خلاق له» - أو إنما يلبس هذه لا خلاق له- فلبث ما شاء الله ثم أرسل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بجُبَّة ديباج، فأقبل بها عمرُ حتى أتى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، قلت إنما هذه لباس من لا خلاق له، أو إنما يلبس هذه من لا خلاق له، ثم أرسلت إلىَّ بهذه. فقال: «تبيعُها، أو تُصيب بها بعض حاجتك». ¬
178 - باب كيف يعرض الإسلام على الصبي؟
178 - باب كيف يُعرض الإسلام على الصبي؟ 3055 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه أخبره «أن عمر انطلق في رهط من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قِبل ابن صيَّاد حتى وجده يلعب مع الغلمان عند أُطُمِ بني مغالة وقد قارب يومئذ ابن صياد يحتلم، فلم يشعر بشيء حتى ضربَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ظهره بيده، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أتشهد أني رسول الله؟ (¬1). فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين. فقال ابن صياد للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أتشهد أني رسول الله؟ قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: آمنت بالله ورُسُله. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ماذا ترى؟ قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: خُلِط عليك الأمر. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني قد خبأت لك خبيئًا. قال ابن صياد: هو الدُّخُّ. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اخسأ، فلن تعدو قدرك. قال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عُنقه. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن يَكُنْهُ فلن تُسَلَّط عليه، وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله». 180 - باب إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهى لهم 3058 - عن أسامة بن زيد قال: «قلت يا رسول الله أين تنزل غدًا- في حجته-قال: وهل تركَ لنا عقيلٌ (¬2) منزلًا؟ ثم قال: نحن نازلون غدًا بخيف بني كنانة الُمحصَّب حيث قاسمت قريش على الكفر. وذلك أن بني ¬
كنانة حالفت قريشًا على بني هاشم ألا يُبايعوهم ولا يؤووهم». قال الزهري: والخيف الوادي. 3059 - عن زيد بن أسلم عن أبيه «أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - استعمل مولى له يُدعى هُنَيًا على الحمى فقال: يا هُنَىُّ اضمُم جناحك عن المسلمين، واتق دعوه المسلمين فإن دعوة المظلوم مُستجابة. وأدخل ربَّ الصُّرَيمة وربَّ الغُنيمة، وإياي ونعَمَ ابن عوف ونَعَمَ ابن عفان، فإنهما إن تهلك ماشيتُهما يرجعا إلى نخل وزرع، وإن ربَّ الصُّريمة وربَّ الغُنَيمة (¬1) إن تهلك ماشيتُهما يأتني بينيه فيقول: يا أمير المؤمنين. أفتاركهم أنا لا أبالَكَ؟ فالماء والكلأ أيسر عليَّ من الذهب والورق ... الحديث». قال الحافظ ... لما أقر النبي - صلى الله عليه وسلم - عقيلًا على تصرفه فيما كان لأخويه علي وجعفر وللنبي - صلى الله عليه وسلم - من الدور والرباع بالبيع وغيره ولم يغير النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك ولا انتزعها ممن هي في يده لما ظفر كان في ذلك دلالة على تقرير من بيده دار أو أرض إذا أسلم وهي في يده بطريق الأولى (¬2). ¬
181 - باب كتابة الإمام الناس
181 - باب كتابة الإمام الناس (¬1) 3060 - عن حذيفة - رضي الله عنه -: «قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اكتبوا لي من تلفَّظ بالإسلام من الناس. فكتبنا له ألفًا وخمسمائة رجل، فقلنا: نخاف ونحن ألف وخمسمائة؟ فلقد رأيتُنا ابتُلينا حتى إن الرجل ليُصلِّي وحده وهو خائف». 3061 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني كُتبت في غزوة كذا وكذا، وامرأتي حاجَّة، قال: ارجع فحجَّ مع امرأتك» (¬2). 182 - باب الله يؤيد الدِّين بالرجل الفاجر 3062 - عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: «شهدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لرجل من يدَّعى الإسلام: هذا من أهل النار. فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالًا شديدًا فأصابته جراحة. فقيل: يا رسول الله، الذي قلت إنه من أهل النار فإنه قاتل اليوم قتالًا شديدًا وقد مات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إلى النار. قال: فكاد بعض الناس أن يرتاب. فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمُت، ولكن به جراحًا شديدًا. فلما كان الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأُخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال: الله أكبر، أشهد أنى عبد الله ورسوله. ثم أمر بلالًا فنادى في الناس: إنه لا يدخل الجنة ¬
183 - باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو
إلا نفسٌ مسلمة، وإن الله ليؤيِّد هذا الدين بالرجل الفاجر» (¬1). 183 - باب من تأمَّر في الحرب من غير إمرة (¬2) إذا خاف العدو 3036 - عن أنس مالك - رضي الله عنه - قال: «خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أخذ الراية زيدٌ فأصيبَ، ثم أخذها جعفر فأصيبَ، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيبَ، ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح (¬3) الله عليه، وما يسُرُّني ... - أو قال: ما يسرُّهم- أنهم عندنا. وقال: وإن عينيه لتذرفان». 184 - باب العون بالمدد 3064 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه رعلٌ وذكوانُ وعُصيَّة ¬
185 - باب من غلب العدو، فأقام على عرصتهم ثلاثا
وبنو لحيان فزعموا أنهم أسلموا، واستمدوه على قومهم، فأمدَّهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبعين من الأنصار، قال أنس: كنا نُسميهمُ القُرَّاء، يحطبون بالنهار ويُصلّون بالليل. فانطلقوا بهم حتى بلغوا بئر معونة غدروا بهم وقتولهم. فقَنتَ شهرًا يدعو على رعْل وذكوان وبني لحيان. قال قتادة: وحدثنا أنس أنهم قرءوا بهم قُرآنًا: ألا بلِّغوا عنا قومنا، بأنا قد لقينا ربَّنا، فرضيَ عنا وأرضانا. ثم رُفع ذلك بعد» (¬1). 185 - باب من غَلَبَ العَدُوَّ، فأقام على عرصتهم ثلاثًا 3065 - عن قتادة قال: «ذكر لنا أنس بن مالك عن أبى طلحة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان ظهر على قوم أقام بالعَرْصة ثلاث (¬2) ليال». 187 - باب إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم 3067 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «ذهب فرس له فأخذه العدو، فظهر عليه المسلمون فرُدَّ عليه في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبق عبدٌ له فلحق بالروم، فظهر عليهم المسلمون فردَّه (¬3) عليه خالد بن الوليد بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -». ¬
188 - باب من تكلم بالفارسية والرطانة
188 - باب من تكلم بالفارسية والرَّطانة 3070 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنتُ صاعًا من شعير فتعال أنت ونفر. فصاح النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يأهل الخندق، إن جابرًا قد صنع سُؤرًا، فحىَّ هلا بكم». 3071 - عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت: «أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أبى وعليَّ قميص أصفر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سَنَهْ (¬1) سَنَهْ. قال عبد الله: وهى بالحبشية: حسنة. قالت: فذهبت ألعب بخاتم النبوة، فزَبَرَني أبي. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: دَعهْا. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي. قال عبد الله: فبقيَت حتى ذكر». 3072 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن الحسن بن علي أخد تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالفارسية: كِخْ (¬2)، كِخْ، أما تعرفُ أنا لا نأكل الصدقة». ¬
189 - باب الغلول وقول الله - عز وجل -: {ومن يغلل يأت بما غل}
قال الحافظ: ... وأخرج فيه أيضًا عن عمر رفعه «من أحسن العربية فلا يتكلمنَّ بالفارسية فإنه يورث النفاق» الحديث وسنده واه أيضًا (¬1). 189 - باب الغُلول وقول الله - عز وجل -: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ} 3073 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قام فينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر الغُلولَ فعظَّمه وعظَّم أمره، قال: «لا أُلفينَّ أحدكم يوم القيامة على رقبته فرس له حَمْحَمة، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلغْتُك. وعلى رقبته بعير له رُغاء يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلغْتُك. وعلى رقبته صامت فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلغْتُك. أو على رقبته رقاع تخفق، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلغْتُك» (¬2) وقال أيوب عن أبي حيان «فرس له حَمحَمة». 190 - باب القليل من الغلول 3074 - عن عبد الله بن عمرو قال: «كان على ثُقل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل يقال له كِرْكِرِة، فمات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هو في النار فذهبوا ينظرون إليه ¬
191 - باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم
فوجدوا عباءة قد غَلَّها» (¬1). قال الحافظ ... لو صح الحديث [في تحريق متاع الغالّ] لاحتمل أن يكون حين كانت العقوبة بالمال (¬2). 191 - باب ما يُكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم (¬3) 3075 - عن رفاعة عن جده رافع قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بذي الحُليفة فأصاب الناس جوع، وأصبنا إبلًا وغنمًا - وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - في أُخريات الناس- فعجلوا فنصبوا القدور، فأمر بالقدور فأُكفئت ثم قسَمَ، فعدل عشره من الغنم ببعير، فندَّ منها بعير، وفى القوم خيل يسيرة، فطلبوه فأعياهم، فأهوى إليه رجل بسهم فحسبه الله، فقال: هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحش، فما ندَّ عليكم فاصنعوا به هكذا. فقال جدي: إنا نرجو - أو نخاف - أن نلقى العدو غدًا، وليس معنا مُدى؛ أفنذبح بالقصَب؟ فقال: ما أنهَرَ الدَّم، وذُكر اسم الله عليه فكُلْ، ليس السِّن والظُّفر، وسأحدِّثكم عن ذلك: أما السِّنُّ فعظمٌ، وأما الظفر فمُدي الحَبشَة» (¬4). ¬
192 - باب البشارة في الفتوح
192 - باب البشارة في الفتوح 3076 - عن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - «قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا تُريحني من ذي الخلَصة؟ وكان بيتًا في خَثْعمُ يسمى كعبة اليمانية. فانطلقت في خمسين ومائة من أحَمسَ -وكانوا أصحاب خيل- فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - أنى لا أثبُتُ على الخيل، فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري، فقال: اللهم ثبِّته، واجعله هاديًا مهديًا. فانطلق إليها فكسرها وحرَّقها، فأرسل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يُبَشِّره، فقال رسول جرير لرسول الله: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، ما جئتُك حتى تركتها كأنها جملٌ أجرب. فبارك (¬1) على خيل أحمَسَ ورجالها مرات». 193 - باب ما يُعطى البشير وأعطى كعب بن مالك ثوبين حين بُشِّر (¬2) بالتوبة قال الحافظ: (ما يُعطى البشير، وأعطى كعب بن مالك ثوبين حين بُشِّر بالتوبة). 194 - باب لا هجرة بعد الفتح 3077 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة: «لا هجرة، ولكن جهادٌ ونيَّة. وإذا استُنفرتم (¬3) فانفروا». ¬
195 - باب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذ عصين الله، وتجريدهن
3078، 3079 - عن مجاشع بن مسعود قال: جاء مُجاشع بأخيه مجالد بن مسعود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هذا مجالد يبايعك على الهجرة. فقال: «لا هجرة (¬1) بعد فتح مكة، ولكن أبايعه على الإسلام». 195 - باب إذا اضطُرًّ الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذ عصين الله، وتجريدهن 3081 - عن أبى عبد الرحمن وكان عثمانيًا، فقال لابن عطية وكان علويًا: إني لأعلم ما الذي جرَّأ صاحبك على الدِّماء، سمعته يقول: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - والزبير فقال: ائتوا روضه كذا، وتجدون بها امرأة أعطاها حاطب كتابًا. فقلنا: الكتاب. قالت: لم يعطني. فقلنا: لتخرجنَّ أو لأجرِّدنك (¬2) فأخرجت من حُجزَتها ... (الحديث)». 197 - باب ما يقول إذا رجع من الغزو 3084 - عن عبد الله - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قفلَ كبَّر ثلاثًا قال: آيبون إن شاء الله، تائبون، عابدون، حامدون، لربنا ساجدون. صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» (¬3). ¬
198 - باب الصلاة إذا قدم من سفر
3085 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مقفَلَهُ من عُسفان (¬1) ورسوله الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته، وقد أردف صفيَّة بنت حُييّ، فعثرت ناقته فصُرعا جميعًا، فاقتحم أبو طلحة، فقال: يا رسول الله جعلني الله فداءك .. قال: عليك المرأة. فقلت ثوبًا على وجهه وأتاها فألقاه عليها، وأصلح لهما مركبهما فركبا، واكتنفنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فلما أشرفنا على المدينة قال: آيبون، تائبون، عابدون لربنا حامدون. فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة». 3086 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه أقبل هو وأبو طلحة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - صفيَّة يُردفها على راحلته. فلما كان ببعض الطريق عثرت الدابة فصرُع النبي - صلى الله عليه وسلم - والمرأة (¬2)، وإن أبا طلحة ... (الحديث)». قال الحافظ: ... وهذا كما قيل في حديث سلمة بن الأكوع الآتي في تحريم المتعة في غزو أوطاس، وإنما كان تحريم المتعة بمكة فأضافها إلى أوطاس لتقاربهما (¬3). 198 - باب الصلاة إذا قدم من سفر 3087 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فى سفر فلما قدمنا المدينة قال لي: ادخُل فصلِّ ركعتين» (¬4). ¬
199 - باب الطعام عند القدوم، وكان ابن عمر يفطر لمن يغشاه
3088 - عن كعب - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قدم من سفر ضُحىً دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس» (¬1). 199 - باب الطعام عند القدوم، وكان ابن عمر يُفطر لمن يغشاه 3089 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة نحر جزورًا أو بقرة (¬2). زاد معاذ عن شعبة عن محارب سمع جابر بن عبد الله: اشترى منى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعيرًا بأوقيَّتين ودرهم أو درهمين. فلما قدم صرارًا أمر ببقرة فذُبحت فأكلوا منها، فلما قدم المدينة أمرني أن آتي المسجد فأصلِّي ركعتين، ووزنَ لي ثمن البعير». ¬
الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري بقلم أبي محمد عبد الله بن مانع الروقي الجزء الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (3)
57 - كتاب فرض الخمس
57 - كتاب فرض الخمس 4 - باب ما جاء في بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما نسب من البيوت إليهن 3101 - عن ابن شهاب عن علي بن حسين أن صفية زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أنها جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوره وهو معتكف في المسجد- في العشر الأواخر من رمضان- ثم قامت تنقلب فقام معها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا بلغ قريبًا من باب المسجد عند باب أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بهما رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم نفذا، فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «على رسلكما». قالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا» (¬1). 3102 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «ارتقيت فوق بيت حفصة فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشام» (¬2). ¬
5 - باب ما ذكر من درع النبي - صلى الله عليه وسلم - وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه
3103 - عن عائشة - رضي الله عنهما - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي العصر والشمس لم تخرج من حجرتها» (¬1). 3104 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «قام النبي - صلى الله عليه وسلم - خطيبًا فأشار نحو مسكن عائشة فقال: ها هنا الفتنة- ثلاثًا- من حيث يطلع قرن الشيطان» (¬2). 5 - باب ما ذكر من درع النبي - صلى الله عليه وسلم - وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه 3107 - عن عيسى بن طهمان قال: أخرج إلينا أنس نعلين جرداوين (¬3) لهما قبالان، فحدثني ثابت البناني عن أنس أنهما نعلا النبي - صلى الله عليه وسلم -». 3109 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن قدح النبي - صلى الله عليه وسلم - انكسر فاتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة. قال عاصم: رأيت القدح وشربت فيه» (¬4). ¬
6 - باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمساكين وإيثار النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل الصفة والأرامل
6 - باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمساكين وإيثار النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل الصفة والأرامل 3113 - عن علي أن فاطمة - رضي الله عنهما - اشتكت ما تلقى من الرحى مما تطحنه، فبلغها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بسبي، فأتته تسأله خادمًا فلم توافقه، فذكرت لعائشة، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك عائشة له، فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا لنقوم فقال: على مكانكما؛ حتى وجدت برد قدمه على صدري، فقال ألا أدلكما على خير مما سألتماني؟ إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا الله أربعًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين، فإن ذلك خير لكما مما سألتماه» (¬1). 7 - باب قول الله تعالى: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} [الأنفال: 41] يعني للرسول قسم ذلك وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إنما أنا قاسم وخازن، والله يعطي» 3114 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «ولد لرجل منا من الأنصار غلام، فأراد أن يسميه محمدًا- قال شعبة في حديث منصور: ¬
إن الأنصاري قال: حملته على عنقي، فأتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي حديث سليمان: ولد له غلام فأراد أن يسميه محمدًا- قال: سموا ولا تكنوا بكنيتي، فإني إنما جعلت قاسمًا أقسم بينكم. وقال حصين: بعثت قاسمًا أقسم بينكم. وقال عمرو: أخبرنا شعبة عن قتادة قال: سمعت سالمًا عن جابر: أرادا أن يسميه القاسم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تسموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي» (¬1). 3116 - عن معاوية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، والله المعطي وأنا القاسم، ولا تزال هذه الأمة ظاهرين على من خالفهم حتى يأتي أمر الله (¬2) وهم ظاهرون» (¬3). 3118 - عن خولة الأنصارية - رضي الله عنها - قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة» (¬4). ¬
8 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «أحلت لكم الغنائم»
8 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «أحلت لكم الغنائم» 3120 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده. والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله» (¬1). 3123 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تكفل (¬2) الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله، وتصديق كلماته، بأن يدخله الجنة، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجرٍ أو غنيمة». 3124 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها، ولا أحد بنى بيوتًا ولم يرفع سقوفها، ولا آخر اشترى غنمًا أو خلفات وهو ينتظر ولادها. فغزا. فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبًا من ذلك، فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فحبست (¬3) حتى فتح الله عليهم، فجمع الغنائم، فجاءت- يعني النار- لتأكلها فلم تطعمها، فقال: إن فيكم غلولًا، فليبايعني من كل قبيلة رجل، فلزقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فليبايعني قبيلتك، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاءوا برأس بقرة ¬
9 - باب الغنيمة لمن شهد الوقعة
من الذهب فوضعوها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا» (¬1). قال الحافظ: ... عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس» (¬2). قال الحافظ: ... وهذا أبلغ في المعجزة وقد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له في «الموضوعات» (¬3). 9 - باب الغنيمة لمن شهد الوقعة 3125 - عن عمر - رضي الله عنه - «لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية إلا قسمتها بين أهلها كما قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر» (¬4). 10 - باب من قاتل للمغنم هل ينقص من أجره؟ 3126 - عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال أعرابي للنبي - صلى الله عليه وسلم -: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، ويقاتل ليرى مكانه، من في سبيل الله؟ فقال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» (¬5). ¬
13 - باب بركة الغازي في ماله حيا وميتا، مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وولاة الأمر
11 - باب قسمة الإمام ما يقدم عليه، ويخبأ لمن لم يحضره أو غاب عنه 3127 - عن عبد الله بن أبي مليكة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهديت له أقبية من ديباج مزردة بالذهب، فقسمها في ناس من أصحابه، وعزل منها واحدًا لمخرمة بن نوفل، فجاء ومعه ابنه المسور بن مخرمة، فقام على الباب، فقال: ادعه لي، فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - صوته فأخذ قباءً فتلقاه به واستقبله بأزراره فقال: يا أبا المسور خبأت هذا لك، يا أبا المسور خبأت هذا لك، وكان في خلقه شيء» (¬1). 13 - باب بركة الغازي في ماله حيًا وميتًا، مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وولاة الأمر 3129 - عن عبد الله بن الزبير قال: «لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه فقال: يا بني لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، ... الحديث ... فقتل الزبير - رضي الله عنه - ولم يدع دينارًا ولا درهمًا، إلا أرضين منها الغابة، ... الحديث ... فقال حكيم: والله ما أرى أموالكم تسع لهذه. فقال له عبد الله: أرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف؟ (¬2) قال: ما ¬
14 - باب إذا بعث الإمام رسولا في حاجة، أو أمره بالمقام، هل يسهم له؟
أراكم تطيقون هذا، فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا بي ... الحديث. 14 - باب إذا بعث الإمام رسولًا في حاجة، أو أمره بالمقام، هل يسهم له؟ 3130 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: إنما تغيب عثمان عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت مريضة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن لك أجر ممن شهد بدرًا وسهمه» (¬1). 15 - باب: ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... - برضاعة فيهم- فتحلل من المسلمين ... 3131، 3132 - عن ابن شهاب قال: وزعم عروة أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال حين جاءه وفد هوازن فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أحب الحديث إلي أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي وإما المال، وقد كنت استأنيت بهم- وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف- فلما تبين لهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا: فإنا نختار سبينا، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء قد جاءونا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، من أحب أن يطيب فليفعل، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما ¬
يفيء الله علينا فليفعل. فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن (¬1)، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم، فرجع الناس. فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه أنهم قد طيبوا فأذنوا. فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن». 3133 - عن أبي قلابة قال: وحدثني القاسم بن عاصم الكليني (¬2) - وأنا لحديث القاسم أحفظ- عن زهدم قال: «كنا عند أبي موسى، فأتى ذكر دجاجة وعنده رجل من بني تيم الله أحمر كأنه من الموالي، فدعاه للطعام فقال: إني رأيته يأكل شيئًا فقذرته فحلفت أن لا آكل. فقال: هلم فلأحدثكم عن ذلك: إني أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفرٍ من الأشعريين نستحمله، فقال: والله لا أحملكم، وما عندي ما أحملكم ... الحديث. 3134 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية فيها عبد الله بن عمر قبل نجد فغنموا إبلًا كثيرة، فكانت سهمانهم اثنى عشر بعيرًا، ونفلوا (¬3) بعيرًا بعيرًا». ¬
3136 - حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا يزيد (¬1) بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: «بلغنا مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه- أنا وأخوان لي أنا أصغرهم: أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم- إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلًا من قومي، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، ووافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثنا هاهنا، وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا. فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا، فوافقنا النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح خيبر، فأسهم لنا- أو قال: فأعطانا- منها، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئًا، إلا لمن شهد معه، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، قسم لهم معهم» (¬2). 3137 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو قد جاءنا مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا». فلم يجيء حتى قبض النبي - صلى الله عليه وسلم -. فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر مناديًا فنادى: من كان له عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دين أو عدة فليأتنا فأتيته فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لي كذا وكذا. فحثا ثلاثًا. وجعل سفيان يحثو بكفيه جميعًا، ثم قال لنا: هكذا قال لنا ابن المنكدر. وقال مرة فأتيت أبا بكر ... الحديث (¬3). ¬
16 - باب ما من النبي - صلى الله عليه وسلم - على الأسارى من غير أن يخمس
قال الحافظ: ... وقوله (برضاعه) أي بسبب رضاعه، لأن حليمة السعدية مرضعته كانت منهم (¬1)، وقد ذكر قصة سؤال هوازن ... قال الحافظ: ... وأن وعده - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز (¬2) إخلافه فنزل منزلة الضمان في الصحة. قال الحافظ: ... (لقد شقيت) بضم المثناة للأكثر ومعناه ظاهر ولا محذور فيه (¬3). 16 - باب ما من النبي - صلى الله عليه وسلم - على الأسارى من غير أن يخمس 3139 - عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في أسارى بدر: «لو كان المطعم بن عدي حيًا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له» (¬4). ¬
18 - باب من لم يخمس الأسلاب
18 - باب من لم يخمس الأسلاب ومن قتل قتيلًا فله سلبه من غير أن يخمس، وحكم الإمام فيه. 3141 - عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال: بينا أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما تمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا. فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت: ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني، فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه (¬1). ثم انصرفا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبراه، فقال: أيكما قتله؟ قال: كل واحد منهما: أنا قتلته. فقال: هل مسحتما سيفيكما؟ قالا: لا. فنظر في السيفين فقال: كلا كما قتله. سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح وكانا معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح» (¬2). 3142 - عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة، فرأيت رجلًا من المشركين علا رجلًا من المسلمين؛ فاستدبرت حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه، فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت؛ ثم ¬
19 - باب ما مان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه
أدركه الموت فأرسلني، فلحقت عمر بن الخطاب فقلت: ما بال الناس؟ ... الحديث ... فقال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: لا ها الله إذًا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - يعطيك سلبه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صدق. فأعطاه، فابتعت (¬1) مخرفًا في بني سلمة، فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام». قال الحافظ: ... وإلى ما تضمنته الترجمة ذهب الجمهور، وهو أن القاتل يستحق السلب سواء قال أمير الجيش قبل ذلك من قتل قتيلًا فله سلبه أو لم يقل ذلك. (¬2) .. 19 - باب ما مان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه 3143 - عن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال لي: يا حكيم، إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذ بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى. قال حكيم: فقلت يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ (¬3) أحدًا بعدك ¬
شيئًا حتى أفارق الدنيا، فكان أبو بكر يدعو حكيمًا ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئًا، ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه، فقال: يا معشر المسلمين، إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه. فلم يرزأ حكيم أحدًا من الناس شيئًا بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى توفي». 3144 - عن أيوب عن نافع «أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله إنه كان علي اعتكاف يوم في الجاهلية، فأمره أن يفي به. قال: وأصاب عمر جاريتين من سبي فوضعهما في بيوت مكة، قال فمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سبي حنين، فجعلوا يسعون في السكك، فقال عمر: يا عبد الله انظر ما هذا؟ قال: من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السبي. قال: اذهب فأرسل الجاريتين. قال نافع: ولم يعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الجعرانة (¬1)، ولو اعتمر لم يخف على عبد الله». 3145 - عن عمرو بن تغلب - رضي الله عنه - قال: «أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومًا ومنع آخرين، فكأنهم عتبوا عليه فقال: إني أعطى قومًا أخاف ظلعهم وجزعهم (¬2)، وأكل أقوامًا إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغنى، منهم عمرو بن تغلب. فقال عمرو بن تغلب: ما أحب أن تكون لي بكلمة، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمر النعم». ¬
3147 - عن أنس بن مالك أن ناسًا من الأنصار قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - من أموال هوازن ما أفاء، فطفق يعطي رجالًا من قريش المائة من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يعطى قريشًا ويدعنا (¬1)، وسيوفنا تقطر من دمائهم. قال أنس: فحدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم أحدًا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما كان حديث بلغني عنكم؟ قال له فقهاؤهم أما ذوو آرائنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئًا، وأما أناس منا حديثة أسنانهم فقالوا: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي قريشًا ويترك الأنصار، وسيوفنا تقطر دمائهم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لأعطي رجالًا حديث عهدهم بكفر، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعوا إلى رحالكم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به. قالوا: بلى يا رسول الله، قد رضينا. فقال لهم: إنكم سترون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - على الحوض. قال أنس: فلم نصبر». 3149 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنت أمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه جذبة (¬2) شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أثرت به حاشية الرداء من شدة ¬
20 - باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب
جذبته ثم قال: مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء» (¬1). 3152 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن عمر بن الخطاب أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما ظهر على أهل خيبر أراد أن يخرج اليهود منها. وكانت الأرض- لما ظهر عليها- لليهود وللرسول وللمسلمين (¬2). فسأل اليهود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتركهم على أن يكفوا العمل ولهم نصف الثمر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نترككم على ذلك ماشئنا. فاقروا. حتى أجلاهم عمر في إمارته إلى تيماء وأريحا». 20 - باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب 3153 - عن عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال: «كنا محاصرين قصر خيبر، فرمى إنسان بجراب فيه شحم، فنزوت لآخذه فالتفت فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فاستحييت منه» (¬3). ¬
3155 - عن ابن أبي أوفى - رضي الله عنهما - قال: «أصابتنا مجاعة ليالي خيبر، فلما كان يوم خيبر وقعنا في الحمر الأهلية فانتحرناها، فلما غلت القدور نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أكفئوا القدور فلا تطعموا من لحوم الحمر شيئًا». قال عبد الله: فقلنا إنما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنها لم تخمس. قال: وقال آخرون حرمها البتة. وسألت سعيد بن جبير فقال: حرمها البتة (¬1). ¬
58 - كتاب الجزية والموادعة
58 - كتاب الجزية والموادعة 1 - باب الجزية والموادعة، مع أهل الذمة والحرب 3156 - عن سفيان قال سمعت عمرًا قال: «كنت جالسًا مع جابر بن زيد وعمرو بن أوس فحدثهما بجالة سنة سبعين- عام حج مصعب بن الزبير بأهل البصرة- عند درج زمزم قال: كنت كاتبًا لجزء بن معاوية عم الأحنف، فأتانا كتاب عمر بن الخطاب قبل موته بسنة: فرقوا بين كل ذي محرم من المجوس (¬1). ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس» (¬2). 3158 - عن المسور بن مخرمة أنه أخبره أن عمرو بن عوف الأنصاري ... - وهو حليف لبني عامر بن لؤي، وكان شهد بدرًا- أخبره «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافقت صلاة ¬
2 - باب إذا وادع الإمام ملك القرية هل يكون ذلك لبقيتهم؟
الصبح مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما صلى بهم الفجر انصرف، فتعرضوا له، فتبسم (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآهم وقال: أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء، قالوا: أجل يا رسول الله، قال: فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم». 3160 - فقال النعمان: ربما أشهدك الله مثلها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يندمك ولم يخزك ولكني شهدت القتال مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان إذا لم يقاتل في أول النهار (¬2) انتظر حتى تهب الأرواح. وتحضر الصلوات». 2 - باب إذا وادع الإمام ملك القرية هل يكون ذلك لبقيتهم؟ (¬3) 3161 - عن أبي حميد الساعدي قال: «غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تبوك، وأهدى ملك (¬4) أيلة للنبي - صلى الله عليه وسلم - بغلة بيضاء، وكساه بردًا، وكتب له ببحرهم» ¬
3 - باب الوصاة بأهل ذمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذمة العهد، والإل القرابة
3 - باب الوصاة بأهل ذمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذمة العهد، والإل القرابة 3162 - عن أبي جمرة قال: سمعت جويرية بن قدامة التميمي قال: «سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قلنا أوصنا يا أمير المؤمنين، قال: أوصيكم بذمة الله، فإنه ذمة نبيكم، ورزق عيالكم» (¬1). 4 - باب ما أقطع النبي - صلى الله عليه وسلم - من البحرين، وما وعد من مال البحرين والجزية ولمن يقسم الفيء والجزية؟ 3163 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الأنصار ليكتب لهم بالبحرين، فقالوا: لا والله حتى تكتب لإخواننا من قريش بمثلها، فقال: ذاك لهم ما شاء الله على ذلك يقولون له. فإنكم سترون بعدي أثرة (¬2)، فاصبروا حتى تلقوني على الحرص». 3165 - عن أنس «أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بمال (¬3) من البحرين فقال: انثروه في المسجد، فكان أكثر مال أتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه العباس فقال: يا رسول الله أعطني، فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلا. فقال: خذ. فحثا في ثوبه، ثم ذهب يقله فلم يستطع فقال: أمر بعضهم يرفعه إلي، قال: لا. قال: فارفعه أنت علي، قال: لا. فنثر منه ثم ذهب يقله فلم يرفعه ¬
5 - باب إثم من قتل معاهدا بغير جرم
فقال: فمر بعضهم يرفعه علي، قال: لا، قال: فارفعه أنت علي، قال: لا. فنثر منه ثم احتمله على كاهله ثم انطلق، فما زال يتبعه بصره حتى خفي علينا، عجبًا من حرصه فما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثم منها درهم» (¬1). 5 - باب إثم من قتل معاهدًا بغير جرم 3166 - عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قتل معاهدًا (¬2) لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من ميسرة أربعين عامًا». 6 - باب إخراج اليهود من جزيرة العرب وقال عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أقركم ما أقركم الله» 3167 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «بينما نحن في المسجد خرج ¬
7 - باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم؟
النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: انطلقوا إلى يهود (¬1)، فخرجنا حتى جئنا بيت المدارس فقال: أسلموا تسلموا، واعلموا أن الأرض لله ورسوله، وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض، فمن يجد منكم بماله شيئًا فليبعه، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله». 7 - باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم؟ 3169 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «لما فتحت خيبر أهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم - شاة فيها سم (¬2)، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اجمعوا لي من كان ها هنا من يهود، فجمعوا له، فقال: إني سائلكم عن شيء، فهل أنتم صادقي عنه؟ فقالوا: نعم. قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أبوكم؟ قالوا: فلان. فقال: كذبتم، بل أبوكم فلان. قالوا: صدقت. قال: فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه؟ فقالوا نعم يا أبا القاسم، وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا. فقال لهم: من أهل النار؟ فقالوا: نكون فيها يسيرًا ثم تخلفونا فيها. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اخسئوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبدًا. ثم قال: هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا: نعم يا أبا ¬
8 - باب دعاء الإمام على من نكث عهدا
القاسم. قال: هل جعلتم في هذه الشاة سمًا؟ قالوا: نعم. قال: ما حملكم على ذلك؟ قالوا: إن كنت كاذبًا نستريح، وإن كنت نبيًا لم يضرك». 8 - باب دعاء الإمام على من نكث عهدًا 3170 - عن عاصم قال: سألت أنسًا - رضي الله عنه - عن القنوت قال: قبل الركوع. فقلت إن فلانًا يزعم أنك قلت الركوع، فقال: كذب. ثم حدثنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قنت شهرًا بعد الركوع يدعو على أحياء من بني سليم قال: بعث أربعين أو سبعين- يشك فيه- من القراء إلى أناس من المشركين، فعرض لهم هؤلاء فقتلوهم، وكتن بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد، فما رأيته وجد على أحد ما وجد عليهم» (¬1). 9 - باب أمان النساء وجوارهن 3171 - عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أن أبا مرة مولى أم هانئ ابنة أبي طالب أخبره أنه سمع أم هانئ ابنة أبي طالب تقول: «ذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره، فسلمت عليه ¬
10 - باب ذمة المسلمين وجوارهم واحدة يسعى بها أدناهم
فقال: من هذه؟ فقلت أنا أم هانئ بنت أبي طالب فقال: مرحبًا بأم هانئ، فلما فرغ من غسله قام فصلى ثمان ركعات ملتحفًا في ثوب واحد. فقلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي علي أنه قاتل رجلًا قد أجرته (¬1)؛ فلان ابن هبيرة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ. قالت أم هانئ: وذلك ضحى» (¬2). 10 - باب ذمة المسلمين وجوارهم واحدة يسعى بها أدناهم 3172 - عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: «خطبنا علي فقال: ما عندنا كتاب نقرؤه إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة، فقال: فيها الجراحات، وأسنان الإبل، والمدينة حرم ما بين عير إلى كذا، فمن أحدث فيها حدثًا أو آوى فيها محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه ¬
11 - باب إذا قالوا صبأنا ولم يحسنوا أسلمنا
صرف ولا عدل، ومن تولى غير مواليه فعليه مثل ذلك. وذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلمًا فعليه مثل ذلك» (¬1). 11 - باب إذا قالوا صبأنا ولم يحسنوا أسلمنا وقال ابن عمر فجعل خالد يقتل (¬2)، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أبرأ إليك مما صنع خالد». وقال عمر: إذا قال مترس فقد آمنه، إن الله يعلم الألسنة كلها. وقال: تكلم. لا بأس 12 - باب الموادعة والمصالحة مع المشركين بالمال وغيره، وإثم من لم يف بالعهد 3173 - عن سهل بن أبي حثمة قال: «انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة ابن مسعود بن زيد إلى خيبر، وهي يومئذ صلح، فتفرقا، فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلًا، فدفنه، ثم قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ¬
13 - باب فضل الوفاء بالعهد
فذهب عبد الرحمن يتكلم، فقال: كبر كبر- وهو أحدث القوم- فسكت، فتكلما، فقال: أتحلفون وتستحقون قاتلكم- أو صاحبكم- قالوا وكيف نحلف ولم نشهد ولم نر؟ قال: فتبرئكم يهود بخمسين. فقالوا: كيف نأخذ أيمان قوم كفار؟ فعقله النبي - صلى الله عليه وسلم - من عنده» (¬1). 13 - باب فضل الوفاء بالعهد 3174 - عن أبي سفيان بن حرب قال: «إن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش كانوا تجارًا بالشام في المدة التي ماد فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان في كفار قريش» (¬2). ¬
14 - باب هل يعفى عن الذمي إذا سحر؟
14 - باب هل يعفى عن الذمي (¬1) إذا سحر؟ 3175 - عن عائشة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سحر حتى كان يخيل إليه أنه صنع شيئًا ولم يصنعه». 15 - باب ما يحذر من الغدر 3176 - عن عوف بن مالك قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك- وهو في قبة من أدم- فقال: اعدد ستًا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان (¬2) يأخذ فيكم كقاص الغنم، ثم استفاضة (¬3) المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا، ثم فتنة (¬4) لا يبقى بيت من العرب ¬
16 - باب كيف ينبذ إلى أهل العهد؟
إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا». قال الحافظ: قال ابن المنير ... أما قصة الروم فلم تجتمع إلى الآن ولا بلغنا أنهم غزوا في البر في هذا العدد فهي من الأمور التي لم تقع بعد (¬1). 16 - باب كيف ينبذ إلى أهل العهد؟ 3177 - عن أبي هريرة قال: «بعثني أبو بكر - رضي الله عنه - فيمن يؤذن يوم النحر بمنى: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. ويوم الحج الأكبر يوم النحر، وإنما قيل (الأكبر) من أجل قول الناس (الحج الأصغر) فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام، فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - مشرك» (¬2). 17 - باب إثم من عاهد ثم غدر 3178 - عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أربع خلال من كن فيه كان منافقًا خالصًا: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر. ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها» (¬3). ¬
18 - باب
3179 - عن علي - رضي الله عنه - قال: «ما كتبنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا القرآن، وما في هذه الصحيفة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا، فمن أحدث حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه عدل ولا صرف. وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، فمن أخفر (¬1) مسلمًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل. ومن والى قومًا بغير إذن مواليه فعليه لعن الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل» (¬2). قال الحافظ: ... وفيه التحذير من ظلمهم وأنه متى وقع ذلك نقضوا العهد فلم يجتب المسلمون منهم شيئًا فتضيق أحوالهم (¬3). 18 - باب 3182 - عن أبي وائل قال: «كنا بصفين، فقام سهل بن حنيف فقال: أيها الناس اتهموا أنفسكم (¬4)، فإنا كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية ولو نرى قتالًا لقاتلنا، فجاء عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق وهم ¬
على الباطل؟ فقال: بلى. فقال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى. قال: فعلام نعطى الدنية في ديننا؟ أنرجع ولا يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطاب إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبدًا. فانطلق عمر إلى أبي بكر فقال له مثل ما قاله للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنه رسول الله، ولن يضيعه الله أبدًا. فنزلت سورة الفتح، فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عمر إلى آخرها، فقال عمر: يا رسول الله أو فتح هو؟ قال: نعم» (¬1). 3183 - عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت: «قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومدتهم مع أبيها (¬2)، فاستفتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبة، أفاضلها؟ قال: نعم، صليها» (¬3). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
19 - باب المصالحة على ثلاثة أيام أو وقت معلوم
19 - باب المصالحة على ثلاثة أيام أو وقت معلوم 3184 - عن البراء - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة، فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليالٍ، ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح، ولا يدعو (¬1) منهم أحدًا. قال: فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب، فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله. فقالوا: لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولتابعناك، ولكن اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله. فقال: أنا والله محمد ابن ¬
22 - باب إثم الغادر للبر والفاجر
عبد الله، وأنا والله رسول الله. قال: وكان لا يكتب، قال: فقال لعلي امحُ رسول الله. فقال علي: والله لا أمحاه أبدًا. قال فأرنيه، قال فأراه إياه، فمحاه النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده. فلما دخل ومضت الأيام أتوا عليًا فقالوا: مر صاحبك فليرتحل. فذكر ذلك علي - رضي الله عنه - لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: فارتحل» (¬1). 22 - باب إثم الغادر للبر والفاجر 3186، 3187 - عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لكل غادر لواء يوم القيامة، قال أحدهما ينصب- وقال الآخر يرى- يوم القيامة يعرف به» (¬2). ¬
59 - كتاب بدء الخلق
59 - كتاب بدء الخلق 1 - باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: 27] 3190 - عن عمران بن حصين - رضي الله عنهما - قال: «جاء نفر من بني تميم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا بني تميم أبشروا. فقالوا: بشرتنا فأعطنا. فتغير وجهه. فجاءه أهل اليمن، فقال: يا أهل اليمن اقبلوا البشرى (¬1) إذ لم يقبلها بنو تميم. قالوا: قبلنا. فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث بدء الخلق والعرش. فجاء رجل فقال: يا عمران راحلتك تفلتت. ليتني لم أقم» (¬2). 3192 - عن طارق بن شهاب قال: «سمعت عمر - رضي الله عنه - يقول: قام فينا النبي - صلى الله عليه وسلم - مقامًا، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار (¬3) منازلهم، حفظ ذلك من حفظه، ونسيه من نسيه». 3193 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قال الله تعالى: يشتمني ابن آدم. وما ينبغي له أن يشتمني ويكذبني وما ينبغي له، أما شتمه فقوله: إن لي ولدًا. وأما تكذيبه فقوله: ليس يعيدني كما بدأني» (¬4). ¬
2 - باب ما جاء في سبع أرضين
3194 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لما قضى الله الخلق كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي» (¬1). قال الحافظ: والمراد من الغضب لازمه وهو إرادة إيصال العذاب إلى من يقع عليه الغضب (¬2). 2 - باب ما جاء في سبع أرضين 3197 - عن أبي بكرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض. السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم: ثلاثة متواليات- ذو القعدة وذو الحجة والمحرم- ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان» (¬3). 3198 - عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أنه خاصمته أروى- في حق زعمت أنه انتقصه لها- إلى مروان، فقال سعيد: أنا أنتقص من حقها شيئًا؟ أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا ¬
3 - باب في النجوم
فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين» قال ابن أبي الزناد عن هشام عن أبيه قال: قال لي سعيد بن زيد «دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ... » (¬1). 3 - باب في النجوم وقال قتادة {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [الملك: 5]: خلق هذه النجوم لثلاث: جعلها زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك (¬2) أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به. وقال ابن عباس: {هَشِيمًا} متغيرًا. والأب: ما يأكل الأنعام. والأنام الخلق. برزخ: حاجب. وقال مجاهد {أَلْفَافًا} ملتفة. والغلب: الملتفة: فراشا: مهادا. كقوله {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ}، {نَكِدًا}: قليلا. 4 - باب صفة الشمس والقمر قال مجاهد: كحسبان الرحى. وقال غيره: بحساب ومنازل لا يعدوانها (¬3). حسبان: جماعة الحساب، مثل شهاب وشهبان. ضحاها: ضوؤها. أن تدرك القمر: لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر، ولا ينبغي لهما ذلك سابق النهار: يتطالبان حثيثين. نسلخ: نخرج أحدهما من الآخر، ونجري كل واحد منهما ... ¬
6 - باب ذكر الملائكة
3199 - عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر حين غربت الشمس: أتدري أين تذهب؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، فيقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها (¬1). فذلك قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38]. قال الحافظ: ... ولكنه تبكيت لمن كان يعبدهما في الدنيا ليعلموا أن عبادتهم لهما كانت باطلًا (¬2). 6 - باب ذكر الملائكة 3211 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كان يوم الجمعة كان على باب من أبواب المسجد الملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر» (¬3). ¬
3213 - عن البراء - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحسَّان: «اهجهم- أو هاجهم- وجبريل معك» (¬1). 3215 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن الحارث بن هشام سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: كيف يأتيك الوحي؟ قال: كل ذلك. يأتيني الملك أحيانًا في مثل صلصلة (¬2) الجرس، فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وهو أشده علي، ويتمثل لي الملك أحيانًا رجلًا فيكلمني، فأعي ما يقول». 3216 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من أنفق زوجين في سبيل (¬3) الله دعته خزنة الجنة: أي فل هلم». فقال أبو بكر ذاك الذي لا توى عليه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أرجو أن تكون منهم». 3217 - عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: «يا عائشة، هذا جبريل يقرأ عليك السلام»، فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى. تريد النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬4). 3220 - عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل ¬
7 - باب إذا قال أحدكم «آمين» والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه
يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدراسه القرآن. فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. وعن عبد الله حدثنا معمر بهذا الإسناد نحوه وروى أبو هريرة وفاطمة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أن جبريل كان يعارضه القرآن» (¬1). 3222 - عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قال لي جبريل: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، أو لم يدخل النار (¬2). قال: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن). 7 - باب إذا قال أحدكم «آمين» والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه (¬3) 3224 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت «حشوت للنبي - صلى الله عليه وسلم - وسادة فيها تماثيل كأنها نمرقة، فجاء فقام بين الناس (¬4) وجعل يتغير وجهه، فقلت: ما لنا يا رسول الله؟ قال: ما بال هذه؟ قلت: وسادة جعلتها لك لتضطجع عليها. قال: أما علمت أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة؟ وأن من صنع الصورة يعذب يوم القيامة فيقول: أحيوا ما خلقتم». ¬
3225 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: سمعت أبا طلحة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة تماثيل» (¬1). 3226 - عن أبي طلحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة». قال بسر: فمرض زيد بن خالد، فعدناه، فإذا نحن في بيته بستر فيه تصاوير، فقلت لعبيد الله الخولاني: ألم يحدثنا في التصاوير؟ فقال: إنه قال: «إلا رقم في ثوب» ألا سمعته؟ قلت: لا. قال: بلى قد ذكر» (¬2). 3229 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، والملائكة تقول: اللهم اغفر له وارحمه، ما لم يقم من صلاته أو يحدث» (¬3). 3230 - عن صفوان بن يعلى عن أبيه قال: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ على المنبر {وَنَادَوْا يَا مَالِ} (¬4) قال سفيان: في قراءة عبد الله: ونادوا يا مال». ¬
3231 - عن ابن شهاب قال: حدثني عروة «أن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثته أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجنبني إلى ما أردت ... الحديث ... فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا» (¬1). 3232 - عن أبي إسحاق الشيباني قال: سألت زر بن حبيش عن قول الله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} قال: حدثنا ابن مسعود أنه رأى جبريل له ستمائة جناح» (¬2). 3234 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «من زعم أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم، ولكن قد رأى جبريل في صورته وخلقه سادًا ما بين الأفق» (¬3). ¬
3237 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح» (¬1). 3238 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ثم فتر عني الوحي فترة (¬2)، فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء، فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك الذي قد جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجثثت منه حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت زملوني زملوني، فأنزل الله تعالى {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: 1، 2] إلى قوله {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5]. قال أبو سلمة: والرجز الأوثان». 3239 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «رأيت ليلة أسري (¬3) بي موسى رجلًا أدم طوالًا جعدًا كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى (¬4) رجلًا مربوعًا، مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض، سبط الرأس، ورأيت مالكًا خازن النار، والدجال في آيات أراهن الله إياه، فلا تكن في مرية من لقائه. قال أنس وأبو بكرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: تحرس الملائكة المدينة من الدجال» (¬5). ¬
8 - باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة
8 - باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة (والعُرُب): المحببات إلى أزواجهن (¬1). 3241 - عن عمران بن حصين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء» (¬2). 9 - باب صفة أبواب الجنة 3257 - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون» (¬3). 10 - باب صفة النار وأنها مخلوقة 3259 - عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم» (¬4). 3263 - عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء» (¬5). ¬
11 - باب صفة إبليس وجنوده
3267 - عن أبي وائل قال: «قيل لأسامة لو أتيت فلانًا فكلمته، قال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا اسمعكم، إني أكلمه في السر دون أن افتح بابًا لا أكون أول من فتحه، ولا أقول لرجل -أن كان على أميرًا- إنه خير الناس، بعد شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالوا: وما سمعته يقول؟ قال: سمعته يقول: يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه» (¬1). 11 - باب صفة إبليس وجنوده 3269 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم -إذا هو نام- ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة مكانها: عليك ليل طويل، فارقد. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان» (¬2). ¬
3271 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أما إن أحدكم إذا أتى أهله وقال: بسم الله: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فرزقا ولدًا، لم يضره الشيطان» (¬1). 3274 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مر بين يدي أحدكم شيء وهو يصلي فليمنعه، فإن أبي فليمنعه، فإن أبي فليقاتله، فإنما هو شيطان» (¬2). 3285 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، فإذا قضي أقبل، فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه فيقول: اذكر كذا وكذا، حتى لا يدري أثلاثًا صلى أم أربعًا، فإذا لم يدر ثلاثًا صلى أو أربعًا سجد سجدتي السهو» (¬3). ¬
3286 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه (¬1) بإصبعيه حين يولد، غير عيسى بن مريم ذهب بطعن فطعن في الحجاب». 3288 - عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الملائكة تتحدث في العنان -والعنان الغمام- بالأمر يكون في الأرض، فتستمع الشياطين الكلمة فتقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة» (¬2). 3289 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان» (¬3). 3290 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لما كان يوم أحد هزم المشركون، ¬
فصاح إبليس: أي عباد الله، أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان، فقال: أي عباد الله، أبي أبي. فو الله ما احتجزوا حتى قتلوه فقال حذيفة: غفر الله لكم. قال عروة: فما زالت في حذيفة (¬1) منه بقية خير حتى لحق بالله». 3291 - عن مسروق قال: قالت عائشة - رضي الله عنها -: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التفات الرجل في الصلاة فقال: «هو اختلاس يختلس الشيطان من صلاة أحدكم» (¬2). 3292 - عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم حلمًا يخافه فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لا تضره» (¬3). 3293 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر (¬4) من ذلك» (¬5). ¬
12 - باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم
3294 - عن سعد بن أبي وقاص قال: «استأذن عمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن، فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب، فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله، قال: عجبت من هؤلاء اللائي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب. قال عمر: فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن. ثم قال: أي عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلن: نعم، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قط سالكًا فجًا إلا سلك فجًا غير فجك» (¬1). 3265 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا استيقظ -أراه أحدكم- من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثًا، فإن الشيطان يبيت على خيشومه» (¬2). 12 - باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم 3296 - عن أبي صعصعة الأنصاري عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «إني اراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك وباديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة. قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (¬3). ¬
14 - باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة}
14 - باب قول الله تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} 3297 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب على المنبر يقول: «اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر، فإنهما يطمسان البصر ويستقسطان الحبل» (¬1). قال الحافظ: ... واختلف في المراد بالثلاث فقيل ثلاث مرات، وقيل ثلاثة أيام (¬2). 15 - باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال 3301 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «رأس الكفر نحو المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم» (¬3). ¬
3302 - عن عقبة بن عمرو أبي مسعود قال: «أشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده نحو اليمن فقال: الإيمان يمان هاهنا، ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر» (¬1). 3303 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكًا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطانًا» (¬2). 3305 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «فقدت أمه من بني إسرائيل لا يدري ما فعلت، وإني لا أراها إلا الفأر: إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب، وإذا وضع لها ألبان الشاة شربت. فحدثت كعبًا فقال: أنت سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول؟ قلت: نعم. فقال لي مرارًا، فقلت: أفأقرأ التوراة؟ » (¬3). 3307 - عن سعيد بن المسيب أن أم شريك أخبرته «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرها بقتل الأوزاغ» (¬4). ¬
3309 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتل الأبتر وقال: إنه يصيب البصر ويذهب الحبل» (¬1). قال الحافظ: ... «لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة» يؤخذ منه أن كل من استفيد منه الخير لا ينبغي أن يسب ولا أن يستهان به (¬2). قال الحافظ: ... قال الداودي: يتعلم من الديك خمس خصال: حسن الصوت، والقيام في السحر، والغيرة (¬3)، والسخاء (¬4)، وكثرة الجماع. قال الحافظ: ... وكأنهما جميعًا لم يبلغهما حديث ابن مسعود (¬5). ¬
60 - كتاب أحاديث الأنبياء
60 - كتاب أحاديث الأنبياء 1 - باب خلق آدم وذريته 3326 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «خلق الله آدم وطوله ستون ذراعًا، ثم قال: اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحبونك، تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. فزادوه: ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن» (¬1). 3329 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، قال: ما أو أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خبرني بهن آنفًا جبريل. قال فقال عبد الله: ذاك عدو اليهود من الملائكة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما أول أشراط (¬2) الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب. وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبها ماؤه كان الشبه له، وإذا سبق ¬
ماؤها كان الشبه لها. قال: أشهد أنك رسول الله. ثم قال: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت، إن علموا إسلامي ... الحديث (¬1). 3330 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، يعني «لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم (¬2)، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها» (¬3). 3331 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء» (¬4). 3332 - عن زيد بن وهب عن عبد الله حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق: «إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكًا بأربع كلمات: فيكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي أم سعيد. ثم ينفخ فيه الروح. فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار» (¬5). ¬
2 - باب الأرواح جنود مجندة
قال الحافظ: ... وفي الحديث إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهن الكبرى، وأن ذلك من طبعهن فلا يفرط في لوم من وقع منها في شيء من غير قصد إليه أو على سبيل الندور، وينبغي لهن ألا يتمكن بهذا في الاسترسال في هذا النوع بل يضبطهن أنفسهن ويجاهدن هواهن (¬1). 2 - باب الأرواح جنود مجندة 3336 - قال (¬2) وقال الليث عن يحي بن سعيد عن عمرة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف» (¬3). قال الحافظ: ... ويحتمل أن يراد الإخبار عن بدء الخلق في حال الغيب على ما جاء أن الأرواح خلقت قبل الأجسام (¬4). قل الحافظ: ... قال ابن الجوزي: ويستفاد من هذا الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح فينبغي أن يبحث عن المقتضى لذلك ليسعى في إزالته حتى يتخلص من الوصف المذموم (¬5). ¬
3 - باب قول الله - عز وجل -: {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه} [هود: 25]
3 - باب قول الله - عز وجل -: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [هود: 25] 3337 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال (¬1) فقال: إني لأنذركموه، وما من نبي إلا أنذره قومه، لقد أنذر نوح قومه، ولكني أقول لكم فيه قولًا لم يقله نبي لقومه: تعلمون انه أعور، وأن الله ليس بأعور». 3339 - عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يجيئ نوح وأمته، فيقول الله تعالى: هل بلغت؟ فيقول: نعم أي رب. فيقول لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: لا، ما جاءنا من نبي. فيقول لنوح من يشهد لك؟ فيقول: محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته، فنشهد أنه فد بلغ، وهو قوله جل ذكره {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143] والوسط العدل» (¬2). 3340 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعوة، فرفعت إليه الذراع -وكانت تعجبه- فنهس منها نهسة وقال: أنا سيد الناس يوم القيامة. هل تدرون (¬3) بمن يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيبصرهم الناظر، ... الحديث ... أما ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى على ما بغلنا ألا تشفع لنا إلى ربك؟ فيقول: ربي غضب اليوم غضبًا لم يغضب قله مثله، ولا يغضب بعده مثله. نفسي نفسي، ائتوا النبي ¬
5 - باب ذكر إدريس - عليها السلام -
- صلى الله عليه وسلم - فيأتوني، فأسجد تحت العرش، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، واشفع تشفع، وسل تعطه. قال محمد بن عبيد: لا أحفظ سائره» (¬1). 5 - باب ذكر إدريس - عليها السلام - وهو جد أبي نوح (¬2)، ويقال جد نوح عليهما السلام وقول الله تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 57] 3342 - عن أنس بن مالك «كان أبو ذر - رضي الله عنه - يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانًا فأفرغها في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء ... الحديث ... قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ففرض الله على خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى أمر بموسى فقال موسى: ما الذي فرض على أمتك؟ قلت: فرض عليهم خمسين صلاة، قال: فراجع ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك، فرجعت ... الحديث ... فرجعت إلى موسى فقال: راجع ربك، فقلت: قد استحييت من ربي. ثم انطلق حتى أتى السدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي. ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك» (¬3). ¬
17 - باب قول الله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحا} [الأعراف: 73]
3344 - عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: «بعث على - رضي الله عنه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بذهيبة، فقسمها بين الأربعة، الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي، وعيينة بن بدر الفزاري، وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان، وعلقمة بن علاقة العامري أحد بني كلاب. فغضبت قريش والأنصار قالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا (¬1) ... الحديث». 3345 - عن أبي إسحاق عن الأسود قال: سمعت عبد الله قال: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 15] (¬2)». 17 - باب قول الله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [الأعراف: 73] {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ} [الحجر: 80]: الحجر موضع ثمود. وأما {وَحَرْثٌ حِجْرٌ} [الأنعام: 138]: حرام، وكل ممنوع فهو حجر، ومنه «حجر محجور». والحجر كل بناء بنيته، وما حجرت عليه من الأرض فهو حجر، ومنه سمي حطيم البيت حجرًا، كأنه مشتق من محطوم، مثل قتيل من مقتول، ويقال للأنثى من الخيل حجر، ويقال للعقل: حجر (¬3). وحجى وأما حجر اليمامة فهو المنزل. 3378 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها، فقالوا: قد عجنا منها واستقينا، فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهريقوا ذلك الماء» (¬4). ¬
7 - باب قصة يأجوج ومأجوج
ويروي عن سبرة بن معبد وأبي الشموس «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بإلقاء الطعام». وقال أبو ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «من اعتجن بمائه». 3380 - عن سالم بن عبد الله عن أبيه - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما مر بالحجر قال: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا، إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم. ثم تقنع (¬1) بردائه وهو على الرحل». 7 - باب قصة يأجوج ومأجوج وقول الله تعالى: {قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} «قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: رأيت السد مثل البرد المحبر. قال: قد رأيته» (¬2). 3346 - عن زينب بنت جحش - رضي الله عنها - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها فزعًا يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ¬
8 - باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} [النساء: 125]
ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه - وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها (¬1) - فقالت زينب بنت جحش: فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث». 3348 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يقول الله تعالى: يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك. فيقول: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد. قالوا: يا رسول الله، وأينا ذلك الواحد؟ قال: أبشروا فإن منكم رجلًا ومن يأجوج ومأجوج ألف. ثم قال: والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة. فكبرنا. فقال: أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة. فكبرنا. فقال: أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة. فكبرنا. فقال: ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود» (¬2). 8 - باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125] 3349 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنكم محشورون حفاة عراة غرلًا. ثم قرأ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا ¬
فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104]». وأول من يكسي يوم القيامة إبراهيم (¬1). وإن أناسًا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي، أصحابي. فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ -إلى قوله- الْحَكِيمُ} [المائدة: 117، 118]. 3350 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزي من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين. ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك، فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار» (¬2). 3352 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رأى الصورة في البيت لم يدخل حتى أمر (¬3) بها فمحيت. ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام فقال: قاتلهم الله، والله إن (¬4) استقسما بالأزلام قط». ¬
3353 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «قيل يا رسول الله من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم. فقالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله. قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: فعن معادن العرب تسألون؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» (¬1). 3345 - عن سمرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتاني الليلة آتيان، فأتينا على رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولًا (¬2)، وإنه إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -». 3355 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - - وذكروا له الدجال بين عينيه مكتوب كافر أو: ك، ف، ر- قال: «لم أسمعه، ولكنه قال: أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم، وأما موسى فجعد آدم على جمل أحمر مخطوم بخلبة، كأني أنظر إليه انحدر في الوادي» (¬3). 3356 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اختتن (¬4) إبراهيم - عليها السلام - وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم». ¬
3358 - عن حماد بن زيد (¬1) عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لم يكذب إبراهيم - عليها السلام - إلا ثلاث كذبات: ثنتين (¬2) منهم في ذات الله - عز وجل -، قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89] وقوله {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63] وقال: بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة، فقيل له: إن هاهنا رجلًا مع امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه فسأله عنها فقال: من هذه؟ قال: أختي ... الحديث ... فأتته وهو قائم يصلي، فأومأ بيده: مهيم؟ قالت: رد الله كيد الكافر -أو الفاجر- في نحره، وأخدم هاجر (¬3)، قال أبو هريرة: تلك أمكم يا بني ماء السماء». 3359 - عن أم شريك - رضي الله عنها - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بقتل الوزغ، وقال: كان ينفخ على إبراهيم - عليها السلام -» (¬4). 3360 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «لما نزلت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] قلنا: يا رسول الله، أينا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس كما تقولون {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}: بشرك. أولم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]» (¬5). ¬
قال الحافظ: ... قوله: (أمر بقتل الوزغ وقال كان ينفخ على إبراهيم - عليها السلام -) ووقع في حديث عائشة عند ابن ماجه وأحمد «أن إبراهيم لما ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا أطفأت عنه، إلا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتلها» (¬1). 3364 - عن سعيد بن جبير قال ابن عباس: «أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقًا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل -وهي ترضعه- حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء فوضعها هنالك، ثم قفى إبراهيم منطلقًا (¬2) ... الحديث ... فلما جاء إسماعيل كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنا في جهد وشدة. قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول: غير عتبة بابك. قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك. فطلقها (¬3). وتزوج منهم أخرى». ¬
10 - باب
3365 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان خرج بإسماعيل، ومعهم شنة فيها ماء. فجعلت أم إسماعيل تشرب من الشنة فيدر لبنها على صبيها حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة، ثم رجع إبراهيم إلى أهله ... الحديث ... ثم بدا لإبراهيم فقال لأهله: إني مطلع تركتي» (¬1). 10 - باب 3368 - عن عائشة - رضي الله عنهما - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألم ترى أن قومك لما بنوا الكعبة (¬2) اقتصروا عن قواعد إبراهيم. فقلت يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ فقال: لولا حدثان قومك بالكفر. فقال عبد الله بن عمر: لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتم على قواعد إبراهيم». 3369 - عن أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه - أنهم قالوا: «يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ (¬3) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قولوا: اللهم صلِّ على ¬
محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد». 3370 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: «لقيني كعب بن عجرة فقال ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلت: بلى فأهدها لي، فقال: سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فإن الله قد علمنا كيف نسلم. قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، الله بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (¬1). ¬
11 - باب قول الله - عز وجل - {ونبئهم عن ضيف إبراهيم (51) إذ دخلوا عليه} [الحجر 51، 52] الآية {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى} [البقرة: 260]
3371 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة» (¬1). 11 - باب قول الله - عز وجل - {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ} [الحجر 51، 52] الآية {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} [البقرة: 260] 3372 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] ويرحم الله لوطًا لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأحببت الداعي» (¬2). قال الحافظ: ... قال ابن عباس: أرجى آية في القرآن هذه الآية: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} الآية ... قال ابن عباس: هذا لما يعرض في الصدور ويوسوس (¬3) به الشيطان فرضي الله عن إبراهيم - عليها السلام - بأن قال: بلى. ¬
12 - باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق} [مريم: 54]
12 - باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ} [مريم: 54] 3373 - عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على نفر من أسلم ينتصلون، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا، ارموا وأنا مع بني فلان. قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما لكم لا ترمون؟ فقالوا: يا رسول الله نرمي وأنت معهم؟ قال: ارموا وأنا معكم كلكم» (¬1). 13 - باب قصة إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام فيه ابن عمر (¬2) وأبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الحافظ: ... قوله: (قصة إسحق بن إبراهيم النبي - صلى الله عليه وسلم -) ذكر ابن إسحاق أن هاجر لما حملت بإسماعيل غارت سارة فحملت بإسحاق فوضعتا معًا فشب الغلامان (¬3). ¬
18 - باب {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت} [البقرة: 133]
18 - باب {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ} [البقرة: 133] 3382 (¬1) - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام». 3386 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج سلمة بن هشام، الله أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين. اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف» (¬2). 3388 - عن شقيق عن مسروق قال: سألت أم رومان وهي أم عائشة لما قيل فيها ما قيل قالت: «بينما أنا مع عائشة جالستان، إذ ولجت علينا امرأة من الأنصار وهي تقول: فعل الله بفلان وفعل. قالت: فقلت: لم؟ قالت إنه نمى ذكر الحديث، فقالت عائشة: أي حديث؟ فأخبرتها. قالت: فسمعه أبو بكر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت نعم، فخرت مغشيًا عليها، فما أفاقت إلا وعليها حمى بناقض. فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما لهذا؟ قلت حمى أخذتها ¬
من أجل حديث تحدث به. فقعدت فقالت: والله لئن حلفت لا تصدقونني، ولئن اعتذرت لا تعذرونني، فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه، والله المستعان على ما تصفون. فانصرف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله ما أنزل، فأخبرها فقالت: بحمد الله لا بحمد أحد» (¬1). 3389 - عن ابن شهاب قال: «أخبرني عروة أنه سأل عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت قول الله {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: 110] أو كذبوا؟ قالت: بل كذبهم قومهم، فقلت والله لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم وما هو بالظن. فقالت: يا عرية، لقد استيقنوا بذلك. قلت فلعلها «أو كذبوا» قالت: معاذ الله، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها وأما هذه الآية قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأست ممن كذبهم من قومهم وظنوا أن أتباعهم كذبوهم جاءهم نصر الله» (¬2). ¬
21 - باب واذكر في الكتاب موسى
20 - باب قول الله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ} [الأنبياء: 83] 3391 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينما أيوب يغتسل عريانًا خر عليه رجل جرادٍ من ذهب، فجعل يحثي في ثوبه فنادى ربه: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى يا رب، ولكني لا غنى لي عن بركتك» (¬1). 21 - باب واذكر في الكتاب موسى 3392 - عن عائشة - رضي الله عنها - «فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خديجة يرجف فؤاده، فانطلقت به إلى ورقة بن نوفل - وكان رجلًا تنصر، يقرأ الإنجيل بالعربية- فقال ورقة: ماذا ترى؟ فأخبره، فقال ورقة: هذا الناموس (¬2) الذي أنزل الله على موسى، وإن أدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا». الناموس: صاحب السر الذي يطلعه بما يستره عن غيره (¬3). 24 - باب قول الله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [طه: 9] 3394 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليلة ¬
27 - باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام
أسرى بي رأيت موسى وإذا هو رجل ضرب رجل كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى فإذا هو رجل ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس، وأنا أشبه ولد إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - به. ثم أتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر فقال: اشرب أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربته، فقيل: أخذت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك». 3397 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة وجدهم يصومون يومًا - يعني يوم عاشوراء- فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرًا لله. فقال: أنا أولى بموسى منهم، فصامه وأمر بصيامه» (¬1). 27 - باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام 3400 - عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس الفزاري في صاحب موسى، قال ابن عباس: هو خضر، فمر بهما أبي بن كعب، فدعا ابن عباس فقال: إني تماريت أنا وصاحبي وهذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه، هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر شأنه؟ قال: نعم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: بينما موسى في ملإ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدًا أعلم منك؟ (¬2) قال: لا فأوحى الله إلى موسى: ¬
28 - باب
بلى عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إليه، فجعل له الحوت آية، وقيل له: إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه، فكان يتبع الحوت في البحر، فقال لموسى فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره. فقال موسى: ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثرهما قصصًا، فوجدا خضرًا، فكان من شأنهما الذي قص الله في كتابه». قال الحافظ: ... هو حي عند جمهور العلماء والعامة معهم في ذلك (¬1). 28 - باب 2403 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قيل لبني إسرائيل: ادخلوا الباب سجدًا وقولوا حطة، فبدلوا ودخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة» (¬2). 3404 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن موسى كان رجلًا حييًا ستيرًا لا يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه ¬
29 - باب يعكفون على أصنام لهم
من بني إسرائيل فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده: إما برص وإما أدرة، وإما آفة. وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يومًا وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر. حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانًا (¬1). أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربًا بعصاه، فو الله إن بالحجر لندبًا من أثر ضربه ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا، فذلك قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب: 69]. 3405 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - قسمًا، فقال رجل: إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله. فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه، ثم قال: يرحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر» (¬2). 29 - باب يعكفون على أصنام لهم 3406 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كنا مع رسول الله ¬
31 - باب وفاة موسى، وذكره بعد
- صلى الله عليه وسلم - نجني الكباث، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: عليكم بالأسود منه فإن أطيبه. قالوا: أكنت ترعى الغنم؟ قال: وهل من نبي إلا وقد رعاها». قال الحافظ: ... وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه «قالوا: أكنت ترعى الغنم؟ قال: وهل من نبي إلا وقد رعاها». والكباث (¬1) بفتح الكاف والموحدة الخفيفة وآخره مثلثة هو ثمر الآراك ويقال ذلك للنضيج منه ... قال الحافظ: ... وقد نقل القطب الحلبي هذا عن الخطابي ثم قال: وينظر في وجه مناسبة هذا الحديث للترجمة (¬2). 31 - باب وفاة موسى، وذكره بعد 3407 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام، فلما جاءه صكه، فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت. قال: ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور، فله بما ¬
غطى يده بكل شعرة سنة. قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن. قال فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر» (¬1). قال أبو هريرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو كنتم ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر. قال وأخبرنا معمر عن همام حدثنا أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه. 3408 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمدًا على العالمين - في قسم يقسم به- فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين. فرفع المسلم عند ذاك يده فلطم اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره الذي كان من أمره وأمر المسلم، فقال: لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله» (¬2). ¬
3409 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «احتج آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة. فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ثم تلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فحج آدم موسى مرتين» (¬1). 3410 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «خرج علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا فقال: عرضت علي الأمم، ورأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق، فقيل: هذا موسى في قومه» (¬2). قال الحافظ: ... عن أبي هريرة عند أحمد والطبري «كان ملك الموت يأتي الناس عيانًا، فأتى موسى فلطمه ففقأ عينه» (¬3). ¬
قال الحافظ: ... في رواية إبراهيم بن سعد «فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم، فأكون أول من يفيق» (¬1) (¬2). ¬
32 - باب قول الله تعالى: {وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون - إلى قوله- وكانت من القانتين} [التحريم: 11، 12]
32 - باب قول الله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ - إلى قوله- وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} [التحريم: 11، 12] 3411 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» (¬1). 35 - باب قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (¬2) -إلى قوله- فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [الصافات: 139، 148]-إلى قوله- {وَهُوَ عَلِيمٌ}. قال مجاهد: مذنب. المشحون: الموقر. {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} الآية {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ} بوجه الأرض {وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 145، 146] من غير ذات أصل، الدباء ونحوه (¬3). ¬
3413 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما ينبغي لعبدٍ أن يقول إني خير (¬1) من يونس بن متى. ونسبه إلى أبيه». 3416 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «بينما يهودي يعرض سلعته أُعطىَ بها شيئًا كرهه، فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشر، فسمعه رجل من الأنصار فقام فلطم وجهه وقال: تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبي - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا؟ فذهب إليه فقال: أبا القاسم، إن لي ذمة وعهدًا، فما بال فلان لطم وجهي؟ فقال: لم لطمت وجهه؟ فذكره، فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى رُؤي في وجهه، ثم قال: لا تُفضلوا بين أولياء (¬2) الله، فإنه ينفخ في الصور، فيصعَق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم يُنفخ فيه أخرى فأكون أول من بُعث، فإذا موسى آخذ بالعرش، فلا أدري أحُوسب بصعقته يوم الطور، أم بُعث قبلي» (¬3). ¬
37 - باب قوله تعالى: {وآتينا داوود زبورا}
37 - باب قوله تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} 3417 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «خُفف على داود - عليها السلام - القرآن (¬1)، فكان يأمر بدوابِّه فتُسرج، فيقرأ القرآن قبل أن تُسرج دوابه، ولا يأكل إلا من عمل يده». 3418 - عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: «أُخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني أقول: والله لأصومنَّ النهار ولأقومن الليل ما عِشتُ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنت الذي تقول: والله لأصومنَّ النهار ولأقومن الليل ما عشتُ؟ ... (الحديث) ... قال: فصُم يومًا وأفطر يومًا، وذلك صيام داود وهو أعدل صيام (¬2) قلت: إني أطيق أفضل منه يا رسول الله، قال: لا أفضل من ذلك». 38 - باب أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود: كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه وينام سُدُسه. ويصوم يومًا ويفطر يومًا قال علي: وهو قول عائشة: «ما ألفاهُ السحرُ (¬3) عندي إلا نائمًا» 3420 - عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أحبُّ الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يومًا ويُفطر يومًا. وأحب الصلاة إلى الله ¬
39 - باب {واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب -إلى قوله- وفصل الخطاب}
صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثُلثه وينام سُدسه» (¬1). 39 - باب {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ -إلى قوله- وَفَصْلَ الْخِطَابِ} 3421 - عن مجاهد قال: «قلت لابن عباس أنسجد في ص؟ فقرأ {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ -حتى أتى- فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} فقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: نبيُّكم - صلى الله عليه وسلم - ممن أُمر أن يقتدي بهم» (¬2). 3422 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «ليس ص من عزائم (¬3) السجود، ورأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها». 40 - باب قول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} يمسح أعراف الخيل وعراقيبها (¬4). ¬
3423 - عب أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «إن عفريتًا من الجن تفلَّت البارحة ليقطع عليَّ صلاتي، فأمكنني الله منه، فأخذته، فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظُروا إليه كلُّكم، فذكرت دعوة أخي سليمان {وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} (¬1) فرددته خاسئًا» عفريت: متمرِّد من إنس أو جان، مثل زبنية جماعتها الزَّبانية. 3424 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال سليمان بن داود: لأطوفنَّ الليلة على سبعين امرأة تحمل كل امرأة فارسًا يجاهد في سبيل الله. فقال له صاحبه: إن شاء الله. فلم يقل، ولم تحمل شيئًا إلا واحدًا ساقطًا أحد شِقّيه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو قالها (¬2) لجاهدوا في سبيل الله». 3425 - عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وُضع أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أيٌّ؟ قال: ثم المسجد الأقصى (¬3). قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون. ثم قال: حيثُما أدركت الصلاة فصلِّ والأرض لك مسجد». 3427 - وقال: كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت صاحبتها: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك. فتحاكمتا إلى داود فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود ¬
41 - باب قوله تعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ... }
فأخبرتاه فقال: أتوني بالسكين أشُقُّه بينهما (¬1). فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصغرى. قال أبو هريرة: والله إن سمعت بالسكين إلا يومئذ، وما كنا نقول إلا المُدْية». قال الحافظ: ... {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} قال [مجاهد]: شيطانًا (¬2) يقال له آصف. 41 - باب قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ... } (¬3) 3429 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «لما نزلت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شق ذلك على المسلمين فقالوا: يا رسول الله أيُّنا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس ذلك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}» (¬4). 43 - باب قول الله تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} 3430 - عن أنس بن مالك بن صعصعة أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حدَّثهم عن ليلة أُسري به، ثم صعد حتى أتى السماء الثانية (¬5)، فاستفتح، قيل من هذا؟ قال: ¬
44 - باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها .. }
جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. فلما خَلَصت فإذا يحيي وعيسى وهما ابنا خالة. قال: هذا يحيي وعيسى، فسلَّم عليهما، فسلَّمت، فرَدا، ثم قالا: مرحبًا بالأخ الصالح والنبيَّ الصالح». 44 - باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا .. } {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ -إلى قوله- يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} قال ابن عباس (وآل عمران). المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل ياسين (¬1) وآل محمد - صلى الله عليه وسلم -. يقول {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} وهم المؤمنون ... 4341 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما من بني آدم مولود إلا يمسُّه الشيطان حين يولد فيستهل صارخًا من مسِّ الشيطان، غير مريم وابنها (¬2). ثم يقول أبو هريرة {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}». 45 - باب {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ... } 3432 - عن النضر عن هشام قال أخبرني أبي قال: سمعت عبد الله بن جعفر قال سمعت عليًا - رضي الله عنه - يقول: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬
46 - باب قوله تعالى: {وإذ قالت الملائكة يامريم ... }
خير نسائها مريم ابنة عمران، وخير نسائها خديجة» (¬1). 46 - باب قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ ... } 3434 - عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «نساء قريش خير نساء ركبن الإبل: أحناه على طفل، وأرعاه على زوج في ذات يده». يقول أبو هريرة على إثر ذلك: ولم تركب مريم بنت عمران بعيرًا قط (¬2). 47 - باب قوله: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا ... } 3435 - عن عُبادة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل» (¬3). ¬
48 - باب قول الله: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها}
48 - باب قول الله: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} 3446 - عن الشعبي قال: أخبرني أبو بُردة عن أبي موسى الأشعريّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إذا أدَّب الرجل أمَتَه فأحسن تأديبها، وعلَّمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها كان له أجران، وإذا آمن بعيسى ثم آمن بي فله أجران، والعبد إذا اتقى ربه وأطاع مواليه فله أجران» (¬1). * قال محمد بن يوسف الفربري: ذُكر عند (¬2) أبي عبد الله بن قبيصة قال: هم المرتدُّون الذين ارتدُّوا على عهد أبي بكر، فقاتلهم أبو بكر - رضي الله عنه -» (¬3). 49 - باب نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام 3448 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده، ليُوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا وعدلًا، فيسكر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضَع الحرب (¬4)، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها. ثم يقول أبو هريرة: واقرءوا ¬
50 - باب ما ذكر عن بني إسرائيل
إن شئتم {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}. 3449 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم» (¬1). قال الحافظ: ... وقيل معناه أن الناس يرغبون عن الدنيا حتى تكون السجدة الواحدة أحب إليهم من الدنيا وما فيها (¬2). قال الحافظ ... لقوله: «حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها» فإنه يشير بذلك إلى صلاح الناس وشدة إيمانهم وإقبالهم على الخير (¬3) 50 - باب ما ذكر عن بني إسرائيل 3451 - قال حذيفة: وسمعته يقول: «إن رجلًا كان فيمن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه، فقيل له: هل عملت من خير؟ قال: ما أعلم. قيل له: انظر. قال: ما أعلم شيئًا، غير أني كنت أُبايع الناس في الدنيا وأُجازيهم، فأُنْظِر الموسر وأتجاوز عن المعسر. فأدخله الله الجنة» (¬4). ¬
3452 - قال: وسمعته يقول: «إن رجلًا حضره الموت، فلما يئس من الحياة أوصى أهله: إذا أنا مُت فاجمعوا لي حطبًا كثيرًا وأوقدوا فيه نارًا، حتى إذا أكلَت لحمي وخلصت إلى عظمي فامتحشت، فخذوها فاطحنوها ثم انظروا يومًا واحدًا فاذروه في اليمِّ: ففعلوا. فجمعه الله فقال له: لم فعلت ذلك؟ قال: من خشيتك. فغفر الله له» (¬1) قال عقبة بن عمرو «وأنا سمعته يقول ذاك، وكان نبّاشًا». 3453، 3454 - عن عائشة وابن عباس - رضي الله عنهم - قالا: لما نزل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - طفق يطرح خميصة على وجهه، فإذا غمَّ كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يُحذِّر ما صَنَعوا» (¬2). 3455 - عن أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يحدِّث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسُهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفة نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون. قالوا: ¬
فما تأمُرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم (¬1)، فإن الله سائلهم عما استرعاهم». 3458 - عن عائشة - رضي الله عنها - كانت تكره أن يجعل المصلِّي يده في خاصرته (¬2) وتقول: إن اليهود تفعله» (¬3). 3459 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنما أجلكم -في أجل من خلا من الأمم- ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس. وإنما مَثَلُكم ومَثَلُ اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالًا ... قال الله: هل ظلمتُكم من حقكم شيئًا؟ قالوا: لا. قال: فإنه فضلي، أعطيه من شئت» (¬4). 3461 - عن عبد الله بن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «بلِّغوا عني ولو آية، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذَب عليَّ متعمِّدًا فليتبوأ مقعده من النار» (¬5). 3462 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم» (¬6). ¬
51 - باب حديث أبرص وأعمى وأقرع في بني إسرائيل
51 - باب حديث أبرص وأعمى وأقرع في بني إسرائيل 3464 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله - عز وجل - أن يبتليهم فبعث إليهم ملكًا، فأتى الأبرص فقال: أيُّ شيء أحبُّ إليك؟ قال: لونٌ حسن وجلد حسن، قد قذرني الناس. قال فمسحه فذهب عنه، فأُعطي لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا. فقال: أي المال أحب إليك؟ قال: الإبل -أو قال البقر، هو شكَّ في ذلك: إن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل، وقال الآخر البقر- فأُعطي ناقة عُشراء، فقال يبارك لك فيها ... الحديث» (¬1). 53 - باب حديث الغار 3465 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم إذ أصابهم مطر، فأووا إلى غار فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض: إنه والله يا هؤلاء لا يُنجيكم إلا الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه. فقال واحد منهم: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرَق من أرُز، فذهب وتركه، وأني عمدت إلى ذلك الفرَق فزرعته، فصار من أمره أني اشتريت منه بقرًا، ¬
وأنه أتاني يطلب أجره، فقلت له: اعمد إلى تلك البقر فسُقها (¬1)، فقال لي: إنما لي عندك فرق من أرز. فقلت له: اعمد إلى تلك البقر، فإنها من ذلك الفرق فساقها. فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرِّج عنا. فانساخت عنهم الصخرة. فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي، فأبطأت عنهما ليلة، فجئت وقد رقدا؛ وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع (¬2)، وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أدعهما فيستكنّا لشربتهما، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر. فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرِّج عنا. فانساخت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء. فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم من أحبِّ الناس إليَّ، وأني راودتُها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار، فطلبتُها حتى قدرتُ، فأتيتُها بها فدفعتُها إليها، فأمكنتني من نفسها، فلما قعدتُ بين رجلَيها فقالت (¬3) اتَّق الله ولا تفُض الخاتم إلا ¬
بحقه، فقمت وتركت المائة الدينار. فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرِّج عنا، ففرَّج الله عنهم فخرجوا» (¬1). قال الحافظ: ... قوله (يمشون) في حديث عقبة وكذا في حديث أبي هريرة عند ابن حبان والبزار أنهم خرجوا يرتادون لأهليهم (¬2). قال الحافظ: ... فأجابت في الثالثة بعد أن استأذنت زوجها (¬3) فأذن لها وقال لها أغني عيالك .. قال الحافظ: ... وفي حديث ابن أبي أوفى «فلما جلست منها مجلس الرجل من المرأة أذكرت (¬4) النار فقمت عنها». قال الحافظ: ... وقد استشكل تركه أولاده الصغار يبكون من الجوع طول ليلتهما مع قدرته على تسكين (¬5) جوعهم. ¬
قال الحافظ: ... وعن النعمان بن بشير من ثلاثة أوجه حسان أحدها عند أحمد (¬1) والبزار وكلها عند الطبراني (¬2) ... قال الحافظ: ... ففيه بدل الأجير أن الثالث قال: «كنت في غنم أرعاها فحضرت الصلاة فقمت أصلي فجاء الذئب فدخل الغنم فكرهت أن أقطع صلاتي فصبرت حتى فرغت» فلو كان إسناده قويًا (¬3) لحمل على تعدد القصة. قال الحافظ: ... وفي حديث علي وابن أبي أوفى معًا المرأة ثم الأجير ثم الأبوين (¬4) وفي اختلافهم دلالة على أن الرواية بالمعنى عندهم سائغة شائعة. 54 - باب 3466 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول «بينا امرأة تُرضع ابنها إذ مر بها راكب وهي تُرضعه فقالت: اللهم لا تمت ابني حتى يكون مثل هذا. فقال: اللهم لا تجعلني مثله (¬5). ثم رجع في الثدي. ومُرَّ بامرأة تجرَّر ويُلعب به، فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثلها. فقال: اللهم اجعلني مثلها. فقال: أما الراكب فإنه كافر، وأما المرأة ¬
فإنهم يقولون لها: تزني، وتقول: حسبي الله. ويقولون: تسرق، وتقول حسبي الله» (¬1). 3467 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بينما كلب يُطيف بركيَّة كاد يقتله العطش إذ رأته بغيُّ بني إسرائيل، فنزعت موقَها فسقته، فغُفر لها به» (¬2). 3468 - عن حُميد بن عبد الرحمن أنه «سمع معاوية بن أبي سفيان -عام الحج- على المنبر، فتناول قصة من شعر -وكانت في يد حَرَسيّ- فقال: يا أهل المدينة، أين عُلماؤكم؟ سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن مثل هذه ويقول: إنما هَلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم» (¬3). 3469 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أمَّتي هذه منهم فإنه عمر ابن الخطاب» (¬4). 3470 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كان ¬
في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانًا، ثم خرج يسأل، فأتى راهبًا فسأله فقال له: هل من توبة؟ قال: لا، فقتله (¬1). فجعل يسأل، فقال له رجل أئت قرية كذا وكذا، فأدركه الموت فناء بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقرَّبي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوُجد إلى هذه أقرب بشبر، فغفر له» (¬2) (¬3). 3471 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح ثم أقبل على الناس فقال: «بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نُخلق لهذا، إنما خُلقنا للحرث. فقال الناس: سبحان الله، بقرة تكلَّم؟ فقال: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر. وما هما ثمَّ. وبينما رجل في غنمه إذا عدا الذئب فذهب منها بشاة، فطلب حتى كأنه استنقذها منه، فقال له الذئب: هذا استنقذتها مني، فمن لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري؟ فقال الناس: سبحان الله، ذئب يتكلم؟ قال: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر. ما هم ثمَّ» (¬4). ¬
3472 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اشترى رجل من رجل عقارًا له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك مني، إنما اشتريت منك الأرض ولم ابتع منك الذهب. وقال الذي له الأرض: إنما بعتُك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية، قال: أنكحوا الغلام الجارية، وأنفقوا على أنفسهما منه، وتصدَّقا» (¬1). 3473 - عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة ابن زيد: ماذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطاعون؟ فقال أسامة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل -أو على من كان قبلكم- فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه» (¬2) قال أبو النضر «لا يخرجكم إلا فرارًا منه». 3475 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن قريشًا أهمَّهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: ومن يكلَّم فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فكلمه أسامة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام فاختطب ثم قال: إنما أهلك الذي قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق ¬
فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» (¬1). 3476 - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «سمعت رجلًا قرأ آية وسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ خلافها، فجئت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فعرفت في وجهه الكراهية، وقال: كلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا» (¬2). 3477 - عن عبد الله قال: «كأني أنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يحكي نبيًا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» (¬3). 3478 - عن أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أن رجلًا كان قبلكم رَغَسه الله مالًا، فقال لبنيه لما حُضر: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب. ¬
قال فإني لم أعمل خيرًا قط (¬1)، فإذا متُّ فأحرقوني، ثم اسحقوني ثم ذرُّوني في يوم عاصف. ففعلوا، فجمعه الله - عز وجل - فقال: ما حملَك؟ قال: مخافتك. فتلقاه برحمته» (¬2). 3479 - عن ربعيِّ بن حراش قال: قال عقبة لحذيفة: ألا تُحدَّثنا ما سمعت من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: سمعته يقول: «إن رجلًا حضره الموت لما أيس من الحياة أوصى أهله: إذا متُّ فاجمعوا لي حطبًا كثيرًا، ثم أوروا نارًا، حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فخذوها فاطحنوها فذرُّوني في اليم في يوم حار -أو راح- فجمعه الله فقال: لم فعلت؟ قال: خشيتك، فغفر له (¬3). قال عقبة: وأنا سمعته يقول. 3480 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كان الرجل يُداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت مُعسرًا فتجاوز عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا. قال: فلقي الله فتجاوز عنه» (¬4). 3481 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كان رجل ¬
يسرف (¬1) على نفسه، فلما حضره الموت قال لبنيه: إذا أنا متُّ فأحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذرُّوني في الريح، فوالله لئن قدر الله عليَّ ليُعذبني عذابًا ما عذبه أحدًا. فلما مات فُعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال: اجمعي (¬2) ما فيك منه، ففعلت، فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا ربِّ خشيتك. فغفر له» وقال غيره «مخافتك يا رب» (¬3). 3482 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «عُذِّبت امرأة في هرَّة ربطتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» (¬4). 3483 - عن أبي مسعود عقبة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة (¬5): إذا لم تستحي فاصنع ما شئت» (¬6). ¬
3486 - حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبيد الله (¬1) أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني سالم أن ابن عمر حدثه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينما رجل يجُرُّ إزاره من الخُيلاء خُسف به، فهو يُجلجَل (¬2) في الأرض إلى يوم القيامة» (¬3). 3487 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بَيْدَ كلُّ أمة أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتينا من بعدهم، فهذا اليوم (¬4) الذي اختلفوا فيه، فغدًا لليهود، وبعد غد للنصارى». قال الحافظ: ... والحكم في شرعنا على هذا في مثل ذلك أن القول قول المشتري وأن الذهب باق على ملك البائع (¬5). قال الحافظ: ... قال ابن قتيبة: قد يغلط في بعض الصفات قوم من ¬
المسلمين فلا يكفرون بذلك، ورده ابن الجوزي وقال: جحده صفة القدرة كفر اتفاقًا (¬1). قال الحافظ: ... وأظهر الأقوال أنه قال ذلك في حال دهشته وغلبة الخوف عليه حتى ذهب بعقله لما يقول، ولم يقله قاصدًا لحقيقة معناه بل في حالة كان فيها كالغافل والذاهل والناسي الذي لا يؤاخذ بما يصدر منه، وأبعد الأقوال قول من قال إنه كان في شرعهم (¬2) جواز المغفرة للكافر. ¬
61 - كتاب المناقب
61 - كتاب المناقب 1 - باب قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ... } [الحجرات: 13] 3492 - عن ربيبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأظنها زينب - قالت: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدُّباء والحنتم والمقيِّر والمزَفَّت. فممَّن كان إلا من مُضر؟ كان من ولد النضر ابن كنانة» (¬1). 3493 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تجدون الناس معادن: خيارُهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدَّهم له كراهية» (¬2). 3496 - «والناس معادن: خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، تجدون من خير الناس أشد الناس كراهية (¬3) لهذا الشأن حتى يقع فيه». 3498 - عن أبي مسعود يبلُغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من ها هنا جاءت الفتن نحو المشرق، والجفاء وغلظ القلوب في الفدّادين أهل الوَبَر عند أصول أناب الإبل والبقر في ربيعة ومُضر» (¬4). ¬
2 - باب مناقب قريش
3499 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: الفخر والخُيلاء في الفدّادين أهل (¬1) الوَبَر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان والحكمة يمانية». قال أبو عبد الله: سميت اليمن لأنها عن يمين الكعبة، والشام عن يسار الكعبة، والمشأمة الميسرة، واليد اليسرى: الشؤمى، والجانب الأيس الأشأم. قال الحافظ: ... قول (ويجدون خير الناس في هذا الشأن) (¬2). 2 - باب مناقب قُريش 3500 - عن شعيب عن الزهري قال: «كان محمد بن جُبير بن مُطعم يُحدِّث أنه بلغ معاوية -وهو عنده في وفد من قريش- أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان (¬3)، فغضب معاوية، فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالًا منكم ¬
يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا تُؤثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأولئك جُهّالكم، فإياكم والأماني التي تُضل أهلها، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن هذا الأمر في قريش، لا يُعاديهم أحد إلا كبَّه الله على وجهه، ما أقاموا الدين» (¬1). 3501 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان» (¬2). 3502 - عن جُبير بن مُطعم قال: «مشيت أنا وعثمان بن عفان فقال: يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا، وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد» (¬3). 3504 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قريش والأنصار وجُهينة وأسلم وأشجع وغفار مواليَّ، ليس لهم مولى دون الله ورسوله» (¬4). 3505 - عن عروة بن الزبير قال: «كان عبد الله بن الزبير أحب البشر إلى ¬
عائشة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر، وكان أبر الناس بها، وكانت لا تمسك شيئًا مما جاءها من رزق الله تصدقت. فقال ابن الزبير: ينبغي أن يؤخذ على يديها، فقالت: أيؤخذ على يدي؟ عليَّ نذر إن كلَّمته. فاستشفع إليها برجال من قريش، وبأخوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة، فامتنعت فقال له الزهريون أخوال النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث والمسور بن مخرمة-: إذا استأذنا فاقتحم الحجاب، ففعل، فأرسل إليها بعشر رقاب، فأعتقتهم، ثم لم تزل تُعتقهم حتى بلغت أربعين، فقالت: وددت أني جعلت -حين حلفت- عملًا أعمله فأفرُغ منه» (¬1). قال الحافظ: ... قال الكرماني: ليست الحكومة في زمننا لقريش فكيف يطابق الحديث؟ وأجاب عن ذلك بأن في بلاد الغرب خليفة من قريش وكذا في مصر، وتعقب بأن الذي في الغرب هو الحفصي صاحب تونس وغيرها وهو منسوب إلى أبي حفص رقيق عبد المؤمن صاحب ابن تومرت الذي كان على رأس المائة السادسة ادعى أنه المهدي ثم غلب أتباعه على معظم الغرب وسموا بالخلافة وهم عبد المؤمن وذريته، ثم انتقل ذلك إلى ذرية أبي حفص ولم يكن عبد المؤمن من قريش، وقد تسمى بالخلافة هو وأهل بيته. وأما أبو حفص فلم يكن يدعي أنه من قريش في زمانه، وإنما ادعاه بعض ولده لما غلبوا على الأمر فزعموا أنهم من ذرية أبي حفص عمر ابن الخطاب، وليس بيدهم الآن إلا المغرب الأدنى، وأما الأقصى فمع بني ¬
3 - باب نزل القرآن بلسان قريش
الأحمر وهم منسوبون إلى الأنصار، وأما الأوسط فمع بني مرين وهم من البربر. وأما قوله (فخليفة من مصر) فصحيح ولكنه لا حل بيده ولا ربط وإنما له من الخلافة الاسم فقط، وحينئذ هو خبر بمعنى الأمر (¬1). وإلا فقد خرج هذا الأمر عن قريش في أكثر البلاد، ويحتمل حمله على ظاهره وأن المتغلبين على النظر في أمر الرعية في معظم الأقطار وإن كانوا من غير قريش لكنهم معترفون أن الخلافة في قريش ويكون المراد بالأمر مجرد التسمية بالخلافة لا الاستقلال بالحكم والأول أظهر والله أعلم. 3 - باب نزل القرآن بلسان قريش 3506 - عن ابن شهاب عن أنس «أن عثمان دعا زيد بن ثابت وعبد الله ابن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد ابن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا ذلك» (¬2). 4 - باب نسبة اليمن إلى إسماعيل 3507 - عن سلمة - رضي الله عنه - قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق فقال: ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميًا، وأنا مع بني فلان -لأحد الفريقين- فأمسكوا بأيديهم. فقال: ما ¬
5 - باب
لهم؟ قالوا: وكيف نرمي وأنت مع بني فلان؟ قال: ارموا، وأنا معكم كلكم» (¬1). قال الحافظ: ... وقد وقع في ذلك اضطراب شديد واختلاف متفاوت حتى أعرض الأكثر عن سياق النسب بين عدنان وإسماعيل (¬2). 5 - باب 3508 - عن أبي ذر - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول «ليس من رجل ادَّعى لغير أبيه -وهو يعلمه- إلا كفر بالله، ومن ادعى قومًا ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار» (¬3). 3509 - عن عبد الواحد بن عبد الله النصريُّ قال سمعت واثلة بن الأسقع يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من أعظم الفِرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يرى عينه ما لم ترَ، أو يقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل» (¬4). 3510 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول «قدم وفد عبد القيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله إنا هذا الحي من ربيعة، قد حالت بيننا وبينك كُفار مُضر، فلسنا نخلص إليك إلا في كل شهر حرام، فلو أمرتنا بأمر نأخذه عنك، ونُبلِّغه من وراءنا. قال - صلى الله عليه وسلم -: آمركم بأربعة وأنهاكم ¬
6 - باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع
عن أربعة: الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تُؤدُّوا إلى الله خُمُس ما غنتم. وأنهاكم عن الدُّباء، والحنتم، والنَّفير، والمزفَّت» (¬1). 3511 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو على المنبر: ألا إن الفتنة هاهنا -يشير إلى المشرق- من حيث يطلع قرنُ الشيطان» (¬2). 6 - باب ذكر أسلم وغفار ومُزينة وجهينة وأشجع 3516 - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه «أن الأقرع بن حابس قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنما بايعك سُرّاق الحجيج من أسلم وغفار ومُزينة -وأحسبه وجُهينة، ابن أبي يعقوب شك- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت إن كان أسلم وغفار ومُزينة وأحسبه وجُهينة خيرًا من بني تميم وبني عامر وأسد وغطفان خابوا وخسروا؟ قال: نعم. قال: والذي نفسي بيده إنهم لأخير منهم» (¬3). 3523 - عن محمد [بن سيرين] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «قال (¬4): ¬
7 - باب ذكر قحطان
أسلم وغِفار وشيء من مُزينة وجهينة- أو قال: شيء من جُهينة أو مزينة -خيرٌ عند الله- أو قال: يوم القيامة- من أسد وتميم وهوزان وغطفان». 7 - باب ذكر قحطان 3517 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه» (¬1). قال الحافظ: .... قوله (يسوق الناس بعصاه) وهو كناية عن الملك (¬2). قال الحافظ: ... ويجاب بجواز أن يقيمه عيسى نائبًا عنه في أمور مهمة عامة (¬3). 8 - باب ما ينهى من دعوى الجاهلية 3517 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: «غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا، وكان من المهاجرين رجل لعّاب فكسع (¬4) ¬
10 - باب قصة إسلام أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه -
أنصاريًا، فغضب الأنصاري غضبًا شديدًا حتى تداعوا، وقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين. فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما بال دعوى أهل الجاهلية؟ ثم قال: ما شأنهم؟ فأخبر بكسعة المهاجريِّ الأنصاري ... الحديث». 3519 - عن مسروق عن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن سفيان بن زُبيد عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية» (¬1). 10 - باب قصة إسلام أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - 3522 - عن أبي جمرة قال: «قال لنا ابن عباس: ألا أخبركم بإسلام أبي ذر؟ قال: قلنا: بلى. قال قال أبو ذر: كنت رجلًا من غفار، فبلغنا أن رجلًا قد خرج بمكة يزعمُ أنه نبيّ، فقلت لأخي: انطلق إلى هذا الرجل، كلمه ... الحديث ... فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس. فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ، فصُنع بي مثل ما صنع بالأمس، وأدركني العباس فأكبَّ عليَّ وقال مثل مقالته بالأمس. قال: فكان هذا أول إسلام أبي ذر - رحمه الله -» (¬2). ¬
13 - باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية
13 - باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية 3527 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا بني عبد مناف، اشتروا أنفسكم من الله. يا بني عبد المطلب، اشتروا أنفسكم من الله. يا أم الزُّبير بن العوام عمة رسول الله، يا فاطمة بنت محمد، اشتريا أنفسكما من الله، لا أملك لكما من الله شيئًا سلاني من مالي ما شئتما» (¬1). 15 - باب قصة الحبش، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «يا بني أرفدة» 3529 - عن عائشة أن أبا بكر - رضي الله عنه - دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تُدَقِّقان وتضربان، والنبي - صلى الله عليه وسلم - مُتغش بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبي - صلى الله عليه وسلم - عن وجهه فقال: دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد. وتلك الأيام أيام منى» (¬2). 3530 - وقالت عائشة «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يستُرني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: دعهم، أمنًا بني أرفدة. يعني من الأمن» (¬3). ¬
17 - باب ما جاء في أسماء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال الحافظ: ... واستدل قوم من الصوفية بحديث الباب على جواز الرقص وسماع آلات الملاهي (¬1). 17 - باب ما جاء في أسماء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 3533 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم؟ يشتمون مُذمَّمًا، وأنا محمد» (¬2). 18 - باب خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم - 3535 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلاّ وُضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين» (¬3). 20 - باب كُنية النبي - صلى الله عليه وسلم - 3539 - عن ابن سيرين قال: سمعت أبا هريرة يقول: «قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: سمُّوا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي» (¬4). ¬
23 - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -
23 - باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - 3562 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أشدَّ حياء من العذراء في خدرها» (¬1). 3562 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «ما عاب النبي - صلى الله عليه وسلم - طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإلا تركه» (¬2). 3564 - عن عبد الله بن مالك بن بُحينة الأسدي قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد فرَّج بين يديه حتى نرى إبطيه» (¬3). قال: وقال ابن كثير حدثنا بكر «بياض إبطيه». 3565 - عن قتادة أن أنسًا - رضي الله عنه - حدثهم «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء فإنه كان يرفع يديه حتى يُرى بياض إبطيه. وقال أبو موسى «دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ورفع يديه» (¬4). ¬
3566 - عن عون بن أبي جُحيفة ذكر عن أبيه قال: «دُفعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بالأبطح في قبة كان بالهاجرة، فخرج بلال فنادى بالصلاة، ثم دخل فأخرج فضل وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوقع الناس عليه يأخذون منه، ثم دخل فأخرج العنزة، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأني أنظر إلى وبيص ساقيه، فركز العنزة ثم صلَّى الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، يمرُّ بين يديه الحمار والمرأة» (¬1). 3567 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحدَّث لو عدَّه العادُّ لأحصاه» (¬2). 3568 - عن عائشة أنها قالت «ألا يعجبك أبو فلان جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسمعني ذلك، وكنت أسبَّح، فقام قبل أن أقضيَ سُبحتي، ولو أدركته لرددت عليه، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لك يكن يسرُد الحديث كسردكم» (¬3). قال الحافظ: ... قوله (وكنت أسبح) أي أصلي نافلة، أو على ظاهره أي أذكر الله، والأول أوجه (¬4). ¬
24 - باب كان النبي - صلى الله عليه وسلم - تنام عينه ولا ينام قلبه
24 - باب كان النبي - صلى الله عليه وسلم - تنام عينه ولا ينام قلبه 3569 - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن «أنه سأل عائشة - رضي الله عنها -: كيف كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان؟ قالت: ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة (¬1): يصلَّي أربع (¬2) ركعات فلا تسأل عن حُسنهن وطولهن، ثم أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلَّي ثلاثًا. فقلت: يا رسول الله تنام قبل أن تُوتر؟ قال: تنام عيني ولا ينام قلبي». 3570 - عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر «سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسريَ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من مسجد الكعبة: جاءه ثلاثة نفر قبل أن يُوحي (¬3) إليه -وهو نائم في المسجد الحرام- فقال أولهم: أيهم هو؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم. وقال آخرهم: خذوا خيرهم فكانت تلك. فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى فيما يرى قلبه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - نائمة عيناه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينُهم ولا تنام قلوبهم. فتولاه جبريل، ثم عَرَج به إلى السماء» (¬4). ¬
25 - باب علامات النبوة في الإسلام
قال الحافظ: ... قوله (حتى جاءوا إليه ليلة أخرى) أي بعد ذلك، ومن هنا يحصل رفع الإشكال في قوله «قبل أن يوحى إليه» (¬1). 25 - باب علامات النبوة في الإسلام 3571 - عن أبي رجاء قال «حدثنا عمران بن حُصين أنهم كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسير فأدلَجوا ليلتهم، حتى إذا كان وجه الصبح عَرَّسوا، فغلبتهم أعينهم حتى ارتفعت الشمس، فكان أول من استيقظ من منامه أبو بكر -وكان لا يوقَظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منامه حتى يستيقظ- فاستيقظ عمر، فقعد أبو بكر عند رأسه فجعل يكبَّر ويرفع صوته حتى استيقظ (¬2) النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزل وصلى بنا الغداة، فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا، فلما انصرف قال: يا فلان ما يمنعك أن تصلي معنا؟ قال: أصابتني جنابة، فأمره أن يتيمم بالصعيد ثم صلَّى، وجعلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رَكوب بين يديه وقد عطشنا عطشًا شديدًا، فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين، فقلنا لها: أين الماء؟ فقالت إنه لا ماء. فقلنا: كم بين أهلك وبين الماء؟ قالت: يوم وليلة. فقلنا: انطلقي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت: وما رسول الله؟ فلم نُملِّكها حتى استقبلنا بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحدَّثته بمثل الذي حدَّثتنا، غير أنها حدثته أنها مؤتمة، فأمر بمزادتيها فسمح في العَزلاوَين، فشربنا عطاشًا أربعون رجلًا حتى روينا (¬3)، فملأنا كل قربة ¬
معنا وإداوة غير أنه لم نَسق بعيرًا، وهي تكاد تنضُّ من المِل. ثم قال: هاتوا ما عندكم، فجمع لها من الكسر والتمر حتى أتت أهلها قالت: لقيت أسحر الناس، أو هو نبيٌّ كما زعموا. فهدى الله ذاك الصَّرم بتلك المرأة، فأسلمت وأسلموا» (¬1). 3572 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بإناء وهو بالزَّوراء (¬2)، فوضع يده في الإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم. قال قتادة قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة، أو زهاء ثلاثمائة». 3574 - عن عبد الرحمن بن مُبارك حدثنا حزم (¬3) قال سمعت الحسن قال: حدثنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض مخارجه ومعه أناس من أصحابه، فانطلقوا يسيرون، فحضرت الصلاة فلم يجدوا ماء يتوضئون. فانطلق رجل من القوم فجاء بقدح من ماء يسير. فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ، ثم مدَّ أصابعه الأربع على القدح، ثم قال: قوموا فتوضئوا، فتوضأ القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء، وكانوا سبعين أو نحوه». 3575 - عن أنس - رضي الله عنه - قال «حضّرت الصلاة، فقام من كان قريب الدار من المسجد يتوضأ، وبقي قوم. فأتىَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بمخضب من حجارة ¬
فيه ماء، فوضع كفَّه فصغُر المخصب أن يبسط فيه كفَّه، فضم أصابعه فوضعها في المخضب، فتوضأ القوم كلُّهم جميعًا. قلت: كم كانوا؟ قال: ثمانون رجلًا» (¬1). 3577 - عن البراء - رضي الله عنه - قال «كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة، والحديبية بئر، فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة، فجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - على شفير البئر، فدعا بماء فمضمض ومجَّ في البئر، فمكثنا غير بعيد، ثم استقينا حتى روينا وروَت -أو صدرت- ركائبنا» (¬2). 3578 - عن أنس بن مالك قال: «قال أبو طلحة لأم سُليم: لقد سمعت صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضعيفًا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم. فأخرجت أقراصًا من شعير، ... الحديث ... هلُمي يا أمَّ سُليم ما عندك، فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففُتَّ، وعصرت أمُّ سُليم عُكَّة فأدَمَته، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه ما شاء الله أن يقول (¬3)، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرة، فأكل القوم كلُّهم حتى شبعوا، والقوم سبعون أو ثمانون رجلًا». ¬
3579 - عن علقمة عن عبد الله قال: «كنا نعدُّ الآيات بركة، وأنتم تعدُّونها تخويفًا (¬1)، كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فقل الماء، فقال: اطلبوا فضلة من ماء، فجاء بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء ثم قال: حيَّ على الطهور المبارك، والبركة من الله، فلقد رأيت الماء ينبُعُ من بين أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل». 3580 - عن جابر - رضي الله عنه - «أن أباه توفي وعليه دين، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إن أبي ترك عليه دينًا، وليس عندي إلا ما يُخرج نخلة، ولا يبلُغ ما يُخرج سنين ما عليه، فانطلق معي لكي لا يُفحش عليَّ الغرماء. فمشي حول بيدر من بيادر التمر فدعا، ثم آخَرَ، ثم جلس عليه فقال: انزعوه، فأوفاهم الذي لهم، وبقي مثل ما أعطاهم» (¬2). 3581 - عن عبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما - «أن أصحاب الصُفَّة كانوا أناسًا فقراء، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال مرة: من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس ... الحديث ... فنظر أبو بكر فإذا شيء أو أكثر. فقال لامرأته: يا أخت بني فراس. قالت: لا وقُرَّة (¬3) عيني، لهي الآن أكثر مما قبل بثلاث مرار. فأكل منها أبو بكر وقال: إنما كان الشيطان -يعني يمينه- ثم أكل منها لقمة (¬4)، ثم حملها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأصبحت عنده. وكان بيننا وبين قوم عهد، فمضى الأجل ¬
ففرَّقنا اثنا عشرَ رجلًا مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل، غير أنه بعث معهم، قال: أكلوا منها أجمعون، أو كما قال». 3582 - عن أنس - رضي الله عنه - قال «أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبينا هو يخطب يوم جمعة إذ قام رجل فقال: يا رسول الله، هلكت الكُراع، هلكت الشاء، فادع الله يسقينا. فمدَّ يده ودعا. قال أنس: وإن السماء كمثل الزجاجة. فهاجت ريح أنشأت سحابًا، ثم اجتمع، ثم أرسلت السماء عزالَيها، فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا، فلم نزل نُمطر إلى الجمعة الأخرى. فقام إليه ذلك الرجل -أو غيره- فقال: يا رسول الله، تهدَّمت البيوت، فادع الله يحبسه. فتبسَّم ثم قال: حوالينا ولا علينا. فنظرت إلى السحاب يتصدع حول المدينة كأنه إكليل» (¬1). 3584 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار -أو رجل-: يا رسول الله ألا نجعل لك منبرًا؟ قال: إن شئتم. فجعلوا له منبرًا. فلما كان ¬
يوم الجمعة دُفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فضمه إليه، يئن أنين الصبيِّ الذي يسكَّن. قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها» (¬1). 3586 - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: أيُّكم يحفظ قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ كما قال. قال: هات، إنك لجريء. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فتنة (¬2) الرجل في أهله وماله وجاره تُكفَّرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال: ليست هذه، ولكن التي تموج كموج البحر، قال: يا أمير المؤمنين لا بأس عليك منها، إن بينك وبينها بابًا مغلقًا. قال: يُفتح الباب أو يُكسر؟ قال: لا، بل يكسر، قال: ذلك أحرى أن لا يغلق. قلنا: علم الباب؟ قال: نعم، كما أن دون غد الليلة. إني حدثته حديثًا ليس بالأغاليط. فنهينا أن نسأله، وأمرنا مسروقًا فسأله فقال: من الباب؟ قال: عمر». ¬
3589 - «وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحبُّ إليه من أن يكون له مثل أهله وماله» (¬1). 3591 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: صبحت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث سنين لم أكن في سنيَّ أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن، سمعته يقول -وقال هكذا بيده-: «بين يدي الساعة تقاتلون قومًا نعالهم الشَّعر، وهو هذا البارز» (¬2). وقال سفيان مرَّة: وهم أهل البارز. 3592 - عن عمرو بن تغلب قال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: بين يدي الساعة تقاتلون قومًا ينتعلون الشعر، وتقاتلون قومًا كأن وجوههم المجانُّ المطرقة» (¬3). 3593 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: تقاتلكم اليهود، فتُسلَّطون عليهم، حتى يقول الحجر: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله» (¬4). 3595 - عن عدي بن حاتم قال «بينا أنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه رجل فشكا ¬
إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل، فقال: يا عديُّ، هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها. قال: فإن طالت بك حياة لتريَنَّ الظعينة (¬1) ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدًا إلا الله -قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دُعار طَي الذين قد سعَّروا البلاد؟ - ولئن طالت بك حياة لتُفتحتن كنوز كسرى. قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز. ولئن طالت بك حياة لترَينَّ الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه لا يجد أحدًا يقبله منه (¬2) ... الحديث ... قال عدي: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: اتَّقوا النار ولو بشق تمرة (¬3)، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة. قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله ... ». 3596 - عن عقبة بن عامر «عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يومًا فصلى على أهل أحُد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: إني فرَطُكم، وأنا شهيد عليكم. إني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف بعدي أن تُشركوا (¬4)، ولكن أخاف أن تنافسوا فيها». ¬
3598 - عن زينب بنت جحش - رضي الله عنها - «أن النبي دخل عليها فزعًا يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب (¬1) من شر قد اقترب: فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا. وحلَّق بإصبعه وبالتي تليها. فقالت زينب: فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث» (¬2). 3600 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «قال لي: إني أراك تحب الغنم وتتخذها، فأصلحها وأصلح رُعاتها (¬3)، فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: يأتي على الناس زمان تكون فيه الغنم فيه خير مال المسلم يتبَعُ بها شَغف الجبال -أو سعف الجبال- في مواقع القَطْر، يفرُّ بدينه من الفتن» (¬4). 3601 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي فيها ¬
خير من الساعي، ومن تشرَّف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذًا فليعُذ به» (¬1). 3603 - عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ستكون أثرة وأمور تُنكرونها. قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: تُؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم» (¬2). 3604 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «يُهلك الناس هذا الحيُّ من قريش. قالوا: فما تأمرنا؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم» (¬3). 3605 - عن عمرو بن سعيد الأموي عن جدِّه قال: «كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت أبا هريرة يقول: سمعت الصادق المصدوق يقول: هلاك أمَّتي على يدَي غلمة من قريش. فقال مروان، غلمة؟ قال أبو هريرة: إن شئت أن أسمِّيهم، بني فلان وبني فلان» (¬4). ¬
3606 - عن حذيفة بن اليمان قال: «كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت اسأله عن الشر مخافة أن يُدركني. فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشرّ، فجاءنا الله بهذا الخبر ... الحديث ... فقال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا (¬1). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت فإن لم يكن لهم جماعة (¬2) ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة حتى يُدركك الموت وأنت على ذلك». 3608 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة» (¬3). 3610 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقسم قسمًا- إذ أتاه الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال: يا رسول الله اعدل. قال: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، قد ¬
خِبت وخسرت إن لم أكن أعدل ... الحديث ... فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشهد عليَّ بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتى به، حتى نظرت إليه على نعت النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي نعته» (¬1). 3611 - عن سُويد بن غفلة قال: «قال عليّ - رضي الله عنه -: إذا حّدَّثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأن أخرّ من السماء أحبُّ إليَّ من أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يأتي في آخر الزمان قوم حُدَثاء الأسنان، سُفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البريَّة، يمرُقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة» (¬2). 3612 - عن خباب بن الأرت قال: «شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسد بُردة له في ظل الكعبة- قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله ¬
لنا؟ قال: كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض فيُجعل فيه، فيُجاء بالمشار فيوضع على رأسه فيُشق باثنتين، وما يصُدُّه ذلك عن دينه، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصدُّه ذلك عن دينه. والله ليُتمنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» (¬1). 3613 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك علمه. فأتاه فوجده جالسًا في بيته منكسًا رأسه، فقال: ما شأنك؟ فقال: شر، كان يرفع صوته فوق صوت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد حبط عمله وهو (من أهل الأرض) (¬2) فأتى الرجل فأخبره أنه قال كذا وكذا. فقال موسى بن أنس: فرجع المرَّة الآخرة ببشارة عظيمة، فقال: اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار، ولكن من أهل الجنة» (¬3). 3614 - عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - «قرأ رجل الكهف وفي الدار ¬
الدّابة، فجعلت تنفر، فسلَّم، فإذا ضبابة غشيته، فذكره للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: اقرأ فُلان، فإنها السكينة (¬1) نزلت للقرآن، أو تنزلت للقرآن» (¬2). 3615 - عن البراء بن عازب قال: «جاء أبو بكر - رضي الله عنه - إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلًا، فقال لعازب: ابعث ابنك يحمله معي، قال فحملته معه، وخرج أبي ينتقد ثمنه، فقال له أبي: يا أبا بكر حدثني كيف صنعتما حين سَرَيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ... الحديث ... واتبعنا سُراقة ابن مالك، فقلت: أُتينا يا رسول الله، فقال: لا تحزن، إن الله معنا. فدعا عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فارتطمت به فرسه إلى بطنها -أُرى في جلد من الأرض، شك زهير- فقال: إني أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعُوا لي، فالله لكما أن أردَّ عنكما الطلب. فدعا له النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنجا. فجعل لا يلقى أحدًا إلا قال: كفيتُكم ما هنا، فلا يلقى أحدًا إلا ردَّه، قال: ووفى لنا» (¬3). 3616 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على أعربي يعوده، قال وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل على مريض يعوده قال: لا بأس، ¬
26 - باب قول الله تعالى {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون} [البقرة: 146]
طهور إن شاء الله. فقال له: لا بأس، طهور إن شاء الله. قال: قلت طهور؟ كلا، بل هي حُمَّى تفور -أو تثور- على شيخ كبير، تزيره القبور. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فَنَعَم إذًا» (¬1). 3632 - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «انطلق سعد بن معاذ معتمرًا، قال فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان، وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمرَّ بالمدينة نزل على سعد، فقال أمية لسعد: ألا انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت؟ فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل، فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ فقال سعد: أنا سعد. فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمنا وقد آويتم محمدًا وأصحابه؟ فقال: نعم ... الحديث ... قال: فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصريخ قالت له امرأته: أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربيُّ؟ قال فأراد أن لا يخرج فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادي، فسر يومًا أو يومين، فسار معهم يومين، فقتله الله» (¬2). 26 - باب قول الله تعالى {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 146] 3635 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - «أن اليهود جاءوا إلى رسول ¬
28 - باب.
الله - صلى الله عليه وسلم - فذكروا له أن رجلًا منهم وامرأة زنيا. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ فقالوا: نفضحهم ويُجلدون. فقال عبد الله بن سلام: كذبتم، إن فيها الرَّجم. فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها. فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده، فإذا فيها آية الرجم؛ فقالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم. فأمر بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرُجما. قال عبد الله: فرأيت الرجل يجنأ (¬1) على المرأة يقيها الحجارة». 3638 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن القمر انشق في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم -» (¬2). 28 - باب. 3629 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن رجلين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - خرجا من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين يُضيئان بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله» (¬3). 3640 - عن المغيرة بن شعبة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يزال ناس من أمتي ظاهرين، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون» (¬4). ¬
3641 - عن عُمير بن هانئ أنه سمع معاوية يقول «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا يزال من أمتي أمة قائمة (¬1) بأمر الله لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك» قال عمير فقال مالك بن يخامر: قال معاذ: «وهم بالشام» فقال معاوية: هذا مالك يزعم أنه سمع معاذًا يقول «وهم بالشام (¬2)» (¬3). 3642 - عن عروة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه دينارًا يشتري له به شاة، فاشتري له به شاتين، فباع إحداهما بدينار، فجاء بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه» (¬4). قال سفيان كان الحسن بن عُمارة جاءنا بهذا الحديث عنه قال: سمعه شبيب عن عُروة، فأتيته، فقال شبيب: إني لم أسمعه من عروة، قال: سمعت الحي يخبرونه عنه (¬5). 3646 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الخيل لثلاثة: لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر. فأما الذي له أجر فرجل ¬
ربطها في سبيل الله، فأطال لها في مرج أو روضة، فما أصابت في طيلها من المرج أو الروضة كانت له حسنات، ولو أنها قطعت طِيلها فاستنَّت شرفًا أو شرفين كانت أرواثُها حسنات له، ولو أنها مرَّت بنهر فشربت ولم يُرد أن يسقيها كان ذلك له حسنات. ورجل ربطها تغنَّيًا وتعفُّفًا ولم ينس حق الله في رقابها (¬1) وظهورها، فهي له كذلك ستر. ورجل ربطها فخرًا ورياء ونواء لأهل الإسلام فهي وزر. وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحُمر فقال: ما أنزل عليَّ فيها إلا هذه الآية الجامعة الفاذة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8]» (¬2). 3648 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «قلت: يا رسول الله إني سمعت منك حديثًا كثيرًا فأنساه. قال: ابسُط رداءك، فبسطته، فغرف بيديه فيه ثم قال: ضُمَّه، فضممته، فما نسيت حديثًا بعد» (¬3). قال الحافظ: ... قول الخطابي والبيهقي وغيرهما: إنه غير متصل لأن الحي لم يسم أحد منهم فهو على طريقة بعض أهل الحديث يسمّون ما في إسناده مبهم مرسلًا أو منقطعًا، والتحقيق إذا وقع التصريح بالسماع أنه متصل في إسناده مبهم، إذ لا فرق فيما يتعلق بالاتصال والانقطاع بين رواية المجهول والمعروف، فالمبهم نظير المجهول في ذلك، ومع ذلك فلا ¬
يقال في إسناده صرح كل من فيه بالسماع من شيخه إنه منقطع وإن كانوا أو بعضهم غير معروف (¬1). قال الحافظ: ... وزعم ابن القطان أن البخاري لم يرد بسياق هذا الحديث إلا حديث الخيل ولم يرد حديث الشاة وبالغ في الرد على من زعم أن البخاري أخرج حديث الشاة محتجًا به لأنه ليس على شرطه لإبهام الواسطة فيه بين شيب وعروة، وهو كما قال لكن ليس في ذلك ما يمنع تخريجه ولا ما يحطه عن شروطه، لأن الحي يمتنع في العادة تواطؤهم على الكذب، ويضاف إلى ذلك ورود الحديث من الطريق التي هي الشاهد لصحة الحديث (¬2). تمت قراءة هذا المجلد يوم الأحد 2/ 11/1415 هـ-وقد بدأنا قراءته يوم الأحد 22/ 6/1414 هـ فاستغرقنا سنة وأربعة أشهر وعشرة أيام ولله الحمد والمنة ¬
62 - كتاب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -
62 - كتاب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - 1 - باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الحافظ: ... وقد وقع في حديث عبد الله بن بسر عند مسلم ما يدل على أن القرآن مائة وهو المشهور (¬1). قال الحافظ: ... حديث «للعامل منهم أجر خمسين منكم» لا يدل على أفضلية غير الصحابة، لأن مجرد زيادة الأجر لا يستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة، وأيضًا فالأجر إنما يقع تفاضله بالنسبة إلى ما يماثله في ذلك العمل (¬2). 5 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «لو كنت متخذًا خليلاً» قاله أبو سعيد 3671 - عن محمد بن الحنفية قال: «قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين» (¬3). 3672 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء -أو بذات الجيش- انقطع عقد لي، ¬
فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التماسه (¬1)، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء. فأتى الناس أبا بكر فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبالناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء. فجاء أبو بكر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء. قالت فعاتبني وقال: ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم {فَتَيَمَّمُوا ... } [النساء: 43] فقال أسيد بن الحضير: ما هي بأول بركتكم (¬2) يا آل أبي بكر فقالت عائشة: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته». 3673 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» (¬3). 3674 - عن سعيد بن المسيب قال: أخبرني أبو موسى الأشعري أنه توضأ في بيته ثم خرج فقلت: لألزمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولأكونن معه يومي ¬
هذا. قال فجاء المسجد فسأل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: خرج ووجَّه ها هنا، فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس، فجلست عند الباب - وبابها من جريد- حتى قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجته فتوضأ، فقمت إليه، فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسَّط قُفَّها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت: لأكوننَّ بوّاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليومَ، فجاء أبو بكر فدفع الباب، فقلت من هذا؟ فقال أبو بكر. فقلت: على رسلك، ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن، فقال: ائذَن له وبشَّره بالجنة. فأقبلتُ حتى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبشَّرك بالجنة. فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه في القُفَّ ودلَّى رجليه في البئر كما صنعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وكشفَ عن ساقيه. ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني، فقلت إن يرد الله بفلان خيرًا -يريد أخاه- يأت به. فإذا إنسان يُحرَّك الباب، فقلن: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب، فقلت على رسلك ثم جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه فقلت: هذا عمر بن الخطاب يستأذن. فقال: ائذن له وبشِّره بالجنة. فجئت فقلت: ادخل وبشَّرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة. فدخل فجلس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القُفِّ عن يساره ودلَّى رجليه في البئر. ثم رجعت فجلست فقلت: إن يُرد الله بفلان خيرًا يأت به، فجاء إنسان يُحرِّك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان فقلت: على رسلك. فجئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال: ائذن له وبشِّره بالجنة على بلوى تصيبه، فجئت فقلت له: ادخل، وبشَّرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة على بلوى تصيبك. فدخل فوجد القُفَّ قد
ملئَ، فجلس وجاهه من الشقِّ الآخر. قال شريك بن عبد الله قال سعيد ابن المسيب: فأولتها قبورهم» (¬1). 3675 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - حدثهم «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد أُحد وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: اثبُت أُحد. فإن عليك نبي وصدَّيق وشهيدان» (¬2). 3677 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب -وقد وُضع على سريره- إذ رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول: رحمك الله، إن كنت لأرجوا أن يجعلك الله مع صاحبيك، لأني كثيرًا ما كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر، فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما (¬3). فالتفتُّ فإذا هو علي بن أبي طالب». 3678 - عن محمد بن إبراهيم عن عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: رأيت عقبة بن أبي معيط (¬4) جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فوضع إدًا في عنقه فخنقه به خنقًا شديدًا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [غافر: 28]. ¬
6 - باب مناقب عمر بن الخطاب
فال الحافظ: ... (فائدة) مات أبو بكر - رضي الله عنه - بمرض السل على ما قاله الزبير بن بكار، وعن الواقدي أنه اغتسل في يوم بارد فحم خمسة عشر يومًا، وقيل بل سمته اليهود في حريرة أو غيرها وذلك على الصحيح لثمان بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة، فكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وأيامًا، وقيل غير ذلك، ولم يختلفوا أنه استكمل سن النبي - صلى الله عليه وسلم - فمات (¬1) وهو ابن ثلاث وستين، والله أعلم. 6 - باب مناقب عمر بن الخطاب 3679 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - «لو أن الأنصارَ سَلَكوا واديًا أو شعبًا لسلكت في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار. فقال أبو هريرة: ما ظَلَمَ -بأبي وأمي- آوَوهُ ونصروه. أو كلمة أخرى» (¬2). 3681 - عن الزهري قال: أخبرني حمزة عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينا أنا نائم شربت -يعني اللبن- حتى أنظر إلى الرَّيَّ يجري في ظُفُري -أو في أظفاري- ثم ناولت عمر. قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله، قال: العلم» (¬3). ¬
3682 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أُريت في المنام أني أنزع بدلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنوع ذنوبًا أو ذنوبين نزعًا ضعيفًا والله يغفر له. ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غربًا، فلم أرَ عبقريًا يفري فريَّة، حتى روي الناس وضربوا بعطن» قال ابن جُبير: العبقري (¬1) عتاق الزَّرابي. وقال يحي: الزرابي الطنافس لها خمل رقيق (¬2) {مَبْثُوثَةٌ} [الغاشية: 16]: كثيرة. ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
3683 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن مصالح عن ابن شهاب عن عبد الرحمن (¬1) بن عبد الرحمن بن زيد ... 3684 - عن قيس قال: قال عبد الله «ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر» (¬2). 3685 - عن ابن عباس قال: «وُضع عمر على سريره، فتكنَّفه الناس يدعون ويُصلُّون قبل أن يُرفع- وأنا فيهم- فلم يرُعني إلا رجل آخذ منكبي، فإذا علي بن أبي طالب، فترحَّم (¬3) على عمر وقال: ما خلَّفت أحدًا أحبَّ إليَّ أن ألقى الله بمثل عمله منك. وأيم الله إن كنت لأظنُّ أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت إني كثيرًا أسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر». ¬
3686 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أُحدًا، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله وقال: اثبُت أُحد، فما عليك إلا نبيٌّ وصدِّيق (¬1) أو شهيدان» (¬2). 3688 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الساعة فقال: متى الساعة؟ قال: أنت مع من أحببت. قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنت مع من أحببت (¬3) قال أنس: فأنا أحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبِّي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم». 3691 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: بينا أنا نائم رأيت الناس عُرضوا عليَّ وعليهم قُمص، فمنها ما ¬
يبلغ الثَّدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعُرض عليَّ عمر وعليه قميص اجترَّه. قالوا: فما أوّلته يا رسول الله؟ قال: الدِّين» (¬1). 3692 - عن المسور بن مخرمة قال: «لما طُعن عمر جعل يألم، فقال له ابن عباس- وكأنه يُجزِّعه-: يا أمير المؤمنين، ولئن كان ذاك، لقد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت صَحبتهم فأحسنت صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنَّهم وهم عنك رضوان. قال: أما ما ذكرت من صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضاه فإنما ذلك منٌّ منَّ الله تعالى منَّ به عليَّ، وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذاك منَّ الله جل ذكره منَّ به عليَّ، وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك. والله لو أن لي طِلاع الأرض ذهبًا لافتديت به من عذاب الله - عز وجل - قبل أن أراه» (¬2). 3693 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: «كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: افتح له وبشِّره بالجنة، ففتحت له فإذا هو أبو بكر، فبشرته بما قال رسول - صلى الله عليه وسلم -، فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: افتح له وبشّره بالجنة، ففتحت فإذا هو عمر فأخبرته بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحمد الله. ثم استفتح ¬
7 - باب مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي - رضي الله عنه - وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من يحفر بئر رومة فله الجنة. فحفرها عثمان» وقال: «من جهر جيش العسرة فله الجنة. فجهزه عثمان»
رجل، فقال لي: افتح له وبشِّره بالجنة على بلوى تُصيبه فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحمد الله، ثم قال: الله المستعان» (¬1). قال الحافظ: ... قوله: (قال ابن عباس من نبي ولا محدث) (¬2). 7 - باب مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي - رضي الله عنه - وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من يحفر بئر رُومة فله الجنة. فحفرها عثمان» وقال: «من جهَّر جيش العسرة فله الجنة. فجهَّزه عثمان» (¬3) 3695 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل حائطًا وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن فقال: ائذن له وبشِّره بالجنة، فإذا أبو بكر. ثم جاء آخر يستأذن فقال: ائذن له وبشره بالجنة، فإذا عمر. ثم جاء آخر يستأذن، فسكت هُنيهة ثم قال: ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستُصيبه، فإذا عثمان بن عفان» (¬4). قال حماد وحدثنا عاصم الأحول وعلي بن الحكم سمعا أبا عثمان يحدث عن أبي موسى بنحوه، وزاد فيه عاصم «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قاعدًا في مكان ¬
فيه ماء قد كشف عن رُكبته- فلما دخل عثمان غطاها» (¬1). 3696 - عن عروة عن عُبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره «أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا: ما يمنعك أن تكلم عثمان لأخيه الوليد فقد أكثر الناس فيه؟ فقصدت لعثمان حتى (¬2) خرج إلى الصلاة، قلت: إن لي إليك حاجة، وهي نصيحة لك. قال: يا أيها المرء منك.- قال معمر: أراه قال: أعوذ بالله منك- فانصرفت فرجعت إليهما، إذ جاء رسول عثمان، فأتيته، فقال: ما نصيحتك؟ فقلت: إن الله سبحانه بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكنت ممن استجاب لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، فهاجرت الهجرتين، وصحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأيت هديَه. وقد أكثر الناس في شأن الوليد. قال: أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: لا، ولكن خلص إلىَ من علمه ما يخلُص إلى العذراء في سترها. قال: أما بعد فإن الله بعث محمدًا .... بالحق، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله، وآمنت بما بُعث به وهاجرتُ الهجرتين- كما قلتَ- وصحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبايعته، فو الله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله. ثم أبو بكر مثله. ثم عمر مثله. ثم استُخلفتُ، أفليس لي من الحق مثل الذي لهم؟ قلت: بلى. قال: فما هذه الأحاديث التي تبلُغني عنكم؟ أما ما ¬
ذكرت من شأن الوليد فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله. ثم دعا عليًا فأمره أن يجلد، فجلده ثمانين» (¬1). 3698 - عن عثمان هو ابن موهب قال: «جاء رجل من أهل مصر وحجَّ البيت، فرأى قومًا جلوسًا فقال: من هؤلاء القوم؟ فقالوا: هؤلاء قريش. قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبد الله بن عمر. قال: يا ابن عمر إني سائلك عن شيء فحدِّثني عنه (¬2): هل تعلم أن عثمان فرَّ يوم أُحد؟ قال: نعم. فقال: تعلم أنه تغيَّب عن بدر ولم يشهد؟ قال: نعم. قال الرجل: هل تعلم أنه تغيَّب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: الله أكبر. قال ابن عمر: تعال أبيِّن لك. أما فراره يوم أُحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له (¬3). وأما تغيُّبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت مريضة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن لك أجر رجل ممن شهد بدرًا وسهمه. وأما تغيُّبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثمان، وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده اليمنى: هذه يد عثمان. فضرب بها على يده فقال: هذه لعثمان. فقال له ابن عمر: اذهب بها الآن معك» (¬4). ¬
8 - باب قصة البيعة، والاتفاق على عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وفيه مقتل عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -
8 - باب قصة البيعة، والاتفاق على عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وفيه مقتل عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - 3700 - ... عن عمرو بن ميمون قال: «رأيت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قبل أن يُصاب بأيام بالمدينة ووقف على حذيفة بن اليمان وعثمان ابن حُنيف ... (الحديث) ... فقال عبد الرحمن: أيُّكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه، والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه؟ فأسكت الشيخان. فقال عبد الرحمن: أفتجعلوه إلىَّ والله عليَّ أن لا آلو عن أفضلكم قالا: نعم. فأخذ بيد أحدهما فقال: لك قرابة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليك لئن أمرتُك لتعدلنَّ، ولئن أمرَّت عثمان لتسمعنَّ ولتُطيعن. ثم خلا بالآخر فقال مثل ذلك. فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان، فبايعه، فبايع له عليّ، وولج أهل الدار فبايعوه» (¬1). قال الحافظ: ... قوله (فأسكت) بضم الهمزة وكسر الكاف كأن مسكتا أسكتهما، ويجوز فتح الهمزة والكاف وهو بمعنى سكت (¬2). 11 - باب ذكر العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - 3710 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن عمر بن عبد الخطاب كان إذا قحطوا ¬
12 - باب مناقب قرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
استسقى بالعباس (¬1) بن عبد المطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا - صلى الله عليه وسلم - فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعمِّ نبيّنا فاسقينا، قال: فيُسقون» (¬2). 12 - باب مناقب قرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 3711 - عن عروة بن الزبير عن عائشة «أن فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي - صلى الله عليه وسلم -. مما أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - تطلب صدقة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي بالمدينة وفدك، وما بقي من خُمس خيبر». 3712 - فقال أبو بكر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لا نورث، ما تركناه فهو صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال- يعني مال الله- ليس لهم أن يزيدوا على المأكل. وإني والله لا أُغيِّر شيئًا من صدقات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي كانت عليها في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولأعملنَّ فيها بما عمل فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتشهَّد عليٌ ثم قال: إنا قد عرفنا يا أبو بكر. فقال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحبُّ إليَّ أن أصل من قرابتي» (¬3). ¬
13 - باب مناقب الزبير بن العوام
3715 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيها، فسارَّها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارَّها فضحكت قالت فسألتها عن ذلك» (¬1). 3716 - فقالت: سارَّني النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرني أنه يُقبض في وجعه الذي تُوفي فيه فبكيت، ثم سارنَّي فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت» (¬2). 13 - باب مناقب الزبير بن العوام وقال ابن عباس «هو حواريُّ النبي - صلى الله عليه وسلم -». وسُمِّي الحواريون (¬3) لبياض ثيابهم. 3717 - عن مروان بن الحكم قال: «أصاب عثمان بن عفان - رضي الله عنه - رُعاف شديد سنة الرُّعاف حتى حبسه عن الحجِّ وأوصى، فدخل عليه رجل من قريش قال: استخلف. قال: وقالوه؟ قال: نعم. قال: ومن؟ فسكت. فدخل عليه رجل آخر- أحسبه الحارث- فقال: استخلف. فقال عثمان: وقالوا: فقال: نعم. قال: ومن هو؟ فسكت. قال: فلعلهم قالوا إنه الزبير؟ قال: نعم. قال: أما والذي نفسي بيده إنه لخيرُهم ما علمت، وإن كان لأحبِّهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». ¬
باب ذكر طلحة بن عبيد الله
3719 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن لكل نبي حواريًا، وإن حواريَّ الزبير بن العوام» (¬1). 3721 - عن هشام بن عُروة عن أبيه «أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا للزبير يوم وقعة اليرموك: ألا تشدُّ فنشدّ معك؟ فحمل عليهم فضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضُربها يوم بدر. قال عروة: فكنت أُدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير» (¬2). باب ذكر طلحة بن عُبيد الله وقال عمر: تُوفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو عنه راض 3722، 3723 - عن أبي عثمان قال: «لم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير طلحة وسعد (¬3)، عن حديثهما». 3724 - عن أبي حازم قال: «رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - قد شلَّت» (¬4). ¬
15 - باب مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري وبنو زهرة أخوال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو سعد بن مالك
15 - باب مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري وبنو زهرة أخوال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو سعد بن مالك 3725 - عن سعيد بن المسيَّب قال: سمعت سعدًا يقول: «جمعَ لي النبي - صلى الله عليه وسلم - أبويه يوم أحد» (¬1). 3726 - عن عامر بن سعد عن أبيه قال: «لقد رأيتُني وأنا ثُلُث الإسلام» (¬2). 3728 - عن سعد - رضي الله عنه - قال: «إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، وكنّا نغزو مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة ماله خِلط، ثم أصبحت بنو أسد تُعزِّرني على الإسلام لقد خِبتُ إذًا وضل عملي. وكانوا وشوا به إلى عمر قالوا: لا يحسن يُصلِّي» (¬3). ¬
16 - باب ذكر أصهار النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم أبو العاص بن الربيع
قال الحافظ: .... وقد كانت خديجة أسلمت قطعًا فلعله خص (¬1) الرجال .... قال الحافظ: .... أو يحمل قول سعد على الأحرار البالغين ليخرج الأعبد (¬2) المذكورون. 16 - باب ذكر أصهار النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم أبو العاص بن الربيع 3729 - عن المسور بن مخرمة قال: «إن عليًا خطب بنت أبي جهل، فسمعت بذلك فاطمة، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا عليِّ ناكح بنت أبي جهل. فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسمعتُه حين تشهد يقول: أما بعد أنكحت أبا العاص بن الرَّبيع فحدثني وصدقني، وإن فاطمة بضعة مني، وإني أكره أن يسوءها، والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد. فترك عليٌّ الخطبة» (¬3). وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن مسور «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ذكر صِهرًا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مُصاهرته فأحسن، قال: حدَّثني فصدقني، ووعدني فوَفى لي» (¬4). قال الحافظ: ... ليشيع الحكم المذكور بين الناس ويأخذوا به إما على سبيل الإيجاب وإما على سبيل الأولوية (¬5). ¬
17 - باب مناقب زيد بن حارثة مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال البراء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنت أخونا ومولانا»
17 - باب مناقب زيد بن حارثة مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال البراء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنت أخونا ومولانا» 3730 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثًا وأمَّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمارته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل. وايم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحبِّ الناس إليَّ، وإن هذا لمن أحبِّ الناس إليَّ بعده» (¬1). 3731 - عن عروة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «دخل عليَّ قائف والنبي - صلى الله عليه وسلم - شاهد وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة مُضطجعان فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض (¬2)، قال فسُرَّ بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعجبه، فأخبر به عائشة». 18 - باب ذكر أسامة بن زيد 3732 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن قُريشًا أهمَّهم شأن المخزومية (¬3) فقالوا: من يجتري عليه إلا أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». ¬
3733 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن امرأة من بني مخزوم سرقت، فقالوا: من يُكلِّم فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فلم يجترئ أحد أن يُكلمه فكلمه أسامة ابن زيد، فقال: إن بني إسرائيل كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه. لو كانت فاطمة لقطعت يدها» (¬1). 3734 - عن عبد الله بن دينار قال: «نظر ابن عمر يومًا- وهو في المسجد- إلى رجل يسحب ثيابه (¬2) في ناحية من المسجد فقال: انظر من هذا؟ ليت هذا عندي. قال له إنسان: أما تعرف هذا يا أبا عبد الرحمن؟ هذا محمد ابن أسامة. قال: فطأطأ ابن عمر رأسه ونقر بيديه في الأرض، ثم قال: لو رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأحبَّه». (¬3) 3735 - عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - حدَّث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنه كان يأخذه والحسن فيقول: اللهم أحبَّهما فإني أحبُّهما» (¬4). 3736 - وقال نعيم عن ابن المبارك أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني مولى لأسامة بن زيد أن الحجاج ابن أيمن بن أم أيمن -وكان أيمن بن أم أيمن أخا أسامة بن زيد لأمه- وهو رجل من الأنصار، فرآه ابن عمر لم يُتمَّ ركوعه ولا سجوده فقال: أعد» (¬5). ¬
19 - باب مناقب عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -
قال الحافظ: ... «وكانت أم أيمن حاضنة النبي - صلى الله عليه وسلم -» وأما (¬1) الذهلي ... 19 - باب مناقب عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - 3738 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كان الرجل في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى رُؤيا (¬2) قصَّها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فتمنيت أن أرى رُؤيا أقصُّها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكنت غلامًا أعزب، وكنت أنام في المسجد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطيِّ البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتُهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار. فلقيَهما ملك آخر فقال لي: لن تُراع. فقصصتها على حفصة». 20 - باب مناقب عمار وحذيفة - رضي الله عنهما - 3742 - عن إبراهيم عن علقمة قال: «قدمت الشام، فصلَّيت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسِّر لي جليسًا صالحًا. فأتيت قومًا فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء. فقلت: إني دعوت الله أن يُيسِّر لي جليسًا صالحًا، فيسَّرك لي. قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة. قال: أوليس عندكم ابن أم عبد صاحب ¬
النعلين والوساد والمطهرة؟ (¬1) أفيكم الذي أجاره الله من الشيطان، يعني على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -؟ أوليس فيكم صاحب سر النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لا يعلم أحد غيره؟ ثم قال: كيف يقرأ عبد الله {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: 1] فقرأت عليه {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: 1 - 3] قال: والله لقد أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فيه إلى فيَّ». 3743 - عن مغيرة عن إبراهيم قال: «ذهب علقمة إلى الشام فلما دخل المسجد (¬2) قال: اللهم يسر لي جليسًا صالحًا. فجلس إلى أبي الدرداء، فقال أبو الدرداء: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة. قال: أليس فيكم -أو منكم- صاحب السرِّ الذي لا يعلمه غيرُه؟ يعني حُذيفة. قال: قلتُ: بلى. قال: أليس فيكم- أو منكم- الذي أجارَه الله على لسان نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -؟ يعني من الشيطان، يعني عمارًا، قلت: بلى. قال: أليس فيكم -أو منكم- صاحب السِّواك، والوساد أو السِّرار؟ قال: بلى. قال: كيف كان عبد الله يقرأ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} [الليل: 1، 2] قلت: {الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: 3]، قال: ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلونني عن شيء سمعته من النبي - صلى الله عليه وسلم -» (¬3). ¬
21 - باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه -
قال الحافظ: ... وفيه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ذاك الشيطان» فلعل ابن مسعود (¬1) أشار إلى هذه القصة. 21 - باب مناقب أبي عُبيدة بن الجرّاح - رضي الله عنه - 3744 - عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن لكل أمة أمينًا، وإن أميننا أيتها الأمة أبو عُبيدة بن الجراح» (¬2). قال الحافظ: .... ووقع في حديث أنس عند مسلم «أن أهل اليمن قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ابعث معنا رجلًا يعلمنا السنة والإسلام، فأخذ بيد أبي عبيدة وقال: هذا أمين هذه الأمة» (¬3). باب ذكر مصعب بن عُمير (¬4) قوله (ذكر مصعب بن عمير) أي ابن هاشم بن عبد الدار بن عبد مناف، وقع كذلك في غير رواية أبي ذر الهروي، وكأنه بيض له، وقد تقدم من فضائله في كتاب الجنائز أنه لما استشهد لم يوجد له ما يكفن به. ¬
22 - باب مناقب الحسن والحسين - رضي الله عنهما -
22 - باب مناقب الحسن والحسين - رضي الله عنهما - قال نافع بن جُبير عن أبي هريرة «عانق (¬1) النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسن» 3746 - عن الحسن سمع أبا بكرة «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر والحسن إلى جنبه، ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول: ابني هذا سيِّد، ولعل الله أن يُصلح به بين فئتين من المسلمين». 3749 - عن عدي قال: سمعت البراء - رضي الله عنه - قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - والحسن بن علي على عاتقه يقول: اللهم إني أحبُّه فأحبَّه» (¬2). 3750 - عن عقبة بن الحارث قال: «رأيت أبا بكر - رضي الله عنه - وحمل الحسن وهو يقول: بأبي (¬3) شبيه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ليس شبيه بعليّ. وعلي يضحك». 3752 - عن أنس قال: «لم يكن أحد أشبه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من الحسن بن علي» (¬4). ¬
23 - باب مناقب بلال بن رباح مولى أبي بكر - رضي الله عنهما -
3753 - عن عبد الله بن عمر وسأله عن المحرم- قال شعبة أحسبه يقتل الذباب- فقال: أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هما ريحانتاي من الدنيا» (¬1). 23 - باب مناقب بلال بن رباح مولى أبي بكر - رضي الله عنهما - وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «سمعتُ دفَّ نعليك بين يديَّ في الجنة» (¬2). 3745 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كان عمر يقول: أبو بكر سيِّدُنا، وأعتق سيِّدنا. يعني بلالًا» (¬3). 24 - باب ذكر ابن عباس - رضي الله عنهما - 3756 - عن ابن عباس قال: «ضمني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى صدره وقال: اللهم علَّمه الحكمة» (¬4). وعن أبي معمر حدثنا عبد الوارث «وقال: اللهم علِّمه الكتاب». والحكمة: الإصابة في غير النبوة. ¬
25 - باب مناقب خالد بن الوليد - رضي الله عنه -
25 - باب مناقب خالد بن الوليد - رضي الله عنه - 3757 - عن أحمد (¬1) بن واقد عن حماد بن زيد عن أيوب عن حُميد بن هلال عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواح فأصيب- وعيناه تذرفان- حتى أخذها سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم» (¬2). قال الحافظ ... أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة فقال: «اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحلق رأسه، فابتدر الناس شعره (¬3) فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالًا وهي معي إلا رزقت النصر». ¬
26 - باب مناقب سالم مولى أبي حذيفة - رضي الله عنه -
26 - باب مناقب سالم مولى أبي حُذيفة - رضي الله عنه - 3758 - عن إبراهيم عن مسروق قال: «ذُكر عبد الله عن عبد الله بن عمرو فقال: ذاك رجل لا أزال أحبُّه بعدما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود فبدأ به، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبيِّ بن كعب، ومعاذ بن جبل. قال: لا أدري، بدأ بأبي أو بمعاذ» (¬1). 27 - باب مناقب عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - 3760 - وقال: استقرئوا القرآن من أربعة: «من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبيِّ بن كعب، ومعاذ بن جبل» (¬2). 3761 - عن إبراهيم عن علقمة «دخلت الشام فصليت ركعتين فقلت: اللهم يسر لي جليسًا. فرأيت شيخًا مقبلًا، فلما دنا قلت: أرجو أن يكون استجاب الله. قال: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟ أوَلم يكن فيكم الذي أُجير من الشيطان؟ أوَلم يكن فيكم صاحبُ السرِّ الذي لا يعلمه غيره؟ كيف قرأ ابن أمِّ عبد {وَاللَّيْلِ} فقرأت {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: 1 - 3] قال: اقرأنيها النبي - صلى الله عليه وسلم - فاه إلى فيَّ، فما زال هؤلاء حتى كادوا يرُدُّونني» (¬3). ¬
28 - باب ذكر معاوية - رضي الله عنه -
3763 - عن أبي موسى الأشعري قال: «قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حينًا ما نرى إلا أن عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، لما نرى من دخوله ودخول أمّه على النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). 28 - باب ذكر معاوية - رضي الله عنه - 3764 - عن ابن أبي مليكة قال: «أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس، فقال: دعه فإنه قد صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2). 3765 - عن ابن أبي مليكة «قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال: إنه فقيه» (¬3). 3766 - عن أبي التَّياح قال: سمعت حُمران بن أبان عن معاوية - رضي الله عنه - قال: «إنكم لتصلون صلاة لقد صحبنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فما رأيناه يُصلِّيها، ولقد نهى عنهما، يعني الركعتين قبل العصر» (¬4). ¬
29 - باب مناقب فاطمة عليها السلام
قال الحافظ: ... قوله (باب ذكر معاوية) أي ابن أبي سفيان واسمه صخر ويكنى أيضًا أبا حنظلة ابن حرب بن أمية بن عبد شمس، أسلم قبل الفتح، وأسلم أبواه بعده (¬1). قال الحافظ: ... فكانت ولايته بين إمارة ومحاربة ومملكة أكثر من أربعين سنة متوالية (¬2). 29 - باب مناقب فاطمة عليها السلام وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «فاطمة سيدة نساء أهل الجنة». 3767 - عن أبي مُليكة عن المسور بن مخرمة - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني» (¬3). 30 - باب فضل عائشة - رضي الله عنها - 3768 - عن يونس عن ابن شهاب قال أبو سلمة: إن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا: يا عائش هذا جبريل يُقرئك السلام. فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى. تريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (¬4). ¬
3769 - عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كمل من الرجال كثير، ولم يكمُل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون. وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» (¬1). 3771 - عن القاسم بن محمد «أن عائشة اشتكت، فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين، تقدَمين على فرط صادق، على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى أبي بكر» (¬2). 3774 - عن هشام عن أبيه «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول: أين أنا غدًا؟ حرصًا على بيت عائشة. قالت عائشة: فلما كان يومي سكن» (¬3). 3775 - عن هشام عن أبيه قال: كان الناس يتحرَّون بهداياهم يوم عائشة. قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة، والله إن الناس يتحرَّون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأمر الناس أن يُهدوا إليه حيث كان، أو حيث ما دار. قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت: فأعرض عني. فلما عاد إليَّ ذكرت له ذلك، فأعرض عني. فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها» (¬4). ¬
63 - كتاب مناقب الأنصار
63 - كتاب مناقب الأنصار 1 - باب مناقب الأنصار 3778 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «قالت الأنصار يوم فتح مكة- وأعطى قريشًا- (¬1): والله إن هذا لهو العجب، إن سيوفنا تقطر من دماء قريش، وغنائمنا تُرد عليهم. فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا الأنصار، قال فقال: ما الذي بلغني عنكم؟ - وكانوا لا يكذبون- فقالوا: هو الذي بلغك. قال: أولا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم، وترجعون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيوتكم؟ لو سلكت الأنصار واديًا أو شعبًا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم». 3 - باب إخاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار 3781 - عن حُميد عن انس - رضي الله عنه - قال: «قدم علينا عبد الرحمن ابن عوف وآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سعد بن الربيع (¬2) - وكان كثير المال- فقال سعد: قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالًا، سأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فأطلِّقها حتى إذا حلِّت تزوجتها. فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك. فلم يرجع يومئذ حتى أفضل شيئًا من سمن وأقط، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى جاء رسول الله ¬
5 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار: أنتم أحب الناس إلي
- صلى الله عليه وسلم - وعليه وضَرٌ من صفرة (¬1) فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مَهيَم؟ قال: تزوجت امرأة من الأنصار، فقال: ما سُقت فيها؟ قال: وزن نواة من ذهب- أو نواة من ذهب- فقال: أولم ولو بشاة». 3782 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «قالت الأنصار: أقسم بيننا وبينهم النخل (¬2)، قال: لا. قال: يكفوننا المئونة ويشركوننا في الثمر. قالوا: سمعنا وأطعنا». 3784 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «آية الإيمان حُبُّ الأنصار، وآية النفاق بُغض الأنصار» (¬3). 5 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار: أنتم أحب الناس إليَّ 3786 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعها صبيٌ لها، فكلمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: والذي نفسي بيده، إنكم أحبُّ الناس إليَّ. مرتين» (¬4). ¬
9 - باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - «أصلح الأنصار والمهاجرة»
9 - باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - «أصلح الأنصار والمهاجرة» 3795 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا عيش إلى عيش الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة» (¬1). 3798 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «أن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلا الماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يَضُمُّ- أو يضيف- هذا؟ فقال رجل من الأنصار: أنا. فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني. فقال: هيِّى طعامك، وأصبحي سراجك، ونوِّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء. فهيِّأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونوَّمت صبيانها، ثم قامت كأنها تُصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يُريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين. فلما أصبح غدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ضحك الله الليلة- أو عَجبَ من فعالكما. فأنزل الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (¬2) [الحشر: 9]. 11 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «اقبلوا من مُحسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم» 3799 - حدثني محمود (¬3) بن يحيى أبو علي حدثنا شاذان أخو عبدان حدثنا أبي أخبرنا شُعبة بن الحجاج عن هشام بن زيد قال: سمعت أنس ¬
12 - باب مناقب سعد بن معاذ - رضي الله عنه -
ابن مالك يقول: «مر أبو بكر والعباس - رضي الله عنهما - بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون، فقال: ما يُبكيكم؟ قالوا «ذكرنا مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - منّا. فدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بذلك، قال فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد عصبَ على رأسه حاشية بُرد، قال فصعد المنبر، ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أوصيكم بالأنصار، فإنهم كَرشي وعيبَتي، وقد قضَوا الذي عليهم وبقى الذي لهم، فاقبلوا من محُسنهم، وتجاوزوا عن مُسيئهم» (¬1). 3800 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه مِلْحفة متعطِّفًا بها على منكبيه، وعليه عصابة دسماء، حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس إن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولى منكم أمرًا يضُرُّ فيه أحدًا أو ينفعه فليقبل من مُحسنهم ويتجاوز عن مُسيئهم» (¬2). 3801 - عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الأنصار كَرشي وعَيبَتي، والناس سيكثرون ويقلُّون، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مُسيئهم» (¬3). 12 - باب مناقب سعد بن معاذ - رضي الله عنه - 3802 - عن البراء - رضي الله عنه - قال: «أهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم - حُلة حرير، ¬
13 - باب منقبة أسيد بن حضير وعباد بن بشر - رضي الله عنهما -
فجعل أصحابه يمسُّونها ويعجبون من لينها، فقال: أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين» (¬1). 3803 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ» وعن الأعمش حدثنا أبو صالح عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله «فقال رجل لجابر: فإن البراء يقول اهتزَّ السَّرير فقال: إنه كان بين هذين الحيَّين ضغائن، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اهتز (¬2) عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ». 3804 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أن أناسًا نزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأرسل إليه فجاء على حمار، فلما بلغ قريبًا من المسجد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: قوموا إلى خيركم- أو سيِّدكم- فقال: يا سعد، إن هؤلاء تزلوا على حكمك قال: فإني أحكم فيهم أن تُقتل مقاتلتهم، وتُسبى ذراريهم (¬3). قال: حكمت بحكم الله، أو بحكم الملك». 13 - باب منقبة أسيد بن حُضير وعباد بن بشر - رضي الله عنهما - 3805 - «عن أنس - رضي الله عنه - أن رجلين خرجا من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة مظلمة، وإذا نور بين أيديهما حتى تفرَّقا فتفرق النور معهما» (¬4). ¬
14 - باب مناقب معاذ بن جبل - رضي الله عنه -
14 - باب مناقب معاذ بن جبل - رضي الله عنه - 3806 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «استقرئوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبىّ، ومعاذ بن جبل» (¬1). 15 - باب منقبة سعد بن عُبادة - رضي الله عنه - 3807 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال أو أسيد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنوا الحارث ابن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كلَّ دور الأنصار خير، فقال سعد بن عبادة- وكان ذا قدَم في الإسلام-: أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد فضل علينا. فقيل له: قد فضلَّكم على ناس كثر» (¬2). 16 - باب مناقب أُبَيَّ بن كعب - رضي الله عنه - 3809 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأُبيّ: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك {لَمْ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [البينة: 1] قال: وسمّاني؟ قال: نعم. فبكى» (¬3). ¬
18 - باب مناقب أبي طلحة - رضي الله عنه -
18 - باب مناقب أبي طلحة - رضي الله عنه - 3811 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبو طلحة بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - مُجوَّب به عليه بحَجَفة له، وكان أبو طلحة رجلًا راميًا شديد القدِّ يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثًا، وكان الرجل يمر معه الجعبة من النَّبل، فيقول: انثرها لأبي طلحة، فأشرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: يا نبيَّ الله، بأبي ان وأمي، لا تُشرفْ يصيبُك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك. ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سُليم وإنهما لمشمِّرتان أرى خَدَمَ سوقهما تُنقزان القرَب على مُتونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتُفرغانه في أفواه القوم. ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة إما مرَّتين وإما ثلاثًا» (¬1). 19 - باب مناقب عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - 3812 - عن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: «ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لأحد يمشي على الأرض: إنه من أهل الجنة (¬2)، إلا لعبد الله بن سلام. قال: وفيه نزلت هذه الآية {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [الأحقاف: 10] الآية. قال: لا أدري قال مالك الآية أو في الحديث». ¬
20 - باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة وفضلها - رضي الله عنها -
3814 - عن سعيد بن أبي بُردة عن أبيه (¬1) قال: «أتيت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - فقال: ألا تجيء فأطعمك سويقًا وتمرًا وتدخل في بيت؟ ثم قال: إنك في أرض الرِّبا بها فاش، إذا كان لك على رجل حق فأهدَى إليك حمل تبن أو حمل شعير أو حمل قَتٍّ فإنه ربا» (¬2). 20 - باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة وفضلها - رضي الله عنها - 3815 - عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سمعت عبد الله بن جعفر عن عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنهم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة» (¬3). قال الحافظ: ... وللنسائي (¬4) من حديث أنس قال «قال جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم - ¬
21 - باب ذكر جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه -
إن الله يقرئ خديجة السلام ... وفيه وعلى جبريل السلام وعليك يا رسول الله السلام .. قال الحافظ: ... ويستفاد منه رد السلام على من أرسل وعلى من بلغه .. ». قال الحافظ: ... هذه القصة «فقال - صلى الله عليه وسلم -: ما أبدلني الله خيرًا منها، آمنت بي إذ كفر بي الناس» (¬1) 21 - باب ذكر جرير بن عبد الله البَجَليِّ - رضي الله عنه - 3823 - عن قيس عن جرير بن عبد الله قال: «كان في الجاهلية بيت يقال له ذو الخلَصة، وكان يقال له الكعبة اليمانية أو الكعبة الشامية. فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل أنت مريحي من ذي الخلَصة (¬2)؟ قال: فنفرت إليه في خمسين ومائة فارس من أحمس، قال: فكسرناه، وقتلنا من وجدنا عنده، فأتينا فأخبرناه، فدعا لنا ولأحمس» (¬3). 22 - باب ذكر حُذيفة بن اليمان العبسيّ - رضي الله عنه - 3824 - عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لما كان يوم أُحد هُزم المشركون هزيمة بيِّنة، فصاح إبليس: أي عبادَ الله أُخراكم. فرجعت أولاهم على أخراهم، فاجتلدت مع أخراهم. فنظر ¬
23 - باب ذكر هند بنت عتبة - رضي الله عنها -
حذيفة فإذا هو بأبيه، فنادى: أي عباد الله، أبي، أبي، فقالت، فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه. فقال حذيفة: غفر الله لكم. قال أبي: فوالله ما زالت في حُذيفة منها بقية خير حتى لقى الله - عز وجل -» (¬1). 23 - باب ذكر هند بنت عتبة - رضي الله عنها - 3825 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «جاءت هند بنت عتبة فقالت: يا رسول الله، ما كان على ظهر الأرض من أهل خباء أحبُّ إليَّ أن يذلُّوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلىَّ أن يعزوا من أهل خبائك (¬2). قال: وأيضًا والذي نفسي بيده. قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل مسيِّك، فهل عليَّ حرج أن أُطعم من الذي له عيالنا؟ قال: لا أراه إلا بالمعروف». 24 - باب حديث زيد بن عمرو بن نُفيل 3826 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحي، فقُدِّمت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - سُفرة، فأبى أن يأكل منها. ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذُكر اسم الله عليه (¬3) وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول: الشاة خلَقها الله، وأنزل لها ¬
25 - باب بنيان الكعبة
من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله، إنكارًا لذلك وإعظامًا له». 25 - باب بنيان الكعبة 3829 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «لما بنيت الكعبة ذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - وعباس ينقلان الحجرة، فقال عباس للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اجعل إزارك على رقبتك يقك من الحجارة، فخرَّ إلى الأرض، وطمحت عيناه إلى السماء، ثم أفاق فقال: إزاري إزاري، فشدَّ عليه إزاره» (¬1). 3830 - عن عمرو بن دينار وعبيد بن أبي يزيد قالا: «لم يكن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - حول البيت حائط، كانوا يصلون حول البيت، حتى كان عمر فبنى حوله حائطًا» (¬2). 26 - باب أيام الجاهلية 3832 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من الفجور في الأرض، وكانوا يسمُّون المحرَّم صفر ويقولون: إذا برأ الدَّبر، وعفا الأثر، حلَّت العمرة لمن اعتمر. قال فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رابعة مُهلِّين بالحج، وأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجعلوها عمرة، قالوا: يا رسول الله، أي الحل؟ قال: الحل كله» (¬3). ¬
3834 - عن قيس بن أبي حازم قال: «دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب، فرآها لا تكلّم، فقال: ما لها لا تكلّم؟ (¬1) قالوا: حجّت مصمتة. قال لها: تكلَّمي، فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية. فتكلمت فقالت: من أنت؟ قال: امرؤ من المهاجرين، قالت: أي المهاجرين؟ قال: من قريش، قالت: من أي من قريش أنت؟ ، قال: إنك لسؤول، أنا أبو بكر، قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم. قالت: وما الأئمة؟ قال: أما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم؟ قالت: بلى. قال: فهم أولئك على الناس». 3836 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألا من كان حالفًا فلا يحلف إلا بالله، فكانت قريش تحلف بآبائها فقال: لا تحلفوا بآبائكم» (¬2). 3837 - عن عبد الرحمن بن القاسم حدثه أن القاسم كان يمشي بين يدي الجنازة ولا يقوم لها، ويخبر عن عائشة قالت: كان أهل الجاهلية يقومون لها يقولون إذا رأوها: «كنت في أهلك ما أنت مرَّتين» (¬3). 3842 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان لآبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يومًا بشيء فأكل منه أبو ¬
27 - باب القسامة في الجاهلية
بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهَّنت لإنسان في الجاهلية، وما أُحسن الكهانة، إلا أني خدعته فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه. فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه» (¬1). 3843 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كان أهل الجاهلية يتبايعون لحوم الجزور إلى حبل الحبَلة. قال: وحبل الحبلة أن تُنتج الناقة ما في بطنها، ثم تحمل التي نُتجت. فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك» (¬2). 3844 - عن غيلان بن جرير «كنا نأتي أنس بن مالك فيحدثنا عن الأنصار، وكان يقول لي: فعل قومُك كذا وكذا يوم كذا وكذا، وفعل قومك كذا وكذا يوم كذا وكذا» (¬3). 27 - باب القسامة في الجاهلية 3845 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إن أول قسامة كانت في الجاهلية لفينا بني هاشم: كان رجل من بني هاشم استأجره رجل من قريش من فخذ أخرى، فانطلق معه في إبله، فمرَّ به رجل (¬4) من بني هاشم قد ¬
انقطعت عُروة جوالقه فقال: أغثني بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الإبل فأعطاه عقالًا فشدَّ به عروة جوالقه. فلما نزلوا عُقلت الإبل إلا بعيرًا واحدًا، فقال الذي استأجره: ما شأن هذا البعير لم يُعقل من بين الإبل؟ قال: ليس له عقال. قال: فأين عقاله؟ قال فحذفه بعصًا كان فيها أجله. فمر به رجل من أهل اليمن، فقال: أتشهد الموسم؟ قال: ما أشهد وربما شهدته. قال: هل أنت مبلغ عني رسالة مرة من الدهر؟ قال: نعم. قال: فكتب: إذا أنت شهدت الموسم فناد يا آل قريش، فإذا أجابوك فناد يا آل بني هاشم، فإن أجابوك فاسأل عن أبي طالب فأخبره أن فلانًا قتلَني في عقال. ومات المستأجر. فلما قدم الذي استأجره أتاه أبو طالب فقال: ما فعل صاحبُنا؟ قال: مرض فأحسنت القيام عليه، فوليت دفنه. قال: قد كان أهل ذاك منك. فمكث حينًا ثم إن الرجل الذي أوصى إليه أن يبلغ عنه وافى الموسم فقال: يا آل قريش، قالوا: هذه قريش. قال يا بني هاشم، قالوا: هذه بنو هاشم. قال: أين أبو طالب؟ قالوا: هذا أبو طالب. قال أمرني فلان أن أبلغك رسالة أن فلانًا قتله في عقال. فأتاه أبو طالب فقال له: اختر منا إحدى ثلاث: إن شئت أن تؤدى مائة من الإبل فإنك قتلت صاحبنا، وإن شئت حلف خمسون من قومك إنك لم تقتله، وإن أبيت قتلناك به. فأتى قومه فقالوا نحلف. فأتته امرأة من بني هاشم كانت تحت رجل منهم قد ولدت له فقالت: يا أبا طالب أحبُّ أن تجيز ابني هذا برجل من الخمسين ولا تُصبر يمينه حيث تُصبر الأيمان، ففعل، فأتاه رجل منهم فقال: يا أبا طالب خمسين رجلًا أن يحلفوا مكان مائة من الإبل، يصيب كل رجل بعيران، هذا بعيران فاقبلهما مني ولا تصبر يميني حيث تُصبر الأيمان، فقبلهما. وجاء ثمانية وأربعون فحلفوا. قال ابن عباس: فو الذي
نفسي بيده ما حال الحول ومن الثمانية وأربعين عينٌ تطرف» (¬1). 3846 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان يوم بُعاث يومًا قدَّمه الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم -، فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد افترق ملأهم، وقُتلت سرواتهم وجُرِّحوا، قدَّمه الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - في دخولهم في الإسلام» (¬2). 3847 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «ليس السعي ببطن الوادي بين الصفا والمروة سُنَّة (¬3)، إنما كان أهل الجاهلية يسعونها ويقولون: لا نُجيز البطحاء إلا شدًا». 3849 - عن عمرو بن ميمون قال: «رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قِردة قد زنت فرجموها، فرجمتها معهم» (¬4). 3850 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «خلال من خلال الجاهلية: الطعن في الأنساب، والنِّياحة- ونسي الثالثة- قال سفيان: ويقولون إنها الاستسقاء بالأنواء» (¬5). ¬
28 - باب مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال الحافظ: ... وأجاب الجمهور عن ذلك بأنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك قبل أن يوحى إليه بحقيقة الأمر في ذلك (¬1). 28 - باب مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيِّ بن كلاب ابن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ابن خزيمة ابن مُدركة بن الياس بن مُضر بن نزار بن معدِّ بن عدنان (¬2). 3851 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أُنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن أربعين، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة؛ ثم أمر بالهجرة، فهاجر إلى المدينة، فمكث بها عشر سنين، ثم توفي - صلى الله عليه وسلم -» (¬3). ¬
29 - باب ما لقى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين بمكة
29 - باب ما لقى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين بمكة 3852 - عن قيس قال سمعت خبابًا يقول: «أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسد بُردة وهو في ظل الكعبة- وقد لقينا من المشركين شدة- فقلت: يا رسول الله، ألا تدعو الله لنا؟ فقعد وهو محمرٌّ وجهه فقال: لقد كان من قبلكم ليمشَط الحديد، ما دون من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه ويوضع الميشار على مفرق رأسه فيُشقُّ باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه. وليُتمَّنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله» زاد بيان (¬1) «والذئب على غنمه». 3853 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - النجم فسجد، فما بقي أحد إلا سجد، إلا رجل رأيته أخذ كفًا من حصى فرفعه، فسجد عليه وقال: هذا يكفيني. فلقد رأيته بعد قُتل كافراُ بالله» (¬2). 3854 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجد وحوله ناس من قريش جاء عقبة بن أبي مُعيط بسَلى جزور فقذفه على ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يرفع رأسه، فجاءت فاطمة عليها السلام فأخذته من ظهره ودعت على من صنع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم عليك الملأ من قريش: أبا جهل بن هاشم وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف- أو أبيّ بن خلف، شعبة الشاك- فرأيتهم قُتلوا يوم بدر، فأُلقوا في بثر، غير أمية بن خلف أو أبي تقطَّعت أوصاله فلم يُلق في البئر» (¬3). ¬
32 - باب ذكر الجن وقول الله تعالى {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن}
3855 - عن سعيد بن جُبير قال: «أمرني عبد الرحمن بن أبزى قال: سل ابن عباس عن هاتين الآيتين ما أمرهما؟ {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ} [الأنعام: 151] {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} [النساء: 93] فسألت أبن عباس، فقال: لما أنزلت التي في الفرقان [68] قال مشركو أهل مكة: فقد قتلنا النفس التي حرم الله، ودعونا مع الله إلهًا آخر، وقد أتينا الفواحش، فأنزل الله [الفرقان: 70] {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ} الآية، فهذه لأولئك، وأما التي في النساء [93] الرجل إذا عرف الإسلام وشرائعه ثم قَتَل فجزاؤه جهنم، فذكرته لمجاهد فقال: إلا من ندم» (¬1). 3856 - عن عروة بن الزبير قال: سألت ابن عمرو ابن العاص: أخبرني بأشدِّ شيء صنعه المشركون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في حجر الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي مُعيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} (¬2) [غافر: 28] الآية ... 32 - باب ذكر الجن وقول الله تعالى {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} 3860 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «أنه كان يحمل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إداوة لوضوئه وحاجته. فبينما هو يتبعه بها فقال: من هذا؟ فقال: أنا أبو هريرة. فقال: أبغني أحجارًا استنقض بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة. فأتيته ¬
33 - باب إسلام أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه -
بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعت إلى جنبه، ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيت معه فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال: هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جنِّ نصيبين- ونِعم الجن- فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمرِّوا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طُعمًا» (¬1). 33 - باب إسلام أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - 3861 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما بلغ أبا ذر مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فأعلم لي عِلم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء، وأسمع من قوله ثم ائتني. فأنطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق (¬2)، وكلامًا ما هو بالشعر. فقال: ما شفيِتَني مما أردت. فتزود وحمل شنَّة له فيها ماء حتى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه بعض الليل، فرآه علىٌّ فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم أحتمل قربته وزاده إلى المسجد، وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أمسى فعاد إلى مضجعه، فمر به عليٌ فقال: أما نال الرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه، فذهب به معه، لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثالث فعاد عليٌ على مثل ذلك، فأقام معه ثم ¬
34 - باب إسلام سعيد بن زيد - رضي الله عنه -
قال: ألا تحدثني ما الذي أقدمك؟ قال: إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا لترشدني فعلت. ففعل، فأخبره، قال: فإنه حق، وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا أصبحت فاتبَعني، فإني إن رأيتُ شيئًا أخاف (¬1) عليك قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل، فأنطلق يقفوه، حتى دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ودخل معه فسمع من قوله وأسلم مكانه. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ارجع إلى قومك (¬2) فأخبرهم حتى يأتيك أمري. قال: والذي نفسي بيده لأصرُخنَّ بها بين ظهرانيهم. فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. ثم قام القوم فضربوه حتى أوجعوه. وأتى العباس فأكبَّ عليه قال: ويلكم، ألستم تعلمون أنه من غِفار، وأن طريق تجاركم إلى الشام؟ فأنقذه منهم. ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه، فأكبَّ العباس عليه». 34 - باب إسلام سعيد بن زيد - رضي الله عنه - 3862 - عن قيس قال: «سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل في مسجد الكوفة يقول: والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يُسلم عمر، ولو أن أُحُدًا ارفضَّ للذي صنعتم بعثمان لكان محقوقًا أن يرفض» (¬3). ¬
35 - باب إسلام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
35 - باب إسلام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - 3865 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «لما أسلم عمر، اجتمع الناس عند داره وقالوا: صبأ عمر- وأنا غلام فوق ظهر بيتي- فجاء رجل عليه قباء من ديباج فقال: قد صبأ عمر، فما ذاك؟ فأنا له جار قال: فرأيت الناس تصدَّعوا عنه. فقلت من هذا؟ قالوا: العاص بن وائل» (¬1). 3866 - عن عبد الله بن عمر قال: «ما سمعت عمر لشيء قط يقول إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن (¬2). بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل فقال عمر: لقد أخطأ ظني، أو إن هذا على دينه في الجاهلية، أو لقد كان كاهنهم، علىَّ الرجل. فدُعي له، فقال له ذلك. فقال: ما رأيت كاليوم استُقبل به رجل مسلم. قال: فإني أعزمُ عليك إلا ما أخبرتني. قال: كنت كاهنهم في الجاهلية. قال: فما أعجبُ ما جاءتك به جنِّيَّتُك؟ قال: بينما أنا يومًا في السوق، جاءتني أعرف فيما الفزع فقالت: ألم تر الجنَّ وإبلاسها، ويأسها من بعد إنكاسها، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها. قال عمر: صدق، بينما أنا نائم عند آلهتهم، إذ جاء رجل بعجل فذبحه، فصرخ به صارخ لم أسمع صارخًا قط أشد صوتًا منه يقول: يا جَليحْ، أمرٌ نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا الله. فوثب القوم. قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا. ثم نادى: يا جَليحْ، أمرٌ نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا الله. فقمت، فما نشبنا أن قيل: هذا نبيٌ» (¬3). ¬
36 - باب انشقاق القمر
3867 - عن قيس قال: «سمعت سعيد بن زيد يقول للقوم: لو رأيتُني موثقي عمر على الإسلام أنا وأخته، وما أسلم، ولو أن أُحُدًا انقضَّ لما صنعتهم بعثمان لكان محقوقًا أن ينقض» (¬1). 36 - باب انشقاق القمر 3868 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن أهل مكة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُريهم آية، فأراهم القمر شقَّتين، حتى رأوا حراء بينهما» (¬2). قال الحافظ: ... وقد خفي على بعض الناس فادعى أن انشقاق القمر وقع مرتين، وهذا مما يعلم أهل الحديث والسير أنه غلط فإنه لم يقع إلا مرة واحدة (¬3). 37 - باب هجرة الحبشة 3872 - عن عروة بن الزبير «أن عُبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا له: ما يمنعك أن تكلم خالك عثمان في أخيه الوليد بن عقبة، وكان أكثر الناس فيما فعل به. قال عُبيد الله: فانتصبت لعثمان حين خرج إلى الصلاة فقلت له: إن لي إليك حاجة، وهي نصيحة. فقال: أيها المرء، أعوذ بالله منك. فانصرفت. فلما قضيت الصلاة جلست إلى المسور وإلى ابن عبد يغوث فحدثتهما بما ¬
قلت لعثمان وقال لي. فقالا: قد قضيت الذي كان عليك. فبينما أنا جالس معهما إذ جاءني رسول عثمان، فقالا لي: قد ابتلاك الله. فانطلقت حتى دخلت عليه، فقال: ما نصيحتك التي ذكرت آنفًا؟ قال فتشهدت ثم قلت: إن الله بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وأنزل عليه الكتاب، وكنت ممن استجاب لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وآمنت به، وهاجرت الهجرتين الأوليين، وصحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأيت هديه. وقد أكثر الناس في شأن الوليد بن عقبة، فحق عليك أن تُقيم عليه الحد. فقال لي: يا ابن أخي، أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: قلت لا، ولكن قد خلَص إليَّ من علمه ما خلص إلى العذراء في سترها. قال فتشهد عثمان فقال: إن الله قد بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكنت ممن استجاب لله ورسوله، وآمنت بما بُعث به محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهاجرت الهجرتين الأوليين -كما قلت- وصحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبايعته. والله ما عصيته، ولا غششته حتى توفاه الله. ثم استخلف الله أبا بكر، فو الله ما عصيته ولا غششته. ثم استخلف عمر، فو الله ما عصيته ولا غششته. ثم استخلفتُ، أفليس لي عليكم مثل الذي كان لهم عليَّ؟ قال: بلى. قال: فما هذه الأحاديث التي تبلُغني عنكم؟ فأما ما ذكرت من شأن الوليد بن عقبة فسنأخذ فيه إن شاء الله بالحق. قال فجلد الوليد أربعين جلدة، وأمر عليًا أن يجلده، وكان هو يجلده» (¬1). ¬
3873 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير، فذكرتا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدًا، وصوَّروا فيه تيك الصور، أولئك شرار الناس عند الله يوم القيامة» (¬1). 3874 - عن أم خالد بنت خالد قالت: «قدمت من أرض الحبشة وأنا جويرية، فكساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خميصة لها أعلام، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح الأعلام بيده (¬2) ويقول: سناه سناه. قال الحميدي: يعني حسن حسن». 3875 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «كنا نسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلِّي فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا، فقلنا: يا رسول الله، إنا كنا نسلم عليك فترد علينا، قال: إن في الصلاة شغلًا. فقلت: لإبراهيم: كيف تصنع أنت؟ قال: أرد في نفسي» (¬3). 3876 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - «بلغنا مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن باليمن، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب، فأقمنا معه حتى قدمنا، فوافقنا النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح خيبر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لكم أنت يا أهل السفينة هجرتان» (¬4). ¬
38 - باب موت النجاشي
38 - باب موت النجاشي 3877 - عن جابر - رضي الله عنه - «قال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين مات النجاشي: مات اليوم رجل صالح، فقوموا فصلوا على أخيكم أصْحمة» (¬1). 3878 - عن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى على النجاشي، فصفَّنا وراءه، فكنت في الصف الثاني أو الثالث» (¬2). 39 - باب تقاسم المشركين على النبي - صلى الله عليه وسلم - 3882 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أراد حُنينًا: منزلنا غدًا -إن شاء الله- بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر» (¬3). ¬
40 - باب قصة أبي طالب
40 - باب قصة أبي طالب 3883 - عن العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - «قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما أغنيت عن عمِّك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك، قال: هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا (¬1) لكان في الدرك الأسفل من النار». 3885 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر عنده عمه فقال: لعله (¬2) تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلُغ كعبيه يغلي منه دماغه» (¬3). 41 - باب حديث الإسراء 3886 - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن «سمعت جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لما كذَّبني قريش قمت في الحجر فجلي الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه» (¬4). ¬
42 - باب المعراج
42 - باب المعراج 3887 - عن أنس بن مالك بن صعصعة - رضي الله عنه - «أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حدثه عن ليلة أسري به قال: بينما أنا في الحطيم - وربما قال في الحجر - مضطجعًا، إذ أتاني آت فقَدَّ - قال وسمعته يقول: فشقَّ - ما بين هذه إلى هذه. فقلت للجارود وهو إلى جنبي: ما يعني به؟ قال: من ثغرة نحره إلى شعرته - وسمعته يقول من قصِّه إلى شعرته - فاستخرج قلبي، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانًا، فغُسل قلبي، ثم حُشي، ثم أعيد، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض ... الحديث ... وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران. فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات (¬1) ... الحديث ... ثم فُرضت الصلاة خمسين صلاة كل يوم، فرجعت فمررت على موسى، فقال: بما أمرت؟ قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت، فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى فقال مثله. فرجعت فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى فقال مثله. فرجعت فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى فقال مثله. فرجعت فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى فقال مثله. فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم، فرجعت فقال مثله. فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى ¬
43 - باب وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة، وبيعة العقبة
فقال: بما أُمرت؟ قال: أمرت بخمس صلوات كل يوم (¬1). قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك. قال سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم. قال فلما جاوزت نادى مناد: أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي» (¬2). قال الحافظ: ..... لكن روى الترمذي من حديث أنس ما بعث الله نبيًا إلا حسن الوجه حسن الصوت، وكان نبيكم أحسنهم وجهًا وأحسنهم صوتًا ... (¬3). 43 - باب وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة، وبيعة العقبة 3889 - عن عبد الله بن كعب - وكان قائد كعب حين عميَ - قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك بطوله، قال ابن بُكير في حديثه «ولقد شهدت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة حين تواثقنا ¬
على الإسلام، وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكرَ في الناس منها» (¬1). 3891 - عن جابر قال: «أنا وأبي وخالايَ من أصحاب العقبة» (¬2). 3892 - عن أبي إدريس عائذ الله بن عبد الله «أن عبادة بن الصامت - من الذين شهدوا بدرًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن أصحابه ليلة العقبة - أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وحوله عصابة من أصحابه: تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني (¬3) في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله فأمره إلى الله: إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه. قال: فبايعناه على ذلك» (¬4). 3893 - عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنه قال: «إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: بايعناه على أن لا نُشرك بالله شيئًا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، ولا ¬
44 - باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة وقدومها المدينة، وبنائه بها
ننهِبَ، ولا نقضي (¬1) (¬2) بالجنة إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئًا كان قضاء ذلك إلى الله». 44 - باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة وقدومها المدينة، وبنائه بها 3894 - عن عائشة - رضي الله عنها - قال: «تزوجني النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا بنت ستِّ سنين، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج، فوعكت فتمزَّق شعري، فوفى جُميمة، فأتتني أمي أم رومان - وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي - فصرخت بي فأتيتُها، لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي. ثم أخذت شيئًا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقلن: على الخير والبركة، وعلى خير طائر. فأسلمتني إليهن، فأصلحن من شأني، فلم يرُعني إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضُحى، فأسلمتني إليه، وأنا يومئذ بنت تسع سنين» (¬3). 3896 - عن هشام عن أبيه قال: «توفيت خديجة قبل مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة بثلاث سنين، فلبث سنتين أو قريبًا من ذلك، ونكح (¬4) عائشة وهي بنت ستِّ سنين، ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين» (¬5). ¬
45 - باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة
45 - باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة 3897 - عن أبي وائل قال: «عُدنا خبّابًا فقال: هاجرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - نريد وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنّا من مضى لم يأخذ من أجره شيئًا منهم مصعب بن عُمير، قُتل يوم أحد وترك ونمرة، فكنا إذا غطَّينا بها رأسه (¬1) بدت رجلاه، وإذا غطَّينا رجليه بدا رأسه، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نُغطي رأسه ونجعل على رجليه شيئًا من إذخر. ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها» (¬2). 3899 - عن مجاهد ببن جبر المكي «أن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان يقول: لا هجرة بعد الفتح» (¬3). 3901 - عن عائشة - رضي الله عنها - أن سعدًا قال: «اللهم إنك تعلم إنه ليس أحد أحبَّ إليَّ أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك الله - صلى الله عليه وسلم - وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم» (¬4). 3904 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس على المنبر فقال: إن عبدًا خيَّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده، فاختار ما عنده. فبكى أبو بكر وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا. ¬
فعجبنا له. وقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ، يخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عبد خيَّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المخيَّر، وكان أبو بكر هو أعلمنا به. وقال رسول - صلى الله عليه وسلم -: إن من أمنِّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذًا خليلًا من أمتي لاتخذت أبا بكر، إلا خُلَّة الإسلام، لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر» (¬1). 3905 - عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: «لم أعقل أبويَّ قط إلا وهما يدينان الدِّين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفي النهار: بكرة وعشية. فلما ابتُلي المسلمون، خرج أبو بكر مهاجرًا نحو أرض الحبشة حتى بلغ برك الغماد لقيه ابن الدِّغِنَة - وهو سيِّد القارة - فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرَجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي، قال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يُخرج، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق (¬2). فأنا لك جار. ارجع واعبُد ربك ببلدك. فرجع، وارتحل معه ابن الدَّغنة، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يُخرج، أتخرجون رجلًا يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ¬
ويحمل الكَل ويقري الضيف، ويُعين على نوائب الحق؟ فلم تكذِّب قريش بجوار ابن الدَّغنة، وقالوا لابن الدغنة: مر أبا بكر فليعبد ربه في داره، فليصل فيها وليقرأ ما شاء؛ ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا. فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر، فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره. ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدًا بفناء داره وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقذَّف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون إليه. وكان أبو بكر رجلًا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن؛ فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فأرسلوا إلى ابن الدغنة، فقدم عليهم، فقالوا: إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربهُ في داره، فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدًا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فانههُ، فإن أحبَّ أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فلسه أن يُرد إليك ذمتك، فإنا قد كرهنا أن نخفرك، ولسنا بمقرِّين لأبي بكر الاستعلان. قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر فقال: قد علمت الذي عاقدت لك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلىَّ ذمتي، فإني لا أحبُّ أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له. فقال أبو بكر: فإني أردُّ إليك جوارك، وأرضى بجوار الله - عز وجل -. والنبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ بمكة. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين: إني أريت قِبل المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة،
وتجهز أبو بكر قبل المدينة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: على رسلك، فإني أرجو أن يُؤذن لي. فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: نعم. فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السَّمر - وهو الخبط - أربعة أشهر. قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة: فبينما نحن يومًا جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متقعنًا - في ساعة لم يكن يأتينا فيها - فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر. قالت: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستأذن، فأذن له، فدخل. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: أخرج من عندك، فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله، قال: فإني قد أذنَ لي في الخروج. فقال أبو بكر: الصحابة بأبي أنت يا رسول الله. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم. قال أبو بكر: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بالثمن. قالت عائشة: فجهَّزناهما أحثَّ الجهاز، وصنعنا لهما سُفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب، فبذلك سميت ذات النطاق. قال: ثم لحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر بغار في جبل ثور، فكمنا فيه ثلاث ليلٍ، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف لقن، فيُدلج من عندهما بسَحَر، فيصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمرًا يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهما عامر بن فُهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فُيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء فيبتان تلك
الليالي الثلاث. واستأجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر رجلًا من بني الدِّيل، وهو من بني عبد بن عدي هاديًا خريِّتا - والخرِّيت الماهر بالهداية - قد غمس حلفًا في آل العاص بن وائل السمهيّ، وهو على دين كفار قريش، فأمناه، فدفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صُبح ثلاث، وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل، فأخذ بهم طريق الساحل». قال الحافظ: .... أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا بني النجار ثامنوني بحائطكم، قالوا لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله» ويأتي مثله في آخر الباب الذي يليه، ولا منافاة بينهما (¬1). 3909 - عن أسماء - رضي الله عنها - أنها حملت بعبد الله بن الزبير، قالت: فخرجت وأنا متمٌ، فأتيت المدينة، فنزلت بقباء فولدته بقباء، ثم أتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعته في حجرة، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم حنَّكه بتمرة، ثم دعا له وبرَّك عليه، وكان أول مولود ولد في الإسلام» (¬2). ¬
3910 - عن عائشة - رضي الله عنها - قال: «أول مولود ولد في الإسلام عبد الله بن الزبير. أتوا به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - تمرة فلاكها، ثم أدخلها في فيه، أول ما دخل بطنه ريق النبي - صلى الله عليه وسلم -» (¬1). 3991 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أقبل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يعرف ونبي الله - صلى الله عليه وسلم - شابٌ لا يعرف. قال فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل، قال فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق (¬2)، وإنما يعني سبيل الخير. فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم، فقال: يا رسول الله، هذا فارس قد لحق بنا، فالتفت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: اللهم اصرعه؛ فصرعه الفرس، ثم قامت تُحمحم، فقال: يا نبيَّ الله مُرني بما شئت. قال: فقف مكانك، لا تتركن أحدًا يلحق بنا. قال فكان أول النهار جاهدًا على نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان آخر النهار مسلحة له (¬3). فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جانبَ الحرَّة، ثم بعث إلى الأنصار فجاءوا إلى نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر فسلمَّوا عليها وقالوا: اركبا آمنين مطاعين. فركب نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وحفُّوا دونهما بالسلام، فقيل في المدينة: جاء نبيُّ الله، جاء نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأشرفوا ¬
ينظرون ويقولون: جاء نبيُّ الله. فأقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب، فإنه ليحدِّث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف لهم، فعجل أن يضع الذي يخترف لهم فيها، فجاء وهي معه، فسمع من نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم - ثم رجع إلى أهله، فقال نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - أيُّ بيوت أهلنا أقرب؟ فقال أبو أيوب: أنا يا نبيَّ الله، هذه داري وهذا بابي. قال فانطلق فهيِّئ لنا مقيلًا. قال: قوما على بركة الله فلما جاء نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - جاء عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنك رسول الله، وأنك جئت بحق. وقد علمت يهود أني سيِّدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعُهم فأسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا فيَّ ما ليس فيَّ. فأرسل نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبلوا فدخلوا عليه، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا معشر اليهود، ويلكم اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقًا، وأني جئتكم بحق، فأسلموا. قالوا: ما نعلمه (¬1) - قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - قالها ثلاث مرار - قال: فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ قالوا: ذاك سيدنا، وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا. قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشا لله ما كان ليُسلم. قال: يا ابن سلام أخرُج عليهم. فخرج، فقال: يا معشر اليهود، اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق. فقالوا: كذبت، فأخرجهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (¬2). ¬
3912 - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة (¬1) آلاف في أربعة، وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمسمائة. فقيل له: هو من المهاجرين، فلم نقصته من أربعة آلاف؟ فقال: إنما هاجر به أبواه. يقول: ليس هو كمن هاجر بنفسه» (¬2). 3914 - عن شقيق بن سلمة قال: حدثنا خباب قال: «هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نبتغي وجه الله ووجب أجرنا على الله، فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئًا، منهم مصعب بن عمير: قتل يوم أحد فلم نجد شيئًا نكفِّنه فيه إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، فإذا غطينا رجليه خرج رأسه؛ فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نغطي رأسه بها، ونجعل على رجليه من إذخر، ومنا من أينعَت له ثمرته فهو يهدبها» (¬3). قال الحافظ: ... (أربعة آلاف في أربعة) كذا للأكثر، وسقطت لفظة «في» (¬4) من رواية النسفي وهو الوجه أي لكل واحد أربعة آلاف. ¬
47 - باب إقامة المهاجر بمكة، بعد قضاء نسكه
3915 - عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: «قال لي عبد الله ابن عمر: هل تدري ما قال أبي لأبيك؟ قال قلت: لا. قال: فإن أبي قال لأبيك: يا أبا موسى، هل يسُرُّك إسلامنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهجرتنا معه وجهادنا معه وعملنا كله معه بَرَدَ لنا، وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافًا رأسًا برأس. فقلت: إن أباك والله خير من أبي» (¬1). 47 - باب إقامة المهاجر بمكة، بعد قضاء نسكه 3933 - عن عبد الرحمن الزهري قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يسأل السائب ابن أخت النمر: ما سمعت في سكنى مكة؟ قال: سمعت العلاء ابن الحضرميِّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «ثلاث للمهاجر بعد الصدر» (¬2). ¬
48 - باب التاريخ. من أين أرخو التاريخ؟
48 - باب التاريخ. من أين أرَّخو التاريخ؟ 3934 - عن سهل بن سعد قال: «ما عدُّو من مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا من وفاته، ما عدُّو إلا من مقدمه المدينة» (¬1). 49 - باب قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم أمض لأصحابي هجرتهم» ومرثيته لمن مات بمكة 3936 - عن عامر بن سعد بن مالك عن أبيه قال «عادني النبي - صلى الله عليه وسلم - عام حجَّة الوداع من مرض أشفيت منه على الموت فقلت: يا رسول الله، بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثُني إلا ابنه لي واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا. قال: فأتصدق بشطره؟ قال: الثلث يا سعد، والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس - قال أحمد بن يونس عن إبراهيم: أن تَذرَ ذريتك - ولست بنافق نفقه تبتغي بها وجه الله إلا آجرك الله بها، حتى اللقمة تجعلها في فيِّ امرأتك. قلت: يا رسول الله، أُخلَّف بعد أصحابي؟ قال: إنك لن تخلَّف فتعمل عملًا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة، ولعلك تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضَرَّ بك آخرون. اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا ترُدهم ¬
51 - باب
على أعقابهم. لكن البائس (¬1) سعد بن خولة. يرثي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن توفي بمكة» (¬2). قال الحافظ: .... وأنكر ابن تيمية في كتاب الرد على ابن المطهر الرافضي المؤاخاة بين المهاجرين وخصوصًا مؤاخاة النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي قال: لأن المؤاخاة شرعت لإرفاق بعضهم بعضًا ولتأليف قلوب بعضهم على بعض فلا معنى لمؤاخاة النبي لأحد منهم ولا لمؤاخاة مهاجري، لمهاجري (¬3). 51 - باب 3938 - عن أنس «أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فأتاه يسأله عن أشياء فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة (¬4)، وما أول طعام يأكله أهل الجنة، وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: أخبرني به جبريل آنفًا. قال ابن سلام: ذاك عدو اليهود من الملائكة. قال: أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق ¬
إلى المغرب. وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت. وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد. قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. قال: يا رسول الله، إن اليهود قوم بُهت، فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي. فجاءت اليهود؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ رجل عبد الله بن سلام فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ قالوا: أعاذه الله من ذلك. فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك. فخرج إليهم عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. قالوا: شرُّنا وابن شرِّنا، وتنقَّصوه. قال: هذا كنت أخاف يا رسول الله» (¬1). 3939، 3940 - عن أبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم قال: «باع شريك لي دراهم (¬2) في السوق نسيئة، فقلت: سبحان الله، أيصلح هذا؟ فقال: سبحان الله، والله لقد بعتها في السوق فما عابه أحد. فسألت البراء بن عازب فقال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن نتبايع هذا البيع فقال: ما كان يدًا بيد فليس به بأس، وما كان نسيئة فلا يصلح، والق زيد بن أرقم فاسأله فإنه كان أعظمنا تجارة. فسألت زيد بن أرقم فقال مثله». وقال سفيان مرة «فقام قدم علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ونحن نتبايع، وقال: نسيئة إلى الموسم أو الحج». ¬
52 - باب إتيان اليهود النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة
52 - باب إتيان اليهود النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة 3941 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود» (¬1). 53 - باب إسلام سلمان الفارسي - رضي الله عنه - 3946 - عن أبي عثمان «عن سلمان الفارسي أنه تداوله بضعة عشر من رب إلى رب» (¬2) (¬3). 3948 - عن أبي عثمان عن سلمان قال: «فترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم ستمائة سنة» (¬4). ¬
64 - كتاب المغازي
64 - كتاب المغازي 2 - باب ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - من يقتل ببدر 3950 - عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - حدث: عن سعد بن معاذ أنه قال: كان صديقًا لأمية بن خلف، وكان أمية إذا مر بالمدينة نزل على سعد، وكان سعد إذا مرَّ بمكة نزل على أمية. فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة انطلق سعد معتمرًا، فنزل على أمية بمكة، فقال لأمية: انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت. فخرج به قريبًا من نصف النهار، فلقيهما أبو جهل قال: يا أبا صفوان، من هذا معك؟ فقال: هذا سعد. فقال له أبو جهل: ألا أراك تطوف بمكة آمنًا وقد أويتم الصبُّاة وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم. أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالمًا. فقال له سعد - ورفع صوته عليه -: أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنَّك ما هو أشد عليك منه: طريقك على المدينة، فقال له أمية: لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم سيد أهل الوادي. فقال سعد: دعنا عنك يا أمية، فوالله لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إنهم قاتلوك. قال: بمكة؟ قال: لا أدري. ففزع لذلك أمية فزعًا شديدًا. فلما رجع أمية إلى أهله قال: يا أم صفوان، ألم تري ما قال لي سعد؟ قالت: وما قال لك؟ قال: زعم أن محمدًا أخبرهم أنها قاتليَّ. فقلت له: بمكة؟ قال: لا أدري. فقال أمية: والله لا أخرج من مكة. فلما كان يوم بدر استنفر أبو جهل الناس قال: أدركوا عهدكم فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل فقال: يا أبا صفوان إنك متى ما يراك الناس قد تخلَّفت وأنت سيد أهل الوادي تخلَّفوا معك. فلم يزل به أبو جهل حتى قال: أما إذ غلبتني
4 - باب قول الله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم} [الأنفال: 9]
فوالله لأشترين أجود بعير بمكة. ثم قال أمية: يا أم صفوان جهِّزيني. فقالت له: يا أبا صفوان وقد نسيت مال قال لك أخوك اليثربي؟ قال: لا، ما أريد أن أجوز معهم إلا قريبًا. فلما خرج أمية أخذ لا يترك منزلًا إلا عقل بعيره، فلم يزل بذلك حتى قتله الله - عز وجل - ببدر» (¬1). 4 - باب قول الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال: 9] 3952 - عن طارق بن شهاب قال: «سمعت ابن مسعود يقول: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحبُّ إليَّ مما عُدل به: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو على المشركين فقال: لا نقول كما قال قوم موسى {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا} [المائدة: 24] ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك. فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أشرق وجهه وسرَّه، يعني قوله» (¬2). 5 - باب 3954 - ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني عبد الكريم أنه سمع مقسمًا مولى عبد الله بن الحارث يحدِّث «عن ابن عباس أنه سمعه يقول: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] عن بدر والخارجون إلى بدر». ¬
6 - باب عدة أصحاب بدر
قال الحافظ: ... وفي طبقته ممن يروى عن مقسم (¬1) ويروى عنه ابن جريج عبد الكريم بن أبي المخارق أحد الضعفاء. 6 - باب عدة أصحاب بدر 3957 - عن أبي إسحاق قال: «سمعت البراء - رضي الله عنه - يقول: حدثني أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ممن شهد بدرًا أنهم كانوا عدة أصحاب طالوت الذين جازوا معه النهر: بضعة وثلاثمائة. قال البراء: لا والله ما جاوز معه النهر إلا مؤمن» (¬2). 7 - باب دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - على كفار قريش شيبة وعُتبة والوليد وأبي جهل بن هشام، وهلاكهم 3960 - عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «استقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - الكعبة فدعا على نفر من قريش (¬3): على شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأبي جهل بن هشام، فأشهد بالله لقد رأيتهم صرعى قد غيَّرتهم الشمس، وكان يومًا حارًا». 8 - باب قتل أبي جهل 3961 - عن إسماعيل عن قيس: «عن عبد الله - رضي الله عنه - أنه أتى أبا ¬
جهل وبه رمق يوم بدر، فقال أبو جهل: هل أعمد من رجل قتلتموه» (¬1). 3962 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من ينظر ما صنع أبو جهل؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، قال: أأنت أبو جهل؟ » (¬2) قال: فأخذ بلحيته قال: وهو فوق رجل قتلتموه؟ أو رجل قتله قومه؟ ». 3963 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: من ينظر ما فعل أبو جهل؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، فأخذ بلحيته فقال: أنت أبا جهل (¬3)؟ قال: وهل فوق رجل قتله قومه؟ أو قال: قتلتموه». ¬
3971 - عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده عبد الرحمن قال «كاتبت (¬1) أمية بن خلف، فلما كان يوم بدر - فذكر قتله وقتل ابنه - فقال بلال: لا نجوت إن نجا أمية». 3972 - عن عبد الله - رضي الله عنه - «عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قرأ {وَالنَّجْمِ} [النجم: 1] فسجد بها وسجد من معه، غير أن شيخًا أخذ كفًا من تراب فرفعه إلى جبهته فقال: يكفيني هذا. قال عبد الله: فلقد رأيته (¬2) بعد قتل كافرًا». 3976 - عن قتادة قال: ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلًا من صناديد قريش فقُذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مُخبث. وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال. فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشُدَّ رحلها، ثم مشى واتَّبعه أصحابه وقالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته، حتى قام على شفة الرَّكى، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: يا فلان ابن فلان، ويا فلان ابن فلان، أيسركُّم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا. قال فقال عمر: يا رسول الله، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها (¬3)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم». ¬
3977 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا} [إبراهيم: 28] قال: هم والله كفار قريش. قال عمرو: هم قريش، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - نعمة الله {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [فاطر: 28]. قال: النار يوم بدر (¬1). 3978 - عن هشام عن أبيه قال: «ذُكر عند عائشة - رضي الله عنها - أن ابن عمر رفع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الميِّت يعذَّب في قبره ببكاء أهله. فقالت: وهل، إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنه ليعذَّب (¬2) بخطيئته وذنبه، وإن أهله ليبكون عليه الآن» (¬3). 3979 - قالت: «وذلك مثل قوله: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام على القليب وفيه قتلى بدر من المشركين فقال لهم، ما قال: إنهم ليسمعون ما أقول، إنما قال: إنهم الآن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق. ثم قرأ {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80]، {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر: 22] يقول: حين تبوءوا مقاعدهم من النار» (¬4). ¬
9 - باب فضل من شهد بدرا
9 - باب فضل من شهد بدرًا 3982 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى تر ما أصنع. فقال: ويحك - أوَهَبِلتِ - أوَجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس» (¬1). 3983 - عن علي - رضي الله عنه - قال: «بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا مرثد والزبير - وكلُّنا فارس - قال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها امرأة من المشركين معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين. فأدركناها تسير على بعير لها حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا: الكتاب فقالت: ما معنا كتاب، فأنخناها، فالتمسنا فلم نر كتابًا، فقلنا: ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لتخرجن الكتاب أو لنجردنك. فلما رأت الجدًّ أهوت إلى حجزتها - وهي محتجزة بكساء - فأخرجته. فانطلقا بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما حمَلَك على ما صنعت؟ قال حاطب: والله ما بي أن لا أكون مؤمنًا بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، أردت أن تكون لي عند القوم يدٌ يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله به عن أهله وماله. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -، صَدَق، ولا تقولوا له إلا خيرًا. فقال عمر: إنه قد خان الله والمؤمنين، فدعني فلأضرب ¬
عنقه. فقال: أليس من أهل بدر؟ (¬1) فقال: «لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة - أو فقد غفرت لكم - فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم». 3986 - عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: «جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرماة يوم أحد عبد الله بن جُبير، فأصابوا منا سبعين (¬2)، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر أربعين ومائة: سبعين أسيرًا، وسبعين قتيلًا. قال أبو سفيان: يومٌ بيوم بدر، والحرب سجال» (¬3). ¬
3987 - عن أبي موسى - أُراه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - - قال: «وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد، وثواب الصدق الذي آتانا بعد يوم بدر» (¬1). 3988 - عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال: قال عبد الرحمن بن عوف: إني لفي الصفِّ يوم بدر إذا التفتُّ فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السنِّ فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرًا من صاحبه: يا عمِّ أرني أبا جهل. فقلت: يا ابن أخي وما تصنع به؟ قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتُله أو أموت دونه. فقال لي الآخر سرًا من صاحبه مثله. قال: فما سرَّني أني بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما إليه، فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء» (¬2). 3989 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة عينًا وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب، حتى إذا كانوا بالهدة بين عُسفان ومكة دُكروا لحيٍّ من هُذيل يقال لهم بنو لحيان، فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه، فقالوا: تمر يثرب. فاتبعوا آثارهم فلما حسَّ بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى موضع فأحاط بهم القوم فقالوا لهم: انزلوا فأعطوا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدًا. فقال عاصم ابن ثابت: أيها القوم، أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر. ثم قال: اللهم أخبر عنا نبيَّك - صلى الله عليه وسلم -. فرموهم بالنبل فقتلوا عاصمًا، ونزل إليهم ثلاثة نفر على ¬
العهد والميثاق، منهم خُبيبٌ وزيد بن الدَّثنة ورجل آخر. فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار فسيِّهم فربطوهم بها. قال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن لي بهؤلاء أسوة - يريد القتل - فجرَّروه وعالجوه، فأبى أن يصحبهم. فانطلق بخبيب وزيد ابن الدَّثنة حتى باعوهما بعد وقعة بدر، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل خُبيبًا - وكان خبيب هو قتلَ الحارث بن عامل يوم بدر - فلبث خبيب عندهم أسيرًا حتى أجمعوا قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحدُّ بها، فأعارته، فدرج بُني لها وهي غافلة حتى أتاه، فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده. قالت: ففزعت فزعة عرفها خُبيب. فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك. قال: والله ما رأيت أسيرًا قط خيرًا من خُبيب، والله لقد وجدته يومًا يأكل قطفًا من عنب في يده وإنه لموثق بالحديد، وما بمكة من ثمرة (¬1). وكانت تقول: إنه لرزق رزقه الله خبيبًا. فلما خرجوا به من الحرم لقتلوه في الحِلّ قال لهم خبيب: دعوني أصلِّي ركعتين، فتركوه فركع ركعتين فقال: والله لولا أن حسبوا أن ما بي جزع لزدت. ثم قال: اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددا، ولا تُبق منهم أحدا. ثم أنشأ يقول: فلست أبالي حين أُقتل مسلما ... على أيِّ جنب كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يُبارك على أوصال شلوٍ ممزَّع ثم قام إليه أبو سروَعة عقبة بن الحارث فقتله. وكان خبيب هو سنَّ لكل مسلم قُتل صبرًا الصلاة. وأخبر - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - - أصحابه يوم أصيبوا خبرهم. وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حُدِّثوا أنه قتل أن يؤتوا بشيء منه يُعرف - وكان قتل رجلًا عظيمًا من عظمائهم - فبعثَ ¬
الله لعاصم مثل الظُّلة من الدَّبر فحمته من رُسُلهم، فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئًا». وقال كعب بن مالك «ذكروا مرارة بن الرَّبيع العمريًّ وهلال ابن أمية الواقفي رجلين صالحين قد شهدا بدرًا». 3990 - عن يحيى عن نافع «أن ابن عمر - رضي الله عنهما - ذُكر له أن سعيد ابن زيد بن عمرو بن نفيل - وكان بدريًا - مرض في يوم جمعة، فركب إليه بعد أن تعالى النهار واقتربت الجمعة، ترك الجمعة» (¬1). 3991 - عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة «أن أباه كتب إلى عمر بن عبد الله ابن الأرقم الزهري يأمره أن يدخل على سُبيعة بنت الحارث الأسلمية فيسألها عن حديثها وعن ما قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين استفته. فكتب عمر بن عبد الله بن الأرقم إلى عبد الله بن عُتبة يخبره أن سُبيعة بنت الحارث أخبرته أنها كانت تحت سعد بن خولة - وهو من بني عامر بن لؤي وكان ممن شهدَ بدرًا - فتوفيَ عنها في حجة الوداع وهي حامل، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته، فلما تعلَّت من نفاسها تجمَّلت للخُطاب فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك - رجل من بني عبد الدار - فقال لها مالي أراكِ تجملت للخطاب ترَجِّين النكاح؟ فإنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر. قالت سُبيعة: فلما قال لي ذلك جمعت علىَّ ثيابي حين أمسيت وأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألته عن ذلك، فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي (¬2)، وأمرني بالتزوج إن بدا لي». ¬
11 - باب شهود الملائكة بدرا
11 - باب شهود الملائكة بدرًا 3993 - عن معاذ بن رفاعة بن رافع، وكان رفاعة من أهل بدر وكان رافع من أهل العقبة، فكان يقول لابنه: ما يسرُّني أني شهدت بدرًا بالعقبة، قال: سأل جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - .... بهذا» (¬1). 3995 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدر: هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب» (¬2). 12 - باب 3997 - عن القاسم بن محمد ابن خباب «أن أبا سعيد بن مالك الخدري - رضي الله عنه - قدم من سفر، فقدَّم إليه أهله لحمًا من لحوم الأضحى فقال: ما أنا بآكله حتى أسأل. فانطلق إلى أخيه لأمه وكان بدريًا قتادة بن النعمان فسأله فقال: إنه حدث بعدك أمر نقض لما كانوا يُنهون عنه من أكل لحوم الأضحى بعد ثلاثة أيام» (¬3). ¬
3998 - عن هشام بن عروة عن أبيه قال: «قال الزبير: لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يرى منه إلا عيناه وهو يكنى أبا ذات الكرش فقال: أنا أبو ذات الكرش، فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات. قال هشام: فأُخبرت أن الزبير قال: لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطأت فكان الجهد أن نزعتها وقد انثنى طرفاها. قال عروة: فسأله إياها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه، فلما قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها، ثم طلبها أبو بكر فأعطاه، فلما قبض أبو بكر سألها إياه عمر فأعطاه إياها، فلما قبض عمر أخذها، ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها، فلما قتل عثمان وقعت عند آل علي فطلبها عبد الله بن الزبير، فكانت عنده حتى قتل» (¬1). 4001 - عن الرُّبَيَّع بن معوِّذ قالت «دخل عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - غداة بُني عليَّ، فجلس على فراشي كمجلسك مني، وجويريات يضربن بالدُّفِّ (¬2) يندبن من قُتل من آبائهن يوم بدر، حتى قالت جارية: وفينا نبيُّ يعلم ما في غد. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تقولي هكذا وقولي ما كنت تقولين» (¬3). ¬
4002 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أخبرني أبو طلحة - رضي الله عنه - صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - وكان قد شهد بدرًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - أنه قال: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلبٌ ولا صورة. يريد التماثيل التي فيها الأرواح» (¬1). 4003 - عن علي قال: «كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاني مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ؛ فلما أردت أن أبتني بفاطمة عليها السلام بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - واعدت رجلًا صوّاغًا في بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر فأردت أن أبيعه من الصوّاغين فنستعين به في وليمة عُرسي. فبينا أنا أجمع لشارفيَّ من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارفاي مناخان إلى جنب حُجرة رجل من الأنصار، حتى جمعت ما جمعت، فإذا أنا بشارفيَّ قد أُجبًّت أسنتهما، وبُقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما. فلم أملك عينيَ حين رأيت المنظر قلت: من فعل هذا؟ قالوا: فعله حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار، وعنده قينة وأصحاب، فقالت في غنائها: «ألا يا حمزَ للشُّرف النِّواء» فوثب حمزة إلى السيف فأجبَّ أسنمتَها وبقر خواصرهما وأخذ ¬
من أكبادها. قال علي: فانطلقت حتى أدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده زيد ابن حارثة، وعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لقيت، فقال: مالَك؟ قلت يا رسول الله ما رأيت كاليوم، عدا حمزة على ناقتي فأجبَّ أسنمتَهما وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شَرْبٌ. فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بردائه فارتدى، ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة، فاستأذن عليه، فأذن له، فطفق النبي - صلى الله عليه وسلم - يلوم حمزة فيما فعل، فإذا حمزة ثَملٌ محمرة عيناه، فنظر حمزة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم صعَّد النظر: فنظر إلى ركبته، ثم صعَّد النظر فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلا عبيدٌ لأبي؟ فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ثمل (¬1)، فنكص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عقبيه القهقري (¬2)، فخرج وخرجنا معه». 4004 - عن محمد بن عبّاد أخبرنا ابن عُيينة قال: أنفذه لنا ابن الأصبهاني سمعه من ابن معقل أن عليًا - رضي الله عنه - كبَّر على سهل بن حُنيف فقال: إنه شهد بدرًا» (¬3). ¬
4005 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن عمر بن الخطاب حين تأيَّمت حفصة بنت عمر من خُنيس بن حذافة السهمي - وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد شهد بدرًا - توفي بالمدينة، قال عمر: فلقيت عثمان بن عفان، فعرضت ع ليه حفصة فقلت: إن شئت أنكحتُك حفصة بنت عمر؛ قال: سأنظر في أمري. فلبثت لياليَ، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلىَّ شيئًا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان. فلبثت ليالي. ثم خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنكتُها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت عليَّ حين عرضت عليَّّّّ حفصة فلم أرجع إليك؟ قلت: نعم. قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو تركها لقبلتها» (¬1). 4006 - عن عبد الله بن يزيد سمع أبا مسعود البدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «نفقة الرجل على أهله صدقة» (¬2). ¬
4008 - عن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه (¬1). قال عبد الرحمن ابن زيد: فلقيت أبا مسعود وهو يطوف بالبيت، فسألته، فحدَّثنيه». قال الحافظ: .... أنه كان يكبر أربعًا وخمسًا وستًا وسبعًا وثمانيًا، حتى مات النجاشي فكبر عليه أربعًا، وثبت على ذلك حتى مات» وقال أبو عمر: انعقد الإجماع على أربع ... (¬2). قال الحافظ: ... حديث أبي مسعود «نفقة الرجل على أهله صدقة» وسيأتي في كتاب النكاح (¬3). 4012، 4013 - عن سالم بن عبد الله قال: «أخبر رافع بن خديج عبد الله ابن عمر أن عمَّيه - وكانا شهدا بدرًا - أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن كراء المزارع، قلت لسالم: فتُكريها أنت؟ قال: نعم، إن رافعًا أكثر على نفسه (¬4). ¬
4105 - عن المسور بن مخرمة «أن عمرو بن عوف - وهو حليف لبني عامر بن لؤي وكان شهد بدرًا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين (¬1) يأتي بجزيتها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو صالح أهل البحرين وأمَّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الفجر مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما انصرف تعرَّضوا له، فتبسَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآهم ثم قال: أظنكم سمعتم ان أبا عبيدة قدم بشيء؟ قال: أجل يا رسول الله، قال: فأبشروا وأمِّلو ما يسُرُّكم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تُبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها، وتُهلككم كما أهلكتهم». 4017 - عن أبي لُبابة البدري «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى من قتل جنّان (¬2) البيوت، فأمسك عنها». 4019 - عن عُبيد الله بن عديِّ ببن الخيار أخبره «أن المقداد بن عمرو الكنديّ - وكان حليفًا لبني زهرة وكان ممن شهد بدرًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - أخبره أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرأيت إن لقيت رجلًا من الكفار فاقتتلنا، فضرب إحدى يديَّ بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال: أسلمت لله، أأقتله ¬
يا رسول الله بعد أن قالها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقتله. فقال: يا رسول الله إنه قطع إحدى يديَّ ثم قال ذلك بعدما قطعها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقتله، فإن قتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال» (¬1). 4020 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: «من ينظر ما صنع أبو جهل؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، فقالك آنت أبا جهل؟ قال ابن علية قال سليمان هكذا قالها أنس قال: آنت أبا جهل؟ قال: وهل فوق رجل قتلتموه. قال سليمان: أو قال: قتله قومه. قال وقال أبو مجلز قال أبو جهل: فلو غير أكار قتلني» (¬2). 4022 - وعن إسماعيل عن قيس «كان عطاء البدريين خمسة آلاف خمسة آلاف، وقال عمر: لأفضلنَّهم على من بعدهم» (¬3). 4023 - عن محمد بن جُبير عن أبيه قال «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور، وذلك أول ما وقَر الإيمان في قلبي» (¬4). ¬
13 - باب تسمية من سمى من أهل بدر في الجامع الذي وضعه أبو عبد الله، على حروف المعجم
4024 - عن الزهريّ عن محمد بن جُبير بن مطعم عن أبيه «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في أسارى بدر: لو كان المطعم بن عدي حيًا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له» (¬1). وقال الليث عن يحيى بن سعيد بن المسيَّب «وقعت الفتنة الأولى - يعني مقتل عثمان - فلم تُبق من أصحاب بدر أحدًا، ثم وقعت الفتنة الثانية - يعني الحرَّة - فلم تُبق من أصحاب الحديبية أحدًا، ثم وقعت الثالثة (¬2) فلم ترتفع وللناس طباخ». 13 - باب تسمية من سمِّى من أهل بدر في الجامع الذي وضعه (¬3) أبو عبد الله، على حروف المعجم النبي محمد بن عبد الله الهاشمي - صلى الله عليه وسلم - (¬4). إياس بن البُكير. بلال بن رباح مولى أبي بكر القرشي. حمزة بن عبد المطلب الهاشمي ..... معن بن عديّ الأنصاري. مسطح بن أثاثة بن عبَّاد بن المطلب (¬5) بن عبد مناف ... إلخ. ¬
14 - باب حديث بني النضير
14 - باب حديث بني النَّضير 4031 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «حرَّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نخل بني النضير قطع، وهي البُويرة، فنزلت {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} (¬1) [الحشر: 5]». 4032 - عن ابن عمر - رضي الله عنها - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرَّق نخل بني النَّضير، قال: ولها يقول حسان بن ثابت: وهان على سراة بني لؤي ... حريق بالبُويرة مُستطيرُ (¬2) 4034 - وعن عروة بن الزبير قال: «صدق مالك بن أوس، أنا سمعت عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول: أرسل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فكنت أنا أرُدهن، فقلت لهن: ألا تتقين الله؟ ألم تعلمن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: لا نورَث (¬3)، ما تركنا صدقة - يريد بذلك نفسه - إنما يأكل آل محمد - صلى الله عليه وسلم - من هذا المال. فانتهى أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ما أخبرتهن. قال: فكانت هذه الصدقة بيد علي، منعها عليٌّ عباسًا فغلبه عليها. ثم كان بيد حسن بن عليّ، ثم بيد حُسين بن علي، ثم بيد علي بن حسين وحسن بن حسن كلاهما كانا ¬
15 - باب قتل كعب بن الأشرف
يتداولانها، ثم بيد زيد بن حسن وهي صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقًا» (¬1). 4036 - قال أبو بكر: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا نورث، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد في هذا المال. والله لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجبُّ إليَّ أن أصل من قرابتي» (¬2). 15 - باب قتل كعب بن الأشرف 4037 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله ... الحديث .. قال عندي أعطر نساء العرب وأكمل العرب. قال عمرو فقال: أتأذن لي أن أشمَّ رأسك؟ قال: نعم فشمَّه، ثم أشم أصحابه ثم قال: أتأذن لي؟ قال: نعم. فلما استمكن منه قال: دونكم. فقتلوه. ثم أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه» (¬3). 16 - باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق، ويقال سلاّم بن أبي الحقيق 4039 - عن البراء بن عازب قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي رافع اليهودي رجالًا من الأنصار، فأمَّر عليهم عبد الله بن عتيك، وكان أبو ¬
رافع يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعين عليه، وكان حصن له بأرض الحجاز، فلما دنوا منه - وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم - فقال عبد الله لأصحابه: اجلسوا مكانكم، فإني منطلق ومتلطف للبواب لعلي أن أدخل. فأقبل حتى دنا من الباب، ثم تقنَّع بثوبه كأنه يقضي حاجة، وقد دخل الناس، فهتف به البواب: يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل، فإني أريد أن أُغلق الباب. فدخلت فكمنتُ، فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأغاليق على ود. قال فقمت إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب، وكان أبو رافع يُسمَر عنده، وكان في علالي له، فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابًا أغلقت عليَّ من داخل. قلت إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلىَّ حتى أقتله. فانتهيت إليه، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت، فقلت: أبا رافع. قال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دهش فما أغنيت شيئًا. وصاح، فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ لأمك الويل، إن رجلًا في البيت ضربني قبل بالسيف. قال فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله، ثم وضعت ضبيب السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابًا بابًا حتى انتهيت إلى درجة له، فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة، فانكسرت ساقي، فعصبتها بعمامة ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته. فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال: أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز، فانطلقت إلى أصحابي فقلت النجاء، فقد قتل الله أبا رافع، فانتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدثته، فقال لي:
17 - باب غزوة أحد
ابسط رجلك، فبطست رجلي فمسحها، فكأنها لم أشتكها قط» (¬1). 4040 - عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي رافع عبد الله بن عتيك وعبد الله بن عتبة في ناس معهم، فانطلقوا حتى دنوا من الحصن ... الحديث .... ثم خرجت دهشًا حتى أتيت السُّلَّم أريد أن أنزل فأسقُطُ منه، فانخلعت رجلي فعصبتها، ثم أتيت أصحابي أحجُل، فقلت: انطلقوا فبشروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإني لا أبرح حتى أسمع الناعية. فلما كان في وجه الصبح صعد الناعية فقال: أنعى أبا رافع. قال: فقمت أمشي ما بي قلبَة، فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبشرته» (¬2). 17 - باب غزوة أحد (¬3) وقول الله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 121]. قال الحافظ: ... إنه لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر (¬4)، ترد أنها الجنة، وتأكل من ثمارها» الحديث. ¬
4042 - عن عقبة بن عامر قال: «صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتلى أحد بعد ثماني (¬1) سنين كالمودَّع للأحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال: إني بين أيديكم فرَط، وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الخوض وإني لأنظر إليه من مقامي هذا. وإني لست أخشى عليكم أن تُشركوا، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها. قال: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (¬2). 4043 - عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «لقينا المشركين يومئذ، وأجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - جيشًا من الرماة، وأمَّر عليهم عبد الله وقال: لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا. فلما لقينا هرَبوا، حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل، رفعن عن سوقهنَّ قد بدت خلاخلهن فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة. فقال عبد الله: عهد إلىَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا تبرحوا. فأبَوا. فلما أبوا صُرف وجوههم، فأصيب ¬
سبعون قتيلًا. وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: لا تجيبوه. فقال: أفي القوم ابن أبي قُحافة؟ قال: لا تجيبوه. فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قُتلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا. فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله، أبقى الله عليك ما يُخزيك. قال أبو سفيان: اعلُ هُبل. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أجيبوه. قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجل. قال أبو سفيان: لنا العُزى ولا عزى لكم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أجيبوه. قالوا: ما نقول؟ قال قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم. قال أبو سفيان يوم بيوم بدر، والحرب سجال، وتجدون مُثله لم آمر بها ولم تسُؤني» (¬1). 4044 - عن عمرو عن جابر قال: «اصطبح الخمر يوم أحد ناس ثم قُتلوا شهداء» (¬2). 4045 - عن سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم أن عبد الرحمن بن عوف أُتيَ بطعام - وكان صائمًا - فقال: قُتل مصعب بن عمير وهو خير مني، كُفِّن في بُردة إن غطيَ رأسه بدت رجلاه وإن غُطيَ رجلاه بدا رأسه. وأُراه قال: وقُتل حمزة وهو خير مني. ثم بُسط لنا من الدنيا ما بسط - أو قال: أعطينا من الدنيا ما أُعطينا - وقد خشينا أن تكون حسناتنا قد عُجِّلت لنا. ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام» (¬3). ¬
4047 - عن خباب بن الأرت - رضي الله عنه - قال: «هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نبتغي وجه الله، فوجب أجرُنا على الله، ومنا من مضى أو ذهب لم يأكل من أجره شيئًا، كان منهم مصعب بن عمير قُتل يوم أحد لم يترك إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غُطي بها رجلاه خرج رأسه. فقال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -: غطُّوا بها رأسه، واجعلوا على رجله الإذخر، أو قال: ألقوا على رجله من الإذخر. ومنا من أينعت له ثمرته، فهو يَهدبُها» (¬1). 4048 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن عمَّه غاب عن بدر فقال: غبت عن أول قتال النبي - صلى الله عليه وسلم -، لئن أشهدني الله مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليرين الله ما أجدُّ (¬2) فلقي يوم أحد فهُزم الناس فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني المسلمين - وأبرأ إليك مما جاء به المشركون. فتقدم بسيفه، فلقي سعد بن معاذ فقال: أين يا سعد؟ إني أجد ريح الجنة (¬3) دون أُحد. فمضى فقُتل، فما عُرف حتى عرفته أخته بشامة - أو ببنانه - وبه بضع وثمانون: من طعنة، وضربة ورَمية بسهم». ¬
4050 - عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: «لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى غزو أحد، رجع ناس ممن خرج معه. وكان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرقَتين: فرقة تقول نقاتلهم، وفرقة تقول: لا نقاتلهم. فنزلت {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} [النساء: 88] وقال: إنها طيبة تنفي الذنوب، كما تنفي النار خبَثَ الفضة» (¬1). 4052 - عن عمرو بن جابر قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هل نكحت يا جابر؟ قلت: نعم. قال: ماذا، أبكرًا أم ثيِّبًا؟ قلت: لا، بل ثيِّبًا. قال: فهلا جارية تُلاعبُك. قلت: يا رسول الله، إن أبي قُتل يوم أحد وترك تسع بنات كنَّ لي تسع أخوات، فكرهت أن أجمع إليهن جارية خرقاء مثلهن، ولكن امرأة تمشطُهن وتقوم عليهن. قال: أصبت» (¬2). 4053 - عن فراس عن الشَّعبي قال: حدثني جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن أباه استشهد يوم أحُد وترك عليه دينًا وترك ستَّ بنات. فلما حضر جذاذ النخل قال أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: قد علمت أن والدي قد استشهد يوم أحد وترك دينًا كبيرًا، وإني أحب أن يراك الغرماء. فقال: اذهب فبيدر كل تمر على ناحية. فقلت، ثم دعوته، فلما نظروا إليه كأنهم أغروا بي تلك الساعة، فلما رأى ما يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرًا ثلاث مرات، ثم جلس عليه ثم قال: ادع لك أصحابك. فما زال يكيل لهم حتى أدَّى الله عن والدي أمانته، وأنا أرضى أن يؤدي الله أمانة والدي ¬
ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة، فسلم الله البيادر كلها، حتى إني أنظر إلى البيدر الذي كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - كأنها لم تنقص تمرة واحدة» (¬1). 4054 - عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأشد القتال (¬2)، ما رأيتُهما قبل ولا بعد». 4059 - عن بسرة (¬3) بن صفوان عن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن شداد «عن علي - رضي الله عنه - قال: ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك، فإني سمعته يقول يوم أحد: يا سعد ارم فداك أبي وأمي». 4064 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبو طلحة بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - مجوِّب عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلًا راميًا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثًا، وكان الرجل يمر معه بجعبة من النَّبل فيقول: انثُرها لأبي طلحة. قال: ويشرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تُشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك. ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمّرتان أرى خدم سوقهما تُنقزان القِرَب على متونهما تُفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتُفرغانه ¬
19 - باب قول الله تعالى {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم} [آل عمران: 155].
في أفواه القوم. ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرَّتين إما ثلاثًا» (¬1). 4065 - عن عائشة - رضي الله عنها - قال: «لما كان يوم أحد هزم المشركون، فصرخ إبليس لعنة الله عليه: أي عباد الله، أُخراكم. فرجعت أولاهم فاجتَلَدَت هي وأخراهم، فبصُر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان فقال: أي عباد الله، أبي أبي. قال قالت: فوالله ما احتَجَزوا حتى قتلوه. فقال حذيفة: يغفر الله لكم. قال عروة: فوالله مازالت في حذيفة بقية خير حتى لحق الله» (¬2). 19 - باب قول الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 155]. 4066 - عن عثمان بن موهب قال: جاء رجل حج البيت فرأى قومًا جلوسًا فقال: من هؤلاء القوم؟ قال: هؤلاء قريش. قال: من الشيخ؟ قالوا: ابن عمر. فأتاه فقال: إني سائلك عن شيء أتحدِّثني؟ قال: نعم. قال: أنشدُك بحرمة هذا البيت (¬3)، أتعلم أن عثمان بن عفان فرَّ يوم أحد؟ قال: نعم. قال: فتعلمه تغيِّب عن بدر فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: فتعلم أنه تخلَّف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها (¬4)؟ قال نعم. قال فكبَّر. قال ابن عمر: ¬
20 - باب {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون} [آل عمران: 153]
تعال لأخبرك ولا بيِّن لك عما سألتني عنه: أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه ... الحديث». 20 - باب {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [آل عمران: 153] 4067 - عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: «جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرَّحالة يوم أحد عبد الله بن جُبير، وأقبلوا منهزمين، فذاك «إذ يدعوهم الرسول في أخراهم (¬1)». 4068 - عن أنس عن أبي طلحة - رضي الله عنهما - قال: «كنت فيمن تغشاه الناس يوم أحد، حتى سقط سيفي من يدي مرارًا، يسقط وآخذه، ويسقط فآخذه» (¬2). 4069 - عن الزهري عن سالم عن أبيه «أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر يقول: اللهم العَن فلانًا وفلانًا وفلانًا، بعدما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد. فأنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ} [آل عمران: 128]- إلى قوله - {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} (¬3). ¬
22 - باب ذكر أم سليط
4070 - عن سالم بن عبد الله يقول: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام (¬1). فنزلت: ليس لك من الأمر شيء - إلى قوله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ} [آل عمران: 128]- إلى قوله - {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}» (¬2). 22 - باب ذكر أمِّ سُليط 4071 - عن يونس عن ابن شهاب وقال (¬3) ثعلبة بن أبي مالك «إن عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - قسم مُروطًا بين نساء من نساء أهل المدينة، فبقي منها مِرط جيد، فقال له بعض من عنده: يا أمير المؤمنين، أعط هذا بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي عندك - يريدون أم كلثوم بنت علي - قال عمر: أمُّ سُليط أحق به. وأم سُليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال عمر: فإنها كانت تُزفر لنا القرَبَ يوم أحد» (¬4). 23 - باب قتل حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - 4072 - عن جعفر بن عمرو بن أمية الضَّمري قال: «خرجت مع عُبيد الله ابن عديِّ بن الخيار، فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله بن عديّ: هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة؟ قلت: نعم. وكان وحشيٌ يسكن ¬
حمص، فسألنا عنه، فقيل لنا: هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت. قال فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير، فسلمنا، فرد السلام، قال وعبيد الله مُعْتجِر بعمامته ما يرى وحشيٌ إلا عينيه ورجليه فقال عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟ قال فنظر إليه ثم قال: لا والله، إلا أني أعلم أن عديًّ بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت بنتُ أبي العيص، فولدت له غلامًا بمكة فكنت أسترضع له، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه، فلكأني نظرت إلى قدميك (¬1). قال فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال: نعم، إن حمزة قتل طعَيمة بن عديّ بن الخيار ببدر، فقال لي مولاي جُبير بن مطعم: إن قتلت حمزة بعمِّي فأنت حرّ قال: فلما أن خرَج الناس عام عينين - وعينين جبلٌ بحيال أحد، بينه وبينه واد - خرجت مع الناس إلى القتال، فلما اصطفوا للقتال خرج سباعٌ فقال: هل من مبارز؟ قال فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال: يا سباع، يا ابن أمِّ أنمار مقطِّعة البظور، أتحادُّ الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ثم شد عليه، فكان كأمس الذاهب (¬2). قال: وكمنتُ لحمزة تحت صخرة، فلما دنا منى رميته بحربتي فأضعها في ثُنَّته حتى خرجت من بين وركيه، قال: فكان ذاك العهد به. فلما رجع الناس رجعت معهم، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف، فأرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسُلًا، فقيل لي: إنه لا يهيج الرُّسل، قال: فخرجت معهم حتى قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رآني قال: آنت وحشيّ، قلت: نعم. قال: أنت قتلت حمزة؟ قلت: ¬
قد كان من الأمر ما بلغت. قال: فهل تستطيع أن تُغيِّب وجهكَ عني؟ قال: فخرجت. فلما قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج مُسيلمة الكذاب قلت: لأخرُجن إلى مسيلمة لعلي أقتُله فأكافئ به حمزة. قال: فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان، قال: فإذا رجل قائم في ثلمة (¬1) جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس (¬2)، قال: فرميتُه بحربتي. فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كَتفيه (¬3). قال: ووثب رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته». قال: قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله ابن عمر يقول: «فقالت جارية على ظهر بيت: وا أمير المؤمنين، قتله العبد الأسود» (¬4). قال الحافظ: ... وزاد «فإذا شيخ كبير مثل البغاث» (¬5). ¬
50 - كيف آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه؟
50 - كيف آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه؟ وقال عبد الرحمن بن عوف «آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بيني وبين سعد بن الربيع لما قدمنا المدينة». 3937 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة فآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فعرض عليه أن ينُاصفه أهله وماله (¬1)، فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، دُلَّني على السوق. فربح شيئا من أقِط وسمن، فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أيام وعليه وضرٌ من صُفرة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: مَهْيَم يا عبد الرحمن؟ قال يا رسول الله، تزوجت امرأة من الأنصار، قال فما سُقت فيها؟ فقال: وزن نواة من ذهب. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أوْلم ولو بشاة». 24 - باب ما أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجراح يوم أُحد 4075 - عن أبي حازم أنه سمع سعل بن سعد وهو يسأل عن جرح (¬2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن كان يسكب الماء وبما دُووي. قال: كانت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تغسله وعليُّ يسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدَّم إلا كثرة أخذت قطعت من حصير فأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدم. وكُسرت رباعيته يومئذ، وجُرح وجهه، وكسرَت البيضة على رأسه». ¬
26 - باب من قتل من المسلمين يوم أحد
26 - باب من قُتل من المسلمين يوم أُحد 4078 - عن قتادة قال: «ما نعلم حيًا من أحياء العرب أكثر شهيدًا أغرَّ يوم القيامة من الأنصار (¬1). قال قتادة: وحدثنا أنس بن مالك أنه قتل منهم يوم أحد سبعون (¬2). ويوم بئر معونة سبعون. قال: وكان بئر معونة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويوم اليمامة على عهد أبي بكر يوم مُسيلمة الكذاب». 4079 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «إن رسول الله كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: أيُّهم أكثر أخذًا للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحد قدَّمه في اللحد وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة، وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يُصلِّ عليهم، ولم يُغسَّلوا» (¬3). 4080 - عن جابر قال: «لما قُتل أبي جعلت أبكي وأكشف الثوب عن وجهه، فجعل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهونني (¬4)، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينه، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تبكه مازالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رُفع». 4081 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - - أُرَى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - - قال: «رأيت في رؤياي أني هززت سيفًا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد. ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء ¬
27 - باب أحد جبل يحبنا ونحبه
به الله من الفتح واجتماع المؤمنين. ورأيت فيها بقرًا (¬1) والله خيرٌ، فإذا هم المؤمنون يوم أحد» (¬2). 27 - باب أحد جبل يحبُّنا ونحبُّه 4084 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلع له أحُدٌ فقال: هذا جبل يحبُّنا ونحبّه. اللهم إن إبراهيم حرَّم مكة، وإني حرَّمت ما بين لابتيها» (¬3). 4085 - عن أبي الخير عن عقبة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يومًا فصلَّى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: إني فرَطٌ لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض - أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تُشركوا بعدي (¬4)، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها». قال الحافظ: .... ثالثها أن الحب من الجانبين على حقيقته وظاهره (¬5). ¬
4086 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سرية عينًا، وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت - وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب - فانطلقوا، حتى إذا كان بين عُسفان ومكة ذُكروا لحيّ من هُذيل يقال لهم بنو لحيان، فتبعوهم بقريب من مائة رام فاقتصُّوا آثارَهم، حتى أتوا منزلًا نزلوه، فوجدوا فيه نوى تمر زوَّدوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم، فلما انتهى عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد، وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتُل منكم رجلًا. فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيَّك. فقاتلوهم حتى قتلوا عاصمًا في سبعة نفر بالنَّبل، وبقي خُبيب وزيد ورجل آخر، فأعطوهم العهد والميثاق، فلما أعطوهم العهد والميثاق نزلوا إليهم، فلما استمكنوا منهم حَلُوا أوتار قسيِّهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث الذي معهما: هذا أول الغدر، فأبى أن يصحبهم فجروه وعالجوه على أن يصحبهم فلم يفعل، فقتلوه، وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيبًا بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب هو قتلَ الحارث يوم بدر - فمكث عندهم أسيرًا، حتى أجمعوا قتله، استعار موسى من بعض بنات الحارث ليستحدَّ بها، فأعارته، قالت: فغفلت عن صبيّ لي، فدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزعت فزعة عرف ذاك مني، وفي يده الموسى، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذاك إن شاء الله. وكانت تقول: ما رأيت أسيرًا قط خيرًا من خُبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة. وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزق رزقه الله؛ فخرجوا به من الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلِّي ركعتين، ثم انصرف إليهم فقال: لولا أن تروا أن ما بي
جزع من الموت لزدت، فكان أول من سنَّ الركعتين عند القتل هو. ثم قال: اللهم أحصهم عددًا، ثم قال: ما أبالي حين أُقتل مسلما ... على أيِّ شق كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يُبارك على أوصال شلوٍ ممزَّع ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله. وبعثت قريش إلى عاصم ليُؤتوا بشيء من جسده يعرفونه، وكان عاصم قَتَل عظيمًا من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله عليه مثل الظُّلة من الدبر فحمته (¬1) من رسلهم، فلم يقدروا منه على شيء». 4087 - عن جابر قال: «الذي قتل خُبيبًا هو أبو سروعة» (¬2). 4088 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سبعين رجلًا لحاجة (¬3) يقال لهم القرّاء، فعرض لهم حيان من بني سليم رعل وذكوان عند بئر يقال لها بئر معونة، فقال القوم: والله ما إياكم أردنا، إنما نحن مجتازون في حاجة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقتلوهم، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم شهرًا في صلاة الغداة، وذلك بدء القنوت، وما كنا نقنتُ». قال عبد العزيز: وسأل ¬
رجل أنسًا عن القنوت: أبعد الركوع، أو عند فراغ (¬1) من القراءة؟ قال: لا. بل عند فراغ من القراءة. 4090 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن رِعلًا وذكوان وعُصيَّة وبني لحيان استمدوا (¬2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عدوّ، فأمدَّهم بسبعين من الأنصار كنا نسميهم القراء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلون بالليل. حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقنت شهرًا يدعو في الصبح على أحياء من أحياء العرب: على رعل وذكوان وعُصيّة وبني لحيان. قال أنس فقرأنا فيهم قرآنًا، ثم إن ذلك رُفع: بلِّغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا». 4093 - عن عائشة - رضي الله عنها - قال: «استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر في الخروج حين اشتد عليه الأذى، فقال له: أقم. فقال: يا رسول الله، أتطمع أن يُؤذن لك؟ فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إني لأرجو ذلك. قالت: فانتظره أبو بكر. فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ظهرًا فناداه فقال: أخرج من عندك. فقال أبو بكر. إنما هما ابنتاي. فقال: أشعرتَ أنه قد أذِنَ لي في الخروج؟ (¬3) ... ». 4096 - عن عاصم الأحول قال: سألت أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن ¬
19 - باب غزوة الخندق وهي الأحزاب
القنوت في الصلاة. فقال: نعم. فقلت كان قبل الركوع أو بعده؟ قال: قبل. قلت فإن فلانًا أخبرني عنك أن قلت بعده، قال: كذَب، إنما قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الركوع شهرًا أنه كان بعث ناسًا يقال لهم القرّاء (¬1). 19 - باب غزوة الخندق وهي الأحزاب 4099 - عن أنس - رضي الله عنه - يقول: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون (¬2) في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النَّصب والجوع قال: إن العيش عيش الآخرة (¬3)، فاغفر للأنصار والمهاجرة. فقالوا مجيبين له: نحن الذين بايعوا محمدًا ... على الجهاد ما بقينا أبدًا قال الحافظ: ... وقبل كان المشركون أربعة آلاف (¬4) والمسلمون نحو الألف. قال الحافظ: ... وقال ابن إسحق: كانت في شوال سنة خمس (¬5)، وبذلك جزم غيره من أهل المغازي. ¬
قال الحافظ: ... لاحتمال أن يكون ابن عمر في أُحد كان في أول ما طعن في الرابعة عشر وكان في الأحزاب قد استكمل الخمس عشرة (¬1). 4101 - عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال: «أتيت جابرًا - رضي الله عنه - فقال: إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة، فجاءوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: هذه كدية عرضَت في الخندق فقال: أنا نازل. ثم قام وبطنه معصوب بحجر (¬2)، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقًا، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - المعول فضرب في الكدية، فعاد كثيبها أهيل أو أهْيم. فقلت: يا رسول الله ائذن لي إلى البيت. فقلت لامرأتي: رأيت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا ما كان في ذلك صبر، فعندك شيء؟ فقالت: عندي شعير وعَناق. فذبحت العَناق، وطحنت الشعير، حتى جعلنا اللحم بالبُرمة. ثم جئت النبي - صلى الله عليه وسلم - والعجين قد انكسر، والبرمة بين الأثافيِّ قد كادت أن تنضج، فقلت: طُعيِّم لي، فقم أنت يا رسول الله ورجلٌ أو رجلان. قال: كم هو: فذكرت له، فقال: كثيرٌ طيِّب. قال: قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنُّور حتى آتي. فقال: قوموا. فقام المهاجرون والأنصار. فلما دخل على امرأته قال: ويحك، جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمهاجرين والأنصار ومن معهم. قالت: هل سألك؟ قلت: نعم. فقال: ادخلوا ولا تضاغطوا. فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم، ويخمِّر البرمة والتنُّور إذا أخذ منه، ويقرِّب إلى أصحابه ثم ينزع، فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا، وبقي بقية، قال: كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة» (¬3). ¬
4102 - عن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «لما حُفر الخندق رأيت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خمصًا شديدًا، فانكفيت إلى امرأتي فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمصًا شديدًا. فأخرجت إليَّ جرابًا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في بُرمتها. ثم وليت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقالت: لا تفضحني (¬1) برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبمن معه. فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله ذبحنا بُهيمة لنا وطحنا صاعًا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك، فصاح النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا أهل الخندق، إن جابرًا قد صنع سورًا، فحيَّ هلا بكم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تُنزلنَّ برمتكم، ولا تخبرن عجينكم حتى أجيء. فجئت وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقدُم الناس، حتى جئت امرأتي فقال: بك وبك. فقلت: قد فعلت الذي قلت. فأخرجت له عجينًا، فبصق فيه وبارك، ثم عمد إلى بُرمتنا فبصق وبارك. ثم قال: ادع خابزة فلتخبز معي (¬2). واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها، وهم ألف، فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغطُّ كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو» (¬3). 4105 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «نُصرت بالصبَّا، وأُهلكتْ عادٌ بالدَّبور» (¬4). ¬
30 - باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة، ومحاصراته إياهم
4106 - عن البراء قال: «لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأيته ينقل من تراب الخندق حتى واري عني التراب جلدة بطنه - كان كثير الشعر- فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة وهو ينقل من التراب يقول: اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا فأنزلن سكينة علينا ... وثبِّت الأقدام إن لاقينا إن الأُلى (¬1) قد بغَوا علينا ... وإن أرادوا فتنة أبينا قال: ثم يمد صوته بآخرها». 30 - باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة، ومحاصراته إياهم 4117 - عن عائشة - رضي الله عنها - قال: «لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخندق ووضع السلاح واغتسل، أتاه جبريل - عليها السلام - فقال: قد وضعت السلاح، والله ما وضعناه، فاخرج إليهم. قال: فإلى أين؟ قال: ها هنا. وأشار إلى قريظة، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم» (¬2). ¬
4119 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب: «لا يصليَّن أحد العصر إلا في بني قريظة: فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم: لا نصلِّي حتى نأتيهم، وقال بعضهم: بل نصلّي، لم يُرد منا ذلك. فذُكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يعنِّف واحدًا منهم» (¬1). 4120 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «كان الرجل يجعل للنبي - صلى الله عليه وسلم - النخلات، حتى افتتح قريظة والنضير. وإن أهلي أمروني أن أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسأله الذي كانوا أعطوه أو بعضه، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أعطاه أمَّ أيمن، فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي تقول: كلا والذي لا إله إلا هو، لا يعطيكم وقد أعطانيها - أو كما قالت - والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: لك كذا، وتقول: كلا والله، حتى أعطاها - حسبتُ أنه قال - عشرة أمثاله. أو كما قال» (¬2). قال الحافظ: ... وعاشت أم أيمن بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - قليلًا (¬3) - رضي الله عنها -. 4121 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد فأتى على حمار، فلما ¬
دنا من المسجد قال للأنصار: قوموا إلى سيدِّكم - أو خيركم - فقال: هؤلاء نزلوا على حُكمك فقال: تقتل مقاتلتهم، وتسبي ذراريهم. قال: قضيت بحكم الله. وربما قال: بحكم الملك» (¬1). 4122 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أصيب سعد يوم الخندق، رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة، رماه في الأكحل، فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - خيمة في المسجد ليعوده من قريب. فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل - عليها السلام - وهو ينفض رأسه من الغبار فقال: قد وضعت السلاح، والله ما وضعتُه، اخرج إليهم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فأين؟ فأشار إلى بني قُريظة. فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلوا على حكمه، فردَّ الحكم إلى سعد. قال: فأني أحكم فيهم أن تُقتل المقاتلة، وأن تُسبى النساء والذُّرية، وأن تُقسم أموالهم. قال هشام: فأخبرني أبي عن عائشة أن سعدًا قال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحدُ أحبَّ إليَّ أن أجاهدَهم فيك من قوم كذَّبوا رسولَك وأخرجوه. اللهم فإني أظنُّ أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتتي (¬2) فيها. فانفجرت من لبَّته. فلم يرُعهم - وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدَّم يسيل إليهم، فقالوا يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قِبلكم؟ فإذا سعد يغذو جُرحُه دمًا، فمات منها - رضي الله عنه -» (¬3). ¬
31 - باب غزوة ذات الرقاع
31 - باب غزوة ذات الرقاع 4125 - وقال عبد الله بن رجاء أخبرنا عمران (¬1) القطان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بأصحابه في الخوف في غزوة السابعة غزوة ذات الرِّقاع» قال ابن عباس «صلى النبي صلى الله عليه وسلام يعني صلاة الخوف بذي قَرَد». 4127 - عن جابر قال: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ذات الرِّقاع من نخلٍ فلقي جمعًا من غطفان فلم يكن قتال، وأخاف الناس بعضهم بعضًا، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتي الخوف» (¬2). 4128 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزاة ونحن في ستة نفر بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا ونقبت قدماي وسقطت أظفاري، فكنا نلفُّ على أرجُلنا الخرق، فسُمِّيت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب من الخرَق على أرجُلنا. وحدَّث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذاك قال: ما كنت أصنع بأن أذكره. كأنه كره أن يكون شيء من عمله أفشاه» (¬3). 4129 - عن مالك عن يزيد بن رُومان عن صالح بن خوات عمن شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ذات الرِّقاع صلاة الخوف، أن طائفة صفَّت معه، ¬
وطائفة وُجاهَ العدوِّ، فصلى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائمًا وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا فصفُّوا وُجاه العدوِّ وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالسًا وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم» (¬1). 4131 - ... حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله (¬2). 4133 - عن عبد الله بن عمر عن أبيه «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بإحدى الطائفتين، والطائفة الأخرى مواجهة العدو، ثم انصرفوا فقاموا في مقام أصحابهم، فجاء أولئك فصلى بهم ركعة ثم سلّم عليهم، ثم قام هؤلاء فقضوا ركعتهم وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم» (¬3). 4135 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أنه غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قِبل نجد، فلما قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاة، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتفرَّق الناس في العضاة يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت سَمُرة فعلَّق بها سيفه. قال جابر: فنمنا نومة فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعونا، فجئناه، فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في ¬
يده صَلتًا، فقال لي: من يمنعك مني. قلت: الله، فها هو جالس. ثم لم يُعاقبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (¬1). 4146 - عن أبي سلمة عن جابر قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بذات الرِّقاع، فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي - صلى الله عليه وسلم -. فجاء رجل من المشركين وسيف النبي - صلى الله عليه وسلم - معلق بالشجرة، فاخترطه فقال له: تخافني؟ فقال له: لا. قال: فمن يمنعك مني؟ قال: الله. فتهدَّده أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأُقيمت الصلاة فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، وكان للنبي - صلى الله عليه وسلم - أربع (¬2) وللقوم ركعتان» وقال مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر «اسم الرجل غورَث (¬3) بن الحارث. وقاتل فيها محارب خَصَفَة». 4137 - عن أبي الزبير عن جابر «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بنخل فصلى الخوف» وقال أبو هريرة «صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة نجد صلاة الخوف». وإنما جاء أبو هريرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أيام خيبر (¬4). ¬
32 - غزوة بني المصطلق من خزاعة وهي غزوة المريسيع
32 - غزوة بني المصطلق من خُزاعة وهي غزوة المُرَيسيع 4138 - عن ابن محيريز أنه قال: «دخلت المسجد فرأيت أبا سعيد الخدري فجلست إليه، فسألته عن العزل (¬1)، قال أبو سعيد: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بني المصطلق، فأصبنا سبيًا من سبي العرب، فاشتهينا النساء واشتدَّت علينا العُزبة وأحببنا العزل، فأردنا أن نعزل، وقلنا نعزل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا قبل أن نسأله؟ فسألناه عن ذلك فقال: ما عليكم أن لا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة». 4139 - عن جابر بن عبد الله قال: «غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة نجد، فلما أدركته القائلة وهو في واد كثير العضاة فنزل تحت شجرة واستظلًّ بها وعلَّق سيفه، فتقرَّق الناس في الشجر يستظلون. وبينا نحن كذلك إذ دعانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجئنا فإذا أعرابي قاعد بين يديه فقال: إن هذا أتاني وأنا نائم، فاخترط سيفي، فاستيقظت وهو قائم على رأسي مخترط سيفي صلتا، قال: من يمنعك مني؟ قلت: الله. فشامه (¬2) ثم قعد، فهو هذا. قال ولم يُعاقبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». ¬
33 - باب غزوة أنمار
33 - باب غزوة أنمار 4140 - عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أنمار يُصلي على راحلته متوجِّهًا قِبَل المشرق متطوِّعًا» (¬1). 34 - باب حديث الإفك (¬2) 4141 - عن ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيّب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت له اقتصاصًا وقد وعيت عن كل رجل منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة، وبعض حديثهم يصدِّق بعضًا، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض، قالوا: «قالت عائشة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفًر أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمُها خرج بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه (¬3). قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي، فخرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدما أُنزل الحجاب، فكنت أُحمل في هودجي وأُنزل فيه. فسرنا؛ حتى إذا فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوته تلك وقفل ودَنَونا من المدينة قافلين آذنَ ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت ¬
إلى رحلي فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه. قالت: وأقبل الرهط الذين كانوا يُرحِّلوني فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب عليه - وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافًا لم يهبُلن ولم يغشهن اللحم، إنما يأكلن العُلقة من الطعام - فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه، وكنت جارية حديثة السِّن، فبعثوا الجمل فساروا، ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش. فجئت منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب. فتيممت منزلي الذي كنت به، وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إليّ. فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السُّلمي ثم الذَّكواني من وراء الجيش، فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فعرفني حين رآني، وكان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي. ووالله ما تكلمنا بكلمة، ولا سمعت منه غير استرجاعه، وهوى حتى أناخ راحلته، فوطء على يدها، فقمت إليها فركبتُها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة وهم نُزول. قالت: فهلك من هلك. وكان الذي تولّى كبرَ الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول. قال عروة: أُخبرت أنه كان يُشاع ويتحدث به عنده فيُقرُّه ويستمعه ويستوشيه. وقال عروة أيضًا: لم يسمّ من أهل الإفك أيضًا إلا حسان بن ثابت (¬1) ومسطح بن أُثاثة وحمنة بنت جحش في ناس آخرين لا علم لي بهم، غير أنهم عُصبة - كما قال الله تعالى - وإن كبرَ ذلك يُقال عبد الله بن أبيّ ابن سلول. قال عروة: كانت ¬
عائشة تكره أن يُسبَّ عندها حسان وتقول إنه الذي قال: فإن أبي ووالدَه وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء قالت عائشة: فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمت شهرًا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك، لا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبُني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللطف الذي كنت أرى منه حين اشتكي، إنما يدخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيُسلِّم ثم يقول: كيف تيكم؟ ثم ينصرف، فذلك يريبُني ولا أشعر بالشرَّ، حتى خرجت حين نقهت، فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع - وكان متبرَّزنا، وكنا لا نخرج إلا ليلًا إلى ليل - وذلك قبل أن نتخذ الكنُف قريبًا من بيوتنا، قالت وأمرُنا أمرُ العرب الأُول في البرِّية قبلّ الغائط، وكنا نتأذى بالكنُف أن نتخذها ببيوتنا. قالت: فانطلقت وأنا وأمُّ مسطح - وهي ابنة أبي رُهم بن المطلب بن عبد مناف، وأمُّها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح بن أثاثة ابن عبّاد بن المطلب - فأقبلت أنا وأمُّ مسطح قبل بيتي حين فرغنا من شأننا، فعثرت أمُّ مسطح في مرطها فقال: تعسَ مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلًا شهد بدرًا؟ فقالت: أي هنتاه ولم تسمعي ما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك. قالت: فازددت مرضًا على مرضي. فلما رجعت إلى بيتي دخل عليًّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلَّم ثم قال: كيف تيكم؟ فقلت له: أتأذن لي أن آتي أبويَّ؟ قالت: وأريد أن أستيقن الخبر من قبلهما. قالت: فأذن لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلت لأمي: يا أمَّتاه، ماذا يتحدث الناس؟ قالت: يا بنية، هوِّني عليك. فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبُّها لها ضرائر إلا أكثرن عليها. قالت فقلت: سبحان
الله، أو لقد تحدَّث الناس بهذا؟ قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، ثم أصبحت أبكي. قالت: ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليَّ بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحيُ يسألهما ويستشيرهما في فراق أهله. قالت: فأما أسامة فأشار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه، فقال أسامة: أهلُك، ولا نعلم إلا خيرًا. وأما علىٌّ فقال: يا رسول الله، لم يُضيِّق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدُقك. قالت: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بَريرة فقال: أي بريرة، هل رأيت من شيء يريبك؟ قالت له بريرة: والذي بعثك بالحق، ما رأيت عليها أمرًا قط أغمضه، غير أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله. قالت: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يومه فاستعذر من عبد الله بن أُبيّ - وهو على المنبر - فقال: يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيرًا. ولقد ذكروا رجلًا ما علمت عليه إلا خيرًا، وما يدخل على أهلي إلا معي. قالت: فقام سعد بن معاذ - أخو بني عبد الأشهل - فقال: أنا يا رسول الله أعذركن فإن كان من الأوس ضرَبتُ عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتَنا ففعلنا أمرك. قالت: فقام رجل من الخزرج - وكانت أمُّ حسان بنت عمه من فخذه وهو سعد بن عُبادة وهو سيِّد الخزرج. قالت: وكان قبل ذلك رجلًا صالحًا، ولكن احتملته الحميَّة - فقال لسعدك كذبت لعمرُ الله، لا تقتله ولا تقدر على قتله، ولو كان من رهطك ما أحببت أن يُقتل. فقال أسيدُ بن حضير - وهو ابن عم سعد - فقال لسعد بن عُبادة: كذبت لعمر الله، لنقتلنَّه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين. قالت: فثار الحيّان الأوس
والخزرج - حتى همُّوا أن يقتتلوا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم على المنبر. قالت: فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُخفِّضهم حتى سكتوا وسكت. قالت: فبكيت يومي ذلك كله لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم. قالت: وأصبح أبوايَ عندي وقد بكيت ليلتين ويومًا لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، حتى أني لأظن أن البكاء فالق كبدي. فبينا أبوايَ جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت عليَّ امرأة من الأنصار، فأذنت لها، فجلست تبكي معي. قالت: فبينا نحن على ذلك دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علينا فسلم ثم جلس. قالت: ولم يجلس عندي منذ قبل ما قيل قبلها، ولقد لبث شهرًا لا يوحي إليه في شأني بشيء. قالت: فتشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين جلس ثم قال: أما بعد يا عائشة إنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيُبرِّؤك الله، وإن كنت ألمت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف ثم تاب تاب الله عليه. قالت: فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالته قَلَصَ دمعي حتى ما أُحسُّ منه قطرة، فقلت لأبي: أجبْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عني فيما قال، فقال أبي: والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقلت لأمي: أجيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما قال. قالت أمي والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقلت - وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيرًا-: إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقرَّ في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة - لا تصدقونني، ولئن اعترفت لكم بأمر - والله يعلم أني منه بريئة - لتصدِّقني، فوالله لا أجد لي ولكم مثلًا إلا أبا يوسف حين قال: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثم تحوَّلت فاضطجعت على فراشي، والله يعلم أني حينئذ بريئة، وأن الله
مبرِّئي ببراءتي. لكن والله ما كنت أظن أن الله تعالى منزل في شأني وحيًا يتلى، لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النوم رؤيا يُبرِّؤني الله بها، فوالله ما رام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البُرجاء، حتى إنه ليتحدَّر منه العرق مثل الجُمان - وهو في يوم شات - من ثقل القول الذي أنزل عليه. قالت: فسُرِّي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال: يا عائشة، أمّا الله فقد برأك. قالت فقالت لي أمي: قومي إليه، فقلت: لا والله لا أقوم إليه، فإني لا أحمدُ إلا الله - عز وجل -. قالت: وأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ .. } [النور: 11] العشر الآيات. ثم أنزل الله تعالى هذا في براءتي (¬1). قال أبو بكر الصديق - وكان يُنفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره -: والله لا أنفق على مسطح شيئًا أبدًا بعد الذي قال لعائشة ما قال. فأنزل الله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} [النور: 22] إلى قوله {غَفُورٌ رَحِيمٌ}. قال أبو بكر الصديق: بلى والله، إني لأحب أن يغفر الله لي. فرجع إلى مسطح النفقة التي كان يُنفق عليه وقال: والله لا أنزعها منه أبدًا. قالت عائشة: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل زينب بنت جحش عن أمري، فقال لزينب ماذا علمت أو رأيت؟ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت إلا خيرًا. قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فعصَمَها الله بالوَرع. قالت: ¬
35 - باب غزوة الحديبية
وطفقت أختها حمنة تحارب لها، فهلكت فيمن هلك». قال ابن شهاب: فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرهط. ثم قال عروة: «قالت عائشة: والله إن الرجل الذي قيل له ما قيل ليقول: سبحان الله، فوالذي نفسي بيده ما كشفت من كَنَف أنثى قط. قالت: ثم قُتل بعد ذلك في سبيل الله» (¬1). 4146 - عن مسروق قال: «دخلنا على عائشة - رضي الله عنها -، وعندها حسان بن ثابت (¬2) يُنشدها شعرًا يُشَبِّب بأبيات له وقال: حصان رَزانٌ ما تُزن بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل (¬3) فقالت عائشة: لكنك لست كذلك. قال مسروق: فقلت لها: لم تأذني له أن يدخل عليك وقد قال والله تعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 12] فقالت: وأيُّ عذاب أشدُّ من العَمى. قالت له: إنه كان ينافح - أو يُهاجي - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». 35 - باب غزوة الحديبية وقول الله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] 4147 - عن زيد بن خالد - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية فأصابنا مطر ذات ليلة فصلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح، ثم ¬
أقبل علينا فقال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فقال: قال الله أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي. فأما من قال مُطرنا برحمة الله وبرزق الله وبفضل الله فهو مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال مُطرنا بنجم كذا فهو مؤمن بالكوكب كافر بي» (¬1). 4148 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عُمَرَ كلُّهن في ذي القعدة، إلا التي كانت مع حجته عمرة من الحديبية في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حُنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته» (¬2). ¬
4150 - عن البراء - رضي الله عنه - قال: «تُعدُّون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحًا، ونحن نعدُّ الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية (¬1): كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع عشرة مائة، والحديبية بئرٌ، فنزحناها فلم نترك فيها قطرة، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتاها فجلس على شفيرها، ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ ثم مضمض ودعا، ثم صبَّه فيها، فتركناها غير بعيد، ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا» (¬2). 4152 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: «عَطِش الناس يوم الحديبية، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين يديه ركوة، فتوضأ منها، ثم أقبل الناس نحوه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما لكم؟ قالوا: يا رسول الله، ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا نشرب إلا ما في ركوتك. قال فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده في الركوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العُيون، قال فشربنا وتوضأنا. فقلت لجابر كم كنتم يومئذ؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة» (¬3). ¬
4154 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية: أنتم خير أهل الأرض. وكنا ألفًا وأربعمائة. ولو كنت أبصرُ اليوم لأريتكم مكان الشجرة» (¬1). تابعه الأعمش «سمع سالمًا سمع جابرًا ألفًا وأربعمائة». 4155 - عن عبد الله بن أوفى - رضي الله عنهما - «كان أصحاب الشجرة ألفًا وثلاثمائة (¬2)، وكانت أسلم ثُمن المهاجرين». 4156 - عن إسماعيل عن قيس أنه «سمع مرداسًا الأسلمي يقول وكان من أصحاب الشجرة: يُقبض الصالحون الأول فالأول، وتبقى حُفالة (¬3) كحفالة التمر والشعر لا يعبأ (¬4) الله بهم شيئًا» (¬5). 4157، 4158 - عن مروان والمسور بن مخرمة قالا «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما كان بذي الحليفة قلد الهديَ (¬6) ¬
وأشعر وأحرم منها، لا أحصي كم سمعته من سفيان، حتى سمعته يقول: لا أحفظ من الزُّهريِّ الإشعار والتقليد، فلا أدري يعني موضع الإشعار والتقليد، أو الحديث كله». 4159 - عن كعب بن عُجرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رآه وقملُه يسقط على وجهه فقال: أيؤذيك هوامُّك؟ قال: نعم. فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحلق وهو بالحديبية، لم يُبيِّن لهم أنهم يَحِلّون بها وهم على طمع أن يدخلوا مكة، فأنزل الله الفدية، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُطعم فرقًا بين ستة مساكين، أو يُهدي شاة، أو يصوم ثلاثة أيام» (¬1). 4160، 4161 - عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: «خرجت مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى السوق، فلحقت عمر امرأة شابة فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي وترك صِبية صغارًا والله ما يُنضجون كُراعًا ولا لهم زرع ولا ضرع وخشيت أن تأكلهم الضَّبعُ، وأنا بنت خُفاف بن إيماء الغفاري وقد شهد أبي الحديبية مع النبي - صلى الله عليه وسلم -. فوقف معها عمر ولم يمض، ثم قال: مرحبًا بنسب قريب. ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطًا في الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعامًا وحمل بينهما نفقة وثيابًا، ثم ناولها بخطامه، ثم قال: اقتاديه، فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير، فقال رجل: يا أمير المؤمنين أكثرت لها، قال عمر: ثكلتك أمك، والله إني لأرى أبا ¬
هذه وأخاها قد حاصر حصنًا زمانًا فافتتحناه، ثم أصبحنا نستفيء سهماننا فيه» (¬1). 4162 - عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: «لقد رأيت الشجرة، ثم أنسيتها بعد فلم أعرفها» (¬2). قال محمود «ثم أُنسيتها بعد». 4164 - عن سعيد بن المسيب عن أبيه أنه كان ممن بايع تحت الشجرة فرجعنا إليها العام المقبل فعميت علينا (¬3). 4166 - عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى وكان من أصحاب الشجرة قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه قوم بصدقة قال: اللهم صلِّ عليهم، فأتاه أبي بصدقته فقال: اللهم صلِّ على آل أبي أوفى» (¬4). 4167 - عن عبًاد بن تميم قال: «لما كان يوم الحرة - والناس يبايعون لعبد الله ابن حنظلة - فقال ابن زيد (¬5): على ما يبايع ابن حنظلة الناس؟ قيل له: ¬
على الموت. قال: لا أبايع على ذلك أحدًا (¬1) بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وكان شهد معه الحديبية». 4168 - عن إياس بن سلمة بن الأكوع قال حدثني أبي وكان من أصحاب الشجرة قال: «كنا نصلِّي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الجمعة ثم ننصرف وليس للحيطان ظلٌ نستظلُ فيه» (¬2). 4169 - عن يزيد بن أبي عُبيد قال: «قلت لسلمة بن الأكوع: على أي شيء بايعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية؟ قال: على الموت» (¬3). 4173 - عن إسرائيل عن مجزأة بن زاهر الأسلميِّ عن أبيه - وكان ممن شهد الشجرة - قال: إني لأوقد تحت القدر بلحوم الحمر، إذ نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهاكم عن لحوم الحمر» (¬4). ¬
4174 - وعن مجزأة عن رجل منهم من أصحاب الشجرة اسمه أُهبان بن أوس، وكان اشتكى ركبته، وكان إذا سجد جعل تحت ركبته وسادة» (¬1). 4176 - عن أبي جمرة قال: «سألت عائذ بن عمرو - رضي الله عنه - وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من أصحاب الشجرة: هل يُنقض الوِترُ؟ قال: إذا أوترت من أوَّله فلا توتر من آخره» (¬2). قال الحافظ: ... وهذه المسألة اختلفت فيها السلف فكان ابن عمر ممن يرى نقض الوتر (¬3). 4177 - عن زيد بن أسلم عن أبيه «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسير في بعض أسفاره - وعمر بن الخطاب يسير معه ليلًا - فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم سأله فلم يجبه. وقال عمر بن الخطاب ثكلتك أمُّك يا عمر، نزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك. قال عمر: فحرَّكت بعيري ثم تقدَّمت أمام المسلمين، وخشيت أن ينزل فيَّ قرآن. فما نشبت أن سمعت صارخًا يصرخ بي. قال فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل فيَّ قرآن. وجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه، فقال: لقد أنزلت عليَّ الليلة سورة لهي أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}» [الفتح: 1] (¬4). ¬
4178، 4179 - عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم- يزيد أحدهما على صاحبه- قالا «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه. فلما أتى ذا الحُليفة قلد الهدى وأشعره، وأحرم منها بعمرة، وبعث عينًا من خُزاعة. وسار النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى كان بغدير الأشطاط أتاه عينه قال: إن قريشًا جمعوا لك جموعًا، وقد جمعوا لك الأحابيش، وهم مقاتلوك وصادُّوك عن البيت ومانعوك. فقال: أشيروا أيها الناس عليَّ أترون أن أميل إلى عيالهم وذراريّ» هؤلاء الذين يريدون أن يصدُّونا عن البيت، فإن يأتونا كان الله - عز وجل - قد قطع عينًا من المشركين، وإلا تركناهم محروبين. قال أبو بكر: يا رسول الله خرجت عامدًا لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد، فتوجه له، فمن صدَّنا عنه قاتلناه. قال: امضوا على اسم الله» (¬1). قال الحافظ: ... قوله «فجاء أهلها يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرجعها إليهم» (¬2) ... 4188 - عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنهما - قال «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حين اعتمر فطاف معه، وصلَّى وصلَّينا معه، وسعى بين الصفا والمروة، فكنا نستُرُه من أهل مكة لا يصيبه أحد بشيء» (¬3). ¬
4189 - عن أبي حصين قال: قال أبو وائل «لما قدم سهل بن حُنيف من صِفّين أتيناه نستخبره فقال: اتهموا الرأي، فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرُدَّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره لرددت، والله ورسوله أعلم، وما وضعنا أسيافنا على عواتقنا لأمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه، قبل هذا الأمر: ما نسُدُّ منها خُصمًا إلا تفجَّر علينا خُصمٌ ما ندري كيف نأتي له» (¬1). 4190 - عن كعب بن عُجرة - رضي الله عنه - قال: أتى عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية والقمل يتناثر على وجهي فقال: «أيؤذيك هوامُّ رأسك؟ قلت: نعم. قال: فاحلق وصم ثلاثة أيام، أو اطعم ستة مساكين، أو انسك (¬2) نسيكة. قال أيوب: لا أدري بأيِّ هذا بدأ» (¬3). 4191 - عن كعب بن عُجرة قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية ونحن محرمون، وقد حصرنا المشركون. قال وكانت لي وفرة فجعلت الهوامُّ تساقط على وجهي، فمر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أيؤذيك هوامُّ رأسك؟ قلت: نعم. وأنزلت هذه الآية {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}». [البقرة: 196] (¬4). ¬
36 - باب قصة عكل وعرينة
36 - باب قصة عُكل وعُرَينة 4192 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن ناسًا من عُكل عُرَينة قدموا المدينة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وتكلموا بالإسلام، فقالوا: يا نبي الله إنا كنا أهل ضَرع ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة، فأمر لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذود وراع، وأمرهم أن يخرجوا فيه يشربوا من ألبانها وأبوالها. فانطلقوا، حتى إذا كانوا ناحية الحرَّة كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النبي - صلى الله عليه وسلم -، واستاقوا الذود. فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبعث الطلب في آثارهم، فأمر بهم فسمروا أعيُنهم وقطعوا أيديهم، وأرجلهم، وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم» (¬1). قال قتادة (¬2): «بلغنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك كان يحُثُ على الصدقة وينهى عن المثْلة». 37 - غزوة ذي القَرَد (¬3) 4194 - عن سلمة بن الأكوع قال: «خرجت قبل أن يُؤذَّن بالأولى، وكانت ¬
38 - باب غزوة خيبر
لقاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترعى بذي قَرَد. قال: فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف فقال: أُخذت لقاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت: من أخذها؟ قال: غطفان. قال فصرخت ثلاث صرخات: يا صَبحاه. قال: فأسمعت ما بين لابتي المدينة. ثم اندفعت على وجهي حتى أدركتهم وقد أخذوا يستقون من الماء فجعلت أرميهم بنبلي - وكنت راميًا - وأقول: أنا ابن الأكوع، اليوم يوم الرُّضَّع. وارتجز حتى استنقذت اللقاح منهم، واستلبْتُ منهم ثلاثين بُردة. قال: وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - والناس. فقلت: يا نبي الله، قد حميت القوم الماء وهم عطاش، فابعث إليهم الساعة. فقال: يا ابن الأكوع، مَلَكت فأسجِح. قال: ثم رجعنا، ويُردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناقته حتى دخلنا المدينة» (¬1). 38 - باب غزوة خيبر 4206 - عن يزيد بن أبي عُبيد قال: «رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت: يا أبا مسلم، ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربة أصابتها يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة. فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيت حتى الساعة» (¬2). 4207 - عن ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال: «التقى النبي - صلى الله عليه وسلم - والمشركون في بعض مغازيه فاقتتلوا، فمال كل قوم إلى عسكرهم، وفي المسلمين رجل لا يدع من المشركين شاذة ولا فاذة إلا اتبعها فضربها بسيفه، ¬
فقيل: يا رسول الله، ما أجزأ أحد ما أجزأ فلان. فقال: إنه من أهل النار. فقالوا: أيُّنا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار؟ فقال رجل من القوم: لأتبعَنَّه، فإذا أسرع وأبطأ كنت معه، حتى جُرحَ فاستعجل الموت، فوضع نصاب سيفه بالأرض وذُبابهُ بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فجاء الرجل إلى النبي فقال: أشهد أنك رسول الله. فقال: وما ذاك؟ فأخبره فقال: إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وإنه من أهل النار. ويعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة» (¬1). 4208 - عن أبي عمران قال: «نظر أنس إلى الناس يوم الجمعة فرأى طيالسة فقال: كأنهم الساعة يهود خيبر» (¬2). 4209 - عن سلمة - رضي الله عنه - قال: «كان عليٌّ - رضي الله عنه - تخلَّف عن النبي في خيبر، وكان رَمِدًا، فقال: أنا أتخلَّف عن النبي فلحق به. فلما بتنا الليلة التي فُتحت قال: لأعطين الراية غدًا - أو ليأخذن الراية غدًا - رجل يحبُّه الله ورسوله يفتح عليه. فنحن نرجوها. فقيل: هذا عليٌّ، فأعطاه، ففُتح عليه» (¬3). ¬
4210 - عن أبي حازم قال: «أخبرني سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يُحبُّ الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم: أيهم يُعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلُّهم يرجو أن يُعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال فأرسلوا إليه فأُتي به فبصق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية. فقال عليّ: يا رسول الله، أُقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال: انفُذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من أن يكون لك حُمرُ النعم» (¬1). 4211 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «قدمنا خيبر، فلما فتح الله عليه الحصن ذُكر له جمال صفية بنت حُيَيِّ بن أخطب، وقد قُتل زوجها، وكانت عروسًا. فاصطفاها النبي - صلى الله عليه وسلم - لنفسه، فخرج بها، حتى بلغنا سدَّ الصهباء حلَّت، فبنى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم صنع حيسًا في نِطع صغير، ثم قال لي: آذن من حولك، فكانت تلك وليمته على صفية. ثم خرجنا ¬
إلى المدينة، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحوَّي لها وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب» (¬1). 4214 - عن عبد الله بن مُغفَّل - رضي الله عنه - قال: «كنا محاصري خيبر، فرمى إنسان بجراب فيه شحم فنزوت لآخذه، فالتفتُّ، فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستحيَيْت» (¬2). 4216 - عن عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن متعة النساء يوم خيبر (¬3)، وعن أكل لحوم الحُمر الإنسية» (¬4). 4227 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال «لا أدري أنهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أجل أنه كان حمولة الناس، فكره أن تذهب حمولتهم، أو حرَّمه في يوم خيبر لحم الحمر الأهلية» (¬5). 4229 - عن جُبير بن مطعم قال: «مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: أعطيت بني المطلب من خُمس خيبر وتركتنا؛ ونحن بمنزلة واحدة ¬
منك. فقال: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد. قال جُبير: ولم يقسم النبي - صلى الله عليه وسلم - لبني عبد شمس وبني نوفل شيئًا» (¬1). 4231 - «فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: يا نبي الله، أن عمر قال كذا وكذا. قال: فما قلتِ له؟ قالت: قلت له كذا وكذا. قال: ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنت أهل السفينة هجرتان (¬2). قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالًا يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -». 4223 - عن أبي موسى قال: «قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن افتتح خيبر، فقسم لنا، ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا» (¬3). 4235 - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «أما والذي نفسي بيده، لولا أن أترك آخر الناس ببّنا ليس لهم شيء، ما فُتحت عليَّ قرية إلا قسَمتها كما قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر، ولكني أتركها خزانة لهم يقتسمونها» (¬4). ¬
4240، 4241 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن فاطمة عليها السلام بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدَك وما بقي من خُمس خيبر، فقال أبو بكر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا نُورَثُ، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد - صلى الله عليه وسلم - من هذا المال (¬1). وإني والله لا أُغيِّر شيئًا من صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولأعملنَّ فيها بما عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئًا. فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفِّيت وعاشت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر. فلما توفيت استنكر عليّ وجوه الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يُبايع تلك الأشهر (¬2)، فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا، ولا يأتنا أحد معك، كراهة لمحضر عمر فقال عمر: لا والله، لا تدخل عليهم وحدك. فقال أبو بكر: وما عسيتهم أن يفعلوا بي؟ والله لآتينهم. فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد عليٌّ فقال: إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيرًا ساقه الله إليك. ولكنك استددت علينا بالأمر، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نصيبًا، حتى فاضت عينا أبي بكر. فلما تكلَّم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحبُّ إليَّ ¬
39 - باب استعمال النبي - صلى الله عليه وسلم - على أهل خيبر
أن أصل من قرابتي. وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيه عن الخير، ولم أترك أمرً رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنعه فيها إلا صنعته. فقال عليٌّ لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة. فلما صلى أبو بكر الظهر رقى على المنبر فتشهد، وذكر شأن عليّ وتخلُّفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه، ثم استغفر. وتشهد عليٌّ فعظَّم حق أبي بكر، وحدَّث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر، ولا إنكارًا للذي فضَّله الله به، ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبًا فاستبد علينا، فوجدنا في أنفسنا. فسرًّ بذلك المسلمون. وقالوا: أصبت وكان المسلمون إلى عليَّ قريبًا حين راجع الأمر المعروف». 39 - باب استعمال النبي - صلى الله عليه وسلم - على أهل خيبر 4244، 4245 - عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمل رجلًا على خيبر، فجاءه بتمر جنيب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كلُّ تمر خيبر هكذا؟ فقال: لا والله يا رسول الله، إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين بالثلاثة. فقال: لا تفعل، بِع الجمع بالدراهم، ثم ابتعْ بالدراهم جنيبًا» (¬1). ¬
40 - باب معاملة النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل خيبر
40 - باب معاملة النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل خيبر 4248 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال «أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر لليهود أن يعملوها (¬1) ويزرعوها، ولهم شطر ما يخرج منها». 41 - باب الشاة التي سُمَّت للنبي - صلى الله عليه وسلم - بخيبر 4249 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «لما فُتحت خيبر أُهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة فيها سُمٌّ» (¬2). 42 - باب غزوة زيد بن حارثة 4250 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «أمَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسامة على قوم فطعنوا في إمارته فقال: إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله. وايم الله لقد كان خليقًا للإمارة، وإن كان من أحبِّ الناس إليَّ، وإن هذا لمن أحبِّ الناس إليَّ بعده» (¬3). ¬
44 - باب غزوة مؤتة من أرض الشام
44 - باب غزوة مؤتة من أرض الشام 4260 - عن نافع أنّ ابن عمر أخبره أنه: «وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددت به خمسين بين طعنة وضربة، ليس منها شيء في دُبره، يعني في ظهره» (¬1). قال الحافظ: ... قال العماد بن كثير: يمكن الجمع بأن خالدًا لما حاز المسلمين وبات، ثم أصبح وقد غير هيئة العسكر (¬2) ... قال الحافظ: ... ومشروعية الانتصاب (¬3) للعزاء على هيئته، وملازمة الوقار والتثبت. 4265 - عن قيس بن أبي حازم قال «سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية» (¬4). 4267 - عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال: «أغمي (¬5) على عبد الله ابن رواحة، فجعلت أخته عمرة تبكي: واجَبلاه، واكذا واكذا، تُعدد عليه، فقال حين أفاق: ما قلت شيئًا إلا قيل لي: آنت كذلك». ¬
45 - باب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة
45 - باب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد إلى الحُرقات من جُهَينة 4269 - عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - يقول: «بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الحُرقة، فصبَّحنا القوم فهزمناهم، ولحقْت أنا ورجل من الأنصار رجلًا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكفَّ الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته. فلما قدمنا بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ قلت: كان متعوِّذًا، فما زال يُكرِّرها حتى تمنيتُ أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم» (¬1). 4270 - عن يزيد بن أبي عُبيد قال: «سمعت سلمة بن الأكوع يقول: غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات، وخرجتُ فيما يبعث من البعوث تسع غزوات: مرة علينا أبو بكر، ومرة علينا أسامة» (¬2). 46 - باب غزوة الفتح وما بعث به حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بغزو النبي - صلى الله عليه وسلم - 4274 - عن عُبيد الله بن أبي رافع قال: «سمعت عليًا - رضي الله عنه - يقول: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوا منها، قال فانطلقنا تعادى بنا خيلُنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فلنا لها: أخرجي الكتاب، ¬
قالت: ما معي كتاب. فقلنا: لتُخرجن الكتاب أو لنُلقِين الثياب. قال: فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة - إلى ناس بمكة من المشركين - يخبرهم ببعض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا حاطب ما هذا؟ قال: يا رسول الله، لا تعجل عليَّ، إني كنت أمرًا مُلصقًا في قريش - يقول: كنتُ حليفًا - ولم أكن من أنفُسها، وكان من معك من المهاجرين من لهم بها قرابات يحمون- أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم بدًا يحمُون قرابتي، ولم أفعله ارتدادًا عن ديني ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما إنه قد صدقكم. فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطَّلع على من شهد بدرًا قال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. فأنزل الله السورة {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} [الممتحنة: 1] إلى قوله {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}» (¬1). ¬
47 - باب غزوة الفتح في رمضان
47 - باب غزوة الفتح في رمضان 4276 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة، فسار هو ومن معه من المسلمين إلى مكة، يصوم ويصومون حتى بلغ الكديد - وهو ماء بين عُسفان وقُديد - أفطر وأفطروا» قال الزهري: وإنما يؤخذ من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الآخر فالآخر (¬1). 48 - باب أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح؟ 4280 - عن هشام عن أبيه قال: «لما سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح، فبلغ ذلك قريشًا، خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبُديل بن ورقاء يلتمسون الخبرَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقبلوا يسيرون حتى أتَوا مرَّ الظهران، فإذا هم بنيران كأنها عرفة، فقال أبو سفيان: ما هذه؟ لكأنها نيران عرفة. فقال بُديل بن ورقاء: نيران بني عمرو. فقال أبو سفيان: عمرو أقل من ذلك. فرآهم ناس من حرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأدركوهم فأخذوهم، فأتوا بهم رسول اله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم أبو سفيان، فلما سار قال للعباس: احبس أبا سفيان عند خَطم الجبل حتى ينظُر إلى المسلمين، فحبسه العباس، فجعلت القبائل تمر مع النبي - صلى الله عليه وسلم -: تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان، فمرَّت كتيبة فقال: يا عباس من هذه؟ فقال: هذه غفار، ¬
قال: مالي ولغفار. ثم مرَّت جُهينة، قال مثل ذلك. ثم مرَّت سعد بن هُذيم، فقال مثل ذلك. ومرَّت سُليم، فقال مثل ذلك. حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها، قال: من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار، عليهم سعد بن عُبادة معه الراية، فقال سعد بن عُبادة: يا أبا سفيان، اليوم (¬1) يوم الملحمة، اليوم تُستحل الكعبة. فقال أبو سفيان: يا عباس، حبَّذا يوم الذِّمار. ثم جاءت كتيبة - وهي أقلُّ الكتائب - فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وراية النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الزبير بن العوام، فلما مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عُبادة؟ قال: ما قال؟ قال: كذا وكذا. فقال: كذبَ سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ويوم تُكسى فيه الكعبة. قال: وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تُركزَ رايته بالحجون». قال عروة: وأخبرني نافع بن جُبير بن مطعم قال: «سمعت العباس يقول للزبير بن العوام: يا أبا عبد الله، ها هنا أمرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تركز الراية. قال: وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة، من كداء، ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - من كُدا، فقُتل من خيل خالد بن الوليد - رضي الله عنه - يومئذ رجلان: حُبيش بن الأشعر، وكرُزُ بن جابر الفهريّ». ¬
4281 - عن معاوية بن قُرَّة قال: «سمعت عبد الله بن مُغفل يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة (¬1) على ناقته وهو يقرأ سورة الفتح يُرَجِّعُ، وقال: لولا أن يجتمع الناس حولي لرجعَّت كما رجَّع» (¬2). 4283 - «ثم قال: لا يرث المؤمن الكافر، ولا الكافر المؤمن. قيل للزهري: ومن ورث أبا طالب؟ قال: ورثه عقيل وطالب. وقال معمر عن الزهري: أين ننزل غدًا؟ في حجَّته. ولم يقل يونس حجَّته ولا زمن الفتح» (¬3). 4285 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أراد حُنينًا: منزلنا غدًا إن شاء الله بخيف (¬4) بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر» (¬5). قال الحافظ: ... قوله (يرجع) بتشديد الجيم، والترجيع ترديد القارئ الحرف في الحلق (¬6). ¬
49 - باب دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - من أعلى مكة
قال الحافظ: ... فقلت لمعاوية: كيف ترجيعه؟ قال: أأأ ثلاث مرات» (¬1). 4286 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفرُ، فلما نزعه جاء رجل فقال: ابن خَطَل متعلِّق بأستار الكعبة. فقال اقتُله. قال مالك: ولم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما نرى - والله أعلم يومئذ محرمًا» (¬2). 4288 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم مكة أبي أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأُخرجت، فأُخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: قاتلهم الله، لقد علموا ما استقسما بها قط. ثم دخل البيت فكبَّر في نواحي البيت وخرج ولم يُصلِّ فيه» (¬3) تابعه معمر عن أيوب. وقال وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 49 - باب دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - من أعلى مكة 4291 - عن هشام عن أبيه «دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح من أعلى مكة من كداء» (¬4). ¬
50 - باب منزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح
50 - باب منزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح 4292 - عن أبي ليلى قال: «ما أخبرنا أحد أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى (¬1) غير أم هانئ، فإنها ذكرت أنه يوم فتح مكة اغتسل في بيتها، ثم صلى ثماني ركعات، قالت: لم أره صلى صلاة أخفَّ منها، غير أنه يتمُّ الركوع والسجود» (¬2). 51 - باب 4293 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي» (¬3). 4294 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فقال بعضهم: لِمَ تُدخل هذا الفتى معنا، ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمت؟ فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، قال: وما ¬
أريته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال: ما تقولون في {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 1، 2]؟ حتى ختم السورة. فقال بعضهم: أُمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا. وقال بعضهم، لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئًا. فقال لي: يا ابن عباس أكذاك تقول؟ قلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلمه الله له إذا جاء نصر الله، والفتح فتح مكة فذاك علامة أجلك، فسبَّح بحمد ربك واستغفره، إنه كان توابًا. قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم» (¬1). 4295 - «عن أبي شريح العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة: ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولًا قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغد من يوم الفتح، سمعته أُذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به: إنه حمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن مكة حرَّمها الله ولم يحرِّمها الناس. لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، ولا يعضد بها شجرًا. فإن أحد ترخص لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها فقولوا له: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن له فيه ساعة من نهار، وقد عادت حُرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب. فقيل لأبي شُريح: ماذا قال لك عمرو؟ قال: قال أنا أعلم بذلك منك يا أبا شُريح، إن الحرَمَ لا يُعيذ عاصيًا، ولا فارًا بدم، ولا فارًا بخربة» (¬2). ¬
52 - باب مقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة زمن الفتح
52 - باب مقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة زمن الفتح 4297 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «أقمنا (¬1) مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرًا نقصر الصلاة». 4298 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة تسعة عشر يومًا يصلي ركعتين» (¬2). 4299 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «أقمنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر تسع عشرة نقصُر الصلاة. وقال ابن عباس: ونحن نقصر ما بيننا وبين تسع عشرة، فإذا زدنا أتممنا» (¬3). 53 - باب 4300 - وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب «أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صُغير، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد مسح وجهه عام الفتح». 4302 - عن عمرو بن سلمة قال: «قال لي أبو قلابة ألا نلقاه فنسأله؟ قال: فلقيته فسألته فقال: كنا بما ممرِّ الناس، وكان يمرُّ بنا الركبان فنسألهم: ما للناس، ما للناس؟ ما هذا الرجل؟ فيقولون: يزعم أن الله أرسله، أوحى إليه، أو أوحى الله بكذا، فكنت أحفظ ذاك الكلام فكأنما يقرُّ في صدري، وكانت العرب تلوَّم بإسلامهم الفتح فيقولون اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر ¬
عليهم فهو نبيٌّ صادق. فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبدر أبي قومي بإسلامهم، فلما قدم قال: جئتكم والله من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حقًا، فقال: صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمّكم أكثركم قرآنًا، فنظروا، فلم يكن أحد أكثر قرآنًا مني، لما كنت أتلقى من الركبان، فقدّموني بين أيديهم (¬1) وأنا ابن ست أو سبع سنين، وكانت علىَّ بُردة كنت إذا سجدت تقلصت عني، فقالت امرأة من الحي: ألا تغطون عنا استَ قارئكم، فاشتروا، فقطعوا لي قميصًا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص». 4303 - عن عائشة - رضي الله عنها - قال: «كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد أن يقبض ابن وليدة زمعة، وقال عتبة: إنه ابني، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة في الفتح أخذ سعد بن أبي وقاص ابن وليدة زمعة فأقبل به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقبل معه عبد بن زمعة، فقال سعد بن أبي وقاص: هذا ابن أخي عهد إليَّ أنه ابنه. فقال عبد بن زمعة: يا رسول الله هذا أخي، هذا ابن زَمعة وُلدَ على فراشه. فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ابن وليدة زمعة فإذا أشبه الناس بعتبة بن أبي وقاص. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هو لكَ، هو أخوك يا عبدُ بن زمعة، من أجل أنه وُلدَ على فراشه. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: احتجبي منه يا سودة، لما رأى من شبه عتبة بن أبي وقاص». ¬
قال ابن شهاب قالت عائشة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «الولد للفراش، وللعاهر الحجر» (¬1) وقال ابن شهاب: وكان أبو هريرة يصيح بذلك. 4304 - عن عروة بن الزبير «أن امرأة سرقت في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة الفتح، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه. قال عروة: فلما كلَّمه أسامة فيها تلوَّن وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أتكلِّمني في حدّ من حدود الله؟ قال أسامة استغفر لي يا رسول الله. فلما كان العشي قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبًا فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. والذي نفس محمد بيده، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها. ثم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتلك المرأة فقُطعت يدُها. فحسُنت توبتها بعد ذلك وتزوجت. قالت عائشة: فكانت تأتيني بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (¬2). ¬
4307، 4308 - عن مجاشع بن مسعود «انطلقت بأبي معبد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليُبايعه على الهجرة، قال: مضت الهجرة لأهلها (¬1)، أبايعه على الإسلام والجهاد. فلقيت أبا معبد. فسألته فقال: صدق مجاشع». 4309 - عن أبي بشر عن مجاهد «قلت لابن عمر - رضي الله عنهما -: إني أريد أن أُهاجر إلى الشام، قال: لا هجرة، ولكن جهاد؛ فانطلق فاعرض نفسك، فإن وجدت شيئًا وإلا رجعت» (¬2). 4312 - عن عطاء بن أبي رباح قال: «زرت عائشة مع عبيد بن عمير، فسألها عن العجرة، فقالت: لا هجرة اليوم، كان المؤمن يفرُّ أحدهم بدينه إلى الله وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - مخافة أن يُفتن عليه، فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام، فالمؤمن يعبد ربه حيث شاء، ولكن جهاد ونية» (¬3). 4313 - عن مجاهد «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام يوم الفتح فقال: إن الله حرّم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة، لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحلل لي قط إلا ساعة من الدهر: لا يُنفر صيدها، ولا يعضد شجرها، ولا يختلى خلاها، ولا تحل لقطتها إلا لِتُنشد. فقال العباس بن عبد المطلب: إلا الإذخر يا رسول الله، فإنه لابد منه للقين والبيوت. فسكت ثم قال: إلا الإذخر فإنه حلال» (¬4). ¬
54 - باب قول الله تعالى {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين} [التوبة: 25] {ثم أنزل الله سكينته} [التوبة: 26] إلى
54 - باب قول الله تعالى {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25] {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ} [التوبة: 26] إلى قوله - {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 27]. 4316 - عن أبي إسحاق «قيل للبراء وأنا أسمع: أولّيتم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين؟ فقال: أما النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا، كانوا رماة، فقال النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب» (¬1). 4318، 4319 - عن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: معي من تَرون، وأحَبُّ الحديث إليَّ أصدقُه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي، وإما المال. وقد كنتُ استأنيتُ بكم - وكان أنظرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف - فلما تبين لهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيرُ رادٍّ إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا: فإنا نختار سَبينا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسلمين، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فإن إخوانكم قد جاءونا تائبين، وإني قد رأيت أن رُدَّ إليهم سبيهم، فمن أحبَّ منكم أن يُطيِّب ذلك فليفعل. ومن أحب منكم أن يكون على حظِّه حتى نُعطيه إياه من أول ما يُفي الله علينا فليفعل. فقال الناس: قد طيَّبنا ذلك يا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عُرفاؤكم أمركم. فرجع الناس، فكلّمهم عُرفاؤهم، ثم رجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
فأخبروه أنهم قد طيَّبوا وأذنوا. هذا الذي بلغني عن سبي هوزان» (¬1). 4321 - عن أبي قتادة قال: «خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة، فرأيت رجلًا من المشركين قد علا رجلًا من المسلمين، فضربته من ورائه على حبل عاتقه بالسيف فقطعت الدرع، وأقبل عليّ فضمّني ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقت عمر فقلت: ما بال الناس؟ قال: أمر الله - عز وجل -. ثم رجعوا، وجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من قتل قتيلًا له عليه بيِّنة فله سَلبُه. فقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. قال: ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله، فقمت فقلت: من يشهد لي ثم جلست. قال ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله، فقمت، فقال: مالك يا أبا قتادة؟ فأخبرته، فقال رجل: صدق وسلبُه عندي، فأرضه مني. فقال أبو بكر: لاها الله، إذًا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يُقاتل عن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فيُعطيك سلبه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صدق فأعطه، فأعطانيه، فابتعت به مخرفًا في بني سلمة، فإنه لأول مال تأثّلته في الإسلام» (¬2). 4322 - عن أبي قتادة قال: «لما كان يوم حنين نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلًا من المشركين، وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله، فأسرعت إلى الذي يختله، فرفع يده ليضربني، وأضرب يده فقطعتها، ثم أخذ بي فضمَّني ضمًا شديدًا حتى تخوَّفت، ثم برك فتحلل، ودفعته ثم قتلته، وانهزم المسلمون وانهزمت معهم، فإذا بعمر بن الخطاب في ¬
55 - باب غزاة أوطاس
الناس، فقلت له: ما شأن الناس؟ فقال: أمر اله، ثم تراجع الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أقام بيِّنة على قتيل قتله فله سلبُه. فقمت لألتمس بيِّنة على قتيلي، فلم أرَ أحد يشهدُ لي، فجلستُ. ثم بدا لي فذكرت أمره لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رجل من جلسائه: سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي، فأرضه منه، فقال بكر: كلا، لا يُعطه أُصيبغ- من قريش، ويدع أسدًا من أُسْد الله، يقاتل عن الله ورسوله. قال فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأدّاه إليّ، فاشتريت منه خرافًا، فكان أول مال تأثّلته في الإسلام» (¬1). 55 - باب غزاة أوطاس 4323 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: «لما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقيَ دُريد بن الصَّمَّة، فقُتل دُريد، وهزم الله أصحابه. قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر، فرُمي أبو عامر في ركبته، رماه جُشميّ بسهم فأثبته في ركبته. فانتهيت إليه فقلت: يا عمِّ من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى، فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدت له، فلحقته، فلما رآني ولى، فاتَّبعته وجعلت أقول له: ألا تستحي، ألا تثبت فكفَّ. فاختلفنا ضربتين بالسيف بقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك. قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء. قال: يا ابن أخي، أقري النبي - صلى الله عليه وسلم - وقل له: استغفر لي. واستخلفني أبو عامر ¬
56 - باب غزوة الطائف في شوال سنة ثمان. قاله موسى بن عقبة
على الناس. فمكث يسيرًا ثم مات. فرجعت فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته على سرير مُرمَل، وعليه فراش قد أثَّرَ رمال السرير بظهره وجنبيه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقال: قل له استغفر لي، فدعا بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: اللهم اغفر لعُبيد أبي عامر، ورأيت بيان إبطيه. ثم قال: اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس. فقلت: ولي فاستغفر: فقال: اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مُدخلًا كريمًا. قال أبو بردة: إحداهما لأبي عامر، والأخرى لأبي موسى» (¬1). 56 - باب غزوة الطائف في شوال سنة ثمان. قاله موسى بن عقبة 4366، 4327 - عن عاصم قال: سمعت أبا عثمان قال: «سمعت سعدًا - وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله - وأبا بكرة وكان تسوَّر حصنَ الطائف في أناس فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالا: سمعنا النبي - صلى الله عليه وسلم -: يقول: من ادَّعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة (¬2) عليه حرام» وقال هشام وأخبرنا معمر عن عاصم عن أبي العالية - أو أبي عثمان النهديّ - قال: سمعت سعدًا وأبا بكرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال عاصم: قلت لقد شهد عندك رجلان حسبُك بهما. قال: أجل، أما أحدهما فأول من رمى بسهم في سبيل الله، وأما الآخر فنزل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثالث ثلاثة وعشرين من الطائف». ¬
4328 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: «كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة- ومعه بلال؛ فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟ فقال له: أبشر، فقال: قد أكثرت علي من «أبشر». فأقبل علي أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان فقال ردَّ البُشرى؛ فأقبلا أنتما، قالا: قبلنا. ثم دعا بقدح فيه ماء، فغسل يديه ووجهه فيه، ومجَّ فيه ثم قال: اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا. فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء الستر أن أفضلا لأمكما، فأفضلا لها منه طائفة» (¬1). 4329 - عن عطاء أن صفوان ابن يعلي بن أمية أخبره «أن يعلي كان يقول: ليتني أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يُنزل عليه. قال: فبينا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة وعليه ثوب قد أظل به معه في ناس من أصحابه - إذ جاءه أعرابي عليه جُبَّة بعدما تضمخ بالطِّيب؟ فأشار عمر إلى يعلي بيده أن تعال. فجاء يعلي فأدخل رأسه، فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - محمرُّ الوجه يغط كذلك ساعة، ثم سُرِّي عنه فقال: أين الذي يسألُني عن العُمرة آنفًا، فالتُمس الرجل فأُتى به، فقال: أما الطيب الذي بك فأغسله ثلاث مرات؛ وأما الجبة فانزعها، ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجِّك» (¬2). ¬
4330 - عن عبد الله ابن زيد بن عاصم قال: «لما أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة (¬1) قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئًا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: يا معشر الأنصار، ألم اجدكم ضلالًا فهداكم الله بي، وكنتم متفرِّقين فألفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي؟ كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أمنُّ، قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أمنُّ، قال: لو شئتم قلتم: جئتنا كذا وكذا، ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى رحالكم؟ لولا الهجرة، لكنت امرءً من الأنصار، ولو سلك الناس واديًا وشعبًا لسلكت وادي الأنصار وشعبها. الأنصار شعار، والناس دثار. إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» (¬2). 4331 - عن أنس ابن مالك - رضي الله عنه - قال: قال ناس من الأنصار -حين أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - ما أفاء من أموال هوازن، فطفق النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي رجالًا المائة من الإبل فقالوا: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يعطي قريشًا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم، قال أنس: فحُدِّث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدعُ معهم غيرهم، فلما اجتمعوا قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما حديث بلغني عنكم؟ فقال: فقهاء الأنصار: أما رؤساؤنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئًا، وأما ناس ¬
منا حديثة أسنانهم فقالوا: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يعطي قريشًا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - فإني أعطي رجالًا حديثي عهد بكفر أتألفهم، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وتذهبون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى رحالكم؟ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به. قالوا: يا رسول الله قد رضينا، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: ستجدون أثره (¬1) شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فإني على الحوض. قال: أنس فلم يصبروا». 4333 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «لما كان يوم حنين التقى هوازن ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف والطلقاء، فأدبروا. قال: يا معشر الأنصار. قالوا: لبيك يا رسول الله، لبيك نحن بيم يديك، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أنا عبد الله ورسوله، فانهزم المشركون، فأعطى الطلقاء (¬2) والمهاجرين، ولم يعط الأنصار شيئًا. فقالوا: فدعاهم فأدخلهم في قبة فقال: أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لو سلك الناس واديًا وسلكت الأنصار شعبًا لاخترت شعب الأنصار». 4636 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «لما كان يوم حنين آثر النبي - صلى الله عليه وسلم - ناسًا: أعطى الأقرع مائه من الإبل، وأعطى عُيينة مثل ذلك، وأعطى ناسًا، فقال رجل: ما أريد بهذه القسمة وجه الله، فقلت: لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: رحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر» (¬3). ¬
57 - باب السرية التي قبل نجد
4337 - عن أنس ابن مالك - رضي الله عنه - قال: «لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بنعمهم وذراريهم ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف من الطلقاء، فأدبروا عنه حتى بقي وحده (¬1)، فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما: التفت عن يمينه فقال: يا معشر الأنصار، قالوا: لبيك يا رسول الله، أبشر نحن معك. ثم التفت عن يساره فقال: يا معشر الأنصار، فقالوا: لبيك يا رسول الله، أبشر نحن معك. وهو على بغلة بيضاء فنزل فقال أنا عبد الله ورسوله، فانهزم المشركون، فأصاب يومئذ غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يُعط الأنصار شيئًا، فقالت الأنصار: إذا كانت شديدة فنحن نُدعي، ويُعطي الغنيمة غيرنا. فبلغه ذلك، فجمعهم في قبة فقال: يا معسر الأنصار ما حديث بلغني عنكم؟ فسكتوا فقال: يا معشر الأنصار، ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحوزونه إلى بيوتكم؟ قالوا: بلى، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو سلك الناس واديًا وسلك الأنصار شعبًا لأخذت شِعبَ الأنصار. وقال هشام: قلت يا أبا حمزة وأنت شاهد ذلك؟ قال: وأين أغيبُ عنه». 57 - باب السرية التي قبل نجد 4338 - عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سرية قبل نجد فكنت فيها فبلغت سهامنا اثنى عشر بعيرًا ونُقِّلنا بعيرًا بعيرًا، فرجعنا بثلاثة عشر بعيرًا» (¬2). ¬
58 - باب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة
58 - باب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة 4339 - عن سالم عن أبيه قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يُحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا، صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر. ودفع إلى كل رجل منا أسيره. حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتُل كل رجل منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري ولا يقتُل رجل من أصحابي أسيره، حتى قدمنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرناه، فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه فقال: اللهم أني أبرأ إليك مما صنع خالد، مرتين» (¬1). 61 - باب بعث علي بن أبي طالب - عليها السلام - وخالد ابن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع 4349 - عن البراء - رضي الله عنه - «بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع خالد بن الوليد إلى اليمن. قال: ثم بعث عليًا بعد ذلك مكانه فقال: مُر أصحاب خالد من شاء منهم أن يُعقِّب معك فليُعقِّب، ومن شاء فليقبل. فكنت فيمن عقَّب معه، قال فغنمت، أواقي ذوات عدد» (¬2). ¬
4350 - عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عليًا إلى خالد ليقبض الخمس؛ وكنت أبغض عليًا وقد اغتسل، فقلت لخالد ألا ترى إلى هذا؟ فلما قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرت ذلك له. فقال: يا بُريدة أتبغض عليًا؟ فقلت نعم. فقال: لا تبغضه، فإن له في الخمس أكثر من ذلك» (¬1). قال الحافظ قوله: ... (فإن له الخمس أكثر من ذلك) في رواية عبد الجليل «فو الذي نفس محمد بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة» وزاد «قال فما كان أحد من الناس أحب إلي من علي» (¬2) .... 4351 - عن أبي سعيد الخدري قال: بعث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصَّل من ترابها، قال: فقسمها بين أربعة نفر، بين عيينة بن بدر، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرابع اما علقمة، وإما عامر بن الطفيل. فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء. فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحًا ومساء؟ قال: فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، ¬
محلوق الرأس، مشمّر الإزار فقال: يا رسول الله اتق الله (¬1)، قال: ويلك: أولست أحق أهل الأرض أن يتقيَ الله؟ قال: ثم ولّى الرجل، قال خالد ابن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ قال: لا لعلَّه أن يكون يصلي. فقال خالد: وكم من مصلّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لم أؤمر أن أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم، قال: ثم نظر إليه وهو مُقف فقال: «إنه يخرُج من ضئطيء هذا قوم (¬2) يتلون كتاب الله رطبًا، لا يجاوز حناجرهم يمرُقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. وأظنه قال: لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل ثمود». 4354، 4353 - عن بكر أنه ذكر لابن عمر أن أنسًا حدثهم عن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهلّ بعمرة وحجة، فقال أهلّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحج، وأهللنا به معه، فلما قدمنا مكة قال: من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة، وكان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - هدي، فقدم إلينا علي بن أبي طالب من اليمن حاجًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بما أهللت، فإن معنا أهلك؟ قال: أهللت بما أهلّ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فأمسك فإن معنا هديًا» (¬3). ¬
4357 - عن جرير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا تُريحُني من ذي الخَلصة؟ فقلت: بلى. فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل وكنت لا أثبُت على الخيل، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فضرب يده على صدري حتى رأيت أثرَ يده في صدري وقال: اللهم ثبِّته، واجعله هاديًا مهديًا، قال: فما وقعت (¬1) عن فرس بعد، قال: وكان ذي الخلصة بيتًا في باليمن لخثعم وبجيلة، فيه نُصب تُعبَد، يقال له الكعبة (¬2)، قال: فأتاها فحرَّقها بالنار وكسَرَها. قال: ولما قدم جرير اليمن كان بها رجلٌ يستقسم بالأزلام، فقيل له: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ها هنا، فإن قَدَر عليك ضَرَب عُنقك. قال: فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جرير فقال: لتكسرنَّها ولتشهدنَّ أن لا اله إلا الله أو لأضربن عنُقك. قال: فكسرها وشَهد. ثم بعث جرير رجلًا من أحمسَ يكنى أبا أرطاه يبشره بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أتى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جملٌ أجرب، قال فبرَّك النبي - صلى الله عليه وسلم - على خيل أحمسَ ورجالها خمس مرات». ¬
66 - باب حج أبي بكر بالناس في سنة تسع
66 - باب حج أبي بكر بالناس في سنة تسع 4364 - عن أبي إسحاق عن البراء - رضي الله عنه - قال: «آخر سورة نزلت كاملة براءة، وآخر سورة نزلت خاتمة سورة النساء، {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176] (¬1). 68 - باب قال ابن اسحاق: غزوة عُيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بني العنبر من بني تميم بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فأغار وأصاب منهم ناسًا وسبى منهم سباء 4367 - عن ابن أبي مليكة أن عبد الله بن الزبير أخبرهم أنه قدم ركب من بني تميم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو بكر: أمِّر القعقاع بن معبد بن زرارة. فقال عمر: بل أمِّر الأقرع بن حابس. قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي. قال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1] حتى انقضت» (¬2). ¬
70 - باب وفد بني حنيفة، وحديث ثمامة بن أثال
قال الحافظ: ... قال بن سعد: كان ذلك في المحرم (¬1) سنة تسع. 70 - باب وفد بني حنيفة، وحديث ثمامة (¬2) بن أثال 4372 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيلًا قبِل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد (¬3)، فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ماذا عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي خير. يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت. فتُرك حتى كان الغد ثم قال له: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي ما قلت لك. فقال: أطلقوا ثمامة (¬4). فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله. يا محمد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك، ¬
فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليَّ. والله ما كان أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينك أحب الدين إليَّ. والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إليَّ، وإن خيلك أخذتني، وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشَّره رسول الله، وأمره أن يعتمر. فلما قدم مكة قال له قائل: صبَوت؟ قال: لا والله، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -». 4373 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته. وقدمها في بشر كثير من قومه، فأقبل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه ثابت بن قيس بن شمّاس - وفي يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطعة من جريد - حتي وقف على مسيلمة في أصحابه فقال: لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتُكها، ولن تعدوَ أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليَعقرنك الله. وإني لأراك الذي أُريت فيه ما رأيتُ، وهذا ثابت يُجيبك عني. ثم انصرف عنه» (¬1). 4374 - قال ابن عباس «فسألت عن قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنك أرَى الذي أريت فيه ما أريت، فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا أنا نائم رأيت في يديَّ سوارَين من ذهب، فأهمني شأنهما فأُوحيَ إليَّ في المنام أن أنفخهما، فنختهما فطارا، فأوَّلتهما كذابين يخرجان بعدي: أحدهما العَنْسيَّ، والآخر مُسيلمة». ¬
71 - قصة الأسود العنسي
قال الحافظ: ... ويؤخذ منه أن السوار وسائر آلات أنواع الحلي اللائقة بالنساء تعبر للرجال بما يسوؤهم ولا يسرهم (¬1) ... 4376 - عن مهدي بن ميمون قال: سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: كنا نعبد الحجر، فإذا وجدنا حجرًا هو أخير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرًا جمعنا جُثوة من تراب، ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه، ثم طفنا به، فإذا دخل شهر رجب قلنا: منصّل الأسنَّة، فلا ندع رمحًا فيه حديدة، ولا سهمًا فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه شهر رجب» (¬2). 71 - قصة الأسود العنْسيّ 4379 - عن ابن عباس: ذُكر لي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا أنا نائم أُريت أنه وُضع في يدي سواران من ذهب، ففظعتها وكرهتهما، فأذن لي فنفختها فطارا، فأوّلتها كذابين يخرجان. فقال عبيد الله: أحدهما العنسيُّ الذي قتله فيروز باليمين، والآخر مسيلمة الكذاب» (¬3). 72 - باب قصة أهل نجران 4380 - عن صلة بن زُفر عن حذيفة قال: «جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريدان أن يلاعناه. قال «فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فوالله لئن كان نبيًا فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلًا أمينًا، ولا تبعث معنا إلا ¬
73 - باب قصة عمان والبحرين
أمينًا. فقال: لأبعثن معكم رجلًا أمينًا حق أمين. فاستشرف له أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: قم يا أبا عبيدة بن الجراح. فلما قام، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا أمين هذه الأمة» (¬1). 4381 - عن حذيفة - رضي الله عنها - قال: «جاء أهل نجران إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: فقالوا: ابعث لنا رجلًا أمينًا، فقال لأبعثن إليكم رجلًا أمينًا حقَّ أمين، فاستشرف له الناس، فبعث أبا عبيدة بن الجرّاح» (¬2). 73 - باب قصة عُمان والبحرين 4383 - عن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو قد جاء مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا (ثلاثًا). فلم يقدم مال البحرين حتى قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فلما قدم على أبي بكر أمر مناديًا فنادى: من كان له عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ديْن أو عِدَة فليأتني. قال جابر: فجئت أبا بكر فأخبرته أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لو جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا (ثلاثًا) قال: فأعطاني. قال جابر: فلقيت أبا بكر بعد ذلك فسألته فلم يُعطني، ثم أتيته يعطني، ثم أتيته الثالثة فلم يعطني. فقلت له: قد أتيتك فلم تعطني، ثم أتيتك فلم تعطني، ثم أتيتك فلم تعطني. فأما ¬
74 - باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن
أن تعطيني، وإما أن تبخل عني. قال: أقلتَ تبخل عني؟ أي داء أدوَأ من البخل؟ قالها ثلاثًا. ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك» (¬1). 74 - باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن 4385 - عن أبي قلابة عن زهدم قال: لما قدم أبو موسى أكرم هذا الحيَّ من جرم. وإنا لجلوس عنده وهو يتغذى دجاجًا، وفي القوم رجل جالس، فدعاه إلى الغداء فقال: إني رأيته يأكل شيئًا فقذرته. فقال له: هلمَّ، فإني رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكله فقال: إني حلفت لا آكله. فقال: هلمَّ أخبرك عن يمينك، إنا أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - نفرٌ من الأشعريين، فاستحملناه، فأبي أن يحملنا، فاستحملناه فحلف أن لا يحملنا. ثم لم يلبث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أُتيَ بنهبِ إبلٍ فأمر لنا بخمس ذَؤد، فلما قبضناه قلنا: تغفَّلْنا النبي - صلى الله عليه وسلم - يمينه، لا نفلح بعدها أبدًا. فأتيته فقلت: يا رسول الله، إنك حلفت أن لا تحملنا، وقد حملتنا. قال: أجل، ولكن لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلا أتيت الذي هو خير منها» (¬2). ¬
4386 - عن عمران بن حصين قال: «جاءت بنو تميم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أبشروا يا بني تميم، قالوا: أما إذ بشرتنا فأعطنا. فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فجاء ناس من أهل اليمن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنوا تميم. قالوا: قد قبلنا يا رسول الله» (¬1). 4388 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبًا. الإيمان يمان، والحكمة يمانية. والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم» (¬2). 4391 - عن إبراهيم عن علقمة قال كنا جلوسًا مع ابن مسعود فجاء خباب فقال: يا أبا عبد الرحمن أيستطيع هؤلاء الشباب أن يقرءوا كما تقرأ؟ قال: أما إنك لو شئت أمرت بعضهم يقرأ عليك. قال: أجل. قال: اقرأ يا علقمة. فقال زيد بن حيدر -أخو زياد بن حيدر- أتأمر علقمة أن يقرأ وليس بأقرئنا؟ قال: أما إنك شئت أخبرتك بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في قومك ¬
75 - باب قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي
قومه (¬1). فقرأت خمسين آية من سورة مريم. فقال عبد الله: كيف ترى؟ قال: قد أحسن. قال عبد الله: ما أقرأ شيئًا إلا وهو يقرؤه. ثم التفت إلى خباب وعليه خاتم من ذهب فقال: ألم يأن لهذا الخاتم أن يلقى؟ قال: أما إنك لن تراه علي بعد اليوم. فألقاه» (¬2). 75 - باب قصة دوس والطفيل بن عمرو الدَّوسي 4392 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاء الطفيل بن عمرو إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن دوسًا قد هلكت، عصت وأبت، فادع الله عليهم. فقال: اللهم اهد دوسًا وائت بهم» (¬3). 4393 - عن أبي هريرة قال: «لما قدمتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - قلت في الطريق: يا ليلة من طولها وعنائها ... على أنها من دارة الكفر نجَّت وأبقَ غلام لي في الطرق. فلما قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - يا أبا هريرة، هذا غلامك. فقلت: هو لوجه الله. فأعتقه» (¬4). 77 - باب حجة الوداع 4395 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فأهللنا بعمرة. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من كان معه هدي ¬
فليُهلل بالحجِّ مع العمرة، ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعًا. فقدمت معه إلى مكة وأنا حائض، ولم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة. فشكوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: انقضي (¬1) رأسك وامتشطي وأهلِّ بالحج ودعي العمرة، ففعلت. فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق إلى التنعيم فاعتمرت، فقال: هذه مكان عمرتك. قالت: فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم حلوا، ثم طافو طوافًا آخر بعد أن رجعوا مني: وأما اللذين جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافًا واحدًا». 4396 - عن ابن جريج قال: حدثني عطاء عن ابن عباس «إذا طاف بالبيت فقد حل، فقلت من أين قال هذا ابن عباس؟ قال: من قول الله تعالى {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 33] ومن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه أن يحلوا في حجة الوداع (¬2). قلت إنما كان ذلك بعد المعرف قال: كان ابن عباس يراه قبل وبعد». ¬
قال الحافظ: والمراد بالمعرف وهو بتشديد الراء الوقوف بعرفة وهو ظاهر في أن المراد بذلك من اعتمر مطلقًا سواء كان قارنًا أو متمتعًا، وهو مذهب (¬1) مشهور لابن عباس. 4397 - عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبطحاء، فقال: أحججت؟ قلت نعم. اقل: كيف أهللت؟ قلت: لبيك بإهلال كإهلال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: طف بالبيت وبالصفا والمروة، ثم حل. فطفت بالبيت، وبالصفا والمروة، وأتيت امرأة من قيس ففلت رأسي» (¬2). 4398 - عن نافع أن ابن عمر أخبره أن حفصة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أزواجه أن يحللن عام حجة الوداع فقالت حفصة: فما يمنعك؟ فقال: لبّدت رأسي (¬3)، وقلدت هديي، فلست أحل حتى أنحر هديي». ¬
4399 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن امرأة من خثعم، استفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع - والفضل بن عباس رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - فقالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي أن أحج عنه؟ قال: نعم» (¬1). 4400 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح وهو مردف أسامة على القصواء- ومعه بلال وعثمان بن طلحة- حتى أناخ عند البيت، ثم قال لعثمان: ائتنا بالمفتاح، فجاءه بالمفتاح ففتح له الباب، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسامة وبلال وعثمان، ثم أغلقوا عليهم الباب، فمكث نهارًا طويلًا، ثم خرج، وابتدر الناس الدخول، فسبقتهم، فوجدت بلالًا قائمًا من وراء الباب (¬2)، فقلت له: أين صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: صلى بين ذينك العمودين المقدمين، وكان البيت على ستة أعمدة سطرين، صلى بين العمودين من السطر المقدم، وجعل باب البيت خلف ظهره، ¬
واستقبل بوجهه الذي يستقبلك حين تلج البيت وبين الجدار. قال: ونسيت أن أسأله كم صلّى. وعند المكان الذي صلى فيه مرمرة حمراء» (¬1). قال الحافظ: وقد أشكل دخول هذا الحديث في «باب حجة الوداع» لأن فيه التصريح بأن القصة كانت عام الفتح، وعام الفتح كان سنة ثمان وحجة الوداع كانت سنة عشر (¬2). 4401 - عن عروة بن الزبير وأبي سلمة بن عبد الرحمن «أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرتهما أن صفية بنت حيي زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حاضت في حجة الوداع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أحابستنا هي؟ فقلت إنها قد أفاضت يا رسول الله وطافت بالبيت. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فلتنفر» (¬3). 4406 - عن محمد عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض: السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حُرم: ثلاثة متواليات - ذو القعدة وذو الحجة والمحرم- ورجب مُضَرَ الذي بين جمادى وشعبان. أي شهر هذا؟ قنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: ¬
أليس ذو الحجة؟ قلنا: بلى. قال: فأيُّ بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس البلدة؟ قلنا بلى. قال: فأي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى. قال: فإن دماءكم وأموالكم -قال محمد: وأحسبه قال: وأعراضكم - عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا. وستلقون ربكم فسيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالًا يضرب بعضكم رقاب بعض. ألا ليُبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يُبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه - فكان محمد إذا ذكره يقول: صدق محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: ألا هل بلغت (مرتين)» (¬1). 4407 - عن طارق بن شهاب «أن أُناسًا من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. فقال عمر: أية آية؟ فقالوا {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] فقال عمر: إني لأعلم أي مكان أنزلت: أنزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقف بعرفة» (¬2). 4408 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمنّا من أهلَّ بعمرة، ومنّا من أهلّ بحجة، ومنا من أهلّ بحج وعمرة، وأهلّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحج (¬3)، فأما من أهل بالحج أو جمع الحجَّ والعمرة فلم يحلُّوا حتى يوم النحر». ¬
78 - باب غزوة تبوك، وهي غزوة العسرة
4409 - عن عامر بن سعد عن أبيه قال: «عادني النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع من وجع أشفيت منه على الموت، فقلت: يا رسول الله، بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة، أفأتصدق بثُلثي مالي؟ قال: لا. قلت: أفأتصدق بشطره؟ قال: لا. قلت: فالثلث؟ قال: والثلث كثير؟ إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجِرت بها، حتى اللقمة تجعلها في فيّ. امرأتك قلت: يا رسول الله، أَأُخلفُ بعد أصحابي؟ قال: إنك لن تُخلَّف فتعمل عملًا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة، ولعلك (¬1) تُخلَّف حتى ينتفع بك أقوام ويضرَّ بك آخرون. اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا ترُدَّهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة رثى له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تُوفِّي بمكة». 78 - باب غزوة تبوك، وهي غزوة العسرة قال الحافظ: هكذا أورد المصنف هذه الترجمة بعد حجة الوداع، وهو خطأ وما أظن ذلك إلا من النساخ، فإن غزوة تبوك كانت في شهر رجب من سنة تسع قبل حجة الوداع بلا خلاف (¬2). 4417 - عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال: «غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العسرة. قال كان يعلى يقول: تلك الغزوة أوثق أعمال عندي» قال عطاء: ¬
79 - باب حديث كعب بن مالك
فقال صفوان قال يعلى «فكان لي أجير فقاتل إنسانًا فعضَّ أحدهما يد الآخر - قال عطاء: فلقد أخبرني صفوان أيهما عض الآخر فنسيته- قال: فانتزع المعضوض يده من فيّ العاضِّ، فانتزع إحدى ثنيتيه. فأتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأهدر ثنيته» قال عطاء: وحسبت أنه قال: «قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أفيدع يده في فيك تقضمها كأنها في فيّ فحل يقضَمها» (¬1). 79 - باب حديث كعب بن مالك 4418 - عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك - وكان قائد كعب من بنيه حين عمى- قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك: «قال كعب لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك، غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر، ولم يعاتب أحدًا تخلف عنها، إنما خرج رسول الله صلى الله عيله وسلم يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد. ولقد شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام، وما أحب (¬2) أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها. كان من خبري اني لم أكن قط اقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزاة. والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما فير تلك الغزوة، ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
يريد غزوة إلا ورَّى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حر شديد، واستقبل سفرًا بعيدًا ومفازًا، وعدوًا كثيرًا. فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم، فأخبرهم بوجهه الذي يريد، والمسلمون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثير، ولا يجمعهم كتاب حافظ - يريد الدوان- قال كعب: فما رجل يردي أن يتغيب إلا ظن أن سيخفى له، ما لم ينزل فيه وحي الله. وغزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال، وتجهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه، فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم، فأرجع ولم أقض شيئًا، فأقول في نفسي: أنا قادر عليه. فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد، فأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئًا. فقلت أتجهز بعده بيوم أو يومين، ثم ألحقهم، فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز، فرجعت ولم أقض شيئًا، ثم غدوت، ثم رجعت ولم أقض شيئًا. فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو، وهمت أن أرتحل فأدركهم، وليتني فعلت، فلم يقدر لي ذلك، فكنت إذا خرجت في الناس -بعد خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطفت فيهم، أحزنني أني لا أرى إلا رجلًا مغموصًا عليه النفاق، او رجلًا ممن عذر الله من الضعفاء. ولم يذكرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ تبوك، فقال وهنو جالس في القوم بتبوك: ما فعل كعب؟ فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حبسه براده، ونظره في عطفه. فقال معاذ بن جبل: بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرًا. فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال كعب بن مالك: فلما بلغني أنه توجه قافلًا حضرني همي، وطفقت أتذكر الكذب وأقول: بماذا أخرج من سخطه غدًا؟ واستعنت على ذلك بكل ذي رأي
من أهلي. فلما قيل: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أظلَّ قادمًا زاح عني الباطل، وعرفت أني لن أخرُج منه أبدًا بشيء فيه كذب، فأجمعت صدقة، وأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قادمًا، وكان إذا قدم من سفر بدا بالمسجد فيركع فيه ركعتين ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلَّفون، فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له- وكان بضعة وثمانين رجلًا - فقبل منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله. فجئته، فلما سلَّمت عليه تبَسَّم تبسُّم المغضب ثم قال: تعالَ، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي: ما خلَّفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟ فقلت: بلى، إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعُذر، ولقد أعطيت جدلًا، ولكني والله لقد علمت لئن حدَّثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكنَّ الله أن يُسخطك عليَّ، ولئن حدثتك حديث صدق تجد عليَّ فيه إني لأرجو فيه عفوَ الله، لا والله ما كان لي من عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر من حين تخلفت عنك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك. فقمت. وثار رجال من بني سلمة فاتَّبعوني فقالوا لي: والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبًا قبل هذا، ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما اعتذر إليه المتخلفون، قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لك. فوالله ما زالوا يؤنِّبونني حتى أردت أن أرجع فأكَّذب نفسي. ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي أحد؟ قالوا: نعم، رجلان قالا مثل ما قلت، فقيل لهما مثل ما قيل لك. فقلت من هما؟ قالوا: مرارة بن الرَّبيع العمريّ وهلال بن أمية الواقفيّ، فذكروا لي رجلين قد شهدا بدرًا فيهما
أسوة فمضيت حين ذكروهما لي. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه؛ فاجتنبنا الناس، وتغيَّروا لنا، حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف. فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباي فاستكانا، قعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أشبَّ القوم وأجلدَهم، فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف في الأسواق، ولا يكلمني أحد، وآتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي: هل حرَّك شفتيه بردِّ السلام عليَّ أم لا؟ ثم أصلي قريبًا منه، فأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إليَّ، وإذا التفت نحوه أعرض عني. حتى إذا طال عليَّ ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسوَّرت جدا حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي وأحب الناس إليَّ، فسلَّمت عليه، فوالله ما ردَّ عليَّ السلام. فقلت: يا أبا قتادة، أنشدُك بالله، هل تعلمني أحبُّ الله ورسوله؟ فسكت. فعدت له فنشدته فسكت. فعدت له فنشدته فقال: الله ورسوله أعلم. ففاضت عيناي، وتوليت حتى تسورت الجدار. قال: فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطيّ من أنباط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدل على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له: حتى إذا جاءني دفع إليَّ كتابًا من ملك غسان فإذا فيه: أما بعد فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نُواسك. فقلت لما قرأتها: وهذا أيضًا من البلاء. فتيمَّمت بها التنور فسجرتُه بها. حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين، إذا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيني فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمُرك أن تعتزل امرأتك. فقلت: أطلِّقها أما ماذا أفعل؟ قال: لا،
بل اعتزلها ولا تقربها. وأرسل إلى صاحبيَّ مثل ذلك. فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يقضيَ الله في هذا الأمر. قال كعب: فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن هلال ابن أمية شيخ ضائع. ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟ قال: لا، ولكن لا يقربك. قالت: إنه والله ما به حركة إلى شيء، والله مازال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا. فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه. فقلت: والله لا أستأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما يُدريني ما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استأذنته فيها، وأنا رجل شاب. فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كلامنا. فلما صلَّيت صلاة الفجر صبُح خمسين ليلة، وأنا على ظهر بيت من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله: قد ضاقت علىَّ نفسي، وضاقت عليَّ الأرض بما رَحُبت، سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سَلع بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر. قال: فخررتُ ساجدًا، وعرفت أن قد جاء فرج. وآذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب الناس يُبشروننا؛ وذهب قِبل صاحبيَّ مُبشرون، وركض إليَّ رجل فرسًا، وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل، وكان الصوت أسرع من الفرس. فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبيَّ، فكسوته إياهما ببشراه. والله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما، وانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيتلقاني الناس فوجًا فوجًا يهنَّوني بالتوبة ويقولون: لتهنك توبة الله عليك. قال كعب حتى دخلت
المسجد، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس حوله الناس؛ فقام طلحة بن عُبيد الله يهرول حتى صافحني وهنّاني، والله ما قام إليَّ رجل من المهاجرين غيره، ولا أنساها لطلحة. قال كعب: فلما سلمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يبرق وجهه من السُّرور: أبشر بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك. قال قلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: لا، بل من عند الله. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه. فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك. قلت: فإني أُمسك سهمي الذي بخيبر. فقلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إن الله إنما نجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدِّث إلا صدقًا ما بقيت. فوالله ما أعلم أحدًا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث - منذ ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - - أحسن مما أبلاني، ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يومي هذا كذبًا، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقيت. وأنزال الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ} - إلى قوله - {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 117] فوالله ما أنعم الله عليَّ من نعمة قط - بعد أن هداني للإسلام - أعظم، في نفسي من صدقي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا، فإن الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شرَّ ما قال لأحد، فقال تبارك وتعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ} - إلى قوله - {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 95] قال كعب: وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين
80 - باب نزول النبي - صلى الله عليه وسلم - الحجر
قبلَ منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حلفوا له، فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا حتى قضى الله فيه، فبذلك قال الله {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} [التوبة: 118] وليس الذي ذكر الله مما خُلِّفنا عن الغزو، إنما هو تخليفهُ إيانا وارجاؤه أمرنا عمَّن حلف له واعتذر إليه، فقبِلَ منه» (¬1). 80 - باب نزول النبي - صلى الله عليه وسلم - الحِجْرَ 4419 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لما مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - الحِجر قال: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين. ثم قنَّع (¬2) رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي». 4420 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحاب الحِجر: «لا تدخلوا على هؤلاء المعذَّبين إلا أن تكونوا باكين أن يُصيبكم مثل ما أصابهم» (¬3). ¬
82 - باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وقيصر
81 - باب 4421 - عن عروة بن المغيرة عن أبيه المغيرة بن شُعبة قال: «ذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - لبعض حاجته فقمت أسكب عليه الماء - لا أعلمه إلا قال في غزوة تبوك - فغسل وجهه وذهب يغسل ذراعيه، فضاع عليه كُمّا الجبّة، فأخرجهما من تحت جِبَّته فغسلهما، ثم مسح على خُفَّيه (¬1)». 4423 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجع من غزوة تبوك فدَنا من المدينة فقال: إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم. قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة، حَبَسهم العِذر» (¬2). 82 - باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وقيصر 4425 - عن أبي بكرة قال: «لقد نفعني الله بكلمة سمعتُها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيام الجمل بعدما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأُقاتل معهم. قال: ¬
83 - باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته
لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أهل فارس قد ملَّكوا عليهم بنت كسرى قال: لن يُفلح قوم ولُّوا أمرهم امرأة» (¬1). 83 - باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته 4429 - عن أم الفضل بنت الحارث قالت: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالمرسلات عُرفًا، ثم ما صلَّى لنا بعدها حتى قبضه الله» (¬2). 4430 - عن ابن عباس قال: «كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يُدني ابن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله، فقال: إنه من حيث تعلم، فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] فقال: أجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلمه إياه، فقال: ما أعلم منها إلا ما تعلم» (¬3). ¬
4428* - عن عائشة - رضي الله عنها - «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في مرضه الذي مات فيه: يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَرى من ذلك السُّمّ» (¬1). ¬
4439 - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ. فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعَهُ الَّذِى تُوُفِّيَ فِيهِ طَفِفتُ أَنْفِثُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ الَّتِي كَانَ يَنْفِثُ وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ» (¬1). 4441 - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ والنصارى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْلاَ ذَلِكَ لأُبْرِزَ قَبْر، خَشِىَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا» (¬2). 4446 - عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّهُ لَبَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي، فَلاَ أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لأَحَدٍ أَبَدًا بَعْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -» (¬3). ¬
4442 - عَنِ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: «لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ وَهْوَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلاَهُ فِي الأَرْضِ، بَيْنَ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَيْنَ رَجُلٍ آخَر. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بِالَّذِي قَالَتْ عَائِشَةُ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: هَلْ تَدْرِى مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ قَالَ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ هُوَ عَلِيٌّ. وَكَانَتْ عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَخَلَ بَيْتِي وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ قَالَ: هَرِيقُوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ، لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ. فَأَجْلَسْنَاهُ فِى مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْقِرَبِ حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا بِيَدِهِ أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ. قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ فَصَلَّى لَهُمْ وَخَطَبَهُمْ» (¬1). 4451 - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ «تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم- فِي بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَكَانَتْ إِحْدَانَا تُعَوِّذُهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ، فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى. وَمَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ¬
فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهَا حَاجَةً، فَأَخَذْتُهَا فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا وَنَفَضْتُهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، فَاسْتَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَ مُسْتَنًّا، ثُمَّ نَاوَلَنِيهَا، فَسَقَطَتْ يَدُهُ -أَوْ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ- فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الآخِرَةِ» (¬1). 4454 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَقَالَ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ، فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا بَعْدُ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، قَالَ اللَّهُ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إِلَى قَوْلِهِ {الشَّاكِرِينَ}. وَقَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الآيَةَ حَتَّى تَلاَهَا أَبُو بَكْرٍ فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنَ النَّاسِ إِلاَّ يَتْلُوهَا. فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلاَهَا فَعَقِرْتُ حَتَّى مَا تُقِلُّنِي رِجْلاَيَ، وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إِلَى الأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلاَهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ» (¬2). 4455، 4456، 4457 - عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه قَبَّلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مَوْتِهِ» (¬3). ¬
4458 - عن عَلِيٌّ حَدَّثَنَا يَحْيَى وَزَادَ «قَالَتْ عَائِشَةُ: لَدَدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ، فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ لاَ تَلُدُّونِي فَقُلْنَا: كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ. فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي؟ قُلْنَا: كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ. فَقَالَ: لاَ يَبْقَى أَحَدٌ فِى الْبَيْتِ إِلاَّ لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلاَّ الْعَبَّاسَ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ» (¬1). قال الحافظ: . . . قوله (لا يبقى أحد في البيت إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم) قيل: فيه مشروعية القصاص في جميع ما يصاب به الإنسان عمدًا، وفيه نظر، لأن الجميع لم يتعاطوا ذلك، وإنما فعل بهم ذلك عقوبة لهم لتركهم امتثال نهيه عن ذلك، أما من باشره فظاهر (¬2). . . 4459 - عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ «ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَتْ: مَنْ قَالَهُ؟ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَإِنِّي لَمُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي، فَدَعَا بِالطَّسْتِ فَانْخَنَثَ فَمَاتَ فَمَا شَعَرْتُ، فَكَيْفَ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ؟ » (¬3). 4460 - عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: «سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِى أَوْفَى - رضى الله عنهما - أَوْصَى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لاَ. فَقُلْتُ كَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةُ أَوْ أُمِرُوا بِهَا قَالَ أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ» (¬4). ¬
84 - باب آخر ما تكلم النبى صلى الله عليه وسلم
4462 - عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «لَمَّا ثَقُلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ: وَاكَرْبَ أَبَاهُ (¬1)، فَقَالَ لَهَا: لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ. فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ: يَا أَبَتَاهْ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ. يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ. فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ: يَا أَنَسُ، أَطَابَتْ نْفُوسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ؟ » (¬2). 84 - باب آخِرِ مَا تَكَلَّمَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم 4463 - عن عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهْوَ صَحِيحٌ: إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِىٌّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُخَيَّرَ. فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِى غُشِىَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى. فَقُلْتُ: إِذًا لاَ يَخْتَارُنَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ الَّذِى كَانَ يُحَدِّثُنَا وَهْوَ صَحِيحٌ. قَالَتْ: فَكَانَتْ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى» (¬3). 85 - باب وَفَاةِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - 4464، 4465 - عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهم: «أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا» (¬4). ¬
86 - باب
4466 - عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّىَ وَهْوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّينَ» (¬1). 86 - باب 4467 - عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «تُوُفِّىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِىٍّ بِثَلاَثِينَ. يَعْنِى صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ» (¬2). قال الحافظ: . . . وأول شيء جهزه أبو بكر رضي الله عنه، وقد أنكر ابن تيمية في كتاب الرد على ابن المطهر أن يكون أبو بكر وعمر كانا في بعث أسامة (¬3). 89 - باب كَمْ غَزَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم؟ 4473 - عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ «عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً» (¬4). ¬
65 - كتاب التفسير
65 - كتاب التفسير الرحمن الرحيم (¬1): اسمان من الرحمة، الرحيم والراحم بمعنى واحد كالعليم والعالم. 2 - باب {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} 4475 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا قَالَ الإِمَامُ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ (¬2). فَمَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». 1 - باب قَوْلِ اللَّهِ {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا} 4476 - عَنْ أَنَسٍ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: «يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، . . (الحديث). . ائْتُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَأْتُون، فَأَنْطَلِقُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ عَلَى رَبِّى فَيُؤْذَنُ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّى وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأْسِى، فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ. . (الحديث). . «ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِى حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ» (¬3). ¬
3 - باب قوله تعالى {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}
3 - باب قَوْلُهُ تَعَالَى {فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} 4477 - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «سَأَلْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم: أَىُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ. قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ، قُلْتُ: ثُمَّ أَىُّ؟ قَالَ: وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَىُّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِىَ حَلِيلَةَ جَارِكَ» (¬1). 4 - باب {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى. . .} وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْمَنُّ صَمْغَةٌ (¬2)، وَالسَّلْوَى الطَّيْرُ 4478 - عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْكَمْأَةُ (¬3) مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ». 4479 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قِيلَ لِبَنِى إِسْرَائِيلَ {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ فَبَدَّلُوا، قَالُوا حِطَّةٌ حَبَّةٌ فِى شَعَرَةٍ» (¬4). ¬
6 - باب قوله {من كان عدوا لجبريل}
6 - باب قَوْلُهُ {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} وَقَالَ عِكْرِمَةُ: جَبْرَ، وَمِيكَ، وَسَرَافِ: عَبْدٌ. إِيلْ: اللَّهُ. 4480 - عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ بِقُدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ فِى أَرْضٍ يَخْتَرِفُ، فَأَتَى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّى سَائِلُكَ عَنْ ثَلاَثٍ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ نَبِىٌّ. . . (الحديث). . . قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ؟ فَقَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ. فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا، وَانْتَقَصُوهُ. قَالَ: فَهَذَا الَّذِى كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ» (¬1). 7 - باب قَوْلِهِ: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نَنْسَأْهَا} 4481 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «قَالَ عُمَرُ رضى الله عنه: أَقْرَؤُنَا أُبَىٌّ، وَأَقْضَانَا عَلِىٌّ. وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قَوْلِ أُبَىٍّ، وَذَاكَ أَنَّ أُبَيًّا يَقُولُ: لاَ أَدَعُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نَنْسَأْهَا}» (¬2). 10 - باب قَوْلُهُ تَعَالَى {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ. . .} 4484 - عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ¬
11 - باب {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا}
«أَلَمْ تَرَىْ أَنَّ قَوْمَكِ بَنَوُا الْكَعْبَةَ وَاقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: لَوْلاَ حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ (¬1). فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أُرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ اسْتِلاَمَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ ألاَّ أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ». 11 - باب {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} 4485 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: «كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لأَهْلِ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلاَ تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ. . .} الآيَةَ» (¬2). 17 - باب {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ. . .} 4491 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِى صَلاَةِ الصُّبْحِ إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا. وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ» (¬3). ¬
21 - باب قوله {إن الصفا والمروة من شعائر الله. . .}
21 - باب قَوْلِهِ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ. . .} 4495 - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: «قُلْتُ لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم -وَأَنَا يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ-: أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ. . .} فَمَا أُرَى عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا أَنْ لاَ يَطَّوَّفَ بِهِمَا. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: كَلاَّ، لَوْ كَانَتْ كَمَا تَقُولُ كَانَتْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لاَ يَطَّوَّفَ بِهِمَا، إِنَّمَا نزلت هَذِهِ الآيَةُ فِى الأَنْصَارِ: كَانُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ، . . . الحديث» (¬1). 22 - باب {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا} 4497 - عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ «قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم كَلِمَةً وَقُلْتُ أُخْرَى: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ مَاتَ وَهْوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ» (¬2). 40 - باب {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ} 4529 - عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ «أَنَّ أُخْتَ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا، فَتَرَكَهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَخَطَبَهَا فَأَبَى مَعْقِلٌ، فَنَزَلَتْ {فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ}» (¬3). ¬
42 - باب {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى}
42 - باب {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى} 4533 - عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَلِىٍّ رضى الله عنه «أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: حَبَسُونَا عَنْ صَلاَةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ مَلأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ أَوْ أَجْوَافَهُمْ - شَكَّ يَحْيَى - نَارًا» (¬1). 43 - باب {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} أي مُطِيعِينَ 4534 - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ «كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِى الصَّلاَةِ يُكَلِّمُ أَحَدُنَا أَخَاهُ فِى حَاجَتِهِ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ» (¬2). 44 - باب {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ. . .} وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: كُرْسِيُّهُ عِلْمُهُ (¬3). يُقَالُ: بَسْطَةً زِيَادَةً وَفَضْلاً. أَفْرِغْ أَنْزِلْ. وَلاَ يَئُودُهُ لاَ يُثْقِلُهُ، آدَنِى أَثْقَلَنِي، وَالآدُ وَالأَيْدُ الْقُوَّةُ. . . 4535 - عن مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ «أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضى الله عنهما كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ صَلاَةِ الْخَوْفِ قَالَ: يَتَقَدَّمُ الإِمَامُ وَطَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُصَلِّى بِهِمِ الإِمَامُ رَكْعَةً وَتَكُونُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ لَمْ يُصَلُّوا فَإِذَا صَلَّى الَّذِينَ ¬
55 - باب {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه}
مَعَهُ رَكْعَةً اسْتَأْخَرُوا مَكَانَ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا وَلاَ يُسَلِّمُونَ، وَيَتَقَدَّمُ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا فَيُصَلُّونَ مَعَهُ رَكْعَةً، . . . (الحديث). . فَإِنْ كَانَ خَوْفٌ هُوَ أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ صَلَّوْا رِجَالاً قِيَامًا عَلَى أَقْدَامِهِمْ أَوْ رُكْبَانًا مُسْتَقْبِلِى الْقِبْلَةِ أَوْ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا» (¬1). قَالَ مَالِكٌ قَالَ نَافِعٌ: لاَ أُرَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ذَكَرَ ذَلِكَ إِلاَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (¬2). 55 - باب {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} 4546 - عَنْ مَرْوَانَ الأَصْفَرِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قَالَ أَحْسِبُهُ ابْنَ عُمَرَ- {إِنْ تُبْدُوا مَا فِى أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} قَالَ: نَسَخَتْهَا الآيَةُ الَّتِى بَعْدَهَا» (¬3). 3 - سورة آلِ عِمْرَانَ قال الحافظ: قوله: وقال سعيد جبير: (وحصورًا لا يأتي النساء) (¬4) وقع هذا بعد ذكر المسومة، وصله الثوري في تفسيره عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير به. ¬
1 - باب {منه آيات محكمات}
1 - باب {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} 4547 - عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الآيَةَ {هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ -إِلَى قَوْلِهِ- أُولُو الأَلْبَابِ} قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ، فَاحْذَرُوهُمْ» (¬1). 2 - باب {وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} 4548 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه «أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ وَالشَّيْطَانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُ، إِلاَّ مَرْيَمَ وَابْنَهَا». ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}. 4551 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى أَوْفَى رضى الله عنهما «أَنَّ رَجُلاً أَقَامَ سِلْعَةً فِى السُّوقِ فَحَلَفَ فِيهَا: لَقَدْ أَعْطَى بِهَا مَا لَمْ يُعْطَهُ، لِيُوقِعَ فِيهَا رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ. فَنَزَلَتْ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} إِلَى آخِرِ الآيَةِ». ¬
4 - سورة النساء
4552 - عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ «أَنَّ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا تَخْرِزَانِ فِى بَيْتٍ -أَوْ فِى الْحُجْرَةِ- فَخَرَجَتْ إِحْدَاهُمَا وَقَدْ أُنْفِذَ بِإِشْفًى فِى كَفِّهَا، فَادَّعَتْ عَلَى الأُخْرَى، فَرُفِعَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لَذَهَبَ دِمَاءُ قَوْمٍ وَأَمْوَالُهُمْ. ذَكِّرُوهَا بِاللَّهِ، وَاقْرَءُوا عَلَيْهَا {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ}. فَذَكَّرُوهَا، فَاعْتَرَفَتْ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: الْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ» (¬1). 4 - سورة النساء 4577 - عَنْ جَابِرٍ رضى الله عنه قَالَ: «عَادَنِى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ فِى بَنِى سَلِمَةَ مَاشِيَيْنِ، فَوَجَدَنِى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لاَ أَعْقِلُ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ ثُمَّ رَشَّ عَلَىَّ فَأَفَقْتُ، فَقُلْتُ مَا تَأْمُرُنِى أَنْ أَصْنَعَ فِى مَالِى يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَنَزَلَتْ {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِى أَوْلاَدِكُمْ}». قال الحافظ: . . . قوله (فنزلت يوصيكم الله في أولادكم) هكذا وقع في رواية ابن جريج، وقيل إنه وهم في ذلك وأن الصواب أن الآية التي نزلت في قصة جابر هذه الآية الأخيرة من النساء وهي {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} (¬2). 6 - باب {لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ. . . .} 4579 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ ¬
7 - باب {ولكل جعلنا موالى مما ترك الوالدان والأقربون. . .}
كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} قَالَ: كَانُوا إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ كَانَ أَوْلِيَاؤُهُ أَحَقَّ بِامْرَأَتِهِ، إِنْ شَاءَ بَعْضُهُمْ تَزَوَّجَهَا، وَإِنْ شَاءُوا زَوَّجُوهَا وَهُمْ أَحَقُّ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِى ذَلِكَ» (¬1). 7 - باب {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِىَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ. . .} 4580 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِىَ} قَالَ: وَرَثَةً. {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} (¬2) كَانَ الْمُهَاجِرُونَ لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَرِثُ الْمُهَاجِرُ الأَنْصَارِىَّ دُونَ ذَوِى رَحِمِهِ لِلأُخُوَّةِ الَّتِى آخَى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمْ فَلَمَّا نَزَلَتْ {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِىَ} نُسِخَتْ. ثُمَّ قَالَ {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} مِنَ النَّصْرِ وَالرِّفَادَةِ وَالنَّصِيحَةِ وَقَدْ ذَهَبَ الْمِيرَاثُ وَيُوصِى لَهُ. سَمِعَ أَبُو أُسَامَةَ إِدْرِيسَ. وَسَمِعَ إِدْرِيسُ طَلْحَةَ». ¬
8 - باب {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} يعنى زنة ذرة
8 - باب {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} يَعْنِى زِنَةَ ذَرَّةٍ 4581 - عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضى الله عنه أَنَّ أُنَاسًا فِى زَمَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ، هَلْ تُضَارُّونَ فِى رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ، ضَوْءٌ لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ؟ قَالُوا: لاَ. قَالَ: وَهَلْ تُضَارُّونَ فِى رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ضَوْءٌ لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ؟ قَالُوا: لاَ. قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: مَا تُضَارُّونَ فِى رُؤْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ كَمَا تُضَارُّونَ فِى رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا. إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ، فَلاَ يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ مِنَ الأَصْنَامِ وَالأَنْصَابِ إِلاَّ يَتَسَاقَطُونَ فِى النَّارِ. حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلاَّ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ بَرٌّ أَوْ فَاجِرٌ وَغُبَّرَاتُ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَيُدْعَى الْيَهُودُ فَيُقَالُ لَهُمْ: مَنْ كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: كَذَبْتُمْ، مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلاَ وَلَدٍ، فَمَاذَا تَبْغُونَ؟ فَقَالُوا: عَطِشْنَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا، فَيُشَارُ: أَلاَ تَرِدُونَ؟ فَيُحْشَرُونَ إِلَى النَّارِ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيَتَسَاقَطُونَ فِى النَّارِ. ثُمَّ يُدْعَى النَّصَارَى، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَنْ كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: كَذَبْتُمْ، مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلاَ وَلَدٍ. فَيُقَالُ لَهُمْ: مَاذَا تَبْغُونَ؟ فَكَذَلِكَ مِثْلَ الأَوَّلِ. حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلاَّ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ، أَتَاهُمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ فِى أَدْنَى صُورَةٍ مِنَ الَّتِى رَأَوْهُ (¬1) فِيهَا، فَيُقَالُ: مَاذَا تَنْتَظِرُونَ؟ تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ. ¬
9 - باب فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا
قَالُوا: فَارَقْنَا النَّاسَ فِى الدُّنْيَا عَلَى أَفْقَرِ مَا كُنَّا إِلَيْهِمْ وَلَمْ نُصَاحِبْهُمْ: وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ رَبَّنَا الَّذِى كُنَّا نَعْبُدُ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: لاَ نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا. مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا». 9 - باب فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا 4582 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ يَحْيَى بَعْضُ الْحَدِيثِ «عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: قَالَ لِى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: اقْرَأْ عَلَىَّ. قُلْتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: فَإِنِّى أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِى. فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى بَلَغْتُ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا} قَالَ: أَمْسِكْ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ» (¬1). 11 - باب {أطِيعُوا اللَّهَ، وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ، وَأُولِى الأَمْرِ مِنْكُمْ} (¬2) ذَوِى الأَمْرِ 4584 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما {أطِيعُوا اللَّهَ، وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ، وَأُولِى الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: «نَزَلَتْ فِى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِىٍّ، إِذْ بَعَثَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فِى سَرِيَّةٍ». ¬
12 - باب {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}
12 - باب {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} 4585 - عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: «خَاصَمَ الزُّبَيْرُ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فِى شَرِيجٍ مِنَ الْحَرَّةِ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ. فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟ فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ، ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ. وَاسْتَوْعَى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ فِى صَرِيحِ الْحُكْمِ حِينَ أَحْفَظَهُ الأَنْصَارِىُّ وكَانَ أَشَارَ عَلَيْهِمَا بِأَمْرٍ لَهُمَا فِيهِ سَعَةٌ. قَالَ الزُّبَيْرُ: فَمَا أَحْسِبُ هَذِهِ الآيَاتِ إِلاَّ نَزَلَتْ فِى ذَلِكَ {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}» (¬2). 15 - باب {فَمَا لَكُمْ فِى الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ} 4589 - عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضى الله عنه {فَمَا لَكُمْ فِى الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} رَجَعَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ وَكَانَ النَّاسُ فِيهِمْ فِرْقَتَيْنِ: فَرِيقٌ يَقُولُ اقْتُلْهُمْ، وَفَرِيقٌ يَقُولُ لاَ» (¬3). 16 - باب {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} 4590 - عن سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: «آيَةٌ اخْتَلَفَ فِيهَا أَهْلُ الْكُوفَةِ، فَرَحَلْتُ فِيهَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَقَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا ¬
17 - باب {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} السلم والسلام والسلم واحد
مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} هِىَ آخِرُ مَا نَزَلَ وَمَا نَسَخَهَا شَىْءٌ» (¬1). 17 - باب {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} السِّلْمُ وَالسَّلاَمُ وَالسَّلَمُ وَاحِدٌ 4591 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما «{وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ رَجُلٌ فِى غُنَيْمَةٍ لَهُ، فَلَحِقَهُ الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا غُنَيْمَتَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِى ذَلِكَ قَوْلِهِ {عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (¬2) تِلْكَ الْغُنَيْمَةُ» قَالَ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ {السَّلاَمَ}. ¬
18 - باب {لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون فى سبيل الله}
18 - باب {لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ} 4592 - عن سَهْلُ السَّاعِدِىُّ أَنَّهُ رَأَى مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ فِى الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَأَخْبَرَنَاه أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَخْبَرَهُ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْلَى عَلَيْهِ {لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ} فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهْوَ يُمِلُّهَا عَلَىَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ -وَكَانَ أَعْمَى- فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِى، فَثَقُلَتْ عَلَىَّ حَتَّى خِفْتُ أَنْ تُرَضَّ فَخِذِى. ثُمَّ سُرِّىَ عَنْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {غَيْرَ أُولِى الضَّرَرِ} (¬1)». 4595 - عن ابْنَ عَبَّاسٍ رضى الله عنه قال: «لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ بَدْرٍ وَالْخَارِجُونَ إِلَى بَدْرٍ» (¬2). 19 - باب {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِى أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ. . .} 4596 - عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو الأَسْوَدِ قَالَ: «قُطِعَ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ بَعْثٌ، فَاكْتُتِبْتُ فِيهِ، فَلَقِيتُ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرْتُهُ، فَنَهَانِى عَنْ ذَلِكَ أَشَدَّ النَّهْىِ (¬3) ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِى ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ نَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ يُكَثِّرُونَ سَوَادَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِى السَّهْمُ يُرْمَى بِهِ، فَيُصِيبُ أَحَدَهُمْ فَيَقْتُلُهُ، أَوْ يُضْرَبُ فَيُقْتَلُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِى أَنْفُسِهِمْ} الآيَةَ». ¬
20 - باب {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان. . .}
20 - باب {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ. . .} 4597 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ} قَالَ كَانَتْ أُمِّى مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ» (¬1). 22 - باب {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى. . .} 4599 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما {إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى} قَالَ «عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ كَانَ جَرِيحًا» (¬2). 24 - باب {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} 4601 - عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} قَالَتِ «الرَّجُلُ تَكُونُ عِنْدَهُ الْمَرْأَةُ لَيْسَ بِمُسْتَكْثِرٍ مِنْهَا يُرِيدُ أَنْ يُفَارِقَهَا، فَتَقُولُ: أَجْعَلُكَ مِنْ شَأْنِى فِى حِلٍّ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِى ذَلِكَ» (¬3). 26 - باب قَوْلِهِ {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ -إِلَى قَوْلِهِ- وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ} 4604 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ» (¬4). ¬
27 - باب {يستفتونك قل الله يفتيكم فى الكلالة، إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد} والكلالة من لم يرثه أب أو ابن، وه
27 - باب {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِى الْكَلاَلَةِ، إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ (¬1) وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ} وَالْكَلاَلَةُ مَنْ لَمْ يَرِثْهُ أَبٌ أَوِ ابْنٌ، وَهْوَ مَصْدَرٌ مِنْ تَكَلَّلَهُ النَّسَبُ (¬2). سورة الْمَائِدَةِ 2 - باب {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} 4606 - عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ «قَالَتِ الْيَهُودُ لِعُمَرَ: إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ آيَةً لَوْ نَزَلَتْ فِينَا لاَتَّخَذْنَاهَا عِيدًا. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّى لأَعْلَمُ حَيْثُ أُنْزِلَتْ وَأَيْنَ أُنْزِلَتْ، وَأَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أُنْزِلَتْ: يَوْمَ عَرَفَةَ، وَإِنَّا وَاللَّهِ بِعَرَفَةَ. قَالَ سُفْيَانُ وَأَشُكُّ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لاَ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}» (¬3). 3 - باب {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} تَيَمَّمُوا تَعَمَّدُوا، آمِّينَ عَامِدِينَ (¬4) أَمَّمْتُ وَتَيَمَّمْتُ وَاحِدٌ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمَسْتُمْ وَتَمَسُّوهُنَّ وَاللاَّتِى دَخَلْتُمْ بِهِنَّ وَالإِفْضَاءُ النِّكَاحُ. ¬
4 - باب {فاذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون}
4 - باب {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ، إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ} 4609 - عَنْ طَارِقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ الْمِقْدَادُ يَوْمَ بَدْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لاَ نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ، إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ} وَلَكِنِ امْضِ وَنَحْنُ مَعَكَ. فَكَأَنَّهُ سُرِّىَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» (¬1). 12 - باب {لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} 4621 - عَنْ أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ: «خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ، قَالَ: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا. قَالَ فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وُجُوهَهُمْ لَهُمْ حَنِينٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مَنْ أَبِى؟ قَالَ: أبوك فُلاَنٌ. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} رَوَاهُ النَّضْرُ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ شُعْبَةَ» (¬2). 4623 - عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: الْبَحِيرَةُ الَّتِى يُمْنَعُ دَرُّهَا لِلطَّوَاغِيتِ، فَلاَ يَحْلُبُهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَالسَّائِبَةُ كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لآلِهَتِهِمْ لاَ يُحْمَلُ عَلَيْهَا شَىْءٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الْخُزَاعِىَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِى النَّارِ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ. وَالْوَصِيلَةُ ¬
النَّاقَةُ الْبِكْرُ تُبَكِّرُ فِى أَوَّلِ نِتَاجِ الإِبِلِ بِأُنْثَى، ثُمَّ تُثَنِّى بَعْدُ بِأُنْثَى، وَكَانُوا يُسَيِّبُونَهُمْ لِطَوَاغِيتِهِمْ إِنْ وَصَلَتْ إِحْدَاهُمَا بِالأُخْرَى لَيْسَ بَيْنَهُمَا ذَكَرٌ. وَالْحَامِ فَحْلُ الإِبِلِ يَضْرِبُ الضِّرَابَ الْمَعْدُودَ، فَإِذَا قَضَى ضِرَابَهُ وَدَعُوهُ لِلطَّوَاغِيتِ وَأَعْفَوْهُ مِنَ الْحَمْلِ فَلَمْ يُحْمَلْ عَلَيْهِ شَىْءٌ وَسَمَّوْهُ الْحَامِىَ. وَقَالَ لي أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ سَمِعْتُ سَعِيدًا قَالَ يُخْبِرُهُ بِهَذَا قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ ابْنُ الْهَادِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم» (¬1). 4625 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ: «خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً. ثُمَّ قَالَ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ. ثُمَّ قَالَ: أَلاَ وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلاَئِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ. أَلاَ وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِى فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُصَيْحَابِى. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} فَيُقَالُ: إِنَّ هَؤُلاَءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ» (¬2). ¬
6 - سورة الأنعام
6 - سورة الأَنْعَامِ 3 - باب {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} 4629 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} قَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ؟ فَنَزَلَتْ {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}» (¬1). 4 - باب {وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} 4631 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا يَنْبَغِى لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» (¬2). 6 - باب {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِى ظُفُرٍ. . .} 4633 - عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَاتَلَ ¬
7 - باب {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن}
اللَّهُ الْيَهُودَ، لَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ شُحُومَهَا جَمَلُوها (¬1) ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوهَا». 7 - باب {وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} 4634 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه قَالَ: «لاَ أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ (¬2). وَلاَ شَىْءَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ، لِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ. قُلْتُ: سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: وَرَفَعَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ». 10 - باب {لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} 4636 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا (¬3)، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ وَذَلِكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا. ثُمَّ قَرَأَ الآيَةَ». 7 - سورة الأَعْرَافِ 1 - باب {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّىَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} 4637 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه قَالَ: «أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَرَفَعَهُ، قَالَ: لاَ أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ، فَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلاَ أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ، فَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ» (¬4). ¬
2 - باب {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرنى أنظر إليك قال لن ترانى ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه. . .} قال ابن عباس: أرنى أعطنى
2 - باب {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِى أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِى وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ. . .} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَرِنِى أَعْطِنِى (¬1) 4638 - عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضى الله عنه قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ لُطِمَ وَجْهُهُ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِكَ مِنَ الأَنْصَارِ لَطَمَ وَجْهِى. قَالَ: ادْعُوهُ، فَدَعَوْهُ، قَالَ: لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّى مَرَرْتُ بِالْيَهُودِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَالَّذِى اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ. فَقُلْتُ: وَعَلَى مُحَمَّدٍ؟ وَأَخَذَتْنِى غَضْبَةٌ فَلَطَمْتُهُ. قَالَ: لاَ تُخَيِّرُونِى مِنْ بَيْنِ الأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلاَ أَدْرِى أَفَاقَ قَبْلِى أَمْ جُزِىَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ» (¬2). 4639 - عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءُ الْعَيْنِ» (¬3). ¬
3 - باب {قل يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا. . .}
3 - باب {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا. . .} 4640 - عن الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عن عَبْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ الْعَلاَءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ حَدَّثَنِى بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِىُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: «كَانَتْ بَيْنَ أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ مُحَاوَرَةٌ فَأَغْضَبَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ فَانْصَرَفَ عَنْهُ عُمَرُ مُغْضَبًا، فَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ يَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ (¬2)، فَلَمْ يَفْعَلْ، حَتَّى أَغْلَقَ بَابَهُ فِى وَجْهِهِ. فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَنَحْنُ عِنْدَهُ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا صَاحِبُكُمْ هَذَا فَقَدْ غَامَرَ. قَالَ وَنَدِمَ عُمَرُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، فَأَقْبَلَ حَتَّى سَلَّمَ وَجَلَسَ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَقَصَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْخَبَرَ. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يَقُولُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لأَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِى صَاحِبِى، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِى صَاحِبِى؟ إِنِّى قُلْتُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا، فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقْتَ». قال أبو عبد الله: غامر سبق بالخير (¬3). 4 - باب {وَقُولُوا حِطَّةٌ} 4641 - عن أَبي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قِيلَ لِبَنِى إِسْرَائِيلَ {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} فَبَدَّلُوا، فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِى شَعَرَةٍ» (¬4). ¬
5 - باب {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} العرف: المعروف
5 - باب {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الْعُرْفُ: الْمَعْرُوفُ 4642 - عن ابْنَ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ: «قَدِمَ عُيَيْنَةُ (¬1) بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ (¬2)، وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولاً كَانُوا أَوْ شُبَّانًا. فَقَالَ عُيَيْنَةُ لاِبْنِ أَخِيهِ: يَا ابْنَ أَخِى لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ، فَاسْتَأْذِنْ لِى عَلَيْهِ، قَالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ، فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: هِىْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ، وَلاَ تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ. فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ بِهِ، فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} وَهَذَا مِنَ الْجَاهِلِينَ. وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاَهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ». 4644 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْخُذَ الْعَفْوَ مِنْ أَخْلاَقِ النَّاسِ» (¬3) أَوْ كَمَا قَالَ. ¬
8 - سورة الأنفال
8 - سورة الأَنْفَالِ 6 - باب {يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ. . .} 4653 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما «لَمَّا نَزَلَتْ {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} فَكُتِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ لاَ يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ، فَقَالَ سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ: أَنْ لاَ يَفِرَّ عِشْرُونَ مِنْ مِائَتَيْنِ، ثُمَّ نَزَلَتِ {الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمُ} الآيَةَ، فَكَتَبَ أَنْ لاَ يَفِرَّ مِائَةٌ مِنْ مِائَتَيْنِ، وزَادَ سُفْيَانُ مَرَّةً: نَزَلَتْ {حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ} قَالَ سُفْيَانُ وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: وَأُرَى الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىَ عَنِ الْمُنْكَرِ مِثْلَ هَذَا» (¬1). 9 - سورة بَرَاءَةَ . . . وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ائْتَفَكَتْ انْقَلَبَتْ بِهَا الأَرْضُ. أَهْوَى أَلْقَاهُ فِى هُوَّةٍ. عَدْنٍ خُلْدٍ (¬2)، عَدَنْتُ بِأَرْضٍ أَىْ أَقَمْتُ، وَمِنْهُ مَعْدِنٌ وَيُقَالُ فِى مَعْدِنِ صِدْقٍ فِى مَنْبِتِ صِدْقٍ. . . 1 - باب {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} أذان: إعلام. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أُذُنٌ يُصَدِّقُ. تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَنَحْوُهَا كَثِيرٌ. وَالزَّكَاةُ الطَّاعَةُ وَالإِخْلاَصُ. لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ لاَ يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ (¬3). يُضَاهُونَ يُشَبِّهُونَ. ¬
2 - باب {فسيحوا فى الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزى الله}
4654 - عن الْبَرَاءَ رضى الله عنه قال: «آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِى الْكَلاَلَةِ} وَآخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بَرَاءَةٌ» (¬1). 2 - باب {فَسِيحُوا فِى الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى اللَّهِ} 4655 - عن أَبي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: «بَعَثَنِى أَبُو بَكْرٍ فِى تِلْكَ الْحَجَّةِ فِى مُؤَذِّنِينَ بَعَثَهُمْ يَوْمَ النَّحْرِ يُؤَذِّنُونَ بِمِنًى أَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ. قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ثُمَّ أَرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَذَّنَ مَعَنَا عَلِىٌّ يَوْمَ النَّحْرِ فِى أَهْلِ مِنًى بِبَرَاءَةَ، وَأَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ» (¬2). 4656 - عن حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: «بَعَثَنِى أَبُو بَكْرٍ رضى الله عنه فِى تِلْكَ الْحَجَّةِ فِى الْمُؤَذِّنِينَ بَعَثَهُمْ يَوْمَ النَّحْرِ يُؤَذِّنُونَ بِمِنًى أَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ. قَالَ حُمَيْدٌ: ثُمَّ أَرْدَفَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِعَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ فَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ (¬3) بِبَرَاءَةَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَأَذَّنَ مَعَنَا عَلِىٌّ فِى أَهْلِ مِنًى يَوْمَ النَّحْرِ بِبَرَاءَةَ، وَأَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ». ¬
6 - باب {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم}
قال الحافظ: . . . "فقام على أيام التشريق فنادى: ذمة الله وذمة رسوله بريئة من كل مشرك، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، ولا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن (1). 6 - باب {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} 4660 - عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: «مَرَرْتُ عَلَى أَبِى ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ فَقُلْتُ: مَا أَنْزَلَكَ بِهَذِهِ الأَرْضِ؟ قَالَ: كُنَّا بِالشَّأْمِ، فَقَرَأْتُ {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} قَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا هَذِهِ فِينَا، مَا هَذِهِ إِلاَّ فِى أَهْلِ الْكِتَابِ. قَالَ قُلْتُ: إِنَّهَا لَفِينَا وَفِيهِمْ» (¬2). 7 - باب {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} (¬3). قال الحافظ: . . . فيستحلون الشهر الحرام ثم يحرمون بدله شهرًا غيره فتتحول في ذلك شهور السنة وتتبدل، فإذا أتى على ذلك عدة من السنين استدار ¬
10 - باب {والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب} قال مجاهد: يتألفهم بالعطية
الزمان وعاد الأمر إلى أصله، فاتفق وقوع حجة النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك (¬1). 10 - باب {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ} قَالَ مُجَاهِدٌ: يَتَأَلَّفُهُمْ بِالْعَطِيَّةِ 4667 - عَنْ سَعِيدٍ رضى الله عنه قَالَ: «بُعِثَ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم بِشَىْءٍ، فَقَسَمَهُ بَيْنَ أَرْبَعَةٍ وَقَالَ: أَتَأَلَّفُهُمْ. فَقَالَ رَجُلٌ: مَا عَدَلْتَ. فَقَالَ: يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ» (¬2). 11 - باب {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} 4668 - عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ قَالَ: «لَمَّا أُمِرْنَا بِالصَّدَقَةِ كُنَّا نَتَحَامَلُ (¬3)، فَجَاءَ أَبُو عَقِيلٍ بِنِصْفِ صَاعٍ وَجَاءَ إِنْسَانٌ بِأَكْثَرَ مِنْهُ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: إِنَّ اللَّهَ لَغَنِىٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا، وَمَا فَعَلَ هَذَا الآخَرُ إِلاَّ رِئَاءً، فَنَزَلَتْ {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِى الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ} الآيَةَ» (¬4). ¬
12 - باب {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم. . .}
4669 - عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ، فَيَحْتَالُ أَحَدُنَا حَتَّى يَجِئَ بِالْمُدِّ، وَإِنَّ لأَحَدِهِمِ الْيَوْمَ مِائَةَ أَلْفٍ. كَأَنَّهُ يُعَرِّضُ بِنَفْسِهِ» (¬1). 12 - باب {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ. . .} 4670 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ: «لَمَّا تُوُفِّىَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفِّنُ فِيهِ أَبَاهُ، فَأَعْطَاهُ. ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّىَ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّىَ عليه، فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أتُصَلِّى عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ رَبُّكَ أَنْ تُصَلِّىَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا خَيَّرَنِى اللَّهُ فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ، إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَسَأَزِيدُهُ عَلَى السَّبْعِينَ. قَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ. قَالَ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا، وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}» (¬2). 13 - باب قَوْلِهِ {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}. 4672 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما أَنَّهُ قَالَ: «لَمَّا تُوُفِّىَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ، وَأَمَرَهُ أَنْ ¬
15 - باب {وآخرون اعترفوا بذنوبهم، خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا. . .}
يُكَفِّنَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّى عَلَيْهِ، فَأَخَذَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِثَوْبِهِ فَقَالَ: تُصَلِّى عَلَيْهِ وَهْوَ مُنَافِقٌ، وَقَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُمْ؟ قَالَ إِنَّمَا خَيَّرَنِى اللَّهُ -أَوْ أَخْبَرَنِى اللَّهُ- فَقَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ، إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} فَقَالَ: سَأَزِيدُهُ عَلَى سَبْعِينَ. قَالَ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا، وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ، إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ}» (¬1). 15 - باب {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ، خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا. . .} 4674 - عن سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ رضى الله عنه قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَنَا: أَتَانِى اللَّيْلَةَ آتِيَانِ فَابْتَعَثَانِى، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَتَلَقَّانَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، قَالاَ لَهُمُ: اذْهَبُوا فَقَعُوا فِى ذَلِكَ النَّهْرِ، فَوَقَعُوا فِيهِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ فَصَارُوا فِى أَحْسَنِ صُورَةٍ. قَالاَ لِى: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ. قَالاَ: أَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌ وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحٌ فَإِنَّهُمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ» (¬2). ¬
16 - باب {ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}
16 - باب {مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} 4675 - عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى أُمَيَّةَ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: أَىْ عَمِّ قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ، فَنَزَلَتْ {مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِى قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}» (¬1). 17 - باب {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِىِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِى سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ. . .} 4676 - عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ -وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِىَ- قَالَ: «سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ فِى حَدِيثِهِ {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} قَالَ فِى آخِرِ حَدِيثِهِ: إِنَّ مِنْ تَوْبَتِى (¬2) أَنْ ¬
18 - باب {وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم. . .}
أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِى صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ (¬1)، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: أَمْسِكْ بَعْضَ مَالِكَ، فَهْوَ خَيْرٌ لَكَ». 18 - باب {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ. . .} 4677 - عن أَبِى كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ وَهْوَ أَحَدُ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ «أَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى غَزْوَةٍ غَزَاهَا قَطُّ غَيْرَ غَزْوَتَيْنِ: غَزْوَةِ الْعُسْرَةِ وَغَزْوَةِ بَدْرٍ. قَالَ فَأَجْمَعْتُ صِدْقَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضُحًى، وَكَانَ قَلَّمَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ سَافَرَهُ إِلاَّ ضُحًى (¬2)، وَكَانَ يَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ، وَنَهَى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَلاَمِى وَكَلاَمِ صَاحِبَىَّ، وَلَمْ يَنْهَ عَنْ كَلاَمِ أَحَدٍ مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ غَيْرِنَا؛ فَاجْتَنَبَ النَّاسُ كَلاَمَنَا، فَلَبِثْتُ كَذَلِكَ حَتَّى طَالَ عَلَىَّ الأَمْرُ، وَمَا مِنْ شَىْءٍ أَهَمُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ فَلاَ يُصَلِّى عَلَىَّ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ يَمُوتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَكُونَ مِنَ النَّاسِ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ فَلاَ يُكَلِّمُنِى أَحَدٌ مِنْهُمْ وَلاَ يُصَلِّى عَلَىَّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَوْبَتَنَا عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَقِىَ الثُّلُثُ الآخِرُ مِنَ ¬
11 - سورة هود
اللَّيْلِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ، وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مُحْسِنَةً فِى شَأْنِى، مَعْنِيَّةً فِى أَمْرِى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أُمَّ سَلَمَةَ، تِيبَ عَلَى كَعْبٍ. قَالَتْ: أَفَلاَ أُرْسِلُ إِلَيْهِ فَأُبَشِّرَهُ؟ قَالَ: إِذًا يَحْطِمَكُمُ النَّاسُ فَيَمْنَعُونَكُمُ النَّوْمَ سَائِرَ اللَّيْلَةِ. حَتَّى إِذَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الْفَجْرِ آذَنَ بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا، وَكَانَ إِذَا اسْتَبْشَرَ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةٌ مِنَ الْقَمَرِ. وَكُنَّا أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ الَّذِينَ خُلِّفُوا عَنِ الأَمْرِ الَّذِى قُبِلَ مِنْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ اعْتَذَرُوا حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ لَنَا التَّوْبَةَ، فَلَمَّا ذُكِرَ الَّذِينَ كَذَبُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ فَاعْتَذَرُوا بِالْبَاطِلِ ذُكِرُوا بِشَرِّ مَا ذُكِرَ بِهِ أَحَدٌ. قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ، قُلْ لاَ تَعْتَذِرُوا، لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ، قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ، وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} الآيَةَ». 11 - سورة هُودٍ 3 - باب {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ، لأَنَّ مَدْيَنَ بَلَدٌ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ جَرَمْتُ. الْفُلْكُ وَالْفَلَكُ وَاحِدٌ وَهْىَ السَّفِينَةُ وَالسُّفُنُ. مُجْرَاهَا: مَدْفَعُهَا وَهْوَ مَصْدَرُ أَجْرَيْتُ. وَأَرْسَيْتُ: حَبَسْتُ. وَيُقْرَأُ، مَرْسَاهَا مِنْ رَسَتْ (¬1). وَمُجْرِيهَا وَمُرْسِيهَا مِنْ فُعِلَ بِهَا، الرَّاسِيَاتُ ثَابِتَاتٌ. 4685 - عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ: «بَيْنَا ابْنُ عُمَرَ يَطُوفُ إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ -أَوْ قَالَ يَا ابْنَ عُمَرَ- هل سَمِعْتَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فِى النَّجْوَى؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يُدْنَى الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ وَقَالَ ¬
5 - باب {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة. . .}
هِشَامٌ: يَدْنُو الْمُؤْمِنُ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ (¬1) فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ: تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ يَقُولُ: أَعْرِفُ، يَقُولُ رَبِّ أَعْرِفُ (مَرَّتَيْنِ) فَيَقُولُ سَتَرْتُهَا فِى الدُّنْيَا، وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ. ثُمَّ تُطْوَى صَحِيفَةُ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الآخَرُونَ -أَوِ الْكُفَّارُ- فَيُنَادَى عَلَى رُؤُوسِ الأَشْهَادِ: هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ» (¬2). 5 - باب {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَالِمَةٌ. . .} 4686 - عَنْ أَبِى مُوسَى رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِى لِلظَّالِمِ، حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ. قَالَ ثُمَّ قَرَأَ {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} (¬3). 6 - باب {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ. . .} 4687 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضى الله عنه «أَنَّ رَجُلاً أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ، ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} قَالَ الرَّجُلُ: أَلِىَ هَذِهِ؟ قَالَ: لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِى» (¬4). ¬
12 - سورة يوسف
12 - سورة يُوسُفَ 2 - باب {لَقَدْ كَانَ فِى يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} 4689 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَىُّ النَّاسِ أَكْرَمُ؟ قَالَ: أَكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ. قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ فَأَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِىُّ اللَّهِ، ابْنُ نَبِىِّ اللَّهِ، ابْنِ نَبِىِّ اللَّهِ، ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ. قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِى؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَخِيَارُكُمْ فِى الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِى الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُوا» (¬1). 4 - باب {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ. . .} 4693 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه «أَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا أَبْطَئُوا عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم بِالإِسْلاَمِ قَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ، فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَىْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا مِثْلَ الدُّخَانِ، قَالَ اللَّهُ {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}، قَالَ اللَّهُ {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ. أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وَقَدْ مَضَى الدُّخَانُ وَمَضَتِ الْبَطْشَةُ» (¬2). ¬
5 - باب {فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة}
5 - باب {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ} 4694 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا، لَقَدْ كَانَ يَأْوِى إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِى السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ لأَجَبْتُ الدَّاعِىَ (¬1)، وَنَحْنُ أَحَقُّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لَهُ: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِى}». 6 - باب {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} 4695 - عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: «أَخْبَرَنِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ لَهُ وَهُوَ يَسْأَلُهَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} قَالَ قُلْتُ: أَكُذِبُوا أَمْ كُذِّبُوا؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: كُذِّبُوا. قُلْتُ: فَقَدِ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ، فَمَا هُوَ بِالظَّنِّ. قَالَتْ أَجَلْ لَعَمْرِى، لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ فَقُلْتُ لَهَا: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا؟ قَالَتْ: مَعَاذَ اللَّهِ، لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذَلِكَ بِرَبِّهَا. قُلْتُ: فَمَا هَذِهِ الآيَةُ؟ قَالَتْ: هُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَصَدَّقُوهُمْ، فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْبَلاَءُ وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُمُ النَّصْرُ، حَتَّى اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّتِ الرُّسُلُ أَنَّ أَتْبَاعَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ، جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ» (¬2). ¬
13 - سورة الرعد
13 - سورة الرَّعْدِ {وَإِلَيْهِ مَئابِ} (¬1) تَوْبَتِى. {أَفَلَمْ يَيْأَسْ} لَمْ يَتَبَيَّنْ. {قَارِعَةٌ} دَاهِيَةٌ. . . 14 - سورة إِبْرَاهِيمَ 1 - باب {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى السَّمَاءِ. . .} 4698 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ: «كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَخْبِرُونِى بِشَجَرَةٍ تُشْبِهُ أَوْ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ لاَ يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا وَلاَ وَلاَ وَلاَ، تُؤْتِى أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ فِى نَفْسِى أَنَّهَا النَّخْلَةُ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لاَ يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ. فَلَمَّا لَمْ يَقُولُوا شَيْئًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هِىَ النَّخْلَةُ. فَلَمَّا قُمْنَا قُلْتُ لِعُمَرَ: يَا أَبَتَاهُ، وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِى نَفْسِى أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقَالَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ؟ قَالَ لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ أَقُولَ شَيْئًا. قَالَ عُمَرُ: لأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا» (¬2). 2 - باب {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} 4699 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْمُسْلِمُ إِذَا سُئِلَ فِى الْقَبْرِ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِى الآخِرَةِ}» (¬3). ¬
16 - سورة النحل
16 - سورة النَّحْلِ 1 - باب {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} 4707 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو: أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَالْكَسَلِ، وَأَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ» (¬1). 17 - سورة بَنِى إِسْرَائِيلَ (¬2) 1 - باب. . . 4708 - عن ابْنَ مَسْعُودٍ رضى الله عنه قَالَ فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ وَالْكَهْفِ وَمَرْيَمَ: «إِنَّهُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ الأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلاَدِى» (¬3) {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَهُزُّونَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: نَغَضَتْ سِنُّكَ أَىْ تَحَرَّكَتْ. قال الحافظ: . . . قوله (وليّ من الذل لم يحالف أحدًا) وروى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {ولم يكن له ولي من الذل} قال: لم يحالف أحدًا (¬4). ¬
3 - باب {أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام}
3 - باب {أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} 4710 - عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما قَالَ: «سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَمَّا كَذَّبَنِى قُرَيْشٌ قُمْتُ فِى الْحِجْرِ فَجَلَّى اللَّهُ لِى بَيْتَ الْمَقْدِسِ (¬1) فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ. زَادَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِى ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَمِّهِ: لَمَّا كَذَّبتنِى قُرَيْشٌ حِينَ أُسْرِىَ بِى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ. . نَحْوَهُ». قَاصِفًا: رِيحٌ تَقْصِفُ كُلَّ شَىْءٍ. 5 - باب {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} 4712 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: «أُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ -وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ- فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً ثُمَّ قَالَ: أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ؟ يُجْمَعُ (¬1) النَّاسُ -الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ- فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِى، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقُونَ وَلاَ يَحْتَمِلُونَ. فَيَقُولُ النَّاسُ: أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ؟ أَلاَ تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: عَلَيْكُمْ بِآدَمَ، فَيَأْتُونَ آدَمَ عليه السلام فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى إِلَى ¬
مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّى قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ نَهَانِى عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِى نَفْسِى نَفْسِى، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِى، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ. فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِى دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِى، نَفْسِى نَفْسِى نَفْسِى، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِى، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ. فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَنْتَ نَبِىُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَإِنِّى قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلاَثَ كَذَبَاتٍ -فَذَكَرَهُنَّ أَبُو حَيَّانَ فِى الْحَدِيثِ- نَفْسِى نَفْسِى نَفْسِى، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِى، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى. فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلاَمِهِ عَلَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّى قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّى قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا، نَفْسِى نَفْسِى نَفْسِى، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِى، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى. فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ، وَرُوحٌ مِنْهُ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ صَبِيًّا، اشْفَعْ لَنَا، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّى قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ -وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا- نَفْسِى نَفْسِى نَفْسِى، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِى اذْهَبُوا إِلَى
6 - باب {وآتينا داود زبورا}
مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَخَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ (¬1)، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَأَنْطَلِقُ، فَآتِى تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّى عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَىَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِى. ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأْسِى فَأَقُولُ: أُمَّتِى يَا رَبِّ، أُمَّتِى يَا رَبِّ. فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ. ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى». 6 - باب {وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} 4713 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ القرآن، فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَابَّتِهِ لِتُسْرَجَ، فَكَانَ يَقْرَأُ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ». يَعْنِى الْقُرْآنَ (¬2). 7 - باب {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ} 4714 - عَنْ أَبِى مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ {إِلَى رَبِّهِمِ الْوَسِيلَةَ} قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنَ الإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَاسًا مِنَ الْجِنِّ، فَأَسْلَمَ الْجِنُّ، وَتَمَسَّكَ هَؤُلاَءِ بِدِينِهِمْ. زَادَ الأَشْجَعِىُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ} (¬3). ¬
8 - باب {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة}
8 - باب {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمِ الْوَسِيلَةَ} 4715 - عَنْ أَبِى مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه فِى هَذِهِ الآيَةِ (¬1) {الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمِ الْوَسِيلَةَ} قَالَ: نَاسٌ مِنَ الْجِنِّ يُعْبَدُونَ، فَأَسْلَمُوا. 9 - باب {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِى أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ} 4716 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِى أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ} قَالَ: هِىَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِهِ {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ (¬2) فِي الْقُرْآنِ} قال: شَجَرَةُ الزَّقُّومِ. 10 - باب {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} قَالَ مُجَاهِدٌ: صَلاَةَ الْفَجْرِ 4717 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فَضْلُ صَلاَةِ الْجَمع عَلَى صَلاَةِ الْوَاحِدِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً، وَتَجْتَمِعُ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةُ النَّهَارِ فِى صَلاَةِ الصُّبْحِ. يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}» (¬3). ¬
11 - باب {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}
11 - باب {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} 4718 - عن ابْنَ عُمَرَ رضى الله عنهما قال: «إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا (¬1)، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا، يَقُولُونَ: يَا فُلاَنُ اشْفَعْ، حَتَّى تَنْتَهِىَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ». 4719 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِى وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (¬2). 12 - باب {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ، إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} يَزْهَقُ: يَهْلِكُ. 4720 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضى الله عنه قَالَ: «دَخَلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَحَوْلَ الْبَيْتِ سِتُّونَ وَثَلاَثُمِائَةِ نُصُبٍ، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِى يَدِهِ وَيَقُولُ: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} {جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ}» (¬3). ¬
13 - باب {ويسألونك عن الروح}
13 - باب {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} 4721 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه قَالَ: «بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى حَرْثٍ -وَهْوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَسِيبٍ- إِذْ مَرَّ الْيَهُودُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَقَالَ مَا رَابَكُمْ إِلَيْهِ -وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ يَسْتَقْبِلُكُمْ بِشَىْءٍ تَكْرَهُونَهُ- فَقَالُوا: سَلُوهُ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَأَمْسَكَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ شَيْئًا، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقُمْتُ مَقَامِى. فَلَمَّا نَزَلَ الْوَحْىُ قَالَ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى، وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (¬1)». 14 - باب {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} 4722 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما فِى قَوْلِهِ تَعَالَى: «{وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} قَالَ: نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُخْتَفٍ بِمَكَّةَ كَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا سَمِع الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ} أَىْ بِقِرَاءَتِكَ فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ {وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} عَنْ أَصْحَابِكَ فَلاَ تُسْمِعُهُمْ {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً}» (¬2). 4723 - عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «أُنْزِلَ ذَلِكَ فِى الدُّعَاءِ» (¬3). ¬
20 - سورة طه
20 - سورة طه 1 - باب {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِى} 4736 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْتَقَى آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى لآدَمَ: أَنْتَ الَّذِى أَشْقَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ الَّذِى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ، وَاصْطَفَاكَ لِنَفْسِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَوَجَدْتَهَا كُتِبَ عَلَىَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِى؟ قَالَ: نَعَمْ. فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى» (¬1). 2 - باب {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِى فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِى الْبَحْرِ يَبَسًا، لاَ تَخَافُ دَرَكًا وَلاَ تَخْشَى. فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ. وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى} 4737 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ: «لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَالْيَهُودُ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِى ظَهَرَ فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ؛ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصُومُوهُ» (¬2). 21 - سورة الأَنْبِيَاءِ قال الحافظ: . . . (تنبيه): وقع في رواية أبي ذر "يعيون" بفتح أوله ووهاه ¬
2 - باب {كما بدأنا أول خلق}
ابن التين وقال: هو من أعيى أي الصواب بضم (¬1) أوله. 2 - باب {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ} 4740 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ: «خَطَبَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} ثُمَّ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، ثم يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِى فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ (¬2)، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِى، فَيُقَالُ: لاَ تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. . . الحديث». 22 - سورة الْحَجِّ 1 - باب {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} (¬3) 4741 - عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ¬
يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا آدَمُ، فَيقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ. فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ. قَالَ: يَا رَبِّ وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ -أُرَاهُ قَالَ- تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ. فَحِينَئِذٍ تَضَعُ الْحَامِلُ حَمْلَهَا (¬1)، وَيَشِيبُ الْوَلِيدُ، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ. فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى تَغَيَّرَتْ وُجُوهُهُمْ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ. ثُمَّ أَنْتُمْ فِى النَّاسِ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِى جَنْبِ الثَّوْرِ الأَبْيَضِ أَوْ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِى جَنْبِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، وَإِنِّى لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا (¬2). ثُمَّ قَالَ: ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا. ثُمَّ قَالَ: شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا». ¬
2 - باب {ومن الناس من يعبد الله على حرف} {فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة. . .}
2 - باب {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ (¬1) خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ. . .} 3 - باب {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِى رَبِّهِمْ} 4743 - عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ عَنْ أَبِى ذَرٍّ رضى الله عنه «أَنَّهُ كَانَ يُقْسِمُ فِيهَا قسما: إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ {هَذَانِ (¬2) خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِى رَبِّهِمْ} نَزَلَتْ فِى حَمْزَةَ وَصَاحِبَيْهِ وَعُتْبَةَ وَصَاحِبَيْهِ يَوْمَ بَرَزُوا فِى يَوْمِ بَدْرٍ» 24 - سورة النُّورِ 1 - باب {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ. . .} 4745 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ «أَنَّ عُوَيْمِرًا أَتَى عَاصِمَ بْنَ عَدِىٍّ وَكَانَ سَيِّدَ بَنِى عَجْلاَنَ فَقَالَ: كَيْفَ تَقُولُونَ فِى رَجُلٍ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلاً، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ سَلْ لِى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ. فَأَتَى عَاصِمٌ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسَائِلَ، فَسَأَلَهُ عُوَيْمِرٌ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَرِهَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا قَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لاَ أَنْتَهِى حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ فَجَاءَ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ وَجَدَ مَعَ ¬
امْرَأَتِهِ رَجُلاً، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ فِيكَ وَفِى صَاحِبَتِكَ فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمُلاَعَنَةِ بِمَا سَمَّى اللَّهُ فِى كِتَابِهِ فَلاَعَنَهَا. . . الحديث» (¬1). ¬
4 - باب {والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين}
4 - باب {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} 4748 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما «أَنَّ رَجُلاً رَمَى امْرَأَتَهُ فَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا فِى زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَلاَعَنَا كَمَا قَالَ اللَّهُ، ثُمَّ قَضَى بِالْوَلَدِ لِلْمَرْأَةِ وَفَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلاَعِنَيْنِ» (¬1). 10 - باب {وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} 4756 - عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: دَخَلَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ عَلَى عَائِشَةَ فَشَبَّبَ وَقَالَ: حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ ... وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ قَالَتْ عَائِشَة: لَسْتَ كَذَاكَ. قُلْتُ: تَدَعِينَ مِثْلَ هَذَا يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ (¬2) {وَالَّذِى تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ} فَقَالَتْ: وَأَىُّ عَذَابٍ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَى. وَقَالَتْ: وَقَدْ كَانَ يَرُدُّ (¬3) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم». 25 - سورة الْفُرْقَانِ 1 - باب {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ. . .} 4760 - عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضى الله عنه «أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ يُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ الَّذِى أَمْشَاهُ عَلَى الرِّجْلَيْنِ فِى ¬
2 - باب {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس. . .}
الدُّنْيَا قَادِرًا عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ قَتَادَةُ: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّنَا» (¬1). 2 - باب {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ. . .} 4761 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه قَالَ: «سَأَلْتُ -أَوْ سُئِلَ- رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَىُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ. قُلْتُ: ثُمَّ أَىٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ. قُلْتُ: ثُمَّ أَىٌّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِىَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ. قَالَ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ. . . الآية}» (¬2). 4762 - عن الْقَاسِمُ بْنُ أَبِى بَزَّةَ أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ: هَلْ لِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ {وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} فَقَالَ سَعِيدٌ: قَرَأْتُهَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا قَرَأْتَهَا عَلَىَّ فَقَالَ: هَذِهِ مَكِّيَّةٌ نَسَخَتْهَا آيَةٌ مَدَنِيَّةٌ الَّتِى فِى سُورَةِ النِّسَاءِ» (¬3). ¬
4 - باب {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك. . .}
4764 - عن ابْنَ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} قَالَ: لاَ تَوْبَةَ لَهُ. وَعَنْ قَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ {لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} قَالَ: كَانَتْ هَذِهِ فِى الْجَاهِلِيَّةِ» (¬1). 4 - باب {إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ. . .} 4766 - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: «أَمَرَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى أَنْ أَسْأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: لَمْ يَنْسَخْهَا شَىْءٌ وَعَنْ {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} قَالَ: نَزَلَتْ فِى أَهْلِ الشِّرْكِ» (¬2). 26 - سورة الشُّعَرَاءِ 1 - باب {وَلاَ تُخْزِنِى يَوْمَ يُبْعَثُونَ} 4768 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ رَأَى أَبَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ الْغَبَرَةُ وَالْقَتَرَةُ» الْغَبَرَةُ هِىَ الْقَتَرَةُ (¬3). 4769 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِى أَنْ لاَ تُخْزِنِى يَوْمَ يُبْعَثُونَ. فَيَقُولُ اللَّهُ: إِنِّى حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ» (¬4). ¬
2 - باب {وأنذر عشيرتك الأقربين}
2 - باب {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} 4770 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} صَعِدَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِى: يَا بَنِى فِهْرٍ، يَا بَنِى عَدِىٍّ -لِبُطُونِ قُرَيْشٍ- حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولاً لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِى تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِىَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا. قَالَ: فَإِنِّى نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍ شَدِيدٍ. فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}» (¬1). ¬
28 - سورة القصص
28 - سورة الْقَصَصِ {كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} إِلاَّ مُلْكَهُ (¬1). 30 - سورة الرُّومِ باب {لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} لِدِينِ اللَّهِ. 4775 - عن أَبي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟ ثُمَّ يَقُولُ: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}» (¬2). 31 - سورة لُقْمَانَ 4776 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ لَيْسَ بِذَاكَ، أَلاَ تَسْمَعُ ¬
2 - باب {إن الله عنده علم الساعة}
إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لاِبْنِهِ {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (¬1)». 2 - باب {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} 4777 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ يَمْشِى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَرُسُلِهِ، وَلِقَائِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الآخِرِ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الإِسْلاَمُ؟ قَالَ: الإِسْلاَمُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الإِحْسَانُ؟ قَالَ: الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الْمَرْأَةُ رَبَّتَهَا (¬2) فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا كَانَ الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ رُؤسَ النَّاسِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، فِى خَمْسٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِى الأَرْحَامِ} ثُمَّ انْصَرَفَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: رُدُّوا عَلَىَّ. فَأَخَذُوا لِيَرُدُّوا فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَ: هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ» (¬3). ¬
32 - سورة السجدة
32 - سورة السَّجْدَةِ 4779 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِى الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِىَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}» (¬1). 4780 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِى الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، ذُخْرًا بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ. ثُمَّ قَرَأَ {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِىَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}» (¬2). 33 - سورة الأَحْزَابِ 1 - باب 4781 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {النَّبِىُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ تَرَكَ مَالاً فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا، فَإِنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضِيَاعًا فَلْيَأْتِنِى وَأَنَا مَوْلاَهُ» (¬3). ¬
2 - باب {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله}
2 - باب {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} 4782 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما «أَنَّ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلاَّ زَيْدَ ابْنَ مُحَمَّدٍ، حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}» (¬1). 3 - باب {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} 4783 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه قَالَ: «نُرَى هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِى أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}» (¬2). 4 - باب {قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً} التَّبَرُّجُ (¬3): أَنْ تُخْرِجَ مَحَاسِنَهَا. سُنَّةَ اللَّهِ اسْتَنَّهَا جَعَلَهَا. 5 - باب {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}. 4786 - عن أَبي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: «لَمَّا أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِتَخْيِيرِ أَزْوَاجِهِ بَدَأَ بِى فَقَالَ: إِنِّى ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا فَلاَ عَلَيْكِ أَنْ لاَ تَعْجَلِى حَتَّى تَسْتَأْمِرِى أَبَوَيْكِ. قَالَتْ: وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَىَّ لَمْ يَكُونَا يَأْمُرَانِى بِفِرَاقِهِ، قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ ¬
7 - باب {ترجئ من تشاء منهن وتؤوى إليك من تشاء. . .}
قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا -إِلَى- أَجْرًا عَظِيمًا}. قَالَتْ: فَقُلْتُ: فَفِى أَىِّ هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَىَّ؟ فَإِنِّى أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ. قَالَتْ: ثُمَّ فَعَلَ أَزْوَاجُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ مَا فَعَلْتُ» (¬1). 7 - باب {تُرْجِئُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِى إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ. . .} 4788 - عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللاَّتِى وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَقُولُ: أَتَهَبُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا؟ فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {تُرْجِئُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِى إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ، وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ} قُلْتُ: مَا أُرَى رَبَّكَ إِلاَّ يُسَارِعُ فِى هَوَاكَ» (¬2). قال الحافظ: . .. قوله (يستأذن المرأة في اليوم) أي الذي يكون فيه نوبتها إذا أراد أن يتوجه إلى الأخرى (¬3). 8 - باب {لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِىِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ. . .} 4792 - عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ «أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذِهِ الآيَةِ آيَةِ الْحِجَابِ: لَمَّا ¬
أُهْدِيَتْ زَيْنَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ مَعَهُ فِى الْبَيْتِ، صَنَعَ طَعَامًا وَدَعَا الْقَوْمَ، فَقَعَدُوا يَتَحَدَّثُونَ، فَجَعَلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ ثُمَّ يَرْجِعُ، وَهُمْ قُعُودٌ يَتَحَدَّثُونَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِىِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ -إِلَى قَوْلِهِ- مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} فَضُرِبَ الْحِجَابُ، وَقَامَ الْقَوْمُ» (¬1). 4794 - عَنْ أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ: «أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -حِينَ بَنَى بِزَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ- فَأَشْبَعَ النَّاسَ خُبْزًا وَلَحْمًا (¬2)، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى حُجَرِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ صَبِيحَةَ بِنَائِهِ فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ وَيَدْعُو لَهُنَّ، وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ وَيَدْعُونَ لَهُ. فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ رَأَى رَجُلَيْنِ جَرَى بِهِمَا الْحَدِيثُ، فَلَمَّا رَآهُمَا رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلاَنِ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ وَثَبَا مُسْرِعَيْنِ، فَمَا أَدْرِى أَنَا أَخْبَرْتُهُ بِخُرُوجِهِمَا أَمْ أُخْبِرَ، فَرَجَعَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ». 4795 - عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «خَرَجَتْ سَوْدَةُ -بَعْدَ مَا ضُرِبَ الْحِجَابُ- لِحَاجَتِهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَسِيمَةً لاَ تَخْفَى عَلَى مَنْ يَعْرِفُهَا، فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا سَوْدَةُ، أَمَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا، فَانْظُرِى كَيْفَ ¬
9 - باب {إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شئ عليما. . .}
تَخْرُجِينَ. قَالَتْ: فَانْكَفَأَتْ رَاجِعَةً، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى بَيْتِى، وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى وَفِى يَدِهِ عَرْقٌ، فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِى فَقَالَ لِى عُمَرُ كَذَا وَكَذَا، قَالَتْ: فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ وَإِنَّ الْعَرْقَ فِى يَدِهِ مَا وَضَعَهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ» (¬1). 9 - باب {إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمًا. . .} 4796 - عن عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتِ: «اسْتَأْذَنَ عَلَىَّ أَفْلَحُ أَخُو أَبِى الْقُعَيْسِ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَقُلْتُ: لاَ آذَنُ لَهُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ فِيهِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ أَخَاهُ أَبَا الْقُعَيْسِ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِى، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِى امْرَأَةُ أَبِى الْقُعَيْسِ، فَدَخَلَ عَلَىَّ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِى الْقُعَيْسِ اسْتَأْذَنَ، فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَكَ. فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: وَمَا مَنَعَكِ أَنْ تَأْذَنِين؟ عَمُّكِ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِى، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِى امْرَأَةُ أَبِى الْقُعَيْسِ، فَقَالَ: ائْذَنِى لَهُ فَإِنَّهُ عَمُّكِ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ. قَالَ عُرْوَةُ: فَلِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: حَرِّمُوا مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا تُحَرِّمُونَ مِنَ النَّسَبِ» (¬2). ¬
10 - باب {إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}
10 - باب {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} 4797 - عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضى الله عنه «قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا السَّلاَمُ عَلَيْكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ الصَّلاَةُ عليك؟ قَالَ: قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (¬1). قال الحافظ: . . . قوله (فكيف الصلاة عليك)؟ في حديث أبي سعيد "فكيف نصلي عليك"؟ زاد أبو مسعود في روايته "إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا" (¬2) أخرجه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان بهذه الزيادة. قال الحافظ: . . . وقريب من هذا أنه لا يقال قال محمد عز وجل (¬3) وإن كان معناه صحيحاً، لأن هذا الثناء صار شعاراً لله سبحانه فلا يشاركه غيره فيه. قال الحافظ: . . . ثم أخرج عن ابن عباس بإسناد صحيح قال: "لا تصلح الصلاة على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن للمسلمين والمسلمات الاستغفار" (¬4). ¬
34 - سورة سبإ
34 - سورة سَبَإٍ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: لاَ يَعْزُبُ لاَ يَغِيبُ. سيل الْعَرِمُ: السُّدُّ (¬1) مَاءٌ أَحْمَرُ أَرْسَلَهُ اللَّهُ فِى السُّدِّ فَشَقَّهُ وَهَدَمَهُ وَحَفَرَ الْوَادِىَ فَارْتَفَعَتَا عَنِ الْجَنْبَيْنِ وَغَابَ عَنْهُمَا الْمَاءُ فَيَبِسَتَا. . 1 - باب {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: الْحَقَّ} 4800 - عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: «إِنَّ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ فِى السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا لِلَّذِى قَالَ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ، فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ -وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَفَهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ- فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الْكَاهِنِ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُقَالُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا، فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِى سَمِعَ مِنَ السَّمَاءِ» (¬2). ¬
37 - سورة الصافات
37 - سورة الصَّافَّاتِ 1 - باب {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} 4804 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَا يَنْبَغِى لأَحَدٍ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مِنِ ابْنِ مَتَّى» (¬1). 38 - سورة ص 4807 - عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِىُّ عَنِ الْعَوَّامِ قَالَ: «سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنْ سَجْدَةِ ص فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ أَيْنَ سَجَدْتَ؟ فَقَالَ: أَوَمَا تَقْرَأُ {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} فَكَانَ دَاوُدُ مِمَّنْ أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْتَدِىَ بِهِ. فَسَجَدَهَا دَاوُدَ فَسَجَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» (¬2). 2 - باب {هَبْ لِى مُلْكًا لاَ يَنْبَغِى لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِى، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} 4808 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَىَّ الْبَارِحَةَ -أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا- لِيَقْطَعَ عَلَىَّ الصَّلاَةَ، فَأَمْكَنَنِى اللَّهُ مِنْهُ. وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِى الْمَسْجِدِ، حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِى سُلَيْمَانَ {رَبِّ هَبْ لِى مُلْكًا لاَ يَنْبَغِى لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِى} قَالَ رَوْحٌ: فَرَدَّهُ خَاسِئًا» (¬3). ¬
3 - باب {وما أنا من المتكلفين}
3 - باب {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} 4809 - عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ «دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَلِمَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لاَ يَعْلَمُ: اللَّهُ أَعْلَمُ (¬1). قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنِ الدُّخَانِ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا قُرَيْشًا إِلَى الإِسْلاَمِ، فَأَبْطَئُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّى عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ، فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ فَحَصَّتْ كُلَّ شَىْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْجُلُودَ، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ دُخَانًا (¬2) مِنَ الْجُوعِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} قَالَ فَدَعَوْا {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ * إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ * أَفَيُكْشَفُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} قَالَ فَكُشِفَ، ثُمَّ عَادُوا فِى كُفْرِهِمْ، فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ}» (¬3). ¬
39 - سورة الزمر
39 - سورة الزُّمَرِ (¬1) 1 - باب {يَا عِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} 4810 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما «أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ كَانُوا قَدْ قَتَلُوا وَأَكْثَرُوا، وَزَنَوْا وَأَكْثَرُوا، فَأَتَوْا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: إِنَّ الَّذِى تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ، لَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً. فَنَزَلَ {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَلاَ يَزْنُونَ} وَنَزَلَ {قُلْ يَا عِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}» (¬2). قال الحافظ: . . . واستدل لعموم هذه الآية على غفران جميع الذنوب كبيرها وصغيرها سواء تعلقت بحق الآدميين أم لا (¬3). 2 - باب {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} 4811 - عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ (¬4) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه قَالَ: «جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ ¬
4 - باب {ونفخ فى الصور فصعق من فى السموات ومن فى الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون}
عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلاَئِقِ عَلَى إِصْبَعٍ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. فَضَحِكَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ، وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}» (¬1). قال الحافظ: . . . وما ورد في بعض طرقه "أصابع الرحمن" يدل على القدرة والملك (¬2). 4 - باب {وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} 4813 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنِّى أَوَّلُ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ بَعْدَ النَّفْخَةِ الآخِرَةِ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى مُتَعَلِّقٌ بِالْعَرْشِ، فَلاَ أَدْرِى، أَكَذَلِكَ كَانَ، أَمْ بَعْدَ النَّفْخَةِ» (¬3). ¬
40 - سورة المؤمن
40 - سورة الْمُؤْمِنُ قَالَ مُجَاهِدٌ: مَجَازُهَا مَجَازُ أَوَائِلِ السُّوَرِ، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ اسْمٌ، لِقَوْلِ شُرَيْحِ بْنِ أَبِى أَوْفَى الْعَبْسِىِّ: يُذَكِّرُنِى (¬1) حَامِيمَ وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ ... فَهَلاَّ تَلاَ حَامِيمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ 4815 - عن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ: «قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَخْبِرْنِى بِأَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّى بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِى مُعَيْطٍ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَوَى ثَوْبَهُ فِى عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِهِ وَدَفَعَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّىَ اللَّهُ، وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}» (¬2). 41 - سورة حم السَّجْدَةِ {أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} وَأَمَّا قَوْلُهُ {مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ - وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ} فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لأَهْلِ الإِخْلاَصِ ذُنُوبَهُمْ (¬3). . . . ¬
2 - باب {وذلكم ظنكم الذى ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين}
2 - باب {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِى ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} 4817 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه قَالَ «اجْتَمَعَ عِنْدَ الْبَيْتِ قُرَشِيَّانِ وَثَقَفِىٌّ -أَوْ ثَقَفِيَّانِ وَقُرَشِىٌّ- كَثِيرَةٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ، قَلِيلَةٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ. فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتُرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟ قَالَ الآخَرُ: يَسْمَعُ إِنْ جَهَرْنَا وَلاَ يَسْمَعُ إِنْ أَخْفَيْنَا. وَقَالَ الآخَرُ إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا فَإِنَّهُ يَسْمَعُ إِذَا أَخْفَيْنَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ} (¬1) الآيَةَ. 55 - سورة الرَّحْمَنِ . . . {فيهما فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} قَالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ الرُّمَّانُ وَالنَّخْلُ (¬2) ¬
2 - باب {حور مقصورات فى الخيام}
بِالْفَاكِهَةِ، وَأَمَّا الْعَرَبُ فَإِنَّهَا تَعُدُّهَا فَاكِهَةً. . . {مَرَجَ} اخْتَلَطَ {الْبَحْرَانِ} (¬1) مِنْ مَرَجْتَ دَابَّتَكَ: تَرَكْتَهَا. 2 - باب {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِى الْخِيَامِ} 4879 - عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ فِى الْجَنَّةِ خَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلاً، فِى كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الآخَرِينَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْمُؤْمِنُونَ» (¬2). 56 - سورة الْوَاقِعَةِ قال الحافظ: . . . قوله (المخضود لا شوك له) كذا لأبي ذر، ولغيره: المخضود الموقر حملًا (¬3)، ويقال أيضًا. . . 57 - سورة الْحَدِيدُ {لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} لِيَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ. يُقَالُ الظَّاهِرُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ عِلْمًا، وَالْبَاطِنُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ عِلْمًا (¬4). أَنْظِرُونَا: انْتَظِرُونَا. ¬
59 - سورة الحشر
59 - سورة الْحَشْرِ 2 - باب {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} نَخْلَةٍ، مَا لَمْ تَكُنْ عَجْوَةً أَوْ بَرْنِيَّةً 4884 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَرَّقَ نَخْلَ بَنِى النَّضِيرِ وَقَطَعَ، وَهْىَ الْبُوَيْرَةُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِىَ الْفَاسِقِينَ}» (¬1). 4 - باب {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} 4886 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِى أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَلَغَنِى أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ، فَقَالَ: وَمَا لِى لاَ أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ (¬2) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَنْ هُوَ فِى كِتَابِ اللَّهِ. فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ. قَالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، وَمَا نَهَاكُمْ ¬
6 - باب {ويؤثرون على أنفسهم} الآية
عَنْهُ فَانْتَهُوا}؟ قَالَتْ: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ. قَالَتْ: فَإِنِّى أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ. قَالَ: فَاذْهَبِى فَانْظُرِى، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا. فَقَالَ: لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ مَا جَامَعَتها» (¬1). 6 - باب {وَيُؤْثِرُونَ (¬2) عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآيَةَ 4889 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ «أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَابَنِى الْجَهْدُ. فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شَيْئًا. . . الحديث. . . فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}» (¬3). 61 - سورة الصَّفِّ 1 - باب {يأتي مِنْ بَعْدِى اسْمُهُ أَحْمَدُ} 4896 - عن مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رضى الله عنه قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ لِى أَسْمَاءً، أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِى ¬
62 - سورة الجمعة
الَّذِى يَمْحُو اللَّهُ بِىَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِى يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِى، وَأَنَا الْعَاقِبُ» (¬1). 62 - سورة الْجُمُعَةِ 1 - باب قَوْلُهُ {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} 4897 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: «كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} قَالَ قُلْتُ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلاَثًا -وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِىُّ، وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ- ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَ الإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ -أَوْ رَجُلٌ- مِنْ هَؤُلاَءِ» (¬2). 2 - باب {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا} 4899 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما قَالَ: «أَقْبَلَتْ عِيرٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ -وَنَحْنُ مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم- فَثَارَ (¬3) النَّاسُ إِلاَّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}». ¬
63 - سورة المنافقين
63 - سورة الْمُنَافِقِينَ 1 - باب قَوْلِهِ {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ. . .} 4900 - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: «كُنْتُ فِى غَزَاةٍ فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَىٍّ يَقُولُ: لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ، وَلَوْ رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِهِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمِّى -أَوْ لِعُمَرَ- فَذَكَرَهُ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَانِى فَحَدَّثْتُهُ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَىٍّ (¬1) وَأَصْحَابِهِ فَحَلَفُوا مَا قَالُوا: فَكَذَّبَنِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَدَّقَهُ، فَأَصَابَنِى هَمٌّ لَمْ يُصِبْنِى مِثْلُهُ قَطُّ، فَجَلَسْتُ فِى الْبَيْتِ، فَقَالَ لِى عَمِّى: مَا أَرَدْتَ إِلَى أَنْ كَذَّبَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَقَتَكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} فَبَعَثَ إِلَىَّ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ صَدَّقَكَ يَا زَيْدُ» (¬2). ¬
2 - باب {اتخذوا أيمانهم جنة يجتنون بها}
2 - باب {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً يَجْتَنُّونَ بِهَا} 4901 - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضى الله عنه قَالَ: «كُنْتُ مَعَ عَمِّى، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَىٍّ ابْنَ سَلُولَ يَقُولُ: لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا. وَقَالَ أَيْضًا: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمِّى، فَذَكَرَ عَمِّى لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَىٍّ وَأَصْحَابِهِ فَحَلَفُوا مَا قَالُوا، فَصَدَّقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَذَّبَنِى فَأَصَابَنِى هَمٌّ لَمْ يُصِبْنِى مِثْلُهُ، فَجَلَسْتُ فِى بَيْتِى، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ -إِلَى قَوْلِهِ- هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -إِلَى قَوْلِهِ- لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} فَأَرْسَلَ إِلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَهَا عَلَىَّ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ صَدَّقَكَ» (¬1). 5 - باب قَوْلِهِ {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ. . .} 4905 - عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما قَالَ: «كُنَّا فِى غَزَاةٍ -قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً فِى جَيْشٍ- فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ: يَا لَلأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ (¬2). فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ. فَسَمِعَ بِذَلِكَ ¬
6 - باب قوله {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا}
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ فَقَالَ: فَعَلُوهَا؟ أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ. فَبَلَغَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِى أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: دَعْهُ، لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ وَكَانَتِ الأَنْصَارُ أَكْثَرَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، ثُمَّ إِنَّ الْمُهَاجِرِينَ كَثُرُوا بَعْدُ». قَالَ سُفْيَانُ فَحَفِظْتُهُ مِنْ عَمْرٍو، قَالَ عَمْرٌو «سَمِعْتُ جَابِرًا كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم. .». 6 - باب قَوْلِهِ {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} 4906 - عَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ «حَزِنْتُ عَلَى مَنْ أُصِيبَ بِالْحَرَّةِ، فَكَتَبَ إِلَىَّ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ -وَبَلَغَهُ شِدَّةُ حُزْنِى- يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَلأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ (¬1). وَشَكَّ ابْنُ الْفَضْلِ فِى أَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، فَسَأَلَ أَنَسًا بَعْضُ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَقَالَ: هُوَ الَّذِى يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا الَّذِى أَوْفَى اللَّهُ لَهُ بِأُذُنِهِ». 7 - باب {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ. . .} 4907 - عَنْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما قال: «كُنَّا فِى غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ: يَا لَلأَنْصَارِ، ¬
64 - سورة التغابن
وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ (¬1). فَسَمَّعَهَا اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ: يَا لَلأَنْصَارِ وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّ: يَالَلْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ. قَالَ جَابِرٌ: وَكَانَتِ الأَنْصَارُ حِينَ قَدِمَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ ثُمَّ كَثُرَ الْمُهَاجِرُونَ بَعْدُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ: أَوَقَدْ فَعَلُوا؟ وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضى الله عنه: دَعْنِى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: دَعْهُ، لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ». 64 - سورة التَّغَابُنِ وَقَالَ عَلْقَمَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}: هُوَ الَّذِى إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ رَضِىَ وَعَرَفَ أَنَّهَا مِنَ اللَّهِ. وقال مجاهد: التغابن (¬2) غبن أهل ¬
65 - سورة الطلاق
الجنة أهل النار. إن ارتبتم: إن لم تعلموا أتحيض، أم لا تحيض. فاللائي قعدن عن الحيض واللائي لم يحضن بعد فعدتهن ثلاثة أشهر. 65 - سورة الطَّلاَقِ 1 - باب. 4908 - عَنْ سَالِمٌ «أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضى الله عنهما أَخْبَرَهُ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهْىَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَغَيَّظَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: لِيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ يُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ فَتَطْهُرَ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ» (¬1). 4910 - عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «كُنْتُ فِى حَلْقَةٍ فِيهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى لَيْلَى وَكَانَ أَصْحَابُهُ يُعَظِّمُونَهُ، فَذَكَرَ آخِرَ الأَجَلَيْنِ، فَحَدَّثْتُ بِحَدِيثِ سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ فَضَمَّزَ لِى بَعْضُ أَصْحَابِهِ، قَالَ مُحَمَّدٌ فَفَطِنْتُ لَهُ فَقُلْتُ: إِنِّى إِذًا لَجَرِئٌ إِنْ كَذَبْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَهْوَ فِى نَاحِيَةِ الْكُوفَةِ. فَاسْتَحْيَا وَقَالَ: لَكِنَّ عَمَّهُ لَمْ يَقُلْ ذَاكَ، فَلَقِيتُ أَبَا عَطِيَّةَ مَالِكَ بْنَ عَامِرٍ فَسَأَلْتُهُ فَذَهَبَ يُحَدِّثُنِى حَدِيثَ سُبَيْعَةَ، فَقُلْتُ هَلْ سَمِعْتَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِيهَا شَيْئًا؟ فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: أَتَجْعَلُونَ عَلَيْهَا التَّغْلِيظَ وَلاَ تَجْعَلُونَ عَلَيْهَا الرُّخْصَةَ؟ لَنَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ الْقُصْرَى بَعْدَ الطُّولَى {وَأُولاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}» (¬2). ¬
66 - سورة التحريم
66 - سورة التَّحْرِيمِ 1 - باب {يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ. . .} 4912 - عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ وَيَمْكُثُ عِنْدَهَا، فَوَاطَأتُ أَنَا وَحَفْصَةُ عَنْ أَيَّتُنَا دَخَلَ عَلَيْهَا فَلْتَقُلْ لَهُ أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ إِنِّى أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ (¬1)، قَالَ: لاَ، وَلَكِنِّى كُنْتُ أَشْرَبُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ فَلَنْ أَعُودَ لَهُ، وَقَدْ حَلَفْتُ لاَ تُخْبِرِى بِذَلِكِ أَحَدًا» (¬2). 2 - باب {تَبْتَغِى مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} 4913 - عَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ: «مَكَثْتُ سَنَةً أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنْ آيَةٍ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْأَلَهُ هَيْبَةً لَهُ، حَتَّى خَرَجَ حَاجًّا فَخَرَجْتُ مَعَهُ، . . . الحديث. . . قَالَ عُمَرُ: فَقَصَصْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ¬
صلى الله عليه وسلم هَذَا الْحَدِيثَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ حَدِيثَ أُمِّ سَلَمَةَ (¬1) تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّهُ لَعَلَى حَصِيرٍ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَىْءٌ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، وَإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا مَصْبُوبًا، وَعِنْدَ رَأْسِهِ أَهَبٌ مُعَلَّقَةٌ، فَرَأَيْتُ أَثَرَ الْحَصِيرِ فِى جَنْبِهِ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ: أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ؟ » (¬2). ¬
3 - باب {وإذ أسر النبى إلى بعض أزواجه. . .}
3 - باب {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِىُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ. . .} 4914 - عن ابْنَ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قال: «أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ رضي الله عنه فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَنِ الْمَرْأَتَانِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَمَا أَتْمَمْتُ كَلاَمِى حَتَّى قَالَ: عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ» (¬1). 68 - سورة نون والْقَلَمِ 1 - باب {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} 4918 - عن حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِىَّ قَالَ: «سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ. أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ». قال الحافظ: . . . والمراد بالضعيف (¬2) من نفسه ضعيفة لتواضعه وضعف حاله في الدنيا، والمستضعف المحتقر لخموله في الدنيا. ¬
2 - باب {يوم يكشف عن ساق}
2 - باب {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} 4919 - عَنْ أَبِى سَعِيدٍ رضى الله عنه قَالَ: «سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ (¬1)، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِى الدُّنْيَا رِئَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا». 69 - سورة الْحَاقَّةِ عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ: يُرِيدُ فِيهَا الرِّضَا، الْقَاضِيَةَ الْمَوْتَةَ الأُولَى الَّتِى مُتُّهَا ثُمَّ (¬2) أُحْيَا بَعْدَهَا. 70 - سورة {سَأَلَ سَائِلٌ} قال الحافظ: النصب والنصب واحد وهو مصدر والجمع أنصاب انتهى، يريد أن الذي بضمتين (¬3) واحد لا جمع مثل حقب واحد الأحقاب. 71 - سورة نُوحٍ 1 - باب {وَدًّا وَلاَ سُوَاعًا وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ} 4920 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما «صَارَتِ الأَوْثَانُ الَّتِى كَانَتْ فِى ¬
72 - سورة {قل أوحى إلى}
قَوْمِ نُوحٍ فِى الْعَرَبِ بَعْدُ. أَمَّا وُدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ، وَأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ، وَأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ، ثُمَّ لِبَنِى غُطَيْفٍ بِالْجُرُفِ عِنْدَ سَبَأ. وَأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ. وَأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ، لآلِ ذِى الْكَلاَعِ. أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ. فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنِ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمُ الَّتِى كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ فَفَعَلُوا، فَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ» (¬1). 72 - سورة {قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ} 1 - باب. . . 4921 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ. . . قَالَ: فَانْطَلَقَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِنَخْلَةَ، وَهْوَ عَامِدٌ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَهْوَ يُصَلِّى بِأَصْحَابِهِ صَلاَةَ الْفَجْرِ. فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ تَسَمَّعُوا لَهُ، فَقَالُوا: هَذَا الَّذِى حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ. فَهُنَالِكَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا: يَا قَوْمَنَا، إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ، وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا. وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم {قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} وَإِنَّمَا أُوحِىَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ» (¬2). ¬
74 - سورة المدثر
74 - سورة الْمُدَّثِّرِ 1 - باب. . . 4922 - عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ «سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَوَّلِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} (¬1) قُلْتُ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ} فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما عَنْ ذَلِكَ وَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ الَّذِى قُلْتَ، فَقَالَ جَابِرٌ: لاَ أُحَدِّثُكَ إِلاَّ مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِى هَبَطْتُ، فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِى فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ عَنْ شِمَالِى فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ أَمَامِى فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ خَلْفِى فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِى فَرَأَيْتُ شَيْئًا، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ: دَثِّرُونِى وَصُبُّوا عَلَىَّ مَاءً بَارِدًا، قَالَ: فَدَثَّرُونِى وَصَبُّوا عَلَىَّ مَاءً بَارِدًا، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}». 3 - باب {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} 4924 - عَنْ يَحْيَى قَالَ: «سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ: أَىُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ أَوَّلُ؟ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} فَقُلْتُ: أُنْبِئْتُ أَنَّهُ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ} فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: أَىُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ أَوَّلُ؟ فَقَالَ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} فَقُلْتُ أُنْبِئْتُ أَنَّهُ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ} فَقَالَ: لاَ أُخْبِرُكَ إِلاَّ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاوَرْتُ فِى حِرَاءٍ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِى هَبَطْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِىَ، فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتُ أَمَامِى وَخَلْفِى وَعَنْ يَمِينِى ¬
4 - باب {وثيابك فطهر}
وَعَنْ شِمَالِى، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ (¬1) عَلَى عَرْشٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ دَثِّرُونِى وَصُبُّوا عَلَىَّ مَاءً بَارِدًا، وَأُنْزِلَ عَلَىَّ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}». 4 - باب {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} 4925 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما قَالَ: «سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْىِ فَقَالَ فِى حَدِيثِهِ: فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِى إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِى فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِى جَاءَنِى بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِىٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَجَئِثْتُ مِنْهُ رُعْبًا. فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ زَمِّلُونِى زَمِّلُونِى. فَدَثَّرُونِى. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ -إِلَى- وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ} قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاَةُ وَهْىَ الأَوْثَانُ» (¬2). باب {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} 4928 - عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِى عَائِشَةَ أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} قَالَ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} -يَخْشَى أَنْ يَنْفَلِتَ مِنْهُ- {إِنَّ عَلَيْنَا ¬
77 - سورة والمرسلات
جَمْعَهُ: أَنْ نَجْمَعَهُ فِى صَدْرِكَ، وَقُرْآنَهُ أَنْ تَقْرَأَهُ {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ -يَقُولُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ- فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} أَنْ نُبَيِّنَهُ عَلَى لِسَانِكَ» (¬1). 77 - سورة وَالْمُرْسَلاَتِ وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ لاَ يَنْطِقُونَ، وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ، والْيَوْمَ نَخْتِمُ على أفواههم، فَقَالَ: إِنَّهُ ذُو أَلْوَانٍ، مَرَّةً يَنْطِقُونَ، وَمَرَّةً يُخْتَمُ عَلَيْهِمْ (¬2). 4931 - عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ «بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى غَارٍ، إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ {وَالْمُرْسَلاَتِ} فَتَلَقَّيْنَاهَا مِنْ فِيهِ، وَإِنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِهَا، إِذْ خَرَجَتْ حَيَّةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمُ، اقْتُلُوهَا، قَالَ: فَابْتَدَرْنَاهَا فَسَبَقَتْنَا، قَالَ فَقَالَ: وُقِيَتْ شَرَّكُمْ كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا» (¬3). ¬
4 - باب {هذا يوم لا ينطقون}
4 - باب {هَذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُونَ} 4934 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى غَارٍ، إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ {وَالْمُرْسَلاَتِ} (¬1) فَإِنَّهُ لَيَتْلُوهَا وَإِنِّى لأَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ، وَإِنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِهَا، إِذْ وَثَبَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم اقْتُلُوهَا. فَابْتَدَرْنَاهَا فَذَهَبَتْ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: وُقِيَتْ شَرَّكُمْ كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا». 78 - سورة {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} 1 - باب {يَوْمَ يُنْفَخُ فِى الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} زُمَرًا. 4935 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ (¬2)، قَالَ: أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ. قَالَ: أَرْبَعُونَ شَهْرًا وقَالَ: أَبَيْتُ. قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَبَيْتُ. قَالَ: ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً، فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ، لَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَىْءٌ إِلاَّ يَبْلَى، إِلاَّ عَظْمًا وَاحِدًا وَهْوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». ¬
89 - سورة والفجر
89 - سورة وَالْفَجْرِ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: كُلُّ شَىْءٍ خَلَقَهُ فَهْوَ شَفْعٌ، السَّمَاءُ شَفْعٌ (¬1)، وَالْوَتْرُ: اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. 91 - سورة {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} 4942 - عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَمْعَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ وَذَكَرَ النَّاقَةَ وَالَّذِى عَقَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «{إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ عَارِمٌ (¬2) مَنِيعٌ فِى رَهْطِهِ مِثْلُ أَبِى زَمْعَةَ. وَذَكَرَ النِّسَاءَ فَقَالَ: يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ يَجْلِدُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ (¬3)، فَلَعَلَّهُ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ. ثُمَّ وَعَظَهُمْ فِى ضَحِكِهِمْ مِنَ الضَّرْطَةِ (¬4) وَقَالَ: لِمَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ»؟ 92 - سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} 1 - باب {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} 4943 - عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ دَخَلْتُ فِى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ ¬
2 - باب {وما خلق الذكر والأنثى}
الشَّأْمَ فَسَمِعَ بِنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ فَأَتَانَا فَقَالَ: أَفِيكُمْ مَنْ يَقْرَأُ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: فَأَيُّكُمْ أَقْرَأُ؟ فَأَشَارُوا إِلَىَّ، فَقَالَ: اقْرَأْ. فَقَرَأْتُ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى} قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهَا مِنْ فِى صَاحِبِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا سَمِعْتُهَا مِنْ فِى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، وَهَؤُلاَءِ يَأْبَوْنَ عَلَيْنَا» (¬1). 2 - باب {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} 4944 - عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَدِمَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى أَبِى الدَّرْدَاءِ، فَطَلَبَهُمْ فَوَجَدَهُمْ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: كُلُّنَا. قَالَ: فَأَيُّكُمْ يَحْفَظُ؟ وَأَشَارُوا إِلَى عَلْقَمَةَ، قَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَهُ يَقْرَأُ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} قَالَ عَلْقَمَةُ {وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى} قَالَ: أَشْهَدُ أَنِّى سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ هَكَذَا، وَهَؤُلاَءِ يُرِيدُونِى عَلَى أَنْ أَقْرَأَ {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} وَاللَّهِ لاَ أُتَابِعُهُمْ» (¬2). 3 - باب {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} 4945 - عَنْ عَلِىٍّ رضى الله عنه قَالَ: «كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فِى جَنَازَةٍ، فَقَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ ¬
6 - باب {وكذب بالحسنى}
مِنَ النَّارِ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نَتَّكِلُ؟ فَقَالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ. ثُمَّ قَرَأَ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى -إِلَى قَوْلِهِ- لِلْعُسْرَى}» (¬1). 6 - باب {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} 4948 - عَنْ عَلِىٍّ رضى الله عنه قَالَ: «كُنَّا فِى جَنَازَةٍ فِى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ، فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، وَمَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ، إِلاَّ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلاَّ قَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً. قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ؟ قَالَ: أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاءِ، ثُمَّ قَرَأَ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} الآيَةَ» (¬2). ¬
1 - باب {ما ودعك ربك وما قلى}
1 - باب {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} 4950 - عن جُنْدُبَ بْنَ سُفْيَانَ رضى الله عنه قَالَ: «اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّى لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيْطَانُكَ قَدْ تَرَكَكَ، لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} (¬1). 93 - سورة وَالضُّحَى 2 - باب {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} (¬2) تُقْرَأُ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ: مَا تَرَكَكَ رَبُّكَ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا تَرَكَكَ وَمَا أَبْغَضَكَ. 96 - سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ} وَقَالَ قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: اكْتُبْ فِى الْمُصْحَفِ فِى أَوَّلِ الإِمَامِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» (¬3). . . ¬
1 - باب. . .
1 - باب. . . 4953 - عن عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: «كَانَ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِى النَّوْمِ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ. . . الحديث. . . فَقَالَتْ خَدِيجَةُ يَا عَمِّ، اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، قَالَ وَرَقَةُ: يَا ابْنَ أَخِى مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم خَبَرَ مَا رَأَى، فَقَالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِى أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى، لَيْتَنِى فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِى أَكُونُ حَيًّا -ذَكَرَ حَرْفًا (¬1) - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَوَمُخْرِجِىَّ هُمْ؟ قَالَ وَرَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ أُوذِىَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِى يَوْمُكَ حَيًّا أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّىَ وَفَتَرَ الْوَحْىُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم». 4954 - عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِىَّ رضى الله عنهما قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْىِ، قَالَ فِى حَدِيثِهِ: بَيْنَا أَنَا أَمْشِى سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِى فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِى جَاءَنِى بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِىٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَفَرِقْتُ مِنْهُ، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ: زَمِّلُونِى زَمِّلُونِى، فَدَثَّرُوهُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ} قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَهْىَ الأَوْثَانُ الَّتِى كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَعْبُدُونَ، قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ الْوَحْىُ» (¬2). ¬
97 - سورة {إنا أنزلناه}
97 - سورة {إنا أَنْزَلْنَاهُ} يُقَالُ الْمَطْلَعُ هُوَ الطُّلُوعُ، وَالْمَطْلِعُ الْمَوْضِعُ الَّذِى يُطْلَعُ مِنْهُ. أَنْزَلْنَاهُ الْهَاءُ كِنَايَةٌ عَنِ الْقُرْآنِ؛ إنا أَنْزَلْنَاهُ خرج مَخْرَجَ الْجَمِيعِ، وَالْمُنْزِلُ هُوَ اللَّهُ تعالى، وَالْعَرَبُ تُوَكِّدُ فِعْلَ الْوَاحِدِ فَتَجْعَلُهُ بِلَفْظِ الْجَمِيعِ لِيَكُونَ أَثْبَتَ وَأَوْكَدَ (¬1). 98 - سورة {لَمْ يَكُنْ} مُنْفَكِّينَ: زَائِلِينَ، قَيِّمَةٌ: الْقَائِمَةُ، دِينُ الْقَيِّمَةِ (¬2) أَضَافَ الدِّينَ إِلَى الْمُؤَنَّثِ. قال الحافظ: . . . وفي تخصيص أبي بن كعب التنويه به في أنه أقرأ الصحابة، فإذا قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم مع عظيم منزلته كان غيره بطريق التبع له، وقد تقدم في المناقب مزيد كلام في ذلك (¬3). 99 - سورة {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا} 1 - باب قَوْلِهِ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} 4962 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْخَيْلُ لِثَلاَثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ. فَأَمَّا الَّذِى لَهُ أَجْرٌ، ¬
100 - سورة والعاديات، والقارعة
فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِى سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَطَالَ لَهَا فِى مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِى طِيَلِهَا ذَلِكَ فِى الْمَرْجِ وَالرَّوْضَةِ كَانَ لَهُ حَسَنَاتٍ. وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كَانَتْ آثَارُهَا وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ -وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِىَ بِهِ- كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ، فَهْىَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِى رِقَابِهَا وَلاَ ظُهُورِهَا فَهْىَ لَهُ سِتْرٌ. . . الآية} (¬1). 100 - سورة وَالْعَادِيَاتِ، والقارعة وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْكَنُودُ الْكَفُورُ (¬2). يُقَالُ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا: رَفَعْنَ بِهِ غُبَارًا. لِحُبِّ الْخَيْرِ: مِنْ أَجْلِ حُبِّ الْخَيْرِ. لَشَدِيدٌ: لَبَخِيلٌ وَيُقَالُ لِلْبَخِيلِ شَدِيدٌ، حُصِّلَ: مُيِّزَ. ¬
102 - سورة {ألهاكم}
102 - سورة {أَلْهَاكُمُ} قوله: (سورة ألهاكم (¬1). بسم الله الرحمن الرحيم) كذا لأبي ذر، ويقال لها سورة التكاثر. وأخرج ابن أبي حازم من طريق سعيد (¬2) بن أبي هلال قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمونها المقبرة. 103 - سورة {وَالْعَصْرِ} (¬3) ¬
105 - سورة {ألم تر}
وَقَالَ يَحْيَى: {وَالْعَصْرِ} الدَّهْرُ (¬1)، أَقْسَمَ بِهِ. 105 - سورة {أَلَمْ تَرَ} وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {مِنْ سِجِّيلٍ} هِىَ سَنْكِ وَكِلْ قال الحافظ: . . . قال: هي بالأعجمية سنك وكل. ومن طريق حصين عن عكرمة قال: كانت ترميهم بحجارة معها نار، قال: فإذا أصابت أحدهم خرج به الجدري، وكان أول يوم رؤي فيه الجدري (¬2). ¬
107 - سورة {أرأيت}
107 - سورة {أَرَأَيْتَ} قال ابن عيينة: لإيلاف لنعمتي على قريش. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: يَدُعُّ يَدْفَعُ عَنْ حَقِّهِ، يُقَالُ هُوَ مِنْ دَعَعْتُ، يُدَعُّونَ يُدْفَعُونَ، سَاهُونَ لاَهُونَ، وَالْمَاعُونَ الْمَعْرُوفَ كُلُّهُ، وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: الْمَاعُونُ (¬1) الْمَاءُ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَعْلاَهَا الزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ، وَأَدْنَاهَا عَارِيَّةُ الْمَتَاعِ. 108 - سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرِ} 1 - باب. . . 4964 - عَنْ أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ: «لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّف، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ» (¬2). ¬
109 - سورة {قل يا أيها الكافرون}
109 - سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} يُقَالُ {لَكُمْ دِينُكُمْ} الْكُفْرُ {وَلِىَ دِينِ} الإِسْلاَمُ وَلَمْ يَقُلْ دِينِى لأَنَّ الآيَاتِ بِالنُّونِ فَحُذِفَتِ الْيَاءُ كَمَا قَالَ يَهْدِينِ وَيَشْفِينِ. وَقَالَ غَيْرُهُ {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {الآنَ؛ وَلاَ أُجِيبُكُمْ فِيمَا بَقِىَ مِنْ عُمُرِى {وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} (¬1) وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا}. 110 - سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} 2 - باب. . . 4968 - عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِى رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى. يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ» (¬2). 3 - باب قوله: {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} 4969 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ عُمَرَ رضى الله عنه سَأَلَهُمْ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قَالُوا: فَتْحُ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ، قَالَ: مَا تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: أَجَلٌ، أَوْ مَثَلٌ ضُرِبَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، نُعِيَتْ (¬3) لَهُ نَفْسُهُ». ¬
4 - باب قوله {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}
4 - باب قوله {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} 4970 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِى مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ، فَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ فِى نَفْسِهِ فَقَالَ: لِمَ تُدْخِلُ هَذَا مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ؟ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ عَلِمْتُمْ. فَدَعَا ذَاتَ يَوْمٍ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُمْ فَمَا رُئِيتُ أَنَّهُ دَعَانِى يَوْمَئِذٍ إِلاَّ لِيُرِيَهُمْ. قَالَ: مَا تَقُولُونَ فِى قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرْنَا نَحْمَدُ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرُهُ إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا، وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا. فَقَالَ لِى: أَكَذَاكَ تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ فَقُلْتُ: لاَ، قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ لَهُ، قَالَ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ -وَذَلِكَ عَلاَمَةُ أَجَلِكَ- فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا. فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ مَا تَقُولُ» (¬1). 111 - سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ} 1 - باب. 4971 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ، وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (¬2)، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا فَهَتَفَ: يَا صَبَاحَاهْ. فَقَالُوا: مَنْ هَذَا؟ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً تَخْرُجُ مِنْ سَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِىَّ؟ قَالُوا: مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا. قَالَ: فَإِنِّى نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍ شَدِيدٍ. ¬
4 - باب {وامرأته حمالة الحطب}
قَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ مَا جَمَعْتَنَا إِلاَّ لِهَذَا؟ ثُمَّ قَامَ. فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ} وَقَدْ تَبَّ (¬1). هَكَذَا قَرَأَهَا الأَعْمَشُ يَوْمَئِذٍ». 4 - باب {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ} {فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} يُقَالُ: مِنْ مَسَدٍ لِيفِ الْمُقْلِ، وَهْىَ السِّلْسِلَةُ الَّتِى فِى النَّارِ (¬2). 112 - سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} 1 - باب. 4974 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ اللَّهُ كَذَّبَنِى ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِى وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ. فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّاىَ، فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِى كَمَا بَدَأَنِى، وَلَيْسَ أَوَّلُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَىَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّاىَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِى كُفْأً أَحَدٌ» (¬3). ¬
2 - باب قوله {الله الصمد}
2 - باب قَوْلِهِ {اللَّهُ الصَّمَدُ} (¬1) وَالْعَرَبُ تُسَمِّى أَشْرَافَهَا الصَّمَدَ. قَالَ أَبُو وَائِلٍ: هُوَ السَّيِّدُ الَّذِى انْتَهَى سُودَدُهُ. 113 - سورة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} 4976 - عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: سَأَلْتُ أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَقَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «قِيلَ لِى فَقُلْتُ. فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» (¬2). ¬
تمت قراءة هذا المجلد يوم الإثنين 24/ 10/ 1417 هـ-وقد بدأنا قراءته يوم الإثنين 12/ 7/ 1416 هـ-فاستغرقنا سنة وثلاثة أشهر واثني عشر يومًا ولله الحمد والمنة
الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري بقلم أبي محمد عبد الله بن مانع الروقي الجزء الرابع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (4)
66 - كتاب فضائل القرآن
66 - كتاب فضائل القرآن 1 - باب كيف نزل الوحي، وأول ما نزل 4981 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما من الأنبياء نبي إلا أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة» (¬1). 49885 - عن صفوان بن يعلى بن أمية «أن يعلى، كان يقول: ليتني أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يُنزل عليه الوحي، فلما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة عليه ثوب قد أظل عليه، ومعه الناس من أصحابه، إذ جاءه رجل متضمِّخ بطيب، فقال: يا رسول الله، كيف ترى في رجل أحرم في جبة، بعد ما تضمخ بطيب؟ فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة فجاءه الوحي، فأشار عمر إلى يعلى: أن تعال، فجاء يعلى فأدخل رأسه، فإذا هو محمر الوجه، يغطُّ كذلك ساعة، ثم سري عنه، فقال: «أين الذي يسألني عن العمرة آنفا» فالتمس الرجل فجيء به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات، ¬
3 - باب جمع القرآن
وأما الجبة فانزعها، ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك» (¬1). 3 - باب جمع القرآن عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه -، قال: «أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر - رضي الله عنه -: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقُرَّاء القرآن ... الحديث ... فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر (¬2) - رضي الله عنهما -. فتتبعت القرآن أجمعه من العُسُب واللخاف، وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128]، حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر - رضي الله عنه -». 4988 - قال ابن شهاب وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت سمع زيد بن ثابت قال: «فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف، قد كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري ¬
4 - باب كاتب النبي - صلى الله عليه وسلم -
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] فألحقناها في سورتها في المصحف» (¬1). 4 - باب كاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - 4989 - عن ابن شهاب، أن ابن السبَّاق، قال: «إن زيد بن ثابت، قال: أرسل إلي أبو بكر - رضي الله عنه - قال: إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاتبع القرآن، «فتتبعت حتى وجدت آخر سورة التوبة آيتين مع أبي خزيمة (¬2) الأنصاري، لم أجدهما مع أحد غيره، {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128] إلى آخره». 4990 - عن أبي إسحاق عن البراء، قال: «لما نزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 95]، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ادع لي زيدا وليجي باللوح والدواة والكتف - أو الكتف والدواة - ثم قال: اكتب {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ} [النساء: 95] وخلف ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله فما تأمرني؟ فإني رجل ضرير البصر، فنزلت مكانها: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95]» (¬3). 5 - باب أُنزل القرآن على سبعة أحرف 4992 - عن عمر بن الخطاب قال: «سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف ¬
6 - باب تأليف القرآن
كثيرة لم يقرئنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببَّته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: كذبت، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أقرأنيها على غير ما قرأت. فانطلقت به أقوده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئينها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أرسله، اقرأ يا هشام». فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كذلك أنزلت»، ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه» (¬1). 6 - باب تأليف القرآن 4993 - عن يوسف بن ماهَك: قال: إني عند عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - إذ جاءها عراقي، فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك وما يضرك؟ قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا تاب الناس إلى ¬
7 - باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم -
الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدًا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدًا، لقد نزل بمكة على محمد - صلى الله عليه وسلم - وإني لجارية ألعب: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46] وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده. قال: فأخرجت له المصحف، فأملت عليه آي السور (¬1). 4994 - عن أبي إسحاق، قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد، سمعت ابن مسعود، يقول في بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء: إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي (¬2). 4995 - عن أبي البراء - رضي الله عنه -، قال: تعلمت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1]، قبل أن يقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬3). 4996 - عن الأعمش، عن شقيق، قال: قال عبد الله: لقد تعلمت النظائر التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرؤهن اثنين اثنين، في كل ركعة، فقام عبد الله ودخل معه علقمة، وخرج علقمة فسألناه، فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود، آخرهن الحواميم: حم الدخان وعم يتساءلون. 7 - باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال مسروق: عن عائشة - رضي الله عنها - عن فاطمة - عليها السلام -: «أسرَّ إليَّ ¬
9 - باب فضل فاتحة الكتاب
النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أن جبريل كان يعارضني (¬1) بالقرآن كل سنة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي». 4998 - عن أبي هريرة، قال: «كان يعرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قُبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرًا، فاعتكف عشرين في العام الذي قُبض فيه» (¬2). 9 - باب فضل فاتحة الكتاب 5007 - عن أبي سعيد الخدري، قال: «كنا في مسير لنا فنزلنا، فجاءت جارية، فقالت: إن سيد الحيِّ سليم، وإن نفرنا غيَّب، فهل منكم راق؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنُه برُقية، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا. فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي؟ قال: لا، ما رقيت إلا بأم الكتاب (¬3). قلنا: لا تحدثوا شيئًا حتى نأتي أو نسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -. فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: وما كان يدريه أنها رقية؟ اقسموا واضربوا لي بسهم». ¬
10 - باب فضل سورة البقرة
10 - باب فضل سورة البقرة 5009 - عن أبي مسعود - رضي الله عنه -، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» (¬1). 1 - باب فضل الكهف 5011 - عن البراء قال: «كان رجل يقرأ سورة الكهف، وإلى جانبه حصان مربوط بشطنَين، فتغشَّته سحابة، فجعلت تدنو وتدنو، وجعل فرسُه ينفر. فلما أصبح أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال: «تلك السكينة تنزلت بالقرآن» (¬2). 2 - باب فضل سورة الفتح 5012 - عن زيد بن أسلم، عن أبيه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطاب يسير معه ليلًا، فسأله عمر عن شيء، فلم يجبه ¬
3 - باب فضل {قل هو الله أحد} فيه عمرة، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر: ثكلتك أمك، نزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك. قال عمر: فحركت بعيري حتى كنت أمام الناس، وخشيت أن ينزل فيَّ قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخًا يصرخ، قال: فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل فيَّ قرآن، قال: فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه، فقال: «لقد أنزلت عليَّ الليلة سورة لهي أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]» (¬1). 3 - باب فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فيه عَمرة، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - 5014 - عن أبي سعيد الخدري، أخبرني أخي قتادة بن النعمان: «أن رجلًا قام في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ من السَّحر: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (¬2) لا يزيد عليها، فلما أصبحنا أتى الرجل النبي - صلى الله عليه وسلم - ... نحوه». ¬
14 - باب فضل المعوذات
قال الحافظ: ... والضحاك المذكور هو ابن شراحيل ويقال شراحيل (¬1)، وليس له في البخاري سوى هذا الحديث ... 14 - باب فضل المعوذات 5016 - عن عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوِّذات (¬2) وينفُثُ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها». 5017 - عن عروة، عن عائشة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات» (¬3). 15 - باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن 5018 - عن أسيد بن حضير، قال: «بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، فقرأ فجالت ¬
16 - باب من قال: لم يترك النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ما بين الدفتين
الفرس، فسكت وسكت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبًا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما اجتَرّه رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدَّث النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: اقرأ يا ابن حُضير، اقرأ يا ابن حضير. قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى، وكان منها قريبا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: وتدري ما ذاك؟ ، قال: لا، قال: تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم» (¬1). 16 - باب من قال: لم يترك النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ما بين الدَّفَّتين (¬2) 5019 - عن عبد العزيز بن رُفيع قال: «دخلت أنا وشداد بن معقل، على ابن عباس - رضي الله عنهما -، فقال له شداد بن معقل: أتَرك النبي - صلى الله عليه وسلم - من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية، فسألناه، فقال: ما ترك إلا ما بين الدَّفتين». ¬
17 - باب فضل القرآن على سائر الكلام
17 - باب فضل القرآن على سائر الكلام 5020 - عن أبي موسى الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيِّب، وريحها طيب، والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمُها طيب ولا ريح لها. ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب، وطعمها مرُّ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن: كمثل الحنظلة طعمُها مر، ولا ريح لها» (¬1). 5021 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم، كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس، ومثلكم ومثل اليهود والنصارى، كمثل رجل استعمل عُمالًا، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟ فعملت اليهود، فقال: من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر؟ فعملت النصارى، ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين، قالوا: نحن أكثر عملًا وأقل عطاء، قال: هل ظلمتُكم من حقكم؟ قالوا: لا. قال: «فذاك فضلي أوتيه من شئت» (¬2). قال الحافظ: ... وأطلق الزركشي هنا أن هذه الرواية (¬3) وهم وأن الصواب ... ¬
19 - باب من لم يتغن بالقرآن
19 - باب من لم يتغن بالقرآن 5023 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أنه كان يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لم يأذن الله لشيء ما أذن (¬1) لنبي أن يتغنى بالقرآن. وقال صاحب له: يُريد يجهر به» (¬2). 5024 - عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن» قال سفيان: تفسيره يستغني به (¬3). قال الحافظ: ... وهذا المعنى في حق الله لا يراد به ظاهره وإنما هو على سبيل التوسع (¬4) على ما جرى به عرف المخاطب. قال الحافظ: ... وعند أحمد وابن ماجه والحاكم وصححه من حديث فضالة بن عبيد الله «أشد أذنًا إلى الرجل الحسن (¬5) الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته». 20 - باب اغتباط صاحب القرآن 5025 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -، قال: سمعت رسول الله ¬
21 - باب: خيركم من تعلم القرآن وعلمه
- صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب، وقام به آناء الليل (¬1)، ورجل أعطاه الله مالًا، فهو يتصدق به آناء الليل والنهار». 5026 - عن أبي هريرة «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له، فقال: ليتني أوتيت مثلما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل. ورجل آتاه الله مالًا فهو يُهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتيَ فلان، فعملت مثل ما يعمل» (¬2). 21 - باب: خيركم من تعلم القرآن وعلمه 5027 - عن عثمان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه. قال: وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة (¬3) عثمان حتى كان الحجاج، قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا» (¬4). 5029 - عن سهل بن سعد قال: «أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة، فقالت: إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: ما لي في النساء من حاجة، فقال رجل: زوَّجنيها، قال: أعطها ثوبًا، قال: لا أجد، قال: أعطها ولو خاتمًا من حديد، فاعتلَّ له، فقال: ما معك من القرآن؟ قال: كذا وكذا قال: فقد زوجتكها بما معك من القرآن» (¬5). ¬
22 - باب القراءة عن ظهر القلب
22 - باب القراءة عن ظهر القلب 5030 - عن سهل بن سعد «أن امرأة جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله جئت لأهب لك نفسي. فنظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصعد النظر إليها وصوبه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت المرأة ... الحديث ... إن لبسَته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسْته لم يكن عليك شيء (¬1) فجلس الرجل حتى طال مجلسه، ثم قام، فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موليًا، فأمر به فدُعي. فلما جاء قال: ماذا معك من القرآن ... الحديث». 23 - باب استذكار القرآن وتعاهده 5032 - عن أبي وائل عن عبد الله قال: «قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيتَ وكيتَ بل نُسيَ، واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيًا من صدور الرجال من النَّعم» (¬2). ¬
30 - باب الترجيع
قال الحافظ: ... والتثقيل هو الذي وقع في جميع الروايات في البخاري (¬1). قال الحافظ: ... ولأبي داود عن سعد بن عبادة مرفوعًا «من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم» وفي إسناده أيضًا مقال (¬2). 30 - باب الترجيع 5047 - عن عبد الله بن مغفل، قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ وهو على ناقته -أو جمله- وهي تسير به وهو يقرأ سورة الفتح - أو من سورة الفتح - قراءة ليِّنة يقرأ وهو يرجَّع» (¬3). 31 - باب حُسن الصوت بالقراءة للقرآن 5048 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: يا أبا موسى، لقد أُوتيت مزمارًا من مزامير آل داود» (¬4). قال الحافظ: ... وأخرجه مسلم من طريق طلحة بن يحيى عن أبي بردة ¬
33 - باب قول المقرئ للقارئ حسبك
بلفظ «لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة» الحديث .. وأخرجه أبو يعلى (¬1) من طريق سعيد بن أبي بردة ... 33 - باب قول المقرئ للقارئ حسبك 5050 - عن عبد الله بن مسعود قال: «قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ عليّ، قلت: يا رسول الله، آقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال: نعم، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]. قال: حسبك الآن، فالتفتُّ إليه، فإذا عيناه تذرفان» (¬2). 34 - باب: في كم يقرأ القرآن؟ 051 - عن عليٌّ حدثنا سفيان قال لي ابن شبرمة: نظرت كم يكفي الرجل من القرآن، فلم أجد سورة أقل من ثلاث آيات، فقلت: لا ينبغي لأحد أن يقرأ أقل من ثلاث آيات (¬3)، قال عليٌّ: حدثنا سفيان أخبرنا ¬
منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد أخبره علقمة عن أبي مسعود ولقيته وهو يطوف بالبيت، فذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنه من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» (¬1). 5052 - عن عبد الله بن عمرو، قال: «أنكحني أبي امرأة ذات حسب، فكان يتعاهد كنَّته، فيسألها عن بعلها، فتقول: نعم الرجل من رجل، لم يطأ لنا فراشًا، ولم يفتِّش لنا كَنفًا منذ أتيناه. فلما طال ذلك عليه ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: القني به، فلقيته بعد، فقال: كيف تصوم؟ قلت: أصوم كل يوم. قال: وكيف تختم؟ ، قلت: كل ليلة. قال: صم في كل شهر ثلاثة، واقرأ القرآن في كل شهر. قال: قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: صم ثلاثة أيام في الجمعة»، قال: قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: أفطر يومين وصم يومًا. قال: قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: صم أفضل الصوم صوم داود، صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليال مرة. فليتني قبلت رُخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ذاك أني كبرت وضعفت فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار، والذي يقرؤه يعرضه من النهار ليكون أخف عليه بالليل وإذا أراد أن يتقوى أفطر أيامًا وأحصى وصام مثلهن، كراهية أن يترك شيئًا فارق النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه» (¬2). قال أبو عبد الله وقال بعضهم: في ¬
35 - باب البكاء عند قراءة القرآن
ثلاث (¬1) أو في سبع وأكثرهم على سبع. قال الحافظ: ... عن عائشة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يختم القرآن في أقل من ثلاث» وهذا اختيار أحمد وأبي عبيد وإسحاق بن راهوية وغيرهم (¬2). 35 - باب البكاء عند قراءة القرآن 5055 - عن أبي الضحى، عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اقرأ عليَّ، قال: قلت: آقرأ عليك وعليك أُنزل؟ قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري، قال: فقرأت النساء حتى إذا بلغت: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ ¬
36 - باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فخر به
أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] قال لي: كفَّ أو أمسك. فرأيت عينيه تذرفان» (¬1). 36 - باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فخر به 5057 - عن علي - رضي الله عنه -: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يأتي في آخر الزمان قوم حُدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البريَّة، يمرُقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قَتَلهم يوم القيامة» (¬2). 5058 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه قال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في النَّصْل فلا يرى شيئًا، وينظر في القدح فلا يرى شيئًا، وينظر في الرِّيش فلا يرى شيئًا، ويتمارى في الفُوق» (¬3). ¬
37 - باب اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم
5059 - عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيِّب وريحها طيِّب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر» (¬1). 37 - باب اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم 5060 - عن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم، فإذا اختلفت فقوموا عنه» (¬2). ¬
67 - كتاب النكاح
67 - كتاب النكاح 1 - باب الترغيب في النكاح لقوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} (¬1) 5063 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، يقول: «جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون عن عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما أُخبروا كأنهم تقالُّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أما أنا فأنا أصلي الليل أبدًا. وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر. وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج (¬2) أبدًا فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلِّي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنُتَّي فليس مني». 5064 - عن عروة، أنه سأل عائشة عن قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ¬
2 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من استطاع الباءة فليتزوج لأنه أغض للبصر وأحصن للفرج» وهل يتزوج من لا أرب له في النكاح؟
فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} [النساء: 3] قالت: يا ابن أختي، اليتيمة تكون في حجر وليِّها فيرغب في مالها وجمالها يريد أن يتزوجها بأدنى من سُنة صداقها، فنُهوا أن ينكحوهن إلا أن يُقسطوا لهن، فيُكملوا الصداق، وأُمروا بنكاح من سواهن من النساء» (¬1). 2 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من استطاع الباءة فليتزوج لأنه أغض للبصر وأحصن للفرج» وهل يتزوج من لا أرَبَ له في النكاح؟ 5065 - عن علقمة، قال: كنت مع عبد الله، فلقيه عثمان بمنى، فقال: يا أبا عبد الرحمن إن لي إليك حاجة فخليا، فقال عثمان: هل لك يا أبا عبد الرحمن في أن نزوجك بكرًا، تذكرك ما كنت تعهد؟ فلما رأى عبد الله أن ليس له حاجة إلى هذا أشار إليَّ، فقال: يا علقمة، فانتهيت إليه وهو يقول: أما لئن قلت ذلك، لقد قال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» (¬2). ¬
4 - باب كثرة النساء
4 - باب كثرة النساء 5067 - عن عطاء قال: «حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة (¬1) بسرف، فقال ابن عباس: هذه زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا رفعتم نعشها فلا تُزعزعوها، ولا تزلزلوها، وارفقوا، فإنه كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - تسع كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة». 5068 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يطوف على نسائه في ليلة واحدة وله تسع نسوة. وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زُريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، أن أنسًا حدثهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -» (¬2). 5069 - عن سعيد بن جُبير قال: «قال لي ابن عباس: هل تزوَّجت؟ قلت: لا. قال: «فتزوَّج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء» (¬3). ¬
5 - باب من هاجر أو عمل خيرا لتزويج امرأة فله ما نوى
5 - باب من هاجر أو عمل خيرًا لتزويج امرأة فله ما نوى 5070 - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، قال: «قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: العمل بالنيَّة، وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه» (¬1). 6 - باب تزويج المعسر الذي معه القرآن والإسلام 5071 - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «كنا نغزو مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس لنا نساء، فقلنا: يا رسول الله، ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك» (¬2). ¬
7 - باب قول الرجل لأخيه: انظر أي زوجتي شئت حتى أنزل لك عنها
7 - باب قول الرجل لأخيه: انظر أي زوجتَيَّ شئت حتى أنزل لك عنها 5072 - عن أنس بن مالك قال: «قدم عبد الرحمن بن عوف فآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، وعند الأنصاري امرأتان، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله (¬1)، فقال: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلوني على السوق، فأتى السوق فربح شيئًا من أقِط، وشيئًا من سَمْن، فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أيام وعليه وضَرٌ من صُفرة، فقال: مَهْيَم يا عبد الرحمن؟ فقال: تزوجت أنصارية. قال: فما سُقت؟ قال: وزن نواة (¬2) من ذهب. قال: أولم ولو بشاة» (¬3). 8 - باب ما يكره من التبتل والخصاء 5074 - عن سعد بن أبي وقاص قال: «لقد ردَّ ذلك -يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - على عثمان بن مظعون، ولو أجاز له التبتل (¬4) لاختصينا». 5075 - عن إسماعيل عن قيس قال: «قال عبد الله: كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس لنا شيء، فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخص ¬
9 - باب نكاح الأبكار
لنا أن ننكح المرأة بالثوب، ثم قرأ علينا: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87]» (¬1). 5076 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قلت: يا رسول الله إني رجل شاب، وأنا أخاف على نفسي العَنَت، ولا أجد ما أتزوج به النساء، فسكت عني. ثم قلت: مثل ذلك، فسكت عني. ثم قلت له مثل ذلك، فسكت عني. ثم قلت مثل ذلك فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا أبا هريرة جفَّ القلم بما أنت لاق، فاختصِ (¬2) على ذلك أو ذَر». 9 - باب نكاح الأبكار 5077 - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: «قلت يا رسول الله، أرأيت لو نزلت واديًا وفيه شجرة قد أُكل منها، ووجدت شجرًا لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: في الذي لم يرتَع منها. يعني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يتزوج بكرًا غيرها» (¬3). 5078 - عن عائشة، قالت: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أُريتك في المنام مرَّتين، إذا رجل يحملك في سرقة حرير، فيقول: هذه امرأتك، فأكشفها فإذا هي ¬
10 - باب تزويج الثيبات
أنت، فأقول: إن يكن هذا من عند الله (¬1) يمضه» (¬2). 10 - باب تزويج الثيِّبات 5079 - عن جابر بن عبد الله، قال: «قفلنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة، فتعجلت على بعير لي قطوف، فلحقني راكب من خلفي، فنخس بعيري بعنزة كانت معه، فانطلق بعيري كأجود ما أنت راء من الإبل، فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما يُعجلك؟ قلت: كنت حديث عهد بعرس. قال: «أبكرًا أم ثيِّبًا؟ »، قلت: ثيبًا، قال: فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك (¬3). قال: فلما ذهبنا لندخل، قال: أمهلوا حتى تدخلوا ليلًا - أي عشاء - لكي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة». 5080 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -، يقول: «تزوجت، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما تزوجت؟ فقلت: تزوجت ثيِّبًا. فقال: ما لك وللعذارى ولعابها (¬4). فذكرت ذلك لعمرو بن دينار، فقال عمرو: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هلا جارية تلاعبها وتلاعبك». 11 - باب تزويج الصغار من الكبار 5081 - عن عراك، عن عُروة (¬5) «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب عائشة إلى أبي بكر، ¬
12 - باب إلى من ينكح، وأي النساء خير
فقال له أبو بكر: إنما أنا أخوك، فقال: «أنت أخي في دين الله وكتابه، وهي لي حلال» (¬1). 12 - باب إلى من ينكح، وأي النساء خير 5082 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش: أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده» (¬2). 13 - باب اتخاذ السراري، ومن أعتق جاريته ثم تزوجها 5083 - عن أبو بردة، عن أبيه، قال: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيما رجل كانت عنده وليدة، فعلمها فأحسن تعليمها، وأدَّبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها وتزوجها، فله أجران، وأيما رجل من أهل الكتاب، آمن بنبيِّه وآمن يعني بي، فله أجران. وأيما مملوك أدى حق مواليه وحق ربه، فله أجران» (¬3). 5085 - عن أنس - رضي الله عنه -، قال: «أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بين خيبر والمدينة ثلاثًا يُبنى عليه بصفية بنت حُيي، فدعوت المسلمين إلى وليمته (¬4)، فما ¬
14 - باب تزويج المعسر لقوله تعالى: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله} [النور: 32]
كان فيها من خبز ولا لحم، أمر بالأنطاع، فألقىَ فيها من التمر والأقط والسمن، فكانت وليمته. فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين، أو مما ملكت يمينه؟ فقالوا: إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين، وإن لم يحجُبها فهي مما ملكت يمينه, فلما ارتحل وطَّى لها خلفه ومد الحجاب بينها وبين الناس». 14 - باب تزويج المعسر لقوله تعالى: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32] 5087 - عن سهل بن سعد الساعدي، قال: «جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله، جئت أهب لك نفسي (¬1). قال: فنظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصعَّد النظر فيها وصوَّبه، ثم طأطأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئًا جلست. فقام رجل من أصحابه، فقال: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجة فزوِّجنيها. فقال: وهل عندك من شيء؟ قال: لا والله يا رسول الله، فقال: اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئًا، فذهب، ثم رجع، فقال: لا والله ما وجدت شيئًا (¬2)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: انظر ولو خاتمًا من حديد، فذهب ثم رجع، فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتمًا من حديد، ولكن هذا إزاري - قال سهل: ما له رداء - فلها نصفه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما تصنع بإزارك إن لبستَه لم يكن عليها منه شيء، ¬
15 - باب الأكفاء في الدين
وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء. فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موليًا، فأمر به فدُعي، فلما جاء قال: ماذا معك من القرآن؟ قال: معي سورة كذا وسورة كذا - عدَّدها - فقال: تقرؤهن عن ظهر قلبك؟ قال: نعم. قال: اذهب فقد ملَّكتكها بما معك من القرآن» (¬1). 15 - باب الأكفاء في الدين 5088 - عن عائشة - رضي الله عنها -: أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس - وكان ممن شهد بدرًا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تبنى سالمًا، وأنكحه بنت أخيه (¬2) هندًا بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، وهو مولى لامرأة من الأنصار، كما تبنى النبي - صلى الله عليه وسلم - زيدًا، وكان من تبنَّى رجلًا في الجاهلية دعاه الناس إليه وورث من ميراثه، حتى أنزل الله {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] إلى قوله {وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: 5] فردُّوا إلى آبائهم، فمن لم يعلم له أب، كان مولى وأخًا في الدين. فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي ثم العامري - وهي امرأة أبي حذيفة بن عتبة - النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إنا كنا نرى سالمًا ولدًا، وقد أنزل الله فيه ما قد علمت». ¬
5089 - عن عائشة، قالت: «دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ضُباعة بنت الزبير، فقال لها: لعلك أردت الحجَّ، قالت: والله لا أجدني إلا وجعة، فقال لها: حُجِّي واشترطي، قولي: اللهم محلِّي حيث حبستني. وكانت تحت المقداد بن الأسود» (¬1). 5091 - عن سهل، قال: «مرَّ رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حريٌّ إن خطب أن يُنكح، وإن شفع أن يُشفَّع (¬2)، وإن قال أن يُستمع، قال: ثم سكت. فمر رجل من فقراء المسلمين؛ فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حريٌّ إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يُشفع، وإن قال أن لا يُستمع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا» (¬3). قال الحافظ: ... وأما قول بعض الشافعية يستحب أن لا تكون المرأة ذات قرابة قريبة فإن كان مستندًا إلى الخبر فلا أصل له أو إلى التجربة وهو أن الغالب أو الولد بين القريبين يكون أحمق فهو متجه (¬4). ¬
16 - باب الأكفاء في المال وتزويج المقل المثرية
16 - باب الأكفاء في المال وتزويج المقل المثرية 5092 - عن عروة، أنه سأل عائشة - رضي الله عنها -: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} [النساء: 3]، قالت: «يا ابن أختي، هذه اليتيمة تكون في حجر وليها، فيرغب في جمالها ومالها، ويريد أن ينتقص صداقها فنهوا عن نكاحهن إلا أن يُقسطوا في إكمال الصداق، وأُمروا بنكاح من سواهن. قالت: واستفتى الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك، فأنزل الله تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} [النساء: 127]- إلى - {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} [النساء: 127] فأنزل الله لهم: أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال رغبوا في نكاحها ونسبها في إكمال الصداق، وإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركوها وأخذوا غيرها من النساء. قالت: فكما يتركونها حين يرغبون عنها، فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها، إلا أن يقسطوا لها، ويُعطوها حقها الأوفى في الصداق» (¬1). 17 - باب ما يتقى من شؤم المرأة 5093 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الشؤم في المرأة، والدار، والفرس» (¬2). 5096 - عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» (¬3). ¬
18 - باب الحرة تحت العبد
18 - باب الحرة تحت العبد 5097 - عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: «كانت في بريرة ثلاث (¬1) سُنن عتقت فخيِّرت، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الولاء لمن أعتق، ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبُرمة على النار، فقرِّب إليه خبز وأُدم من أُدم البيت، فقال: ألم أر البُرمة؟ ، فقيل: لحم تُصدِّق به على بريرة، وأنت لا تأكل الصدقة، قال: هو عليها صدقة، ولنا هدية». 19 - باب لا يتزوج أكثر من أربع لقوله تعالى: {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3] وقال علي بن الحسين - رضي الله عنه - (¬2): يعني مثنى أو ثلاث أو رباع. 5098 - عن عائشة {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} [النساء: 3]، قالت: هي اليتيمة تكون عند الرجل وهو وليها، فيتزوجها على مالها، ويُسيء صُحبتها، ولا يعدل في مالها، فليتزوج ما طاب له من النساء سواها، مثنى وثلاث ورباع» (¬3). ¬
20 - باب {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم} [النساء: 23] ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب
20 - باب {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ} [النساء: 23] ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب 5099 - عن عمرة بنت عبد الرحمن «أن عائشة، زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرتها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عندها، وأنها سمعت صوت رجل يستأذن في بيت حفصة، قالت: فقلت: يا رسول الله، هذا رجل يستأذن في بيتك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أُراه فلانًا - لعم حفصة من الرضاعة - قالت عائشة: لو كان فلان حيًا - لعمِّها من الرضاعة - دخل عليِّ؟ فقال: نعم، الرضاعة تحرِّم ما تحرِّم الولادة» (¬1). 5101 - عن عروة بن الزبير، أن زينب ابنة أبي سلمة أخبرته: «أن أم حبيبة بنت أبي سفيان، أخبرتها أنها قالت: يا رسول الله، انكحْ أُختي بنت أبي سفيان، فقال: أو تحبِّين ذلك؟ ، فقلت: نعم، لست لك بمخلية (¬2)، وأحب من شاركني في خير أختي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن ذلك لا يحل لي. قلت: فإنا نحدَّث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة. قال: بنت أمِّ سلمة؟ قلت: نعم، فقال: لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلَّت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة. أرضعتني وأبا سلمة ثُويبة (¬3)، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن. قال عروة: وثويبة مولاة لأبي لهب وكان أبو لهب أعتقها، ¬
21 - باب من قال: لا رضاع بعد حولين
فأرضعت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما مات أبو لهب أُريه بعض أهله بشرِّ حيبة، قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم (¬1) غير أني سُقيت في هذه بعتاقتي ثُويبة». قال الحافظ: ... وفي الحديث دلالة على أن الكافر قد ينفعه العمل الصالح في الآخرة (¬2). قال الحافظ: ... انعقد الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذاب، وإن كان بعضهم أشد عذابًا من بعض (¬3). 21 - باب من قال: لا رضاع بعد حولين 5102 - عن عائشة - رضي الله عنها -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها وعندها رجل، فكأنه تغير وجهه، كأنه كره ذلك، فقالت: إنه أخي، فقال: «انظُرن من إخوانكن، فإنما الرضاعة من المجاعة» (¬4). ¬
22 - باب لبن الفحل
22 - باب لبن الفحل 5103 - عن عروة بن الزبير، عن عائشة «أن أفلح، أخا أبي القُعيس جاء يستأذن عليها، وهو عمُّها من الرضاعة، بعد أن نزل الحجاب، فأبَيتُ أن آذن له، فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرته بالذي صنعتُ، فأمرني أن آذن له» (¬1). 23 - باب شهادة المرضعة 5104 - عن عقبة بن الحارث - قال: وقد سمعته من عقبة لكني لحديث عُبيد أحفظ - قال: «تزوجت امرأة، فجاءتنا امرأة سوداء، فقالت: أرضعتكما، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: تزوجت فلانة بنت فلان، فجاءتنا امرأة سوداء، فقالت لي: إني قد أرضعتكما، وهي كاذبة (¬2)، فأعرض عني، فأتيته من قِبل وجهه، قلت: إنها كاذبة. قال: كيف بها وقد زعمت أنها قد أرضعتكما، دعها عنك. وأشار إسماعيل بإصبعيه السبابة والوسطى، يحكي أيوب». 24 - باب ما يحل من النساء وما يحرم 5105 - عن ابن عباس: «حَرُمَ من النسب سبع ومن الصِّهر سبع. ثم قرأ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} [النساء: 23] الآية. وجمع عبد الله بن جعفر، بين ابنة علي ¬
وامرأة (¬1) عليّ. وقال ابن سيرين: لا بأس به، وكرهه الحسن مرة، ثم قال: لا بأس به. وجمع الحسن بن الحسن بن علي بين ابنتي عم (¬2) في ليلة، وكرهه جابر بن زيد، للقطيعة وليس فيه تحريم لقوله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} [النساء: 24]، وقال عكرمة، عن ابن عباس: إذا زنى بأخت امرأته لم تحرم عليه امرأته (¬3). ويروى عن يحيى الكندي، عن الشعبيِّ، وأبي جعفر، فيمن يلعب بالصبيِّ إن أدخله فيه فلا يتزوجن أمَّه. ويحيى هذا غير معروف، ولم يتابع عليه. وعن عكرمة، عن ابن عباس إذا زنى بها لم تحرُم عليه امرأته. ويُذكر عن أبي نصر أن ابن عباس حرمه. وأبو نصر هذا لم يُعرف بسماعه من ابن عباس. ويروى عن عمران بن حصين وجابر بن زيد، والحسن، وبعض أهل العراق قال: يحرُمُ (¬4) عليه. وقال أبو هريرة: لا تحرُم حتى يُلزق ¬
25 - باب {وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن} [النساء: 23]
بالأرض يعني حتى يجامع. وجوَّزه ابن المسيَّب وعروة والزهري، وقال الزهري: قال علي: لا يحرم، وهذا مرسل. 25 - باب {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [النساء: 23] وقال ابن عباس: الدخول (¬1) والمسيس واللماس هو الجماع. ومن قال: بنات ولدها هن من بناتها في التحريم، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأم حبيبة: لا تعرضن عليَّ بناتكن ولا أخواتكن، وكذلك حلائل ولد الأبناء (¬2) هن حلائل الأبناء ... قال الحافظ: ... والأثر صحيح عن علي (¬3). ¬
34 - قول الله جل وعز: {ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله} [البقرة: 235] الآية.
34 - قول الله جل وعز: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ} [البقرة: 235] الآية. 5124 - عن ابن عباس {فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} [البقرة: 235] يقول: إني أريد التزويج، ولوددت أنه تُيسر لي امرأة صالحة. وقال القاسم: يقول إنك عليَّ كريمة، وإني فيك لراغب، وإن الله لسائق إليك خيرًا، أو نحو هذا. وقال عطاء: يُعرَّض ولا يبوح، يقول: إن لي حاجة، وأبشري، وأنت بحمد الله نافقة. وتقول هي: قد أسمع ما تقول، ولا تعد شيئًا، ولا يواعد وليُّها بغير علمها (¬1)، وإن واعدت رجلًا في عدتها، ثم نكحها بعد لم يُفرَّق بينهم. وقال الحسن، {لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} [البقرة: 235] الزنا. ويذكر عن ابن عباس: {حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} [البقرة: 235]: «تنقضي العدة». 35 - باب النظر إلى المرأة قبل التزويج 5126 - عن سهل بن سعد «أن امرأة جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، جئت لأهب لك نفسي. فنظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصَعَّد ¬
36 - باب من قال: لا نكاح إلا بولي
النظر (¬1) إليها وصوَّبه، ثم طأطأ رأسه ... الحديث ... قال: اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن». 36 - باب من قال: لا نكاح إلا بوَليّ (¬2) 5127 - عن عروة بن الزبير، أن عائشة، زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته «أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء: فنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليَّته أو ابنته، فيُصدقها ثم ينكحها. ونكاح آخر: كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها: أرسلي إلى فلان فاستبضعي ¬
منه، ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدًا، حتى يتبين حملُها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد، فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع. ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة، فيدخلون على المرأة، كلهم يُصيبها، فإذا حملت ووضعت، ومرَّ عليها ليال بعد أن تضع حملها، أرسلت إليهم، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع، حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت، فهو ابنك يا فلان، تُسمِّي من أحبَّت باسمه فيلحق به ولدها، لا يستطيع أن يمتنع به الرجل. ونكاح الرابع: يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمنع من جاءها، وهنَّ البغايا، كُن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علمًا، فمن أرادهن دخل عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها، ودعوا لهم القافة، ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون، فالتاطته به، ودُعي ابنه، لا يمتنع من ذلك. فلما بعث محمد - صلى الله عليه وسلم - بالحق، هدم نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم» (¬1). 5129 - عن ابن عمر «أن عمر، حين تأيَّمت حفصة بنت عمر من ابن حُذافة السهمي - وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، من أهل بدر - توفي بالمدينة، فقال عمر: لقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة، فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: بدا لي أن ¬
37 - باب إذا كان الولي هو الخاطب
لا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة» (¬1). 5130 - عن يونس، عن الحسن، {فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} [البقرة: 232] قال: حدثني معقل بن يسار، أنها نزلت فيه، قال: زوجت أختًا لي من رجل فطلَّقها، حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها، فقلت له: زوجتك وأفرشتُك وأكرمتك، فطلقتها، ثم جئت تخطبها، لا والله لا تعود إليك أبدًا، وكان رجلًا لا بأس به، وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه، فأنزل الله هذه الآية: {فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} [البقرة: 232] (¬2) فقلت: الآن أفعل يا رسول الله، قال: فزوجها إياه. 37 - باب إذا كان الولي هو الخاطب وخطب المغيرة بن شعبة، امرأة هو أولى الناس بها، فأمر رجلًا فزوَّجه، وقال عبد الرحمن بن عوف، لأم حكيم بنت قارظ: أتجعلين أمرك إلي؟ قالت: نعم. فقال: قد زوجتك. وقال عطاء: ليُشهد أني قد نكحتك، أو ليأمر رجلًا من عشيرتها. وقال سهل: قالت امرأة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أهب لك نفسي. فقال رجل: «يا رسول الله، إن لم تكن لك بها حاجة فزوِّجنيها» (¬3). ¬
5132 - عن سهل بن سعد قال: «كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - جلوسًا، فجاءته امرأة تعرض نفسها عليه، فخفض فيها النظر ورفعه، فلم يردها، فقال رجل من أصحابه: زوجنيها يا رسول الله، قال: أعندك من شيء؟ قال: ما عندي من شيء، قال: ولا خاتم من حديد (¬1)؟ قال: ولا خاتم، ولكن أشق بُردتي هذه فأعطيها النصف، وآخذ النصف، قال: لا، هل معك من القرآن شيء؟ قال: نعم، قال: اذهب فقد زوجتكها بما معك من القرآن». ¬
38 - باب إنكاح الرجل ولده الصغار
38 - باب إنكاح الرجل ولده الصغار 5133 - عن هشام، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوجها وهي بنت ست سنين، وأُدخلت عليه وهي بنت تسع، ومكثت عنده تسعًا (¬1). 39 - باب تزويج الأب ابنته من الإمام وقال عمر: خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلي حفصة فأنكحته 5134 - عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوجها وهي بنت ست سنين، وبنى بها وهي بنت تسع سنين، قال هشام: وأنبئت أنها كانت عنده تسع سنين (¬2). 40 - باب: السلطان ولي، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: زوَّجناكها بما معك من القرآن 5135 - عن سهل بن سعد، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إني وهبت من نفسي، فقامت طويلًا، فقال رجل: زوِّجنيها إن لم تكن لك بها حاجة، ... الحديث ... فقال: «قد زوَّجناكها بما معك من القرآن» (¬3). ¬
42 - باب إذا زوج ابنته وهي كارهة، فنكاحه مردود
قال الحافظ: ... وفيه «والسلطان ولي من لا ولي لها» (¬1). 42 - باب إذا زوَّج ابنته وهي كارهة، فنكاحه مردود 5138 - عن خنساء بنت خدام الأنصارية، أن أباها زوجها وهي ثيِّب فكرهت ذلك، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فردَ نكاحها (¬2). 43 - باب تزويج اليتيمة 5140 - عن عروة بن الزبير، أنه سأل عائشة - رضي الله عنها -، قال لها: يا أمتاه: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} [النساء: 3]- إلى - {مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 3] ... في هذه الآية أن اليتيمة إذا كانت ذات مال وجمال (¬3) ورغبوا في نكاحها ونسبها والصداق ... الحديث». 44 - باب إذا قال الخاطب للوليِّ زوجني فلانة، فقال: قد زوجتك بكذا وكذا جاز النكاح، وإن لم يقل للزوج: أرَضيت أو قبلت 5141 - عن سهل - رضي الله عنه - «أن امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فعرضت عليه نفسها فقال: ما لي اليوم في النساء من حاجة، فقال رجل: يا رسول الله ¬
45 - باب لا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدع
زوجنيها، قال: ما عندك؟ قال ما عندي شيء، قال: أعطها ولو خاتمًا من حديد، قال: ما عندي شيء قال: فما عندك من القرآن؟ قال: كذا وكذا، قال: فقد ملكتكها بما معك من القرآن» (¬1). 45 - باب لا يخطب على خطبة أخيه (¬2) حتى ينكح أو يدع 5142 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان يقول «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبيع بعضكم على بيع بعض، ولا يخطب (¬3) الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له الخاطب». 46 - باب تفسير ترك الخطبة 5145 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - يحدث «أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة قال عمر: لقيت أبا بكر فقلت: إن شئت أنكحتك (¬4) حفصة بنت عمر، فلبثتُ لياليَ ثم خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلقيني أبو بكر فقال: إنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ذكرَها، فلم أكن لأفشيَ سرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو تركها لقبلتها». ¬
47 - باب الخطبة
47 - باب الخطبة 5146 - عن ابن عمر قال: «جاء رجلان من المشرق فخطبا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن من البيان لسحرا» (¬1). 48 - باب ضرب الدُّفِّ في النكاح والوليمة (¬2) 5147 - عن خالد بن ذكوان قال: «قالت الرُّبيع بنت معوِّذ بن عفراء: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل حين بُني عليَّ، فجلس على فراشي كمجلسك مني؛ فجعلت جوَيريات لنا يضربن بالدُّف (¬3) ويندُبن من قُتل من آبائي من ¬
49 - باب قول الله تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة} [النساء: 4]
بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبيٌ يعلم ما في غد، فقال: دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين» (¬1). قال الحافظ: ... والذي وضح لنا بالأدلة القوية أن من خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم - جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها، وهو الجواب الصحيح عن قصة أم حرام بنت ملحان في دخوله عليها ونومه عندها وتفليتها رأسه ولم يكن بينهما محرمية ولا زوجية (¬2). قال الحافظ: ... في هذا الحديث إعلان النكاح بالدف (¬3) بالغناء المباح، وفيه إقبال الإمام إلى العرس وإن كان فيه لهو ما لم يخرج عن حد المباح. 49 - باب قول الله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء: 4] 5148 - عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس «أن عبد الرحمن بن عوف تزوج امرأة على وزن نواة، فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - بشاشة العرس، فسأله، ¬
50 - باب التزويج على القرآن وبغير صداق
فقال: إني تزوجت امرأة على وزن نواة» (¬1). 50 - باب التزويج على القرآن وبغير صداق 5149 - عن سهل بن سعد الساعدي يقول: إني لفي القوم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قامت امرأة فقال: يا رسول الله إنها قد وهبت نفسها لك ... الحديث ... قال: اذهب فقد أنكحتكها بما معك من القرآن» (¬2). قال الحافظ: ... فإن ثبت نقله فقد خرق هذا الإجماع أبو محمد بن حزم فقال: يجوز بكل ما يسمى شيئًا (¬3) ولو كان حبة من شعير. قال الحافظ: ... فالظاهر أن الواقع من النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد الألفاظ المذكورة، ¬
52 - باب الشروط في النكاح
فالصواب في مثل هذا النظر إلى الترجيح، وقد نقل عن الدارقطني أن الصواب رواية من روى «زوجتكها» وأنهم أكثر وأحفظ (¬1). قال الحافظ: ... وما المانع أن يكون المراد أن كلًا منهما يلبسه (¬2) مهايأة لثبوت حقه فيه. 52 - باب الشروط في النكاح 5151 - عن أبي الخير عن عقبة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج» (¬3). ¬
54 - باب الصفرة للمتزوج
54 - باب الصفرة للمتزوج 5153 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن عبد الرحمن بن عوف جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبه أثر صفرة فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار قال: كم سقت إليها قال: زنة نواة من ذهب. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أولمْ ولو بشاة (¬1). 56 - باب كيف يُدعى للمتزوج 5155 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صُفرة، فقال: ما هذا؟ قال: إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب. قال: بارك الله لك (¬2). أوْلمْ ولو بشاة». قال الحافظ: ... عن أبي هريرة قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفأ إنسانًا قال: بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير» (¬3). 58 - باب من أحب البناء قبل الغزو 5157 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بُضع امرأة وهو يريد أن يبني ¬
59 - باب من بنى بامرأة وهي بنت تسع سنين
بها ولم يبن بها» (¬1). 59 - باب من بنى بامرأة وهي بنت تسع (¬2) سنين 5158 - عن هشام بن عروة عن عروة «تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة وهي بنت ست سنين، وبنى بها وهي بنت تسع، ومكثت عنده تسعًا». 60 - باب البناء في السفر 5159 - عن أنس قال «أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بين خيبر والمدينة ثلاثًا يُبنى عليه بصفية بنت حُيَي، فدعوت المسلمين إلى وليمته، فما كان فيها من خبز ولا لحم (¬3) أمر بالأنطاع فألقي فيها من التمر والإقط والسمن، فكانت وليمته، فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين، أو مما ملكت يمينه؟ فقالوا: إن حَجَبها فهي من أمهات المؤمنين، وإن لم يحجُبها فهي مما ملكت يمينه. فلما ارتحل وطّأ لها خلفه، ومدَّ الحجاب بينها وبين الناس». 61 - باب البناء بالنهار، بغير مركب ولا نيران 5160 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت «تزوجني النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتتني أمي فأدخلتني الدار، فلم يُرعني إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضُحى» (¬4). ¬
63 - باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها ودعائهن، بالبركة
63 - باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها ودعائهن، بالبركة (¬1) 5162 - عن هشام بن عروة عن أبيه «عن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عائشة، ما كان معكم لهو (¬2)، فإن الأنصار يعجبهم اللهو». 64 - باب الهدية للعروس 5163 - عن أنس بن مالك قال: «مر بنا في مسجد بني رفاعة، فسمعته يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا مرَّ بجنبات أمَّ سُليم دخل عليها فسلم عليها. ثم قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عروسًا بزينب، فقالت لي أم سليم: لو أهدينا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هدية، فقلت لها: افعلي (¬3). فعمدت إلى تمر وسمن وأقط فاتخذت حيسة في برمة فأرسلت بها معي إليه، فانطلقت بها إليه، فقال لي: ضعها. ¬
65 - باب استعارة الثياب للعروس وغيرها
ثم أمرني فقال: ادع لي رجالًا سماهم، وادع لي من لقيت. قال ففعلت الذي أمرني، فرجعت فإذا البيت غاص بأهله، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وضع يديه على تلك الحيسة، وتكلم بها ما شاء الله، ثم جعل يدعو عشرة عشرة يأكلون منه، ويقول لهم: اذكروا اسم الله، وليأكل كل رجل مما يليه، قال: حتى تصدَّعوا كلهم عنها ... الحديث». 65 - باب استعارة الثياب للعروس وغيرها 5164 - عن هشام عن أبيه «عن عائشة - رضي الله عنها - أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناسًا من أصحابه في طلبها، فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء، فلما أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - شكوا ذلك إليه، فنزلت آية التيمم، فقال أُسيد بن حضير: جزاك الله خيرًا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجًا، وجعل للمسلمين فيه بركة» (¬1). 66 - باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله 5165 - عن ابن عباس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله: بسم الله، اللهم جنِّبني الشيطان وجنِّب الشيطان ما رزقتنا، ثم قُدر بينهما في ذلك أو قضِيَ ولد لم يضرَّه شيطان أبدًا». قال الحافظ: ... وقيل لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه كما جاء عن مجاهد «أن الذي يجامع ولا يسمي يلتفّ الشيطان على إحليله فيجامع معه ¬
68 - باب الوليمة ولو بشاة
ولعل هذا أقرب الأجوبة (¬1)، ويتأيد الحمل على الأول بأن الكثير ممن يعرف هذا الفضل العظيم يذهل عنه عند إرادة المواقعة والقليل الذي قد يستحضره ويفعله. 5166 - عن عُقيل عن ابن شهاب قال «أخبرني أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه كان ابن عشر سنين مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فكان أمهاتي يواظبنني على خدمة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فخدمته عشر سنين. وتوفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن عشرين سنة، فكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أُنزل وكان أول ما أنزل في مُبتنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بزينب بنت جحش: أصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - بها عروسًا فدعا القوم فأصابوا من الطعام (¬2)، ثم خرجوا وبقي رهط منهم عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأطالوا المكث ... الحديث». 68 - باب الوليمة ولو بشاة 5167 - عن أنس - رضي الله عنه - قال «سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن بن عوف ... - وتزوج امرأة من الأنصار -: كم أصدقتها، قال وزن نواة من ذهب» وعن حميد قال سمعت أنسًا قال: «لما قدموا المدينة نزل المهاجرون على الأنصار، فنزل عبد الرحمن بن عوف على سعد بن الربيع، فقال: ¬
69 - باب من أولم على بعض نسائه أكثر من بعض
أقاسمك مالي، وأنزل لك عن إحدى امرأتيّ، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك. فخرج إلى السوق، فباع واشترى، فأصاب شيئًا من أقط وسمن، فتزوج، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أولم ولو بشاة» (¬1). 69 - باب من أولم على بعض نسائه أكثر من بعض 5171 - عن ثابت قال ذُكر تزويج زينب بنت جحش عند أنس فقال: ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أولم على أحد من نسائه ما أوْلمَ عليها، أولمَ بشاة. قال الحافظ: ... وقال ابن المنير (¬2): يؤخذ من تفضيل بعض النساء على بعض في الوليمة جواز تخصيص بعضهن دون بعض بالأتحاف والألطاف والهدايا. 71 - باب حق إجابة الوليمة والدعوة 5173 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا دُعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها» (¬3). 73 - باب من أجاب إلى كُراع 5178 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو دُعيت إلى كُراع لأجبت، ولو أهدي إليّ كراع لقبلت» (¬4). ¬
74 - باب إجابة الداعي في العرس وغيره
74 - باب إجابة الداعي في العُرس وغيره 5179 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها» (¬1). قال الحافظ: ... عن نافع بلفظ «إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرسًا كان أو نحوه» (¬2). قال الحافظ: ... ووقع في حديث جابر عند مسلم (¬3) «إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن شاء طعم وإن شاء ترك». ¬
75 - باب ذهاب النساء والصبيان إلى العرس
قال الحافظ: ... وتحمل رواية جابر على من كان صائمًا، ويؤيده رواية بن ماجه (¬1) فيه بلفظ «من دعي إلى طعام وهو صائم فليجب، فإن شاء طعم وإن شاء ترك». 75 - باب ذهاب النساء والصبيان إلى العرس 5180 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - نساء وصبيانًا مقبلين من عرس فقام ممتنًا فقال: اللهم أنتم من أحب الناس إليّ» (¬2). 76 - باب هل يرجع إذا رأى منكرًا في الدعوة؟ 5181 - عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها أخبرته أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية، فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله (¬3)، ماذا أذنبت؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما بال هذه النمرقة؟ قالت فقلت اشتريتها ¬
77 - باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس
لك لتقعد عليها وتوسَّدها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن أصحاب هذه الصور يعذَّبون يوم القيامة، ويقال لهم أحيوا ما خلقتم، وقال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة» (¬1). قال الحافظ: ... فقال ابن عمر: «يا فلان متى تحولت الكعبة في بيتك؟ ثم قال لنفر معه من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -: ليهتك كل رجل ما يليه» (¬2). 77 - باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس 5182 - عن سهل قال: «لما عرَّس أبو أُسيد الساعدي دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فما صنع لهم طعامًا ولا قرَّبه إليهم إلا امرأته أم أُسيد، بلَّت تمرات في تور من حجارة من الليل، فلما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الطعام أماثته له فسقته تتحفه بذلك» (¬3). 78 - باب النقيع والشراب الذي لا يُسكر في العرس 5183 - عن سهل بن سعد أن أبا أسيد الساعدي دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - لعرسه فكانت امرأته خادمهم يومئذ وهي العروس فقالت أو قال: أتدرون ما أنقعت ¬
79 - باب المداراة مع النساء وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «إنما المرأة كالضلع»
لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أنقعت له تمرات من الليل في تور» (¬1). 79 - باب المُداراة مع النساء وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «إنما المرأة كالضِّلع» 5184 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «المرأة كالضِّلَع: إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عِوَج» (¬2). 80 - باب الوصاة بالنساء 5187 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال «كنا نتَّقي الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - هيبة أن ينزل فينا شيء، فلما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - تكلمنا وانبسطنا» (¬3). 81 - باب {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6] 5188 - عن عبد الله قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسئول: فالإمام راع وهو مسئول، والرجل راع على أهله وهو مسئول، والمرأة ¬
82 - باب حسن المعاشرة مع الأهل
راعية على بيت زوجها وهي مسئولة، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول» (¬1). 82 - باب حسن المعاشرة مع الأهل 5189 - عن عائشة قالت: «جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتُمن من أخبار أزواجهن شيئًا. قالت: الأولى: زوجي لحمُ جمل غث على رأس جبل، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فيُنتقل. قالت الثانية: زوجي لا أبث خبره، إني أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عُجرَهُ وبُجره، قالت الثالثة: زوجي العشنَّق (¬2). إن أنطق أُطلق، وإن أسكت أُعلِّق. قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة، لا حرٌ ولا قرٌ ولا مخافة ولا سآمة. قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهدَ، وإن خرج أسدَ، ولا يسأل عما عهد. قالت السادسة: زوجي إن أَكل لف، وإن شرب اشتف، وإن اضطجع التف، ولا يولج الكفَ ليعلم البثَّ (¬3). قالت السابعة: زوجي غياياء - أو عياياء - طباقاء، كل داء له داء، شجَّك أو فلَّك أو جمع كلاّ لك (¬4). قالت الثامنة: زوجي المسُّ مس أرنب، والريح ريح زَرنَب (¬5). قالت التاسعة: ¬
زوجي رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد. قالت العاشرة: زوجي مالك وما مالك، مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، وإذا سمعن صوت المزهر، أيقنَّ أنهن هوالك. قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع وما أبو زرع، أناس من حُليٍّ أذنيَّ، وملأ من شحم عضُديَّ، وبجَّحني فبجحت إليَّ نفسي ... الحديث ... قالت عائشة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كنت لك (¬1) كأبي زرع لأم زرع. قال سعيد بن سلمة قال هشام: ولا تُعشِّش بيتنا تعشيشًا. قال أبو عبد الله وقال بعضهم فأتقمَّح بالميم وهذا أصح». 5190 - عن عائشة قالت كان الحبش يلعبون بحرابهم فسترني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أنظر، فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن تسمع اللهو (¬2). ¬
83 - باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها
83 - باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها 5191 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لم أزل حريصًا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اللتين قال الله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] (¬1) حتى حجَّ وحججت معه، وعدل وعدلت معه بإداوة، فتبرز ثم جاء فسكبت على يديه منها فتوضأ، فقلت له: يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اللتان قال الله تعالى {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]، قال: واعجبا لك يا ابن عباس، هما عائشة وحفصة ثم استقبل عمر الحديث يسوقه، قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهم من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على النبي - صلى الله عليه وسلم - فينزل يومًا وأنزل يومًا، فإذا نزلت جئته بما حدَث من خبر ذلك اليوم من الوحي أو غيره، ... الحديث». ¬
84 - باب صوم المرأة بإذن زوجها تطوعا
84 - باب صوم المرأة بإذن زوجها تطوعا 5192 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تصوم المرأة وبعلُها شاهد إلا بإذنه» (¬1). 5194 - عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع» (¬2). 86 - باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه 1595 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه، وما أنفقت من نفقة عن غير أمره فإنه يؤدَّى إليه شطرُه» (¬3). ¬
87 - باب
87 - باب 5196 - عن أسامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قمت على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين (¬1)، وأصحاب الجد محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أُمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء» (¬2). 88 - باب كفران العشير وهو الزوج وهو الخليط من المعاشرة 5197 - عن عبد الله بن عباس أنه قال: «خسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس معه، فقام قيامًا طويلًا نحوًا من سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلًا ثم رفع فقام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول ... الحديث ... ورأيت أكثر أهلها النساء، قالوا لم يا رسول الله؟ قال بكفرهن. قيل يكفرن بالله؟ قال يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خيرًا قط» (¬3). 89 - باب لزوجك عليك حق 5199 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عبد الله، ألم أُخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ قلت؟ بلى يا رسول الله. قال: فلا تفعل، صُم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقًا، وإن لعينك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا» (¬4). ¬
92 - باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءه في غير بيوتهن
92 - باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءه في غير بيوتهن 5202 - عن أم سلمة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حلف لا يدخل على بعض أهله شهرًا فلما مضى تسعة وعشرون يومًا غدا عليهن - أو راح - فقيل له: يا نبي الله حلفت أن لا تدخل عليهن شهرًا، قال إن الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا» (¬1). 93 - باب ما يُكره من ضرب النساء 5204 - عن عبد الله بن زمعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم» (¬2). 94 - باب لا تُطيع المرأة زوجها في معصية 5205 - عن صفية عن عائشة: «أن امرأة من الأنصار زوجت ابنتها، فتمعَّط شعر رأسها، فجاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له فقالت: إن زوجها أمرني أن أصل في شَعرها فقال: لا، إنه قد لُعن الموصِّلات» (¬3). 96 - باب العزل 5207 - عن عطاء عن جابر قال: «كنا نعزل على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -». ¬
97 - باب القرعة بين النساء إذا أراد سفرا
5208 - عن عطاء أنه سمع جابرًا - رضي الله عنه - يقول: «كنا نعزل والقرآن ينزل» (¬1). 97 - باب القرعة بين النساء إذا أراد سفرًا 5211 - عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فطارت القرعة (¬2) لعائشة وحفصة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث، فقالت حفصة ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر، فقالت بلى فركبت فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا وافتقدته عائشة، فلما نزلوا جعلت رجلَيها بين الإذخر وتقول: ربِّ سلِّط عليِّ عقربًا أو حية تلدغني ولا أستطيع أن أقول له شيئًا». ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
98 - باب المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها، وكيف يقسم ذلك
98 - باب المرأة تهب يومها من زوجها لضرَّتها، وكيف يقسم ذلك 5212 - عن عائشة «أن سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسم لعائشة بيومها ويوم سودة» (¬1). ¬
99 - باب العدل بين النساء
99 - باب العدل بين النساء (¬1) {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ - إلى قوله - وَاسِعًا حَكِيمًا}. [النساء: 129، 130]. 100 - باب إذا تزوَّج البكر على الثَّيِّب 5213 - عن أنس - رضي الله عنه -، ولو شئت أن أقول قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن قال «السنَّة إذا تزوج البكر أقام عندها سبعًا، وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثًا» (¬2). 102 - باب من طاف على نسائه في غُسل واحد 5215 - عن أنس بن مالك حدثهم «أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة» (¬3). 103 - باب دخول الرجل على نسائه في اليوم 5216 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة، فاحتبس أكثر مما كان يحتبس» (¬4). ¬
107 - باب الغيرة
107 - باب الغيرة 5220 - عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرَّم الفواحش، وما أحد أحبُّ إليه المدح من الله» (¬1). 5224 - عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت: «تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء وأخرز غرَبه وأعجن، ولم أكن أُحسن أخبز، وكان يخبز جارات لي من الأنصار وكنَّ نسوة صدق، وكنت أنقل النَّوى من أرض الزبير - التي أقطعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رأسي، وهي مني على ثلثَي فرسخ: فجئت يومًا والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه نفر من الأنصار، فدعاني، ثم قال: إخ إخ، ليحملني خلفه، فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته - وكان أغير الناس - فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني قد استحييت، فمضى، فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب، فاستحييت منه وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملُك النوى كان أشد عليَّ من ركوبك معه. قالت: حتى أرسل إليَّ أبو بكر بعد ذلك بخادم تكفيني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني» (¬2). ¬
114 - باب نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة
5227 - عن أبي هريرة قال: «بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلوس فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا؟ قال: لعمر، فذكرت غيرتك فوليت مدبرًا. فبكى عمر وهو في المجلس ثم قال أوَعليك يا رسول الله أغار» (¬1). 114 - باب نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة 5236 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يستُرني بردائه، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد، حتى أكون أنا التي أسأم. فاقدُروا قدْر الجارية الحديثة السِّن الحريصة على اللهو» (¬2). 109 - باب ذبِّ الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف 5230 - عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو على المنبر: «إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن يُنكحوا ابنتهم عليَّ بن أبي طالب، فلا آذن ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يُريد ابن أبي طالب أن يُطلِّق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني يُريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها» (¬3). ¬
110 - باب يقل الرجال ويكثر النساء
110 - باب يقل الرجال ويكثر النساء 5231 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: لأحدثنكم حديثًا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحدثكم به أحد غيري، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن من أشراط الساعة أن يُرفع العلم، ويكثر (¬1) الجهل، ويكثر الزنا، ويكثر شرب الخمر، ويقلَّ الرجال، ويكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة القيِّم الواحد». 111 - باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم 5232 - عن عقبة بن عامر «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت» (¬2). 113 - باب ما يُنهى من دخول المتشبِّهين بالنساء على المرأة 5235 - عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عندها ... - وفي البيت مخنث - فقال المخنث لأخي أم سلمة عبد الله بن أبي أمية: إن فتح الله لكم الطائف غدًا أدلُّك على بنت غيلان، فإنها تُقبل بأربع وتُدبر بثمان. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخلن هذا عليكم» (¬3). ¬
115 - باب خروج النساء لحوائجهن
115 - باب خروج النساء لحوائجهن 5237 - عن عائشة قالت: «خرجت سودة بنت زمعة ليلًا فرآها عمر فعرفها، فقال: إنك والله يا سودة ما تخفين علينا، فرجعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له وهو في حُجرتي يتعشى، وإن في يده لعرقا، فأنزل الله عليه فرُفع عنه وهو يقول: قد أذن الله لكن أن تخرُجن لحوائجكن» (¬1). 116 - باب استئذان المرأة زوجها في الخروج إلى المسجد وغيره 2538 - عن سالم عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها» (¬2). 117 - باب ما يحلُّ من الدخول، والنظر إلى النساء في الرَّضاع 5239 - عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت «جاء عمي من الرضاعة فاستأذن عليَّ، فأبيت أن آذن له حتى أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألته عن ذلك، فقال: إنه عمك فأذني له، قالت: فقلت: يا رسول الله، إنما أرضعتني المرأة، ولم يُرضعني الرجل، قالت: فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنه عمك فليلج عليك، قالت عائشة: وذلك بعد أن ضُرب علينا الحجاب. قالت عائشة يَحرُم من الرضاعة ما يَحرُم من الولادة» (¬3). ¬
118 - باب لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها
118 - باب لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها 5240 - عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها» (¬1). 119 - باب قول الرجل لأطوفن الليلة على نسائي 5242 - عن طاووس عن أبي هريرة قال: قال سليمان بن داود - رضي الله عنه -: لأطوفن الليلة بمائة امرأة، تلد كل امرأة غلامًا يقاتل في سبيل الله. فقال له الملك: قل إن شاء الله، فلم يقل ونسيَ، فأطاف بهن، ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لو قال إن شاء الله لم يحنَث، وكان أرجَى لحاجته» (¬2). 120 - باب لا يطرق أهله ليلاً إذا أطال الغيبة 5244 - عن جابر بن عبد الله قال: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرُق أهله ليلًا» (¬3). ¬
121 - باب طلب الولد
121 - باب طلب الولد 5245 - عن الشعبي عن جابر قال: «كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة فلما قفلنا تعجَّلت على بعير قطوف، فلحقني راكب من خلفي، فالتفت فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ما يُعجلك؟ قلت: إني حديث عهد بعرس. قال: فبكرًا تزوجت أم ثيِّبًا قلت: بل ثيِّبًا. قال: فهلا جارية تلاعبُها وتلاعبك. قال: فلما قدمنا ذهبنا لندخل فقال: أمهلوا حتى تدخلوا ليلًا - أي عشاء - لكي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة». قال وحدثني الثقة أنه قال في هذا الحديث «الكَيسَ الكيس يا جابر» يعني الولد (¬1). قال الحافظ: .. قال ابن الأعرابي: الكيس العقل (¬2). 122 - باب تستحدُّ المغيبة وتمتشط الشعثة 5247 - عن جابر بن عبد الله قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة، فلما قفلنا كنا قريبًا من المدينة، تعجلت على بعير لي قطوف، فلحقني راكب من خلفي ... الحديث ... قال: فلما قدمنا ذهبنا لندخل، فقال: أمهلوا حتى تدخلوا ليلًا - أي عشاء - لكي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة» (¬3). ¬
124 - باب {والذين لم يبلغوا الحلم منكم} [النور: 58]
124 - باب {وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ} [النور: 58] 5249 - عن عبد الرحمن بن عابس «سمعت ابن عباس - رضي الله عنهما - سأله رجل: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العيد، أضحىً أو فطرًا؟ قال: نعم، ولولا مكاني منه ما شهدته - يعني من صغره - قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى ثم خطب، ولم يذكر أذانًا ولا إقامة. ثم أتى النساء فوعظهن وذكَّرهن، وأمرهن بالصدقة، فرأيتهن يهوين إلى آذانهن وحُلوقهن يدفعن إلى بلال، ثم ارتفع هو وبلال إلى بيته» (¬1). 125 - باب قول الرجل لصاحبه هل أعرستم الليلة وطعن الرجل ابنته في الخاصرة عند العتاب 5250 - عن عائشة قالت: «عاتبني أبو بكر وجعل يطعنُني بيده في خاصرتي (¬2)، فلا يمنعني من التحرك إلا مكانُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأسه على فخذي». ¬
68 - كتاب الطلاق
68 - كتاب الطلاق 1 - باب قول الله تعالى {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ} [الطلاق: 1] 5251 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أنه طلق امرأته وهي حائض (¬1) على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأل عمر بن الخطاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مُره فليراجعها، ثم ليُمسكها حتى تطهر، ثم تحيض ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلق قبل أن يمسَّ، فتلك العدة التي أمر الله أن تُطلَّق لها النساء». 2 - باب إذا طُلقت الحائض تعتد بذلك الطلاق 5252 - عن أنس بن سيرين قال: سمعت ابن عمر قال «طلق ابن عمر امرأته وهي حائض، فذكر عمر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ليراجعها. قلت: تُحتسب؟ قال: فمه». وعن قتادة عن يونس بن جُبير عن ابن عمر قال «مُره فليراجعها. قلت: تُحتسب؟ قال: أرأيت إن عجز واستحمق» (¬2). ¬
3 - باب من طلق وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق؟
5253 - عن سعيد بن جُبير «عن ابن عمر قال: حُسبت عليَّ بتطليقة» (¬1). قال الحافظ: ... وفيه تحريم الطلاق في طهر جامعها فيه، وبه قال الجمهور، وقال المالكية لا يحرم وفي رواية كالجمهور ورجحها الفاكهاني لكونه شرط في الاذن في الطلاق عدم المسيس، والمعلق بشرط معدوم عند عدمه (¬2). 3 - باب من طلَّق وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق؟ 5255 - عن أبي أُسيد - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط، حتى انتهينا إلى حائطين فجلسنا بينهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اجلسوا ها هنا، ودخل، وقد أُتي بالجونيَّة. فأُنزلت في بيت في نخل في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل، ومعها دايتها حاضنة لها - فلما دخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: هَبي نفسك لي، قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسُّوقة؟ قال فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن، فقالت: أعوذ بالله منك. فقال: قد عُذت بمعاذ، ثم خرج علينا فقال: يا أبا أُسيد، اكسُها رازقيَّين، وألحقها بأهلها» (¬3). ¬
4 - باب من جوز الطلاق الثلاث
5258 - عن أبي غلاب يونس بن جُبير «قال قلت لابن عمر: رجل طلق امرأته وهي حائض. فقال: تعرف ابن عمر؟ إن ابن عمر طلق امرأته وهي حائض، فأتى عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فأمره أن يُراجعها، فإذا طهُرت فأراد أن يطلقها فليُطلِّقها. قلت: فهل عدَّ ذلك طلاقًا؟ قال: أرأيت إن عجز واستحمق» (¬1). 4 - باب من جوَّز الطلاق الثلاث 5259 - « ... الحديث ... فأقبل عويمر حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسط الناس فقال: يا رسول الله، أرأيت رجلًا وجد مع امرأته رجلًا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يفعل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك، فاذهب فأت بها. قال سهل: فتلاعنا، وأنا مع الناس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فلما فرغا قال عويمر: كذبتُ عليها يا رسول الله إن أمسكتها. فطلَّقها ثلاثًا قبل أن يأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن شهاب: فكانت تلك سنَّة المتلاعنين» (¬2). 5261 - عن عائشة «أن رجلًا طلق امرأته ثلاثًا، فتزوجت، فطلَّق؛ فسُئل النبي - صلى الله عليه وسلم -. أتحلُّ للأول؟ قال: لا، حتى يذوق عسيلتها كما ذاق الأول» (¬3). ¬
5 - باب من خير أزواجه
5 - باب من خيَّر أزواجه وقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 28]. 5263 - عن مسروق قال: سألت عائشة عن الخيرة فقالت: خيَّرنا النبي - صلى الله عليه وسلم -، أفكان طلاقًا؟ قال مسروق: لا أبالي أخيَّرتها واحدة أو مائة بعد أن تختارني» (¬1). 6 - باب إذا قال فارقتك، أو سرَّحتك، أو الخليَّة، أو البرية (¬2)، أو ما عني به الطلاق، فهو على نيته. وقول الله - عز وجل -: {وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 49] وقال {وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 28]، وقال {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229]، وقال: {أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} [الطلاق: 2]. وقالت عائشة «قد علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أبويَّ لم يكونا يأمراني بفراقه». ¬
7 - باب من قال لامرأته: أنت علي حرام
7 - باب من قال لامرأته: أنت عليَّ حرام وقال الحسن: نيته (¬1). وقال أهل العلم (¬2): إذا طلق ثلاثًا فقد حرُمت عليه، فسموه حرامًا بالطلاق والفراق. 5265 - عن عائشة قالت: «طلق رجل امرأته، فتزوجت زوجًا غيره فطلقها، وكانت معه مثل الهُدبة فلم تصل منه إلى شيء تُريده، فلم يلبث أن طلقها، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن زوجي طلقني، وإني تزوجت زوجًا غيره فدخل بي ولم يكن معه إلا مثل الهدبة (¬3) فلم يقربني إلا هنة واحدة لم يصل مني إلى شيء، أفأحل لزوجي الأول؟ (¬4). فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تحلِّين لزوجك الأول حتى يذوق الآخر عسيلتك وتذوقي عُسيلته». 8 - باب لم تحرِّم ما أحل الله لك؟ 5266 - عن سعيد بن جُبير أنه أخبره أنه «سمع ابن عباس يقول: إذا حرَّم ¬
امرأته ليس بشيء، وقال {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]» (¬1). 5267 - عن عبيد بن عمير يقول «سمعت عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمكُث عند زينب ابنة جحش ويشرب عندها عسلًا (¬2)، فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير. فدخل على إحداهما فقالت له ذلك. فقال: لا بأس شربت عسلًا عند زينب ابنة جحش، ولن أعود له. فنزلت {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ - إلى إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} لعائشة وحفصة {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التحريم: 3] لقوله: بل شربت عسلًا». 5268 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب العسل والحلوى، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس، فغِرت، فسألت عن ذلك، فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عُكة عسل، فسقتِ النبي - صلى الله عليه وسلم - منه شربة، فقلت: أما والله لنحتالن له، فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي: أكلت مغافير، فإنه سيقول لك: لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد منك؟ .... الحديث ... قال: سقتني حفصة شربة عسل. فقالت: جرَست (¬3) نحله العُرفط. فلما دار إليَّ قلت له نحو ذلك. فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك. فلما دار إلى حفصة ¬
12 - باب الخلع، وكيف الطلاق فيه؟
قالت: يا رسول الله ألا أسقيك منه؟ قال: لا حاجة لي فيه. قالت تقول سودة: والله لقد حرمناه، قلت لها: اسكتي». 12 - باب الخُلع، وكيف الطلاق فيه؟ وقول الله تعالى: {وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا - إلى قوله - الظَّالِمُونَ} [البقرة: 229] وأجاز عمر الخُلع دون السلطان. وأجاز عثمان الخُلع دون عقاص رأسها (¬1). وقال طاوس: إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فيما افترض لكل واحد منهما على صاحبه في العشرة والصحبة، ولم يقل قول السفهاء لا يحل حتى تقول: لا أغتسل لك من جنابة. 5273 - عن ابن عباس «أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكُفر في الإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتردِّين عليه حديقته؟ (¬2) ¬
20 - باب إذا أسلمت المشركة أو النصرانية تحت الذمي أو الحربي
قالت: نعم. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اقبل الحديقة وطلِّقها تطليقة. 5276 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «جاءت امرأة ثابت بن قيس بن شماس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، ما أنقمُ على ثابت في دين ولا خلق، إلا أني أخاف الكفر (¬1)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فتردين عليه حديقته؟ فقالت: نعم، فردَّت عليه، وأمره ففارقها». 20 - باب إذا أسلمت المشركة أو النصرانية تحت الذِّمي أو الحربيِّ وقال عبد الوارث عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس «إذا أسلمت النصرانية قبل زوجها بساعة حَرُمت عليه» (¬2). وقال داود عن إبراهيم الصائغ سئل عطاء عن امرأة من أهل العهد أسلمت ثم أسلم زوجها في العدَّة أهي امرأته؟ قال: لا، إلا أن تشاء هي بنكاح جديد وصداق (¬3). وقال مجاهد: إذا أسلمت في العدة يتزوجها (¬4)، وقال الله تعالى: {لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} [الممتحنة: 10] ... ¬
21 - باب قول الله تعالى: {للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر - إلى قوله - سميع عليم} [البقرة: 226].
5288 - عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يمتحنُهن بقول الله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} [الممتحنة: 10] إلى آخر الآية. قالت عائشة فمن أقرَّ بهذا الشرط من المؤمنات فقد أقر بالمحنة، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: انطلقن فقد بايعتكن. لا والله ما مسَّت يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يد امرأة قط (¬1)، غير أنه بايعهن بالكلام، والله ما أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على النساء إلا بما أمره الله، يقول لهن إذا أخذ عليهن: قد بايعتكن. كلامًا». قال الحافظ: ... وأخرج الطحاوي من طريق أيوب عن عكرمة عن ابن عباس في اليهودية أو النصرانية تكون تحت اليهودي أو النصراني فتسلم فقال «يفرق (¬2) بينهما الإسلام يعلو ولا يعلى عليه». 21 - باب قول الله تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ (¬3) مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ - إلى قوله - سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 226]. ¬
52 - باب المهر للمدخول عليها وكيف الدخول، أو طلقها قبل الدخول والمسيس
5289 - عن أنس بن مالك قال: «آلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نسائه، وكانت انفكت رجله، فأقام في مشربة له تسعًا وعشرين ثم نزل، فقالوا: يا رسول الله آليت شهرًا، فقال: الشهر تسع وعشرون». 5291 - عن نافع عن ابن عمر «إذا مضت أربعة أشهر يوقف حتى يطلق، ولا يقع عليه الطلاق حتى يطلق» (¬1). 52 - باب المهر للمدخول عليها وكيف الدخول، أو طلقها قبل الدخول والمسيس 5349 - عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عمر: رجل قذف امرأته. فقال فرَّق نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - بين أخوَي بني العجلان وقال: الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟ فأبَيا. فقال: الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟ فأبَيا. ففرَّق بينهما. قال أيوب فقال لي عمرو بن دينار: في الحديث شيء لا أراك تحدِّثه. قال قال الرجل: مالي. قال: لا مال لك. إن كنت صادقًا فقد دخلت بها، وإن كنت كاذبًا فهو أبعد منك». قال الحافظ: ... الغالب عند إغلاق الباب وإرخاء الستر على المرأة وقوع الجماع فأقيمت المظنة مقام المئنة لما جبلت عليه النفوس في تلك الحالة من عدم الصبر عن الوقاع غالبًا لغلبة الشهوة وتوفر الداعية (¬2). ¬
70 - كتاب الأطعمة
70 - كتاب الأطعمة 13 - باب الأكل متكئًا 5399 - عن أبي جحفة قال: «كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لرجل عنده: لا آكل وأنا متكئ». قال الحافظ: ... قوله (باب الأكل متكئًا) أي ما الحكمة؟ وإنما لم يجزم به لأنه لم يأت فيه نهي صريح (¬1). ¬
19 - باب تعرق العضد
19 - باب تعرُّق العضُد (¬1) 5407 - عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: «خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو مكة ... ». 20 - باب قطع اللحم بالسِّكين 5408 - عن الزهري قال «أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية أن أباه عمرو بن أمية أخبره أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يحتزُّ من كتف شاة في يده، فدُعي إلى الصلاة، فألقاها والسكين التي يحتز بها، ثم قام فصلى ولم يتوضأ» (¬2). قال الحافظ: ... حديث أبي معشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رفعته «لا تقطعوا اللحم بالسكين فإنه من صنيع الأعاجم، وانهشوه فإنه أهنًا وأمرأ» قال أبو داود: هو حديث ليس بالقوي. قلت: له شاهد من حديث صفوان بن أمية أخرجه الترمذي بلفظ «انهشوا (¬3) اللحم نهشًا فإنه أهنأ وأمرأ». 21 - باب ما عاب النبي - صلى الله عليه وسلم - طعامًا 5409 - عن أبي هريرة قال «ما عاب النبي - صلى الله عليه وسلم - طعامًا قط: إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه» (¬4). ¬
22 - باب النفخ في الشعير
22 - باب النفخ في الشعير 5410 - عن أبي غسان قال: «حدثني أبو حازم أنه سأل سهلًا: هل رأيتم في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - النَّقيَّ؟ قال: لا. فهل كنتم تنخلون الشعير؟ قال: لا، ولكن كنا ننفخه» (¬1). 23 - باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يأكلون 5411 - عن أبي هريرة قال: «قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا بين أصحابه تمرًا، فأعطى كل إنسان سبع تمرات، فأعطاني سبع تمرات إحداهن حشفة، فلم يكن فيهن تمرة أعجب إلي منها، شدَّت في مضاغي» (¬2). 5413 - عن أبي حازم قال «سألت سهل بن سعد فقلت: هل أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النَّقيَّ؟ فقال سهل: ما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النَّقيَّ (¬3) من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله. قال فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناخل؟ قال: ما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منخلًا من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله. قال قلت: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كنا نطحنه وننفخه، فيطير ما طار، وما بقي ثرَّيناه فأكلناه». ¬
5414 - عن سعيد المقبُري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه مرَّ بقوم بين أيديهم شاة مصلية، فدعوه، فأبى أن يأكل قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير» (¬1). 5415 - عن قتادة عن أنس بن مالك قال «ما أكل النبي - صلى الله عليه وسلم - على خوان، ولا في سُكرُّجة، ولا خبز له مرقق. فقلت لقتادة: علام يأكلون؟ قال: على السُّفر» (¬2). 5416 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت «ما شبع آل محمد - صلى الله عليه وسلم - منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعًا حتى قُبض» (¬3). ¬
24 - باب التلبينة
24 - باب التلبينة 5417 - عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرَّقن - إلا أهلها وخاصتها - أمرت ببُرمة من تلبينة فطُبخت، ثم صُنع ثريد فصُبَّت التلبينة عليها ثم قالت: كلن منها، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «التلبينة مجمَّة لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن» (¬1). 29 - باب الأكل في إناء مفضَّض 5426 - عن مجاهد قال: «حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى أنهم كانوا عند حذيفة، فاستسقى؛ فسقاه مجوسيٌّ، فلما وضع القدح في يده رماه به وقال: لولا أني نهيته غير مرة ولا مرتين، كأنه يقول لم أفعل هذا، ولكني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا تلبسوا الحرير ولا الديباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها، فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة» (¬2). ¬
30 - باب ذكر الطعام
30 - باب ذكر الطعام 5427 - عن أبي موسى الأشعري قال: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأُترجّة: ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيحانة ريحها طيّب وطعمها مرّ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة: ليس لها ريح وطعمها مر» (¬1). 5429 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «السَّفر قطعة من العذاب: يمنع أحدكم نومه وطعامه، فإذا قضى نهمته من وجهه فليُعجل إلى أهله» (¬2). ¬
31 - باب الأدم
31 - باب الأُدم 5430 - عن القاسم بن محمد قال: «كان في بريرة ثلاث سُنن (¬1): أرادت عائشة أن تشتريها فتعتقها، فقال أهلها: ولنا الولاء. فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: لو شئت شرطتيه لهم، فإنما الولاء لمن أعتق. قال وأُعتقت فخيِّرت في أن تقرَّ تحت زوجها أو تفارقه. ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا بيت عائشة وعلى النار بُرمَة تفور، فدعا بالغداء فأُتي بخبز وأُدم من أُدم البيت، فقال: ألم أر لحمًا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، ولكنه لحم تُصدِّق به على بريرة فأهدته لنا، فقال: هو صدقة عليها وهدية لنا» (¬2). 32 - باب الحلوى والعَسل 5431 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب الحلوى والعسل» (¬3). 5432 - عن أبي هريرة قال: «كنت ألزم النبي - صلى الله عليه وسلم - لشَبع بطني، حين لا آكل الخمير، ولا ألبس الحرير، ولا يخدُمني فلان ولا فلانة، وألصق ¬
33 - باب الدباء
بطني بالحصباء؛ وأستقرئ الرجل الآية - وهي معي - كي ينقلب بي فيطعمني. وخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب: ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليُخرج إلينا العُكة ليس فيها شيء، فنشتقُّها فنلعق ما فيها» (¬1). 33 - باب الدباء عن ثمامة بن أنس عن أنس «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى مولى له خياطًا، فأتى بدُبّاء فجعل يأكله فلم أزل أحبُّه منذ رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكله» (¬2). 54 - باب ما يقول إذا فرغ من طعامه 5458 - عن خالد بن معدان عن أبي أمامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع مائدته قال: «الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه (¬3)، غير مكفّي ولا مُودع ولا مستغنى عنه ربنا» (¬4). ¬
55 - باب الأكل مع الخادم
55 - باب الأكل مع الخادم 5460 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يُجلسه معه فليناوله أكلة أو أُكلتين، أو لقمة أو لقمتين، فإنه وليَ حرَّه وعلاجه» (¬1). قال الحافظ: ... وفيه رفع الاختلاف المشهور في الغنى الشاكر والفقير الصابر وأنهما سواء، كذا قيل (¬2). 57 - باب الرجل يُدعى إلى طعام فيقول: وهذا معي 5461 - عن أبي مسعود الأنصاري قال: كان رجلٌ من الأنصار يُكنى أبا شعيب، وكان له غلام لحام، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في أصحابه، فعرف الجوع في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذهب إلى غلامه اللحام فقال: اصنع لي طُعيِّمًا ¬
58 - باب إذا حضر العشاء فلا يعجل عن عشائه
يكفي خمسة لعلِّي أدعو النبي - صلى الله عليه وسلم - خامس خمسة. فصنع له طُعيِّمًا، ثم أتاه فدعاه فتبعهم رجل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا أبا شعيب، إن رجلا تبعنا، فإن شئت أذنت له وإن شئت تركته. قال: لا بل أذنت له» (¬1). 58 - باب إذا حضر العشاء (¬2) فلا يعجل عن عشائه 5462 - عن جعفر بن عمرو بن أمية «أن أباه عمرو بن أمية أخبره أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتزُّ من كتف شاة في يده، فدعي إلى الصلاة فألقاها والسِّكين التي كان يحتز بها، ثم قام فصلَّى ولم يتوضأ» (¬3). 5464 - وعن أيوب عن نافع «عن ابن عمر أنه تعشى مرة وهو يسمع قراءة الإمام» (¬4). ¬
59 - باب قول الله تعالى: {فإذا طعمتم فانتشروا} [الأحزاب: 53]
59 - باب قول الله تعالى: {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا} [الأحزاب: 53] (¬1) 5466 - عن أنس قال: أنا أعلم الناس بالحجاب، كان أُبيُّ بن كعب يسألني عنه، أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عروسًا بزينب بنت جحش- وكان تزوجها بالمدينة- فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلس معه رجال بعد ما قام القوم، حتى قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمشى ومشيت معه، حتى بلغ باب حجرة عائشة، ثم ظن أنهم خرجوا، فرجع فرجعت معه، فإذا هم جلوس مكانهم، فرجع ورجعت معه الثانية حتى بلغ باب حُجرة عائشة، فرجع ورجعت معه فإذا هم قد قاموا، فضرب بيني وبينه سترًا، وأُنزل الحجاب». ¬
71 - كتاب العقيقة
71 - كتاب العقيقة 1 - باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعقَّ عنه، وتحنيكه 5467 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: «ولد لي غلام، فأتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسمّاه إبراهيم، فحنَّكه بتمرة (¬1). ودعا له بالبركة؛ ودفعه إليَّ وكان أكبر ولد أبي موسى». 5468 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بصبيٍّ يُحنِّكه (¬2)، فبال عليه، فأتبعه الماء». 5469 - عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - أنها حَملت بعبد الله بن الزبير بمكة، قالت: فخرجت وأنا متمٌّ، فأتيت المدينة، فنزلت قُباء، فولدت بقباء (¬3)، ثم أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها ¬
2 - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة
ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم حنكَه بالتمرة، ثم دعا له فبرَّك عليه، وكان أول مولود ولد في الإسلام. ففرحوا به فرحًا شديدًا، لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم». قال الحافظ: ... والتحنيك (¬1) مضغ الشيء ووضعه في فم الصبي ودلك حنكه به، يصنع ذلك بالصبي ليتمرن على الأكل ويقوى عليه. 2 - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة 5471 - عن سلمان بن عامر قال: «مع الغلام عقيقة» (¬2). 5472 - عن سلمان بن عامر الضَّبيُّ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دمًا، وأميطوا عنه الأذى» (¬3). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
30 - باب جلود الميتة
30 - باب جلود الميتة 5531 - عن بن عباس - رضي الله عنهما - أخبره «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بشاة ميتة فقال: هلا استمتعتم بإهابها؟ قالوا: إنها ميتة. قال: إنما حرُم أكلها» (¬1). ¬
34 - باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد أو الذائب
34 - باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد أو الذائب 5538 - عن ابن عباس عن ميمونة أن فأرة وقعت في سمن فماتت، فسُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها فقال: «ألقوها وما حولها، وكلوه» (¬1). 35 - باب الوسم والعَلم في الصورة 5541 - عن حنظلة عن سالم «عن ابن عمر أنه كره أن تُعلم الصورة (¬2). وقال ابن عمر: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تُضرب» .. 5542 - عن زيد عن أنس قال: «دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - بأخ لي يُحنِّكه وهو في مربد له فرأيته يسم شاة، حسبته قال: في آذانها» (¬3). 36 - باب إذا أصاب قوم غنيمة، فذبح بعضهم غنمًا أو إبلاً بغير أمر أصحابهم، لم تؤكل لحديث رافع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - 5543 - عن رافع بن خديج قال: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إننا نلقى العدو غدًا وليس معنا مُدىً، فقال: ما أنهر الدم وذُكر اسم الله فكلوه، ما لم يكن سن ولا ظُفر، وسأحدِّثكم عن ذلك: أما السن فعظم، وأما الظفر فمدَى الحبشة، وتقدم سرعان الناس فأصابوا من الغنائم والنبي - صلى الله عليه وسلم - في آخر الناس، ¬
فنصبوا قدورًا. فأمر بها فأُكفئت، وقسَم بينهم، وعدل بعيرًا بعشر شياه. ثم ند بعير منها بعير من أوائل القوم، ولم يكن معهم خيل، فرماه رجل بسهم فحبسه الله، فقال: إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش. فما فعل منها هذا فافعلوا مثل هذا» (¬1). ¬
73 - كتاب الأضاحي
73 - كتاب الأضاحي 1 - باب سُنَّة الأضحية. وقال ابن عمر: هي سُنَّة ومعروف 5545 - عن البراء - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نُصلِّي، ثم نرجع فننحر، من فعله فقد أصاب سُنَّتنا، ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدَّمه لأهله ليس من النُّسك في شيء. فقام أبو بردة بن نيار - وقد ذبح - فقال: إن عندي جذعة، فقال: اذبحها، ولن تجزيَ عن أحد بعدك» (¬1). 2 - باب قسمة الإمام الأضاحي بين الناس 5547 - عن عُقبة بن عامر الجهنيِّ قال: «قسَم النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه ضحايا، فصارت لعقبة جذعة، فقلت: يا رسول الله صارت لي جذعة، قال ضحِّ بها» (¬2). ¬
3 - باب الأضحية للمسافر والنساء
3 - باب الأضحية للمسافر والنساء 5548 - عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها وحاضت بسرف قبل أن تدخل مكة وهي تبكي، فقال: ما لكِ، أنفسُتِ؟ قالت: نعم قال: إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاقضي ما يقضي الحاجُّ؟ غير أن لا تطوفي بالبيت. فلما كنَّا بمنى أتيت بلحم بقر، فقلت: ما هذا؟ قالوا: ضحى (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أزواجه بالبقر». قال الحافظ: ... فقد جاء عن مالك كراهة مباشرة المرأة الحائض (¬2) للتضحية. قال الحافظ: ... وادعى الطحاوي أنه مخصوص (¬3) أو منسوخ ولم يأت لذلك بدليل. 4 - باب ما يُشتهى من اللحم يوم النحر 5549 - عن أنس بن مالك قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر: «من كان ذبح قبل الصلاة فليُعدْ. فقام رجل فقال: يا رسول الله، إن هذا يوم يشتهى فيه ¬
5 - باب من قال: الأضحى يوم النحر
اللحم - وذكر جيرانه - وعندي جذعة خير من شاتيْ لحم. فرَخَّص (¬1) له في ذلك، فلا أدري بلغت الرخصة من سواه أم لا. ثم انكفأ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى كبشين فذبحهما، وقام الناس إلى غُنيمة فتوزَّعوها، أو قال: فتجزَّعوها». 5 - باب من قال: الأضحى يوم النحر 5550 - عن أبي بكرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض. السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حُرُم: ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرَّم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان. أيُّ شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيُسمِّيه بغير اسمه، فقال: أليس ذا الحجة؟ قلنا: بلى. قال: أي بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيُسمِّيه بغير اسمه، فقال: أليس البلدة؟ قلنا: بلى. قال: فأي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيُسمِّيه بغير اسمه، فقال: أليس يوم النَّحر؟ قلنا: بلى. قال: فإن دماءكم وأموالكم - قال محمد: وأحسبه قال: وأعراضكم حرام، كحُرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا. وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم. ألا فلا ترجعوا بعدي ضُلالًا يضرب بعضكم رقاب بعض. ألا ليبلِّغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغُه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه (¬2) - فكان ¬
6 - باب الأضحى والنحر بالمصلى
محمد إذا ذكره قال: صدَق النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: ألا هل بلَّغت، ألا هل بلَّغت؟ ». 6 - باب الأضحى والنَّحر بالمصلى 5552 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أخبره قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذبح وينحر بالمصلى» (¬1). 7 - باب في أضحية النبي - صلى الله عليه وسلم - بكبشين أقرنين. ويُذكر سمينين. 5553 - عن صهيب قال: سمعت أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُضحي بكبشين، وأنا أضحِّي بكبشَين» (¬2). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
5555 - عن عمر (¬1) بن خالد الليث عن يزيد عن أبي الخير «عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه غنمًا يقسمها على صحابته ضحايا، فبقي عتود، فذكره للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ضحِّ أنت به». ¬
8 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز، ولن تجزي عن أحد بعدك
قال الحافظ: ... قوله (فقال: ضحِّ به أنت) زاد البيهقي في روايته من طريق يحيى بن بكير عن الليث «ولا رخصة فيها لأحد بعدك» (¬1). 8 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بُردة: ضحَّ بالجذع من المعز، ولن تجزي عن أحد بعدك 5556 - عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: ضحَّى خالٌ لي يقال له أبو بُردة قبل الصلاة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: شاتُك شاة لحم. فقال: يا رسول الله، إن عندي داجنًا جذعة من المعز، قال: اذبحها ولن تصلُح لغيرك. ثم قال: من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نُسكه وأصاب سُنَّة المسلمين» (¬2). 9 - باب من ذبح الأضاحي بيده 5558 - عن قتادة عن أنس قال: «ضحَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكبشين أملحين، فرأيته واضعًا قدمه على صفاحِها يُسمِّي ويُكبِّر، فذبحهما بيده» (¬3). ¬
12 - باب من ذبح قبل الصلاة أعاد
12 - باب من ذبح قبل الصلاة أعاد 5561 - عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من ذبح قبل الصلاة فليُعد. فقال رجل: هذا يوم يُشتهى فيه اللحم - وذكر هنة من جيرانه، فكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - عذره - وعندي جذعة خير من شاتين. فرخص له النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلا أدري بلَغت الرخصة أم لا؟ ثم انكفأ إلى كبشين - يعني فذبحهما - ثم انكفأ الناس إلى غُنيمة فذبحوها» (¬1). 13 - باب وضع القدم على صفح الذبيحة 5564 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُضحِّي بكبشين أملحين أقرنين، ويضع رجله على صفحتهما (¬2)، ويذبحهما بيده». ¬
15 - باب إذا بعث بهديه ليذبح لم يحرم عليه شيء
15 - باب إذا بعث بهديه ليُذبح لم يحرُم عليه شيء 5566 - عن مسروق أنه أتى عائشة فقال لها: يا أم المؤمنين، إن رجلًا يبعث بالهدي إلى الكعبة ويجلس في المصر فيوصي أن تُقلَّد بدنته، فلا يزال من ذلك اليوم محرمًا حتى يحل الناس. قال: فسمعت تصفيقها من وراء الحجاب، فقالت: لقد كنت أفتل قلائد هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيبعث هديه إلى الكعبة، فما يحرُمُ عليه مما حلَّ للرجال من أهله حتى يرجع الناس» (¬1). 16 - باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي، وما يتزود منها 5568 - عن القاسم أن ابن خَبَّاب أخبره أنه «سمع أبا سعيد يحدِّث أنه كان غائبًا فقدم، فقدِّم إليه لحم قالوا: هذا من لحم ضحايانا، فقال: أخِّروه، لا أذوقه. قال: ثم قمت فخرجت حتى آتي أخي أبا قتادة (¬2) - وكان أخاه لأمه وكان بدريًا - فذكرت ذلك له فقال: إنه قد حدث بعدك أمر». 5571 - عن الزهري قال: حدثني أبو عُبيد مولى ابن أزهر أنه شهد العيد يوم الأضحى مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فصلى قبل الخطبة ثم ¬
خطب الناس فقال: يا أيها الناس، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهاكم عن صيام هذين العيدين: أما أحدهما فيوم فطركم من صيامكم، وأما الآخر فيوم تأكلون من نُسككم» (¬1). 5572 - قال أبو عبيد «ثم شهدت العيد مع عثمان بن عفان، فكان ذلك يوم الجمعة (¬2)، فصلى قبل الخطبة ثم خطب فقال: يا أيها الناس، إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحبَّ أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له». 5573 - قال أبو عبيد: «ثم شهدته مع علي بن أبي طالب، فصلى قبل الخطبة، ثم خطب الناس فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهاكم أن تأكلوا (¬3) لحوم نُسُككم فوق ثلاث». 5574 - حدثني محمد (¬4) بن عبد الرحيم أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن ابن أخي ابن شهاب عن عمّه ابن شهاب عن سالم عن عبد الله بن ¬
عمر - رضي الله عنهما -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كلوا من الأضاحي ثلاثًا (¬1). وكان عبد الله يأكل بالزَّيت حين ينفر من منى من أجل لحوم الهدي». قال الحافظ: ... وأيضًا فظاهر الحديث في كونهم من أهل العوالي أنهم لم يكونوا ممن تجب عليهم الجمعة لبعد منازلهم عن المسجد، وقد ورد في أصل المسألة حديث مرفوع (¬2). ¬
74 - كتاب الأشربة
74 - كتاب الأشربة 1 - باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ ... } [المائدة: 90]. قال الحافظ: ... ويؤيده حديث أبي سعيد مرفوعًا «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، وإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه هو» قلت: أخرجه الطيالسي وصححه بن حبان (¬1). وقريب منه حديث عبد الله بن عمرو رفعه «من مات من أمتي وهو يشرب الخمر حرم الله عليه شربها في الجنة» أخرجه أحمد بسند حسن (¬2). 5580 - عن أبي شهاب (¬3) عبد ربه بن نافع عن يونس عن ثابت البُناني عن أنس قال: «حُرّمت علينا الخمر حين حُرمت، وما نجد - يعني بالمدينة - خمر الأعناب إلا قليلًا، وعامة خمرنا البُسرُ والتمر». 4 - باب الخمر من العسل، وهو البتع 5585 - عن عائشة قالت: «سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البتع فقال: كلُّ شراب أسكر فهو حرام» (¬4). ¬
5 - باب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل من الشراب
قال الحافظ: ... وعلى تقدير تسليم أنها ليست بمسكرة (¬1). فقد ثبت في أبي داود النهي عن كل مسكر ومفتر وهو بالفاء. 5 - باب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل من الشراب 5588 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «خطب عمر على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنه قد نزل تحريم الخمر وهي من خمسة أشياء: العنب، والتمر، والحنطة، والشعير، والعسل. والخمر ما خامر العقل (¬2) ... الحديث». 5589 - عن ابن عمر «عن عمر قال: الخمر تُصنع من خمسة: من الزبيب، والتمر، والحنطة، والشعير، والعسل» (¬3). 6 - باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه 5590 - عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر - أو أبو مالك - الأشعري والله ما كذبني «سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ليكونن من أمتي أقوام يستحلُّون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غدًا فيُبيِّتُهم الله، ويضع العَلم، ويمسخُ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» (¬4). ¬
14 - باب شرب اللبن بالماء
قال الحافظ: ... وأما دعوى ابن حزم التي أشار إليها فقد سبقه إليها ابن الصلاح في «علوم الحديث» (¬1). 14 - باب شُرب اللبن بالماء 5612 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرب لبنا وأتى داره، فحلبتُ شاة، فشُبت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البئر، فتناول القدح فشرب - وعن يساره أبو بكر وعن يمينه أعرابي - فأعطى الأعرابيَّ فضله ثم قال: الأيمن فالأيمن» (¬2). ¬
15 - باب شراب الحلواء والعسل
15 - باب شراب الحلواء والعسل وقال الزهري: لا يحل شرب بول الناس لشدة تنزل، لأنه رجس، قال الله تعالى {أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [المائدة: 5] وقال ابن مسعود في السكر: إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرَّم عليكم (¬1). 5614 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الحلواء والعسل». 16 - باب الشرب قائمًا 5615 - عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال قال: «أُتى عليّ - رضي الله عنه - على باب الرَّحبة فشرب قائمًا فقال: إن ناسًا يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم، وإني رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل كما رأيتموني فعلت» (¬2). ¬
17 - باب من شرب وهو واقف على بعيره
5617 - عن ابن عباس قال: «شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - قائمًا من زمزم» (¬1). 17 - باب من شرب وهو واقف على بعيره 5618 - عن ابن عباس «عن أم الفضل بنت الحارث أنها أرسلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدح لبن وهو واقف عشية عرفة، فأخذ بيده فشربه» (¬2). 24 - باب الشرب من فم السقاء 5628 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُشرب من في السقاء» (¬3). قال الحافظ: ... ومنها ما أخرجه الحاكم من حديث عائشة بسند قوي بلفظ «نهى أن يشرب من في السقاء لأن ذلك ينتنه» (¬4). ¬
25 - باب النهي عن التنفس في الإناء
25 - باب النهي عن التنفس في الإناء 5630 - عن أبي قتادة عن أبيه قال: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، وإذا بال أحدكم فلا يمسح ذكره بيمينه، وإذا تمسَّح أحدكم فلا يتمسح بيمينه» (¬1). 26 - باب الشرب بنفسين أو ثلاثة 5631 - عن ثمامة بن عبد الله «قال كان أنس يتنفس في الإناء مرتين أو ثلاثًا، وزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتنفس ثلاثًا» (¬2). 27 - باب الشرب في آنية الذهب 5632 - عن ابن أبي ليلى قال: «كان حذيفة بالمدائن، فاستسقى، فأتاه دهقان بقدح فضة، فرماه به فقال: إني لم أرمه إلا أني نهيتُه فلم ينته. ¬
28 - باب آنية الفضة
وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن الحرير والديباج والشرب في آنية الذهب والفضة، وقال: هنَّ لهم في الدنيا، وهي لكم في الآخرة» (¬1). 28 - باب آنية الفضة (¬2) 5634 - عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الذي يشرب في إناء الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم» (¬3). ¬
29 - باب الشرب في الأقداح
5635 - عن البراء بن عازب قال: «أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع (¬1)، ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونصر المظلوم، وإبرار المقسم. ونهانا عن خواتيم الذهب، وعن الشرب في الفضة - أو قال آنية الفضة - وعن المياثر (¬2)، والقَسِّيِّ، وعن لبس الحرير، والديباج، والإستبرق». 29 - باب الشرب في الأقداح 5636 - عن أم الفضل «أنهم شكُّوا في صوم النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة، فبُعث إليه بقدح من لبن فشربه» (¬3). 30 - باب الشرب من قدح النبي - صلى الله عليه وسلم - وآنيته 5637 - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: «ذُكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة من العرب، فأمر أبا أُسيد الساعدي أن يرسل إليها، فأرسل إليها، فقدمت فنزلت في أجمُ بني ساعدة، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى جاءها فدخل عليها، ¬
فإذا امرأة مُنكسة رأسها، فلما كلمها النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: أعوذ بالله منك. فقال قد أعذتك مني، فقالوا لها: أتدرين من هذا؟ قالت: لا. قالوا: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء ليخطبك. قالت: كنت أنا أشقى من ذلك. فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ حتى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه، ثم قال: اسقنا يا سهل، فخرجت لهم بهذا القدح فأسقيتهم فيه. فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا منه، قال: ثم استوهبه عمر بن عبد العزيز بعد ذلك فوهبه له» (¬1). 5638 - عن عاصم الأحول قال: «رأيت قدح النبي - صلى الله عليه وسلم - عند أنس بن مالك - وكان قد انصدع فسلسله بفضة. قال: وهو قدح جيد عريض من نُضار. قال قال أنس: لقد سقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا القدح أكثر من كذا وكذا» (¬2). ¬
75 - كتاب المرضى
75 - كتاب المرضى 1 - باب ما جاء في كفارة المرض قال الحافظ: ... هو واقع كالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وسؤال الوسيلة له. وأجيب عنه بأن الكلام فيما لم يرد فيه شيء، وأما ما ورد فهو مشروع، ليثاب من امتثل الأمر فيه على ذلك (¬1). 6 - باب فضل من يصرع من الريح قال الحافظ: ... وعند البزار من وجه آخر عن بن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت: «إني أخاف الخبيث أن يجردني (¬2)، فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها». 14 - باب ما يقال للمريض، وما يُجيب 5662 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على رجل يعوده فقال: لا بأس، طهور إن شاء الله، فقال: كلا، بل حُمى تفور، على شيخ كبير، حتى تزيره القبور، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فنَعَم إذًا». قال الحافظ: ... وأخرج ابن ماجه أيضًا بسند حسن لكن فيه انقطاع عن عمر رفعه (¬3) إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك فإن دعاءه كدعاء الملائكة. ¬
20 - دعاء العائد للمريض
20 - دعاء العائد للمريض قال الحافظ: ... والجواب أن الدعاء عبادة، ولا ينافي الثواب والكفارة لأنهما يحصلان بأول مرض وبالصبر عليه، والداعي بين حسنتين: إما أن يحصل له مقصوده، أو يعوض عنه بجلب نفع أو دفع ضر، وكل من فضل الله تعالى (¬1). ¬
76 - كتاب الطب
76 - كتاب الطب قال الحافظ: ... ومنه ما جاء عن غيره، وغالبه راجع إلى التجربة. ثم هو نوعان: نوع لا يحتاج إلى فكر ونظر بل فطر الله على معرفته الحيوانات (¬1). قال الحافظ: ... وفي تنقيص ما يضر بالبدن زيادته أو عكسه، ومدار (¬2) ذلك على ثلاثة أشياء ... 18 - باب الإثمد والكحل من الرمد فيه عن أم عطية قال الحافظ: ... فيكون الوتر في كل واحدة على حدة، أو اثنتين في كل عين وواحدة بينهما، أو في اليمين ثلاثًا وفي اليسرى ثنتين فيكون الوتر بالنسبة لهما جميعًا وأرجحها الأول والله أعلم (¬3). 19 - باب الجذام 5707 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر. وفرَّ من المجذوم كما تفرُّ من الأسد» (¬4). ¬
20 - باب المن شفاء للعين
قال الحافظ: ... ويؤيده حديث «إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان» (¬1). قال الحافظ: ... ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - «فر من المجذوم فرارك من الأسد» وقال: «لا يورد ممرض على مصح» (¬2). قال الحافظ: ... فقال أعرابي: فما بال الإبل يخالطها الأجرب فتجرب؟ قال: فمن أعدى الأول» (¬3) ... 20 - باب المنُّ شفاء للعين 5708 - عن سعيد بن زيد قال: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: الكمأة (¬4) من المنّ، وماؤها شفاء للعين». قال الحافظ: ... وقال النووي: الصواب أن ماءها شفاء للعين مطلقًا فيعصر ماؤها ويجعل في العين منه، قال: وقد رأيت أنا وغيري في زماننا من كان أعمى وذهب بصره حقيقة فكحل عينه بماء الكمأة مجردًا فشفي وعاد إليه بصره (¬5) ... ¬
21 - باب اللدود
21 - باب اللدود 5712 - عن عائشة قالت: «لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدُّوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء. فلما أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدُّوني؟ قلنا: كراهية المريض للدواء. فقال: لا يبقى في البيت أحد إلا لُدَّ وأنا أنظر، إلا العباس فإنه لم يشهدكم» (¬1). 29 - باب من خرج من أرض لا تُلايمه 5727 - عن أنس بن مالك حدثهم «أن ناسًا - أو رجالًا - من عُكل وعُرينة قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتكلموا بالإسلام، وقالوا: يا نبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف. واستوخموا المدينة. فأمر لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذود وبراع، وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها. فانطلقوا، حتى كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستاقوا الذود، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فبعث الطلب في آثارهم، وأمر بهم فسَمروا أعيُنهم، وقطعوا أيديهم، وتُركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم» (¬2). 30 - باب ما يُذكر في الطاعون 5729 - عن عبد الله بن عباس «أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خرج إلى الشام، حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد - أبو عبيدة بن الجراح ¬
31 - باب أجر الصابر على الطاعون
وأصحابه - فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام. قال ابن عباس فقال عمر: ادْع لي المهاجرين الأولين، فدعاهم، فاستشارهم، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام ... الحديث ... قال فجاء عبد الرحمن بن عوف - وكان متغيبًا في بعض حاجته - فقال: إن عندي في هذا علمًا، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه. قال فحمد الله عمر، ثم انصرف» (¬1). قال الحافظ: ... فأخرج أحمد (¬2) وابن خزيمة من حديث عائشة مرفوعًا في أثناء حديث بسند حسن «قلت يا رسول الله فما الطاعون؟ قال: غدة كغدة الإبل، المقيم فيها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف». 31 - باب أجر الصابر على الطاعون قال الحافظ: ... قوله (صابرًا) أي غير منزعج ولا قلق، بل مسلمًا لأمر الله راضيًا بقضائه، وهذا قيد في حصول أجر الشهادة لمن يموت بالطاعون، وهو أن يمكث بالمكان الذي يقع به فلا يخرج فرارًا منه كما تقدم النهي عنه في الباب قبله صريحًا (¬3). ¬
32 - باب الرقى بالقرآن والمعوذات
32 - باب الرُّقى بالقرآن والمعوِّذات 5735 - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينفث (¬1) على نفسه - في المرض الذي مات فيه - بالمعوذات، فلما ثقل كنت أنفث عليه بهنَّ، وأمسح بيد نفسه لبَرَكتها» (¬2). 35 - باب رقية العين 5738 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أمر - أن يسترقى من العين» (¬3). ¬
38 - باب رقية النبي - صلى الله عليه وسلم -
38 - باب رُقية النبي - صلى الله عليه وسلم - 5743 - عن مسلم عن مسروق «عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعوِّذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: اللهم ربَّ الناس، أذهب الباس، واشفه وأنت الشافي. لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر (¬1) سَقَمًا». قال الحافظ: ... قوله (أنت الشافي) يؤخذ منه جواز تسمية الله تعالى بما ليس في القرآن بشرطين (¬2): أحدهما أن لا يكون في ذلك ما يوهم نقصًا، والثاني أن يكون له أصل في القرآن وهذا من ذاك، فإن في القرآن {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80]. 39 - باب النَّفث في الرُّقية 5749 - عن أبي المتوكل «عن أبي سعيد أن رهطًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انطلقوا في سفرة سافروها حتى نزلوا بحي من أحياء العرب، ¬
41 - باب المرأة ترقي الرجل
فاستضافوهم فأبوا أن يُضيِّفوهم ... الحديث ... فصالحوهم على قطيع من الغنم. فانطلق فجعل يتفل ويقرأ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 1] حتى لكأنما نشط من عقال؛ فانطلق يمشي ما به قَلَبة (¬1). قال فأوفوهم جُعلهم الذي صالحوهم عليه ... الحديث». 41 - باب المرأة ترقي الرَّجل 5751 - عن عروة «عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينفث على نفسه في مرضه الذي قُبض فيه بالمعوِّذات (¬2)، فلما ثقل كنت أنا أنفث عليه بهن، فأمسح بيد نفسه لبركتها» فسألت ابن شهاب: كيف كان ينفث؟ قال: ينفث على يديه، ثم يمسح بهما وجهه. 42 - باب من لم يرق (¬3) 5752 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: خرج علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا فقال: «عُرضت عليَّ الأمم، فجعل يمر النبي معه الرجل والنبي معه الرجلان، ¬
والنبي معه الرَّهط، والنبي ليس معه أحد. ورأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق، فرجوت أن تكون أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه. ثم قيل لي: انظر، فرأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق، فقيل لي: انظر هكذا وهكذا، فرأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق، فقيل: هؤلاء أمتك، ومع هؤلاء سبعون ألفا (¬1) يدخلون الجنة بغير حساب. فتفرق الناس ولم يُبيِّن لهم. فتذاكر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أما نحن فولدنا في الشرك، ولكنا آمنا بالله ورسوله، ولكن هؤلاء هم أبناؤنا. فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هم الذين لا يتطيرون، ولا يكتوون ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون. فقام عكاشة بن محصَن فقال: أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال: نعم. فقام آخر فقال: أمنهم أنا؟ فقال: سبقك بها عُكاشة». قال الحافظ: ... وقال الذي سأله: أعقل ناقتي أو أدعها؟ قال «اعقلها وتوكل» فأشار إلى أن الاحتراز لا يدفع التوكل، والله أعلم (¬2). ¬
43 - باب الطيرة
43 - باب الطيرة 5754 - عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة «أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا طيرة، وخيرُها الفأل. قالوا: وما الفأل (¬1)؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعُها أحدكم». 49 - باب هل يستخرج السحر؟ 5765 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُحرَ حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن. قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا. فقال: يا عائشة، أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟ أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجليَّ، فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال الرجل؟ قال: مطبوب. قال: ومن طبَّه؟ قال: لبيد بن أعصم رجل من بني زُريق حليف ليهود كان منافقًا. قال: وفيم؟ قال: في مُشط ومشاطة. قال: وأين؟ قال: في جُف طلْعة ذكر تحت رعُوفة في بئر ذروان، قالت: فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - البئر حتى استخرجه، فقال: هذه البئر التي أريتها، وكأن ماءها نُقاعة الحناء، وكأن نخلها رؤوس الشياطين. قال فاستُخرج. قالت فقلت: أفلا - أي تنشرت -؟ فقال: أما والله فقد شفاني، وأكره أن أُثيرَ على أحد من الناس شرًا» (¬2). ¬
53 - باب لا هامة
قال الحافظ: ... وذكر ابن بطال أن في كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي والقوافل ثم يحسو منه ثلاث حسوات ثم يغتسل به فإنه يذهب عنه كل ما به، وهو جيد للرجل إذا حُبس عن أهله ... (¬1). 53 - باب لا هامة 5770 - عن أبي سلمة «عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا عدوى (¬2) ولا صَفَرَ ولا هامة. فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيُجربها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فمن أعدى الأول؟ ». قال الحافظ: ... قاله القرطبي في «المُفْهم». قال (¬3): ويحتمل أن يكون خاف اعتقاد جاهل يظنها متناقضين فسكت عن أحدهما. ¬
55 - باب ما يذكر في سم النبي - صلى الله عليه وسلم -
55 - باب ما يذكر في سمِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - 5777 - عن أبي هريرة قال: لما فُتحت خيبر أهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة فيها سم ... الحديث ... قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أهلُ النار؟ فقالوا: نكون فيها يسيرًا ثم تخلفوننا فيها (¬1). فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اخسئوا فيها، والله لا نخلُفكم فيها أبدًا. ثم قال لهم: فهل أنتم صادقوني عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا: نعم. فقال: هل جعلتم في هذه الشاة سُمًا؟ فقالوا: نعم. فقال: ما حملكم على ذلك؟ فقالوا: أردنا إن كنت كذابًا نستريح منك، وإن كنت نبيًا لم يضرك». 56 - باب شُرب السُّم والدواء به وبما يخاف منه والخبيث 5778 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردَّى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا. ومن تحسَّى سمًا فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا. ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يَجأُ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا» (¬2). ¬
57 - باب ألبان الأتن
5779 - عن عامر بن سعد قال: «سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من اصطبح بسبع تمرات عجوة لم يضرَّه ذلك اليوم سمٌّ ولا سحر» (¬1). 57 - باب ألبان الأُتن 5780 - عن ابن شهاب قال: «وسألته: هل نتوضأ أو نشرب ألبان الأُتن أو مَرارة السَّبُع أو أبوال الإبل؟ فقال: قد كان المسلمون يتداوون بها فلا يَرَون بذلك بأسًا. فأما ألبان الأُتن (¬2) فقد بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لحومها، ولم يبلُغنا عن ألبانها أمرٌ ولا نهي. وأما مرارة السَّبُع قال ابن شهاب: أخبرني أبو إدريس الخولاني أن أبا ثعلبة الخشنيَّ أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن أكل كلِّ ذي ناب من السباع». ¬
58 - باب إذا وقع الذباب في الإناء
58 - باب إذا وقع الذباب في الإناء 5782 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغْمسه كلَّه ثم ليطرحه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء» (¬1). ¬
77 - كتاب اللباس
77 - كتاب اللباس 1 - باب قول الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ (¬1) زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف: 32] قال الحافظ: ... وأخرج الترمذي في الفصل الأخير - منه وهي الزيادة المشار إليها - من طريق قتادة بهذا الإسناد، وهذا مصير من البخاري إلى تقوية شيخه عمرو بن شعيب (¬2) ... 2 - باب من جر إزاره من غير خيلاء 5784 - عن سالم بن عبد الله عن أبيه - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من جرَّ ثوبه خُيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، قال أبو بكر: يا رسول الله، إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لست ممن يصنعه خيلاء». قال الحافظ: ... وقال ابن التين هي بوزن مفعلة (¬3) من اختال إذا تكبر .. ¬
3 - باب التشمر في الثياب
5785 - عن يونس عن الحسن «عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: خسَفت الشمس ونحن عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام يجرُّ ثوبه (¬1) مستعجلًا حتى أتى المسجد، وثاب الناس، فصلى ركعتين، فجلي عنها. ثم أقبل علينا وقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم منها شيئًا فصلوا وادعوا الله حتى يكشفها». 3 - باب التشمُّر في الثياب 5786 - عن عون بن أبي جُحيفة عن أبيه أبي جُحيفة قال ... فرأيت بلالًا جاء بعنزة فركزها، ثم أقام الصلاة، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج في حُلة مشمرًا، (¬2) فصلى ركعتين إلى العنزة، ورأيت الناس والدواب يمرون بين يديه من وراء العنزة». 4 - باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار قال الحافظ: ... وخالفهم زيد بن أبي أنيسة فقال: «عن العلاء عن نعيم المجمر عن أبي (¬3) عمر». ¬
5 - باب من جر ثوبه من الخيلاء
قال الحافظ: ... عن ابن عمر قال: «رآني النبي - صلى الله عليه وسلم - أسبلت إزاري فقال: يا ابن عمر، كل شيء يمس الأرض من الثياب في النار» وأخرج الطبراني بسند حسن عن ابن مسعود أنه «رأى أعرابيًا يصلي قد أسبل فقال: المسبل في الصلاة ليس من الله في حل ولا حرام» (¬1). قال الحافظ: ... نبه على ذلك شيخنا (¬2) في «شرح الترمذي» واستدل على ذلك بإذنه - صلى الله عليه وسلم - لعبد الرحمن ... 5 - باب من جر ثوبه من الخيلاء 5788 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرًا» (¬3). قال الحافظ: ... فالنظر إذا أضيف إلى الله كان مجازًا، وإذا أضيف إلى المخلوق كان كناية (¬4)، ويحتمل أن يكون ... قال الحافظ: ... وقال الكرماني (¬5): نسبة النظر لمن يجوز عليه النظر كناية .. ¬
قال الحافظ: ... بل فهمت الزجر عن الإسبال (¬1) مطلقًا سواء كان عن مخيلة أم لا ... قال الحافظ: ... من حديث أم سلمة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - شبر لفاطمة شبرًا» ويستنبط من سياق الأحاديث أن التقييد بالجر خرج للغالب، وأن البطر والتبختر مذموم ولو لمن شمر ثوبه، والذي يجتمع من الأدلة أن من قصد بالملبوس الحسن إظهار نعمة الله عليه مستحضرًا لها شاكرًا عليها غير محتقر لمن ليس له مثله لا يضره ما لبس من المباحات (¬2) ... قال الحافظ: ... من حديث أبي الأحوص عوف بن مالك الجشمي عن أبيه «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له ورآه رث الثياب: إذا آتاك الله مالًا فلير أثره عليك» أي بأن يلبس ثيابًا تليق بحاله من النفاسة والنظافة ليعرفه المحتاجون للطلب منه، مع مراعاة القصد وترك الإسراف جمعًا بين الأدلة (¬3) ... قال الحافظ: ... قوله (محارب) (¬4) بالمهملة والموحدة وزن مقاتل ... قال الحافظ: ... قال سماك بن حرب: «كان أهل الجاهلية إذا كان في ¬
6 - باب الإزار المهدب
الرجل ست خصال سوّدوه: الحلم والعقل والسخاء والشجاعة والبيان والتواضع ولا يكملن في الإسلام إلا بالعفاف (¬1) وقد اجتمعن في هذا الرجل» يعني محارب بن دثار. 6 - باب الإزار المهدَّب 5792 - عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - - قالت: «جاءت امرأة رفاعة القرَظي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جالسة وعنده أبو بكر فقالت: يا رسول الله، إني كنت تحت رفاعة فطلقني فبتَّ طلاقي، فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزَّبير، وإنه والله ما معه يا رسول الله إلا مثل هذه الهُدْبة (¬2) - وأخذت هُدبة من جلبابها - فسمع خالد بن سعيد قولها وهو بالباب لم يُؤذن له - قالت فقال خالد: يا أبا بكر، ألا تنهى هذه عما تجهر به عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فلا والله ما يزيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التبسم. فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة، لا، حتى يذوق عُسيلتَك وتذوقي عُسيلته. فصار سنَّة بعد». 8 - باب لبس القميص (¬3) وقول الله تعالى حكاية عن يوسف: {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا} [يوسف: 93]. ¬
5794 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن رجلًا قال: يا رسول الله ما يلبس المحرم من الثياب؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يلبس المحرم القميص، ولا السراويل، ولا البرنس، ولا الخفين (¬1)، إلا أن لا يجد النعلين فيلبس ما هو أسفل من الكعبين». 5795 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن أُبي بعد ما أُدخل قبره، فأمر به فأخرج ووُضع على ركبتيه، ونفث عليه من ريقه، وألبسه قميصه. فالله أعلم» (¬2). 5796 - عن عبد الله بن عمر قال: «لما توفي عبد الله بن أُبيّ جاء ابنه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك أكفنه فيه «وصلِّ عليه واستغفر له، فأعطاه قميصه وقال له: إذا فرغت منه فآذنا. فلما فرغ آذنه به، فجاء ليصلي عليه، فجذبه عمر فقال: أليس قد نهاك الله أن تُصلي على المنافقين فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] فنزلت {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84] فترك الصلاة عليهم» (¬3). ¬
9 - باب جيب القميص من عند الصدر وغيره
9 - باب جيب القميص من عند الصدر وغيره 5797 - عن أبي هريرة قال: ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل البخيل والمتصدِّق كمثل رجلين عليهما جُبتان من حديد قد اضطرَّت أيديهما إلى ثُديهما وتراقيهما، فجعل المتصدق كلما تصدَّق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشى أنامله وتعفو أثره. وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلَصت وأخذت كل حلقة بمكانها» قال أبو هريرة: فأنا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول بإصبعه هكذا في جيبه، فلو رأيته يُوسعُها ولا تتوسع» (¬1). 10 - باب من لبس جُبة ضيقة الكمين في السفر 5798 - عن المغيرة بن شعبة قال: «انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - لحاجته، ثم أقبل، فتلقيته بماء، فتوضأ، وعليه جُبة شامية، فمضمض واستنشق وغسل وجهه، فذهب يُخرج يديه من كميه، فكانا ضيِّّقين، فأخرج يديه من تحت بدنه فغسلهما، ومسح برأسه وعلى خفيه» (¬2). ¬
12 - باب القباء وفروج حرير وهو القباء ويقال هو الذي له شق من خلفه
12 - باب القباء وفرُّوج حرير وهو القباء ويقال هو الذي له شق من خلفه 5800 - عن المسور بن مخرمة أنه قال: «قسمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبية ولم يُعط مخرمة شيئًا، فقال مخرمة: يا بنيَّ انطلق بنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلقت معه؛ فقال: ادخل فادعه لي، قال فدعوته له، فخرج إليه وعليه قباء منها فقال: خبأت هذا لك. قال فنظر إليه فقال: رضي مخرمة» (¬1). 5801 - عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: «أُهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرُّوج حرير؛ فلبسه، ثم صلى فيه ثم انصرف فنزعه نزعًا شديدًا - كالكاره له - ثم قال: لا ينبغي هذا للمتقين» (¬2). 22 - باب الخميصة السوداء 5823 - عن سعيد بن فلان - هو عمرو - بن سعيد بن العاص - عن «أم خالد بنت خالد قالت أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة فقال: من ترون أن نكسوَ هذه؟ فسكت القوم. قال: ائتوني بأم خالد، فأُتيَ بها تحمل، فأخذ الخميصة بيده فألبَسها وقال: أبلي وأخِلقي. وكان فيها علم أخضر أو أصفر، فقال: يا أم خالد هذا سناه، وسناه بالحبشية» (¬3). ¬
24 - الثياب البيض
قال الحافظ: ... ووقع في رواية أبي (¬1) السكن «خيبرية» بالخاء المعجمة والموحدة نسبة إلى خيبر البلد المعروف ... 24 - الثياب البيض 5827 - عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: «أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فقال: ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر. وكان أبو ذر إذا حدَّث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر. قال أبو عبد الله: هذا عند الموت أو قبله إذا تاب وندم وقال: لا إله إلا الله، غُفر له». قال الحافظ: ... قوله (هذا عند الموت أو قبله إذا تاب) (¬2) أي من الكفر. ¬
25 - باب لبس الحرير للرجال، وقدر ما يجوز منه
25 - باب لبس الحرير للرجال، وقدر ما يجوز منه 5828 - عن أبي عثمان النهدي قال: «أتانا كتاب عمر ونحن مع عتبة بن فرقد بأذربيجان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الحرير إلا هكذا، وأشار بإصبعيه (¬1) اللتين تليان الإبهام. قال فيما علمنا أنه يعني الأعلام». ¬
78 - كتاب الأدب
78 - كتاب الأدب 13 - باب من وصل وصلّهُ الله قال الحافظ: ... وقال ابن أبي جمرة: تكون صلة الرحم بالمال، وبالعون على الحاجة، وبدفع الضرر، وبطلاقة الوجه، وبالدعاء. والمعنى الجامع إيصال ما أمكن من الخير، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة، وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة، فإن كانوا كفارًا أو فجارًا فمقاطعتهم في الله هي صلتهم، بشرط بذل الجهد في وعظهم، ثم إعلامهم إذا أصروا أن ذلك بسبب تخلفهم عن الحق، ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يعودوا إلى الطريق المثلى (¬1). 14 - باب تبل الرحم ببلالها 5990 - عن قيس بن أبي حازم «أن عمرو بن العاص قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - جهارًا غير سر - يقول: إن آل أبي - قال عمرو في كتاب محمد ابن جعفر: بياض - ليسوا بأوليائي، إنما وليِّي الله (¬2) وصالح المؤمنين» زاد عنبسة بن عبد الواحد عن بيان عن قيس عن عمرو بن العاص قال: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -: ولكن لهم رحم أبلُّها ببلاها، يعني أصلُها بصلتها». ¬
15 - باب ليس الواصل بالمكافئ
15 - باب ليس الواصل بالمُكافئ 5991 - عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو - قال سفيان: لم يرفعه الأعمش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ورفعه الحسن وفِطرٌ - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت (¬1) رحمه وصلَها». 16 - باب من وصل رحمه في الشِّرك ثم أسلم 5992 - عن عروة بن الزبير «أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال: يا رسول الله، أرأيت أمورًا كنت أتحنَّث بها في الجاهلية، من صلة وعتاقة وصدقة، هل كان لي فيها من أجر؟ قال حكيم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أسلمت على ما سلف من خير» (¬2) ويقال أيضًا عن أبي اليمان «أتحنَّث». وقال معمر ¬
17 - باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به، أو قبلها أو مازحها
وصالح وابن المسافر «أتحنثُ» وقال ابن إسحاق: التَّحنُّث التَّبرُّر، وتابعه هشام عن أبيه. 17 - باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به، أو قبَّلَها (¬1) أو مازحها 5993 - عن خالد بن سعيد عن أبيه عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أبي وعليَّ قميص أصفر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سَنَه سَنَه. قال عبد الله وهي بالحبشية: حسنة. قالت: فذهبت ألعب بخاتم النبوَّة، فزَبرني أبي. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: دَعْها. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي. قال عبد الله: فبقيت حتى ذكر .. يعني من بقائها». 18 - باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته 5994 - عن ابن أبي نعم قال: «كنت شاهدًا لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض فقال: ممَّن أنت؟ قال: من أهل العراق. قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم (¬2) البعوض، وقد قتلوا ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: هما ريحانتاي من الدنيا». ¬
45 - باب ما يجوز من ذكر الناس نحو قولهم الطويل والقصير
5996 - عن عمرو بن سُلَيم «حدثنا أبو قتادة قال: خرج علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأُمامة بنت أبي العاص على عاتقه فصلى، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رفعها» (¬1). 45 - باب ما يجوز من ذكر الناس نحو قولهم الطويل والقصير 6051 - عن أبي هريرة قال: صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر ركعتين ثم سلم، ثم قام إلى خشبة في مقدَّم المسجد ووضع يده عليها - وفي القوم يومئذ أبو بكر وعمر، فهابا أن يُكلماه - وخرج سَرَعان الناس فقالوا قُصرت الصلاة، وفي القوم رجل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعوه ذا اليدين، فقال يا نبي الله أنسيت أم قصُرَت؟ فقال: لم أنس ولم تقصر، قالوا بل نسيت يا رسول الله. قال: صدق ذو اليدين، فقام فصلَّى ركعتين ثم سلم، ثم كبَّر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبَّر، ثم وضع مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبَّر» (¬2). ¬
116 - باب المعاريض مندوحة عن الكذب
116 - باب المعاريض (¬1) مندوحة عن الكذب 6210 - عن أنس - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في سفر وكان غلام يحدو بهنَّ يقال له أنجشة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - رُويدك يا أنجشة سوقَكَ بالقوارير» قال أبو قلابة: يعني النساء. 118 - باب رفع البصر (¬2) إلى السماء وقوله: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية: 17] 6214 - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن يقول: «أخبرني جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ثم فتر عني الوحي، فبينما أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء، فرفعت بصري إلى السماء فإذا الملك الذي جاءني بحِراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض». 121 - باب التكبير (¬3) والتسبيح عند التعجب 6218 - عن هند بنت الحارث «أن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: سبحان الله، ماذا أنزل من الخزائن وماذا أُنزل من الخزائن وماذا أُنزل من الفتن، ¬
122 - باب النهي عن الخذف
من يُوقظ صواحب الحُجر - يريد به أزواجه - حتى يُصلِّين. رُبَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة». 122 - باب النهي عن الخذف 6220 - عن عقبة بن صُهبان الأزدي يحدث «عن عبد الله بن مُغفل المزني قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخذف وقال: إنه لا يقتل الصيد ولا ينكأ العدو، وإنه يفقأ العين ويكسر السن» (¬1). قال الحافظ: ... ولكن ليس هكذا علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من رواية زياد بن الربيع. قلت: وهو صدوق (¬2). 124 - باب تشميت العاطس إذا حمد الله 6222 - عن البراء - رضي الله عنه - قال: «أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبع ونهانا عن سبع. أمرنا بعيادة المريض، واتِّباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإجابة الداعي، ورد السلام، ونصر المظلوم، وإبرار المقسم. ونهانا عن سبع عن خاتم الذهب - أو قال حلقة الذهب - وعن لبس الحرير، والديباج، والسندس، والدياثر» (¬3). ¬
126 - باب إذا عطس كيف يشمت؟
126 - باب إذا عطس كيف يُشمَّت؟ 6224 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه - يرحمك الله، فإذا قال له يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم» (¬1). 128 - باب إذا تثاءب فليضع يده على فيه 6226 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقًا على كل مسلم سمعه أن يقول له يرحمك الله. وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرُدَّه ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان». ¬
قال الحافظ: ... ومن الخصائص النبوية ما أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري في «التاريخ» (¬1) من مرسل يزيد بن الأعصم قال: «ما تثاءب النبي - صلى الله عليه وسلم - قط» وأخرج الخطابي من طريق مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال: «ما تثاءب نبي قط» ومسلمة أدرك بعض الصحابة وهو صدوق (¬2). ¬
فرغنا من قراءة هذا المجلد يوم الإثنين 7/ 4/1407 هـ-من القراءة الأولى وبدأنا بقراءته الأحد 21/ 10/1418 هـ-من القراءة الثانية فبين القراءتين نحو إحدى عشرة سنة وهي مدة قراءة كاملة للبخاري والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
79 - كتاب الاستئذان
79 - كتاب الاستئذان 9 - باب السلام للمعرفة وغير المعرفة 6236 - عن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصدُّ هذا ويصدُ هذا، وخيرُهما الذي يبدأ بالسلام (¬1)». وذكر (¬2) سفيان أنه سمعه منه ثلاث مرات. 13 - باب التسليم والاستئذان ثلاثًا 6244 - عن ثمامة بن عبد الله، عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سلَّم سلَّم ثلاثًا (¬3)، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا». ¬
16 - باب تسليم الرجال على النساء، والنساء على الرجال
6245 - عن أبي سعيد الخدري قال: كنت في مجلس من مجالس الأنصار، إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور، فقال: استأذنت على عمر ثلاثًا فلم يُؤذن لي فرجعت، فقال: ما منعك؟ قلت: استأذنت ثلاثًا فلم يؤذن لي فرجعت، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع. فقال: والله لتُقيمن عليه بيِّنة (¬1). أمنكم أحد سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال أبيُّ بن كعب: والله لا يقوم معك إلا أصغر (¬2) القوم، فكنتُ أصغر القوم، فقمت معه فأخبرت عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك». 16 - باب تسليم الرجال على النساء، والنساء على الرجال 6248 - عن ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال: كنا نفرح يوم الجمعة. قلت لسهل: ولمَ؟ قال: كانت لنا عجوز ترسل إلى بضاعة - نخل بالمدينة - فتأخذ من أصول السِّلق فتطرحه في قدر وتكركرُ حبات من شعير، فإذا صلَّينا الجمعة انصرفنا ونسلم عليها، فتقدِّمه إلينا، فنفرح من أجله، وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة» (¬3). 17 - باب إذا قال: من ذا؟ فقال: أنا 6250 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في دَين كان على أبي، فدقَقت الباب، فقال: من ذا؟ فقلت: أنا. فقال: أنا أنا. كأنه كرهها» (¬4). ¬
20 - باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين
20 - باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين 6254 - عن عروة بن الزبير قال: أخبرني أسامة بن زيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ركب حمارًا عليه إكاف تحته قطيفة فدكية، وأردف وراءه أسامة بن زيد وهو يعود سعد بن عُبادة في بني الحارث بن الخزرج - وذلك قبل وقعة بدر - حتى مر في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفيهم عبد الله بن أُبي بن سلول، وفي المجلس عبد الله بن رواحة. فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمَّر عبد الله بن أبيّ أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبِّروا علينا. فسلَّم عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن ... الحديث» (¬1). 21 - باب من لم يسلم على من اقترف ذنبًا ولم يرُدَّ سلامه حتى تتبين توبته وإلى متى تتبين توبة العاصي؟ وقال عبد الله بن عمرو: لا تسلِّموا على شربة الخمر (¬2). 6255 - عن عبد الله بن كعب قال: «سمعت كعب بن مالك يحدِّث حين تخلف عن تبوك ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كلامنا وآتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلِّم عليه، فأقول في نفسي: هل حرَّك شفتيه برد السلام أم لا؟ حتى كملت خمسون ليلة، وآذن النبي - صلى الله عليه وسلم - بتوبة الله علينا حين صلى الفجر». ¬
25 - باب بمن يبدأ في الكتاب
قال الحافظ: ... وأما بعده فيكفي ظهور علامة الندم والإقلاع وأمارة صدق ذلك (¬1). 25 - باب بمن يبدأ في الكتاب 6261 - عن عبد الرحمن بن هُرمز عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر رجلًا من بني إسرائيل أخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه. وقال عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نجر خشبة فجعل المال في جوفها وكتب إليه صحيفة: من فلان إلى فلان» (¬2). 26 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - قوموا إلى سيِّدكم 6262 - عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف عن أبي سعيد أن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه فجاء، فقال: قوموا إلى سيِّدكم - أو قال خيركم - فقعد عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هؤلاء نزلوا على حكمك، قال: فإني أحكُم أن تُقتَل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم. فقال: لقد حكمت بما حكم به الملك» (¬3). ¬
28 - باب الأخذ باليد. وصافح حماد بن زيد ابن المبارك بيديه
28 - باب الأخذ باليد. وصافح حماد بن زيد ابن المبارك بيديه قال الحافظ: ... ومن حديث أسامة بن شريك قال «قمنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقبلنا يده» وسنده قوي ومن حديث جابر «أن عمر قام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقبل يده» (¬1). 29 - باب المعانقة قال الحافظ: ... والسنة البداءة بالسلام، وكأن السبب فيه ما وقع من الطاعون فكانت الداعية متوفرة على سؤال الشخص من صديقه عن حاله فيه ثم كثر ذلك حتى اكتفوا به عن السلام، ويمكن الفرق بين سؤال الشخص عمن عنده ممن عرف أنه متوجع وبين سؤال من حاله يحتمل الحدوث (¬2). ¬
30 - باب من أجاب بلبيك وسعديك
30 - باب من أجاب بلبيك وسعديك 6267 - عن أنس عن معاذ قال: أنا رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا معاذ، قلت لبيك وسعديك - ثم قال مثله ثلاثًا -هل تدري ما حق الله على العباد قلت لا قال حق الله على العباد؟ قلت: لا. قال: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا. ثم سار ساعة فقال: يا معاذ، قلت لبيك وسعديك. قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن لا يعذبهم» (¬1). 34 - باب الاحتباء باليد (¬2)، وهو القُرفصاء 6272 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بفناء الكعبة محتبيًا بيده هكذا ... ». 35 - باب من اتكأ بين يدي أصحابه وقال خباب «أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو موسّد (¬3) بُردة، قلت: ألا تدعو الله؟ فقعد». ¬
36 - باب من أسرع في مشيه لحاجة أو قصد
6273 - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة «عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين»؟ 6274 - حدثنا مسدد حدثنا بشر مثله «وكان متكئًا (¬1) فجلس، فقال: ألا وقول الزور، فما زال يُكررها حتى قلنا ليته سكت». 36 - باب من أسرع في مشيه لحاجة أو قصد 6275 - عن عمر بن سعيد عن ابن أبي مُليكة أن عقبة بن الحارث حدثه قال: «صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر، فأسرع ثم دخل البيت» (¬2). 39 - باب القائلة بعد الجمعة قال الحافظ: ... أخرجه الطبراني في «الأوسط» من حديث أنس رفعه قال: «قيلوا فإن الشياطين لا تقيل» وفي سنده كثير بن مروان وهو متروك، وأخرج سفيان بن عيينة في جامعه من حديث خوات بن جبير - رضي الله عنه - موقوفًا قال: «نوم أول النهار خرق، وأوسطه خلق، وآخره حمق» وسنده صحيح (¬3). 42 - باب الجلوس كيفما تيسر 6284 - عن عطاء بن يزيد الليثي «عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ¬
43 - باب من ناجى بين يدي الناس، ومن لم يخبر بسر صاحبه، فإذا مات أخبر به
قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن لبستين وعن بيعتين: اشتمال الصّماء، والاحتباء في ثوب واحد ليس على فرج الإنسان منه شيء، والملامسة، والمنابذة» (¬1). 43 - باب من ناجى بين يدي الناس، ومن لم يُخبر بسرِّ صاحبه، فإذا مات أخبر به 6285، 6286 - عن عامر عن مسروق «حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت: إنا كنا أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عنده جميعًا لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة - عليها السلام - تمشي، لا والله ما تخفى مشيتها من مشية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فلما رآها رحَّب قال: مرحبًا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه - أو عن شماله - ثم سارَّها (¬2). فبكت بكاء شديدًا، فلما رأى حزنها سارَّها الثانية. فإذا هي تضحك. فقلت لها - أنا من بين نسائه - خصَّك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسر من بيننا ثم أنت تبكين. فلما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألتها عما سارَّك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سره. فلما توفي قلت لها: عزمت عليك - بما لي عليك من الحق - لما أخبرتني. قالت: أما الآن فنعم ... الحديث». قال الحافظ: ... وكذا لو أخبرتهن أنها سيدة نساء المؤمنين لعظم ذلك عليهن واشتد حزنهن، فلما أمنت من ذلك بعد موتهن أخبرت به (¬3). ¬
44 - باب الاستلقاء
44 - باب الاستلقاء قال الحافظ: ... وأن محل النهي حيث تبدو العورة والجواز حيث لا تبدو، وهو جواب الخطابي ومن تبعه (¬1). 47 - باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمسارَّة والمناجاة 6290 - عن أبي وائل «عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، أجل أن ذلك يُحزنه» (¬2). 48 - باب طول النجوى 6292 - عن عبد العزيز «عن أنس - رضي الله عنه - قال: أقيمت الصلاة ورجل يناجي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما زال يناجيه (¬3) حتى نام أصحابه، ثم قام يصلي». 49 - باب لا تُترك النار في البيت عند النوم 6293 - عن الزهري عن سالم عن أبيه «عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون» (¬4). ¬
50 - باب غلق الأبواب بالليل
50 - باب غلق الأبواب بالليل 6296 - عن عطاء «عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أطفئوا المصابيح بالليل إذا رقدتم، وغلقوا الأبواب، وأوكئوا الأسقية، وخمروا الطعام والشراب. قال همام: وأحسبه قال: ولو بعود يعرضه» (¬1). 51 - باب الختان بعد الكبر ونتف الإبط 6298 - عن أبي الزناد عن الأعرج «عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اختتن إبراهيم - عليها السلام - بعد ثمانين سنة، واختتن بالقدوم» (¬2). 6300 - وقال ابن إدريس عن أبيه عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير «عن ابن عباس: قُبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا ختين» (¬3). ¬
52 - باب كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله
52 - باب كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله 6301 - عن حُميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من حلف منكم فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله (¬1). ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق». قال الحافظ: ... من حديث عقبة بن عامر رفعه «كل ما يلهو به المرء المسلم باطل إلا رمية بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله» (¬2) الحديث. ¬
80 - كتاب الدعوات
80 - كتاب الدعوات 3 - باب استغفار النبي - صلى الله عليه وسلم - في اليوم والليلة 6307 - عن أبي سلمة عن عبد الرحمن قال: «قال أبو هريرة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» (¬1). 7 - باب ما يقول إذا نام 6312 - عن ربعيِّ بن حراش «عن حذيفة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه قال: باسمك أموت وأحيا. وإذا قام قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور» (¬2) ننشرها: نخرجها. 8 - باب وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمن 6314 - عن ربعي «عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول: اللهم باسمك أموت وأحيا. وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور» (¬3). 10 - باب الدعاء إذا انتبه بالليل 6316 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: بتُّ عند ميمونة، فقام النبي ¬
- صلى الله عليه وسلم - فأتى حاجته فغسل وجهه ويديه، ثم نام ثم قام فأتى القربة فأطلق شناقها؛ ثم توضأ وضوء بين وضوءين لم يُكثر وقد أبلغ، فصلى فقمت فتمطيت (¬1) كراهية أن يرى أني كنت أتقيه، فتوضأت، فقام يصلي فقمت عن يساره، فأخذ بأذُني فأدارني عن يمينه، فتتامَّت صلاته ثلاث عشرة ركعة (¬2)، ثم اضطجع فنام حتى نفخ - وكان إذا نام نفخ - فآذنه بلال بالصلاة، فصلى ولم يتوضأ. وكان يقول في دعائه: اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا واجعل لي نورًا. قال كُريب: وسبع في التابوت فلقيت رجلًا من ولد العباس فحدثني بهن، فذكر عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري، وذكر خصلتين. 6317 - عن ابن عباس كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل يتهجد قال: «اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيم (¬3) السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق ووعدك حق، وقولك حق ولقاؤك حق، والجنة حق والنار حق، والساعة ¬
11 - باب التكبير والتسبيح عند المنام
حق، والنبيون حق ومحمد حق، اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدَّمت وما أخّرت؛ وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدِّم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت - أو - لا إله غيرك». 11 - باب التكبير والتسبيح عند المنام 6318 - عن ابن أبي ليلى عن علي أن فاطمة عليهما السلام شكت ما تلقى في يدها من الرَّحى فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادمًا، فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال (¬1) فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم، فقال: مكانك (¬2)، فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أوَيتما إلى فراشكما - أو أخذتما مضاجعكما - فكبرا أربعًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين واحمدا ثلاثًا وثلاثين (¬3)، فهذا خير لكما من خادم». 12 - باب التعوذ والقراءة عند المنام (¬4) 6319 - عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ بالمعوّذات، ومسح بهما جسده (¬5). ¬
14 - باب الدعاء نصف الليل
14 - باب الدعاء نصف الليل (¬1) 6321 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ينزل ربُّنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له؟ ». قال الحافظ: ... خصه الله بالتنزيل فيه، فيتفضل على عباده بإجابة دعائهم، وإعطاء سؤلهم، وغفران ذنوبهم، وهو وقت غفلة وخلوة واستغراق في النوم واستلذاذ له، ومفارقة اللذة والدعة صعب، لا سيما أهل الرفاهية وفي زمن البرد. وكذا أهل التعب ولا سيما في قصر الليل، فمن آثر القيام لمناجاة ربه والتضرع إليه مع ذلك دل على خلوص نيته وصحة رغبته فيما عند ربه، فلذلك نبه الله عباده على الدعاء في هذا الوقت الذي تخلو فيه النفس من خواطر الدنيا وعلقها، ليستشعر العبد الجد، والإخلاص لربه (¬2). قال الحافظ: ... النزول محال على الله لأن حقيقته الحركة من جهة العلو إلى السفل، وقد دلت البراهين القاطعة (¬3) على تنزيهه على ذلك فليتأول ... 16 - باب ما يقول إذا أصبح 6323 - عن بشير بن كعب عن شداد بن أوس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سيّد ¬
17 - باب الدعاء في الصلاة
الاستغفار (¬1) اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت. إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة - أو كان من أهل الجنة - وإذا قال حين يصبح فمات من يومه مثله». 17 - باب الدعاء في الصلاة 6326 - عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: علِّمني دعاء أدعو به في صلاتي (¬2)، قال: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم». 18 - باب الدعاء بعد الصلاة 6329 - عن أبي هريرة: قالوا يا رسول الله، قد ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم، قال: كيف ذاك؟ قالوا: صلوا كما صلينا، وجاهدوا كما جاهدنا، وأنفقوا من فضول أموالهم، وليست لنا أموال. قال: أفلا أخبركم بأمر تدركون من كان قبلكم وتسبقون من جاء بعدكم، ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله: تسبِّحون في دبر كل صلاة عشرًا، وتحمدون عشرًا، وتكبرون عشرًا» (¬3). ¬
6330 - عن ورّاد مولى المغيرة بن شعبة قال: «كتب المغيرة إلى معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دبر كل صلاة إذا سلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» (¬1). ¬
25 - باب الدعاء مستقبل القبلة
25 - باب الدعاء مستقبل القبلة 6343 - عن عبد الله بن زيد قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا المصلى يستسقي، فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة (¬1) وقلب رداءه. 26 - باب دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - لخادمه بطول العمر وبكثرة ماله 6344 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: قالت أمي: يا رسول الله، خادمك أنس ادعُ الله له. قال: «اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته». قال الحافظ: ... فقال بعض الشرّاح مطابقة الحديث للترجمة أن الدعاء بكثرة الولد يستلزم حصول طول العمر، وتعقب بأنه لا ملازمة بينهما إلا بنوع من المجاز بأن يراد أن كثرة الولد في العادة تستدعي بقاء ذكر الولد (¬2) ما بقي أولاده، فكأنه حي. والأولى في الجواب أنه أشار كعادته إلى ما ورد في بعض طرقه، فأخرج في «الأدب المفرد» (¬3) من وجه آخر عن أنس ... ¬
27 - باب الدعاء عند الكرب
قال الحافظ: ... قول أنس «أخبرتني ابنتي أمينة أنه دفن من صلبي إلى يوم مقدم الحجاج البصرة مائة وعشرون» وقال النووي في ترجمته كان أكثر الصحابة أولادًا (¬1). قال الحافظ: ... وكان له بستان يأتي في كل سنة الفاكهة مرتين (¬2)، وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك. 27 - باب الدعاء عند الكرب 6346 - عن قتادة عن أبي العالية «عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم» (¬3). 28 - باب التعوذ من جهد البلاء قال الحافظ: ... والبلاء بالفتح مع المد ويجوز الكسر مع القصر (¬4). 30 - باب الدعاء بالموت والحياة 6349 - عن إسماعيل عن قيس قال: «أتيت خبّابًا وقد اكتوى سبعًا، قال: لولا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا أن ندعوَ بالموت لدعوت به» (¬5). ¬
31 - باب الدعاء للصبيان بالبركة، ومسح رءوسهم
6351 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يتمنين أحد منكم الموت لضُر نزل به، فإن كان لا بد مُتمنيًا للموت فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي» (¬1). 31 - باب الدعاء للصبيان بالبركة، ومسح رءوسهم 6352 - عن الجعد بن عبد الرحمن قال: «سمعت السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وجع. فمسح رأسي ودعا لي بالبركة (¬2). ثم توضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زرِّ الحجلة». 6356 - أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صُعير - وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مسح عينه - أنه رأى سعد بن أبي وقاص يوتر بركعة» (¬3). 32 - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬4) 6358 - عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا يا رسول الله، هذا السلام عليك فكيف نصلِّي؟ قال: قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما ¬
33 - باب هل يصلى على غير النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم» (¬1). قال الحافظ: ... الرابع أن الكاف للتعليل (¬2) كما في قوله {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ} [البقرة: 151]. 33 - باب هل يصلَّى على غير النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ 6359 - عن عمرو بن مرة «عن ابن أبي أوفى قال: كان إذا أتى رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - بصدقته قال: اللهم صلِّ عليه. فأتاه أبي بصدقته فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى» (¬3). 6360 - عن عمرو بن سُليم الزرقي قال: «أخبرني أبو حُميد الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا اللهم صلِّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد» (¬4). ¬
34 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة»
34 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة» 6361 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة». قال الحافظ: ... وفي الحديث كمال شفقته - صلى الله عليه وسلم - على أمته وجميل خلقه وكرم ذاته حيث قصد مقابلة ما وقع منه بالجبر والتكريم (¬1). 35 - باب التعوذ من الفتن 6362 - عن أنس - رضي الله عنه - سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أحفوه (¬2) المسألة، فغضب، فصعد المنبر فقال: لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بيَّنته لكم ... الحديث». 48 - باب الدعاء عند الاستخارة 6382 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن: إذا همَّ بالأمر فليركع ركعتين ¬
49 - باب الدعاء عند الوضوء
من غير الفريضة ثم يقول (¬1): اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله؛ فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي، في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: في عاجل أمري وآجله؛ فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به». قال: «ويسمي حاجته». 49 - باب الدعاء عند الوضوء عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَال دَعَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنَ النَّاسِ» (¬2). 50 - باب الدعاء إذا علا عقبه عَنْ أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه -، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ¬
51 - باب الدعاء إذا هبط واديا
فإنكم لا تدعون أصمَّ (¬1) ولا غائبًا، ولكن تدعون سميعًا بصيرًا. ثم أتى على وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: يا عبد الله بن قيس، قل لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة. أو قال: ألا أدلك على كلمة هي كنز (¬2) من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله». قال الحافظ: ... وكأنه أخذه من قوله في الحديث «إنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا» فسمى التكبير دعاء (¬3). 51 - باب الدعاء (¬4) إذا هبط واديًا قال الحافظ: ... ومناسبة التكبير عند الصعود إلى المكان المرتفع أن الاستعلاء والارتفاع محبوب النفوس لما فيه من استشعار الكبرياء، فشرع لمن تلبس به أن يذكر كبرياء الله تعالى ... ومناسبة التسبيح عند الهبوط (¬5) ... إلخ. 52 - باب الدعاء إذا أراد سفرًا، أو رجع 6385 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ¬
53 - باب الدعاء للمتزوج
قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. آيبون تائبون عابدون (¬1)، لربنا حامدون. صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده». قال الحافظ: ... والمراد بحديث يحيى بن أبي إسحاق فيما أظن الحديث الذي أوله «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقبل من خبير وقد أردف صفية، فلما كان ببعض الطريق عثرت الناقة» فإن في آخره «فلما أشرفنا على المدينة قال: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون (¬2). فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة». 53 - باب الدعاء للمتزوج 6386 - عن حماد بن زيد عن ثابت «عن أنس - رضي الله عنه - قال: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - على عبد الرحمن بن عوف أثر صُفرة فقال: مَهْيم - أو مَهْ - قال: تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب. فقال: بارك الله لك. أوْلمْ، ولو بشاة» (¬3). ¬
54 - باب ما يقول إذا أتى أهله
54 - باب ما يقول إذا أتى أهله 6388 - عن جرير عن منصور عن سالم (¬1) عن كُريب «عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال: باسم الله، اللهم جنَّبنا الشيطان وجنَّب الشيطان وجنَّب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يُقدَّر بينهما ولد في ذلك لم يضرَّه شيطان أبدًا» (¬2). 55 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة 6389 - عن عبد الوارث عن عبد العزيز «عن أنس قال: كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: ربنا آتنا في الدنيا (¬3) حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» (¬4). قال الحافظ: .... فذكر القصة وفيها: إذا آتاكم الله ذلك فقد آتاكم الخير كله قال عياض إنما كان يكثر الدعاء بهذه الآية لجمعها معاني الدعاء كله من أمر الدنيا والآخرة (¬5). ¬
56 - باب التعوذ من فتنة الدنيا
56 - باب التعوذ من فتنة الدنيا 6390 - عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص «عن أبيه - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تعَّلم الكتابة: اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن نُردَّ إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر» (¬1). 57 - باب تكرير الدعاء (¬2) 6391 - عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إنه ليخيَّل إليه قد صنع الشيء وما صنعه. وأنه دعا ربه، ثم قال: أشعرت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟ فقالت عائشة: وما يا رسول الله؟ قال: جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجعٌ الرجل؟ قال: مطبوب. قال: من طبّه. قال: لبيد بن الأعصم. قال: فبماذا؟ قال: في مشط ومشاطة وجُفَّ طلْعة (¬3). قال: فأين هو؟ قال: في ذروان. وذروان بئر في بني زُريق. قالت: فأتاها ¬
58 - باب الدعاء على المشركين
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلى عائشة فقال: والله لكأن ماءها نُقاعة الحنّاء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين. قالت: فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرها عن البئر. فقلت: يا رسول الله فهلا أخرجته؟ قال: أما أنا فقد شفاني الله، وكرهت أن أثير على الناس شرًا» (¬1). زاد عيسى (¬2) بن يونس والليث بن سعد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: «سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - فدها ودعا (¬3) ... ». 58 - باب الدعاء على المشركين وقال ابن مسعود قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف. وقال: اللهم عليك بأبي جهل. وقال ابن عمر: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة وقال: اللهم العن فلانًا، حتى أنزل - عز وجل - {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128] (¬4). ¬
6394 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سرية يقال لهم القراء، فأصيبوا، فما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وجد على شيء ما وجد عليهم، فقنت شهرًا في صلاة الفجر، ويقول: «إن عصية عصت الله ورسوله» (¬1). 6396 - عن محمد بن المثنى (¬2) حدثنا الأنصاري حدثنا هشام بن حسان حدثنا محمد بن سيرين حدثنا عبيدة «حدثنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق فقال: ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارًا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس. وهي صلاة العصر» (¬3). ¬
59 - باب الدعاء للمشركين
59 - باب الدعاء للمشركين 6397 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «قدم الطفيل بن عمرو على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن دوسًا قد عصت وأبت، فادع الله عليها (¬1). فظن الناس أنه يدعو عليهم، فقال: اللهم اهد دوسًا، وأت بهم» (¬2). 60 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت 6398 - عن ابن أبي موسى «عن أبيه النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يدعو بهذا الدعاء: رب اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كله وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي، وجهلي وجدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير» (¬3). 61 - باب الدعاء في الساعة التي في يوم الجمعة 6400 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله خيرًا إلا أعطاه». ¬
62 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يستجاب لنا في اليهود، ولا يستجاب لهم فينا
وقال بيده، قلنا: يقللها، يزهدها» (¬1). 62 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يستجاب لنا في اليهود، ولا يستجاب لهم فينا 6401 - عن ابن أبي ملكية «عن عائشة - رضي الله عنها -: أن اليهود أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك. وقال: وعليكم. فقالت عائشة: السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مهلًا يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف - أو الفحش - قالت: أولم تسمع ما قالوا؟ قال: ألم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في» (¬2). 64 - باب فضل التهليل 6403 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال ¬
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد (¬1)، وهو على كل شيء قدير في يوم (¬2) مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه» (¬3). 6404 - عن عمرو بن ميمون قال «من قال عشرًا كان كمن أعتق رقبة من ولد اسماعيل» .... ورواه أبو محمد الحضرمي عن أبي أيوب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل، قال أبو عبد الله: والصحيح ¬
قول عمرو. قال الحافظ أبو ذر الهروي صوابه عمر، وهو ابن أبي زائدة. قال اليونيني (¬1) قلت: وعلى الصواب ذكره أبو عبد الله البخاري في الأصل كما تراه لا عمرو. قال الحافظ: ... وفي رواية عبد الله بن سعيد عن أبي هند (¬2) عن سمي مولى أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث. قال الحافظ: ... ويوافقه رواية مالك حديث (¬3) البراء بلفظ «من قال لا إله إلا الله». قال الحافظ: ... وزاد «ومن قال مثل ذلك حين (¬4) يمسي كان له مثل ذلك». قال الحافظ: ... قال عمرو بن ميمون، قال فلقيت عمرًا (¬5) فقلت ... قال الحافظ: ... وكن له حرسًا من الشيطان حتى يمسي. وإذا قالها بعد المغرب فمثل ذلك (¬6) ¬
65 - باب فضل التسبيح
قال الحافظ: ... (تنبيه): أكمل ما ورد من ألفاظ هذا الذكر في حديث ابن عمر رفعه من قال حين يدخل السوق .. الحديث أخرجه الترمذي وغيره وفي سنده لين (¬1). 65 - باب فضل التسبيح 6405 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» (¬2). 6406 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده» (¬3). ¬
66 - باب فضل ذكر الله - عز وجل -
66 - باب فضل ذكر الله - عز وجل - 6407 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» (¬1). 6408 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم، قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ... الحديث ... قال يقول: فما يسألوني؟ (¬2) قال: يسألونك الجنة. قال يقول: وهل رأوها؟ قال يقولون: لا والله يا رب ما رأوها. قال فيقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال يقولون: لو أنهم رأوها؟ ... الحديث ... قال يقول ملك من الملائكة فيهم: فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء لا يشقى جليسهم». ¬
67 - باب قول لا حول ولا قوة إلا بالله
رواه شعبة عن الأعمش ولم يرفعه، ورواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). قال الحافظ: ... وفي دخول قراءة الحديث النبوي ومدارسة العلم الشرعي ومذاكرته والاجتماع على صلاة النافلة في هذه المجالس نظر (¬2). 67 - باب قول لا حول ولا قوة إلا بالله 6409 - عن أبي موسى الأشعري قال: أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - في عقبة- أو قال في ثنية- قال: فلما على عليها رجل نادى فرفع صوته لا إلا الله والله أكبر. قال ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته قال: فإنكم لا تدعون أصم (¬3) ولا غائبًا. ثم قال: يا أبا موسى- أو يا عبد الله- ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة؟ قلت: بلى، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله». ¬
68 - باب لله مائة اسم غير واحدة
68 - باب لله مائة اسم غير واحدة 6410 - عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواية قال: لله تسعة وتسعون اسمًا- مائة إلا واحدة (¬1) - لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر» (¬2). قال الحافظ: ... وأبعد من استدل به على جواز الاستثناء مطلقًا حتى يدخل استثناء الكثير حتى لا يبقى إلا القليل (¬3). قال الحافظ: ... وقد قال أبو الحسن اللخمي منهم: لو قال أنت طالق ثلاثًا (¬4) إلا اثنتين وقع عليه ثلاث. 69 - باب الموعظة ساعة بعد ساعة 6411 - عن الأعمش قال: حدثني شقيق قال: «كنا ننتظر عبد الله إذ جاء يزيد بن معاوية، قلت ألا تجلس؟ قال: لا، ولكن أدخل فأخرج إليكم صاحبكم، وإلا جئت أنا فجلست. فخرج عبد الله وهو آخذ بيده، فقام علينا فقال: أما إني أخبر بمكانكم، ولكنه يمنعني من الخروج إليكم أن ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا» (¬1). قال الحافظ: ... وختم به أبواب الدعوات التي عقبها بكتاب الرقاق لأخذه من كل منهما شوبًا (¬2). قال الحافظ: ... فمر بنا يزيد بن معاوية النخعي. قلت: وهو كوفي تابعي ثقة عابد (¬3). ¬
81 - كتاب الرقاق
81 - كتاب الرقاق 1 - باب ما جاء في الرقاق، وأن لا عيش إلا عيش الآخرة 6412 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ» (¬1). 6413 - عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اللهم لا عيش (¬2) إلا عيش الآخرة، فأصلح الأنصار والمهاجرة». 6414 - عن سهل بن سعد الساعدي قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخندق، وهو يحفر ونحن ننقل التراب وبصر بنا، فقال: «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة» تابعه سهل بن سعد (¬3) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... مثله. ¬
2 - باب مثل الدنيا في الآخرة
قال الحافظ: ... قوله (بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب الرقاق. الصحة والفراغ (¬1) ولا عيش إلا عيش الآخرة». 2 - باب مثل الدنيا في الآخرة 6415 - عن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولغدوة (¬2) في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها». 3 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» 6416 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل». وكان ابن عمر يقول: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء. وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك» (¬3). ¬
قال الحافظ: ... وبقوله «وعد نفسك في أهل القبور» (¬1). قال الحافظ: ... وكذلك عابر السبيل لا ينفذ في سفره إلا بقوته عليه وتخفيفه (¬2) من الأثقال غير متثبت ... قال الحافظ: ... والمعنى اشتغل في الصحة بالطاعة بحيث لو حصل تقصير في المرض لا يجبر (¬3) بذلك. قال الحافظ: ... «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل وهو يعظه: اغتنم خمسًا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» وأخرجه ابن المبارك في الزهد بسند صحيح من مرسل عمرو بن ميمون (¬4). ¬
4 - باب في الأمل وطوله
4 - باب في الأمل وطوله وقال على بن أبي طالب «ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل» (¬1). 5 - باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر 6419 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أعذر (¬2) الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة». 6420 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يزال قلب الكبير شابًا في اثنتين: في حب الدنيا، وطول الأمل» (¬3). قال الحافظ: ... قوله (باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر، لقوله تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر: 37] (¬4). ¬
6 - باب العمل الذي يبتغي به وجه الله
قال الحافظ: وقد استنبط منه بعض الشافعية أن من استكمل ستين فلم يحج مع القدرة فإنه يكون مقصرًا ويأثم إن مات قبل أن يحج (¬1). قال الحافظ: ... ويشب معه اثنتان الحرص على المال (¬2) ... 6 - باب العمل الذي يبتغي به وجه الله 6423 - قال «سمعت عتبان بن مالك الأنصاري ثم أحد بني سالم قال: غدا علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: لن يوافي عبد يوم القيامة يقول لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله إلا حرم الله عليه النار» (¬3). 6424 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة» (¬4). ¬
7 - باب ما يحذر من زهرة الدنيا، والتنافس فيها
قال الحافظ: ... (إذا قبضت صفيه) بفتح الصاد المهملة، وكسر الفاء، وتشديد التحتانية، وهو الحبيب المصافي كالولد والأخ وكل من يحبه الإنسان، والمراد بالقبض قبض روحه وهو الموت (¬1). 7 - باب ما يحذر من زهرة الدنيا، والتنافس فيها 6425 - قال ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف (¬2) - وهو حليف لبني عامر بن لؤي كان شهد بدرًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي؛ فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافقت صلاة الصبح مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما انصرف تعرضوا له، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآهم وقال: «أظنكم سمعت بقدوم أبي عبيدة وأنه جاء بشيء قالوا: أجل يا رسول الله، قال فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتلهيكم كما ألهتهم». ¬
6426 - عن عقبة عن عامر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يومًا فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: إني فرطكم، وأنا شهيد عليكم. وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض- أو مفاتيح الأرض- وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها» (¬1). 6427 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض؟ قيل وما بركات الأرض؟ قال: زهرة الدنيا. فقال له رجل: هل يأتي الخير بالشر؟ فصمت النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ظننت أنه ينزل عليه، ثم جعل يمسح عن جبينه، فقال: أين السائل؟ قال: أنا. قال أبو سعيد: لقد حمدناه حين طلع لذلك، قال: لا يأتي الخير إلا بالخير. إن هذا المال خضرة حلوة، وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطًا أو يلم، إلا آكلة الخضرة، أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها ¬
استقبلت الشمس فاجترت وثلطت وبالت، ثم عادت فأكلت. وإن هذا المال حلوة: من أخذه ووضعه في حقه، فنعم المعونة هو. وإن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع» (¬1). 6429 - عن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء من بعدهم قوم تسبق شهادتهم أيمانهم، وأيمانهم شهادتهم» (¬2) (¬3). 6430 - عن إسماعيل عن قيس قال: سمعت خبابًا وقد اكتوى يومئذ سبعًا في بطنه، وقال: لولا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا أن ندعو بالموت لدعوت بالموت، إن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - مضوا ولم تنقصهم الدنيا بشيء (¬4)، وإنا أصبنا من الدنيا ما لا نجد له موضعًا إلا التراب» (¬5). ¬
8 - باب قول الله تعالى: {ياأيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ... الآية}
6431 - عن قيس قال: «أتيت خبابًا وهو يبني حائطًا له فقال: إن أصحابنا الذين مضوا لم تنقصهم الدنيا شيئًا، وإنا أصبنا من بعدهم شيئًا لا نجد له موضعًا إلا في التراب» (¬1). قال الحافظ: ... قوله (فتهلككم) (¬2) أي لأن المال مرغوب فيه فترتاح النفس لطلبه ... قال الحافظ: ... ويستدل به على أن الفقر أفضل من الغنى (¬3) لأن فتنة الدنيا مقرونة بالغنى والغنى مظنة الوقوع في الفتنة .. 8 - باب قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ (¬4) فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ... الآية} 6433 - عن معاذ بن عبد الرحمن أن ابن أبان أخبره قال: أتيت عثمان بن عفان بطهور وهو جالس على المقاعد فتوضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ وهو في هذا المجلس فأحسن الوضوء ثم قال: من ¬
9 - باب ذهاب الصالحين
توضأ مثل هذا الوضوء ثم أتى المسجد فركع (¬1) ركعتين ثم جلس (¬2) غفر له ما تقدم من ذنبه». قال الحافظ: ... قدمت شرحه في الطهارة وحاصله لا تحملوا الغفران على عمومه في جميع الذنوب فتسترسلوا في الذنوب اتكالًا على غفرانها بالصلاة، فإن الصلاة التي تكفر الذنوب هي المقبولة (¬3). 9 - باب ذهاب الصالحين قال الحافظ ... قوله (ويقال الذهاب المطر) ثبت هذا في رواية السرخسي وحده ومراده أن لفظ الذهاب مشترك على المضي وعلى المطر (¬4). وقال بعض أهل اللغة: الذهاب الأمطار اللينة. ¬
11 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هذا المال خضرة حلوة»
11 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هذا المال خضرة حلوة» 6441 - عن حكيم بن حزام قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني، ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني، ثم قال: إن هذا المال وربما قال سفيان: قال لي يا حكيم (¬1) «إن هذا المال- خضرة حلوة، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع. واليد العليا خير من اليد السفلى» (¬2). 12 - باب ما قدم من ماله فهو له 6442 - عن الحارث بن سويد قال: «قال عبد الله: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: فإن ماله ما قدم، وما وارثه ما أخر» (¬3). 13 - باب المكثرون هو المقلون وقوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا ¬
وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: 15، 16] (¬1). 6443 - عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: خرجت ليلة من الليالي، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي وحده وليس معه إنسان، قال فظننت انه يكسره أن يمشي معه احد، قال فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني فقال: من هذا؟ قلت: أبو ذر جعلني الله فداءك. قال: يا أبا ذر، تعال. قال فمشيت معه ساعة، فقال لي: إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة، إلا من اعطاه الله خيرًا فنفخ فيه يمينه وشماله، وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيرًا. قال فمشيت معه ساعة فقال لي: اجلس هاهنا، قال فأجلسني في قاع حوله حجارة فقال ليك اجلس هاهنا حتى أرجع إليك. قال فانطلق في الحرة حتى لا أراه، فلبث عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول: وإن سرق، وإن زنى. قال فلما جاء لم أصبر حتى قلت: يا نبي الله جعلني الله فداءك، من تكلم في جانب الحرة؟ ما سمعت أحدًا يرجع إليك شيئًا. قال ذلك جبريل - عليها السلام - عرض لي في جانب الحرة قال: بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، قلت: يا جبريل: وإن سرق، وإن زنى؟ قال: نعم. قال قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم» (¬2). ¬
14 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا»
قال الحافظ: ... وهو بلال وهو ابن مرداس الفزاري شيخ كوفي أخرج له أبو داود؛ وهو صدوق لا بأس به (¬1). 14 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبًا» 6444 - عن زيد بن وهب قال: «قال أبو ذر كنت أمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حرة المدينة فاستقبلنا أحد فقال: يا أبا ذر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبًا تمضي علي ثالثة وعندي منه دينا، إلا شيئًا أرصده لدين، إلا أن اقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا- عن يمينه، وعن شماله، ومن خلفه- ثم مشى ثم قال: إن الأكثرين هم المقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا- عن يمينه وعن شماله ومن خلفه- وقليل ما هم (¬2) ... الحديث». 6445 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو كان لي مثل أحد ذهبًا ما يسرني أن لا (¬3) تمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيئًا أرصده لدين». 16 - باب فضل الفقر قاتل الحافظ: ... عن جابر «أن أم مالك كانت تهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - في عكة لها سمنًا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم فتعمد إلى العكة فتجد فيها سمنًا، فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: لو تركتها ¬
17 - باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وتخليهم عن الدنيا
ما زال قائمًا» وقد استشكل هذا النهي من الأمر بكيل الطعام وترتيب البركة على ذلك كما تقدم في البيوع من حديث المقدام بن معد يكرب بلفظ «كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه». واجيب بأن الكيل عند المبايعة مطلوب من أجل تعلق حق المتبايعين فلهذا القصد يندب، وأما الكيل عند الإنفاق فقد يبعث عليه الشح فلذلك كره، ويؤيد ما أخرجه مسلم من طريق معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر «أن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستطعمه، فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه وامراته وضيفهما حتى كاله، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم» (¬1) .... 17 - باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وتخليهم عن الدنيا 6452 - إن أبا هريرة كان يقول: «الله الذي لا إله إلا هو، أن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع. ولقد قعدت يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر فلم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال يا أبا هر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الحق، ومضي ..... قال: ¬
أبا هر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الحق إلى أهل الصفة (¬1) فادعهم لي ... وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بد، فأتيتهم فدعوتهم، فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت. قال: يا أبا هر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال خذ فأعطهم، فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد روى القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إلي فتبسم فقال أبا هر، قلت لبيك يا رسول الله. قال بقيت أنا وأنت. قلت صدقت يا رسول الله، قال: اقعد فاشرب، فقعدت فشربت، فقال اشرب. فشربت، فما زال يقول: اشرب، حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكًا (¬2). قال فأرني، فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة». 6453 - عن سعد قال: «إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، ورأيتنا نغزو وما لنا طعام إلا ورق الحُبلة وهذا السمر، وإن أحدنا ليضع كما تضع ¬
الشاة ما له خلط، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، خبت إذًا وضل سعيي» (¬1). 6454 - عن عائشة قالت: «ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعام بُر ثلاث ليال تباعًا حتى قُبض» (¬2). 6455 - عن إسحاق (¬3) بن إبراهيم بن عبد الرحمن حدثنا إسحاق هو الأزرق عن مسعر بن كدام عن هلال الوزان عن عروة «عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما أكل آل محمد - صلى الله عليه وسلم - أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر». 6456 - عن أحمد بن رجاء (¬4) عن النضر عن هشام قال أخبرني أبي «عن عائشة قالت: كان فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أدم وحشوه ليف». 6458 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان يأتي علينا الشهر (¬5) ما نوقد فيه نارًا، إنما هو التمر والماء، إلا أن نؤتى باللحيم». ¬
18 - باب القصد والمداومة على العمل
6460 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم ارزق آل محمد قوتًا» (¬1). قال الحافظ: ... بطريق الوجادة أو الإجازة (¬2) أو حمله عن شيخ آخر غير أبي نعيم، قلت: أو سمع بقية الحديث من شيخ سمعه من أبي نعيم، ولهذين الاحتمالين الأخيرين ... فإن القوت ما يقوت البدن ويكف عن الحاجة، وفي هذه الحالة سلامة من آفات الغني والفقر جميعًا (¬3)، والله أعلم. 18 - باب القصد والمداومة على العمل 6461 - عن مسروق قال: سألت عائشة - رضي الله عنها -: أي العمل كان أحب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: الدائم. قال: قلت في أي حين كان يقوم؟ قالت: كان يقوم إذا سمع الصارخ (¬4). ¬
6462 - عن عائشة أنها قالت: «كان أحب العمل إلى رسول الله الذي يدوم عليه صاحبه» (¬1). 6463 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لن ينجى أحدًا منكم عمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدنى الله برحمته. سدَّودا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدجلة (¬2)، والقصد القصد (¬3) تبلغوا». 6464 - عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «سدَّودا وقاربوا، واعلموا أن لن يدخل أحدكم عمله الجنة، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قلَّ» (¬4). 6465 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أحبٌّ إلى الله؟ قال: «أدوَمها وإن قل. وقال: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون» (¬5). 6466 - عن إبراهيم عن علقمة قال: سألت أم المؤمنين عائشة قلت: يا أم المؤمنين، كيف كان عمل النبي - صلى الله عليه وسلم -، هل كان يخص شيئًا من الأيام؟ ¬
قالت: لا، كان عمله ديمة (¬1)، وأيكم يستطيع ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستطيع؟ 6467 - عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سدَّدوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يدخل أحدًا الجنة عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة» (¬2). 6468 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعته يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنا يومًا الصلاة، ثم رقى المنبر فأشار بيده قبل قبلة المسجد فقال هذا الجدار فلم أر كاليوم في الخير والشر، فلم أر كاليوم في الخير والشر» (¬3). قال الحافظ: .... ومنه قوله في حديث جابر بن سمرة عند مسلم «كانت خطبته قصدًا» أي لا طويلة ولا قصيرة (¬4). قال الحافظ: ... محمد الزبرقان وثقه علي بن المديني والدارقطني وغيرهما وقال أبو حاتم الرازي: صدوق (¬5). ¬
19 - باب الرجاء مع الخوف
19 - باب الرجاء مع الخوف وقال سفيان (¬1): ما في القرآن آية أشد عليَّ من {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ (¬2)} [المائدة: 68]. 6469 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمة. وأرسل في خلقه كلَّهم رحمة واحدة؛ فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المسلم بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار» (¬3). ¬
20 - باب الصبر عن محارم الله {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: 10]
20 - باب الصبر عن محارم الله {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10] وقال عمر: وجدنا خير عيشنا بالصبر (¬1). 6470 - عن عطاء بن يزيد «أن أبا سعيد أخبره أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه، حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه: ما يكون عندي من خير لا أدَّخره عنكم؛ وإنه من يستعفَّ يعفُّه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تُعطوا عطاء خيرًا وأوسع من الصبر». 6471 - عن زياد بن علاقة قال: «سمعت المغيرة بن شعبة يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي حتى تَرم (¬2) - أو تنتفخ - قدماه، فيقال له، فيقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا» (¬3). ¬
21 - باب {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} [الطلاق: 3] وقال الربيع بن خثيم: من كل ما ضاق على الناس
21 - باب {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3] وقال الربيع بن خثيم: من كل ما ضاق على الناس (¬1) 6472 - عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب: هم الذين لا يسترقون (¬2)، (¬3) ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون». 22 - باب ما يكره من قيل وقال 6473 - عن هشيم أخبرنا غير واحد منهم مغيرة وفلان ورجل ثالث أيضًا عن الشعبي عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة أن معاوية كتب إلى المغيرة أن ¬
23 - باب حفظ اللسان. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
أكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال فكتب إليه المغيرة: إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. قال: وكان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ومنع وهات، وعقوق الأمهات، ووأد البنات» (¬1). 23 - باب حفظ اللسان. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت 6474 - عن سهل بن سعد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة» (¬2). ¬
6476 - عن أبي شريح الخزاعي قال: سمع أذناي ووعاه قلبي النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الضيافة ثلاثة أيام جائزته» قيل: وما جائزته؟ قال: «يوم وليلة» قال: ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» (¬1). 6477 - عن أبى هريرة سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين (¬2) فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق» (¬3). 6478 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوي بها في جهنم» (¬4). قال الحافظ: ... ويحتمل أن يكون اكتفى بأحد المتقابلين عن الآخر مثل (سرابيل تقيكم الحر) (¬5) قال: وقد ثبت في بعضها بلفظ «بين المشرق والمغرب» قال ابن عبد البر: الكلمة التي يهوى (¬6) صاحبها بسببها في النار هي التي يقولها عند السلطان الجائر. ¬
24 - باب البكاء من خشية الله - عز وجل -
قال الحافظ: ... بلفظ «لا يرى بها بأسًا يهوى بها في النار سبعين خريفًا» (¬1). 24 - باب البكاء من خشية الله - عز وجل - 6479 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سبعة يظلهم الله في ظله: «رجل ذكر الله ففاضت عيناه» (¬2). 25 - باب الخوف من الله 6480 - عن حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كان رجل ممن كان قبلكم يسيئ الظن بعمله، فقال لأهله: إذا أنا مت فخذوني فذروني في البحر في يوم صائف. ففعلوا به، فجمعه الله ثم قال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: ما حملني عليه إلا مخافتك. فغفر له» (¬3). 6481 - ... فحدثت أبًا عثمان فقال: سمعت سلمان، غير أنه زاد «فاذروني ¬
26 - باب الانتهاء عن المعاصي
في البحر» أو كما حدث. وقال معاذ حدثنا شعبة عن قتادة سمعت (¬1) أبا سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 26 - باب الانتهاء عن المعاصي 6482 - عن أبي موسى قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثلي ومثل ما بعثني الله كمثل رجل أتى قومًا فقال: رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان، فالنجاة النجاة. فأطاعته طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا، وكذبته طائفة فصبحهم الجيش فاجتاحهم» (¬2). 6483 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارًا (¬3)، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل الرجل يزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها» (¬4). 6484 - عن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر (¬5) من هجر ما نهى الله عنه». ¬
28 - باب حجبت النار بالشهوات
قال الحافظ: ... قوله (وإني أنا التذير العريان) (¬1). 28 - باب حجبت النار بالشهوات 6487 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره» (¬2). 29 - باب الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك 6488 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك» (¬3). 30 - باب لينظر إلى من هو أسفل منه، ولا ينظر إلى من هو فوقه 6490 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضِّل عليه» (¬4). ¬
31 - باب من هم بحسنة أو بسيئة
31 - باب من هم بحسنة أو بسيئة 6491 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يروى عن ربه - عز وجل - قال: «إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة». ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبا الله له سيئة واحدة» (¬1). قال الحافظ: ... قوله (فإن هو هم بها فعملها كتبها (¬2) الله له سيئة واحدة». ¬
32 - باب ما يتقى من محقرات الذنوب
32 - باب ما يتقى من محقرات الذنوب (¬1) 6492 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «إنكم لتعملون أعمالًا هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - الموبقات (¬2)» قال أبو عبد الله: يعني بذلك المهلكات (¬3). قال الحافظ: ... في حديث سهل بن سعد رفعه «إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب منى يؤخذ بها صاحبها تهلكه» (¬4). 33 - باب الأعمال بالخواتيم، وما يخاف منها 6493 - عن سهل بن سعد الساعدي قال: نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل يقاتل المشركين - وكان من أعظم المسلمين غناء عنهم - فقال: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار (¬5) فلينظر إلى هذا، فتبعه رجل، فلم يزل على ¬
34 - باب العزلة راحة من خلاط السوء
ذلك حتى جرح، فاستعجل الموت فقال بذبابة سيفه فوضعه بين ثدييه فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن العبد ليعمل - فيما يرى الناس - عمل أهل الجنة، وإنه لمن أهل النار، ويعمل - فيما يرى الناس - عمل أهل النار وهو من أهل الجنة، وإنما الأعمال بخواتيمها» (¬1). 34 - باب العزلة راحة من خلاط السوء 6494 - عن أبي سعيد الخدري قال: «جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: رجل جاهد بنفسه وماله (¬2)، ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره» (¬3). ¬
35 - باب رفع الأمانة
35 - باب رفع الأمانة 6496 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» (¬1). 6497 - عن زيد بن وهب «حدثنا حذيفة قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين رأيت أحداهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر (¬2) قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها قال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه (¬3)، فيظل أثرها مثل أثر الوكت. ثم ينام النومة فتقبض (¬4)، فيبقى أثرها مثل المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبرًا وليس فيه شيء. فيصبح الناس يتبايعون، ¬
36 - باب الرياء والسمعة
فلا يكاد أحدهم يؤدى الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلًا أمينًا (¬1). ويقال للرجل ما أعقله وما أظرفه وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان. ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلمًا رده على الإسلام، وإن كان نصرانيًا رده على ساعيه. فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانًا وفلانًا» (¬2). 6498 - عن سالم بن عبد الله «أن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة» (¬3). 36 - باب الرياء والسمعة 6499 - عن مسلمة قال: سمعت جندبًا يقول: «قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم أسمع أحدًا يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - غيره، فدنوت منه فسمعته يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - من سَمَّع سَمَّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به» (¬4). ¬
37 - باب من جاهد نفسه في طاعة الله
37 - باب من جاهد نفسه في طاعة الله 6500 - عن أنس بن مالك عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «بينا أنا رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس بيني وبينه إلا آخرة الرجل فقال: يا معاذ، قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك. ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ، قلت: لبيك رسول الله وسعديك. ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، قلت لبيك رسول الله وسعديك. قال: هل تدري ما حق الله على عباده؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا. ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ بن جبل، قلت: لبيك رسول الله وسعديك. قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: حق العباد على الله أن لا يعذبهم» (¬1). ¬
38 - باب التواضع
38 - باب التواضع 6501 - عن أنس قال: كانت ناقة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسمى العضباء، وكانت لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها، فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا: سبقت العضباء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن حقًا على الله أن لا يرفع شيئًا من الدنيا (¬1) إلا وضعه» (¬2). 6502 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله قال من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب. وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به (¬3) ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترردت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته». ¬
39 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «بعثت أنا والساعة كهاتين»
قال الحافظ: ... هذا حديث غريب جدًا لولا هيبة الصحيح لعدوه في منكرات خالد بن مخلد (¬1) ... قال الحافظ: ... قوله (من عادى لي وليًا) (¬2). قال الحافظ: ... قوله (وما ترددت (¬3) عن شيئ أنا فاعلة ترردي عن نفس المؤمن). 39 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «بعثت أنا والساعة كهاتين» 6503 - عن سهل قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بعثت أنا والساعة كهاتين. ويشير بإصبعيه فيمدهما» (¬4). 40 - باب - 6506 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون، فذاك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا. ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه. ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته ¬
41 - باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
فلا يطعمه. ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقى فيه. ولتقومن الساعة وقد رفع أحدكم أكلته إلى فيه فلا يطعمها» (¬1). 41 - باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه 6507 - عن عبادة بن الصامت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. قالت عائشة - أو بعض أزواجه - إنا لنكره الموت قال: ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب (¬2) لقاء الله وأحب الله لقاءه. وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكرة لقاء الله وكره الله لقاءه». 6509 - عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو صحيح: «إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير، فلما نزل به ورأسه على فخدي غشي عليه ساعة ثم أفاق، فأشخص بصره إلى السقف ثم قال: اللهم الرفيق الأعلى. قلت: إذا لا يختارنا، وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به. قالت: فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: اللهم الرفيق الأعلى» (¬3). ¬
42 - باب سكرات الموت
42 - باب سكرات الموت 6510 - عن عائشة - رضي الله عنها - كانت تقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بين يديه ركوة - أو علبة فيها ماء، يشك عمر - فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات. ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى (¬1). حتى قبض ومالت يده». 6511 - عن عائشة قالت: كان رجال من الأعراب جفاة يأتون النبي - صلى الله عليه وسلم - فيسألونه: متى الساعة؟ فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول: إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم» (¬2). قال هشام: يعني موتهم. ¬
6512 - عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري أنه كان يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر عليه بجنازة فقال: مستريح ومستراح منه. قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه، قال العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله - عز وجل -، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب» (¬1). 6514 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله» (¬2). 6515 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مات أحدكم عرض عليه معقدة غدوة وعشيًا: إما النار وإما الجنة، فيقال: هذا مقعدك حتى تبعث إليه» (¬3). 6516 - عن عائشة قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا» (¬4). ¬
43 - باب نفخ الصور
قال الحافظ: ... قوله (إذا مات (¬1) أحدكم عرض عليه مقعده). 43 - باب نفخ الصور 6517 - عن أبي هريرة قال: «استب رجلان رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال المسلم: والذي اصطفى محمدًا على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين. قال فغضب المسلم عند ذلك فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان موسى فيمن صعق فأفاق، أو كان ممن استثنى الله - عز وجل -» (¬2). ¬
44 - باب يقبض الله الأرض يوم القيامة
44 - باب يقبض الله الأرض يوم القيامة 6521 - عن سهل بن سعد قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي. قال سهل - أو غيره - ليس فيها معلم لأحد» (¬1). 45 - باب الحشر 6522 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين وراهبين، واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير، ويحشر (¬2) بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسى معهم حيث أمسوا». 6523 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رجلًا قال: يا نبي الله، كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: «أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرًا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة» (¬3). ¬
6526 - عن ابن عباس قال: فينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب فقال: «إنكم محشورون حفاة عراة غرلا (¬1) {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء: 104] الآية. وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم الخليل، وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يارب أصيحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ - إلى قوله - الْحَكِيمُ} قال فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم» (¬2). 6528 - عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في قبة فقال: «أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قلنا: نعم. قال: أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قلنا: نعم. قال: أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة؟ قلنا: نعم. قال: والذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة. وذلك الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو الشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر» (¬3). 6529 - عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أول ما يدعى يوم القيامة آدم، فتراءى ذريته فيقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: لبيك وسعديك فيقول: أخرج بعث جهنم من ذريتك، فيقول يارب كم أخرج؟ فيقول أخرج من كل مائة تسعة وتسعين، فقالوا: يا رسول الله، إذا أخذ منا من كل مائة ¬
46 - باب قوله - عز وجل - {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} [الحج: 1]
تسعة وتسعون فماذا يبقى منا؟ قال: إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء قي الثور الأسود» (¬1). قال الحافظ: ... عن قبيصة قال: هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلهم أبو بكر، يعنى حتى قتلوا وماتوا على الكفر (¬2). 46 - باب قوله - عز وجل - {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1] 6530 - عن أبي سعيد قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يقول الله يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك. قال يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائه وتسعة وتسعين (¬3)، فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكرى وما هم بسكرى ولكن عذاب الله شديد. فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله أينا ذلك الرجل؟ قال: ابشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفًا ومنكم رجل. ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة». قال فحمدنا الله وكبرنا. ثم قال: «والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة. إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة في ذراع الحمار» (¬4). ¬
47 - باب قول الله تعالى {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون (4) ليوم عظيم ... } [المطففين: 4، 5] وقال ابن عباس {وتقطعت بهم الأسباب} [البقرة: 166] قال: الوصلات في الدنيا.
47 - باب قول الله تعالى {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ... } [المطففين: 4، 5] وقال ابن عباس {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166] قال: الوصلات في الدنيا (¬1). 6531 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - النبي - صلى الله عليه وسلم - «{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قال: يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيهٍ» (¬2). 6532 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعًا، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم» (¬3). 48 - باب القصاص يوم القيامة، وهي الحاقة لأن فيها الثواب وحواق الأمور الحقه والحاقة واحد، والقارعة والغاشية والصاخبة، والتغابن غبن أهل الجنة أهل النار (¬4). 6533 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أول ما يقضى بين الناس في الدماء» (¬5). ¬
49 - باب من نوقش الحساب عذب
6534 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات لأخيه فطرحت عليه» (¬1). 6535 - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة. فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزلة كان في الدنيا» (¬2). 49 - باب من نُوقش الحساب عُذب 6536 - عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من نوقش (¬3) الحساب عُذب. قالت: قلت أليس يقول الله تعالى {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} قال: ذلك العرض». ¬
50 - باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب
6538 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبًا أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم. فيقال له: قد كنت سئلت ما هو أيسر من ذلك» (¬1). 654 - عن عدي بن حاتم قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا النار ثم أعرض وأشاح ثم قال: أتقوا النار. ثم أعرض وأشاح ثلاثًا حتى ظننا أنه ينظر إليها. ثم قال: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة» (¬2). 50 - باب يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب 6541 - حدثنا عمران بن ميسرة ... ح. وحدثني أسيد (¬3) بن زيد حدثنا هشيم عن حصين قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: حدثني ابن عباس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «عرضت علي الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والبني يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، ¬
والنبي يمر وحده (¬1)، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلي الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفًا قدامّهم لا حساب عليهم ولا عذاب. قلت: ولمَ؟ قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلي ربهم يتوكلون. فقام إليه عكاشة بن محصن فقال: ادع الله يجلعني منهم. قال: سبقك بها عكاشة». 6542 - عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفاَ تضئ وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر. وقال أبو هريرة فقام عكُاشة بن المحصن الأسدي يرفع نمرة عليه فقال: يا رسول الله ادعي الله أن يجعلني منهم، قال: اللهم اجعله منهم. ثم قام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكُاشة» (¬2). 6543 - عن سهل بن سعد قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاَ - أو سبعمائة ألف، شك في أحدهما - متماسكين، آخذ ¬
بعضهم ببعض، حتي يدخل أولهم وآخرهم الجنة ووجوههم علي ضوء القمر ليلة البدر» (¬1). 6544 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقوم مؤذنٌ بينهم: يا أهل النار لا موت، ويا أهل الجنة لا موت، خلود» (¬2). 6545 - عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يقال لأهل الجنة يا أهل الجنة خلود لا موت، ولأهل النار يا أهل النار خلود لا موت» (¬3). قال الحافظ: ... والمعني الذي حمله علي التغليظ موجود في المسترقي (¬4) لأنه اعتل بأن الذي لا يطلب من غيره أن يرقيه تام التوكل فكذا يقال له والذي يفعل غيره به ذلك ينبغي أن لا يمكنه منه لأجل تمام التوكل. قال الحافظ: ... فذكر حديثًا وفيه «وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا بغير حساب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتي تبوؤا (¬5) أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة فهذا يدل علي أن ¬
51 - باب صفة الجنة والنار
مزية السبعين بالدخول بغير حساب لا يستلزم أنهم أفضل من غيرهم (¬1) قال الحافظ: ... فذكر الحديث نحو سياق حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ثاني أحاديث الباب وزاد «فاستزدت ربي فزادني مع كل ألف سبعين ألفًا» (¬2). قال الحافظ: ... فعند أحمد وأبي يعلي من حديث أبي بكر الصديق نحوه بلفظ «أعطاني مع كل واحد من السبعين ألفًا سبعين ألفًا» (¬3). قال الحافظ: ... قال عياض: يحتمل أن يكون معني كونهم متماسكين أنهم علي صفة الوقار فلا يسابق بعضهم بعضًا بل يكون دخولهم جميعًا. وقال النووي: معناه أنهم يدخلون معترضين صفًا واحدًا بعضهم بجنب بعض. تنبيه: هذه الأحاديث تخص عموم الحديث الذي أخرجه مسلم (¬4) عن أبي برزة الأسلمي رفعه «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع .. 51 - باب صفة الجنة والنار وقال أبو سعيد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «أول طعام يأكله أهل الجنة زيادة كبد حوت». ¬
عدن (¬1): خلد: عدنت بأرض. أقمت: ومنه المعدن (في معدن صدق) في منبعت صدق. 6546 - عن أبي رجاء عن عمران عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء (¬2). 6547 - عن أسامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قمت (¬3) علي باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون (¬4)، غير أن أصحاب النار قد أمُر بهم إلي النار. وقمت علي باب النار فإذا عامة من دخلها النساء». 6548 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إذا صار أهل الجنة إلي الجنة وأهل النار إلي النار جئ بالموت (¬5) حتي يجعل بين الجنة والنار، ثم يذُبح، ثم ينُادي مناد: يا أهل الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت، فيزاد أهل الجنة فرحًا إلي فرحهم، ويزداد أهل النار حُزنًا إلي حُزنهم». ¬
6549 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أن الله تبارك وتعالي يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة. فيقولون لبيك ربنا وسعديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضي وقد أعطيتنا ما لم تُعط أحدًا من خلقك. فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك: قالوا: يا رب، وأي شئ أفضل من ذلك؟ فيقول: أحلُ عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدًا» (¬1). 6550 - عن حميد قال: سمعت أنساُ يقول: أصيب حارثة يوم بدر - وهو غلام- فجاءت أمه إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يك في الجنة أصبر وأحتسب. وإن تك الأخري تري ما أصنع؟ فقال: ويحك - أو هبلت - أو جنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس» (¬2). 6551 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من بين منكَبي الكافرة مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع» (¬3) ¬
6552 - عن سهل بن سعد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها» (¬1). 6555 - عن سهل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أهل الجنة ليتراءون الغُرف في الجنة كما تتراءون الكوكب في السماء» (¬2). 6559 - عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يخرج قوم من النار بعدما مسهم منها سفع، فيدخلون الجنة، فبُسميهم أهل الجنة: الجهنميين» (¬3). 6561 - عن أبي إسحاق قال: سمعت النعمان سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة لرجل علي أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه» (¬4). 6562 - عن النعمان بن بشيرقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة رجل علي أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقُمقم» (¬5). 6565 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «يجمع الله ¬
الناس يوم القيامة قيقولون: لو استشفعنا علي ربنا حتي يُريحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا عند ربنا. فيقول: لست هناكم، وذكر خطيئته (¬1)، ويقول: ائتوا نوحًا أول رسول بعثه الله. فبأتونه، فيقول: لست هناكم، وذكر خطيئته، ويقول ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلًا. فيأتونه فيقول: لست هناكم، وذكر خطيئته، ويقول: ائتوا موسي الذي كلمه الله. فيأتونه فيقول: لست هناكم، ائتوا محمد - صلى الله عليه وسلم - فقد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فيأتوني، فأستأذن علي ربي، فإذا رأيته وقعت له ساجدًا، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال لي: ارفع رأسك، وسُل تُعطه، وقل يُسمع، واشفع تُشفع. فأرفع فأحممد ربي بتحميد يعمني، ثم أشفع فيحد لي حدًا، ثم أخرجهم من النار وأُدخلهم الجنة (¬2). ثم أعود ¬
فأقع ساجداُ مثله في الثالثة أو الرابعة، حتي ما يبقي في النار إلا من حبسه (¬1) القرآن (¬2)». 6567 - عن أنس أن أم حارثة أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد هلك حارثة يوم بدر أصابه سهم غرب، فقالت: يا رسول الله، قد علمت موقع حارثة من قلبي، فإن كان في الجنة لم أبك عليه، وإلا سوف تري ما أصنع. فقل: لها هبلت، أجنة واحدة هي؟ أنها جنان كثيرة، وإنه في الفردوس الأعلي» (¬3). 6586 - وقال (غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم - أو موضع قدم - من الجنة خير من الدنيا وما فيها. ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلي الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحًا، ولنيفها (يعني الخمار) خير من الدنيا وما فيها» (¬4). 6569 - عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخل أحد الجنة إلا أُري مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكرًا، ولا يدخل أحد النار إلا أُري مقعده من الجنة لو أحسن، ليكون عليه حسرة» (¬5). ¬
6570 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قلت يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أول منك، لما رأيت من حرصك علي الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاُ من قبل نفسه» (¬1). قال الحافظ: ... والثاني يعذبون فيها إلي أن تنقلب طبيعتهم فتصير نارية حتي يتلذذوا بها لموافقة طبعهم وهذا قول بعض من ينسب إليه التصوف من الزنادقة» (¬2). قال الحافظ: ... وقد مال بعض المتأخرين (¬3) إلي القول السابع ونصره. قال الحافظ: ... وأخرجه البزار من وجه ثالث عن أبي هريرة بسند صحيح بلفظ «غلظ جلد الكافر وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعًا بذراع الجبار» (¬4). ¬
قال الحافظ: ... وجزم ابن حبان لما أخرجه في صحيحه بأن الجبار ملك كان باليمن (¬1). قال الحافظ: ... وزاد بعضهم شفاعة سابعة وهي الشفاعة لأهل المدينة لحديث سعد رفعه (¬2) «لا يثبت عاى لأوائها أحد إلا كنت شهيدًا أو شفيعًا». قال الحافظ: ... قوله (هل نفعت أبا طالب بشئ)؟ هكذا ثبت في جميع النسخ بحذف الجواب، وهو اختصار من المصنف، وقد رواه مسدد في مننده بتمامه، وقد تقدم في كتب الأدب عن موسي بن إسماعيل عن أبي عوانة بالسند المذكور هنا بلفظ «فإنه كان يحوطك ويغضب لك، قال: نعم هو في ضحضاح من نار (¬3)، ولولا أنا (¬4) لكان في الدرك الأسفل من النار. ¬
52 - باب الصراط جسر جهنم
52 - باب الصراط جسر جهنم 6573 - عن سعيد وعطاء بن يزيد أن أبا هريرة أخبرهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث ... وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله، أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم الله علي النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود (¬1) ... الحديث». 6574 - قال عطاء وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يُغير عليه شيئًا من حديثه حتي انتهي إلي قوله «هذا لك ومثله معه» قال أبو سعيد «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: هذا لك وعشرة أمثاله)) قال قال أبو هريرة: حفظت «مثله معه» (¬2). قال الحافظ: ... قوله (باب الصراط جسر (¬3) جهنم). قال الحافظ: ... (¬4). ¬
53 - باب في الحوض
قال الحافظ: ... قوله (فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون) (¬1). 53 - باب في الحوض 6575 - عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنا فرطكم على الحوض» (¬2). 6567 - عن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أنا فرطكم على الحوض، وليُرفعن رجال منكم ثم ليختلجُن دوني، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» (¬3). 6587 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الكوثر (¬4) الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر قلت لسعيد إن أناسًا يزعمون أنه نهر في الجنة، فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه». ¬
6581 - عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينما أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربُك، فإذا طيبه - أو طينه - مسك أذفر. شك هُدبة» (¬1). 6582 - عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليردن علي ناس من أصيحابي الحوض حتي إذا عرفتهم (¬2) اختلجوا دوني، فأقول: أصحابي، فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك». 6586 - عن ابن المسيب أنه كان يحدث عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يردُ علي الحوض رجال من أصحابي فيُلحئون (¬3) منه، فأقول يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا علي أدبارهم القهقهري». 6587 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا أنا نائم (¬4) فإذا زمرة، حتي إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، فقلت أين؟ قال: إلي النار والله، قلت وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا (¬5) بعدك علي أدبارهم ¬
القهقري. ثم إذا زمرة، حتي إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم، فقلت أين؟ قال: إلي النار والله، قلت وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك علي أدبارهم القهقري، فلا أراه يخلُص منهم إلا مثل همل النعم». 6590 - عن عقبة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يوما فصلي علي أهل أُحد (¬1) صلاته علي الميت، ثم انصرف علي المنبر فقال: «إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن. وأني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض - أو مفاتيح الأرض - وإني ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها». 6593 - عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إني علي الحوض حتي أنظر من يرد علي منكم، وسيُوخذ ناس دوني، فأقول: يا رب مني ومن أمتي، فيقال: هل شعرت ما عملوا بعد؟ والله ما برحوا يرجعون علي أعقابهم» (¬2) فكان ابن أبي مُلكية يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع علي أعقابنا، أو نثفتن عن ديننا. ¬
علي أعقابكم تنكصون: ترجعون علي العقب. قال الحافظ: ... وفي علامات النبوة فيما يتعلق بذلك، وقد تقدم الكلام علي المنافسة (¬1) (1) في شرح حديث أبي سعيد في أوائل كتاب الرقاق. ¬
82 - كتاب القدر
82 - كتاب القدر 1 - باب 6594 - عن عبد الله قال حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - وهو الصادق المصدوق - قال: «إن أحدكم يُجمع في بطن أمه أربعين يومًا، ثم علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكًا فيؤمر بأربع برزقه وأجله، وشقي أو عيد. م ينفخ فيه الروح. فوالله إن أحدكم - أوالرجل -ليعمل بعمل أهل النار، حتي ما يكون بينه وبينها غير باع أو ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها (¬1). وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتي ما يكونبينه وبينها غير ذراع أو ذراعين، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها». قالآدم: إلا ذراع. قال الحافظ: ... قوله حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق) (¬2). ¬
قال الحافظ: ... ووقع عند أبي عوانة من رواية وهب بن جرير عن شعبة مثل رواية آدم زاد (نطفة) (¬1). قال الحافظ: ... وأما صفة الكتابة فظاهر الحديث أنها الكتابة المعهودة في صحيفته ووقع ذلك صريحًا في رواية لمسلم في حديث حذيفة بن أسيد «ثم تطوى الصحيفة فلا يزاد فيها ولا ينقص» وفي رواية الفرياني «ثم تطوي تلك الصحيفة إلي يوم القيامة» ووقع حديث أبي ذر «فيقضي الله ما هو قاض فيكتب ما هو لاق بين عينيه (¬2). وتلا أبو ذر خمس آيات من فاتحة سورة التغابن، ونحوه في حدي ابن عمر في صحيح ابن حبان (¬3) دون تلاوة الآية وزاد «حتي النكبة ينكبها». ¬
3 - باب الله أعلم بما كانوا عاملين
3 - باب الله أعلم بما كانوا عاملين 6597 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أولاد المشركين فقال: «الله أعلم بما كانوا عاملين» (¬1). 6599 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يُهودانه ويُنصرانه، كما تُنتجون (¬2) البهيمة، هل تجدون فيها من جدعاء حتي تكونوا أنتم تجدعونها» (¬3). 4 - باب وكان أمر الله قدراُ مقدورًا 6601 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لا تسأل المرأة طلاق (¬4) أختها لتستفرغ ولتنكح فإن لها ما قدر لها». 6602 - عن أسامة قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه رسول إحدى بناته ... - ¬
وعنده سعد وأبي بن كعب ومعاذ- أن ابنها يجود بنفسه، فبعث إليها: لله ما أخذ ولله ما أعطى (¬1)، كل بأجل، فلتصبر ولتحتسب». 6603 - عن عبد الله بن محيريز الجُمحي أنأبا سعيد الخدري أخبره أنه بينما هو جالس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، إنا نصيب سُبيًا ونحب المال، كيف ترى في العزل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أوإنكم تفعلون ذلك؟ لا عليكم ألا تفعلوا، فإنه ليت نسمة كتب الله أن تخرج إلا وهي كائنة» (¬2). 6604 - عن موسى بن مسعود (¬3) حدنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل «عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: لقد خطبنا النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم خطبة ما ترك فيها شيئًا إلي قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمهوجهاه من جهله، إنكنت لأرى الشئ قد نسبته، فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه». قال الحافظ: ... فمن عنه ضل وتاه لأن القدر سر من أسرار الله لا يطلع عليه إلا هو، فإذا أدخل أهل الجنة الجنة كشف لهم عنه حينئذ (¬4). ¬
5 - باب العمل بالخواتيم
5 - باب العمل بالخواتيم 6606 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: شهدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل ممن معه يدعي الإسلام: هذا من أهل النار، فلما حضر القتال قاتل الرجل من أشد القتال، وكثرت به الجراح فأثبتته؛ فجاء رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أرايت الذي تحدثت أنه من أهل (¬1) النار؟ قاتل في سبيل الله من أشد القتال فكثرت به الجراح. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أما إنه من أهل النار؛ فكاد بعض المسلمين يرتاب، فبينما هو علي ذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح، فأهوي بيده إلي كنانته فانتزع منها سهمًا فانتحر بها، فاشتد رجال من المسلمين إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله، صدق الله حديثك، قد انتحر فلان فقتل نفسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا بلال، قم فأذن: لا يدخل الجنة إلا مؤمن. وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر». 6607 - عن سهل بن سعد أن رجلًا من أعظم المسلمين غناء عن المسلمين في غزوة غزاها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من أحب أن ينظر إلي رجل من أهل النار فلينظر إلي هذا، فاتبعه رجل من القوم وهو على تلك الحال من أشد الناس على المشركين حتى جُرح فاستعجل الموت، فجعل ذُبابة سيفه بين ثدييه حتى خرج من بين كتفيه، فأقبل الرجل إلي النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬
6 - باب إلقاء العبد النذر إلي القدر
مسرعًا فقال: أشهد أنك رسول الله، فقال: وما ذاك؟ قال: قلت لفلان من أحب أن ينظر إلي رجل من أهل النار فلينظر إليه، وكان من أعظمنا غناءً عن المسلمين، فعرفت أنه لا يموت على ذلك، فلما جرح استعجل الموت فقتل نفسه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: «إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النا، وإنما الأعمال بالخواتيم» (¬1). 6 - باب إلقاء العبد النذر إلي القدر 6609 - عن أبي هريرةعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يأتي ابن آدم النذر بشئ لم يكن قد قدرتُه (¬2) ولكن يُلقيه وقد قدرته له، أستخرج به من البخيل». 7 - باب لا حول ولاقوة إلا بالله 6610 - عن أبي موسى قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة، فجعلنا لا نصعد شرفًا ولا نعلو شرفًا ولانهبط في واد إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير (¬3). قال فدنا منا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا أيها الناس، اربعوا علي أنفسكم، ¬
8 - باب المعصوم من عصم الله. عاصم: مانع
إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُمْ إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا» قَالَ: وَدَعَانِي وَكُنْتُ مِنْهُ قَرِيبًا، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ » قُلْتُ: بَلَى، قَالَ «قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» (¬1). 8 - باب المعصوم من عصم الله. عاصم: مانع 6611 - عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما استُخلف خليفة إلا له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم من عصَم الله» (¬2). ¬
9 - باب {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ... } الآية
9 - باب {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ... } الآية 6612 - عن ابن عباس قال: ما رأيت شيئًا أشبه اللمم (¬1) مما قال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله كتب على ابن آدم حظَّه من الزنا أدرك ذلك لا محالة: فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنِّى وتشتهي (¬2)، والفرج يصدِّق ذلك ويكذبه. وقال شبابة حدثنا ورقاء عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -». قال الحافظ: ... قوله: (باب: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} كذا لأبي ذر وفي رواية غيرها {وَحَرَامٌ} بفتح أوله وزيادة الألف وزادوا بقية الآية والقراءتان مشهورتان: قرأ أهل الكوفة بكسر أوله وسكون (¬3) ثانيه وقرأ أهل الحجاز والبصرة والشام بفتحتين وألف وهما بمعنى كالحلال والحل ... ¬
83 - كتاب الأيمان والنذور
83 - كتاب الأيمان والنذور 1 - باب قول الله تعالى {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ ... } 6621 - عن عائشة أنا أبا بكر - رضي الله عنه - لم يكن يحنث في يمين قط حتى أنزل الله كفارة اليمين وقال: «لا أحلف على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها إلا أتيت الي هو خير وكفَّرت عن يميني» (¬1). 6623 - عن أبي بردة عن أبيه قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في رهطٍ من الأشعريين أستحمله، فقال: والله لا أحملكم (¬2)، وما عندي ما أحملكم عليه. قال: ثم لبثنا ما شاء الله أن نلبث، ثم أتى بثلاث ذودٍ غُرِّ الذُّرى فحملنا عليها، فلما انطلقنا قال -أو قال بعضنا- والله لا يبارك لنا، أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - نستحمله فحلف أن لا يحملنا ثم حملنا فارجعوا بنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنذكِّره، فأتيناه فقال: ما أنا حملتكم بل الله حملكم، وإني والله -إن شاء الله- لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير، أو أتيت الذي هو خير وكفَّرت عن يميني» (¬3). 6625 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والله لأن يلجّ أحدكم بيمينه في أهله آثم له عند الله من أن يعطى كفارته التي افترض الله عليه» (¬4). ¬
2 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وأيم الله»
2 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وأيم الله» (¬1) 6627 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثًا وأمَّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمرته، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إن كنتم تطعنون في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ، وإنَّ هذا لمن أحبِّ الناس إليَّ بعده» (¬2). 3 - باب كيف كانت يمين النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ 6628 - عن ابن عمر قال: «كانت يمين النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا، ومقلِّب القلوب» (¬3). 6630 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده. والذي نفس محمد بيده، لتنفقن كنوزهما في سبيل الله» (¬4). 632 - عن أبي عقيل زهرة بن معبد أنه سمع جده عبد الله بن هشام قال: «نا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول ¬
الله، لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليَّ من نفسي. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الآن يا عمر» (¬1). 6633، 6634 - عن أبي هريرة وزيد بن خالد أنهما أخبراه أن رجلين اختصما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أحدهما: اقض بيننا بكتاب الله، وقال الآخر -وهو أفقههما-: أجل يا رسول الله، فاقض بيننا بكتاب الله، وأذن لي أن أتكلم. قال: تكلم، قال: إن ابني كان عسيفًا على هذا -قال مالك: والعسيف الأجير- زنى بامرأته، فأخبروني أن علي ابني الرجم فافتديت منه بمائتي (¬2) شاة وجارية لي. ثم إني سألت أهل العلم فأخبروني أن ما على ابني جلد مائة وتغريب عام، وإنما الرجم على امرأته. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أما والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله: أما غنمك وجاريتك فردُّ عليك، وجَلَدَ ابنه مائة وغرّبه عامًا، وأمر أُنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر فإن اعترفت رجمها، فاعترفت فرجمها» (¬3). 6636 - عن عروة عن أبي حميد الساعدي أنه أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمل عاملًا فجاءه العامل حين فرغ منعمله فقال: يا رسول الله، هذا لكم، وهذا أُهدي لي. فقال له: أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك فنظرت ¬
أيُهدى لك أم لا؟ ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشية بعد الصلاة فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: «أما بعد فما بال العامل نستعمله، فيأتينا فيقول: هذا من عملكم وهذا أُهدي لي، أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر هل يهدَى له أم لا؟ فوالذي نفس محمد بيده، لا يغل أحدكم منها شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عُنقه: إن كان بعيرًا جاء به له رُغاء، وإن كانت بقرة جاء بها لها خُوار، وإن كانت شاة جاء بها تعير (¬1). فقد بلغت. فقال أبو حميد: ثم رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده حتى إنا لننظر إلى عُفرة إبطيه. قال أبو حميد: وقد سمع ذلك معي زيد بن ثابت من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسلوه». 6638 - عن أبي ذر قال: انتهيت إليه وهو يقول في ظل الكعبة: هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة. قلت: ما شأني أيُرى فيَّ شيء، ما شأني؟ فجلست إليه وهو يقول -فما استطعت أن أسكت- وتغشاني ما شاء الله، فقلت: من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: الأكثرون أموالًا، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا» (¬2). ¬
6640 - عن البراء بن عازب قال: أُهديَ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - سَرَقة من حرير، فجعل الناس يتداولونها بينهم ويعجبون من حُسنها ولينها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتعجبون منها؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: والذي نفسي بيده لمناديل سعد (¬1) في الجنة خير منها» (¬2). 6641 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: إن هند بنت عتبة بن ربيعة قالت: يا رسول الله، ما كان مما على ظهر الأرض أهل أخباء -أو خباء- أحبَّ إليَّ أن يذلُّوا من أهل أخبائك -أو خبائك، شك يحيى- ثم ما أصبح اليوم أهل أخباء أو خباء أحبَّ إليَّ من أن يعزوا من أهل أخباك أو خبائك. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وأيضًا والذي نفس محمد بيده (¬3). قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل مسِّيك، فهل عليَّ حرَجٌ أن أُطعم من الذي له؟ قال: لا، إلا بالمعروف» (¬4). 6642 - عن أبي إسحاق قال: سمعت عمرو بن ميمون قال: «حدثني ¬
4 - باب لا تحلفوا بآبائكم
عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُضيفٌ ظهره إلى قبة من أدم يمانيّ إذ قال لأصحابه: أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قالوا: بلى. قال: أفلا ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قالوا: بلى. قال: فوالذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة» (¬1). 6644 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: أتموا الركوع والسجود، فوالذي نفسي بيده إني لأراكم من بعد ظهري إذا ما ركعتم وإذا ما سجدتم» (¬2). 665 - عن أنس بن مالك أن امرأة من الأنصار أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - معها أولاد لها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الذي نفسي بيده إنكم لأحب الناس إليَّ (¬3). قالها ثلاث مرات». 4 - باب لا تحلفوا بآبائكم 6646 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدرك عمر بن الخطاب -وهو يسير في ركب، يحلف بأبيه- فقال: «ألا إن الله ¬
ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا فليحلف بالله، أو ليصمت» (¬1). 6647 - قال ابن عمر: سمعت عمر يقول: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم» قال عمر: فوالله ما حلفت بها منذ سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذاكرًا ولا آثرًا» (¬2). 6649 - عن زهدم بن الحارث قال: «كان بين هذا الحيِّ من جرم وبين الأشعريين وُدٌّ وإخاء، فكنا عند أبي موسى الأشعري، فقُرِّب إليه طعام فيه لحم دجاج، وعنده رجل من بني تيم الله أحمر كأنه من الموالي، فدعاه إلى الطعام، ... الحديث ... فلما انطلقنا: ما صنعنا؟ حلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحملنا وما عنده وما يحملنا، ثم حملنا. تغفلنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمينه، والله لا نُفلح أبدًا. فرجعنا إليه فقلنا له: إنا أتيناك لتحملنا فحلفت أن لا تحملنا وما عندك ما تحملنا. فقال: إني لست أنا حملتكم، ولكن ¬
5 - باب لا يحلف باللات والعزى، ولا بالطواغيت
الله حملكم، والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلا أتيت الذي هو خير، وتحللتها» (¬1). 5 - باب لا يُحلف باللات والعزى، ولا بالطواغيت (¬2) 6650 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل (¬3) لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعالى أقامرك فليتصدق» (¬4). ¬
6 - باب من حلف على الشيء وإن لم يحلف
6 - باب من حلف على الشيء وإن لم يُحلَّف 6651 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اصطنع خاتمًا من ذهب وكان يلبسه، فيجعل فصَّه في باطن كفِّه، فصنع الناس الخواتيم ثم إنه جلس على المنبر فنزعه فقال: إني كنت ألبس هذا الخاتم وأجعل فصَّه من داخل، فرمى به ثم قال: والله لا ألبسه أبدًا، فنبذ الناس خواتيمهم» (¬1). 7 - باب من حلف بملة سوى ملة الإسلام 6652 - عن ثابت بن الضحاك قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من حلف بغير ملة الإسلام فهو كما قال. ومن قتل نفسه بشيء عُذب به في نار جهنم. ولعن المؤمن كقتله. ومن رمى مؤمنًا بكفر فهو كقتله» (¬2). 8 - باب لا يقول ما شاء الله وشئت. وهل يقول أنا بالله ثم بك؟ 6653 - عن عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة حدثه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن ثلاثة في بني إسرائيل أراد الله أن يبتليهم، فبعث ملكًا فأتى الأبرص فقال: تقطعت بين الجبال فلا بلاغ لي إلا بالله ثم بك». فذكر الحديث (¬3). ¬
9 - باب قول الله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم}
9 - باب قول الله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} وقال ابن عباس: قال أبو بكر «فوالله يا رسول الله لتحدِّثني بالذي أخطأت في الرؤيا. قال: لا تقسم». 6654 - عن البراء - رضي الله عنه - قال: «أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بإبرار المقسم» (¬1). 6655 - عن أسامة أن ابنه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسلت إليه -ومع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد وسعد وأبي أو أُبيٌّ- أن ابني قد احتضر، فاشهدنا. فأرسل يقرأ السلام ويقول: إن لله ما أخذ وما أعطى، وكل شيء عنده مسمى، فلتصبر وتحتسب. فأرسلت إليه تقسم عليه، فقام وقمنا معه، فلما قعد رُفع إليه فأقعده في حجره ونفس الصبي تقعقع (¬2)، ففاضت علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: هذه رحمة يضعها الله في قلوب من يشاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء» (¬3). 6656 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد تمسُّه النار إلا تحلَّة القسم» (¬4). 6657 - عن حارثة بن وهب قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ألا أدُلُّكم ¬
الرقبة. 10 - باب إذا قال: أشهد بالله، أو شهدت بالله
على أهل الجنة؟ كل ضعيف متضعّف (¬1) لو أقسم على الله لأبره، وأهل النار كل جوّاظ عُتُل مستكبر». قال الحافظ: ... إشارة إلى أنها لو كانت يمينًا لكان أبو بكر أحق (¬2) بأن يبر قسمه لأنه رأس أهل الجنة ... قال الحافظ: ... ونقل ابن التين عن الداودي أن الجواظ هو الكثير اللحم الغليظ الرقبة (¬3). 10 - باب إذا قال: أشهد بالله، أو شهدتُ بالله 6658 - عن عبد الله قال: سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - أي الناس خير؟ قال: قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. ثم يجيء قوم تسبق شهادة أ؛ دهم يمينه ويمينه شهادته». قال إبراهيم (¬4): وكان أصحابنا ينهونا -ونحن غلمان- أن نحلف بالشهادة والعهد». 11 - باب عهد الله - عز وجل - 6659 - عن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من حلف علي ¬
13 - باب قول الرجل: لعمر الله. قال ابن عباس لعمرك: لعيشك
يمين كاذبة ليقتطع بها مال رجل مسلم -أو قال أخيه- لقي الله وهو عليه غضبان. فأنزل الله تصديقه {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ ... }» (¬1). 12 - باب الحلف بعزة (¬2) الله وصفاته وكلماته 6661 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يبقى رجل بين الجنة والنار، فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار، لا وعزَّتك لا أسألك غيرها، وقال أبو سعيد: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قال الله: لك ذلك وعشرة أمثاله». وقال أيوب (¬3): وعزتك لا غنى لي عن بركتك». 13 - باب قول الرجل: لعمر الله. قال ابن عباس لعمرك: لعيشك (¬4) 6662 - عن عبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرَّأها الله، وكل حدثني طائفة من الحديث، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستعذر من عبد الله بن أبي، فقام أسيد بن حُضير فقال لسعد بن عبادة: لعمر الله لنقتلنه» (¬5). ¬
85 - كتاب الفرائض
85 - كتاب الفرائض 1 - باب قول الله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ... } الآية. 6723 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - يقول: مرضت فعادني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وهما ماشيان فأتياني وقد أُغمي عليَّ فتوضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصبَّ عليَّ وضوءه (¬1) فأفقت فقلت يا رسول الله كيف أصنع في مالي؟ كيف أقضي في مالي؟ فلم يُجبني بشيء حتى نزلت آية المواريث». 2 - باب تعليم الفرائض. وقال عقبة بن عامر: تعلموا قبل الظانِّني، يعني الذين يتكلمون بالظن (¬2) 6724 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم والظنَّ أكذب الحديث، ولا تحسَّسوا (¬3) ولا تجسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا». ¬
3 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا نورث ما تركنا صدقة»
3 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا نورث ما تركنا صدقة» 6727 - عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا نُورَث ما تركنا صدقة» (¬1). 4 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من ترك مالاً فلأهله» 6731 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن مات وعليه دين ولم يترك وفاء فعلينا قضاؤه، ومن ترك مالًا فلورثته» (¬2). 5 - باب ميراث الولد من أبيه وأمه وقال زيد بن ثابت (¬3): إذا ترك رجل أو امرأة فلها النصف، وإن كانتا اثنتين أو أكثر فلهنَّ الثلثان وإن كان معهن ذكر بديَ بمن شركهم فيعطى فريضته، فما بقي فللذكر مثل حظ الأنثيين. ¬
6 - باب ميراث البنات
6 - باب ميراث البنات 6733 - عن سعد بن أبي وقاص قال: مرضت بمكة مرضًا فأشفيت منه على الموت، فأتاني النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودني، فقلت: يا رسول الله، إني لي مالًا كثيرًا وليس يرثني إلا ابنتي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا، قال: قلت فالشطر، قال: لا، قلت: الثلث؟ قال: الثلث كبير، إنك إن تركت ولدك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة إلا أُجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى فيّ امرأتك، فقلت: يا رسول الله أخلَّف عن هجرتي؟ فقال: لن تخلَّف بعدي فتعمل عملًا تريد به وجه الله إلا ازددت به رفعة ودرجة، ولعلك أن تخلَّف بعدي حتى ينتفع بك أقوام ويُضرَّ بك آخرون، ولكن البائس سعد بن خولة، يرثي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن مات بمكة» (¬1). 7 - باب ميراث ابن الابن إذا لم يكن ابن، وقال زيد ولد الأبناء بمنزلة الولد إذا لم يكن دونهم (¬2) ولد ذكرٌ ذكرهم كذكرهم وأنثاهم كأنثاهم ثرثون كما يرثون ويحجبون ولا يرث ولد الابن مع الابن. 6735 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر». ¬
9 - باب ميراث الجد مع الأب والإخوة
9 - باب ميراث الجد مع الأب والإخوة وقال أبو بكر وابن عباس وابن الزبير الجد أب (¬1)، وقرأ ابن عباس {يَابَنِي آدَمَ} - {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} ولم يذكر أن أحدًا خالف أبا بكر في زمانه وأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - متوافرون، وقال ابن عباس: يرثني ابن ابني دون إخوتي ولا أرث أنا ابن ابني (¬2). ويذكر عن عمر وعلي وابن مسعود وزيد أقاويل مختلفة. 10 - باب ميراث الزوج مع الولد وغيره قال الحافظ: ... {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا} (¬3). 11 - باب ميراث المرأة والزوج مع الولد وغيره 6740 - عن أبي هريرة أنه قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنين المرأة من بني لحيان سقط ميتًا بغرة عبد أو أمة، ثم إن المرأة التي قضى لها بالغرة توفيت فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن ميراثها لبنيها وزوجها، وأن العقل على عصبتها» (¬4). ¬
13 - باب ميراث الأخوات والإخوة
13 - باب ميراث الأخوات والإخوة 6743 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا مريض، فدعا بوضوء فتوضأ ثم نضح عليَّ من وضوئه فأفقت فقلت: يا رسول الله، إنما لي أخوات فنزلت آية الفرائض (¬1). 29 - باب من ادعى إلى غير أبيه 6766 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر» (¬2). 30 - باب إذا ادعت المرأة ابنًا 6799 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كانت امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما فقالت لصاحبتها إنما ذهب بابنك وقالت الأخرى إنما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود - عليها السلام - فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود - رضي الله عنه - فأخبرتاه، فقال ائتوني بالسكين أشقُّه بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله هو ابنها، فقضى به للصغرى» (¬3). ¬
31 - باب القائف
قال الحافظ: ... وترجم أيضًا الحاكم (¬1) بخلاف ما يعترف به المحكوم ... قال الحافظ: ... وترجم له «التوسعة للحاكم أن يقول للشيء الذي لا يفعله أفعل ليستبين له الحق» (¬2). 31 - باب القائف 6770 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليَّ مسرورًا تبرُق أسارير وجهه فقال: ألم تري أ، مجزِّزًا نظر آنفًا إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض» (¬3). ¬
86 - كتاب الحدود
86 - كتاب الحدود (¬1) 2 - باب الزنا وشرب الخمر 6772 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نُهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن» (¬2). 3 - باب من أمر بضرب الحدّ في البيت 6774 - عن عقبة بن الحارث قال: جيء بالنُّعيمان -أو بابن النعيمان- شاربًا، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - من كان بالبيت أن يضربوه، قال: فضربوه، فكنت أنا فيمن ضربه بالنعال» (¬3). ¬
5 - باب ما يكره من لعن شارب الخمر، وأنه ليس بخارج من الملة
6777 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل قد شرب، قال: «اضربوه». قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: فمنا الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه. فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله. قال: لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان» (¬1). 6778 - عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: ما كنت لأقيم حدًا على أحد فيموت فأجد في نفسي، إلا صاحب الخمر فإنه لو مات ودَيته، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يسُنَّه» (¬2). قال الحافظ: ... وزاد في آخره: «ولكن قولوا اللهم اغفر له، اللهم ارحمه» (¬3). 5 - باب ما يكره من لعن شارب الخمر، وأنه ليس بخارج من الملة (¬4) 6780 - عن عمر بن الخطاب أن رجلًا كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كان اسمه عبد الله وكان يُلقب حمارًا، وكان يُضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد جلده في الشراب، فأُتي به يومًا فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: ¬
7 - باب لعن السارق إذا لم يسم
اللهم العنه (¬1)، ما أكثر ما يؤتى به! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تلعنوه، فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله». 7 - باب لعن السارق إذا لم يُسم (¬2) 6783 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده» (¬3). 8 - باب الحدود كفارة 6784 - عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلس فقال: بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا ولا تسرقوا ولا تزنوا. وقرأ هذه الآية كلها: (فمن وفى منكم فأجره على الله) ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب به فهو كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله عليه إن شاء غفر له وإن شاء عذَّبه به» (¬4). ¬
12 - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان
12 - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رُفع إلى السلطان 6788 - عن عائشة رضا أن قريشًا أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: من يُكلم فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن يجترئ عليه إلا أسامة حِبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أتشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام فخطب فقال: يا أيها الناس إنما ضلَّ من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد. وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها» (¬1). قال الحافظ: ... وله شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه «تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب» (¬2). 13 - باب قول الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}، وفي كم يقطع؟ 6792 - عن هشام عن أبيه قال: «أخبرتني عائشة أن يد السارق لم تُقطع على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا في ثمن مجنِّ حَجَفة أو ترس» (¬3). ¬
14 - باب توبة السارق
6799 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لعن الله السارق، يسرق البيضة (¬1) فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده». 14 - باب توبة السارق 6800 - عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قطع يد امرأة، قالت عائشة: وكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فتابت وحسُنت توبتها» (¬2). 6801 - عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رهط فقال: أبايعكم على أن لا تشرطوا بالله شيئًا، ... الحديث ... قال أبو عبد الله: إذا تاب السارق بعدما قطع يده قُبلت شهادته، وكلٌّ محدود كذلك إذا تاب قُبلت شهادته» (¬3). 15 - باب المحاربين من أهل الكفر والرِّدَّة 6802 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - نفر من عُكل فأسلموا، فاجتوَوا (¬4) المدينة، فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من ¬
16 - باب لم يحسم النبي - صلى الله عليه وسلم - المحاربين من أهل الردة حتى هلكوا
أبوالها وألبانها، ففعلوا فصحُّوا، فارتدوا، فقتلوا رعاتها واستاقوا الإبل. فبعث في آثارهم فأتى بهم، فقطع (¬1) أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم، ثم لم يحسمهم حتى ماتوا». 16 - باب لم يحسم النبي - صلى الله عليه وسلم - المحاربين من أهل الردة حتى هلكوا 6803 - عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قطع العُرَنيين، ولم يحسمهم (¬2) حتى ماتوا». 17 - باب لم يُسق المرتدون المحاربون حتى ماتوا 6804 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «قدم رهط من عُكل على النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا في الصفَّة، فاجتووا المدينة فقالوا: يا رسول الله أبغنا رسلًا، فقال: ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بإبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتوها فشربوا من ألبانها وأبوالها (¬3) حتى صحُّوا وسمنوا وقتلوا الراعي وةاستاقوا الذَّود، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصَّريخ، فبعث الطلب في آثارهم، فما ترجل النهار حتى أتى بهم، فأمر بمسامير فأحميت فكحلهم وقطع أيديهم وأرجلهم وما حسمهم، ثم أُلقوا في الحرَّة يستسقون، فما سُقوا حتى ماتوا». ¬
19 - باب فضل من ترك الفواحش
19 - باب فضل من ترك الفواحش 6806 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق في المسجد، ورجلان تحابا في الله، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال (¬1) إلى نفسها قال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه». 20 - باب إثم الزناة 6808 - عن أنس قال: لأحدثنكم حديثًا لا يحدثكموه أحد بعدي، سمعته من النبي - صلى الله عليه وسلم -، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تقوم الساعة» -وإما قال: «من أشراط الساعة» - «أن يُرفع العلم، ويظهر الجهل، ويُشرب الخمر، ويظهر الزنا، ويقلَّ الرجال، ويكثر النساء (¬2) حتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد». ¬
21 - باب رجم المحصن
21 - باب رجم المحصن 6813 - عن خالد عن الشيباني «سألت عبد الله بن أبي أوفى: هل رجم (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قلت: قبل سور النور أم بعد؟ قال: لا أدري». 22 - باب لا يرجم المجنون والمجنونة 6816 - قال ابن شهاب: فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله قال: «فكنت فيمن رجمه، فرجمناه بالمصلى، فلما أذلقته الحجارة هرب، فأدركناه بالحرَّة فرجمناه» (¬2). قال الحافظ: ... ويؤخذ من قضيته أنه يستحب لمن وقع في مثل قضيته أن يتوب إلى الله تعالى ويستر (¬3) نفسه ولا يذكر ذلك لأحد ... ¬
23 - باب للعاهر الحجر
قال الحافظ: ... وفيه أنه يستحب لمن وقع في معصية وندم أن يبادر إلى التوبة منها ولا يخبر بها أحدًا ويستتر بستر الله» وإن اتفق أنه يخبر أحدًا فيستحب أن يأمره بالتوبة وستر ذلك عن الناس كما جرى لماعز مع أبي بكر ثم عمر (¬1). 23 - باب للعاهر الحجرَ 6817 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: اختصم سعد وابن زمعة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هو لك يا عبد بن زمعة، الولد للفراش، واحتجبي منه يا سودة» زاد لنا قتيبة عن الليث: «وللعاهر الحجَر» (¬2). 24 - باب الرجم في البلاط 6819 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيهودي ويهودية قد أحدثا جميعًا، فقال لهم: «ما تجدون في كتابكم؟ » قالوا: إن أحبارنا أحدثوا تحميم الوجه والتجبية، قال عبد الله بن سلام: ادعهم يا رسول الله بالتوراة، فأتى بها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم وجعل يقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له ابن سلام: ارفع يدك، فإذا آية الرجم تحت يده، فأمر بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرُجما. قال ابن عمر: فرُجما عند البلاط، فأريت اليهودي أجنأ عليها» (¬3). ¬
25 - باب الرجم بالمصلى
25 - باب الرجم بالمصلى قال الحافظ: ... يستفاد منه أن المصلى لا يثبت له حكم المسجد إذ لو ثبت له ذلك لاجتنب الرجم فيه لأنه لا يؤمن من التلويث من المرجوم خلافًا لما حكاه الدارمي أن المصلى يثبت له حكم المسجد ولو لم يوقف (¬1) .. 27 - باب إذا أقرَّ بالحد ولم يُبين، هل للإمام أن يستر عليه؟ 6823 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاءه رجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حدًا فأقمه عليَّ، قال: ولم يسأله عنه، قال: وحضرت الصلاة فصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قام إليه الرجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حدًا فأقم فيَّ كتاب الله. قال: «أليس قد صليت معناه؟ » قال: نعم، قال: «فإن الله قد غفر لك ذنبك»، أو قال: «حدَّك» (¬2). 30 - باب الاعتراف بالزنا 6829 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال عمر لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل: لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا ¬
31 - رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت
بترك فريضة أنزلها الله، ألا وإن الرجم حق على من زنى وقد أحصنَ إذا قامت البيّنة أو كان الحمل أو الاعتراف. قال سفيان: كذا حفظت، ألا وقد رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورحمنا بعده» (¬1). 31 - رجم الحُبلى من الزنا إذا أحصنت 6830 - عن ابن عباس قال: كنت أُقرئ رجالًا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف، فبينما أنا في منزله بمنًى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجَّة حجَّها، إذا رجع إليَّ عبد الرحمن فقال: لو رأيتَ رجلًا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال: يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول: لو قد مات عمر لقد بايعت فلانًا فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمَّت، فضغب عمر ثم قال: إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذِّرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغضبوهم أمورهم. قال عبد الرحمن: فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل، فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، فإنهم هم الذين يغلبون على قُربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يُطيرها عنك كل مُطيِّر، وأن لا يعوها، وأن لا يضعوها على مواضعها، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة، فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس، فتقول ما قلت متمكنًا، فيعي أهل العلم مقالتك، ويضعونها على مواضعها. فقال عمر: أما والله -إن شاء الله- لأقومنَّ بذلك أول مقام أقوم بالمدينة قال ابن عباس: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، فلما كان يوم الجمعة عجلت الرَّواح حين زاغت الشمس حتى ¬
أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل جالسًا إلى ركن المنبر، فجلست حوله تمسُّ ركبتي ركبته، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب فلما رأيته مُقبلًا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: ليقولنَّ العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف. فأنكر عليَّ وقال: ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله! فجلس عمر على المنبر، فلما سكت المؤذنون (¬1) قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قُدِّر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب على إن الله بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأنها وعقلناها ووعيناها، رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضل بترك فريضة أنزلها الله، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحسن من الرجال والنساء إذا قامت البيِّنة أو كان الحبل أو الاعتراف. ثم إن كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم -أو إن كفرًا بكم أن ترغبوا عن آبائكم- ألا ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم وقولوا عبد الله ورسول. ثم إنه بلغني أن قائلًا منكم يقول والله لو قد مات عمر بايعت فلانًا فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر (¬2) فلتة وتمَّت، ألا ¬
وإنها قد كانت كذلك، ولكن الله وفقى شرها، وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر، من بايع رجلًا من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا، وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه - صلى الله عليه وسلم -، أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر، انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار فانطلقنا نريدهم، فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان فذكرا ما تمالأ عليه القوم فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم. فقلت: والله لنأتينهم. فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا سعد بن عبادة. فقلت: ما له؟ قالوا: يوعك. فلما جلسنا قليلًا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم -معشر المهاجرين- رهط، وقد دفّت دافة من قومكم، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر، فلما سكت أردت أن أتكلم -وكنت قد زودت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر-
وكنت أداري منه بعض الحد، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك. فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر، فكان هو أحلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت. فقال: ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل، ولن يُعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبًا ودارًا. وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أيهما شئتم -فأخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا- فلم أكره مما قال غيرها، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني هذا من إثم أحب إليّ من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، اللهم إلا أن تسول إليّ نفسي عند الموت شيئًا لا أجده الآن. فقال قائل من الأنصار أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب. منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش. فكثر اللغَط وارتفعت الأصوات، حتى فرقت من الاختلاف، وقلت: أبسط يديك يا أبا بكر، فبسط يده، فبايعته وبايعه المهاجرين ثم بايعت الأنصار، ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة، فقلت: قتل الله (¬1) سعد بن عبادة. قال عمر: وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلًا منهم بعدنا، فإما بايعناهم على ما لا نرضى وإما نخالفهم فيكون فسادًا، فمن بايع رجلًا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا». ¬
32 - باب البكران يجلدان وينفيان
32 - باب البكران يجلدان وينفيان 6831 - عن زيد بن خالد الجهنَّي قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر فيمن زنى ولم يُحصن جلْد مائة وتغريب عام». قال الحافظ: ... وعمل به الخلفاء الراشدون فلم ينكره أحد فكان إجماعًا، واختلف في المسافة التي ينفى إليها: فقيل هو إلى رأي الإمام (¬1) ... قال الحافظ: ... ويتأكد بحديث «لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم» قال: وإذا انتفى أن يكون على النساء نفي انتفى أن يكون على الرجال، كذا قال وهو مبني على أن العموم إذا خص سقط الاستدلال به، وهو مذهب ضعيف جدًا (¬2). 33 - با ب نفي أهل المعاصي والمخنَّثين 6834 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - المخنثين (¬3) من الرجال والمترجلات من النساء وقال: أخرجوهم من بيوتكم، وأخرج فلانًا، وأخرج عمر فلانًا». 34 - باب من أمر غير الإمام بإقامة الحد غائبًا عنه 6835، 6836 - عن أبي هريرة وزيد بن خالد أن رجلًا من الأعراب ¬
باب إذا زنت الأمة
جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس فقال: يا رسول الله اقض بكتاب الله، فقام خصمه فقال: صدق، اقض له يا رسول الله بكتاب الله، إن ابني كان عسيفًا على هذا فزنى بامرأته فأخبروني أن على ابني الرجم (¬1)، فافتديت بمائة من الغنم ووليدة (¬2)، ثم سألت أهل العلم فزعموا أن ما على ابني جلد مائة وتغريب عام. فقال: والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله، أما الغنم والوليدة فردُّ عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، وأما أنت يا أُنيس فاغد على امرأة هذا فارجمها، فغدا أنيس فرجمها» (¬3). باب إذا زنت الأمة (¬4) 6837، 6838 - عن أبي هريرة وزيد بن خالد - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن قال: «إذا زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها (¬5)، ثم بيعوها ولو بضفير». ¬
36 - باب لا يثرب على الأمة إذا زنت، ولا تنفى
36 - باب لا يُثرَّب على الأمة إذا زنت، ولا تُنفى 6839 - عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يُثرِّب، ثم إن زنت فليجلدها (¬1) ولا يثرب ثم إن زنت الثالثة فليبعها ولو بحبل من شعر». 37 - باب أحكام أهل الذمة وإحصانهم إذا زنوا ورُفعوا إلى الإمام 6840 - عن عبد الله بن أبي أوفى قال: رجم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: أقبل النور (¬2) أم بعده؟ قال: لا أدري». ¬
38 - باب إذا رمى امرأته أو امرأة غيره بالزنا عند الحاكم والناس هل على الحاكم أن يبعث إليها فيسألها عما رميت به؟
38 - باب إذا رمى امرأته أو امرأة غيره بالزنا عند الحاكم والناس هل على الحاكم أن يبعث إليها فيسألها عما رُميت به؟ 6842، 6843 - عن أبي هريرة وزيد بن خالد أنهما أخبراه أن رجلين اختصما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال أحدهما: اقض بيننا بكتاب الله، وقال الآخر ... -وهو أفقههما-: أجل يا رسول الله فاقض بيننا بكتاب الله، وأْذن لي أن أتكلم؛ قال: تكلم. قال: إن ابني كان عسيفًا على هذا -قال مالك: والعسيف الأجير- فزنى بامرأته فأخبروني أن على ابني الرجم، فافتديت منه بمائة شاة وبجارية لي، ثم إني سألت أهل العلم فأخبروني أنا ما على ابني جلد مائة وتغريب عام. وإنما الرجم على امرأته. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أما والذي نفسي بيده لأقضينَّ بينكما بكتاب الله. أما غنمك وجاريتك فردٌّ عليك (¬1). وجلد ابنه مائة وغربه عامًا. وأمر أنيسًا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر فإن اعترفت فارجمها، فاعترفت فرجمها». 39 - باب من أدَّب أهله (¬2) أو غيره دون السلطان وقال أبو سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلى فأراد أحد أن يمر بين يديه فليدفعه، ¬
40 - باب من رأى مع امرأته رجلا فقتله
فإن أبى فليقاتله (¬1)». 6844 - عن عائشة قالت: جاء أبو بكر - رضي الله عنه - ورسو ل الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذي- فقال: حبست رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس وليسوا على ماء. فعاتبني وجعل يطعن بيده خاصرتي. ولا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله آية التيمم» (¬2). 40 - باب من رأى مع امرأته رجلاً فقتله 6846 - عن المغيرة قال: قال سعد بن عُبادة لو رأيت رجلًا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مُصفح (¬3). فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه والله أغير مني». قال الحافظ: ... وقد أخرج عبد الرزاق بسند صحيح إلى هانئ بن حزام «أن رجلًا وجد مع امرأته رجلًا فقتلهما، فكتب عمر كتابًا في العلانية أن ¬
41 - باب ما جاء في التعريض
يقيدوه به وكتابًا في السر أن يعطوه الدية» وقال ابن المنذر: جاءت الأخبار عن عمر في ذلك مختلفة وعامة أسانيدها منقطعة، وقد ثبت عن علي أنه سئل عن رجل قل رجلًا وجده مع امرأته فقال: إن لم يأت بأربعة شهداء وغلا فليعط برمته، قال الشافعي (¬1): وبهذا نأخذ، ولا نعلم لعلي مخالفًا في ذلك. 41 - باب ما جاء في التعريض 6847 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءه أعرابي فقال: يا رسول الله، إن امرأتي ولدت غلامًا أسود، فقال: هل لك من إبل؟ قال: نعم. قال: ما ألوانها؟ قال: حُمر. قال: فيها من أورَق؟ (¬2) قال: نعم. قال: فأنى كان ذلك؟ قال: أراه عرق نزعة. قال: فلعل ابنك هذا نزعة عرق» (¬3). 42 - باب كم التعزيز والأدب؟ 6848 - عن أبي بردة - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا يُجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله» (¬4). ¬
6850 - عن عمرو أن بُكيرًا حدثه قال: بينما أنا جالس عند سليمان بن يسار إذ جاء عبد الرحمن بن جابر فحدَّث سليمان بن يسار، ثم أقبل علينا سليمان بن يسار فقال: حدثني عبد الرحمن بن جابر أن أباه (¬1) حدثه أنه سمع أبا بُردة الأنصاري قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله» (¬2). 6851 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال، فقال له رجال من المسلمين: فإنك يا رسول الله تواصل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيكم مثلي؟ إني أبيت يُطعمني ربي ويسقين (¬3). فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يومًا ثم يومًا، ثم رأوا الهلال فقال: لو تأخر لزدتكم، كالمنِّكل بهم حين أبوا». 6852 - عن ابن عمر أنهم كانوا يُضربون -على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتروا طعامًا جزافًا أن يبيعوه في مكانهم حتى يؤوه إلى رحالهم» (¬4). 6853 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما انتقم رسول الله لنفسه في شيء يؤتى إليه، حتى يُنتهك من حُرمات الله فينتقم لله». ¬
43 - باب من أظهر الفاحشة واللطخ والتهمة بغير بينة
قال الحافظ: ... فلا يزاد على العشر في التأديبات التي لا تتعلق بمعصية كتأديب الأب ولده الصغير (¬1). قال الحافظ: ... ففي الناس من يردعه الكلام ومنهم من لا يردعه إلا الضرب الشديد، فلذلك كان تعزير كل أحد بحسبه (¬2) 43 - باب من أظهر الفاحشة واللطخ والتهمة بغير بيّنة 6856 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ذكر المتلاعنان (¬3) عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال عاصم بن عدي في ذلك قولًا ثم انصرف، وأتاه رجل من قومه يشكو أنه وجد مع أهله رجلًا، فقال عاصم: ما ابتليت بهذا إلا لقولي، فذهب به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بالذي وجد عليه امرأته وكان ذلك الرجل مُصفرًا قليل اللحم سبط الشعر، وكان الذي ادعى عليه أنه وجده عند أهله آدم خدلًا كثير اللحم ... الحديث». قال الحافظ: ... وتعقبه الذهبي بأن في إسناده عمرو (¬4) بن عيسى شيخ الليث وفيه (¬5) منكر الحديث. ¬
44 - باب رمي المحصنات
44 - باب رمي المحصنات 6857 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: يا رسول الله وما هنَّ؟ قال: الشرك بالله، والسِّحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات» (¬1). 45 - باب قذف العبيد 6858 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: من قذف مملوكه وهو بريء مما قال جُلد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال» (¬2). ¬
87 - كتاب الديات
87 - كتاب الديات 1 - باب قول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93] 6861 - عن عمرو بن شرحبيل قال: قال عبد الله: قال رجل يا رسول الله أي الذنب أكبر عند الله؟ قال: أن تدعو لله ندًا وهو خلقك. قال: ثم أيّ؟ قال: ثم أن تقتل ولدك (¬1) خشية أن يطعم معك. قال: ثم أي؟ قال: ثم أن تزاني حليلة جارك (¬2): فأنزل الله - عز وجل - تصديقها {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 68]. 2 - باب قول الله تعالى {وَمَنْ أَحْيَاهَا ... } [المائدة: 31] 6867 - عن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تُقتل نفس إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها» (¬3). 6872 - عن أسامة بن زيد بن حارثة - رضي الله عنهما - يحدث قال: «بعثنا ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الحرقة من جُهينة، قال فصبَّحنا القوم فهزمناهم. قال: ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلًا منهم، قال: فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، قال فكفَّ عنه الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته. قال فلما قدمنا بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقال لي: يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ (¬1). قال قلت: يا رسول الله إنه إنما كان متعوذًا، قال: قتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ قال: فما زال يكررها عليَّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم». 6873 - عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: «إني من النُّقباء الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئًا ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل النفس التي حرم الله، ولا ننتهب، ولا نعصي بالجنة (¬2) إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئًا كان قضاء ذلك إلى الله». 6875 - عن الأحنف بن قيس قال: «ذهبت لأنصر هذا الرجل، فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت أنصر هذا الرجل قال: ارجع، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قلت: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصًا على قتل صاحبه» (¬3). ¬
4 - باب سؤال القاتل حتى يقر، والإقرار في الحدود
4 - باب سؤال القاتل حتى يُقرَّ، والإقرار في الحدود 6876 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن يهوديًا رضَّ رأس جارية بين حجرين، فقيل لها من فعل بك هذا؟ أفلان أو فلان -حتى سُمِّي اليهودي، فأتى به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يزل به حتى أقرَّ، فرُضَّ رأسه بالحجارة» (¬1). 5 - باب إذا قتل بحجر أو بعصًا 6877 - عن هشام بن زيد بن أنس عن جده أنس بن مالك قال: «خرجت جارية عليها أوضاح بالمدينة، قال فرماها يهودي بحجر. قال فجيء بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وبها رمق. فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فلان قتلك؟ فرفعت رأسها (¬2)، فأعاد عليها قال: فلان قتلك؟ فرفعت رأسها. فقال لها الثالثة: فلان قتلك: فخفضت رأسها. فدعا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقتله بين الحجرين». 6 - باب قول الله تعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ} [المائدة: 45]. 6878 - عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحل دم أمرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمفارق لدينه التارك (¬3) للجماعة». ¬
8 - باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين
8 - باب من قُتل له قتيل فهو بخير النظرين 6880 - عن أبي هريرة أن خُزاعة قتلوا رجلًا ... وقال عبد الله بن رجاء حدثنا حرب عن يحيى حدثنا أبو سلمة «حدثنا أبو هريرة أنه عام فتح مكة قتلت خزاعة رجلًا من بني ليث بقتيل لهم في الجاهلية، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين. ألا وإنها لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد من بعدي ألا وإنها أحلّت لي ساعة من نهار، ألا وإنها ساعتي هذه حرام: لا يختلى شوكها، ولا يعضد شجرها، ولا يلتقط ساقطتها إلا منشد. ومن قُتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يؤدي وإما أن يقاد». فقام رجل من أهل اليمن يقال له أبو شاه فقال: أكتب لي يا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أكتبوا لأبي شاه» (¬1). ثم قام رجل من قريش فقال: يا رسول الله إلا الإذخر فإنما نجعله في بيوتنا وقبورنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إلا الإذخر». 6881 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كانت في بني إسرائيل قِصاصُ ولم تكن فيهم الدّية، فقال الله لهذه الأمة {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} إلى هذه الآية {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ ... } [البقرة: 178] قال ابن عباس: فالعفو أن يقبل الدية في العمد، قال {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} أن يطلب بمعروف ويؤدي بإحسان (¬2). ¬
10 - باب العفو في الخطأ بعد الموت
قال الحافظ: ... لأن شرع من قبلنا إنما يتمسك منه بما لم يرد في شرعنا ما يخالفه، وقد قيل إن شريعة عيسى لم يكن فيها قصاص وأنه كان فيها الدية فقط (¬1). قال الحافظ: ... ولو كان الخيار للولي لأعلمهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ لا يجوز للحاكم أن يتحكم (¬2) لمن ثبت له أحد شيئين بأحدهما. قال الحافظ: ... وتعقب بأن قوله - صلى الله عليه وسلم - «كتاب الله القصاص» (¬3). 10 - باب العفو في الخطأ بعد الموت 6883 - عن هشام عن أبيه «عن عائشة هُزم المشركون يوم أحد .. » وحدثني محمد بن حرب حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا -يعني الواسطيّ-عن هشام عن عروة «عن عائشة - رضي الله عنها - قال: صرخ إبليس يوم أحد في الناس: يا عباد الله أُخراكم، فرجعت أولاهم على أخراهم حتى قتلوا اليمان، فقال حذيفة: أبي، فقتلوه، فقال حذيفة (¬4): غفر الله لكم. قال: وقد كان انهزم منهم قوم حتى لحقوا بالطائف». ¬
12 - باب إذا أقر بالقتل مرة قتل به
قال الحافظ: ... وقد أخرج أبو إسحاق الفزاري في السنن عن الأوزاعي عن الزهري (¬1) قال: «أخطأ المسلمون بأبي حذيفة يوم أحد حتى قتلوه، فقال حذيفة يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فبلغت النبي - صلى الله عليه وسلم - فزاده عنده خيرًا ووداه من عنده» وهذه الزيادة ترد (¬2) قول من حمل قوله «فلم يزل في حذيفة منها بقية خير» على الحزن على أبيه. 12 - باب إذا أقر بالقتل مرة قُتل به (¬3) 6884 - عن أنس بن مالك أن يهوديًا رض رأس جارية بين حجرين، فقيل لها: من فعل بك هذا؟ أفلان أفلان حتى سمّيَ اليهودي فأومأت برأسها، فجيء باليهودي فاعترف (¬4)، فأمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فرُضَّ رأسه بالحجارة. وقد قال همام: بحجرين». ¬
14 - باب القصاص بين الرجال والنساء في الجراحات. وقال أهل العلم: يقتل الرجل بالمرأة
14 - باب القصاص بين الرجال والنساء في الجراحات. وقال أهل العلم: يُقتل (¬1) الرجل بالمرأة ويذكر عن عمر: تُقاد المرأة من الرجل في كل عمد يبلغ نفسه فما دونها من الجراح. وبه قال عمر بن عبد العزيز وإبراهيم وأبو الزَّناد عن أصحابه. وجرحت أخت الرُّبيع إنسانا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «القصاص». 6886 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: لددنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه فقال: «لا تلدُّوني»، فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: «لا يبقى أحد منكم إلا لُدَّ، غير العباس فإنه لم يشهدكم». 15 - باب من أخذ حقه أو اقتص دون السلطان 6887 - عن أبي هريرة قال: إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة» (¬2). 6888 - وبإسناده «لو اطلع في بيتك أحد ولم تأذن له حذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك من جُناح» (¬3). ¬
16 - باب إذا مات في الزحام أو قتل
16 - باب إذا مات في الزحام (¬1) أو قُتل 6890 - عن عائشة قالت: لما كان يوم أحد هُزم المشركون، فصاح إبليس: أي عباد الله، أخراكم .... الحديث». قال الحافظ: .. وهو ما أخرجه أبو العباس السراج في تاريخه من طريق عكرمة أن والد حذيفة قتل يوم (¬2) أحد بعض المسلمين ... ورجاله ثقات مع إرساله (¬3). قال الحافظ: ... وتوجيهه أن الدم لا يجب إلا بالطلب. ومنها قول مالك دمه هدر (¬4)، وتوجيهه أنه إذا لم يعلم قاتله بعينه استحال أن يؤخذ به أحد، وقد تقدمت الإشارة إلى الراجح من هذه المذاهب في «باب العفو عن الخطأ». 17 - باب إذا قتل نفسه خطأ فلا دية له 6891 - عن سلمة قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، فقال رجل منهم: أسمعنا يا عامر من هُنيّاتك، فحدا بهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من السائق؟ » قالوا: عامر فقال: - رحمه الله -، فقالوا: يا رسول الله هلا أمتعتنا به؟ فأصيب صبيحة ليلته. فقال القوم: حَبط عمله، قتل نفسه. فلما رجعتُ -وهم ¬
24 - باب العاقلة
يتحدثون أن عامرًا (¬1) أحبط عمله -فجئت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا نبي الله فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرًا حبط عمله، فقال: «كذب من قالها، إن له لأجرين اثنين، إنه لجاهد مجاهد، وأيُ قتل يزيده عليه». 24 - باب العاقلة (¬2) 3903 - عن أبي جحيفة قال: سألت عليًا - رضي الله عنه -: هل عندكم (¬3) شيء ما ليس في القرآن، وقال مُرة ما ليس عند الناس فقال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن -إلا فهمًا يعطى رجل في كتابه -وما في الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر». قال الحافظ: ... وهو مخالف لظاهر قوله {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] لكنه خص من عمومها ذلك (¬4) لما فيه من المصلحة. ¬
25 - باب جنين المرأة
25 - باب جنين المرأة 6905 - عن المغيرة بن شعبة عن عمر - رضي الله عنه - أنه استشارهم في إملاص (¬1) المرأة، فقال المغيرة: قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالغرَّة عبد أو أمة». 26 - باب جنين المرأة وأن العقل على الوالد وعصبة الوالد لا على الولد (¬2) 3909 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى في جنين امرأة من بني لحيان بغرة عبد أو أمة. ثم إن المرأة التي قضى عليها بالغرة توفيت فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ميراثها لبنيها وزوجها، وأن العقل على عصبتها» (¬3). 6910 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: اقتتلت امرأتان من هُذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها، فاختصموا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقضى أن دية غُرة عبد أو وليدة، وقضى أن دية المرأة على عاقلتها» (¬4). 27 - باب من استعان عبدًا أو صبيًا 6911 - عن أنس قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن أنسًا غلام كيس فليخدمك، قال: «فخدمته في الحضر والسفر، فوالله ما قال لي لشيء صنعته: ¬
28 - باب المعدن جبار، والبئر جبار
لم صنعت هذا هكذا، ولا لشيء لم أصنعه لمّ لمْ تصنع هذا هكذا» (¬1). قال الحافظ: ... وكأنه منقطع (¬2) بين ابن المنكدر وأم سلمة ولذلك لم يجزم به. 28 - باب المعدن جبار، والبئر جُبار 6912 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «العجماء جرحها جُبار والبئر جبار (¬3) والمعدن جُبار، وفي الرِّكاز الخمس». قال الحافظ: ... لأن أهل اليمن يكتبون النار بالياء لا بالألف فظن بعضهم البئر الموحدة (¬4) النار ... 29 - باب العجماء جبار 6913 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «العجماء عقلها جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الرِّكاز الخمس» (¬5). ¬
30 - باب إثم من قتل ذميا بغير جرم
30 - باب إثم من قتل ذميًا بغير جرم 6914 - عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قتل نفسًا معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا» (¬1). 32 - باب إذا لطم المسلم يهوديًا عند الغضب (¬2) 6916 - عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تخيِّروا بين الأنبياء». ¬
88 - كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
88 - كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم 1 - باب إثم من أشرك بالله وعقوبته في الدنيا والآخرة 6920 - عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟ قال: «الإشراك بالله». قال: ثم ماذا؟ قال: «ثم عقوق الوالدين». قال: ثم ماذا؟ قال: «اليمين الغموس». قالت: وما اليمين الغموس؟ قال: «الذي يقتطع مال أمرئ مسلم هو فيها كاذب» (¬1). 6921 - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رجل يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: «من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء (¬2) في الإسلام أُخذ بالأول والآخر». 2 - باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم وقال ابن عمر والزهري وإبراهيم تقتل المرتدة (¬3)، وقال الله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا .... إلى قوله: .... وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ} [آل عمران: 86 - 90] .... وقال: ¬
{وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ .... } [البقرة: 217]. 6923 - عن أبي موسى قال: أقبلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والآخر عن يساري ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستاك، فكلاهما سأل، فقال: يا أبا موسى -أو يا عبد الله بن قيس -قال قلت: والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما، وما شعرت أنهما يطلبان العمل. فكأني أنظر إلى سواكه تحت شَفّته قَلصت، فقال: لن ـ أولاً: نستعمل على عملنا من أراده، ولكن اذهب أنت يا أبا موسى -يا عبد الله بن قيس -إلى اليمن، ثم أتَّبعثُ معاذ بن جَبل، فلما قدم عليه ألقى له وسادة: قال: انزل، فإذا رجل عنده موثق، قال: ما هذا؟ قال: كان يهوديًا فأسلم ثم تهوَّد. قال: اجلس. قال: لا أجلس حتى يقتل (¬1)، قضاء الله ورسوله (ثلاث مرات)؛ فأمر به فقُتل، ثم تذاكرا قيام الليل، فقال أحدهما: أما أنا فأقوم وأنام، وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي». قال الحافظ: ... إن عليًا بلغه أن قومًا ارتدوا عن الإسلام .. ثم ألقى عليهم الحطب .. (¬2). ¬
6 - باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم
6 - باب قتل الخوارج (¬1) والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم 6930 - قال علي - رضي الله عنه -: إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا فوالله لأن أخرَّ من السماء أحب إليِّ من أن أكذب عليه، وإذا حدَّثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية (¬2)، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة». ¬
8 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة
8 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة 6935 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة» (¬1). 9 - باب ما جاء في المتأولين 6936 - عن عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يُقرئنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذلك، فكدت أساوره في الصلاة فانتظرته حتى سلَّم ثم لبَّبته بردائه -أو بردائي -فقلت: من أقرأك هذه السورة؟ قال: أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. قلت له: كذبت. فوالله إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها. فانطلقت أقوده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت له: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تُقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أرسله يا عمر اقرأ يا هشام»، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرؤها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هكذا أنزلت». ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اقرأ يا عمر»، ¬
فقرأت، فقال: «هكذا أنزلت». ثم قال: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف (¬1)، فاقرؤوا ما تيسر منه». 6937 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: لما نزلت هذه الآية {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ... } [الأنعام: 82] شق ذلك على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] (¬2). 6938 - عن عتبان بن مالك قال: غدا عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل: أين مالك بن الدُخشن؟ فقال رجل منا: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألا تقولونه يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله؟ » قال: بلى. قال: «فإنه لا يوافي عبد يوم القيامة به إلا حرَّم الله عليه النار» (¬3). ¬
6939 - عن حصين عن فلان قال: تنازع أبو عبد الرحمن وحبان بن عطية، فقال أبو عبد الرحمن لحبان: لقد علمت ما الذي جرأ صاحبك على الدماء (¬1) -يعني عليًا -قال: ما هو لا أبالك؟ قال شيء سمعته يقول. قال ما هو؟ قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والزبير وأبا مرثد -وكلنا فارس -قال: انطلقوا حتى تأتوا روضة حاج -قال أبو سلمة: هكذا قال أبو عوانة حاج (¬2) -فإن فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين فأتوني بها. فانطلقنا على أفراسنا حتى أدركناها حيث قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسير على بعير لها، وكان كتب إلى أهل مكة بمسير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم فقلنا أين الكتاب الذي معكِ؟ قالت: ما معي كتاب. فأنخنا بها بعيرها، فابتغينا في رَحْلها فما وجدنا شيئًا. فقال صاحبايَ ما نرى معها كتابًا، قال فقلت: لقد علمنا ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم حلفَ عليّ: والذي يُحلف به لتُخرجنَّ الكتاب أو لأجرَّدنك - فأهوت إلى حُجزتها -وهي محتجزة بكساء فأخرجت الصحيفة، فأتوا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني فأضرب عنقه (¬3). فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا حاطب ما حملك على ما صنعت؟ ¬
قال: يا رسول الله، مالي أن لا أكون مؤمنًا بالله ورسوله، ولكني أردت أن يكون لي عند القوم يد يُدفع بها عن أهلي ومالي، وليس من أصحابك أحد إلا له هنالك من قومه من يدفَع الله به عن أهله وماله. قال: صدَق، لا تقولوا له إلا خيرًا. قال: فعاد عمر فقال: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني فلأضرب عنقه: قال: أوليس من أهل بدر؟ وما يدريك لعلَّ الله اطلع عليهم فقال: اعملوا ما شئتم فقد أوجبت لكم الجنة: فاغرورقت عيناه فقال: الله ورسوله أعلم».
89 - كتاب الإكراه
89 - كتاب الإكراه قول الله تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ... الآية} [النحل: 106] وقال الحسن: التقية (¬1) إلى يوم القيامة. وقال ابن عباس فيمن يُكرهه اللصوص فيطلِّق ليس بشيء (¬2). 1 - باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر 6942 - عن سعيد بن زيد قال: لقد رأيتني وإن عمر موثقي على الإسلام. ولو انقضَّ أُحدُ مما فعلتم بعثمان كان محقوقًا أن ينقضَّ» (¬3). 6943 - عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيُحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء ¬
2 - باب في بيع المكره ونحوه في الحق لغيره
بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد من دون لحمه وعظمه، فما يصدّه ذلك عن دينه. والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب (¬1) على غنمه؛ ولكنكم تستعجلون». 2 - باب في بيع المكره ونحوه في الحق لغيره 6944 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بينما نحن في المسجد إذ خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «انطلقوا إلى يهود». فخرجنا معه حتى جئنا ببيت، المدارس، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فناداهم: «يا معشر يهود، أسلموا تسلموا». فقالوا: بلّغت يا أبا القاسم. فقال: «ذلك أريد». ثم قالها الثانية، فقالوا: قد بلّغت يا أبا القاسم. ثم قال الثالثة فقال: «اعلموا أن الأرض لله ورسوله وأني أريد أن أُجليكم (¬2)، فمن وجد منكم بماله شيئًا فليبعه، وإلا فاعلموا أنما الأرض لله ورسوله». ¬
6 - باب إذا استكرهت المرأة على الزنا فلا حد عليها
6 - باب إذا استُكرهت المرأة على الزنا فلا حد عليها لقوله تعالى: {وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} 6949 - عن نافع «أن صفية ابنة أبي عُبيد أخبرته أن عبدًا من رقيق الإمارة وقع على وليدة من الخمس فاستكرهها حتى افتضها، فجلده عمر الحد ونفاه، ولم يجلد الوليدة من أجل أنه استكرهها». قال الحافظ: ... قوله (فجلده عمر الحد ونفاه) أي جلده خمسين جلدة ونفاه نصف (¬1) سنة. ¬
90 - كتاب الحيل
90 - كتاب الحيل 1 - باب في ترك الحيل (¬1)، وأن لكل امريء ما نوى 6953 - قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يخطب قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يا أيها الناس، إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى: فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن هاجر إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه». 2 - باب في الصلاة (¬2) 6954 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ». 3 - باب في الزكاة (¬3) وأن لا يُفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق خشية الصدقة. 6956 - عن طلحة بن عبيد الله أن أعرابيًا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثائر ¬
4 - باب الحيلة في النكاح
الرأس فقال: يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة؟ فقال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئًا. فقال: أخبرني بما فرض الله علي من الصيام؟ قال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئًا. قال: أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة؟ قال فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشرائع الإسلام. قال: والذي أكرمك لا أتطوع شيئًا ولا أنقص مما فرض الله علي شيئًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أفلح إن صدق. أو دخل الجنة إن صدق» وقال بعض الناس (¬1): في عشرين ومائة بعير حقتان، فإن أهلكها متعمدًا أو وهبها أو احتال فيها فرارًا من الزكاة فلا شيء عليه. قال الحافظ: ... قوله (باب في الزكاة) أي ترك الحيل في إسقاطها (¬2). 4 - باب الحيلة في النكاح 6960 - عن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الشغار. قلت لنافع: ما الشغار؟ قال: ينكح ابنة الرجل وينكحه ابنته بغير صداق، وينكح أخت الرجل وينكحه أخته بغير صداق» وقال بعض الناس (¬3): إن احتال ¬
5 - باب ما يكره من الاحتيال في البيوع
حتى تزوج على الشغار فهو جائز، والشرط باطل. وقال في المتعة: النكاح فاسد والشرط باطل، وقال بعضهم (¬1): المتعة والشعار جائزان والشرط باطل. 6961 - عن الحسن وعبد الله ابني محمد بن علي عن أبيهما «أن عليًا - رضي الله عنه - قيل له: إن ابن عباس لا يرى بمتعة النساء بأسًا. فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها يوم خيبر، وعن لحوم الحمر الأنسية» وقال بعض الناس (¬2): إن احتال حتى تمتع فالنكاح فاسد، وقال بعضهم: النكاح جائز والشرط باطل. 5 - باب ما يُكره من الاحتيال في البيوع ولا يُمنع فضل (¬3) الماء ليمنع به فضل الكلأ 6962 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يمنع فضل الماء ليمنع به ضل الكلأ». ¬
6 - باب ما يكره من التناجش
6 - باب ما يُكره من التناجش 6963 - عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن النجش (¬1). 7 - باب ما يُنهى من الخداع في البيوع وقال أيوب: يخادعون الله كأنما يخادعون آدميًا، لو أتوا الأمر عيانًا كان أهون عليّ (¬2). 6964 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رجلًا ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يخدع في البيوع فقال: «إذا بايعت فقل: لا خلابة» (¬3). 8 - باب ما ينهى عن الاحتيال للولي في اليتيمة المرغوبة، وأن لا يكمل لها صداقها 6965 - عن الزهري قال: كان عروة يحدث أنه سأل عائشة {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 3]، قالت: هي ¬
9 - باب إذا غصب جارية فزعم أنها ماتت فقضي بقيمة الجارية الميتة ثم وجدها صاحبها فهي له ويرد القيمة ولا تكون القيمة ثمنا
اليتيمة في حجر وليها فيرغب في مالها وجمالها فيريد أن يتزوجها بأدنى من سنة (¬1) نسائها، فنهوا عن نكاحهن إلا أن يُقسطوا لهن في إكمال الصداق ثم استفتى الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد، فأنزل الله {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} فذكر الحديث. 9 - باب إذا غصب جارية فزعم أنها ماتت فقُضي بقيمة الجارية الميتة ثم وجدها صاحبها فهي له ويرد القيمة ولا تكون القيمة ثمنًا وقال بعض الناس: الجارية للغاصب لأخذه القيمة منه. وفى هذا احتيال لمن اشتهى جارية رجل لا يبيعها فغصبها واعتل بأنها ماتت حتى يأخذ ربها قيمتها فتطيب للغاصب جارية غيره - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أموالكم عليكم حرام، ولكل غادر لواء يوم القيامة» (¬2). 10 - باب 6967 - عن عروة عن زينب ابنة أم سلمة «عن أم سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي (¬3)، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحُجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار». ¬
11 - باب في النكاح
11 - باب في النكاح 6968 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تُنكح البكر حتى تستأذن، ولا الثيب حتى تستأمر». فقيل: يا رسول الله كيف إذنها؟ قال: «إذا سكتت». وقال بعض الناس: إن لم تستأذن البكر ولم تزوج فاحتال رجل فأقام شاهدي زور أنه تزوجها فأثبت القاضي: نكاحها والزوج يعلم أن الشهادة باطلة فلا بأس أن يطأها (¬1) وهو تزوج صحيح. 6969 - عن القاسم أن امرأة من ولد جعفر تخوفت أن يزوجها وليُها وهي كارهة، فأرسلت إلى شيخين من الأنصار- عبد الرحمن ومجمع ابني جارية - قالا: فلا تخشين فإن خنساء بنت خذام أنكحها أبوها وهي كارهة فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك» (¬2). 6971 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «البكر تستأذن»، قلت: إن البكر تستحيي، قال: «إذنها صماتها». وقال بعض الناس (¬3): إن هوى رجل جارية يتيمة أو بكرًا فأبت، فاحتال فجاء بشاهدي زور على أنه ¬
12 - باب ما يكره من احتيال المرأة مع الزوج والضرائر وما نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك
تزوجها فأدركت فرضيت اليتيمة فقبل القاضي بشهادة الزور- والزوج يعلم ببطلان ذلك- حل له الوطء. 12 - باب ما يُكره من احتيال المرأة مع الزوج والضرائر وما نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك 6972 - عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب الحلواء ويحب العسل، وكان إذا صلى العصر أجاز على نسائه فيدنو منهن، فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فسألت عن ذلك فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عكة عل فسقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه شربة. فقلت: أما وافه لنحتالن له. فذكرت ذلك لسودة وقلت لها: إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له: يا رسول الله أكلت مغافير؟ فإنه سيقول: لا. فقولي له: ما هذه الريح؟ (¬1)، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشتد عليه أن يوجد منه الريح، فإنه سيقول سقتني حفصة شربة عسل، فقولي له: جرست نحله العرفط (¬2)، وسأقول ذلك، وقوليه أنت يا صفية. فلما دخل على سودة قلت- تقول سودة-: والذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أبادئه بالذي قلت لي وإنه لعلى الباب فرقًا منك، فلما دنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت له: يا رسول الله أكلت مغافير؟ قال: لا. قلت: فما هذه الريح؟ قال: سقتني حفصة ¬
13 - باب ما يكره من الاحتيال في الفرار من الطاعون
شربة عسل. قلت: جرست نحلة العرفط فلما دخل عليّ قلت له مثل ذلك. ودخل على صفية فقالت له مثل ذلك. فلما دخل على حفصة قالت له: يا رسول الله ألا أسقيك منه؟ قال: لا حاجة لي به. قالت تقول سودة: سبحان الله لقد حرمناه. قالت: قلت لها اسكتي». قال الحافظ: ... وقال ابن المنير؛ إنما ساغ لهن أن يقلن «أكلت مغافير» لأنهن أوردنه على طريق الاستفهام بدليل جوابه بقوله «لا» وأردن بذلك التعريض (¬1) لا صريح الكذب. 13 - باب ما يُكره من الاحتيال في الفرار من الطاعون 6973 - عن عامر بن ربيعة «أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خرج إلى الشام، فلما جاء سرغ بلغه أن الوباء وقع بالشام، فأخبره عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال؛ إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه (¬2). فرجع عمر من سرغ». ¬
14 - باب في الهبة والشفعة
14 - باب في الهبة والشفعة وقال بعض الناس: إن وهب هبة ألف درهم أو أكثر حتى مكث عنده سنين واحتال في ذلك ثم رجع الواهب فيها فلا زكاة على واحد منهما، فخالف الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الهبة وأسقط الزكاة (¬1). 6975 - عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه، ليس لنا مثل السوء». 15 - باب احتيال العامل ليُهدى له 6979 - عن أبي حُميد الساعدي قال: استعمل رسول الله رجلًا على صدقات بني سُليم يدعى ابن الّلتبية، فلما جاء حاسبه قال: هذا مالكم وهذا هدية - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقًا ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هذا مالكم وهذا هدية أُهديت لي - صلى الله عليه وسلم - أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته، والله لا يأخذ أحد منكم شيئًا بغير حقه إلا لقي الله ¬
يحمله يوم القيامة, فلأعرفنَّ (¬1) أحدً منكم لقي الله يحمل بعيرًا له رُغاء, أو بقرة لها خوار, أو شاه تيعر. ثم رفع يديه حتي رؤي بياض إبطه يقول: اللهم هل بلَّغت؟ بصر عيني وسمع أذني» (¬2). 6980 - عن أبي رافع قال: قال النبي: - صلى الله عليه وسلم - «الجار أحق بصقبه» (¬3). ¬
91 - كتاب التعبير
91 - كتاب التعبير 1 - باب أول ما بُدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة. 6982 - عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: أول ما بُدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم, فكان لا يري رؤيا إلا جاءته مثل فلق الصبح فكان يأتي حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد, ويتزود لذلك, ثم يرجع إلي خديجة فتزوِّده لمثلها, حتي فجئه الحق وهو في غار حراء, فجاءه الملك فيه فقال: اقرأ, فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما أنا بقارئ, فأخذني فغطَّني حتي بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ, فأخذني فغطَّني الثانية حتي بلغ مني الجهد, ثم أرسلني فقال: اقرأ, فقلت: ما أنا بقارئ, فأخذني فغطَّني الثالثة حتي بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ - حتي بلغ - مَا لَمْ يَعْلَمْ} , فرجع بها ترجف بوادره, حتي دخل علي خديجة فقال: زمِّلوني, زمِّلوني. فزمِّلوه حتي ذهب عنه الروَّع فقال: ياخديجة مالي؟ وأخبرها الخبر وقال: قد خشيت علي نفسي, فقالت له: كلا, أبشرْ, فو الله لا يخزيك الله أبدًا, إنك لتصل الرحم, وتصدقُ الحديث, وتحمل الكل, وتقري الضيف, وتعين علي نوائب الحق. ثم انطلقت به خديجة حتي أتت به ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد العزي بن قصيّ - وهو ابن عم خديجة أخو أبيها- وكان امرءًا تنصر في الجاهلية, وكان يكتب الكتاب العربي فيكتب بالعربية من الإنجيل ماشاء الله أن يكتب وكان شيخًا كبيرًا قد عميَ, فقالت له خديجة: أي ابن عمِّ, اسمعْ من ابن أخيك. فقال ورقة: ابن أخي ماذا تري؟ فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - ما رأي,
2 - باب رؤيا الصالحين
فقال ورقة: هذا الناموس الذي أُنزل علي موسي, ياليتني فيها جذعًا أكون حيًا حين يخرجك قومك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجيِّ هم؟ فقال ورقة: نعم, لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عُوديَ. وإن يُدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا. ثم لم ينشب ورقة أن توفي, وفتر الوحي فترة حتي حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا حُزنًا غدا منه مرارًا كي يتردَّي من رؤوس شواهق الجبال (¬1) , فكلما أوفي بذروة جبل لكي يُلقي منه نفسه تبدَّي له جبريل فقال: يا محمد, إنك رسول الله حقًا فيسكن لذلك جأشه وتقرُّ نفسه فيرجع, فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك, فإذا أوفي بذروة جبل تبدَّي له جبريل فقال له مثل ذلك ... » الحديث. قال الحافظ: ... فصار كله مدرجًا علي رواية الزهري وعن عروة عن عائشة, والأول هو المعتمد (¬2). 2 - باب رؤيا الصالحين (¬3) وقوله تعالي: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ... الآية}. ¬
3 - باب الرؤيا من الله
3 - باب الرؤيا من الله 6985 - عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا رأي أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله, فليحمد الله عليها وليحدث (¬1) بها, وإذا رأي غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضرُّه». قال الحافظ: ... «حدثنا قتيبة حدثنا ليث وحدثنا ابن رمح أنبأنا الليث عن أبي الزبير عن جابر رفعه إذا أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق علي يساره ثلاثًا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاَ وليتحول (¬2) عن جنبه الذي كان عليه». ¬
4 - باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
4 - باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة (¬1) 6986 - عن أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الرؤيا الصالحة من الله, والحلم من الشيطان, فإذا حلم أحدكم فليتعوذ منه وليبصق عن شماله فإنها لا تضره». 5 - باب المبشِّرات (¬2) 6990 - عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لم يبق من النبوة إلا المبشِّرات» قالوا: وما المبشِّرات؟ قال: «الرؤيا الصالحة». قال الحافظ: ... فإن من الرؤيا ماتكون منذرة وهي صادقة يريها الله للمؤمن رفقًا به ليستعد لما يقع قبل وقوعه. وقال ابن التين (¬3): معني الحديث أن الوحي ينقطع بموتي ولا يبقي ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا. 6 - باب رؤيا يوسف وقوله تعالي: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ (¬4) ... أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ .. }. ¬
7 - باب رؤيا إبراهيم
7 - باب رؤيا إبراهيم وقوله تعالي: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى (¬1) فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ... } الآية. 8 - باب التواطؤ علي الرؤيا 6991 - عن ابن عمر - رضي الله عنه - أن أناسًا أُروا ليلة القدر في السبع الأواخر, وأن أناسًا أروها في العشر الأواخر, فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «التمسوها في السبع الأواخر» (¬2). 9 - باب رؤيا أهل السجون والفساد والشرك لقوله تعالي: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ... } (¬3) الآية. 6992 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو لبثتُ (¬4) في السجن ما لبث يوسف ثم أتاني الداعي لأجبته». ¬
10 - باب من رأي النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام
قال الحافظ: ... وهذا مرسل وقد وصله الطبري من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي (¬1) بضم المعجمة ... 10 - باب من رأي النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام 6993 - عن أبي هريرة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من رآني في المنام فسيراني (¬2) في اليقظة, ولا يتمثل الشيطان بي». قال الحافظ: ... ويمكن الجمع بينهما بما قال القاضي أبو بكر بن العربي (¬3): رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - بصفته المعلومة إدراك علي الحقيقة ... ¬
11 - باب رؤيا الليل
11 - باب رؤيا الليل 6998 - عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أعطيت مفاتيح الكلم, ونُصرت بالرعب. وبينا أنا نائم البارحة إذ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض حتي وضعت في يدي» قال أبو هريرة: فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنتم تنتقلونها (¬1). 12 - باب رؤيا النهار وقال ابن عون عن ابن سيرين: رؤيا النهار مثل رؤيا الليل. 7001 - عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخل علي أم حرام (¬2) بنت ملحان -وكانت تحت عبادة بن الصامت, فدخل عليها يومًا, فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ثم استيقظ وهو يضحك». 7002 - قالت: فقلت ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عُرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكًا علي الأسرة - أو مثل الملوك علي الأسرة - شك إسحاق- قالت: فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم, فدعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم وضع رأسه ثم استيقظ, فقلت ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: أناس من أمتي عُرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله - كما قال في الأولي - قالت: ¬
13 - باب رؤيا النساء
فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم (¬1) , فقال: أنت من الأولين. فركبت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان, فصُرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت». قال الحافظ: ... وقد تقدم شرحه مستوفي في كتاب الاستئذان في (باب من رأي (¬2) قومًا فقال عندهم). 13 - باب رؤيا النساء (¬3) 7003 - عن أم العلاء - امرأة من الأنصار بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أنهم اقتسموا المهاجرين قرعة, قال: فطار لنا عثمان بن مظعون وأنزلناه في أبياتنا, فوجع وجعه الذي توفي فيه, فلما توفي غُسل وكفِّن في أثوابه دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , قال فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب, فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وما يدريك أن الله أكرمه؟ فقلت: بأبي أنت يارسول الله فمتى (¬4) يكرمه الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما هو فو الله لقد جاءه اليقين, والله إني لأرجو له الخير, ووالله ما أدري - وأنا رسول الله- ماذا يُفعل بي (¬5). فقالت: والله لا أزكي بعده أحدًا أبدًا». ¬
14 - باب الحلم من الشيطان ...
14 - باب الحلم من الشيطان ... 7005 - عن أبي سلمة «أن أبا قتادة الأنصاري - كان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وفرسانه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الرؤيا من الله, والحلم من الشيطان, فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره وليستعذ بالله منه فلن يضره» (¬1). 15 - باب اللبن 7006 - عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتي إني لأري الرَّيَّ يخرج في أظافيري, ثم أعطيت فضلي يعني عمر. قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله؟ قال: العلم» (¬2). 16 - باب القميص في المنام 7008 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليَّ وعليهم قمص منها ما يبلغ الثُّديَّ, ومنها ما يبلغ دون ذلك. ومرَّ عليَّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرُّه. قالوا: ما أوَّلته يارسول الله؟ قال: الدين» (¬3). ¬
20 - باب كشف المرأة في المنام
20 - باب كشف المرأة في المنام 7011 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أريتك في المنام مرتين: إذا رجل يحملك في سرقة من حرير فيقول: هذه امرأتك, فأكشفها فإذا هي أنت, فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه» (¬1). 22 - باب المفاتيح في اليد 7013 - عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بُعثت بجوامع الكلم (¬2) , ونصرت بالرعب. وبينا أنا نائم أُتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي». 23 - باب التعليق بالعروة والحلقة 7014 - عن عبد الله بن سلام قال: رأيت كأني في روضة, وسط الروضة عمود, في أعلي العمود عروة, فقيل لي: ارقهْ, قلت لا أستطيع, فأتاني وصيف فرفع ثيابي فرقيتُ فاستمسك بالعروة, فانتبهت وأنا مستمسك بها. فقصصتها علي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «تلك الروضة روضة الإسلام, وذلك العمود عمود الإسلام, وتلك العروة العروة الوثقي لا تزال مستمسكًا بالإسلام حتي تموت» (¬3). ¬
25 - باب الاستبرق ودخول الجنة في المنام
قال الحافظ: ... وله طريق عند عبد الرازق رجاله رجال الصحيح إلا أن فيه انقطاعًا بين أبي قلابة وعبد الله بن عمرو ولفظه (أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلي الشام) (¬1). 25 - باب الاستبرق ودخول الجنة في المنام 7015 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: رأيت في المنام كأن في يدي سرقة من حرير لا أهوي بها إلي مكان في الجنة إلا طارت بي إليه, فقصصتها علي حفصة. 7016 - فقصتها حفصة علي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إن أخاك رجل صالح, أو قال: إن عبد الله رجل صالح» (¬2). 26 - باب القيد في المنام 7017 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا اقترب الزمان (¬3) لم تكد رؤيا المؤمن تكذب, ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من ¬
27 - باب العين الجارية في المنام
النبوة, وما كان من النبوة فإنه لا يكذب - قال محمد: وأنا أقول هذه- قال: وكان يقال الرؤيا ثلاث حديث نفس, وتخويفالشيطان, وبشري من الله (¬1). فمن رأي شيئًا يكرهه فلا يقصهعلي أحد ... » الحديث. قال الحافظ: ... قوله (حديث النفس وتخويف الشيطان وبشري من الله) وقع في حديث عوف بن مالك عند ابن ماجه بسند حسن رفعه (الرؤيا ثلاث منها أهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم, ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه, ومنها جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة (¬2). 27 - باب العين الجارية في المنام 7018 - عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أم علاء - وهي امرأة من نسائهم بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: طار لنا عثمان بن مظعون في السُكنى حين اقترعت الأنصار علي سكني المهاجرين, فاشتكي, فمرضناه حتي توفي, ثم جعلناه في أثوابه, فدخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: رحمة الله عليك ¬
28 - باب نزع الماء من البئر حتي يروي الناس
أبا السائب, فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. قال: «وما يدريك؟ قلت: لا أدري والله. قال: أما هو فقد جاءه اليقين, إني لأرجو له الخير من الله, والله ما أدري - وأنا رسول الله- ما يفعل بي ولا بكم .. قالت أم العلاء: فو الله لا أزكي أحدًا بعده. قال: ورأيت لعثمان في النوم عينًا تجري, فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له, فقال: ذاك عمله يجري له» (¬1). 28 - باب نزع الماء من البئر حتي يروي الناس 7019 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بينا أنا علي بئر أنزع منها إذ جاءني أبو بكر وعمر, فأخذ أبو بكر الدلو, فنزع ذنوبًا أو ذنوبين, وفي نزعه ضعف, فغفر الله له. ثم أخذها ابن الخطاب من يد أبو بكر فاستحالت في يده غربًا, فلم أر عبقريًا من الناس يفري فريه حتي ضرب الناس بعطن» (¬2). 31 - باب القصر في المنام 7033 - عن أبي هريرة قال: بينا نحن جلوس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينا أنا نائم رأيتني في الجنة, فإذا امرأة تتوضأ إلي جانب قصر. قلت: ¬
32 - باب الوضوء في المنام
لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرًا. قال: أبو هريرة: فبكي عمر بن الخطاب ثم قال: أعليك - بأبي أنت وأمي يا رسول الله - أغار» (¬1). قال الحافظ: ... قال: والوضوء لغوي (¬2) ولا مانع منه. 32 - باب الوضوء في المنام 7025 - عن أبي هريرة قال: بينا نحن جلوس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينا أنا نائم رأيتني في الجنة, فإذا امرأة تتوضأ (¬3) إلي جانب قصر. قلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرًا. قال: أبو هريرة: فبكي عمر بن الخطاب ثم قال: أعليك - بأبي أنت وأمي يا رسول الله - أغار». 33 - باب الطواف بالكعبة في المنام 7026 - عن سالم بن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بينما أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة, فإذا رجل آدم سبط الشعر ¬
34 - باب إذا أعطي فضله غيره في النوم
بين رجلين ينطف رأسه ماء, فقلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم, فذهبت ألتفت فإذا رجل (¬1) أحمر جسيم جعد الرأس أعور العين اليمني كأن عينه عنبة طافية, قلت: من هذا؟ قالوا: هذا الدجال, أقرب الناس به شبهًا ابن قطن (¬2) , وابن قطن رجل من بني المصطلق من خزاعة» (¬3). 34 - باب إذا أعطي فضله غيره في النوم 7027 - عن حمزة بن عبد الله بن عمر أن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتي إني لأري الرِّيَ يجري, ثم أعطيت فضله عمر. قالوا: فما أوَّلته (¬4) يا رسول الله؟ قال: العلم». 35 - باب الأمن وذهاب الروع في المنام 7028 - عن ابن عمر قال: إن رجالًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرون الرؤيا علي عهد رسول الله فيقصونها علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقول ¬
فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله وأنا غلام حديث السن (¬1) وبيتي المسجد قبل أن أنكح, فقلت في نفسي لو كان فيك خير لرأيت مثل ما يري هؤلاء. فلما اضطجعت ليلة قلت: اللهم إن كنت تعلم فيَّ خيرًا فأرني رؤيا. فبينما أنا كذلك إذ جاءني ملكان في يد كل واحد منهما مقمعة من حديد يقبلان بي إلي جهنم وأنا بينهما أدعو الله: اللهم أعوذ بك من جهنم, ثم أراني لقيني ملك في يده مقمعة من حديد فقال: لن تُراع, نِعمَ الرجل أنت لو تكثر الصلاة. فانطلقوا بي حتي وقفوا بي علي شفير جهنم, فإذا هي مطوية كطيِّ البئر, له قرون كقرون البئر, بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد, وأري فيها رجالًا معلَّقين بالسلاسل, رؤوسهم أسفلهم عرفت فيها رجالًا من قريش, فانصرفوا بي عن ذات اليمين». قال الحافظ: ... وفي آخره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن عبد الله رجل صالح لو كان يكثر الصلاة من الليل» قال وفيه وقوع الوعيد علي ترك السنن وجواز وقوع العذاب علي ذلك (¬2). قلت: هو مشروط بالمواظبة علي الترك رغبة عنها. ¬
36 - باب الأخذ علي اليمين في النوم
36 - باب الأخذ علي اليمين في النوم 7031 - فزعمت حفصة أنها قصتها علي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إن عبد الله رجل صالح لو كان يكثر (¬1) الصلاة من الليل. قال الزهري فكان عبد الله بعد ذلك يكثر الصلاة من الليل». 38 - باب إذا طار الشيء في المنام 7034 - قال ابن عباس: ذُكر لي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينا أنا نائم رأيت أنه وضع في يدي سواران من ذهب فقطعتهما وكرهتهما, فأُذن لي فنفختهما فطارا, فأوَّلتهما كذابين يخرجان» (¬2). فقال عبيد الله: أحدهما العنسيَّ الذي قتله فيروز في اليمن, والآخر مسيلمة. 39 - باب إذا رأي بقرًا تنحر 7035 - عن أبي موسي أُراه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رأيت في المنام أني أُهاجر من مكة إلي أرض بها نخل, فذهب وهَلى إلي أنها اليمامة أو الهجر, ¬
41 - باب إذا رأي أنه أخرج الشيء من كوة وأسكنه موضعا آخر
فإذا هي المدينة يثرب , ورأيت فيها بقرًا (¬1) والله خير؛ فإذا هم المؤمنون يوم أحد, وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذي آتانا الله به بعد يوم بدر». 41 - باب إذا رأي أنه أخرج الشيء من كوة وأسكنه موضعًا آخر 7038 - عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتي قامت بمهيعة وهي الجحفة, فأوَّلت (¬2) أن وباء المدينة نقل إليها». 45 - باب من كذب في حُلمه 7042 - عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من تحلم بحلم لم يره كلِّف أن يعقد بين شعيرتين, ولن يفعل. ومن استمع إلي حديث قوم وهم له كارهون أو يفرُّون منه صبَّ في أذنه الآنك (¬3) يوم القيامة. ومن صوَّر صورة عُذِّب وكلِّف أن ينفخ فيها (¬4) , وليس بنافخ».قال سفيان: وصله ¬
46 - باب إذا رأي ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها
لنا أيوب. وقال قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن عكرمة عن أبي هريرة قوله (من كذب في رؤياه). وقال شعبة عن أبي هاشم الرّماني (¬1): سمعت عكرمة قال أبو هريرة قوله من صوَّر صورة ومن تحلم ومن استمع. حدثنا إسحاق حدثنا خالد عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال: من استمع ومن تحلَّم ومن صوَّر .. ) نحوه. 7043 - عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أفري الفِري أن يُري عينه ما لم تر» (¬2). 46 - باب إذا رأي ما يُكره فلا يخبر بها ولا يذكرها 7044 - عن أبي سلمه قال: «لقد كنت أري الرؤيا فتمرضني حتي سمعت أبا قتادة يقول: وأنا كنت أري الرؤيا تمرضني حتي سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الرؤيا الحسنة من الله, فإذا رأي أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب. وإذا رأي ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان, وليتفل ثلاثًا ولا يحدِّث بها أحدًا, فإنها لن تضره» (¬3). ¬
47 - باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب
47 - باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب 7046 - عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة «أن ابن عباس - رضي الله عنهما - كان يحدث أن رجلًا أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني رأيت الليلة في المنام ظُلة تنطف السمن والعسل, فأري الناس يتكففون منها: فالمستكثر والمستقل, إذا سبب واصل من الأرض إلي السماء, فأراك أخذت به فعلوت. ثم أخذ به رجل آخر فانقطع ثم وصل. فقال أبو بكر: يارسول الله بأبي أنت والله لتدعني فأعبرها, فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - له اعبرها. قال: «أما الظلة فالإسلام؛ وأما الذي ينطف من العسل والسمن فالقرآن حلاوته تنطف, فالمستكثر من القرآن والمستقل. وأما السبب الواصل من السماء إلي الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله. ثم يأخذ به رجل فيقطع. ثم يوصل له فيعلو به. فأخبرني يا رسول الله - بأبي أنت- أصبت أم أخطأت؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا, قال: فو الله يارسول الله لتحدثني بالذي أخطأت. قال: لاتقسم». قال الحافظ: ... قال أبو العبيد وغيره: معني قوله (الرؤيا لأول عابر) (¬1) إذا كان العابر الأول عالما فعبر فأصاب وجه التعبير, وإلا فهي لمن أصاب بعده, إذ ليس المدار إلا على إصابة الصواب في تعبير المنام .... إلخ. ¬
قال الحافظ: ... وذكر أئمة التعبير أن من أدب الرائي (¬1) أن يكون صادق اللهجة وأن ينام على وضوئه على جنبه الأيمن وأن يقرأ عند نومه والشمس والليل والتين وسورة الإخلاص والمعوذتين ويقول: اللهم إني أعوذ بك من سيء الأحلام، وأستجير بك من تلاعب الشيطان في اليقظة والمنام، اللهم إني أسألك رؤيا صالحة صادقة نافعة حافظة غير منسية، اللهم أرني في منامي ما أحب ومن أدبه أن لا يقصها على امرأة ولا عدو ولا جاهل. ومن أدب العابر أن لا يعبرها عند طلوع الشمس ولا عند غروبها ولا عند الزوال ولا في الليل. وكان الفراغ منه في يوم الاثنين 15/ 5/1408 هـ وكنا قد بدأنا قراءته على شيخنا بتاريخ 20/ 1/1408 هـ فاستغرقنا ثلاثة أشهر وخمسة وعشرين يومًا ¬
92 - كتاب الفتن
92 - كتاب الفتن 1 - باب ما جاء في قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} 7048 - عن أسماء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أنا على حوضي أنتظر من يرد عليَّ، فيؤخذ بناس من دوني أقول: أمَّتي، فيقال: لا تدري، مشَوا على القهقري» (¬1). 7049 - عن عبد الله قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنا فرطَكم على الحوض، ليُرفعن إليَّ رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول: أي ربِّ، أصحابي (¬2)، فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك». قال الحافظ: ... وفي حديث أبي سعيد «إنك لا تدري ما بدلوا» وقع في رواية الكشميهني «ما أحدثوا» وحاصل ما حمل عليه حال المذكورين أنهم كانوا ممن ارتد عن الإسلام فلا إشكال في تبري النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم (¬3) وإبعادهم، وإن كانوا ممن لم يرتد لكن أحدث معصية كبيرة من أعمال البدن أو بدعة من اعتقاد القلب ... 2 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «سترون بعدي أمورًا تنكرونها» 7052 - عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنكم سترون بعدي ¬
3 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء
أثرة (¬1) وأموراَ تنكرونها. قالوا: فماذا تأمرنا يا رسول الله؟ قال: أدُّوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم». 7053 - عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من كره من أميره شيئًا فليصبر (¬2)، فإنه من خرج من السلطان شبرًا مات ميتة جاهلية». 7055 - عن جنادة بن أبي أمية قال: «دخلنا على عبادة بن الصامت (¬3) وهو مريض قلنا: أصلحك الله، حدِّث بحديث ينفعك الله بما سمعته من النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: دعانا النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايعناه». 7057 - عن أُسيد بن حضير أن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، استعملت فلانًا ولم تستعملني. قال: «إنكم سترون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني» (¬4). 3 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: هلاك أمتي على يدي أغَيلمة سفهاء (¬5) 7058 - حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد قال: أخبرني جدي قال: كنت جالسًا مع أبي هريرة في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة ومعنا ¬
4 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ويل للعرب، من شر قد اقترب
مروان، قال أبو هريرة: سمعت الصادق المصدوق يقول: «هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش، فقال مروان: لعنة الله عليهم غِلمة، فقال أبو هريرة لو شئت أن أقول بني فلان بني فلان لفعلت». فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام فإذا رآهم غلمانًا أحداثًا قال لنا عسى هؤلاء أن يكونوا منهم. قلنا: أنت أعلم. 4 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ويل للعرب، من شر قد اقترب 7060 - عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: أشرف النبي - صلى الله عليه وسلم - على أُطم من آطام المدينة فقال: «هل ترون ما أرى؟ قالوا: لا. قال: فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر (¬1)». 5 - باب ظهور الفتن 7061 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يتقارب الزمان (¬2)، وينقص ¬
6 - باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه
العمل، ويُلقى الشُّح، وتظهر الفتن (¬1)، ويكثر الهرج. قالوا: يا رسول الله أيما هو؟ قال: القتل القتل». 7062، 7063 - عن الأعمش عن شقيق قال: «كنت مع عبد الله وأبي موسى فقالا: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن بين يدي الساعة لأيامًا ينزل فيها الجهل، ويُرفع فيها العلم (¬2)، ويكثر فيها الهرج. والهرج القتل». 6 - باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه 7068 - عن الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج، فقال: اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده أشرُّ منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم - صلى الله عليه وسلم -». 7069 - عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة فزعًا يقول: سبحان الله؛ ماذا أنزل الله من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحُجرات - يريد أزواجه - لكي يُصلِّين؟ رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» (¬3). ¬
قال الحافظ: ... وقد ذكر الزبير في الموفقيات من طريق مجالد عن الشعبي قال «كان عمر فمن بعده إذا أخذوا العاصي أقاموه للناس ونزعوا عمامته، فلما كان زياد ضرب في الجنايات بالسياط (¬1)، ثم زاد مصعب بن الزبير حلق اللحية، فلما كان بشر بن مروان سمر كف الجاني بمسمار، فلما قدم الحجاج قال: هذا كله لعب فقتل بالسيف. قال الحافظ: ... عن زيد بن وهب قال: «سمعت عبد الله بن مسعود يقول: لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة، لست أعني رخاء من العيش يصيبه ولا مالًا يفيده ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علمًا من اليوم الذي مضى قبله، فإذا ذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يهلكون» (¬2). ¬
7 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «من حمل علينا السلاح فليس منا»
قال الحافظ: ... عن عبد الله قال: «لا يأتي عليكم عام إلا وهو شر من الذي قبله، أما أني لست أعني عاما» (¬1). 7 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «من حمل علينا السلاح فليس منا» 7070 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من حمل علينا السلاح فليس منّا» (¬2). 7072 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يديه فيقع في حفرة من النار» (¬3). ¬
7075 - عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا - أو في سوقنا - ومعه نبل فليمسك على نصالها (¬1) - أو قال: فليقبض بكفه - أن يصيب أحدًا من المسلمين منها بشيء» (¬2). قال الحافظ: ... عن ابن سيرين بلفظ «من أشار إلى أخيه بحديدة لعنته الملائكة» (¬3). ¬
8 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض»
8 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض» 7076 - عن عبد الله قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «سباب (¬1) المسلم فسوق وقتاله كفر (¬2)». 7078 - عن أبي بكرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس فقال: «ألا تدرون أي يوم هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم - قال: حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه - فقال: أليس بيوم النحر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: أي بلد هذا؟ أليست بالبلد الحرام؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: فإن دماءكم وأعراضكم (¬3) وأبشاركم (¬4) عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا هل بلغت؟ قلنا: نعم، قال: اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب ... » (¬5). ¬
9 - باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم
9 - باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم 7081 - عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي مسلمة (¬1) بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، قال إبراهيم: وحدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب «عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرَّف لها تستشرفه، فمن وجد منها ملجأ أو معاذًا فليعُذبه» (¬2). 10 - باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما 7083 - عن الحسن قال: «خرجت بسلاحي لياليَ الفتنة فاستقبلني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت أريد نصرة ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: قال رسول اله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فكلاهما من أهل النار. قيل: فهذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه أراد قتل صاحبه» (¬3). قال حماد بن زيد: فذكرت هذا الحديث لأيوب ويونس بن عُبيد وأنا أريد أن يحدثاني به، فقالا: إنما روى هذا الحديث الحسن عن الأحنف (¬4) بن قيس عن أبي بكرة. ¬
11 - باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة؟
11 - باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة؟ 7084 - عن حذيفة بن اليمان قال: كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: وهل بعد هذا الشرِّ من خير؟ قال: نعم وفيه دخَن. قلت: وما دَخَنُه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتُنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دُعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا (¬1)، ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت، فإن لم يكن لهم جماعة (¬2) ¬
ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك». قال الحافظ: ... وفي رواية أبي الأسود «يكون بعدي أئمة يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي» (¬1). قال الحافظ: ... وأن القادر على التحول عنهم لا يعذر كما وقع للذين كانوا أسلموا ومنعهم المشركون من أهلهم من الهجرة ثم كانوا يخرجون (¬2) مع المشركين لا لقصد قتال المسلمين بل لإيهام كثرتهم في عيون المسلمين فحصلت لهم المؤاخذة بذلك. ¬
13 - باب إذا بقي في حثالة من الناس
13 - باب إذا بقي في حُثالة من الناس 7086 - عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر: حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها قال: «ينام الرجل النومة فتُقبض الأمانة (¬1) من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتُقبض فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرًا وليس فيه شيء، ويصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدِّي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلًا أمينًا، ويقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولقد أتى عليَّ زمان ولا أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلمًا رده عليَّ الإسلام، وإن كان نصرانيًا رده عليَّ ساعيه (¬2)، وأما اليوم (¬3) فما كنت أبايع إلا فلانًا وفلانًا». 14 - باب التعرّب (¬4) في الفتنة 7087 - عن سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج فقال: يا ابن الأكوع ¬
15 - باب التعوذ من الفتن
ارتددت على عقبيك، تعرَّبت؟ (¬1) قال: لا، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن لي في البدو. 15 - باب التعوُّذ من الفتن 7089 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أحفوه بالمسألة، فصعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم المنبر فقال: لا تسألوني عن شيء إلا بيَّنت لكم، فجعلت أنظر يمينًا وشمالًا فإذا كل رجل رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل كان إذا لاحى يُدعى إلى غير أبيه فقال: يا نبيَّ الله، من أبى؟ فقال: أبوك حذافة. ثم أنشأ عمر فقال: رضينا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا. نعوذ بالله من سوء الفتن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط، إنه صُوِّرت لي الجنة والنار حتى رأيتهما دون الحائط». قال قتادة يُذكر هذا الحديث عند هذه الآية {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} (¬2). ¬
16 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «الفتنة من قبل المشرق»
16 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «الفتنة من قبل المشرق» 7094 - عن ابن عمر قال: ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، وفي يمننا. قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا، فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان (¬1). 17 - باب الفتنة التي تموج كموج البحر وقال ابن عيينة عن خلف بن حوشب كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن قال امرؤ القيس: ¬
الحرب أول ما تكون فتية ... تسعى بزينتها لكل جهول حتى إذا اشتعلت وشبَّ ضرامها ... ولَّت عجوزًا غير ذات حليل شمطاء يُنكر لونها وتغيرت ... مكروهة للشَّمِّ والتقبيل (¬1) 7097 - عن أبي موسى الأشعري قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى حائط من حوائط المدينة لحاجته وخرجت في إثره، فلما دخل الحائط جلست على بابه وقلت: لأكونن اليوم بواب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يأمرني. فذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقضى حاجته، وجلس على قُف البئر فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فجاء أبو بكر يستأذن عليه ليدخل فقلت كما أنت حتى أستأذن لك، فوقف، فجئت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا نبي الله، أبو بكر يستأذن عليك. قال: ائذن له وبشِّره بالجنة. فدخل، فجاء عن يمين النبي - صلى الله عليه وسلم - فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر. فجاء عمر، فقلت كما أنت حتى أستأذن لك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ائذن له وبشره بالجنة. فدخل، فجاء عن يسار النبي - صلى الله عليه وسلم - فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فامتلأ القُفُّ فلم يكن فيه مجلس. ثم جاء عثمان فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ائذن له وبشره بالجنة معها بلاء (¬2) يصيبه، فدخل فلم يجد ¬
18 - باب
معهم جلسًا، فتحوَّل حتى جاء مقابلهم على شفة البئر، فكشف عن ساقيه ثم دلاهما في البئر، فجعلت أتمنى أخًا لي، وأدعو الله أن يأتي. قال ابن المسيب: فتأولت ذلك قبورهم، اجتمعت ها هنا وانفرد عثمان. 18 - باب (¬1) 7099 - عن أبي بكرة قال: لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل، لما بلغ النبي ¬
- صلى الله عليه وسلم - أن فارسًا ملَّكوا ابنة كسرى قال: «لن يُفلح قوم ولُّوا أمرهم امرأة» (¬1). 7100 - عن أبي مريم عبد الله بن زياد الأسدي قال: «لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث عليُّ عمار بن ياسر وحسن بن علي فقدما علينا الكوفة فصعدا المنبر، فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل من الحسن فاجتمعا إليه، فسمعت عمارًا يقول: إن عائشة قد سارت إلى البصرة، والله إنها لزوجة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا والآخرة، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم (¬2) ليعلم إياه تُطيعون أم هي». 7105، 7106، 7107 - عن شقيق بن سلمة قال: «كنت جالسًا مع أبي مسعود وأبي موسى وعمار، فقال أبو مسعود: ما من أصحابك أحد إلا لو شئت لقلت فيه غيرك، وما رأيت منك شيئًا منذ صحبت النبي - صلى الله عليه وسلم - أعيب عندي من استسراعك في هذا الأمر قال عمار (¬3): يا أبا مسعود وما رأيت منك ولا من صاحبك هذا شيئًا منذ صحبتما النبي - صلى الله عليه وسلم - أعيب عندي من إبطائكما في هذا الأمر. فقال أبو مسعود - وكان موسرًا - يا غلام ¬
19 - باب إذا أنزل الله بقوم عذابا
هات حُلَّتين، فأعطى إحداهما أبا موسى والأخرى عمارًا، وقال: روحا فيه إلى الجمعة» (¬1). 19 - باب إذا أنزل الله بقوم عذابًا 7108 - عن حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع ابن عمر - رضي الله عنهما - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بُعثوا على أعمالهم» (¬2). 20 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن بن علي «إن ابني هذا لسيد (¬3) ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» قال الحافظ: ... لم يذكر مضمون الرسالة ولكن دل مضمون قوله «فلم يعطني شيئًا» على أنه كان أرسله يسأل عليًا شيئًا من المال (¬4). قال الحافظ: ... قال ابن بطال: أرسل أسامة إلى علي يعتذر عن تخلفه عنه في حروبه، ويعلمه أنه من أحب الناس إليه، وأنه يحب مشاركته في السراء والضراء، إلا أنه لا يرى قتال المسلم (¬5). ¬
22 - باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور
7112 - عن أبي المنهال قال: لما كان ابن زياد ومروان بالشام، وثب ابن الزبير بمكة، ووثب القراء بالبصرة، فانطلقت مع أبي إلى أبي برزة الأسلمي حتى دخلنا عليه في داره وهو جالس في ظل عليَّة له من قصب فجلسنا إليه، ... الحديث ... وهذه الدنيا التي أفسدت بينكم. إن ذاك الذي بالشام والله إن يقاتل إلا على دنيا، وإن هؤلاء الذين بين أظهركم والله إن يقاتلون إلا على دنيا، وإن ذاك الذي بمكة والله إن يقاتل إلا على دنيا (¬1). 22 - باب لا تقوم الساعة حتى يُغبط أهل القبور 7115 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى يمرّ الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه». قال الحافظ: ... قوله (حدثنا إسماعيل) هو ابن أويس (¬2). قال الحافظ: ... عن أبي هريرة عند مسلم «لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول: يا ليتني مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين إلا البلاء» (¬3). قال الحافظ: ليس بين هذا الخبر وحديث النهي عن تمني الموت معارضة، لأن النهي صريح وهذا إنما فيه إخبار عن شدة ستحصل ينشأ عنها هذا التمني (¬4) ..... ¬
23 - باب تغير الزمان حتى تعبد الأوثان
23 - باب تغير الزمان حتى تعبد الأوثان 7117 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه» (¬1). 24 - باب خروج النار وقال أنس: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أول (¬2) أشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب». ¬
25 - باب
7118 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصري» (¬1). 25 - باب 7120 - عن حارثة بن وهب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «تصدقوا، فسيأتي على الناس زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها» (¬2). 7121 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظمتان (¬3) تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن ... الحديث ... ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها» (¬4). ¬
26 - باب ذكر الدجال
26 - باب ذكر الدجال 4122 - عن قيس قال: قال لي المغيرة بن شعبة: ما سأل أحد النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الدجال ما سألته، وإنه قال لي: «ما يضرك منه؟ قلت: لأنهم يقولون إن معه جبل خبز ونهر ماء، قال: بل هو أهون على الله من ذلك» (¬1). 7124 - عن أنس بن مالك قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يجيء الدجال حتى ينزل في ناحية المدينة، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل كافر ومنافق» (¬2). 7125 - عن أبي بكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، ولها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان» (¬3). 7127 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: «إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولًا لم يقله نبي لقومه، إنه أعور وإن الله ليس بأعور» (¬4). ¬
27 - باب لا يدخل الدجال المدينة
7131 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وإن بين عينيه مكتوب: كافر» (¬1). قال الحافظ: ... وأما سبب خروجه فأخرج مسلم في حديث ابن عمر عن حفصة أنه يخرج من غضبة يغضبها. وأما من أين يخرج؟ فمن قبل المشرق جزمًا (¬2) ... قال الحافظ: ... وفي حديث هشام بن عامر «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أعظم من الدجال» أخرجه الحاكم (¬3). 27 - باب لا يدخل الدجال المدينة 7132 - عن أبي سعيد قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا حديثًا طويلًا عن الدجال-وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة-فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس-أو من خيار الناس-فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته (¬4) هل تشكون في الأمر؟ ¬
28 - باب يأجوج ومأجوج
فيقولون: لا؛ فيقتله ثم يحييه، فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه». 28 - باب يأجوج ومأجوج 7135 - عن زينب ابنة جحش أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها يومًا فزعًا يقول: «لا إله إلا الله، ويل للعرب، من شر قد اقترب. فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه-وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها-قالت زينب ابنة جحش: فقلت يا رسول الله، أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث» (¬1). 7136 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يفتح الردم-ردم يأجوج ومأجوج-مثل هذه» (¬2). قال الحافظ: ... من حديث ابن مسعود رفعه «إن يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفًا من الذرية» وللنسائي (¬3) من رواية عمرو بن أوس عن أبيه. قال الحافظ: ... ولابن حبان من طريق شريح (¬4) بن يونس عن سفيان ... ¬
93 - كتاب الأحكام
93 - كتاب الأحكام 1 - باب قول الله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} 7137 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني» (¬1). 7138 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام الأعظم (¬2) الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». 2 - باب الأمراء من قريش 7139 - عن الزهري قال: كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية-وهم عنده في وفد من قريش-أن عبد الله بن عمرو يحدث أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالًا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب ¬
3 - باب أجر من قضي بالحكمة
الله، ولا تؤثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأولئك جهالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين» (¬1). 7140 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان» (¬2). 3 - باب أجر من قضي بالحكمة (¬3) 7141 - عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا حسد (¬4) إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسلط على هلكته (¬5) في الحق، وآخر آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها». قال الحافظ: ... وحكى ابن التين عن الداودي أن البخاري اقتصر على هذه الآية دون ما قبلها عملًا بقول من قال إن الآيتين قبلها (¬6) نزلتا في اليهود والنصارى. ¬
4 - باب السمع والطاعة للإمام، ما لم تكن معصية
قال الحافظ: ... وقال الكرماني: الخصلتان المذكورتان هنا غبطة لا حسد؛ لكن قد يطلق أحدهما على الآخر، أو المعنى لا حسد (¬1) إلا فيهما. 4 - باب السمع والطاعة للإمام، ما لم تكن معصية 7142 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة» (¬2). 7143 - عن ابن عباس يرويه، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر، فإنه ليس أحد بفارق (¬3) الجماعة شبرًا فيموت إلا مات ميتة جاهلية». 7145 - عن علي - رضي الله عنه - قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سرية وأمر عليهم رجلًا (¬4) من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه، فغضب عليهم، قال: أليس قد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تطيعوني؟ قالوا: بلى: قال: قد عزمت عليكم لما جمعتم حطبًا وأوقدتم نارًا ثم دخلتم فيها. فجمعوا حطبًا فأوقدوا نارًا؛ فلما هموا بالدخول فقاموا ينظر بعضهم إلى بعض فقال بعضهم: إنما تبعنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فرارًا من النار أفندخلها؟ بينما هم كذلك إذ خمدت النار، وسكن غضبه فذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: لو دخلوها ما خرجوا منها أبدًا، إنما الطاعة في المعروف». ¬
5 - باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها
5 - باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها 7146 - عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا عبد الرحمن، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها. وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها فكفر عن يمينك (¬1) وائت الذي هو خير». 7 - باب ما يكره من الحرص على الإمارة قال الحافظ: ... ورواية الوقف لا تعارض رواية الرفع لأن الرواي قد ينشط فيسند وقد لا ينشط فيقف (¬2). قال الحافظ: ... ويوضح ذلك ما أخرجه البزار والطبراني بسند صحيح عن عوف بن مالك بلفظ «أولها ملامة؛ وثانيها ندامة، وثالثها عذاب يوم القيامة، إلا من عدل» (¬3). ¬
8 - باب من استرعى رعية فلم ينصح
قال الحافظ: ... وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها (¬1). قال الحافظ: ... وقد يغتفر الحرص في حق من تعين عليه لكونه يصير واجبًا عليه، وتولية القضاء على الإمام فرض عين وعلى القاضي فرض كفاية إذا كان هناك غيره (¬2). 8 - باب من استرعى رعية فلم ينصح 7150 - عن الحسن أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار (¬3) في مرضه الذي مات فيه، قال له معقل: إني محدثك حديثًا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة». 7151 - عن الحسن قال: أتينا معقل بن يسار نعوده فدخل علينا عبيد الله، فقال له معقل: أحدثك حديثًا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة» (¬4). ¬
9 - باب من شاق شق الله عليه
9 - باب من شاق شق الله عليه 7152 - عن طريف أبي تميمة قال: شهدت صفوان وجندبًا (¬1) وأصحابه وهو يوصيهم فقالوا: هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا؟ قال: سمعته يقول: «من سمع سمع الله به يوم القيامة ... الحديث» (¬2). 11 - باب ما ذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن له بواب (¬3) 7154 - عن أنس بن مالك يقول لامرأة من أهله: تعرفين فلانة؟ قالت: نعم، قال: فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بها وهي تبكي عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري، فقالت: إليك عني، فإنك خلو من مصيبتي، قال فجاوزها ومضى، فمر بها رجل فقال: ما قال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: ما عرفته، قال: إنه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فجاءت إلى بابه فلم تجد عليه بوابًا فقالت: يا رسول الله، والله ما عرفتك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الصبر عند أول صدمة». ¬
12 - باب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الذي فوقه
12 - باب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الذي فوقه 7155 - عن أنس بن مالك قال: إن قيس بن سعد كان يكون بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير (¬1). 7157 - عن أبي موسى أن رجلًا أسلم ثم تهود، فأتاه معاذ بن جبل-وهو عند أبي موسى-فقال: ما لهذا؟ قال أسلم ثم تهود، قال: لا أجلس حتى أقتله، قضاء الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -» (¬2). 13 - باب هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان؟ 7158 - عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: كتب أبو بكرة إلى ابنه-وكان بسجستان-بأن لا تقضي بين اثنين وأنت غضبان، فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان» (¬3). 7159 - عن أبي مسعود الأنصاري قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني والله لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا فيها: فما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - قط أشد غضبًا في موعظة منه يومئذ، ثم قال: «يا أيها الناس، إن منكم منفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليوجز، فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة» (¬4). ¬
14 - باب من رأى للقاضي أن يحكم بعلمه في أمر الناس ...
7160 - عن سالم أن عبد الله بن عمر أخبره أنه طلق امرأته وهي حائض، فذكر عمر للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فتغيظ فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: «ليراجعها، ثم يمسكها حتى تطهر، ثم تحيض فتطهر، فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها» (¬1). 14 - باب من رأى للقاضي أن يحكم بعلمه في أمر الناس ... 7161 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة فقالت: يا رسول الله، والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلى أن يذلوا من أهل خبائك، وما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلى أن يعزوا من أهل خبائك. ثم قالت: إن أبا سفيان رجل مسيك، فهل على من حرج أن أطعم من الذي له عيالنا؟ قال لها: «لا حرج عليك أن تطعميهم من معروف» (¬2). ¬
15 - باب الشهادة على الخط المختوم، وما يجوز من ذلك وما يضيق عليه وكتاب الحاكم إلى عماله، والقاضي إلى القاضي
15 - باب الشهادة على الخط المختوم، وما يجوز من ذلك وما يضيق عليه وكتاب الحاكم إلى عماله، والقاضي إلى القاضي (¬1) وقال بعض الناس: كتاب الحاكم جائز إلا في الحدود، ثم قال: إن كان القتل خطأ فهو جائز لأن هذا مال بزعمه، وإنما صار مالًا بعد أن ثبت القتل، فالخطأ والعمد واحد. 16 - باب متى يستوجب الرجل القضاء؟ وقال مزاحم بن زفر قال لنا عمر بن عبد العزيز: خمس إذا أخطأ القاضي منهن خطة كانت فيه وصمة: أن يكون فهمًا، حليمًا، عفيفًا، صليبًا (¬2)، عالمًا سئولًا عن العلم. 17 - باب رزق الحاكم والعاملين عليها وكان شريح القاضي يأخذ على القضاء أجرًا، وقالت عائشة: يأكل الوصي بقدر عمالته (¬3)، وأكل أبو بكر وعمر. ¬
18 - باب من قضي ولاعن في المسجد
18 - باب من قضي ولاعن في المسجد (¬1) 7166 - عن سهل أخي بني ساعدة أن رجلًا من الأنصار جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أرأيت رجلًا وجد مع امرأته رجلًا أيقتله؟ فتلاعنا في المسجد (¬2) وأنا شاهد. 21 - باب الشهادة تكون عند الحاكم في ولاية القضاء أو قبل ذلك للخصم 7170 - عن أبي قتادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين: «من له بينة على قتيل قتله فله سلبه، فقمت لألتمس بينة على قتيلي فلم أر أحدًا يشهد لي، فجلست، ثم بدا لي فذكرت أمره إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رجل من جلسائه سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي قال: فأرضه منه، قال أبو بكر: كلا، لا يعطه أصيبغ من قريش ويدع أسدًا (¬3) من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله، قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأداه إلى فاشتريت منه خرافًا، فكان أول مال تأثلته». 7171 - عن علي بن حسين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتته صفية بنت حيي، فلما رجعت انطلق معها، فمر به رجلان من الأنصار، فدعاهما فقال: إنما هي صفية. قالا: سبحان الله، قال: «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم» (¬4). ¬
22 - باب أمر الوالي إذا وجه أميرين إلى موضع أن يتطاوعا ولا يتعاصيا
قال الحافظ: ... وهذا من المواضع التي ينبه عليها من يغتر بتعميم قولهم إن التعليق الجازم صحيح (¬1)، فيجب تقييد ذلك بأن يزاد إلى من علق عنه ويبقى النظر فيما فوق ذلك. 22 - باب أمر الوالي إذا وجه أميرين إلى موضع أن يتطاوعا ولا يتعاصيا 7172 - عن أبي بردة قال: سمعت أبي قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أبي ومعاذ بن جبل إلى اليمن فقال: «يسرا ولا تعسرا، وبشرًا ولا تنفرًا، وتطاوعًا» (¬2). فقال له أبو موسى: إنه يصنع في أرضنا البتع، فقال: «كل مسكر حرام». 23 - باب إجابة الحاكم الدعوة 7173 - عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «فكوا العاني، وأجيبوا الداعي» (¬3). ¬
24 - باب هدايا العمال
24 - باب هدايا العمال 7174 - عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من بني أسد يقال له ابن اللتبية على صدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدى لي (¬1) ... الحديث». 25 - باب استقضاء الموالي واستعمالهم 7175 - عن ابن عمر قال: كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسجد قباء، فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة» (¬2). ¬
28 - باب القضاء على الغائب
قال الحافظ: ... والحديث المذكور أخرجه أبو داود من طريق المقدام بن معد يكرب رفعه «العرافة حق، ولا بد للناس من عريف، والعرفاء في النار» ولأحمد وصححه ابن خزيمة (¬1) .... 28 - باب القضاء على الغائب 7180 - عن عائشة - رضي الله عنها - أن هندًا قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن أبا سفيان رجل شحيح، فأحتاج أن آخذ من ماله، قال - صلى الله عليه وسلم -: «خذ ما يكفيك وولدك بالمعروف» (¬2). ¬
29 - باب من قضي له بحق أخيه فلا يأخ
29 - باب من قضي له بحق أخيه فلا يأخذه 7181 - عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سمع خصومة بباب حجرته، فخرج إليهم فقال: «إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صادق فأقضي له بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليتركها» (¬1). 31 - باب القضاء في كثير المال وقليله 7185 - عن أم سلمة قالت: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - جلبة خصام عند بابه، فخرج إليهم فقال لهم: «إنما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضًا أن يكون أبلغ من بعض أقضي له بذلك وأحسب أنه صادق، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليدعها» (¬2). 32 - باب بيع الإمام على الناس أموالهم وضياعهم 7186 - عن جابر بن عبد الله قال: بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رجلًا من أصحابه أعتق غلامًا له عن دبر لم يكن له مال غيره، فباعه بثمانمائة درهم ثم أرسل بثمنه إليه» (¬3). ¬
33 - باب من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء حديثا
33 - باب من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء حديثًا (¬1) 7187 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثًا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن في إمارته، فقال: «إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبله. وأيم الله إن كان لخليقًا بالإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلى بعده». 34 - باب الألد الخصم، وهو الدائم في الخصومة 7188 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أبغض الرجال إليَّ الله الألد الخصم» (¬2). 35 - باب إذا قضي الحاكم بجور أو خلاف أهل العلم (¬3) فهو رد 7189 - عن سالم عن أبيه قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا، فقالوا: صبأنا صبأنا (¬4)، فجعل ¬
36 - باب الإمام يأتي قوما فيصلح بينهم
خالد يقتل ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، فأمر كل رجل منا أن يقتل أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيرين ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره، فذكرنا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد. مرتين». قال الحافظ: ... وقال ابن بطال: الإثم وإن كان ساقطًا عن المجتهد في الحكم إذا تبين أنه بخلاف جماعة أهل العلم، لكن الضمان لازم للمخطئ عند الأكثر مع الاختلاف، هل يلزم ذلك عاقلة الحاكم أو بيت المال (¬1) 36 - باب الإمام يأتي قومًا فيصلح بينهم 7190 - عن سهل بن سعد الساعدي قال: كان قتال بين بني عمرو، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصلى الظهر ثم أتاهم يصلح بينهم، فلما حضرت صلاة العصر فأذن بلال وأقام، وأمر أبا بكر فتقدم، وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر في الصلاة فشق الناس حتى قام خلف أبي بكر فتقدم في الصف الذي يليه، قال وصفح (¬2) القوم، وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت ¬
37 - باب يستحب للكاتب أن يكون أمينا عاقلا
حتى يفرغ، فلما رأى التصفيح لا يمسك عليه التفت فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - خلفه، فأومأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن امضه-وأومأ بيده هكذا-ولبث أبو بكر هنية فحمد الله على قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم مشى القهقري ... الحديث». 37 - باب يستحب للكاتب أن يكون أمينًا عاقلاً 7191 - عن زيد بن ثابت قال: بعث إلي أبو بكر لمقتل أهل اليمامة وعنده ¬
38 - باب كتاب الحاكم إلى عماله، والقاضي إلى أمنائه.
عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بقراء القرآن في المواطن كلها فيذهب قرآن كثير، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. قلت: كيف أفعل شيئًا لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال عمر: هو والله خير. فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر ورأيت في ذلك الذي رأى عمر ... الحديث» (¬1). 38 - باب كتاب الحاكم إلى عماله، والقاضي إلى أمنائه. 7192 - عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره هو ورجال من كبراء قومه أن عبد الله بن سهل ومحيصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهم، فأخبر محيصة أن عبد الله قتل وطرح في فقر - أو عين - فأتى يهود فقال: أنتم والله قتلتموه. قالوا: ما قتلناه والله. ثم أقبل حتى قدم على قومه فذكر لهم فأقبل هو وأخوه حويصة - وهو أكبر منه - وعبد الرحمن بن سهل، فذهب ليتكلم - وهو الذي كان بخيبر - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: كبر كبر يريد السن. فتكلم حويصة، ثم تكلم محيصة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إما أن يدروا صاحبكم، وإما أن يؤذنوا بحرب، فكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم به، فكتب: ما قتلناه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحويصة ومحيصة وعبد الرحمن: ¬
39 - باب هل يجوز للحاكم أن يبعت رجلا وحده للنظر في الأمور؟
أتحلفون (¬1) وتستحقون دم صاحبكم؟ قالوا: لا. قال: أفتحلف لكم يهود؟ قالوا: ليسوا بمسلمين. فوداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عنده مائة ناقة حتى أدخلت الدار. قال سهل: فركضتني منها ناقة». 39 - باب هل يجوز للحاكم أن يبعت رجلاً وحده للنظر في الأمور؟ 7193، 7194 - عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني قالا: جاء أعرابي فقال يا رسول الله، اقض بيننا بكتاب الله، فقام خصمه فقال: صدق فاقض بيننا بكتاب الله. فقال الأعرابي: إن ابني كان عسيفًا على هذا فزنى بامرأته، فقالوا لي علي ابنك الرجم، ففديت ابني منه بمائة من الغنم ووليدة. ثم سألت أهل العلم فقالوا: إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لأقضين بينكما بكتاب الله، أما الوليدة والغنم فرد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام. وأما أنت يا أنيس لرجل فاغد على امرأة هذا فارجمها. فغدا عليها أنيس فرجمها» (¬2). ¬
40 - باب ترجمة الحكام، وهل يجوز ترجمان واحد؟
40 - باب ترجمة الحكام، وهل يجوز ترجمان واحد؟ 7195 - عن زيد بن ثابت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يتعلم كتاب اليهود، حتى كتبت للنبي - صلى الله عليه وسلم - كتبه، وأقرأته كتبهم إذا كتبوا إليه». وقال عمر - وعنده علي وعبد الرحمن وعثمان - «ماذا تقول هذه؟ قال عبد الرحمن بن حاطب: فقلت تخبرك بصاحبها الذي صنع بها» وقال أبو جمرة «كنت أترجم بين ابن عباس وبين الناس». وقال بعض الناس. لابد للحاكم من مترجمين (¬1). 41 - باب محاسبة الإمام عماله 7197 - عن أبي حميد الساعدي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استعمل ابن اللتبية على صدقات بني سليم، فلما جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحاسبه قال: هذا الذي لكم، وهذه هدية أهديت (¬2) لي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فهلا جلست في بيت أبيك وبيت أمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقًا؟ ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطب الناس وحمد لله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني أستعمل رجالًا منكم على أمور مما ولاني الله، فيأتي أحدكم فيقول: هذا لكم وهذه ¬
42 - باب بطانة الإمام وأهل مشورته
هدية أهديت لي، فهلا جلس في بيت أبيه وبيت أمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقًا؟ فوالله لا يأخذ أحدكم منها شيئًا - قال هشام: بغير حقه - إلا جاء الله يحمله يوم القيامة. ألا فلأعرفن ما جاء الله رجل ببعير له رغاء، أو ببقرة لها خوار، أو شاة تيعر - ثم رفع يديه حتى رأيت بياض إبطية - ألا هل بلغت؟ ». 42 - باب بطانة الإمام وأهل مشورته 7198 - عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، فالمعصوم (¬1) من عصم الله تعالى» .... وقال ابن أبي حسين وسعيد بن زياد (¬2) عن أبي سلمة عن أبي سعيد ... 43 - باب كيف يبايع الإمام الناس 7202 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: كنا إذا بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة يقول لنا: «فيما استطعتم» (¬3). ¬
44 - باب من بايع مرتين
7203 - عن عبد الله بن دينار قال: شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك قال: كتب إني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت، وإن بني قد أقروا بمثل ذلك» (¬1). 7204 - عن جرير بن عبد الله قال: بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة فلقنني: «فيما استطعت، والنصح لكل مسلم» (¬2). 7206 - عن يزيد بن أبي عبيد قال: قلت لسلمة: على أي شيء بايعتم النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية؟ قال: على الموت» (¬3). 44 - باب من بايع مرتين 7208 - عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال: بايعنا النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة، فقال لي: يا سلمة ألا تبايع؟ قلت: يا رسول الله قد بايعت في الأول، قال: وفي الثاني» (¬4). ¬
45 - باب بيعة الأعراب
45 - باب بيعة الأعراب 7209 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن أعرابيًا بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام فأصابه وعك، فقال: أقلني بيعتي فأبى، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي فأبى، فخرج، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المدينة كالكير: تنفي خبثها (¬1) وتنصع طيبها». 47 - باب من بايع ثم استقال البيعة 7211 - عن جابر بن عبد الله أن أعرابيًا بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى الأعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أقلني بيعتي، فأبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم جاء فقال: أقلني بيعتي، فأبى، ثم جاءه (¬2) قال: أقلني بيعتي، فأبى. فخرج الأعرابي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما المدينة كالكير تنفي خبثها، تنصع طيبها». 48 - باب من بايع رجلاً لا يبايعه إلا للدنيا 7212 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة لا يكلمهم الله ¬
49 - باب بيعة النساء
يوم القيامة، ولا يزكيهم (¬1) ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل. ورجل بايع إمامًا لا يبايعه إلا لدنياه، إن أعطاه ما يريد وفي له، وإلا لم يف له. ورجل بايع رجلًا بسلعة بعد العصر (¬2)، فحلف بالله لقد أعطى بها كذا وكذا؛ فصدقه فأخذها، ولم يعط بها». 49 - باب بيعة النساء 7213 - عن عبادة بن الصامت قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في مجلس -: تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف. فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب في الدنيا (¬3) فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله فأمره إلى الله: إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه (¬4). فبايعناه على ذلك». قال الحافظ: .... وقد ذكرت في تفسير الممتحنة من خالف ظاهر ما قالت عائشة، من اقتصاره في مبايعته - صلى الله عليه وسلم - النساء على الكلام؛ وما ورد أنه بايعهن بحائل أن (¬5) بواسطة بما يغني عن إعادته ..... ¬
50 - باب من نكث بيعة
قال الحافظ: .... وقد أخرج إسحاق بن راهويه بسند حسن عن أسماء بنت يزيد مرفوعًا إني لا أصافح النساء وفي الحديث أن كلام الأجنبية مباح سماعه وأن صوتها ليس بعورة، ومنع لمس بشرة الأجنبية من غير ضرورة لذلك (¬1). 50 - باب من نكث بيعة 7216 - عن جابر قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: بايعني على الإسلام، فبايعه على الإسلام، ثم جاء الغد محمومًا، فقال: أقلني، فأبى، فلما ولى قال: «المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها» (¬2). 51 - باب الاستخلاف 7217 - عن عائشة - رضي الله عنها - قال: وارأساه (¬3)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك. فقالت عائشة: واثكلياه، والله إني لأظنك تحب موتي، ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسًا ببعض أزواجك. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بل أنا وارأساه، لقد هممت - أو أردت - أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون. ثم قلت يأبي الله ويدفع (¬4) المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون». ¬
7218 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قيل لعمر ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأثنوا عليه فقال. راغب وراهب، وددت أني نجوت منها كفافًا لا لي ولا علي، لا أتحملها حيًا وميتًا» (¬1). 7220 - عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة فكلمته في شئ، فأمرها أن ترجع إليه، قالت: يا رسول الله أرأيت إن جئت ولم أجدك - كأنها تريد الموت - قال: «إن لم تجديني فأتي أبا بكر» (¬2). قال الحافظ: ..... هذه المجلية قد عرفناها فما المخزية، قال: ننزع منكم الحلقة والكراع ونغنم ما أصبنا منكم، وتردون علينا ما أصبتم منا وتردون لنا قتلانا، ويكون قتلاكم (¬3) في النار. 7222، 7223 - عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يكون اثنا عشر أميرًا - فقال كلمة لم أسمعها - فقال أبي: إنه قال كلهم من قريش» (¬4). ¬
52 - باب إخراج الخصوم وأهل الريب من البيوت بعد المعرفة
52 - باب إخراج الخصوم وأهل الريب من البيوت بعد المعرفة 7224 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب يحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلًا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم (¬1) والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقًا سمينًا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء». 53 - باب هل للإمام أن يمنع المجرمين وأهل المعصية من الكلام معه والزيارة ونحوه 7225 - عن كعب بن مالك قال: لما تخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك - فذكر حديثه - ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين عن كلامنا؛ فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، وآذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتوبة الله علينا» (¬2). ¬
94 - كتاب التمني
94 - كتاب التمني 1 - باب ما جاء في التمني، ومن تمنى الشهادة 7137 - عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «والذي نفسي بيده، لولا أن رجالًا يكرهون أن يتخلفوا بعدي ولا أجد ما أحملهم ما تخلفت، لوددت أني أقتل، ثم أحيا ثم أقتل، ثم أحيا ثم أقتل» (¬1). 2 - باب تمني الخير، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «لو كان لي أُحد ذهبًا» 7228 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو كان عندي أحد ذهبًا لأحببت أن لا يأتي على ثلاث وعندي منه دينار، ليس شيء أرصده (¬2) في دين عليَّ أجد من يقبله» (¬3). 3 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «لو استقبلت من أمري ما استدبرت» 7229 - عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولحللت مع الناس حين حلو» (¬4). ¬
9 - باب ما يجوز من اللو، وقوله تعالى {لو أن لي بكم قوة}
723 - عن الحسن بن عمر (¬1) حدثنا يزيد عن حبيب عن عطاء «عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلبينا بالحج وقدمنا مكة لأربع خلون من ذي الحجة، فأمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نطوف بالبيت وبالصفا والمروة وأن نجعلها عمرة ولنحل، إلا من كان معه هدي .... » الحديث. قال الحافظ .... أو لعل الكراهية مختصة بمن يثق بقوته ويعجب (¬2) بنفسه ونحو ذلك. 9 - باب ما يجوز من اللو، وقوله تعالى {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً} 7238 - عن القاسم بن محمد قال: «ذكر ابن عباء المتلاعنين فقال عبد الله بن شداد: أهي التي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو كنت راجمًا امرأة من غير بينة؟ قال: لا، تلك امرأة أعلنت» (¬3). ¬
7241 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: واصل النبي - صلى الله عليه وسلم - آخر الشهر وواصل أناس من الناس، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «لو مد بي الشهر لواصلت وصالًا يدع المتمعقون تعمقهم، إني لست مثلكم، إني أظل يطعمني ربي ويسقيني». 7243 - عن عائشة قالت: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الجدر (¬1) أمن البيت هو؟ قال: نعم. قلت: فما بالهم لم يدخلوه في البيت؟ قال: إن قومك قصرت بهم النفقة (¬2) ...... » الحديث. 7244 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار، ولو سلك الناس واديًا وسلكت الأنصار واديًا - أو شعبًا - لسلكت وادي الأنصار، أو شعب الأنصار» (¬3). ¬
95 - كتاب أخبار الآحاد
95 - كتاب أخبار الآحاد (¬1) 1 - باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام 7250 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف من اثنتين، فقال له ذو اليدين أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت؟ فقال: أصدق (¬2) ذو اليدين؟ فقال الناس نعم، فقام رسول الله فصلى ركعتين أخرين ثم سلم، ثم كبر ثم سجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع ثم كبر فسجد مثل سجوده ثم رفع». 7254 - عن حذيفة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأهل نجران (¬3): «لأبعثن إليكم رجلًا أمينًا حق أمين، فاستشرف لها أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبعت أبا عبيدة». 7256 - عن عبيد بن حسين (¬4) عن ابن عباس: عن عمر - رضي الله عنهم - قال: وكان رجل من الأنصار إذا غاب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشهدته أتيته بما يكون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإذا غبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشهد أتاني بما يكون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ¬
5 - باب وصاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وفود العرب أن يبلغوا من وراءهم
5 - باب وصاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وفود العرب أن يبلغوا من وراءهم 7266 - عن ابن عباس قال: إن وفد عبد القيس لما أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من الوفد؟ قالوا: ربيعة. قال: مرحبًا بالوفد والقوم غير خزايا ولا ندامى. قالوا: يا رسول الاله إن بيننا وبينك كفار مضر، فمرنا بأمر ندخل به الجنة ونخبر به من وراءنا، فسألوا عن الأشربة، فنهاهم عن أربع وأمرهم بأربع: أمرهم بالإيمان بالله قال: هل تدرون ما الإيمان (¬1) بالله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله الا إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأظن فيه صيام رمضان وتؤتوا من المغانم الخمس. ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير، وربما قال المقير. قال: احفظوهن وأبلغوهن من وراءكم». 6 - باب خبر المرأة الواحدة 7267 - عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقاعدت ابن عمر قريبًا من سنتين أو سنة ونصف فلم أسمعه يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير هذا قال: كان ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم سعد، فذهبوا يأكلون من لحم، فنادتهم امرأة من بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنه لحم ضب (¬2)، فأمسكوا، فقال رسول الله ¬
- صلى الله عليه وسلم -: كلوا - أو اطعموا - فإنه حلال، أو قال: لا بأس به، شك فيه، ولكنه ليس من طعامي».
96 - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
96 - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة 7268 - عن طارق بن شهاب قال: قال رجل من اليهود لعمر: «يا أمير المؤمنين لو أن علينا نزلت هذه الآية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. فقال عمر: إني لأعلم أي يوم نزلت هذه الآية، نزلت يوم عرفة في يوم جمعة» (¬1). 7270 - عن ابن عباس قال: «ضمني إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: «اللهم علمه الكتاب» (¬2). 1 - باب قول النبي ق «بعتث بجوامع الكلم» 7273 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم رأيتني أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي» قال أبو هريرة: فقد ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنتم تلغثونها أو ترغثونها (¬3)، أو كلمة تشبهها. ¬
2 - باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
7274 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من الأنبياء نبي إلى أعطي من الآيات ما مثله أو من- أو آمن- عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليَّ (¬1)، فأرجو أني أكثرهم تابعًا يوم القيامة». قال الحافظ: ... ومن أمثلة جوامع الكلم من الأحاديث النبوية حديث عائشة «كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد» وحديث «كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل» [متفق عليه]، وحديث «وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم» وسيأتي شرحه قريبًا، وحديث المقدام «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه» (¬2). 2 - باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 7275 - عن أبي وائل قال: جلست إلى شيبة في هذا المسجد قال: «جلس إليَّ عمر في مجلسك هذا فقال: هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين المسلمين. قلت: ما أنت بفاعل. قال: لم؟ قلت: لم يفعله صاحباك. قال: هما المرآن يقتدي بهما» (¬3). 7281 - عن محمد بن عبادة (¬4) أخبرنا يزيد حدثنا سليم بن حيان- وأثنى عليه- حدثنا سعيد بن مينا ... ¬
5 - باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع
5 - باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلوِّ في الدين والبدع 7299 - عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تواصلوا، قالوا: إنك تواصل، قال: إني لست مثلكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني. فلم ينتهوا عن الوصال (¬1). قال فواصل بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يومين أو ليلتين، ثم رأوا الهلال فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو تأخر الهلال لزدتكم. كالمنكي لهم». 7301 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: صنع النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا ترخَّص فيه وتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه؟ فوالله إني أعلمهم بالله، وأشدُّهم له خشية» (¬2). 7304 - عن سهل بن سعد الساعدي قال: «جاء عويمر العجلاني إلى عاصم ابن عدي فقال: أرأيت رجلًا مع امرأته رجلًا فيقتله، أتقتلونه به؟ سل لي عاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث ... قد أنزل الله فيكم قرآنًا، فدعا بهما فتقدما فتلاعنا (¬3) .. الحديث». 6 - باب إثم من آوى محدثًا 7306 - عن عاصم قال: قلت لأنس: أحرَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة؟ قال: نعم، ما بين كذا إلى كذا، لا يُقطع شجرها، من أحدث فيها حدثًا فعليه ¬
7 - باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس
لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. قال عاصم: فأخبرني موسى بن أنس أنه قال: أو أوى محدثًا» (¬1). 7 - باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس 7308 - عن سهل بن حُنيف قال: «يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم، لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرُدَّ أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرددته وما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه غير هذا الأمر. قال وقال أبو وائل: شهدت صفين وبئست صفين» (¬2). 8 - باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول لا أدري أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي 7309 - عن جابر بن عبد الله قال: «مرضت فجاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني وأبو بكر وهما ماشيان، فأتاني وقد أغميَ عليَّ، فتوضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم صب وضوءه عليَّ، فأفقت فقلت: يا رسول الله- وربما قال سفيان: فقلت أي رسول الله- كيف أقضي في مالي، كيف أصنع في مالي؟ قال: فما أجابني بشيء حتى نزلت آية الميراث» (¬3). ¬
9 - باب تعليم النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته من الرجال والنساء
قال الحافظ: ... والحال أن الرأي إن كان مستندًا للنقل من الكتاب أو السنة فهو محمود وإن تجرد عن علم (¬1) فهو مذموم. 9 - باب تعليم النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته من الرجال والنساء 7310 - عن أبي سعيد: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يومًا نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله. فقال: «اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا، فاجتمعن؛ فأتاهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلمهن مما علمه الله. ثم قال: ما منكن امرأة تقدِّم بين يديها من ولدها ثلاثة (¬2) إلا كان لها حجابًا من النار. فقالت امرأة منهن: يا رسول الله، اثنين؟ قال فأعادتها مرتين، ثم قال: واثنين واثنتين واثنين». 10 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا تزال طائفة من أمتي على الحق وهم أهل العلم» 7311 - عن المغيرة بن شعبة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون». ¬
11 - باب قول الله تعالى {أو يلبسكم شيعا} [الأنعام: 65]
قال الحافظ: ... وذكرت أن المراد بأمر الله هبوب تلك الريح ... (¬1). 11 - باب قول الله تعالى {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا} [الأنعام: 65] 7313 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «لما نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} قال: أعوذ بوجهك {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: أعوذ بوجهك. فلما نزلت {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} قال: هاتان أهون، أو أيسر» (¬2). 12 - باب من شبَّه أصلاً معلومًا بأصل مبين وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - حكمهما ليفهم السائل 7314 - عن أبي هريرة أن أعرابيًا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إني امرأتي ولدت غلامًا أسود وإني أنكرته، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل لك من أبل؟ قال: نعم. قال: فما ألوانها؟ قال: حمر. قال: هل فيها من أورق؟ قال: إن فيها لورقًا. قال: فأنى ترى ذلك جاءها؟ قال: يا رسول الله عرق نزعها. قال: ولعل هذا عرق نزعه. ولم يرخص له في الانتفاء منه» (¬3). ¬
13 - باب ما جاء في اجتهاد القضاء بما أنزل الله تعالى
7315 - عن ابن عباس أن امرأة جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: «إن أمي نذرت أن تحج فماتت قبل أن تحج، أفأحُج عنها؟ قال: نعم، حُجِّي عنها، أرأيت لو كان على أمِّك دين أكنت قاضيته؟ قالت: نعم. قال: فاقضوا الذي له، فإن الله أحق بالوفاء» (¬1). 13 - باب ما جاء في اجتهاد القضاء بما أنزل الله تعالى 7317 - عن المغيرة بن شعبة قال: سأل عمر بن الخطاب عن إملاص (¬2) المرأة- وهي التي يضرب بطنها فتلقى جنينًا فقال: أيكم سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه شيئًا؟ فقلت: أنا. فقال: ما هو؟ قلت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «فيه غرةٌ عبدٌ أو أمة». فقال: لا تبرح حتى تجيئني بالمخرج فيما قلت. 14 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «لتتبعن سنن من كان قبلكم» 7319 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، فقيل: يا رسول الله كفارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلا أولئك؟ » (¬3). ¬
15 - باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة لقول الله تعالى: {ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم} الآية
7320 - عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا وشبرًا وذراعًا ذراعًا حتى لو دخلوا حُجر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن» (¬1). 15 - باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة لقول الله تعالى: {وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} الآية 7321 - عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليس من نفس تُقتل ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها. وربما قال سفيان من دمها- لأنه سن القتل أولًا». قال الحافظ: ... عن جرير بن عبد الله البجلي في حديث طويل قال فيه: «فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سن (¬2) في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده .. ». ¬
16 - باب ما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - وحض على اتفاق أهل العلم
16 - باب ما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - وحض على اتفاق أهل العلم 7322 - عن جابر بن عبد الله السَّلمي «أن أعرابيًا بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فجاء الأعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أقلني بيعتي، فأبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي (¬1)، فأبى ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي. فأبى فخرج الأعرابي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما المدينة كالكير (¬2) تنفي خبثها وينصع طيبها». 7323 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف، فلما كان آخر حجة حجها عمر فقال عبد الرحمن بمنى: لو شهدت أمير المؤمنين، أتاه رجل قال: إن فلانًا يقول لو مات أمير المؤمنين لبايعنا فلانًا .. الحديث .. والله لأقومن به في أول مقام أقومه بالمدينة. قال ابن عباس: فقدمنا المدينة (¬3)، فقال: إن الله بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل آية الرجم». ¬
7325 - عن عبد الرحمن بن عابس قال: «سئل ابن عباس: أشهدت العيد مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، ولولا منزلتي منه ما شهدته من الصِّغر، فأتى لتعلم الذي عند دار كثير بن الصَّلت فصلى، ثم خطب- ولم يذكر أذانًا ولا إقامة ثم أمر بالصدقة، فجعل النساء يُشرن إلى آذانهن وحلوقهن فأمر بلالًا فأتاهن (¬1)، ثم رجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -». ¬
7326 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كأن يأتي قباء ماشيًا وراكبا) (¬1). 7330 - عن السائب بن يزيد قال: كان الصاع على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - مدًا وثلثًا بمدكم اليوم وقد زيد فيه «سمع القاسم (¬2) بن مالك الجعيد. 7333 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلع له أحد فقال «هذا جبل يحبنا ونحبه، اللهم إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابيتها» (¬3). 7335 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما بين بيتي ومنبري روضة (¬4) من رياض الجنة، ومنبري على حوضي». 7336 - عن عبد الله قال: سابق النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الخيل، فأرسلت التي ضمرت منها - وأمدها إلى الحفياء - إلى ثنية الوداع، والتي لم تضمر - أمدها ثنية الوداع - إلى مسجد بني زريق. وإن عبد الله كان فيمن سابق» (¬5). 7340 - عن أنس قال: «حالف النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الأنصار وقريش (¬6) في داري التي بالمدينة». ¬
20 - باب إذا أجتهد العامل - أو الحاكم - فأخطأ خلاف الرسول من غير علم فحكمه مردود
7343 - عن إبن عباس أن عمر - رضي الله عنه - حدثه قال: حدثني النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أتاني الليله آت من ربي وهو بالعقيق أن صل في هذا الوادي المبارك (¬1) وقل: عمرة وحجة». 20 - باب إذا أجتهد العامل - أو الحاكم - فأخطأ خلاف الرسول من غير علم فحكمه مردود 7350، 7351 - عن سعيد بن المسيب قال: إن أبا سعيد الخدري وأبا هريرة حدثاه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أخا بني عدي الأنصاري وإستعمله على خيبر فقدم بتمر جنيب، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أكل تمر خيبر كذا؟ قال: لا والله يارسول الله، إنا لنشتري الصاع بالصاعين من الجمع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تفعلوا، ولكن مثلًا بمثل، أو بيعوا هذا وإشتروا بثمنه من هذا، أو بيعوا هذا وإشتروا بثمنه من هذا، وكذلك الميزان» (¬2). 23 - باب من رأى ترك النكير من النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة، لا من غير الرسول 7355 - عن حماد (¬3) بن حميد .... عن محمد بن المنكدر قال: «رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن إبن الصياد الدجال. قلت: تحلف بالله؟ ». ¬
24 - باب الأحكام التي تعرف بالدلائل
قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم ينكره النبي - صلى الله عليه وسلم -» (¬1). 24 - باب الأحكام التي تعرف بالدلائل 7356 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الخيل لثلاثة: لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر، فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال في مرج أو روضة، فما أصابت في طيلها ذلك المرج والروضة كان له حسنات، ولو أنها قطعت طيلها فإستنت شرفًا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن تسقي به كان ذلك حسنات له، وهي لذلك الرجل أجر, ورجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله في رقابها (¬2) ولا ظهورها فهي له ستر، ورجل ربطها فخرًا ورياءً فهي على ذلك زور. وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحمر قال: «ما أنزل الله عليَّ فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}. 7358 - عن ابن عباس أن أم حفيد بنت الحارث بن حزن أهدت - صلى الله عليه وسلم - سمنًا وأقطًا وأضبًا فدعا بهن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأكلن على مائدته، فتركهن النبي ¬
25 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء ... »
- صلى الله عليه وسلم - كالمتقدر لهن، ولو كن حراما ما أكلن على مائدته ولا أمر بأكلهن» (¬1) 7359 - عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي ق: «من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا» (¬2) -أو ليعتزل مسجدنا - وليقعد في بيته. وإنه أتى ببدر قال ابن ذهب: يعني طبقًا في خضرات من بقول، فوجد لها ريحًا، فسأل عنها فأخبر بما فيها من البقول فقال: قربوها، فقربوها إلى بعض أصحابه كان معه، فلما رآه أكلها قال: «كل فاني أناجي من لا تناجي». وقال ابن عفير عن ابن وهب «بقدر فيه خضرات». 7360 - عن جبير بن مطعم أن إمرأة من الأنصار أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلمته في شيء، فأمرها بأمر، فقالت: أرأيت يارسول الله إن لم أجدك؟ قال: إن لم تجديني فائتي أبا بكر» (¬3) 25 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء ... » 7361 - عن حميد بن عبد الرحمن سمع معاوية يحدث رهطًا من قريش بالمدينة وذكر كعب (¬4) الأحبار فقال: إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب، وإن كنا - مع ذلك - لنبلو عليه الكذب». ¬
7363 - عن عبيد الله بن عبد الله أن ابن عباس (¬1) - رضي الله عنهما - قال: كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدث، تقرؤونه محضًا لم يشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلًا، لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، لا والله ما رأينا منهم رجلًا يسألكم عن الذي أنزل عليكم». 7366 - عن إبن عباس قال: لما حضر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال - وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب - قال: هلم (¬2) اكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده، قال عمر: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - غلبه الوجع، وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله. وإختلف أهل البيت وإختصموا، فمنهم من يقول: قربوا. يكتب لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابًا لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر. فلما أكثروا اللغط والإختلاف عند النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قوموا عني. قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من إختلافهم ولغطهم». ¬
27 - باب نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - على التحريم، إلا ما تعرف إباحته
27 - باب نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - على التحريم، إلا ما تعرف إباحته 7368 - عن ابن بريدة عن عبد الله المزني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «صلوا قبل صلاة المغرب، قال - في الثالثة - لمن شاء، خشية أن يتخذها الناس سنة» (¬1). 28 - باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى (¬2) بَيْنَهُمْ ... } وأن المشاورة قبل العزم والتبين لقوله تعالى {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} فإذا عزم الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكن لبشر التقدم على الله ورسوله. ¬
97 - كتاب التوحيد
97 - كتاب التوحيد 13 - باب السؤال بأسماء الله تعالى والإستعاذة بها 7393 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه (¬1) بصنفه ثوبه ثلاث مرات وليقل: بإسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فإغفر لها، وإن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين». 7398 - عن عائشة قالت: قالوا يا رسول الله إن أقوامًا حديثًا عهدهم بشرك يأتونا بلحمان لا ندري يذكرون إسم الله عليها أن لا، قال: إذكروا أنتم إسم الله وكلوا» (¬2) 14 - باب ما يذكر في الذات (¬3) والنعوت وأسامي الله - عز وجل - وقال خبيب: وذلك في ذات الإله، فذكر الذات باسمه تعالى 7042 - عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة منهم خبيب الأنصاري فأخبرني عبيد الله بن عياض أن إبنة الحارث أخبرته أنهم حين ¬
20 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا شخص أغير من الله»
إجتمعوا أستعار منها موسى يستحد بها، فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه قال خبيب الأنصاري: ولست أبالي حين أقتل مسلمًا ... على أي شق كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع 20 - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا شخص أغير من الله» وقال عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك «لا شخص (¬1) أغير من الله» 7416 - قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلًا مع إمرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «تعجبون من غير سعد، والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين، ولا أحد أحب إليه المدحة من الله، ومن أجل ذلك وعد الله الجنة». قال الحافظ: قال ابن دقيق العيد: المنزهون لله إما ساكت عن التأويل وإما مؤول (¬2). قال الحافظ: .... وإن لم يكن شخصًا بوجه، وأما الخطابي (¬3) فبنى على هذا التركيب يقتضي إثبات هذا الوصف لله تعالى فبالغفي الإنكار وتخطئة الراوي. ¬
22 - باب «وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم»
22 - باب «وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم» قال أبو العالية: إستوى إلى السماء: إرتفع. فسواهن، خلقهن، وقال مجاهد، استوى: علا على العرش (¬1)، وقال ابن عباس المجيد: الكريم، والودود: الحبيب، يقال: حميد مجيد، كأنه قيل من ماجد محمود من حمد. 7421 - حدثنا خلاد بن يحيي حدثنا عيسى بن طهمان (¬2) قال «سمعت أنس ابن مالك (¬3) - رضي الله عنه - يقول: نزلت آية الحجاب في زينب بنت جحش، وأطعم عليها يومئذ خبزًا ولحمًا».وكانت تفخر على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانت تقول: إن الله أنكحني في السماء. 7427 - عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يصعقون يوم القيامة فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش» (¬4). 7428 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «فأكون أول من بعث (¬5)، فإذا موسى آخذ بالعرش». 23 - باب قول الله تعالى {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} وقوله جل ذكره {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} وقال أبو جمرة عن أبن عباس «بلغ أبا ذر مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لأخيه: ¬
أعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر في السماء»، وقال مجاهد: «العمل الصالح يرفع الكلم الطيب» (¬1) يقال، ذي المعارج: الملائكة تعرج إلى الله. 7430 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوة حتى تكون مثل الجبل» ورواه ورقاء عن عبد الله بن دينار عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ولا يصعد (¬2) إلى الله إلا الطيب». 7431 - عن ابن عباس أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو بهن عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم» (¬3). 7432 - عن أبي سعيد الخدري قال: بعث على وهو في اليمن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بذهبية في تربتها فقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم أحد بني مجاشع وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين علقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب وبين زيد الخيل الطائي ثم أحد بني نبهان فتعيظت قريش والأنصار ¬
24 - باب قول الله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة}
فقالوا يعطيه صناديد أهل نجد ويدعنا، قال: إنما أتالفهم، فأقبل رجل غائر العينين ناتيء الجبين كث اللحية مشرف الوجنتين محلوق الرأس فقال: يا محمد اتق الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فمن يطيع الله إذا عصيته فيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني، فسأل رجل من القوم قتله، أراه خالد بن الوليد، فمنعه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما ولى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن من ضئضيء هذا قوماً يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان (¬1) لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد». 7433 - عن أبي ذر قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قوله {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} قال: مستقرها (¬2) تحت العرش. 24 - باب قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} 7434 - عن جرير قال: «كنا جلوسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ نظر إلى القمر البدر قال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن إستطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فإفعلوا» (¬3). ¬
7436 - عن قيس بن حازم حدثنا جرير قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة البدر فقال: «إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته» (¬1). 7437 - عن أبي هريرة أن الناس قالوا: يارسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هل تضارون في القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يارسول الله، قال: فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يارسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها، أو منافقوها، شك إبراهيم، فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم، فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في صورته (¬2) التي يعرفون فيقول أنا ربكم، فيقولون أنت ربنا فيتبعونه، ويضرب السراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا وأمتى أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم السعدان؟ قالوا: نعم يارسول الله، قال فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تخطف الناس أعمالهم فمنهم الموبق بقى بعمله، ومنهم المخردل أو المجازي أو نحوه، ثم يتجلى حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن ¬
يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله أن يرحمه ممن يشهد أن لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار بأثر السجود، تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود، حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتشحوا (¬1) فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون تحته، كما تنبت الحبة في حميل السيل، ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد، ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار هو آخر أهل النار دخولًا الجنة، فيقول أي رب اصرف وجهى عن النار، فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها (¬2)، فيدعو الله ما شاء أن يدعوه، ثم يقول الله: هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء، فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول أي رب قدمني إلى باب الجنة، فيقول الله له ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير الذي أعطيت أبدًا، ويلك يابن آدم ما أغدرك، فيقول: أي رب، ويدعو الله حتى يقول هل عسيت أن أعطيت ذلك أن تسأل غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، ويعطي ما شاء من عهود ومواثيق فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا قام إلى باب الجنة انفهقت (¬3) له الجنة فرأى ما فيها من الحبرة والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب ادخلني الجنة فيقول الله ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت، فيقول: ويلك ياابن آدم ما ¬
أغدرك، فيقال (¬1) أي رب لا أكون أشقى خلقك فلا يزال يدعو حتى يضحك الله منه، فإذا ضحك منه قال له أدخل الجنة، فإذا دخلها قال الله له تمنه فسأل ربه وتنمي، حتى أن الله ليذكره، يقول: كذا وكذا حتى انقطعت به الأماني، قال الله ذلك لك ومثله معه» (¬2). 7438 - قال عطاء بن يزيد وأبو سعيد الخدري مع أبي هريرة لا يرد عليه من حديثه شيئًا حتى إذا حدث أبو هريرة أن الله تبارك وتعالى قال ذاك لك ومثله معه قال أبو سعيد الخدري: وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة؟ قال أبو هريرة: ما حفظت إلا قوله ذلك لك ومثله معه، قال أبو سعيد الخدري: أشهد أني حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله ذلك لك وعشرة أمثاله، قال أبو هريرة فذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولًا الجنة (¬3). 7439 - عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا يارسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة، قال: هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوًا؟ قلنا لا، قال: فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما، ثم قال: ينادي مناد ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم (¬4)، حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر وغبرات (¬5) ¬
من أهل الكتاب ثم يؤتي بجهنم تعرض كأنها سراب، فيقال لليهود ما كنتم تعبدون؟ قالوا كنا نعبد عزيرا ابن الله، فيقال: كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد فما تريدون، قالوا: نريد أن تقينا فيقال اشربوا فيتساقطون في جهنم، ثم يقال للنصاري ما كنتم تعبدون؟ فيقولون كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون فيقولون نريد أن تسقينا، فيقال اشربوا فيتساقطون حتى يبقى من كان يعبد الله من برة أو فاجر فيقال لهم ما يحبسكم وقد ذهب الناس فيقولون: فارقناهم ونحن أحوج منا إليه (¬1) اليوم، وإنا سمعنا مناديًا ينادي: ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون وإنما ننتظر ربنا. قال: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم فيقولون أنت ربنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون الساق. فيكشف عن ساقه (¬2)، فيسجد له كل مؤمن، ويبقي من كان يسجد لله رياء وسمعة فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا ثم يؤتي بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم، قلنا يارسول الله وما الجسر؟ قال: مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبًا فما أنتم بأشد لي مناشدة (¬3) في الحق قد تبين لكم ¬
من المؤمن يومئذ للجبار، وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم يقولون ربنا إخواننا الذين كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويعملون معنا، فيقول الله تعالى: إذهبوا فمن وجدتهم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، ويحرم الله صورهم على النار فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه وإلى أنصاف ساقيه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون، فيقول: إذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون، فيقول إذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه فيخرجون من عرفوا، قال أبو سعيد فإن لم تصدقوني فاقرءوا: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون، فيقول الجبار بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد أمتحشوا فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل قد رأيتموها إلى جانب الصخرة وإلى جانب الشجرة فما كان إلى الشمس منها كان أخضر، وما كان منها إلى الظل كان أبيض فيخرجون كأنهم اللؤلؤ فيجعل في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه، فيقال لهم لكم ما رأيتم ومثله معه». 7440 - عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهموا بذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون أنت آدم أبو الناس، خلقك الله بيده وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، لتشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا، قال: فيقول لست هناكم، قال: ويذكر خطيئته
التي أصاب أكله من الشجرة وقد نهى عنها، ولكن ائتوا نوحًا أول نبي بعثه الله تعالى إلى أهل الأرض. فيأتون نوحًا فيقول لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب سؤاله ربه بغير علم، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن، قال: فيأتون إبراهيم، فيقول: إني لست هناكم، ويذكر ثلاث كذبات كذبهن، ولكن أئتوا موسى عبدًا آتاه الله التوراه وكلمه وقربه نجيا، قال فيأتون موسى فيقول إني لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب قتله النفس، ولكن ائتوا عيسي عبد الله ورسوله، وروح الله وكلمته، قال: فيأتون عيسي فيقول لست هناكم، ولكن ائتوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - عبدًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني فأستأذن على ربي في داره (¬1)، فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول: ارفع محمد وقل يسمع، واشفع تشفع، وسل تعط، قال: فأرفع رأسي، فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمينه، فيحد لي حدًا فأخرج فأدخلهم الجنة. قال قتادة: وسمعته أيضًا يقول: فأخرج فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة ثم أعود فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول، أرفع محمد وقل يسمع، واشفع تشفع، وسل تعطه، قال: فأرفع رأسي، فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمينه، قال: ثم أشفع فيحد لي حدًا فأخرج فأدخلهم الجنة. قال قتادة: وسمعته يقول: فأخرج فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة ثم أعود الثالثة فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول: ارفع محمد وقل يسمع، واشتفع تشفع ¬
وسل تعطه، قال: فأرفع رأسي، فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمينه، قال: ثم أشفع (¬1) فيحد لي حدا فأخرج، فأدخلهم الجنة. قال قتادة: وقد سمعته يقول: فأخرج فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة حتى ما يبقي في النار إلا من حبسه القرآن (¬2)، أي وجب عليه الخلود، ثم تلا الآية: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}، قال: وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. 7442 - عن ثابت بن محمد (¬3) عن سيفان عن ابن جريج عن سليمان الأحول عن طاوس عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ¬
25 - باب ما جاء في قول الله تعالى {إن رحمت الله قريب من المحسنين}
إذا تهجد من الليل قال: اللهم ربنا لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ولك الحمد، أنت رب السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، أنت الحق وقولك الحق. ووعدك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك خاصمت. وبك حاكمت فأغفر لي ما قدمت وما أخرت وأسسرت وأعلنت وما أنت أعلم به مني لا إله إلا أنت». 7446 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم رجل حلف على سلعة لقد أعطى (¬1) بها أكثر مما أعطى وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال امريء مسلم، ورجل منع فضل ماء فيقول الله يوم القيامة: اليوم امنعك فضلي، كما منعت فضل ما لم تعمل يداك». 25 - باب ما جاء في قول الله تعالى {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} 7449 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اختصمت الجنة والنار إلى ربهما، فقالت الجنة: يارب ما لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم، وقالت النار يعني أوثرت بالمتكبرين، فقال الله تعالى للجنة: أنت رحمتي، وقال للنار: أنت عذابي، أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها، قال فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقة أحدًا وأنه ينشيء للنار (¬2) من يشاء ¬
26 - باب قول الله تعالى {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا}
فيلقون فيها فتقول هل من مزيد ثلاثًا، حتى يضع فيها قدمه فتمتليء، ويرد بعضها إلى بعض وتقول قط قط قط: قط». قال الحافظ: .... ومن طريق همام بلفظ «فأما النار فلا تمتليء حتى يضع رجله (¬1)» فتقول قط قط فهناك تمتلي ... 26 - باب قول الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} 7451 - عن عبد الله قال: «جاء حبر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يامحمد إن الله يضع السماء على إصبع، والأرض على إصبع، والجبال على إصبع، والشجر والأنهار على إصبع (¬2)، وسائر الخلق على إصبع، ثم يقول بيده أنا الملك، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: وما قدروا الله حق قدره». 27 - باب ما جاء في تخليق السماوات والأرض وغيرهما من الخلائق 7452 - عن ابن عباس قال: بت في بيت ميمونة ليلة والنبي - صلى الله عليه وسلم - عندها لأنظر كيف صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل فتحدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الأخير أو بعضه، قعد فنظر إلى السماء فقرأ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ - إلى قوله - لِأُولِي الْأَلْبَابِ}.ثم قام فتوضأ واستن ثم صلى إحدى عشرة ركعة، ثم أذن بلال بالصلاة فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى للناس الصبح" (3). ¬
29 - باب قول الله تعالى {إنما قولنا لشيء إذا أردناه}
29 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ} 7460 - عن عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لاَ يَزَالُ مِنْ أُمَّتِى أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ كَذَّبَهُمْ وَلاَ مَنْ خَذلَهُمْ حَتَّى يَأْتِىَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ» فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ وَهُمْ بِالشَّأْمِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ وَهُمْ بِالشَّأْمِ (¬1). 7461 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَقَفَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: «لَوْ سَأَلْتَنِى هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ (¬2) اللَّهُ». قال الحافظ: . . . وقال ابن بطال المراد بأمر الله في هذا الحديث الساعة والصواب أمر الله (¬3) بقيام الساعة فيرجع إلى حكمه وقضائه. قال الحافظ: . . . فالإضافة على ثلاث مراتب: إضافة إيجاد وإضافة تشريف وإضافة صفة (4). ¬
35 - باب قول الله تعالى {يريدون أن يبدلوا كلام الله}
35 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللَّهِ} 7501 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا أَرَادَ عَبْدِى أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلاَ تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِى فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا، فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةٍ» (¬1). 7503 - عَنْ صَالِحٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: مُطِرَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «قَالَ اللَّهُ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِى كَافِرٌ بِى وَمُؤْمِنٌ بِى» (¬2). 7506 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ رَجُلٌ -لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ- فَإِذَا مَاتَ فَحَرِّقُوهُ وَاذْرُوا نِصْفَهُ فِى الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِى الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا لاَ يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ وَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَغَفَرَ لَهُ» (¬3). ¬
36 - باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم
7507 - عن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا -وَرُبَّمَا قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا- فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ -وَرُبَّمَا قَالَ أَصَبْتُ- فَاغْفِرْ، فَقَالَ رَبُّهُ أَعَلِمَ عَبْدِى أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِى: ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا -أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا- فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ -أَوْ أَصَبْتُ- آخَرَ فَاغْفِرْهُ، فَقَالَ: أَعَلِمَ (¬1) عَبْدِى أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِى ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا -وَرُبَّمَا قَالَ أَصَابَ ذَنْبًا- فَقَالَ: رَبِّ أَصَبْتُ -أَوْ أَذْنَبْتُ- آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِى، فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِى أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِى ثَلاَثًا فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ». 36 - باب كَلاَمِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ 7509 - عن أَبي بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا (¬2) رضى الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ شُفِّعْتُ فَقُلْتُ يَا رَبِّ أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ فَيَدْخُلُونَ، ثُمَّ أَقُولُ: أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ أَدْنَى شَىْءٍ، فَقَالَ أَنَسٌ كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَى أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم». ¬
7513 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه قَالَ: جَاءَ حَبْرة مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ وَالْخَلاَئِقَ عَلَى إِصْبَعٍ (¬1) ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لِقَوْلِهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ -إِلَى قَوْلِهِ- يُشْرِكُونَ». 7514 - عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِى النَّجْوَى؟ قَالَ: «يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ (¬2) عَلَيْهِ فَيَقُولُ: أَعَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، وَيَقُولُ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَرِّرُهُ (¬3) ثُمَّ يَقُولُ إِنِّى سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِى الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ». قال الحافظ: . . . والظاهر أن هذا من تخليط اليهود وتحريفهم، وإن ضحكه عليه الصلاة والسلام إنما كان على معنى التعجب والنكير له والعلم عند الله تعالى. ¬
37 - باب ما جاء في قوله عز وجل {وكلم الله موسى تكليما}
37 - باب ما جاء في قَوْلِهِ عز وجل {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} 7515 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِى أَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ، قَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاَتِهِ وَكَلاَمِهِ ثُمَّ تَلُومُنِى عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ عَلَىَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى» (¬1). 7516 - عَنْ أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يُجْمَعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ لَهُ أَنْتَ آدَمُ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ الْمَلاَئِكَةَ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَىْءٍ (¬2)، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، فَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِى أَصَابَ». 7517 - عَنْ سُلَيْمَانُ عَنْ شَرِيكِ (¬3) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ (¬4) ابْنَ مَالِكٍ يَقُولُ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ ¬
نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهْوَ نَائِمٌ فِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، فَقَالَ آخِرُهُمْ خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ، فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ فَتَوَلاَّهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ، فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ ثُمَّ أُتِىَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ -يَعْنِى عُرُوقَ حَلْقِهِ- ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا، فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ، قَالُوا وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مَعِى مُحَمَّدٌ، قَالَ: وَقَدْ بُعِثَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا فَمَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلاً، فَيَسْتَبْشِرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ لاَ يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِمَا يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ فِى الأَرْضِ حَتَّى يُعْلِمَهُمْ فَوَجَدَ فِى السَّمَاءِ الدُّنْيَا آدَمَ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: هَذَا أَبُوكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ آدَمُ وَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلاً بِابْنِى نِعْمَ الاِبْنُ أَنْتَ، فَإِذَا هُوَ فِى السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ، فَقَالَ: مَا هَذَانِ النَّهَرَانِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَانِ النِّيلُ وَالْفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا ثُمَّ مَضَى بِهِ فِى السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ بِنَهَرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ فَضَرَبَ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ قَالَ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِى خَبَأَ لَكَ رَبُّكَ ثُمَّ عَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَقَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُ الأُولَى، مَنْ هَذَا؟ قَالَ جِبْرِيلُ، قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا مَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلاً. ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ وَقَالُوا لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتِ الأُولَى وَالثَّانِيَةُ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى الرَّابِعَةِ فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ
السَّادِسَةِ فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ كُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ قَدْ سَمَّاهُمْ فَأَوْعَيْتُ مِنْهُمْ إِدْرِيسَ فِى الثَّانِيَةِ وَهَارُونَ فِى الرَّابِعَةِ وَآخَرَ فِى الْخَامِسَةِ لَمْ أَحْفَظِ اسْمَهُ، وَإِبْرَاهِيمَ فِى السَّادِسَةِ وَمُوسَى فِى السَّابِعَةِ بِفَضلِ كَلامه لله، فَقَالَ مُوسَى: رَبِّ لَمْ أَظُنَّ أَنْ تُرْفَعَ عَلَىَّ أَحَدٌ. ثُمَّ عَلاَ بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بِمَا لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ، حَتَّى جَاءَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى وَدَنَا الْجَبَّارُ (1) رَبُّ الْعِزَّةِ فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى اللَّهُ فِيمَا أَوْحَى إِلَيْهِ خَمْسِينَ صَلاَةً عَلَى أُمَّتِكَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ: مَاذَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: عَهِدَ إِلَىَّ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وَعَنْهُمْ فَالْتَفَتَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِى ذَلِكَ فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ أَنْ نَعَمْ، إِنْ شِئْتَ فَعَلاَ بِهِ إِلَى الْجَبَّارِ، فَقَالَ وَهْوَ مَكَانَهُ يَا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا فَإِنَّ أُمَّتِى لاَ تَسْتَطِيعُ هَذَا فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ حَتَّى صَارَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ ثُمَّ احْتَبَسَهُ مُوسَى عِنْدَ الْخَمْسِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ لَقَدْ رَاوَدْتُ بَنِى إِسْرَائِيلَ قَوْمِى عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا فَضَعُفُوا فَتَرَكُوهُ، فَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا وَقُلُوبًا وَأَبْدَانًا وَأَبْصَارًا وَأَسْمَاعًا، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ، كُلَّ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ وَلاَ يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ، فَرَفَعَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنَّ أُمَّتِى ضُعَفَاءُ أَجْسَادُهُمْ ¬
38 - باب كلام الرب مع أهل الجنة
وَقُلُوبُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ فَخَفِّفْ عَنَّا، فَقَالَ الْجَبَّارُ: يَا مُحَمَّدُ، قَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: إِنَّهُ لاَ يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ كَمَا فَرَضْتُ عَلَيْكَ فِى أُمِّ الْكِتَابِ قَالَ فَكُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا فَهْىَ خَمْسُونَ فِى أُمِّ الْكِتَابِ وَهْىَ خَمْسٌ عَلَيْكَ، فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: خَفَّفَ عَنَّا، أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا. قَالَ مُوسَى: قَدْ وَاللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِى إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أَيْضًا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا مُوسَى قَدْ وَاللَّهِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّى مِمَّا اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَاهْبِطْ بِاسْمِ اللَّهِ، قَالَ: وَاسْتَيْقَظَ وَهْوَ فِى مَسْجِدِ الْحَرَامِ». 38 - باب كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ 7519 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ «أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِى الزَّرْعِ، فَقَالَ: أَوَ لَسْتَ فِيمَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنِّى أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ، فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ فَتَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَاؤهُ وَتَكْوِيرُهُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ (¬1) فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ فَإِنَّهُ لاَ يُشْبِعُكَ شَىْءٌ، فَقَالَ الأَعْرَابِىُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لاَ تَجِدُ (¬2) هَذَا إِلاَّ قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ فَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ». ¬
39 - باب ذكر الله بالأمر وذكر العباد بالدعاء والتضرع والرسالة والبلاغ،
39 - باب ذِكْرِ اللَّهِ (¬1) بِالأَمْرِ وَذِكْرِ الْعِبَادِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالرِّسَالَةِ وَالبَلاَغِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ} {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِى وَتَذْكِيرِى بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ. . .} الآية. . . .والنَّبَأُ الْعَظِيمُ: الْقُرْآنُ، صَوَابًا: حَقًّا فِى الدُّنْيَا وَعَمَلٌ (¬2) بِهِ. قال الحافظ: . . . وإذا ذكره وهو على معصيته ذكره (¬3) بلعنته. 40 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} وَقَالَ عِكْرِمَةُ (¬4): وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (¬5)، وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ وَمَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَذَلِكَ إِيمَانُهُمْ وَهُمْ يَعْبُدُونَ غَيْرَهُ. . . 7520 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَىُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ. قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ، قُلْتُ: ثُمَّ أَىّ؟ قَالَ: ¬
41 - باب قول الله تعالى {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم. . .}
ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قُلْتُ: ثُمَّ أَىّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تُزَانِىَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ» (¬1). 41 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ. . .} 7521 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَ الْبَيْتِ ثَقَفِيَّانِ وَقُرَشِىٌّ، أَوْ قُرَشِيَّانِ وَثَقَفِىٌّ -كَثِيرَةٌ (¬2) شَحْمُ بُطُونِهِمْ، قَلِيلَةٌ (¬3) فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟ قَالَ الآخَرُ: يَسْمَعُ إِنْ جَهَرْنَا، وَلاَ يَسْمَعُ إِنْ أَخْفَيْنَا. وَقَالَ الآخَرُ إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا فَإِنَّهُ يَسْمَعُ إِذَا أَخْفَيْنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ} الآيَةَ. قال الحافظ: . . . والتأنيث يسري من المضاف إليه إلى المضاف (¬4)، أو أنث بتأويل شحم بشحوم وفقه بفهوم. ¬
42 - باب قول الله تعالى: {كل يوم هو فى شأن، وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} وقوله تعالى: (لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا}
42 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ، وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ (¬1)} وَقَوْلِهِ تَعَالَى: (لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ (¬2) بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} 7522 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ: كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ كُتُبِهِمْ وَعِنْدَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ أَقْرَبُ الْكُتُبِ عَهْدًا بِاللَّهِ تَقْرَؤُونَهُ مَحْضًا (¬3) لَمْ يُشَبْ. 43 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} وَفِعْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ الْوَحْىُ وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَنَا مَعَ عَبْدِى (¬4) إذا ذَكَرَنِى وَتَحَرَّكَتْ بِى شَفَتَاهُ}. قال الحافظ: . . . أي أنا معه بالحفظ (¬5) والكلاءة لا أنه معه بذاته حيث حل العبد. ¬
46 - باب قول الله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته}
7525 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما فِى قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} قَالَ: نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُخْتَفٍ بِمَكَّةَ فَكَانَ إِذَا صَلَّى (¬1) بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ فَإِذَا سَمِعَهُ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ، أَىْ بِقِرَاءَتِكَ فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ، وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا عَنْ أَصْحَابِكَ فَلاَ تُسْمِعُهُمْ، وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً». 7526 - عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} فِى الدُّعَاءِ» (¬2). 46 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالاَتِهِ} 7530 - عن بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِىُّ وَزِيَادُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ (¬4) قَالَ الْمُغِيرَةُ «أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الْجَنَّةِ». ¬
47 - باب قول الله تعالى {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها}
47 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا} وَقَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أُعْطِىَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا (¬1) بِهَا، وَأُعْطِىَ أَهْلُ الإِنْجِيلِ الإِنْجِيلَ فَعَمِلُوا بِهِ، وَأُعْطِيتُمُ الْقُرْآنَ فَعَمِلْتُمْ بِهِ، وَقَالَ أَبُو رَزِينٍ: يَتْلُونَهُ حق تلاوته: يَعْمَلُونَ بِهِ حَقَّ عَمَلِهِ يُقَالُ يُتْلَى: يُقْرَأُ، ، حَسَنُ التِّلاَوَةِ: حَسَنُ الْقِرَاءَةِ لِلْقُرْآنِ، لاَ يَمَسُّهُ (¬2): لاَ يَجِدُ طَعْمَهُ وَنَفْعَهُ إِلاَّ مَنْ آمَنَ بِالْقُرْآنِ وَلاَ يَحْمِلُهُ بِحَقِّهِ إِلاَّ الْمُوقِنُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وَسَمَّى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم الإِسْلاَمَ وَالإِيمَانَ عَمَلاً، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لِبِلاَلٍ: أَخْبِرْنِى بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِى الإِسْلاَمِ، قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أَرْجَى عِنْدِى أَنِّى لَمْ أَتَطَهَّرْ إِلاَّ صَلَّيْتُ، وَسُئِلَ: أَىُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ الْجِهَادُ ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ (¬2). 7533 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَنْ سَلَفَ مِنَ الأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أُوتِىَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ ثُمَّ عَجَزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِىَ أَهْلُ الإِنْجِيلِ الإِنْجِيلَ فَعَمِلُوا بِهِ حَتَّى صُلِّيَتِ الْعَصْرُ ثُمَّ عَجَزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيتُمُ الْقُرْآنَ فَعَمِلْتُمْ بِهِ حَتَّى غَرَبَتِ ¬
48 - باب وسمى النبى صلى الله عليه وسلم الصلاة عملا
الشَّمْسُ فَأُعْطِيتُمْ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، فَقَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ هَؤُلاَءِ أَقَلُّ مِنَّا عَمَلاً وَأَكْثَرُ أَجْرًا، قَالَ اللَّهُ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لاَ، فقَالَ: فَهْوَ فَضْلِى أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ» (¬1). 48 - باب وَسَمَّى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ عَمَلاً 7534 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضى الله عنه أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَىُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ (¬2) لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، ثُمَّ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ». 50 - باب ذِكْرِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَرِوَايَتِهِ عَنْ رَبِّهِ 7536 - عَنْ أَنَسٍ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عز وجل قَالَ: «إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَىَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِذَا أَتَانِى مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً» (¬3). 7539 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ قَالَ: «لاَ يَنْبَغِى لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ (¬4) إِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى». ¬
7540 - عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِىِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ -أَوْ مِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ- قَالَ: فَرَجَّعَ فِيهَا قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ مُعَاوِيَةُ يَحْكِى قِرَاءَةَ ابْنِ مُغَفَّلٍ وَقَالَ: «لَوْلاَ أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْكُمْ لَرَجَّعْتُ كَمَا رَجَّعَ ابْنُ مُغَفَّلٍ يَحْكِى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ: كَيْفَ كَانَ تَرْجِيعُهُ (¬1) قَالَ: آآ آثَلاَثَ مَرَّاتٍ». 7543 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ: أُتِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ زَنَيَا فَقَالَ لِلْيَهُودِ «مَا تَصْنَعُونَ بِهِمَا؟ قَالُوا نُسَخِّمُ (¬2) وُجُوهَهُمَا وَنُخْزِيهِمَا، قَالَ: فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، فَجَاءُوا فَقَالُوا لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَرْضَوْنَ يَا أَعْوَرُ: اقْرَأْ فَقَرَأَ حَتَّى انْتَهَى عَلَى مَوْضِعٍ مِنْهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ قَالَ: ارْفَعْ يَدَكَ فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهِ آيَةُ الرَّجْمِ تَلُوحُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ عَلَيْهِمَا الرَّجْمَ وَلَكِنَّا نُتكَاتِمُهُ بَيْنَنَا فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا، فَرَأَيْتُهُ يُجَانِئُ عَلَيْهَا الْحِجَارَةَ». ¬
52 - باب قول النبى صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن مع الكرام البررة
52 - باب قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ 7544 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَىْءٍ مَا أَذِنَ (¬1) لِنَبِىٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ». 7547 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مُتَوَارِيًا بِمَكَّةَ وَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ، فَإِذَا سَمِعَ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ (¬2) وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا}». 7549 - عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَرَأْسُهُ فِى حَجْرِى وَأَنَا حَائِضٌ» (¬3). ¬
53 - باب قول الله تعالى {فاقرءوا ما تيسر منه}
قال الحافظ: . . . والأول من إضافة الموصوف إلى صفته والمراد بالسفرة الكتبة جمع (¬1) سافر مثل كاتب وزنه ومعناه. قال الحافظ: . . . وأخرجه مسلم بلفظه من طريق زرارة بن أبي (¬2) أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة مرفوعًا "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة". 53 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنه} 7550 - عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قال: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِى حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِى الصَّلاَةِ فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ فَلَبَبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِى سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: كَذَبْتَ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنِّى سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حرفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا فَقَالَ: أَرْسِلْهُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ؟ فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِى سَمِعْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اقْرَأْ ¬
55 - باب قول الله تعالى: {بل هو قرآن مجيد * فى لوح محفوظ}
يَا عُمَرُ؟ فَقَرَأْتُ فَقَالَ: كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ (¬1) فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ (¬2). 55 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِى لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} 7554 - عن أَبي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ: إِنَّ رَحْمَتِى سَبَقَتْ غَضَبِى فَهْوَ مَكْتُوبٌ (¬3) عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ». 56 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} 7555 - عَنْ زَهْدَمٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ هَذَا الْحَىِّ مِنْ جُرْمٍ (¬4) وَبَيْنَ الأَشْعَرِيِّينَ وُدٌّ وَإِخَاءٌ، فَكُنَّا عِنْدَ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ فَقُرِّبَ إِلَيْهِ الطَّعَامُ فِيهِ لَحْمُ دَجَاجٍ ¬
وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِى تَيْمِ اللَّهِ كَأَنَّهُ مِنَ الْمَوَالِى فَدَعَاهُ إِلَيْهِ فَقَالَ الرجل: إِنِّى رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ فَحَلَفْتُ لاَ آكُلُهُ: فَقَالَ: هَلُمَّ فَلأُحَدِّثْكَ عَنْ ذَاكَ، إِنِّى أَتَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فِى نَفَرٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ، قَالَ: «وَاللَّهِ لاَ أَحْمِلُكُمْ وَمَا عِنْدِى مَا أَحْمِلُكُمْ، فَأُتِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِنَهْبِ إِبِلٍ فَسَأَلَ عَنَّا فَقَالَ: أَيْنَ النَّفَرُ الأَشْعَرِيُّونَ؟ فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ غُرِّ لذُّرَى ثُمَّ انْطَلَقْنَا، قُلْنَا مَا صَنَعْنَا؟ حَلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَحْمِلُنَا وَمَا عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُنَا ثُمَّ حَمَلَنَا، تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ، وَاللَّهِ لاَ نُفْلِحُ أَبَدًا فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا لَهُ، فَقَالَ: لَسْتُ أَنَا أَحْمِلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ (¬1)، إِنِّى وَاللَّهِ لاَ أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلاَّ أَتَيْتُ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَتَحَلَّلْتُهَا». قال الحافظ: . . . ولعل غرض البخاري في تكثير هذا النوع في الباب وغيره بيان جواز ما نقل عنه أنه قال "لفظي بالقرآن مخلوق" (¬2) إن صح عنه. قلت: قد صح عنه أنه تبرأ من هذا الإطلاق فقال "كل من نقل عني أني ¬
قلت لفظي بالقرآن مخلوق فقد كذب عليّ، وإنما قلت أفعال العباد مخلوقة" أخرج ذلك غنجار في ترجمة البخاري من تاريخ بخارا بسند صحيح إلى محمد بن نصر المروزي الإمام المشهور أنه سمع البخاري يقول ذلك، ومن طريق أبي عمر وأحمد بن نصر النيسابوري الخفاف أنه سمع البخاري يقول ذلك. . 7562 - عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ (¬1) تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ (¬2) فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ ¬
إِلَى فُوقِهِ، قِيلَ مَا سِيمَاهُمْ؟ قَالَ: سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ (¬1) -أَوْ قَالَ- التَّسْبِيدُ». قال الحافظ: . . . فيستلزم أن كل من كان محلوق الرأس فهو من الخوارج والأمر بخلاف ذلك اتفاقاً ثم أجاب بأن السلف (¬2) كانوا لا يحلقون رؤوسهم إلا للنسك أو في الحاجة. قال الحافظ: . . . تنبيه: وقع لابن بطال في وصف الخوارج خبط أردت التنبيه عليه لئلا يغتر به، وذلك أنه قال: يمكن أن يكون هذا الحديث في ¬
58 - باب قول الله تعالى {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} وأن أعمال بنى آدم، وقولهم يوزن
قوم عرفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالوحى أنهم خرجوا ببدعتهم عن الإسلام إلى الكفر وهم الذين قتلهم عليّ بالنهروان حين قالوا إنك ربنا فاغتاظ عليهم وأمر بهم فحرقوا بالنار فزادهم ذلك فتنة وقالوا الآن تيقنا أنك ربنا (¬1) إذ لا يعذب بالنار إلا الله انتهى. . . 58 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} وَأَنَّ أَعْمَالَ بَنِى آدَمَ، وَقَوْلَهُمْ يُوزَنُ 7563 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِى الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ» (¬2). ¬
تم ختم هذا الكتاب في العاشر من جمادى الأولى من سنة 1409 هـ-وقد بدأنا بقراءته بتاريخ 18/ 5/ 1408 هـ-فاستغرقنا بقراءته سنة إلا ثمانية أيام والله الموفق